المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 20 تموز/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july20.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فقَالَ لَهُم: «لا شَكَّ أَنَّكُم تَقُولُونَ لي هذَا المَثَل: أَيُّها الطَّبيب، إِشْفِ نَفسَكَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/جبران مخلوق ممل وسمج وطروادي ويسوق لإحتلال حزب الله

الياس بجاني/الياس بجاني/يا ميشال عون ما في شي اسمه إجماع في مفهوم الشعوب الحرة

الياس بجاني/جبران وشامل ما الون عازي...يضبضبوا

الياس بجاني/شامل روكز قليل الوفاء وجاحد وذمي ومن صناعة حزب الله..لا ثقة به شو ما عمل

الياس بجاني/قصر بعبدا شاغر وكذلك الرئاسة وعون يحتله ومطلوب محاكمته

الياس بجاني/تشريد 900 عائلة اليوم تعقع مسؤوليته على ثلاثي عون وحزب الله وربع الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/هل نجحت الحملة على طرح الراعي اللبناناوي وهل غبطته انتقل فعلاً من اللاهية إلى اللبناناوية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع السيادي اللبناني صالح المشنوق

المحطة الاولى بعد ١٥ سنة احتلال/د. وليد فارس/فايسبوك

من هو غسان دياب عنصر "حزب الله" الذي سلّمته قبرص للولايات المتّحدة؟!

في شمال ألمانيا... مركز "المصطفى" يجمع الأموال لحزب الله

حزب الله في ألمانيا.. 1050 ناشطاً يموِّلونه في لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/7/2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

باسيل من الديمان: نحن مع تحييد لبنان

عزيز يكشف: دياب مساهم بمصرف استثماري في بيروت

النهار: حوار طرشان بين الراعي والسُلطة... ودياب يختزل بديله!

الأيوبي: ما يطالب به البطريرك الراعي هو صميم الحق

الحياد… معركة الكترونية بين مؤيدي نداء البطريرك الراعي ومناصري “حزب الله”

628 معتقلاً لبنانياً في السجون السورية… قصة معاناة عائلة معتقل تختصر مأساة مئات العائلات

تقرير يكشف.. أموال من قطر إلى حزب الله ورشاوى للتستر

تَبَنٍّ عربي ودولي لمواقف البطريرك ورأس الكنيسة المارونية يشدد على الدولة القوية بجيشها وعدالتها و"حزب الله" يقود التابعين له في حملة مضادة لحياد بكركي

واشنطن جادة في تغيير مهام “يونيفيل”

الحريري يجدد شروطه للعودة إلى السراي: لا “حزب الله” ولا باسيل في أي حكومة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

غارات جوية جديدة على مواقع إيران في ريف حماة ودير الزور

إيران… مسلسل الحرائق يتواصل بانفجار في منشأة للطاقة/حريق مصنع في تبريز... والمخاوف تتصاعد من تحالف طهران وبكين

إيران تعلق تنفيذ حكم الإعدام بـ3 مدانين

فورين بوليسي”: إيران تستخدم “الشباب” الصومالية لتهريب النفط

الجيش الليبي: جاهزون لكافة الاحتمالات بشأن سرت

برلمان مصر يفوض إلى السيسي إرسال قوات إلى ليبيا اليوم

الاستنفار والتحشيد يتواصل حول سرت... وألمانيا وفرنسا وإيطاليا تهدد بمعاقبة منتهكي حظر تصدير السلاح

أردوغان يرسل فرقاطة إلى خليج عدن… ويضع قدماً في اليمن/"الانتقالي" ماضٍ بتنفيذ "الإدارة الذاتية"... والإرياني دعا لرفض ابتزاز الحوثيين

ترمب: لن أخسر الانتخابات والاستطلاعات مزيفة

بريطانيا: لعراق قوي يجب وقف دعم الميليشيات

العراق يُبلغ إيران التمسك بسيادته وتفاؤل كبير بزيارة الكاظمي للسعودية

سقوط صاروخين قرب السفارة الأميركية تزامناً مع زيارة ظريف... ودعوات نيابية لمقاضاة تركيا

القضاء الأميركي يرد دعوى “الإخوان” ضد رئيس وزراء مصر الأسبق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لقد حان وقت الانقلاب المضاد، اعلان العصيان المدني والادارة الذاتية والمطالبة بالفصل السابع/شارل الياس شرتوني

حزب الله” صادَر “المقاومة”… لم يعد التسامح غير المحدود ممكناً/د. منى فياض/النهار

سائل خارجية للبنان: أسرعوا قبل فوات الآوان/علي الحسيني/ليبانون ديبايت

طرح الحياد يُحرِج حزب الله بين استحقاقين كبيرين/سعد الياس/القدس العربي

هل ينجح "حزب الله" في ترهيب بكركي/بشارة خيرالله/"ليبانون ديبايت

الراعي والحياد..لا مهرب لحزب الله وعون من التنازلات/منير الربيع/المدن

وليمةُ السّطوِ على الدولة/عصام الجردي/المدن

الحياد سلام وحزب الله حرب ومشروع عسكري سياسي/نادر فوز/المدن

إغتيال" الجامعة الأميركية/نديم قطيش/أساس ميديا

بومبيو لـ دياب..فهمتوا أو بعيد/وليد الخوري/ليبانون ديبايت

هل يحتفظ دونالد ترمب بمفاتيح البيت الأبيض/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

شبكة فساد سعد الجبري/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

حرس وزعيمتان وجريمتان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

مع المنطقة» أم «ضد المنطقة»/حازم صاغية/الشرق الأوسط

يبيا ومأزق الغازي التركي/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في قداس بازيليك حاريصا: نظام الحياد مسؤولية الدولة الضميرية والوطنية فالانحياز أهلكها أما الحياد فينقذها

الراعي: الحياد ليس طرحا طائفيا أو مستوردا بل باب خلاصنا

الراعي استذكر من بقاعكفرا شهداء المقاومة اللبنانية: لعقد جديد اسمه عقد نظام حياد لبنان

المطران مارون العمار: لا أحد يستطيع أخذ لبنان الى غير رسالته وهويته

قبلان علق على موضوع الحياد: من النذالة أن نجد من يتعاطف مع الخونة والعملاء

المعلوف من ضهر البيدر: لن ندفع رسوم الميكانيك إذا لم تتحرك الدولة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فقَالَ لَهُم: «لا شَكَّ أَنَّكُم تَقُولُونَ لي هذَا المَثَل: أَيُّها الطَّبيب، إِشْفِ نَفسَكَ

إنجيل القدّيس لوقا04/من22حتى30/:”كانَ جمبعُ الَّذين في المَجْمَع يَشْهَدُونَ لَيَسُوع، ويَتَعَجَّبُونَ مِن كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، ويَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا ٱبنَ يُوسُف؟». فقَالَ لَهُم: «لا شَكَّ أَنَّكُم تَقُولُونَ لي هذَا المَثَل: أَيُّها الطَّبيب، إِشْفِ نَفسَكَ. وكُلُّ ما سَمِعْنا أَنَّكَ صَنَعْتَهُ في كَفَرْنَاحُوم، إِصْنَعْهُ أَيْضًا هُنَا في وَطَنِكَ!». ثُمَّ قَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لا يُقْبَلُ نَبِيٌّ في وَطَنِهِ. وَبِٱلحَقِّ أَقُولُ لَكُم: أَرَامِلُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ في إِسْرائِيل، أَيَّامَ إِيلِيَّا، حِينَ أُغلِقَتِ السَّماءُ ثَلاثَ سِنِينَ وسِتَّةَ أَشْهُر، وحَدَثَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ في كُلِّ البِلاد، ولَمْ يُرسَلْ إِيليَّا إِلى أَيٍّ مِنهُنَّ، بَلْ أُرسِلَ إِلى ٱمْرَأَةٍ أَرمَلَةٍ في صَرْفَتِ صَيْدَا. وبُرْصٌ كَثِيرُونَ كانُوا في إِسرائِيل، أَيَّامَ إِلِيشَعَ النَّبيّ، فَلَمْ يَطْهُرْ أَيٌّ مِنْهُم، بَلْ طَهُرَ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيّ ». فٱمْتَلأَ جَمِيعُ الَّذِينَ في المَجْمَعِ غَضَبًا، حِينَ سَمِعُوا ذلِكَ. وقَامُوا فَأَخْرَجُوهُ إِلى خَارِجِ المَدِينَة، وٱقْتَادُوهُ إِلى حَرْفِ الجَبَل، المَبْنِيَّةِ عَلَيْهِ مَدِينَتُهُم، لِيَطْرَحُوهُ عَنْهُ. أَمَّا هُوَ فَجَازَ في وَسَطِهِم وَمَضَى”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

جبران مخلوق ممل وسمج وطروادي ويسوق لإحتلال حزب الله

الياس بجاني/19 تموز/2020

دون تشاطر لا من القزم باسيل ولا من غيره..الحياد يلي طارحو سيدنا هو الخلاص من احتلال حزب الله ومن ادرانه اللبنانية وتنفيذ ال 1559

باسيل: الحياد مطلوب وخيار إذا اتخذناه يجب التأكد من إمكانية تطبيقه

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/491358/

 

يا ميشال عون ما في شي اسمه إجماع في مفهوم الشعوب الحرة

الياس بجاني/18 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88509/88509/

ميشال عون أنت رئيس غير شرعي وشارد دستورياً ومارونياً ووطنياً.

أنت وصولي ومتلون وقد نقضت قسمك الرئاسي ولم تلتزم به وربطت مصيره ومصير لبنان بورقة ابليسية ومهرطقة مع المحتل الإيراني تقدس سلاح حزب الله الإرهابي وتبقيه طالما بقيت إسرائيل واعتبرت أن الاحتلال السوري الإجرامي للبنان كان “تجربة شابتها الأخطاء (البند العاشر من ورقة تفاهم عون مع نصرالله)

منذ توقيعك ورقة الذل المسماة “ورقة تفاهم”  مع نصرالله وأنت متخلي عن كل ما هو لبنان ولبناني، وكذلك عن تاريخك وعن كل ثقافتك العسكرية والأكاديمية وقد كللت هذا الانحراف الخطيئة دون خجل أو وجل يوم زرت متحف حزب الله في “مليتا” ومن هناك أعلنت غرقك الطوعي والمصلحي في أوحال نظام الملالوي وفي مشروعه المذهبي والإجرامي والدكتاتوري…مقابل وصولك إلى قصر بعبدا.

يا ميشال عون رئيسك نصرالله وولي نعمة وصولك لقصر بعبدا قالها مراراً وعلناً بأنه لم يستشر أحد يوم ذهب إلى سوريا وأنه لا يريد أي إجماع على ما يسميه زوراً واحتيالاً “مقاومة”.

فكيف أنت تريد الإجماع على ما طرحه سيدنا الراعي من ملفات سيادية ودستورية؟ وهل أنت في قصر بعبدا بإجماع اللبنانيين؟ وهل في لبنان أي قضية عليها إجماع حقيقي وصادق؟ وهل في أي دولة حرة ومستقلة وديمقراطية شيء اسمه إجماع؟

الإجماع كما كنت تقول قبل وقوعك في التجارب هو عملياً جمع بالقوة والقهر والاغتيالات والاضطهاد كما الحال في دول من مثل جمهورية إيران الإسلامية والعديد من دول الأنظمة العسكرية والدكتاتورية، ولبنان لم ولن يكون كما تريده أنت أو يريده أسيادك في الضاحية وفي إيران.

أنت رئيس غير شرعي ومغتصب سلطة ومن الواجب محاكمتك.

كما انك ماروني متخلي عن مارونيته بقيمها ومعانيها وتاريخها النضالي لأنها لم تكن يوماً كما تصورها تتكل على غير سواعدها وإيمانها للدفاع عن حقوقها ووجودها ومعتقدها .. وشهدائنا الأبطال وجبالنا والتاريخ وكل الأحرار يشهدون بذلك.

بإختصار أنت مخلوق وصولي ومتلون وترابي أين منك الإسخريوتي وثقافتك أمست ثقافة الأبواب الوسعة.

أنت رجل تاريخك يخجل من حاضرك.. والتاريخ إن ذكرك فلن يكون بغير نعوت التخلي والجحود والطروادية والوصولية والإنتهازية وموت الضمير وقلة الإيمان وخور الرجاء وقلة الوفاء.

أستقيل وأرح لبنان والموارنة من جحودك والكفر والانحرافات.

ولمن يهمهم الأمر نقول بأن الرئاسة في مفهومنا مقدسة ومن والواجب الحفاظ عليها والدفاع عنها ولذلك فعندما ننتقد ميشال عون فلأننا يقيناً متأكدين بأنه يؤذي هذه الرئاسة ويشوه دورها وصورتها ونقاوتها.

يا ميشال عون انت تابع ومرتهن لحزب إيران في لبنان الموضوع على قوائم إرهاب 57 دولة..اتعلم ذلك؟

تأكد يا ميشال عون بأن لبنان سوف يتحرر من أدران وسرطانيات حزب الله الإرهابي ومن كل اهله الذين شردوا من الطرواديين والملجميين والتحقوا به وذلك عاجلاً أم أجلاً لا فرق لأن الحق دائماً ينتصر على الباطل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

جبران وشامل ما الون عازي...يضبضبوا

الياس بجاني/19 تموز/2020

الصهرين شامل وجبران مربوطين من رقابون بحبل واحد عند حزب الله وهني اضرب من بعضون.لا مصداقية ولا كرامة وطنية ولا ضمير  وكاسك يا وطن

 

شامل روكز قليل الوفاء وجاحد وذمي ومن صناعة حزب الله..لا ثقة به شو ما عمل

الياس بجاني/18 تموز/2020

شامل روكز ذمي من صناعة حزب الله وهو كان ولا يزال خادماً وبوقاً له ومسوقاً لإحتلاله ومشروعه. منافق ودجال وممثل فاشل

 

قصر بعبدا شاغر وكذلك الرئاسة وعون يحتله ومطلوب محاكمته

الياس بجاني/17 تموز/2020

ميشال عون رئيس غير شرعي بعد أن نقض قسمه الرئاسي ولم يعد ممثلاً للموارنة ولا للبنانيين.. هو غطاء وبوق ملالوي واسخريوتي يحتل القصر

 

تشريد 900 عائلة اليوم تعقع مسؤوليته على ثلاثي عون وحزب الله وربع الصفقة الخطيئة

الياس بجاني/16 تموز/2020

برقبة عون وحزب الله وثلاثي الصفقة الخطيئة كارثة تشريد 900 موظف طردوا اليوم من مستشفى الجامعة الأميركية. لبنان محتل وعون فاشل

 

هل نجحت الحملة على طرح الراعي اللبناناوي وهل غبطته انتقل فعلاً من اللاهية إلى اللبناناوية

*نحن نؤمن بأن الروح القدس قادر على كل شيء وكيف لا وهو الذي جعل من شاوول عدو ومضطهد الكنيسة (مار بولس) مبشراً بتعاليمها وقديساً على مذابحها.

الياس بجاني/16 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88391/88391/

بداية فإنه من الصعب على السياديين واللبناناويين أن يثقوا في مواقف سيدنا الراعي الوطنية وفي مفاهيمه للسيادة وللحياد.

فهو ومنذ انتخابه بطريركا قام بالتسوّيق علناً لنظام الأسد وبالتماهي المكشوف مع مشروع حزب الله وبالذوبان بعونية عون الجاحد والشارد عن كل ما هو لبنان ولبناني ودستور ومواثيق.

سيدنا زار سوريا دون أي مردود أو شروط وطنية عقب انتخابه بعد أن كان المغفور له البطريرك صفير رفض حتى أن يرافق البابا القديس في زيارته لها دون أن يعود ومعه المعتقلين اعتباطاً في سجون الأسد، إضافة إلى تعهد بخروج الجيش السوري من لبنان.

ومن غيرته وحسده من البطريرك الدائم صفير حاول الراعي بلحظة تخلي تركيب لقاء برئاسة المطران الظالم سمير مظلوم مناقضا كلياً لكل ما قام عليه ومن أجله لقاء قرنة شهوان وكان مصير مظلومه ولقائه التعري والفشل.

كما أنه قام بجولة على فرنسا وكندا وأميركا ودول أخرى غربية مسوقاً لمبادئ وطروحات حلف الأقليات وللأسد وللإيراني كحماة للمسيحيين في الشرق.

وكان تمادى في شروده ودافع عن حزب الله مراراً وتكراراً ومن منا لا يذكر زيارته للشيخ يزك وما قاله من منزله وعن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

هذا غيض من فيض من مواقف سيدنا ال 8 آذارية والعونية واللاهية والأسدية.. وتطول القائمة وتطول.

ولهذا صعب أن نثق به في السياسة، وصعب أن نصدق بأنه انتقل فعلاً إلى القاطع اللبناناوي حتى يثبت لنا العكس وعملياً.

يوم أمس من بعبد قال بأنه يعرف الرئيس جيداً.. وعما اذا كان عاتبه الرئيس عون على كلامه، أجاب: “كان مسرورا جدا، يبدو انكم لا تعرفون الرئيس بعد”

لا يا سيدنا شعبك يعرف ميشال عون جيداً وهو يحصد من زرعه لاهية وملالوية واحتلال وظلم وتركيب ملفات ومحسوبيات وتقاسم مغانم وفوضى أمنية وحدود مشرعة للتهريب وملاحقات للأحرار وفقر وتهجير ودمار وانهيار للعملة الوطنية وللاقتصاد وسرقة لأموال الناس وودائعهم في البنوك وصهر فاجر وتاجر وإقفال مدارس ومستشفيات .. وتطول قائمة غلاله الإسخريوتية والبشعة.

وهو نفسه البطريرك الراعي”مودر” طرحه أمس من بعبد عندما قال للصحافيين  بأن الأمر جاء مصادفة (الطرح) ولم يكن مخططاً له مع أن الحقيقة هي في غير مكان حيث كانت تدور مناقشات منذ مدة بين المطارنة معه لجهة اتخاذ موقف تاريخي يصون لبنان ويعارض الاحتلال والهيمنة الإيرانية.

كلام سيدنا من بعبدا

“وسئل في بعبدا عن توقيت العظة الأولى وان كان من استقبلهم على إثرها هم من طرف واحد، فأجاب: “انا على الدوام في عظة الأحد، اعطي للمفهوم الروحي تطبيقا معينا، وفي كل مرة يكون التطبيق مختلفا. ولقد صادف الأمر هكذا. فأنا لم اقم بحسابات معينة، ولم اكن ادري ان موضوع الحياد ستكون له ردة الفعل الكبيرة هذه. ومعنى ذلك ان الناس متشوقة لهذا الموضوع. انا طرحته هكذا، كي ادخل تطبيقا يجب ان أتكلم به. وقد تطرقت الى مواضيع متعددة لم تستجلب ردات فعل. هذا الموضوع اتى هكذا وقد ضمنته العظة من دون أي تفكير آخر او مسبق، وتفاجأت بردات الفعل الكبيرة حوله. عندها فهمت ان الشعب يعنيه هذا الموضوع. وفي الاحد التالي قمت بتوسيعه. وفي الاحد المقبل سوف اوسعه اكثر كي ابدد كافة التساؤلات التي هي ليست في محلها. اما بخصوص الاستقبالات، فأنا استقبل الجميع. وهم يأتون تباعا. بكركي مشرعة الأبواب الى كل انسان يريد ان يشرفنا. ويشرفنا ان نستقبل الجميع”.

نحن نؤمن بأن الروح القدس قادر على كل شيء وكيف لا وهو الذي جعل من شاوول عدو ومضطهد الكنيسة (مار بولس) مبشراً بتعاليمها وقديساً على مذابحها.

ولهذا ومن هنا نحن نتمنى من القلب أن يكون فعلاً الروح القدس قد حل على سيدنا الراعي ونقله من قاطع إلى آخر وهو الذي يتكلم من خلاله وهو الذي يُسير مواقفه.

في الخلاصة نحن نريد أن نثق بانعطافة سيدنا اللبناناوية والإيمانية ونريد حقاً أن نصدقه، ولكن ليس قبل أن نرى ثباته وعناده ورفضه العلني والشجاع لكل المحاولات الهادفة إلى تسخيف طرحه وتخويفه وربما فتح ملفات والإلتفاف عليه.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

ملاحظة: الصورة المرفقة هي لسيدنا الراعي مع السفير الإيراني الذي زار الصرح البطريركي *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع السيادي اللبناني صالح المشنوق

صالح المشنوق يعري كذبة مقاومة حزب الله الملالوي والمجرم بالوقائع والإثباتات ويشرح اهداف دعوة البطريرك الراعي التي هي في جوهرها وفي أساسها ضد حزب الله الإيراني والإرهابي الذي يحتل لبنان ويتحكم بحمه وحكامه ويجره بالقوة إلى التعتير والجوع والفقر والعزلة والعودة 100% إلى عصور ما قبل الالحجرية

https://www.youtube.com/watch?v=uXkmZzKiIUc&t=588s

 

المحطة الاولى بعد ١٥ سنة احتلال

د. وليد فارس/فايسبوك/29 تموز/2020

بيان مجلس المطارنة في ٢٠٠٠ رفض الاحتلال السوري

مؤتمر اغترابي في المكسيك في ٢٠٠١ قرر تدويل مطالبة الانسحاب

لوبي لبناني حصل على القرار الدولي ١٥٥٩ في ٢٠٠٤

ثورة الارز انتفضت على الاحتلال في ٢٠٠٥

وفرض اميركي-فرنسي للانسحاب السوري

الان، بعد ١٥ سنة ارهاب

المحطة الثانية؟

 

من هو غسان دياب عنصر "حزب الله" الذي سلّمته قبرص للولايات المتّحدة؟!

العربية/الاحد 19 تموز 2020    

كشف تقريرٌ نشره موقع "العربية.نت"، تفاصيل عن العنصر الذي يشتبه بأنّه عضو في "حزب الله" والذي سلمته السلطات في قبرص إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث سيمثُل أمام المحكمة في قضيّة غسل أموال. وكانت قبرص أعلنت في وقت متأخر السبت أنّ المحكمة العليا صادقت على أمر بتسليم رجل يدعى غسان دياب يُشتبه بأنّه عضو في "حزب الله" موقوف منذ فترة في البلاد، إلى الولايات المتحدة. فمن هو غسان دياب؟ بحسب "العربية"، فإنّ دياب يبلغ من العمر 37 عاماً، بحسب ما أكد لاحقاً بيان مفصل صادر عن الخارجية الأميركية، وقد وصل أمس إلى ميامي بعد أن سلمته السلطات القبرصية، كونه مطلوباً من سلطات ولاية فلوريدا في جنوب شرق الولايات المتحدة، بسبب شبهات حول عمليات غسل أموال تعود إلى تشرين الأول 2016، وتبادل عملة "بيزو" الأرجنتينية في السوق السوداء لدعم شبكة "حزب الله". ويواجه تهم غسيل أكثر من 100000 دولار، وتهمتين بالتآمر لغسيل ما يزيد عن 100000 دولار أيضاً، بالإضافة إلى تهمتين بتحويل غير مرخص للعملة لمبلغ فاق الـ 100000 دولار.

إلى ذلك، اتهم باستخدام غير قانوني لجهاز اتصال "ثنائي الاتجاه" في إطار تنسيق جرائم غسل الأموال.

قبض عليه آتياً من بيروت

وأشار تقرير "العربية" إلى أن دياب اتهم سابقاً بصفته شريكاً مزعومًا لـ"حزب الله"، بحسب ما أعلن مكتب "ميامي-دايد" للمحاماة العامة في تشرين الأوّل 2016 ضمن عملية مكافحة المخدرات (DEA) التابعة لشعبة ميامي الميدانية، وهي شراكة مشتركة بين الدولة والفيدرالية من أجل تعقب جرائم غسل الأموال، ما أدى في حينه إلى اعتقال اثنين من المتهمين، دون أن تتمكن السلطات المعنية من تحديد مكان دياب. في 9 آذار 2019 ألقي القبض عليه في مطار لارنكا الدولي بقبرص لدى وصوله من بيروت بناءً على طلب من الولايات المتحدة، وفقًا لمعاهدة التسليم القائمة بين البلدين. وفي 27 أيلول 2019، حكمت المحكمة في قبرص بوجوب تسليمه إلى الولايات المتحدة، إلا أن القرار استؤنف لاحقاً. لكن مع صدور قرار المحكمة العليا أمس، رفض طلب استئناف القرار القضائي السابق، فسلم المشتبه به.

 

في شمال ألمانيا... مركز "المصطفى" يجمع الأموال لحزب الله

العربية/الاحد 19 تموز 2020    

مرة جديدة تتكشف نشاطات حزب الله في بعض المدن الألمانية تحت غطاء العمل الاجتماعي. فبعد حظر الداخلية الألمانية في نيسان الماضي أي نشاطات للحزب في البلاد، كشف تقرير صادر عن جهاز المخابرات في بريمن شمال ألمانيا، أن أحد المراكز الاجتماعية متورط في دعم حزب الله ماليا، عبر جمع أموال تحت غطاء اجتماعي وإرسالها إلى لبنان. وفي التفاصيل، أشار التقرير الأمني إلى أن مركز "المصطفى"، يجمع الأموال ويحولها إلى حزب الله، ويلعب دور الجامع بين مناصري الحزب في المدينة الألمانية وبين القيادة في لبنان، دون أن يذكر المبالغ التي أرسلت أو جمعت حتى اللحظة. كما كشف أن هذه الجمعية التي تعمل مع أبناء الطائفة الشيعية في بريمن أرسلت أموالاً إلى عائلات مقاتلي الحزب تحت عنوان المساعدات الاجتماعية. يذكر أن ألمانيا كانت حظرت في نيسان الماضي كافة أنشطة حزب الله على أراضيها وصنفته منظمة إرهابية، بعد أن كانت تفصل بين الجناح السياسي والعسكري.كما نفذت عدة مداهمات لجمعيات تابعة للحزب أو على صلة بنشاطاته ومناصريه في البلاد. وكان تقرير لوكالة الاستخبارات في هامبورغ أشار في وقت سابق أيضاً إلى أن نحو 30 مسجداً ومركزاً ثقافياً في ألمانيا تربطهم صلات بميليشيات حزب الله اللبناني، المدرجة كتنظيم إرهابي أجنبي في الولايات المتحدة. كما قالت الوكالة إنه "يوجد حالياً حوالي 30 جمعية ثقافية ومسجداً معروفة يلتقي فيها بانتظام عملاء قريبون من حزب الله أو إيديولوجيته". ووفقاً لوثيقة المخابرات المكونة من 282 صفحة والتقارير الألمانية الأخرى التي راجعتها "فوكس نيوز"، في أبريل الماضي أيضا، هناك 1050 من أنصار حزب الله وأعضائه في ألمانيا.

 

حزب الله في ألمانيا.. 1050 ناشطاً يموِّلونه في لبنان

المدن/20 تموز/2020

كشف جهاز المخابرات المحلية في بريمن شمالي ألمانيا، أنّ أحد المراكز الاجتماعية في المنطقة متورّط بتقديم الدعم المالي لحزب الله. وبحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، كشفت أجهزة المخابرات الألمانية أنّ مركز "المصطفى" الذي يعمل تحت غطاء اجتماعي لخدمة الشيعية في ألمانيا "تبيّن أنه يجمع الأموال ويحوّلها إلى حزب الله في لبنان". وأشار التقرير إلى أنّ "50 شخصاً من مناصري حزب الله ينشطون في بيرمن من خلال مركز المصطفى الذي بات يجسّد نقطة وصل بين الشيعة في المنطقة وخصوصاً اللبنانيين منهم، وحزب الله". وبينما لم يحدّد التقرير حجم التحويلات المالية عبر المركز، يقدّر أنّ للحزب 1050 شخصاً بين أعضاء ومناصرين في أنحاء ألمانيا. وأشار التقرير إلى أنّ "المصطفى" أرسل الأموال لأسر مقاتلي حزب الله، وعمل على ملء الفراغ الناتج عن حظر الحكومة الألمانية "مشروع اليتيم اللبناني" على أراضيها عام 2014.وكانت ألمانيا قد حظرت أنشطة حزب الله على أراضيها وصنّفته منظمة إرهابية في نيسان الماضي، بعد قرارها التخلّي عن الفصل بين الجناح السياسي للحزب وجناحه العسكري.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/7/2020

وطنية/الأحد 19 تموز 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

انتخابات في سوريا وقلق في ليبيا وزيارة لظريف إلى العراق. المنطقة على غليانها، والتسويات في سباق مع زمن قضم المزيد من الأوراق للطامحين إلى السيطرة على أجزائها قبل الانتخابات الأميركية.

وفي لبنان، صحيا كورونا يتوسع، سياسيا أسئلة البدايات تطرح من باب الحياد بين مؤيد ومعارض أو متريث، ليدخل ال"مع" وال"ضد" في اصطفافات سياسية وطائفية. واليوم شهد مقر البطريركية المارونية الصيفي، اجتماعا بين البطريرك الراعي ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي رأى أن الحياد قرار مطلوب منا ومن الآخرين لكي يطبق.

معيشيا، يستعد الشارع المأزوم بالواقع الحياتي، لتحركات متنقلة بين العاصمة والمناطق مطلع الأسبوع، وفق برمجة معلنة أول مرة في بيان لما يسمى "اتحاد ساحات الثورة".

واليوم قطعت الطريق الدولية في البقاع لبعض الوقت، فيما ينظم الموظفون المصروفون من الجامعة الأميركية تحركا احتجاجيا غدا، بالتوازي مع تحركات أمام عدد من الوزارات والمؤسسات.

وبانتظار أن تتوحد الأرقام الرسمية للجنة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وأن تتكشف التحقيقات القضائية- المالية عن المسار الذي اتخذته الأموال المهربة بالعملة الصعبة، والتدقيق فيها وبمهربيها ومحاسبتهم، كشف محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، القائم بأعمال بلدية الميناء، عن عملية اختلاس مستندات وفواتير وتزوير بقيمة مليارين و400 مليون ليرة، تورط بها عدد من الموظفين في البلدية خلال الأشهر الماضية، بعد التدقيق بحسابات البلدية بالتعاون مع رئيس الدائرة المالية. وأعلن الادعاء على المتورطين لدى فصيلة قوى الأمن الداخلي في الميناء، وضد كل المشاركين والفاعلين والمتدخلين، بجرم تزوير الأموال العامة واختلاسها، لإنزال أشد العقوبات بحقهم والمطالبة باسترداد الأموال المنهوبة.

وسط هذه الأجواء تأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسية للبنان الأربعاء المقبل، فماذا في أبعادها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في نهاية هذا الأسبوع، لم يتصدر المشهد السياسي سوى عنوان "الحياد"، الذي يعطيه البطريرك الماروني أولوية، معتمدا نهجا تفسيريا لمشروعه، ونافيا أن يكون طرحه طائفيا أو فئويا.

ومن الصرح البطريركي في الديمان، مقاربة لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، تقوم على ضرورة توفير مقومات داخلية وخارجية للطرح البطريركي، وتشديد على الحياد الذي يحمي لبنان من اعتداءات إسرائيل والإرهاب.

وبمنطق النبي محمد والسيد المسيح، تسلح رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ليوضح أن الحياد يعني أن ننحاز للحق وأن ندافع عن بلد يذبح بسيف الحصار الاقتصادي، وأن نلتزم قضايا المظلومين، وأن نقول للظالم أنت ظالم، ولمن بذل وقاتل وحرر الأرض واستشهد: شكرا لك.

وبرأي الشيخ قبلان أن الحياد يفرض علينا أخذ قرارات مرة في وجه طواغيت المشروع الدولي- الإقليمي- المحلي، الذين يتعاونون على استنزاف لقمة الفقير في لبنان.

وإذا كان الحياد نجم الأسبوع المنصرم، فإن في الأسبوع الطالع محطات عدة أبرزها زيارة بارزة لوزير الخارجية الفرنسي إلى بيروت. وجلسة لمجلس الوزراء بنكهة مالية واقتصادية، تعقد في غمرة إيحاءات لتحسين الخطة الاقتصادية الانقاذية والاتفاق على أرقامها، بما يعبد الطريق نحو صندوق النقد الدولي.

من جانبه، طريق كورونا ما يزال مزروعا بالكثير من المخاطر، بعد أسبوع كان قاسيا من حيث أرقام الإصابات، الأمر الذي سيدفع الحكومة اعتبارا من غد، لاعتماد إجراءات جديدة لتفادي الانزلاق نحو وضع كارثي.

اليوم، في رحاب ذكرى حرب تموز 2006، محطة جهادية استشهد فيها القائد هاني علوية وإخوان له، في ملاحم المواجهات البطولية مع العدو الإسرائيلي. وللمناسبة شدد المكتب السياسي لحركة "أمل"، على التمسك بخيار المقاومة الذي أرساه الإمام القائد السيد موسى الصدر، والإصرار على الثوابت والحقوق والمصالح في بر لبنان وبحره.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على انتشاره يبقى فيروس كورونا، وعند مواجهته يقف اللبنانيون، ولهذا يعقد وزير الصحة غدا اجتماعا لتقييم الوضع وتقديم اقتراحات إلى مجلس الوزراء لتدارك الأمور قبل استفحالها، وللتشدد بالإجراءات على بوابة المطار، ومراقبة الوافدين والمصابين والمخالطين، تطويقا للمرحلة الرابعة الخطيرة قبل فوات الأوان.

وعلى طاولة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء، تطرح أرقام لبنان المالية مجددا، مسبوقة بتمسك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتدقيق الجنائي، لمعرفة أين وكيف هدرت أموال الناس.

وفي اعتقاد كل اللبنانيين الغيارى على مصالح وطنهم، فلا حياد في البحث عن الحقيقة ومحاسبة المتورطين بنهب أموالهم وتهريبها، أما المواقف المطروحة حول الحياد الآخر فقابلها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل باطار سياسي، بعد زيارته البطريرك الماروني في الديمان، فلبنان ليس جزيرة معزولة، قال باسيل، والحياد يحتاج توافقا داخليا وحوارا وطنيا، وسحبا لعناصر التفجير الإسرائيلية والإرهابية، وإعادة النازحين وعودة اللاجئين.

وعودا على بدء، بقيت الطائرات الصهيونية غير محايدة عن خرق سيادة لبنان، وهي كانت اليوم تحت مرمى الناظرين تجوب الأجواء من الجنوب إلى كسروان فالبقاع، مذكرة بهديرها بما ارتكبه العدو في مثل هذه الأيام من تموز 2006.

وفي الذكرى الرابعة عشرة للعدوان، حذر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، من تضييع البوصلة الوطنية والأخلاقية في ما يتعلق بموقع لبنان وكيفية إنقاذه من الهجمة الدولية والإقليمية عليه، تارة بفرض حصار وعقوبات اقتصادية، وتارة أخرى بطرح حياد لبنان كمخرج للخروج من الأزمات الحالية.

في سوريا، تواصل اليوم مشهد بناء المؤسسات لمرحلة ما بعد الانتصار على الحرب الكونية، ومواجهة الحصار الاقتصادي بمشاركة السوريين بانتخاب ممثليهم في مجلس الشعب الذي من المفترض أن يواكب سوريا في إعادة الإعمار وتمتين العلاقات مع الحلفاء والأصدقاء على خط التعافي من جراح الحرب.

وفي العراق، رسائل استراتيجية حملها وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى بغداد، تؤكد استمرار الوقوف إلى جانب العراقيين لبناء بلدهم القوي، الذي اختلطت فيه دماء قائدهم الشهيد أبو مهدي المهندس مع دماء الفريق الشهيد قاسم سليماني، على درب التحرير من الإرهابين التكفيري والأميركي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

مصير التدقيق الجنائي الثلاثاء، رصد التوجهات الفرنسية الأربعاء، وبحث في تعديل الخطة الحكومية للإصلاح المالي في اجتماعات متتالية.

هذه هي عناوين الأسبوع الطالع، حيث يفترض أن يحسم مجلس الوزراء الذي يعقد جلسة في بعبدا الثلاثاء، الموقف من التدقيق الجنائي، فإما أن يتم تكليف شركة، أو أن يكشف المعرقل إذا وجد، أمام الرأي العام، فعبثا أن نحاول محاربة الفساد إذا لم نجر التحقيقات المالية، لأننا لن نستطيع أن نصل إلى معرفة كيف هدرت الأموال، إن لم نقم بعملية التدقيق الجنائي في حساباتنا، لأن في هذا شهادة براءة بالنسبة للأبرياء وإدانة بالنسبة للفاسدين، كما قال رئيس الجمهورية أمس.

وفي انتظار وصول وزير الخارجية الفرنسية إلى بيروت، لمتابعة ما يمكن أن يحمل من رسائل، ومناقشة ما قد يقدم من طروحات، الأنظار نحو السرايا الحكومية، حيث تعقد سلسلة لقاءات تشارك في بعضها الجهات الدولية المعنية، للبحث في تعديلات محتملة للخطة المالية. أما الأسئلة حول هذا الموضوع، إضافة إلى سائر الملفات الاقتصادية والمالية والمعيشية الراهنة، فيجيب عليها في مستهل نشرتنا مباشرة وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة.

يبقى الديمان والحياد. زيارة لافتة في توقيتها ومضمونها قام بها للمقر البطريركي الصيفي، رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ليخرج بعد لقاء وغداء تلبية لدعوة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، ويميز بين التحييد الذي طالما نادى به "التيار الوطني الحر" وشكل الإطار العام للسياسة الخارجية اللبنانية الرسمية على مدى سنوات من جهة، والحياد الذي يجب أن يكون متبادلا، واضعا "التيار" في خدمة رأس الكنيسة لتحقيق مصلحة لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

... وفي اليوم السابع لم يسترح الصرح البطريركي في الديمان. البطريرك الماروني واصل للأحد الثالث على التوالي مطالبته بالحياد. الوفود الشعبية، شبابية وغير شبابية، تدفقت لتأييد البطريرك الراعي، كما حضر وفد سياسي رفيع يمثل "التيار الوطني الحر"، برئاسة النائب جبران باسيل. زيارة الوفد طرحت أكثر من إشكالية، تبدأ بشكلية الدعوة والكلمة المكتوبة لباسيل، وصولا إلى عمق الموقف وجوهر المضمون.

في الدعوة أولا، لقد علمت ال "أم تي في" أن مسؤولا مقربا من باسيل هو الذي طلب موعدا من أمانة سر البطريركية المارونية قبل أربعة أيام تقريبا، وبعد دراسة جدول المواعيد بين الطرفين، تم الاتفاق على أن يأتي الوفد بعد قداس الأحد إلى الديمان، وأن يستبقيه البطريرك إلى مائدة الغداء. فهل هذا ما قصده رئيس "التيار" عندما تحدث عن تلبية دعوة البطريرك، أم أنه تعمد إيراد صيغة ملتبسة في بدء كلمته المكتوبة، ليثير اللغط والأسئلة؟.

على أي حال، اللافت أن باسيل قرأ بعد الاجتماع بالبطريرك الراعي، كلمة مكتوبة ومدروسة جدا ومدوزنة على القياس، كما رفض، على غير عادته، الإجابة عن أي سؤال من الصحافيين المتجمهرين في الصرح. فهل يعني هذا أن باسيل فضل تجنب إحراج الأسئلة المباشرة؟.

في المضمون اللقاء كان وديا، لكن من الواضح أن ما يفهمه وما يريده البطريرك من الحياد، هو غير ما يفهمه ويريده "التيار". باسيل خلط في كلمته المكتوبة بين الحياد والتحييد، وأعلن بصريح العبارة أنه مع التحييد، لكنه لم يعلن بمثل هذه الصراحة أنه مع الحياد. كما تعمد باسيل أن يربط بين الحياد وبين عدد من الأمور. علما أن مصادر "التيار" أكدت لل "أم تي في" أن ما طرحه باسيل ليست شروط "التيار" للحياد بل هي شروط لانجاح الحياد.

في المقابل، ما قاله البطريرك في الاجتماع كان واضحا جدا. فهو أكد أنه يدرك صعوبات المشروع لكنه سيسير فيه حتى النهاية، معتبرا أن الوفاء للبنان يفترض تقديم أقصى الجهود والتضحيات للوصول إلى الحياد. من جهة ثانية، أكد الراعي أن التحييد أو النأي بالنفس موقف لم يعد يكفي، لذا فهو يريد الحياد كصيغة قانونية ترد في الدستور، تماما كما هو حاصل في النموذج النمساوي.

في الخلاصة اجتماع اليوم بين البطريرك ووفد "التيار" كان جيدا، لأنه جزء من الحوار الوطني المطلوب حول صيغة تشكل حلا للقضية اللبنانية. لكن اللافت أن تغريدات مسؤولي "التيار" على "تويتر" لا تنم عن حماسة كبيرة للحياد ولا عن تأييد واضح له، وهو ما يتناقض مع ما قاله النائب ابراهيم كنعان لل "أم تي في". فمن نصدق: ما قاله كنعان في الديمان أم ما كتبه المغردون على "تويتر"؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أسبوع حافل، ديبلوماسيا ونقديا وتفاوضيا وحكوميا، كما مزدحم بالوفود، فيما تبقى حجرة الحياد التي ألقاها البطريرك الراعي في المياه اللبنانية الراكدة، تتحرك بقوة، أما الهاجس الأساس الذي يقض مضاجع اللبنانيين، فيبقى جائحة كورونا التي ما زالت أعداد الإصابات فيها تسجل نسبا مقلقة.

ديبلوماسيا، الأربعاء من هذا الأسبوع، سيكون في لبنان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في زيارة قد تستغرق يومين، وإلى اللقاءات التي سيجريها مع رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة، فإن الأنظار تتوجه إلى لقائه البطريرك الراعي، خصوصا أن الزيارة تأتي في ظل استحواذ الحياد على المنسوب الأعلى من النقاش داخل البلد، للأحد الثالث على التوالي، خصوصا أن عظة اليوم ركزت على الموضوع نفسه.

وفي توضيح اليوم، تعمد البطريرك الراعي أن يشرح أن الحياد ليس موجها ضد أحد، فاعتبر أن نظام الحياد ليس طرحا طائفيا أو فئويا أو مستوردا، بل هو استرجاع لهويتنا وطبيعتنا الأساسية، وباب خلاص لجميع اللبنانيين دونما استثناء، ورجائي أن يصار إلى فهم حقيقي مجرد لمفهوم "نظام الحياد الناشط والفاعل" عبر حوارات فكرية علمية، تكشف معناه القانوني والوطني والسياسي، وأهميته للاستقرار والازدهار.

والحدث اليوم في الديمان، زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل للصرح، علما أن "التيار" حرص على أن يقول إن رئيس التيار "يلبي دعوة البطريرك الراعي إلى الديمان" وليس يزور. باسيل ميز موقفه عن موقف الراعي، فأوضح أنه مع تحييد لبنان عن المشاكل والصراعات والمحاور.

على المستوى المالي والنقد، أكثر من محطة الأسبوع الطالع، البارز فيها محطة مجلس الوزراء بعد غد الثلاثاء، وبند التدقيق، خصوصا بعد تغريدة رئيس الجمهورية مساء أمس والتي قال فيها: "لن نستطيع أن نصل إلى معرفة كيف هدرت الأموال إن لم نقم بعملية التدقيق الجنائي...". يبقى السؤال: هل سيمر هذا البند؟، ومن هي الشركة التي ستفوز به بعدما استبعدت اكثر من شركة بسبب العلاقة بإسرائيل، وهذا ما ظهر في التقارير الأمنية التي رفعت إلى وزير المالية الذي اطلع مجلس الوزراء على مضمونها؟.

الاستحقاق المالي الثاني هو زيارة وفد من شركة "لازار"، وهي التي سبق أن كلفت بتقديم الاستشارات المالية للحكومة اللبنانية، واختيرت لمهمة تقييم أوضاع الديون المترتبة على لبنان، وأثير جدل حول دورها بعدما تردد أن مهامها توسعت إلى أكثر من تقييم الديون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

نصحو على حياد، نغدو على حياد، نصلي للحياد، ونتناول ليلا آخر وجبات الحياد. هي عبارة تتصدر عظة الأحد للأسبوع الثالث على التوالي، وتنتشر في مستنقع لبناني اختلف على حكمتها ومدى تطبيقها في بلد تسكنه ثلاث دول.

ولما وصف رئيس الحكومة حسان دياب من الديمان الحياد بالسياسي، رد عليه صاحب الرعاية البطريرك الراعي بأنه ليس سياسيا. فيما أدلت المرجعية الجعفرية بدلوها، فرأت أن الحياد بمنطق المسيح ومحمد يعني أن نقول للظالم أنت ظالم، وأن نقول لمن بذل وقاتل وحرر الأرض واستشهد من أجلها: شكرا لك.

وبموجبه فإن دياب سيس الحياد، الراعي أبعد عنه الشبهة السياسية. لبنان انقسم بين حزب الحياديين والمناهضين له، وكل يغني على حياده، إلى أن حط جبران باسيل في الديمان فأعاد ترسيم حدود الحياد، وخلط أوراقه بين لبنان وسوريا وفلسطين وصراعات المنطقة والأحلاف، دخل من احتلال الأرض إسرائيليا، وتوغل عميقا نحو خطر الإرهاب المنظم الآتي من الخارج، سحب ورقة ترسيم الحدود وعطفها على أزمة النازحين السوريين في لبنان مصحوبة بملف اللاجئين الفلسطينيين، فأخذ الجميع إلى حياد سيجلب لنا الفوضى، من دون أن يحدث صداما مع الكنيسة لا بل مالحها وتناول خبزها ودفع براعيها إلى إعادة التدقيق في حساباته الرعوية والسياسية.

باسيل مدعوا الى الديمان أم طالبا موعدا منها، لم يكن هذا هو المحتوى، على الرغم من تشديد مصادر الراعي على طلب باسيل اللقاء، وتأكيد باسيل على أنه مدعو إلى ضيافتها، وقبل أن يغادرها دعاها إلى التقييم لأن الحياد هو تموضع استراتيجي، وخيار إذا اتخذناه علينا أن نرى مدى ملائمته للواقع، داعيا إلى توفير المقومات الداخلية والخارجية والقناعة الوطنية، ومنع الاعتداء على لبنان، والحفاظ على قدرته في الدفاع عن نفسه، وهو لذلك سوف يتطلب توافقا، ولن يأتي الحياد بالفرض والنكاية.

ولم يكن هذا الكلام بعيدا عن قلب الكنيسة نفسها، إذ رأى المونسنيور كميل مبارك في حديث إلى "الجديد" أنه يوافق على طلب الحياد من أي جهة كان، لكنه سأل: هل هذا الطلب آني؟، هل نحن قادرون على أن نحقق ظروفه؟، وحياد عمن.. عن أي فريق؟.

وفي الحياد الإقليمي، فإن العراق يبدأ غدا كسر عزلة طال أمدها، فيزور رئيس حكومتها مصطفى الكاظمي السعودية غدا، قبل أن ينتقل في المرحلة المقبلة إلى ايران ثم واشنطن. وبحسب تصريحات عراقية، فإن الهدف من هذه الجولات تطوير العلاقة بين العراق ومحيطه العربي وجيرانه، وإحدى هذه الجيران هي إيران الدولة التي حط وزير خارجيتها محمد جواد ظريف اليوم في بغداد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

باسيل من الديمان: نحن مع تحييد لبنان

وطنية/الاحد 19 تموز 2020     

شدّد رئيس التيار "الوطني الحر" النائب جبران باسيل بعد لقائه البطريرك الراعي في الديمان، على أننا "لبّينا دعوة البطريرك وإستمعنا إلى مقاصده لحماية لبنان من خلال دعوته إلى الحياد، ونحن مع تحييد لبنان عن المشاكل والصراعات والمحاور، وقد طبقنا هذا الأمر بوزارة الخارجية أو من خلال مواقفنا في التيار".

وأشار، إلى أن " التحييد قرار ذاتي أسميناه في لبنان النأي بالنفس، أما الحياد فهو مطلوب منا ومن الغير وهو تموضع إستراتيجي وفي حال إتخذنا القرار يجب أن نتأكد من إمكانية تطبيقه، ونريد الحفاظ على عناصر القوة اللبنانية وزيادتها من خلال الحياد، وليس إنقاصها".

وتابع، "بالمحصلة نحن مع الحياد الذي يحفظ للبنان وحدته وجميع عناصر قوته ويحميه من أطماع إسرائيل واعتداءاتها ويحفظه من مخاطر الإرهاب". وشدد باسيل على أن يجب أن "يكون هناك توفير لمقومات داخلية وخارجية توفر القناعة الوطنية بالحياد وهذا الأمر من خلال منع الإعتداء على لبنان والحفاظ على قدرته بالدفاع على نفسه". واعتبر باسيل أنه للتطبيق الحياد يجب أولا تطبيق التوافق الداخلي الذي يتطلب حوار وطني، ثانياً تأمين مظلة دولية ورعاية خارجية، ثالثاً ينبغي اعتراف الدول المجاورة بحيادنا من خلال واخراج العناصر الخارجية من لبنان سحب عناصر التفجير وعلى رأسها احتلال إسرائيل للأرض والارهاب المنظم من الخارج وترسيم الحدود وإعادة النازحين السوريين وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

 

عزيز يكشف: دياب مساهم بمصرف استثماري في بيروت

ليبانون ديبايت/|الاحد 19 تموز 2020 

قال الإعلامي جان عزيز في تغريدة على حسابه عبر "تويتر":" كمان من باب الاستفهام قطعاً، مش الاتهام أبداً، الدكتور حسان دياب مساهم بمصرف استثماري في بيروت، مساهم فيه كمان، بالصدفة، ابن فؤاد السنيورة؟". وأضاف:"يعني، إذا صحيح، الخلاف بين الطرفين مش إيديولوجي عقائدي دوغماتي عميق".

وتابع:"أفيدونا، تعميماً للفائدة، غير المصرفية طبعاً".

 

النهار: حوار طرشان بين الراعي والسُلطة... ودياب يختزل بديله!

النهار/الأحد 19 تموز 2020

قد يكون الاستحقاق الأكثر الحاحاً الذي يواجه الحكومة كلا في الأسبوع الطالع هو مواجهة تحدي الاحتواء السريع والحتمي للانتشار الوبائي لفيروس كورونا بعد أسبوع القفزات الكبيرة والمقلقة التي وضعت لبنان على مشارف مرحلة التفلت الخطير وكان أخر ارقام العداد أمس سجّل 75 إصابة.

وإذا كان هذا الاختبار يشغل الحيز الكبير من الاهتمامات الطارئة وسط ترقب الإجراءات التي أعلن وزير الصحة انها ستتخذ وستعلن الاثنين المقبل في ظل التطورات المقلقة التي حصلت، فإنّ ذلك لم يحجب الجوانب السياسية والاقتصادية والمالية من التأزم الداخلي، علماً أنّ الأسبوع المقبل سيشهد أيضا محطة بارزة تتمثل في اول زيارة منذ بدء جائحة كورونا لمسؤول غربي وأوروبي كبير هو وزير الخارجية الفرنسي إيف لو دريان لبيروت الذي يصل الأربعاء المقبل، ويرجح ـن تستمر زيارته الى الجمعة، وتتسم لقاءاته ومحادثاته مع الرؤساء الثلاثة والمسؤولين الرسميين والسياسيين بأهمية كبيرة نظراً الى المواقف المتقدمة التي اتخذها من الازمة اللبنانية في شهادته الأخيرة امام مجلس الشيوخ الفرنسي. وتتضاعف أهمية زيارة لو دريان لبيروت في هذه اللحظة المشحونة باستحقاقات داهمة في اعتبار أنّ فرنسا هي الدولة الأكثر انخراطاً والتزاما حيال الوضع اللبناني سواء في الجانب المتصل بالازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تضربه في العمق او في استحقاق آخر يبدو انه سيشكل هما ضاغطا إضافيا ويتعلق باستحقاق التمديد للقوات الدولية في الجنوب اليونيفيل في نهاية آب المقبل. وهو استحقاق يشهد شد حبال متصاعد بين الولايات المتحدة من جهة والدول الأوروبية والصين وروسيا من جهة أخرى على خلفية الضغط الأميركي لتعديل مهمات اليونيفيل وجعلها اكثر فعالية، الأمر الذي يثير احتمالات مختلفة حيال طبيعة التمديد المقبل اذا كانت الخلافات الدولية ستتفاقم حول الموقف الأميركي .

وسط هذه المناخات، لم يكن مستغرباً أن تثير المواقف الجديدة التي اعلنها رئيس الحكومة حسان دياب من الديمان بعدما قام بزيارة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مزيدا من الإشكاليات والتساؤلات، بل والانتقادات لرئيس الحكومة. واذا كانت الزيارة شكلت بذاتها خطوة إيجابية لتوسيع الحوار بين اركان السلطة والبطريرك حول طرحه في شأن حياد لبنان فان ذلك لم يخف أولا التباين الواضح بين البطريرك ورئيس الحكومة في هذا الموضوع وهو ما ترجمه دياب بأعلانه بعد اللقاء أنّ موضوع الحياد "هو سياسي بامتياز وفي حاجة الى حوار وطني شامل يجمع عليه كل الأطراف السياسيين وان موضوع تأييد طرح البطريرك يتطلب وضوحا لان هناك أطرافا يؤيدونه وآخرين يعارضونه لذا لا نتخذ أي موقف من الحياد قبل معرفة الأبعاد". وإذ اعتبر دياب أنّ "مقولة ان الحكومة هي حكومة حزب الله أصبحت أسطوانة مكسورة ولم تعد تمر على احد" اعلن انه "لن يستقيل اذ في حال استقالت الحكومة فالبديل غير موجود وسنستمر في تصريف الاعمال لسنة او ربما لسنتين وهذه جريمة بحق البلد واللبنانيين". اما في شأن الإصلاحات التي يزعم ان حكومته نفذتها فقال دياب: "بدأنا بتطبيق الإصلاحات من اول أيار والجمهور اللبناني لا يعرف عنها شيئا وهذا تقصير منا".

وبدا واضحاً أنّ حوار طرشان يطبع النقاش بين الراعي والسلطة حول موضوع الحياد بدليل ان البطريرك اعلن مساء خلال ترؤسه قداساً في مسقط القديس شربل بقاعكفرا، عشية عيد القديس، تقدم الحضور السياسي فيه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وزوجته النائبة ستريدا جعجع "ان البعض فهم الحياد بكل مفاهيمه، والبعض الاخر لم يفهمه ولبنان مدعو بحكم جغرافيته وطبيعته ان يلتزم مبدأ الحياد والموضوع ليس سياسيا ولا حزبيا ولا طائفيا". واكد ان نظام الحياد فيه شرف اللبنانيين وكرامتهم وعلى لبنان ان يكون منفتحا على الجميع ومعطاء وسخيا يحترم الكرامة البشرية والحريات".

ووسط التخبط الذي طبع المعطيات الأخيرة حول مصير الخطة المالية التي وضعتها الحكومة، وأطلقت على أساسها المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، أعلنت أمس المديرة العامة لصندوق النقد الدولي في حديث الى محطة "الحدث"، "اننا لم نتوصل الى اتفاق مع حكومة لبنان" وأكدت أن "المشاكل الهيكلية في القطاع المصرفي وعدم وجود رؤية موحدة سبب التلكؤ في المباحثات".

 

الأيوبي: ما يطالب به البطريرك الراعي هو صميم الحق

وطنية - الأحد 19 تموز 2020

أعلنت "حركة المسار اللبناني"، في بيان، أن رئيسها نبيل الايوبي جال في عكار اليوم، وتحدث عن الأوضاع العامة، معتبرا "أن قوى المحاور تسعى لفرض أمر واقع مختلف عن وجه لبنان، وتسعى لجر مكوناته تارة إلى الشرق وطورا إلى الغرب، وأخرى شمالا، فيما الجنوب له وقع خاص". ورأى أن ما يطالب به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "هو صميم الحق، من هنا، فإننا ندعو المجتمع القانوني إلى العمل على تطبيق الدستور، وتنفيذ القانون، حيث أنه من المستغرب رفض هذه الفكرة في مقابل أفكار وتوجهات تفرض وبمجملها غير مرحب به". وختم مجددا القول إن "الخلاص هو بتطبيق دستور الطائف أولا، لا سيما في البنود الأربعة، النأي بالنفس، إلغاء الطائفية السياسية، فصل السلطات، واللامركزية الإدارية، ولا حلا إلا بذلك".

 

الحياد… معركة الكترونية بين مؤيدي نداء البطريرك الراعي ومناصري “حزب الله”

راديو صوت بيروت انترناشونال/19 نموز/2020

لايزال النداء الذي اطلقه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حول الحياد محط اهتمام اللبنانيين والعالم، وقد شدد اليوم في عظة قداس الاحد على أن “لبنان يلتزم بالعدالة والسلام والانفتاح على جميع الدول ما عدا اسرائيل كما يلتزم بتعزيز حوار الاديان والحضارات والدفاع عن القضايا العربية المشتركة من دون الدخول في حروب واتفاقات واحلاف اقليمية ودولية وعقائدية ودينية وحزبية”. واعتبر الراعي أن “نظام الحياد يقتضي وجود دولة قوية بجيشها وقوانينها وعدالتها دولة قادرة على الدفاع عن نفسها وخلق الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي” مؤكداً أن “الحياد ليس مستورداً وهو استرجاع لهويّتنا الأساسية وباب الخلاص لجميع اللبنانيين دون استثناء ورجائي أن يُصار إلى فهم حقيقي متجرد لمفهوم الحياد “، لينطلق بعدها هاشتاغ #الحياد حيث انقسم اللبنانيون في التعبير عن موقفهم من نداء البطريرك، فالقسم الاكبر منهم ابدوا ترحيبهم بنداء الراعي بعدما انهكوا من تحكم “حزب الله” بمفاصل البلد، وتدخله بحروب ايران في المنطقة، واستجراره العقوبات الدولية ووضعه لبنان في عزلة عربية وبين مؤيدي “حزب الله” الذين شنوا هجوماً عنيفاً على البطريرك”.تغريدات عدة عبّر من خلالها رواد موقع “تويتر” عن ترحيبهم بدعوة البطريرك مرفقة بوسم #الحياد الذي اصبح ترنداً، منهم من كتب “#الحياد الذي يريده صاحب الغبطة واللبنانيون معه، هو #الحياد عن كل المشاريع الأصولية التي تلغي هوية لبنان وتحجب وجهه المشرق وتبرقع حريته بتيوقراطية مستوردة وتصدّر أبناءه للهجرة وتغطي على عقود من الفساد والفاسدين خدمة لمصالح خارجية”

فيما كتب اخر “#الحياد يعني: لبنان بلد سيد حر مستقل ووطن نهائي لجميع أبنائه! مرفوض أن يدرب الحوثي في لبنان او ان يبث اعلامه من الضاحية! مرفوض مهاجمة أي بلد عربي بالقول أو الفعل أو التشجيع على أعمال عدائية فيه! مرفوض ان يمر مشروع الهلال الشيعي من هنا تحت ذريعة تحرير القدس!”

 وجاء في تغريدة اخرى “للأسف كثر من اخواننا الشيعة لم يفهموا كلام البطريرك الراعي عن الحياد وهو تمنى عليهم ان يفهموه والصرح البطريركي مفتوح لتوضيح هذا المشروع لشركائنا بالوطن. باختصار الحياد لا يعني ان الوطن سيكون مستسلماً امام اي دولة تعتدي على سيادتنا انما لن يتدخل لبنان بأي صراع في المنطقة! كما ان احدهم كتب “مع غياب الروح الوطنية و المواطنة و الإيمان بالدولة ، فتطبيق الحياد صعب جداً و مع ذلك كلام البطريرك يشكل خطوة مهمة إلى الأمام”. كما ان البعض حاول ارسال فكرة تأييده للحياد من خلال تغريدات متهكمة من حزب الله وما اوصل لبنان اليه فكتب “#الحياد إنك تشحّد كل لبنان اللقمة وإنت بعدك عم تاكل، الحياد يعني قربت تخلص إيامك يا طاغوت، #الحياد لما يسقط معلمك بإيران ومعلمك بسوريا وإنت ثالثهما…الحياد إنك تطالب بشراء النفظ من ايران بالليرة اللبنانية لتاخد العملة اللبنانية تدفعها رواتب للمقاتلين بالحزب وتوفر عإيران دولار أميركي أصلا عم يشحّ عندها #الحياد يا عميل إيراني إنك تجوع 6 ملايين لبناني وتشحدهم اللقمة، #الحياد يعني إنك تقبض دولار والشعب اللبناني جيعان والدولار ب عشرة آلاف ليرة… #الحياد يعني لا لقتل الشعب السوري البريء ببنادق ايرانية … #الحياد يعني إنك تدعو للجهاد الزراعي بشهر تموز يا ذكي” و” علينا أن نعيد علاقاتنا العربية والدولية إلى أفضل مستوياتها، وألا نشتم رؤساء ودولًا أو نتدخل بما لا يعنينا. حدودنا: ١٠،٤٥٢. هدفنا: حماية هذه الحدود وعدم إهلاك شعب #لبنان.”

 

628 معتقلاً لبنانياً في السجون السورية… قصة معاناة عائلة معتقل تختصر مأساة مئات العائلات

راديو صوت بيروت انترناشونال/19 نموز/2020

منذ سنوات يقبع لبنانيون في السجون السورية، يذقون ويلات العذاب، وعائلاتهم تحترق على نار الانتظار، لا تعرف مصير ابنائها الذين خطفوا لا لذنب ارتكبوه الا لانهم في دولة لا تولي اهمية لمواطنيها…

عائلات ضاع عمرها وهي تبحث عن اجابة لسؤال ما مصير فلذات أكبادنا؟

628 معتقلاً لبنانياً في السجون السورية ينتظر ذووهم كشف مصيرهم عبر قانون قيصر الذي دخل حيّز التنفيذ في منتصف حزيران الفائت، وصدرت عنه أوّل رزمة عقوبات طالت شخصيات ومسؤولين في النظام السوري بسبب جرائمهم ضد المدنيين، أبرزهم الرئيس بشار الأسد وعقيلته أسماء.

ومن بين هؤلاء المعتقلين قصة لبناني في العقد الرابع من عمره يُدعى نسيم (اسم مستعار حرصاً على سلامته) خُطف في العام 1997 من أمام منزله في منطقة برمانا في جبل لبنان. ويروي وليد (اسم مستعار أيضاً لابن المخطوف حرصاً على سلامة والده في السجون السورية) لـ”العربية.نت” ما حصل مع والده منذ أكثر من عشرين عاماً قائلا: “والدي كان يعمل سائق باص مدرسة، وكان يملك أيضاً مرآباً لإصلاح السيارات قرب منزلنا في برمانا. وظهر 24 يناير/كانون الثاني انقلبت حياتنا الهادئة إلى اضطراب وعدم استقرار بعدما أتى شخصان بلباس مدني إلى المرآب وعرّفا عن نفسيهما بأنهما من مخابرات الجيش اللبناني وطلبا من والدي مرافقتهما إلى مركز مخابرات المنصورية (في جبل لبنان)”. كان اللقاء الأخير مع المخطوف في 24 يناير 1997، ومنذ ذلك الوقت بدأت العائلة رحلة التفتيش عنه في المراكز الأمنية للحصول على جوابٍ واضح عن مصيره. لم توفّر العائلة المصدومة باباً أمنياً وسياساً إلا وطرقته إلى أن أتى الجواب من وزير محسوب على حزب البعث (غ.س) كانت عمّته قد زارته لتسأل عن شقيقها فأبلغها بأنه موجود في سجون سوريا منذ شهرين من تاريخ خطفه.

إكراميات وهدايا

إلى ذلك، قال ابنه “توجّهت عمّتي برفقة الوزير إلى سوريا، تحديداً إلى مركز التحقيق في سجن (فرع فلسطين) حيث كان أبي موجوداً، وبعد تقديمها الهدايا والإكراميات إلى المسؤولين عن السجن، استطاعت رؤية والدي ثلاث مرّات حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1997. وبعد شهر عادت إلى سوريا ومعها سيارتان هدية لضباط السجن إلا أنهم أبلغوها أن شقيقها نُقل إلى سجن صيدنايا، فتوجّهت إلى هناك من أجل الحصول على إذن لرؤيته لكن طلبها رُفض ومنذ ذلك الوقت لم نعد نراه”.

غاب عن لوائح العفو

في العام 2000 أصدر الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد عفواً عن عشرات المساجين والمعتقلين من بينهم لبنانيون، وورد اسم والد وليد في القائمة، فتوجّهت عائلته إلى ثكنة أبلح في البقاع التابعة للجيش اللبناني لتسلّمه إلا أنها أبلغت بأنه ليس في عداد المُفرج عنها. القصة نفسها تكررت سنة 2002 عبر الوثيقة التي أرسلتها السفارة السورية في ستوكهولم إلى لجنة العفو الدولية رداً على سؤال الأخيرة عن مصير المُعتقل اللبناني نسيم، جاء فيها أنه مسجون في صيدنايا بتهمة العمالة لإسرائيل وحُكم عليه بالإعدام، لكن الحكم لم يُنفّذ بعد.

على يد جهاز أمني لبناني

وأكثر ما يحزّ في قلب وليد أن والده أوقف على يد جهاز أمني لبناني وتم تسليمه لاحقاً إلى الأمن السوري من دون أن تُكلّف الدولة اللبنانية نفسها عناء السؤال عنه ولو لمجرّد معرفة الجريمة المُتّهم بارتكابها. عاشت عائلة نسيم على مر السنوات على إيقاع الإشاعات التي كانت تصلها عن أحواله من دون أن تفقد الأمل ببقائه حيّاً رغم معرفتها بأن “الداخل مولود والخارج مفقود” من سجون النظام السوري.

لا شهادة وفاة

وفي نهاية العام 2016، تواصل وليد مع أحد المسؤولين السوريين للحصول ولو على معلومة بسيطة تُبرّد قلبه وقلب والدته وأخواته الأربعة، فكان الخبر السعيد بان أبلغه بأن لا شهادة وفاة باسم والده صدرت عن السجون السورية. فكل سجين في سجون النظام يحمل رقماً محدداً يُستخدم عند إصدار شهادة وفاة باسمه.

وفي السياق، قال وليد ” بمجرّد أن أبلغت ألا شهادة وفاة صدرت باسم والدي تأكدت أنه لا يزال حيّاً”. وتابع :”بعد أن استمعت إلى شهادة السجين السوري المُحرر عمر الشغري يتحدّث فيها عن وجود لبنانيين في سجن صيدنايا الذي كان يقبع به منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، شعرت بالأمل بأن والدي هو المعني وأنه حيّ يُرزق”.

شكوى ضد النظام السوري

لم يتوقّف وليد عند شهادة الشغري بل لاقاها بخطوة قانونية بتكليفه مكتب محاماة في لندن لمتابعة قضية والده بالتوازي مع رفع شكوى أمام لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ضد النظام السوري مقابل توجيه رسالة إلى الدولة اللبنانية لتحمّل مسؤوليتها في الكشف عن مصير أحد مواطنيها المعتقلين.

وختم قائلا “الأمل كبير بعودة والدي إلى أحضان عائلته ولمّ شملها مجدداً. قانون قيصر فتح نافذة في عتمة حياتنا، لأنه سيُعاقب النظام السوري على جرائمه في حق المدنيين واعتقاله أبرياء بطريقة تعسّفية”.

 

تقرير يكشف.. أموال من قطر إلى حزب الله ورشاوى للتستر

دبي - العربية.نت/19 نموز/2020

عادة ما يتم إخفاء عالم الاستخبارات السري والوكلاء الخاصين والعقول المدبرة بعيداً عن الجمهور، ونادراً ما ترتفع الستارة لتكشف الخبايا عن كثب، إلا أن العكس حصل خلال الساعات الماضية في ألمانيا. فقد كشف "مقاول" أمني أطلق عليه اسم جيسون ج، عمل مع مختلف الأجهزة الأمنية ووكالات الاستخبارات وعبر شركته الصغيرة الخاصة متجولاً حول العالم بما في ذلك الدوحة، معلومات خطيرة نشرتها صحيفة "داي زايت" الألمانية. وأشار إلى معلومات تؤكد تمويل جمعية في الدوحة لميليشيات حزب الله، بعلم بعض المسؤولين الحكوميين. موضوع يهمك?628 معتقلاً لبنانياً في السجون السورية ينتظر ذووهم كشف مصيرهم عبر قانون قيصر الذي دخل حيّز التنفيذ في منتصف يونيو/حزيران...قصة معتقل لبناني اختفى في سجون سوريا.. وابنه يروي قصة معتقل لبناني اختفى في سجون سوريا.. وابنه يروي العرب والعالم كما أفادت المعلومات التي حصل عليها الرجل إلى عقد صفقة أسلحة لذخائر حرب من أوروبا الشرقية كان من المفترض أن تصل إلى شركة في قطر، كما كان هناك تدفقات مالية من العديد من القطريين الأغنياء واللبنانيين المتواجدين في الدوحة إلى حزب الله. وأكد الصحافيان المخضرمان: ياسين مشربش، وهولجر ستارك اللذين اطلعا على المعلومات الواردة ضمن ملف كبير أن هذه التبرعات تمت بمعرفة مسؤولين حكوميين مؤثرين من خلال منظمة خيرية في الدوحة. كما اعتبرت الصحيفة أن من شأن تلك الأدلة على تدفق الأموال من قطر إلى مجموعة إرهابية أن تزيد الضغط على الدوحة ولربما فرض عقوبات عليها.

شراء الصمت

وبحسب الصحيفة الألمانية فقد عرضت قطر على جيسون مبلغ 750 ألف يورو لشراء صمته بشأن ما، لكن المفاوضات فشلت، مقدرة أن قيمة تلك المعلومات تزيد عن هذا الرقم بكثير. يذكر أن الدوحة تعد لاعبًا نشطًا، بشكل مذهل في عالم الظل لدى الاستخبارات، وقد تعرضت لانتقادات متكررة بسبب دعمها للجماعات المتطرفة، بحسب ما أفاد التقرير.

قيمة الملف السري

وفي التفاصيل، بدأت القصة نهاية عام 2017، حين التقى جيسون ج. بمحامٍ كان على اتصال بسياسيين ألمان، وقدمه بدوره إلى المستشار السياسي في برلين، ميشائيل إيناكير. وكان إيناكير يعمل في شركة يوروكوم WMP الاستشارية منذ عام 2014، قبل أن يصبح رئيس مجلس إدارتها عام 2015.

لفتتهما المعلومات الغنية التي حصلا عليها عن الدوحة وحزب الله. فوضع جيسون جي، بالإضافة إلى المحامي مواد الإدانة التي تجرم الدوحة، على طاولة التفاوض، ساعيَيْن إلى مقايضتها بالمال، في وقت قدرت قيمة الملف السري الذي يحتوي على تلك المعلومات بعشرة ملايين يورو.

وكان السؤال اليتيم الذي يدور في ذهن العميل الأمني ومحاميه يتمحور حول ثمن مقايضة ملف كهذا، بحسب ما قال إيناكير، لاسيما بعد أن وجد المخبر أن المادة يحتمل أن تكون مهمة جدا لمكافحة تمويل الإرهاب، ولهذا سعى إلى الاتصال بالسلطات الأمنية الألمانية من أجل تقييمها على أعلى مستوى، فكانت النتيجة مثيرة للاهتمام. وفي سياق التفاوض على الثمن هذا، رتبت شركة يوروكوم اجتماعات مع دبلوماسيين قطريين، خاصة أن إيناكير معروف من قبل أحد كبار الدبلوماسيين القطريين، وقد اعترف لاحقا بأنه "أعطى" معلومات إلى "الوكلاء القطريين. ففي بداية 2019 اجتمع إيناكير و جيسون جي والدبلوماسي القطري وتناولوا الغداء في بروكسل من أجل مناقشة التفاصيل.

6 اجتماعات مع دبلوماسي قطري

وبحسب جيسون فإن وساطة إيناكير فتحت الباب لعقد 6 اجتماعات لاحقة بينه والدبلوماسي القطري، الذي أعرب عن سعادته لأن جيسون جي أبدى استعداده لمساعدة الدوحة، بمعنى استخدام المعلومات من الملف لإزالة "أسماء الأشخاص القطريين المشتبه بهم. إلا أن الدبلوماسي رفض لاحقا بعد كشف تلك المعلومات الرد على استفسارات صحيفة "داي زايت" الألمانية. إلى ذلك، قال جيسون جي إنه تلقى 10000 يورو نقدًا عدة مرات خلال الاجتماعات المتعاقبة، لافتا إلى أن القطريين دفعوا 100 ألف يورو أخرى، لكن دون وجود صك أو عقد أو أي دليل مكتوب على ذلك.

صفقة مع المخبر

وفي بداية شهر يوليو من عام 2019، أبرم جيسون جي والدبلوماسي القطري صفقة؛ حيث اطلعت "داي زايت" على مذكرة تفاهم جاء فيها بأن جيسون تلقى 10.000 يورو شهريًا لمدة عام كمستشار، على أن يلتزم القطريون بعدم ملاحقته بالتجسس وعدم مشاركة معلوماته مع دول أخرى.

إلى ذلك، قال جيسون جي: "إن لديه أسماء مانحين ومؤيدين للقطريين، بما في ذلك لواء مؤثر كان على اتصال مع القوات المسلحة القطرية والجيش القطري. كما أكد محامي جيسون الجديد أن العقد موجود وموثق، ومدته عام واحد"

اتفاقيات عمولة

وفي أغسطس 2019، دخلت شركة جيسون جي في اتفاقية رسمية مع يوروكوم أتمها الرئيس التنفيذي إيناكير، وأفادت وثيقة اطلعت عليها الصحيفة بأن شركة جيسون جي مهتمة بتطوير العلاقات التجارية مع قطر". كما نصت الوثيقة على أن جميع المعاملات التي "تؤدي إلى صفقة"، تحصل جراءها يوروكوم على عمولة بنسبة 20%.

إلى ذلك، أفاد جيسون بأنه التقى إيناكير بانتظام وأعطاه حصته من مدفوعات قطر نقدًا. وقد أظهرت بعض الإيصالات قيام عضو عسكري قطري بتحويل 15000 يورو إلى جيسون في شهر مارس وحده. في المقابل، نفى إيناكير الأمر قائلا إن "جيسون جي"طرح عدة مرات شفهيا أفكارًا تتعلق بنسبة مئوية من عائدات بيع معلومات معنية، ولكن لم يتم التوصل إلى عقد". لكن هذا الادعاء ليس صحيحا على ما يبدو، بحسب الصحيفة، فبعد أسابيع قليلة من الاتفاقية الأولى، أبرمت شركة جيسون جي وإيناكير اتفاقية ثانية، وقد اطلعت عليها الصحيفة الألمانية، ونصت في حينه على أن لدى شركة جيسون جي "اتصالات واسعة وعلاقات مع العملاء المحتملين" لشركة يوروكوم "المهتمة في كسب عملاء جدد"، بينما تلتزم شركة جيسون جي بتمكين وتعزيز "اتصالات وعقود العملاء المناسبة" على أن تحصل على 27.5% من مبيعاتها. في المقابل، يحق لشركة يوروكوم أيضًا الحصول على عمولة بنسبة 27.5% من قيمة الأعمال التي توسطت فيها شركة جيسون جي "في مجال تحليل المخاطر"، وبعد طلبات متعددة اعترفت يوروكوم بوجود الاتفاقية الثانية.

750.000 يورو مقابل السكوت

في المقابل، امتنعت كل من حكومة قطر والسفير في برلين عن التعليق على تلك التفاصيل، وأكد متحدث باسم الحكومة بأن "قطر تلعب دورًا مركزيًا في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرّف في الشرق الاوسط"؛ وأن لدى بلاده "قوانين صارمة لمنع تمويل الإرهاب من قِبَلْ الأفراد"، ومن يقدُم على ذلك فسوف يُقبض عليه بقوة القانون الصارمة. إلا أن جيسون جي كشف أنه طلب من محاميه الجديد في برلين عدم التوقيع على اتفاقية عدم الإفصاح تحت أي ظرف من الظروف، مع المسؤولين القطريين. وقد حصلت الصحيفة الألمانية على البريد الإلكتروني الذي يؤكد حصول هذا العرض مقابل عدم الإفصاح.

أما عن سبب دخوله في التفاوض من الأساس، فقال جيسون إنه اعتقد أن القطريين جادون، لا سيما بعد أن وعدوه بأنهم سيتخلصون من أي ممول لحزب الله في الداخل. في بداية شهر مايو، التقى جيسون ج مرة أخرى بإيناكير، مالك شركة العلاقات العامة ليتناقشوا، وقد تمحور الحديث، بالإضافة إلى أمور عدة، العرض المقدم من قطر لإبرام اتفاقية عدم الإفصاح عن تمويل حزب الله، حسب الإقرار القانوني لمحامي جيسون ج الجديد في برلين. وردًا على سؤال "داي زايت" نكر إيناكير معرفته بمضمون "المفاوضات التي ربما تكون قد جرت بين المخبر والممثلين القطريين، لكنه أقر جرّاء الاستفسارات المتكررة بأنه كان على معرفة بعرض الالتزام بالسرية، لكن الأمر لم يكن أبدًا في رأيه يتعلق بالتستّر.

 

تَبَنٍّ عربي ودولي لمواقف البطريرك ورأس الكنيسة المارونية يشدد على الدولة القوية بجيشها وعدالتها و"حزب الله" يقود التابعين له في حملة مضادة لحياد بكركي

بيروت ـ “السياسة”: /الاحد 19 تموز 2020

واصل رأس الكنيسة المارونية البطريرك بشارة الراعي، الدفاع عن حياد لبنان أمام صراعات المحاور، “وهو موقف التزمته البطريركية المارونية ولن تحيد عنه”، على ما أكدته لـ “السياسة” أوساط روحية مقربة من البطريرك، الذي يدرك حسب قولها أنه “لن تقوم قائمة للبنان إذا بقي أسير الأجندات الإقليمية، وبالتالي فإن الحياد لمصلحته ولمصلحة شعبه أولاً وأخيراً، وهذا يفرض على المسؤولين السياسيين أن يعملوا على حياده، وألا يتأثروا بمصالح الآخرين”، مشيرة إلى أن “هناك تبنياً عربياً ودولياً لمشروع الحياد الذي دعا إليه البطريرك الذي أبلغ من عدد من السفراء العرب والأجانب الذين زاروه، بأن دولهم تدعم مواقفه بقوة، لأنها تصب في مصلحة جميع اللبنانيين”. وشدد البطريرك الراعي في عظة قداس، أمس، من الديمان، على أن “لبنان يلتزم بالعدالة والسلام والانفتاح على جميع الدول ما عدا اسرائيل كما يلتزم بتعزيز حوار الأديان والحضارات والدفاع عن القضايا العربية المشتركة من دون الدخول في حروب واتفاقات وأحلاف اقليمية ودولية وعقائدية ودينية وحزبية”. وأشار إلى أن “نظام الحياد يقتضي وجود دولة قوية بجيشها وقوانينها وعدالتها دولة قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها، وعندها تتمكن الدولة اللبناني من تحقيق أكاديمية الإنسان للحوار والحضارات في العام 2018”. وأكد أن “الحياد ليس مستورداً وهو استرجاع لهويّتنا الأساسية وباب الخلاص لجميع اللبنانيين دون استثناء ورجائي أن يُصار إلى فهم حقيقي متجرد لمفهوم الحياد”. وكان البطريرك التقى في الديمان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، والنائب إبراهيم كنعان. ويغادر الراعي لبنان قريباً إلى الفاتيكان في رحلته الأولى بعد موقفه من حياد لبنان وسيكون له زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية في الخريف المقبل بعد الانتخابات الأميركية، دون استبعاد أن يقوم بزيارات إلى دول أخرى.

إلى ذلك، وفي انتقاد لقرار تركيا تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد، قال متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة: “كيف يفسر تحويل متحف كان كنيسة إلى مسجد في بلد يتغنى بعلمانيته، وفي زمن أحوج ما يكون الإنسان فيه إلى طي صفحات الطغيان والحروب السوداء؟”.

من جانبها، رأت النائب بولا يعقوبيان أن “موضوع الحياد أعاد المجد لبكركي وهو بمثابة حلم ولبنان لا يشبه أي بلد بالعالم”. وأضافت: “يجب السير بحياد إنقاذي للبنان، وأعتقد أن هذا الطرح مدعوم من الفاتيكان”. في المقابل، وفي الوقت الذي تعرضت مواقف البطريرك الراعي لانتقادات من جانب قوى الثامن من آذار، علمت “السياسة” أن هذا الفريق وعلى رأسه “حزب الله” أعطى تعليمات للقوى السياسية التي تدور في فلكه، بشن حملات مضادة تستهدف دعوة البطريرك للحياد، سيما وأن هناك كثيرون من حلفاء سورية وإيران، يرون أنهم هم المستهدفون من كلام الراعي، وبالتالي لا بد من القيام بحملة مضادة على هذه الدعوة، من أجل إسقاطها وإفراغها من مضمونها، مستندين على عدم تحفظ رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي بشأنها، وما يمكن أن يتركه ذلك على مسار الدعوة للحياد في المرحلة المقبلة. وفي الإطار، لفت موقف رئيس “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” الشيخ عبد الأمير قبلان الذي قال إنه “من السخافة والنذالة أن نجد من يتعاطف مع الخونة والعملاء تحت عناوين شتى تريد تشويه صورة لبنان المقاوم والمنتصر على العدو الصهيوني بغية إخراجه من دائرة الصراع مع عدو ظالم لا يزال محتلا لارضنا وينتهك على الدوام سيادتنا فضلا عن سرقة ثرواتنا المائية والنفطية”.

وحذر بشدة من “تضييع بوصلة المصلحة الوطنية والأخلاقية في ما يتعلق بموقع لبنان وكيفية إنقاذه وسط هذه الأعاصير والهجمة الدولية والإقليمية على تمزيقه، تارة بفرض حصار وعقوبات اقتصادية عليه وأخرى بتدخلات في شؤونه الداخلية وتحريض فئة على أخرى وصولا الى الدعوة الى الفدرلة وتحميل المقاومة وزر الازمة الاقتصادية والمعيشية وطرح حياد لبنان كمخرج للخروج من الازمات الحالية”.

 

واشنطن جادة في تغيير مهام “يونيفيل”

بيروت ـ “السياسة” /الاحد 19 تموز 2020

أكدت مصادر دبلوماسية لـ “السياسة”، أن الولايات المتحدة الأميركية تدرس جدياً خفض تمويلها لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، “يونيفيل”، وكذلك الأمر العمل على خفض عديدها، في إطار سياسة جديدة ستنتهجها واشنطن تجاه هذه القوات، بهدف الضغط من أجل إجراء تغيير في مهماته في الجنوب اللبناني، سيما وأن الإدارة الأميركية غير مرتاحة لأداء “القبعات الزرق”، لناحية الدور الذي تقوم به في منطقة جنوب الليطاني، حيث زاد “حزب الله” من انتشاره، في ظل تقارير ديبلوماسية عن أنه يعمل على تخزين الأسلحة الضخمة، استعداداً لأي مواجهة مرتقبة مع إسرائيل. ولفتت المصادر، إلى زيارة السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا لمقر “يونيفيل” في بلدة الناقورة الجنوبية، حيث اطلعت من قائدها العام الجنرال ديل كول، على تفاصيل المهام التي تقوم بها القوات الدولية، وعلى نقاط تمركزها في الجنوب اللبناني، وهو ما رأت فيه المصادر أول مؤشر أميركي جدي للسير في السياسة الجديدة التي ستتبعها واشنطن حيال هذه القوات.

 

الحريري يجدد شروطه للعودة إلى السراي: لا “حزب الله” ولا باسيل في أي حكومة

بيروت ـ “السياسة” /الاحد 19 تموز 2020

مع إقرار عدد كبير من القيادات السياسية بأنه لا مفر من استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة، بالرغم من تمسك “حزب الله” بالرئيس حسان دياب وحكومته، إلا أن جواب رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري واحد لكل الذين يحاولون استمزاج رأيه من ترؤس حكومة جديدة، بأن شروطه لم تتغير منذا استقالة حكومته السابقة، وهي “عدم وجود حزب الله، أو رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل”. وهذا ما أكدته لـ “السياسة” أوساط بارزة في “المستقبل”، مشددة على أن “الحريري الذي سبق له وحذر من تداعيات ما تحمله الحكومة الحالية من تناقضات، لم يغير موقفه مطلقاً، وبالتالي فإنه لن يشكل حكومة في حال عودته إلى السراي إلا بشروطه، والتي يعرفها جميع اللبنانيين، أي حكومة اختصاصيين مستقلين بالفعل وليس بالاسم. من أجل استعادة الثقة العربية والدولية بلبنان ومؤسساته، في ظل هذه العزلة غير المسبوقة التي يواجهها لبنان على مختلف الأصعدة، الأمر الذي سيصعب مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي الذي لن يتمكن من تقديم الدعم للبنان، إذا لم تكن هناك رغبة عربية ودولية بذلك”. واعتبرت مصادر متابعة وفق ما قالته لـ “السياسة”، أن “أهم شروط الحريري لترؤس حكومة جديدة إذا وافق على ذلك، أن لا تضم ممثلين ل”حزب الله” أو رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وهذا الأمر يواجه برفض حاسم من قبل الحزب نفسه ورئيس الجمهورية ميشال عون الذي لا يحبذ عودة الحريري إذا بقي مصراً على استبعاد صهره باسيل”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

غارات جوية جديدة على مواقع إيران في ريف حماة ودير الزور

دمشق – وكالات/الاحد 19 تموز 2020

 قصفت طائرات مسيرة “درون”، أمس، مواقع ميليشيات إيرانية في ريف حماة وريف دير الزور. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن انفجارات جديدة هزت مناطق نفوذ القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في ريف دير الزور، لليوم الثاني، حيث سمع دوي ستة انفجارات عنيفة في ريف مدينة البوكمال شرق دير الزور، مضيفاً إن انفجارات قوية هزت أيضاً مناطق نفوذ القوات الإيرانية والميليشيات الموالية قرب الحدود السورية – العراقية. من جانبه، قال مصدر في مجلس دير الزور العسكري، التابع للمعارضة السورية، إن طائرات حربية، يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، شنت غارات على مواقع للقوات الإيرانية شمال شرق سورية. وأضاف، “شنت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي خمس غارات على مواقع للقوات الإيرانية والفصائل الموالية لها غرب مدينة البوكمال على الحدود السورية – العراقية ومحيط بلدة الصالحية شرق مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي”. من ناحية ثانية، جرت في سورية، أمس، ثالث انتخابات برلمانية منذ اندلاع المعارضة ضد رئيس النظام بشار الأسد في العام 2011، وسط عقوبات جديدة فرضتها الولايات المتحدة، بعد أن تأجلت مرتين منذ أبريل الماضي، بسبب جائحة “كورونا”. وفتحت مراكز الاقتراع للتصويت ليوم واحد لمدة 12 ساعة في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وسط إقبال متواضع، كما تم التصويت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة جزئياً، مثل محافظات الحسكة في الشمال الشرقي وإدلب في الشمال الغربي والرقة في الشمال. وتنافس نحو 2100 مرشح، غالبيتهم ينتمون لحزب “البعث” الحاكم، على مقاعد البرلمان المكون من 250 مقعداً، في المحافظات الـ15.

وأدلى الرئيس بشار الأسد وعقيلته أسماء، بصوتيهما، وذلك في المركز الانتخابي بوزارة شؤون رئاسة الجمهورية. كما ظهر رئيس الحكومة السابق عماد خميس، وهو يدلي بصوته في الانتخابات، بعد شائعات واسعة الانتشار تحدثت عن اعتقاله. من ناحية ثانية، مازالت تداعيات “الخلاف العائلي الاقتصادي” بين الأسد وابن خاله رامي مخلوف محور الحديث. وعلق وزير العدل في حكومة النظام هشام الشعار، على القضية معتبراً أن “مخلوف مواطن سوري مثله مثل غيره من المواطنين، يطبق عليه القانون السوري الذي لا يستثني أحداً”. وقال، إن “الأسد حريص على تطبيق القانون من دون استثناء، لكل من يقترف خطأ أو جرماً، فالمواطنون السوريون على مستوى واحد بالنسبة للرئيس، لا تمييز أو فرق بين المقربين وغير المقربين”.

 

إيران… مسلسل الحرائق يتواصل بانفجار في منشأة للطاقة/حريق مصنع في تبريز... والمخاوف تتصاعد من تحالف طهران وبكين

طهران، عواصم – وكالات/الاحد 19 تموز 2020

 في إطار سلسلة الانفجارات الغامضة التي تضرب البلاد منذ شهور، وسط شكوك بإمكانية وقوع اعتداءات مفتعلة أو هجمات إلكترونية خارجية، وقع انفجار قوي جديد في إيران صباح أمس، استهدف منشأة للطاقة في إقليم أصفهان بوسط البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، عن مدير شركة توليد الطاقة الكهربائية في محافظة أصفهان سعيد محسني، قوله إن “انفجار في محول طاقة بمحطة إسلام آباد في محافظة أصفهان، وقع في الخامسة صباح أمس، نتيجة انتهاء صلاحية محول الكهرباء”، لافتا إلى أن الانفجار لم يسفر عن خسائر، ولم يتسبب في وقوع إصابات. من جانبها، أفادت وكالة العمال الإيرانية بوقوع حريق في مصنع منتجات طباعة السلوفان في تبريز، وأظهرت مقاطع مصورة دخان كثيف يغطي مكان وقوع الحادث. بدورها، أظهرت صور للأقمار الاصطناعية أن الانفجار الذي وقع في العاشر من يوليو الجاري، في منطقة غرمدرة غرب طهران، استهدف قاعدة جوية تابعة للحرس الثوري، كما أظهرت حدوث حرائق في مساحة 22 ألف متر مربع، بينما تحدثت أنباء غير مؤكدة عن أن الانفجار استهدف مستودعات صواريخ للحرس الثوري جنوب غرب طهران. في غضون ذلك، وبعد إدانات دولية وتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلنت إيران أمس، تعليق تنفيذ حكم الإعدام بحق أمير حسين مرادي وسعيد تمجيدي ومحمد رجبي، المشاركين في احتجاجات نوفمبر 2019. إلى ذلك، اعتبر كون كوفلين أحد كبار الزملاء بمعهد “جيتستون” الأميركى للأبحاث، أن الإعلان الإيراني عن توقيع اتفاق تجاري مع الصين بقيمة 400 مليار دولار، يشمل تعاونا عسكريا أوثق في محاولة لمواجهة هيمنة واشنطن التقليدية، يثير المخاوف من إمكانية أن يؤدي إلى أن تشكل الدولتان تحالفا لتعزيز تواجدهما في المحيط الهندي. ورأى أن أي تحالف عسكري مستقبلي بين طهران وبكين، من شأنه تعزيز إصرار إيران على توسيع نطاق أنشطتها الخبيثة في المنطقة. من ناحية أخرى، كشفت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن ناقلة النفط “إم تي غولف سكاي” التي اختطفت في الخامس من يوليو الماضي قبالة سواحل الإمارات، والتي تبحث عنها الولايات المتحدة الأميركية لمعاقبتها، تم نقلها إلى إيران.

 

إيران تعلق تنفيذ حكم الإعدام بـ3 مدانين

 وكالة فرانس برس/الاحد 19 تموز 2020

علقت السلطات الإيرانية تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة على ثلاثة أشخاص أدينوا على خلفية الاحتجاجات الدامية التي اندلعت في تشرين الثاني جراء رفع أسعار الوقود. وقال محامي أحد المتهمين ويدعى باباك باكنيا في حديث إلى “فرانس برس”: “رفعنا طلبا للمحكمة العليا، لإعادة المحاكمة وتم قبوله، ونأمل بأن يتم إلغاء الحكم الصادر بحقهم.”

 

“فورين بوليسي”: إيران تستخدم “الشباب” الصومالية لتهريب النفط

واشنطن – وكالات/الاحد 19 تموز 2020

 سلط تحليل سياسي لمجلة “فورين بوليسي” الأميركية، الضوء على علاقة طهران بالجماعات المتطرفة في الصومال، مشيراً إلى أن الصومال أضحت ساحة جديدة لإيران للعب دور تخريبي في المنطقة. ونقلت عن مسؤولين كبار في الحكومة الصومالية، أن اهتمامات طهران بالقرن الإفريقي شملت إقامة علاقات سرية مع جماعة “الشباب” المتطرفة، امتدت مصالحها لتطال أهدافاً خارج الصومال، كاستخدام تلك المنظمات المتطرفة، لتوجيه الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن وإلى دول أخرى مثل كينيا وتنزانيا وجنوب السودان وموزمبيق وجمهورية إفريقيا الوسطى. هذا بالإضافة إلى هجمات شهدها عام 2019 والعام الحالي، على قواعد عسكرية أميركية في الصومال وشمال كينيا، وكذلك على قافلة الاتحاد الأوروبي العسكرية في مقديشو، آخرها في الخامس من يناير الماضي. وذكرت إن طهران تستعمل نقاط قوتها في الصومال، لتهريب النفط الإيراني، ومن ثم بيع النفط الرخيص عبر إفريقيا، من أجل تخطي العقوبات الأميركية، مضيفا أن الإغراء بالأموال كان الستراتيجية لتجنيد صوماليين وتوسيع شبكة وكلائها في المنطقة، موضحة أن العمليات الإيرانية تتم بقيادة “الحرس الثوري” وعلاقات أقامها “فيلق القدس” التابع له، مع جماعات متطرفة وشبكات إجرامية في الصومال.

 

الجيش الليبي: جاهزون لكافة الاحتمالات بشأن سرت

دبي - العربية.نت/الاحد 19 تموز 2020

في وقت تتجه الأنظار على الصعيدين الإقليمي والدولي صوب سرت، التي تعد البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية بالبلاد، عقب حشد قوات الوفاق لمقاتليها وآلياتها بغية التوجه نحوها، في حين نفذ الجيش الليبي عمليات استطلاع بحري قبالة سواحل المدينة الاستراتيجية، أعلن مدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، خالد المحجوب، جهوزية الجيش لكافة الاحتمالات بشأن سرت. وقال المحجوب لـ"العربية" الأحد إن "تركيا حشدت عدداً كبيراً من المرتزقة في مصراتة". كما أضاف أنه تم رصد حوالي 19 ألف مرتزق أرسلتهم تركيا للقتال إلى جانب ميليشيات الوفاق. يذكر أنه في وقت سابق، أكدت مصادر محلية لـ"العربية" أن الآليات العسكرية التابعة لميليشيات الوفاق التي كانت تستعرض ليل السبت، انسحبت من منطقة الكراريم، وعادت إلى معسكر السكت داخل مصراتة. وأفادت المصادر بمغادرة طائرة الشحن التركية الثالثة قاعدة الوطية جنوب العاصمة طرابلس.

"تركيا لن تجازف"

وكان المحجوب قد قلل من أهمية تلك التحركات والتعزيزات العسكرية التي تقوم بها قوات الوفاق المدعومة من تركيا حول مدينتي سرت والجفرة، وقال إن اندلاع معركة عسكرية أمر مستبعد. وأوضح في تصريح لـ"العربية.نت"، أن تركيا لن تجازف وتغامر بالهجوم والتقدم نحو خط سرت والجفرة بعد دخول مصر على الخط، خوفاً من التورط في معركة طويل الأمد وغير محسوبة العواقب خاصة بعد الضربات والخسائر التي تلقتها في قاعدة الوطية، مشيراً إلى أن قوات الجيش تتابع كل التطورات على مدار الساعة ومستعدة للتعامل مع أي هجوم عسكري للميليشيات والمرتزقة وجاهزة للدفاع عن المدن الليبية وعلى ثروات الليبيين.

إلى ذلك، اعتبر أن التحشيد العسكري الذي تقوم به تركيا بإرسال دفعات جديدة من المرتزقة والسلاح لقوات الوفاق والخطب التصعيدية والتهديدات التي تطلقها على لسان مسؤوليها هي مناورات وأبعد ما تكون عن الواقع على الأرض، وتأتي بغرض التخويف وتقوية موقعها في المفاوضات الدولية حول الأزمة الليبية، مضيفاً أن المعركة قد لا تتجاوز حدود مناطق الوشكة وأبو قرين غرب سرت. والأحد، وصلت قوات جديدة تابعة لقوات الوفاق إلى منطقة بوقرين والوشكة قرب سرت، وتحدثت وسائل إعلام موالية للوفاق عن تحريك رتل عسكري في اتجاه مدينة سرت وعن توزيع المقاتلين والأسلحة والذخائر على محاور القتال، استعداداً لتعليمات حكومة الوفاق.

75 سيارة و300 مقاتل

وكان الجيش الليبي قد نفذ عمليات استطلاع بحري قبالة سواحل المدينة الاستراتيجية، التي وصفتها مصر بخطها الأحمر، ملوحة بالتدخل في حال نفذت قوات الوفاق المدعومة من أنقرة تهديداتها باقتحامها. وأعلنت شعبة الإعلام الحربي في الجيش الليبي، مساء السبت، انتشار دوريات استطلاعية مكثفة للقوات في سواحل مدن سرت، وراس لانوف، والبريقة. إلى ذلك أفادت معلومات لـ"العربية" صباح الأحد بوصول 75 سيارة عسكرية تابعة للوفاق من مصراتة إلى جبهة سرت، تقل 300 مقاتل بينهم مرتزقة سوريون وتونسيون. وكانت حكومة الوفاق حركت مقاتليها، السبت، باتجاه سرت. وقال شهود وقادة عسكريون بقوات الوفاق، بحسب وكالة رويترز، الأحد، إن رتلاً من نحو 200 مركبة تحرك شرقاً من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت.

 

برلمان مصر يفوض إلى السيسي إرسال قوات إلى ليبيا اليوم

الاستنفار والتحشيد يتواصل حول سرت... وألمانيا وفرنسا وإيطاليا تهدد بمعاقبة منتهكي حظر تصدير السلاح

القاهرة، طرابلس، عواصم – وكالات/الاحد 19 تموز 2020

 في مؤشر جديد على قرب اندلاع معارك سرت والجفرة، أعلن النائب المصري مصطفى بكري، تأجيل جلسة البرلمان التي كانت مقررة أمس للنظر في تفويض تدخل الجيش في ليبيا إلى اليوم، وسط مطالبات بعقد جلسة “سرية” لبحث التفويض. من جانبه، كشف وكيل لجنة الشؤون العربية في البرلمان أحمد أباظة، عن توجه البرلمان للموافقة على تفويض الرئيس عبدالفتاح السيسي بإرسال قوات مصرية إلى ليبيا، لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري. في غضون ذلك، نسب موقع “ليبيا 24” إلى مصادر ليبية، لم يسمها، تأكيدها تراجع أرتال كبيرة من المركبات التابعة لقوات “الوفاق”، من منطقة الهيشة الجديدة باتجاه مدينة مصراته غرب ليبيا. من جانبها، أكدت مصادر محلية أن الآليات العسكرية التابعة لمليشيات الوفاق التي كانت تستعرض ليل أول من أمس، انسحبت من منطقة الكراريم، وعادت إلى معسكر السكت داخل مصراتة، كما أفادت بمغادرة طائرة الشحن التركية الثالثة قاعدة الوطية جنوب العاصمة طرابلس.

وكانت وصلت قوات جديدة تابعة لقوات “الوفاق” إلى منطقة بوقرين والوشكة قرب سرت أول من أمس، وتحدثت وسائل إعلام موالية للوفاق عن تحريك رتل عسكري في اتجاه مدينة سرت وعن توزيع المقاتلين والأسلحة والذخائر على محاور القتال، استعدادا لتعليمات حكومة “الوفاق”.

وأكدت غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة التابعة لحكومة “الوفاق”، قائلة في بيان عبر “فيسبوك” إن التعزيزات التي وصلت “من مختلف المدن الليبية”، تأتي في إطار الدعم المتواصل لعملية “دروب النصر”، والتي تستعد فيها قوات الوفاق لمحاولة السيطرة على سرت والجفرة.

من جانبها، نسبت وكالة “رويترز” للأنباء لما وصفتهم شهود وقادة عسكريون بقوات “الوفاق”، إن رتلاً من نحو 200 مركبة تحرك شرقًا من مصراتة، باتجاه مدينة تاورغاء وهو نحو ثلث الطريق إلى مدينة سرت. في المقابل، أعلنت شعبة الإعلام الحربي في الجيش الليبي، انتشار دوريات استطلاعية مكثفة للقوات في سواحل مدن سرت وراس لانوف والبريقة. من ناحيته، قلّل مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الليبي خالد المحجوب، من أهمية التحركات والتعزيزات العسكرية التي تقوم بها قوات “الوفاق”، قائلا إن اندلاع معركة عسكرية أمر مستبعد، مضيفا أن تركيا لن تجازف وتغامر بالهجوم والتقدم نحو خط سرت والجفرة بعد دخول مصر على الخط، خوفا من التورّط في معركة طويلة الأمد وغير محسوبة العواقب، خاصة بعد الضربات والخسائر التي تلقتها في قاعدة الوطية، مشيرا إلى أن قوات الجيش تتابع التطورات على مدار الساعة، ومستعدة للتعامل مع أيّ هجوم عسكري للمليشيات والمرتزقة، وجاهزة للدفاع عن المدن الليبية وعلى ثروات الليبيين. واعتبر أن التحشيد العسكري الذي تقوم به تركيا بإرسال دفعات جديدة من المرتزقة والسلاح لقوات “الوفاق”، والخطب التصعيدية والتهديدات التي تطلقها على لسان مسؤوليها هي مناورات وأبعد ما تكون عن الواقع على الأرض، وتأتي بغرض التخويف وتقوية موقعها في المفاوضات الدولية حول الأزمة الليبية، مضيفا أن المعركة قد لا تتجاوز حدود مناطق الوشكة وأبو قرين غرب سرت. وبالتزامن مع كل هذا الاستنفار العسكري، هددت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا للمرة الأولى، بفرض عقوبات على انتهاك حظر نقل السلاح إلى ليبيا. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في بيان مشترك، نشرته الرئاسة الفرنسية بعد اجتماعهم في بروكسل، “ندعواكل الأطراف الخارجية إلى إنهاء تدخلها المتزايد، وإبداء الاحترام الكامل لحظر السلاح الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”. وذكر البيان “نحن مستعدون لبحث إمكانية استخدام العقوبات إذا استمر انتهاك الحظر بحرا وبرا وجوا، ونتطلع إلى المقترحات التي سيطرحها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن في هذا الصدد”.

 

أردوغان يرسل فرقاطة إلى خليج عدن… ويضع قدماً في اليمن/"الانتقالي" ماضٍ بتنفيذ "الإدارة الذاتية"... والإرياني دعا لرفض ابتزاز الحوثيين

عواصم – وكالات/الاحد 19 تموز 2020

 بعد تدخلاته المثيرة للرفض في عدد من البدان العربية على رأسها سورية والعراق وليبيا، ووسط مخاوف من تطلعات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اليمن لتكون محطته التالية للتدخل، أعلنت وزارة الدفاع التركية ترؤس قيادة قوات المهام المشتركة لمكافحة القرصنة في خليج عدن، وقبالة سواحل الصومال في المحيط الهندي. وذكرت الوزارة، في بيان ليل أول من أمس، أنها “تتولى قيادة المهام المشتركة، من 25 يونيو الماضي وحتى العاشر من ديسمبر المقبل”، مضيفة أن “قوات المهام المشتركة تتضمن 13 عنصراً من الولايات المتحدة والبرازيل والبحرين وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية والكويت وباكستان وعُمان”، مشيرة إلى أن البحرية التركية سترسل فرقاطة إلى خليج عدن في سبتمبر المقبل. من ناحية ثانية، أعلن “المجلس الانتقالي الجنوبي”، أول من أمس، عزمه تنفيذ إعلان الإدارة الذاتية في محافظة حضرموت، ما ينذر بتصعيد جديد بينه والحكومة اليمنية، في وقت يجري فيه الطرفان مشاورات في السعودية لتنفيذ “اتفاق الرياض”. وقال رئيس الجمعية الوطنية رئيس الإدارة الذاتية للجنوب في “المجلس الانتقالي” أحمد بن بريك، في كلمة وجهها خلال تظاهرة دعا إليها المجلس في مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت، “نود أن نؤكد من خلال لقائنا هذا وهو خلاصة حضوركم ومشاركتكم في هذه الفعالية أن تكون حضرموت هي مكملة للعاصمة عدن في تحقيق الإدارة الذاتية على أرض الواقع”. وأضاف، “ستكون الأيام المقبلة جهودنا مبذولة في تنفيذها، أكانت بغياب الحكومة، أو بحضور الحكومة المقبلة، لنوجد حياة كريمة”. وأوضح، “نحن في عدن وسقطرى والضالع نتابع تنفيذ الإدارة الذاتية في المحافظات على أرض الواقع، ونسعى إلى تجاوز ذلك الجمود الذي تداولته حكومات الفساد، التي منعت إيصال الكهرباء والماء وصيانة المعدات، وبالتالي حرماننا من أبسط حقوقنا”. وكان آلاف اليمنيين تظاهروا في المكلا، دعما لـ “الانتقالي”، مطالبين بتنفيذ الحكم الذاتي الذي أعلنه المجلس في أبريل الماضي. في غضون ذلك، وجه وزير الإعلام معمر الإرياني، عبر حسابه بموقع “تويتر”، دعوة إلى شيوخ وأبناء القبائل في مناطق سيطرة الحوثيين لرفض ضغوط وابتزاز ميليشياتهم. ميدانياً، أعلن الجيش اليمني، أمس، مقتل القيادي الميداني الحوثي علي محمد الزراقي، في محافظة الضالع.

 

ترمب: لن أخسر الانتخابات والاستطلاعات مزيفة

دبي - العربية.نت/الاحد 19 تموز 2020

جدد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، رفضه قبول الخسارة في الانتخابات الرئاسية لأن نتائج الاستطلاعات مزيفة وغير صحيحة. وقال ترمب في حوار مسجل مع برنامج "فوكس نيوز سانداي": "لن أخسر الانتخابات لأن الاستطلاعات غير حقيقية وكانت كذلك في انتخابات 2016 لكن هي الآن مزيفة أكثر".

كما تابع: "هم أجروا مقابلات مع 22% من الجمهوريين ولك أن ترى ما يحدث. لدي بعض الاستطلاعات وضعتني في المقدمة بل جعلتني متقدماً في أغلب الولايات". وأضاف: "لكن دعني أقول لك أنا لا أصدق استطلاعات فوكس نيوز لأنهم كانوا مخطئين في استطلاعات 2016 والعديد من الاستطلاعات. بايدن لا يستطيع إكمال جملتين في وقت واحد. هل الأميركيون مستعدون لقبول هذا الأمر والولايات المتحدة تواجه تحديات كبيرة؟". إلى ذلك أعلن ترمب أنه الرئيس الوحيد الذي قدم للولايات المتحدة ما لم يقدمه أي رئيس حكم البلاد عبر التاريخ. وقال: "أنا الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي قدم للبلاد الكثير خلال ثلاثة أعوام ونصف أكثر من أي رئيس حكم الولايات المتحدة. وقدمت هذا وسط معاناة كثيرة بينها تحقيقات من قبل أناس أشعلوا فتيل أزمة بشكل غير منصف". كما أضاف أن "أوباما وبايدن يتجسسان على حملتي الدعائية وهذا شيء لم يحدث أبداً في تاريخ أميركا".

ولفت إلى أنه "يجب أن يزج أناس كثيرون في السجن لمدة 50 عاماً لأنهم يتجسسون على حملتي الدعائية بشكل غير قانوني".

 

بريطانيا: لعراق قوي يجب وقف دعم الميليشيات

دبي - العربية.نت/الاحد 19 تموز 2020

تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى العاصمة العراقية بغداد، وسقوط صاروخي كاتيوشا قرب السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، أكد السفير البريطاني في العراق، ستيفن هيكي، على تويتر مساء الأحد، أن "الهجمات الصاروخية المروعة التي استهدفت اليوم السفارة الأميركية ودبلوماسييها تذكرنا أن الخطوة الأساسية الأولى لبناء عراق قوي تكمن في إنهاء الدعم الخارجي للجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة وتطبيق سيادة القانون في العراق". وكان مراسل "العربية" قد أفاد الأحد بسقوط صاروخي كاتيوشا قرب السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، التي تضم عدداً من السفارات ومؤسسات الحكومة الرسمية

بين الكاظمي وفصائل موالية لإيران

أتى ذلك بعد مرور أسابيع عدة على توتر ملحوظ وقع بين رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وأحد الفصائل الموالية لإيران والمتهمة بالتورط بإطلاق الصواريخ. ففي يونيو الماضي داهمت قوة من جهاز مكافحة الإرهاب مركزاً لكتائب حزب الله العراقي جنوب بغداد على خلفية ملف الصواريخ التي طالت على مدى الأشهر الماضية وبشكل متكرر محيط قواعد عسكرية تضم قوات أميركية أو محيط السفارة في العاصمة، وسط توعد تلك الفصائل الموالية لطهران بإخراج كافة القوات الأميركية في البلاد على الرغم من موقف الكاظمي الذي أعلن في الشهر نفسه إطلاق حوار استراتيجي بين بلاده وواشنطن.

وتأججت التوترات بين واشنطن وطهران بشكل خاص على الأراضي العراقية منذ عام على الأقل، وكادت تتحول إلى صراع إقليمي في يناير الماضي بعد أن قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، والقيادي العراقي في الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، بضربة بطائرة مسيرة في مطار بغداد. كما فتحت جريمة اغتيال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي الذي وصف بأنه مقرب من رئيس الوزراء، باب المواجهة التي بدأت قبل أشهر على مصراعيه بين الكاظمي وبعض الفصائل التي وصفها الهاشمي قبل مقتله بـ"اللادولة" أي تلك المجموعات التي تعمل خارج كنف الحشد الشعبي حيناً وداخله أحياناً وفق مصالحها.

"سيادتنا وأمننا أولاً"

يذكر أن الرئيس العراقي برهم صالح، شدد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في بغداد الأحد، على حاجة المنطقة إلى تفاهم مشترك لإيجاد حلول للأزمات وترسيخ الأمن الإقليمي. كما أكد صالح أن العراق يولي أهمية لحماية سيادته وأمنه واستقراره ويتعاون مع الحلفاء والأصدقاء في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. بدوره، أوضح رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، أن العراق يسعى لتأكيد دوره المتوازن في صناعة السلام بالمنطقة. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية فؤاد حسين خلال لقائه ظريف، سعي بلاده لتجنب التوترات الإقليمية والدولية وحماية سيادته، مشدداً على أن العراق يتمسك بإقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

 

العراق يُبلغ إيران التمسك بسيادته وتفاؤل كبير بزيارة الكاظمي للسعودية

سقوط صاروخين قرب السفارة الأميركية تزامناً مع زيارة ظريف... ودعوات نيابية لمقاضاة تركيا

بغداد – وكالات/الاحد 19 تموز 2020

 أكد العراق، مجدداً، أمس، سعيه لحماية السيادة الوطنية، وعدم تدخل دول الجوار في شؤونه الداخلية. وقال وزير الخارجية فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، في بغداد، إن العراق يسعى لتجنب التوترات الإقليمية والدولية وحماية سيادته، مشدداً على أنه يتمسك بإقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأضاف، إن “قوة العراق تعني قوة المنطقة ونريد علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار وفق المصلحة الوطنية العراقية وعدم التدخل بالشؤون الداخلية”. من جانبه، رحب ظريف بدور العراق في منطقة الخليج، وبناء علاقات ثنائية في إطار عدم التدخل بالشؤون الداخلية. وقال، إن العلاقات بين بغداد وطهران “لن تتزعزع”، مشيراً إلى أن هناك اتفاقيات كثيرة بين الطرفين سيتم تفعيلها. وفي وقت لاحق، شدد الرئيس برهم صالح، خلال استقباله ظريف، على حاجة المنطقة إلى تفاهم مشترك لإيجاد حلول للأزمات وترسيخ الأمن الإقليمي، فيما قال الكاظمي، إن العراق يسعى الى تأكيد دورها المتوازن والإيجابي في صناعة السلام والتقدم في المنطقة. وكان ظريف بدأ زيارته للعراق من موقع مقتل قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني. وتحت وسم “ظريف غير مرحب بك في العراق”، استقبل العراقيون زيارة ظريف لبغداد، وسط تزايد الانتقادات لدور طهران وبعض الفصائل الموالية لها في البلاد. في غضون ذلك، أفاد مصدر أمني، أمس، بسقوط صاروخي “كاتيوشا” قرب السفارة الأميركية، تزامناً مع زيارة ظريف. على صعيد آخر، يصل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى السعودية، اليوم الاثنين، في زيارة رسمية تلبية لدعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فيما توقعت مصادر عراقية، “نتائج كبيرة” من الزيارة. وقال السفير العراقي لدى السعودية قحطان الجنابي، إن الزيارة ستركز “على تطوير العلاقات العراقية – السعودية، إلى جانب تطوير علاقة العراق بمحيطه”. وأشار، إلى أن وفداً برئاسة وزير المالية علي علاوي وصل إلى الرياض، أول من أمس، لبدء اجتماعات مجلس التنسيق السعودي – العراقي. على صعيد آخر، دعا عضو لجنة الزراعة والمياه في البرلمان جمال فاخر، أمس، رئيسي الجمهورية والوزراء، إلى إقامة دعوى في الأمم المتحدة ضد تركيا بسبب قطع المياه على العراق والتلاعب بحصته المائية المقررة وفق القانون الدولي. إلى ذلك، التقى محافظ ذي قار ناظم الوائلي، أمس، بالمتظاهرين أمام ديوان المحافظة، واعداً اياهم بتغيير جميع المدراء المتحزبين والفاسدين، وذلك في الوقت الذي اقتحم فيه متظاهرون محطة توليد كهرباء في ميسان بعد تجدد التظاهرات في المحافظة.

 

القضاء الأميركي يرد دعوى “الإخوان” ضد رئيس وزراء مصر الأسبق

واشنطن، القاهرة، عواصم – وكالات/الاحد 19 تموز 2020

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن تعثر محاولات القيادي في “الإخوان” محمد سلطان، مقاضاة عضو المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي ورئيس وزراء مصر الأسبق حازم الببلاوي. وحاول القيادي الإخواني تحريك دعوى قضائية أمام محكمة منطقة واشنطن العاصمة، إلا أن وزارة الخارجية الأميركية أكدت أن المسؤول المصري الأسبق الببلاوي، يتمتع بالحصانة بحكم منصبه الراهن في صندوق النقد، ما يغلق الباب أمام تلك المحاولات. وزعم سلطان في دعواه تعرضه للتعذيب، خلال الفترة التي كان يتولى فيها الببلاوي رئاسة الحكومة المصرية، دون أن يقدم أي أدلة على مسؤولية رئيس وزراء بلاده الأسبق عن مزاعم التعذيب المشكوك فيها، بخلاف ادعائه دون سند أنه “كان هدفا للاغتيال والاعتقال والتعذيب”.في غضون ذلك، نفى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثانى، صحة ما تردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إصابته بفيروس “كورونا”، قائلا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية “أ ش أ”، إنها شائعات كاذبة. من جانبه، أكد المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القس بولس حليم، أن البابا تواضروس الثاني بخير وصحة جيدة، موضحا أنه يمارس عمله الرعوى ويتابع أمور الخدمة كافة، وأنه لا صحة إطلاقا لما يتردد حول صحة قداسته.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لقد حان وقت الانقلاب المضاد، اعلان العصيان المدني والادارة الذاتية والمطالبة بالفصل السابع

شارل الياس شرتوني/19 تموز/2020

توما الاكويني: “الملك يستمد سلطتة من افعاله العادلة”

http://eliasbejjaninews.com/archives/88534/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%82%d8%af-%d8%ad%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%82%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8/

ان وتيرة التدهور الاجتماعي قد بلغت حدا غير مقبول وتتطلب انعطافة جذرية في التعاطي مع الواقع الاليم الذي تفرضه هذه الحكومة الصورية، وسلطة وصايتها المتمثلة بحزب الله والاوليغارشيات التي نهبت البلد على مدى ثلاثين سنة.

ان واقع التسريح الجماعي الذي املي على ادارة مستشفى الجامعة الاميركية (٨٥٠ موظفا مع الابقاء على الحقوق الاستشفائية والتربوية )، ما هو الا صورة عن الانهيارات الهيكلية المعممة التي تجتاح البلاد مع اقفال المؤسسات الاقتصادية، والصناعية، والزراعية، والتربوية، والاستشفائية…،.

لن يبقى شيء في هذا البلد اذا استمرت الانهيارات على هذه الوتيرة المتسارعة التي سوف تدخلنا في حلقات الفقر المغلقة وما سيرافقها من تداعيات على مستوى السلم الاهلي، والتطرف الايديولوجي، والعنف المطبع، والهجرة الجماعية، ودخول البلاد في دوامات الحروب الاهلية المجاورة، والاستغراق النزاعي وما تودي اليه من تحول البلاد تدريجيا الى ارض محروقة.

لا مجال بعد اليوم لاعطاء اسباب تخفيفية لاداء يتجاوز القصور باتجاه عمل الاذى الارادي الذي يستهدف التوازنات البنيوية في البلاد، وفرض معادلات نفوذ تتركز على خطوط التواصل بين سياسات النفوذ الايرانية والتركية، ومتكآتها المحلية، ومصالح الاوليغارشيات السياسية-المالية والمالية.

لم نعد نرى سببا لبقاء هذه الحكومة المتواطئة موضوعيا مع الاقفالات الارادية القائمة، وما نتج عنها من اهدار لوقت ثمين وحيوي من اجل اخراج البلاد من المطبات القاتلة التي صاغتها هذه الاوليغارشيات المتحالفة على مدى ثلاثين سنة، على الرغم من تبدلات الموازين الاقليمية التي حكمت اداءاتها.

هل من تفسير لهذه المفاوضات اللامتناهية مع صندوق النقد الدولي، بغياب معطيات مالية موحدة عند هذه السلطة، وشديدة التبلور على مستوى المؤسسات الدولية والدول المانحة، والادهى من كل ذلك غياب اي افق زمني او تواصل موضوعي وشفاف مع المواطنين، كما لو اننا رعايا عند هؤلاء الرعاع وحديثي النعمة الذين تقيأتهم الحروب المتواصلة على ارضنا. الخبراء الماليون والمراقبون السياسيون والدپلوماسيون مجمعون في تساؤلهم عن سبب هذه المحادثات التي لا تنتهي، والكل يعرف ان هذه الاوليغارشيات المجرمة تسعى من خلال مناوراتها الاحصائية والسياسية الى حجب الحقائق المالية الناشئة عن سياسات النهب بمكوناتها الريعية والزبائنية، وتحميل الخسارات المالية التي نشأت عن سياسات النهب الارادي الى سائر المودعين الذين خدعوا بسياسة الفوائد المضللة، وللاقتصاد اللبناني غير القادر على النهضة في ظل القيود المالية المفروضة لاجل غير مسمى، ولمستقبل البلاد المهدد بهجرات جماعية،وتبدلات ديموغرافية، وسياسات انقلابية هادفة ومنعقدة على خطوط النزاعات الشيعية والسنية الاقليمية.

لا مجال بعد اليوم للتأقلم مع السياسات المفروضة علينا ولا بد من الخروج عن واقع النكوص الارادي الى المواجهة على اساس خطة عصيان مدني، وادارات ذاتية، وحركة دپلوماسية مساندة من اجل اقرار قانون مواز لمقرر قيصر، مستند الى مقرر ماغنتسكي الذي يقضي مصادرة اموال الاوليغارشيات الحاكمة على تنوع اجنحتها، وتطبيق الفصل السابع كتكملة للقوانين ١٥٥٩، و١٦٨٠، ١٧٠١، من اجل التحرر من القيود السياسية التي يفرضها حزب الله، والحؤول دون تمدد السياسات الانقلابية الايرانية والتركية باتجاه الداخل اللبناني.

الحكومة الحاضرة شاهد زور بامتياز، سواء لجهة قصورها المعنوي، وضحالة ادائها، و انقطاعها عن اي تواصل مع المواطنين على اساس المسؤولية والمحاسبة التي تفترضها الديموقراطية. لقد اتى وقت الانقلاب المضاد ولا فائدة بعد اليوم لسياسات الانتظار المفتوحة، واعطاء الفرص، والتسوية مع هذه الاوليغارشيات الشريرة، لاننا لم نعد في الحيز السياسي، لقد انتقلنا الى حالة المواجهة مع ارادات شر مبرحة يختصرها واقع هذه الطبقة السياسية التي تتماثل في ادائها مع نموذج الجريمة المنظمة كمبدأ ناظم لحركتها وتوجهاتها.

 

حزب الله” صادَر “المقاومة”… لم يعد التسامح غير المحدود ممكناً

د. منى فياض/النهار/ 19 تموز 2020

*إن أي أمل للخروج من المأزق اللبناني لن يتم إلا بالمطالبة باعتراف دولي بحياد لبنان قانونيا بمساعدة من الشرعية الدولية لملاقاة جهود البطريرك الماروني والفاتيكان. وإلى أن يتحقق ذلك تمارس سياسة التحييد بحسب ما جاء في إعلان بعبدا.

*لقد استغل “حزب الله” “طربوش المقاومة” للسيطرة على السياسية الداخلية وإضعاف بنية النظام فحوّل لبنان إلى ساحة للصراعات الإقليمية دون موافقة الحكومة، فعزله عن محيطه العربي والعالم جاعلا منه مجرد ورقة ضغط بيد إيران لحماية نفسها.

http://eliasbejjaninews.com/archives/88546/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8e%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%85/

يشير نسيم طالب (مؤلف البجعة السوداء) إلى أن مبدأ “قوة اللامتوقع”، الذي يكاد يصبح مفهوما علميا، ينطبق على الميدان الاجتماعي والديني: “إن الأشخاص غير المتسامحين، بمعنى الأقلية المتشددة، يفرضون قانونهم على الآخرين، تحديدا بفضل تشددهم نفسه. ذلك أن التغاضي غير المحدود، وبدلا من أن يقود نحو التسامح، نجده يفضي إلى القضاء على التسامح”.

وهذه حالنا في لبنان مع “حزب الله” الذي تُرك على هواه بقوة الوصاية السورية، فصادر “المقاومة” لحسابه الخاص، ثم استخدمها سلاحا للهيمنة على لبنان، بعد حرب “لو كنت أعلم” وانتصاراتها الإلهية (حرب يوليو 2006). فوصلنا إلى ما نحن فيه من إفلاس وفقر ودولة فاشلة.

حتى في عز الحرب الأهلية، لم يعرف لبنان هذا المستوى من الانهيار الشامل لجميع قطاعاته ومرافقه. إنه لأمر في منتهى الغرابة أن يجوع الناس ويموتون على أبواب المستشفيات وتقفل المدارس وتنعدم الخدمات الأساسية وتفلس الدولة بعد 20 عاما على التشدق بالتحرير وبالاقتصاد المقاوم.

وصلنا إلى هذه الحال بفضل الجهود الدؤوبة في تفخيخ المجتمع اللبناني وتجويف نظامه بتغاضي اللبنانيين وتسامحهم تحت شعارات من مثل: العيش المشترك والاستقرار والسلم الأهلي.

اغتيل جورج حاوي في حزيران عام 2005 عندما بدأ يلوّح بالكشف عن دور سوريا في عمليات الاغتيال التي طالت المقاومين المنتمين إلى جبهة المقاومة الوطنية “جمّول” التي ولدت في 16 من أيلول 1982 إثر الاجتياح الاسرائيلي. أطلقها جورج حاوي ومحسن إبراهيم. لكنها تحوّلت لاحقا إلى جبهة وطنية واسعة ذات طابع شعبي وعسكري متنوع شكل مظلة لقوى وأحزاب ومجموعات مستقلة متعددة الانتماءات لا يغلب عليها طابع طائفي أو سياسي محدد.

يشير الياس عطاالله، الذي قاد تجربة جبهة المقاومة عسكريا، في مقابلة معه في العام 2016 إلى أن ولادتها عنت الخروج من زواريب الحرب الأهلية للتركيز على تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي حصرا، دون أن تهدف لأي تغيير سياسي أو للسيطرة على النظام.

نفذت العملية الأولى ضد الإسرائيليين في 20 أيلول في بيروت، وتوالت العمليات بشكل شبه يومي حتى العام 1987 وخلال هذه الحقبة حصل انسحابان إسرائيليان، الأول إلى صيدا والثاني في شباط 1985 إلى الشريط الحدودي. يعني عمليا تحررت معظم الأراضي اللبنانية المحتلة. بقي الشريط الحدودي الخاضع للاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1978.

نشأ “حزب الله” في مطلع الثمانينيات على يد “الحرس الثوري الإيراني” وظل سريا إلى أن أعلن عن نفسه رسميا في 16 شباط 1985، ملتزما في بيانه التأسيسي “بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وفي آية الله الموسوي الخميني”، حيث شارك في قتال إسرائيل، وفي العام 2000 أعلنت إسرائيل الانسحاب من طرف واحد. وظل الحزب وسوريا رافضين للانسحاب إلى أن اختلقوا ذريعة مزارع شبعا التي لم تعترف سوريا بلبنانيتها للإبقاء على ربط النزاع قائما.

انتشرت تقارير مؤخرا تشير أن الانسحاب الإسرائيلي الأحادي جاء كنتيجة لتفاهمات إقليمية ودولية. وجاءت قمة مبادرة السلام العربية 2002 على خلفيتها.

فما المهام التي أنجزتها “المقاومة” إذن طوال هذه السنوات؟

انهمكت منذ البداية بالقضاء على المقاومة الوطنية بمساعدة سوريا، التي طلبت في عام 1985 من جبهة المقاومة الوطنية أن تحل نفسها لمصلحة “حزب الله” بشكل واضح ومباشر. وعندما رفضت بدأت عمليات الاغتيال، مع خليل نعوس وشملت نحو 25 كادرا سياسيا وعسكريا. عملية الاضطهاد هذه مكّنت الحزب عملياً من إلغاء “جبهة المقاومة اللبنانية الوطنية”.

النشاط المهم الآخر كان تأطير الطائفة الشيعية وتزوير ثقافتها، بتغاضٍ من الدولة اللبنانية الخاضعة للنفوذ السوري. وصار معلوما الآن أن “حزب الله” نجح في تغيير البيئة الداخلية اجتماعيا وثقافيا وسياسيا وديمغرافيا وعقاريا حتى تخوم البيئات الأخرى إلى أن قفز فوق الحدود بنفس النهج والخطة.

يتنكر “حزب الله”، محتكر لقب المقاومة والمنكّل باللبنانيين باسمها، لواقع أن المقاومة لم تستمر إلا بدعم الحكومة والشعب اللبناني بجميع مكوناته. وأنها شُرِّعت بالاعتراف الدولي بها كمقاومة بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها الشهيد رفيق الحريري، فتوصل إلى اتفاق نيسان 1996 الذي أحدث توازنا في الصراع اللبناني الإسرائيلي وأكد على دور الدولة اللبنانية كطرف أساسي في المفاوضات وحق لبنان بتحرير أرضه.

نفس النكران حصل أثناء حرب 2006. بذلت الحكومة، برئاسة فؤاد السنيورة، جهدها للتوصل إلى القرار 1701 ومنعت وضعه تحت البند السابع معتبرة أن معالجة سلاح الحزب يتم بالتفاهم الداخلي. فما كان منه إلا أن حوّل الحكومة من مقاومة إلى عميلة في ظرف أيام معدودة متنكرا للإقرار الذي وقّعه وتحمل فيه مسؤوليته عن الحرب.

لقد استغل “حزب الله” “طربوش المقاومة” للسيطرة على السياسية الداخلية وإضعاف بنية النظام فحوّل لبنان إلى ساحة للصراعات الإقليمية دون موافقة الحكومة، فعزله عن محيطه العربي والعالم جاعلا منه مجرد ورقة ضغط بيد إيران لحماية نفسها.

سبق أن كتبت عن سياسة إيران المزدوجة، التي تتصرف تارة كدولة وتارة كثورة. “حزب الله” يتصرف بازدواجية مماثلة في لبنان، فيمتلك باسم المقاومة أجهزة وأعتدة أمنية وعسكرية تخدم أجندته الخاصة العابرة للحدود بمعزل عن إرادة الشعب والحكومة، ويسمح لنفسه بالقيام بنشاطات أمنية وعسكرية وتجارة غير مشروعة على طول الكرة الأرضية وعرضها. بل استخدم سلاحه لترهيب الداخل ففرض الرئيس وقانون الانتخاب والحكومة ليصبح مكونا أساسيا في الحكم والحكومة، بينما يعلن أن تمويله وولاءه وسلاحه إيراني وخاضع لإيران.

تعرّف وثيقة “مفهوم الإرهاب والمقاومة” المقاومة كالتالي: “هي استخدام مشروع لكل الوسائل بما فيها القوة المسلحة لدرء العدوان، وإزالة الاحتلال والاستعمار، وتحقيق الاستقلال، ورفع الظلم المسنود بالقوة المسلحة، بوصفها أهدافا سياسية مشروعة، وهو ما يتفق مع القانون الدولي وتؤيده الشريعة الإسلامية”.

بحسب هذا التعريف لم يعد من حق “حزب الله” الاحتفاظ بسلاحه بعد الانسحاب الإسرائيلي، إذ تحوّلت وظيفة الحزب في الداخل إلى وضع اليد على لبنان لمصلحة دولة أجنبية، مع الأحكام التي صدرت وستصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. إضافة إلى مباشرته حروبا خارجية لمصلحة إيران وافتضاح نشاطاته في تجارة المخدرات. لقد تحوّل من “مقاومة” إلى إرهاب كما تعرفه نفس الوثيقة المذكورة: “استخدام غير مشروع للعنف أو تهديد باستخدامه ببواعث غير مشروعة، يهدف أساسا إلى بث الرعب بين الناس، ويعرض حياة الأبرياء للخطر، سواء أقامت به دولة أم مجموعة أم فرد، وذلك لتحقيق مصالح غير مشروعة، وهو بذلك يختلف كليا عن حالات اللجوء إلى القوة المسلحة في إطار المقاومة المشروعة”.

تجربة “مقاومة حزب الله” أساءت لمفهوم المقاومة نفسه وربطته بالإرهاب ما يسيء إلى نضالات حركات التحرر المحقة.

إن أي أمل للخروج من المأزق اللبناني لن يتم إلا بالمطالبة باعتراف دولي بحياد لبنان قانونيا بمساعدة من الشرعية الدولية لملاقاة جهود البطريرك الماروني والفاتيكان. وإلى أن يتحقق ذلك تمارس سياسة التحييد بحسب ما جاء في إعلان بعبدا.

لم يعد من متسع للتسامح غير المحدود مع المتشددين لأنهم يقضون على العيش المشترك نفسه. والمطلوب أمام هذا الامتحان أن نكون متشددين وغير متسامحين مع المتصلبين الخارجين عن الشرعية. وإلا سننجرف جميعا إلى التعصب والعنف الذي يمهدون له جراء اتهام بعض المناطق به لشيطنتها على غرار شيطنتهم لعرسال. الأوقات القادمة صعبة، لنصلّ، لا من أجل أن نكون بمأمن من المخاطر، بل حتى لا نعرف الخوف حين نواجهها، بحسب روبندرونات طاغور.

 

رسائل خارجية للبنان: أسرعوا قبل فوات الآوان

علي الحسيني/ليبانون ديبايت/الأحد 19 تموز 2020

تُجمع التقارير الدولية التي تفد الى لبنان تباعاً، على مدى خطورة المرحلة المقبلة وتأثر الدولة والشعب بها من الناحيتين الإقتصادية والمالية، وحتّى الأمنيّة. واللافت أن كل التقارير هذه تتحدث بالإضافة إلى الوضع المعيشي المُزري في ظل ارتفاع سعر الدولار بشكل جنوني، أيضاً تُشير إلى دور الأحزاب ورجال السياسة خصوصاً الكبار منهم لجهة ضلوعهم في إفقار الدولة ومؤسساتها ومساهمتهم بشكل كبير في وصول الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم. في وقت تعكف فيه حكومة الرئيس حسّان دياب على إيجاد مخرج لكل هذه الأزمات التي تُحيط بالبلاد والتي باتت تُهدد مصيره، تتجه أنظار العالم بمعظمه إلى ما ستؤول اليه الأوضاع في البلد وسط تخبّط غير مسبوق في كل القطاعات العامة والخاصة، حتى أن الكلام عن اقتراب موعد انهيار لبنان كدولة، أصبح يتصدر كل العناوين وسط توقّع أن يُناهز سعر صرف الدولار أكثر من أربعين الف ليرة.

والأبرز أن مجموعة من هذه الدول باتت تمتلك إحصاءات حول عدد عمليات الفساد التي ارتكبها كل مسؤول سياسي لبناني، بالإضافة إلى عمليات تهريب الأموال التي كان لجأ اليها هؤلاء خوفاً من المحاسبة والملاحقة القضائية.

من الواضح أن الولايات المتحدة الاميركية هي من أكثر الدول التي تعمل على مراقبة الوضع اللبناني الداخلي سواء في الشق الاقتصادي والمالي مع ما يستلزم الأمر من مراقبة دائمة لعمل الحكومة، وأيضاً في الشق السياسي حيث الحظر التي تفرضه على ايران والنظام السوري وما يستتبع من انعكاسات سلبيّة خصوصاً على حزب الله الذي قد يجد نفسه في مرحلة ما، مُجبر للدفاع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة ومن دون العودة إلى الدولة المتلهيّة أصلاً بدراسة فنّ التنجيم والتبصير، للبحث عن مخارج لأزماتها التي تُحاصرها من الجهات الأربع. سياسي "عتيق" يكشف لـ"ليبانون ديبايت" عن مجموعة تقارير دولية كانت تسلّمتها في الآونة الأخيرة جهات رسميّة في لبنان بالإضافة إلى أجهزة أمنيّة، تُحذر من انزلاق الوضع مما هو أخطر وسط معلومات تؤكد وجود محاولات عديدة لتنظيمات إرهابية تسعى من خلالها لتنفيذ مجموعة اعتداءات ضمن مناطق مُحددة، مُستغلّة بذلك الوضع الداخلي المُهترئ والموزّع بالتساوي بين السياسة والوضعين الاقتصادي والإجتماعي، بالإضافة إلى الضياع والتخبّط الكامل الذي تعيشه حكومة الرئيس حسّان دياب. هذا في الجانب السياسي والأمني، أما من الجانب الإقتصادي فيكشف السياسي "العتيق" أن البلاد ذاهبة بكل تأكيد نحو ما هو أصعب طالما أنه لا توجد خطوات جديّة للحد من الهدر والفساد وطالما أنه لا توجد سياسات واضحة يُمكن الركون اليها، خصوصاً بما يتعلّق بموضوع شدّ الحبال مع الغرب، كاشفاً أن ما نراه اليوم من تخبّط على كافة الصعد، هو مجرد بداية السقوط الى الهاوية لأن الإنهيار الحقيقي لم يبدأ بعد.

ماذا بالنسبة إلى "حزب الله" ودوره في كل ما يُحصل، ونسبة المسؤولية التي يتحملها في وصول لبنان إلى الأوضاع هذه! يُجيب السياسي: المؤكد أن "الحزب" هو مكوّن لبناني ولاعب أساسي في التشكيلة السياسية التي تحكم لبنان وتتحكّم به، وهو يتحمّل المسؤولية بالتكافل والتضامن مع بقيّة الأطراف، لكن هذا لا يعني أن نُحمله المسؤولية وحده، فهناك أطراف أخرى يقع عليها ما يقع على "حزب الله" وبالتالي فإن السبيل الوحيد للخروج مما نحن فيه، ذهاب كل هذه الطبقة الحاكمة واستبدالها بوجوه جديدة من أصحاب الإختصاص، وإلّا فالانهيار بانتظارنا.

وبالعودة إلى التقارير التحذيريّة، يكشف السياسي أن المدير العام للأمن العام اللواء عبّاس ابراهيم كان وضع جميع السياسيين أمام مسؤولياتهم وطالبهم بمواقف موحدة ومُحددة لإخراج لبنان من التخبّط، وذلك بناءً على معلومات ومُعطيات دولية، تُنذر بخطورة الوضع في لبنان وتدعو للإسراع بتصحيحه، وإلا فإن الأمور ستكون مفتوحة على كل الإحتمالات، بما فيها الإستقرار الأمني.

 

طرح الحياد يُحرِج حزب الله بين استحقاقين كبيرين

سعد الياس/القدس العربي/الأحد 19 تموز 2020

قد يعتقد حزب الله أن لبنان بات لقمة سائغة لديه بسبب وهج سلاحه ونجاحه في الهيمنة على قرارات البلد الرسمية وتحالفه غير المسبوق مع رئيس الجمهورية ميشال عون خلافاً لما كان عليه حال رؤساء الجمهورية السابقين. وما زال حزب الله يعتقد أن بيروت هي فعلاً إحدى العواصم العربية الأربع التي تسيطر عليها إيران، وأن لبنان هذا البلد الصغير بمساحته لم يعد محل اهتمام دولي وعربي ما يتيح له بسط سيطرته ومصادرة القرار الوطني، لكنه فوجئ منذ إطلاق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نداءه حول “حياد لبنان” بحركة دبلوماسية دولية وعربية غير عادية ترافقت مع التفاف وطني حول البطريركية المارونية، ذكّرت بنداء المطارنة الموارنة الشهير في ايلول عام 2000 الذي دعا برئاسة البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير بجلاء القوات السورية بعد إنجاز الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.

فعندما صدر نداء المطارنة عام 2000 استحوذ على أهمية كبرى في عهد الرئيس اميل لحود حليف سوريا وحزب الله، لكن البعض قلّل حينها من أهمية تأثير ذلك النداء على موازين القوى إلى أن بدأت تتكتّل المعارضة المسيحية وإلى جانبها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ثم الرئيس الشهيد رفيق الحريري مترافقة مع قرارات دولية صارمة، وينتهي الأمر بخروج الجيش السوري من لبنان. والحال نفسه يتكرّر اليوم، يستخفّ حزب الله وحلفاؤه بحجم البطريرك الراعي ويطلقون في حقه اتهامات التخوين والعمالة، منطلقين من شعور بفائض القوة نظراً لما يخترنه الحزب من أسلحة وصواريخ من دون أن يدرك أن هذه القوة بالذات باتت نقطة ضعف العهد والحكومة وسبب العزلة العربية والدولية. وفي النهاية ليست دعوة البطريرك الراعي إلى الحياد إلا مرادفاً لإعلان بعبدا الذي سعى الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان للتوصل إليه بمشاركة مختلف القوى السياسية ومن ضمنها حزب الله قبل أن ينقلب على هذا الإعلان ويعتبره حبراً على ورق. وليست دعوة البطريرك الراعي إلى الحياد إلا مرادفاً لمبدأ النأي بالنفس الذي التزمت به الحكومات اللبنانية المتتالية التي ضمّت في صفوفها وزراء لحزب الله وانقلب عليه الحزب وأدار له ظهره بقتاله في سوريا والعراق واليمن.

ولو التزم حزب الله فعلاً بإعلان بعبدا أو بالنأي بالنفس، لما كان البطريرك الماروني الذي يحمل مسؤولية الحفاظ على هوية لبنان وسلامته وسيادته انطلاقاً من الدور التاريخي للكنيسة المارونية، بحاجة لأن يدعو إلى الحياد. ولو أخذ رئيس الجمهورية ميشال عون الأمر على عاتقه، ودعا إلى طاولة حوار حول الاستراتيجية الدفاعية التي سبق أن التزم بها بعد انتخابه بدل أن يلبّي طلب حزب الله بتجاهلها، لما إضطر البطريرك إلى رفع الصوت.

أما التذرّع بأن الحياد يتطلّب توافق المكوّنات اللبنانية حوله، فيستدعي بالتالي السؤال لماذا قرار الحرب والسلم الذي يصادره حزب الله لا يحتاج إلى مثل هذا التوافق؟

بحسب معلومات “القدس العربي” فإن البطريرك الراعي يطّلع على كل التقارير والمواقف التي تصدر سواء كانت مؤيدة لطرحه أم معارضة له، لكنه على عتبة نهاية المئوية الأولى للبنان الكبير يريد القيام بمراجعة لما آلت إليه الاوضاع في بلاد الأرز وحال اللبنانيين بمن فيهم المسيحيون الذين كانوا وراء نشوء لبنان الكبير بتفويض لبناني للبطريرك الياس الحويّك عام 1920 مروراً بنيل الاستقلال عن فرنسا عام 1943 والتحرّر من الوصاية السورية عام 2005 من خلال بطريرك الاستقلال الثاني مار نصر الله بطرس صفير وصولاً إلى عام 2020 حيث لا يريد الراعي أن تمرّ المئوية من دون أن تترك بصمة تاريخية. ولذلك هو مصمّم على زيارة الفاتيكان والتواصل مع الأمم المتحدة لدعم لبنان وفكّ الحصار عن الشرعية وتحرير القرار الوطني.

وبالنسبة إلى حزب الله الذي يرفض أي حياد أو تحييد للبنان تحت حجة أن لا حياد مع إسرائيل وللإبقاء على سلاحه، فإن الراعي أكد أن الحياد هو تجاه الجميع ما عدا إسرائيل التزاماً بقضية فلسطين وميثاق الجامعة العربية الذي يفرض الوقوف إلى جانب القضايا العربية، أما أن يبقي حزب الله على ترسانته الحربية وأن يبقي على جبهة الجنوب مفتوحة خدمة للمصالح الإيرانية وسياسة المحاور فهذا أمر آخر. ويأتي طرح الحياد بين استحقاقين داهمين هما أولاً صدور الحكم في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز في 7 آب، وثانياً التمديد لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان في ضوء المواقف الأمريكية الرافضة مثل هذه الخطوة ما لم تترافق مع توسيع مهام القوات الدولية وتطبيق صارم للقرار 1701 نهاية آب. وتُعتبر هاتان المحطتان حاسمتين بالنسبة إلى حزب الله، وتشكّلان مع مواقف الراعي محور استقطاب لقوى محلية وعربية ودولية، فهل يتراجع حزب الله ويلاقي بقية اللبنانيين أم يهرب إلى الأمام ويُبقي البلاد أسيرة سلاحه وارتباطاته، ويهدّد السلم الأهلي؟

 

هل ينجح "حزب الله" في ترهيب بكركي؟

بشارة خيرالله/"ليبانون ديبايت/الأحد 19 تموز 2020

يوم صعد "حزب الله" إلى قصر بعبدا شاكيًا خطورة تدخل مجموعات لبنانية (شمالية) في الحرب السورية، قابلهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بكثير من التفهم والموافقة، كاشفًا عن حل جازم يمنع أي فرد أو فريق لبناني الذهاب إلى القتال في سوريا.

جلسة تاريخية بغياب الحريري وجعجع والصفدي

وفي 11 حزيران 2012 انعقدت هيئة الحوار الوطني في مقرّ الرئاسة في بعبدا برئاسة رئيس الجمهوريّة ومشاركة أفرقاء الحوار، وقد تغيّب منهم دولة الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، كما تغيب الوزير محمد الصفدي بداعي المرض.

وبعد الوقوف دقيقة صمت إجلالًا لروح الراحل الكبير الأستاذ غسان تويني العضو السابق في هيئة الحوار، افتتح فخامة الرئيس الجلسة بإبراز الحاجة الملحّة التي دفعته للمبادرة للدعوة الى استئناف أعمال هيئة الحوار، والتي جاءت لتؤكدها الأحداث المؤسفة الأخيرة وخصوصًا في الشمال وتداعياتها السلبيّة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

تمت مناقشة عامة لبنود جدول الأعمال كما طرحها رئيس الجمهورية، كذلك تمّ الاستماع إلى آراء ومواقف أفرقاء هيئة الحوار بمواضيع مختلفة وطارئة تستلزم اهتمامًا ومعالجات فوريّة. وبنتيجة التداول تمّ التوافق على النقاط والمقرّرات الآتية:

1- إلتزام نهج الحوار والتهدئة الأمنيّة والسياسيّة والإعلاميّة والسعي للتوافق على ثوابت وقواسم مشتركة.

2- إلتزام العمل على تثبيت دعائم الاستقرار وصون السلم الأهلي والحؤول دون اللجوء إلى العنف والانزلاق بالبلاد إلى الفتنة، وتعميق البحث حول السبل السياسية الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.

3- دعوة المواطنين بكلّ فئاتهم للوعي والتيقّن، بأنّ اللجوء إلى السلاح والعنف، مهما تكن الهواجس والاحتقانات، يؤدّي إلى خسارة محتّمة وضرر لجميع الأطراف ويهدّد أرزاق الناس ومستقبلهم ومستقبل الأجيال الطالعة.

4- العمل على تعزيز مؤسسات الدولة وتشجيع ثقافة الاحتكام إلى القانون والمؤسسات الشرعيّة لحلّ أيّ خلاف أو إشكال طارئ.

5- دعم الجيش على الصعيدين المعنوي والمادي بصفته المؤسسة الضامنة للسلم الأهلي والمجسّدة للوحدة الوطنيّة، وتكريس الجهد اللازم لتمكينه وسائر القوى الأمنيّة الشرعيّة من التعامل مع الحالات الأمنيّة الطارئة وفقًا لخطة انتشار تسمح بفرض سلطة الدولة والأمن والاستقرار.

6- دعم سلطة القضاء تمكينًا من فرض أحكام القانون بصورة عادلة ومن دون تمييز.

7- الدعوة الى تنفيذ خطة نهوض اقتصادي واجتماعي في مختلف المناطق اللبنانيّة.

8- دعوة جميع القوى السياسيّة وقادة الفكر والرأي إلى الابتعاد عن حدّة الخطاب السياسي والإعلامي وعن كلّ ما يثير الخلافات والتشنّج والتحريض الطائفي والمذهبي، بما يحقّق الوحدة الوطنيّة ويعزّز المنعة الداخليّة في مواجهة الأخطار الخارجيّة، ولا سيَما منها الخطر الذي يمثّله العدوّ الإسرائيلي، وبما ينعكس إيجابًا على الرأي العام وعلى القطاعات الاقتصاديّة والسياحيّة والأوضاع الاجتماعيّة.

9- التأكيد على ضرورة التزام ميثاق الشرف الذي سبق أن صدر عن هيئة الحوار الوطني لضبط التخاطب السياسي والإعلامي، بما يساهم في خلق بيئة حاضنة ومؤاتية للتهدئة ولتكريس لبنان كمركز لحوار الحضارات والديانات والثقافات.

10- تأكيد الثقة بلبنان كوطن نهائي وبصيغة العيش المشترك وبضرورة التمسّك بالمبادئ الواردة في مقدمة الدستور بصفتها مبادئ تأسيسيّة ثابتة.

11- التمسّك باتفاق الطائف ومواصلة تنفيذ كامل بنوده .

12- تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة وتجنيبه الانعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة، وذلك حرصًا على مصلحته العليا ووحدته الوطنيّة وسلمه الأهلي، ما عدا ما يتعلق بواجب إلتزام قرارات الشرعيّة الدوليّة والإجماع العربي والقضيّة الفلسطينيّة المحقّة، بما في ذلك حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم.

13- الحرص تاليًا على ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانيّة السوريّة وعدم السماح بإقامة منطقة عازلة في لبنان وباستعمال لبنان مقرًّا أو ممرًا أو منطلقًا لتهريب السلاح والمسلحين، ويبقى الحقّ في التضامن الإنساني والتعبير السياسي والإعلامي مكفول تحت سقف الدستور والقانون .

14- إلتزام القرارات الدوليّة، بما في ذلك القرار1701.

15- مواصلة دراسة السبل الكفيلة بوضع الآليّات لتنفيذ القرارات السابقة التي تمّ التوافق عليها في طاولة وهيئة الحوار الوطني.

16- تحديد الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الاثنين الواقع فيه 25 حزيران 2012 موعدًا للجلسة المقبلة لهيئة الحوار الوطني لمواصلة البحث في بنود جدول أعمالها والتي ستكون الاستراتيجية الوطنية للدفاع في صلب المناقشات.

17- اعتبار هذا البيان مثابة "إعلان بعبدا" يلتزمه جميع الأطراف وتبلّغ نسخة منه إلى جامعة الدول العربيّة ومنظمة الأمم المتحدة.

المجموعة الدولية لدعم لبنان والهبة السعودية لتسليح الجيش

وبعد التأكيد على "إعلان بعبدا" في جلسات الحوار المتتالية بالإجماع اعتُمِد "إعلان تحييد لبنان" كوثيقة أممية، وبعد تأييد غالبية الدول كل ما ورد فيه بناءً على عزم رئيس الجمهورية على إقرار استراتيجية دفاعية تمهيدًا لحصر السلاح بيد السلطات الشرعية، تهافتت الدول لمساندة لبنان، فتأسست المجموعة الدولية لدعم لبنان ISG كما أعلنت المملكة العربية السعودية عن هبة (3 مليار دولار) غير مسبوقة لتسليح الجيش، تلتها هبة ثانية (مليار دولار) لمواجهة الارهاب. في حين تراجع "حزب الله" عن موافقته مفضلًا المصلحة الاقليمية الداعية إلى المشاركة في الحرب السورية على المصلحة اللبنانية الداعية إلى "تحييد لبنان" عن الصراعات وتجنيبه انعكاساتها السلبية، تحت حجج واهية تارةً بحجة الدفاع عن بعض اللبنانيين داخل الحدود السورية وتارةً أخرى بذريعة الدفاع عن المقامات المقدسة، قبل ان يُعلن السيد حسن نصرالله استراتيجيته الخاصة (حيث يجب ان نكون سنكون)، كما في بيروت كذلك في دمشق وفي بغداد وفي صنعاء وفي أية دولة أخرى.. (تم الكشف عن خلايا مسلحة تابعة لـ"حزب الله" تنشط في بلدان عربية عدة منها على سبيل المثال لا الحصر خلية سامي شهاب في مصر وخلية العبدلي في الكويت وأخرى في الأردن).

التحييد والترهيب

منذ ذلك الحين لم يعدم "حزب الله" أية وسيلة للاطباق على سياسة "تحييد لبنان"، حيث أدار أشرس هجوم على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان (عرّاب التحييد) ساعيًا في هجومه إلى إفهام أي مرشح ماروني لرئاسة الجمهورية وأي طامح سنّي إلى رئاسة مجلس الوزراء ان كل الطرق إلى السلطات الدستورية أو المناصب تمر من "حارة حريك"، معتمدًا في الوقت عينه سياسة الـIntimidation لترهيب كل من يُفكِّر بصوابية تحييد لبنان، وصولًا إلى إقدام مجموعات تدور في فلك "الممانعة" على إحراق خيمة "الملتقى" التي دعت الثوار إلى مناظرة حول "التحييد"، وهذا ما يُفسِّر تهرّب غالبية القوى وعدم المجاهرة بضرورة "تحييد لبنان"، والاكتفاء بترداد كلمة "النأي بالنفس" المغايرة في معناها. (النأي بالنفس موقف اتخذته الحكومة اللبنانية من قصر بعبدا في 9 حزيران 2010 وأبلغته إلى مجلس الأمن، حيال فرض أميركا عقوبات على إيران لتجميد برنامجها النووي).

حوار بعبدا 2020

لحظة تلقي الرئيس ميشال سليمان دعوة الرئيس ميشال عون إلى جلسة الحوار في قصر بعبدا، كان المزاج الشعبي العام يميل إلى ضرورة المقاطعة، وكانت غالبية القوى المدعوة إلى الحوار قد اعتذرت. ومع ذلك، وخلافًا للمزاج العام ولرغبات وتمنيات كثيرين، لبى الرئيس السلف دعوة الرئيس الخلف على قاعدة "صديقك من صَدَقَك"، وصعد إلى القصر الجمهوري ليضع الأصبع على مكمن الخلل ويذكِّر جميع القوى بضرورة العودة الطوعية إلى "إعلان بعبدا"، وهم أنفسهم الذين وافقوا عليه في المكان نفسه قبل ان يتراجعوا بفعل مونة "حزب الله" الغارق في محاور الأمم.

لقاء الديمان

لقيت مداخلة الرئيس سليمان المطالِبة بضرورة "تحييد لبنان" صداها الداخلي ولفتت أنظار الدول الصديقة للبنان، إذ شكلت المخرج الوحيد لإنقاذ البلاد من عزلتها القاتلة.. وبعد "حوار بعبدا" زار الرئيس سليمان البطريرك بشارة الراعي في الديمان، حيث تناول البحث أهمية العودة إلى التحييد وضرورة إقرار الاستراتيجية الدفاعية كخطوة أولى على طريق إنقاذ لبنان.

أعاد البطريرك الراعي الأمل إلى اللبنانيين في تبنيه ضرورة "تحييد لبنان" ونال تأييد غالبية القوى ما عدا "حزب الله" الذي باشرت "جيوشه الالكترونية" بتخوين الراعي وكل من يؤيد الحياد أو يطالبه بالعودة إلى ما تم الاتفاق عليه في "إعلان بعبدا".

بين شارل مالك ومحمد شطح

في 30 كانون الأول 2013 وفي الذكرى الـ25 على رحيل نبراس لبنان شارل مالك استذكرت في مقال نشرته صحيفة المستقبل اللبنانية، رؤية الراحل الكبير الذي وجد من خلال أفكاره النيِّرة والطروح، حلًا للأزمة اللبنانية أو ما يشبه المسوَّدة المُبكِرة جدًا لـ"إعلان بعبدا"، كتبها بخط يده على "ورقة خرطوش"، رأى فيها أن "لبنان دولة ومجتمع ومجموعة انتماءات دينية وثقافية. بقدر ما هو دولة بالفعل، يكون حرًا سيدًا مستقلًا، بمعنى هذه الصفات الثلاث المتعارف عليها دوليًا. وهذا يعني أن لبنان غير تابع لأحد، ولا يصادق أحدًا لقاء معاداة أحد، أو يعادي أحدًا لقاء مصادقة أحد. وإذا قيل له: أُصادقك شرط أن تعادي غيري، يرفض هذا العرض". (انتهى).

وقبل استشهاده بفترة قصيرة، وجّه الوزير محمد شطح رسالة لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ حسن روحاني، لا تخلو خلاصة مضمونها من اقتباس لأفكار شارل مالك، شرح من خلالها حقيقة المعاناة اللبنانية الحديثة مع سلاح "حزب الله" ومسبباته والتداعيات الناتجة عن دخوله في معارك سوريا بعد أن لعبت المقاومة الدور الأساسي في تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا فيها الرئيس المنتخب حديثًا، إلى فعل ما يجب فعله بغية إنقاذ لبنان، إلى جانب مجموعة دولية وإقليمية مؤثرة في الوضع اللبناني من خلال إيجاد حلّ لتجاوزات "حزب الله" الذي يُشكِّل ذراعًا تنفيذية للحرس الثوري الإيراني في لبنان ومصر وسوريا وغيرها من البلدان.

التيار بين قوة المنطق ومنطق القوة

لكل فريق في لبنان رأيه الواضح المتعلق بالتحييد، لكن "التيار الوطني الحر" ورئيسه وصولًا إلى مؤسسه (الرئيس عون)، يجد نفسه بين مطرقة "قوة المنطق" في كلام البطريرك الراعي وبين سندان "منطق القوة" الذي يُمثله "حزب الله" المسيطر على كل القرارات في لبنان، سيّما قرار الحرب والسلم.

وفي معرض ما نُقل عن لسان الرئيس ميشال عون خلال اللقاء الذي جمعه بالبطريرك الراعي، حول ضرورة الحوار مع "حزب الله" وعدم القدرة على فرض "التحييد" عليه، لا بد من سؤال حول أحقية "حزب الله" بفرض رأييه على باقي المكونات والذهاب للقتال حيث يريد متخطيًا رأي الدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية وقواها الأمنية وغالبية اللبنانيين الرافضين تدفيعهم ثمن تداعيات صراعات المحاور.

كما لا بد من تذكير الجميع بأن "تحييد لبنان" نال تأييد أعضاء هيئة الحوار من دون استثناء وفي مقدمتهم "حزب الله"، كما نال تأييد الثلاثي الغائب عن جلسة "إعلان بعبدا" (سعد الحريري – سمير جعجع – محمد الصفدي).

الخلاصة

بناء على كل ما تقدم، لن تقوم للبنان قائمة اقتصادية أو سياسية إن لم يعتمد سياسة تحييد نفسه عن صراعات المحاور، ما يعني ضرورة العودة إلى كل ما جاء في "إعلان بعبدا" كمقدمة لإقرار الاستراتيجية الدفاعية التي تحصر استعمال السلاح بيد الشرعية اللبنانية.

وعليه، يُحتِّم الواجب الوطني وقوف كل لبناني يُغلِّب المصلحة الوطنية على المصالح الأخرى، إلى جانب البطريرك الراعي للسير في مشروع "تحييد لبنان" والعودة إلى "إعلان بعبدا" قبل فوات الأوان.. حتى "حزب الله"، سيجد في هذه العودة مصلحة ناسه المغلوب على أمرهم.

أما الرئيس ميشال عون، فأمامه فرصة تاريخية للاستفادة من كل الكلام المنادي بضرورة تحييد لبنان "حفاظًا على ما تبقّى" لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، والاسراع في مصالحة لبنان مع محيطه العربي ووضح حد لأي فريق يستعمل الساحة اللبنانية لاستفزاز كل دول العالم كرمى عيون إيران.

 

الراعي والحياد..لا مهرب لحزب الله وعون من التنازلات

منير الربيع/المدن/20 تموز/2020

شكل موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي انقلاباً في وجدان المسيحيين. إنها صحوتهم التي يريدون لها أن تستمر، لمواجهة تغيير وجه لبنان الحضاري والثقافي، على ما قال الراعي في قداس أمس الأحد 19 تموز الجاري.

من بغداد إلى بيروت

مواقف البطريرك لا تقتصر حيثياتها على المحلية فحسب. فإلى استناده إلى مواقف دولية، فإن لغة الحياد تتمدد من بغداد إلى بيروت. وكذلك لغة إغلاق المعابر غير الشرعية وإقفال "سلطنات" طهران الاستراتيجية وخطوط إمدادها. ولم تعد الضغوط مقتصرة على خطوط الإمداد فحسب: على الحدود الإيرانية - العراقية، والعراقية - السورية، والسورية – اللبنانية؛ بل تمتد اليد أيضاً إلى الجغرافيا التي تمثّل حواضر احتضان المشروع الإيراني، من طهران إلى بغداد والشام وبيروت، ووصولاً إلى صنعاء. وإغلاق المعابر، يتكامل مع فكرة الحياد لبنانياً وعراقياً.

كرة الثلج تتدحرج

نداء البطريرك الماروني بشارة الراعي عن حياد لبنان، ليس "صوتاً صارخاً في البرية"، وفق توصيف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. بل هو كرة ثلج تتدحرج، ويُراد له أن يكون صوتاً طالعاً من تظاهرات شعبية وسياسية لبنانية عارمة، تؤسس لمرحلة جديدة. مرحلة تنتظر الكثير من التصعيد والتحولات السياسية من الآن إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. شطر وازن وواسع من الطائفة السنية يلاقي موقف الراعي حول الحياد. وليد جنبلاط ثابت على موقفه: "عند تغير الأمم احفظ رأسك". وهناك قوى مسيحية واسعة تتحلق حول البطريرك. لم يعد باستطاعة رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره أن يبقيا خارج السرب. وذهب جبران باسيل إلى الديمان. طلب من الراعي تخفيف لهجته قليلاً، وعدم استفزاز حزب الله. لكنه لم يتمكن من تلافي الكلام عن الحياد، ولو بالتفافات لغوية وتغليفها باستعادته عبارة قديمة مستهلكة: النأي بالنفس.

ضربات في إيران

مسألة تثبيت الحياد تتخذ منحى تصاعدياً وتصعيدياً من الأميركيين والإسرائيليين. وإذا حملنا الصورة على بساطتها، نستعيد تصعيد حزب الله ضد الضغوط التي يتعرض لها محور الممانعة، ورده عليها بنشره فيديو يحدد فيه أهدافاً إسرائيلية قادر على ضربها وتدميرها بصواريخه الدقيقة. بعد انتشار الشريط يتحدث قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني، عن قدرته على تدمير إسرائيل. فكان الردّ الإسرائيلي والأميركي هذه المرّة بفاعلية كبيرة: استهداف مواقع أساسية داخل الأراضي الإيرانية. والمواقع المستهدفة تمثّل رمزياً ومادياً إحدى المرتكزات الأساسية لتصدير الثورة ونشر المشروع الإيراني في المناطق، لا سيما أن المواقع المستهدفة على علاقة بمشاريع الطاقة أو البرنامج النووي.

تعني هذه الضربات أن استهداف إيران في المنطقة لم يعد يقتصر على غارات إسرائيلية أو مجهولة، تستهدف قوافل الأسلحة على الحدود العراقية – السورية، أو اللبنانية – السورية، ولا  مواقع الإيرانيين وحلفائهم في سوريا. بل انتقلت الضربات إلى الداخل الإيراني، لا بد أن تتوسع.

سقوط الاستثناء اللبناني

ومن نزع الحُرْم عن إيران، لن يبقيه مخيماً على لبنان، في ظل تخوف من احتمال تمدد عمليات قصف الطائرات المجهولة المعلومة بعض مواقع حزب الله في لبنان. إذّاك، لا يمكن الركون إلى معادلة استثناء لبنان من عمليات التصعيد هذه. فقد يسقط الاستثاء اللبناني، تماماً كما سقط الاطمئنان إلى الموقف الأميركي والدولي الجامع القائل باستحالة السماح بانهيار لبنان مالياً واقتصادياً. وكان أن استفاق اللبنانيون على مصائبهم المالية والاقتصادية الغارقين فيها الآن. لذا ليس مستبعداً حصول ضربات تستهدف مواقع أو مخازن صواريخ أو منصات لإطلاقها في لبنان.

اليونيفيل والصواريخ

ولكن بمعزل عن السياق العسكري، لا بد من مراقبة سياق التصعيد السياسي الدولي، ولو رمزياً: زيارة السفيرة الأميركية دورثي شيا قبل أيام الجنوب اللبناني، وتفقدها عمل قوات الطوارئ الدولية. واليونيفل أحد العناوين الأساسية التي تركز عليها واشنطن حالياً، لتعزيز نطاق عمل القوات الدولية. وتضغط أميركا على الدول الممولة لقوات اليونفيل لوقف دفع مستحقاتها، ما لم يحدث تغيير جوهري وتعزيز فاعليتها في مهامها. أسقطت فرنسا وروسيا والصين مسألة تعديل صلاحيات نطاق عمل القوات الدولية. لكن واشنطن ستعمل على تفجير مسألة التمويل في وجه هذه الدول، وخصوصاً فرنسا.

مسار التصعيد من بوابة اليونفيل سيستمر في إصرار أميركا على تعزيز قدراتها بكاميرات مراقبة وأجهزة حساسة لرصد أي تحرك لسلاح حزب الله في تلك المنطقة. وتتحدث المعلومات عن أن الأميركيين يشددون على تفكيك صواريخ الحزب الدقيقة، وتسليم خريطة انتشارها. وهذا من سابع المستحيلات لدى حزب الله.

المواقف الحالية لا تشير إلى احتمال تراجع أي من الطرفين. واستمرار التصعيد قد يجد طريقة للتنفيس في حلقة تفاوضية ما، في ثغرة في جدار ما. لكن هذا لا بد أن يبدأ بتنازل ما يقدمه حزب الله، في مجال الصواريخ وتفكيكها، إلى جانب الشروع في ترسيم الحدود. وفي هذا السياق، لا بد من توقع المزيد من الضغوط، اشتداد الحصار، وتنامي مخاطر حدوث خطأ عسكري ما غير محسوب.

 

وليمةُ السّطوِ على الدولة

عصام الجردي/المدن/20 تموز/2020

هل خطر في بال أحد أن تقف المنظومة السياسية الزبائنية والمالية ضد صندوق النقد الدولي؟ لم يحصل هذا قط. بل يلتفّ لبنان على كل المؤسسات الدولية وبيوت الخبرة والاستشارات والمؤسسات ذوات الصلة بالرقابة المالية والمحاسبة الدولية والتدقيق. الحكومة تعيد النظر بتقرير شركة لازارد الاستشارية التي تعاقدت معها لمساعدتها في ملف الديون الخارجية والداخلية وتقديم اقتراحاتها في هذا المجال، بعدما أحبط رئيس مجلس النواب نبيه برّي ولجنة المال والموازنة النيابية برئاسة ابراهيم كنعان، خطة الحكومة قبل وصولها إلى المجلس. الحكومة ضد شركة Kroll للتدقيق الجنائي بدعوى تعاونها مع العدو الإسرائيلي. ولم تتمكّن بعد من اختيار شركة بديلة. مصرف لبنان لا يعترف بسريان معيار مجلس معايير المحاسبة الدولية IFRS 39. الذي دخل حيز التنفيذ في 1 كانون الأول 2018، ويحدد كيفية تصنيف الموجودات المالية والمطلوبات وقياسها. ويفرض الاعتراف بمخصصات خسائر الائتمان حين الاعتراف الأولي بالموجودات المالية. بينما بموجب معيار المحاسبة الدولي السابق 39، يتم إثبات الخفض في القيمة في مرحلة لاحقة، عندما يكون هناك خسارة في الائتمان. دعوى مصرف لبنان أن للمصارف المركزية نموذجًا آخر يختلف عن المعيار المذكور المطبّق على المصارف التجارية. خسائر مصرف لبنان من نحو 49 مليار دولار أميركي هي الفجوة الأكبر في الأزمة المالية والمصرفية. ويرى حاكم المصرف رياض سلامة جواز ترحيل الخسائر إلى سنوات لاحقة يحقق فيها مصرف لبنان أرباحًا مفترضة. السؤال متى؟ وحلّ مشكلة خسائر مصرف لبنان مفتاح  أساس مشكلة خسائر القطاع المصرفي. وجهة النظر هذه مخالفة لوجهة نظر صندوق النقد الدولي ومصارف مركزية دولية كبيرة. وكتبنا عن هذا الموضوع في حينه.

تفريغ الودائع

كل خطاب المجتمع المالي الدولي، والحوكمة، والشفافية، والمصارف المراسلة، ووجوب عدم عزل لبنان عنها، سقطت للتوّ. وظنّي أن الجدل العقيم والرياء السياسي والمالي سيستمرّ، حتى تتخفّف حسابات المصارف من الودائع الدولارية لقاء ليرَلة الودائع Lirafication أو الـ"لولار" كما يوصف اليوم. أو تعطى شيكات مصرفية دولارية لشراء عقارات، يمكن أن تؤول إلى ارتفاع أسعارها بعد ركود سنوات. فترتفع معها قيمة الضمانات المحمولة على تسليفات المصارف للقطاع الخاص. ومعظمها ضمانات عقارية. المهم الخلاص من حقوق الناس وودائعهم. حتى اذا طال الوقت على هذا المنوال، واستمرّ معه هلاك سعر صرف الليرة، تتراجع قيمة الدين العام المقوّمة بالليرة، وتتراجع خسائر المصارف والدولة معًا. فتنتصر رؤية منظومة الأوليغارشيا لخسائر الفريقين. فهما فريق واحد في الأصل. عبثًا نرى ملمحًا من ملامح حكومة دفنت خطتها باذلال. ورئيسها حسّان دياب باق في الحكومة "لأن الحكومة البديلة ليست جاهزة. وسنستمرّ في تصريف الاعمال لسنة أو ربما لسنتين، وهذه جريمة بحقّ البلد واللبنانيين"، على ما قال. أهم ما يُحفظ لرئيس الحكومة إعلانه على الملأ أن خطّة التعافي المالية لن تمسّ 98 في المئة من الحسابات. وقد فُهم من كلامه أنّ الخطّة ستطال شريحة الودائع المليونية والمليارية خصوصًا، لسداد فجوة من نحو 64 مليار دولار أميركي. هذه الشرائح هي التي راكمت المنافع والأرباح من الفوائد والهندسات المالية. ومن اقتطاع حقوق الخزانة والدولة وحيازاتها ومؤسساتها. تربّحت من آلام العجز والدين. هناك تبييض أموال في كل مؤسسات الدولة الرابحة تحوّلت إلى الخارج. كل زعماء هذه المنظومة الوقحة الذين لهم زبائن على رأس تلك المؤسسات العامة والمصالح المستقلة وفي إداراتها، شركاء في تبييض الأموال. وكان يجب بموجب قوانين الهيئة الخاصة لمكافحة تبييض الأموال وأموال الإرهاب، الحجز على ودائعهم وإخطار النيابة العامة التمييزية بهم، قبل أن يحولوا أموالهم إلى الخارج، ونروح نبحث عن خفض الخسائر بليرّلة الودائع. وطوفان النقد بالليرة يؤمنه مصرف لبنان من سعر الصرف وقوة الأجور الشرائية. ويصادر خلافًا للقانون والدستور حوالات العملة الأجنبية التي تدخل  لبنان. وكأنّه يقول لأصحابها مراسلين ومتلقين، إمّا أن  تكفّوا عن إرسال المال أو تشحنوا عائلاتكم إلى ما وراء البحار والجزيرة العربية. نهجس الآن بتفاقم خطر جائحة كورونا بأكثر ممّا يفرج عنه لوسائل الاعلام. مطار رفيق الحريري هو المصدر الأساسي للعملات الأجنبية تنقل محمولة باليد لوقايتها. لو فرضت "حكومة الأمر الواقع" أي إجراءات ستكون قيد البحث اليوم على حركة المطار، عليها أن تتحسّب لجائحة سعر صرف يتفلّت من قيوده.

الدجاجة بعد البيض!

طعام الوضيمة يغلي الآن تحت قِدر الوليمة من أصول الدولة وحيازاتها وموجوداتها لتغطية الخسائر. "نواب الأمة جمعاء" تكفّلوا الأمر من دون أن يكلّفوا أنفسهم عبء جلسة تنعقد لمواجهة الانهيار. أكلوا البيض عقودًا. يريدون أكل الدجاجة الآن. استفزّني ما قرأت لصديق قديم يعمل بالعقل والبحوث في أحد المصارف الكبيرة. "الدولة تعسّرت اليوم عن سداد ديونها بالعملات الأجنبية، وعندما يتعسّر المدين، لا يطالب الدائن بأمواله، وإنمّا تصفّي ممتلكات المدين. علماً أنّ الدولة اللبنانية لديها موجودات تغطي تقريبًا مطلوباتها الاجمالية". نردّ على المصرفي والأستاذ الجامعي، كي لا يبلغ الشطط طلّابه. ودائع الناس ضمن بند "المطلوبات" في ميزانية المصارف. وهي المدين في مثل هذه الحال. الدائن هو المودع. المصارف توقفت عن الدفع. لو امتثل المودعون لما تقول لحقّ لهم دائنين تصفية المدين للحصول على حقوقه؟ لماذا تحيلونه على مدين أسوأ منكم، ولم تحفلوا لمخاطر السيولة ومخاطر الائتمان لقاء أرباح شبه ربوية؟ المصارف هي الوديع وليس الدولة.. نتوجّه الى رئيس الجمهورية ميشال عون. العين الآن على أصول الدولة لتغطية خسائر المنظومة الزبائنية. في تصريح أخير لك قلت "عبثًا نحاول محاربة الفساد اذا لم نجرِ التحقيقات المالية. لأننا لن نستطيع أن نصل إلى معرفة كيف هُدرت الأموال إن لم نقم بعملية التدقيق الجنائي في حساباتنا". الشعب يريد تنفيذ قرار جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت برئاستك وتنفيذ التدقيق الجنائي في مصرف لبنان. وشمول القرار مؤسسة كهرباء لبنان والاتصالات وإنترا ومصرف التمويل والريجي ومجلس الإنماء والإعمار ومرفأ بيروت وكل الصناديق المشتبهة. نريد أن تفرج عن التشكيلات القضائية ويستقلّ القضاء. لا يُعقل هذا الكمّ من الفساد بحجم الانهيار والقضاء محجور عليه، ونستجدي استشارة من هنا ووكالة من هناك؟

 

الحياد سلام وحزب الله حرب ومشروع عسكري سياسي

نادر فوز/المدن/20 تموز/2020

قد لا نتفاجأ بعد أيام بخبر اعتصام أمام قنصلية أذربيجان في لبنان. في قرة باخ، معارك وحروب واشتباكات تهدأ وتشتعل منذ مئة عام على الحدود بين الدولتين الآذرية والأرمنية. آلاف القتلى والمهجرين، وصراع يدوم ونزاع يتطوّر، كأحوال سائر الدول الناشئة عن سقوط الإمبراطوريات وتفكّكها.

لم يحصل تحرّك مماثل من أبناء الأجيال اللبنانيين من أصول أرمنية بعد. لكن هذا ممكن وغير مستبعد. فلا شيء مستبعد في لبنان بتلوينات جماعاته ومكوّناتها، وانتماءات التاريخ الحيّ الذي لا ينضب.

الأزمة واقعة

في لبنان نقاش متجدّد عن الحياد. وفتح السجال يعني أنّ الأزمة وقعت. قبل عقدين من الحرب الأهلية، حياد ونقاش ونتائج ملموسة إلى حين قرّر الخارج غير ذلك. كان العالم يتنازع، فيتقاتل اللبنانيون في الداخل. عبارات طبعت تاريخ السجال: "قوة لبنان في ضعفة"، "لبنان ذو وجه عربي"، "يستسيغ الخير النافع من حضارة الغرب"، "بوابة الشرق والغرب". وهذا لم يكن إلا من عوامل التفجير أصلاً، على اعتبار أنّ الدعوة إلى الحياد موقف سياسي من صراع خارجي. فالصراع في المنطقة يعني المجموعات اللبنانية المتنوّعة، والتي والت الغرب أو الشرق.

انقلاب المعادلة

بعد العام 2005 حياد آخر. تجدّد السجال إلى حين انقلبت الطاولة فبات "الخارج" يطلب حياد لبنان. قلَب حزب الله في لبنان كل الموازين. مع السيطرة الفعلية لمشروعه، بات لبنان باحة خلفية، قاعدة. منها انطلق الحزب إلى سوريا، ثم العراق، وصولاً إلى اليمن وغيرها. بات عنصراً فاعلاً وأساسياً من حروب المنطقة.

لم يأت الخارج إلينا بالأزمات، لا بل إن حزب الله شارك في حروب الخارج. شارك بفاعلية في حسم الحرب في سوريا، وقلب الموازين فيها، ومعها المعادلة. بات الحياد، بشكل من الأشكال، مطلباً خارجياً.

دولة حزب الله

ينصّ مبدأ الحياد، على التزام الدولة عدم التدخّل في شؤون الدول الأخرى. يمنعها من الانضمام إلى أحلاف عسكرية وإقامة قواعد حربية لطرف أجنبي واستخدام أراضي لأغراض عسكرية. ينهيها عن تقديم المساعدة لأي طرف مشارك في الصراع. حزب الله يفعل عكس هذا كله في لبنان. هو حزب مؤسس على الحرب، والحياد سلم. والحزب جزء من محور، والحياد كسر للمحاور. حزب الله حرب ومشروع عسكري صار سياسياً عسكرياً، كأنّه نقيض التعريف والمبدأ. لبنانه جزءٌ من معاركه، بغض النظر عن رأي من فيه وإرادتهم ورغبتهم. والحزب صادر القرار اللبناني كاملاً، منذ أيام أيار 2008. سيطر على البلد، أرضاً وأمناً. كرّس سيطرته لاحقاً في المؤسسات الدستورية، رئيساً وبرلماناً وحكومات. أصبحت دولة حزب الله، ملحقةً بمحور الممانعة. بات البلد عصب المحور، وحديقته الخلفية وقاعدته المتوسطية.

عروض التفاوض

منذ عقود، يمتشق حزب الله السلاح. يلوّح بها في كل حين وعند كل مفترق سياسي. تنهال عليه عروض المقايضة، فلا يأبه ولا ينجرّ إلى الحوار والتفاوض مع المكوّنات الأخرى. السلاح مقابل التحرير، السلاح مقابل السلام، السلاح مقابل الازدهار، السلاح مقابل مكتسبات الداخل، السلاح مقابل المثالثة. واليوم السلاح مقابل فك العقوبات والحصار وكف الملاحقات. كلها عروض سقطت أو ستسقط، طالما أنّ الحزب يسيطر على البلد ويمسك بأمنه وسلمه وقراره، ولا مهرب أو مفرّ من كسر هذه المعادلة في المدى المنظور.

 شعب محتلّ

سيطر الحزب على لبنان، ووجد اللبنانيون أنفسهم عالقين بين آلة القتل المستمرة في سورية على يد النظام وحلفائه وأعدائه، وآلة القتل الإسرائيلية الدائمة في فلسطين. في الأراضي المحتلة شعب يُقتل وأراضٍ منهوبة، وفي أراضٍ أخرى محتلّة شعب مهجّر ودويلات ميليشيات. أما هنا فشعب يموت جوعاً وقهراً من إفرازات منظومته. بلد محتلّ بطريقة أو بأخرى، أو على الأقلّ كل قراراته مصادرة. شعب بات مطلبه العيش فقط، كما مطالب سائر الشعوب المحيطة. مطلبه الخبز قبل أي شيء آخر. نسي الإصلاح والفساد والمحاصصة، يريد ما يؤكل فقط. وليس الحياد صحناً يوضع على طاولة العشاء في المساء.

 

"إغتيال" الجامعة الأميركية

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 20 تموز 2020

إعادة الهيكلة التي إضطرت إليها الجامعة الأميركية في بيروت، ونتج عنها الاستغناء عن خدمات نحو 850 موظفاً من أصل 1500 سيطالهم التسريح، ليس إلاّ الملمح الأخير لجحيم الإنهيار الاقتصادي المُنذر بالتوسع. فالجامعة التي سبقت ولادة لبنان الكبير بأكثر من نصف قرن، شكلّت علامة الحداثة الأبرز فيه والمؤشر الحاسم على رفعة المكانة الاجتماعية والثقافية والكفاءاتية لطلابها وأساتذتها والعاملين في مستشفاها العصري الذي لا يزال الأفضل في المنطقة. بلا مبالغة، هي الكيان الذي يختصر أفضل ما في لبنان.. حجراً وبشراً، وهي ما يستدل به على مكامن الطمأنينة في البلاد ومستقبلها. يطمئن لها الطالب والمريض والطامح والاستاذ والناشط السياسي..  لذا حين يرى اللبنانيون التداعي الذي يصيبها، يصيبهم شيء في صلب طمأنينتهم أو ما بقي منها وحال لبنان هي حاله.. أقفل قبلها الكثير وسيقفل بعدها الكثير، لكن الجامعة الأميركية يسيجها وهم أنها أقوى المنهكين، وآخر من يسقطون في صراع البقاء!

تفشل الدولة حين تعجز عن تقديم الخدمات الاجتماعية للمواطن

ما شاهده اللبنانيون على شاشاتهم عن قصص قاسية للمسرحين هي قصص يومية في لبنان، في مؤسسات لا تنتبه لها عدسات الكاميرات ولا يسجل مآسيها الصحافيون ولا ينخرط في رثائها المهتمون بالشأن العام. لكنها الأميركية، التفاحة الأكثر نضارة في سلة لبنان. الحمراء اللامعة التي لا يصيبها ما كتب لبقية الناس. الحصن الأخير الواقع بين البحر والسماء، تفرجوا على بعضه يسقط وينذر بسقوط الباقي. إنّها مجرد مسألة وقت. تزامن مشهد الأميركية مع تصريحات لوزير الاقتصاد في ”حكومة اللاشيء“ راوول نعمة يبشر فيها اللبنانيين بأنّ دولتهم باتت "دولة فاشلة“. الواقع أنّ لبنان دولة استكملت عضويتها في نادي الدول الفاشلة بعد أن كانت نصف فاشلة لعقود طويلة تغاضى اللبنانيون عنها وتحايلوا للتعايش معها. تفشل الدولة حين تفقد حقها بحصرية إمتلاك أدوات العنف.. فالسلاح بيدها والسجون بيدها وقرار السجن أو الاعدام بيدها.. وبيدها وحدها.. وهذا ما فشلنا فيه كلبنانيين منذ اتفاق القاهرة المشؤوم عام 1969 إلى ثلاثية الشؤم: الجيش والشعب والمقاومة!!

وتفشل الدولة حين تعجز عن تقديم الخدمات الاجتماعية للمواطن.

نصف فشلنا الأول موثق منذ أن قرر جزء من اللبنانيين أنّ فلسطين أهم من لبنان وأنّ القدس أهم من بيروت.. ثم استكملنا النصف الثاني للفشل مع الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي الذي يعيشه لبنان كجزء من الانهيار في عموم ما يسمى محور إيران حيث يتمدد "هلال العملات والاقتصادات المنهارة" من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق! إصابة الجامعة الأميركية لا مناص منها وسط هذا الخراب الكبير. فلبنان دولة منكوبة ولا مكان في الدولة المنكوبة لشيء كالجامعة الأميركية أو مثيلاتها كل الرسائل العربية التي وصلتنا تشير إلى هذا الواقع. رسالة الرئاسة المصرية إلى لبنان، شدّدت على أولوية الاصلاحات كمدخل للحل عبر صندوق النقد الدولي وشدّدت بالتوازي على نأي لبنان بنفسه عن "تجاذبات المنطقة". الرسالة الكويتية التي سمعها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم مباشرة لا تختلف كثيراً. حتى قطر طلبت مراجعة الأميركيين قبل أن تساعد لبنان، على الرغم من مصلحتها في المساعدة ضمن استراتيجية اسثمار الفراغ التي تمولّها قطر وتديرها تركيا!

وكل الرسائل حملت في طياتها استعداداً للمعونات الانسانية لا أكثر. على هذا المنوال لم تتجاوز فرنسا في إبداء استعدادها لمساعدة بعض المؤسسات التعليمية الفراكوفونية في بند المعونة الانسانية، في بلاد فقدت فيها العملة الوطنية أكثر من 80? من قيمتها في مقابل الدولار!

إصابة الجامعة الأميركية لا مناص منها وسط هذا الخراب الكبير. فلبنان دولة منكوبة ولا مكان في الدولة المنكوبة لشيء كالجامعة الأميركية أو مثيلاتها. أما تحميل الجامعة نفسها مسؤولية اضطرارها لإعادة الهيكلة فهو من الغباء وقصر النظر ما لا حاجة لمساجلته. فالجامعة التي دأبت على مشاريع التوسعة في السنوات الأخيرة وتجرأت على الحلم بتمتين موقع لبنان على الخارطة التعليمية والصحية، كانت تعلن ضمناً أنّ التوسعة باب لخلق الوظائف لا العكس.. أما إضطرارها اليوم لإعادة الهيكلة فهو نتيجة مباشرة لعملية الاغتيال المنظمة لجرأة اللبنانيين عل الحلم، منذ أن بدأ إغتيال لبنان عام 1969.

ليس صدفة أنّ من يغتالون الجامعة اليوم من ضمن اغتيال أوسع للبنان اختلطت بدايتهم بإغتيال رئيس الجامعة الاميركية مالكولم كير في 18 يناير 1984، بالقرب من مكتبه.

 

بومبيو لـ دياب..فهمتوا أو بعيد؟

وليد الخوري/ليبانون ديبايت/الاحد 19 تموز 2020

ما من عاقل في لبنان خطر بباله ان يعلن رئيس الحكومة حسان دياب من الديمان غير ما أعلنه. فالرجل الذي "ما صرلو بالقصر إلّا من مبارح العصر" ما زال باكراً بالنسبة له أن ينضم لنادي رؤوساء الحكومات السابقين، في انتظار اتمام الـ 3٪ المتبقية بعد إسقاط المؤامرات الكونية.

كذلك بالنسبة للإستقالة، بعدما "ما بقي بالميدان إلّا حديدان"، في معادلة "مورفي - الاسد" بنسختها الشرقية المقلدة بلهجة حارة حريك الحالية "إمّا دياب أو الفراغ"، كان من المنطقي جداً ان يدفع الريس تهمة هيمنة حزب الله عليه، عملاً بمبدأ النفي من باب تأكيد "الاسطوانة المكسورة".

وكما أرقام كورونا المتصاعدة "كالصاروخ" ،كذلك أوهام حكومة الدياب، التي باتت تعرف أكثر من الاميركيين أنفسهم موقف واشنطن الحقيقي... فليلى عبد اللطيف الحكومية.

فمن بومبيو الى شينكر مروراً بالجنرال ماكينزي، حفلة تقاذف للحكومة اللبنانية تارة في لعبة كرة سلة ترفعها وطورا لعبة كرة قدم تنزلها. وحدهم من هم داخل "خسة السراي" يرفضون التصديق.

طبيعي ان لا تفهم تصاريح" الاصدقاء الاميركيين" كونها بلغة العم سام التي غابت عن كثيرين من محظيي السراي، وان حفظوا الكثير، لكن الغريب ان لا يستوعبوا النسخة الملبننة منها، متخفين خلف اصبع الطمع الاسرائيلي، لارهاب المعارضين وهز عصا العمالة. "فالاخوان" في السراي غريبو الاطوار والطباع من جماعة "تيس وحلبه".... حتى سوداوية كلام مديرة صندوق النقد الدولي قرأ فيها رئيس الحكومة "ايجابية"، كما سبق وقرأ المواقف الاميركية، بعد تعنيفه السفيرة شيا.

وما زاد الطين بلة، الجولات الخليجية لسندباد، الخارجي منها والداخلي، وكأننا به امام احد تلك الملفات التي سبق وعمل عليها على قاعدة المصالحات بتبويس اللحى، رغم ان كلامه من دارة اليرزة خالف في الشكل والمضمون كلام امين عام حزب الله، وان كانت النوايا واحدة، حيث لا حول ولا قوة الا بالرياض "مفتاح القلب والروح"، في زمن اجتماعات القمم على موائد الطعام حيث تضيع العقول عندما تجوع البطون، فيصبح كله واردا، حتى الدجاج بصير لحمة والمشاوي منسف، في السفارة، الكبة والكفتة بصيروا لقطين والطاووق، في السراي، و"الكل عم يضرب".

في كل الأحوال، وأياً كانت القراءات الدونكيشوتية، ومهما حملت بساط الريح سندباد بعيداً، العنوان والمضمون باتا واضحين، والحل معروف، سواء تراجع "الراعي" ام لا، استقال دياب ام لم، فبومبيو قالها" على راس السطح، لا قيامة للبنان او انقاذ له إلّا: حكومة تكنوقراط جدية ، حزب الله خارجها تركيبة وتأثيرا، إصلاحات جدية، ومساواة بين اللبنانيين في الواجبات والحقوق، والاهم عدم الرهان الفاشل على تقطيع الوقت املاً في ان تقلب نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية الموازين، لان الملف الايراني بمتشعباته وخصوصاً الجزء اللبناني منه محط توافق جمهوري - ديمقراطي.

فشروط واشنطن كانت حاضرة بقوة في لقاء المقر الصيفي للبطريركية المارونية، وهي في اساس مواقف بكركي التي لا يمكن تجاهلها او الاستهوان بها، فالتقارير التي تصلها من الخارج تؤكد على جدية التحذيرات، كما ان مجلس المطارنة يضغط باتجاه دعم مواقف البطريرك وتأمين الغطاء والمشروعية الشعبية لها داخل لبنان وفي الاغتراب. من هنا تقول المصادر ان البطريرك عرض مقاربته بشكل واضح وصريح مبدياً انفتاحه على كل نقاش بناء، معيداً التأكيد على مواقفه التي أدلى بها سواء في خطبه ام في حديثه لراديو الفاتيكان، الدولة التي يقف "رئيسها" خلف بكركي في معركة فك العزلة والحصار عن لبنان.

وينقل المطلعون على اجواء اللقاء ان الامور بقيت في العام دون الدخول في التفاصيل، داعية المستائين من استقبال رئيس الحكومة والخائفين من تغيير البطريرك لتوجهه الى الهدوء وعدم الخوف، فهو يستمع للجميع وداره مفتوحة للكل بما فيهم حزب الله، أمّا مواقفه الوطنية المرتبطة بوجود لبنان واستمراره فهي لا تتبدل ولا تتغير لا بالترهيب ولا بالترغيب، والعظات والمواقف القادمة ستحمل الاجابات.

وختمت المصادر بالتأكيد على اننا لا يمكننا كلبنانيين ان "ندير دينة الطرشة" للعالمين الدولي والعربي ولكل اصدقائنا في العالم خدمة لمصالح اي افراد او اشخاص، فلبنان فوق الجميع، هو للكل ويستحيل ان يكون قراره حكرا على فئة معينة تصادر حياة اللبنانيين، داعية الجميع في الداخل للتنازل، لنرى بعدها ما يمكن انقاذه. أمس، قد تكون المرة الاولى التي دعا فيها اللبنانيون فرحين بزيارة رئيس الحكومة الى الديمان، طالبين من الله ان يطيل من عمر قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي رحمهم من "بهدلة" موكب رئيس الحكومة "الطويل العريض"، وما يدفعه الشعب من اهانة في كل مرة يقرر دولته الخروج من حصنه البيروتي.

فرحة ستكتمل اليوم مع ما سيقوله "حامل مجد لبنان من جديد في وعظته امام الالاف الذين سيؤمون الصرح دعماً وتأييدا لقيادة بكركي لمعركة تحييد لبنان حفاظاً على ما تبقى من بشر وحجر.

فكل شيء يتبدّل في البلد، إلّا حسان دياب من الثوابت "كطنسة في الجيش"..." خربت او عمرت باي"... وحده اصبع السيد او فتوى المرشد قادرة على "زحزحته"... ثقة عمياء بنفسه وبحكومته، وتصميم راسخ على البقاء "شاء من شاء وأبى من أبى" حتى اخر لبناني... بإذنه وفضله تعالى...

من الآخر وبكل بساطة... قوموا بقى... المعادلة واضحة ومنطقية... تريدون الاموال والمساعدة "تكرموا ولكن... رحيل" حكومة الكاجو والمشمش المجفف" بأشخاصها واحزابها، دون ان يعني ذلك عودة" الطقم القديم" المستبعد اليوم، حزب الله ولف لفه" أوت"، اصلاحات، عندها يفك الحصار عن البلاد والعباد فندخل جنة المساعدات... فهل من يتعظ ويفهم؟

 

هل يحتفظ دونالد ترمب بمفاتيح البيت الأبيض؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/19 تموز/2020

دخلت انتخابات الرئاسة الأميركية منذ سنة تقريباً العد العكسي باتجاه يوم الاقتراع في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأزعم أنه رغماً من المشاعر السلبية عند كثيرين إزاء الرئيس دونالد ترمب، فإن إعادة انتخابه قبل 12 شهراً كانت مرجّحة، إن لم تكن شبه محسومة.

كيف لا والمؤشرات الاقتصادية كلها إيجابية، والفورة «الوطنية» التي كفلت له الفوز عام 2016 كانت لا تزال موجودة وبقوة. بل، إن المحاولات المستمرة من معارضي ترمب وكارهيه، سواءً من قيادات الحزب الديمقراطي أو منابر الإعلام الليبرالي، حصّنته أكثر داخل حزبه الجمهوري الذي أخذ يتماهى معه خلال السنوات الثلاث الماضية بصورة غير مسبوقة. وهكذا انحسر نفوذ المعتدلين من خصوم ترمب داخل الحزب الجمهوري وهُمّشوا تباعاً.

من ناحية أخرى، كان لشعبوية الرئيس في الخارج أصداءٌ داخلية طيبة، وخصوصاً، في تشدّده إزاء الصين، وهو تشدّد خدمه كثيراً في «معركته» القانونية لدرء تهم تلقيه دعماً روسياً ساعده على الفوز في انتخابات 2016. وبالفعل، نجح ترمب في توجيه أصابع الاتهام إلى الصين بوصفها مصدر الخطر المستقبلي الأكبر على نفوذ واشنطن، وإبعادها عن روسيا. وظل الوضع على هذه الوتيرة حتى مطلع فبراير (شباط) الماضي بعد تفشي جائحة «كوفيد - 19» داخل أميركا... انطلاقاً من مدينة ووهان الصينية.

خلال هذه الفترة المبكرة من عام 2020، تركزت ويلات الجائحة في الصين، ومنها انتقلت لتضرب أوروبا الغربية بدءاً بإيطاليا وإسبانيا وفرنسا، ثم بريطانيا. أما الولايات المتحدة فكانت ما زالت بمنأى عن الأسوأ.

وبينما كانت «منظمة الصحة العالمية» مرتبكة في تقييمها مدى خطر «كوفيد - 19» ومحتارة في تصنيفه بين جائحة كونية أو وباء موضعي، صعّد ترمب خطابه ضد كل من الصين و«المنظمة». إذ أثار مسألة تكتّم السلطات الصينية طويلاً على حالات ووهان، بدلاً من المبادرة إلى إخطار العالم، واتهم «المنظمة» ليس فقط بالتقصير بل أيضاً بـ«التواطؤ» مع بكين لغايات سياسية.

هذا التصعيد لقي في حينه استحساناً واسعاً في الشارع الجمهوري المحافظ، نظراً لأن تدابير، كإغلاق البلاد وتعطيل الاقتصاد وإطلاق برنامج إنفاق حكومي لتأمين الخدمات الصحية، كانت ستؤذي القطاع الخاص المرتبط مصلحياً بالحزب الجمهوري، وتدمر فرص النمو وتؤثر على معدلات البطالة.

في أي حال، بدأت المعاناة أميركياً مع إبلاغ ولاية أوهايو يوم 7 يناير (كانون الثاني) 2020 عن حالة كانت الأولى في البلاد. وفي اليوم التالي أصدر «مركز رصد الأمراض» الأميركي أول إنذار علني. ثم يوم 20 يناير سُجلت إصابة مواطن أميركي عائد من ووهان إلى ولاية واشنطن (على الساحل الغربي للبلاد)، ويوم 21 منه سُجلت حالة في ولاية كاليفورنيا. وفي اليوم التالي، سُئل ترمب فخفف من شأنها وردّ قائلاً: «إن كل شيء سيكون على ما يرام».

لكنّ الأمور أخذت تتسارع خلال الأيام والأسابيع التالية، فسُجّلت أول وفاة يوم 6 فبراير (في كاليفورنيا). وتحوّلت إلى تحدٍّ جدّي في أول مارس (آذار) مع توسّع ما بدأ كحالات محدودة في ولايتي واشنطن وكاليفورنيا إلى ولايات أخرى، وبالذات، في ولايات الشمال الشرقي وعلى رأسها نيويورك. وحقاً، وجدت مدينة نيويورك نفسها في قلب عاصفة كارثية هزّت مرافقها الطبية وخدماتها الصحية، وسرعان ما امتد التفشي إلى العديد من المدن الكبرى في الشمال والشمال الشرقي مثل ديترويت وشيكاغو وبوسطن وغيرها. وبدأت الولايات التي يسيطر عليها الديمقراطيون إصدار أوامر إغلاق واتخاذ إجراءات احترازية صارمة، بينما أحجمت الولايات الجمهورية عن ذلك.

بحلول يوم 20 مارس تجاوز عدد الإصابات الـ19 ألفاً وبلغت الوفيات 289 وفاة في تسارع مقلق. وخلال 5 أيام قُتل رجل أسود اسمه جورج فلويد، وهو في قبضة الشرطة في مدينة مينيابوليس، ما صبّ زيت الظلامات العِرقية على نار الانقسامات التي فتحتها المواقف المتناقضة إزاء الجائحة.

هنا اختلطت الحسابات، وأخذت أبعاداً أكثر جدّية وخطورة تمسّ تركيبة البلاد الديموغرافية ونسيجها الاجتماعي وبنيتيها الطبقية والعِرقية، وكذلك طبيعة نظامها السياسي وما ينطوي عليه من مضامين دستورية.

ومن ثم، غيّرت الخلطة المتفجرة خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2020 العديد من المعطيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وتعرّضت صورة الرئيس المستفيد سابقاً من أي ظرف إلى سياسي تحاصره حسابات معقدة. فمعدلات البطالة سجلّت أرقاماً مفزعة مع فقدان نحو 50 مليون أميركي وظائفهم، وحسب أرقام «مكتب إحصائيات العمل في الولايات المتحدة» ارتفع معدل البطالة من 3.6% في مايو (أيار) 2019 إلى 14.7% في أبريل (نيسان) 2020، وكان معدل الارتفاع وهو 10.3% الأعلى في تاريخ هذه الإحصائيات منذ 1948.

من ناحية أخرى، أشارت دراسة نُشرت في أواخر أبريل الماضي إلى أن الجائحة ضربت خلال الأشهر الأولى (أي الربع الأول) من 2020 ما كان نمواً اقتصادياً مطّرداً. وأفادت الدراسة بأن الناتج الوطني الإجمالي هبط بمعدل سنوي بلغ 4.8%، وهو أول هبوط منذ عام 2014 وأسوأ أرقام رُبعية (فصلية) منذ كساد عام 2008. وتوقعت الدراسة مزيداً من الصعوبات، منها تقلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة لا تقل عن 30% إن لم يكن أكثر، وهذا أمر غير مسبوق منذ «الكساد الكبير» عام 1929. أما عن التعافي فإنه، وفق الدراسة، قد لا يبدأ قبل منتصف عام 2021.

أما على المستوى السياسي البحت، فإن الكلفة الباهظة بشرياً (3.68 مليون إصابة و141 ألف وفاة) للجائحة وتداعياتها الاقتصادية الكارثية، أخذت تهدّد الإجماع السابق خلف ترمب داخل الحزب الجمهوري. ومع أن بعض مناصريه سجلوا أخيراً انتصارات طيبة في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، فإن حماسة المرشحين الحزبيين له خفتت، وبدأت استطلاعات الرأي تشير إلى تراجعه أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن في ولايات محوَرية أعطته أصواتها عام 2016 مثل فلوريدا ونورث كارولاينا وميشيغان وبنسلفانيا، ناهيك بولاية تكساس، أكبر معاقل الجمهوريين.

طبعاً، الوقت ما زال مبكراً للجزم بأن ترمب مهدّد، إلا أن اضطراره أخيراً لتغيير مدير حملته الانتخابية يأتي دليلاً على وجود قلق متزايد عنده بأن رسالته لمناصريه ما عادت تصل كما يتوقع ويشتهي.

 

شبكة فساد سعد الجبري

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/19 تموز/2020

السوس الذي ينخر في أسس الدول وكياناتها هو الفساد، والفساد له أشكالٌ وأنواعٌ، ومن أكثرها وضوحاً الفساد المالي الذي تدينه كل القوانين في العالم، ولا يدافع عنه إلا فاسدٌ. نشرت هذه الصحيفة، في عدد أمس السبت، تقريراً نقلته عن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، وهو يتحدث بتفاصيل دقيقة عن فساد شخصٍ سعودي هاربٍ من وجه العدالة يدعى سعد الجبري، وحسب التقرير فلم يتم التطرق لأي بعدٍ من أبعاد هذه الشخصية إلا في قضية «الفساد المالي» والسرقات بمليارات الدولارات التي قام بها المذكور وشبكته المنظمة.

يتضح من التقرير أن الدولة السعودية تلاحق الرجل، حسب معلوماتٍ يعرفها الأميركيون أنفسهم جيداً، فالحسابات البنكية والشركات والتعاملات والصفقات كان يتم كثير منها داخل الولايات المتحدة، بحيث بإمكان الأجهزة المعنية في أميركا تتبع المعلومات واكتشاف الجرائم بسهولة ويسرٍ.

هذا الشخص الفاسد لم يكن فساده مالياً فحسب، فقد كان يمتلك شبكة منظمة للفساد، وشبكة منظمة آيديولوجياً لـ«الإخوان المسلمين» وجماعات الإسلام السياسي، وهذه الأخيرة شديدة الخطورة لأنها تستهدف الدولة نفسها ونظامها السياسي، وكان له شركاء بعضهم في السجون على ذمة قضايا متعددة، وتنظيم «الإخوان» تنظيم مصنفٌ إرهابياً في السعودية. مثل أي بلدٍ في العالم، فالسعودية مرت بمراحل فيها فسادٌ، ولكنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قالها صراحة من أول يومٍ، بأنه سيلاحق كل من تلطخت يداه بالفساد، سواء كان أميراً أم وزيراً، وكالعادة فهو لم يكتفِ بالقول، بل أتبعه بالفعل في حملة واسعة لمحاربة الفساد تمّ خلالها استعادة ما يقارب الأربعمائة مليار. ومثل أي بلدٍ، فإن فساد شخصٍ ما في مؤسسة ما، لا يعني فساد تلك المؤسسة، بل يعني أن فيها من رجالات الدولة المخلصين من هم أهل للثقة، ويعملون بكل اجتهادٍ لكشف أي نوعٍ من أنواع الفساد.

وقد جاء في هذه الصحيفة ما نصه: «وأوضحت أن الجبري متهم مع مجموعة من الأشخاص الذين كان يقودهم خلال فترة عمله في وزارة الداخلية، بإساءة صرف ما يقارب 11 مليار دولار من الأموال الحكومية، منحوا أنفسهم منها مليار دولار على الأقل، بشكل مباشر، فيما أنفق ما تبقى من المبلغ بطرق تفوح منها رائحة الفساد». كم هو مثيرٌ المقطع الذي تحدث عن فساد الجبري وشبكته داخل أميركا، حيث جاء فيه: «كانت وكالات الاستخبارات الأميركية على علم بدخول الشركات المرتبطة بعائلة الجبري في شراكة مع الموردين العسكريين الأميركيين، ما حقق أرباحاً من مشتريات الحكومة السعودية من تلك الشركات». ونقلت الصحيفة عن وثائق مصرفية ومسؤولين أن «الأموال تدفقت من خلال بنوك دولية على الجبري وعائلته وأعضاء الشبكة»، فمن هم هؤلاء الموردون العسكريون؟ ومن كان يعلم بذلك الفساد من قيادات تلك الوكالات؟ ولماذا صمتوا كل هذه الفترة؟ هذه وأمثالها أسئلة يجب أن تطرح وتستطيع «وول ستريت جورنال» متابعة قصتها الرئيسية بقصص لا تقل إثارة.

ذكر التقرير أسماء بعض شركاء الجبري في الفساد، وبعض الأرقام الفلكية التي كانوا يسرقونها، وبعض الشركات التي كانوا يديرونها وبعض الحسابات البنكية في سويسرا وجزيرة العذراء البريطانية وأميركا، وبعض الممتلكات العقارية في بوسطن وتورونتو الكندية، بمعنى أن القضية ليست قضية للاستهلاك الإعلامي، بل هي قضية موثقة بالأدلة الدامغة التي تدين الجبري وشبكته، وفق كل قوانين الدول في العالم، ومن هنا، وحسب التقرير، فقد «أصدرت السعودية طلبات تسليم وإخطارات للشرطة الدولية (إنتربول) لتوقيف الجبري، الذي بات (هارباً دولياً)، ترفض كندا تسليمه»، ومواقف كندا تجاه السعودية معروفة للمتابع.

صنع الجبري شبكة أصولية من زعماء وكوادر الإسلام السياسي تحت شعار محاربة الإرهاب، وقد كان ذلك تحت شعارات جوفاء مثل «لجنة المناصحة»، وقد كان بعض أعضاء تلك اللجنة متطرفين أصوليين، دخل كاتب هذه السطور في جدال معهم، كتب بعده مقالة في صحيفة «الرياض» بتاريخ 14 مايو (أيار) 2007 تحت اسم «مناصحة المناصحة»، وهي موجودة على شبكة الإنترنت.

سبعة عشر عاماً والجبري وشبكته يعيثون فساداً في السعودية، ويعملون بشكل تنظيمي خطير ضد الدولة واستقرارها ونظامها السياسي، وهي أحد مخاطر جماعة «الإخوان المسلمين» الكبرى، بحيث تسعى للتغلغل في مؤسسات الدول حتى تصل لإسقاطها، وتصريحات جماعة «الإخوان» بذلك موجودة بالنص في كلام حسن البنا، مؤسس الجماعة وتلاميذه، بل لقد انتقد بعض رموز الإرهاب أنفسهم مثل جهيمان العتيبي هذه الصفة لدى الجماعة، وهي صفة الغدر المستقبحة إنسانياً لا دينياً فحسب.

السعودية الجديدة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومتابعة حثيثة من ولي عهده الأمين، رئيس اللجنة العليا لمكافحة الفساد التي أنشئت بأمر ملكي، هذه السعودية لم تزل تحث الخطى نحو مستقبل جديد كلياً، ولا تجد غضاضة في محاسبة الفاسدين، أياً كانوا، وملاحقتهم، وكشف فسادهم وخططهم وتنظيماتهم أمام الشعب وأمام العالم أجمع بالوثائق والحقائق، وهكذا تفعل الدول التي تسعى للنهوض والتميز في هذا العالم، وهذا ما جعل الأمير محمد بن سلمان نموذجاً تتغنى به الشعوب العربية، وتتمنى أن تحصل على أمثالٍ له في دولها.

الجبري لم يكن داعية شهيراً، ولم يكن فقيهاً معروفاً من رموز الإسلام السياسي، ولكنه أخطر منهم جميعاً، لأنه استطاع التغلغل في إحدى أهم وزارات الدولة، وهي وزارة الداخلية، وكان يديرها بالترغيب والترهيب خدمة لمصالح الجماعة وضد مصالح الدولة، وكان يمثل مظلة تحمي كل هؤلاء الرموز المؤدلجين، على الرغم من تجاوزاتهم التي هددت الدولة والمجتمع لسنوات. لم تزل جماعات الإسلام السياسي تمثل خطراً حقيقياً، ولم يزل بعض رموزها وكوادرها يعملون داخل الدولة وخارجها، ويتحينون الفرص للعودة بقوة للمشهد، ولم يزل بعض «مطايا الإخوان» من مثقفين ورجال أعمال ومسؤولين يحتفظون بخطوط رجعة مع هذه الجماعات، ومن هنا فالمعركة طويلة، وتحتاج زمناً مستحقاً لإعادة بناء منظومة القيم الأخلاقية والسياسية على أسسٍ صحيحة بعد التخريب الطويل الذي طالها. أخيراً، فلا يمكن التغطية على الفاسدين السارقين تحت شعارات حقوقية أو إنسانية، خصوصاً بعد ظهور الحقائق التي لا تقبل الشك، والدولة التي تصر على حمايتهم ستنفضح أمام العالم، والجبري معروفٌ مكانه والدولة التي يقيم فيها.

 

حرس وزعيمتان وجريمتان

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/19 تموز/2020

يبدو كتاب «القتلة» The Assasins الصادر حديثاً لشارلوت غريغ وكأنه تحقيق صحافي مطول أكثر من كونه كتاباً معمقاً، يبحث عن القواسم المشتركة بين القتلة، ولا يتوقف طويلاً عند القاسم الأساسي بين الضحايا، وهو أن أكثريتهم كانوا من دعاة المصالحة والسلام: إبراهام لنكولن، والمهاتما غاندي، ومارتن لوثر كينغ، و«الهيبي» جون لينون صاحب الأغنية الشهيرة «فلنعط فرصة للسلام». اللائحة طويلة في الشرق الأوسط، أنور السادات وإسحاق رابين. أحياناً يكون الاغتيال مؤامرة كبرى، وأحياناً يكون الفاعل مريضاً عقلياً، أو طالب شهرة سخيفة مثل الرجل الذي حاول اغتيال رونالد ريغان لكي يلفت نظر صديقته إليه. مرة تُكشف المؤامرة ومرة تظل سراً وشكوكاً إلى الأبد، كما في اغتيال جون كيندي. كان الاغتيال نتيجة إهمال في اختيار الحراس مرتين: الأولى في اغتيال رئيسة وزراء الهند، أنديرا غاندي، والثانية كانت في اغتيال ابنها وخلفها راجيف. في المرتين كان القاتل من «السيخ» الانفصاليين. الإهمال أوقع ليو تروتسكي في براثن الموت. أرسل إليه عدوه ستالين قاتلاً يتودد إليه في منفاه في المكسيك. قتله بغرز مخرز ثلج في رأسه. قبل أيام قال قاتل المصمم العالمي جياني فيرساتشي إنه كان يبحث عن ضحاياه بين المشاهير، ومن دون أي سبب آخر، يتكرر الحارس القاتل في مشاهد كثيرة، وليس فقط في عائلة غاندي. حراس السادات أطلقوا النار على منصته، والحارس اليمني ييغال عمير قتل إسحاق رابين، وحارس الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف أطلق عليه الرصاص من الخلف وفقاً لكل أصول الخيانات.

عندما عادت بي نظير بوتو من المنفى في 18 أكتوبر (تشرين الأول) 2007، لم يكن في موكبها الحراس الرسميون وحدهم بل أيضاً حوالي 2000 من مناصريها في فرقة «شهداء في سبيل بي نظير». لم يمنع ذلك تفجير قنبلتين قرب الموكب أدتا إلى مقتل مائة شخص. الرئيسة نجت من دون جرح.

بعد شهرين ذهبت بي نظير إلى روالبندي لإلقاء كلمة في حشد من المناصرين: «لقد فقدت عائلتي برمّتها في سبيل قضيتنا». غادرت مقر الاجتماع في سيارتها المصفحة متعبة منهكة. جلست في المقعد الخلفي فيما الهتافات تعلو. أخيراً رضخت للتصفيق، ورفعت رأسها من داخل السيارة. رشاش القاتل كان في الانتظار، أفرغ نصفه في جسدها، ثم أداره نحوه. فسقطت في حضن مرافقها الذي خيِّل إليه أنها متعبة، ثم شعر بالدماء تغطيه. العام 2017 أدانت محكمة في روالبندي اثنين من الحراس بالقتل. حرس وزعيمتان وجريمتان في شبه القارة الهندية.

 

«مع المنطقة» أم «ضد المنطقة»؟

حازم صاغية/الشرق الأوسط/19 تموز/2020

مع كل توتر إقليمي، يظهر بيننا مُتطوعون لرسم الخط الفاصل بين مَن هم «مع المنطقة» ومَن هم «ضد المنطقة». التصنيف المزدوج هذا له سوابق كثيرة: في النصف الثاني من الخمسينات، مع المواجهة بين جمال عبد الناصر ومشاريع الأحلاف الغربية، صُنف كل الذين لا يؤيدون الرئيس المصري بأنهم «ضد المنطقة». مصر وسوريا وحدهما صُنفتا «مع المنطقة»، فيما كل من العراق والسعودية والأردن ولبنان والسودان وتونس والمغرب «ضد المنطقة». تكرر الأمر نفسه إبان الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينات. ورغم صعوبة تأييد أي من طرفي الحرب المذكورة، وجد هواة التصنيف أن سوريا وليبيا، اللتين تقفان مع إيران، هما «مع المنطقة»، بينما بلدان الخليج كلها ومعها مصر والمغرب «ضد المنطقة». حينذاك ساد في لبنان، وكان خاضعاً للوصاية السورية، تعبير ظريف وغريب: الوقوف مع إيران دليل على عروبة لبنان! أما حين غزا صدام حسين الكويت، فانتصفت المواقف العربية تقريباً، لكن هواة التصنيف وضعوا بلدان الخليج برمتها، ومعها مصر وسوريا والمغرب، في خانة مَن هم «ضد المنطقة». الآن، يُدرَج المتعاطفون مع إيران والذين يصدقون أننا على بُعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى في خانة «مع المنطقة»، ويُرمى المتخوفون من توسعية إيران والذين يعصمهم عقلهم عن تصديق الصلاة الوشيكة في المسجد الأقصى بأنهم «ضد المنطقة». ما هي إذن المعايير التي تتيح مثل هذا التصنيف المزدوج؟ أصحابه يقولون: الجماهير وموقف الجماهير. لكنْ كيف يقاس موقف الجماهير، علماً بأن الناطقين بلسان الجماهير، ممن يزعمون تمثيلها من دون أن يسألوها رأيها، يؤيدون دائماً الأنظمة الأشد كبتاً للجماهير، والأشد عداء لحريتها في أن تنتخب ممثلين لها يعبرون عن رأيها ومصالحها. نزعم أن أصحاب الاستحواذ على التصنيف يسمحون لأنفسهم بتمثيل الجماهير وتمثيل المنطقة ومصالحها وتخوين كل من لا يقول قولهم، وأحياناً التصفية الجسدية لهؤلاء المختلفين.

هنا نصل إلى المعيار الثاني الذي يعتمده أصحابه هواة التصنيف: إنه حب العنف وممارسته، اغتيالاً وقصفاً، وحروباً إن أمكن. فحب العنف وإسباغ القداسة عليه من المواصفات النموذجية لمن هم «مع المنطقة»، فيما الداعون إلى التسويات والهدنات ومواقف الحياد فهم بالضرورة «ضد المنطقة».

والحال أن مفهوم «المنطقة» لم يعد هو نفسه مفهوماً جغرافياً بحتاً، أو أن جغرافيته بدأت تتراجع منذ فقدت الحدود الطبيعية، أنهاراً وجبالاً وصحارى، قدرتها على عزل البشر عن البشر. هذا التراجع هو ما فرضته الإرادة الإنسانية بعدما مكنَتها التطورات العلمية والتقنية وزودتها الأدوات اللازمة لتذليل الطبيعة. بعد ذاك، وفي الوجهة نفسها، تعاظمت الهجرة طلباً للعمل والعلم والسياحة والاستشفاء. فـ«المنطقة» بالتالي لم تعد قفصاً، والبشر لم يعودوا محبوسين بأرضها أو بأفكار توصف بأنها أفكارها الأصيلة. كذلك كرت التجارب التي تقول إن المطالبة بالانسجام والوحدة بين جماعات المنطقة، لمجرد انتمائهم إليها، باتت مقدمة لفرض رأي واحد ونظام حزب واحد أو ما يشبهه. هذا على الأقل ما برهنته تجارب الانقلابات البعثية والناصرية التي عرفتها المنطقة مثلما برهنته ثورة الخميني في إيران: نبدأ بمطالبة «شعبنا» بالوقوف صفاً واحداً في وجه الغرب الغريب، وبالدعوة إلى وحدة، عربية أو إسلامية، تجتمع فيها أطراف «المنطقة» أو «الأمة». لكننا لا نلبث أن نقيم نظاماً لا يملك شيئاً من الرحمة بالمنطقة وبأهلها. إلى ذلك فإن مفهوم المنطقة، كمثل مفهوم السيادة الوطنية، خسر كثيراً من وظائفه المفترضة التي صارت منوطة بدول عدة أو مناطق عدة. يصح هذا في تداخل الحدود، والهجرة واللجوء، والعمالة العابرة للقارات، وتنظيم استثمار الأنهار التي تنبع في بلد وتصب في آخر، ومكافحة الإرهاب والتهريب والمخدرات، وتسعير المواد الأولية وسوى ذلك. على أن «المنطقة»، كما يقدمها أصحابها، ليس مطلوباً تحسين أوضاعها الاقتصادية، أو تعليم شبانها وتوفير فرص العمل لهم، أو رفع مساهمتها ومساهمتهم في إنتاج العالم اقتصادياً كما علمياً وثقافياً. المطلوب فحسب هو أن تتحرر من الغرب تحديداً. ولما كنا قد تحررنا من استعمار الغرب، لم يبق لنا إلا أن نتحرر أكثر، أي أن نتخلص من تأثيرات الغرب الأخرى في الثقافة والعلم والاجتماع، وقبل أي شيء آخر، في الديمقراطية التي تتيح لنا أن نختلف حول معنى المنطقة من دون سجون وعبوات وكواتم صوت. هكذا، لا يعود التحرر يعني، وفق ما كتب ذات مرة كاتب سوري كبير راحل، سوى تحويل نزع الاستعمار (de - colonization) إلى نزع للحضارة (de - civilization). وعلى هَدي تجارب بلدان «تحررتْ كثيراً»، كإيران وكوريا الشمالية، ومؤخراً فنزويلا، يصير في وسع أهل المنطقة أن يستمتعوا بأقصى الحرية والبهجة بحيث لا يعود يخرج من حناجرهم إلا المواويل.

 

ليبيا ومأزق الغازي التركي

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/19 تموز/2020

مأزق معركة سرت المؤجلة أو المعلقة تعدد السيناريوهات وفرص الاحتمالات المختلفة؛ بين اندلاع المعركة، والتوصل إلى تفاهمات جديدة لتجنب المواجهة، في ظل تلويح القاهرة بالخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ كان ذلك بمثابة إعادة ضبط التوازن المفقود منذ التدخل التركي السافر لصالح ميليشيات «الإخوان» في طرابلس تحت عباءة اتفاقية خالفت جميع القوانين والأعراف وحتى «اتفاق الصخيرات» الذي تتمسح به تركيا في تعاملها مع حكومة الوفاق غير الدستورية، والتي تعدّ مجرد واجهة لميليشيات الإسلام السياسي؟

معركة سرت الليبية وما جاورها من رأس لانوف والعقيلة؛ والأخيرة شهدت معارك كبيرة وكانت منطقة نزاع هي وما جاورها بين أعظم قادة العالم؛ بين قائد قوات الجيش الثامن البريطاني برنارد مونتغمري، وقوات المحور بقيادة إرفين رومل، لن تخرج عن مخاطر حرب الصحراء والأماكن المفتوحة والمكشوفة التي سرعان ما تفقد السيطرة عليها. سرت التي شهدت معارك وطنية كثيرة لصد عدوان الغزاة؛ ومنها «القرضابية» التي وحدت الليبيين شرقاً وغرباً في معركة ضد الغزو الإيطالي، ولا تبعد كثيراً عن العقيلة؛ المدينة التي تتوسط الساحل الليبي وتكاد تكون في منتصف ليبيا إلا قليلاً، تشهد اليوم حشوداً لمعركة إن وقعت وتشابكت القوات، فسيكون التاريخ بعدها ليس كما قبلها. سرت خطها الرئيس المصري خطاً أحمر لحماية الأمن القومي ضد تقدم مرتزقة إردوغان الذين جلبهم من سوريا، لغزو واحتلال ونهب ثروات ليبيا، ورسم جغرافيا على هوى أوهام إردوغان العثمانية في ليبيا والبحر الأبيض المتوسط، وحلم ووهم إردوغان بما يسميه «الوطن الأزرق»، فهناك صورة للرئيس التركي إردوغان تظهر فيها خلفه خريطة مكتوب عليها «الوطن الأزرق» وبجوارها كتب الرقم «462»، وهي المساحة بآلاف الكيلومترات التي تسعى تركيا إردوغان لابتلاعها من البحر المتوسط؛ وليبيا جزء منها.

معركة سرت في نظر السلطان التركي المهووس، غزوة الغنيمة لحصر «الإرث» العثماني المزعوم في ليبيا، حيث قال: «ليبيا إرث للعثمانيين»، وعزمه على استعادة ما سماها «أمجاد العثمانيين في ليبيا» و«بطولات» بربروس وأتاتورك، وزعمه وجود أكثر من «مليون» شخص من أحفاد الأتراك في ليبيا؛ الأمر الذي كذبته الديموغرافيا الليبية والقبائل الليبية والتاريخ الليبي... كل هذا لا يعدو كونه حالة جنون سياسي. تركيا إردوغان تسعى لبسط سيطرتها على التراب الليبي، طمعاً في ثرواته من النفط والغاز والحديد. ليبيا تتعرض لغزو عثماني سافر ومعلن في ظل صمت دولي مريب.

فبعد الهجمة التركية الطورانية على ليبيا العربية واستقواء بعض عملاء وبقايا الأتراك في ليبيا بتركيا، أصبح من حق عرب ليبيا طلب المساعدة من جوارها وامتدادها العربي، وهذا يقع ضمن تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي هي من مخرجات الجامعة العربية، وبالتالي ما قام به البرلمان الليبي بدعوته الجيش المصري للدفاع عن ليبيا ضد الغزو التركي، أمر قانوني مشروع تدعمه اتفاقية الدفاع العربي المشترك، خصوصاً ونحن نواجه عدواً مشتركاً جلب المرتزقة والإرهابيين لليبيا؛ ليس فقط لنهب ثروات ليبيا، بل لتهديد الأمن القومي العربي. فقد طلب مجلس النواب الليبي رسمياً من الجيش المصري التدخل ومساعدة الجيش الليبي لصد العدوان التركي، وتزامن ذلك مع تأكيد الجيش الليبي أن الدعم العربي والإقليمي مهم قبل معركة سرت، وأن التطورات العسكرية قد تؤدي لتغيير في المسار السياسي. في سبتمبر (أيلول) المقبل ستكون هناك محاكمة رمزية للرئيس التركي رجب إردوغان بسبب تدخلاته السافرة في بلدان العالم، والتسبب في نشر الفوضى عبر تدريب وتسليح ونقل المرتزقة عبر العالم، والتصرف كزعيم ميليشياوي مافيوي، بدلاً من تصرفه على أنه رئيس دولة... خطوة قد تؤسس لملاحقة قضائية جادة للسلطان المهووس بالفوضى.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في قداس بازيليك حاريصا: نظام الحياد مسؤولية الدولة الضميرية والوطنية فالانحياز أهلكها أما الحياد فينقذها

وطنية - الأحد 19 تموز 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم، قداسا الهيا في بازيليك سيدة لبنان حاريصا، على نية خلاص لبنان ولمناسبة عيد القديس شربل، عاونه فيه النائب البطريركي العام السابق في البطريركية المارونية المطران بولس الصياح، النائب البطريركي العام المطران خليل علوان ورئيس مزار سيدة لبنان الأب فادي تابت ولفيف من الآباء، وبمشاركة شبيبة لبنان.

حضر القداس نقيب المحامين ملحم خلف، العميد جوزف طومية ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، العميدان المتقاعدان جورج نادر وسامي رماح، وفد من لجنة العسكريين المتقاعدين في ساحة الشهداء، ومؤمنون.

العظة

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "هوذا عبدي الذي اخترته" (لو 38:1)، استهلها بالقول: "يسوع هو عبد الله، الخادم الذي اختاره، ورضيت نفسه عنه، ومسحه بروحه. وأوكل إليه رسالة التبشير بالحق، حتى يصل به إلى النصر، متبعا نهج التواضع والوداعة: "فلا يماحك ولا يصيح، ولا يسمع أحد صوته في الشوارع" (متى 19:12)، وغير متسلط ومعتد على أحد: "قصبة مرضوضة لن يكسر، وفتيلا مدخنا لن يطفئ" (الآية 20). رسالة المسيح هذه هي إياها رسالة الكنيسة وكل مسيحي. وقد قبلناها بمسحة المعمودية والميرون. على كل واحد وواحدة منا، وعلينا كجماعة مسيحية مؤمنة بالمسيح، تنطبق نبوءة آشعيا: "هوذا عبدي الذي اخترته" (متى 18:12)". وتوجه إلى شبيبة لبنان بالقول: "يسعدني أن أحتفل معكم، بهذه الليتورجيا الإلهية، هنا في بازيليك سيدة لبنان، بدعوة من رئيسها عزيزنا الأب فادي تابت. فأحي قدس الأب العام مارون مبارك وكل الآباء المرسلين اللبنانيين الذين عهدت إليهم البطريركية خدمة المزار منذ تأسيسه. أشكرهم على خدمتهم الروحية الرفيعة، وأهنئهم على جميع الإنجازات التي حققوها من أجل خدمة روحية أفضل وأشمل. إنه قداس الشبيبة في كل أحد وفي مثل هذه الساعة. كما أهنىء الجمعية بالكاهنين الجديدين ربيع عون واتيان حنا الذين رقيا أمس إلى درجة الكهنوت المقدس".

أضاف: "إنكم أيها الشبان والشابات، مع كل ما تحملون من هموم وقلق على المستقبل والمصير، بسبب الأزمات الحادة والخطيرة، السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، تصغون اليوم إلى الكلام الإلهي بلسان آشعيا النبي: أنتم حملة رسالة هي إعلان نور الحقيقة في ظلمات لبنان وهذا المشرق: إنها حقيقة الله والإنسان والتاريخ، المنكشفة بشخص يسوع المسيح الذي به نؤمن. فهو كإله يكشف حقيقة جوهر الله الواحد والمثلث الأقانيم، الله- المحبة. فلولاه لظل الله مجهولا. وكإنسان يكشف حقيقة الإنسان. ولولاه لظل سر الإنسان لغزا، ودعوته في حياة الدنيا ضائعة. وبدخوله في تاريخ البشر، يجعله مسيرة نحو الخلاص الأبدي، والتزاما ببناء ملكوت المحبة والحقيقة والعدالة والحرية والسلام". وتابع: "بمناسبة الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، وقيام "ثورة الشباب" العفوية في 17 تشرين الأول الماضي، وهي ثورة عابرة للمناطق والأديان والطوائف والمذاهب والأحزاب، أصدرت في 25 آذار الماضي رسالتي العامة التاسعة بعنوان: "الميثاق التربوي الوطني الشامل: شرعة الأجيال اللبنانية الجديدة". هدف الميثاق دعوة الشبيبة اللبنانية ومواكبتها في الالتزام ببناء وطن أفضل، هو بيتنا المشترك الذي يسميه الدستور "وطنا نهائيا لجميع أبنائه" (مقدمة الدستور، أ). وهدفه تكوين نخب وقيادات جديدة ومواطنين ناضجين، قادرين على تجاوز الانقسامات والخلافات، وإعادة شد نسيج العلاقات الوطنية، من أجل الوصول إلى أنسنة جديدة مميزة بالأخوة (الميثاق، فقرة 5). يتبسط "الميثاق" في أهدافه وظروفه ورؤيته ورسالته وجهازه التنفيذي. وقد كلفنا سيادة أخينا المطران بولس الصياح، نائبنا البطريركي العام السابق، بالإشراف على هذا الجهاز، وعينا الأب فادي تابت منسقا بطريركيا له، وحددنا لهما الصلاحيات". ثم تحدث عن موضوع الحياد قائلا: "طرحت في عظة الخامس من شهر تموز الجاري مشروع العمل على إقرار "نظام الحياد" كباب خلاص للبنان من عزلته المشرقية والغربية. فلقي الطرح تأييدا واسعا، وشكل مادة للكثير من المقالات والحوارات والأفكار، سواء عبر وسائل الاتصال على أنواعها، أم عبر زيارات ووفود إلى الكرسي البطريركي في الديمان وبكركي. وقد وجد فيه معظم اللبنانيين منفذا لنفق كان مظلما سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا". أضاف: "لقد أوضحت الكثير عن مفهوم "نظام الحياد الناشط والفاعل"، وكتب عنه الكثير. ولسنا بحاجة الآن إلى إيجازها. وأود هنا إضافة بعض الأفكار.

إذا عدنا إلى بيانات الحكومات المتتالية من سنة 1943 إلى 1980، نجد في كل واحد منها اعتماد "حياد لبنان وعدم الانحياز" وتعزيز علاقات الاحترام المتبادل للسيادة والتعاون بعيدا عن أي دخول في أحلاف ونزاعات وصراعات إقليمية ودولية". وتابع: "نظام الحياد يحمي مصير لبنان من الضياع في لعبة الأمم، ومن أخطار العبث بهويته ونظامه. كما أنه الترجمة السياسية والدستورية والسلوكية للاعتراف بنهائية لبنان. إنا بطرحه نبغي إنقاذ شعب ووطن. فهو ليس موقفا عابرا تجاه نزاع آني، بل هو فلسفة وجود وثقافة حياة، ونظام سلام ووحدة واستقرار. مطلوب أن لا يأخذ أحد موقفا من نظام الحياد انطلاقا من انتماءاته الطائفية أو المذهبية أو الحزبية أو المناطقية، بل من انتمائه للبنان المحايد أصلا قي ممارسته كدولة. والمطلوب أخذ موقف من "نظام الحياد" انطلاقا من موقع لبنان في الشرق الأوسط والعالم. "نظام الحياد" هو مسؤولية الدولة الضميرية والوطنية. فالانحياز أهلكها، أما الحياد فينقذها". وخاطب شبيبة لبنان: "الميثاق التربوي الوطني الشامل" ومشروع "نظام حياد لبنان"، هما في عهدتكم وبرنامج "ثورتكم". وختم: "نصلي إلى الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان والقديس شربل في يوم عيده، أن يحقق الأمنيات، ويمنحنا نعمة الأمانة لدعوتنا ورسالتنا كشهود للحق حتى انتصاره، لمجد الله الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الراعي: الحياد ليس طرحا طائفيا أو مستوردا بل باب خلاصنا

وطنية - الأحد 19 تموز 2020 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، يعاونه المطرانان جوزيف نفاع وبيتر كرم وبمشاركة المطران مطانيوس الخوري والاباء فادي تابت، فريد صعب، طوني الاغا، شربل عبيد وخليل عرب، في حضور رئيس بلدية حصرون المهندس جيرار السمعاني وحشد كبير من المحتجين الذين توافدوا من بعض المناطق.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "الزرع الجيد هم أبناء الملكوت"، قال فيها: "1. الإنسان المخلوق على صورة الله هو زرع جيد في حقل هذا العالم، ومدعو ليحمي طبيعته هذه من زؤان الخطيئة والشر الذي يزرعه الشيطان والأشرار بالغدر والكذب والعتمة.

القديس شربل، الذي نحتفل بعيده اليوم، هو زرع جيد زرعه الله في حقل بلدته بقاعكفرا العزيزة، وفي حقل الرهبانية اللبنانية الماروينة الجليلة، وفي حقل كنيستنا المارونية.

نصلي اليوم ملتمسين من الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة قنوبين، ومار شربل، أن يمنح كل إنسان نعمة المحافظة على هويته كزرع جيد حيثما هو، في عائلته ومجتمعه وكنيسته ودينه ووطنه. فالزرع الجيد يثمر حبات قمح جيدة روحية وثقافية وأخلاقية وقيما وطنية.

2. يسعدنا أن نحتفل بهذه الليتورجيا الالهية معكم، أيها الحاضرون في كاتدرائية الديمان، والمشاركون معنا روحيا عبر محطة تلي لوميار - نورسات وسواها من المحطات والفيسبوك وسائر وسائل الاتصال. ومعا نحيي عيد مار شربل قديس لبنان والعالم. نصلي كي يشفي الله برحمته المصابين بوباء الكورونا، ويبيد هذا الفيروس، ويحرر الكرة الارضية من شللها، ويعيد إلى العالم والشعوب حياتهم الطبيعية، المدنية والكنسية، الاجتماعية والراعوية.

3. زرع الله القديس شربل في تربة بقاعكفرا العزيزة، حيث ولد في 8 أيار 1828، في عائلة مسيحية مارونية أصيلة تعلم فيها الصلاة، وتربى على الايمان والممارسة. فكان معروفا بحياته المثالية حتى لقب "بالقديس". وزرعه الله في حقل الرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة التي دخلها فجرا من دون أن يدري به أحد بعمر ثلاث وعشرين سنة، وقراره أن يتكرس بكليته لله، منقطعا عن العالم كله، حتى عن رؤية وجه أمه. هو الذي كان يتيم الاب باكرا. فلما أتت تبحث عنه في دير مار مارون عنايا، خاطبها من وراء الباب المغلق. وإذ قالت له: أرني على الأقل وجهك، أجاب: سنلتقي في السماء. عندئذ أردفت: إما أن تكون راهبا صالحا، إما إرجع معي إلى البيت. أما هو فاتخذ قراره الكبير بأن يكون راهبا صالحا. بل عاش ببطولة حياته ونذوره الرهبانية، دارسا الفلسفة واللاهوت في دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان، على يد معلم صار بدوره قديسا هو الأب نعمة الله الحرديني؛ ثم راهبا في دير مار مارون عنايا بعد رسامته الكهنوتية في بكركي سنة 1859، لمدة خمس عشرة سنة، وأخيرا حبيسا يصلي ويتقشف ويسمو حبا لله وللكنيسة لمدة ثلاث وعشرين سنة، في محبسة مار بطرس وبولس على جبل عنايا.

4. عاش متماهيا مع المسيح الكاهن الذبيح لفداء العالم، ببطولة فضائله الروحية والتزاماته الرهبانية، ونذوره الكاملة، فشاء الله أن يعطي العلامتين الناطقتين عن هذا التماهي: ففيما كان يحتفل بقداسه الاخير، ورفع بين يديه جسد الرب وكأس دمه، وصلى: يا أبا الحق، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك، سقط أرضا بفالج صاعق في اليوم الأول من تساعية الميلاد. والعلامة الثانية ان روحه طارت الى السماء ليلة الميلاد من سنة 1898، للدلالة ان ذكرى ميلاد ربنا يسوع على ارضنا هي ميلاد شربل في السماء، وتلا هذا الحدث نور سطع ليلا من قبره على مدى أسبوع، بمرأى من أهل المحلة.

وها هو اليوم وإلى الأبد يتلألأ كالشمس بين الأبرار في ملكوت الآب (متى 43:13)، قديس من لبنان وللعالم كله، لجميع اللبنانيين ولكل إنسان من أي دين أو عرق أو وطن أو لغة يلتجئ إليه.

أيها الإخوة وألأخوات، أيها المواطنون اللبنانيون!

5. يدعونا الله اليوم، بمثل القديس شربل وشفاعته، لنحافظ على طبيعتنا وهويتنا ورسالتنا. نحن كلنا زرع جيد من أبناء الملكوت، وقد زرعنا الله واحدا واحدا وواحدة واحدة في أرض وطننا، لكي نكون حقلا واحدا، مثقلا بسنابل العطاء السخي لحياة الوطن وكل المواطنين.

6. عندما أعلن لبنان الكبير دولة في حقل العالم العربي والإسلامي في الأول من أيلول 1920، حمل طبيعة حبة القمح بنظامه الديموقراطي وحرياته العامة وتعدديته الدينية والثقافية؛ وحمل رسالة العيش معا مسيحيين ومسلمين بدستور خاص مميز عن جميع دساتير محيطه العربي، فاصلا بين الدين والدولة، ومحترما جميع الأديان بمعتقداتها وتعاليمها وتقاليدها. فكان بمثابة فسيفساء غنية بمكوناتها المتنوعة، وبوحدتها المحكمة والمتكاملة.

7. ولما أعلنت سيادة لبنان باستقلاله الناجز سنة 1943، ثبتت الدولة دورها المستقل في منظومة الأمم، وأقامت ميثاقها الوطني بتأكيد العيش المشترك المتوازن والمتساوي في الحقوق والواجبات بين مكونات الوطن كلها. وبهذا الميثاق أعلنت حيادها بالمفهوم القانوي والدولي بمقولة لا شرق ولا غرب أي إلتزام لبنان الحياد بين الشرق والغرب، بحيث يلتزم قضايا العدالة والسلام والاستقرار والمحافظة على حقوق الانسان والشعوب، والانفتاح على جميع الدول ما عدا اسرائيل بسبب حال العداوة والاحتلال. كما يلتزم تعزيز حوار الاديان والثقافات والحضارات، والدفاع عن القضايا العربية المشتركة والقضية الفلسطينية، من دون الدخول في أحلاف سياسية أو عقائدية أو عسكرية إقليمية ودولية.

8. بقوة الدستور والميثاق ووحدة اللبنانيين استطاع لبنان أن يتجاوز محنة 1958 الرامية الى ضم لبنان إلى الوحدة المصرية - السورية العابرة، وخطر التقسيم أثناء الحرب اللبنانية المشؤومة ما بين 1975 و 1990. وجاءت وثيقة اتفاق الطائف لتجدد الدستور الأول كعقد لوجود لبنان والميثاق الوطني كعقد لسيادته. مع ما يلزم من تعديل وتوضيح. فلا بد من استكمالهما بنظام الحياد الناشط والفاعل وهو كعقد للوحدة الداخلية والاستقرار. إن نظام الحياد يقتضي وجود دولة قوية بجيشها ومؤسساتها وقانونها وعدالتها، وقادرة على الدفاع عن نفسها وشد أواصر وحدة شعبها، وخلق الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي. عندئذ تستطيع أن تحقق أكاديمية الإنسان لحوار الثقافات والأديان والحضارات التي أقرتها منظمة الامم المتحدة في دورة 2018 بطلب من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

ليس نظام الحياد طرحا طائفيا أو فئويا أو مستوردا. بل هو استرجاع لهويتنا وطبيعتنا الأساسية، وباب خلاص لجميع اللبنانيين دونما استثناء. رجائي أن يصار إلى فهم حقيقي مجرد لمفهوم نظام الحياد الناشط والفاعل عبر حوارات فكرية علمية، تكشف معناه القانوني والوطني والسياسي، وأهميته للاستقرار والازدهار.

9. إننا نعيش متضامنين مع مآسي اللبنانيين الفقراء والمحرومين المتزايد عددهم بسبب عدم تمكن الحكومة من إجراء أي إصلاح في الهيكليات والقطاعات المعنية، وبسبب عزلة لبنان من الأسرتين العربية والدولية، ومع مأساة الثماني مئة وخمسين موظفا صرفوا من مستشفى الجامعة الاميركية. نناشد الحكومة مد يد المساعدة والتدخل لتفادي هذه المأساة الجديدة التي تضاف إلى تلك المماثلة في المدارس والجامعات الخاصة، كما وفي المؤسسات السياحية والصناعية والمتاجر وسواها.

10. وفي هذا السياق، وحفاظا على المستوى العلمي الرفيع في لبنان، يقلقنا منح التراخيص العشوائية لمؤسسات تربوية وفروع جامعية تجارية تؤدي إلى تدني المستوى الاكاديمي. الامر الذي يضرب الجامعات التي لا تبغي الربح، وينذر بخطة ممنهجة لتغيير وجه لبنان الثقافي والحضاري، من أجل فرض سياسات معينة عليه.

11. نصلي الى الله لكي، باستحقاق القديس شربل ابن لبنان والناشر اسمه الناصع في العالم كله، ان يرفع السياسة من مستنقع الحسابات الصغيرة الشخصية او الفئوية إلى سموها كفن شريف لخدمة الخير العام، الذي منه خير كل انسان، وخير الجميع، لمجد الثالوث القدوس: الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الابد، آمين".

وبعد القداس خرج الراعي الى الباحة الخارجية حيث تحلق حوله العديد من المشاركين في القداس، هاتفين تأييدا للبطريرك وموقفه.

وألقى روي راشد كلمة باسم الحاضرين قال فيها: "منذ اليوم الاول لاندلاع الثورة نطالب بحياد لبنان عن الصراعات في المنطقة، كما طالبنا بفك الحصار عن الشرعية اللبنانية وبالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين وجاء موقفكم ليؤكد أحقية هذه المطالب ودور بكركي التاريخي على الساحة الوطنية، ووجودنا اليوم في هذا الصرح تأكيد على دعمنا لمواقفكم المتعلقة بلبنان العيش المشترك والحرية والسيادة والجمهورية الحرة، ونحن مع هذا الصرح نقف ونواجه من أجل ان يستعيد لبنان هويته، وإننا نعلن من أرض القديسين والبطاركة أننا شعب لا ينسى شهداءه الذين استشهدوا لنبقى ولا ننسى تاريخ أجدادنا الذين حفروا الصخر وسكنوا المغاور تعبيرا عن إيمانهم المتجذر في هذا البلد كما نمد يدنا الى الجميع مسلمين ومسيحيين لنقف جميعا لنصل بلبنان الى بر الامان على امتداد مساحته ونرفض لبنان الوصاية والولاية ونريد لبنان الوحدة والحلم".

وختم: "ليعلم الجميع أننا ابناء مار يوحنا مارون قوم عشق الحرية وسنقاوم بجميع الوسائل المتاحة للمحافظة على وجودنا الحر في هذا الشرق، كما سنحافظ على كياننا وهويتنا وثقافتنا ونقول لك نحن معك والى جانبك فأنت أب الرعية ونحن أبناؤها".

وكانت كلمة لطوني ريشا سأل في مستهلها "من هم أحق من أهل هذه الارض بهذا المجد"، وقال: "مسيرة تعب وشهادة من مار يوحنا مارون الاول ولغاية اليوم والى أبد الابدين، نحن اليوم نشد على يدك ونمشي وراءك ونشهد معك لكلمة الحق، فلبنان اليوم بخطر ووجودنا بخطر ومستقبلنا وهويتنا بخطر. فأنت راع لمسيرتنا وأرثنا وكنيستنا، نحن معك بحياد لبنان وبتنفيذ القرارات الدولية وبكلمة الحق والسيادة والحرية والاستقلال".

الراعي

ورد البطريرك الراعي بكلمة قال فيها: "كلامكم كلام كل لبناني صميم وهذا يعني اننا كلنا بحاجة لان نعيش بفرح كلبنانيين والخروج من أزماتنا السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، وهذا لا يعني أنه بسحر ساحر سينتهي الامر ولكن الطريق الى ذلك هو مفهوم الحياد الذي سيعيد الازدهار والنمو كما كنا نعيش في الخمسينيات والستينيات وانغماسنا بالمحاور والنزاعات شمالا ويمينا أوصلنا الى الازمة التي نعيشها وخلاصنا كلبنانييين جميعا هو بالحياد وقد استشهدنا منذ ايام بمثل صيني يقول: "اذا أمطرت السماء في مكان فإنها تمطر على الجميع دون تمييز". وكلنا كلبنانيين نعيش الحرمان والفقر وشبابنا يعاني البطالة ويقف في الحر والبرد ليعبر عن ما يعانيه لانه لم يعد يستطيع التحمل ولهذا السبب رأينا كل الشباب من كل المناطق تطلق صرخة واحدة امام هذا الواقع المذري ويريدون الكرامة والعيش بحرية".

وردا على سؤال عن معارضة أفرقاء لبنانيين لدعوته الى الحياد قال: "هذا يدفعنا للتأكيد على ضرورة الحوار لتوضيح الفكرة القانونية والسياسية والوطنية للحياد واقترحنا عقد لقاءات فكرية وأنا لا أعطي النعوت التي أطلقت أي أهمية وسنحاول الاتصال مع الجميع".

باسيل

وظهرا وصل الى الصرح البطريركي موكب للنائب ابراهيم كنعان والوزير السابق منصور بطيش ومستشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل انطوان قسطنطين ليصل بعدها موكب ثان لباسيل استقبلهم البطريرك على شرفة الجناح البطريركي.

وقال باسيل بعد اللقاء: "لبينا دعوة سيدنا اليوم واستمعنا الى دعوته النبيلة للحياد من أجل حماية لبنان، طبعا سيدنا لم يقصد الحياد في صراع الباطل والحق ولا الحياد بوجه الظلم والفساد ولا الحياد بوجه الاحتلال او الارهاب ونحن كتيار وطني حر أساسا مع تحييد لبنان عن المشاكل والصراعات والمحاور وطبقنا ذلك إيمانا منا من موقعنا في وزارة الخارجية او من خلال مواقفنا في التيار لاننا مؤمنون بالشخصية اللبنانية المستقلة والحرة بالكيان اللبناني وبالانتماء للبنانية التي تعلو عن كل الانتماءات وانما التحييد فهو قرار ذاتي يطبقه الشخص من تلقاء ذاته وقد سميناه في لبنان بالنأي بالنفس، أما الحياد فهو أمر مطلوب منا ومن الغير لكي يتم ويطبق، والحياد هو تموضع استراتيجي، خيار اذا اتخذناه يجب التأكد من إمكانية تطبيقه وملاءمته للواقع".

أضاف: "ولامكانية تطبيقه هناك ثلاثة عوامل اولا التوافق الداخلي لانه لا يمكن ان يكون بالفرض او بالصراع بل بالاقناع والحوار الوطني وقد كنا في آخر لقاء دعا اليه رئيس الجمهورية طرحنا ان يحصل حوار بين كل الاطراف السياسية وتطرح خلاله كل القضايا وتحديدا الخلافية من موقع لبنان ودوره شرقا وغربا من الاستراتيجية الدفاعية وموضوع الحدود وترسيمها. والحوار ضروري للوصول الى قناعة وطنية والا تسببنا بالانقسامات الداخلية واضفنا الخلافات على البلد في وقت نريد ابعاد الخلافات كي لا نقع بالمشاكل الداخلية بدل المشاكل الخارجية ونحن نبغي من خلال الحياد المحافظة على عناصر القوة للبنان وان نزيدها بدل ان نضعفها وهذه هي رغبة البطريرك. وثانيا تأمين مظلة دولية ورعاية خارجية كاملة لتأمين احترام الحياد وتطبيقه من قبل الدول وهذا يتطلب وضعية قانونية معترف بها من قبل الامم المتحدة على غرار عدة دول تعتمد هذا الامر. ثالثا وهو الاهم وجوب اعتراف الدول المجاورة وتسليمها بهذا المبدأ واحترامه وتطبيقه من خلال إخراج عناصر الخارج المتفجرة في الداخل اللبناني وهنا أعدد خمسة منها أولا احتلال الارض من قبل اسرائيل.الارهاب المنظم الموجود في لبنان من الخارج وترسيم الحدود كي نستطيع العيش دون خلافات مع الجوار ورابعا موضوع النازحين السوريين الذي يشكل عنصرا خارجيا متفجرا في الداخل وخامسا الوجود الفلسطيني في لبنان".

وتابع: "نحن مع الحياد الذي يحفظ للبنان وحدته لان الحياد سبيل للوحدة لا للانقسام يحفظ عناصر القوة ويحميه من أطماع واعتداءات اسرائيل ومن مخاطر الارهاب ويزيل عنه اعباء النازحين واللاجئين، وعلى هذا الاساس يجب توفير مقومات خارجية وداخلية لتأمين القناعة الوطنية للحياد والحماية والرعاية الدولية له من خلال منع الاعتداء على لبنان والحفاظ على قدرته للدفاع عن نفسه وعن قوته وعن مؤسساته وعن كل عناصر لبنان في حال تم النكس بهذه الحماية".

وختم باسيل: "بالنهاية الحياد لا يمكن ان يؤدي الى عزل لبنان فهو ليس جزيرة معزولة بل هو همزة وصل حضارية بين الشرق الذي ينتمي اليه ويتجذر فيه وبين الغرب الذي يتطلع اليه ويتفاعل معه. لبنان هو رسالة تنوع وقبول الاخر وهذا يجب ان يكون مصدرا لاستقراره كما الحياد في ظل الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية والثقافية والحضارية التي نعيش في ظلالها في المنطقة. والبطريركية المارونية هي حرس وحاملة لهذه الرسالة وقد تمنينا لغبطته النجاح بمسعاه وأبدينا استعدادنا لاي جهد او مؤازرة أو عمل مطلوب في هذا الاتجاه".

 

الراعي استذكر من بقاعكفرا شهداء المقاومة اللبنانية: لعقد جديد اسمه عقد نظام حياد لبنان

وطنية - الأحد 19 تموز 2020

توجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قائلا: "عندما كنت تلقي كلمتك مر في خاطري جميع شهداء المقاومة اللبنانية التي انطلقت العام 1975 وتواصلت من فوج الى فوج، وكانت القوات في طليعتها. ومر ببالي جميع الشهداء الذين أراقوا دماءهم على أرض لبنان ومن أجل لبنان ومن أجل أن نعيش بكرامة ومن أجل أن نحافظ على هذا الوطن والذي كان ثمنه دماء شهدائنا، فإنها مسؤولية في أعماقنا". كلام الراعي جاء خلال عشاء في دارة رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف أقيم على شرفه، لمناسبة عيد القديس شربل، في حضور جعجع، ونائبي قضاء بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق، محافظ الشمال رمزي نهرا، النائب البطريركي على جبة بشري المطران جوزيف نفاع، قائمقام قضاء بشري ربى شفشق، رؤساء بلديات، مخاتير، قضاة، قادة أمنيين وعسكريين، ممثلي جمعيات وأخويات وحركات رسولية في المنطقة، عائلة الرئيس إيلي مخلوف، وحشد من الفاعليات الأهلية.

وقال الراعي: "هم ماتوا على خط النار لأجل لبنان، ونحن مدعوون الى أن نضحي ونعمل، وإن شاء الله تنتهي صفحة الاستشهاد، ونحن مدعوون الى أن نحمل الأمانة، ومدعوون لشهادة واستشهاد روحي ومعنوي ووطني في سبيل لبنان".

وشكر الراعي للقديس شربل "الذي يجمعنا في هذه الدار الكريمة دارة عزيزنا ايلي مخلوف وعقيلته والاسرة، والشكر لمار شربل الذي أراد أن يكون لقاؤنا حول المذبح كما حول المائدة المحبة والمحببة"، وقال: "شكرا للأستاذ ايلي وعقيلته ولوالديه على هذا اللقاء وعلى هذه المائدة التي تجمع أكثر فأكثر الروابط الاجتماعية".

وقال: "نعم القديس شربل ابن بقاعكفرا وابن بشري وابن هذا الوادي والجبل المقدس، يشفع بنا من السماء ولا يتركنا، ويفتح أمامنا دائما أبواب الرجاء. وأنا أقول إذا كانت هذه الفكرة الجديدة ولدت في 5 تموز، وهي قضية نظام الحياد اللبناني الناشط والفاعل، فتعود لشفاعة مار شربل، لأننا في كل مساء منذ 17 تشرين الأول 2019 ونحن نصلي سبحة العذراء ونستشفع بالقديس شربل الذي أعطانا جوابا من السماء، ولهذا ولدت الفكرة في القلوب كثيرا من الرجاء والأمل وهذا صوت الشعب كله، وهي نعمة لجميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، من كل أحزابهم وطبقاتهم لأنها خشبة الخلاص لنا جميعنا من الواقع المر الذي نحن فيه".

وتابع: "اذا راجعنا تاريخنا منذ مئة عام لغاية اليوم، وهو تاريخ سريع مليء بالمحطات، بدءا من أيلول 1920 حيث كانت ولادة لبنان التي شاءها اللبنانيون، دون أن يكون هناك إجماع عليها بل كانت هناك عقد، عقد وجود الكيان اللبناني، فكان الدستور اللبناني المميز عن كل دساتير المنطقة. ثم العام 1943 حيث كانت هناك عقد أخرى من الميثاق الوطني، الى السيادة والوحدة والعيش معا حيث انطلقنا بهاتين القوتين، الدستور والميثاق واستطعنا أن نتجاوز محطتين خطيرتين في لبنان. محطة العام 1952 وهي فكرة الوحدة العربية المصرية السورية ولكن تجاوزناها بقوة، ثم الحرب اللبنانية المشؤومة. تجاوزنا كل مشاريع التقسيم وكانت الصحف تطالعنا كل يوم بمشاريع التقسيم التي تجاوزناها أيضا بقوة دستورنا وميثاقنا أي بقوة الاستقلالية والسيادة والوحدة". وأضاف: "عندما مررنا بالظروف الصعبة، كان مثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير قائد الحركة الجديدة من أجل استعادة هذا الاستقلال وهذه الوحدة وهذه السيادة. واليوم شاءت العناية الالهية أن نحتفل بالمئوية بعقد جديد اسمه عقد نظام حياد لبنان أي عقد استعادة كل قوة استقلالنا ووحدتنا وسيادتنا، وهي عطية من السماء، ولأنها عطية من السماء ولدت الكثير من الارتياح والرجاء والفرح في قلوب الناس".

وعاد وتوجه بالحديث الى جعجع قائلا: "حكيم تكلمت عن وجع الناس، عن الجوع والعطش والبطالة، نعم أصبحنا بحالة يرثى لها، ولكن عندما أطلت عليهم فكرة العقد الجديد، فكرة لبنان الذي يستعيد قوته بنظام حيادي، نسوا جوعهم ونسوا وجعهم وخيبات آمالهم ولكنهم لم يشبعوا، وهذه مسؤوليتنا جميعا أن نزرع الرجاء والفرح. ونعم هناك نافذة أمل علينا أن نرى النور من خلالها". وشكر الراعي الرب "لأن معظم الشعب يسير في هذا العطاء الإلهي، وهو ليس طرحا سياسيا ولا فئويا ولا طائفيا ولا شخصيا، هذه حياة جديدة نستكمل بها تاريخنا المجيد وهذه عطية من السماء في يوبيل المئة سنة للبنان".

وأشار إلى أنه "علينا أن نكمل الطريق مع جميع اللبنانيين، ونحن في حاجة لشرح أكثر باعتبار أن ليس كل الشعب يدرك مفهوم لبنان"، مطالبا ب "تنظيم لقاءات وحوارات، فنحن بحاجة لكي تنظم الجامعات حوارات فكرية لكي تمر فكرة الحياد وليفهمها الجميع، وندرك ان فيها شرفنا جميعا ورسالتنا جميعا ونموذجيتنا جميعا، لأن لبنان لا يمكن أن يكون رسالة كما أراده القديس البابا يوحنا بولس الثاني، ولا يمكن أن يكون أكاديمية الانسان للقاء وحوار الحضارات والثقافات التي قررتها الأمم المتحدة في العام 2019، اذا بقي في الحالة التي نعيش فيها، مشرذمين معزولين عن العالم العربي والغربي، وهي مسؤوليتنا يجب أن نحملها بكل محبة وإخلاص وبكل تضامن مع جميع اللبنانيين".

 

المطران مارون العمار: لا أحد يستطيع أخذ لبنان الى غير رسالته وهويته

الأحد 19 تموز 2020 الساعة 14:23سياسة

 وطنية - التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في قصر المختارة، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، يرافقه المونسنيور مارون كيوان، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده ابو كسم، في حضور نورا جنبلاط.

وتخلل اللقاء مأدبة عشاء شارك فيها نائب رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، النائب ابراهيم عازار، إضافة الى عضوي اللقاء الديموقراطي النائبين نعمة طعمة ومروان حمادة، ورئيس الاركان في الجيش اللواء امين العرم.

وكان العمار ترأس قبل ذلك قداسا احتفاليا في كنيسة مار الياس في بعقلين لمناسبة عيد شفيع الكنيسة وعاونه فيه المونسنيور كيوان، والاب أبو كسم وعدد من الكهنة من رعايا دير القمر والمنطقة. وحضره النواب، عدوان، طعمة، حمادة، فريد البستاني، ماريو عون، بلال عبدالله ومحمد الحجار. كذلك شاركت تريسي شمعون، ومسؤولون من الحزب التقدمي الاشتراكي، تيار المستقبل، رئيس اتحاد بلديات الشوف السويجاني يحيى أبو كروم، ورئيس بلدية بعقلين عبدالله الغصيني، ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات من البلدة والجوار.

وألقى العمار عظة تحدث فيها عن معنى المناسبة وحياة مار الياس من خلال "ثباته بالايمان الحقيقي على الرغم من كل الاضطهادات والصعوبات التي جعلته ينتقل مرارا من بلد الى آخر وبقي ثابتا على إيمانه، وهو ما يعلمنا بان نبقى ثابتين على الايمان بالرغم من كل الصعوبات التي نعيش، ثم انفتاحه على الجميع وعلى كل انسان يحمل الروحانية ويحب اخيه الانسان وبحاجة الى مساعدة. وهذا يعلمنا اليوم أهمية الانفتاح على بعضنا البعض خصوصا ان في حضارة كل جماعة من جماعاتنا في لبنان الكثير من الايمان والثقة بالرب والاتكال عليه والمحبة لبعضنا البعض، وان شاء الله بشفاعة مار الياس يشفع الرب على لبنان وكل المسؤولين فيه كي نعيش فعلا ايمان مار الياس بربنا وانفتاحنا الخير على بعضنا البعض".

ونوه المطران العمار ب"جمعة المحبة والوطنية في هذا اليوم، ونشكر الاستاذ وليد جنبلاط والنائبين مروان حمادة ونعمة طعمة على الاهتمام بالكنيسة وتأهيلها".

وبعد القداس انتقل المطران العمار والحضور الى سرايا آل حمادة في البلدة وكان في الاستقبال عدد من مشايخ البلدة وفاعلياتها الروحية والاجتماعية والاهلية. وألقى شوقي حمادة كلمة ترحيبية باسم العائلة والبلدة، ثم تحدث النائب حمادة مرحبا بدار عنوانها آل حمادة وهي ايضا دار الصديق الكبير الاستاذ وليد جنبلاط"، ومشددا على "دور الكنيسة في المحطات الاساسية لتاريخ الوطن ومنها تأسيس لبنان الكبير ودورها في الاستقلال عام 1943 والميثاق، والاستقلال الثاني مع البطريرك الراحل نصرالله صفير ومصالحة الجبل عام 2001، ويكمله اليوم البطريرك بشارة الراعي في دعوته الى الحياد تفاديا للأسوأ وصونا للوطن".

ثم قدم الى العمار لوحة تذكارية عبارة عن صورة وفد من آل حمادة في زيارة الفاتيكان عام 1945. بدوره، رد العمار بكلمة شكر وتقدير على الاستقبال والضيافة، ومشددا على "أهمية التاريخ في ذاكرتنا وكيف كان أهلنا يعيشون في هذا الجبل مع بعضهم البعض، ما يحعلنا نشدد أكثر وأكثر على البقاء مع بعضنا البعض ونقول لا عندما نرى محوا للتاريخ أكان في الحضارة والتعاون مع بعضنا والتقوقع والانعزال وهذا ليس من تاريخنا، ولا الصور ولا الحجارة هنا تقول ذلك. فلنبق يدا بيد ونحسن قراءة التاريخ ونقدمه لابنائنا بأبهى حلة، ومن خلال قراءة تاريخ لبنان من حين وجوده الى الآن لا أحد يستطيع أخذ لبنان الى غير رسالته وهويته منذ مئات السنين حتى الآن، ونقول اليوم لا أحد سيأخذ لبنان نقطة الحوار والحضارة والتعاون مع العالم الذي يريدنا ان نبقى هكذا. وسيدنا البطريرك تحدث عن الحياد وكرره لانه يقول ننادي بالحياد لنؤكد أن كل واحد منا له الحق في العيش في وطن حر ومستقل وفي حضارة أهله وأبنائه".

 

عوده عن آيا صوفيا:الشعبية السياسية والدينية لا تبنى على أنقاض الكنائس

الأحد 19 تموز 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/88549/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%87-%d8%b9%d9%86-%d8%a2%d9%8a%d8%a7-%d8%b5%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%8a/

 وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "أحبائي، نعيد اليوم لآباء المجمع المسكوني الرابع، الذي انعقد في مدينة خلقيدونيا (في القسم الشرقي من تركيا الحالية). أهمية هذا المجمع المقدس أنه وضع حدا للقائلين بأن للرب يسوع طبيعة واحدة إلهية فقط، وأن هذه الطبيعة ابتلعت الطبيعة البشرية في التجسد. وضع المجمع الرابع تحديدا عقائديا يقول: إن المسيح هو نفسه تام في الألوهة وتام في البشرية، إله حق وإنسان حق. إنه مساو للآب في الألوهة ومساو لنا في البشرية، شبيه بنا في كل شيء ما خلا الخطيئة. قبل كل الدهور ولد من الآب بحسب الألوهة، وفي الأيام الأخيرة هو نفسه، لأجلنا ولأجل خلاصنا، ولد من مريم العذراء والدة الإله، بحسب البشرية. واحد هو، وهو نفسه المسيح، ابن الله، الرب، الذي يجب الاعتراف به في طبيعتين متحدتين من دون اختلاط ولا تحول ولا انقسام ولا انفصال. وهو لم ينقسم ولم ينفصل إلى شخصين، بل واحد هو، وهو نفسه الابن الوحيد، الإله الكلمة، الرب يسوع المسيح".

أضاف: "أكد هذا المجمع المقدس أن المسيح يحوي طبيعتين كاملتين: إلهية وبشرية، إنه إله أزلي مساو للآب في الأزلية، وفي الوقت نفسه مولود من مريم العذراء. لقاء الطبيعتين في المسيح يسوع يجعل خلاص الإنسان متاحا لكل من يتحد بالمسيح، لأن المسيح هو الطريق والحق والحياة بالنسبة إلينا، والحق لا يخفى ولا يغلب". وتابع: "سمعنا في إنجيل اليوم: لا يمكن أن تخفى مدينة واقعة على جبل، ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال، لكن على المنارة ليضيء لجميع الذين في البيت. إلا أن بعض قادة هذا العالم يحبون الظلام أكثر من النور، ويرغبون في أن تبقى شعوبهم سائرة في الظلمة وظلال الموت حتى لا يخرجوا إلى النور فيعرفوا الحقيقة وينالوا الحكمة الإلهية التي تحررهم من العبودية المرة. إخوتي الأحبة، إن كنيستنا المقدسة تعترف بسبعة مجامع مسكونية، اجتمعت كلها في مناطق من آسيا الصغرى، تركيا الحالية: نيقيا، القسطنطينية، أفسس، خلقيدونيا. تم تحديد إيماننا المسيحي عقائديا في تلك البقعة من الأرض، وانتشر إلى كل المسكونة. في تلك المنطقة، اعترف بالمسيح إلها حقا. هناك كان مهد الأرثوذكسية، أي الإيمان القويم. آسيا الصغرى، لم تكن فقط مركزا للايمان القويم، بل كانت أيضا مركزا بالغ الأهمية للفن المعماري، وخصوصا على عهد الإمبراطور يوستينيانوس، الذي لم يقبل بدعوة مهندسين من مدينة الفنون روما، إنما كلف مهندسين وطنيين لبناء أشهر كنائس تلك الحقبة، وكل الحقبات التالية، أعني كنيسة الحكمة الإلهية (Hagia Sophia). يقول المؤرخون إن الإمبراطور يوستينيانوس، لشدة جمال الكنيسة، لم يطلق عليها اسم أي من القديسين، بل دعاها الحكمة الإلهية".

وقال: "نرتل في يوم الفصح المجيد: أيها المسيح الفصح الأجل الأمثل، يا حكمة الله وكلمته وقوته، أنعم علينا بأن نساهمك بأوفر حقيقة، في نهار ملكك الذي لا يغرب أبدا. إذا، المسيح يسوع إلهنا هو الحكمة الإلهية، التي يذخر الكتاب المقدس في الحديث عنها، وقد وضعت من أجلها عدة أسفار دعيت الأسفار الحكمية. نقرأ في سفر الحكمة: الحكمة بهاء كلها، وبهاؤها لا يبهت (6: 12). هذا ما عاشه آباؤنا، ونعيشه في المسيحية. مرت على المسيحية قرون من الاضطهادات والتنكيلات ومحاولات طمس الحقيقة الإلهية، لكن هذه الحقيقة لم تبهت ولم تتأثر، بل هي موجودة حتى يومنا هذا، ومسنودة ومبنية على صخرة الإيمان القويم، على مخلصها يسوع المسيح. كل من حاول النيل من المؤمنين عبر التاريخ، نال جزاءه من لدن الله، إذ إننا قوم نتكل على الرب وعلى قضائه العادل، ولسنا من دعاة العنف وحمل الأسلحة. يقول سفر الحكمة: إسمعوا أيها الملوك وتعقلوا. أصغوا أيها المتسلطون على الجماهير، أيها المفتخرون بكثرة الخاضعين لكم من الأمم: جبروتكم من الرب، ومن العلي سلطانكم. وهو سيفحص أعمالكم ونياتكم، فما أنتم إلا حكامه في خدمته، فإذا لم تحكموا بالعدل وتعملوا بأحكام الشريعة وتسيروا حسب مشيئته، فسينزل عليكم بغتة عقابا شديدا... الذي هو رب الجميع لا يخاف أحدا ولا يهاب عظمة أحد... إليكم، إذا، أيها الملوك أوجه كلامي، لتتعلموا الحكمة فلا تضلوا (6: 9-1). فهل من له أذنان للسمع لكي يسمع؟"

أضاف: "الأسبوع الماضي، غرز سيف في ظهر إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك وفي قلب وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي تم توقيعها في أبو ظبي العام الفائت. تقول هذه الوثيقة إن الإيمان يحمل المؤمن على أن يرى في الآخر أخا له، عليه أن يؤازره ويحبه. هذه الوثيقة دعت صناع السياسات الدولية باسم الأخوة التي أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة، التي تعبث بمصائر الشعوب ومقدراتهم، وأنظمة التربح الأعمى، والتوجهات الأيديولوجية البغيضة، إلى العمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، فأين التسامح والتعايش والسلام في ما حدث بكنيسة الحكمة الإلهية؟ خلق الله البشر متساوين، لا فضل للواحد على الآخر، لذلك إن احترام الآخر وقبوله هما من الحقوق والواجبات المقدسة، وكل من ينقضهما يكون مجرما في حق البشرية ككل. غريب جدا، أننا مقسومون، في القرن الحادي والعشرين، بين من يدعون إلى الأخوة والتسامح، وبين من يغتالون الإخوة ويبثون التفرقة والحقد. هل يعقل أن ثمة من يكره السلام ويعبث بمقدسات الآخرين وفي الوقت نفسه يعلن افتتاح بيت صلاة لإله السلام؟ الكنيسة مكان يرفع فيه المؤمنون قلوبهم إلى الله، يسبحونه ويمجدونه ويشكرونه على كل شيء. ما الضير في ذلك؟ وهل إذا حولت إلى مسجد يسبح الله بطريقة أفضل؟"

وتابع عوده: "العالم اليوم، ما عدا بعض الشواذ، يبشر بالأخوة والتسامح والانفتاح وبالتنوع والتعدد والاعتراف المتبادل كما جاء في إعلان الأزهر، فكيف يفسر تحويل متحف كان كنيسة إلى مسجد، في بلد كان يتغنى بعلمانيته؟ وفي زمن، أحوج ما يكون الإنسان فيه إلى طي صفحات الطغيان والحروب السوداء، ونسيان الأحقاد والعمل على إرساء روح السلام في العالم، والأخوة بين الشعوب. الدين ليس أداة يستعملها السياسيون لأغراضهم، وبيوت الله أماكن للعبادة لا للشعبوية وبناء الأمجاد".

وقال: "يا أحبة، كنيستنا هي كنيسة آبائية، وقد علمنا الآباء القديسون أن نبني على تعب من سبقونا، لا أن نهدم بناءهم ونبني غيره. هكذا البشرية أيضا، لا تستطيع أن تتطور إن بقينا نهدم التاريخ لنصنع غيره. التاريخ تراكم حقبات، ومن ينكر من سبقه سينكره من يخلفه. إن طمس معالم تاريخ الإخوة ليس بطولة، بل إجرام ومحاولة اغتيال فاشلة، لأن التاريخ لا يطمس وفي الوقت نفسه لا يرحم. التاريخ يفضح المجرمين ولو بعد قرون. تذكروا مكتبة بغداد، التي لم ينس الناس على مر العصور أنها كانت تحفة فريدة، بينما نسوا الذي ظن أنه بطل وأحرقها، لكنهم يدينون فعلته في كل يوم ومناسبة. الشعبية السياسية والدينية لا تبنى على أنقاض الكنائس وتغيير ملامحها وإخفاء أيقوناتها. الأيقونات لا تختفي لأن كل مؤمن هو أيقونة بذاته، إذ خلقه الله على صورته ومثاله، والهياكل لا تنقض لأن كل مؤمن هو هيكل للروح القدس (1كو 6: 19). ليس مؤمنا من يقفل الكنائس، حتى ولو ظهر كذلك في نظر جزء من أبناء جنسه. شتان بين الإيمان المنفتح على كل آخر، وبين التزمت والتشدد الذي يعمي البصر والبصيرة ولا يعود صاحبه يرى أحدا سوى نفسه".

أضاف: "كنيسة الحكمة الإلهية شمخت عبر العصور، رغم احتراقها عدة مرات، وتعرضها للزلازل تارة وتغيير وجهة استعمالها طورا، لكنها ستبقى شامخة لأنها تحفة دينية فنية شاهدة على عصرها، الأمر الذي لن يستطيع أحد تغييره أو إنكاره. إنكار التاريخ ليس بطولة، ومحو الآثار المسيحية لا يمحو المسيحية التي لن تغلبها قوى الظلام والتعصب. يقول الرسول بولس في رسالته إلى العبرانيين: لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة (عب 13: 14). هم المسيحي الأوحد هو ألا يخسر الملكوت. كل الأشياء والمناصب على هذه الأرض زائلة، لكن إيماننا ورجاءنا بالله السرمدي عظيمان، وهو ما عبر عنه النبي داود في سفر المزامير قائلا: الله حماية لنا وعزة، ونصير عظيم في الضيق. فلا نخاف وإن تزحزحت الأرض، ومالت الجبال إلى قلب البحار، وتدفقت مياهها وجاشت، وارتعشت من ارتفاعها الجبال. جداول النهر تفرح مدينة الله، مساكن العلي المقدسة. الله في داخلها فلن تتزعزع. ينصرها ما طلع الصبح. تضج الأمم وتتزعزع الممالك، وعلى صوت الله تموج الأرض (مز 46: 1-7)".

وتابع: "أخيرا، نقول مع يشوع بن سيراخ إن رأس الحكمة وكمالها وتاجها وأصلها هي مخافة الرب (1: 20-14). نحن نخاف الرب ونؤمن به وبحكمته ومشيئته، لذلك لن نتزعزع أبدا. أما الذين يظنون أنهم يستطيعون أن يغلبوا المتوكلين على الرب، فهم واهمون لأن المؤمن المتوكل على الله يصرخ بلسان النبي داود: بالرب احتميت، فكيف تقولون لي: أهرب إلى الجبال كالعصفور؟ لأن الأشرار يحنون القسي ويسددون سهامهم في الظلام ليرموا كل مستقيم القلب... الرب في هيكله المقدس، الرب في السماء عرشه، عيناه تبصران بني البشر...(مز 11)".

وختم عوده: "دعائي أن يشددنا الرب في كل امتحان إيمان يواجهنا، وأن نبقى صامدين في وجه الرياح العاصفة، لأن الحق لا يموت، والحق هو المسيح ابن الله وكلمته وحكمته".

 

قبلان علق على موضوع الحياد: من النذالة أن نجد من يتعاطف مع الخونة والعملاء

وطنية/الاحد 19 تموز 2020

وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة إلى اللبنانيين، في الذكرى السنوية ال 14 لعدوان تموز، توجه خلالها بتحية الإكبار والتقدير إلى "صانعي انتصاراتنا التي رفعت اسم لبنان عاليا في سماء العزة والكرامة وجعلته محط انظار العالم في مقابل حفنة من عملاء رذلهم التاريخ ولفظتهم قيمنا الوطنية والأخلاقية". وقال: "من السخافة والنذالة أن نجد من يتعاطف مع الخونة والعملاء تحت عناوين شتى تريد تشويه صورة لبنان المقاوم والمنتصر على العدو الصهيوني بغية إخراجه من دائرة الصراع مع عدو ظالم لا يزال محتلا لارضنا وينتهك على الدوام سيادتنا فضلا عن سرقة ثرواتنا المائية والنفطية". وتابع: "بهذه الذكرى المجيدة، نخص رجال المقاومة والجيش والمدنيين الذين سمت تضحياتهم بشجاعتهم ومناقبيتهم الوطنية بوصفهم أصحاب الفضل من تسجيل نصر تموز، ونتوجه بتحية الاكبار والتقدير للشهداء العظام الذين روت دماؤهم أرضنا الطيبة فارتقوا في بذلهم لارواحهم الى مصاف الانبياء الذين خلدهم التاريخ وشهدت أرضنا على بطولاتهم، فكانوا وما زالوا نموذجا في النبل والشهامة والفداء". وحذر بشدة من "تضييع بوصلة المصلحة الوطنية والأخلاقية في ما يتعلق بموقع لبنان وكيفية إنقاذه وسط هذه الأعاصير والهجمة الدولية والإقليمية على تمزيقه، تارة بفرض حصار وعقوبات اقتصادية عليه وأخرى بتدخلات في شؤونه الداخلية وتحريض فئة على أخرى وصولا الى الدعوة الى الفدرلة وتحميل المقاومة وزر الازمة الاقتصادية والمعيشية وطرح حياد لبنان كمخرج للخروج من الازمات الحالية".

واكد أن "الحياد بمنطق النبي محمد والسيد المسيح يعني أن ننحاز للحق، وأن ندافع عن بلد يذبح بسيف الحصار الاقتصادي، الحياد بمنطق النبي محمد والسيد المسيح هو أن نكون في الموقع الإنقاذي للوطن المنهوب، وأن نلتزم قضايا المظلومين شعوبا وكيانات أينما كانوا بعيدا من أسماء الكيانات والديانات، الحياد بمنطق المسيح ومحمد يعني أن نقول للظالم أنت ظالم، وأن نقول لمن بذل وقاتل وحرر الأرض واستشهد من أجل ذلك شكرا لك، الحياد يضعنا في قلب المسؤولية التاريخية لموقع وقضايا لبنان ولمظلومي المنطقة والعالم، وهو بمنطق السيد المسيح والنبي محمد يفرض علينا أخذ قرارات مرة في وجه طواغيت المشروع الدولي الإقليمي المحلي الذين يتعاونون على استنزاف لقمة الفقير في لبنان، الحياد أن نكون ضد شياطين النهب والفساد والظلم والفتنة والاستبداد الذين حولوا الدولة إلى جثة نتنة ممزقة فوق ركام شعب من المضطهدين والمظلومين".

وختم قبلان: "الحياد بمنطق السيد المسيح والنبي محمد لا يفرق بين شرق وغرب، هذا هو الحياد بمنطق السيد المسيح والنبي محمد وهو عين المراد من القرآن والتوراة والإنجيل، ولن يخسر من انحاز للحق وما دام مصرا عليه".

كذلك، أصدر قبلان بيانا جاء فيه: "لما بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا مبلغا يستدعي القلق والذعر، فإننا نناشد اللبنانيين والمقيمين والوافدين أن يتقوا الله في أنفسهم ووطنهم وأهلهم فيتعاونوا الى أقصى الحدود مع كل الجهود المبذولة للحد من انتشار هذا الفيروس والامتثال الى توجيهات وزارة الصحة والجهات الطبية وقرارات مجلس الوزراء للحؤول دون تحول الفيروس الى وباء مدمر، وليتعظ الجميع مما أصاب دولا كثيرة أنهكها الوباء وأزهق أرواح الالاف من أبنائها وكبدها خسائر فادحة".

وحذر من "عودة موجة ثانية من الوباء تهدد الوطن وأهله، وعلى الدولة أن تتشدد في إجراءاتها الوقائية وعلى الجميع التعاطي بجدية ومسؤولية للحد من تفشي الوباء والتزام عدم الاختلاط والحفاظ على التباعد الاجتماعي ومراقبة المحجورين للالتزام بالحجر المنزلي، فلا يجوز الاستهتار بأرواح الناس، كما يحرم التكتم على أي مصاب بالفيروس يستهتر بأرواح الناس وعلى الجميع التعاون لدرء الخطر حفظا لانفسهم وسلامة أهلهم وإخوانهم". وطالب الامام قبلان اللبنانيين ب "التكافل الاجتماعي والتضامن الوطني في هذه الظروف الصعبة، فيبادر الميسورون والاغنياء بواجبهم الوطني والديني مع شركائهم في الوطن"، داعيا المؤمنين الى "التمسك بتعاليم الدين والتضرع الى الباري عز وجل ان يحفظهم ويمن على المرضى بالشفاء ويكشف السوء والضرر عن شعوبنا ويجنب بلادنا البلاء والوباء".

 

المعلوف من ضهر البيدر: لن ندفع رسوم الميكانيك إذا لم تتحرك الدولة

وطنية - الأحد 19 تموز 2020

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في زحلة أن مئات المواطنين لبوا دعوة عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب سيزار المعلوف، إلى وقفة أمام مجمع zone gate في محلة مكسة على طريق ضهر البيدر الدولية، وقطع الطريق بالاتجاهين، احتجاجا على ازدياد أعداد حوادث السير بسبب تردي وضع الطريق، والتي كان آخرها حادث الشاحنة منذ يومين عند مفترق قب الياس والذي سقط بنتيجته خمس ضحايا وعددا من الجرحى. وقال المعلوف: "رسالتنا موجهة الى الحكومة، فكل نقطة دم سقطت تقع برقبة السلطة الفاسدة. أنا نائب وأعرف القانون ونعرف أن قطع الطريق غير قانوني، ولكن الدولة صماء ولا تسمعنا، فهذه الطريق لا تصلح لمزرعة، لقد طفح الكيل، وهذه حكومة اختصاص في تجويع الناس. لا يمكنني مشاهدة أهالي المنطقة يُقتلون على طريق ضهر البيدر ولن ندفع رسوم الميكانيك إذا لم تتحرك الدولة". أضاف: "منذ أن انتخبت نائبا قررت ألا أكون شاهد زور للذين انتخبوني، وصرت ممثلا للأمة جمعاء، فأي طريق في لبنان يهمني، لكن كوني ابن البقاع لا أستطيع أن أقف مكتوف اليدين وأتفرج على أهلي يموتون، خاصة بعد المجزرة المرورية التي وقعت منذ يومين ولم يتدخل وزير الداخلية، ولم يدع رئيس الحكومة الى اجتماع للحكومة لإعلان حالة طوارئ. ونحن بالإضافة إلى طريق الموت هذا لدينا مشكلة تلوث نهر الليطاني، فأولادنا يقتلون بالسرطان، فهل المطلوب ان تزداد أعداد أولادنا الذين يهاجرون لكي نوفر لهم العلم والحياة الكريمة، وان نستبدلهم بعمال سوريين لكي يعملوا في البقاع، وان ندع سائقين سوريين يحملون الشاحنات بحمولة زائدة فيقتلوننا؟ هذا أمر مرفوض". وأكد أن "نواب البقاع الثلاثة والعشرين سينضمون الى وقفتنا يوم الثلاثاء، لأن الأمر مطلب وطني وإنساني. هناك واجبات وحقوق على الدولة وإلا سيكون هناك تصعيد آخر، فلن ندفع الميكانيك ولا الجمرك وهي من أعلى الرسوم وليس هناك طرقات مقابل هذه الرسوم".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 18-91 تموز/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

 

حزب الله” صادَر “المقاومة”… لم يعد التسامح غير المحدود ممكناً

د. منى فياض/النهار/ 19 تموز 2020

*إن أي أمل للخروج من المأزق اللبناني لن يتم إلا بالمطالبة باعتراف دولي بحياد لبنان قانونيا بمساعدة من الشرعية الدولية لملاقاة جهود البطريرك الماروني والفاتيكان. وإلى أن يتحقق ذلك تمارس سياسة التحييد بحسب ما جاء في إعلان بعبدا.

*لقد استغل “حزب الله” “طربوش المقاومة” للسيطرة على السياسية الداخلية وإضعاف بنية النظام فحوّل لبنان إلى ساحة للصراعات الإقليمية دون موافقة الحكومة، فعزله عن محيطه العربي والعالم جاعلا منه مجرد ورقة ضغط بيد إيران لحماية نفسها.

http://eliasbejjaninews.com/archives/88546/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8e%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%85/