LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july19.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء! فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ أَو مَنْ أَقْرَضَهُ شَيْئًا فَيَرُدَّهُ اللهُ إِلَيْه؟ لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ مِنْهُ وَبِهِ وَإِلَيْه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ثورة الفلسطينيين على الدولة اللبنانية ووطن الساحة وصندوق البريد

الياس بجاني/معارضة سامي وسمير ويعقوبيان "فرجي وبرنجي"، ونيال  حزب الله فيون وبهيك معارضة نص كم
الياس بجاني/تعليق بالنص والصوت: المشكلي اليوم هي الإحتلال وادواته

الياس بجاني/المشكلي اليوم هي الإحتلال وادواته

الياس بجاني/حادثة النائب الموسوي وثقافة حزب الله: ثقافة مد الإيد والإرهاب والعنف وعدم احترام لا الغير ولا القوانين ولا الدولة ولا حتى الأعراف

 

عناوين الأخبار اللبنانية

خيمة إعتصام شهداء الجيش الأحياء/خليل حلو/فايسبوك

بيان حراك العسكريين المتقاعدين

'دبكت في المجلس: سليم عون لنديم بشير الجميل، 'اسكت وروح العب حد بيتك'... والأخير يرد: 'بيي أقوى من بيك' !

نواف الموسوي تقدم باستقالته من المجلس النيابي: أردت تحمل مسؤوليتي

تحذيرات دولية من انعكاس الشلل الحكومي على الثقة بلبنان

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 تموز 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

شغب في المخيمات … ووزير العمل وحيداً

باسيل يشيد مقره الرئاسي على جبل اثري

الإلتباس اللبناني للمسألة الفلسطينية/وسام سعادة/نداء الوطن

من "النأي بالنفس" إلى "الدفاع عن النفس"/رفيق خوري/نداء الوطن

بلدية طرابلس: طار الرئيس... وغموضٌ يكتنف الخلف/عبد الكافي الصمد/الاخبار

جعجع: حزب الله يريد استقطاب الفلسطينيين.. والتحركات سياسية بحتة

«حزب الله» ينفي امتلاك أموال في المصارف اللبنانية

سكرية: «الدولة ستنهار إذا اتخذت أي إجراء ضد الحزب

السنيورة: ذهبنا إلى السعودية ممثلين لجميع اللبنانيين

استقالة الموسوي: انتخابات فرعية في صوْر خلال شهرين

الصفقة الكبرى: توطين 70 ألف فلسطيني وتهجير البقية/منير الربيع /المدن

صفعة من السلطة الفلسطينية لمحرّضي فلسطينيي لبنان ومستغِلّيهم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تعلن احتجاز ناقلة نفط أجنبية في الخليج

سيناتور أميركي يفاوض ظريف بموافقة ترامب

حرس الثوري” يعترف بخطف ناقلة النفط “رياح” وأسر طاقمها

لندن تستفسر... وواشنطن تدعو "الناتو" لتكثيف تواجده وتتعهد العمل بدأب لإتاحة المرور الحر في الخليج

ترمب: أسقطنا طائرة إيرانية مسيّرة في مضيق هرمز

إيران تسعى لفتح قنصلية بالموصل والمسيحيون يتخوفون

واشنطن ترسل 500 جندي وتدعم منظومة “باتريوت” بالسعودية

تحضيرات بقاعدة الأمير سلطان الجوية لتمكين مقاتلات F-22 من التحليق والهبوط فيها

روسيا تنشر قوات خاصة في سورية للقتال إلى جانب جيش الأسد في إدلب

مقتل عناصر من قوات النظام بتفجير عبوة ناسفة في درعا

ترمب: لا ندرس فرض عقوبات على تركيا حالياً

البحرين: اجتماع أمن الملاحة في الخليج فرصة لردع الخطر الإيراني يقام بالتعاون مع الولايات المتحدة وبولندا وتشارك فيه أكثر من 60 دولة

ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم المسلح في أربيل إلى ثلاثة

البيت الأبيض يعلن وقف تسليم تركيا طائرات «إف 35»

محادثات بين “حماس” وعبداللهيان بالسفارة الإيرانية في بيروت

مبعوث الرئيس الأميركي: إسرائيل "ضحية للنزاع" مع الفلسطينيين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فضائل ما شربل/الأب غطاس خوري

متعة السجال بين فاروق يعقوب وبودوان عبدالنور

الإنفصاليون والإتصاليون/ادمون الشدياق

الساحة السورية... الجبهات القادمة/د. وليد فارس/اندبندت عربي

لبنان… دولة ”الحرس” الايراني/عبد الوهاب بدرخان/النهار

في عين العاصفة/حنا صالح/الشرق الأوسط

الدويلة أضحت الدولة/د.توفيق هندي/اللواء

السعودية للبنانيين المسلمين والمسيحيين ..."لستم وحدكم"/محمد نمر/نداء الوطن

نواف الموسوي: من الاعتداد إلى "الانسحاق" في "المسيرة الإلهية"/علي الأمين/ نداء الوطن

صورة الغريب والشعبوية اللبنانية/أنطوان قربان/النهار

من صاحب الكلمة الأولى في لبنان؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الاستحقاقات الوطنية وإرغامات السلاح والشعبويات/رضوان السيد/الشرق الأوسط

أبو سليمان "الحكيم"... تسهيلات للفلسطينيين وتطبيق للقوانين/آلان سركيس/نداء الوطن

إجماع في واشنطن: طهران تريدها حرباً! بهدف تعكير حسابات ترامب الانتخابية وهرباً/أحمد القريشي/السياسة

عقوبات ترمب على إيران غيّرت سياسة الهند/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

تحديات جيش طروادة الإيراني في العراق/أمير طاهري/الشرق الأوسط

صواريخ القيصر وأحلام «السلطان»/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

أمعاء خاوية في مواجهة الدم/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: لتتحمل الدولة مسؤولياتها في دعم قضايا ذوي الحاجات الخاصة وسأبذل قصارى جهدي لتأمين كل المساعدات اللازمة للمؤسسات الانسانية

الوفد النيابي اللبناني يستكمل لقاءاته في واشنطن

أبو سليمان: غطائي الوحيد هو القانون ولم يسحب أحد البساط من تحتي وانا متمسك بصلاحياتي الدستورية

الحريري رد على مداخلات النواب في ختام مناقشة الموازنة: مشروعنا خفض العجز 4 نقاط من الناتج المحلي ولا نستطيع أن نكمل بقطاع عام منتفخ وإدارات لا تعمل

الراعي كرس كنيسة مار يوحنا مارون الجديدة في الديمان: لبنان قائم على التعددية ولا يجد استقراره إذا تفرد فريق بحكمه

باسيل من واشنطن: النظام اللبناني القائم على حرية الأديان هو حاجة للانسانية فحافظوا عليه

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء! فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ أَو مَنْ أَقْرَضَهُ شَيْئًا فَيَرُدَّهُ اللهُ إِلَيْه؟ لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ مِنْهُ وَبِهِ وَإِلَيْه

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من25حتى36/:”يا إخوَتِي، لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَجْهَلُوا هذَا السِّرّ، لِئَلاَّ تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم، وهوَ أَنَّ التَّصَلُّبَ أَصَابَ قِسْمًا مِنْ بَني إِسْرَائِيل، إِلَى أَنْ يُؤْمِنَ الأُمَمُ بِأَكْمَلِهِم.وهكَذَا يَخْلُصُ جَميعُ بَنِي إِسْرَائِيل، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «مِنْ صِهْيُونَ يَأْتي المُنْقِذ، ويَرُدُّ الكُفْرَ عَنْ يَعْقُوب؛ وهذَا هُوَ عَهْدِي مَعَهُم، حِينَ أُزِيلُ خَطَايَاهُم». فَهُم مِنْ جِهَةِ الإِنْجِيلِ أَعْدَاءٌ مِنْ أَجْلِكُم، أَمَّا مِنْ جِهَةِ ٱخْتِيَارِ الله، فَهُم أَحِبَّاءُ مِنْ أَجْلِ الآبَاء؛ لأَنَّ اللهَ لا يَتَرَاجَعُ أَبَدًا عَنْ مَوَاهِبِهِ ودَعْوَتِهِ. فكَمَا عَصَيْتُمُ اللهَ أَنْتُم في مَا مَضَى، وَرُحِمْتُمُ الآنَ مِنْ جَرَّاءِ عُصْيَانِهِم، كَذلِكَ هُمُ الآنَ عَصَوا اللهَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكُم، لِكَي يُرْحَمُوا الآنَ هُم أَيْضًا؛ لأَنَّ اللهَ قَدْ حَبَسَ جَمِيعَ النَّاسِ في العُصْيَان، لِكَي يَرْحَمَ الجَميع. فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء! فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ أَو مَنْ أَقْرَضَهُ شَيْئًا فَيَرُدَّهُ اللهُ إِلَيْه؟ لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ مِنْهُ وَبِهِ وَإِلَيْه. لَهُ المَجْدُ إِلى الدُّهُور. آمين”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ثورة الفلسطينيين على الدولة اللبنانية ووطن الساحة وصندوق البريد

الياس بجاني/18 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76792/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88/

إن تناول ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من قبل وزارة العمل ووزيرها (القواتي والعوني والمسيحي في آن) لجهة رخص العمل والأذونات وتطبيق القوانين هو كما تبين على الأرض جاء بنتيجة سوء تقدير فاضح من قبل الوزير المعني ومن خلفه مرجعياته الحزبية والرسمية، وذلك لأن الحسابات المسبقة من ردود الأفعال الفلسطينية، ومن تلك العروبية والناصرية اللبنانية على ما بدا لم يؤخذوا بالحسبان.

فكان ما كان من شبه ثورة فلسطينية، ودعم مذهبي لثورتهم جداً لافت من قبل مراجع وشرائح لبنانية لا زالت تعيش بثقافتها حقبة عبد الناصر وياسر عرفات.

ما جرى على الأرض من فوضى وتحدي للدولة ولسلطتها، ومن نبش لملفات ولقبور، ومن استعادة للغة الحرب كلها تصرفات وردود أعادت للبنانيين كافة صور حقبة الحروب على لبنان وعلى المسيحيين فيه تحديداً بهدف إقامة الدولة الفلسطينية البديلة في لبنان وعلى حساب فئة من شعبه.

كان المفروض من الوزير المعني الحصول على موافقة ملزمة وعلنية من كل الأطراف المسلمة والسنية تحديداً قبل تناول هذا الملف الصعب والمزمن.

ولكن ما جرى قد جرى والحكومة أي الدولة اللبنانية تراجعت عن قرارها وسوف تبقى الأمور على حالها وبالتأكيد سوف تزداد تفلتاً وفوضى وتغييباً للدولة ولسلطتها ولهيبتها.

في التحليل الصرف وليس في المعطيات..

نعتقد أن هناك من أراد القول للمسيحيين، وهنا يبرز دور حزب الله وإيران ونظام الأسد، القول لهم بأن الفلسطينيين جاهزون للانقضاض عليكم وليعيدوا ما جرى معكم في الماضي، وبما إنكم عاجزون ونحن أقوياء اتكلوا علينا لنحميكم منهم ولكن في المقابل ساندوا سلاحنا واحتلالنا وكونوا أكياس رمل أمامية للدفاع عنا كما كان حال بعضكم في زمن الحقبة السورية.. وهنا يبدو أن الرسالة قد وصلت وتم التراجع من قبل وزير العمل القواتي-العوني المسيحي وبعد أن تركته الدولة وقادتها وحيداً في الساحة.

وفي التحليل وليس في المعطيات أيضاً ربما هناك أطراف عربية ومحلية وأيضاً دولية قد أرادت التلويح باستعمال الملف الفلسطيني في لبنان لتوجيه رسائل تحذير لحزب الله، ومن خلاله لراعيته دولة الملالي للقول لهم عملياً، بأن السلاح الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية ال 13 في لبنان ومعهم ما يزيد عن مليون ونصف مليون سوري سني نازح يقيمون في لبنان هم جميعاً سيكونون في مواجهتكم عسكرياً إن لم تقبلوا بما هو معروض عليكم في نطاق الحلول الكبيرة المقررة للمنطقة.

يبقى أنه في الحالتين الافتراضيتين، وفي واقع ما جرى على الأرض وما سيجري، فإن المواطن اللبناني ومن كل المذاهب هو الخاسر 100% .

المواطن اللبناني هو الخاسر لأن بلده لا يزال يستعمل كساحة وكصندوق بريد، ولأن قادته وطاقمه السياسية والمسؤولين فيه بسوادهم الأعظم هم غير أحرار بخياراتهم ومرتهنون لقوى ومراجع غير لبنانية.

للتذكير، فإنه يوجد في لبنان 13 مخيماً فلسطينياً، هي عملياً دويلات وبؤر أمنية خارجة عن سلطة الدولة بالكامل ويحكمها من داخلها منظمات ومجموعات فلسطينية وإسلامية جهادية متناحرة مع بعضها البعض ومنها من هو مصنف على قوائم الإرهاب، ووجود الدولة اللبنانية مقتصر فقط على قوى أمنية وجيش يحاصرون هذه المخيمات ولا يدخلون إليها.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

معارضة سامي وسمير ويعقوبيان "فرجي وبرنجي"، ونيال  حزب الله فيون وبهيك معارضة نص كم

الياس بجاني/17 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76764/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6%d8%a9-%d8%b3%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%88%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d9%8a%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d9%8a/

“وأَنَا لا أُريدُ أَنْ تَصِيرُوا شُرَكَاءَ الشَّيَاطِين! لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين”. (رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24)

بداية وكما نكرر بشكل يومي، وذلك بهدف تعرية المنافقين والسماسرة من أفراد طبقتنا السياسية والنيابية والحزبية والرسمية.

فإن لا معارضة في ظل الاحتلال، في ظل الاحتلال تكون هناك مقاومة سلمية أو عسكرية.

لأن المعارضة في ظل الاحتلال هي تشريعاً كامل له، وغطاء طروادياً لإرتكاباته، وتملقاً ذمياً لنيل رضى قادته، وتقديماً مذلاً لأوراق اعتماد له، وعروضاً دونياً لتقديم خدمات.

وذلك ليكف المحتل الإرهابي شره عن ملاحقتهم، وحتى لا يحرمهم من جبنة وعسل السلطة ومن مخصصاتهم من الحصص في الصفقات والسرقات.

في هذا السياق الاحتيالي المغلف باللعب على المفردات والتلطي وراء شعارات بظاهريها هي حق وبباطنها هي باطل، فإن النواب ال 128 في لبنان كلهم عملياً هم تابعون ومرتهنون وغير أحرار بقراراتهم أكانت كبيرة أم صغيرة.

وبالتأكيد وع الأكيد فإن أولئك الذين يصنفون أنفسهم بالمعارضين والمستقلين في ظل الاحتلال هم ملوك متوجين في خداع ونفاق ازدواجية المواقف المتناقضة والمصلحية والنرسيسية واللاوطنية.

فنواب الكتل تتحرك رقابهم وألسنتهم وحتى هزات أيديهم غب فرمانات رؤساء كتلهم، وهم بالكامل عبيد ومجرد عبيد فيها ومستعبدون لأصحابها.. وكثر من هؤلاء النواب ملتزمون باتفاقيات مكتوبة وموقع عليها تنص على تخليهم عن الحرية في اتخاذ أي قرار دون موافقة رئيس التكتل.

في حين أن أصحاب الكتل هؤلاء، وهم أصحاب شركات الأحزاب، هم بدورهم مرتهنون ومقيدون بصفقات واتفاقات ويعملون ضمن هوامش محددة ومن خلال خطوط حمر ممنوع عليهم تجاوزها.

وأسوأ هؤلاء النواب هم من يدعون أنهم معارضة ومستقلون، وفي مقدمهم النائب سامي الجميل والنائبة بولا يعقوبيان، لأنهم يخدعون أولاً أنفسهم، ويحاولون ثانياً خداع الرأي العام.

فهؤلاء يلهون الناس، ويتلهون بأعراض مرض الاحتلال الذي هو حزب الله اللاهي دون الجرأة أو حتى الرغبة على مقاربة صحيحة وكاملة لواقع هذا المحتل ولاحتلاله تشخيصاً وعلاجاً وأعراضاً.

هم لفظياً يعارضون السلاح غير الشرعي في خطاباتهم، ولكنهم لا يسمون الاحتلال باسمه، ولا يقولون أنه أيضاً هو الإرهاب المدرج على قوائم غالبية دول العالم تحت هذا التصنيف.

كما أنهم لا يذكرون القرارين الدوليين 1559 و1701 كعلاج دولي لهاذ الاحتلال إلا نادراً وحين يحرجون.

ومن يراجع بياناتهم الرسمية يتأكد من هذه الحقيقة الرمادية اللاطمة وجوههم والمعرية لنفاقهم.

مقارباتهم لاحتلال حزب الله هي كمن يقول لا إله ولا يكمل الآية. في حين أنهم عملياً بمعارضتهم النفاق هذه، أي التلهي والإلهاء بأعراضه (شخص وممارسات وتحركات جبران باسيل، وملفات الكهرباء والماء والموازنة والضرائب والوظائف والسمسرات والفضائح وحقوق مذاهب وصلاحيات وغيرها) هم يغطون المحتل الإيراني و100% ويشرعنونه، وبالتالي هم مليون مرة أخطر من أولئك الذين هم علناً حلفاء للحزب اللاهي، أو يتلحفون بفخر بعباءته كجبران باسيل وشركة حزبه ويستقوون بسلاحه ويسوّقون له ولهرطقات مقاومته الكذب وممانعتة الخدعة.

في مقدمة المتذاكين والمتشاطرين والباطنيين والذميين المتفوقين في هذه الممارسات “النص كم” والرمادية والفاترة، أي “إجر بالفلاحة وإجر بالبور” يطل علينا الحكيم المعرابي وشركة حزبه التجارية والنواب ال 15 الموظفين عنده.

المعرابي شريك في كل الصفقات وأوراق التفاهم مباشرة ومواربة وعلناً ومن تحت الطاولة، وشريك في الحكومة، وشريك مضارب في ملف الكهرباء، وتطول قائمة مشاركاته.

ولكنه في نفس الوقت يمارس فن الازدواجية الباطنية الخلاقة، أي عملياً هو مع، وكلامياً هو ضد، متعامياً عن سابق تصور وتصميم عن نص آية مهمة من كتابنا المقدس تقول: “وأَنَا لا أُريدُ أَنْ تَصِيرُوا شُرَكَاءَ الشَّيَاطِين! لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين”. (رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24)

المعرابي في الحكومة وشارك في الموازنة، وفي مجلس النواب يعارضها؟

هو في الحكومة ويرسل رسائل الغرام للرئيس عون، ولا يترك في نفس الوقت صفة شريرة إلا ويصف فيها الصهر جبران، في حين هو أكثر من يعرف أن الصهر والرئيس واحد.

هو مع جنبلاط ولكنه يمسك العصا من النصف.

هو مع الحريري ولكنه يحاول عرقلة عمله إن لم يحصل منه على ما يريد.

وتطول قائمة الازدواجيات ولا تنتهي.

النائبة بولا يعقوبيان بدورها تتلهى بأعراض الاحتلال وتكثر من الإطلالات، ولكنها لا تقارب الاحتلال ولو بكلمة وإن فعلت فبخجل ومع تبرير في نفس الجملة.

وهل يتوهم النائب سامي الجميل أن هناك من السياديين والأحرار والبشيريين من يأخذ مواقفه ومعارضته فعلاً على محمل من الجد، وهو في كل مرة جمع فيها 10 نواب لتقديم مذكرة للمجلس الدستوري كانت غالبية هؤلاء النواب من حلفاء حزب الله ومن المتلحفين عباءة مقاومته وممانعته؟

في الخلاصة فإن معارضة سامي وسمير ويعقوبيان هي “فرجي وبرنجي”، ونيال المحتل الذي هو حزب الله فيون وبهيك معارضة تخدم الحزب وتتعامى عن احتلاله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/تعليق بالنص والصوت: المشكلي اليوم هي الإحتلال وادواته

http://eliasbejjaninews.com/archives/76752/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84/

الياس بجاني/الصوت/فورماتMP3/المشكلي اليوم هي الإحتلال وادواته/17 تموز/2019/أضغط هنا للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/elias.faleg17.7.19.mp3

 

الياس بجاني/الصوت/فورماتWMA/المشكلي اليوم هي الإحتلال وادواته/17 تموز/2019/أضغط هنا للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/elias.faleg17.7.19.wma

 

المشكلي اليوم هي الإحتلال وادواته

الياس بجاني/17 تموز/2019

بتعلمنا تجارب ونضال القادة والافراد اللبنانيين المخلصين يلي ندروا حياتون لخدمة وطن الأرز.

هالأبرار يلي آمنوا بقدسية تراب لبنان وبتميز هويته وبتجذر تاريخه، وبحق اهله بحياة حرة وكريمة.

بتعلمنا تجاربون "إنو بالنهاية ما بيصح إلا الصحيح" وانو دايما النصر بالنهاية هو لصاحب الحق المؤمن بأحقية نضاله.

اليوم الانسان اللبناني عم يواجه حملات تجني وافتراءات منظمة.

عم يتعرض لمحاولات تزوير وتشويه لهويته ولتاريخه ولجذوره ولقيمه ولمعتقده.

 في تشكيك بقرابين وتضحيات وعطاءات الشهداء وفي قفز فوق شهاداتون...وأكيد في متاجرة فيهم من كتير سياسيين وأصحاب شركات أحزاب.

هيدا طبعاُ بالاضافة لإستنابات قضائية مفبركة وتهم باطلة وتخوين وملاحقات وضغوطات وقمع وخطف واغتيالات وافقار.

 والمؤسف هو مشاركة كتير من أهلنا المسؤولين والسياسيين بهالتعديات.

هودي المفترض يكونوا الحماة والقادة والمثل وبالصف الأول...ولكن الغريزة هي يلي بتحركون وهودي واقعين بتجارب إبليس.

ولكن رغم كل هالممارسات

 منأكد للمتوهمين المنصبين زور بمواقع السلطة، وكمان لبعض رجال الدين ولكتير من السياسيين أنو راية الحرية راح تبقا عالية وخفاقة مهما كانت فتاوى وهرطقات كل الباعوا نفسون للشيطان.

ومنأكدلون كمان إنو مهما كانت الملاحقات القضائية جائرة، ومهما بلغ جحود قليلي الذمة والإيمان وطويلي اللسان من المداحين والقداحين

راح نضل متل ما نحنا ضميرنا مرتاح ايماننا متل الصخر رجانا كتير كبير وأملنا ثابت ما بيتغير أمل بعودة الحق ل صحابه

وعودة لبنان لأهله المتمسكين بهويته وبتاريخه وبأصالته.

منطمن يلي توهموا انون ربحوا ولغوا لبنان القيم والرسالة والتميز.

منطمنون أنو أصوات السياديين راح تبقى مدوية متل الرعد وهادرة متل الموج.

السياديين هودي هني النخبة يلي نذروا حياتهم  للذود عن الوطن وأهله والحريات فيه.

يا حكام يا سياسيين يا اصحاب العروش الزائفة يا بتكونوا مع الحق أو ضده، مع "المصلوبين" أو من "الصالبين" ولا

ما في شي بين بين.  الحرية يا بتكون بالتساوي وللجميع ما اسمها حرية

وصحيح في ناس بتخاف من الحرية

ولكن كمان في ناس بتخاف عليها

يلي بيخافوا منها بيخافوا من الشفافية والعدل والشهادة للحق

بيصادروها وبيظلموا ال حاملين رايتها، وبيصبوا جام غضبهن وحقدهن على المطالبين فيها.

أما ال بيخافوا ع الحرية، بيعيشوا بحالة حوارية احترامية صادقة وشفافة مع نفسون ومع غيرون.

عندون ثقة بإنسانية خيون الانسان

وبيمشوا معه ع درب الحقيقة.

الحالة الوطنية اللبنانية بتشتغل تا تسترد السيادة والاستقلال والقرار

ومشكلة اللبنانيين حقوق انسانهم المهانة مش بس حالة اقتصادهم المهترية.

الإنسان ما بيعبش بالخبز وحده.

ولكن بالحرية والكرامة وعزة النفس.

مشكلة اللبنانيين اليوم هي حريتهم المكبلة،

كرامتهم المهانة.

قرارهم المصادر.

سيادتهم المنتهكة.

وهويتهم المهمشة.

المشكلي اليوم هي الإحتلال وادوات الإحتلال...وكل شي باقي هو أعراض للإحتلال وما في فايدة من أي تعاطي مع أي عارض.

الحل هو بالتخلص من الإحتلال.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

 حادثة النائب الموسوي وثقافة حزب الله: ثقافة مد الإيد والإرهاب والعنف وعدم احترام لا الغير ولا القوانين ولا الدولة ولا حتى الأعراف

الياس بجاني/16 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76717/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%a7%d8%af%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%a6%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%88%d9%8a-%d9%88%d8%ab%d9%82%d8%a7/

إن الإنسان بطبعه حساس وعاطفي وهو يتأثر آنياً وبسرعة بأي ظلم أو اعتداء يطاول أطفال أو نساء تحديداً.

ومن هنا جاء التعاطف انسانياً مع النائب نواف الموسوي الأب، ومع ابنته “المعنفة من قبل طليقها” وهذا تصرف إنساني جداً عادي ومتوقع.

وخصوصاً عندما يأتي هذا التعاطف من قبل الأباء والأمهات لأي بيئة أو مذهب انتموا، حيث يتصور كل انسان نفسه في وضعية الموسوي الأب المفروض أن يقف إلى جانب ابنته ويدافع عنها.

وبعيداً عن قوانين المحاكم المذهبية والإجراءات القانونية التي تغطي حضانة الأطفال وأعمارهم في حالات الطلاق وهي قوانين تحتاج إلى تعديلات جذرية لتتماشى مع متطلبات العصر والحقوق المتساوية بين الرجال والنساء…

فإن الخطير والمقلق اجتماعياً في كل ما جرى من أحداث ووقائع تتعلق بتصرفات النائب الموسوي وبصهره السابق وبالمرافقين، فهو ليس في من تعاطف أو لم يتعاطف من الناس مع الرجل وابنته، بل الخطير في الأمر هو تمظهر واضح ومخيف ومقلق جداً لظاهرة “ثقافة مد الإيد” ولإستسهال استعمال العنف والسلاح لإخضاع وإرهاب الآخر كائن من كان… والآخر هنا هو من أفراد البيت الواحد والحزب الواحد.

وهي ثقافة (العنف والإرهاب ومد الإيد وعدم احترام حقوق الآخر) زرعها حزب الله في عقول كثر وربى عليها أجيال، وهو لا يزال يسوّق لها وبافتخار، وهي دائماً موجودة وحاضرة وبقوة في خطابات وإطلالات السيد نصرالله، وفي خطاب كل قادة الحزب من نواب وغيرهم، وما قاله النائب الموسوي في مجلس النواب بحق الرئيس الشهيد بشير الجميل يندرج في سياق هذه الثقافة المدمرة للذات قبل أن تكون مدمرة للغير..

ثقافة الحروب والمقاومة والممانعة والشهداء والإستشهاد والغزوات والتدمير والرمي في البحر وإسقاط أنظمة والخ.

سوّق حزب الله أقولاً وأفعالاً ومنذ نشأته عام 1982 لثقافة العنف ضد الغير، ولمبدأ التفلت من المحاسبة، ولعد احترام القانون والدولة، وها هم أفراده وعلى أعلى المستويات وبعد أن تطبعوا بهذه الثقافة ونشأوا عليها ..ها هم يمارسونها ضد بعضهم البعض وعلى الدولة وعلى مؤسساتها.

هنا مكن الخطورة على بيئة الحزب نفسها وعلى لبنان وكل اللبنانيين.

إنه باختصار منحى لتدمير ذاتي لا يمكن أن يتوقف بغير عودة دور وهيبة الدولة بكل مقوماتها وعلى كل الشرائح والمناطق اللبنانية، وانهاء ظاهرة حزب الله الإرهابية والحربية والمسلحة بكل منظوماتها الإيرانية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

خيمة إعتصام شهداء الجيش الأحياء

خليل حلو/فايسبوك/18 تموز/2019

اليوم بين خيمة شهداء الجيش الأحياء ومبنى جريدة النهار وساحة النجمة: صفحات ووقائع

- احد الشهداء الأحياء المعتصمين أراد أن يعطيني مكانه على الكرسي فرفضت رفضاً قاطعاً لأن الذي سلخ عنه جزء من جسده هو أبدى من الذي بقي جسده قطعة واحدة صدفة أو بعناية إلهية.

- أحد الشهداء الأحياء المعاون طوني يمين أصيب في عمليات الحربية مما أقعده على الكرسي المدولب مدى الحياة وبعد مدة تطوع إبنه في الجيش واستشهد خلال عمليات حربية: شهيد حي والد شهيد ...

- شهيد آخر حي المعاون بشارة الحصروتي بترت ساقاه من الحوض بعد إصابته: لا يرضى إلا أن يكون في طليعة الحراك رغم إعاقته

- العميد المتقاعد محمود طبيخ والد النقيب الشهيد أحمد طبيخ، من قادة الحراك: متقاعد والد ضابط شهيد

- سلطة المحاصصة والتسوية والفساد تمارس التضليل الإعلامي ببث شائعات أن تسوية حصلت أو ستحصل بين السلطة التشريعية والحراك بخصوص الحقوق التقاعدية، في الواقع هم يكذبون: لا تسويات إطلاقاً

- لماذا يطلب رئيس مجلس النواب من الإعلام التوقف عن البث عندما يبدأ التصويت على مواد الموازنة؟ أليس لعدم فضح من يتكلم بلسانين من النواب؟ لسان داخل المجلس عند التصويت ولسان مختلف عند الكلام مع العسكريين المتقاعدين ومع الصحافة؟

- أحد الرفاق الضباط من قادة الحراك استطاع الحصول على محاضر جلسات مناقشة الموازنة فيما خص العسكريين المتقاعدين: وكم كان مذهولاً من كمية الرياء والكذب ففي العلن كان كلام أما في المناقشات الجادة على الموازنة كان كلام آخر

- هذه السلطة لا تأبه بالعسكريين المتقاعدين ولا تكترث لهم: لأن في داخلها من يريد أن يضرب معنويات الجيش بصورة خبيثة وفيها أيضاً من يعاني من مركب نقص تجاه العسكريين وفي قرارة نفسه يكره العسكريين! مركب نقص بحاجة لعلاج نفساني.

- العسكريون ربما ليسوا مثاليين فهم من البشر، ولهم ما لهم وعليهم ما عليهم ولكن ليس هناك سلطة واحدة في العالم عاملت عسكرييها المتقاعدين مثل هذه السلطة التي أغرقت اللبنانيين بالوعود الفارغة والتي لا تريد أن تفهم أن المسألة مسألة كرامات وليس مسألة محسومات صغيرة أو كبيرة!

- أخيراً تريد هذه السلطة أن تضع العسكريين المتقاعدين في مواجهة مع العسكريين في الخدمة الفعلية المكلفين بحماية مجلس النواب!!!! وهذا لن يمر! الإشكال الذي حصل اليوم كان محدوداً ومواجهة العسكريين المتقاعدين ليست مع القوى الأمنية والعسكرية إنما مع سلطة تستلشق بعسكريين متقاعدين صغيرهم في الستين من عمره والكثيرين منهم أولادهم عسكريين في الخدمة الفعلية.

*مساء أمس توجهت إلى خيمة إعتصام شهداء الجيش الأحياء في ساحة الحرية كوني لم أكن مشاركاً في التحرك الكبير الذي حصل يوم أول من أمس إحتجاجاً على المساس بالحقوق التقاعدية للعسكريين خلافاً لكافة القوانين. التقيت هناك بالشهداء الأحياء على كراسيهم المدولبة ولا سيما المعاون المغوار طوني يمين والمعاون المغوار بشارة الحصروتي وغيرهم ممن فقد أطرافه أو تعرض لإعاقة دائمة نتيجة لأعمال حربية، كما التقيت بالرفاق الضباط والرتباء والأفراد الذين ناضلوا بصمت ودفعوا الثمن من أجل لبنان حر سيد ومستقل والذين اصيبوا بالقرف نتيجة لوصول الفاسدين والفاشلين والسيئي النوايا إلى الحكم فيه. كان هناك الرفاق العمداء جورج نادر وأندريه أبو معشر ومحمود طبيخ (والد النقيب الشهيد أحمد طبيخ) وغيرهم بالعشرات.

أما ما عرفته فهو أن جماعة السلطة يتبعون الكذب نهجاً في التعاطي مع الحراك العسكري وهذا ليس بالجديد، ويسنون القوانين ليس للمصلحة العامة إنما لمصالح ضيقة جداً، وأن الموازنة لم تمس بمصالحهم الكبيرة والصغيرة بل أتت على حساب الشعب.

الفكرة التي خلجت نفسي خلال هذا الوقفة التضامنية مع الرفاق: يجب التغيير على طريقة السودانية التي وصلت أمس إلى تأليف لجنة من 5 عسكريين و5 قادة مدنيين من الحراك الشعبي لوضع دستور جديد للبلاد وتثبيت السلام (في السودان). هذا النموذج يصلح في لبنان ... للتفكير بعمق وتأمل هذا النموذج وكيف يمكن تطبيقه في لبنان مع الإشارة أنني ضد حكم العسكر لأن مهمة العسكريين هي الدفاع والأمن وليس السياسة لأن السياسة تفسد العسكريين والعسكريين المحترفين لا يجيدون السياسة. في التاريخ قلائل جداً هم العسكريون الذين كان لهم حس أو ثقافة سياسية مثل ديغول وأيزنهاور وتشرتشل وعبد الناصر وفؤاد شهاب ... هؤلاء قلة واستثناءات. أما العسكريين الذين يخوضون حراكاً منذ سنتين في لبنان والذين احتكوا بالسياسة عن كثب إكتسبوا خبرة تضاف إلى مناقبيتهم وتزيد من قدراتهم السياسية ... النموذج السوداني يستحق التأمل، وفي لبنان أمام الحائط المسدود لا بأس بثلاثية الجيش والشعب والمؤسسات وأعني هنا بالجيش العسكريين بالخدمة وخارجها غير المنضوين تحت أجنحة زعماء اللويا جيرغا الحاكمة الحالية.

أخيراً تحياتي للرفاق جورج نادر وأندريه أبو معشر وسامي الرماح ومحمود طبيخ وللشهداء الأحياء ..

عاش الجيش/عاشت قوى الأمن الداخلي/

عاش لبنان

 

بيان حراك العسكريين المتقاعدين

الخميس في 18 تموز 2019

ساعات الفصل الأخيرة: عطفاً على بيان حراك العسكريين المتقاعدين السابق، يدعى جميع العسكريين المتقاعدين للإعتصام الفوري اليوم الخميس الساعة 18 في خيمة شهداء الجيش الوطن، لمواجهة أية تطورات من قبل سلطة الإستبداد والتلاعب والمحاصصة.

يها الرفاق المتقاعدون

إنها ساعات الفصل الأخيرة فلا تتهاونوا بتعبئة الإخوة المتقاعدين أينما كانوا، ولا تتساهلوا في الحشد في موعد إثبات وجودنا في ساحة الشرف ساحة شهداء لبنان ... والنصر لأبطال لبنان بإذن الله.

الإمضاء: حراك العسكريين المتقاعدين

 

'دبكت في المجلس: سليم عون لنديم بشير الجميل، 'اسكت وروح العب حد بيتك'... والأخير يرد: 'بيي أقوى من بيك' !

حصل سجال خلال جلسة مناقشة موازنة 2019 بين النائبين سليم عون ونديم الجميل. وفي التفاصيل، أن خلال تبرير النائب سليم عون قراره بعدم القاء كلمة، قال له النائب نديم الجميل:"ليش طلعت لكان؟". فما كان من النائب سليم عون إلاّ أن قال للجميل:"مش شغلتك تدير الجلسة روح لعاب حد بيتك". فردّ الأخير "بلعب مطرح ما بدّي". عون ردّ بدوره:"حرام ع هالارث اللي حاملو.... بيقولو يلي خلف ما مات بس يلي خلف مات وكثر". فما كان من النائب الجميل الاّ أن ردّ غاضبًّا:"أنا هون مش كرمال ابن بيي أنا في 5000 صوت عندي بالأشرفية"، فردّ عليه سلم عون بالقول:"وأنا عندي 6000 صوت صوتولي بزحلة". واختتم الجميل السجال بـ "بيي أقوى من بيك". عندها أوقف رئيس مجلس النواب نبيه بري السجال ليعود النائب عون الى تبرير قراره.

 

نواف الموسوي تقدم باستقالته من المجلس النيابي: أردت تحمل مسؤوليتي

وكالات/18 تموز/2019

امانة مجلس النواب لم يصلها حتى الساعة اي كتاب من عضو كتلة "الوفاء اللمقاومة" النائب نواف الموسوي. وكان أفيد أن الموسوي تقدّم بطلب استقالته من مجلس النواب، وقدم كتاباً بهذا الشأن الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأبلغ حزب الله مضمون الاستقالة.

وأفادت "الجديد" أن نائب حزب الله صرّح للقناة أنه "أردت أن أتحمل مسؤولياتي ولا أحمّل حزب الله اية تبعات، وأنا حاضر لكل ما يترتب عن هذه المسؤوليات". 

 

الأرجنتين تجمد أصول حزب الله وتصنفه منظمة إرهابية

ليبانون فايلز- الخميس 18 تموز 2019

أمرت السلطات في الأرجنتين بتجميد أصول حزب الله في البلاد، الخميس، وصنفت الجماعة اللبنانية، التي تلقي عليها باللوم في هجومين على أراضيها، فعليا منظمة إرهابية. وجاء الإعلان في الذكرى الخامسة والعشرين لتفجير مركز للجالية اليهودية في بوينس أيرس أدى إلى مقتل 85 شخصا. وتلقي الأرجنتين باللوم في الهجوم على إيران وحزب الله، وكلاهما ينفي المسؤولية عنه. ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو موجود في الأرجنتين لإحياء الذكرى. والأسبوع الماضي، تعهد رئيس الأرجنتين، ماوريسيو ماكري، بتوقيع مرسوم يجعل منها أول دولة بأميركا اللاتينية تعتبر حزب الله منظمة إرهابية.

ويعد تفجير مقر "الجمعية الإسرائيلية- الأرجنتينية" في 18 تموز 1994 بالعاصمة الأرجنتينية أكبر عمل إرهابي في تاريخ البلاد.

 

تحذيرات دولية من انعكاس الشلل الحكومي على الثقة بلبنان

بيروت: خليل فليحان/الخميس 18 تموز 2019

حذّر سفراء دول «المجموعة الدولية لدعم لبنان» من الشلل الحكومي وعدم تجاوب الفرقاء اللبنانيين اقتراحات لإنهاء الأزمة التي نشأت نتيجة حادثة الجبل قبل ثلاثة أسابيع وأدت إلى مقتل اثنين من مرافقي وزير شؤون النازحين صالح الغريب. وأعرب السفراء عن استغرابهم لاستمرار الوضع الذي أدى إلى تعطيل ثلاث جلسات لمجلس الوزراء والرابعة على الطريق، وهو ما يفقد الثقة العربية والدولية، بحسب السفراء، بالسلطة التنفيذية وينعكس على الاستثمارات، كما يؤخر تنفيذ قرارات «سيدر» ويزيد في تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية. كما تفهموا موقف رئيس الحكومة سعد الحريري لجهة عدم عقد أي جلسة إلا بعد التأكيد له أن الحادثة لن تبحث في مجلس الوزراء إلا من زاوية التحقيقات، وذلك تفادياً لتصادم يمكن أن يؤدي إلى تفجير الحكومة. ورغم كل الجهود التي تبذل على خط الحل واللقاءات المستمرة بين الفرقاء كما مساعي المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لتسلم المتهمين والمشتبه بهم والشهود، لم يسجّل تجاوب من الجهات المعنية بالنزاع بفصل التحقيقات التي بدأت مع الذين تمّ ّتوقيفهم عن اجتماعات الحكومة. وينقسم الفرقاء بين مطالبين بإحالة الحادثة إلى المجلس العدلي ويمثلون «التيار الوطني الحر» وأرسلان كما «حزب الله»، وبين رافضين له وهم الحريري وجنبلاط. وحذّر السفراء من الاستمرار في هذا النمط ودعوا إلى معاودة عقد جلسات الحكومة مجلس الوزراء، لا سيما أن جنبلاط سلم المشتبه بهم والشهود باستثناء مطلق النار على الموكب وفقاً لمصادر التحقيق، أما أرسلان فرفض حتى الساعة تسليم أي مطلوب للجهة الأمنية المكلفة بهذه المهمة ثم اشترط عدم توقيفهم في حال تم تسليمهم، وهو الأمر الذي يرجّح استمرار الخلافات، وبالتالي عدم انعقاد جلسة للحكومة للأسبوع الثالث على التوالي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 تموز 2019

النهار

ربحت معلّمة في القطاع الخاص دعوى تُلزم صندوق التعويضات دفع المُستحقّات الكاملة بما فيها الدرجات الستّ التي لم تُسدّدها إدارات المدارس إلى اليوم....

أطلق أحد رجال الدين حملة للتمديد لولايته التي تنتهي بعد سنة مُستخدماً فيها سياسيّين وإعلاميّين بدأوا يروّجون له ويلقون باللّوم على خصومه...

تشهد منطقة جزّين انقسامات واسعة في صفوف الأحزاب المسيحيّة بين أبناء الصف الواحد ومحاولات شق هذه الصفوف باستمرار....

الجمهورية

إستغربت أوساط سياسية وقوف وزير ضد وزير آخر في الحكومة ليُدافع عن مخالفين للقانون واعتبرت أن هذه المزايدة في إطلاق الشعارات الشعبوية في غير محلها.

قال بعض النواب المعارضين أن الأطر السياسية في الدولة يديرها أحد الوزراء فيما المرجع السياسي يكتفي باللقاءات البروتوكولية.

فوجئ فريق سياسي بكلام تصعيدي لقطب سياسي ضده خلافاً لرسالة إيجابية كان وعد بتوجيهها إليه مضمّناً إياها موقفاً يشيد بمحطة تاريخية مرّت بها البلاد.

اللواء

انطلقت سلسلة اتصالات بين رئيس حزب ومرجع مسؤول لتوضيح خلفيات موقف لجأت إليه الكتلة النيابية التابعة له.

لم يثر النواب المناقشون للموازنة "تجاوزات توظيفية" في أكثر من قطاع، في إطار المحاصصة، والوعود الانتخابية الماضية والمقبلة.

تبين أن وزيراً أثارت قراراته ضجة واسعة، لم يكن محيطاً بملف دارت حوله تلك القرارات؟!

البناء

لاحظ مرجع سياسي كبير أنّ قرار وزير العمل الخاص بالعمالة الفلسطينية الذي لم يسبقه أيّ تشاور سياسي ضروري لإحاطته بأسباب النجاح وتجنيبه المطبات وردود الأفعال، أنتج جملة اتصالات محلية وخارجية برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، متسائلاً عما إذا كان الغرض منه هو سياسي قواتي يبدو أنه يحقق أهدافه حتى لو تمّ التراجع عن القرار أو تمّ تعديل بنوده…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

شغب في المخيمات … ووزير العمل وحيداً

النهار/18 تموز 2019

طغت التحركات الفلسطينية الرافضة لالتزام قانون العمل اللبناني، والتي اتخذت طابع الشغب في محيط مخيمات اللجوء، على الجلسة النيابية لمناقشة مشروع الموازنة في يومها الثاني، خصوصاً بعدما أعلن عن الاخراج الذي يقضي باصدار الموازنة ونشرها في الجريدة الرسمية بعد اقرارها، بشرط (شكلي) يلزم الحكومة إحالة قطوعات الحسابات عن السنوات السابقة على المجلس في مدة ستة اشهر. وعلى رغم التشكيك في الالتزام واحترام المهل القانونية، فانه بات مسلماً به لدى مكونات المجلس ان لا حل بديلاً للانتهاء من موضوع الموازنة، من أجل الانطلاق في اعداد موازنة 2020.

وبدا أمس كميل أبو سليمان وحيداً، ولاذ وزراء آخرون بالصمت، وبعضهم تضامن مع الفلسطينيين في مواجهة وزير العمل اللبناني، ربما لانه "قواتي"، ما يرضي الحلفاء إن على الضفة المسيحية، أو على الضفاف الاخرى المخاصمة لحزب "القوات اللبنانية" تاريخياً. أما شعبياً، فقد لاقت خطوته القانونية تأييداً واسعاً برز عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وضاعفت هذا التأييد المشاهد التي نقلتها شاشات التلفزيون عن أعمال شغب في معظم المخيمات الفلسطينية بلبنان رفضا لتطبيق القانون، ما استنفر العصبيات مجدداً، وايقظ مشاعر الخوف من اعمال تخريب يقوم بها هؤلاء فيما لو تراخت القوى الامنية في لبنان، خصوصا ان معظم المخيمات كانت تحولت ملجأ للهاربين من القانون ومنطلقاً لاعمال شغب في زمن غير بعيد.

ولم تقابل ايجابية الوزير أبو سليمان بمثلها، اذ أعرب لنظيره الفلسطيني مأمون ابو صالحة في اتصال هاتفي بينهما عن تفهمه لمعاناة الشعب الفلسطيني، وأكد تقديم كل التسهيلات اللازمة في ما يتعلق بالمستندات المطلوبة لحصول الفلسطينيين على اجازات عمل كما ينص القانون اللبناني، وهي لا تكبدهم أي رسوم عملاً بالتسهيلات الممنوحة لهم قانوناً. وأوضح انه "من أصل 550 مخالفة لقانون العمل ضبطت منذ الاربعاء الماضي، هناك فقط مخالفتان تعودان الى مؤسستين كبيرتين يملكهما فلسطينيون".

وصرح رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة لـ"النهار" بأن "استمرار التظاهرات والاعتصامات الفلسطينية أمام مداخل المخيمات وفي أماكن أخرى أمر ينطوي على مخاطر أمنية واجتماعية متعاظمة، فامكان استغلال الموقف المحتقن ودخول عنصر توتير وتفجير مفاجىء على الخط، احتمال موضوع في الحسبان، فنكون جميعاً أمام مشهد نحن بغنى عنه وبالامكان تلافيه. لذا من الضرورة الوطنية بمكان طي هذا الملف وسحبه من الشارع ومن التداول والحيلولة دون تحوّله الى صراع وتحدي ارادات مفتوح".

وأعرب أبو سليمان، الذي التقى السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور كما لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، عن عزمه على الاستمرار في تطبيق القانون وأكد أن "لا قرار بالتراجع عن ذلك".

ودعا السفير الفلسطيني "الحكومة اللبنانية إلى استثناء الفلسطينيين الموجودين قسراً على الاراضي اللبنانية من هذه الاجراءات"، كما دعا الى "الحوار الهادئ والبناء"، مؤكدا الحرص على "استقرار لبنان". بينما طالبت حركة "حماس" في بيان على موقعها الإلكتروني بـ"إنهاء فوري لكل قرارات الإغلاق والمنع".

وكانت وزارة العمل اطلقت الشهر الماضي حملة تستهدف العمالة "الأجنبية غير الشرعية" في البلاد. ومنحت أصحاب المؤسسات مهلة شهر لتسوية أوضاع عمالهم غير اللبنانيين، قبل أن تبدأ الأسبوع الماضي بعمليات دهم أقفلت خلالها عدداً من المؤسسات غير المستوفية الشروط القانونية وأنذرت أصحاب مؤسسات أخرى بالحصول على اجازات عمل لعمالهم غير اللبنانيين.

مجلس النواب

نيابياً، يمكن القول ان المداخلات أمس تعليقاً على مشروع موازنة 2019 كانت للنواب المعارضين، على رغم ان الجميع كادوا ان يغسلوا أيديهم من المشروع، وضاعت المداخلات بين المعارضة والموالاة. الا ان النائبين بولا يعقوبيان واسامة سعد اسهبا في "تشريح" جوانب معارضتهما للنهج ككل وللموازنة حصراً، فيما أتت "المفاجأة" من النائب شامل روكز "المعارض"، الذي قال: "تعبير المزرعة قد يصلح ليوصف واقعنا". واسترعى الانتباه سجال كلامي بين وزير الدفاع الياس بو صعب والنائب وائل ابو فاعور. فخلال مداخلة له قال بو صعب إن "الجيش اللبناني مكلف ضبط الحدود وهو يقوم بدوره ولكن علينا ان نخفف عنه في موضوع المسلحين في الشوارع". فرد أبو فاعور، معتبراً انه "يجب ان نريح الجيش اللبناني من الاستفزازيين الطائفيين وانت حبذا لو تقوم بدورك كوزير دفاع". فأجابه بو صعب: "رضي القتيل ولم يرض القاتل". وتستمر النقاشات اليوم في جلستين صباحية ومسائية، فيما ينتظر ان يصوت المجلس على اعطاء الحكومة مهلة اضافية لاحالة قطوعات الحسابات عن السنوات السابقة.

من جهة اخرى، صرح المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي التقى في مجلس النواب رئيس الوزراء سعد الحريري والوزيرين سليم جريصاتي والياس بوصعب، بأن "الأمور تسير بايجابية ان شاء الله في شأن موضوع قبرشمون". لكن مصادر "الحزب الديموقراطي اللبناني" ذكرت ان الامور لا تزال عالقة عند طلب احالة حادث قبرشمون المجلس العدلي.

وفي شأن آخر، لعله اكثر أهمية مما عداه، لا يبدو حاكم مصرف لبنان رياض سلامه متفاجئاً بالهجوم الذي يشنه بعض النواب عليه، وخصوصاً من حيث الشكوك التي تطاول شفافية موازنة مصرف لبنان، وقد أوضح أن المجلس المركزي يصادق على موازنة مصرف لبنان وتصدر بقرار منه وتنشر في الجريدة الرسمية، أضف أن صندوق النقد الدولي على اطلاع دائم على موازنة المصرف المركزي. لكنه يبدو مطمئنا الى الوضع المالي فيؤكد أن "الليرة مستقرة، وليس هناك تحويل من الليرة الى الدولار".

 

باسيل يشيد مقره الرئاسي على جبل اثري

"ليبانون ديبايت"/الخميس 18 تموز 2019     

يحتفل التيّار الوطنيّ الحرّ، في السّابع من آب 2019، بوضع حجر الأساس لمقرّه العام في منطقة الضبيه - قرب O Ciel، ابتداءً من السّاعة السّادسة مساءً. "المقرّ" الذي كما يبدو في الصورة أقرب الى "قصرٍ جمهوريٍّ"، "يحتلّ" تلّة اثريّة، واستحكامات فرنسيّة ازيلت بغية إنشاء هذا المشروع، على الرغم من أهمّيتها وضرورة المحافظة عليها احترامًا لتاريخ لبنان. وبحسب معلوماتٍ خاصّة، فإنّ رخصة البناء واستثمار الأرض حيث المقرّ، أتت باسم رئيس التيّار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل شخصيًّا، والأرض ملكيتها للرهبنة المارونيّة، وكالعادة تفضل الكنيسة والرهبانيات السماح للأثرياء والمتنفذين بالاستفادة من أراضيها بالرغم من امكانياتهم التي تسمح لهم بتملك اراضٍ. واستغربت مصادر متابعة، السّبب وراء اختيار هذه البقعة بالذات، التي تدمّر ارث وتاريخ وحضارة بلدٍ، بدل تنفيذ أعمال المقرّ على ارضٍ اخرى، في محاولة استفزازية جديدة دائمًا ما يهوى رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ اللجوء اليها لإحداث بلبلة تبقيه تحت الأضواء ومصدر المشاكسة المقصودة او غير المقصودة.

 

الإلتباس اللبناني للمسألة الفلسطينية

وسام سعادة/نداء الوطن/18 تموز 2019

"التوطين" كلمة حمّالة أوجه.

فإذا كان المقصود منها السعي لإعطاء اللاجئين الفلسطينيين الجنسية اللبنانية مثلاً، فلا أحدَ في لبنان ولا بين الفلسطينيين طالب بذلك في أيّ يوم من الأيّام. في المقابل، يطالب الإسرائيليون بذلك منذ الخمسينات من القرن الماضي، ويجاريهم بشكل أو بآخر الأميركيّون.

داخلياً، الإجماع على رفض "التوطين" المقصود به منح اللاجئين الفلسطينيين جنسيات لبنانية هو من الإجماعات الكاملة القليلة في تاريخ البلد، إن لم يكن الإجماع الفعلي الوحيد، ولو كان الدافع إليه مختلفاً بين ملّة وأخرى.

ستظهر في المقابل حدود هذا الإجماع ما إن يقارب الموضوع من زاويتين أخريين.

الأولى، هل العمل من أجل عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم مسألة يأخذها اللبنانيّون على عاتقهم هم أيضاً، وإذا كانت الحال كذلك فما السبيل، وبأي إطار؟

الثانية، هل يمكن للبلد المزاوجة بين رفض التوطين وبين الإقرار بأنّ واقعة اللجوء الفلسطيني مزمنة، وليست مسألة جيل أو جيلين؟ هنا، غاب ويغيب الإجماع، لصالح المفارقة والإلتباس. فمن يقول بـ"راهنية" عودة الفلسطينيين إلى ديارهم يتعامل في الوقت نفسه مع إقامتهم في لبنان على أنّها مسألة مزمنة، ومن يستظلّ بـ"الواقعية" بالنسبة إلى "حق العودة" ستجده في المقابل غير قادر على التطبّع مع الواقع المزمن للوجود الفلسطيني. واللافت هنا أنّ المقدّمة المضافة إلى الدستور بعد الطائف تأتي بلاءات متلازمة ثلاث في الفقرة "ط" منها: "لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين". فهذه هي النقائض الثلاثة لمقولة "أرض لبنان أرض واحدة لكل اللبنانيين" في مطلع الفقرة نفسها. كما لو أنّها ثلاث معاص يتعاهد اللبنانيّون في ما بينهم على عدم ارتكابها. كما لو أنّها في الوقت نفسه ثلاثة إتهامات يتراشقون بها موسمياً، حرباً أو سلماً. هذه المعاصي الثلاث موضوعة دستورياً بشكل إما أن يعطّل فيه بعضها البعض، تلازماً، وإما أن يبيح فيه بعضها البعض!

بهذا المعنى، يلخّص النص الدستوري المفارقة. فمن جهة، الإجماع على رفض منح اللاجئين الفلسطينيين الجنسية اللبنانية هو إجماع شامل ونادر. لكن الإختلاف سيظهر ما إن يتعلّق الأمر بمسألتي شروط إقامة اللاجئين وسبل عودتهم. إلى حد كبير، فكرة أن تقوم دولة فلسطينية على أراضي 67 غذّت الرجاء بمظلّة استيعابية، بمجرّد أن يكون "فلسطينيو لبنان" قادرين على الإنتقال نظرياً، وجزئياً، إلى مناطق هذه الدولة. أما إذا كان قيام هذه الدولة غير متاح، بنتيجة السياسات الأميركية بالدرجة الأولى، فعندها سيظهر فعلاً أنّ هناك اختلافاً لبنانياً داخلياً حول أسلوب مقاربة مسألة "فلسطينيي لبنان"، وهو اختلاف لا يحلّ بالمكابرة ولا يلغيه التوافق على رفض الجميع منح الجنسية اللبنانية للفلسطينيين، ولا بتحريك فزّاعة التوطين ضدّ بعضنا البعض.

 

من "النأي بالنفس" إلى "الدفاع عن النفس"

رفيق خوري/نداء الوطن/18 تموز 2019

المنطقة تغلي بالصراعات وتموج بالتحولات. خطوط الصراعات متشابكة ومزدحمة بقوى محلية وأقليمية ودولية. ولا أحد يعرف متى وكيف وإلى ماذا تنتهي. وملامح التحولات تتبلور بالتدرج وسط استمرار الصراعات المنتجة لها. وأكبر وهم يرافق غطرسة القوة هو القراءة في التحولات على أساس أنها تتقدم في اتجاه واحد لخدمة مشروع كبير وحيد. ولبنان اليوم، بالإضطرار لا بالخيار وأكثر من أي وقت مضى، مرتبط عضوياً بالصراعات والتحولات. لكن لبنان الرسمي ينام على حرير "النأي بالنفس". فهو متعب وثقيل الأحمال والأزمات من دون قدرة على تطبيق الحلول حتى عندما يجدها. والكل يعرف أن الأزمات، مهما يكن بعضها شخصياً ومحلياً، لها امتدادات خارجية أو هي امتدادات لحسابات خارجية. وهو يستفيق على أصوات المتظاهرين والمعتصمين الغاضبين من أن تختار موازنة التقشف "فلس الأرملة" بدل "الضرب على جيوب" الذين زادوا ثراء بالصفقات والفساد وعلى حساب المال العام.

ويسمع في الداخل والخارج قرع طبول الحرب وتبادل التهديد بالإبادة، فلا يصغي ولا يجد سوى التجاهل والصمت وصفة للحفاظ على ما يسمى الإستقرار. وأبسط ما ينطبق على حالنا هو قول تروتسكي: "قد لا تكون مهتماً بالحرب، لكن الحرب مهتمة بك". وأوضح ما قاله الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أن فتح أميركا الحرب على إيران هو "فتح الحرب في المنطقة كلها، وكل شريكة أو دولة تقدم أرضها للإعتداء ستدفع الثمن". ولبنان لاعب فيها، و"مدن الزجاج" في الخليج ليست خارجها، و"اسرائيل غير محيدة من القصف الإيراني بشراسة وقوة". والحسابات تستبعد حرباً أميركية شاملة في الداخل الإيراني. لكن طهران تلعب الورقة إعلامياً للإيحاء أن قوتها جعلت واشنطن عاجزة وخاسرة. وربما كان تركيز السيد نصرالله على اشتعال المنطقة نوعاً من بث الخوف في العدو لردعه. كيف؟ الجواب عند قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي الذي تحدث عن "إمكان هزيمة العدو بنجاحنا في تحييد قوته عبر تثبيط إرادته في استخدام القوة". والملموس، ولو لم تحدث حرب، هو تكريس "حق إيران" في إشعال المنطقة دفاعاً عن نفسها ومشروعها، مهما تكن المخاطر. والسؤال هو: أين موقع "النأي بالنفس"؟ من يجهل أن معناه العملي هو "تحييد" لبنان المحتاج إلى قرارين: داخلي وخارجي ليسا متوافرين؟ المطلوب هو ضمان "الدفاع عن النفس" ليكتمل "النأي بالنفس". وهذا هو التحدي لئلا تأتي الصراعات والتحولات على حساب لبنان واللبنانيين.

 

بلدية طرابلس: طار الرئيس... وغموضٌ يكتنف الخلف

عبد الكافي الصمد/الاخبار/18 تموز 2019

خرج رئيس بلدية طرابلس أحمد قمرالدين من الباب الضيّق للمجلس البلدي، بعد 21 سنة أمضاها فيه، تراوحت بين كونه عضواً ونائباً للرئيس، قبل أن ينتخب في عام 2016 رئيساً للبلدية، وصولاً إلى سحب الثقة منه في جلسة عقدت في سراي طرابلس أمس، ونال فيها قمرالدين ثقة 5 أعضاء فقط (من بينهم صوته)، وحجب 13 عضواً الثقة عنه، بينما اقترع 5 أعضاء بورقة بيضاء. لكن ليس طيّ بلدية طرابلس صفحة قمرالدين هو الحدث الأبرز الذي شهدته أمس. فالجلسة كانت خير تعبير عن نتائج وتداعيات الانتخابات التي جرت قبل 3 سنوات، حين فشل السياسيون في الإمساك بالبلدية، لحساب قوى «المجتمع المدني» وشخصيات تحالفت عامذاك مع الوزير السابق أشرف ريفي في لائحة فازت بـ16 عضواً من أصل 24، قبل نفض ريفي قبل أشهر يده من شركائه ومن البلدية.

ومع أن قمرالدين كان من مجموعة الـ16، إلا أن تباعداً حصل بينه وبينهم نتيجة أدائه المخيّب من جهة، وتقاربه من جهة أخرى مع تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي على حساب رفاق دربه، ما جعل 11 عضواً منهم يقدّمون طلباً لطرح الثقة به. أعضاء البلدية الـ23 جميعهم حضروا إلى سراي طرابلس أمس لهذه الغاية، باستثناء يحيى فتال الذي استقال سابقا. وبدا واضحاً منذ دخولهم قاعة الاستقلال في السراي أن خيارات سياسية عديدة تتحكم في مواقفهم. قمرالدين كان يراهن على تصويت الأعضاء المحسوبين على المستقبل وميقاتي له، متوقعاً الحصول على 12 صوتاً، مقابل 11 صوتاً معارضاً، ليبقى على رأس بلدية المدينة. لكنه فوجئ برفع المعارضين له عدد أصواتهم إلى 13، بعدما استمالوا عضوين، مقابل حجب الأعضاء الخمسة المحسوبين على ميقاتي أصواتهم عنه، فأدلوا بورقة بيضاء، ما أبقى له 5 أصوات فقط.

هذه النتيجة تبيّن أنها كانت بفعل اتفاق مسبق بين الأعضاء الـ11 والأعضاء المقرّبين من ميقاتي، يقضي وفق أحمد القصير، أحد أعضاء البلدية من ضمن مجموعة الـ11، «بسحب الثقة من قمرالدين، والإبقاء على نائبه خالد الولي، وهو من مجموعة الـ11، على أن تُترك تسمية الرئيس البديل إلى وقت لاحق».

لكن ما حصل أن التصويت على طرح الثقة بالولي شهد خلطاً للأوراق، إذ حصل على ثقة 10 أعضاء فقط، وحجب 12 عضواً الثقة عنه، مقابل ورقة بيضاء، ما دفع بزملاء الولي إلى التعبير عن غضبهم، فوجّه القصير وزميله أحمد حمزة تهمة «الغدر» إلى عضو البلدية عزام عويضة وفريقه (محسوبون على ميقاتي). وردّ عويضة عليهم وسط تبادل للاتهامات والشتائم.

في هذه الأثناء، دعت مجموعة الـ11 محافظ الشمال رمزي نهرا إلى عقد جلسة ثانية فوراً لانتخاب رئيس جديد، لكن الأعضاء المقرّبين من تيار المستقبل وميقاتي انسحبوا من القاعة، فضلاً عن صفوح يكن، الذي اختلف مع مجموعة الـ11 التي رفضت تبنّي ترشيحه لرئاسة البلدية، وأجمعت على انتخاب رياض يمق، ما أفقد الجلسة نصابها القانوني، ليعلن المحافظ تحديد الساعة العاشرة من صباح الجمعة المقبل، موعداً لانتخاب رئيس ونائب رئيس للبلدية.

وكشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن سيناريو الجلسة كان متفقاً عليه بين القوى السياسية، من سحب للثقة بقمر الدين، إلى تطيير النصاب، على أن تستكمل المشاورات بين الرئيسين سعد الحريري وميقاتي. وتقول المصادر إن «اقتراحاً يجري العمل على تبنّيه يقضي بإعطاء منصب رئيس البلدية إلى جهة، ومنصب رئيس اتحاد بلديات الفيحاء إلى جهة أخرى، وأنه في حال أبصر هذا الاتفاق النور، فستكون هذه أول مرة في تاريخ طرابلس لا يكون فيها رئيس الاتحاد رئيساً للبلدية».

لكن عقبة رئيسية تعترض اتفاق الحريري - ميقاتي وهي أن أعضاء مجموعة الـ11 ليسوا محسوبين عليهما، و«المونة» عليهم صعبة، ما يعني أن مواجهة ستشهدها جلسة الجمعة، التي إما ستنهي مفاعيل انتخابات 2016، أو ستكون استمراراً لها.

 

جعجع: حزب الله يريد استقطاب الفلسطينيين.. والتحركات سياسية بحتة

 ليبانون فايلز.- الخميس 18 تموز 2019  

تعليقاً على ما تشهده بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان من تحركات إحتجاجيّة، أصدر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع البيان الآتي: "ان التحركات التي تجري في بعض المخيمات الفلسطينية لا علاقة لها بقرار وزير العمل كميل أبو سليمان تنظيم العمالة في لبنان بشكل عام ومن ضمنها العمالة الفلسطينية، سيّما ان وزير العمل قد أخذ في الاعتبار بما يتعلق بالعمال وأرباب العمل الفلسطينيين القوانين الخاصة بهم في لبنان، وأعطاهم كل التسهيلات الممكنة التي يسمح بها القانون. ان التحركات التي تجري في المخيمات خلفيتها سياسية بحتة، إذ ان بعض القوى الفلسطينية كـ"حماس" وأخرى لبنانية كـ"حزب الله" يقومون بتصوير قرار وزير العمل للشارع الفلسطيني على غير حقيقته، وكله بهدف استقطاب هذا الشارع في الصراع القائم بين "حماس" وحلفائها اللبنانيين من جهة، والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى. انني أشكر السلطة الفلسطينية وبشكل خاص الرئيس محمود عباس على موقفه المشرف، وأدعو كل الإخوة الفلسطينيين الموجودين على الاراضي اللبنانية عدم الأخذ بالشائعات والتشويه المتعمد لقرار وزير العمل، وأدعوهم للهدوء والسكينة لأن قرار وزير العمل هو مجرد تنظيم لما يسمح به القانون من اعمال لهم في لبنان. وأخيراً، أتأسف لتصاريح بعض المسؤولين اللبنانيين المتسرعة والشعبوية، ولما كتبته بعض الاقلام من خلفيات سياسية بحتة، والتي كانت في أساس عدم وجود دولة في لبنان منذ 50 عاماً وحتى يومنا هذا".

 

«حزب الله» ينفي امتلاك أموال في المصارف اللبنانية

سكرية: «الدولة ستنهار إذا اتخذت أي إجراء ضد الحزب»

بيروت: سناء الجاك/«الشرق الأوسط»/18 تموز/2019

أثار إدراج وزارة الخزانة الأميركية النائبين محمد رعد وأمين شرّي ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، على لائحة العقوبات، تحديات وأسئلة حول تأثير هذه الخطوة على الحزب من جهة؛ وعلى الدولة اللبنانية من جهة ثانية، لا سيما أن القرار «طالب المجتمع الدولي بإدراج الحزب على قوائم الإرهاب»، وأكد أنه «يجب عدم التمييز بين جناحيه العسكري والسياسي»، كما شدد على أنه «يجب على الحكومة اللبنانية قطع اتصالاتها بأعضاء (حزب الله) المدرجين على لائحة العقوبات»، لافتاً إلى أن واشنطن «لن تغلق أعينها عن أعضاء الحزب في الحكومة».

وعدّ النائب في كتلة «حزب الله» الوليد سكرية أنه «لا تأثير لهذه العقوبات على الحزب ونوابه». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا أموال لدى نواب (حزب الله) في مصارف أميركية أو حتى مصارف لبنانية، وهم لا يتلهفون للسفر إلى الولايات المتحدة. كما أن الحزب مصنف، منذ زمن، إرهابياً لدى الإدارة الأميركية التي تعرف أن هذه العقوبات لا تؤثر مطلقاً عليه. والدولة اللبنانية لن تقدم على أي إجراء لتطبيق هذه العقوبات. فرعد وشري منتخبان من الشعب اللبناني ولديهما شرعيتهما الشعبية والسياسية، وللحزب وزراء في الحكومة. وإذا اتخذت الدولة اللبنانية أي إجراء بحق أي نائب أو وزير فهي ستنهار. بالتالي، الأميركيون يمارسون ضغطاً لا طعم له». وقال سكرية إنه «لا يمكن تحديد سياسة الولايات المتحدة تجاه لبنان فقط من خلال (حزب الله)، فهي تعرف أنه موجود في الحكومة والبرلمان. وهي لا تريد أن يهتز استقرار البلد بما يؤثر على أمن إسرائيل وبما يسمح للإرهاب بأن يستشري، مع العلم بأنها تتمنى اليوم قبل الغد أن تنزع سلاح الحزب، لكنها لا تملك القدرة أو الوسيلة لذلك. فالمسؤولون الأميركيون يرددون أن ما يهمهم من لبنان هو الاستقرار الأمني والاستقرار الاقتصادي. بالتالي؛ لن يفرطوا في أي من هذين العاملين من خلال الضغط على نواب في الحزب». من جهة أخرى؛ قال مدير «معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» الخبير الاقتصادي الدكتور سامي نادر لـ«الشرق الأوسط»: «لنفهم العقوبات يجب أن نوسع البيكار، وليس الاكتفاء بقراءتها داخل لبنان. فقد فُرضت على محمد رعد وهو رئيس أكبر كتلة نيابية، نظراً لأن (حزب الله) هو الطرف الأقوى في منظومة الدولة، ويقود تحالفاً له الأكثرية النيابية. بالتالي، إخضاعه وإخضاع رئيس المنظومة الأمنية في (الحزب) وفيق صفا للعقوبات، يضع لبنان بمواجهة المجتمع الدولي. فهو في وضع اقتصادي مأزوم وبحاجة إلى مساعدة، ومؤتمر (سيدر) يضع شروطاً مقابل حصول لبنان على الأموال والمساعدات. بالتالي ستصبح الأمور أصعب. والأمر لا يقتصر على مسألة تحويلات مصرفية. عندما تحصل حادثة من هذا النوع ووفق تسلسل الأحداث، يُطرح السؤال: ما الخطوة التالية مع المسار التصعيدي عندما تطال العقوبات رأس الكتلة البرلمانية التي تتحكم بالسياسة اللبنانية؟». وأضاف نادر: «هذا سؤال رئيسي بالنسبة إلى المراقبين والدول التي تتعامل مع لبنان. من دون إغفال علاقة العقوبات بالأزمة بين الولايات المتحدة وإيران. وإذا لم ينجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في محاولات التهدئة، فإلى أين ستصل الأمور؟ لا سيما أن مساحة التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي لإيران وأذرعها تتقلص أكثر فأكثر. ما يستوجب السؤال عن علاقة لبنان مع الشركاء الأوروبيين، خصوصاً أنه في وضع مأزوم. وبالتأكيد سيتأثر مع هذه الخطوة الإضافية التي ستزعزع الاستقرار وتؤثر على تصنيف الوضع الاقتصادي اللبناني، وتضيف نقطة ضعف جديدة تنال من الثقة الدولية بهذا الوضع، وأي تصنيف يعكس تدني مستوى الثقة سيؤدي إلى تغيير هندسة المصارف. والتعقيدات ستأتي وإن بدا ألا تأثير في النطاق الضيق، لكن هناك سلبيات على الاقتصاد وعلى العلاقة مع الدول».

 

السنيورة: ذهبنا إلى السعودية ممثلين لجميع اللبنانيين

بيروت: «الشرق الأوسط»/18 تموز/2019

أكد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أنه والرئيسين تمام سلام ونجيب ميقاتي لم يذهبوا إلى المملكة العربية السعودية كممثلين عن فريق من اللبنانيين بل ذهبوا ممثلين عن جميع اللبنانيين الذين يرغبون دائما في أن تكون علاقة لبنان مع المملكة عربية صحيحة، معلنا أن الأخيرة ستوقع مع لبنان عددا من الاتفاقيات وستظل إلى جانبه. وجاء كلام السنيورة على هامش مشاركته في مهرجان فني في مدينة صيدا، وقال: «إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أبدى اهتماما حقيقيا وصادقا بلبنان وباستمراره كبلد ديمقراطي وحضاري يؤمن بالعيش المشترك». وأضاف: «هذه الرسالة هي رسالة صادقة وقوية بأن المملكة العربية السعودية كانت وستظل إلى جانب لبنان تدعم استقلاله وسيادته وحرية أبنائه، وأن يستمر لبنان بلدا عربيا يحرص دائما على احترام دستور اتفاق الطائف، وكذلك أن يستمر لبنان، وكما كان دائما حريصا على احترام الشرعية العربية المتمثلة بالإجماع العربي وبالشرعية الدولية المتمثلة بالقرار الدولي 1701». وأكد أن رؤساء الحكومة لم يذهبوا إلى المملكة ممثلين لفريق من اللبنانيين، بل ذهبوا ممثلين لجميع اللبنانيين الذين يرغبون دائما في أن تكون علاقتهم علاقة عربية صحيحة مع المملكة العربية السعودية ومع جميع الدول العربية، وبالتالي يحرصون على أن يكون لبنان دائما بعيدا عن مخاطر ما يسمى «ممرات الأفيال»، وهذا أمر طبيعي إن شاء الله يتحقق، لأن لا مصلحة للبنان واللبنانيين في تعريض لبنان لمخاطر صراعات القوى الإقليمية والدولية على أرضه. ولفت إلى أنه «ربما طرأ على العلاقة بعض الانشغالات التي قد تكون حالت لفترة وجيزة دون تعبير المملكة عن اهتمامها بلبنان، ولكن عندما ذهبنا البارحة واجتمعنا مع خادم الحرمين الشريفين سررنا بما عبر عنه من اهتمام حقيقي بلبنان وباستمراره كبلد موحد حضاري يؤمن بالعيش المشترك، وأن المملكة ستستمر في دعم لبنان وستوقع معه إن شاء الله كما سمعنا عددا من الاتفاقيات، وستظل حريصة على دعم استقلاله وسيادته وحرية أبنائه ودعم اقتصاده».

 

استقالة الموسوي: انتخابات فرعية في صوْر خلال شهرين

المدن - لبنان | الخميس 18/07/2019

بتقديم النائب نواف الموسوي طلب استقالته من مجلس النواب، يكون رئيس المجلس ملزماً بقبولها. وتصبح نهائية بعد أخذ المجلس علماً بها، إلا في حال تراجع الموسوي عنها قبل تلاوتها في جلسة عامة لمجلس النواب. ووفق الفصل الخامس من النظام الداخلي لمجلس النواب، يحق للنائب الاستقالة بكتاب خطي صريح، يقدم إلى رئيس المجلس، شرط ألا تكون الاستقالة مقيدة وإلا تعتبر لاغية. وتنصّ المادة 17 أنه على الرئيس إبلاغ المجلس بالاستقالة، بتلاوتها في أول جلسة علنية تلي تقديمها. وتعتبر الاستقالة نهائية فور أخذ المجلس علماً بها. كما أن للنائب المستقيل أن يرجع عن استقالته بكتاب خطي يقدم إلى رئيس المجلس، قبل أخذ المجلس علماً بها، وتعتبر الاستقالة كأنها لم تكن. في حال لم يتراجع الموسوي عن استقالته، التي قدمها بكتاب رسمي لرئيس مجلس النواب، ستصبح نافذة. وبالتالي سيصار إلى دعوة الهيئات الناخبة في قضاء صور لانتخاب بديل من الموسوي، وذلك وفق القانون الأكثري القديم، كون الانتخابات ستتم على مقعد واحد. وحسب القانون، في حال شغر مقعد من المقاعد بسبب الوفاة أو الاستقالة أو إبطال نيابة، أو لأي سبب آخر، تجري الانتخابات الفرعية لملء المقعد الشاغر خلال شهرين من تاريخ الشغور. وتُدعى الهيئات الناخبة بمرسوم ينشر في الجريدة الرسمية. وتكون المهلة بين تاريخ النشر المرسوم ويوم الانتخابات ثلاثين يوماً على الأقل.

 

الصفقة الكبرى: توطين 70 ألف فلسطيني وتهجير البقية

منير الربيع /المدن/الخميس 18/07/2019

ليس كل شيء يحدث بالصدفة. وحتى الصدف تتحول إلى أحداث يبنى عليها، وترتبط بها أحداث أخرى وتتناسل. فتوضع في سياق متكامل من السببية تؤسس لوجهة واضحة. هذا بالتحديد ما ينطبق على إجراءات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية.

نقول هذا، تناولاً لمسألة حق لبنان بتنظيم قطاعات العمل فيه، وفق القانون الذي يحمي اليد العاملة اللبنانية (وغير اللبنانية)، ويحمي خزينة الدولة. السلوك المزمن والمديد في الخروج عن تطبيق القانون، بات يفرض الاستغراب أو التساؤل عن الدوافع التي تستدعي راهناً تطبيق القانون! فعندها تكثر التحليلات والتساؤلات.خصوصاً، عندما يتزامن قرار وزارة العمل بتطبيق القانون، من دون يلحظ "خصوصية" الفلسطينيين، مع ما يحكى عن "صفقة القرن".

أبعد من وزارة العمل

القضية لم تبدأ من قرار وزارة العمل، التي يتمّ تحميلها حالياً مسؤولية كل ما يجري، ويتم استهدافها فقط بسبب الخلفية السياسية للوزير. القضية بالتأكيد خارج منطق المزايدات والانقسامات اللبنانية، والتي تقوم على تعبئة شعبوية، تدّعي وتروّج أن القوات اللبنانية بحاجة إلى "إنجاز" يقوي شعبيتها لمواجهة حملات "شد العصب" التي يقوم بها التيار الوطني الحرّ تجاه اللاجئين السوريين، فوجدت وزارة العمل شعار "ما بيحرك شغلك إلا إبن بلدك"، سعياً لتحقيق التوازن مع التيار الذي يتولى التشدد تجاه السوريين، مقابل القوات التي تتبنى التشدد ضد الفلسطينيين. هذا التحليل المبالغ به، قد يجد قابلية للتصديق، خصوصاً في المناخات اللبنانية السائدة. المسألة أبعد من ذلك.. وإن كان البعض يحاول إنزالها إلى هذا الدرك. ويمكن القول أن هناك ثابتة لبنانية مكرّسة، مفادها أن في كل قضية ثمة طرف وحيد يجد نفسه بفوهة المدفع يسدد ثمن توافق الجميع، أو يتكلف ثمن التقاء مصالح إقليمية ودولية، كحال وزارة العمل اليوم، التي وُضعت وحدها بوجه الفلسطينيين (صدفة أو عمداً)، فيما وُضع التيار الوطني الحرّ وحده في فوهة مدفع المواجهة مع اللاجئين السوريين، بعنصرية فاقعة.

قرار التهجير

ليكن معلوماً، هناك منذ أشهر قرار ضمني واضح في لبنان، بوجوب تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين. وهناك تسهيلات لبنانية ودولية، عبر بعض السفارات، لفتح أبواب الهجرة أمام اللاجئين الفلسطينيين. وفي آخر إحصاء للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تثبت الأرقام وجود حوالى 175 ألفاً، مقابل إصرار لبناني على تضخيم الرقم إلى نصف مليون. من الـ 175 ألف لاجئ، هناك احتمال (وقبول) أن تستقبل الضفة الغربية في فلسطين حوالى 50 ألف لاجئ. والدول الأوروبية قابلة لاستقبال العدد نفسه، على أن يبقى في لبنان العدد المتبقي، أي ما يوازي 75 ألفاً.

ومنذ أشهر أيضاً، نشطت عمليات تهريب الفلسطينيين عبر البحر أو عبر المطار، بتسهيلات متعددة من قبل الدولة اللبنانية، بالتعاون مع بعض السفارات، على قاعدة إخراج أكبر عدد ممكن من اللاجئين. وكان ذلك قبل الإعلان عن انطلاق ورش صفقة القرن والمؤتمرات الممهدة لها. العديد من المسؤولين الغربيين حضر إلى لبنان وبحث مع المسؤولين اللبنانيين إمكانية توطين حوالى 70 ألف فلسطيني، مقابل نيل الكثير من المساعدات.

مزايدات فلسطينية - فلسطينية

صحيح أن وزارة العمل، تعمل على تطبيق القانون، مع عدم التمييز بين الفلسطيني وغيره، ولكن يفترض أن يكون للفلسطينيين خصوصية معينة، لا سيما أن المجتمع اللبناني بكامله استثمر باليد العاملة الفلسطينية، المنخفضة الأجر، والمحرومة من أي ضمانات أو تأمينات. وهذا مسار تاريخي منذ عام النكبة إلى اليوم. كما أن الاقتصاد اللبناني استفاد من الرأسمال الفلسطيني، لتأسيس قطاعات منتجة واستثمارات مربحة. ولطالما كان هناك خصوصية في التعامل مع الفلسطينيين، الذين يعيشون ظروفاً غير طبيعية وقاسية، كسجناء داخل المخيمات محرومين من أبسط حقوق العيش.

لا شك أن هناك جهات متعددة من مصلحتها إثارة الكثير من الضجيج للاستثمار سياسياً بإجراءات وزارة العمل، كما أن هناك مصلحة لدى بعض القوى في تكبير حجر التحركات الاحتجاجية لتوجيه الاتهام إلى الوزير، انطلاقاً من انتمائه لـ"القوات اللبنانية"، في حين أن القوات ليست هي التي تتحمل مسؤولية ما يجري وحدها، والتنسيق واضح بينها وبين "السلطة الفلسطينية" عبر السفير أشرف دبور، ومع لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني. التحريض على التظاهرات والاحتجاجات، متصل إلى حد بعيد بالانقسام الفلسطيني – الفلسطيني، وبالمزايدات بين الفصائل. إذ لا يمكن فصل ما يجري في لبنان عن التنسيق مع السلطة الفلسطينية. تنسيق يزعج تنظيمات وأحزاب لبنانية وفلسطينية تدور في فلك "الممانعة". وعلى أي حال، ما تطبقه وزارة العمل، لن ينفصل عما ستطبّقه إدارات ووزارات أخرى، وبالترابط مع وقف المساعدات للأونروا. ما يؤشر إلى أن التضييق على الفلسطينيين سيتزايد في المرحلة المقبلة، بهدف واضح، هو إخراج أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، والتمهيد لتوطين الأقلية الباقية.

 

صفعة من السلطة الفلسطينية لمحرّضي فلسطينيي لبنان ومستغِلّيهم

المدن - لبنان | الخميس 18/07/2019

بعد ثلاثة أيام من التهييج المفتعل ضد وزارة العمل، بدأت تتوضح حقيقة الأمور. وكان الموقف الفلسطيني الرسمي أفضل رد على حملات التحريض والافتراء، التي قامت بها وسائل أعلام "الممانعة" ومنظماتها وأحزابها.

لا أزمة أساساً

بعد ظهر الخميس، استقبل رئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري، في السراي الحكومي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، المشرف على الأحوال الفلسطينية في لبنان عزام الأحمد، يرافقه سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر "فتح" في لبنان فتحي أبو العرادات، بحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة. بعد اللقاء، أعلن الأحمد أنه التقى الحريري "بتكليف من الرئيس أبو مازن واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في اجتماعها الذي عقدته بعد ظهر الأربعاء. وقد وصلتُ ليلاً إلى بيروت، مباشرة من اجتماع اللجنة التنفيذية، لإيصال رسالة إلى الرئيس الحريري وكل الشعب اللبناني والمسؤولين اللبنانيين، من خلال ما أبلغته لرئيس الحكومة، بأنه لا أزمة بين فلسطين ولبنان، ولن تكون هناك أزمة. إنها قضية عابرة تحل بالحوار، كما قال الرئيس أبو مازن، وهذا ما أبلغناه للرئيس الحريري وللمسؤولين اللبنانيين الآخرين الذين التقينا بهم".

تطبيق القانون

وفي معرض تأكيد المؤكد على التفاهم الناجز بين سفارة فلسطين ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ووزير العمل، قال عزام الأحمد بوضوح: "هذه الزيارة تأتي مرافقة للقاءات والاتصالات التي قام بها السفير أشرف دبور باسم دولة فلسطين، طيلة الأيام الأخيرة الماضية، من أجل محاصرة ما حصل في مهده، وعدم إفساح المجال أمام أي كان لاستغلاله والإساءة إلى العلاقات الفلسطينية اللبنانية. والرئيس أبو مازن، كما قال أمس أمام شاشة تلفزيون فلسطين وأمام الصحافيين في اجتماع اللجنة التنفيذية: بالحوار والحوار فقط، نحل أي إشكالية تحصل في وضع اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، وذلك على الأثر الإجراءات التي بدأت وزارة العمل القيام بها لتطبيق قانون العمل اللبناني، ومن حق لبنان أن يطبق قانونه. وكما قال الرئيس أبو مازن، ونكرر أن هذا هو موقف القيادة الفلسطينية: نعم نحن ضيوف في لبنان، على الشعب اللبناني الشقيق، ونقدر هذه الضيافة، ونحن تحت سقف القانون اللبناني، ولا نريد قوانين خاصة بنا إطلاقاً".

الإساءة إلى السلم الأهلي

وتقصّد الأحمد أن يشير إلى أولئك الذين يستغلون أي إشكالية أو لبس، فقال: "لا نريد من أي طرف كان، لا فلسطيني ولا لبناني، أن يزايد علينا.. وأبعد من ذلك، علينا أن نكون موحدين كفلسطينيين ولبنانيين، كما توحدنا في المحافظة على أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية، وكما حاولت قوى إرهابية أن تخترق المخيمات وتستخدمها للاساءة إلى السلم الأهلي في لبنان، فنجحنا في اجتثاث هذه المحاولات، فإن المشكلة تحل أيضا بالحوار. علينا ألا نقبل بأي محاولة استغلال لهذه الإشكالية وحرفها عن مسارها لأغراض أخرى لا علاقة لها بالموضوع. لذلك، كان هناك تفاهم مشترك، خصوصاً بعدما أبلغنا الرئيس الحريري، قبل لحظات، بأن الأمور أعيدت إلى الحكومة لاستكمال ما تراه مناسبا، حسب ما أعلنه الوزير أبو سليمان داخل مجلس النواب، لأنها مسؤولية الحكومة وليست مسؤولية وزارة بعينها. وهذا معمول به في كل أنحاء العالم. وبالتالي الحكومة اللبنانية هي التي ستقر أي مراسيم وأنظمة وإجراءات وقرارات تتعلق بكيفية التعامل مع تطبيق القوانين اللبنانية. كما أن الرئيس الحريري زود الدكتور حسن منيمنة، الذي شارك في اللقاء اليوم، بتعليمات واضحة لمناقشة هذه المسألة ومتابعتها في إطار الحوار اللبناني الفلسطيني المشترك، الذي يتم تحت إشراف الرئيس الحريري".

تحت سقف القانون

وشرح الأحمد بإسهاب ما هو متفق عليه: "أطمئن الجميع، وأقول لأهلنا في المخيمات الفلسطينية: من حقكم أن تحتجوا وأن تشعروا بالغضب والقلق على لقمة العيش، لكن كما قال الرئيس أبو مازن أمس، واستكمالا للتفاهمات التي تمت بين سفير دولة فلسطين والجهات اللبنانية المعنية، بما فيها وزارة العمل، فإن هذا الأمر يتم بالحوار ولن يلحق ضرر بأي فلسطيني، والوقائع أكدت ذلك. فقبل قليل، أطلعنا السفير الفلسطيني أن مؤسسة العارف عادت وفتحت أبوابها من جديد، بعد أن صوبت ما هو مطلوب منها وفق القانون، ونحن تحت سقف القانون. كما أنه وفق المادة المعدلة 129، فإن بند المعاملة بالمثل مع الدول الأخرى لا ينطبق على اللاجىء الفلسطيني. وكذلك فإن الفلسطينيين معفيون من رسوم رخصة العمل، وهناك قضايا أخرى تتعلق بالضمان الاجتماعي المادة 128، وقد أبلغ الوزير السفير دبور بالأمس، أنه حتى حقوق من دفعوا ستصان، وبالتالي حتى هذه المادة تحتاج إلى بعض التوضيحات والمراسيم من الحكومة اللبنانية". وكشف الموفد الفلسطيني: "قبل قليل كنا في زيارة لقائد الجيش ومدير المخابرات اللبنانية، وأبلغنا قائد الجيش أنه سيكون هناك مزيد من التسهيلات لإدخال مواد الإعمار للمنازل في المخيمات، وأنه لا تأخير، وكل ما طلب سواء عبر الأونروا أو بشكل شخصي أمس، كلها أمور تمت تلبيتها، وسيكون هناك مزيد من التسهيلات، لأن حق السكن من شرعة حقوق الإنسان في العالم التي نتفق عليها جميعا. فاطمئنوا، مكانة العلاقة اللبنانية الفلسطينية لا تتوقف فقط عند هذه الأمور. جميعنا في موقف موحد رسمي وحزبي وشعبي ضد صفقة القرن والتصدي لها وورشة المنامة. ولبنان قاطع صفقة القرن وورشة المنامة، ونحن ولبنان نرفض التوطين وأي محاولة للانتقاص من حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية".

إلى المستغِلّين

وفي تنبيه واضح لبعض الجهات الفلسطينية واللبنانية: "يجب ألا يدخل في البازار السياسي، لا هذا الموضوع، ولا في المستقبل أي موضوع آخر يتعلق بحقوق المواطنين، سواء على صعيد العلاقات بين الفصائل الفلسطينية نفسها، مهما كانت اتجاهاتها، بين فصائل منظمة التحرير، وهي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني المعترف بها عربيا وإسلاميا وفي منظمة دول عدم الانحياز والأمم المتحدة، وحتى بين الفصائل التي لم تلتحق حتى الآن في منظمة التحرير. كما أني أناشد القوى السياسية اللبنانية، من دون استثناء، التي تربطنا علاقات وطيدة معها جميعاً، وعلاقات أخوة ومحبة، بعدم استخدام هذه المسألة، لا أمس ولا اليوم ولا غداً، لأننا نحن كفلسطينيين لا نسمح لأنفسنا بأن نتدخل في الشؤون الداخلية، لذلك نناشد القوى اللبنانية بألا يدخلوا هذه المسألة في التجاذبات والتنافسات السياسية في لبنان".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تعلن احتجاز ناقلة نفط أجنبية في الخليج

لندن: « الشرق الأوسط أونلاين/18 تموز/2019

نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن الحرس الثوري، قوله اليوم (الخميس) إنه احتجز ناقلة أجنبية تهرب الوقود في الخليج. وقال التلفزيون الإيراني: «تم احتجاز ناقلة أجنبية تهرب مليون لتر من الوقود في جزيرة لارك بالخليج»، مضيفاً أن السفينة تم احتجازها يوم (الأحد) الماضي. ولاحقاً بث التلفزيون الإيراني لقطات للناقلة التي تحمل اسم «رياح»، ويرجّح أنها ترفع علم بنما. وكانت تقارير إخبارية قد ذكرت أن بيانات تتبع حركة الملاحة أظهرت اختفاء ناقلة نفط في المياه الإيرانية بينما كانت تمر عبر مضيق هرمز، وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية يوم (الثلاثاء) الماضي إن واشنطن «لديها شكوك» بأن إيران تحتجز ناقلة النفط، قبل أن تعلن وزارة الخارجية الإيرانية، أن الناقلة تعرضت لعطل فني وتم سحبها إلى أحد موانئ إيران. وتدهورت العلاقات بين طهران والغرب بشكل متزايد بعد احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق، وبعدما قالت لندن إن سفناً إيرانية اقتربت من السفينة البريطانية «بريتيش هيريتدج»، التي تشغلها شركة «بي بي» النفطية، في المضيق الواقع بين إيران وشبه الجزيرة العربية.

 

سيناتور أميركي يفاوض ظريف بموافقة ترامب

واشنطن – وكالات/18 تموز/2019

 طلب عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور راند بول، من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القيام بمهمة ديبلوماسية حساسة والجلوس مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في محاولة لإقناع الجانب الإيراني بالمفاوضات. ونقلت صحيفة “بوليتيكو” أول من أمس، عن أربعة مسؤولين أميركيين قولهم، إن “هدف بول من المحادثات هو الحد من التوترات بين البلدين، وقد وافق ترمب على هذه الفكرة”. وأضافت المصادر إن العديد من مسؤولي الإدارة الأميركية يعربون عن قلقهم من أن تدخل بول قد يُضعف حملة “الضغط الأقصى”، التي يقودها ترامب ضد طهران.

في غضون ذلك، بعث أعضاء في مجلس الشيوخ، بينهم رئيس الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية السيناتور روبرت منندز، ونائب رئيس اللجنة السيناتور بن كاردين، ببعض الرسائل دعماً للاجتماع السنوي للمقاومة الإيرانية، المنعقد في ألبانيا، برئاسة مريم رجوي. من ناحية ثانية، اشتعلت النيران ليل أول من أمس، بمستودع مساحته 500 متر في ميدان حسن آباد التاريخي جنوب طهران، حيث طالت ألسنة اللهب مبان تاريخية.

 

حرس الثوري” يعترف بخطف ناقلة النفط “رياح” وأسر طاقمها

لندن تستفسر... وواشنطن تدعو "الناتو" لتكثيف تواجده وتتعهد العمل بدأب لإتاحة المرور الحر في الخليج

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/18 تموز/2019

أعلن “الحرس الثوري” الإيراني أمس، استيلاء قواته على ناقلة النفط “رياح” التي سبق وأعلنت طهران أنها أرسلت إشارة استغاثة، واحتجاز طاقمها المؤلف من 12 بحارا، زاعما أنها “تحمل وقودا مهربا”. وفيما ذكرت وكالة “تسنيم” أنه جرى توجيه اتهامات لأفراد الطاقم بتهريب النفط، نقلت قناة “العالم” عن دائرة العلاقات العامة للحرس الثوري، القول إن “الدوريات البحرية التابعة لمنطقة الحرس الثوري الأولى في الخليج ومضيق هرمز، قامت الأحد الماضي باعتراض سفينة أجنبية كانت تحمل مليون لتر من الوقود المهرب في جنوب جزيرة لارك، بعد إنجاز التنسيق اللازم وصدور القرارات من الجهات القضائية المعنية”، زاعمة أن هذا يأتي في إطار “مراقبة تنقل السفن في الخليج، للتصدي للتهريب المنظم ومكافحته”، دون أن تذكر جنسية الناقلة. يأتي هذا بعد يومين من إعلان الخارجية الإيرانية سحب ناقلة نفط إلى أحد الموانئ الإيرانية بعد تعرضها لعطل فني، وطلبها المساعدة من الجانب الإيراني.

وكانت تقارير ذكرت أن بيانات تتبع حركة الملاحة أظهرت اختفاء ناقلة نفط إماراتية في المياه الإيرانية بينما كانت تعبر مضيق هرمز، إلا أن الإمارات نفت صلتها بالناقلة المفقودة، وليس من الواضح بعد ما إذا كانت هناك صلة بين الحادثتين.

من جانبها، أكدت الحكومة البريطانية التي تحتجز ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق، أنها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات، وحضت السلطات الايرانية على تهدئة التوترات، وقالت المتحدثة باسم الحكومة “نراقب باستمرار الوضع الامني هناك، وملتزمون بالحفاظ على حرية الملاحة وفقا للقانون الدولي”. بدورها، حضت وزيرة الدفاع البريطانية بيني موردونت إيران، على خفض التوترات في الخليج وتعهدت الدفاع عن مصالح بلادها المتعلقة بالشحن في المنطقة، قائلة “من المهم أن نبعث برسالة واضحة جدا الى ايران، مفادها أننا نريد منها التراجع وخفض التصعيد، لكننا قمنا دوما بحماية الشحن والتدفق الحر للسلع في تلك المنطقة وسنواصل فعل ذلك”. وكان مكتب رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ذكر أنها وجهت الشكر إلى رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو، لالتزامه بتطبيق عقوبات الاتحاد الاوروبي على سورية، باحتجازه ناقلة النفط الإيرانية “غريس 1، مضيفا أنه ينبغي احترام العملية القانونية المستقلة هناك.

في غضون ذلك، أكد قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكينزي، أن “القيادة تتحدث مع دول أخرى بشأن حرية الملاحة في الخليج، وسوف تعمل بدأب للتوصل الى حل يتيح المرور بحرية في الخليج”. وردا على سؤال عما إذا كانت السعودية ستضطلع بدور في تحالف أمني دولي بحري مقترح، قال قائد التحالف الذي تقوده السعودية ويحارب الحوثيين الموالين لايران في اليمن الامير فهد بن تركي، في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكينزي بالرياض، إن المملكة ترافق السفن في البحر الاحمر، مضيفا أن ذلك يجري عند مضيق باب المندب.

على صعيد متصل، واصلت الولايات المتحدة مبادرتها الرامية لحماية السفن التجارية في الخليج ومضيق هرمز، حيث أعلنت الخارجية الاميركية أن مسؤولين أميركيين سيطلعون أعضاء من السلك الديبلوماسي في واشنطن اليوم الجمعة، مؤكدة أن “الامر يتطلب مسعى دوليا للتعامل مع هذا التحدي العالمي وضمان مرور السفن بسلام”، مضيفة أن “الافادة سيقدمها مسؤولون بوزارتي الدفاع والخارجية ولن يسمح لوسائل الاعلام بحضورها”. من جانبهم، روج ممثلون عن الولايات المتحدة للمبادرة في بروكسل، ودعوا عددا من الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي “ناتو” لدعم المشروع، وأحاطوهم علما بآخر المستجدات بهذا الشأن.

ووفقا للمعلومات فإن الولايات المتحدة تسعى من خلال تكثيف التواجد العسكري في المنطقة لتحسين مراقبة مضيق هرمز، غير أنه من غير المؤكد أن تنجح الولايات المتحدة في الحصول على دعم إضافي، حيث أكدت مصادر من “الناتو” أن العديد من دول الحلف أبدت تشككها فيما إذا كان تكثيف تواجد السفن الحربية في الخليج سيؤدي فعلا لمزيد من الأمن. وحسب مصادر مطلعة في بروكسل، فإن دولا مثل هولندا والدنمارك والنرويج هي التي لمحت حتى الآن لإمكانية المشاركة في التواجد العسكري في الخليج، مؤكدة أن دولا مثل فرنسا وتركيا وألمانيا أبدت تشككها في جدوى هذا التواجد.

من جهة أخرى، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، أن بلادها ستواصل العمل في محطة بوشهر الكهروذرية في ايران، بالرغم من العقوبات الاميركية.

 

ترمب: أسقطنا طائرة إيرانية مسيّرة في مضيق هرمز

واشنطن: الشرق الأوسط أونلاين/18 تموز/2019

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن السفينة الحربية الهجومية الأميركية «يو إس إس بوكسر» أسقطت طائرة مسيرة إيرانية في مضيق هرمز، اليوم (الخميس)، بعدما اقتربت منها لمسافة 1000 ياردة بما شكل تهديدا للسفينة، ودعا الدول الأخرى لإدانة إيران وحماية سفنها. وشدّد على أنّ الطائرة الإيرانية «عرّضت للخطر سلامة السفينة وطاقم السفينة». ويأتي إسقاط هذه الطائرة في وقت يتصاعد فيه التوتر في منطقة الخليج بين الولايات المتحدة وإيران. وقال ترمب: «هذه أحدث حلقة من مسلسل طويل من الأعمال الاستفزازية والعدائية التي تقوم بها إيران ضد السفن العاملة في المياه الدولية». ولفت إلى أنّ «الولايات المتحدة تحتفظ بحقّ الدفاع عن منشآت أفرادها ومصالحها، وتدعو كل الدول إلى إدانة محاولة إيران عرقلة حرية الملاحة والتجارة العالمية». ودعا الرئيس الأميركي «بقية الدول إلى حماية سفنها أثناء مرورها عبر المضيق والعمل معنا في المستقبل». في غضون ذلك، أقرّت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم، عقوبات على عدد من الشركات والأفراد في إيران وبلجيكا والصين، شاركوا في شراء عناصر لبرنامج إيران النووي. وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين: «لا يمكن لإيران أن تدعي النوايا الحميدة على الساحة العالمية بينما تشتري المنتجات لأجهزة الطرد المركزي وتخزنها. الحكومة الأميركية تشعر بقلق عميق إزاء تخصيب اليورانيوم في إيران وسوى ذلك من السلوكيات الاستفزازية، وستستمر في استهداف كل من يقدم الدعم لبرنامج إيران النووي».

 

إيران تسعى لفتح قنصلية بالموصل والمسيحيون يتخوفون

بغداد – وكالات/18 تموز/2019

 بدأت ميليشيات “الحشد الشعبي”، المرتبطة بإيران، بخطوات تمهد الطريق للمرحلة المقبلة في العراق، منها افتتاح مدرسة الخميني في مناطق سهل نينوى، شرق الموصل، ومن ثم الاستيلاء على ممتلكات المسيحيين في المنطقة، وذلك بهدف إجراء تغيير ديمغرافي، فضلاً عن محاولاتهم نشر التطرف عبر تصدير نهج “الثورة الخمينية”. وقالت مصادر عراقية إن “الحشد الشعبي” يهدف من هذه الأفعال إلى الاتفاق مع السفير الإيراني في بغداد على افتتاح قنصلية إيرانية تقبع على أطلال ممتلكات المسيحيين في معقلهم في الموصل. وأضافت إن “تلك المساعي قوبلت برفض من العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها ما بين أربيل وبغداد، أبرزها سهل نينوى”. من جهته، وصف المكون المسيحي مساعي افتتاح قنصلية إيرانية شرق الموصل، بأنها مخطط لإنهاء آخر مؤطئ قدم للمسيحيين في العراق، مطالبين الحكومة العراقية بتوفير الحماية لمناطقهم من المد الإيراني. وأكد المسيحيون عزمهم على تدويل قضية حمايتهم من المد الإيراني، ما لم تتحرك الحكومة العراقية وتتكفل بحمايتهم. على صعيد آخر، أفاد مصدر أمني ليل أول من أمس، بوفاة أحد جرحى الهجوم المسلح على الديبلوماسيين الأتراك في أربيل. وكان وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم أكد في وقت سابق، أن الهجوم المسلح الذي استهدف احد المطاعم في أربيل لن يؤثر على العلاقات الطيبة بين البلدين. وقال إن “هذا العمل الإجرامي لن يؤثر في حجم وطبيعة العلاقات بين بغداد وأنقرة، وإنما سيزيد الجانبين إصراراً على تدعيمها أكثر خدمة لتطلعات الشعبين الصديقين”. وذكرت وزارة الخارجية العراقية في بيان، أن الحكيم اتصل هاتفياً بنظيره التركي مولود تشاويش أوغلو على خلفية اغتيال الديبلوماسي التركي. وأضافت إن الحكيم أكد لنظيره التركي أن العراق ينسق مع السلطات المعنية للتحقيق في الحادث بهدف الوقوف على أسبابه ومعرفة ملابساته. في غضون ذلك، عثرت السلطات العراقية، على وكر للإرهابيين تحت الأرض بقضاء الحويجة، فيما دمرت مقاتلات التحالف الدولي نفقاً في منطقة البعاج غرب الموصل، وقتلت إرهابيين إثنين. وذكرت خلية الإعلام الأمني العراقي في بيان، أنه استناداً لمعلومات قيادة عمليات نينوى، وجه طيران التحالف الدولي ضربة جوية أسفرت عن قتل إرهابيين اثنين وتدمير نفق جنوب بحيرة سنيسلة التابعة لمنطقة البعاج.

 

واشنطن ترسل 500 جندي وتدعم منظومة “باتريوت” بالسعودية

تحضيرات بقاعدة الأمير سلطان الجوية لتمكين مقاتلات F-22 من التحليق والهبوط فيها

واشنطن، الرياض، عواصم – وكالات: كشفت مصادر بوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، عن أنه سيتم إرسال قوة قوامها 500 جندي أميركي إلى السعودية، في خطوة تستهدف بها واشنطن تعزيز علاقاتها العسكرية مع المملكة، وبالتزامن مع تزايد حالة التوتر مع إيران. وأشارت المصادر إلى أن القوة سيتم إرسالها إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية شرق العاصمة الرياض، والتي بها عدد صغير من القوات وأفراد المساعدة، كما أن هناك استعدادات مبدئية تجري لإدخال تحسينات على بطارية صواريخ “باتريوت” الدفاعية ومهبط الطائرات هناك. من جانبها، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية مؤخرا، أظهرت نشاطات لافتة وعمليات بناء في قاعدة الأمير سلطان الجوية. ونقلت شبكة “سي إن إن” عن جيفري لويس من معهد ميديلبوري للدراسات الدولية قوله بعد دراسته للصور، إن قوة أميركية وصلت إلى القاعدة منتصف يونيو، وأن “معدات بناء ظهرت بنهاية المدرج الجوي في الـ27 من يونيو، في إطار عمليات تحسين جارية على النمط ذاته الذي يستخدمه مهندسو القوات الأميركية”.

وأبلغ مسؤولان في “بنتاغون” الشبكة بأن عمليات تحضير مبدئية تجري في القاعدة السعودية في الوقت الحالي، بهدف دعم منظومة صواريخ “باتريوت”، إضافة إلى أعمال أخرى تجري على مدرج الطيران، كي تتمكن “مقاتلات الجيل الخامس من طراز F-22، بالإضافة إلى مقاتلات أخرى من التحليق والهبوط في القاعدة”.

بدورها، أفادت وكالة “بلومبرغ” للأنباء بأنه لم يتم إخطار الكونغرس رسميا بنشر القوات، غير أنها نقلت عن مسؤول أن إعلانا في هذا الصدد متوقع بحلول الأسبوع المقبل.

على صعيد آخر، أيد مجلس النواب الاميركي قرارات تمنع بيع ذخيرة أسلحة موجهة للسعودية والامارات، وأحالها للبيت الابيض حيث وعد الرئيس دونالد ترامب باستخدام حق النقض “الفيتو”. من جهته، بحث وزير الشئون الخارجية السعوي عادل الجبير، مع نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشئون دول الخليج العربي تيموثي لندر كينج، والمبعوث الأميركي الخاص إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث، في العلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية والدولية، كما بحث مع وزير خارجية فنلندا بيكا هافستو، والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي بمنطقة القرن الأفريقي أليكساندر روندوس، في القضايا الإقليمية والدولية.

إلى ذلك، وصلت إلى ميناء جدة أولى رحلات حجاج بيت الله الحرام القادمين بحراً، حيث وصلت عبارة من ميناء سواكن بالسودان وعلى متنها 1633 حاجاً.

من جانبها، بدأت السلطات السعودية في تنفيذ مبادرة لتوزيع شرائح اتصال وإنترنت مجاني كهدية للحجاج، ضمن برنامج “ضيف الرحمن في عيوننا”، تتضمن توزيع مليون شريحة اتصال وإنترنت مجانية.بدوره، جدد وزير الحج والعمرة محمد بنتن، التأكيد أن فريضة الحج فرصة للترابط والتلاحم ووحدة المسلمين، “وليست مكانا للجدل السياسي والمذهبية والتفرقة والتحريض”. وشدد على أن السلطات السعودية “لن تقبل أي تصرفات تعكر صفو مناسك الحج في أي حال من الأحوال، وسيتخذ بشأنها الإجراءات كافة، وتطبيق ما تقضي به الأنظمة والتعليمات حيال من يقدم على ذلك”. من جهته، افتتح مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، ستة مشاريع مائية بمكة المكرمة والمشاعر المقدّسة، بقيمة تجاوزت 3,1 مليار ريال، تزامناً مع موسم الحج.

 

روسيا تنشر قوات خاصة في سورية للقتال إلى جانب جيش الأسد في إدلب

دمشق – وكالات/18 تموز/2019

 أكد قادة كبار في المعارضة السورية أمس، أن روسيا أرسلت قوات خاصة خلال الأيام الماضية للقتال إلى جانب جيش النظام، الذي يسعى لتحقيق مكاسب في هجومه على إدلب، المستمر منذ نحو شهرين. وقال قادة المعارضة إنه رغم تمركز ضباط وجنود روس خلف خطوط المواجهة، حيث يديرون العمليات ويستعينون بقناصة ويطلقون صواريخ مضادة للدبابات، فإن هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها موسكو قوات برية إلى ساحة المعركة. وأشار المتحدث باسم تحالف “الجبهة الوطنية للتحرير” النقيب ناجي مصطفى إلى أن “هذه القوات الخاصة الروسية حالياً متواجدة في الميدان”.

وقال إنه “عندما تفشل قوات الأسد تتدخل روسيا بشكل مباشر، حالياً تدخلوا بشكل مباشر بعد فشل قوات النظام فقامت روسيا بقصف المنطقة بنحو 200 طلعة”. من جانبها، نفت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أمس، صحة الأنباء الخاصة بنشر قوات خاصة في إدلب، مؤكدة أنه لا توجد أي قوات برية روسية في سورية.

من ناحية ثانية، عمد “حزب الله” خلال الأيام الماضية، إلى نشر قوات له ضمن مناطق جديدة في القلمون الغربي بريف دمشق، بعد سحب القوات من مناطق متفرقة يوجد فيها الحزب داخل الأراضي السورية، نحو مواقع جديدة في القلمون الغربي.

ونقل “حزب الله” مع المقاتلين أسلحة ثقيلة من صواريخ قريبة وبعيدة المدى ورشاشات ثقيلة، حيث ثبت نقاطاً جديدة له في منطقة التلال المطلة على بلدة فليطة، وأنشأ متاريس وغرفاً خشبية في تلك النقاط. على صعيد آخر، أخبرت إسرائيل والولايات المتحدة، روسيا، أن أي اتفاق مستقبلي بشأن الوضع في سورية يجب أن يشمل انسحاباً عسكرياً إيرانيا ليس فقط من سورية، لكن أيضاً من لبنان والعراق. وكشفت قناة التلفزيون الإسرائيلي ليل أول من أمس، نقلاً عن مسؤول أميركي قوله، إنه “خلال اللقاء الثلاثي الذي عقد في القدس، في يونيو الماضي، أخبرت إسرائيل والولايات المتحدة، روسيا، أن أي اتفاق بشأن مستقبل سورية يجب أن يشمل انسحاباً عسكرياً إيرانياً، ليس فقط من تلك الدولة، ولكن أيضاً من لبنان والعراق”. وأضاف أن “إدارة ترامب وإسرائيل تشعران بالقلق من أية صفقة مستقبلية في سورية يمكن أن تصدر المشكلة الإيرانية إلى العراق ولبنان”، مشيراً إلى أنه “إذا انتقل الإيرانيون من سورية إلى الدول المجاورة فلن يحل هذا أي شيء”. وذكرت القناة أن “الروس بحثوا مع الولايات المتحدة وإسرائيل في اتفاق بشأن استقرار نظام الأسد”. إلى ذلك، تفقد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس، وحدات بلاده العسكرية العاملة قرب الحدود مع سورية، بعد التعزيزات المكثفة التي أرسلها الجيش التركي بداية يوليو الجاري إلى هناك. ميدانياً، نفذت طائرات حربية نحو 20 غارة ليلية، مستهدفة بشكل رئيسي مواقع تابعة لمسلحي “الحزب الإسلامي التركستاني” في جسر الشغور بريف إدلب، وأسفرت عن مقتل وإصابة نحو 40 مسلحاً، غالبيتهم من الجنسية الصينية.

 

مقتل عناصر من قوات النظام بتفجير عبوة ناسفة في درعا

بيروت – لندن/الشرق الأوسط أونلاين/18 تموز/2019

قتل ستة عناصر من قوات النظام، الأربعاء، في تفجير عبوة ناسفة استهدفت حافلة كانت تقلهم في محافظة درعا، جنوب سوريا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بدورها أن «إرهابيين استهدفوا صباح اليوم سيارة عسكرية على الطريق المؤدية إلى بلدة اليادودة غرب مدينة درعا، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «عبوة ناسفة استهدفت حافلة كانت تقل عناصر من الفرقة الرابعة، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى منهم، وإصابة 15 آخرين بجروح»، بعدما كان قد أفاد سابقاً بمقتل أربعة عناصر.

ولم يتمكن «المرصد» من تحديد الجهة المسؤولة؛ لكنه أشار إلى أن «قوات النظام تتعرض بشكل شبه يومي لهجمات، إن كان بالعبوات الناسفة أو بإطلاق النار في محافظة درعا؛ لكنها لا تسفر عادة عن سقوط ضحايا». وأوضح عبد الرحمن أن «مقاتلين معارضين سابقين يشنون عادة هجمات مماثلة ضد قوات النظام». واستعاد الجيش السوري صيف عام 2018 السيطرة على كامل محافظة درعا، إثر عملية عسكرية ثم اتفاقات تسوية مع الفصائل المعارضة فيها، وعملية إجلاء لآلاف من رافضي التسويات.

ولم ينتشر عناصر الجيش السوري في كل المناطق التي شملتها اتفاقات تسوية، إلا أن المؤسسات الحكومية عادت للعمل فيها. ومنذ ذلك الحين، تشهد منطقة درعا حالة من الفوضى الأمنية، تخللتها اعتقالات طالت مئات المواطنين، بينهم من وافقوا على اتفاقات التسوية مع قوات النظام التي ساقت أيضاً كثيرين إلى التجنيد الإجباري. وأثار ذلك، وفق «المرصد»، حالة من الغضب لدى السكان، وخصوصاً الفصائل التي كانت وافقت على التسويات. وشهدت المحافظة قبل أشهر مظاهرات محدودة ضد ممارسات قوات النظام، كما احتج سكان في مارس (آذار) الماضي على رفع تمثال للرئيس السوري السابق حافظ الأسد في مدينة درعا، في المكان نفسه الذي كان فيه تمثال آخر له أزاله متظاهرون في عام 2011، تزامناً مع انطلاق حركة احتجاجات سلمية آنذاك ضد النظام السوري. وكان شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» قد انطلق منتصف مارس 2011، من درعا التي اعتبرت مهد انتفاضة شعبية تحولت لاحقاً إلى نزاع دامٍ، تسبب في مقتل أكثر من 370 ألف شخص. إلى ذلك، أفاد «المرصد» بقيام مسلحين مجهولين بـ«استهداف سيارة ضابط برتبة عقيد في قوات النظام، بالقرب من قرية الشيخ سعد بريف درعا الغربي، الأمر الذي تسبب في مقتله ووفاة زوجته وابنه على الفور». وأشار إلى مقتل 6 على الأقل جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة لهم في منطقة المفطرة، على الطريق الواصلة بين حي الضاحية وبلدة اليادودة، كما تسبب التفجير في سقوط أكثر من 15 جريحاً، بعضهم في حالات خطرة. وفي 15 الشهر الجاري، قال «المرصد»: «استهدف مسلحون مجهولون يرجح أنهم من (المقاومة الشعبية)، بالأسلحة الرشاشة وقذائف الـ(آر بي جي) معسكر زيزون، الذي يتبع الفرقة الرابعة بريف درعا الغربي، الأمر الذي أدى لسقوط جرحى من عناصر الفرقة الرابعة».

 

ترمب: لا ندرس فرض عقوبات على تركيا حالياً

واشنطن: الشرق الأوسط أونلاين/18 تموز/2019

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، إن الولايات المتحدة لا تدرس حاليا فرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة دفاع جوي روسية. جاء ذلك بعد يوم من قول البيت الأبيض إن شراء تركيا للمنظومة يجعل وجود أنقرة في برنامج المقاتلة «إف – 35» مستحيلا. وذكرت قناة «سي. إن. إن ترك»، في وقت سابق، أن المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر عن «قلق» بلاده، اليوم، من قرار واشنطن استبعاد تركيا من برنامج المقاتلة. ونقلت المحطة عن إبراهيم كالين قوله إن العلاقات بين أنقرة وواشنطن، العضوين في حلف شمال الأطلسي، لا يمكن أن تبقى جيدة في ظل قرارات أحادية الجانب.

 

البحرين: اجتماع أمن الملاحة في الخليج فرصة لردع الخطر الإيراني يقام بالتعاون مع الولايات المتحدة وبولندا وتشارك فيه أكثر من 60 دولة

المنامة: الشرق الأوسط أونلاين/18 تموز/2019

أكدت البحرين اليوم (الخميس)، استعدادها لاستضافة اجتماع أمن الملاحة البحرية والجوية بالتعاون مع الولايات المتحدة وبولندا، مشددة على أنه «فرصة لردع الخطر الإيراني». وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان إن المنامة تستعد لاستضافة الاجتماع الذي تشارك فيه أكثر من 60 دولة، مشيرة إلى أنه «إحدى نتائج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط الذي انعقد بمدينة وارسو في شهر فبراير (شباط) الماضي». وأضافت الوزارة أن «هذه المبادرة تأتي في إطار الدور الذي تضطلع به البحرين للمساهمة في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وإدراكاً منها للمخاطر التي تهدد المنطقة في ظل ممارسات إيران التي تشكل خطراً كبيراً على الملاحة البحرية والجوية». وأشارت إلى أن ذلك يجسّد أيضاً «سياسة البحرين المرتكزة على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة كافة المشكلات والأزمات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين». وشددت وزارة الخارجية البحرينية على أن «هذا الاجتماع سيشكل فرصة للتشاور وتبادل الرؤى بين الكثير من دول العالم، للوصول إلى السبل الكفيلة لردع الخطر الإيراني وضمان حرية الملاحة في هذه المنطقة الاستراتيجية للعالم أجمع».

 

ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم المسلح في أربيل إلى ثلاثة

أربيل: «الشرق الأوسط أونلاين/18 تموز/2019

ارتفعت حصيلة قتلى الهجوم المسلح الذي أودى بنائب القنصل التركي في أربيل، كبرى مدن كردستان العراق، إلى ثلاثة بعدما فارق شخص الحياة متأثراً بجروحه، بحسب ما قالت عائلته لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الخميس). وقتل نائب القنصل التركي ومرافقه أمس (الأربعاء) في هجوم مسلح استهدف القنصل وموظفي القنصلية، عند وجودهم في أحد مطاعم أربيل، وفق مصدر في الشرطة. وأصدرت قوات الأسايش (قوات الأمن الداخلي الكردية) بيانا أكدت فيه سقوط قتيلين وإصابة شخص ثالث بجروح. وأكد ابن عم الجريح لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية مقتل بشدار رمضان (26 عاماً) ليل الأربعاء، متأثراً بالجروح التي أصيب فيها. وأشارت مصادر في شرطة أربيل إلى أن المهاجم لاذ بالفرار، ولا تزال عمليات البحث عنه متواصلة. وأكدت وكالة أنباء «الأناضول» الحكومية التركية، نقلاً عن صاحب المطعم حيث وقع الحادث، أن المهاجم كان وحيداً، وبلباس مدني، يحمل مسدسين، وأطلق النار مباشرة على موظفي القنصلية التركية. وسارعت حكومة إقليم كردستان إلى إدانة هذا «العمل الإجرامي»، مؤكدة أنّها «تجري التحقيقات والمتابعات الجدية من أجل القبض على المنفّذين وإنزال العقوبات القانونية بحقهم».

وتوعدت أنقرة التي تمتلك قواعد عسكرية بشمال العراق، بـ«الردّ المناسب» على هذا الاعتداء. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم، الذي وقع في شمال العراق، حيث يوجد متمردون أكراد إيرانيون وأتراك. لكن المتحدث باسم الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني ديار دنير نفى أن يكون للحزب علاقة بالهجوم. وفي نهاية مايو (أيار)، شنت تركيا المجاورة للعراق، هجوماً جوياً وبرياً على المناطق الجبلية في شمال العراق، مستهدفة مخابئ حزب العمال الكردستاني. وبدأت المرحلة الثانية من هذه العملية يوم الجمعة الماضي. وتؤكد تركيا مراراً مشروعية غاراتها لاستهداف مخابئ حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض منذ عام 1984 تمرداً ضد أنقرة، وتصنفه الأخيرة وحلفاؤها الغربيون «منظمة إرهابية». وبدأ العديد من الخبراء العراقيين بالفعل الإشارة إلى مسؤولية حزب العمال الكردستاني عن الهجوم. ويلفتون خصوصاً إلى إمكانية أن تكون العملية انتقاماً لمقتل قياديين في حزب العمال الكردستاني مؤخراً خلال غارات تركية.

هجوم أربيل يزيد التوتر بين واشنطن وأنقرة

 

البيت الأبيض يعلن وقف تسليم تركيا طائرات «إف 35»

أربيل: إحسان عزيز أنقرة: سعيد عبد الرازق واشنطن: إيلي يوسف الشرق الأوسط أونلاين/18 تموز/2019

قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» إن مقتل نائب القنصل التركي بإطلاق نار في أربيل في كردستان العراق أمس، سيزيد التوتر بين أميركا وتركيا قبل انعقاد اجتماعات بين البلدين في أنقرة لبحث إقامة «منطقة أمنية» شرق سوريا. وصرح مصدر في شرطة أربيل أن نائب القنصل التركي قتل رفقة شخصين آخرين «في هجوم مسلح استهدف القنصل وموظفي القنصلية، عندما كانوا موجودين في أحد مطاعم أربيل»، لافتاً إلى أن منفذ الهجوم لاذ بالفرار. وأكدت وكالة «الأناضول» التركية أن المهاجم كان وحيداً، مرتدياً لباساً مدنياً، ويحمل مسدسين، وأطلق النار مباشرة على موظفي القنصلية التركية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين «سنقوم بالرد المناسب على منفذي هذا الهجوم الجبان». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم. وبدأ خبراء عراقيون الإشارة إلى مسؤولية «حزب العمال الكردستاني» انتقاماً لمقتل قياديين في الحزب خلال غارات تركية. لكن المتحدث باسم الجناح العسكري للحزب ديار دنير نفى ذلك. في سياق متصل، أعلن البيت الأبيض في بيان أمس، أن الولايات المتحدة قررت رسمياً وقف تسليم الطائرات المقاتلة «إف 35» لتركيا، لكنه أكد أن العلاقات العسكرية معها ستستمر. وأضاف أن إقدام تركيا على شراء منظومة «إس 400» الروسية جعل من مشاركتها في برنامج تطوير الطائرة أمراً مستحيلاً. وأوضح البيان أن «المقاتلة إف. 35 لا يمكنها أن تتعايش مع منصة روسية لجمع معلومات استخباراتية».

 

محادثات بين “حماس” وعبداللهيان بالسفارة الإيرانية في بيروت

مبعوث الرئيس الأميركي: إسرائيل "ضحية للنزاع" مع الفلسطينيين

رام الله، عواصم – وكالات/18 تموز/2019

 اعتبر مبعوث الإدارة الأميركية لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط جاسون غرينبلات، أن إسرائيل “ضحية في نزاعها مع الفلسطينيين، إذ لم ترتكب أي أخطاء تجاههم خلال عقود النزاع”. وقال غرينبلات في حديث لشبكة PBS الإخبارية الأميركية: “أعتقد أن إسرائيل ضحية وليست طرفا يتحمل المسؤولية ومنذ تأسيسها تعرضت لهجمات متكررة ولا تزال تتعرض لهجمات إرهابية”. وتابع أنه لا يتذكر حتى حالة واحدة أخطأت فيها إسرائيل أو تجاوزت سلطتها، وحتى إذا كانت هناك أخطاء فإن تل أبيب تفعل كل ما بوسعها لإصلاحها. وأعرب مبعوث ترامب عن معارضته لاستخدام مصطلح “المستوطنات” في تسمية التجمعات السكنية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقال إنه يفضل مصطلح “البلدات والضواحي”، وأن الضفة ليست أراضي محتلة بل “أراض متنازع عليها”. وأكد غرينبلات أنه عقد العديد من اللقاءات مع مسؤولين فلسطينيين في المنطقة يتخوفون من الإعلان عن تأييدهم لخطة السلام الأميركية الجديدة المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن” وطلبوا منه عدم الكشف عن هذه الاجتماعات. على صعيد آخر، بحث وفد قيادي من حماس برئاسة عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية أسامة حمدان الأوضاع في فلسطين وتداعيات صفقة القرن، مع مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وجرى اللقاء، أمس، في مقر السفارة الإيرانية في بيروت، وضم وفد حماس ممثل الحركة في لبنان أحمد عبدالهادي، ونائب المسؤول السياسي جهاد طه، ومسؤول العلاقات الإعلامية عبد المجيد العوض. في سياق آخر، تسعى السلطات الإسرائيلية إلى منع النائبتين الأميركيتين في الكونغرس عن الحزب الديمقراطي رشيدة طليب وإلهان عمر، من دخول إسرائيل. وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، أمس، أن القرار اتخذته وزارتا الشؤون الاستراتيجية والداخلية في الحكومة الإسرائيلية، وانهما طلبا من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو التوقيع عليه.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فضائل ما شربل

الأب غطاس خوري/18 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76810/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%ba%d8%b7%d8%a7%d8%b3-%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d8%b6%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d9%85%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84/

القديس هو امتياز له صفة رسمية تعطيه الكنيسة للذين رقدوا وهم يمتازون بالفضائل ببطولتهم وشجاعتهم على تحمل المشقات من اجل الإنجيل.

في هذا الوقت أريد أن أسلط الأضواء على فضائل ما شربل، هذا الراهب الذين يمتاز بكثرة عجائبه وهو الأكثر شعبية حتى هذه الساعة.

هذه الفضائل تتميز بأنها ضرورية للوصول إلى استقرار في المجتمع الذي يعاني من إقصاء ما هو بعيدة عن الراحة والسعادة الذين يطمح إليهما الإنسان المعاصر. فنلاحظ أفول شمس الفضائل التي تحمل التضحية والصبر والعفة.

فالذي كان فيما مضى من الكماليات أصبح الآن من الضروريات.

يظهر شربل في وسط هذه الفوضى ليقل لنا المسيح هو هو أمس واليوم والى الأبد.

فهو ظهر في سماء لبنان وفي قبة كل سماء ليذكرنا انه جاء ليعزي المخاترين الذين صمدوا بوجه القتل والجوع والإرهاب.

جاء ليكشف عن حقيقة هوية هذا الشرق المنكوب.

انطلاقته الأساسية جاءت من بيئة سليمة أتقنت فيها الفضائل من قرية كان همها أن تحتفل بحضور الرب في وسط شعبه بالرغم من قسوة الطبيعة والحكام لم يستطيعوا القضاء على جذوة الحرية المتأصلة فيه.

المختارون يحتاجون دائما إلى عون الرب ولولا قصرت تلك الأيام لضعف المختارون.

لكن المختارون استطاعوا أن يصمدوا في بلاد قلت مواردها وكثرت ضرائبها.

وهم دائما يدفعون الضريبة وهم صاغرون.

زاد على ذلك النكبات المتتالية التي حلت بلبنان من جراء تنازع القوى المحلية والإقليمية.

المسيحيون هم دوما الضحية وهذه المرة من دمهم.

انطون زعرور مات وهو عائد من السخرة وترك أرملة وخمسة أولاد.

لكن اليتم لم يقض على فضائل تلك العائلة فزادت إيماناً وتقوى ويقال الكثير عن تلك العائلة الفاضلة.

وفي السنة التي دخل فيها القديس شربل الابتداء في الرهبانية المارونية انتقلت وردة بالوفاة قبيل عرسها.

جاءت الأم إلى الدير تريد أن تأخذه إلى البيت.

خاب أملها لأنه أصر على البقاء في بيته الجديد مع الرهبان الذين لم يكونوا كما يظن البعض لان من فيهم متلفلف بعباءة دون الالتزام القلبي.

يشبه إلى حد ما كانت تواجه تريزا الافيلية في الحياة الديرية.

لكن من أين استمد يوسف هذا الإصرار على البقاء في المجتمع الجديد؟

لقد جاء ليكمل مسيرته التي بداءت في بقاعكفرا  فأحب أن يكون متفرغا كليا للصلاة لا تلهوه عائلة ولا متطلبات الحياة ولا مجتمع ضيعته بالرغم أن أمور القداسة متوفرة في جو عابق بالقداسة على مدار السنة.

أراد أن ينكد تحت نير طاعته في رهبانية تاقت إلى الإصلاح لكنها أصيبت بنكبات بسب الأحوال السائدة ليس كل الذين دعوا إلى الوليمة مهيئون إنما هناك من تلكاء فخسر امتيازه.

كان يوسف مخلوف متطرفا يمتاز عن أقرانه في هذا التطرف نظرا للمناخ القاسي البارد أبدا في الشتاء من تشرين الأول حتى نيسان حولي سبعة أشهر أو أكثر.

فلا يستطع أن يصمد أمام الطبيعة من كان لين العود.

حتى أن الكهنة يضعون حرما على من تسوله نفسه الاجتياز المعابر نحو بلاد بعلبك.

هكذا أضافت الطبيعة إليه النزعة نحو الراديكالية في كل شيء وهذه ميزة المسيح الذي كان متطرفا وهو الذي قال: "من يضع يده على المحراث ويلتفت إلى الوراء فلا يستحقني".

أو، "إذا أردت أن تكون كاملا اترك كل شي وتبعني".

 أو، "دع الموتى يدفنون موتاهم".

كذلك كان يميل بطبعه المتطرف إلى بولس الذي رأى كل شيء في المسيح. أن أحيا فللمسيح. "حياتي هي المسيح والموت ربح لي."

وكذلك في تواضعه ينحو نحو سمعان بطرس أمام عظمة وقداسة يسوع ابن الإنسان عندما شاهد الصيد العجيب فاندهش قائلا : "ابتعد عني يا ارب فأنني رجل خاطئ".

أو كما قالت السامرية وهي تتسأل العلك أعظم من أبينا يعقوب :"اانت نجم يعقوب".  (رتبة تبريك الماء) .

إن البيئة المارونية التي ترعرع فيها يوسف مخلوف طبعت حياته وقلبه ليصير إنسانا متطلبا مفتشا عن الذي قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة".

لم يأبه يوسف مخلوف لوعورة الطريق، ولا للذين يعرقلون مسيرته فهو كالرسول بولس يقتحم القلاع والحصون لان قوة المسيح تكمن في الداخل.

هل كان يعرف ما في طريق الحياة الرهبانية من صعوبات ووعورة الطريق؟

وهل كان يعرف انه سيفشل في تجربته الأولى في ميفوق ليعود إلى عنايا ثانية ليسير على طريق الجلجلة حيث فتر المنضوون تحت لواء الرهبانية بسبب الصعوبات والفوضى التي خلقتها الأحوال المتردية وحالة البلبلة التي ارتدت سلبا على الرهبانية في معظم الأديار في زمن نعمة الله الحردني الذي التزم حياة الديرية فعاش جلجلته بين الإخوة الفاترين الممتعضين من الحالة المتردية.

لقد تذكر يوسف ما تردد على مسمعه بان التلاميذ هم بين ذئاب لا يدرون رسالة السماء.

وعندما يكثر في الدير من يريد إرضاء أهل الأرض تنقسم الجماعة فيسلم الأخ أخاه ومن يصبر إلى المنتهى يخلص.

دخل الشيطان من الحالة المتردية فانسحب الروح من الجماعة الديرية فسيطرت الفوضى فيتألم المختارون.

هذا ما عاشه القديس شربل، وهذا ما واجهه طيلة حياته الرهبانية.

بقي صامدا هادئا غير مبال بما يحدث حوليه لأنه التصق بالمسيح وتطلع إليه بكل الأوقات. 

فهو المرساة في بحر الظلمات حيث يحض كاتب الرسالة إلى العبرانيين قائلا: فهو كالمرساة، أي الثقة الكاملة بالمسيح.

نحن نعلم أن الإيمان يبدأ بالسماع أي سماع كلمة الله.

لا شك أن البيئة الحاضنة زرعت في قلب يوسف حبة الخردل فصارت نبتة وانتقلت إلى الحياة الديرية لتصبح وارفة الظلال نظرا لما كان يعتني بسماع كلمة الحياة التي تأتيه من الصلاة الخورسية التي أتقنها منذ صغره وتوسعت واكتملت في حياته الرهبانية.

من قراءته المتواصلة لكتاب الاقتداء بالمسيح ويوحنا السلمي وبستان الرهبان وميزان الزمان وكتاب السنكسار وغيره من الكتب الذي كان يملئ الفراغ .

بالرغم من اختيار التفرغ للدرس التحضير للكهنوت بقي القديس شربل يتصرف كأخ عامل في الدير.

كان يعمل بحماس ابن البيت الذي يريد أن يساهم في تحسين أحوال الدير المادية اتقاء للعوز.

لكن كان يؤمر بالطاعة لا من الرئيس إنما من الإخوة وحتى الإجراء.

لقد سلم الأب شربل طاعته للبشر.

من يتطلع إلى هذا التصرف يستخف بصاحبه لأنه صار في أخر الكل.

جاء شربل إلى الحياة الرهبنية وألزم نفسه بنير الطاعة مع العلم أن المسيح حررنا من نير العبودية.

هذا الالتزام هو من باب المحبة وليس من باب العبودية.

شربل صار أسير الإنجيل كما كان بولس أسيره.

بولس كان مقيدا لكن كلمة الله لا تقيد.

انه أسير يسوع المسيح الذي حرره من الخطيئة والناموس.

لقد قاد الروح شربل ليتقيد ويكون أسير طاعة المسير أسير حبه ليستيقظ المتمردون والذين استعبدوا من بعد ما حررهم الابن. المسيح أخلى ذاته وأطاع الأب.    

من خلال طاعته صنع لنا خلاصا.

ها هو شربل يعود بطاعته ليذكرنا بطاعة المسيح.

فهو من الخمرة الجيدة من العيار المرتفع لا يستطيع آهل الجسد شربها لأنهم لا يستطيعون.

في وسط الفوضى يعيدنا شربل إلى طاعة الإنجيل ويذكرنا أن نير الرب هين وحمله خفيف لأنه اخذ عنا كل أعباء الخطيئة ومستلزمات الناموس.

هذا لا يدركه الجسديون أي الذين يلبون حاجات الجسد كما يصفها بولس في رسالته إلى أهل غلاطية.

أن تلبيات رغبات الجسد لا ترتد سلبا على الإنسان، إنما تقصيه من طريق المعرفة الحقيقية وعمل الله الخلاصي.

شربل رغب بان يصغي إلى صوت المسيح الذي قال من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني.

من هنا نعلم كيف لم يلب صوت أمه التي تنتظره لأنه انتقل إلى البيت الجديد إلى الإخوة الذين وهبوا له.

مع العلم انه لاقى الفتنة بدل المحبة ولم يهنئ له عيش.

بالعكس كانوا صليبه، لكن شربل لم يبادلهم الشعور هذا وكان يحبهم من أعماق قلبه.

يوم كلف بالسهر على احد الرهبان استيقظ على البلغم على جسمه.

فلم يأبه بما حصل له بل أكمل خدمته بكل محبة. صار للمسيح ليحتمل المشقات والصعوبات ويحمل الصليب محبة بالمسيح.

الطاعة هي طاعة المحبة كما أطاع المسيح.

لان حبة القمح إن لم تمت تبق مفردة وان ماتت تأتي بثمار كثيرة.

كانت حياته خفية كحياة ابن الإنسان وكعبد يهوى الذي "لا يصيح ولا يسمع صوته في الشوارع" انتقل في ليلة الميلاد بكل تواضع كما حدث لابن الإنسان.

الفقر

الفقر يندرج من ضمن نطاق التفرغ وانه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.

سيدي أعطينا من هذا الخبز لا نجوع ومن هذا الماء لكي لا نعطش.

لكن الله في الكتاب يملىء المستار الخوابي لصناعة الخمر وعندما اجترح الأعجوبة ليست للطعام الضروري إنما حول الماء خمرا لتعيد الناس.

أما في ساعات الغضب يهلكون جوعا لأنهم عصوا شريعة الرب.

البحبوحة والغنى تعمي البصائر. خ

طر الغنى هو خطر على القيم والأخلاق.

يقول الكتاب، لما شبعوا بدؤوا يزنون، أي نسيوا شريعة الرب.

كثيرون من أصحاب الثروات انضموا إلى الكنيسة وساهموا بأموالهم في انتشار الإنجيل وهذا ما يحدث غالبا.

أما الفقر أو النذر الرهباني فهو للتطلع إلى فوق، إلى غنى سر المسيح الذي لا يستقصى.

فإذا عدنا إلى الحياة العائلية في بقاع كفرا فان العائلة عندها إمكانيات العيش كما يقال فلاح مكفي.

فان ال زعرور يملكون عشر أراضي بقاع كفرا ومن حيث العدد لم تتكاثر فبالتالي لم تتقسم الحصة إلى حصص كثيرة كما يحدث عادة.

فان العائلة منهمكة في الزراعة والفلاحة والحطب وتربية دود القز في المكان الذي يدعى خص عين الحور.

فعائلة يوسف زعرور مخلوف كانت مكتفية وهكذا معظم السكان في تلك الحقبة.

كان فقر شربل اختياري يدخل في نطاق الإيمان وفي طلب ملكوت الله.

والملفت في حياة هذا الراهب انه ما طلب شيئا ولا تسلط على شي وكان لزم نفسه بوجبة واحدة خفيفة طوال النهار.

أما لباسه فكان يمتاز بالفقر.. لا ثوب جديد ولا عباية ولا جوارب ولا شابه ذلك. 

أما فراشه فكان محشوا بأوراق الشجر مغطى بلباس.

أما مخدته فكانت قطعة حطب مغطاة بخرقة قديمة.

سؤال يطرح لما هذا التطرف، كما يطرح السؤال كيف وصل يسوع إلى الانسحاق والإذلال والإرهاب؟ لا نعرف.

لكن شربل شاهد أن كل شيء يشيخ ويموت، أما الله فهو هو أمس واليوم والى الأبد.

القديس شربل هو شاهد على زوال هذا العالم لأنه لم يقتني شي منه واكتفى بما هو ضروري.

لان هذا العالم لا يقف أمام الله .

شربل كان يشهد لحضور ملكوت الله بقوة من خلال صلاته وصمته وحبه للصمت ليتمكن من سماع كلمة الله.

العفة

بولس اختار شريعة الله وكتابه على الزواج.

كان يشتعل غيرة كايليا النبي فاستعمل أسلوبه يوم اضطهد أتباع يسوع الناصري إلى أن وصل إلى الاختبار فعرف أن الناصري هو فداء ورجاء إسرائيل فصارت حياته المسيح.

كذلك شربل منذ الطفولة أدرك أن يسوع يجذب القلوب وان قلب شربل صار مثل قلبه بعدما تمرس بالتقوى فسار على طريقه ليشق طريقا شائكة صعبة وهي حياة الرهبانية الأصيلة.

اخذ شربل طريق التفرغ الكلي ليحمل جراحات الحبيب وليكون شاهد في محبته كما كان شاهدا بتواضعه وطاعته.

لم يخضع قلبه لعهد الزواج إنما أراد أن يكون شاهد للمجد الأتي.

هذه المشورات الإنجيلية هي فضائل مسيحية يعيشها الرهبان ليكونوا شهودا لخلاص يسوع المسيح غايتها الملكوت الأتي.

لذلك لا نستغرب ما يحدث أمام قبر شربل أو في مكان تكريمه أن تحصل عجائب وآيات تذكرنا بان الملكوت حاضر.

الصمت

ما فائدة الصمت في الحياة إذا كان الكلام من صميم حياة الإنسان.

أما الله فتكلم مرة واحدة وهذه الكلمة أزلية وصارت بشرا سمعناها ورأيناه.

لكنه يتكلم في صمت الليل للإنسان حين يصمت.

انه يذكر الإنسان بكلماته التي نطق بها فصارت حياة للإنسان.

أما شربل فصمت ليسمع صوته العذب.. أنت ابني الحبيب الذي به سررت.

 تكلم يوم صمت ايليا يوم هدأت ثورة الغضب وخلد إلى السكون حيث ظهر الرب.

هذا الصمت يساعد على الكلام في وسط السكون: "تكلم يا رب فان عبدك يسمع".

لقد سمعه في وسط ادلهمام الليل.

في وسط هذا السكون يتكلم القلب. 

لم يسمع صوت الرب ايليا لما غيرة الرب الجنود أكلته.

رآه اشعيا في وسط لهيب النار في الهيكل.

أما يسوع أجاب الأب في مكان قفر بعيد غن الناس لا يرى سوى برية جرداء وسماء صافية، هناك يحلو لله الكلام وكذلك الإنسان يستطيع السماع.

هناك يتكلم الله إلى القلب ليسمع الإنسان حلاوة كلمة الله.

 

متعة السجال بين فاروق يعقوب وبودوان عبدالنور

اتهامات فاروق يعقوب

الاحتلال الفرنسي أعطى امتيازات لفئة واحدة من اللبنانيين اللي هيي أساس الخلل بالنظام اللبناني يعني المارونية السياسية،

اتفاق القاهرة اللي شرع العمل المسلح الفلسطيني بلبنان ب 69 عملو الرئيس شارل الحلو يعني المارونية السياسية،

قوات أمريكية ببيروت ب 58 بطلب من المارونية السياسية ،

دخول الجيش السوري على لبنان ب 76 كان بدعوة من الجبهة اللبنانية يعني المارونية السياسية،

دخول الجيش الإسرائيلي واحتلال لبنان تم بتنسيق مع الجبهة اللبنانية يعني المارونية السياسية،

وكل شوي بزايدو علينا بالوطنية انو كل اللبنانية عملاء، هو الجمل بس لو بشوف حردبتو.

رد بودوان عبدالنور

رد على هرطقات وأضاليل وتحريفات الأب القائد

أولاً نعم الكيان اللبناني أنشئ كرمال عيون الموارنة، ونعم "الإحتلال الفرنسي" أعطى إمتيازات للموارنة بس هيدي الإمتيازات ما حولتها المارونية السياسية لهيمنة على الدولة متلما عملت العلوية السياسية بسوريا، أو إذا جاز التعبير، السنية السياسية بالعراق حيث قطعو أنفاس باقي طوايف وإتنيات البلد وحكمو بالحديد والنار. بالعكس تماما نجحت المارونية السياسية بتحويل هالإمتيازات لأرجحية (وليس هيمنة) حيث أسست نظام كل الطوايف، بنسب متفاوتي، عندا حقوق ومشاركة بالسلطة. كانو المسيحيين بالنظام أوائل بين متساوين. والبرهان، ولا مرة قدر رئيس الجمهورية يعين رئيس حكومة سني بلا موافقة المسلمين. وولا مرة قدر نزّل الجيش لقمع المسلمين لا بال٥٨ ولا بال٧٥. وما المادة ٩٥ من الدستور لبتنص على توزيع المناصب بالدولة بين الطوايف إلا برهان إضافي على عدم وجود نظام هيمنة وإقصاء، لأنو هيدا البند بوجود غلبة ديموغرافية مسيحية ونسبة متعلمين مسيحيين بإياما بتفوق نسبة المتعلمين المسلمين بإشواط سمح بمشاركة فعّالة للمسلمين بالدولة. يعني البند ٩٥ كان لحماية حقوق المسلمين.

تانياً، صحيح المارونية السياسية إستدعت التدخل الأمركي بال٥٨ بس هيدا الإستدعاء المبارك منع تحول لبنان لجمهورية ناصرية يعني لجمهورية رعب متل باقي جمهورية الرعب المنتشرة من المحيط للخليج ومنعت تحولو لسجن كبير حاكمو السراج من الشام.

تالتاً، صحيح إتفاق القاهرة لشرّع العمل الفلسطيني المسلح بلبنان وافقت عليه المارونية السياسية، ولكن مضطرة، وبمحاولة يائسة لتجنب الحرب الأهلية في حال ما وافقت، بسبب الدعم الإسلامي للفلسطينيين، ونجحت بتأجيل الحرب كم سنة لحد سنة ال٧٥. يعني أصحاب هالمنطق المفشكل لبحملو الموارنة مسؤولية إتفاق القاهرة و تفلت السلاح الفلسطيني مضحكين، ع شوي لح يتهمو المسيحيين بدعم السلاح الفلسطيني، والمسلمين بمعارضتو.

رابعاً، الدخول السوري بال٧٥ ما كان بدعوة من المسيحيين المشغولين بالدفاع عن حياتن وأرضن بوجّ تحالف إسلامي فلسطيني يساري بتمويل ليبي عراقى سوفياتي، ونعم حتى سوري (كان عم يلعب عالحبلين حافظ الأسد)، ومشاركة مقاتلين حتى من السودان، تحالف بدو يحرر القدس عن طريق جونية (إذا ناسي أذكرك). المطلوب من المسيحيين يفتحو جبهة تانية مع سوريا كمان؟.. وبالمناسبة موافقة أو معارضة الدخول السوري كان irrelevant لأنو حدث بضؤ أخضر إمركي اسرائيلي وهندسة كيسينجرية.

خامساً، أما نظرية إنو "الإجتياح الإسرائيلي تم بالتنسيق مع الجبهة اللبنانية يعني المارونية السياسية" فهيدي تقبرني قائد قمة الهلوسة السياسية، لأنو المتسبب الوحيد بالإجتياح الإسرائيلي هي المقاومة الفلسطينية وحلفائا المسلمين لإستباحو الجنوب وهجرو أهلو. بتحب ذكرك قائد قديه صار سعر كيلو الرز بالجنوب وقت مرقت الدبابات الإسرائيلية بالضيع الشيعية، هودي مش جبهة لبنانية. المقاومة الفلسطينية وحلفائا المسلمين واليساريين هني خمينيي هيديك الحقبة وممانعيها. ولعم تشتكي منو اليوم من حزب الله عملو أسوأ منو الحركة الوطنية والفلسطينيين.

سادساً، صحيح إنو الأرجحية المارونية (وليس الهيمنة المارونية) على الدولة كان عندا هاجس من تلبية كامل مطالب المسلمين بالسلطة، ولكن خوفاً من إنتقال القرار اللبناني الى القاهرة أو دمشق أو الرياض ولاحقاً طهران في حال إستلم المسلمين السلطة. مخاوف أثبتت صحتا الأحداث في ظل تبعية السنية السياسية المطلقة للسعودية و تبعية الشيعية السياسية المطلقة لإيران.

سابعاً، إذا المقصود بالمارونية السياسية العونيين فبحب طمنك إنو المارونية السياسية إنتهت بال٧٥ وكان في محاولة يتيمة لإحيائا مع بشير بآخر مرحلة من حياتو تحديداً (لأنو كان ضد المارونية السياسية ببداياتو) وإنتهت هالمحاولة بإغتيالو. العونية هي إحدا تجليات الشيعية السياسية متلما كان في مسلمين شكلو أركان بالمارونية السياسية.

تامناً، برهنت الأحداث إنو لا حياة لهالبلد بدون المارونية السياسية لنجحت بخلق أجمل تجربة بالشرق، بدون نفط وغاز، وبالرغم من الوجود المسلح الفلسطيني والتدخلات السورية الإسرائيلية. وأكبر برهان إنو الناس بالزمن لقام على أنقاضا، زمن الشيعية السياسية، عم يشربو الخرا من حنفيات المطبخ.

أفحمتك قائد.. مو؟ وبحب إختم بهالتحذير لكل هودي "الفراندات إن كومن" لليّكو، وخصوصاّ لحطو قلوب على بوست الأب القائد، ذاكركن فرداً فرداً... مش عليي بتمرق هالحركات.

 

الإنفصاليون والإتصاليون

ادمون الشدياق/20 تشرين الثاني/2003

http://eliasbejjaninews.com/archives/76788/%d8%a7%d8%af%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%81%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a-2/

منذ ما قبل قيام دولة لبنان الكبير والقوى العروبية تحاول القضاء على الهوية والقومية والذاكرة اللبنانية ، وغسل دماغ الأجيال الطالعة بقولبة التاريخ اللبناني وتزويره والعمل على استئصال الجذور الحضارية للمجتمع اللبناني

وآخر محاولات رافعي شعار التعريب والتذويب للقضاء على الذاكرة الوطنية هي بإدخال الأكاذيب الى كتاب التاريخ المدرسي لجعلها من الثوابت التاريخية في عقول النشء اللبناني . والمتتبع لما يجري من سجال حول كتاب التاريخ المدرسي منذ أكثر من 6 سنوات ، وخاصة في الأشهر الأخيرة يعرف كيف يجري تزوير تاريخ لبنان في المناهج الرسمية وتجميل صورة الاحتلال العربي وجعله إعادة تحرير شعبي لأرض سليبة

العروبيون ولبنان الدولة

يحاول العروبيون ( ويسّمون أيضاً ” الوحدويين” أو ” الاتصاليين” ) فرض عروبتهم على حساب الحضارات الاخرى التي تكوّن المجتمع اللبناني وعلى أساس وحدة المصير واللغة والمسار وحتى الدين.

يحاولون فرضها تارة بحجة محاربة التتريك )في أواخر أيام الدولة العثمانية( ، وطوراً بحجة وتحت شعار مواجهة الامبريالية والأستعمار والصهيونية ، ووحدة، وعدم تقطيع أوصال، الشرق الادنى وشمال أفريقيا الذي أصبح بعرفهم ” العالم العربي” .

والغريب أن العروبيون لا يحاورون ولا يجادلون ، فأما تبني عروبتهم والإيمان بمبادئها، بكل محدودياتها، أو انك إنعزالي، فاشستي، إنفصالي وصهيوني متعامل.

وقد عارض العروبيون بعنف وشدة إعلان لبنان الكبير سنة 1920 فقد كانوا يريدون الوحدة مع سوريا أو الوحدة العربية الشاملة .

وبسبب رفض العروبيين لهذه الدولة ، أضربوا عن المشاركة في إحصاء سنة 1922 ” إستنكافاً عن حمل أوراق هوية تقيدهم لبنانيين” كما يقول محمد جميل بيهم في كتابه ” النزعات السياسية في لبنان”ص 12 . ويضيف ” ومضوا في إضرابهم هذا حتى اضطر الجنرال غورو أن يقنعهم بالعدول عنه، وذلك بأن يقص من تذاكر الهوية شطرها الأدنى الذي يشير الى أن حامل التذكرة لبناني”.

هل الوحدة ممكنة

“”في أوائل السبعينات زارالصحفي المصري محمد حسنين هيكل المؤرخ جواد بولس و استمع إلى آرائه حول الوحدة العربية، فذّكره المؤرخ بثابتة محمد علي الذي حاول التوحيد ولم ينجح وتلاه عبد الناصر في مرحلة معاصرة انتهت بانفصال سوريا عن مصر العام 1961.

لماذا سقطت المحاولتان في المهد ؟

لأن “الوحدة العاطفية والحماسية بين مصر وسوريا تمت تحت تأثير اللغة والدين، وانفسخت تحت تأثير الجغرافيا والتاريخ” . ولأن ” ما يمنع حصول وحدة سياسية وعسكرية بين الدول العربية ، هو الرفض القاطع ، عند كل من هذه البلدان التي أمضت مئات السنين الماضية تحت سيطرة غير عربية ، لأن تتنازل عن حريتها واستقلالها ، ولو لمصلحة شعب عربي شقيق” .

“إن القسم الأكبر من بلدان الشرق الأدنى ، أي مصر وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق والجزيرة العربية ، يشكل واحات كبيرة ، تفصلها بعضها عن بعض صحارى واسعة شاسعة ، ويضم بعض هذه الصحارى واحات صغيرة يقطنها البدو.

فهذا التكوين الجغرافي يجعل من الصعب ، بل من المتعذر ، توحيد هذه البلدان أو بعضها ، سياسياً، وحتى إجتماعياً ، بصورة إختيارية. فالصحاري تشكل عقبات وحواجز ، لا سبل مواصلات بين البلدان المجاورة . فهذه العوامل هي من أهم الأسباب التي حالت دون قيام الوحدة فيما بينها كلياً أو جزئياً، في دولة واحدة ، طوال العصور ، اللهم إلا في مدة محدودة وبوسائل القوة العسكرية فقط. وبالمقابل بات انفصال بعضها عن البعض الآخر حتمياً عندما كانت تضعف القوة التي جمعتها.

فالقوانين التي يضعها البشر والإجراءات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يتخذونها ، يجب ، كي تنجح وتدوم ، أن تلائم البيئة وأن تراعي ميول المجتمع الطبيعية الذي تطبق فيه وحدود هذه الميول”.

“أما التغييرات الإجتماعية المتخذة بقرارات ، والتي غالباً ما تصدر عن ساسة متسلطين قصيري النظر، فدائماً تنتهي بكوارث … فالأمة لا تتبدل بقوانين، لأن تقدمها ينتج عن تطور النفوس”.

حقائق يجب أن تعرف

أن نظرية الشخصية الواحدة والحضارة الواحدة الفارضة لعرق واحد ودين واحد على خلق الله هي إهانة للحرية التي اعطانا إياها الله.

وهي تناقض مبداء التعددية الذي قامت على أساسه الدولة اللبنانية والذي تتبناه معظم البلدان الديمقراطية المتقدمة اليوم في العالم ونذكر على سبيل المثال سويسرا وكندا والولايات المتحدة واستراليا…الخ. والتعددية هذه تنادي بمجتمع متعدد الاتنيات والأديان وتنادي بعيش هذه الاتنيات والأديان في هذا المجتمع بمساواة بغض النظر عن التفوق العددي او الديني أو الحضاري لأي من هذه المجموعات.

هذا عداك أن الحضارة العربية بحد ذاتها ليس لديها المقومات الحضارية الكافية لصهر باقي الحضارات والحلول مكانها ولا يمكنها وبجرة قلم الغاء دزينة من الحضارات التي تتفوق عليها بأشواط من حيث القدم ومن حيث الرقي والأهمية التاريخية والحضارية.

ولذلك نريد في هذه المقالة وبقدر المستطاع ان نصحح بعض وجهات النظر النابعة من محيط يفلسف جاهليته ويفرضها على الآخرين، ويتباهى بها حضارة مزعومة لا دعامة لها الا الاساطير التي ابتدعتها، فنقول:

أولاً – أن20% من سكان الدول العربية لا يدينون بالإسلام وليس عندهم عقدة (إعادة النسب إلى قريش) وهم واعون لتاريخهم قبل الاحتلال العربي ويطالبون إخوانهم في المواطنية ان يكون هناك اعتراف بالتاريخ الزمني للشرق الأدنى وليس بالتاريخ الديني فقط الذي يلغي اكثر من خمسة آلاف من السنين من تاريخ المنطقة، وهو يكتب على ايدي متزمتين، الإسلام براء من نظرتهم الضيقة الى التاريخ.

ثانياً – أذا كان جميع العرب مسلمين فأنه من الخطأ القول ان جميع المسلمين عرب، فمن ينكر على المصري اصله الفرعوني وعلى العراقي اصوله السومرية والآشورية والكلدانية وعلى الايراني اصله الفارسي وعلى الليبي والجزائري والتونسي اصله البربري وحتى الفينيقي وعن اللبناني المسلم فينيقيته. واننا نذكر بأن العنصر المسمى بالعربي في الدول ( المسماة بالعربية ) لا يتعدى العشرة في المائة وان اعتراف باقي المستعربين بالعروبة نابع من دوافع العاطفة الدينية وليس من منطلق الحقائق التاريخية أو الأتنية.وهنا نستشهد بالمؤرخ الدكتور فيليب حتي في كتابه ، “تاريخ سورية ولبنان وفلسطين” . الجزء الثاني ، صفحة 88 ، 89، 96. لإثيات ما نقول فقد جاء في كتابه:

” بلغ الجيش العربي الذي فتح سورية نحواً من 25 ألف جندي . فقد كان عدد الجنود من المسلمين العرب ، في عهد مروان الأول (684-685) ، عشرين ألفاً، كما هو مدون في سجلات ديوان الجند في حمص وتوابعها. وكان عددهم في عهد الوليد الأول (705-715) خمسة وأربعين ألفاً، في دمشق وملحقاتها. وعلى هذا الأساس فأن عدد المسلمين في سورية، في القرن الأول بعد الفتح، لا يحتمل أن يكون قد زاد على مئتي ألف نفس، من أصل مجموع السكان الذين كانوا يقدّرون بثلاثة ملايين ونصف المليون. أما لبنان ، فقد بقي معظم سكانه من الآراميين الذين تحدروا من أصل فينيقي . وكانت في جميع الأمصار أقلية ضئيلة من البدو”

ثالثاً – ان العرب وبشهادة القرآن الكريم هم من أحفاد إسماعيل الذي هو بدوره ابناً لإبراهيم وإبراهيم آرامي بحسب الكتاب المقدس العهد القديم( تثنية 5:26) عاش في حران ( شمال شرقي حلب وتقع اليوم ضمن تركيا) وأصله من أور الكلدانيين في العراق، فإسماعيل الذي هرب وأمه ” هاجر” الى الصحراء اذاً وباعتراف التوراة والقرآن الكريم آرامي من خارج الجزيرة العربية وتنطبق على ذريته الصفة عينها وبذلك فأن على اللذين يدّعون الأصل العربي بأن يراجعوا الكتب السماوية ويعترفوا بالآرامية كحضارة تمثلهم، والا كانوا يناقضون الكتب المقدسة التي حددت لهم نسبهم وبكل وضوح.

رابعاً – ان الحضارة العربية بمفهوم الحضارة الأصيلة الفاعلة المبدعة غير موجودة فالحضارة العربية هي حضارة ناقلة لا اكثر ولا اقل تكونت من نواة آرامية وتقوقعة في صحراء قاحلة قضت على المقومات الحضارية عندها حتى مجيء الإسلام الذي بعثها دينياً وليس حضارياً اما الابداع الحضاري فقد تولته المجموعات الحضارية التي قهرها الإسلام وبها تطعم ( وكانت قادرة حضارياً على الإبداع ). وهنا نستشهد بالمؤرخ الكبير جواد بولس لأثبات هذه الحقيقة فهو يقول في كتابه ( التحولات الكبيرة في تاريخ الشرق الأدنى منذ الإسلام ) في التحول الثالث صفحة 158-160 : ” ليس هناك ، بالمعنى الحصري ، حضارة عربية محضة . إن الحضارة الإسلامية ، في القرن العباسي الأول تلك التي سمّاها البعض : حضارة عربية ، هي حضارة شرقية إسلامية ، باللغة العربية . فقد زينها كتّاب وأدباء وعلماء وأطباء وفلاسفة وفقهاء ولاهوتيون وفنانون ، معظمهم من أصل غير عربي.”

ونستشهد أيضاً بالمؤرخ الدكتور فيليب حتي ، حيث جاء في كتابه ” العرب، تاريخ موجز” صفحة 76-77 : ” ولما افتتح العرب الهلال الخصيب وفارس ومصر، إمتلكوا أقدم مراكز الحضارة في العالم . فاقتبسوا عنها العلوم والفنون الجميلة ، من مثل فن البناء، والفلسفة، والطب، والرياضيات، والآداب، وفن الحكم، إذ لم يكن عندهم شيء منها… وبمعونة إخوانهم من أبناء البلدان المفتوحة ، إستطاعوا استثمار ذلك التراث الفكري والثقافي والتبحر فيه وتكييفه بما يلائم عقليتهم. ” ويتابع الدكتور حتي فيقول :

” فلم تكن “الحضارة العربية” إذن عربية في أصلها أو تركيبها الأساسي ، أو مزاياها القومية الرئيسة. إذ أن مساهمة العرب الأصليين الخالصة في هذه الحضارة ، لم تتعد علم اللغة وبعض النواحي الدينية. وإذن فالحضارة العربية الإسلامية في أساسها آرامية- يونانية وفارسية، إرتقت وتطورت تحت لواء الخلافة وعبُّرت عن نفسها باللسان العربي . ولقد جاءت، باعتبار آخر، تكملة منطقية للحضارة السامية القديمة العريقة ، التي أبدعها البابليون والآشوريون والفينيقيون والآراميون والعبرانيون.”

وبذلك نرى بأن هذه الحضارة لم تكن حضارة عربية الا بالتسمية بل كانت حضارة إسلامية التصق بها اسم العرب لأن اللغة العربية كانت لغة ألإسلام وما تزال. وحتى تقدم هذه الحضارة العربية في أوجها في القرنين التاسع والعاشر كان تقدم نسبي ومقارنة بالغرب الذي كان يرتع في عصوره المظلمة ( العصور الوسطى ).

وللأسباب الآيلة الذكر وغيرها مما لا يمكننا حصره في هذه المقالة نتمنى على العروبيين ما يلي:

أولاً – التروي قبل فرض شخصيتهم العربية على الناس فهي ان كانت مفصّلة على قياسهم وتلائم طموحاتهم فهذا ليس بعيب، ولكن العيب فرض محدودياتنا على الناس ونحن من يدعي الأنفتاح والتحضر.

ثانياً – نتمنى على العروبيين عدم إقحام الدين الإسلامي بمتاهاتهم وأحلام يقظتهم عن العروبة والكف عن فرض افكارهم المتخلفة باسم الدين لأن الدين الإسلامي براء منهم ومن أمثالهم، اللذين لم يكونوا خلال العصور إلا أعداء الإسلام. ونذكرهم بأنه جاء في القرآن الكريم بأنه ” لا إكراه في الدين ” والدين هو ما أنزله الله . فكيف بإكراه الناس وبالقوة على تبني حضارات الآخرين. إلا إذا اصبح العروبيون ومن جر جرهم احكم من أنبياء الله وملائكته.

حضارة البلنكو

وأما عن المنادين بالوحدة مع سوريا من منطلق الاخوة والوحدة العربية فأننا نحيلهم على أهالي آلاف الشهداء العزّل اللذين مزقت أجسادهم وطحنت عظامهم راجمات صواريخ الجيش السوري الشقيق في بيوتهم وملاجئهم، هذه البيوت التي كانت قائمة وآمنة قبل ان يتعرف أهلوها على الحضارة العربية وعلى ممثليها. ونحيلهم أيضاً على أمهات آلاف اللبنانيين ومن كل الطوائف المحتجزين في السجون السورية اللذين يعذبون يومياً بالكهرباء والحديد والنار واللذين مات منهم الكثيرون تحت التعذيب في سراديب الهمجية الشقيقة وليس من جرم ارتكبوه إلا إيمانهم بأن الله خلقنا أحراراً، حتى ولو ولدنا في هذا الشرق الذي يطبق مفاهيم حضارته العربية. حضارة البلنكو والأسيد وأعقاب السجائر وصعقات الكهرباء.

 

الساحة السورية... الجبهات القادمة

د. وليد فارس/اندبندت عربي/18 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76805/76805/

يعلم الطرفان الإيراني والأميركي أن الصدام سيتوسع بحال وقوعه

ينقسم المراقبون في واشنطن وعواصم الدول الكبرى والمؤثرة حول الملف السوري، ومستقبل الأوضاع في ظل تداخل عوامل وتطورات عدة أبرزها: التصعيد في المواجهة الأميركية-الإيرانية وتداعياته على الأراضي السورية، المواجهة بين حكومة رجب طيب أردوغان وقوات سوريا الديمقراطية، وما قد ينتج منها على أرض الميدان. الدعم الروسي لنظام بشار الأسد والقوات الإيرانية، والتساؤلات حول مدى هذا الدعم بظل التوتر الأميركي- الإيراني، والدور الإسرائيلي في مواجهة حزب الله وإيران في سوريا، ونتائج هذا الأمر على الهدنة القائمة في لبنان منذ 2006.

ينكب المعنيون بهذا الملف داخل الإدارة الأميركية وخارجها، على دراسة الأوضاع في سوريا، وهنا أبرز القراءات القائمة حالياً في كل ما يتعلق بالجبهات القائمة في ظل ارتباط الساحة السورية بساحات أخرى في اليمن والعراق ولبنان وليبيا.

الجبهة الأولى التي تحظى باهتمام لدى مهندسي القرار في واشنطن سواء في البيت الأبيض أو وزارة الدفاع أو الخارجية والاستخبارات، هي نتائج ما يمكن أن يخرج من صدام أميركي- إيراني محتمل على الساحة السورية.

 فإيران تمتلك قوات واسعة تابعة لحرسها الثوري، منتشرة في مناطق سيطرة النظام مع تعزيزات صاروخية ومدافع ثقيلة، وفي حال افتعال حوادث مخطط لها تؤدي إلى صدام بين القوات الإيرانية والقوات الأميركية الموجودة في مناطق قوات سوريا الديمقراطية، سيحاول الإيرانيون مع قوات نظام الأسد اقتحام مناطق سوريا الديمقراطية لمضايقة القوات الأميركية، ما يعني أن الميليشيات المؤيدة لإيران في العراق كالحشد الشعبي، ستعبر الحدود لتقديم الدعم لقوات الأسد والإطباق على الأميركيين.

ولهذا السيناريو تداعيات كبيرة أهمها، تحريك قوى أميركية أكبر من العراق في اتجاه سوريا، مع تكثيف استخدام الطائرات، وربما السماح لإسرائيل بضرب قوات حزب الله وإيران الموجودة جنوب سوريا. والضربات هنا لا تعني مجرد تنفيذ غارات جوية تقليدية، كما حدث سابقاً، ما سيدفع إلى اشتعال الجبهات في سوريا والعراق مع احتمال كبير بوصول النيران إلى لبنان.

يعلم الطرفان الإيراني والأميركي، أن هذا الصدام سيتوسع بحال وقوعه، علماً بأنه وحتى اللحظة يحاولان تجنبه والاستعداد له.

تضم الجبهة الثانية إسرائيل من جهة، والنظام السوري وإيران وحزب الله من جهة ثانية. ووفقاً لتصريحات مسؤوليها، فإسرائيل عبرت دائماً عن رغبتها بعدم التدخل بالحرب الأهلية السورية مع استمرار استهدافها لمنصات الصواريخ الإيرانية ومواقع حزب الله، لا سيما تلك التي تعمل على خط إدخال السلاح الإيراني إلى لبنان. ولكن سيناريو الضربات المحدودة قد يتغير، إذا ما أقدمت إيران على نشر صواريخ عابرة على مسافة قاتلة بالعلم العسكري من الأراضي الإسرائيلية، ما سيشعل اشتباكاً يبدأ من سوريا مع احتمالات تمدّده إلى لبنان.

أما في ما يتعلق بروسيا ودورها، فكما لاحظنا عبر السنوات الماضية، تضع موسكو الحفاظ على وجودها ونفوذها على الساحل السوري أولوية لها إلى جانب الدفاع عن النظام في دمشق، والسيطرة على الأجواء بينها وبين الساحل، ومن ثم مساندة قوات المحور الإيراني في معاركه ضد التنظيمات الجهادية، لا سيما في إدلب. كما حاول الروس منذ عام ونصف العام، توسيع نشاطهم الميداني بين تدمر والحسكة، لكن الأميركيين منعوهم واتفق على رسم خط أحمر يفصل بين القوتين في بادية الشام، ومن غير المحتمل أن تتدخل روسيا في أي مواجهة بين إسرائيل وإيران، أو بين النظام السوري وحلفائه والأكراد شرق البلاد، مع وجود احتمال يشير إلى إمكان قيام الطيران بمحاولة حماية مناطق وجود قواته مع جيش النظام وجماعات إيران.

الجبهة الأخيرة تعد الأخطر مع احتمال نشوء اشتباك، بين القوات التركية الموجودة على الحدود المشتركة وقوات سوريا الديمقراطية، تؤدي إلى تقدم سريع للأولى مدعومة بميليشيات مؤيدة لها إلى مناطق عمق الأكراد شرق الفرات.

 وكما هو معروف فإن العلاقات التركية والأميركية ليست على ما يرام، بسبب موضوع صواريخ أس 400، وتدخل الأتراك سيؤثر بشكل كبير في تموضع القوات الأميركية، وهذا ليس مقبولا بالنسبة إلى واشنطن، ما يعني أن سوريا ستدخل في نفق مظلم يهدد بوقوع مواجهة بين أردوغان وأميركا، وستكون هذه المواجهة غير مسبوقة وكارثية. ويبقى السيناريو الأسوأ للأميركيين، نشوء تحالف إيراني- تركي تتحرك بموجبة قوات الطرفين وجماعاتهما في توقيت واحد باتجاه مناطق سوريا الديمقراطية، ما سيؤدي إلى وضع القوات الأميركية على خط المواجهة، وسيُولد هذا السيناريو سيناريو آخر متمثلاً في تعزيز وجود القوات الأميركية، وتدخل التحالف العربي من الجنوب عبر الأراضي الأردنية، وستصبح المنطقة كلها على فوهة بركان.

 

لبنان… دولة ”الحرس” الايراني

عبد الوهاب بدرخان/النهار/18 تموز/2019

تحدّث الأمين العام لـ”حزب الله” باعتباره ممثلاً لـ”الحرس الثوري” الإيراني، وأكثر من أي مرّة أخرى وجب تذكيره بأن عليه، كزعيم “لبناني” (!)، أن يحرص على مصلحة بلده ويتحمّل مسؤولية تجاه شعبه، أي اللبنانيين جميعاً، بمن فيهم جمهوره. لكن كلّ ما وعد به، ووجد صدىً وتزكية من رئيس الوزراء الإسرائيلي، هو تدمير غير مسبوق للبنان ولدول عربية تحتضن لبنانيين. توعّد حسن نصرالله بلداناً ودولاً وحكاماً بأن أي حرب، إذا وقعت، لن توفّرهم أو تحيّدهم، مفترضاً أن إيران نفسها، إذا ضُربت، ستخرج منتصرة وقوية، وأن وكلاءها سيبقون في هذه الحال أقوياء وقادرين بعد أن ينجزوا “إشعال المنطقة”.

أين الحقيقة في هذا التهويل المتواصل؟ سيتبيّن في النهاية أنه وهم، أو مجرّد كلام، ولو مدعوماً بترسانة صواريخ. فلدى نصرالله نموذج ساهم حزبه في تصنيعه، إنه نظام بشار الأسد الذي دمّر البلد ولم يعد يعني شيئاً مستقبلياً لسوريا وشعبها.

أفضى المسلسل الإيراني، من “تصدير الثورة” الى “تصدير التخريب” الى سوريا والعراق واليمن ولبنان، والآن الى المجازفة بتقديم إيران نفسها كبش محرقة لبقاء نظام الملالي. هذا ما يفعله “حزب الله” وحركة “حماس” بتقديم لبنان وغزّة حقول اختبار لأسلحة إسرائيل، وما يفعله الحوثيون في اليمن و”الحشديّون” في العراق: إمّا “نحن” في السلطة أو لا سلطة ولا دولة، وإما أن تنتصر إيران وينتصرون بمعيّتها أو لا نهاية للحروب، إمّا أن نحكم المنطقة العربية أو لا سلام ولا استقرار للعرب.

هذا هو تحديداً منطق مجموعات العنف المنفلت والارهاب، او “المجموعات اللا دول” كما باتت تسمّى. ومع تغيّر الأحوال، كما هي اليوم، يصبح هذا المنطق شمشونياً أخرق لا يخدم سوى منطق أخرق آخر يمثله “ترامب – نتنياهو”. فالإثنان متناغمان في لعبة واحدة ويطمحان الى الالتقاء والتوافق سواء تحاربا أو تفاوضا وتهادنا.

أصبح لبنان محكوماً “رسمياً” من إحدى هذه “المجموعات اللا دول”، أو قل ان هذه المجموعة/ “حزب الله”، بولائها الكامل لإيران، نجحت حتى الآن في أن تكون لها “دولة”. لذلك سكت “العهد القوي” إزاء تفوّهات نصرالله، فلا ردّ عنده ولا تعليق ولا شأن له، كأن ذلك الرجل يتعنتر في بلد آخر.

قد يقال إن الدولة أو “العهد” يأخذان فقط من كلامه ما يعنيهما، أي “الردع” تجاه إسرائيل، لكن ماذا عن تبرعه بحقد أسود على العرب يتخطّى حقده على اميركا وإسرائيل؟ بل ماذا عن احتقاره للدولة، ففي ذلك الإهانة الفعلية واليومية للبنان واللبنانيين، أكثر مما هي في عقوبات اميركية لقياديين من “حزب الله”. كل الدول تسعى الى بناء ما يردع أعداءها، لكن نصرالله برهن أن هذا “الردع” ينتمي الى ايران أولاً، وأنه يُستخدم داخلياً في تمكين “الحزب” وتهديد الاستقرار والاقتصاد والإمعان في إفساد علاقات لبنان مع العالم.

 

في عين العاصفة

حنا صالح/الشرق الأوسط/18 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76800/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%b5%d9%81%d8%a9/

دخل لبنان منعطفاً جديداً مع العقوبات الأميركية التي طالت لأول مرة نائبين منتخبين من «حزب الله»؛ محمد رعد وأمين شري، والمسؤول الأمني الأبرز وفيق صفا. هذا القرار الذي يشلُّ الجهة المستهدفة، هو على المستوى الشخصي «قرار إعدام لحياتهم المدنية العادية، وهو قرارٌ نافذٌ لا يقبل أي طريق من طرق المراجعة والاعتراض»، على حدِّ وصف الخبير المالي والاقتصادي الدكتور توفيق شمبور. هذه المرة لم تعلن العقوبات تحت العناوين المعروفة من نوع الاتهام بالتهريب وبتبييض أموال أو على خلفية عمل إرهابي أو منحى عسكري، بل إن الاستهداف الذي طال الحزب تعداه إلى الدولة اللبنانية، وظهر أن التصويب الفعلي هو على العلاقة بين الحزب والسلطات اللبنانية. من هنا يُفهم قول رئيس الوزراء سعد الحريري إنها وضعت لبنان «أمام منحى جديد»، وبالتالي هناك تخوف من الآتي، لأن هذا الاستهداف صنّف الدولة اللبنانية جزءاً عضوياً من منظومة النفوذ الإيراني! ما يهدد بمخاطر حقيقية من أن تكون الدولة اللبنانية مستقبلاً أمام العقوبات المباشرة، إذا نجح مخطط تحويلها إلى أكياس رمل يحتمي بها «حزب الله»!

نعم إنها عقوبات نوعية لأنها أنهت مرحلة من السجع عن «التفهم» الأميركي للوضع اللبناني، وأن استقرار البلد أولوية عند صانعي السياسة الأميركية، عندما أعلنت أن الغطاء السياسي الرسمي انتهى ولا قيمة له وهذه العقوبات قد تكون البداية لقرارات قد تطال البيئة السياسية الداعمة للحزب من وزراء ونواب وجهات مموَّلة دأبت على مشاركة وتسهيل أعمال «حزب الله»، ما يعني تغييراً جذرياً في قواعد التعاطي مع لبنان ولو أدى ذلك إلى تسريع الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يقرع الأبواب، نتيجة لسياسة النهب المعروفة بالمحاصصة الطائفية. بمعنى آخر هذه العقوبات المتزامنة مع التشدد في العقوبات الأميركية على النظام الإيراني، وجهت رسالة مفادها أن الجهة المستهدفة تمثل المصالح الإيرانية داخل لبنان، وكل المحاولات للإيحاء أن هذه القضية وطنية وأن الاستهداف الذي طال نواب في البرلمان يطالُ كذلك الهوية والسيادة اللبنانية أمر خارج السياق.

بالتوازي مع مطالبة الحكومة اللبنانية بموقف يرفض ما اعتبر انتهاكاً أميركياً للسيادة اللبنانية، طالعنا الأمين العام لـ«حزب الله» بمواقف تؤكد أن ميليشيا «حزب الله» تلتزم تنفيذ الأجندة الإيرانية دون أي إبطاء، وأنه لا أولوية للمصالح اللبنانية لدى قيادة الحزب، فيعلن السيد نصر الله أنه يجب أن يعرف الجميع «أن الحرب إن حصلت فستكون حرباً مدمرة للمنطقة كلها. كل دولة ستكون شريكة في الحرب على إيران، أو تقدم أرضها للاعتداء على إيران، ستدفع الثمن (...)».

هكذا قفز الأمين العام لـ«حزب الله» مجدداً في مواقفه فوق الشرعية والحكم وسائر المسؤولين وتجاهل الدستور والسيادة، والتقاء أكثرية اللبنانيين حول مطلب تحييد لبنان، المكرس في إعلان بعبدا. لا؛ بل جعل البلد مجرد مخزن للصواريخ والأسلحة تشهر عندما تتطلب المصلحة الإيرانية. وعلى جري العادة كشف نصر الله عن بنك أهداف يشمل كل الجغرافيا الإسرائيلية مهدداً إسرائيل بأنه «سيعيدها إلى العصر الحجري»!!، لكن ماذا سيكون مصير لبنان وأهله عند التضحية بهم كرمى السيطرة الإيرانية؟ فهذا الأمر بدا أنه تفصيل ممل!! غريب هذا السلوك الذي يستسهل أخذ لبنان إلى التهلكة، خدمة لأجندة السيطرة الإيرانية، كأنه لا يكفي اللبنانيين «انتصارات إلهية» على غرار حرب عام 2006 التي تسبب بها «حزب الله»، بإقرار مثبت بالصوت والصورة بأنه «لو كان يعلم»، لما رتب على لبنان الذي جرفته مغامرة إيرانية نفذها الحزب، خسارة حياة 1400 لبناني وسقوط ألوف الجرحى والمعوقين، إلى دمارٍ غير مسبوق قُدِّر بنحو 15 مليار دولار. وفوق ذلك كرر نصر الله إطلاق التهديدات ضد دول الخليج نيابة عن إيران ضارباً عرض الحائط بمصلحة اللبنانيين، ما وضع لبنان الرسمي أمام معادلة صعبة، يستحيل معها التوفيق بين العجز عن تجاهل ضغوط «حزب الله» من جهة، ومن الجهة الثانية ملاقاة ضغط العقوبات الأميركية التي تستهدف عزل الحزب سياسياً وإنهاء التمييز بين جناحين في الحزب؛ سياسي وعسكري.

من الخطأ الاستهانة بالموقف الأميركي الذي ركز على علاقة الحزب بمؤسسات الدولة اللبنانية، لأنه كما ورد أعلاه جاء في سياق العقوبات على النظام الإيراني وأذرعه العسكرية، وأنه جزء من استراتيجية الولايات المتحدة، التي لم تعد تقتصر على تجفيف مداخيل الحزب من الخارج، فانتقلت إلى الضغط على الجهات الرسمية ووضعها أمام مسؤوليتها مطالبة برفع اليد عن المؤسسات العامة والرسمية. ولافت أنه من خلال الإشارة إلى الأدوار المتعددة للمسؤول الأمني وفيق صفا الذي يمسك جهازه الأمني بالمعابر البرية والثغور البحرية والجوية، نبه الموقف الأميركي إلى أنه لم يعد جائزاً التغاضي عن حجم الاستفادة من الاقتصاد الأسود والاقتصاد الموازي، الذي أنشأه الحزب لتمويل أنشطته، بعد تراجع إرساليات «المال النظيف» من إيران وتحويلات الأنشطة المشبوهة، خصوصاً من الأميركتين وأفريقيا.

لقد وضعت السياسات الإيرانية لبنان في عين العاصفة، ومعروف أن أي انزلاق عسكري سيضع لبنان في قلب النار، والأمر لم يعد مستبعداً مع تمادي الرعونة الإيرانية في استدراج صدام حربي. ولئن كانت أوساط واسعة من المستفيدين والمتسلقين الذين يدورون في فلك الممانعة، باتت تخشى من سيف العقوبات على مصير ثرواتها ومكاسبها وأدوارها اللاحقة من جرّاء التغطية على ممارسات «حزب الله»، وتنشط انطلاقاً من وضعها الخاص متجاهلة موجبات حماية الشأن العام، فإن السلطات الرسمية أمام تحدي حماية مصالح عموم اللبنانيين واستقرار البلد وأمن أبنائه وضيوفه، وهذا يحتم الفصل بين مصالح لبنان وأهله، والأجندة الإيرانية التي ينفذها «حزب الله» التي أضعفت الدولة اللبنانية وخرّبت المنطقة.

 

الدويلة أضحت الدولة؟

د.توفيق هندي/اللواء/18 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76802/76802/

1- في زمن يحتدم فيه الصراع الأميركي - الإيراني ويتشوّش العقل نتيجة رواسب أفكار سابقة أو مسبقة أو معلومات مضللة، وبغض النظر عن عداوة أميركا للجمهورية الإسلامية في إيران، مشكلة لبنان الرئيسية تكمن في أنه مختطف من إيران عبر حزب الله. ويذكر في هذه المناسبة أن الحركة السيادية لم تتوقف من أجل إخراج الجيش الأسدي من لبنان سابقاً بالرغم أن المجتمع الدولي والعربي بكاملهما وكذلك إسرائيل وافقوا جميعاً على سيطرة النظام السوري بالكامل على كافة مفاصل الدولة في لبنان.

2- تصرّف السيد نصر الله في إطلالته يوم الجمعة كالآمر الناهي في لبنان وكناطق رسمي بإسم إيران. ولا بد هنا من الإشارة أن التسوية - الصفقة بين بعض 14 آذار المتوفية وحزب الله ساهمت، إلى جانب تغيير موازين القوى لبنانياً وإقليمياً لصالح المحور الإيراني، إلى وصول الوضع في لبنان إلى ما هو عليه اليوم.

وقد شتتت هذه التسوية - الصفقة المعارضة تحت شعار إنقاذ البلاد والواقعية السياسية. فكانت النتيجة ان لبنان بات على شفير الهاوية إقتصادياً ومالياً وبات الفاسدون وشركائهم يحاربون فساداً يستشري ويتحاصصون ويستعدّون لاستغلال مما سيتيسّر من أموال سيدر، إذا تحقق، ويستنبطون موازنة ليس فيها أي إصلاح ولا تلحظ وقف تهريب البضائع عبر مرفأ بيروت ومطار بيروت لصالح الجهة المسيطرة ولا تلحظ أي سد لثغرات استنزاف الدولة وهي لا تضرّ بمصالحهم بل تحمّل الشعب تبعات سرقاتهم للمال العام وفسادهم وتمويل زبائنيتهم السياسية.

ولنكن صريحين ونسمّي الأشياء بأسمائها. لم يعد صحيحاً توصيف الوضع في لبنان بأن ثمّة تناقد بين الدولة والدويلة أو أن الدويلة تحاول أن تبتلع الدولة أو تسيطر على قرارها. والحقيقة هي أن دولة لبنان باتت دولة حزب الله.

فبات له الأغلبية البرلمانية كما صرّح الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، عند إنتهاء الإنتخابات النيابية، علماً أن الحزب يشكّل العمود الفقري لهذا الفيلق.

كما أن رئيس الجمهورية اللبنانية هو حليف إستراتيجي وتكتيكي لحزب الله كما هو في الواقع وكما صرّح السيد نصر الله في إحدى طلّاته الإعلامية.

أما الحكومة، فحدّث بلا حرج: له أغلبية 18 وزيراً بالإضافة إلى أن باقي الوزراء خاضعين له أو يسايرونه أو لا يجرأون على مناقدته.

فإلى جانب سطوته على قرار المؤسسات الدستورية الثلاث للدولة اللبنانية، لا يوجد مسؤول في أي إدارة أو مؤسسة مدنية أو غير مدنية في الدولة اللبنانية، لا يسأل نفسه عند إتخاذ أي قرار إذا الحزب سوف يرضى عنه أم لا. وهذا يعني أنه يمارس نوعاً من أنواع من الرقابة الذاتية.

فلا خلاص للبنان طالما هذه الطبقة السياسية الفاشلة بمكوّناتها كافة متربّعة على عرش السلطة تحت سطوة حزب الله.

3- شرح السيد نصر الله بإسهاب نظرية الردع المتبادل بين لبنان وإسرائيل في ظل المعادلة الثلاثية المقدسة (جيش، شعب ومقاومة)، وذلك لـ «يطمئن اللبنانيين» أن لا خطر من إندلاع حرب مدمّرة مع إسرائيل. والحقيقة أن حزب الله لن يقحم نفسه في الحرب مع إسرائيل إلا في حال تعرّض النظام في إيران للخطر. فتتحقق حينذاك نبوأته أن المنطقة كلها ستشتعل.

لا حماية حقيقية للبنان ولغاز لبنان وسمائه إلا من خلال دولة قادرة سيدة حرّة مستقلة بكل مؤسساتها وأجهزتها المدنية وغير المدنية، خارجة عن الإصطفافات الإقليمية، متصالحة ومتناغمة مع الدول العربية وتنفذ القرارات الدولية ذات الصلة، ولا سيما القرارين 1559 و1701.

4- يتبيّن بوضوح أن حزب الله متمسّك بالحكومة وبرئاسة الحريري لها وبمكوّناتها كافة، لما تشكّل هذه الحكومة من حماية له من أميركا وحلفائها وأصدقائها في المنطقة، وقد تحاشى السيد نصر الله من إقحام الدولة في إتخاذ موقف الدفاع تجاه العقوبات الأخيرة. أما بالنسبة لأحداث الجبل، فإلى جانب مسبباتها اللبنانية، فهي شكّلت رسالة من حزب الله إلى من يهمّه الأمر في الداخل والخارج أنه ممسك بورقة الإستقرار الأمني والسياسي في لبنان بمعنى أن بإمكانه تخريبه أو تصليبه حسب ما يشاء.

الطريق وعر وشاق للوصول بلبنان الحبيب إلى شاطئ الأمان، ولكن بالنهاية لا بد من أن ينجح اللبنانيون في إعادته إلى ماهيته الحقيقية وإلى التعافي الكامل

 

السعودية للبنانيين المسلمين والمسيحيين ..."لستم وحدكم"

محمد نمر/نداء الوطن/18 تموز 2019

لطالما شعرت فئة لبنانية سيادية أن محور الاعتدال يضعف في لبنان أمام "الهجمة" الايرانية التي أدت إلى استقواء فريق على آخر وخلخلت التوازن السياسي، نابشة قبور الحرب وداعمة منطق الميليشيات و"الكانتونات" الطائفية وتجاوزات الدستور واتفاق الطائف.

وتزامن ذلك، اولاً: مع عدم فهم لبناني لسياسة السعودية الحديثة التي يقودها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد الذي تحول في الفترة الأخيرة إلى حاجة لبنانية تكافح الفساد وتحاكم الفاسدين.

ثانياً: مع تغيّرات في المنطقة دفعت السعودية الى تعديل أولوياتها امام تطورات حساسة عرّضت أمن السعوديين والعرب للخطر، لكن رغم ذلك كانت حريصة على استقرارٍ نعِم به لبنان رغم وجوده بين النيران.

ثالثاً: مع استغلال الفراغ من المحور اللبناني - الإيراني لخطف الدولة وتحويل لبنان إلى منصة لمواجهة الدول العربية وخصوصاً السعودية، ما ادى الى تراجع في العلاقات، و"إحباط" لدى الفئة السيادية التي عجزت عن المواجهة جراء الانقسامات الداخلية.

اتخذت السعودية دور المراقب، قبل أن تنطلق في مرحلة تحضير أرضية جديدة تُعيد التوازن السياسي والشرعيتين العربية والدولية إلى لبنان، وبدأت بضخّ جرعات دعم للجسم اللبناني قبل العملية الجراحية لاستئصال "السرطان". وبدأت خطة المستشار الملكي نزار العلولا الفاهم لطبيعة لبنان وخصوصيته تثمر نتائجها، كما نجح السفير السعودي وليد بخاري في فكفكة الألغام، متسلحاً بالديبلوماسية الحديثة التي كسرت الحواجز بينه وبين الفئات الشعبية اللبنانية. وتمت إعادة بناء قاعدة صلبة للعلاقة مع الرئيس سعد الحريري. فزيارة رؤساء الحكومات السابقين كانت بتنسيق مزدوج معه.

وهي المرة الأولى التي يزور فيها رؤساء حكومات سابقون السعودية رسمياً ويلتقون العاهل السعودي. ويصفها مسؤولون رفيعون بـ"زيارة وطنية بامتياز"، تطرق فيها الحديث عن لبنان بكل مكوناته وعن استقراره ومستقبله، كما تم التشديد على أهمية الحفاظ على "الطائف" وحفظ حقوق المسيحيين والمسلمين والحقوق الوطنية لكل مواطن لبناني. وهي تندرج في إطار "التسخين الايجابي" للعلاقات السعودية - اللبنانية.

واتخذت السعودية قرارها بدعم لبنان، معتمدة خطين، الأول عبر مشروع "سيدر"، فهي ستشارك بحصة كبيرة من الدعم، والثاني عبر مسار مباشر، إذ أتت زيارة رؤساء الحكومات لتعجل في توقيع اتفاقيات المجلس الأعلى التنسيقي السعودي - اللبناني، وعلى جدوله أكثر من 20 اتفاقية في كل القطاعات بما فيها العسكرية التي اطلع عليها قائد الجيش جوزيف عون في زيارته الأخيرة للرياض.

وتعبّر الزيارة في شكل واضح عن انفتاح سعودي على الزعامات الوطنية التي تريد الخير للبنان كالرؤساء الثلاثة الذين لم يتراجعوا امام التغيّرات بل كانوا بمثابة حراس الطائف في لبنان.

وخلاصة الرسالة السعودية من الزيارة، وجهتها إلى اللبنانيين مسلمين ومسيحيين: "لستم وحدكم".

 

نواف الموسوي: من الاعتداد إلى "الانسحاق" في "المسيرة الإلهية"

علي الأمين/ نداء الوطن/18 تموز 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76808/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%88%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%af-%d8%a5%d9%84/

منذ بدايته في العمل الحزبي قدم النائب نواف الموسوي نفسه باعتباره أحد الكوادر التنظيرية لايديولوجيا "حزب الله"، فكانت الكتابة الصحافية واشرافه ومشاركته في الثمانينات والتسعينات في جريدة العهد الناطقة باسم الحزب، كما المشاركة في بعض الندوات التثقيفية، موارد تكوّن صورة الشاب الجاد لدى المحازبين، وفي البيئة التي كان "حزب الله" يتكون فيها ويتمدد.

في البدايات لم ينتبه كثيرون الى أنّ نواف الموسوي، لا ينتمي الى العائلة البقاعية الشهيرة من بلدة النبي شيت، التي وسم أفراد عدة منها، بدايات صعود الحزب في البقاع بأنامل وعونٍ من "الحرس الثوري الإيراني"، اذ كان دخل بضعة آلاف من عناصره الى البقاع عبر سوريا، خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982.

من هذه العائلة الشهيد السيد عباس الموسوي، الذي كان من ابرز الشخصيات القيادية والناشطة في "حزب الله"، ووصل الى الأمانة العامة في مطلع التسعينات، وما لبث أن تعرض لعملية اغتيال اسرائيلية في الجنوب في شباط من العام 1992، ومنها رئيس "حركة امل" حسين الموسوي، الذي انفصل عن الحركة مع الدخول الإيراني الى البقاع وبعد خلاف مع رئيسها آنذاك (رئيس مجلس النواب) نبيه برّي، وصار عملياً في هذا الاطار الجديد الذي رسم "الحرس الثوري" صورته، واسس بنيته على صورته التنظيمية، لكن بقي حسين الموسوي محافظاً على اسم "أمل الإسلامية" شكلاً، وانخرط فعليا في تنظيم "حزب الله" وصار لاحقاً نائباً في كتلة الحزب في العام 2005. والى جانب الموسويين هذين، كان عمار الموسوي الذي شغل موقعاً نيابياً لدورات عدة، الى أن خلفه نسيبه حسين الموسوي، فتولى بعد ذلك ولا يزال مسؤولية "العلاقات الخارجية" في الحزب.

الهندسة والتنظير

كثرٌ ظنّوا أن نواف الموسوي (1964) من النبي شيت البقاعية، وأحد أفراد هذه العائلة التي صارت لدى الكثيرين تعني "حزب الله" أكثر من أي عائلة أخرى، وهذا ما يفسّر وصول اثنين من افرادها الحزبيين الى مجلس النواب، فضلاً عن تولي السيد عباس الموسوي الأمانة العامة للحزب، ولم يكن نواف الموسوي، ولأسباب مختلفة حريصاً على توضيح هذا الالتباس، قد يكون لأسباب أمنية أو سواها، فالموسوي نواف، هو من قضاء صور ويشغل اليوم مقعداً من مقاعده النيابية الأربعة، ومن بلدة أرزون تحديداً، لكن قصة النبي شيت والبقاع، ربما كانت سبباً من أسباب اقترانه من السيدة فاطمة الموسوي ابنة هذه البلدة و"العائلة الموسوية الحزباللاهية"، والتي انجبت له أربع فتيات رشا وغدير وفائزة وكوثر.

لا شك أن السيد نواف الموسوي انتمى منذ البدايات للمسيرة الإلهية كما يحب أن يصف حزبه، و"الالتباس الموسوي" تعزز بسبب كونه ترعرع ونشأ في الضاحية الجنوبية، ولم تكن له مساحة حركة أو نشاط في مسقط رأسه أو الجنوب على وجه العموم. وهو اتجه لدراسة الفلسفة في الجامعة اللبنانية، بعد أن تخلى عن دراسة الهندسة، التي قضى عاماً واحداً في اختصاص لم يألفه في كلية الهندسة في الجامعة العربية في بيروت، البعد التنظيري والخطابي هو ما انهمك فيه، وهو ربما بين قلة من نواب "حزب الله" وحتى كوادره القيادية، لم يكن مهتماً بتوفير ملكيات خاصة لعقارات أو تجارة، ولا يعرف عنه استثمار لنفوذ من أجل مكاسب مادية، لعله من أقل نواب "حزب الله" انهماكاً بتحسين ظروفه المادية والمعيشية والتملك.

على أن هذا الكفاف النسبي، كان يقابله نوع من الاعتداد المبالغ فيه في شخصيته، هذا ما يقوله بعض المحازبين، ويذهب البعض الى التركيز على جانب آخر يتصل بوظيفته النيابية الشعبية، فطبيعة شخصيته الجادة والمتصلبة لا تجعله صاحب جاذبية شعبية ولا حتى حزبية، فيبدو وكأنه وحيد حتى في حزبه، فمن السهل انتقاده وحتى معاقبته والتشهير به من دون أن نعني في هذا القول التهوين من أخطائه، هذا ما حصل في الحادثة الشهيرة التي جرت في مجلس النواب خلال مناقشة البيان الحكومي للحكومة الحالية، في المشادّة التي حصلت حول الرئيس الراحل بشير الجميل، بدا أنه من السهل تجميد عضويته من قبل قيادته، وكأنه كان يعاقب على أشياء أخرى وليس على ما قاله في مجلس النواب، استسهال التشهير به وحده دون سواه من القيادات، هو ما يطرح التساؤل ولا يزال..

اعتراض عماد مغنية

كان المقعد النيابي، كما للعديد من قيادات "حزب الله"، طموحاً للسيد نواف، وبحسب رواية متداولة لدى أوساط واسعة في الحزب، أنه كان متيقناً انه سيتم اختياره في انتخابات العام 2005 على لائحة مرشحي "حزب الله"، ويقال أن الأمين العام السيد حسن نصراالله كان ميّالا لاختياره على هذه اللائحة، لكن اعتراض القيادي عماد مغنية آنذاك على ترشيحه حال دون تسميته. وتضيف الرواية، أن ذلك أثّر في شخص السيد نواف تأثيراً كبيراً الى حدّ دفعه الى الاعتكاف في منزله وإغلاق هاتفه احتجاجاً، لا سيما أنه كان يعتقد أنه يحق له ان يكون مرشحاً على الأقل، اسوة بالمرشحَين الجديدَين علي فياض وحسن فضل الله.

وهذا ما سبب له في حينه إجراءات عقابية، وانتقادات عديدة من داخل الحزب. وبعد سنوات وفي العام 2008 جرى اغتيال عماد مغنية في دمشق، وفي العام التالي تمّ اختيار الموسوي على لائحة "حزب الله" في الانتخابات النيابية في الجنوب عن قضاء صور.

قياسا الى أقرانه داخل "حزب الله" انهمك الموسوي في الاشتغال في الجانب الفكري، وهو اشتغال فتح له أبواباً داخل مؤسسات الحزب السياسية والإعلامية والثقافية، وهو كان عضواً دائماً في المكتب السياسي الذي صار اسمه المجلس السياسي لاحقاً، وهو نقل الى العربية مؤلف المستشرف الفرنسي هنري كوربان "عن الإسلام في ايران" الذي تبنت دار النهار طباعته وهذا ما حصل في العام 2000، وتمنى السيد نواف نفسه، ترتيب لقاء لمجموعة من المفكرين العرب مع الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله كان المجلس الثقافي للبنان الجنوبي يستضيفهم، من بينهم الراحل سمير امين وفتحية العسال وغيرهما باعتباري كنت ناشطاً في هذا المجلس، واستجاب "شيخنا" حبيب صادق للتمني في ذلك الحين. في ذلك اللقاء الذي لم يتجاوز فيه عدد المشاركين عدد أصابع اليدين في احد مكاتب الأمين العام، كان نواف مشدوهاً بكلام السيد نصرالله الى الحدّ الذي ربما لم يتنبه لأن يجلس، الى أن التفت اليه السيد نصرالله قائلاً: تفضل بالجلوس... عندما أصدر المفكر وضاح شرارة كتابه الرائع والصادم في حينه، "دولة حزب الله" في مطلع التسعينات من القرن الماضي، كان الحزب في بداية انخراطه في دولة الطائف، وأذكر أنني شاركت مستمعاً في ندوة عقدت في العام 1993 في انطلياس كان شرارة بدماثته ولطفه على المنبر والى جانبه الشاب نواف الموسوي، مثل هذه الندوة بات غير وارد تكرارها بعد ذلك، أن تجد مسؤولاً في "حزب الله" مهما بلغت درجة مسؤوليته مستعداً لمناقشة ناقد ومفكر أو حتى صاحب وجهة نظر مخالفة لـ "حزب الله"، فهذا ليس واردا كما تظهر الوقائع والتاريخ بعد ذلك.

يبقى أن محنة النائب نواف الموسوي العائلية الأخيرة والتي انتشرت تفاصيلها في وسائل الاعلام، تعبر في جانب منها عن محنة حزبية يعيشها، فالموسوي الذي لم يتهاون في الدفاع عن "المسيرة الإلهية"، يبدو لكثيرين أنه أقل شأناً من أقرانه، اذ يمكن لأي مراقب او متتبع لأحوال "حزب الله"، ادراك أن ثمة من تجري حمايتهم والتغطية على اخطائهم أو التكتم على محاسبتهم ومعاقبتهم اذا حصلت، فيما نواف الموسوي على العكس تماما. وهو بعث برسالة اعتذارية الى مجلس النواب ورئيسه على ما بدر منه في جلسة الثقة، على رغم الاعتذار الذي قدمه النائب رعد، والذي كان كافياً بل فائضاً عن حدّه، اذا ما قورن الأمر بأدبيات "حزب الله" في مثل هكذا مواقف. وما قاله النائب علي عمار في تقبيل حذاء السيد نصرالله، اثار حفيظة كثيرين حتى داخل "حزب الله" ولكن لم يسمع أحد عن اجراء ما ضد عمار، كما شاهد الكثيرون وسمعوا وتندروا في اجراء عقابي ضد النائب الموسوي.

في تعليق له على قرار الحزب تجميد عمله النيابي قبل اشهر، نشر نواف الموسوي صورة عبر خاصّيّة "ستاتوس واتساب"، كتب فيها: "أعتذر من هذه المسيرة الإلهية، لما يمكن أن أكون قد سببته من ضرر. لكن عزائي، أنها راسخة، ثابتة، عظيمة، باقية، مستمرة، ولا يقدح فيها شأني الضئيل".

أحد الخبثاء أو الظرفاء في "حزب الله" قال "لن ينفعه هذا الانسحاق امام مسيرة "حزب الله"، طالما لم يرد في اعتذاره ذكر اسم قائد هذه المسيرة ورأسها".

 

صورة الغريب والشعبوية اللبنانية

أنطوان قربان/النهار/18 تموز 2019

جرت العادة أن يدخل الملك، عند اعتلائه العرش، كل مدينة في مملكته بمراسم احتفالية كي يُظهر سلطته على مرؤوسيه. أما جولات وزير الخارجية جبران باسيل فبعيدة تماماً عن أن تعكس هيبة "الدخول الملكي السعيد" وأبّهته. ولا تستحق هذه النزهات التعليق عليها، على رغم الصخب الشديد المرافق لها وغيوم الغبار التي يُطلقها الموكب الضخم المؤلَّف من سيارات الدفع الرباعي ذات الزجاج الداكن التي تمتلئ بعناصر مسلّحين. لجبران باسيل حرية التنقل في جميع أراضي الجمهورية اللبنانية "التي تُشكّل وحدة لا تنقسم"، شأنه في ذلك شأن أي مواطن لبناني. وننتظر إذاً، بفارغ الصبر، "دخوله السعيد" إلى الضاحية الجنوبية، في الموكب الضخم نفسه ومحاطاً بالقدر نفسه من المرافقين المسلّحين، هذا إذا وافق "حزب الله" الذي يمارس سيادة مطلقة على لبنان على الزيارة وكانت تصبّ في مصلحته.

لا نزال مصعوقين بالتحوّل المقلق في مخيّلة المسيحيين اللبنانيين، بدفعٍ من التسونامي الشعبوي الذي يجتاح العالم إنما يتجلى في لبنان من خلال خطابات "التيار الوطني الحر" منذ عام 2006 والتبدّل المفاجئ في موقف العماد ميشال عون. لقد تحوّلت الخطابات التي تنبعث منها رائحة الكراهية والعنصرية، باسم حقوق المسيحيين المهدورة، شعارات تُردَّد باستمرار في سياق السعي إلى الاستيلاء على السلطة الأوتوقراطية، هذا الحلم الذي يراود صهر الرئيس، جبران باسيل.

يُبدي العديد من المراقبين قلقهم إزاء الاضطراب النفسي الذي تعاني منه على ما يبدو أكثرية المسيحيين اللبنانيين. يقول البعض إن هذه الموجة تُعبّر عن القلق من المستقبل وتُترجِم معاناة حقيقية. ويساهم القيّمون على الهوية في إذكاء الألم بدلاً من معالجته عبر توجيه الكراهية بمهارة نحو أطراف محددين تحولت أكباش محرقة: العرب، والنازحين السوريين في لبنان، واللاجئين الفلسطينيين، وأُضيفَ إليهم في الآونة الأخيرة السنّة في لبنان. وهكذا يجعلون من مدينة طرابلس، هذه الحاضرة المترفّعة في تمدّنها، موئلاً لرعاع الإرهاب والجهادية في العالم.

هل يمكن معالجة المعاناة الواضحة والأكيدة التي تتخبط فيها الحالة النفسية المسيحية؟ لهذا السؤال المعقّد جوانب متعددة، سياسية وأخلاقية وروحية.

من وجهة نظر سياسية، تقع المسؤولية على عاتق الأحزاب المسمّاة "مسيحية" التي اتخذت من الجماعات المسيحية المختلفة رهينة لديها، واحتكرت، لمصلحة جهازها السياسي، التمثيل الطائفي لهذه المجموعات وحصّتها التمثيلية في الوظيفة العامة وآلية السلطة. نتمنى أن تتوقّف السلطات الكنسية عن لعب الورقة الطائفية السياسية. لا يجوز أن يُدلي كبار الأحبار بتصريحات سياسية متحيّزة لهذا الفريق أو ذاك، أو أسوأ من ذلك، أن يتصرّفوا وكأنهم ناطقون باسم هذا النظام الاستبدادي أو ذاك في المشرق العربي. وعلى الصعيدَين الأخلاقي والروحي، تقع مسؤولية مزدوجة على كاهل المسؤولين الكنسيين والملحَقين بهم في الرعايا والمؤسسات التربوية. يقع على عاتق هؤلاء بلسمة المعاناة النفسية لأبناء رعيتهم عبر تذكيرهم ببعض المبادئ المكرَّسة في الرؤية المسيحية للعالم. وفي هذا السياق، يكتسي موضوع الغريب طابعاً أساسياً للغاية.

فصورة الغريب حاضرة في الكتاب المقدس من بدايته حتى نهايته:

- "فأحِبّوا الغريب لأنّكم كنتم غرباء في أرض مصر" (سفر تثنية الاشتراع 10: 19)

- "حكمٌ واحدٌ يكون لكم للنزيل ولابن البلد" (سفر الأحبار 24: 22)

- "الرب يحرس الغرباء، ويُعين الأيتام والأرامل" (مزمور 146، 9)

- "وكنتُ غريباً فآويتموني" (متى 25: 31-36)

يشهد أحد أبرز النصوص من العصور المسيحية القديمة بعنوان "الرسالة إلى ديوغنيطس"، التي وُضِعت في القرن الثاني، على صورة المسيحي الذي هو غريب أو نزيل أينما كان إنما مواطن مخلص في الأوطان كافة: "لا يتميّز المسيحيون عن باقي الأشخاص لا ببلدهم ولا بلغتهم ولا بطريقة عيشهم... يسكنون حاضرتهم كما الغرباء، لكنهم يشاركون في كل شيء كما المواطنين... يخضعون للقوانين المرعية الإجراء، ولكنهم، في طريقة عيشهم، متفوّقون على هذه القوانين، فهم يحبّون جميع البشر".

تقع هذه المواضيع في صلب "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقّعها البابا فرنسيس وشيخ الأزهر منذ فترة وجيزة في أبو ظبي، وفي صلب إعلان المواطنة الصادر عن الأزهر. هذه المواضيع هي علّة وجود لبنان، وقد تجسّدت في الميثاق الوطني واتفاق الطائف. ومن المفيد التذكير بذلك على الدوام.

 

من صاحب الكلمة الأولى في لبنان؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/19 تموز/2019

هل يمكن التمييز بين: أين ينتهي نفوذ «حزب الله» اللبناني- الإيراني، وأين يبدأ نفوذ الدولة اللبنانية؟ سؤال مزعج، صحيح أن قسماً كبيراً من الشعب اللبناني ليس من جمهور الحزب، لكن هذا العدد الكبير من اللبنانيين ليس له قوة تناهض الحزب المسلح الخبير بعمل العصابات وتهريب المال والمؤامرات الدولية.

من يناهض الحزب الأصفر في لبنان؟ غير تعليقات بعض الصحافيين والسياسيين السابقين، ضد الحزب، ليس هناك قوة حقيقية - ليس بالمعنى العسكري فقط - على الأرض تحمي الدولة من احتلال الحزب الإيراني، وحين نقول الإيراني، فنحن نذكر صفة هي موضع فخر لدى «عقائديي» الحزب، فالمرشد هنا ليس زعيم دولة أخرى، بل «ولي أمر المسلمين» دام ظله الشريف. مؤخراً فرضت عقوبات أميركية مالية على برلمانيين من الحزب ومسؤول التخابر والأمن، لكن هل سيفعل هذا الأمر فعله في لجم تغوُّل الحزب الخميني على الحياة اللبنانية؟

الكاتب الصحافي الأميركي جوزيف بودر نشر في مجلة «فرونت بيج» مقالة تحدث فيها عن الطريقة الناجعة لإنهاء شرور «حزب الله» اللبناني - الإيراني عن لبنان. كان مما ذكره، حسبما لخصت مقالته قناة «العربية»، إن «حزب الله» فعلياً يهيمن على الحياة السياسية في لبنان، بل حلَّ محل جيشها، لأسباب كثيرة أهمها الاحتضان الإيراني للحزب التابع لها. في السنوات الأخيرة، قامت وزارة الخزانة الأميركية بإغلاق حسابات مصرفية لبعض المسيحيين اللبنانيين، لأنهم حوَّلوا المال «حزب الله». وفي عام 2011 أغلق بنك في كندا يخدم «حزب الله»!

لماذا يبدو تنظيف لبنان من الورم الخميني صعباً؟ يخبرنا الكاتب الأميركي بودر بأن الحزب راسخ بعمق في الحياة اللبنانية، والطريقة الوحيدة التي يمكن بها للولايات المتحدة وحلفائها إسقاط تلك المنظمة الإرهابية هي طردها من الدولة اللب انية!

لكن هل يمكن ذلك؟ باعتراف الكاتب بودر: «إن الأمر ينتهي دائماً بالمساعدات الأميركية للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني إلى دعم حزب الله». يعني حتى المال الأميركي قد يجد طريقه لخزانة الحزب الخميني من خلال «تسرطن» الحزب بشرايين الدولة اللبنانية نفسها.

في حواره الأخير مع جريدة «الشرق الأوسط» خرج السياسي اللبناني الماروني البارز، بطرس حرب، بهذه الخلاصة البائسة: «ما يريده (حزب الله) يمر وما لا يريده لا يمر». حرب كان يتحدث بعد الأخبار عن تكوين «مجلس حكماء» لبناني هو مرشح له، مهمته إنقاذ ما تبقى من الدولة اللبنانية وصون أطلال الدستور المنقوض. الحقيقة التي يهرب منها كثير من اللبنانيين، هو أن المواجهة الكبرى مع إيران تعني بالضرورة مواجهة عملاء إيران وتوابعها العسكرية والسياسية والمالية والإعلامية، ما يعني مواجهة مباشرة مع «حزب الله» اللبناني، ما يعني مواجهة، بشكل ما، مع دولة لبنان، التي «حزب الله» هو صاحب الكلمة الأولى فيها اليوم. الأمر جلل.

 

الاستحقاقات الوطنية وإرغامات السلاح والشعبويات

رضوان السيد/الشرق الأوسط/19 تموز/2019

من أجل الاستحقاقات الوطنية، مضى رؤساء الحكومة السابقون في لبنان إلى المملكة العربية السعودية. وإذا كانت المملكة، قيادةً وشعباً، مرجعاً رئيسياً للعالمين العربي والإسلامي؛ فإنها بالنسبة إلى لبنان أكثر من ذلك، أو أنها المرجع الرئيس في الشأنين الوطني والعربي. إذ ينبغي ألا ننسى أنّ المملكة هي التي احتضنت مؤتمر الطائف عام 1989 الذي أنهى الحرب واشترع الدستور، كما أنها عمّرت لبنان ثلاث مراتٍ على الأقلّ. ويعمل لديها مئات الآلاف من اللبنانيين، وصانت سلامة لبنان المالية بوديعة في المصرف المركزي. وهذا إلى جانب مئات المنح والهبات والهدايا طوال العقود الماضية للمؤسسات الدينية والتعليمية والخيرية. لماذا نذكّر بذلك الآن؟ طبعاً بسبب زيارة رؤساء الحكومة، واستقبال الملك سلمان بن عبد العزيز لهم، والملفات التي حملوها في الموضوعات سالفة الذكر جميعاً، وبسبب الأخطار الكبرى التي تتهدد الكيان والنظام ووحدة الشعب اللبناني واستقراره وأمنه. ويوضّح ذلك كلَّه خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» مساء يوم الجمعة الماضي (12-7-2019). ورغم أنّ اللبنانيين والعرب بل والدوليين اعتادوا على تلك اللهجة والممارسات من جانب التنظيم الإيراني المسلَّح طوال ثلاثين عاماً وأكثر؛ فإنه هذه المرة تفوّق على نفسه في اعتبار أنّ النصر قد تحقّق لإيران ومحورها بالفعل في الحرب الاقتصادية والأمنية الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي بلغت إحدى ذُراها بالنسبة إلى لبنان أخيراً بفرض عقوباتٍ أميركية على نائبين في الحزب ومسؤولٍ أمني فيه، بعد أن كانت إدارة ترمب، وإدارات دول أوروبية قد اعتبرت الحزب تنظيماً إرهابياً من سنوات.

إنّ الخطِر على لبنان في الوضع الحالي، هو زوالُ الحدود بين الدولة اللبنانية والحزب، والسائد في لبنان اليوم بدأ قبل نحو العقدين، لكنه بلغ مداه في هذا العهد. إذ فور الإعلان عن العقوبات على هؤلاء الأشخاص، سارع كلٌّ من رئيس الجمهورية اللبنانية، ورئيس مجلس النواب، ورئيس الحكومة، إلى إدانة ذلك، والتضامُن مع النواب الذين وقعت عليهم العقوبات. وقد جاء في حيثيات القرار الأميركي وبناءً على المتابعات الحثيثة اعتبار أنّ أعمال الحزب، ومن ضمنه هؤلاء، تهدف «لتقويض الدولة اللبنانية». ولذلك فإنّ الإدارة الأميركية، ليس الآن بل منذ عهدي أوباما وبوش الابن؛ أصدرت عشرات التحذيرات للبنان أنّ هذه الاختراقات من جانب الحزب للإدارات العسكرية والأمنية والمالية والإدارية في لبنان، تهدّد الداخل اللبناني وعلاقات لبنان العربية والدولية.

مئات المرات من قبل تحدث الأمين العام للحزب عن الارتباط بإيران، وأنّ حرْبه حرب إيران، وسِلْمه سِلْمها. حتى تهديده لإسرائيل تابع لتطورات الصراع الأميركي - الإيراني. وفي السنوات الأخيرة تصاعدت في خطاباته اللهجة العدائية ضد المملكة العربية السعودية. ووصلت مبالغاته أخيراً إلى أنه لولا الحوثيون ومقاومتهم لنجح ترمب في صفقة القرن! لقد جال الحزب وإيرانيوه مقاتلاً وقاتلاً ومهجِّراً في عدة دولٍ عربية بعد لبنان مثل سوريا والعراق واليمن والبحرين والكويت. وفي كل خطوة كان يعلن عن ارتباط ذلك بالاستراتيجية الإيرانية. وهكذا فإنّ حملاته على المملكة عِلّتها أنه في عهد الملك سلمان، تصدى السعوديون والإماراتيون للاجتياح الإيراني مباشرةً وبالواسطة، بوتيرة أعلى؛ فأثار ذلك اهتياج الإيرانيين وأنصارهم، بعد أن كانوا متفرغين للافتخار بالسيطرة على العواصم العربية الأربع! ويعرف السعوديون أكثر من غيرهم معنى التخلّي عن اليمن وعن سوريا وعن العراق وعن البحرين وعن لبنان، وترك تلك البلدان نهباً مستباحاً للتخريب الإيراني. وما من بلدٍ من تلك البلدان إلاّ وللسعودية تاريخٌ معه في الدعم والمساعدة والتضامن والتصدي لكل ما يهدد أمنه واستقراره.

إنّ المزعج والمخزي والمخيف ظاهرة جديدة في تلك البلدان ومنها لبنان؛ أنه صار لإيران أنصارٌ ومسؤولون كبار في إدارات الدول العربية المبتلاة وعلى الأرض، يقدِّمون (وبدافعٍ عقائدي أو مصلحي قريب) المصالح الإيرانية على مصالح بلدانهم وأوطانهم. وقد بدا ذلك في لبنان بوضوح خلال السنوات الماضية. إذ ما اكتفى المسؤولون اللبنانيون جميعاً بالصمت عن استيلاء الحزب على المطار والمرفأ والعديد من المؤسسات، بل انصرفوا أيضاً لتبنّي المقولات الإيرانية تجاه القرارات الدولية، والإجماعات العربية والمصالح الوطنية. وقد صرّح بعضهم بتبنّي مقولة «تحالف الأقليات» في المنطقة بالحماية الإيرانية... والروسية! وصار «الطائف» والدستور والعيش المشترك أشدّ الخصوم. تحدثوا عن تعديل الدستور بالممارسة، وحاولوا في قانون الانتخابات فصل المسيحيين عن المسلمين، وأغاروا على الوظائف العامة بحجة أنها جميعاً من حق المسيحيين، لأنّ المسلمين انتهت حقوقهم من زمان، ومارسوا الفساد المقذع في المرافق والمؤسسات علناً ولا يزالون. وللأسف، كل ذلك باسم «استعادة» حقوق المسيحيين! ما بقيت هناك معارضة ملحوظة لا لاستيلاء الحزب، ولا لاستيلاء الشعبوية الجديدة. والأمين العام للحزب اعتبر تلك الشعبوية في خطابه الأخير حليفته الفضلى. وهذا التأزم المتصاعد في الدولة والنظام، وبخاصة بعد أحداث الجبل، وتداعيات الانهيار الاقتصادي، هو الذي دفع رؤساء الحكومة لزيارة المملكة، كما يفعل المسؤولون اللبنانيون الكبار في الأزمات. وهذا الموقف الذي بدا في المحادثات مع الملك والمسؤولين الآخرين، ليس الأول للرؤساء. فقد أصدروا من قبل عدة بياناتٍ للتنبيه إلى الأخطار على الدستور، وعلى مالية لبنان، وعلى الاستقرار فيه، وعلى تحويله إلى صندوق بريد بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران.

ينصرف المجلس النيابي اللبناني لمناقشة موازنة عام 2019 والعام يتجه إلى الانتهاء. ومع أن أطراف الحكومة الذين صاغوها هم أنفسهم الذين يناقشونها في المجلس؛ فإنّ معظمهم مستاءون، وغير راضين عمّا أُنجز؛ باعتبار أنّ الفساد مستمر، وأنّ رفع الضرائب والضرائب الجديدة تنال من الفئات الشعبية الفقيرة، دون أن تضع حداً للفساد والهدْر. وستتم الموافقة على الموازنة بالطبع. وسيظل الحزب وأمينه العام يهدد اللبنانيين والعالم بالويل والثبور، وستستمر الشعبوية الفصامية في إثارة الطائفية، ونشر الفُرقة بين المواطنين. لكنّ هناك مَن يقول: لبنان كان دائماً هكذا فلا تخشوا حدوث الأعظم. وكل موسم اصطياف وأنتم بخير

 

أبو سليمان "الحكيم"... تسهيلات للفلسطينيين وتطبيق للقوانين

آلان سركيس/نداء الوطن/18 تموز 2019

لم يكن القرار القاضي بضبط اليد العاملة الأجنبية الذي بدأ تنفيذه وزير العمل كميل ابو سليمان وليد لحظته، بل أتى نتيجة مطالبات ونداءات لبنانية بعدما أصبح العمّال الأجانب ومن ضمنهم فئة من العمّال السوريين غالبية في سوق العمل اللبناني.

يُعتبر التدبير الذي اتخذه أبو سليمان «حكيماً» ومنصفاً للدولة وللعامل اللبناني على حدّ سواء، خصوصاً أن الوضع لم يعد يحتمل التفلّت من أي ضوابط، في حين أن الذنب يقع أيضاً على اللبناني الذي "طمع" بالسوري واغتنم حاجة الأخير للمال في ظروفه القاسية.

وتبدو الخطوة التي طبّقها أبو سليمان كردّ قوي على كُل التهم التي ساقها "التيار الوطني الحرّ" في حق "القوات اللبنانية" بأنها لا تريد عودة النازح الى بلده، وإتهامها بالتآمر وعدم الإكتراث بكارثة النزوح.

الأكيد أن حملة وزارة العمل جدية جداً، فكل يوم يصدر عن الوزارة نشرة بالمخالفات التي ضبطت والتي تطاول الجميع من دون استثناء، فكل ما يفعله الوزير هو تطبيق القانون، أي إنه يطبّق على العامل الأجنبيّ ما ينطبق على اللبناني، فالأخير يدفع أيضاً الضرائب ويقونن عمله. خطوات أبو سليمان، التي حوّلت وزارة العمل الى سيادية، أسقطت التهم بحق "القوات"، في حين ان وزراء تكتل "لبنان القوي" ووزراء العهد يبلغون 11 وزيراً، ولو أن كل وزير تصرف مثلما فعل أبو سليمان ضمن اختصاص وزارته ولم يكتف بـ"البروباغندا" الإعلامية والعنصرية للتخويف من النزوح، لكان النزوح قد ضُبط ولم نصل الى المكان الذي وصلنا إليه حالياً. وتبدي "القوات" حرصها على السوري الذي نزح بفعل ارتكابات النظام، وتتضامن معه، وتريد ضمانات دولية، ومن روسيا خصوصاً لعودته ولكي لا يتعرض للأذية.

واللافت في خطوة أبو سليمان أن الإحتجاج الفلسطيني حجب الأضواء عن الخطوات بحق الهاربين من القانون، وكانت تخرج أصوات وتقول إن مثل هذه التدابير عنصرية وتستهدف حقوق الإنسان. وبعدما تحرّكت فرق وزارة العمل على الأرض وباشرت بتطبيق القانون، طاولت الشظايا الفلسطينية خطواتها، أصرّت "العمل" على المتابعة خصوصاً أن أرقام الوزارة الرسمية لم تضبط اكثر من 3 مخالفات بحق الفلسطينيين فيما الأغلبية الساحقة هي من العمال السوريين المخالفين. ووسط الخوف من إنفلاش الوضع الأمني جراء الإحتجاجات الفلسطينية، تؤكد مصادر رسمية لـ "نداء الوطن" أن لا خوف من عودة التوتر اللبناني- الفلسطيني أو إعادة سيناريو 1975 لأسباب عدة ابرزها:

أولاً: إن حملة وزارة العمل تستهدف كل العمال الأجانب المخالفين وليست موجهة ضد العامل الفلسطيني، بل تدعو الى "قوننة" الأوضاع.

ثانياً: يختلف الوضع الفلسطيني اليوم عن السابق، ففي العام 1975 كان الفلسطيني مُسلّحا ويستخدم لبنان كساحة للإنطلاق وتنفيذ عملياته ضد اسرائيل، أما اليوم فإن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات ولا نية فلسطينية في تفجير الوضع.

ثالثاً: لا توجد بيئة لبنانية حاضنة لأي عمل مخلّ بالأمن.

رابعاً: العام 1975 كانت الدولة ضعيفة ومنقسمة على ذاتها، والجيش مكبّل، أما اليوم فإن الدولة موجودة.

خامساً: تدارك السلطة الفلسطينية خطورة أي توتير للأوضاع، ومسارعتها الى إجراء حوار والإتصال بوزارة العمل وبرئاسة الحكومة، وإعطاء الوزارة تطمينات سريعة لما يحصل. وفي السياق، تلقى ابو سليمان اتصالا هاتفيا من نظيره الفلسطيني وزير العمل نصري ابو جيش وتناول البحث اوضاع اللاجئين الفلسطينيين. واعرب ابو سليمان لأبو جيش عن تفهمه لمعاناة الشعب الفلسطيني، واكد تقديم كل التسهيلات اللازمة في ما يتعلق بالمستندات المطلوبة لحصول الفلسطينيين على اجازات العمل كما ينص القانون اللبناني، وهي لا تكبدهم اي رسوم عملاً بالتسهيلات الممنوحة لهم في القانون.      سادساً: تبدو اللعبة الإقليمية في مكان آخر، أي في سوريا، ولا يوجد أي طرف إقليمي يريد ان يعبث بأمن لبنان، كما أن الامر الذي انتفض لأجله الفلسطيني هو أمر مطلبي معيشي ولا يدخل في إطار السياسة والامن.

وبالتالي فإن الملف يتجه نحو الهدوء والمعالجة بين المسؤولين بما يراعي خصوصية الفلسطينيين في لبنان، وستستكمل وزارة العمل حسب تأكيدها الإجراءات اللازمة لانتشال اللبناني من البطالة التي وقع فيها.

 

إجماع في واشنطن: طهران تريدها حرباً! بهدف تعكير حسابات ترامب الانتخابية وهرباً من التفاوض على الميليشيات و"الباليستي"

* تعزيزات عسكرية أميركية نوعية إلى دول خليجية عدة بما فيها قطر وعمان

* الحرس الثوري يستهدف ناقلات النفط والسفارات الأميركية لاستفزاز واشنطن واستدراج رد عسكري فوري

أحمد القريشي/السياسة/18 تموز/2019

اجماع متزايد بين القادة العسكريين الأميركيين في واشنطن والعواصم الخليجية على ان إيران تريدها حربا، هو السبب الرئيسي وراء القرار بإرسال قوات عسكرية أميركية إضافية لمنطقة الخليج، وقرار إدارة الرئيس ترامب إرسال نحو 500 جندي أميركي، الذي كشفت عنه شبكة”سي ان ان” الإخبارية أمس، لتكون طليعة نحو ألف جندي سيتم نشرهم قريبا في قواعد لم يعلن عنها بعد، لكن يتوقع أن تتوزع القوات الإضافية على سائر دول الخليج، بما فيها قطر وعمان. وتحدثت مصادر عسكرية متابعة عن تطابق تقديرات عسكرية واستخبارية أميركية عدة مع تقييم إدارة الرئيس ترامب بأن إيران تتأهب لحرب “سريعة وخاطفة” تعيد توازن الوضع السياسي الإقليمي والدولي لمصلحة العودة إلى الاتفاق النووي، وتفرض تراجعاً أميركياً عن موقف واشنطن ربط الاتفاق بوقف دور الميليشيات الإيرانية في المنطقة وإنهاء برنامج الصواريخ الباليستية.

وثمة قناعة حاليا بأن إيران ترغب في حرب سريعة “عاجلا وليس آجلا”، وأن التأخير في بدئها لا يصب في مصلحة طهران، رغم تصريحات مسؤوليها عن أن ايران لن تبدأ حرباً، واخرها تصريح وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى شبكة” ان بي سي” الأميركية يوم الثلاثاء الماضي، غير أن تحركات الحرس الثوري لا تعكس هذه السياسة، بل تتناقض بشدة مع الرسائل الخفية التي ترسلها طهران الى عواصم خليجية عن انها لن تبادر الى الحرب.

وآخر هذه التحركات التقارير عن خطف الحرس الثوري ناقلة نفط من المياه الدولية قرب مضيق هرمز. ورغم خطورة هذا التطور، فضلت واشنطن وعواصم المنطقة عدم التعليق عليه ريثما ينتهي المتخصصون من تحديد ما إذا كانت الحادثة تمثل عملية قرصنة من قبل دولة وفق القانون الدولي، لكن الخارجية الاميركية اعلنت بعداعتراف الحرس الثوري أمس بخطف الناقلة ” يتعين على ايران التوقف عن هذه الانشطة غير المشروعة، الافراج الفوري عن طاقم السفينة”، فيما اكدت” مواصلة تعاونها” مع حلفائها”لمنع استمرار النظام الايراني في عرقلة سلامة الملاحة والتجارة العالمية”.

ويتضح جلياً أن الحرس الثوري يخطط لاستفزاز القادة العسكريين الأميركيين في المنطقة لمواجهة سريعة ومحدودة تستبق إرسال تعزيزات أميركية، في ما يبدو أنه جزء من خطة أكبر ذات جوانب سياسية وعسكرية دولية، قد تنتهي بتخريب حسابات الرئيس ترامب، واضعاف الولايات المتحدة أمام الاتحاد الأوروبي والقوى الدولية، وفرض العودة الى الاتفاق النووي وفق شروط إيران. ممارسات الحرس الثوري الأخيرة، مثل اسقاط الطائرة الأميركية المسيرة، والهجمات ضد السفارات الأميركية والبحرينية (وربما التركية) في العراق، والهجمات ضد السعودية من الأراضي اليمنية، واستهداف الناقلات، كلها استفزازات تهدف الى خلق وضع يفرض رداً عسكرياً أميركياً فوراً، ومن دون تأخير.الا أن التخوف هو أن الرد العسكري الأميركي لن يعقبه رد عسكري إيراني فقط، بل سيتعداه الى سلسلة من الخطوات السياسية والديبلوماسية، بالتعاون مع لوبيات أوروبية وأميركية موالية لنظام آيات الله. وأحد أقوى هذه اللوبيات ذلك الموجود في الولايات المتحدة، ويعمل بقوة على مدار الساعة للترويج لوزير الخارجية الإيراني أثناء زياراته الى نيويورك. وتعول مجموعات الضغط الموالية لطهران في الولايات المتحدة خصوصا على المعارضة الأميركية للرئيس ترامب، وحاجته للاستقرار السياسي وهو يدخل مرحلة انتخابات التجديد النصفي.

اضافة الى ذلك ثمة تكهنات بأن الحرس الثوري الإيراني قد يرى أن حرباً سريعة وخاطفة لن تمنح واشنطن مهلة إرسال تعزيزات، ومع الانتخابات النصفية الاميركية والضغط الدولي، ستتمكن الحكومة الخمينية من الحفاظ على ميليشياتها وبرنامجها الباليستي، والعودة الى الاتفاق النووي، اذ ان المؤكد هو ادراك طهران أن إطالة أمد النزاع السياسي وترك العقوبات تعطي مفعولها سيضعف نظام الملالي الى درجة تصبح معها إعادة تقوية النظام بعد رفع العقوبات شبه مستحيلة.

 

عقوبات ترمب على إيران غيّرت سياسة الهند!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/18 تموز/2019

بعدما أعلنت الولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي أنها ستنهي إعفاءات العقوبات المفروضة على الدول التي تشتري النفط من إيران، اضطرت الهند مثل كثير من الدول التي تستورد النفط إلى تنويع مورديها، لكن العقوبات الأميركية أثرت أيضاً على جوانب أخرى من العلاقات الاقتصادية للهند مع إيران، مما جعل حملة الضغط القصوى التي أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترمب ضد طهران مصدر إزعاج كبير للعلاقات الأميركية - الهندية، إذ أجبر الخط المتشدد لإدارة ترمب نيودلهي على إعادة تقييم ليس فقط لعلاقاتها مع إيران، بل مع الأقطاب الثلاثة لسياستها في «الشرق الأوسط»: دول مجلس التعاون الخليجي، وإيران، وإسرائيل.

حتى شهر مايو كانت الهند ثاني أكبر مشترٍ للنفط الخام الإيراني، بعد الصين. لكن بعدما أنهت الولايات المتحدة قرار التمديد لبعض الدول الذي كان سمح للهند باستيراد النفط من إيران، شهدت علاقات الطاقة بين الهند وإيران تغيراً كبيراً. كانت إيران قد اجتذبت المشترين الهنود بإغراءات مربحة مثل الشحن المجاني والائتمان الممتد، لكن إصرار واشنطن على وقف واردات النفط من إيران دفع نيودلهي إلى تغيير حساباتها والامتثال لمطالب ترمب.

لكن على الرغم من الضغوط الأميركية المتصاعدة لخفض واردات النفط الإيراني، اشترت الهند ما يقرب من 479.500 برميل يومياً من النفط الإيراني خلال السنة المالية التي انتهت في مارس (آذار) الماضي، أكثر بنسبة 5 في المائة مما اشترته العام الماضي. ولتعويض خسارة هذا الإمداد واستقرار أسواق النفط الدولية شجعت الولايات المتحدة حلفاءها المنتجين للنفط على زيادة الإنتاج، لكن التحول المثير في الأمر أنه حدثت زيادة فعلية في واردات الهند من النفط من الولايات المتحدة نفسها في الأشهر الأخيرة، بكميات تجاوزت وارداتها من مورديها التقليديين في الشرق الأوسط.

مع تزايد صعوبة شراء النفط الخام من إيران، زادت مشكلات الهند، فحصلت نيودلهي على ضمانات من الإمارات العربية المتحدة التي وعدت بتغطية أي نقص قد تواجهه الهند بسبب الوضع الحالي، فالتوترات المستمرة في مضيق هرمز والمنطقة المحيطة بها، جعلت الهند متوترة. وينوي ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي، في سبتمبر (أيلول) المقبل السفر إلى هيوستن في أميركا قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تُعتبر هيوستن عاصمة الطاقة في العالم، وأمن الطاقة من أولويات اهتمامات مودي. ثم إن هيوستن تضم أكبر تجمع للأميركيين من أصل هندي في الولايات المتحدة، ووزير الطاقة الأميركي الحالي حاكم تكساس السابق ريك بيري لديه علاقات وثيقة بالهند والهنود الأميركيين. ثم إن حاكم تكساس ومحافظها زارا الهند العام الماضي.

هناك مشاكل داخلية كثيرة يواجهها مودي أغلبها اقتصادية كما زادت على مشاكله ندرة المياه وشحها. وتعرض لانتقادات كثيرة في الانتخابات الأخيرة لأنه لم يحقق شيئاً من وعوده التي أطلقها عام 2014؛ فالبطالة ما زالت متفشية كما الفقر وسوء الإدارة، والآن صارت حكومته تفكر في فرض ضرائب على رواتب قدامى العسكريين المصابين في معارك الجيش. ويوم الاثنين الماضي تأخرت طموحات الهند للوصول إلى سطح القمر، إذ قبل أقل من ساعة من الإقلاع المقرر تم تعليق محاولة الهند لتصبح رابع دولة في العالم ترسل مركبة فضائية غير مأهولة «تشاندرايان - 2» لتهبط على سطح القمر. ولم يتم الإعلان عن موعد جديد.

من هنا، يمكن أن يكون للأزمة مع إيران تداعيات خطيرة على الهند التي ارتفع اعتمادها على النفط الخام المستورد إلى أعلى مستوياته منذ عدة سنوات حيث بلغ 84 في المائة. وعلى الرغم من ارتفاع الاستهلاك بشكل مطرد انخفض إنتاج النفط المحلي في الهند من نحو 270 مليون برميل يومياً في السنة المالية 2015 - 2016 إلى 250 مليون برميل يومياً في السنة المالية الأخيرة؛ ما أثار المخاوف في نيودلهي بشأن مستقبل أمن الطاقة في البلاد. لذلك من المهم بالنسبة إلى الهند أن يظل الشرق الأوسط مستقراً، خصوصاً أن للهند علاقات واسعة تجارية وأمنية، وعلاقات الأفراد مع الأفراد بين الهند ودول المنطقة. وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية سوبراهمانيا جايشنكار خلال اجتماعه حديثاً مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أشار إلى الوضع في الخليج العربي عندما قال إن «الطاقة جزء منه، لكن هناك مخاوف أخرى حول العاملين هناك كما حول الأمن الإقليمي والتجارة».

لقد أثر نظام العقوبات بالتأكيد على علاقات الهند بإيران أيضاً، حيث تتمتع نيودلهي بمصالح استراتيجية واقتصادية مهمة؛ إذ هناك مشروع ميناء «شاباهار» الطموح جنوب شرقي إيران، والذي تملك الهند حصة كبيرة في تطويره، ثم هناك الاستثمارات الهندية في قطاعي النفط والغاز في إيران.

على الرغم من أن الهند ذكرت في وقت سابق أنها تلتزم فقط بعقوبات الأمم المتحدة وليس بالعقوبات الأحادية الجانب التي تفرضها دولة أجنبية، فإنها خففت من التعبير عن استيائها من سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، هذا على الرغم من أن العقوبات الأميركية على إيران أضرت تجارة الهند مع الأخيرة. شركات الوقود الأحفوري الهندية مترددة الآن في التعامل مع إيران، والشركات الأجنبية بما فيها تلك التي من أوروبا، ترفض المشاركة في مشروع «تشاباهار» مما يبطئ من تطوره.

على الرغم من التأكيدات التي قدمتها واشنطن أن نظام العقوبات لن يطال الشركات التي لا تتعامل بالوقود الأحفوري بين الهند وإيران، فإن تهديد العقوبات الثانوية الأميركية لا يزال يخيم على الاستثمارات الهندية في «تشاباهار» والمشاريع الأخرى المتعلقة به، وكفلت العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها إدارة ترمب على إيران، أن تظل الشركات حذرة من التعامل مع الموانئ الإيرانية؛ ما أدى إلى تباطؤ التجارة عبر ميناء «تشاباهار». إن إقامة علاقات تجارية واستثمارية شاملة مع إيران، لا تناسب أي كيان هندي في الوقت الحالي.

إن موقف إدارة ترمب المتشدد من إيران جعل الأمور صعبة بالنسبة إلى الدبلوماسية الهندية على الرغم من أن واشنطن ترغب في ألا يصبح هذا الوضع نقطة شائكة. لذلك خلال لقائه برئيس الوزراء الهندي مودي على هامش قمة العشرين الأخيرة في أوساكا باليابان، قال الرئيس ترمب: «ليس هناك أي عجلة، يمكن للهند أن تأخذ وقتها، لا يوجد أي ضغط على الإطلاق»، ليس هناك أي عجلة لا يعني: لن يحصل هذا في أي لحظة.

يواجه المسؤولون في نيودلهي جدول مشاكل مختلفاً زمنياً. تقليدياً حاولت الهند اعتماد سياسة في الشرق الأوسط تحقق التوازن بين الأقطاب الثلاثة في المنطقة، وتشعر الهند أن سياستها التقليدية في الشرق الأوسط ستصبح - وبازدياد - غير قابلة للتحقيق. لن تستطيع الإبقاء على المعادلة الثلاثية.

وبناء على ما يجري، أعطت الهند إشارات واضحة إلى أن طرفاً من هذه المعادلة الثلاثية لا بد من الاستغناء عنه، لأن مصالحها مع الطرفين الآخرين أكثر ثباتاً وأكثر ربحاً وتعويضاً. لكن المهم أن ينجح مودي في تحقيق إنجازات اقتصادية داخلية ينتظرها مليار و339 مليون هندي منذ أربع سنوات. إذ بعد «أزمة» النفط، قد يواجه مودي «أزمة» مياه.

هذا، قبل أن يحل مشكلة الفقر في بلاده!

 

تحديات جيش طروادة الإيراني في العراق

أمير طاهري/الشرق الأوسط/19 تموز/2019

يتأهب العراق، بحلول نهاية يوليو (تموز) الحالي، لمواجهة ما يعتبر أكبر التحديات التي عاصرها في تاريخ ما بعد التحرير؛ الاندماج الكامل للميليشيات الشيعية ضمن الجيش النظامي الوطني. ولكن، هل سوف يحدث ذلك بالفعل؟

ليست هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها القيادة العراقية عن ذلك الاندماج، غير أن هذه المرة برئاسة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، فلقد أصدر رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي تصريحات مشابهة في مناسبتين اثنتين على الأقل إبان ولايته، تحت ضغوط واضحة من واشنطن قبل أن يعاود المراوغة والتراجع. لا أحد يعرف بالضبط عدد الجماعات المشاركة في هذا الاندماج، إذ تتراوح الأرقام الصادرة بين 5 إلى 10 جماعات تحت مظلة المنظمة الكبيرة، المعروفة إعلامياً باسم «الحشد الشعبي». ومع ذلك، فالأمر الوحيد المؤكد هو؛ على الرغم من أن بعض الجماعات المعنية بالأمر تملك جذوراً عراقية حصرية، فإنه يمكن اعتبار «الحشد الشعبي» بأسره بمثابة «جيش طروادة الإيراني في العراق».

هناك 3 جماعات كبيرة؛ «منظمة بدر» بقيادة هادي العامري، و«كتائب حزب الله» بقيادة أبو مهدي مهنس، تلك الخاضعة في إدارتها للجانب العراقي بدرجة كبيرة، مع وجود رعايا إيرانيين بين صفوفها من الذين يعتبرون أنفسهم جزءاً لا يتجزأ من «الثورة الإسلامية العالمية» التي يقودها ملالي طهران، واثنتان من الجماعات الأخرى؛ «عصائب أهل الحق» و«حزب الله النجباء»، وهما من الجماعات وثيقة الصلة بالسلطة في طهران، لدرجة لا يمكن اعتبارهما من الوحدات العراقية المستقلة.

ومنذ أيامه الأولى، يعتبر النظام الخميني أغلب الدول العربية دولاً مصطنعة من إنشاء القوى الاستعمارية الغربية حول جيش من المواطنين الأصليين الذين استخدموهم للسيطرة على السكان. وبالتالي، يتحتم على إيران الثورية تفكيك هذه الجيوش، أو إضعافها على أقل تقدير، من خلال تكوين الجيوش الثورية العربية الموالية لآيات الله في طهران.

وكان المنظّر الأول وواضع هذه الاستراتيجية هو مصطفى شمران، العالم الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، والذي ساعد في إطلاق «حركة المحرومين» في لبنان قبل قفوله راجعاً إلى إيران، بعد سيطرة الملالي على السلطة في البلاد. وكان مصطفى شمران أحد أوائل المؤسسين لـ«الحرس الثوري» الإيراني، وتولى حقيبة الدفاع في أول حكومة ثورية يشكلها الخميني بعد توليه السلطة.

وفي عام 1979 وجزء من عام 1980، كان الخميني يأمل في الإطاحة بصدام حسين من العراق وتكرار سيناريو إسقاط شاه إيران هناك. ولكنه سرعان ما أدرك أن صدام حسين كان وحشاً، من طبيعة مختلفة، لن يتردد في ذبح معارضيه على أوسع نطاق للمحافظة على السلطة.

وفي عام 1980، خلص ملالي طهران إلى أنهم لن يتمكنوا من الاستيلاء على السلطة في بغداد عبر الانقلاب العسكري الداخلي. فلقد كان هناك عدد قليل من كبار الضباط الشيعة في الجيش العراقي وقتذاك، ولم تكن تحدوهم الرغبة الحقيقية في جلب ملالي طهران إلى حكم العراق. ولذلك، لجأوا إلى فكرة مصطفى شمران بتشكيل الجيش الموازي. وتيسرت تلك الخطة، إثر حقيقة مفادها أن صدام حسين طرد أكثر من مليون مواطن شيعي عراقي من منازلهم، ودفع بهم إلى إيران. ومع بداية الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988)، هرب الآلاف من الضباط والجنود الفارين من الخدمة في الجيش العراقي إلى إيران، بما في ذلك كثير من الضباط وضباط الصف، من الذين كوّنوا فيما بينهم مستجمعاً كبيراً للتجنيد لخدمة مخطط الجيش العراقي الموازي.

وحصل «لواء بدر» على هوية عراقية ظاهرية، باعتباره الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وهي جماعة دينية مناهضة لحكم صدام حسين وتحت قيادة محمد باقر الحكيم.

وبحلول عام 1983، أفادت التقارير الإخبارية بأن «لواء بدر» الشيعي قد عزز قواته وصولاً إلى 15 ألف مقاتل مجهزين بأكثر من 20 دبابة جرى الاستيلاء عليها من الجيش العراقي، إلى جانب عدد من المركبات المدرعة وقاذفات صواريخ «آر بي جي» مع بطاريات المدفعية قصيرة المدى.

ومع ذلك، وبحلول عام 1988 بات من الواضح أنه لن يكون من السهل الإطاحة بصدام حسين.

يقول حامد زمردي، الباحث المتخصص في شؤون الميليشيات الموالية لإيران: «تمنحنا تجربة (لواء بدر) تناقضاً فريداً من نوعه عند مقارنته بتجربة (حزب الله)، الجيش الموازي الآخر الذي أنشأته إيران في لبنان. كانت تجربة (حزب الله) أكثر نجاحاً بسبب الولاء الكامل لحكام إيران الجدد، مع اعتبار لبنان أكثر من مجرد انعكاس جغرافي على خريطة المنطقة. أما الأعضاء العراقيون في (لواء بدر)، فقد كانت تساورهم مشاعر قومية عراقية متجذرة كانت تحول بينهم وبين الانصياع الكامل لإرادة طهران».

وربما يفتقد هذا التحليل لنقطة أساسية، اعتقد الشعب العراقي أنه بما أن المواطنين الشيعة يشكلون السواد الأعظم من سكان البلاد فسوف ينتهي الأمر بسقوط السلطة في أيديهم، إن عاجلاً أم آجلاً. أما الشيعة في لبنان فيعلمون أنه على الرغم من أنهم يمثلون أكبر طوائف البلاد فإنهم لن يمكنهم فرض حكمهم على البلاد إلا من خلال القوة، وهذا يتطلب الدعم والإسناد من إحدى القوى الأجنبية، وهي إيران في هذه الحالة الراهنة. وبصرف النظر عن الأسباب، لم تفلح طهران قط في بسط السيطرة الكاملة على «لواء بدر» الشيعي في العراق، مثل الرقابة المشددة المفروضة على «حزب الله» في لبنان. وكانت النتيجة دعم طهران لفكرة الجيوش البديلة الموازية في البلاد، ومن رحم هذه الفكرة برز «جيش المهدي» التابع لمقتدى الصدر، رجل المذهب الشيعي الذي ينتمي إلى سلالة دينية إيرانية أخرى. كما عمدت طهران إلى إنشاء فرع عراقي من «حزب الله» مخصص للشيعة العرب، وآخر للأكراد السنة.

وبعد فترة من الاستقلال النسبي عن طهران، انتهى الأمر بـ«لواء بدر» تحت السيطرة الإيرانية القوية، من خلال الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» المتفرع عن «الحرس الثوري» الإيراني.

ومع ذلك، وبحلول عام 2011، بدا أن إيران لم تعد بحاجة إلى حصان طروادة في الداخل العراقي. فلقد كان رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي على استعداد تام لإعادة تشكيل العراق كجزء لا يتجزأ من مجال النفوذ الإيراني في المنطقة، مقابل الدعم الدائم من طهران.

غير أن الصعود المفاجئ لتنظيم «داعش» الإرهابي في العراق والشام قد غيّر كل تلك المخططات. وكانت السهولة التي استولى بها التنظيم الإرهابي على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، وامتداد غزواته السورية إلى الأراضي العراقية، قد أثبتت أن معركة الهيمنة على المنطقة ومقدراتها أبعد ما تكون على النهاية. وأدرك نوري المالكي وحلفاؤه في طهران أن الجيش العراقي المكون حديثاً بتدريب، وعتاد، وتجهيزات من الولايات المتحدة وحلفائها، قد لا يشاركهم في تحقيق أهدافهم المحلية والإقليمية.

ونشرت صحيفة «كيهان»، التي يعتقد بولائها التام للمرشد الإيراني علي خامنئي، مقالة افتتاحية تصف فيها الجيش العراقي الجديد بأنه «حفنة من الجبناء والخونة» لأنهم فروا هاربين من وجه عناصر «داعش» في الموصل.

ومن ثم، أعيد إحياء استراتيجية «الجيوش الموازية» التي خطّها مصطفى شمران أول الأمر. وفي شتاء عام 2014، أُرسل الجنرال إسماعيل قاني، الرجل الثاني في «فيلق القدس» بعد قاسم سليماني، إلى العراق في مهمة محددة تتعلق بتكوين الجيش العراقي الموازي.

ويزعم «الحشد الشعبي» العراقي أنه يتألف من نحو 150 ألف مقاتل، غير أن المحللين العسكريين يعتقدون أن الرقم مبالغ فيه للغاية. ففي المعارك التي خاضها «الحشد الشعبي»، ولا سيما في تكريت؛ حيث كان تحت القيادة الإيرانية المباشرة هناك، لم يتمكن «الحشد» من نشر أكثر من 10 آلاف مقاتل في أي وقت من أوقات القتال، مع الأخذ في الاعتبار المعدل التقليدي لتناوب التشكيلات العسكرية، الذي يعني توافر القوة البشرية بما لا يقل عن 30 ألف مقاتل تقريباً. ولدى العراق الآن فرصة ممتازة، وربما هي فرصة فريدة من نوعها قلما تتكرر، في إعادة بناء الذات كقوة مستقلة وتقدمية في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك، لن يتمكن العراق من النجاح في هذا المسعى عبر تكرار الأسلوب الاستعماري القديم في بناء الأمم؛ إنشاء الدولة المتحلقة حول الجيش الوطني التابع في كل شيء لإحدى القوى الخارجية!

 

صواريخ القيصر وأحلام «السلطان»

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/19 تموز/2019

لم يحصل مثل هذا من قبل في علاقات الولايات المتحدة مع دولة عضو في «الحلف الأطلسي»، فالخلاف القائم اليوم بين إدارة دونالد ترمب وإدارة رجب طيب إردوغان بسبب حصول تركيا على صواريخ «إس 400» الروسية يؤسس لتحول عميق في التوجه السياسي والقرارات العسكرية التي كانت تحكم علاقات البلدين.

إلى أي حلف تنتمي تركيا حالياً؟ هذا هو السؤال الذي تطرحه الأزمة الحالية بين واشنطن وأنقرة. سؤال أجابت عنه مراسلة «نيويورك تايمز» في إسطنبول عندما قالت: «إردوغان لا يقف مع أحد. إنه يقف مع نفسه». فمشكلة العلاقات التركية - الأميركية، والتركية - الغربية عموماً، تعود أساساً إلى التحوّل الذي يحدثه إردوغان في إدارة الشأن التركي، والذي يهدف إلى «صنع» تركيا جديدة، بحجم طموحات الرئيس التركي ونزعاته الشعبوية وموقفه الآيديولوجي، المعادي للدولة التركية الحديثة، بالشكل الذي قامت عليه بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية. نحن إذن، كما تقول صحيفة «لوموند» الفرنسية، أمام «سلطان جديد» يعيد كتابة تاريخ تركيا، إلى جانب «قيصر جديد» يعمل على إحياء الأمجاد الروسية. من بين الأسباب التي دفعت إلى تعزيز التقارب الروسي - التركي تبرز تطورات الأزمة السورية. وقوف البلدين على طرفي نقيض حيال هذه الأزمة سمح لكل منهما باستثمارها على طريقته. موسكو استخدمت النفوذ التركي على الإسلاميين من مقاتلي المعارضة لحماية الداخل الروسي من الهجمات. وأنقرة وجدت في العلاقات الطيبة بين بوتين والنظام السوري ما يوفّر لها إمكان قيام منطقة آمنة في الشمال السوري لخدمة أهدافها التي تتلخص في حماية مقاتلي المعارضة الهاربين من غارات النظام وبراميله المتفجرة، وفي ضمان موقع تجمع للنازحين يحول دون دخولهم الأراضي التركية. لهذا جاء الاتفاق الثنائي الروسي - التركي في سوتشي، وتفاهم آستانة (بمشاركة إيران) ليشكلا رديفاً للجهود الأميركية لحل الأزمة السورية.

استفاد بوتين أيضاً من مأزق وقعت فيه العلاقات التركية - الأميركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي اتهم إردوغان إدارة الرئيس باراك أوباما بعدم محاولة منعها، نظراً إلى أن «راعي» هذه المحاولة، المعارض التركي فتح الله غولن، يقيم في الولايات المتحدة، التي رفضت في ظل إدارتي أوباما وترمب تسليمه إلى تركيا. كان بوتين أول المبادرين إلى الاتصال بإردوغان لتهنئته بفشل المحاولة، فيما انتظرت واشنطن أياماً ثلاثة لإجراء اتصال بالرئيس التركي، وهو الاتصال الذي لم يأتِ من أوباما، بل من وزير خارجيته جون كيري. لم ينسَ إردوغان، المصاب بتضخم الذات، هذا الفارق في التعامل معه، وهو الذي يعتبر «انتصاره» على الانقلابيين بمثابة «استقلال جديد» لتركيا. ومن الصدف المحسوبة جيداً أن صفقة الصواريخ الروسية تأتي في الذكرى الثالثة لذلك الانقلاب.

من هنا، فصفقة الصواريخ الروسية هي في الظاهر صفقة عسكرية، يقول الأتراك إنهم يحتاجون إليها لتعزيز قدراتهم الدفاعية، دفعوا ثمنها مليارين ونصف مليار من الدولارات، ويزعمون أنها لا تشكل خطراً على أمن أميركا أو على مصالحها. لكن واشنطن ترى أنها تمثل تحولاً سياسياً يفوق الحاجات العسكرية التركية، التي يُفترض أن تؤمنها الحماية الأطلسية، خصوصاً أن الفصل الخامس من ميثاق الحلف يُلزم دوله مجتمعة بالدفاع عن أي من أعضائه إذا تعرض لهجوم، وهو ما يعني أن حماية تركيا يجب أن تكون حماية أطلسية، وليست بواسطة الصواريخ الروسية.

الردّ الأميركي المباشر على القرار التركي كان وقف تزويد تركيا بطائرات «إف 35»، بسبب تخوف وزارة الدفاع الأميركية من أن تتمكن أجهزة الرادار العاملة على الصواريخ الروسية من اختراق الأسرار التكنولوجية للطائرات الأميركية. فيما يرد الأتراك بأن هذه الصواريخ ليست منظومة هجومية، وستكون تحت سيطرة تركيا، ولن تشكل خطراً على أنظمة الحلف الأطلسي أو على المقاتلات الأميركية. واعتبرت وزارة الخارجية التركية، في ردّها على القرار الأميركي، أنه قرار خاطئ سيؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه في العلاقات الاستراتيجية للبلدين.

الاتجاه الآخر الذي تسلكه الإجراءات الأميركية ضد تركيا يتمثل في تنفيذ بنود قانون معاقبة أعداء أميركا (المعروف باسم «كاتسا»). كما تدرس وزارة الدفاع الأميركية إعادة النظر في عملياتها التي تنطلق من قاعدة إنجرليك التركية.

ومع صعوبة فصل تركيا أو تجميد عضويتها في الحلف الأطلسي، هناك عقوبات أخرى يمكن لواشنطن أن تتخذها، تتمثل في وقف التعامل مع المؤسسات المالية التركية، ووقف منح تأشيرات لمسؤولين أتراك، وتجميد حساباتهم في المصارف الأميركية. ومن الطبيعي أن تعمّق هذه العقوبات الأزمة التي يعانيها الاقتصاد التركي حالياً. عناصر كثيرة أدت إلى قرار إردوغان الحصول على صواريخ «إس 400»، وهي عناصر تتجاوز المسألة العسكرية. أول هذه العناصر يتمثل بشخصية إردوغان، وبشعور العظمة الذي يطغى عليه ويدفعه إلى التصرف كدولة عظمى قادرة على اتخاذ القرارات السيادية وتنويع التحالفات الدولية، بصرف النظر عن العواقب، ومن دون مراعاة الالتزامات التي تفرضها عضوية الحلف الأطلسي. ويدفع هذا التصرف إلى تناقض في المواقف، فمن جهة، يؤكد إردوغان حرصه على العلاقات مع واشنطن وعلى عضوية تركيا في الحلف، ومن جهة أخرى يسير في سياسات تخالف هذه الالتزامات، وتهدد مصالح أميركا ومصالح الدول الغربية، كما تهدد مصالح تركيا نفسها. ويعود هذا التخبُّط إلى الشعبوية التي تميز سياسات إردوغان، والتي يستخدمها لتحسين وضعه السياسي ومقاومة الضغوط من قبل رفاقه القدامى في حزب «العدالة والتنمية»، كما من جانب معارضيه.

 

أمعاء خاوية في مواجهة الدم

فايز سارة/الشرق الأوسط/19 تموز/2019

دخل بريتا حاج حسين الشهر الثاني من إضرابه المفتوح عن الطعام محتجاً على الموقف من الحرب الثلاثية التي يشنها تحالف إيران وروسيا ونظام الأسد على سكان إدلب ومحيطها منذ شهرين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم في مواجهة الحرب، مؤكداً ضرورة وقفها، وقد قتلت مئات السوريين وبينهم أطفال ونساء وشيوخ، ودمرت إمكانياتهم وقدراتهم المحدودة على الحياة، بعد أكثر من ثماني سنوات ونصف من حرب استنزاف.

بريتا حاج حسين رئيس سابق لبلدية حلب، تم انتخابه لهذا المنصب، يوم كانت المدينة خارج سيطرة النظام، وقد سعى بكل ما استطاع من قدرة لتحسين الأوضاع المأساوية للمدينة وسكانها وسط مسار صعب تحت سيطرة التشكيلات المسلحة من جهة، وحصار قوات النظام وحلفائه من الجهة الأخرى، وعجز المجتمع الدولي عن إدخال مساعداته لسكان حلب من جهة ثالثة، وقد انتهت الحالة إلى إعادة سيطرة النظام على المدينة في نهاية عام 2016؛ مما أدى إلى تشرد عشرات الآلاف من سكان حلب، موزعين بين الداخل السوري وخاصة إدلب وجوارها، والخارج، ولا سيما تركيا، فيما غادر البعض لاجئاً إلى أوروبا.

عندما بدأت هجمات الطيران الروسي وطيران النظام على إدلب وجوارها قبل شهرين، اعتقد البعض أن الهجمات ستظل أسيرة اتفاق مناطق خفض التصعيد بضمان تركيا وإيران وروسيا، لأن إدلب كانت المنطقة الرابعة الأخيرة، وأن الهجمات مجرد عملية تسخين، يمكن أن ترسم إطاراً لحل أو تشكل منطلقاً يمهد لحل القضية السورية، لكن الصمت الذي أحاط بالهجمات، جعل النظام والإيرانيين، يستمرون بها متصاعدة لتوقع أعداد متزايدة من القتلى وأضعافهم من الجرحى والمعوقين، وقرابة مائة ألف من النازحين إلى الحقول الزراعية وبساتين الزيتون، التي صارت في جملة أهداف الصواريخ والبراميل المتفجرة، وباستثناء ما أصاب ممتلكات السكان من دمار، فقد تم تدمير أربعة وعشرين مشفى وخمسة عشر مركزاً للدفاع المدني المعروفة باسم «الخوذ البيضاء».

المشكلة في حرب النظام والإيرانيين على إدلب وجوارها، لا تكمن في الخسائر التي أصابت المنطقة حتى الآن، بل بما يمكن أن تتطور إليه نتائج الهجوم من كوارث إنسانية، حيث أكثر من ثلاثة ملايين نسمة في بقعة صغيرة ومحاصرة من أغلب الجهات، ولا مكان لسكانها يمكن أن يذهبوا إليه بعد إغلاق تركيا الحدود بوجههم، ورغم صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحدث، فإن تحذيرات صدرت عن منظمات وهيئات ودول ومسؤولين حكوميين في أكثر من بلد، حول ما يمكن أن يصيب سكان إدلب ومحيطها من كوارث، ولم تتجاوز ردة الفعل التحذيرات إلى أفعال توقف الحرب، وتدفع أطراف الحلف الثلاثي للذهاب إلى حل، أو فتح الباب بهذا الاتجاه. بريتا حاج حسين الذي سبق أن عايش تجربة الحرب على حلب عام 2016، قرر أن يتبع أسلوباً جديداً في مواجهة حرب 2019 على إدلب، فانتقل من ملاذه الإنساني في فرنسا إلى مقر الأمم المتحدة في العاصمة السويسرية جنيف معلناً إضراباً مفتوحاً عن الطعام «تضامناً مع إدلب ومطالباً بوقف القصف الجوي والبري عليها وحماية المدنيين فيها»، وأتبع إعلان الإضراب بتوجيه مئات الرسائل لقادة وسياسيين في حكومات وأحزاب سياسية ومنظمات دولية، تحثهم على التدخل لوقف الحرب على إدلب، ودفع الحكومات لاتخاذ قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي لوقفها.

يعتبر بريتا حاج حسين إضرابه عن الطعام ومواجهة الحرب بأمعاء خاوية «وسيلة مكملة» لوسائل الاحتجاج السلمي بما فيها من مظاهرات واعتصامات حدثت في كثير من عواصم العالم في الشهرين الماضيين وشارك فيها سوريون وعرب وأجانب من أجل جعل وقف الحرب قضية للرأي العام، وتفاعلت وسائل الإعلام بصورة إيجابية مع الإضراب، لكن الأهم في ردات الفعل، كان في تحويل إضراب بريتا إلى حملة سورية عامة باسم الأمعاء الخاوية، انضم إليها عشرات من كتاب وصحافيين وناشطين، أعلن أكثر من مائة وعشرين منهم إضرابهم عن الطعام دعماً لما بدأه بريتا، أخذت وسائل التواصل الاجتماعي تضج بحضورهم، وتشير وسائل الإعلام إليهم وإلى نشاطهم المبتكر، وصار مئات من المتضامنين من العرب والأجانب، يتابعونهم في نقاط أسسوها للاعتصام في مدن عبر العالم بينها كبريات المدن الأوروبية وفيها لندن وباريس وبرلين وغيرها.

وإذا كانت أوساط في حملة الأمعاء الخاوية، ترى أنه من الصعب، إحداث تحول في الموقف من الحرب على إدلب، فإنها تجزم بأهمية هذه الحملة؛ إذ إنها تعيد القضية السورية إلى أوساط الرأي العام الدولي عبر التواصل مع الشخصيات والحكومات والهيئات المختلفة، وتماسها المباشر مع الجمهور، وعبر علاقتها بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والأهم من ذلك أنها تعيد ترتيب علاقات السوريين ببعضهم، وتعيد الألق إلى النشاط المدني الذي أطلقه السوريون في بداية ثورتهم ضد نظام الأسد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: لتتحمل الدولة مسؤولياتها في دعم قضايا ذوي الحاجات الخاصة وسأبذل قصارى جهدي لتأمين كل المساعدات اللازمة للمؤسسات الانسانية

وطنية - الخميس 18 تموز 2019

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن الدولة "يجب أن تتحمل مسؤولياتها في دعم قضايا ذوي الحاجات الخاصة وحقوقهم، وإلى دعم المؤسسات التي تعنى بهم"، معتبرا أن "هذه الشريحة هي جزء اساسي من النسيج المجتمعي اللبناني، ويجب العمل معا لتكون فاعلة وحيوية ومشاركة بشكل كامل في مسيرة التنمية والنهوض". ولفت الرئيس عون الى أن "السلطة الحقيقية هي التي تحمي موقع جميع المواطنين وتتيح لكل انسان مهما كانت ظروفه ومقوماته أن يكون فردا فاعلا في المجتمع ومحفوظ الكرامة"، مشددا على أنه سيبذل قصارى جهده "لتأمين كل الدعم والمساعدات اللازمة للمؤسسات الاجتماعية والانسانية المعنية بذوي الحاجات الخاصة". كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من مندوبي المؤسسات الخاصة برعاية المعوقين، جاء لعرض واقع هذه المؤسسات والتحديات التي تواجهها، في ظل الكلام عن تخفيض اعتمادات دعمها في مشروع موازنة العام 2019.

صافي

في مستهل اللقاء، تحدثت السيدة ناديا صافي من مؤسسة "سيزويل"، فشكرت الرئيس عون على ما قام به "من اجل حصول الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بشؤون المعوقين على جزء من مستحقاتها"، وقالت: "بفضل جهود فخامتكم، حصلت هذه الجمعيات والمؤسسات على الفصل الثالث، ونحن في انتظار الحصول على الفصل الرابع من سنة 2018"، مشددة على ان "هذه الجمعيات ليس لديها اي هدف سياسي او طائفي، بل ان عنايتها هي بالانسان اولا وبكرامته من اجل خدمته وخدمة عائلته".

وتوجهت الى رئيس الجمهورية بالقول: "لقد اتينا اليكم من كل الطوائف لنعرب امامكم عن همومنا الانسانية التي لا تميز بين مسيحي ومسلم، فنحن نخدم اخوتنا في الانسانية من دون اي تمييز. فالطريق لا يزال في بدايته، وكل اتكالنا عليكم فخامة الرئيس، فأنتم بي لكل ولد مصاب باعاقة، لكي يعيش بكرامة ابناء الله".

الزين

ثم تحدث السيد اسماعيل الزين من "مؤسسة الهادي"، فقال: "بادرتم يا فخامة الرئيس الى فتح هذا البيت لكل الناس وخصوصا للمتألمين منهم الذين دعمتهم في اكثر من موقع وعمل، خصوصا في موضوع اقرار القوانين المتعلقة بالمعوقين، او بالوقوف الى جانب المؤسسات التي تهتم بهم. هناك اكثر من 100 مؤسسة تهتم بنحو 10 آلاف معوق، ونتمنى من الجلسة العامة لمجلس النواب ان تأخذ حاجات هذه المؤسسات في الاعتبار وفق مشروع الموازنة المقدم من لجنة المال والموازنة".

هنود

والقت السيدة غادة مونس هنود كلمة، شكرت فيها الرئيس عون "لأنه اهتم بحياة اولادنا المعوقين"، مشددة على ان "نظام التعاطي مع المعوق اللبناني ظالم ويجب تغييره"، مطالبة بأن "تبقى عينا الرئيس عون ساهرتين على هذه الشريحة، لا سيما لجهة المساعدة على تغيير نظام التعاطي مع المعوق وتطويره".

واشارت في هذا الاطار الى ان "هناك نحو 28 مرحلة يجب القيام بها، ما بين الحصول على بطاقة المعوق وطلب الرعاية من وزارة الشؤون الاجتماعية، من بينها مراحل تتكرر كل ثلاثة اشهر، حيث انه على ذوي المعوق اثبات انّ ولدهم لا يزال معوقا كل شهر، وتأمين افادة حضور يومية لكي يحصل على تغطية التكاليف التي تدفع الى المؤسسة، وفي حال تغيبه لسبب ما يتم حسم تغطية الكلفة له والمطالبة بتقرير طبي، وغيرها من المتطلبات".

جمعية "HOME"

والشأن الاجتماعي والصحي عرضه ايضا الرئيس عون في حضور عضوي تكتل "لبنان القوي" النائبين ماريو عون وادغار طرابلسي والمستشار الدكتور وليد خوري، مع وفد من اطباء جمعية "HOME" الانسانية، ضم الاطباء: راي الهاشم، رياض سركيس، عصام رعد وكمال رعد، والسيد دياب الهاشم، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على عمل الجمعية في لبنان والولايات المتحدة الاميركية والمشاريع الانسانية التي تعتزم القيام بها في لبنان.

وهاب

والشأن السياسي، عرضه الرئيس عون مع رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، الذي اوضح بعد اللقاء انه اثار مع رئيس الجمهورية الاوضاع العامة في البلاد، "لا سيما في منطقة الجبل بعد حادثة قبرشمون، وقد لمست من فخامة الرئيس حرصه على كل مكونات الجبل وعلى العيش المشترك الدرزي - المسيحي، وعلى الاهتمام بالمشاريع الانمائية في الجبل". وقال: "بات من الضروري احالة الجريمة الى المجلس العدلي لمنع ارتكاب اي جرائم مستقبلا".

 

الوفد النيابي اللبناني يستكمل لقاءاته في واشنطن

وطنية - الخميس 18 تموز 2019

استكمل الوفد النيابي اللبناني لقاءاته في العاصمة الاميركية واشنطن، حيث التقى النائبان علي بزي واغوب بقرادونيان في مقر الكونغرس النائبين شارلي كرايست وغاريت غريفس وهما من أصول لبنانية وتباحثوا في وضع لبنان والمنطقة انطلاقا من الرؤية اللبنانية للملفات ذات الصلة بموضوع النازحين السوريين والقضية الفلسطينية والعقوبات والسيادة اللبنانية على موارده وحدوده البرية والبحرية. وفي مقر المعهد الوطني الديمقراطي في واشنطن وفي حضور رئيس المعهد السفير ديفيد ميتشل وامام عدة وفود برلمانية اجنبية خاطب النائب علي بزي الوفود بضرورة تفعيل الدبلوماسية البرلمانية لأنها نبض الشعوب وإرادتها الحرة، منتقدا بعض السياسات الحكومية التي ترمي إلى اخضاع وارهاب المواطنين والأوطان وممارسة سياسة المعايير المزدوجة بعيدا عن القيم والمبادىء وسيادة الدول والكيانات والأفراد، وأعتبر بزي ان من يرسم الخرائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط يضع أمامه مصلحة إسرائيل ولا يقيم وزنا أو اعتبارا حتى للقرارات الدولية ذات الصلة بالمنطقة. وأكد بزي ان مثل هذه السياسات تشكل انتهاكا لجوهر الديمقراطية واغتصابا لقيمها ومبادئها.

 

أبو سليمان: غطائي الوحيد هو القانون ولم يسحب أحد البساط من تحتي وانا متمسك بصلاحياتي الدستورية

وطنية - الخميس 18 تموز 2019

أكد وزير العمل كميل ابو سليمان تحمّله مسؤولية تطبيق قانون العمل، مشيرا الى ان الهدف من خطة الوزارة تطبيق القانون وحماية اليد العاملة اللبنانية وتنظيم سوق العمل.  وردا على سؤال عن تراجعه عن قراره، سأل ابو سليمان:" عن أي قرار يتكلّمون لكي أتراجع عنه؟ لم أصدر أي قرار". وشدد ضمن برنامج "صار الوقت" عبر الـMTV على انه تم التعامل بتهذيب تام ولياقة تامة خلال عمليات التفتيش والخطة لا تستهدف العمال الفلسطينيين، معربا عن تقديمهم كل التسهيلات لحصول العمال الفلسطينيين على إجازات عمل. واشار الى ان الأمر الوحيد العالق في مسألتهم هو عقد العمل، موضحا ان هذا الأمر هو لمصلحة العامل الفلسطيني. واعتبر ان ردة الفعل التي قام بها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان غير مفهومة، خصوصا انه يطبق قانون العمل الذي يمنحهم امتيازات عدة. واضاف: "من بين 600 مخالفة تم تسطيرها سجلنا إغلاق محلين تجاريين فقط لفلسطينيين. وجاء أحدهما الى الوزارة وحصل على اجازات عمل واعيد فتحه".

ابو سليمان كشف انه، قبل إطلاق خطة تنظيم اليد العاملة الأجنبية، زار رئيس الجمهورية ووزيرة الداخلية ورفعها إلى مجلس الوزراء لأن فقط 3 نقاط من 12 نقطة بحاجة لموافقة المجلس أما 9 نقاط الاخرى فهي من صلاحيات الوزير.

ابو سليمان اكد تمسكه بالصلاحيات الممنوحة له في الدستور، لافتا الى انه جريء ويملك الدعم من كل الأحزاب وليس فقط من القوات اللبنانية. وشدد على ان غطاءه الوحيد هو القانون ولا شيء أو أحد غير القانون، وتابع: "لم يسحب أحد "البساط من تحتي، انا متمسك بصلاحيات الدستورية. اذا اردنا انتظار ضوء اخضر من الجميع من أجل أن نعمل لن نعمل أي شيء". واردف: "قبل وصولي إلى الوزارة قالوا لي إن هناك تعرفة، و"سيط" وزارة العمل كان "مغارة علي بابا" ولا اعرف من كان يسرق الاموال قبلي في الوزارة. استدعيت فور وصولي أحد الذين كان معروفين بدفع رشاوى كبيرة وحذرته ان في عهدي لا مكان للرشوة وأنا واثق بنظافة فريق عملي والفريق الإداري اليوم. وكل عملية رشوة اكتشفتها آخذ إجراءات واحيلها للقضاء".وعبر عن سعادته بأداء موظفي وزارة العمل ورأى ان ما قاموا به جيد جداً ويستحقّ تشجيعهم. وتعليقا على صورة نشرت له واضعا العلم الفلسطيني، اوضح قائلا: "وضعت العلم الفلسطيني على كتفي خلال القائي كلمة عن فلسطين في القاهرة في منظمة العمل العربية وكما تحدثت عن حقوق الشعب الفلسطيني وعماله في مؤتمر منظمة العمل الدولية في لندن ايماناً مني بحق العودة للشعب الفلسطيني".

وعن حاجة بعض القطاعات ليد عاملة اجنبية لا سيما القطاع الصناعي، لفت ابو سليمان الى انه على تواصل دائم مع جمعية الصناعيين ويعمل معهم بمرونة، وتفهم ان بعض القطاعات تحتاج إلى يد عاملة اجنبية، ولكنه الاهم يبقى المواطن اللبناني، فالقاعدة أن اللبنانيين يريدون أن يعملوا وعدم وجود يد عاملة لبنانية يجب ان يكون الاستثناء. وعن علاقته مع رئيس الجمهورية، اشار الى ان علاقته مميزة مع الرئيس عون وهي أكثر من ممتازة بالدكتور سمير جعجع، مذكرا بانه جاء كي يعمل في لبنان وهو اليوم يبحث عن مساحات مشتركة. ونفى ابو سليمان ان يكون قد قام بانتقاد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، متحدثا عن أزمة اقتصادية أصعب مما يتوقعها المواطن. وعبر عن خوفه من تصنيف جديد للبنان، لافتا الى ان العمل جار لعدم الوصول الى تصنيف أسوأ.

واعتبر انه يجب أخذ إجراءات صعبة لانقاذ الوضع الاقتصادي والمالي ويجب القيام بنقاش من دون محرمات في لجنة مغلقة بين مجلس الوزراء ومصرف لبنان، لافتا الى انه على الدولة أن تبرهن أنها قادرة على ضبط النفقات. ورأى ان الحل يجب ان يكون نقديا وماليا ويجب معالجة الوضع فوراً.

اما عن الموازنة وموقف القوات منها، فقال: "كل نائب من واجبه إعطاء رأيه، وفي موضوع الموازنة نحن كنا شركاء فاعلين فيها والمشكلة هي بالأمور التي لم تدخل فيها. المقاربة يجب أن تكون أجرأ في قطاعات مثل الاتصالات والمرفأ ويجب ضبط المعابر والجمارك وتحسين الجباية". وذكر بان القوات طالبت بإلغاء التوظيفات العشوائية التي تمت ووقف التوظيف في الإدارات العامة، كما انها غيرت أمورا كثيرة في خطة الكهرباء، مشيرا الى انه عندما تغيرت بعض البنود كان من أكثر المدافعين عنها لانها توفر الكثير على خزينة الدولة. وحول حادثة قبرشمون، جدد التأكيد ان "حزب القوات" ضد احالة القضية على المجلسالعدلي وهو مع الحزب الإشتراكي لان التحقيق لم ينته بعد". وختم بالتشديد ان لديه مرشحا لرئاسة الجمهورية وهو الدكتور سمير جعجع، مشيرا الى انه يمثل حزب "القوات اللبنانية" في الحكومة وليس منتسبا له.

 

الحريري رد على مداخلات النواب في ختام مناقشة الموازنة: مشروعنا خفض العجز 4 نقاط من الناتج المحلي ولا نستطيع أن نكمل بقطاع عام منتفخ وإدارات لا تعمل

وطنية - الخميس 18 تموز 2019

رد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مساء اليوم، على مداخلات النواب في ختام مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة في المجلس النيابي، وقال:

"شكرا دولة الرئيس،شكرا للزملاء الكرام وللمجلس النيابي الكريم على مناقشة مشروع الموازنة،

أنا طبعا، لا أريد أن أدخل بردود تفصيلية على كلمات الزملاء النواب، ولا أريد أن أدخل بسجالات ومزايدات، لأن الهدف هو سلامة البلد والأمان الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين.

وهنا، أريد أن ألفت نظر الزملاء الذين كانوا يرفعون الصوت لاجتذاب الجمهور، أن الإحصاءات الرسمية تبين أن أقل من ثلاثة بالمائة من المشاهدين كانوا يتابعون النقل المباشر على محطات التلفزة، وتفسير ذلك الوحيد أن الناس ملوا من السجالات والمزايدات.

دولة الرئيس، الزملاء النواب: بعيدا عن أي سجال، هناك نقطة أساسية ومركزية أريد أن أوضحها، لأننا سمعنا على مدى أيام، ومن كتل نيابية مختلفة، أنه ليست هناك رؤية اقتصادية، وأنها موازنة أرقام فقط، من دون رؤية اقتصادية إلخ...

الرؤية الاقتصادية، دولة الرئيس، موجودة، ومعلنة، ومفصلة في البيان الوزاري. الرؤية الاقتصادية أساسها هو ما عرضناه في مؤتمر "سيدر"، وباتت معروفة في البلد، وأكد عليها البيان الوزاري لحكومتنا، الذي أخذنا على أساسه الثقة من الزملاء الكرام.

ومشروع الموازنة الذي هو أمامكم هو ركيزة أساسية من ركائز الرؤية الاقتصادية. للتذكير، هذه الرؤية لها 4 ركائز:

أولا: الإصلاح المالي، أي تخفيض العجز الذي نحققه بخطوة أولى واضحة، بالموازنة.

ثانيا: برنامج الاستثمار الوطني، الذي أمنا له التمويل في مؤتمر سيدر والذي سيكون على طاولة مجلس الوزراء في أول جلسات بعد إقرار الموازنة. وهنا أقول لكل من ينتقدون "سيدر"، ما هو سيدر؟ هو المشاريع التي يفترض بنا كدولة لبنانية أن نقوم بها، في الكهرباء، المياه، الطرقات، الثقافة، الزراعة، الطاقة وكل القطاعات. وبدلا من أن نستدين بفوائد 14 و15%، قدمنا كل هذه المشاريع في مؤتمر "سيدر" وفي الخطة التي وضعناها، فآمن العالم بنا ونحن لم نؤمن بأنفسنا، نحن نجيد فقط أن نصرخ على بعضنا البعض.

ثالثا: برنامج الإصلاحات الهيكلية والقطاعية، الذي باشرنا به بالتعاون مع مجلسكم الكريم، وأقررنا سلسلة من القوانين لنحدث ونطور اقتصادنا (قانون الإطار للنفايات الصلبة، قانون إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، قانون المياه، قانون التجارة، إلخ). هذه ورشة التزمنا بها أمام اللبنانيين، والأصدقاء الداعمين للبنان. وإذا كنتم لا تريدون أصدقاء قولوا لنا، نقوم بها وحدنا إن كان باستطاعتنا.

رابعا: تحفيز القطاعات الإنتاجية لتفعيل النمو وتكبير حجم الاقتصاد وزيادة قدرة لبنان التصديرية. وهناك 150 مبادرة تم تحديدها بهذا الشأن بدراسة ماكينزي الموجودة بين أيدي جميع اللبنانيين.

هذه الرؤية باشرنا بتنفيذها، ومشروع الموازنة خطوة أساسية أولية فيها، فلا يخبرنا أحد مجددا أنه ليست هناك رؤية اقتصادية. إذا كان غير موافق على الرؤية؟ أو لديه رؤية بديلة للبلد؟ فليتفضل ويطرحها على اللبنانيين. نحن عرضناها على اللبنانيين، وعلى المستثمرين، وعلى الأصدقاء والأشقاء، وسجلناها في البيان الوزاري، وأخذنا الثقة على أساسها. فإذا كان هناك من لديه خطة أخرى فليتفضل ويخبرنا ويقول لنا ويعلمنا ويفسر لنا، نحن نرغب بالتطوير. نحن في الحكومة عملنا على موازنة، واعتبرنا أنفسنا أننا قمنا بإنجاز، مع بعض الخلافات السياسية داخل الحكومة. بعد ذلك انتقل مشروع الموازنة إلى لجنة المال والموازنة فعمل النواب وحسنوا فيه. ربما كان لدي انتقاد لهذا الموضوع لم يكن في مكانه، فعدت وذهبت إلى لجنة المال والموازنة لكي أثبت رأيي في أن هذا واجب على النواب أن يقوموا به، لكن أحدا لا يريد أن يسمع. الكل يريد أن ينتقد ويتهجم.

عملت لجنة المال والموازنة، فعقدت 31 اجتماعا، بعد أن كنا قد عقدنا نحن 19 اجتماعا، فنأتي بعد كل ذلك إلى جلسة ندمر فيها أمام الرأي العام كل هذا المشهد الذي حصل والعمل الذي أنجز، بسبب مزايدات سياسية لا أعرف هدفها ولا هي لمصلحة من؟ ولا أعرف ما هو مفهومنا للديمقراطية؟ أنا مع أن يقول كل شخص رأيه، لكن ليعطونا مشاريع بديلة أو قوانين بديلة أو إيرادات مختلفة. إن كنتم لا تريدون الضرائب فحسنا، لكن من أين نزيد الإيرادات؟ كيف نسد الدين؟ كيف نقوم بعمل الحكومة؟

اليوم، وزير المال يقول إن إيراداتنا تصل إلى 18 ألف مليار ليرة، وعلينا أن ندفع 8 آلاف مليار، فمن أين نأتي بها؟ تتحدثون عن الهدر، ونتحدث عن الفساد، فليست هناك كتلة نيابية في هذا المجلس إلا وتحدثت عن الفساد، لكن كل شيء بالعموم. فإ        ذا كانت كل هذه الكتل الموجودة في المجلس تتحدث عن الفساد ولا نستطيع أن نكافح الفساد فإن هذا يعني أننا جميعا فاسدون. قالوا عن الحكومة إنها فاسدة، وهذا الجهاز فاسد وتلك الوزارة فاسدة وغيرها الكثير. لماذا نجرح بأنفسنا؟ لدينا مشاكل؟ نعم لدينا. هناك هدر؟ نعم هناك هدر ونحاول محاربته ومكافحة الفساد، لكن لا يمكن أن نطلق النار على كل جهد نقوم به. دائما لدينا فرص ذهبية نهدرها. ذهبنا إلى سيدر وكانت لدينا فرصة ذهبية هناك، فأطلقنا النار على قدمينا بالخطابات والبيانات ضد سيدر. ما الذي أنتم ضده؟ هل أنتم ضد أن تستدينوا بفائدة 1% بدل فائدة 15%؟

عدا عن ذلك، دولة الرئيس، ليس هناك وزارة إلا وهي بحاجة إلى المشاريع المدرجة في "سيدر". اليوم، نقر موازنة 2019. ومشروعنا خفض العجز 4 نقاط من الناتج المحلي، وهذه، بكل المقاييس الدولية، خطوة جدية كبيرة، يجب أن نكمل بها في السنوات الثلاثة المقبلة. تخفيض العجز إلى 7،6 بالمائة في موازنة 2019 خط أحمر لا نستطيع أن نتخطاه، لكن الأهم في موازنة 2019 أنها أرست المبادئ الأساسية للاصلاح، الذي نريد أن نستكمله في موازنات 2020 و2021. وهنا، أريد أن أكون صريحا: ليست هناك عملية إصلاحية من دون كلفة، ونحن مبدأنا هو أن الجميع يجب أن يتحمل الكلفة. لا يتهربن أحد من تحمل الكلفة: لا نستطيع أن نجري إصلاحا على قياس المزايدات السياسية، الإصلاح يكون على قياس التحديات التي يواجهها البلد.

لأكون صريحا أكثر: لا نستطيع أن نكمل بقطاع عام منتفخ، بمؤسسات وإدارات لا تعمل. اليوم رب العمل الأول في لبنان هو القطاع العام. هذا أمر غير طبيعي وغير صحي.

الدور الأكبر هو دور القطاع الخاص، فهناك مؤسسات تشغلها الدولة، بينما هي باتت في كل العالم بإدارة القطاع الخاص. فهل بإمكاني أن أفهم لماذا يجب علينا أن نكون غير كل دول العالم؟ لماذا علينا أن نتمسك بمؤسسات يجب أن يبقى القطاع العام يديرها، بينما انتقلت في كل دول العالم إلى إدارة القطاع الخاص لأنه يديرها بطريقة أفضل؟ توجهنا الواضح هو تقليص حجم القطاع العام وتكبير حجم القطاع الخاص، ليأخذ دوره الذي هو الدور الأكبر في الاقتصاد.

هذا توجه ليس هناك غنى عنه، وهذه الرؤية الاقتصادية لن نتخلى عنها لأنها هي التي توصل بلدنا إلى شاطئ الأمان، لأنها هي التي تؤمن تخفيض العجز المالي، وتحقيق النمو وتكبير الاقتصاد، هي التي تؤمن فرص عمل للشباب، هي التي تعالج مشكلة الدين العام، وهي التي تنوع مصادر الإنتاج والنمو في المستقبل. قبل أن أختم، دولة الرئيس، أريد أن أؤكد لكل الزملاء، أن بعض الكلام عن مصرف لبنان والقطاع المصرفي يجب أن يأخذ في الاعتبار أنه ليس هناك تكبير لحجم الاقتصاد من دون استقرار نقدي، ولا استقرار نقديا من دون قطاع مصرفي قوي وسليم.

مناعة اقتصادنا، أساسها الاستقرار النقدي ومناعة القطاع المصرفي، وهذه مسؤولية.من ناحيتنا، ومن مسؤوليتنا عن البلد، أريد أن أؤكد على التزاماتنا:

أولا: الالتزام بالحفاظ على الاستقرار النقدي.

ثانيا: تأكيد التزام لبنان الدائم باحترام جميع موجباته المالية.

ثالثا: التأكيد على دور مصرف لبنان بالمحافظة على سلامة القطاع المصرفي والتزام المعايير والقوانين الدولية.

شكرا دولة الرئيس، وشكرا للمجلس النيابي الكريم".

 

الراعي كرس كنيسة مار يوحنا مارون الجديدة في الديمان: لبنان قائم على التعددية ولا يجد استقراره إذا تفرد فريق بحكمه

وطنية - الخميس 18 تموز 2019

الديمان - كرس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كنيسة مار يوحنا مارون الجديدة في الديمان، وترأس قداسا احتفاليا عاونه فيه المطرانان مارون العمار وجوزيف نفاع والخوريان حبيب صعب وخليل عرب، بمشاركة المطرانين الياس نصار ومطانيوس الخوري والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا، امين سر البطريرك الخوري شربل عبيد والاب جان جبور والكهنة فريد صعب، جورج يرق وادغار الطنسي، وخدمته جوقة قاديشا بقيادة الاب يوسف طنوس. حضر القداس النائب جوزيف اسحق ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع، النائب جان عبيد ممثلا بمدير مكتبه سليم ابو عقل، عقيلة النائب جورج عطالله نورما عطالله، مدير عام وزارة الاشغال المهندس مطانيوس بولس، قائمقام بشري ربى الشفشق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، قنصل لبنان الفخري في مقاطعة نوفاسكوشيا الكندية المهندس وديع فارس، مختار الديمان ريمون البزعوني، رئيس النادي انطوان فرنسيس، قادة أمنيون وحشد من ابناء الديمان الذين توافدوا من لبنان وكندا واوستراليا واصدقائهم. بعد رتبة التكريس على مدخل الكنيسة، القى عضو لجنتها سمعان صالح كلمة وجدانية تناول فيها الاختبار الروحي الذي يعيشه المؤمن حين يدعوه الله الى الاهتمام ببناء كنيسة.

العظة

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي" (متى 18:16) قال فيها: "على صخرة إيمان سمعان بطرس بنى الرب يسوع كنيسته، وعلى إيمان أبنائها وبناتها تنمو وتعلو، لا سيما بأبرارها وقديسيها. ونذكر من بين المتميزين أبانا القديس يوحنا مارون، البطريرك الأول على كنيستنا المارونية المنتخَب سنة 686، الذي يجمعنا وأحباءنا أبناء الديمان وبناتها المقيمين على أرضه والمنتشرين خارجه، وقد توافدوا من كندا وأستراليا وسواهما لتدشين الكنيسة الجديدة ومذبحها على اسمه كما الكنيسة القديمة. فيطيب لي أن أحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية والتكريس مع سيادة أخوينا المطران جوزف نفاع، نائبنا البطريركي العام في منطقة الجبه، والمطران مارون العمار، سلفه ورئيس أساقفة أبرشية صيدا، الذي في عهده كانت بدايات الدروس والخرائط للكنيسة وقاعتها الرعائية، وارتفع البناء، وظل بعد انتخابه مطرانا لأبرشية صيدا، يتابع المشروع في كل مراحله مع سيادة المطران جوزف نفاع وكاهن الرعية الخوري حبيب صعب ولجنة الوقف ولجنة البناء، ومؤازرة الخوري خليل عرب رئيس قلم الكرسي البطريركي، والقيم البطريركي الخوري طوني آغا الذي أمن كل ما يلزم من قبل الكرسي البطريركي".

أضاف: "إنني أحييهم جميعا مع المهندسين والمقاولين والبنائين وكل الذين سهروا على سير الأعمال اليومية. وتحية خاصة إلى وزارتي الأشغال والطاقة، مع الشكر على ما أنجزتا. ويسعدنا أن يشارك معنا في هذا الاحتفال صاحبا السيادة المطرانان طانيوس الخوري والياس نصار. أما العنصر الأساسي فهو أنتم، يا أهل الديمان الأحباء، المقيمين في لبنان والمنتشرين بنوع خاص في أوستراليا وكندا، الذين سخيتم بمالكم عن إيمان صادق حتى تحقيق هذا المشروع الكبير اللائق ببيت الله، وبتكريم أبينا القديس البطريرك يوحنا مارون، واللائق بالديمان حيث بنيتم البيوت الفيلات الجميلة. فكان لا بد أنكم شئتم أن يكون بيت الله هذا الأكبر والأليق. أنا أعتقد أنكم تفاخرون بهذا الإنجاز العظيم الذي يبقى ذكرا خالدا في بيوتكم تتناقله ذخرا للأجيال من بنيكم وبني بنيكم. فيطيب لي أن أحييكم وأشكركم، أنتم الحاضرين وأولئك الذين تعثر عليهم المجيء من البلدان البعيدة، ولكنهم يشاركوننا فرحة التدشين بالروح وعبر وسائل الإعلام، ونحن نحملهم بصلاتنا. ونسأل الله أن يكافىء بفيض من نعمه وبركاته كل الذين سخوا من مالهم ووقتهم وجهد أيديهم وعرق جبينهم في سبيل إنجاز هذا المشروع المقدس، وهو دليل إيمانكم الكبير ومحبتكم لله وللكنيسة".

وتابع: "أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي" (متى 18:16). الكنيسة هي جماعة المؤمنين بالمسيح الذين بالمعمودية والميرون صاروا أبناء لله وبناتا، وأعضاء في جسده الذي هو الكنيسة. يشبهها الرب يسوع في إنجيل اليوم ببيت مبني على الصخر، فلا تزعزعه الأمطار والرياح والعواصف مهما اشتدت. الكنيسة مثل هذا البيت، إنما مبنية على صخرة إيمان بطرس والرسل، وخلفائهم الأساقفة من بعدهم. حجارة هذا البيت هم جماعة المؤمنين، والإسمنت الذي يجمع الحجارة ويثبتها هو المحبة. هكذا القديس بولس الرسول يسمي الكنيسة بيت الله الروحي، إذ يقول: "أنتم مبنى الله" (1كور9:3). ويسميها يوحنا الرسول في كتاب الرؤيا: "سكنى الله مع البشر" (رؤ3:21)، وهم عائلته. أما من حيث هي بيت حجري فهي "بيت الله" في الديمان، بيت مقدس لأن الله ساكن فيه ويقدم للمؤمنين كلمة الحياة في الإنجيل والكتب المقدسة، ونعمة الأسرار التي تقدسهم، ويتحد بهم في ذبيحة القداس والمناولة المقدسة، ويشدد وحدتهم برباط الروح القدس. هذا هو "بيت الله" الذي بنيتم يا أهل الديمان الأحباء بإيمانكم وسخائكم. كافأكم الله بفيض من نعمه وبركاته، وبارك جهودكم ونشاطكم، وبارك عائلاتكم وأولادكم، جيلا بعد جيل".

وأردف: "الكنيسة بوجهها البشري وهيكليتها وتنظيمها هي نموذج للدولة. فكما الكنيسة جماعة بشرية تشبه الجسد المؤلف من أعضاء كثيرة، ولكل عضو دوره ومهمته من أجل خير الجسد كله، كذلك لبنان دولة نظامها السياسي قائم على التعددية الثقافية والدينية والحزبية، فلا يستطيع أن يجد لبنان كدولة استقراره إذا تفرد بحكمه فريق معين دون سواه، وإذا اعتمد الإقصاء والإبعاد لأشخاص كفوئين أو لأفرقاء سياسيين ليسوا من اللون الواحد. وكما أن في الكنيسة سلطة الحل والربط بشخص بطرس وخلفائه، والرسل وخلفائهم، كذلك دولة لبنان لا تستطيع أن تسير من دون سلطة تقرر وتحسم الخلافات والقرارات بدلا من تعطيل سلطتها المتمثلة برئيس الجمهورية والحكومة مجتمعة وفقا للدستور، وإيكال سلطتها الدستورية إلى وسطاء. وكما أن في الكنيسة قوانين تسير عليها وتتقيد بها لكي لا تدب فيها الفوضى، كذلك الدولة اللبنانية لا تستطيع أن تكون دولة القانون والعدالة، لا دولة الفوضى، إذا استمر المسؤولون فيها يخالفون الدستور والقوانين، وإذا استمر التدخل السياسي في الإدارات العامة والقضاء، وإذا عطل النافذون السياسيون تنفيذ القانون وأحكام العدالة وقرارات المجالس الدستورية".

وختم: "نصلي اليوم لكي نحافظ كلنا على هويتنا المسيحية كحجارة حية في "بيت الله" الذي هو كنيسة الرعية، ولكي يعمل المسؤولون السياسيون عندنا على بناء الدولة مستوحين نموذج الكنيسة من حيث هي مجتمع منظم بوجهها البشري. ومعا نرفع نشيد المجد والشكر على إنجاز هذه الكنيسة الجديدة، والاستعداد لاستكمال قاعتها الرعائية ومجمعها، بشفاعة أمنا مريم العذراء وأبينا القديس يوحنا مارون، للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".

فارس

وفي نهاية القداس، كانت كلمة للقنصل وديع فارس حيا فيها الراعي "الساهر بعناية ومحبة ابوية على كل شؤون الديمان الروحية والانمائية في سياق العلاقة التاريخية التي تربط رعية الديمان بالبطريركية المارونية"، معتبرا أن "مشاركة اعداد كثيفة من ابناء الديمان المنتشرين في هذه المناسبة تأكيد على عمق تعلقهم بجذورهم الروحية والوطنية". وقدم خادم الرعية الخوري حبيب صعب هدية تذكارية الى الراعي عبارة عن بدلة قداس تحمل معنى المناسبة.

جولة

بعد ذلك، كانت جولة في الكنيسة والاطلاع على موجوداتها، تبعها حفل كوكتيل في باحة الكرسي البطريركي القديم التي اهلتها البطريركية مؤخرا. وكانت جولة على ساحات الكرسي وممراته المتصلة بكنيسة مار يوحنا مارون القديمة التي بناها البطريرك يوسف حبيش سنة 1833 وبالاقبية الاولى التي بناها البطريرك يوحنا الحلو ليقيم فيها حتى انتقل الى دير سيدة قنوبين سنة 1819. وقد كشفت رابطة قنوبين للرسالة والتراث هذه الاقبية قبل سنتين وستعمل على ترميمها وتأهيلها كمعلم عمراني تراثي على مدخل وادي قنوبين.

واشار الزميل انطوان فرنسيس الى ان "الكنيسة الجديدة تقع ضمن موقع تراثي ديني طبيعي مميز وسوف تتابع اعمال تأهيل وتجميل الموقع ضمن خطة احياء معالم الديمان الدينية والتاريخية الاساسية الثلاثة في مزارات مار سركيس ومار يوحنا مارون ومار اسطفان حيث حديقة البطاركة".

سهرة فولكلورية

الى ذلك، اقيمت بعد مراسم التكريس، سهرة فولكلورية شارك فيها ابناء الديمان المغتربون الوافدون والمقيمون داخل لبنان. ووزع على هامش الاحتفال كتيب اعدته لجنة الكنيسة تناول مراحل بنائها ومحطات بارزة من تاريخ الديمان ومواقعها الدينية.

 

باسيل من واشنطن: النظام اللبناني القائم على حرية الأديان هو حاجة للانسانية فحافظوا عليه

وطنية - الخميس 18 تموز 2019

شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في افتتاح الاجتماع الوزاري في واشنطن، ضمن إطار المؤتمر الثاني لتعزيز الحريات الدينية، وقال في كلمته: "أشارك للمرة الثانية في مؤتمر حرية الأديان، الذي تنظمه وزارة الخارجية الأميركية مشكورة، ومشاركتي هذه ليست فقط من باب علاقة بلدي بالولايات المتحدة وحبي لهذه المدينة الجميلة، ومن باب اهتمامي الكبير بمسألة حرية الأديان وحماية الأقليات والحفاظ على التنوع والشراكة في الشرق الأوسط. الله خلقنا مختلفين ومتنوعين، فإذا بالإنسانية تتشكل من ألوان مختلفة، وأعراق مختلفة، وإذا بالإنسان يختار أديانا متعددة، فمنهم من يعبد الإله الواحد ومنهم من يعبد الآلهة المتعددة ومنهم من لا يؤمن بإله ويعيش إنسانيته من دون دين، فلا إله أفضل من الله طالما الله واحد، فكلنا تجمعنا الإنسانية، ويحمينا القانون وتنظم حياتنا العادات والتقاليد".

أضاف: "أنا آت إليكم من لبنان بلد التعايش في ما بين الأديان، والبلد الوحيد في المنطقة الذي أبى إلا أن تكون السلطة مقسمة مناصفة في ما بين الأديان، فلا تشعر أقلية بسطوة أكثرية، ولا تهدر حقوق طائفة من قبل أخرى، ولا يسيطر العدد على حساب الشراكة، فنحن في لبنان أوقفنا العد، لأننا توافقنا على العيش المشترك، وجدنا الصيغة المناسبة ليشعر كل منا أنه قوي ويعيش في أمان، ووجدنا أن حقوق الأقليات لا تحفظها إلا المشاركة في السلطة والوجود الفعلي في مركز القرار، فكلما كان النظام تشاركيا، كلما اطمأنت الأقليات الى مستقبلها، وابتعدت عن الهجرة الى دول تشبهها عرقيا أو إثنيا أو دينيا، فالمشاركة في أجهزة الدولة الأمنية والقضائية والإدارية تعطي الطمأنينة لعناصر المجتمع كافة، وتصبح هذه الأجهزة أكثر عدالة وينتظم عملها، فلا تجنح نحو التطرف والتمييز بين مكونات الشعب على أساس العرق أو الدين أو اللون".

وتابع: "لقد عانت منطقة الشرق الأوسط على مر التاريخ من الإضطهاد على أساس الدين، فالمنطقة بحد ذاتها جمعت الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، كما تفرع من هذه الديانات مذاهب متعددة، أعطت طابعا متميزا لمنطقتنا ولكن في نفس الوقت شكلت منطلقا للكثير من النزاعات الدموية التي أدت الى تصاعد الإرهاب. فكان الصراع بين اليهود وروما، ومن ثم المسيحي - الإسلامي، ومن ثم اليهودي - العربي، ومن ثم العربي - العربي، والسني - الشيعي وصولا الى أحداث الفلاشا في إسرائيل وثورتهم على التمييز العنصري داخل المجتمع الإسرائيلي".

وختم: "في خضم كل هذه الأحداث يقف لبنان شامخا، حيث يشكل نموذج الحكم فيه منطلقا صلبا للتشارك في الحكم والمحافظة على حرية ممارسة الأديان. قد يقول البعض إن هذا النظام هش وتعرض لاهتزازات وصلت الى حد شل البلد، وهذا صحيح لكن إرادة العيش معا هي أقوى من هشاشة النظام، وهي الأساس في نجاح النموذج اللبناني. فلبنان لن يكون كما هو في حال فقد مكونا من مكونات مجتمعه ونسيجه الإجتماعي، والخطر الأساسي في ذلك هو التوطين أو إدماج النازحين واللاجئين، واللبنانيون يريدون العيش معا والإستفادة من تنوعهم وتعدديتهم. لذلك أدعوكم جميعا الى مساعدة لبنان للحفاظ على تنوعه ونظامه حتى لا يسقط النموذج ويحل مكانه ظلام الآحادية. النظام اللبناني القائم على حرية الأديان هو حاجة للانسانية، حافظوا عليه".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  18 و19 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

ثورة الفلسطينيين على الدولة اللبنانية ووطن الساحة وصندوق البريد

الياس بجاني/18 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76792/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88/

 

فضائل ما شربل

الأب غطاس خوري/18 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76810/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%ba%d8%b7%d8%a7%d8%b3-%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d8%b6%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d9%85%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84/

 

 

 

في عين العاصفة

حنا صالح/الشرق الأوسط/18 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76800/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%b5%d9%81%d8%a9/

 

 

الدويلة أضحت الدولة؟

د.توفيق هندي/اللواء/18 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76802/76802/

1- في زمن يحتدم فيه الصراع الأميركي - الإيراني ويتشوّش العقل نتيجة رواسب أفكار سابقة أو مسبقة أو معلومات مضللة، وبغض النظر عن عداوة أميركا للجمهورية الإسلامية في إيران، مشكلة لبنان الرئيسية تكمن في أنه مختطف من إيران عبر حزب الله. ويذكر في هذه المناسبة أن الحركة السيادية لم تتوقف من أجل إخراج الجيش الأسدي من لبنان سابقاً بالرغم أن المجتمع الدولي والعربي بكاملهما وكذلك إسرائيل وافقوا جميعاً على سيطرة النظام السوري بالكامل على كافة مفاصل الدولة في لبنان.

 

الساحة السورية... الجبهات القادمة

د. وليد فارس/اندبندت عربي/18 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76805/76805/

 

 

نواف الموسوي: من الاعتداد إلى "الانسحاق" في "المسيرة الإلهية"

علي الأمين/ نداء الوطن/18 تموز 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76808/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%86%d9%88%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%88%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%af-%d8%a5%d9%84/

 

Netanyahu: We Do Not Hold Back Striking Those Who Fire From Populated Areas

Hezbollah Branded As Terrorist Organization In Argentina, Assets Frozen

نيتنياهو يهدد لبنان وحزب الله وإيران باستهداف أي موقع تنطلق منه النار على إسرائيل حتى ولو كانت مناطق مأهولة بالسكان

الأرجنتين تجمد أصول حزب الله وتصنفه منظمة إرهابية

http://eliasbejjaninews.com/archives/76813/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%ac%d9%86%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%ac%d9%85%d8%af-%d8%a3%d8%b5%d9%88%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%aa%d8%b5%d9%86%d9%81%d9%87-%d9%85%d9%86/