المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june02.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح،مَولُودُ الجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُّوحِ رُوح.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/هل من عقوبات أميركية فعلاً على سياسيين ومسؤولين وأصحاب شركات أحزاب لبنانيين من العملاء لحزب الله؟

الياس بجاني/عمر الثورة في لبنان يوم واحد واسمها ثورة الثلاثين من أيار

الياس بجاني/حزب الله جيش إيراني يحتل لبنان ويتحكم بحكمه وحكامه

الياس بجاني/للمعرابي والفتي ولكل باقي أصحاب شركات أحزابنا التجارية الذمية: شاهدوا مقابلة سيمون أبوفاضل لعلكم تُطلّقون الإسخريوتي وتشهدون للحق وترمون الثلاثين من فضية وتسيرون نحو الأبواب الضيقة/مع فيديو مقابلة أبوفاضل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

13 إصابة جديدة بفيروس كورونا في لبنان!

السفيرة الأميركية تكشف عن عقوبات جديدة

رسائل السفيرة الأميركية شكلاً ومضموناً: لا مساعدات من دون رياض سلامة!

الاتحاد السرياني العالمي : متمسكون بالطرح الفيدرالي وإرادة الشعوب حتما ستنتصر

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 1/6/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في الأول من حزيران 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار : الانتفاضة 2 تنطلق… مُتعثّرة

مجلس القضاء الأعلى أسف لما صدر عن وزيرة العدل في سياق مقاربتها للتشكيلات القضائية

نجم: وقعت مرسوم التشكيلات القضائية والاهم منها قانون استقلالية القضاء

المكتب الإعلامي لوزيرة العدل أوضح ما يتم تداوله حول مشروع مرسوم التشكيلات القضائية

بيان لقاء سيدة الجبل

 آذار… “الإخوة الأعداء”!8

جنبلاط: حاخامات يهود قابلوا نصرالله

حراك الثورة» يسقط المهادنة من بعبدا إلى ساحة النجمة

تسريبات مغلوطة عن المفاوضات مع الصندوق.. والتشكيلات القضائية في عالم النسيان

زخم الثورة يعود إلى الشارع.. ورفض لسلاح “الحزب” من قلب بيروت

الاصرار على التعاون مع دمشق وتجاوزِ “قيصر”: عقوبات بدل الدعم

جعجع: على الحكومة عدم ترك المدرسة الخاصة تسقط

رئاسة الـ2022: معطيات الداخل والخارج تبدلت فمن يحسم؟

قيصر” الأميركي يوجه ضربة موجعة لسورية وروسيا وإيران ولبنان

سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان دوروثي شيا: رياض سلامة يحظى بثقة مالية دولية

ثوار لبنان يُعلنون التعبئة ضد الحكومة… ويحشدون ليوم السبت "الاشتراكي" و"القوات" طالباً باستقالة دياب والوزراء

خزانات مخفية لتهريب المازوت إلى سورية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب: سأحارب من أجل إبقاء أميركا سالمة

تشريح مستقل لجثة جورج فلويد.. مات مختنقا في جريمة قتل

اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في محيط البيت الأبيض

العراق ردا على تقارير إيرانية: منافذنا الحدودية مغلقة معكم حتى إشعار آخر

روسيا تتهم أميركا والناتو بإجراء مناورات استفزازية قرب حدودها

العراق يتجه للعرب ويبتعد عن التبعية لإيران ودعوات لانتخابات مبكرة

اعتقال "داعشي" حاول التسلل بعد هربه من مخيم الهول في سورية

هل يشكل “قانون قيصر” بداية النهاية لنظام الأسد؟

ليبيا... «دليل للمبتدئين»..خلفيات الصراع وأطرافه الأساسية وموازين القوى

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان الميثاق تتنازعه الفِدرالية من جهة، وجمهوريّة الملالى الإسلاميّة من الجهة المقابلة/المخرج يوسف ي. الخوري

قيصر"... يجرّ لبنان إلى ويلات سوريا/علي الأمين/نداء الوطن

الفيدرالية والتقسيم... في الوقت الضائع/صلاح سلام /اللواء

«حزب الله» واغتيال الصيغة/سام منسى/الشرق الأوسط

على طريقة حصان طروادة.. “جيش كورونا الخفي” لـ”الحزب”/حسين طليس/الحرة

عن "الفيدرالية" و...بعض الفيدراليين/ملكار الخوري/ليبانون ديبايت

 باسيل و"حزب الله" في مرمى عشائر بعلبك الهرمل/عيسى يحيى/نداء الوطن

الدور المسيحي المفقود في لبنان والمنطقة/سعد كيوان/الإسبوع العربي

أتستغبينا يا ظريف؟/بشارة شربل/نداء الوطن

عصابة الفيول وتجنيس الفاسدين/راجح الخوري/الشرق الأوسط

الموت الرحيم مع نصرالله/يوسف بزي/المدن

بنان ليس خطأ تاريخيا/توفيق شومان

فخ الانتخابات النيابية المبكرة/أديب نعمة/المدن

"قانون قيصر": لبنان دولة خصم ولا عطف على المسيحيين/منير الربيع/المدن

في ذكرى سمير قصير: بيروت تنتظر ربيعها.. كذلك دمشق/إيلي الحاج /أساس ميديا

هكذا ضغط بشار الأسد لتوزير جبران باسيل/قاسم يوسف/أساس ميديا

مجموعات تشرين المتشرذمة إلى الشارع: الانتخابات أم إسقاط النظام؟/وليد حسين/المدن

اليونيفيل" على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بين الرافضين والعاجزين/رفيق خوري/انديبندت عربية

إلى المؤرّخ والمناضل العزيز الدكتور عصام خليفة/الدكتور نسيم الخوري/الكلمة أولاين

لبنان الذي نريد؟/د. توفيق هندي

اضطرابات أميركا: من أين وإلى أين؟/د. وليد فارس/انديبندت عربية

د. وليد فارس: لهذه الأسباب اتهمني الإخوان بالعمل سراً لمصر/العربية.نت

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى بقرادونيان ورئيس المجلس العام الماروني الخازن: الرئيس مع الكف عن اطلاق طروحات تثير جدلا لا يفضي الى أي تطوير في نظامنا

عون استقبل الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية لانتهاء ولايتها: انتن مؤهلات لتكريس وحدة لبنان عون روكز: كرسناها مرجعية أولى لقضايا النساء

بري إستقبل السفير البريطاني وعرض الوضع المالي مع جمعية المصارف صالح الغريب : لن نتساهل في موضوع التعيينات

المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء: لم يحصل أي التزام أو نقاش أو تبنّ لقانون قيصر للعقوبات الاميركية في جلسة المجلس

دياب بحث في الوضع الامني مع فهمي وعثمان وعرض واللقاء التشاوري للاوضاع

دياب استقبل الهيئة الوطنية لشؤون المرأة لانتهاء ولايتها وأيد تضمين القانون الانتخابي الكوتا النسائية

حتي التقى سفيرة كندا وبحث مع سفيرة ايطاليا في التجديد لليونيفيل

ابو سليمان: حالة النكران لا تفيد ويجب اتخاذ إجراءات إصلاحية جذرية

الريس زار الأباتي الهاشم موفدا من جنبلاط: تقدير للمواقف العقلانية في المحطات الصعبة

رسالةٌ "مفتوحة" إلى رئيس الجمهورية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح،مَولُودُ الجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُّوحِ رُوح.

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من05حتى08/:”أَجَابَ يَسُوعُ وقالَ لِنيقُودِيمُس: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح. مَولُودُ الجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُّوحِ رُوح. لا تَعْجَبْ إِنْ قُلْتُ لَكَ: عَلَيْكُمْ أَنْ تُولَدُوا مِنْ جَدِيد. أَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاء، وأَنْتَ تَسْمَعُ صَوتَهَا، لكِنَّكَ لا تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي ولا إِلى أَيْنَ تَمْضِي: هكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ الرُّوح».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هل من عقوبات أميركية فعلاً على سياسيين ومسؤولين وأصحاب شركات أحزاب لبنانيين من العملاء لحزب الله؟

الياس بجاني/01 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86837/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%8b/

كم كان اللبناني السيادي واللبنانوي يتمنى لو أن الإدارة الأميركية ومنذ سنين قد كشرت عن أنيابها بوجه عملاء حزب الله في لبنان من المسؤولين والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب والممولين ووضعت البعض منهم على قوائم الإرهاب وتحديداً أولئك الذين يمولون الحزب من المغتربين.

إلا أن الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ قيام حزب الله سنة 1982 اكتفت فقط بالتهديد الكلامي ولم تتخذ عملياً أية إجراءات رادعة في مجال العقوبات، وبالتالي تمادى الإسخريوتيون والملجميون من اللبنانيين في الوطن المحتل وكذلك في بلاد الانتشار في فجورهم وغيهم وشرودهم ولم يأخذوا التهديدات الأميركية على محمل من الجد ومدوا ولا يزالون يمدون حزب الله الإرهابي والإجرامي بإكيسر الحياة وويساعدونه على التمدد على حساب لبنان واللبنانيين.

وحتى يومنا هذا وبعد أن امسك حزب الله بلبنان حكماً وحكاماً وأحزاباً وإعلاماً ومؤسسات وحدوداً واقتصاداً لم تطاول العقوبات الأميركية لا من قريب ولا من بعيد أي لبناني سياسي أو مسؤول أو صاحب شركة حزب أو ممول من عملائه واقتصرت العقوبات فقط على قادته الكبار والفاعلين.

من هنا فإنه من الصعب أخذ كلام السفيرة الأميركية أمس أو التصريحات المماثلة لغيرها من المسؤولين الأميركيين على محمل من الجد لجهة احتمال فرض عقوبات على لبنانيين يساعدون حزب الله مالياً وتأيداً ودعماً للاستمرار باحتلال لبنان.

فلو كانت أميركا فعلاً فرّضت عقوبات على كل مسؤول أو سياسي أو ممول لبناني من عملاء حزب الله لما كان الحزب تمدد وفرض سيطرته على لبنان وتحكم بحكامه وسيطر على مجلسي النواب والوزراء فيه وجاء برئيس جمهورية تابع له ولمحوره.

ترى هل الوقت والزمن والظروف والأجندات تغيروا وتبدلوا وحان الوقت أميركياً وعربياً وأوروبياً لإعادة إيران إلى إيران وقصقصت اذرعتها ولجمها وفكفكتها وتجريدها من سلاحها؟

المثل اللبناني يقول “لا تقول فول غي ما يصير بالمكيول.

في الخلاصة، فإنه من أجل لبنان الحرية والسلام والإنسان، ومن أجل استعادة سيادته واستقلاله وقراره ومعاقبة كل من هو عميل لحزب الله ولإيران ولنظام البراميلي بشار الأسد نتمنى أن تكون الإدارة الأميركية جادة هذه المرة ومن ورائها الدول الأوروبية والعربية.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

عمر الثورة في لبنان يوم واحد واسمها ثورة الثلاثين من أيار

الياس بجاني/31 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86798/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%88%d8%a7%d8%ad/

نعم عمر الثورة في لبنان يوم واحد واسمها يجب أن يكون من الآن وصاعداً “ثورة الثلاثين من أيار”؟

لماذا هذا التغيير الجذري ولماذا هذا الاسم الجديد؟

بكل بساطة لأنها في هذا اليوم “الثلاثين من أيار” فقط صوبت البوصلة وصححت مسارها ووضعت على سلم أولويتها القرارات الدولية 1559 و1701 و1680 وشخصت المرض الملالوي والسرطاني الذي هو احتلال حزب الله.

يوم أمس ولأول مرة الثورة لم تداهن ولم تمارس الذمية ولم تتجابن ولم تساير أحداً ولم تتلهى بأعراض مرض الاحتلال اللاهي دون تسميته كما كان حالها منذ أن انطلقت في السابع عشر من آذار..

قال الثوار وبشجاعة نريد تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة التي تنص بنودها على بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبناني بقواها الذاتية وتجريد كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها وضبط الحدود واستعادة السيادة والاستقلال والقرار.

ونعم لا حل كبير أو صغير في لبنان المحتل في أي حقل وعلى أي مستوى لا اليوم ولا في أي يوم ما لم يتم حل حزب الله وتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة وتفكيك الدويلة وضبط الحدود.

عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإن حزب الله هو المصيبة وهو الكارثة وهو السرطان وهو الكورونا وهو الشيطان الرجيم الذي ابتلى لبنان وشعبه به.

هذا الحزب الممذهب والإيراني حتى العظم لا يعرف غير ثقافة الموت والدمار والإغتيالات والتمذهب والحروب والنفاق والمتاجرة بقضية فلسطين وممارسة كل أنواع الإجرام والإرهاب ولا يبشر بغيرها.

إضافة إلى أنه منظمة إجرامية ويمارس كل أنواع الإجرام في العشرات من الدول العربية وغير العربية وموضوع على قوائم إرهاب 57 دولة.

كما أن كل الشعارات التي يرفعها تحت خانة الممانعة والمقاومة والتحرير والعفة والقيم والأخلاق ومخافة الله هي رزم من النفاق والدجل وعدة شغل لا أكثر ولا أقل، وهو يتلطى خلفها لخداع الناس وذلك خدمة لمشروع أسيادة الملالي الفرس التوسعي والإحتلالي والمذهبي والإرهابي والدكتاتوري.

يبقى أن حزب الله ليس لبنانياً ولا عربياً، بل هو جيش إيراني إرهابي وإجرامي يحتل لبنان ويعادي الشعب اللبناني ويسعى لإذلاله واستعباده وافقاره وتهجيره.

في الخلاصة، فإن الثورة الحقيقة في لبنان المحتل بدأت أمس في الثلاثين من أيار وهي أن أرادت أن تستمر وتحقق أهدافها الوطنية والسيادية والتحريرية فعليها أن تبقي مصرة على ما طالبت به دون تردد أو خوف أو مساومات وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حزب الله جيش إيراني يحتل لبنان ويتحكم بحكمه وحكامه

الياس بجاني/30 أيار/2020

*حزب الله منظمة إجرامية وإرهابية تابعة كلياً للحرس الثوري الإيراني وهي تأخذ لبنان رهينة وقد حولته إلى محزن أسلحة ومعسكر وقاعدة إرهاب إيرانية.

*الملاحقة القانونية حزب الله الدولية والأميركية والعربية مستمرة وهي بإذدياد مطرد.

*حزب الله موضوع على قوائم إرهاب 56 دولة.

*تسليم قبرص للمدعو "دياب" كان سبقه عمليات تسليم أفراد من حزب الله في دول متعددة إلى أميركا.

*البراغوي سلمت لأميركا الأخوين حمادة وفرحات الأعضاء بحزب الله والمغرب سلم أميركا في سنة 2107 قاسم تاج الدين وهو من كبار ممولي حزب الله.

*حزب الله صحيح أن أفراده يحملون الجنسية اللبنانية، إلا أنهم لا يمتون للبنان بصلة وهم وطبقاً لكل المعايير القانونية جنود مرتزقة تابعيين 100% للنظام الإيراني وتحديداً للحرس الثوري الإيراني..مالهم وتدريبهم وثقافتهم وولائهم ومرجعيتهم وقراراهم هو إيراني ولا علاقة أو صلة للبنان بهم.

*حزب الله يحتل لبنان منذ العام 2005 وقد حل مكان المحتل السوري وهو يتحكم بالدولة اللبنانية بالكامل ويسيطر بالقوة والإرهاب على الرئاسات الثلاثة وعلى كل مؤسسات الدولة وممسك بالحدود مع سوريا والقرار له وليس للجيش اللبناني.

*في الجنوب ينتهك الحزب القرار الدولي 1701 والق5رار 1559 ويسيطر على الحدود وله هناك الآلاف المقاتلين كما أنه يملك مخازن أسلحة متنوعة منها الصواريخ تحت الأرض وفوقها.

*في الخلاصة حزب الله منظمة إجرامية وإرهابية وتمارس أعمالها اللاقانونية في لبنان وفي العديد من الدول ومنها دول أميركا الجنوبية حيث يشارك المافيات ويتعاون معهم في كل ما هو ممنوع وغير قانوني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

للمعرابي والفتي ولكل باقي أصحاب شركات أحزابنا التجارية الذمية: شاهدوا مقابلة سيمون أبوفاضل لعلكم تُطلّقون الإسخريوتي وتشهدون للحق وترمون الثلاثين من فضية وتسيرون نحو الأبواب الضيقة/مع فيديو مقابلة أبوفاضل

الياس بجاني/29 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86743/86743/

بداية فإن المنطق والعقل يقولان بأن كل إنسان لا يعترف بعلته..العلة هذه تقتله. وبما أن المعرابي ما غيره، يفاخر بعناد ويصر “ويقاوح” مدعياً بأسلوب مرّضي بأنه لم يخطئ بتكويعته الإنتهازية والرئاسية ع عون وانتخابه للرئاسة والإتفاق معه على تقاسم المسيحيين حصصاً..فهو سياسياً يعتبر فاشلاً وقصير النظر ومعدوم الرؤية عملاً بكل المعايير الديموقراطية، لا بل هو أبو الفشل ومطلوب منه الإستقالة… ولكنه بالطبع لن يفعل فالشركة شركته ويلي مش عاجبو يفل ويضرب راسو بالحيط.

يبقى أن وهم كرسي بعبدا المخلع هو وراء الخصي الذاتي السيادي الطوعي للمعرابي ولباقي أصحاب شركات أحزابنا المارونية الذمية بأكثر من أمتياز.

وفي نفس جائحة العناد وقصر النظر هذه ينام ويفيق فتى الكتائب الأغر “والمغرور” وهو يردد لازمة “الإنتخابات النيابية المبكرة” ومش فارقا معه لا سلاح حزب الله ولا احتلاله ولا سلطته وقدراته التزويرهة والتعطيلية…ولا نتائج كل الإنتخابات منذ العام 2005 التي عطل الحزب عملياً نتائجها التي جاءت بأكثريات ضده.

ننصح المعرابي والفتى الراكب موجة العلمانية ومعهما والصهرين روكز وباسيل وكل من يلف لفهم ويقول قولهم ومعهم كل ربع الذميين والباطنيين والطرواديين.. ننصحهم بمشاهدة مقابلة سيمون أبوفاضل لعلهم يستفيقون من غيبوبتهم ويخرجون من قصور الأوهام واحلام اليقظة التي يعيشون منعزلين في داخلها فيما هم غائبين ومغيبين عن قضايا الموارنة وعن كل ما هو سيادة واستقلال ومقاومة وقد أدمنوا لحس المبارد والتملق المذل لبري وحزب الله.

وللقيمين على تلفزيوني ال أم تي في وال بي سي نقول.. استحوا وعيب ان تستضيفوا بشكل يومي أبواق وصنوج الإحتلال الملالوي وتبخرون لهم، في حين انتم لا تعطون الأحرار والسياديين على الأقل نفس الفرص التي تعطونها لهؤلاء الذين هم أعداء لبنان ومسوقين وقحين للملالي ولمشروعهم .

في الخلاصة: فيا أصحاب شركات أحزابنا الذمية، فإن ذميتكم ونرسيسيتكم واسخريوتيتكم وقصر نظركم وضعف رؤيتكم وقلة إيمانك وخور رجائم يقتلون لبنان الرسالة والهوية والتاريخ ببشير وكل الشهداء ألف مرة كل يوم.

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع ناشر موقع الكلمة اولاين الصحافي سيمون أبو فاضل يعري من خلالها جبن وانانية وتلون وطروادية القيادات والأحزاب المفترض أنها سيادية في مواجهة منطق الإستقواء الفاجر الذي تمارسه الثنائية الشيعية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

13 إصابة جديدة بفيروس كورونا في لبنان!

مواقع الكترونية/01 حزيران/2020

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 13 إصابة جديدة بفيروس كورونا في لبنان ما رفع العدد الاجمالي للإصابات الى 1233. وبحسب التقرير اليومي للوزارة، سُجلت 7 إصابات بين المقيمين، و6 بين الوافدين خلال الساعات الـ24 الماضية.

 

السفيرة الأميركية تكشف عن عقوبات جديدة

اللواء/31 أيار/2020

اعتبرت السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا أنّ "الخطة المالية التي وضعتها الحكومة اللبنانية، طموحة"، واصفة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بـ"الخطوة الاولى الضرورية والمرحب بها".

وفي حديث عبر قناة الـ"OTV"، شدّدت شيا على "وجوب اتخاذ اجراءات ملموسة لتنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها"، مؤكدة أن "الولايات المتحدة لا تزال تراقب تمهيداً لتقييم اداء حكومة حسان دياب التي أبدت رغبة جدية في محاربة الفساد كما قالت"، وأضافت: "المطلوب هو الانتقال من الاقوال الى الافعال وبالتالي تنفيذ ما وعدت به من اصلاحات تضمنتها خطتها الانقاذية ما يشكل المفتاح لإعادة وضع الاقتصاد اللبناني على السكة الصحيحة". ورأت شيا أن "هذه المسالة تتطلّب توافقاً على الأفكار الواردة في الخطّة من قبل الأشخاص الذين خرجوا إلى الشارع في تشرين الأوّل الماضي وطالبوا بهذه الإصلاحات، وكذلك توافقا سياسياً".

ورداً على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة لا تزال تدعم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولاسيما بعد البلبلة التي حدثت في لبنان اخيرا حول امكان اقالته من منصبه، رأت شيا أنه "من الخطأ شيطنة أي شخص أو مؤسّسة أو جعلهم كبش فداء للانهيار الاقتصادي في لبنان، لأنّ ذلك نتيجة عقود من الفساد وسوء الإدارة المالية". وأضافت: "قد يكون البنك المركزي هو الذي سمح بتراكم الديون الكبيرة على البلاد، لكنّني لا اجد انه المسبب لها. أولئك الذين لديهم مصالح راسخة في غنائم النظام السياسي، وأولئك الذين سمحوا باستنزاف أموال البلاد، سواء في قطاع الكهرباء مثلا، أو من خلال حرمان الحكومة من حقّها في الإيرادات نتيجة التهرب الجمركي، هم المسؤولون عن الكارثة الاقتصادية التي نواجهها اليوم". وأكّدت شيا أنّ "تعيينات المركزي قرار يعود للحكومة اللبنانية"، موضحة أن "الولايات المتحدة لطالما عملت بشكل وثيق مع سلامة على مر السنوات"، مؤكدة أنّ "الأخير يحظى بثقة كبيرة في المجتمع المالي الدولي واذا لم يكن لدى هذا المجتمع ثقة في قيادة المؤسسات المالية الكبرى بالبلاد، فأعتقد أنّه لن يكون هناك أي تدفق للاستثمار أو النقد الذي يحتاجه اقتصاد لبنان".

وفي ما خصّ الكلام عن إبلاغها رئيس الحكومة حسان دياب والنائب جبران باسيل برسالة أميركية مفادها أن "سلامة خطّ أحمر"، فقالت شيا: "لا احب التعليق على محادثاتي الدبلوماسية الخاصة، لكن الاكيد ان ما قرأته بالاعلام من تكهنات هي اختلاق". وتابعت: "لقد وصفت وبصراحة تامة ما هي سياستنا كحكومة للولايات المتحدة تجاه البنك المركزي". ونفت شيا "ما يقال عن رغبة أميركية وعمل جدي على خنق لبنان اقتصادياً ومالياً"، مؤكدة أن "تدخلها لدى سلامة لمنع العمل على حماية الليرة اللبنانية هي مزاعم منافية للعلق والمنطق".

وأكدت شيا أنّ "ما تريده الولايات المتحدة هو ازدهار اقتصاد لبنان مذكرة بما قدمته الاخيرة وعلى مر السنوات من مساعدات للبنان"، موضحة أنه "سيتم الاعلان الأسبوع المقبل عن مساعدة جديدة ستذهب لدعم بعض المنح الدراسية لطلّاب الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية لمساعدتهم على دفع أقساطهم الجامعيّة في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة الصعبة التي يمر بها لبنان". ورداً على سؤال عما اذا كان المطلوب راس حزب الله او سلاح حزب الله مقابل فك الحصار الاقتصادي عن لبنان، ردت شيا بالقول: "ليس هناك من اي حصار اقتصادي أو مالي اصلاً، أفترض أنك تقصدين العقوبات الأميركية وتحديداً العقوبات الاقتصادية الأميركية التي تستهدف المنظمات الإرهابية ومن يدعمها مادياً. وسيكون هناك أيضاً سلة أخرى من العقوبات التي ستطال المتورّطين بالفساد، ولكن هذه العقوبات لا تحرم لبنان من التجارة والاستثمار".

وأضاف: "الاساس هو ان هذه العقوبات لا تتيح لهذه الجهات المخرّبة بالتسلّل إلى النظام المالي الأمي، لقد طعن حزب الله بسمعة بلدك الماليّة ومصداقيّته. لماذا قد يرغب المستثمر الدولي في أن يرتبط اسمه بأموال فاسدة تابعة لمنظمة إرهابية أو متورّطة بغسل الأموال الناتجة عن عائدات تهريب المخدرات؟ هذه ليست سوى أمثلة قليلة. لذا فمن مصلحة شعب لبنان أن يكون لديه اقتصاد نظيف وهذا ما سيجذب المستثمرين الدوليين". وفي إجابة على سؤال عمّا إذا كانت العقوبات ستشمل حلفاء حزب الله، قالت شيا: "العقوبات تستهدف حزب الله، لكنها قد تشمل أيضاً أولئك الذين يساعدون حزب الله ويدعمونه. كذلك سيكون هناك فئة جديدة من العقوبات التي ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من حزيران وستطال قتلة المدنيين في سوريا. قد تكون هناك بعض الأطراف هنا متورطة في سلة العقوبات هذه أيضاً".

 

رسائل السفيرة الأميركية شكلاً ومضموناً: لا مساعدات من دون رياض سلامة!

IMLebanon/01 حزيران/2020 

معبّرة جداً كانت مقابلة السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا لتلفزيون الـOTV مساء الأحد. وقدّمت مصادر متابعة قراءتها لكلام شيا كالآتي: في الشكل اختارت سفيرة واشنطن أن تقدّم كل الدعم الأميركي المعلن لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة عبر الـOTV تحديداً، أي عبر تلفزيون العهد ورئيس الجمهورية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، بحيث تصل رسائلها أسرع ومن قلب البيت البرتقالي. هكذا ومنعاً لأي التباس قالت شيا ما كانت ترغب بقوله في المقابلة وقد أعدت أجوبتها بإتقان شديد لتكون الرسائل واضحة بما يكفي، لا بل إنها ومن على منبر الـOTV تحديداً أعلنت ما لم يقله الأميركيون من قبل.

أما في المضمون، تضيف المصادر، فاعتمدت شيا على 3 عناصر أساسية:

ـ العنصر الأول تبرئة رياض سلامة من المسؤولية التي حاول “حزب الله” وفريقا رئيسي الجمهورية والحكومة إلصاقها به إذا قالت شيا: “الولايات المتحدة عملت بشكل وثيق مع رياض سلامة على مر السنوات ومن الخطأ شيطنة أي شخص أو مؤسسة أو جعلهم كبش فداء للانهيار الاقتصادي في لبنان لأنّ ذلك نتيجة عقود من الفساد وسوء الإدارة المالية”. وبالتالي بحسب المفهوم الأميركي، فإن العهود والحكومات المتعاقبة تتحمل مسؤولية ما حصل وليس حاكم مصرف لبنان، ولا يجوز البحث عن “كبش محرقة”!

ـ العنصر الثاني هو نفي ما تم تسريبه سابقاً عن مضمون لقاء لها مع الوزير السابق جبران باسيل، فأكدت أن “كل ما قرأته بالإعلام من بأنني أبلغت رئيس الحكومة حسان دياب ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل رسالة أميركية بأن سلامة خط أحمر تكهنات وهي اختلاق”، وأضافت: “لكنني وصفت وبصراحة تامة ما هي سياستنا كحكومة للولايات المتحدة تجاه البنك المركزي”، مؤكدة رضى الولايات المتحدة عن أداء سلامة وتعاونه مع وزارة الخزانة الأميركية.

ـ العنصر الثالث والأهم هو أن حسمها أن “سلامة يحظى بثقة كبيرة في المجتمع المالي الدولي وإذا لم يكن لدى هذا المجتمع ثقة بقيادة المؤسسات المالية الكبرى بالبلاد فأعتقد أنّه لن يكون هناك أي تدفق للاستثمار أو النقد الذي يحتاجه اقتصاد لبنان”.

وبهذا المعنى أنهت السفيرة الأميركية، وبالضربة القاضية، كل المحاولات التي كانت قائمة لاستهداف رياض سلامة ومن خلفه القطاع المصرفي، سواء من الحكومة أو من العهد، وكرّست المعادلة الآتية: لا مساعدات ولا استثمارات ولا أموال من دون رياض سلامة!

 

الاتحاد السرياني العالمي : متمسكون بالطرح الفيدرالي وإرادة الشعوب حتما ستنتصر

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

عقد حزب الاتحاد السرياني العالمي برئاسة رئيسه إبراهيم مراد اجتماعا في مقر منسقية الحزب في مدينة زحلة، في حضور الامين العام للحزب المحامي ميشال ملو، منسقة الحزب المحامية ساندرا كفوري وأعضاء الهيئة التنفيذية ومسؤولي قطاعات وأقسام ولجان. وأعلن مراد في خلال الاجتماع "أن الحزب متمسك وخاصة في هذه الظروف بطرحه الداعي لإقامة النظام الفدرالي الاتحادي في لبنان ودول الشرق الأوسط والذي تبناه الحزب رسميا عام 2015، حيث كنا من المؤسسين والمنضوين ضمن المؤتمر الدائم للفيدرالية من أجل لبنان"، مؤكدا أنه "النظام الأفضل لشعوب متعددة الثقافات والأديان والإثنيات". ولفت الى ان الحزب كان حذر "خلال السنوات السابقة مما ستؤول إليه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ولبنان من حروب وانهيارات للاقتصاد وصولا للإفلاس والفقر والجوع وقد وصلنا لأن لا من يسمع ولا من يتعظ". معتبرا "أن أكثرية هذه الأصوات والفئات الرافضة للنظام الفيدرالي هي من المستفيدين من النظام المركزي الذي تحكم من خلاله كافة المكونات فارضة عليهم نظام الاستعباد وإلغاء الآخر". وأكد مراد "أن إرادة الشعوب المناضلة في سبيل كرامتها وحقوقها وحريتها حتما ستنتصر".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 1/6/2020

وطنية/الإثنين 01 حزيران 2020

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان استأنف محادثاته اليوم مع صندوق النقد الدولي وتمحورت جولة المفاوضات التاسعة حول الاصلاحات المالية على ان تستكمل المشاورات نهار الاربعاء..

تزامنا لجنة تقصي الحقائق النيابية عقدت جلسة لها بعيدة عن الاعلام في اطار استكمال البحث للوصول الى ارقام موحدة في عملية التفاوض.

الى ذلك: يعود الصرافون النظاميون الى العمل يوم الاربعاء المقبل وفق آلية اتفق عليها مع الحكومة ستخضع لاختبار مدى قدرتها على ضبط سعر الدولار ولجم تصاعده المستمر، بالتزامن مع اختبار قدرة تعاميم مصرف لبنان على احتواء ازمة الاسعار المرتفعة، ‏من خلال آلية الدعم لعدد من السلع، بسعر لا يتخطى الـ3200 ليرة لكل دولار وقد اكد وزير الاقتصاد لتلفزيون لبنان ان الايام المقبلة ستشهد انخفاضا لاسعار بعض السلع التي تدعمها الدولة.

واليوم دخل قرار تخفيف اجراءات التعبئة العامة حيز التنفيذ، فعاودت المؤسسات التجارية والمجمعات التجارية فتح أبوابها، فيما سجل عداد كورونا 13 اصابة ما رفع العدد الاجمالي الى 1233.

وفيما تحبس المنطقة انفاسها قبل دخول قانون قيصر حيز التنفيذ نفت رئاسة الحكومة حصول اي نقاش او التزام او تبني لقانون قيصر موضحة ان الحكومة بصدد دراسة تأثير هذا القانون على لبنان والهوامش التي يمكن للحكومة العمل فيها من دون حصول ارتدادات سلبية على البلد.

الى ذلك: يعقد مجلس الوزراء جلسة له في السراي غدا تغيب عنها التعيينات فيما وقعت وزيرة العدل ماري كلود نجم التشكيلات القضائية بعد اشهر من احالتها اليها من قبل مجلس القضاء الاعلى وارفقت التوقيع بتغريدة قالت فيها "وقعت مرسوم التشكيلات القضائية بالرغم من ملاحظاتي التي اتمسك بها، والآن اهم من التشكيلات القضائية هو قانون استقلالية القضاء".

رئيس الجمهورية يلتقي غدا سفراء الدول الخمس شارحا موقف لبنان المتمسك بالقرار 1701 وبالتعاون مع اليونيفيل دون تعديل بمهماتها..

في الشأن المالي جمعية المصارف في عين التينة وتأكيد على حماية ودائع كبار وصغار المودعين وممنوع الهيركات واعدين ان الاسبوع المقبل سيحمل للبنانيين اخبارا إيجابية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

كبقعة زيت تتوسع الإحتجاجات في الولايات المتحدة الأميركية رغم إعلان حالة الطوارئ في أكثر من ولاية على وقع التهديد والوعيد بإستخدام القوة إذا لزم الأمر من قبل الرئيس دونالد ترامب.

وفيما تخطى التضامن مع جورج فلويد الحدود إلى بريطانيا وألمانيا وغيرهما من الدول كانت الخارجية الأميركية تتهم الحزب الشيوعي الصيني بتحريك شارعها فيما وجهت طهران رسالة بالإنكليزية إلى الشعب الأميركي تعلن فيها الوقوف إلى جانبه في مواجهة النظام الذي يواصل العنف والعنصرية بحق مواطنيه.

اللافت ان الادارة الأميركية ورغم (المغطس) الذي اوقعت نفسها فيه لم تنس موعد تطبيق عقوبات جديدة على سوريا تحت عنوان قانون قيصر.

وربطا بهذا القانون بشقه اللبناني أعلنت رئاسة الوزراء أن الحكومة بصدد دراسة تأثيره على لبنان مشددة على أنه لم يحصل أي التزام أو تبن لهذا القانون في جلسة مجلس الوزراء كما أوردت بعض وسائل الإعلام.في لبنان أيضا ورغم أن وزارة التربية أعلنت عن مواعيد نهاية العام وألغت الإمتحانات إلا أن الحكومة تعيش بدءا من اليوم إمتحانا جديا مع تخفيف إجراءات التعبئة العامة وإعتماد مواقيت جديدة للتنقل ولفتح وإقفال المؤسسات والمجمعات التجارية.

ومن الإمتحان الكوروني إلى جولة جديدة من التفاوض المالي مع صندوق النقد الدولي عقدت وإستبقها رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتأكيد على بذل كل جهده من أجل توحيد مقاربتيْ الحكومة والمصرف المركزي لتقوية موقف لبنان في هذه المفاوضات.

وفي أجندة هذا الأسبوع جلستان لمجلس الوزراء الأولى تعقد غدا في السراي والثانية مرتقبة الخميس في بعبدا وعلى جدول أعمالها ملف التعيينات مجددا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

تخفيف التعبئة وفتح الاسواق التجارية والمؤسسات، كما كان متوقعا أحدثا صدمة سلبية إذ كشفا الواقع الاقتصادي المهترىء، فعدا زحمة السير التي توحي ازدهارا كاذبا ، فإن الحركة التجارية ظلت في حدودها الدنيا، بحيث عكست صورة واضحة عن واقع اللبنانيين الذين أصيبوا إصابات مباشرة بمفاعيل الأزمة المالية الاقتصادية وبتداعيات الكورونا. لكن الأدهى أن الجميع في لبنان والخارج باتوا على معرفة تامة بأسباب الأزمة وكيفية الخروج منها إلا الحكومة اللبنانية التي وقعت وأوقعت البلاد في فخ سداسي الأسنان، عناصره : الإنكار، صندوق النقد، القيصر، الانقسام الحكومي، المعارضة، والامتناع عن العمل المؤسساتي والدستوري. هذا التخبط الذي يغلب المهاترة على المبادرة، أدخلنا في خصومة مع كل الداخل و كل الخارج ودفع اللبنانيين الجياع بدءا من الأمس للعودة الى الشارع ، وقد ضربوا موعدا احتجاجيا مليونيا في السادس من حزيران في ساحة الشهداء وكل الساحات والمساحات والمشكلة الأصعب أن الخروج من الأزمة المالية الاقتصادية الاجتماعية، يفترض بديهيا سلسلة قرارات مترابطة، يكفي أن تنقص حلقة منها لكي يتوقف كل شيء . وهي تبدأ بإثبات وحدانية سيادة الدولة على الحدود والمعابر ولا تنتهي بالتعيينات القضائية وباستقلالية هذا المرفـق . وهنا يلاحظ القاصي والداني أن قرارات ضبط الحدود ، على تواضعها ومحدوديتها، تلاقي رفضا من حزب الله الذي اعتبر أن القرار هو إنفاذ لقانون القيصر الأميركي وخنق للمقاومة . وإذا التفتنا الى التعيينات القضائية فإننا نجد أن وزيرة العدل وقعتها مرغمة وناقدة وبتحفظ بعد أشهر من حجزها في أدراج الوزارة , ما استدعى ردا قاسيا من مجلس القضاء الاعلى ، وهي سترفعها الى رئيس الجمهورية حيث يتوقـع الا يوقـعها للأسباب الشخصية المعروفة. ولا ننسى طبعا الخلاف المكشوف بين أعضاء الفريق الذي يفاوض صندوق النقد حول ارقام الخسائر وغياب خطة النهوض . هذه الصورة رفعت منسوب التشاؤم لدى الخبراء المحليين والدوليين من المستقبل الآتي ، و عـلـت منسوب الضغط السياسي المطالب برحيل الحكومة، وألهبت غضب الناس ولم تترك أمامهم سوى الشارع سبيلا الى التغيير، علما بأنهم لم يجدوا السبيل بعد الى مشروع تغييري موحد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

ارتفعت نيران الغضب الاميركي التي بدأت تحرق اطراف ثوب دونالد ترامب، فتمددت الاحتجاجات الرافضة للفاشية الاميركية التي زادتها عنصرية ادارة دونالد ترامب، الى خمسين ولاية، فيما واصل الرئيس المربك حرفته بصب الزيت على نار الغضب، مستفزا المتظاهرين، بل فاتحا ناره على حكام الولايات الذين وصف بعضهم بالضعفاء، داعيا الى تشديد الاجراءات لمكافحة ما اسماها اعمال العنف التي باتت تتمدد في المجتمع الاميركي.

في المجتمع اللبناني، تقليص التعبئة العامة لا يعني العودة الى الفوضى العارمة. هذا ما يجب ان نعرفه، ونحن نسير في مرحلة المناعة المجتمعية التدريجية كما اشار وزير الصحة العامة حمد حسن.

ولكي نبقى في المنطقة الآمنة، فان المطلوب بحسب الوزير حسن تضافر الجهود لمواجهة جائحة كورونا، وضرورة الالتزام بإرشادات الوقاية والتعقيم، والتباعد الإجتماعي، وعدم التمادي في التساهل أو الإستخفاف بهذه الإرشادات، حرصا على عدم الوقوع في المحظور.

تربويا وحرصا على مصير الطلاب كما تقول الوزارة، كان قرار المدير العام لوزارة التربية الذي حدد انتهاء العام الدراسي في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وترفيع جميع الطلاب الى الصفوف الاعلى وفق نموذج موحد من الوزارة. فيما الآراء لم تكن موحدة حول تداعيات هذا القرار بين اصحاب المدارس الخاصة، الذين يربطون الترفيع بدفع الاقساط.

اما الازمات المقسطة بفعل فاعل، فقد استقرت اليوم في صفيحة البينزين المرهونة في مخازن كبار المستوردين المصرين على امتهان الاحتكار، ولو احرقوا بفعلتهم اعصاب وجيوب اللبنانيين، وهي المحترقة اصلا بنيران زملائهم من محتكري مختلف السلع الاستهلاكية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

بشهادة رسمية أعلنت وزارة التربية انتهاء العام الدراسي فترفع الطلاب عاما إلى الأمام على متن حافلة الإفادات وبشهادة صحية انتقلت البلاد من مرحلة مناعة القطيع إلى المناعة المجتمعية التدريجية بتسجيل ثلاث عشْرة إصابة جديدة بفيروس كورونا والرهان على ضبط الأعداد بحدودها المعقولة متروك لانضباط الوافدين وتقيدهم بشروط الحجر. وعلى مضبطة السرية المصرفية استدعى المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم أكثر من ثلاثين مقاولا نفذوا أعمالا عائدة إلى الدولة وصاروا جمهورية تعمل لمصلحة الجمهورية بكل رضائية واللافت مثول جهاد العرب متعهد الدولة في كل عهودها للمرة الأولى أمام القضاء وأمام الرأي العام فظهر بالصوت والصورة واغرورقت عيناه دمعا تحت عدسات الكاميرا وهو أمسك بغصة كانت كبحصة في حنجرة لدى سؤاله عن الكوستابرافا وما انبعث من روائح صفقات عبر هذا المكب مترامي الطرف لكن مقاول الجمهورية رد بأن الكوستابرافا ليس لآل العرب وأنا لا أملك شيئا فيه أنا مقاول .أمسك القاضي علي ابراهيم الخيط من حيث رست التلزيمات والمناقصات على المقاولين المستدعين إلى التحقيق لرفع السرية عن حساباتهم ومنها للوصول إلى مكامن الهدر في الدولة لكن المتعهدين استندوا إلى القانون نفسه الذي يعطي الصلاحية للجنة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان لا القضاء العادي. فهل فات النيابة العامة المالية هذا الأمر؟ أم الجهاد الأكبر يبدأ بالجهاد الأصغر؟

ومن الجهاد الى الاجتهاد تحت اسم العدل الذي طير التشكيلات من هالك الى مالك. وقد استدعى كلام الوزيرة ماري كلود نجم على قناة الجديد بالأمس ردا من مجلس القضاء الأعلى خاطب نجم بالسيدة وزيرة العدل آسفا لما صدر عنها في سياق مقاربتها غير المنصفة لموضوع التشكيلات القضائية، وما وجهته إلى المجلس من مآخذ غير مسندة وقال إن كلامها عن مآخذ مسلكية تطال بعض القضاة في مراكز محددة، غير مسند ويجافي الواقع، فضلا عن أنه كان من الأجدى إيراده في الملاحظات التي أولى القانون وزير العدل إبداءها حول مشروع التشكيلات، عوضا من ذكرها في وسائل الإعلام.

ولاحقا أصدرت الوزيرة ماري كلود نحم بيانا توضيحيا أعلنت فيه أنها وجهت .كتابا ، إلى رئاسة مجلس الوزراء تطلب بموجبه استعادة مشروع المرسوم ليصار الى تنظيم مشروع جديد يتضمن التعديل الذي أجراه مجلس القضاء الأعلى.

وإلى أن يقضي القضاء ما قدر في السياسة فإن ليس التشكيلات او التعيينات وحدها خاضعة للاجتهاد .. كذلك معها مشاريع الدولة والمتعهدين بالأمانات ومجرور الرملة البيضاء وطوفان الطرقات شواهد حفظت بالسجلات والفيول المغشوش صار بسحر ساحر مطابق للمواصفات بحسب ما قال النائب نزيه نجم. وبعيدا من العدلية إلى المطالبة بالعدل الأعم حيث خرجت الملايين في أكثر من أربعين مدينة أميركية تحدوا كورونا واتحدوا من كل الأجناس والأعراق احتلوا الطرقات وافترشوها لا مع ترامب ولا ضده وتحت شعار واحد هتفوا لا أستطيع أن أتنفس.

واليوم كشفت الصحافة الاميركية أن الرئيس دونالد ترامب مر بساعة لم يكن فيها ليتنفس عندما أجبر يوم الجمعة على الاحتماء في الملجأ لدى اقتراب المتظاهرين من البيت الابيض.

ساعة واحدة قضاها ترامب تحت الارض .. على زمن ساعة رملية بدأت تهز الولايات المتحدة وتهدد استقرارها.

وفي محاولة لاحتواء الشارع جرى تقديم الشرطي مرتكب الجريمة إلى القضاء لكن القضية صارت أبعد وجذورها تمتد الى ماض سحيقس في العنصرية حتى في الوباء حيث أظهرت الإحصاءات وفاة أبيض مقابل ستة من ذوي البشرة الملونة. على الأرض ملايين تظاهروا وتحتها اختبأ ترامب الذي سيصل إلى نهاية السباق الرئاسي وهو يقول " لا أستطيع أن اتنفس".

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

يطرح اللبناني جملة من التساؤلات حول ملفات وقضايا واستحقاقات، ويحتاج إلى أجوبة شافية ووافية عنها.. من هذه الأسئلة: مع دخول قانون قيصر الأميركي الذي يطال النظام السوري، حيز التنفيذ اليوم، هل من تداعيات على لبنان؟ مع وصول المحادثات مع صندوق النقد الدولي إلى الجولة التاسعة، أين أصبحت هذه المحادثات؟ ما هي الطروحات سواء من جانب صندوق النقد، أو من ردود الوفد اللبناني؟ هل من قراءة مالية واحدة أمام صندوق النقد؟ هل البحث محصور بالخطة المالية للحكومة؟ ماذا عن الخطة المالية لجمعية المصارف.

جوابا عن السؤال الأول المتعلق بقانون "قيصر"، الحكومة بصدد دراسة تأثير هذا القانون على لبنان، والهوامش التي يمكن للحكومة العمل فيها من دون حصول ارتدادات سلبية على البلد. ولم يحصل أي التزام أو نقاش أو تبني لهذا القانون في جلسة مجلس الوزراء.

جوابا عن السؤال الثاني، هناك تحفظ في الإفراج عن المعلومات والمعطيات المتعلقة بمضامين المحادثات، فالوفد اللبناني أكتفى بالإيجاز أنه عقد برئاسة وزير المالية الدكتور غازي وزني اجتماعه التاسع مع صندوق النقد الدولي. وتمحور الاجتماع حول موضوع الإصلاحات المالية، على أن تستكمل المشاورات نهار الأربعاء.

جوابا عن الخطة المالية لجمعية المصارف ودرجة قربها أو بعدها عن الخطة المالية للحكومة، فإن هذه القضية كانت محور اللقاء بين الرئيس بري ووفد من الجمعية.

البارز في عناوين اليوم خطوة وزيرة العدل التي تمثلت في توقيع مرسوم التشكيلات القضائية "بالرغم من ملاحظاتي التي اتمسك بها"، كما قالت في التغريدة التي كشفت فيها توقيعها، والتي أضافت فيها "الآن اهم من التشكيلات هو قانون استقلالية القضاء".

في الشق المالي أيضا، معلومات خاصة بالـLBCI ان لجنة تقصي الحقائق في موضوع خطة الانقاذ المالية وهي اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة المال والموازنة، عقدت اجتماعا هو الثاني لها بعيدا عن الاعلام اليوم، حضره وزير المال، ووفد من مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف ووفد من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير ونواب اعضاء في اللجنة التي يترأسها ابراهيم كنعان يمثلون مختلف الكتل النيابية.

وفي المعلومات، فان المجتمعين احرزوا تقدما في موضوع مقاربة الارقام المالية، كما دخلوا في تفاصيل المقاربات المطروحة للمعالجة، وخلص الاجتماع الى اجماع نيابي ينحو في اتجاه المعالجة التدريجية للخسائر، ورفض الـhaircut ، واعتبار النواب ان ما ورد في خطة المصارف من وضع الصندوق السيادي تحت ادارة مصرف لبنان، امر خلافي، فيما المطلوب وضع الصندوق تحت ادارة مستقلة تحمي الموجودات واصول الدولة، كما حمل النواب مصرف لبنان و المصارف جزءا من مسؤولية الافراط في الاستدانة المفرطة للدولة من اموال المودعين.

المجتمعون سيعقدون جلسة ختامية اوائل الاسبوع المقبل.

الجدير ذكره أن هذه الخلاصة مازالت تشكل بندا خلافيا بين النواب وجمعية المصارف.

إذا، هموم اللبناني مالية ونقدية وقضائية بامتياز، فهل من إجابات من الحكومة على هذه الهموم والتساؤلات؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

في مقابل تخفيف اجراءات التعبئة المرتبطة بكورونا تتزايد حملات التعبئة ضد الحكومة في ميادين عدة ومجالات شتى.

يفتح البلد تدريجيا وتغلق المنافذ امام الحكومة تصاعديا . للمرة الاولى منذ عقود ومنذ العام 1978 تاريخ صدور القرار 425 ومجيء القوات الدولية الى الجنوب بعد ما سمي عملية الليطاني والاعتداء الاسرائيلي الذي كرس ما سمي يومها الشريط الحدودي , للمرة الاولى منذاك الوقت تطرح بجدية وعدائية مسألة التجديد لقوات الطوارىء الدولية من باب النية الاميركية - الاسرائيلية لاحداث تغيير على الارض وترسيخ توازنات اقليمية جديدة انطلاقا من التطورات السورية الداخلية والمباشرة بتطبيق قانون قيصر الذي اقره مجلس النواب الاميركي العام 2016 ووقعه دونالد ترامب العام 2019 وسيبدأ تطبيقه هذا الشهر . القانون يفرض عقوبات على الدولة السورية وحلفائها وهذا سابقة ستطال روسيا وايران والصين وكل من يتعامل مع الحكم في دمشق . البارز فيه انه يضع عقوبات على الشركات التي تنخرط في اعادة اعمار سوريا وهو ما يراه اصدقاء سوريا الهدف الاول والابرز من القانون لانه يجعل من واشنطن المقاول الاول في سوريا او الملتزم الاول الذي يمنح تراخيص من الباطن او مباشرة لمن ينضوي تحت لواء واشنطن في المعركة ضد ايران والمنظومة التي تقف الى جانب سوريا منذ 2011 من دون استثناء موسكو التي تمتلك خاصية وميزة التحدث مع واشنطن مباشرة ومع تل ابيب دائما . كما ان القانون يحظر بيع النفط الى سوريا ويمنع شركات الطاقة والغاز من التعامل مع الدولة السورية . اما الشرط الابرز لوقف مفاعيل هذا القانون او تعليق تنفيذه فهو مرهون برحيل الاسد . ما يعني ان المعركة المقبلة مع سوريا وفي سوريا وعلى سوريا تتحضر بقرار وتنتهي بانفجار.

بعد العقوبات على ايران وحزب الله جاء دور سوريا الخاضعة لتوازنات دقيقة بين الايرانيين والروس وبين الروس والاميركيين وبين الاميركيين والايرانيين . من قانون محاسبة سوريا والقرار 1559 الذي استقاق عليه الامين العام للامم المتحدة قبل ايام الى موال تغيير مهام وخفض عديد قوات الطوارىء الدولية الى التشكيك - وبعد 14 عاما - بجدوى القرار 1701 الى الازمة الاقتصادية المالية الاجتماعية غير المسبوقة في لبنان وسوريا في استعادة لمقولة ترابط المسارين وارتباط المصيرين ينتظر اللبنانيون الجلسة الخاصة التي سيعقدها مجلس الامن الدولي هذا الشهر في نيويورك للوقوف على خلفية وعلنية الموقف الاميركي المطالب بتعديل قواعد السلوك لضمان ما يسميه الاميركي منع الظهور المسلح في جنوب الليطاني استنادا الى القرار 1701 من دون ان يتوقف عند العربدة الاسرائيلية اليومية في السماء اللبنانية وعند الفجور المتمادي في استخدام وانتهاك هذه الاجواء لقصف الداخل السوري ومنطقة الحدود اللبنانية السورية والاصرار على الحول وعمى الحقوق والوقوف الى جانب دولة الفجار والكيان المستعار.

وفي الداخل يباطح حسان دياب على جبهة التعيينات الادارية والمالية والتشكيلات القضائية والجبهات الطائفية والخنادق المذهبية ويسعى لفك الحصار عنه من خصم خارجي وشريك داخلي . يلبس الدرع المخصص لتلافي شظايا معارك الانسحابات من الحكومة تارة او تطييره من السراي طورا وغالبيتها معارك تبدأ باستفزاز له وابتزاز لغيره واهتزاز في صورة البلد وعملته وعافيته.

الحكومة تخوض مفاوضات ضارية مع صندوق النقد الدولي لكن من موقع تفاوضي غير متكافىء وتستعد لخوض حرب شوارع مع حراك عاد الى التحرك ولو بزخم منقوص وصف غير مرصوص مع بروز مؤشر لافت يتمثل باستحضار واستعادة شعارات سياسية من زمن 2005 مثل سلاح المقاومة والقرار 1559 والجنوح الى الفوضى والتفلت واطلاق معادلات سياسية - طائفية بدلا من المطالب الاقتصادية المعيشية ومحاربة الفساد واستعادة المال المسروق مع تسجيل تغيير في نمط تعاطي القوى العسكرية والامنية مع بعض المتطاولين على الرموز والمؤسسة العسكرية والمقامات بشكل مبتذل ولا اخلاقي .

صار بالامكان وبعد 6 ايام من دخول اميركا نفق التظاهرات والاحتجاجات اجراء مقارنة ولو بسيطة ونسبية ومتواضعة بين بيروت وواشنطن : كورونا وازمة اقتصادية وتفجر العنف الاسمر والتظاهر والاحتجاج الذي يظهر كل عقدين لكن المفارقات الثلاث الواضحة التي لا تخطئها عين اعشى : السلاح في ايدي الاميركيين اكثر من الموجود عند المقاومة. للمرة الاولى تصنف منظمة اميركية هي انتيفا بالارهابية. تعامل رجال الامن الاميركيين مع مواطنيهم يجعل من الممكن والمنصف اعطاء نظرائهم في الاجهزة الامنية اللبنانية والجيش جائزة نوبل للسلام والاحترام .

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في الأول من حزيران 2020

وطنية/الإثنين 01 حزيران 2020

صحيفة النهار

ـ يقول أحد النواب البارزين إنّ رئيساً سابقاً للحكومة دخل معركة مفتوحة مع رئيس تيار سياسي بارز، ولن ‏يتراجع عن مهاجمة هذا التيار أو السكوت على أي موقف يصدر منه بعد اليوم.

ـ يقول وزير سابق ان الرسائل الصدامية التي يرسلها النائب جبران باسيل الى "حزب الله" هدفها دفع الاخير الى ‏حسم موقفه الرئاسي من اليوم لتموضع المرشحين وفق مصالحهم.

ـ يظهر تخوف مستمر من العودة الى ازمة النفايات ليس في المتن الشمالي وكسروان فقط وانما في كل لبنان لان ‏الحكومة الحالية لن تكون افضل من سابقاتها في توفير الحلول لهذه الازمة المزمنة.

صحيفة البناء

ـ خفايا

توقعت مصادر مالية أن يتم تأمين تمويل الاستيراد الصناعي والاستهلاكي من مصادر غير الطلب على الدولار ‏في السوق، وذلك عبر منصّات يديرها مصرف لبنان، وذلك خلال شهر حزيران ليثبت سعر الصرف في السوق ‏على الـ 3200 ليرة مطلع شهر تموز. وتوقّعت المصادر أن يقدم الناس الذين يحفظون دولاراتهم في بيوتهم إلى ‏بيعها على سعر أعلى خلال شهر حزيران.

ـ كواليس

تحدّثت مصادر صحافيّة عربيّة في واشنطن عن تنسيق بين المؤتمر الوطني الذي كان يقود حركة الاحتجاج ضد ‏التمييز العنصري والجماعات التي تمثل المسلمين الأميركيين وهيئات نسائية وقيادات لاتينية مع قيادة حملة بيرني ‏ساندرز لتشكيل نوع من القيادة للحركة الاحتجاجية التي تشهدها العديد من الولايات والمدن الأميركية لرسم سقف ‏سياسي لها.

صحيفة الجمهورية

ـ يقول نواب حزب عريق إن أحد التيارات السياسية يعمد الى طرح مشاريع قوانين وينسب الطروحات الإصالحية ‏لنفسه فيما الحزب المذكور طرحها منذ سنوات.

ـ أكدت مصادر قضائية أنها ماضية في الإجراءات القانونية بشأن ملف حساس فتح حديثا وأثار بلبلة بعد سنين ‏طويلة بسبب انعكاس تداعياته على الكارتيل السياسي الحاكم.

ـ رفضت إحدى الشخصيات التي طالتها الإجراءات الأخيرة في ملف حيوي إستقبال مسؤولين سابقين حتى من ‏أجل توضيح المواقف واشترطت بيانا واضحا بتبنّي مسؤوليتهما عما يحصل في الملف.

صحيفة اللواء

ـ انتقد نائب بارز في تيار سياسي تطوّر العلاقة بين مرجع حكومي ومسؤول كبير غير مدني، في غمرة الحديث ‏عن تحالفات مستجدة حول الاستحقاق الرئاسي المقبل!

ـ جمع نائب كسرواني معارض ملفاً متكاملاً عن مشروع محطة سلعاتا والأطراف السياسية والحزبية المستفيدة ‏منه، مع تبيان حصة كل طرف!

ـ يدور نزاع صامت بين وزير ومدير عام وزارته يتحمّل العديد من الموظفين أعباء تداعياته الإدارية والمالية، ‏وعدم قبض رواتبهم منذ عدة أشهر!

صحيفة نداء الوطن

ـ يتردد أنّ مجلسي الإدارة الموقتين لقطاع الخلوي سيولدان خلال الساعات المقبلة ويتألف كل منهما من ثلاثة ‏أعضاء سيصار إلى اعتماد توزيع طائفي ومذهبي في اختيارهم.

ـ وزير سابق وناشط في شؤون الثورة حالياً يتفاخر بقيادته سيارة متواضعة بينما لا تزال في عهدته سيارة تابعة ‏للدولة مع مُرافق خاص منذ أن كان وزيراً.

ـ تبيّن أنّ الآلية التي أقرّت في التعيينات الإدارية لا تسري على تعيين مجلس إدارة جديد لتلفزيون لبنان لكونه ليس ‏مؤسسة عامة.

.صحيفة الأنباء

*استياء بالغ

نُقل عن عدد من سفراء الدول المانحة استياءهم البالغ من خطوة حصلت الأسبوع ‏الماضي، من شأنها ضرب أي مصداقية للإصلاح

*مزيد من التأزم

لم تنتهِ ذيول خلافٍ حصل بشأن قرارٍ اتخذته الحكومة، رغم الإعلان عن مخرجٍ منمّق ‏شكلاً له، فالمسألة مرشّحة لمزيد من التأزم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار : الانتفاضة 2 تنطلق… مُتعثّرة

النهار/الإثنين 01 حزيران 2020

اذا كان البعض يرى في التحرك الى منزل النائب القواتي بيار ابوعاصي ومن ثم رئيس حزب ‏الكتائب النائب سامي الجميل عملا مشبوهاً مداراً من مجموعات تريد إخماد الانتفاضة ‏وإضعافها ودفعها الى التصادم مع "ناسها"، فان الاكيد ان هذا البعض لم يراقب بانتباه ‏الاندفاعة الجديدة للانتفاضة التي ضربت امس الطريق المؤدية الى قصر بعبدا وبلغت ‏الحاجز الاول للجيش ما استدعى تحرك الحرس الجمهوري وصدامه مع المتظاهرين، بعدما ‏كانت مجموعات سابقة هادنت القصر ومن فيه، ولم يتوقف هذا البعض عند التحرك باتجاه ‏قصر عين التينة واحراق صور الرئيس نبيه بري، وتعرض المتظاهرين للضرب وتكسير ‏السيارات، والتظاهر ليل امس في محيط مجلس النواب، اضافة الى تجرؤ مجموعات ‏منتفضة على مقارعة سلاح "حزب الله" باعتصام علني في قلب بيروت، واعلان رفضه ‏باعتباره سلاحا غير شرعي، وهي خطوة ايضا هادنت عليها مجموعات 17 تشرين لعدم ‏وقوع تصادم كبير ورغبة في احتضان الشارع الشيعي وكسب استعطافه. ورفع المحتجون ‏لافتات تدعو إلى تطبيق القرار الدولي 1559 لنزع سلاح الميليشيات في لبنان. وهتفوا "ما ‏بدنا سلاح بلبنان، إلا السلاح الجيش اللبناني". ووجهوا انتقادات لـ"حزب الله" وللتهريب عبر ‏الحدود وانعكاس الأمر على الاقتصاد اللبناني، داعين لتطبيق القرارات الدولية ونزع سلاح ‏‏"حزب الله".

‎ ‎الانتفاضة رقم 2، تبدو مختلفة في التوجهات، وسواء اتهمها البعض بالانصياع لاوامر ‏خارجية، او التنسيق مع سفارات، او استغلالها من احزاب معارضة، فان الواضح ان ‏الانتفاضة او الثورة، اياً تكن التسمية، مرشحة للاندلاع بزخم اكبر، وبشعارات وتطلعات ‏تجنبتها انتفاضة 17 تشرين، بعد عمليات ترغيب من جهة وترهيب من جهة ثانية، تمثلت ‏بدخول اجهزة الاستخبارات لفتح ملفات لعدد من الاشخاص، في مقابل حوارات جانبية ‏سعى اليها كل من القصر وبيت الوسط و"حزب الله" لاستيعاب الحركة الثورية، سواء ‏للافادة منها وتوجيهها، او لتفكيكها عبر زرع الشكوك في ما بين افراد المجموعات الناشطة ‏فيها.

‎ ‎ولا يقتصر الامر على بيروت اذ شهدت ساحة النور في طرابلس تجمعات لم تبلغ ما كانت ‏عليه العام الماضي، لكنها تنذر بما يمكن ان يتحول ثورة جياع في عاصمة لبنان الثانية التي ‏تسجل نسبة الفقر الاعلى، وعادت الحركة الى عكار وصيدا ومناطق بقاعية، وترجح مصادر ‏متابعة ان تشهد الحركة اندفاعة جديدة في عطلة نهاية هذا الاسبوع. واذا كان كثيرون ‏حذروا تكرارا من ثورة جياع بسبب الفقر المتزايد والانهيار الاقتصادي المتنامي، فان بروز ‏الشعارات السياسية وتطبيق شعار "كلن يعني كلن" ينذر بمضاعفات لا تزال السلطة قادرة، ‏حتى اليوم، على استيعابها بسبب ضعف عدد المشاركين كما ظهر في وزارة الطاقة قبل ‏ايام، وامام وزارة الاقتصاد، وبسبب غياب التنسيق الفعلي بين مجموعات الانتفاضة التي ‏فشلت، رغم المساعي المبذولة، في الاتفاق على برنامج اولي للمضي به، ما يمكن ان ‏يحولها بسبب عوامل دخيلة عليها، الى مجموعات متناقضة، وتدخل عليها طوابير حزبية ‏واستخبارية تهدد فعاليتها.

‎ ‎وأمس صدر "بيان مشترك لتكتل مجموعات ثورية يتعهد الاستمرار في الانتفاضة" ومما ‏ورد فيه "نحن الثوار الأحرار، نحن روح ثورة 17 تشرين، نحن لم نتوقف لحظة عن نضالنا ‏لإسقاط الباطل وسعينا لتأمين غد أفضل لا تدمع فيه عين عائلة ولا يستقوي فاسد مارق ‏بمنصب ما ليهين كرامة مواطن و يأكل من تعبه، نحن نعبّر عن رأينا و لا نصفق لهذا وذاك ‏من المنصّبين على حكم بلد أرضه مقدسة وشعبه مدرك لا يلدع مرتين.

‎ ‎نحن تكتل مجموعات ثورية و أفراد مستقلين، وجعنا واحد وهدفنا واحد نعمل لمستقبل ‏واعد في لبنان الواحد، لكل منّا خصوصية يتكامل بها مع البقية ولكن جميعنا يقظ وعلى ‏يقين بأن من تشوب تاريخه شائبة لا فرصة له عندنا، كيف بالحري أن نقبل تسلطه وتسلقه ‏وإسقاطه بيننا لإسكات هدفنا الثوري.

‎ ‎إننا نهيب بمن تسوله نفسه من ثوار 17 تشرين عدم الرضوخ لهذا او ذاك من الشخصيات ‏السياسية التي باتت معروفة ومكشوفة غايتها إما البقاء في السلطة لأجل البقاء في حين ‏نريد البناء و إما يريد السلطة لغاية في نفس يعقوب قد تكون "المنصب للنصب والشعب ‏بكرا بينسى".

‎ ‎نحن نرفض ونستنكر بشدة أي قبول أو حتى مسايرة أو مجالسة مع اي لبناني شغل منصبا ‏قبل إنتخابات نيابية عادلة تعكس حكم اللبنانيين وفق مبدأ كلن يعني كلن الى المحاسبة .

‎ ‎نحن دعاة بناء لا تدمير ونؤمن بحكم الشعب لا بإستغلاله لنصل للسلطة ونملأ ساعات بث ‏إعلامية و مقالات يشغلها حاليا من يصور نفسه أنه ثائر ناطق وممثل عن الآلاف ممن ملأوا ‏الشوارع وافترشوا الساحات وهم يجهلونه ويختلفون معه في التكتيك والذهنية واستنباط ‏الحلول و يؤمنون بالرفض المطلق للتسويات.

‎ ‎الشعب قائد الثورة ومن يقول غير ذلك هو كاذب و متسلق و مستغل. ‎ ‎ثورتنا مستمرة، رفضنا لمن شارك في السلطة قبل تبرئته مستمر، نحن الثوار الأحرار سنبقى ‏سدّا يحفظ كرامات اللبنانيين ويولد لهم الأمل حتى لو كنا في بلد تغلب فيه لليوم المصلحة ‏الشخصية على العامة".

‎ ‎عكار

‎ ‎وعلم ان عددا من الناشطين في الحراك الشعبي في عكار، عقدوا إجتماعا في خيمة ‏إعتصام حلبا للإتفاق على "خطة عمل موحدة بين جميع ساحات عكار، وأن يكونوا يدا ‏واحدة". واتفقوا ان "تكون ساحة حلبا هي الساحة الأساسية للم الشمل، وهي ساحة ‏إنطلاقة الثورة بوجه جديد، بحيث تعقد فيها الإجتماعات، وأن يكون هناك ساحات في باقي ‏المناطق في حال التصعيد".

 

مجلس القضاء الأعلى أسف لما صدر عن وزيرة العدل في سياق مقاربتها للتشكيلات القضائية

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

جدد مجلس القضاء الأعلى أسفه في بيان، "تعقيبا على الحوار التلفزيوني الذي أجرته وزيرة العدل ماري كلود نجم، وبث أمس عبر شاشة تلفزيون الجديد، لما صدر عن السيدة وزيرة العدل في سياق مقاربتها غير المنصفة لموضوع التشكيلات القضائية، وما وجهته إلى المجلس من مآخذ غير مسندة، في ما خص عدد من المراكز القضائية، والأسماء التي اختيرت لتتولاها". وفي هذا الإطار، أوضح "أن المجلس، وتأكيدا منه على الشفافية، أرفق ربطا بمشروع التشكيلات القضائية، أسبابه الموجبة التي تتضمن المعايير التي أقرها واعتمدها"، لافتا إلى أن "الاقتراح الذي أعده مجلس القضاء الأعلى قد أخذ في الاعتبار عدد القضاة العدليين لدى القضاء العسكري الذي كان معمولا به سابقا، نظرا إلى حاجات العمل"، وقال: "أمام إبداء رغبة السيدة وزيرة الدفاع في التقيد بملاك القضاة العدليين لدى القضاء العسكري، رفع المجلس اقتراحا إلحاقيا في هذا الشأن. وإنه عند إحالة مشروع التشكيلات القضائية إلى السيدة وزيرة العدل بتاريخ 5/3/2020، لم يكن قد تقاعد أي من القضاة الذين استبدلوا في الاقتراح الإلحاقي. وبالتالي، لم يكن هناك خطأ في المشروع المحال، علما أن تأخير صدور التشكيلات، استتبع لزاما وضع هذا الاقتراح". وأشار إلى أن "كلام السيدة وزيرة العدل عن مآخذ مسلكية تطال بعض القضاة في مراكز محددة غير مسند ويجافي الواقع، فضلا عن أنه كان من الأجدى إيراده في الملاحظات التي أولى القانون وزير العدل إبداءها حول مشروع التشكيلات، عوضا عن ذكرها في وسائل الإعلام". وختم: "ويبقى أن المجلس يتطلع دائما إلى التعاون مع السيدة وزيرة العدل ضمن الأطر القانونية الواجبة الإعمال، والتي من شأنها تكريس دولة القانون والعدالة والمؤسسات".

 

نجم: وقعت مرسوم التشكيلات القضائية والاهم منها قانون استقلالية القضاء

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

أكدت وزيرة العدل ماري كلود نجم، خلال مقابلة تلفزيونية مساء امس، "أن هذه الحكومة ليست حكومة خيار بل نتيجة ثورة في الشارع، ولكن الضغط السياسي لا يزال موجودا، فنحن أتينا في ظل نظام سياسي منحدر مهترىء، نحاربه بكل الملفات ونحاول تجنب تداعياته"، مشيرة الى "أن الحكومة تحاول الوقوف في وجه الضغط السياسي، ونعلم أنها لا تخرج من التوازنات السياسية في البلد". وشددت نجم على احترام القضاء والقضاة، وقالت: "أنا لا أرضى بالإعتداء عليهما"، معتبرة أن "النائب هادي حبيش قام بنوع من الإحتلال لمكتب القاضية غادة عون إضافة الى الإعتداء اللفظي، وهذا ما شاهدناه جميعا من خلال الفيديوهات، وأنا معه في ما يخص التدخل السياسي في القضاء." وتابعت: "قيل لي أن دوري هو أن أعطي رأيي في المرشحين المسيحيين المارونيين فقط في ما يخص التعيينات ولن أقبل بهذا الأمر إطلاقا، واذا كان المرشحون غير كفوئين سوف أتصدى لهذا الأمر".

اضافت: "ان لم تأت التعيينات بأشخاص أصحاب كفاءة ولديهم شخصية تناسب الموقع الذي سيتبوأونه، فأنا سأتصدى لهذا الموضوع"، مشيرة الى أنها لا تحبذ تعيين القضاة في المراكز الإدارية "بسبب قلة القضاة في القضاء العدلي وطريقة التعيينات الأوتوماتيكية التي تأتي بالقضاة وتخلق إشكاليات".

وتمنت نجم على الطبقة السياسية "احترام القضاء والقضاة"، مؤكدة أنها لا ترضى بالإدعاء على القضاء، وأن الصراعات السياسية الموجودة لا يجب أن تكون داخل القضاء والأمن. وطلبت من الجميع "تحييد ملف التشكيلات عن التجاذبات السياسية والإعلام".

وقالت: "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يطلب مني أي شيء في ملف التشكيلات القضائية، وأنا أرسلت كتابا الى رئيس الحكومة وضعت فيه ملاحظاتي على المشروع ولا أزال متمسكة بها، ولكن إنطلاقا من نيتي بعدم عرقلة المشروع سأوقع عليها".

وعن قضية السجين جورج عبدالله، أشارت نجم الى أنها اتصلت بوزيرة العدل الفرنسية وستتابع معها هذا الملف.

تغريدتان

وكانت الوزيرة نجم غردت عبر حسابها على "تويتر": "وقعت مرسوم التشكيلات القضائية بالرغم من ملاحظاتي التي اتمسك بها، والآن اهم من التشكيلات القضائية هو قانون استقلالية القضاء".

كما غردت: "اذا كان النواب لا يثقون بالقضاء في ما يخص رفع السرية المصرفية عن حساباتهم، فكيف يطلبون من الناس ان يثقوا بالقضاء في ما يخص حقوقهم وحياتهم؟".

وأرفقت تغريدتها بهاشتاغ:"مكافحة الفساد - لبنان - وهلق شو".

 

المكتب الإعلامي لوزيرة العدل أوضح ما يتم تداوله حول مشروع مرسوم التشكيلات القضائية

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

صدر عن المكتب الإعلامي لوزيرة العدل ماري كلود نجم بيان توضيحي حول "الأخبار التي تم تداولها في وسائل الإعلام حول مشروع مرسوم التشكيلات القضائية" جاء فيه: "بتاريخ 18/5/2020، أرسل مجلس القضاء الأعلى الى وزارة العدل اقتراحا إلحاقيا لمشروع التشكيلات القضائية الذي كان قد أعده في آذار الماضي، مما يستتبع حتما وجوب استرداد مشروع مرسوم التشكيلات القضائية المنظم من وزارة العدل، والمحال من رئاسة مجلس الوزراء على رئاسة الجمهورية. وبناء على ذلك، وجهت وزارة العدل إلى رئاسة مجلس الوزراء كتابا تطلب بموجبه استعادة مشروع المرسوم ليصار الى تنظيم مشروع جديد يتضمن التعديل الذي أجراه مجلس القضاء الأعلى، هذا ما اقتضى توضيحه".

 

بيان لقاء سيدة الجبل

1 حزيران 2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي عبر وسائل التواصل بمشاركة السيدات والسادة أمين بشير، أسعد بشارة، أنطوان قسيس، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، بهجت سلامه، توفيق كسبار، جوزف كرم، حسان قطب، ربى كبارة، حُسن عبود، منى فيّاض، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، غسان مغبغب، فارس سعيد، طوني حبيب، سيرج بوغاريوس، سوزي زياده، عطالله وهبة وأصدر البيان التالي:

أوّلاً: يوجّه "اللقاء" تحيّة تقدير للشابات والشبّان الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت للمطالبة بتسليم حزب الله سلاحه للدولة وتطبيق الدستور وقرارات الشرعية الدولية: 1559، 1701، و1680.

ويجدّد التأكيد أنّ مفتاح الحلّ للأزمة المالية والاقتصادية هو تطبيق الدستور وقرارات الشرعية الدولية المذكورة، وأنّ أي بحث عن حلول للأزمة لا تبدأ بتطبيقها هو مضيعة للوقت وسيكلّف اللبنانيين مزيداً من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية في وقت يتوقّع البنك الدولي أنّ يصبح 45 بالمئة منهم تحت خطّ الفقر في العام 2020.

كذلك يُدين اللقاء تجاهل الحكومة المُريب لمعالجة ملفات أساسية يعاني منها المواطنون وفي مقدمها ملفا المدرسة الخاصة ومعالجة النفايات بينما تُمعِن في إرساء نهج المحاصصة السياسية والطائفية سواء في ملف الكهرباء أو التعيينات الإدارية.

ثانياً: يثمّن "لقاء سيدة الجبل" موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أكّد فيه أنّ "ثمة من يطالب بتغيير النظام فيما المطلوب الكفّ عن خرقه وانتهاكه والتقيد بالدستور روحا ونصا".

ويشدّد على أنّ أي خروج عن الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، سواء باتجاه الإنكفاء إلى لبنان أصغر، أو باتجاه إلغاء ميثاق العيش المشترك، هو قفزة في المجهول وسيعيد لبنان حكماً إلى متاريس الإقتتال الأهلي.

ثالثاً: يشدّد "لقاء سيدة الجبل" على أنّ الإشكالات التي حصلت في بعض القرى في الآونة الأخيرة لا تعود إلى نزاعات عقارية، وإنمّا سببُها التمادي في انتهاك الملكية الفردية التي نصّت عليها مقدمة الدستور.

وإذ يؤكّد أنّه لا يمكن للكنيسة المارونية أن تدخل في تسوية من أي نوع على حساب مبدأ وواقع الملكية الفردية، يرفض "اللقاء" بشدّة أن تقف الدولة، بكلّ تراتبيتها الدستورية والإدارية، موقف المتفرّج على انتهاك الملكية الفردية في قرانا ومشاعاتنا.

ويلفت الانتباه إلى إنّ العبث بالإستقرار العقاري يُمثل عملية قضم تدريجي لبسط سلطة "حزب الله". كما أنه عبث بالاستقرار النقدي والأمني والسياسي والعيش المشترك.

رابعاً: يُحيي اللقاء ذكرى إستشهاد شهيد إنتفاضة الإستقلال الصحافي سمير قصير الحاضر دائماً بما هو الرمز الساطع للمواقف اللبنانية الصافية والمناضل العنيد من أجل حريّة وسيادة الدولة في لبنان ومن أجل الديمقراطية والحريّة في فلسطين وسوريا.

 

8 آذار… “الإخوة الأعداء”!

نداء الوطن/01 حزيران/2020 

وكأنها أصبحت “بيتاً بمنازل كثيرة”، من كيان متماسك بقبضة محورية إلى آخر متهالك تتنازعه المحاور وتتخاطفه الأهواء الروسية والسورية والإيرانية لتبدأ قواها تخور سياسياً وحكومياً ونيابياً وإعلامياً على الساحة اللبنانية. يكفي المتابع أن يترصد “الهريان” الحاصل في القبضة الحديد الناظمة لقوى 8 آذار ويتتبع خطوط تشققاتها الآخذة بالتمدد في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من مستوى ليعلم أنّ خَطباً ما أصاب عمق العلاقة التي تربط بين عناصر مكوناتها فتحولوا تباعاً أشبه بالـ”الإخوة الأعداء” يتقاتلون بين بعضهم ويتآكلون بعضهم ويتربصون ببعضهم البعض، وحتى خصومهم يكادون لا يتكلفون عناء التنقيب في فضائحهم طالما أنهم من أفواههم أضحوا يدانون، فهذا تراه يفضح ذاك في ملف النفط وآخر يفضح غريمه في ملف الكهرباء وجهة تطعن أخرى في ملف العفو… وحبل الفضائح على الجرار يومياً على المنابر ومواقع التواصل بين بني الحلف الواحد.

“شو هالحكومة هيدي إذا هني من فريق واحد ومش طايقين بعض!”… عبارة اختصرت حجم الهريان الضارب في بنية 8 آذار قالها صراحةً المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد بالأمس في معرض انتقاده أداء الحلفاء في الحكومة وتوالي مسلسل الحرد وتهديد أطراف فيها بالانسحاب منها “من نبيه بري على خلفية الكابيتال كونترول إلى سليمان فرنجية وصولاً بالأمس إلى تلويح النائب طلال أرسلان” بتعليق المشاركة في الحكومة على خلفية موضوع تعيين قائد للشرطة القضائية.

باختصار 8 آذار ليست بخير، فإذا كان عبيد المعروف بقربه من قيادة “حزب الله” لم يتوانَ حتى عن التشديد على كون وزراء “التيار الوطني الحر” الذين استأثروا بحقيبة الطاقة منذ العام 2011 هم “وزراء فاشلون إن لم نقل أنهم فاسدون”، يُصبح لنكئه “ذاكرة الرابية” نكهة أخرى حين كشف أنه كان مكلفاً قناة التواصل بين العماد ميشال عون والرئيس السوري بشار الأسد قبيل انتخاب عون رئيساً للجمهورية، ملمحاً إلى أنّ البوح بمضامين هذه الرسائل قد يأتي وقته وأنه شخصياً لم يعد على القناعة نفسها التي أدت إلى انتخاب عون، في وقت لا تزال المشادات بين مكونات قوى الثامن من آذار تتمظهر في أكثر من صورة وعلى أكثر من مستوى وقد انزلقت أمس إلى درك كيل السباب والشتائم بين النائب جميل السيد والإعلامي سالم زهران على خلفية ملف الاتصالات… وكل ذلك ضمن إطار “صراع المحاور داخل المحور الممانع” حسبما وصفته مصادر مواكبة لتصدع العلاقة بين الحلفاء في 8 آذار، مشيرةً إلى “أبعاد محض داخلية وأخرى لها امتداداتها الإقليمية والدولية”.

وأوضحت المصادر أنّ “تحالف 8 آذار باتت تتنازعه محاور داخلية وأجنحة متعددة لم يعد يجمع بينها سوى القبة الحديدية لـ”حزب الله” الناظم السياسي والعسكري والمالي للمنظومة برمتها”، لافتةً الانتباه إلى أنه “ورغم الهالة الكبيرة للحزب فإنّ مسار الأمور بدأ يتفلت بعض الشيء من بين يديه في أكثر من ملف، سواءً على مستوى الاستقتال الحاصل بين الحلفاء على خلافة رئيس الجمهورية ميشال عون أو على صعيد لعبة شد الحبال الخفية في صفوف قوى 8 آذار لتطويق رئيس المجلس وتحضير البدائل لخلافته، أو لناحية محاولة بعض المتحالفين مع “حزب الله” القفز من مركبه خشية الغرق في رماله المتحركة محلياً وإقليمياً”، وهنا تشير المصادر إلى عناصر متداخلة محلياً وإقليمياً ودولياً في تكوين صورة التضعضع المتنامي على أرضية قوى 8 آذار ومردُّه إلى “تفرع الأجندات والولاءات والأهداف بين بعض يدور في فلك “حزب الله” وإيران وآخر يدور في فلك روسيا والنظام السوري”، مؤكدةً أن “جزءاً من الكباش الدائر في صفوف الحلفاء في لبنان متصل بخيوط مرتبطة عضوياً بالكباش الدائر في سوريا وستتبلور صورته أكثر فأكثر عند الاستحقاقات المقبلة”.

وفي إطار مرتبط بمحاولة تخفُّف حلفاء “حزب الله” من عبء التحالف معه أمام واشنطن، بدأت عملية “تحسّس الرقاب” تهيمن على أداء بعضهم خشية أن تشمله مقصلة العقوبات الأميركية، وفي هذا المجال يبرز إسم رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في طليعة قائمة الحلفاء الذين يعملون جاهدين على إيصال “رسائل مشفرة” إلى الأميركيين تتنصّل من روابط “تفاهم مار مخايل” وتسعى إلى إعادة خطب ودّ واشنطن على حساب التحالف مع الحزب بدءاً من “تهريبة عامر الفاخوري” مروراً بحديثهم عن “قوى الأمر الواقع” عند الحدود وصولاً إلى المس بقدس أقداس “حزب الله” والتطرق إلى مسألة سلاحه مقروناً بالتلويح بخيار الفيدرالية. وبالأمس جاء توعّد السفيرة الأميركية دوروثي شيا عبر قناة “أو تي في” بسلة عقوبات جديدة مرتقبة لتؤرق حلفاء “حزب الله” والنظام السوري في لبنان، سيما وأنها كشفت عن حزمة جديدة سيعلن عنها اليوم وتطال أطرافاً في لبنان متورطين بقتل المدنيين في سوريا، مشيرةً إلى أنّ العقوبات الاقتصادية الآتية لن تستهدف لبنان بل “حزب الله ومن يدعمه ويساعده”، وسط تشديدها في الوقت عينه على أنّ سلاح الحزب كان من بين الأسباب الرئيسية التي حالت “دون اتخاذ إجراءات إصلاحية” في الدولة اللبنانية فضلاً عن كونه “أضر بسمعة البلد وبمصداقيته” أمام المجتمع الدولي والمستثمرين الأجانب

 

جنبلاط: حاخامات يهود قابلوا نصرالله

ليبانون ديبايت/الاثنين 01 حزيران 2020

شبّه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ملف التعيينات بكتاب "الزوهار"، وأشار في تغريدة على حسابه عبر "تويتر": "كتاب الوزارة يذكرني بكتاب الـzohar، فقد زار لبنان منذ سنوات فريق من الحاخامات اليهود الذين يعتبرون قيام دولة اسرائيل نهاية لهم".

وتابع جنبلاط: "آنذاك قابلوا السيد حسن نصرالله والتقيتهم وشرحوا لي انه ليس من الضروري معرفة العبرانية لان مجرد تصفح الـ zohar يجعلك تطمئن وخاصة في ما يتعلق بالتعيينات الكيدية". و" zohar" كلمة عبرية تعني "الإشراق" أو "الضياء"، وكتاب "الزوهار" أهم كتب التراث القبَّالي، وهو تعليق صوفي مكتوب بالآرامية على المعنى الباطني للعهد القديم، ويعود تاريخه الافتراضي، حسب بعض الروايات، إلى ما قبل الإسلام والمسيحية، وهو ما يحقق الاستقلال الفكري (الوهمي) لليهود، وكتابته بلغة غريبة، تحقق العزلة لأعضاء الجماعات اليهودية الوظيفية. وقد دوّنت نصوص كتاب "الزوهار" باللغة العبرية والآرامية معاً لإخفاء وتمويه الحقيقة عن عيون هؤلاء الذين كانوا يسعون إلى إستخدام معلوماته لأغراضهم الشخصية. وفي تغريدةٍ سابقةٍ له اليوم، رأى جنبلاط أنّ "العبرة في هذه الوزارة انها كلما دخلت الى إجتماع تقرر شيئاً ثم تعود وتدخل الى اجتماع آخر تقرر شيئاً آخر، مُضيفًا "أعتقد انها خطة مدروسة في غاية الدقة للوصول الى اعلى درجات الانتاجية، ولا عجب كون احد اركان هذه الوزارة نشر مؤلفًا من ألف صفحة لا بد من دراسته لأنه يشرح الخطة المذكورة بكل وضوح".

 

حراك الثورة» يسقط المهادنة من بعبدا إلى ساحة النجمة

تسريبات مغلوطة عن المفاوضات مع الصندوق.. والتشكيلات القضائية في عالم النسيان

اللواء/01 حزيران/2020 

مع تقدّم إعادة فتح البلد، بدءا من هذا الأسبوع، على الرغم من ثبات الإصابات بالكورونا لدى العائدين (27 إصابة في الـ24 ساعة الماضية)، تتوقع مصادر قريبة من الحراك الاحتجاجي، أن تحدث تحركات، عبر مجموعات نووية (صغيرة) أو كبيرة في الشوارع، والمقرات الرسمية، في استعادة لشعارات «كلن يعني كلن» التي أضيف إليها أمس تحركات، تطالب بحصرية السلاح، من ضمن آليات القرار 1559، مما استوجب تحركاً مضاداً للمطالبة بحماية سلاح حزب الله (المقاومة)، وسط تدخل من قوى الأمن الداخلي لتوزيع كمامات على المتظاهرين أمام قصر العدل.

في هذا الوقت، كشفت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان عدداً من الوزراء، يعانون الأمرين، لجهة التدخلات الجارية، وإعاقة عمل وزاراتهم، سواء في ما يتعلق بتنفيذ الخطط، أو إصدار التشكيلات القضائية، أو التعيينات الإدارية أو ما شاكل، فضلاً عن تدخل بعض السفارات، في ما خص بالضغط، لجهة إعاقة عمل بعض الوزراء، أو التهديد بفرض عقوبات إضافية على شخصيات لبنانية، أو دعم خيارات على حساب خيارات.

وفي بحر الأسبوع الطالع، الحافل بانتظارات واستحقاقات من شأنها أن تعزز النقمة أو تخفف من وطأة الانتقادات لأداء الحكم والحكومة، يمكن تسجيل الآتي:

1- اختبار القدرة على احتواء أزمة الدولار، الذي بات سعره خارج السيطرة، بعد عودة الصرافين النظاميين إلى العمل في غضون الساعات الـ48 المقبلة.

2- اختبار قدرة تعاميم مصرف لبنان على احتواء ازمة الأسعار المرتفعة، بسبب وبلا سبب، من خلال آلية الدعم لعدد من السلع، بسعر لا يتخطى الـ3200 ليرة لكل دولار، وسط سيلان لعاب أصحاب شركات استيراد النفط للاستفادة من هذه العطاءات، تحت ذريعة المطالبة بـ15٪ فرق أسعار.

3- مآل الاتصالات الجارية لفتح دورة استثنائية لمجلس النواب لاستكمال بنود الجلسة التي رفعها الرئيس نبيه بري الأسبوع الماضي.

4 - جلسة مجلس الوزراء في السراي غداً، ومصير التعيينات التي أرجئت في الجلسة الاخيرة يوم الجمعة الماضي.

الى ذلك لازالت قضية معمل سلعاتا لتوليد الكهرباء، موضع تجاذب سياسي بين مكونات الحكومة، فيما قالت مصادر رسمية لـ«اللواء»: ان القرار حول إنشاء معمل سلعاتا لم يُلغَ حتى يُقال ان الحكومة تراجعت. بل انه وضِع ضمن بنود خطة الكهرباء لكن تنفيذه لن يتم قبل توافر الاعتمادات المالية له، ما يعني ان الاولوية لازالت حسب قرار مجلس الوزراء لتوسعة معملي الزهراني ودير عمار كون الانشاءات موجودة، بينما إنشاء معمل سلعاتا بحاجة الى استملاكات لا تتوافر لها الاعتمادات في ظل الازمة المالية التي تعصف بالبلاد. واذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون قد طلب استدراك او تصحيح القرار الذي اتخذ، فمن باب التمسك بخطة الكهرباء التي اقرتها الحكومة السابقة وتبناها البيان الوزاري للحكومة الجديدة، والتي تنص على انشاء ثلاثة معامل للكهرباء لتوفير الطاقة 24 ساعة على 24.وشددت وزيرة العدل ماري كلود نجم في حديث لبرنامج «وهلق شو» على قناة «newtv» على أن «هذه الحكومة ليست حكومة خيار بل نتيجة ثورة في الشارع ولكن الضغط السياسي لا يزال موجوداً»، مشيرة الى «أننا نحاول الوقوف بوجه الضغط السياسي ونعلم ان هذه الحكومة لا تخرج من التوازنات السياسية في البلد».

وفي شأن التعيينات، أوضحت أنه «قيل لي ان دوري هو ان اعطي رأيي في المرشحين المسيحيين المارونيين فقط فيما يخص التعيينات ولن اقبل بهذا الامر اطلاقا وإذا كان المرشحون غير كفوئين سوف أتصدى لهذا الأمر».

وقالت: «أنا ضد تعيين القضاة في المراكز الإدارية».

وأضافت: «استغربت من موقف نواب تيار «المستقبل» الذين اعتبروا ان آلية التعيينات غير دستورية ولكنهم عادوا وصوتوا معها».

وفي قضية النائب هادي حبيش والقاضية غادة عون، قالت: «لا أرضَى كوزيرة عدل بتحقير أو إهانة القضاء».

وتمنت من الطبقة السياسية «أولاً احترام القضاء والقضاة ولا أرضَى بالاعتداء على القضاء»، مشيرة الى أن «النائب هادي حبيش قام بنوع من الاحتلال لمكتب القاضية غادة عون اضافة الى الاعتداء اللفظي وهذا ما شاهدناه جميعا من خلال الفيديوهات وانا معه فيما يخص التدخل السياسي في القضاء». ولم تشأ الجزم بمصير التشكيلات القضائية التي دخلت في عالم التجاذب، وربما النسيان.

وفي شأن قضية جورج عبدالله، قالت: «اتصلت بوزيرة العدل الفرنسية بخصوص قضية جورج إبراهيم عبدالله وسأتابع الملف».

المفاوضات مع الصندوق

وعلى هذا الصعيد، يعود وفدا لبنان وصندوق النقد الدولي الى جلسات المفاوضات يومي الاربعاء والخميس المقبلين، لمواصلة البحث في خطة الحكومة الاصلاحية وارقام المالية العامة، وسط معلومات لـ«اللواء» انه لم يحصل اي تطور دراماتيكي حتى الآن، لان كل ما يجري هو عروض عامة من الجانب اللبناني، ولم تصل الامور الى مناقشة أي تفاصيل او إجراءات معينة. 

اما حول موضوع توحيد الحسابات والارقام بين وزارة المال وبين المصارف، فهو امر- حسب مصادر رسمية مسؤولة معنية بالملف- «كذبة اطلقتها المصارف بما فيها مصرف لبنان لإخفاء خسائرها، بينما الارقام الحقيقية هي التي اعلنت عنها وزارة المالية، وأقر بها الناطق بأسم صندوق النقد الدولي قبل عشرة ايام هي الصحيحة، حيث قال: ان انطلاقة الحكومة صحيحة في خطة الحكومة الاصلاحية وفي الارقام التي توزعها».

واضافت المصادر لـ «اللواء»: ما يجري حفلة كذب سياسية تقوم بها المصارف ويُسوّق لها بعض النواب والسياسيين لأغراض خاصة. ان المشكلة في الحسابات هي لدى المصارف وليس لدى الحكومة او وزارة المالية، ويجب ان تعترف المصارف بمسؤوليتها عن هذه المشكلة ليسهل حلّها. فما يجري توزيعه من معلومات مغلوطة تارة عن اختلاف في الارقام وطورا عن شروط من صندوق النقد وآخرها شروط اليابان لتسليمها مدير شركة «نيسان» كارلوس غصن مقابل الموافقة على دعم لبنان، هو جريمة بحق البلد. فلا صندوق النقد ابلغنا اي شروط ولا اليابان طرحت شروطاً.

وتوقع خبير اقتصادي بارز تباطؤ المفاوضات التي تجريها الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي جراء ظهور بوادرمماطلة متعمدة في الإجابة على سلسلة من الأسئلة المحددة التي طرحها الصندوق بخصوص توحيد الارقام بين ما ورد في خطة الحكومة من جهة وبين ارقام مصرف لبنان من جهة ثانية وإعطاء ضمانات قاطعة بالاصلاحات المطلوبة وتحديدا في قطاع الكهرباء والتهرب الضريبي والجمركي واغلاق المعابر غير الشرعية لافتا إلى ان الاجابات على هذه الأسئلة الأساسية في اي اتفاقيه  يعقدها الصندوق مع لبنان ماتزال سطحية وغيرمقنعة حتى الان.

ولفت الخبير المذكور انه لو صفت النوايا لكان بالإمكان تنسيق المواقف بين وفد الحكومة ومن ضمنه المستشارين من اكثر من جهة مع المصرف المركزي للظهور بموقف موحد بالتفاوض مع الصندوق. ولكن وبالرغم من النتائج السلبية لهذا الانقسام والازدواجية بالتفاوض، ما تزال التسريبات والمعلومات المغلوطة التي يروجها موظف بارز ومستشار اقتصادي رئاسي عن مسار المفاوضات تؤشر الى استمرار النوايا المبيتة سلفا لعرقلة المفاوضات عمدا لتعذر الايفاء بمطالب وشروط الصندوق بالنسبة للاصلاحات المطلوبة ومحاولة الصاق تهمة التعثر والفشل التي يتم الترويج لها في الاجتماعات الضيقة لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة  والمصارف مجتمعةاستنادا الى الأرقام المتباينة  مع ما ورد في خطة الحكومة من جهة والى رؤيته لحل الازمة المالية والاقتصادية والتي تتعارض في كثير من الجوانب مع خطة الحكومة أيضا.

وانطلاقا من هذه الوقائع والمؤشرات غير المريحة،توقع الخبير المذكور تصاعد الحملة ضد المصرف المركزي والمصارف اللبنانية مجتمعة في غضون الايام المقبلة في محاولة متجددة لتحميلهم مسؤولية الازمة المالية المستفحلة والقاء تبعة تباطؤ المفاوضات مع الصندوق على عاتقه أيضا.

شيا: سلامة يحظى بثقة كبيرة

دبلوماسياً، قللت السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا من شأن العقوبات التي ستفرض، خلال هذا الشهر، وتستهدف الفاسدين، لكنها حسب تصريح لـ OTV: «لا تحرم لبنان من التجارة والاستثمار»، رافضة القول ان بلادها تدخلت لدى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لمنع العمل على حماية الليرة اللبنانية، مشيرة الى ان تعيينات المركزي قرار يعود للحكومة اللبنانية، مؤكدة ان سلامة يحظى بثقة كبيرة في المجتمع الدولي. وطالبت الحكومة بتنفيذ ما وعدت به، من اصلاحات في الخطة الانقاذية..

ونقلت قناة «الحرة» التلفزيونية الاميركية عن موقع «أراب نيوز» ان اليابان ستساعد لبنان «إذا تم تسليم كارلوس غصن» لجهة تأثيرها على قرارات صندوق النقد الدولي.

ونسبت المحطة الى الموقع المذكور نقله عن المحامي صقر الهاشم قوله، انه من دون تسليم غضن «لن يمنح صندوق النقد الدولي لبنان أموالاً».

لكن مصدراً واسع الاطلاع، اعتبر كلام المحامي صقر الهاشم، وهو محامي شركة نيسان، نوعاً من التوقع، ولم يتبلغ لبنان اي امر من هذا الموضوع، وان هذا التصريح هو نوع من الابتزاز والضغط.

ويعقد اليوم، اجتماع للجنة الوزارية المعنية لبحث مصير المرحلة الرابعة من عودة المغتربين، وكذلك موعد إعادة فتح مطار بيروت الدولي، وسط معطيات ان القرار يمكن ان يكون عملياً، بعد العشرين من حزيران الجاري.

حياتياً، وخلافاً للمخاوف من ازمة بنزين بدءاً من اليوم، اوضح تجمع الشركات المستوردة للنفط، انه سيزود المحطات اليوم بالكميات اللازمة، ولا حاجة للتهافت على المحطات خشية من وقوع الازمة.

الصرافون الى العمل

ويعود الصرافون الى العمل بعد غد الاربعاء، بعد زيارة قام بها وفد من نقابة الصرافين الى السراي الكبير السبت الماضي. على امل ان ينخفض سعر الصرف يومياً، تحت سقف الـ4000 ليرة لبنانية.

«الثورة تمر ببعبدا»

وكانت محطة التحرك الاجتماعي عصر امس امام محيط قصر بعبدا. وسجلت حالات كر وفرّ بين عناصر الحرس الجمهوري والمحتجين، الامر الذي أدى الى تضامن معهم في ساحة النور في طرابلس.

وكان المعتصمون تنادوا الى التجمع في نقطة السان جورج، وانطلقوا في مسيرة باتجاه الاشرفية، ومن ثم الى الحازمية، على وقع الأغاني الوطنية، بحيث بلغوا مفرق القصر الجمهوري، ليكونوا على مرمى حجر منه، فيما وقف الجيش لهم بالمرصاد، ومنعهم من التقدم اكثر باتجاهه، فافترشوا الطريق، ما استدعى وصول تعزيزات عسكرية، ليرفع الناشطون شعار «الثورة تمر ببعبدا» لاعتراضهم على سياسات السلطة، وهو ما اسفر عن حالة من الكر والفر، لتختتم المواجهة بتوجه المعتصمين بمسيرة سيارات الى ساحة الشهداء.

وفي طرابلس، ازاح المحتجون لوحة كتب عليها: «ساحة عبد الحميد كرامي».

وليلاً، وقعت مواجهات بين عدد من المتظاهرين، وعناصر من شرطة مجلس النواب في ساحة النجمة، بعدما تمكن المتظاهرون من ازالة العوائق الحديدية الموضوعة امام المجلس.

وتوجه متظاهرون الى منزل وزيرة الدفاع زينة عكر للاعتراض على ما وصفوه بالعنف المفرط المستخدم من قبل القوى الأمنية، حين كانوا يعتصمون امام القصر الجمهوري، وعمد هؤلاء الى رشق واجهة منزل عدرة بالحجارة.

وجاء في التقرير اليومي لوزارة الصحة حول ترصد اصابات كورونا ان عدد الاصابات بلغ 1220 بزيادة 29 حالة في الاربع والعشرين ساعة الماضية، بينهم 27 من الوافدين، واثنان من المقيمين، مع تسجيل حالة وفاة واحدة، وأصبح العدد 27.

وأعلن مستشفى رفيق الحريري الجامعي، في تقريره اليومي، أن عدد الفحوصات التي أجريت داخل مختبراته خلال الـ24 ساعة المنصرمة، بلغ 412 فحصا، وأن عدد المصابين بالفيروس الموجودين داخل المستشفى للمتابعة، هو 56 مريضا، وعدد الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس التي تم نقلها من مستشفيات أخرى خلال الـ24 ساعة المنصرمة، 25 حالة. كما أعلن عدم تسجيل أية حالة شفاء جديدة بين المرضى الموجودين داخل المستشفى خلال الـ24 ساعة المنصرمة، وبذلك بقي مجموع حالات الشفاء منذ البداية حتى تاريخه، عند رقم 207 حالات.

وإذ ذكر أيضا عدم تسجيل خروج أي حالة إيجابية إلى الحجر المنزلي، لفت إلى وجود حالة حرجة داخل المستشفى.

 

زخم الثورة يعود إلى الشارع.. ورفض لسلاح “الحزب” من قلب بيروت

وكالة الانباء المركزية/01 حزيران/2020 

شهدت نهاية الأسبوع عودة لافتة لثوار 17 تشرين إلى الشوارع، وسط استمرار انتشار وباء “كورونا” الذي فرمل لأشهر مضت التحرّكات المعترضة على الأرض، بالتوازي مع تنامي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية سوءاً وتهديدها بانفجار مجتمعي قد لا يطول بروزه.

وإذ بلغ الثوار الأحد الحاجز الأول للجيش على طريق القصر الجمهوري، تحرك بعض المتظاهرين باتجاه ‏قصر عين التينة حارقين صور رئيس مجلس النواب نبيه بري فتعرض احدهم للضرب وتكسير ‏السيارات، إلى ذلك تجرّأت مجموعات‏ على إعلان رفضها لسلاح “حزب الله” باعتصام في قلب بيروت. وكانت أيضاً حصلت تحرّكات أمام منزل النائب بيار بو عاصي ورئيس حزب ‏الكتائب النائب سامي الجميل. وعليه بدأت الاتهامات بالتبعية وتحقيق أهداف مشبوهة تصوّب نحو الثورة.

الناشطة السياسية الدكتورة حليمة القعقور شددت عبر “المركزية” على أن “ما يحصل من شيطنة ومحاولة وضع الثورة في خانة العمالة إلى أي جهة ساقط، فعندما تكون الثورة ضد كلّ المحاور وضدّ كل الأحزاب الموجودة في السلطة تكون ضدّ كلّ التبعيات الخارجية”.

ولفتت إلى أن “لا يمكن اعتبار ما يحصل في الشارع تمهيدا “للعودة الكبرى”، لأن لا إمكانية لأي من مجموعات الثورة بتحديدها كونها لم تطلب من الجميع النزول إلى الشارع بل هذه خطوة يتّخذها المواطنون من تلقاء انفسهم. والتحركات حصلت بغض النظر عن وجود دعوة رسمية من عدمها”، مضيفةً “معضلة “كورونا” لا تزال قائمة، وفي ظلّ استمرار انتشاره ما من إجماع حول الموافقة على العودة إلى الشارع، لأن هناك تحفّظا لدى العديد من المجموعات بعدم الدعوة رسمياً إلى الوقفات، في حين أن البعض الآخر يؤيّد الفكرة. من هنا كورونا لم يسمح بعد لكل المجموعات بالتصرّف على راحتها. لكن هذا لا يعني أننا لا نعمل على أصعدة أخرى غير الأرض التي لن نتركها وسنرى دائماً مجموعات صغيرة ومنظّمة مع أهداف واضحة في الشوارع”.

وعن الإنذار باندلاع “ثورة الجوع”، توقّعت القعقور “ألا تتحمل الناس أكثر في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة ومن الممكن أن تملأ الشوارع، لكن لا يمكن جمع معلومات دقيقة وواضحة حول الموضوع، أي لا جواب لدي لأن الناس ملّت وتعبت، بالتالي موعد النزول بأعداد كبيرة حين تنفجر الأوضاع ليس لدي، لأن القرار في يدها”.

وأكّدت أن “المجموعات تنظّم وتنسّق في ما بينها، لكن ما من اجماع على القيادة الرسمية بين مؤيدين ومعارضين. وشخصياً أتحفّظ عليها لأنها تخدم السلطة وتسهّل عليها التصويب وتحقيق مبتغياتها. أؤيد في المقابل زيادة التنسيق والتنظيم ما بين المجموعات لتوحيد المطالب والشعارات والبرنامج مثلما حصل سابقاً. ونبغي الحفاظ على استمرارية هذا التنسيق كي تبقى المطالب موحّدة وواضحة”.

وعن التواصل مع أحزاب معارضة أوضحت القعقور أن “مجموعات كثيرة لا تنسق معها، وبعض المبادرات الشخصية يقوم بها أشخاص محددون لا تنطبق على كلّ المجموعات”.

وفي ما خصّ تحرّك النائب شامل روكز وسعيه لدخول باب الثورة، اعتبرت أن “من الطبيعي أن ينسّق النائب روكز مع العسكريين المتقاعدين لأنه واحد منهم، لكن ما من تعاون رسمي بينه وبين مجموعات الثورة حيث لم نجلس يوماً على طاولة مشتركة للتنسيق”.

 

الاصرار على التعاون مع دمشق وتجاوزِ “قيصر”: عقوبات بدل الدعم

وكالة الانباء المركزية/01 حزيران/2020 

يتبين يوما بعد يوم كم ان مشوار الدولة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي شاق ومحفوف بالمطبات. بعضها اقتصادي – مالي مرتبط بالاوراق الكثيرة والارقام المتفاوتة التي يحملها الوفد او الوفود الللبنانية المشاركة في المفاوضات والتي تعجز حتى الساعة عن توحيدها، وبعضها الآخر متعلق بعجز الحكومة عن اتخاذ قرار اصلاحي واحد وازن تقدمه للمانحين كبادرة حسن نية تشجعهم على تعديل نظرتهم السلبية من بيروت. الا ان الدرب الى الفوز بالدعم المالي المرجو، مزروع ايضا بعوائق من الصنف السياسي – الاستراتيجي ايضا، عوائق تظهر معالمها بوضوح اكبر كل يوم. في هذه الخانة يصب التشدد الاميركي الغربي تجاه حزب الله وحلفائه في لبنان، والذي ذكّرت به امس السفيرة الاميركية دوروثي شيا، في سلسلة مواقف خلاصتها ان على الحكومة خاصة والدولة اللبنانية عموما ان ترسم حدا فاصلا بينها وبين حزب الله وتضعا للاخير سقفا لقدرته على التحكم بقراراتها وتوجهاتها، والا فانها لن تحصل على اية مساعدات من الجهات المانحة.

ولن تكتفي واشنطن بذلك، بتقنين الدعم او وقفه، بل ستفرض عقوبات على كل من يساعد حزب الله سياسيا وماليا وعسكريا، ايا كانت انتماءاته السياسية والمذهبية. والاخطر ان هذه العقوبات، ستتوسّع دائرتها بدءا من اليوم، مع دخول قانون قيصر الاميركي حيز التنفيذ. والاخير يطال كل من يدعم النظام السوري بأي شكل من الاشكال، او يتعاون معه… ولمّا كان عدد لا بأس به من الوزارات اللبنانية باشر، فور نيل الحكومة الثقة، رحلاته الاقتصادية الشكل والسياسية المضمون الى دمشق، فإن الاصرار على الذهاب أبعد في هذا النهج الانفتاحي على النظام السوري، والذي ينادي به بوضوح عرابو الحكومة السياسيون، وعلى رأسهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تحت شعار ان “الانفتاح على المشرق مفيد للبنان تجاريا واقتصاديا”، هذا النهج، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ” المركزية” سيكلف لبنان غاليا في المستقبل، بحيث سيصعّب عليه مفاوضاته مع صندوق النقد (خاصة وان واشنطن اكبر مموليه) وسيفتح عليه “جحيم” عقوبات ثقيلة، هو في غنى عنها اليوم.

فهل سيتحرّك مجلس الوزراء كما يجب لتفادي “المقصلة”؟ أم انه سيذهب برجليه الى المحظور ويواصل اللعب بالنار، عبر التمسك بخيار التعاون مع سوريا في مسألة ضبط الحدود على سبيل المثال لا الحصر، وسيستمر غض النظر عن عمليات تهريب المازوت والطحين والدولار والمقاتلين اليها، راضخا لما يقوله مَن اوصلوا هذه الحكومة الى السراي؟ حتى الساعة، الخيار الثاني هو المرجح بعد ان استثار مجرد توزيع وزيرة الدفاع نص قانون قيصر على مجلس الوزراء للاطلاع عليه، حفيظة اهل الممانعة وماكينتها الاعلامية…

وليكتمل المشهد، تقترب النمسا من الانضمام الى لائحة البلدان التي تصنّف حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي، ارهابيا، وتضعه على لائحتها السوداء. اي ان استسلام الدولة اللبنانية لارادته، كما هو حاصل اليوم، لن يسعفها في مهمة اقناع الدول المانحة، وسيجعل من مفاوضاتها مع صندوق النقد، مضيعة مكلفة لوقت اللبنانيين الثمين، لا اكثر…

 

جعجع: على الحكومة عدم ترك المدرسة الخاصة تسقط

مواقع ألكترونية/01 حزيران/2020

أشار رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع الى ان “المدرسة الخاصة رافقت لبنان منذ استقلاله وكانت إحدى ميزاته البارزة، لذلك، على الحكومة عدم تركها تسقط تحت وطأة الأزمة المالية الاقتصادية الحالية، وتقديم مساعدات عاجلة لتأمين استمراريتها”.وقال جعجع: “بالإضافة إلى واقع انه إذا لا سمح الله سقطت المدرسة الخاصة سيكون على الدولة دفع أضعاف مضاعفة لاستيعاب تلامذة المدرسة الخاصة في المدرسة الرسمية”.

 

رئاسة الـ2022: معطيات الداخل والخارج تبدلت فمن يحسم؟

وكالة الانباء المركزية/01 حزيران/2020

كان زعيم تيار المردة سليمان فرنجية واضحا في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل ثلاثة أسابيع في بنشعي، لجهة التأكيد أن  مع وصول عهد الرئيس العماد ميشال عون إلى منتصفه، إنطلق الجميع باكرا في السباق الرئاسي المقبل، المفترض أن يبلغ محطته النهائية، من حيث المبدأ، في تشرين الأول 2022. “المعركة الرئاسية انطلقت من جانب (رئيس التيار الوطني الحر) جبران باسيل”. على طريقة ما قل ودل من الكلام، اختصر فرنجية المعادلات التي بدأت ترتسم في الأفق السياسي بالحسابات الرئاسية البعيدة المدى، مع العلم أن معركته المزمنة في مواجهة العهد، جعلته يحصر هذه الحسابات بباسيل دون سواه من الأقطاب الموارنة الذين يعتبرون مرشحين جديين لخلافة عون، بينهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي يحاط اسمه بالوهج الرئاسي، كلما دنت ساعة الاستحقاق، شأنه في ذلك شأن كثير من الأسماء. خطوة تفسرها مصادر مراقبة عبر “المركزية” بعامل بسيط جدا: لا شك في أن فرنجية متيقن من أنه مرشح رئاسي بارز. غير أنه لا يريد تعكير صفو علاقاته مع القوات، التي تصالح معها في تشرين الثاني 2018، مستفيدا في الوقت نفسه من انهيار تفاهم معراب، لحسابات رئاسية. على أي حال، فإن التيار الوطني الحر يبدو شديد الحرص على إبعاد هذه الاتهامات عنه وعن رئيسه، على اعتبار أن الكلام في هذا الموضوع مرفوض تماما ما دامت ولاية الرئيس عون لم تصل إلى نهايتها. لكن، في المقابل، تلفت المصادر المراقبة عينها إلى أن “بعبدا نفسها أعطت بعض إشارات الدعم الرئاسي لباسيل، بدليل أن الرئيس عون ألمح، في كثير من إطلالاته الصحافية، إلى أن باسيل مرشح رئاسي جدي”. غير أن هذه اللوحة المحلية الطابع التي تغيرت بالكامل عن العام 2016 حينما أمن الرئيس سعد الحريري ورئيس القوات طريق وصول عون الى بعبدا، لا تعفي الاستحقاق الرئاسي اللبناني من بعده الاقليمي والدولي المرتبط أولا بالوضع في المنطقة، كما بإرادة المجتمع الدولي، وهو ما خبره اللبنانيون منذ الاستقلال حتى اليوم.

وفي السياق، تلفت المصادر إلى أن الطموح الرئاسي لدى بعض المرشحين المحتملين تظهّر باكرا وتناسى المعطيات الدولية والاقليمية التي قد تقلب المعادلات على حين غرة، داعية إلى ترقب نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لمحاولة استكشاف مواصفات الرئيس العتيد. ذلك أن عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض (وإن كان البعض يقلل فرص هذا الخيار بعد أزمة كورونا والاحتجاجات العنيفة التي تضرب الولايات المتحدة على خلفية ممارسات عنصرية نافرة)  قد تعني المزيد من العقوبات الهادفة إلى تضييق الخناق على حزب الله، على نحو قد لا يتيح له البقاء في موقع المتحكم بقرار الدولة وشاغلي المواقع الكبيرة في هرميتها. إنطلاقا من هذا المشهد، تنبه المصادر إلى خطر الانزلاق المبكر في وحول الاستحقاق الرئاسي المقبل، بدلا من انتظار ما سينتهي إليه المخاض العسير الذي تمر به المنطقة، وموازين القوى الجديدة التي سيفرضها زمن التسويات المنتظرة على جميع اللاعبين الحاضرين بقوة في الشرق الأوسط، على رأسهم واشنطن وطهران وموسكو وأنقرة.

 

قيصر” الأميركي يوجه ضربة موجعة لسورية وروسيا وإيران ولبنان

سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان دوروثي شيا: رياض سلامة يحظى بثقة مالية دولية

بيروت، دمشق – “السياسة” /01 حزيران/2020

، وكالات: أكد خبراء روس، أمس، أن قانون قيصر الاميركي الذي دخل حيز التنفيذ امس، سينقل العقوبات الأميركية إلى مستوى جديد لأنه سيلاحق المتعاونين مع النظام السوري مثل روسيا وإيران، و”حزب الله” في لبنان.

وقال الخبراء إن قانون “قيصر” سيربك حلفاء النظام؛ فهو لا يشكل ضربة للجهود الروسية وحسب، بل تتجاوز آثاره المنتظرة البعد السياسي ليضرب بقوة خطط القطاعات الاقتصادية والمالية في روسيا التي جهزت نفسها طويلاً لما بعد الحرب في سورية.

وأوضحوا أن موسكو، التي نشطت بقوة أخيراً، لحشد تأييد دولي لموقفها في مواجهة سياسة العقوبات، خصوصاً قانون “قيصر”، تستعد حالياً لخوض معركة ديبلوماسية قوية في مواجهة تداعيات القانون التي وصفته أوساط روسية بأنه سيكون “أسوأ من سنوات الحرب”.

وأشاروا إلى أن الخطر الأكبر ليس فقط في القانون نفسه الذي يفرض قيوداً وعقوبات ضد الشركات والمؤسسات السورية فضلاً عن الأفراد، بل في تضمينه طلباً للرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات ثانوية على السلطات والشركات والأفراد من البلدان الأجنبية المتعاونة مع سورية.

وفي سياق آخر، قال عضو مجلس الشعب السور فيصل عزوز، إن تمديد العقوبات الأوربية ليس أمراً جديداً، ولكنه متوقع.

وأضاف، إن أوروبا باتت إحدى ملحقيات الولايات المتحدة في قراراتها ومساراتها، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع في ظل الوباء الذي يهدد البشرية أن يكون هناك موقف مختلف.

وشدد على أن دمشق تعول على أصدقائها وحلفائها من أجل مقاومة هذه العقوبات.

ومن لبنان، ومع ازدياد الضغوطات الدولية على “حزب الله”، لم تستبعد المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” من أوساط ديبلوماسية، أن يشمل قانون “قيصر” فرض عقوبات مشددة على قيادات في الحزب، إلى جانب مسؤولين سوريين، متهمين بأعمال إجرامية، بالتوازي مع التوجه لفرض عقوبات أخرى على شخصيات لبنانية مسيحية مؤيدة ل”حزب الله”، على أن تتبلور طبيعة هذه العقوبات في الأسابيع القليلة المقبلة.

وشددت السفيرة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا، على أن “العقوبات تستهدف حزب الله لكنها قد تشمل أيضاً من يدعمه وسيكون هناك فئة جديدة من العقوبات تدخل في اول يونيو حيز التنفيذ وستطال قتلة المدنيين في سورية”.

واعتبرت أن “تعيينات المركزي قرار يعود للحكومة اللبنانية ورياض سلامة يحظى بثقة كبيرة في المجتمع المالي الدولي واذا لم يكن لدى هذا المجتمع ثقة بقيادة المؤسسات المالية الكبرى بالبلاد فأعتقد أنّه لن يكون هناك أي تدفق للاستثمار أو النقد الذي يحتاجه اقتصاد لبنان”. وعما يشاع عن رغبة اميركية بانهيار لبنان اقتصاديا، قالت:” هذه مزاعم وسنعلن الأسبوع المقبل عن مساعدة جديدة لدعم بعض المنح الدراسية لطلّاب الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية”.

وأكدت شيا، أن “الولايات المتحدة عملت بشكل وثيق مع رياض سلامة على مر السنوات ومن الخطأ شيطنة أي شخص أو مؤسّسة أو جعلهم كبش فداء للانهيار الاقتصادي في لبنان لأنّ ذلك نتيجة عقود من الفساد وسوء الإدارة المالية”.

وفي شأن اذا كانت بلغت دياب و باسيل رسالة اميركية بان سلامة خط احمر، قالت:” كل ما قرأته بالاعلام من تكهنات هي اختلاق لكنني وصفت وبصراحة تامة ما هي سياستنا كحكومة للولايات المتحدة تجاه المصرف المركزي”.

من جانب اخر، استهدفت طائرة حربية مجهولة، يرجح أنها إسرائيلية، سيارات عسكرية تحمل رشاشات ثقيلة تابعة للميليشيات الموالية لإيران، من جنسيات غير سورية، في بادية مدينة البوكمال، ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر من تلك الميليشيات وإعطاب ثلاث سيارات، حسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكان المرصد نقل عن “مصادر موثوقة” في 20 مايو السابق، إن دفعة جديدة تضم العشرات من الميليشيات الإيرانية وصلت إلى مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، مضيفاً إن “حافلة تحمل المقاتلين آتية من العراق، وهو أسلوب باتت تتبعه القوات الإيرانية أخيراً، حيث تأتي التعزيزات عبر حافلات مدنية”.

مع ازدياد الضغوطات الدولية على “حزب الله”، لم تستبعد المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” من أوساط ديبلوماسية، أن يشمل قانون “قيصر” فرض عقوبات مشددة على قيادات في الحزب، إلى جانب مسؤولين سوريين، متهمين بأعمال إجرامية، بالتوازي مع التوجه لفرض عقوبات أخرى على شخصيات لبنانية مسيحية مؤيدة ل”حزب الله”، على أن تتبلور طبيعة هذه العقوبات في الأسابيع القليلة المقبلة. وشددت السفيرة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا، على أن “العقوبات تستهدف حزب الله لكنها قد تشمل أيضاً من يدعمه وسيكون هناك فئة جديدة من العقوبات تدخل في اول يونيو حيز التنفيذ وستطال قتلة المدنيين في سورية”. واعتبرت أن “تعيينات المركزي قرار يعود للحكومة اللبنانية ورياض سلامة يحظى بثقة كبيرة في المجتمع المالي الدولي واذا لم يكن لدى هذا المجتمع ثقة بقيادة المؤسسات المالية الكبرى بالبلاد فأعتقد أنّه لن يكون هناك أي تدفق للاستثمار أو النقد الذي يحتاجه اقتصاد لبنان”. وعما يشاع عن رغبة اميركية بانهيار لبنان اقتصاديا، قالت:” هذه مزاعم وسنعلن الأسبوع المقبل عن مساعدة جديدة لدعم بعض المنح الدراسية لطلّاب الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية”. وأكدت شيا، أن “الولايات المتحدة عملت بشكل وثيق مع رياض سلامة على مر السنوات ومن الخطأ شيطنة أي شخص أو مؤسّسة أو جعلهم كبش فداء للانهيار الاقتصادي في لبنان لأنّ ذلك نتيجة عقود من الفساد وسوء الإدارة المالية”. وفي شأن اذا كانت بلغت دياب و باسيل رسالة اميركية بان سلامة خط احمر، قالت:” كل ما قرأته بالاعلام من تكهنات هي اختلاق لكنني وصفت وبصراحة تامة ما هي سياستنا كحكومة للولايات المتحدة تجاه المصرف المركزي”.

 

ثوار لبنان يُعلنون التعبئة ضد الحكومة… ويحشدون ليوم السبت "الاشتراكي" و"القوات" طالباً باستقالة دياب والوزراء

بيروت ـ”السياسة” /01 حزيران/2020

 في مقابل تخفيف إجراءات التعبئة في مواجهة وباء “كورونا”، استعادت الساحات زخمها على نحو ينذر بموجة ضغوطات جديدة ضد الحكومة التي ارتفعت وتيرة المطالبات من جانب القوى السياسية والحزبية باستقالتها، حيث يتوقع أن يكون السبت المقبل، يوماً مشهوداً في عودة الاحتجاجات الرافضة لأداء الحكومة، من خلال دعوة الثوار اللبنانيين إلى التجمع في السادس من الجاري في وسط بيروت، للاحتجاج على التقصير الفاضح من جانب الحكومة في معالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، وتالياً عجزها عن التصدي لجنون الغلاء الذي ينذر بمجاعة سيواجهها لبنان لا محالة في الأشهر المقبلة .

وكشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، أن هدف الثوار تصعيد الحملة على الحكومة لدفعها إلى الاستقالة، كونها أصابت اللبنانيين بخيبة أمل كبيرة، جراء تخبطها في المحاصصة وتوزيع المغانم، الأمر الذي أفقدها القدرة على إنجاز التعيينات القضائية والأمنية والمالية، وبالتالي فإنها أضعفت الثقة الدولية بها إلى درجة كبيرة، ما سينعكس على المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي الذي لم يكن مرتاحاً كثيراً للتفاوت في الأرقام المالية التي قدمها وزير المالية، وبين الأرقام التي قدمها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ومع عودة الثوار إلى قطع عدد من الطرقات في بيروت والمناطق الأخرى، بعد التخفيف من إجراءات التعبئة، قالت هيئة حماية الثورة في بيان، أمس، “نحن الثوار الأحرار الرافضين لظلم الفاسدين لطالما كنا نعتبر القوى الأمنية والعسكرية إخوتنا واهلنا ونتعامل معهم على هذا الأساس. نحن نثور تعبيرا عن رفض الباطل والمذلة التي تطالنا وتطالهم مباشرة كمستهلكين وكقوى حيّة فاعلة في وطننا لبنان”. إلى ذلك، جاءت دعوة عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة لاستقالة الحكومة، لتتلاقى مع موقف مماثل من جانب حزب “القوات اللبنانية”، حيث دعا نائبه جورج عقيص الحكومة للاستقالة، لافتاً إلى أن “عودة حكومة الرئيس حسان دياب عن قرارها الذي كانت قد صوّتت عليه بالنسبة لمعمل سلعاتا، هي فضيحة مدوّية كونها أثبتت أن هذه الحكومة هي غير مستقلة، وأن الوزراء بعيدون عن الإستقلالية، بل على العكس، بدا واضحاً أن قرار الحكومة يخضع لإملاءات من الجهات الحزبية التي تغطيها وكانت قد منحتها الثقة”. وفي الخصوص، كتب رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر “تويتر”: “العبرة في هذه الوزارة انها كلما دخلت الى إجتماع تقرر شيئاً ثم تعود وتدخل الى اجتماع آخر تقرر شيئاً آخر”. وأضاف، “أعتقد انها خطة مدروسة في غاية الدقة للوصول الى اعلى درجات الانتاجية، ولا عجب كون احد اركان هذه الوزارة نشر مؤلفا من ألف صفحة لا بد من دراسته لأنه يشرح الخطة المذكورة بكل وضوح”.

 

خزانات مخفية لتهريب المازوت إلى سورية

بيروت ـ”السياسة” /01 حزيران/2020

 رغم إجراءات التشدد في منع عمليات التهريب إلى سورية عبر المعابر غير الشرعية، وبعد التشدد بمكافحة عمليات تهريب المازوت من لبنان باتجاه الاراضي السورية، لجأ بعض الاشخاص الى طرق مستحدثة لتهريب هذه المادة، متفادين رقابة عناصر الجمارك. وتمكنت قوة من المديرية العامة للجمارك ضابطة طرابلس شعبة المكافحة البرية، من توقيف شاحنة يعتقد بأنها فارغة غير انها جهزت بخزانات مخفية تعبأ بمادة المازوت تمهيدا لنقلها خلسة الى الاراضي السورية. وجرى على الفور حجز الشاحنة واقتيادها مع المخالف الى المركز لاجراء اللازم القانوني بحقها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب: سأحارب من أجل إبقاء أميركا سالمة

دبي - قناة العربية/01 حزيران/2020

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ليل الاثنين، أنه سيحارب من أجل الحفاظ على أميركا، وتعهد بأن يبقي "البلد الأعظم في العالم آمنا وسالما". وقال في كلمة وجهها للشعب الأميركي من حديقة البيت الأبيض إن "قضية موت جورج فلويد لن تذهب سدى"، ولكن لا يمكن القبول بالأوضاع الحالية.

وبالتزامن مع كلمة ترمب، نشبت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في المناطق المحيطة بالبيت الأبيض، ليل الاثنين، بعد أن تدخلت قوات مكافحة الشغب لفرض طوق أمني، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع ضد المحتجين. وتابع ترمب في كلمته: "أديت القسم لصون قوانين أمتنا وذلك ما سأقوم به"، واعتبر أن ما شهدته واشنطن من عنف الأحد بمثابة "عار كبير". وكشف في خطابه قرار نشر "آلاف الجنود المدجّجين بالأسلحة" وعناصر من الشرطة في واشنطن لحماية العاصمة. وأكد الرئيس الأميركي أن ما يحدث "ليس مظاهرات سلمية، ولكنه إرهاب وفوضى"، موضحا أن "محاربة الكراهية ستتم من خلال العدالة". ووصف ترمب عنف الاحتجاجات بأنه "إرهاب محلي". وشدد على أنه سيتدخل لنشر القوات العسكرية إذا تقاعس حكام الولايات عن القيام بواجبهم. وطلب من حكّام الولايات إتخاذ الإجراءات اللازمة "للسيطرة على الشوارع". وذكر أنه نشر قوات الحرس الوطني وإنفاذ القانون في واشنطن لحماية الاملاك وفرض القانون والنظام. وكان رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو أعلن فرض حظر تجوال ليلي في المدينة اعتبارا من الاثنين بسبب أعمال الشغب. وجاء في تغريدة لدي بلاسيو "تحدّثت مع الحاكم (ولاية نيويورك) آندرو كومو وحفاظا على سلامة الجميع قررنا فرض حظر تجول في مدينة نيويورك هذا المساء، يدخل حيّز التنفيذ عند الساعة 11 ليلا ويرفع عند الخامسة فجرا"، محتذيا بذلك حذو نحو 40 مدينة أميركية أخرى. وحذر الرئيس الأميركي في كلمته منتهكي حظر التجوال من الاعتقال ومواجهة أحكام قضائية قاسية: "أقول للمشاغبين والإرهابيين بأنهم سيواجهون قوانين صارمة". وذكر ترمب أن "أميركا تأسست على مبدأ القانون، ويجب أن لا نستسلم للكراهية أو الغضب". وعقب إلقاء كلمته، توجه ترمب سيرا على الأقدام إلى كنيسة مجاورة للبيت الأبيض شهدت اعتداء من المحتجين في المنطقة.

 

تشريح مستقل لجثة جورج فلويد.. مات مختنقا في جريمة قتل

دبي _ العربية.نت/01 حزيران/2020

قال طبيبان قاما بتشريح مستقل لجثة جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي تسببت وفاته خلال احتجاز شرطة منيابوليس له الأسبوع الماضي في احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، إن سبب الوفاة "اختناق ميكانيكي" وإن وفاته كانت جريمة قتل، بحسب رويترز. وأعلن الدكتور مايكل بادن، وهو أحد طبيبين قاما بتشريح الجثة بناء على طلب عائلة فلويد، خلال مؤتمر صحفي في منيابوليس أن فلويد لم يكن يعاني من أي مشكلة طبية كامنة ساهمت في وفاته. وأكد بادن إن وفاة فلويد كانت بسبب ضغط ركبتي ضابطي شرطة على عنقه وظهره. هذا ويمثل الضابط السابق ديريك شوفين Derek Chauvin، الذي تسبب في مقتل فلويد أمام المحكمة الاثنين. ويبلغ شوفين من العمر أربعة وأربعين عاما، ويواجه تهم القتل من الدرجة الثالثة . وبموجب قانون ولاية مينيسوتا، يُعرَّف القتل من الدرجة الثالثة على أنه يتسبب في موت شخص "عن طريق ارتكاب فعل خطير للغاية على الآخرين". وبعد يومين من الاشتباكات في محيط البيت الأبيض ضمن الاحتجاجات التي انطلقت عقب مقتل فلويد، عاد الهدوء إلى البيت الأبيض مع دخول عدة ولايات في حظر للتجول. ودفعت عمليات كر وفر بين متظاهرين ورجال الشرطة قبالة البيت الأبيض، الأمن الأميركي للتدخل لصد المحتجين. وأشارت مصادر إعلامية إلى إلقاء الشرطة القبض على أكثر من أربعة آلاف شخص في أنحاء الولايات المتحدة منذ وفاة فلويد. وقام المحتجون، الأحد، بإحراق عدد من سيارات الشرطة قرب البيت الأبيض بالإضافة إلى مبنى قريب ما دفع الشرطة لإطلاق قنابل الغاز المسيل لتفريقهم.

 

اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في محيط البيت الأبيض

دبي – العربية.نت/01 حزيران/2020

شبت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في المناطق المحيطة بالبيت الأبيض، ليل الاثنين، بعد أن تدخلت قوات مكافحة الشغب لفرض طوق أمني، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع ضد المحتجين. وفي وقت سابق، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكيناني، في مؤتمر صحافي، الاثنين،" نشر 17 ألف عنصر من الحرس الوطني في 24 ولاية أميركية". وقالت إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "طلب تشكيل مركز قيادة من وزيري العدل والدفاع ورئيس الأركان لبحث الأزمة"، لافتة إلى "أدلة متزايدة على تورط حركة (أنتيفا) في أعمال العنف". وذكرت أن "الحرس الوطني موجود لخفض التصعيد في الشارع"، مشيرة إلى أن "وقف أعمال الشغب من مسؤولية حكام الولايات لكنهم فشلوا في ذلك". وعرض البيت الأبيض في المؤتمر الصحافي مقاطع فيديو لعمليات تحريض على التخريب أثناء التظاهرات وشدد على أنه "لا يمكن السماح باستمرار عمليات السلب والنهب في المدن الأميركية".

وفي تطور، أعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو فرض حظر تجوال ليلي في المدينة اعتبارا من الاثنين بسبب أعمال الشغب. وجاء في تغريدة لدي بلاسيو "تحدّثت مع الحاكم (ولاية نيويورك) آندرو كومو وحفاظا على سلامة الجميع قررنا فرض حظر تجول في مدينة نيويورك هذا المساء، يدخل حيّز التنفيذ عند الساعة 11 ليلا ويرفع عند الخامسة فجرا"، محتذيا بذلك حذو نحو أربعين مدينة أميركية أخرى. وفي وقت سابق انتقد الرئيس الأميركي ترمب، الاثنين، حكام ولايات أميركية ووصفهم بأنهم "ضعفاء" مطالباً بحملات أقسى على المخربين في أعقاب ليلة أخرى من الاحتجاجات العنيفة في عشرات المدن الأميركية، فيما أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض بنشر 17 ألف عنصر من الحرس الوطني في 24 ولاية أميركية، مشيرة إلى أن الحرس الوطني موجود لخفض التصعيد في الشارع. وتحدث ترمب عبر الفيديو مع الحكام ومسؤولي الأمن القومي وإنفاذ القانون. وأخبر ترمب الحكام بأنه "يتعين عليهم أن يصبحوا أقسى بكثير" وسط احتجاجات تشهدها الولايات المتحدة وانتقادات لاستجاباتهم. قال ترمب للحكام: "معظمكم ضعفاء. عليكم اعتقال الناس". حث الرئيس الحكام على نشر الحرس الوطني، الذي نسب إليه الفضل في المساعدة على تهدئة الوضع مساء الأحد في مينيابوليس. وطالب باتخاذ إجراءات صارمة مماثلة في المدن التي تعرضت أيضاً لتشنج من العنف، مثل نيويورك وفيلادلفيا ولوس أنجلوس. قال ترمب: "عليكم القبض على الأشخاص، عليكم تتبع الأشخاص، وعليكم وضعهم في السجن لمدة 10 سنوات، ولن تروا هذه الأشياء مرة أخرى أبداً.. نحن نفعل ذلك في واشنطن العاصمة، سنقوم بشيء لم يره الناس من قبل". وأبلغ ترمب الحكام بأنهم يجعلون أنفسهم "يبدون مثل الحمقى" لعدم استدعاء المزيد من الحرس الوطني لاستعراض للقوة في شوارع المدينة. من جانبه، قال وزير العدل بيل بار، الذي شارك في المحادثة الاثنين، للحكام إن عليهم "السيطرة على الشوارع" والتحكم، وألا يكونوا في وضعية رد فعل على الحشود. كما حثهم على "ملاحقة مثيري الشغب".

من جهته، أعلن رئيس بلدية العاصمة واشنطن عن تقدم موعد حظر التجول 4 ساعات لمنع وقوع أعمال شغب، فبات يبدأ منع التجول على الساعة السابعة مساءً، ويستمر حتى الـ6 صباحاً. وكانت الشرطة قد أطلقت الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق متظاهرين خارج البيت الأبيض في وقت متأخّر الأحد، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة الأميركية خلال ليلة سادسة من التظاهرات التي تعم أنحاء البلاد. واستُخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود الناس الذين تجمّعوا خارج البيت الأبيض وهم يهتفون ويشعلون النيران ويحملون لافتات احتجاجية. وفُرض حظر للتجول الأحد في واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلن رئيس بلدية العاصمة موريل باوزر. وكتب باوزر على "تويتر" أنه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة. وفي اليوم السابق، كانت واشنطن على غرار مدن أخرى في البلد، مسرحا لتوترات ومشاهد غضب. وكانت وفاة جورج فلويد في ولاية مينيسوتا سبباً لاحتجاجات عنيفة أجبرت قوّات الحرس الوطني على تسيير دوريات في مدن أميركية عدة الأحد. وتوفي فلويد، وهو رجل أسود كان مقيد اليدين، بعد أن تجاهل شرطي أبيض ألقى القبض عليه صيحات المارة لكي يتركه بينما صرخ فلويد بأنه لا يستطيع التنفس. وأثار موته الذي تم تصويره من قبل المارة، أياماً من الاحتجاجات في مينيابوليس والتي انتشرت في مدن أخرى بمختلف أنحاء البلاد. أما الشرطي الذي ضغط بركبته على عنق فلويد، ديريك تشوفين، فمتهم بجريمة قتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد وهو محتجز في سجن الولاية. كما تمت إقالة رجال الشرطة الثلاثة الآخرين الذين كانوا في الموقع في اليوم التالي للحادث لكن لم يتم توجيه اتهامات لهم.

 

العراق ردا على تقارير إيرانية: منافذنا الحدودية مغلقة معكم حتى إشعار آخر

العربية.نت، وكالات/01 حزيران/2020

نفى المتحدث الرسمي باسم هيئة المنافذ الحدودية، علاء الدين القيسي، ما تناوله إعلام إيراني عن استئناف الزيارات للعتبات الشيعية. وردت هيئة المنافذ الحدودية العراقية، الاثنين، في بيان رسمي على أنباء تداولتها وكالة أنباء إيرانية حول استئناف إيران رحلات زيارة العتبات الدينية في العراق. وقال المتحدث الرسمي باسم هيئة المنافذ الحدودية إن "وكالة أنباء فارس تناقلت أنباء بأن إيران تخطط لاستئناف زيارة العتبات المقدسة في العراق رغم قرار الإغلاق في العراق، وبدورنا نؤكد أن معابرنا الحدودية مع إيران والكويت هي مغلقة بالكامل أمام الحركة التجارية وحركة المسافرين". وتابع "وسيستمر هذا الغلق حتى إشعار آخر وسيتم العمل بافتتاح المنافذ المشار إليها وفق المستجدات والمعطيات الصحية ليستنى للجنة العليا اتخاذ قرارات جديدة بشأن المنافذ الحدودية". وأضاف، أن "هذا الموضوع يخضع ويخص تقدير وبيانات وزارة الصحة، وكمنافذ حدودية حريصون كل الحرص على حياة المواطن".

 

روسيا تتهم أميركا والناتو بإجراء مناورات استفزازية قرب حدودها

دبي - العربية.نت/01 حزيران/2020

اتهم الجيش الروسي اليوم الاثنين الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي بإجراء تدريبات عسكرية "استفزازية" بالقرب من حدود البلاد، وهو بيان يعكس التوترات بين روسيا والناتو. وقال الكولونيل سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان العامة الروسية إن روسيا أرسلت رسالة رسمية إلى حلف شمال الأطلسي تقترح تقليص الأنشطة العسكرية للطرفين خلال فترة تفشي فيروس كورونا، لكن الحلف تجاهل العرض. وذكر رودسكوي بشكل خاص مناورات الناتو الأخيرة في بحر بارنتس، متهما بأنهم يحاكون ضربات على الأراضي الروسية واعتراض صواريخ باليستية روسية عابرة للقارات. وقال رودسكوي إن التدريبات هي الأولى من نوعها من قبل الناتو منذ الحرب الباردة. وأشار رودسكوي أيضًا إلى زيادة عدد الطلعات الجوية التي تطلقها القاذفات الاستراتيجية الأميركية ذات القدرة النووية بالقرب من الحدود الروسية الشهر الماضي. وقال إن القاذفات الاستراتيجية الأميركية من طراز بي-1بي حلقت الأسبوع الماضي فوق أوكرانيا للمرة الأولى على الإطلاق، مما دفع روسيا إلى إرسال الطائرات المقاتلة ووضع قوات الدفاع الجوي في حالة تأهب. انخفضت العلاقات الروسية الغربية إلى أدنى مستوياتها بعد الحرب الباردة بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014 ودعم موسكو للتمرد الانفصالي في شرق أوكرانيا.

وأعربت موسكو مرارا عن قلقها بشأن نشر قوات الناتو بالقرب من الحدود الروسية، واصفة إياها بأنها تهديد لأمنها. كما ألقت روسيا والتحالف باللوم على بعضهما البعض لإجراء مناورات عسكرية مزعزعة للاستقرار بالقرب من الحدود.

قال رودسكي "الولايات المتحدة وحلفاؤها يواصلون تدمير نظام الأمن في أوروبا تحت ستار (عدوان روسي) متصور".وقال إنه على الرغم من رفض الناتو الموافقة على تخفيض الأنشطة العسكرية، فقد قررت روسيا عدم إجراء أي تدريبات كبيرة بالقرب من الحدود مع أعضاء الناتو هذا العام.

وقالت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو مرارًا وتكرارًا إن الطائرات المقاتلة الروسية قامت بمناورات غير آمنة بينما القت بظلالها على طائراتها - وهي اتهامات رفضها الجيش الروسي. وفي أحدث حادث من هذا النوع الأسبوع الماضي، اشتكى الجيش الأميركي من أن طائرات مقاتلة روسية من نوع سوخوي-35 حلقت بشكل خطير بالقرب من طائرة استخبارات البحرية الأميركية من طراز بي-8 ايه بوسيدون فوق شرق البحر الأبيض المتوسط، ما حد من قدرتها على المناورة بأمان. واتهم رودسكوي بأن رحلات المخابرات الأميركية في كثير من الأحيان بالقرب من القواعد الروسية في سوريا انتهكت الاتفاقات السابقة بين موسكو وواشنطن بشأن تجنب حوادث الجو. وقال إن موسكو منفتحة لإجراء محادثات للتفاوض على الحد الأدنى من المسافات وقواعد الاتصالات خلال لقاءات السفن الحربية والطائرات العسكرية التابعة لروسيا والتحالف.

 

العراق يتجه للعرب ويبتعد عن التبعية لإيران ودعوات لانتخابات مبكرة

اعتقال "داعشي" حاول التسلل بعد هربه من مخيم الهول في سورية

بغداد – وكالات/01 حزيران/2020

 تحرك العراق، أخيراً، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يشهدها العالم إثر فيروس “كورونا”، نحو دول أخرى تتعاون معه إلى مستقبل زاهر متطور بعيداً عن الصراع الإيراني – الأميركي. وأعلن النائب عن كتلة “الاتحاد الإسلامي الكردستاني” عضو اللجنة المالية في البرلمان جمال كوجر، أول من أمس، أن الحكومة تمكنت من حسم أزمة رواتب الموظفين بعد تعافي النفط وارتفاع أسعاره التي وصلت إلى 36 دولاراً للبرميل. وقال، إن العراق يجني مقابل كل دولار يرتفع في سعر النفط، نحو مليار و315 مليون دولار، ما أسهم في حل مشكلة تسديد رواتب الموظفين، بالإضافة إلى القروض الداخلية التي لجأت إليها الحكومة التي قد تتجه أيضاً إلى الاحتياطي البنكي. وتحدث عن زيارة وزير المالية علي علاوي، إلى السعودية مطلع مايو الجاري، لبحث التعاون بين البلدين، وحصول العراق على الطاقة الكهربائية من الجانب السعودي. وأضاف إن الحكومة العراقية، كانت تأخذ الكهرباء من إيران، لكن بعد الضغط الأميركي على الجانب الإيراني، والذي وصل إلى مراحل حساسة، وإعطاء الولايات المتحدة مهلة للعراق لإيقاف استيراد الطاقة من إيران، دفع إلى البحث عن بدائل. وأوضح أن العراق توجه نحو السعودية، من خلال الوفد الذي ترأسه وزير المالية، لإمكانية تزويد الدولة العراقية بالطاقة الكهربائية، بأسعار أقل من السعر الإيراني، مشيراً إلى أن الحكومة قد تتحرك إلى دول أخرى، مثل الإمارات وقطر، للحصول على القروض والطاقة الكهربائي.

وفي سياق آخر، وصف النائب عن تحالف “سائرون”جمال فاخر، أول من أمس، مجلس النواب بأنه “ميت سريرياً”، محملاً رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، مسؤولية ذلك، فيما دعا رئيسي الجمهورية والوزراء إلى الإسراع بإجراء الانتخابات المبكرة. وقال إن “رئيس البرلمان يتحمل المسؤولية بشكل كامل عن تعطيل عمل مجلس النواب وجعله ميت سريرياً”. ودعا إلى “الاستعجال بالانتخابات المبكرة، لأن العملية السياسية الحالية غير قادرة على بناء دولة مؤسسات وتحقيق الرفاه للشعب العراقي”. من ناحية ثانية، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، أول من أمس، القبض على أحد عناصر تنظيم “داعش” قرب الشريط الحدودي مع سورية. كما تم أمس، اعتقال عنصرين بارزين في التنظيم في مدينة الموصل، أحدهما مسؤول المفخخات السابق للتنظيم، وذلك بعد انطلاق عملية أمنية تستهدف الإرهابيين بمحافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وصولاً إلى الحدود الدولية مع سورية.

 

هل يشكل “قانون قيصر” بداية النهاية لنظام الأسد؟

وكالة الانباء المركزية/01 حزيران/2020

يدخل “قانون قيصر” حيز التنفيذ اليوم، وتأتي تسمية التشريع الأميركي “قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين” من اسم المصور العسكري السوري السابق الملقب بقيصر أو “سيزر”، الذي انشق عن نظام الأسد عام 2014، وسرّب 55 ألف صورة لـ11 ألف سجين قتلوا تحت التعذيب.

التحق بالكونغرس وعرض الصور على لجنة استماع، ووجّه خطابه إلى الكونغرس قائلا “جئت إلى الكونغرس لأوجه رسالة لكم، الرجاء أوقفوا القتل في سوريا”، وأضاف “هناك مذابح ترتكب والبلاد تدمر دون رحمة، هناك عشرة آلاف ضحية لن يعودوا للحياة كانت لهم أحلام وطموحات وعائلات وأصدقاء، لكنهم قضوا في سجون الأسد؛ السوريون يطالبونكم بفعل شيء مثلما فعلتم في يوغوسلافيا السابقة”. وبعد تشكيل فريق تحقيق دولي لبحث جرائم الحرب المرتكبة في سوريا، والتأكد من مصداقية الصور صيغ القانون باسمه، تحت عنوان “قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019”.

صادق مجلس النواب الاميركي على مشروع القانون في 15 تشرين الثاني 2016 بأغلبية ساحقة، وتعرّض لعدد من التعديلات قبل التصويت عليه من قبل الكونغرس، كان آخرها في حزيران من العام الماضي، قبل تمريره في مجلسي الكونغرس والشيوخ، وتوقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عليه نهاية العام الماضي.

وتفرض الوثيقة الأميركية عقوبات اقتصادية، على أركان نظام بشار الأسد، وداعميه الإيرانيين والروس، وكل شخص أو جهة، أو دولة تتعامل معه، وتعتبر هذه العقوبات حال تطبيقها، الحد الأعلى ما دون التدخل العسكري المباشر، التي يمكن ان يتعرض لها نظام الأسد.

ويرى المحللون أن من الخطأ الاعتقاد بأنّ قانون قيصر سيكون مجرّد حلقة أخرى في سلسلة العقوبات الأميركيّة على النظام السوري. هذه المرّة، لن تقتصر العقوبات على تجميد أصول النظام ومؤسساته ومسؤوليه في الولايات المتحدة، ولا على منعهم من استعمال الدولار في التحويلات التجاريّة وحظر تعامل الأميركيين معهم، إنما ستطال العقوبات كلّ من يساهم في دعم النظام ورئيسه ماليّاً، أو يرتبط معه في استثمارات أو أنشطة تجاريّة في العديد من القطاعات الحسّاسة، سيكون عرضة لأن تشمله العقوبات وكأنّه أحد المسؤولين السوريّين المشولين بالعقوبات الجديدة.

صحيح أن قانون قيصر يستهدف نظام الأسد بشكل رئيسي، إلا أنه يضع روسيا وإيران وجها لوجه أمام العقوبات الأميركية، خصوصا وأنه يصاحب حملة ضغط شديدة الوتيرة ضد إيران. فهل يشكّل قانون قيصر بداية النهاية لنظام الاسد

 

ليبيا... «دليل للمبتدئين»..خلفيات الصراع وأطرافه الأساسية وموازين القوى

لندن: كميل الطويل/الشرق الأوسط/01 حزيران/2020

في زمن «كورونا» ورغم هيمنة تداعيات هذا الوباء على عناوين الأخبار منذ شهور، ظلّت ليبيا، ولأسباب مختلفة، محافظة على موطئ قدم لها في مقدم تطورات العالم العربي، والآن، كما يبدو، في مقدم اهتمامات الدول الكبرى... وحروبها الخفية.

فماذا يحصل في ليبيا حقيقة؟ وكيف وصلت الأمور إلى هنا؟ يسلّط هذا التقرير - وهو بمثابة «دليل للمبتدئين» - الضوء على بعض خلفيات الصراع في ليبيا، وعلى أطرافه الأساسية، وموازين القوى فيه، وأيضاً على التحالفات الإقليمية والدولية، بما في ذلك «الحرب الباردة» الدائرة حالياً على الأرض الليبية بين الأميركيين والروس.

كيف وصلت الأمور إلى هنا؟

في فبراير (شباط) من عام 2011، وفي خضم ما عُرف آنذاك بـ«الربيع العربي» الذي أطاح لتوّه بنظامي الرئيسين الراحلين زين العابدين بن علي وحسني مبارك في تونس ومصر، اندلعت «انتفاضة» ضد حكم العقيد الراحل معمر القذافي الذي رد بتهديد الثائرين ضد نظامه بملاحقتهم «زنقة زنقة» حتى القضاء عليهم. جمع القذافي جيشاً جراراً ضم متطوعين من أبرز مدن غرب البلاد وقبائلها التي ظلّت على ولائها لنظامه، وعندما وصلت هذه القوات إلى أبواب مدينة بنغازي، مهد الثورة ضده في شرق البلاد، تحركت دول غربية، على رأسها فرنسا، ونجحت في إصدار قرار من مجلس الأمن (القرار 1973) يسمح بإجراءات لـ«حماية المدنيين». تبيّن لاحقاً أن القرار كان في الواقع جزءاً من خديعة تعرضت لها روسيا، بحسب ما يقول مسؤولوها. إذ سرعان ما أصدرت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة موقفاً مشتركاً فسّرت فيه حماية المدنيين بأنه يعني تدخلاً عسكرياً لإطاحة النظام. وهكذا كان. لم تكتفِ الطائرات الفرنسية بضرب الرتل المتقدم نحو بنغازي وتدميره، بل شارك حلف «الناتو» بأكمله في عملية تدمير القوات الحكومية الليبية أينما وجدت، والسماح لجماعات الثوار بإسقاط القذافي وقتله في مسقط رأسه، مدينة سرت، في أكتوبر (تشرين الأول) 2011.

ما بعد القذافي

خطت ليبيا خطوة مبشّرة نحو الانتقال إلى نظام ديمقراطي يخلف «جماهيرية العقيد»، فنظّمت في يوليو (تموز) 2012 انتخابات تعددية لاختيار برلمان انتقالي (المؤتمر الوطني). حقق «تحالف القوى الوطنية»، بزعامة الراحل محمود جبريل، تقدماً واضحاً في هذه الانتخابات، لكن تكتلات عدة يهيمن عليها الإسلاميون تدخلت لحرمانه من نيل منصب رئيس الوزراء. قيل وقتها الكثير في خصوص خلفيات استهداف جبريل، وربطها كثيرون بموقف قطر منه كونه اعترض، مع آخرين، على ما اعتبره تدخلاً واضحاً منها في فرض شخصيات بعينها لتولي مناصب أساسية في الدولة الليبية في فترة ما بعد القذافي.

في عام 2014، عادت ليبيا إلى صناديق الاقتراع واختارت برلماناً جديداً (مجلس النواب). ورغم أن جميع المرشحين تقدموا بوصفهم مستقلين، فإن نتيجة الاقتراع مثّلت هزيمة مدوية للإسلاميين الذين خسروا في مواجهة تحالف من الليبرالييين والوطنيين. لكن الاقتراع تمثّل في المقابل بمشاركة متدنية جداً من المواطنين (18 في المائة فقط)، ورفض الإسلاميون القبول بنتيجته. فقد كانت الأوضاع في البلاد تسير نحو مزيد من التأزم... والانفجار.

تنامي قوة الجماعات الإسلامية

شهدت ليبيا، في السنوات التي تلت قلب نظام القذافي، تنامياً كبيراً في نشاط الجماعات الإسلامية التي كانت مقموعة ومحظورة على مدى عقود. فإلى جانب جماعة «الإخوان» التي أسست حزباً سياسياً (العدالة والبناء)، ظهر على الساحة تنظيم «أنصار الشريعة» الذي ضم متشددين أنشأوا لاحقاً فروعاً لتنظيم «القاعدة»، ومن بعده وريثه ومنافسه تنظيم «داعش». وقد انعكس خلاف «القاعدة» و«داعش» في سوريا على علاقة أنصارهما في ليبيا.

سيطر أنصار «القاعدة» على مدينة درنة التي عُرفت سابقاً بسيل المتطوعين الانتحاريين الذين شكلوا مدداً لا ينقطع لزعيم فرع «القاعدة» في العراق، أبي مصعب الزرقاوي، في الأعوام 2004 و2005 و2006. في المقابل، سيطر أنصار «داعش» على أجزاء من مدينة بنغازي، عاصمة شرق البلاد، قبل أن يقيموا «إمارة» في مدينة سرت، مسقط رأس القذافي. نفّذ «داعش» بعضاً من أبشع جرائمه خلال سيطرته على سرت (بما في ذلك قطع رؤوس أقباط مصريين وإثيوبيين كانوا يحاولون الهجرة إلى أوروبا)، لكنه لم يكن لوحده. فقد حصلت جرائم أخرى عديدة يُشتبه في أن متشددين قاموا بها - سواء قتل السفير الأميركي كريس ستيفنز في بنغازي عام 2012، أو اغتيال عشرات الضباط والعسكريين الذين كانوا يُقتلون واحداً تلو الآخر بدم بارد في شرق البلاد تحديداً.

ظهور حفتر

أسهمت تلك الاغتيالات في تنامي التأييد للمشير خليفة حفتر في محاولته إعادة تجميع ما تبقى من الجيش الليبي السابق الذي تفكك بعد سقوط نظام القذافي. كان الإسلاميون منذ البداية معارضين لأي دور لحفتر في مستقبل ليبيا. فهو ينتمي، في نظرهم، إلى حقبة القذافي. كان ضابطاً سابقاً في جيشه، وشارك في الحرب مع تشاد في ثمانينات القرن الماضي، وأسر، ثم انضم إلى المعارضة (جبهة الإنقاذ)، لكنه اختلف مع قادتها، وظل يعيش بالمنفى في الولايات المتحدة حتى اندلاع الثورة ضد القذافي فحزم حقائبه وعاد إلى ليبيا، حيث شارك في القتال ضد قوات الزعيم الليبي.

لكن دوره في تلك الحرب ظل هامشياً، وزاده تهميشاً تكتل الإسلاميين ضده في حقبة ما بعد العقيد. لكن كثيراً من الذين اعتبروا أنفسهم جزءاً من النظام السابق فضّلوا تجاهل دوره في الحرب لإطاحة العقيد عام 2011 والانخراط في جهده لإعادة تجميع القوات المسلحة باعتبارها جزءاً أساسياً من أي محاولة حقيقية هدفها وقف انحدار البلاد نحو مزيد من الفوضى والتفكك وسقوطها في أيدي الجماعات المتشددة.

لكن ذلك لم يعنِ بالطبع التحاق جميع أنصار النظام السابق بحفتر. فشريحة لا بأس بها من هؤلاء يبدو أنها ما زالت تراهن على دور ما لنجل القذافي، سيف الإسلام، الذي أفرج عنه في عام 2017 بعد احتجازه منذ عام 2011 في مدينة الزنتان (الجبل الغربي). ولم يظهر سيف علناً منذ إعلان الإفراج عنه، ما فتح باب التكهنات حول مكان وجوده (هو ما زال مطلوباً من المحكمة الجنائية الدولية لدوره في محاولة قمع الثورة ضد والده). وترددت معلومات أنه انتقل من الزنتان إلى جنوب ليبيا حيث ما زال هناك مؤيدون له، قبل أن ينتقل إلى مدينة بني وليد جنوب شرقي طرابلس. ومعروف أن هذه المدينة، وقبيلتها الورفلة، وقفت إلى جانب سيف الإسلام وحمته بعد فراره من طرابلس في صيف عام 2011. وفي هذه المدينة فقد سيف أصابع يده وأصيب بجروح شديدة بقصف لطائرات «الناتو»، ما اضطره إلى الفرار جنوباً حيث أسره ثوار قرب مدينة أوباري ونقلوه إلى الزنتان. وليس واضحاً اليوم كيف يمكن أن تكون العلاقة بين حفتر وسيف إذا كان عليهما التعايش في المنطقة ذاتها.

عمليتا «الكرامة» و«فجر ليبيا»

أطلق حفتر محاولته الأولى للإمساك بزمام الأمور في ليبيا في بدايات عام 2014، إذ أعلن في فبراير (شباط) حل المؤتمر الوطني العام الذي أراد التمديد لنفسه بعد انتهاء ولايته، ثم أطلق في مايو (أيار) حملة عسكرية ضد الجماعات الإسلامية (أنصار الشريعة) التي سيطرت على بنغازي. أطلق حفتر على هجومه «عملية الكرامة».

في المقابل وفي الوقت ذاته، أطلقت جماعات إسلامية، بعضها من طرابلس نفسها وبعضها من مدينة مصراتة، عملية «فجر ليبيا» لطرد جماعات منافسة لها من العاصمة ومحيطها، لا سيما الجماعات التي جاءت من الجبل الغربي (الزنتان تحديداً). ونجحت قوات «فجر ليبيا» في الواقع في طرد مقاتلي الزنتان من مواقعهم جنوب طرابلس، رغم أن ذلك أدى إلى تدمير مطار طرابلس الدولي بالطائرات الموجودة فيه.

اتفاق الصخيرات

في محاولة لإنقاذ ليبيا من الغرق في مزيد من الفوضى، نجحت الأمم المتحدة في جمع شريحة واسعة من الفرقاء الليبيين في الصخيرات (المغرب) حيث تم توقيع اتفاق، في ديسمبر (كانون الأول) 2015، نتج عنه قيام حكومة وفاق وطني برئاسة فائز السراج (في مارس/ آذار 2016). انتزعت هذه الحكومة تمثيل ليبيا أمام الأمم المتحدة، لكن معارضيها ظلوا يشككون في شرعيتها بحكم أنها لم تنل ثقة مجلس النواب الليبي الذي اتخذ من طبرق مقراً له في شرق البلاد بعد سيطرة الجماعات التي يهيمن عليها الإسلاميون على طرابلس (في أعقاب «فجر ليبيا»).

وهكذا اتسع الشرخ السياسي في ليبيا في أعقاب اتفاق الصخيرات عوض أن يتم جسره. سيطرت الجماعات المؤيدة للإسلاميين إلى حد كبير على مقاليد الأمور في طرابلس، ما أعطى الانطباع بأن السراج خاضع لها. في المقابل، نجح معارضو الإسلاميين بقيادة حفتر، وبتأييد من مجلس النواب، في فرض نفوذهم في شرق البلاد، ما جلب لهم دعماً من أطراف عربية ترى في الإسلاميين مصدراً للفوضى في العالم العربي.

القضاء على الجماعات المتشددة

شكل ظهور الجماعات المتشددة في ليبيا بعد إسقاط نظام القذافي مصدر قلق للدول الغربية، خصوصاً في ضوء إقامة تنظيمي «داعش» و«القاعدة» موطئ قدم لهما على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، الأمر الذي يسهّل لهما تنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي الأوروبية.

تُرجم هذا القلق على صعيدين.

تمثل الأول في دعم الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى عملية ضخمة لطرد «داعش» من «إمارة سرت». راهنت هذه الدول في تنفيذ هذه العملية على قوات تابعة لحكومة «الوفاق» جاءت تحديداً من مدينة مصراتة، غرب سرت. وبعد قصف جوي عنيف استمر لشهور، نجحت قوات مصراتة (عملية البنيان المرصوص)، في ديسمبر (كانون الأول) 2016، في دخول سرت التي تحوّلت إلى أنقاض بعدما قاتل عناصر «داعش» فيها حتى الموت. قُتل مئات المقاتلين من شبان مصراتة في معارك سرت. لكن هذا الدم الباهظ رسّخ موقع المدينة في تركيبة السلطة الجديدة في طرابلس، وعزز، في المقابل، الشكاوى من دورها المتنامي في الهيمنة على مقاليد الأمور في البلاد منذ سقوط القذافي. ومعروف أن هذه المدينة عرضت على عامة الناس جثمان القذافي وابنه المعتصم بعد قتلهما عام 2011 ثم دفنتهما في مكان لا يعرفه أحد.

ورغم مغادرة القوات الغربية التي ساندت مصراتة ونسقت القصف الجوي ضد «داعش» في سرت، فإن إيطاليا أبقت على قوة عسكرية لتأمين حماية مستشفى أقامته في مصراتة. وفُسّرت تلك الخطوة من قبل معارضيها بأنها تعني دعماً إيطالياً لمصراتة في مواجهة خصومها.

في المقابل، برز المشير حفتر بدوره نتيجة قتاله الجماعات المتشددة في بنغازي ومناطق واسعة من شرق البلاد (ولاحقاً غربها). فرغم انطلاقه بعدد محدود من الجنود الذين كانوا محاصرين لوقت طويل ويتعرضون لهجوم تلو الآخر من الإسلاميين على مطار بنينا قرب بنغازي، فإن حفتر تمكن، ببطء، من استعادة زمام المبادرة ونجح في نهاية المطاف بطرد أنصار «داعش» و«القاعدة» من بنغازي، ثم من درنة، وبقية مدن شرق البلاد.

تم هذا الإنجاز بعد كثير من الدماء والتضحيات، ونتج عنه كم هائل من الدمار حوّل أجزاء من بنغازي إلى أنقاض. في الواقع، كان حفتر يحظى في تلك الفترة بدعم سري من فرنسا التي أرسلت جنوداً من قواتها الخاصة لمساندته. لكن سرعان ما انفضح الدور الفرنسي عندما سقطت مروحية فرنسية قرب مطار بنينا (في يوليو 2016) وقُتل فيها جنديان، فاضطرت فرنسا إلى الاعتراف بوجود لها في ليبيا. وعندما وسع حفتر هجومه ليشمل مشارف العاصمة الليبية في بدايات عام 2019، انكشف مجدداً أن فرنسا تلعب، على الأرجح، دوراً سرياً في دعمه، إذ عثرت القوات الموالية لـ«الوفاق» عندما استعادت السيطرة على مدينة غريان على صواريخ متطورة كانت في حوزة قوات فرنسية.

وليس واضحاً إذا كان حفتر قد شعر بأن الفرنسيين لا يقدمون له الدعم الكافي لـ«طرد الميليشيات» من طرابلس، بحسب وصفه. إلا أن الظاهر أنه لجأ إلى مصدر دعم آخر تمثّل بروسيا التي زارها المشير حفتر أكثر من مرة. ورغم النفي الروسي الرسمي لتقديم دعم لقواته، فإن الواضح - والموثّق وفق تقارير الأمم المتحدة - أنه يحظى بالفعل بدعم من «مرتزقة» جنّدتهم مجموعة «فاغنر» الروسية. يُقدّر عدد هؤلاء بنحو 1500 عنصر، وقد ساندوا، كما يبدو، تقدم قوات حفتر حتى أبواب طرابلس. لكن الإعلام الرسمي للجيش الوطني الذي يقوده حفتر، يصر على نفي وجود «مرتزقة روس».

التدخل التركي

كانت هيمنة الجماعات المرتبطة بـ«الإخوان» على حكومة السراج مصدراً أساسياً للخلاف مع حفتر. ومع تقدم قوات الأخير نحو طرابلس العام الماضي ظهر إلى العلن مدى اعتماد حكومة السراج على دعم «الإخوان». إذ وقّع السراج، في نهايات 2019، اتفاقات أمنية وعسكرية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الداعم الرئيسي لـ«الإخوان» في العالم العربي. أرسل الرئيس التركي كميات ضخمة من السلاح إلى طرابلس ومصراتة ومدن أخرى في غرب البلاد، وتم ذلك علناً في بواخر حملت مئات العربات العسكرية وبجسر جوي نقل آلافاً من «المرتزقة السوريين» الذين جندتهم تركيا من الفصائل التابعة لها في سوريا (حكومة «الوفاق» هي من يدفع مرتباتهم من خزينة الدولة الليبية). وأتبع إردوغان كل ذلك بإرسال بعض من أحدث تقنيات جيشه العضو الأساسي في حلف «الناتو»: طائرات درون مسيّرة (بيرقدار)، وبوارج حربية، وأجهزة تشويش متطورة، وربما أيضاً منظومات صاروخية للدفاع الجوي (هوك) لحماية غرف عمليات القوات التركية في غرب ليبيا. أسهم هذا الدعم التركي الضخم في قلب موازين المعركة ضد حفتر. فقد نجحت الطائرات التركية في تدمير منظومات الدفاع الجوي (بانتسير) التي كانت تحمي قوات حفتر والقوات التي تقاتل إلى جانبه («مرتزقة فاغنر»). كما تمكنت الطائرات التركية من خنق قوات حفتر اقتصادياً. فقد كانت هذه القوات بحاجة إلى إمدادات، وبما أن ليبيا بلد صحراوي فإن صهاريج النفط وشاحنات نقل الغذاء كان عليها أن تقطع مسافات طويلة وهي مكشوفة للطيران التركي قبل الوصول إلى وجهتها جنوب طرابلس.

انسحاب قوات «فاغنر»

أرغمت الضربات التركية «مرتزقة فاغنر» على الانسحاب من معركة طرابلس، بحسب ما أكدت حكومة «الوفاق» التي قالت إن هذه القوات شوهدت وهي تنسحب بآلياتها باتجاه مدينة بني وليد ومنها إلى وجهة غير معروفة (جواً وبراً). وبما أن المنسحبين لم يتعرضوا لقصف تركي، فقد سرت تكهنات بأن خطوتهم تم التوافق عليها سراً بين الأتراك والروس. لكن تطوراً مفاجئاً أعاد خلط الأوراق. ففي وقت كانت فيه قوات «فاغنر» تنسحب من مدينة بني وليد، بحسب ما قالت حكومة «الوفاق»، وصل سرب من الطائرات الروسية الحديثة (ميغ 29 وسوخوي 24) إلى شرق ليبيا. حطت في طبرق في البداية، ثم انتقلت إلى قاعدة الجفرة بوسط البلاد. وبحسب القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، قاد الطائرات طيارون من القوات المسلحة الروسية. طاروا من روسيا مباشرة. توقفوا في سوريا، حيث أعيد طلاء طائراتهم لتمويه مصدرها، ومنها إلى ليبيا لمساندة «المرتزقة الروس» وقوات حفتر، بحسب ما أكد الأميركيون. لكن لم يُسجل حتى اليوم أي دور لهذه الطائرات في المعارك الجارية جنوب طرابلس حيث تعرضت قوات «الجيش الوطني الليبي» لنكسات متتالية هددت بخسارة كل مكاسبها في غرب ليبيا. وليس واضحاً تماماً إذا كان إرسال هذه الطائرات هدفه توجيه رسالة لتركيا وحلفائها لوقف تقدمهم نحو الشرق والجنوب، أم لضمان احتفاظ قوات حفتر بموطئ قدم جنوب طرابلس. ويرجح أن تتوضح هذه الصورة وفق التطورات التي ستحصل في الأيام المقبلة.

وإذا نجح الأتراك فعلاً في طرد قوات حفتر من غرب البلاد، فإن خطوتهم المقبلة قد تكون جنوب ليبيا أو وسطها. لكن المنطقة عبارة عن صحراء مترامية الأطراف من الصعب الحفاظ على السيطرة عليها في ظل غياب الدعم الجوي.

الموقف الأميركي

كان واضحاً أن الأميركيين، في مواقفهم الأخيرة، أخذوا صف حكومة السراج في نزاعها مع حفتر. ولعل بيان «أفريكوم» الأخير في خصوص الطائرات الروسية كان الأكثر وضوحاً في المواقف الأميركية. إذ اعتبر أن إنشاء الروس قاعدة لهم في ليبيا سيشكل خطراً على أمن أوروبا، علماً بأن للروس قاعدة أخرى على سواحل المتوسط في طرطوس السورية. وبهذا يتضح أن الأميركيين يعتبرون الوجود الروسي في ليبيا أكثر خطراً، استراتيجياً، من الوجود التركي (العثماني بحسب إردوغان). واعتمد الأميركيون نفس هذه السياسة في سوريا، إذ وقفوا إلى جانب الأتراك لمنع روسيا وقوات النظام السوري من السيطرة على إدلب، رغم أنها معقل للإسلاميين بما في ذلك الجماعات المرتبطة بـ«القاعدة». وإضافة إلى هذه الجماعات، تنشط في إدلب جماعات عدة تنتمي إلى تيارات «إخوانية» وتعمل تحت إشراف تركي مباشر.

ويقول منتقدون للدور التركي إن سماح الأميركيين لإردوغان بإنشاء موطئ قدم له على سواحل ليبيا يمكن أن يشكل تهديداً لأوروبا ربما لا يصل إلى مستوى التهديد العسكري الروسي، لكنه يمكن أن يوازيه من نواحٍ أخرى. ويستحضر هؤلاء مواقف إردوغان الأخيرة، خلال عملية إدلب، عندما أعلن فتح أبواب بلاده أمام ملايين المهاجرين للعبور نحو أوروبا، وهو ما يمكن أن يكرره الرئيس التركي مع الأوروبيين عندما يريد أن يبتزهم فيهددهم بفتح سواحل ليبيا أمام المهاجرين الآتين من دول أفريقيا ما وراء الصحراء. لكن هذا الخطر لا يبدو أنه يُقلق الأميركيين - أو {الدولة العميقة} التي تخشى {الدب الروسي} في وزارتي الخارجية والدفاع - بقدر ما يقلقهم وجود «فاغنر» والروس في ليبيا.

وماذا عن دور دول الإقليم؟

كانت مصر من أوائل الداعمين لحفتر، إذ إن حدودها الغربية كانت مصدر قلق لها على مدى سنوات، حيث كان أعضاء في جماعات مسلحة يتسللون من ليبيا لتنفيذ هجمات وتهريب السلاح ثم يعودون إليها. وتأكدت مخاوف المصريين فعلاً عندما نجحت قوات حفتر في اعتقال أحد أبرز المطلوبين المصريين الضابط السابق المتطرف هشام عشماوي الذي كان يختبئ في مدينة درنة في أكتوبر 2018. سُلّم عشماوي إلى مصر حيث أُعدم. ولا تكشف مصر نوعية الدعم الذي تقدمه للجيش الوطني الليبي، لكن حكومة «الوفاق» دأبت على اتهامها، مع الإمارات والأردن على وجه الخصوص، بمساعدة حفتر.

وتتركز مزاعم «الوفاق» على قاعدتي الجفرة والخادم، حيث توجد طائرات مسيرة صينية الصنع (لونغ وينغ) يشغلها خبراء أجانب. لكن ليس كل ما تقول حكومة «الوفاق» يتبين أنه صحيح في هذا المجال، فقد روّجت وسائل إعلام مرتبطة بها لوجود قوات مصرية في قاعدة الوطية (عقبة بن نافع) بغرب ليبيا، لكن عندما سقطت القاعدة في أيدي {الوفاق} قبل أسابيع لم يظهر أي وجود لقوات مصرية فيها، بل تبيّن أن المدافعين عنها كانوا من أبناء المدن القريبة منها وتحديداً في الجبل الغربي. ولا تنفي الإمارات، من جهتها، معارضتها للميليشيات في ليبيا وتقول إنها تدعم الحل السياسي. وتولى الأردن، من جهته، تدريب قوات ليبية في إطار عملية بناء مؤسسات الدولة في مرحلة ما بعد القذافي. أما تونس والجزائر فتقولان إنهما لا تتدخلان في الشؤون الليبية، لكن رئيس البرلمان التونسي زعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي أثار جدلاً في بلاده بتهنئته «الوفاق» على استعادة قاعدة الوطية. وتقول الجزائر، من جهتها، إنها مستعدة لاستضافة حوار ليبي - ليبي لإنهاء النزاع في البلاد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان الميثاق تتنازعه الفِدرالية من جهة، وجمهوريّة الملالى الإسلاميّة من الجهة المقابلة…

المخرج يوسف ي. الخوري/01 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86843/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%ab%d8%a7%d9%82-%d8%aa%d8%aa%d9%86/

أن يترحّم بعضُ اللبنانيّين على المارونيّة السياسية، فهم بذلك يرومون الإشارة إلى مساوئ الحريرية السياسية (1993 – 2005)، والشيعيّة السياسية التي تضبط البلاد منذ اتفاق مار مخايل الشهير (2006).

وأن يتمسّك بعضُ اللبنانيّين باتفاق الطائف، فليس من قبيل أنّ هذا الاتفاق هو وطني ويحفظ الصيغة والهويّة اللبنانيتين، بل لأنّ أهل السنّة في البلاد يرون في خسارته تدنّيًا لنفوذهم في السلطة.

وأن ينعيَ بعضُ اللبنانيّين، وتحديدًا الشيعة، الميثاقَ الوطني واتفاقَ الطائف، فليس من باب الدعوة إلى عقد اجتماعي جديد يُخرج الوطن من تصدّعاته المذهبية، بل لأن الشيعة باتوا يشعرون أنّ قوّتهم تخوّلهم التحكّم بأمور العِباد والنهيِ في شؤون البلاد خارج شراكة الضعفاء.

الجامعُ الوحيد بين التوجّهات أعلاه، هو أنّ مقاصدَها غير وطنية، إذ بالتعمّق في فحواها، يتضح أنّ الأولى هي لسان حال المسيحيّين، والثانية لسان حال السنّة، والثالثة لسان حال الشيعة، وهو الأمر الذي إن دلّ على شيء، فهو يدلّ على أنّ كل ما يُحكى عن هويّة وطنية، أو عيش مشترك، أو ميثاق وطني، بات اليوم وبعد مئة عام على قيام لبنان الكبير: مواربة وكذبة ليس إلّا.

تُشير المعطيات أنّ لبنان الجمهورية والصيغة في أزمة، وهو عرضة إلى التنازع على إرثه بين صيغتين متناقضتين: واحدة تشدّه باتجاه أن يتحوّل إلى “جمهوريّة ملالى إسلامية”، وفي المقابل تعمل واحدة ثانية المستطاع لتحويله “دولة اتّحادية” (فِدرالية).

جمهوريّة الملالى الإسلاميّة جاهزة للإعلان وهي لا تحتاج أكثر من كبسة زرّ.

الفِدراليّة جاهزة هي الأخرى، ولا تحتاج أكثر من النيّة في استبدال صيغة العيش المشترك بصيغة جديدة هي الاتّحاد الوطني. حسب الظاهر اليوم، لبنان هو دولة مستقلّة.

في الباطن وحسب الواقع، هو أقرب إلى فِدراليّة طوائف غير متّحدة، يوازن بينها ويسيّر شؤونها على وقع استراتيجيّاته العليا، رجلُ دينٍ شيعي يتبع لولاية الفقيه، ويرتكز على ترسانة سلاحه وعلاقاته الإقليمية.

يُشبه وضع لبنان الحالي الـ statu quo الذي ساد فيه حين كان مقسّمًا إلى ولايات طائفيّة مستقلّة تحت الحكم العثماني السنّي، لكن مع فارق واحد ألا وهو أنّه في زمن العثمانيّين كانت تركيبة لبنان واضحة، بينما اليوم هي مقنّعة.

إنّ أشدّ ما يحتاجه لبنان في المرحلة الراهنة، هو رفع القناع عنه، والإقرار بأنّه غير موحّد إلّا بالشكل. وإذا كان لبنان الميثاق والعيش المُشترك هو فعلًا إلى أُفول كما يرى الكثيرون، فلا بدّ أن تنتصر نهائيًّا إمّا جمهوريّة الملالى الإسلامية، وإمّا الفِدرالية. فبهذا يُصبح بإمكان كل لبناني ان يلحق مصيره: القبول والبقاء، أو الرحيل.

خيار جمهوريّة الملالى الإسلاميّة:

لا يُخفي منظّرو العقيدة في حزب الله أن الوصول إلى لبنان جمهورية إسلامية هو من مشاريعهم المنشودة، ويبسّط نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، الموضوع بقوله: “لا يُمكن لأي مُلتزم إسلامي… إلّا وأن يكون مشروع إقامة الدولة الإسلامية أحد التعابير الطبيعية لالتزامه الإسلامي…”، ويدعو الشيخ قاسم “إلى اعتماد النظام الإسلامي على قاعدة الاختيار الحر والمباشر من الناس، لا على قاعدة الفرض بالقوّة”.

يُشبه هذا السعي إلى نظام إسلامي بأسلوب “ديمقراطي”، سعيَ ثورة 17 تشرين إلى انتخابات مبكّرة بالأساليب السلمية، فلا النظام الديني يتوافق مع الديمقراطية، ولا الحركات الثورية تتوافق مع السلمية. فمّما لا شك فيه، أنّ جرأةَ حزب الله على الدعوة لقيام نظام إسلامي في مجتمع طائفي تعدّدي، هي ثورة بحدّ ذاتها، وعليه، فإنّ هكذا نظام لا تتحقّق إلّا بالقوة والفرض. في حال وجدت طريقها من دون معارضة باقي الطوائف، ستكون حدودها كامل الـ 10,452 كلم مربع.

أمّا إذا تمّت مواجهتها، فستُدخل البلاد في حرب مذهبية، قد توصل إلى تقسيم فعلي لمساحة لبنان الكبير بين أكثر من كانتون طائفي، بحيث تُعلَن جمهورية الملالى الإسلاميّة ضمن نطاقِ أحدها.

خيار الدولة الفِدرالية:

إن نفور الكثير من اللبنانيّين من طرح الفِدرالية، لا يعدو كونه اعتقادًا خاطئًا بأنّ الفِدرالية هي مشروع لتقسيم بلادهم وفَصلِهم عن بعضهم، وما ذلك إلّا نتيجة لاستسهال اللبنانيّين تكرار الشعارات الفضفاضة كالببغاء، عوض أن يصرفوا جهدًا بسيطًا للتعمّق في باطن الأمور للتمييز بين ما هو حق وما هو محرّم. اللبنانيون يعترضون على الفِدرالية وهم يعيشون فيها، وهي تشكل نمطًا لحياتهم اليومية ولدقائق أمورهم، ولا ينقصها سوى أن تُثبّت في دستورهم.

الفِدرالية هي في تاريخنا، منذ العهد الفينيقي، لكنّها لم تُسمَّ بالاسم. وهذه بعض الإشارات إليها:

مدننا الفينيقيّة الساحليّة، من طرابلس حتّى صور، كانت مستقلّة عن بعضها، وكانت كلّ مدينة تتمتّع بسيادتها الخاصة ضمن ما يُعرف بالدولة المدينة (Cité-État).

جبالنا كانت ملجأً لمجموعات إثنية مختلفة ارتضت أن تعيش بالقرب من بعضها بما يُشبه اتّحادًا بين الطوائف.

كان لبنان في الزمن العثماني مقسّمًا إلى ولايات مستقلّة عن بعضها، جبل لبنان، صيدا، بيروت، طرابلس…، وكان لكل ولاية حيثيّاتها الطائفية، وتقاليدها الاجتماعية وقضاؤها الخاص…

لبنان الكبير قام على أساس قبول الطوائف العيش معًا. لكن لبنان هذا، ما كان ليتحقّق بحدوده المعروفة، لولا عمليّة الضمّ التي جمعت، بنوع من فِدراليّة جغرافيّة، ساحلَه وجبلَه وسهلَه.

جرّبنا كلبنانيّين الوحدة طيلة مئة عام، ليتبيّن أنّنا أخفقنا على المدى الطويل، وما إخفاقنا إلّا نتيجة لعجز طوائفنا عن الانصهار تحت راية وطن، إذ بقيت الأولوية في ولاءاتنا للتحزّبات الطائفيّة.

هذا امرٌ لا يُفاخَر به في القرن الواحد والعشرين، وقد يكون عَيبًا بحدّ ذاته، إنّما العيب الأكبر والأخطر، بعد كلّ ما مرَرنا ونمرّ به، هو أن نبقى متنكّرين لعدم نجاح تجربة الوحدة، ورافضين للتغيير رأفة بأجيالنا الناشئة.

في المحصّلة،

يبقى لبنان الصيغة والميثاق في وجداني، وكلّي إيمان أنّ الشعب اللبناني سيظهر واحدًا موحّدًا إذا رفعنا عنه نير طائفيّة الأحزاب، لكن إذا كان لا بدّ أن يتجدّد النظام اللبناني وليس أمامنا سوى الاختيار بين جمهوريّة الملالى الإسلاميّة والفِدرالية، فأنا أختار الفِدرالية لأنّها ببساطة تجمع اللبنانيين ولا تفرّقهم حسبما يزعم البعض.

(غدًا مقالتي بعنوان: “الفِدرالية تجمع اللبنانيّين ولا تفرّقهم”، مع شواهد حيّة بأنّنا نعيش اليوم في فِدرالية مقنّعة)

 

"قيصر"... يجرّ لبنان إلى ويلات سوريا!

علي الأمين/نداء الوطن/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86833/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d9%82%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%ac%d8%b1%d9%91-%d9%84%d8%a8%d9%86/

قدر لبنان ان يعيش "رهين المحبسين" الإيراني والسوري، معطوفاً على رهينة صراعات إقليمية ودولية. غير ان "الإبتلاء التاريخي" بسوريا، لم يمكّن لبنان يوماً من أن يتنعم بطعم الحرية والسيادة والإستقلال منذ أيام الوصاية المباشرة حتى اليوم. وخلاصات ونتائج المسار السوري في لبنان تنضح أكثر من الوقائع المرة بهذا الواقع، فعندما تكون سوريا قوية "تستقوي" وتفرط في استخدام القوة المباشرة وغير المباشرة على لبنان، وعندما تكون ضعيفة "تستضعف" لبنان أكثر فأكثر وتجره معها إلى ويلاتها، وبالتالي تأخذ دول القرار لبنان بجريرتها.

ولعل خير دليل حديث، إقرار "قانون قيصر" الأميركي هذا الشهر، المتعلق بتنفيذ عقوبات ضد النظام السوري والمتعاونين معه مالياً واقتصادياً، من أفراد وشركات ومنظمات حكومية وغير حكومية، فان لبنان سيخضع لمزيد من الضغوط المالية والاقتصادية، إما بسبب ما يمكن ان يصدر من عقوبات على جهات لبنانية بسبب تعاونها مع النظام السوري، او بسبب المزيد من استثمار النظام السوري للنافذة اللبنانية من اجل الحدّ من آثار العقوبات الأميركية عليه.

في كلتا الحالتين سيكون لبنان أمام مرحلة جديدة من التحديات النقدية والاقتصادية، وسط اصرار "حزب الله" على عدم السماح بما يصفه المقربون منه "عملية خنق "حزب الله" وسوريا"، وعلى الأرجح سيكون لبنان امام مشهد جديد من الانهيار المالي، بسبب عدم الاستجابة العملية تجاه "قانون قيصر"، ويرجح المراقبون ان يهبط مجدداً سعر صرف الليرة، بسبب الاختلالات الاقتصادية المعروفة من جهة، وازدياد الطلب على الدولار لأسباب سورية ولبنانية. وعلى الرغم من الزيارتين اللتين قام بهما الى الحدود الشرقية مع سوريا والى مقر قوات "اليونيفيل" على الحدود الجنوبية، فان رئيس الحكومة حسان دياب يعلن على طريقته اقصى حدود الاستعداد اللبناني للالتزام بموجبات القرار الدولي 1701 من جهة، والعمل على ضبط المعابر غير القانونية على الحدود مع سوريا، في رسالة ضمنية الى ان الحكومة اللبنانية لا تستطيع بمفردها ان تقوم بالمهمات الموكلة اليها ضمن القانون الدولي.

وعلى رغم ان اللبنانيين يعلمون ان حكومة حسان دياب، تعكس في مكوناتها ميزان القوة الذي يتحكم به "حزب الله"، فان امين عام الحزب يستمر في اسلوب التنصل من مسؤوليته عن تشكيل هذه الحكومة، بالقول ان هذه الحكومة ليست حكومة الحزب، وفي مقابلته الأخيرة مع اذاعة النور التابعة للحزب قبل ايام، قال: "لو كانت هذه الحكومة (اي حكومة حسان دياب) حكومة "حزب الله" لكنا اتخذنا الخيار المشرقي او الشرقي". وهذا الموقف ان دلّ على شيء فهو يدل على أنّ "حزب الله" يريد ان يحكم من دون ان يتحمل المسؤولية، فيقدم حكومة حسان دياب عندما يتطلب الأمر طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي او غيره من دول، ويتقدم هو حين يتصل الأمر في تحقيق سيادة الدولة على اراضيها، وحصر السلاح بيد القوى الأمنية والعسكرية على كل الأراضي اللبنانية والمعابر الحدودية، فيرفض ويمتنع ويحرص على حماية الفوضى الحدودية، ويشترط ضبطها من خلال التنسيق مع النظام السوري كما اكد قبل اسبوعين نصرالله نفسه.

على هذا المنوال ينسج لبنان قماش المرحلة المقبلة، اي المزيد من التسليف الاقليمي باتجاه المحور الايراني، في مقابل المزيد من الاستنزاف الداخلي سياسياً ومالياً واقتصادياً، لا تتقدم المصالح الوطنية والدولتية اللبنانية في حسابات السلطة اللبنانية، على حسابات حزبية وفئوية ضيقة، ولا الحسابات الاقليمية والخارجية التي تجعل من لبنان ورقة في الحسابات الخارجية.الشعب اللبناني دفع كلفة تعزيز المصالح الحزبية والفئوية في الداخل، مزيداً من الفساد وتراجع الدولة، وأجبر على دفع فواتير خارجية لحساب مصالح خارجية سواء كانت لحساب النظام السوري او لتعزيز النفوذ الايراني.

ومع بدء تطبيق "قانون قيصر" يبدو ان لبنان سيظل رهينة الصراع الاميركي الايراني، والحلول التي كان يمكن للدولة اللبنانية ان تحصدها لصالح حماية الكيان، وللجم الانهيار المالي والاقتصادي، وللحدّ من العقوبات، تبدو غير متاحة، طالما أن اوراق التفاوض في الخزنة الايرانية، وما يمكن ان يناله لبنان دولياً، سيكون من فتات المائدة الأميركية - الإيرانية، اذا ما فرشت هذه المائدة، فالأولويات الايرانية في اي عملية تفاوض، تتقدم بالضرورة على الأولويات اللبنانية، والأوراق التي قد تتخلى عنها ايران ستكون على حدود اسرائيل وفي لبنان وسوريا، وهذا ثمن اضافي سيدفعه لبنان، بلا مقابل، طالما ان "حزب الله" لا يزال يعتبر أن اولوية حماية المحور الايراني تتقدم على المصالح الوطنية اللبنانية، من خلال ابقاء لبنان ساحة مفتوحة. ربما كان ذلك ممكناً في زمن مضى، الا انه اليوم بات يهدد وجود الدولة بل الكيان.

 

الفيدرالية والتقسيم... في الوقت الضائع!

صلاح سلام /اللواء/01 حزيران/2020 

فجأة دخلت على المشهد الفولكلوري السياسي مصطلحات قديمة - جديدة، مثيرة للجدل البيزنطي، ولا طائل منها، لأنها لا تُقدّم ولن تؤخر، ولا تُسمن ولن تُغني من جوع!

العودة إلى طروحات الفيدرالية واللامركزية، ونعي الصيغة الحالية، والبحث عن ميثاق جديد للعيش بين اللبنانيين، هي أشبه بعودة التاجر المُفلس إلى دفاتره العتيقة، يبحث فيها عن قروش منسيّة، بعدما فشل في تجارته الراهنة، وأعلن إفلاسه وتوقفه عن العمل، وعدم قدرته على سداد المستحقات المتوجبة عليه!

هذا هو حال الأطراف السياسية والحزبية اللبنانية، التي راكمت كمية هائلة من الأخطاء، وممارسة شتّى ألوان الفساد، فكان أن وصلت إلى الحائط المسدود، وأوصلت العباد والبلاد إلى الانهيار والإفلاس، بشكل مريع، وغير مسبوق، ومن دون أن يرف جفن لأحدهم، ومن دون أن يتوارى أحد منهم عن المسرح خجلاً، وحياءً من المصير الذي وصل إليه البلد في عهدتهم.

لقد غاب عن جهابذة السياسة الذين يتشدقون بالصيغ الجديدة - القديمة مثل الفيدرالية واللامركزية وما لفّ لفهما، أنهم يتصدّون لملفات أكبر من أحجامهم الصغيرة، وأكثر تعقيداً من قدراتهم المحلية المحدودة، التي تبقى أسيرة لعبة الزواريب الضيّقة والمستنقعات الموبوءة بكل أنواع الفساد والسرقات.

الجميع يُدرك أن صيغة النظام في لبنان، شأنه معظم أنظمة المنطقة، لا يُحددها فريق سياسي واحد، أو قيادة حزبية محددة، ولا حتى أي طرف محلي بمفرده، أو مجموعة أطراف حزبية، مهما علا كعبها، لأن مثل هذه القرارات تكون غالباً نتيجة تفاهمات دولية، قد يُشارك فيها طرف إقليمي أو أكثر، ولكن لا تأخذ دائماً بخيارات الشعوب المغلوبة على أمرها، مثل حالتنا، على سبيل المثال لا الحصر!

ولادة «دولة لبنان الكبير» كانت من نتائج اتفاقيات الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وتمّ ضمّ الأقضية الأربعة إلى الدولة الوليدة رغم إرادة أهلها الذين كانوا يغلبون الانتماء إلى سوريا الكبرى.

الصيغة الاستقلالية التي توصّل إليها الزعيمان بشارة الخوري ورياض الصلح عام ١٩٤٣، كانت «ثمرة» مساومات ومفاوضات وتسويات بين الدولتين المنتدبتين على بلاد الشام وفلسطين والعراق، فرنسا وبريطانيا.

اتفاق الطائف تمّت صياغته بعناية، على ضوء أوراق عمل مبعوثين دوليين، بمشاركة لبنانيين متنورين لم ينخرطوا في الحرب القذرة، وتوصل النواب إلى إقراره برعاية دولية وإقليمية، تولت المملكة العربية السعودية تمثيلها، وتذليل العقبات التي كانت تعترضها.

والاعتراف بهذا الواقع، على مرارته، لا يقتصر على لبنان وحده، بل يشمل دولاً عديدة في الإقليم. الأزمة في سوريا تحوّلت من حركة تمـرّد وثورة داخلية، إلى «حرب دولية»، لأن تغيير النظام ليس شأناً داخلياً محضاً، بقدر ما هو قضية دولية وإقليمية، ما زالت عالقة في الصراعات التي تخوضها الدول المعنية، لتحصل على حصتها من الكعكة السورية!

وكذلك الحال مع نظام صدام حسين، الذي فشلت كل محاولات إسقاطه داخلياً، فكان لا بدّ من التدخل العسكري الخارجي المباشر، فجاءت القوات الأميركية وحلفائها إلى بغداد لتزج العراق في آتون حرب داخلية مدمرة، وتفرض على الشعب العراقي نظاماً طائفياً فيدرالياً أعرج، من دون الأخذ بأبسط خيارات الشعب العراقي.

من المضحك فعلاً في المشهد الفولكلوري الداخلي أن يتخيّل كل طرف سياسي أو حزبي، أنه قادر على التلاعب بالصيغة الوطنية، وإعادة صياغة النظام السياسي والاقتصادي، وفق رؤيته الخاصة، أو بما يتلاءم مع مصالح هذا المكوّن الطائفي أو السياسي، رغم إدراك البعض بأن اللعبة أكبر من مقدراتهم، وأن النظام الإقليمي الحالي ورعاته الدوليين، لا يسمحون لأحد بالتفرّد بتقرير مصير بلد محسوب تاريخياً على الديموقراطيات الغربية، ويتمتع بعلاقات مميزة مع عواصم القرار الدولي، ويوليه الفاتيكان أهمية خاصة بعدما أطلق عليه تسمية «وطن الرسالة».

لا ندري إذا كان أهل الفيدرالية واللامركزية ودعاة دفن الصيغة، يدركون أنهم يلعبون في الوقت الضائع، ريثما تحين ساعة الفصل الدولية والإقليمية، تماماً كما حصل طوال سنوات الحرب، حيث سادت دعوات الفدرلة والتقسيم والشرذمة، ولكنها سرعان ما تلاشت واختفت عندما حانت ساعة الحل الوطني في اتفاق الطائف!

ما أشبه اليوم بالبارحة.. رغم اختلاف شخصيات اللاعبين!

 

«حزب الله» واغتيال الصيغة

سام منسى/الشرق الأوسط/01 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86845/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%8a%d8%ba%d8%a9/

يصح وصف المواقف التي صدرت عن ثلاث شخصيات دينية شيعية بمناسبة عيد الفطر بأنها تستهدف فيما تستهدف ولو بالشكل ذكرى مئوية لبنان الكبير، لتعيد إلى دائرة الضوء مشروع «حزب الله» في لبنان وما تطمح إليه «المقاومة الإسلامية» المرتبطة عضوياً بإيران. فعلى الرغم من اختلافها في المبنى، جاءت خطابات كلّ من رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ونجله المفتي الجعفري الممتاز في لبنان أحمد قبلان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب متكاملة في المعنى والمقصد، لجهة التمسك بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» والدعوة المتكررة إلى ربط لبنان بمحور الممانعة الإقليمي، خصوصاً سوريا وإيران.

لكنّ الموقف المثير للجدل، صدر على لسان المفتي الجعفري الممتاز، حين قال: «لا للطائف»، معتبراً أن «أصل نشأة لبنان تم على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضاً مرحلة وانتهت». المفتي قبلان الذي أطلق النار على الصيغة اللبنانية، لم يتكلّم بين السطور، بل جاء كلامه لا لبس فيه. ولكن، ومع احترامنا لشخصه وموقعه، لا يمكن اعتبار كلامه اجتهاداً فردياً يعبر عنه فقط، بل هو كلام يعكس موقف الثنائي الشيعي أو «حزب الله» تحديداً. ومع ذلك، فهو يظهر أن هذا الحزب الذي يمسك بزمام الطائفة الشيعية إلى حد الاختناق ويمتلك أكثر من مائة ألف صاروخ، لم يكن قادراً على تجاوز ثقل العنوان الرسمي المذهبي لإعلان مراده وإبلاغه إلى من يعنيه الأمر، فاضطر إلى «الاستعانة» بالمرجعيات الدينية الشيعية لقول ما يريده واستعمالها لإنفاذ مشروعه.

هذه المواقف غريبة عن التاريخ الوطني لأبناء جبل عامل وما تميز به علماؤهم من فكر إصلاحي منفتح وكياني، ولا نبالغ إذ نقول إنها قد تفسر الأهداف الكامنة وراء محاولة دثر مواقف الإمام محمد مهدي شمس الدين ووصاياه، أو سحق العائلات السياسية الشيعية الكبرى في أكثر من منطقة أو تهميشها وإسكاتها، إضافة إلى سلسلة الاغتيالات التي طالت نخباً ورموزاً أساسية وطنية علمانية وتقدمية من الطائفة الشيعية في لبنان. كلّ ذلك لم يكن من باب الصدف، وبات اليوم مفهوماً أن «حزب الله» بدأ انقلابه في لبنان بالانقلاب أولاً على الطائفة الشيعية في لبنان وتاريخها.

الخطير في هذه المواقف الرسمية أنها تحوّر حقيقة المشكلة وتغفل عن العلّة الأساس وهي سلاح «حزب الله» وهيمنته على مفاصل الحياة في لبنان وتنفيذه من دون تبصر أجندة إيران الإقليمية، لتنقل المسألة إلى مطالب ومواقف شيعية حيال النظام والكيان يخفي «حزب الله» مشروعه وراءها. المشكلة اليوم ليست مع الشيعة وحقوقهم، بل مع من يختطفهم ويتلطى خلفهم.

يلفتنا أيضاً توقيت صدور هذه المواقف في وقت يمرّ فيه لبنان بانهيار اقتصادي ومالي غير مسبوق، إضافة إلى انهيار سياسي محدق جراء غياب الدور المسيحي التأسيسي بفعل سياسة القوى المسيحية المتحالفة مع «حزب الله» وميوعة القوى المسيحية الأخرى وتساهلها معه. أضف إلى ذلك، التشرذم السنيّ الكبير بحيث تبدو الطائفة السنية اليوم غير متماسكة وغير متفقة، وتذبذب مواقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المحرج، وتعثر انتفاضة «17 تشرين» وتشلعها بشكل يصعب معه تلمس الاتجاهات التي قد تسلكها إذا قُدّر لها أن تعود بدور على المستوى الوطني.

أما على الصعيد الخارجي، فالتوازن الاستراتيجي في الإقليم مختل بفعل الحروب والنزاعات في أكثر من دولة عربية وكثرة اللاعبين الخارجيين فيها والتمدد الإيراني وعواقب التنازع بين طهران والمجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، فالإقليم يمر بمرحلة مراوحة قد تمتدّ إلى بدايات السنة المقبلة جراء الانتخابات الرئاسية الأميركية وأزمة «كورونا» والمشاكل الاقتصادية العالمية الكبرى جراءها. وبالتالي، فهو ينتظر تطورات واستحقاقات قد تكون عسكرية أو تسووية، وهذا ما يفسر سعي إيران الراهن إلى تحصين ساحتها الداخلية كما ساحات الدول التي تدور في فلكها كلبنان وسوريا والعراق واليمن. ولعلّ ما يميّز سياسة إيران في هذه المرحلة هو اعتمادها أسلوباً مناوراً ذكياً يمارس التقية في التعاطي مع القضايا المختلفة داخلياً وخارجياً، وتحاول تمريرها والصمود بوجه أقسى العقوبات وآثارها وامتصاص الضربات الموجعة التي تعرّضت لها خلال الفترة السابقة بدءاً من الشقوق في أذرعها بالعراق مروراً بمقتل قاسم سليماني وصولاً إلى جائحة «كورونا».

أما في لبنان، فالتحصين يعني بكلمات قليلة الترجمة السياسية لفوائض القوة التي يتمتع بها ذراعها عبر التشريع والدستور وإعادة النظر في الصيغة اللبنانية بما يتلاءم مع قوة الطائفة الشيعية العددية والسياسية والعسكرية، منتهزاً هزال القوى الأخرى كما أوضاع البلاد المتأزمة. لا شك أن «حزب الله» متخوف من أن تأتي التطورات الإقليمية لغير صالحه، فتراه اليوم يسعى إلى تثبيت مواقعه ومكاسبه في النظام السياسي اللبناني قبل نضوج تسوية محتملة في الإقليم.

لكن القطاف الذي يمني به نفسه دونه عقبات عدة وذلك لأكثر من سبب. فالتسوية العتيدة قد تتناول تمدد إيران ودورها في المنطقة وقضايا اليمن والعراق وسوريا، لكنها لن تشمل حتماً في هذه المرحلة النزاع مع إسرائيل وسلاح الحزب ودوره فيه، ما يجعل القبول به وتشريعه عملية صعبة سواء بسبب معارضة إسرائيل والولايات المتحدة أو عدم هضم قوى ومكونات رئيسية مسيحية وسنية ودرزية في الداخل لهذا الأمر.

وفي السياق نفسه، قد يصعب على الحزب نقل الصراع من صراع على السلطة إلى صراع على الكيان، فهو إذا كان نجح بالتغطية التي حظي بها في تدمير الدولة يبقى عاجزاً بمفرده عن بناء دولة، ونشير هنا إلى مفارقة بارزة تكمن في تناقض هذه المواقف مع شعارات حليف الحزب المسيحي التابع أي التيار الوطني الحرّ، أولها «استعادة حقوق المسيحيين» وآخرها «لبنان القوي».

إن طروحات المرجعيات الدينية الشيعية هذه لا تساعد في الحل، لأنها مطالب سالبة لا تقدّم بدائل واضحة، ولعلّ أبرز ما سيتأتى عنها هو تعطيل الاستحقاقات الدستورية من رئاسية أو برلمانية على غرار ما حصل سابقاً. أما توقيتها، فقد يقصده «حزب الله» ليجهض المفاوضات الجارية مع الجهات الدولية من صندوق النقد وغيره، ما يعني انهياراً شاملاً على الأصعدة كافة والسقوط في بئر لا قعر لها.

أعقد ما في هذه المشكلة هو ما عبر عنه مؤخراً الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في مقابلة إذاعية، حين تبيّن أنه يريد الحكم بدون أن يحكم، وهذه هي بالضبط سياسة إيران المتبعة في ساحات نفوذها كافة.

 

على طريقة حصان طروادة.. “جيش كورونا الخفي” لـ”الحزب”

حسين طليس/الحرة/01 حزيران/2020

ليس بالمبالغة وصفهم بالجيش، فانتظامهم وعددهم وانتشارهم إضافة إلى التزامهم المهمات الموكلة إليهم وصرامتهم في أداءها أقرب إلى الأداء العسكري منه إلى الوصف الذي يطلق عليهم، “المتطوعون”، يغزو بهم “حزب الله” أبرز الإدارات في وزارة الصحة اللبنانية، من دون حسيب أو رقيب، مستغلًا أزمة كورونا وحاجة الدولة اللبنانية للمؤازرة البشرية واللوجستية في مواجهة هذه الجائحة. ما لحظه اللبنانيون وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية عدة، خلال الشهرين الماضيين، عن إمساك حزب الله التام بملف فيروس كورونا في لبنان، لاسيما برنامج إعادة المغتربين واستقبالهم في مطار بيروت ومتابعة أوضاعهم في حجرهم، عبر فرق “الهيئة الصحية الإسلامية” ومؤسسة “استشفاء” التابعة أيضًا للهيئة بإدارة منفصلة ويرأسها أحد مستشاري الوزير، ليس إلا زاوية ظاهرة من المشهد، فيما تحجب جدران وزارة الصحة الرؤية عن باقي التفاصيل التي تكشفها مصادر من داخل الوزارة لموقع “الحرة”، لتروي من خلالها كيف سيطر حزب الله على مفاصل الوزارة وأمسك بمعلوماتها مسيرًا آلية العمل فيها. يطرح موظفو وزارة الصحة علامات استفهام حول فريق عمل كامل من “المتطوعين” بات يزاحمهم مكاتبهم، يقوم بعملهم، ويطلع على معظم الملفات والمعلومات في الوزارة، حتى تلك التي تحجب عن الموظفين أنفسهم، لبعض المتطوعين الإذن في الولوج إليها والعمل عليها، دون أي رقابة او إطار قانوني ينظم عملهم. ووفق المعلومات، فإن معظمهم تابع “للهيئة الصحية” أو مرسلون من قبل شركات أدوية وخدمات طبية ومستشفيات معروفة بولائها المؤسساتي والإداري لحزب الله.

“دخلوا الوزارة خلال أزمة كورونا بحجة تغطية النقص البشري واللوجستي في الوزارة، وما لبث أن بات عملهم يشمل معظم الملفات، من “كورونا” حيث يمسك بمركز عملياته ويتحكم بإعلان النتائج وعدد الإصابات وتوزيعها على المناطق وإجراء الاحصاءات، إلى ملف إعادة المغتربين ومتابعة حجرهم الصحي، وصولًا إلى قسم استيراد الأدوية وتوزيعها، وليس انتهاءً عند قدرتهم على الوصول إلى كافة معلومات وسجلات اللبنانيين في الوزارة”، بحسب ما تشرح المصادر، مشيرة إلى أن ذلك “يمثل انتهاكًا صارخًا للخصوصية والطابع السري للملفات الطبية.”

المصادر تؤكد أن “القسم الأكبر من هؤلاء المتطوعين يتبعون لفريق “الدفاع المدني – الهيئة الصحية الإسلامية” وهو أحد الفروع الخدماتية في حزب الله. لم يخفِ الحزب استنهاضهم في إطار “تعبئة عامة” صحية أعلنها منذ بداية أزمة كورونا. حينها جرى الكشف عن جهوزية بحجم 25 ألف متطوع بكامل عتادهم الصحي، هدفهم المعلن “إنجاح مهمة وزارة الصحة”، التي سعى حزب الله جاهداً للحصول عليها من حصته الوزارية على مدى حكومتين متعاقبتين.

توجيه هذا “الجيش” يتم بأوامر مباشرة من مستشاري وزير الصحة، الذين يوزعون “المتطوعين” على الإدارات بناءً على حاجاتها، وسط غياب تام لأي آلية قانونية تضبط عملهم وتلزمهم بسلوك يتناسب مع الملفات التي يعملون عليها، فلا تعهدات بالحفاظ على السرية ولا جهة رقابية تشرف على الأداء، وبحسب المعلومات حتى قسم الموارد البشرية في الوزارة لا يملك المعلومات الكافية عنهم ولا تشملهم إدارته.

“موقع الحرة” تواصل مع قسم الموارد البشرية في وزارة الصحة اللبنانية، وبالفعل فإن خلاصة مراجعتهم تؤكد أن لا علم لهم بما يقوم به المتطوعون من نشاطات، وإنما يلتزمون في ما يقدمونه من معلومات بالشكل الرسمي المعلن لعملهم، أي “ملف كورونا حصرًا”، بحسب رئيس قسم الموارد البشرية خالد سيف الدين الذي يؤكد عدم وجود آلية معتمدة للتطويع في الوزارة، بالمقابل فإن أي عامل في الوزارة يجب أن يكون إما موظفًا في الملاك او متعاقدا أو أجيرا، وينفي وجود متطوعين إلا بين العاملين في ملف كورونا بسبب نقص العناصر البشرية.

ما قدمه قسم الموارد البشرية يتناقض مع الوقائع والمعلومات التي تؤكد دخول “المتطوعين” في عملهم على ملفات أخرى وأقسام جديدة في الوزارة من ضمنها الصيدلة والإستيراد وتوزيع الأدوية، كما هو الحل في مركز بعلبك لتوزيع الأدوية الذي يديره (م.ع) منذ عهد الوزير السابق جميل جبق، وتابع عمله في عهد الوزير الحالي حمد حسن، دون أن يكون موظفاً في وزارة الصحة، وهو وضع مخالف للقانون الذي يلزم أن يكون الصيدلي الموزع موظفاً في الوزارة، بحسب وزير الصحة السابق غسان حاصباني، الذي أكد في حديثه مع “الحرة” أن فوضى عارمة ومشكلة حقيقية قد تنتج عن عمل المتطوعين على ملفات خاصة بالوزارة ومعلومات اللبنانيين في ظل انعدام آلية قانونية أو عقود تطوع تنظم عملهم وتضبط صلاحياتهم، لاسيما تلك المحفوظة في إدارة الديوان و”المعلوماتية” التي يجب أن تحاط بسرية تامة، “حتى الوزير ومستشاريه يجب أن يتقدموا بطلبات رسمية ووفق التسلسل الإداري والوظيفي للحصول على تلك المعلومات مع إيضاحات حول استخدام هذه المعلومات وسياق الإستفادة منها، وكل ما عدا ذلك مخالفة للقانون.”

وما يجري في بعلبك من سيطرة لـ”المتطوعين” المحسوبين على حزب الله أو “الهيئة الصحية الإسلامية” يتم أيضًا في مركز التوزيع في الهرمل كذلك كان يفترض أن يتم في مركز مدينة بنت جبيل، بحسب ما تؤكده المصادر.

علامات استفهام إضافية يطرحها موظفو الوزارة حول المهمات التي يقوم بها المتطوعون في الوزارة بعد انتهاء الدوام الرسمي، وهو ما عاينته “الحرة” من خروج ودخول لمتطوعين بعد انتهاء الدوام الرسمي، اذ تؤكد المعلومات أن متطوعين من غير العاملين على ملف كورونا ومركز الإتصالات الخاص به يحضرون إلى الوزارة بعد الدوام الرسمي أو يستمرون بعملهم بعد انتهاء الدوام ومغادرة الموظفين للوزارة، بالتنسيق مع المستشارين، دون توضيح للأعمال التي يقومون بها أو الصلاحيات والأذونات التي يحصلون عليها في ظل غياب الرقابة الرسمية عنهم.

كل تلك المعلومات والتفاصيل تضعها المصادر في إطار خطة باتت واضحة داخل الوزارة، لإحكام حزب الله سيطرته على كافة مفاصلها ومعلوماتها، وما “جيش المتطوعين” إلا تفصيلاً فيها إذا ما نظرنا إلى باقي الممارسات التي تتم، لاسيما التعيينات التي تستهدف رؤساء الإدارات والأقسام، وبنتيجتها يجري إبعاد كل من لا يثبت ولاءً لنهج العمل الجديد في الوزارة، فيما الأهداف بدأت بالظهور في ملفات حديثة كإستيراد الأدوية الإيرانية والسورية دون استيفاء المعايير الصحية والقانونية اللازمة، إضافة إلى التلاعب بالنتائج في ملف كورونا وبالتالي تلاعب بالمزاج العام والتقييم الشعبي للاداء الحكومي، وهذا كله لا يشمل الهاجس الأمني الذي يمثله حصول حزب الله على هذا الكم من المعلومات الخاصة بالأوضاع الصحية للبنانيين والتي سمحت له فعليا بالإمساك بملف الصحة.

 

عن "الفيدرالية" و...بعض الفيدراليين

ملكار الخوري/ليبانون ديبايت/الاثنين 01 حزيران 2020

بين المنادين بها والمعترضين عليها، يصح بطرح الفيدرالية في لبنان المثل القائل: "يا طالب العافية من البوشرية"*.

في مضمون الطرح، يُغرق المنادون بالفيدرالية أنفسهم في تفاصيل تقنية كالأنظمة والقوانين المعتمدة في الوحدات الفيدرالية، عدد القرى والبلدات، الأنظمة التعليمية... والتي هي على أهميّتها، ثانوية أمام أولوية الإتفاق على المبدأ العام، أي فشل النظام المركزي في إدارة تعددية المجتمع اللبناني، وتحديد معايير التعددية.

لماذا التركيز على هكذا تفاصيل دون التصويب المركّز، والمبني على الحجج الثابتة، على فشل النظام المركزي في معالجة الهواجس الوجودية والهوياتيّة لمختلف المجموعات المكوّنة للشعب اللبناني؟ لماذا الغرق في جدلية تطبيق الطائف من عدمه، عوض تفنيد عدم مواءمته للطبيعة المركّبة للمجتمع اللبناني؟ ما فائدة وجود وعرض مشاريع وتصوّرات للبنان الفيدرالي، في حين أن موضوع فشل النظام الحالي من عدمه لا يزال موضع جدل؟ هل وجود هذه المشاريع والتصوّرات كافية لقلب المعايير وتعديل وجهات النظر المغايرة؟

على سبيل المثال،

تحوّل شعار البطريركية المارونية "مجد لبنان أعطي له" عام 2011 الى مادة دسمة للجدل السياسي في موضوع مَن الأكثر وطنية؟

- العلامة الشيعي السيد محمد حسين فضل الله صرّح بأن مجد لبنان يعطى لشعب ولمقاومة،

- مسيحيو 14 آذار ردّوا بطريقة غرائزية وعشوائية أن البطريركية المارونية هي في أساس قيام دولة لبنان الكبير،

- وليد جنبلاط ذكّر بثورة الدروز ضد الإنتداب الفرنسي عام 1925،

- نائب حزب الله السيد نواف الموسوي ذكّر بحيثية جبل عامل قبل قيام دولة لبنان الكبير.

طيّب، كيف لدستور الطائف حل الهواجس الوجودية في أبعادها الهويّاتية؟ من ثم، لماذا عدم الإشارة إلى البديهيات والإصرار عليها لإنتزاع إعتراف الطرف المقابل لها؟

مجدداً من خلال الوقائع:

- أين العيب في أن يكون معيار التعددية في لبنان طائفي مناطقي؟ هكذا هو التوزيع الديمغرافي على أرض الواقع!

- أين العيب في أن يكون لكل مجموعة طائفية ولكل منطقة خصوصيتها وحيثيتها الثقافية؟ ما الذي يجمعني، على الصعيد الثقافي، مع معرض يحوي مجسمات لواقعة كربلاء في قرية الخيام؟ أو لديناميكية المجتمع السني في عكّار؟

- لماذا الإفتراض بأن الإعتراف بهذه التعددية لصيقه عدم اللامبالاة أو التقوقع أو العداوة؟

- ألا يمكن أن نكون أنا، وإبن الخيام وإبن عكار أو البقاع أو غيره لبنانيين، وفي الوقت عينه لكل منا خصوصية معينة؟

- لماذا القبول بمنطق الهوية كوحدة متجانسة (أي مبنية من مكون واحد أوحد) وثابتة؟ في حين أنها مركّب متعدد المكونات والهويات المتفرّعة، وفي الوقت عينه متحرك وتفاعلي؟

- أين العيب في الإعتراف بأن فهم الهوية ومقاربتها يختلف من مجموعة إلى أخرى؟

في شكل الطرح، إنّ أكثر ما يُسيئ إلى الطرح الفيدرالي، مقاربته من باب المفاضلة بين المجتمعات المتعددة في لبنان، وإن من خلال التورية. الأمر بعكس ذلك كلياً. فالفيدرالية هدفها حفظ حقوق وكرامة المجموعات والأفراد ضمن إطار تعددي. الفيدرالية حاجة وجودية للمجتمعات التعددية، وليست باباً لقياس قيم المجموعات والأفراد وتقييمها!

لجهة المعترضين على الفيدرالية، تعكس الحجج المضادة واحد من إثنين: إمّا جهل مطلق في ماهية الفيدرالية، وهذه مصيبة؛ وإمّا إستغباء، وهذه أيضاً مصيبة.

هاكم عيّنة عن هذه الحجج:

- الفيدرالية ستؤدي إلى تقسيم لبنان.

الجواب: إفتحوا مطلق أي قاموس وإبحثوا عن الفرق بين نظامي الفيدرالية والتقسيم، "مش ع علمي بـ أميركا في 51 دولة أميركانية؛ في 51 ولاية ومقاطعة أميركانية عندن ذات العَلَم والعملة والجيش والرئيس والنشيد الوطني، وأصلن، الدولة الفيدرالية، إسما دَولة إتحادية".

- الكانتونات الطائفية تعزل اللبنانيين عن بعضهم البعض.

الجواب: "ع أساس هلّئ كلّنا سوا بـ حالة لِحمة وتضامن. هل ما يجمعنا يتخطى الأعمال والتجارة (ما تبقى منها في ظل الأزمة الراهنة)؟ هل تكفي بعض الزيجات المختلطة على أساس القانون المدني لقول بتخطي الفواصل الطائفية؟ في عائلتي، منذ ما قبل الحرب الأهلية، وخلالها، زيجات مختلطة. إيه...ويعني؟".

- صغر مساحة لبنان لا تحتمل نظاماُ فيدرالياً.

الجواب: "لا علاقة للمساحة بالنظام الفيدرالي". روسيا، مساحتها 17.1 مليون كلم مربع، وعدد سكانها حوالي 142 مليون نسمة؛ سانت كيتس ونيفيس، مساحتها 261 كلم مربع، وعدد سكانها 52 ألف نسمة...كلاهما دولة فيدرالية.

- كيف أتنقل بين المناطق؟ هل أنا بحاجة إلى جواز سفر أو فيزا؟

الجواب: "هل سمع أحد يوماً بحاجة حامل للجنسية الأميركية إلى باسبور أو فيزا للإنتقال من نيويورك إلى ولاية واشنطن؟ أو من آنتوارب في الإقليم الفلامندي إلى لياج في إقليم فالونيا في بلجيكا؟".

- الفيدرالية تخدم المشروع الصهيوني، كما أنها تبرر لها عنصريتها.

الجواب: "معيار إعتماد أو رفض أي نظام أو مشروع، هو مدى ملاءمته أم لا مع مصالح الدولة ومصالح رعاياها، وليس بتقاطعه أو لا مع مصالح دول أخرى.من ثمَّ، ما العلاقة بين العنصرية وطبيعة نظام الحكم؟".

مُورِس نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في ظل نظام جمهوري شبه رئاسي في ظل دستور 1961، إستمر نظام العبودية في ظل نظام ملكي في المملكة العربية السعودية حتى سنة 1962.

...طيّب، في حال لم يكن المعارضون لطرح الفيدرالية على دراية بهذه المعلومات البديهية، فذلك مصيبة، إذا كيف يناقشون ويعترضون على مفاهيم لا إطلاع لهم عليها؟ أمّا إذا كانوا على دراية، فتلك أيضاً مصيبة، لما في ذلك من إستغباء لمؤيّدي الطرح، ولرفضهم أي بحث غير "مؤدلج".

مُنذ ما بعد الحرب الأهلية في لبنان، تَصَدَّر شعار "إلغاء الطائفية من النفوس"، وتحت عدة مسمّيات، منابر الكلام والمقالات والتصاريح: الصهر في بوتقة وطنية واحدة، العيش والتعايش... وقد رميت الطائفية، ولا تزال، بأقذع النعوت: الطائفية الخبيثة، الطائفية الذميمة، سرطان ينهش روح الوطن، إلخ إلخ...

وبالرغم من ذلك، وبعد مرور عقود على الحرب، وعلى إتفاق الطائف وما تلاه، لا يزال إشكال فردي بين شخصَين من منطقتي الشياح وعين الرمانة يؤدي إلى توتر شيعي مسيحي. طيّب، ماذا عن إشكالية منطقة لاسا؟ ماذا عن تصاريح معترضة على قضم حقوق طائفة ما من هنا ومن هناك؟

أربعون عاماً، باءت فيها محاولات تغيير النفوس بالفشل. وبالرغم من أن ما يلي هو رأي شخصي محض، فإن دّلَ ذلك على شي، فهو أننا كلبنانيين طائفيين بتكويننا الذهني والسلوكي والمجتمعي. أين العيب في ذلك؟

طيّب، لماذا لا نحاول، ولو لمرّة، تغيير النظام ؟!

حسناً، لا بدّ من التسليم بأن التغييرات الكبرى أو المصيرية في لبنان لا تتحقق بنتيجة ديناميكية داخلية، بل ربما، أو على الأكيد كنتيجة لأخطاء وخيارات داخلية غير موفّقة.

ليس في هذا التصريح تسليم بحتمية إنعدام الفرص لتطوير النظام في لبنان من مركزي إلى فيدرالي، إنّما للتأكيد على ضرورة خلق ديناميكية داخلية مؤيّدة لهذا الطرح لإعطائه نوع من "المشروعية" الشعبية، وللتأكّد من ظهوره على شاشة رادار الدول صاحبة القرار، إلى أن يقضي الله أمراً،

والسلام.

*المثل للدلالة قديماُ على سوء مناخ المنطقة وما يتسبب به من أمراض تنفسية. مذكور في معجم الأمثال لأنيس فريحة، الصفحة 740، الطبعة الثالثة، صادرة عن "مكتبة لبنان".

 

 باسيل و"حزب الله" في مرمى عشائر بعلبك الهرمل

عيسى يحيى/نداء الوطن/01 حزيران/2020

شكلّ قانون العفو العام، مادة تجاذب سياسي بين مختلف الأفرقاء والتيارات والأحزاب، وحالت الخلافات بينهم دون إقراره، في جلسة الخميس الفائت، بسبب المحاصصات الطائفية التي تحكم مختلف الملفات اللبنانية، وأعادت الأمور إلى نقطة الصفر بانتظار اليوم الإثنين، علّ التفاهمات التي تدور في الكواليس تُعيد بتّه وإقراره، ضمن سلّةٍ متكاملة، تُرضي جميع الأطياف، ويرضى من خلفهم جمهور كلٍّ منهم.

عند كل إستحقاق يهمّ اللبنانيين، ينظر كل فريقٍ سياسي إلى حجم المنفعة التي قد تعود عليه منه، والمكاسب التي قد يحقّقها على المستوى الشعبي في حال السير به، فيما ينتظر اللبنانيون العفو العام، وينظرون إليه، كأحد السبل لعودتهم إلى حضن الدولة وإجراء مصالحة وطنية وفتح صفحة جديدة مبنية على حقوق وواجبات. وكما كل المناطق، كان للبقاع على مدى أشهر، الحصّة الأكبر من حجم التحّركات لتسريع إقراره، كون العدد الأكبر من وثائق الإتصال ومذكّرات التوقيف تطال أبناءه، بفعل سياسة التخلّي والإهمال التي مارستها الدولة، ومن خلفها الأحزاب والنواب والوزراء المتعاقبون الذين مثلّوا المنطقة، تاركين الناس هنا لمصيرهم يقاتلون باللحم الحيّ، ويلجأون إلى مختلف الأساليب للعيش، حتى أصبحت تجارة المخدرات وأعمال السلب وغيرها، سمات المنطقة الموصوفة. وإن كان لا مبرّر لكلّ تلك الجنح، بالرغم من كل الحرمان الذي يعيشه المواطنون، غير أن الواقع اليوم يُنذر بالأسوأ، في ظل أزمة إقتصادية يضيق خناقها على رقاب اللبنانيين جميعاً، حتى أصبح لسان حال كلٍّ منهم وأوّلهم البقاعيون: "إذا بقي الوضع كما هو ماذا نفعل؟ نسرق لنطعم أولادنا؟".

سقط إقتراح قانون العفو العام، وعاد معه التلويح باللجوء إلى الشارع مجدداً وقطع الطرقات في مختلف المناطق، لا سيما في البقاع والشمال، واعتبر البقاعيون أنفسهم المتضرّر الأكبر من عدم إقراره مُحمّلين المسؤولية للنائب جبران باسيل تارةً ولـ"حزب الله" تارةً أخرى، فيما يرى البعض أن "حزب الله" أصبح مُحرجاً في هذا الملف ويسعى إلى الحلّ بطريقة تُرضي جمهوره البقاعي الذي وعده بالعفو منذ سنوات كان آخرها إنتخابات العام 2018 النيابية حيث كان ضمن البرنامج الإنتخابي لـ"تكتّل بعلبك الهرمل"، ولا يجوز للحزب أن يتراجع عن وعدٍ قطعه لمنطقة هي خزّان مقاومته الأوسع. الناطق باسم لجنة العفو العام في بعلبك الهرمل قاسم طليس أكد لـ"نداء الوطن" أن "اللجنة تطالب بالعفو العام، ليس من منطلق تشريع الجريمة وتبرئة المجرم، بل نطالب بالعفو العام لكل شخص لم تتلطّخ يديه بالدماء. أما بشأن المشاحنات التي أدّت إلى عدم إقرار القانون، فكيف لنا أن نقبل بأن يشمل العفو المُبعدين، وهم من تلطّخت أيديهم بالدماء، وقتلوا لبنانيين لصالح العدو الإسرائيلي؟ واستعمال كلمة مُبعد لا تصحّ، فأشقاء المُبعدين وعائلاتهم وأهلهم لا يزالون في قراهم ولم يقترب منهم أحد، والسؤال ما هو السبب الذي دفع هذا العميل إلى مغادرة لبنان لولا إجرامه خلافاً لإدّعاء باسيل؟ فلبنان جمهورية ديموقراطية لبنانية عربية وليس تابعاً لإسرائيل، وبعد كل الجرائم التي إرتكبتها إسرائيل بحق لبنان، كيف لنا وبأي عين، أن نُطلق عليهم صفة المُبعدين وهم من تعاملوا مع العدو؟ فنحن لا نطالب لبعلبك الهرمل بل لكلّ لبنان"، مشيراً إلى "أن التعاطي مع موضوع العفو من منطلق طائفي، وتقسيمه بحسب الطوائف، يدفعنا للسؤال عن التوازن الإنمائي الذي حرمنا منه في المنطقة، في وقت كان الإنماء للمناطق التي يمثّلها باسيل، فاللغة التي يتكلّمون بها اليوم هي لغة طائفية لا نقبل بها".

وفيما حمّل طليس باسيل مسؤولية عدم إقرار القانون اعتبر أن "هناك سياسة قائمة على دفع أهالي المنطقة لجعلهم طفّارا ومطلوبين، مُطالباً بقضاء مستقلّ وعادل ويحاكم الناس في المنطقة بعدل، خاتماً بـ"أننا ننتظر يوم الإثنين بناءً على رغبة نواب بعلبك الهرمل ليُبنى على الشيء مقتضاه حول التحرّكات على الأرض من قطع طرق وتصعيد، وليتحمّل المسؤولية وقتها من رفض إقرار العفو". وتضمّ لجنة العفو ممثلين عن كلّ عشائر وعائلات بعلبك الهرمل التي أصدرت إثر تأجيل إقرار القانون بياناً أكّدت فيه رفضها "المقايضة بين أبناء المنطقة والعملاء" وحمّلت المسؤولية للمعرقلين والمعارضين. وطالبت عشيرة آل جعفر في بيان أمس كل السياسيين الحريصين على الوطن، بتنفيذ ما وعدوا به بإقرار العفو العام للخروج من النفق المظلم الذي يعيش فيه الوطن. وفي هذا الإطار، أكد أبو أسعد جعفر، المتحدث باسم العشيرة لـ"نداء الوطن" تحميل المسؤولية في عدم إقرار القانون إلى نواب بعلبك الهرمل وكتلة المقاومة، بحيث لها علاقات مع مختلف الأفرقاء وكان عليها العمل لإقراره، وهي الأدرى بالمنطقة، والعفو يطال مختلف المناطق وليس تجّار المخدرات فقط والذين يتوّزعون ايضاً على مختلف المناطق، والعفو العام موعودون به من قبل "حزب الله" منذ الـ 2009" .

 

الدور المسيحي المفقود في لبنان والمنطقة

سعد كيوان/الإسبوع العربي/01 حزيران/2020

لا تدّعي هذه العجالة القدرة على الإحاطة بموضوع بهذه الأهمية بالنسبة إلى لبنان وتركيبته ومستقبله، عنيت به المسيحيين وموقعهم ودورهم في لبنان والمنطقة، فكاتبها ليس مؤرخا، ولا باحثا عن حال المسيحيين، لا بل يعترف بأنه إلى سنوات خلت كان غير مبالٍ، يقارب الأمر من بعيد، إلى أن شعر ذات يوم بأنه منجر ومنشدٌّ (وهو الشغوف بفهم جدلية أي حركية أو صراع بخلفيته التاريخية وإطاره السوسيولوجي) إلى مواكبة ما يحدث مع المسيحيين، وبينهم، وبهم، وخصوصاً أنه لم يعد هناك اليوم من تمايز بين السياسي والديني، حتى إنه يتجرأ على القول إنه بات هناك شبه تماهٍ بين الاثنين! لذلك، تتوقف المقالة عند بعض المحطات، محاولةً طرح أفكار وعناصر من شأنها أن تساهم في إقامة حوار وإغناء النقاش.

العناصر المكونة لأيّ جماعة هي: التاريخ، والجغرافيا، والدور، والمصلحة. المسيحية ولدت في الشرق، ومنه انتشرت في العالم، والمسيحيون نشأوا وترعرعوا في هذا الشرق العربي منذ ما قبل الإسلام، إذ كانت بلاد الشام تعرف ببلاد العرب (أي "شعب" أو "قبائل" بحسب أكثر من مؤرخ)، وجبل لبنان كان جزءاً منها. وكانوا ينطقون باللغة العربية قبل نحو قرنين من ظهور الإسلام في مكة، فيما كانت اللغة السريانية هي الآرامية الفصحى، ولغة الطقس الكنسي في العراق والشام، وحتى في أنحاء الجزيرة العربية. ويؤكد المؤرخ كمال الصليبي (كتاب "منطلق تاريخ لبنان") أن الموارنة كانوا يتكلمون العربية ويكتبون بها، على الأقل منذ أكثر من ألف سنة. وهذا يعني أن المسيحيين أو "النصارى" هم عربٌ أصليون وأصيلون، من المكونات الأساسية لبلاد العرب، وهم الذين أعطوا معنى ثقافياً وحضارياً للعروبة، وليسوا طارئين أو ملحقين أو تابعين. انتماؤهم العربي - ليس بالمعنى القومي العقائدي الذي اتخذه في الخمسينيات، وهذه مسألة أخرى تحتاج إلى نقاش في غير مناسبة - هو انتماء ثقافي حضاري يضرب جذوره عميقاً في الجغرافيا والتاريخ. وكانوا السباقين في بناء حضارة المنطقة ونهضتها وثقافتها والحفاظ على تنوعها الديني والإثني.

هذا لا يعني أن ليس للمسيحيين خصوصيتهم، وأن للبنان خصوصيته، فقد تميز منذ 1920

"تميز لبنان بتنوعه الطائفي والمذهبي وتعدده الثقافي وترسيخ التعايش الحر بين مختلف مكوناته، كما أراده كبير صانعيه، البطريرك إلياس الحويك" بتنوعه الطائفي والمذهبي وتعدّده الثقافي وترسيخ التعايش الحر بين مختلف مكوناته، كما أراده كبير صانعيه البطريرك الماروني إلياس الحويك، الذي رفض فكرة الوحدة السورية تحت الأمير فيصل، كما رفض أيضاً فكرة لبنان كياناً مسيحياً، كما حاولت فرنسا تسويقه. وإذا كان لبنان الكبير قد أنشأ عام 1920 بفضل الحويك الذي ذهب إلى "مؤتمر فرساي" مفوّضاً من اللبنانيين، المسيحيين والمسلمين، ليطالب بلبنان وطناً لجميع أبنائه، على أساس "الوطنية السياسية لا الدينية"، كما أكد في خطابه، فإن استقلال 1943 جاء تتويجاً لنضج فكرة لبنان العيش المشترك بين "جناحيه المسلم والمسيحي"، على ما كان يردد رئيس الحكومة الأسبق صائب سلام، لبنان الصيغة والميثاق الذي أرساه بشارة الخوري ورياض الصلح، لبنان التنوع والتعدّد ضمن الدولة الواحدة. دور المسيحيين تجسد إذاً في إنشاء الكيان اللبناني، وتبلور وترسخ بفضل الكنيسة المارونية وكبار رجال الاستقلال المسيحيين والمسلمين.. المسيحيون إذاً ليسوا في حاجة إلى حماية من أحد، ولكنهم في المقابل ليسوا بحاجة لخيارات أقلوية مغامرة تعني في ما تعني تعارضها مع جوهر وجودهم ودورهم، ففي كل مرة حاولوا أن يسلكوا طريقاً مغايراً، كانوا كمن يطلق النار على رجليه!

وهكذا، يعتبر المسيحيون أنهم في أساس فكرة لبنان، وأنهم صنّاعه، عاشوا "عصره الذهبي" الذي دام أكثر من ثلاثين سنة منذ الاستقلال عام 1943 وحتى عام 1975، وفرضوا دورهم وهيمنتهم على مفاصل السلطة، مرسِّخين ما عُرف في تلك الحقبة بـ"المارونية السياسية" إلى حين اندلاع الحرب عام 1975، التي سبقها أول نذير ببداية تصدع الصيغة، بفعل ما عُرف بـ"ثورة 1958" ضد الرئيس كميل شمعون (1952 - 1958) وانحياز البطريرك الماروني بولس المعوشي إلى حركة الشارع، ثم البيان الشهير الذي أعلن فيه الرئيس فؤاد شهاب (1958 - 1964) عزوفه عن الترشح مجدداً للرئاسة عام 1970، رغم الأكثرية المضمونة التي كان يحظى بها، محذراً من غرق لبنان في الفوضى. أما النذير الثالث والمباشر، فكان التقاء رؤساء الحكومة السنّة على معارضة تكليف الرئيس سليمان فرنجية في 

"الحرب التي دامت خمس عشرة سنة خلخلت التركيبة ونسفت موازين القوى، أو الأصح قضت على استئثار المسيحيين بالحكم"إبريل/ نيسان 1973 النائب أمين الحافظ تشكيل الحكومة، طارحين عن حق موضوع الشراكة في الحكم.

لكن الحرب التي دامت خمس عشرة سنة خلخلت التركيبة، ونسفت موازين القوى، أو الأصح قضت على استئثار المسيحيين بالحكم، وعلى الامتيازات التي تمتعوا بها خلال فترة ممارستهم السلطة، لأسباب منها ذاتي ومنها موضوعي. كابر المسيحيون وغلبوا "الوجدان المسيحي" والعنفوان على حاجة المسلمين وحقهم في الشراكة. تدخل النظام البعثي الأسدي ليضع يده على لبنان، فارضاً هيمنته ووصايته، وعاملاً بشكل أساسي على إذكاء الصراع بين اللبنانيين من جهة، وبين اللبنانيين والفلسطينيين من جهة أخرى، متبعاً "سياسة فرّق تسد". انتهت الحرب بإحباط مسيحي، فراح بعضهم يتوسل العلاج عند من كان له اليد الطولى في إحباطهم (النظام السوري)، وآخر يحاول استغلال إحباطهم ويأسهم لتحقيق بطولات وهمية!

جرى عام 1989 التوصل إلى "وثيقة الوفاق الوطني"، أو ما بات يعرف باتفاق الطائف،  الذي أنهى الحرب، وأسّس للسلم الأهلي، انطلاقاً من مفهوم جديد للشراكة يقوم على "العيش معاً مواطنين مختلفين ومتساوين" على ما كان سمير فرنجية يردّد. وأعاد تكوين السلطة على قاعدة التوازن بين السلطات، بعيداً عن الديموغرافيا ("أوقفنا العد" على ما كان يردد رفيق الحريري) وحجم الطوائف التي يكفل الدستور حقوقها ودورها. ولم يعد رئيس الجمهورية مطلق الصلاحيات، بل أصبح مؤتمناً على الدستور وضامناً للسلطات، ويضطلع بدور الرمز والحكم بين اللبنانيين. وهذا كان في مصلحة المسيحيين، وفي أساس الحفاظ على لبنان التعددي، ومنطلقاً لإعادة تشكيل الدولة على أسس الشراكة والمساواة بفعل قوة التوازن لا توازن القوى.

ولكن تطبيق "الطائف" أوكل إلى نظام الوصاية السورية طوال خمس عشرة سنة، وجرى التعامل مع المسيحيين كمهزومين، ما أدى إلى تهميشهم طوال تلك الفترة، فتمرد قسم منهم ممن أحسن قراءة المرحلة، رافعاً شعار استعادة السيادة والاستقلال. وقد تصدرت هذه المعركة مجدداً الكنيسة المارونية وبطريركها الراحل نصرالله صفير بعد تحرير الجنوب، فأطلق في 20 سبتمبر/ أيلول 2000، نداءه الشهير، مطالباً القوات السورية بالانسحاب من لبنان، وممهداً لتأسيس "لقاء قرنة شهوان" الذي استعاد كلقاء سياسي زمام المبادرة على الصعيدين المسيحي 

الكنيسة المارونية اليوم عالقة في "اللامكان" منذ خرج البطريرك بشارة الراعي عن النهج السيادي الذي سار عليه سلفه صفيروالوطني، وسعى إلى شبك خيوط العلاقة مع رفيق الحريري، بهدف إعادة القوة إلى التوازن والتواصل مع المسلمين الذين كان يمنعهم النظام السوري من ذلك. وفي 14 فبراير/ شباط 2005 أحدث اغتيال الحريري زلزالاً كبيراً ساهم في إطلاق "انتفاضة الاستقلال" في 14 مارس/ آذار 2005، التي أدت عملياً إلى تبني المسلمين الشعارات التي رفعها المسيحيون منذ عقود، وتحديداً شعار "لبنان أولاً".

مشاركة المسيحيين الكثيفة والعفوية في انتفاضة 14 آذار هي التي أعادتهم إلى الخريطة السياسية وإلى دائرة القرار. وفي كل مرة كانوا ينكفئون أو يساوم أحدهم على الثوابت بخيارات طائفية أو فئوية، كما حصل مراراً إبّان زمن الوصاية، كان مصيرهم التهميش، أو الغرق في الإحباط. فمعركة استعادة سيادة الدولة وقرارها الحر لم تنتهِ، على الرغم من انسحاب الجيش السوري، فقد اندفع بعضهم اليوم إلى التحالف مع مَن يقيم دويلة داخل الدولة، أي مع حزب الله صاحب أجندة مذهبية غير لبنانية وغير عربية. وهو يعمل على استلاب القرار اللبناني، ويمنع قيام الدولة (تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية سنتين ونصف سنة من أجل فرض الرئيس الذي يريد)، ويضع لبنان خارج بيئته العربية، في مواجهة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تدعم الاستقلال الثاني بمجموعة قرارات أصدرها مجلس الأمن، بدءاً بالقرار 1559، مروراً بالقرار 1595 الذي أطلق التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري، ومهد لقيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وانتهاءً بالقرار 1701 الذي أعاد سلطة الدولة والجيش اللبناني إلى الجنوب.

بعد الانسحاب السوري، ساد مناخ جرى الترويج له عبر تحذير المسيحيين من نية المسلمين السيطرة على الدولة والاستئثار بالسلطات، وإن المعركة، بالتالي، هي معركة كراسيّ وحصص ووظائف ومغانم. وقد ركب رئيس التيار الوطني الحر، ميشال عون، هذه الموجة، لاعباً

"مشاركة المسيحيين الكثيفة والعفوية في انتفاضة 14 آذار، هي التي أعادتهم إلى الخريطة السياسية وإلى دائرة القرار" على عواطف المسيحيين (انتخابات 2005)، فانتقل من موقعه تياراً سيادياً إلى موقع الالتحاق بخط 8 آذار الذي يقوده حزب الله، وبرّر تموضعه هذا بالقول إنه "يشكل حماية للمسيحيين". وتوغل بعيداً في طرحه الطائفي، مصعّداً من حملته على السنّة، ظناً منه أنها تشكل له ورقة عبور إلى رئاسة الجمهورية، وشارك في احتلال وسط بيروت، وعطل الرئاسة والبلد سنتين ونصف سنة عملاً بمعادلة بسيطة: "إما أنا الرئيس أو لا أحد"، مختصراً حقوق المسيحيين ودورهم بشخصه، ومتهماً الآخرين بالتآمر عليهم. غير أنه اضطر مرغماً إلى التراجع والبحث عن تسوية مع الحريري، أي مع السنّة، من أجل تحقيق حلمه الرئاسي.

فماذا حلّ اليوم بـ"حقوق المسيحيين" الذين يدعي التيار المسيحي "الأقوى" المطالبة بها بعد مضيّ ثلاث سنوات ونصف على وجود عون في السلطة؟ خصام مع الدروز، وابتزاز للسنّة، توتر مع قسم من الشيعة، ونقمة لدى الأرثوذكس، وخلاف مع معظم العرب .. والأهم، ثورة شعبية غير مسبوقة، وبلد على شفير الإفلاس! فهل حقوق المسيحيين ودورهم يختزل بالاستئثار بالسلطة؟ وهل المطلوب رئيس مسيحي صوري لدولة سليبة القرار؟

أما الكنيسة المارونية التي اضطلعت على الدوام بدور مفصلي على الصعيد الوطني، منذ ما قبل الاستقلال، وفي المحطات المهمة من تاريخ لبنان الحديث، فهي اليوم عالقة في "اللامكان" بعد أن خرج البطريرك الحالي بشارة الراعي، عن النهج السيادي الذي سار عليه سلفه البطريرك صفير أكثر من عقدين، وسعى إلى مسايرة رئيس الجمهورية و"محور الممانعة" والانفتاح على حزب الله، ثم على النظام السوري، في لحظة اندلاع ثورة الشعب السوري عام 2011. وها هي الكنيسة اليوم تتقلب في مواقفها ذات اليمين وذات اليسار، لا دور وازناً لها وطنياً، ولا على صعيد الرعية التي باتت تتنازعها ميول ونزوات أصولية وظلامية غير

"تيار عون في خصام مع الدروز، وابتزاز للسنّة، توتر مع قسم من الشيعة، ونقمة لدى الأرثوذكس، وخلاف مع معظم العرب"مسبوقة!

في المقابل، لا يبدو أن لدى القوى المسيحية الأخرى مشروعاً واضحاً ومقنعاً. فهل وقوفهم في المعسكر الاستقلالي يعفيهم من لعب دور ريادي، وخصوصاً في هذا الظرف المفصلي، وسط كل ما يجري من تغييرات جذرية وتفاعلات على صعيد المشهد العربي والإقليمي؟ أم أن الأهم هو التنافس على كسب الساحة المسيحية بشعارات طائفية وشعبوية تحرّض على الشريك المسلم؟ عام 1955 كتب ميشال شيحا، أبو الدستور اللبناني: "إنّ ما نراه ضرورة للبنان اليوم إنما هو حيازة معرفة وفهم كافيين لوضعه الجغرافي ولما يرزح تحته من أثقال، ثم شمول هذين المعرفة والفهم طبيعة الجماعات المختلفة التي يتشكل من شراكتها الشعب اللبناني. فلا يمكن أن توجد نظم وقوانين أساسية أو عادية قابلة للحياة في لبنان ما لم تضع في حسابها هذه المعطيات الواقعية العميقة". ويصيف: "لبنان بلد لأقليات طائفية متشاركة فلا إمكان لصموده السياسي مدة طويلة من غير هذا التشارك في مجلس نيابي يكون مكان لقاء وتوحيد الطوائف. فحين نلغي المجلس ونلغي الشراكة، نكون قد نقلنا الجدل حتماً إلى المحراب..."!

الشراكة إذاً، وليس الغلبة أو الاستقواء بمحاور خارجية أو السعي إلى إقامة "حلف الأقليات الطائفية". عندما كان فؤاد شهاب في سدة الرئاسة، التقى عام 1958 جمال عبد الناصر تحت خيمة على الحدود اللبنانية - السورية كي يؤكد عدم انحياز لبنان إلى جانب أهم زعيم عربي، فيما أصرّ كمال جنبلاط على القول لعبد الناصر، عندما ذهب للترحيب به وبالوحدة مع سورية، إن "الوحدة تقف عند حدود لبنان". ويبدو واضحاً أن هاجس الرجلين، كل من موقعه ودوره، كان التشديد على استقلال لبنان وسيادته، وعدم انحيازه، والحفاظ على وحدته، وعلى العيش المشترك بين مكوناته، وعلى إعادة تجديد دوره الجامع بين الدول العربية. فإذا كانت لحزب الله دولة إقليمية تحميه، فليس أمام المسيحيين غير خيار الدولة. ألم يدركوا بعد أن زمن "الطائفة المميزة" قد ولى، وأن الهمّ المسيحي لا يمكن أن يكون ذاتياً أو فئوياً؟ إن دورهم ليس في "الالتحاق" بالشيعة أو بالسنّة، وليس، في الوقت عينه، بالوقوف على الحياد، بل في لعب دورهم المركزي والجامع لكل اللبنانيين، عبر السعي إلى إعادة بناء الدولة. إن أدق وأجمل تعبير عن لبنان، دولة التعدد والتنوع والعيش المشترك، يختصره كتاب آخر للمؤرخ كمال الصليبي عنوانه "بيت بمنازل كثيرة".

 

أتستغبينا يا ظريف؟

بشارة شربل/نداء الوطن/01 حزيران/2020

لم يندّد وزير الخارجية الايراني بـ"عنصرية" الولايات المتحدة وعنفها وهدرها أموال المُكلَّف الأميركي إلا كي يلقى تصريحُه الصدى المطلوب.

فجواد ظريف لا يقصد طبعاً تحريض الرأي العام الأميركي وتأليب الأميركيين السود ضد نظامهم "القمعي الهمجي" وسماع "البلاغ رقم واحد" من "صوت أميركا"، بل يريد حتماً ان يشرح لشعبه ولنا، نحن الذين نعيش في فلك المحور الايراني، كيف ان التطلع الى النموذج الغربي لحقوق الانسان محض هراء، على أساس ان "الديموقراطية" الإيرانية نموذج فريد في الرفاهية والتزام المواثيق.

يحق لظريف إبداء الرأي وإدانة مقتل جورج فلويد على يد شرطي أبيض أميركي. فلا صاحب ضمير يقبل بأن يُقتل خنقاً شخصٌ غير مسلح، وألا يُسمعَ نداؤه المتكرر "لا أستطيع التنفس"، فيلفظ أنفاسه أمام أعين الأميركيين وكاميرات هواتفهم الذكية التي صارت شاهداً لا يقبل التكذيب.

من نافل القول ان صاحب القلب الرقيق المنادي بمعايير "سويدية" لحقوق الانسان، هو ممثل أحد أكثر الأنظمة شمولية في التاريخ الحديث. ولسوء حظه اعترف أمس زميله وزير الداخلية عبد الرضا رحماني بأن "دفاع الشرطة عن نفسها" تسبب بمقتل 225 ايرانياً في تشرين الثاني الماضي في احتجاجات اسعار الوقود.

غاب عن ظريف في مساجلته "الشيطان الأكبر" أن جريمة فلويد العنصرية قضية اميركية بامتياز. عمرها من عمر الولايات المتحدة، وتتنوع منذ بدء الغاء التمييز منتصف القرن الماضي، مثلما أنه لم ينتبه الى ان الاعتداءات العنصرية لم تمنع الأميركيين السود من ممارسة دورهم في المجتمع والجامعات وصولاً الى تربع رئيس أسود في البيت الأبيض ثماني سنين.

ولِعِلم الوزير ظريف، فإن ردَّ النُخب الاميركية الدائم على الارتكابات العنصرية هو الدعوة الى مزيد من احترام التعدد والديموقراطية، وفرض التطبيق السليم للقانون، ومعاقبة المرتكبين. فلا مينيابوليس ولوس أنجليس هما مشهد وطهران لتُطلق الذخيرة الحية على المطالبين بالحريات او بخفض الأسعار، ولا ديترويت تعلن "الثورة الخضراء" في ظل شعار "أين صوتي؟" الذي عمّ مدن ايران إثر انتخاب أحمدي نجاد في 2009 وراح ضحيتها مئات بالرصاص.

يعلم ظريف ان اضطرابات المدن الأميركية رد فعل غاضب وعفوي إزاء مقتل شخص علناً، وليس في أقبية التعذيب أو بالبراميل المتفجرة، والحادث أصاب مشاعر 40 مليون أميركي أفريقي، يحتجُّون ضمن الأصول، على المنابر وفي وسائل التواصل والكنائس والمساجد، بغض النظر عن سلوك مئات أو بضعة آلاف من الحرّاقين والسارقين.

ولأن عارفي ظريف يقرُّون بذكائه، فإن ما يفعله هو استغباء لنا ولمواطنيه. ادانته مقتل فلويد لا تغطي طبيعة النظام الإيراني، ولا طريقة استخدامه موارد الإيرانيين. يكفي ان يكون المعدَّل الوسطي لدخل الفرد الأميركي أسبوعياً 850 دولاراً، فيما هو في أفضل الحالات 20 دولاراً للفرد الايراني. أي أنه بأقل من ثلاثة دولارات يومياً للمواطن، يريد ظريف التنديد بالإمبريالية الأميركية وبممارستها لحقوق الانسان ومواجهة العالم الغربي، وفوق ذلك تخصيب اليورانيوم ومدَّ أذرعه في العالم العربي... وتحرير "بيت المقدس" وكل فلسطين!

 

 

عصابة الفيول وتجنيس الفاسدين!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/01 حزيران/2020

يبدو أن القضاء الجزائري يسابق القضاء اللبناني في ملاحقة فضيحة ربع قرن من الفيول المغشوش، الذي لم يكبد الدولة اللبنانية مبلغ 400 مليون دولار في السنة، أو ما يساوي 10 مليارات دولار فحسب، بل أيضاً تكاليف أعطال في محطات الكهرباء تقدّر بمئات الملايين أو أكثر.

منذ انفجار فضيحة الفيول المغشوش في أبريل (نيسان) الماضي، بدت السلطات الجزائرية في حال من الغضب والإحراج، ولوّحت صراحة بمقاضاة الدولة اللبنانية بتهمة الإساءة إلى السمعة، وفي 12 مايو (أيار) الحالي، قال محمد السعيد، المتحدث باسم الرئاسة في الجزائر، في ردّه على سؤال بشأن تطورات هذا الملف: «هذه قضية لبنانية داخلية، والدولة الجزائرية غير متورطة وغير معنية، وهناك شركة تجارية تابعة لـ(سوناطراك) هي التي باعت الوقود».

وقال إن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمر وزارة العدل بفتح تحقيق حول ملابسات القضية، وإذا ثبت تورط أشخاص فالقضاء سيحاسبهم، لكن المؤكد أن الدولة الجزائرية لا علاقة لها بالقضية، وكان القضاء اللبناني الذي باشر التحقيق في هذه الفضيحة قد أوقف في نهاية أبريل ممثل شركة «سوناطراك» في لبنان و16 شخصاً آخر، في قضية تسليم شحنة تتضمن عيوباً في نوعية الوقود، رغم أن الشركة ترتبط باتفاق منذ شهر يناير (كانون الثاني) عام 2005 مع وزارة الطاقة اللبنانية لتزويدها بوقود الديزل، وهو عقد يتجدد تلقائياً كل 3 سنوات، وكان من المثير تماماً أن تقوم الحكومة اللبنانية بتجديد هذا العقد، ولم يبق من مدته سوى 3 أشهر، وخصوصاً أن قضية «سوناطراك» معروضة أمام القضاء، وتثير زوبعة من الفضائح، وقد زاد من خطورتها أن الجزائر تهدد بمقاضاة لبنان على خلفية تشويه السمعة!

وكان من الواضح تماماً أن الجزائر تبدي انزعاجاً كبيراً مما اعتبرته هجوم وسائل الإعلام اللبنانية على شركة سوناطراك، بينما العقد مُوقع أصلاً بين الدولة اللبنانية وبين فرع للشركة الجزائرية يدعى «سوناطراك بي إف آي» وهي شركة موطّنة في جزر العذراء البريطانية التي تعتبر من الملاذات الضريبية.

على خلفية كل هذا، كانت معلومات قد فجّرت القضية في بيروت بعد حديث النائبة بولا يعقوبيان من البرلمان اللبناني، عن عقود سرية بين لبنان وأحد فروع «سوناطراك» قد أبرمت على شكل صفقة سرية، مقابل رشاوى ضخمة قدرت بنحو 300 مليون دولار.

ومع تحرك القضاء في لبنان، عقد مجلس الوزراء قبل أسبوعين اجتماعاً استهله وزير الطاقة ريمون غجر بعرض كتاب وجّهته «سوناطراك» إلى الوزارة، تشتكي فيه من التشهير الذي تتعرض له، مؤكدة أن لا علاقة لها، طالبة تعيين مكتب تحقيق لتحديد المسؤوليات، والغريب العجيب أن وزير الطاقة اللبناني أوضح أن هناك بنوداً جزائية في الاتفاق وغرامات، لكنه كشف أن هناك بنداً يقول إنه متى وضعت مادة الفيول في البواخر من الموارد الموجودة في الجزائر أو في مالطا تصبح ملك الدولة اللبنانية ومسؤوليتها، وإن هذا البند يشكّل ثغرة في الاتفاق سبق أن أثار التباساً في السابق، لكنه لم يتغيّر!

والسؤال الغريب هنا؛ لماذا لم يتغيّر؟ والأغرب من كل هذا أن الفضيحة تكشّفت عملياً، بعدما تم تكليف شركة تدعى «فيريتاس» بفحص الفيول على باخرة اتجهت إلى بيروت، فتبين أنه مطابق للمواصفات، ثم جاء الفحص الثاني الذي أُجري للحمولة إياها معاكساً تماماً، وأن الفيول مغشوش، ما قد يعني أن الذين يتولون الاستيراد تلاعبوا بالحمولة في الطريق.

الغريب أكثر أن الحكومة اللبنانية بدت كمن لا يعلم، عندما قال وزير الخارجية إنه استدعى سفير الجزائر، وعرض معه القضية، وإنه كان متفهماً ومتجاوباً لتسوية الأمور. وقالت وزيرة العدل إنها اتصلت بنظيرها الجزائري لمناقشة الأمر، وبدت الدولة اللبنانية فعلاً كمن يمرّ الفيول المغشوش تحت أقدامها، وهي تدفع المليارات منذ 15 عاماً، ولهذا لم يتردد وزير النقل في أن يقول مباشرة: «إذا كانت المخالفة مستمرة منذ عام 2005 فهذا يعني أن كل وزراء الطاقة الذي جددوا العقد هم المسؤولون مباشرة»، ومعروف أن هؤلاء الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة من «التيار الوطني الحر» وأصروا على التمسك بهذه الوزارة، وبشركة الكهرباء، التي كبّدت لبنان نصف الديْن العام، وهذه قصة أخرى!

مع انفجار الفضيحة، كتبت الصحافة في الجزائر ما مفاده أن أصابع الاتهام تتوجه إلى وزير طاقة سابق ووسيط جزائريين، لكن بالتواطؤ مع مسؤولين كبار في لبنان، والقصة لم تنتهِ، رغم مخاوف كثيرين من أن تتم «لفلفتها».

لكن مع استمرار التحقيقات القضائية في لبنان، تفجّرت الأمور في الجزائر على نحو يتجاوز روائح الفيول إلى روائح التجنيس التي عرفها لبنان أخيراً، هذا إذا صحّت روايات الصحافة الجزائرية، ففي 16 مايو الحالي، قرأ الجزائريون حتى اللبنانيون خبراً فاضحاً في جريدة «le matin d، Algerie» أن الجزائر بعد انفجار فضيحة الفيول المغشوش الذي زجّ باسم شركة «سوناطراك» قامت بالتحقيقات اللازمة، وتبيّن لها «أن الفيول الذي يباع إلى لبنان لا يخرج من مصافٍ جزائرية، وأن هذا الملف تحوّل مادة لتصفية الحسابات السياسية في بيروت».

ولكي تتجاوز الفضيحة الفيول المغشوش، كشفت الصحيفة الجزائرية ما لا يصدق، وهو أنه بعد الحديث عن الفضيحة نهاية أبريل الماضي، وعن عقود سرية ورشاوى بمئات الملايين، اكتشفت السلطات الجزائرية هويات الفاسدين من أبنائها، وطردتهم من البلاد، رغم أن لا علاقة لشركة سوناطراك الأم بالفضيحة!

الأشنع والأبشع أن الصحيفة قالت إن هؤلاء لجأوا إلى لبنان بعد طردهم، فمنحهم الجنسية، حتى إنه سمح لهم بفتح حسابات مصرفية، من دون الكشف عن مصادر أموالهم، وسمح لهم بإنشاء شركات «أوف شور»، والغريب أن تكشف الصحيفة المذكورة أسماء هؤلاء!

واستغربت الصحيفة الهجوم على شركة سوناطراك، رغم أن العقد موقع بين الدولة اللبنانية وإحدى الشركات التابعة لـ«سوناطراك» التي تبيع الفيول إلى شركة كهرباء لبنان، عبر شركتين، إحداهما شركة «زي آر إنيرجي» اللبنانية.

السؤال: من المسؤول في دولة الفيول المغشوش، التي تواجه الآن خطر الوقوع في العتمة، وسط صيف حار و«كورونا» محمومة، والتي تتفرج على باخرتين ترسوان، واحدة تحمل شحنة فيول مغشوش، يعطّل المعامل، ولم يعد هناك من يجرؤ على إفراغه كما كان يحصل، والثانية لا تجد خزاناتٍ تحمل «فيول» مطابقاً، ولا تستطيع إفراغ حمولتها، لأن خزانات معمل الذوق الحراري في حاجة إلى تنظيف من الفيول القذر، الذي كان قد أُفرغ فيها؟ باعتبار أن الفساد هو قاعدة في هذا البلد المفلس، الذي يفاوض صندوق النقد الدولي لمنع الانهيار، في وقت تستمر حملات «حزب الله» على الصندوق والغرب، وترتفع الدعوات إلى الاعتماد على سوريا والعراق وإيران، وكأنهم لم يقرأوا أخيراً ما أعلنه النائب العراقي فائق الشيخ من أن العراق يغرق اليوم بسبب إيران، في فضائح تذكرنا بنوري المالكي، ذلك أن العدد الفعلي لقوات ميليشيا «الحشد الشعبي» الذي تدعمه طهران يصل إلى 48 ألف مقاتل، وقادته يتقاضون رواتب 130 ألف مقاتل، ما يذكّرنا بجيش المالكي الفضائي، ومن الملائم أن نتذكر أن إيران تناشد صندوق النقد الدولي الحصول على 4 مليارات دولار لمواجهة «كورونا».

يبقى السؤال الأهم في كل هذا الشريط البائس، من الفيول المغشوش، إلى تجنيس جزائريين من ذوي الفساد؛ أين هو الجانب اللبناني المضيء من هذه الصورة؟ ومن هم الذين كانوا يستوردون الفيول ويسطون على المليارات المنهوبة؟ وهل صحيح أنهم هربوا من لبنان بطائرتهم الخاصة؟ والأهم؛ أوليس من قضاء دولي يساعدنا على جلبهم مخفورين إلى السجون؟

… وهل من دولة في لبنان؟!

 

الموت الرحيم مع نصرالله

يوسف بزي/المدن/01 حزيران/2020

إذا كانت فاتورة حرب أهلية جديدة لا أحد يرغبها ولا أحد قادر على تسديدها، فإن فاتورة التعايش القسري مع حزب الله باتت غير محتملة. والحزب يمنع علينا سوى هذين الخيارين.

لم يترك هذا الحزب مجالاً لتسوية وطنية شاملة إلا وسدّه. نقْلُ "المقاومة" من وسيلة لتحرير الأرض إلى أيديولوجيا حكم على مثال الثورة الدائمة أو الحرب الأبدية حتى قيام الساعة، يعدم وجود الدولة نفسها ويعطب الحياة الوطنية وأسسها. مصادرة المصير والقرار تنهي السياسة نفسها ومؤسساتها الدستورية. فلا الحكومة حكومة ولا مجلس النواب مجلساً. ورغم استمرار آليات الديموقراطية إلا أنها باتت مسلوبة الإرادة بالعامل الأشد حسماً من صندوق الاقتراع: السلاح. واستعراض فائض القوة في أي سجال أو منازعة سياسية.

انتقل لبنان من الأسبقية المارونية، إلى صيغة المناصفة الإسلامية المسيحية. وهذه الأخيرة رغم اتسامها بأرجحية سنّية، لم تخرج عن لاهوت "الصيغة" المكرسة عام 1943. بل لم تسعَ (أيديولوجياً) إلا لإعادة إحياء التصوّر الماروني لهذا الكيان. فلم يخرج مشروع رفيق الحريري عن لبنان المتخيل الذي صاغته الأدبيات المسيحية وأفكارها السياسية المؤسسة للبنان. لكن هذه التجربة – الحقبة كانت معتلّة بالاحتلال الأسدي الذي انتهج سياسة واحدة تقريباً: إجهاض هذا المشروع وتخريبه (عدم تطبيق الطائف). وهذا ما أدى في نهاية المطاف إلى جريمة 2005 التي وضعت حداً نهائياً للبنان الماروني – السنّي.

هكذا، سيدشن العام 2006، حقبة لبنان بقيادة "الشيعية السياسية". زمن حزب الله تحديداً.

15عاماً تقريباً ولبنان حزب الله بات بعيداً أكثر مما نتصور عن "لبناننا" الذي وإن كان مفعماً بالتباسات تعريفه، إلا أنه يبقى قابلاً لتحديد هويته مقابل هذا الـ"لبنان" الذي صنعه حسن نصرالله بجدارة مخيفة وفعّالة.

إزاء ذلك، حاولنا مقاومة هذا "القدر" وجبروته، منذ يوم 8 آذار 2005 المكلل بـ"شكراً سوريا"، ثم في "حيلة" الحلف الرباعي في أيار 2005 التي لم تصل إلى تسوية ولا أوقفت الاغتيالات، وصولاً إلى خريف 2006 الذي دشن الانقلاب المديد على الجمهورية والمتوّج بأيار 2008 وما تلاه من تكريس للغلبة في "اتفاق الدوحة" دفناً مخزياً لاتفاق الطائف.

ثم كانت المحاولة الأصعب والمصيرية مع اندلاع الثورة السورية. لقد كان توريط لبنان بجيش حزب الله في الحرب الظالمة على الشعب السوري، الخطوة الكبرى والأخيرة لتأسيس ما أسميناه "لبنان حسن نصرالله"، الذي لايمكنه إطلاقاً أن يكون البلد المنفتح على العالم ولا المتصل بنظامه المصرفي والاقتصادي ولا المنسجم مع عالمه العربي ولا المتوائم مع المجتمع الدولي. والأهم لن يكون بلد الحريات والتعدد والوعد الديموقراطي وسجال الأفكار والتعليم الحديث والقيم الليبرالية ولا أرض "رسالة" أو "اعتدال" (حسب رطانة دارجة). إنه لبنان آخر تماماً.

كانت هزيمة مقاومتنا في مقابل سلسلة "الانتصارات" الماحقة اكتملت في العام 2016. وكان علينا وحسب التعايش مع هذا الـ"لبنان الجديد"، الذي حدده نصرالله بعبارة "التوجه شرقاً"، ونرى علاماته ومعالمه ونختبر يومياته وحوادثه راهناً.

ما يقترحه حزب الله وقائده أن يلتحق لبنان بهذه الـ"سوريا الخراب" التي نراها الآن، وبالعراق المتهالك فقراً ورثاثة رغم ثرواته، وباليمن في هوة الحروب والجوع والأمراض والبؤس اليومي، وبغزة اليأس والحصار، وبإيران الديكتاتورية الدينية المخنوقة بحرسها من الداخل وبعقوبات الخارج.

لسنا مؤهلين لمقاومته، ولسنا راغبين ولا قادرين على أي حرب أهلية أو نزاع عنيف. وممنوع علينا بفائض السلاح أن نقترح أي شيء آخر سوى الرضوخ والتعايش القسري. هذا قدرنا إلى أمد بعيد. وأفضل ما يمكن أن نقترحه في هذه الحال هو مطالبة الحزب أن يكون حاكماً في الواجهة. حزباً وحيداً في السلطة. أن ينفذ برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بلا مواربة ولا مسايرة. فنتخلى عن أوهامنا ونعطه هذه "الفرصة".. حتى ولو كان ذلك - لوقف ألمنا ومعاناتنا – أشبه بقرار "الموت الرحيم".

 

بنان ليس خطأ تاريخيا

توفيق شومان/01 حزيران/2020

ثمة ست دول تاريخية ، لا غير ، هي : مصر ـ إيران ـ الهند ـ الصين ـ اليونان ـ روما ( إيطاليا ).

وثمة ثماني حضارات عظيمة شكلت العقل البشري ، وهي : الفرعونية ـ الفينيقية ـ بلاد ما بين النهرين ـ الفارسية ـ الهندية ـ الصينية ـ الإغريقية ـ الرومانية .

وهناك ثلاث مدن تاريخية شكلت أفكار البشر وهي : مدينة أثينا اليونانية من خلال فلسفتها وعلومها ، و مدينة روما الإيطالية من خلال قوانينها ودولتها ، ومدينة صورالفينيقية من خلال تجارتها ونقلها حروف الأبجدية إلى العالم القديم ما عدا العالم الصيني والعمق الآسيوي .

ما خلا ذلك مستحدث و يحتمل النقاش ، وأجوبته المتعجلة تنطوي على اضطراب الإستدلال أو اندفاعات العواطف ، ولا يلغي الإستحداث ممالك قامت وتوسعت ثم اندثرت ، فالحديث هنا عن دول قامت في التاريخ وما فتئت قائمة ، مع ملاحظة الفارق بين مملكة قامت على فعل القوة الصرفة ولما انصرفت قوتها انصرفت معها ، وأخرى استحالت دولة واستمرت بقوة التاريخ .

اين العرب من ذلك ؟

العرب كأمة مستحدثة ، ينطبق عليهم ما ينطبق على غيرهم من الأمم المستحدثة ، وهذه الأمم هي الغالبة عددا وأرقاما في العصور الحديثة ، وفيما لا يمكن الحديث عن " أمة عربية " متحققة في التاريخ ، فكذلك لايوجد " أمة روسية " أو تركية أو فرنسية أو المانية متحققة في التاريخ ، إنما التاريخ يتحدث عن " أمة مصرية " متحققة ، و" أمة ايرانية " متحققة ، وهي حال " الأمة اليونانية " و "الأمم " الهندية والصينية والرومانية المتحققة جميعها في التاريخ .

في الأمثلة المسبوقة الذكر ، الأمة سابقة على الدولة ، وتلك كانت قاعدة في التاريخ القديم والسياسات القديمة ، غير أن تطور العقل البشري وما أنتجه من تطور في الفكر السياسي طرح سؤالا في غاية الأهمية : هل يمكن أن تسبق الدولة الأمة أم أن الأمة يجب أن تسبق الدولة دائما ؟

ذاك السؤال استولد نفسه من واقع قيامة دول ليست أمما بالأصل ، ولكن إقامة الدولة يؤدي إلى قيامة أمة ، ومن أمثلة ذلك : كل دول القارة الأميركية من كندا شمالا إلى تشيلي جنوبا ، وهي الحال نفسها في أوستراليا ونيوزلندة ، حيث الجماعات المهاجرة تآلفت لبناء دولة ، والدولة أنتجت مواطنين تحت سلطة الدولة وقوانينها ومناهجها التعليمية والتربوية ، فتقاربت ثقافاتهم وتقلصت فوارقهم ، فإما تحولوا إلى أمة ، وإما قطعوا شوطا بعيدا في الطريق نحو التحول إلى أمة من خلال الدولة المستحدثة و تحت رعايتها .

هل هذه الدول خطأ تاريخي ؟ أم كتلة أخطاء تاريخية ؟

مواطنو تلك الدول لا يقولون ذلك .

بل هم يفتخرون بدولهم .

إلى العرب مجددا

وعن " سايكس ـ بيكو " بالتحديد :

اتفاق " سايكس ـ بيكو " هو " قسمة ضيزى " بين فرنسا وبريطانيا ل " ممتلكات " السلطنة العثمانية أو ما عُرف ب " المسألة الشرقية " منذ النصف الأخير من القرن التاسع عشر ، والقول ب " ممتلكات " السلطنة العثمانية ناتج عن الطبيعة التاريخية والمصطلحات السياسية في تلك المرحلة .

السؤال هنا : دول الحلفاء وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا هزمت السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وأخرجتها من الديار العربية ، هل يعني ذلك أن الدول العربية التي قامت في فترة ما بين الحربين ولاحقا بعد الحرب العالمية الثانية هي دول فاقدة للشرعية لكونها منتوجا استعماريا ، وما يطال دولة يطال كل الدول العربية ؟

ومن هذه الزاوية لا استثناء لدولة على أخرى .

مع " سايكس ـ بيكو " من جديد :

هذا الإتفاق لتقاسم " الإرث العثماني " اقتصر على المشرق العربي ، وبالتحديد بلاد الشام والعراق ، حيث كانت خطوط النفوذ والإحتكاك الفرنسية ـ الإنكليزية ، فالفرنسيون ما كانوا ليساوموا او يفاوضوا على نفوذهم في المغرب العربي ، وهم الموجودون في الجزائر على سبيل المثال منذ عام 1830، وفي تونس منذ عام 1881، وفي المغرب منذ عام 1912 ، ولكن منذ عام 1845 فرضت فرنسا ترسيما للحدود بين الجزائر والمغرب .

الإنكليز من جانبهم ، ما كانو ليفاوضوا على مناطق نفوذهم القديمة والجديدة ، كما هو أمر مصر منذ عام 1881، ومثلما هي مستجدات النفوذ التي اكتسبوها في فلسطين والعراق والخليج في الحرب العالمية الأولى ، علما أن النفوذ الإنكليزي في عدن جنوبي اليمن يعود إلى عام 1839 وحتى عام 1967.

ووفق هذا المشهد الخاضع لتقاسم النفوذ الإنكليزي ـ الفرنسي ، بات العراق وبلاد الشام ، دون سواهما ، خاضعين لمضمون اتفاق " سايكس ـ بيكو " ، ومن خلال هذا التقاسم نشأت أربع دول هي لبنان وسوريا والعراق والأردن ، وأما فلسطين فقد أسقطها الإنكليز في براثن الإحتلال الإسرائيلي .

ذاك موجز لا بد منه ، وثمة موجز آخر قبل الحديث عن " الخطأ التاريخي " أو " الأخطاء التاريخية ".

سبق القول إن " الأمة العربية " غير متحققة في التاريخ ، وعلى ما يقول المفكرون القوميون العرب أنه " يجب استكمال بناء الوعي القومي " ( علي ناصر الدين ) و " الأمة العربية قيد التحقق ( قسطنطين زريق) ، و " عن شرط استيقاظ الشعور القومي لتحقيق الوحدة العربية ( شرط الإستيقاظ ) وإذا استمرت ضآلة هذه الشعور ، فستتوقف الجهود وتنهار العزائم " كما قال ساطع الحصري .

ماذا عن الدولتين الأموية والعباسية ؟

يقتبس خليل مردم بك ( ابن المقفع ـ مكتبة عرفة ـ دمشق 1930) عن سليمان بن عبد الملك قوله : " العجب لهذه الأعاجم كان المُلك لهم فما احتاجوا إلينا ولما ولينا لم نستغن عنهم ، ألا تتعجبون من هذه الأعاجم احتجنا إليهم في كل شيء ؟ " ، ولم تختلف حال الدولة العباسية وأحوال الأعاجم فيها ، منذ شرارة ثورتها الأولى على الدولة الأموية وصولا إلى تنازع الفرس والترك على مواقع النفوذ فيها وآليات إدارتها ، وما خلافات المأمون والأمين سوى شاهد على ذلك.

ما غايات هذا القول ؟

غايات هذا القول يندرج في إطار ما سبق قوله حول انعدام تحقق " الأمة العربية " في التاريخ ، وهذه الأمة راح يتبلور الوعي بتحقيقها منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ابتداء من العاصمة اللبنانية بيروت ( ناصيف اليازجي ـ بطرس البستاني ) ، وأما ما سبق وعلى مثال الدولتين الأموية والعباسية ، فهما إمبراطوريتان عربيتان ـ إسلاميتان ، والإسلامية هنا بالمعنى التعددي ـ التزاوجي الكوزموبوليتي ، الذي يخرج عن خصوصية الأمة أو القومية ، مثلما كان تاريخ الدولة الهندية أو الصينية أو المصرية أو الإيرانية أو اليونانية .

العودة إلى مائة سنة خلت ومضت

نشأ لبنان في أيلول / سبتمبر 1920.

نشأ العراق في الفترة نفسها .

نشوء لبنان مرتبط بدون شك بفكرة مسيحية إنما على قاعدة إرادة العيش المشترك مع الطوائف الأخرى ، مع غلبة القرار السياسي والدور الإقتصادي ل " المارونية السياسية " .

نشوء العراق ، لم يخرج عن سياق وظائفي هو الآخر ، فلما انتكس مشروع " المملكة السورية " بقيادة فيصل بن الحسين ، استرضى الإنكليز أمراء العائلة الهاشمية بعد خسارة مُلكهم في الحجاز وسقوط طموحهم في بلاد الشام ، بدولتين هما : العراق والأردن .

إذا تم اعتبار لبنان خطأ تاريخيا ، هل يمكن اعتبار العراق خطأ تاريخيا ، وكذلك حال الأردن وأمره ؟

هذه أمثلة إضافية :

لم تعرف وقائع التاريخ ومعاجمه ومجلداته ، دولة اسمها تونس ، ولا الجزائر المرسمة الحدود من قبل الفرنسيين ( لا صلة لهذا القول بثورة الجزائر وشهدائها العظام ) ، فهل هذا يعني أن تونس خطأ تاريخي ومثلها شقيقتها الجزائر ، ومثل الشقيقيتن أيضا ليبيا المجاورة ، وكذلك الجارة الثانية موريتانيا وكلها دول لم تكن موجودة في التاريخ ؟.

بالإتجاه نحو السودان ، حيث لم يعرف التاريخ دولة سودانية موحدة ولا دولة اسمها السودان ، بل ممالك وإمارات قبلية وجهوية ، ومنذ الظاهر بيبرس ووصولا لأسرة محمد علي وحتى خمسينيات القرن العشرين بقي النفوذ المصري ضخما وواسعا في السودان ، وفي عام 1953 توصل الرئيس جمال عبد الناصر إلى اتفاق مع بريطانيا لإنهاء الإدارة المصرية ـ الإنكليزية المشتركة للسودان ، مما مهد لإستقلاله في عام 1956.

هنا سؤالان :

هل السودان خطأ تاريخي ؟

وهل الرئيس جمال عبد الناصر " تفاهم " أو " اتفق " مع الإستعمار الإنكليزي لفصل السودان عن مصر ، بعدما عُرفت الدولتان لفترة وجيزة ب " مملكة مصر والسودان " قبل 23 تموز / يوليو 1952؟!!.

بعض الأمثلة أبعد من أمثلة العرب ، ومنها :

حتى عام 1947 ، لم يكن هناك دولة إسمها باكستان ، وعمليا وواقعا انفصلت باكستان عن الهند في السنة المسبوقة الذكر ، وفي عام 1971، انفصلت باكستان الشرقية عن باكستان الغربية ، وغدا القسم الشرقي معروفا ببنغلادش .

هل باكستان خطأ تاريخي ، ومثلها بنغلادش ؟

هذا مثال أوروبي وبدون إطالة ولا استغراق :

بعد الحرب العالمية الأولى تفككت الإمبراطورية النمساوية ـ المجرية وظهر على أنقاضها دول النمسا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا وكرواتيا ، (سايكس ـ بيكو آخر ) وإثر انهيار الإتحاد السوفياتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي عادت دول البلطيق الثلاث ( لاتفيا ـ استونيا ـ ليتوانيا ) إلى الظهور ، وكذلك أوكرانيا ، وانفصلت تشيكيا عن سلوفاكيا مجددا ب " طلاق مخملي " وقيل فيه بأنه طلاق محمود.

لا ضرورة للحديث عن اسبانيا والبرتغال وكانتا دولة اتحادية واحدة ، ولا عن بولندا المتمددة في حين والمتقلصة في حين آخر ، والأمثلة الأوروبية متعددة ومتنوعة استنادا إلى قاعدة صعود الدول وهبوطها .هذه حكمة من افريقيا :

قامت منظمة " الوحدة الأفريقية " في عام 1963، على قاعدة الحفاظ على حدود الدول الناشئة التي رسمها الإستعمار ، وإلا سيكون بديلها حروبا لا تنتهي ولا تُبقي ولا تذر .

وهذه حكمة من أوروبا :

تقوم فكرة " الإتحاد الأوروبي" بأصلها وفصلها على قاعدة الإعتراف بحدود دول ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وإلا سيكون بديلها حروبا كل عقد أو عقدين مثلما جرت أهوال وكوارث الحربين العالميتين الأولى والثانية .

هل كل هذه الدول على خارطة العالم أخطاء تاريخية ؟ وكم يبقى من الدول التي ليست نتاجا ل " أخطاء التاريخ " ؟

حين تكون ظروف نشأة لبنان شبيهة بظروف نشأة أكثر وأغلب دول المعمورة ، أين يكون الخطأ ؟

هل يكون الخطأ في " الوطن الخطأ " ؟ أم في العقل الخطأ الذي ينعت وطنا بالخطأ وينكر الإعتراف بأن الأوطان والدول هي نتاج التسويات والصناعات بين البشر ؟ فيوقعه النكران في الخطأ ثم في الخطأ ثم في الخطأ؟

عشتم وعاش لبنان

 

فخ الانتخابات النيابية المبكرة

أديب نعمة/المدن/02 حزيران/2020

مطلب الانتخابات النيابية المبكرة الذي يطل برأسه مجدداً، بما في ذلك على لسان بعض المشاركين في ثورة 17 تشرين، هو بمثابة الفخ للثورة. يشبه هذا المطلب بمفاعيله مطلب "حكومة التكنوقراط"، الذي ساهم في اجتزاء خريطة الطريق التي طرحتها ثورة 17 تشرين منذ أيامها الأولى، وخلق إرباكاً في صفوف الثوار والمجموعات، والتباساً بين مطلب الثورة ومطلب بعض القوى السياسية من مكونات المنظومة الحاكمة التي انتقلت إلى المعارضة. وقد استغلت السلطة هذا الأمر لتشكيل حكومة دياب، التي هي حكومة ظلال وواجهة للتحالف السياسي الحاكم راهناً، بعد إسقاط التسوية الرئاسية في الشارع. كما سهل على السلطة وأجهزتها الدعائية أن تقدم الحكومة كما لو أنها حكومة المستقلين التي طالبت بها الثورة، في حين هي حكومة الانقضاض عليها.

ثلاث خطوات متكاملة

جرى ذلك بالتدرج، وساهم الأداء الإعلامي المسيس والمنحاز والسطحي في ذلك.

أولاً، جرى اجتزاء مطلب الثورة في التغيير الشامل وإعادة تشكيل مؤسسات السلطة الدستورية على أسس جديدة، من خلال التركيز حصراً على إسقاط الحكومة (السابقة)، في حين أن ذلك كان المدخل إلى التغييرات الأخرى.

ثانياً، دعت الثورة إلى تشكيل حكومة مستقلة، أي من خارج الأحزاب المكونة للسلطة، يكون الوزراء فيه أصحاب كفاءة سياسية ونزاهة واختصاص في مجال عمل الوزارات التي يتولونها، نظراً لحساسية المرحلة التي يمر بها لبنان.

ثالثا، طالبت الثورة بأن تكون لهذه الحكومة صلاحيات استثنائية تشريعية، تتيح لها تنفيذ برنامجها الذي يجب يكون محدداً ومعداً بعناية. وعلى رأس مهام هذه الحكومة كان تشكيل لجنة خبراء مستقلين من أجل إعداد قانون انتخاب ديموقراطي جديد يصدر بمرسوم تشريعي، ثم تشكيل لجنة وطنية مستقلة لتنظيم الانتخابات، تكون كاملة الصلاحية، تصدر أيضاً بمرسوم أو قرار من الحكومة، يليها بعد ذلك – مع التشديد على بعد ذلك – إجراء انتخابات نيابية جديدة، ثم انتخاب رئيس جمهورية جديد.

الخلط والتجاهل

كان هذا المطلب قد ترافق مع مطالبة بعض القوى السياسية (أبرزها القوات اللبنانية التي كانت قد خرجت من الحكومة)، بحكومة تكنوقراط. وحصل خلط بين ما تدعو إليه الثورة وبين شعار "حكومة التكنوقراط"، ساهم فيه الإعلام والسجال السياسي بين أطراف السلطة، ما أدى إلى تجاهل مطلب الاستقلالية ومطلب الصلاحيات التشريعية، كما تم تحريف مضمون مطلب الثورة الذي لم يقل يوماً أنه لا يريد وزراء سياسيين، بل حدد انه لا يريد وزراء سياسيين من أحزاب السلطة. فكان أن استخدم ذلك من قبل أطراف السلطة القوية للإتيان بحكومة التكنوقراط التابعين للزعماء، والذين لا يتناسبون إطلاقا مع مواصفات من يفترض به أن يُخرج لبنان من أزمة هي الأقسى في تاريخه.

عنوان المرحلة الثانية

ثورة 17 تشرين شديدة التنوع اجتماعياً وطبقياً ومهنياً ومناطقياً وسياسياً.. إلخ. وهذا سر قوتها ونجاحها في إسقاط التسوية الرئاسية، وحكومتها (تحالف المستقبل، حزب الله، التيار الوطني الحرب، حركة امل، الحزب الاشتراكي، حزب القوات اللبنانية...). كما أن ثورة 17 تشرين في طرحها الراديكالي بالتغيير الشامل في منظومة الحكم ومؤسساته، لم تكن خارج المسار الدستوري والصيغة الجمهورية للبنان، ولا حتى خارج المعنى الأصلي لاتفاق الطائف. لا بل إن قوى كثيرة فيها كانت ترى إمكانية ان يكون الطائف – الدستور نفسه هو آلية المرحلة الانتقالية. كما أن غالبية هذه القوى ترى أيضاً أن الثورة لها أهداف سياسية واضحة (التغيير السياسي وفي المؤسسات)، وأن الانتخابات هي آلية للتغيير وهي أيضاً من وسائل العمل السياسي الشعبي، التي سوف تستخدمها قوى الثورة عندما يحين الوقت.

إلّا أن ما نسمعه اليوم من دعوات يفهم منها أن المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة يجب أن يكون المطلب شبه الحصري والجامع لقوى الثورة، والعنوان الأبرز للجولة الثانية منها. هو فخ سوف يكون له مفاعيل مشابهة لما حصل مع مطلب حكومة التكنوقراط. إن قوى الثورة لا يمكن، ولا يجب أن تحشر نفسها في هذا المطلب، ولا أن تختزل طرحها وخريطة الطريق إلى مطلب جزئي قد تكون بعض القوى السلطة تريده (لا ننسى أن مثل هذه الدعوات تصدر عن أطراف في السلطة – المعارضة، بما في ذلك ما صدر بعد لقاء بين الرئيس بري والسيد وليد جنبلاط منذ أشهر، أو ما يرغب به بعض المعارضون والوجوه المستجدة من ضمن المنظومة بافتراض إمكانية وراثة قسم من جمهور الأحزاب التي خرجوا عليها).

حكومة منحازة وقمعية وبوليسية

لا يجب تكرار خطأ التسليم بإجراء الانتخابات في أي ظروف وفي ظل أي قانون انتخابات مهما كان، تحت وهم إمكانية إحداث اختراق فعال في المجلس النيابي. لا يمكن القبول بانتخابات تتم في ظل حكومة منحازة وقمعية وبوليسية، وفي ظل قانون غير ديموقراطي. وعلينا أن نتعلم من تجربة الانتخابات الماضية، وألا نعطي بمشاركتنا غطاء ومشروعية لتجديد النظام، وتمديد فترة احتضاره.

جهدنا يجب أن يصب في توفير متطلبات نجاح الموجة الثانية من انتفاضة 17 تشرين التي بدأت طلائعها، وأن نحرص على فرض ميزان قوى جديد في الشارع، يمكننا من إسقاط هذه الحكومة الرديئة، وفرض تشكيل حكومة مستقلة انتقالية بصلاحيات تشريعية، متحررة من سلطة قوى الأمر الواقع، تكون مسؤولة عن مسار الخروج من الأزمة وتنظيم الانتخابات، وفق ما سبقت الإشارة إليه.

شعار الانتخابات المبكرة فخ خطير، يمكن أن يساهم في تفتيت الجهود، وحرف ضغط الشارع عن مطلب إسقاط المنظومة الحاكمة واستبدالها بأخرى متجاوبة مع مطالب الثورة وروحها.

وهذه مهمة واقعية أمام الجولة الثانية من ثورة تشرين.

 

"قانون قيصر": لبنان دولة خصم ولا عطف على المسيحيين

منير الربيع/المدن/02 حزيران/2020

في ذكرى التحرير في 25 أيار عام 2019، كان الوزير جبران باسيل يتجول في البترون مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، أليوت أنغل. فباسيل يسير بين النقاط، حذراً في مواقفه وخياراته: يحتفظ باتفاق استراتيجي مع إيران، في مقابل تباعد تكتيكي مع سوريا، فلا يفوت فرصة من دون استغلالها. وهذا تتفهمه منه طهران.

دولة حزب الله

أليوت أنغل - الذي تربطه علاقة قوية وشخصية برئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل - هو أحد أبرز معدّي "قانون قيصر". وهذا لا يرتبط بحفلة الانتقاد العوني لحزب الله، والتي توقفت عند حدود سلعاتا. يفترض بقانون قيصر التأسيس لمتغيرات لبنانية كثيرة. الإطار الكبير تغير: ما قبل كلام ديفيد شينكر وما بعده، والذي استكملته السفيرة الأميركية قائلة بوضوح: "سيكون هناك سلة من العقوبات التي ستطال المتورّطين بالفساد" و"العقوبات تستهدف حزب الله لكنها قد تشمل أيضاً أولئك الذين يساعدون حزب الله ويدعمونه. كذلك سيكون هناك فئة جديدة من العقوبات التي ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من حزيران، وستطال قتلة المدنيين في سوريا. قد تكون هناك بعض الأطراف هنا متورطة في سلة العقوبات هذه أيضًا". لكن هناك مشكلة جدية لدى محور الممانعة: منذ انتخاب ترامب لم يقتنع أن السياسة الأميركية تتغير. بقي ديفيد هيل واليزابيت ريتشارد في سياق سياسة أوباما. وبدأ التحول مع الدور الذي اضطلع به شينكر، والسفيرة الجديدة دورثي شيا. أميركا مقتنعة أن الدولة اللبنانية ليس تحت جناحها، بل تحت سيطرة حزب الله. لم تنجح محاولات الفصل بين لبنان وحزب الله. وتشكلت الحكومة الأخيرة للقول إن الوزراء جميعاً بإمرة هذا الحزب. لذا لم يعد لبنان دولة صديقة للولايات المتحدة الأميركية. بل هو دولة خصم، فيها شعب صديق. وتشمل هذه النظرة الأميركية إيران، التي عايد ترامب شعبها في عيد النوروز. ولا تتعامل أميركا مع لبنان بوصفه دولة تحظى بنوع من العطف على الأقلية المسيحية. وغياب هذا العطف سيظهر في المرحلة المقبلة، وخصوصاً بموجب العقوبات التي يفرضها قانون قيصر.

دعم الجيش والجامعات

يتركز الهم الأميركي على تقديم الدعم اللوجستي للجيش اللبناني، والمساعدات للجامعة الأميركية والجامعة اللبنانية الأميركية، وطلابهما. حتى اليونيفيل واستمرار عملها في لبنان، هناك وجهة نظر أميركية ضدهما. صحيح أن  قوات اليونفيل مدِّد لها في جنوب لبنان، ولم تعدل مهامها. لكن هناك ما قد يدفع الأميركيين إلى اتخاذ قرار بوقف المشاركة في دفع تكاليف هذه القوات الدولية. هذا ما كان قبل قانون قيصر وتداعياته، والذي سيطبق على مراحل متقطعة، أي بالتقسيط المريح، وغب الطلب السياسي.

"قيصر" والرئاسة وسوريا

التداعيات السياسية لهذا القانون ستكون أكبر من التدعيات الإجرائية: رفض أميركي لوصول أشخاص بعينهم إلى رئاسة الجمهورية، كسليمان فرنجية مثلاً. أما جبران باسيل فبدأ يحاول التمايز في مواقفه. وهناك من يرصد فتوراً واضحاً بينه وبين النظام السوري. لكن ورقة فرض عقوبات على باسيل، تبقى قابلة للتلويح والابتزاز. يعرف باسيل ذلك، ويعرف كيف يسير بين النقاط. يمنع قانون قيصر الدولة اللبنانية من دفع العملة الصعبة إلى الدولة السورية. وهذا يعني وقف استجرار الكهرباء من سوريا، وكل أنواع التجارة بين الدولتين. والخطر الأكبر إذا اتهم المصرف المركزي السوري بتبييض الأموال. وهذا يعني إقفال كل المصارف اللبنانية في سوريا، وإلا ستكون عرضة للعقوبات. قسم كبير من القانون يتعلق أيضاً بمنع أي دولة أو شخص أو مؤسسة من تقديم أي مساعدة لسوريا في مجالات الطاقة. وهذا أيضاً قد ينعكس على شركات البترول في لبنان، بحال استمرت عمليات التهريب. وبحال لم يحصل ذلك، فإن الأميركيين سيضغطون لرفع الدعم عن البنزين والمازوت، لترتفع أسعاره وللحد من عمليات التهريب.

 

في ذكرى سمير قصير: بيروت تنتظر ربيعها.. كذلك دمشق

إيلي الحاج /أساس ميديا/الثلاثاء 02 حزيران 2020

لا يقوى النسيان على الشاب الوسيم الكاتب المناضل سمير قصير. عبر الزمن كقطار سريع، وبقي وجهه ماثلاً، كلماته التي تحفر، وصوته وضحكته.

هل قتلوه حقاً ذات 2 حزيران 2005؟

لا يزال المحرّض الأكبر على الثورة حاضراً، بالمؤسسة التي تحمل اسمه برّاقاً، برفاقه وأصدقائه وطلابه وعائلته ومحبيه.

ذهبت "14 آذار"، لكنّ الشهداء: لا.

لماذا قتلوا سمير قصير، وتصيّدوا الشخصيات القيادية الأخرى على درب المحكمة الدولية لجريمة العصر، جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟

لا معلومات معلنة حتى اليوم عمّن فجّر سيارة سمير قصير فور أن همّ بتدويرها، لكنّ الأرجح أنّه وجورج حاوي كانا خطرين جداً، إن على نظام الأسد أو على حلفائه. فمن جهة هما خبيران في الإعلام وتنظيم العمل التحريضي التعبوي، على الطريقة الماركسية – اللينينية، ومن جهة ثانية لهما صداقات ومعارف وعلاقات قوية بجماعات اليسار في سوريا، وكانا باشرا باكراً المناقشات في ما يتوجب فعله في الدولة الجارة.

لم يكتب سمير من فراغ. لا أحد ينسى مقال "ربيع دمشق يبدأ من بيروت".

أوّل تحرك للثورة في سوريا كان بتنظيم وشعارات وإعلام يساري. وقد أهلكت الأسد. ارتاح عندما تحولت "ثورة إسلامية". حينها اتّهم الثوّار جميعاً بـ"الإرهاب" وبدأ القتل "من فجّ وغميق".

قصير وحاوي كانا "عرفاتيَين" من وجهة نظر نظام الأسد. بالأصل نظام الأسد ابناً عن أب يكره العرفاتيين. البقية، جبران تويني وبيار الجميل وغيرهم، قتلهم التحالف السوري – الإيراني، ليخيف السُنّة، والمسيحيين في شكل خاصّ، ويقضي على اندفاعتهم ضدّه. في المقابل قدّم لهم الخيار الآخر: ميشال عون وجبران باسيل. سهّل الطريق أمامهما بدم حار وغزير على الإسفلت. على الدرب كسر ظهر "النهار" والكتائب. الشهداء الآخرون اغتيل كلّ واحد منهم لضرورات المرحلة.

المفجع أنّ اتفاق الدوحة تضمّن بند "وقف الاغتيالات". وقد توقفت فعلاً.

و"كاد المُريب يقول خذوني".

أما الوزير محمد شطح فأزعج قاتليه على ما بدا عندما وجّه رسالة إلى رئيس إيران لامست التناقضات الداخلية الإيرانية، فجاء دوره على باب "بيت الوسط".

قبله وسام الحسن "العين الساهرة" على السيادة والاستقلال والقادرة على التأثير في أهم عواصم العالم.

اليوم قد تكون التعزية الوحيدة بسمير قصير أنّه لو بقي حياً مثلنا لكان مات حزناً لما فعل لاحقاً من كان يُفترض أنّهم الأركان والقيّمون على "انتفاضة الاستقلال - 2005"، الذين كانوا الأسرع إلى التخلّي عنها، في السر والعلن. اليوم 2 حزيران، مرّت 15 عاماً، ولا زلنا نقاوم، ولا زالت بيروت تنتظر ربيعها، وكذلك سوريا، لكن بلا سمير.

 

هكذا ضغط بشار الأسد لتوزير جبران باسيل

قاسم يوسف/أساس ميديا/الثلاثاء 02 حزيران 2020

إيلي الفرزلي ينشر مذكراته. يكفي هذا العنوان المقتضب كتوطئة صاروخية للعاصفة.

وصفه الزميل سامي كليب بـ"كتاب العصر اللبناني"، ولا شك أنّه كذلك. هو قطعًا يتجاوز السيرة الذاتية وكتابة المذكّرات بقماشتها التقليدية، وهو حتمًا وثيقة بالغة الأهمية سترقد طويلاً في ذمة التاريخ، وستصير مرجعًا يُعتدّ به لسنوات وعقود مقبلة. والأكيد أنّه سيفتح نقاشًا مستفيضًا حول مراحل دقيقة جدًا من تاريخنا الوطني، وحول كواليس ظلّت مبهمة ومستترة في خضمّ لعبة سياسية بالغة الحساسية والتعقيد، على هامش بلد متورّم ومتشعّب المشارب ومكثّف التصادمات والتقاطعات.

هذه حلقة أولى من حلقات كثيرة سأعمد إلى نشرها تباعًا، لكنّني أردت أن أستهلّها من رواية مثيرة جدًا عن جبران باسيل، ذاك الرجل الذي طالما صدّع رؤوسنا بنظريات مُسهبة عن الاستقلالية والتجرّد والعفاف، وعن دوره البطولي في استعادة الحقوق المسلوبة، وفي رسم مقوّمات الأقوياء في بيئاتهم وضمن مجتمعاتهم.

يسرد إيلي الفرزلي في الصفحتين 656 و657 من كتابه «أجمل التاريخ كان غدًا» تفاصيل مرحلة تشكيل الحكومة التي أعقبت انتخابات العام 2009، وكيف ساهم بحلّ عقدة توزير جبران باسيل وتسليمه حقيبة الطاقة بعد الفيتو الذي وضعه سعد الحريري على توزير "الراسبين" في الانتخابات، فقابله ميشال عون بالإصرار يومذاك على تسليم الوزارة لصهره، قبل أن يهدّد علنًا بمنع التشكيل "كرمى عيونه". لمس إيلي الفرزلي خلال هذه الفترة توترًا متبادلاً بين ميشال عون وبين سليمان فرنجية، وبين الأخير وبين جبران باسيل، فسارع إلى سوريا للمساعدة في تبديد أجواء التوتر بين الحليفين المارونيين في البيت الواحد، وفي إزالة المناخات السلبية، لا سيما عدم الاستجابة لمطالب ميشال عون الحكومية، وعلى رأسها توزير جبران باسيل. يقول: «شققت طريقي إلى دمشق. اجتمعت باللواء محمد ناصيف، وشرحت له الواقع الناشئ في بيروت، فاستدعى مدير مكتبه سمير جمعة وطلب منه تدوين ملاحظاتي، وإعداد مذكرة بها إلى الرئيس بشار الأسد».

قبل مغادرتي الأراضي السورية، يُضيف الفرزلي: «تلقيت مكالمة هاتفية من رستم غزالي وطلب مني ملاقاته في مكتبه، ثم أخبرني أنّ الرئيس بشار الأسد مصرّ على استعجال تشكيل الحكومة، سألته مستفسرًا: ماذا عساي أفعل؟ فدخل رستم غزالي إلى غرفة مجاورة لدقائق معدودة، ثم عاد ليقول لي: سيادة الرئيس على الهاتف ويريد التحدّث إليك». يتابع إيلي الفرزلي: «استمرّت مكالمتي مع بشار الأسد قرابة نصف ساعة. شدّد فيها على تشكيل الحكومة، وكشف لي أنّه اتصل بالعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وقال له بالحرف: ليس لميشال عون ولد صبي. جبران باسيل صهره كابنه. يريده وزيرًا للطاقة والمياه، فهل يجوز أن يبقى ذلك عقبة في طريق تأليف الحكومة؟ لم يتردّد الملك فوافقني الرأي»، والكلام هنا لبشار الأسد. يضيف الأسد متوجّهًا إلى الفرزلي: «أريد حلًّا نهائياً لهذه المشكلة اليوم»، فيجيب الفرزلي: «انتظر مني مكالمة هاتفية ليلاً». لكن الأسد عاد وكرّر كلامه: «أريد الانتهاء من الحكومة اليوم».

أُعطي الضوء الأخضر في الاتجاهين المتنافرين، لسعد الحريري، وكانت مساعي استعادة علاقته بدمشق قد تقدمت سريعًا، وميشال عون كي تبصر مراسيم الحكومة الجديدة النور

غادر إيلي الفرزلي مكتب رستم غزالي عائدًا إلى بيروت قرابة العاشرة ليلاً، وقد اتصل فورًا بميشال عون وطلب منه أن يلتقيه على نحوٍ عاجل.

قبل منتصف الليل بربع ساعة وصلتُ إلى الرابية، يقول الفرزلي. «كان الجنرال ينتظرني مرتديًا الروب وإلى جانبه جبران باسيل. شرحت لهما ما دار بيني وبين الرئيس السوري. أطرق الجنرال يفكر قليلاً، ثم قال: فليكن».

أخبرهم الفرزلي أنّ الأسد ينتظر منه مكالمة هاتفية وجوابًا على مطلبه، ثم اتصل برستم غزالي مستمزجًا إمكانية التوجه في الليلة نفسها إلى دمشق، وكان الوقت قد تجاوز حينها منتصف الليل، فاستمهله غزالي بالردّ، ليعود ويتصل بعد دقائق مفضّلاً عدم اجتيازهم الحدود في الطقس الماطر والعاصف، واتفقا على الاجتماع بعد يومين.

يختم إيلي الفرزلي روايته بالآتي: «أُعطي الضوء الأخضر في الاتجاهين المتنافرين، لسعد الحريري، وكانت مساعي استعادة علاقته بدمشق قد تقدمت سريعًا، وميشال عون كي تبصر مراسيم الحكومة الجديدة النور». ننقل بأمانة مطلقة ما ورد في كتاب الفرزلي، ونترك للبنانيين جميعًا، وللمسيحيين وحزب الله على وجه الخصوص، أن يتمعّنوا جيدًا بهذه التفاصيل، وأن يدركوا تمام الإدراك أنّ الرجل الذي ارتضى بوساطة بشار الأسد مع الملك السعودي ليصير وزيرًا في الحكومة وهو راسب بالانتخابات، مستعدٌ أن يفعل وأن يقبل بأيّ شيء ليصير رئيسًا للجمهورية.

 

مجموعات تشرين المتشرذمة إلى الشارع: الانتخابات أم إسقاط النظام؟

وليد حسين/المدن/02 حزيران/2020

رغم أن الدعوة لتحرك يوم السبت المقبل في 6 حزيران، جاءت تحت شعار الضغط لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، فإن المجموعات الناشطة في 17 تشرين تجري حوارات مكثفة لحسم المشاركة من عدمها. وتجري بالتوازي نقاشات لبلورة تحالفات سياسية متجانسة، تتفق على رؤى سياسية للمرحلة المقبلة. فالتنسيق الذي كان قائماً بين المجموعات في حراك الشارع وتنظيم التحركات، لم يعد كافياً.

مبادرة الكتائب و"سبعة"

بادر إلى الإعلان عن تحرك السبت المقبل، كل من حزب الكتائب اللبنانية وحزب سبعة، وانضمت إليهما مجموعة خط أحمر التي تجمع متمولين ورجال أعمال، وحتى المجموعات التي تدور في فلك بهاء الحريري والنائبة بولا يعقوبيان وشامل روكز، وفق ما أكدت معظم المجموعات لـ"المدن". لكن هذه المجموعات ترى أن الدعوة لانتخابات مبكرة في ظل الظروف السياسية السائدة، رهان في غير مكانه لإعادة تشكيل السلطة. إذ يجب الاتفاق على برنامج سياسي للمرحلة المقبلة قبل الدعوة للانتخابات. وهناك صعوبة في انضواء المجموعات كلها في إطار سياسي، خصوصاً في ظل تباعد وجهات النظر حول مستقبل لبنان، وطبيعة نظامه السياسي والاقتصادي.

إسقاط المنظومة أم النظام؟

صحيح أن المجموعات تتفق على إسقاط المنظومة الحاكمة وأحزابها، لكنها لا تتفق على إسقاط النظام، ولا على طبيعة النظام الاقتصادي في لبنان، في ظل وجود مجموعات جذرية تذهب في طرحها إلى حد تأميم المصارف، والقضاء على النظام الليبرالي الحر.

تعتقد المجموعات المتحمسة للانتخابات بأن الضغط في هذا الإطار، وإلزام المجلس النيابي على تقصير مدة ولايته، يمكّنان قوى الثورة من حصد عدد كبير من المقاعد في المجلس النيابي، ما يمكِّنها من خوض معركة دستورية لخلخلة المنظومة الحاكمة من ناحية، والحفاظ على أسس التغيير السلمي والدستوري في البلاد. لكن في المقابل، ورغم إجماع معظم المجموعات الرافضة للانتخابات المبكرة على ضرورة تغيير السلطة من خلال الأطر الدستورية، فأن إجراء الانتخابات في ظل عدم التوافق على الرؤى السياسية بين قوى 17 تشرين، يعيد للمنظومة الحاكمة وللنظام اللبناني المتساقط، شرعية دستورية من خلال الانتخابات. وترى أن الرهان على تغيير كبير في المجلس النيابي مستحيل في ظل الانقسامات السياسية بين المجموعات. إضافة إلى صعوبة تشكيل لوائح منسجمة في لبنان، قادرة على تحدي قوى السلطة. لذا، يصر معارضو الانتخابات المبكرة، على الاستمرار في الضغط في الشارع، إلى حين بلورة خريطة طريق للمرحلة المقبلة، تتفق عليها مجموعات كبيرة وفاعلة. فالنظام اللبناني في أضعف مراحله، وإمكان تجديد نفسه بتسويات بين القوى السياسية بات شبه مستحيل. وترى هذه المجموعات أن الاستمرار في الضغط في الشارع يسرع من انهيار النظام.

حسابات مسيحية

لم تحسم المجموعات مشاركتها في التحرك يوم السبت المقبل. لكن ثمة نقاش كبير حول المشاركة، لعدم إبقاء الساحة خالية لبعض القوى السياسية التي ترى في الانتخابات حبل خلاص لبنان. فالقوى هذه - تقول المجموعات - تستند إلى مجموعة من رجال الأعمال وأصحاب الأموال، مؤثرة إعلامياً واقتصاديا، وتتلاقى مع بعض القوى السياسية الحاكمة والراغبة في إجراء انتخابات مبكرة، في الساحة المسيحية. وهي تستند في رؤيتها على ضعف التيار العوني، وبعض القوى التقليدية، وبالتالي تجد أن  في إمكانها الاستقطاب مسيحياً، في حال جرت الانتخابات.

مشكلة بعض المجموعات مع هذا الطرح أنه ينبع من همّ مسيحي، ومن حسابات سياسية ضيقة متعلقة بالاستقطاب في الشارع المسيحي. ولا يلتفت (الطرح)، أو يصرف القيمون عليه النظر، عن طبيعة الاستقطاب في الطائفة الشيعية، التي لم تستطع المجموعات اختراقها إلا في ما ندر.

استعصاء شيعي وتفكك سني

فحزب الله تمكن من الحفاظ على تماسك البيئة الشيعية معه وعلى سلاحه. ويكفي إعادة طرح موضوع نزع سلاح الحزب، كي تشد البيئة الشيعية عصبها. ويكفي أن توقظ داخلها الغبن الشيعي و"إعادة الشيعة ليصبحوا عمالاً في البور" من جديد، كي يلتفوا أكثر حول حزب الله وسلاحه، للحفاظ على المكتسبات التي أمنها لهم الحزب المسلح. وترى المجموعات أن حسابات الداعين للانتخابات تجعلهم غير عابئين بما يحصل على الساحة السنية المتضعضعة، وإمكان استقطاب بهاء الحريري فيها أكثر من المجموعات، وخصوصاً في الأطراف وفي منطقتي البقاع والشمال.

إسقاط حكومة المستشارين

قد يرسو خيار المجموعات على المشاركة يوم السبت. وهذا بات مرجحاً، وفق ما أكدت معظم المجموعات التي تواصلت معها "المدن". فهناك رغبة عارمة لدى المواطنين للعودة إلى الشارع في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي الحاليين. لذا ستكون المشاركة تحت عناوين مختلفة لعدم حصرها بالانتخابات المبكرة. وسيتم التركيز على أولوية إسقاط المنظومة الحاكمة وحكومة المستشارين الحالية. والمطالبة بحكومة من المستقلين الحقيقيين لإدارة المرحلة الحالية، وصولاً إلى الانتخابات النيابية، لا العكس، أي تبدية الانتخابات على إسقاط الحكومة.

تقديم الهمّ الاقتصادي

تتوجس المجموعات من طبيعة الدعوة لتحرك السبت وعنوانها العريض. لذا بدأت بنقاش موسع لتكثيف الدعوات للمشاركة لإعادة زخم "الانتفاضة إلى الشارع من جديد وتقديم الخطاب الاقتصادي والاجتماعي على أي طرح سياسي آخر. فالانتخابات محطة سياسية أساسية يجب أن تتقدمها معارضة تتفق على برنامج سياسي، وتحالف سياسي متفق عليه. بغير ذلك تعيد الانتخابات الشرعية لمنظومة باتت متهالكة". لكن هل هناك من إمكانية لبلورة جبهة سياسية تجمع اليساري والليبرالي تحت مظلة واحدة، على قاعدة إسقاط المنظومة الحالية؟ وفق المجموعات، الشارع يجمع كل المجموعات المتناقضة سياسياً. فالجميع يتفقون على التنسيق لتنفيذ التحركات في الشارع، ويتقاسمون الأدوار. لكن لا توافق على رؤية سياسية مشتركة. لذا بدأت تدور نقاشات لتشكيل تكتلات تجمع المجموعات ذات الرؤى السياسية المشتركة. لم تتبلور فكرة التكتلات بعد، لكن النقاشات تدور حول ضرورة فرز القوى لوضع برامج سياسية موحدة.

خمس جبهات

ووفق النقاشات، فإن فرز القوى يعتبر مفصلاً أساسياً لمرحلة ما بعد 17 تشرين، لبلورة خطاب سياسي مشترك. وبدأت تظهر تصورات لتشكيل أقله خمس جبهات أو قوى سياسية تتفق على رؤية مشتركة:

الحزب الشيوعي، والتنظيم الشعبي الناصري والحزب الديمقراطي الشعبي وغيرهم من اليسار.

تكتل ليبرالي يميني مثل حزب الكتائب، وحزب سبعة، والنائب شامل روكز، وبولا يعقوبيان، وخط أحمر، وغيرهم. ومن بين المجموعات السياسية يوجد المرصد الشعبي لمحاربة الفساد، ومواطنون ومواطنات في دولة وبيروت مدينتي وغيرهم. فهي تتلاقى مع باقي المجموعات الناشطة ومع الأحزاب السابقة الذكر، لكن لم تحسم خياراتها بشكل تام. وإليهم ثمة مجموعات قاعدية مثل لحقي، وعامية 17 تشرين، والحركات الطلابية واليسار التحرري.. التي تبدو ميالة إلى تحالف مشترك بعيدا عن تلك التكتلات اليسارية التقليدية. وهناك أيضاً المجموعات التي تدور في فلك حزب الله ومحور الممانعة مثل شباب المصرف، وتحالف أوعى، وحركة الشعب، والقوميين وغيرهم.

 

"اليونيفيل" على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بين الرافضين والعاجزين

رفيق خوري/انديبندت عربية/02 حزيران/2020

الظاهر أن بيروت هي دائماً ورقة في لعبة إقليمية ودولية كبيرة

لبنان محشور في هامش ضيق بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي، والموقف الرسمي اللبناني المكرر، قبل التمديد لقوات "اليونيفيل" في الجنوب وبعده هو التزام القرار 1701 والدعوة إلى تطبيقه "بكل مندرجاته"، لكن شدّ الحبال في نيويورك، حيث تطالب أميركا عند كل تمديد للقوات الدولية بتغيير في مهمتها لجهة المزيد من التشدد وتصطدم بالرفض الروسي والصيني والاعتراض الفرنسي، واللعبة الفعلية تدور وتدار على الأرض بين إسرائيل و"حزب الله" الذي قال أمينه العام السيد حسن نصر الله أخيراً إنه "لا يمانع في بقاء القوات الدولية ولا في رحيلها"، فالحرب في صيف 2006 كانت بينهما، وهما المعنيان عملياً بالقرار 1701 الذي جرى التفاوض عليه بين الأمم المتحدة وكل من بيروت وتل أبيب بإشراف "العراب" الأميركي، والقرار ليس استثناء من القاعدة في قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالمنطقة وخصوصاً بالصراع العربي - الإسرائيلي: القرارات ليست للتنفيذ، بل للتفاوض على التنفيذ أو عدمه وحتى بالتفاوض، فإن التنفيذ يخضع لحسابات خارج التفاوض ونصوص القرارات. إسرائيل لم تنفذ القرار 425 الذي صدر عام 1978 بعد عملية "الليطاني" إلا عام 2000 تحت ضربات المقاومة، وسوريا لم تنفذ القرار 1559 الذي طلب سحب قواتها من لبنان ووصفته بأنه "تافه" إلا بعد التهديد الأميركي والفرنسي في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، لا القرارات المتعلقة بليبيا جرى تنفيذها، ولا القرارات المتعلقة باليمن وبينها قرار مبني على الباب السابع الملزم من ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك القرار 242 بعد حرب 1967.

جنوب الليطاني

"حزب الله" لم يكن سعيداً بالقرار، ولا كان قادراً على منع صدوره، فضلاً عن أن وقف القتال كان من الضرورات بعد 33 يوماً، والمرحلة الأولى من تطبيق القرار تمنع أي وجود لمسلحين وأسلحة جنوب الليطاني، حيث يتولى الجيش حماية السيادة والأمن تساعده القوات الدولية، والمرحلة الثانية التي لم تبدأ تعني نهاية أي سلاح خارج الشرعية في كل لبنان ونهاية أي ميليشيات أو مقاومة بعد "الوقف الدائم للنار"، بالتالي أن يصبح "حزب الله" حزباً سياسياً لبنانياً، وهي تعني أيضاً انسحاب إسرائيل من قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والامتناع عن خرق الأجواء اللبنانية بطيرانها الحربي وعن أي عمل عدائي ضد لبنان.

والمشهد محكوم بمعادلات دقيقة: لبنان يرفض أي تغيير في مهمة "اليونيفيل" ويطالب بالتمديد الروتيني، والقوات الدولية عاجزة عن تنفيذ المهمة ولو قرر مجلس الأمن التشدد فيها خوفاً من الاصطدام بـ "الأهالي" في الجنوب، وهي الآن عاجزة عن منع الوجود المسلح جنوب الليطاني، وإسرائيل لا تريد التنفيذ الكامل للقرار لأن ذلك يقيّد حريتها في الخرق والاعتداء وقدرتها على ضرب أهداف في سوريا من الأجواء اللبنانية، كما ينزع من يدها ورقة للمساومة في الصراع العربي - الإسرائيلي، والصراع مع إيران، و"حزب الله" لا يريد تطبيق المرحلة الثانية، ولبنان الرسمي لا يستطيع تطبيق التزاماته، ومجلس الأمن لا يستطيع فرض التطبيق على تل أبيب و"حزب الله".

توازن الرعب

لكن الستاتيكو صامد، "حزب الله" يرى أن "توازن الرعب" يجعل إسرائيل تحسب ألف حساب لكلفة الاعتداء على لبنان، وتل أبيب تتصرف على أساس أن حرب 2006 ضمنت لها الهدوء على الحدود، لا بل إن رئيس الموساد يوسي كوهين يعلن "أن نصر الله يعرف أن لدينا إمكان اغتياله، وهو لم يتجاوز الخطوط الحمر ليصدر قرار باغتياله"، وهناك من يسأل: ماذا لو انسحبت القوات الدولية؟ هل تنشب حرب شاملة أم يتم التوصل إلى "تفاهم ضمني" على الهدوء الكامل في إطار صفقة إقليمية دولية كان ولا يزال العمل لها قائماً فوق الطاولة وتحتها بين أميركا وإيران وإسرائيل؟

في مذكرات بيل كلينتون تحت عنوان "حياتي" يروي الرئيس السابق أن مادلين أولبرايت سألت ايهود باراك خلال المحاولات السورية - الإسرائيلية برعاية أميركية في شيبرزتاون: "السوريون أظهروا مرونة تجاه ما طلبتموه، لكنكم لم تقدموا شيئاً، فماذا تريد"؟ ردّ "أريد معاودة المفاوضات مع لبنان"، وحين أخبرت فاروق الشرع بالجواب قال "باراك ليس جدياً". وفشلت المفاوضات. والظاهر أن لبنان هو دائماً ورقة في لعبة إقليمية ودولية كبيرة.

 

إلى المؤرّخ والمناضل العزيز الدكتور عصام خليفة

الدكتور نسيم الخوري/الكلمة أولاين/02 أيار/2020

أهدي هذا النص الطويل مستنداً إلى إطّلاعك الوطني في مئوية لبنان الكبير. وأسألك علناً أن تجيبني في مقال على فرضيّة تشغلني شخصيّاً وتشغل لبنان مختصرها أنّ أجيال معظم (وأضع خطّاً تحت معظم) اللبنانيين من السنّة والشيعة وباقي الطوائف المولودين بعد تسوية 1861- 1864 من أهالي عكّار وطرابلس وبيروت وصيدا وصور ومرجعيون وحاصبيا والبقاع وبعلبك، لا يعرفون تماماً جبل لبنان لا جغرافيّاً ولا تاريخياً ولا سياحيّاً ، وأكاد أجزم، وليس الجزم من شيمنا مفكّرين وأساتذة جامعيين، أنّ معظم بنات وشباب هذه المناطق الواسعة، لم يزر هذا الجبل ولو مرّةً واحدة، وكلّ الكلام السلبي المتناسخ في جبل لبنان يبقى مرتجلاً وسياسيّاً وشعبويّاً وطائفيّاً على الأغلب وهو لا يضيف لبنةً إلى الضمّ على الورق المستورد ليس أكثر. 1- مع إطلاق شامل روكز الضابط والنائب الماروني حزباً جديد بعنوان: فجر الجمهورية؟ إذكّر صهر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانيّة الجنرال ميشال عون، إن لم يلفته أحد بعد، أنّ في لبنان، ما عدا السهو والخطأ، 19 حزباً للطائفة المارونية، 14 للسنّة، 6 للشيعة، 7 للدروز، 7 لجمال عبد الناصر، 4 للأرمن ،4 للقوميين العرب، 9 لليسار، حزبان كرديّان وحزبان للأقليّات، و10 أحزاب قليلة الفعاليّة. المجموع إذن 85 حزباً مرخصا عاملا اليوم ما ألّفوا ولن يؤلّفوا وطناً يليق بتاريخنا، فبماذا يحلم اللبنانيون غير الحزبيين مقيمين ومهاجرين، إذن، سوى بالجمهوريّة المستحيلة وأسطورة سيزيف. نسيت فجر الجمهورية. سيصبح العدد 86 حزباً والحبل على الجرّار إن بقي اللبنانيون لا يعرفون بلادهم ويتفرجّون على الجمهورية المستحيلة.

هذه كلمة أولى ضرورية.

2- تستقرّ الكيديات الطائفية والمذهبيّة لتمهر الهويّة المنغّصة للّبنانيين عبر تاريخ وطنهم. الإسم الأنسب الذي أقترحه لهذه الأوضاع المرّة والإنهيارات وتخبط المسؤولين العام وضياعهم العارم وتضييع مواطنيهم وتدمير وطنهم هو مكائد القادة العشوائيين سياسيين وحزبيين ولا فرق بينهما. نعم عشوائيات وإجرام في التفكير والقول والحكم والتصريحات والخطب والسلوك والعنيف والأحقاد القديمة بما يبقي على لبنان ذلك "الوطن المستورد" عنوان كتابٍ لي، أو "الجمهورية المستحيلة" عنوان هذا المقال. نعم لبنان دولة مستحيلة من دون ألف ولام تضمّه، مع أنّه سيطفيء في الأوّل من أيلول المقبل شمعته المئة على قيام ما عرف ب"دولة لبنان الكبير". إنّ قرناً من نشوئه وحروبه وتجاربه الدموية لم تكفِ لتلاقي اللبنانيين وتعرّفهم على بعضهم بعضاً، ولم تؤدّي بغير الحزبيين والطائفيين منهم سوى إلى الكفر بوطنهم وتركه نحو زوايا الدنيا، بهدف العيش السخيف مثل أبسط الشعوب والأوطان في العالم. كلّما "دقّ الكوز بالجرّة"، أوكلّما فكّر البعض بتأسيس حزبٍ أو جمعيّة أو مؤسسة أو حتى عائلة بهدف التغيير ولو الطفيف، ينتصب في وجهه السؤآل الذي يوسّع جمهورية الممالك والطوائف:

أيّ لبنانٍ نريد؟

هو السؤآل الحاضر والمقيت المطروح قبل أن تلفّظ كلمة لبنان المعاصر.

أسأل ما الجديد في لبنانكم اليوم ؟

تكرار لمعزوفة الجوع كما حصل منذ مئة سنة. أمّا الجديد فحنين معلن وتطلّع إلى الخارج لربّما تندلق أكياس الأموال والمساعدات من صندوق النقد الدولي أو من دول اعتادت أن تسعفنا في عطايا مثل السعودية وقطر ودبي ومعظم دول الخليج وغيرها إلى المهاجرين اللبنانيين الذين توقّفوا عن التحويلات الماليّة لأنّ القجج التي ملأوها في المصارف، نهبت بمعظمها أوهربت إلى مصارف الخارج حيث هم مقيمون. تسابق مقيت على التخريب العام ، وهرولة تسوّل على أبواب الصندوق الدولي في ظلّ ارتفاع نغمات الفدرالية والتقسيم المقنّع والإعتراض الشامل على النظام والصيغة اللبنانية، وحتّى رفض تاريخ ولادة لبنان على أيدي "القابلة" الفرنسية "الإستعمارية" و"الإحتكارية" ، وإعلان سقوط صيغة نظام التعايش بين بشارة الخوري الماروني ورياض الصلح السني في ال1943. أعادنا المفتي أحمد قبلان في خطبة الأضحى وعلى باب فهم مئوية لبنان الكبير، إلى إعلانه عقم النظام وعقم الزمان بحاضره ومستقبله في لبنان. ليس هناك من جمهورية في لبنان بعد، لكن لنتذكّر وطننا معاً من حيث بدأناه إلى اليوم:

3- صحيح أنّ نشأة لبنان جاءت برفع سقفٍ فوق نظامي القائمقاميتين والمتصرّفية العثمانيتين وبرعايةٍ فرنسيّة، لكنّ الأصح أنّ المؤسسين اندثروا، ولن يصدّق اليوم طفل صغير أنّ مئة سنة من الإقامة في حيّز جغرافي واحد لا يتجاوز حيّاً في مدينة كبيرة، يبقينا حزمة من بشرٍ يقيمون في تنافر واشتعالٍ دائمين. ألا يمكن لمئة سنة أن تنشيء وطناً طبيعياً بيننا قادراً أن يحكم نفسه بنفسه من دون التواء الأعناق الدائم نحو الخارج حيث الأبواب المشرّعة نحو أقاصي الشرق والغرب. إن ربط الفساد اليوم بفساد المؤسسين لا معنى له على الإطلاق، لأنّ الإمعان في الفساد والتدمير يفرّق اليوم ولا يجمع ولا يشبع الجائعين كما كان الوضع قبل إعلان لبنان الكبير، وإنّ التوصّل إلى دستور اتفاق الطائف الذي بقي نصّاً لم يقرأ ولم يؤخذ به، جاء بعد حروب أهلية استمرّت 20 سنة. هذا ليس خطأ الآخرين بقدر ما هو فشل مسؤوليينا وممثّلينا وحكّامنا من إرساء نظامٍ حديث ومعاصر ومشذّب من يباس العصبيات الدائمة التجدد.

4- جبل لبنان هو المحور الصلب الذي اختزن الأقليّات التاريخية عبر التاريخ ، وفي رأسها الموارنة والدروز. إن قراءة تاريخ لبنان في العصر الوسيط بين القرنين 9 و15 ، أو بين الفتح الإسلامي والفتوحات العثمانية يدرك جذور تلك الوعورة والتي أسميّها روعة التاريخ، وفشل القوى العظمى على تطويعها، وقبل أن يكون هناك غرب بالمعنى الحديث. لم يحوّل اللبنانيون أنظارهم من الشرق الى الغرب إلاّ بعدما نصبت تركيا مشانق الأحرار وتحوّلت إلى تركيا "الرجل المريض" الذي كان لا بدّ من تقاسم أراضيه الشاسعة. وما حوادث 1860 الطائفية سوى المحطّة الدموية الأولى التي أثخنت أجساد اللبنانيين في الجبل، وتركت ندوباً لم تيبس على شفاههم بين الأجيال. بقي الجبل الماروني الدرزي النواة الصلبة العاصية على تطويعها وكسرها من قبل الغزاة. أورثت تلك النواة اختزاناً لإعتداد جيني لدى أهل الجبل، أكسبهم الصلابة والتمايز والقوة مع كوارث التعالي للعائلات والباكوات والإقطاعيات التي ماشت الأتراك وملكت الأراضي والأحكام وما زالت تركيّة العقل والسلوك.

ماذا تغيّر اليوم؟

لم يتغيّر شيء في رأيي، وأنا أراقب رجب الطيّب أردوغان المشبع بالعثمانيّة يتابع مسحوراً ومنتشيّاً بعد 85 سنة مقرئاً وحيداً يقرأ القرآن في كاتدرائيّة آيا صوفيا في اسطمبول التي حوّلها السلطان العثماني محمّد الفاتح إلى مسجد ثمّ إلى متحف ديني عام 1935، واستمرّت من أبرز الأمثلة البيزنطيّة السياحيّة المزدانة بالزخرفات الإسلامية.

5- بعث البطريرك الماروني الياس بطرس الحويّك بمذكّرة ( 25 /10/ 1919 ) إلى مؤتمر الصلح في باريس جاء فيها: إن لبنان لا يطالب إلاّ بإعادة مناطقه التي يقرّها التاريخ إليه، وتثبتها خريطة رئاسة الأركان الفرنسية لسنوات 1860-1862 لتعود حدوده التاريخية إلى ما يلي: غرباً المتوسط، شمالاً النهر الكبيروخط ينطلق من هذا النهر ويلتفّ حول سهل البقيعة والضفّة الشرقيّة لبحيرة حمص، شرقاً قمم الجبل الشرقي" أنتيليبان" وقمم جبل الشيخ "جبل حرمون"، جنوباً خط ينطلق من أواخر مرتفعات جبل حرمون ليلتفّ حول حوض بحيرة الحولة، جنوباً خطّ ينطلق من الجبال الواقعة شرقي هذه البحيرة ثمّ يلتفّ حولها لينتهي غرباً عند رأس الناقورة، تتطابق مع كيان جغرافي عرف في الماضي باسم فينيقيا، وألّف في العصور الحديثة حتى ال1840 الأراضي اللبنانيّة.

5- جاء في عريضة أهالي الجنوب ( 26/10/1919 ):" "إنّنا نطالب بالإنضمام إلى لبنان فراراً من خطر الصهيونية، ولا نريد أبداً أن نلحق بفلسطين. وإن خفنا أبناء اسرائيل فلا لوم، فإنّ أميركا الغنيّة القوية خافت من الياباني وأغلقت في وجهه أبواب بلادها. فلسطين كصور أرض زراعية ولا يمكن أن تكون سوقاً لنا ولا نذكر أننا أخذنا منها أو أعطيناها في زمنٍ من الأزمات. ثمّ أنّ أخلاقها وموائدها تختلف كثيراً عن أخلاقنا وموائدنا وعوائدنا. فلا يكون بيننا امتزاج وسلام. إن أبى مجلس الأربعة أو مؤتمر السلام إلاّ إلحاقنا بفلسطين فيكون قد ارتكب جنايةَ عظمى يتبعها ولا شكّ جنايات".ووقّع العريضة، أهالي صور وجويا وديركيف ومزرعة مشرف ودير عامص والبياض والمجادل ودير خطار وبرج قالويه وكونين وبيت ياحون وطيرزبنا ودير قانون وتبنين قرية نبيه بري والجمجمية وعيتا وشاف واليهودية وشمع وحانويه وقانا ويارون والحبيبة وطيرحرفا وعلما الشعب والشيخية والباسولية وعين ابل والقوزح ودبل.

6- تلقّى جورج بيكو 62 عريضة في27 /10/1919، تطال أيضاً مؤتمر الصلح بتوسيع حدود لبنان الطبيعية والتاريخية ( 47 من البترون، 12 من الشوف، 1 من الرميلة، 2 من المتن، 1 من دير القمر، كذلك أرسلت 79 عريضة أخرى بالمضمون نفسه(36 من الشوف، 27 من الكورة،15 من المتن، 1 من إقليم الخروب).

7- في الأوّل من أيلول 1920 أعلن قيام دولة لبنان الكبير تحقيقاً للرسالة (24 آب 1920) التي بعث بها رئيس الوزراء الفرنسي ألكسندر ميلليران إلى النائب البطريركي عبدالله خوري رئيس وفد لبنان الثالث إلى مؤتمر الصلح:" إن غاية فرنسا من إعادة وطنكم إلى حدوده الطبيعيّة، فهي تكوين لبنان الكبير، الذي سيشمل عكّار، كما سيمتدّ جنوباً غلى حدود فلسطين. ومن الضروري ضمّ مدينتي طرابلس وبيروت بشكلٍ تام إليه، على أن تحتفظا باستقلالٍ ذاتي واسع، مراعاة للفروق الإقتصادية التي تتّصل بينهما وبين الجبل. لم أعد بحاجةٍ إلى التأكيد على استقلال لبنان الذي سبق للسيّد كليمنصو أن أعلنه كما أعلنته أنا شخصيّاً."

ماذا حصل بعد مئة سنة؟ لم نفهم تاريخ جدودنا جيّداً أو لم نطّلع عليه وبقينا مجرمين

نراوح وندور على أنفسنا بحثاً عن أي لبنان نريد؟

ومعظمنا لم يعرف أو يزر كل النواحي في هذا اللبنان المستحيل.

 

لبنان الذي نريد؟

د. توفيق هندي/01 حزيران/2020

*نص من الأرشيف الخاص بي كتبته في العام 2013 ولم أنشره في حينه يوضح الكثير من التساؤلات حول ماهية لبنان ومصيره اليوم:

لبنان القرار الحر والسيادة والإستقلال وليس لبنان الإرتهان والتبعية والخضوع للإحتلال والتسلط، لبنان الحياة وليس لبنان الموت ولو إستشهادا"، لبنان الجمال وليس لبنان البشاعة، لبنان الحضارة وليس لبنان الهمجية، لبنان الإنفتاح وليس لبنان التقوقع، لبنان الفرح وليس لبنان الحزن والأسى، لبنان الحداثة وليس لبنان التخلف، لبنان السلام وليس لبنان الحرب والعنف، لبنان النور والإبداع والعلم والتكنواوجيا والفن وليس لبنان الظلمة والجهل والرتابة، لبنان البحبوحة والرفاهية وليس لبنان البؤس والتعتير، لبنان العدالة الإجتماعية والعيش الرغيد وليس لبنان الظلم الإجتماعي والعيش البائس، لبنان نظافة الكف وليس لبنان الفساد، لبنان العيش بكرامة وليس لبنان العيش بإهانة!

لبنان المميز، لبنان المتعدد والمتنوع، لبنان العيش المشترك، لبنان القبول بالآخر المختلف، لبنان المنتظم وفق القيم الإنسانية والمعايير المجتمعية التي باتت تنحو إلى أن تكون معتمدة كقاعدة لتنظيم وحكم المجتمعات على إخلافها في كافة أنحاء المعمورة، بغض النظر عن الدين والطائفة واللون والجنس والعرق! أعني حقوق الإنسان، الديمقراطية، المحاسبة، تداول السلطة،....

السبيل لتحقيق ذلك

أولا"، من خلال التمسك والإلتزام بموجبات عقد إجتماعي-سياسي إرتضاه اللبنانيون، يحدد ماهية الكيان اللبناني وصيغة حكمه! وإتفاق الطائف، بشقه الميثاقي-الصيغوي يفي بالغرض.

ثانيا"، من خلال بناء الدولة، وذلك بإحترام وتطبيق كل المبادئ التي تقوم عليها الدولة، أي دولة في العالم، وأهمها مبدأ حصرية القرار الوطني بي الدولةا، ولا سيما حصرية السلاح وتحريكه وحصرية قرار الحرب والسلم بيدها دون أي شريك! ومن خلال، تنفيذ الدستور دون مواربة وتطبيق الأنظمة والقوانين دون ميوعة، والحفاظ على مؤسسات الدولة وعلى ملاءتها، المؤسسات الدستورية والعسكرية والأمنية والإدارية...

معنى لبنان أولا"

بإختصار، لبنان أولا" يعني إلتزام مبدأ أن تكون مصلحة لبنان الوطن والكيان والدولة فوق أية مصلحة داخلية (أعني دينية، طائفية، مذهبية، عشائرية، مناطقية، حزبية، فئوية، شخصية...) أو خارجية (دولية، عربية، إسلامية، إقليمية...). وهذا يعني عمليا" رفض لبنان إملاءات البعض في الداخل أو إملاءات الخارج، أيا" كان هذا الخارج، كما رفىض منطق القوى الشمولية أكانت إسلامية أو قومية على الطراز القديم لأن كلتيها تنظر إلى لبنان كمنصة إنطلاق لمشروع شمولي تعتبر تحقيقه أسمى وأنبل من الحفاظ على هذا اللبنان الذي لا قيمة له بحد ذاته بنظرها! وهكذا، تبدي هذه القوى المصلحة الإسلامية أو العربية كما تراها هي على المصلحة اللبنانية إذا إرتأت أنه ثمة تناقض بين هذه وتلك!

من هنا، يتوجب رفض عروبة الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات التي أنتجت أنظمة الإنقلابات العسكرية تحت راية قومية عربية بيسماركية والتي تحولت إلى ديكتاتوريات وراثية تقمع الشعوب وتنهب الثروات الوطنية ولا تحقق أيا" من الأهداف القومية التي رفعت رايتها من تحرير ووحدة وإشتراكية.

كما يتوجب رفض التوجهات الإسلامية الجهادية، السنية منها والشيعية، وتعبيراتها المنظمة، ليس فقط أو لأنها إرهابية، ولكن لأنها تستغل أوضاع لبنان الصعبة لتضعه في خدمة مشاريع لا ناقة ولا جمل له فيها، تمزق نسيجه الداخلي كما تستجلب عليه المخاطر والحروب المدمرة!

من هنا، أخطأ بعض اللبنانيين، وأخطأت القيادة الفلسطينية في جعل لبنان منصة إنطلاق للعمليات الفدائية بإتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ سنة 1967، وذلك بإعتراف لاحق للقائد التاريخي للمقاومة الفلسطينية ياسر عرفات. ومنذ هذا التاريخ، نقد لبنان عمليا" إتفاقية الهدنة مع إسرائيل الموقعة عام 1949 ورسميا" عند توقيعه إتفاقية القاهرة سنة 1969، مما فتح الباب واسعا" أمام الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

كما يخطئ اليوم حزب الله بتحميل لبنان وزر مقاومته الإسلامية وموجبات ما تفترضه عليه من تدخل خارج الحدود لحمايتها وحماية قوى الممانعة التي تتزعمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الإقليم، علما" أن علاقة حزب الله هي علاقة عضوية بإيران الإسلامية ولادة" ونشأة" وقرارا"!

لذا، بات مفهوم المقاومة كما هو مستخدم من حزب الله ومقبول من بعض العروبيين القدامى الرومنسيين، يتلازم مع إستخدام لبنان كرأس رمح لصراع قوى الممانعة التي تقودها إيران الإسلامية ضد إسرائيل بهدف تدميرها ولكن أيضا" بهدف إضعاف العالم العربي، شعوبا" قادة" ودولا"، عبر المزايدة بالقضية الفلسطينية، وذلك بغية التمدد والسيطرة وتصدير الثورة الإسلامية على نمط ولاية الفقيه!

إنطلاقا" من هذه الرؤية، ولأن الربيع العربي تحول إلى خريف إسلامي بإستثناء تونس ومصر، ولأن التناقض بين الجهادين الشيعي والسني المتمثلين بالجمهورية الإسلامية الإيرانية والقاعدة بات يحدد مسار الأوضاع في المنطقة على حساب الإعتدال والأقليات، ولأن هذا المسار بات يضع الدول بمواجهة اللادول، بات من الواجب للبناني الحريص على بلده، أن يناضل لكي يبعده (لا بل يعزله) عن هذا الواقع الموبوء الذي أدخل المنطقة في حرب المئة عام، وأن لا يستسلم لمقولة حتمية إرتباط أوضاع لبنان بأوضاع المنطقة، التي يروج لها أصحاب السلطات و/أو التسلط المرطبتين بهذه أو تلك من القوى الإقليمية و/أو الدولية.

من أجل ذلك نورد فيما يلي ما يمكن إعتباره قواعد لعلاقات سوية للبنان بالخارج:

1. يجب عدم إنجرار لبنان أو أي فريق فيه إلى أي تدخل عسكري أو أمني لمناصرة طرف

يعتبر صديقا" ومهما كانت قضيته محقة كالقضية الفلسطينية أو قضية الشعب السوري.

2. فليكن واضحا" أن لبنان بحالة عداء مع إسرائيل ولن يقف على الحياد إزاء الصراع العربي-الإسرائيلي. فلبنان جزء لا يتجزأ من العالم العربي يتعاطف مع قضاياه المحقة ويساهم في نصرتها. ولكنه بالوقت عينه يتطلع إلى العودة إلى تنفيذ اتفاقية الهدنة معها الموقعة عام 1949، وتحسين شروطها وتأمين ضمانات دولية إضافية لحماية الحدود اللبنانية.

إن القرار 1701 يحقق هذه الشروط ويشكل نوعا" من التحييد العسكري الضروري للبنان يقيه، إذا إستكمل تنفيذه، من أي عدوان إسرائيلي، بإنتظار حل عادل للنزاع العربي-الإسرائيلي.

لن يوقع لبنان على أية معاهدة سلام مع إسرائيل ما لم يعم السلام بين إسرائيل وكافة الدول العربية ولا سيما سوريا وفلسطين.

لا مصلحة للبنان أن يتورط في أن يكون رأس رمح ضد إسرائيل يقاتل وحيدا" في ساحة المعركة و/أو لحساب طرف خارجي.

إن حجم مساهمة لبنان في الصراع العربي ضد إسرائيل يجب أن يتناسب كما" ونوعا" مع قدراته الذاتية.

إن أساس موقف لبنان إزاء الصراع العربي – الإسرائيلي يقوم على المبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت عام 2002.

3. ضرورة احترام لبنان للشرعية الدولية وتنفيذ كافة قراراتها ذات الصلة بالوضع اللبناني.

4. رفض إدخال لبنان في سياسة المحاور العربية أو الإقليمية أو الدولية لأن هذا الأمر ينعكس

سلبا" على وحدته الداخلية.

5. اعتماد سياسة خارجية مبنية على الاعتدال والانفتاح ورفض كافة أشكال التطرف.

6. رفض لبنان التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أو كيان عربي . وبالمقابل، رفض تدخل أي دولة أو كيان عربي أو إقليمي أو دولي في شؤون لبنان الداخلية.

7. رفض أن تقوم أية جماعة طائفية أو مذهبية أو سياسية لبنانية بتحالفات أو علاقات إستراتيجية مع أية دولة أو كيان عربي إسلامي إقليمي أو دولي. إن هذا الشأن حصرا" من صلاحية الدولة اللبنانية التي تمثل الإرادة الجامعة للشعب اللبناني.

8. عدم السماح لأية جماعة طائفية أو مذهبية أو سياسية لبنانية أن تتلقى من قوى خارجية أي دعم أكان عسكريا" أو ماليا" أو أمنيا" أو اجتماعيا" أو ثقافيا" أو أي دعم آخر إلا من خلال الدولة المركزية اللبنانبة وذلك من خلال مؤسساتها واضعة بهذه الطريقة حدا" لاستخدام هذه المساعدات كوسائل للتدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية.

9. رفض أن يكون لبنان الساحة التي تتصارع فيها الدول العربية أو الإقليمية أو الدولية مباشرة أو بالواسطة أو أن يكون الورقة التي تتصرف بها هذه الدولة أو تلك، سلما" أو حربا"

10. لبنان ليس ملزما" بتحمل عبء قرارات غيره الخاطئة والتي لم يشارك في صياغتها وإتخادها، خاصة إذا كانت تلحق الأذى البالغ به. فليس له أن يتضامن مع أية دولة عربية أو إسلامية تدخل نفسها بحرب خطرة نتيجة لسياسة رعناء غير محسوبة أو مغامرة أو توسعية أو بسبب دوافع ايديولوجية خاصة بها. فلبنان يتضامن مع الدول العربية في قضايا العرب المحقة ليس إلا.

لا شك أن مفتاح الحل في لبنان (وليس الحل بكامله)، هو أن يسلم حزب الله سلاحه، ولا سيما صواريخه للجيش اللبناني، فتحل في آن قضية تسليح الجيش، حماية لبنان من العدو الإسرائيلي والإرهاب الإسلامي، زوال الإحتلال الإيراني غير المباشر، تحقيق سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها.

غير أن حزب الله للأسف ليس جمعية خيرية!

 

اضطرابات أميركا: من أين وإلى أين؟

د. وليد فارس/انديبندت عربية/02 حزيران/2020

ما يحصل الآن ليس جديداً والولايات المتحدة شهدت في عصرها الحديث أزمات مماثلة وتظاهرات عنيفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/86862/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d8%b6%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a5%d9%84/

ينظر العالم أجمع إلى الأحداث التي يشاهدها عبر شاشات التلفزة أمام البيت الأبيض وفي شوارع العاصمة واشنطن وعشرات المدن الأميركية، ويبدي قلقه من تطور الأحداث داخل أميركا ما يؤدي إلى أزمة في السياسات الخارجية الدولية، ويوقد الأزمات العالمية في صيف لاهب، وبالفعل فإن ارتداد أميركا إلى وضعها الداخلي ستكون له نتائج كبيرة على صعيد الأزمات القائمة إن كان في الشرق الأوسط أو أفريقيا وآسيا، بالتالي فإن العالم منقسم لقسمين، مَن هو قلق من هذه الأزمات لأنها ستمنع واشنطن عن مساعدة عدد من الدول هي بحاجة للدعم الأميركي، وأيضاً تفرح جزءاً آخر يريد لواشنطن أن تتراجع من مختلف الساحات العالمية إلى داخلها المضطرب كروسيا والصين وإيران والجماعات المتطرفة وفنزويلا، والسؤال الكبير ماذا يحصل فعلاً في أميركا وماذا ينتظر العالم الخارجي؟

قبل فهم الحالة الوضعية للأزمة الداخلية ومستقبلها، يجب إدراك حقيقة الوقائع التي لا يرى منها المشاهد أو المستمع إلا القليل القليل، وعبر إعلام مؤدلج وغير قادر على نقل المعلومات والوقائع التي لا تراها الكاميرات.

إن ما يحصل الآن في الولايات المتحدة الأميركية ليس جديداً، فأميركا في عصرها الحديث بعد الحرب العالمية الثانية، رأت أزمات مماثلة وتظاهرات عنيفة، لا سيما في الستينيات مع حركة المساواة للأفارقة الأميركيين، وبعدها حركة مواجهة الحرب في فيتنام، وتجددت هذه التحركات الشعبية والمدنية في بداية التسعينيات مع مؤتمر سياتل الذي انبثق منه في ما بعد مجموعة "أنتيفا" وحركات وتظاهرات مختلفة تحت إدارتي بوش وأوباما وأحداث عنصرية متعددة.

ما يحصل الآن ليس بسبب حادثة الوفاة المأساوية لجورج فلويد وإنما مسيرة طويلة، وما يحدث الآن هو الأكثر تأثيراً بسبب عوامل أخرى، ومجموع المشاركين في هذه التظاهرات العنيفة في طول البلاد وعرضها يتراوح بين 30 ألفاً إلى 40 ألفاً في بلد يبلغ عدد سكانه 340 مليوناً، صحيح أن المجموعات المتحركة محدودة لكنها ناشطة وثورية، وهي بحسب المصادر الحكومية منظمة إلى أعلى الحدود وممولة داخلياً وخارجياً.

حركات المحتجين التي نراها تنقسم إلى ثلاث مجموعات، الأولى هي من بدأت الاحتجاج بعد وفاة السيد فلويد، وتتكون من المتظاهرين غير العنفيين، وبالمناسبة، فإن الحادث الذي ذهب ضحيته الشاب ذو الأصول الأفريقية يتكرر أسبوعياً، فالعنف المدني موجود في مدن كبرى عدة، وشيكاغو أبسط مثال حيث يلقى العشرات من الشبان حتفهم في نهاية كل أسبوع بسبب إطلاق النار، ولكن أهمية ما حصل، مطلع الأسبوع الحالي، أن الحادثة كانت مصورة على شاشات الهاتف، والمحتجين على وفاته على يد شرطي أبيض يمثلون رد الفعل الطبيعي لمواطنين أميركيين غاضبين على هذه الأنواع من الحوادث ويربطونها بحالة مجتمعية عنصرية بين الشرطة وشبان الشوارع.

المجموعة الثانية الأكثر تنظيماً ومركزية وهي مسؤولة عما هو مُعرّف أكاديمياً بالعمل المباشر (Action Directe)، وهم أعضاء 'أنتيفا" وأقصى اليسار وعقيدتهم قريبة من القوى الفوضوية، ومعروفون بدقة تحركاتهم وسيطرتهم على خططهم لمواجهة السلطة، ويعتبرون أن حربهم ضد النظام الرأسمالي والسلطة التي تدعمه، وموجهون من قبل أساتذة جامعات ومثقفين، وممولون من أثرياء كبار (يقولون إن جورج سوروس خلفهم)، ويقول بعض المحللين إن هذه الحركة وحركات مماثلة "كحياة السود تهم" و"احتلوا وول ستريت" تخرج من أقصى اليسار المنظم الذي يمتلك وجوداً داخل الحزب الديمقراطي، غير أنه لا يؤثر في القرار المركزي للحزب، وكان الرئيس السابق أوباما وبعض رفاقه في القيادة تعاملوا مع هذه الأوساط (القس تيري وايت أبرزهم)  في الماضي على أنها منظمات اجتماعية.

أما المكون الثالث، فهم اللوترزLooters  أي "الناهبون"، وهؤلاء يستفيدون من أي تحرك اجتماعي لينقضوا على المحال التجارية ويقومون بالسرقات، وهم لا علاقة لهم بالفريق الأول ولا بحركة "أنتيفا"، لذلك يصعب على المشاهد الخارجي والعربي التمييز بين المجموعات الثلاث لأنهم يخرجون في الوقت نفسه، ونحن نرى المتظاهرين يقفون بوجه الشرطة، ومجموعات "أنتيفا" تحاول السيطرة على الشوارع وتضرم النيران، وعصابات النهب التي تجتاح المحلات، وأفرادها لا يقتربون من المراكز الفيدرالية، فلا مصلحة لهم بذلك.

وعندما بدأت هذه التحركات، كان هناك رد فعل وقلق من قبل المجتمع ولكن مع احترام أهدافها الأساسية، غير أنه وبعد انقضاء أيام بدأت القيادات السياسية والرأي العام تخشى التطورات، لا سيما بعد مشاهد إضرام النار في المؤسسات وكسر الأمن في المدن الكبرى، ومن المفارقة أن الحكام بمن فيهم الديمقراطيون المعارضون لترمب كانوا الأكثر صرامة وحزماً حيال من سموهم الإرهابيين المحليين وطالبوا بتدخل الحرس الوطني، وحاكم مينيسوتا كان أول من طلب مساعدة البنتاغون بشكل مباشر لتبادل المعلومات، خصوصاً حول حركة "أنتيفا".

وهدف هذه الحركة أساساً هو خلق ضغط كبير على السلطة الفيدرالية لتقديم تنازلات كبيرة، وربما يحلم قادة هذه الحركة في وصول الاحتجاجات إلى مستوى يرغم ترمب على ترك البيت الأبيض لضمان حمايته ما يهز السلطة الفيدرالية، ولكن هذا أمر صعب لأن السلطة ستقوم بأي شيء للحفاظ على مؤسساتها، بينما في الولايات، فإن الحكام ولو كانوا معارضين لترمب فهم أكثر حزماً ضدّ ما يجري لسبب بسيط وهو إعادة انتخابهم لأن إضرام النار في المؤسسات سيقفل الأعمال الاقتصادية وسيؤلب الرأي العام ضدهم أكثر من السلطة الفيدرالية.

ويتحرك الرئيس الأميركي على محورين، الأول طلبه من المدعي العام بيل بار القيام بإجراءات قضائية سريعة ضدّ المرتكبين ليقفل هذه الثغرة، ومن ناحية ثانية يحاول حشر حكام الولايات للدفاع عن مؤسساتهم فيضغط بواسطة التغريدات ويضع الحرس الوطني بتصرفهم وكأنه يدفعهم ليكونوا خط الدفاع الأول لحماية المواطنين.

"أنتيفا" وبتحرك ذكي، تجنبت الدخول في مناطق أهلية، وركزت على المراكز الأساسية للمدن والأماكن الحكومية لأنها لا تريد أن تؤلب الرأي العام ضدها ما يعطي ترمب ما يحتاجه للدعوة إلى التعبئة العامة.

والرئيس الأميركي يواجه هذا التنظيم بما يسمى "المسافة التكتيكية"، أي الضغط على الحكام للتحرك وتوسيع رقعة مواجهة الحركة، أي إبعادها عن المراكز الفيدرالية وإبقاؤها في مراكز لا مصلحة لها فيها، أي بإمكانها حشد أنصارها في أماكن لا تسهم في تغيير موازين القوى.

في الأيام الأولى رأينا تقدماً لـ "أنتيفا" ولكن الأوكسجين سيتقلص مع انتشار الدولة الهادئ، لأن قدرات السلطة الفيدرالية هائلة وبإمكانها نشر الجيش في جميع المدن، وهذا ما لن يقوم به ترمب لأنه قد يعطي قوة معنوية لهذه الحركة ويخيف الرأي العام المؤيد له، فمن ناحية يريد مواجهة هذا التحرك ولا يريد خسارة أصوات الوسط.

القادة الديمقراطيون هم أيضاً يعانون من تحدّ، فمن ناحية بإمكانهم الوقوف مع المحتجين كما ربما يكون موقف جو بادين وأوباما، ويستفيدون من التغطية الإعلامية كما استفاد ترمب في أزمة كورونا، ولكنهم يعلمون أن الطبقة الوسطى تخاف على المصالح الاقتصادية ويهمها أمرين، أولاً أن يكون هناك شك مصرفي في نهاية الشهر يساعدها على تدبير أمورها الحياتية قبل موسم العودة إلى المدارس. والنقطة الثانية، الأمن المحيط بهم، فإذا تمكن ترمب من العودة بالاقتصاد وتوطيد الأمن للطبقة الوسطى سيحظى بأصوات عدد كبير من ناخبيها، أما إذا انفلت الوضع الأمني ولم يتمكن من مجابهتهم إلا باستخدام القوة فالأمور ستختلف.

وعلى الصعيد الدولي، نرى أن جزءاً كبيراً من الإعلام المناهض لترمب والذي تحركه روسيا والصين وإيران والإخوان وقطر، يحاول تصوير الرئيس الأميركي على أنه رئيس ضعيف ويرسم صورة انهيار أميركا من الداخل، بالتالي فإن القلق ينتشر دولياً بسبب اهتزاز صورة أميركا.

الأزمة مرشحة لتتواصل لأيام وأسابيع، ولكن لا بدّ من أن تنتهي، فكلا الطرفين لا يمكنهما الدخول في مواجهة طويلة جداً، فلا السلطة الفيدرالية والحكام يسمحون بانهيار الاقتصاد، بالتالي لا بدّ من توقيت معين لإنهائها، ولا "أنتيفا" وحلفاؤها بإمكانهم الاستمرار حتى النهاية لأنهم سيخسرون الرأي العام، إذاً، نحن نعيش في وسط الأزمة وسيكون لنا تحليل آخر عندما تصل الأزمة إلى نهايتها.

 

د. وليد فارس: لهذه الأسباب اتهمني الإخوان بالعمل سراً لمصر!

العربية.نت/02 حزيران 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86867/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%aa-%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%84%d9%87%d8%b0%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d8%aa/

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مؤخراً تقريراً كشفت فيه أن مكتب التحقيقات الاتحادي أجرى تحقيقات لمعرفة ما إذا كان مستشار سابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب قد عمل سراً لصالح الحكومة المصرية للتأثير على إدارة ترمب أم لا. وطالت التحقيقات وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وتمحورت حول علاقته بمصر والحكومة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي. وانتهت التحقيقات دون أن توجه لفارس أي اتهامات. وذكرت الصحيفة أن جهات التحقيق كانت قد حصلت على المعلومات ضد فارس من مصدر مصري، فاستجوبت مستشار ترمب السابق حول طبيعة علاقاته مع مصر.

من جانبه، اتهم فارس قطر والإخوان بالوقوف وراء الحملة ضده وبتوجيه صحيفة "نيويورك تايمز" لنشر مقالات تشهيرية بحقه.

حملة بدأت قبل عقود

وقال فارس في حديث مع "العربية.نت" إن الأزمة الحالية مع صحيفة "نيويورك تايمز" واللوبي الإخواني والقطري في أميركا لم تبدأ هذا الأسبوع أو بعد نشر المقال الأخير حول علاقته بمصر، بل بدأت منذ سنوات وعقود وتحديداً في نهاية التسعينيات. حينها شن اللوبي الإخواني في الولايات المتحدة أول هجوم ضد فارس، وأتبع ذلك بسلسلة من محاولات الاستهداف والتشويه والإساءة، حسب فارس الذي أضاف أن سبب ذلك هو موقفه الرافض للتنظيمات المتطرفة وتأكيده على أن هذه التنظيمات تأثرت بالعقيدة الإخوانية في القرن الماضي. وأضاف أنه قدم شهادة للكونغرس الأميركي في منتصف التسعينيات حول علاقة هذه التنظيمات المتطرفة بالإخوان، مشيراً إلى أنه قام بتأليف كتاب بعنوان "جهاد المستقبل وجهاد الإستراتيجيات الإرهابية ضد أميركا" شرح وفند فيه كل ذلك. وذكر مستشار ترمب السابق أنه، وبسبب مواقفه هذه، قامت التنظيمات والمجموعات التابعة لجماعة الإخوان في الولايات المتحدة، وعلى رأسها تنظيم "كير"، بتصعيد هجومها وانتقاداتها ضده، لكونه كان يشرح للرأي العام الأميركي حقيقة هذه التنظيمات وفكرها وارتباطها بالإخوان.

حملة رومني.. وخشية الإخوان من فارس

وأوضح أن مرحلة الهجوم الحاد ضده بدأت مع اختيار المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني له وتعيينه كمستشار للأمن القومي خلال حملته الانتخابية في عامي 2011 و2012. قامت حينها مجموعة "كير" الإخوانية بتقديم رسائل عنيفة ضد فارس للكونغرس وللمرشح الرئاسي، مطالبةً بعزله عن منصبه. إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل. وأضاف فارس أن ما أثار قلق هذه المجموعات هو أن يتم تعيينيه في إدارة رومني في حالة نجاحه في الانتخابات الرئاسية عام 2012. وفاز حينها باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي بالانتخابات، فتوقفت الحملة ضد فارس، حتى تجددت مرة أخرى في العام 2013 بسبب ما حدث في مصر.

وكشف فارس أنه، ومن خلال موقعه وأحاديثه وكتاباته في وسائل الإعلام الأميركية والعربية، كان داعماً ومسانداً للشعب المصري الذي انتفض ضد نظام الإخوان وأطاح بهم من الحكم. وأكد أنه كان من بين الأصوات القليلة في واشنطن التي شرحت حقيقة ما جري مصر، وأن "ما حدث ليس كما يصوره الإخوان وحلفائهم في واشنطن انقلاباً عسكرياً يقوده وزير الدفاع وقتها المشير عبد الفتاح السيسي، بل ثورة شعبية حقيقية تحرك فيها نحو 33 مليون مصري للإطاحة بنظام يقمع المصريين". وأوضح أن اللوبي الإخواني اعتبر وقتها أن فارس يعمل لصالح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وبدأ هذا اللوبي يبث تقارير في واشنطن يتهمه فيها بمساندة حكم عسكري بدلاً من وقوفه مع حكم الإخوان. وأشار إلى إن هذا اللوبي واصل حملاته المسمومة ضده في أميركا وباقي الدول، وحاول تصويره وكأنه يعاني من رهاب المسلمين "إسلاموفوبيا"، بينما هو كان يقف "مع الغالبية من الشعوب العربية والإسلامية الراغبة في التحرر من القوى الفاشية المتمثلة في المجموعات العقائدية والتكفيرية".

الهدف.. منع وصول فارس لأي منصب بالإدارة

وأكد فارس أن مواجهات عديدة جرت بينه وبين الإخوان وعبر ساحات عدة، حيث كان يعمل دائماً للدفاع عن المجموعات المدنية في تونس وليبيا واليمن وغيرها في وجه الميليشيات المتطرفة ومن ورائها الإخوان. وأضاف أنه في العام 2016، عندما عينه الرئيس الحالي دونالد ترمب مستشاراً للعلاقات الخارجية له، قامت المجموعات الإخوانية وبمساعدة من اللوبي الإيراني بشن حملة شرسة ضده في عدة صحف أميركية ومنها صحيفة "واشنطن بوست" لتشويهه وتقديم صورة مزيفة عنه، لنفس السبب وهو منع وصوله إلى أي منصب في الإدارة الأميركية في حالة فوز المرشح الجمهوري وقتها دونالد ترمب. وأشار إلى أنه لم يكن طامعاً في أي منصب بل كان يهدف لخدمة حملة ترمب، وكان يخطط ليعود بعدها لعمله في القطاع الخاص. وأضح أنه في حوالي الساعة الرابعة صباحاً ليلة فوز ترمب بالرئاسة، وبدون سابق إنذار، قامت قناة قطرية بـ"هجوم استباقي ضده" خوفاً من أن يتم تعيينه في إدارة ترمب "ووزعت ملفات سلبية" بحقه مدعيةً أنه "يدعم الحكومات العربية ضد شعوبها". وأضاف: "لكنها عملياً كانت تدافع عن التنظيمات المتطرفة وممارساتها بحق العالم العربي". وأكد فارس أنه بعد انتهاء الانتخابات الأميركية وفوز ترمب علم أن مصدراً إخوانياً في مصر قام بإرسال ملف ضده إلى جهات رسمية أميركية من أجل منعه من تولي مناصب في الإدارة، مضيفاً أن هذا الأمر لم يكن مطروحاً وقتها ولم يعرف بحقيقة هذا الأمر إلا منذ أسبوع تقريباً.

شهادة فارس أمام الكونغرس

وكشف أنه في العام 2017، عندما طلب الكونغرس والمحققون في وزارة العدل من كل مستشاري ترمب أن يدلوا بشهاداتهم حول التدخل الروسي في الانتخابات، تم استجوابه عن علاقته بمصر. وأوضح وقتها أنه يدافع كمواطن أميركي عن مصلحة بلاده الأم أميركا، ولكنه في نفس الوقت يدعم وبكل قوة العلاقة التاريخية بين أميركا ومصر، ويدعم حق الشعب المصري في مواجهة المتطرفين. وأضاف أنه لم يعرف وقتها أن هناك ملفاً أسوداً أرسلت به مجموعات الإخوان بطريقة ما لإيذائه. وتابع: "وفي الأسبوع الماضي، قامت صحيفة "نيويورك تايمز" بنشر مقال زعمت فيه إن مصدراً مصرياً إدعى أنني أقف مع مصالح مصر وأحاول التأثير على إدارة ترمب، علما بأني لم يخدم في هذه الإدارة". وقال فارس إنه "مواطن أميركي يعمل حالياً في القطاع الخاص ولا يتولى منصباً حكومياً ويعبّر عما يؤمن به" في سلسة كتب بلغت 12 كتاباً ومقالات عدة بلغت ألف منشور. كما ينشر أفكاره وتوجهاته على صفحاته الشخصية في مواقع التواصل، وهي علنية وليست سرية ومعروفة للرأي العام الأميركي والكونغرس والرئاسة والأجهزة. وذكر أن مقال "نيويورك تايمز"، وفق تقديرات المحللين الأميركيين، "تشهيري" ويهدف إلى تشويه صورته قبل الانتخابات الأميركية المقبلة لأن لوبي الإخوان وقطر يظن أنه يمكن أن ينضم لإدارة ترمب الثانية في حالة فوزه بالانتخابات. وبالتالي فهذا اللوبي يحاول، بضربة استباقية، تشويه صورة فارس أمام الرأي العام الأميركي وتشكيل قوة ضغط تمنع وصوله لأي منصب.

علاقة "نيويورك تايمز" بالإخوان

وعند سؤاله عن "ما هي العلاقة بين صحيفة "نيويورك تايمز" والإخوان؟"، رد فارس قائلاً إن "العلاقة تتركز في نقطتين. الأولى هي أن مكاتب اللوبي التي تعاقدت معها قطر والإخوان تقوم بتقديم إفادات رسمية وقانونية للحكومة عن نشاطها مع وسائل الإعلام الأميركية، وما هو منشور ومعروف أن هذا اللوبي يعمل ويتواصل مع صحيفة ن"يويورك تايمز" بشكل مكثف". وأضاف أن "التقارير المنشورة كشفت أنه في العام 2018 تواصل لوبي الإخوان وقطر مع "نيويورك تايمز" بمفردها أكثر من 67 مرة، مقترحاً عليها مقالات، وفق ما أظهرته إفادات رسمية". وتابع: "النقطة الثانية تظهر عندما ننظر لمقالات "نيويورك تايمز" المتعلقة بمصر حيث نرى المئات منها وعلى مدى سنوات تدعم وبشكل فاضح الإخوان، وتنتقد بشكل لاذع حكم الرئيس السيسي". واعتبر فارس أنه "لا حاجة لأكثر من ذلك لإثبات أن "نيويورك تايمز" قريبة من مصالح الإخوان وقطر. وعندما نشرت هذا المقال التشهيري ضدي فهو في سياق هذه الشراكة بين الطرفين".

"حسمت المواجهة مع اللوبي القطري الإخواني"

وأوضح مستشار ترمب السابق أن كُتّاب الصحيفة ارتكبوا خطأ في هذا المقال عندما كتبوا، نقلاً عن مصادرهم، أن هناك "مصدراً مصرياً" أتي بهذا الملف ضده وسربه للمسؤولين الأميركيين، وانتهوا في نفس المقال إلى أن هؤلاء المسؤولين لم يجدوا أي شيء خاطئ أقدم عليه فارس.

وأضاف أنه "حسم المواجهة مع اللوبي القطري والإخواني بشكل قاطع أمام الرأي العام العربي والأميركي". وقال إن هذا اللوبي يخشى من أن يتولى منصباً يسمح له "بإسداء النصح للإدارة المقبلة ولأميركا فيما يتعلق بمصالح وعلاقات واشنطن مع الأطراف الفاعلة في المنطقة"، وأن ينجح في "مساعدة واشنطن على إنجاز سياسة أفضل في السنوات الأربع المقبلة".

وشدد فارس على أن "الشراكة القوية بين الإدارة الأميركية والشعوب العربية هو الضمان الأفضل لمواجهة مشتركة ضد الإرهابيين والمتطرفين". وقال إنه عندما وقف مع الشعب المصري في ثورته في العام 2013، كان موقفه معبراً عنه "كمواطن أميركي محب للحرية وداعم لقضايا الديمقراطية ومواجهة الإرهاب في المنطقة"، مضيفاً: "لدينا بالطبع علاقات وصداقات في المنطقة، ومع رؤساء ووزراء ونواب، ونتناقش معهم في المصلحة الدولية لمواجهة الإرهاب". وأخيراً قال فارس إن "مصر أنقذت نفسها من أن تتحول لإمارة متطرفة تحت حكم الإخوان، وتحولت إلى جمهورية تتسم بالحداثة، وأجرت إصلاحات اقتصادية وإدارية"، مضيفا أنها "تحتاج لدعم اقتصادي وأمني لتقوم بمهمتها في المنطقة وحماية الملاحة الدولية ومواجهة الإرهاب في البلاد".

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون التقى بقرادونيان ورئيس المجلس العام الماروني الخازن: الرئيس مع الكف عن اطلاق طروحات تثير جدلا لا يفضي الى أي تطوير في نظامنا

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "أهمية الوحدة الداخلية والكف عن اطلاق الطروحات التي تثير جدلا لا يفضي الى أي تطوير في نظامنا الحالي الذي اعتمد التوازنات الكفيلة باعطاء الضمانات لكل المكونات التي تشكل التعبير الحقيقي عن الدستور الذي ارتضيناه، بعد مآسي الحروب الداخلية المرتبطة بالخارج". كلام الرئيس عون نقله عنه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات المستجدة.

الخازن

بعد اللقاء، أعلن الخازن انه تداول مع رئيس الجمهورية في "مدى انعكاس الحلحلة الاخيرة على الصعيد الحكومي تزامنا مع مسار المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي". وقال: "لا بد من القول بأن لبنان لا يمكن ان يستمر على هذه الحال من الانقسامات او الخلافات التي تعيق انقاذ نفسه، وهو أشد ما يكون بحاجة الى التضامن والكف عن التجريح والتشهير، وفتح معارك تضيع عليه الفرص المتاحة لاستعادة الثقة الخارجية بنا". اضاف: "قدرت لفخامة الرئيس عون شجاعته واصراره وثباته على تفعيل العمل الحكومي والتشريعي بالتكافل والتضامن مع دولة الرئيسين نبيه بري وحسان دياب، ودفع عجلة العمل في الادارات العامة بعد تنفيذ تعهده باقتلاع جذور الفساد والهدر في كافة دوائر الدولة، وصولا الى عودة لبنان بلدا معافى ودولة تستأهل الاعتبار". وختم بالقول: "لقد فهمت من فخامة الرئيس انه حان الوقت لأن نستكمل تطبيق ما تبقى من بنود اتفاق الطائف للوصول الى الدولة المدنية التي نطمح اليها جميعا. فإذا كنا في الماضي قد فوتنا فرصا ضائعة وكثيرة لإنقاذ لبنان ولم نغتنم هذه الفرصة الثمينة التي نحظى بها اليوم، فإننا نكون قد حكمنا على انفسنا بأننا شعب لا يستحق ان ينعم بوطن كلبنان".

بقرادونيان

واستقبل الرئيس عون الامين العام لحزب "الطاشناق" النائب اغوب بقرادونيان، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة داخليا والتطورات الاقليمية وانعكاساتها على الوضع في لبنان".

واوضح بقرادونيان ان "البحث تناول ايضا الاجراءات المتخذة لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية، والمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي والآمال المعقودة على نتائجها للخروج من الأزمة الراهنة".ولفت الى "أهمية التضامن بين اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، بعيدا من المواقف وردود الفعل التي توتر الاجواء السياسية".

 

عون استقبل الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية لانتهاء ولايتها: انتن مؤهلات لتكريس وحدة لبنان عون روكز: كرسناها مرجعية أولى لقضايا النساء

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "أهمية العمل الذي أنجزته الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية خلال السنوات الثلاث الماضية في خدمة قضايا المرأة اللبنانية"، مهنئا رئيستها واعضاءها على ما تم انجازه، وقال: "انتن في الهيئة مؤهلات لتكريس وحدة لبنان لا سيما اذا ما عملتن على تحقيق مشروع قانون الاحوال الشخصية الذي يساوي بين الجميع"، متابعا: "هذه توصيتي اليكن للمضي قدما في هذا الاتجاه. علينا توحيد القوانين لكي يتحد لبنان، وانا اقول لكن ذلك بعد تجربة عمر طويل". وقال الرئيس عون: "ما حاولتن القيام به وما حققتموه ايضا يحتاج الى المزيد من التطوير والالتزام به واحترامه، لا سيما في ما يتعلق بالحماية من العنف الأسري"، واعدا بايلاء الامر المتابعة اللازمة، وداعيا الجميع "الى المزيد من العطاء في هذا الاتجاه مع جميع المخلصين من كافة الطوائف والانتماءات". وتوجه الى رئيسة الهيئة واعضائها بالقول: "عليكن عبء كبير ملقى على عاتقكن، واني أمل فيكن كل الخير". كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز ونائبة الرئيس السيدة نوار حسان دياب واعضاء الهيئة، التي انتهت مدة ولايتها.

عون روكز

وألقت السيدة عون روكز كلمة قالت فيها: "بعد انتهاء ولاية الهيئة الوطنية لشؤون المرأة التي امتدت لثلاث سنوات، أتينا لنشكر فخامتكم على الثقة التي منحتمونا اياها ودعمكم لقضايا المرأة. كما جئنا للمناسبة عينها نقدم لكم عرضا موجزا عن ابرز انجازات الهيئة وبرامجها ونشاطاتها طوال هذه الفترة".

واضافت: "من أبرز ما تحقق منذ ثلاث سنوات الى اليوم ما يلي:

- الاضاءة على أهمية دور الهيئة الوطنية كمؤسسة رسمية تشكل المرجعية الاولى في الدولة اللبنانية في كل ما يتعلق بقضايا النساء.

- اعداد اقتراحات ومشاريع قوانين ضرورية واساسية للنهوض بوضع المرأة في لبنان، من بينها تعديل قانون "حماية النساء وسائر افراد الاسرة من العنف الأسري"، ومشاريع تعديل قانون العمل، وقانون الضمان الاجتماعي، والقانون المتعلق بجرم التحرش الجنسي، اضافة الى القانون المتعلق بتحديد سن 18 سنة كسن ادنى للزواج، والقانون الذي يعترف بحق المرأة اللبنانية بنقل جنسيتها الى اولادها. وان الكرة اليوم هي في ملعب المجلس النيابي لكي يدرس مشاريع القوانين هذه ويقرها، ليساهم بذلك في تحقيق المساواة بين المرأة والرجل، في الحقوق كما في الواجبات.

- اعداد خطة العمل الوطنية لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1325 حول المرأة والسلام والأمن، وذلك بعد اقرارها من قبل الحكومة السابقة لكي يبدأ تنفيذها بشكل فعلي وجدي.

- اعداد تقارير لبنان الدولية الخاصة بالمرأة.

- تمثيل لبنان في الخارج، لا سيما لدى لجان وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المرأة العربية، كما وفي مختلف المحافل الدولية.

- الاستجابة لمواجهة أزمة كورونا وتداعياتها من خلال القيام بمبادرات فاعلة وحملات توعية هادفة ساهمت في تخفيف الظلم اللاحق بالمرأة اللبنانية، من خلال اعتماد مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في عملية اجلاء اللبنانيين من الخارج، كما ومن خلال اعتماد اجراءات استثنائية لحماية ضحايا العنف الاسري التي ارتفعت نسبتها في ظل تفشي هذا الوباء.

- المساهمة في تغيير الصورة النمطية للمرأة والعمل على تمكين النساء وتكريس دورهن على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال برامج ونشاطات وحملات توعية، ادت مؤخرا الى مشاركة النساء بنسبة 30% في الحكومة الحالية.

- التعاون الوثيق والشراكة الثابتة مع منظمات المجتمع المدني ووكالات الامم المتحدة، من خلال برامج هادفة ومتنوعة تصب في مصلحة المرأة اللبنانية وتساهم في ازالة التمييز ضدها".

وتابعت: "نتيجة خبرتنا في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، فإننا نؤكد ضرورة توسيع الهيكل التنظيمي للهيئة، نظرا لأهمية الدور الذي تلعبه على الصعيدين المحلي والدولي".

وختمت بالقول: "اننا نتمنى التوفيق لأعضاء الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية الجديدة، ونحن دائما جاهزات لدعمهن من خلال امكاناتنا وخبراتنا، بهدف تطوير الهيئة واستدامة برامجها ومشاريعها"."

 

بري إستقبل السفير البريطاني وعرض الوضع المالي مع جمعية المصارف صالح الغريب : لن نتساهل في موضوع التعيينات

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفير البريطاني كريس رامبلينغ وعرض معه آخر المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وبريطانيا.

وعرض الرئيس بري الاوضاع المالية مع رئيس جمعية المصارف سليم صفير الذي زاره مع وفد من هيئة مكتب الجمعية. وبعد الظهر استقبل رئيس المجلس الوزير السابق صالح الغريب الذي قال:"التقينا الرئيس بري وتباحثنا معه في المستجدات بشكل عام، ولا شك ان لدولته باعا طويلا في تقريب وجهات النظر بين مختلف الافرقاء، وبالاخص مؤخرا في تقريبه وجهات النظر بين المعنيين في الملف المالي في الدولة اللبنانية لتكملة المفاوضات بطريقة افضل مع صندوق النقد، ولا بد للحكومة في هذا المجال ان يكون لديها مقاربة مالية جديدة للبلد في الموضوع النقدي". اضاف الغريب:"كما بحثنا مع دولته في موضوع التعيينات الدرزية وفي هذا الاطار نؤكد ان فريقنا السياسي يطالب بالتعيينات مثله مثل اي فريق اخر كونه الممثل الوحيد لشريحة اساسية في هذا البلد وهو المشارك في الحكومة ومن هذا المنطلق لدينا علامات استفهام كبيرة حول التأخير في التعيينات و هذا التاخير غير مبرر، وتكليف اناس اخرين بالقيام في ادارة المواقع هو عمل طبيعي لاستمرار عمل المؤسسات لكنه في الوقت عينه يفضل تعيين الاصيل بدل الوكيل طالما البديل موجود والمرشح موجود ويتمتع بالكفاءة والنزاهة. ولن نتساهل في موضوع التعيينات على الاطلاق وسيكون لنا في الايام القليلة المقبلة موقف في هذا الاطار.

 

المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء: لم يحصل أي التزام أو نقاش أو تبنّ لقانون قيصر للعقوبات الاميركية في جلسة المجلس

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء البيان التالي: "أوردت بعض وسائل الإعلام خبرا عن توزيع قانون قيصر للعقوبات الأميركية خلال جلسة مجلس الوزراء، وعن تبني الحكومة لهذا القانون. والحقيقة هي أن الحكومة بصدد دراسة تأثير هذا القانون على لبنان، والهوامش التي يمكن للحكومة العمل فيها من دون حصول ارتدادات سلبية على البلد. ولم يحصل أي التزام أو نقاش أو تبنّ لهذا القانون في جلسة مجلس الوزراء".

 

دياب بحث في الوضع الامني مع فهمي وعثمان وعرض واللقاء التشاوري للاوضاع

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب وفد "اللقاء التشاوري"، ضم، النواب فيصل كرامي، عبد الرحيم مراد، الوليد سكرية وعدنان طرابلس، الوزير السابق حسن مراد، عثمان المجذوب، علاء جليلاتي وهشام طباره، في حضور وزير الاتصالات طلال حواط ومستشار الرئيس خضر طالب. وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع السياسية العامة والجلسة الأخيرة لمجلس النواب. وأكد الوفد "دعم الحكومة والوقوف إلى جانب رئيسها". بعد ذلك، استقبل دياب وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والعميد سعيد فواز والعقيد عصام طقوش. وبحث المجتمعون في الوضع الأمني في البلد.

 

دياب استقبل الهيئة الوطنية لشؤون المرأة لانتهاء ولايتها وأيد تضمين القانون الانتخابي الكوتا النسائية

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، بعد ظهر اليوم، في السرايا الحكومية، الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية برئاسة كلودين عون روكز ونائبتها الدكتورة نوار المولوي دياب، وعضوية: فاتن يونس، كوليت الحايك مسعد، فريدة الريس، سوسي بولاديان، مايا الزغريني صفير، مارتين نجم، رندا عبود، مي مخزومي، ميرين معلوف أبي شاكر، غادة حمدان، غادة جنبلاط، ورنا غندور، والمسؤولة الإعلامية للهيئة ميشلين الياس مسعد.

وتأتي هذه الزيارة لمناسبة انتهاء مدة ولاية الهيئة، التي امتدت على مدى ثلاث سنوات.

روكز

وشرحت روكز ل"رئيس الحكومة أهم البرامج والإنجازات التي قامت بها الهيئة"، عارضة ل"الاقتراحات والقوانين التي قدمت، وأبرزها تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري وتعديل قانون الضمان الاجتماعي والعمل على قانون يجرم التحرش الجنسي، وقانون يحدد ال18 كسن أدنى للزواج، وكذلك قانون يعترف بحق المرأة اللبنانية بنقل جنسيتها لأولادها". وأكدت "أهمية إقرار قانون موحد للأحوال الشخصية"، شاكرة باسمها وباسم أعضاء الهيئة، "الحكومة التي لبت بشكل سريع مطالبها خلال أزمة كورونا، فكان التعاطي سريعا وفعالا إن كان من خلال اعتماد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة عبر عملية إجلاء اللبنانيين من الخارج أو من خلال اتباع إجراءات استثنائية لحماية ضحايا العنف الأسري التي ارتفعت نسبته خلال فترة التعبئة العامة".

دياب

من جهته، رحب الرئيس دياب بالهيئة، مؤكدا "إيمانه الكامل بدور المرأة اللبنانية ودعمه لها"، مثنيا على "ضرورة تفعيل دورها في السلطتين التنفيذية والتشريعية، لكي تشارك في تعديل القوانين وإقرارها".

وأيد "بشكل كبير تضمين القانون الانتخابي الكوتا النسائية ليتاح للمرأة مشاركة أكبر في المجالات السياسية".

 

حتي التقى سفيرة كندا وبحث مع سفيرة ايطاليا في التجديد لليونيفيل

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

استقبل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي سفيرة كندا إيمانويل لامورو، وتناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين ومسألة ترشيح كندا لمجلس الأمن كما بحث حتي مع سفيرة إيطاليا نيكوليتا بومبارديير في العلاقات الثنائية بين البلدين وموضوع التجديد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل".

 

ابو سليمان: حالة النكران لا تفيد ويجب اتخاذ إجراءات إصلاحية جذرية

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

أكد الوزير السابق المحامي كميل ابو سليمان ان "الرسالة التي وجهت من شخصيات ومؤسسات من المجتمع المدني لصندوق النقد الدولي ليست موجهة ضد الحكومة لا بل تساعد في تنفيذ الإصلاحات التي ورد بعض منها من دون تفاصيل في خطتها الاقتصادية"، وقال: "حاولنا في الرسالة أن نطرح الإصلاحات بطريقة عملية للتنفيذ بالتزامن مع تفاوض الدولة اللبنانية مع صندوق النقد". واعتبر ان "هناك مبالغة في لبنان في تقييم أثر الخلافات الداخلية على المفاوضات مع صندوق النقد"، مشيرا الى ان "مهمة الصندوق مرتبطة اساسا بالاصلاح المالي والنقدي".

وتابع: "نحن لفتنا نظر الصندوق الى ضرورة اجراء الإصلاحات البنيوية التي لها تأثير على قبول الشعب اللبناني بأي اجراءات. يبقى من الضروري أن يلمس الشعب مكافحة فعلية لا صورية للفساد وتخفيضا للهدر العام بشكل أساسي".

كما شدد ابو سليمان على أن "حالة النكران لا تفيد ويجب اتخاذ إجراءات إصلاحية جذرية"، لافتا الى انه "لو استطاعت الحكومات المتتالية تنفيذ الإصلاحات البنيوية لما وصلنا إلى الوضع المأساوي"، مشيرا الى انه "بدأ الان التعامل مع الواقع بالوثائق والأرقام وليس بالعالم الافتراضي".

كذلك، اعتبر أن "الأزمة تفاقمت جدا ولا حل إلا بتأمين سيولة جديدة من الخارج" وقال: "المطلوب حل جذري للوضعين المالي والاقتصادي. فلا شيء يمنع الحكومة من البدء بالإصلاحات كإغلاق المعابر غير الشرعية". وتطرق ابو سليمان الى مكافحة الفساد، فرأى أن "السياسيين يتكلمون عنها ولكن لا مصداقية لهم لدى الشعب اللبناني"، موضحا أن "من يستطيع مكافحة الفساد هم مسؤولون مستقلون وليس من أوصلنا إلى ما نحن عليه"، مطالبا ب"تعيين اعضاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتوسيع صلاحياتها". وفي ما يتعلق بسعر الصرف، أشار الى ان "خطة الحكومة اعدت على أساس أن سعر صرف الدولار 3500 ليرة"، مؤكدا أن "ما يتحكم بسعر الصرف هو العرض والطلب واستعادة الثقة بالعملة الوطنية وليس النصوص القانونية والخطوات الأمنية". وعن الكابيتال كونترول، قال: "لا نستطيع ألا أن نقونن الكابيتال كونترول فهو أمر واقع. لو تم السير به منذ أن ناديت بذلك فور انطلاق ثورة 17 تشرين، لما تم تهريب الاموال إلى الخارج ما اضر بالمودعين الصغار". أضاف: "يجب أن يكون هناك حل جذري ويجب أن نعيد الثقة لجلب الأموال إلى لبنان مجدداً. الدولارات في البنوك باتت عملة محلية نستطيع أن نتعامل فيها في لبنان فقط وإذا استمرينا على هذا المنوال سيتم التحويل القسري للأموال إلى الليرة اللبنانية كما جرى في الأرجنتين".

وردا على سؤال، اجاب: "لا أفهم العائق امام تلزيم معامل الكهرباء الجديدة عبر إجراء مناقصة عمومية، لا بل من الضروري للشفافية والمصداقية مع الشعب اللبناني والجهات المانحة ان يتم التلزيم عبر مناقصات". ختم ابو سليمان مشددا على ان "الإصلاحات والدعم الخارجي ومكافحة الفساد الفعلية وتوقيف الهدر هي من الأمور الضرورية للخروج من الأزمة الراهنة التي يمر بها لبنان".

 

الريس زار الأباتي الهاشم موفدا من جنبلاط: تقدير للمواقف العقلانية في المحطات الصعبة

وطنية - الإثنين 01 حزيران 2020

زار مستشار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس موفدا من رئيس الحزب وليد جنبلاط الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم في مقر الرهبانية في غزير.

ونقل الريس للهاشم، بحسب بيان للتقدمي "تحيات رئيس الحزب وليد جنبلاط وحرصه الدائم على التواصل والتشاور في مختلف الملفات والقضايا الوطنية لا سيما في هذه المرحلة الصعبة والحساسة التي يمر بها لبنان، مجددا تقدير جنبلاط لمواقف الأباتي الهاشم التي يعبر عنها في اللحظات المفصلية والمرتكزة إلى ثوابت العيش المشترك والاستقرار والسلم الأهلي. كما نقل الريس للأباتي الهاشم، رؤية جنبلاط لكيفية الخروج من الأزمة الراهنة بمختلف تشعباتها وتعقيداتها وسعيه الحثيث والمتواصل للحفاظ على إتفاق الطائف الذي نظم العلاقات السياسية الداخلية وفق قواعد المناصفة والمشاركة بين اللبنانيين". بدوره، حمل الأباتي الهاشم الريس تحياته لجنبلاط وتقديره ل"دوره الوطني وحرصه الدائم على العيش المشترك والمصالحة في الجبل مثمناً مبادرات جنبلاط المستمرة على هذا الصعيد".

وأشار البيان الى انه تخلل اللقاء نقاش عام في القضايا الوطنية والسياسية.

 

رسالةٌ "مفتوحة" إلى رئيس الجمهورية

وكالات/01 حزيران/2020

وجه عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب انور الخليل رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، جاء فيها: "منذ فترة تتكرر أقوال وأفعال تظهر أن الحكومة ليست بخير، والإنقسامات داخلها من أعلى قمة الهرم الى آخر وزير فيها واضحة وصريحة".

وأضاف، "أبدأ بالقول أن رسالتي هذه تمثل رأيي الشخصي ولا علاقة لها بالكتلة السياسية التي أنتمي، وأعتز بالإنتماء إليها. فخامة الرئيس، في ضوء ما تقدم، وبصفتك رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، وتسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته، وجدت لزاما علي ان أتجاوب مع صرخة ضميري واصارحك كمواطن لبناني وكنائب للأمة بما أراه وأشعره من أمور تؤثر بعمق في مسار وحدة الوطن، وجمع الكلمة ووقف التدهور المتواصل منذ فترة في علاقة مكونات الوطن وأفرقائها السياسيين والتفتت الإقتصادي والمالي المريع".

وتابع، "قمت بمراجعة شاملة لخطاب القسم الذي تليته في مجلس النواب عند انتخابك رئيسا للجمهورية، إذ قال فخامتكم: "إن أول خطوة نحو الإستقرار المنشود هي في الإستقرار السياسي وذلك لا يمكن أن يتأمن إلا باحترام الميثاق والدستور والقوانين من خلال الشراكة الوطنية التي هي جوهر نظامنا وفرادة كياننا".

وأردف الخليل في رسالته، "فخامة الرئيس، الدستور والقوانين والشراكة الوطنية انتهكت بشكل شبه متواصل منذ بدء عهدكم الميمون لتاريخه، والأمثلة كثيرة لا مكان لإتساعها في هذه الرسالة الوجدانية إليكم، ثم تقول في خطاب القسم، "إن بلوغ الإستقرار الأمني لا يتم إلا بتنسيق كامل بين المؤسسات الأمنية والقضاء.. ومن واجب الحكم تحريرهما من التبعية السياسية".

وقال: "فخامة الرئيس، هل قمتم بتنفيذ هذا الكلام؟ أم توغلتم الى أبعد الحدود خصوصا في عمل القضاء ليكون في خدمة أهدافكم وأهداف عهدكم؟ وآخر مثل لا يزال حيا. نسأل أين هي التشكيلات القضائية التي أقرها مجلس القضاء الأعلى، وقد أوقفت هذه التعيينات دون رفة رمش لمعالي وزيرة العدل. ولم يستدعِ ذلك أن تستنفر الدستور وتطلب من وزيرة العدل ومجلس الوزراء إعادة النظر بإيقاف هذه التعيينات القضائية والسير بها بما اقترحه مجلس القضاء الاعلى. بينما محطة كهرباء سلعاتا استنفرتكم بمبادرة فخامتكم الطلب من مجلس الوزراء اعادة النظر في قراره المتخذ في جلسة سابقة المتعلق بخطة الكهرباء وإعادة تثبيت سلعاتا اولوية موازية لمعامل الانتاج الكهربائي اسوة بالزهراني ودير عمار، مما شكل مفارقة موجعة للحكومة تمثلت في اضطرارها للعودة لبيت الطاعة العوني من خلال تسليمها بإرادتكم".

وأضاف الخليل، "أسلعاتا، فخامة الرئيس، أهم من ميزان العدل؟ رغم كل ما أشيع وتأكد من حقائق تنفث منها روائح الهدر والمصالح الذاتية وبيع وشراء الأراضي!، فخامة الرئيس، تعود في خطابك لتقول "يبقى الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي مما يفرض علينا نهجا تغييريا لمعالجتها يبدأ بإصلاح إقتصادي يقوم على التخطيط، فلا يمكن أن نستمر من دون خطة اقتصادية شاملة... ".

وتابع، "فخامة الرئيس، أين أصبح إصلاحكم الإقتصادي والإجتماعي، وقد انحدرت المؤشرات الإقتصادية في لبنان خلال عهدكم الميمون إلى أدنى مستوى من دول العالم فيما عدا فنزويلا التي تحتل المكان الأسوأ والأخير. الخطط الإقتصادية التي وعدتم بها لم تتحقق فأفقدت لبنان حصانته وازدهاره الاقتصادي واستقراره المالي والدين العام قد يصل الى مئة مليار دولار في اخر هذا العام، ما سيوصل لبنان الى حدود أقتصادية ومالية متردية لم يشهدها لبنان في تاريخه منذ إعلان دولة لبنان الكبير، أي منذ مئة عام". وقال: "اللبنانيون اليوم تحولوا الى شعب يستعطي بعضا من ودائعه من مصارفه التي، وللأسف، لم تحافظ على سيولتها وواجباتها تجاه مودعيها بشكل كامل، وتعاظم وضع نسبة اللبنانيين الذين تحت خط الفقر بنسبة ستصل حسب تقارير البنك الدولي الى 52%. فخامة الرئيس أرجوك بصدق وبجدية أن تتنكر كما كان خلفاؤنا الراشدون يتنكرون، وتنزل الى الأحياء دون أن تخبر مستشاريك، وتسأل الناس سؤالا واحدا: ما رأيكم بهذا العهد؟ وقد تصعق لسماع الناس يردون عليك بأنه الاسوأ في حياتهم، وهذا ما يخفيه عنكم مستشاروكم والمقربون منكم".

وختم النائب الخليل، "فخامة الرئيس اعذرني لما أبديت فإنني أشعر بإلتزام ضميري ووجوبي لأن أبدي ما أبديته في هذه الشكوى إليكم لانكم المرجع الدستوري للمحافظة على وحدة اللبنانيين وسلامتهم. فخامة الرئيس، الإنفجار الإجتماعي بدأ يأخذ طريقه وسيتوسع الى ما لا حدود له لأن الجياع واصحاب المطالب المحقة لن يدعوكم تعيشون في طمأنينة. فالدولة طرشاء لا تسمع، ومستشاروك والمقربون منك لا يريدونك أن تسمع الحقيقة المؤلمة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 01 -02 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

هل من عقوبات أميركية فعلاً على سياسيين ومسؤولين وأصحاب شركات أحزاب لبنانيين من عملاء لحزب الله؟/الياس بجاني/01 حزيران/2020

السفيرة الأميركية تكشف عن عقوبات جديدة/اللواء/31 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86837/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%8b/

 

 

قانون قيصر الأميركي يجرّ لبنان إلى ويلات سوريا

علي الأمين/نداء الوطن/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86833/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d9%82%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%ac%d8%b1%d9%91-%d9%84%d8%a8%d9%86/

 

 

«حزب الله» واغتيال الصيغة

سام منسى/الشرق الأوسط/01 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86845/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%8a%d8%ba%d8%a9/

 

 

عصابة الفيول وتجنيس الفاسدين!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/01 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86848/%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%b9%d8%b5%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%88%d9%84-%d9%88%d8%aa%d8%ac%d9%86%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b3/

 

لبنان الميثاق تتنازعه الفِدرالية من جهة، وجمهوريّة الملالى الإسلاميّة من الجهة المقابلة…

المخرج يوسف ي. الخوري/01 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86843/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%ab%d8%a7%d9%82-%d8%aa%d8%aa%d9%86/

 

 

الموت الرحيم مع نصرالله

يوسف بزي/المدن/01 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86856/%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%a8%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b9-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/

ما يقترحه حزب الله وقائده أن يلتحق لبنان بهذه الـ”سوريا الخراب” التي نراها الآن، وبالعراق المتهالك فقراً ورثاثة رغم ثرواته، وباليمن في هوة الحروب والجوع والأمراض والبؤس اليومي، وبغزة اليأس والحصار، وبإيران الديكتاتورية الدينية المخنوقة بحرسها من الداخل وبعقوبات الخارج.

 

 

اضطرابات أميركا: من أين وإلى أين؟

د. وليد فارس/انديبندت عربية/02 حزيران/2020

ما يحصل الآن ليس جديداً والولايات المتحدة شهدت في عصرها الحديث أزمات مماثلة وتظاهرات عنيفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/86862/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d8%b6%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a5%d9%84/

 

د. وليد فارس: لهذه الأسباب اتهمني الإخوان بالعمل سراً لمصر!

العربية.نت/02 حزيران 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86867/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%aa-%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%84%d9%87%d8%b0%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d8%aa/