LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july31.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَٱلإِنْسَانُ الأَرْضِيُّ لا يتَقَبَّلُ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ ٱلله، لأَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ حَمَاقَة، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ الحُكْمَ في ذَلِكَ لا يَكُونُ إِلاَّ بِالرُّوح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: هرطقات فرقة مشروع ليلى وجماعات العقد والشواذات والحروب الدونكيشوتية

الياس بجاني/موقف كنسي واضح وإيماني يرفض هرطقات فرقة مشروع ليلى ورسميا، الكنيسة المارونية تطالب بوقف تقديم عرض فرقة مشروع ليلى ضمن مهرجانات بيبلوس

الياس بجاني/بالصوت والنص تعليق يتناول إنجيلياً هرطقات فرقة مشروع ليلى ومواقف إلحاد وذمية وجبن أصحاب شركات أحزابنا المسيحية ومعهم طاقم "الموضة" الإعلامي الجاهل لقيم دينه

الياس بجاني/اهانة الروح القدس والثالث المقدس هي كفر وليس حرية

الياس بجاني/جرأة وإيمان المطران عودة وجبن وذمية طاقمنا السياسي والحزبي والإعلامي المسيحي بسواده الأعظم

الياس بجاني/خطيئة التجديف على الروح القدس

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 30/07/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 30 تموز 2019

مصلحة "حزب الله" فوق... متطلّبات الأهالي/متمسّك بإنشاء مركز محافظة بعلبك - الهرمل في الجرود

يوسف منصور/نداء الوطن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لجنة مهرجانات بيبلوس: ايقاف حفل مشروع ليلى منعاً لإراقة الدماء 

كيف علقت بلدية جبيل على قرار ايقاف حفل "مشروع ليلى"؟ 

نواب جبيل: تمنينا إلغاء حفل مشروع ليلى انطلاقا من مقتضيات المصلحة العامة

بيان صادر عن فرقة مشروع ليلى

11 منظمة مدنية تطالب القضاء بالتحرك ضد إهدار الدم: لكي لا يتكرر ما حصل مع مشروع ليلى

في مؤتمر صحافي مشترك بعنوان "خلينا نحكي قانون" الحريري يتمنى أن تتولى المرأة رئاسة مجلس الوزراء والصفدي تعلن عن مسار قانوني يخص المرأة اللبنانية

الموازنة سالكة وفتيل المادة 80 يُسحب على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم"

الوجود المسيحي في لبنان تصونه دولة سيّدة واقتصاد قوي لا توزيعات طائفية!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تقصف صواريخ إيران ومستشاريها في معسكرات العراق

ترامب: إيران لم تكسب حرباً أبداً لكنها لم تخسر في أي تفاوض

واشنطن طالبت برلين وباريس ولندن بتأمين "هرمز" ... وطهران تجري مناورات مع موسكو بالخليج

إدلب تحت الرعب والدمار… أطفال قتلى ومبان ركام وأزمة لجوء

الأمم المتحدة: مقتل نحو 500 سوري ونزوح 440 ألف شخص خلال ثلاثة أشهر

بومبيو: نأمل في انضمام دول الخليج إلى “صفقة القرن”

اشتية: إدارة ترامب غبية إذا اعتقدت أنها تستطيع دفع الشعب الفلسطيني إلى الاستسلام

وفد إماراتي يبحث في طهران في التعاون الحدودي والتبادل الأمني

القضاء يحسم الخلاف بشأن كركوك

رئيس الأركان الجزائري يستعجل انتخابات الرئاسة

“الجيش الليبي” وحكومة “الوفاق” يرفضان هدنة “الأضحى” ومطالبات بتحييد مطار معيتيقة المدني وإبعاده عن الصراع

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أوكسيجين لجثّة الطائف/سناء الجاك/نداء الوطن

سياسة هرولة إلى الوراء ومواجهة لم تحصل/حبيب شلوق/المرصد

عن سلطة تخاف من شعبها/حنا صالح/الشرق الأوسط

لماذا وليد جنبلاط الآن/نديم قطيش/الشرق الأوسط

حرية التعبير وإبداء الرأي وحرية المعتقد/فادي سعد

الرؤساء السابقون: مع الحريري... ومع التعطيل/نقولا ناصيف/الأخبار

إيران بين الشرطي والبعبع/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

لبنان في «نور سلطان» ولو مِن «الباب الضيّق»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

عون إقترح التصويت السرّي في الحكومة/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

أكذوبة الصواريخ الدفاعية الإيرانية/إميل أمين/الشرق الأوسط

قطر والصومال: إرهاب ورد الجميل/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

عن عودة «داعش» المفاجئة في العراق/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

مقدمات السلطة المتوحشة ومستقبلها في سورية/عبد الباسط سيدا/ العربي الجديد

تعنُّت الملالي يشعل ثورة الجياع/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع الخازن العلاقات اللبنانية الفاتيكانية واطلع على واقع مستشفى الجعيتاوي وتطوره

بري التقى جريصاتي موفدا من عون واستقبل زوارا ووفودا: لبنان لوحة فريدة في نسيجه والكل معني بحمايتها

الحريري عرض مع جنبلاط الاوضاع والمستجدات

ميقاتي: نراهن على انه بحكمة رئيس الجمهورية يمكننا الخروج من الازمة

الجسر: ميزان الحريري دقيق ولا حكمة في عقد جلسة للحكومة تنفجر سياسيا

باسيل ترأس خلوة تكتل لبنان القوي حول الملف الزراعي: أرضنا ليست للبيع وعندما نجمع الارض والجنسية نقول لا للتوطين

كتلة المستقبل: رئيس مجلس الوزراء يدعوه حصرا للانعقاد وأي دعوة لفرض بنود على جدول الاعمال هي من خارج السياق الدستوري وعرقلة للعمل الحكومي

الكتائب: الأزمات الحالية مفتعلة لتغطية الفشل

التيار المستقل هنأ الجيش بعيده: لانعقاد مجلس الوزراء سريعا وتأكيد استقلالية القضاء في البت بالاحداث الامنية

الراعي ترأس قداسا في مجدل المعوش: كيف نتغنى بالعيش المشترك وعمليات الإقصاء جارية خلافا لقاعدة التعددية في الوحدة؟

القمة الروحية الإسلامية المسيحية التأمت في دار الموحدين: التمسك بثوابت أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَٱلإِنْسَانُ الأَرْضِيُّ لا يتَقَبَّلُ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ ٱلله، لأَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ حَمَاقَة، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ الحُكْمَ في ذَلِكَ لا يَكُونُ إِلاَّ بِالرُّوح

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس02/من11حتى16/:”يا إِخْوَتِي، مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ مَا في الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذي فِيه؟ كَذَلِكَ لا أَحَدَ يَعْرِفُ مَا في اللهِ إِلاَّ رُوحُ الله. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ العَالَم، بَلِ ٱلرُّوحَ الَّذي مِنَ الله، حَتَّى نَعْرِفَ مَا أَنْعَمَ بِهِ ٱللهُ عَلَيْنَا مِنْ مَوَاهِب. ونَحْنُ لا نَتَكَلَّمُ عَنْ تِلْكَ ٱلمَوَاهِبِ بِكَلِمَاتٍ تُعَلِّمُهَا ٱلحِكْمَةُ البَشَرِيَّة، بَلْ بِكَلِمَاتٍ يُعَلِّمُهَا ٱلرُّوح، فَنُعَبِّرُ عَنِ ٱلأُمُورِ الرُّوحِيَّةِ بِكَلِمَاتٍ رُوحِيَّة. فَٱلإِنْسَانُ الأَرْضِيُّ لا يتَقَبَّلُ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ ٱلله، لأَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ حَمَاقَة، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ الحُكْمَ في ذَلِكَ لا يَكُونُ إِلاَّ بِالرُّوح. أَمَّا الإِنْسَانُ الرُّوحَانِيُّ فَيَحْكُمُ عَلى كُلِّ شَيء، ولا أَحَدَ يَحْكُمُ عَلَيْه. فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَهُ؟ أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ المَسِيح!”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: هرطقات فرقة مشروع ليلى وجماعات العقد والشواذات والحروب الدونكيشوتية

30 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77138/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d9%84%d9%8a%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%ac%d9%85/

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتWMA/هرطقات فرقة مشروع ليلى وجماعات العقد والشواذات والحروب الدونكيشوتية/30 تموز/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.heretics.30.7.19.wma

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت/فورماتMP3/هرطقات فرقة مشروع ليلى وجماعات العقد والشواذات والحروب الدونكيشوتية/30 تموز/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.heretics.30.7.19.mp3

 

هرطقات فرقة مشروع ليلى وجماعات العقد والشواذات والحروب الدونكيشوتية

الياس بجاني/30 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77138/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d9%84%d9%8a%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%ac%d9%85/

مؤسف أن البعض من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين “المسيحيين” في لبنان بالتحديد يتوهمون على خلفية عقدهم النفسية والمجتمعية والطبقية بأن الكفر والإلحاد وركوب موجات الفجور والشواذات والتطاول على الدين المسيحي وعلى القديسين هو شيء عظيم ويضعونه على خلفية التشاوف والأوهام في خانة التقدم والحضارة والحريات، ولهذا يتطاولون بوقاحة على الكنيسة وعلى الإكليروس وعلى معتقدات الإيمان فيها ويدخلون أنفسهم في معارك دونكيشوتية في حقيقتها وباطنها وخلفياتها هي وسيلة نفسية للتنفيس عن عقدهم وللتعويض عن مكامن ومركبات النقص في دواخلهم.

وفي هذه السياق من الشرود المجتمعي وفي هذا الإطار من جنون مماشاة كل ما هو “موضة” يمكن فهم هوس واندفاع كثر من هؤلاء الدفاع عن هرطقات وشذوذ وشرود ما تقدمه فرقة مشروع ليلى.

هدفهم الخبيث والدفين هو التستر والتمويه على حقيقة نواياهم الشريرة والحاقدة، ولذلك يضعون ممارساتهم وحروبهم الدونكيشوتية تحت خانة الحريات ويكفرون كل من يتصدى لهم ولها ويصر على الشهادة للحق وللحقيقة وعلى فضحهم وتسمية الأشياء بأسمائها.

إنه من المحزن أن ظاهرة وموجة هرطقات فرقة مشروع ليلى قد عرت بالكامل حقيقة كثر من هؤلاء السياسيين والإعلاميين والناشطين “المسيحيين” وكشفت للرأي العام اللبناني خطورة شواذاتهم وسرطانية عقدهم، كما ظهرَّت دون أقنعة انعدام إيمانهم وخور رجائهم وسطحية فكرهم وعمق حقدهم الدفين على كنيستهم.

والأخطر أن هذه الظاهرة “الموضة” اللااخلاقية قد كشفت ولعهم الجنوني بركب تقليعات “الموضة” والسير ورائها بغباء وجهل مهما كانت وفي أي مجال وحتى لو كانت في سياق الترويج للعهر والفجور وتفكيك المجتمعات وضرب القيم والأخلاق والتطاول على الكنيسة وعلى معتقداتها وعلى قديسيها.

لقد انكشفت حقيقة ونوايا كل هؤلاء وسقطت الأقنعة.

ونعم كثر من رجال الإكليروس في كنيستنا يخطئون وينحرفون ويرتكبون الشواذات على مختلف أنواعها لأن هؤلاء في النهاية هم بشر كباقي أقرانهم وبالتالي يتعرضون كغيرهم للوقوع في تجارب إبليس.

ولكن رجال الدين هؤلاء ليسوا هم الكنيسة، بل فقط خدامها، والكنيسة هي السيد المسيح نفسه.

ومن هنا لا يجوز للمؤمن المسيحي أن يُحمِّل الكنيسة، أي المسيح، مسؤولية ممارسات وتصرفات بعض رجال الدين الشاذة…فالكنيسة شيء ورجال الدين شيء آخر.

في النهاية، وفي الخلاصة، لا يمكن لممارسات الشرود والشواذ والكفر والفجور والتفلت الأخلاقي أن يستمروا ويسودوا في أي مجتمع من المجتمعات مهما توهم المروجين لها والرافعين راياتها الشيطانية بخبث ومكر لأن الخير في النهاية دائما ينتصر على الشر…فالخير هو الله والشر هو الشيطان.

يبقى أننا نحن فعلا في وطن القداسة والقديسين نعيش حالياً في زمن بؤس ومحل وكفر وتفلت اخلاقي وجحود إيماني، ولكن لحين وفقط لحين، لأنه مهما طال زمن الليل فالشمس تشرق دائماً وتضئ وتبعد العتمة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

موقف كنسي واضح وإيماني يرفض هرطقات فرقة مشروع ليلى

رسميا، الكنيسة المارونية تطالب بوقف تقديم عرض فرقة مشروع ليلى ضمن مهرجانات بيبلوس

الياس بجاني/29 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77123/%d8%b1%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%a7%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%86%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%a8%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%aa/

وأخيراً صدر موقف واضح وجلي وإيماني عن كنيستنا..الموقف الكنسي القانوني يبين أن التلطي وراء رايات الحريات للتسوّق للهرطقات وللأراء المدمرة للأخلاق غير مقبولة ومرفوضة ولا يمكن المساومة للقبول بها تحت أي ظرف ومها كانت الشدائد والضغوط.

والموقف الكنسي الرسمي هذا يعري فريق المهرطقين من كثر من الإعلاميين اليساريين والملحدين والشاذين المسيحيين وجلهم حاقدين على الكنيسة وجهلة بدينهم وقليلو إيمان وخابو رجاء.

وكذلك فإن البيان الموقف الكنسي هذا يسفه شواذ وذمية بعض السياسيين المسيحيين الشعبويين وأصحاب شركات الأحزاب التعتير الذميين والجبناء الذين فهموا بغباء وجهل وفوقية مرّضية بأن الحرية هي وسيلة لإهانة المسيحية وأمنا السيدة مريم العذار والروح القدس الذي هو جوهر وقلب الإيمان المسيحي.. لا والف لا لأي مفهوم شارد وشاذ ومنحرف ومهرق للحرية يجيز ويحلل لجماعات الفجور والكفر والإلحاد والحقد الترويج للشذوذ ولتفكك المجتمع وضرب القيم والأخلاق.

البيان الموقف في أسفل

رسميا، الكنيسة المارونية تطالب بوقف تقديم عرض فرقة مشروع ليلى ضمن مهرجانات بيبلوس

وكالات/29 تموز/2019

إجتمعت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام في المركز الكاثوليكي للاعلام برئاسة رئيس اللجنة سيادة المطران بولس مطر ومشاركة راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون وأعضاء اللجنة الاسقفية.

وقد تداول المجتمعون موضوع “مشروع ليلى” ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية، وأعلى راعي ابرشية جبيل، أن عضوين من الفرقة قد أقرّا خلال إجتماع عقد في المطرانيّة بمساس بعض أغاني الفرقة بالشعائر الدينية وأظهرا نيّة للاعتذار عن هذا العمل وعن الاستعداد لحذف ما يجب حذفه احتراماً لمشاعر الديانتين المسيحية والاسلامية في لبنان.

وقد رغب المطران عون بأن يأتي هذا الاعتذار من أعضاء الفرقة مجتمعين في مؤتمر صحافي مشترك، وهذا ما لم يتم حتى اليوم ممّا يدل على وجود نيّة مبطّنة لديهم لتمرير الوقت.

إنطلاقاً من هذه الامور، ترى اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام ضرورة تبيان ما يأتي:

1- إن الكنيسة التي أرادها السيد المسيح نوراً للعالم كانت ولاتزال المناصرة الاولى للحرية التي تُبنى على الحقيقة انطلاقاً من قول الانجيل “تعرفون الحق والحق يحرّركم”، وقد دافعت الكنيسة ولا تزال عن الحرية بكل أبعادها، من الحرية الدينية الى حرية الضمير والحرية الشخصية ما يجعلها ضمانة للحريات في العالم. والكنيسة في لبنان هي التي حملت وتحمل لواء الحرية على الدوام وهذا ليس في حاجة الى إثبات من أحد.

2- غير أن الحرية قد تحوّلت في نظر البعض الى فعل أي شيء وقول أي شيء من دون النظر الى القيم الانسانية التي يُبنى عليها المجتمع، فالحرية ملتزمة كرامة الانسان وحقوقه وهي ملتزمة العدل والمساواة لبناء المجتمع الانساني. كما أن الحرية ليست بالتفلّت من مسؤولية احترام الآخر واحترام الاديان، وهي ملزمة بعدم المس بالشعائر الدينية لأن في ذلك خطراً على المجتمعات وتهديداً للسلم الاهلي.

3- بالنسبة الى الحفلة المزمع إقامتها في 9 آب ضمن “مهرجانات بيبلوس الدوليّة”، ترفض الكنيسة أن يُمسّ بشعائرها وإيمان ابنائها ومشاعرهم بأي شكل من الاشكال. فالقضية قضية مبدأ واحترام للذات والغير واحترام المقدسات في كل الاديان. وإن رفضها لهذه الفرقة والعرض الذي تؤديه يبنى على ما تقدمه من افكار واعمال تتهكّم على العقيدة الايمانية والرموز الدينيّة وتشوّه صورة الله كما تعلّمها الكنيسة.

لأجل ذلك، تطالب اللجنة الاسقفية المسؤولين في الدولة كافة بتحمّل مسؤولياتهم وفقاً للدستور اللبناني الذي يحترم كل الاديان ويقدّم الاجلال لله، فلا تقبل الدولة أي انقلاب على دستورها وهو رمز حريتها ووجودها وكرامتها، وتطالب المسؤولين والاجهزة المختصة بإتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع أي فرصة تُعطى لأي كان بالمس بالاديان ووقف هذه الحفلة”.

 

الياس بجاني/بالصوت والنص تعليق يتناول إنجيلياً هرطقات فرقة مشروع ليلى ومواقف إلحاد وذمية وجبن أصحاب شركات أحزابنا المسيحية ومعهم طاقم "الموضة" الإعلامي الجاهل لقيم دينه

اهانة الروح القدس والثالث المقدس هي كفر وليس حرية

http://eliasbejjaninews.com/archives/77069/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%8a%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84/

 

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/تعليق يتناول إنجيلياً هرطقات فرقة مشروع ليلى ومواقف إلحاد وذمية وجبن أصحاب شركات أحزابنا المسيحية ومعهم طاقم الموضة الإعلامي الجاهل لقيم دينه/28 تموز/2019/اضغط هنا للاستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.trinity28.07.19.wma

 

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/تعليق يتناول إنجيلياً هرطقات فرقة مشروع ليلى ومواقف إلحاد وذمية وجبن أصحاب شركات أحزابنا المسيحية ومعهم طاقم الموضة الإعلامي الجاهل لقيم دينه/28 تموز/2018/اضغط هنا للاستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.trinity28.07.19.mp3

شوذاتهمششواذ

اهانة الروح القدس والثالث المقدس هي كفر وليس حرية

الياس بجاني/28 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77069/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d9%8a%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84/

يتدخل الله لنجدتنا في مواجهة بعض عواصف وشدائد وصعاب الحياة ويؤمن لنا أطواق نجاة وملاجئ وسبل وطرق خلاص، فيما يتركنا في مناسبات أخرى لمواجهتها بمفردنا معتمدين على قدراتنا الذاتية الإيمانية وعلى نعمه وعطاياه وذلك لنتقرب منه أكثر ونزيد التصاقنا به ونثبت أقوالاً وأفعالاً عمق وأصالة إيماننا.

اللبناني المسيحي المؤمن هو اليوم على مفترق طرق، وهو متروك وحده في مواجهة موجات الكفر والتجذيف ليؤكد على عمق إيمانه وعلى جدية تدينه وعلى صدقية التزامه بربه وبإنجيله وبكنيسته.

إنجيلياً يُذكر مفهوم “التجديف على الروح القدس” في إنجيل القديس مرقس(03/28 و29) وفي إنجيل القديس متى/12/32) .

*اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ، وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا. وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً» (إنجيل القديس مرقص/03/28 و29)

*وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.(إنجيل القديس متى12/32)

لا يجب أن يغيب عن فكرنا تحت أي ظرف ومهما كانت الصعاب بأن الضمير وكذلك الحياء أي الخجل هما نعم إلهية وفزيولوجية من الله أعطاهما فقط للإنسان لأنه ابنه وهو خلقه على صورته ومثاله.

من هنا فإن من يقتل الضمير، أي صوت الله، ويميت نعمة الخجل بداخله فهو عملياً وإنجيلياً يتخلى عن إنسانيته وعن الله، الأب الذي انعم عليه بهما.

باختصار، فإن سكوت وتجابن أصحاب شركات أحزابنا المسيحية وكذلك كثر من الإعلاميين والناشطين والمثقفين والمقتدرين مالياً ونفوذاً وسلطة بمواجهة هرطقات فرقة مشروع ليلي يبين أنهم غرباء ومغربين عن كل ما هو إنجيل وكنيسة ومسيح ومسيحية.

المسيحي الذي عن جهل أو إلحاد أو غباء يعتبر أن إهانةة الروح القدس تصرف يندرج تحت راية الحريات فهو لا مسيحي ولا يعرف ما هي المسيحية، بل عدواً لها.. وفي هذا الإطار يأتي جبن وغباء وذمية مواقف كل أصحاب شركات الأحزاب المسيحية ومعهم كثر من الإعلاميين المسيحيين الملحدين واليساريين الحاقدين على كل هو كنيسة وإيمان.

نقول بغضب وبحزن وأسى، ونعم بغضب، لأن من لا يغضب هو فاقد لأحاسيسه الإنسانية، بغضب نقول للجهلة والأغبياء والمارقين من أهلنا المسيحيين، أكانوا زعماء أو سياسيين أو ناشطين أو مواطنين أو صحافيين أو إعلاميين من الذين رأوا وفهموا بسطحية دينية وثقافية بأن اهانة الثالوث المقدس والروح القدس هو عمل يندرج تحت مسمى الحرية بواسطة الغناء والموسيقى والرسوم.

لهؤلاء نقول ودون تردد: انتم حقيقة اعداء الدين المسيحي بسبب جهلكم وعشقكم الترابي والسطحي للظهور ولركوب تقليعات الموضة في الإلحاد وفي تسخيف الأديان وقيم الإيمان والترابط العائلي والأخلاق والمعايير المجتمعية.

إنه وعلى خلفية الجهل وقلة الإيمان وخور الرجاء وثقافة الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي، للأسف فإن لبنان وطن القداسة والقديسين يمر حالياً بزمن مّحل وبؤس وضياع إيماني، وتحديداً على مستوى القيادات المسيحية الزمنية والدينية..انحطاط أخلاقي وقيمي وإيماني.

من المحزن والمخيف أن غالبية قادتنا السياسيين والحزبيين المسيحيين هم في غير عالم المسيحية والإيمان ومخافة الله ويوم حسابه الأخير، وقد قتلتهم غرائز المظاهر وعشق النفوذ والسلطة ووقعوا في تجارب إبليس وغرقوا فيها وكأننا في زمن فسق وفجور مدينتي سادوم وعامورة.

هذا إضافة إلى جهل مدقع إيماني وركوب غبي لموجات الموضة اليسارية الملحدة. هذا أمر في منتهى الخطورة وهو قد يطيح بالوطن وبأهله في زمن ليس ببعيد.

يبقى أن المسامحة في مفهوم الدين المسيحي لا تعني أبداً الجبن والخجل والاستسلام والذمية والتشاطر والتذاكي، بل تعني الصبر والتحمل والتضحية ولكن أيضاً المواجهة والشهادة للحق بقوة ودون خوف أو تردد…والمسيح نفسه أعطانا الأمثولة في شجاعة وجرأة الشهادة للحق يوم قال للكتبة والفريسيين الذين طلبوا منه أن يسكت تلاميذه: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة” (لوقا19/40).  

كما أن رسول الأمم مار بولس قال: "لو أردت أن أساير مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح".(من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية01/01-24)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 30/07/2019

وطنية/الثلاثاء 30 تموز 2019

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

اشتدي أزمة تنفرجي.

على حبال هذا القول المأثور تتعلق آمال المواطنين اللبنانيين وابتهالاتهم من أجل الخروج من الأزمة عبر تفاهم -ما بين المسؤولين المنبثقين من غالبية المجتمع اللبناني و الانتخابات النيابية يؤمن حلا" لحادث البساتين-قبرشمون وتداعياته ومبادرة ترسي ضمنا" : مسارا" لحل يتعلق بالمادة 80 الواردة في قانون موازنة 2019 واستطرادا":توضيحا" واسعا" للمادة 95 من الدستور لجهة تفسير وتحديد مقتضيات الوفاق الوطني وجوهرها.

وإذا كان رئيس الجمهورية يوقع خلال ساعات قانون الموازنة تمهيدا" لنشرها وبعدها يأتي عمل مجلس النواب حيال إنهاء لغط المادة 80 فإن إخراج الحل تبلور في الساعات الماضية بمبادرة رئاسية مواكبة أو مكملة أو متلازمة في هذا الموضوع ومقرونة برسالة الى البرلمان حملها الوزير سليم جريصاتي الى رئيس البرلمان نبيه بري موفدا" من الرئيس العماد عون.

بالتوازي ومع عودة اللواء عباس ابرهيم الليلة من قطر سيحمل ابرهيم مبادرة معدلة في شأن البساتين ويجول بها وضمن اجواء ايجابية أيضا" تؤشر الى اتجاه جدي للخروج من محنة تعليق جلسات مجلس الوزراء المعطل منذ شهر...معلومات رجحت ان يزور وليد بك الرئيس سعد الحريري الليلة.

توازيا إنعقدت قمة روحية في دار طائفة الموحدين الدروز في فردان على مستوى القيادات الروحية العليا في محاولة لإيجاد حل لأزمة البساتين-قبرشمون وملحقاتها بعدما وصلت المساعي إلى الطريق المسدود.

القمة شددت على ثبات صيغة لبنان الوطنية والعيش الواحد للبنانيين رافضة مس كنز المصالحة في الجبل.

واذ أسفت لواقعة البساتين التي عرقلت عمل الحكومة دعا بيان القمة الى إيجاد الحل المناسب لكي تستعيد البلاد حياتها الطبيعية كما شدد على القيم والأخلاق وقد ناشد المجتمعون رئيس الجمهورية جمع اللبنانيين.

إقليميا واشنطن طلبت من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا رسميا المشاركة في مهمة لتأمين مضيق هرمز والتصدي لما سمته الاعتداء الإيراني بحسب بيان السفارة الأميركية في برلين.

في المقابل وفي خضم الأجواء المشدودة خليجيا بين إيران والولايات المتحدة بثت وسائل إعلام إيرانية أن طهران ستحيي محادثات حول الأمن البحري مع مسؤولين من الإمارات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

فك ارتباط بين مجلس الوزراء وقبرشمون يجري على نيته حراك سياسي جديد بمعزل عن الحملات التصعيدية الأخيرة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني.

فهل تسير الأمور في اتجاه إيجابي يعيد إطلاق جلسات مجلس الوزراء؟.

هذا السؤال أجاب عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوله ان الأساس هو أن تعود الحكومة، إلى الانعقاد مشيرا إلى ان هناك أمورا ما تزال تحتاج إلى بعض الجهود.

وبانتظار نتائج مثل هذه الجهود على المسار الحكومي تسلك الموازنة إلى محطتها الأخيرة الجريدة الرسمية يوم الخميس بعدما قرر رئيس الجمهورية توقيعها بانتظار انتهاء تقرير الدوائر القانونية في القصر الجمهوري وهي الإيجابية التي عكسها كلام الوزير سليم جريصاتي من عين التينة موفدا من الرئيس عون.

الوزير جريصاتي كشف أيضا أن رئيس الجمهورية سيبادر إلى توجيه رسالة عبر الرئيس نبيه بري إلى مجلس النواب لتفسير المادة 95 من الدستور.

الرسالة الرئاسية المنتظرة سبقتها رسالة روحية - سياسية للقمة الإسلامية - المسيحية التي عقدت اليوم وركزت على أن عمل الحكومة حاجة ماسة للاستقرار والنهوض الاقتصادي وشددت على الوحدة الوطنية التي أرسى قواعدها اتفاق الطائف وحذرت من أن أي إساءة للعيش المشترك وخصوصا في الجبل هي إساءة للبنان الفكرة.

في الجبل نأى الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط بنفسه اليوم عن ملف قبرشمون وتداعياته بحيث يممت تغريداته شطر كوبا وانغولا وافريقيا والمناخات العنصرية.

لكن هذه التغريدات العابرة للقارات سبقها رد من جنبلاط على النائب طلال ارسلان اعتبر فيه ان التصويت في مجلس الوزراء بدعة رافضا الأحكام العرفية المسبقة.

الرئيس سعد الحريري نأى هو الآخر في نشاطه العلني عن هذه العناوين وأولى اليوم اهتماما بحقوق الجنس اللطيف متمنيا أن تتولى امرأة رئاسة الحكومة ولا سيما أن تجربة الحكومة الحالية أثبتت نجاح الوزيرات الأربع.

الحريري خاطب النساء قائلا: طنشوا الرجال واشتغلوا... أنا معكم وفي النهاية ستأخذ المرأة كافة حقوقها.

لكن كتلته النيابية ما طنشت ووجهت رسالة قوية إلى كل من يعنيه الأمر وللمرة الألف رئاسة مجلس الوزراء هي الجهة الوحيدة المعنية حصرا بدعوة المجلس إلى الانعقاد والمسؤولة عن جدول الأعمال وأي دعوة لفرض بنود من خارج السياق الدستوري هو عرقلة للعمل الحكومي ونقطة على السطر

فهل يفعلها رئيس الحكومة ويقرر عقد جلسة بجدول أعمال خال من بند المجلس العدلي المتفجر ترجمة لسياسته التي انتهجها منذ تسلم رئاسة الحكومة ادخولها آمنين ودعوا الملفات الخلافية خارجها لنبقى سالمين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

في الأوقات الصعبة، وحدها العودة الى المبادئ العامة هي المدخل الى الحلول.

فإذا تعرض شخص ما لمشكلة صحية أو مادية، أو أيا كان نوعها أو شكلها أو مدى تأثيرها، أول ما يجب أن يطرحه على نفسه هو الأسئلة التالية: هل أنا مؤمن؟ أم كنت أكذب على نفسي وعلى الناس؟ وهل أنا مؤهل لتحمل المسؤوليات؟ أم أني مجرد مستسلم وأسير أوهام؟ فمتى باتت الأجوبة واضحة، صار طريق العلاج مفتوحا. ولا مشكلة بلا حل نسبي.

وكما في الحياة الشخصية، كذلك على المستوى الوطني:

إذا وقعت البلاد في أزمة، فلنسأل أولا عن المبدأ. أما الباقي، فتفاصيل، حلها سهل مهما تأخر.

وانطلاقا من هنا، وفي شأن الأزمة الحكومية الراهنة، فلنسأل: هل ثمة ارادة لبنانية حقيقية، بعيدا من الشعارات، بإنقاذ البلاد من الوضع الاقتصادي والمالي الموروث؟ أم أن الهدف الفعلي هو التعطيل، ثم المزيد من التعطيل، نكاية بفلان، وأملا بالانقضاض سياسيا على علتان؟

إذا كان الجواب "نعم نريد انقاذ البلاد"، فانعقاد مجلس الوزراء حتمي، والإشكالية المفتعلة "محلولة".

أما اذا كان الجواب لا، فحتى لو وجدت الاشكالية الحالية حلا مرحليا اليوم، فالأزمة لن تلبث ان تنفجر مجددا غدا، بمضمون آخر، وعنوان جديد.

وفي مسألة المادة الثمانين من قانون الموازنة، فلنسأل: هل نحن مع العيش المشترك والميثاق والتنوع في لبنان؟ أم نريده وطنا آحاديا يلغي البعض فيه البعض الآخر، ويتحدث علنا عن وقف العد فيما كل حركته السياسية تقوم على العد، وفقط على العد؟

إذا كان الجواب "نعم نحن مع العيش المشترك وهو ليس مجرد شعار"، فتفسير المادة 95 معروف، ضمن اطار الميثاق. أما اذا كانت الاجابة لا، فلكل حادث حديث.

ولأن لا بديل أمام اللبنانيين عن أن يكونوا جميعا مع انقاذ البلاد من الوضع الموروث، ومع العيش المشترك... فلنأمل معا في أن تشهد الساعات القليلة المقبلة ما يؤشر إلى حل، يعود مجلس الوزراء بموجبه الى الانعقاد من دون التخلي عن العدالة، ويحترم فيه نص الدستور من دون التنازل عن الميثاق.

وفي هذا السياق، الانظار هذا المساء نحو بيت الوسط، الذي ينتظر ان يشهد لقاء بين الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

هي اوهن من بيت العنكبوت. فاسألوا محمد ربيع عليان، الفلسطيني ابن الاربع سنوات،الذي رمى حجرا على الصهاينة فاصابهم بشرطتهم وهيبتهم ولا انسانيتهم وقوانينهم المدعاة..

طفل،ابن سنوات اربع زاخرة بالعزة الفلسطينية أكثر من عقود بعض الممالك والمشيخات العربية، ارهب الكيان الذي استدعاه للتحقيق، والتهمة رشق الحجارة على دورية صهيونية..

مشى محمد الى التحقيق ومعه زاده من الحلويات التي هي اقوى من مر الاحتلال، ومن حوله اهل بلدته الذين رافقوه الى مركز الشرطة الصهيونية للدرء عن طفلهم، وهم المصابون بتخلي الكثير من الحكام العرب عنهم، الذين باعوهم وقدسهم للاحتلال والاميركان في صفقات القرن ومقامرات العروش والتيجان ..

لم يخطئ الاحتلال بتقدير خوفه من محمد وامثاله، ففي كل طفل فلسطيني مشروع مجاهد امتهن رمي الحجر على المحتل، ثم استحال حجره طلقة ثم صاروخا، فرسم المعادلات التي ستعيد ترتيب حجارة القدس، وحيفا ويافا، وكل فلسطين وفق تصاميم اهلها ومقاومتهم، لا اوهام تجار السياسة ومخططاتهم.

في لبنان تصاميم حل للازمات، يعاد رسمها على وقع الضرورات، والعين على مجلس الوزراء، المقياس الاساس لعودة الحياة الى العصب السياسي..

وفيما حاول القادة الروحيون شد عصب الوحدة بقمة اسلامية مسيحية، كان لقاء الرئيس نبيه بري مع موفد رئيس الجمهورية الوزير سليم جريصاتي عصب الحراك اليوم، والعنوان الموازنة، حيث لم يخطر ببال الرئيس ميشال عون يوما ان لا يوقع عليها كما قال الوزير جريصاتي، فيما بقية الاجراءات الملحقة تحظى بتفاهم تام بين الرئيسين عون وبري كما قالت مصادر اللقاء..

وعلى خط قبرشمون، يسعى الرئيس سعد الحريري ومعه المدير العام للامن العام بافكار جديدة قد تردم الهوة التي تحول بين القوى السياسية وجلسة مجلس الوزراء، وفيما القاعدة المتبعة: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فان مسعى الرئيس الحريري باتجاه الحزب الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط، واللواء عباس ابراهيم باتجاه الحزب الديمقراطي ورئيسه طلال ارسلان..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الفلسطينيون، هل يضغطون في اتجاه أن يعيد التاريخ نفسه ولو بعد أربعة وأربعين عاما ؟ ومن صيدا بالذات ؟ وبواجهة لبنانية ؟ في شباط 1975 كانت " البروفا " لاندلاع الحرب في نيسان 1975 تظاهرات في صيدا على رأسها معروف سعد، والد النائب أسامة سعد، والذي أصيب في التظاهرة، وكان وزير الداخلية آنذاك رئيس الحكومة رشيد الصلح، ووزير الدفاع جوزيف سكاف، ترك الجيش بقيادة العماد اسكندر غانم يواجه منفردا وتمت المطالبة بسحبه من الشارع، بدل أن ينسحب الفلسطينيون، وكان ما كان، لتندلع الحرب بعد شهرين .

بالتأكيد 2019 ليس 1975 ... لبنان اليوم ، بشخص وزير العمل كميل ابو سليمان، يطبق القانون. كميل أبو سليمان اليوم يشبه الجيش عام 1975، يواجه منفردا. الحكومة الذي هو عضو فيها، لا تدعمه إلا كلاميا، فالوفد الفلسطيني يهين رئاسة الحكومة ولا يحضر اجتماعا في السرايا، ولا يصدر اي موقف من رئاسة الحكومة عن هذه الإهانة، فما هو المطلوب ؟ هل المطلوب ان يتراجع وزير العمل عن تطبيق القانون. وإذا كان كل وزير سيقول إنه لن يطبق القانون تحت الضغط، فبأي شريعة غاب نصبح ؟ هل هذه هي الصورة التي سيعطيها لبنان للمجتمع الدولي ؟ واستطرادا، هل يتصرف الفلسطيني في الاردن، وفي سوريا قبل العام 2011 وفي مصر وفي دول الخليج كما يريد أن يتصرف في لبنان ... ربما المطلوب من لبنان الرسمي ان يقف خلف وزير العمل ... وربما ما يقوم به الفلسطينيون يستدعي اجتماعا للمجلس الأعلى للدفاع، فما جرى ويجري في صيدا ومخيماتها، أخطر بقليل مما حدث في قبرشمون ... ربما زمن " الدويلة الفلسطينية " داخل الدولة ولى ... الم يتعلموا من التجربة ؟

في سياق آخر، أسدلت الستارة عن " مشروع ليلى " من دون أن ترفع الستارة، لكن المسألة أفلت بطريقة مثيرة ، فبيان لجنة مهرجانات جبيل كان ملفتا إذ تحدث عن أن اللجنة " أجبرت على ايقاف الحفلة منعا لاراقة الدماء وحفاظا على الامن والاستقرار، خلافا لممارسات البعض. " البيان فيه الكثير مما يمكن اعتباره " كلمات بين السطور " : فهو يستعمل فهل " أجبرت " بصيغة المجهول، فمن الذي أجبر اللجنة ؟ ولماذا لم تسمه ؟

وورد في البيان " حفاظا على الأمن والإستقرار، خلافا لممارسات البعض " السؤال : من هو هذا البعض ؟ ولماذا لم تعلن عنه اللجنة ؟ وهل كان سيتسبب ببلبلة أمنية ؟ ربما نجحت اللجنة في تفادي المجلس العدلي، فساهمت من حيث تدري أو لا تدري، في تثبيت السلم الأهلي، ومنعت إراقة الدماء . فهنيئا.

وفي وقت يستعد رئيس الجمهورية لتوقيع الموازنة، كان لافتا موقف كتلة المستقبل لجهة صلاحيات رئيس الحكومة، فدعت في بيانها إلى " التوقف عن توجيه الرسائل المشروطة لرئاسة مجلس الوزراء، التي نؤكد وللمرة الألف انها الجهة الوحيدة المعنية حصرا بدعوة المجلس الى الإنعقاد، والمسؤولة عن اعداد جدول الاعمال واطلاع فخامة رئيس الجمهورية عليه".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

أنا ليلى يا يوسف. ما رميت في بئر. بل بحرم كنسي وكاتم صوت سياسي الخطوط الحمر اتقلت من السياسة إلى الفن وكما لكل زعيم سياسي زعيم روحي يحميه بخط أحمر صار للمهرجانات محاكم عرفية فسطر حكم الأبرشيات خطا أحمر عريضا وأقام الحد على حفل فني ومشروع ثبت حضوره بجرم الأغنية المدانة في غير مهرجان من بعلبك إلى إهدن وغيرهما في السنوات الماضية فما الذي استجد هذا العام؟ حتى تضطر لجنة مهرجانات جبيل وتحت الضغط إلى إلغاء الحفل والتوجه الى الجمهور ببيان تقول فيه إنها أجبرت على وقف الحفل منعا لإراقة الدماء وحفاظا على الأمن والاستقرار خلافا لممارسات البعض وإذا ما سلمنا جدلا بأن أغنية مست الذات الكنسية وأنه يحق للغيارى على الكنيسة ما لا يحق لغيرهم فمن هذا البعض الذي هدد؟ إذا لم يكن من تجار الهيكل؟ خصوصا إذا ما تبين أن كاهنا هو من أنتج شريطا مصورا قيل فيه أشياء مروعة وجرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وأن الكاهن نفسه صدر في حقه حكم كنسي تأديبي بوجوب تعليق جميع نشاطاته الكنسية. فأين وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية ومكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية من ملاحقة الذين أهدروا دم الفرقة وأطلقوا هاشتاغ دمكم عليكم وتوقيفهم؟.

صفع مشروع ليلى على خده الأيمن فأدار خده الأيسر وقال لسنا عبادا للشيطان وأصدرت الفرقة العابرة للطوائف والمناطق والهويات بيانا قالت فيه إننا كغيرنا لنا أفكارنا عن هذا الوطن ومشروعنا بني على حق الاختلاف والتسامح ودوما سنبقى حريصين على هذه القيم. اجتمعت المحاكم الدينية والدنيوية على ليلى ولم نر إجماعا لا دينيا ولا سياسيا على مشروع الدولة المدنية ولا على إلغاء الطائفية السياسية ولا على تعديل قانون الأحوال الشخصية ولا على حق المرأة اللبنانية في منح أولادها الجنسية ولا على عنف أسري سلم قضاؤه النساء المقتولات لقدر أحكام المحاكم الدينية لولا بصيص أمل بقضاء أنصف اليوم روح سارة الأمين في عليائها.

من بيبلوس بلد الحرف صدر أمر الدين بدعم سياسي وقمة روحية اجتمعت عن بكرة عمائمها وصولجاناتها لم تستطع حث رعاياها السياسيين على تسليم محاصيل بساتينهم للقضاء المختص ولا أولياء الحكومة لعقد جلسة لمجلس الوزراء وإقرار موازنة كلما تأخر إخراجها من عنق التجاذب على موادها خسر اقتصاد لبنان يوميا مليونين وست مئة ألف دولار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

انه يوم المادة 80. فإلى عين التينة، حمل وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ظهرا الى رئيس مجلس النواب مبادرة رئاسية فحواها ان الرئيس عون لن يطعن بالموازنة وسيوقعها، لكنه في المقابل سيبادر الى توجيه رسالة الى مجلس النواب بواسطة الرئيس بري لتفسير المادة 95 من الدستور.

في القراءة السياسية، هذا يعني ان رئيس الجمهورية نقل المعركة من القانون الى الدستور، اي أعادها الى الاساس والمنطلق. وهو أمر تلقفه الوزير جبران باسيل بعد الظهر حيث فتح النار من كفيفان على الرئيس بري من دون ان يسمه، ملما الى انه أخل باتف عقد معه بشأن المادة 80.

كما لم يوفر الرئيس الحريري من هجومه قائلا: ما حدا يهددنا بالعد والا عندنا خيار آخر. كلها وقائع ومعطيات تؤكد اننا امام اشتباك سياسي جديد عنوانه هذه المرة كيفية فهم وتفسير المادة 95 من الدستور.

توازيا ، الشلل الحكومي مستمر ، على خلفية أزمة البساتين. والواضح حتى الان ان كل المبادرات الهادفة الى ايجاد حل للأزمة السياسية- القضائية لم تحقق أهدافها. فكل طرف من الطرفين الاساسيين يتشبث بموقفه. وبين تمنع وليد جنبلاط عن الاحتكام الى المجلس العدلي، واصرار طلال ارسلان عليه، ذهبت الحكومة في اجازة صيفية قسرية طويلة، قد تستمر الى شهر ايلول، وخصوصا ان معظم المسؤولين بدأوا يغادرون بيروت تباعا في اجازاتهم الصيفية.

على صعيد آخر، افلحت الاتصالات، العلنية والسرية، التي أجريت بكثافة منذ ايام في تجنيب مدينة جبيل خضة في غنى عنها. فقد قررت لجنة مهرجانات جبيل الغاء حفلة مشروع ليلى المقررة في المدينة، وذلك منعا لاراقة الدماء وحفاظا على الامن والاستقرار، كما جاء في بيانها. وهذا القرار، بعكس الظاهر، يصب في مصلحة اللجنة، اذ يؤكد انها ترفض ان يتحول الفن الى منصة لاثارة الفتن بين ابناء المجتمع الواحد .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 30 تموز 2019

وطنية/الثلاثاء 30 تموز 2019

النهار

دعا رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط مناصريه إلى المشاركة بكثافة في قدّاس مجد المعوش برئاسة البطريرك الراعي تحصيناً للمصالحة التاريخيّة في الجبل....

لم يؤدِّ اللقاء الكاثوليكي الزحلي من الوزير السابق سليم ورده والنائب السابق أنطوان أبو خاطر والنائب جورج عقيص دوره كرافعة للأخيرة بعدما اعتبر بعض المجتمع الزحلي أنّه لا يُمثّله....

يعاني الضمان الاجتماعي من نقص في المراقبين الاداريّين في المستشفيات إذ يُخصّص مراقب واحد لأكثر من مستشفى ما يستدعي انتقال المرضى إلى مكان وجوده....

الجمهورية

نُقل عن أحد المشاركين في حركة الإتصالات لتذليل تداعيات حادثة قبرشمون قوله: بذلت كل ما عندي ولم يسمعوا منّي ولم يبقَ لي سوى الدعاء.

رأت أوساط سياسية في وقوف مرجع بارز إلى جانب زعيم سياسي في ملف حساس علامة فارقة تؤشر الى تحسّس المرجع لخطورة الأوضاع وضرورة الإسراع في تجاوزها.

لم يتلقَ قطب سياسي بارز بعد تطمينات في العمق يتمنّى على فريق سياسي فاعل توفيرها له ليطمئنّ في المستقبل.

اللواء

غاب رئيس لجنة نيابية معنية بأزمة الموازنة عن السمع، ويتجنب الردّ على اتصالات إعلامية لإستيضاحه حقيقة ما حدث!

لا تزال البلبلة تضرب الوضعية المالية في البلاد، وطريقة التعامل مع فوائد المصارف، الخاضعة لإعتبارات غير ثابتة.

كظم مفاوض صلب، لعب أدوار وساطة ناجحة، غيظه أكثر من مرة، على طريقة خللي بالقلب جوَّا القلب..

البناء

قالت مصادر حزبية فاعلة إنّ بحثاً جدياً يتمّ بتكوين هيئة الحوار الوطني بعدما أدّت نتائج الانتخابات النيابية إلى إحداث تغييرات في بعض التمثيل السياسي والطائفي، وأشارت إلى أنّ البحث جدي بتفعيل عمل الهيئة في دوائر القصر الرئاسي لكن القرار لم يتخذ بعد ويجري التداول بجدول الأعمال المفترض بين أن يشمل كلّ قضايا الخلاف أو يكون محصوراً بالخلاف على فهم تطبيق اتفاق الطائف وقضية المناصفة.

أكدت أوساط دبلوماسية تابعت اجتماعات فيينا التي شارك فيها ممثلو الدول المنضوية في الاتفاق النووي مع إيران بعد الانسحاب الأميركي إنّ الأجواء الإيجابية لم تكتمل بخطوات يمكن إعلانها كنهاية للأزمة الراهنة، لكنها تشكل تقدّماً حقيقياً يُفترض أن يكتمل في اجتماع وزراء الخارجية الذي سيتمّ تحديد موعده وتوجه الدعوات إليه قريباً، ويتوقع ان يكون خلاله قد اكتمل مسار الآلية المالية الأوروبية للتبادل مع إيران...

 

مصلحة "حزب الله" فوق... متطلّبات الأهالي/متمسّك بإنشاء مركز محافظة بعلبك - الهرمل في الجرود

يوسف منصور/نداء الوطن/30 تموز 2019

مرّ أكثر من سنةٍ على قرار بلدية بعلبك شراء عقار يملكه النائب عن منطقة جبيل مصطفى الحسيني والواقع بين عقارين تملكهما البلدية، بهدف إنشاء مركز لمحافظة بعلبك الهرمل التي أبصرت النور بقرار في 22-5-2003 ووضعت على سكة العمل في أيار 2014 من خلال تعيين محافظ للمنطقة، ومع القرارين بدأت آمال أبناء المنطقة بالتخلّص من المعاناة. شكّل القرار مادة خلاف بين أعضاء بلدية بعلبك، حيث اعترض ممثلو "حركة أمل" وجمعية المشاريع الخيرية على مشروع إنشاء مركز محافظة بعلبك في الجرود، فيما أصرّ "حزب الله" على المشروع لغاياتٍ يعلمها بنفسه، ضارباً عرض الحائط بمطالب الناس والنظر بعين المصلحة العامة، ومتجاهلاً ما قد يحمله هكذا قرار من تعطيل للسوق التجاري ووسط المدينة الذي تعتاش منه مئات العائلات.

ووفق المعلومات، فإن هدف "حزب الله" هو رفع أسعار الأراضي الى جانب مركز المحافظة والذي يبعد عن المدينة 7 كيلومترات، وثانياً تخفيف كلفة البنى التحتية عن العقار 101 البالغة مساحته مليوناً وثلاثمئة ألف وسبعة عشر متراً مربعاً، والذي حوّله "حزب الله" بفضل قدراته القضائية من ملك بلدي عام إلى ملك بلدي خاص لتأجيره إلى شركات إستثمارية ستنفّذ فيه مشاريع سياحية على نسق معلم مليتا في الجنوب، وقد استحصل على الترخيص لإنشاء المعلم من وزارة الداخلية لمصلحة جمعية العمل البلدي في "حزب الله".

لا شيء في الأفق يوحي بأن "حزب الله" سيعدُل عن قرار إنشاء مركز المحافظة في الجرود، فهو أجّل البتّ بالقرار إلى ما بعد انتهاء الإنتخابات النيابية لامتصاص نقمة الناس من الهرمل حتى قرى غربي بعلبك، وظنّ المواطنون القادمون من تلك المناطق أن قرار إنشاء المحافظة سيوفر عليهم تعب التنقلات إلى زحلة حيث كانت المدينة مركز الإدارات العامة، ومع قرار إنشاء المحافظة بدأت الدولة استحداث أجهزة للإدارات الرسمية، غير أن "حزب الله" وبقراره الأخير أثقل كاهل المواطنين بالمشقّات أكثر، فهم سيمضون يومهم على الطرق للوصول إلى بعلبك ومنها إلى الجرد حيث المركز الذي سيعتمد.

من الاقتراحات المقابلة اعتماد ثكنة غورو وسط المدينة والقريبة من القلعة الأثرية، مبنى للمحافظة، تلك الثكنة التي تضم عدداً من المباني التي أنشأها الفرنسيون، غير أن الحرب الأهلية دفعت بالعديد من العائلات إلى وضع اليد على المنازل فيها، وتشكّلت في بداية الإقتراح لجنة لإحصاء عدد المهجرين فيها حيث قُدّروا بـ 600 عائلة، وتحت الضغط والطلب تشكّلت لجنة ثانية فوصل العدد إلى 1200، ثم لجنة ثالثة فوصل إلى 3000 عائلة ما دفع الدولة إلى غضّ النظر عن المكان نظراً إلى إرتفاع كلفة التعويضات والترميم، ولكن اللافت في الأمر أن قاطني الثكنة وأغلبهم من القريبين من "حزب الله"، إنتقل الكثيرون منهم إلى منازل قاموا بتشييدها وأجّروا الشقق التي يضعون اليد عليها للّاجئين السوريين.

وبصرف النظر عن المكان، بدأ العمل لانتقاء مكانٍ آخر فتعدّدت الطروحات، تارةً أرض بالقرب من نقابة المعلمين في رأس العين، وتارة أخرى مقايضة قيادة الجيش على أرض مقابل ثكنة الشيخ عبدالله إلا أنّ الأخيرة رفضت، وتالياً على طريق عين بورضاي حيث تبرّع أحد المواطنين بأرضٍ هناك وكانت الأمور شبه منجزة، غير أن "خفايا" دفعت إلى العدول عن الفكرة، حتى جاء القرار باعتماد الجرود لأهداف مجهولة ـ معلومة لا تصب إلا في خانة المصلحة الحزبية.

بسحر ساحر تحوّل مطلب نواب بعلبك ـ الهرمل من إعتماد ثكنة غورو مركزاً للمحافظة العام 2001 إلى البحث عن بديل آخر حيث صدر قرار في حينه يحمل الرقم 34/2001 لاعتماد الثكنة مقراً، هؤلاء النواب غابوا عن جلسة مساءلة من قبل المواطنين في الهرمل أمس ولم يحضر إلى هناك سوى النائب أنطوان حبشي. لم يهتم "حزب الله" المتحكّم بقرار بلدية بعلبك والمحافظة ككل بمطالب الناس وحاجاتهم، هؤلاء الناس الذين يعيشون على وقع إطلاق النار اليومي في المدينة والمتساقط فوق رؤوسهم، وعلى حافة شفير الإنهيار الإقتصادي بسبب الركود الذي تعيشه المدينة والوطن ككل، فمعظم أصحاب المحالّ إستدانوا أموالاً بالفائدة لتسيير أمورهم وأملاً بفرج قريب، حتى وقعوا ضحية أولئك التجار الذين وضعوا اليد على عدد من المحالّ بعد عجز أصحابها عن التسديد، كل هذا ولم يشفع للناس عند "حزب الله" لاعتماد مركز المحافظة في المدينة لإنعاشها وتحريك السوق التجاري واستعادة نشاطه من خلال القادمين من خارج المدينة، أما اعتماد الجرود فهو يقضي على الإقتصاد داخل المدينة نهائياً، غير أن "حزب الله" يتذرّع دائماً وأبداً بأن السوق التجاري وداخل المدينة أصبحا غير قادرين على استيعاب تلك الزحمة ولا بدّ للمدينة من أن تتوسع.

منذ عشرة أيام حصل لقاء جمع أبناء المدينة وفاعلياتها مع وزيرة الداخلية ريا الحسن، حيث شرح الأهالي تداعيات القرار بإنشاء المحافظة في الجرود مطالبين باعتماد ثكنة غورو، لكن الوزيرة الحسن تتمهّل قبل البت في القرار في ظل الحملة على اللاجئين السوريين لا سيما أن عدداً كبيراً من قاطني ثكنة غورو منهم.

ضياع البتّ في قرار إنشاء مركز المحافظة وإلهاء الناس في قضايا أخرى قد يكونان من ضمن سياسات "حزب الله" لتمرير المشروع بأقلّ الأضرار الممكنة، واستيعاب نقمة الناس وتمرير مشاريعهم التي ليس فيها أي صالح عام بل مصالح حزبية وفئوية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لجنة مهرجانات بيبلوس: ايقاف حفل مشروع ليلى منعاً لإراقة الدماء 

وكالات/30 تموز/2019

أعلنت لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية في بيان أنه "في خطوة غير مسبوقة، ونتيجة التطورات المتتالية، اجبرت اللجنة على ايقاف حفل مشروع ليلى مساء الجمعة 9 آب 2019، منعاً لإراقة الدماء وحفاظاً على الأمن والإستقرار، خلافا لممارسات البعض."

 

كيف علقت بلدية جبيل على قرار ايقاف حفل "مشروع ليلى"؟ 

وكالات/30 تموز/2019

نشرت بلدية جبيل بيانا، عبر صفحتها على "فايسبوك"، تعليقا على قرار الغاء حفل "مشروع ليلى" في "مهرجانات بيبلوس". وجاء في البيان: "حفاظاً على الاستقرار ومنعاً لحصول أية ملابسات، واحتراما للمقدسات في المدينة التي تميّزت دائما بطابعها السلمي والتعايش بين الطوائف كافة، وبعد التطورات الأخيرة التي شهدتها جبيل في خصوص الحفل الذي كانت ستقيمه فرقة "مشروع ليلى" ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية في 9 آب الجاري، ونتيجة للقاءات والتشاورات التي حصلت بين لجنة المهرجانات والمراجع المعنيّة بالتنسيق التام مع البلدية، نعتبر ان القرار الذي اتخذته لجنة المهرجانات في ايقاف الحفل المذكور هو قرار صائب وخطوة جيّدة لما فيها المصلحة العامة ومصلحة جبيل وابنائها، واحتراماً للرموز والشعائر الدينيّة."

 

نواب جبيل: تمنينا إلغاء حفل مشروع ليلى انطلاقا من مقتضيات المصلحة العامة

وطنية - جبيل - الثلاثاء 30 تموز 2019

أصدر نواب جبيل زياد الحواط وسيمون ابي رميا ومصطفى الحسيني البيان الآتي: "انطلاقا من مقتضيات المصلحة العامة، والتزاما بأحكام الدستور والقوانين اللبنانية، وحفاظا على صورة جبيل ودورها القائم على احترام المقدسات والقيم والمبادئ، ونتيجة سلسلة اجتماعات عقدت بعيدا عن الأضواء مع لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية والمرجعيات الروحية والقضائية والأمنية في شأن الحفلة المزمع اقامتها لفرقة "مشروع ليلى" ضمن مهرجانات بيبلوس مساء 9 آب المقبل، وما رافقها من مضاعفات، تمنى نواب جبيل على اللجنة المنظمة إلغاء الحفل.

لقد تابعنا كنواب القضية وما رافقها منذ اليوم الأول، وقمنا بالاتصالات اللازمة للمعالجة بعيدا عن الشعبوية والتشهير، انطلاقا من تمسكنا بالمقدسات الدينية وصيانتها ضمن اطار احترام الحريات.

ونؤكد في المناسبة الارتباط التاريخي القائم بين جبيل والثقافة والفن، وإيماننا بضرورة استمرار هذا الرابط والحفاظ عليه وتطويره".

 

بيان صادر عن فرقة مشروع ليلى

30 تموز/2019

بعد إلغاء الحفل.. "مشروع ليلى" يرد!/أصدرت فرقة "مشروع ليلى" البيان التالي:

من نحن؟

نحن فرقة لبنانية تأسست منذ 10 سنوات. كان أحد أهم أسباب فخرنا هو تعددنا.. فنحن من طوائف ومناطق وهويات مختلفة في بلد تكثر فيه مشاريع اللون الواحد. حملنا اختلافاتنا على طول لبنان وشاركنا في أكثر مهرجاناته، حتى وصلنا إلى العالمية.

في الأسبوع الماضي، قيل عنا الكثير وعن مشاريع خفية نخدمها في السر. كل ما نريد أن نقوله أننا كلنا نكنّ لوطننا لبنان وشعبه حبا كبيرا، أننا كغيرنا لنا أفكارنا عن هذا الوطن... كيف يكون أجمل وأفضل... انبنى مشروعنا على حق الاختلاف والاحترام والتسامح المتبادلين وسنبقى دوما حريصين على هذه القيم.

هذه هي فرقة مشروع ليلى، نهدف لما هو جميل ومبدع. ليست هي لا فرقة شيطانية ولا فرقة ماسونية وليس لها أي هدف أو مشروع سري.

كيف تطورت أحداث الأسبوع الماضي؟ خلال الأسبوع الماضي، شهدنا تحاملا واسعا على فرقتنا. بدأ كل شيء مع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قيل فيه أشياء مريعة وبالتأكيد غير صحيحة. قيل أن تسمية ليلى إنما تشير إلى ليل الظلم الأبدي. سألنا عن الكاهن الذي أنتج الفيديو ففهمنا أنه صدر بحقه حكم كنسي تأديبي بوجوب تعليق جميع نشاطاته الكنسية. إلا أنه لم يلتزم بذلك.  لم تنقضِ ساعات حتى نشطت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي. ما صدمنا هو حجم التهم وتحوير معاني الأغاني والأكاذيب وصولا إلى فبركة الصور. الحملة المبرمجة وصلت إلى حد التهديد المباشر وإهدار الدم. بل تم إطلاق هاشتاغات كثيرة منها: #دمكم_عليكم. و#ما_رح_تقطع (أي الحفلة) #إذا_ما_التغى_نحنا_منلغي.  بعد تمادي هذا الخطاب، طلبت منظمات حقوقية من الدولة التدخل لوضع حدّ للمحاكمة ضدّنا في الشارع. لكن تم التحقيق معنا للمرة الأولى في مسيرة فرقتنا بشأن أغنيتين من مجموع أغانينا، من دون اتخاذ أي موقف لحمايتنا. ورغم أنه لم يتبين من التحقيق أننا ارتكبنا أي جرم جزائي، فإن الأمور لم تتغير أبدا وبقيت حالة التهجم على حالها. قلة كانوا يسمعون وغالبا ما كان الرأي المسبق يسبقنا حيث نذهب. بقينا نحاكم في الشارع، يتحول كل من يرغب إلى قاضٍ يصدر الأحكام، وينفذها بحقنا. هذا الأمر نعدّه خروجا عن منطق الدولة، خروجا يضرب في الصميم أي شعور بالأمان لدينا وأي قدرة على الفن والإبداع.

توضيح وتصحيح:

بدأ كل الهجوم علينا بنشر صورة للفنانة مادونا، قيل أن الفرقة كلها مسؤولة عن فبركتها. هذه الصورة لم تفبركها الفرقة ولم تنشرها أبدا على أي من صفحاتها. جلّ ما حصل هو أن أحد أعضائها نشر على صفحته في عام 2015 مقالا كتبه الكاتب سكوت لونغ يحتوي على هذه الصورة، وهو مقال تناول تحويل الثقافة الشعبية لبعض الناس إلى أيقونات ثقافية، قبلما يعود ويحذفها عن صفحته في عام 2016. كل ما عدا ذلك من صور نسبت إلى الفرقة أو لأي من أعضائها هي صور مفبركة وملفقة وغير صحيحة. أما كل التحوير والتفسير الخاطئ لبعض العبارات الواردة في أغنتين للفرقة من أصل 50، يهمّنا التوضيح بأن هاتين الأغنيتين تم تأديتهما في لبنان منذ 2015 ولم يعترض عليهما أحد منذ ذلك. ونكتفي هنا بالقول والتذكير أن المعاني التي يحملها العمل الفني غالبا ما تختلف عن المعاني اللغوية المباشرة، وبخاصة إذا نزعت من سياقها. وهذا هو سبب كل هذا اللغط.

الموقف:

هناك مبدأ ثابت لدينا: وهو الحافز والدافع في عملنا: حبنا للوطن، لمجتمعنا. انطلاقا من هذا الحب، يهمنا أن نوضح وأن نعلن: أننا نأسف حقيقة وبصدق تجاه أي شخص استشعر مسّا لمعتقداته في أي من أغانينا. ونؤكد له وللجميع أن هذه الأغاني لا تمسّ بأي من المقدسات أو المعتقدات، وأن المسّ بمشاعره إنما حصل بالدرجة الأولى نتيجة حملات تلفيقية وتشهيرية واتهامات باطلة، كنا نحن أول ضحاياها ومن غير العادل تحميلنا مسؤوليتها. فاحترامنا لمعتقدات الآخرين راسخ بقدر احترامنا لحق الاختلاف، وما حصل أخيرا سيزيدنا حرصا على ذلك. أن الظروف التي مررنا فيها والتي انتهت بقرار لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية بإلغاء الحفل، كانت قاسية وضاغطة جدا. وقد شعرنا فيها بهشاشة الوضع في لبنان. وإذ نعمل جاهدا لتجاوز هذه المشاعر، فإننا نشكر جزيل الشكر جمهورنا الوفي وجميع الذين وقفوا معنا قولا وفعلا من منظمات حقوقية وثقافية وإعلامية محلية وعالمية وناشطين وأصدقائنا وعائلتنا، في هذه الفترة العصيبة، آملين أن نعود لنلتقيهم جميعا حاملين إليهم أجمل ما لدينا. وعلى أمل أن يتم ذلك في أجواء أكثر تسامحا وتقبلا لما هو مختلف، في وطن يشبه فعلا ما يتباهى به مقولة.

 

11 منظمة مدنية تطالب القضاء بالتحرك ضد إهدار الدم: لكي لا يتكرر ما حصل مع مشروع ليلى

الثلاثاء 30 تموز 2019

وطنية - تقدمت 11 منظمات حقوقية وثقافية بإخبار لدى النيابة العامة لتمييزية طالبين منها مباشرة التحقيقات مع أشخاص وجهات سياسية حرضت علنا على العنف ضد فرقة مشروع ليلى. والمنظمات الموقعة هي: جمعية المفكرة القانونية، جمعية كلنا إرادة، الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات، مؤسسة سمير قصير، نواة للمبادرات القانونية، جمعية زقاق الثقافية، مؤسسة مهارات، منظمة تبادل الإعلام الاجتماعي، المؤسسة العربية للحريات والمساواة، منظمة العفو الدولية، وبيروت مدينتي.

اجتمع وفد من المنظمات الموقعة مع النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي عماد قبلان شرحوا خلاله خطورة تمادي خطاب الحقد والكراهية ضد كلّ ما هو مختلف في لبنان وضرورة أن تتصدى لها السلطات العامة للدولة، وفي طليعتها النيابات العامة. وقد تسجل الإخبار في قلم النيابة العامة التمييزية واتخذ القاضي قبلان قرارا بإحالتها الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان لمباشرة التحقيقات.

واعتبرت المنظمات الموقعة أن هذه الأفعال تقع بشكل خاص تحت عدد من أحكام قانون العقوبات، أبرزها الآتية:

حرمان مواطنين لبنانيين من ممارسة حقوق مدنية سندا للمادة 329 من قانون العقوبات: إذ من الثابت أن من شأن حملة التحريض والتهديد الحاصلة بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي أن تشكل إعاقة لممارسة أعضاء فرقة مشروع ليلى لحقوقهم المدنية، وأبرزها حرية الأداء الفني في إحياء حفلة ضمن مهرجان جبيل وبشكل أعم التعبير. والحقوق المعتدى عليها هنا ليس فقط حقوق الفرقة إنما أيضا حقوق جمهورها بحضور الحفلة أيضا والاطلاع على الأعمال الفنية، وكلها حقوق تضمنها المادة 13 من الدستور والمادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والتي تشكل جزءا لا يتجزأ من الدستور بموجب مقدمته.

التهديد بارتكاب جنايات وجنح سندا للمادتين 574 و577 من قانون العقوبات: إذ برزت تهديدات مباشرة بارتكاب العنف المباشر لمنع الحفلة. وقد وصل الأمر إلى حد إهدار دم أعضاء فرقة ليلى. وتشكل هذه التهديدات تهديدات بارتكاب جناية القتل (المادة 549 من قانون العقوبات) والإيذاء، وبارتكاب جناية المادة 308 من قانون العقوبات أي "الاعتداء الذي يستهدف إما إثارة الحرب الأهلية أو يعاقب بالأشغال الشاقة مؤبدا الاقتتال الطائفي بتسليح اللبنانيين أو بحملهم على التسلح بعضهم ضد البعض الآخر وأما بالحض على التقتيل والنهب في محلة أو محلات". كما تشكل تهديدا بارتكاب أعمال إرهابية تشكل هي الأخرى جنايات بمفهوم المادة 315 من قانون العقوبات.

إنشاء جمعية سرية بهدف القيام بجنايات سندا للمادتين 335 و337 من قانون العقوبات: إذ من البين أن الأشخاص الذين شملهم هذا الإخبار يحرضون على القيام بجنايات وجنح، أقله بأعمال غير مشروعة.

إثارة النعرات والنزاع ضد عناصر الأمة سندا للمادة 317 من قانون العقوبات: إذ من الواضح أن التهديدات لم تطل الفرقة فقط بسبب أعمالها الفنية، إنما أيضا لما تمثله من دفاع عن حقوق المثليين والأقليات.

وقد جاء في مقدمة الإخبار من باب التأكيد على خطورة الجرم، الآتي: "نشهد منذ فترة تطور ظاهرة لم يألفها لبنان سابقا ولا تنسجم لا مع دستوره ولا مع تعدديته البنيوية ولا مع الصورة التي غالبا ما سعى لإبرازها عن ذاته. قوام هذه الظاهرة تنامي خطاب الحقد والكراهية ضد كل ما هو مختلف، واستخدام الفضاء العام والشارع للتشهير بهذا المختلف وإصدار أحكام ضده غالبا ما تؤدي إلى شيطنته على أساس وقائع محورة وغير صحيحة، والتحريض ضده وتهديده وترهيبه ومنعه من ممارسة حقوقه المدنية، وصولا إلى اصطناع بيئة تخويفية ضاغطة، يفقد معها امكانية التمتع بأيّ حق من حقوقه المدني.

ومن أخطر ما يتولد عن هذه الظاهرة، الأمور الآتية:"تنامي مستويات التعصب ومعها مشاعر اللاتسامح والكراهية والاستقطاب، بما يهدد السلم الأهلي والتعددية البنيوية في لبنان، إضعاف مؤسسات الدولة وفي مقدمتها القضاء ومعه مفاهيم المحاكمة العادلة، بعد استئثار الشارع والعصبات مهمة الملاحقة والمحاكمة وإصدار الأحكام وتنفيذها، في كل ما قد يثير لديهم أي حساسية مهما كانت هذه الحساسية مبالغا بها، تعريض كل من هو مختلف لمخاطر العنف على اختلافها وبشكل أعمّ جعله في وضع هشاشة وصولا إلى تهميشه أو تهجيره، مع ما يستتبع ذلك لجهة خنق الحريات الفردية وفي مقدمها حرية الإبداع.

تبعا لذلك، نتبين بوضوح المخاطر الكبيرة الناجمة عن تطور هذه الظاهرة.

ومن الطبيعي في ظل تنامي ظاهرة كهذه وعلى ضوء المخاطر الناجمة عنها، أن تتصدى لها السلطات العامة للدولة، وفي طليعتها النيابات العامة، وذلك من منطلق مسؤوليتها في ضمان حسن سير عمل مؤسسات الدولة والتصدي لأي محاولة لاستئثار أي فئة بأي من سلطاتها، وأيضا مسؤوليتها في ضمان تمتع جميع المواطنين، من دون تمييز، بحقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها الحق بحماية أشخاصهم وحريتي التعبير والمعتقد والحق باللجوء إلى قضاء مستقل ومحايد وفعّال والتمتع بضمانات المحاكمة العادلة.وعليه، ومن منطلق حرصنا على المساواة ودولة القانون ودور القضاء، جئنا نتوجه إلى النيابة العامة التمييزية طالبين منكم التفضل بالتصدي لهذه الظاهرة، بما فيها من تمرد ضد القانون وخروج عن منطق المواطنة والدولة، آملين منكم الاستجابة على نحو يعيد إلى فئة واسعة من الناس شعورهم بالأمان ويؤمن لفئة واسعة من الفنانين الحد الأدنى اللازم من الشروط للخلق والإبداع."

 

في مؤتمر صحافي مشترك بعنوان "خلينا نحكي قانون" الحريري يتمنى أن تتولى المرأة رئاسة مجلس الوزراء والصفدي تعلن عن مسار قانوني يخص المرأة اللبنانية

المركزية- 30 تموز/2019

 أكد رئيس الحكومة سعد الحريري دعمه للمرأة اللبنانية، معتبرا انها قادرة على التحكم بوزاراتها بشكل جيد من خلال متابعتها عملها وأكبر دليل على هذا الأمر الوزيرات الحاليات، وأمل في الخروج من المخاوف في موضوع الجنسية ، مشددا  على ان هذا حقها". واسف لوجود معارضة لإدخال المرأة الى العمل السياسي، مشيرا الى انها تعلم الرجال في العمل السياسي. وتمنى أن تتولى امرأة رئاسة مجلس الوزراء. كلام الرئيس الحريري جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في السراي الحكومي مع وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي فيوليت الصفدي تحت عنوان" خلينا نحكي قانون"، حيث قال الرئيس الحريري: اننا نعمل على تعزيز  مشاركة المرأة في القرار السياسي في مجلسي النواب والوزراء وعلى  نيلها  الحقوق المتوجبة لها. هذا موضوع  لا  نزال  نعاني منه، وكان يفترض بنا اليوم ان نكون قد تجاوزناه . للاسف لا تزال هناك لغاية اليوم معارضة حيال اشراك المراة في العمل السياسي ظنا من البعض انها لا تستطيع تحمل المسؤولية، ولكن انا اعتقد انها على عكس ذلك وان بامكانها تحمل المسؤولية في الكثير من الامور وان تلقّن السياسيين دروسا في كيفية ادارة عمل  الوزارات وتحسينه ومحاربة الفساد والهدر ومتابعة جميع الملفات. والدليل على ذلك هو ما تقوم به وزيراتنا في الحكومة الحالية، ندى البستاني وفيوليت الصفدي ومي شدياق وريا الحسن، اللواتي تمكّن من تغيير نظرة الناس حيال تولي المرأة المهمات الوزارية، فالوزيرة البستاني مثلا تمكنت من حلّ مشكلة مزمنة تعود الى عشرين عاما مضت في منطقة المنصورية، وهذا دليل كبير على ما اقوله. يجب ادخال الكثير من التعديلات على القانون اللبناني في هذا الاطار، وهذه مسؤولية الوزيرة فيوليت الصفدي ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة كلودين روكز والنواب بهية الحريري وديما جمالي ورلى الطبش وجميع النائبات في المجلس النيابي، وعليهن جميعا ان تعملن بجدية لتحقيق هذا الهدف، وانا اتمنى ان يأتي اليوم الذي ارى فيه امرأة تتولى سدة الرئاسة الثالثة وتحدث تغييرا حقيقيا في القرار السياسي.

ان ما قالته الوزيرة الصفدي اليوم واضح وضوح الشمس، فقد آن الاوان لنكفّ عن الاختباء وراء اصابعنا، والشروع في اتخاذ القرارات بلا خوف من التغيير او من تولي المرأة مسؤوليات كبيرة فهذا الامر بات واقعا، اذ انه في كل الاحزاب السياسية بشكل عام تتولى المرأة مهمة وضع الدراسات الاساسية في الاقتصاد و السياسة والاعمار والبيئة وغيرها، وتشكل اساسا لكل هذه الاعمال. وهناك العديد من المديرات العامات في الوزارات  تشكلن محركا اساسيا لعمل هذه الوزارات.كما ان جميع النساء  في  فريق عملي تعملن بجهد وتستحقّن ان تتولى مناصب اعلى وارفع وان شاء الله تتولاها في المستقبل.

ان دور المرأة دور اساسي ويجب ان نعمل بجدية لتعزيزه وانا سأكون داعما لما قالته الوزيرة الصفدي  وساكون متجاوبا جدا مع اي خطوة في هذا الاطار تطلب مني. وختم قائلا: في موضوع الجنسية علينا ان نخرج من المخاوف والهواجس التي لدينا، لا نريد تحميل الموضوع اكثر مما يحتمل، ولا يمكننا ان نترك المرأة اللبنانية المتزوجة من اجنبي من دون حقوق ومن دون امكانية منحها الجنسية لاولادها. وفي المقابل يمكن للرجل ان يعطي الجنسية لزوجته بعد مضي عدة اشهر على الزواج. هذا الوضع  يجب ان لا يستمر فاما ام نمنع الامر عن الاثنين معا او نوافق عليه  للاثنين معا. هذا امر لم يعد مقبولا في عصرنا هذا.

الصفدي: وقالت الصفدي: "حان الوقت لتغييرٍ حقيقيٍّ يساهم في أن تشارك المرأة في صنع الحدث في زمن العهد القوي، حان الوقت كي يحكم القانون العادل في أْوضاع المرأة عمومما فيكون حقُّها بالمشاركة في صنع القرار في حياتها وفي وطنها حقًّا مكتسبًا لا منّة من أحد، حان الوقت كي تتمتّع المرأة بكامل التّقديمات الاجتماعيّة والحقوق تماماً كالرّجل في إطار الضّمان الاجتماعيّ، حان الوقت كي تقرّر الفتاة مستقبلها وألاّ تبقى خاضعة لقَرارٍ من الرّجل في تزويجها في سنّ مبكِر، حان الوقت كي تقول المرأة لا مش بسيطة للتّحرّش الجنسيّ في العمل وفي الأماكن العامّة، حان الوقت كي تعطى المرأة نفس التّقديمات والأجر عن الأعمال المتساوية القيمة، حان الوقت أن تصبح المؤسسات العامّة والخاصّة مكانًا صديقًا وملائمًا للأم العاملة كي تستمرّ في مسيرتها ولا تضطرّ إلى التّوقّف عن العمل والإنتاجيّة، حان الوقت أن يردع وأن يحاسب القانون الزّوج أو الأخ أو الابن من أن يستعمل قوّته الجسديّة وسلطته لإخضاع زوجته أو أمّه أو أخته عن حقّ أو غير حقّ، حان الوقت أن تمنح المرأة المتزوّجة من أجنبي الجنسيّة لأولادها".

وتابعت: "خَلّينا نِحْكي قانون" ونأخذ القرار باعتبار المشكلات الّتي تعاني منها المرأة اللّبنانيّة أولويّة وطنية وأن نطرح الاشكاليّات والهواجس بعيدًا عن التّخوين والتشكيك في النوايا ونطبق الدّستور، صحيح أن الحكومة تضمّ اليوم ٤ وزيرات والبرلمان يضمّ 6 نائبات ونحن متفقات بالتكافل والتضامن أن نعمل وننتج. ولكن ليس كافيًا إلا عندما نصبح قادرات على تشكيل قوة ضغط أساسيّة في صنع أي قرار يتعلق بالمرأة وبمستقبل الوطن عموما إلى حين تطبيق الدّستور بمندرجاته  كافة وإلغاء الطائفيّة السياسيّة والوصول إلى قانون مدني أو تعديلات في قوانين الأحوال الشّخصيّة لدينا عمل كثير من شأنه أن يساهم في تغيير الصورة النمطيّة عن المرأة وحمايتها وإعطائها حقوقها في كل المجالات".

وأضافت: "أنا موجودة اليوم في موقع المسؤوليّة ومستعدة أن أتحمّل المسؤوليّة، وإنّني مصمّمة وبالتّعاون مع جميع الأفرقاء المعنيّين أن نحدث فرقًا لا بل خرقًا في العمل النمطي الّذي يشلّه التباطؤ حينًا والحسابات السّياسيّة أحيانًا. أؤكّد أنني سأكمل في مسيرة نضال المؤسسات والجمعيّات والنواب والوزراء والقطاع خاص وحتى أفراد ومع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بشخص رئيستها التي تقوم بخطوات جبارة في هذا المجال". وأردفت أن النساء "بحاجة في مسيرتنا النضالية إلى دعم الشريك الأساسي لنا، هذا الشريك هو الرجل أينما كان إن في المنزل أو في العمل أو في موقع القرار. وأول شريكين لهذا المسار هما رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة". وختمت: "للمرّة الأولى في لبنان والشرق الاوسط، أعلن موافقة الرئيس نبيه بري على عقد جلسة تشريعيّة خاصّة لمناقشة اقتراحات ومشاريع القوانين الّتي تعنى بالمرأة اللبنانيّة حصرًا خلال الأسبوع العالمي للمرأة العام 2020، ومن هنا واليوم بدأ العد العكسي لاستحقاق 17 آذار 2020 على الموقع الالكتروني التابع للوزارة وكل حسابات التواصل الإجتماعي أيضًا. أتمنّى على النواب والوزراء وكل الإعلام والمجتمع المدني والأحزاب والقطاع الخاص أن يكونوا شركاء لنا في هذا المسار. وأبواب الوزارة مفتوحة لأي مشاريع واقتراحات لتصبح المرأة العنصر الأساسي في كل مكان وزمان وعند كل استحقاق.

 

الموازنة سالكة وفتيل المادة 80 يُسحب على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم"

الوجود المسيحي في لبنان تصونه دولة سيّدة واقتصاد قوي لا توزيعات طائفية!

المركزية- 30 تموز/2019

سُحب فتيل الازمة التي نشأت منذ ايام قليلة حول الموازنة، وعُطّل صاعقها في شكل شبه نهائي من خلال الزيارة التي قام بها اليوم وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي الى عين التينة، موفدا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

أما الصيغة التي أَنزلت التيار الوطني الحر عن الشجرة العالية التي صعد اليها بعد رفضه ما اعتبره "تهريب" المادة 80 في الموازنة- والتي تنص على حفظ حقوق الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية، كون أعدادهم لا تراعي التوازن الطائفي، وفق ما قال رئيس التيار الوزير جبران باسيل،-هذه الصيغة أتت على الطريقة "اللبنانية" على قاعدة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم"، وفق ما تقول مصادر سياسية "سيادية" لـ"المركزية". فهي رفعت الحواجز من امام اقرار الموازنة التي جزم جريصاتي اليوم ان الرئيس عون سيوقّعها، من جهة، وأُرفقت من جهة ثانية، بتوافق بين بعبدا وعين التينة، على توجيه الاولى، رسالة الى مجلس النواب بواسطة بري، لتفسير المادة 95 من الدستور، التي تتحدث عن التوزيع الطائفي للمناصب والوظائف في الدولة، حيث يعتبر كثيرون ان المناصفة معتمدة فقط في وظائف الفئة الاولى، أما المعيار في كل الفئات الاخرى، فهو الكفاءة لا غير، في وقت سيتولى نواب في تكتل "لبنان القوي" اعداد قانون معجل مكرر لإلغاء المادة 80 او أنهم سيطرحون ذلك في موازنة 2020.الحاجة الملحة الى اقرار الموازنة عشية حضور وفود من شركات التصنيف الائتماني العالمية الى بيروت في الايام القليلة المقبلة، لتقويم وضع لبنان الاقتصادي – المالي، قد تكون "شفعت بنا" هذه المرة، وساهمت في معالجة الازمة الناشئة وتطويق ذيولها سريعا، تتابع المصادر، والا فإنها كانت لتتسبب باشتباك بين الرئاستين الاولى والثانية، (والثالثة أيضا)، يعلم الله الحجم والمدة اللذين كان يمكن ان تأخذهما. المصادر تضع موقف التيار الوطني الحر في خانة محاولة تحقيق نقاط شعبوية، لا أكثر. ففي رأيها، "البرتقالي" يدرك جيدا ان نتائج المباراة أتت، في الشكل الذي أتت عليه، نتيجة إحجام "المسيحيين" عن الدخول الى الدولة، لعدم ثقتهم بها. وتضيف: كان حريّا بمن يمسك بالسلطة وزمامها منذ سنوات، أن يعمل على إصلاح "صورة" هذه الدولة "المعطوبة" لدى الرأي العام عموما و"المسيحي" خصوصا، بدلا من التباكي على غياب المناصفة.

وتتابع "الوزير باسيل يحاول تحقيق بطولات في معارك "هامشية" وثانوية" في ميدان كبير وواسع اسمه "الحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان". فبقاؤهم في أرضهم وثباتهم فيها، لا يكونان بإدخال موظف من هنا أو هناك الى هذه الادارة او تلك المؤسسة الرسمية، بل بقيام الدولة القوية والقادرة، التي تبسط سيادتها من دون اي "معاون" أو شريك "مضارب"، على أراضيها كافة. كما ان الطريق الفعلي لصون الوجود المسيحي يكون، بالتمسك باتفاق "الطائف" من خلال التحالف مع كل فريق سياسي في الداخل، يرى المعادلة التي أرساها خاصة من الناحية الديموغرافية: "وقّفنا العدّ" نهائية وأساسية، وينظر الى لبنان كوطن نهائي لجميع ابنائه، لا كساحة أو "صندوق بريد". ويحصل ذلك ايضا، عبر الشروع في ورشة اقتصادية واسعة تضع خريطة طريق للخروج من الازمة التي تمزّق البلاد وتدفع الشباب الى الهجرة، وتؤسس لنمو حقيقي ومستدام، عبر محاربة الفساد وتطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص... أما كل ما عدا ذلك، والتركيز على المطالبة بموظف وبمركز، فمَراهم سطحية لا علاقة لها بتحدّي بقاء المسيحيين في بلدهم، تختم المصادر.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تقصف صواريخ إيران ومستشاريها في معسكرات العراق

بغداد، عواصم – وكالات/30 تموز 2019

 نقلت تقارير صحافية عن مصادر ديبلوماسية غربية، تأكيدها أن إسرائيل وسّعت دائرة استهداف إيران في كل من العراق وسورية. وقالت المصادر إن هجوما جويا إسرائيليا على قاعدة “أشرف”، التي تقع على بعد 80 كيلومتراً من حدود إيران و40 كيلومتراً شمال شرق بغداد، أصابت “مستشارين إيرانيين، واستهدفت شحنة من قاذفات صواريخ باليستية تم نقلها قبل فترة قصيرة من إيران إلى العراق”. كما أكدت المصادر أن قصفا آخر على معسكر “آمرلي” بمحافظة صلاح الدين في 19 يوليو الحالي، نفذته طائرة “إف 35” إسرائيلية، مشيرة إلى تعرض تلة الحارة في ريف درعا جنوب سورية الأربعاء الماضي، لقصف إسرائيلي استهدف منع إيران من السيطرة على التلة الستراتيجية. أعلنت محكمة تحقيق بعقوبة في رئاسة محكمة استئناف محافظة ديالى أمس، القبض على خلية إرهابية تعمل في قضاء المقدادية بالمحافظة، لتجنيد الشباب للتنظيمات الإرهابية. وذكر مجلس القضاء الأعلى في بيان، أن “الخلية مكونة من ثلاثة متهمين بينهم امرأة، تعمل على تجنيد الشباب للانخراط في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي”. من جانبها، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية، تدمير نفق يستخدم للتخفي والهروب من قبل الارهابيين في مدينة الموصل، موضحة أن النفق المكتشف في ناحية القيارة، كانت عصابات “داعش” قامت بحفره بقصد التخفي والهروب، عن طريق جبل قرة جوغ باتجاه الجزيرة. بدوره، كشف رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي السابق حاكم الزاملي، عن وجود 1500 إرهابي في العراق حاليا، رغم مرور عامين على إعلان النصر على “داعش”، مبينا أن “هؤلاء يتنقلون بين العراق وسورية، ويتركز وجودهم في المناطق الصحراوية خاصة الحدودية بين العراق وسورية، وجبال حمرين والمناطق المتنازع عليها”، مشيرا إلى أنهم “يستغلون الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان”. في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، الشركات الألمانية إلى الاستثمار في العراق وخاصة في مشاريع إعادة الاعمار، مشيدا خلال تسلم أوراق اعتماد سفير ألمانيا الجديد في العراق أوله ديل بمواقف ألمانيا الداعمة للعراق. من جانبه، تسلم وزير الثقافة عبد الأمير الحمداني، عشرات القطع الأثرية المهربة من العراق بشكل غير قانوني.

 

ترامب: إيران لم تكسب حرباً أبداً لكنها لم تخسر في أي تفاوض

واشنطن طالبت برلين وباريس ولندن بتأمين "هرمز" ... وطهران تجري مناورات مع موسكو بالخليج

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/30 تموز 2019

 أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن إيران لم تنتصر في أي حرب، إلا أنها لم تخسر في أي مفاوضات. وقال ترامب على “تويتر”: “فقط تذكروا أن الإيرانيين لم يفوزوا قط في أي حرب، لكنهم لم يخسروا في أي تفاوض إطلاقا”، مجددا دعوته لإيران للتفاوض بشأن برنامجها النووي، ومحذرا الإيرانيين من سيناريو الحرب التي قال إنهم لم يسبق أن فازوا بأي منها على الإطلاق. في غضون ذلك، طلبت الولايات المتحدة من ألمانيا رسميا أمس، المشاركة في تأمين حركة النقل التجاري بمضيق هرمز. وقالت متحدثة باسم السفارة الأميركية في برلين: “طلبنا من ألمانيا رسميا الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا، للمساعدة في تأمين مضيق هرمز ومكافحة العدوان الإيراني”، مضيفة أن “أعضاء من الحكومة الألمانية قالوا بوضوح إنه ينبغي حماية حرية الملاحة البحرية. سؤالنا هو، من سيتولى الحماية؟”. من جانبه، أبلغ مسؤول كبير بالخارجية الاميركية، بأن الولايات المتحدة تريد من جميع السفن تشغيل أجهزة التتبع بها على نحو مستمر، للحد من الأنشطة غير المشروعة والتهريب، معتبرا انه “لا يوجد سبب لأن تغلق سفينة نظامها للتعرف الآلي، باستثناء مرورها قبالة ساحل الصومال”. بدوره، كشف نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف، أن روسيا قدمت للأمم المتحدة رؤيتها للأمن الجماعي في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن الحديث يدور عن اقتراح جدي يرسم سبل تسوية الوضع في الشرق الأوسط. من جهتها، حضت الصين الولايات المتحدة، على التوقف عن فرض “أقصى ضغط” على إيران، وتجنب خلق عقبات جديدة أمام تنفيذ الاتفاق النووي. على صعيد آخر، أكد السفير الإيراني لدى بريطانيا حميد بعيدي نجاد أمس، استحالة قبول طهران مبادلة ناقلة النفط المحتجزة لديها مع ناقلة النفط المحتجزة لدى بريطانيا، زاعما على “تويتر” أنه “من غير الممكن تطبيق المقترح الذي أوردته بعض وسائل الإعلام البريطانية”. من جانبه، قال المدير المالي لشركة “بي.بي” البريطانية برايان جيلفاري، ان الشركة لم تسير أيا من ناقلاتها عبر مضيق هرمز، منذ أن حاولت ايران احتجاز احدى سفنها في العاشر من يوليو الجاري، مضيفا أن شركته لا تعتزم في المدى القريب تسيير أي ناقلة عبر المضيق، لكنها تنقل النفط من المنطقة باستخدام ناقلات مستأجرة. بدوره، أعلن ميناء باراناجوا البرازيلي أن السفينة الإيرانية “بافاند” أبحرت بعد تزودها بالوقود، فيما من المقرر أن تعود سفينة أخرى تحمل اسم “ترمه” إلى إيران. إلى ذلك، أعلنت طهران عن اجراء مناورات مشتركة مع روسيا في منطقة المحيط الهندي والخليج ومضيق هرمز. وقال قائد سلاح البحر للجيش الإيراني حسين خانزادي، أنه تم الاتفاق مع روسيا حول تنفيذ مناورات مشتركة في منطقة المحيط الهندي؛ متوقعا إجراء المناورات نهاية العام الإيراني.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أن المحكمة قضت بإعدام عمدة طهران السابق محمد علي نجفي، المقرب من الرئيس حسن روحاني، بتهمة قتل زوجته.

 

إدلب تحت الرعب والدمار… أطفال قتلى ومبان ركام وأزمة لجوء

الأمم المتحدة: مقتل نحو 500 سوري ونزوح 440 ألف شخص خلال ثلاثة أشهر

دمشق، عواصم- وكالات/30 تموز 2019

 تصدرت صورة طفلتين عالقتين بين ركام مبنى استهدفته الغارات شمال غربي سورية، وهما تحاولان إنقاذ شقيقتهما الصغرى من السقوط من طابق مرتفع، مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الأخيرين. وبينما توفيت إحداهن إثر سقوطها، تصارع شقيقتاها من أجل البقاء على قيد الحياة.

وتعرضت مدينة أريحا الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، والتي تتحدر منها الشقيقات داليا العبدالله، 8 سنوات، وريهام، 5 سنوات، وتقى ، 7 أشهر، لضربات جوية شنّتها طائرات نظام الأسد، وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، واستهدفت المبنى السكني حيث تقطن عائلتهن، في إطار التصعيد الذي تتعرض له المنطقة منذ ثلاثة أشهر تقريباً. وتتعرض محافظة إدلب ومناطق مجاورة، حيث يعيش نحو 3 ملايين نسمة، لقصف شبه يومي تنفذه طائرات سورية وأخرى روسية منذ نهاية أبريل، لا يستثني المستشفيات والمدارس والأسواق، ويترافق مع معارك تتركز في ريف حماة الشمالي. ويحاول النظام السوري فرض سياسة الأمر الواقع في الشمال الذي لم يستطع السيطرة عليه منذ سنوات، فيما تنجر روسيا إلى ذلك على الرغم من الاتفاقات بينها وبين تركيا حول المنطقة، والتي ساهمت في وقف إطلاق النار لمدة. ويساهم القصف المتواصل في تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة، إذ تتنبأ تقديرات الأمم المتحدة بكارثة إنسانية كبيرة في حال استمرار استهداف المدنيين. في السياق، اعربت الامم المتحدة مجددا عن القلق العميق ازاء حماية وسلامة المدنيين في شمال غرب سورية حيث لايزال حوالي ثلاثة ملايين مدني عالقين وسط تبادل اطلاق النار.

واشار نائب المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة فرحان حق، الى مقتل نحو 500 مدني فيما نزح اكثر من 440 الف شخص. من جانبها، أعربت اليابان عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني في ادلب، كما أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني عن قلقه البالغ بشأن الوضع الإنساني المتردي في منطقتي إدلب وحماة السوريتين، ميدانيا… أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي سكوت راولينسن مقتل خمسة عناصر من تنظيم داعش الإرهابي جراء غارة في شرق سورية، مشيرا الى انه تم حتى الآن اعتقال أكثر من 200 من أعضاء داعش وضبط 1.4 طن من الذخائر غير المنفجرة حتى الآن”. وقتلت طائرات مقاتلة، أول من أمس، أربعة مدنيين وأصابت العشرات في غارة على سوق بمدينة معرة النعمان في نفس المكان الذي قتل فيه 40 شخصا في 22 يوليو في أكثر ضربة جوية منفردة تسقط قتلى منذ بدء الحملة. وقالت مصادر من الحكومة والمعارضة السورية، ان قوات الحكومة استعادت السيطرة على قريتين في شمال غرب البلاد من مقاتلي المعارضة الذين انسحبوا بعد أيام من القصف المكثف. وقال مسؤول عسكري روسي، ان 110 جنود و65 مدنيا قتلوا في سورية في الاشهر الاربعة الاخيرة نتيجة هجمات المسلحين الذين يتمركزون في محافظة ادلب بشمالي سورية.

 

بومبيو: نأمل في انضمام دول الخليج إلى “صفقة القرن”

اشتية: إدارة ترامب غبية إذا اعتقدت أنها تستطيع دفع الشعب الفلسطيني إلى الاستسلام

رام الله، عواصم- وكالات/30 تموز 2019

 أعرب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، عن أمله في انضمام دول الخليج إلى خطة “صفقة القرن”، مبينا أن كبير مستشاري البيت الأبيض غاريد جوشنر، سيزور المنطقة قريبا لتحقيق هذا الهدف. وذكر بومبيو أن كوشنر يقوم قريبا بجولة إلى دول المنطقة “لتسليط الضوء على السبيل إلى الأمام”، الذي تقترحه الولايات المتحدة على “شركائها”، أملا أن يتحقق انضمام دول الخليج الى هذه الجهود. في سياق آخر، هاجم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أمس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والإدارة الأميركية واتهمهما بتدمير حل الدولتين المدعوم دوليا. وقال اشتية ، في افتتاح اجتماع لمنظمة الاشتراكية الدولية في رام الله، إن نتانياهو “ليس شريكا في السلام وهو يسرق أرضنا ومالنا ويقتل أبناءنا”. ووصف اشتية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها “غبية إذا اعتقدت أنها تستطيع دفع الشعب الفلسطيني إلى الاستسلام، لكن شعبنا اثبت انه لن ينهزم ولن يستسلم”. وأعلن أنه تم امس تشكيل لجنة فلسطينية لتنفيذ قرار القيادة الفلسطينية تعليق العمل بالاتفاقيات مع إسرائيل “لأن إسرائيل لا تحترم أيا منها وتخرقها بشكل ممنهج”. من جانبها، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن الشعب الفلسطيني ليس بحاجة لموافقات حكومة الاحتلال الإسرائيلي للبناء على أرض وطنه. على صعيد آخر، طالبت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان، أمس، اسرائيل باجراء تحقيق “شامل ونزيه” في حادث اطلاق نار على طفل فلسطيني منتصف يوليو الجاري ومحاسبة المسؤولين. وقال المتحدث الاعلامي باسم المفوضية روبرت كولفيل، ان “الطفل الفلسطيني عبد الرحمن شتيوي (تسعة اعوام) تعرض لاستخدام مفرط للقوة وذلك بعد أن اطلقت قوات الامن الاسرائيلية النار على رأسه”. واضاف ان الحادث وقع في اثناء تظاهرة أسبوعية في قرية كفر قدوم بالقرب من نابلس”. من جانبها، نددت منظمة التحرير الفلسطينية أمس باستدعاء الشرطة الإسرائيلية الطفل الفلسطيني محمد ربيع عليان، الذي لم يتجاوز أربعة أعوام ونصف من سكان شرق القدس للتحقيق معه. وقالت ان “هذه الجريمة المخالفة للاتفاقيات والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الطفل الموقع عليها من قبل دول العالم، والتي مارستها إسرائيل علنا وجهرا مستهترة بالمجتمع الدولي وهيئاته ومؤسساته، جاءت من أجل إرهاب الشعب الفلسطيني وايصال رسالة له بأن احدا لا يستطيع مساعدته أو حمايته من بطشها”.

 

وفد إماراتي يبحث في طهران في التعاون الحدودي والتبادل الأمني

أبوظبي، عواصم – وكالات/30 تموز 2019

 وصل وفد من خفر السواحل الإماراتي أمس، إلى طهران، لبحث التعاون الحدودي بين البلدين، وذلك في إطار المشاركة في الاجتماع السادس المشترك لخفر السواحل الإيراني والإماراتي. وسيبحث الاجتماع تنقل الأجانب بين البلدين والدخول غير الشرعي عبر الحدود البحرية، إضافة إلى تسريع وتسهيل تبادل المعلومات الأمنية بين الجانبين. في غضون ذلك، اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أمس، أن تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية حول الوسيط وسفير قطر في الصومال، يوثق علاقة الدوحة بالتطرف والإرهاب، واصفا لجوء قطر للإرهاب ضد الإمارات بالتصعيد المؤسف. وغرد قرقاش على “تويتر”، قائلا: “في أزمة قطر مع جيرانها، يوثق تقرير “النيويورك تايمز” حول الوسيط والسفير القطري في الصومال، علاقة الدوحة بالتطرف والإرهاب”. وأضاف أن “التسجيل خطير ولا يمكن نفيه ببيان مستعجل لم يصاحبه تحقيق”، مؤكدا أن تهمة اللجوء إلى الإرهاب ضد الإمارات تصعيد مؤسف ويؤكد صواب إجراءات الدول الأربع. على صعيد آخر، بحث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، مع رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، بمقر رئاسة الوزراء الماليزية، تعزيز الصداقة والتعاون بين البلدين وفرص تنميتها، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

القضاء يحسم الخلاف بشأن كركوك

بغداد – وكالات/30 تموز 2019

 قضت المحكمة العراقية الاتحادية العليا أمس، ببقاء سريان المادة (140) من الدستور العراقي، مؤكدة أن ذلك يستمر لحين تنفيذ مستلزماتها وتحقيق الهدف من تشريعها.وطبقاً للمادة 140 في الدستور المقرّ عام 2005، كان يفترض البت في مستقبل كركوك، والمناطق المتنازع عليها الأخرى، على ثلاث مراحل تبدأ بالتطبيع ثم الإحصاء على أن يتبع ذلك استفتاء محلي بشأن عائديتها، إلا أن ذلك لم ينفذ بسبب الخلافات السياسية. وكان يتعين تنفيذ تلك المادة في مدة لا تتعدى عام 2007 بحسب الدستور، ويقول الكثير من النواب العرب والتركمان إن المادة “انتهت صلاحيتها”، غير أن كبار القادة الأكراد يقولون إنها ما زالت نافذة، وهو ما أكدته المحكمة الاتحادية في قرارها الأخير. وقال المتحدث الرسمي للمحكمة إياس الساموك، في بيان إن “المحكمة أكدت أن الموعد المحدد في تنفيذ المادة (140)، وضع لأمور تنظيمية ولحض المعنيين على تنفيذها ولا تمس جوهرها وتحقيق هدفها”. وتابع أن “المحكمة الاتحادية العليا وبناء على ذلك، قررت بقاء سريان المادة (140) في الوقت الحاضر، ولحين تنفيذ مستلزماتها وتحقيق الهدف من تشريعها”.

 

رئيس الأركان الجزائري يستعجل انتخابات الرئاسة

الجزائر- وكالات/30 تموز 2019

 أيّد رئيس الأركان في الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، أمس، الحوار الوطني الذي بدأت ملامحه تتشكل في البلاد بعد خمسة أشهر من الحراك الشعبي. وقال الفريق قايد صالح إن “المؤسسة العسكرية تبارك هذا الحوار الذي ينبغي أن يدور حول الانتخابات” باعتبارها النقطة الأساسية لخروج الجزائر من أزمتها، مؤكداً أن “الانتخابات هي النقطة الأساسية التي ينبغي أن تكون في صلب الحوار”، معتبرا أنه “لا مجال للمزيد من تضييع الوقت، وأنه يجب الذهاب في أقرب وقت إلى انتخابات رئاسية”. في سياق آخر، اعتبر قايد صالح أن “التدابير الوقائية التي تتخذها مصالح الأمن لتأمين المسيرات هي في مصلحة الشعب وحماية له وليس العكس”، مضيفا: “رغم أن أغلب المطالب الشعبية تحققت ميدانيا، إلا أننا سجلنا ظهور بعض الأصوات تحاول ضرب مصداقية وأداء مؤسسات الدولة”.

 

“الجيش الليبي” وحكومة “الوفاق” يرفضان هدنة “الأضحى” ومطالبات بتحييد مطار معيتيقة المدني وإبعاده عن الصراع

طرابلس- وكالات/30 تموز 2019

 رفض مستشار الجيش الليبي صلاح الدين عبد الكريم، ما طرحه المبعوث الأممي، غسان سلامة، حول هدنة “عيد الأضحى”، معتبرا أنه “كلام مرسل لا يضع الواقع نصب عينيه”. وأوضح عبد الكريم، في تصريحات أمس، أن “الشعب الليبي وقواته المسلحة في حالة دفاع عن النفس وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ونحن نتعرض لعدوان خارجي تقوده قطر وتركيا ضد الشعب الليبي والقوات المسلحة بأدواتها في طرابلس متمثلة في المليشيات”. واضاف “إن أراد غسان سلامة سلاما في هذه المنطقة، عليه أن يضغط من خلال الأمم المتحدة، وأن يقوم بإجراءاته في تجريد العصابات المسلحة الإرهابية من سلاحها، وجعل الجيش الليبي يدخل إلى عاصمته دون إراقة دماء”. وأكد عبد الكريم “لن نسمح بوقف إطلاق نار في حالة طلب ذلك، لأننا ندرك التجارب التاريخية الصادقة في هذا الموضوع، ولن نسمح بتقسيم طرابلس لخطوط خضراء جزء منها يكون تابعا لحكومة السراج”.

وعن مطار معيتيقة، قال “نحن نطالب بتحييد معيتيقة وأن يكون مطارا مدنيا بعيدا عن الصراع العسكري، ولكن المليشيات تصر أن تستخدمه سجنا لناس أبرياء مسجونين منذ سنوات دون محاكمات، وتجعله مقرا لطائرات أجنبية للعدوان على الشعب الليبي والقوات المسلحة”.

من جانبه، وصف عضو المجلس الأعلى للدولة التابع لحكومة “الوفاق” عبد الرحمن الشاطر، الهدنة المقترحة من المبعوث الأممي غسان سلامة، بـ”الخبيثة” مشددا على أنها “مرفوضة” من جانب حكومة الوفاق. واعتبر الشاطر، أن الهدنة التي طرحها سلامة تأتي “لمزيد من محاولات شراء الوقت وإعطاء مزيد من الفرص للمعتدي على العاصمة طرابلس من تنفيذ مخططه ومشروعه”. وقال إن “هذه الهدنة المطلوبة لا معنى لها لأننا لو نقدس العيد ينبغي أن نحترم الأشهر الحرام وهو لم يتوانى حتى عن قصف المستشفيات المتنقلة ومطار معيتيقة المدني”، مشيرا إلى أنه “لن يكون لها أي استجابة لا من حكومة الوفاق الوطني أو قادة المحاور الذين يدافعون عن العاصمة”. في سياق متصل، عبّر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج عن أمله بأن تلعب روسيا دورا إيجابيا لحل الأزمة في ليبيا. ميدانيا، أعلن قائد المنطقة العسكرية الغربية بحكومة الوفاق أسامة جويلي، أن قواته اتخذت إجراءات مضادة “غير متوقعة”، تحسبا لهجوم جوي خارجي على العاصمة طرابلس. وكشف جويلي، عن توفر “معلومات استخباراتية بشن ضربات جوية على طرابلس، من خلال استقدام جهات خارجية”، وذكر أن قاعدة “الجفرة” الجوية في قلب الصحراء الليبية، بها عدد كبير من المرتزقة من قوات المعارضة السودانية وعناصر من جهات أجنبية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أوكسيجين لجثّة الطائف؟

سناء الجاك/نداء الوطن/30 تموز 2019

هل تأخر رئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط عندما تحدث عن "نظرية داخلية يقودها (الوزير) جبران باسيل، تقوم على مبدأ تحطيم اتفاق الطائف"؟

أم أن التنكيل بهذا الاتفاق الذي كان يفترض ان يطوي صفحة الحرب الأهلية الى غير رجعة بدأ منذ اللحظة الأولى لمنع تطبيقه بموجب تسليم لبنان الى الوصاية السورية برضى إقليمي ودولي؟

الواقع يصح على الاحتمال الثاني الذي حال دون ترجمة الوفاق الوطني في الحياة السياسية اللبنانية. ومع الأسف منذ تسعينات القرن الماضي لم يُطرح الموضوع الا من باب الغرضية. فمن لم يكن ينال غرضه من السلطة لا يجد سبيلاً الا المطالبة بتنفيذ اتفاق الطائف على أمل أن يقف من يدير البلد على خاطره ويدخله ملكوته. لكن الغرض مرض. والمرض الذي فتك بالاتفاق منذ ولادته، وبدأ التصويب المباشر على بنوده للحؤول دون تطبيقها تمهيداً لإردائه. ولعل المحاولة الفعلية والفعالة لاغتياله جاءت مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بصفته عرابه ومهندس حديقته الخلفية.

ومع "ثورة الأرز" التي خالفت توقعات من أراد لجريمته ان تبقى ملفاتها في الادراج، جُهزت الخطط البديلة لتسريع وتيرة إعادة البلاد والعباد الى قوقعة المذهبية الحادة. فعادت المتاريس الى النفوس، وتبرع أصحاب الغرض بصب الزيت على نار رفض الآخر والتخويف منه والاستقواء عليه.

وبين أزمة وأخرى واغتيال وآخر وتشنجات وتسويات، كان جسد اتفاق الطائف يموت شيئاً فشيئاً، ولم يجد من ينعشه. فكل فريق من أفرقاء الصراع على السلطة كان يسعى الى انعاش شعبويته وحصته في جبنة السلطة، بمعزل عن انقاذ الاتفاق الذي كان يفترض ان ينقل لبنان من المزرعة الى الدولة.

وها نحن اليوم في حال تجعلنا نتحسر على المزرعة، في حين تصم أذاننا نغمة "حماية الأقليات" وتحالفها على حساب دولة المؤسسات وسيادتها، وتعمينا عن جثة اتفاق الطائف المرمية على قارعة المتغيرات الإقليمية، لا أحد يلتفت اليه او ينتبه الى عجزه عن التقاط أنفاسه، يذوي وتذوي معه احتمالات بقاء لبنان بأسره على قيد الحياة. نعود الى السؤال الأول: هل تأخر وليد جنبلاط بسؤاله عن إتفاق الوفاق الوطني؟ أم أنه أطلق إشارة تحذير الى رفاق تلك المرحلة، وكأنه يذكرهم بأن دورهم سيلي دوره؟ هل يقود باسيل نظريته الداخلية مستقلاً عن الخارج الإقليمي ام أنه يدفع سلفاً فاتورة سيُحصِّل مفاعيلها لاحقاً؟

هل تنفع مقولة: ان تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً؟ هل تفيد المسارعة الى الاستعانة بالاوكسيجين لإنقاذ جثة الطائف؟

 

سياسة هرولة إلى الوراء ومواجهة لم تحصل

حبيب شلوق/المرصد/30 تموز 2019

يوماً بعد يوم تسجل ممارسات الدولة وتعاطيها مع الشأنين السياسي والوطني، تراجعاً غير مسبوق وفشلاً لا يضاهيه فشل، بل يمكن وصف التصرف الرسمي منذ تأليف حكومة الوحدة الوطنية الحالية بأنه هرولة إلى الوراء بمعنى تجنب مواجهة التطورات المتراكمة والإحتكام إلى الوقت لعله يكون كفيلاً تخطي الصعاب.

فبعد المخاض العسير للموازنة واستجداء الموافقة عليها من الكتل النيابية والأحزاب، برزت المادة 80 فيها المتعلقة بالفائزين في امتحانات مجلس الخدمة، وهو موضوع تم ترحيله مجدداً إلى مجلس النواب عبر تقديم عدد من نواب تكتل "التغيير والإصلاح" مشروع قانون يرمي إلى إلغاء هذه المادة من الموازنة، علماً أن ثمة مَن يشير إلى إمكان تقديم مجموعة أخرى من نواب التكتل طعناً فيها أمام المجلس الدستوري.

وفي رأي معارضين لإقرار المادة وفي مقدمهم رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل وكتلة التيار، فإن تمرير هذه المادة "في غفلة"(!) يخفي أمراً غير بريء، نظراً إلى أن ثمة اتفاقاً على وقف التوظيفات في المرحلة الراهنة تخفيفاً لمزيد من العجز المالي، ثم إن تطبيق هذه المادة يناقض المادة 95 من الدستور التي تنص على العيش المشترك وما يتوافق مع مقتضيات الوفاق الوطني إلى حين الغاء الطائفية السياسية التي نص عليه دستور الطائف. وفي وقت تحدثت معلومات عن عدم وجود مناصفة بين الفائزين في هذه الإمتحانات، وحرصاً على عدم كسر الجرة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحصل محاولات على صعيد نواب "التيار الوطني الحر" لـ"اجتهاد ما" بحيث يصار إلى اعتبار أن إقرار المادة 80 حصل "خطأ".

والعبرة أن خطأ حصل هنا أو هناك. والمشكلة الرابعة بعد التأخر في تأليف الحكومة، والتأخر في إقرار الموازنة، ثم "تسلل" المادة 80 والإعتراض عليها، هي حوادث قبرشمون وسقوط عدد من القتلى والجرحى، ثم دخول جميع الأطراف في "البازار" القضائي، والتمادي في شد الحبال وابتعاد الحادثة عن مشكلة نفوذ مناطقي مذهبي إلى مشكلة وطنية. والخطأ الذي ارتكبته الدولة أنها لم تُقدِم في اللحظة الأولى لإبقاء الحادث في حجمه. وبدت ردة فعلها تضعضعاً وسوء تصرف وعجزاً، وإذا بالحكومة في ضياع وموت سريري، وكان الأجدى أن تتحرك النيابة العامة وتحيل القضية على القضاء المدني أو العسكري لا أن تتركها بكل أسف تغرق في سوق عكاظ سياسي ووسط خطاب مذهبي متشنج.

ومن قبرشمون إلى عين دارة.

لماذا هذا "الهيجان" ضد مشروع شركة "اسمنت الأرز" ، ومَن يقف وراءه؟ فالمسألة في نظر البعض تجسّد قضية قائمة في ذاتها،نظراً إلى كبر المشروع إذ أن الشركة ستكون مورد رزق لنحو 200 مواطن درزي من المنطقة ومعظمهم من مناصري الوزير طلال ارسلان، ومثلهم من المواطنين الشيعة في البقاع ــ وجلهم من مؤيدي "حزب الله" ـــ فضلاً عن نحو 400 مسيحي، ويؤكد عارفون أن عدد الموظفين والعاملين قد يصل إذا انطلق المشروع إلى نحو 2000 موظف وعامل ومثلهم عاملون غيرمباشرين.

وتقول مصادر متابعة أن ارسال مئات العسكريين إلى عين دارة لإقفال معمل مهره وزير "حزب الله" حسين الحاج حسن بتوقيع الترخيص له، بالشمع الأحمر، كاد أن يشعل الوضع الأمني لو لم يتم تداركه باتصالات من معنيين مع آل فتوش أصحاب المعمل الذين اتخذوا قراراً وقائياً بعدم حصول أي اعتراض للقوة الأمنية. وفي رأي معنيين أن المشكلة الأساسية هي محاولة المقايضة بين قبرشمون وعين دارة، نظراً إلى رابط مشترك بين الموقعتين والنائب طلال أرسلان.

ومرّ الموضوع في سلام علماً أن معنيين يرون أن ثمة مَن كان يخطط لافتعال مشكلة متشعبة تطاول كلاً من ارسلان و"حزب الله ، ومن خلالهما آل فتوش وسوريا.

وفي انتظار التوصل إلى حل لحادثة قبرشمون مع عودة التشنجات في موضوع إحالتها على المجلس العدلي أو على المحاكم العادية المدنية أو العسكرية، فإن وتيرة التصعيد ستتصاعد مستفيدة من ضعف مَن في يدهم الحل والربط وضياعهم، وتمرّسهم في تفويت الفرص.

 

عن سلطة تخاف من شعبها!

حنا صالح/الشرق الأوسط/30 تموز/2019

على مدار أربعة أيام تحول وسط بيروت إلى ثكنة عسكرية. المناسبة مناقشة وإقرار الميزانية العامة للدولة، عن عام 2019 بعد مرور سبعة أشهر على بدء العام المالي، وبعدما سجلت أرقام الأشهر المنصرمة عجزاً تجاوز 5 مليارات دولار. كل الشوارع المؤدية إلى المجلس النيابي والسراي الحكومي أُقفلت بالأسلاك الشائكة وعوائق الإسمنت والحواجز الحديدية. سيارات الإطفاء تمركزت على المحاور الرئيسية، وانتشر في المنطقة قرابة الألف جندي ودركي مع وحدات مكافحة الشغب، وتحركت آليات الوحدات المحمولة حول المنطقة. متاجر أقفلت قسراً ومقاهٍ من دون روّاد، وألوف من المواطنين عانوا الأمرّين من الزحمة الخانقة نتيجة تحويل السير إلى شوارع جانبية. والهاجس الوحيد لأهل الحكم كان تمرير موازنة الضرائب ومفاقمة العجز في غفلة عن الناس، من خلال الحد من حجم الاعتراض الشعبي والرفض العارم للسياسات المالية التي تقوم على مد اليد إلى لقمة خبز الناس، عبر إجراءات بوليسية أشبه بحال الطوارئ!

استفاد النواب من جلسات البرلمان المنقولة مباشرة على الهواء، اجتذبتهم الصورة طلباً لشعبية وتأكيداً على الغلو في نهج مخادع زائف غير مسؤول، فتناوبوا على تظهير الجانب الفضائحي للسلطة، وكل أطراف التسوية السياسية لعام 2016 التي سلمت قرار البلد لـ«حزب الله» مقابل المحاصصة الطائفية التي باتت القانون، في بلد يتمّ فيه عمداً تغييب المحاسبة والمساءلة والحد الأدنى من تحمل المسؤولية الوطنية.

أكثر العبارات التي ترددت على ألسنة النواب وهم من كل الكتل كانت: الفساد، السرقة، الهدر، الصفقات والتلاعب بالأرقام. أما وزير المال فأبدع عندما كشف للملأ عن وجود 136 معبراً للتهريب، مضيفاً أن الأجهزة الأمنية الرسمية (لا ننسى، في لبنان جيش بديل وأجهزة بديلة وأمن بديل)، وفّرت قائمة بأسماء الجهات المستفيدة من التهريب، وأنه بات لدى السلطة معطيات عن نوعية ما يتم تهريبه... لكن الوزير سكت عن الكلام المباح، فلا هو تحدث عن السبب الذي يمنع الأجهزة الأمنية عن إقفال هذه المعابر، ولا النواب الذين بُحت أصواتهم، بزعم الدفاع عن حقوق المواطنين، سألوا أو استنكروا. الجميع سلّموا باستمرار هذا النهب لأنه جزء من المحميات التي تعمل برعاية رسمية، وتؤمن للدويلة كما أطراف أخرى، المداخيل المتأتية من الاقتصاد الأسود على حساب المال العام وحقوق الناس.

أربعة أيام دبّج خلالها نواب الأمة خطباً عصماء، وتحولوا إلى نجوم الشاشة الصغيرة اقتحموا بيوت الناس، وأخذوا أدوار المواطنين المنهكين خلف لقمة الخبز، وطرحوا الأسئلة عن الرداءة السياسية والسلب «المقونن» وسياسة الرياء والتعصب والارتهان، وتباروا كأي مواطن متألم من الانهيار الاقتصادي الاجتماعي الذي طاول أكثرية اللبنانيين، في الاكتفاء بكشف جوانب من الفساد كهدر وسرقة وتهريب، لكنهم وهم من يُشرع ذهبوا في نهاية هذه الحفلة التنكرية للبصم على المكتوب دون تعديل حرفٍ واحد!

وحده رئيس الحكومة سعد الحريري الذي قال في كلمته إلى اللبنانيين: «هذه الموازنة قد لا يريدها رئيس الجمهورية ولا رئيس مجلس النواب ولا رئيس الحكومة، ولكن هذا ما يمكننا القيام به»!! رغم اللامنطق في كلمته، وهو رئيس السلطة التنفيذية، كان منسجماً مع ما جاءت به الحكومة فرد على النواب بقوله: «على شو المزايدة؟ ما كلكم مشاركين في وضع الموازنة»!! والمعنى يُقرأ من العنوان، وهو أن نهج الصفقات وتغطية الاقتصاد الأسود والتمادي بالإعفاءات الضريبية على الميسورين والاستيلاء على جزءٍ كبيرٍ من المال العام، كل نتائجها لأهل الحكم مع تمييز للدويلة التي تراجعت مداخيلها الخارجية من «المال النظيف»... واليوم السلطة الخائفة من شعبها والتي سورت البرلمان بالحديد والنار عادت إلى دعوة المواطنين لوضع كتف للحد من الخسائر التي تحولت أرباحاً في حسابات النافذين، وبالتالي ليس الاستسهال بفرض الضرائب واقتطاع نسبة جديدة من مخصصات التقاعد والطبابة والرعاية الصحية لكل منتسبي القطاع العام، ولا سيما العسكريين المتقاعدين الذين نفذوا أكبر الاعتصامات الاحتجاجية... إلاّ سياسة متفقاً عليها لأنها بديل تحالف أهل تسوية المحاصصة عن مكافحة الهدر والفساد!

في النظم الديمقراطية كان القليل مما قيل كافياً لإسقاط حكم بكامله وفرض انتخابات مسبقة، وليس مجرد محاسبة حكومة دخلت شيخوخة مبكرة، بدليل أنها جاءت إلى البرلمان بموازنة أصرح ما قيل عنها إنها موازنة مد اليد إلى جيوب الناس لتمويل ارتكابات نظام المحاصصة الطائفية، فيما هي كحكومة أسيرة المناكفة بين أطرافها، عجزت عن مجرد الاجتماع بعدما بات كل طرف من مكوناتها يملك «فيتو» على جدول أعمالها وعلى الدور الذي أناطه الدستور حصراً برئيسها.

بينما لبنان والمنطقة على كف رعونة النظام الإيراني وأذرعه العسكرية، وفي المقدمة منها «حزب الله»، الذي هدد بجعل لبنان ساحة في حرب مدمرة خدمة لأجندة الأطماع الإيرانية، فإن مصير البلد ودوره ومصالح أبنائه أمور لم تأخذ مكانها حتى في الأوراق الواردة رغم التسليم الواسع بأن العقوبات التي فرضت على نائبي «حزب الله» وأبرز مسؤوليه الأمنيين، رعد وشري وصفا، وجاءت على قاعدة تمثيلهم مصالح النظام الإيراني، كانت تستحق وقفة مسؤولة ومتأنية... فإن المعنيين قدموا صورة هزلية عن كيفية تفريغ النظام البرلماني الديمقراطي من المساءلة وهي جوهره!

أكثرية نيابية ساحقة وقفت في خطاباتها ضد الميزانية الجائرة، لكن 83 نائباً من أصل 100، حضور الجلسة الأخيرة، لحسوا الاستعراض الذي قدموه وأيدوا الميزانية، وهم في اللحظة الأخيرة أبوا كجهة تفتقر لأي رؤيا أو تخطيط، إلاّ أن يمنحوا مشغلي 136 معبراً غير شرعي مكافأة تمثلت بفرض ضريبة 3 في المائة على كل السلع ستنعكس نحو 5 في المائة ارتفاعاً في الأسعار. إنها زيادة أرباح المهربين 3 في المائة على حساب دافعي الضرائب، مما سيفاقم تكلفة معيشة اللبنانيين بدل مكافحة الفساد! وهو الأمر الذي سيتسبب في اعتراض أكبر للناس، عنوانه استعادة البلد المخطوف ووقف نهبه!

 

لماذا وليد جنبلاط الآن؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/30 تموز/2019

تحكم لبنان، في المفاصل الأساسية، معادلة الرؤساء الثلاثة زائدين واحداً، أي رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، زائدين وليد جنبلاط. هو جزء من معادلة صناعة القرار السياسي الكبير في لبنان، وعضو في ناديه لا ينوب عنه أحد.

ينوب «حزب الله» مثلاً عن الوزير سليمان فرنجية لو اضطر لذلك. يأكل الموارنة حصة الأرثوذوكس في القرار السياسي من دون رفة جفن، بعد أن تزعم الأرثوذوكس النطق باسم المسيحيين طوال حقبة الوصاية السورية على لبنان، مكان الموارنة المبعدين إلى باريس، كما هي حال الرئيس أمين الجميل وقائد الجيش السابق ميشال عون، أو الساكنين في أقبية سجن وزارة الدفاع اللبنانية، كما كانت حال رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

إلا وليد جنبلاط حين يقرر، هو زعيم «الهنود الحمر» كما قال عن الدروز، في إشارة إلى تضاؤلهم الديموغرافي في لبنان، وهو زعيم بحجم بلاد حين يشم رائحة الفرصة أو يقرأ مخاطر وجودية عليه أو على البلاد.

عام 2005، كان يمكن لاغتيال الرئيس رفيق الحريري أن يمهد للإطباق السوري الإيراني الكامل على لبنان، لولا وليد جنبلاط. كان الرجل بدأ منذ عام 1998 يشعر بأن لبنان مقبل على صدام مع النخبة السياسية الجديدة الصاعدة في سوريا بشخص «الدكتور» بشار الأسد، الذي ورث أباه بعدها بسنتين. وبدأ منذ ذلك التاريخ يبني الحاضنة الاستراتيجية للالتفاف على «سوريا الجديدة» قيد الولادة، منفتحاً على المسيحيين، واصلاً إلى مصالحة الجبل التاريخية عام 2000، مراهناً على رياح التغيير التي بدأت تهب على عالم ما بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ثم إسقاط نظام البعث في العراق ربيع عام 2003، حتى إذا جاء اغتيال الحريري، وقف جنبلاط صارخاً بقولٍ لأبيه: «لم نعد وحدنا في هذا العالم، إنما المطلوب هو الصمود».

بهذا المعنى شكل وليد جنبلاط الرافعة الحية للاستقلال الثاني، الذي صار رفيق الحريري رافعته الشهيدة. قاد اللبنانيين في لحظة قاتمة من اليأس والخوف إلى قلب النور والضوء، بكل ما له وما عليه في هذه القيادة التي في سجلها كثير من التناقضات والأخطاء وأنصاف المواقف؛ لكن هذا بحث آخر.

يعرف «حزب الله» هذه الحقيقة، ويعرف أن وليد جنبلاط، وليس الرئيس سعد الحريري أو الدكتور سمير جعجع، هو الوحيد القادر في أي لحظة دولية مواتية الآن، على أن يشكل نقطة التقاء داخلية بين مختلف قوى وجماهير «14 آذار» الكامنة، وقيادتها نحو موجة جديدة من طلب السيادة والاستقلال عن وصاية «سلاح حزب الله» هذه المرة. وهو البقعة الأخيرة التي ما تم ترويضها في العمق، والزعامة التي بنتيجة الخصوصية الدرزية ما زالت تمسك بعصب بيئتها وشرعية تمثيلها الحاسم، وتتمتع بقدرة تجيير كل ذلك لصياغة حالة وطنية تتجاوز الدروز إلى ما هو أبعد.

بإزاء هذه المعطيات التي يعرفها «حزب الله»، تصدَّر الأمين العام للحزب حسن نصر الله شخصياً معركة كسر وليد جنبلاط، أياً يكن الثمن، في حين أن جنبلاط يتصرف على قاعدة أن المواجهة التي يخوضها قد تكون الأخيرة.

حين فرضت واشنطن عقوبات على «حزب الله» طالت رئيس كتلته البرلمانية ونائب الحزب عن العاصمة بيروت، وأحد أبرز قادته الأمنيين السياسيين، تفرد وليد جنبلاط بالصمت. رفضها رئيسا المجلس والجمهورية مباشرة. حتى رئيس الحكومة سعد الحريري اضطر لإصدار بيان عن العقوبات، وإن اختار له لغة غائمة تقصَّد منها ألا يُفهم من البيان شيء. إلا وليد جنبلاط، ظل على صمته إزاء العقوبات على «حزب الله». وكان قد سبق ذلك أن أعاد جنبلاط طرح مسألة مزارع شبعا ولبنانيتها، وهو الاسم الحركي لمعركة نزع الشرعية الوطنية عن سلاح «حزب الله»؛ حيث إن المقاومة يبررها الاحتلال ويبددها التحرير إذ يكتمل نصابه السيادي. ليست هذه المواقف من نوع التفاصيل التي يمكن لـ«حزب الله» أن يهملها؛ لكن الفارق كبير بين التوقف عندها، وبين الاستثمار فيها لتصعيد الاشتباك مع وليد جنبلاط إلى الحدود الراهنة.

في «علم التفسير»، أن «حزب الله»، وفي ضوء تصاعد الاشتباك الإقليمي بين إيران وأميركا وحلفائها الخليجيين وإسرائيل في المنطقة، قرر مغادرة مربع التهدئة في لبنان، و«احتجاز» البلاد في «مضيق» التشنج، أو بالحد الأدنى بعث برسالة عبر «تأديب» جنبلاط إلى كل من يعنيهم الأمر، ألا تراهنوا على استثمار ما يحصل في المنطقة لصالح تغيير التوازنات السياسية في لبنان، والمختلة لصالح «حزب الله».

وفي «علم التفسير» أيضاً، أن جنبلاط هو من قرر أن يصيب عصفورين بحجر واحد: أولاً أن يخرج من بيت الطاعة المفروض عليه منذ قانون الانتخابات، ثم تشكيل الحكومة، وما أديا إليه من «اختراع» مراكز قوى جديدة في الجبل، يعتقد أنه أطاح بها منذ حادثة قبرشمون في 30 يونيو (حزيران)، وكسَرَ شوكة حلفاء «حزب الله» الدروز فيها. وثانياً أن يكون شريكاً في لعبة حصار «حزب الله»، من خلال إرباك قبضة الحزب على لبنان وإشغاله بمؤشرات ولادة جبهة داخلية ضده، في لحظة هو أحوج ما يكون فيها إلى أوسع التفاف لبناني حوله، وأعلى درجات السكينة في الداخل اللبناني.

أياً تكن الأسباب، وليد جنبلاط يخوض معركة وجود، خطيرة، لا نجاة مضمونة في ختامها.

 

حرية التعبير وإبداء الرأي وحرية المعتقد

فادي سعد/30 تموز/2019

لكل من يتشدّق بغبائه ويحاول تزوير نصوص الدستور اللبناني ويتذرّع بميثاق الأمم المتحدة لا سيما فيما يتعلق بحرية التعبير وإبداء الرأي وحرية المعتقد، خاصة بعدما سمعنا مقدمة أخبار محطة تلفزيونية التي دافعت عن مشروع ليلى من باب ميثاق الأمم المتحدة محاولة تجاهل التعديلات التي طرأت على هذا الميثاق منذ العام 2008، علما انه من المفترض أن تكون المؤسسة الإعلامية رائدة في نقل الحقيقة وليس ان تكون رائدة في تزويرها وتحويرها، وبعدما قرأنا وسمعنا لصحافيات غبّ الطلب دفاعا مستميتا عن فحوى مشروع ليلى، وهنّ انفسهنّ تحرّكن في سبيل الجهاد عندما قامت صحيفة دانماركية بنشر رسم كاريكاتوري لرسول الإسلام فحبلت في الدانمارك وولدت في الأشرفية حرقا وتزبيلا وهمجية، ولم تقم في حينها لا محطة التلفزيون ولا الصحافيات غبّ الطلب بالدفاع عن حرية الرأي والمعتقد والتعبير بل فتحت اثيرها لذمّيين ومتعصّبين... ولكن، طالما الشيء بالشيء يُذكر، وطالما بعض مؤسسات لبنان الإعلامية اما جاهلة وغبية وأما مشتركة في مؤامرة إقليمية قديمة/جديدة مقابل حفنة من الدولارات بسخاء لضرب ما تبقى من كرامة هذا الشرق المتجسدة في مسيحيي لبنان المشرقيين، كما قال عنهم يوما الإمام المغيّب موسى الصدر، فإني أرى نفسي مضطرّاً إلى تنوير الجاهلين المتآمرين المدافعين عن شيطنة ليلى، وبالمناسبة مشروع ليلى ليس سوى غطاء لما هو اعظم من وصلة وأغنية، غطاء لداعش من دون سلاح، مشروع ليلى هو أداة من أدوات ستأتي لاحقا عبر أسماء أخرى، وهو إستكمال بطريقة غير مباشرة لضرب عنصر القوة الذي استعاده قسم كبير من النسيج اللبناني بعد وصول العماد عون إلى بعبدا، وهو إستكمال أيضأ للاتهامات اليومية للوزير جبران باسيل ليس لشخصه بل لما أصبح يمثل من الوجدان المسيحي واللبناني على حدّ سواء..

فيا صاحب المؤسسة الإعلامية و يا ايتها الصحافيات الاعلاميات غبّ الطلب، هذه معلومة لكم تفضح كذبكم وتزويركم لحقيقة الدستور وميثاق الأمم المتحدة:

ان المواثيق و القرارات الدولية ، التي صدرت عن منظمة الأمم المتحدة ، قد أولت الاعتبار للخصوصية الثقافية و الدينية و الاجتماعية للمجتمعات المختلفة ، حيث تنبهت أخيرا لظاهرة سوء استعمال الحق في التعبير، وقد قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، حظر مجاوزة الأفراد للحدود القانونية للحق في التعبير. كما قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 2008 بناء على طلب مصر ودول المؤتمر الإسلامي القرار الآتي “تقييد حرية التعبير بما يتفق مع خصوصيات كل مجتمع والقوانين السائدة فيه، حتى منظمة حقوق الإنسان قيدت حرية التعبير بما يتفق مع خصوصيات كل مجتمع أو كل ثقافة دينية..

أما فيما يتعلق بالدستور اللبناني لا سيما المادة 9 منه، تنص على ما يلي: حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الاديان والمذاهب وتكفل

حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على أن لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام وهي تضمن أيضاً للاهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الاحوال الشخصية والمصالح الدينية.

كما وتنص المادة 13 من الدستور على: حرية إبداء الرأي قولا وكتابة وحرية الطباعة وحرية الاجتماع وحرية تأليف الجمعيات، كلها مكفولةضمن دائرة القانون.

ماذا تعني هاتين المادتين أيها الجهلة او المتآمرون؟!! تعني أن حرية الإعتقاد تتوقف عندما تخل بالانتظام العام، اي عندما تقوم فرقة كمشروع ليلى بممارسة هذه الحرية من دون ضوابط أخلاقية وتمس بالشعائر والمقدسات المسيحية والإسلامية (لان التعرض للعذراء وللمسيح هو شان اسلامي أيضا نظرا لمكانة الإثنين في القرآن) ، عندها تتوقف حرية الإعتقاد وإبداء الرأي وتصبح مخالفة للقوانين كون هاتين المادتين وضعتا الحق في ممارسة الحريات ضمن إطار القوانين المرعية ذات الصلة..

وفي لبنان يكابر دعاة حقوق الإنسان ويطالبون بحرية تعبير زائفة متفلّتة من كل الضوابط الأخلاقية وفيها الكثير من الحضّ على المساس بكل ما هو مقدس، وهم يعتبرون أنفسهم مثقفو الوطن بينما هم ليسوا سوى أبواق صدى أصواتهم، ويسيرون ضمن مخطط إستكمال ما عجزت عنه داعش ومن وراءها من صحاري الجهل وأذنابهم في لبنان من أحجار الشطرنج التابعين طائفيا ومن قابضي الدولارات ومن ذمّيين اعتادوا على تلقي الأوامر وتنفيذها ببغائيا...

في المحصّلة، لن تمرّ المؤامرة، فمئات القرون من الداعشية المتوحشة لم تكن كافية لإنهاء حضارة جماعات لا تؤمن بالعنف بل بالمحبّة، ولا تأخذ بالسيف بل بالكلمة، فكم بالحري الآن بعد فشل دواعش العصر الحالي؟؟؟ بمشروع ليلى او بدونه، بمشروع داعش او بدونه، بمشروع المناصفة او بدونه، أصبح من الضرورة بمكان أن يعي ويفهم ويسمع من يجب عليه قراءة التاريخ ليتأكد أن الوجود الذي استمر مئات السنين بالرغم من القساوة والاضطهاد لن توقفه محاولات كُتب لها الفشل....

 

الرؤساء السابقون: مع الحريري... ومع التعطيل

 نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 30 تموز 2019

مرة جديدة يحوز الرئيس سعد الحريري من الرؤساء السابقين للحكومة جرعة دعم إضافية، يحتاج إليها بإزاء المأزق الذي تواجهه حكومته مذ قرر تعليق اجتماعاتها. من غير إخفاء ملاحظاتهم، مرة أخرى يعززون حججه دفاعاً عن صلاحياته الدستورية

في أسبوعين اجتمع الرؤساء السابقون برئيس الحكومة ثلاث مرات: في 10 تموز في غياب الرئيس نجيب ميقاتي، ثم في 14 تموز عشية ذهابهم، ميقاتي والرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، إلى السعودية، والبارحة. العنوان الرئيسي الذي يحملونه الدفاع عن صلاحيات رئيس مجلس الوزراء. في السياق نفسه كانت زيارة أمس. ليس سرّاً أنّ الرؤساء السابقين للحكومة، منذ اجتماعهم الأول في 30 حزيران 2018، ينظرون بكثير من الاهتمام إلى الدور الذي يضطلعون به، ويعترفون بالحاجة إلى استمراره في ضوء ما يجبهه، تبعاً للحجج التي يسوقونها، خلفهم في السرايا.

يقولون إنهم أرسوا سابقة غير مألوفة، هي وجود تجمّع لرؤساء الحكومات السابقين لم تختبره الحياة السياسية اللبنانية التي عرفت أنماطاً قريبة منهم، لكن من تجمّعات أوسع ضمت نظراءهم ووزراء ونواباً وشخصيات سنّية تحت عباءة مفتي الجمهورية. تلك كانت حال قمم عرمون في السبعينيات - ولم تكن هذه سنّية فحسب - وكذلك التجمع الإسلامي ما بين منتصف السبعينيات ومنتصف الثمانينيات قبل تفرّقه.

يقولون أيضاً إنهم يرومون تحوّل دورهم مؤسسة في ذاتها للدفاع عن صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، أيّاً يكن شاغله، انطلاقاً ممّا نصّ عليه اتفاق الطائف. ينظرون إلى موقعهم على أنه جزء من ثالوث يدافع عن مصالح الطائفة السنّية، شريكاهم فيها دار الإفتاء ورئيس مجلس الوزراء. وهو مغزى استنفار هذا الثالوث كلما شعر بـ«اعتداء» على صلاحيات رئيس مجلس الوزراء.

يذهبون إلى أبعد من ذلك، كي يقولوا إن دورهم هذا، منذ زيارة السعودية في 15 تموز، مرشح لمزيد من تطوير التحرّك الخارجي وعدم قصره على السرايا، وهم في صدد التحضير لزيارة مصر ودول خليجية أخرى، بعدما كانوا السبّاقين إلى طلب مقابلة الملك سلمان ثم زيارته. عادوا بانطباعات إيجابية بعد تلقفهم أكثر من إشارة إلى رغبة سعودية في استعادة الرياض حضورها في لبنان. أضف أن تجربتهم الجديدة ترسل أكثر من إشارة دعم وتضامن مع الحريري، أبرزها إصرارهم على أن لا بديل منه في رئاسة الحكومة، كما على رفض أي تفكير يقضي باعتكافه أو استقالته. تبريرهم الرئيسي في هذا الجانب أن تكتلهم يفصح عن عدم عزم أي منهم على خلافة الحريري.

ليس بعيداً من هذه الحجج أن يقول الرؤساء السابقون للحكومة إنهم يجارون الحريري في وجهة نظره، عدم دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، في الوقت الحاضر، ما لم تذلَّل كل الاعتراضات التي يبديها لتبرير رفضه توجيه الدعوة، خصوصاً ما يتصل بحادثة البساتين.

بكثير من التفهّم يجد الرؤساء السابقون أعذاراً اساسية كي يشجعوا الحريري على خياره الأخير، وتأكيد دعمهم له، هم الذين خبروا، على مرّ الحكومات الأربع التي ترأسوها ما بين عامي 2005 و2016، ناهيك بتلك التي ترأسها الحريري نفسه، إرباكهم كرؤساء لمجلس الوزراء إما بالتعرّض لصلاحياتهم، أو بعرقلة جلسات مجلس الوزراء، والانقطاع عنها وأحياناً وقتاً غير قصير.

يؤيد الرؤساء السابقون امتناع خلفهم عن دعوة مجلس الوزراء إلى الالتئام استناداً إلى أسباب:

أولها، تأكيد إصراره على صلاحياته الدستورية في شقي أنه صاحب اختصاص الدعوة ووضع جدول الأعمال. هو تالياً يملك حق تقرير مبررات انعقاد الجلسة وما يقتضي مناقشته فيها.

ثانيها، رفضه سلفاً إملاء أي موقف عليه في ملف حساس اتخذ منه موقفاً علنياً معاكساً. بذلك، من غير أن يحتكم إلى التصويت في الجلسة، أو يجد نفسه ملزماً بالاحتكام إليه، يرفض فكرة استدراجه إلى إجراء يُراد منه الحصول على تغطية مجلس الوزراء، في وقت ينظر الحريري إلى أنّ إحالة حادثة البساتين على المجلس العدلي تستهدفه، كما لدوافع أخرى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. مقدار تمسكه بصلاحيته الحصرية بوضع جدول أعمال الجلسة، لا يريد تسجيل سابقة فرض بند عليه لا يحظى بموافقته، وفي الوقت نفسه إشعاره بشركاء له في صلاحيات لا يمنحها الدستور لأيٍّ منهم.

عطّل الحريري انعقاد مجلس الوزراء لئلّا يُفرَض عليه قرار يرفضه

ثالثها، في ظاهر حادثة البساتين أن مجلس الوزراء، ما إن يضع يده عليها، سينقسم مناصفة بين أعضائه (15 وزيراً في مقابل 15 وزيراً). في باطنها تنتهي الجلسة إلى إحالة الحادثة على المجلس العدلي بفعل إخلال محسوب في موازين القوى، وإن بفارق صوت واحد. ما يفضي إلى النتيجة نفسها: فرض غالبية مجلس الوزراء على رئيس المجلس قراراً لا يزال يرفضه. لا يملك أن يمنع التصويت على قرار أو موقف ما إن يصبح بين يدي مجلس الوزراء، إلا أن صلاحياته الدستورية تنيط به ألّا يصل إلى هذه اللحظة. بذلك، يؤيد الرؤساء السابقون الثلاثة حقه في الدفاع عن هذه الصلاحية الصلبة والقوية.

رابعها، رغم يقين الرؤساء السابقين من رهان الحريري على عدم الخلاف بينه ورئيس الجمهورية ميشال عون مذ أبرما تسوية 2016 - ولم يكن الثلاثة إلى جانبه فيها - إلا أنه لم يعد يجد ضالته فيه لوقف مضايقات الوزير جبران باسيل وإثارة العواصف في وجهه، مرة بعد أخرى، ونقل الاشتباك من الشارع إلى داخل مجلس الوزراء وتعطيله تالياً. ذلك ما حدث في حادثة البساتين منذ 30 حزيران، ولا تزال تداعياتها، وأضحى التئام مجلس الوزراء رهين الاتفاق عليها جراء الانقسام الحاد الذي انتقل إلى صفوفه.

خامسها، لا يقلّلون مآخذهم على طريقة مقاربة خلفهم الأحداث، ولا كذلك ردود فعله القليلة الفاعلية إلى حد الانكفاء والتجاهل، بما في ذلك تعامله مع باسيل على أنه الوزير الأول أو الرئيس الظل. لم يُرضهم تصرّفه يوم أقدم على إصدار بيان تلا اجتماعاً عقداه في 17 حزيران. من غير المألوف لرئيس للحكومة إصدار بيان عن اجتماعه بوزير كما لو أنه ندّه، ناهيك بالاتهامات التي كان الحريري ساقها إليه في مؤتمر صحافي لأيام خلت، في 11 حزيران، لم يوفر باسيل من غير أن يسميه من انتقاداته بعد بضعة مواقف أدلى بها وزير الخارجية في جولته على البقاع.

 

إيران بين الشرطي والبعبع 

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 30 تموز2019 

إقطع رأس الأفعى بيد عدوك فإن لم ينقطع، يضعفان وتنتصر أنت»   (عدي الشيرازي) «من كان يحيا بمحاربة عدو ما له مصلحة بإبقائه حياً»  (فريدريك نيتشه)

في أيام الاحتلال البريطاني لمصر، كان بعض العمال المصريين يعملون في تفريغ وتحميل بعض المؤن من وإلى الشاحنات العسكرية. وكالعادة، فإنّ روح النكتة المصرية كانت دائماً حاضرة، وفي معظم الأحيان كانت تشتمل على شتائم للإنكليز. أحد الوشاة، وكانوا كثراً، ذهب الى الضابط البريطاني ليخبره بفظاعة الشتائم التي تطاله وتطال دولته، مؤكداً له وجوب معاقبة هؤلاء حتى يكونوا عبرة لمَن اعتبر.

الضابط العتيق أجاب: «دعهم يشتمون، المهم أن يستمروا بنقل الحمولة، إن عاقبتُ بعضهم فقد نخسر يداً عاملة، وقد يتذمر البعض ويحتج وتخف إنتاجيته، فلا بأس إذاً إن فرغوا كرههم لنا بالشتائم!».

لا يختلف اثنان على أنّ اتقان فنون الاستعمار واستغلال الشعوب كان من تجليات الإمبراطورية البريطانية، ومن المعروف اليوم أنه حتى بعد ضمور دور بريطانيا العسكري والاقتصادي والسياسي في النصف الثاني من القرن العشرين، إلّا أنّ مراكز التفكير بقيت فاعلة فيها، ويعتقد الكثير من المفكرين السياسيين أنّ سياسات الولايات المتحدة الأميركية العالمية تنضج بالتعاون مع الانتليجنسيا البريطانية.

من ضمن هذه السياسات أن تسهّل لخصمك فرصة شتمك، لكن في الوقت نفسه تتركه لينفّذ ما تريده أنت، من موقع العداوة معك، وهو يظن أنه ينفّذ ما يريده هو لينتقم منك!

بالتأكيد لم تأتِ هذه السياسة فجأة ومن دون المرور بفترات تجربة مُرة أدّت إلى خسائر كبيرة، تسببت بها المواجهات المباشرة في كوريا وفيتنام وأفغانستان والعراق. كما أنّ التجارب المُرة كانت أيضاً في دعم الولايات المتحدة أنظمة قمع فاشية وفاسدة، مثلما حصل في أميركا اللاتينية وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا.

في المواجهات المباشرة، دفعت الولايات المتحدة الأميركية عشرات الآلاف من القتلى، مع السمعة السيئة والاتهامات الصحيحة باستهداف المدنيين، أو على الأقل بعدم ضمان أمنهم حسب المعايير المتوافق عليها في شرعة حقوق الإنسان لدرجة تصل إلى جرائم الحرب. وفي الحالة الثانية حصدت الإدارات الأميركية السمعة السيئة التي يمكن تلخيصها بالنفاق، عندما تحدثت عن معايير الحرية الديموقراطية ودعمت الظلم والفساد والديكتاتورية.

أحد وجوه الدعم لأنظمة فاسدة وسلطوية كان أيام الشاه محمد رضا بهلوي، الذي ورث الإمبراطورية الفارسية بانقلاب على والده رضا بهلوي في سنة ١٩٤١ بدعم من الحلفاء، الذين أرادوا قطع الطريق على تعاون مُفترض بين الشاه الوالد والزعيم النازي أدولف هتلر. المهم هو أنّ الشاه الجديد، ملك الملوك، لم يفرق عن كل من سبقه على الحكم في إيران باعتبار نفسه وريث مؤسس الإمبراطورية «قورش» قبل ٢٥٠٠ سنة.

حَمت دول التحالف حكم الشاهنشاه بعد الحرب العالمية الثانية، كما أنّ التعاون الأميركي - البريطاني أعاده إلى الحكم بعد ثورة «مصدق» سنة ١٩٥٣. لكن مع أفول نجم الإمبراطورية البريطانية وتسليمها مقاليد السلطة الكونية للإمبراطورية الأميركية الناشئة، أصبحت أميركا الراعي الأكبر للشاه، وبالتالي دعمت حكمه وسلّحت جيشه، وكان يُشكل ما سمّي وقتها بـ«شرطي الخليج» الذي كان يضمن توازن قوى لردع الدول العربية النفطية عن أي مغامرة كانت قد تزعزع سلطة «الأخوات السبع»، أي شركات النفط الكبرى التي سيطرت وما زالت على معظم أسواق النفط في العالم.

لكنّ دعم أميركا للشاه دفع معارضيه ليتقرّبوا من الاتحاد السوفياتي الذي كان على حدود إيران في أفغانستان. وهناك أيضاً من يؤكد أنّ عودة الخميني إلى إيران سنة ١٩٧٩ أتت في سياق منع تطور الأمور إلى ثورة مؤيدة أو متفاهمة مع الاتحاد السوفياتي. يعني أنّ التخلي عن الشاه أتى في هذا السياق، أي استبدال إمكانية وجود قوى ثورية يسارية في السلطة تُحسب في ميزان الحرب الباردة الدقيق لمصلحة السوفيات، بسلطة دينية محافظة ورجعية. وبالتالي، من المستبعد أن تتحالف مع المعسكر الشرقي «الملحد». والواقع أنّ ما فعله الخميني يومها كان أبعد من ذلك بكثير، فقد قضى على كل الحركات اليسارية في إيران بمجرد تمكّنه من القبض على مفاصل السلطة.

لا شك أنّ جمهورية الخميني رفعت منذ اليوم الأول تقريباً شعاراً شعبوياً له صداه الرنّان في عقول شعوب العالم الثالث، ومن ضمنه نحن العرب، وهو «الموت لأميركا» و«الشيطان الأكبر»، ومنّا من يعتقد أنّ هذه الجمهورية مَرّغت أنف أميركا بالوحل في قضايا عدة، أهمها قضية احتجاز طاقم السفارة الأميركية في طهران، وطرد السفير الإسرائيلي وتحويل سفارته إلى مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية. لكن حسبما يبدو انّ هذه الجمهورية من باب العداء للشيطان الأكبر، أخذت دوراً محورياً في حماية دور أميركا في المنطقة، لا بل تعزيزه بشكل مضاعف.

هذا الدور انطلق مع الحرب الطويلة مع العراق أيام صدام حسين، حتى أنّ الولايات المتحدة دفعت لإطالة أمد الحرب وباعت أسلحة للطرفين، فتحوّل دور إيران من شرطي أيام بهلوي شاه إلى بعبع أيام خميني شاه!. لقد تمكنت الولايات المتحدة من الاستفادة من طموحات ولاية الفقيه، وتركها في كثير من الأحيان لتسرح وتمرح من دون رادع، بجعل أعدائها يتقاتلون في ما بينهم بعيداً عنها! كما أنه دفع بالمتضررين من ولاية الفقيه ومشاريعها أكثر فأكثر في حضن الشيطان الأكبر.

من هنا، فإنه من الواجب علينا اليوم أخذ المواجهة الأميركية الإيرانية بعين من الحذر قبل استنتاج مسار الأزمة، وهل تريد الولايات المتحدة فعلاً القضاء على الطموحات الإمبراطورية الإيرانية الجديدة، أم أنّ الأمر لا يعدو كونه مجرد سيناريو محدود الأفق؟

 

لبنان في «نور سلطان» ولو مِن «الباب الضيّق»!  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 30 تموز 2019

تلبية لدعوة مشتركة من الحكومتين الروسية والكازاخستانية، يشارك لبنان في 1 آب المقبل للمرة الأولى بصفة مراقب الى جانب مَن سبقه اليها من دول الجوار السوري في مؤتمر «نورسلطان» الخاص بالأزمة السورية، والذي يشكل استكمالاً لمسار «استانة». فما هي أهمية هذه المشاركة والظروف التي توافرت لها رغم مرور سنوات على الفكرة؟ ومن سيمثّل لبنان؟ وهل له ورقة عمل محددة؟

بعد مرور أربعة أشهر على طرح الفكرة بناء على اقتراح مشترك من وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيره اللبناني جبران باسيل، في القمة اللبنانية - الروسية التي عقدت في 25 آذار الماضي بين الرئيسين ميشال عون والروسي فلاديمير بوتين، سيحلّ لبنان ضيفاً إضافياً على مؤتمر «نور سلطان» الى جانب من سبقه اليها من الدول العربية التي تشكّل دول الجوار السوري، أي الأردن والعراق والمملكة العربية السعودية.

ولا يمكن القول إنها المرة الأولى التي طرحت فيها الفكرة، فقد أوصَت سلسلة من المؤتمرات التي عقدت في بيروت منذ اندلاع الأزمة السورية في 16 آذار 2011، اكثر من مرة، بضرورة مشاركة لبنان في المؤتمر الذي يناقش من ضمن مسار «استانة» ملفات تعني اللبنانيين كما السوريين، فعلى أرض لبنان مليون ونصف مليون نازح سوري أرهقوا الإقتصاد اللبناني والبنية التحتية بالكثير من الخسائر التي قدّرها البنك الدولي قبل مؤتمر «سيدر 1» بحوالى 18 مليار دولار، سواء كانت على الصعيد الإقتصادي أو الإجتماعي أو التربوي أو الصحي مباشرة أو مداورة.

ولعل أبرز من وجّه الدعوة الصريحة الى ضرورة مشاركة لبنان كان المؤتمر الذي عقد في «بيت المستقبل» في بكفيا عام 2015، على خلفية ضرورة المشاركة في «المساعي الدولية التي تخوض غمار البحث عن الحل السياسي في سوريا»، وفي ملف «إعادة النازحين السوريين من دول الجوار السوري»، ولبنان إحداها. ولكن هذه الدعوة بقيت مغمورة وعلى مستوى الخبراء، الى أن أوصَت بها ورشة دعا اليها «مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في الجيش اللبناني» التي عقدت في فندق «مونرو» في 17 تشرين الأول 2017 تحت عنوان «لبنان والنزوح السوري... الأعباء وأولوية العودة»، والتي شدّدت في توصياتها في حضور اكثر من 90 مشاركاً من ممثلي عشرات المؤسسات الدولية والأممية وممثلين عن جيوش المنطقة، على تأمين «العودة الآمنة للنازحين» الى بلادهم في أسرع وقت ممكن «حفاظاً على كرامتهم وهويتهم الوطنية». كما دعت الى التنسيق مع الأمم المتحدة لِما فيه، أولاً «تحقيق خَير النازحين أنفسهم»، وثانياً «الحفاظ على نهائية الكيان اللبناني ودستوره والمصلحة الوطنية العليا». فلبنان ملتزم في دستوره وثوابته السياسية والوطنية «رفض التوطين»، سواء تناول مصير الفلسطينيين الموجودين على ارضه منذ اكثر من 73 عاماً والسوريين منذ 8 سنوات».

كما أوصَت الندوة يومها بالمشاركة في المفاوضات على مسارَي «جنيف» و»أستانة» معاً، قبل ان يتجمّد الأول في رابع محطاته ويستمر الثاني من دون جدوى عملية بفِعل الحصار الأميركي الذي تساهم فيه دول الحلف الدولي ضد الإرهاب الذي يصرّ على مقاطعة مسار «استانة»، والذي يكاد يكون شاملاً لولا المشاركة الخجولة من دبلوماسيين أميركيين وعرب وأجانب من ضمن الحضور الدولي في اجتماعاته التي انتقلت هذه المرة الى «نور سلطان» بدلاً من استانة للمرة الأولى.

على هذه الخلفيات، تتجه الأنظار الى ما يمكن أن يجنيه لبنان من هذه المشاركة، بعدما تقرر ان يتمثّل بمدير العلاقات الخارجية في وزارة الخارجية ومدير مكتب الوزير السفير غدي خوري، المكلّف أصلاً بإدارة العلاقات مع المنظمات الدولية دون غيره من الشخصيات.

ومنعاً لأي التباس، فقد كشفت مصادر دبلوماسية وسياسية واسعة الإطلاع انّ ما جرى تداوله من حديث عن تمثيل عسكري او سياسي للبنان لم يكن جدياً، وبقي مجرد اقتراح انتهى البحث فيه باكراً. فهناك مَن اقترح سابقاً ان يتشكّل الوفد اللبناني من مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية النائب السابق امل ابو زيد وممثل آخر عن المديرية العامة للامن العام، فهما عضوان في اللجنة اللبنانية - الروسية المشتركة، وقد طويت الفكرة نهائياً.

أما الثابت، فإنّ لبنان دخل ولَو من «الباب الضيّق» الى مسار استانة ليكون شاهداً على كل ما يتقرر في شأن عودة النازحين الى سوريا بالطرق الآمنة، ووفقاً للمواثيق الدولية، فكل الإحصاءات الجديدة أشارت الى عودة ما يزيد على 325 الفاً من النازحين السوريين من لبنان، وانّ من عاد منهم الى لبنان لا يقاس بهذا الحجم، لأنّ المتسللين يبعدون فوراً من حيث أتوا من الأراضي السورية. ولكن ما قاله مكتب الخدمات الروسية قبل ايام يعطّل جانباً من أهمية هذه العودة، خصوصاً بعدما كشف انّ العمليات العسكرية التي يقودها سلاح الجو الروسي ونظيره السوري على مدن ادلب المحاصرة، أعادت تهجير 400 الف سوري خرجوا عنوة من المنطقة الآمنة التي رعاها الروس والأتراك في المنطقة، وانّ نصيب لبنان منها لا يُذكر، فالنزوح اتّخذ هذه المرة وجهته في اتجاه الشمال السوري ومناطق الأكراد في شمال شرق البلاد والمنطقة العازلة التركية - السورية على طول الحدود الشمالية بين البلدين.

وفي النهاية، لا بد من التذكير بأنّ المشاركة اللبنانية ستكون وفق التقديرات شكلية في هذه المرحلة، فالحضور على هذا المستوى للمرة الأولى لا يعتدّ به شكلاً ومضموناً. ولذلك، يجب ان تكون للبنان ورقة موحدة وواضحة، ستشكّل مناسبة تفتح الباب امام ما يمكن ان يتقدم به لبنان لاحقاً من اقتراحات وطلبات.

فالملف كبير وخطير جداً، وليس من الذكاء او المصلحة البِناء على هذه المشاركة قبل ان يعيش موفد لبنان أجواء هذا المسار ليقرر الخطوة اللاحقة.

 

عون إقترح التصويت السرّي في الحكومة  

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 30 تموز 2019

تدرّج المأزق في حادثة قبرشمون، بلغ أعلى مستوياته مع موافقة رئيس الجمهورية ميشال عون على أن تتولى المحكمة العسكرية الملف، ثم تراجعه في الليلة ذاتها، ما حيّر الوسطاء، وابرزهم اللواء عباس ابراهيم الذي بالكاد نقل هذه الموافقة حتى جاءه هاتف القصر الجمهوري ليقول له الرئيس عون: جمّد كل شيء لن اتكلم في الهاتف، فهناك شيء جدّي نتحدث به. ما طرحه الرئيس عون على اللواء ابراهيم هو التصويت السرّي في مجلس الوزراء على إحالة ملف قبرشمون على المجلس العدلي، اي التصويت بالحبر السرّي، بحيث لا يعرف من مع من ومن ضد من، مع العلم انّ الجميع في الحكومة اجرى بوانتاج المناصفة، اذ وفقاً لآخر التقديرات، فسيصوّت 15 وزيراً مع و15 ضد، علماً أنّ تصويت الوزير حسن مراد غير مضمون لمصلحة وزراء الرئيس عون في هذا الملف.

طرح اللواء ابراهيم مبادرة الرئيس عون على الرئيس نبيه بري واستمزج رأي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مباشرة وبالواسطة، فتحفّظ عن المبادرة، باعتبار أنّ التوازن داخل الحكومة معروف، واذا كان التوازن معروفاً فلماذا طرح الموضوع على التصويت؟ واذا كان الهدف تهريب إحراج اي طرف أو توقّع انتقال تصويت اي وزير من هذه الضفة الى تلك فهذا سيؤدي الى مشكلة اضافية؟

سريعاً كتب جنبلاط على «تويتر»، مبادرة التلازم بين ملفي الشويفات وقبرشمون، واعتقد في البداية أنّها مجرّد «تويت»، لكنّ جنبلاط اكّد انّها مبادرة، وانتظر الجميع ردّ الطرف الآخر. «حزب الله» لم يمانع وبري رحّب، اما عون فرفع السقف الى أعلى، ورفض.

كان لقاء عون- الحريري ذا شقين: الاول يتعلق بتوقيع الموازنة، ولم يرد عون اعطاء ورقة الموافقة على التوقيع، ولم يتكلم بالملف، اما في ملف قبر شمون، فبرز تصلّب واضح، اذ اعتبر أنّ الوزير باسيل هو المُستهدف بالاغتيال، وانه لن يتساهل في الاحالة الى المجلس العدلي.

ليلة مبادرة التلازم الجنبلاطية، وصلت اصداء غير سلبية من «حزب الله»، لكن هاتف أحد أركان الاشتراكي رنّ ليلاً منبئاً بأنّ عون يرفض المبادرة تماماً، فعادت الامور الى النقطة الصفر.

تنطلق حسابات الاشتراكي من اعتبار انّ ما يتعرّض له شبيه بالمرحلة التي سبقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فـ «حزب الله» طوّع الى حد بعيد الورقة المسيحية، عبر انتخاب العماد عون وعزل «القوات اللبنانية» والكتائب، كما انّه بدخول الرئيس سعد الحريري في التسوية، حيّد الطائفة السنّية، ولم يبق الّا جنبلاط القادر على الاعتراض، فتمّ نصب كمين له داخل الجبل، لكن ذلك لن يثنيه عن الاستمرار رغم صعوبة الحصار والتطويق.

يثق جنبلاط بصمود الحريري الذي أثبت انّه الى الآن متمسك برفض التطويق، لكنه يعرف انّ الحريري يتعرّض لضغوط شديدة كي يتنازل عن موقفه، وصحيح انّ هذا التنازل مستبعد جداً، لكن لو حصل أي طارئ، فحماية جنبلاط بيئته الشديدة التماسك، التي لم ينجح حلفاء «حزب الله» والنظام السوري بخرقها بشكل مؤثر. عندما قدّم جنبلاط مبادرة تلازم الاحالة الى المجلس العدلي بين حادثتي الشويفات وقبرشمون كان يتوقع أنّ النائب ارسلان لن يقبل بها، باعتبار أنّ المطلوب فقط من حادثة قبرشمون جرّ النائب اكرم شهيب الى المحكمة، وتثبيت نظرية الكمين والآمر الناهي، وهو ما ينفيه التحقيق بشكل مطلق. وفي معلومات «الجمهورية» انه ليس فرع المعلومات فقط، بل اجهزة اخرى تولت التحقيق الاولي وتابعت مجرياته، فيما أثنت المعلومات على الحرفية في متابعة الملف، الذي تبيّن انه لا يعطي دليلاً واحداً على وجود كمين، فإطلاق النار بدأه حراس موكب الوزير الغريب، وسقوط الضحايا جاء بعد تبادل نار من مسافات قريبة (امتار) وليس من مخابئ وليس من الاسطح، وأثبت التحقيق ايضاً أنّه لم يكن هناك كمين معدّ، بل مجرد اشتباك.

 

أكذوبة الصواريخ الدفاعية الإيرانية

إميل أمين/الشرق الأوسط/30 تموز/2019

طهران أدمنت الكذب والمراوغة بالقدر نفسه الذي أدمنت به التلاعب على المتناقضات، وتسويف الوقت، إنها تعرف أهدافها بشكل جيد، وتسعى إلى تحقيقها عبر آليات شريرة، مهما كان من شأن اعتراض المجتمع الدولي، ذاك الذي لا تقيم له وزناً في أي من الأوقات.

آخر الأكاذيب الإيرانية موصولة بتجربتها الصاروخية الأخيرة، التي رصدتها ولا شك الأقمار الصناعية الأميركية، فقد قامت إيران، الأربعاء الماضي، أي منذ أقل من أسبوع، بإطلاق نسخة جديدة من الصاروخ الباليستي «شهاب 3»، بغرض معلن، هو تحسين دقة ومدى إصابته للأهداف التي سيطلق عليها.

الفجاجة كلها تتجلى في التصريحات الإيرانية التي رافقت إطلاق الصاروخ، إذ قال مصدر عسكري إيراني إن التجارب التي تجريها إيران تندرج في إطار حاجاتها الدفاعية، وإنها ليست موجهة لأي دولة... هل إيران في حاجة إلى صواريخ تدافع بها عن نفسها، ومن يتهددها في نطاقها وسياقها الجغرافي، أم أنها هي من يهدد الآخرين أمس واليوم وغداً؟

الإيرانيون المصابون بداء الغطرسة الإمبراطورية، وإن كانت غطرسة واهية، وستقودهم في نهاية الأمر إلى مآل مشابه لبقية الدول التوتاليتارية التي عرفها التاريخ، يرون أن المشهد أمر طبيعي، وأنهم يطورون تلك القدرات لردع أي عدوان محتمل، في استمراء للترويج لمظلومية فارغة، وترديد أكاذيب جوفاء، إذ إنه ما من أحد في منطقة الخليج استخدم صواريخ هدد بها الجيران سواها، وهي البارعة في استخدام أذرعها الميليشياوية في هذا الإطار.

أسئلة عديدة تطرح نفسها بنفسها إزاء التجربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة، ومنها: هل العالم في مواجهة رسائل استفزازية إيرانية جديدة؟

ذلك كذلك بكل تأكيد وتحديد، إذ تقدم على مثل هذا التصعيد في ظل أزمة احتجازها لناقلات نفط بريطانية، عطفاً على تهديدها لحركة الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، ويقطع بكونها تهديداً إقليمياً ودولياً كبيراً.

سؤال آخر: هل إيران بتجربتها الأخيرة تنتقل إلى مدارات أكثر خطورة بالنسبة للمجالين الإقليمي والدولي؟

الشاهد أن ترسانة إيران الصاروخية تزداد منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، واليوم تمتلك صواريخ «سفير» ومداها نحو ألفي كيلومتر، و«بي إم 25» ومداها نحو 2500 كيلومتر، و«سجيل» ومداها 2400 كيلومتر، وربما بات الأهم من هذه الأنواع ما تقوم به من تطوير مستمر لصواريخ «كروز»، وطالما مضت سادرة في غيها على هذا النحو، فإن أحداً لن يسلم من الأذى الذي تخطط له وتتدبره بليل بهيم.

لماذا يخشى العالم من امتلاك إيران مثل هذه النوعية من الصواريخ؟

الجواب من دون أي جهد في التفكير متعلق باستخدامها لمن نطلق عليهم وكلاء الشر، وفي المقدمة منهم الميليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن، تلك التي استخدمت من أراضي المملكة العربية السعودية ميداناً لضرب النار، عبر مئات الصواريخ البعيدة المدى التي أطلقتها على الآمنين هناك، مستهدفة مناطق آهلة بالسكان، وإن استطاع الدفاع الجوي للمملكة إسقاط معظمها.

مرة جديدة نتساءل: هل على العالم أن ينتظر مولد نازية جديدة بصواريخ إيرانية مشابهة لصواريخ هتلر؛ تلك التي دمرت أوروبا في الحرب العالمية الثانية؟

الشاهد أن مواجهة ومجابهة صواريخ إيران أمر لم يعد شأناً خليجياً أو شرقاً أوسطياً فقط، إننا إزاء انتهاك إيراني واضح وفاضح للقرار الأممي 2231 الصادر عن مجلس الأمن عقب الاتفاق النووي لعام 2015، الذي يلزم إيران بوقف تلك الاختبارات لمدة 8 سنوات، لكن إيران لا تقيم وزناً لأحد، ولا تعتد بأي اتفاقيات، إنها فقط مجرد محطات مؤقتة بمثابة مسكنات تحاول أن تعالج بها خوف المجتمع الدولي منها، لكن يبقى غرضها الرئيسي ماثلاً أمام أعينها.

آخر نقاط الزيف الإيراني فيما خص برنامجها الصاروخي تلخصت في تذرعها بأنها سوف تفكر في وقف تلك التجارب، وأن تقبل فرض قيود على صواريخها، حال توقفت الولايات المتحدة عن بيع أسلحة متطورة لخصوم إيران.

قراءة في المعكوس دوماً هي رؤية إيران، إنها تجيد وضع العربة أمام الحصان، ففيما هي تشعل المنطقة بإرهابها، وتقود الإقليم إلى عدم الاستقرار، تحاول إلقاء عبء الإشكالية على الآخرين، لتتهرب من الاستحقاقات المتوجبة عليها.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تلوي فيها طهران عنق الحقيقة، فقد فعلتها في ربيع 2018، عندما ذهب وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، إلى طهران، في محاولة منه لوضع البرنامج الصاروخي على طاولة المفاوضات، ولم يحصل الرجل إلا على رد عبثي: «سنتوقف حال توقف الأوروبيون والأميركيون عن برامجهم الصاروخية».

تجربة «شهاب 3» رسالة خاصة جداً للولايات المتحدة، فالتوقيت له دلالاته، إذ إنه بمثابة تأكيد إيراني على أن كل الطرق الأميركية لإفساد المجال الصاروخي الإيراني لن تفلح، والمقصود هنا هو البرنامج السري الأميركي الذي أفسد في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين عدة تجارب لصواريخ إيرانية كانت تحمل أقماراً صناعية إلى الفضاء؛ الأمر الذي اعترف به علناً قائد القوة الجو فضائية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، أمير على حاجي، وأكده وزير الخارجية محمد جواد ظريف في حوار له مع وسائل إعلام أميركية.

هل يود العالم رؤية تجربة صواريخ هتلر تتكرر من جديد؟

 

قطر والصومال: إرهاب ورد الجميل!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/30 تموز/2019

زرت الصومال لأول مرة عام 1986 بحكم العمل التجاري، وتمثيلنا للشركة البحرية الوطنية الصومالية والمتخصصة وقتها في نقل المواشي. وهي كانت أحد أهم مصادر الدخل الاقتصادي المتواضع للصومال، يضاف إلى ذلك المدخول القادم من تصدير الموز الصومالي الصغير الحجم والشديد الحلاوة في الطعم، والذي منحت الحكومة الصومالية الحق الحصري لزراعته وتصديره لشركة إيطالية اسمها «صومالي فروت». وكانت هذه الشركة تتبع مع الحكومة الصومالية نفس النهج «المافيوي» الذي اتبعته بعض شركات الفاكهة الأميركية التي كانت تسيطر على دول أميركا الوسطى، وعرفت هذه الدول بجمهوريات الموز.

الصومال كان لديه الإمكانية لأن يكون بلداً «مختلفاً»، ولديه أكبر ساحل مائي في أفريقيا (بعد جنوب أفريقيا)، وكان هناك اهتمام كبير لاستغلال هذا الساحل من قبل الشركات اليابانية والكورية الكبرى، ولكن حكم سياد بري وجبروته والقبلية الموتورة نخرت في جسد هذا البلد الضعيف، وقامت فيه الحرب الأهلية التي جاءت بتنظيم «الشباب» الإرهابي، وجاء نتاج ذلك بصمات نظام الانقلاب في قطر.

في هذا البلد الذي يحاول الوقوف على قدميه، والتعاون مع الدول المانحة للنهوض باقتصاده، فضحت المكالمة الهاتفية بين سفير نظام الانقلاب القطري في مقديشو، والأوامر التي وجهها لتنفيذ العمليات الإرهابية الأخيرة في الصومال.. فضحت النظام نفسه على لسان أحد المقربين من دائرة حاكم نظام الانقلاب في قطر نفسه. الجالية الصومالية في الولايات المتحدة الأميركية كبيرة ومتمركزة في ماريلاند وواشنطن دي سي وميناسوتا. بل إن الأميركية من أصل صومالي الهان عمر وهي عضو معروف في الكونغرس الأميركي، أغرق بريدها الإلكتروني مؤخراً بموجات من الرسائل من الجالية الصومالية في أميركا تطالبها بضرورة التحقيق مع دولة نظام الانقلاب في قطر بخصوص دعمها للإرهاب وعملياته القاتلة في الصومال.

الاعتراف سيد الأدلة، ومع تسريب التسجيل الهاتفي للسفير القطري، بدأت العشرات من الأصوات الصومالية «تفضح» قطر وعملاءها عما فعلوه في بلادهم، وتمزيق الصفوف بين الشعب الواحد فقط لأن السعودية كانت وراء اتفاقيات سلام مختلفة بين جيران دول القرن الأفريقي، والإمارات تستثمر مالياً في الصومال، ولذلك كان القرار القطري تخريب الوضع على السعودية والإمارات، ولا مانع لأن يكون الثمن الدم الصومالي.

محمود صوفي لاعب منتخب قطر السابق من أصول صومالية، تم منحه الجنسية القطرية، وكان أحد أبرز نجوم اللعبة في تاريخ قطر، هذا اللاعب الذي أدخل البسمة على وجوه القطريين، قطر ترد له الجميل بعد أن بات مشهوراً بقتل أهله وشعبه.

شواذاتهم

 

عن عودة «داعش» المفاجئة في العراق

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/30 تموز/2019

تنتهي اليوم المهلة التي حددها رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، لإعادة هيكلة «الحشد الشعبي». و«الحشد» عبارة مجاميع عسكرية مستقلة بقياداتها وتنظيمها. وطبقاً للمرسوم المتفَق عليه من الرئاسات الثلاث فإن على «الحشد» أن يكون تابعاً للقوات المسلحة بقيادة القائد العام، دون ولاءات متعددة لأي قيادة سياسية أخرى. المرسوم تضمّن أيضاً منح الفصائل المسلحة الأخرى غير المرتبطة بـ«الحشد»، خيارين؛ التوجه إلى العمل السياسي، أو ستتم ملاحقتهم من الجهات الأمنية.

قرار رئيس الوزراء العراقي صائب، لحصر السلاح بيد الدولة فقط، وهو أمر طبيعي لحفظ سيادة الدولة وهيبتها ومسؤوليتها أمام النظام الدولي. لكن علينا أن نعود قليلاً إلى الوراء لفهم كيف تمت شرعنة وجود «الحشد الشعبي» وإطلاق يده في الأراضي العراقية. كان ذلك في عام 2015 ومن خلال البرلمان العراقي، الذي رأى أن قوات «الحشد» المدعومة من إيران بالسلاح والأفراد، هي القوة التي يمكن للدولة الاعتماد عليها للقضاء على تنظيم «داعش» الذي استولى على نحو ثلث الأراضي العراقية، ومنها احتلال الموصل المعروف في صيف 2014. ورغم دور الطائرات الأميركية الأساسي في القضاء على «داعش» داخل تخومه، ودور التحالف الدولي الذي أسسته واشنطن، والجيش العراقي، للقضاء على «داعش»، فإن قوات «الحشد» هي التي أخذت النصيب الأكبر من الدعاية الإعلامية بتصوير نفسها القوة المخلّصة. «الحشد الشعبي» فصائل مسلحة بولاءات مختلفة تدين في غالبيتها للمركز، وهو نظام الحكم في طهران، وتستمد شرعيتها من البرلمان العراقي، واستدامتها من وجود «داعش».

قبل نحو شهر، اقتحم مسلحون السفارة البحرينية في بغداد، وقاموا بتخريب المقر وإنزال العلم البحريني بحجة رفضهم استضافة المنامة ورشة تم فيها عرض الشق الاقتصادي لخطة السلام التي تعمل عليها الإدارة الأميركية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. بعد أيام قليلة من هذه الحادثة، كشفت واشنطن أن طائرة الدرون التي استهدفت خلال شهر رمضان الماضي محطات ضخ أنابيب تابعة لشركة «أرامكو» في محافظتي الدوادمي وعفيف وسط غرب السعودية، انطلقت من العراق لا من اليمن كما ادّعت جماعة «أنصار الله» الحوثية. هذه المواقف التي ارتكبها «السلاح المنفلت» في العراق أحرج الحكومة العراقية، ودفعها إلى اتخاذ قرار إعادة هيكلة التنظيمات المسلحة بدمجها مع الجيش النظامي أو توجيهها للانخراط في العمل السياسي وفق قانون الأحزاب. لم يتجاوب مع هذا القرار علناً سوى مقتدى الصدر الذي أعلن انفكاكه عن فصيل «سرايا السلام» الذي قام بتشكيله إبان الحرب على «داعش».

المتغير اليوم، هو ظهور «داعش» المفاجئ وهجومه على حقول نفطية في محافظة صلاح الدين. وهو الهجوم الأول منذ إعلان الدولة العراقية تحرير أراضيها من التنظيم في عام 2017، وكشف المخابرات العراقية عن خطة واسعة للتنظيم كانت تستهدف بغداد وبعض محافظات الجنوب وإقليم كردستان.

لماذا عادت الحياة لتنظيم «داعش» بعد هذه السنوات؟ هل كان موجوداً ومتوارياً؟ أم تسللت عناصره مع اللاجئين القادمين من سوريا؟ أم تلقوا مساعدات وإسناداً من جهة ما؟ والسؤال الأبرز: ما الخطر الحقيقي الذي يهدد العراق ويقف في سبيل عودته لمحيطه العربي وإنعاش اقتصاده وتنميته.. هل هي التنظيمات المسلحة المدعومة من طهران أم «داعش»؟

لا شك أن العراق يواجه تهديدات أمنية كبيرة، ورغم أنه في أفضل حالاته منذ سقوط نظام صدام حسين، من جهة علاقاته العربية والدولية، فإن الحالة الأمنية تراوح مكانها ما بين التنظيمات المسلحة المتطرفة الشيعية والسنية. لا أريد أن أقول إن سبب ظهور «داعش» المفاجئ هو محاولة إعادة الهيبة والحاجة إلى قوات «الحشد الشعبي»، ولكن الإجراءات التنفيذية التي أعلنتها حكومة عبد المهدي مؤخراً تتلخص في غلق مقرات قوات «الحشد» وإخراجها إلى معسكرات بعيدة عن المدن، وهذه الإجراءات تختلف عن نص المرسوم الرئاسي الذي كان يحتّم على قوات «الحشد» أن تأتمر بأمره بصفته قائد القوات المسلحة. المقرات البعيدة التي تنوي الحكومة إبعاد قوات «الحشد» إليها ستزيد من نفوذها ولن تقلصه كما يعتقد، لأنها ستشكل معسكرات خارجة عن الدولة وبعيدة عن أعين الدولة. اليوم تقول الفصائل المسلحة الشيعية إن الدولة في خطر بعد استعادة «داعش» قدراته الهجومية. وبالتالي من المستبعد أن يتم تحجيم قوات «الحشد» أو تحييدها، لكنه يوضح مدى ترابط المصالح بين التنظيمات المتطرفة، وأنها تشترك في أهداف واحدة، أهمها عملها ضد سيادة الدولة. في الواقع، كان من غير المتوقع أن ينهي رئيس الحكومة نفوذ «الحشد الشعبي» من خلال مرسوم، لأن الحضور الإيراني في المشهد أكبر من قدرة الرئاسات الثلاث على اتخاذ قرار بهذا الحجم وتنفيذه، لكن يظل العراق بظروفه المعقدة محل تفهم الدول العربية خصوصاً المجاورة، لكن الذي لا يمكن تفهمه ولا قبوله أن يكون العراق أرضاً لاستهداف جيرانه، مهما كانت المبررات.

 

مقدمات السلطة المتوحشة ومستقبلها في سورية

عبد الباسط سيدا/ العربي الجديد/30 تموز 2019

سياسة إضعاف الجميع بالجميع تجسّد محور الاستراتيجية التي اعتمدها حافظ الأسد في سورية، منذ أواخر عام 1970. استهدف بهذه السياسة الأحزاب الفاعلة على المستوى الداخلي أولاً، ليتمكّن لاحقاً من التغلغل، عبر الأجهزة الأمنية الكثيرة المتشعبة المتشابكة في الوظائف، إلى عمق المكونات المجتمعية، الدينية والمذهبية والقومية، وحتى العشائرية والمناطقية والأسرية، فعلى صعيد الأحزاب، تمكّن حافظ الأسد من تدجين الأحزاب القومية، العربية والكردية منها، وكذلك الأحزاب الشيوعية (ما عدا استثناءات قليلة غير مؤثرة)، سواء بضمّها إلى الجبهة الوطنية التقدمية التي أسسها لتكون وسيلة للتغطية على سياساته وقراراته الإشكالية، وأداته، في الوقت ذاته، للتحكّم بالأحزاب الأعضاء فيها مقابل فتات من الامتيازات السلطوية؛ أو عن طريق ربطها بمختلف الأساليب بتوجيهات الأجهزة الأمنية وتعليماتها وأوامرها. وفي الحالتين، كان استمرار النظام في نهج تشجيع الانقسامات، بل افتعالها، بموجب استراتيجية عامة كانت ترمي إلى تبديد أية إمكانية لظهور معارضة جادة قوية، تمتلك تأييداً ضمن الأوساط الشعبية. أما جماعة الإخوان المسلمين، فقد وجد فيها حافظ الأسد الخطر الأكبر على نظامه، ولذلك اختار أسلوب المواجهة المفتوحة معها، وذلك بعد أن تمكّن من جرّها إلى ميدان المواجهة، بفعل شعارات وممارسات طائفية، الأمر الذي مكّنه من شيطنة الجماعة، بعد أن أفلح في عملية عزلها عن الوسط السياسي السوري، وتحويلها إلى فزّاعة، تهدد الوحدة الوطنية السورية المزعومة، وذلك وفق ماكينته الإعلامية.

وبالتوازي مع هذه العملية، لجأ نظام حافظ الأسد إلى استمالة شرائح واسعة داخل مختلف

المكوّنات المجتمعية السورية، ليكرّس لاحقاً مقومات الدولة الأمنية، وهي الدولة التي تناولها الراحل طيب تيزيني بكثير من التحليل المفصّل. ومن أهم المرتكزات التي استندت إليها هذه الدولة، الاستبداد العنيف المتوحش، والتشارك في غنائم الفساد والإفساد. والنتيجة التي ترتبت على ذلك، وتفاعلت عبر عقود طوال من حكم حافظ الأسد، تمثّلت في ظهور قوى هجينة وسط الجماعات الأهلية السورية ارتبطت بصورة عنقودية عضوية مع النظام، ولكنها ظلّت، على الصعيد المجتمعي العام، منفصلة غريبة بعضها عن بعض، الأمر الذي ساعد النظام في عملية التحكّم والتوجيه، واستخدامها لتكون بمثابة خط دفاعه الأول ضمن إطار كل جماعة أهلية من الجماعات السورية التي فرض عليها الولاءات ما قبل وطنية، على الرغم من تشدّقه بشعارات ما بعد وطنية، اتخذت طابعاً قومياً أحياناً، وقومياً اشتراكياً في أحيان أخرى، ومقاوماً ممانعاً في مراحل لاحقة.

وهكذا تمكّن حافظ الأسد من تكريس روحية الانقسام بين السوريين على أساس الانتماءات المجتمعية والمناطقية؛ فعلى الصعيد المجتمعي، وزّعهم بين المسلمين والمسيحيين، بين العلويين والسنة والدروز والإسماعيليين. بين العرب والكرد والتركمان والسريان. وعلى مستوى المناطق، اتسع الشرخ بين أهل الريف والمدينة، بين مناطق الداخل والمركز والأطراف. بين سكان العاصمة وتوابعها، بين سكان المناطق النائية وتلك القريبة من العاصمة والمدن الكبرى. ولم يكن هناك أي حديث عن مشروع وطني سوري عام، يكون بكل السوريين ولكل السوريين. مشروع ركيزته التطوير المتوازن لاقتصاد متكامل، يسعى القائمون عليه إلى الاستفادة العقلانية

من الإمكانات الموجودة، ويعملون على تأمين احتياجات الناس، ويحرصون، في الوقت ذاته، على فتح الآفاق المستقبلية أمام الأجيال المقبلة.

واللافت في الاستراتيجية الأسدية التي اعتمدت لتطويع المجتمع السوري، وسلبه أية إمكانية للاحتجاج والرفض، هو حرص النظام على كسب ودّ رجال الدين من مختلف الأديان والمذاهب والطوائف، إلى جانب الاستفادة من خدمات رجال الأعمال والتجار في المدن الكبرى، خصوصا في كل من دمشق وحلب، وربطهم بشبكات الفساد، وجعلهم موضوعاً للابتزاز. وإقامة العلاقات مع الزعامات القبلية والعشائرية بقصد جعلها مخافر حراسة أمامية ضمن وسطها، تدافع عن النظام، وتشكّك في أمر كل من ينتقد ويعارض، ويشكّل خطراً مستقبلياً على النظام. وهكذا بات المنتفعون السنة في مواجهة المتضرّرين السنة، والمنتفعون من العلويين في مواجهة العلويين المتضرّرين، كذلك بالنسبة إلى الدروز والإسماعيليين وبقية الطوائف. والأمر ذاته بالنسبة إلى المسيحيين، وكذلك الكرد الذين ظلوا في الخريطة السورية كتلة بشرية يتم تحديد هويتها من خلال الانتماء القومي، قبل أي انتماء آخر.

واستكمالاً لهذا الجهد التفكيكي، إذا صح التعبير، الذي بذله لترسيخ الانقسامات ضمن المجتمع السوري، لجأ نظام حافظ الأسد إلى تسطيح العقول عبر ماكينته الإعلامية الديماغوجية، وخفض المستوى العلمي للجامعات والمعاهد الأكاديمية، من خلال العبث بقواعد قبول الطلاب وإعداد الكادر التدريسي وتأهيله، والتحكم في البعثات الدراسية، الداخلية منها والخارجية، وفرض رقابة صارمة على التأليف والنشر والفعاليات الفنية؛ هذا إلى جانب ربط الأطفال السوريين والطلاب في مختلف المراحل الدراسية بالمنظمات التابعة لحزب البعث، وهو الحزب الذي اعتمد واجهة للتغطية على توجهات النظام وممارساته.

وعلى الرغم من البدايات الواعدة للثورة السورية التي أوحت بإمكانية تجاوز الحصيلة السلبية لكل الجهود التي كان النظام قد بذلها من أجل تشتيت السوريين، وذلك بهدف قتل روحية المبادرة فيهم، وسد الطريق أمام أية دعوة تطالب بمساءلة النظام ومحاسبته، إلا أن ما جرى لاحقاً، أن النظام حصل على دعم لا محدود من حلفائه، وعدم ارتقاء الدعم الذي كانت تقدمه من المجموعة الدولية التي أعلنت عن صداقتها للشعب السوري إلى مستوى تمكين السوريين

المناوئين لنظام الاستبداد والإفساد من تحقيق خطواتٍ نوعية، تفتح الطريق أمام ممارسة ضغوط فعلية ترغم النظام على القبول بإجراءات إصلاحية حقيقية، إجراءات تضمن حقوق السوريين، وتحترم كراماتهم.

ما تبلور، بعد مضي أكثر من ثمانية أعوام على الصراع داخل سورية وعليها، يبين أن تلك الجسور التي كان النظام قد بناها مع المستفيدين ضمن مختلف الجماعات الأهلية ستستمر في مهامها، وهؤلاء يعملون اليوم بمختلف الأساليب من أجل ترويج النظام، والدعوة إلى الإقرار بانتصاره، والتلويح بالمغريات للعودة إلى أحضانه. وغالباً ما يتخذ هؤلاء من المعارضة هدفاً لاتهاماتهم، هذا مع العلم أن كثيرين من هؤلاء قد تمكّنوا من التغلغل إلى داخل صفوف المعارضة نفسها، واستطاعوا، نتيجة غياب القيادة الوطنية المتماسكة، وفقدان الضوابط التنظيمية الصارمة، الوصول إلى مراكز مهمة، استغلوها لضرب المعارضة، والتشكيك فيها، وتوجيهها نحو مساراتٍ لم تجسد يوماً آمال السوريين، بل أثارت مخاوف وهواجس كثيرة، الأمر الذي أضعف التأييد الشعبي العارم للثورة، وأبعد فاعلين كثيرين عن مفاصلها. وتسبّب ذلك كله في مزيد من التراجعات، على صعيد زخم العمل المعارض وشعبيته. ودعم، في المقابل، مواقع الساعين من أجل تسويق النظام بمختلف الأضاليل والأباطيل. ولكن هل تستمر الأمور هكذا، ويعود النظام ليتحكّم برقاب السوريين ومصائرهم، كما فعل نحو نصف قرن؟ سجلات التاريخ، ومعطيات الواقع، والتجارب الغنية التي اكتسبها الشباب السوري، كلها تؤكد أن الأمور ستتغير نحو الأفضل، عاجلاً أم آجلاً.

*كاتب وسياسي سوري، دكتوراه في الفلسفة.

 

تعنُّت الملالي يشعل ثورة الجياع

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/30 تموز/2019

ليس أمراً عادياً تجدد الاحتجاجات الشعبية في غالبية المدن الإيرانية على خلفية تدهور الوضع المعيشي السيئ أصلاً، لأنها في الحقيقة لم تهدأ منذ أواخر العام الماضي، فيما كانت تخفت أحيانا لتعود وتتصاعد مرة أخرى، بينما لا يزال مسلسل تحدي نظام الملالي للمجتمع الدولي يتسبب بالمزيد من الأزمات الداخلية ويرفع معدلات الفقر إلى مستوى غير مسبوق في تاريخ إيران. في التظاهرات التي بدأت في اليومين الماضيين باتت المواجهة بين قوات النظام شبه العسكرية والناس أقل حدة من السابق، لأن الجوع يطاول الجميع، إذ لا يمكن للشرطي أو الجندي أن يطلق النار على جوعى فيما عائلته تتضور جوعاً، وهو أيضاً في ثكناته لا يجد ما يسد رمقه فيما قادته يعيشون في منعزلات بعيدة عن شعبهم الذي كفر بهم.

كان يمكن لنظام الملالي أن يوفر كل هذا على نفسه في حال التزم القوانين والقرارات الدولية، غير أنه راوغ حتى في الاتفاق النووي الذي كشفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عوراته، والخرق الفاضح الذي تمارسه طهران في هذا الأمر، ورغم كل الأكاذيب التي أطلقتها الماكينة الإعلامية في هذا الشأن، إلا أن المسؤولين الرسميين وقعوا في فخ التبجح حين أعلنوا أنهم أنتجوا حتى قبل أيام نحو 24 طناً من اليورانيوم منذ توقيع الاتفاق، بينما المتفق عليه هو 300 كيلوغرام.

هذه الممارسات هي التي جلبت على إيران عدم الثقة الدولية، لذلك رفضت الولايات المتحدة رفع العقوبات مقابل تصديق الأولى “البروتوكول الإضافي” المنصوص عليه في اتفاق عام 2015، لأن ذلك لن يقدم أو يؤخر فيما النظام لا يزال يمارس الاحتيال السياسي في هذا الشأن.

نعم، كان يمكن تخفيف كل هذا الضغط لو أن النظام تمتع بعلاقات حسن جوار مع محيطه الأقرب، وكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بزعم مناصرة المظلومين، فيما الواقع أنه يسعى إلى تنفيذ مشروع توسعي في العالم العربي، بدءاً من لبنان الذي أحاله دولة فاشلة شبه فاقدة الثقة الدولية بها، وتفكيك العراق عبر ميليشيات طائفية إرهابية، والتدخل في سورية، إضافة إلى حربه التي يشنها على اليمن الرافض لأدواته الحوثية، ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في البحرين والسعودية والكويت، وبقية العالم العربي، إضافة إلى تدخلاته الإرهابية في دول الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية، وهو ما يدفع الدول العربية إلى التوجس منه، وعدم الثقة به. اليوم، يقفل نظام الملالي آخر نوافذ الأمل أمام شعبه باستمراره زعزعة السلم والأمن الدوليين عبر قرصنة السفن وناقلات النفط، متوهما أنه بذلك سيرغم المجتمع الدولي على الرضوخ لمطالبه، غير أنه لن يصل إلى نتيجة لأن النار التي اشتعلت في ثوبه الداخلي لن تترك له أي مجال للمناورة.

قلناها مرارا إن هذا النظام لا يتعلم من دروس الماضي، خصوصاً الدرس العراقي، وإلى أين انتهى مصير صدام حسين، أو هتلر، وكأنه يسعى إلى أن يكرر التاريخ نفسه، فيما الحل في متناوله وهو تنفيذ أمين للقرارات الدولية، والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول لإخراج شعبه من محرقة الجوع التي لا شك لن يبقى قادته في منأى عنها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع الخازن العلاقات اللبنانية الفاتيكانية واطلع على واقع مستشفى الجعيتاوي وتطوره

وطنية - الثلاثاء 30 تموز 2019

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي النائب السابق فريد الياس الخازن، العلاقات اللبنانية - الفاتيكانية ودور الكرسي الرسولي في لبنان والمنطقة.

راهبات العائلة المقدسة

واستقبل الرئيس عون الرئيسة العامة ل"جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات" الاخت ماري انطوانيت سعادة، الرئيسة العامة السابقة الاخت غبريال بو موسى، المديرة العامة للمستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي الاخت هاديا ابي شبلي والمدير العام للمستشفى الدكتور بيار يارد، الذين عرضوا واقع المستشفى والتطور الذي طرأ في خدماته الصحية والاستشفائية.

كما تطرق البحث الى الاحتفالات التي ستقام لمناسبة "ذكرى مئوية اعلان لبنان الكبير" ودور مؤسس جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات البطريرك الياس الحويك في هذا الاعلان.

 

بري التقى جريصاتي موفدا من عون واستقبل زوارا ووفودا: لبنان لوحة فريدة في نسيجه والكل معني بحمايتها

وطنية - الثلاثاء 30 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي موفدا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

جريصاتي

إثر اللقاء تحدث الوزير جريصاتي، فقال: "تشرفت اليوم بزيارة ومقابلة دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الذي نقصد دائما، لا أقول الملمات، لكن عند حدوث بعض الاحداث التي تتطلب تنسيقا قويا بين فخامة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وهو تنسيق قائم وغير مستجد على الإطلاق. طبعا تداولت مع دولة الرئيس أمور الساعة، لا سيما موضوع الموازنة، حيث تم التأكيد أنه لم يخطر ببال فخامة الرئيس يوما ان لا يوقع مشروع الموازنة. وللتذكير فقط، هو الرئيس الذي أقرت في عهده ثلاث موازنات بعد إنقطاع منذ العام 2005، وفي عهده انجزت في وزارة المالية دراسة الحسابات المالية من العام 1993 لغاية 2017 ضمنا، وفي عهده تم تأكيد ضرورة ان تقر قوانين قطوعات الحساب في مجلس الوزراء، وقد امهل مجلس النواب الحكومة 6 اشهر للانتهاء من قطوعات الحسابات وشكرت دولة الرئيس بري على هذه المبادرة". واكد جريصاتي ان "من له هذه إلانجازات على صعيد المالية العامة، لا تنتظروا منه عدم توقيع قانون الموازانة مهما كانت الاسباب وجيهة، او لا سمح الله، يطعن بقانون الموازنة لدى المجلس الدستوري، هذا الامر لن يحصل وفخامة الرئيس عون كان يأتمن دوائر القصر على قراءة متأنية للموازنة قبل التوقيع". اضاف: "والامر الثاني الذي تم بحثه، هو كيفية معالجة ما أتى في بعض بنود الموازنة، لا سيما المادة 80 منها، حيث سيبادر فخامة الرئيس الى توجيه رسالة لمجلس النواب بواسطة رئيس المجلس لتفسير المادة 95 من الدستور، وتحديدا الفقرة "وفقا لمقتضيات الوفاق الوطني. كما استعرضت مع دولة الرئيس بري المواد القانونية التي تنص على الآلية الواجب اتباعها في هذا المضمار، وهذه الآلية سيتم اتباعها بالتأكيد وستوجه الرسالة مع الموازنة مع قانون المهل المتعلق بقطع الحسابات في آن واحد، ويبقى ان الرسالة ستكون بعهدة رئيس مجلس النواب والمجلس النيابي الكريم، لان الاهمية تبقى في ان نتفق جميعا في هذا البلد، وهو بلد التوازنات بامتياز، وان نتفق على مفهوم الوفاق الوطني وماذا يعني هذا الوطني".

ولفت الى ان "هناك خطوات اخرى تكلمنا بها ولكن اتركها طي الكتمان لانني لم اتمكن حتى الساعة من موافاة فخامة الرئيس في القصر الجمهوري لاتكلم بها مع فخامته لاتخاذ القرارت المناسبة بشأنها".

سلام

واستقبل الرئيس بري القاضي في محكمة العدل الدولية السفير نواف سلام.

كلية الفنون

كما استقبل الرئيس بري وفدا من طلاب كلية الفنون في الجامعة اللبنانية الذي شارك في احياء "فعاليات الذكرى السنوية لاعتصام الامام السيد موسى الصدر في مسجد العاملية"، في حضور مسؤول مكتب الشباب والرياضة المركزي في حركة "أمل" علي ياسين والمسؤول التنظيمي للحركة في اقليم بيروت محمد عباني وعدد من اساتذة الكلية.

واكد الرئيس بري للوفد ان "لبنان يمثل لوحة فريدة في نسيجه الروحي والحضاري والثقافي والكل معني بالحفاظ عليها وحمايتها، السياسيون قبل الفنانون والمبدعون والطلاب".

واستمع الرئيس بري لمطالب طلاب كلية الفنون وهواجسهم خصوصا ولطلاب الجامعة اللبنانية عموما.

قباني

واختتم الرئيس بري لقاءاته باستقبال النائب السابق محمد قباني الذي قال بعد اللقاء: "لقد ركزنا على استنكارنا لاي محاولة لاثارة النعرات الطائفية وتكلمنا بشكل مفصل عن المادة 95 من الدستور. والمطلوب الانتقال باتفاق الطائف والسير به الى الامام وليس الى الوراء".

 

الحريري عرض مع جنبلاط الاوضاع والمستجدات

وطنية -الثلاثاء 30 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، يرافقه الوزيران أكرم شهيب ووائل ابو فاعور، في حضور الوزير السابق باسم السبع. وتناول اللقاء مجمل الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية في البلاد. واستكمل البحث إلى مائدة عشاء أقامها الرئيس الحريري بالمناسبة.

 

ميقاتي: نراهن على انه بحكمة رئيس الجمهورية يمكننا الخروج من الازمة

الثلاثاء 30 تموز 2019

وطنية - اشار الرئيس نجيب ميقاتي في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" ردا على سؤال عن وجود مس بصلاحيات رئيس الحكومة ان "هناك مثل يقول "ان الانطباع هو حقيقة" ولسوء الحظ فمع الايام تظهر الحقيقة بحد ذاتها. الانطباع بدأ منذ تشكيل الحكومة الاخيرة عندما صدر بيان عن القصر الجمهوري في بعبدا يقول "ان فخامة رئيس الجمهورية اجتمع مع دولة الرئيس المكلف ووضع اسسا ومعايير لتشكيل الحكومة". فأي اسس ومعايير مخالفة للدستور يمكن ان تكون؟ وماذا عن الكلام الذي نسمعه عن امكان سحب التكليف من رئيس الحكومة المكلف؟ عندما تتشكل الحكومة ويقدم احد عشر وزيرا على توقيع استقالة ووضعها بعهدة رئيس التكتل الذي ينتمون اليه، كل هذه الامور والممارسات المستمرة تجعلنا نطرح السؤال عن اسباب خلط الامور ببعضها البعض".

اضاف: "هناك من هو مؤتمن على الدستور، وهو فخامة رئيس الجمهورية الذي نجل ونحترم، وهناك رئيس للسلطة التنفيذية هو رئيس الحكومة كائنا من يكون. نحن لا ننظر الى هذا الموضوع من الناحية الطائفية والمذهبية بل من ناحية وجوب ان يكون مسار الحكم سليما. اما عندما تختلط الامور ببعضها البعض، فاننا نشهد الواقع الذي نشكو منه واخر ما يحصل هو ان الحكومة مضى عليها اكثر من شهر من دون ان تجتمع، والذي هو مؤتمن على الموضوع هو رئيس السلطة التنفيذية الذي يدعو الحكومة الى الاجتماع ويضع جدول الاعمال ويناقشه مع فخامة الرئيس".

وتابع: "فخامة الرئيس من حقه ان يطرح ما يريده من خارج جدول الاعمال وفي الوقت ذاته يجب ان يكون هناك نوع من الوفاق والتوافق مع رئيس السلطة التنفيذية. السؤال الذي اطرحه في حال حضر فخامة رئيس الجمهورية الجلسة ورأسها، وانسحب رئيس الحكومة من الجلسة عندما يطرح رئيس الجمهورية اي موضوع، هل تستمر الجلسة منعقدة؟ من هو المؤتمن على السلطة التنفيذية والمؤسسات؟ لقد ضاعت الامور واختلطت ببعضها البعض وهذا الاختلاط يجعل كل الامور معلقة".

وردا على سؤال اذا كان رئيس الجمهورية يميز في نظرته الى اللبنانيين؟ أجاب: "لسوء الحظ فان فخامة الرئيس احيانا يكون طرفا عوض ان يكون حكما. تعودنا ان يكون فخامة رئيس الجمهورية حكما ويوفق بين اللبنانيين ويساعد على تنفيذ خطة الحكومة لا ان يكون طرفا ومتشبثا برأي معين. من حق فخامة الرئيس دستوريا ان يعرض اي امر من خارج جدول الاعمال اذا حضر الجلسة ورأسها، ولكن جدول الاعمال يضعه رئيس الحكومة. الآن يمكن لرئيس الحكومة ان يدعو الى جلسة للحكومة في السرايا ويضع جدول اعمال الجلسة، لكنه لا يريد الوصول الى هذه النقطة، ويشدد على انه لحفظ مكانة فخامة الرئيس سيدعو الى الجلسة في بعبدا برئاسة فخامة الرئيس لاننا نراهن على انه بحكمة فخامة الرئيس يمكننا الخروج من هذه الازمة".

 

الجسر: ميزان الحريري دقيق ولا حكمة في عقد جلسة للحكومة تنفجر سياسيا

وطنية - الثلاثاء 30 تموز 2019

شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر في حديث لتلفزيون "المستقبل" على أن "رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يريد عقد جلسة للحكومة، وهو بعد حادثة قبرشمون مباشرة دعا لجلسة، ولكن ساد جو أن هناك من سيتخلف عن الحضور، فرفع الحريري الجلسة لأنه إستشعر أنه سيكون هناك نوع من التفجير السياسي"، مشيرا الى أن "بيان كتلة المستقبل الأسبوع الماضي واضح أننا نريد جلسة والحريري كذلك، لكن الاجواء الى الان لم تصفى والأمور تأزمت، ولكن واضح ان حركة الاتصالات استعادت أنفاسها واجتماع الرئيس الحريري أمس مع الرئيس بري يعطي دفعا لهذه الاتصالات، وعلينا جميعا ان نعي اننا في مركب واحد". وأمل أن "يتحسن الوضع، خصوصا أن الحريري يدرك خطورته وهو يعول على "سيدر" ويعرف الحاجة في هذه الفترة لعقد جلسة لكن لا حكمة من أن نعقدها وننتهي الى تفجير سياسي"، معتبرا أن "رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان يتكل على حلفائه سواء "التيار الوطني الحر" أو "حزب الله"، والأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله كان واضحا أننا مع حليفنا".

ولفت الى أن "رؤية رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لا تأتي من فراغ وهو يعرف التوازنات في الجبل وأن زخم ارسلان يأتي من دعم كبير من الحزب أو التيار ويعرف مونة الحزب على ارسلان"، معربا عن اعتقاده أنه "اذا عقدت جلسة وحصل تصويت حول إحالة ملف قبرشمون الى المجلس العدلي سيكون هناك تعادل في التصويت". وردا على سؤال حول امكانية استقالة الحريري وتشجيع "القوات اللبنانية" له على الاستقالة قال: "الاستقالة تصل بنا الى أين؟ تحل ماذا؟ لماذا "القوات" ستعمل على اخراجه؟ بالنهاية أعتقد ان ميزان الرئيس الحريري دقيق وهو الاكثر قدرة على تقدير الظروف التي يجب ان يترك فيها او لا يترك، بالنسبة لي مبدئيا لا اعتقد ان الامور تحل بالسلبية وادارة الظهر لها ولا الرئيس الحريري من هذا النوع. وهل استقالة الحريري تحل المشكل؟ استقالته فيها فتح باب ازمة سياسية كبيرة، والذي يعتبر أنه يجر الحريري الى الاستقالة، هو لا يعرف أثر هذه الإستقالة على البلد".

وعن حركة رؤساء الوزراء السابقين قال: "هؤلاء يتعاطون السياسة فأمر طبيعي ان يتحركوا، هم ثلاث شخصيات مهمة. دائما بفترات الازمات الكبرى كانوا يلتقون ولا شك ان الكل مستشعر الخطر، بالنهاية صفقة القرن جزء كبير منها سيكون على حساب لبنان، ما يجري في المنطقة ومشاريع تقسيم المنطقة كله له اثر على لبنان. وهذا عمل ايجابي ان يقفوا الى جانب رئيس الحكومة".

واكد الجسر: "ان لا شيء اسمه تعديل الدستور بالممارسة، نحن من دائرة القانون المكتوب والاعراف الدستورية موجودة فقط في الدول التي ليس لديها دساتير، لدي نص ونطبق النص بحرفيته، لا نخلق اعرافا، الخروج عن الدستور هو فتح باب لازمة جديدة، لمصلحة من؟.

وعن التسوية الرئاسية قال: "العلاقة مستمرة ولا يوجد شيء يطال التسوية لحد الان، من ضمن التسوية لا يعني انه لا يوجد اختلاف بالاراء، قصة المادة 80 الرئيس عون لديه حلان، الحل الاول ان يعيد القانون او ان يطعن بدستوريتها. انا استشرفت ان فخامة الرئيس يتجه نحو توقيع الموازنة واعتقد هذا الحل الانسب". وحول موضوع المادة 80 من الموازنة قال: "ان معالجة هذا الامر للأسف تنطلق من خلفية مذهبية وطائفية، والذي يطرح اليوم هذه الامور وموضوع المناصفة في الوظائف خارج الفئة الاولى، يطرحها من باب طائفي، يسوق لها في مجتمعاته كلها اننا نريد استرجاع الحقوق، اي حقوق؟ نص الدستور واضح في المادة 95 واتعجب من الناس الذي يحاولون تفسيره بطريقة مخالفة لسياقه. النص واضح وللأسف حتى في مجلس النواب حاولوا اثارة كلام اننا اخذنا حاجتنا من الناجحين، وهذا ليس صحيحا، فالحاجة تحدد بمرسوم. وكان يجب ان يأخذوا الناجحين من تاريخ نجاحهم، لكن لماذا اخذوا جزءا وتركوا الباقين؟. وعن الموازنة قال الجسر: "بعد عشرين جلسة وزارية خصصت لدرس قانون الموازنة، توصلوا الى الصيغة التي طرحت، وهي طبعا حققت اهدافا معينة لا ننكر، لكن كان يمكن ان تكون الاصلاحات افضل، ومن المفروض ان تتضمن موازنة ال2020 رؤية اكبر تتعلق بتكبير حجم الاقتصاد".

 

باسيل ترأس خلوة تكتل لبنان القوي حول الملف الزراعي: أرضنا ليست للبيع وعندما نجمع الارض والجنسية نقول لا للتوطين

وطنية - الثلاثاء 30 تموز 2019

عقد تكتل "لبنان القوي" برئاسة وزير الخارجية والمغتربين النائب جبران باسيل خلوة حول الملف الزراعي في مطعم "أديار" بكفيفان - قضاء البترون، وشارك فيها، الى وزراء ونواب التكتل، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمةالله الهاشم، المدبر العام في الرهبانية الاب هادي محفوظ، رئيس دير كفيفان الاب بطرس زياده، المدير العام في وزارة الزراعة المهندس لويس لحود وعدد من المعنيين والمهتمين.

الهاشم

في البداية، رحب الأباتي الهاشم بالحضور "في دير القديسين، دير كفيفان الذي عاش فيه القديس نعمة الله الحرديني، الأخ اسطفان نعمه، ودرس فيه القديس شربل، وهو يقع على مقربة من دير مار يوسف جربتا، حيث ضريح القديسة رفقا"، وقال: "نرحب بكم جميعا في هذه الأرض المقدسة، في أرض الرهبانية اللبنانية المارونية، التي كرس رهبانها حياتهم لقضية الانسان الذي تجسد يسوع المسيح في سبيل خلاصه. ونحن من ايماننا بهذه القضية ننتمي إلى رهبانية اسمها الرهبانية اللبنانية المارونية، من ايماننا ان تكون رسالة لبنان ورسالة المارونية هي الحفاظ على كرامة وحرية وترقي الانسان. وايماننا بهذه القيم، يجعلنا نقوم بهذا الدور الذي نقوم به على كل المستويات الروحية والثقافية والوطنية، والدور الذي نجتمع حوله بهدف تعزيز القطاع الزراعي الذي من خلاله استطاع أجدادنا ان يعيشوا شراكتهم مع شعبهم، واستطاعوا أيضا أن يعرفوا قيمة الأرض ويحافظوا عليها حتى يعيش الإنسان بحريته وكرامته فيها".

أضاف:"من دون أرض لا حرية ولا كرامة. ومن هنا، كان اهتمامنا عبر تاريخنا بشراكة مع ابناء شعبنا في هذا القطاع. ومن هنا أيضا، نجدد اهتمامنا بهذا القطاع من خلال مؤسسة أديار وعبر عملنا في كل أديارنا بتعاون وثيق مع وزارة الزراعة وسعادة المدير العام والفريق المعاون لكي نكون متجددين برسالتنا ونكمل بهذه الرسالة". وتابع: "أتمنى النجاح لهذا اللقاء من أجل نمو هذا القطاع، فنعي دوره أكثر فأكثر، هذا قطاع مهم بالنسبة إلينا في لبنان والكنيسة. وأملنا أن تكون مساهمتكم فيه والتزامكم به يحققان دورا فعالا، كما في القطاعات الاخرى التي تلقى اهتماما من فخامة الرئيس العماد ميشال عون فتعطي انتاجية أكبر. نتمنى ان يعطي اهتمامنا بهذا القطاع، نتيجة أفعل مما حققناه في القطاع التربوي الذي ننتظر التزاما منكم به أكثر وأكثر."

باسيل

واستهل باسيل كلمة قال فيها: "أتوجه بالشكر للاباتي الهاشم والمدبر محفوظ والأب الرئيس على استضافتهم لنا في هذه الخلوة عن الزراعة، والتي هي الأولى من نوعها للتكتل، وستتبعها خلوات أخرى في القطاعات الانتاجية الاخرى في لبنان في سبيل دعم اقتصادنا واليد العاملة اللبنانية. وما اختيارنا لهذا المكان لعقد هذه الخلوة، إلا إيمانا منا بالدور الذي تؤديه الرهبانية في قطاع الزراعة منذ ولادة لبنان وما قبل، فهم الذين سكنوا الجبال والوديان، وزرعوا الارض وحافظوا عليها وعلموا الناس المحافظة على ارضهم من خلال زراعتها، كما علموا اصول الزراعة".

أضاف: "إني مسرور بأن نلتقي هنا في الفترة نفسها التي نشهد فيها بداية العمل بالمرحلة الثانية والأخيرة من طريق القديسين، على أمل أن نلتقي قريبا لتدشين أعمال انتهاء العمل في هذا الطريق الذي صدر مرسوم انشائه منذ عام 1963، وانتظرنا كل هذه الفترة الطويلة لكي يصبح واقعا ويكون طريقا مهما يربط مزارات القديسين، فيرسم على الارض، كما هو مرسوم في إيمان الناس".

وتابع: "اهتمامنا بالقطاع الزراعي، واهتمامي الشخصي به، بدأ خلال عام 2004".

وعرض ل"كل المشاريع والحملات وتأسيس الجمعيات لدعم القطاع الزراعي وتسويق الإنتاج، مرورا بإطلاق الديبلوماسية الاقتصادية الى المشاريع الاخرى ومتابعتنا اليومية المشاريع الزراعية لتثبيت اللبناني في ارضه والحد من هجرته ونزوحه الى المدن ومنع بيع الاراضي". وقال: "أما على صعيد وزارة الخارجية والمغتربين فأطلقنا سلسلة مشاريع لدعم الزراعة وتصريف الانتاج اللبناني في العالم. كما قمنا بعمل مهم في الحكومة ونأمل ان يتم تنفيذه قريبا، وهو قرار إنشاء الشباك الموحد للتصدير، نظرا إلى صعوبة التصدير والشحن والنقل الذي نهتم به بشكل يومي، في ظل وجود صعوبات كبيرة، وكل هذه المواضيع يجب أن تدرج في اتفاقيات التبادل التجاري التي ينكب عليها وزير الاقتصاد، ونحن نقدم كل ما في وسعنا في هذا المجال، هذا إضافة الى متابعة التيار الوطني الحر والتكتل واهتمامهما".

أضاف: "نحن نعمل على إطلاق جمعية الطاقة الزراعية من أجل الاهتمام بالزراعة من خلال مشاريع وبيوت سيتم العمل بها قريبا في كل المناطق، وسنضمن توصياتنا خطة موحدة لاطلاق بيوت للزراعة في كل المناطق اللبنانية على ان يكون كل نائب من نوابنا مسؤولا عن بيت من هذه البيوت من عاليه والكورة والشوف وجزين وغيرها من المناطق".

وتابع: "إن خلوتنا اليوم لها أهداف كثيرة لأن القطاع الزراعي لم يلق اهتماما على مستوى التطوير، لا على مستوى القوانين ولا على مستوى الآليات العملية والمبيدات الكيمائية. وأظهرت دراسة ماكينزي وجود مجالات عديدة لزراعات بديلة ولتطوير زراعات أخرى موجودة في الاساس. إن قطاع الزراعة اليوم، وبحسب الدراسات، قد يوفر فرص عمل ل30 في المئة من اليد العاملة اللبنانية ومردوده على الاقتصاد أقل بكثير، وهذا يدل على انعدام الانتاجية، إضافة إلى أن التسليفات الزراعية لا تتخطى ال1،5 في المئة، وهذا دليل على عدم ثقة اللبناني وايمانه بأن الزراعة هي قطاع منتج يحقق الارباح. وكل هذا هو نتيجة قطعنا الأشجار وزرعنا مكانها أعمدة الباطون لاعتقادنا بأن هذا القطاع يؤمن أرباحا أكبر. وفي الوقت نفسه، أصبح العقار للبيع والمضاربة العقارية، ولم يعد موضع اهتمام لكي نحافظ عليه ونورثه لأولادنا. هذه هي الازمة التي نعيشها اليوم، ازمة تصدير منتجاتنا لأننا لا نحترم المعايير الصحية والبيئية. ولهذا السبب، نحن في حاجة إلى الخروج بقوانين جديدة وبخطوات عملية حقيقية".وأشار إلى أن "الزراعة يجب ان تشكل قيمة مضافة فتحقق الانتاجية والتدريب للعنصر البشري"، وقال: "إن الزراعة تحفظ لنا الارض، فأرضنا ليست للبيع، وهي اساس في تثبيت الانتماء من خلال التصاقنا بها وزراعتها. الزراعة بالنسبة لنا هي الارض الارض الارض، وهي قضية كيانية تماما كما الجنسية والهوية والهوية الثقافية التي نحن معنيون بالمحافظة عليها. لذلك، عندما نجمع الارض والجنسية نقول "لا للتوطين". ولذلك، نرفض التوطين لأن هناك جمعا للمساس بهذين المكونين الاساسيين لكياننا، وهما الارض والهوية اي الجنسية. هذا هو معنى الميثاق، مثال العيش المشترك، هذا المعنى الذي نلعب فيه ادوارنا كاملة متشاركة، ولكي تؤدي دورك كاملا عليك ان تكون موجودا، فلا يمكنك ان تؤدي دورا اذا كنت محذوفا او ملغى، عليك ان تكون موجودا في كل مواقع الدولة في رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء والادارة اللبنانية، فلا يمكن ان يتجسد العيش المشترك اذا لم تكن موجودا، وهناك مقتضيات وطنية أخرى إضافة الى هذا العيش المشترك".  أضاف: "من هنا نشأت اشكالية المادة 80 في الموازنة، ومن الضروري طرح هذا الموضوع الميثاقي الوطني عاليا الذي لا تتم معالجته بمعالجات صغيرة وبتسويات صغيرة بل هو بحاجة الى مصارحة وطنية كبيرة ومن الطبيعي أن يتعرض التكتل والتيار لهذه الحملة المبرمجة والتي تعيد احياء المخاوف واثارة الشكوك بعد ان سمعنا تهديدات باستئناف العد وكنا اعتقدنا ان أمر العد ثابت لا يتغير وليس موضوعا قد يتغير بناء لظروف سياسية بل هو مبدأ ثابت كياني ملتحم بوجود هذا الوطن. على هذا الاساس افترضنا وتعاطينا مع بعضنا".وتابع: "نحن نموت من اجل بعضنا ومن اجل الحفاظ على الوحدة الوطنية، ولكن عندما نسمع من جديد كلاما عن صيغة العدد فهذا يعني ان هناك تشكيكا بالصيغة وبالميثاق، وعلينا ان نعرف انه ممنوع علينا ان نخاف من مواجهة هذا الموضوع ونتمنى تأجيله وعدم تناوله وعدم الكلام عنه والتستر، لأن سياسة الهروب لا نعرفها بل نواجه الحقائق واذا كانت هذه هي الحقيقة سنواجهها اليوم مع بعضنا ومع اولادنا ونخبرهم ماذا ينتظرهم وليتحمل الجميع المسؤولية. نتيجة العد مفهومة ونحن نعرف الى اين سنصل، لكن هل هذا هو لبنان ام لبنان هو الصيغة الفريدة التي علينا ان نحافظ عليها بمعنى رسالتها وبمعنى فهمنا لها. اذا فلا يهددنا احد بالعد لأن هذا التهديد ينقلب على صاحبه لأننا نحن لنا خياراتنا ايضا وخياراتنا كلها وطنية تحافظ على هذا البلد ونحن نعرف كيف نحافظ عليه ولا نتخلى عنه ومن يتكلم بالعد ويشكك بهذه المبادىء يكون هو من يتخلص من لبنان ومن صيغته".وأردف:"لا يحاولن احد، في اي يوم من الايام، تأجيل هذا الموضوع بحجة أن أوانه لم يحن بعد، وهذا الموضوع عندما يطرح يكون كل وقته، وخصوصا عندما يطرح بالشكل الذي طرح به، لأن فكرة وجود التباس في هذا الموضوع غير مقبولة، لأن لا التباس فيه ويجب ان يعرف الرأي العام اللبناني ان لا التباس فيه بل كانت هناك مراسيم مجمدة بسبب مرور الزمن وباتت مخالفة لأنها سقطت بموجب الوقت، وهناك مراسيم كنا نبحث بحلول لها ووجدنا حلولا لاثنين او ثلاثة منها واتفقنا عليها في الحكومة وعندما طرح هذا الموضوع في مجلس الوزراء لم يمر بعد ان رفعنا الصوت، واكدنا بأن هذا الامر لا يمكن ان يمر بهذا الشكل ومن ثم اكتشفنا مروره في لجنة المال والموازنة ثم اتفقنا قبل الهيئة العامة اتفاقا سياسيا واضحا على عدم تمريره وعلى اساس ان الاغلبية كانت معنا في هذا الاتفاق الا ان ما حصل هو عدم الالتزام بالاتفاق وفوجئنا بما حصل".

وقال: "كلنا سمعنا عبارة "شطبت" لثلاث مرات وكلنا كنا على ثقة بالاتفاق ولا يجوز ان يبقى لدى الرأي العام اللبناني شك بالموضوع ويقال لماذا الآن تذكروا الاعتراض عليه بعد اقرار الموازنة. وبكل بساطة لم نعرف انه وارد الا بعد وصوله الى رئاسة الجمهورية وكانت الصدمة الكبرى وبالرغم من كل ذلك نحاول المعالجة، لذلك العلاج يكون بسؤال وطني كبير علينا جميعا ان نجيب عليه: ما معنى الميثاقية ومقتضيات العيش الوطني والشراكة في الوطن؟ ومن الطبيعي ان يتقدم التكتل باقتراح قانون لشطب هذه المادة بالاضافة الى الالتزام بهذا الاتفاق الذي اعدنا تأكيده بعد حصول اللغط بأن هذا الموضوع لن يدرج في موازنة العام 2020 ولن يتكرر لأننا نكرس اعرافا جديدة، وليس هناك من حقوق مكتسبة عندما نجري مناقصة الا بعد توقيع عقود فيها ولا حقوق مكتسبة عندما تجري مباراة الا بعد توقيع المرسوم التي تعود صلاحيته للوزير ولرئيس الحكومة ورئيس الجمهورية. ولا يمكن القيام بسوابق قانونية بالفرض على مباريات انتهت مدتها بحكم القانون وتسعى لتكريسها بقانون والقانون لا يسمو على الدستور وعلى الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور".

أضاف: "الميثاق والصيغة هما الاسمى في لبنان وأعلى من القوانين والدساتير ولا يمكن المس بهما والقوانين والدساتير تعدل بالتوافق الوطني لخدمة فكرة لبنان وبقائه ولخدمة الميثاق والصيغة. الميثاق والصيغة هما الثابتان وكل الباقي متحرك ومتغير. هذا اذا افترضنا ان هناك التباسا بالدستور او في القانون. في الواقع بالنسبة لنا المادة 95 من الدستور هي اكثر من واضحة وتتناول تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية وتنص انه بعد ذلك في المرحلة الانتقالية تصبح المناصفة محصورة في الفئة الاولى واليوم نحن لم ندخل في المرحلة الانتقالية. لذلك اي تجاوز للمناصفة الفعلية والكاملة لا يمكن ان يحصل الا بعد قيام الدولة العلمانية المدنية وتصبح واقعا معاشا. هذه هي الصيغة الوحيدة التي نقبل بها نحن كتكتل ونعترف بها ونرى انها لا تتناقض مع الميثاق. طالما ان الطائفية لا تزال معتمدة في لبنان سنحافظ على احترام التكوين الطائفي والمبدأ التشاركي والمناصفة التي يتناولها اتفاق الطائف ومن يمس بهذه المناصفة فهو بذلك يمس بالدستور وباتفاق الطائف الذي نتمسك به ونرفض تعديله ولن نسمح بالمس به الا بتفاهم وطني واسع وعريض. هذا هو جوهر ميثاقنا وروح صيغتنا وهما الاعلى والاسمى".

وختم:"في البداية انا حزنت عندما حصل ما حصل انما عدت وفرحت لطرح هذا الموضوع الآن، لأن هذا الموضوع في كل لحظة، انها الحقيقة الوطنية التي تستحق ان نكرس لها كل الاوقات ونحن لا نتهرب من مواجهتها فنعيش بصراحة مع بعضنا وبمحبة ونحفظ بعضنا كمكونات لهذا الوطن ونحفظ لبنان على امل ان تكون الزراعة وسيلة من وسائل حفاظنا على هذا الوطن."

لحود

ثم رحب لحود بالحضور شاكرا "للوزير باسيل ولاعضاء "تكتل لبنان القوي" اهتمامهم بالقطاع الزراعي ثم عرض لبرنامج الخلوة التي تمحورت حول 3 اقسام. وادار لحود الحلقات وتناولت الحلقة الواقع الزراعي في لبنان ـ مشاكل ومقترحات وحلول وتركزت المداخلات على القطاع النباتي والقطاع الحيواني وقطاع الغابات والصيد البحري والتصنيع الزراعي وسلامة الغذاء. وتحدث فيها كل من داني باسيل ومريم عيد وجورج خوري والياس واكيم. اما الحلقة الثانية فكانت حول النشاطات التسويقية المشتركة مع وزارة الخارجية والمغتربين وتحدث فيها كل من ألين الصقر وسليم المعلوف وتركزت المداخلات على الانشطة التسويقية في الخارج من خلال ايام المونة والمطبخ اللبناني وأيام النبيذ اللبناني والانشطة التسويقية في الداخل اللبناني من خلال مهرجانات الزيتون في المناطق ويوم العرق اللبناني في زحلة. وتضمن القسم الثالث من الخلوة الاستثمارات والتجارب الزراعية الرائدة واداره لحود. وفي المحور الاول تحدث لحود وغسان خوري عن البيوت الزراعية في لبنان ثم عرض طوني نصر عن نموذج بيت التفاح اللبناني وتحدث نجم خطار عن الانشطة الزراعية البترونية التي مهدت لتأسيس بترونيات وقدم سجيع لحود لمحة عن نشاط الجمعية. وتحدث خالد نخله عن دور وزارة الطاقة والمياه في تنمية القطاع الزراعي بالتعاون مع وزارة الزراعة.

وفي المحور الثاني عرض نبيل معوض لأنشطة مؤسسة رينه معوض في مجال التنمية الزراعية. ثم كانت مناقشة عامة وتحضير التوصيات، انتقل بعدها الجميع الى دير مار قبريانوس ويوستينا لاعلان التوصيات واقيمت صلاة مساء مار شربل وزياح في كنيسة الدير وفي الختام اقيم عشاء من المنتوجات الزراعية اللبنانية.

 

كتلة المستقبل: رئيس مجلس الوزراء يدعوه حصرا للانعقاد وأي دعوة لفرض بنود على جدول الاعمال هي من خارج السياق الدستوري وعرقلة للعمل الحكومي

وطنية - الثلاثاء 30 تموز 2019

عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعا عصر اليوم، في "بيت الوسط"، برئاسة النائبة بهية الحريري، تخلله البحث في آخر التطورات السياسية والأوضاع العامة، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب محمد قرعاوي، أشارت فيه الكتلة الى أنها "ناقشت مستجدات الوضع السياسي والجهود المستمرة لمعالجة ذيول حادثة قبرشمون المؤسفة". وأسفت "للوقت المهدور منذ ثلاثة اسابيع في محاولات استنباط المخارج والمبادرات التي تولى اللواء عباس ابراهيم تسويقها لدى الجهات المعنية"، ورأت ان "الرأي العام اللبناني بات على بينة من كافة المواقف وأوجه التصعيد والتعطيل وهو يتطلع لخرق جدران المرواحة في الازمات والتوقف عن استنزاف البلاد في الحروب الكلامية والنبرات المتعالية التي لا طائل منها، وعودة مجلس الوزراء الى ممارسة مسؤولياته في التصدي للمشكلات الاقتصادية واطلاق ورشة النمو التي اعلنت عنها الحكومة في بيانها الوزاري"، مؤكدة انه "إذا كانت المصلحة الوطنية تقتضي الاسراع في عودة مجلس الوزراء الى الإنعقاد، فإن الاصول الدستورية والوطنية تفترض التوقف عن توجيه الرسائل المشروطة لرئاسة مجلس الوزراء، التي نؤكد وللمرة الألف انها الجهة الوحيدة المعنية حصرا بدعوة المجلس الى الإنعقاد، والمسؤولة عن اعداد جدول الاعمال واطلاع فخامة رئيس الجمهورية عليه، وإن أي دعوة من اي جهة سياسية لفرض بنود على جدول الاعمال هي من خارج السياق الدستوري والقانوني وتقع في نطاق عرقلة العمل الحكومي".

ونوهت الكتلة ب"الايجابية التي يبديها فخامة رئيس الجمهورية لجهة التوقيع على قانون الموازنة بصفته نقلة ايجابية في المسار المطلوب للدولة ومؤسساتها الدستورية، تخفف من وطأة التجاذب الذي اعترى المواقف من المادة 80".

ولاحظت "تجدد الحملات التي تستهدف فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، وتطوع بعض النواب لمهمة اثارة الشكوك حول عمليات تعذيب لموقوفين اثناء التحقيق معهم في فرع المعلومات، الأمر الذي تدحضه الوقائع والتقارير الطبية والتحقيقات القضائية، فلا يكاد هذا الفرع ان يتولى التحقيق في قضية من القضايا، حتى تنهال عليه حملات التشكيك والاساءة". وإذ أحاطت "الرأي العام اللبناني بحملة الاكاذيب التي تطاول فرع المعلومات"، جددت ثقتها بهذا الجهاز الأمني الذي "شكل نموذجا متقدما للنجاح اللبناني في مجال الأمن والسلامة العامة على كل المستويات"، معلنة رفضها "المطلق لممارسة التعذيب الجسدي والمعنوي بحق الموقوفين وغير الموقوفين، من أي جهة أو جهاز أمني، وحرصها الكلي على حقوق الانسان وكرامته".

 

الكتائب: الأزمات الحالية مفتعلة لتغطية الفشل

وطنية/الثلاثاء 30 تموز 2019

بحث المكتب السياسي لحزب الكتائب في اجتماعه الاسبوعي، في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، برئاسة نائب رئيس الحزب جوزيف ابو خليل، في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة. وفي نهاية الاجتماع، رأى المجتمعون في بيان، ان "البلاد تعاني أزمة حكم باتت مفتوحة على كل الاحتمالات، وذلك مع تفاقم مخاطر الاستحقاقات السياسية والمالية والامنية ، فيما التعطيل الحكومي اخذ مداه في ظل شلل السلطة السياسية وعجزها عن اخذ المبادرة لانتشال البلاد من هذا التخبط. فبات الحاكم المحرض الأول لافتعال أزمات تشد العصب المذهبي والطائفي وتغطي فشله السياسي الذريع، لذلك يطالب الحزب الابتعاد عن تسييس أي حادث يقع في الجبل او أي مكان آخر، لا سيما في حادثة البساتين، واعتماد تطبيق القانون حسب القواعد الإجرائية القانونية والدستورية التي ترعى صلاحيات المحاكم". واكد الحزب ان "من يجر البلاد الى عقوبات وتهديد بحصار دولي ليس من يقول الحقيقة ويدل بشجاعة على التجاوزات، بل هو من يستأثر بقرار الحرب والسلم ويغامر باللبنانيين بصراعاته الايديولوجية العابرة للحدود، فيما المطلوب ان يضع الجميع انفسهم تحت سقف القانون والدستور، ويسلموا بقرار الدولة الحر". واعتبر المجتمعون ان "السلاح المتفلت الخارج عن القانون والذي يدفع اللبنانيون ثمنه ضريبة غالية يوميا من ارواحهم، يشكل أحد مظاهرالخروج عن الشرعية وتلاشي هيبة الدولة وحكم القانون، لذلك يذكر الحزب بموقفه بوجوب طرح مسأله سلاح حزب الله بطريقة جدية ضمن إطار استراتيجية دفاعية لحماية لبنان". واعتبروا ان "ما يدور حيال عدم نشر الموازنة يطرح مجددا مسألة الشفافية وكيفية التصويت على القوانين في مجلس النواب، لذلك، يصر الحزب ان يكون التصويت الكترونيا موثقا فتتحمل الكتل النيابية مسؤوليتها امام الرأي العام". ورأى الحزب ان "توسيع مكبات منطقة الدورة وبرج حمود والكوستا برافا، يرتقي الى مصاف التهجير الجماعي نتيجة للضرر الصحي والبيئي والإقتصادي الذي طاول مئات الآلاف من الأهالي. إن حزب الكتائب الذي لطالما طرح بدائل علمية لهذه الازمة الانسانية والوطنية المستفحلة، حذر من مقاربة السلطة السياسية لهذا الملف وغيره من الملفات بالطريقة التي تناسبها وتؤمن لها المدخول الاكبر من المال الذي يصب في مصلحة أحزابها وفريقها السياسي متناسية اولوية صحة الناس والحفاظ على هوية المناطق المحيطة بتلك المكبات".

 

التيار المستقل هنأ الجيش بعيده: لانعقاد مجلس الوزراء سريعا وتأكيد استقلالية القضاء في البت بالاحداث الامنية

وطنية - الثلاثاء 30 تموز 2019

عقد المكتب السياسي ل"التيار المستقل" اجتماعه الدوري في مقره في بعبدا برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرة وأصدر بيانا، هنأ فيه "الجيش اللبناني في عيده في الاول من آب"، آملا "أن يحل العيد المقبل والسلاح الشرعي وحيدا على كامل ألارضي اللبنانية، يحقق بقوته وعزمه الاستقرار والامن داخل حدود الوطن". واستنكر "عدم انعقاد مجلس الوزراء بالاكثرية الدستورية لمعالجة الاحداث الدامية في الشمال والجبل والبقاع، وما تبعها من المشاكل التي زعزعت الاستقرار وقضت مضاجع اللبنانيين وارهقت اعصابهم واساءت الى موسم السياحة المنتظر، للمساعدة في انقاذ الاقتصاد المتردي، اضافة الى تردي الامور الحياتية التي تفاقمت منذ سنوات وزادت سوءا حتى سئم الجميع من تعدادها". وشدد التيار المستقل على "فورية انعقاد مجلس الوزراء بحكم الدستور"، مطالبا ب"استقلالية السلطة القضائية في البت بالاحداث الامنية وترك التحقيقات لتأخذ مسارها القانوني وفقا للاصول، لكن بسرعة وباشراف الحكومة التي بناء على طلب القضاء تقرر وحدها وجهة إحالة الملف الى المجلس العدلي او الى القضاء الدولي دون تسييس حكم القضاء بالجريمة بتدخل السياسيين، مما يفسد الاحكام ويزيد اهتزاز الوحدة الوطنية". واستغرب "تغاضي رؤساء الدولة عن مشاركتهم في مساندة عجزها بحسم 5% من رواتبهم وتعوضات ورواتب النواب والوزراء "بتحرز" اسوة بذوي الدخل المحدود من متقاعدي القوات المسلحة، ومصادقة رئيس لجنة المال النيابية ووزراء ونواب تكتله القوي على المادة 80 من الموازنة ثم اعتراضهم عليها لدى بلوغها القصر الجمهوري؟". وتمنى على "رؤساء الاحزاب الكبرى ان يتحلوا بالحكمة والهدوء والا ينغروا لما وصلوا اليه من عدد النواب، فالرأي العام يتغير ويتحول وفقا لتصرفاتهم"، مشددا على ان "الشعب ليس غنما، والوعي متقدم والحرية تكشف النتائج والمؤمن لا يلدغ من ذات الجحر مرتين".

 

الراعي ترأس قداسا في مجدل المعوش: كيف نتغنى بالعيش المشترك وعمليات الإقصاء جارية خلافا لقاعدة التعددية في الوحدة؟

الثلاثاء 30 تموز 2019

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الإلهية في باحة دير مار مارون - مجدل المعوش عاونه راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، رئيس دير مار مارون الاب سمير غاوي.

حضر القداس ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب فريد البستاني، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب هنري الحلو، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري غطاس خوري، وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، النواب: تيمور جنبلاط، ميشال موسى، إيلي عون، بلال عبد الله، جورج عدوان ونعمة طعمة، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور،قائمقام الشوف مارلين ضومط، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية واجتماعية وبلدية واختيارية.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة قال فيها: "حبة الحنطة إذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمر كثير" (يو24:12) يسوع هو "وحبة الحنطة" بامتياز. مات على الصليب في أرض أورشليم، وقام من الموت بعد ثلاثة أيام، فولدت من موته وقيامته الكنيسة التي تغطي وجه المسكونة كلها. وجعل من صورة "حبة الحنطة" نهجا لكل مسيحي، بل لكل إنسان. ذلك أن من التضحية والتفاني وإخلاء الذات تولد الأمور الكبيرة".

أضاف: "من الذين تبعوا هذا النهج القديس مارون، الذي من موته الروحي بالتقشف والزهد في ناحية القورشية، ما بين أنطاكية وحلب، ولدت الكنيسة المارونية. ثم نمت مرتوية بدم شهدائها تلاميذ مار مارون الثلاثماية والخمسين الذين نحتفل بعيدهم. هم أيضا تبعوا نهج "حبة الحنطة" حتى الإستشهاد سنة 517 دفاعا عن إيمانهم الكاثوليكي المعلن في مجمع خلقيدونية سنة 451. فتمت فيهم كلمة ترتليانوس: "دم الشهداء بذار المسيحيين". وهكذا نمت كنيستنا المارونية وانتشرت في القارات الخمس بعد أن تأصلت في جبل لبنان كشجرة الأرز. ذلك أن الآباء والأجداد ساروا على نهج "حبة الحنطة" جيلا بعد جيل، في عهود من التاريخ تناوبت فيها الصعوبة والسهولة، التعذيب والراحة، الحرب والسلم. واننا في هذه البلدة العزيزة مجدل المعوش ندخلها بذكريات وتأثر لاننا نذكر المكرم البطريرك الكبير مار اسطفان الدويهي الذي جاءها سنة ???? وكان يتردد اليها في كل مرة كان بحاجة الى سكينة وطمأنينة وراحة. فتحية كبيرة لهذه الارض الطيبة بكل ابنائها وسكانها".

وتابع: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية في دير مار مارون هذا العامر في مجدل المعوش العزيزة التابع للرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، إحتفاء بعيد تلاميذ القديس مارون الشهداء وبمناسبة تكريس تمثال أبينا القديس مارون. يطيب لي أولا أن أحيي إخواني السادة المطارنة الأجلاء، وبخاصة راعي الأبرشية الجديد سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر، وقدس الرئيس العام الأباتي نعمة الله الهاشم والآباء المدبرين ورئيس الدير وجمهوره وأصحاب المعالي الوزراء وسعادة النواب ورؤساء البلديات وفعاليات المنطقة والقوى الأمنية وجميع المشاركين الأحباء".

وأردف: "أود توجيه تحية خاصة لأولاد المرحوم الياس مبارك مرهج، أعزائنا مارون ورودريك وشادي الذين حققوا رغبة المرحوم والدهم بتقدمة هذا التمثال، بعد أن غادروا لبنان لمتابعة دروسهم في أوكرانيا وأصابوا فيها نجاحا. وقد نفذ مشكورا هذا التمثال في أوكرانيا السيد إيلي ساسين. إننا نذكر المرحوم والدهم في هذه الذبيحة المقدسة، ونلتمس لهم ولعائلاتهم فيض النعم الإلهية".

وقال الراعي: "يطيب لنا أن نرحب بالأسقفين Ian و Vasyl، الممثلين لكل من متروبوليت كييف للاتين، ومتروبوليت الكنيسة الارثوذكسية في أوكرانيا، وبالأب Oleksandr رئيس الأكاديمية الأرثوذكسية في كييف. نشكر لهم مشاركتهم في هذا الاحتفال، ونتمنى لهم طيب الإقامة في لبنان. ولا بد من التنويه بجاليتنا المارونية في أوكرانيا التي تعمل جاهدة مع سيادة المتروبوليت لبناء كنيسة مارونية، وقد تعينت لجنة لهذه الغاية برئاسة عزيزنا رودريك. وسنرسل كاهنا للاهتمام بهذا الأمر".

أضاف: "حبة الحنطة إذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمر كثير" (يو 24:12)

إن دير مار مارون هذا ومدرسته عرفا موت الحرب والدمار، لكنهما بهمة الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، وتمسكها بحضورها ورسالتها وتاريخها في هذه المنطقة، قاما من الركام بحلة جديدة، من أجل خدمة روحية وراعوية وتربوية تعطي ثمارا أوفر. واتخذت الرهبانية في هذا السياق منذ سنتين القرار بتعليم تلامذة الجبل من دون أي قسط لتثبيتهم فيه، حيث تاريخهم وتقاليدهم. كما قررت الرهبانية مشكورة دعم المدرسة وتطويرها ورفع مستوى التعليم فيها، مؤمنة لطلابها النجاح الأفضل في العلوم الجامعية. وهكذا فعلت في مناطق أخرى من لبنان، هدمت فيها أديارها ومؤسساتها فرممتها وطورتها من أجل خدمة أفضل وأشمل، وأمنت هكذا المزيد من فرص العمل، وزرعت الأمل في النفوس، والطمأنينة في القلوب. وهذا ما فعلته أيضا الرهبانيات الأخرى والأبرشيات".

وتابع: "ماذا ينقص المسؤولين السياسيين في الدولة لكي يحذوا حذوها، وفي عهدتهم المال العام وكل مرافئ الدولة ومرافقها وإمكانية التعاون مع الدول والمؤسسات الدولية لاقتراض المال اللازم والإفادة من التسهيلات العالمية للقيام بالمشاريع الإقتصادية المنتجة؟ بسبب إهمالهم والفساد المالي المستشري في صفوفهم وهدر المال العام، إفتقر الشعب، وعلا صراخهم، وتحطمت آمالهم. هذا، وعلى أرض لبنان مليون ونصف نازح من الإخوة السوريين يسابقون اللبنانيين على كسب لقمة العيش بجميع الطرق. وها الإخوة اللاجئون الفلسطينيون يتظاهرون وينتفضون، عندما أرادت وزارة العمل تطبيق القانون الذي يؤمن لهم وللبنانيين سبل العمل في ظروف إقتصادية شديدة الخطورة على الجميع. فالمطلوب عدم تسييس هذا الموضوع واستغلاله، حفاظا على القضية الفلسطينية الأساس التي نناضل معهم من أجلها".

وقال: "إن مبادرة الرهبانية الحميدة في هذا الدير وهذه المدرسة شددت أواصر المصالحة في الجبل، وجسدتها في الأفعال. وبهذا أعطت الرهبانية نموذجا في كيفية تحقيق المصالحة المنشودة على أرض الواقع. إن المصالحة حصلت بكينونتها في مطلع الألفين، لكن صيرورتها تقتضي عيشها وتحقيقها يوميا بمبادرات، وبخاصة بالمشاركة في المسؤوليات العامة، وفي إدارة مؤسسات الدولة على أنواعها، وفي المطالبة بما ينقص من مثيلاتها في المنطقة، وفي تطبيق قاعدة المشاركة المتوازنة فيها. هذا فضلا عن وجوب السعي إلى إنشاء مشاريع إنمائية خاصة وعامة تؤمن فرص عمل".

أضاف: "لقد آلمتنا جدا في الصميم، كما آلمت كل اللبنانيين، حادثة قبرشمون التي وقعت في أول تموز ووترت الأجواء الأمنية والسياسية، وأيقظت المخاوف وعطلت جلسات الحكومة، وشلت حركة الدولة، وأنزلت خسائر إقتصادية ومالية في الدولة، وبترت حركة السياحة، وأفقدت لبنان ثقة شعبه وثقة الدول به. وجاءت بكل أسف الحادثة الثانية في البساتين لتعيد مساعي الخير إلى نقطة الصفر. لا يمكن الاستمرار في هذه الحالة، بل يجب إيجاد الحل بالعودة إلى الدستور نصا وروحا، مهما اقتضى ذلك من تضحيات في الرأي والموقف والرؤية السياسية والمصلحة الخاصة، تطبيقا لنهج "حبة الحنطة". أجل، من التضحية تولد الأمور الكبيرة، وأولاها خلاص لبنان كيانا وشعبا ومؤسسات، ونهوضه الاقتصادي والمالي والإنمائي والاجتماعي. وكم نود أن تكون المصالحة الداخلية في الجبل، مع الالتزام بمقتضياتها نموذجا لسائر المصالحات السياسية في مختلف المناطق وعلى مستوى الوطن ككل. كيف نستطيع أن نتغنى بالعيش المشترك والنظام الديمقراطي والوحدة في التعددية، فيما الخلافات والإنقسامات تتفاقم، وعمليات الإقصاء والاستبعاد والاستئثار جارية خلافا لقاعدة التعددية في الوحدة والمشاركة المتوازنة في إدارة شؤون الدولة؟".

وتابع: "إذا حافظ المسؤولون السياسيون على هذه القاعدة المبنية على الدستور والميثاق الوطني الذي جدده ميثاق الطائف، سلكوا حقا الطريق الآمن والسليم إلى بناء الدولة وحماية الوطن. وما عدا ذلك نظل نتخبط في الظلمة، والدولة تتقهقر بكل مقوماتها ومكوناتها".

وختم: "بمناسبة رفع تمثال مار مارون أمام باحة هذا الدير المبارك، وعيد تلاميذه الشهداء الثلاثماية والخمسين، نرفع أفكارنا وعقولنا وقلوبنا إلى العلى، إلى الله لنستمد النور الهادي إلى الخلاص الروحي والوطني، الشخصي والجماعي، رافعين نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس الواحد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".

غاوي

وألقى رئيس الدير الأب سمير غاوي كلمة باسم الرهبنة اللبنانية المارونية رئاسة ورهبانا قبيل ختام القداس قال فيها: "صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، تحملون بيدكم عصا رعاية أبينا القديس مارون، وتزرعون كلمة الحق في إعلان إنجيل الخلاص، بالأمانة لمن جلستم على كرسيه في أنطاكية، بطرس هامة الرسل، فأخذتم من بطرس الشركة، ومن مارون المحبة، وجعلتم شعار حياتكم والشهادة: شركة ومحبة".

أضاف: "فخامة الرئيس العماد ميشال عون رئيس الجمهورية اللبنانية ممثلا بسعادة النائب فريد البستاني، عنكم ومن أجلكم نرفع الصلاة في هذا اليوم وفي كل يوم، ليمنحكم الرب القوة فتقودوا البلاد إلى ميناء السلام، ويسترجع الوطن دوره كرسالة لبلدان الشرق الأوسط، بما وهبكم من ميزات وما تحليتم به من قيم، وأنتم تجسدون في شخصكم القيم التي تتميز بها مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، مدرسة الجيش اللبناني الذي نتوجه من خلال شخص فخامتكم لنحيي قيادته وجميع الضباط والعسكريين بمناسبة عيد الجيش".

وتابع: "دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري رئيس محلس النواب المحترم ممثلا بسعادة النائب هنري الحلو، لكم يا دولة الرئيس كل الشكر على تعاونكم الصادق مع فخامة الرئيس، وعلى عملكم الدؤوب من خلال مجلس النواب، لتؤمنوا عمل المؤسسة الدستورية وتستعيدوا دورها في التشريع والمحاسبة والمتابعة".

وأردف: "دولة الرئيس سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء ممثلا بمعالي الوزير غطاس الخوري، لكم يا دولة الرئيس كل الشكر على محبة لبنان أولا، وعلى روح المرونة وتفضيل المصلحة العامة، والتمسك بلبنان القائم على التكافؤ والعيش المشترك، وقد أعلنتموها في أكثر من مناسبة، عبر تمسككم بالمناصفة".

وقال: "باسم قدس أبينا العام الأباتي نعمة الله هاشم السامي الاحترام رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية ومجمع الرئاسة العامة الموقر وباسم إخوتي أبناء الرهبانية وجمهور هذا الدير، أرحب بكم في ديركم دير مار مارون. بحضوركم يا صاحب الغبطة والنيافة مع صحبكم المميز يستعيد الدير، لا بل المنطقة بأسرها، زهو تاريخ حضوره في هذا الجبل، كما أرادته الرهبانية اللبنانية المارونية، واحة رجاء وشهادة، وعلامة الرسالة التى آمن بها أبناء مارون، ففتتوا الصخور وحولوها إلى جنات، وحملوا نور الإيمان وزرعوه عبر ترسيخ العلم في محو الجهل وزرع القيم، فساهموا في بناء حضارة المحبة وعيش أخوة صادقة مع أبناء الجبل الأشم دروزا ومسيحيين، حضوركم يا صاحب الغبطة والنيافة يجعل المعوش تعتز بمجدها. ومن غبطتكم نسأل بركة خاصة لجميع الذين تعاونوا وضحوا معنا في هذا الاحتفال المهيب، ونخص منهم بلدية مجدل المعوش بشخص رئيسها السيد روميو ياغي وجميع الفاعليات والأشخاص الذين ساهموا وعملوا وتعبوا معنا ليل نهار خلال هذا الأسبوع، ونذكر جوقة جامعة الروح القدس الكسليك ومديرها الأب الدكتور بديع الحاج وكشافة مجدل المعوش والشبيبة والقوى الأمنية التي رافقتنا طيلة هذه الاحتفالات، كما نسأل من غبطتكم بركة خاصة لعائلة المرحوم الياس مبارك مرهج الذي بعنايته تباركون في هذا الاحتفال نصب أبينا القديس مارون، ونوجه لهذه العائلة كل الشكر والتقدير".

أضاف: "تحتفلون اليوم بعيد تلاميذ مار مارون الرهبان الشهداء الأبرار، الذين امتازوا بالإيمان والأمانة، كما أبناء رهبانيتنا الحبيبة، رهبانية القديسين، الذين واصلوا رسالة الشهادة عينها فبلغوا مجد القداسة، فنسأل الله الذي زرع في قلب مارون وتلاميذه، وصولا إلى القديسين شربل ورفقا ونعمة الله والاخ اسطفان، أن يحميكم وأن مدكم بالصحة لتواصلوا رعاية القطيع الصغير".

وكان الراعي، قبيل البدء بالذبيحة الإلهية، قد رفع صلاة تبريك تمثال مار مارون في ساحة الدير والذي قدمه آل مرهج.

 

القمة الروحية الإسلامية المسيحية التأمت في دار الموحدين: التمسك بثوابت أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون

وطنية - الثلاثاء 30 تموز 2019

التأمت القمة الروحية المسيحية - الإسلامية في دار طائفة الموحدين الدروز، بدعوة من شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن، وبمشاركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب ممثلا رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، بطريرك الأرمن الارثوذكس الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان، بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك الأرمن الكاثوليك غريغوار بطرس العشرون، المطران مارثاوفيلوس جورج صليبا ممثلا بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، رئيس الكنيسة القبطية الارثوذكسية في لبنان الاب رويس الاورشليمي، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس جوزف قصاب، رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي ممثلا بالنائب العام رافييل طرابلسي، نائب رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد خضر عصفور، النائب الرسولي للاتين في لبنان المطران سيزار آسيان ممثلا بالاب توفيق بو مرعي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، رئيس الطائفة الآشورية الارثوذكسية في لبنان المتروبوليت مار ميليس زيا ممثلا بالخوري كيفركيس يوحنا . كذلك شارك نائب رئيس المجلس الشرعي الدكتور عمر مسقاوي، الامين العام لدار الفتوى الشيخ امين الكردي، الوزير السابق خالد قباني، المعاون البطريركي جورج اسادوريان، القس رياض جرجورة، وأعضاء لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي.

بيان القمة

وصدر عن القمة البيان الآتي: "بدعوة من سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، انعقدت القمة الإسلامية - المسيحية في دار الطائفة بحضور المرجعيات الدينية المسيحية والاسلامية. وبعد تداول الشؤون الوطنية والعربية العامة صدر عن المجتمعين البيان الآتي:

إيمانا بلبنان الوطن السيد الواحد أرضا وشعبا ومؤسسات، الذي نحيي قريبا مئويته الأولى، والمنتظمة مبادئ قيامه وديمومته واستقلاله بالبنود الصريحة الواضحة الواردة في مقدمة دستوره وميثاقه الوطني، والذي نشأ على قاعدة تحترم الحريات العامة والخاصة وتقوم على الشراكة الوطنية والعيش الواحد للمواطنين اللبنانيين، باختلاف أديانهم وتوجهاتهم. وبعد ثبات صيغته الإنسانية الراقية وسط العواصف والأزمات التي تعرض لها عبر تاريخه القديم والحديث، وبعد نهوضه من ويلات الحروب ومحنة التطرف والإرهاب وتصديه المستمر للعدو الاسرائيلي بفعل تضحيات المؤسسة العسكرية ومقاومة شعبه، بقي متمسكا بثوابته الوطنية، محافظا على وحدته، أمينا لرسالته، ومحققا التضامن الوطني. وفي الوقت الذي لا يزال لبنان يواجه تداعيات أزمات شائكة نتيجة التقاطعات الضاغطة على ساحته وتداعياتها المقلقة على أكثر من صعيد، خصوصا في أمنه - وأشدها خطرا تهديدات العدو الصهيوني - وفي اقتصاده الذي بات موضع ترصد دائم وتقييم دقيق من الدول ذات الاهتمام، ومن المؤسسات الاقتصادية الدولية ذات الاختصاص، وفي وضعه الاجتماعي بتفاقم مشكلة النازحين، وتراكم الأعباء المترتبة عنها في مستويات عدة لا سيما الاقتصادي والمعيشي منها.

وفي الوقت الذي يواجه لبنان بتفان التحديات نتيجة للموقف الوطني الجامع برفض التوطين شكلا ومضمونا. فإن المجتمعين يرون أن المطلوب إزاء كل ذلك المزيد من الوعي والتضامن الوطني لتجاوز المخاطر التي تتضاعف في ضوء ما يحاك من مشاريع ومخططات معلنة وغير معلنة تستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة وفرض أمر واقع جديد على دولها وشعوبها، لا سيما ما يخطط لتهويد القدس وفلسطين التاريخية. إن الوحدة الوطنية التي نشأت بين العائلات الروحية اللبنانية على قاعدة المواطنة والميثاقية والعيش المشترك والتعددية، والتي أرسى ثوابتها اتفاق الطائف بتعديلاته الدستورية، تشكل الأساس والضامن لبناء لبنان الغد. وعلى هذا الأساس، فإن أي إساءة الى العيش المشترك في أي منطقة من لبنان وبخاصة في الجبل، هي إساءة الى لبنان الفكرة والرسالة، تعرض حاضره ومستقبله للأخطار والأزمات. وإن إطلاق وصف الـ"كنز" على مصالحة الجبل التاريخية هو أبلغ تعبير عن أهميتها في أبعادها الوطنية والمعنوية والميثاقية والمستقبلية، وهو كنز برسم الوطن من أقصاه الى أقصاه. ولا يسع الرؤساء الروحيون إلا أن يعربوا عن ألمهم الشديد لحادثة البساتين المؤسفة التي أدت بنتائجها إلى تعطيل عمل الحكومة الذي هو حاجة ماسة للإستقرار السياسي والأمني وللنهوض الإقتصادي، ودعوا إلى إيجاد الحل المناسب والسريع لكي تستعيد البلاد حياتها الطبيعية. من أجل ذلك، فإن القمة الروحية المسيحية - الإسلامية إذ تؤكد التمسك بهذه الثوابت التي أرساها الدستور وأجمع عليها اللبنانيون، تدعو المسؤولين في مواقعهم والقيادات السياسية والمجتمع الأهلي الى حفظ هذه الثوابت في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة ترسيخا لوحدة لبنان وسلامته ورسالته في الاخوة الإنسانية والعيش المشترك، والالتفاف حول المؤسسات الرسمية الدستورية والإدارية والقضائية والأمنية، وتفعيل عملها ودورها، والاحتكام إليها في كل ما يعترض الحياة الوطنية من أزمات، وإطلاق خطة نهوض شاملة بالوطن ومحاربة الفساد بكل مستوياته وتأمين الحد الأدنى من متطلبات المستقبل الأفضل الذي ننشده لجميع أبنائنا. ولمناسبة عيد الجيش وجهت القمة الروحية تحية الى المؤسسة الوطنية الجامعة التي يجسدها الجيش اللبناني الساهر دائما على سلامة الوطن وأمن شعبه. وأكدت القمة المسيحية - الاسلامية أهمية الأخلاق من حيث هي قيمة إنسانية سامية تشكل العمود الفقري لقيام المجتمعات، ودعت الى التمسك بمحمولها المعنوي وتجنب الابتذال نهجا وعملا في كل الأداء السياسي والإعلامي والثقافي والتربوي والأدبي والفني والاجتماعي لكي تبقى الحرية في لبنان مصانة بمفهومها الحضاري الراقي.

إن القمة الإسلامية - المسيحية تؤكد أصالة الدور الحيوي الذي تميز به لبنان في إثراء الحوار بين أهل الأديان والثقافات المختلفة خصوصا بعد تحقيق استقلاله. وله في هذا المجال الحضاري مخزون بالغ القيمة والأهمية، يؤهله ليكون مركزا دوليا للحوار لما يتماهى به من تعدد ديني وثقافي وإيمان بالكرامة الإنسانية.

وأعرب أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة والفضيلة عن رفضهم المطلق لما تتعرض له مدينة القدس والشعب الفلسطيني برمته من انتهاكات لحرمة الأديان وكرامة الانسان وحقوقه. وأكدوا بقاء القدس مدينة الديانات السماوية، التي لن تنال منها الاعتداءات والانتهاكات والممارسات الجائرة من الاحتلال الغاصب، ولا الخطط المشبوهة على اختلاف أشكالها وتسمياتها الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، والتي تقوض كل فرص السلام المنشود وتعرض المنطقة لمزيد من العنف والحروب.

وأكد المجتمعون الرفض المطلق للقرار العنصري المسمى "قانون يهودية الدولة" الذي يحمل في مضمونه وأهدافه خطرا وجوديا على فلسطين التاريخية وهويتها العربية، وأدانوا التدمير الممنهج للأحياء التراثية ومنازل الفلسطينيين في القدس بما هو إجراء عدواني لا إنساني، وأعربوا عن تضامنهم مع البطريركية الأرثوذكسية المقدسة في سعيها إلى الحفاظ على ممتلكاتها، وعبروا عن وقوفهم إلى جانبها في إدانة أي تصرف إسرائيلي بالأملاك الوقفية للكنيسة لمصلحة المحتل الإسرائيلي، والمطالبة باسترجاع ما تم الاستيلاء عليه بطرق ملتوية وغير شرعية.

فالقدس بمكانتها الروحية المقدسة، لا يجوز التفرد في تقرير مصيرها بقوة الأمر الواقع ولا بقرارات أحادية جائرة، بل هي كانت وستبقى ملك الإيمان البشري المشترك وحقا تاريخيا للشعب الفلسطيني عاصمة لفلسطين الدولة المستقلة، إلى جانب كل الحقوق الفلسطينية الأساسية في العودة وبقاء الأرض والحياة الكريمة.

وأدان المجتمعون القرار الأحادي المرفوض في إعلان سيادة مزعومة للكيان الغاصب على الجولان السوري المحتل، مؤكدين أن هذه الأرض العربية لن تتغير هويتها مهما طال ليل الإحتلال.

إن المجتمعين بما يمثلونه في مواقعهم، وبما يعبرون عنه من رمز لتضامن وتعاضد الأخْوة في المشترك الإنساني النبيل الجامع للقيم الروحية والمثل الأخلاقية والفضائل السامية التي بها ترقى المجتمعات إلى أنبل الغايات، يدركون بإيمانهم ما يمكن لإله المحبة والنعم، الرحمن الرحيم، أن يمن به علينا جميعا، وعلى شعبنا وشعوب المنطقة، بالفرج والمغـفرة والسلام، وأن يسلك الجميع في العالم العربي والإسلامي وفي العالم أجمع نهج الحوار والتفاهم ورفض الظلم والعدوان، لتحقيق مبتغى الشعوب وصون إنسانيتها.

نسأله تعالى أن يحفظ لنا في قلوبنا نعم الهداية والاستقامة والفلاح، وأن يوفقنا ويوفق كل من في مواقع المسؤولية إلى نهْج التعقـل والرشد والسداد، وأن يلهمنا جميعا إلى ما فيه الخيْر والحق والعدْل. اشملنا يا رب برحمتك ولطفك، إنك أنت السميع المجيب، الكريم الغفور".

الافتتاح

وكانت اعمال القمة افتتحت قرابة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر بكلمة للشيخ حسن جاء فيها: "بوركت قلوبكم حين تداعيتم، بلا تردد بل بالمحبة والإرادة الطيبة إلى اللقاء. وأي لقاء هذا الذي يجمع من هذا الحيز الجغرافي الاستثنائي هذا القدر من القادمين من مساجد كنائس وخلوات ?يذكر فيها اسم الله كثيرا?. من جبال لبنان وسهله وساحله، إذ تردد الأصداء نداءات الآذان وترانيم الآباء منذ مئات السنين. ويدعى فيها الناس إلى بذل الهمة في تزكية النفس وتطهير الخلق وتنقية الروح نهلا من معين الرسالات السماوية التي هي في لطائف معانيها ومكنونات مقاصدها نور لهم وهدى. إن للقمة الروحية التي تمثلون مزية التلاقي في رحاب الإيمان بالكتب الموحى بها من الله العزيز الحكيم، نور السموات والأرض، منه الحياة التي "كانت نور الناس" تجمعنا إرادة فعل المحبة، التي من ثمرها الطيب اللقاء والوقوف على ما يمليه علينا الحق والخير والسلام. ولدينا جميعا الفسحة النورانية من الـمشتركات الإنسانية التي تحفظ فيها القيم الخالدة لكل حركة حضارية بالمعنى الإنساني النبيل، قيـم العدل والبر والرحمة والـمحبة والحلم والتواضع والوداعة وانكسار الأنانية لأن استشعار وجود النعمة الإلهية تـثمر في القلب التقوى التي هي خير الزاد كما جاء في الكتاب الكريم". وأضاف: "إن لقاءنا اليوم هو في محل التقدير البالغ والإكبار المستحق، بما تمثلون ونمثله وبما نحفظه من أمانة التزامنا بتلك القيم، ومن موقع النصح والدعوة إلى انتهاج سبيل الحكمة وحصافة الرأي والحنكة في إدارة الأمور وحسن التدبير، لكي نؤكد الثوابت الوطنية التي هي في الحقيقة الأسس المتينة التي انبنى عليها الصرح الوطني الذي يظللنا بسقفه دولة وشعبا ومؤسسات. والشعب حين يمنح الثقة لممثليه فإنما يمنحها للحفاظ على سلامة الصرح وأمنه واستقراره وازدهاره لا للخلافات بينهم، كي تكون الحياة فيه كريمة والعيش رغدا والكرامة محفوظة والمستقبل واعدا بكل خير. لتكن تلك الثوابت والمبادئ في المستوى الذي يعلو فوق ساحة التنافس الديموقراطي الإيجابي الدائر وفق قواعد النظام الذي تحدده القوانين والتشريعات الدستورية. وأما إذا حصل العكس - وللأسف هذا ما تظهر بوادره بل ظواهره في المشهد السياسي العام خصوصا منذ نهاية الاستحقاق الانتخابي- فإن ما يخشى هو طغيان النزعات الشعبوية القائمة على أهداف "شد العصب الطائفي"، وهذا يقود إلى الوقوع في أسر دائرة مقفلة من التنافر والتنافر المضاد ما يؤدي بدوره إلى عواقب وخيمة في بنية وطننا المهدد بالكثير من الأزمات في شتى الحقول. وإن الاحتكام إلى الدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والأمنية ليس خيارا ينتقيه هذا الطرف أو ذاك، بل هو التزام بالعقد الاجتماعي الذي ارتضاه الشعب الذي هو مصدر السلطة.

وبالطبع، يبقى "كنز المصالحة"، وفق وصف غبطة البطريرك الراعي بحق، أمرا جوهريا برسم التحقق الدائم المتواصل، والأحرى أن يكون نهجا عاما لكل اللبنانيين حين يتطلب الأمر ارتقاء ساميا فوق الشحذ الطائفي البغيض، وظلمة الأزمات عند غفلات العقل والروح. وإننا لنعتبر الجبل أساسا "لوحدة الأرض والإرادة" استنادا إلى التاريخ، ليس في سرد الوقائع فيه، بل خصوصا في ضمائر الناس ووجدانها وتراثها الذي يمتلك الكثير الكثير من المساحات المشتركة التي جعلت من لبناننا العزيز وطنا فريدا مميزا علينا أن نستحقه".

وتابع: "من هنا من داركم دار كل اللبنانيين، دار المسلمين الموحدين الدروز جميعا، نرفع معكم نداء استثنائيا في هذا الزمن الاستثنائي الصعب والتي تمر به بلادنا حيث المخاطر تحدق بنا والأزمات تعصف بكل قوة في منطقتنا.نداؤنا هو نداء المسؤولية، ونداء المحبة، المسؤولية التي يجب على كل مسؤول من موقعه التحلي بها قبل كل شيء، المسؤولية الوطنية والإنسانية التي بها فقط يتحقق الاستقرار وينقضي التعصب والاحتقان، فليكن كل مسؤول على قدر ما هو ملقى على عاتقه، وعلى قدر آمال اللبنانيين الذين يريدون الحياة الكريمة على قاعدة المواطنة والحرية والأمن والازدهار، وكيف يتحقق ذلك في ظل شحن النفوس؟ بدلا من التعالي والتسامح، وكيف نضمن الازدهار والتقدم في ظل تعطيل عمل الحكومة ومحاصرة موقع رئاستها وشل اقتصاد البلاد، وكيف يكون الأمن والاستقرار في ظل عودة الخطاب إلى مآسي الماضي وأثقاله التي طويناها جميعا إلى غير رجعة بإذنه تعالى.هو نداء المحبة إلى اللبنانيين: عودوا إلى أنفسكم، أقيموا على المحبة والتعاطف علاقاتكم، تحرروا من أحقادكم، تعاونوا فيما ينفعكم ويرفع من مستوى حياتكم، تحابوا، سيروا على هدى العقل لا الغريزة، انبذوا صغائر السياسات، وفساد الغرضيات".

وقال: "من دار الموحدين الدروز، نتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية بما يمثله من موقع دستوري مؤتمن على الدستور وعلى الميثاق الوطني ومندرجات اتفاق الطائف. وعلى منع كل ما يناقض صيغة العيش المشترك؛ والمسؤول الأول والأخير عن تحويل عهده الرئاسي الى عهد إنتاج وخير وبحبوحة وأمن على كل اللبنانيين، ندعوه الى جمع اللبنانيين تحت سقف هذه الثوابت، ومنع أي سعي لضرب ركائز الصيغة اللبنانية وأسس قيام الكيان اللبناني المبني على الحريات والتنوع والتعددية والديمقراطية والتوازنات الوطنية والشراكة ونبذ الإلغاء والاستفراد والاستئثار والاستقواء. وسوف يكون الكل معكم للنهوض بلبنان ماليا واقتصاديا ومعيشيا". وختم: "رجاؤنا أخيرا أن نخرج بأسرع وقت من الأزمات وأن نستعيد معا عافية لبنان، وعمل مؤسساته، لتحقيق ريادته في كل المجالات. سائلين الله تعالى أن يلهمنا إلى ما فيه رضاه، وأن يسدد خطانا في كل خير، وأن يهبنا بألطافه وأنواره البصيرة النيرة التي تهدينا سواء السبيل وتثبت نفوسنا في طاعته، لا إله غيره ولا معبود سواه".

الراعي

بدوره قال البطريرك الراعي: "اليوم فتحت صفحة وطنية رائعة، ونحن نوجه نداء لكل الجهات السياسية من دار الموحدين الدروز للتهدئة، وهذا اللقاء هو أكبر طمأنينة للشعب اللبناني. وانا اتمنى ان تكون القمة دورية، ونصلي سويا لخلاص الوطن الذي يجمعنا في سفينة واحدة في قلب هذا البحر الهائج، ونحن الى جانب هذا الشعب المقهور". وأضاف: "نعيش ظروفا صعبة والجميع ينظر الينا بأمل ورجاء لان الشعب موجوع ومجروح، وهذا لا يخفى على احد. فالدولة متعثرة والفقر يزيد، لذلك نحن نفكر في الناس الذين ينظرون الينا، ونسأل الله ان نكون على قدر آمالهم.

نحن كروساء روحيين لا يمكن ان نرى شعبنا يعاني الا ونكون معه والى جانبه، وهذا يتطلب منا ان نساعد شعبنا اكثر، واتمنى ان تكون القمة الروحية قمة مفتوحة، لانه يكفي ان نلتقي كي نبعث الطمأنينة للشعب. دعاؤنا ان نكون على مستوى آمال شعبنا وان نبقى أمامه موحدين كما نحن، وان نكون جامعين له وللسياسيين في لبنان الذي يتميز بالتنوع في الوحدة". وختم: "اننا نصلي من اجل خلاص لبنان وشعبه وخلاص الوطن الذي يجمعنا كلنا في سفينة واحدة داخلة هذا البحر الهائج".

دريان

من جهته قال المفتي دريان: "هذه القمة هي على صورة لبنان الحقيقية، بتعدده وتنوعه، نحن كمرجعيات دينية كنا دائما على تواصل من أجل حل الأمور المعقدة التي تواجه الوطن واللبنانيين، وكنا دائما نبحث عن الحلول من اجل انهاء الأزمات كي يبقى الوطن. ان من مسلماتنا هي الوحدة الوطنية، وعلينا مسؤولية في تثبيتها، كما أن العيش الواحد هو من المسلمات الأساسية أيضا، ونحن نعتز بأننا تجاوزنا كل الخلافات، وتوافقنا كمرجعيات دينية على صون العيش الواحد في لبنان، لاننا في النهاية لبنانيون، مسيحيين ومسلمين، وواجبنا ان نحافظ على عيشنا المشترك".

وأضاف: "نشدد على استقرار لبنان والتمسك بالدستور واتفاق الطائف نصا وضوحا، وعلى السياسيين ان يلتزموا الدستور واتفاق الطائف، ونحن سنقف كمرجعيات دينية سدا مانعا أمام الالتفاف حول نصوص الطائف. نحن من هذه القمة نتوجه الى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، الى حماية الدستور واتفاق الطائف، لأن ما يجمعنا كلبنانيين هو الوحدة الوطنية والعيش الواحد واحترام الدستور. إن مجرد اللقاء اليوم، يضفي على اللبنانيين روحا من الاطمئنان، لأننا نحن المرجعيات الدينية أخذنا على عاتقنا أمانة في الحفاظ على الدستور واتفاق الطائف، لان الدستور واتفاق الطائف دفع اللبنانيون دماء عزيزة، ونحن كمرجعيات سوف نقف سدا منيعا امام الالتفاف على صلاحيات اتفاق الطائف الدستورية للرئاسات الثلاث، ونحن من هذه القمة نتوجه الى فخامة رئيس الجمهورية الذي اقسم على الدستور بالمحافظة عليه، وندعوه الى حماية هذا الدستور واتفاق الطائف بالممارسة، لانه لا يجمعنا كلبنانيين الا هذه القواعد ألاساسية الثلاث، الوحدة الوطنية والعيش الواحد والمحافظة على الدستور، اما باقي الأمور فهي تفصيل لانه بالمحافظة على الأساسيات والثوابت تحل كل المشاكل والأزمات، كما ان مشاكلنا لا تحل بالتشنجات، نحن لا نريد أن ندخل اللبنانيين في المجهول، لان الوقت الحالي متأزم ونريد الكثير من الحكمة".

الخطيب

ثم ألقى الشيخ الخطيب كلمة، أكد فيها "المصالحات التي أنجزت بين اللبنانيين وضرورة تقويتها، ومن جملتها المصالحات بين أبناء الجبل، وعدم نكء الجراح أو افتعال مشكلات جديدة لغايات سياسية، ونحن على يقين أن أبناء الجبل كما كل اللبنانيين لن يسقطوا في الفخ مرة أخرى، ولن يستطيع أحد أن يجرهم إلى فتنة جديدة سواء كانت فتنة: درزية - درزية، أو درزية - مسيحية، أو إسلامية - مسيحية أو غيرها، كما نؤكد على ضرورة العودة إلى المؤسسات الدستورية لحل المشكلات التي تنشأ بينهم".

وأضاف: "ندعو الجميع إلى الإنشغال بما يحتاج اليه اللبنانيون من إنماء للمناطق ومشاريع اقتصادية وإيجاد مجالات عمل للبنانيين الذين أصبحوا بفضل هذه السياسات، عاطلين عن العمل، وبوضع اقتصادي مزر ينذر بأسوأ العواقب، فلا يجوز أن يبقى مجلس الوزراء معطلا، ونحن ننتظر انعقاده بأسرع وقت ممكن وهو ما يريده اللبنانيون، كما أنه لم يطل ارتياحنا لإنجاز الموازنة حتى بدت عقبات جديدة أمام توقيعها ونشرها، لذلك فإننا نأمل من المسؤولين الإسراع في توقيعها ونشرها فإن البلد لا يمكنه الانتظار والوضع لا يحتمل مزيدا من الوقت".

يوحنا العاشر

من جهته شد البطريرك يوحنا العاشر على "أهمية التنوع الذي نحن عليه، مما يدل على أننا عائلة روحية واحدة، ونؤكد اننا كقادة روحيين في هذه الديار، وكل المسؤولين والدساتير تحتكم الى الانسان. وبالتالي كقادة روحيين وسياسيين علينا ان نعمل من أجل الانسان ولا سيما ما نعانيه اليوم من اوضاع معيشية اقتصادية صعبة". وأضاف: "نحن نؤكد بلقائنا هذا أننا نريد خير لبنان، وان نبعد كل المخاطر الآتية من الداخل او الخارج. كما ان مجرد هذه الصورة بهذا التنوع هي رسالة قوية تدل على أن ما من شيء يفرقنا، نحن عائلة واحدة يحترم كل واحد منا الآخر".

كشيشيان

وقال الكاثوليكوس آرام الأول: "نحن لا نرى الا لبنان الواحد والعائلة الواحدة، وان ما يصيب طائفة يصيبنا جميعنا، وهذه هي صورة لبنان التي نترجمها في لقائنا اليوم".

يونان

أما البطريرك يونان فقال: "علينا أن نكون واقعيين، ونطوي صفحة الماضي ونتطلع الى المستقبل، وان نعطي هذا الشعب نفحة أمل للمستقبل، وسيبقى لبنان وطنا حضاريا لشعبه".

بعد ذلك جرت مناقشة البيان، واستضاف شيخ العقل المدعوين الى مأدبة غداء في دار الطائفة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  30 و31 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص: هرطقات فرقة مشروع ليلى وجماعات العقد والشواذات والحروب الدونكيشوتية

30 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77138/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d9%84%d9%8a%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%ac%d9%85/

 

 

 

هرطقات فرقة مشروع ليلى وجماعات العقد والشواذات والحروب الدونكيشوتية

الياس بجاني/30 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/77138/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d9%84%d9%8a%d9%84%d9%89-%d9%88%d8%ac%d9%85/

 

 

 

 

Systematic Discrimination: Christians Under Egyptian Rule
 
ريموند إبراهيم: التمييز الممنهج ضد المسيحيين بظل النظام المصري
 Raymond Ibrahim/FrontPage Magazine
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/77149/%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86%d8%af-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%85%d9%8a%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d9%86%d9%87%d8%ac-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85/