المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 حزيران/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.june01.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح،مَولُودُ الجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُّوحِ رُوح.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/عمر الثورة في لبنان يوم واحد واسمها ثورة الثلاثين من أيار

الياس بجاني/حزب الله جيش إيراني يحتل لبنان ويتحكم بحكمه وحكامه

الياس بجاني/للمعرابي والفتي ولكل باقي أصحاب شركات أحزابنا التجارية الذمية: شاهدوا مقابلة سيمون أبوفاضل لعلكم تُطلّقون الإسخريوتي وتشهدون للحق وترمون الثلاثين من فضية وتسيرون نحو الأبواب الضيقة/مع فيديو مقابلة أبوفاضل

الياس بجاني/بعض عناوين مقابلة سيمون أبو فاضل من تلفزيون المر تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للدكتورة منى فياض تعلق من خلالها على كلام مستفز وعدواني وغبي  واستكباري وواهم لرئيس البرلمان الإيراني

تحرك في بيروت يطالب بنزع سلاح «حزب الله»دعا إلى تطبيق القرار الأممي 1559

29 إصابة وحالة وفاة جديدة بـ"كورونا" في لبنان

مصير وجود حزب الله في هذا البلد "على المحك"

برلمان النمسا يتجه لحظر “حزب الله”… وأميركا ترحب

السفيرة الأميركية تحذر عبر OTV: العقوبات قد تشمل أيضاً أولئك الذين يساعدون حزب الله ويدعمونه

سلاح “حزب الله” يتخطى حاجز الجيش اللبناني على مرآى عناصره!

“حزب الله” يهدد بتحريك شارعه لمواجهة الدعوات لنزع سلاحه

ثوار لبنان ينددون بوزير الداخلية: بلطجي... والراعي يدعو للكف عن خرق النظام

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 31/5/2020

الدائرة تضيق على حزب الله اللبناني داخل الفضاء الأوروبي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

اشتباكات بين الجيش اللبناني ومتظاهرين أمام القصر الجمهوري

مواجهات في ساحة النجمة.. وشرطة المجلس تُطلق النار!

مواجهات بين متظاهرين والقوى الأمنية أمام منزل وزيرة الدفاع

رسالة شديدة اللهجة من شقيق الأسد إلى نصر الله

اشتعلت بين الممانِعَين جميل السيد وسالم زهران.. ونعوت أصغرها كلب وفاسد!

شيخ عقل الموحدين الدروز: لن نسكت بعد اليوم..

مروان حمادة: رئيس الجمهورية ليس حاكمًا ورئيس الحكومة ساعة بيرضى وساعة بيزعل

 مساعدة صندوق النقد مقابل كارلوس غصن؟

جنبلاط عرض الأوضاع مع السفير الروسي

النهار: الصفعة الحكومية تمهيد لمقايضة بين العهد والثنائي؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

متظاهرون يشتبكون مع الأمن في محيط البيت الأبيض

مقتل 5 من الميليشيات الموالية لإيران في قصف على البوكمال

قانون قيصر» يضرب «صميم النظام»... وستة شروط لرفع القيود

روسيا قلقة من «تداعيات أسوأ من المعارك»

رئيس البرلمان الإيراني الجديد: التفاوض مع واشنطن «لا فائدة منه»

البرلمان الإيراني يتعهد دعم “حزب الله” و”حماس” و”الجهاد” وقائد الجيش دعا لتعزيز الاستعداد القتالي

طهران تنتقد كييف في قضية طائرة ركاب أسقطها «الحرس الثوري» قالت إنها قررت نقل الصندوقين إلى بلد آخر قد يكون فرنسا

ترمب سيصنف جماعة «أنتيفا» المناهضة للفاشية كمنظمة إرهابية

«فيسبوك» يتكسب من حرب «ترمب ـ تويتر»/يسعى إلى صداقة مع الجمهوريين في مواجهة «رقابة نيابية» أخطر على الشركة من الانهيار الاقتصادي الناجم عن «كورونا»

نجاح رحلة «سبيس إكس» الأميركية إنذار لبرنامج الفضاء الروسي

ممتلكات البشير ورجالاته المصادرة «قمة جبل الجليد» لثرواتهم

إثيوبيا تدعو لمشاورات دبلوماسية بعد الحادث الحدودي مع السودان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الصفعة التي صرعت حكومة دياب أمام المجتمع الدولي/منير الربيع/المدن

دياب.. مسلسل التراجع والإنكسار/عصام الجردي/المدن

صحافية وشبيحة: إلقاء القبض على سوبرماركت بالجرم المشهود/جنى الدهيبي/المدن

تحرير 2000 في ضوء الوضع اللبناني الراهن/حازم صاغية/الشرق الأوسط

ذكرى التحرير: لماذا استغرب نصر الله "غياب الاحتفالات"؟/إيلي القصيفي/أساس ميديا

الشيخ ياسر عودة لـ"أساس": الشيعة يعيشون في الماضي بدل المستقبل/زياد عيتاني/أساس ميديا

أين سنكون في الحرب المقبلة؟/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

انتخابات أميركا... وحكاية مينيابوليس مع المستر شوفين!/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

ترمب و«تويتر»: الدولة أم مواقع التواصل؟/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

رجل الصلح الكبير/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

من المنتصر... ترمب أم {تويتر}؟/ممدوح المهيني/الشرق الأوسط

لبنان ينتفض ..إحتلال إيران..كلن يعني كلن/The Unsaid Lebanon/الشرق الأوسط

لبنان يحكم بالتلاعب والتورية والبروباغندا/منى فياض/الحرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: نرفض أن يتحول تطوير النظام إلى ذريعة للقضاء على لبنان لبنان كقيمة لا يزال يثير الاهتمام الدولي وبالتالي ليس متروكا ومستباحا

كنعان: التفاوض مع الصندوق غير منتج بهذه الطريقة واستمرار الانقسام بالأرقام جريمة

كرامي: اغتيل الرشيد في سياق مشروع يستهدف وحدة لبنان الأحرى أن تكون الدعوة إلى تطبيق الطائف واعتباره مرجعا وحيدا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح،مَولُودُ الجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُّوحِ رُوح.

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من05حتى08/:”أَجَابَ يَسُوعُ وقالَ لِنيقُودِيمُس: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح. مَولُودُ الجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُّوحِ رُوح. لا تَعْجَبْ إِنْ قُلْتُ لَكَ: عَلَيْكُمْ أَنْ تُولَدُوا مِنْ جَدِيد. أَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاء، وأَنْتَ تَسْمَعُ صَوتَهَا، لكِنَّكَ لا تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي ولا إِلى أَيْنَ تَمْضِي: هكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ الرُّوح».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

عمر الثورة في لبنان يوم واحد واسمها ثورة الثلاثين من أيار

الياس بجاني/31 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86798/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%88%d8%a7%d8%ad/

نعم عمر الثورة في لبنان يوم واحد واسمها يجب أن يكون من الآن وصاعداً “ثورة الثلاثين من أيار”؟

لماذا هذا التغيير الجذري ولماذا هذا الاسم الجديد؟

بكل بساطة لأنها في هذا اليوم “الثلاثين من أيار” فقط صوبت البوصلة وصححت مسارها ووضعت على سلم أولويتها القرارات الدولية 1559 و1701 و1680 وشخصت المرض الملالوي والسرطاني الذي هو احتلال حزب الله.

يوم أمس ولأول مرة الثورة لم تداهن ولم تمارس الذمية ولم تتجابن ولم تساير أحداً ولم تتلهى بأعراض مرض الاحتلال اللاهي دون تسميته كما كان حالها منذ أن انطلقت في السابع عشر من آذار..

قال الثوار وبشجاعة نريد تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة التي تنص بنودها على بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبناني بقواها الذاتية وتجريد كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها وضبط الحدود واستعادة السيادة والاستقلال والقرار.

ونعم لا حل كبير أو صغير في لبنان المحتل في أي حقل وعلى أي مستوى لا اليوم ولا في أي يوم ما لم يتم حل حزب الله وتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة وتفكيك الدويلة وضبط الحدود.

عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإن حزب الله هو المصيبة وهو الكارثة وهو السرطان وهو الكورونا وهو الشيطان الرجيم الذي ابتلى لبنان وشعبه به.

هذا الحزب الممذهب والإيراني حتى العظم لا يعرف غير ثقافة الموت والدمار والإغتيالات والتمذهب والحروب والنفاق والمتاجرة بقضية فلسطين وممارسة كل أنواع الإجرام والإرهاب ولا يبشر بغيرها.

إضافة إلى أنه منظمة إجرامية ويمارس كل أنواع الإجرام في العشرات من الدول العربية وغير العربية وموضوع على قوائم إرهاب 57 دولة.

كما أن كل الشعارات التي يرفعها تحت خانة الممانعة والمقاومة والتحرير والعفة والقيم والأخلاق ومخافة الله هي رزم من النفاق والدجل وعدة شغل لا أكثر ولا أقل، وهو يتلطى خلفها لخداع الناس وذلك خدمة لمشروع أسيادة الملالي الفرس التوسعي والإحتلالي والمذهبي والإرهابي والدكتاتوري.

يبقى أن حزب الله ليس لبنانياً ولا عربياً، بل هو جيش إيراني إرهابي وإجرامي يحتل لبنان ويعادي الشعب اللبناني ويسعى لإذلاله واستعباده وافقاره وتهجيره.

في الخلاصة، فإن الثورة الحقيقة في لبنان المحتل بدأت أمس في الثلاثين من أيار وهي أن أرادت أن تستمر وتحقق أهدافها الوطنية والسيادية والتحريرية فعليها أن تبقي مصرة على ما طالبت به دون تردد أو خوف أو مساومات وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

حزب الله جيش إيراني يحتل لبنان ويتحكم بحكمه وحكامه

الياس بجاني/30 أيار/2020

*حزب الله منظمة إجرامية وإرهابية تابعة كلياً للحرس الثوري الإيراني وهي تأخذ لبنان رهينة وقد حولته إلى محزن أسلحة ومعسكر وقاعدة إرهاب إيرانية.

*الملاحقة القانونية حزب الله الدولية والأميركية والعربية مستمرة وهي بإذدياد مطرد.

*حزب الله موضوع على قوائم إرهاب 56 دولة.

*تسليم قبرص للمدعو "دياب" كان سبقه عمليات تسليم أفراد من حزب الله في دول متعددة إلى أميركا.

*البراغوي سلمت لأميركا الأخوين حمادة وفرحات الأعضاء بحزب الله والمغرب سلم أميركا في سنة 2107 قاسم تاج الدين وهو من كبار ممولي حزب الله.

*حزب الله صحيح أن أفراده يحملون الجنسية اللبنانية، إلا أنهم لا يمتون للبنان بصلة وهم وطبقاً لكل المعايير القانونية جنود مرتزقة تابعيين 100% للنظام الإيراني وتحديداً للحرس الثوري الإيراني..مالهم وتدريبهم وثقافتهم وولائهم ومرجعيتهم وقراراهم هو إيراني ولا علاقة أو صلة للبنان بهم.

*حزب الله يحتل لبنان منذ العام 2005 وقد حل مكان المحتل السوري وهو يتحكم بالدولة اللبنانية بالكامل ويسيطر بالقوة والإرهاب على الرئاسات الثلاثة وعلى كل مؤسسات الدولة وممسك بالحدود مع سوريا والقرار له وليس للجيش اللبناني.

*في الجنوب ينتهك الحزب القرار الدولي 1701 والق5رار 1559 ويسيطر على الحدود وله هناك الآلاف المقاتلين كما أنه يملك مخازن أسلحة متنوعة منها الصواريخ تحت الأرض وفوقها.

*في الخلاصة حزب الله منظمة إجرامية وإرهابية وتمارس أعمالها اللاقانونية في لبنان وفي العديد من الدول ومنها دول أميركا الجنوبية حيث يشارك المافيات ويتعاون معهم في كل ما هو ممنوع وغير قانوني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

للمعرابي والفتي ولكل باقي أصحاب شركات أحزابنا التجارية الذمية: شاهدوا مقابلة سيمون أبوفاضل لعلكم تُطلّقون الإسخريوتي وتشهدون للحق وترمون الثلاثين من فضية وتسيرون نحو الأبواب الضيقة/مع فيديو مقابلة أبوفاضل

الياس بجاني/29 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86743/86743/

بداية فإن المنطق والعقل يقولان بأن كل إنسان لا يعترف بعلته..العلة هذه تقتله. وبما أن المعرابي ما غيره، يفاخر بعناد ويصر “ويقاوح” مدعياً بأسلوب مرّضي بأنه لم يخطئ بتكويعته الإنتهازية والرئاسية ع عون وانتخابه للرئاسة والإتفاق معه على تقاسم المسيحيين حصصاً..فهو سياسياً يعتبر فاشلاً وقصير النظر ومعدوم الرؤية عملاً بكل المعايير الديموقراطية، لا بل هو أبو الفشل ومطلوب منه الإستقالة… ولكنه بالطبع لن يفعل فالشركة شركته ويلي مش عاجبو يفل ويضرب راسو بالحيط.

يبقى أن وهم كرسي بعبدا المخلع هو وراء الخصي الذاتي السيادي الطوعي للمعرابي ولباقي أصحاب شركات أحزابنا المارونية الذمية بأكثر من أمتياز.

وفي نفس جائحة العناد وقصر النظر هذه ينام ويفيق فتى الكتائب الأغر “والمغرور” وهو يردد لازمة “الإنتخابات النيابية المبكرة” ومش فارقا معه لا سلاح حزب الله ولا احتلاله ولا سلطته وقدراته التزويرهة والتعطيلية…ولا نتائج كل الإنتخابات منذ العام 2005 التي عطل الحزب عملياً نتائجها التي جاءت بأكثريات ضده.

ننصح المعرابي والفتى الراكب موجة العلمانية ومعهما والصهرين روكز وباسيل وكل من يلف لفهم ويقول قولهم ومعهم كل ربع الذميين والباطنيين والطرواديين.. ننصحهم بمشاهدة مقابلة سيمون أبوفاضل لعلهم يستفيقون من غيبوبتهم ويخرجون من قصور الأوهام واحلام اليقظة التي يعيشون منعزلين في داخلها فيما هم غائبين ومغيبين عن قضايا الموارنة وعن كل ما هو سيادة واستقلال ومقاومة وقد أدمنوا لحس المبارد والتملق المذل لبري وحزب الله.

وللقيمين على تلفزيوني ال أم تي في وال بي سي نقول.. استحوا وعيب ان تستضيفوا بشكل يومي أبواق وصنوج الإحتلال الملالوي وتبخرون لهم، في حين انتم لا تعطون الأحرار والسياديين على الأقل نفس الفرص التي تعطونها لهؤلاء الذين هم أعداء لبنان ومسوقين وقحين للملالي ولمشروعهم .

في الخلاصة: فيا أصحاب شركات أحزابنا الذمية، فإن ذميتكم ونرسيسيتكم واسخريوتيتكم وقصر نظركم وضعف رؤيتكم وقلة إيمانك وخور رجائم يقتلون لبنان الرسالة والهوية والتاريخ ببشير وكل الشهداء ألف مرة كل يوم.

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع ناشر موقع الكلمة اولاين الصحافي سيمون أبو فاضل يعري من خلالها جبن وانانية وتلون وطروادية القيادات والأحزاب المفترض أنها سيادية في مواجهة منطق الإستقواء الفاجر الذي تمارسه الثنائية الشيعية

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

بعض عناوين مقابلة سيمون أبو فاضل من تلفزيون المر تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

http://eliasbejjaninews.com/archives/86743/86743/

https://www.youtube.com/watch?v=Q67DXhEbWSQ

*رئيس جمهورية ضعيف وعهده فاشل ومهزوم ومنهك وهو أخذ لبنان إلى المحور الإيراني بالكامل. رئيس ماكينة انتخابية لجبران باسيل.

*سليمان فرنجية وجبران باسيل هما تحت سقف حزب الله.

*العونية ادخلت إلى المجتمع المسيحي مفهوم الذمية.

*حزب الله يتحكم بالبلد وبالحكم..الحكومة ومجلسي النواب والوزراء.

*حزب الله ضرب وفكك معظم مؤسسات الدولة والخاصة وتركيزه بشكل لافت على المسيحية منها.

*السعودية عاتبة على حلفائها المهتم فقط بالوصول إلى كرسي رئاسة الحكومة ولهذا يساير ويداهن حزب الله ولا يواجهه.

*دور جعجع مطلوب أن يكون الخيار السيادي والإستقلالي ورفع السقف وليس ملفات الكهرباء والسجالات الجانبية.

*غريب تكرار قول جعجع بأنه غير نادم على ايصال عون للرئاسة!!

*القيادات المسيحية مستسلمة وأولوياتها شخصية وسلطوية وعمى بصرها وبصيرتها حجمها والغى دورها وهي راهناً لا ترى غير كرسي الرئاسة وهي قيادات منافقة ووصولية تغش الناس وتستغلهم وهمها الزعامة ولو ع ضيعة.

*حكومة حسان دياب فاشلة ولم تحقق أية نجاحات وهي مرتبطة بالقوى التي جاءت بها وبأشخاص حاقدين وأجندتهم تدميرية…دياب أسير رجل أمني حاقد على جعجع والحريري وآخر طامع بالرئاسة ويعادي الجمع ومرفوض من الجميع وثالث ناقم اقتصادياً ومعقد.

*طرح الفيدرالية له ما يبرره حيث أن حزب الله يفرض على لبنان بالقوة خيارات ثقافية ومذهبية ومعيشية غريبة عن خيارات غالبية اللبنانيين.

*السرقات والسمسرات مستمرة ولم تؤثر الثورة في مسارها لأن أهل السلطة يرفضون أن يروا ما يجري وآخر همهم المواطن ولقمة عيشهم.

*القيادات السنية غائبة عن مواجهة السلبطة التي يمارسها الثنائي الشيعي وجنبلاط حذر ولا يتبنى مواقف سيادية، بل تسووية وربط نزاع.

*كلام المفتي أحمد قبلان ومقاربات غيره من الشخصيات الشيعية الدينية هدفه فتح الدستور وضربه على خلفية مفهوم يقول بأن محور إيران هو منتصر في المنطقة.. وتأميناً لبقاء سلاح حزب الله وسيطرته على نظام جديد هو يتحكم به ويديره.

*القيادات المسيحية منبطحة ومستسلمة وغائبة عن دورها وعن تاريخ مقاومتها وهم عملياً يقتلون الشهداء مليون مرة كل يوم.

*في الغالب لن تنجح المفاوضات مع صندوق النقد الدولي على خلفية إصرار حزب الله إبقاء هيمنته على الحدود والمعابر والمرافق من بور ومطار وجمارك وغيرها.

*الدول العربية لا تزال تقاطع حكومة دياب ولن تقدم أية مساعدات مالية. خطة الحكومة هي لا خطة ولا تقدم أي شيء وهي موجهة للخارج فقط وكلها عيوب.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث للدكتورة منى فياض تعلق من خلالها على كلام مستفز وعدواني وغبي  واستكباري وواهم لرئيس البرلمان الإيراني

جاء فيه ىان إيران ملتزمة خارجياً بأذرعتها ووكلائها وتدعوهم لإستعمال القوة والإستمرار بكل ما اوجده قاسم سليماني في العديد من الدول.في الخلاصة: النظام الإيراني خارجياً لا يتصرف كدولة بل كولاية وهو يهين اذرعته ويورطها في حروب واشكالات داخل دولها لأنه يحتقرها ولا يهتم بمصيرها ولأنه يركز على الدا فقطخل ويعتمد على ارهاب اذرعته للحفاظ على نظامه الذي يسرق كل الدول التي له فيها اذرع ووكلاء وهي لبنان وسوريا والعراق واليمن. النظام الملالوي يرى أن كل من يعارضه في الداخل او في الخارج هو خائن وقصاصه الموت.

https://www.youtube.com/watch?v=t1T3HJi2Y1E

 

تحرك في بيروت يطالب بنزع سلاح «حزب الله»دعا إلى تطبيق القرار الأممي 1559

بيروت: «الشرق الأوسط»/31 أيار/2020

انقسم الشارع في محيط قصر العدل في بيروت، بين معتصمين طالبوا بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1559 رقم الداعي لنزع سلاح «حزب الله» وحصر السلاح في لبنان بيد الجيش، وآخرين اعتصموا رفضاً للاعتصام الأول، دفاعاً عن سلاح الحزب.

ونفّذت مجموعة من الناشطين وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت تحت عنوان «لا لدويلة داخل الدولة ولا للسلاح غير الشرعي»، مطالبة بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية.

وينص القرار 1559 على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وبسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية، وصدر في عام 2004، بينما ينص القرار 1701 على وقف لإطلاق النار إثر حرب يوليو (تموز) 2006 بين لبنان وإسرائيل، ويشدد على منع وجود السلاح في منطقة جنوب الليطاني على حدود لبنان الجنوبية. ورفعت لافتات داعية إلى تنفيذ القرارات الدولية الثلاثة، ولافتات أخرى حملت شعار «لا للسلاح الأسود»، و«لا للسلاح غير الشرعي»، وأعلن بعضهم رفضه لوجود «دويلة داخل الدولة». وحملت إحدى اللافتات عبارة: «الثلاثية الوطنية الذهبية هي أرض وشعب وقانون» رداً على «الثلاثية» التي يدعو إليها «حزب الله» وأنصاره «جيش، شعب، مقاومة». كما حملت لافتة أخرى شعار «الدستور اللبناني وسلاح الشرعية والقرارات الدولية»، بينما أفادت إحدى اللافتات بأن «قرار الحرب فقط بقرار من جيشنا اللبناني».

وقال أحد المعتصمين إن الفساد محمي في لبنان بموجب معادلة «سلاحنا مقابل فسادكم»، داعياً إلى نزع سلاح «حزب الله»، ووقف توظيف السلاح لحماية الفاسدين، بينما دعا آخر لتوحيد وجود السلاح في لبنان بيد الجيش اللبناني، وتطبيق القرارات الدولية.

بالتزامن، أقيم اعتصام آخر أمام قصر العدل رفضاً للوقفة الاحتجاجية المطالبة بنزع السلاح، وعمدت القوى الأمنية إلى إغلاق منطقة قصر العدل، وفصلها عن محيطها، منعاً للتصادم مع المعتصمين ضد السلاح.

وقال أحد المعتصمين إن السلاح هو «سلاح المقاومة ضد إسرائيل، وليس محصوراً بـ(حزب الله) فقط»، مضيفاً أن «الدولة عندما تخلت عن حماية الأرض من الاعتداءات الإسرائيلية والإرهابية، كان هذا السلاح موجوداً للدفاع عن اللبنانيين». وشكك هؤلاء المعتصمون بنوايا المعتصمين في التحرك الأول، معتبرين أنه «سياسي». وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها اعتصام يطالب بتطبيق القرار 1559 منذ عام 2005 بعد انسحاب القوات السورية من لبنان، علماً بأن الشارع اللبناني انقسم في عام 2004 بين مطالب بتنفيذ القرار الدولي ومعارض له، وخرجت مظاهرات ضخمة آنذاك مؤيدة ومعارضة للقرار الدولي في خريف 2004 بعد صدور القرار في سبتمبر (أيلول) من ذلك العام.

 

29 إصابة وحالة وفاة جديدة بـ"كورونا" في لبنان

مواقع الأكترونية/31 أيار/2020       

أعلنت وزارة الصحة العامة عن "تسجيل 29 حالة جديدة بفيروس كورونا (2 من المقيمين و27 من الوافدين ليصبح العدد الإجمالي 1220 إصابة". وأشار التقرير إلى أنه "تم تسجيل حالة وفاة جديدة ليصبح العدد الإجمالي 27 حالة وفاة، كما تدنى عدد الحالات الحرجة إلى 3 حالات".

ولفت التقرير إلى "إرتفاع عدد الحالات التي شفيت ليصبح 711 حالة شفاء".

 

مصير وجود حزب الله في هذا البلد "على المحك"

العربية.نت/الاحد 31 أيار 2020      

أشادت الخارجية الأميركية بتبني مجلس النواب النمساوي مشروع قانون يهدف إلى "كبح نشاط" حزب الله في البلاد. وتبنى برلمان النمسا، بالإجماع، قراراً يدعو الحكومة إلى الحد من نشاطات حزب الله، وإلى إطلاق مبادرات مماثلة على صعيد الاتحاد الأوروبي، وفقاً لتغريدة نشرها النائب مارتن إنغلبيرك الجمعة على حسابه عبر "تويتر". وأعادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس نشر التغريدة، وعلّقت عليها كاتبةً: "نرحب باعتراف البرلمان النمساوي بالتهديد الذي يمثله حزب الله في أوروبا، وندعو لاتخاذ خطوات إضافية ضد هذا الوكيل الإرهابي لإيران".

وكانت الأصوات قد ارتفعت في النمسا مطالبةً بحظر نشاطات حزب الله في البلاد، خاصةً بعد تنبي قرار مماثل في الجارة ألمانيا. وأعلنت وزارة الداخلية في ألمانيا بأواخر نيسان حظر كافة أنشطة حزب الله على أراضيها، وصنفته منظمة إرهابية. وذكرت حينها الوزارة أن القرار يعني حظر رموز حزب الله في التجمعات أو المنشورات أو وسائل الإعلام وإمكانية مصادرة أصوله. وأضافت أنه نظراً لأن الجماعة منظمة أجنبية فلا يمكن حظرها وحلها.

 

برلمان النمسا يتجه لحظر “حزب الله”… وأميركا ترحب

واشنطن- وكالات

 أشادت الخارجية الأميركية بتبني مجلس النواب النمساوي، مشروع قانون يهدف إلى كبح نشاط ميليشيا “حزب الله” اللبنانية في البلاد. وتبنى برلمان النمسا، بالإجماع، قراراً يدعو الحكومة إلى الحد من نشاطات “حزب الله”، وإلى إطلاق مبادرات مماثلة على صعيد الاتحاد الأوروبي، وفقاً لتغريدة نشرها النائب مارتن إنغلبيرك الجمعة على حسابه في “تويتر”. وأعادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس نشر التغريدة، وعلّقت عليها كاتبةً: “نرحب باعتراف البرلمان النمساوي بالتهديد الذي يمثله حزب الله في أوروبا، وندعو لاتخاذ خطوات إضافية ضد هذا الوكيل الإرهابي لإيران”.

وكانت الأصوات قد ارتفعت في النمسا مطالبةً بحظر نشاطات “حزب الله” في البلاد، خاصةً بعد تنبي قرار مماثل في الجارة ألمانيا. وأعلنت وزارة الداخلية في ألمانيا بأواخر إبريل حظر كافة أنشطة “حزب الله” على أراضيها، وصنفته منظمة إرهابية. وذكرت حينها الوزارة أن القرار يعني حظر رموز “حزب الله” في التجمعات أو المنشورات أو وسائل الإعلام وإمكانية مصادرة أصوله. وأضافت أنه نظراً لأن الجماعة منظمة أجنبية فلا يمكن حظرها وحلها.

 

السفيرة الأميركية تحذر عبر OTV: العقوبات قد تشمل أيضاً أولئك الذين يساعدون حزب الله ويدعمونه

موقع راديو صوت بيروت/31 أيار/2020

وصفت السفيرة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا الخطة المالية التي وضعتها حكومة حسان دياب بالطموحة، وبدء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بالخطوة الاولى الضرورية والمرحب بها، الا انها شددت في المقابل على وجوب اتخاذ اجراءات ملموسة لتنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها.

 وأكدت شيا ان الولايات المتحدة لا تزال تراقب تمهيدا لتقييم اداء حكومة حسان دياب التي “ابدت رغبة جدية في محاربة الفساد” كما قالت لكن المطلوب، الانتقال من الاقوال الى الافعال وبالتالي تنفيذ ما وعدت به من اصلاحات تضمنتها خطتها الانقاذية ما يشكل المفتاح لإعادة وضع الاقتصاد اللبناني على السكة الصحيحة، معتبرة ان هذه المسالة تتطلّب توافقا على الأفكار الواردة في الخطّة من قبل الأشخاص الذين خرجوا إلى الشارع في تشرين الأوّل الماضي وطالبوا بهذه الإصلاحات وكذلك توافقا سياسيا. وردا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة لا تزال تدعم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولاسيما بعد البلبلة التي حدثت في لبنان اخيرا حول امكان اقالته من منصبه، اشارت السفيرة الاميركية الى انه من الخطأ شيطنة أي شخص أو مؤسّسة أو جعلهم كبش فداء للانهيار الاقتصادي في لبنان لأنّ ذلك نتيجة عقود من الفساد وسوء الإدارة المالية، وتابعت :”قد يكون البنك المركزي هو الذي سمح بتراكم الديون الكبيرة على البلاد، لكنّني لا اجد انه المسبب لها. لتضيف: “أولئك الذين لديهم مصالح راسخة في غنائم النظام السياسي، وأولئك الذين سمحوا باستنزاف أموال البلاد، سواء في قطاع الكهرباء مثلًا، أو من خلال حرمان الحكومة من حقّها في الإيرادات نتيجة التهرب الجمركي، هم المسؤولون عن الكارثة الاقتصادية التي نواجهها اليوم”.

واذ شددت على ان تعيينات المركزي قرار يعود للحكومة اللبنانية، اعلنت شيا ان الولايات المتحدة لطالما عملت بشكل وثيق مع رياض سلامة على مر السنوات وهو، اي سلامة، يحظى بثقة كبيرة في المجتمع المالي الدولي واذا لم يكن لدى هذا المجتمع ثقة في قيادة المؤسسات المالية الكبرى بالبلاد فأعتقد أنّه لن يكون هناك أي تدفق للاستثمار أو النقد الذي يحتاجه اقتصاد لبنان”.

اما عما كانت بلغت كلا من رئيس الحكومة حسان دياب والوزير جبران باسيل رسالة اميركية بان سلامة خط احمر، قالت شيا: لا احب التعليق على محادثاتي الدبلوماسية الخاصة لكن الاكيد ان ما قرأته بالاعلام من تكهنات هي اختلاق واضافت: “لقد وصفت وبصراحة تامة ما هي سياستنا كحكومة للولايات المتحدة تجاه البنك المركزي”. ووصفت شيا ما يقال عن رغبة اميركية وعمل جدي على خنق لبنان اقتصاديا وانهياره ماليا وتدخلها لدى سلامة لمنع التدخل لحماية الليرة اللبنانية، بالمزاعم المنافية للعقل والمنطق، واكدت ان ما تريده الولايات المتحدة هو ازدهار اقتصاد لبنان مذكرة بما قدمته الاخيرة وعلى مر السنوات من مساعدات للبنان، كاشفة في هذا السياق، انه سيتم الاعلان الأسبوع المقبل عن مساعدة جديدة ستذهب لدعم بعض المنح الدراسية لطلّاب الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية لمساعدتهم على دفع أقساطهم الجامعيّة في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة الصعبة التي يمر بها لبنان”.

وردا على سؤال عما اذا كان المطلوب راس حزب الله او سلاح حزب الله مقابل فك الحصار الاقتصادي عن لبنان، ردت شيا بالقول: “ليس هناك من اي حصار اقتصادي أو مالي اصلا، أفترض أنك تقصدين العقوبات الأميركية وتحديدًا العقوبات الاقتصادية الأميركية التي تستهدف المنظمات الإرهابية ومن يدعمها ماديًا. وسيكون هناك أيضًا سلة أخرى من العقوبات التي ستطال المتورّطين بالفساد، ولكن هذه العقوبات لا تحرم لبنان من التجارة والاستثمار”.

لتتابع: “الاساس هو ان هذه العقوبات لا تتيح لهذه الجهات المخرّبة بالتسلّل إلى النظام المالي الأمي، لقد طعن حزب الله بسمعة بلدك الماليّة ومصداقيّته. لماذا قد يرغب المستثمر الدولي في أن يرتبط اسمه بأموال فاسدة تابعة لمنظمة إرهابية أو متورّطة بغسل الأموال الناتجة عن عائدات تهريب المخدرات؟ هذه ليست سوى أمثلة قليلة. لذا فمن مصلحة شعب لبنان أن يكون لديه اقتصاد نظيف وهذا ما سيجذب المستثمرين الدوليين”.

هل ستشمل العقوبات حلفاء حزب الله؟ سئلت شيا فختمت بالقول: “العقوبات تستهدف حزب الله، لكنها قد تشمل أيضاً أولئك الذين يساعدون حزب الله ويدعمونه. كذلك سيكون هناك فئة جديدة من العقوبات التي ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من حزيران وستطال قتلة المدنيين في سوريا. قد تكون هناك بعض الأطراف هنا متورطة في سلة العقوبات هذه أيضًا. ويذكر أن هذا االحديث التلفزيوني للسفيرة الأميركية هو الاول  لها عبر محطة الـ “او تي في” التابعة للتيار الوطني الحر حليف حزب الله! فيما يصنف مراقبون هذا اللقاء ضمن رسائل التيار الأخيرة إلى حزب الله في إطار التراشق الإعلامي حول قضايا الفساد وسلاح حزب الله وملفات داخليه كقضية بلدة لاسا وصفقة معمل سلعاتا. إذا بات تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله يمر بأزمة ثقة خصوصا بعد الضغوظ الأميركية على جميع حلفاء الحزب لفك الارتباط معه وإلا سيواجهون مصيره.

 

سلاح “حزب الله” يتخطى حاجز الجيش اللبناني على مرآى عناصره!

موقع راديو صوت بيروت/31 أيار/2020

رد “حزب الله” على اللبنانيين الذين تظاهروا امام قصر العدل مطالبين بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1559 الداعي لنزع سلاح الحزب وحصره بيد الجيش،

من خلال مقطع فيديو حصل عليه موقع صوت بيروت إنترناشونال اظهر سيارة يقودها احد عناصر الحزب الى جانبه عدد كبير من الاسلحة، يستمع الى انشودة تقول” نحنا بليل الي يرهب قمرك… فينه اليندك يحفر قبره… هذا الملعب وين ليقرب”، يمر من امام حاجز للجيش اللبناني بكل هدوء وسلاسة وبساطة، وكأن الاسلحة المتواجدة امام السائق والظاهرة عن قصد الى العيان شرعية وغير مخالفة لقوانين الدولة اللبنانية!

رسائل الحزب في الفيديو واضحة للداخل والخارج، أولها الى اللبنانيين بأنه هو الدولة لا الدويلة، وبأن سلاحه يهابه الجيش اللبناني، ولن يقوى احد على انتزاعه ومن سيتجرأ حتى على المطالبة بذلك سيكون كمن “يحفر قبره بيديه”، اما الرسالة الى الخارج فقد سبق وكررها حسن نصر الله وعدد من مسؤولي الحزب بأنه” لن يكون في مقدور أية قوة في العالم نزع سلاح حزب الله”،

واعاد تأكيدها من خلال مقطع الفيديو تزامناً مع دخول قانون “قيصر” الذي أقرّه الكونغرس الأميركي حيّز التنفيذ في اول حزيران، وهو ينصّ على معاقبة كل من يقدّم الدعم للنظام السوري، ويُلزم رئيس الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الدول الحليفة لرئيس النظام بشار الأسد.

كذلك يذكّر “حزب الله” من خلال مقطع الفيديو ان 7 ايار قد يتكرر اذا تطلب الامر، وان لا شيء يحول دون اثبات سلطته على لبنان وبسط سيطرته على مفاصل الدولة، وبأن له القيادة والولاية، وبأنه بقوة سلاحه يعين الرئيس ويؤلف الحكومات، يتحكم بالسياسة الداخلية ويرسم السياسة الخارجية، يمسك بالاقتصاد ويسيطر على المعابر الحدودية، يصنف الاخرين بين الأصدقاء والحلفاء والأعداء… ثوان قليلة كانت كفيلة بايصال رسائل الحزب، ثوان تحمل في طياتها تحد كبير للبنانيين وللاميركيين ودول العالم.

 

“حزب الله” يهدد بتحريك شارعه لمواجهة الدعوات لنزع سلاحه

ثوار لبنان ينددون بوزير الداخلية: بلطجي... والراعي يدعو للكف عن خرق النظام

بيروت ـ”السياسة” /الأحد 31 أيار 2020

 مع اتساع موجة الاعتراضات على ممارسات “حزب الله” الذي يحكم قبضته على الحكومة، ويحمي معابر التهريب عبر المعابر غير الشرعية، يتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التحركات الرافضة لاستمرار هيمنة السلاح غير الشرعي الذي يقوض عمل المؤسسات ويشل دورها، وهي خطوة ينتظر أن تلقى دعماً وتأييداً من فئات واسعة من اللبنانيين. لكن في المقابل فإن هناك خشية من أن يعمد “حزب الله” ومناصروه إلى تحريك تظاهرات مضادة، دفاعاً عن سلاحه وفي إطار حشد جمهوره في مواجهة الداعين لنزع هذا السلاح، ما قد يفتح الوضع إلى مرحلة جديدة من التوتر والتشنج. ولم تستبعد أوساط سياسية، كما أبلغت “السياسة”، أن يلجأ “حزب الله” إلى الاحتماء بالشارع لحماية سلاحه، وفي الوقت نفسه لدب الذعر في نفوس المتظاهرين، من أجل منعهم من المضي بتحركاتهم الرافضة لهيمنة هذا السلاح، بعد ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الرافضة لسطوة الدويلة على حساب الدولة .وفيما لا تزال أصداء الكلام ” الانقلابي” للمفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان تتردد في الأوساط الداخلية، وفي ما عد رداً على هذا الكلام، شدد البطريرك بشارة الراعي على أن “لبنان وجد ليكون وطنًا للجميع، لا لدينٍ دون سواه، أو لطائفةٍ دون غيرها”، لافتاً إلى أن المؤسِّسين أرادوه منذ مئة سنة جماعة حياة في دولة تحمي بدستورها وميثاقها الوطنيّ وصيغتها هذه الجماعة المتنوّع، معتبراً أنه “لا بدّ من تضافر القوى للمحافظة عليها ولترقيها وتطويرها، في بيئة مشرقيّة تتمسّك بالأحاديّة، وتجاه بيئة غربيّة معنيّة بالانصهار غير المبالي بتنوّع الثقافات والهويّات”. وأشار الراعي، إلى أننا “نلاحظ أن ثمَّة من يطالب بتغيير النظام، فيما المطلوب أولاً التَّغيير في السّلوك، والكفّ عن خرق النظام، وانتهاكه بالأنظمة الموازية، والمطلوب التقيُّد بالدستور روحًا ونصًّا، وانتزاع الولاءات المتعدّدة التي ترهقه، والمحافظة على جمال صيغة العيش معًا والولاء للوطن والتَّعاون في إدارة شؤونه”. ومن جانبه، أشار رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض، إلى أن “الخطر بات جدّيًا على الكيان والوجود الحر في حال إستمرار سلاح الميليشيا، وعليه أحوالنا ستستمر من سيء الى أسوأ ما لم ينتهي كابوس السلاح”. ومع عودة التظاهرات المناطقية، رفضاً للواقع الاجتماعي الآخذ بالتدهور، نفذ محتجون على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والغلاء، اعتصامًا في ساحة عبد الحميد كرامي بطرابلس، وقطعوا الطرقات المؤدية إلى الساحة، وسط تدابير أمنية مشددة للجيش والقوى الأمنية. ورفع المشاركون في الاعتصام الأعلام اللبنانية ولافتات تهاجم “السياسات المتبعة، والإخفاقات في معالجة القضايا المطروحة”، مُردّدين هتافات تؤكد “العودة إلى الساحات” واستكمال “انتفاضة 17 تشرين الأول”. وفي السياق، قام عددٌ من المحتجين مساء أول من أمس، بالتظاهر في محيط منزل وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي. وردّد المحتجون هتافات مُندّدة بالوزير، “بلطجي محمد فهمي بلطجي”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 31/5/2020

وطنية/الأحد 31 أيار 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الولايات المتحدة ساحة الحدث العالمي، مع توسع الاحتجاجات أمام سفاراتها في لندن وبرلين وكندا، بعدما كاد المشهد المتنقل في ولاياتها أن يحولها ساحة حرب، ومقاربة دخول المحتجين البيت الأبيض لولا قرارت الاغلاق للمقر الرئاسي ولعدد من الولايات، لإعادة تحكم الشرطة بالوضع الميداني. وتبقى مضاعفات الحدث مفتوحة على صورة مهتزة للنظام العالمي، بريادة أميركية، الذي يمر بمرحلة حرجة بفعل ترددات تفشي وباء كورونا، فيما ظهرت المواجهات وباء التعصب العنصري في المجتمع، بصورة فاضحة لمكامن الضعف..

أميركا المهزوزة في صورتها الداخلية، لم تعدل سياستها العقابية في المنطقة، مع بدء سريان "قانون قيصر" المتعلق بالعقوبات على سوريا وكل متعامل مع النظام.

لبنانيا، أزمة بنزين تلوح في الأفق مع استكمال خطوات منع اقتصاد التهريب، وفق توصيف رئيس الحكومة. فيما المشاورات تأخذ مداها، لبلورة توافق على التعيينات، واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وسط ضغط عودة المحتجين إلى الشارع. وقد تظاهر العشرات مساء اليوم باتجاه القصر الجمهوري، وصولا إلى الحاجز الخارجي حيث منعتهم القوى الأمنية من التقدم، قبل أن يرغموا على الخروج من محيط قصر بعبدا.

وبعد انفضاض الجمع من محيط القصر الجمهوري، بدأت بوادر تجمعات المحتجين في ساحة "النور" بطرابلس، ما أوحى بنية لتصعيد التحركات في الساعات المقبلة.

ومع الخروج الجزئي من دائرة الحجر الصحي، سجلت وزارة الصحة العامة تسعا وعشرين حالة كورونا جديدة، بينها إصابتان من المقيمن وسبع وعشرون بين الوافدين. ومع بقاء الاجراءات لمنع انتشار كورونا، تبدو البلاد متخففة من تضييق الدورة الاقتصادية، مع فتح المراكزالتجارية والأسواق وإفساح المجال بالتجوال حتى منتصف الليل. توازيا تواصلت الجهود بتكثيف الفحوصات العشوائية، ولا سيما في المناطق والمخيمات حيث ظهرت إصابات جديدة.

وزير الأشغال العامة والنقل كشف أن المطار لن يفتح في 8 حزيران، متوقعا أن يتم ذلك ابتداء من 21 حزيران، مشيرا إلى أنه طالما أن فتح المطار سيتأخر فنحن قد نكون أمام مرحلة رابعة من عودة المغتربين.

وبانتظار ما ستسفر عنه تعاميم المصرف المركزي، يعود الصرافون للعمل الأربعاء، ما يشكل امتحانا لإمكانية ضبط السوق الموازي للتسعير الالكتروني للدولار وللسعر الرسمي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

... وفي اليوم الخامس، لم يسجل مسرح الاضطراب الداخلي الأميركي، أي اختراق من شأنه لملمة تداعيات المشهد المأساوي للرجل الأسود الذي ركع شرطي أبيض على رقبته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وعلى غرار الأيام السابقة، اندلع المزيد من التظاهرات والاحتجاجات، ووقعت مواجهات مع الشرطة وأعمال قتل ونهب وتخريب وتكسير. وإزاء هذا المشهد الفوضوي الذي تبدو فيه الأمور خارج السيطرة، وضع الجيش في حال تأهب للتدخل، فيما تم استدعاء الحرس الوطني لاحتواء الاحتجاجات ولا سيما في محيط البيت الأبيض، ناهيك عن إعلان حال الطوارىء وحظر التجول في غير مدينة أميركية.

في غمرة هذه الوقائع، هدد الرئيس دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية غير المحدودة ضد المتظاهرين، ولوح بتنفيذ حملات اعتقالات واسعة.

شرارة الانتفاضة التي فجرها مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة، امتدت إلى كندا حيث تظاهر الآلاف في تورنتو، لإدانة العنصرية وأعمال العنف التي تقوم بها الشرطة في كلا البلدين.

في لبنان، غابت السياسة في عطلة نهاية الأسبوع، لكن المستجدات المتصلة بكورونا حاضرة أبدا، وعلى ضفافها ظل عداد الإصابات يتحرك صعودا، حيث سجلت اليوم تسع وعشرون إصابة، معظمها من الوافدين، فيما سجلت حالة وفاة واحدة.

وبانتظار أن يرسو العداد على بر مرض، خفضت وزارة الداخلية إجراءات التعبئة لجهة الخروج والولوج إلى الشوارع والطرقات وفتح المؤسسات الصناعية والتجارية.

وفي شأن متصل، يفترض أن يعقد غدا اجتماع تقني لبت مصير المرحلة الرابعة من عودة المغتربين، وكذلك موعد إعادة فتح مطار بيروت، علما بأن رئيس المطار رجح بنسبة تسعين بالمئة أن يعاود هذا المرفق الجوي عمله في الثلث الأخير من حزيران المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إلى مزيد من التصعيد تتجه الأحداث الأميركية، بل إلى احتقان غير مشهود منذ فترة طويلة، جراء الاستفزاز العنصري الذي يمارسه علنا الرئيس الأميركي ضد طبقات واسعة، مطلقا يد الشرطة بالعنف والشدة.

على تقدير المتابعين، فإن كل ساعة من الاضطراب تمر على الأميركيين حاليا، يقابلها خطوات في مسار التعثر الضارب للبلاد منذ مجيء ترامب إلى البيت الأبيض، ومنذ إطاحته بما اعتادوا عليه من مكتسبات وتقديمات، إضافة إلى حالة التهور الكبير في إدارته للملفات الداخلية والخارجية، وتعميق الاشتباك الاجتماعي ومفاقمته بالتمييز على أساس اللون.

هل يمكن أن تخرج أميركا من اضطرابها قريبا، مع وجود 40 مليون عاطل من العمل بين حدودها؟، وهل هناك من يفصل بين ارتفاع حدة المواجهات والمنازلات الانتخابية التي ترتفع أسهمها في الشوارع المهتزة؟.

لا شك أن حالة الارتباك تضرب عميقا، وأن الخيارات الآمنة لإطفاء الشارع محدودة، وهي بدأت بحظر التجوال في خمس وعشرين مدينة، ونشر الجيش الوطني في واشنطن وإحدى عشرة ولاية إلى الآن.

في لبنان، أسبوع طالع على تقييمات جديدة لإجراءات مواجهة فيروس كورونا، واليوم وزير الداخلية قلص مدة الإقفال الليلي مع الإبقاء على الالتزام بالقواعد المعمول بها. أما نقديا، فرصد للنتائج المتوقعة لعودة الصرافين عن اضرابهم، وما إذا كانت هذه الخطوة مرتبطة بإجراءات يطمح إليها اللبنانيون لكبح لعبة الدولار وارتفاع سعر صرفه.

ويتمنى اللبنانيون أحيانا كثيرة نسيان واقعهم، إلا أن كثيرا من آلامهم لا تنسى، ومنها ما تحمله كل عام ذكرى اغتيال الرئيس رشيد كرامي، الرجل الوطني الذي يبقى رمزا للوحدة والعروبة الأصيلة، في شهادته كما في حياته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

على الضفة المناوئة للحكومة، التخبط سيد الموقف: فالقوى السياسية التي تلتقي ضمنا على الوقوف في وجه حسان دياب، وأبرزها ثلاثي "المستقبل" و"الاشتراكي" و"القوات"، والتي ينتابها الهلع السياسي كلما لمحت في الأفق احتمال نجاح حكومي ما، تماما كما حصل في إطلاق التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومواجهة كورونا، فشلت حتى الآن في تشكيل جبهة موحدة، فراح "المستقبل" يدلي بردود فعل مبالغ فيها وذات طابع شخصي واضح، في وقت يلتزم "الاشتراكي" الهدوء النسبي منذ زيارة وليد جنبلاط لبعبدا، فيما واصلت "القوات" سياستها التقليدية القائمة على استهداف "التيار الوطني الحر" من دون سواه، في كل تصريح أو موقف أو مؤتمر أو طرح.

أما حزب "الكتائب"، الذي نام رئيسه على حرير الثورة، مصدقا أنها صدقته، فصدم أمس جراء تظاهرة حراكية تحت شرفة منزل والده أمين الجميل، ذكرته بأن طرح النأي ب"الكتائب" عن الطبقة السياسية وملوثاتها، خدعة لا تنطلي على أحد.

أما بالنسبة إلى الحراك، فالعشوائية المؤذية لا تزال الطابع الغالب، وآخر مظاهرها أمس تحرك مطالب بتطبيق القرار 1559، لم يعرف بعد موقف الحراكيين الفعليين منه.

أما على ضفة القوى الداعمة للحكومة، فالوضع ليس مثاليا، لكنه أحسن حالا من معسكر المتخبطين. فصحيح أن العلاقة بين الأركان الاساسيين ليست شهر عسل، وأن بعضهم "لاطي" للبعض الآخر على كوع التعيينات والرئاسيات وما بينهما، غير أن التسلح بغياب البديل، وبالثقة الشعبية التي يراكمها شخص رئيس الحكومة، ومعه عدد لا بأس به من الوزراء في أكثر من ملف، يبقى الأساس، ومعه قبل كل شيء، الغطاء الرئاسي الوازن، المواكب لمسار الخروج من الأزمة، والمتدخل للتصحيح حيث يلزم، كما حصل في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، وكما قد يحصل في شأن أي قرار ملتبس أو قانون منقوص.

كل ذلك في موازاة عمل تشريعي هادف، كان من نتاجه في الجلسة الأخيرة إسقاط قانون العفو العشوائي، وإقرار قانون رفع السرية المصرفية. على أمل بدء الخروج جديا من الأزمة الطبيعية بعد خطايا مميتة تعود إلى أعوام ثلاثين.

"آخر همي"... هكذا من المرجح أن تعلق غالبية اللبنانيين على كل ما سبق. فالهم الوحيد اليوم تختصره كلمتان: الدولارات أولا، والإصلاحات ثانيا. وفي انتظار إجراء ملموس ينعكس سريعا على الأحوال المعيشية، سيبقى جواب الناس "آخر همي".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

تخفيف إجراءات التعبئة لا يعني السيطرة التامة والنهائية على الكورونا، وإن كانت السيطرة عليه مقبولة نسبيا، بل جاء نتيجة صرخات النزع الأخير للمؤسسات التجارية على اختلافها، واستجابة من الحكومة لصرخات الناس الذين بدأ الجوع يدق أبوابهم، بعدما فرغت جيوبهم ومعاجنهم ولم يبق على خميرهم ذرة طحين.

لكن الانفلاش الشعبي على الطرقات بدءا من الغد، يجب ألا تقرأه الحكومة على أنه دليل ازدهار، فتقيم احتفالات النصر المزدوج على الجائحة، وعلى الأزمة الاقتصادية- المالية- الاجتماعية، التي كانت بدأت في السابع عشر من تشرين، وجاء الكورونا ليفاقم الازمة.

بكلام آخر، على حكومة حسان دياب وعرابيها أن يعوا تمام الوعي، بأن الناس لم ينسوا ولم يسامحوا ولن يقبلوا بأن يكون ما بعد الكورونا كما كان الوضع قبل الكورونا. وبكلام أكثر وضوحا، اللبنانيون يرفضون رفضا قاطعا المئة في المئة من الأقاويل والانتصارات الواهية التي وردت في خطاب المئة يوم، وهم إذا مانوا على عقولهم في الفترة السابقة، فمنحوا الحكومة فترة سماح غير مستحقة، فإنهم هذه المرة لن يمونوا على بطونهم الخاوية وجيوبهم الفارغة، بعدما دفنوا وأرزاقهم وأموالهم أحياء تحت خط الفقر، ولا يراهن أحد على أن اللبنانيين أكثر حضارة وانضباطا من الأميركيين، وبأن الجيش والقوى الأمنية رهن إشارة الحاكم لقمع الناس.

في أي حال، يجب أن تضع الحكومة في حسابها أن يوم الاثنين سيظهر صورة الوضع المأسوي الذي انحدرت إليه البلاد، إذ أن عددا كبيرا من المؤسسات لن يفتح أبوابه ليس لأنه محجور بل لأنه مكسور، كما أن عددا كبيرا من الموظفين والعمال لن يعودوا إلى وظائفهم وأشغالهم ليس لأنهم محجورون بل لأنهم مصروفون.

إنطلاقا مما تقدم، على الحكم والحكومة ألا يصنفا هذا الكلام في خانة الزجليات والمراجل، فهو لسان حال الناس المنتفضين على مساحة الوطن، وقد تواصلوا وتعاقدوا على العودة إلى الشوارع والساحات مهما كان الثمن. والنصيحة أن يكون الرد عليهم بالعمل الحكومي المجدي والواقعي، وليس بالقمع وتحريك شوارع السلطة في مواجهة شوارع الناس.

لكن لن نتأمل أن ينتج العوسج تينا، فتصوب الحكومة المسار وتدوزن أداءها على مطالب الناس، بل بالعكس، فإن أركانها لا يزالون على خلافاتهم وفجعهم على التعيينات، والخلافات ليست على تعيين الأجدر من الموظفين بل لإيصال الأكثر خضوعا وطواعية. هذا الأداء أكد ويؤكد لصندوق النقد ولكل الدول الصديقة، أن القيمين على مصالح الوطن أصغر من الأزمات، بل هم سببها، من دون أن ننسى انكشاف الواقع السيادي المأزوم والتبعية العمياء للسلطة ل"حزب الله" الذي يسوقها شرقا. فمن أين سيأتينا المال والمساعدات؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يقول christopher harris، أحد أصدقاء floyd، إنه وقبل ليلة من وفاته، كان سيبحث عن عمل، هو الذي طرد من عمله جراء أزمة كورونا، ليختم harris قائلا: عندما تحاول أن تتشبث بطلب العدل والقانون وأنت لا تستطيع إليهما سبيلا، عندئذ تشرع في تطبيق القانون على طريقتك.

ما يحصل في أكثر من ثلاثين ولاية ومدينة أميركية، من احتجاجات يتخللها أعمال شغب، يشبه ما يحصل في بلدان كثيرة حول العالم، من بينها لبنان، هناك وهنا عندنا، حيث ضاع النظام، وفقدت العدالة، وانتصرت الفوضى على القانون.

وما تشبيه شوارع الولايات المتحدة بشوارع لبنان، سوى ترجمة لواقع شعب، بينه وبين سلطاته المتعاقبة، سنين من الوعود الكاذبة، عن العدالة الآتية والإصلاح الحتمي.

اليوم، ينظر اللبنانيون، الموجودون في قعر الانهيار المالي والاقتصادي، طبعا حسب أهوائهم السياسية، إلى بلاد العم سام، معقل الديموقراطية والحرية، وهم منقسمون بين محبي دونالد ترامب، وبين محبي martin luther king، المدافع الشرس عن العدالة الاقتصادية والاجتماعية. هو من قال قبل سقوطه العام 1968 برصاصة متطرف أبيض، وكأنه يتحدث اليوم: لقد فشلت الولايات المتحدة في سماع أن محنة الفقراء السود قد ساءت على مدى السنوات القليلة الماضية، كما فشلت في سماع أن وعود الحرية والعدالة لم يتم الوفاء بها.

هذا في وقت يترقب فيه العالم، نتائج ما يحصل في الولايات المتحدة، على الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل. فهل يترجم غضب الشارع بإسقاط دونالد ترامب، عبر توزع أصوات الناخبين من أصول افريقية، أم يستفيد ترامب من غضب هذا الشارع، ليجذب إليه المزيد من أصوات المتطرفين البيض، فيضمن الطريق إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تراجعت الحكومة خطوتين إلى الوراء على طريق الإصلاح، فتقدمت كورونا خطوة إلى الأمام على طريق مناعة القطيع. وغدا يوم آخر تستعيد فيه البلاد أنفاسها من رئة الوباء. وعلى سلم الفايروس الذي سجل اليوم تسعا وعشرين إصابة معظمهم من الوافدين، ستخفف الإجراءات وستعود الحياة شبه طبيعية، مع الإبقاء على بعض الاستثناءات وتعديل في المواقيت، بحسب بيان وزارة الداخلية.

وكما على الأرض، كذلك في السماء. فقد أعلن وزير الأشغال العامة والنقل عن إحتمال افتتاح مطار بيروت أمام حركة الملاحة ابتداء من الواحد والعشرين من حزيران.

وبمقاييس حزيران عن ثلاثة وثلاثين عاما إلى الوراء، غرد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للمرة الأولى في ذكرى اغتيال الشهيد رشيد كرامي، مستذكرا رجالات الدولة أصحاب المواقف الوطنية. وللذكرى كلام فيصل من وزن لم نسامح ولن ننسى، ولكننا لسنا طلاب انتقام بل طلاب عدالة. والعدالة في عرف آل كرامي، لن تكون بقانون عفو ملغوم يستثني الموقوفين ظلما من دون محاكمات، ويسقط التهم عن قتلة الرشيد المحكومين غيابيا والفارين خارج لبنان، يمعن في قتل القتيل وفي تمجيد القاتل.

وفي ذكرى اغتيال رئيس حكومة كان على قيد الرئاسة لدى استهدافه من السماء، سأل النائب فيصل كرامي: كيف تنعون الطائف وهو المتضمن آليات ونصوصا واضحة لبناء الدولة العصرية؟، وزيادة في السؤال: لماذا استصدار شهادة وفاة لاتفاق لم يبصر النور، ولم يسجل في دائرة نفوس بناء الدولة؟.

لكن الميثاق الوطني الذي بقي حبرا على ورق، صار اتفاق الطوائف، والطوائف تحولت إلى فيدراليات ولكل فيدرالية معمل كهرباء ومكب نفايات ومواقع في التعيينات ممنوع المساس بها، وقوانين عفو على المقاس، وقضاء متروك للقدر والمحاسبة إلى يوم الحساب.

حتى صلاحيات مجلس الوزراء الملحوظة في اتفاق الطائف، فقدت صلاحيتها، ولم يبق زعيم إلا "وبل إيدو" بحكومة مواجهة التحديات، وكل فريق فيها يقول "أنا الوالي"، من تهديد سليمان فرنجية ونبيه بري بالاستقالة، إلى "سلعتة" جبران باسيل، إلى خطوط طلال إرسلان الحمراء تحت منصب الشرطة القضائية، يؤازره في المهمات الدرزية الوزير رمزي المشرفية.

وإذا كان رئيسها حسان دياب قد أصيب بهزة ثقة، فلا حل أمامه إلا بالتقاط النفس والرجوع إلى المربع الأول، بعيدا من بازار المحاصصة والركون إلى أهواء وخواطر هذا وذاك. أما إذا أرادوا إسقاط الحكومة، فليكن بسحب الثقة منها في مجلس النواب، وهو ما لن يجرؤوا على القيام به، ليس محبة ببقاء الحكومة، بل خوفا من ثورة عارمة ستولد من رحم "لبنان ينتفض".

وبضع منتفضين هذا المساء أمام القصر الجمهوري، أسوة بباقي المقار، لكن التظاهرة تحولت فجأة إلى احتكاك مع الجيش ووفود من "التيار" التي جاءت حامية للقصر وتحمل مستلزمات الحماية، ما أدى إلى تدافع وتضارب ومنع الإعلام من التصوير.

وتزامنا مع تخفيف اجراءات التعبئة غدا، لا تعبئة للبنزين إذا تفاقمت الأزمة الأسبوع المقبل. والسبب المباشر هو امتناع الشركات العملاقة المحتكرة استيراد المحروقات في لبنان، عن التسليم. وفي معلومات "الجديد" أن المستوردين في لبنان يخزنون البنزين، لكن يمتنعون عن توزيعه، أولا لأنهم يعولون على ارتفاع الأسعار يوم الأربعاء، وثانيا لأنهم يحاولون تحصيل خمسة عشر في المئة على الأقل من الأموال بالدولار الأميركي.

 

الدائرة تضيق على حزب الله اللبناني داخل الفضاء الأوروبي

العرب/01 حزيران/2020

أجندة عابرة للحدود

بيروت – تتجه النمسا إلى حظر نشاطات حزب الله اللبناني، في خطوة من شأنها أن تزيد الضغوط على الحزب المدعوم إيرانيا داخل الفضاء الأوروبي، لاسيما بعد إقدام ألمانيا في وقت سابق من العام الجاري على إدراجه تنظيما إرهابيا. وتبنى البرلمان النمساوي بالإجماع قرارا يطالب فيه الحكومة بالحدّ من نشاطات حزب الله، وإطلاق مبادرات مماثلة على صعيد الاتحاد الأوروبي. واعتبر البرلمان أن الفصل بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله غير مبرر، داعيا إلى اعتباره منظمة إرهابية بالكامل. وأثنت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على هذه الخطوة، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في تغريدة على تويتر “نرحب باعتراف البرلمان النمساوي بالتهديد الذي يمثله حزب الله في أوروبا، وندعو إلى اتخاذ خطوات إضافية ضد هذا الوكيل الإرهابي لإيران”. من جهتها طالبت إسرائيل الأحد، الحكومة النمساوية بتبني توصيات البرلمان في فيينا، ونقلت القناة (12) عن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي قوله “يدور الحديث عن قرار هام ضد التنظيم، وأتمنى أن تتبنى الحكومة النمساوية قرار البرلمان وتنضم إلى بريطانيا وألمانيا وهولندا التي صنفت حزب الله، ككل، تنظيما إرهابيا”.

وتعالت في الفترة الأخيرة أصوات داخل النمسا تطالب الحكومة بالنسج على منوال الجارة ألمانيا وإدراج الحزب اللبناني كمنظمة إرهابية وحظر كافة نشاطاته.

وأعلنت برلين في أبريل الماضي عن قرار بحظر أنشطة حزب الله، وذكرت وزارة الداخلية الألمانية حينها أن القرار يعني حظر رموز الجماعة اللبنانية في التجمعات أو المنشورات أو وسائل الإعلام وإمكانية مصادرة أصولها. وأضافت أنه نظرا لأن الجماعة منظمة أجنبية فلا يمكن حظرها تماما وحلها. وبالتوازي مع إعلان القرار شنت السلطات الأمنية الألمانية مداهمات على جمعيات دينية ومساجد في مدن ألمانية عدة لاعتقال من يشتبه بعضويتهم في حزب الله، حيث تقدر وكالات استخبارات وجود أكثر من ألف شخص مرتبطين بما تسميه “الجناح المتطرف” داخل التنظيم.

السلطات الألمانية خلال مداهمة جمعيات دينية

ويقول محللون إن الضغوط الأميركية لعبت دورا أساسيا في التغير الجاري في المواقف الأوروبية حيال حزب الله اللبناني، فلطالما أبدت الإدارات الأميركية استياء حيال التعاطي الأوروبي مع الحزب الذي يشكل ذراع إيران العسكرية الضاربة في المنطقة. وأدرج الاتحاد الأوروبي في عام 2013 الجناح العسكري للحزب على القائمة السوداء للإرهاب على خلفية اتهامات بتورط الجماعة اللبنانية في هجوم بقنبلة استهدفت حافلة في منتجع بورغاس البلغاري في يوليو 2012 ما أسفر عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين. ولم يخل هذا القرار من جانب سياسي في علاقة بانخراط الحزب في الحرب السورية بإرساله في العام 2013 الآلاف من عناصره للقتال إلى جانب القوات الحكومية السورية، ضد فصائل المعارضة. ويعتبر سياسيون لبنانيون أن التغير في الموقف الأوروبي لا يمكن فقط حصره في الضغوط الأميركية ومن خلفها الإسرائيلية، بل لإدراك متزايد لدى قادة الاتحاد الأوروبي بخطورة التنظيم، والتي بدأ التفطن لها مع عملية بورغاس لتواتر سلسلة الحوادث التي يقف خلفها الحزب في القارة العجوز. وأعلن جهاز الأمن والمعلومات التشيكي في أكتوبر 2018 تعطيل مخدّمات شبكات قرصنة تابعة لحزب الله داخل الاتحاد الأوروبي، وعقب ذلك اكتشاف السلطات الهولندية في يناير 2019 عن تورط “عصابات إجرامية” مرتبطة بالحزب اللبناني في قتل معارضين إيرانيين، كان أطلق عليهما النار بطريقة متشابهة أمام منزليهما. وجرّت ممارسات حزب الله وتورطه في قضايا متعلقة بالأمن القومي الأوروبي فضلا عن سياساته المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط بريطانيا إلى اتخاذ قرار في فبراير من العام الماضي بإدراج جناحيه السياسي والعسكري ضمن اللائحة السوداء.

ويرجح أن تعلن النمسا قريبا عن قرارها بوضع الحزب ضمن لائحة الإرهاب، وسط توقعات بأن تنظم دول أخرى لهذا التوجه. ويقول محللون إن عمليات التضييق على الحزب وتجفيف موارده في الخارج لاسيما في أوروبا وأميركا اللاتينية وحتى أفريقيا بالتأكيد سيكون لها أثر قوي على وضعه في الداخل اللبناني، وهذا ما يدفعه إلى التوجه شرقا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اشتباكات بين الجيش اللبناني ومتظاهرين أمام القصر الجمهوري

دبي – العربية.نت/ الأحد 31 أيار

اندلعت اشتباكات مساء اليوم الأحد، أمام القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا بين الجيش ومتظاهرين. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن متظاهرين افترشوا طريق القصر الجمهوري. وتزامن ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية واتخاذ إجراءات أمنية مشددة. وكان حوالي عشرين محتجاً قد تجمعوا في طريق القصر حاملين أعلام لبنان، ومرددين هتافات منها: "كلهم يعني كلهم" و"ثورة.. ثورة". واستقدم الجيش اللبناني تعزيزات لمنع المحتجين من التقدّم أكثر على طريق القصر الجمهوري. ووقعت مناوشات بين الجيش والمحتجين، الذين ركنوا سياراتهم عند مفرق القصر، مما تسبب بزحمة سير خانقة خلال الاحتجاج المفاجئ، وهو الأول من نوعه في تلك المنطقة منذ ستة أشهر. وغادر المحتجون بعد وقت قصير، في ظل انتشار أمني كثيف، وعاد الهدوء إلى المنطقة. بالتزامن مع ذلك، قطع محتجون حركة السير في منطقة "ساحة النور" بمدينة طرابلس شمالي لبنان، تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية. ويشهد لبنان انهياراً اقتصادياً بسبب الفساد المستشري في المؤسسات العامة، والذي كان أبرز الأسباب التي دفعت اللبنانيين للتظاهر بشكل غير مسبوق ضد الطبقة السياسية في 17 تشرين الأول/أكتوبر وعلى مدى أسابيع لاحقة. ورفعت الحكومات المتعاقبة في لبنان شعار "محاربة الفساد" من دون أن تُقدم على إجراء عملي واحد لتنفيذ ذلك عملياً. وتتمتع غالبية الموظفين بحماية القوى السياسية. وبدأت الحكومة الشهر الحالي مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بعد إقرارها خطة إصلاحية تأمل عبرها الحصول على دعم خارجي للخروج من دوامة الانهيار الاقتصادي الذي دفع بقرابة نصف السكان تحت خط الفقر. وصادقت الحكومة اللبنانية، في 29 إبريل/نيسان الماضي، على خطة إنقاذ اقتصادي تستمر 5 سنوات، لانتشال الاقتصاد من مستويات تراجع حادة، أفضت إلى عجز عن دفع ديون خارجية.

 

مواجهات في ساحة النجمة.. وشرطة المجلس تُطلق النار!

جنوبية - الأحد 31 أيار 2020

بعد التحركات الإحتجاجية اليوم الأحد أمام القصر الجمهوري في بعبدا، وقعت مواجهات بين عدد من المتظاهرين وعناصر من شرطة مجلس النواب في ساحة النجمة بعدما تمكن المتظاهرون من إزالة العوائق الحديدية الموضوعة أمام المجلس. وعملت العناصر على إطلاق النار

كما ونظم متظاهرون تحرّكًا احتجاجيًا امام منزل وزيرة الدفاع زينة عكر للإعتراض على ما وصفوه بالعنف المفرط المستخدم من قبل الجيش تجاههم حين كانوا يعتصمون أمام القصر الجمهوري. وقد عمد المتظاهرون الى رشق واجهة منزل عدرة بالحجارة.  وعاد الهدوء لاحقًا امام منزل عكر، وتوجه المتظاهرون الى مدخل شارع المصارف في وسط بيروت.

 

مواجهات بين متظاهرين والقوى الأمنية أمام منزل وزيرة الدفاع

وطنية - الأحد 31 أيار 2020

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام"، أن متظاهرين تجمعوا مساء اليوم أمام منزل نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر، في وسط بيروت، مطالبين باطلاق "الناشط حسين كنج الذي اعتقل أثناء تحركنا السلمي في بعبدا"، وحصلت مواجهات بينهم وبين عناصر قوى الأمن الداخلي، لا تزال مستمرة.

 

رسالة شديدة اللهجة من شقيق الأسد إلى نصر الله

دبي - العربية.نت/ الأحد 31 أيار

يدخل ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري، وقائد الفرقة الرابعة في جيشه، على خط المواجهة مع لبنان، ويوجه رسالة شديدة اللهجة لزعيم ميليشيا حزب الله حسن نصر الله بشأن المعابر غير الشرعية التي ترفد جيوب العائلة بملايين الدولارات. وأكد "راديو صوت بيروت" أنّه حصل على معلومات من داخل مناطق سيطرة النظام، تفيد بأن ماهر الأسد أرسل رسالة شديدة اللهجة إلى حسن نصر الله حذّره فيها من الإقدام على أيّة خطوة بخصوص إقفال المعابر غير الشرعية بين سوريا ولبنان. وأشار "صوت بيروت" إلى أن المعلومات تؤكد أن الأموال الطائلة التي يجنيها ماهر الأسد وميليشيا حزب الله تأتي عن طريق التهريب ويكدّسها ماهر الأسد داخل مقرات سرية تابعة للفرقة الرابعة، ويقوم بتوزيع الحصص على الميليشيا وفقاً لعمليات التهريب. وكشف المصدر أن ماهر الأسد ممتعض من سكوت نصر الله إزاء تحرّك الأجهزة الأمنية اللبنانية نحو المعابر بهدف إغلاقها، وهدّد بعدم إرسال الأموال المتبقية من حصة عمليات التهريب، الأمر الذي أثار حفيظة الحزب أيضا وهدد بدوره المعنيين في لبنان من مغبة الاستمرار بإقفال المعابر غير الشرعية تحت حجّة أمن المقاومة. ويتخوف عناصر حزب الله في سوريا من عمليات التصفية من قبل فرقة ماهر الأسد في حال استمر لبنان الرسمي باتجاه تطويق المعابر غير الشرعية، وطالبوا نصرالله بالتدخل لدى الدولة اللبنانية لرفع يدِها عن المعابر ويقولون إنّ تهديدات ماهر الأسد جدية للغاية.

 

اشتعلت بين الممانِعَين جميل السيد وسالم زهران.. ونعوت أصغرها كلب وفاسد!

مواقع الأكترونية/31 أيار/2020

اشتعلت منصة “تويتر” اليوم بتغريدات أقل ما يقال فيها أنها “رخيصة” في التخاطب، وبعيدة كل البعد عن النقاش السياسي الهادف، إذ برزت سلسلة تغريدات للممانعين، النائب جميل السيِّد والإعلامي سالم زهران كاشفةً عن خلافات حول ملف الإتصالات وردود غير مباشرة استعملت فيها نعوت أصغرها “كلب وفاسد”. إذ نشر السيّد تغريدة قال فيها: “الحكومة تسترد الخليوي من شركتيْ ألفا وتاتش، وزير الإتصالات طوّق لصوص الخليوي وخفّف حصتهم من الخدمات الإضافية VAS من ٥٠ و ٧٥٪ إلى٣٠٪، كانت حصّتهم ٥٠ مليون دولار بالسنة وحصة الدولة ٢٠، فأصبحت بالمقلوب!” وأضاف: “طبيعي أن يجنّوا عليه وأن يجنّدوا أبواقهم ضده. الوزير قال: كاذبون، والقضاء هو الحَكَم”. ليرد زهران عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا المَطْلُوبُ وَاحِد!”. أضاف: “على قول المسيح، وهذا الحال في الاتصالات كلام كثير وتغريدات “خنفشارية” غارقة في الأوهام والعقد النفسية أما المطلوب فواضح:

 1- إستلام قطاع الخلوي دون مواربة.

2- إرسال دفتر شروط لإدارة المناقصات”.

من جهته، عاد السيد ليرد على زهران بالقول: “لبنان بلد بلا أسرار، الكُل يعرف الكل: معروف مين عند مين، ومين بيقبض من مين، ومين من الأمن والفساد مشتري مين، ومين مصاحب مين وبيسافر على حساب مين، ومين كلب لمين و.. كيف بتعرفو؟! شوف حسابو بالتويتر والفايسبوك، عن مين بيسكت، عن مين بيحكي، مين بيمجِّد، مين بيسبّ، بتعرف دغري شو سعرو..” ليرد زهران بدوره مجدداً قائلاً: “بالأمس كان في نادي السلطة، خادماً أميناً وأمنياً لرغباتهم.. أخرجوه وزجوا به في السجن ضمن لعبة تبديل “عدة الشغل”..اليوم يحاول من جديد العودة إلى نادي السلطة شريكاً مضارباً وليس مجرد خادم..! كان الله بعونه.. وليُسأل فخامة الرئيس المقاوم اميل لحود عن وفائه وغدره وما له وعليه..!”

 

شيخ عقل الموحدين الدروز: لن نسكت بعد اليوم..

مواقع الأكترونية/31 أيار/2020

أصدر المكتب الإعلامي لشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب بياناً، أشار فيه إلى أنه "يوماً بعد يوم يحاول البعض القضم من حقوق طائفة الموحدّين الدّروز في الدولة والمراكز التي للأسف لم يبقَ لنا منها إلا النذر اليسير وربّما كان ذلك لغاية في نفس يعقوب".

وأضاف: "وها هم اليوم يؤجّلون بحجج واهية تعيين قائد وحدة الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي والذي هو من حقنا المألوف بالإضافة إلى بعض المراكز الأخرى. لذا فإننا ندعو أولاً زعماء ومسؤولي الطائفة المعنيين بحسم موقفهم بهذا الخصوص". وأكَّد الغريب على أن "الطائفة المعروفية أصل هذا الوطن وكتبت تاريخه بالدم والنضال المستمر. فليفهم الجميع القريب والبعيد والحلفاء والخصوم إننا لن نسكت عن حقوقنا بعد اليوم مع تمسّكنا بمواقفنا ومبادئنا النابعة عن قناعاتنا وأرائنا السياسية".

 

مروان حمادة: رئيس الجمهورية ليس حاكمًا ورئيس الحكومة ساعة بيرضى وساعة بيزعل

أم تي في ومواقع الأكترونية/31 أيار/2020

اعتبر النائب مروان حمادة ان هناك أكثر من طرف يفاوض مع صندوق النقد الدولي والمفاوضات حتى الساعة غير شفافة لافتا الى ان الممارسات الحالية لا تشجّع لا صندوق النقد ولا المؤتمرات الأخرى كـ"سيدر" على مساعدتنا. حمادة وفي حديث للـmtv قال:" إذا حُلّت الأمور في السياسة فإنّ النهوض الاقتصادي يتم في غضون سنة أو سنتين والمطلوب حكومة ثانية مؤلفة من تكنوقراط حقيقيين مدعومين من قبل الجميع" مشيرا الى ان الحسابات التي قامت بها مجموعة من مستشاري الحكومة ليست صائبة وأظهرت أنهم حسبوا الديون ثلاث مرات والهدف إفلاس المصارف وتحميل رياض سلامة المسؤولية.

اضاف:"من أعدّ خطة الحكومة الاقتصادية هم مستشارون افتُضح أمرهم في جلسة اللجان المشتركة أمام جميع الجهات السياسية والاقتصادية، إذ تبيّن أنهم احتسبوا كلفة الدين 3 مرات لإفلاس البنك المركزي والبنوك وهذا أمر مدروس". حمادة رأى ان وزراء العدل الظل هم الممسكون بالقضاء وليس وزيرة العدل ماري كلود نجم ولا وزراء تكنوقراط اليوم والألوان الحزبية إنفضحت

وقال:" سنواجه لكن ليس بالعنف ولا التوجه إلى الخارج لإستقدام المال وإقامة الحروب بل بالتضافر السياسي فالناس يعانون الجوع وإنخفاض القدرة الشرائية ولا أحد يستطيع الإستمرار في هذا النهج". واعتبر ان مشروع معمل سلعاتا يعبّر عن صغر فكر لافتا الى ان  "سلعاتا" فضيحة لجهة الأرض والكلفة و"الإبن المدلل" أجبر الحكومة على تغيير رأيها. واوضح ان حزب الله غير مقتنع بسلعاتا وهو يشعر بثقل حليفه لكنه بحاجة له. حمادة رأى انهم يريدون القفز فوق النظام من أجل إما إلغائه أو تشويهه وسنواجه ذلك ولا يمكن التمادي أكثر نظرًا للوضع الإقتصادي مشددا على ان رئيس الجمهورية ليس حاكمًا ورئيس الحكومة "ساعة بيرضى وساعة بيزعل" وبالنتيجة يعلم أن ليس لديه سلطة على شيء . وقال:" منذ إنشاء الحكومة لم تصل المخاطر التقسيميّة الى هذا الحدّ الذي ينذر بكارثة وإمكانية حرب" معتبرا ان النظام يحتاج الى تطوير باتجاه النظام المدني إذ لا يمكن أن يكمل بهذا الحدّ من الطائفية والطائف ينصّ على آلية للتطوير هي الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية ولا يمكن تغليب الشخصي على مصلحة البلد. أضاف:"لم أكن أتوقّع أكثر من ذلك من الرئيس دياب وهناك "خبيصة" من قبل حكومة سمّت نفسها تكنوقراط ولم تكن والفضيحة الكبيرة هي الخطة الإقتصادية".

 

 مساعدة صندوق النقد مقابل كارلوس غصن؟

 ليبانون فايلز /31 أيار/2020

ذكرت صحيفة “عرب نيوز” أن السلطات اللبنانية قد تضطر إلى ترحيل الرئيس السابق لشركة نيسان كارلوس غصن إلى اليابان في حال رغبت في المضي قدمًا بخطة الإنقاذ التي قدمها صندوق النقد الدولي وتجنب الإفلاس. فبحسب الصحيفة، جزء من شروط صندوق النقد الدولي لتزويد لبنان بالدعم المالي هو موافقة اليابان على القيام بذلك، وفقًا لمحامي نيسان صخر الهاشم الذي صرح وفقًا لكبار المسؤولين اللبنانيين الذين تواصل معهم قائلاً “ان اليابان ستساعد لبنان إذا تم تسليم غصن”. وكانت تقارير إعلامية حديثة زعمت أن غصن كان يتعرض لشكل من أشكال “الابتزاز السياسي” في محاولة لإرغامه على استثمار ثروته في مشاريع بملايين الدولارات في لبنان أو يواجه خطر تسليمه إلى السلطات اليابانية كجزء من صفقة ما. ووفقًا لتقارير اعلامية نفسها، ستؤدي الصفقة في نهاية المطاف إلى تسليم غصن عبر الإنتربول إلى اليابان مقابل ان تقدم الأخيرة منحة لبناء محطة طاقة كهربائية. في هذا السياق، يقول الممثل القانوني لنيسان في لبنان الهاشم في حديث إلى “عرب نيوز”: “لكي توافق اليابان على ذلك تريد من السلطات اللبنانية تسليم غصن، وإلا فلن تقدم المساعدة المالية للبنان. اليابان هي أحد المساهمين الرئيسيين لصندوق النقد الدولي … إذا استخدمت اليابان حق النقض ضد لبنان، فلن يمنح صندوق النقد الدولي لبنان أموالاً إلا بعد تسليم غصن. أي اتفاقية أو صفقة كهرباء مزعومة هي لا أساس لها و أي أمر يتم التحدث عنه بشأن استثمارات أو ابتزاز سياسي هو كاذب”. ولم يتسن الحصول على تعليق من السفارة اليابانية في بيروت على الرغم من المحاولات المتكررة. وحول آخر التحديثات المتعلقة بطلب التسليم والإجراءات القانونية في قضية غصن، قال المحامي الهاشم إنه تم تجميد جميع الإجراءات منذ تفشي COVID-19: “الإجراء القانوني الأخير الذي كنا نتعامل معه في القضية هو إخلاء ملكيته في الأشرفية وتسليمها إلى عملائنا (نيسان). ثم أتى COVID-19 وأوقف جميع الإجراءات القانونية على الرغم من أنه كان من المتوقع صدور حكم في هذه القضية”.في المقابل، قال مصدر مطلع جيدًا ان غصن شارك في “مناقشات جادة ومتقدمة جدًا” مع سفارة من أميركا اللاتينية (التي يعتقد أنها البرازيل) للذهاب والبقاء هناك. قبل تفشي جائحة COVID-19 ، كانت اليابان تسعى إلى تعاون لبنان في طلب تسليم غصن.

 

جنبلاط عرض الأوضاع مع السفير الروسي

وطنية - الأحد 31 أيار 2020

استقبل رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، في كليمنصو، السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، في حضور الوزير والنائب السابق غازي العريضي والدكتور حليم بو فخرالدين، حيث جرى عرض مختلف الأوضاع والتطورات العامة.

 

النهار: الصفعة الحكومية تمهيد لمقايضة بين العهد والثنائي؟

النهار/الأحد 31 أيار 2020

اذا كانت عطلة نهاية الأسبوع أقفلت على تطور إيجابي واحد تمثل في اعلان نقابة الصيارفة انهاء إضرابها وعودة الصيارفة الى العمل بدءا من صباح الاربعاء فان ذلك لن يكفي وحده لتلمس مدى تأثير التوافق الذي حصل بين النقابة ورئيس الحكومة حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة على إعادة تخفيض سعر الدولار المحلق في مقابل الليرة اللبنانية . والواقع ان هذا التطور بدا بمثابة تفصيل امام عودة تفاقم السخونة التصاعدية في التحركات الاحتجاجية في الشارع في الأيام الأخيرة منذرة باحتدام واسع على خلفية استفحال الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية وخصوصا في ما يتصل بمصير القطاعات الإنتاجية والخدماتية والسياحية المهددة بالإقفال الجماعي وبالتسبب باخطر ازمة بطالة عرفها لبنان في تاريخه . هذا الخطر التصاعدي الذي يواكب اتساع التحركات الاحتجاجية في الشارع يبدو واضحا انه شكل وسيشكل ألاستحقاق الأشد وطأة على الحكومة التي تتخبط بارباكاتها المتعاقبة بما يثقلها بمزيد من الشكوك حول قدرتها على احتواء السخونة الصاعدة في الشارع باعتبار ان الاهتزازات الأخيرة داخل البيت الحكومي والسلطوي شكلت علامات بالغة السلبية حول الإدارة الحكومية للازمات . وما ساهم في رسم علامات الشكوك ان الصفعة القاسية التي تلقتها الحكومة على يد العهد نفسه في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء في ملف معامل الإنتاج الكهربائي وإرغام الحكومة على التسليم بتسوية شكلية لا تحجب تراجعها امام ضغط العهد طرحت الدلالات الابعد من معمل سلعاتا الذي كان نموذجا بالغ السلبية للسلوكيات التي تطبع العلاقة بين العهد والحكومة من جهة والشركاء في السلطة من جهة أخرى . واذا كانت الأوساط السياسية المستقلة استهجنت استهتار العهد باضعاف الحكومة وهي لا تزال في التقليعة التي تعقب مرور المئة يوم الأولى على انطلاقتها بكل ما اثارته مباهاة رئيسها بنسبة ال97 في المئة من الإنجازات المزعومة فكيف ستكون عليه العلاقة لاحقا وباي معايير ستبقى تدار أمور البلد ؟ لا تخفي هذه الأوساط ان البعثات الديبلوماسية الغربية خصوصا التي تعنى بلدانها برصد الأوضاع الداخلية الاقتصادية والاجتماعية بدقة لم تخف عليها الدلالات البالغة السلبية لرضوخ الحكومة امام نفوذات القوى السياسية المتحكمة بقراراتها خصوصا ان لهذا التطور صلة مباشرة بالمفاوضات التي يجريها لبنان راهنا مع صندوق النقد الدولي . ذلك ان اخضاع القرارات الحكومية لمساومات القوى السياسية مرات والتنافس على اقحام مصالحهم الخاصة مرات أخرى لا يبقي أي صدقية لتعهدات الإصلاح التي تتكرر ببغائيا وكلاميا على السنة المسؤولين فيما تناقض الممارسات الجارية داخل المؤسسات تناقضا هائلا كل هذه التعهدات .ولذا استوقفت الاوساط نفسها مسالة لافتة في مجريات الضغط الذي مارسه العهد على الحكومة في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء والتي اضطرت فيها الى التراجع وإدراج معمل سلعاتا على قدم المساواة من الأولوية مع معملي الزهراني ودير عمار وهي مسألة مواقف الشركاء الآخرين الذين لعبوا قبل أسبوعين دورا قويا في التصويت لغير مصلحة اعتماد معمل سلعاتا ونجحوا في التصويت ضده ولكنهم في الجلسة الأخيرة لم يكونوا على مستوى الموقف السلبي نفسه قبل أسبوعين . وتكشف الأوساط في هذا السياق معطيات ترجح ان يكون الافرقاء الذين تحفظوا او رفضوا ادراج معمل سلعاتا أولوية وصوتوا لحصر انشاء المعامل بالزهراني ودير عمار ولا سيما منهم الثنائي "امل" و"حزب الله" آثروا عدم الانخراط كثيرا في المحاججات السياسية الاخيرة في مجلس الوزراء على خلفية مقايضة يجري العمل عليها لاعادة تعويم اقتراح قانون العفو أي ان السكوت عن سلعاتا مجددا يقايض لاحقا بتمرير اقتراح العفو . واما البعد السلبي الآخر المواكب لتداعيات الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء فبرز مع ما تكشفه جولات التفاوض بين الوفد اللبناني وفريق صندوق النقد الدولي خصوصا لجهة موضوع الأرقام غير الموحدة من جهة الجانب اللبناني . وثمة خشية من ان يؤدي توظيف هذا الموضوع في المعارك السياسية الداخلية الى زيادة العقبات والحواجز التي تقلل فرص لبنان في الحصول على ما سيطلبه من صندوق النقد الدولي خصوصا بعدما انكشفت قبل يومين جوانب سلبية جديدة في موضوع التفاوض . ذلك ان الرد الذي أصدره المصرف المركزي على معلومات اعتبرت غير صحيحة تبعه كلام ومعطيات عن تسريبات مضللة من داخل الوفد اللبناني بما يوحي بان ثمة استهدافا لحاكم مصرف لبنان من داخل الوفد المفاوض نفسه . وهذا امر شديد الخطورة سواء صح الاتهام ام لم يصح لانه يشكل مؤشرا الى احتمال تعرض المفاوضات لخضات من قلب البيت اللبناني من شأنها ان تقلص او تقضي على فرصة لبنان في توفير الحد الأدنى من الدعم الذي يطمح اليه .

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

متظاهرون يشتبكون مع الأمن في محيط البيت الأبيض

إنديانابوليس - أسوشيتد برس /31 أيار/2020

أكدت مراسلة "العربية"، ليل الأحد، أن متظاهرين يشتبكون مع الأمن في محيط البيت الأبيض.

وشوهدت عمليات كر وفر بين الأمن ومشاغبين في هذه المنطقة المهمة، في مشهد غير مألوف على الساحة الأميركية. هذا وفرض عمدة إنديانابوليس الأميركية حظر تجوال، ليل الأحد، بعد ليلتين من الاحتجاج العنيف تسببا في أضرار واسعة النطاق في وسط المدينة.

كما تقرر تمديد حظر التجول في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا بسبب الاحتجاجات. فيما أعلنت ولاية فرجينيا حالة الطوارئ ونشرت قوات الحرس الوطني. ولقي شخصان مصرعهما بإطلاق نار في إنديانابوليس، على الرغم من أنه لم يتضح ان كانت وفاتهما مرتبطة بالاحتجاجات. ومن جانبه، طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأحد، نشر الحرس الوطني في باقي المدن الأميركية لمواجهة الاحتجاجات متهماً وسائل إعلام أميركية بنشر الكراهية والفوضى. وقال عمدة إنديانابوليس جو هوغسيت إن حظر التجوال يسري من الساعة 8 مساءً يوم الأحد حتى السادسة من صباح الاثنين. ويأتي بعد أن أدت الاحتجاجات السلمية لاحقا الى اضطرابات ودمار. وأضاف هوغسيت: "من الواضح بعد الليلة الماضية أننا لم نعد نستطيع توفير الحماية لهؤلاء المتظاهرين أو سكان وسط المدينة وأصحاب الأعمال عندما تصر قلة تعيسة على خطف هذه الحركة لأسباب أنانية". واطلقت النار على الشخصين اللذين قتلا في وسط مدينة إنديانابوليس وسط عدة حوادث مماثلة وردت عنها انباء مساء السبت وصباح الأحد. وأكدت الشرطة إن أيا من عناصرها لم يطلق نيران سلاحه.وأفاد نائب قائد الشرطة جوش باركر إن شخصًا أُلقي القبض عليه في إحدى عمليات القتل، لكن العلاقة بين إطلاق النار والاحتجاجات لا تزال غير مؤكدة وقيد التحقيق.

 

مقتل 5 من الميليشيات الموالية لإيران في قصف على البوكمال

دبي – العربية.نت/31 أيار/2020

استهدفت طائرة حربية مجهولة، ظهر اليوم الأحد، سيارات عسكرية تحمل رشاشات ثقيلة تابعة للميليشيات الموالية لإيران، من جنسيات غير سورية، في بادية مدينة البوكمال ما أدى إلى مقتل 5 عناصر من تلك الميليشيات وإعطاب 3 سيارات، حسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكان المرصد قد نقل عن "مصادر موثوقة" في 20 أيار/مايو قولها إن دفعة جديدة تضم العشرات من المليشيات الإيرانية وصلت إلى مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي. وأضاف أن "حافلة تحمل المقاتلين قادمة من العراق، وهو أسلوب باتت تتبعه القوات الإيرانية مؤخراً، حيث تأتي التعزيزات عبر حافلات مدنية". وفي 16 أيار/مايو، استهدفت طائرات مجهولة قاعدة معيزيلة الخاضعة لسيطرة القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها بريف مدينة البوكمال على مقربة من الحدود السورية - العراقية. وجاء الاستهداف حينها عقب أيام قليلة من وصول تعزيزات عسكرية إلى قاعدة معيزيلة من "اللواء 47" التابع للمليشيات ذاتها والذي له مقرات في البوكمال والهري. ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن الاستهداف أسفر حينها عن مقتل 7 من المليشيات الموالية لإيران، بالإضافة لتدمير مقر داخل القاعدة.

 

قانون قيصر» يضرب «صميم النظام»... وستة شروط لرفع القيود

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

يحبس النظام السوري وحلفاؤه أنفاسهم مع قرب دخول «قانون قيصر» حيّز التنفيذ في منتصف يونيو (حزيران)، وتكشير العقوبات الأميركية عن أنيابها بعد التهديد والوعيد. فالعقوبات المُرتقبة صُممت بعناية لتضرب النظام وداعميه في الصميم، وقد تمعّن المشرعون الأميركيون في كتابتها، وعدلوها مراراً وتكراراً منذ عام 2014، لتصبح جاهزة لرؤية النور بعد حصولها على مباركة الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء في عام 2019. وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على القانون في غرفة مكتظة بأعضاء الكونغرس الذين عملوا جاهدين لإقراره من خلال إدراجه في قانون موازنة الدفاع السنوية، حرصاً منهم على ضرورة تطبيق بنوده بحذافيرها. وكما ذكر المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، فإن العقوبات ستصبح سارية المفعول في شهر يونيو (حزيران)، لتتمّ من خلالها ملاحقة الأفراد والمجموعات التي تتعامل مع نظام الأسد. وأتى إعلان جيفري ليكون بمثابة طلقة تحذيرية لكل الدول والمجموعات التي تدعم النظام وتموّله، وتحديداً روسيا وإيران. وهذا ما يميّز هذه العقوبات عن سابقاتها. فقد بدأت الولايات المتحدة بفرض عقوبات مختلفة على سوريا منذ عام 1979، سواء بسبب دعمها للإرهاب أو احتلالها للبنان أو سعي النظام للحصول على أسلحة دمار شامل وبرامج صواريخ. وتم تمديد نظام العقوبات هذا من قبل إدارة باراك أوباما بعد اندلاع الصراع في مارس (آذار) 2011. لكنّ لغة العقوبات في «قانون قيصر» اختلفت، إذ ركّز المشرّعون فيها على استهداف 3 أنظمة وتوابعها: النظام السوري ومؤسساته، والنظام الروسي والمسؤولين فيه، والنظام الإيراني ووكلائه.

وصُممت بنود القانون بشكل يهدف إلى ثني الشركات والأفراد عن الاستثمار في سوريا، والمشاركة في جهود إعادة الأعمار التي تقودها الحكومة السورية. ويقول مصدر في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط» إن إدارة ترمب اعتمدت قبل تمرير القانون على إيصال رسائل شفهية وتهديدات مبطنة للدول الأوروبية والعربية لحثّها على عدم فتح قنوات دبلوماسية مع سوريا، وذلك بهدف ثنيها عن الاستثمار في المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام. لهذا فقد كان هدف «قانون قيصر» الأساسي ترجمة تهديدات الإدارة بطريقة ملموسة، وتوفير الدعم لها في مساعيها، من خلال فرض عقوبات اقتصاديّة وماليّة على الدول والأفراد الذين يسعون للانخراط في جهود إعادة الأعمار.

ويسعى «قانون قيصر» إلى توسيع نظام العقوبات السابق، عبر استهداف المؤسسات الحكومية السورية والأفراد، من مدنيين ومسؤولين، الذين يموّلون النظام السوري وروسيا وإيران، سواء أكان هذا التمويل متعلقاً بأنشطتهم العسكريّة أو جهود إعادة الإعمار أو انتهاكات حقوق الإنسان. كما يفتح الباب أمام فرض عقوبات على أصحاب الشركات الأجنبية التي تجمعها صلات بالأسد وحلفائه.وبحسب نص القانون، ستُفرض هذه العقوبات على أي شركة عالمية أو فرد يستثمر في قطاعي الطاقة أو الطيران، وكل من يزوّد الخطوط الجويّة السورية بقطع غيار وصيانة، إضافة إلى كل من يقدم ديوناً للنظام. وستشمل العقوبات مصرف سوريا المركزي، إذا ما ثبت أنه يشارك في عمليّات غسل أموال. وتتراوح العقوبات على الأفراد بين تجميد الأصول ومنع دخولهم إلى الولايات المتحدة.

ويفرض القانون عقوبات على أي حكومة أو مجموعة تُسهّل من صيانة أو توسيع إنتاج الحكومة السورية المحلي للغاز الطبيعي والبتروليوم ومشتقاته، ما يعني بالتالي الشركات الروسية والإيرانية الخاصّة التي تحاول استغلال الحرب للسيطرة على موارد سوريا الطبيعية وبنيتها التحتية.

ومع اللهجة القاسية للعقوبات، تحديداً فيما يتعلق بجهود إعادة أعمار البلاد والنهوض الاقتصادي، يتخوف بعضهم من تأثيرها بشكل غير مباشر على المدنيين. فرغم أن العقوبات ستعرقل بشكل أساسي بناء تجمعات فخمة، فإنها ستحول أيضاً دون إعادة تأهيل البنى التحتية، وإصلاح خدمات أساسية أخرى. فالإدارة الأميركية تعد أن الأسد يستغلّ مشاريع إعادة الأعمار لتعزيز موقعه في السلطة، ومصادرة الأملاك، وإعادة رسم التركيبة السكانية عبر انتزاع ملكية الفقراء.

إضافة إلى ذلك، سيظهر التأثير الأبرز لهذه العقوبات على قطاع الغاز والنفط المتأزم أصلاً. فسوريا تستورد نحو 60 في المائة من احتياجاتها المحلية للغاز، لكنّها بالكاد تستطيع تأمين 24 في المائة من احتياجات سكّانها في الوقت الحالي. ولهذه الأسباب، وفي محاولة منهم لتحديد أطر لحماية المدنيين، أضاف المشرّعون بنوداً تستثني المساعدات الإنسانية من العقوبات، وذلك عبر إعطاء الرئيس الأميركي صلاحية عدم فرض العقوبات على المنظمات غير الحكومية التي توفر المساعدات الإنسانية لسوريا. ورغم اللغة القاسية للقانون، فإن بنوده تشدد على أن الولايات المتحدة منفتحة على الحل الدبلوماسي، لكن بشروط. ومن يقرأ هذه الشروط يعلم أن التسوية مستحيلة من دون تنحّي نظام الأسد، ووقف دعم روسيا وإيران له، إذ يضع القانون شروطاً ستة لرفع العقوبات الأميركية، وهي: وقف قصف المدنيين من قبل الطائرات الروسية والسورية، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة من قبل القوات الإيرانية والروسية والسورية، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية وتحرّك المدنيين بحرّية، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، والسماح بدخول منظمات حقوق الإنسان إلى السجون والمعتقلات السورية، ووقف قصف المراكز الطبية والمدارس والمناطق السكنية والتجمعات المدنية كالأسواق من قبل القوات السورية والإيرانية والروسية، والمجموعات التابعة لها، وعودة المهجّرين السوريين بطريقة آمنة إرادية محترمة، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا، وإحقاق العدالة لضحايا جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري.

ويعوّل أعضاء الكونغرس والإدارة على أن تؤدي هذه العقوبات القاسية إلى قلب الطاولة على نظام الأسد، وسحب الغطاء الروسي.

- لماذا سُمّي «قانون قيصر»؟

> أُطلق على القانون اسم «قانون قيصر» تيمناً بالمصوّر العسكري السوري الذي انشقّ عن النظام، وهرّب أكثر من 55 ألف صورة توثّق جرائم الأسد في السجون والمعتقلات في البلاد. وقد زار قيصر الكونغرس باستمرار على مدى الأعوام الماضية، وعرض صوره على المشرعين، لحثّهم على ضرورة الضغط على نظام الأسد لوقف جرائمه. وعُرف قيصر في أروقة الكونغرس بمعطفه الأزرق الذي يغطي معالم وجهه، والقفازات التي تخفي يديه، فهو يخشى من ظهور أي علامة قد تشير إلى هويته، وتؤدي إلى ملاحقته من قبل النظام السوري. ويقترح القانون، من دون الإلزام، فرض عقوبات متعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان على مسؤولين سوريين، بدءاً من الرئيس السوري ورئيس الوزراء ونائبه، مروراً بقادة القوات المسلحة البرية والبحرية ومسؤولي الاستخبارات، وصولاً إلى المسؤولين في وزارة الداخلية من إدارة الأمن السياسي والمخابرات والشرطة، وقادة الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، والمسؤولين عن السجون التي يسيطر عليها النظام ورؤساء الفروع الأمنية كافّة.

 

روسيا قلقة من «تداعيات أسوأ من المعارك»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

لا يشكِّل دخول «قانون قيصر» الأميركي حيز التنفيذ، ضربة للجهود الدبلوماسية الروسية وحسب؛ بل تتجاوز آثاره المنتظرة -وفقاً لمحللين روس- البعد السياسي، ليضرب بقوة خططاً طموحة لقطاعات اقتصادية ومالية في روسيا، جهزت نفسها طويلاً لمرحلة «ما بعد الحرب» في سوريا، وأطلقت استعدادات مكثفة لتأخذ حصة كبرى من مشروعات إعادة تأهيل البنى التحتية في البلاد. وموسكو التي نشطت بقوة في الفترة الأخيرة، لحشد تأييد دولي لموقفها في مواجهة «سياسة العقوبات» عموماً، والقانون الأميركي المثير للجدل على نحو خاص، تستعد لخوض معركة دبلوماسية قوية، في مواجهة التداعيات المنتظرة مع بدء تنفيذ القانون الذي وصفته مؤسسات إعلامية حكومية روسية بأن تداعياته على سوريا وحلفائها ستكون «أسوأ من سنوات الحرب». لكن مع النهج السياسي الذي يواجه نكسة جدية، بعدما راهن طويلاً على إقناع المجتمع الدولي بضرورة الانفتاح على مبادرة روسيا لإطلاق مشروع ضخم لإعادة الإعمار، وسعى لتعويم النظام السوري إقليمياً ودولياً، تتجه الأنظار أكثر إلى فرص الشركات الروسية الكبرى التي يمكن أن «يجهضها» القانون الأميركي. يكفي تذكر أن جزءاً أساسياً من الحملات الإعلامية التي وجهت انتقادات للنظام في الأسابيع الماضية، كان قد ركَّز على مخاطر القانون، وعلى أن الترهل والفوضى في إدارة الاقتصاد، ومعدلات الفساد المرتفعة، تضعف فرص دمشق في الاستعداد لمواجهته. يتمثل الخطر الأكبر -وفقاً لخبراء روس- ليس فقط في القانون نفسه الذي يفرض قيوداً وعقوبات ضد الشركات والمؤسسات السورية فضلاً عن الأفراد؛ بل في تضمينه طلباً للرئيس الأميركي بفرض عقوبات ثانوية على السلطات والشركات والأفراد من البلدان الأجنبية المتعاونة مع سوريا. والحديث هنا يدور عن قطاعات محددة توليها روسيا أهمية فائقة، بينها التجارة والتعاون الاقتصادي في قطاعات صناعة النفط، وصناعات الطيران، والإنشاءات، فضلاً عن النظام المصرفي، وكلها قطاعات وضعت الشركات الروسية أحلاماً كبرى على السوق السورية فيها.

للمقارنة، وإدراك مدى جدية التأثير المنتظر، يكفي تذكر أن عملاق النفط الروسي «روسنفط» اضطر إلى الانسحاب من مشروعات كبرى في فنزويلا حتى لا يقع تحت طائلة العقوبات الأميركية. أيضاً يبدو مثال القطاع المصرفي الروسي الذي عجز عن العمل في شبه جزيرة القرم رغم مرور سنوات على ضمها إلى روسيا صارخاً، ومصرف «سبير بنك» العملاق الذي يوفر خدمات الدفع المباشر للفواتير والضرائب والمستحقات الأخرى للغالبية الكبرى من الروس، فشل حتى في فتح مكتب فرعي له في شبه الجزيرة، بسبب العقوبات الغربية المفروضة على المؤسسات التي تتعامل مع هذه المنطقة.

 

رئيس البرلمان الإيراني الجديد: التفاوض مع واشنطن «لا فائدة منه»

لندن/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

اعتبر الرئيس الجديد لمجلس الشورى الإيراني، اليوم (الأحد)، أن التفاوض مع الولايات المتحدة «لا فائدة منه»، مدينا وفاة رجل أميركي أسود على يد عنصر شرطة، في حادث أدى إلى احتجاجات عنيفة في أنحاء البلاد. وانتخب محمد باقر قاليباف الخميس رئيسا للبرلمان الذي صار يهيمن عليه المحافظون بعد الانتخابات التشريعية في فبراير (شباط)، وهو قائد سابق لسلاح جو الحرس الثوري، وفقا لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال في خطابه الأول إن المجلس الجديد «يعتبر أن التفاوض مع أميركا كمحور للاستكبار أمر لا فائدة منه بل كله أضرار». وتوعد قاليباف أيضا بالانتقام لمقتل قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، متوعداً بـ«طرد» الجيش الأميركي من المنطقة تماماً. وانتقد المسؤول الولايات المتحدة على خلفية وفاة جورج فلويد خلال إيقافه من قبل الشرطة في مدينة مينيابوليس، وهو ما قاد إلى احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد. ونزل عشرات آلاف المحتجين إلى الشوارع من نيويورك إلى سياتل ليطالبوا بتوجيه تهمة القتل من الدرجة الأولى لعنصر الأمن الذي طرح فلويد أرضا ووضع ركبته على عنقه لعدة دقائق، وإيقاف زملائه الحاضرين أثناء الحادثة. وبلغت التوترات بين طهران وواشنطن ذروتها العام الماضي، وبدا مرتين أنهما على أعتاب مواجهة مباشرة.

وبدأ التوتر في التصاعد بينهما عام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني وأعاد فرض عقوبات قاسية على إيران. تلت ذلك ضربة بطائرة أميركية مسيّرة قرب مطار بغداد في يناير أدت إلى مقتل سليماني. بعد مدة قصيرة، أطلقت إيران صواريخ على قوات أميركية متمركزة في قاعدة بالعراق، لكن قرر ترمب عدم الردّ عسكريا. ودعا قاليباف إلى توطيد العلاقات مع الدول المجاورة و«الدول الكبرى التي وقفت إلى جانبنا في الشدائد ولها معنا مصالح استراتيجية»، دون أن يسمي هذه الدول. ترشح محمد باقر قاليباف (58 عاما) في ثلاثة انتخابات رئاسية وانهزم في جميعها، وحل ثانيا بعد الرئيس حسن روحاني في آخرها عام 2017. وسبق للرئيس الجديد لمجلس الشورى أن شغل رئاسة بلدية طهران ومنصب قائد الشرطة الإيرانية.

 

البرلمان الإيراني يتعهد دعم “حزب الله” و”حماس” و”الجهاد” وقائد الجيش دعا لتعزيز الاستعداد القتالي

طهران، عواصم – وكالات/31 أيار/2020

 بينما قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، إن مواجهة الأعداء وبقوة، وخاصة أميركا وإسرائيل، من مبادئه الأساسية، وأن الالتزام بطريق قاسم سليماني في دعم محور المقاومة متواصل، طالب القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبدالرحيم موسوي، قواته بتحسين القدرة القتالية من حيث الجودة والكمية، وبما يتناسب مع المهمة والتهديدات، والحفاظ على ما لدينا وتجهيزه واستخدامه بأفضل طريقة ممكنة، وهذه مهمة جميع مستويات القيادة”. وأعلن قاليباف، أمس أن “البرلمان الجديد هو برلمان الحاج قاسم سليماني… وهو ملتزم بمواصلة طريق قاسم سليماني في دعم محور المقاومة”.

ولفت الرئيس الجديد للبرلمان إلى أن “دعم فلسطين وحزب الله وحماس والجهاد والشعب اليمني واجبا ثوريا ووطنيا”، مؤكدا على دعم البرلمان “للحكومة والمرجعية والشعب في العراق”. واعتبر قاليباف أن “التعامل مع الدول التي تمتلك سجلا أسود في إيران خطأ ستراتيجي”. وأكد رئيس البرلمان أن المجلس لا ينوي المواجهة مع الحكومة الإيرانية، لكنه لن يتساهل في متابعة حقوق ومصالح الشعب، كما أنه سيعمل على إصلاح ورفع العوائق القانونية من أمام الحكومة على طريق خدمة الشعب. وتابع قاليباف: إن البرلمان لن يسمح للحكومة الحالية والمقبلة بالتساهل في تطبيق القوانين التي تحل مشكلات الشعب. وأضاف: “إيران تعاني من نقص في الثروة الاجتماعية، وهو ناجم عن عدم الكفاءة في الإدارة وابتعاد المسؤولين عن مبادئ الثورة.. نعاني من عدم كفاءة وارتباك إداري في الأجهزة التنفيذية.. سنتبع مع الحكومة نهجا ثوريا و منطقيا لتوجيهها نحو الاتجاه المطلوب… سنتعامل مع الحكومة الحالية والمقبلة بناء على أن حل مشكلات الشعب واجب ثوري للبرلمان”. إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في إيران كيانوش جهانبور، إنه تم تسجيل 2282 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19، خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع عدد المصابين إلى 148950 شخصاً، وتوفي 57 مصابا بهذا الفيروس ليرتفع العدد الإجمالي في البلاد إلى 7734.

 

طهران تنتقد كييف في قضية طائرة ركاب أسقطها «الحرس الثوري» قالت إنها قررت نقل الصندوقين إلى بلد آخر قد يكون فرنسا

لندن/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

انتقدت طهران تأخر رد الحكومة الأوكرانية على مقترح يخص الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية التي أسقطت بصاروخ دفاعات «الحرس الثوري» في يناير (كانون الثاني) الماضي، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها الـ176. وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية بأن إيران اتخذت قراراً جديداً قد يفضي إلى إرسال الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية إلى فرنسا «رداً على تأخر الجانب الأوكراني». وذكرت الوكالة أن المسؤولين الإيرانيين قرروا نقل الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية إلى بلد آخر، من المرجح أن يكون فرنسا، رداً على تأخر الأوكرانيين في الرد على مقترح إيراني يتعلق بالصندوقين. وأضافت الوكالة، دون أن تذكر تفاصيل عن الجهة المسؤولة، إن الخطوة تأتي كذلك في إطار توضيح الخطوات التالية. ولم توضح الوكالة طبيعة المقترح الإيراني الذي قدمته طهران لأوكرانيا. وقد التقى مسؤولون من البلدين عدة مرات. وكان وزير الطرق والمواصلات الإيراني محمد إسلامي قد زار کیيف بعد أسبوعين من الحادث المأساوي.

وأسقطت الطائرة بعد إصابتها بصاروخين من دفاع «الحرس الثوري»، بعيد لحظات قليلة من إطلاق إيران صواريخ باليستية على الأراضي العراقية باتجاه قاعدتين تضمان قوات أميركية، وذلك رداً على مقتل العقل المدبر للعلميات الاستخباراتية والعسكرية لجهاز «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، بضربة أميركية في بغداد، مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي. وكانت إيران قد تراجعت عن إعلانها تحطم الطائرة جراء نقص فني، بعدما تحدثت دولة غربية عن معلومات استخباراتية، تزامناً مع موجة غضب في الشارع الإيراني، مع تداول صور لحطام الصاروخين عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وخرج قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زاده، في مؤتمر صحافي، ليؤكد صحة المعلومات عن إسقاط الطائرة جراء إصابتها بصاروخ من دفاعات «الحرس».

واهتزت الرواية الإيرانية عدة مرات، عندما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تسجيل فيديو يظهر إصابة الطائرة بصاروخين. وأدى اعتراف «الحرس الثوري» إلى خروج احتجاجات في طهران والمدن الإيرانية الكبرى ضد المسؤولين الإيرانيين، حيث ردد المتظاهرون هتافات ضد كذب المسؤولين.

ويأتي الإعلان الإيراني المفاجئ أمس بعد 3 أيام من ضغوط مارسها وزير النقل الكندي مارك غارنو بشأن الصندوقين الأسودين. وأفاد موقع «غلوبال نيوز» عن غارنو قوله، في مؤتمر صحافي عبر الفيديو: «لا يزال الصندوقان الأسودان بحوزة السلطات الإيرانية، ونحن نواصل ممارسة الضغوط لأجل ذلك».

وكانت كندا، رفقة 4 بلدان أخرى، قد مارست ضغوطاً على إيران لفتح تحقيق يتضمن تحليل بيانات الصندوقين الأسودين، على أمل صياغة صورة واضحة عما حدث للطائرة. ورفضت إيران، في البداية، نقل الصندوقين، وطلبت الحصول على معدات من الشركة المصنعة للطائرة لتحليل البيانات. لكن منظمة الطيران المدني الدولية مارست ضغوطاً على إيران لـ«إجراء التحقيق في الحادث في مدة زمنية» تتوافق مع أحكام وقواعد التحقيقات الدولية. وحصد الحادث المريع أرواح 176 شخصاً كانوا على متن الطائرة، بما في ذلك 55 مواطناً كندياً، و88 من الرعايا المقيمين بصفة دائمة في كندا.

وصرح غارنو: «أفادت السلطات الإيرانية بأن الصناديق سوف يجري تسليمها في غضون أسبوعين. ولقد تزامن ذلك مع البداية الخطيرة لانتشار وباء كورونا المستجد داخل إيران، لذا أوضحوا أنهم ليسوا في موقف يسمح لهم بالتعامل مع هذه المسألة في تلك الأثناء العصيبة، ونحن نواصل ممارسة الضغوط على إيران من أجل تسليم الصناديق السوداء وفاء بالتزاماتها». وكان السفير الأوكراني إلى كندا قد صرح في الآونة الأخيرة بأن بلاده أعلنت عن عدم ارتياحها تماماً لمجريات تلك العملية، بشأن تسلم تسجيلات الطائرة المنكوبة، رغم التحديات الكبيرة التي تشهدها مختلف دول العالم بسبب كارثة كورونا الراهنة.

وقال مجلس سلامة النقل الكندي، في أبريل (نيسان) الماضي، إن السلطات الإيرانية قد تواصلت مع المجلس للوقوف على مدى استعداد الممثلين الكنديين لأجل تنفيذ عملية التسليم، غير أن حظر السفر والطيران، ومخاطر جائحة كورونا الأخرى، جعلت من المحال حضور ممثلي الوفد الكندي.

وصرح مجلس سلامة النقل الكندي للصحافة الكندية بأن الحكومة الكندية، وحكومات البلدان الأخرى المتضررة من الحادث، قد طلبت من إيران إرجاء تنزيل وتحليل البيانات حتى انتهاء قيود السفر، وعودة رحلات الطيران إلى حالتها الطبيعية.

وصدرت شكاوى من عائلات بعض ضحايا الطائرة بأن وباء كورونا المستجد يعرقل محاولات الحكومة الاتحادية الكندية لمساءلة إيران عن الحادث، مما دفع الحكومة الكندية إلى تعيين مستشار خاص لمتابعة الحادث، والتواصل مع عائلات الضحايا.

وفي منتصف أبريل (نيسان) الماضي، أقر رئيس لجنة التحقيق في أحداث الطيران الإيراني، حسن رضايي، بأن بلاده وجهت دعوة لممثلين عن 8 دول للحضور إلى مختبر أوروبي، بهدف إعادة بيانات الصندوقين الخاصين للطائرة الأوكرانية، قبل أن يجري تأجيل التحقيق إلى أجل غير مسمى بسبب تفشي فيروس «كورونا». وفي نهاية مارس (آذار) الماضي، قال وزير الطرق والمواصلات، محمد إسلامي، إن بلاده طلبت مساعدة فرنسا وأوكرانيا، وشركة «بوينغ»، في تحليل بيانات الصندوقين الأسودين.

وفي بداية أبريل (نيسان)، أثار نائباً إيرانياً جدلاً واسعاً بعدما كذّب وجود معتقلين أو موقوفين على صلة بعملية إطلاق الصاروخين. وقال النائب حسن نوروزي، في حوار مع صحيفة «همدلي»، إن الطائرة «كانت تحت سيطرة الإسرائيليين والأميركيين»، لافتاً إلى أنها «توجهت لإسرائيل قبل أسبوع من تحطمها، وجرى التلاعب فيها»، مدافعاً بذلك عن تحطم الطائرة. وتناقضت أقوال النائب مع تصريحات لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، زعم فيها وجود معتقلين. وأعلنت القوات المسلحة الإيرانية لاحقاً عن تحريك شكوى قضائية ضد النائب بتهم «نشر الأكاذيب، وتشويش الرأي العام، والإخلال بالتحقيق القضائي».

 

ترمب سيصنف جماعة «أنتيفا» المناهضة للفاشية كمنظمة إرهابية

واشنطن/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأحد، إن حكومته ستصنف جماعة «أنتيفا» المناهضة للفاشية كمنظمة إرهابية، حسب ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. ويأتي إعلان ترمب، الذي ورد على «تويتر»، وسط احتجاجات عنيفة تعم البلاد رفضاً لوحشية الشرطة بعد وفاة جورج فلويد الأميركي الأسود الذي ظهر في مقطع مصور وهو يحاول بصعوبة التنفس بينما كان شرطي أبيض يجثو بركبته على عنقه في مدينة مينيابوليس. وقال وزير العدل الأميركي ويليام بار، يوم السبت، إن «متعصبين ومحرضين مندسين» اختطفوا احتجاجات في المدن الأميركية على وفاة الرجل، وأضاف في بيان مصور «مجموعات من المتعصبين والمحرضين المندسين يستغلون الوضع لمواصلة تنفيذ أجندتهم المنفصلة التي تتسم بالعنف». ولم يتضح عدد المحتجين المشاركين في المظاهرات في أنحاء البلاد من «أنتيفا» أو إذا كان أي من أعضائها مشاركاً من الأصل. وقال جون هارينجتون مدير إدارة السلامة العامة في مينيسوتا في مؤتمر صحافي، اليوم الأحد، إن نحو 20 في المائة من الاعتقالات التي تمت (السبت) كانت لأشخاص جاءوا من خارج الولاية رغم أنه لم يحصل بعد على العدد الإجمالي للاعتقالات التي جرت مساء السبت. وتغريدة ترمب، اليوم الأحد، ليست المرة الأولى التي يصف فيها «أنتيفا» بالجماعة الإرهابية. كما قام سياسيون محافظون آخرون مثل عضو مجلس الشيوخ عن تكساس تيد كروز بالإدلاء بتصريحات مماثلة. كما لم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة ترمب تسعى بجدية لإدراج «أنتيفا» في هذا التصنيف عبر القنوات الرسمية إذ سيتطلب ذلك كما هو متعارف عليه التنسيق مع عدة أجهزة اتحادية.

 

«فيسبوك» يتكسب من حرب «ترمب ـ تويتر»/يسعى إلى صداقة مع الجمهوريين في مواجهة «رقابة نيابية» أخطر على الشركة من الانهيار الاقتصادي الناجم عن «كورونا»

واشنطن: مايك إيزاك/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

في وقت سابق من هذا الأسبوع، ومع دخول مسؤولي موقع «تويتر» في مواجهة مباشرة مع الرئيس ترمب، اتخذ مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك»، مساراً مغايراً تماماً، من حيث النأي بالنفس بعيداً عن المواجهة. ويوم الثلاثاء الماضي، ألحق موقع «تويتر» رابطاً للتحقق من الحقائق بإحدى التغريدات التي أطلقها الرئيس ترمب، والتي تنتقد التصويت عبر البريد. وقالت الشركة إن الرئيس ترمب قد انتهك القواعد المرعية فيما يتعلق بإخماد أصوات الناخبين. وكان الرئيس الأميركي قد نشر الكلمات نفسها على صفحته في موقع «فيسبوك» الذي يطبق القواعد المماثلة نفسها بشأن قمع الناخبين، بيد أن موقع «فيسبوك» لم يحرك ساكناً إزاء الأمر. وتصاعدت وتيرة المواجهة مع «تويتر» منذ صباح أول من أمس (الجمعة)، عندما ألحقت الشركة رابطاً بإحدى تغريدات الرئيس ترمب. وقالت الشركة إن تغريدة الرئيس ربما تؤدي إلى التحريض على العنف في خضم الاحتجاجات الراهنة في مدينة منيابوليس، غير أن شركة «فيسبوك» لم تفعل أي شيء البتة بعد إضافة المشاركة نفسها على صفحة الرئيس لديها. وانتقل جاك دورسي، الرئيس التنفيذي لشركة «تويتر»، إلى موقعه بعد فترة ليست بالطويلة، وقال إن الشركة لن تتراجع عن موقفها، الأمر الذي يمثل تناقضاً صارخاً مع موقف مارك زوكربيرغ لدى «فيسبوك»، الذي قال في مقابلة أجريت معه في وقت سابق مع شبكة «فوكس نيوز» إن شركة «فيسبوك» لن تفرض أحكامها على مدونات الرئيس دونالد ترمب.

وقال زوكربيرغ في المقابلة: «كنا واضحين تماماً فيما يتعلق بسياسات الشركة، ونعتقد أنه ليس من الصواب بالنسبة لنا أن نفرض تدقيق الحقائق على السياسيين. وأرى، بشكل عام، أنه لا يجب أن تكون الشركات الخاصة -أو تلك المنصات على وجه التحديد- في وضعية تتيح لها القيام بذلك الدور الرقابي».

ويقول مارك زوكربيرغ، بعبارة أخرى، إن شركته لن تتدخل في مدونات الرئيس ترمب، حتى إن كانت تشكل انتهاكاً للقواعد المفروضة على أشخاص آخرين، وينبع ذلك جزئياً من إيمانه منذ فترة طويلة بأنه ينبغي على شركته النأي بنفسها تماماً عن الخوض في غمار المشاجرات السياسية، والسماح لثلاثة مليار مستخدم على منصتها بطرح آرائهم، كما يروق لهم. وكان تأكيده على أن شركته لن تقوم مقام «قاضي الحقائق» في المناقشات السياسية إشارة إلى جهود صارمة تبذلها الشركة خلال العام الماضي أو نحوه للتودد إلى الجمهوريين في العاصمة واشنطن، والأصوات المحافظة في وسائل الإعلام الأميركية المختلفة. والهدف من وراء ذلك هو إبعاد الجهات الرقابية بعيداً عن شركته العملاقة قدر الإمكان. ومن خلال البقاء في الكواليس في أثناء الصراع المحتدم بين «تويتر» والرئيس ترمب وحلفاؤه، ربما يتمكن مارك زوكربيرغ من اكتساب صداقات غير محتملة من المعسكر الجمهوري للوقوف في وجه تدخلات الجهات الرقابية في أعمال شركته، التي يواصل النواب والمشرعون من أرجاء العالم كافة تهديدها لما يربو على عام كامل. ويعتقد كثير من المعنيين بصناعة التكنولوجيا أن الجهات الرقابية -وليس الانهيار الاقتصادي الناجم عن كارثة وباء كورونا أو أي مشكلة قائمة أخرى- تشكل الخطر الوجودي الحقيقي على أعمال مارك زوكربيرغ. وقال بريندان كار، المفوض الجمهوري في لجنة الاتصالات الفيدرالية: «كانت غرائز زوكربيرغ صحيحة للغاية عندما قال: نحن نثق في الناس ليقرروا بأنفسهم». لكن موقف زوكربيرغ المبتعد تماماً عن تصرفات الرئيس دونالد ترمب العدائية عبر منصات التواصل الاجتماعي يخاطر بفقدان بعض المستخدمين الذين يعتقدون بضرورة فرض القواعد حول المنشور والمكتوب على منصة «فيسبوك» بالتساوي بين جميع المستخدمين، بما في ذلك بعض من قادة العالم. ومن شأن موقفه ذلك أن يثير أيضاً غضب بعض العاملين في شركته الذين ما زالوا يعتقدون أن شركة «فيسبوك» لا تفعل ما يكفي لمواجهة حملات التضليل على مختلف صفحات الموقع.

وربما يضيف موقفه ذلك مزيداً من الزخم إلى نقاد «فيسبوك» الذين يقولون إن زوكربيرغ ما يزال غير راغب -أو هو غير قادر- على الاضطلاع بدور شركته الكبيرة في نشر المعلومات إلى العالم، لا سيما مع انهيار كثير من وكالات الأنباء حول العالم. تقول فانيتا غوبتا، رئيسة مؤتمر القيادة المدنية وحقوق الإنسان: «لدى كل من (تويتر) و(فيسبوك) معايير وسياسات مجتمعية لمكافحة قمع الناخبين، ومكافحة الكراهية، والتحريض على العنف. ومع ذلك، تفرض شركة (تويتر) تلك المعايير على رئيس الولايات المتحدة، في حين أن (فيسبوك) لا تفعل شيئاً البتة. والضرر الناجم عن موقف (فيسبوك) يتمثل في إحداث الارتباك الجماعي، وقمع الناخبين، والعنف المحتمل». وبدأت شركة «تويتر» في شهود تداعيات موقفها المتخذ ضد البيت الأبيض، إذ قال كثير من المشرعين والجمهوريين والجهات الرقابية -عبر منصة «تويتر»- إن الشركة كانت منافقة في موقفها ذلك لأنها ركزت على الرئيس الأميركي، في حين أنها تسمح لقادة العالم الآخرين بنشر ما يشاؤون من أكاذيب. وبعد تطبيق «تويتر» لملصق التحذير على تغريدة الرئيس ترمب، صباح أمس (الجمعة)، دعا أجيت باي، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، شركة «تويتر» إلى تطبيق قواعدها بشأن التحريض على العنف على قدم المساواة مع قادة دول العالم الآخرين. وألحق رابطاً لتغريدات معادية لإسرائيل من صفحة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. وأعاد السيناتور الجمهوري تيد كروز من ولاية تكساس نشر تغريدة السيد أجيب باي، ودعا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد شركة «تويتر». ويعد هذا النوع من المواجهات هو بالضبط ما يريد السيد زوكربيرغ تفاديه تماماً. وفي خطاب أمام جامعة جورج تاون في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2019، أعلن مارك زوكربيرغ أن الخطاب السياسي سوف يحظى بالحماية على منصة «فيسبوك»، بما في ذلك الأكاذيب التي ينشرها الساسة عبر صفحات الموقع.

- خدمة «نيويورك تايمز»

 

نجاح رحلة «سبيس إكس» الأميركية إنذار لبرنامج الفضاء الروسي

نيويورك/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

بعد أقل من 19 ساعة من انطلاقها من فلوريدا التحمت الكبسولة «كرو دراجون» التابعة لشركة «سبيس إكس» التي تقل رائدي الفضاء بوب بنكين ودوج هيرلي بمحطة الفضاء الدولية، اليوم الأحد، لتصبح أول كبسولة أميركية مأهولة تقوم بهذه المهمة منذ 2011. وتمثل عملية الإطلاق التي نفذتها، أمس السبت، شركة صناعة الصواريخ الخاصة «سبيس إكس» المملوكة للملياردير إيلون ماسك قفزة جديدة بمجال الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام الذي اقتحمته الشركة بهدف القيام برحلات أقل تكلفة وأكثر تكراراً، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. كما تمثل أول سابقة لقيام شركة تجارية بتطوير وامتلاك وتشغيل مركبات فضائية تنقل رواد فضاء أميركيين بالكامل وليس إدارة الفضاء والطيران الأميركية «ناسا». وهذه أوّل رحلة مأهولة تطلقها الولايات المتحدة منذ توقفها عام 2011 عن إطلاق مركبات أميركية نحو محطة الفضاء الدولية، مفسحة المجال أمام صواريخ «سويوز» الروسية الأكثر أماناً والأقلّ تكلفة، للتفرد في إطلاق الرحلات المأهولة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ويعتبرها خبراء أنها نهاية الاحتكار... فبعد إقلاع الصاروخ التابع لـ«سبيس إكس»، لم يعد الروس الوحيدين في إرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وهو واقع يُفترض أن يدفع برنامج الفضاء الروسي إلى مزيد من الابتكار.

وعلى مدى تسع سنوات، انطلق جميع روّاد الفضاء نحو محطة الفضاء الدولية من قاعدة بايكونور الفضائية، بعد تلقي تدريبات في روسيا وتعلّم اللغة الروسية. ورحّبت وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس» بإطلاق صاروخ «سبيس إكس». واعتبر مديرها التنفيذي للرحلات المأهولة سيرغي كرياكاليوف أن «نجاح هذه المهمة سيجلب لنا فرصاً جديدة». غير أن الضربة كانت قاسية بالنسبة للروس. ورأت إيزابيل سوربي - فيرجي الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي والمتخصصة في السياسات الفضائية أن هذه الرحلات كانت فرصة غير متوقعة بالنسبة إلى موسكو لمواصلة إنتاجها صواريخ «سويوز» والحفاظ على موقعها في المفاوضات حول محطة الفضاء الدولية.

واستفادت وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس» من الأمر مالياً أيضاً إذ فرضت على وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» دفع رسم يبلغ 80 مليون دولار عن كل رائد تريد إرساله إلى محطة الفضاء الدولية. وأشار الخبير في أكاديمية تسيولكوفسكي الفضائية في موسكو أندريه إيونين إلى أنه في حال أصبحت شركة «سبيس إكس» هي من يقلّ الروّاد الأميركيين إلى الفضاء «فيمكن أن تتخطى الخسارة السنوية مائتي مليون دولار، وهو مبلغ كبير بالنسبة لروسكوسموس وميزانيتها التي تناهز ملياري دولار». وأكد المتحدث باسم روسكوسموس، الأحد، أن الولايات المتحدة لا تزال تحتاج إلى روسيا. وقال: «من المهم فعلاً أن يكون هناك خياران على الأقل للوصول إلى المحطة... لأن أحداً لا يعرف ما قد يحدث». وفي حين قال مؤسس شركة «سبيس إكس» إيلون ماسك إنه سيجعل سعر المقعد على متن مركبة فضائية 60 مليون دولار، أعلن مدير روسكوسموس ديمتري روغوزيت أنه يسعى إلى خفض سعر المقعد في رحلة إلى الفضاء بنسبة 30 في المائة. وأوضح أندريه إيونين أن «شركة سبيس إكس توفّر عبر استخدام محركات منخفضة التكلفة وعبر تصنيع جميع قطعها تقريباً... أما في روسيا، فيحتاج ذلك إلى تغيير كل عملية الإنتاج».

وهناك احتمال آخر. فقد تحدث رئيس «ناسا» جيم برايدنستاين عن نوع من المقايضة: مقابل كل روسي يحلّق على متن صاروخ أميركي، أميركي يحلّق على متن صاروخ روسي. وفيما يتجاوز هذه المسائل، اعتبر إيونين أن وصول مركبة «سبيس إكس» إلى محطة الفضاء الدولية ينبغي أن يكون بمثابة «منبه» لقطاع الفضاء الروسي الذي يعاني من «وضع أسوأ مما يعترف به القادة». وإذا كانت موسكو تطلق غالبية المركبات الفضائية منذ عشر سنوات، فهي لم تعد تفعل ذلك اليوم، مقابل الصواريخ الصينية وصواريخ «سبيس إكس». وقال إيونين: «عندما كنّا نخسر سوق عمليات الإطلاق، كانت روسكوسموس تقول إن كل شيء على ما يرام لأننا الوحيدون الذين نقلّ أناساً إلى المحطة... اليوم سقطت هذه الورقة». ولا يزال القطاع ضعيفاً بسبب الفساد، وتشهد على ذلك فضائح بناء قاعدة «فوستوشني» الفضائية الجديدة في الشرق الأقصى الروسي. وجراء نقص الموارد وغياب الإرادة السياسية الحقيقية، ليس هناك ابتكار. ويركز البرنامج الروسي على تحسين «التقنيات السوفياتية»، وفق إيونين. غير أن تصاعد نفوذ شركات خاصة على غرار «سبيس إكس» التي تطمح إلى بلوغ كوكب المريخ، يعد قفزة تكنولوجية يصعب اللحاق بها. للبقاء في السباق، يوصي إيونين موسكو بوضع استراتيجية من جانب هيئة مستقلة عن الجهات الفاعلة في قطاع الفضاء الروسي. ويوضح أن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب أوجد هيئة هي مجلس الفضاء الوطني، لتحديد الأهداف السياسية... نحتاج إلى القيام بالأمر نفسه». لكن مراقبين يشيرون إلى عدم وجود إرادة لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يبدو أنه يركز أكثر على تطوير القدرات العسكرية وخصوصاً الصواريخ المتقدمة تقنياً والتي تفوق سرعتها سرعة الصوت. وعلق الصحافي المتخصص فيتالي إغروف: «بالنسبة إلى بوتين، فإن علم الفضاء ليس أولوية لإثبات قوة الدولة». وفي حين يُقال بشكل منتظم إن خدمات محطة الفضاء الدولية شارفت على الانتهاء، اعتبرت إيزابيل سوربي - فيرجي أن رحلة دولية إلى المريخ «ستكون فرصة بالنسبة إلى روسيا لاستعادة مكانتها»، بفضل قاذفاتها الثقيلة وتجربتها الطويلة. وأضافت أن «تكاليف رحلة مأهولة من هذا القبيل باهظة وليس ثمة طرف يتخذ قراراً سياسياً»، مشيرة إلى أنه ينبغي أيضاً إشراك بكين التي باتت ثاني قوة في مجال الفضاء من حيث القاذفات.

وختمت الباحثة أن «الكونغرس الأميركي لا يزال يرفض أي تعاون مع الصين في مجال الفضاء».

 

ممتلكات البشير ورجالاته المصادرة «قمة جبل الجليد» لثرواتهم

الخرطوم/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

منذ الإطاحة بعمر البشير قبل أكثر من عام، صادرت السلطات السودانية شركات وعقارات وممتلكات للرئيس السابق ومساعديه تقدر قيمتها بالمليارات، فيما يقول مسؤولون ومحللون إنها «ليست سوى قمة جبل الجليد» في ما حصل عليه بشكل غير قانوني خلال سنوات حكمه الطويلة. وقال المتحدث باسم لجنة «محاربة الفساد وتفكيك نظام عمر البشير» صلاح مناع لوكالة فرنس برس إن «التقديرات الأولية تشير إلى أن حجم العقارات والممتلكات التي استولى عليها رجال النظام السابق تتراوح بين 3.5 مليار وأربعة مليارات دولار». وأعلنت اللجنة أخيرا «استرداد شركات وممتلكات وفنادق ومراكز تجارية ومزارع ومئات العقارات في العاصمة الخرطوم ومدن السودان الأخرى». وقال مناع: «ما أعلنت عنه اللجنة حتى الآن يمثل قمة جبل الجليد»، موضحا أن اللجنة لم تضع يدها حتى الآن على أي أموال سائلة، وكل ما تسلمته «عقارات ومنقولات». وأطاح الجيش السوداني في 11 أبريل (نيسان) 2019 بالبشير الذي حكم البلاد لثلاثة عقود، بعد أربعة أشهر من حركة احتجاجات شعبية ضدّه. وأوقفه ولا يزال قيد الاعتقال. وتمّ تشكيل «لجنة مكافحة الفساد وتفكيك النظام السابق» في ديسمبر (كانون الأول) 2019 بقرار من المجلس السيادي الذي يضم مدنيين وعسكريين ويتولى إدارة البلاد منذ أغسطس (آب) ولفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات.

وعقب سقوط البشير، أوقفت السلطات عشرات من رجالات نظامه المتهمين بالفساد وبدأت تحقيقات معهم ولكنّ أيا منهم لم تتم إحالته إلى المحاكمة بعد. وصادرت لجنة محاربة الفساد عقارات ومزارع تعود ملكيتها للبشير، وبعض أفراد أسرته وكبار مساعديه، ومن بينهم وزيرا الخارجية والدفاع السابقان علي كرتي وعبد الرحيم محمد حسين. وفي ديسمبر الماضي، أدين البشير بالفساد في واحدة من عدة قضايا، وصدر حكم بالتحفّظ عليه في دار للإصلاح الاجتماعي لمدة عامين. ويعتقد عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة التيار الذي اشتهر بكتاباته عن فساد النظام السابق قبل إطاحته، أن ما أعلنت عنه لجنة مكافحة الفساد «يعتبر لا شيء، ففساد النظام السابق كان على نطاق كبير جدا ومتنوعا وبعضه أخفي ببراعة ومهارة ما يجعل أمر كشفه صعبا ويتطلب زمنا وخبرة كبيرة». ويؤكد الوسيط العقاري عماد خالد أن العقارات التي صودرت «تقع في المناطق الأعلى سعرا في الخرطوم وقيمتها كبيرة للغاية، كما أن بعضها يطل على النيل وقيمته الاستثمارية رفيعة». ولا تزال لجنة مكافحة الفساد في مرحلة تقييم ما صادرته. وقال صلاح مناع: «لن نعرف قيمة هذه الممتلكات إلا بعد تقييمها بدقة وسنطلب من بيت خبرة عالمي القيام بذلك قبل أن نسلمها إلى وزارة المالية». وأشار مسؤول على صلة بعمل لجنة مكافحة الفساد طلب عدم كشف هويته، أن الأخيرة تسلمت مستندات كثيرة جدا وفحصها سيستغرق وقتا طويلا. وأكد المسؤول أن «كمية المستندات التي وصلت إلى اللجنة كبيرة جدا، إلى درجة تمّ نقلها بواسطة ثلاث شاحنات، واللجنة ستفحص كل مستند منها». ويرى الخبير الاقتصادي محمد الناير أن تحويل هذه العقارات والمنقولات إلى أموال تعود بالنفع على اقتصاد البلاد يحتاج إلى إلى وقت. ويشير إلى أن «استفادة وزارة المالية من هذه الأصول يحتاج إلى وقت، خصوصا أن قرارات هذه اللجنة خاضعة للاستئناف مرتين... الأولى أمام لجنة أعلى منها والثانية أمام القضاء». ويعاني اقتصاد البلاد من نقص في العملات الأجنبية وارتفاع معدلات التضخم التي بلغت 92 في المائة، وفق إحصاءات رسمية. ويقول الناير إن وزارة المالية بعد أن تؤول إليها هذه الأصول بصورة نهائية عقب انتهاء كافة مراحل التقاضي، يمكنها تسييل بعضها وتحويل أخرى لشركات مساهمة عامة. وقال محمد الناير: «بعد أن تصبح هذه الأصول مملوكة للدولة دون أي نزاع يمكن طرح بعض العقارات في مزادات علنية. أما الشركات فيمكن تحويلها إلى شركات مساهمة عامة والدخول في شراكات استثمارية في الفنادق والمزارع وذلك حتى تصبح موردا متجددا». وتواجه لجنة مكافحة الفساد صعوبات كذلك في استرداد الأموال السائلة. ويؤكد الناير أن «الأموال السائلة موجودة في بنوك محكومة بقوانين تمنعها من إعطاء هذه الأموال لغير مودعيها». لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن الصعوبات التي تواجهها اللجنة «أمر طبيعي، فاللجان المماثلة في العالم كله واجهت تعقيدات».

 

إثيوبيا تدعو لمشاورات دبلوماسية بعد الحادث الحدودي مع السودان

أديس أبابا/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

أعربت وزارة الخارجية الإثيوبية اليوم (الأحد)، عن شعورها بأسى بالغ إزاء الحادث الذي وقع على الحدود مع السودان نهاية الأسبوع الماضي، ودعت إلى مشاورات دبلوماسية لاحتواء التوتر. وقالت الوزارة في بيان على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «من أجل احتواء الوضع على الأرض ومن أجل تجنب مزيد من التوتر، تؤكد الوزارة ضرورة أن يعمل البلدان من خلال الآليات العسكرية القائمة لمعالجة الظروف المحيطة بالحادث والتحقيق فيها بشكل مشترك». ولفتت الوزارة إلى أنها تعتقد اعتقاداً قوياً بأنه «لا يوجد سبب معقول يجعل البلدين ينجرفان نحو الأعمال العدائية»، وشددت على ضرورة «استمرار التعاون الوثيق بين الإدارات المحلية والإقليمية في الجارين لضمان السلام والأمن في المنطقة الحدودية». وأضافت: «نرى أن أفضل طريقة لمعالجة مثل هذه الحوادث هو من خلال المشاورات الدبلوماسية على أساس العلاقات الودية والتعايش السلمي بين البلدين»، مشددة على أن «هذا الحادث لا يمثل العلاقات القوية بين شعبي البلدين». واستدعت وزارة الخارجية السودانية أمس، القائم بالأعمال الإثيوبي «للاحتجاج على توغل ميليشيات إثيوبية مسنودة من الجيش الإثيوبي واعتدائها على المواطنين والقوات المسلحة السودانية داخل الأراضي السودانية، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من ضباط وأفراد القوات المسلحة ومواطنين سودانيين من بينهم أطفال».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الصفعة التي صرعت حكومة دياب أمام المجتمع الدولي

منير الربيع/المدن/01 حزيران/2020

وكأن ليس أمام الحكومة إلّا سلعاتا. ساعات قليلة كانت مرّت على الجلسة الحكومية الأخيرة، حتى بدأ يُطلق عليها في أوساط الديبلوماسيين والسفراء بحكومة سلعاتا. تراجُع رئيس الحكومة حسان دياب عن رفض معمل سلعاتا، أوقع الحكومة في ورطة أمام المجتمع الدولي وصندوق النقد.

سقوط القناع

وحسب المعطيات، تبعاتُ هذه الخطوة ستكون سيئة على صعيد الانفتاح الديبلوماسي الذي لقيه حسان دياب من بعض السفراء، وخصوصاً من السفير الفرنسي في بيروت، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش. وقد يصل الإستياء إلى حدّ إرسال إشارات سلبية حول ما جرى.

لقد تلقت الحكومة صفعة كبرى أمام المجتمع الدولي. لم تقدّم حكومة حسان دياب حتى الآن أي مؤشر عن منحى جديد تسلكه يختلف عن الحكومات السابقة. منطق المحاصصة والإبتزاز هو الذي يستحكم بمساراتها. من سلعاتا إلى التعيينات التي أشعلت خلافات على التحاصص.. سقط قناع "التكنوقراط". تجاهلت الحكومة محطات مفصلية كثيرة مقابل الاهتمام بسلعاتا، وتمرير المشروع فيها، بينما أجّلت التعيينات وكل النقاش في استحقاقات أساسية، من بينها ما طرحته تقارير على طاولة مجلس الوزراء بأن هناك تحركات قوية ستكون في الشارع، وستطال مختلف المناطق. واقترح بعض الوزراء ضرورة وضع خطة للتعاطي مع هذه التظاهرات، وكيف يجب التحضر لهذه الحالة. لكن الأمر مرّ بشكل عابر ومن دون أي اهتمام. كذلك طُرح موضوع "قانون قيصر"، ومدى خطورته على لبنان، ووجوب التحضير لكيفية التعاطي معه، ومجانبة مخاطره، خصوصاً أن لبنان كان قد تبلغ بشكل رسمي إخطاراً أميركياً بأن القانون سيدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة، ولا بد من الحذر. كانت المفاجأة أن عدداً من الوزراء سأل عن ماهية هذا القانون، وأنهم لم يسمعوا به. فتبرع أحد الوزراء بالإعلان عن استعداده لتقديم ورقتين في الأيام المقبلة تلخصان القانون، فيما اقترح دياب - كالعادة - أن يتم تشكيل لجنة للتعاطي مع هذا القانون. ما أظهر خفة في التعاطي مع هذا الملف.

سرّ حنوش والبترون

من سلعاتا وإليها تعود الحكومة، لم تنجح الصيغة المواربة في حفظ ماء وجه الحكومة، ولا أرباب المشروع وعرابيه. التحليلات كثيرة في خلفية الإصرار على تحويل مشروع إنشاء معمل للكهرباء من حنوش إلى سلعاتا. في حنوش ثمة استملاكات أجريت منذ العام 1978، المساحة المستملكة تبلغ حوالى 140 ألف متر مربع، ولكن القانون اللبناني يسمح للمالك باستعادة أراضيه في حال لم يتم تنفيذ الإستملاك في مدة عشر سنوات. استعاد المالكون أراضيهم وردوا المبالغ التي تلقوها، بينما بقي حوالى 30 ألف متر لم تسترد. والمشروع حالياً هو نقل المعمل من حنوش إلى سلعاتا. هنا تطرح أسئلة كثيرة حول الإصرار على إنشاء المعمل في تلك المنطقة، الأمر الذي يعارضه رئيس البلدية جورج سلوم قائلاً: "يكفي سلعاتا الكثير من المشاريع فيها، ولا حاجة لمشروع فيه مخاطر سواء في الكهرباء أو الغاز". ويستغرب أسباب الإصرار على إنشاء المعمل في نطاق بلدته، علماً انه أجرى دراسات كثيرة حول مخاطره.

طموح باسيل في البترون هو جعلها عاصمة لتلك المنطقة المحيطة، من معمل الكهرباء ومحطة تغويز الغاز، بالإضافة إلى استحصاله على رخصة مرفأ ومشاريع أخرى، وبذلك يصبح فيها كل كل مقومات المنطقة الخالصة والمستقلة. ومعمل الإسمنت في المنطقة، سيكون خاضعاً أيضاً للعبة الإبتزاز والتي بدأت قبل سنوات، وأوصلت إلى تفاهم بين باسيل وآل ضومط. تلك اللعبة ستستمر في المرحلة المقبلة.

 

دياب.. مسلسل التراجع والإنكسار

عصام الجردي/المدن/01 حزيران/2020

كان لحسّان دياب ليكون بطلًا لو أطلّ على اللبنانيين في يومه المئة رئيسًا للحكومة، وأعلن فشله في تحقيق ما وعد به قبل شهور ثلاثة. وكان أمامه واحد من خيارين. إمّا الاستقالة، وإمّا طلب فترة سماح جديدة "لأن تركة الحكومات السابقة ثقيلة جدًا. وسنبقى نتابع مهمتنا بتصميم وجِدّ وشفافية". أمّا وقد فاجأنا بتعداد ما وصفه "إنجازات الحكومة" في أيامه المئة الأولى في السراي، فلنا أن نتوجس على العباد والبلاد ممّا هو آت. ولولا الحق المشروع بالدفاع عن النفس ونزوع البقاء، لفشلنا في مواجهة وباء كورونا أيضًا. وقد أبلت الحكومة ووزارة الصحة حسنًا في تلك المواجهة، مدعومة بجهاز طبي واستشفائي مقدام ومتفان، سيحفظ له المواطن كل تقدير واحترام.

مسلسل التراجع

لقد انكسر دياب وحكومته أيّما انكسار في معركة كانت محكًّا للحكومة ولرئيسها بالذات، حين قال كلامه الاتهامي الخطير بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. بعد الكلام كان واحد يجب أن يداوم في مكتبه. دياب ليحدد موعدًا جلسة  لمجلس الوزراء يقيل فيها حاكم مصرف لبنان ويقرر تعيين بديله مع نواب الحاكم ولجنة الرقابة على المصارف. أو يستقيل دياب ويستمر سلامة وكأن شيئًا لم يكن. لسنا مضطرين إلى القول، أن كان على سلامة نفسه الاستقالة أو طلب توضيح واعتذار من دياب. هكذا يحصل في بلاد المؤسسات والرجال وسلطة الدساتير والقوانين. إذ كيف يمكن أن يتقبّل حارس بيت النقد اتهامات بهذا الحجم من رأس السلطة الإجرائية في البلاد؟ لننس! المطلوب من حكومة لبنان سلسلة من التراجعات بعد أن انكسر رئيسها. وقد بدأت للتو. تقدير الخسائر المالية في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. قرار مجلس الوزراء وخطة الكهرباء وسلعاتا. مسار فضيحة الفيول أويل وسوناتراك. والتهريب عبر المعابر غير الشرعية. وليس على وجه الحصر. المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وصفناها سخرية في بدايتها نتيجة التباين في أرقام الخسائر بين خطة حكومة لبنان وبين ورقة مصرف لبنان بنحو 102 ألف مليار ليرة لبنانية. التباين مستمر والمهزلة كذلك. بعد ورقة المصارف تغيّر مسار الأرقام والتوجه في اتجاه مغاير للحكومة. القضية ليست مجرد خطأ في الحسبة. بل في المقاربة لتبنى عليها حلول مختلفة تمامًا ومخالفة للدستور. بما في ذلك من لا يملك حسابات مصرفية. المواجهة الآن بين حاكم مصرف لبنان والمصارف ومجلس النواب ولجنة المال والموازنة و"بعض الحكومة من الباطن" من جهة، وبين الحكومة نفسها. خطة الحكومة ترى تحميل الخسائر للمصارف ومصرف لبنان وتصفيتها دفعة واحدة. وتشطب نحو 20 مليار دولار أميركي رساميل المصارف. المصارف ترى أن سبيل ذلك سيلحق بالمودعين. وتقترح الصندوق الحكومي من حيازات الدولة ليصدر أوراقًا مالية بنحو 40 مليار دولار أميركي يحملها مصرف لبنان في مقابل التسوية النهائية لدين الحكومة لمصلحة المصرف. ويتنازل الأخير للصندوق عن محفظة اليوروبوند وسندات الخزانة اللبنانية. وتُشطب ديون الحكومة في مقابل الكيانات العامة وأصول الدولة. وتُحوّل إيرادات الصندوق إلى الخزانة بعد سداد الصندوق الفوائد المتوجّبة لمصرف لبنان.

فلسفة المصارف أن الدولة هي المدين وعليها السداد. وتملك حيازات وكيانات تجارية وأملاكاً تعتبرها ضمانة على ديونها. لكن الأملاك العمومية هي ملك لكل اللبنانيين. بما في ذلك من لا يملك حسابات مصرفية سيشترك في تعويض من يملك الودائع. وإلّا اقتطاع من الودائع وHaircut تعارضه المصارف. الأمر الثاني، أن المودعين لهم حقوق في الملكية العامة وسيعوضون بجزء ممّا يمتلكون! نعم الدولة هي المدين. وعلى المدين الوفاء بالدين بالقانون والأعراف والاجتهادات. الدائن وهي المصارف ليس لها أن تختار المدين بملء إرادتها فحسب. بل وفرض ضمانات على التسليفات وحمل مؤونات على المشكوك في تحصيله منها. شأنها وليس شأن المودع إنها لم تطلب ضمانات على ديون الدولة. هنا المشكلة الأساس ومسؤولية المصارف، خصوصًا متى كانت المصارف تتربّح من الفوائد المرتفعة المصحوبة بمخاطر عدم السداد نتيجة فساد السلطة. وكانت المصارف مدركة الواقع. ليس عذرها إنها كانت تحضّ على الإصلاح بينما استمرّت في توفير الدين للخزانة.

لكن القواعد هي نفسها في العلاقة بين المصارف وبين المودعين. مع فارق مهم. فالمودع هو الدائن في هذه الحال والمصارف هي المدينة. فكما للمصارف الدائنة حقٌ على مدينيها الوفاء بالدين عند استحقاقه أصلًا وفائدة بعملة الدين، فللمودعين بصفتهم دائنين الحق نفسه على المصارف المدينة استرداد ديونهم حين استحقاق ودائعهم أصلًا وفائدة وبعملة الدين. والمودع لا يتحمل أي نوع من المخاطر في هذا المجال. وهو ليس في وضع المتعامل مع مصارف استثمارية على مشاريع واستثمارات مشتركة في مقابل أرباح ليتحمًل جزءًا من المخاطر.

مصرف لبنان يصرّ على مقاربته الخاصة لديونه التي تختلف عن ديون المصارف. خصوصًا لناحية ترحيل خسائر قد تصل إلى سنوات خمس. وكما فهمنا يخوض سلامة جدلًا كبيرًا مع مفاوضي الصندوق على هذا الجانب. وقد اضطر الى الإفصاح عن أرقامه ( كليًا أو جزئيًا؟)  التي بقيت خبيئة وسرًا من أسرار دولة مصرف لبنان عن دولة لبنان 25 سنة! لكن يبدو كما عُلم، أن سلامة عازم على إدخال فروقات سعر الذهب في ميزانيته بدلًا من تحويلها الى الخزانة. وتلك الفروقات ناجمة عن الفرق الكبير بين أسعار الذهب بقيمته السوقية وسعر شرائه البخس منذ عقود وعلى دفعات. وتعتبر تلك الأرباح دفترية طالما لا مسّ بموجودات الذهب نفسها بقانون صدر في 1986. علمًا أن للوزارة بموجب قانون النقد والتسليف 80 في المئة من أرباح مصرف لبنان الحقيقية. ظني أن تكتل سلامة والمصارف وقوى سياسية ونيابية سينتصر على الحكومة بعد تراجعاتها. إلّا إذا انتصر صندوق النقد لخطتها. وهي قطعًا تحتاج الى تعديل.

"تيار التيار"

عودة مجلس الوزراء خلال أيام ليتبنى بناء معمل سلعاتا للكهرباء إلى جانب معملي الزهراني ودير عمار بلا أي دراسة جدوى، لمجرّد أن رئيس الجمهورية ميشال عون استجاب لرغبة النائب جبران باسيل، ضربة معنوية كبيرة للحكومة لن يتلقفها الصندوق إشارة إصلاح. وستضاف إلى الخلافات بين الحكومة وبين مصرف لبنان والمصارف. الوضع نفسه في التهريب عبر المعابر غير الشرعية والشرعية أيضًا. هل يعقل أن يتقدم تجديد العقد مع سوناتراك ويتراجع التحقيق في فضيحة الفيول أويل؟ ونشك في أن مسلسلها المستمرّ سنوات قد توقف حتى اللحظة. دياب يكفي اختبارات.. البلد ينهار.

 

صحافية وشبيحة: إلقاء القبض على سوبرماركت بالجرم المشهود

جنى الدهيبي/المدن/01 حزيران/2020

صباح يوم الأحد 31 أيار 2020، دخلتُ إلى "تعاونية قاديشا" (coop Kadisha) في منطقة البحصاص شمالًا، مثل أيّ مواطن، يأتي ليشتري بعض المستلزمات المنزلية والمواد الغذائية.

تلك الرفوف

هذه التعاونية الضخمة التي ترفع شعار "تعاونية قاديشا أكيد أوفر لماذا تدفع أكثر؟"، لم تعد تختلف أسعار موادها عن السوق والمتاجر، لا بل قد تتجاوزها في بعض المواد الاستهلاكية أحيانًا، في ظل فوضى التلاعب بالأسعار، توازيًا مع انهيار الليرة أمام الدولار. علمًا أن هذه التعاونية هي واحدة من التعاونيات (coop) التي تنتمي إلى "الجمعية التعاونية الاستهلاكية والإنتاجية في لبنان"، باعتبار أنها توفّر مواد غذائية بأسعار مدعومة وبكلفةٍ أقل من تلك التي تُباع في الأسواق. في البدء، دخلتُ بكمامتي إلى التعاونية، ثم أخذتُ عربة للتبضّع. طبعًا، ومثلما تفعل معظم التعاونيات والمتاجر الغذائية، وجدتُ عددًا كبيرًا من الرفوف كان فارغًا، تحضيرًا لملئها ببضائع وفق تسعيرات جديدة أكثر ارتفاعًا. وأثناء شراء ما أحتاج إليه، كنت أنظر إلى جميع المواد وتسعيراتها على الرفوف، ولحظتُ الفرق الكبير في أسعار جميع المواد، حتّى تلك التي اشتريتها من التعاونية نفسها قبل أسبوعين (علمًا أن سعر صرف الدولار حافظ نسبيًا على مستوى الارتفاع نفسه خلال هذه الفترة). ولأن جميع المتاجر الغذائية والتعاونيات تتبع "التكتيك" نفسه في رفع أسعار موادها يوميًا، استمريتُ بالشراء مثلما نفعل جميعًا، طالما أنّ لا خيار لنا سوى الرضوخ للأسعار التي تُفرض علينا في الأسواق من دون حسيب ولا رقيب.

اقتراف التصوير

وأيضًا مثلما يفعل معظمنا، صرتُ ألتقط صورًا لتسعيرات بعض المواد الموضوعة على الرفوف، لمقارنة تحولاتها بين يومٍ وآخر، أو مع متاجر أخرى، أو ربما فقط للتسلية ولأرشيف هذا النعيم والبحبوحة التي نعيش بها ! فجأةً، يأتي نحوي موظف من مسافةٍ بعيدة ويقول لي بصوتٍ خافت: "عفوًا مدام، بس ممنوع تصوير الأسعار بقرار من إدارة التعاونية". أخبرته بهدوء أنني صحافية، وأنه لا يمكن منعي أو منع أيّ مواطن من تصوير أسعار المواد الاستهلاكية. هزّ رأسه، ومضى كلّ منا بطريقه. فجأةً مرّة ثانية، وفي حين توجهتُ إلى جهة أخرى من التعاونية، أتفاجأ برجلٍ يأتي نحوي غاضبًا ويصرخ: "أنتِ اللي كنتِ عم تصوري الأسعار وما فهمتِ أنو ممنوع التصوير؟". للوهلة الأولى ظننته رجل أمنٍ يخاف على أمنه وأمن سرّيته من الكاميرا. ابتسمتُ وطلبت منه التحدّث إليّ باحترام وصوتٍ منخفض حتّى استطيع الرد عليه. لكنّه استمر بقلّة أدبه وتبجحه، وهددني بالقول: "إذا ما بتمحي الصور أو بترجعي بتصوري الأسعار رح يصير شي ما يعجبك". هنا ارتفع صوتي، وكان زبائن التعاونية يلتمون حولنا، وبالطبع لم أنزل إلى مستوى كلامه، وإنما صرت أردّ عليه بالقانون، عندما بدأ يحدثني عن "بدعة" قانون التعاونية حول منع الزبائن تصوير أسعار المواد الاستهلاكية المعروضة. ولأنّ تصويري لبعض الأسعار كان بمثابة الاعتداء على أمن "التعاونية"، استمر هذا الرجل بشتمي من دون خجل. وكاد أن يتهجم عليّ بالضرب، لو لم يتدخل عدد من الموظفين، وأحد أفراد الإدارة الذي طلب مني إنهاء الإشكال والتوجه إلى الإدارة. رفضتُ ذلك، وأخبرته مجددًا أنني صحافية، وطلبت منه أن تأتي الإدارة هي إلى مكان الإشكال إن كانت مهتمة بالأمر، بينما كان يلتفت يمينًا وشمالًا خوفًا من أن يقوم أحد بتصويرنا وفضح تصرفهم. حاول هذا الرجل تهدئة الجو، وأعاد قول زميله المتبجح بطريقة أكثر لطفًا (مع جهلٍ فاضحٍ بالقانون): "هيدا قانون الإدارة ممنوع تصوير الأسعار وبدنا نلتزم فيه". أجبته: "إن كانت أسعاركم دقيقة وتتوافق مع سعر صرف الدولار في السوق لماذا تخافون من تصويرها؟ ولماذا لا تملكون الجرأة بوضع ملصق على الرفوف تكتبون عليه: ممنوع تصوير الأسعار؟!".

أسعار حسان دياب

أتجرأ على نقل هذا الحادث الذي انتهى بطريقة غير لائقة من قبل موظف التعاونية، ليس بوصفه حادثًا فرديًا، وإنّما لأنه عامٌ بامتياز، وهو وجه من أوجه ما أوصلتنا إليه هذه السلطة من غبنٍ وظلمٍ وإذلال، بينما آلاف المواطنين تؤكل حقوقهم يوميًا من دون أن يتجرأوا على المواجهة، في ظلّ غياب القانون الذي يعطيهم الحماية والحصانة. وفي بلدٍ لا يجد فيه رئيس الحكومة حسان دياب "أسعارًا نافرة"، بينما هي تضاعفت بما يتجاوز 100 في المئة، وباتت القدرة الشرائية للمواطنين معدومة، يستمد عدد كبير من التجار وأصحاب المتاجر تسلطهم واستقواءهم من السلطة نفسها، التي لا تراقبهم ولا تردعهم. لا بل تتشارك معهم بنهبنا، وهم يريدون المواطنين على هذه الهيئة: يدخلون المتاجر، لا يتأففون، لا ينظرون إلى الأسعار، ثمّ يشترون حاجاتهم ويدفعوا كلفتها من دون الاعتراض، أو حتى السؤال عن سبب ارتفاع الأسعار.

الوزارة وشكوى الناس

من حيث المبدأ، كل مكان يتبع لملكية خاصة، لا يحق لأحد تصويره من دون إذن صاحبه. لكن، في هذا الظرف الاستثنائي، وفي حالة المتاجر الغذائية، عندما يشعر المواطن أنه مغبون بالسعر، من حقه توثيق ذلك وتقديم شكوى إلى وزارة الاقتصاد في حال اضطر الأمر، لا سيما أنّ الوزارة سمحت له وأعطته الغطاء القانوني. وهنا، لا بدّ من تذكير "تعاونية قاديشا" وغيرها من المتاجر التي تتذرع بقوانينها الداخلية الخاصة، والتي تتجاوز القانون أصلًا، أنّه بتاريخ 27 نيسان 2020: أعلن وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمه عن بدء العمل بخط واتساب الساخن (70909022)، لتلقي الشكاوى من المستهلكين على مدار الساعة، وأنّ الوزراة تتابع الشكاوى، لكن لتسجيلها "يجب ذكر اسم المحل وعنوانه وتاريخ المخالفة ونوع المخالفة وإرفاقه مع صورة للسلعة مع السعر"، وإلا لا يؤخذ بالشكوى.  ورغم الفوضى التي نعيشها، لا بدّ من تذكير الناس بحقّهم المشروع في تصوير أسعار المواد الاستهلاكية داخل المتاجر، وأن يساجلوا ويسألوا حين يشعرون بالغبن، وأن يقارنوا الأسعار بين متجرٍ وآخر. لكن السؤال يبقى: لماذا يعتري أصحاب التعاونيات والسوبرماركات كل هذا القلق لدى تصوير أسعارهم، طالما أنهم يثقون بدقتها وانسجامها مع سعر صرف الدولار في السوق؟ مما يخافون كي يلجأوا للاستقواء وبسط تسلطهم على الزبائن، بطريقة أقل ما يمكن وصفها بـ "التشبيح"؟

 

تحرير 2000 في ضوء الوضع اللبناني الراهن

حازم صاغية/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

في الأيّام القليلة الماضية قطع اللبنانيّون كلّ شكّ باليقين: نعم، نحن مختلفون حول أمورنا من دون استثناء تقريباً. مختلفون حول عودة المتعاونين مع إسرائيل، أو عملاء إسرائيل في لغة أخرى، ومختلفون حول العفو عن المساجين، وحول الموقف من المهرّبين، ووضع الحدود والمعابر، والفيدراليّة والمركزيّة، وتفاصيل العلاقة بكلّ من صندوق النقد الدولي من جهة، والنظام السوري من جهة أخرى.

بعض هذه الخلافات من طبيعة إسلاميّة – مسيحيّة، وبعضها سني – شيعيّ، والبعض الثالث من رواسب 8 و14 آذار.

انفجار الخلافات على هذا النحو الساطع أتى متزامناً مع حدث يُفترض به أن يكون موحّداً للّبنانيين: إنّه الذكرى العشرون لتحرير جزء معتبر من لبنان خضع 18 سنة لاحتلال إسرائيل. ما حصل كان العكس.

لا شكّ أنّ ردّ الخلافات الكثيرة والعميقة إلى التحرير مبالغة قد لا تخلو من نيّة سيّئة. جزء من هذا الخلاف ضارب في تاريخ أسبق، وجزء منه أنتجه فشل الثورة... مع هذا يبقى التلازم بين الاحتفال بالتحرير وانكشاف مدى اللاإجماع اللبناني سبباً للتأمّل.

فهو يقول، في الحدّ الأدنى، إنّ الحدث الكبير الذي حصل عام 2000 لم يستطع أن يرقى إلى مصافّ الحدث الوطني والتأسيسي. لقد بقي، لشديد الأسف، عملاً يخصّ قطاعاً بعينه من اللبنانيين.

وراء ذلك أسباب كثيرة بعضها من جنس المعطيات الصلبة، وبعضها الآخر من صنف يقبل التدخّل الذاتي لتعديله. فالاحتلال طال منطقة ذات أكثريّة مذهبيّة معيّنة، كما تصدّى له حزب ذو طبيعة وتكوين دينيين وطائفيين في وقت واحد.

لكنّ هذه المعطيات الصلبة، التي لا يمكن التأثير فيها، كانت قابلة للالتفاف عليها، أو أقلّه تخفيف حدّتها، لو أنّ المحرّرين سلكوا طريقاً آخر.

مثلاً: لو أنّهم تعاملوا مع تحرير 2005 من الوصاية السورية بوصفه استكمالاً لتحرير 2000، هذا ما حصل عكسه، إذ بدا محرّرو 2000 شركاء في سلطة الوصاية السورية، فيما ظهر من يتّهمهم بالضلوع في الجرائم التي افتُتحت باغتيال رفيق الحريري.

مثل آخر: لو أنّ محرّري 2000 قدّموا تحريرهم بوصفه مقدّمة لبناء سلطة لبنانيّة ذات مركز وطني قويّ. هنا أيضاً حصل العكس تماماً، فاستمرّ «حزب الله» ممسكاً بسلاحه، يعزّز دولته وجيشه على حساب الدولة والجيش اللبنانيين، ويرسم للحرب أفقاً مطلقاً لا يحدّه زمن ولا يتوقّف عند إنجاز بعينه. لقد تصرّف كما لو أنّ التحرير نفسه لم يحصل، واعداً اللبنانيين بحروب لا تنتهي لأنّ التحرير الحقيقي مسار عنفي متواصل.

التدخّل اللاحق في سوريّا جاء ترجمة لذلك.

 

ذكرى التحرير: لماذا استغرب نصر الله "غياب الاحتفالات"؟

إيلي القصيفي/أساس ميديا/01 حزيران/2020

في إطلالته الأخيرة لمناسبة الذكرى السنوية العشرين لتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، استغرب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، كيف أنّ تفاعل لبنان مع هذه الذكرى كان عادياً بالقياس إلى تفاعل الإسرائيليين معها. ثمّ وفي معرض جوابه على سؤال الإعلامية بثينة علّيق، أكدّ نصرالله أنّ "الجو الداخلي في العام 2000 لم يكن أفضل من الآن لناحية الانقسام العمودي حول المقاومة"، واعتبر أنّه "من العام 1982 إلى اليوم لم يكن هناك إجماع على المقاومة حتى يقال إنها خسرته".

إذاً، فمن جهة يستنكر نصرالله عدم إحياء اللبنانيين للذكرى بما تستحقّ. ومن جهة ثانية، يقرّ أن "لا إجماع لبنانياً على المقاومة"، وحين يقول "مقاومة" يعني "حزب الله" حصراً بالطبع. لذا، فإنّ إقراره هذا كان يفترض أن يشكّل سبباً كافياً لعدم استغرابه برودة تفاعل اللبنانيين مع هذه الذكرى المهمّة. والأهمّ أن تحليله هذا كان يفترض أن يدفعه إلى مساءلة نفسه وحزبه عن أسباب غياب مثل هذا الإجماع، ومثل هذه الاحتفالات التي كان يجب أن تملأ الشوارع. لأنّ سؤالاً كهذا يفترض أن يكون رئيسياً لدى أيّ حركة مقاومة في العالم تسعى إلى خلق "بيئة استراتيجية" وطنية إلى جانبها.

لكن يستدلّ من كلام نصرالله أنّه يتقصّد عدم طرح مثل هذا السؤال. فهو بوضعه هذه المسألة ضمن سياق زمني ممتدّ من العام 1982، يتصرّف كأنّ طبيعة المقاومة هي نفسها منذ ذلك الحين، وكأن عدم الإجماع حولها هو نفسه أيضاً، وكأن المعطيات السياسيّة اللبنانية والإقليمية والدولية لم تتبدّل . أما في الواقع فنصرالله يعلم، تمام العلم، أنّ الإجماع حول المقاومة الوطنية في العام 1982 كان أوسع ممّا هو عليه اليوم الإجماع حول حركة حزب الله وسلاحه. وهو يدرك أنّ الانقسام حول "مقاومته الحصرية" قبل العام 2000 لم يكن بالحدّة التي تَسِمه اليوم. وهو يدرك أيضاً أن هذا الانقسام أخذ يتجذّر تدريجاً منذ العام 2005، وقد بلغ أوجه في 7 أيار 2008 عندما هجم حزب الله على بيروت التي قاومت الاجتياح الإسرائيلي، وعلى الجبل، فاتحاً سيرة جديدة لسلاحه هي استخدامه في الداخل لتغيير معادلات سياسية، بعيداً جداً عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة. ثم استخدم السلاح مجدّدا في "حركة" سياسية سمّيت "القمصان السود"، كان هدفها إقالة سعد الحريري وتعيين نجيب ميقاتي مكانه في العام 2011. وبين هذا وذاك وقع اتهام المحكمة الدولية أعضاءً في حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وفي العام 2012 كان تدخّله في الحرب السورية سبباً لجعل الانقسام حوله يخرج من البيئة اللبنانية، إلى الأفق العربي، وقد بلغ بلاد المغرب، لا لبنانياً وحسب، مع تحوّله إلى "قوّة تدخّل" إيرانية في بلاد العرب لمحاولة تمزيق أوطانهم، وقد نجحت في سوريا والعراق واليمن على الأقلّ.

وعليه، فإنّ كلام نصرالله عن "الإجماع" حول "المقاومة"، أي حول هذا السلاح، بوظائفه المذكورة، يعني ببساطة أنّ حزب الله يتهرّب عملياً من تحمّل أيّ مسؤولية في "الانقسام حول المقاومة". ويريد، في المقابل، تحميل معارضيه من اللبنانيين مسؤولية أخلاقية فيه. إذ إن نصرالله لا يُعرض اعتباطاً عن أيّ تحقيب زمني لمسألة الإجماع هذا، بل هدفه فرض تناول المقاومة في الحيّز السياسي كمعطى أخلاقيّ مجرّد ومعزول عن أيّ سياق تاريخي وسياسي. وهو ما يتيح له جرّ النقاش بشأن مقاومته إلى ملعب الأخلاق .

كذلك، فإنّ هذا التجريد للمقاومة يساعد الحزب على طمس ازدواجيته التكوينية، بصفته حركة مقاومة تمتلك ترسانة سلاحية وصاروخية كبيرة، وبصفته حزباً سياسياً تسمح له ترسانته هذه برسم شروط اللعبة السياسيّة وسقوفها. أي إنّه يخوض اللعبة السياسية مستخدماً أدواته السياسية والعسكرية والأمنية، وفي الوقت نفسه يستخدم الصفة الأخلاقية والوطنية لكلمة "مقاومة".

استطاع حزب الله، في السنوات الأخيرة، رسم سقوف للّعبة السياسيّة تقضي بإخراج موضوع سلاحه من التداول السياسي بين القوى الرئيسية

وبذلك، يعيد حزب الله إنتاج سياسات الأنظمة العربية (خصوصاً نظام البعث في سوريا)، لاسيما في مرحلة ما بعد نكسة 1967، لجهة فرض حالة الطوارئ وإلغاء السياسة بحجّة أنّ الأولوية الوطنية والأخلاقية لمجابهة إسرائيل. وإذا كانت المعطيات اللبنانية لا تسمح له ببلوغ ما بلغته الأنظمة العربية لهذه الناحية، فإنّ حزب الله استطاع خلق بيئة سياسية مؤاتية له في لبنان، لاسيّما منذ التسوية الرئاسية في العام 2016 وما تبعها من فوز له ولحلفائه بالغالبية البرلمانية. وأخيراً، تشكيل حكومة موالية له. وكلّ ذلك بالرغم من بلوغ الانقسام الشعبي حوله حدوداً غير مسبوقة. 

هكذا استطاع حزب الله، في السنوات الأخيرة، رسم سقوف للّعبة السياسيّة تقضي بإخراج موضوع سلاحه من التداول السياسي بين القوى الرئيسية. واللافت أنّ القوى السياسية الرئيسية التي خاصمت الحزب منذ العام 2005 التزمت هذه السقوف. حصل هذا تارة بحجّة أن سلاحه مسألة إقليمية، بينما يفترض أن تكون سياسات الحزب الإقليمية سبباً إضافياً لمساءلته والاصرار المنهجي على النقاش في الاستراتيجية الدفاعية، وتارة أخرى، بحجّة أن الأولوية اليوم لـ "الشراكة الحقيقية" ولمكافحة الفساد، والحدّ من الانهيار المالي والاقتصادي الحاصل.

مع العلم أنّ رئيس الجمهورية حليف الحزب، قال في تشرين الأول 2019: إنّ "لبنان وقع تحت الحصار المالي والعقوبات . وهو ما يعني عملياً أنّ جزءاً رئيسياً من الأزمة الاقتصادية سببه تحوّل لبنان ساحة صراع أميركي – إيراني. وهذا لا يمكن إسقاطه عند مقاربة موضوع سلاح حزب الله والإجماع حوله، ما دام لبنان قد أصبح، والحال هذه، ورقة بيد إيران تستخدمها، تشدّداً أو ليناً، لتحسين شروط مفاوضاتها مع الدول الغربية.

لقد كتب القيادي السابق في المقاومة الوطنية كريم مروة في جريدة "النهار" (تموز 2000) أنّ "الكفاح المسلح أصبح بعد الانتصار التاريخي في استعادة الأرض، جزءاً من الماضي، أو هكذا يجب أن يصبح ما لم نُواجَه باحتلال جديد. ويصبح السلاح الوحيد هو سلاح الدولة بإطلاق. أما النضال لاستعادة ما تبقّى من الأرض، فله أشكال لا حصر لها".

هو نقاش بشأن المقاومة والحدود بينها وبين الدولة توقّف في لبنان إلى حدّ بعيد. وليس بلا دلالة أن يقابَل النائب وليد جنبلاط بالتخوين والتسفيه لمجرّد إثارته موضوع لبنانية مزارع شبعا أخيراً. والأسئلة المطروحة: هل في توقّف هذا النقاش مصلحةٌ لبنانية (وللمقاومة كفكرة) أو إيرانية؟ وهل تعيد الأزمة الاقتصادية، بأسبابها السياسيّة ونتائجها الكارثية، إنتاج النقاش السياسي بشأن سلاح حزب الله؟ وماذا عن مفاعيل إصدار الحكم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لهذه الناحية؟

نحن يجب أن نسأل نصر الله: لماذا حوّلتم المقاومة من "فكرة" إلى "سلاح

 

الشيخ ياسر عودة لـ"أساس": الشيعة يعيشون في الماضي بدل المستقبل

زياد عيتاني/أساس ميديا/01 حزيران/2020

كما لو أنّه "مالئ الدنيا وشاغل الناس"، لشدّة شعبيته على مواقع التواصل الاجتماعي. يكره البدع، وكأنه من رجال السلفية ومعادلتها التي تقول: "كلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار".

في برعشيت، تلك القرية الجنوبية التي ما بخلت يوماً على الوطن بالدم والعطاء، كانت ولادته عام 1969. وسرعان ما تتلمذ على يد السيّد محمد ترحيني والشيخ ابراهيم الدماوندي، ليتخرّج من حوزة قم عام 1992، ثم التحق بالسيّد محمد حسين فضل الله. وهو حالياً أستاذ في "المعهد الشرعي الاسلامي" ببيروت، وعضو "هيئة أمناء مؤسسات المرجع الأول السيّد محمد حسين فضل الله"، وإمام "مسجد الإمام السجّاد" في حي السلم. ألقاب كثيرة، لكنّها تصبّ في مكان واحد: هو ليس رجل دين، بقدر ما هو ناشط حقيقي من أجل الناس وبينهم، خصوصاً في مواقفه الجريئة والشجاعة، المعارضة لسياسة الثنائي الشيعي من قلب حيّ السلّم في الضاحية الجنوبية لبيروت. يقول عنه السُنّة إنّه رجل حقّ. أما المسيحيون فيتغزّلون به قائلين: "إنه شبيه سيدنا المطران عودة"، فيما ينقسم الجمهور الشيعي حوله بين مؤيّد ومعارض، لما يقول، لكنّه على متابعته وسماع كلامه يجتمعون.

اللقاء مع الشيخ ياسر عودة في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت لا يحتاج إلى مقدّمات أو إلى تذاكٍ اعلامي كي تدخل مباشرة في الموضوع. فالرجل حاضر دائماً كي يكون صريحاً في ما يقول: "نحن الشيعة، لا نجيد العيش. متعلّقون بذاكرتنا المثقلة بالاضطهاد والألم، لا يمكن للشيعي أن يخرج من ماضيه، ليس لأنّ ماضيه يضغط عليه، إنّما لأنه لا يجيد العيش ولا يعرف معنى الحياة. يحمل القضية ويسير بها إلى النهاية، مخلص لقضاياه، ولكن في النهاية لا يعرف أن يعيش بالخروج من الماضي والتفكير بالمستقبل".

لا يتردّد الشيخ ياسر بالجزم ، أنّ المفتي الجعفري أحمد قبلان في ما قاله في رسالة عيد الفطر، لا يعبّر عن موقفه الشخصي، بل هو يتكلّم باسم السلطة السياسية التي يخضع لها والتي ترفع شعار إسقاط الطائف للخروج من المأزق الاقتصادي والاجتماعي الذي وقعت فيه: "الكلّ يدرك حجم المأساة التي تنتظر اللبنانيين، ولكنّهم لا يعترفون بذلك. لذلك يطرحون قضايا خلافية استفزازية مثل إلغاء اتفاق الطائف".

ويسترسل الشيخ عودة فيعتبر أنّ "الكلام عن إلغاء الطائف هو بمثابة اختبار ورسالة باتجاهات عديدة، من جهة للتخويف، ومن جهة أخرى للدعوة إلى عقد مؤتمر تأسيسي جديد. في حين أنّ المطلوب من الجميع، وتحديداً كبار رجالات السلطة، أن يغيّروا طريقة تفكيرهم.

برأيه أنّ المشكلة ليست في الصيغة ولا في الدستور ولا في رياض الصلح وبشارة الخوري، إنّما في غياب العدالة والمساواة". ويسأل: "أيّ صيغة يتمّ الاتفاق عليها تصبح عملية. المشكلة أننا لا نطبّق الدستور ولا الطائف، فلنطبّقه كي نحكم عليه".

يرفض عودة "أن نُخرج العملاء من السجون مقابل إصدار العفو" ويستغرب "كيف يخوضون معركة رئاسية والبلد ينهار"، ويكمل غاضباً: "كلّ واحد منهم مسؤول عن هذا الانهيار، ولا يهمّه كيف يمكنه حلّ المشكلة. لذلك نريد حكماً عادلاً ينصف، وقضاء مستقلاً".

برز عودة قبل 10 سنوات، حين راح يدعو إلى "الدولة المدنية العادلة، لأنّ هذه الطوائف بلاء لبنان ووباؤه في الوقت نفسه. وإذا لم نستطع أن نتخلّص من مشاكلهم وإلغاء امتيازاتهم الطائفية فلن نصل إلى أيّ مكان".

قيمة الشيخ المعارض والشجاع، أنّه يرى في الدين أنّه "جاء لخدمة الانسان وليس لاستغلاله، النبي صلى الله وسلم أقام دولة مدنية وليس إسلامية، وتعاطى مع الواقع على أساس المصالح وإبعاد المفاسد. واليوم، نحن في لبنان نعيش على نقمة الطوائف بدل أن نعيش نعمة التنوّع، لأنّ السياسيين يستغلون رجال الدين ويجعلونهم حماة السلطان. وطمع رجال الدين بالسلطة والمال هو ما أوصلنا إلى هذا الحال".

يحذّر عودة من أنّ "اللبنانيين لم يشعروا بالجوع الحقيقي بعد"، ويتوقّع أن "نرى المزيد من الجوع في الأيام المقبلة"

في لبنان هناك ما يزيد عن الـ10 آلاف رجل دين من كلّ الطوائف: "لو كانوا ينطقون بما يريد عيسى ومحمد وعلي والحسين وأبو بكر وعمر، لكنا كلنا نزلنا إلى الأرض وتغيّرت المعادلات. لكنّنا لا نسمع إلاّ صوتاً واحداً في كلّ طائفة. هم باعوا آخرتهم بدنياهم، وأصبحوا حماة للسياسيين. ولبنان مجبول بهذه اللعبة منذ عشرات السنين".

يحذّر عودة من أنّ "اللبنانيين لم يشعروا بالجوع الحقيقي بعد"، ويتوقّع أن "نرى المزيد من الجوع في الأيام المقبلة". ويضحك "الشيخ ياسر"، كما يناديه المحيطون به، عندما تسأله عن ربط البعض تصريحات المفتي قبلان بتصريحات نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" علي الخطيب، بالصراع على رئاسة المجلس الشيعي، ويجيب: "علينا ألا يضحك بعضنا على بعض، فكلنا يعلم أنّ رئاسة المجلس الشيعي الأعلى بيد الرئيس نبيه بري، وهو وحده  يتحكّم بمصير هذا المنصب".

يسخر من طرح الفيدرالية باعتبارها "تقتل لبنان"، بالنسبة له "لبنان بلد صغير فكيف يمكننا أن نقسّمه إلى ولايات. كلنا متداخلون بالنَسَب وبالأرض". ويأخذ سبب فتح سيرة الفيدرالية بأنّ "البعض يشعر أنّه خسر أرضيته الشعبية فيسعى إلى مشاريع شيطانية. وأقولها بكلّ صراحة: لولا حزب الله لسقط النظام، فهو حمى السياسيين عندما قال إنّ هذا العهد لن يسقط. وللأسف الشديد بعد إعطائه الغطاء والحماية عاد الأزلام لاستجماع قواهم".

يخشى الشيخ ياسر من الفتنة ليس فقط بين السُنّة والشيعة، بل بين المسيحيين أنفسهم والأصعب بين المسلمين والمسيحيين ويحذّر منها: "للأسف قد يلجأ البعض إلى الفتنة للخروج من مآزقهم. هناك من سيمنع اللبنانيين من التمتّع بخيرات بلادنا. وها هي بوادر الفتنة بدأت تظهر في بلدة لاسا بجبيل، عبر شدّ العصب الطائفي. وكلنا مسؤول لتدارك ما يمكن أن يحصل. ما يحصل في لاسا قد يكون مشابهاً لما حصل ذات يوم في بوسطة عين الرمانة".

 

أين سنكون في الحرب المقبلة؟

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

هل يكون «كورونا» شرارة الحرب الصينية - الأميركية؟ وهل سنجبر كشرق أوسط، كدول عربية، كدول خليجية على الاختيار بينهما؟

اللافت للنظر أن هذا الصراع الأميركي - الصيني يتصاعد تزامناً مع صراع أميركي - أميركي لم نشهد له مثيلاً قط في تاريخنا المعاصر، فلم تصل حدة الخلاف إلى درجات الاتهام بالخيانة العظمى بين طرفين أميركيين، كما هو جارٍ الآن بين المحافظين والليبراليين، حيث تصاعدت حدة الخلافات لتصل إلى حد التناقض المدمر بين الطرفين في السياسة الخارجية كأننا أمام دولتين، إحداهما تسعى لتدمير ما تبقى من علاقاتنا التاريخية معنا والأخرى تسعى لتثبيتها. ووصل الصراع إلى محاولات عزل الرئيس باتهامه بالخيانة العظمى ثم بمحاولات عزل الرئيس عن الاتصال بالشعب الأميركي، كما يفعلون الآن مع رئيسهم المنتخب، حيث تجاوز الصراع بينهما عبر الوسائل الإعلامية التقليدية ووصل إلى منعه من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لقطع الطريق أمام الرئيس تماماً عن الاتصال بالشعب الأميركي، بدأوا بالسيطرة على تلك الوسائل والتحكم فيما ينشر فيها، وهو ما شاهدناه في «تويتر» و«فيسبوك»، وانتهوا إلى حرب شنها تطبيق «تويتر» على الرئيس بشكل مباشر. في هذه الفوضى الأميركية تطرح جمهورية الصين الشعبية نفسها حليفاً للشرق الأوسط وكضحية للتسلط الأميركي، إذ تسعى دبلوماسية جمهورية الصين الشعبية لا إلى التصدي للحملة الأميركية الشرسة التي تحاول تأليب المجتمع الدولي ضدها الصين، مستغلة الغضب العام من مسؤوليتها في انتشار هذه الجائحة، بل تسعى إلى تحسين صورتها وتقديم نفسها على أنها البديل المستقبلي والأكثر ضماناً عن الولايات المتحدة كحليف، وأن المستقبل العلمي والتكنولوجي لها، والأهم أنها ليست معنية بالشؤون الداخلية للآخرين.

فيتحرك سفراء الصين لعقد مؤتمرات صحافية وكتابة المقالات في الصحف وطلب عقد لقاءات تلفزيونية، وقد كتب سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البحرين أنور حبيب الله، وهو مسلم صيني من شعب الإيغور مقالاً في صحيفة «أخبار الخليج»، مهنئاً البحرين بعيد الفطر السعيد، ومؤكداً فيه أن الصين لا تحارب الإسلام والمسلمين كما يصورها الإعلام الغربي، وأن الواقع أمر مختلف تماماً بدليل منصبه سفيراً معتمداً لدولته وهو مسلم، وأكد في الوقت ذاته احترام الخصوصيات الدولية والسيادة الوطنية للبحرين، وكذلك فعل بقية سفراء الصين في منطقتنا العربية، كما عقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي مؤتمراً صحافياً تطرق فيه إلى تلك الحرب الباردة، مسمياً الهجوم الأميركي على الصين بأنه «فيروس سياسي» أصيبت به طبقة سياسية أميركية، ملمحاً إلى أن هناك طرفاً أميركياً لا يتفق مع السياسة الخارجية الأميركية. وحذر من أن الصين والولايات المتحدة على «حافة حرب باردة جديدة»، رافضاً «التصريحات» الأميركية حول فيروس «كورونا المستجد»، فيما أشار إلى انفتاح بلاده على جهد دولي لمعرفة مصدره. وقال وانغ يي، استمراراً للحرب الكلامية المتصاعدة مع واشنطن بشأن الوباء وحراك بكين لتشديد السيطرة على هونغ كونغ، إن الولايات المتحدة أصيبت بـ«فيروس سياسي» يجبر المسؤولين هناك على مهاجمة الصين باستمرار.

وأعلن وانغ يي أمام الصحافة: «لفت نظرنا أن بعض القوى السياسية في الولايات المتحدة تأخذ العلاقات الأميركية - الصينية رهينة وتدفع البلدين باتجاه حرب باردة جديدة!!».

ويأتي ملف «كورونا» ليضاف إلى مجموعة الملفات المتراكمة التي وصل الخلاف فيها إلى الذروة بين الولايات المتحدة والصين حول مصير هونغ كونغ وتايوان، ولتتصاعد الاتهامات بينهما في هذا الملف، حيث وجه مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي الاتهام للصين بمحاولة «متسللين على الإنترنت وجامعي معلومات غير تقليديين» مرتبطين بالصين لسرقة الملكية الفكرية الأميركية وبيانات متعلقة بأبحاث فيروس «كورونا المستجد». وقال بومبيو في بيان: «نهج جمهورية الصين الشعبية على الفضاء الإلكتروني هو امتداد لتصرفاتها غير البناءة طوال فترة وباء كوفيد - 19».

وأضاف: «بينما تنسق الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها معاً ويتعاملون بشفافية لإنقاذ الأرواح، تستمر جمهورية الصين الشعبية في إسكات العلماء والصحافيين والمواطنين ونشر معلومات مغلوطة، ما فاقم من مخاطر هذه الأزمة الصحية».

فإلى أين تتجه هذه الحرب الباردة بين الطرفين، وهل ممكن البقاء على الحياد؟ وهل ممكن أن نستفيد من البقاء على الحياد؟ أسئلة تعيد لأذهاننا فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، وأسئلة لا بد أن نستعد لها بوضع كل السيناريوهات المستقبلية المتوقعة من دون استبعاد أي منها على أساس أنه ضعيف الاحتمالات!!

مثل ثالث: لو أنّ محرّري 2000 قدّموا الانتصار بوصفه الممرّ إلى بناء وضع سياسي واجتماعي أفضل للبنانيين. هذه المسألة لم تعنِ للمحرّرين شيئاً يُذكر، ما جعل التحرير يقتصر على عمل عنفي محض لاستعادة الأرض، عملٍ لا تخالطه القيم والمثالات التي تُعنى ببناء البشر ومستقبلهم.

مثل رابع: لو أنّ مُحرّري 2000 بعدما تراجعت الحاجة إلى تعبئة الجماعة الأهليّة، قلّلوا من التركيز على الرموز والطقوس التي تخاطب جماعة بعينها من اللبنانيين، فيما هي لا تخاطب سواها منهم.

فاقم المشكلة أنّ الكثير من الرموز والطقوس تلك إيراني المنشأ والمصبّ. عدم حصول شيء من هذا جعل التحرير أقرب إلى سلوك حزب واحد ذي هويّة مغلقة واحدة. والحال أنّ الرغبة العميقة والفعليّة لـ«حزب الله»، وكذلك مصادر روايته لما حصل، تكمن في هذا التلخيص لواقع الحال: تعتيم على مساهمة الأطراف الأخرى في مقاومة إسرائيل. تخوين لمساهمة الأطراف التي قاتلت سوريّا. تقديم سرديّة انتصاريّة تتكتّم على إعلان إيهود باراك، رئيس حكومة إسرائيل، استراتيجيّة الانسحاب من طرف واحد.

أكثر من هذا، جاءت الرواية الانتصاريّة شديدة الفقر على الصعيد الإنسانيّ، أي في الأدب والفنّ والثقافة عموماً. لم نسمع عن أحد خاف أو ارتبك أو احتار أو عشق أو تردّد أو ازدوجت مشاعره في أثناء المقاومة. الجميع كانوا، من البداية حتّى النهاية، أبطالاً مشدودين كالسهام إلى أهدافهم. وحين تُنشَر سِيَرٌ ومذكّرات بهذا المعنى لجنود إسرائيليين يكون التعليق عليها: ها هي فرائصهم ترتعد! في المقابل، ساد التشدّق بـ«ثقافة المقاومة» التي لا تكتب رواية ولا ترسم لوحة! في الخلاصة، لم يكن في وسع تحرير كهذا أن يقرّب بين اللبنانيين. كان في وسعه أن يباعد بينهم، عبر بناء نظام مراتبي صارم تتقرّر فيه مواقعهم حسب صلتهم بـ«حزب الله». هذا ما أُريدَ أصلاً، وهذا ما تحقّق فعلاً، جاعلاً انقسامات اللبنانيين السابقة على «حزب الله» وتحرير 2000 مجرّد شطر صغير نسبيّاً من انقساماتهم الراهنة. ولهذا، وبسبب تلك التجربة، حبس لبنانيّون كثيرون أنفاسهم حين علموا بوجود تحرير آخر يؤتى به هذه المرّة من سوريّا. لقد قالوا، في سرّهم أو في علنهم، إنّ لبنان نفسه بات على مرمى حجر من الفناء السياسيّ.

 

انتخابات أميركا... وحكاية مينيابوليس مع المستر شوفين!

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

مفارقة مؤلمة أن يُقتل أفريقي - أميركي خنقاً تحت ساق رجل أمن أبيض في مينيسوتا، الولاية الأميركية الأكثر «اسكندينافية» من حيث تركيبتها السكانية. ومفارقة أيضاً، أن هذه الولاية ذات الغالبية الساحقة البيضاء تقع في أقصى شمال البلاد البارد على الحدود مع كندا، وليس في ولايات «حزام القطن» الجنوبية الحارة مناخياً وعرقياً والمحافظة إنجيلياً. ومعلوم أن أجداد الأفارقة الأميركيين جُلبوا أساساً كعبيد إلى الولايات الأميركية للعمل في مزارع القطن. وفي المقابل، كان أصحاب المزارع من المستوطنين الأوروبيين البيض، الذين بالكاد اقتنع أحفادهم بفضائل حملة «الحقوق المدنية» التي ألغت التمييز العنصري خلال عقد الستينات من القرن الماضي. ثم هناك مفارقة ثالثة، هي أن رجل الأمن القاتل اسمه «شوفين». نعم... ديريك شوفين. وجاءت هذه الحادثة في فترة تصاعد الخطاب القومي، بل «الشوفيني» أحياناً، مع تسارع العد التنازلي للانتخابات الرئاسية والتشريعية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

واقع الحال، أن علاقة الشرطة مع جمهور المعترضين والناشطين في أي قضية مطلبية، وفي معظم بلاد العالم، ليست دائماً على ما يرام. ومع أن الأنظمة الديمقراطية تعتبر حق التظاهر وحرية التعبير من مقوّمات ممارسة السياسة الديمقراطية، قلما تخلو التظاهرات «الحماسية» من صدامات بين المتظاهرين ورجال الشرطة. ولعل خير شاهد، منظر شوارع العاصمة الفرنسية باريس قبل أن يهجرها «محجورو» جائحة «كوفيد - 19»... عندما تحوّلت إلى ساحات مواجهة بين الشرطة ومحتجي «السترات الصفراء».

في نهاية المطاف، يتصرّف الشرطي معظم الأحيان بهدف الاحتواء. ولكن في أحيان أخرى تغلب على سلوكيات الشرطي ذهنية الاستقواء بالسلاح في ظل نظام الإمرة... دفاعاً عن الأمن والنظام والملكية الخاصة.

في المقابل، باستثناء الزمر الفوضوية وجماعات المندسّين، لا ينزل المتظاهر المؤمن بقضية ما إلى الشوارع والساحات إلا اقتناعاً بمبدأ أو رفضاً لإجحاف أو درءاً لجوع. وهكذا، تغدو الصدامات ذات السقف المعقول حالات محسوبة يمكن استيعابها. لكن المشكلة تحصل عندما تكون الصورة العامة بعيدة عن هذه المعادلة الواقعية البريئة. إذ تخرج إلى العلن نوازع وكوامن مختلفة، وأحياناً متراكمة، عند الفريقين، وعندها يقع المحظور، وتفلت الأمور.

في الولايات المتحدة، تاريخ حافل بالتنوع والتناقض في بلد ضخم تعدّدي، اجتمعت فيه الأعراق والأديان والطوائف المهاجرة من كل أنحاء العالم. ونمت الدولة بالتدريج توسعاً باتجاه الغرب، وازداد التنوّع مع هذا التوسّع الذي تأمّن إما عبر الحروب أو صفقات الشراء.

الولايات الـ13 الأصلية في شرق البلاد، التي يُرمز إليها في العلم الأميركي بالخطوط الحمراء والبيضاء الـ13 ضمت المهاجرين من الجزر البريطانية (ولايات نيوإنغلاند وماريلاند وفيرجينيا وجورجيا وما أصبحتا نورث كارولينا وساوث كارولينا)، وألمانيا (ولايات الغرب الأوسط أو جنوب البحيرات الكبرى) وهولندا (نيويورك وبنسلفانيا). في تلك الأثناء كانت فلوريدا إسبانية، بينما استقر الاسكندينافيون في نيويورك ولاحقاً في مينيسوتا. أما الفرنسيون فاستعمروا حوض الميسيسبي غرباً وكانت قاعدتهم الأبرز مدينة نيو أورليانز، المسماة تيمناً بمدينة أورليان الفرنسية. وما زالت أسماء المدن والقرى والعائلات تعكس جانباً كبيراً من هذا الإرث حتى اليوم. غير أن ثراء البلاد وتزايد قوتها وارتفاع شأنها، إقليمياً ثم دولياً، جذب إليها المزيد من المهاجرين. وانسجم هؤلاء في بيئتهم الجديدة كل وفق إمكانياته وظروفه ومصالحه، وبجانب الهجرة، أسهم التقدم التقني في تغير النسيجين الديموغرافي والمصلحي.

ومع أن بدايات الحزبين الجمهوري والديمقراطي أخذت تظهر في مطلع القرن الـ19، فإن الانقسام الفكري يعود إلى بداية بناء الدولة الأميركية. ولئن كان الحزبان يشكلان راهناً الصراع بين المحافظين اليمينيين (الذين يمثلهم الحزب الجمهوري) والليبراليين الوسطيين واليساريين (الذين يمثلهم الحزب الديمقراطي) فإن هذا الصراع لا علاقة له بالصراع أو الخلاف الأصلي. في البداية كان الخلاف يدور حول شكل الحكم، وهل يكون مركزياً كما ذهب الجمهوريون، أو لا مركزياً تتمتع فيه الولايات بهامش كبير من الصلاحيات كما دعا الديمقراطيون. وفي المحصلة، تبلورت سلطة فيدرالية متوازنة بين الجانبين وعلى مستويين، تنعكس فيها قوة الدولة المركزية، ولكن مع احتفاظ كل ولاية بحقوق وصلاحيات واسعة على أراضيها. وكانت الحرب الأهلية الأميركية (1861 - 1865) ذات صلة باختلال التوازن بين السلطتين مع أن الشرارة كانت قضية الرّق.

بعدها، مع نمو الصناعة والتجارة خلال القرن الـ20 وتزايد دور الولايات المتحدة، تبدلت المعطيات، فصار الحزب الجمهوري شيئاً فشيئاً منبر الاقتصاد الحر والارتباط بالكنيسة والقومية الأميركية (البيضاء غالباً) البراغماتية، بينما غدا الحزب الديمقراطي معقل الأقليات العرقية والدينية وحصن النقابات والسياسات الدولية الطوباوية. حادثة مينيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا، لها صلة مباشرة بالانقسام القديم - الجديد في البلاد. وهذا، مع ملاحظة أن هذا الانقسام تفاقم واشتدت حدته بعد جائحة «كوفيد - 19».

وللتذكير، انتخب الرئيس الجمهوري دونالد ترمب في خريف 2016، بأصوات غالبية بيضاء، على أساس خطاب قومي ويميني صريح. وقبل انتخابه، كما بعده، استفز قطاعات واسعة من الأقليات، وبخاصة، في موضوع الجدار مع المكسيك، والتضييق على الهجرة.

وعندما ضربت الجائحة فإنها تركّزت في مدن كبيرة، كنيويورك وديترويت، وبالذات، في أحيائها الفقيرة حيث الوجود الكثيف للأقليات الأفريقية واللاتينية. وبينما اهتم حكام الولايات من الديمقراطيين بالمرضى والضحايا والأطقم الصحية، كان الرئيس والجمهوريون مهتمين بإغاثة الاقتصاد وإنقاذ الشركات.

هنا برز من جديد تضارب الصلاحيات بين «المركز» (العاصمة الاتحادية واشنطن) والولايات، وبين رئيس أبيض ثري ويميني... وسكان مناطق فقيرة كثيرة منهم من الأقليات. وحقاً، استغل مروّجو التحامل العنصري ونظرية التفوق الأبيض، سياسات ترمب القومية والحمائية لإثبات حضورهم، في وجه تفاقم البطالة بفعل الأزمة الاقتصادية... التي رفعت أرقام البطالة في البلاد إلى ما فوق الـ40 مليون عاطل عن العمل. في مينيابوليس، فجّر توقيف شرطي أخرق لرجل أسود، وبأسلوب فجّ ووسط توتر وانقسام، وفي سنة انتخابية، الغضب المكبوت حرائقَ وأعمالَ فوضى وعنف واسعة.

«الشوفينية» خطيرة... والفتنة أخطر. غير أن ما يقلق بعض المراقبين، اليوم، احتمال أن ترى جهات مغامرة مصلحة لها في استقطاب أعمق واستدراج أسوأ للفوضى خلال الأشهر القليلة السابقة لمطلع نوفمبر.

 

ترمب و«تويتر»: الدولة أم مواقع التواصل؟

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

الصراع التاريخي بين الديمقراطيين والجمهوريين داخل الولايات المتحدة أمرٌ تقليدي وقديم، ولكنه تطوَّر مؤخراً إلى صراع حاد جداً وغير مسبوق. بدأ ذلك كله مع الرئيس السابق باراك أوباما الذي انحاز للانعزالية، وسعى لتغيير دور أميركا في العالم وقلب تحالفاتها، وكان الرد حاداً بانتخاب الرئيس دونالد ترمب.

على بعد أشهرٍ من الانتخابات الأميركية، يشتد الصراع اليوم بين الرئيس ترمب والتيار «الأوبامي» تحديداً داخل الحزب الديمقراطي، وفي وسائل الإعلام المنحازة كلياً نحو «الأوبامية» الجديدة. وخيارات الشعب الأميركي تمثل طموحاته وصراعاته ومصالحه. ولكن ثمة سؤالاً مُلحاً جداً هنا، وهو عن بعض مثقفي الدول العربية ودول الخليج العربي تحديداً، الغارقين في حب «الأوبامية»، لماذا يفعلون ذلك؟ وهل فعل أوباما شيئاً إلا ضرب مصالح دول الخليج في المنطقة والعالم، والتحالف مع كل خصومها وأعدائها من النظام الإيراني إلى جماعة «الإخوان المسلمين»؟ إذن لماذا؟

هل يشككون في أن سياسات أوباما كانت مضرة بدول الخليج؟ أشُك؛ لأن عدائية سياسات أوباما أوضح من أن يدلل عليها بقرار مفرد أو توجه معين، فهي في كل مجال تقريباً. هل غرق البعض في الجدل الداخلي الأميركي، ونسي مكانه من التاريخ والجغرافيا، فأصبحت خياراته ترفيةً فحسب، ولا علاقة لها بالواقع؟ هل هو خضوع للتيارات اليسارية الجديدة من دون تفكير في الذات، إما لهوى شخصي وإما لاستلابٍ أكاديمي، وإما لمجرد مخالفة الدولة، مجرد المخالفة؟ سلسلة أسئلة لا تكاد تنتهي وهي مجال رحب للجدل.

الرئيس ترمب يعبر عن رؤيته التي لا تتفق بالضرورة مع الحزب الجمهوري، ولكن أتباع أوباما يسعون لتغيير الحزب الديمقراطي وأميركا كلية، وهو ما سبب لهم تشنجاتٍ سياسية غير معهودة، من تمزيق خطاب الرئيس ترمب على الهواء، إلى خروج أوباما الرئيس السابق عن صمته ومهاجمة الرئيس الحالي، وسوابق أخرى. أي مواطنٍ خليجي أو متعاطفٍ مع دول الخليج، كان سيشعر بالحرج التاريخي الذي سببته إدارة أوباما لدول الخليج، وحجم الارتياح لوصول إدارة ترمب بعدها التي أعادت الأمور إلى نصابها في المنطقة والعالم. فلماذا يشعر البعض بأهمية ازدراء ترمب وتمجيد إرث أوباما، وخصوصاً حين يكون خليجياً؟ هل يعتقد هؤلاء بأن الالتزام بالآيديولوجيا أهم من حياة أبنائهم واستقرار بلدانهم؟

يعرف الرئيس ترمب جيداً كم تعاديه منظومات الإعلام اليساري، ولذلك تركها وأخذ يصنفها دائماً بأنها وسائل الأخبار الكاذبة، واعتمد على مخاطبة أتباعه بشكل مباشر عبر موقع التواصل الشهير «تويتر» الذي استهدف بشكل مباشرٍ الرئيس ترمب الأسبوع الماضي، ونصَّب نفسه حكماً على مواقع الرئيس وتغريداته، ما دعا الرئيس للرد بقوة، وإصدار أمرٍ تنفيذي باعتبار مواقع التواصل عرضة للمحاكمة، وليست محصنة.

مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك» ونحوهما، كانت عبر سنواتٍ طوالٍ مرتعاً للدعاية الإرهابية العالمية، من كل الجماعات والتنظيمات ومن كل الدول وبكافة الاتجاهات، وقد صدقت مقارنة البيت الأبيض بين تغريدات ترمب وتغريدات خامنئي الإرهابية الصريحة التي لم يتعرض لها «تويتر» بأي تعديل. مارك زوكربيرغ، مالك ومؤسس «فيسبوك» انحاز لموقع ترمب ضد «تويتر» وأكد خطأ «تويتر»؛ لأنه أقدمُ في هذا المجال وأكثر خبرة، ويعرف حدود تحركاته وكيف يحمي نفسه وموقعه.

الجدل بين مواقع التواصل الاجتماعي وشركات التقنية الحديثة، مثل شركة «أبل»، وبين الدولة، جدل مستمر منذ سنواتٍ، لم يبدأ مع الرئيس ترمب فقط ولا مع أميركا فحسب؛ بل هو جدل على مستوى العالم. ويلخصه السؤال: من المؤتمن على خصوصيات الناس؟ الدولة أم هذه المواقع؟ وهل يحق لهذه المواقع والشركات حماية الإرهابيين والقتلة ومعلوماتهم وإخفاؤها عن الدولة وأجهزتها؟ والقصة شهيرة قبل سنواتٍ بين شركة «أبل» والمؤسسات الأمنية الأميركية، حول حماية معلومات أحد الإرهابيين داخل أميركا.

سعت إدارة أوباما من قبل وفي 2014 لضبط هذه المواقع، وإخضاعها لمؤسسات الدولة، وهو ما ترفضه هذه المواقع، وتحلم بالانعتاق من كل قوانين الدول وفرض شروطها وتعزيز قوتها، بغض النظر عن الدول ومصالح الناس. وقد اجتمع أوباما حينها بستة من المديرين التنفيذيين لـ«فيسبوك» و«غوغل» وغيرهما. وقد سعى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون آنذاك لإقناع أوباما بإيجاد حل لهذا الجدل، وإخضاع مواقع التواصل لسيطرة الدولة، ورفض توفير البيئة الآمنة للإرهابيين والمجرمين، والتعاون مع الدولة، ولم ينجح أوباما في ذلك المسعى.

يخطئ كثيراً من يحسب أن هذا الجدل يدور بين من يدعم حرية الرأي ومن يرفضها، فالأمر ليس كذلك بأي حال؛ بل هو عمَّن يمتلك الحق في حماية خصوصيات الناس وفرض الأمن، هل هي الدولة ومؤسساتها، أم مواقع التواصل ومستثمروها؟ وهو جدل فلسفي وقانوني قبل أن يكون سياسياً، وسعي أي سياسي لحماية نفسه ومصالحه ضد هذه المواقع أمرٌ مفهومٌ؛ لكنه ليس الجدل الرئيسي، ولا موضع الخلاف الأصلي.

هناك دوافع مختلفة للبعض للدفاع عن «الأوبامية»، منها القناعة الآيديولوجية، ومنها التزين بمظهر المستقل، ومنها التأثر بالأوساط الأكاديمية التي يسيطر عليها اليسار، ومنها التأثر بالطروحات المعادية لدول الخليج دولياً وإقليمياً، كما جرى من قبل على مدى عقود من الزمن، فقد كان كثير من مواطني دول الخليج متأثرين بالدعايات الإقليمية والدولية المعادية لبلدانهم، فكان بعضهم يتبع اليسار والشيوعية، وبعضهم الطروحات القومية من ناصرية أو بعثية، ثم جاء فيما بعد من يتأثر بخطاب الإسلام السياسي وجماعاته، وهو أمر مستمر مع المدافعين عن «الأوبامية» بلا وعي منذ ظهورها.

الغالبية العظمى من هؤلاء تراجعوا عن غواياتهم السابقة، بعد تجاوز المراهقة واكتمال الرشد وازدياد العلم، وهو ما سيجري لاحقاً لأتباع «الأوبامية» المعاصرين، ولكنهم يحتاجون لوقتٍ -كسابقيهم- حتى يتبصروا مواضع أقدامهم، ويستعيدوا القدرة على التبصر. معركة ترمب مع «تويتر» معركة آنية، وبغض النظر عن نتيجتها كمثالٍ فهي لن تلغي الجدل القائم من قبل ومن بعد، ولكنها تجبر الجميع على إعادة فتح هذه القضية المهمة، وإبقاء التساؤلات حولها مفتوحة، والتفتيش عن أفضل الإجابات وأكثرها إحكاماً ومنفعة، وهذا أمرٌ لصالح البشرية ومستقبلها.

أخيراً، فالصراع بين «الدولة» و«مواقع التواصل» مستمر، ولن ينتهي قريباً. وهو صراع له أبعاد متشعبة، وحلوله تختلف بحسب كثير من المعطيات المتباينة.

 

رجل الصلح الكبير

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

الدبلوماسية المغربية، مدرسة. المؤتمر الأول فيها، كان الحسن الثاني. الملاح الأول في زمن السياسات الصعبة والعداءات الكثيرة والصداقات الكثيرة. ولا شك أنها تأثرت كثيراً بالفكر الفرنسي، الذي كان استعماراً سابقاً وتحوّل إلى شريك ثقافي. البلد الوحيد الذي للصحافة الفرنسية طبعات فيه هو المغرب. لا أدري إذا كان ذلك لا يزال سارياً إلى اليوم. عبد الرحمن اليوسفي تأثّر إلى حد بعيد بالفكر الفرنسي في منحاه الاشتراكي. وحاول مع سائر الرفاق أن ينقلوا شيئاً منها إلى الرباط. لكنهم اصطدموا برؤية الحسن الثاني فيما هو يؤسس للدولة، ويواجه سلسلة من المؤامرات الأسطورية في البر وفي الجو.

عبد الرحمن اليوسفي كان مفترق الطمأنينة. معه تمت المصالحة بين المخزن والمعارضة. والرجل الذي أعلَّت صحته السجون، رأيناه ذات يوم في مشهد تاريخي لا يُنسى: ممدداً على سرير المستشفى والحسن الثاني جالس على حافة السرير يتحدث بالهاتف، ويصرفان معاً شؤون الحكم.

كانت لليوسفي ابتسامة طنجاوية عريضة تأسر محدثيه سلفاً. وتواضعه كان الآسر دوماً. وظل الوزير الأول يشتري البذلات البنية العمالية التي كان المنفي يشتريها من سوق الجملة في باريس. وذات مرة جاء إلى بيروت بدعوة رسمية من الرئيس رفيق الحريري، الذي أقام له حفلة استقبال في السراي الحكومي. وكان بين الحاضرين رفيقه في النضال اليساري المفكر محمد كشلي. فصافحه محمد ضاحكاً وهو يقول: «تذكرتني دولة الرئيس»؟... فتدخلت وسط ضحكات الجميع قائلاً: دولة الرئيس يحاول منذ 50 عاماً أن ينسى البؤس الذي تحاول أن تذكّره به.

اليوسفي يمثل مرحلة مصالحة وطنية بكل المعنى. المعارضة المغربية لم تكن يوماً معارضة غير مغربية. وخلافها لم يكن يوماً ممزوجاً بأي ولاء خارجي. ومع أن اليوسفي اعتزل العمل السياسي منذ مجيء الملك محمد السادس، وتغير جهاز الحكم، فقد ظل مقرباً من القصر كصديق شخصي ومرجع سياسي. وهذه من تقاليد المخزن. يخرج الوزير الأول من مكتبه، لكنه يبقى في الجوار، مستبقياً الاعتبار ولو من دون مسؤوليات. ولعله تقليد في جميع الدول الملكية، بعكس العادات الأخرى، حيث في معظم الحالات يدخل رئيس الوزراء مجهولاً ويخرج على رؤوس أصابعه.

اليوسفي واحد من صف طويل من الكبار على لوحة الشرف. بدأ، مثل جميع أجيال الاستقلال، بأحلام قومية كبرى واستقر - واستقروا - على أحلام وقناعات وطنية عادلة. وأكثرهم - مثله - كانوا ألمعيين ومثقفين وأدباء. وربما إلى الآن لا يزال الأدب يأتي أولاً في حياة السياسيين المغاربة. لا أعتقد أن أحداً في المغرب لن يترحم على اليوسفي وتجربته.

 

من المنتصر... ترمب أم {تويتر}؟

ممدوح المهيني/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

ترمب، هو الجواب على السؤال أعلاه. وهناك في تصوري 3 أسباب خلف ذلك.

أولاً يحتاج ترمب أي خصم جديد لتحريك قاعدته الانتخابية وتجييشها وقدمت له «تويتر» فرصة ذهبية، ومن غير المعقول أن يبددها بسهولة. وسائل الإعلام التقليدية أعلنت بصراحة خلافها معه واصطفافها الكامل خلف منافسيه الديمقراطيين من هيلاري وحتى بايدن.

صحف ومحطات وشخصيات كبيرة مجاهرة بالكراهية. كنّا نعتقد أن هذه نقطة ستضره، ولكنها أتت من مصلحته لأن الانقضاض الجماعي عليه على طريقة الضباع زادت من شرعيته وشعبيته أمام جماهيره وحتى خارج دوائر أنصاره، الذين يرون بعضاً من الحقيقة والمنطق في تصريحاته حينما يقول إنه يلاحَق كالساحرات في القرون الوسطى ولا يعامَل بعدالة مثل منافسيه. لكن حجة عداء الـ«سي إن إن» و«الواشنطن بوست» باتت قديمة ومستخدمة، لذا فقدت قدرتها السابقة على التجييش. جاء «تويتر» في الوقت المناسب ليضع في يده ورقة جديدة. مشكلة «تويتر» أن الحجة التي ساقها غير صلبة ويمكن دحضها بسهولة، وهذا ما أشار إليه مالك «فيسبوك» الذي عقّب سريعاً محاولا إبعاد شركته عن المنزلق الذي وضع «تويتر» أقدامه فيه.

تدخل «تويتر» بهذه الطريقة حوّل جذرياً مهمته من منصة محايدة بلا رأي أو توجه يقوم طرف خارجي (المغردون... أفراد، زعماء، حكومات... إلخ) بنشر المحتوى عليه، إلى ناشر محتوى وحكم تحريري برؤيته الخاصة للصح والخطأ. لهذا سيتعامل على أنه ناشر وتنطبق عليه قانونياً شروط الناشرين لأنه افتقد صفته الأولى التي عرف بها منذ بدايته. وبما أنه أدخل نفسه في هذه اللعبة، فعليه أن يقوم بتصحيح ملايين التغريدات التي يعتقد أنها تحمل من وجهة نظره معلومات مضللة. هل سيقوم «تويتر» بالدخول على حسابات رؤساء الدول من الصين إلى البرازيل وتصحيحها ووضع الروابط الموضحة بحسب المسؤول عن حساب «تويتر»! مهمة مستحيلة. لتويتر أيضاً ذاكرة طويلة، فهل سيصحح عشرات المواضيع الخاطئة التي نشرتها الـ«سي إن إن» و«الواشنطن بوست» عن تواطؤ ترمب مع الروس، وهي الاتهامات التي خرج منها ببراءة! من المستبعد طبعاً. وقد عرف المخالفون لخطوة «تويتر» في التدخل الفجوة في المنطق الذي اعتمد عليه، فأغرقوا «تويتر» بتغريدات لشخصيات متطرفة مثل خامنئي وقالوا لجاك دورسي مؤسس «تويتر»: لماذا لا تتفضل وتصححها! ونتذكر الآن تغريدة شهيرة لجون برينان رئيس الاستخبارات الأميركية السابق الذي اتهم ترمب بالخيانة بعد اللقاء الذي جمعه ببوتين في هلسنكي. وظيفة «تويتر» الجديدة تتطلب الآن شطب التغريدة أو وضع رابط تقرير مولر الذي برأ ترمب من كل تهم العمالة لموسكو. وهذا ينقلنا إلى النقطة الثالثة والمهمة، وهي لماذا بدأ «تويتر» المعركة مع ترمب وليس مع غيره. لماذا لم يبدأها مع بايدن مثلاً. هذا يكشف عن نقطتين؛ الأولى معروفة وهي أن توجهات ملّاك «تويتر» يسارية ولكن يحمد لهم أنهم قدموا المنصة للجميع لمن يريد التعبير عن رأيه وهكذا فعل الرئيس ترمب الذي وجد فيها المنصة المفضلة لإيصال صوته للملايين وكانت أحد أسباب فوزه. وقد قال إنه يوصل صوته بلا وسيط يغير في خطابه ويحرف رسائله. تدخل «تويتر» المفاجئ الأخير أفقده هذه الميزة وانحاز لطرف ضد آخر. يبدو أن النزعة الآيديولوجية في الشركة تغلبت على النظرة المالية الواقعية وهذا ما لا يريده مالك «فيسبوك». وإلا ما مصلحة الشركة من الدخول في هذه المعركة المجانية مع الملايين من المحافظين وغيرهم من غير الراغبين في تحول «تويتر» لمقص رقيب على آرائهم. هناك تفسير واحد معقول هو أن التدخل في هذا التوقيت له هدف واضح، وهو استغلال ضعف الرئيس الأميركي بعد «كورونا» وتردي الاقتصاد وعلى بعد أشهر من الانتخابات. ولكن دورسي ورفاقه ربما قدموا له الهدية المعركة التي كان يبحث عنها.

* المدير العام لقناتي «العربية» و«الحدث»

 

لبنان ينتفض ..إحتلال إيران..كلن يعني كلن

The Unsaid Lebanon/الشرق الأوسط/31 أيار/2020

ينتهج حزب الله سياسة كسب الوقت، ليحين موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني ٢٠٢٠. وهذا من خلال الرسملة على جائحة كورونا، وخلق مواضيع جانبية لإلهاء الرأي العام كتغيير النظام والغوص بتقنيات وضع خطط إقتصادية لجلب المساعدات الخارجية, المعروفة سلفا" أنها لم ولن تأتي قبل تسليم سلاحه للجيش اللبناني.... مراهنا" على أن يطيح الفايروس الصيني برئاسة ترامب، ويفوز بايدن، وهو نائب الرئيس أوباما لتعود السياسة الأمريكية لسابق عهدها تجاه الجمهورية الإسلامية في إيران. ولكن ليس بالضرورة أبدا" أن يطابق حساب الحقل مع حساب البيدر، وتبقى حظوظ ترامب بالنجاح لا تزال مرتفعة. هذا الإستحقاق محوري للعالم وللبنان بشكل خاص، فإذا نجح بايدن حتما" سينتهي لبنان الذي نعرفه ليحيا حزب الله، ويصبح كلام المفتي الجعفري بتغيير النظام واقعا"، ويتحول لبنان إلى جمهورية إسلامية بمفهوم ولاية الفقيه، مع كل ما يرتب على ذلك من تغييرات بنيوية إجتماعية وثقافية وتربوية وديموغرافية.... أما إذا نجح ترامب فقد تنتهي وضعية حزب الله الحالية، ليحيا لبنان الإزدهار والجمال والفن والسلام .... الثلاثين من أيار، هو يوم مجيد في عمر الثورة، حيث تشكل بداية لتصويب البوصلة وتصحيح المسار ووضع الأصبع على الجرح بمطالبتها الواضحة العلنية والصريحة بتسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني.

 

لبنان يحكم بالتلاعب والتورية والبروباغندا

منى فياض/الحرة/31 أيار/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86814/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%b1%d9%8a/

من يستمع إلى خطب المسؤولين في لبنان وتصريحاتهم ووعودهم ويقارنها بالأوضاع المزرية والانهيار على مختلف المستويات، سواء الاقتصادية أو البيئية أو الاجتماعية.. يسأل نفسه سؤالا، بررت تأخره الثورة: كيف يمكن لهؤلاء الإمعان بمسرحهم الهزلي السوريالي؟

تضاعفت أعداد العاطلين عن العمل منذ تأليف حكومة حسان دياب، وتضاعف سعر الدولار. ومع ترجيح رفض صندوق النقد الدولي إقراض لبنان، بسبب تضارب مشاريعه السلطة وتقاعس المسؤولين عن إجراء الإصلاحات اللازمة.. يطل علينا رئيس الحكومة في خطبة المئة يوم العصماء ليخبرنا أن "رحلة الإنقاذ بدأت والعالم يراقب بدهشة ما أنجزناه"!

لم نثر ليس دهشة العالم بل استغرابه! لقدرة المسؤولين على التلاعب بعقول اللبنانيين ووجود ومصير لبنان.

المطلوب باختصار بدل التمنيات واقتراحات تنتظر أذونات من بيده الأمر، إنجاز ما يجب تنفيذه. فعوض "الرغبة" بإنجاز القوانين المتعلقة بالقضاء، المطلوب هو العمل على الإفراج عن التشكيلات القضائية دون التدخل فيها، واحترام الحريات العامة أولا بدل الاعتقالات التعسفية والتوقيفات العشوائية. وإجراء التعيينات الضرورية في المصرف المركزي وتطبيق القوانين الموجودة بدل انتهاكها. ناهيك عن ضرورة تقديم خطة بديلة لمهزلة الكهرباء..

وإذا كانت هذه السلطة جادة بالإصلاح فيمكن لها تنفيذ خطوات بسيطة، مثل تعيين الهيئات الناظمة ومجالس الإدارة وتفعيل عمل المؤسسات الرقابية؛ وتقديم خطة تربوية تنقذ مستقبل القطاع التربوي، فأكثر من نصف مدارس الرهبانيات مهددة بالتوقف. وبدل قوانين ضد الفساد فلتنفذ القوانين الموجودة ولتفعل مؤسسات الرقابية الموجودة من أيام فؤاد شهاب.

خيّرنا "حزب الله" بين القمصان السود أو فرض حكومته، بين عون أو لا رئاسة، قانون انتخاب على قياسه أو لا قانون. إقفال مجلس النواب لعامين لمنع الأكثرية من ممارسة حقها في التشريع

لا يصح عليهم سوى قول: مارتا مارتا، تقومين (هنا تثرثرين) بأشياء كثيرة، بينما المطلوب واحد.

في هذا الوقت يخبرنا رئيس الجمهورية أنه "سيسلم الرئيس المقبل وطنا أفضل مما هو عليه اليوم"!

أما الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله فيحرص من جهته على طمأنتنا "أننا سنهزم إسرائيل ونصلي في القدس!". ومن التعليقات الساخرة على كلامه، انتشر واحد معناه "صل في مسجد في حارة حريك قبل ذلك!".

أما وزير الصحة اللبناني حسن حمد، فتتراوح تصريحاته، بحسب الطقس على ما يبدو، يوم نكون قد سيطرنا على كورونا وفي اليوم التالي نعيد الحجر الصحي وهكذا دواليك!

بدورهم، يعدنا وزراء التيار العوني منذ العام 2011 بكهرباء 24 على 24 في الوقت الذي استهلكت فيه خططهم أكثر من 50% من الدين العام. في المقابل كان سعد الحريري قد وعد بتأمين 900 ألف وظيفة. وهو رقم خيالي حتى ولو توفرت أموال سيدر.

كيف لطبقة سياسية أن تستمر بالقيام بهذه الممارسات بهذه البساطة؟

إنه "استغباء المواطنين" كما جسدته تغريدة، أحد رعاة نظام المحاصصة، جميل السيد: "غدا 25 أيار، تحرير الجنوب كان ثمرة تضحيات شعب وجيش ومقاومة ودولة حاضنة لها حينذاك، ولكن، دولتنا لا تزال محتلة من كبار الفاسدين يتقاسمونها من الناقورة إلى النهر الكبير وما بينهما، وهو احتلال أفلس البلد ودمر حياة الناس، رحل الاحتلال الأصغر، متى سيرحل الاحتلال الأكبر؟ قاوموه!".

نجاحهم، منقطع النظير، ينتج عن براعتهم باستخدام آليات السيطرة التي تتراوح بين: التورية والتلاعب، والبروباغندا: سلاح الحرب النفسية.

تستعمل التورية الكلام مزدوج المعنى. إنه أسلوب في الكلام يسمح الفهم بطريقتين، لإعطاء معنى مزدوج. أحد المعاني واضح بينما الآخر متوارٍ. لأنه قد يكون محرجا، أو يوحي بمعنى مهين أو مخيف، فيعبر عنه مواربة.

والمثال على ذلك خطاب نصرالله الأخير، حيث هدّدنا بالحرب بأسلوب التورية، لم يقل سنعلنها حربا إذا طبقتم القرارات الدولية، بل اكتفى بالإشارة إلى أن حرب 2006 كانت من أجل الإبقاء على هذا الطريق مفتوحا.

أو كلام البعض عن اللامركزية المالية والإدارية، فيما المقصود الفيدرالية بمعنى التقسيم أحيانا.

ثم هناك آلية التلاعب وهو فعل غير محق وغير شريف، يمارس للتأثير على أحد ما وضبط سلوكه، بغفلة منه، لصالح المتلاعب. يعني نكون موضوع مناورة، يقوم بها شخص آخر لنقوم بأمر لا نريده بالضرورة. إنه تعديل مستتر للسلوك. فالمتلاعب يخاف أن ينكشف، أو أن يصبح هشا أو يُحكم عليه.

التلاعب مستمر بواسطة إطلاق ما يسمى "بالونات اختبار" ورصد ردود الفعل للتراجع وانتظار الظروف الملائمة للهجوم

فعندما تلجأ الجهة نفسها صاحبة شعارات اللامركزية، بغير المعنى المتعارف عليه، والمقصود بها الانغلاق والانكفاء، إلى مطلب مناقض: المشرقية أو الانفتاح على الأقليات! هذا تلاعب بين مطلبين متناقضين. كما الحديث عن قضايا عادلة: حقوق المسيحيين، التي تنحصر في معمل في سلعاتا ولا تطال أوقاف مطرانية لاسا. أو شعار حرمان الشيعة، في حين نتركهم يجوعون.

يضعنا التلاعب أمام معضلة الاختيار بين السيئ والأسوأ:

ففي العام 1990 خيّرنا بين ميشال عون رئيسا للجمهورية أو الحرب.

وفي العام 2٠٠٥، تم تخييرنا بين توزير جبران باسيل أو عدم تشكيل حكومة.

أما في العام 2011، فجرى تخييرنا بين القبول بصفقات البواخر أو عدم توفر الكهرباء.

ومؤخرا، يجري ابتزازنا بربط إقرار التشكيلات  القضائية مع تعيين المحسوبين على قوى في مناصب مالية حساسة.

و"حزب الله" يغرقنا بمعضلات التلاعب طوال الوقت ومنذ التحرير الذي اعتبر في البداية مؤامرة ورفض الاعتراف به إلا بعد شهر! ثم صار يحتفل به سنويا. رغم ذلك يعتبر أن لبنان لا يزال بلدا محتلا بسبب مزارع شبعا التي لا يريد النظام السوري الاعتراف بلبنانيتها! لأن هذا يسمح له باستغلال شعار الحق بالمقاومة وتحرير الأرض!

يذهب إلى سوريا لحمايتنا من الدواعش ومن ثم يحرس باصاتهم المكيفة...

ناهيك عن تخييرنا بين القمصان السود أو فرض حكومته، بين عون أو لا رئاسة، قانون انتخاب على قياسه أو لا قانون. إقفال مجلس النواب لعامين لمنع الأكثرية من ممارسة حقها في التشريع.

في جميع هذه الأمثلة تعرض اللبنانيون للتلاعب بدرجات متفاوتة. أجبروا على القبول بما يحقق حاجات المتسلطين ضد مصالح الوطن.

لماذا نخضع للتلاعب؟

نخضع للتلاعب تحت تأثير قوتان كبيرتان: تجنب العذاب والبحث عن المتعة.

ينجح المتلاعب بتحفيزك على فعل ما يريد لأنه يمس وترا حساسا لديك ويتسبب لك بعدم الارتياح وبانفعال غير مرغوب. لا أحد يحب أن يتعذب ولا أن يشعر بالذنب ولا بالخوف ولا بانعدام الأمن أو العجز أو الشك... يُتلاعب بنا لأننا نريد تجنب كل ذلك. خضع اللبنانيون لخوفهم من العنف المختبئ خلف تلك الشعارات، ممن يملك السلاح:

لعدم إراقة الدماء وللحفاظ على الاستقرار ولمقولة نمد يدنا لبعض أو القبول بمسلسل طاولات الحوار، ووعود الإصلاح بتأبط ملفات محاربة الفساد وخطط الكهرباء... وتم شراء اللبنانيين بعدم رفع الضرائب وتثبيت سعر صرف الدولار.

والتلاعب مستمر بواسطة إطلاق ما يسمى "بالونات اختبار" ورصد ردود الفعل للتراجع وانتظار الظروف الملائمة للهجوم. ومنها مسرحيات تحركات "الأهالي" المفضوحة؛ أو بالون تصريحات المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، الذي تبرع بالتعبير عن لسان حال منظومة تؤمن بالدولة الإسلامية للمطالبة بدولة مدنية! فقبلان يعطينا دروس في النزاهة ناسيا طريقة تعيينه المشكوك بشرعيتها كما فضائح الفساد في سياسات المؤسسة التي ينتمي إليها.

ليتنا نتحلى ببعض الصبر كالثوار العراقيين الذين يتسمون بالمثابرة وعدم اليأس، ونثق بقدرة شباب وشابات لبنان على التغيير

يسهل التلاعب بنا عندما نخاف أو لا نتمتع بالثقة بالنفس ولا نعرف ما نريد. أيضا بسبب الشك والشعور بالذنب تجاه من يحرد (وهو نوع من العدوانية السلبية) من أمر ما يجعلك تتراجع وتقول إنك لا تقصد، مخافة أن تتهم بالأنانية أو عدم الكفاءة أو الجحود.

في حالة التلاعب هناك أيضا الخوف من خسارة مزايا معينة: العطف أو الاحترام أو المزايا المادية أو حتى العمل. لأن التلاعب يستفيد من مبدأ البحث عن المتعة أيضا. فتخضع للمتلاعب لتلويحه لك بربح معين ما: جذب انتباهه والاعتراف بك أو الحصول على مركز أو مصلحة مادية أو مهنية أو الوصول إلى الأهداف والحصول على نتائج مرجوة أو مكافأة ملموسة. وهذا يفسر الزبائنية وجيش الموظفين الذين تم حشوه في الإدارات.

هذا الآليات تحكمت بالسياسات اللبنانية منذ العام 2000، عام التحرير، وحتى الآن بشكل فاضح.

تصف عين رند، في روايتها "الإضراب"، آلية التلاعب، عندما تريد التحايل على أمر ما، استخدم أي تسمية، لتكن "سيكولوجية قهوة التجارة". عبارة عشوائية لا تعني شيئا، لكنها كلمة سر ومجرد تسمية للالتفاف لأنه "من غير الضروري تسمية الأشياء بأسمائها، لأن الكلمات نسبية وهي مجرد رموز. وإذا كانت الرموز المستعملة غير بشعة، إذن لا يوجد بشاعة"!

انتهى الزمن الذي نجحت السلطة فيه بالتلاعب بالعقول. والدليل ردة فعل اللبنانيين على عدم احتواء البلوك رقم 4 بالبترول، فبدل الشعور بالخسارة على خبر "سيء"، انفجرت النكات والتعليقات الساخرة والهازئة والشامتة.

لكن ليتنا نتحلى ببعض الصبر كالثوار العراقيين الذين يتسمون بالمثابرة وعدم اليأس، ونثق بقدرة شباب وشابات لبنان على التغيير؛ بدل الحديث اليائس قصير النفس: لننكفئ إذ لا شيء يتغير، أو عندما يفتح المطار سنرحل.

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي: نرفض أن يتحول تطوير النظام إلى ذريعة للقضاء على لبنان لبنان كقيمة لا يزال يثير الاهتمام الدولي وبالتالي ليس متروكا ومستباحا

وطنية - الأحد 31 أيار 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس عيد العنصرة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي، في بكركي، بمشاركة لفيف من المطارنة والكهنة.

بعد رتبة تبريك الماء والإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "فيما كانوا يصلون في العلية، حل عليهم الروح القدس"، قال فيها: "وعد الرب يسوع تلاميذه يوم صعوده إلى السماء، بأنهم سينالون قوة بحلول الروح القدس عليهم، فيكونون له شهودا في أورشليم وكل اليهودية والسامرة، حتى أقاصي الأرض (أعمال 8:1). وبعد صعوده، صعدوا إلى العلية وكانوا فيها مواظبين على الصلاة بنفس واحدة (اعمال 14:1). فحقق الرب وعده. وفيما كانوا معا، حدث بغتة دوي من السماء كريح عاصفة، ملأ كل البيت. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقر على كل واحد منهم لسان وامتلأوا كلهم من الروح القدس، وبدأوا يتكلمون بألسنة أخرى، كما كان الروح القدس يؤتيهم أن ينطقوا (أعمال 2: 1-4). مثلما سمعنا من كتاب أعمال الرسل". أضاف: "يسعدني وإخواني السادة المطارنة وسائر أعضاء الأسرة البطريركية أن نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية ونحيي عيد العنصرة، بمشاركة العديدين من الذين عبر تيلي لوميار وفايسبوك وسواهما من وسائل التواصل الاجتماعي. ونقيم في هذه الليتورجيا رتبة السجود للثالوث القدوس، ممجدين الآب، وساجدين للابن، وشاكرين الروح القدس. ثم نبارك المياه علامة محبة الآب، ونعمة الابن الوحيد، وقوة الروح القدس الفاعلة فينا. ونأخذ معنا هذه المياه بركة لبيوتنا. مع عيد العنصرة نختتم الزمن الفصحي، ونحتفل بذكرى بداية زمن الكنيسة الذي يدوم حتى نهاية العالم (راجع متى 20:28). لذا، هو عيد البهجة والفرح لأن الرب يسوع لم يتركنا يتامى، بل أعطانا البارقليط المعزي، روح الحق الذي يقودنا إلى الحق كله، ويفتح أذهاننا لنفهم كلام الله".

وتابع: "حل عليهم الروح القدس فيما كانوا يصلون مجتمعين (راجع أعمال 14:1؛ 4:2).

أكد القديس البابا يوحنا بولس الثاني، في رسالته العامة الروح القدس في حياة الكنيسة والعالم (18 ايار 1986) أنه حيثما يصلي الناس في العالم كله، هناك الروح الالهي، روح التقوى الحي؛ وأنه على مدى انتشار الصلاة على وجه الأرض، ينتشر حضور الروح القدس وعمله، ملهما قلب الإنسان المصلي، في تقلبات ظروف الحياة وأحوالها المؤاتية منها والمعاكسة (العدد 65). الروح القدس هو العطية التي تأتي مع الصلاة في قلب الانسان، وبالصلاة نشعر بأنه يعضد ضعفنا، وينضج فينا الإنسان الجديد الذي يشترك في الحياة الإلهية بواسطة الصلاة (المرجع نفسه)".

وقال: "جيلنا يفتقر إلى الصلاة بنوع خاص. فالإنسان الذي لا يصلي، لا يعبد الله بل ذاته؛ ولا يصغي إلى صوت الله بل إلى مصالحه؛ ولا يسمع حاجات الناس بل أنانيته ومكاسبه غير المشروعة؛ ولا يتردد في أعماقه صدى صوت لبنان الحضاري ذي الخصوصية الراقية، بل صدى الروح الطائفية والمذهبية المستوردة والبغيضة. هنا مكمن الفساد السياسي والمالي والإداري عندنا. وهذا ما أوصل بلادنا إلى الإفلاس، وإلى المأساة المعيشية والاجتماعية التي نعيشها. وهذا ما شوه وجه لبنان الشراكة والرسالة والدولة المدنية الوحيدة في الشرق، التي تفصل بين الدين والدولة، من دون أن تفصل بينها وبين الله. فالدولة المدنية في لبنان تحترم جميع الأديان وشرائعها وتضمنها، كما تنص المادة التاسعة من الدستور. فلا دين للدولة في لبنان، ولا أي كتاب ديني مصدر للتشريع المدني، ولا استئثار لأي مكون من مكوناته بالسلطة السياسية بكل وجوهها. أما خصوصية الدولة المدنية في لبنان فهي نظامه الديموقراطي، وحرياته العامة، وميثاقه الوطني للعيش معا، مسيحيين ومسلمين، بالولاء الكامل والاستئثاري للوطن اللبناني، وهذا الميثاق هو روح الدستور، وهو مترجم في صيغة المشاركة المتساوية والمتوازنة في المؤسسات الدستورية والإدارات العامة".

أضاف: "نرفض أن تتحول عملية تطوير النظام اللبناني إلى ذريعة للقضاء على لبنان، هذا الخيار التاريخي بخصوصياته. إن لبنان الدولة المدنية والشراكة والرسالة موجود منذ مئة سنة. فلا يخترع اليوم من العدم والفراغ. كان لبنان قبل أن نكون، وسيبقى بعدنا. لبنان أمة موجودة في التاريخ والحاضر، وفي الجغرافيا والوجدان، وقد تأسست بالإرادة والنضال. وحدها الحقيقة التاريخية تبقى، أما الباقي فمرحلي وزائل. لذا يدعونا الواجب للدفاع عن هذا الكيان. نذرنا أنفسنا للبنان حرا وللبنانيين أحرارا. معا يعيشون، ومعا يقاومون كل احتلال وتعد، بقيادة الدولة وشرعيتها وجيشها. لبنان كقيمة ثمينة لا يزال يثير اهتمام الأسرة الدولية، وبالتالي ليس دولة متروكة ومستباحة. فلا يحق للجماعة السياسية أن تتصرف في شؤون البلاد والمواطنين بقلة مسؤولية، وبذات الروح التي أوصلت الدولة إلى الحضيض".

وتابع: "العنصرة حدث متواصل في حياة الكنيسة والمؤمنين. يعطى عند سماع كلمة الله (أعمال 44:10)، وعندما تجتمع الجماعة للصلاة (أعمال 31:4)، كما يشهد كتاب أعمال الرسل عن الجماعة المسيحية الأولى. إن العلامات المسموعة والمنظورة التي رافقت حلول الروح القدس يوم العنصرة، إنما تدل إلى فعل الروح في باطن كل مؤمن ومؤمنة يتقبله. فهو كالريح يبدد القشور العتيقة في الداخل، وهو كالألسن النارية يعلم لغة المحبة الجديدة، وهو يدوي إذ يهز الكيان الباطني ويستحثه على التغيير".

وختم الراعي: "نلتمس في هذا العيد حلول الروح القدس علينا وعلى كل إنسان، وبخاصة على المصابين بوباء كورونا ويشفيهم، وعلى الخطأة ليحررهم من أسر خطاياهم وشرورهم، ويقودهم إلى التوبة، وعلى أرضنا فيبدد عنها جرثومة الكورونا، وعلى الكرة الأرضية فيقيمها من شللها، وعلى وطننا لبنان فينتشله من حضيض أزماته الاقتصادية والمالية والمعيشية".

 

كنعان: التفاوض مع الصندوق غير منتج بهذه الطريقة واستمرار الانقسام بالأرقام جريمة

وطنية - الأحد 31 أيار 2020

أشار رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان إلى أن "التفاوض مع صندوق النقد غير منتج بهذه الطريقة وترك الإنقسام بالأرقام بين الحكومة ومصرف لبنان بحوالى 100 الف مليار والتباين بالخيارات جريمة ويؤدي الى الإنتحار"، لافتا الى أن "اللجنة النيابية الفرعية برئاسته تقوم بما كان يجب ان يحصل اصلا من بحث لردم الهوة وطرح خيارات مقبولة". واعتبر في حديث الى برنامج "نهاركم سعيد" عبر ال"LBCI أن "سياسة النعامة ودفن الرأس بالتراب أوصلتنا الى ما أوصلتنا اليه، ولا يمكن الاستمرار بدفترين وخطتين والحديث مع المجتمع الدولي بشيء والواقع شيء آخر"، مشددا على أن "المرحلة للانقاذ وليست لصراع الخيارات والمقاربات اليمينية واليسارية، والمطلوب توافر الارادة للتعاطي بمسؤولية والخروج من الولدنة لنتمكن من توحيد الخيارات والأرقام".وقال: "الخطة الحكومية الاقتصادية والمالية ستحدد مصير لبنان لخمسين سنة للأمام، لذلك لم نرفع كمجلس نيابي أيدينا ونقول ما إلنا علاقة، بل انخرطنا في السعي الى ردم الهوة وتوحيد الأرقام خصوصا أن الهدف هو الانقاذ لا المبارزة بين الحكومة ومصرف لبنان". أضاف: "صحيح أن لبنان يفتقد اليوم الى السيولة ولكن لديه موجودات من ذهب وعقارات وميدل ايست وكازينو لبنان وميغ 1 وميغ 2 وهو بالتالي غير مفلس، والتعاطي مع صندوق النقد بأننا دولة مفلسة ودخيلكن ساعدونا مقاربة غير سليمة، لذلك، فالمطلوب طروحات أخرى، وهو ما نسعى اليه في اللجنة الفرعية".وأردف: "ما طرحته الحكومة وما طرحته المصارف ليس الحل السليم، لذلك فالمطلوب البحث عن خيار ثالث، خصوصا ان منطق ما كتب قد كتب ليس صحيحا والمجلس النيابي يقوم بدوره بإيجابية على هذا الصعيد من خلال اللجنة الفرعية". ورأى كنعان أنه "وبعد الانهيار الذي حصل فلبنان بحاجة لثقة واستعادة فعالية الاقتصاد لمواجهة التحديات يتطلب ثقة لأن من دونها لن يعيد اللبنانيون أموالهم الموجودة في المنازل الى المصارف ولا من يملك أموالا في الخارج سيحولها الى لبنان".

واعتبر أن "توحيد الارقام والاتفاق بين الحكومة ومصرف لبنان والسير بالاصلاحات كان يفترض أن يبدأ قبل بدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي. والتوزيع العادل للأعباء مطلوب خصوصا أن الدولة مسؤولة بالسياسات التي انتهجتها على مدى 40 عاما من جهة، كما أن هناك أخطاء ومسؤوليات على مصرف لبنان والقطاع المصرفي من جهة أخرى، ويجب عدم تحميل المواطن الأعباء".

ولفت الى أن "على المصارف ان تعلم ان الودائع لديها هي أمانات وتوظيفها يجب ان يحفظ حمايتها ووجودها واستعادة الثقة يسمح بإعادة الأموال التي سحبت الى المنازل أو موجودة في الخارج".

ورأى كنعان ان "الوقت ليس لتسجيل النقاط بل لانقاذ السفينة والتعاون لتجليس مسارها الخاطىء المسؤول عنه السياسيون ومصرف لبنان والمصارف".

واعتبر أن "أداء المصارف منذ 17 تشرين الأول 2019 وحتى اليوم غير مقبول والاستنسابية في التعامل مع المودعين مضرة وهو ما يجب تنظيمه من خلال تشريع الكابيتال كونترول وهو ما كان يفترض اجراؤه منذ 17 تشرين خصوصا ان هناك سابقة مماثلة حصلت بعد انهيار انترا في العام 1967". أضاف: "نسمع صرخة الطلاب اللبنانيين في الخارج والعديد من بينهم يراجعوننا يوميا ولا يمكن تركهم وترك قطاع الدواء والغذاء من دون القدرة على تأمين الأموال اللازمة لها وهو ما يحل قانونا من خلال الكابيتال كونترول الذي أحيل الى لجنة المال والموازنة وسنبدأ بنقاشه قريبا".

واعتبر كنعان أن "هناك اكثر من اجراء ممكن بين مصرف لبنان والمصارف لتأمين استمرارية المجتمع تربوياً واقتصادياً واجتماعيا،ً من بينها قروض ميسّرة، كما فعلت الحكومة والمجلس النيابي باقرار الاعتماد الاضافي بقيمة ال1200 مليار لدعم القطاعات الصناعية والزراعية والحرفية".

ورداً على سؤال عن تحرير سعر الصرف قال كنعان "الأكيد أن وجود اسعار عدة لسعر الصرف مسألة غير صحية ولكن تحرير سعر الصرف حالياً غير ممكن ومضر، والمطلوب خطوات اصلاحية قبل طرح هذه المسألة وبحث امكانية تحقيقها".

وسأل كنعان ما الفائدة من الذهاب الى الانتخابات في ظل الانهيار الذي نحن فيه خصوصاً انها لن تغيّر في احجام القوى؟ وقال "من الأفضل في هذه المرحلة دعم التشريعات التي تفتح امكانية المحاسبة والحد من الهدر على غرار قرار الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والاثراء غير المشروع وقانون رفع السرية المصرفية عن اي موظف عمومي وكل من يتعاطى الشأن العام وهي خطوات مهمة ساعد عليها ضغط الشارع في الاتجاه الصحيح".

وشدد على أنه "يجب ان نتعلم مما مررنا به وقوتنا تكون بالشفافية والاصلاح ولبنان يجب ان يحيد نفسه عن الصراعات والحفاظ على وضعه الداخلي"، مذكرا بأهم القواعد التي يقولها العماد ميشال عون وهي مئة مشكل مع الخارج ولا مشكل في الداخل، وذلك لعدم تحويل لبنان الى ساحة صراع ووضع أمني سيء وصراعات". ودعا كنعان الى "الخروج من الاعتبارات السياسية والحزبية والمذهبية، ولتكن التعيينات على أساس الكفاءة وعلى الجميع ان يتعاطى بمسؤولية لأنه اذا انهار البلد لن يبقى مسؤول او وزير او نائب او مصرف، وعندها ستكون آخر تعيينات".

وأكد أن "لبنان لا يموت وقد يحبط البعض او يصابوا باليأس ونمر بأياد سوداء لكن البلد سيستمر والوقائع التاريخية تثبت ذلك وقد مرت علينا ظروف صعبة وانتصرنا عليها، والمطلوب استرداد الثقة بأناس اكفاء ولديهم المعرفة والقضية الوطنية".

وردا على سؤال اشار كنعان الى أن " فتحت الباب على سيدر الذي يؤمن استثمارات ومشاريع ب11 مليار دولار يكون بالاصلاحات". وردا على سؤل حول التيار الوطني الحر والحكم اليوم، قال كنعان: "لقد عشت في التيار بأصعب الظروف. ومن ضحى بحريته وحياته يجب ان يضحي بما يتعلق بإصلاح البلد. والمسار الذي شهدت عليه في التغيير والاصلاح منذ العام 2005 يذهب في هذا الاتجاه، واليوم مع تكتل لبنان القوي هناك نيات جيدة والقوانين التي تقدم تذهب في هذا الاتجاه. ولكن الصراعات السياسية تطغى في بعض الأحيان على ما عداها. واعطى مثالا موضوع الكهرباء، الذي اوقف من ال2011 لل2016 بالسياسة. ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري قال في المجلس النيابي إن لا شيء اخر المسائل الوطنية التي يحتاجها البلد إلا الصراعات. من هنا، فالسياسة اخرت الكهرباء والمالية والاصلاح وأوصلت الى ما وصلنا اليه". وختم كنعان: "فلتقر المحكمة الخاصة بالجرائم المالية التي قدمها العماد ميشال عون في العام 2013، وكان لي الدور الاساسي في هذا الإقتراح في حينه وأعرف أهميته، ولتحول اليها كل الملفات من الكهرباء الى التهريب، ولنبدأ مسارا جديدا".

 

كرامي: اغتيل الرشيد في سياق مشروع يستهدف وحدة لبنان الأحرى أن تكون الدعوة إلى تطبيق الطائف واعتباره مرجعا وحيدا

وطنية - الأحد 31 أيار 2020

ألقى رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي، كلمة للبنانيين لمناسبة الذكرى 33 لاستشهاد الرئيس الشهيد رشيد كرامي، صباح اليوم من مكتبه في طرابلس، قال فيها: "عاش ومات في سبيل لبنان. هذا هو شهيد لبنان رشيد كرامي".

أضاف: "في الأول من حزيران، ككل عام، نتلو فعل الوفاء لرشيد الوطن، للهامة القامة التي تملأ الزمان والمكان، لرجل المواقف والثوابت القاطعة كحد السيف، ولرمز من رموز السماحة والزهد والتواضع الباقي والمستمر جرحا في سيرة وطن ودولة ومدينة. وجرت العادة أن نتذكر الرشيد بكل ما يمثله من قيم ومبادىء ومواقف، لكنني أشعر بهذا العام أن رشيد كرامي، من عليائه، هو الذي يتذكرنا ويتذكر لبنانه الذي يوشك أن يندثر. أشعر أن رشيد كرامي يسألنا بمرارة، أين لبنان الذي حلمنا به؟ وماذا فعلتم بهذا الوطن؟ والى أين أنتم ماضون؟ أين لبنان الذي تفاخرنا طويلا أن ليرته أقوى من الدولار الأميركي؟ أين لبنان الذي أسسنا له دولة قانون ومؤسسات قبل ستين عاما، وتحديدا في العهد الشهابي - الكرامي، حين بدأ اللبنانيون يكتشفون معنى أن يكون للوطن الصغير دولة؟"

وتابع: "هي الدولة التي تفتح خلال أقل من سنتين ألف وسبعمئة مدرسة في قرى نائية لم يكن فيها مدارس، في البقاع والجنوب وعكار. وهي الدولة التي تجر الماء والكهرباء إلى حيث لا ماء ولا نور. هي الدولة التي تضع حدا لمحاصصات التوظيف وفق قاعدة تكافؤ الفرص. وهي دولة إنشاء وزارة التصميم ومجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي وديوان المحاسبة ومجلس شورى الدولة. هي دولة قانون الضمان الاجتماعي والمشروع الأخضر وقانون المحاسبة العمومية وتعاونية موظفي الدولة ومصلحة استثمار مرفأ طرابلس والمجلس الوطني للبحوث العلمية ودور المعلمين ونظام التقاعد ومصرف التسليف الزراعي والصناعي. هي دولة القانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية التي وضعت قواعدها الأساسية عبر 495 قانونا ومرسوما اشتراعيا خلال حكومتين فقط في العهد الشهابي - الكرامي". وقال: "لكأن رشيد كرامي يضعنا في هذه اللحظات أمام الحقيقة السوداء، ويقول لنا، لقد قضيتم على أخضر هذه الدولة خلال سنوات الحرب العبثية المجنونة، ثم أكملتم القضاء على يابسها خلال سنوات السلم الوهمي، وها أنتم في قلب الكارثة. أولا تدرون اليوم كيف تخرجون من الكارثة؟ قالها الرشيد قبل نصف قرن وبالحرف، بأن المسألة بسيطة لو توفرت الإرادات الوطنية المخلصة، وهي ليست في حاجة إلى أكثر من أن يطمئن المواطن إلى تجرد الحاكم وعدل القاضي وأمانة الموظف. رحم الله أيامك يا رشيد، بل أكرر ما قاله حامل أمانتك عمر كرامي ذات يوم: الله يرجع إيامك يا رشيد".

أضاف: "اغتيل رشيد كرامي في سياق مشروع يستهدف وحدة لبنان. علينا اليوم، وبلا مكابرة أن نقر ونعترف بأن اللبنانيين راكموا الفشل تلو الفشل في صيانة وحماية وحدتهم الوطنية، إلى أن انتهى بهم الأمر وقزموها في السنوات الأخيرة إلى ما يسمونه التوافق الوطني، والتوافق نقيض الوحدة، لا بل ان التوافق لا يكون سوى ربط نزاع بين منقسمين. وللأسف، حتى التوافق أفرغوه من غاياته النبيلة إن وجدت، وحولوه وسيلة لتقاسم المغانم وتعطيل الحياة الدستورية والسكوت المتبادل المتواطىء عن الموبقات والمفاسد".

وتابع: "ببساطة، برعنا على مدى عقود طويلة في تجاوز المشاكل من دون الوصول إلى الحلول. فشلنا في تحديد موقع هذا الوطن في التاريخ والجغرافيا. تجاهلنا دائما الاعتراف بأن نشوء الكيان الصهيوني العام 1948 ليس مسألة صراع قومي مع عدو اغتصب الأرض والمقدسات وشرد الشعب الفلسطيني فقط، بل هو تهديد مباشر لفكرة لبنان القائم على الحريات والتنوع والعيش الواحد. وفوق كل ذلك مارسنا سياسة تحنيط الماضي ومنعنا تطوير عقد اجتماعي ملائم للخصوصية اللبنانية، فخسرنا الحاضر وها نحن في هذه الأيام نشهد بأم العين كيف نخسر المستقبل. لطالما حذر رشيد كرامي من أن الانقسامات بين اللبنانيين كفيلة بأن تقضي على لبنان، ولطالما عمل ودعا وسعى بحنكة وحكمة إلى تطهير نظامنا السياسي من الطائفية السياسية بالتفاهم والحوار والوعي، لإدراكه بأن مقتل لبنان في انقساماته الطائفية التي تحولت وتطورت إلى انقسامات مذهبية، شكلت دائما، وتشكل اليوم على وجه الخصوص، الأداة الرئيسية لإنهاء لبنان. ولعل السؤال الكبير المطروح اليوم هو: ماذا بقي من لبنان؟"

وقال: "ثمة ثلاثة عناوين لهذه الأيام العصيبة التي نعيشها. العنوان الأول، عودة نغمة الفيديرالية التي تهيأ لنا انها انطوت إلى غير رجعة. والعجيب ان بعض اللبنانيين لم يدركوا بعد أن بديل الدولة الواحدة ليس على الإطلاق نشوء دويلات طائفية، فالبديل للدولة الواحدة هو زوال لبنان الوطن والكيان والدولة. وأراني مضطرا في ذكرى الرشيد إلى تكرار مواقفه وكلماته بشكل حرفي حين قال العام 1985: عبثا يراهنون على أميركا أو على الشيطان الرجيم، فلا كانتونات ولا فيديراليات ولا كونفيديراليات، بل لبنان بلد واحد سيد عربي حر مستقل".

أضاف كرامي: "العنوان الثاني يتمثل بنعي الطائف، والدعوة إلى عقد اجتماعيٍ جديد عبر مؤتمر تأسيسي أو ما يشابهه. وأنا أقول كيف تنعون الطائف والطائف ما زال حبرا على ورق؟ كيف تنعون الطائف وهو يتضمن الآليات والنصوص الدقيقة والواضحة لبناء الجمهورية الثانية والدولة العصرية عبر الإلغاء التدريجي للطائفية السياسية من دون المساس بالتوازنات بين المكونات اللبنانية؟ الأحرى ان تكون الدعوة إلى تطبيق الطائف واعتباره مرجعا وحيدا للحياة السياسية والديموقراطية ولتأكيد الميثاقية التي توحد اللبنانيين وتتيح لهم الانتقال إلى دولة عصرية ترضي العقل والمنطق والضمير والأجيال الجديدة".

وتابع: "العنوان الثالث، هو الانهيار الاقتصادي والمالي غير المسبوق الذي يشهده لبنان، وسيؤدي عاجلا أو آجلا إلى انفجار اجتماعي كارثي لا نزال في مقدماته الأولى. لا شك في أن لبنان يدفع أثمان سياسات اقتصادية ومالية خاطئة، ولا شك في أن البلد واقع في أزمة كبرى هي النتيجة الطبيعية لسياسة الالتفاف على الطائف والتحايل عليه، عبر تقاسم السلطة والنفوذ والإمعان في ممارسة وتغطية الفساد ونهب المال العام، فضلا عن ضرب معظم القطاعات الإنتاجية لصالح اقتصاد ريعي وهندسات مالية تراكم ثروات الأثرياء وتراكم فقر الفقراء. لا شك في أن ذلك جعل البلد ساحة مستباحة لتسعير أزمة اقتصادية واجتماعية تهدد لبنان بالإفلاس وتنذر اللبنانيين بالمجاعة. ولكن، وبكل وضوح، أقول إن الجزء الخفي الذي لم يعد خافيا علينا من تفاقم هذه الأزمة هو سياسي وليس اقتصاديا أو ماليا، وخنق لبنان هو قرار سياسي يخيل لأصحابه أنه سيحقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه في الماضي عبر الحروب وعبر السياسة. ونحن نقول لأصحاب هذا الرهان إن ما عجزتم وعجزت إسرائيل عن أخذه بالحروب والسياسات، لن تنجحوا ولن تنجح في أخذه عبر الاقتصاد. بل وبمزيد من الوضوح، أقول إن لبنان المنفتح على كل الحلول الاقتصادية الإنقاذية مع كل الناصحين والمهتمين في الشرق والغرب، جاهز للبحث في كل الأمور، لكنه لن يقايض على الإطلاق في أمرين، وحدته الوطنية ووحدة شعبه وأرضه ودولته، وتوازن الرعب الاستراتيجي مع العدو الصهيوني الذي يشكل صمام الأمان في حماية لبنان وشعبه وثرواته".

وقال: "ما يؤسف له أن بعض اللبنانيين لم يقتنعوا بعد أن الأوطان لا تبنى على قاعدة الجريمة، وكما تم إصدار عفو غير قانوني وغير دستوري وغير أخلاقي عن قاتل رشيد كرامي العام 2005، شهدنا بالأمس القريب محاولة لتكرار واستكمال هذه الهرطقة عبر قانون عفو ملغوم يستثني الموقوفين ظلما من دون محاكمات ويسقط التهم عن قتلة رشيد كرامي المحكومين غيابيا والفارين خارج لبنان. غريب عجيب هذا البلد الذي يمعن في قتل القتيل وفي تمجيد القاتل. ولكن لن يكون لهم ذلك، ولن نسمح باغتيال جديد لرشيد كرامي ولكل شهداء الوطن".

أضاف: "أحبائي ورفاقي، أبناء تيار الكرامة ومناصروه، ارفعوا رؤوسكم وأنتم تحيون ذكرى رجل الدولة والمؤسسات والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية، رجل الوطنية الصافية والعروبة الصادقة الذي افتدى لبنان ووحدته وعروبته بدمائه الزكية. ارفعوا رؤوسكم وأنتم تتذكرون رشيد الوطن وشهيده، رشيد كرامي. وكما في كل عام، نجدد العهد معا بأننا سائرون على النهج الذي عمده رشيد كرامي بدمه، وحفظ أمانته عمر كرامي قابضا على الجمر، ولن نحيد عنه بإذن الله مهما كانت الصعاب والتضحيات. وإذ نكرر وبصوت عال، بأننا لم نسامح ولن ننسى، فإننا نكرر أيضا بأننا لسنا طلاب انتقام بل طلاب عدالة". وختم كرامي: "لن يتزعزع إيماننا بلبنان الواحد والمستقل في ظل الحرية والديموقراطية ودولة القانون، ولن نتنازل عن الاستقامة نهجا على خطى الرشيد وعمر، وسيظل شهيد لبنان رشيد كرامي الملهم والمرشد على مر الأيام. حمى الله لبنان". بعد ذلك، توجه كرامي الى ضريح الرئيس الشهيد في مدافن العائلة في باب الرمل لقراءة سورة الفاتحة عن روحه، بمشاركة رئيس بلدية طرابلس رياض يمق وحشد من القيادات السياسية والاقتصادية والدينية والأحزاب والقوى الإسلامية والوطنية والشعبية.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل ليوم 31 أيار-01 حزيران/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 01 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86830/86830/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for june01/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86828/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-news-june-01-2020/

 

ريموند إبراهيم: تقرير مفصل عن وقائع اضطهاد المسيحيين خلال شهر نيسان 2020..هكذا أمور لا يجب ألأن تحصل

 Persecution of Christians, April 2020/Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/May 31, 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/86810/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%b9-%d8%a7%d8%b6%d8%b7%d9%87/

 

لبنان يحكم بالتلاعب والتورية والبروباغندا…. يذهب إلى سوريا لحمايتنا من الدواعش ومن ثم يحرس باصاتهم المكيفة…

د. منى فياض/الحرة/31 أيار/2020

*أما الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله فيحرص من جهته على طمأنتنا “أننا سنهزم إسرائيل ونصلي في القدس!”. ومن التعليقات الساخرة على كلامه، انتشر واحد معناه “صل في مسجد في حارة حريك قبل ذلك!”.

http://eliasbejjaninews.com/archives/86814/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%b1%d9%8a/

 

Austrian MPs want Iran-backed Hezbollah banned within European Union/ Benjamin Meinthal/Jerusalem Post/May 31/2020
 
تحالف نواب نمساويين قدم أمس إلى الإتحاد الأوروبي مشروع قرار لوضع حزب الله بجناحيه على قوائم الإرهاب
 NEOS party urges Austrian to outlaw the Lebanese terrorist movement.
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/86817/%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%81-%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%a8-%d9%86%d9%85%d8%b3%d8%a7%d9%88%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%82%d8%af%d9%85-%d8%a3%d9%85%d8%b3-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%aa%d8%ad%d8%a7/