LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july25.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ألسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ".

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/عُقد اليسار الملحد وسعيه لتعهير المجتمعات وضرب وحدة العائلات فيها

الياس بجاني/إباحية عروض “مشروع فرقة ليلى” ونعمة الخجل التي تميز الإنسان عن باقي المخلوقات

الياس بجاني/الحرية بمفهوم البعض خراب ودمار وتحطيم للمجتمعات

الياس بجاني/الحرية المتفلتة من الضوابط سرطان قاتل

الياس بجاني/عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل وواجب الدولة والأحزاب السيادية والكنيسة نحوهم

الياس بجاني/الفلسطينيون في لبنان: ما لهم وما عليهم!!

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سابقة في الكنيسة المارونية يوسف بك كرم أول علماني يسمح بتحضير ملفاته للتقديس

أعضاء في مجلس الأمن يطالبون لبنان بمنع دخول المسلحين إلى منطقة عمل «اليونيفيل»

لبنان يترقب حبل نجاة الأصدقاء القدامى لتجاوز مأزق الإصلاحات

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 24/07/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 24 تموز 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

إسرائيل تقصف ميليشيات إيران و”حزب الله” في درعا السورية و"الحرس الثوري" طرد ميليشيات للأسد من دير الزور... وأوغلو اتهم واشنطن بالمماطلة في إقامة منطقة آمنة'

لبنان: الحريري سيدعو إلى جلسة للحكومة خلال اليومين المقبلين

توقيف لبنانيين في أوغندا لانتمائهما لـ”حزب الله”

شهيّب: لبنان قام برسالته بتعليم ضحايا نظام الأسد

صراع بين «التيار» و«القوات» على شغل المراكز الكبرى في القضاء والمواقع السنية محسومة للحريري و«المستقبل»

مذكرة توقيف لبنانية ضد سيف الإسلام القذافي

جمعية المصارف مرتاحة لوضع الليرة والاستقرار النقدي

فتوش يكشف من على otv رسالة (واتساب)من جنبلاط الى الحريري..فهل يتحرك القضاء؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أطراف الاتفاق النووي لاجتماع طارئ الأحد وسط أزمة طهران ولندن/ظريف حذّر جونسون في تهنئة... ونائب الرئيس الإيراني يعدّ اعتراض ناقلة بريطانية «رداً بالمثل»

روحاني: مستعدون للمفاوضات ما لم تكن تعني الاستسلام

بريطانيا تكذّب إيران: لم نرسل أي وسطاء إلى طهران

قائد القيادة المركزية الأميركية: ربما أسقطنا أكثر من طائرة إيرانية

فرنسا وإيطاليا والدنمارك تدعم مهمة أوروبية بمضيق هرمز

وزير الدفاع الإيراني: لم يتم إسقاط أي طائرة مسيرة لنا

أنقرة: لا اتفاق مع واشنطن حول المنطقة الآمنة في شمال سوريا

بوريس جونسون... السياسي والرجل من خلال مؤلفاته وكتابه الأحدث عن شكسبير يصدر مطلع العام المقبل

جونسون يفوز بزعامة المحافظين ويتسلم اليوم مفاتيح «10 داونينغ ستريت» والمعارضة العمالية تطالبه بالدعوة إلى انتخابات عامة لتحديد من يكون رئيساً لوزراء بريطانيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الادعاء القضائي على نواف الموسوي يفتح باب الصراعات داخل حزب الله/علي الأمين/نداء الوطن

الحريري- جعجع- جنبلاط إلامَ تبقون مشتتين/علي حماده/النهار

رمزي كنج "مفصول"... بعد أكثر من ربع قرن/كلير شكر

تعاون أمني حيوي بين الجيش وروسيا/هيام القصيفي/الأخبار

ما هي عقد الوزير باسيل/سيزار معوض/موقع وطن اون

اسرائيل تضع المرفأ والمطار ضمن أهدافها.. وعـقدة "العدلي" مستمرة/الجمهورية

أوروبا: الحرب تهزم التعدّد/حازم صاغية/الشرق الأوسط

على من ستطلق الصواريخ/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

ضائقة إيران وحرب المضائق/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

واشنطن ـ الرياض... سردية ما بعد استراتيجية/إميل أمين/الشرق الأوسط

النظام الإيراني واللعب بالنار/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

بين الليونة مع الحوثيين والسباق إلى الحل مع إيران/د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط

الملالي يرقصون على حافة الهاوية/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مدللي ردت على اتهامات السفير الاسرائيلي: تهديدات مباشرة للسلام والبنية التحتية المدنية وعلى مجلس الأمن تحمل مسؤولياته

رئيس الجمهورية عرض ووزير المهجرين شؤون وزارته عطاالله: سننفذ خطتنا بعد اقرارها وبعدما رصدت موازنة 2019 مبلغ 40 مليار ليرة للمهجرين

رئيس الجمهورية: سأسلم خلفي وطنا افضل مما هو عليه ومستمرون بمحاربة الفساد دون التشهير وأسعى لكوتا توظيفية ملزمة لذوي الاحتياجات الخاصة

الحريري وقع قانون الموازنة وأحاله إلى رئاسة الجمهورية

الحريري ترأس اجتماعين وزاريين لدراسة ملفي المقالع والعفو العام

حمادة: لا يمكن الانتقال الى المجلس العدلي في ظل غياب قرائن حول أي كمين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ألسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ".

إنجيل القدّيس يوحنّا14/من21حتى27/:"قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «مَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ وَصَايَاي ويَحْفَظُهَا، هُوَ الَّذي يُحِبُّنِي. ومَنْ يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنَا أُحِبُّهُ وأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي». قَالَ لَهُ يَهُوذَا، لا ذَاكَ الإِسْخَريُوطِيّ: «يَا رَبّ، مَاذَا جَرَى حَتَّى تُظْهِرَ ذَاتَك لَنَا، لا لِلعَالَم؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «مَنْ يُحِبُّنِي يَحْفَظُ كَلِمَتِي، وأَبِي يُحِبُّهُ وإِلَيْهِ نَأْتِي، وعِنْدَهُ نَجْعَلُ لَنَا مَنْزِلاً. مَنْ لا يُحِبُّنِي لا يَحْفَظُ كَلِمَتِي. والكَلِمَةُ الَّتِي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ كَلِمَتِي، بَلْ كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرْسَلَنِي. كَلَّمْتُكُم بِهذَا، وأَنَا مُقِيمٌ عِنْدَكُم. لكِنَّ البَرَقْلِيط، الرُّوحَ القُدُس، الَّذي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِٱسْمِي، هُوَ يُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيء، ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُم. أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

عُقد اليسار الملحد وسعيه لتعهير المجتمعات وضرب وحدة العائلات فيها

الياس بجاني/24 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76956/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%8f%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%ad%d8%af-%d9%88%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d9%87-%d9%84/

كارثة الكوارث الدولية الراهنة والتي تهدد الراوبط العائلية تكمن هي ثقافة جماعات اليسار المعقد والمصر على تعهير المجتمعات في كل بلدان العالم ونشر الإلحاد وضرب القيم فيها وفرط وتهميش وتحقير وشيطنة كل المعايير الأخلاقية.

هذا اليسار الملحد والمعكسر والمجيش بإستمرار فعلها في دول الغرب ونجح ودمر اسس ترابط العائلة والقيم فيها ولم يترك رمزاً دينياً إلا وشيطنه.

وها هو اليوم يستهدف لبنان ومجتمعه وروابط عائلاته والقيم فيه.

من هنا فإنه من حق اللبناني المؤمن لأي مذهب انتمى وفي أي موقع كان أن يصون مجتمعه وترابطه وأسس العائلة التي تجمع ولا تفرق ويرد عنه الشواذات كافة المتسللة بخبث ودهاء على اكتاف ومن خلال أقلام وجناجر جماعات اليسار الملحدة والمختبئة وراء مسميات الحرية.

لا ليس من يرفض التسويق للشواذات الجنسية والإيمانية هو رجعي وعنصري، بل العكس هو الصحيح.

إن فجور اليسار ورموزه من الإعلاميين والنشاطين بهدف نشر الإلحاد والترويج للشواذات يجب أن يواجه بسلم وحضارة وبقوة اعلامية وعلمية وإيمانية موحدة ودون تردد وذلك لفضحه وتعرية أهدافه التدميرية والغرائزية الحاقدة.

يبقى أن السكوت في وجه الترويج للشواذات لم يعد ينفع، ولا هو قادر على رد هجمات اليسار المتسلل بإلحاده إلى مجتمعاتنا، ومن هنا فالجرأة في الشهادة للحقيقة وللإيمان وللروابط العائلية امست ضرورية، لا بل واجباً وطنياً.

إيمانياً نذكر من يعنيهم الأمر بأن السيد المسيح نفسه غضب وثار وطرد الباعة والصيارفة من الهيكل ودافع عن نقاوة وقداسة بيت أبيه، وبالتالي من حقنا نحن كلبنانيين أن ندافع عن وطننا الذي هو بيتنا وعن أسس ترابط عائلاتنا وعن تقاليدنا وعن سلم المعايير المجتمعية التي تصوننا وتحمينا من الشر والأشرار ومن كل ما هو شاذ وشواذ وشاذين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

إباحية عروض “مشروع فرقة ليلى” ونعمة الخجل التي تميز الإنسان عن باقي المخلوقات

الياس بجاني/24 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76951/76951/

من يراقب ويتابع ما يجري على مواقع التواصل كافة بما يخص “فرقة مشروع ليلى” والاعتراضات الكنسية والشعبية على تقديم عروضها في منطقة جبيل،

وفي نفس الوقت من يرصد حماس المدافعين عن الفرقة تحت لواء الحرية ودون الالتفات لمحتوى العروض وخطرها على المعايير المجتمعية اللبنانية،

يدرك بما لا يقبل الشك بأن مفهوم الحرية عند المدافعين هؤلاء هو مشوه ومغلوط ويتنافى مع حقيقة وواقع سلم القيم والأخلاق والإيمان عند أكثرية اللبنانيين.

نسأل منذ متى كان الترويج العلني والفاضح للشواذ الجنسي، والاستهزاء بالدين المسيحي وبمفاهيمه وبقيمه وبرموزه نوع من الحرية في المجتمع اللبناني المتدين بأكثريته والمتعلق بتقاليد وأعراف وقيم شرقية متأصلة ومتوارثة؟

ملعونة الحرية إن كانت هذه قواعدها ومنطلقاتها، فنحن نرفضها وليفرح بها ويمارسها وحده وبعيداً عنا من يريد من خلالها على يبدو تنفيس عقده والانتقام من المجتمعات اللبنانية وهدم أسسها.

نعم، إنه من حق أي إنسان أن يكون ما يريد وكيفما يريد بما يتعلق بخياره الجنسي، ولكن ليس من حقه أن يروج ويسوق لخياره هذا ويتطاول بوقاحة على حياء الآخرين ويستفزهم إن كان خياره شذوذاً وخروجاً عن المعايير المجتمعية.

ونعم إنه من حق أي إنسان أن ينتمي لدين ما أو أن لا ينتمي ويمارس الإلحاد بحرية، ولكن ليس من حقه اهانة رموز أي دين والتهجم عليها وتصويرها برسوم ترضي غرائزيته وعقده وشذوذه.

وهنا تحديداً في مفهوم كثر من اللبنانيين ونحن منهم تكمن مشكلة “فرقة مشروع ليلى” المثارة حولها الضجة الإعلامية بين مؤيد ومعارض.

فالفرقة ودون خجل أو وجل، أو احترام للمعايير المجتمعية لأكثرية اللبنانيين من المذاهب كافة تهين رموز دينية مسيحية من خلال أغانيها وتسوق للمثلية.

وهنا الاستغراب فعلاً من الحماس المنقطع النظير لبعض الإعلاميين والناشطين ودون حدود للدفاع عن الفرقة وعن المبادئ التي تروج لها وهي تفلت الحرية من الضوابط والأعراف المجتمعية والإيمانية.

يريدون للفرقة أن تروج للمثلية وأن تهين المسيحية ودون أي اعتراض كنسي أو شعبي مدعين أن هذه هي الحرية ومن يرفض بنظرهم هو متعصب ومنغلق وخارج العصر ورافض للحرية.

ما هي هذه الحرية بمفهومهم؟ لا هي ليست حرية بأي شكل من الأشكال، بل هي تسوّيق للفجور والقباحة والشذوذ.

هؤلاء عملياً داعشيون بثقافتهم وبممارستهم وبخطابهم لأنهم يكفرون من يقف ضد التسويق للشواذات الجنسية والإيمانية متلطين وراء عباءة الحرية.

المتحمسون هؤلاء في الدفاع عن الفرقة يتعامون عن حقيقة فيزيولوجية أساسية وهي نعمة الخجل التي وهبها الله للإنسان وميزه من خلالها عن باقي كل المخلوقات.

الإنسان هو الوحيد الذي يخجل ويستحي.

المتحمسون هؤلاء يتوقعون من أكثرية اللبنانيين أن يقتلوا نعمة الخجل في دواخلهم وأن لا يتركوها تنبههم لما هو مقبول ولما هو مرفوض.

نعم الخجل نعمة ونشكر الله على أنها لا تزال نابضة وفاعلة وحية بدواخل أكثرية اللبنانيين..

وهي النعمة التي تحرك من يعارضون السماح لفرقة ليلى التسويق داخل مجتمعاتهم للمثلية وللتعدي على الرموز والقيم الدينية.

يبقى أنه، “إن لم تستحي فافعل ما شئت”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الحرية بمفهوم البعض خراب ودمار وتحطيم للمجتمعات

الياس بجاني/23 تموز/2019

نسأل منذ متى كان الترويج العلني والفاضح للشواذ الجنسي والإستهزاء بالدين المسيحي وبمفاهيمه وقيمه ورموزه نوع من الحرية؟ ملعونة الحرية إن كانت هذه قواعدها ومنطلقاتها. نحن نرفضها وليفرح بها وحده وبعيداً عنا من يريدها انتقاماً من المجتمعات واسسها.

 

الحرية المتفلتة من الضوابط سرطان قاتل

الياس بجاني/23 تموز/2019

من حق أي أنسان أن يكون ما يريد بما يتعلق بخياراته الجنسية، ولكن ليس من حقه أن يروج ويسوق لخياره إن كان شذوذاً وخروجاً عن المعايير المجتمعية. ومن حق اي أنسان ان ينتمي لدين ما او ان لا ينتمي ولكن ليس من حقه أهانة رموز أي دين.وهنا تحديداً تكمن مشكلة فرقة مشروع ليلى التي تهين رموز دينية وتسوق للمثلية. أما المتحمسين دون حدود للدفاع عن تفلت الحرية من الضوابط والأعراف المجتمعية والإيمانية لدرجة القبول بمبدأ الترويج للعهر والفجور فهم داعشيون بثقافتهم لأنهم يكفرون من يقف ضد التسويق للشواذات الجنسية والإيمانية وغيرها..

 

عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل وواجب الدولة والأحزاب السيادية والكنيسة نحوهم

الياس بجاني/21 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76863/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d8%b3%d8%b1/

نشر اليوم في جريدة الشرق الأوسط تقرير يتناول ملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل، وهو نقل مواقف الأطراف اللبنانية الرسمية والسياسية والحزبية وتحديداً المسيحية منه، إضافة إلى ذكره مشاريع القوانين ذات الصلة المقدمة إلى مجلس النواب، والتي بقيت حتى يومنا هذا حبراً على ورق، ودون إجراءات تنفيذية خوفاً من إرهاب حزب الله ومحاباة لربع المتاجرين بنفاق المقاومة والتحرير ومحاربة إسرائيل ورميها في البحر من عروبيين ويساريين وغيرهم.

مواقف الأحزاب والمسؤولين المسيحيين من الملف ككل، والتي أوردها التقرير المرفق مع هذا التعليق (في أسفل الصفحة) لم ترقى إلى مستوى الجديدة، وكلها للأسف مقاربات ذمية وتتسم بالخوف والتقية والتخاذل والظلم الذي ما بعده ظلم لأهلنا ولقضيتهم ولتضحياتهم ولغربتهم ولكرامتهم ولأسباب لجوئهم القسري إلى إسرائيل عام 2000.

يشار هنا واحقاقاً للحق بأن أية مقاربة لعودة أهلنا كلهم ودون استثناء واحد من إسرائيل يجب أن تكون محقة وضميرية وشجاعة ووطنية وبعيدة عن الذمية والتملق لا لحزب الله الإيراني والإرهابي، ولا لأي من العروبيين واليساريين المتاجرين الفجار بقضية فلسطين وبالتحرير وبالمقاومة.

أهلنا اللاجئين في إسرائيل كلهم أبطال وشرفاء ومقاومين جديين وقولاً وأفعالاً، وكلهم نعم كلهم، ودون استثناء واحد، وبالتالي عودتهم يجب أن تبنى على هذه القاعدة المحقة والوجدانية والضميرية والقانونية.

أما من يتجابن ويخاف من أحزابنا المسيحية ومن المسؤولين المسيحيين تحديداً ويقارب الملف بذمية ويطالب بأي محاكمة من أي نوع وعلى أي مستوى لأي من أهلنا الأبطال والشرفاء والمقاومين فليستريح ويحط عن ظهره لأنهم لن يعودوا ليحاكموا وهم الأبطال وهم الوطنيون وهم من يجب أن يحاكموا المسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب كافة وليس العكس.

تحية إكبار وتقدير لأهلنا في إسرائيل الذين هم من حاربوا الإرهاب، وهم من صانوا أرضهم بغياب الدولة عنهم لمدة 25 سنة، وهم من قدموا ما يقارب ال 2000 شهيد، وهم الذين لم يتخلوا يوماً عن هويتهم، ولا عن حبهم للوطن الموجود في قلوبهم وعقولهم والوجدان.

هؤلاء الأبطال لن يعودوا ليهانوا ويذلوا، ولا يجب أن يعودوا إلا معززين ومكرمين وباحترام وبتقدير كامل، وغير هذا هو هراء بهراء وتلهي وتضييع للوقت.

 

الفلسطينيون في لبنان: ما لهم وما عليهم!!

الياس بجاني/20 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76852/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%a7-%d9%84%d9%87/

وزع ونشر على مواقع التواصل اليوم وأمس فيديو خطبة لشيخ مسلم سني قد يكون لبنانياً أو من الفلسطينيين المقيمن في لبنان يعدد من خلالها أسماء أشخاص فلسطينيين أبدعوا في لبنان في مجالات متعددة، وبنفس الوقت يأخذ على اللبنانيين تحيزهم لوطنهم ولأهلهم ويصفهم بالعنصريين لأنهم لا يركزون في إعلامهم على غير الفلسطينيين النزلاء في سجن روميا كما قال.

لسماحة الشيخ نقول وبمحبة حبذا لو تكرمت يا شيخنا وعددت لنا المجازر الفلسطينية التي ارتكبها الفلسطينيون تحت رايات العشرات من منظماتهم في لبنان وبحق المسيحيين تحديداً من الدامور إلى الجبل وبيروت ومروراً بالشمال والبقاع.

وحبذا لو أن شيخنا الجليل يشرح لنا مقولة عرفات وغيره من القيادات الفلسطينية التي رأت وقالت وبدون خجل أو وجل بأن طريق فلسطين تمر من جونية؟

وحبذا لو أن شيخنا يشرح لنا لماذا المخيمات الفلسطينية ال 13 في لبنان هي بؤر أمنية وملاذ آمن للخارجين عن القانون وللمرتكبين ودويلات ممنوع على الدولة اللبنانية بسط سلطتها عليها؟

وحبذا لو أن شيخنا الجليل يفيدنا ويزيدنا علمنا لماذا أراد الفلسطينيون إقامة دولتهم البديلة في لبنان على جثث اللبنانيين وعلى أنقاض لبنان، ولماذا عاثوا به فساداً وإفساداً وإجراماً وتدميراً واستقدموا بهدف خرابه واحتلاله وتهجير أهله كل منظمات الإرهاب والمافيات في العالم؟

ونسأل شيخنا، وهل ما تقوم به الأنظمة العربية من اعتداءات تطاول الفلسطينيين على أراضيها مسؤول عنها أيضاً لبنان وأهله، وتحديداً المسيحيين منهم؟

ونسأل شيخنا هل لبنان وأهله هم من افنوا أو هجروا كل الفلسطينيين من سكان مخيم اليرموك في سوريا؟

وأيضاً نسأل الشيخ الكريم أن يدلنا على دولة عربية واحدة فيها 13 مخيماً مسلحاً فلسطينياً خارجة عن سيادة وسلطة أي من هذه الدول؟

وبربك يا شيخنا هل من يطالب بحق تملك الفلسطيني في لبنان هو مع عودة الفلسطيني إلى فلسطين أو ضدها؟

وتطول القائمة وتطول، وهي كلها ارتكابات وفوضى وعدم أحترام للسلطات اللبنانية وللقوانين اللبنانية.

يبقى أن شيخنا مذهبي بامتياز، وهو بأحكامه وبخطابه تصرف على هذا الأساس، وليس على خلفية انتمائه للبنان إن كان فعلاً لبنانياً… وبحال كان فلسطينياً فهو بخطابه المتشنج هذا تخطى مبدأ العرفان بالجميل وتنكر له.

وشيخنا الجليل بخطابه العنصري والتحريضي والتشاوفي خرج من لبنان الدولة والانتماء والقانون واستنسخ بخطابه التحريضي تماماً ما فعلته المنظمات الفلسطينية الجهادية والمافياوية ولا تزال تفعله في لبنان منذ عام 1948.

في الخلاصة: من لا يعجبه لبنان من الفلسطينيين وغير راضي عن العيش فيه فالدول العربية تعد بالعشرات فليرحل إلى أي منها ونكون له من الشاكرين!!

ولكن، وهنا تكمن مأساة الفلسطيني المقيم في لبنان وغير لبنان، فكل الدول العربية ترفض استقبال أي فلسطيني، كما يفعل لبنان المضياف والمستضيف لنصف مليون منهم.

في النهاية نسأل هل أصبح تنظيم الوجود الفلسطيني وغيره في لبنان، من قبل الدولة اللبنانية هو جريمة، وخصوصاً وأن لبنان يمر في أزمة اقتصادية خانقة؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سابقة في الكنيسة المارونية يوسف بك كرم أول علماني يسمح بتحضير ملفاته للتقديس

النهار/طوني فرنجية/23 تموز 2019

في سابقة هي الأولى من نوعها في الكنيسة المارونية، سيصار إلى تقديم دعوى تقديس علماني غير مكرس لخدمة المذبح، ولم يلبس الثوب الكهنوتي، وذلك بعد سماح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بذلك بتاريخ 13 تموز 2018 عندما أعطى موافقته على مباشرة التحضير لدعوى تقديس بطل لبنان يوسف بك كرم، ولهذا يقول خادم رعية اهدن زغرتا الخوري يوحنا مخلوف إن "التحضيرات قائمة لتشكيل مؤسسة تحمل اسم صاحب دعوى التقديس برئاسة البطريرك الراعي الذي سيكلف نائبه العام على نيابة إهدن- زغرتا ترؤس اللجنة ليصار من بعدها الى البدء بإعداد الملفات الخاصة لفتح الدعوى". الخوري مخلوف المؤلف والباحث الذي كان أصدر كتابين حول فكر كرم وروحانيته ضمن "سلسلة منائر إهدنية" - التي أغنت المكتبة الوطنية والكنسية بمحتوياتها حول البطاركة والأساقفة والنساك وتلامذة المدرسة المارونية الاهدنيين - يستعد الآن لإصدار جديد بعنوان "يوميات يوسف بك كرم الروحية" وهو يكمل الكتاب السابق "روحانية المنفى" الذي على اساسه سمح البطريرك الراعي للمباشرة بالتحضير لملف التقديس والكتاب الجديد بمثابة مادة اولية ىيمكن ان تستند اليها مؤسسة يوسف بك كرم - التي ستساهم لاحقاً بدعوى التقديس وتقديمها الى المراجع الكنسية المختصة.والكتاب الجديد من 450 صفحة غالبها يوميات بخط يد كرم وسيتم التوقيع عليه في 4 آب المقبل ضمن أسبوع المغترب الذي يحييه البيت الزغرتاوي سنوياً.وحول محتوى الكتاب قال الخوري مخلوف: دوّن كرم 400 صفحة ضمن أربعة مجلّدات بحسب رغبة مرشدته السماويّة القديسة كاترينا الّتي قالت له: "يجب تحرير الحوادث لأجل خير الآخرين... فلتكن مباركة يدك".

 

أعضاء في مجلس الأمن يطالبون لبنان بمنع دخول المسلحين إلى منطقة عمل «اليونيفيل»

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر في مجلس الأمن أن السلطات اللبنانية طلبت تزويد الجيش بفرقاطة عسكرية كشرط للاستجابة للضغوط الأميركية الهادفة إلى خفض تكاليف القوة المؤقتة للأمم المتحدة في جنوب لبنان «اليونيفيل» عبر التخلص من الوحدة البحرية التابعة لها. واستمع مجلس الأمن في جلسة مغلقة إلى إحاطة من المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش الذي عرض جهوده في شأن تطبيق القرار 1701. وقال دبلوماسيون شاركوا في الجلسة لـ«الشرق الأوسط» إن كوبيش استهل إحاطته بالإشارة إلى «تطور إيجابي» تمثل في إقرار الموازنة العامة أخيراً، ناقلاً عن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن حكومته ستعاود اجتماعاتها قريباً. ووجه أعضاء مجلس الأمن الكثير من الأسئلة للمبعوث الدولي في شأن الأوضاع على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. وركز الدبلوماسيون الأميركيون على مسألة الأنفاق التي بناها «حزب الله» عبر الخط الأزرق، متسائلين عن أسباب عدم تعاون السلطات اللبنانية مع «اليونيفيل» في التحقيقات الجارية في شأنها. وأوضح كوبيش أن «المداخل المشتبه فيها لهذه الأنفاق تقع في أملاك خاصة لمواطنين لبنانيين»، مضيفاً أن «اليونيفيل لا تملك بموجب تفويضها في القرار 1701 حق الدخول إلى الملكيات الخاصة». ووعد بنقل أسئلة أخرى عن سبب عدم قيام الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية بهذه المهمة. وشدد الدبلوماسيون على ضرورة حظر دخول المسلحين والأسلحة إلى منطقة عمليات القوة الدولية بين الخط الأزرق ونهر الليطاني. وعلق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا أنه «يجب تطبيق القرار 1701 من دون القيام بمهمات معقدة يمكن أن تثير قلق السكان المحليين». واقترح ممثل الولايات المتحدة في الاجتماع «اتخاذ إجراءات عملية لخفض تكاليف اليونيفيل»، معتبراً أن «الوحدة البحرية باهظة التكاليف ويمكن التخلص منها». وأضاف أن مهمات هذه الوحدة يمكن أن يتولاها الجيش اللبناني. غير أن الدول الأوروبية التي تشغل هذه الوحدة وتزودها بالسفن الحربية والعتاد والتجهيزات اللازمة لعملها «شددت على أهمية عمل هذه الوحدة في الوقت الراهن»، داعية إلى تقديم المزيد من الدعم للجيش، ولا سيما الطرادات البحرية الصغيرة نسبياً.  ورداً على اقتراح جاء من لبنان على أنه «سيكون قادراً على تولي المهمات البحرية إذا جرى تزويد القوة البحرية اللبنانية بفرقاطة عسكرية»، رد دبلوماسيون أوروبيون أن «تلك طلقة بعيدة المدى من الجانب اللبناني»، لأن «الفرقاطات العسكرية مصنفة ضمن نوع كبير ومتقدم للغاية في السفن الحربية». وقال دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن «الفرقاطة تحتاج إلى قدرات عالية للغاية غير متوافرة حالياً لدى الجانب اللبناني، فضلاً عن أن تكاليفها باهظة للغاية». ونقل عن الجانب اللبناني أن «هذه التكاليف تظل أقل بكثير من التكاليف الراهنة للقوة البحرية التابعة لليونيفيل». وعلى أثر اجتماع مجلس الأمن، قال كوبيش للصحافيين إنه عرض «الدعم القوي لليونيفيل من قبل السلطات اللبنانية وأيضاً ما سمعته في إسرائيل بغض النظر عن وجود بعض التمنيات»، مضيفاً أنه «شعر بالتقدير الكبير من أعضاء مجلس الأمن لليونيفيل». وأشار إلى الكثير من الأسئلة التي وجهت إليه في شأن القرار 1701، ومنها «حول امتلاك الأسلحة من جماعات مسلحة مختلفة، أولاً حزب الله، وقد ذُكر في الكثير من التصريحات أن هذا غير مقبول. ثم كان هناك عدد من الإشارات إلى سياسة النأي بالنفس وضرورة احترامها بالكامل». وتحدث عن «نقاش معمق» حول موضوع اللاجئين السوريين، بما في ذلك «بعض الأحداث المثيرة للقلق في الآونة الأخيرة، وكذلك حول التطورات الأخيرة المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين». وقال: «شعرت بأرضية مشتركة قوية ووحدة في مجلس الأمن في دعم مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان واليونيفيل وهذا أمر مشجع للغاية».

 

لبنان يترقب حبل نجاة الأصدقاء القدامى لتجاوز مأزق الإصلاحات

العرب/24 تموز/2019

يأمل لبنان المُثقل بديون مالية بعدما أقر الموازنة العامة الجمعة الماضي، في أن تتحسّن علاقاته ومبادلاته الاقتصادية بأصدقائه القدامى من الدول الخليجية لالتقاط الأنفاس قليلا قبل بداية الجدل السياسي بشأن موازنة عام 2020. ويترقب المستثمرون معرفة ما إذا كانت دول الخليج العربي ستلقي بحبل نجاة قد يتيح للبنان فرصة لالتقاط الأنفاس، حيث يعاني البلد من واحد من أسوأ الديون العامة في العالم بعد سنوات منيت فيها موازنته بعجز كبير لأسباب ترجع إلى الإهدار والفساد وسياسة التوازنات الطائفية. ولإنقاذ الوضع المالي المحرج، تواترت في السنوات الأخيرة زيارات رؤساء الحكومات إلى دول الخليج كالسعودية أملا في عودة المستثمرين إلى البلد الذي يتخبّط في ما جنته عليه سياسات حزب الله ذراع لبنان في المنطقة. ويتصدر الرئيس اللبناني تمام سلام قائمة الشخصيات التي تقدّم تطمينات للفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين بأن السعوديين سيعودون لدعم الاقتصاد اللبناني، بعد الاعتراف بأن بلده هو بمثابة ضحية سياسات حزب الله وارتباطاته الإقليمية التي انعكست سلبا على لبنان. وتحاول الحكومة الآن وضع المالية العامة على أرض أكثر قدرة على الاستمرار بموازنة ترمي إلى خفض العجز وبخطة لإصلاح قطاع الكهرباء الذي تديره الدولة ويستنزف المال العام. وبعد سنوات من التدهور تزايد حافز الإصلاح بسبب توقف فعلي في تدفق الدولارات على البنوك اللبنانية من الخارج. وتأمل الحكومة أن تسهم موازنة الدولة التي أقرها مجلس النواب في دعم الثقة من خلال خفض العجز. وقد رحبت مجموعة دعم دولية للبنان تضم الدول المانحة بالموازنة ووصفتها بأنها “خطوة أولى ثمة حاجة ملحة لها” وحثت على المزيد من الإصلاحات.

غير أن كثيرين يشككون في قدرة الحكومة على الوفاء بأهدافها. ويقول صندوق النقد الدولي إنه من المرجح أن يتجاوز العجز في العام الحالي بكثير المستوى المستهدف البالغ 7.6 في المئة من الناتج القومي كما أن المانحين ما زالوا ينتظرون لمعرفة البنود المهمة التي سيجري تنفيذها في خطة الكهرباء.

وتشهد الاحتياطات الخارجية انخفاضا رغم أنها تظل كبيرة بالنسبة إلى حجم الاقتصاد. ودفع ذلك البنوك إلى بدء مسعى جديد لجذب الدولارات بعرض فائدة تبلغ 14 بالمئة سنويا للمودعين المستعدين لربط ودائعهم لمدة ثلاث سنوات.

وهذه الودائع هي أموال تودعها البنوك بدورها لدى مصرف لبنان المركزي مقابل عوائد أعلى. وتنعكس المخاطر اللبنانية على كلفة إعادة التأمين على الدين التي ارتفعت مرة أخرى إلى أعلى مستوياتها لأي حكومة في العالم بعد أن تراجعت لفترة قصيرة في أعقاب موافقة مجلس النواب على الموازنة يوم الجمعة الأمر الذي يشير إلى ارتفاع مخاطر العجز عن السداد. وقال ياكوف أرنوبولين مدير المحافظ الأول لدى شركة بيمكو، إحدى أكبر الشركات العالمية في إدارة الأصول، “نعتقد أنه من المستبعد أن يتبدد فتور المستثمرين تجاه لبنان قريبا”. وأضاف “رغم أن إقرار الميزانية الذي حدث بعد تأجيل كبير هو خطوة في الاتجاه الصحيح فما زال يتعين بذل الكثير قبل أن تصبح البلاد في مسار مستدام. فقد أفزع هروب الودائع المستثمرين الأجانب”. وشهدت الودائع المصرفية، التي ظلت تنمو على أساس سنوي منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، تراجعا بنسبة 1.7 بالمئة تقريبا في الأشهر الخمسة الأولى من 2019.

أزمة متشعبة

تضمنت الموازنة بعض التدابير الصعبة على الصعيد السياسي مثل تجميد التعيينات في الدولة لمدة ثلاث سنوات وكذلك خفض أجور العاملين بالقطاع العام. ومن التدابير الرئيسية لخفض العجز زيادة الضريبة على الفوائد المدفوعة على الودائع المصرفية والسندات الحكومية ورسم استيراد جديد وخطة لخفض خدمة الدين رغم أنه لم يتضح كيف سيتحقق ذلك. وقال سامي الجميل رئيس حزب الكتائب المسيحي “هي خطوات صغيرة في أزمة كبيرة. فنحن في وضع في غاية الصعوبة يحتاج إلى خطوات وإجراءات جذرية لم يتخذ أي منها”. المستثمرون يأملون أن تعرض دول الخليج دعما ماليا بعد أن التقى وفد من رؤساء وزراء سابقين للبنان مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز فيما أكد غسان حاصباني نائب رئيس الوزراء أن الموازنة خطوة جيدة لكنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب. وأضاف “أتوقع أن يتزايد الإحساس بإلحاح الوضع في الشهور القليلة المقبلة وأن يفضي إلى سلسلة من الأنشطة الإصلاحية الكبرى”.

ويأمل سعد الحريري أن تفتح هذه الإصلاحات الباب أمام تدفق حوالي 11 مليار دولار جرى التعهد بها في مؤتمر استضافته باريس العام الماضي من أجل تمويل الاستثمار. وقال دبلوماسي غربي “نحن نعتقد أن هذه الموازنة بداية معقولة”، فيما قالت بعثة من صندوق النقد الدولي إن هذه “لحظة مهمة للبنان” وأن الموازنة وخطة إصلاح قطاع الكهرباء “خطوات أولى تلقى الترحيب على طريق طويل”. وأشارت البعثة إلى أن تدفق الودائع توقف فعليا وأن احتياطيات المصرف المركزي الخارجية انخفضت حوالي ستة مليارات دولار منذ أوائل 2018 رغم استمرار عمليات البنك لدعمها.

عودة الداعمين

يأمل المستثمرون أن تعرض دول الخليج العربية وعلى رأسها السعودية دعما ماليا بعد أن التقى وفد من رؤساء وزراء سابقين للبنان مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقال نجيب ميقاتي أحد رؤساء الوزراء السابقين إن الرياض ستمد يد الدعم. وقال السفير السعودي لدى لبنان إن الزيارة أذنت بمستقبل مبشر للعلاقات التي توترت مع تنامي نفوذ جماعة حزب الله الشيعية التي تدعمها إيران. أما فاروق سوسة الخبير في اقتصاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى جولدمان ساكس فقد قال إن الوضع المتدهور للسيولة في النقد الأجنبي بلبنان هو “الشدة الحقيقية في الأجل القريب”. وأضاف “التحدي الحقيقي هو تنشيط تدفقات رأس المال سواء من المودعين أو من المستثمرين”. وتابع أن الدعم الخليجي “سيعزز ثقة المستثمرين بإرسال إشارة قوية (تفيد بـ) أن لبنان يمكنه الاعتماد على داعمين لديهم موارد كبيرة”.

وإضافة إلى الأزمة المالية تتركز الأنظار أيضا على دور المصرف المركزي. فقد قالت بعثة صندوق النقد إن المصرف المركزي حافظ ببراعة على الاستقرار المالي في ظروف صعبة لسنوات غير أن التحديات تزايدت. ودعت البعثة إلى التحرك لزيادة مرونة القطاع المالي من خلال تقوية ميزانية المصرف المركزي وزيادة الاحتياطيات المالية للبنوك. وقالت إن على المصرف المركزي أن يعمل على التخلص تدريجيا من عملياته المالية والامتناع عن شراء السندات الحكومية. وقال الاقتصادي توفيق كسبار الذي عمل مستشارا لصندوق النقد الدولي ووزير المالية اللبناني إن لبنان في أسوأ أوضاعه المالية على الإطلاق. وهو يقول إن النقاش في المسائل المالية صرف الأنظار عن عمليات “الهندسة المالية” التي ينفذها المصرف المركزي والتي وصفها بأنها “أهم مبعث خطر”. وقال إن “المصرف المركزي يشتري الدولارات بسبب انخفاض الاحتياطيات. ومع ذلك فهذه ليست المشكلة في حد ذاتها. المشكلة هي أنه كان على مدى سنوات عديدة يدفع أسعار فائدة في غاية السخاء للبنوك.. وهذه علامات الخطر”. وكتب كسبار ورقة في 2017 قال فيها إن هذه السياسة تؤدي إلى “خسائر متزايدة” للمصرف المركزي الذي لم ينشر حساب الربح والخسارة منذ عام 2002.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء 24/07/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

إسرائيل تهدد لبنان وتقول في الوقت نفسه إن إجراء محادثات حول الحدود البحرية اللبنانية ما زال ممكنا.

وفي الداخل اللبناني إهتمامات المراجع موزعة على:

-استئناف جلسات مجلس الوزراء المتوقفة منذ ثلاثة أسابيع.

-معالجة حادث قبرشمون بإتصالات رفيعة المستوى.

-مطالبة ارسلان بالمجلس العدلي مجددا وقول جنبلاط إذا كان المجلس العدلي مطلوبا في حادث قبرشمون فإنه مطلوب أيضا لحادث الشويفات وليكن المجلس العدلي للمسألتين.

في الاهتمامات ايضا:

-توقيع الرئيس بري قانون موازنة العام الحالي والرئيس الحريري المرسوم وإرساله الى رئيس الجمهورية.

-إحتجاز سلطات أوغندا لبنانيين منذ سبعة عشر يوما عقب مغادرتهما المطار هناك.

في غضون ذلك أكد الرئيس عون في لقاء مع طلاب الجامعات اللبنانية تقته بنهوض لبنان وقال: سأسلم رئيس الجمهورية المقبل لبنان أفضل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

لا مؤشرات... بل تكهنات...

موعد جلسة مجلس الوزراء لا يعلمه إلا الله والراسخون في علم الاستحقاقات التي تتراكم على طاولة السلطة التنفيذية من موضوع العمل الفلسطيني إلى إستكمال تعيينات المجلس الدستوري وأزمة النفايات وسواها من القضايا الملحة التي تتطلب مواكبة ومتابعة.

ثلاثة أسابيع مضت ولم تتم الدعوة إلى جلسة إلا عبر بالونات إختبار ترمى بين الحين والآخر لجس نبض القوى الحكومية، هذا الأمر أثار إستغراب رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لفت إلى أن كافة المؤشرات الدولية تنتظر مواكبة من مجلس الوزراء لعمل المجلس النيابي بعد إنجاز الموازنة مشددا أن هنالك مواقيت محددة قانونا فيما يتعلق بموازنة عام 2020.

أما قانون موازنة 2019 فسيسلك طريقه إلى الجريدة الرسمية بعدما وصل إلى بعبدا اليوم ليصبح نافذا بعد نشره.

على خط ترسيم الحدود الجنوبية كشف رئيس المجلس أنه تم إنجاز تسعين بالمئة من النقاط السبعة التي كانت مدار المفاوضات وبقيت نقطة واحدة عالقة وهي المتعلقة بضرورة التنفيذ برا وبحرا معا معلنا تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل نهائي لهذا الملف.

وعند خط معالجة حادثة قبرشمون وبعدما وضع الرئيس بري معادلة ثلاثية للمعالجة والتي تقوم على السياسة والأمن والقضاء التقى في مقر الرئاسة الثانية النائب طلال ارسلان يرافقه الوزير صالح الغريب.

ارسلان أكد الاستعداد لدرس المبادرات التي طرحها كل من الرئيسين عون وبري معلنا تفويض رئيس المجلس والانفتاح على المرونة التي تتطلب وحدة الجبل والبلد.

أما على خط الأمن فجدد ارسلان القول انه لا غطاء على أحد مؤكدا تجاوبه مع تسليم المطلوبين ودعا للذهاب إلى المجلس العدلي.

في السرب المقابل تغريدة لرئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط رأى فيها أنه آن الأوان لضم قضيتي قبرشمون والشويفات والسلطات المختصة تقرر إذا لزم إحالة القضيتين للمجلس العدلي سويا.

وإلى الواجهة عادت أزمة النفايات ومن مدخل مطمر الكوستا برافا ما دعا إلى اجتماع طارئ عقد في السرايا برئاسة الرئيس سعد الحريري وحضور الوزراء علي حسن خليل محمود قماطي وفادي جريصاتي بالإضافة إلى رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام ورؤساء بلديات الاتحاد وبلدية الشويفات.

ما تم طرحه في الاجتماع والذي وصف بالإيجابي سيكون محور تشاور ونقاشات بين أعضاء الاتحاد ليبنى على الشيء مقتضاه.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة؛ باتت امرا محسوما بعدما أعطى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الكفاية من الوقت؛ إفساحا في المجال لايجاد المخارج والحلول للازمة؛ الناتجة عن حادثة قبرشمون - البساتين.

هذا ما اكدت عليه مصادر مطلعة وعليمة؛ لافتة الى ان الاستمرار في بعض المواقف المتصلبة؛ قطع الطريق على مساعي التهدئة ووضع المسار الحكومي أمام جدران كان لا بد من اختراقها.

وفي هذا السياق اكدت المصادر نفسها أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يتجه لدعوة الحكومة الى الانعقاد؛ اوائل الاسبوع المقبل الامر الذي سيكون موضع تشاور مع رئيس الجمهورية.

مصادر حكومية مطلعة اكدت لتلفزيون المستقبل؛ أن موضوع جدول الاعمال؛ هو بيد رئيس الحكومة حصرا؛ بالتشاور مع رئيس الجمهورية وأوضحت المصادر الحكومية أنه ليس هناك من مؤشرات تظهر اي نية لدى الرئيس الحريري؛ لاحالة حادثة قبرشمون؛ على المجلس العدلي او لوضعها على جدول الاعمال.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لايجاد المخرج لحادثة قبرشمون -البساتين؛ سجلت موجة جديدة من موجات التصعيد؛ عبر عنها النائب طلال ارسلان؛ بعد زيارة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة؛ فيما كان الرئيس بري يستغرب أمام نواب الاربعاء عدم دعوة مجلس الوزراء للإنعقاد بعد مضي نحو 3 أسابيع؛ خصوصا وان هناك مواضيع تحتاج لانعقاد الحكومة.

وفي القضايا الملحة التي تحتاج الى متابعة مجلس الوزراء؛ أزمة النفايات التي كانت مدار بحث في سلسلة اجتماعات شهدها السراي الكبير.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

حتى الساعة، يبدو ان لا مؤشرات جدية توحي بامكان عقد جلسة لمجلس الوزراء، على الاقل في هذا الاسبوع.

صحيح ان الرؤساء الثلاثة، ومعهم حزب الله، ينادون بضرورة عودة الحكومة الى العمل في أسرع وقت ممكن، لكن الاصح ان الحكومة عالقة امام عدم وجود اي اقتراح جدي، يحل مشكلة احالة ملف البساتين الى المجلس العدلي.

واقع الحال، يشير الى ان رئيس الجمهورية يدعم عقد الجلسة، لكنه يرفض مبدأ منع اثارة موضوع بأهمية ملف البساتين في خلالها.

رئيس الحكومة سيدعو في الساعات الثماني والاربعين المقبلة الى عقد جلسة، بعدما اعطى فرصة كبيرة للحلول، وهو على الرغم من تمسكه بصلاحياته الدستورية المرتبطة بوضع جدول اعمال مجلس الوزراء، يرفض تحت اي صيغة، نقل المشكلة الدرزية الدرزية الى مشكلة بين الرئاستين الاولى والثالثة.

الرئيس نبيه بري، الذي التقى النائب طلال ارسلان، يحاول البحث عن حل، وهو على الرغم من مواقف ارسلان المتشبثة بالمجلس العدلي، سيواصل العمل في الايام المقبلة تحت شعار: " لا يموت الديب ولا يفنى الغنم ".

اما حزب الله، الذي لم ينقطع التواصل غير المباشر بينه وبين الرئيس الحريري، بحسب معلومات الـLBCI فهو داعم عودة العمل الحكومي الى طبيعته.

كل ذلك، يضع البلاد والعباد امام صورة كاريكاتورية:

الرؤساء الثلاثة ومعهم حزب الله مع عقد جلسة حكومية، مقابل النائب طلال ارسلان الذي يرى ان اي تراجع عن المطالبة بالمجلس العدلي هزيمة، وتاليا يفضل استقالة الوزير صالح الغريب من الحكومة على التراجع، وامام النائب وليد جنبلاط الذي يرفض حتى مبدأ طرح المجلس العدلي، علما ان كل المؤشرات تشير الى ان التصويت على المجلس العدلي، لو حصل في اي جلسة حكومية لسقط لعدم نيله النصف زائدا واحدا من اصوات الوزراء.

كل ذلك يطرح السؤال عن خلفية كل المواقف وهدفها وحقيقتها، ومن وراءها، في الداخل وحتى في الاقليم، ومن المستفيد من الوضع الحالي في ظل الاشتباك الاقليمي، وهل من يبعث برسائل سياسية قادر على حمل عبئها، بدءا بشل العمل الحكومي وصولا الى ما بعد بعد ذلك؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

النفايات الى الواجهة مجددا، والعاصمة قد تكون على موعد مع صيفية بالمنظر المقزز وبالرائحة الموصوفة اذا بقيت الامور على حالها، ولم يتوصل المعنيون الى اتفاق مؤقت هو في أحسن الاحوال يبعد لفترة محدودة جبال القمامة عن بيروت ومحيطها.

سنوات والحكومة تدس رأسها في الرمال، وتتهرب من البحث عن حل مستدام، فجاء الانذار من اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية أن مطمر الكوستربافا الذي تغزوه طوابير الشاحنات من كل حدب وصوب خلافا للتفاهمات قارب على الامتلاء.

فكان القرار بوقف استقبال نفايات العاصمة والجبل لعل المعنيين يتحركون لحل أزمة هي من عمر حكومات.

والسؤال المطروح دائما لماذا هذا التسويف، وعدم البحث عن حلول جذرية، فاكثر من ثلاث سنوات على افتتاح الكوسترافا، ولا خطوة باتجاه انشاء محارق أو مطامر صحية.

ورغم هذه المعضلة وغيرها من الامور الملحة، لا جلسة حكومية في الافق، ما دعا الرئيس بري للاستغراب. موضوعات عدة تستوجب عقد جلسة بينها الموضوع الفلسطيني وجوانب من مؤتمر روما وسيدر يقول الرئيس بري أمام نواب الاربعاء النيابي في عين التينة.

ومن عين التينة، رفض النائب طلال ارسلان أخذ الحكومة رهينة من قبل اي أحد معربا عن ثقته بالقضاء في حادثة قبر شمون.

الى فلسطين المحتلة ، حيث حادثة طرد فتية الاقصى للمطبع السعودي محمد سعود تتفاعل.

حملة مسعورة اسرائيلية سعودية مشتركة على الفلسطينيين الذين قاموا باقل الواجب تجاه من خان القضية.

وذهب بعض السعوديين الى حد مطالبة كيان الاحتلال بأن يتسلم ادارة المسجد الاقصى من الاردنيين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

من الجريمة المعلقة في الشويفات الى الجريمة المعلقة في البساتين، الى الإنتفاضة المستهجنة لبعض الفلسطينيين ضد قرار وزير العمل، إلى تفجير أزمة النفايات في الكوستابرافا، وصولا الى تحميل رئيس الحكومة مغبة دعوة مجلس الوزراء الى الإنعقاد قبل أن ينصاع لرغبات فريق معين فيدرج جريمة الشويفات على جدول أعمال الجلسة للتصويت على إحالتها على المجلس العدلي. وراء هذه السلسلة السوداء، بل وراء هذا الفتيل المتفجر من الأحداث، وللغرابة، تتراءى أطياف ممانعة. ويسأل الفريق المواجه، وهو مكون من الرئيس الحريري والإشتراكي والقوات بدعم مسؤول من الرئيس بري، يسأل : لم التصلب في قضية البساتين؟ ومن المستفيد من تعطيل الحكومة في هذا الظرف المأساوي الداخلي والإقليمي الذي يمر به لبنان والمنطقة ؟ علما بأن الكل خائف على سيدر، ويجمع على أن السلبية تشكل استدعاء مجانيا لبراكين الأزمات الإقتصادية والأمنية وللعنات الاقليم

في هذه الأثناء، العمل جار على خطين: الأول، فكفكة ألغام البساتين، لكن المسألة لا تزال معقدة، فالرئيس بري، بعد اللواء عباس ابراهيم، لم يتمكن من إقناع النائب طلال ارسلان بالعدول عن المجلس العدلي، أو فصل مسار البساتين عم العمل الحكومي بما يحرر مجلس الوزراء.

في الإطار، تتضارب المعلومات حول ما يمكن أن يقوم به الرئيس الحريري: يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد قبل حل أزمة العدلي فيضع الجميع أمام مسؤولياتهم، أم يتريث تهيبا، فيستمر تعطيل الحكومة. خط العمل الثاني، شائك أيضا، برائحة تزكم الأنوف، وعنوانه، قرار رئيس اتحاد بلديات الضاحية وقف استقبال نفايات الشوف وعالية والاقليم وبيروت في الكوستابرافا، ما يهدد هذه المناطق بمصيبة بيئية وصحية، في عز موسم السياحة و الاصطياف. ومعظم الحلول التي استعرضت في السراي صعبة التحقيق في المديين القريب والمتوسط، هذا إذا سلمنا بتوفر نظرة واحدة حولها، وهي غير متوفرة. وجل ما يمكن الرهان عليه الآن هو رأفة حزب الله على البلد، ومونته على بلديات الضاحية في ان تتراجع، ولو مؤقتا، عن قرارها تفاديا للكارثة .. حرام لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

وبتوافق على نبذ الامتيازات والتخلي عن المحميات انقاذا لاقتصاد البلاد وتثبيتا لاستقرارها المالي، ان تعطي للعدالة امر مفهوم ومحق.

فما جرى في قبر شمون من قطع طرق وما ظهر من سلاح ودبر من كمينا استهدف وزيرا وربما اكثر، وادى الى استشهاد شابين، لا يجوز ان يمر مرور الكرام. فكرامة الحكومة واحدة ودم وزرائها واحد ايضا تماما كما قال النائب طلال ارسلان اليوم وما من لبناني واحد يقبل ان يبقى ما جرى بلا حساب، علما ان مناورة سياسية جديدة اطلت برأسها من بوابة الدمج بين حادثتي الشويفات عام 2018 وقبر شمون على رغم اختلاف الظروف والاسباب والخلفيات والنتائج.

وعلى المنوال عينه ان تعتبر فئة ثانية ان الحكومة هي الاولوية امر مفهوم ومحق ايضا، فاللبنانيون ملوا التعطيل وعانت انفسهم الازمات السياسية التي لا طائل منها، والتي لا تؤدي في المحصلة الا الى هدر الوقت والتسبب بإطالة امد الازمات والتأثير سلبا في وضع الاقتصاد.

اما الفئة الثالثة وهي الاكبر، فتلك التي لا ترى تناقضا بين تحقيق العدالة وقيام الحكومة بعملها، وتعول على ايجاد مخرج في الوقت القريب المناسب بناء على نتائج المشاورات.

واليوم التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري على التعبار اوائل العام المقبل محطة مفصلية على المستوى الاقتصادي، وفيما جدد الرئيس عون التأكيد بأن الوضع الاقتصادي سيشهد تحسنا ملحوظا اعتبار من اوائل العام المقبل، واعدا بتسليم الرئيس الجديد وطنا افضل بكثير مما هو عليه اليوم.

رأى الحريري ان الوقت المناسب الاستثمار في لبنان سيكون مع نهاية العام الحالي وبداية العام المقبل.

وقال الحريري "انا مؤمن اليوم امام فرصة ذهبية فقد حصلنا في مؤتمر "سيدر" على ما سيمكننا من تطوير لبنان على صعيد بناه التحتية، ونأمل في نهاية العام 2020 بأن يكون لبنان مغطا بمنصات تكنولوجية جديدة، بما يسهل القيام بالاعمال".

وفيما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بير التأكيد لحصول تقدم ايجابي في ملف الحدود النفطية برا وبحرا، بحيث بقيت نقطة واحدة ما زالت قيد البحث والنقاش تتعلق بالتنفيذ برا وبحرا الى ان كل المؤشرات الدولية تنتظر مواكبة من مجلس الوزراء لعمل المجلس النابي على انجاز الموازنة.

وفي المقابل استغرب بري عدم الدعوة الى مجلس الوزراء، اكد الحريري ام الامر الوحيد الذي يخشاه هو انعدام الاستقرار في المنطقة، لان كل لمورنا الباقية في الداخل يمكن ان نحلها من خلال الحوار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

لا سعد للحريري مع يوم الخميس وحتى الساعة فإن جلسة مجلس الوزراء لم يطلق سراحها تبعا لـ"هلا بالخميس".. حيث مجلس الوزراء مدفون في قبرشمون وفي مطلع كل نهار تسرب مصادر المستقبل أن الحريري "سوف يدعو" و"سيحدد" و"سيحسم".. لكن قراره يظل رهنا بالتسويات التي نعاها أمير الليل ومشى في جنازتها، بيك الجبل الحلول تعرقلت، ومهندسها اللواء عباس إبراهيم أصيب بدوار الشروط العابرة للدولة، ورئيس الحكومة "يضرب وعدا ويبني" لكن ربما:

شل المبين عل الأمور تعود إلى نصابها ويأخذ القانون مجراه.. بعدلي، بعسكرية، بقضاء عادي، حتى بمحكمة مطبوعات لكن فلننته من دوامة صارت عنوان الهرطقة والمياعة والخروج على القانون كل يضع شروطه، ويقف على جبله هذا محمي بطرف وآخر بأطراف صناعية وأحدث الطروح جاء عبر الزعيم وليد جنبلاط مقترحا ربط المسارين: الشويفات وقبرشمون، فيما كان المير طلال أرسلان يعلن اللاءات من عين التينة بعد لقائه الرئيس نبيه بري مبقيا على شرط المجلس العدلي أما القضاء والدولة برئيس حكومتها ورأس هرمها فليس مسموحا لهما بالحسم أبعد من "مشروع ليلى" وبقية المشاريع تتعطل وكل يغني على "مشروع ليلاه" لكن بعبدا على ليلها تغني.. ويؤكد الرئيس أمام طلاب وشباب الغد أن العهد قد نجح فعلا. وسوف تشعرون بالتحسن وأنه سيسلم خلفه وطنا أفضل مما هو عليه اليوم غير أنه لم يذكر أن المشكلة غدا ستكمن في الخلف نفسه.

وفي الخلافة البريطانية تسلم بوريس جونسون ولاية بريطانيا بمباركة الملكة إليزابيت.. لتدخل الدولة العظمى عصر ترامب لكن بنسخة مقلدة وطبعة تركية، مع الاحتفاظ بمزايا الجنون نفسه، وإعلان بيعته لإسرائيل وتأييدها في الضراء والضراء، ما دام ليس في سجلها أي سراء وآخر الضرر الإسرائيلي كان في الافتراء على لبنان ومرافقه الحيوية في جلسة مجلس الأمن إذ أعلن المندوب الإسرائيلي أن إيران تستغل ميناء بيروت لتهريب أسلحة إلى حزب الله غير أن مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة أمل مدللي كانت مرة جديدة عين البلد وذراعه الدبلوماسية الحديدية، فأعلنت أن تصريحات كهذه تمثل تهديدا مباشرا للسلام والبنية التحتية المدنية وأضافت مدللي: إذا كان العدو يستخدم تلك التهديدات ليعد العدة والمجتمع الدولي لشن هجوم على المطارات والموانئ المدنية للبنان وبنيته التحتية مثلما فعل عام ألفين وستة.

فإن على هذا المجلس ألا يلتزم الصمت غير أن كل هذه العراضة الإسرائيلية ليست سوى رمية حجر في مياه لبنان الغالية بالنفط والغاز وكلام وزير الطاقة الإسرائيلي يعزز مرامي تل أبيب.. إذ أعلن الوزير يوفال شتانيينز أن إجراء محادثات ترسيم الحدود مع لبنان ما زال ممكنا وهذا الممكن قرب مسافاته ديفيد ساترفيلد قرة عين إسرائيل لكن المسافة الأقرب كانت لصواريخ حسن نصرالله التي تجعل البعيد قريبا.. ذهابا.. من دون إياب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 24 تموز 2019

النهار

أنقذ مسيحيو كفرنبرخ الوضع بخروج معظمهم من الكنيسة مع الدروز الحاضرين، اذ طلب وزير المهجرين بعد القداس من المسيحيين البقاء وحدهم لحديث خاص ما كاد يتسبب بمشكلة جديدة في الجبل....

عمل أحد النواب على استصدار قرار بنقل مقر الجامعة اللبنانية من زحلة الى خارجها الا أنه جبه برفض كبير ما استدعى عودته عن الطلب....

ترجح مصادر قريبة من وزيرة الطاقة أن "الحملة عليها" ذات منشأ كسرواني وحسابات انتخابية....

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية غياب بعض وزراء ونواب تيار بارز عن الإطلالات الإعلامية فيما قال أحد نواب التيار: "آخدين فرصة".

تم نزع صُوَر ولافتات مؤيدة لأحد الأحزاب في البقاع الشمالي وتبين أن السبب عدم إخافة السيّاح القاصدين المهرجانات بأمور قد تولّد عندهم الرهبة من سلوك الطريق.

يُفاجئ أحد التيارات البارزة قواعده بقرارات إدارية حازمة من دون معرفتهم الأسباب لمثل هكذا قرارات.

اللواء

توقفت أوساط سياسية عند أبعاد وخلفيات تصريح ناريٍّ لشخصية نيابية، تواجه وضعاً صعباً لدى جمهورها..

تتزايد معلومات خاطئة، أو من نوع الإشاعات حول مخاطر تحف بالوضعين النقدي والمصرفي؟!

يشكو قطاع صحي من سوء إدارة فريق وزير معني، لجهة جهل المشكلات والتعامي عن الحلول الممكنة..

البناء

قالت مصادر وزارية إنّ قرار وزير العمل بتفعيل الإجراءات الخاصة بعمل الفلسطينيين في لبنان وُضع على نار هادئة لإطفائه تدريجياً بتوافق رئاسي، وإنّ وزير العمل تبلغ ذلك وجمّدت الوزارة نشاطاتها الهادفة لوضع إجراءاتها قيد التطبيق دون الإعلان عن ذلك، لكن دون المضيّ في الحملة الإعلامية الدفاعية عن الإجراءات، وقالت المصادر إنّ التجاهل سيشكل سمة مشتركة للمواقف اللبنانية والفلسطينية للقرار ريثما تطويه التطورات ويتمّ نسيانه.

قالت مصادر عراقية انّ رئيس الحكومة عادل عبد المهدي يقود وساطة غير معلنة بين إيران وبريطانيا، وأنّ زيارة عبد المهدي إلى طهران ستعقبها زيارة لوزير الخارجية العراقية إلى لندن، وأنّ تبادل الشروط والسعي لتنسيق التسوية الممكنة تفاوضياً بين الجانبين قد بدأ عبر رسائل عراقية وصلت وتمّت الإجابة عليها من طهران ولندن، وأنّ مساعي التسوية تتقدّم إيجاباً ويُنتظر أن تشهد تقدّماً نوعياً خلال هذا الأسبوع...

الأخبار

بداية تموز الماضي، أرسلت وزارة الاتصالات لائحة إلى شركتي "ألفا" و"تاتش" المشغلتين للهاتف الخلوي، لائحة بـ 18 خدمة تُصنّف "قيمة مضافة" في قطاع الاتصالات (كالرنات، الألعاب، تسليف الدولارات...)، "فارضاً" عليهما تشغيل الخدمات ("الأخبار"، 5 تموز). الشركتان اللتان تُديران شبكتي "الخلوي" المملوكتين من الدولة أنهتا الاجتماعات مع الشركات الخاصة الثمانية (شركة Bet-Com لم تجتمع مع "ألفا"، بعدما "اكتشفت" من اجتماعها مع ممثلي "تاتش"، أنّ كلّ الخدمات التي تريد تقديمها، مُفعّلة أصلاً لحساب شركات عاملة في القطاع)، وأرسلتا التقرير إلى وزارة الاتصالات. الخلاصة، أنّ النسبة الأكبر من الخدمات الـ18، موجودة ولا يُمكن تقديمها من جديد، ولكن لا مشكلة من تشغيل الخدمات التي تُسجّل مسبقاً على فاتورة المستهلك، وهي لا تُصنف "قيمة مضافة".

ومن ناحية أخرى، وبعد أن أرسل الوزير محمد شقير إلى "ألفا" و"تاتش"، مبلّغاً إياهما توقيعه عقد تشغيل خدمة Wonet للتخابر الخارجي - Roaming، طالباً تفعيلها، لم يُعقد بعد أي اجتماع بين ممثلي الشركة الخاصة المشغّلة للخدمة وشركتي "ألفا" و"تاتش"، للبحث بالعقد. وبحسب مصادر معنية، "لن تُفعَّل Wonet قبل الصيف المقبل، هذا إن وضعت في الخدمة".

أوشكت أزمة الاعتداء على الموظفين اللبنانيين في كازاخستان على الانتهاء، حيث ينتظر نحو 300 منهم العودة إلى مركز عملهم لدى شركة "اتحاد المقاولين" في غضون شهر. ووفق عدد منهم، فإن أكثر ما توقفوا عنده خلال المحنة التي تعرضوا لها "ادعاء الدولة اللبنانية أنها هي من أرسلت طائرات لتستقدمهم إلى لبنان على نفقتها عبر الهيئة العليا للإغاثة، وبإيعاز من رئيس الحكومة سعد الحريري". إذ يؤكدون أن الشركة "هي التي دفعت التكاليف كافة، وأشرفت على تأمين الطائرات والإجلاء".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

إسرائيل تقصف ميليشيات إيران و”حزب الله” في درعا السورية و"الحرس الثوري" طرد ميليشيات للأسد من دير الزور... وأوغلو اتهم واشنطن بالمماطلة في إقامة منطقة آمنة

دمشق، عواصم- وكالات/24 تموز/2019

 أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إطلاق صواريخ إسرائيلية باتجاه مناطق في ريف درعا جنوب سورية، فجر أمس، مستهدفة مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري وحلفائه و”حزب الله”. وأشار المرصد إلى أن المناطق المستهدفة هي تل الحارة التي كانت لوقت طويل نقطة تمركز للقوات الروسية، لكن الفصائل المسلحة المدعومة من ايران تولت السيطرة عليها لاحقا، اضافة الى موقعي نبع الصخر، وتل الأحمر، في محافظة القنيطرة. الى ذلك، قالت الوكالة العربية السورية للانباء في وقت لاحق ان الاضرار اقتصرت على الماديات، بينما قالت مصادر ديبلوماسية مطلعة ان الهجمات التي استهدفت قوات مدعومة من ايران، بما في ذلك قواعد لجماعة “حزب الله” اللبنانية، كانت من بين أكبر الهجمات المنسوبة لاسرائيل في السنوات الاخيرة. ووفقا لما ذكرته مصادر مخابراتية، فان الهجمات جاءت بعد أيام فقط من اجتماع مستشاري الامن القومي لاسرائيل والولايات المتحدة وروسيا في اسرائيل، ومطالبة اسرائيل بأن تعمل موسكو على ضمان انسحاب القوات الايرانية من المنطقة، وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد الاجتماع الثلاثي، مواصلة التحرك ضد التغلغل الايراني في سورية. من جانب آخر، قامت ميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني بطرد ميليشيا الدفاع الوطني المساندة لنظام بشار الأسد من حاجز عسكري يتبع للأخيرة في شارع الكورنيش بمدينة الميادين شرق دير الزور. وأكد ناشطون في شبكة “دير الزور 24” نقلاً عن مصادر أن “الحرس الثوري” سيطر على الحاجز ونشر عناصر تابعين له، بدلاً من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة، وسط توتر ملحوظ بين الطرفين. ويأتي استيلاء “الحرس الثوري” على الحاجز بالتزامن مع انشقاق عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني، وانضمامهم مؤخراً إلى الحرس الثوري في الميادين. وتقدمت ميليشيا الدفاع الوطني بشكوى إلى قيادة قوات الأسد في مدينة الميادين، بريف دير الزور الشرقي، إلا أن الأخيرة رفضت التدخل. في سياق آخر، اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الولايات المتحدة، بالمماطلة في تنفيذ اتفاق إقامة منطقة آمنة شمال شرقي سورية. وقال تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي، أمس، إن “اقتراحات الولايات المتحدة الأميركية حول المنطقة الآمنة غير مرضية، وهي تماطل كما فعلت حول منبج”، مضيفا “ينبغي أن نتوصل إلى تفاهم حول المنطقة الآمنة، لقد نفد صبرنا، وسنفعل ما يلزم في حال لم نتوصل إلى تفاهم”. في سياق آخر، وللمرة الأولى من 8 سنوات، تمكنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري من إيصال قافلة مساعدات إغاثية إلى منطقة مركدة في أقصى الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة.

 

لبنان: الحريري سيدعو إلى جلسة للحكومة خلال اليومين المقبلين

بيروت ـ”السياسة” /24 تموز/2019

على وقع حركة مشاورات غايتها التحضير لإعادة العجلة الحكومية إلى الدوران، بعد الشلل الذي أصاب جلسات مجلس الوزراء منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع على حادثة الجبل، علمت “السياسة” من أوساط قريبة من رئيس الحكومة سعد الحريري، أن الأخير سيدعو إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء في اليومين المقبلين، لإخراج البلد من الأزمة القائمة، بصرف النظر عن مواقف الأطراف المعنية . وأشارت الأوساط إلى أن رئيس الحكومة أعطى كل الوقت لحل الأزمة، لكنه لن ينتظر وسيبادر إلى وضع الأمور في نصابها، وإعادة الانتظام لجلسات الحكومة لكي يتحمل كل طرف مسؤولياته .

وأشار رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، الى أنّ “هناك حدّاً أدنى لاحترام الناس وعقولهم”، مذكراً بأنّ “حادثة البساتين نتيجة الفلتان السابق في بعض المظاهرات العسكرية وصولا الى جريمة الشويفات والتي هرب فيها الفاعل الى سورية”.

وأضاف:”لذا اعتقد انه آن الاوان لضمّ القضيتين والسلطات المختصة تقرّر كيف واذا لزّم المجلس العدلي للقضيتين سويًا”. من جانبه، استغرب رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الأربعاء النيابي، أمس، عدم دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بعد مضي نحو 3 أسابيع على عدم انعقاده، مشيرا الى ان هناك مواضيع تحتاج لانعقاد الحكومة. وفي موضوع ترسيم الحدود البحرية، أعلن رئيس المجلس أنه “تم انجاز 90% من الاتفاق حول ملف الحدود المؤلف من 7 نقاط”، مشيراً الى أن “نقطة واحدة من الاتفاق بقيت حول ملف الحدود البحرية والبرية تتعلق بالتنفيذ برًا وبحرًا وانا متفائل بالتوصل لحل نهائي”، في حين أعلن وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتس، أنّ “إجراء محادثات في شأن الحدود البحرية اللبنانية ما زال ممكنًا”. وكان بري التقى، رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان الذي شدد، على أنّ “تحويل قضية الجبل إلى المجلس العدلي ليست حكمًا مسبقًا على احد ولا نرى أيّ مبرر لرفض المجلس العدلي”.

وقال:”ما يشغل بالنا هو الرفض المطلق وكأنها محاولة تذاكي علينا ونحن نرفض الأمر رفضًا مطلقًا”. وفي السياق، اعتبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أن “إحالة ملف قبرشمون إلى المجلس العدلي دونه وضعيات ومعطيات لم يتم الانتهاء من بحثها”.

وأضاف أن “الأبواب غير موصدة تماماً أمام الحلول والمساعي مستمرة”. لكن في المقابل، رأى النائب مروان حمادة ان “القضية اليوم لم تعد قضية طلب محكمة في حادثة البساتين، إنما تحولت الآن الى محاصرة الرئيس سعد الحريري وحكومته بهدف دفع التسوية نحو الاستلام وهذا ما لن يمر”، مشيرا الى ان “المسألة كانت في البداية محاولة لمحاصرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لكنها فشلت بعدما استنفر الأخير الجبل بشكل لم يسبق له مثيل”. وفي ظل تفاقم قضية البساتين،، وفيما يتحضر لبنان لأزمة نفايات جديدة، أعلن النائب محمد الحجار، أن “هناك شيئاً يُحضر للبلد”.

وقال : “في ناس بدها توتر وتعطل وتخربط وين ما بتقدر، وقف جمع النفايات بالإقليم والشوف وعاليه شغلة كبيرة خصوصآ بهالظرف، خلّي الجميع ينتبه”. وفي الوقت الذي لفت النائب ماريو عون، الى ان “تكتل لبنان القوي متضامن مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان في طرحه بإحالة قضية قبرشمون الى المجلس العدلي وهذا الأمر طبيعي جدا”. من جانبه، أكد رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب، ان رئيس الحكومة سعد الحريري لم يعد مشروعا سعوديا في لبنان ومن يبقي عليه حزب الله والرئيس ميشال عون لانّ الحزب يحفظ المكوّنات كلّها كما حافظ على وليد جنبلاط.

 

توقيف لبنانيين في أوغندا لانتمائهما لـ”حزب الله”

بيروت ـ”السياسة” /24 تموز/2019

كشفت معلومات عن قيام السلطات الامنية الاوغندية، وبدعم من الموساد الإسرائيلي، بتوقيف المواطنين اللبنانيين، علي حسين ياسين، وحسين محمود ياسين، اللذين تربطهما علاقة بـ”حزب الله”، بزعم توكيلهما برصد اهداف اميركية واسرائيلية محتملة في اوغندا. وقالت بلدية مجدل سلم الجنوبية، في بيان أمس، أنه “بتاريخ 7 يوليو الجاري، فقدت عائلة المغتربين علي حسين ياسين وحسين محمود ياسين الاتصال بهما بعد خروجهما مباشرة من مطار عنتبي في أوغندا. ومنذ ذلك الوقت، فإن العائلة والبلدة تتابعان مصيرهما بقلق. لنكتشف لاحقا أنهما لدى إحدى الأجهزة الأمنية الأوغندية، بطريقة مخالفة للمواثيق والأعراف الدولية والدبلوماسية ولأبسط الحقوق التي حفظتها شرعة حقوق الانسان”. وأشار البيان إلى أنه، “بعد التورط باختطافهما، وعدم القدرة على إخفاء الجريمة، طالعتنا السلطات بمقال في إحدى صحفها حمل الكثير من المغالطات، واتهامات لا يقبلها عاقل”. وحمّل البيان “السلطات الأوغندية مسؤولية سلامتهما، والتبعات القانونية لكل ما جرى لهما، فحتى اللحظة ترفض السلطات توكيل محام أو السماح لهما بمقابلة أي من أفراد أسرتهما، أو إيصال الادوية لهما”. وناشدت العائلة رئيس الجمهورية ميشال عون، “أن يحظى أبناؤنا برعايته الأبوية ومتابعته لملفهما”.إلى ذلك، نفت مصادر الجمارك اللبنانية، ما ذكرته إسرائيل عن إدخال أسلحة إلى لبنان عبر مرفأ بيروت والمطار والمصنع.

 

شهيّب: لبنان قام برسالته بتعليم ضحايا نظام الأسد

بيروت ـ”السياسة”/ 24 تموز/2019

علّق المكتب الإعلامي لوزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب “على ما أعلنه معاون وزير التربية في الحكومة السورية الذي أعرب فيه عن قلقه إزاء المصير التعليمي للاجئين السوريين في كل من تركيا ولبنان”.وتساءل المكتب في بيان، أمس، “عما إذا كان المتحدث باسم النظام السوري يدرك أن هؤلاء الطلاب الذين يتباكى على مصيرهم، هم نتاج تهجير هذا النظام لشعبه إلى لبنان ودول الجوار، مع التأكيد أن لبنان قام برسالته التربوية بتعليم كل ضحايا نظامه من الطلاب السوريين، وذلك بشهادة الجهات المانحة المتابعة بكل دقة لهذا الملف”.

وأوضح أنّ “وزارة التربية في لبنان استقبلت وتستقبل في مدارسها آلاف الطلاب النازحين الذين أصبح عددهم يوازي تقريبا أعداد الطلبة اللبنانيين في المدارس الرسمية، ويقدم إليهم التعليم على يد أساتذة لبنانيين يتمتعون بالمعايير العلمية المطلوبة والكفاءة التربوية العالية على هذا الصعيد”.

 

صراع بين «التيار» و«القوات» على شغل المراكز الكبرى في القضاء والمواقع السنية محسومة للحريري و«المستقبل»

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

تنتظر الحكومة اللبنانية تحريرها من قيود التعطيل، لاستئناف جلساتها وتسيير عجلة الدولة، وحلّ قضايا الناس العالقة منذ أسابيع على حبل الخلافات السياسية، ومن بين هذه القضايا التعيينات الإدارية والقضائية، رغم التوقعات بأن تكون محور صراع على الحصص بين مكونات الحكومة.

وستشكّل التعيينات القضائية الاختبار الأهم لنجاح الحكومة في تخطّي الخلافات، أو بقاء الانقسام الحاد على توزيع المناصب، وبدل أن تكون التعيينات القضائية مدخلاً لسدّ النقص في المواقع القضائية الحساسة، ومعالجة الخلل ومحاربة الفساد، تأتي المحاصصة لتحمي الفساد المتحكم بالمؤسسات. ورجّحت مصادر معنية بهذا الملف أن «تدرج الحكومة بند التعيينات في أقرب جلسة لمجلس الوزراء من أجل انتظام العمل في المؤسسات والإدارات، خصوصاً في القضاء». وشددت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أهمية «ملء الشغور القائم منذ أشهر في عدد من المناصب الحساسة، لا سيما مراكز النائب العام التمييزي، ورئيس مجلس شورى الدولة، ورئيس هيئة التشريع والاستشارات، والمدير العام لوزارة العدل»، متوقعة «عبورها بمخاضٍ عسير، وتؤسس لمعركة داخل مجلس الوزراء، خصوصاً على المواقع المسيحية، بين (التيار الوطني الحرّ) الذي يتهمه خصومه بأنه عازم على أن تكون المواقع المسيحية من حصّته وحده، وبين (القوات اللبنانية) التي تسعى لنيل حصتها»، مشيرة إلى أن «المراكز السنيّة الشاغرة شبه محسومة، وهي ستكون من حصّة رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار (المستقبل) دون منازع». وتسعى المرجعيات السياسية والأحزاب الكبرى إلى الإمساك بالمراكز القضائية البارزة، باعتبارها جزءاً من أدوات الحكم، تماماً كما هي حال المراكز الأمنية، سواء على مستوى رؤساء الأجهزة أو الوحدات أو الأقسام والمفارز في بيروت وكل المحافظات، وتتجه الأنظار لمعرفة من سيشغل منصب النائب العام التمييزي، وهو الأهم بين كل هذه المراكز، لكون النيابات العامة كافة والضابطة العدلية تخضع لسلطته المباشرة، عدا عن كونه عضواً دائماً في مجلس القضاء الأعلى، ونائباً لرئيس مجلس القضاء، وبحكم تواصله الدائم مع السلطة السياسية ولقاءاته الدورية مع رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء، ويعود هذا المنصب للطائفة السنيّة، وللحريري وتياره السياسي.

وثمة أسماء عدّة مرشحة لتولي منصب النائب العام التمييزي، أبرزها قاضي التحقيق الأول في بيروت غسان عويدات، والنائب العام الاستئنافي في شمال لبنان نبيل وهبة، ورئيس محكمة جنايات بيروت سامي صدقي، وتوكد مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط»، أن «عويدات هو الأوفر حظاً ليشغل هذا المنصب»، مشيرة إلى أن مركز مدير عام وزارة العدل هو من حصّة الطائفة السنيّة، وسيكون من حصّة تيار «المستقبل» أيضاً، وقد يسند إلى القاضية نجاح عيتاني، التي تتميّز بشخصية قوية، وعلاقات جيدة مع زملائها القضاة.

لكنّ التسليم بهوية وانتماء من سيشغل المراكز السنيّة يقابله تشدد في اختيار القضاة المرشحين للمراكز المسيحية، إذ توقعت المصادر القضائية «توافقاً مسيحياً على اسم القاضية كارمن بدوي لتعيينها رئيسة لمجلس شورى الدولة، ومن حصّة (التيار الوطني الحرّ)، فيما يخوض الأخير معركة الاستئثار بمنصب رئيس هيئة التشريع والاستشارات، مقابل ممانعة شديدة من قبل (القوات)، وهو ما ينذر بتفجّر خلاف داخل مجلس الوزراء، قد يهدد سلّة التعيينات برمتها». ولا يبدو أن التعيينات القضائية، كما الأمنية والإدارية، ستخضع لمعايير الكفاءة والنزاهة والخبرة، حيث إن القيادات السياسية أرست معايير جديدة قاعدتها إنجاز اتفاقاتها خارج الحكومة، ثم التصديق عليها في مجلس الوزراء، وأشار مرجع قانوني إلى أن «الاستمرار في هذا النهج يضرب أسس العدالة وتكافؤ الفرص واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التدخل السياسي في عمل القضاء، واختيار الأتباع لتعيينهم في المراكز القضائية الحساسة يضرب استقلالية القضاء، ويبقي السلطة الثالثة تحت هيمنة الطبقة السياسية». وقال: «عندما تعيّن المرجعية السياسية قاضياً في موقع حساس، فإنها ستجيّر هذا المركز لخدمتها، ويصبح القاضي موظفاً عند المرجعية التي عينته، بدل أن يكون قاضياً مستقلاً يحكم بقوّة القانون وباسم الشعب اللبناني».

وبعيداً عن الاعتبارات السياسية، باتت التعيينات القضائية ضرورية، بسبب التعثّر في بت قضايا الناس، نتيجة شغور المراكز المشار إليها، والصعوبة التي يواجهها القضاة المنتدبون بسبب توليهم أكثر من مركز في وقت واحد، فيما تبدو طوائف أخرى خارج حلبة صراع التعيينات، لعدم وجود مراكز شاغرة يشغلها قضاة من الطائفتين الشيعية والدرزية، ويتوقّع أن تشهد التشكيلات القضائية المرتقبة أواخر الصيف الحالي، تغييراً كبيراً سيطال قضاة لم يكن أداؤهم في السنوات الأخيرة على مستوى طموح من عينهم في هذه المراكز.

 

مذكرة توقيف لبنانية ضد سيف الإسلام القذافي

نيويورك: علي بردى - بيروت/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

أصدر محقق عدلي في لبنان مذكرات توقيف غيابية بحق سيف الإسلام القذافي وتسعة ليبيين آخرين في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الملف، وذلك تمهيداً لإحالة هذه المذكرات إلى الشرطة الدولية (إنتربول) لتعميمها وتنفيذها. ويتهم القضاء اللبناني نظام العقيد الراحل معمر القذافي بالمسؤولية عن اختطاف الرجال الثلاثة في 31 أغسطس (آب) 1978. وأصدر القاضي زاهر حمادة مذكرات توقيف غيابية في حق سيف الإسلام وآخرين، أبرزهم عبد الله السنوسي وأحمد رمضان الأصبيعي. وأشارت «الوكالة الوطنية» الرسمية اللبنانية إلى أن وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية رفضت مراراً إبلاغ المدعى عليهم وفق الأصول، فجرى إبلاغهم لصقاً، كما ينص قانون أصول المحاكمات الجزائية.

 

جمعية المصارف مرتاحة لوضع الليرة والاستقرار النقدي

بيروت/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

طمأن رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير إلى أن «وضع الليرة جيّد، وما ينقصنا هو خلق نمو في البلد من أجل خلق فرص عمل للمواطنين من خلال اقتصادنا»، مؤكداً أن «الاستقرار النقدي موجود والسيولة كذلك». ولفت إلى أن هدف القطاع المصرفي «الاستمرار في مساعدة الحكومة والوطن، ولن نتراجع عن أهدافنا». كلام صفير جاء خلال ترؤسه وفداً من جمعية المصارف إلى السراي، حيث التقى رئيس الحكومة سعد الحريري. وقال صفير بعد اللقاء: تشرفنا بزيارة الرئيس الحريري وهنأناه على إقرار موازنة 2019، متمنين الإسراع في إنجاز موازنة 2020 ضمن المواعيد الدستورية، على أن تتضمّن المزيد من الخطوات والتدابير الإصلاحية والتقشفية. وكان اللقاء مناسبة لمناقشة صريحة حول ما نرى كرجال اقتصاد، وجوب تضمينه موازنة 2020. أضاف: كذلك عرضنا مع الرئيس الحريري الأثر السلبي المباشر لتباطؤ النمو الاقتصادي على كل القطاعات المنتجة التي يموّلها القطاع المصرفي، وشددنا على الحاجة إلى تطوير رؤية اقتصادية جاذبة للاستثمارات وقادرة على خلق فرص العمل، ما يتطلب تخفيف الأعباء عن كاهل القطاع الخاص لتحفيزه. وتابع أن «إعادة الثقة بلبنان واقتصاده تنعكس إيجاباً على مستويات الفوائد في السوق، ما سيساهم في دفع النمو الاقتصادي من جهة، وفي خفض خدمة الدين من جهة ثانية، ويعطي إشارات إيجابية إلى المجتمع الدولي». وأشار إلى أنه «ستكون لنا لقاءات لاحقة مع الرئيس الحريري لمتابعة وضع الخطة الاقتصادية قيد التنفيذ، آملين في أن تكون الحكومة صفاً واحداً إلى جانب قوى الإنتاج، ومؤكدين استمرار القطاع المصرفي في مساره في تمويل الاقتصاد اللبناني».

 

فتوش يكشف من على otv رسالة (واتساب)من جنبلاط الى الحريري..فهل يتحرك القضاء؟

جنوبية/تموز 24 2019

بيار فتوش شقيق الوزير السابق نقولا فتوش وشريك ماهر الأسد في مشروع معمل اسمنت الأرز كما يؤكد أكثر من مصدر وناشط، كشف في حديث تلفزيوني على محطة العهد كما تقدم نفسها (OTV) عن مضمون محادثة واتساب بين رئيس الحكومة سعد الحريري والوزير السابق وليد جنبلاط في شأن المجمع الصناعي لمعمل الاسمنت في عين دارة. وقاحة فتوش تكمن في أنه يعلن جهارا أنه يراقب هاتف وليد جنبلاط، وكان ممكن أن يضيف أنه يراقب هاتف رئيس الحكومة، فالرسالة هي من جنبلاط الى الحريري، وأقل خطوة لمواجهة هذه الوقاحة في التعامل مع سلوك ينتهك القانون، هو تحرك النيابة العامة للتحقيق مع فتوش، فخطورة ما قاله فتوش على منبر إعلامي محسوب على رئيس البلاد، يجعل من أمر التحقيق مع فتوش ومحاكمته أمرا ملحا، حتى لا يبدو الأمر وكأن ثمة غطاء من فريق العهد لسلوك فتوش. فضلا أن ثمة سؤال يتصل برئيس الحكومة هل هو مراقب من فتوش ايضا؟ وكيف سيتصرف؟ والأهم من هو فتوش ومن يقف وراءه، حتى يستطيع أن يمعن في ارتكاباته بالقول أنه مستمر في” مراقبة جنبلاط وأزلامه”. ‏وكان قال جنبلاط في الرسالة النصية التي كتبها بالإنكليزية بحسب فتوش “إن إغلاق معامل الإسمنت لأسباب بيئية مزعومة يشكل تهديداً كبيراً على صناعة مترسخة في لبنان منذ عقود. أحد أسباب هذا الإغلاق هو أن السيد حسن نصرالله كان قد أوصل رسالة إلى وائل ابو فاعور من خلال أحد الأشخاص تقول إن مشروع معمل فتوش يجب أن يعمل. كما هو معروف، ماهر الأسد هو وراء معمل فتوش وتهديد جبران باسيل هو جزء من هذه السياسة وجواب لموقفك الممتاز في بروكسل. أخبرني عندما تعود من السفر لكي نلتقي. تحياتي”. ولفت فتوش في المقابلة على محطة التيار الوطني الحر ، إلى انه “لم نكن نعرف ان هم وزير الصناعة وائل أبو فاعور من الوصول إلى وزارة الصناعة اغلاق معمل الاسمنت في عين دارة”. وشدد على انه “نحن نراقب وليد جنبلاط وأزلامه ووائل أبو فاعور”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أطراف الاتفاق النووي لاجتماع طارئ الأحد وسط أزمة طهران ولندن/ظريف حذّر جونسون في تهنئة... ونائب الرئيس الإيراني يعدّ اعتراض ناقلة بريطانية «رداً بالمثل»

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

ستناقش أطراف الاتفاق النووي مرة أخرى مستقبل تعهدات إيران النووية خلال اجتماع طارئ في فيينا الأحد المقبل، وسط أزمة بريطانية - إيرانية عنوانها احتجاز ناقلتي نفط من قبل الطرفين، مما أثار قلقاً متزايداً من تفاقم التوترات في المنطقة وازدياد التهديدات الإيرانية لممر هرمز الاستراتيجي. وحرص وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على استخدام عبارات نظيره البريطاني جيريمي هانت عندما سارع بتهنئة رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون، وقال إن طهران «لا تسعى للدخول في مواجهة»، ومع ذلك تضمنت رسالته رداً على إعلان بريطانيا تشكيل قوة أمنية لضمان الملاحة في مياه المنطقة، وحذر بأن إيران تعتزم حماية الخليج، مجدداً اتهامات إلى لندن باحتجاز ناقلة نفط إيرانية بـ«إيعاز من الولايات المتحدة».وقالت الخارجية الإيرانية في بيان أمس إن «اجتماعاً طارئاً» سيعقد الأحد المقبل بمشاركة القوى الكبرى في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي. وأوضحت أن الدول الموقعة على هذا الاتفاق ستتمثل في هذا الاجتماع على مستوى وزاري أو على مستوى المديرين السياسيين. ويسبق اجتماع الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي بأيام قليلة الدخول إلى 30 يوماً أخيرة ضمن مهلة الشهرين الثانية التي أعلنتها إيران في وقت سابق من هذا الشهر لتلبية مطالبها بتعويض خسائر الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، ورفع الحظر عن مبيعات النفط والتحويلات المالية، شرطاً لوقف مسار الانسحاب التدريجي من الاتفاق النووي عبر الخفض المتسلسل للتعهدات، الذي بدأ مع بداية مايو (أيار) الماضي بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الأولى لتمزيق الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتفاق بتوقيعه على الانسحاب وإعادة العقوبات الاقتصادية على إيران.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في وقت متأخر أول من أمس الاثنين أن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي توجه إلى باريس، في مهمة مبعوث خاص، حاملاً رسالة خطية من الرئيس حسن روحاني إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. ونقل موقع «ألف» الإيراني عن مصدر مطلع أن رسالة روحاني تتضمن «مشروعاً بديلاً» لخفض التوتر بين طهران وواشنطن. وحذر ماكرون روحاني من تبعات التصعيد عبر محادثات هاتفية عدة جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأرسل مستشاره الدبلوماسي إيمانويل بون لإجراء مفاوضات مع روحاني في طهران في 9 يوليو (تموز) الحالي. ومع خفض إيران التعهدات، يتأرجح الاتفاق النووي بين السقوط والاستمرار وفق الشروط التي حددها المرشد الإيراني علي خامنئي، وهو ما قدمه الجهاز الدبلوماسي الإيراني باسم «السير على حافة الهاوية». وخلال هذه الفترة وجهت إيران انتقادات لاذعة لفرنسا وبريطانيا وألمانيا بسبب تأخر وعود قدمت لإيران بعد الانسحاب الأميركي وهو ما ترفضه تلك الدول. وأخفق آخر اجتماع نهاية الشهر الماضي في إقناع طهران بالتغاضي عن رفع مخزون اليورانيوم، بل إنها تقدمت خطوات أخرى في سبيل التصعيد ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ما فوق 3.67 في المائة. وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عقب نهاية اجتماع الشهر الماضي إن بلاده حققت اجتماعاً بسبب إعلان أوروبا تشغيل آلية الدفع المالي، لكن عدّها ليست كافية لوقف مسار خفض التعهدات.

في شأن متصل، قالت «خدمة العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي» في بيان اليوم إن الاجتماع «سينعقد بناء على طلب فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيران، وسيبحث قضايا تتعلق بتطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) بكل جوانبها».

وأشار البيان إلى أن الأمينة العامة لـ«خدمة العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي» هيلغا شميد سترأس اللجنة المشتركة لـ«خطة العمل الشاملة المشتركة»؛ بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. ولكن هذه المرة ستجتمع إيران مع أطراف الاتفاق النووي في حين تستمر أجواء التوتر الشديد في منطقة الخليج، مع انتخاب رئيس وزراء جديد لبريطانيا هو بوريس جونسون، ويتوقع أن تكون مواقفه السياسية أقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وهذه هي المرة الأولى التي يتقابل فيها البريطانيون والإيرانيون في اجتماع رسمي منذ بداية أزمة احتجاز ناقلة النفط الإيرانية والرد المماثل من «الحرس الثوري» باحتجاز ناقلة بريطانية.

من جهة أخرى، ستراقب إيران بقلق هوية المدير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد وفاة الشخصية المحورية في تعليق ملف الأبعاد العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، يوكيا أمانو. وقالت إيران في أكثر من مناسبة هذا الشهر إنها لن تمانع عودة الولايات المتحدة لطاولة المفاوضات إذا رفعت العقوبات الأميركية. والأسبوع الماضي، تراجع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن موقف إيراني سابق يعدّ الاتفاق النووي غير قابل للمساس أو التعديل. وقال في نيويورك إن بلاده مستعدة لإعادة التفاوض حول «بند الغروب»؛ أي موعد بدء نهاية قيود الاتفاق النووي تدريجياً، وفي المقابل اشترط رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران بشكل نهائي، وذلك من دون أن يتعرض لملفي «الصواريخ الباليستية» و«سلوك إيران على المستوى الإقليمي»، وهما من أهم الأسباب التي دفعت ترمب للخروج من الاتفاق. وتفاقم التوتر الأميركي - الإيراني مع عمليات تخريب في الخليج واعتداءات على سفن وإسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية، ورد أميركا بإسقاط «درون» إيرانية. ولم تحرك رياح التحذير المتبادلة بين لندن وطهران هذا الأسبوع ناقلة النفط السويدية التي ترفع علم بريطانيا «ستينا إمبيرو» ومثيلتها «غريس1» الإيرانية في جبل طارق. وهنأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نظيره السابق جونسون بعد إعلان فوزه برئاسة الوزراء، ورغم أن التهنئة توحي بمحاولة إيرانية لخفض التوتر، فإنها حملت في الوقت نفسه رداً على ما أعلنه وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت من عزم بريطانيا على إنشاء «قوة حماية بحرية بقيادة أوروبية بأسرع وقت ممكن» لضمان حرية الملاحة في مياه الخليج، وحرص على التأكيد أن هذا الأمر «ليس جزءاً من سياسة الولايات المتحدة بفرض الضغوط القصوى على إيران، لأننا لا نزال متمسكين بالاتفاق النووي».

في المقابل، قال نظيره الإيراني ظريف، أمس، عبر «تويتر»: «أهنئ نظيري السابق بوريس جونسون على توليه منصب رئيس وزراء بريطانيا... إيران لا تسعى للمواجهة. لكن لدينا ساحل بطول 1500 ميل على الخليج. هذه مياهنا وسوف نحميها». وأضاف: «احتجاز حكومة (رئيسة الوزراء تيريزا) ماي ناقلة نفط إيرانية بإيعاز من الولايات المتحدة هو قرصنة؛ بوضوح وببساطة». وقالت وكالة «تسنيم» التابعة لجهاز استخبارات «الحرس الثوري» إن «التهنئة ذات مغزى». وقال إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، تعليقاً على احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية: «أرادوا التحدث بلغة القوة، ولكنهم فهموا أننا نملك لغة القوة أيضاً» وأضاف: «لا يمكن تصور أمن الخليج من دون إيران». وقال جهانغيري في نبرة تحدٍّ لإعلان تشكيل قوة أوروبية لحفاظ أمن الملاحة، إن «إيران تحفظ أمن مضيق هرمز والخليج، وعلى الآخرين أن يعلموا أن وقاحتهم مقابل إيران غير مجدية».

وكان بيان للحكومة الإيرانية قد ذكر بأن الرئيس حسن روحاني قال خلال مشاورات مع رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي ليلة الاثنين الماضي: «كانت إيران على مر التاريخ الحارس الأساسي لأمن وحرية الملاحة في الخليج ومضيق هرمز وبحر عُمان، وستبقى كذلك». وتابع: «لا بد من حل مشكلات المنطقة عبر الحوار والتفاوض والتعاون بين دولها». وصرح جهانغيري في خطاب بطهران بأن بلاده «منذ أكثر من عام لم تكن لديها أي انتظارات من الأميركيين، لكنها كانت تنتظر الأطراف الأخرى بتعهداتها، لكنها لم تقم بأي عمل يذكر» وأضاف: «اعتقد الأميركيون أن العقوبات ستؤدي إلى انهيار اقتصادنا، لكن خطواتهم أدت إلى تقليل اعتمادنا على النفط» وفق ما نقلت عنه وكالة «إيسنا» الحكومية.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية، أمس، عن مركز الإحصاء الإيراني في أحدث تقرير له، أن معدل التضخم ارتفع إلى 48 في المائة مقارنة بشهر يونيو (حزيران) ويوليو الماضيين. وبحسب التقرير، فإن الأسر الإيرانية واجهت تضخماً بالأسعار بنحو 47 في المائة، وفي القرى بـ54 في المائة. وقال قائد البحرية في الجيش الإيراني، حسين خانزادي لوكالة «نادي المراسلين الشباب» للأنباء، أمس، إن ناقلة النفط «ستينا إمبيرو»؛ «احتجزت عند دخولها إلى هرمز من طريق خروج السفن المزدحم بالسفن»، مشيراً إلى أنها «أطفأت أجهزة تحدد الموقع». ولمح خانزادي إلى تشكيك إيراني في هوية طاقم الناقلة الـ23، وقال: «من المتحمل أن عدداً من الجنود البريطانيين استقروا على متن السفينة»، مشيراً إلى أن القوات البحرية الإيرانية «تدرس هذا الأمر»، موضحاً: «يجب عدم حضور أي قوات عسكرية على متن السفن التجارية»، محذراً ضمناً من اعتبارها «سفناً قذرة وفقاً للقوانين الدولية».

وتأتي الرواية الجديدة على لسان خانزادي في حين أثار تباين الروايات الإيرانية في الأيام الماضية حول أسباب ودوافع احتجاز الناقلة، اهتمام المراقبين. وقال خانزادي إن إيران تراقب من كثب «جميع السفن المعادية» التي تعبر مياه الخليج باستخدام الطائرات المسيرة. وأوضح: «نراقب جميع السفن المعادية، خصوصاً الأميركية؛ نقطة بنقطة من مصدرها حتى اللحظة التي تدخل فيها المنطقة»، مضيفاً: «لدينا صور كاملة وأرشيف كبير من التحركات اليومية لحظة بلحظة لقوات التحالف وأميركا». ونشر التلفزيون الإيراني أول من أمس صوراً لطاقم الناقلة «ستينا إمبيرو» المحتجزة في مرفأ بندر عباس، ويظهر فيها 23 رجلاً غالبيتهم من الهند يجلسون حول طاولة. من جهته، قال رئيس الدفاع المدني غلام رضا جلالي إن احتجاز الناقلة التي ترفع العلم البريطاني يؤذن «بنهاية الحكم البريطاني في البحار». وقالت «ستينا بالك»؛ الشركة المشغلة للناقلة التي ترفع علم بريطانيا، أمس، إنها لا تزال بانتظار تصريح لزيارة طاقم الناقلة. وأضافت: «نواصل تركيز جهودنا على دعم عائلات المتضررين في الهند وروسيا ولاتفيا والفلبين، وسنواصل تقديم الدعم الكامل لحين إطلاق سراح كل أفراد الطاقم الثلاثة والعشرين، وعودتهم سالمين إلى عائلاتهم» وفقاً لـ«رويترز». وقالت الشركة، التي مقرها السويد، في بيان إنه تم تقديم كل الإخطارات اللازمة لعبور الناقلة «ستينا إمبيرو» مضيق هرمز، مضيفة أن ذلك تم مع الالتزام الكامل بكل قوانين الملاحة الدولية. وأضافت: «يمكننا تأكيد أننا لسنا على دراية (بواقعة) تصادم تشمل (ستينا إمبيرو)، ولا يوجد أي دليل على مثل هذا» الادعاء.

 

روحاني: مستعدون للمفاوضات ما لم تكن تعني الاستسلام

لندن/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات «عادلة» لكن ما لم تكن هذه المفاوضات تعني الاستسلام. وقال روحاني وفقا لموقعه الرسمي: «ما دمت مسؤولا عن الواجبات التنفيذية للبلاد، فنحن مستعدون تماما لإجراء مفاوضات عادلة وقانونية وصادقة لحل المشكلات». وأضاف: «لكن في الوقت نفسه لسنا مستعدين للجلوس إلى طاولة الاستسلام تحت مسمى المفاوضات». ولم يذكر روحاني ما هي المحادثات التي يعنيها، لكن بدا أنه يشير إلى مفاوضات محتملة مع الولايات المتحدة. وأشار في حديثه إلى أنه «إذا لم تصل المفاوضات مع باقي الموقعين على الاتفاق النووي لنتيجة فسنتخذ خطوة ثالثة نحو تقليص التزاماتنا في نهاية فترة الستين يوما»، مؤكدا أن تقليص التزام إيران في الاتفاق النووي مؤقت ويمكن العودة للوضع السابق إذا أوفت الأطراف الأخرى بالتزاماتها. وتابع روحاني بالقول إن بعض الدول تلعب دور الوساطة لتسهيل الحوار الخاص بالاتفاق النووي. وأعلنت خدمة العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي في بيان أمس (الثلاثاء) أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين ستجتمع مع إيران في فيينا يوم 28 يوليو (تموز) لمناقشة كيفية إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.  وجاء في البيان أن «الاجتماع سينعقد بناء على طلب فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيران وسيبحث قضايا تتعلق بتطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة بكافة جوانبها». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب العام الماضي من اتفاق نووي تاريخي أبرم عام 2015 مع إيران، لكنه قال إنه على استعداد لإجراء محادثات مع إيران من أجل إبرام اتفاق جديد. ورفضت واشنطن عرضا قدمه وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف حول تعزيز التفتيش على المرافق النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الأميركية بشكل نهائي. وقال مصدر مسؤول بالبيت الأبيض للصحافيين إن جواد ظريف لا يملك القرار ولا يملك الصلاحية، وإن أي عرض للمفاوضات يجب أن يأتي من المرشد علي خامنئي، مضيفا أن واشنطن «لن تأخذ أي شيء يقوله على محمل الجد». وساءت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب ترمب من الاتفاق النووي العام الماضي. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن ترمب لا يزال منفتحا على إجراء مفاوضات مع إيران دون شروط مسبقة بشأن برنامجها النووي، لكنه سيبقي على العقوبات الاقتصادية الصارمة مفروضة على إيران لحين ذلك. وشدد مسؤول بالخارجية الأميركية على أن موقف الإدارة الأميركية ثابت، وهو ما أعلنه وزير الخارجية مايك بومبيو، من أن رفع العقوبات الأميركية لن يتم إلا بعد أن تتخلى إيران عن طموحاتها النووية، موضحا أن «عرض ظريف يعد مجهودا مخادعا لتخفيف العقوبات».

 

بريطانيا تكذّب إيران: لم نرسل أي وسطاء إلى طهران

لندن/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

قال مصدر بريطاني لوكالة «رويترز» للأنباء إن بريطانيا لم ترسل أي وسطاء إلى إيران، وذلك بعد حديث مسؤول إيراني بارز إن لندن أرسلت وسيطا إلى طهران لبحث تحرير الناقلة التي ترفع علم بريطانيا واحتجزتها طهران في الأسبوع الماضي. وأضاف المصدر: «لسنا على علم بإرسال أي ممثلين كوسطاء إلى إيران». وكان محمد محمد جلبايجاني رئيس مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، قد أشار بنبرة «ساخرة» لتدخل بريطانيا أثناء الحقبة الاستعمارية في الشؤون الإيرانية. ونقلت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية، عن جلبايجاني قوله: «البلد الذي كان يعيّن يوما وزراء ومحامين في إيران وصل به الحال إلى أن يرسل وسيطا يتشفع لتحرير سفينته»، حسب قوله. وتصاعد التوتر بين إيران وبريطانيا منذ احتجزت طهران الناقلة «ستينا إمبيرو» يوم الجمعة الماضي، وتقول طهران إنها اصطدمت بقارب بصيد. وفي سياق متصل، صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «احتجاز (الحرس الثوري) للناقلة التي ترفع علم بريطانيا كان عملا قويا ودقيقا واحترافيا»، مضيفا: «ينبغي أن يكون العالم ممتنا أن الحرس الثوري يحفظ أمن مضيق هرمز، فطهران كانت وما زالت حامية مضيق باب المندب». ولمح روحاني إلى إمكانية الإفراج عن الناقلة البريطانية مقابل إفراج بريطانيا عن ناقلة تحتجزها قبالة جبل طارق منذ نحو أسبوعين بتهمة خرق العقوبات المفروضة على سوريا، وقال: «إذا تراجعت بريطانيا عن (الأفعال الخاطئة) في جبل طارق فستتلقى ردا ملائما من إيران». وأضاف الرئيس الإيراني في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» للأنباء: «إذا انتهك الأميركيون مجالنا الجوي بطائرة مسيرة مرة أخرى فسيلقون نفس الرد»، في إشارة إلى إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة الشهر الماضي، ما زاد من حدة التوترات مع واشنطن. من جهتها، قالت شركة ستينا بالك السويدية، التي تشغل الناقلة «ستينا إمبيرو»، إن جميع أفراد طاقم الناقلة المؤلف من 23 فردا بخير، وذلك بعدما اتصلت بهم الشركة.

وقالت الشركة إنها لم تتلق دليلا يؤكد حدوث تصادم بين الناقلة وقارب صيد، حسبما زعمت طهران. وقال المتحدث باسم الشركة بات أدامسون «أجرينا اتصالا مباشرا مع الطاقم على متن السفينة الليلة الماضية عبر الهاتف وكلهم بخير وبصحة جيدة ويجدون تعاونا طيبا من الإيرانيين على متن السفينة». وعبّر المدير التنفيذي للشركة إريك هانل عن أمله في أن يكون الاتصال «مؤشرا أوليا على أننا سنرى مزيدا من التقدم الإيجابي قريبا من السلطات الإيرانية». ووصفت بريطانيا احتجاز الناقلة بأنه قرصنة، ودعت يوم الاثنين إلى مهمة بحرية بقيادة أوروبية لضمان أمن عمليات الشحن عبر المضيق الاستراتيجي بالنسبة لشحنات النفط. وذكر أدامسون أن الخطوة المقبلة ستكون محاولة إرسال أحد إلى الناقلة للاطمئنان على الطاقم، لكنه أضاف أنه ليس لديه إطار زمني لموعد ترحيل الطاقم. وأضاف: «لم نتلق حتى الآن أي رد مباشر من السلطات الإيرانية بشأن زيارة السفينة لكننا نأمل في تلقيه قريبا». وتابع قائلا: «جميع الحكومات والسفارات المعنية تدعمنا وتساعدنا».

 

قائد القيادة المركزية الأميركية: ربما أسقطنا أكثر من طائرة إيرانية

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، إن المدمرة الأميركية «يو إس إس بوكسر» ربما تكون قد قامت بإسقاط طائرتين إيرانيتين من دون طيار الأسبوع الماضي لا طائرة واحدة. وقال ماكنزي في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «سي إن إس» أُجريت على متن السفينة «بوكسر» وتمت إذاعتها أمس (الثلاثاء)، إنه من المحتمل أن المدمرة «بوكسر» قامت بإسقاط طائرتين من دون طيار وربما أكثر وليس فقط التي تم الإبلاغ عنها. وقال ماكنزي: «بطبيعة الحال، كانت هناك صورة تكتيكية معقدة لكننا نعتقد أننا أسقطنا طائرتين إيرانيتين من دون طيار بنجاح وقد يكون هناك أكثر من ذلك لكنّ هاتين الطائرتين المسيّرتين (الدرون) هما اللتان نجحت المدمرة (بوكسر) في إسقاطهما». ورداً على سؤال لمراسل القناة ديفيد مارتن، حول ماذا كانت الولايات المتحدة أسقطت طائرتين فعلاً وليس طائرة واحدة، عاد ماكنزي مرة أخرى لتوضيح الأمر بقوله: «نحن واثقون أننا أسقطنا طائرة من دون طيار واحدة، وربما نكون قد أسقطنا طائرة ثانية». وأشار ماكنزي إلى «استخدام إشارة إلكترونية لتعطيل التحكم وتشويش القدرة على التحكم في طيران الطائرة الإيرانية التي اختفت من شاشات الرادارات الأميركية». وأوضح أنه «كان لدى الولايات المتحدة رؤية بصرية للطائرة الثانية من دون طيار التي اقتربت وربما تم إسقاطها وربما تم إسقاط المزيد».

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أعلن يوم الخميس الماضي، قيام المدمرة الأميركية «بوكسر» بإسقاط طائرة إيرانية اقتربت أكثر من ألف ياردة من السفينة الأميركية في مياه الخليج العربي، وخرجت إيران تنفي إسقاط الطائرة المسيّرة، فيما أكد مسؤولو القيادة المركزية الأميركية عملية الإسقاط.

وأصر ترمب في رده على المزاعم الإيرانية على «أن عليهم أن ينظروا إلى بقايا الطائرة على سطح مياه الخليج». وقال ترمب يوم الجمعة، إن «النظام الإيراني اعتاد الكذب وإنه لا توجد أي شكوك أن السفينة الحربية الأميركية (بوكسر) قد أسقطت الطائرة الإيرانية من دون طيار».

فرنسا وإيطاليا والدنمارك تدعم مهمة أوروبية بمضيق هرمز

لندن/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

وأفادت «رويترز» نقلاً عن ثلاثة دبلوماسيين كبار في الاتحاد الأوروبي أمس أن فرنسا وإيطاليا وهولندا والدنمارك تدعم مهمة بحرية بقيادة أوروبية لضمان أمن الملاحة عبر مضيق هرمز. وأضاف الدبلوماسيون أن بريطانيا اقترحت الفكرة على دبلوماسيين كبار بالاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل، قائلة إنها لن تشمل الاتحاد أو حلف شمال الأطلسي أو الولايات المتحدة بشكل مباشر. وقال أحد المبعوثين إن مهمة حماية ممرات شحن النفط الحيوية في الشرق الأوسط ربما تديرها قيادة فرنسية - بريطانية مشتركة. قبل ذلك، أبدت إسبانيا والسويد وبولندا وألمانيا اهتماماً أيضا بالقيام بدور. في شأن متصل، دعا المغرب، أمس، إلى احترام حرية الملاحة البحرية في مضيق هرمز. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، خلال لقاء صحافي مشترك عقب مباحثاته مع نظيره الغيني مامادي توري، أن «المغرب يتابع بقلق التطورات الأخيرة، ويدعو إلى احترام حرية الملاحة البحرية بمضيق هرمز، واحترام القانون الدولي وقواعد الملاحة البحرية، التي لا ينبغي أن تتعرض لأي إكراه أو تدخل». وشدد بوريطة على أن «الأمر يتعلق بمنطقة تحت الضغط، حيث توجد توترات عديدة. نعتقد أن حس المسؤولية يجب أن يسود، وأنه يجب احترام حرية التنقل والملاحة البحرية». ونوه بوريطة إلى أن «المغرب، على غرار كل البلدان، منشغل بتصاعد التوتر في مضيق هرمز خلال الأسابيع الماضية. موقف المغرب نابع من صفته عضواً في المنتظم الدولي وأيضاً بصفته بلداً تجمعه روابط خاصة مع منطقة الخليج»، لافتاً إلى أن المغرب «أدان، مرات عدة، النشاط والأعمال التي تهدد استقرار وأمن هذه المنطقة، وأكد تضامنه مع الدول العربية بالخليج، في كل مرة يتم فيها تهديد أمنها وطمأنينة مواطنيها».

 

وزير الدفاع الإيراني: لم يتم إسقاط أي طائرة مسيرة لنا

لندن/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

نفى وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، اليوم (الأربعاء)، إسقاط أي طائرة إيرانية مسيرة، وذلك بعد إعلان الجيش الأميركي أمس أنه استهدف طائرتين إيرانيتين مسيرتين الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة الطلبة للأنباء (إسنا) عن حاتمي قوله: «لقد عرضنا جسم الطائرة المسيرة (الأميركية) التي أسقطناها... وإذا زعمت أي جهة أنها أسقطت طائرة مسيرة لنا فلتعرضها. لم يتم إسقاط أي طائرة مسيرة لإيران». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أعلن يوم الخميس الماضي، قيام المدمرة الأميركية «بوكسر» بإسقاط طائرة إيرانية اقتربت أكثر من ألف ياردة من السفينة الأميركية في مياه الخليج العربي، وخرجت إيران تنفي إسقاط الطائرة المسيّرة، فيما أكد مسؤولو القيادة المركزية الأميركية عملية الإسقاط. وأصر ترمب في رده على المزاعم الإيرانية على «أن عليهم أن ينظروا إلى بقايا الطائرة على سطح مياه الخليج». وقال ترمب يوم الجمعة، إن «النظام الإيراني اعتاد الكذب وإنه لا توجد أي شكوك أن السفينة الحربية الأميركية (بوكسر) قد أسقطت الطائرة الإيرانية المسيرة». وأمس، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «سي إن إس» إنه من المحتمل أن المدمرة «بوكسر» قامت بإسقاط طائرتين مسيرتين وربما أكثر وليس فقط التي تم الإبلاغ عنها. وتابع: «بطبيعة الحال، كانت هناك صورة تكتيكية معقدة لكننا نعتقد أننا أسقطنا طائرتين إيرانيتين من دون طيار بنجاح، وقد يكون هناك أكثر من ذلك لكنّ هاتين الطائرتين المسيّرتين هما اللتان نجحت المدمرة (بوكسر) في إسقاطهما». وتصاعدت التوترات في الخليج وسط مخاوف من أن تنزلق الولايات المتحدة وإيران إلى حرب، إذ حمّلت واشنطن طهران مسؤولية سلسلة من الهجمات على ناقلات نفط. وتنفي إيران هذه الاتهامات الأميركية. وفي يونيو (حزيران) الماضي أسقطت إيران طائرة مراقبة عسكرية أميركية مسيرة في الخليج. وتقول إيران إن الطائرة كانت في مجالها الجوي لكن الولايات المتحدة تقول إنها كانت في السماء المفتوحة. وقال ترمب آنذاك إن الولايات المتحدة أوشكت على شن ضربة عسكرية ضد إيران انتقاما لإسقاط الطائرة المسيرة.

 

أنقرة: لا اتفاق مع واشنطن حول المنطقة الآمنة في شمال سوريا

أنقرة/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم (الأربعاء)، أن «المقترحات الأميركية الجديدة بشأن المنطقة الآمنة بسوريا لا ترضينا». وجاء كلامه بعد محادثات استمرت ثلاثة أيام في أنقرة بين مسؤولين عسكريين أتراك وأميركيين في شأن إنشاء منطقة أمنية في شمال سوريا. وأضاف جاويش أوغلو في تصريح نقلته وكالة رويترز: «لم نتفق مع واشنطن على عمق المنطقة الآمنة في سوريا ولا من الذي سيسيطر عليها ولا على إخراج وحدات حماية الشعب الكردية منها». ومعلوم أن أنقرة تصنّف الوحدات التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن بأنها إرهابية.

وفي المقابل، تحدّث جاويش أوغلو عن احتمال الإعلان عن تشكيل لجنة دستورية سورية في الأيام المقبلة. وكان وزير الخارجية التركي قد هدّد، الاثنين، بأن عملية عسكرية ستبدأ شرق نهر الفرات إذا لم تُنشأ منطقة آمنة في شمال سوريا وإذا استمرت التهديدات التي تواجهها بلاده.

 

بوريس جونسون... السياسي والرجل من خلال مؤلفاته وكتابه الأحدث عن شكسبير يصدر مطلع العام المقبل

لندن: ندى حطيط/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

قبل أن يستقر به المقام في 10 دوانينغ ستريت - العنوان الرسمي لمقر رئاسة الوزراء البريطانيّة - عاش بوريس جونسون حياة صاخبة داخل قلب الحدث وتحت الأضواء سواء في السياسة نائباً ووزير ظلّ وعمدة للعاصمة ووزيراً، أو فيما يتعلّق بأموره الشخصية زواجات وخيانات وطلاقات ومشادات مع نساء كثيرات. وقد لمع نجمه غالباً عبر مواقف محرجة في الفضاءين معاً حتى سماه البعض بالمهرّج لكثرة هفواته العلنيّة، وتصريحاته الاستفزازية، ومواقفه المتناقضة وفضائحه المتكررة. لكّن ذلك لم يكن كافياً بأي وقت ليوقف طموحه، أو ليحول دون ارتفاع شعبيته في بعض الأوساط، أو ليعطّل صعوده نحو قمّة هرم السّلطة.

على أن بناء صورة متكاملة عن عقل الرجل الذي سيكون وجه السّياسة البريطانيّة لشهور حاسمة قادمة على الأقل لن تكون ممكنة من خلال استعراض تصريحاته ومواقفه عبر المراحل. إذ إنّه معروف بقدرته العجائبيّة على الانتقال من النقيض إلى النقيض، ومن موضع التأييد إلى موضع الإدانة، ومن مكانة الحليف إلى مكانة العدو، بحسب اتجاه الريح وتقلبات الأزمنة. فهو مثلاً، وبصفته سياسيا ينتمي لحزب المحافظين، كان من أشد منتقدي الولايات المتحدّة وقتما كانت حكومة توني بلير العماليّة الحليف الأوثق للرئيس جورج دبليو بوش لحظة حرب العراق 2003. وهو وصف بريطانيا وقتها بأنها استعبدت من قبل واشنطن وأصبحت كمطيّة لها. لكنّه اليوم صديق مقرّب من الرئيس دونالد ترمب ويَعِدُ بأن يبني أقوى التفاهمات الاقتصاديّة مع الولايات المتحدة فور انتهاء عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبيّ. ولعل موقفه من المسألة الأخيرة - أي قضية البريكست - لا يزال طازجاً في أذهان الناس، إذ كان من مؤيدي البقاء وتثبيت العلاقات مع «أصدقائنا على البر الأوروبيّ» قبل أن ينقلب على عقبيه زعيماً لمعسكر كارهي الاتحاد.

ولذلك فإن استعادة جونسون من خلال نصوص كتبه المنشورة ربما تبدو أفضل رهان ممكن لبناء صورة أكثر تكاملاً عنه. فكثيرون - لا سيما في العالم العربي - قد لا يعرفون أن هذا السياسي الذي يتنقل في شوارع لندن بدراجته روائي قديم، وصحافي متمرّس (كان رئيس تحرير مجلّة سبكتاتور اليمينية الأسبوعيّة) ومؤرّخ أيضاً، وكتبه باعت في مجموعها - رغم رداءتها بحسب أغلب النّقاد - ما يقرب من نصف مليون نسخة. وقد كان حذّر القّراء عشية تصعيده رئيساً للوزراء من أن متطلبات المنصب قد تعيقه عن إنهاء مُسودات الفُصول الأَخيرة من كتابه الأحدث عن شكسبير - أُحجية العبقريّة - الذي من المفترض نشره مطلع العام المقبل. وللحقيقة، فإن جونسون ليس بأوّل روائي أو مؤرّخ بريطاني يصبح رئيساً للوزراء، إذ إن بنجامين ديزرائيلي (1804 - 1881) نشر 14 رواية أدبيّة قبل وصوله للمنصب التنفيذي الأرفع في البلاد، بينما فاز وينستون تشيرتشل (1874 - 1965) بجائزة نوبل للآداب عام 1953 على مجمل أعماله المكتوبة وفيها سيرة ذاتيّة ومقالات صحافية، بصفته مراسلا حربيا، وتأريخ للحربين العالميين وسجل لحياة دوق مالبرو كما رواية يتيمة (سافرولا - 1900) وهي حكاية عن مغامرة أفريقيّة في دولة تقوم فيها ثورة؛ بطلها شخصيّة تشبه كاتب الرواية أكثر من أي أحد آخر. وعلى الرّغم من أنّ كثيراً من النّقاد الأدبيين يصرّون على فصل النّصوص المكتوبة عن كاتبيها لا سيّما في فضاء الرّواية تحديداً، فإن مؤرخي الثقافة الشعبيّة رأوا أعمال ديزرائيلي موسومة بإرهاصات لا يمكن تجاهلها عن سياساته المُحافظة في السّلطة، كما في رواية تشرشل، وجذور آيديولوجيته بشأن الصّراعات وهو الذي كان خلال العقود التالية لنشرها (بطل) حربين عالميتين راح ضحاياهما عشرات الملايين من البشر.

فماذا تقول لنا كتابات جونسون إذن عن شخصيته السياسيّة الملتبسة؟

روايته الوحيدة إلى الآن وتحمل عنوان (Seventy - Two Virgins) أي 72 عذراء (أو حوريّة من حوريّات النعيم) نشرها عام 2004 وهي نص كوميدي الطابع في 336 صفحة عن محاولة اغتيال ينفّذها إسلاميّون متطرفون ضد رئيس أميركي (يفترض أنّه جورج دبيلو بوش) وهو يلقي خطاباً له أمام البرلمان البريطاني أثناء زيارة إلى لندن، لتنتهي المحاولة بالفشل بعد سلسلة من الأخطاء والزلات المتتابعة واحتجاز رهائن لثلاث ساعات ونصف من النّهار. وقد فشلت الخطّة - تخبرنا الرواية - بفضل نائب في البرلمان البريطاني اسمه روجر بارلو يصبح في النهاية بطلاً ونجماً إعلاميّاً، تكاد تتطابق معالم شخصيته مع شخصية جونسون نفسه الغرائبيّة لدرجة أنه بدوره يتنقل بالدّراجة إلى مقرّ عمله وكان يصرّ على ضرورة فصل الأمور الشخصيّة عن العمل السّياسي، علماً بأن جونسون فُصل بعد صدور الرّواية بشهرين من منصب وزير ظلّ في المعارضة المحافظة بعدما تبيّن كذبه العلني بشأن علاقة خيانة زوجيّة.

الرّواية المتهالكة إبداعيا - باعت نحو 50 ألف نسخة لكنها تلاشت من الساحة الأدبيّة عاجلاً - يسيطر عليها نفس استشراقي بغيض متلفّع بالإسلاموفوبيا ويعتبر أن من طبيعة المسلمين الميل إلى القتل والعنف مدفوعين بوعود الجنس الجماعي المفتوح في الجنة، ويعمم وصف العرب بأن «أنوفهم معقوفة» و«عيونهم زائغة»، بينما يدعو البريطانيين المسلمين من أصول غير بيضاء بـ«ملوني القهوة». وهو إلى جوار انحيازه الآيديولوجي الجلي ضد الشرقيين فإن طريقة تقديمه للشخصيات النسويّة في الرواية تشير إلى نظرة جنسيّة محضة تجاههن لا تنجو منها الخيّرات ولا الشريرات. ولذا لا يستغرب المرء من تصريحاته الأخيرة - بعد 15 سنة من صدور الرّواية - في وصف النساء المسلمات المنتقبات بـ«أكياس القمامة المتنقلة». ولا تقتصر الكراهيّة والشتائم على المسلمين وحدهم بل يطال بعضها أيضاً السياسيين الفرنسيين والأميركيين، ولذا نصحه أحد الصحافيين في جريدة «ذي غارديان» البريطانيّة بسحب كل النسخ من الأسواق قبل الالتقاء بالرئيس الفرنسي قريباً للتداول بشأن موضوعة البريكست!

عمل جونسون الأهم بالنسبة إليه هو كتابه عن «The Churchill Factor How One Man Made History» أو «دور تشرشل: كيف صنع رجل فردٌ التاريخ» الذي صدر عام 2015 وتجاوزت مبيعاته الربع مليون نسخة. ورغم أنه تعرّض لانتقادات كثيرة في الأوساط الأكاديميّة ووصفه بعضهم بـ«التأريخ الكسول»، فإنّه كان أشبه بدعاية بروباغاندا سياسيّة لا نص أكاديمي، تبدو غايته الوحيدة إقناع النّاخبين البريطانيين بأنّ جونسون هو تشيرشل جديد.

بين كتابي الحوريّات والفرد الذي صنع التاريخ نشر جونسون عام 2007 «The Dream of Room» أو حلم روما، ويجادل فيه بأسباب نجاح الإمبراطوريّة الرومانيّة في خلق ثقافة أوروبيّة متجانسة مقابل فشل الاتحاد الأوروبي المعاصر بهذه المهمة. وقد تحوّل الكتاب إلى سلسلة وثائقيّة يقود المشاهدين خلالها عبر أوروبا مستكشفاً أسرار الحوكمة في الإمبراطوريّة القديمة محاولا بالطبع إقناع الجمهور البريطاني بأنّه محافظ مثقف ليبرالي يليق بأيامنا الرّاهنة. وفي الكتاب إشارة سلبيّة بما خصّ الإسلام أيضاً إذ يقول: «ولا شكّ بأن الاعتقاد بتموضع مشكلة العالم الإسلامي في الإسلام نفسه لا يُجافي الحقيقة».

تطرح النّصوص الجونسونيّة - إن جاز التعبير - في مجموعها صورة سياسي ميكافيللي متقلّب، عنده نوازع عنصريّة عميقة ومواقف مسبقة من الآخرين ومع ذلك فهي قابلة للتغيّر بسهولة وفق تحولات الأيّام، ممتلئ نرجسيّة وتوهماً في تعامله مع ذات متورّمة. لكّن مثل تلك الأوصاف قد لا تكون مدعاة للإدانة التامّة في عالم السياسة المعاصرة. بل لعلّها تحديداً سرّ تصعيد بوريس جونسون إلى قمّة هرم السلطة في بريطانيا هذه الأيّام.

 

جونسون يفوز بزعامة المحافظين ويتسلم اليوم مفاتيح «10 داونينغ ستريت» والمعارضة العمالية تطالبه بالدعوة إلى انتخابات عامة لتحديد من يكون رئيساً لوزراء بريطانيا

لندن/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

وسط تحذيرات أوروبية من خروج بريطاني غير منظم من الاتحاد، فاز أمس بوريس جونسون؛ الشخصية المثيرة للجدل، بثلثي أصوات ناخبي حزب المحافظين الحاكم، في الجولة الأخيرة التي جمعته ووزير الخارجية جيريمي هانت في المنافسة على زعامة الحزب الحاكم ليخلف تيريزا ماي ويتوج اليوم الأربعاء رئيساً لوزراء بريطانيا. وتعهد جونسون؛ أحد أكثر الشخصيات المتشددة حيال الاتحاد الأوروبي، بالانفصال عن التكتل، باتفاق أو من دونه بحلول نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ويدفع هذا الفوز المملكة المتحدة نحو مواجهة مع الاتحاد الأوروبي وربما نحو أزمة دستورية داخلية مع تعهد المشرعين البريطانيين بإسقاط أي حكومة تحاول الخروج من الاتحاد دون اتفاق. وفي خطابه؛ تعهد جونسون بإتمام تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول 31 أكتوبر المقبل. وقال: «سننفذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي... بروح جديدة من الحماس». وقال: «أعتقد أننا نعرف أننا نستطيع القيام بهذا، وأن شعب هذه الدولة يثق فينا للقيام بذلك». وشدد: «الحملة انتهت وبدأ العمل». وأشاد جونسون برئيسة الوزراء المنتهية ولايتها تيريزا ماي، التي من المقرر أن يخلفها اليوم الأربعاء، وتحدث عن «الخدمة الاستثنائية» التي قدمتها للبلاد و«شغفها وتصميمها» في السياسة. تيريزا ماي، أخفقت في الحصول على موافقة برلمان بلادها بشأن اتفاقية «بريكست» 3 مرات. ويعتزم جونسون إعادة التفاوض مع «بروكسل» حولها. وفي المقابل، يرفض الاتحاد الأوروبي إجراء أي تعديل عليها. وهنأ جيريمي هانت منافسه جونسون. وكتب هانت، الذي من غير المتوقع أن يبقى في منصبه عندما يعلن جونسون مجلس وزرائه الجديد اليوم الأربعاء، تغريدة قال فيها: «أقدم التهاني لبوريس جونسون على الحملة التي خاضها بصورة جيدة». وأضاف: «سوف تكون رئيس وزراء عظيماً لبلادنا في هذه اللحظة الحرجة». وأكمل: «خلال الحملة أظهرت تفاؤلاً وطاقة وثقة مطلقة في بلدنا الرائع، ونحن في حاجة لذلك».

كما هنأت ماي خليفتها جونسون، وحثته على «العمل معاً لتنفيذ خروج من الاتحاد الأوروبي بصورة تفيد المملكة المتحدة بأكملها». كما طالبت ماي، التي من المقرر أن تسلم رئاسة الوزراء لجونسون اليوم الأربعاء، خليفتها بضمان «إبعاد المحافظين لزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن عن الحكومة». وأضافت: «سوف تحظى بدعمي الكامل من المقاعد الخلفية للبرلمان».

وهنأ مسؤولون من الاتحاد الأوروبي بوريس جونسون لاختياره زعيماً للحزب، إلا إنهم لم يضيعوا الوقت وسارعوا للتأكيد على أن التكتل لن يتزحزح عن اتفاق الخروج الذي تم التفاوض بشأنه مع بريطانيا. وكتب ميشال بارنييه الذي يقود فريق المفاوضين الأوروبيين حول «بريكست» في تغريدة على «تويتر»: «نتطلع إلى العمل بشكل بناء مع رئيس الوزراء بوريس جونسون حين يتسلم مهامه، من أجل تسهيل إبرام اتفاق الانسحاب وإنجاز (بريكست منظم)». وأضاف: «نحن أيضاً مستعدون لإعادة العمل على الإعلان المتفق عليه بشأن شراكة جديدة بما يتماشى مع توجيهات (المجلس الأوروبي)». وقالت ناتاشا بيرتود، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية: «الرئيس (جان كلود) يونكر... كلفني بنقل التهاني لبوريس جونسون». وأضافت أن «الرئيس يتطلع للعمل مع رئيس الوزراء الجديد بأفضل طريقة ممكنة». أما الرئيسة المقبلة للمفوضية أورسولا فون دير لاين فأعلنت: «أتطلع إلى إقامة علاقة عمل جيدة معه». لكنها أضافت: «هناك كثير من المسائل المختلفة والصعبة ينبغي معالجتها معاً»، محذرة من «تحديات تنتظرنا».

وحذرت أوساط اقتصادية في ألمانيا من خروج غير منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الألمانية، يواخيم لانج، أمس الثلاثاء، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية: «التهديدات من لندن بخروج غير منظم من الاتحاد الأوروبي، مضرة»، موضحاً أنها ستكون ذات عواقب وخيمة مرتدة على بريطانيا نفسها، وأضاف: «هذه الخطوة ستعظم الأضرار التي ظهرت بالفعل في الاقتصاد». من جانبه، قال رئيس الاتحاد الألماني للتجارة الخارجية، هولجر بينجمان، إن انتخاب «المتشدد والمؤيد لـ(البريكست)»، جونسون، يزيد من مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد من دون اتفاق، مطالباً الاتحاد الأوروبي بالالتزام بقراراته، حتى لا يعرض مصداقيته للخطر، وقال: «ورغم ذلك؛ فإنه يتعين التوصل لاتفاق في بروكسل حول إبقاء إمكانية تمديد مهلة الخروج وفقاً لشروط سليمة، إذا كان هذا هو السبيل لتجنب خروج غير منظم». كما قال رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية، إريك شفايتسر، إن «بريكست» أصبح عبئاً كبيراً الآن على الاقتصاد الألماني، وقال: «الحكومة البريطانية الجديدة لا يزال أمامها فرصة للحد من العواقب السلبية لـ(بريكست) على الاقتصاد على ضفتي القنال. الشركات تحتاج في النهاية إلى خريطة طريق واضحة». من جانبه، قال المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الألمانية، لانج، إن الاقتصاد بحاجة الآن بشدة إلى حكومة في بريطانيا تتخذ قرارات قابلة للتنفيذ، مضيفاً أنه يتعين على جونسون العمل على ضمان مرحلة انتقالية منظمة.

جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض، طالب بإجراء انتخابات عامة، وذلك بعد إعلان فوز جونسون. ووصف كوربن انتخابات حزب المحافظين بأنها «غير ممثلة». وكتب على موقع «تويتر»: «لقد حصل بوريس جونسون على دعم أقل من مائة ألف عضو من حزب المحافظين من خلال وعود بتخفيضات ضريبية للأغنياء وتقديم نفسه على أنه صديق المصرفيين، والدفع من أجل خروج مضر دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي». وشدد على أن جونسون «لم يفز بدعم بلادنا». وكتب كوربين: «الخروج من دون اتفاق الذي يتحدث عنه جونسون سيعني شطب وظائف وارتفاعاً في أسعار السلع والمخاطرة ببيع خدمات الصحة الوطنية لشركات أميركية في اتفاق ودود مع دونالد ترمب». وأضاف: «يتعين أن يقرر شعبنا في انتخابات عامة من يكون رئيس الوزراء». وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على «تويتر»: «تهانينا لبوريس جونسون... سيكون عظيماً!»، بعدما أعلن الأسبوع الماضي أن جونسون سيقوم «بعمل رائع» بصفته رئيساً لوزراء بريطانيا. وقال ترمب الجمعة الماضي من البيت الأبيض: «أحب بوريس جونسون جداً، تحدثت معه أمس، أعتقد أنه سيقوم بعمل رائع». وأضاف: «لطالما أحببت بوريس. إنه شخص مميز، ويقولون إنني أنا أيضاً شخص مميز. نحن ننسجم جيداً». وتابع الرئيس الأميركي: «أعتقد أن رئيسة الوزراء السابقة قامت بعمل سيئ جداً بخصوص (بريكست)»، مؤكداً: «إنها كارثة، وليس من سبب لأن يكون الأمر كذلك. أعتقد أن بوريس سيعالج الملف».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الادعاء القضائي على نواف الموسوي يفتح باب الصراعات داخل حزب الله

علي الأمين/نداء الوطن/24 تموز/2019

لم تنته ذيول إقالة النائب في حزب الله نواف الموسوي من البرلمان، كما تروج مصادر حزب الله وتسرب للإعلام، أو استقالته كما يصرّ هو في حديثه لأكثر من وسيلة إعلامية.

النائب الموسوي هو عضو في البرلمان اللبناني منذ العام 2009. وكان ضمن مرشحي حزب الله في انتخابات عام 2008 في دائرة الجنوب الأولى (صور) وقد تنقل في مواقع حزبية عدة، منذ أن انتسب إلى الحزب في بدايات التأسيس في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، واتسمت مهماته الحزبية بالطابع الثقافي والإعلامي ثم تولى موقعا شبه ثابت في المجلس السياسي للحزب، وكان يعتبر من المسؤولين الذين يغلب على خطابهم الطابع الأيديولوجي المتشدد. لم يصدر عن حزب الله بعد مرور عدة أيام على إعلان الموسوي استقالته من مجلس النواب، في رسالة كشف عنها قبل أن يعلنها رئيس المجلس نبيه بري أمام النواب لتصبح نافذة. فمجرد أن أعلن بري عن الاستقالة، أدرك الجميع أن حزب الله موافق على الاستقالة على الأقل، إن لم يكن هو من دفع الموسوي إلى تقديمها، ذلك أن الرئيس بري ما كان ليعلنها لو أن لدى حليفه حزب الله رأيا آخر.

رغم ذلك لم يعلق حزب الله على الاستقالة، ولم تذكر محطة المنار التابعة له أي خبر يرتبط بها، وتعاملت ولا تزال وكأن شيئا لم يكن، على الرغم من أنها شكلت الحدث الأبرز خلال الأسبوع الماضي في معظم المحطات اللبنانية على اختلافها.

استقالة الموسوي، تبقى هي الخبر الصحيح، طالما أن حزب الله لم يصدر عنه أي موقف رسمي علني بشأنها بعد مرور خمسة أيام على إعلانها، وهي كما بات معروفا جرت على إثر نزاع اسري بين الموسوي وطليق ابنته، اقتحم على إثره الموسوي مع مرافقيه أحد مراكز الشرطة، بسبب احتجاز ابنته وطليقها إثر مشادة وقعت بينهما على إحدى الطرقات العامة، وكان الموسوي الذي استفزه تعرض ابنته لاعتداء من طليقها، عمد إلى محاولة إخراج ابنته من الحجز، وأطلق النار تهويلا على طليقها في مركز الشرطة، كما ورد في تقرير أمني رسمي.

كل المعلومات تشير إلى أن المحنة العائلية هذه ليست جديدة، وأن كثيرا من القريبين من الحزبيين وغيرهم يعرفون أن هذه القضية ليست جديدة وإنما تعود إلى فترة زمنية تمتد لأشهر، لكن السؤال الذي يطرح هو كيف أن حزب الله لم يعمل على معالجتها؟ خصوصا وأن والد طليق زوجة الموسوي (الشيخ محمد توفيق المقداد) هو في حزب الله، ويتولى منصب مدير مكتب وكيل ولي الفقيه علي خامنئي الشرعي في بيروت، والمفارقة أن من وظائف هذا المكتب الرئيسة، هي معالجة مثل هذه القضايا المتصلة بالزواج والطلاق والعائلة. ويستتبع ذلك سؤال آخر، فحزب الله الذي يتسم بطابع أمني، ويفرض على محازبيه ضوابط حزبية ودينية ملزمة باسم ولاية الفقيه، هل كان عاجزا عن معالجة قضية طرفاها من محازبيه أم أنه تقصد إدارة الظهر لها؟

في كلا الحالين ثمة ما يدفع بالأسئلة إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو المكان الذي بات فيه الحديث عن مراكز قوى داخل الحزب وتصفية حسابات داخلية هو أمر بدأ بالظهور، وما يعزز هذه الفرضية، أن الموسوي الذي أعلن استقالته من البرلمان، أكد على بقائه في صفوف حزب الله، وبالتالي ما معنى أن يجري الادعاء في المحكمة العسكرية اللبنانية على الموسوي بجرم إطلاق النار في مركز الشرطة، في الوقت الذي كان يمكن لحزب الله -لو أراد- أن يعمد إلى معاقبة الموسوي، ومنع الادعاء عليه رسميا، خصوصا وأن هذه المحكمة العسكرية، يعرف الجميع دالة حزب الله عليها وعلى العديد من أحكامها. لذا فإن الادعاء في الحدّ الأدنى مغطى من حزب الله إن لم يكن هو من أمر به ونفذته المحكمة. في موازاة ذلك إذا كان حزب الله عاجزا عن معالجة مثل هذه القضية بين طرفين يعلنان التزامهما بقيادة ولاية الفقيه، بل يبشران بها ويدعوان لها، فهذا ما يجعل الاعتقاد بأن ثمة ما يتجاوز قدرته حتى على إلزام محازبيه، بما يعتبره حكما إلهيا في أي موقف يتخذه في أي شأن، فكيف لو كان الشأن بين ملتزمين بشروط الانتساب إليه؟

لا شك أن الصراعات داخل الأحزاب طبيعية ومشروعة بتلك التي تنتمي إلى مرجعيات فكرية ليبرالية أو ديمقراطية، أما في النماذج الحزبية ذات الطابع الأيديولوجي والديني، ومنها حزب الله الذي يمكن أن نضيف إليه الطابع الأمني والعسكري، فإن الخلاف أو الصراع، هو من الكفر الحزبي، لذا فإن أي حديث عن وجود صراع حول منهج أو فكرة أو قرار ما، هو قول فيه انتقاص وتشويه ومؤامرة، بحسب أدبيات حزب الله وتربيته. من هنا فإن ما جرى على الرغم من السمة العائلية كما هو ظاهر، فإن حزب الله عبر بطريقة تعامله المتسمة بالصمت وعدم التعليق علنا، عن أمر جلل قد وقع، ليس في أصل المشكلة التي هي واحدة من عشرات، بل في كونها تسربت للإعلام وشاعت بين اللبنانيين. في انتظار كيف سيتعامل حزب الله مع قضية الموسوي بشكل رسمي وعلني، فإن ذلك لن يخفي ما آلت إليه هذه البنية الأيديولوجية والأمنية، التي انخرطت إلى حدّ كبير في الحياة اللبنانية من موقع أنها “أشرف الناس” وهو الشعار الذي رفعه حزب الله بعد حرب تموز 2006 وجعل منه وسيلة “أخلاقية” لتبرير سلطته ونفوذه وسطوته في السياسة والأمن، وجعل المنتمين إليه في موقع خارج المحاسبة والمساءلة، وهي مقولة تشكل عنوانا فظّا للفرقة الناجية، والتي فتحت الباب واسعا على تنمية شعور الاستعلاء وتحويله إلى ثقافة مجتمعية راسخة في الحزب وبيئته، وأدى ذلك إلى أن يجعل من مجرد الانتساب إلى هذه البيئة أو التحزب لها، معبرا لدخول الجنة في السماء، ووسيلة من وسائل الاستقواء والخروج الشرعي والمبرر على الدولة والقانون.

كانت الموارد المالية والعطاءات التي يوفرها حزب الله مباشرة لمناصريه أو التي يوفرها بشكل غير مباشر من خلال الانتماء إلى خط الحزب باعتباره سلطة تحصن من الملاحقة والمحاسبة، كل هذه الموارد تراجعت، والدولة اللبنانية تراجعت قدراتها المالية أيضا، هذا ما ساهم بكشف الواقع، والسلطة التي صارت بيد حزب الله هي أقصى أحلام الذين ساروا في ركبه بلا أسئلة، لكن الجواب اليوم، أن الواقع غير الأحلام، وأن “أشرف الناس” كبقية الناس، يحبون السلطة ويتنازعون من أجل المال، ويحبون لنفسهم أكثر مما يحبون لغيرهم، لا بل باتت تلك الأماكن التي يسيطر حزب الله عليها منذ عقود، وينشر فيها مراكزه ومساجد وحسينيات، هي من أكثر المناطق التي تشهد تجاوزات للقانون، وتنتشر فيها المخدرات، وتراجع فيها أعداد الذين يلتزمون دينيا، والمساجد تكاد تكون شبه خاوية، إلا بأمر حزبي. استقالة الموسوي من البرلمان، مهما بلغت الخصوصية فيها، إلا أن في نتائجها السياسية والحزبية ودلالاتها الاجتماعية، ما يعبر عن وجه من وجوه أزمة اجتماعية. لطالما ظن حزب الله أن التعتيم وادعاء النقاء والطهارة وسيلة جيدة من وسائل المعالجة، لكن ما هو واقع اليوم، أن تفاقم المشكلات وتعاظمها، أخلاقيا واجتماعيا، فضلا عن تراجع مريع لنموذجية عناصر حزب الله الأخلاقية لدى الجمهور، جعل من المسؤولية الحزبية مصدرا من مصادر توفير المنافع والسلطة لا الزهد والإيثار. هذا واقع لا يعني أن حزب الله في وضع يفتقد فيه إلى السلطة والنفوذ، بل العكس هو الصحيح، هو ممسك بزمام السلطة لكنه يقف على أرض تهتز من تحته اجتماعيا واقتصاديا.

 

الحريري- جعجع- جنبلاط إلامَ تبقون مشتتين؟

علي حماده/النهار/24 تموز/2019

تبدو حكومة “الى العمل” كما سمّاها الرئيس سعد الحريري، في أقل تعديل، أقرب الى حكومة راوح مكانك. فكلما خطت خطوة الى الامام تراجعت خطوات لأسباب كثيرة. الواقع عينه ينطبق على العهد (الولاية) بأسره، لا بل أكثر. فالرئيس الذي جرى انتخابه في الحادي والثلاثين من تشرين الثاني سنة ٢٠١٦، وانتهت ولايته لحظة انتهاء الانتخاب، وجرى توريث الموقع الى نسيب اختاره الرئيس ولم ينتخبه النواب، ولا كانت التسوية من الناحية المبدئية تشمل تمكين شخص ما اختاره احد لرئاسة الدولة، بل انه فرض نفسه ضمن معادلة عائلية تحت شعارات محاربة التوريث والإقطاع السياسي التي اشبعت بها “بروباغاندا” الجنرال عون وتياره الرأي العام على مدى عقود، فإذ بنا أمام أقصى نماذج التوريث والإقطاع السياسي، فألف رحمة على العائلات التقليدية، وألف رحمة على الإقطاع. فإذا لم يكن ما نراه اليوم من نموذج فاقع، اقطاعا سياسيا متوحشا حديث النعمة يجري ترسيخه بكل الوسائل، فماذا يكون إذاً؟

لن نتوقف عند ظاهرة الإقطاع السياسي والمالي والاقتصادي الذي تناولناه آنفا، انما نود ان نتوقف عند الواقع المرير الذي تعيشه البلاد في ظل الهجمة المتجددة التي يشنها فريق ٨ آذار، ومن ضمنه فريق رئيس الجمهورية ووارثه على ما تبقى من “ممانعة” لبنانية تحاول بشكل او آخر التمسك بالصيغة وبالدستور، وتاليا بما تبقى من معنى لبنان التاريخي، واستكمال السيطرة على بلاد الأرز. فعلى الرغم من الاستسلام الذي جرى انتزاعه من معظم القوى السيادية الرئيسية، بأشكال متنوعة، فإن ما يحصل اليوم يؤكد ما كنا نحذر منه على الدوام، فما عاد الاستسلام في القضايا الكبرى في مقابل ترك المكاسب الصغيرة والبلدية الطابع كافيا، فقد انطلقت اليوم معركة انتزاع المزيد، من خلال محاصرة القوى الرئيسية، كل منها على انفراد، باستغلال تشتتها وغرقها في خلافات جانبية، ورفضها التضامن في ما بينها على الحد الأدنى.

ما يحصل اليوم مع وليد جنبلاط٬ وما خبره سعد الحريري في اليوم الأخير من مناقشة بنود موازنة الـ٢٠١٩، وفي الأشهر الماضية، وما يتعرض له سمير جعجع بشكل ممنهج منذ انتخاب الرئيس عون، يؤكد بالملموس اننا امام مرحلة جديدة يجري فيها مزيد من القضم، لكن هذه المرة على مستوى المكاسب الداخلية. بعدما جرى التسليم لـ”حزب الله” والقوى المرتبطة به، وفي مقدمها رئيس الجمهورية وتياره، تدور الدائرة ليستكمل حصار يزيد منسوب القضم في القضايا المحلية والبلدية. بمعنى آخر، جرى نحر جبهة وطنية استقلالية عابرة للطوائف، والتسليم للطرف الأقوى بسيادة قراره على القرار الوطني والخيارات الكبرى، أملا في أن تترك القضايا الأخرى المصنفة كيوميات للعبة التوازن الدقيق، وها نحن امام واقع مرّ، فقد أدت التنازلات الأولى الى فتح طريق القضم في اللحم الحي! وسؤالنا للقادة المعنيين بهذين الحصار والقضم، وهم أصحاب قضية واحدة: ماذا تفعلون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ إلام تبقون مشتتين فيما يجري اصطيادكم الواحد تلو الآخر؟

 

رمزي كنج "مفصول"... بعد أكثر من ربع قرن

كلير شكر/24 تموز/2019

يقول أحد العونيين القدامى من "قماشة" المؤسسين: رمزي كنج يعني "التيار الوطني الحر"، والعكس صحيح. اسمان متلاصقان منذ النشأة، ومرادفان بعضهما لبعض. لا يمكن تخيّل أي حدث حزبي أو أي احتفال من دون رمزي، سواء كان في لبنان أو في الخارج...

يعرفه كل "الرفاق"، لا بل يحظى باحترام الجميع ومودّتهم. يكاد يكون الوحيد بـ"صفر عداوات". صديق للقدامى كما للحزبيين الجدد. يصفه أحد الأصدقاء بأنه صاحب شخصية مركّبة إيجابياً. هدوؤه وسعة صبره مكّناه من نسج شبكة علاقات استثنائية مع العونيين، الآتين من أقصى الموالاة، كذلك الذاهبين إلى أقصى المعارضة. تعرّف كنج إلى الأفكار العونية منذ بداية الثمانينات، حين كان يستمع إلى توجيهات العماد ميشال عون. شدّته الطروحات الوطنية التي تتخطى الحواجز الطائفية. وفي هذه النقطة، بدا ابن منطقة الشياح استثنائياً: خالف بيئته وجغرافيته، و"تمرّد" على الوصاية العسكرية التي كانت تسيطر على المنطقة. وكُثر من العونيين لم يعرفوا انتماءه إلى الطائفة الشيعية إلّا مع انخراط "التيار" في العمل الانتخابي. في العام 1991 جلس في صالون "أبو نعيم" عون ليصير واحداً من النواة التأسيسية الضيقة، و"صديق العمر" لنعيم عون. وكان من الأوائل الذين قصدوا العماد عون في مرسيليا في تلك الفترة. انخرط رمزي كنج في العمل الحزبي الذي كان سرياً في تلك المرحلة، متجاوزاً حدود طائفته الشيعية، وحدود الاعتبارات الأمنية التي كانت تدفعه في كل مرة إلى الاعتقاد بأنّه قد يخرج من البيت صباحاً ليبيت ليلته في الزنزانة، خصوصاً أنّه لم يفكر حتى في مغادرة منطقته مع بدء نشاطه الحزبي بشكل رسمي.

لم يوفر قسطاً من نضاله في سبيل القضية التي آمن فيها، ولهذا لم يقم بمجهود كبير لينال ثقة رفاقه، خصوصاً في مراحل التأسيس التي كان يشوبها الشك الدائم والقلق من تسلل الأجهزة الأمنية إلى قلب الحلقة الضيقة. لا بل فرض نفسه بفعل تفانيه واصراره على اتمام المهام التي كانت توكل إليه.

بمقدور أصدقائه سرد عشرات الروايات عن علاقته بالإعلام حين كان عضواً في المكتب الإعلامي لـ"التيار" بين العامين 1995 و2003 وكيف كان يتصل بالاعلاميين ليلاً وكيف كان يوصل الأخبار بيده إلى الصحف ومحطات التلفزيون، حين كان على اتصال شبه يومي بـ"الجنرال". يؤكد عارفوه أنّ له مكانة خاصة في ذهن الجنرال الذي كان يلقّبه بـ"العملة النادرة"، ما سمح له بالاحتفاظ بعلاقة مميزة معه وهو الذي يعرف رأيه جيداً بـ"التيار"، بطلعاته ونزلاته. ولعل هذه المكانة هي التي ساعدته على تأمين أول خط اتصال بين العماد عون وبين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بغية تعزيته باستشهاد نجله هادي، وذلك خلال مرحلة كانت مجاري العلاقة بين الطرفين، جافة تماماً. كنج ترشح للانتخابات النيابية في العام 2005 على لائحة "التيّار" في بعبدا ضد "التحالف الرباعي" وحصد يومها حوالى 3000 صوت شيعيّ من أصل حوالى 12000 صوت شيعي. ورغم انكفائه عن العمل الحزبي منذ العام 2015، فقد عُرض عليه الترشح مجدداً على لائحة "التيار" في العام 2018. بعد مسيرة استمرت أكثر من ربع قرن، تمّ فصل رمزي كنج بواسطة "أس أم أس" وصل الى هاتفه بعدما تمّ استدعاؤه للمثول أمام المحكمة الحزبية. الأهم من هذه الخطوة، هو أنّ المفصول لم يبلّغ بأسباب فصله.

يختصر أحد العونيين القدامى المشهد بالقول إنّ "قضية" رمزي كنج تثبت بالوجه الفعلي أنّ القانون لا يبني المؤسسات، وإنما تبنيها العدالة.

 

تعاون أمني حيوي بين الجيش وروسيا

هيام القصيفي/الأخبار/24 تموز/2019

تعرف روسيا تماماً حساسية الوضع اللبناني، وتتفهم حاجات الجيش والأجهزة الأمنية من دول غربية. هذا لا يمنع رغبتها في تعزيز تعاونها، واستعدادها لتنسيق عميق في مجال الأمن والمعلومات، الأمر الذي يصبّ في مصلحة الجيش في مجال مكافحة الإرهاب

لا يمكن الكلام عن أي جهاز أمني أو عسكري لبناني من دون الأخذ بالاعتبار واقع أن هذه الأجهزة غربية التدريب والتجهيز والتنسيق المعلوماتي. لذا، يصبح لافتاً أي كلام عن تعاون روسي لبناني في المجالين العسكري والأمني، لأن الأجهزة الأمنية الروسية تتعامل مع الأجهزة اللبنانية المعنية، على قاعدة تفهّمها الكامل لمسار تعاونها مع الأجهزة الغربية، وتحديداً الأميركية، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، والتنسيق الأمني والعسكري وتقديم الهبات والمساعدات للجيش اللبناني. يستوعب الروس تماماً هذا التعاون، ولا يفرضون شروطاً، في المقابل، على أي مساعدة يمكن أن تقدمها الأجهزة الروسية المختصة. فهم ينطلقون، منذ سنوات طويلة، من مبدأ احترام سيادة لبنان، وبهذا المعنى لا يتدخلون في أي شأن داخلي، أو يفرضون أي إملاءات، في كل ما يتعلق بمواقف القوى السياسية أو اتجاهات المساعدات العسكرية، ولا يتعاملون مع لبنان على أنه يدور في فلك روسيا أو الاتحاد السوفياتي سابقاً. ووفق هذه الرؤية، يعرفون تاريخ الأجهزة العسكرية «الغربي» ومسارها، ويُدركون خصوصيتها، ولا سيما في مجالَي التدريب والتسليح. وبقدر ما يريد الروس تعزيز تعاونهم العسكري في قطاعات عدة، يتصرفون بواقعية بلا أي ضغط، أو متطلبات تعجيزية، لا بل إنهم يتجاوزون في أي نقاش على مستوى ثنائي، مواضيع يعرفون تماماً أنها غير مثمرة، ويتحدثون بواقعية عن العقبات التي تحول دون رفع مستوى التعاون العسكري إلى مستوى أعلى مما هو عليه، وعن التعاون الحيوي الجاري حالياً والمرجَّح أن يتعزز وفق روزنامة عمل لبنانية روسية مشتركة. علماً أن التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين قائم حالياً، في مجال مكافحة الإرهاب والتدريب العسكري، لكنه على أهبة أن يتضاعف وفق مطالب لبنانية محددة من الروس، الذين أبدوا استعداداً تاماً لتلبيتها وتقديم أي تسهيلات ممكنة. لا تزال الأجهزة اللبنانية تولي أهمية في مجال الأمن لملف مكافحة الإرهاب، وتحاول التنسيق مع عدد من الأجهزة الدولية لمتابعة هذا الملف، خصوصاً عند وقوع أي تطور أمني أو عسكري في لبنان والخارج. وهي تنشغل حالياً بملف حساس يتعلق بـ«ورثة» الآباء الجهاديين والمسلحين، لكونها قد بدأت ترصد جيلاً جديداً من أبناء المقاتلين والمتأثرين بهم الذين يتحولون أيضاً «مشاريع» جهاديين وإرهابيين، سواء أكانوا لبنانيين أم من خارج لبنان، حسبما بدأ يظهر من خلال توقيفات وتحقيقات جرت في الآونة الأخيرة.

تسعى الأجهزة اللبنانية إلى الحصول على «بنك المعلومات» الروسي عن المسلحين

ولأن تسرُّب مسلحين وتهريب أشخاص من سوريا إلى لبنان، على تماس مع شبكات إرهابية، لا يزال يمثل ثغرة أمنية خطيرة، تحوّل هذا الموضوع نقطة أولية في نقاشات مشتركة تثمر تعاوناً بين بيروت وموسكو، إضافة إلى نقاشات حيوية في موضوع النازحين السوريين وفق المبادرة الروسية التي لا تزال معلقة.

يريد لبنان تعزيز تعاونه في نقطتين: الأولى الإسهام في منع تسرب المقاتلين والإرهابيين إليه. إذ لا يزال تهريب مقاتلين من دير الزور والرقة وإدلب الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية، ولا سيما عبر الحدود الشمالية والشمالية الشرقية. ورغم كثافة الإجراءات الأمنية والعسكرية، إلا أن التسلل لا يزال قائماً عبر المعابر غير الشرعية وشبكات تهريب ناشطة من الجهتين. لذا، كان الطلب من الروس المنتشرين في المناطق السورية، أو المتعاونين مع الأجهزة السورية فيها، المساهمة في التشدد من الجهة السورية لمنع تسرّب هؤلاء. وهذا أمر حيوي أمنياً وعسكرياً، ويحتاج إلى جهد من لبنان وروسيا للتعاون في ضبطه.

النقطة الثانية، هي الحصول على بنك معلومات عن المسلحين الذين تملك الأجهزة الروسية ملفات عنهم، وهم طبعاً بالمئات، وهذا يشكل بنداً حساساً وملحّاً، لجمع داتا كاملة عن المسلحين الإرهابيين وكل ما يمتّ إليهم بصلة. لأن الأجهزة اللبنانية تواجهه معضلة ضبط مجموعة من المتسللين إلى لبنان وتوقيفهم، وبما أنها لا تملك أي معلومات عنهم، لا أمنية ولا عسكرية، يفرج عنهم لاحقاً، لعدم التثبت من خلفياتهم وتاريخهم العسكري أو الجهادي. وهذه النقطة تمثل ضرورة ملحّة للأجهزة اللبنانية، ولا سيما أن بعض الذين يهربون إلى لبنان، يحاولون أيضاً الانتقال منه إلى دول أخرى. وقد وعدت الأجهزة الروسية المختصة بالتعاون في هاتين النقطتين، وبدأت الإعداد لتنفيذ ما اتُّفق عليه، وتسريع وتيرة إظهار نتائجه وفق مصلحة أجهزة البلدين وتعاونهما.

 

ما هي عقد الوزير باسيل؟

سيزار معوض/موقع وطن اون/24 تموز/2019

لا يخفى على أحد أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يسعى من خلال جولاته المكوكية في الشمال تحديدا، تحسين وتحصين وضعه بغية انشاء منطقة نفوذ خاصة به.. هو يرغب كما الرئيس نبيه بري أن يكون له مقاطعة يحكمها ويتحكم بها تماما كما هي حال  رئيس الحزب التقديمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يتربع على عرش الزعامة في عاليه والشوق. دون أن ننسى زعامة الرئيس سعد الحريري التي تمتد من بيروت وصولا إلى الشمل وصيدا. من حق الوزير باسيل وأي سياسي آخر أن يكون له امتداد شعبي ومؤيدين ضمن شروط اللعبة، غير أن للوزير باسيل عثرات وعقد تحول دون تربعه أقله على عرش الزعامة في الشمال على الرغم من أن التيار الوطني الحر يضرب بامتداده مساحة الوطن. وتعتبر دائرة الشمال  المسيحي المؤلفة من أقضية البترون- بشري- زغرتا- الكورة، ملعباً مسيحياً، يريد أن يكون باسيل رأس الهرم فيها. ففي الإنتخابات الاخيرة حصدت لائحته 3 من أصل 10 مقاعد مسيحية مخصّصة للأقضية الأربعة، فيما حصدت لائحة "المردة" و"القومي السوري" والحلفاء 4 مقاعد، ولائحة "القوات اللبنانية" 3 مقاعد.

القوات اللبنانية

عقدة  باسيل الأولى هي الدكتور سمير جعجع الرابض في قضائه دون منازع. فالقوات اللبنانية أثبتت أنها الأقوى على امتداد دائرة الشمال وليس بمقدور أحد من الأقطاب المسيحية دخول عرينها سياسيا.. كذلك فإن القواتي فادي كرم لا يزال يقدم الخدمات كما لو كان نائبا فيما الحزب الحاكم لم يستطع انجاز ولو خرق صغير على الساحة الكورانية. هذه المعطيات دفعت ببعض مناصري ومؤيدي التيار الاشمئزاز من جولات باسيل غير المجدية خاصة وأنه اليوم رئيس الظل وبمقدوره فعل العجائب.

زعامة فرنجية بزغرتا

صحيح أن تيار المردة خسر المقعد الثالث بزغرتا، غير أنه لا يزال متماسكا وشعبيته أقله في زغرتا-الزاوية لم تتبدل كثيرا رغم الإضمحلال في الخدمات والحرب الهمجية عليه من العهد. من الطبيعي أن يخسر سليم كرم مقعده النيابي، فهو طيلت تسع سنوات من ولايته، غائب عن أهالي زغرتا-الزاوية والمؤيدين، لم يقدم خدمة لزغرتاوي، ضاربا عرض الحائط إرث عائلة كرم ورمزية "العرة" التي انسلخت عما كانت تمثله سابقا من عصب للكرمين ولعائلة كرم. الحرب على المردة عنيفة وفي أشدها فالمطلوب من  النائب الدويهي أكثر من أي وقت مضى الوقوف والمواجهة حفاظا على مقعد نجله النيابي في الإنتخابات المقبلة.

فيما رئيس تيار المردة مرتاح نوعا ما، يقبع في بنشعي ومن هناك يرسم مخططات وخطط المرحلة المقبلة بدقة وروية. هو كان بإمكانه يوما أن يتزعم الساحة المسيحية على امتداد الوطن لو كان بجانبه مستشارين غيورين،  يغارون عليه وعلى مصلحته. غير أنهم تلهوا بالقشور وجمع الثروات وتشويه سمعة البيك وزغرتا. رغم ذلك يبقى فرنجية الحلقة الأقوى بزغرتا- الزاوية ويحاول تمتين وضعه أكثر في قضاء الكورة وتقديم الخدمات عبر جنة وزارة الأشغال بعد تعببد الوزير فنيانوس المحسوب ضمنا على الثنائية الشيعية طرقات الكورة المحرومة منذ سنين طوال خارقا بذلك جدار التيار الوطني الحر هناك.

ميشال معوض حجر الزاوية بزغرتا

أمام تمدد المردة  والقومي داخل الكورة والقوات في المنطقة، سارع باسيل إلى تثبيت تموضعه في زغرتا، فوثق علاقته بميشال معوض ليكون رافعته إلى جانب الوزير الأسبق بيار رفول. واستطاع أن يحصد التيار في زغرتا٣٠٠٠ صوت مقابل تراجع ملحوظ للقوات فيها. العهد اليوم تبنى النائب ميشال معوض اولا لتعويضه خسارته والده الرئيس رينه معوض بحيث يتحمل "أقله معنويا" مسؤلية اغتياله يومذاك الجنرال عون..

وثانيا سعي التيار  البرتقالي خنق  سليمان فرنجية بعقر داره بعد اعلان فرنجية الحرب، من خلال فتح أبواب  جنة الحكم أمام معوض..

باسيل العالم بأن دخول زغرتا ليست بنزهة، دونها مطبات ومعوقات، يبحث عن الطريقة الأنجع لتقوية موقعه بزغرتا ويعقد للغاية سلسلة اجتماعات وخطط عمل وصولا للهدف المنشود. وعلى الرغم من جولات باسيل المتكررة إلى زغرتا والكورة وبشري، لم يستطع تحقيق خرق كبير واجتذاب القاعدة الشعبية. غاب عن ذهن "الريس باسيل" أن المناصب الوزارية والنيابية لا تصنع زعامة، على أمل أن يعي رئيس الظل  أن النار تحرق صاحبها فاللعب على وتر الخطاب الفتنوي التحريض ناهيك عن فتح الجبهات هنا وهناك ليست لصالحه ومصلحته في آن...

 

اسرائيل تضع المرفأ والمطار ضمن أهدافها.. وعـقدة "العدلي" مستمرة

الجمهورية/24 تموز/2019

لم تتمخض الاتصالات الهادفة الى جمع الحكومة على طاولة مجلس الوزراء عن أي نتائج ملموسة بعد، إذ ظل الانقسام في المواقف على غاربه بين متمسّك بإحالة قضية حادثة قبرشمون الى المجلس العدلي وآخر متمسّك بتركها لصلاحية المحكمة العسكرية، في وقت يصرّ رئيس الحكومة سعد الحريري على عدم دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد طالما أنّ الانقسام مستمر، ويعتبر انّ تلك القضية سلكت مسارها القضائي والقانوني وينبغي الفصل بينها وبين عمل الحكومة. لكنّ "سفن المواقف" ما تزال تسير عكس ما يشتهيه، الأمر الذي يبقي الحكومة معطّلة حتى إشعار آخر.

إنتهت الاتصالات التي جرت في غير اتجاه أمس الى نتيجة مفادها انّ كل ما بذل من جهود حتى الآن لمعالجة قضية قبرشمون، لم يؤد الى الفصل المطلوب بين المسارين القضائي والأمني من جهة والحكومي من جهة أخرى، وأنه استحقاق ما زال بعيد المنال.

وقالت أوساط الحريري لـ"الجمهورية" انه حتى مساء أمس كانت مسألة دعوته مجلس الوزراء الى الانعقاد لا تزال قيد الدرس ولم تحسم بعد. وأكدت أنّ رئيس الحكومة لن يُدرج بند المجلس العدلي على جدول اعمال مجلس الوزراء في ظل الانقسام الحاد السائد حوله، وأنّ طَرحه من خارج الجدول لا يمكن ان يتم إلّا بالتفاهم مع رئيس الحكومة وهو ليس موافقاً على ذلك.

واستغربت الأوساط إصرار البعض على ربط انعقاد مجلس الوزراء بطرح موضوع إحالة حادثة قبرشمون الى المجلس العدلي على بساط البحث، لافتة الى وجود ملفات وقضايا حيوية لم تعد تتحمل التأجيل، وكأنّ هناك من لا يستشعر بدقة الوضع الاقتصادي والمالي الذي يمر لبنان فيه. واعتبرت "انّ حادثة قبرشمون سلكت مسارها القضائي والقانوني الذي يجب أن يتواصل، وبالتالي ينبغي الفصل بين هذا المسار وبين عمل الحكومة". ونبّهت الى "انّ إقرار قانون الموازنة لا يعني أنّ علينا ان نَستكين، بل هناك كثير من الاستحقاقات والمهمات التي تنتظرنا ويجب أن نتصدى لها بلا إبطاء".

الى ذلك، قالت مصادر مواكبة للاتصالات انّ الحريري ما زال يصرّ على توفير الأجواء التي تمكّنه من دعوة مجلس الوزراء الى جلسة بجدول اعمال خال من ملف قبرشمون، وإحالته الى اي جهة قضائية منعاً لانقسام الحكومة وتفجيرها من الداخل. ولذلك فإنه يطالب ويضغط في اتجاه انتهاء المفاوضات الى تسوية تُبعد هذه الكأس عن الحكومة في هذه المرحلة بالذات.

وقالت مصادر السراي الحكومي لـ"الجمهورية" انّ رئيس الحكومة ما زال ينتظر نتائج مساعي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والإتصالات التي يجريها بعض معاوني رئيس الجمهورية وستأخذ مداها الأقصى بعد عودة الوزير جبران باسيل أمس من الخارج.

وفيما توقعت هذه المصادر لقاء قريباً بين الحريري وباسيل، لاحَظ المراقبون انّ المساعي لتأمين انعقاد مجلس الوزراء لن تحقق النتائج المرجوة طالما انّ المواقف التي اعتقد البعض انها ستتراجع الى حدود التوافق على المحكمة العسكرية انتهَت الى غير ما اشتهى الساعون الى هذه المحطة، على الأقل في المرحلة المقبلة ما لم يطرأ ما يُفاجىء الجميع.

وكان اللواء ابراهيم قد زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر أمس، وأطلعه على نتائج مساعيه على المستويات القضائية والأمنية والسياسية. وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ ابراهيم ابلغ الى عون أنّ المخارج المقترحة حتى الآن لم تؤت ثمارها، لأنّ المواقف مما هو مطروح لم تتبدل بعد، خصوصاً إزاء موضوع إحالة الملف الى القضاء العسكري إذ بات أسير مواقف وقراءات متناقضة.

وفي المعلومات المتداولة انّ رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان اعتبر خطوة ترك القضية للمحكمة العسكرية تشكّل محطة على طريق إحالتها الى المجلس العدلي، التي يصرّ عليها. فيما يعتبر الحزب التقدمي الإشتراكي انّ الاعتقاد بأن يكون القضاء العسكري "مطيّة" للانتقال بالملف الى المجلس العدلي "لن يمر، وان القرار النهائي لِما هو مرتقب في مستقبل هذا الملف سيكون في مجلس الوزراء".

وفي المواقف قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره أمس: "يجب حسم اجتماع مجلس الوزراء خلال أسبوع، فقد تعطلت الحكومة ثلاثة اسابيع وماذا حصل؟ أنا تحركتُ ولن أتوقف عن الحركة، لكن هناك أموراً ضرورية جداً يجب البحث فيها والبَت بها في مجلس الوزراء، مثل الموضوع الفلسطيني الخطير جداً، إضافة الى التعيينات و"سيدر" عدا عن الحاجة الى البدء في درس موازنة 2020 لكي تصل الى مجلس النواب في الموعد الدستوري المحدد، وقد أنجزها وزير المال ويفترض من الآن ان تناقش في مجلس الوزراء".

ورداً على سؤال قال بري: "تذكرون أنني منذ اللحظة الاولى بعد حادثة قبرشمون شدّدتُ على ثلاثية المعالجة السياسية والامنية والقضائية، وأقول انّ المعالجة السياسية هي ضرورية جداً ويجب العمل من أجلها. إنّ إحالة الحادثة على المحكمة العسكرية امر طبيعي لكنّ موضوع المجلس العدلي يعود الى مجلس الوزراء، واذا لم يكن هناك اتفاق حول المعالجة ما المانع من انعقاد مجلس الوزراء وترك هذا الموضوع الى حين التوافق عليه؟

وفي هذا السياق، أكدت مصادر مطلعة على موقف "حزب الله" لـ"الجمهورية" أن "لا معطيات واضحة حتى الساعة عن انعقاد جلسة قريبة لمجلس الوزراء". وردّت أسباب العرقلة الحاصلة الى "معالجة حادثة قبرشمون وما نَتج عنها من اختلافٍ في المواقف وتباينات لا توفّر الجو الملائم لانعقاد جلسة". ولفتت المصادر إلى أن "لا دور لـ"حزب الله" في تقريب وجهات النظر، وموقفه في هذه الصدد معروف وهو أنّ النائب طلال ارسلان مُستهدف ومعتدى عليه وما حصل معه ومع وزيره يتطلّب التفاهم معه".

ومن جهتها مصادر "التيار الوطني الحر" أكدت لـ"الجمهورية" أنّ الهدف الاساسي في الملف القضائي لحادثة قبرشمون هو المحاسبة، "فالمجلس العدلي هو وسيلة لكنّ المحاسبة هي الاساس". وأضافت: "تضامَنّا مع المير طلال في مطلبه، لكن هذا المطلب غير قابل للتحقيق في النهاية، ولا يمكن الاستمرار في شلّ الحكومة والبلد".

وشدّدت المصادر على أن "لا مساومة على دماء الشهداء، لكن يجب التطلّع الى الشلل الحكومي وكلفته على البلد، ولا بدّ من مخرج". وكشفت أنّ البحث عن هذا المخرج هو قيد التداول اليوم في المبادرة التي يديرها رئيس الجمهورية ويشترك فيها اللواء ابراهيم، "فالبلد محكوم بالتسوية والجميع يجب أن يقتربوا خطوة نحو الحلّ، لكن الأكيد أن لا مساومة على المحاسبة، ولا يمكن أن يصدر عن "التيار الوطني الحرّ" موقف مُتمايز عن المير، بل في حال صدوره سيكون بالتنسيق مع ارسلان بطبيعة الحال".

من جهتها قالت مصادر "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية" انّ "القوات تصرّ على ضرورة انعقاد مجلس الوزراء، وهي تدعم مساعي رئيس الحكومة سعد الحريري في هذا الإتجاه، لأنّ البلد لا يتحمّل مزيداً من التعطيل والفراغ وعدم الإنتظام، خصوصاً أننا في مرحلة دقيقة جداً على المستويين الإقتصادي والمالي، تستدعي انعقاد الحكومة للنظر في موضوعين أساسيين. الأول، مؤتمر "سيدر" والإستثمارات بعد إقرار موازنة 2019. والثاني، موازنة 2020".

وأضافت: "كذلك هناك قضية أخرى لا تقل أهمية عن هذين الموضوعين، وهي رفض مبدأ التعطيل، فأهمية عهد الرئيس ميشال عون أنه ارتكز على عودة الانتظام المؤسساتي والاستقرار السياسي. ولا يجب إطلاقاً العودة إلى التعطيل الذي ينسف مبدأ الانتظام والإستقرار القائم وينعكس سلباً على الوضعية السياسية، فضلاً عن أنّ عدم انعقاد الحكومة يُمكن أن يدفع نحو التأزّم والتسخين السياسي. لذلك، يجب انعقاد مجلس الوزراء مهما كان الثمن، فعدم اجتماع الحكومة خطيئة".

واستبعد النائب مروان حمادة انعقاد مجلس الوزراء، وقال لـ"الجمهورية": "لا يبدو حتى الآن أنّ هناك جلسة قريبة لمجلس الوزراء، لعدم وجود نيّة التجاوب لدى فريق 8 آذار مع انعقاد الجلسة من دون طرح قضية المجلس العدلي وترك القضاء العسكري يأخذ مجراه قبل البَت بأي شيء آخر"، لافتاً إلى "أنّ الموقوفين حتى الساعة هم من جهة واحدة".

وأكد حمادة أنّ "العوائق تتجاوز حادثة قبرشمون لتصل الى دمشق وطهران، الأولى تريد الثأر من وليد بك جنبلاط، والثانية تريد أن تَقتصّ منه، علماً أنّ الحصار ليس على وليد فقط، بل على سعد الحريري أيضاً". ورأى "أنّ المناخ القائم هو في مرحلة مفصلية في المنطقة، ومع هذه الأزمة الضروس من جماعة العهد لم يعد يوجد حكومة عمل بغَضّ النظر عن انعقادها. والأدهى، والذي لا يفهمه العهد، هو أنّ أزمة الحكومة هي مدخل الى أزمة حُكم".

في هذه الاثناء إستغلّ وزير الصناعة وائل أبو فاعور مؤتمره الصحافي الذي عرض فيه لإجراءات الوزارة للوصول الى صفر تلوّث صناعي في حوض الليطاني، فتحدث في جانب منه عن قضية قبرشمون، فقال: "سمعنا عن تحويل القضية الى المحكمة العسكرية في الاعلام. واذا كان الأمر إجراء قضائياً قانونياً فلا مانع لدينا فيه. القضاء هو من يقرر. لم نتدخل ولن نتدخل في القضاء. اذا كان لدى البعض وَهم محاولة الالتفاف على المجلس العدلي او التعامل مع المحكمة العسكرية لتسهيل الوصول الى المجلس العدلي فهو واهِم، لأنّ القرار يعود اولاً واخيراً الى مجلس الوزراء، ولن يكون قرار حول المجلس العدلي في مجلس الوزراء". وأضاف: "نثق في المحكمة العسكرية، ولكن اذا كان البعض يحاول استغلالها لسلوك طريق مختصرة ولكن غير نزيهة تجاه المجلس العدلي يكون مخطئاً. رئيس الحكومة يبذل الجهود لمعالجة الامر، نأمل من الاطراف المعنية التجاوب معه، وتحديداً رئيس الجمهورية الذي هو مؤتمَن ومسؤول".

وأشار إلى أنّ الكبير والصغير في لبنان اصبح عالماً في التحقيق، وكيف بدأ الحادث ومن أطلق النار اولاً ومن تسبّب بالحادث. وفكرة الاغتيال هي كأنّ جون كينيدي سائر في سيارته ويلوّح للمواطنين، وأحد أطلق النار عليه. لا. كان هناك موكب مسلّح عسكري هو الذي بدأ إطلاق النار على المواطنين وعلى الناس. حصل رَدّ من الناس. والذين أطلقوا النار وردّوا بردّ فِعل موجودون لدى القضاء وسلّمناهم". وإذ سأل: "عندما يُطلب من الآخرين أن يسلّموا المطلوبين لديهم لماذا لم يسلّموهم؟". قال: "يجب ان يسلك الامر مسلكه القضائي الطبيعي ولا داعي للمجلس العدلي لأنّ التحقيقات أثبتت ذلك، امّا المطلوب هو فرض أمر واقع او إرضاء لغرور ما. ولا يوجد اتفاق على المجلس العدلي ولا داعي له بكل الحيثيات".

ورداً على سؤال عما إذا كان الحريري مطلعاً على ما حصل، أجاب: "نعم".

في المقابل، قال رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، في تغريدة له: "لا يمكن لتحقيق القضاء أن يكون مرجعاً للاحالة إلى المجلس العدلي، بل يقول القانون انّ قرار الإحالة الى المجلس العدلي هو قرار سياسي يَستند فقط إلى تقييم مجلس الوزراء لخطورة الجريمة وما كان سينتج منها من ضرب الإستقرار والتعايش والأمن الوطني".

واعتبر أنّ "جريمة قبرشمون التي استهدفت وزيراً وموكبه ينطبق عليها كلياً توصيف المَس بالأمن الوطني لو لم نضبط أنفسنا لمنع الحريق في الجبل ولبنان، وهي أكبر حجماً وتأثيراً من الجريمة الفرديّة التي حصلت مع الزيادَين في المصيطبة، والجريمة الفردية التي حصلت في بتدعي، وكلا الجريمتين أحيلتا فوراً الى المجلس العدلي بقرار مجلس الوزراء، ولم يشترط المجلس يومها تقييماً من القضاء العسكري أو المدني، فلماذا هذا التحايل اليوم؟ إلّا إذا أردتم أن تدفعوا بالدروز إلى لعبة الثأر وإغراق الجبل في فتنة دموية لا يعرف أحد نتائجها". وأكد "ثقتنا الكاملة بالرئيس ميشال عون، وندعو الجميع الى التعقل ووضع الأمور في نطاقها الصحيح والمتعارف عليه في مجلس الوزراء، ونؤكد أنّ أي مناورة خارج إطار هذا الحل سيكون لها نتائج وخيمة داخل مجلس الوزراء وخارجه".

وكان رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، زار أرسلان في دارته في خلدة. وأفاد بيان مشترك انه تمّ خلال اللقاء "التشديد على عدم التهاون في جريمة قبرشمون، وضرورة إحالتها الى المجلس العدلي من دون إبطاء أو تسويف، وإلّا فإنّ كل تسويف لهذه المسألة يعني تشجيع شريعة الغاب وتكرار مثل هذه الجرائم". كذلك تم التشديد على "ضرورة حفظ أمن الجبل، باعتبار أنّ المدخل لحفظ أمن الجبل يكون بمعاقبة المجرمين".

من جهتها شددت كتلة "المستقبل"، خلال اجتماعها الاسبوعي أمس، على أهمية إيجاد مخارج قضائية لحادثة قبرشمون، ودعت الى "التجاوب مع المبادرات التي التقى عليها الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، ويعمل على ترجمتها اللواء عباس ابراهيم من خلال المساعي المستمرة مع طرفي النزاع". واعتبرت "انّ محاولة التصويب على الرئيس الحريري في هذا المجال والتغريد على وتر زَجّه في النزاع القائم، أمر مؤسف وغير مقبول من شأنه ان يحرف الانظار عن الجهود الحقيقية التي تعمل على خط الحل". وحذّرت من "الاستغراق في التصعيد السياسي"، مؤكدة "أنّ المسؤولية الوطنية والدستورية تقتضي مبادرة رئاسة مجلس الوزراء لحسم الأمر واتخاذ كل ما من شأنه تحريك عجلة العمل الحكومي".

من جهة ثانية، وفي تطور ينطوي على تهديدات غير مباشرة للبنان، قال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي، في سلسلة تغريدات له على تويتر مساء أمس، وَجّهها الى كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس: "المعابر على حدود سوريا ولبنان تُستخدم لنقل الأسلحة الإيرانية. مرفأ بيروت يستخدم كمحور نقل بحري للاسلحة من إيران الى "حزب الله". مطار بيروت الدولي يستخدم كمسار جوي والى جانبه منشآت لتحويل صواريخ الى دقيقة. لَوينتَا راح تبقوا مغمّضين عيونكن؟".

وأضاف متوجّهاً الى فنيانوس: "معالي وزير النقل اللبناني يوسف فنيانوس، هل تعلم أنّ إيران تستخدم مرفأ بيروت لنقل مواد الى "حزب الله" لتطوير مشروع صواريخه؟ لَوينتَا راح تبقوا مغمّضين عيونكن؟ وإن كنتم من حلفاء سوريا فهل هذا يعني تحويل البنية اللبنانية الى مصدر لتعزيز مصالح إيران على حساب المواطن المعَتّر؟. وأضاف: "يستخدم "حزب الله" المنشآت المدنية التابعة للحكومة اللبنانية بهدف نقل وسائل قتالية بما يشكل خرقاً فادحاً للقرار 1701. بعد المعابر الحدودية والمطار أصبح مرفأ بيروت هو الهدف لتهريب الأسلحة وتعريض سكان لبنان للخطر. لَوينتَا راح تبقوا مغمّضين عيونكن؟".

وفي تغريدة أخرى قال ادرعي: "إيران و"حزب الله" يستخدمان جهات سورية تقوم بشراء مواد ثنائية الاستخدام من شركات أجنبية وتقوم بنقلها الى لبنان عبر مرفأ بيروت بعد ان تخدع الشركات الأجنبية وتخفي هدف المواد الحقيقي - منشآت إنتاج الصواريخ التابعة لـ"حزب الله".

وقال في تغريدة بعنوان "عاجل": "إيران من خلال فيلق القدس تستخدم مرفأ بيروت لنقل مواد ثنائية الاستخدام الى "حزب الله" حيث أصبح الميناء كأنه تابع لـ"حزب الله".

وفي تغريدة "عاجل" أيضاً، قال ادرعي: "كشف معلومات استخبارية جديدة في مجلس الامن: إيران وجهات سورية تقوم بتهريب مواد ثنائية الاستخدام الى لبنان من خلال مرفأ بيروت بهدف تعزيز تطوير مشروع "حزب الله" لإنتاج الصواريخ".

وقد أرفَق ادرعي هذه التغريدات بخريطة قال انها تُظهر الطرق التي تستخدمها إيران لنقل الاسلحة الى "حزب الله" في لبنان.

 

أوروبا: الحرب تهزم التعدّد...

حازم صاغية/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

«في بريطانيا كلّ شيء مسموح إلاّ ما كان ممنوعاً، وفي ألمانيا كلّ شيء ممنوع إلاّ ما كان مسموحاً، وفي فرنسا كلّ شيء مسموح ولو كان ممنوعاً، وفي روسيا كلّ شيء ممنوع ولو كان مسموحاً».

العبارة نُسبت إلى ونستون تشرشل وإلى الفيلسوف والمؤرّخ البولندي ليشيك كولاكوفسكي، وكالعادة ردّها البعض إلى أوسكار وايلد، شيخ المأثورات. ضياع القائل لم يُضع معنى القول. فأوروبا، باستثناء روسيا السوفياتيّة ثمّ البوتينيّة، أوروبات. وحين نشأت فكرة الوحدة احتفظتْ بخصائص المُكوّنات، كما أناط المشروع بشعوبها أمر اتّحادها الذي لم يزعم لنفسه صفة القداسة، ولا قال إنه تنفيذ لمشيئة متعالية. إنّه خاضع لإرادة الشعوب، تكرّسه أو تَفكّه في تعاقد مصحوب دائماً بإعادة النظر.

الفرنسيّون رأوه اتّحاد قيم. البريطانيّون رأوه اتّحاد سوق. وفي الأحوال كافّة، التقت أنظمة جمهوريّة وملكيّة، اتّحاديّة ووحدويّة، مركزيّة ولا مركزيّة، تجمعها الديمقراطيّة التمثيليّة كنظام برلمانيّ، وتعدّد حزبيّ، ودولة قانون، واستقلال للمجتمع المدني والسلطات المحلّيّة. ومع أنّ التشكّل البطيء بدأ في 1951، مع اتفاقيّة باريس للفحم والفولاذ، فالقابلة الأهمّ للوليد الجديد كانت اتفاقيّة ماستريخت عام 1992: لقد انتهت الحرب الباردة فأقلعت أوروبا وانضمّت إليها دول كانت مسجونة في الكتلة السوفياتيّة. «التوسّع»، هذه المرّة، بات طوعيّاً، بإرادة الشعوب وقوّة النموذج.

وفضلاً عن المصالح المشتركة، أقام في خلفيّة تلك المسيرة أنّ أوروبا قارّة الطبيعتين:

هي قارّة الصراع: في القرن العشرين وحده، وبين 1914 و1945، مات مائة مليون قتلاً وجوعاً. فإلى الحربين العالميتين و«الهولوكوست»، هناك المجزرة الأرمنية، والحربان الأهليّة الروسيّة والإسبانيّة، والستالينية وتجميعها الزراعي، ومجاعة أوكرانيا، ودائماً النازية والفاشية... أوروبا المحاربة والمتحاربة قرّرت أن تغدو عاصمة السلام. استدعت من التاريخ أحد ألمع أبنائها، عمانوئيل كانط، الذي دعا منذ 1795 إلى «سلام دائم».

كذلك هي قارّة الاستعمار والفتح وترتيب الشعوب على مراتب، لكنّها أيضاً قارّة التنوير الذي اخترع فكرة إنسانيّة الإنسان ووحدة العالم بعدما وسّعهما باكتشاف أميركا. الكون قبلذاك كان جزراً مفتّتة فجُعل واحداً متّصلاً. أوروبا قرّرت تغليب الطبيعة الثانية على الأولى.

لكنْ في 1992، حين وُقّعت ماستريخت، كانت الحرب تعصف بالبلقان في جنوب القارّة الشرقيّ. الأمر لاح نذيراً بأنّ التاريخ لم ينتهِ والحرائق لا يعوزها الزيت. الامتحان الذي طرحته تلك المنطقة المعقّدة بعناصرها الأهليّة وبتناقضات ما بعد الشيوعيّة المعطوفة على ما بعد العثمانيّة، بدأ صعباً: أوروبا لم تستطع التدخّل لأنّها نزعت أنيابها العسكريّة فيما لا تزال الحاجة مُلحّة إلى الأنياب. الأمر تُرك للولايات المتّحدة التي وصلت متأخّرة.

النزعة السلميّة، الفخورة بالتوحيد السلمي لألمانيا، وجدت من يتّهمها بالسذاجة. في 2003، مع الحرب الأميركيّة على العراق التي عارضتها فرنسا وألمانيا، سكّ دونالد رمسفيلد، وزير الدفاع الأميركيّ، تعبير «أوروبا القديمة وأوروبا الجديدة». الأولى حلمٌ ذاوٍ، والثانية، أي دول الوسط والشرق القادمة من صقيع الشيوعيّة، أمل صاعد. روبرت كاغان، في كتاب شهير عن «الفردوس والقوّة»، نسّب أميركا إلى كوكب المرّيخ، أي الحرب والخشونة، وأوروبا إلى الزُهرة، أي الجمال والاسترخاء. لقد ساد إجماع أميركي على أنّ الأوروبيين رغبويّون، يعالجون العالم بحسن النوايا ويطبّقون عليه استثناءهم الذي لا يتكرّر.

مذّاك والسجال في معنى «الواقع» لا يخمد حتّى يشتعل. أميركا تقول لأوروبا: تسلّحي وأنفقي على التسلّح أكثر مما تفعلين. القاعدة هي الحرب والإنسان شرٌّ محض. تؤشّر لها بأصبعها: ضعفكِ ما يجعلكِ هامشيّة في نزاعات العالم، بما فيه حدودك المباشرة. لكنّ أميركا، من جهة أخرى، تزيد في إضعافها فتعادي الاتّحاد الأوروبي وتشجّع «بركسيت» في أكثر أشكاله جلافة، كما توطّد علاقاتها بـ«أوروبا الجديدة» على حساب الآخرين. روسيا بوتين تفعل الشيء نفسه عبر أحزاب شعبويّة قويّة ساهمت هي نفسها في تقويتها: في فرنسا وإيطاليا والنمسا... والبَلَدان يقترحان على الأوروبيين ما ظنّ الأوروبيّون أنّهم تجاوزوه: التدقيق في المواليد ومكان ولادتهم، بناء الجدران، توطيد القلاع الحدوديّة، الدفاع عن «الحضارة المسيحيّة» في مواجهة الإسلام...

أوروبا تستجيب بتثاقُل. ترفع إنفاقها على التسلّح، لكنْ بأقلّ مما تطلب واشنطن. تكرّر رأيها بأنّ مكافحة الإرهاب وظيفة الشرطة والاستخبارات، لا الجيوش والحروب. تذكّر بأنّها كسبت المناظرة حول حرب العراق.

الحجّة الأميركيّة تردّ: في الحربين العالميّتين، نحن من أنقذكم، كما أنقذناكم اقتصادياً بمشروع مارشال. بعدذاك، بات تحوّل أميركا إلى قوّة أوروبيّة، من خلال «الناتو»، هو الضامن لعدم تجدّد الحروب بينكم. وتضيف: لنفترض أنّ بوتين أراد أن يفعل بالبلطيق ما فعله بأوكرانيا، فهل أنتم مَن يستطيع ردعه؟

ويعرف الأوروبيّون، الذين يواجهون أيضاً أزمة اللجوء من جنوبهم وصعود الاقتصاد الصيني في شرقهم البعيد، أنّ فزّاعة بوتين حقيقيّة، لكنّ العين بصيرة واليد قصيرة. وإطالة اليد قد «تقوّي» أوروبا بالمعنى الذئبي للقوّة، إلاّ أنّها تكفّ عن رعاية التعدّد وقد تفكّك اتّحادها. ذاك أنّ قيم الاتّحاد الليبراليّة وسوقه المفتوحة غير مرغوبة أميركيّاً وروسيّاً. وبدل أن «تغزو» القارّة عالمها بالنموذج، يغزوها العالم، والحال هذه، بسلاح واقعيّة مبتذلة يمثّل بوتين أبرز شهودها.

 

على من ستطلق الصواريخ؟

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

صفقة الصواريخ «إس 400» التي دخلت إلى دور التنفيذ بين روسيا وتركيا، طرحت المدى الذي تذهب إليه الحيرة في التغيرات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، وارتباطاتها العالمية بالقوى الدولية الكبرى. أغلب التحليلات للصفقة ذهبت في اتجاه تنامي الفجوة بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب ما أدت إليه السياسة الأميركية من ارتفاع شأن «الأكراد»، سواء كانوا في العراق أو سوريا، وما يشكله ذلك من تهديد «وجودي» لتركيا ذاتها، حيث يعيش الغالبية من الأكراد من ناحية، ويقودهم «حزب العمال» الثوري والانفصالي من ناحية أخرى. الغزو الأميركي للعراق فتح الباب لإعطاء الأكراد إقليماً شبه مستقل في شمال البلاد، والحرب الأهلية السورية أتاحت للأكراد السوريين في «حزب الاتحاد الديمقراطي» المتشابك مع «حزب العمال» الكردي التركي الفرصة لكي يكون فاعلاً مرموقاً في الحرب ضد الإرهاب، وتنظيم «داعش» الذي أقام «دولة الخلافة» على الحدود العراقية السورية. الحالة الكردية هذه خلقت فالقاً ما بين المصالح الأميركية والتركية لم تفلح علاقات التحالف في حلف الأطلسي، ووجود قواعد الحلف على الأراضي التركية، في عبور ما بينهما من فجوات. الولايات المتحدة كانت تريد حلفاء محليين على استعداد للقتال إلى جانبها وبكفاءة في مواجهة أعداء مشتركين، وتركيا كانت ترى أن كل تصاعد في عناصر قوة التنظيم والوجود والحضور على جبهة واسعة وقاطعة على الأراضي العراقية والسورية يضع الداخل التركي في اختبار كبير، لم تقم الولايات المتحدة أولاً بالاعتراف به، وثانياً السعي إلى عبوره في إطار التحالف التاريخي خلال الحرب الباردة وما بعدها.

التفسير الآخر للصفقة التي لا يمكن قراءتها إلا على أنها تحرك بندول السياسة الخارجية التركية في اتجاه موسكو بدلاً من واشنطن، وروسيا بدلاً من الاتحاد الأوروبي. فقد بدت من أنقرة أنها تعبر عن فشل ذريع في الاستراتيجية التركية التي قامت لعقود طويلة على اللحاق بالاتحاد الأوروبي، وكانت في ذلك على استعداد من وجهة نظرها إلى القبول بتغييرات كبيرة في الحياة السياسية والاقتصادية والقانونية التركية من أجل مقعد على المائدة الأوروبية في بروكسل. مثل ذلك لم يحدث، وكان على أنقرة أن تشاهد دولاً بعد دول تلحق بالاتحاد مثل بلغاريا ورومانيا واليونان وقبرص، وهي الأقل منها شأناً اقتصادياً من ناحية، ومشاركة في الدفاع عن أوروبا من خلال حلف الأطلنطي من ناحية أخرى. ولم يقتصر الأمر على ذلك، وإنما عندما تعرض الأمن التركي للاختبار لحظة إسقاط تركيا للطائرة الروسية «سوخوي - 24»، وما تلاها من تهديدات وتحركات عسكرية روسية، لم تجد أنقرة ما يسد رمقها إلى المساندة، لا من قبل الاتحاد الأوروبي، ولا من الولايات المتحدة. جاءت الإعلانات متأخرة ومترددة، وفيها الكثير من نفاد الصبر تجاه دولة بات بادياً عليها ترنح اقتصادي وسياسي، خصوصاً في أعقاب محاولة الانقلاب على حكم إردوغان، الذي صار سلطاناً عثمانياً معاصراً؛ وهو الانقلاب الذي ظنه السلطان لا يمكن أن يكون دون يد أو إشارة أميركية من نوع أو آخر.

هذه التفسيرات يمكن الإضافة إليها ما هو فني وتكتيكي، فقبل وبعد كل شيء، كما ورد في التقارير، أن أميركا كانت مترددة في تقديم نظم الدفاع الجوي المتقدمة إلى تركيا من طراز «باتريوت»، ومن ثم لم تجد أنقرة بداً من البحث عن النظام المتقدم في مكان آخر حدث أنه كان في موسكو التي باتت مصالحها وسياستها متشابكة مع أنقرة في الأزمة السورية - العراقية، سواء في الوجود العسكري في سوريا، أو في التواد السياسي بضم الصفوف، ليس فقط مع موسكو، وإنما مع طهران أيضاً. ورغم ذلك فإن كل هذه التفسيرات ليست كافية لفهم الصفقة التركية الروسية للصواريخ المتقدمة طالما أن الدول لا تسعى لامتلاك مثل هذا السلاح، من أجل المشاهدة في الاستعراضات العسكرية. اقتناء الدول للسلاح يكون عادة من أجل مواجهة تهديد من نوع أو آخر يعتمد على نوعيات بعينها من الأسلحة، وفي الحقيقة فإن منظومة «إس - 400» مجهزة للتعامل مع نوعية الطائرات المتقدمة للغاية مثل تلك الأميركية من طراز «إف - 35» التي لا تكتشفها الرادارات، والقادرة من حيث السرعة والحمولة القاتلة على تدمير أهداف متعددة ومتنوعة. المدهش في الموضوع أن تركيا كانت جزءاً من «الكونسورتيوم» الذي يقوم بتصنيع هذه الطائرة، واستناداً إلى ذلك كانت سوف تحصل على 100 طائرة؛ أول اثنين منها كانا في طريقهما إلى تركيا بالفعل، حتى جرى وقفهما عقوبة لأنقرة، بعد أن دخلت الصفقة الروسية إلى مجال التنفيذ. الدهشة هنا هي أن تركيا كانت تسعى إلى صفقتين للحصول على سلاحين، وظيفة كل منهما تدمير الآخر؛ واحد منهما تنتجه الولايات المتحدة، والآخر دولة روسيا الاتحادية.

الأكثر دهشة أن تركيا من ناحية الجغرافيا السياسية عرفت نوعين من التهديدات: غربي عرفته أثناء الحرب العالمية الأولى، الذي أنهى وجود الإمبراطورية العثمانية، وسعى في مراحلها الأخيرة إلى تمزيق تركيا ذاتها؛ والآخر شرقي جاء دوماً من روسيا هائلة الحجم والقدرة، سواء كان أثناء الحرب العالمية الأولى وما قبلها، أو عندما قام الاتحاد السوفياتي ضاغطاً بسلاحه وآيدولوجيته على تركيا التي ارتمت في أحضان حلف الأطلنطي. الواقع الآن هو أن تركيا لا تزال عضواً في حلف الأطلنطي، ولم يظهر منها حتى الآن ما يشير إلى إمكانية للخروج منه، ولكنها تشتري ما يحبط القدرات العسكرية الغربية من ناحية، وتتحالف عملياً وسياسياً مع موسكو من ناحية أخرى. ولكن إذا كانت أنقرة لديها تحالف مع طرف، وأسلحة مهمة مضادة مع طرف آخر، فعلى من سوف تطلق الصواريخ التي اشترتها من موسكو؟ وما هي طبيعة التهديدات الجيو - سياسية أو الجيو - استراتيجية الذي يجعل صفقة «إس - 400» مفهومة؟ صحيح أن الدول أحياناً تحصل على الأسلحة لدواعي «البريستيج» والمكانة، والجلوس في مقاعد الدول الكبرى، ومحاولة وضع سياسة خارجية مستقلة، والدفاع عن الأمن القومي دون اعتماد على طرف أو آخر. كل ذلك قد يكون جائزاً، ولكنه لا يحل معضلات الدولة التركية مع النزعات الاستقلالية الكردية، ولا مع الإرهاب الذي ارتضت أن يكون أراضيها ملاذاً ومعبراً له. الاحتمال الآخر أن هذا الإغراق في الحصول على عناصر مكلفة ومتقدمة للقوة العسكرية هو الصيغة التركية المقابلة للمحاولات الإيرانية للاستحواذ على السلاح النووي، أو أسلحة مقابلة يمكنها أن تمد الذراع التركية إلى ما هو أكبر من الشمال السوري، وما هو أوسع من الشمال العراقي، وإلى ما هو أغنى في شرق البحر الأبيض المتوسط. البناء العسكري التركي لا يمكن فهمه في إطار سياسة دفاعية تركية لمقاومة تهديدات وجودية، بقدر ما يمكن أن تكون لتوجيه التهديدات التركية، والابتزاز التركي، إلى المحيط المباشر الذي احتلته تركيا لعدة قرون، وربما تعتقد الآن أن تحريره لقرن ونصف القرن تقريباً كان مجرد صدفة تاريخية آن أوان تصحيح اتجاهها.

 

ضائقة إيران وحرب المضائق

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

في تغريدة له على حسابه في «تويتر» كتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب: «إيران تعيش في فوضى تامة، واقتصادهم مات، وسيزداد سوءاً». فمن الواضح أنه لم يعد بإمكان طهران إخفاء ضائقتها، فلجأت إلى المضائق لعلها ترد ضيق الحال عنها.

ففي حرب المضائق الجديدة تعمل طهران على فرض معادلة «حصار مقابل حصار» بينها وبين المجتمع الدولي، مستخدمة سلاح الممرات المائية للتضييق على حركة عبور السفن عبر مضيق هرمز، وهي من خلال هذا التكتيك الدقيق تقوم بتوجيه رسالتين؛ الأولى واضحة وعلنية بأنها لن تتردد في زعزعة استقرار أسواق الطاقة، من خلال اعتراض مزيد من ناقلات النفط. أما الثانية فهي الرسالة الأخطر التي تؤكد طهران فيها أنها ستعمل ما في وسعها لمنع مرور الطاقة إلى الأسواق العالمية في حال استمرت واشنطن في منعها من تصدير نفطها، وهذا ما يفسر رد طهران السريع على لندن، التي أوقفت شحنة نفط خام ضخمة في مضيق جبل طارق يعتقد أنها كانت متوجهة إلى سوريا، ما دفع طهران إلى الرد بالمثل، فمنعت ناقلة بريطانية من عبور مضيق هرمز وأجبرتها على التوجه نحو الموانئ الإيرانية، وقامت باحتجازها بدعوى عدم مراعاة لوائح القانون البحري؛ الأمر الذي نفاه المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الذي قال للصحافيين إنه «تم احتجاز السفينة تحت ذريعة زائفة وغير قانونية، ويجب على الإيرانيين الإفراج عنها وعن طاقمها فوراً».

ومما لا شك فيه أن التصرف الإيراني يتجاوز فكرة الرد بالمثل على بريطانيا، ويمكن اعتباره محاولة إيرانية لإقحام لندن أكثر في أزمة الملف النووي، والتصعيد في منطقة الخليج بهدف الضغط عليها من أجل دفع الأوروبيين إلى ممارسة الضغوط على إدارة ترمب من أجل تخفيف وطأة العقوبات، ودفعها إلى ممارسة مرونة تفاوضية تسمح لإيران بتجاوز بعض الشروط التي وضعها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل البدء بأي عملية تفاوضية، إضافة إلى أن التحرش ببريطانيا جاء بعدما يئست طهران من قدرة الأوروبيين في مساعدتها على إنشاء نظام تبادل تجاري خاص، يمكّنها من الالتفاف على العقوبات المالية والاقتصادية التي فرضتها واشنطن. ولكن، في المحصلة، المغامرة الإيرانية الجديدة في هرمز بوجه دولة عظمى كانت في مقدمة الدول الرافضة لأي عمل عسكري في المنطقة، دفعت لجنة الطوارئ الحكومية البريطانية إلى اتخاذ قرارات استراتيجية في إعادة انتشار قواتها البحرية بمياه الخليج العربي وبحر عُمان من أجل تأمين مرور ناقلات النفط العملاقة ومنع إيران من القيام بعرقلة الملاحة الدولية أو التهديد بإغلاق مضيق هرمز، فقد أعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت أنّ «بلاده ستسعى لتشكيل قوة حماية بحرية أوروبية في الخليج لضمان العبور الآمن لأطقم السفن وسفن الشحن في هذه المنطقة الحيوية، بعدما احتجزت إيران ناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها مضيق هرمز، مشدّداً في الوقت عينه على أن بلاده لا تريد مواجهة مع إيران.

عملياً نفذ «الحرس الثوري» الإيراني تهديدات مرشد الجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي ضد بريطانيا، التي أطلقها بعد احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية، حيث أكد أن «بريطانيا ستدفع ثمن أعمال القرصنة التي قامت بها»، فقد كان رهان نظام طهران على إمكانية إجبار لندن على الموافقة على عملية تبادل بين الناقلتين المحتجزتين، لكن سوء التقدير الإيراني أدى إلى تعبئة المجتمع الدولي ضد تصرفاتها، حيث بات عليها أن تتعايش في المرحلة المقبلة مع انتشار عسكري غربي كثيف في المياه الدولية وقبالة سواحلها التي ستكون تحت رقابة قوة بحرية دولية هدفها سلامة الملاحة في مياه الخليج.

وفي هذا الإطار ليس مستبعداً أن تكون زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الذي وصل إلى طهران بشكل مفاجئ بعد محادثات هاتفية أجراها مع وزير الدفاع البريطاني بيني موردونت شدداً خلالها على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط، وحرية الملاحة لجميع الدول، واحترام القانون الدولي، قد حملت رسائل تطمين وتحذير لطهران، تؤكد فيها لندن أن هذه القوة لن تكون جزءاً من سياسة الضغوط الأميركية على طهران، لكنها في المقابل تدرس إمكانية فرض عقوبات اقتصادية قاسية، ولا تستبعد لندن، رغم تمسكها بالاتفاق النووي، مناقشة مقترحات الولايات المتحدة للإجراءات المستقبلية.

مرة جديدة تعتقد طهران أنها ستربح معركتها بالنقاط، ولكنها فعلياً تؤمّن الذرائع للمجتمع الدولي لتعزيز قدراته في مياه الخليج لحماية مصالحه، وتفشل مساعي التوسط مع الولايات المتحدة التي علّق رئيسها على الأحداث قائلاً: «أصبح أكثر صعوبة بالنسبة لي أن أرغب في التوصّل إلى اتفاق مع إيران».

 

واشنطن ـ الرياض... سردية ما بعد استراتيجية

إميل أمين/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

منذ فبراير (شباط) 1945 والتقاء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود والرئيس الأميركي روزفلت للمرة الأولى والوحيدة في البحيرات المرة على متن الطراد الأميركي «يو إس إس كوينسي»، والعلاقات السعودية الأميركية ترتقي إلى أن وصلت في الأعوام الأخيرة إلى ما يمكن أن نطلق عليه ما بعد استراتيجية، من جراء الترابط العضوي والهيكلي، بين دولة تمثل سويداء القلب من الخليج العربي والشرق الأوسط، وأخرى تبقى رائدة وقائدة في عالمنا المعاصر، وتكاد تشبه دور روما في زمن إمبراطوريتها التليدة. قبل أيام أصدر خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز أوامره باستقبال المملكة قوات أميركية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، وضمان السلم فيها. القرار الملكي السعودي يستدعي منا طرح علامة استفهام تاريخية عن شكل التحالف الاستراتيجي الأميركي السعودي، وهل هو شأن وليد اللحظة الآنية، وتطورات الأحداث في الخليج العربي، بعد حالة الاندفاع والتهور الاستراتيجي التي تتبعها طهران، تلك التي باتت تعيد سيرة القراصنة في الأزمنة الغابرة، وتغير على السفن البحرية المحملة بالنفط، كما حدث مع الناقلتين البريطانيتين الأسبوع الماضي، أم أن التعاون الأميركي السعودي، قصة أكبر من أن نستعرضها في سطور ومسطح ضيق؟

لا يمكن للمرء أن يقرأ المستقبل ويستشرفه إلا في ضوء الماضي وتجاربه وخبراته التراكمية، وعندنا أن المملكة كانت المعين الأنفع والأرفع للولايات المتحدة على صعيدين طوال عقود الحرب الباردة، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية.

بداية، شكلت بجدارياتها من البشر والحجر، الصخرة التي تحطمت عليها الأطماع الشيوعية في الولوج عقائدياً واختراق منطقة الخليج العربي، تلك الحاضنة لسائل الحضارة في القرن العشرين، أي النفط ومشتقاته بداية، ولبقية الشرق الأوسط تالياً، وعبر كونها قلب العالم الإسلامي النابض، باتت المملكة الرصيد والمحتوى الإيماني والإنساني المواجه والمجابه لدعوات الإلحاد وصيحات المادية. تالياً كان الاحتياط النفطي السعودي أهم ركيزة من الركائز التي مكنت الأميركيين من إنقاذ أوروبا من الوقوع في براثن الاتحاد السوفياتي، وقد ارتبط الأمن الأميركي ارتباطاً وثيقاً لا ينفصم بأوروبا، وبالتالي بنفط المملكة العربية السعودية، وحين تخطى الطلب الأميركي حدود الإنتاج المحلي، أصبح النفاذ إلى النفط السعودي مصلحة استراتيجية ملحة أكثر من أي وقت مضي، ولم تقصر المملكة في تقديم العون للعم سام.

العمل والتعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، يظهر المزايا الاستراتيجية التي حظي بها الموقع الجغرافي للسعودية في الماضي، ويبقى كما هو في الحاضر، والمتغير هو القوى المارقة وفَعَلة الإثم من حول العالم.

مع تزايد حرارة الحرب الباردة أدركت الخارجية الأميركية مبلغ الأطماع السوفياتية في المنطقة بسبب نفطها، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي جواً وأرضاً وبحراً بين أوروبا وآسيا، وازدادت أهمية المطار في الظهران عبر تلك القاعدة السعودية الفائقة الأهمية بالنسبة للسعودية وحلفائها.

أظهرت الولايات المتحدة ضرباً من ضروب التعاون العسكري الاستراتيجي والخلاق، والذي يأخذ في الحسبان ما قدمته المملكة طوال عقود من روح وشراكة إيجابيتين، انعكستا في انتصار الناتو وانكسار حلف وارسو بمضامينه ومعانيه القديمة، قبل أن تتحول روسيا إلى دولة صديقة وتنزع عنها جلدها الآيديولوجي الأحادي التوجه. كان ذلك خلال عام 1991 حين قام صدام حسين بغزو الكويت، فقد نشرت الولايات المتحدة آلاف الجنود في معسكرات على أراضي المملكة، ولعبت دوراً لا ينكر بالتعاون مع القوات المسلحة السعودية في ردع الجنون الصدامي، ذاك الذي كان يهدد المنطقة بأسرها.

اليوم تتغير أسماء المغيرين، وتظل أهدافهم الخبيثة قائمة وراء الأبواب مشتهية إفساد أمن وسلام المنطقة، الأمر الذي يتبدى من خلال تصريحات شون روبرتسون المتحدث باسم البنتاغون، والذي يذهب إلى أن «استقبال قواتنا في السعودية، يوفر ردعاً إضافياً، ويعزز قدراتنا على حماية مصالحنا».

قرار البنتاغون نشر قوات أميركية على أراضي المملكة، يعمل ولا شك على رفع مستوى العمل المشترك بين الجانبين، لا سيما في ظل التهديدات الإيرانية المتصاعدة، وفي وقت لا تجد فيه طهران والملالي من مهرب أو مفر سوى تصعيد المشهد بالاحتكاك في الزحام تارة، وبالالتحام في الظلام تارة أخرى، وما بينهما تحاول تسويف الوقت، على أمل أن تنقضي السنة المتبقية من عمر رئاسة دونالد ترمب، عسى أن يخلفه رئيس ديمقراطي يعيد سيرة باراك أوباما الأولى، وتهاونه الغامض مع إيران.

والشاهد أن الناظر لكل التصريحات الصادرة عن المسؤولين في المملكة يدرك أن السعودية دولة سلام، وليست داعية حرب أو خصام، لكن هذا لا يمنع من إيصال رسائل عملية شديدة اللهجة للنظام الإيراني، تردعه عن غيه السادر. التعاون الاستراتيجي السعودي الأميركي يحمل ضمن ما يحمل مضامين كثيرة، يتوجب على الأميركيين في الداخل قراءتها بعمق، لا سيما الأصوات الموتورة من المملكة، وأصحاب الشر المجاني، وأولئك الذين أغراهم رنين الذهب القطري في وسائل الإعلام الأميركية مدفوعة الأجر. الرسالة الجوهرية هي أن المملكة هي الصديق والحليف الصادق والصدوق لواشنطن في المنطقة، وتاليا إيضاح أهمية منطقة الخليج والشرق الأوسط بالنسبة لصناعة السياسة الأميركية الخارجية، في صراعاتها القائمة والقادمة مع روسيا والصين، وضمن خطوط طول وعرض مخاض الأقطاب الأممية الجديدة.

الخلاصة: الرياض - واشنطن... سردية ما بعد استراتيجية.

 

النظام الإيراني واللعب بالنار

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

تنصٌّ الاتفاقية الدولية لقانون البحار، في المادة 38 منها على الآتي: «تتمتع جميع السفن العابرة للمضايق الدولية، بما فيها مضيق هرمز، بحق المرور دون أي عراقيل، سواء كانت هذه السفن أو الناقلات تجارية أو عسكرية»، ويعتبر مضيق هرمز من أهم عشرة ممرات مهمة عالمياً، ويمر عبره أكثر من 20 في المائة من الإنتاج العالمي، ورغم تطمينات الوكالة الدولية للطاقة بأن الاحتياطات الاستراتيجية التابعة للوكالة، يمكن استخدامها لتغطية أي عجز، فإن القرصنة الإيرانية، تمثل تهديداً فعلياً للملاحة في أهم الممرات المائية في العالم، ولا يمكن التسامح مع هذا التهديد بأي شكل من الأشكال.

لا شك أن إيران صاحبة تاريخ طويل من تهديدات الملاحة البحرية، خصوصاً في مياه الخليج، تهديد مستمر ومتكرر بإغلاق مضيق هرمز، الذي يعتبر مياهاً دولية، ومن المفترض أنه محصن بالاتفاقيات الدولية للقانون الدولي للبحار، وليس خليجاً أو مضيقاً محلياً، فالنظام الإيراني انتقل من الاعتداء الخفي على السفن التجارية بزرع الطربيدات والألغام البحرية، إلى مرحلة المجاهرة بالقرصنة العلنية، فقد احتجزت ناقلة النفط «ستينا إمبيرو» من قبل قطع بحرية حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الخليج، بعد أسابيع من إعطاب سفن تجارية في بحر عمان.

النظام الإيراني اعتاد على تصدير أزماته الداخلية بافتعال أخرى خارجية، ظناً منه أنها تستر عواره، فجميع عمليات تصدير الإرهاب ودعمه التي قام ويقوم بها النظام الإيراني هي في بلدان العالم الإسلامي، بلدان لم تعلن الحرب على إيران ولا تحالفت ضده؛ ومنها اليمن وسوريا ولبنان والعراق والبحرين.

هذا النظام المختبئ خلف إصبعه كعادته، يمارس القرصنة وتهديد الملاحة في مضيق هرمز أو بالفارسية «تنگه هرمز»، أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، والذي يقع فاصلاً بين مياه الخليج العربي من جهة، ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي، حيث كفل القانون الدولي للبحار حق السفن بالعبور فيه دون عراقيل.

نظام الملالي يحاول اللعب مع الكبار في مضيق هرمز دون إدراك لحجم الضرر الذي سيلحق به، فالنظام الذي استساغ اللعبة وأعجبته الكذبة، التي جعلته في حالة تفاوض مع الخمسة الكبار، ظهر عاجزاً عن حماية بضعة جنود له في سوريا حصدت رقابهم صواريخ إسرائيل، إنه، في الحقيقة، يخشى المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، حتى لا يفتضح أمر المارد الضعيف أمام أنصاره، وهي الحقيقة التي يخفيها هذا النظام البائس، ولذلك فإن ما يقوم به يبقى مجرد عبث ولعب مع الكبار ربما ينتهي به سحقاً تحت أرجل الفيلة.

سلوك النظام الإيراني العام أعطى العذر، للتمهيد لضربة عسكرية ولو كانت لمجرد نزع مخالب النظام الإرهابي الإيراني، الذي يدعم العنف ويجاهر به.

وعلى رغم تصريحات وزير خارجية النظام محمد جواد ظريف من أن «من المهم أن يدرك الجميع أن إيران لا تسعى إلى المجابهة»، فإن واقع الحال يقول غير ذلك، فالتصعيد هو الحالة التي عليها النظام الإيراني، خصوصاً بعد عمليات القرصنة التي شملت السفن البريطانية والجزائرية، وإن أطلق سراح السفينة الجزائرية، من باب علاقات المجاملة بين البلدين، بينما اختلف الأمر مع السفينة البريطانية. النظام الإيراني الذي لا يخجل بعد عمليات القرصنة متعددة الطرق والمسالك من إعطاب السفن إلى جرها إلى موانئ إيرانية واحتجازها، يتبجح رئيسه حسن روحاني بالقول: «إن طهران ستبقى أكبر ضامن لأمن الملاحة وحريتها في الخليج، ومضيق هرمز، وخليج عمان»، لكن الفعل الذي تمارسه إيران يناقص ما يقوله رئيسها.

 

بين الليونة مع الحوثيين والسباق إلى الحل مع إيران

د. محمد علي السقاف/الشرق الأوسط/24 تموز/2019

أسئلة كثيرة تراود المراقب حول ما يراه من تسابق دولي للبحث عن سبل تطويق الأزمة مع إيران في حين تراوح الأزمة اليمنية محلها تقريباً من دون حراك جذري في اتجاه الحل. ما أسباب هذا الاختلاف بين الحالتين؟ أليست أطراف الأزمة في الحالة اليمنية في مراحلها المختلفة موجودة أيضاً في الأزمة مع إيران بمستويات متباينة؟ وإذا كان الأمر كذلك لماذا الاختلاف في درجة الاهتمام بأزمة إيران وبمستوى أدنى في الحالة اليمنية؟ فالدول الدائمة في مجلس الأمن الدولي متفقة حول الأزمة اليمنية عند التصويت على القرارات ذات الصلة بالأزمة. ومع ذلك فعقوبات مجلس الأمن التي أصدرها ضد الحوثيين ظلت حبراً على ورق، وقرار حظر تزويد الحوثيين بالسلاح ظل أيضاً حبراً على ورق، والجميع يعلم مصادر الأسلحة التي تحصل عليها الجماعة الحوثية ليس فقط في إطار النزاع اليمني حصرياً بل أصبح أغلبها يستخدم ضد المملكة العربية السعودية، لا لسبب غير أن المملكة هي التي أوقفت التمدد الإيراني إلى اليمن، وبالتالي أرادتها إيران حرباً على المملكة عبر الحوثيين كوكيل لها في المنطقة مثل «حزب الله» اللبناني و«الحشد الشعبي» العراقي. الأزمة اليمنية دخلت عامها الخامس والعمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثيين لم تتوقف، والحل السياسي لا يبدو أنه اقترب في الأفق، بل انزلق في الرمال المتحركة، وانتقلت الطموحات من الحل الشامل بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي إلى عدم القدرة على تطبيق اتفاق استوكهولم وهو إن تم سيكون حلاً لجزئية من صلب أبعاد الأزمة اليمنية.

ذكر إعلامياً اقتراب المقاومة الجنوبية وعناصر من القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي من تحرير محافظة الحديدة من قبضة الحوثيين وهزيمتهم، ولكن ضغوطاً دولية حالت دون تحريرها لدواع إنسانية، كما قيل، وهذا هدف نبيل في حد ذاته، ولكن الاعتبارات الإنسانية كلٌّ لا يتجزأ، والأمر نفسه يمكن مطالبة الحوثيين به في طريقة تعاملهم مع سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، ورفضهم حتى الآن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الشرعية قبل مؤتمر استوكهولم بخصوص الإفراج عن السجناء والمعتقلين، وتبادل الأسرى بين طرفي النزاع، وبنهاية النزاع ستكشف صفحات التاريخ الأسباب والدوافع والأطراف التي ضغطت لإيقاف تحرير الحديدة، وإلا كان الحوثيون انصاعوا إلى إبداء المرونة للتفاوض حول إنهاء الصراع.

وفي حين أشارت بعض الإحاطات السابقة لمارتن غريفيث أمام مجلس الأمن بشكل أو آخر إلى الجنوب (القضية الجنوبية) كما حدث في جلسة 15 مايو (أيار) الماضي التي أكد فيها «على أهمية تعزيز مشاركة الجنوب في عملية السلام»، تجاهلها تماماً هذه المرة نتيجة الانتقاد الحاد الذي وجهه له وزير الخارجية اليمني المستقيل خالد اليماني بإيحاء من جانب القيادات الشمالية في الشرعية كما أشير لاحقاً وتفادى أيضاً هذه المرة في إحاطته لمجلس الأمن ذكر أسماء الشخصيات الحوثية التي التقى بها في صنعاء التي ذهب إليها مؤخراً بعد زيارته للرياض، وذلك للمرة الأولى في إحاطاته أمام المجلس واكتفى بالقول إنه «تشرف بمقابلة الرئيس هادي في الرياض» وكانت فرصة له حسب قوله «لتجديد التزامه بإعادة اليمن إلى سلام حددته قرارات هذا المجلس بما في ذلك القرار رقم 2216» لأنه يعلم أن جناحي الشرعية الجنوبية والشمالية تطمئنهما مثل هكذا تأكيدات، والأجمل ما قاله في نهاية إحاطته: «لا أستطيع التوقف عن التفكير أن اليمن يقترب من نهاية حربه، أعلم أنني غالباً ما اتهم بالتفاؤل، أنا أقر بهذه التهمة بكل بسرور، لكن لم أكن أنا من قال ذلك، بل مسؤول كبير وحكيم جداً في المنطقة، حيث قال مؤخراً إن هذه الحرب يمكن أن تنتهي هذا العام»، ولكنه لم يفصح على غير عادته من هو هذا المسؤول الكبير. يبدو أن شكوى الرئيس هادي للأمين العام للأمم المتحدة حول أداء مبعوثه الخاص أعطت ثمارها «بترويضه».

والأهم من كل ذلك ما عبر عنه غريفيث مرتين في إحاطته الأخيرة عن مخاوفه للاحتمال المخيف للحرب في المنطقة، وأنه وجد عند كل من قابلهم رغبة قوية «لإبعاد اليمن عن أي صراع من هذا القبيل إذا حدث»، وهذه رغبة يتفق معها بشدة جميع أبناء المنطقة، ولكن الأسئلة المحيرة التي طرحت في بداية المقال وعنوانه لماذا تباطأ الحل في الأزمة اليمنية والتسابق الدولي المحموم في البحث عن سبل تطويق الأزمة مع إيران؟ والرد على تلك التساؤلات يتطلب عدة إجابات تميز الأزمة مع إيران عن الأزمة اليمنية، جوهر الأزمة مع إيران ذات علاقة مباشرة بالاتفاق النووي الذي تم بين إيران والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا والصين) زائد ألمانيا في 14 يوليو (تموز) 2015 الذي أقره مجلس الأمن الدولي في 20 يوليو 2015 ودخل حيز التنفيذ في مطلع عام 2016 والذي نص بشكل رئيسي على رفع العقوبات المفروضة على إيران تدريجياً مقابل تعهدها بوقف تخصيب اليورانيوم، وامتلاك السلاح النووي، وقرر الرئيس الأميركي ترمب الانسحاب من هذا الاتفاق «السيئ» الذي وافق عليه الرئيس أوباما.

أما الأزمة اليمنية فكانت في الأصل أزمة داخلية، ثم أصبحت أزمة عربية إقليمية تطورت لتأخذ تدريجياً بُعداً دولياً عندما تبين عمق التدخل الإيراني في الشأن اليمني عبر ازدياد دعمه للحوثيين بالأسلحة الباليستية المتطورة وبالطائرات المسيرة، مما يهدد أمن المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربي، وكذلك الملاحة الدولية في مضيق باب المندب وبحر العرب، وفي المحيط الهندي مما أدى إلى تدويل جزئي للأزمة اليمنية. والسؤال الآخر لماذا الحظر على توريد السلاح للحوثيين وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة لم يكن ناجعاً، بينما نجحت إلى حد كبير العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران خاصة على مستوى تصديرها للنفط؟ ألا يقلل هذا من فاعلية العقوبات ومراقبة تنفيذها التي تقرها الأمم المتحدة مقارنة بالعقوبات الفردية التي تتخذها الدول؟ وفي الأخير من المؤمل أن الجانبين الأميركي والإيراني اللذين يؤكدان عدم رغبتهما في وقوع حرب بينهما أن يترجما ذلك إلى تهدئة فعلية وإنجاح المساعي الدبلوماسية التي بادرت إليها بعض الدول الأوروبية، فنجاحها سيؤدي فعلاً إلى التعجيل بحل الأزمة اليمنية، والتي يقع على أطرافها ابتكار حلول جديدة مختلفة عن مشاريع ما قبل الحرب بينهم.

 

الملالي يرقصون على حافة الهاوية

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/24 تموز/2019

يبدو أن الرقص الإيراني على حافة الهاوية سيؤدي بنظام الملالي إلى السقوط في هوة سحيقة، ولن تفيده كل المناورات التي ينفذها حالياً، لأن الكلام الذي يصدره قادته يناقض الواقع، فحين يعلن حسن روحاني أن “أمن مضيق هرمز من مسؤولية الحرس الثوري”، فهو بذلك يخالف الاتفاقات الدولية التي يعتبر فيها المضيق ممراً للملاحة العالمية، وبالتالي فإن أي عمل مخالف تقدم عليه إيران يضعها في دائرة الخارجين على القانون الدولي، ويصبح من الضرورة التعامل مع أفعالها وفقا لذلك.

وحين يقول روحاني إن “بلاده لن تضيع فرصة التفاوض مع الولايات المتحدة”، في وقت يصعد فيه الحرس الثوري استفزازاته، فإن ذلك يدل على التخبط الذي وصل إليه الملالي في محاولتهم البحث عن مخرج من مأزق وضعوا أنفسهم فيه.

يدرك العالم أجمع أن هذا النظام أدمن ممارسة الإرهاب والابتزاز، ولن يكون محل ثقة دولية لأنه منذ عام 1979، اختار السير في هذا الطريق إلى درجة أن الحلفاء تضرروا ويتضررون منه، سواء أكان في العراق أو سورية أو لبنان أو اليمن، وكذلك في فنزويلا، وأميركا اللاتينية، مما يزيد عزلة الشعب الإيراني جراء الحصار الذي استدرجه النظام عليه.

لا شك أن طهران الملالي فوتت كل الفرص التي سنحت لها طوال العقود الأربعة الماضية، إذ بدلاً من أن تمضي في طريق البناء الداخلي، رمت خطة التطوير التي وضعت أيام حكم الشاه المعروفة بـ”خطة 1970 – 2000، وكان الهدف منها نقل معظم الصناعات الدولية إلى إيران، وتطوير البنى التحتية، نقول كل ذلك رمته في سلة مهملات، وأخذ قادة الملالي ينبشون قبور شعارات وأفكار من العصور الوسطى، وكأن التاريخ توقف عند تلك الحقبة من حياة البشرية، فكان أن عملوا على “تصدير الثورة” وجعلها مادة في دستورهم، كما سعوا إلى إسقاط الأنظمة في الدول المجاورة، وعدد من الدول الإسلامية.

اليوم أصبحت إيران أكبر محطة لتهريب المخدرات في العالم، ومغسلة للأموال القذرة، ومصنع شر لإثارة النعرات الطائفية، ومحاولة تغيير عقائد المجتمعات، وذلك لأن قادتها يتوهمون القدرة على إخضاع العالم لإرادتهم، فيما الواقع أنهم جلبوا على أنفسهم العداء من أربع جهات الأرض، وزادوا من حدة التوترات في الإقليم، ما دفع بالدول الكبرى إلى زيادة الضغط عليهم حتى تحول الإيراني منبوذاً في كل العالم.

ألم يكن من الأجدى أن يوفر نظام طهران هذا العناء على الشعب الإيراني العظيم، ويسعى إلى مد يد التعاون مع جيرانه والعالم، ويبعد المنطقة عن الحروب التي تسبب بها، أوليس الأفضل أن يستمع قادته اليوم إلى أصوات الجوعى والمساكين بدلاً من الاستمرار في المكابرة فيما يزداد الفقر؟

لاشك أن الإجابة عن هذه الأسئلة تحتاج إلى عقل سياسي رشيد، وهذا للأسف ليس متوافراً في القيادة الإيرانية حالياً، ولا تنفع معه تخاريف، شعارات لن تسمن أو تغني من جوع، بل تؤجج الغضب الشعبي، ما سيؤدي عاجلاً وليس آجلاً إلى ثورة كبيرة، في ظل استمرار المجتمع الدولي بتضييق الخناق على إيران بينما يقفل النظام كل نوافذ الأمل والإنقاذ، ولهذا فان تصريحات روحاني لا تعدو كونها ذرا للرماد في العيون، ولا تعبر عن الحقيقة، ولن تنطلي على أحد في العالم بعدما خبر الجميع أن هذا نظام لا يؤتمن حتى على بقالة وليس دولة كبيرة مثل إيران.

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مدللي ردت على اتهامات السفير الاسرائيلي: تهديدات مباشرة للسلام والبنية التحتية المدنية وعلى مجلس الأمن تحمل مسؤولياته

وطنية - الأربعاء 24 تموز 2019

ردت سفيرة لبنان في الامم المتحدة آمال مدللي، قبل أن تلقي كلمتها في مجلس الأمن، على الكلمة التي ألقاها سفير العدو الاسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، والتي أورد فيها سلسلة اتهامات للبنان بالقول: "قبل أن أقرأ البيان الذي أعددته، أود أن أتناول الاتهامات التي توجه بها السفير الإسرائيلي ضد لبنان، مع الأخذ بعين الاعتبار تاريخ إسرائيل الحافل بشن الغزوات ضد لبنان".

أضافت: "يعتبر اللبنانيون هذه الاتهامات تهديدات مباشرة للسلام والبنية التحتية المدنية. إذا كان السفير الإسرائيلي يستخدم هذه البيانات لصرف الانتباه عن الوضع البائس الذي خلقته إسرائيل باحتلال فلسطين، فهذا ليس بالأمر الجديد. ولكن، إذا كان يستخدم هذه الاتهامات لحض المجتمع الدولي لشن هجوم على ميناء لبنان ومطاره المدني وبنيته التحتية كما فعلت اسرائيل في عام 2006، فلا ينبغي لهذا المجلس أن يبقى صامتا ويجب أن يتحمل مسؤوليته من خلال منع إسرائيل من شن هجوم آخر على لبنان".

نص الكلمة

وقالت في كلمتها: "نلتقي في وقت يتصاعد فيه التوتر في الشرق الأوسط. هناك شعور باليأس بسبب النزاعات الطويلة وعقود من الاحتلال. إننا لا نشهد نقصا في التقدم نحو السلام فحسب، بل نشهد أيضا تراجعا عن مبادئ وأساس السلام الحقيقي والمنصف، لا سيما حول قرارات الأمم المتحدة وتطبيق القانون الدولي".

أضافت: "يستمر الوضع بالنسبة للفلسطينيين في التدهور، خاصة في القدس، وأيضا في غزة حيث تصف المنظمات الإنسانية الدولية الأوضاع بأنها تزداد سوءا يوما بعد يوم. إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتدابيره غير القانونية مثل الإغلاقات والاحتجاز التعسفي وهدم المنازل وتوسيع المستوطنات وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية والسياسية الأساسية قد جعل هذا الوضع لا يطاق". ودعت "المجتمع الدولي الى أن يتحمل مسؤوليته ليس فقط تجاه الفلسطينيين، ولكن أيضا تجاه هذه الهيئة الموقرة، للوفاء بالمبادئ التي تأسست عليها هذه المنظمة والضغط لوقف هذه الأعمال، تتفاقم الحالة الإنسانية المأساوية بسبب الصعوبات التي تواجهها الأونروا، خاصة من حيث التمويل الذي يعرض مئات الآلاف من مصادر رزق الفلسطينيين للخطر في الأراضي المحتلة وحول المنطقة. وتابعت: "على المستوى السياسي، ما زالت خطة السلام التي طال انتظارها واعدة، لكن لقطاتها الافتتاحية في شكل مؤتمر اقتصادي قوبلت بخيبة أمل وإدانة من قبل معظم الأطراف، خاصة الفلسطينيين، بسبب عدم وجود أفق سياسي لها. الفلسطينيون والعرب يريدون الوصفة الصحيحة للسلام. سلام عادل وشامل ودائم. إنهم يعتبرون مبادرة السلام العربية وحل الدولتين أفضل أساس لحل سياسي للصراع، وهو حل مبني على الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، 242، 338 و 2234، بدولة فلسطينية تعيش في سلام وأمن مع القدس الشرقية عاصمة لها". وقالت: "لقد تم التأكيد على هذا خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الدول الإسلامية الذي عقد هذا الشهر والذي دان المحاولات الإسرائيلية لتغيير الطابع القانوني لمكانة القدس ووضعها الديموغرافي".

وأشارت الى انه "في سوريا، تواصل إسرائيل سياستها المتمثلة في ترسيخ احتلالها وضم مرتفعات الجولان من دون عقاب. ويشعر لبنان بالقلق والانزعاج تجاه هذه السياسة الإسرائيلية لتغيير الوضع القانوني والمادي والديموغرافي لمرتفعات الجولان المحتلة. لذلك يدعو لبنان إسرائيل إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة 242 و 338 و497 واتفاقيات جنيف بأكملها".

وأكدت أن "الحكومة اللبنانية أحرزت تقدما منذ المناقشة الفصلية الأخيرة في هذا المجلس. ووافق مجلس الوزراء على ميزانية 2019، وهي الخطوة الأولى في برنامج الإصلاح المالي للحكومة للوفاء بالتزاماتها بموجب مؤتمر CEDRE. لقد تمت الموافقة على خطة الكهرباء أيضا من قبل مجلس الوزراء والبرلمان. وبدأت المناقشات حول برنامج استثمار رأس المال لإصلاح البنية التحتية أيضا. وأظهرت الحكومة التزامها بجدول أعمال حقوق الإنسان عن طريق تعيين أعضاء الآلية الوقائية الوطنية لمناهضة التعذيب". وقالت: "يعرب لبنان عن امتنانه للدعم المستمر لشركائه الدوليين القدامى سواء اقتصاديا أو في أجندة السلام والأمن. ولقد عقد مجلس الأمن أمس مشاورات بشأن القرار 1701، وهو أحد أركان جدول أعمال السلام والأمن في الجنوب، واستمع المجلس إلى رسالة اليونيفيل والأمين العام في تقريره: الحالة في منطقة العمليات هادئة. هذا هو بالضبط ما هو مطلوب في المنطقة، الهدوء. لم يكن هذا ممكنا لولا مساعدة الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل". أضافت: "أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من جديد، خلال زيارته لفرقة العمل البحرية التابعة لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) الأسبوع الماضي، التزامه والتزام الحكومة بالقرارين 1701 و2433. وشدد رئيس الوزراء على أنه مكرس بالكامل لتعزيز القدرات البحرية اللبنانية والوفاء بالتزامات لبنان بموجب هذه القرارات. وأعلن أنه تم إطلاعه بشكل كامل على خطة زيادة القدرات البحرية اللبنانية وتعهد ببذل قصارى جهده للحصول على موافقة مجلس الوزراء عليها قبل 31 آب، تاريخ تجديد ولاية اليونيفيل. وأن تعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية وبناء قوة بحرية ستمكنهما، كما قال رئيس الوزراء، من تحمل مسؤولياتهما لدعم اليونيفيل".

وتابعت: "استخدمت الولايات المتحدة مساعيها الحميدة للتوصل إلى اتفاق بشأن بدء محادثات للاتفاق على الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل. وعلى الرغم من أن هذه المفاوضات لم تسفر عن النتيجة المرجوة، تعهد رئيس الوزراء بالعمل بلا كلل على بدء هذه المفاوضات".

وأسفت لأن "التزام لبنان بالقرار 1701 واحترام التزاماته بموجب قرارات الأمم المتحدة، يقابل بالانتهاكات الإسرائيلية اليومية للأراضي اللبنانية برا وجوا وبحرا. ولقد شهد هذا الشهر بالفعل عشرات الانتهاكات وبخاصة من قبل الطائرات الحربية والقوارب العسكرية التي تروع السكان على الحدود، وتواصل إسرائيل البناء على الأراضي اللبنانية المحتلة، في ما يسمى نقاط الحجز. ان هذه الانتهاكات مصدر للتوتر وعدم الاستقرار وتؤدي إلى زيادة هشاشة الوضع على طول الحدود ويجب أن تنتهي".

وختمت: "ستبقى الحال في الشرق الأوسط مصدرا للصراع طالما يتم تجاهل قرارات الأمم المتحدة والحرمان من الحقوق الإنسانية والسياسية. ويمكن لهذا المجلس، ويجب عليه تغيير هذا الواقع إذا أراد أن تعيش المنطقة بسلام".

 

رئيس الجمهورية عرض ووزير المهجرين شؤون وزارته عطاالله: سننفذ خطتنا بعد اقرارها وبعدما رصدت موازنة 2019 مبلغ 40 مليار ليرة للمهجرين

الأربعاء 24 تموز 2019

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير شؤون المهجرين غسان عطاالله، وعرض معه عمل وزارته في المرحلة المقبلة بعد الانتهاء من إقرار موازنة العام الحالي.

عطاالله

اثر اللقاء، صرح الوزير عطاالله للصحافيين، فقال: "وضعت فخامة الرئيس في أجواء الخطوات العملية التي ستتخذها وزارة شؤون المهجرين، بعد اقرار مبلغ 40 مليار ليرة في موازنة العام الحالي لصالح الوزارة. وقد اطلعنا كذلك رئيس الحكومة على هذه الخطة وابدى تأييده لها، ما يمكننا من البدء بتنفيذها بعد اقرارها في مجلس الوزراء".

اضاف: "وفي الوقت نفسه، وضعت فخامة الرئيس في اجواء الزيارات التي أقوم بها في منطقة الشوف لتهدئة الأوضاع على أثر حادثة قبرشمون، وآخرها كان يوم الأحد الماضي، حيث قمنا بزيارة معايدة الى كفرنبرخ بمناسبة عيد مار الياس، وهذا ما يعطي صورة جيدة عن المنطقة ويسهم في تهدئة الامور".

 

رئيس الجمهورية: سأسلم خلفي وطنا افضل مما هو عليه ومستمرون بمحاربة الفساد دون التشهير وأسعى لكوتا توظيفية ملزمة لذوي الاحتياجات الخاصة

وطنية - الأربعاء 24 تموز 2019

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه سيسلم خلفه "وطنا افضل بكثير مما هو عليه اليوم على صعيد البيئة والوضع الاقتصادي والاجتماعي"، وطمأن بأننا "سنتجاوز الأزمة الحالية وسيتحسن الوضح تدريجا وكل يوم سيكون أفضل من الذي قبله".

وشدد الرئيس عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مجموعة من الطلاب يمثلون مختلف الجامعات اللبنانية، على أن "الأوضاع المعيشية لن تتحسن إلا مع تطبيق الخطة الاقتصادية الجديدة التي بدأنا بالفعل العمل عليها، والتي من شأنها أن تزيد فرص العمل في مختلف المجالات". وقال: "نحن بحاجة اليوم لتعاون الجميع لتحقيق النهضة، وعلى الجميع تقديم التضحيات للتخلص من الأزمة الحالية. فاذا لم نضحِ اليوم بالقليل فسنخسر بعدها الكثير".

اضاف: "نعم، نحن نحارب الفساد، لكننا لا نسعى الى التشهير بالناس وستشعرون من تلقاء أنفسكم بأن الامور تتحسن".

من جهة أخرى، توجه الرئيس عون الى الطلاب بالقول: "ان تخصصكم في الخارج ليس سيئا في المطلق، لكن الخطر يكمن في عدم بقاء القسم الاكبر من الشباب في لبنان لان عليهم تطوير لبنان والنهوض به".

ولفت رئيس الجمهورية إلى اهتمامه الشخصي "بذوي الاحتياجات الخاصة ومتابعتي عن كثب لقضاياهم، وسعيي الى وضع كوتا لتوظيفهم تكون ملزمة"، مشيرا الى وجود "قانون بهذا الخصوص منذ العام 2000 لم ينفذ حتى الساعة".

واعتبر رئيس الجمهورية ان "الزواج المختلط يؤمن انتقال المجتمع من الحال الطائفية الى حال المجتمع المدني"، وقال: "ان حرية الزواج في لبنان تخضع لقوانين مختلفة بالرغم من انه من المفروض توحيد هذه القوانين. ففي مقابل قانون عقوبات واحد هناك قوانين احوال شخصية متعددة تجعل من الافراد وكأنهم منتسبون الى طوائفهم فحسب".

مواقف رئيس الجمهورية وردت خلال لقاء مفتوح عقده مع نحو 150 طالبا من 30 جامعة لبنانية حضروا الى قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، حيث رحب بهم مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الطلاب والشباب الدكتور بول ضاهر، ووزع لهم استمارة تضمنت مجموعة اسئلة تناولت هواجس الطلاب والشباب ومطالبهم ورؤيتهم الى بلدهم ومستقبله ونظرتهم الى المواضيع المطروحة والتي تهمهم، كما تضمنت الاسئلة ملاحظات الطلاب على اداء المسؤولين ودور وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من المواضيع التي تشكل اولويات لهم.

وبعد انتهاء الطلاب الجامعيين من الرد على الاسئلة الكترونيا، اطلع رئيس الجمهورية على الاجوبة، ثم انتقل الى قاعة 22 تشرين حيث رحب بالطلاب.

وقائع الحوار

في مستهل اللقاء، دعا الرئيس عون الطلاب إلى "طرح تساؤلاتكم وهواجسكم بكل حرية، لأنكم في النهاية مستقبل الوطن، وانا أسعى كأب لكم إلى تسليمكم البلاد في حالة أفضل مما اسلمتها، وعليكم أن تعملوا بدوركم على تسليمها بأفضل مما تسلمتموها".

ثم دار حوار بين رئيس الجمهورية والطلاب، استهل بسؤال حول معاناة الشباب مع البطالة واضطرارهم الى الهجرة، وما اذا كانت هناك حوافز يمكن أن تبقي الشباب في وطنهم، فرد الرئيس عون بالاشارة الى "مرور لبنان حاليا بأزمة كبيرة نتيجة عوامل عدة، منها الترسبات المالية المتراكمة نتيجة أخطاء في الحكم، والأزمة الاقتصادية العالمية، والحرب التي دارت على حدودنا وأدت الى قطع التواصل التجاري بين لبنان والدول العربية، ومشكلة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وما خلفته من انعكاسات على بنيتنا التحتية واقتصادنا، اضافة الى تأثيراتها على فرص العمل ورفعها لمستوى البطالة الى درجات قياسية، فتخطت نسبتها 30% نتيجة عمل النازحين في مختلف القطاعات، وكذلك تأثيرها على المستوى الأمني وزيادة المشاكل الأمنية".

واكد ان "كل هذه العوامل أثرت علينا بشكل كبير، ولن تتحسن الأمور المعيشية إلا مع تطبيق الخطة الاقتصادية الجديدة التي بدأنا بالفعل العمل عليها، والتي من شأنها أن تزيد فرص العمل في مختلف المجالات. ونحن بحاجة اليوم إلى تعاون الجميع لتحقيق النهضة، وعلى الجميع تقديم التضحيات للتخلص من الأزمة الحالية. فاذا لم نضحِ اليوم بالقليل فسنخسر بعدها الكثير. ولكن، أطمئنكم بأننا سنتجاوز الأزمة قريبا وسيتحسن الوضح تدريجا وكل يوم سيكون أفضل من الذي قبله".

ثم سئل رئيس الجمهورية عما اذا كان يعتبر أنه قد حقق نجاحا في السنوات الثلاث الأولى من عهده، وعن الخطط المطروحة لمعالجة مشكلة الاسكان والبطالة للشباب، فأكد أن "العهد نجح بالفعل في تحقيق العديد من الانجازات، ومنها القضاء على الإرهاب في الوقت التي تعيش الدول من حولنا حالة من عدم الاستقرار، وعلى الخلايا الارهابية النائمة. ثم ان المؤسسات التي يجب ان تكون عاملة بطريقة طبيعية في البلد لم تكن موجودة تقريبا، منها مثلا، الجسم الدبلوماسي، حيث أجرينا تعيينات لملء الفراغات الكبيرة فيه وركزنا ايضا القوى الامنية، واقرينا قانونا جديدا للانتخابات وبات لدينا مجلس نيابي جديد، وقد شاهدنا حيويته في نقاش الموازنة بعدما كان يتم التصديق عليها سابقا في جلسة واحدة. وهناك ايضا الكثير من المشاريع التي يجري العمل عليها حاليا في قطاع المياه والكهرباء وغيرها. واقرينا اخيرا موازنة العام الحالي بعد سنوات طويلة على عدم اقرار الموازنة، مما سيمهد لضبط الوضع المالي، وتخفيف العجز في الدولة، وزيادة فرص العمل، وكذلك البدء بتنفيذ المشاريع الانمائية وفقا لمقررات مؤتمر "سيدر"، اضافة الى البدء بخطوات مكافحة الفساد، وعلى سبيل المثال التحقيق الذي يجري في ملف الضمان الاجتماعي ولجنة مرفأ بيروت والتدابير التي اتخذت لمكافحة التهرب الضريبي الذي تبلغ نسبته 40% تقريبا، والحبل على الجرار". وقال: "نعم، نحن نحارب الفساد، لكننا لا نسعى الى التشهير بالناس، وستشعرون من تلقاء أنفسكم بأن الامور تتحسن. وحتى القضاء بات متحررا في عمله أكثر من الماضي". واكد أن "الوقت الذي سيبدأ فيه الوضع بالتحسن ليس بعيدا، لأن الاساسيات قد تم تركيزها". وسئل الرئيس عون عن سبل تجنيب البلد الوقوع في ازمات طائفية، فأوضح ان "النظام السياسي اللبناني ينص على المحاصصة بين الطوائف التي يجب ان نعمل لالغائها من خلال تثقيف تربوي يرتكز الى ثلاثة بنود: اولا، الاعتراف بحرية المعتقد للاخر، ان كان هذا المعتقد سياسيا او دينيا او اجتماعيا او خلافه. ثانيا، الاعتراف بحق اختلاف الاخر حيث ان لكل منا فرادته كما بصماته الخاصة ومنها البصمة الفكرية، وهو حق يحسن الانظمة ويطورها كما يؤدي الى الاختراعات على تنوعها، بالاضافة الى حرية الرأي والتعبير". ولفت الى ان "الحريات كحرية الزواج في لبنان على سبيل المثال تخضع لقوانين مختلفة رغم انه من المفروض توحيد هذه القوانين. ففي مقابل قانون عقوبات واحد هناك قوانين احوال شخصية متعددة تجعل من الافراد وكأنهم منتسبون الى طوائفهم فحسب. ومن هنا ترون ان الاكثرية لم تتحرر بعد في مجال الزيجات من الاديان الاخرى، اما اذا ما وجدت قوانين موحدة وتمتع جميع المواطنين بكل الحريات الفردية، فساعتئذ يتحدد مستقبل كل منهم بحسب كفاءته لا وفقا لحقوقه الطائفية".

واعتبر ان "الزواج المختلط هو ما يؤمن انتقال المجتمع من الحال الطائفية الى حال المجتمع المدني"، لافتا في هذا السياق الى "الازمات التي مر بها البروتستانت والكاثوليك في فرنسا عبر التاريخ، الذين ما لبثوا ان ادركوا ان ما من حل لها الا من خلال الدولة المدنية، فاصبحت فرنسا اليوم عاصمة الحريات اكثر من اي بلد آخر".

وحول قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم توظيف نسبة معينة منهم في الوزارات والمؤسسات العامة، اكد الرئيس عون متابعة القصر الجمهوري "لقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة عن كثب، من خلال عدد من النشاطات التي اقامها في رحابه"، وسعيه الى "وضع كوتا للتوظيف تكون ملزمة"، لافتا الى وجود "قانون بهذا الخصوص منذ العام 2000 لم ينفذ حتى الساعة". وحول الاهتمام بالشباب والحد من تفكيرهم بالهجرة خلال اكمالهم تحصيلهم الجامعي، اوضح الرئيس عون ان "على الانسان اولا ان يؤمن حاجاته الاولية التي تبدأ بالمأكل والمشرب والمسكن، وبعدها العيش في ظل امن مستقر وقضاء عادل، ومن ثم تأمين فرص العمل والاقتصاد وغيرها. لذلك، نعمل على تأمين هذه الحاجات وفق الترتيب المنطقي لها، ليصار بعدها الى تأمين باقي الحاجات، فيتطور المجتمع ماديا وفكريا، وبحكم العدد الكبير من الطلاب الجامعيين من الطبيعي ان يتوجه البعض منهم الى الخارج لاكمال تحصيله العلمي ومتابعة العمل، لكن على القسم الاكبر ان يبقى في لبنان للنهوض به".

ولفت الرئيس عون الى ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل "انشأ "جمعية الطاقة الاغترابية اللبنانية"، بهدف جمع اللبنانيين في الخارج، حيث ينتشر لبنان الصغير بمساحته بين القطبين الشمالي والجنوبي، وقد لبوا الدعوة للمشاركة في مؤتمرات "الطاقة الاغترابية" التي عقدت في لبنان، ومنهم اطباء وصحافيون وسياسيون ومحامون وصناعيون وتجار وغيرهم... وهذا يظهر بالتالي ان التخصص في الخارج ليس سيئا بالمطلق، لكن الخطر يكمن في عدم بقاء القسم الاكبر من الشباب في لبنان، لان عليهم تطوير وطنهم والنهوض به، خصوصا ان الهجرة اخذت مفهوما آخر بعد ان كانت بسبب المجاعة خلال الحرب العالمية، او بسبب الحرب التي اندلعت في لبنان في السبعينات. ونلاحظ ان المهاجرين تبوأوا اعلى المناصب في البلدان التي وصلوا اليها حيث انتخب بعضهم رؤساء لهذه الدول او نوابا او عينوا وزراء".

اضاف: "نعمل على اعادة جمع المنتشرين اللبنانيين وتشجيعهم على العودة الى لبنان اما للزيارة او للبقاء، وقد اثمرت هذه السياسة، اذ بات يصل الى لبنان يوميا بين 8 و9 آلاف لبناني من الخارج، اضافة الى السياح الوافدين من اوروبا والذين يقارب عددهم الـ7 آلاف في اليوم الواحد".

وتابع: "للاسف، نعاني من تأثير سلبي للشائعات، اذ يعمد البعض الى تضخيم الامور والمشاكل، ان في موضوع البيئة من حيث تلوث الشاطىء او من حيث الازمة الاقتصادية، وهو ما يؤثر سلبا على الحركة السياحية. صحيح ان التلوث والازمة موجودان في لبنان، ولكنهما ليسا بالحجم الذي يتم تصويره، فهناك جزء كبير من الشاطىء اللبناني غير ملوث، كما ان الازمة الاقتصادية يمكن تخطيها عند اتخاذ الترتيبات اللازمة. ان الشائعات تنتشر بسرعة وتلقى رواجا، فيما ليس هناك اقبال كبير على الحقيقة".

وذكر الرئيس عون ب"الشائعات التي ادت سابقا الى افلاس "بنك انترا" رغم تمتعه بالمكانة المصرفية القوية في ذلك الحين".

ووعد رئيس الجمهورية بأنه سيسلم الى خلفه "وطنا افضل بكثير مما هو عليه اليوم، على صعيد البيئة والوضع الاقتصادي والاجتماعي ايضا، بعد ان كان لبنان منقسما سياسيا بشكل ادى الى اذية الوطن، فيما بقي اليوم الاختلاف السياسي انما مع اتفاق على كسب الوطن ايا كان الخط السياسي المنتصر".

 

الحريري وقع قانون الموازنة وأحاله إلى رئاسة الجمهورية

وطنية - الأربعاء 24 تموز 2019

ونية - وقع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم، قانون موازنة العام 2019، وأحاله إلى رئاسة الجمهورية.

 

الحريري ترأس اجتماعين وزاريين لدراسة ملفي المقالع والعفو العام

وطنية - الأربعاء 24 تموز 2019

ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم، في السراي الحكومي، اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة دراسة ملف المقالع والكسارات، في حضور نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني والوزراء: ريا الحسن، وائل أبو فاعور وفادي جريصاتي، وتم خلاله مواصلة مناقشة المخطط التوجيهي المتعلق بهذا الملف.

لجنة العفو العام

ثم ترأس الرئيس الحريري الاجتماع الاول للجنة الوزارية المكلفة دراسة موضوع العفو العام، وحضره نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني والوزراء محمد فنيش، الياس بو صعب، ريا الحسن، حسن اللقيس والبرت سرحان، وتناول الاجتماع الموضوع من جميع جوانبه.

 

حمادة: لا يمكن الانتقال الى المجلس العدلي في ظل غياب قرائن حول أي كمين

وطنية - الأربعاء 24 تموز 2019

رأى النائب مروان حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان-93,3"، ان "القضية اليوم لم تعد قضية طلب محكمة في حادثة قبرشمون، إنما تحولت الآن الى محاصرة الرئيس سعد الحريري وحكومته بهدف دفع التسوية نحو الاستلام وهذا ما لن يمر"، مشيرا الى ان "المسألة كانت في البداية محاولة لمحاصرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لكنها فشلت بعدما استنفر الأخير الجبل بشكل لم يسبق له مثيل".

وأكد "الانفتاح على أي محاسبة"، مشيرا الى انه "لا يمكن الانتقال الى المجلس العدلي، في ظل غياب قرائن حول أي كمين، او فيديوهات تثبت حصول إطلاق نار من قبل موكب الوزير صالح الغريب مع تسليم الحزب الاشتراكي عددا من المطلوبين في مقابل رفض الفريق الآخر حضور اي من المتورطين في الحادثة أمام قاضي التحقيق". وعن الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء من دون ادراج الملف على جدول الأعمال، لفت الى انه "من حق رئيس الحكومة القيام بذلك لكن هناك خشية من طرح الموضوع من خارج الجدول ما من شأنه ان يفجر الحكومة ويؤدي الى أزمة حكم، وهو ما يجب ان يتوقف عنده التيار الوطني الحر".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  22 و23 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 24 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76949/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-433/

 

 

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for July 24/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76947/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-july-24-2019/

 

 

 

إسرائيل تغتال القيادي في حزب الله مشهور زيدان بالقرب من دمشق/وكالات/23 تموز/2019

Syrian Opposition: Israel Killed Senior Hezbololah Officer,Mashur Zidan By Damascus/Jerusalem Post/23 july/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76937/%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%aa%d8%ba%d8%aa%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d8%b4%d9%87%d9%88/

 

Suspected Hezbollah Agent, Hussein Mahmoud Yassine Arrested in Uganda With Mossad’s Help/Jerusalem Post/23 july/201

أوغندا بمساعدة جهاز الموساد تعتقل لبنانيًا عميلاً لحزب الله يدعى حسين محمد ياسين

http://eliasbejjaninews.com/archives/76942/%d8%a3%d9%88%d8%ba%d9%86%d8%af%d8%a7-%d8%a8%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%af%d8%a9-%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b3%d8%a7%d8%af-%d8%aa%d8%b9%d8%aa%d9%82%d9%84-%d9%84%d8%a8%d9%86/

 

 

الرئيس شفيــق الوزان … تبقى في الذاكرة وتبقى مسيرتك مثالاً

المحامي عبد الحميد الاحدب/تموز/23 /2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76932/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%b4%d9%81%d9%8a%d9%80%d9%80%d9%82-%d8%aa%d8%a8%d9%82/