LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july05.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مِن جَرَّاءِ تَصَلُّبِ قُلُوبِهِم! هُمُ الَّذِينَ فقَدُوا كُلَّ حِسٍّ، فأَسْلَمُوا أَنْفُسَهُم إِلى العِهْرِ فَٱرْتَكَبُوا بِجَشَعٍ كُلَّ نَجَاسَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

إلياس بجاني/هيدا نحن وهيدا حالنا وكيف نكون يولى علينا

إلياس بجاني/وهيدا كمان نحن مش غيرنا..شوفو وين أولوياتنا ..قليل كتير يلي عم يصير فينا

إلياس بجاني/نجاح كبير لحزب الله في وضع اللبنانيين في مواجهة بعضهم البعض

إلياس بجاني/صحيح باسيل فاشل وتعيس إلا أن البدائل أتعس وأخطر وداكشت الكراسي بالسيادة وبمليون لون

إلياس بجاني/وجع الدروز هو وجع كل اللبنانيين

إلياس بجاني/تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

إلياس بجاني/حمى الله الجبل وأهله من الفتنة ومن المفتنين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أميركا vs إيران: الحرب ستطال لبنان وتدوم لأسابيع.. "حزب الله" تحت الماء!

نزولاً عند رغبة الهيئة الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز... تحديد موعد دفن رامي سلمان وسامر أبي فرّاج

"ناشيونال انترست": نيران الحرب ستلتهم دولاً بينها لبنان.. وهذا بنك أهداف إسرائيل!

لهذه الأسباب انقطع حبل "الترسيم"

مفاوضات الترسيم إلى نقطة الصفر: شروط وشروط مضادة

غادة حلاوي/نداء الوطن

الخواجة يشتري كهرباء عكار

شهيدان من الجيش اللبناني في حادث مروع 

التجمع من أجل السيادة: الخروج من المأزق بإسقاط التسوية ومقاومة سيادية تعيد لبنان الى الشرعيتين العربية والدولية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 4 تموز 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عندما وقع باسيل في كمين البساتين: هل خسر معركته الرئاسية ؟!

الخلاف على إحالة أحداث الجبل إلى “العدلي” يشل حكومة الحريري و"التجمع من أجل السيادة" دعا إلى إسقاط التسوية

فيصل الصايغ: لا نريد القول إن باسيل انكسر والمشكلة لا تتعلّق بالجبل

كوشنير يؤكد نيّة "الصفقة" توطين الفلسطينيين في لبنان

صرخة الأب مجدي علاوي: المخدرات عم تاكلنا، متل الجراد عم تفوت عبيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن بوست": إدارة ترامب تعد لشرعنة ضربة محتملة لإيران

طهران تضع شرطين للتفاوض مع واشنطن

الإدارة الأميركية تبحث عن إرساء أسس قانونية لتبرير ضرب إيران

ترامب لطهران: التهديدات ستلدغكم... و"الشيوخ" يطالب بالتحرك ضد انتهاكاتها النووية

إيران تضحي بالحشد الشعبي العراقي… فتتفادى ردّاً عسكرياً أميركياً/وسام الأمين/جنوبية

إيران: أميركا ألغت قرار مهاجمتنا «خوفاً من قوتنا العسكرية»

 روسيا تطالب إيران باحترام التزاماتها والصين تدعو إلى تجنب التوتر وبكين وموسكو تعزوان خطوة طهران إلى «ضغوط» واشنطن

بوتين: الغواصة المحترقة منذ أيام كانت تعمل بالطاقة النووية

بيدرسن في موسكو اليوم لإنجاز تشكيل «الدستورية» السورية وقلق روسي بسبب «الهجمات الإسرائيلية المتواصلة»

عشرات الضحايا في قصف مركز لاحتجاز المهاجرين بطرابلس ودعوات أوروبية وأفريقية للتحقيق... واتهامات متبادلة بين «الجيش الوطني» وحكومة السراج

أميركا تعلن الأسبوع المقبل خطوات تتعلق بالشق السياسي من {صفقة القرن}

كوشنر للفلسطينيين: أتحداكم تقديم أفكار أفضل من خطتنا الاقتصادية

احتجاز ناقلة يشتبه بنقلها نفطاً إيرانياً إلى سوريا في جبل طارق وطهران تستدعي السفير البريطاني

«هيومن رايتس ووتش»: العراق يحتجز الآلاف في ظروف «مهينة»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ليكنْ موتي موتًا نقيًّا أيّها السجّان/عقل العويط/النهار

حرث باسيل.. وحصاد حزب الله/محمد قواص/العرب

باسيل إذ ينافس النظام السوري على قتلاه/حازم الأمين/الحرة

لماذا زار جنبلاط الكويت وأميرها/ياسين شبلي/جنوبية

جنبلاط يكسر الحصار ويُفشل ”انقلاب الجبل”… وباسيل يسعى إلى تكريس ”معادلة حكم جديدة”/ابراهيم حيدر/النهار

عندما تهز الريح جبل لبنان/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

«التيار» و«الاشتراكي»… تاريخ من الخصومة والنزاع السياسي/بولا أسطيح /الشرق الأوسط

 من هنا نبدأ/ جنبلاط وحزب الله يجهضان فتنة الجبل/حسن صبرا/مجلة الشراع

رسائل ساخنة» من «مجلس الدفاع» الى الحكومة/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

باسيل ينكر تفاهمه مع الحريري قبل صياح الديك/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

عصفورية الطامح... "شو الله جابرو"/محمد نمر/نداء الوطن

عن همّ ديموغرافي ماروني درزي مشترك/وسام سعادة/نداء الوطن

جنبلاط إلى موسكو و”حزب الله” يخسر جبليّ الدروز في لبنان وسوريا/أحمد عياش/النهار

من يتحكمّ فعلياً بالسياسة الأميركية تجاه إيران داخل إدارة ترامب/مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

ما الذي يقلق حرّاس الإرهاب بالمنطقة/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

العربة التي لن تجر الحصان/سليمان جودة/الشرق الأوسط

الكشف عن مدينة عُبار/زاهي حواس/الشرق الأوسط

خلافاً لكل محاولات كوشنر... لا حل إلا بدولة فلسطينية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

إردوغان يقرر الانتقام من الديمقراطية بعد إسطنبول/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

مشاها خطى طيبة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

السودان أمام مفترق الانفراج أو التصعيد/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

ماهر الأسد غاضب/سليم النحاس/المدن

مقترحات حلول تمنع إنهيار السلطة..والفساد حجة وقف المساعدات/أدهم مناصرة/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية لوفد ابرشية قبرص المارونية: نرغب في رؤية واقع لبنان المختلط والمتميز بحرية مواطنيه ينطبق على دول العالم

 الحريري عرض مع فارننغ التعاون مع المانيا وملف النزوح والتقى موصللي

بري التقى وزير الدولة لشؤون النازحين وعبيد ودل كول الغريب: رئيس المجلس ضمان للسلم الاهلي والامور في عهدته

المكتب الإعلامي لباسيل: جهات معروفة تزرع التفرقة وتشحن النفوس وتنشر له كلاما قديما مضى عليه الزمن

مصبح الأحدب توجه الى باسيل عبر فيديو مسجل: تاريخ طرابس يرفض التطرف والتعصب

الراعي التقى راعي ابرشية قبرص المارونية وتسلم من وفد قواتي دعوة لرعاية قداس الشهداء ممثل النجفي: للوقوف كسد منيع بوجه الخطاب الطائفي

جعجع لرئيس الجمهورية: هذا العهد عهدك لا تسمح لأحد ان يفسده

سعود المولى لـ"ميدان": جبران باسيل جزء من موجة اليمين العنصري ولا يعبر عن المسيحيين/عمر الآغا/موقع ميدان

 

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مِن جَرَّاءِ تَصَلُّبِ قُلُوبِهِم! هُمُ الَّذِينَ فقَدُوا كُلَّ حِسٍّ، فأَسْلَمُوا أَنْفُسَهُم إِلى العِهْرِ فَٱرْتَكَبُوا بِجَشَعٍ كُلَّ نَجَاسَة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس04/من17حتى24/:”يا إِخْوَتي، أَسْتَحْلِفُكُم بِالرَّبّ، أَلاَّ تَسْلُكُوا في مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ الوَثَنِيُّونَ بِبَاطِلِ رَأْيِهِم، قَابِعِينَ في ظَلامِ تَفْكِيرِهِم، مُتَغَرِّبِينَ عَنْ حيَاةِ الله، بِسَبَبِ الجَهْلِ الكَامِنِ فِيهِم مِن جَرَّاءِ تَصَلُّبِ قُلُوبِهِم! هُمُ الَّذِينَ فقَدُوا كُلَّ حِسٍّ، فأَسْلَمُوا أَنْفُسَهُم إِلى العِهْرِ فَٱرْتَكَبُوا بِجَشَعٍ كُلَّ نَجَاسَة. أَمَّا أَنْتُم فَمَا هكَذَا تَعَلَّمْتُمُ المَسِيح، إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُمُوه، وتَلَقَّيْتُم في شأْنِهِ تَعْلِيمًا مُطَابِقًا لِلحَقِيقَةِ الَّتي هِيَ في يَسُوع، فَنَبَذْتُمُ الإِنْسَانَ العَتِيقَ الَّذي أَفْسَدَتْهُ الشَّهَوَاتُ الخَدَّاعَة، في سِيرَتِكُمُ الأُولَى، وتَجَدَّدْتُم في أَذْهَانِكُم تَجَدُّدًا رُوحِيًّا، وَلَبِسْتُمُ الإِنْسَانَ الجَدِيدَ الَّذي خُلِقَ على مِثَالِ الله، في البِرِّ وقَدَاسَةِ الحَقّ”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

هيدا نحن وهيدا حالنا وكيف نكون يولى علينا

الياس بجاني/04 تموز/2019

شعب نموذج حياته يتمظهر في هيفاء وهبي وميا دياب يستأهل طبقة سياسية وحزبية ورسمية تعتبره سلعة للتجارة وتستغبيه وتستهزئ به.

 

وهيدا كمان نحن مش غيرنا..شوفو وين أولوياتنا ..قليل كتير يلي عم يصير فينا

الياس بجاني/04 تموز/2019/اضغط على الرابط في أسفل

http://bintjbeil.org/article/162129?fbclid=IwAR3tDXCrKZNGuPZUSbCcVzBeI_B_xJKu6AD3MqTZ3RX3fNrWCpdQtnnRWiI

 

نجاح كبير لحزب الله في وضع اللبنانيين في مواجهة بعضهم البعض

الياس بجاني/04 تموز/2019

حزب الله هو المستفيد من الخلافات المذهبية والمجتمعية لأنها تبعد الجميع عن واقعه الإحتلالي وتكرسه حكماً وحاكماً وملاذاً.

 

صحيح باسيل فاشل وتعيس إلا أن البدائل أتعس وأخطر وداكشت الكراسي بالسيادة وبمليون لون

الياس بجاني/03 تموز/2019

صحيح بأن باسيل سياسي حديث النعمة وفاشل ومستفز ومتفرسن ومصاب بوهم العظمة إلا أن البدائل المارونية الحزبية كافة هي أسخريوتية وفاشلة وتفتقد للرؤيا وتداهن حزب الله كرمى للكرسي

 

وجع الدروز هو وجع كل اللبنانيين

الياس بجاني/02 تموز/2019

لأن الطافة الدرزية تواجه أزمة حقيقية وخطرة مطلوب من العقلاء فيها وهم كثر أن يوقفوا السجالات التصعيدية ويفرضوا على المتخاصمين من قادتها حلاً يصونها ويحفظ سلمها وآمنها.. والعقلاء هؤلاء قادرين على ذلك. علماً أن وجع الدروز يصيب كل لبنان لأنه لبنان جسم واحد مكون من عدة اعضاء وأي أذى يصيب أي عضو يؤذي كل الأعضاء. وحقيقة فإن كل الأحرار والسياديين والشرفاء والكيانيين في لبنان  وبلاد الإنتشار يؤلمهم ما حل بالطائفة الدرزية ويأملون بإنهاء حالة التوتر التي أصابتها.

 

تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

الياس بجاني/02 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76268/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%b5/

في أسفل تقرير من وكالة الأنباء الوطنية نشر أول أمس عقب زيارة الوزير محمود قماطي، (وزير حزب الله في حكومة الرئيس الحريري)، لدارة النائب طلال أرسلان في الشويفات بعد ساعات قليلة على وقوع الحدث الدامي الذي شهده الجبل في بلدة كفرمتى.

وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي من خلدة: ولى زمن المليشيات والمناطق المغلقة ولمحاسبة المرتكبين وأدا للفتنة

وطنية – الأحد 30 حزيران 2019/(“أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي بعد زيارته النائب طلال أرسلان في دارته في خلدة أن “من واجباتنا أن نكون إلى جانب حلفائنا في هذه الحادثة، وما حصل كبير وخطير جدا، وما يهمنا، هو الاستقرار في لبنان وفي الجبل، وعلى التوافق اللبناني القائم حاليا”. وقال: “العودة إلى الأعمال الملشياوية هو خرق للسيادة اللبنانية ولدماء الجيش والمقاومة. لقد دفع لبنان الشهداء من الجيش والمقاومة لتحقيق هذا الاستقرار، والاستقرار الأمني تحديدا، ومنعنا الإرهاب التكفيري والإسرائيلي لبناء وطن جديد، ولا يجوز أن نعود إلى خرق الأمن”. أضاف: “يجب أن ننتبه أننا كدنا أن نفقد وزيرا في الحكومة، لذلك، على الجيش والقوى الأمنية العمل، للحفاظ على الاستقرار بتسليم الجناة إلى القضاء، ليأخذوا ما يستحقون من عقاب، وأدا للفتنة”، وتابع: “لا نقبل أن تكون هناك منطقة مغلقة على أي لبناني، ويحق لأي مواطن أو مسؤول، زيارة أي منطقة، كما أن حرية التعبير والرأي كفلها الدستور”. ودعا إلى “اعتماد الخطاب السياسي الذي يتحلى بالأخلاقية السياسية، وعدم الإهانة، وألا يواجه أي حراك سياسي بالعنف والقوة”، مؤكدا “لقد ولى عصر المليشيات والمناطق المغلقة”. وكرر التأكيد أنه “لا يجوز المماطلة في تسليم الجناة واعتقال المرتكبين، من أجل ضبط الأوضاع والحفاظ على الاستقرار في الجبل. ونحن يهمنا كثيرا أمن الجبل والاستقرار فيه، وأن يهدأ الناس وألا ننتقل إلى دم جديد، لذلك ندعو الجيش والقوى الأمنية والقضاء إلى محاسبة المرتكبين وألا تتجدد الفتنة”. وردا على سؤال حول إذا ما كان يتواصل مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في هذه الحادثة، أجاب: “نحن الآن في دارة الأمير طلال أرسلان والتواصل قائم على الساحة الوطنية”)

بداية فإن المعايير القانونية المحلية والدولية لما يسمى ميليشيات، ولما يمكن أن يكون مناطق مغلقة، وكذلك لكل ما هو معايير ومقاييس للأمن والسلام والعيش المشترك والقضاء في دولة لبنان … هي كلها معايير وضوابط الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية والقضاء اللبناني، وكذلك الشرائع الدولية كما هو معترف بها من قّبل الأمم المتحدة.

من هنا فإن الغرابة والاستغراب والغربة في كامل محتوى تصريح النائب محمود قماطي يمكن بمنتهى البساطة تفسيرهم بمنطقين متعارضين،

الأول يقول ودون خجل أو وجل بأن الجهة التي ينتمي إليها الوزير، التي هي حزب الله، الإيراني من رأسه حتى أخماسه لا تعترف بالدولة اللبنانية، ولا بكل مؤسساتها ولا بدستورها وقضائها وقواها الأمنية، وأن عندها (حزب الله) معاييرها ومقاييسها الخاصة بها والتي تناقض وتتعارض 100% مع كل ما هو لبنان ولبناني من قوانين ودستور وأعراف ومؤسسات وأعراف مجتمعية،

أو ثانياً بأن النائب “اللاهي” المفوه لا يحترم لا ذكاء ولا علم ولا معرفة اللبنانيين.

وفي الحالتين يتبين جلياً ما هو محسوس وملموس ومعاش على أرض الواقع الإحتلالي والقمعي واللاهي حتى العظم، وهو بأن حزب الله غريب ومغرب عن كل لبنان، وعن كل ما هو لبناني، أكان في مفهومه للبنان الهوية والتاريخ والدور والحضارة والرسالة ونمط حياة بنيه وتعايشهم الحضاري، أو فيما يتعلق بأسلوب تعاطيه الإستكباري والفوقي المستهزئ دائماً بلبنانيتهم وبمعرفتهم وبقدرتهم على التفريق بين الحق والباطل، والوطني والإحتلالي، والصادق والمنافق.

لمن يهمهم الأمر وحتى لا يمر كلام النائب القماطي مرور الكرام ودون تعرية قانونية لمحتواه الأستغبائي والإرهابي، ودون سحب الكلام وتفسيره طبقاً لمعايير الدستور اللبناني، وعملاً بكل ما ورد في اتفاقية الطائف، وما جاء من بنود تتعلق به وبوضعيته الشاذة في القرارين الدوليين 1701 و1559.

طبقاً لكل هذه المعايير والمقاييس والضوابط اللبنانية والدولية هذه هي وضعية حزب الله القانونية لبنانياً ودولياً:

1- لبنانياً، حزب الله هو تنظيم غير مرخص له، وعملاً بالقوانين اللبنانية المرعية الشأنً هو عبارة عن جماعة من المسلحين الخارجين عن القانون.

وطبقاً لبنود اتفاقية الطائف تحديداً، فالحزب هو من ضمن الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وكان من المفترض أن يلتزم بتنفيذ كل البنود التي أدرجت تحت خانة الميليشيات.

2- دولياً حزب الله هو منظمة ارهابية وإجرامية، ومصنف تحت هذه الخانة في معظم دول العالم، عربية وغير عربية.

3- ودولياً وبما يخص القرارات الدولية الخاصة بلبنان (1559 و1701) الحزب هو ميليشيا مسلحة مطلوب منها تسليم سلاحها للدولة اللبنانية، وتفكيك مربعاتها الأمنية، والالتزام بالقوانين اللبنانية.

وحتى لا نطيل الشرح فإن كلام النائب القماطي هو إدانة للحزب بالكامل كون فاقد الشيء لا يعطيه.

فالحزب ميليشيا مذهبية وإرهابية، وهو مسلح وتابع لدولة إيران وليس للبنان، ويحتل لبنان، وعنده مربعات ودويلات أمنية لا سلطة للدولة عليها، ويحارب في العديد من الدول لمصلحة إيران وبأوامر مباشرة من قادة عسكرها، وتطول ولا تنتهي قائمة مخالفات الحزب للبنان ولكل ما هو لبناني.

وإن كان فعلاً قماطي وحزبه جديين في أي كلمة قالها من الشويفات فالبداية تكون بتسليم المحكمة الدولية المطلوبين بتهمة اغتيال الرئيس الحريري وإلا فالج لا تعالج.

يبقى أن كلام النائب محمود القماطي مستنكر ومرفوض وهو يدين الحزب ويعري وضعيته الإحتلالية والإرهابية والمذهبية والعنفية واللالبنانية واللاشرعية.

في الخلاصة، فإن ما حدث في الجبل ورغم مأساويته وخطورته، فهو عارض من أعراض مرض الاحتلال الإيراني للبنان، وربما ما كان ليحدث لولا وجود هذا الاحتلال ونجاحه للأسف في شق معظم الشرائح اللبنانية المجتمعية ووضعها في مواجهة بعضها البعض على خلفية مبدأ فرق تسد.

وبالتالي فإن التركيز الوطني والسيادي الجاد والمستمر يجب أن يكون على إنهاء هذا الاحتلال، وبعدم تضييع الوقت والجهد في التعاطي فقط مع الإعراض مهما كانت ضاغطة ومهمة أكانت معيشية أو أمنية أو مالية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حمى الله الجبل وأهله من الفتنة ومن المفتنين

الياس بجاني/01 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76252/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81/

من يشعل الفتنة في الجبل كائن من كان، سياسي، أو حزب، أو مسؤول، هو عملياً مجرم خطير وعدو للبنان ولكل اللبنانيين، وأيضاً هوعدو للسلم وللسلام والتعايش ولمصالحة الجبل.

كما أنه وهنا الخطور هو 100% يخدم مشروع الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله وبسلاحه وبدويلاته وبحروبه وبمشروعه الملالوي الهادف إلى إلغاء لبنان الإنسان والكيان والدولة والهوية والتاريخ وتقليب اللبنانيين ضد بعضهم البعض على خلفية مبدأ فرّق تسد.

إن من يشعل الفتنة في الجبل أكان عن جهل أو معرفة لا فرق هو ضد لبنان ويجب وضع حد فور لفتنته وكشفه وتعريته وفضح أمره.

وهنا مطلوب من كل العقلاء والأحرار والسياديين من الشرائح اللبنانية المجتمعية كافة من قيادات وسياسيين ورسميين ورجال الدين أن يجهدوا بكل معرفتهم وامكانياتهم وعلاقاتهم بهدف إطفاء نار هذه الفتنة البشعة وأن يعيدوا للدولة ولقواها الأمنية ولقضائها وللقوانين أدوارهم وأن يطالبوا المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 وذلك لإستعادة سيادة واستقلال لبنان وانهاء كل حالات الشواذ من ميليشيات ودويلات وتمذهب وفرسنة واحتلال ملالوي.

حمى الله الجبل وأهله والرحمة لأنفس الضحايا وصلاتنا من أجل أن يلهم ذويهم نعمتي الصبر والسلوان.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أميركا vs إيران: الحرب ستطال لبنان وتدوم لأسابيع.. "حزب الله" تحت الماء!

لبنان 24/الخميس 04 تموز 2019

نشر معهد "المجلس الأطلسي" الأميركي تقريراً عن دور "حزب الله" في حال اندلاع نزاع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، في ظل التطورات المتسارعة والخطيرة التي تشهدها منطقة الخليج العربي. وانطلق الموقع من تحذير الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله، الذي أطلقه في 1 حزيران الفائت، في يوم القدس العالمي، مذكراً بقوله: "أي حرب على إيران ستشعل المنطقة" و"كل القوات والمصالح الأميركية ستباد". وقال المعهد إنّ "حزب الله" يمثّل النجاح الأكبر الذي حققته إيران نتيجة تصديرها الثورة الإسلامية، مشيراً إلى أنّ قدراته تطوّرت حتى أصبح أقوى قوة محلية غير تابعة للدولة في العالم. ولفت المعهد إلى أنّ عديد "حزب الله" يُقدّر بـ30 ألف مقاتل، اكتسب عدد كبير منهم خبرة قتالية فائقة القيمة بسبب المشاركة في الحرب في سوريا. وأوضح المعهد أنّ إسرائيل تقدّر امتلاك "حزب الله" نحو 150 ألف صاروخ ورأس صاروخي، مشيراً إلى أنّه يُعتقد بأنّه بات يمتلك أسلحة متطورة مضادة للطائرات إلى جانب طائرات من دون طيار مخصصة للتجسس وأخرى قتالية ومركبات شبه غاطسة. وحذّر المعهد من أنّه في حال هاجم "حزب الله" إسرائيل دعماً لطهران، فإنّه سيتسبب باندلاع حرب يمكن أن تستمر لأسابيع وأن تلحق دماراً بلبنان وإسرائيل، على حدّ زعمه. وبيّن المعهد أنّ المسألة تتعلق إلى حدّ كبير بنطاق النزاع الممكن أن يندلع، مرجحاً أن يلعب "حزب الله" دوراً خفياً يمكن إنكاره أو التنصل منه، في حال اندلاع نزاع ضيق النطاق. ولفت المعهد إلى أنّ كوادر "حزب الله" منتشرون في سوريا، وبحدود أقل في العراق واليمن، وهم في مواقع تخولهم مساندة إيران عبر دعم وإرشاد عدد كبير من الكيانات المدعومة إيرانياً لمهاجمة أهداف الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. واستدرك المعهد متوقعاً تصعيد "حزب الله" في حال توصلت طهران إلى أنّ مستوى الحملة الأميركية يمثّل تهديداً وجودياً للجمهورية الإسلامية. وشرح المعهد بأنّ "حزب الله" قد يشن هجوماً مباشراً على إسرائيل بصرف النظر عن التبعات الممكن أن تترتب على لبنان، على حدّ ادعائه.

 

نزولاً عند رغبة الهيئة الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز... تحديد موعد دفن رامي سلمان وسامر أبي فرّاج

وكالات/الخميس 04 تموز 2019 أعلنت مديرية الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني أن رئيس الحزب طلال أرسلان ونزولاً عند رغبة الهيئة الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز والمشايخ العقلاء واحتراماً للقيم والعادات التوحيدية الشريفة، توافق مع عائلتي رامي أكرم سلمان و سامر نديم أبي فرّاج على تعيين موعد تشييعهما بمأتمين حزبيين وشعبيين في مسقط رأسهما. وأشارت المديرية الى أنه "سيتم تشييع رامي سلمان الجمعة في 5 تمّوز 2019 الساعة 2 بعد الظهر في بلدته الرمليّة، وتشييع سامر أبي فرّاج نهار في 6 تمّوز 2019 الساعة 1 ظهراً في بلدته بعلشميه". وأكدت المديرية أن "هذه الخطوة لن تثنينا عن المطالبة والإصرار على تسليم جميع المطلوبين والمتورطين والمحرضين إلى الأجهزة الأمنية والقضائية المختصّة، حيث أن دماء الشهيدين والجرحى الذين سقطوا نتيجة الكمين المسلّح لن تذهب سُدىً وهي امانة في اعناقنا" مشددة على أنه "لا حلّ لهذه المشكلة إلا باتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة ومحاسبة كل من يثبته التحقيق متورطاً في محاولة الإغتيال التي حصلت."

 

"ناشيونال انترست": نيران الحرب ستلتهم دولاً بينها لبنان.. وهذا بنك أهداف إسرائيل!

الكلمة أولاين/04 تموز/2019

نشرت مجلة "ناشيونال انترست" مقالاً أعدّه المحلل سيث فرنتزمان رأى فيه أنّ الحرب مع إيران لن تقتصر على الأراضي الإيرانية، بل ستمتدّ إلى العراق وسوريا ولبنان وإسرائيل والمملكة العربية السعودية واليمن وخليج عُمان، وحينها تغرق المنطقة كلّها بالحرب. وأشار الكاتب إلى أنّ صاروخًا روسي الصنع أُطلق من سوريا، سقط في شمالي قبرص التركية عن طريق الخطأ، وذلك بعد الضربة الإسرائيلية على سوريا، وذلك في الوقت الذي تزداد فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، والتي استهلّها مستشار الأمن القومي جون بولتون بتحذير من التهديدات الإيرانية في بداية أيار الماضي، وأعقبه توجه وزير الخارجية مايك بومبيو إلى العراق لمناقشة تلك التهديدات، فإيران تلعب دورًا في العراق وسوريا، وتقدم الدعم المالي لـ"حزب الله" في لبنان وعكسريًا عبر ترسانة صواريخ يبلغ عددها 150 ألف صاروخ، إضافةً الى جعمها الحوثيين في اليمن. من جانبها، حذّرت إيران من أنّ الصراع مع الولايات المتحدة سيؤدي إلى هجمات على إسرائيل، وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مجتبى ذو النور: "سيتم القضاء على إسرائيل خلال نصف ساعة في حال هاجمتنا الولايات المتحدة". وبحسب الكاتب فهذا التصريح قد يعني احتمال حصول حرب بين "حزب الله" وإسرائيل، ويعني أيضًا فتح جبهة في غزة وسوريا.

إضافةً الى ما تقدّم، أنشأت إيران قواعد في سوريا، وتدعم مجموعات في العراق، وتبيّن أنّ هدفها في سوريا أبعد من دعم النظام السوري، فهي تسعى إلى تأمين طريقها الى البحر، أي تأسيس ممر تسيطر عليه من سوريا إلى لبنان، ولهذا فإنّ جنوب لبنان وغزة وبعض الأماكن في سوريا ستكون ضمن بنك أهداف إسرائيل.

وأوضح الكاتب أنّ إيران تجد أنّ الدور الذي تلعبه في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وكذلك مواجهتها للولايات المتحدة وحلفائها، كلّها أمور تدخل ضمن سياسة مترابطة. من جانبه، تساءل موقع ibtimes إن كانت إسرائيل تتحضّر للحرب، ونقل ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز، خلال تعليقه على قرار إيران برفع مستوى تخصيب اليورانيوم، محذرًا من أنّ خطأ طهران يمكن أن يؤدي إلى حرب في المنطقة.

 

لهذه الأسباب انقطع حبل "الترسيم"

نداء الوطن/04 تموز/2019

"توقفت" مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل من دون اعلان رسمي بهذا الشأن. وأنهى الوسيط الاميركي ديفيد ساترفيلد مهمته على أمل أن يستكملها دايفيد شينكر من بعده. فبعد موجة تفاؤل سادت في الآونة الأخيرة، انتهى التفاوض غير المباشر الى طريق مسدود، وهو ما أعاده مصدر متابع عن كثب لهذا الملف الى الشروط والشروط المضادة، وارتباط الترسيم بمعطيات اقليمية ودولية غير مستقرة، وتراجع رئيس الوزراء الاسرائيلي عن التزاماته، وظروف الانتخابات الاسرائيلية. وبعدما وافق نتنياهو على شروط لبنان بتلازم الترسيمين البري والبحري وعدم تحديد مدة زمنية للترسيم، عاد فانقلب على ما وعد به ورفض تزامن الترسيمين والمدة الزمنية بعدما كان الجانب الاميركي توصل الى ما يشبه تدوير الزوايا حول هذه النقطة. السبب الآخر المختلف عليه هو شكل التفاوض او بالاحرى كيف سيكون شكل طاولة المفاوضات ومن يترأسها: أراد لبنان ان يكون للامم المتحدة دور اساسي في المفاوضات، وان تتقدم المتفاوضين، وهو ما يستلزم في حال الاتفاق عليه ان ترسل اسرائيل رسالة بهذا المعنى الى الامم المتحدة، لكن اسرائيل رفضت ودعمتها الولايات المتحدة في ذلك.

 

مفاوضات الترسيم إلى نقطة الصفر: شروط وشروط مضادة

غادة حلاوي/نداء الوطن/04 تموز/2019

إختفى أثر الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل ديفيد ساترفيلد في اليوم الثاني من زيارته الحالية. فمن دون اعلان رسمي وصريح توقفت هذه المفاوضات، وبدا بيان عين التينة الذي اعقب استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري لساترفيلد سلبياً بالشكل وواضحاً لناحية وجود خلاف حول مسألتين جوهريتين وهما دور الأمم المتحدة التي يريدها لبنان راعياً رسمياً للمفاوضات، ورفض توقيع أي اتفاق جزئي، بل ان التوقيع يتم بعد التوصل الى اتفاق نهائي. وأكدت مصادر متابعة لسير المباحثات الجارية ان مهمة ساترفيلد "توقفت فعلاً بسبب وجود خلافات في وجهات النظر"، فضلاً عن قرب انتقال هذا الملف إلى خليفته ديفيد شينكر الذي جرى تعيينه مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، ويأتي مزودا بتأييد شامل من اعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الاميركي. لم يخرج ساترفيلد، الذي ردد كلاماً ايجابياً في وزارة الخارجية عن امكان تجاوب اسرائيل مع المطالب اللبنانية، مرتاحاً من عين التينة، ونقل مسؤول رافق ساترفيلد في جولته انزعاج الاخير من طريقة تعاطي المسؤولين مع ملف الترسيم ما قد يضعهم امام موقف صعب للغاية. وتربط أوساط مطلعة على سير المباحثات الفشل بوجود شروط وشروط مضادة بين لبنان واسرائيل فضلاً عن ارتباط الترسيم كملف بمعطيات اقليمية ودولية على صلة خصوصاً بالانتخابات الاسرائيلية. عطفاً على أحداث قبرشمون في الجبل وتحليق طائرات الاستطلاع الاسرائيلية المتواصل فوق لبنان والجبل تحديداً، الى الانتشار الامني الذي حوّل ضاحية بيروت الى ما يشبه الثكنة العسكرية لبعض الوقت، ثمة ما يؤشر الى وجود معطيات غير مطمئنة قد تكون متصلة بعمل امني ما يتم التحضير له. وقد عزّز منسوب القلق الاجواء السلبية التي سادت عقب زيارة ساترفيلد، والتساؤلات التي طرحت نفسها عن اسباب فشل المفاوضات وخلفياتها في ظرف اقليمي ودولي بالغ الحساسية. اذ ليس منطقياً ان يسير لبنان في مسار تفاوض حول الحدود مع اسرائيل برعاية اميركية، والخلاف الاميركي - الايراني في ذروته، وثمة استنفار دولي - اقليمي متصل بهذا الملف خصوصاً.

ولا يمكن فصل ملف الترسيم عن تعقيدات المنطقة وما يستتبعها من تطورات دراماتيكية، وفي هذا السياق يصبح توقع فشل المفاوضات تلقائياً. فالظروف التي رافقت اطلاق الوسيط الاميركي مفاوضات الترسيم قبل نحو ثلاثة اشهر مختلفة عن ظروف اليوم، والتفاؤل الذي عبر عنه الاطراف المعنيون تراجع لأسباب عدة اهمها ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو الذي كان يفترض ان يقوده نجاحه في الانتخابات الى تشكيل حكومة، اراد في فترة معينة ان يبرهن للحليف الاميركي حسن نواياه وتقديم تنازلات معينة، لكن صودف انه فشل في تشكيل الحكومة وهو يستعد لخوض انتخابات مبكرة قريباً وليس من مصلحته تقديم تنازلات مشابهة لما قدمه عند انطلاق مفاوضات الترسيم. يومها وافق على تلازم الترسيم البري مع البحري وعدم تحديد مدة زمنية للترسيم، لينقلب على ما وعد به فيرفض تزامن الترسيمين والمدة الزمنية بعد ان كان الجانب الاميركي توصل الى ما يشبه تدوير الزوايا حول هذه النقطة.

السبب الآخر المختلف عليه هو شكل التفاوض او بالأحرى كيف سيكون شكل طاولة المفاوضات ومن سيترأسها، اراد لبنان ان يكون للامم المتحدة دور اساسي في المفاوضات، وان تتقدم المتفاوضين، وهو ما يستلزم في حال الاتفاق عليه ان ترسل اسرائيل رسالة بهذا المعنى الى الامم المتحدة، لكن اسرائيل رفضت ودعمتها اميركا التي لا يعترف رئيسها اصلاً بدور للامم المتحدة، واشترط الجانبان الاميركي والاسرائيلي ان يكون التفاوض في مبنى الامم المتحدة وليس تحت ادارتها.

وعند نقاط الخلاف هذه، توقفت مهمة ساترفيلد في ملف الترسيم، ليسلم شعلة المهمة الى خلفه ديفيد شينكر. وبطبيعة الحال لن يكون الجانب الاميركي منحازاً لمصلحة لبنان وهو حاول الايحاء من خلال وكيله ساترفيلد بأنه يفرض على اسرائيل تقديم تنازلات بينما هو يعطي من كيس لبنان وليس من كيسه لان الحدود البرية كما البحرية للبنان معروفة ومتفق عليها لدى الامم المتحدة. والمعروف ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي يقدم نفسه على انه رجل المهمات الصعبة، يعتبر ان امامه ثلاثة ملفات على مستوى من الاهمية: كوريا الشمالية وايران وصفقة القرن. ما يريده الرجل ان يترك بصمة مختلفة عن انجازات من سبقه من الرؤساء الاميركيين. اراد ان ينتزع ورقة التفاوض بين لبنان واسرائيل في لحظة مفصلية وجاء مبعوثه الى لبنان يقول اعطيناكم في الترسيم فماذا تعطوننا في المقابل. كانت صفقة القرن قيد التحضير، انتظر ترامب موقفا لبنانياً مرناً، فاذا برئيس مجلس النواب قبل فترة وجيزة يلخصه بعدد قليل من الكلمات "لبنان لن يبيع فلسطين بثلاثين من الفضة". موقف لمسؤول لبناني رفيع، هو رئيس مجلس نواب، ومفوض ملف التفاوض حول ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل. ومن هنا يمكن الاستنتاج انه عبّر عن موقفه كما عن موقف حزب الله الذي لم يعد مجرد قوة محلية، واذا كانت المفاوضات تندرج في اطار تقديم تنازلات متصلة بصفقة القرن فلنا ان نفهم اسباب الفشل من هذه الناحية. وفي لحظة ذروة الخلاف الاميركي - الايراني والاصوات التي تدعو ترامب الى توجيه ضربة لايران من خلال الوكيل الاسرائيلي ليس من المصلحة التفاوض وتسليف الجانب الاميركي كما الاسرائيلي اوراقاً تقوّي موقفهما.

 

الخواجة يشتري كهرباء عكار

الكلمة أولاين/04 تموز/2019

اشترى رجل الأعمال علاء الخواجة 3 منشآت لتوليد الطاقة من الهواء في عكار، كانت قد نالت سابقا ترخيصا من مجلس الوزراء لانتاج طاقة بحوالي 220 ميغاوات، وذلك من مالكيها الذين هم سياسيون فاعلون. يذكر ان هذه المنشآت تحظى بقروض دوليّة ميسّرة وطويلة الامد.

 

شهيدان من الجيش اللبناني في حادث مروع 

جريدة الجمهورية/الخميس 04 تموز 2019

أشارت جمعية "اليازا"، عبر صفحتها الخاصة على موقع "تويتر"، إلى سقوط شهيدين للجيش اللبناني من آل شلحة وال شقير في حادث السير على مفرق حربتا. وكانت "الوكالة الوطنية للاعلام" قد أفادت بمقتل كل من م.ش. وع.ش. وإصابة ن.ق، في حادث سير مروع وقع على طريق بعلبك حمص الدولية، بالقرب من مفرق بلدة حربتا في البقاع الشمالي، بين سيارة من نوع "هوندا سيفيك" جردونية اللون، وأخرى من نوع "تاهو شيفروليه" لون أسود. ونقل الجريح وإصابته حرجة، إلى "مستشفى دار الأمل" الجامعي للمعالجة، فيما نقلت الضحيتان إلى براد "مستشفى دار الحكمة" في بعلبك. في حين ضرب الدفاع المدني طوقا لمنع اقتراب المواطنين من المكان، خشية نشوب حريق بسبب تسرب مادة البنزين من السيارتين.

 

التجمع من أجل السيادة: الخروج من المأزق بإسقاط التسوية ومقاومة سيادية تعيد لبنان الى الشرعيتين العربية والدولية

الخميس 04 تموز 2019

وطنية - عقد "التجمع من أجل السيادة" اجتماعه الدوري الأسبوعي، واستعرض عددا من التقارير والمعلومات في شأن الأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية. ورأى التجمع في بيان، ان "الخلافات العميقة المتلاحقة بين أركان الحكم في شأن المحاصصات السياسية والإدارية والصفقات المالية، وانعكاساتها الأمنية المتنقلة على أرض الواقع كما حصل في قرى الجبل نهاية الأسبوع الماضي، وتقارير المؤسسات المالية العالمية عن الوضع المالي الكارثي للدولة اللبنانية، أثبتت أن صفقة التسوية التي عقدها أركان الحكم في ما بينهم، برعاية وإشراف مباشرين من حزب الله، فشلت فشلا ذريعا في تأمين الحد الأدنى المطلوب من الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي للبنان والشعب اللبناني، لا بل أنها أوصلت لبنان الى شفير الانهيار المؤسساتي والاقتصادي والمالي على نحو يفوق ما واجهه لبنان في عز أيام الحرب".

وحمل "كل المشاركين في هذه التسوية، بالتكافل والتضامن في ما بينهم، المسؤولية الكاملة عن الصراعات السياسية وانعكاساتها الدموية والإقتصادية والمالية والإجتماعية"، وطالبهم "بالتحلي بالشجاعة الأدبية والمعنوية والأخلاقية، والاعتراف بالجريمة التاريخية التي ترقى الى حد الخيانة العظمى والتي ارتكبوها في حق الدولة والشعب بمخالفتهم الدستور اللبناني وتسليمهم القرارات السيادية للدولة اللبنانية الى حزب الله، في مقابل رشوتهم ببعض المناصب الرئاسية والوزارية والنيابية والإدارية التي فقدت كل هيبة ودور فاعل وصلاحية في ظل تحكم سلاح حزب الله الايراني المصدر والدور، بمفاصل الحياة السياسية والأمنية والاقتصادية والإدارية اللبنانية كلها". وأكد ان "الإستقواء بسلاح حزب الله من أجل الوصول الى المناصب السياسية والإدارية، وترسيم الأحجام في السلطة، وفرض الغلبة على الخصوم، هو استنساخ لما شهده لبنان في مرحلة الإحتلال السوري من حالات قهر وظلم وتسلط. والمضي قدما في هذا الأسلوب هو مشروع انفجار جديد يهدد الإستقرار السياسي والسلم الأهلي". واعتبر أن "الخروج من المأزق الراهن لا يمكن أن يكون إلا من خلال تراجع شركاء الحكم عن صفقة التسوية بكل تجلياتها الرئاسية والحكومية والنيابية، واعتزالهم الطوعي الحياة السياسية، في مقابل تحمل القوى السياسية والحزبية والسياسيين المستقلين وقادة الرأي ونخب المثقفين وجمعيات المجتمع المدني السياديين لمسؤولياتهم الوطنية في مقاومة صريحة وواضحة ومباشرة للاحتلال الإيراني وأذرعه ووكلائه والمتواطئين معه والساكتين عليه، وصولا الى تولي الحكم تطبيقا لقاعدة حق الشعب اللبناني في تقرير مصيره بحرية مطلقة، وإعادة لبنان الى قلب الشرعيتين العربية والدولية من خلال شراكة استراتيجية كاملة مع الدول العربية، وإحياء صداقات لبنان وعلاقاته الدولية التاريخية".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 4 تموز 2019

النهار

يشعر مُعترضون على المحرقة في بيروت بفائض قوّة بعدما أيّد مطلبهم المطران الياس عوده الذي حذّر من الخيار ومن السمسرة فيه.

يشعر مُقيمون في الحازمية بالحيرة والقلق إزاء اعلان بلدية بعبدا لهم عدم التزام تسديد متوجّباتهم إلى بلدية الحازمية لأنّهم خرجوا عن صلاحيّاتها في حين أن قرار مجلس الشورى لم ينفّذ بعد.

قال وزير سابق إن زيارة ساترفيلد إلى لبنان قد تكون الأخيرة نظراً لانتهاء مهمّته واعتبر ان مهمة خلفه قد تتطلّب بعض الوقت للإقلاع.

الجمهورية

يستغرب مستشارو بعض النواب الجُدد كيف أن هؤلاء يخرجون من جلسات المجلس واللجان فيسألونهم عمّا حصل في الداخل.

بدأ بعض الأطراف تحضير لافتات إعتراضية على جولة ينوي أحد السياسيين القيام بها إلى منطقتهم.

لوحظ أن نائباً أصرّ على الغياب عن أي نشاط رغم رفع الحظر عليه من قبل حزبه.

اللواء

بات بحكم المؤكّد أن إحياء تحالف 14 آذار وضع على الطاولة بقوة بعد أحداث الجبل..

تجري مساعٍ للحدّ من اندفاعه مطلبية، في ضوء توضيحات وزير معني، وتعهدات نيابية..

تجدد التواصل بين مرجعية رفيعة وجهة دولية، عبر مستشار، من دون معرفة طبيعة الطروحات الجديدة والنتائج!

البناء

قال خبراء عسكريون ليبيون إنّ فرضية قيام سلاح الجو التابع لإحدى الدول الأوروبية بقصف تجمع المهاجرين غير الشرعيين في تاجوراء بليبيا هي إحدى الاحتمالات التي لا يجب استبعادها خصوصاً أنّ صاروخاً موجّهاً عن بعد يمكن أن يكون وراء العملية التي تستهدف ترويع المهاجرين نحو أوروبا والحدّ من تدفقهم عبر ليبيا في ظروف الحرب التي تمرّ بها واتخاذها طريقاً للهجرة غير الشرعية في ظلّ عجز الأجهزة الليبية عن التصدّي لهذه الهجرة في ظلّ الوضع الراهن.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عندما وقع باسيل في كمين البساتين: هل خسر معركته الرئاسية ؟!

أيوب/الخميس 04 تموز 2019

تحدث الوزير جبران باسيل عن كمينين تعرض لهما في قرية البساتين الأول سياسي والثاني امني وان كان من الصعوبة بمكان التحقق من حقيقة الكمين الأمني فإن الوزير باسيل كان مصيباً لدرجة كبيرة بحديثه عن الكمين السياسي.

بانتظار التحقيقات الأمنية والقضائية لمعرفة مطلق الرصاصة الأولى وصاحب الطلقة الاخيرة، في السياسة فإن ما جرى كان واضح النتائج والتداعيات سياسياً وحكومياً. لقد نصب الزعيم الجبلي وليد جنبلاط كميناً سياسياً لجبران باسيل، والأخير قد وقع فيه دون لبس أو ربما عناد حليفه الوزير صالح الغريب، ومن ثم توتره هو السبب في الوقوع بالكمين الجنبلاطي. ولكن مهما كان السبب أو المسبب فالحصيلة ان الوزير باسيل قد وقع في الكمين وهنا تستعاد عبارته "ما حاولنا تجنبه قد حصل...". الجولات المناطقية التي يقوم بها الوزير باسيل منذ فترة كانت أشبه بحملة انتخابية رئاسية تخاض في الولايات المتحدة أو أوروبا بخاصة ان انتخاب الرئيس في لبنان لا يحصل من قبل الشعب وفقاً للدستور، لكن الوزير باسيل كان يقوم بجولته الرئاسية المناطقية من ضمن حملته لإقناع الناخب الخارجي بانتخابه، كان يسعى الى صورة المرشح الذي يريده الناس كل الناس وانه المرشح القادر على اختراق كل الحواجز والموانع في التواصل مع الناس بعيداً عن زعمائهم وطوائفهم وأحزابهم. فكان كمين البساتين الذي نصبه جنبلاط والذي جاء ليرسم صورة معاكسة للمرشح جبران باسيل، صورة انه مرشح حرب بالنسبة لطائفة أساسية في لبنان. من المرجح ان أي طرف لم يكن يسعى للدماء أقله الأطراف الداخلية، لكن من المرجح أيضاً ان كل طرف كان يسعى من خلال ما حصل لتشويه صورة الآخر. إن اتهام جنبلاط بالميليشياوية أو الهيمنة على قرار الجبل، أو تحويل الجبل الى "كانتون" درزي لا يبدو أنها تزعج سيد المختارة فلقد اعتاد عليها وعلى ما هو أقسى منها. لا بل ان الكثيرين يستذكرون ابتسامته الماكرة عندما يسمع هكذا اتهامات، الا ان تداعيات ما حصل على باقي الأطراف وتحديداً الوزير باسيل تأتي من خارج السياق الذي رسموه لأنفسهم في هذه المرحلة أو تحضيراً للمرحلة المقبلة. حالة توتر عاشتها الأطراف بعد أحداث البساتين ولعل أبرز صور هذا التوتر تمثل بصورتين: الأولى ما نقل عن تهجم الوزير باسيل على زميلته وزيرة الداخلية ريا الحسن في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، والثانية تطييرة لجلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي رغم حفظ ماء وجه رئيس الحكومة بإرسال بعض الوزراء لإكمال النصاب قبل الغاء الجلسة. هناك شعور سائد ان الوزير جبران باسيل فقد الكثير من الحظوظ في الوصول الى رئاسة الجمهورية، ربما قد يقول البعض انه حقق مكاسب مسيحية والأمر فيه نقاش، أو يقول آخرون انه لم يخسر شيئاً في البساتين وذلك فيه لفلفة لما حصل. لكن ما يؤكده الكثيرون ان الوزير جبران باسيل خسر معركته الرئاسية، أو ربما أضاعها في البساتين. لقد خاض وليد جنبلاط هذه المواجهة بهدفين: الأول منع خصومه من إلغائه والثاني تشويه صورة باسيل كمرشح رئاسي. فيما خاض منافسوه هذه المواجهة بهدفين أيضاً الأول إلغاء زعامة وليد جنبلاط، والثاني تكريس جبران باسيل كمرشح لكل اللبنانيين. جنبلاط حقق الهدفين دون لبس، فيما منافسوه يبحثون عن مخرج من قرية البساتين. ما حصل في البساتين ستتم لملمته على الطريقة اللبنانية وعبر اللواء عباس إبراهيم، وأجمل ما قيل هنا على لسان أحدهم "يا ويلنا من بعدك يا عباس ابراهيم...".

 

الخلاف على إحالة أحداث الجبل إلى “العدلي” يشل حكومة الحريري و"التجمع من أجل السيادة" دعا إلى إسقاط التسوية

بيروت ـ “السياسة” /04 تموز/2019

رغم مساعي التهدئة القائمة، إلا أن تداعيات حادثة الشحار الغربي، حالت للمرة الثانية من دون انعقاد جلسة للحكومة خشية تفجرها، بين فريق وزاري مطالب بإحالة الحادثة على المجلس العدلي، يتقدمه وزراء “التيار الحر”، وبين فريق رافض لهذه الخطوة يقوده رئيس الحكومة سعد الحريري. وبانتظار تهيئة الأجواء التي تسمح بعودة الحكومة للاجتماع، يواصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم جهوده على خط “الحزب التقدمي الاشتراكي و”الحزب الديمقراطي اللبناني”، لتنفيس الاحتقان الذي لا يزال مخيماً في مناطق الجبل. وأعلن “الحزب الديمقراطي اللبناني” أن رئيسه طلال أرسلان توافق مع عائلتي ضحيتي حادثة قبرشمون، على تعيين موعد تشييعهما بمأتمين حزبيين وشعبيين في مسقط رأسهما، اليوم وغداً، مجدداً المطالبة بتسليم جميع المطلوبين والمتورطين والمحرضين إلى الأجهزة الأمنية. في سياق متصل، علم أن حالات مغادرة كثيفة لخليجيين سجلت في اليومين الماضيين من عاليه، كانوا قد قدموا إلى لبنان للاصطياف، وذلك على خلفية الأحداث. من ناحية ثانية، شدد “التجمع من أجل السيادة” على أن “الخلافات العميقة المتلاحقة بين أركان الحكم بشأن المحاصصات المختلفة، وتقارير المؤسسات العالمية عن الوضع المالي الكارثي للبنان، أثبتت بأن صفقة التسوية التي عقدها أركان الحكم، برعاية وإشراف من حزب الله، فشلت فشلاً ذريعاً في تأمين الحد الأدنى المطلوب من الاستقرار”. واعتبر أن “الاستقواء بسلاح حزب الله من أجل الوصول إلى المناصب، وترسيم الأحجام في السلطة، وفرض الغلبة على الخصوم، هو استنساخ لما شهده لبنان في مرحلة الوجود السوري، والمضي في هذا الطريق هو مشروع انفجار جديد يهدد الاستقرار”. وأضاف إن “الخروج من المأزق الراهن لن يتم إلا من خلال تراجع شركاء الحكم عن صفقة التسوية، واعتزالهم الطوعي الحياة السياسية، في مقابل تحمل القوى السياسية والحزبية والمستقلين وقادة الرأي لمسؤولياتهم الوطنية في مقاومة مباشرة للاحتلال الإيراني وأذرعه ووكلائه والمتواطئين معه والساكتين عليه”. وفي ذكرى مجزرة باب التبانة، التي ارتكبها النظام السوري، اعتبر الوزير السابق أشرف ريفي، أن “طرابلس دفعت كالأشرفية وزحلة ثمناً كبيراً، لكنها كسرت وصاية النظام السوري وانتصرت للبنان”، مضيفاً إن “خيارنا الشرعية والسيادة في مواجهة كل الوصايات”.

 

فيصل الصايغ: لا نريد القول إن باسيل انكسر والمشكلة لا تتعلّق بالجبل

وكالات/الخميس 04 تموز 2019

رأى عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب فيصل الصايغ أن "المختارة تقوى لأنها صادقة مع ناسها وتعمل في شكل يوازي بين الجرأة والحكمة وهذا الجوّ يطمئن الناس، فيما سياستنا تشدّد دوماً على عدم افتعال المشاكل، بل إننا نتنازل من حسابنا لتسهيل الأمور تحت سقف القانون، والمثال على ذلك هو ما حصل في الشويفات العام الماضي. فأحداث العام الماضي أسقطت شهيداً ينتمي الى فريقنا، ورغم ذلك أقنعنا الأهل بأن يقدموا إسقاط حق، ووضعناه لدى رئيس الجمهورية ميشال عون على أساس أن يقوم الفريق الآخر بتسليم المطلوبين لديه، ولكن ذلك لم يحصل الى الآن رغم صدور قرارات قضائية في حقهم". وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، اعتبر الصايغ أن "محازبينا يدفعون الثمن دائماً، ففي أحداث الجبل الأخيرة، وصل عدد المطلوبين منهم الى نحو 32 شخصاً وهم مطلوبون بصفة شهود وليس كمتّهمين لا سمح الله. ولكن رغم الإمتعاض، يشدّد وليد بك على البقاء تحت سقف القانون، وعلى اتّباع المسار القضائي الى النهاية، وكما يجب، وعلى عدم الذهاب الى التوتير، فيما الفريق الآخر لا يسلّم من ظهروا على شاشات التلفزيون بوضوح، فيما كانوا يقومون بإطلاق النار. ونتمنى أن تمرّ هذه المرحلة بسلام". وأكد "اننا لا نريد القول أن"رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل انكسر في الجبل، فالمشكلة ليست مع الجبل فقط، زيارات وزير الخارجية تتسبّب بمشاكل في مختلف المناطق، لأن كلامه وتحركاته تستفزّ الناس قبل القيادات، وهذا الواقع يحتّم عليه تغيير أسلوبه ويُمكن لرئيس الجمهورية أن يضع يده على هذا الموضوع، لضبط إيقاعات باسيل ووزير المهجرين غسان عطالله أيضاً، الذي يخرج بتصريحات تخيف شريحة من الناس، فيما تستفزّ وتتحدّى شريحة أخرى، وهذا لا يجوز". وأشار إلى أن "مشكلة باسيل هي ضمن بيئته، ففي "التيار الوطني الحر" لدينا الكثير من الأصدقاء، وبعض نوابهم يعملون في شكل ممتاز بالفعل، ولديهم آراء صريحة وواضحة وموضوعية، كما أن مؤسّسي "التيار" الأساسيين والمناضلين الذين أخرجهم باسيل من المشهد لا يقبلون بما يقوم به وزير الخارجية، وهو ما يدلّ على أن لباسيل مشاكل في بيئته الخاصة قبل الآخرين، فضلاً عن مشاكله مع "القوات" و"الكتائب" و"المردة" و"الأحرار"، قبل أن نتحدث عن مشاكله مع "الإشتراكي" و"أمل" و"المستقبل" ولذلك، يجب عليه العودة الى مبادىء اتفاق "الطائف" وضرورات العيش المشترك". وعن موقف "حزب الله" من أحداث الجبل الأخيرة، أشار الصايغ الى "أني كنت الوحيد الذي ردّ على وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، لا سيما أن حديثه من خلدة لم يكن مقبولاً أبداً. ولكن تبيّن لاحقاً، وأتتنا إشارات في هذا الخصوص، أن موقفه لم يَكُن موقف "حزب الله" الرسمي ولذلك، عمّم "الحزب" على كلّ المسؤولين فيه بأن لا يردوا عليّ"، متمنياً "أن يبقى "حزب الله" على هذا الموقف، ومن الواضح أنه لا يريد إقحام نفسه، رغم أن العلاقات السياسية الرسمية مقطوعة حالياً بيننا وبينهم. ولكن القطيعة لا تستوجب الدخول في صراعات أبداً".

 

كوشنير يؤكد نيّة "الصفقة" توطين الفلسطينيين في لبنان

نداء الوطن/04 تموز/2019

بعد أسبوع من عقده ورشة عمل اقتصاديّة في البحرين عرضت تقديم استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في إطار خطّة السلام الأميركيّة لحلّ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي المعروفة بصفقة القرن، ألمح صهر ومستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، في مؤتمر صحافي مع الإعلام العربي، إلى أن خطّته للسلام في الشرق الأوسط ستسعى إلى تحسين دمج اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي تستضيفهم، معتبراً في هذا السياق أن لبنان يُريد "حلّاً عادلاً"، ولافتاً إلى أن "اللاجئين الفلسطينيين المُقيمين في لبنان والمحرومين من الكثير من حقوقهم ولا يعيشون في أفضل الظروف، يودّون كذلك وضعاً يُوفّر لهم سبيلاً يُمكّنهم من الحصول على حقوق اضافية وأن يعيشوا حياة أفضل".  وهكذا، بدا أن كوشنير يُفضّل تطبيع وضع اللاجئين الفلسطينيين الذين فرّوا أو أُجبروا على الفرار من بلادهم عند قيام دولة إسرائيل في 1948، وأبنائهم وأحفادهم، مشيراً إلى أن عدداً مماثلاً من اليهود فرّوا أو طردوا من الدول العربيّة، وقال: "ما حدث للاجئين اليهود، هو أنّه تمّ استيعابهم في أماكن مختلفة، بينما لم يستوعب العالم العربي الكثير من هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين على مرّ الزمن"، مضيفاً: "عندما نطرح حلاً سياسيّاً، سنُحاول أن نطرح أفضل الحلول المقترحة التي نعتقد أنّها براغماتيّة وقابلة للتحقيق والتطبيق في هذا العصر". وكشف كوشنير، الذي وعد بمقاربة جديدة في صنع السلام في الشرق الأوسط بعد عقود من المحاولات الفاشلة، أنّه سيُعلن الخطوات التالية في خطّة السلام "خلال الأسبوع المقبل على الأرجح"، موضحاً أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمّدت افتتاح الخطّة بحوافز اقتصاديّة وستكشف لاحقاً تفاصيل حول المسائل السياسيّة الجوهريّة. ورأى أن القيادة الفلسطينيّة بدت "حمقاء للغاية"، بسبب مقاطعتها ورشة عمل البحرين، معتبراً أنّها لم تعرض أيّ طريقة أفضل لتحسين معيشة شعبها، لكنه أكّد في الوقت ذاته أن ترامب مستعدّ للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال: "ترامب يُحبّه كثيراً على المستوى الشخصي، وإذا كانا مستعدّين للحوار، فستكون لديهما فرصة".

 

صرخة الأب مجدي علاوي: المخدرات عم تاكلنا، متل الجراد عم تفوت عبيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا

أليتا/04 تموز/2019

محبة يسوع وحدا العلاج

كلمة الأب مجدي علاوي باليوم العالمي لمكافحة المخدرات: بدي حيي اليوم الاهل الموجوعين، الأهل يللي فقع قلبن على إبنن المدمن، كل إم وبي إبنن أخدلن مصرياتن ليشتري مخدرات، كل عيلة باعت أراضيها تتأمن حياة حلوة لولادها، وما كانت عارفة إنو راحو للمخدرات…”

بيي يسوع، عالطرقات تعرفت عليك ، وخليتني شوف إنو البي مش بس يلي بيعمل إنجازات وألقاب بهالدني، البي هوي يلي بيقبل ضعف ولاده وبيعمل من الضعف قوة. بدي قول لكل مسؤول نسي بيوم من الإيام إنو هوي بي، وقرر يروّج للمخدرات لأنو ولاد العالم مش ولاده، بدي قِلو “أبوتك ناقصة”.

” 71 بالمية من المدمنين أعمارن تحت الـ 35 سنة، بيعنيلكن شي هالعمر؟ بيعنيلكن ليه بدن يقضوا على شبابنا؟”

“شعارنا اليوم هوي “”اللي عندو إيمان… ما عندو مطرح للشك”.

هني عندُن إيمان، بس ما حدا آمن فيون، ما كان في حدا يحضنن ويسمعلُن. هني عندُن إيمان، بس الدني أخدتُن غير محل، للمحل يلي صاروا يشكوا بحالُن، بوجودُن، بقدراتن، وهالشك أخدُن لشكة الإبرة، للإدمان. وكل يلي عملتو من وقت ما تأسست جمعية سعادة السما هوي إني حبّيتُن، مش أكتر.”

“يمكن شي ما بيتصدق، لأنو العلاج طول عمرو مادي بس وقتا إجا المسيح وقال “أحبوا بعضكم بعضاً” كان عارف إنو بالحب منشفي كل أمراض الجسد والنفس، بالحب منقضي على كل أشكال الإدمان، ولما يكون في حب بيكون في ثقة، وبيروح الشك.”

“المخدرات عم تاكلنا، متل الجراد عم تفوت عبيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا، وضع البلد تعبان كتير وما في شب عم يقدر يأسس حالو، شغل ما في وشراية بيوت ما في واستقرار ما في، والمخدرات بتتفشى بالمجتمعات يلي ما فيها استقرار، هيدي التربة الخصبة.”

“محبة يسوع يلي صارت أهم مستشفى، وأهم علاج، محبة يسوع يلي وقفت بوجه الإدمان، محبة يسوع يلي ما بدا وزارة صحة ولا ضمان اجتماعي، محبة يسوع يلي حوّلت المدمنين لمدراء شركات وآباء بينشاف الحال فيون.”

“صرختي اليوم للأهل تينتبهوا عولادن، وما يلتهوا بحالُن وينسوا ولادن وأصحاب ولادن، ما يلتهوا بالحياة وينسوا الصلاة العائلية. صرختي اليوم للمدارس والجامعات لتضل عم تراقب كل شي عم بيصير ضمن حرم المؤسسة التربوية. صرختي للطبقة الحاكمة بهالبلد لتمنع تجارة وترويج المخدرات ولتحط البلد كلو من شماله لجنوبه تحت سقف القانون من دون أي استثناء لأنو مجتمعنا بخطر وولادنا بخطر، ومستقبلنا بخطر!” “طالما المسيح معنا، رح نضل واقفين بوجه آفة المخدرات ونعيش نحنا وولادنا “سعادة السما”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن بوست": إدارة ترامب تعد لشرعنة ضربة محتملة لإيران

ليبانون فايلز/الخميس 04 تموز 2019

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن الإدارة الأميركية، على خلفية التوتر مع إيران، تبحث مختلف الخيارات المتوفرة لديها لشرعنة هجوم عسكري محتمل على الجمهورية الإسلامية. وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الأربعاء إلى أن إدارة دونالد ترامب، وعلى الرغم من تراجع الرئيس الشهر الماضي عن ضرب إيران ردا على إسقاطها طائرة مسيرة للجيش الأمريكي، لا تزال تعد أرضية قانونية واسعة لشرعنة استهداف الجمهورية الإسلامية في المستقبل دون تفويض من الكونغرس. ولفتت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي تحدث في إفادات مغلقة وعلنية لأعضاء الكونغرس عن صلات بين إيران وتنظيم "القاعدة"، في خطوة يبدو أنها تمهد الطريق أمام البيت الأبيض لاستغلال التفويض باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين (AUMF) والذي منحه الكونغرس للرئيس الأميركي عام 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر. لكن هذه الادعاءات تثير الشكوك حتى لدى بعض أعضاء الإدارة الأميركية حسب الصحيفة، إذ اتخذ مسؤولون في وزارة الدفاع خلال الأسابيع الماضية سلسلة خطوات للنأي عن تصريحات بومبيو هذه، خوفا من جر إدارة ترامب الولايات المتحدة إلى نزاع من المتوقع أن يكون طويلا. وأعلنت المتحدثة باسم البنتاغون ريبيكا ريباريتش أن وزارة الدفاع لا تعتقد أنه يمكن استخدام التفويض الممنوح عام 2001 ضد إيران، وأكد كبير المحامين في الوزارة بول ني الابن أيضا هذا الموقف، حسب مسؤولين في البنتاغون. لكن الإدارة الأمريكية قد تلجأ إلى خيار آخر لشرعنة ضرب إيران دون تفويض من الكونغرس، وهي السلطة الدستورية التي يحظى بها رئيس البلاد بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة، وقد تعتمد إدارة ترامب في هذا الشأن على تجارب مختلفة للإدارات السابقة، من يوغوسلافيا إلى ليبيا. وكان ترامب قد لجأ إلى هذا الخيار في نيسان 2018 عندما شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا غارات على مواقع في سوريا، ردا على هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما بضواحي العاصمة السورية.

 

طهران تضع شرطين للتفاوض مع واشنطن

سكاي نيوز عربية/04 تموز/2019

وضع وزير الأمن الداخلي الإيراني محمود علوي، الخميس، شرطين لإجراء محادثات بين طهران وواشنطن هما رفع العقوبات الأميركية وموافقة المرشد الإيراني علي خامنئي، حسب ما نقلت عنه وكالة "الجمهورية الإسلامية". وأضاف علوي في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء "يمكن أن تعيد إيران النظر في إجراء محادثات مع أميركا، لكن ذلك في حالة رفع ترامب للعقوبات وموافقة زعيمنا الأعلى على إجراء مثل هذه المحادثات". واعتبر أن الأميركيين كانوا "مرعوبين من قوة إيران العسكرية"، وذلك ما دفعهم إلى إلغاء مهاجمة إيران. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي، إنه تراجع عن توجيه ضربة عسكرية ردا على إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة فوق مضيق هرمز يوم 20 يونيو لأن الضربة قد تقتل 150 شخصا، وأشار إلى أن الباب مفتوح أمام إجراء محادثات مع طهران. وتصاعدت التوترات بين طهران وواشنطن منذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وست قوى عالمية، وعاود فرض عقوبات كانت قد رفعت بموجب الاتفاق مقابل كبح طهران أنشطتها النووية الحساسة. وبموجب الاتفاق، يمكن لإيران تخصيب اليورانيوم إلى مستوى نقاء 3.67 في المئة، أي أقل بكثير من نسبة العشرين في المئة التي كانت تصل إليها قبل الاتفاق، ونسبة التسعين في المئة تقريبا التي تتيح صنع سلاح نووي. وردا على العقوبات الأميركية التي تستهدف على وجه خاص المصدر الرئيسي للعائدات بالعملة الأجنبية متمثلا في صادرات النفط الخام، قالت طهران في مايو إنها ستقلص التزامها بالاتفاق النووي. وفي أول انتهاك رئيسي للاتفاق قالت طهران يوم الاثنين إن مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب تجاوز الحد المسموح به. وقالت أمس الأربعاء إنها ستزيد تخصيب اليورانيوم بعد السابع من يوليو إلى أي مستويات تحتاجها فوق الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق.

ورد ترامب على ذلك قائلا "حذار من التهديدات يا إيران.. فهي قد ترتد إليك لتلدعك كما لم يلدعك أحد من قبل". لكن في تحد لهذا التحذير، قالت طهران إنها متشبثة بخطة تقليص التزاماتها النووية. وقال كيوان خسروي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "أحدث ترامب بانسحابه من الاتفاق النووي جرحا في طريق الدبلوماسية... وأفضل ترياق لكل التهديدات هو المقاومة النشطة". وحث الاتحاد الأوروبي إيران على الالتزام ببنود الاتفاق، لكن طهران تقول إن التزامها به سيتراجع تدريجيا إلى أن تضمن بريطانيا وفرنسا وألمانيا أن يعود عليها بنفع مادي وهو ما كان الحافز الرئيسي الذي دفعها للتوقيع عليه. وفي مايو ، أمرت واشنطن جميع الدول بالتوقف عن شراء النفط الإيراني وإلا واجهت عقوبات. كما أرسلت قوات إضافية إلى المنطقة لمواجهة التهديدات الإيرانية. سبة كل من يثبته التحقيق متورطاً في محاولة الإغتيال التي حصلت."

 

الإدارة الأميركية تبحث عن إرساء أسس قانونية لتبرير ضرب إيران

ترامب لطهران: التهديدات ستلدغكم... و"الشيوخ" يطالب بالتحرك ضد انتهاكاتها النووية

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/04 تموز/2019

 كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب وفي ظل دراسة اتخاذ خطوة عسكرية ضد إيران، فتحت الباب أمام كل سلطة قانونية قد تستخدمها لتبرير هجومها، بداية من ربط إيران بتنظيم “القاعدة”، إلى تأكيد ترامب بأن الهجوم الأميركي لن يتضمن قواتًا برية و”لن يدوم طويلًا”. وقالت إن الديمقراطيين وبعض الجمهوريين حاولوا مرارًا تقييد قرارات الإدارة الأميركية، مشيرة إلى تنامي المخاوف حيال احتمال قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد إيران، ولافتة إلى تبادل الإهانات بين ترامب والقادة الإيرانيين، وتهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن إيران يمكن أن تخصب اليورانيوم “بأي قدر تريده”. في غضون ذلك، حذر الرئيس ترامب إيران من التهديدات، قائلا عبر “تويتر” إن “إيران أصدرت تحذيرا جديدا.. يقول روحاني إنهم سيخصبون اليورانيوم، إذا لم يكن هناك اتفاق نووي جديد”، مضيفا “انتبهوا للتهديدات.. فهي يمكن أن ترتد لتلدغكم كما لم يلدغ أي شخص من قبل!”. من جانبهم، طالب نواب مجلس الشيوخ ماركو روبيو وتيد كروز وتوم كوتون في رسالة مباشرة، ترامب، بالتحرك ضد انتهاكات إيران النووية، من خلال زيادة الضغط على برنامجها النووي، وإنهاء الإعفاءات النووية المدنية التي أصدرتها الخارجية الأميركية، واصفين خطوات إيران بأنها “ابتزاز نووي”، ومتهمين نظامها بالمضي نحو سلاح نووي، بينما يطالب بتقديم تنازلات. على صعيد آخر، تفجرت فضيحة تجسس إيرانية جديدة، حيث نقل الموقع الإلكتروني لقناة “روسيا اليوم” عن وسائل إعلام غربية، أن أجهزة الأمن الأوكرانية اعتقلت مطلع العام الجاري إيرانيين اثنين في العاصمة كييف، وعثرت في السيارة التى كانا يستقلانها على أجزاء لصاروخ أوكراني متطور من نوع “KH-31” المضاد للسفن. وأشار إلى أن سلطات الأمن الأوكرانية صادرت القطع العسكرية وتم ترحيل الإيرانيين، وبينهما عبدي بيان الذي كان يعمل ملحقا عسكريا في سفارة إيران بكييف، مضيفا أن رئيس جهاز الاستخبارات الأوكراني فاسيل هريتساك، أبلغ الإدارة الأميركية بالواقعة خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى واشنطن. في المقابل ردت إيران على تهديدات ترامب، زاعمة أن “المقاومة النشطة ستكون علاجا مضادا للسم”. وجدد المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي كيوان خسروي، التأكيد على أن إيران ستبدأ الأحد القادم في تنفيذ الخطوة التالية من تقليص التزاماتها النووية، معتبرا “المقاومة الفاعلة هي الترياق في مواجهة ترامب، الذي ألحق ضررا بالمسار الديبلوماسي”. من جانبه، رهن وزير الاستخبارات محمود علوي، “اجراء محادثات بين طهران وواشنطن برفع العقوبات الاميركية، وموافقة المرشد علي خامنئي”، زاعما أن “الأميركيين مرعوبون من قوة ايران العسكرية. وهذا السبب في تراجعهم عن ضرب إيران”. من ناحية أخرى، وفيما كشفت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، أن الخارجية الأميركية تفكر في إصدار إعفاءات تسمح للصين باستيراد النفط من إيران، انتقد وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة، تقريرا للتلفزيون الإيراني عن سفينة تمكنت من الوصول للصين وسلمت شحنة نفط في التفاف على العقوبات الأميركية، مهاجما الخطوة، ومعتبراً أنها “فضحت المستور وأضاعت جهود البلاد للالتفاف على العقوبات”.

 

إيران تضحي بالحشد الشعبي العراقي… فتتفادى ردّاً عسكرياً أميركياً

 وسام الأمين/جنوبية/04 تموز/2019

3أصدر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قرارا مفاجئا الاثنين الماضي، بدمج فصائل الحشد الشعبي في القوات المسلحة النظامية فما هي ملابسات هذا القرار ودوافعه؟

 قرر رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي إغلاق كافة المقار التي تحمل اسم أي من فصائل الحشد الشعبي. وخير رئيس الوزراء العراقي الفصائل المسلحة بين الانضمام للقوات المسلحة أو الانخراط في العمل السياسي وفق قوانين الأحزاب.

وحسب البيان الذي صدر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، “يمنع تواجد أي فصيل يعمل سرا أو علنا خارج هذه التعليمات”. وأمهل رئيس الوزراء الفصائل حتى ٣١ من يوليو للالتزام بالقرار الجديد.

هل قرار عبدالمهدي جدّي؟

وفي تلميح الى عدم جدية قرار الدمج الذي يمكن ان يكون صوريا بعد ضغوطات اميركية على ايران والحكومة العراقية، فقد اعلن “ائتلاف النصر” الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي تاييده للامر الديواني 237 الخاص بتنظيم مؤسسة الحشد الشعبي، وأكد دعمه لاي مسار يعزز من قوة وسيادة الدولة. غير ان بيان “النصر” لفت الى ان حكومة السيد العبادي ومن خلال لجنة مختصة برئاسته كانت قد اصدرت نظاما بتاريخ 7.3.2018 بالامر الديواني 57 والذي نظّم قانونيا وكيّف بالضوابط هيئة الحشد الشعبي ضمن هيكلية الدولة ومؤسساتها المعنية، بما فيها ضمان حقوق المقاتلين الابطال ورعاية الشهداء والجرحى، وقد تم بالفعل البدأ بتنفيذ هذا (النظام) في فترة الحكومة السابقة وفصل الجهات السياسية عن منظومة الحشد، وكان الاولى الاستمرار بتنفيذ هذا (النظام) الذي له قوة القانون وليس اهماله والبدء بالعمل من جديد، فعمل الدولة تراكمي وليس صفريا”.

والجدير ذكره ان الشرط السادس في لائحة الشروط 12 الموجهة لايران من اجل رفع العقوبات الأميركية عنها هو وجوب ” تعامل ايران باحترام مع الحكومة العراقية وعدم عرقلة حل التشكيلات الشيعية المسلحة ونزع سلاحها”. لذلك فان هذا التنازل من ايران في العراق عبر البدء بعملية حلّ مليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني كطلب اميركي يراه مراقبون انه قرار جدي أوعزت به طهران لرئيس الوزراء العراقي عبد المهدي، ضمن سلسلة التنازلات التي تقدمها ايران للرئيس الاميركي دونالد ترامب في لبنان وسوريا والعراق كي يرفع عقوباته عنها، في حين يراه آخرون أنه قرار شكلي غير جدي، لان من شأن النفوذ الايراني الكبير الموجود داخل المؤسسات الامنية والعسكرية في العراق ان يفرغ مثل هذا القرارا من مضمونه ليأخذ طابعا شكليا، خصوصا وان فالح الفياض الذي اختير اخيرا ارئاسة “الحشد الشعبي” هو شخصية معروفة بتبعيتها المطلقة لإيران، وبالتالي فان سلطة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على ثكنات “الحشد” ستكون غير ذات جدوى وتأتمر بأمرة الفياض والمسؤول العسكري العام للحشد “أبو مهدي المهندس” صديق سليماني، الذي تصفه الخارجية الاميركية بـ”الارهابي”.

وقد علّق الباحث في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة فنار حداد معتبرًا” أنّ توقيت إصدار القرار يهدف الى تهدئة المخاوف الأميركية والإقليمية فيما يتعلق بإمكانية استخدام إيران للحشد الشعبي، خلال المواجهة المقبلة مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين”.

ورأى الباحث “أنّ الغموض يحيط بدور الحشد الشعبي في العراق، كذلك فرئيس الوزراء ليس بموقع قوّة، ولذلك، فقد يكون القرار شكليًا ليس أكثر”.

 حلّ الحشد الشعبي لتفادي ضربة أميركية؟

افادت صحيفة امريكية، في تقرير نشرته، الجمعة (28 حزيران 2019)، بأن الهجمات التي تعرض لها انبوب نفط بالسعودية في ايار الماضي مصدرها العراق وليس اليمن. وقالت “وول ستريت جورنال”، في موقعها الإلكتروني، إن مسؤولين أمريكيين (لم تسمهم) خلصوا إلى أن الهجمات بطائرات مسيرة على صناعة النفط السعودية في مايو\ ايار الماضي، كان مصدرها العراق وليس اليمن.

وأشارت الى أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حث رئيس الوزراء العراق، عادل عبد المهدي، على اتخاذ خطوات لضمان عدم استخدام بلاده كقاعدة انطلاق جديدة لشن هجمات. غير ان عبد المهدي، كان قد نفى الثلاثاء (25 حزيران 2019)، انطلاق الطائرات المسيرة التي استهدفت السعودية من العراق. وقال عبد المهدي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، الذي عقده اليوم وحضرته (بغداد اليوم)، ان “الامريكيين تحدثوا عن انطلاق الطائرة التي استهدفت الاراضي السعودية من الاراضي العراقية، لكن كل اجهزتنا الاستخبارية وكل قواتنا لم ترصد ولم يثبت لها هذا الشيء”.

وكانت كشفت لجنة الامن والدفاع النيابية، الاثنين 1 تموز 2019، حقيقة منع الحكومة ، دخول الطيران الامريكي للمجال الجوي العراقي للرد على هجوم قيل ان فصيلاً عراقياً (حزب الله العراق) نفذه في ايار الماضي ضد منشأة نفطية سعودية.

كما أكد ضابط الاستخبارات الأمريكي السابق مايكل بريجنت، قال في تغريدة على حسابه في “تويتر”، إن “الحكومة العراقية والسلطات الأمنية منعت دخول الطيران الأمريكي للمجال الجوي العراقي أثناء هجوم كتائب حزب الله بالطائرات المسيرة على المنشأة النفطية السعودية” حسب قوله. واستنادا لما تقدم، فان معلومات صحافية أصبحت شبه مؤكدة ان مسارعة رئيس الوزراء العراق الى الاعلان قبل يومين عن قرار بدء حلّ مليشيات الحشد وضمها نهائيا الى القوات المسلحه العراقية تحت امرته، هو الثمن الذي قدمه العراق بتأييد من حليفته ايران من اجل تفادي ضربة أميركية ضد الحشد ردا على الغارة الجوية المسيرة على السعودية انطلاقا من اراضي العراق، وفي هذا القرار تطبيق ايضا للشرط السادس من الشروط الاميركية الـ 12 على ايران، على امل رعاية عملية اخراج تحفظ ماء الوجه يتم على اثرها تطبيق باقي الشروط من اجل رفع العقوبات الاميركية عن الجمهورية الاسلامية.

 

إيران: أميركا ألغت قرار مهاجمتنا «خوفاً من قوتنا العسكرية»

واشنطن/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا)، اليوم (الخميس)، عن وزير الاستخبارات (الأمن الداخلي) الإيراني محمود علوي، قوله إن المخاوف من قوة إيران العسكرية هي التي منعت واشنطن من مهاجمة طهران الشهر الماضي. وأكد علوي في وقت متأخر من مساء أمس (الأربعاء) أنه بإمكان طهران وواشنطن إجراء محادثات بشرط أن ترفع الولايات المتحدة عقوباتها وتسمح السلطات العليا في إيران بإجراء محادثات بين الخصمين. وأوضح قائلا: «يمكن أن تعيد إيران النظر في إجراء محادثات مع أميركا لكن ذلك في حالة رفع ترمب العقوبات وإعطاء كبار قادتنا الإذن بإجراء مثل هذه المحادثات». وتابع: «كان الأميركيون مرعوبين من قوة إيران العسكرية. هذا هو السبب في إلغائهم لقرار مهاجمة إيران». وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي إنه تراجع عن ضربة عسكرية للرد على إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة يوم 20 يونيو (حزيران) لأن الضربة كان يمكن أن تقتل 150 شخصا، وأشار إلى أن الباب مفتوح أمام إجراء محادثات مع طهران.

 

 روسيا تطالب إيران باحترام التزاماتها والصين تدعو إلى تجنب التوتر وبكين وموسكو تعزوان خطوة طهران إلى «ضغوط» واشنطن

لندن/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

غداة تخطي إيران الخط الأحمر لمخزون اليورانيوم وتأكيد الوكالة الدولية تجاوز الاتفاق النووي، واصلت أطراف الاتفاق توجيه الرسائل إلى طهران حول تبعات مسار خفض تعهداتها النووية بعد إعلانها تجاوز الحد المسموح من اليورانيوم المخصب. ودعت روسيا لليوم الثاني على التوالي إيران إلى «عدم الانسياق وراء العواطف» واحترام «الأحكام الأساسية» من الاتفاق النووي رغم الضغوط الأميركية، ورغم «أسف» الصين لكنها حمّلت «الضغط الأقصى» الأميركي على طهران المسؤولية عن التوترات. وأعلنت طهران، أول من أمس، تنفيذ تهديدها بتجاوز مخزونها هذا الحدّ. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأمر، ما يهدد باحتدام الأزمة بين طهران وواشنطن، على خلفية توترات شديدة تثير القلق من اشتعال حرب بين الطرفين. الخميس الماضي، كشفت مصادر مطلعة أن الوكالة الدولية أخضعت المخزون الإيراني لعميلة مراقبة وأنه لم يتخطَّ السقف، على خلاف التوقعات. وربطت الأمر باجتماع فيينا الذي جرى بين ممثلين من إيران وأطراف الاتفاق النووي لبحث مستقبل الاتفاق. وعقب الاجتماع قالت طهران إن الأطراف «حققت تقدماً لكنه ليس كافياً للعدول عن قرارها تخطي سقف اليورانيوم». على ضوء ذلك، اعتبر بعض الصحف الإيرانية الصادرة أمس، أن الخطوة الإيرانية بمثابة رد على عدم رضا إيران عن نتائج اجتماع فيينا، الجمعة الماضية. وباتت طهران تهدد بانتهاك بنود إضافية من الاتفاق ما لم تساعدها الدول الأخرى التي لا تزال موقّعة عليه (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) في الالتفاف على العقوبات الأميركية.

ويسود ترقب من أطراف الاتفاق النووي والجهات الدولية المعنية بالاتفاق في ظل اقتراب موعد الإعلان عن الخطوة الثانية من خفض التعهدات الإيرانية في الاتفاق نهاية هذا الأسبوع. في المقابل تجس طهران بدورها نبض أطراف الاتفاق بعد إعلان تخطيها سقف مخزون اليورانيوم، لتحديد مستوى الخطوات المرتقبة بعد أيام. وتتباين المواقف في طهران حول الخطوات الإيرانية. وسُميت الخطة الإيرانية تارةً «الانسحاب المرحلي من الاتفاق» وتارةً أخرى تقول الحكومة إنها ستواصل خفض التزامات الاتفاق النووي شيئاً فشيئاً حتى تصبح قادرة على بيع النفط بالمستويات سالفة الذكر، متعللةً بأن ذلك هو الحد الأدنى الذي تتوقعه من اتفاق عرض مكاسب اقتصادية مقابل تقييد برنامجها النووي. على هذا الصعيد، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، «الزملاء» الإيرانيين إلى «ضبط النفس، وعدم الانسياق وراء العواطف واحترام البنود الرئيسية من الاتفاق». وحث أيضاً الأوروبيين على «الوفاء بوعودهم والتزاماتهم والقيام بكل شيء»، لكي تكون آلية «إينستكس» التي أنشأتها فرنسا وبريطانيا وألمانيا للسماح للشركات الأوروبية بمواصلة التعامل مع إيران رغم العقوبات «عملانية فعلاً». وزاد: «من دون ذلك، سيكون من الصعب جداً إجراء حوار بنّاء ومنتج بشأن إنقاذ الاتفاق».

والعام الماضي، بعد عام من الضغوط الأميركية المتزايدة ما زالت فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين تصر على الحفاظ على سعيها لإنقاذ الاتفاق الذي يمر هذا الشهر أربعة أعوام على ولادته في فيينا. وتشعر إيران بمزيد من العزلة بعد تشديد العقوبات على النظام المصرفي الإيراني وتطبيق خطة تصفير النفط الإيراني. وبموجب الاتفاق، تعهدت إيران بعدم السعي لحيازة القنبلة الذرية وقبلت بفرض قيود مشددة على برنامجها النووي مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها، إلا أن إعادة فرض العقوبات الأميركية بعد الانسحاب الأميركي يعزل إيران بشكل شبه كامل عن النظام المصرفي الدولي ويجعلها تفقد جميع مشتري نفطها تقريباً. أتى موقف لافروف في سياق ما أعلنته الخارجية الروسية أول من أمس، على لسان مساعد وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، الذي أعرب عن «أسف» موسكو لتجاوز مخزون طهران من اليورانيوم منخفض التخصيب حدّ الـ300 كلغم، ودعا إلى «عدم المبالغة في تصوير الوضع»، مشدداً على أهمية «فهم الأمر على أنه نتيجة طبيعية لأحداث حصلت قبله» وأدان الضغوط الأميركية غير المسبوقة لكنه حث طهران على التصرف بـ«مسؤولية».

أما الصين، الدولة غير الأوروبية الموقِّعة على الاتفاق النووي، فقالت إنها «تأسف» لتخطي إيران سقف اليورانيوم. ولكنها في موقف مماثل لروسيا وجّهت أصابع الاتهام إلى «الضغط الأقصى» الذي تمارسه الولايات المتحدة، واعتبرته «السبب الرئيسي» للتوترات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ، إن «الصين تأسف للتدابير التي اتخذتها إيران. في الوقت نفسه، أشرنا مراراً إلى أن الضغط الأقصى الذي تمارسه الولايات المتحدة هو مصدر التوترات الحالية». وصرّح في مؤتمر صحافي دوري: «ندعو جميع الأطراف لرؤية هذا الأمر من منظور طويل الأمد وشامل، وممارسة ضبط النفس والتمسك بالاتفاق النووي الإيراني معاً بهدف تجنب المزيد من التصعيد في ظل الوضع المتوتر». وكرّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أول من أمس، تصميم بلاده على مواصلة التخلي التدريجي عن التزاماتها بموجب الاتفاق، ما لم تحصل على الضمانات التي تطلبها من الأطراف الآخرين الموقعين على الاتفاق، خصوصاً الأوروبيين، بهدف التصدي لآثار الخروج الأميركي من الاتفاق. ومطلب إيران الرئيسي في المحادثات مع الأطراف الأوروبية الموقِّعة على الاتفاق وكشرط مسبق لأي محادثات مع الولايات المتحدة هو السماح لها ببيع النفط بمستويات أبريل (نيسان) عام 2018 قبل انسحاب واشنطن من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران. وفي موقف مماثل للصين وروسيا، حثت القوى الأوروبية الباقية في الاتفاق النووي والتي تحاول الحفاظ عليه، إيران، على عدم الإقدام على مزيد من الخطوات التي تنتهكه. لكنها أحجمت عن الإعلان عن بطلان الاتفاق أو فرض عقوبات بدورها على طهران. واتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بـ«التنمر» لطهران. وقال إن لهجة ترمب في تحذيره لإيران من التلاعب بالنار «تجعل إيران أكثر قوة». وقلل لاريجاني من أهمية العقوبات الأميركية على المرشد علي خامئني، قبل أسبوع، وذلك رداً على إسقاط إيران طائرة درون تابعة للجيش الأميركي بالقرب من مضيق هرمز. وقال: «من المؤسف أن ترمب فرض عقوبات على المرشد». وخاطب الرئيس الأميركي قائلاً: «افرضوا عقوبات لكن ماذا يملك (المرشد) لكي تفرضوا عليه عقوبات؟».

وحذّر لاريجاني دول جوار إيران من الدخول في ائتلاف مع الولايات المتحدة ضد بلاده. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية، أمس، عنه قوله إن الولايات المتحدة «أخفقت» في إنشاء ائتلاف ضد إيران لأن دول الجوار «تعرف أنها ستدفع الثمن إذا دخلت في ائتلاف». وقبل لاريجاني بساعات كتب ظريف تغريدة على موقع «تويتر»، يقول فيها: «نحن لم ننتهك خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)». وفي تغريدة أخرى كتب تساءل: «حقاً؟»، وذلك رداً على بيان للمتحدثة الصحافية باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام قالت فيه: «ليست ثمة شكوك كثيرة أن إيران تنتهك بنود الاتفاق النووي حتى من قبل وجوده».

في هذه الأثناء، واصل المرشد الإيراني علي خامئني، تغيير القيادات العسكرية. وفي أحدث خطوة أصدر مرسوماً بتعيين العميد محمد رضا آشتیاني نائباً لرئيس الأركان المسلحة، كما اختار العمید غلام رضا سلیمانی قائداً جديداً لقوات «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري».

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، أمس، إن إسرائيل تستعد لتدخّل عسكري محتمل في حالة حدوث أي تصعيد في المواجهة بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الخليج. وقال في منتدى أمني عالمي إن إيران قد تسيء تقدير الأمور مما يؤدي إلى حدوث مواجهة.

 

بوتين: الغواصة المحترقة منذ أيام كانت تعمل بالطاقة النووية

موسكو/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -للمرة الأولى- اليوم (الخميس)، أن غواصة عسكرية سرّية اندلع فيها حريق قبل ثلاثة أيام كانت تعمل بالطاقة النووية، مضيفاً أن وزير الدفاع طمأنه بأنه تمت السيطرة على مفاعلها بسلام. وواجه مسؤولون روس اتهامات بمحاولة إخفاء جميع تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة 14 بحاراً في أثناء قيامهم بما وصفته وزارة الدفاع بـ«مسح لقاع البحر بالقرب من القطب الشمالي». وأدى بطء موسكو في الكشف عن تفاصيل بشأن الحادث إلى عقد مقارنات مع الغموض الذي تعامل به الاتحاد السوفياتي مع كارثة محطة تشرنوبل النووية عام 1986، وحادث مميت آخر لغرق الغواصة النووية «كورسك» عام 2000 أودى بحياة 118 شخصاً. وقالت روسيا، التي ترى أن التفاصيل الخاصة بحادث الغواصة الأخيرة «سرية»، إن الحريق وقع يوم الاثنين الماضي، رغم أنه لم يُعلن عنه رسمياً إلا في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، وحتى اليوم (الخميس) لم يصدر أي تعقيب رسمي بشأن ما إذا كان هناك مفاعل نووي في الغواصة، رغم الاهتمام الكبير من السلطات في دولة النرويج المجاورة بالأمر. وكشف بوتين، خلال اجتماع في الكرملين مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، عن حقيقة أن الغواصة كانت تعمل بالطاقة النووية بسؤاله شويغو عن حالة المفاعل بعد الحريق. وحسب نص وارد من الكرملين قال شويغو لبوتين إن «المفاعل النووي الموجود على متن السفينة معزول تماماً»، مضيفاً: «اتخذ الطاقم الإجراءات اللازمة كافة لحماية المفاعل الذي يعمل بشكل كامل». وأشار شويغو إلى أن النيران اشتعلت في مقصورة بطارية الغواصة وانتشرت بعد ذلك. ورغم إعلان الكرملين صباح اليوم (الخميس)، عن اجتماع بوتين وشويغو، لم يتضح متى جرى اللقاء. وأخبر شويغو، الزعيم الروسي بأن الغواصة السرية التي قالت السلطات إنها كانت تعمل في محيط بحر بارنتس يمكن إصلاحها تماماً و«سيجري إصلاحها». وقال شويغو عن إصلاح الغواصة: «في حالتنا هذه، هو ليس ممكناً فحسب لكنه واجب»، مضيفاً: «نحن الآن نقيّم الوقت اللازم وحجم العمل وكيفية القيام به». ورداً على سؤال بشأن إذا كانت السلطات النرويجية علمت بأن الغواصة تعمل بالطاقة النووية، قال بير ستراند المدير في هيئة الإشعاع والأمان النووي النرويجية، لوكالة أنباء «رويترز»، إنه «لم يحدث أي اتصال رسمي معنا من روسيا بشأن هذا». وأضاف: «ندرك أنهم سيطروا على الوضع سريعاً في ظل ظروف صعبة، وأنه لم يقع حادث نووي يستدعي التزامهم بإخطارنا به»، متابعاً: «لكن رغم ذلك، كنا نفضل لو تم إخطارنا بمثل هذه الأمور».

 

بيدرسن في موسكو اليوم لإنجاز تشكيل «الدستورية» السورية وقلق روسي بسبب «الهجمات الإسرائيلية المتواصلة»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

أعلن في العاصمة الروسية أن المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن يبدأ اليوم زيارة إلى روسيا يجري خلالها محادثات مع الوزير سيرغي لافروف ومسؤولين آخرين، في وقت جددت موسكو توجيه انتقادات قوية ضد الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وأعربت الخارجية الروسية عن «قلق» بسبب ما وصفته بأنه «تهديد بزعزعة الاستقرار الإقليمي». وواصلت موسكو أمس، حملة انتقادات غير مسبوقة ضد التحركات الإسرائيلية في سوريا، وتعمدت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال إيجاز صحافي أسبوعي أن تؤكد قيام المقاتلات الإسرائيلية بشن ضربات في سوريا رغم التزام تل أبيب الصمت وعدم إعلان مسؤوليتها عن الهجوم خلافا للوضع حيال الضربات السابقة التي شنتها إسرائيل في سوريا. وقالت زاخاروفا: «بالفعل وجهت مقاتلات تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية، ليلة 1 يوليو (تموز) عبرت الأجواء اللبنانية سلسلة من الضربات الصاروخية إلى الأراضي السورية طالت ريف حمص ومحيط دمشق. وتم اعتراض جزء من الصواريخ من قبل قوات الدفاع الجوي السورية. ونفذت بعض الضربات في قرب مباشر من الأحياء السكنية... وأصبحت هذه العملية الإسرائيلية الأكبر من نوعها منذ مايو (أيار) 2018».

وزادت زاخاروفا أن موسكو «تشعر بقلق بالغ بسبب هذا التطور» ووصفته بأنه «يمثل تصعيدا للوضع». وأوضحت الدبلوماسية الروسية أن «عمليات استخدام القوة التي تنتهك بشكل سافر سيادة سوريا، لا تسهم في تطبيع الوضع في هذا البلد، بل تحمل تهديدا بزعزعة الاستقرار الإقليمي، التي لا يمكن في ظروفها ضمان مصالح الأمن القومي لأي من دول الشرق الأوسط بشكل آمن». وكان لافتا أن ردود الفعل الروسية توالت على هذه الضربات، وأكدت موسكو مسؤولية إسرائيل عنها. ورأى فيها الكرملين تصعيدا مقلقا، فيما قالت الخارجية الروسية في بيان سابق إنها تراقب الوضع عن كثب وتقوم بتحليل المعطيات الواردة عن الضربات. وشكل هذا الموقف تحولا عن مواقف موسكو السابقة، إذ كانت موسكو تتجنب إصدار تصريحات فيها انتقاد أو إدانة للتحركات الإسرائيلية في سوريا، على مدى السنوات الثلاث الماضية منذ بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا. وعزا خبراء روس هذا التحول إلى بروز حال استياء ونوع من الحرج لدى موسكو لأن الضربات الأخيرة جاءت بعد مرور أيام فقط على اجتماع غير مسبوق لرؤساء مجالس الأمن القومي في روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، كان ملف الوجود الإيراني في سوريا على رأس جدول الأعمال خلاله. ولفتت أوساط روسية إلى مخاوف روسية من «تفسير الضربات الأخيرة بأنها جاءت بضوء أخضر من جانب موسكو، في حين أن ملف وجود القوات الإيرانية في سوريا ما زال خلافيا، وترى موسكو ضرورة استكمال الحوار بشأنه بين الأطراف الثلاثة».

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل 4 مدنيين جراء الغارات الإسرائيلية على مدينة حمص ومحيط دمشق، فيما لم تعلق إسرائيل رسميا على الحدث، رغم إقرارها في الماضي بتنفيذ مئات الهجمات على أهداف في سوريا. إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن بيدرسن، يبدأ زيارة إلى موسكو اليوم، يلتقي خلالها لافروف ومسؤولين آخرين. وينتظر أن يجري اللقاء مع لافروف غدا، فيما لم تعلن تفاصيل عن لقاءات مرتقبة في وزارة الدفاع أو مجلس الأمن القومي الروسي. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن موسكو ترغب في مناقشة الرؤية التي يقوم بيدرسون ببلورتها حول سبل استئناف العملية السياسية، مشيرة إلى أن موسكو ستركز من جانبها على ملف تشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق عملها في أسرع وقت. وقال فيرشينين أمس إن «تشكيل اللجنة الدستورية السورية على وشك الانتهاء»، مشيرا إلى «تفاصيل قليلة» ما زالت عالقة و«يجري العمل لتسويتها». وأوضح: «نستعد لأن تبدأ (اللجنة) عملها بأسرع ما يمكن. ومن المهم تنسيق التفاصيل القليلة الباقية، نحن قريبون من ذلك». وتطرق فيرشينين إلى جهود ترتيب قمة روسية تركية إيرانية، وقال إن الأطراف الثلاثة «لم تتفق على موعد محدد لها». وأوضح الدبلوماسي الروسي أنه «لا توجد لدينا مقترحات محددة، لكن الدور منوط بتركيا، وكلما كان ذلك أسرع، كان أفضل بطبيعة الحال، نظرا إلى تطور الوضع». وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تحدث الأسبوع الماضي، عن احتمال عقد اجتماع لقادة روسيا وتركيا وإيران «في غضون أيام». وأعلن الكرملين أن الاتصالات بين الأطراف الثلاثة «مستمرة بشكل متواصل» من دون أن يحدد موقف حيال القمة المقترحة. فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «الشراكة مع تركيا على مستوى استراتيجي ونحن على اتصال دائم مع (الرئيس رجب طيب) إردوغان».

 

عشرات الضحايا في قصف مركز لاحتجاز المهاجرين بطرابلس ودعوات أوروبية وأفريقية للتحقيق... واتهامات متبادلة بين «الجيش الوطني» وحكومة السراج

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

سقط 46 قتيلاً وأكثر من 88 جريحاً، معظمهم أفارقة، في غارة جوية استهدفت في وقت مبكر من صباح أمس، مركزاً للمهاجرين غير الشرعيين في ضاحية تاجوراء، الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومتراً شرقي وسط العاصمة الليبية طرابلس، وعلى أثر ذلك تبادل «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، وحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج المدعومة دولياً، الاتهامات حول المسؤولية، وسط مطالب أوروبية وأفريقية بالتحقيق في الحادث. وقال محمود الطوير، مدير مكتب الإعلام والتوثيق بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بضاحية تاجوراء، لـ«الشرق الأوسط»، إن عدد القتلى يفوق 46 وأكثر من 88 جريحاً، لافتاً إلى أن من بين الضحايا المنتمين إلى جنسيات أفريقية مختلفة، عدداً من المصريين والمغاربة والتونسيين. وحسب إحصائية أولية نقلها بيان لوزارة الداخلية بحكومة السراج، أمس، عن العقيد المبروك عبد الحفيظ، الناطق الرسمي باسمها ورئيس جهاز الهجرة غير الشرعية، فقد بلغ عدد القتلى 40 قتيلاً و35 جريحاً من المهاجرين غير الشرعيين داخل مركز الإيواء، الذي يضم 120 مهاجراً من أصل 610 مهاجرين، ينتمون إلى بلدان أفريقية مختلفة. ووفقاً لما ذكره مسؤولو الصحة بحكومة السراج فقد قُتل نحو 40 مهاجراً، وأُصيب أكثر من 70 آخرين بجروح.

وفي بيان لمجلسها الرئاسي سارعت حكومة السراج للتنديد بأشد العبارات بـ«الجريمة البشعة»، التي قالت إن «الطيران التابع لحفتر» استهدف فيها مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات. وأضاف البيان أنّ هذا «الهجوم الجبان يعتبر بمثابة جريمة قتل جماعي، وجريمة حرب تضاف لقائمة الانتهاكات الجسيمة ضد الإنسانية التي يرتكبها حفتر»، معتبرا أنّ «هذا القصف الذي طال مركز الإيواء كان متعمّداً، ولم يكن بشكل عشوائي، بل كان باستهداف مباشر ودقيق». كما طالبت حكومةُ السراج البعثةَ الأممية لدى ليبيا بـ«إدانة هذا العمل البربري الهمجي، وإرسال على الفور لجنة تقصّي حقائق لمعاينة الموقع، وتوثيق هذه العملية الإجرامية»، داعيةً «المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم من هذه الانتهاكات المستمرة، والعمل على إيقاف هذا العدوان فوراً». من جانبه، أدان موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، «بشدة» هذا الحادث، ودعا في بيان له، أمس، إلى «تحقيق مستقل لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة الرهيبة بحق مدنيين أبرياء». بدوره، رأى الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك لفيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد، ومسؤولين آخرين أن هذا الهجوم «يشكّل دلالة إضافية على الكلفة البشرية الباهظة للصراع الدائر في ليبيا، ويسلط الضوء على هشاشة وضع المهاجرين العالقين في هذا البلد، والذين وجدوا أنفسهم أسرى دوامة العنف». وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه ينضم إلى دعوة الأمم المتحدة إلى «وجوب إجراء تحقيق فوري في الهجوم وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة».

من جهتها، اعتبرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن «هذا القصف يرقى بوضوح إلى مستوى جريمة حرب». داعيةً المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الجريمة و«تطبيق العقوبات الملائمة» على من قام بهذا الهجوم الدموي. وفي إيطاليا اتهم ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي، أمس، «قوات الجيش الوطني بالمسؤولية عن هذا القصف»، ونقلت عنه وكالة «أكي» الإيطالية للأنباء قوله في مؤتمر صحافي، أمس، إن «المسؤولية تقع على عاتق المشير حفتر». من جهته، عبّر مارتن ريونلدز، سفير بريطانيا لدى ليبيا، عن صدمته من خبر الهجوم على المركز، واعتبر في تغريدة له، أمس، أن التصعيد «سوف يزيد ببساطة في تدمير ليبيا». وانضم مارتن إلى وزارة الخارجية الإيطالية في مطالبة كل الأطراف بـ«وقف الاقتتال والبدء في الحوار»، حيث دعا الطرفين إلى «الإغلاق الفوري لمراكز التوقيف القريبة من الجبهة، وإخراج جميع المدنيين، بمن فيهم المهاجرون، إلى أماكن آمنة». في سياق ذلك، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن «قلقها العميق» إزاء المعلومات الواردة عن استهداف مركز تاجوراء لاحتجاز المهاجرين بغارات جوية، و«مقتل لاجئين ومهاجرين». كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وفرنسا، أمس، الغارة الجوية التي تعرض لها مركز إيواء المهاجرين في بلدة تاجوراء. ولم تتبنّ أي جهة هذه الغارة التي وقعت بعد يوم واحد فقط من إعلان «الجيش الوطني» أنه سيبدأ توجيه ضربات جوية مكثفة إلى أهداف في طرابلس بعد «استنفاد كل الوسائل التقليدية» للحرب. في المقابل، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات «الكرامة»، التابع للجيش الوطني، إنه عقب ما وصفها بالضربة الجوية الدقيقة لمخازن الذخيرة بمعسكر الضمان، قامت الميليشيات المسلحة بقصف مقر الهجرة غير الشرعية بالهاون.

واعتبر في بيان له أن القصف يستهدف كالعادة البحث عن ذريعة لصنع رأي عام، وقال مخاطباً الميليشيات: «الصور بالأقمار (الصناعية) ونوع التفجير وزاويته في انتظار إثبات جرائمكم». ونفت الغرفة نفياً قاطعاً محاولة ترويج حكومة السراج لاستهداف سلاح الجو بالجيش الوطني لمركز إيواء المهاجرين، واتهمت في المقابل «ميليشيات وعصابات الإخوان باستغلالهم بكل الأساليب والوسائل في أعمال حربية، وإجبارهم على تعبئة مخازن السلاح، ووصلت حتى تجنيدهم مقابل أموال، وإجبارهم على القتال أو بامتيازات أخرى، واستغلالهم في الحرب كدروع بشرية». ونفى مسؤول في «الجيش الوطني» أن تكون قواته استهدفت مركز الاحتجاز، وقال إن ميليشيات متحالفة مع حكومة السراج قصفت المركز، بعد أن نفّذ «الجيش الوطني» ضربة جوية دقيقة أصابت معسكراً.

 

أميركا تعلن الأسبوع المقبل خطوات تتعلق بالشق السياسي من {صفقة القرن}

كوشنر للفلسطينيين: أتحداكم تقديم أفكار أفضل من خطتنا الاقتصادية

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

أوضح جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي، أنه سيعلن الأسبوع المقبل بعض الخطوات المتعلقة بخطة السلام والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومناقشة الجوانب السياسية لخطة السلام لتحقيق الاستقرار السياسي وإحلال السلام. وأوضح أن الحلول السياسية التي سيطرحها ستكون حلولاً برجماتية «غير تقليدية» وقابلة للتنفيذ. وأكد كوشنر خلال مؤتمر هاتفي شاركت فيه «الشرق الأوسط»، صباح أمس (الأربعاء)، أنه حينما يحدث تقدم في الخطة السياسية فإن ذلك، سيشجع الدول على أخذ خطوات تنفيذية في الخطة الاقتصادية التي طرحت خلال ورشة المنامة.

وقال كوشنر، إن ورشة المنامة حققت نجاحاً كبيراً في طرح الخطة الاقتصادية التي تم العمل عليها على مدى ثلاثة أعوام، وقدمت تفاصيلها للمشاركين في الورشة الاقتصادية نهاية الشهر الماضي. وأوضح، أن حجم الوفود المشاركة وردود الفعل الإيجابية للخطة يؤكد ذلك. وثمّن كوشنر استضافة البحرية للورشة الاقتصادية والوفود المشاركة من الدول العربية، مؤكداً أن ذلك يصبّ في إطار تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأضاف مستشار الرئيس الأميركي، أنه على مدى عامين حقق الفريق الذي يعمل على الخطة تقدماً كبيراً، مشيراً إلى أن استضافة البحرين للورشة الاقتصادية ومشاركة وفود من الدول العربية يمهد لمزيد من تطبيع العلاقات مع إسرائيل بما يحقق الاستقرار ويضمن المزيد من الفرص الاقتصادية للجميع. وأكد كوشنر «أن النقاشات التي جرت كانت صحية وإيجابية جداً»، وأن الورشة الاقتصادية جلبت أفكاراً مختلفة وأشخاصاً مختلفين. وأن من انتقدوا الخطة الاقتصادية انتقدوها لأنها لم تقدم بالطريقة التقليدية، مضيفاً أن «ما سنقدمه من خطة سياسية يعد أسلوب تفكير جديداً لمشكلة لم تحظ بأسلوب جديد في التفكير».

وحول الانتقادات التي واجهت الخطة الاقتصادية لإغفالها مبدأ حل الدولتين، قال الهدف من وضع خطة اقتصادية التمهيد لما بعد خطة السلام، ومن ينتقد نتائج الورشة الاقتصادية ومبدأ حل الدولتين لم يستمع إلى تفاصيل الخطة التي قدمت في 140 صفحة.

وانتقد كوشنر بشدة القيادة الفلسطينية واعتراضاتها وانتقاداتها للورشة الاقتصادية والخطة الاقتصادية عموماً، وتحدى أن تقدم القيادة الفلسطينية «أفكاراً أفضل من الأفكار التي تم طرحها خلال الورشة الاقتصادية لتحقيق الرخاء وتوفير فرص اقتصادية للشعب الفلسطينية»، على حد تعبيره. وقال: «على مدى السنوات الثلاث الماضية لم نر منهم أي أفكار بنّاءة، وأتحداهم أن يتقدموا بأفكار، وأتعجب لماذا لا يشاركون بهدف تحقيق مستقبل أفضل لأبنائكم». من جانب آخر، أكد كوشنر أن الرئيس ترمب يكنّ إعجاباً كبيراً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن «الإدارة الأميركية تقدر ما قام بها الرئيس من جهود وأفنى حياته من أجل تحقيق السلام». وأشار كوشنر بأن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي اقتربا مرتين من تحقيق السلام، لكن كان هناك افتقاد للثقة. وشدد على أن الإدارة الأميركية لا تريد تكرار الأخطاء نفسها التي ارتكبت في الماضي، وتسعى لتقديم حلول منطقية حتى يعيش الطرفان معاً جنباً إلى جنب بكرامة ورخاء. مضيفاً: «أبوابنا مفتوحة للقيادة الفلسطينية، والرئيس ترمب شخصياً يؤمن أن هناك فرصة لتحقيق السلام». وشدد كوشنر على أن النقاشات التي جرت خلال ورشة المنامة قدمت أفكاراً جديدة وشاملة لأفضل الطرق للمضي قُدماً؛ مشيراً إلى أن أموراً تقنية تتعلق بمخاطر الاستثمار في المنطقة بسبب الصراعات، وقال: إن الخطة الاقتصادية يرتبط تنفيذها بخطة سلام وحوكمة لتحقيق مستقبل أفضل للفلسطينيين. وشدد على أنه يتطلب من القيادة الفلسطينية العمل لمساعدة الشعب الفلسطيني على تحقيق هذا المستقبل، «والاقتناع أن إسرائيل ليست مسؤولة عن وضعهم». وأشار كوشنر إلى إحباط الدول المانحة من نقص الشفافية لدى السلطة الفلسطينية، وعدم وجود نتائج لما تقدمه تلك الدول من أموال لمشروعات تحقق نموا أفضل وفرص اقتصادية للاقتصاد الفلسطيني. وثمن جهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى أن الشق الاقتصادي لإقامة مشروعات في سيناء يتعلق بمشروعات مصرية وليست فلسطينية، وأكد أن الرئيس المصري قدم للرئيس ترمب نصائح ثمينة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ووضع حد للصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

 

احتجاز ناقلة يشتبه بنقلها نفطاً إيرانياً إلى سوريا في جبل طارق وطهران تستدعي السفير البريطاني

لندن/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

أعلنت حكومة جبل طارق أنها أوقفت قبالة سواحلها، اليوم (الخميس)، سفينة يشتبه بأنها تنقل نفطاً إلى سوريا، في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي. ولم تحدد السلطات مصدر النفط، لكن المجلة المتخصصة في النقل البحري «لويدز ليست» ذكرت أن ناقلة النفط ترفع علم بنما وتنقل نفطاً إيرانياً. وقال رئيس حكومة جبل طارق البريطانية فابيان بيكاردو في بيان: «لدينا كل الأسباب التي تدعو إلى الاعتقاد أن الناقلة (غريس 1) كانت تنقل شحنتها من النفط الخام إلى مصفاة بانياس التي يملكها كيان يخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا». واعترضت سلطات جبل طارق بمساعدة وحدة من البحرية الملكية البريطانية ناقلة النفط العملاقة فجر اليوم، وقال بيكاردو: «احتجزنا السفينة وحمولتها». وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن الوزارة استدعت السفير البريطاني في طهران للتنديد بـ«الاعتراض غير القانوني للناقلة». وأكدت وزارة الخارجية البريطانية الأمر لاحقاً. وتشمل العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا منذ نهاية 2011 والتي تم تمديدها في مايو (أيار) الماضي حتى الأول من يونيو (حزيران) 2020، حظراً نفطياً وتجميد موجودات يملكها المصرف المركزي السوري في الاتحاد الأوروبي.

 

«هيومن رايتس ووتش»: العراق يحتجز الآلاف في ظروف «مهينة»

بغداد/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير لها، اليوم (الخميس)، الأوضاع التي وصفتها بـ«المهينة» في 3 سجون مكتظة بشمال العراق، يُحتجز فيها آلاف الرجال والنساء والأطفال الذين يتعرض بعضهم إلى سوء المعاملة. وأوضحت المنظمة الحقوقية أنها حصلت على صور من سجن «تل كيف» في محافظة «نينوى» بشمال العراق، مشيرة إلى أنه لا يتوافق مع المعايير الدولية الأساسية، بالإضافة إلى سجني الفيصلية والتسفيرات. وتبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى لمراكز الحبس الاحتياطي الثلاثة في شمال العراق: «تل كيف» و«الفيصلية» و«التسفيرات» 2500 شخص، بحسب «هيومن رايتس ووتش»، لافتة إلى أنه بحلول يونيو (حزيران) 2019 وصل عدد المحتجزين هناك إلى 4500 سجين ومحتجز تقريبا، غالبيتهم بتهمة الإرهاب. وأشارت المنظمة إلى أن نحو 1300 منهم أُدينوا وحوكموا، غير أن السلطات لم تتخذ بعد الخطوات اللازمة لنقلهم، رغم مرور ستة أشهر على إدانة بعضهم. وقالت الباحثة في «هيومن رايتس ووتش» بلقيس ويلي لوكالة «الصحافة الفرنسية» إنه «قبل عامين، وثقنا حالات وفاة في السجون بسبب الاكتظاظ فقط»، مضيفة «رؤية هذه الظروف مستمرة، يعني أن السجناء ما زالوا تحت التهديد... إنه أمر محبط للغاية». وبحسب التقرير، تنقل المنظمة عن خبير زار تلك السجون، أنه لا مساحة كافية للمعتقلين للاستلقاء في زنازينهم أو حتى الجلوس براحة، ولا يستطيع المحامون زيارة السجن للتواصل مع موكليهم لأسباب عدة منها عدم وجود مكان للقاء. وأعلن العراق الانتصار على «تنظيم داعش» في نهاية عام 2017 غير أنه واصل عمليات اعتقال المشبوهين بالانتماء للتنظيم المتطرف، وخصوصا في محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل، التي كانت معقلا سابقا للمتطرفين. ولم تقدم الحكومة العراقية أرقاما رسمية عن مراكز الاعتقال أو السجناء، لكن بعض الدراسات رجحت وجود 20 ألف معتقل للاشتباه بصلتهم بـ«تنظيم داعش». وحذر خبراء من أن الاكتظاظ وسوء المعاملة قد يؤديان إلى تطرف السجناء داخل زنازينهم. وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط بالإنابة في «هيومن رايتس ووتش» لما فقيه إنه «ينبغي على السلطات ضمان ألا تعزز الظروف في سجون العراق المزيد من المظالم في المستقبل».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ليكنْ موتي موتًا نقيًّا أيّها السجّان!

عقل العويط/النهار/04 تموز/2019

- أرجو أنْ تكون أمضيتَ ليلتكَ بصفاء، على رغم اضطراري إلى إبقاء عينيكَ مبحلِقتَين. لم يكن في يدي حيلة. قلتُ لكَ البارحة أنا محض مأمورٍ أنفّذ التعليمات. خشيتُ إذا أسلستُ لكَ قياد النوم، أنْ تذهب بعيدًا إلى حيث لا يمكنني أنْ أمسك زمامكَ وأستعيدكَ. جوهرُكَ عقلٌ دفينٌ، وهواءٌ مطلق، وماء. جوهرُكَ فالتٌ، هاشلٌ، غيرُ قابلٍ للمصادرة، وهو يقلق كلّ سجّان...

- أعترف لكَ أيّها السجّان، بأنّي كنتُ أتمنّى في أعماقي أنْ أظلّ جوهرًا، وأنْ أظلّ أفلتَ في البراري المفتوحة على اللاعودة، عقلًا دفينًا، وهواءً مطلقًا، وماءً لا ينضب. كان الليل أبيضَ طويلًا كأنّه أبد. إذا الجفن لم ينضم على الجفن، أيعقل أن يكون ثمّة نوم؟ مستحيل أنْ يغفو امرؤٌ بعينَين مبحلِقتَين، فكيف إذا كان هذا الكائن المرء ينوء تحت هواجس بلدٍ بأمّه وأبيه؟!

- يؤسفني، أنا سجّانكَ اللدود اللئيم، أنْ أعترف لكَ، يا أرضًا تُدعى لبنان، بأنّ هذا المصير المهين لا يليق بفكرةٍ كفكرتكَ، ولا بمشروعٍ كمشروعكَ. خدّامُكَ هؤلاء، ولّادو عصبيّاتٍ وفتنٍ وقبائل مشروخة ومتناحرة، ومُنتِجو ضغائن وصغائر واستبدادٍ جحيميّ. أنتَ جعلْتَهم أحرارًا وأسيادًا على أنفسهم، وهم لا يستحقّون أن يحلّوا سير حذائكَ. هؤلاء ليسوا مواطنين ولا يصنعون دولةً. مفجعٌ أنْ تكون أقداركَ متورّطةً في هذا المأزق الوجوديّ الذي لا مفرّ منه، ولن يكون فيه خلاصٌ لأحد.

- أستيقظ كلّ صباح، وفي بالي أنْ أصير بلدًا للحرّيّة، شاعرًا بالحقّ والعدل والمساواة، وأنْ يكون الإنسان فيَّ مواطنًا لا محض ثغاءٍ في قطيع. لم أعدْ أتحمّل أنْ أظلّ شاهدًا على وجودي المعفّر بضنى الجلجلة. الوعي لا يجرّدني من مسؤوليّة الوعي، لكنّي أريد أنْ أغفو. أنْ أنام. أنْ أفتح بابًا مطلًّا على التخييل. على الوهم. أنْ أهمي. ولِمَ لا: أن أكون غيمةً مفكّكةً في سماءٍ مفكّكة...

- أنتَ عالقٌ ها هنا، جحيمكَ وخلاصكَ هنا، كمثل أيّوب وسمعان. أهلُكَ عمودُ صليبكَ، والغربان ستفقر عينيكَ المبحلِقتَين. لن يأتي أحدٌ في الليل ليبلسم قروحكَ ويمسح محجرَيكَ بالزيت. أهلُكَ يتسلّقونكَ لا ليُنزِلوكَ عن مهانة العمود، بل ليصلوا إليك. أهلُكَ غربانُكَ، يا لبنان.

- أأكفر فأصرخ مستنجدًا: أريحوني من جوهري، ومن عينيَّ المبحلِقتَين. لم أعد أريد ذاتي. حرِّروني من أحلامي. أمنيتي أنْ أُجَنّ، فأتشرّد حرًّا وحيدًا وملعونًا في الأرض. وحين تُرفَع الأيدي عنّي، قد أعود لتنضمّ عظامي على عظامي تحت التراب...

- بهاؤكَ الروحيُّ مقتلُكَ يا لبنان. ستظلّ منصوبًا على عمود لأنّكَ نورٌ ساهرٌ على جبل. وستلاحقكَ عيناكَ المبحلِقتان إلى ما بعد القبر. وستشهد بعينيكَ هاتين، كيف برمّتكَ، تُنتَحَر على الدوام وبلا هوادة، على أيدي زبانيّتكَ. وسترى بعينيكَ أبناءكَ لا يتورّعون عن إثمٍ ولا عن معصية. ألستَ أنتَ الأمّ التي يقتلون زوجها ليعشقوها. ألستَ أنتَ التي يغتصبونها، لينجبوا منها ذرّيّةً لا ينقطع نسلُها مع توالي الحقب والأعمار؟! ملعونٌ نسلُ هؤلاء. بل ملعونٌ جوهرُكَ الذي يحتضن هؤلاء, عبثًا يُنادى بجوهركَ يا لبنان. لا أحد يستحقّ هذا الجوهر.

- أيّها السجّان، دعْ عينيَّ مبحلِقتَين. لا بدّ من أنْ أموت. لكنّي بتٌّ أريد بعد هذا الليل أنْ أظلّ أرى ما بعد موتي. هاتِ خلًّا لأشرب. واطعَنّي برمحكَ المسموم. ولينزّ دمي. ولتشرب شعوبي هذا الدم، لعنةً عليها إلى الأبد. أمّا جوهري فيستحقّ أنْ يُحفَظ عقلًا دفينًا، وهواءً مطلقًا، وماءً لا ينضب. إلى أنْ يحبل هذا الجوهر بماء ذاته، كنورٍ ساهرٍ على جبلٍ من نور. وكأمٍّ موعودةٍ بالخلاص، سيكون لبنان أمًّا، وسيشرق فجره في لحظةٍ خارقة، كجرفٍ نازلٍ من عل، ليغتسل بالبحر. أيّها السجان، هات موتكَ النقيّ، لكي لا يبقى لهؤلاء مقامٌ من بعدي. لا خلاص لي إلّا بموتٍ كهذا. بصيص النور الساهر على جذوته، ينجب، ولا بدّ، برق أولاده في اللحظة المفارقة.

 

حرث باسيل.. وحصاد حزب الله

محمد قواص/العرب/05 تموز/2019

باسيل يتلاعب بتوازنات "الطائف"، فما مصلحته في التصويب على هذه التوازنات لتحقيق طموحه في أن يكون رئيسا لإحدى جمهوريات الطائف؟ هل يقف حزب الله خلف هذا التصويب وضد هذه التوازنات ويعتبرها متقادمة يُعمل على قلبها؟

باسيل يضرب في الميادين التي يريد حزب الله ضربها

لا يمكن للعقل أن يقبل أن حراك جبران باسيل الحيوي هدفه فقط الزحف الحثيث نحو قصر بعبدا. بل إن أي تأمل حقيقي لدينامية هذا الرجل تقودنا، منطقيا، إلى استنتاج استحالة أن يصبح صهر الرئيس ميشال عون خليفة له في رئاسة الجمهورية. أبجديات العمل السياسي تطالب المرشح لمنصب حساس بهذا المستوى باعتماد سلسلة من المواقف “الرئاسية”، وتفرض عليه تموضعًا جديدا يليق بالمنصب المُتوخّى، ناهيك عن أن لأمر الرئاسة في لبنان قواعد ومعايير أخرى تستلزم فائض حنكة وحصافة ودهاء. لم يحتج ميشال عون العمّ إلى كل ذلك لكي يصبح رئيسا، فلماذا يحتاج باسيل الصهر إلى ذلك.

فرضت التوازنات، الداخلية والخارجية، رؤساء الجمهورية في لبنان. تلاقت إرادات الخارج البعيد والخارج القريب دوما لإنتاج شخصية أمكن لها تسويق نفسها خيارا “مقبولًا” لدى التيارات السياسية في البلد. والتيارات في لبنان، ليست يسارا ويمينا ولا وسطا وراديكالية كما هي التصنيفات التقليدية في دول العالم، بل هي خليط من طوائف ومذاهب وعشائر وبيوتات سياسية عتيقة. لم تغب عن بال المسترئسين يوما حكاية تشكّل لبنان من جبلة وولاية بيروت والأقضية التابعة، ولا واقعة ولادة لبنان من مسار تاريخي راجت فيه الإمارات المتتالية وعهود المتصرفية وما بعدها، ولا الكوابيس المأساوية للاقتتال الفتنوي الداخلي سواء ذلك القديم الشهير عام 1860، وصولًا إلى ذلك الحديث الذي تفجر في ما عُرف بالحرب الأهلية (1975 – 1990)، وانتهاء بمواجهات أهلية لم تنته مُذّاك.

من أراد أن يكون رئيسا للجمهورية في لبنان عليه أن يكون مارونيا. هذا هو العرف الذي انتهجه اللبنانيون منذ الاستقلال. لكن مارونية المرشح ليست كافية لإقناع المسيحيين أنفسهم قبل إقناع بقية الطوائف في البلد بجدارته رئيسا للبلاد. ولطالما كان على هذا الماروني أن يمسك بنقطة التقاطع العبقرية التي يلتقي عندها اللبنانيون بكافة تياراتهم وطوائفهم، وتلتقي داخلها اللحظة الدولية التي لا يملك لبنان إلا أن يكون مطيعا لقوانينها. فما الذي يُعدِّه جبران باسيل لكي يكون الرجل المناسب لتيك النقطة وتلك اللحظة.

لا يمكن لعاقل أن يُصدق أن باسيل الذي يشنّ حملة ضد السنّية السياسية يوما، وضد الشيعية السياسية و”بلطجة” نبيه بري يوما ثانيا، وضد الدرزية السياسية وزعامة وليد جنبلاط يوما ثالثا، هو بصدد إعداد الرئاسة المقبلة لنفسه. ما المصلحة في البكاء على مُلك مزعوم سلبه السنّة من المسيحيين؟ وما المصلحة في معاداة شيعة حركة أمل وزعيمها؟ وما الحكمة من العبث بالتوازنات الدرزية كرافعة من رافعات فتح أبواب بعبدا أمامه؟ وما غنائم كل ذلك في حسابات المرشح المُسترئس؟

استقوى ميشال عون طويلا بتحالفه مع حزب الله. دافع عن “فائض القوة” ودافع عن “الدويلة” ودافع عن منطق الميليشيا كإستراتيجية يحتاجها لبنان ضد إسرائيل. رسم الرجل خرائطه وفق الوجهة التي تصله ببعبدا. ورغم تلك القوة غير المسبوقة التي يملكها للهيمنة على قرار الحكم والحرب والسلم، لم يستطع حزب الله أن يفرض عون رئيسًا للجمهورية. استطاع الحزب بنجاح أن يمارس ما يجيده. عطّل الحياة السياسية وقطع طريق بعبدا على المنافسين حتى الحلفاء منهم للحزب، لكنه لم يستطع أن يفرضه على لبنان رئيسا. عرف عون ذلك.

كان على الرجل أن يمر من خلال مصالحة مسيحية جرى ترتيبها بصبر وأناة ومثابرة جمعته بخصمه اللدود زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. كانت تلك المصالحة مع المسيحيين ضرورة لمنح عون شرعية العبور نحو تمثيل الموارنة في رأس السلطة في البلاد.

وكان عليه أن يمر من خلال صفقة موجعة مع سعد الحريري بصفته الزعيم الأول للسنّة في لبنان. كانت تلك الصفقة تاريخية في ظروف تشكّلها وتعقّد تسويقها لتخصيب عون بشرعية العبور الوطني ما فوق الماروني إلى بعبدا. فعلى ماذا يعوّل باسيل الذي واكب تلك الصفقات وخبر عقدها لتحقيق طموحه الفجّ في وراثة عمه واستباق احتمال غيابه.

وإذا كان علم المنطق يجد تناقضا بنيويا ما بين طموحات باسيل ووِرَشِهِ لتحقيق ذلك، فلحساب من يجتهد باسيل لتفجير الفتنة هنا وهناك، والسعي لتفخيخ التمثيل السياسي للطوائف وفي عقر دارها؟ قد يستنتج البعض أن في خطاب باسيل روحية بشير الجميّل العزيز على قلب الذاكرة الجمعية لكثير من المسيحيين، وأن خطاب استعادة حقوق المسيحيين يدغدغ مشاعر الجمهور المسيحي منذ إبرام اتفاق الطائف. غير أن استخدام لغة شعبوية تمسّ بعنصرية وطائفية أهل البلد والمقيمين فيه، والتي قد تلقى آذانا صاغية لدى الجمهور المسيحي قد تشدُّ حول باسيل عصبا مسيحيا لن يكون، ولم يكن يوما، شرطا من شروط الوصول إلى بعبدا، لا بل كان اشتداد العصب حول أي مرشح السبب الأول لحرمانه من منصب الرئاسة الأولى. يستفيد باسيل من دعم حزب الله، كما استفاد عون من دعم حزب الله. يتأمل الحزب حراك باسيل بصمت خبيث.

لا يلعب باسيل أبدا خارج ملاعب الحزب. يضرب باسيل في الميادين التي يريد الحزب ضربها.غمز باسيل بعنف من قناة السنية السياسية مستهدفا الحريرية السياسية وزعيمها سعد الحريري. خرجت مصادر الحزب ترفض أن يكون الحريري مكسر عصا. هكذا يتدخل الحزب مدافعا عن الخصم من ترهات حليفه.

لم يغضب حزب الله كثيرا ولم يضرب يدا على طاولة حين وصف باسيل حليف الحزب نبيه بري بأنه “بلطجي”، بل أخرج بيانا يكاد يكون خجولا رافضا تلك “الإساءة”.

وفيما يشوب علاقة وليد جنبلاط بحزب الله توتر، ينشط باسيل، على نحو مستفز وغير مبرر وغير منطقي في سياق حملة رئاسية، داخل جغرافيا الدروز وفضاء جنبلاط السياسي التاريخي. فهل يتحرك الحزب لقطف الثمار وتوفير حاضنة حنونة لبيك المختارة؟

لن يصبح باسيل رئيسا للجمهورية. الرجل يتمتع بذكاء ونباهة ويعرف جيدا أن الطريق التي يسلكها لن توصله إلى القصر الرئاسي. فلماذا يسلك هذا الطريق؟ يقدم الرجل خدمات مجانية لمنافسيه في السباق الرئاسي. لن يقبل لبنان رئيسا لا يعترف بأن الحرب الأهلية قد انتهت، وأن اتفاق الطائف بات ينظم الحياة السياسية اللبنانية. ولن يقبل اللبنانيون برئيس لا يعترف بحيثيات طوائفهم ومذاهبهم وبحساسيات الهويات المتعددة المتلامسة المتعايشة وفق معادلات دقيقة. يتلاعب جبران باسيل بتوازنات “الطائف”، فما مصلحته في التصويب على هذه التوازنات لتحقيق طموحه في أن يكون رئيسا لإحدى جمهوريات الطائف؟

 

باسيل إذ ينافس النظام السوري على قتلاه

حازم الأمين/الحرة/04 تموز/2019

أين النظام السوري من خطاب الكراهية الذي باشره حلفاؤه اللبنانيون حيال اللاجئين السوريين في لبنان؟ وما سر هذا الصمت حيال قضية من المفترض أنه معني بها أكثر من غيره؟ النظام الذي من المفترض أن العالم بدأ يعيد تأهيله لحكم سوريا، أو على الأقل النظام الذي يطمح إلى ذلك! فبالإضافة إلى حلفائه المنتشرين على مساحة الوجدان اللبناني، لهذا النظام حدود هائلة مع لبنان، وله أيضا سفارة، وسفير يشارك في كل الأنشطة السياسية والاجتماعية والعاطفية، وليس آخرها القبلات الحارة التي تبادلها هذا السفير مع كبير مؤسسي قصيدة النثر العربية أدونيس في الجامعة الأنطونية في بيروت. هذا السفير، وهذا الشاعر، يمارسان صمتا مذهلا حيال خطاب كراهية يتعرض له نحو مليون لاجئ من بلدهما.

وللمناسبة فإن غالبية ضحايا هذا الخطاب ليسوا خصوم النظام في سوريا، وإن كانوا ليسوا من مناصريه. هم أناس هربوا من الحرب، وخسروا منازلهم في أرياف دمشق وحمص ودير الزور. والأشد قسوة في هذه المعادلة هو أن عودتهم المستحيلة إلى بلادهم المدمرة يعوقها أيضا النظام نفسه الذي قالت صحيفة مقربة منه مؤخرا نقلا عنه، أن "لا عودة وشيكة للاجئين من لبنان".

يكشف هذا القبول بالإذلال قبولا بإذلال أكبر يمارس على النظام في سوريا

السؤال لا يطمح إلى سجال النظام، ذاك أن سجال آلة قتل قد يستدرجها إلى مزيد من الاشتغال. السؤال قد يرسم تصورا لنوع العلاقة المتخيلة بين النظام العائد وبين رعاياه. النظام غير معني بأكثر من علاقة موت وقتل مع رعاياه. النظام لا يعتبر أن رعاياه، لا بل ضحاياه، هم جزء من كرامته. فالقاتل، حتى القاتل، لطالما راودته حمية ما حيال قتيله إذا ما تعرض الأخير لاستهداف من خارج وجدان القاتل. ذلك السؤال المذهل الذي افتتح فيه الشاعر اللبناني الراحل محمد العبدالله تراجيديا الحرب اللبنانية، حين اختار كل لبناني قتيلا له، وجاء من قتل "قتيل" الشاعر بينما كان الأخير يراقبه من النافذة، فصرخ العبدالله: "من قتل قتيلي"؟ ألا يشعر النظام أن ثمة من ينافسه على قتلاه؟

لنتخيل أن مليون لاجئ سوري عادوا إلى سوريا! فالسؤال هنا هو عن طبيعة علاقة هؤلاء العائدين مع النظام، وهذا يشمل احتمالات موتهم على يده، إلا أنه يشمل أيضا الطبيعة الإذلالية لهذا النظام ومن بين صورها صمته على خطاب الكراهية الذي مارسه حلفاؤه في لبنان حيال "مواطنيه" وقتلاه.

والنظام السوري بقبوله "إذلال" سوريين في لبنان يقبل أيضا بنصيب من هذا الإذلال، ذاك أن للعنصرية مضامين "بيولوجية وجينية" عبر عنها جبران باسيل حين قال إن رفض اللاجئين هو جزء من طبيعة اشتغال "الجينات اللبنانية"، وهذا الاشتغال لن يميز بين عدو وحليف، وحقل عمله الرئيسي في الزمن الباسيلي هو السوريون من دون هوياتهم السياسية.

يكشف هذا القبول بالإذلال قبولا بإذلال أكبر يمارس على النظام في سوريا، هو ذاك الذي تمارسه الدول الراعية لهذا النظام، مثل روسيا وإيران، وليس مشهد بشار الأسد ماشيا خلف فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم مظهره الوحيد، فهدايا موسكو لتل أبيب وكان آخرها رفاة جندي إسرائيلي تم نقله من دمشق إلى تل أبيب كانت امتدادا لمزاج الإذلال هذا.

هذا السفير، وهذا الشاعر، يمارسان صمتا مذهلا حيال خطاب كراهية يتعرض له نحو مليون لاجئ من بلدهما

ولكن أن يصل الأمر بهذا النظام إلى حد يقبل فيه أن ينظم جبران باسيل إلى جوقة المُذِلين، فهذا يطرح تساؤلا حول قدرة النظام على أن يحكم سوريا، حتى لو قتل أكثر من نصف أهلها. فهنا، نحن لا نتحدث عن خطاب كراهية عابر يمكن التغاضي عنه. هو حملة ممنهجة ومتصاعدة وضاغطة. آلاف اللافتات رُفِعت وحملت عبارات شديدة القبح والضيق وقلة الكرم، بما يشبه إعلانا عن زمن جديد تحل فيه الكراهية في موقع متقدم من سلم قيم الجماعة. ثم أن ما ترافق مع هذه الحملة من أخبارٍ عن تسليم الأمن اللبناني لمطلوبين للنظام، وإقدام الأخير على إعدامهم بحسب ما نُقل عن أهلهم، يجعل من تقدم الوظيفة الأمنية لدى النظام على ما لحقه من إذلال لتأمينها، محل تساؤل فعلا! فهل يكفي أن يبذل النظام ماء وجهه مع حلفاء صغار لقاء تسلمه خمسة فارين من الجندية؟

يعيدنا هذا إلى السؤال الأول، وهو أن حكم النظام السوريين بالحديد والنار، وعلى نحو أشد قسوة وفتكا مما كان يمارسه قبل انتفاضتهم عليه، لن يستقيم، وأن "حليفا" من حجم جبران باسيل يمكن أن يسرق منه "قتلاه" وأن يبذل له كرامته.

 

لماذا زار جنبلاط الكويت وأميرها؟

ياسين شبلي/جنوبية/04 تموز/2019

في الوقت الذي كانت الأرض تشتعل في الجبل تحت أقدام جبران باسيل يوم الأحد الماضي، كان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي في طريقه للكويت للإجتماع مع أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وغيره من المسؤولين.

زيارة جنبلاط الى الكويت لها دلالاتها ورمزيتها السياسية في هذه الظروف التي يتعرض فيها زعيم المختارة في لبنان للتطويق والحصار، في محاولة لتحجيمه من قبل أنصار النظام السوري، نظام الوصاية السابق في لبنان.

المعروف أن الكويت كانت واحدة من دول اللجنة الثلاثية التي مهدت الطريق أمام إنعقاد مؤتمر الطائف الذي إنبثقت عنه وثيقة الوفاق الوطني التي باتت تعرف بإسم “إتفاق الطائف” الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، إضافة إلى المملكة العربية السعودية والجزائر.

أهمية ورمزية الزيارة إلى من يصفه جنبلاط بأنه آخر الحكماء العرب، تكمن في أن أمير الكويت الذي كان يتولى وزارة الخارجية الكويتية، إبان الحرب اللبنانية وما تلاها لطالما كانت له محاولات ومساعٍ حميدة لوقف الحرب ما جعله واحداً من أكثر الملمين بخفايا السياسة ودهاليزها في لبنان وحتى زواريبها، لدرجة يمكن إعتباره من “أهل البيت”، كما أنه الوحيد الباقي على قيد الحياة والسياسة ممن عملوا وساهموا في ولادة إتفاق “الطائف”.

فالجزائر بعد الإتفاق غابت عن المشهد السياسي اللبناني بسبب من أزماتها الداخلية، التي فجرت حربا أهلية فيها، في ما سمي بعد ذلك بسنوات الجمر أو “العشرية السوداء”.

أما السعودية وبعد التطورات التي طرأت في المنطقة عقب غزو العراق للكويت، ودخول قوات النظام السوري في التحالف الدولي بقيادة جورج بوش الأب لتحريرها، دخلت في صفقة مع “نظام الأسد” بدت وكأنها مكافأة له على دخوله التحالف ضد العراق، وسميت بالسين – سين لا سيما وأنها ترافقت مع إنعقاد مؤتمر مدريد للسلام فكان أن عهدت بتطبيق إتفاق الطائف للنظام السوري برعايتها، عبر تسلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئاسة السلطة التنفيذية في لبنان، هذه التسوية التي إستمرت إلى حين تغير الأوضاع في المنطقة مرة أخرى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وما تلاها من كوارث ضربت المنطقة بدءا بإحتلال العراق وإنهيار نظام صدام حسين، إلى بداية تداعي وفشل إتفاقية أوسلو وإندلاع إنتفاضة الأقصى التي إنتهت بحصار وقتل ياسر عرفات، إلى صدور القرار 1559 الذي يدعو لخروج كافة القوات الأجنبية من لبنان، وكان المقصود طبعا قوات النظام السوري، الأمر الذي ولّد شقاقا بين السلطة في لبنان وسوريا من جهة، وبين الرئيس رفيق الحريري بما يمثله من ثقل إقليمي ودولي وغيره من القيادات اللبنانية على رأسها وليد جنبلاط من جهة أخرى، فكان زلزال 14 شباط 2005 في لبنان حيث أغتيل الرئيس الحريري وسقطت معه تسوية السين – سين وبات إتفاق الطائف في مهب الريح الداخلية والخارجية. مع تنامي دور حزب الله على الساحة الداخلية وتنامي الدور الإيراني في المنطقة، بدأ الشد والجذب إلى أن كانت أحداث السابع من أيار 2008 حيث سيطر حزب الله بالسلاح على بيروت وتغيرت موازين القوى، وكان لا بد من إتفاق يترجم هذه المتغيرات فكان إتفاق الدوحة الذي كان أول مسمار يُدق بنعش إتفاق الطائف، رغم أنه كان يعتبر إتفاقا موقتاً لحين إجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية.

ولكن كعادة السياسة في لبنان، كل موقت يصبح دائم ويخضع لموازين القوى على الأرض. بعدها جرت محاولة بمبادرة من الملك السعودي الراحل عبدالله لإعادة إحياء السين – سين ، كان من نتيجتها زيارة الرئيس سعد الحريري إلى سوريا، ولكن يبدو أن الوقت كان قد فات وموازين القوى في لبنان والمنطقة كانت تميل لصالح محور إيران، فكان الفشل وإسقاط حكومة سعد الحريري وخروجه من لبنان، لتستلم السلطة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي سميت يومها سياسيا بحكومة القمصان السود التابعة لحزب الله.

وكانت بداية الإنكفاء السعودي نسبياً عن الإنخراط في الشؤون اللبنانية، ترافق هذا مع إندلاع الربيع العربي وإنشغال المنطقة بالتطورات والمتغيرات وبات كل طرف يحاول أن يحفظ رأسه وسط هذه المتغيرات، وكان بعدها غياب الملك عبدالله بن عبد العزيز عن المشهد، كذلك غالبية القادة السعوديين أمثال سعود الفيصل، الذين كانت تربطهم بلبنان عدا العلاقات السياسية والشخصية مع الأطراف اللبنانية علاقات وجدانية وإنسانية عاطفية إذا صح التعبير، وهو ما يفتقده لبنان اليوم في علاقته مع الجيل الجديد من الحكام في السعودية، فبإستثناء الملك سلمان لم يعد أحد من الرعيل الذي كان يهتم بلبنان ومشاكله.

هذا الغياب السعودي والعربي عن لبنان معطوفا على التطورات في سوريا، التي سمحت بإستعادة النظام السوري لبعض أنفاسه وأحقاده على معارضيه وخصومه في لبنان، في محاولة للثأر منهم ومن مواقفهم من الثورة في بلاده، وخاصة وليد جنبلاط بما يمثله من ثقل سياسي ونضالي، أغرى بعض الأطراف في لبنان بمحاولة إنهاء إتفاق الطائف وهم الذين إتخذوا من إتفاق الدوحة ومفاعيله سبيلا لذلك عبر إبتداع سنن وقوانين وممارسات ما أنزل الله بها من سلطان، ويستمرون اليوم رغم ما يسمى التسوية الرئاسية التي أتت بهم إلى السلطة بمحاولة تغيير قواعد اللعبة مدعومين ومستغلين لورقة تفاهم مع حزب الله لتوسيع نفوذهم وتحقيق أهدافهم عبر الإستفزازات لبقية أطراف المعادلة، وعبر شعارات عن إعادة التوازن وإسترجاع الحقوق وغيرها من التعابير التي تؤجج المشاعر في بلد أنهكته الصراعات والخلافات السياسية طيلة السنوات الماضية الأمر الذي خلف إحتقانا إنفجر في الشارع يوم الأحد الماضي وكاد أن يجر البلد إلى آتون فتنة لا تبقي ولا تذر.

هذه الأحداث والتطورات قد تكون دفعت بوليد جنبلاط لزيارة الكويت وأميرها، في خطوة لها رمزيتها ووجدانيتها لعل وعسى يستطيع أن يحمي ويحتمي بإتفاق الطائف. هذا الاتفاق قد لا يكون مثاليا، وهو كذلك لكنه يشكل اليوم سقفا وحماية للبنان واللبنانيين من عبث العابثين وتهور المغامرين، الذين يعتقدون بدافع من غرورهم وقلة خبرتهم بالتوازنات في لبنان، أن الإخلال بهذه التوازنات التي يمثل وليد جنبلاط أحد أركانها الأساسيين، إنما هو نزهة ولعبة يلعبونها للتسلية، ويجهلون أنها إنما هي كلعبة الموت أو الروليت الروسية، ويكفي أن يتذكر هؤلاء كم كلف إتفاق الطائف من ضحايا وكوارث لا زلنا نعاني من آثارها حتى اليوم. فحذاري المس بوليد جنبلاط ومكانته وحجمه السياسي والوطني، تلبية لمصالح وأحقاد خارجية لا يهمها من لبنان وشعبه سوى إستعماله ساحة لتصفية حساباتها ووقودا لحروبها العبثية البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية اللبنانية. فالمصلحة إنما تكون بالإلتفاف حول الدولة الواحدة الضامنة لحقوق كل الأطراف، بعيدا عن النزعات والمصالح والطموحات الشخصية والآنية لأي كان.

 

جنبلاط يكسر الحصار ويُفشل ”انقلاب الجبل”… وباسيل يسعى إلى تكريس ”معادلة حكم جديدة”

ابراهيم حيدر/النهار/04 تموز/2019

لا أحد يستطيع أن ينكر شراسة الحملة على وليد جنبلاط، ولا أن يغير من وقائع الهجوم الذي انتقل إلى مرحلة جديدة، وهذه المرة في قلب الجبل. الأخطر أن ما حصل نهار الأحد كان يمثابة انقلاب على مصالحة الجبل وفق سياسي لبناني واكب كل حقبات الحرب وأخطرها في جبل لبنان، فعندما اشتعل أدخل البلد في منعطف جديد استغرق وقتاً كبيراً لردم ما خلفه الصراع الذي تحول طائفياً صافياً في هذه المناطق من لبنان أي قلبها. وفي الجبل في البيئة الدرزية أولاً ثم في البلد ككل.

أن يحصل في الغرب وفي قرى عاليه ما لم يكن متوقعاً، على وقع زيارة جبران باسيل، فإنه دليل على أن هناك من كان يستهدف محاصرة جنبلاط وإضعافه، ومنعه من إعادة التقاط أنفاسه، خصوصاً وأن لا أحد يسعفه من حلفائه في معركته السياسية، ما اضطره إلى المواجهة وإعادة رسم الخطوط التي لا يمكن تجاوزها لموقعه الذي أرسى المصالحة في عام 2000، واستمر منفتحاً على كل التيارات، ورفض نبش الأحقاد وتصفية الحسابات والتحجيم، انطلاقاًمن قناعته بأن الجبل لا يمكن أن يكون قلب لبنان من دون المسيحيين.

ما كرّسه 30 حزيران، وإن كان أحدث ثغرة في التوازنات، إلا أنه فتح المواجهة على مصراعيها، ولن يكون بعد هذا التاريخ كما قبله، لا في العلاقة داخل طائفة الموحدين الدروز، ولا بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني الحر وحلفائه في الممانعة. وبعيداً من محاولة البعض وضع المواجهة الجنبلاطية في دائرة تعزيز مصالحها، فإن ما كان يعد للجبل وفق السياسي اللبناني هو أخطر بكثير من مجرد زيارة يقوم بها باسيل، إذ إن قراراً كان اتخذ بتصفية جنبلاط سياسياً، بدأ باللعب في الحساسية الدرزية، ثم تشتيت وضعه لبنانياً ومنعه من التأثير في بيئات أخرى. لذا يرى جنبلاط أن ما يعلنه ويقره هو للدفاع عن النفس، أولاً في بيئته التي تتعرض لهجوم، ثم في موقعه السياسي العام. وهو يدرك اليوم أنه في وضع حساس بعد الحصار الذي تعرض له، ومحاولة سحب قراره في الجبل من قوى أخرى.

واياً تكن النتائج التي ستنتهي اليها معركة الجبل، فإن أخطرها قد يكون إحالة الحادثة الى المجلس العدلي اي أن يتم وضع جنبلاط في قفص الاتهام. وهذا وفق السياسي يتوج الحملة التي بدأت قبل سنتين، حين تشكلت الحكومة واضطر وليد جنبلاط إلى التخلي عن اسم الوزير الدرزي الثالث، فانطلقت عملية محاصرته محلياً وإقليمياً، إلى حد شعر أنه وحده في مواجهة حملات الإطباق عليه. منذ ذلك الوقت كان الهدف محاصرته في الجبل وإضعافه، إذ أن اختيار وزير درزي محسوب على جهة سياسية ممانعة وزيراً لشؤون النازحينن وهو الوزير الطرف في إشكال قبرشمون والبساتين، كان هدفه إبلاغ جنبلاط أن الأمور لا تسير وفق مشيئته درزياً، ثم حصر موقعه لبنانياً في دائرة ضيقة، وتشتيت قوته وإذا أمكن إلغائه أيضاً.

وجد جنبلاط وفق السياسي اللبناني نفسه محاصراً. جزء من المعركة معه أيضاً إضعافه في الحكومة وفي الإطار العام، ثم خرق منزله وبيئته. هو تعرض لمقاطعة وهجمات من حزب_الله في ملفات عدة، إلى حد استشعر أن الطوق بدأ يضيق حوله وأن قرار الإنقضاض عليه اتخذ لإنهاء دوره أو تأثيره السياسي، فجاءت زيارة باسيل إلى الجبل في لحظة مفصلية انطلقت من مناخ التطويق، وهي مختلفة عن قداس دير القمر في أذار الماضي، لا بل أنها محاولة إلغاء وجود وكسر، لذا لجأ مناصرو جنبلاط إلى قطع الطرق رفضاً للتحدي والاستفزاز، وأدى الامر الى الحادثة المشؤومة فاشتعلت على الجبهة الدرزية من طرف حلفاء الممانعة، فيما كادت الامور أن تفلت طائفياً لو استمرت الزيارة ومعها خطاب باسيل الذي بدأ من الكحالة وكأنه ينعي المصالحة وينبش حوادث الجبل بطريقة استفزت حتى أطرافاً مسيحية أخرى.

الاتهامات التي وجهت الى جنبلاط من دارة خلدة، وموقف “حزب الله” ثم استمرار باسيل في خطابه وكأن شيئا لم يكن، يدل على أن الحملة مستمرة ولن تكون هذه الجولة الأخيرة في المواجهة وفق السياسي الذي يرى أن الامور قد تذهب الى مزيد من الاصطفافات ما لم يتقدم العهد في شكل رئيسي بمبادرة تخرجه كطرف الى جانب تياره السياسي والطائفي وإعادة ضبط التوازنات التي كرّسها اتفاق الطائف في البلد.

ويتوقف السياسي أمام طريقة تعامل باسيل، ليس مع جنبلاط فحسب، بل أيضاً مع الحكومة وكل القوى الأخرى، بمن فيهم ركن التسوية الآخر أي الرئيس سعد الحريري. بعث جبران باسيل برسائل أنه مقرر في الحكومة ايضاً ويستطيع تعطيلها عندما لم يتأمن النصاب، تماماً كما فعل عند مناقشة بنود موازنة 2019. ويظهر باسيل وكأنه يخل بالتوازنات مع كل القوى التي أرست التسوية، ويريد من الجميع موقفاً حاسماً إلى جانبه في وجه جنبلاط الذي دعا إلى التهدئة والالتزام بالقانون مشترطاً إحالة كل الحوادث على المجلس العدلي خصوصاً جريمة الشويفات. ويرى المصدر أن ما حصل قد يجعل من قوى تصطف الى جانب جنبلاط على الأقل داخلياً وفي مقدمتها الرئيس نبيه بري غير الموافق على طريقة ادارة التسوية في البلد.

الحملة على جنبلاط قد تاخذ أبعاداً أخرى، بإشغاله في الفترة المقبلة في الساحة الدرزية واستمرار محاصرته، ووفق السياسي لا يرى حلفاء الممانعة الا الجنبلاطية رأس حربة الاعتراض على محاولات الإمساك بالقرار في البلد والإخلال بالتوازنات، ولان جنبلاط شعر أنه وحيد، قرر المواجهة، ضد تكريس أرجحية فرقاء داخليين على فرقاء آخرين، وتكريس الهيمنة الأحادية في البلد، لحماية منزله من التفكك أولاً، وإذا أمكن لاحقاً الاستناد إلى عامل قوة جديد بالاصطفاف المبني على تحالفات مختلفة. هو مضطر لأن يقاتل على كل الجبهات، لكن الجبل بالنسبة إليه خط أحمر…

 

عندما تهز الريح جبل لبنان!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

فخر الدين شخصية لبنانية أسطورية نسجت حولها الكثير من القصص لإظهار مواقف «وطنية» رسخت هوية «الجبل» المستقل في تاريخ لبنان.

وقد اختلفت الروايات في تحديد هوية الأمير فخر الدين، فالموارنة قالوا إنه منهم، والموحدون الدروز قالوا نفس الشيء، وإن كانت أغلب الروايات ترجح أنه من الدروز، ولكن بغض النظر عن هوية الرجل فإن رمزية «الجبل» في التاريخ اللبناني لا يمكن إنكارها. فالجبل شهد مذابح بين الموارنة والدروز، مذابح إقطاعية ومذابح دينية كلها لأجل بسط النفوذ والسيطرة، والجبل كان النقطة التي اعتمد عليها الموارنة مع المستعمر الفرنسي عبر التاريخ بأن يطلق عليه جبل لبنان كإمارة أو قضاء «مستقل» بهوية «مختلفة» وعرف هذا الأمر بأنه كان نواة للبنان المستقل الذي أتى لاحقاً بعد ذلك. وطبعاً مجد اللبنانيون «الجبل» في أمثالهم وأغانيهم بشكل محبب. وبقي الجبل أيقونة لبنان.

وبالرغم من أن الحرب الأهلية أظهرت الاقتتال الجنوني الموتور بين الطوائف المختلفة في لبنان، إلا أن اللبنانيين أنفسهم يجزمون أن أسوأ المعارك وأكثرها دموية ووحشية كانت التي تحصل بين أفراد الطائفة الواحدة، وهذا الأمر وضحه جداً جوناثان راندل في كتابه المهم «الذهاب للنهاية» وتحدث عن الاقتتال الوحشي داخل الطائفة المسيحية المارونية مستشهداً بأحداث زغرتا وبشري بين القوات اللبنانية والكتائب والمردة، ولاحقاً طبعاً يتذكر اللبنانيون أحداث قوات جعجع ضد عون، وأيضاً هناك مذابح قوات «أمل» ضد تنظيم «حزب الله» الإرهابي وغيرها من الأمثلة.

والآن يضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم خوفاً من فتنة كبرى داخل الطائفة الدرزية بين الزعيمين الكبيرين وليد جنبلاط وطلال أرسلان، وقد يبدو أن الموضوع حادث محلي فردي عابر (تعود) عليه اللبنانيون، إلا أنني أعتقد أنه له أبعاداً أكبر بكثير مما يظهر، إذ ليس بخافٍ على أحد الصراع على زعامة طائفة الدروز بين كل من طلال أرسلان ووليد جنبلاط. الأول ابن الأمير مجيد أرسلان الزعيم التاريخي للطائفة وأحد الآباء المؤسسين لاستقلال لبنان من فرنسا، والثاني ابن كمال جنبلاط الزعيم المعاصر للطائفة لما منحها من بعد قومي عربي وبعد اشتراكي يليق بضرورة المرحلة المطلوبة، بالإضافة إلى شخصية كمال جنبلاط التي كانت متأثرة جداً بالتعاليم الهندية مما أكسبه بعدأً روحياً وحكمة عميقة وانعكس ذلك على نحول جسمه وهندامه المتواضع مما جعله يتبنى مواقف قوية دفع حياته ثمناً لها عندما قتله نظام حافظ الأسد، «معلم روحاني وزعيم سياسي.. ماذا تريد أكثر من ذلك»؟ كما وصفه لي ذات يوم الفنان والأديب الدرزي المعروف الراحل سامي مكارم ابن بلدة عيتات. أغتيل تماماً كما حصل مع والده فؤاد جنبلاط من قبله الذي اغتاله الاحتلال الفرنسي، وللعلم كان كمال جنبلاط متزوجاً من مي أرسلان ابنة الأمير مجيد أرسلان.

ونظام بشار الأسد يعادي زعامة آل جنبلاط للطائفة ويغذي منافسيه كطلال أرسلان ووئام وهاب، بل تدخل في موضوع اختيار المرجعية الدينية الأعلى للطائفة المعروف بشيخ عقل الطائفة، وشككت في صلاحية الشخصية التي تم التوافق عليها ورشحت غيرها. هناك قناعة لدى نظام الأسد أن زعامة وليد جنبلاط للطائفة «انتهت» وخصوصاً بعد أن تنازل عن زعامتها لابنه الوحيد تيمور غير المتحمس للمسألة من الأساس، وبالتالي هذه فرصة للانتقام منه ومن عائلته ومنحها لطلال أرسلان ابن الزعيم التاريخي للطائفة، ولكن غير المقنع جماهيرياً. وزاد من حماسة نظام بشار الأسد للقضاء على وليد جنبلاط تصريح الأخير على لسان صديق له من الحكومة الروسية قال فيه إن بشار الأسد بعث برسالة لإسرائيل عن طريق الروس قال فيها إنه في حالة استقلال دولة علوية ستكون هناك علاقة سلام بينها وبين إسرائيل، وليس هذا الموقف الوحيد الذي تتهم فيه أجهزة نظام بشار الأسد جنبلاط، ولكنها توجه إليه أصابع الاتهام بأنه وراء تمرد أهل السويداء وهم من دروز سوريا ضد النظام، ورفض شبابهم الانضمام للجيش ومواجهة قوات الأمن فيها احتجاجاً. وكذلك تتهمه بتحريك دروز الجولان وتهدئة احتجاجهم ضد إعلان ضم الجولان وعدم رفع أعلام نظام الأسد ولا صوره، وهي حركة فطنت لها إسرائيل وزادت من التسهيلات الممنوحة للدروز في إسرائيل وسمحت لهم بالانضمام لأول مرة ضمن طاقم شركة طيران «العال» الإسرائيلية والتي كانت حصراً على اليهود، بالإضافة إلى إشارات أخرى. ما يحدث في فتنة الجبل في لبنان بين «بني معروف» ليس حادثة فردية أبداً. هناك مثل درزي قديم يقول «بإيدي خبز وبإيدك خبز.. ضيقة العين ليش».

 

«التيار» و«الاشتراكي»… تاريخ من الخصومة والنزاع السياسي

بولا أسطيح /الشرق الأوسط/04 تموز/2019

رغم المساعي التي بذلت على مر السنين لتحقيق المصالحة وحد أدنى من التفاهم بين «التيار الوطني الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، فإن كل استحقاق سياسي أو أمني تشهده البلاد، كان يؤكد أن الحزبين لم يتجاوزا الصراع التاريخي بينهما الذي اتخذ طابعاً دموياً في الحرب وتطور ليتخذ أشكالاً متعددة في زمن السلم. فمع عودة رئيس الجمهورية الحالي العماد ميشال عون من المنفى الباريسي في عام 2005 بعد اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، ومشاركته فيما عُرفت وقتها بـ«ثورة الأرز» التي مهدت لخروج الجيش السوري من لبنان والتي كان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط شريكاً أساسياً فيها، ظن كثيرون أن الزعيمين المسيحي والدرزي تركا خلافاتهما السابقة وراءهما وفتحا صفحة جديدة من التعاون. إلا إن انتخابات 2005 التي شهدت «الحلف الرباعي» الشهير الذي ضم جنبلاط و«حزب الله» و«أمل» و«المستقبل» وخاض المواجهة في وجه عون، كانت أول مؤشر لاستمرار المواجهة العونية – الجنبلاطية التي اتضحت معالمها أكثر مع توقيع «التيار» ورقة تفاهم مع «حزب الله» في عام 2006، ليستكمل الأول مساره السياسي الأقرب إلى قوى «8 آذار» في وجه قوى «14 آذار».

وشكّل «اتفاق الدوحة» الذي نتج عنه تفاهم القوى السياسية على انتخاب قائد الجيش حينها العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، محطة أساسية رسخت الخلاف بين عون وجنبلاط الذي كان رأس حربة ضد أي تفاهم يقضي بتسمية عون رئيساً.

وبعد انتخابات عام 2009 وما تلاها من تقرب جنبلاط مما يُعرف بـ«محور المقاومة» ومشاركته في الحكومة التي ترأسها نجيب ميقاتي بعد إسقاط حكومة سعد الحريري، شكّلت زيارة عون إلى الشوف وتجوله في مناطق الجبل بسيارة جنبلاط نقطة تحول كبيرة في علاقة الزعيمين اللذين تحدثا وقتها عن تثبيت خط المصالحة والسلام. واستمرت الهدنة على الجبهتين العونية والجنبلاطية حتى شغور موقع رئاسة الجمهورية ووقوف رئيس «التقدمي الاشتراكي» مجدداً في صف المعارضين لانتخاب عون رئيساً.

ومع تسليم عون رئاسة حزبه لوزير الخارجية الحالي جبران باسيل، لم يتغير شيء في علاقة قيادتي «التيار» و«الاشتراكي»؛ إذ بقي الود مفقوداً بين جنبلاط وعون كما بين جنبلاط وباسيل. وتدهورت العلاقة بين الحزبين مع إقرار قانون الانتخاب الذي اعتمد النسبية والصوت التفضيلي، وعدّ جنبلاط أنه يهدف لتحجميه. وتواصل النزاع بين بعبدا والمختارة (بلدة جنبلاط) خلال تشكيل الحكومة ودعم «التيار» مطلب رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان الحصول على مقعد من أصل 3 مقاعد للطائفة الدرزية في الحكومة الحالية. ورغم موافقة جنبلاط على التنازل عن أحد المقاعد الدرزية لتسهيل تشكيل الحكومة، فإن الهوة كانت قد اتسعت كثيراً بين الفريقين، مما انعكس سجالاً مستمراً بينهما على ملفات حكومية شتى؛ أبرزها ملف الكهرباء.

في هذا الجو لم يكن مستغرباً توقع رد فعل سلبي لجمهور «التقدمي الاشتراكي» على زيارة باسيل الأخيرة إلى مناطق ذات غالبية درزية وجنبلاطية، خصوصاً أنها تزامنت مع حديث عن محاولات للحد من حصة «الاشتراكي» في التعيينات المرتقبة.

ويصف عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ألان عون العلاقة الحالية مع «الحزب الاشتراكي» بـ«غير المستقرّة، وقد تكون درجة الحساسية العالية فيها ناتجة عن اختلاف في أسلوب إدارة البلد»، لافتاً إلى أن «وصول العماد عون إلى سدّة الرئاسة وتغيّر موازين القوى في المجلس النيابي والحكومة، قد يكون أزعج كثراً في البلد؛ ومنهم (الاشتراكيون)». وينفي النائب عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» كل ما يحكى عن نوايا لدى العونيين لتحجيم جنبلاط أو غيره، موضحاً أن ما يحدث هو «من مفاعيل النسبية التي أعادت توزيع التمثيل داخل كل الطوائف؛ وليس فقط عند الدروز، وكرّست مواقع لمختلف القوى، دون أن ننسى أن تحالفنا مع النائب طلال أرسلان كان سابقاً لهذه المرحلة واستمرّ، وهذا يجب ألا يصوّر كأنه استهداف لأحد».

في المقابل، تستغرب مصادر «الحزب التقدمي الاشتراكي» الحديث عن غياب الود مع «التيار الوطني الحر» وتقول: «لم ننكر يوماً الحيثية السياسية والتمثيلية لـ(التيار الوطني الحر) ولو أن هناك خلافات عميقة بيننا في القراءة السياسية لعدد من الملفات الداخلية والخارجية. فبعد توافق الكتل الكبرى على انتخاب الرئيس عون، صوّت قسم كبير من نواب (اللقاء الديمقراطي) له انطلاقاً من اقتناعنا في تلك المرحلة بضرورة إخراج البلد من مرحلة الفراغ الرئاسي، لكن من المفيد أن يدرك (التيار) اليوم طبيعة التركيبة السياسية في لبنان، وهي تركيبة دقيقة مرتكزة على موازين قوى معينة تفرضها طبيعة النظام السياسي والتركيبة اللبنانية».

 

 من هنا نبدأ/ جنبلاط وحزب الله يجهضان فتنة الجبل!

بقلم: حسن صبرا/مجلة الشراع/5 تموز 2019 العدد 1907

لم تمضِ 24 ساعة على بث وبخ ما نسب الى وليد جنبلاط في جلسة مغلقة كما زعم، وفيها كم من المواقف العنيفة منه ضد دول الخليج العربي وسعد الحريري، وحتى ضد ابنه تيمور حتى اندلعت معركة تطويع وتركيع الرجل، ليبدو وكأن التلفيق جاء مقدمة لما حصل في الجبل بسبب زيارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لهذه المنطقة.. هل يذكركم هذا السيناريو بالحملة على رفيق الحريري قبل اغتياله في 14- 2- 2005؟

ولا يمكن لجنبلاط ان يكون ساذجاً حتى لا يدرك مسبقاً ان هناك أمراً ما يرتب ضده.. لم يبدأ بتصريحات باسيل الذي يمكن ان يكون سليمان فرنجية قد قصده بوصفه فتنة متنقلة، تحدث فيها باسيل عن بطولات سوق الغرب خلال المعارك التي واجه فيها الاشتراكيون وكل القوى الوطنية يومها اللواء الثامن بقيادة عمه ميشال عون على وقع قذائف السفينة الحربية الأميركية نيوجرسي داعمة لعون ومن خلفه.. كأنه استحضار غريب لصدام اميركي تجري التهيئة له عبر مواجهة مع ايران هذه المرة.

ولا يمكن ان يكون جنبلاط مستسلماً في السياسة كما هو سعد الحريري أمام جبران باسيل، حتى يمرر كل هذا من دون رد فعل هو من طبيعة الصراعات التاريخية في الجبل والحالية قبل 1975 وخلال 30 سنة بعدها.. وفصولها التي تظهر كنبت وشوك ويباس كلما طرأ على الساحة سياسي ليبدأ في الفهم كما بدأ من سبقه ممن رحلوا او غيبوا، من دون ان يستفيد من دروسهم وتجاربهم ومراجعاتهم التاريخية.

لا يريد وليد جنبلاط المواجهة.. لكنه لا يمكن له ان يستسلم، خصوصاً وان الجبل الدرزي كله معبأ ضد ثقافة الحرب التي يستعيد جبران باسيل عباراتها سواء منذ اعتبر سابقاً ان حرب الجبل لم تنتهِ، الى ان اعتبر بطولات عمه في سوق الغرب وضد جنبلاط تحديداً هي جواز عبوره الطائفي لاستنهاض مسيحي تحت زعم الرئيس القوي، ودائماً بحثاً عن ((حقوق)) المسيحيين.

ومن قال ان وليد جنبلاط ما كان يوماً ضماناً للدروز (وفق المعايير السائدة في لبنان) والمفارقة الساخرة ان جبران باسيل ((يبحث)) عن استعادة حقوق الموارنة الذين بين ايديهم رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش ومصرف لبنان والمجلس الأعلى للقضاء ووو.. بينما يسعى جنبلاط منذ العام 1989 للحصول المستحيل على مجلس شيوخ للدروز.. والمعادلة الكيانية تنص على ان أقصى طموح للدروز هي عدة وزارات (ثلاث في هذه الحكومة اثنتان لجنبلاط وواحدة لباسيل نفسه).

وباسيل مشى على خط عمه في معركته ((لاستعادة)) مقعد ماروني في جزين في وجه نبيه بري، وها هو يحصل على مقعد درزي في قلب الشوف الجنبلاطي وزيراً للمهجرين على مرمى حجر من دار المختارة..

وما يجمع جنبلاط مع باسيل الآن على كثرة الافتراقات هو ان الاثنين لم يتركا لأنفسيهما صاحباً خلال فترة وجيزة.. مع الفارق بأن جنبلاط سياسي ماهر يطوّع السياسة ويتحكم بها وفق مصالحه، بينما يخضع باسيل للسياسة حتى تأكله وهو يظن نفسه يبلعها او يهضمها او يسترجعها.

جنبلاط الآن مختلف مع الحريري.

جنبلاط اليوم في حالة جفاء مع حزب الله.

جنبلاط ليس على وفاق مع عون وباسيل.

وجنبلاط يقيم علاقة مبتسرة مع القوات.

أما باسيل فهو على علاقة سيئة مع حلفائه قبل خصومه والوحيد الذي يقيم معه باسيل علاقة يصنعها هو من أصل صناعة عمه ويعيد تدويرها هو باسيل نفسه.

في حزب الله كارهون له.. ومضطرون على تحمله.

في تيار المستقبل مبغضون له، ويبتعدون عن معلمهم حتى  لا يحرجونه.

ولا تسألوا عن المسيحيين، فمن حالفوه لايصال عمه الى الرئاسة هم أعدى أعدائه، وكل معارك باسيل مع القوى السياسية في لبنان تؤشر الى انه يمد لسانه لجعجع نكاية به منازعاً إياه زعامة المسيحيين لكنه نجح في جمع جعجع وفرنجية كإحدى أعاجيب السياسة المارونية في لبنان.

انهما بشار وماهر

غير ان ثنائية الأسماء في الصراع لا تكتمل من دون الانطلاق من مبدأ ان جنبلاط يعايش قرار بشار وماهر الاسد بالتخلص منه.. بأي طريقة.

كان بشار قال للافروف عندما أراد حمل جنبلاط لزيارة دمشق انه مستعد لاستقبال تيمور.

صار بشار حاسماً بأن لا يدخل داره أي من نسل جنبلاط.

كان ماهر يقول ان جنبلاط رجل ميت.

صار ماهر يعتبر ان الحي الدرزي الوحيد في لبنان هو كل من هو ضد جنبلاط ويعمل ضده.

هل فهمتم الآن فورة بقايا الدروز للتطاول على جنبلاط؟ هل أدركتم معنى ان باسيل يخضع للسياسة حتى تأكله متنعماً بمعركة بشار وماهر الاسد ضد جنبلاط؟

ألا تعتقدون بأن باسيل بات يرى ان تحجيم جنبلاط في الجبل هو عنوان مسيحي في الصراع حول من هو الماروني الأقوى الذي يقنع بشار وماهر بأنه من يستطيع الانتقام من جنبلاط؟.. فسليمان فرنجية هو الهاجس الحاضر الناضر الغائب الصامت الذي يؤرق باسيل وليس أحداً غيره.

باسيل لا ينسى ان جنبلاط كان يفضل سليمان فرنجية رئيساً خلفاً لميشال سليمان، لأن فرنجية في رأيه خصم شريف، صادق في صداقاته وحتى في خصوماته، لا ينقلب ولا يغدر.

غير ان هذا كله هو لعب في الوقت بدل الضائع، او هي تسالي رمضان يتسابق عليها الجائعون بعد الافطار.. والسذج وحدهم من يظن ان الايمان في رمضان هو غيره في بقية أشهر السنة كما الصلاة خلاله كما التقوى.. كذلك السياسة ليست موسمية، وليست كرسي حكم فقط.. ومن يقرأ جيداً كيف ان مواقع حزب الله الرسمية هي الأكثر تواضعاً وحضوراً لم تمنعه من ان يكون هو الأقوى في لبنان وفي المنطقة يسخر من هذا التقاتل على الكرسي او هذه التضحية بمصالح الناس من أجلها.. ويظهر أمام الملأ كأنه ضد هذا ومع ذاك لكنه يحمل هماً آخر يعبر عنه في هذه السياسة.. لاحظوا.

حزب الله يمنع الانفجارات

ثلاث مرات مشهودات منع فيها حزب الله انفجار الأوضاع في لبنان شمالاً وجبلاً..

المرة الأولى حين كان المجرم ميشال سماحة على وشك انهاء مدة مسجونيته المسرحية الصادرة عن المحكمة العسكرية، على الرغم من اعترافه بأنه مكلف من رئيس استخبارات بشار الأسد علي المملوك بإحداث فتنة متنقلة في كل الشمال اللبناني بين المسلمين والمسيحيين، وبين المسلمين السنة والعلويين وبين المسلمين السنة أنفسهم.

كان الوضع في الشمال السني خصوصاً، على وشك التفلت احتجاجاً على هذا الحكم الهزلي ضد مجرم معترف بجرائمه، تدخل حزب الله، أعيدت محاكمة سماحة فصدر حكم بمضاعفة العقوبة، وهو ما زال قابعاً في سجنه.. ولا صحة لضغوطات سعد الحريري او غيره، فقرار مثل هذا لا يقدر عليه الا حزب الله!

ولماذا الحزب؟ لأن الوضع المستقر للبنان هو مصلحة شعبية سياسية علنية لحزب الله، فلبنان كله تحت ادارة الحزب، فلماذا التشويش عليه وعمل فتن داخل لبنان.. حتى لو كان بشار الاسد خلف هذه الفتنة او علي المملوك شخصياً، لذا احتوى حزب الله مشروع فتنة انطلق الأمر بها من دمشق وتولت حارة حريك اطفاءها من دون ان ننسى ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد كان أول من زار منزل سماحة في الأشرفية حين داهمته شعبة المعلومات التي كان العميد وسام الحسن كشف هذا المخطط، وأطلق رعد مواقف داعمة لسماحة.

المرة الثانية، حين أطلق وئام وهاب تصريحات بذيئة ومسفة ضد الرئيس المظلوم رفيق الحريري.. بادر حزب الله من خلال المعاون السياسي لحزب الله الحاج حسين خليل للاتصال بوهاب طالباً منه الاعتذار عما بدر منه.. انصاع وئام لطلب خليل واعتذر صاغراً.

وعندما علم رئيس لجنة الارتباط والأمن في حزب الله الحاج وفيق صفا بأن شعبة المعلومات أرسلت محمولات الى بلدة وهاب الجاهلية لاعتقاله، بأمر من النائب العام القاضي سمير حمود.. اتصل صفا باللواء عماد عثمان والقاضي سمير حمود لوقف هذه الحملة العسكرية، فأبلغه الاثنان ان الأمر حكومي وان قرار سعد الحريري ومستشاريه يهدف الى تأديب وهاب على هذا التصريح وما قاله ويقوله ضد هؤلاء جميعاً.

اتصل صفا بالحريري طالباً وقف هذا الاجراء المهدد بفتنة في الجبل ثم طلب من وهاب مغادرة الجاهلية فوراً وهكذا.انتهت بوادر الفتنة الى احتواء حزب الله للجميع ومنع انفجارها.

الفتنة الثالثة في الشحار الغربي تحت ظلال زيارة جبران باسيل الى الجبل وتصريحاته النارية في قراه.. حيث سارع الوزير محمود قماطي لزيارة منزل طلال ارسلان في خلدة مستدعياً وئام وهاب والوزير صالح الغريب (قتل مرافقاه خلال الفتنة) ليعلن تضامنه معهم.. محتوياً تحركات متوقعة كرد فعل على ما حدث واضعاً الجميع تحت عباءة الحزب لمنع تفاقم الفتنة. في المرات الثلاث يظهر حزب الله حرصه الشديد على حلفائه لكنه يمسك بالأمر كمن يمسك الجمر بين يديه لوأد الفتنة. اقرأوا جيداً موقفه من قضية ميشال سماحة تدركون كيف يفكر حزب الله.

 

رسائل ساخنة» من «مجلس الدفاع» الى الحكومة  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 04 تموز 2019«

تُجمع مراجع حكومية وأمنية وسياسية على أنّ ما حصل في الجبل يوم «الأحد الدامي» لم يكن صدفة، إذ كشف أنّ الكيل طفح من أكثر من جهة، فحصل حادث قبرشمون الذي كان يمكن أن يكون أكبر. وهو ما انعكس نقاشاتٍ حادة وتوتراً في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، وصولاً الى ما حلّ بجلسة مجلس الوزراء. فما الذي يربط بين كل هذه المحطات؟

تتشابك السيناريوهات ومعها التفسيرات لما حصل في عاليه والشحار الغربي الأحد الماضي. وليس صعباً على أيّ طرف من الأطراف المتورطين في ما حصل تبرير موقفه، فلدى كل منهم ما يكفي من الحجج والأفلام لتحميل سواه المسؤولية. ويعترف أكثر من مسؤول أنه كان على علم بما يجري قبل ثلاثة أيام، وأنه كان بالإمكان تفادي ما حصل. لكنّ الجوَّ السياسي وتموضع بعض المسؤولين منع من بيدهم لغة التحذير من أن تكون كلمتهم مسموعة، فصحّت توقعاتهم وتحوّلت مخاوفهم وقائع مؤلمة.

ويقول مرجع أمني إنّ المواقف المسبقة و»المفروزة» سلفاً عزّزت الجو المشحون في الجبل فلم تنفع التحذيرات التي أُطلقت في تحاشي ما حصل. فالقواعد الشعبية للحزب الإشتراكي كانت تغلي لألف سبب وسبب، منها ما يتصل بما هو مطروح من تحديات سياسية زادتها المواقف المتشنّجة بين أقطاب الطائفة، رغم الفارق في حجم كل منها. فمَن هم في موقع القوة الدرزية الكبرى، وتحديداً في القيادة الإشتراكية على اقتناع بأنّ ما كتب لهم ليس قدراً، وأنهم يمكنهم استعادة ما خسروه في التشكيلة الحكومية، فيما يسعى الطرف الآخر الى إثبات حضوره والتوسع في الإدارة والمؤسسات العامة بقدر المستطاع، وله مَن يناصره من أهل الحكم والحكومة.

كذلك لا يخفى على أحد أنّ قداس «التوبة والغفران» في دير القمر لم يشفِ غليل «التيار الوطني الحر» فهو ينوي تعزيز وجوده في الجبل، والمرحلة مناسبة قد لا تتكرّر مرة أخرى. وقد منحته المقررات الأخيرة لمجلس الوزراء وسائل الدعم والحضور على اكثر من صعيد، خصوصاً إقرار الـ 40 مليار ليرة لبنانية لوزارة الدولة لشؤون المهجرين في موازنة «التقشف»، تحت شعار إقفال الوزارة خلال ثلاث سنوات، فاستشعرالقوة «المفرطة»، وبالتالي ارتفع منسوب التوتر بينه وبين الاشتراكي الى الذروة. لأنّ هذا القرار لم يُقنع أحداً، لا مَن نال المال ولا مَن اعترض على الخطوة.

تزامناً، لم تكن مساعي ترتيب العلاقة بين التقدمي ورئيس الحكومة قد سلكت الطريق التي بدأ شقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو ما دفع الى الإعتقاد أنّ بإمكان الأطراف الأخرى مناوءة الإشتراكي وممارسة المزيد من الضغوط عليه. فلم يكن هناك من يرتاح لاحتمال تصحيح العلاقة بين السراي والمختارة بهذه السرعة اعتقاداً منهم أنّ تيار المستقبل يمكنه المضي أكثر في خلافه مع جنبلاط من أجل إمرار التعيينات والقرارات الكبرى في هذه الأجواء التي يتعزز فيها الطوق على الإشتراكي. وما بين هذه السيناريوهات ظهر جلياً أنّ أحداً لم يستمع الى تنبيهات الجهات الأمنية والعسكرية، فقد كانت كل المعلومات تشي بأنّ الأجواء لن تسمح بجولة عادية وهادئة لرئيس «التيار الوطني الحر» في الجبل في ضوء مواقفه الحادة التي يرفع فيها شعار «استعادة الحقوق المسيحية» التي دغدغت عواطف فئة من أبناء الجبل، وزادت الإحتقان لدى فئة أخرى. وإذ توالت التحذيرات، اعتقد البعض أنه يمكن الإستعاضة عن أيّ خطوة كان يمكن اتخاذُها ولم تحصل، بتعزيز القوى العسكرية والأمنية في المنطقة التي ستشملها الجولة، وهو ما زاد حدة التوتر، علماً أنّ زوار الجبل من القيادات السياسية والحزبية في الفترة الأخيرة لم يلجأ أيٌّ منهم الى أسلوب التيار إطلاقاً.

هذه المعطيات من دون الدخول في التفاصيل، كانت على طاولة اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، فأعلن الرئيس الحريري مواقف حادة ممّا حصل، ولا سيما في إشاراته الواضحة الى ما يمكن أن يتسبّب به الخطاب الإستفزازي، وزاد الطين بلّة ما جرى من مواجهة محدودة بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزيرة الداخلية ريا الحسن قبيل الجلسة على خلفية المواقف ممّا حصل وبسبب ملاحظاتها التي عبّرت عنها في حلقة تلفزيونية الأسبوع الماضي، فاختلطت الأمور ببعضها. على هذه المعادلة رست المناقشات الحامية في مجلس الدفاع الأعلى وبرز خلاف كبير بين الحريري ومَن يؤيده في طرحه التهدوي من جهة، وباسيل ومجموعة الوزراء في الإجتماع، ومعظمهم من كتلته من جهة أخرى. فكان الردّ والتلويح بـ «الثلث الضامن» في جلسة مجلس الوزراء في اليوم التالي. ولن ينفع تغليف ما جرى بأيّ شكل من الأشكال، فمَن أراد أن يرى بعينيه لا يتجاهل كل ما سبق ذكره.

 

باسيل ينكر تفاهمه مع الحريري قبل صياح الديك  

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/ الخميس 04 تموز 2019

لم يكد الرئيس سعد الحريري يخرج مطمئناً من استضافته الوزير جبران باسيل في لقاء الخمس ساعات، والذي أعقبه بيان متفائل صدر عن الحريري بطلب من باسيل، حتى أنكرت تطورات الجبل والهجوم على الوزيرة ريا الحسن وثلث باسيل المعطّل، التفاهم قبل صياح الديك. قبل زيارته الجبل تمنّى الحريري على باسيل الأخذ في الاعتبار التوتر والاحتقان الذي رصدته التقارير الأمنية، لكنّ باسيل أصرّ على الزيارة، ما وَرّط الحكومة في أزمة الاحالة على المجلس العدلي التي انتهت باستعمال باسيل الثلث المعطّل، وبتجميع حكومة موازية في وزارة الخارجية، حيث بَدا الحريري مع الوزراء المنتظرين قدوم باسيل في السراي كأنهم ينتظرون رئيس الحكومة لبدء الجلسة. هكذا طارت التفاهمات والضمانات التي أعطيت في القصر الجمهوري للرئيس الحريري بسحر ساحر، وعاد باسيل الى عادته القديمة بأسرع من المتوقع، ووضع الحريري في مأزق استحالة التوازن في العلاقة داخل التسوية. ولن يكون قرار باسيل بالإصرار على زيارة طرابلس سوى استمرار لإحراج الحريري، وسط رفض فاعليات المدينة هذه الزيارة أسوة بالرفض الذي قوبلت فيه في الجبل، على الرغم من انّ الحريري تلقى وعداً من الرئيس ميشال عون بإلغاء زيارة طرابلس، نظراً لتوقيتها السيئ، ولاحتمال حصول رفض شعبي لها، بعدما شنّت مواقع طرابلسية على وسائل التواصل حملات مكثفة رفضاً للزيارة.

كيف ترد مصادر «التيار الوطني الحر» على هذا الكلام؟

تشدّد المصادر على أنّ العلاقة مع الرئيس سعد الحريري سليمة جداً، وتشير الى أنّ استعمال الثلث المعطل حق دستوري لمن يمتلك هذا الثلث، وتضيف أنّ المقصود ليس الرئيس الحريري، بل تحقيق العدالة من خلال إحالة ملف حادثة الجبل الى المجلس العدلي، فهناك وزير تعرّضَ لمحاولة اغتيال، وهناك كمين مسلح، وتعرّض للسلم الأهلي.

وأشارت المصادر الى أنّ تحديد موعد لجلسة حكومية في عهدة الرئيس الحريري، الذي وعد بتذليل العقبات، ونحن نثق بنيّته تنفيس الاحتقان الذي لن يكون إلّا من خلال محاسبة المرتكبين، والساعات المقبلة ستحدّد الاتجاه.

أما عن حادثة الجبل فتعود المصادر الى الوراء، وتقول إنّ ما حصل يثبت أنّ المصالحة شكلية، وأنّ باب الجبل يراد ان يكون مفتاحه في يد جنبلاط. وتكشف المصادر أنّ أحد أسباب الاحتقان قيام وزير المهجرين غسان عطالله بوَقف ملفات الترميم المنجز، وعدم التزام اللوائح التي يقدّمها الحزب «التقدمي الاشتراكي» للإخلاءات، وتخصيص مبلغ 40 مليار ليرة للتعويض على المسيحيين في الجبل. وتشير الى أنّ رئيس الحزب لم يتقبّل أن يخسر ما أُعطي في التسعينات، وهي مكاسب مضخّمة، أمّا نحن فقد أصبحنا أقوياء الى درجة تَمكنّا فيها من استرداد حقوقنا، وهذا ما يزعج من كانوا يعتاشون على زعامة الوصاية.

في كل الاحوال، إنّ الاشتباك داخل التسوية والحكومة يشقّ طريقه. وبعيداً جداً عن الحدث ومن زاوية المراقب في الفضاء الافتراضي وفي مكتبه بالأشرفية، يقرأ فارس سعيد نتائج المواجهة الأخيرة ويستخلص استنتاجات تحتاج دقتها الى الاختبار: باسيل خسر وطنياً وربح مسيحياً، فهو نزع من منافسيه المسيحيين عدة الشغل، بظهوره بمظهر القوي وفق معادلة معاداة المسلمين. بعد جنبلاط سينتقل «حزب الله» الى الاجهاز على ما تبقى من أركان التسوية، الذين نجح باستفرادهم. وأصبح باسيل رأس حربة «حزب الله»، في الدعوة الى بدء تعديل النظام، والمرحلة المقبلة ستشهد على ذلك متى رأى أنّ التوقيت أصبح مناسباً.

يختم سعيد: أللهم اشهد أننا قد بلّغنا، فما يحصل اليوم هو نتيجة لِما قام به بالتواتر كلّ من دق إسفيناً في جسد 14 آذار.

 

عصفورية الطامح... "شو الله جابرو"؟

محمد نمر/نداء الوطن/04 تموز/2019

من يتابع جولات "وزير العهد" جبران باسيل ومضمون خطابه في كل منطقة، يحسب أن الانتخابات النيابية على الأبواب. وبات معروفاً أن غالبية السياسيين وقبل الاستحقاق الانتخابي يستخدمون لغة تثير العصبيات الطائفية والمناطقية لشد عصب الجمهور. ولأن الانتخابات النيابية انتهت مساء 6 أيار 2018، فإن ما يبالغ به باسيل، من جولات تحت عنوان "استعادة حقوق المسيحيين"، لا يمكن وضعه إلا في إطار معركة رئاسية يتمّ خوضها باكراً وكأن ولاية الرئيس الحالي ستنتهي غداً. يحاول باسيل استحضار سياسة اليمين المتطرف، سواء في الهوية المجتمعية أو الدينية أو القومية، كالحاصلة في أوروبا والبرازيل والهند وإسرائيل، فيبالغ مثلاً، وإلى حد "العنصرية"، في خطابه تجاه اللاجئين السوريين، ويفتعل الأزمات مع غير المسيحيين ويستأثر بكل "الحقوق المسيحية"، ليحظى أخيراً بحالة تخوله أن يكون "الرئيس القوي". ورغم المصائب التي حلّـت بلبنان منذ انطلاق "العهد القوي"، لا يتردد "التيار الوطني الحر" في تكرار هذا المصطلح. فبعد الزيارة التي قام بها وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي إلى "دار الفتوى"، لتلطيف الأجواء مع السنّة بعد خطاب باسيل في البقاع، تحدث عن "حكم الأقوياء"، وشرح: "الأقوياء هم الذين بالتمثيل وبمعايير التمثيل الشعبي في مكوناتهم ينتقلون منها الى رحاب الوطن". وهذا ما يقوم به باسيل، بادخال لبنان في "عصفورية حكم الأقوياء"، أي على كل من يطمح للرئاسة أن يكون قوياً في طائفته ويكسّر من هم حوله، وهو أشبه بنظام "شعبوي يقوم على الفرز الطائفي"، ولا علاقة له بما ورد في وثيقة الوفاق الوطني التي تتحدث عن دولة مركزية قوية وليس الأفراد الأقوياء.

تصح الإشارة إلى ما ورد في الصفحة 543 من كتاب الخبير الدستوري "حسن الرفاعي حارس الجمهورية" الصادر العام 2018: "إن دور رئيس الجمهورية في نظامنا البرلماني الديمقراطي مهم، شرط ألا ينحاز إلى فئة أو طائفة أو مذهب أو حزب، وألا يُجيّر أو يسمح بتجيير مصالح الدولة وإيراداتها للأزلام والأقارب والمحاسيب". كما كتب في إحدى مقالاته: "أقف مصدوماً من محاولات بعض من هم اليوم في موقع السلطة والمسؤولية للعودة إلى ممارسات فئوية وشعبوية واستفزازية تطعن كلها الدستور والنظام الديمقراطي البرلماني ولبنان، وتعيدنا إلى أجواء كانت سائدة عشية الحرب الأهلية".

وبعدما بات الجهد الذي يبذله باسيل معروف الهدف، يصح التذكير بما قاله رئيس "القوات" سمير جعجع عن باسيل: "شو الله جابرو؟".

 

عن همّ ديموغرافي ماروني درزي مشترك

وسام سعادة/نداء الوطن/04 تموز/2019

الديموغرافيا يمكن توريتها بعض الشيء وموازنتها بغيرها من الإعتبارات. مع هذا لا تنفع المكابرة على سؤال الديموغرافيا. إنّه محرج، إنّه حاضر.  إنّه سؤال يلاحق كل جماعة، صغرت أو كبرت، في العالم. ليس بوسع "إيقاف العدّ" أن يطمئن أيّاً منها. هو بحدّ ذاته شكل نافر للعدّ الإفتراضي، أو قل هو لفت نظر "منمّق" إلى "قانون العدد". قصة الموارنة والدروز في تاريخ جبل لبنان هي إلى حد كبير قصة تمثّلات ديموغرافية. مع مطلع القرن التاسع عشر، اتسع الفارق العددي بين الملتين لصالح الموارنة، بنتيجة الهجرة الدرزية إلى السويداء في القرن السابق، والطفرة التي حققها الموارنة بتراجع نسبة الوفيات المبكرة لديهم. أدّى استشعار التفاوت إلى تنمية "غريزة التصادم" لدى الجماعتين المتداخلتين، بالتوازي مع استمرار "تمورن" عائلات درزية أساسية. والموارنة في هذا أقرب إلى الإستثناء بين مسيحيي الشرق، عائلات قسم كبير منهم كانت درزية أو شيعية أو سنية ثم اعتنقت المسيحية، مثلما أنّهم "بعكس التيار"، وسّعوا جغرافيا كثافتهم على امتداد المرحلة العثمانية، من جبل لبنان الشمالي إلى الأوسط فالجنوبي (حتى القرن التاسع عشر كان الإنتشار الدرزي يصل حتى انطلياس).  واليوم، التعبير عن الهاجس الديموغرافي هو أكثر "مباشرة" لدى الموارنة، مع أنّ التقلّص الديموغرافي الأكثر حدّة هو عند الدروز. وكثيراً ما يغفل ساسة الموارنة بالتحديد أنّ "الهمّ الديموغرافي" مشترك بين الجماعتين، ويستخدمون الحجج العددية نفسها التي تستخدم حيال المسيحيين لإعادة استخدامها حيال الدروز. مع هذا، ثمّة فارق أساسي بين الموارنة والدروز. أكثر موارنة المشرق اليوم هم في لبنان لا في سوريا، أما أكثر الدروز اليوم فهم في سوريا لا في لبنان، ودروز سوريا ثلاثة أضعاف دروز لبنان. يبقى أنّ القرن الماضي، المتوّج في بداياته، بثورة سلطان باشا الأطرش في سوريا، كان في نصفه الثاني قرناً "لبنانياً" بامتياز بالنسبة إلى دروزه، ومركزه الشوف. ليس فقط لأنّ أثر كمال ووليد جنبلاط امتد إلى دروز سوريا، بل لأنّه، مع الأب من ثورة 58 إلى الحركة الوطنية، ومع الإبن من الحركة الوطنية إلى 14 آذار، جرى النهوض بأدوار سياسية متجاوزة بأشواط نسبة دروز لبنان الديموغرافية المائلة إلى التراجع. لا يبدو أن شيئاً من هذا متاح في الأمد المنظور. كذلك، أظهرت الحرب السورية حدود أثر جنبلاط على الكتلة الكبرى للدروز في سوريا، مثلما غذّت هذه الحرب الأوهام لدى أخصام جنبلاط بأنّهم الأقدر على تجسير المسافة بين دروز الجبلين... وهيهات.

 

جنبلاط إلى موسكو و”حزب الله” يخسر جبليّ الدروز في لبنان وسوريا؟

أحمد عياش/النهار/03 تموز/2019

ما زالت الطريقة التي يتعامل بها “حزب الله” مع الأحداث الدامية التي شهدها الجبل الأحد الماضي مثيرة للتساؤل. وحاول متابعو الحزب في الأيام الماضية فهم الأسباب، التي أملت ولا تزال، على موقع “العهد” الإلكتروني التابع للحزب، تغطية هذه الأحداث وكأنها “ثانوية”. علماً أن ذروة تطورات ذلك اليوم أدت إلى قطع أهم شرايين التواصل بين بيروت وكلّ من الجنوب والبقاع، على الرغم من أن أكثرية عشرات الألوف ممن تقطّعت بهم السبل بسبب ذلك، هم من الشيعة في المنطقتَين. فهل من سبب وجيه يبرر هذا السلوك من الحزب؟

قبل عرض المعطيات الموجودة بحوزة “النهار” حول ما يحيط بحسابات “حزب الله” الجديدة في لبنان وسوريا عموماً، وفي مناطق النفوذ الدرزية في البلدين، توقف المراقبون عند المواقف التي أعلنها وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، وهو أحد وزراء الحزب الثلاثة في الحكومة، من دارة رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان في خلدة. في هذه المواقف ظهر صاحبها وكأنه سياسي آتٍ من بلد غربي، عندما رفض “أن تكون هناك منطقة مغلقة ” مبشراً بـ”انتهاء عصر الميليشيات”! وفي الوقت نفسه، وبينما كان الوزير قماطي يصرّح بهذه المواقف عبر شاشات التلفزة، كانت إحداها تغطي وقائع توقف أرتال طويلة من السيارات علقت بسبب إضرام عناصر من حزب أرسلان النيران في الاطارات، قاطعين المرور في الاتجاهيّن على أوتوستراد خلدة. وفي هذه التغطية روت سيدة شيعية معاناة الانتظار الطويل لأكثر من ثلاث ساعات فيما كانت متوجهة من الجنوب إلى بيروت لتكون إلى جانب والدها المريض في أحد مستشفيات العاصمة. بالطبع لم يستحق هذا المشهد أي تعليق من قماطي أو من كل وسائل إعلام “حزب الله”!

في معلومات لـ”النهار” من أوساط سياسية، أن “حزب الله” دأب منذ فترة غير قصيرة على دعم خصوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط سواء ضمن طائفة الموحدين الدروز، أو ضمن سائر الطوائف، وفي طليعتهم “التيار الوطني الحر”. وبعد سلسلة طويلة من الإشكالات في السياسة والامن، كان قرار الاشتراكي أخيرا، منع رئيس التيار الوزير جبران من إكمال جولته في المناطق الدرزية من قضاء عالية. وكاد أنصار جنبلاط يتنفسون الصعداء عندما تناهى اليهم أن باسيل قرر عدم إكمال جولته بناء على تقارير أمنية. لكن هذا الارتياح سرعان ما تبخّر،عندما وقعت سلسلة من المواجهات مع موكب وزير شؤون المهجرين صالح الغريب الذي ينضوي ضمن التكتل الوزاري الذي يترأسه باسيل. وتعترف هذه الأوساط، أن مشهد إنسحاب باسيل من المنطقة، كاد أن يكون مكسباً سياسيا لـ”الاشتراكي”. لكن سقوط الدم الدرزي بسبب موكب الغريب، تحوّل إلى مكسب سياسي لـ”التيار العوني”.

مع تسليم هذه المصادر بأن “حزب الله” شعر بأن ميزان القوى في الجبل تبدّل الأحد الماضي لمصلحة جنبلاط، إلا انه أصرّ على عدم انكسار حليفه أرسلان فغطاه أولاً ميدانياً في قطع شريانيّ التواصل مع الجنوب والبقاع. ثم غطاه سياسياً في مطلب تحويل الملف على المجلس العدلي، ما عطّل انعقاد مجلس الوزراء الثلثاء.

في الصورة الأوسع التي رسمتها مصادر ديبلوماسية لـ”النهار”، أن نفوذ زعيم الحزب الاشتراكي فعل فعله في الفترة الأخيرة في منطقة السويداء في جنوب سوريا. وبموجب ترتيبات استطاع جنبلاط إيجاد مخرج لامتناع شباب جبل العرب (الدرزي) عن تأدية الخدمة العسكرية في جيش نظام بشار الأسد. وبعد سلسلة من الاتصالات، شارك فيها جنبلاط مع الجانب الروسي، تم الاتفاق على أن يؤدي الشبان هناك الخدمة في فرع الجيش الذي قامت ببنائه موسكو في موازاة الجيش الذي يقوده شقيق الأسد ماهر بدعم مطلق من إيران. وبفضل هذه الترتيبات جرى التوصل إلى حل موضوع الفراغ الأمني في الجنوب السوري على الحدود مع إسرائيل، ما أنهى أي وجود لقوات تابعة لإيران وفي مقدمها “حزب الله” الذي انتهى وجوده كليا في تلك المنطقة. ولم تفت المصادر الاشارة إلى أن نفوذ جبنلاط في السويداء له امتداد جغرافي حتى جنوب لبنان الأمر الذي يمثل تطوراً إستراتيجياً لم يرُق لـ”حزب الله” ومن ورائه طهران.

من الشائع داخلياً، أن نظام بشار الأسد يقف وراء موجة التصعيد الأخيرة في جبل لبنان. ويجيب المعنيون عن هذه الشائعة بعدم إسقاطها من الحسبان. لكن هؤلاء دعوا إلى النظر إلى الموضوع من زاوية تطور العلاقة بين موسكو والمختارة التي شهدت برودة لأعوام خلت. لكنها سلكت في الأشهر الأخيرة مسلكاً دافئاً سيكون من ثمارها، قيام جنبلاط بزياة العاصمة الروسية متوّجاً تحوّلاً في العلاقات بين الجانبيّن ستكون له آثاره في لبنان بعدما ظهرت مفاعيلها في السويداء.

وترددت معلومات أن سفير روسيا في لبنان الكسندر زاسبكين الموجود في بلاده لقضاء الاجازة الصيفية قد لا يعود إلى بيروت مجدداً، لأنه سيجري استبداله بسفير جديد يكرس دفء العلاقات بين الكرملين والمختارة، خلافاً لما كان عليه الحال مع وجود السفير الحالي؟

بين أحداث الجبل اللبناني الأحد الماضي الذي أعادت جنبلاط إلى قلب المعادلة الداخلية من الباب الواسع، إلى تطورات السويداء في الأسابيع الأخيرة، لاجدال في أن البساط قد سحب من تحت أقدام “حزب الله” في مناطق الدروز في لبنان وسوريا معاً. كيف سيرد الحزب على ذلك؟

 

من يتحكمّ فعلياً بالسياسة الأميركية تجاه إيران داخل إدارة ترامب؟

مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/04 تموز/2019

إيلين ليبسون | باحثة متميّزة والرئيسة الفخرية لمركز ستيمسون، ونائب سابقاً لرئيس مجلس إدارة مجلس الاستخبارات القومي (1997 - 2002). كانت عضوة في مجلس الاستخبارات الاستشاري للرئيس السابق باراك أوباما (2009 - 2013)، وعضوة في مجلس السياسة العامة للشؤون الخارجية التابع لوزارة الخارجية الأميركية (2011 - 2014)

الرئيس دونالد ترامب هو من "يتحكّم" بسياسة إيران، لكن لاينبغي فهم ذلك على أنه يتولّى قيادة عملية سياسية متّسقة ومنسّقة. فترامب يعتبر أن عنصر المفاجأة وعدم القدرة على التنبؤ هو مصدر قوة، ويبدو كأنه يملك رداً ظرفياً لتقييمات المخاطر ودراسات الخيارات التي تقدمّها الأجهزة البيروقراطية. إنه يثق بغرائزه حين يتعلّق الأمر بإدارة علاقاته مع الخصوم، ويستمتع بالفوضى التي يتسبّب بها عند قيامه بالتناوب بتهديد أو محاولة التواصل مع القادة الأجانب، بمن فيهم المرشد الأعلى الإيراني.

تحدّث الكثيرون عن التأثيرات المتشدّدة لمستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو. إنهما يفضّلان، كما هو واضح، إطلاق رسالة ثابتة وصارمة إلى إيران، كما أنهما بالكاد يخفيان تفضيلهما خيار تغيير النظام، بدلاً من هدف تعديل سلوك النظام، الأمر الذي التزمت به معظم الإدارات الأميركية. وتتشاطر معهما هذه النظرة المظلمة لنوايا إيران وزارة الدفاع على الأغلب، لكنها لاتسعى إلى إشعال صراع. بيد أن المثير للشفقة هنا هو الممثل الخاص للولايات المتحدة لإيران براين هوك، الذي يتجوّل من دون كلل محاولاً شرح منطق سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران للحلفاء.

غاري ستيك | المدير التنفيذي لمشروع Gulf 2000 في جامعة كولومبيا، وعضو سابق في مجلس الأمن القومي الأميركي في عهد الرئيس جيمي كارتر

أشعلت إدارة ترامب أزمة قد تؤدي إلى اندلاع صراع عسكري، إثر انسحابها من خطة العمل الشاملة المشتركة، أي الاتفاق النووي مع إيران. لكن الولايات المتحدة تفتقد إلى هدف واضح تضعه نصب عينيها. فهل هي تنوي إسقاط حكومة إيران أو ببساطة معاقبتها؟ هل تريد صياغة صيغة معدّلة من الخطة، أم صيغة جديدة كلياً؟ هل ترغب الإدارة في فصل إيران عن حلفائها الإقليميين، أم أنها تريد فقط استخدام التهديد الإيراني للاستفادة من تحالف جديد مع إسرائيل والأنظمة الملكية السنّية؟ هدف واشنطن متقلّب، ويتغيّر من يوم إلى آخر. سلطة الرئيس دونالد ترامب لرسم معالم السياسة الخارجية ليست موضع شكّ، بيد أن قدرته على صياغة استراتيجية متماسكة هي كذلك. فعلى سبيل المثال، قامت الولايات المتحدة، في العام 2003، بغزو العراق وتغيير الحكومة من دون وضع خطة لما سيحصل بعدها. يُذكر هنا أن بعض مهندسي تلك الكارثة هم اليوم إلى جانب الرئيس. فمن إذاً سيحذّره من عدم تكرار الأخطاء نفسها مع إيران؟

دانييل بليتكا | نائب الرئيس لدراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد المشروع الأميركي، وعضوة بارزة في هيئة موظّفي لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، حيث تختصّ في قضايا الشرق الأدنى وجنوب آسيا.

قد يبدو السؤال حول من الذي يتحكّم بالسياسة الخارجية في إدارة ترامب مراوغاً بعض الشيء، إذ إن التعريف الدستوري ينصّ على أن الرئيس يتحكم بالسياسة الخارجية الأميركية. لكن، من المفهوم أن يشعر المراقبون ببعض الالتباس. فعلى الرغم من أن الرئيس أفصح مراراً وتكراراً عن أن هدفه من ممارسة "أقصى درجات الضغط" على إيران عبر فرض العقوبات هو دفع المرشد الأعلى في إيران، آية الله علي الخامنئي، للعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصّل إلى اتّفاق جديد أفضل من سابقه، إلا أن مستشاره لشؤون الأمن القومي جون بولتون صرّح علناً أنه ينبغي تغيير النظام في إيران. كذلك، حدّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو 12 شرطاً ينبغي على إيران تلبيتها، وتُفضي مُجتمعةً إلى تسلّم شخص آخر سُدة الحكم.

إذن، من هو صاحب القرار الفعلي في الإدارة الأميركية؟ إنه الرئيس دونالد ترامب في نهاية الأمر. لكن، لا هو ولا قاعدته الشعبية يريدان أن تنخرط الولايات المتحدة في نزاع آخر في الشرق الأوسط. مع ذلك، لاينبغي على الإيرانيين أن يشعروا بالكثير من الرضا الذاتي. فعدا الحرب، ثمة الكثير من الإجراءات التي من شأنها أن تضرّ بالنظام الإيراني. كما لا ينبغي أن يعتبر الخامنئي ترامب منقذه في حال ارتكب الإيرانيون خطأ كبيراً في الحسابات.

غاري سامور| مدير مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط في جامعة براندايس، وعضو سابق في أمانة سر المجلس الاستشاري للطاقة (2015-2017). عمل منسّقاً لشؤون ضبط الأسلحة وأسلحة الدمار الشامل في البيت الأبيض في عهد الرئيس باراك أوباما، كما كان مساعداً خاصاً ومديراً رفيع المستوى لحظر الانتشار وضبط الصادرات في عهد الرئيس بيل كلينتون.

الرئيس دونالد ترامب هو الذي يتحكّم بالسياسة الإيرانية في إدارته، سواء كان ذلك للأفضل أو للأسوأ. فالنظام الأميركي يقضي بأن الرئيس هو صاحب القرار الأساسي في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، كما أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة. في غضون ذلك، لايتوانى ترامب عن تجاهل أو رفض اقتراحات مستشاريه للسياسة الخارجية – وخير دليل على ذلك قراره الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، أو مؤخراً عدم شنّ هجمات عسكرية على إيران. في كلا هاتين الحالتين، تصرّف ترامب بشكلٍ يتنافى مع توجيهات فريق السياسة الخارجية. إذن، تشي السياسة الأميركية حيال إيران أن ترامب يعتقد فعلاً بأن في وسعه إرغام إيران على إبرام "اتفاق" أفضل، من خلال إخضاعها إلى أقصى درجات الضغط الاقتصادي. لكن طهران، لسوء الحظ، لاتزال تقاوم اقتراح ترامب التوجّه إلى طاولة المفاوضات، على الرغم من الأكلاف الاقتصادية الفادحة التي تتكبّدها. كذلك، تعكس هذه السياسة رغبة ترامب الحقيقية في تفادي التورّط العسكري في الشرق الأوسط. لكن طهران قد ترى إلى إحجام ترامب عن استخدام القوة العسكرية كضوء أخضر للتهرّب من القيود النووية المفروضة عليها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (أي الاتفاق النووي)، والاستمرار بشنّ المزيد من الهجمات الاستازية في المنطقة.

 

ما الذي يقلق حرّاس الإرهاب بالمنطقة؟

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

«العالم كله ممتن لجهودكم في محاربة الإرهاب»، بهذه الكلمات تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد أربعة أيامٍ من إلقاء القوات السعودية الخاصة القبض على زعيم تنظيم «داعش» في اليمن (أبو أسامة المهاجر)، كما أعلنت قيادة التحالف. من يتابع نمو وتمدد الحركات الأصولية وطريقة حركتها يرى تحولاتٍ عملية وميدانية بسبب حدثين اثنين أساسيين؛ أولهما: الحرب المشروعة في اليمن ضد الإرهابيين («الحوثيين»، و«القاعدة»، و«داعش»). ومعلوم أن اليمن كان بؤرة الإرهاب في المنطقة، ونقطة انطلاق للتنظيمات المسلحة، تمركزت في مدن وساحات، وغشت مجالس القبائل، واشترت الولاءات، وتنظيم «القاعدة» في أبين وجد مساحته حتى جاءت الحرب الضرورية التي كسرت ظهور التنظيمات وفتت في عضدها. وثانيهما: مقاطعة قطر من قبل الدول الأربع، إذ ساهمت بشكلٍ كبير في تجفيف منابع تمويل إرهابية واسعة، إذ لم يعد بإمكان أي فصيلٍ أن يتحرك بسهولة، لقد أدت المقاطعة وظيفتها الكاملة، وأسفرت عن خنق شديد لعنق الإرهاب ومموليه، وآية ذلك أن أبرز المدافعين عن قطر ضد المقاطعة هو الأمين العام لـ«حزب الله».

جميع المنتقدين لمنهج السعودية المعتدل لهم علاقاتهم الإرهابية، وبخاصة فلول «الإخوان المسلمين»، إذ نشهد حركة ممانعة ضد السعودية لأنهم يعلمون أن الإصلاح الفكري ونشر التنوير حين تتبناهما المملكة فإن ذلك يعني التأثير الشامل على العالمين العربي والإسلامي، فهي دولة لها وزن استراتيجي وثقل تاريخي ونفوذ سياسي، فهي ليست من الدول الطارئة، أو الأنظمة المارقة، ولا ضمن محاور الشر، يعلمون أنها إذا قررت التغيير فإن أثرها سيشمل الدول الإسلامية المتعددة.

والمقلق لحراس الإرهاب في المنطقة أن مشروع التغيير والتطور التنموي في السعودية أول من يناصره الجيل الشاب في المجتمع، والذي لم يتم استثماره بشكلٍ جيد، مما جعله صيداً سهل المنال للأصوليات بأنواعها. لم يعد هذا الجيل لقمة مستساغة للإرهابيين، بسبب من التنويع المدني الذي ضمنته الرؤية، إذ وضعت الخيارات أمامهم بين ترفيه، أو مسابقاتٍ قرآنية، ومنافساتٍ على الأذان، وأنشطة رياضية، وفنية، وثقافية، حيث تكتمل شروط المدينة، وتمتد لكل أذواق المجتمع، والحق يقال إن الذي تقوم به هيئة الترفيه بقيادة تركي آل الشيخ يعد عملاً باهراً بكل المقاييس، واستجابة المجتمع لبرامج الهيئة وأنشطتها تعد أمراً لافتاً مما ينقض فكرة قابلية الشباب السعودي للتطرف، بل إن الخيارات حين تتاح لهم فإن آخر ما يمكنهم اختياره التوجه نحو العنف أو الإرهاب.

إن مشاعر الممانعة الأصولية ضد الرؤى التنموية في المنطقة مصدرها الأساسي جماعة «الإخوان المسلمين»، نرى رموزها يقطرون حقداً على السعودية، يكتبون بألم وحرقة، يذرفون الدموع، تتفطر قلوبهم غيظاً، لأن الأبواب التي كانت متاحة لهم للسيطرة على العقول أغلقت، ولا بد من القيام بإجراءات أكبر ضد الجماعة، وعلى الحكومات العربية المعتدلة أن تستمر في إغلاق وقصف المقرات التابعة لـ«الإخوان»، ومنع كوادرها من الحضور في المجتمع، والسير قدماً نحو الحرب الشاملة غير الهيّابة للحركة الأصولية لئلا تعود إلى تأثيرها أو حضورها ونفوذها، والحرب يجب أن تكون فكرية واجتماعية وثقافية وفنية، وهذا ما تستطيعه الحكومة السعودية ضمن برامج «الرؤية».

لا يعني انحسار المتطرفين في المجال العام، وانخفاض أصواتهم انتصارنا عليهم بشكلٍ كامل، علينا ألا نقع في مصيدة الهدنة مع الإرهاب، وأن نتحدث من دون كلل أو ملل. ليست حجة راجحة تلك القائلة بضرورة وقف الحديث عن التطرف لأن الصحوة قد انتهت، بل إن الوضع الحالي أشبه ما يكون بـ«الكمون» والعمل «تحت الأرض» وتأسيس «تنظيماتٍ سرية» في كل تاريخ «الإخوان» منذ قرنٍ من الزمان حين يتم قصفهم وملاحقة أفكارهم يجبنون ويعملون بصمتٍ وبمنتهى السرية، وهذا ما يجعل البعض يغتبط عن جهلٍ بأن الإرهاب قد انتهى، وأن «الإخوان» منوا بهزيمة ساحقة، هذا غير دقيق، فالحرب سجال، والنصر أشمل من كسب جولة. إن ما يقوم به الأمير محمد بن سلمان أمر استثنائي في المنطقة، لقد غيرت مفاهيمه كثيراً في هذا العالم، والآن نحن في الخطوات الأولى، وعلى المتطرفين إما الاستسلام والدخول ضمن مشروع الاعتدال والتنمية، أو انتظار الحرب الشاملة التي لن تجعلهم بمنأى عن المحاسبة والملاحقة، عليهم استيعاب أمرٍ أساسي، أنهم أمام موجة تغيير لن يستطيعوا الوقوف بوجهها فضلاً عن مقاومتها، وأنّى لهم ذلك؟!

 

العربة التي لن تجر الحصان!

سليمان جودة/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

شيء ممتاز أن تسعى الولايات المتحدة هذه الأيام، إلى الترويج لما اصطلحت إدارة الرئيس دونالد ترمب على تسميته بأنه الشق الاقتصادي من عملية السلام في المنطقة! إنه شيء ممتاز حقاً عندما يتأمله كل متابع للقضية الأم في منطقتنا، قضية فلسطين، لولا أن هذا الشيء في حاجة إلى أن يتأخر خطوة إلى الوراء، ليكون في الترتيب الثاني، لا الأول! ففي الورشة التي دعت إليها واشنطن في المنامة، يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الماضي، أعلن جاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب ومستشاره الخاص، عن تفاصيل ذلك الشق الاقتصادي، وكان ذلك يحدث من جانب بلاده للمرة الأولى!

ومما أعلنه كوشنر هناك، أن هذا الشق الذي جاء يتحدث عنه، يقضي بأن تقدم الدول المانحة والمستثمرون 50 مليار دولار لتحقيق الازدهار الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك في دول الجوار، وأن هذا الرقم سوف يجري تقسيمه على النحو الآتي: 28 ملياراً للضفة والقطاع، تسعة مليارات لمصر، سبعة مليارات للأردن، ستة مليارات للبنان، وأخيراً خمسة مليارات لشق طريق بين الضفة والقطاع!

وإذا كان مفهوماً أن المبلغ المخصص للضفة والقطاع، هو من أجل رفع المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي، فليس واضحاً لماذا سوف تحصل القاهرة وعمان وبيروت على ما هو مخصص لها في الخطة المعلنة، ولا ماذا سوف يكون عليها أن تقدمه في مقابل هذه المبالغ.. ليس واضحاً على الإطلاق.. وإذا كان المطلوب هو تقديم تنازلات محددة، فما صدر عن القاهرة ثم عن عمان، في توقيت انعقاد الورشة تقريباً، ينفي استعداد البلدين لتقديم أي تنازلات!

فقبل انعقاد الورشة بأربع وعشرين ساعة، كان وزير الخارجية المصري سامح شكري في زيارة إلى موسكو، ومن هناك أدلى بتصريح إلى قناة «روسيا اليوم» الفضائية قال فيه الآتي نصاً: لا تنازل عن ذرة أو حبة رمل من سيناء التي استشهد من أجلها مواطنون مصريون دفاعاً عنها وسعياً لاسترجاعها!

وكان توقيت التصريح الذي جاء في اليوم السابق مباشرة على يوم افتتاح ورشة البحرين، يشير ولو من بعيد إلى أنه يريد أن يضع النقاط فوق حروفها، فيما يتصل بما كان قد قيل عن أن دور مصر في الموضوع هو أن تقدم قطعة من أرض سيناء لتسهيل إقامة دولة فلسطينية على حدودها مع غزة، في مقابل الحصول على قطعة مساوية في صحراء النقب! هذا كلام قيل وتردد على مدى الفترة الممتدة على طول المسافة من لحظة الإعلان عما سُمي صفقة القرن، إلى يوم الدعوة لورشة المنامة ثم انعقادها، ولم يكن يجد أحداً يكذبه ولا يؤكده، فجاء تصريح شكري بمثابة نفي رسمي له، وتأكيد على أن الذين يروّجون له يجب أن يبحثوا عن شيء آخر يتكلمون فيه! ولم يكن الوزير شكري يغرد وحده وهو يدلي بتصريحه، فالرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد بادر بإطلاق المعنى الذي تحدث به وزير خارجيته، وكان ذلك في حفل إفطار الأسرة المصرية، الذي دعت إليه مؤسسة الرئاسة في الثامن والعشرين من رمضان!

يومها تحدث الرئيس السيسي بوضوح لا يشوبه غموض، فقال ما معناه أن سيناء يملكها المصريون، لا الرئيس ولا الحكومة، وأن الأمر إذا كان كذلك، فليس من الوارد أن يتنازل مصري عن شيء يملكه في سيناء من أولها إلى آخرها، وأن القاهرة لا تقبل في القضية عموماً إلا بما يقبله الفلسطينيون أنفسهم، باعتبارهم أصحاب القضية التي لا صاحب لها يتحدث باسمها سواهم!

هذا عن مصر، فماذا عن الأردن، باعتبارهما الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين حضرتا ورشة المنامة، ليس عن رضا بالطبع بما قيل فيها، ولكن عن رغبة في المتابعة عن قرب لا أكثر، وهذا ما أكدته الخارجية المصرية نفسها عندما أعلنت أن نائب وزير المالية هو مَنْ سيمثل مصر في الورشة!

وكان حضور مصر والأردن ربما لأنهما الدولتان العربيتان الوحيدتان أيضاً اللتان تحتفظان بعلاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، ولكن هذا لم يكن يعني أن حضورهما سوف يرتب عليهما أي التزامات من نوع ما كانت الورشة تبشر به وتدعو إليه!

وقد كان تصريح شكري دليلاً لا تنقصه الصراحة في هذا الاتجاه، ثم كان الاتصال الذي جرى في اليوم الثاني والأخير لأعمال ورشة المنامة، بين عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، دليلاً آخر في الاتجاه نفسه، ولم تكن تنقصه الصراحة ذاتها، ففيه أعلن العاهل الأردني تمسك بلاده بالمبادرة العربية للسلام حلاً عادلاً للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين! ولم يكن المرء في حاجة إلى جهد كبير يدرك به أن تأكيد المملكة الأردنية تمسكها بالمبادرة العربية، كان رداً غير مباشر، أو حتى غير مباشر إذا شئنا، على ما صدر عن كوشنر في ورشة المنامة حين قال: أي اتفاق سلام لن يكون على غرار مبادرة السلام العربية، بل سيكون في منطقة وسط، بين مبادرة السلام العربية والموقف الإسرائيلي! ويعرف الكافة أن المبادرة العربية كان الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، قد طرحها في القمة العربية المنعقدة في بيروت عام 2002، وكان وقتها لا يزال ولياً لعهد الملك فهد، وكانت المبادرة تقوم في جوهرها على أساس أن على إسرائيل أن تعيد الأرض العربية التي احتلتها في الخامس من يونيو (حزيران) 1967، لتقوم دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من ذلك الشهر، وتكون القدس الشرقية هي عاصمتها، في مقابل ضمان السلام للدولة العبرية من جانب الدول العربية التي تحظى المبادرة بإجماعها!

والرياض من جانبها لا تدع مناسبة تمر إلا وتعود لتؤكد من جديد أن المبادرة العربية هي البديل العربي الجاهز لحل القضية، وأن تمسك السعودية بها ليس فقط لأن الذي طرحها هو الملك عبد الله، ولكن لأنها مبادرة عربية مكتملة، ولأنها موضع توافق عربي، ولأنها تتطلع للقضية بعين عادلة!

وقد كانت المبادرة ولا تزال هي الحصان، بوصفها الشق السياسي في الموضوع، وإذا شاءت واشنطن للورشة أن تنجح، باعتبارها الشق الاقتصادي في المقابل، فإنها تظل بمثابة العربة التي لا يمكن أن تجر الحصان.. فالعكس هو الوضع المنطقي الصحيح!

 

الكشف عن مدينة عُبار

زاهي حواس/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

قام نيكولاس كلاب، ويطلق على نفسه أنه عالم آثار من الهواة؛ أي أنه غير مختص في الآثار، بالبحث عن الآثار؛ لأنه مغامر، وفي الوقت نفسه يعرف أن الكشف عن مدينة عُبار الغامضة قد يضعه بين مشاهير علماء الآثار؛ ولذلك قام كلاب بمراجعة كل ما كتبه العالم الإنجليزي توماس ويبر، الذي جرى وراء كلام البدو في تلك المنطقة بأنهم عثروا على أدلة أثرية تؤدي للكشف عن هذه المدينة. وقد توفي توماس... وجاء بعد ذلك كلاب، وبدأ بحثه، وقدم لنا طريقتين لإثبات وجود مدينة عُبار؛ فقد وجد أن الآثار التي ذكرها البدو موجودة بالفعل. وعلى هذا الأساس؛ تقدم بطلب إلى وكالة «ناسا» الفضائية ليحصل على صور جوية بالقمر الصناعي لتلك المنطقة. واستطاع أن يقنع سلطات «ناسا» بأن تقوم بالتقاط صور جوية. وبعد ذلك قام كلاب بدراسة المخطوطات والخرائط القديمة بمكتبة هنتنغتون بولاية كاليفورنيا بهدف الحصول على خريطة للمنطقة. وبعد فترة قصيرة من البحث وجد واحدة... وهي خريطة رسمها بطلمي عام 200 ميلادية؛ وهو عالم جغرافي يوناني مصري. وتوضح الخريطة مكان مدينة قديمة اكتشفت بالمنطقة والطرق التي تؤدي إلى تلك المدينة. وفي الوقت نفسه تلقى أخباراً بالتقاط وكالة «ناسا» الفضائية للصور التي جعلت بعض آثار القوافل مرئية بعد أن كان من الصعب تمييزها بالعين المجردة؛ وإنما فقط كان يمكن رؤيتها بشكل كُلّي من السماء. وبمقارنة تلك الصور بالخريطة القديمة التي حصل عليها، توصل كلاب أخيراً إلى النتيجة التي كان يبحث عنها؛ ألا وهي أن الآثار الموجودة في الخريطة القديمة تتطابق مع تلك الموجودة في الصور التي التقطها القمر الصناعي.

وأخيراً، وعلى هذا الأساس، أعلن أنه قد تم اكتشاف مكان المدينة الأسطورية التي ظلت طويلاً موضوعاً للقصص التي تناقلتها ألسنة البدو. وبعد فترة وجيزة، بدأت عمليات الحفر وبدأت الرمال تكشف عن أسرار المدينة القديمة؛ ولذلك وصفت المدينة القديمة بأنها أسطورة الرمال «عُبار». ورغم ذلك، فإنني لم أجد فيما نشر عن هذا الموضوع أي دليل مكتوب يشير إلى أن هذه المدينة هي مدينة عُبار؛ لأن هناك من يحاول أن يربطها بمدينة قوم عاد التي ذكرها القرآن الكريم؛ لذلك فلم أجد الأدلة الكافية التي تثبت ذلك. وسوف نعود إلى هذا الموضوع في مقال آخر. ولكن هنا أذكر أهمية البدو في الكشف عن الآثار؛ فقد ذهبتُ إلى جنوب اليمن خبيراً للجامعة العربية للعمل في المسح الأثري بالمدينة الثانية. وكان اليمن الجنوبي في ذلك الوقت تحت الحكم اليساري، ولم يكن ضُم إلى الشمال ليصبح دولة واحدة، ولم تكن لديّ أي معلومات عن مواقع الآثار الموجودة في هذه المنطقة؛ لذلك لم يكن أمامي غير أن أعتمد على البدو، خصوصاً لأنهم يرعون الأغنام على قمم الجبال. وكنت أسألهم سؤالاً مباشراً عن مواقع الجن؛ لأنهم يربطون المواقع الأثرية بالجن. واستطعت أن أسجل أكثر من 40 موقعاً أثرياً جديداً غير معروف من قبل.

 

خلافاً لكل محاولات كوشنر... لا حل إلا بدولة فلسطينية

صالح القلاب/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

غير معروف من الذي أوحى لهذا الشاب الصاعد جاريد كوشنر بهذه المبادرة التي أعطاها عنواناً هو: «فرصة القرن» والتي هي نسخة كربونية من «صفقة القرن» المعروفة. كما أنه غير معروف من أقنعه بأن العرب والفلسطينيين سيذهبون إلى «ورشة المنامة» لدوافع اقتصادية فقط، ومن دون أن يأخذوا معهم تأكيداً على حقوق الشعب الفلسطيني السياسية المعروفة. ما كان كوشنر يعتقد، استناداً لمعلومات استخبارية، أن العرب، ومعهم الفلسطينيون، ما زالوا كلهم، من دون استثناء دولة واحدة، يتمسكون بفلسطين وبالقضية الفلسطينية. وأنهم إن كانوا قد جاءوا إلى المنامة للمشاركة في «ورشتها» بدوافع اقتصادية، فإنهم لم يتخلوا عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وهنا - وبالتأكيد - فإن غالبية العرب الذين ذهبوا إلى عاصمة مملكة البحرين كان دافعهم استطلاع حقيقة ما يريده جاريد كوشنر، وما هو هدفه الحقيقي مما سماه «فرصة القرن» وذلك مع أنهم كانوا على قناعة راسخة بأنه لا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة، ولا فصل السياسة عن الاقتصاد، وأن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وهي العملة نفسها التي كان الرئيس دونالد ترمب قد أطلق عليها اسم «صفقة القرن»، والتي لا تزال في عالم الغيب، وحيث كل ما قيل أميركياً عنها هو مجرد كلام لا يمكن التعامل معه، ولو بقليل من الجدية.

كان كوشنر حتى قبل أن تطأ قدماه أرض البحرين قد أعلن وبكل إصرار، عن أنه لا دولة فلسطينية على الإطلاق. وحقيقة أن هذا ما كان ترمب نفسه قد قاله مراراً وتكراراً، ما يعني أن هناك قناعة، نتيجة ما جاء في بعض أسفار المستشرقين، بأن العرب لا ارتباط لهم بالأرض ولا بالمكان. وهذا بالطبع كلام فارغ وبلا أي مصداقية، والدليل هو أنه تم اقتلاع الفرنجة (الصليبيين) من فلسطين بعد أكثر من قرنين من الزمن، وأيضاً تم تحرير الجزائر بعد مائة واثنين وثلاثين عاماً من استعمار استيطاني من قبل الفرنسيين.

ربما أن بعض العرب والفلسطينيين قد تسرب إلى قلوبهم اليأس، بعد كل هذا التمزق المرعب الذي تشهده غالبية الدول العربية، وبعد كل هذا الانحياز الأميركي الأعمى لإسرائيل، خلافاً لما نصت عليه القرارات الدولية، ولما يجمع عليه معظم دول الكرة الأرضية.

ثم إن الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير والسلطة الوطنية مستمر في الإصرار على البقاء في وطنه فلسطين، رغم ما احتل منه في عام 1948 وما احتل لاحقاً في عام 1967، ورغم كل ما فعله وما يفعله الإسرائيليون وبأساليب تشكل نسخة أخرى مما كان فعله النازيون، فيما كانوا احتلوه من دول أوروبية.

لقد كان على جاريد كوشنر أن يأتي إلى «ورشة المنامة» ليس بوعود اقتصادية محكومة بسقوف محدودة، وبفترة زمنية معينة، وإنما بتراجع عن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وعن الاعتراف بها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل.

وهكذا، فإنه على الأميركيين أن يدركوا أن هذه البضاعة التي يحاولون تسويقها على العرب وعلى الفلسطينيين، بضاعة فاسدة، وأنهم إذا كانوا يصدقون ذلك الشعار الصهيوني القائل: «ينساني فكي إن نسيتك يا أورشليم» فإن عليهم أن يعودوا إلى تاريخ فلسطين البعيد، الذي كان تاريخاً عربياً، وأنه إذا كان العرب والفلسطينيون قد قبلوا بمساومة تاريخية عنوانها: دولة فلسطينية على حدود يونيو عام 1967، فإنهم سيكونون في حلٍّ من هذه المساومة إذا تواصل هذا النهج الذي يتبعه بنيامين نتنياهو، وإذا بقيت المواقف الأميركية تجاه الصراع في الشرق الأوسط هي هذه المواقف الحالية.

ثم وعلى أي حال، وعَوْداً إلى «ورشة المنامة»، التي أغلب الظن أنها ستكون الأولى والأخيرة، فإنه علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن استهداف سفارة مملكة البحرين في بغداد من قبل «حزب الله – العراقي» لم يكن المقصود به الدفاع عن فلسطين ولا مناصرة القضية الفلسطينية، وإنما إثبات أن لإيران امتدادات عسكرية واستخبارية، وأيضاً سياسية، في بلاد ما بين النهرين وفي سوريا ولبنان وغزة واليمن. وأن استهداف السفارة البحرينية هو استهداف لكل العرب الذين يرفضون كل هذا التطاول الإيراني الذي تجاوز الحدود كلها.

وإن ما يؤكد هذا هو أن إيران، التي من المفترض أنها دولة شقيقة إسلامياً، وصديقة ومجاورة جغرافياً، قد أطلقت تصريحاً بلسان أحد قادتها الأساسيين، قالت فيه إن حدودها تمتد من اليمن إلى القارة الأفريقية، ما يعني أنَّ طهران الحالية تعتبر أن صراعها مع العرب، الذين من المفترض أنهم أشقاؤها الأقربون، هو صراع استحواذي، ولكن بعنوان طائفي ومذهبي بغيض، حيث إن كل هذا الذي يجري في مياه الخليج العربي يستهدف الدول العربية كلها، القريبة والبعيدة، أكثر مما يستهدف الأميركيين. وهكذا، فإن الأيام قادمة، وستحمل معها كثيراً من الحقائق الفعلية التي لا حقائق غيرها.

عندما يقول كوشنر، وهو يحاول تسويق ما جاء به إلى «ورشة المنامة»: «إن علينا أن نتخيل واقعاً جديداً في الشرق الأوسط» فإن عليه أن يدرك أن هذا الواقع الجديد الذي تحدث عنه لا يمكن القبول به؛ بل وستجري مناهضته، وخصوصاً إن لم يكن للفلسطينيين مكان رئيسي فيه، وتكون لهم دولتهم الوطنية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وهنا، فإن ما تجدر الإشارة إليه هو أن هناك إسرائيليين فاعلين، إنْ أحزاباً وإنْ أفراداً، يعرفون أنه لا حل لهذه العقدة التاريخية، ولا نهاية لكل هذا الصراع في الشرق الأوسط من دون قيام دولة فلسطينية، وفقاً لقرار قمة بيروت العربية في عام 2002. والمفترض أنه معروف أن الجنرال إسحق رابين كان قد دفع حياته ثمناً لقناعته، التي حولها لإجراءات عملية، بأنه لا مستقبل للإسرائيليين في هذه المنطقة من دون التوصل لاتفاق «منْصف» مع الفلسطينيين، وأن كل الحلول المفروضة ستكون قنابل موقوتة، وأنه لا ضمان لبقاء دولة إسرائيلية في هذه المنطقة إلا بتوقيع فلسطيني إلى جانب توقيع إسرائيلي على دولة فلسطينية، وبالتفاهم والتراضي، وبعيداً عن الإكراه والقوة العسكرية. إن المفترض أن الأميركيين غير المصابين بـ«الرمد الصهيوني» يعرفون هذا معرفة أكيدة، ويدركون أنه لا يصح إلا الصحيح. والصحيح هو أن كل هذه الإجراءات الاستعراضية التي يقوم بها بنيامين نتنياهو بتشجيع من واشنطن الحالية زائلة لا محالة، وأنه لا بد من إسحق رابين آخر كي يكون هناك حل معقول ومقبول لهذا الصراع الذي تجاوز عمره سبعين عاماً، وهو حل الدولتين: دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، ودولة إسرائيلية على حدود ما قبل هذا التاريخ الآنف الذكر، أي حدود عام 1948.

لقد كان إسحق رابين الذي كان أول جنرال إسرائيلي يدخل القدس الشرقية في حرب عام 1967، قد توصل إلى قناعة نقلته من معسكر الصقور إلى معسكر الحمائم، بأن ما تحتاجه إسرائيل بعد كل هذه الحروب وهذه السنوات الطويلة، ليس مزيداً من الاحتلالات والانتصارات، وإنما الاعتراف الفلسطيني بوجود الدولة الإسرائيلية، و«التوقيع» الشرعي الفلسطيني على وثيقة تاريخية تؤكد هذا الوجود وتقره وتعترف به. وبالطبع فإن نهايته كانت رصاصة في الظهر خلال الاحتفال بذكرى توقيع وثيقة المصالحة الفلسطينية – الإسرائيلية.

وعليه، فإن هذا يجب أن يدركه ويعرفه الرئيس دونالد ترمب، قبل صهره جاريد كوشنر، الذي كان عليه أن يحول هذه «الورشة» إلى مهرجان للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، ولفعل ما فعله إسحق رابين، وليس البقاء متشبثاً بادعاءات باطلة، وفعْل كل هذا الذي يفعله، مما يدل على عدم إدراكه لحقيقة هذا الصراع الذي غدا تاريخياً، والذي لا يمكن أن تكون هناك نهاية له إلا باجتراح الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة التي بات يعترف بها العالم بأسره.

 

إردوغان يقرر الانتقام من الديمقراطية بعد إسطنبول!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لا يستطيع أن يغير جلده. بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قمة العشرين، قال إن الأخير أكد له أنه لا عقوبات على تركيا إذا اشترت صواريخ «إس - 400» من روسيا، لكن لم يصدر أي تأكيد على ذلك من واشنطن، غير أن ترمب عبر عن تفهمه لكنه لم يستبعد فرض العقوبات رداً على ذلك. وتفيد التقارير بأن أشد العقوبات قيد النظر في واشنطن ستؤدي إلى شل الاقتصاد التركي وسوف تستهدف عقوبات أخرى شركات الدفاع التركية ومنعها من النظام المالي الأميركي.

أراد إردوغان الانتقام من خسارته لإسطنبول حيث أدت النتائج الجديدة إلى إعادة انتخاب محافظ إسطنبول وإلى إيقاظ الكتّاب والمعلقين السياسيين، وصفت إحدى الصحف هزيمة مرشح إردوغان بأنها «زلزال»، ووصفته أخرى بأنها «انتصار الشعب»، وقالت صحيفة «جمهورييت» الصحيفة الوحيدة المعارضة، إن حكم الرجل الواحد قد تم سحقه. السؤال الآن يدور حول مستقبل تركيا؟ وهل هذه بداية النهاية لهيمنة إردوغان؟ يقول أحد أعضاء حكومة إردوغان: تحتاج تركيا إلى بداية جديدة.. لقد انتهى زمن إردوغان!

ثارت إسطنبول ضد «معبودها» السابق بحماسة شديدة. لكن عندما رأى إردوغان أن بن علي يلدريم الذي اختاره لمنصب «حكم إسطنبول» خسر بأكثر من 13 ألف صوت فقط لصالح أكرم إمام أوغلو من «حزب الشعب الجمهوري»، ادعى أن النتيجة مزورة.

إن استبدادية إردوغان دفعته إلى السيطرة المباشرة على معظم مؤسسات الدولة بما في ذلك المجلس الانتخابي الأعلى، فخضع أعضاؤه الذين تم تعيينهم في ظل حكومة إردوغان لمطالبه، وفي خطوة غير مسبوقة أبطلوا تصويت إسطنبول بداعي حدوث مخالفات. في المرة الثانية جاء إمام أوغلو بفارق 806 آلاف صوت وجعل المعارضة تنتزع السيطرة على إسطنبول من حزب إردوغان لأول مرة منذ 25 عاماً.

يعلم المستبدون أنه من السهل التلاعب بنتائج الانتخابات عندما يكون الفارق بسيطاً، ومن السهل أيضا تفكيك المؤسسات الديمقراطية عندما يدعمهم الشعب. الآن تغيرت الأوقات بالنسبة لإردوغان وللمعارضة.

كثرة الأخطاء التي ارتكبها إردوغان أظهرت انتصار المعارضة الساحق، وهذه المعادلة يمكن لـ«حزب الشعب الجمهوري» والأحزاب الأخرى تكرارها على المستوى الوطني.

بالنسبة للأتراك الذين كانوا يائسين من تجاهل إردوغان المتزايد للمعايير الديمقراطية، كان النصر نقطة أمل. حتى صحيفة «صباح» المؤيدة لإردوغان كتبت: «الديمقراطية انتصرت». لقد أبطل إردوغان نتائج الانتخابات الأولى غير عابئ برأي الشعب، فأصبحت عملية إعادة الانتخابات بمثابة استفتاء على الديمقراطية فاستيقظ الذين قبلوا الانجراف الاستبدادي لإردوغان. لكن المخاوف بشأن الاقتصاد الراكد والقضايا المعيشية كانت مهمة للغاية وبدأت بالفعل في تغيير المشهد السياسي.

مثله مثل الزعماء القوميين الآخرين في هذا الزمن الشعبوي، دفع إردوغان نفسه إلى السلطة وسط موجة من النمو الاقتصادي، هذا النمو يتراجع الآن، مع نضوب مصادر التمويل الخارجي ومع استحقاق الفواتير. فقدت الليرة التركية نحو ثلاثة أرباع قيمتها على مدى العقد الماضي مع أكثر من ثلثها العام لماضي وحده مما زاد من ارتفاع التضخم. وفي محاولة لمنع الانهيار الكامل لليرة رفع البنك المركزي أسعار الفائدة إلى 24 في المائة، مما وضع حداً للنشاط الاقتصادي، وأصبحت الحياة أكثر صعوبة، وأصبحت التوقعات قاتمة بالنسبة للشركات التي استفادت من سياسة إردوغان.

الآن، ومع سيطرة المعارضة على أكبر وأغنى مدينة فإنها ستكون تحت المراقبة حول الطريقة التي ستدير فيها ميزانية المدينة. لقد اتهم حزب إردوغان باستخدام ميزانية إسطنبول التي تقدر بمليارات الدولارات كشبكة رعاية، فتوفرت الأموال، لأسباب مشكوك فيها، لصالح عائلته وأصدقائه ومؤيديه، إنه نظام البذخ الذي تعهد إمام أوغلو بإنهائه. لكن إذا كانت السيطرة على إسطنبول تحصّن المعارضة، فإن إردوغان لا يزال لديه كثير من المزايا بعد كل شيء، فهو ليس رئيساً فقط، إنه أقوى زعيم تركي منذ قرن، وبعد هزيمة إسطنبول قال أمام تجمع لـ«حزب العدالة والتنمية»: ليس لدينا شرف تجاهل الرسالة. لكن ما هذه الرسالة وما معنى تجاهلها؟ قال إردوغان، إن الحزب «سيتخذ الخطوات اللازمة لتصحيح الخطأ الذي حدث. ونحن الذين سنقرر هذه التعريفات، وأضاف بغموض: لن نعتمد على تعريفات الآخرين. يعني هذا أن إردوغان سيقرر أين يكمن الفشل، وسيقرر وحده كيفية إصلاحه، لذلك على الذين يعتقدون أن خسارته لإسطنبول ستجعله يرى الأمور بشمولية وأقل التهاباً وأكثر احتراماً للديمقراطية، أن يخففوا من تفاؤلهم. فهو قد اعتبر انتصار الديمقراطية خطأ يجب تصحيحه. ولنتذكر ردة فعله لأول خسارة في شهر مارس (آذار) الماضي؛ ألغى الانتخابات وعندما أظهرت الاستطلاعات أن إمام أوغلو يتقدم لم يحاول تخفيف لهجته، بدلاً من ذلك أطلق حملة من الحيل المشبوهة. حاول إعلامه تصوير إمام أوغلو بأنه إرهابي، وتدعمه اليونان سراً، وزعم إردوغان نفسه أن مرشح «حزب الشعب الجمهوري» كانت له صلات بفتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل عام 2016.

لا يزال إردوغان في السلطة يستمتع بقصره الفخم خارج أنقرة، لكن ستطول لياليه، إذ يبدو أن كثيراً من نوابه السابقين في حزب «العدالة والتنمية» مستعدون للتخلي عنه، ويقوم الرئيس السابق عبد الله غل ووزير المالية السابق علي باباجان بالعمل على تشكيل حزب منفصل، كما يخطط رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو لحزب إصلاحي بديل لحزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه إردوغان. وذكرت معلومات أن باباجان التقى إردوغان لإخباره شخصياً أن حزبه على وشك الانطلاق (في هذا الشهر)، وأنه سوف يستقيل من حزب «العدالة والتنمية». سيتم الترحيب بعودة باباجان إلى المشهد السياسي الوطني من قبل المستثمرين والأسواق الدولية بشكل عام. ومع ذلك فإن السؤال هو ما إذا كان يمكن لباباجان أن يشكل تهديداً كافياً للتغلب على إردوغان.

ما يحبط المعارضة هو أنه لا توجد انتخابات مقررة في تركيا حتى عام 2023؛ لذلك فإن لديه كثيراً من الوقت لاستعادة اليد العليا، لكن يمكن للمعارضة أيضاً استخدام السنوات الأربع المقبلة للاستفادة من قوتها المكتشفة حديثاً في إسطنبول وإظهار ما يمكنها فعله بمزيد من القوة السياسية.

يقول مصدر تركي: يخطط قادة المعارضة لإنشاء كتلة معارضة في البرلمان جنباً إلى جنب مع المنشقين عن حزب «العدالة والتنمية» بحيث يكون لديها العدد الكافي لتمرير قرار لإجراء استفتاء جديد على النظام الرئاسي، لأنه من غير المرجح أن يتمكن حزب جديد من تحقيق تأثير كبير على الأسواق المالية إذا استمر إردوغان بالصلاحيات نفسها. لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المعارضة قادرة على أن تسلب من إردوغان الأغلبية، أو إذا كان الانقسام سيؤثر فيه. قد يؤدي هذا الغموض إلى زعزعة الأسواق، لا سيما إذا دفعت تهديدات سياسية جديدة إردوغان إلى شن هجوم جديد للقضاء على قوى المعارضة.

من السابق لأوانه شطب إردوغان، حتى لو أنه فقد توازنه. لكنه قال منذ عامين فقط: إذا فقدنا إسطنبول فسوف نخسر تركيا. لقد وجهت إليه مدينته الأم ضربة هي الأكثر قسوة في حياته السياسية، فهل تلحقها كل تركيا أم أنه يفكر كيف يقلب المعادلة عبر انتخابات جديدة؟

 

مشاها خطى طيبة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

عوَّدنا الدكتور عبد الرحمن الشبيلي على أنه كاتب السِيَر وحافظ حقوق الآخرين، والباحث في آثارهم وإنجازاتهم، ومسلِّط الأضواء على كفاحاتهم ونجاحاتهم. وقد حوَّل هذا الاجتهاد النبيل من مهنة إلى رسالة. فكأنه كُتب عليه، وليس كُتب له، أن يؤرخ للذين عاصرهم من البارزين والمجلين، خصوصاً أولئك الذين اهتموا بكل شيء، وأهملوا الاهتمام بأنفسهم. ها هو الآن يكتب شيئاً من سيرته الذاتية في «مشيناها: حكاية ذات». لكن حتى في حكاية الذات، يدوِّن الدكتور الشبيلي سيرة الآخرين وسيرة المرحلة نفسها. وفي «حكاية ذات» هذه تجد حكاية مثيرة ومفصَّلة ودقيقة لمرحلة تأسيس الإذاعة والتلفزيون في المملكة. وكيف بدأ التلفزيون أولاً محطات مختلفة ما بين المنطقة الشرقية والغربية، قبل أن يتطور ويدمج. كان الشبيلي يومها موظفاً بسيطاً أوائل الستينات، لكنه أصبح، مع السنين والتدرج، شاهداً أساسياً على المرحلة وأهلها جميعاً. ويستعيد الشبيلي، في حرص ومحبة وتواضع، أسماء وأدوار الرفاق الذين صنعوا تلك البدايات، في جديّة وعناء: عباس غزاوي وناصر المنقور وإبراهيم العنقري ومحمد عبده يماني، وعشرات المسؤولين الذين نهضوا بالصناعة الإعلامية. ولا تغيب هنا الصورة الإنسانية الشاملة. فأثر العائلات في عيش صعب. ومن أجل أن يسعى في دراسته نجد «صاحبنا» يتقاسم غرفة واحدة مع رفاقه، أو يسكن في ضيافة أقرباء. لكنه لن يترك الجامعة تمر به دون توقف طويل، وفيها سوف يختار التخصص في أحب المواد إليه: اللغة العربية. وسوف يساعده ذلك في حرفته وفي شغفه معاً. تذكرك حكاية الإذاعة في السعودية بحكاية الإذاعة في لبنان والأردن وأبوظبي والبحرين. وفي إذاعة المنامة كان مديرها إبراهيم كانو، يستعين بسعفة من النخل يحركها في الهواء، كي يعطي انطباعاً عن الرياح في البرامج، لأنه لم يكن في الإذاعة مؤثرات صوتية. وكانت لا تزيد على غرفة وفيها بضع أسطوانات، وكانت أغاني أم كلثوم تذاع فقط عند وقوع حدث مهم، فيعرف أركان الدولة من الإشارة أن عليهم الاتصال بالإذاعة لمعرفة طبيعة الحدث.

يروي «صاحبنا» العزيز، المعاناة التي رافقت ظهور أول وجه نسائي على التلفزيون. ويعيد النهضة الإعلامية إلى مؤسسها الكبير الشيخ جميل الحجيلان، وزير الإعلام، الشجاع، والمستقبلي التفكير. وإليه أيضاً يعيد نجاحه الشخصي في مهنة باهرة.

 

السودان أمام مفترق الانفراج أو التصعيد

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/04 تموز/2019

لا أدري كيف ولماذا اختار ممثلا الوساطة الأفريقية الإثيوبية في السودان يوم أمس بالذات موعداً للقاء المباشر الذي طلبا عقده بين المجلس العسكري و«قوى الحرية والتغيير»، لكن الاختيار لم يكن موفقاً بتاتاً في تقديري. فيوم أمس صادف ذكرى مرور شهر على مذبحة فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في التاسع والعشرين من رمضان الموافق الثالث من يونيو (حزيران)، وهو تاريخ لن يبرح ذاكرة السودانيين بسهولة. الدعوة كما يبدو كانت موجهة للضغط على «قوى الحرية والتغيير» باعتبارها الطرف الذي ظل يرفض التفاوض المباشر منذ أحداث فض الاعتصام، واختار التفاوض غير المباشر عبر الوسطاء مقدماً في الوقت ذاته عدداً من الشروط التي اعتبرها إجراءات لإعادة بناء الثقة قبل عودة الحوار المباشر. أما المجلس العسكري فكان قد أبلغ الوسطاء قبل المظاهرات والمواكب الضخمة التي نظمت في الثلاثين من يونيو، رغبته في عودة الحوار المباشر، وهو ما فسر وقتها على أنه محاولة لإحراج «قوى الحرية والتغيير» دبلوماسياً أمام الوسيط الأفريقي الإثيوبي المدعوم دولياً، وفي الوقت ذاته إرباك المشهد قبل المظاهرات والمواكب الاحتجاجية.

لم يكن هناك أي تطور جديد قبل الدعوة المفاجئة التي أعلنها ممثلا الوساطة الأفريقية الإثيوبية عبر وسائل الإعلام للضغط على الطرفين، إذ كانت الأمور تراوح مكانها على صعيد المفاوضات المتعثرة، وتشهد تصعيداً سواء بالتحركات والتصريحات، أو بالعمل الميداني. فالمجلس العسكري صعّد حملة الاعتقالات للناشطين، وتصدى للمواكب بالرصاص على الرغم من التحذيرات الدولية، كما وقعت تصفيات استهدفت عدداً من الناشطين في لجان مقاومة الأحياء التي تنظم وتنسق المظاهرات والمواكب. أما «قوى الحرية والتغيير» فقد لجأت إلى التصعيد عبر السلاح الوحيد المتاح وهو تنظيم المواكب والاحتجاجات السلمية، فأصدرت الدعوة لمواكب 30 يونيو التي أذهلت الناس بضخامتها، إذ فاقت أعداد المشاركين فيها كل الاحتجاجات السابقة بما فيها مليونيات الاعتصام، وبناء على ذلك النجاح دعت إلى مواكب أخرى في الثالث عشر من يوليو (تموز) الجاري، واعتصام وإضراب شامل في الرابع عشر منه.

كان هذا هو المشهد قبل دعوة وسطاء المبادرة الأفريقية الإثيوبية للاجتماع المباشر بين المجلس العسكري و«قوى الحرية والتغيير». بدت الدعوة للبعض مغامرة غير محسوبة لإجبار الطرفين على الجلوس وجها لوجه حول طاولة التفاوض، لكنها لم تكن كذلك، بل كانت محسوبة بذكاء دبلوماسي لتحقيق أكبر ضغط على الطرفين، وكانت مرفوقة في الوقت ذاته بتحذير مبطن. فممثلا الوساطة حرصا على التنبيه إلى أن الاتحاد الأفريقي سيعقد اجتماعاً يومي 7 و8 يوليو وأن الموقف من الوساطة سيبحث، بما يعني أن الطرف الذي يعتبر معرقلاً سيوجه إليه اللوم وسيكون عرضة لضغط أفريقي ودولي. كذلك لم ينس الوسيطان القول إن المبادرة الأفريقية الإثيوبية لن تستمر إلى ما لا نهاية، وذلك لمراكمة الضغوط وإفهام الطرفين، وبالذات المجلس العسكري، أن هناك مدى زمنياً للمبادرة المطروحة، وأنه لا مجال لاستمرار المماطلة ومناورات كسب الوقت.

«قوى الحرية والتغيير» التي تواجه ضغطاً شديداً من الشارع المحتقن بالغضب، والذي بدأ قسم كبير منه يميل إلى وقف التفاوض مع المجلس العسكري ورفض تقاسم السلطة رافعاً شعارات وهتافات «مدنيااااااا»، في إشارة لطلب مدنية السلطة، قررت التجاوب مع دعوة الوسيط الأفريقي الإثيوبي، حتى لا تتهم بالعرقلة، وكي لا تفقد التأييد والتعاطف الأفريقي والدولي الذي انتزعته الثورة بسلميتها وبقدرتها على الاستمرار في مواجهة كل التحديات والقمع. لكن الموافقة كانت مرفوقة ببعض الشروط ومنها تذكير الوسطاء بضرورة تنفيذ مطالب إعادة بناء الثقة وعلى رأسها أن أي مشروع تفاوض الآن لا بد أن يستند إلى ما تم الاتفاق عليه سابقاً، وكذلك إطلاق سراح المعتقلين من «قوى الحرية» ومن لجان المقاومة في الأحياء، وعودة خدمة الإنترنت التي قطعها المجلس العسكري منذ شهر، مع التشديد على مسألة التحقيق المستقل بإشراف أفريقي ودولي في أحداث فض الاعتصام.

ولتفادي أخطاء وقعت فيها في المفاوضات المستمرة منذ قرابة الثلاثة أشهر مع المجلس العسكري من دون التوصل إلى نتيجة بعدما أعلن المجلس تراجعه عن الاتفاق السابق المعلن، اشترطت «قوى الحرية والتغيير» هذه المرة تسلمها لنسخة مكتوبة من مشروع الاتفاق الذي قال الوسيطان الأفريقي والإثيوبي إنهما ضمناه الملاحظات التي قدمها الطرفان المعنيان. كذلك اشترطت أن يكون هناك سقف زمني للمفاوضات واقترحت 72 ساعة لإنجاز الاتفاق خصوصاً في النقطة التي عرقلت كل الجهود السابقة وهي المتعلقة بتركيبة مجلس السيادة ورئاسته. هذا المدى الزمني المقصود منه منع المماطلات، وعدم تجاوز تاريخ انعقاد اجتماعات الاتحاد الأفريقي الأسبوع المقبل حتى يبقى الضغط على المجلس العسكري.

على الرغم من كل هذه المناورات الدبلوماسية من الأطراف الثلاثة، الوسيط الأفريقي الإثيوبي، و«قوى الحرية والتغيير»، والمجلس العسكري، إلا أن الحقيقة هي أن تحقيق اتفاق ثم الانتقال لتنفيذه، يبقى مسألة صعبة للغاية، لكي لا نقول بعيدة المنال. فالثقة انهارت تماماً بين الطرفين، والأجواء في الشارع باتت محتقنة منذ فض الاعتصام وما تبعه من أحداث وقمع قتل خلاله المزيد من شباب الثورة. لذلك اضطرت «قوى الحرية والتغيير» أمس إلى تبرير قرارها أمام الشارع المنتفض، مشيرة إلى أنها تقود معركة على مسارين؛ ثوري ودبلوماسي، وأن قبولها بالعودة إلى التفاوض المباشر كان من أجل تكامل المسارين لتحقيق أهداف الثورة في الانتقال إلى حكم مدني، ولكي لا تفقد المكاسب التي تحققت على الصعيد الدولي.

الكرة الآن في ملعب المجلس العسكري، لكي يؤكد الجدية في نقل السلطة وذلك في ظل الاتهامات بأنه يناور للالتفاف على «قوى الحرية والتغيير» وللاحتفاظ بالسلطة عاجلاً أو آجلاً. فإذا لم يحدث اتفاق قبل موعد اجتماعات الاتحاد الأفريقي، فإن المجلس سيواجه ضغوطاً وربما إجراءات أفريقية إضافية وعقوبات غربية. وعلى الصعيد الداخلي ستكون هناك مواكب 13 يوليو ثم العصيان والإضراب الشامل يوم 14 يوليو. صحيح أن المجلس العسكري يمسك بزمام السلطة الآن ولديه المال والسلاح، وتحت تصرفه الأجهزة الأمنية وكتائب الظل، وقوات الدعم السريع، إلا أن «قوى الحرية والتغيير» لديها أيضاً أورق قوية في صالحها. فهناك تصميم الشارع الذي أبدى عزماً قوياً على مواصلة المواكب والتصعيد، وهناك الوضع الدولي المؤيد لنقل السلطة إلى حكومة مدنية. أضف إلى ذلك أن «قوى الحرية والتغيير» بقيت متماسكة رغم بعض التباينات التي برزت أحياناً، مما أفشل المحاولات لتفكيكها باستمالة بعض أطرافها وعزل أخرى وإضعاف تجمع المهنيين بالاعتقالات. مدنية السلطة ليست مطلباً للمناورة، بل ضرورة حتمية تقتضيها المصلحة الوطنية. فالسودان يحتاج إلى تعاون المجتمع الدولي ووقوفه معه للخروج من العزلة والعقوبات التي واجهها في عهد الرئيس الساقط عمر البشير وحرمته من الحصول على القروض ومنح المساعدات الدولية وإعفاءات الديون، مما أحدث أزمة اقتصاداية طاحنة ومعاناة غير مسبوقة. ومن دون حكومة مدنية لن يحصل على شيء من ذلك وهو ما أوضحته القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بلا مواربة للأطراف المعنية. الأمور تقف الآن أمام مفترق طرق حقيقي، فإما انفراج يؤدي إلى نقل السلطة وتسلم حكومة مدنية، أو تصعيد لم تعرفه هذه الثورة منذ بدايتها. إلى أين تميل الكفة؟ لا أحد يمكنه أن يجزم في هذه اللحظة وإن كانت هناك مؤشرات على أن الضغوط قد تدفع المجلس العسكري لتقديم تنازلات، لكن مدى نجاحها سيعتمد ما إذا كانت شكلية أو جوهرية.

 

ماهر الأسد غاضب!

سليم النحاس/المدن/الخميس 04/07/2019

يبدي مؤخراً قائد "الفرقة الرابعة" اللواء ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد، انزعاجاً واضحاً، مما يعتبره محاولات لتحجيمه، بحسب مصادر "المدن" الخاصة. وأشارت المصادر إلى أن اللواء الأسد، أحد أقوى الشخصيات حالياً في سوريا، أبدى غضبه في الفترة الأخيرة، مما يحدث بخصوص ملاحقة مدير مكتبه العميد غسان بلال، ورجل الأعمال نعيم الجراح. وبلال، هو اليد اليمنى للأسد، والمسؤول عن "مكتب أمن الفرقة الرابعة"، أحد أبرز "المتعاقدين" لتنفيذ الأعمال الربحية المرتبطة باقتصاد الحرب؛ كإزالة الأنقاض وإعادة فرزها وتدويرها وبيعها، وتأمين خطوط النقل "الترفيق"، والسيطرة على خطوط تجارة المخدرات. وبعد تجميده وتقليص صلاحياته، بدأ الجانب الروسي من خلال "المكتب الأمني للقصر الجمهوري"، التحقيق مع العميد بلال، في ملفات تصنيع وتجارة المخدرات، في ما يُعتقد أنه يدخل ضمن إدارة النزاع الروسي-الإيراني. إذ تُعتبر "الفرقة الرابعة" عموماً، أكثر ميلاً للجانب الإيراني، وهي مسؤولة عن جرائم تطهير طائفي ضد المعارضة على امتداد سوريا، وتضم مجموعات طائفية شيعية مقاتلة. الأمر لم يقف هنا، إذ تعرض رجل الأعمال نعيم الجراح، أحد الواجهات المالية لاستثمارات الأسد، للضغط من قبل الروس، عبر "أمن القصر الرئاسي". ويرتبط ملف العميد بلال، بملف رجل الأعمال نعيم الجراح، من خلال معمل تصنيع للمخدرات في منطقة المحمدية على أطراف الغوطة الشرقية. والتحقيقات الروسية، اثبتت تورط "المكتب الأمني للرابعة"، في نقل المواد الأولية لتصنيع المخدرات للمعمل الذي يملكه الجراح، عبر مطار دمشق الدولي.

اللواء ماهر الأسد، بحسب مصادر "المدن"، طالب الروس بسحب كافة قوات "الفرقة الرابعة" التي سبق وأرسلت إلى ريف حماة، للحلول محل "الفيلق الخامس" و"قوات النمر" بعدما تعثرت معاركهما ضد المعارضة. وسحب الأسد، موافقته السابقة، على مؤازرة "الفرقة الرابعة" لقوات النظام في تلك المعارك، ما يفسر التخبط الكبير الذي تعيشه قوات النظام على تلك الجبهات.

مصادر "المدن" أشارت إلى أن اللواء الأسد، أصدر تعليمات علنية وواضحة، وأبلغ بها الرئاسة السورية، بأن كل المؤسسات المالية التابعة له، ستمتنع عن دعم الليرة السورية. ويبدو أن ذلك كان أحد الأسباب المخفية للانهيار الأخير في قيمة الليرة السورية التي بلغت 600 ليرة أمام الدولار.

ووجه اللواء الأسد، تعليمات، بحسب مصادر "المدن"، إلى الجهات "الاقتصادية" التي تعمل تحت أمرته، من شركات صرافة وشركات تحويل أموال، وشركات استيراد وتصدير والحديد، والاتصالات، بعدم إيداع أي مبلغ بالدولار في البنوك السورية، خاصة في البنك المركزي. وقال الأسد، بشكل صريح خلال اجتماعه مع تجاره، أنه "كمسؤول اقتصادي في سوريا قبل أن يكون عسكرياً، لن يسمح بضخ القطع الأجنبي او تدويره في الأسواق هذه الفترة، وبالتالي سيكون هناك طلب على العملة الصعبة، وستشهد الليرة تدهوراً كبيراً"، بحسب مصدر "المدن". وأشار المصدر إلى أن ماهر الأسد كان يدعم سابقاً المصرف المركزي والبنوك الخاصة، بايداع مبالغ ضخمة بالدولار، وتدويرها، وكان يبيع المركزي بشكل خاص مبالغ من الدولار بسعر أقل من السوق، كشكل من "دعم الليرة"، وقد تدخل أكثر من مرة لإيقاف هبوط الليرة السورية، بملايين الدولارات التي طرحها في السوق، من دون أي تصريح رسمي عن مصادرها. ويبدو أن ماهر الأسد، اعتبر أن الضغط الروسي على معاونيه الاقتصاديين والأمنيين، هو تحجيم شخصي له، لذا، فقد قرر الرد مباشرة، بطريقته، وتجميد "بعض" نشاطاته الاقتصادية الداعمة للنظام، ووقف التعاون العسكري على جبهة حماة. المزرعة السورية، التي تتناهشها القوى الخارجية والداخلية، باتت ميداناً لتصفية الحسابات، وعنواناً بريدياً للرسائل الملغومة بين مختلف اللاعبين. ولا يبدو أن الروس، بمعرض إثارة ماهر الأسد، أكثر من ذلك، وهو المستعد لتدمير الهيكل على رؤوس من فيه.

 

مقترحات حلول تمنع إنهيار السلطة..والفساد حجة وقف المساعدات

أدهم مناصرة/المدن/الخميس 04/07/2019

كشف مصدر دولي واسع الإطلاع لـ"المدن"، عن حصول تقدم ملحوظ في مفاوضات يديرها الإتحاد الأوروبي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتخفيف الأزمة المالية التي تواجهها الأخيرة، وذلك بما يتعلق بآلية مختلفة عن السابق في تنفيذ أحد بنود بروتوكول باريس الناظم للعلاقة الإقتصادية بين السلطة وإسرائيل.

ويتعلق هذا البند بضريبة البترول والمحروقات التي كانت إسرائيل تقوم بجبايتها، منذ نشوء السلطة الفلسطينية عام 1993، والبالغة قيمتها 200 مليون شيكل، ثم تأخذ ستة ملايين منها كأجرة لها على الجباية، وتعطي الباقي للسلطة.

وأما الآلية التنفيذية الجديدة لهذا البند فتكمن بأن تجبي السلطة ضريبة المحروقات مباشرة وبنفسها، من دون أي تدخل من إسرائيل أو أي خصم من المبلغ. وبحسب المصدر فإن وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون والمستوى الأمني الإسرائيلي قد وافقوا على ذلك وبانتظار موافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. لكن المصدر رجح أن يوافق نتنياهو بالمحصلة على هذا التفاهم. تحقق هذا الأمر ستكون السلطة قد ضربت عصفورين بحجر زاحد؛ الأول انها تحصل على ثلث أموال المقاصة لتخفيف أزمتها المالية، والثانية انها ستكون للمرة الأولى منذ نشوء السلطة الفلسطينية قد تمكنت من تنفيذ بند في بروتوكول باريس الاقتصادي، بطريقة مختلفة، ما يفتح الباب أمام إمكانية تعديل بنود أخرى أيضاً.

واما الآن، وفي حال وافق نتنياهو فستتقاضى السلطة الفلسطينية المبلغ كاملا بشكل شهري ومن دون أي تأخير او خصم من قبل الدولة العبرية. ويبدو أن هذا التفاهم، إذا طُبق على ارض الواقع، نابع من مخاوف أوروبية وإسرائيلية من انهيار السلطة نتيجة أزمة اموال المقاصة التي ترفض القيادة الفلسطينية في رام الله تسلمها منقوصة، وذلك بعدما قررت اسرائيل اقتطاع رواتب عائلات الشهداء والأسرى منها منذ نحو خمسة أشهر.  هذا الأمر الذي تسبب بوضع مالي صعب للسلطة وجعلها تدفع نصف راتب لموظفيها منذ خمسة أشهر. وكان مصدر أوروبي قد كشف لـ"المدن" عن وجود أكثر من طرف دولي يبذل جهداً لإنقاذ الوضع المالي للسلطة وذلك عبر طرح حلول وسط تتطلب ما أسماه "ليونة" من القيادة الفلسطينية ضمن مبدأ "خذ ما يتوفر وطالب بالباقي..لا ترفض كل شيء". لكن مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الخارجية نبيل شعث قال لـ"المدن"، إن المطلوب من أوروبا و"أصدقائنا الدوليين" ان يضغطوا على إسرائيل كي تلتزم بإتفاق باريس الإقتصادي وألا تسرق الأموال الفلسطينية، ولا نريد حلولاً جزئية وتسكينية. ويتابع "المطلوب أن تسلم إسرائيل حقوقنا حسب اتفاق باريس ليس أقل أو أكثر. ولا يحق لتل ابيب وفق الإتفاق أن تتدخل في كيفية صرف أموالنا ".

وكشف شعث عن استعداد دولة العراق أن تقدم مزيداً من الدعم المالي للحكومة وإقراضها، مع العلم أنها تقدم اصلاً دعماً مالياً سنوياً للسلطة الفلسطينية من خلال الجامعة العربية بمبلغ تصل قيمته الى 180 مليون دولار.

وأوضح شعث أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أكد له ذلك شخصياً خلال زيارة شعث إلى بغداد قبل أيام، مبيناً أن دولة قطر قامت بإقراض السلطة أيضاً لتخفيف أزمتها المالية وتمكينها من القيام بإلتزاماتها تجاه المواطن الفلسطيني.

وأوضح شعث أن رئيس الوزراء محمد شتية سيذهب خلال الأيام القادمة برفقة فريق مختص إلى العراق للتفاهم على تفاصيل المبلغ الذي تحتاجه حكومته من بغداد للتخفيف من الأزمة المالية الصعبة التي تواجهها.

من ناحية ثانية، قال مصدر يقيم في واشنطن لـ"المدن"، إن خلفية وقف المساعدات الأميركية للفلسطينيين، لا تقتصر فقط على ممارسة ضغط سياسي ومالي على السلطة في رام الله من أجل إجبارها على القبول ب"صفقة القرن"، بل ترتبط أيضاً بحملة قامت بها شخصيات فلسطينية في أميركا تتحدث عن فساد السلطة وعدم صرف اموال المساعدات بالطريقة السليمة. وقال هؤلاء "إن اموال المساعدات الأميركية هي حق للفلسطينيين..لكن لا جدوى منها طالما تخضع لفساد السلطة". ووفق المصدر فإن هذه الشخصيات الفلسطينية تواصلت مع أعضاء في الكونغرس للعمل باتجاه سن قانون يوقف هذه المساعدات تحت حجج مختلفة، كي يكون ذلك بمثابة ضغط على القيادة الفلسطينية لتوقف ما تسميها هذه الشخصيات ب"الفساد المالي المستمر". وتكشف هذه الشخصيات من خلال وثائق قدمتها للإدارة الأميركية ولأعضاء جمهوريين في الكونغرس، عن تورط بهذا الفساد من قبل قائمين على الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الأراضي الفلسطينية، إذ تربطهم علاقة مصالح بقيادات في السلطة، حيث تكشف الوثائق عن أن هذه العلاقة بين هؤلاء المسؤولين وقيادات في السلطة قد مكنت الأخيرة من "القيام بالتفافات مالية وإقتراف الفساد".

وكان العديد من ملفات الفساد قد تم كشفها عبر فترات مختلفة، وبشكل اثار استياء المواطن الفلسطيني، وأبرزها رفع رواتب الوزراء رغم الأزمة المالية وبشكل يخالف القانون الأساسي، لكن القيادة الفلسطينية دعت مواطنيها للكف عن الحديث عن هذا الفساد بحجة "أنه يتساوق مع الحملة الأميركية والإسرائيلية ضد السلطة"، لكنها وعدت بمعالجة هذه "الأخطاء". ويُلاحظ أن المجتمع الدولي نفسه يمارس "انتهازية" عندما يتستر بتقاريره عن مؤشرات وملفات تظهر فساداً في السلطة الفلسطينية؛ إذ يبقيها بعيدة عن الإعلام وتقتصر مساءلته للسلطة في غرف مغلقة، خوفاً من معرفة المواطن الفلسطيني بذلك، كي لا تتسع الفجوة بينه وبين السلطة، الأمر الذي يؤدي إلى المساس بالوضع الراهن. وفي السياق، يكشف مصدر من السلطة الفلسطينية لـ"المدن"، عن أن البنك الدولي نفسه عندما يجتمع مع الجهات المالية المختصة بالسلطة الفلسطينية، فإنه يقول لها إن "الأرقام المالية التي لديكم.. تختلف عن الأرقام التي لدينا". ولعل هذا يثير تساؤلات حول مدى صدقية الأرقام المالية التي تنشرها السلطة للرأي العام تحت مبدأ "الشفافية".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية لوفد ابرشية قبرص المارونية: نرغب في رؤية واقع لبنان المختلط والمتميز بحرية مواطنيه ينطبق على دول العالم

وطنية/الخميس 04 تموز 2019

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "لبنان بلد مختلط وينعم مواطنوه بحريتهم الدينية والاجتماعية"، معربا عن رغبته "في رؤية هذا الواقع ينطبق على دول العالم ككل، لا سيما على ابناء قبرص والموارنة منهم بشكل خاص"، لافتا الى "استمرار متابعته للازمة القبرصية منذ العام 1974".

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف والنائب الماروني في البرلمان القبرصي يانيكس موسى على رأس وفد من الابرشية، حيث تم خلال اللقاء التداول في الاوضاع العامة في قبرص، بالاضافة الى ما يتعلق بالقضايا التي تهم الموارنة فيها على وجه الخصوص".

المطران سويف

في مستهل اللقاء، تحدث المطران سويف، فشكر للرئيس عون استقباله والوفد، وقال: "اننا موجودون في هذا الصرح كي نتابع تقليدا عميقا جدا بين موارنة قبرص ورئيس الجمهورية اللبنانية، وهو تقليد نرغب بتجديده كما ببقائه في ضمائرنا وحياتنا لان موارنة قبرص الذين يعود تاريخهم الى 1200 سنة في الجزيرة لم ينسوا يوما ارضهم الام وان جذورهم تبقى في لبنان. فصحيح اننا ننتمي الى قبرص قلبا وقالبا كما اننا جزء من النسيج القبرصي الاساسي، الا انه لا يمكننا نسيان جذورنا وهذا الوطن الحبيب لبنان". اضاف: "نجدد اليوم امامكم محبتنا للبنان وارتباطنا الروحي والعاطفي والانساني والوجداني به، لا سيما وان ثمة ارتباطا بين البلدين للموارنة دور اساسي في تعميقه رغم ما يعانونه من تحديات ليس اقلها اقتصار القرى التي يتواجدون فيها على اربع بعدما كانت ستين قرية". ولفت الى ان "الدخول بحرية مقتصر في ظل الظروف السياسية الراهنة على قريتين اثنتين من القرى الاربع وهي كورباكيتي وكارباشا والمشاركة في قداديسها، في وقت تعتري محاولات الدخول الى القريتين الاخريين ايامارينا واسوماتوس صعوبات جوهرية واساسية لطابعهما العسكري"، متمنيا على الرئيس عون "المساعدة في تمكين الموارنة من دخول القريتين المذكورتين والمشاركة في قداديسهما على مدى ايام السنة والعودة الى الاقامة فيهما".

موسى

ثم تحدث النائب موسى، فشكر الرئيس عون على استقباله الوفد، ونقل اليه "تحيات رئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسيادس"، معيدا التأكيد باسمه على "الدعوة الرسمية التي وجهها للرئيس عون لزيارة قبرص".

وعبر عن "التقدير العالي والامتنان الذي يشعر به الموارنة في قبرص لجميع الخدمات القيمة التي بذلها رئيس الجمهورية ولاهتمامه الحقيقي بموارنتها وقراهم". واعرب عن "بالغ التقدير لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لمتابعته شخصيا مسألة القرى المارونية القبرصية"، متمنيا على الرئيس عون "تكثيف الجهود لازالة الطابع العسكري عن قريتي ايامارينا واسوماتوس كي يستعيد الشعب حقه بالعودة الى قراه".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد الذي اعرب عن سروره باستقباله، لافتا الى متابعته الازمة القبرصية منذ العام 1974، وقال: "ان ما يهمنا هو قبرص ككل، لا سيما وانه كما استقبلنا اهلها لدى اندلاع ازمة بلادهم، فقد استقبل القبارصة اللبنانيين لدى اندلاع الحرب اللبنانية، كما يهمنا ايضا ان يعود الموارنة القبارصة الى ممارسة حقوقهم الدينية انطلاقا من احترامنا حرية المعتقد لكل الطوائف ورغبتنا في اعتراف كل الدول بهذه الحرية وبحرية ممارسة الشعائر الدينية". ولفت رئيس الجمهورية الى انه يتابع المساعي التي يبذلها الوزير باسيل في هذا الصدد، متمنيا "نجاحها في اقرب وقت كي يعود موارنة قبرص لممارسة حريتهم"، منوها بان "لبنان بلد مختلط وينعم مواطنوه بحريتهم الدينية، كما الاجتماعية، وهو يرغب في رؤية هذا الامر ينطبق على دول العالم ككل".

درويش

الى ذلك، استقبل الرئيس عون النائب علي درويش وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات السياسية والامنية الاخيرة.

واشار النائب درويش الى ان البحث "تناول ايضا اوضاع الطائفة العلوية وخصوصا عمل ابنائها في الادارات الرسمية. كما تطرق الحديث الى ضرورة تطبيق قانون المجلس الاسلامي العلوي واجراء انتخابات جديدة".

عربيد

واستقبل الرئيس عون رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد وعرض معه عمل المجلس والدراسات التي يعدها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

رئيس اتحاد آسيا للفنون القتالية المختلطة

وفي قصر بعبدا، رئيس اتحاد آسيا للفنون القتالية المختلطة المهندس وسام ابي نادر والمحامي مارك لطيف، اللذان عرضا نتائج اللبنانيين في البطولات العالمية التي تقام في اللعبة التي صدر قرار وزاري بالغائها في لبنان.

وطالب ابي نادر ولطيف الرئيس عون ب"العمل على معالجة هذا القرار بما يضمن مصلحة اللاعبين اللبنانيين بعد المستوى العالمي الذي حققوه".

 

 الحريري عرض مع فارننغ التعاون مع المانيا وملف النزوح والتقى موصللي

وطنية/الخميس 04 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في السراي الحكومي الأمينة العامة للوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية كلاوديا فارننغ، يرافقها السفير الألماني في لبنان جورج بيرغلين، الذي أوضح على الأثر "أن البحث تناول التعاون القائم بين ألمانيا ولبنان، والوضع السياسي العام، مع التركيز على مسألة اللاجئين السوريين في لبنان".

كما استقبل الرئيس الحريري السيد عمر موصللي وعرض معه شؤونا بيروتية ومطالب أهالي العاصمة.

 

بري التقى وزير الدولة لشؤون النازحين وعبيد ودل كول الغريب: رئيس المجلس ضمان للسلم الاهلي والامور في عهدته

وطنية/الخميس 04 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة النائب جان عبيد الذي قال بعد اللقاء: "اليوم لا بد من كلمة. لقد طالبت الرئيس نبيه بري الذي يبذل دائما مساعي التوافق بين سائر الاطراف والمرجعيات على اختلافها بأن يستمر بها، وهو يعرف ان مساعيه كي تؤتي ثمارها تتطلب مزيدا من الاستمرارية". اضاف: "اتمنى من هنا من موقع رئاسة المجلس النيابي، ونحن اعضاء فيه، على فخامة الرئيس الذي تحييه كل الاطراف وتطالبه بأن يأخذ بيده زمام المسؤولية، وبيان مجلس المطارنة، امس من بكركي بحضور صاحب الغبطة والمطارنة والوزير فرنجية حيا رئيس الجمهورية وطالبه الاستجابة والعمل من اجل الحد من انعكاسات هذه المرحلة ليس على منطقة واحدة انما على كل المناطق. ان مصلحة الرئيس ورغبته وقدرته ايضا ان يأخذ هذا الموضوع بقلبه ويده واتمنى عليه الاستجابة للنداءات التي تصدر وخاصة نداء بكركي".

وختم عبيد: "الامر الثالث الذي اريد قوله هو دعوة الناس جميعا الى أن "تطول بالها على بعضها، الناس عم تطول بالها على اعدائها حري بها ان تطول بالها على بعضها البعض". فالاستحقاقات سواء النيابية او الرئاسية ليست داهمة، العهد لا زال في منتصفه وهذا الامر يريح لبنان بان تنتزع من التداول التنافس على استحقاق ليس داهما. فالاستحقاق يستطيع ان ينتظر وكذلك التنافس".

وردا على سؤال، أكد انه لم يلمس ان هناك فتورا حيال مطالبة فخامة الرئيس بالتدخل او القيام بدور ينسجم مع كمية الآمال المعلقة على مطالبهم.

أبو شرف

وكان بري استقبل ظهرا نقيب الاطباء البروفسور شرف ابو شرف على رأس وفد من مجلس النقابة.

بعد اللقاء، قال ابو شرف: "كانت الزيارة للتعارف بعد انتخابات مجلس نقابة جديد ولشكر دولته على تعاونه في المرحلة السابقة في موضوع القوانين التي تهم الطبيب وعرضنا عليه ايضا بعض القوانين التي سنقدمها آملين تخطي كل الازمات".

كذلك استقبل رئيس المجلس قائد "اليونيفيل" الجنرال ستيفانو دل كول.

الغريب

والتقى بري وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب في حضور وزير المال علي حسن خليل.

وبعد اللقاء قال الغريب: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس نبيه بري الذي يثبت حقيقة قي كل الاستحقاقات والمراحل الوطنية الصعبة انه ضمان كبير للسلم الاهلي في هذا البلد، ولمست منه أشد الحرص على الاستقرار في الجبل. لن ندخل في تفاصيل اللقاء انما سأقول كما قال احد العقلاء ان "الخطأ لا يصبح حقيقة بسبب تضاعف الانتشار ولا تصبح الحقيقة خطأ ان لم يرها أحد، تبقى الحقيقة كما هي لو لم يوجد تأييد عام لها". واضاف: "دولة الرئيس مطلع على تفاصيل الامور ويعرف الحقيقة تماما وهو مشكور على مساعيه لوأد الفتنة في الجبل الذي يعني لنا الكثير بشرط اساسي احقاق الحق وتسليم جميع المطلوبين. وكان لنا وجهة نظر هي بعهدة الرئيس نبيه بري ولن ادخل في التفاصيل كي لا تتعقد الامور". وردا على سؤال عما اذا كان قد تم التراجع عن مطلب تحويل ما حدث الى المجلس العدلي اجاب الغريب: "ابدا، على الاطلاق، انما احتراما ونزولا عند مطلب المشايخ الدروز الاجلاء الذين نحترم ونجل وانسجاما مع التقاليد المعروفية الاصيلة التي نشدد على حرصنا والتزامنا بها اكثر من اي وقت مضى تقرر دفن الشهيدين ولا علاقة للدفن من قريب او بعيد بمسار الامور على الاطلاق وهو اجراء ينسجم مع عاداتنا وتقاليدنا".

وختم الغريب: "الامور في عهدة الرئيس نبيه بري".

برقيتان

على صعيد آخر ابرق بري لحاكم امارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي معزيا بوفاة نجله.

كما ابرق الى وزير الخارجية الاسباني جوسيب بوريل مهنئا بتوليه منصب مفوض الامن والسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي.

 

المكتب الإعلامي لباسيل: جهات معروفة تزرع التفرقة وتشحن النفوس وتنشر له كلاما قديما مضى عليه الزمن

وطنية/الخميس 04 تموز 2019

‏‏صدر عن المكتب الإعلامي للوزير جبران باسيل البيان الآتي" في إطار حملة التشويه والتحريض المكشوفة تعمد جهات معروفة إلى إعادة نشر كلام قديم مضى عليه الزمن للوزير جبران باسيل وتضخه بكثافة عبر وسائل التواصل الإجتماعي بهدف زرع التفرقة وشحن النفوس ولذلك ندعو وسائل الاعلام والرأي العام الى أخذ العلم".

 

مصبح الأحدب توجه الى باسيل عبر فيديو مسجل: تاريخ طرابس يرفض التطرف والتعصب

وطنية/الخميس 04 تموز 2019

توجه النائب السابق مصباح الاحدب لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل برسالة عبر فيديو مسجل استهله بالقول:"نتساءل اليوم ما الذي يدفع الوزير جبران باسيل لزيارة طرابلس، فنحن ابناء طرابلس ندرك جيدا ما يخفيه من نوايا اتجاه اهلنا ومدينتنا ". واشار الى "ان طرابلس عاصمة الثقافة والعراقة لها تاريخ مشرف بنيناه جميعا هو تاريخ العيش المشترك والانفتاح والتعددية، هذا التاريخ الذي يرفض التطرف والتعصب والحقد الدفين الذي لا يوصل الى أي نتيجة". وقال:"تدعي الدفاع عن حقوق المسيحيين في لبنان، فهل مسيحيي طرابلس المحرومين من حقوقهم ليسوا من مسيحيي لبنان، وفي المقابل انت تضع المواطن المسيحي في المواجهة". وختم :"أنت تقوم بهذه الزيارات لتستفز اللبنانيين لأنك تريد التغطية عن أمرين، الأول هو الفضائح والفساد، والأمر الثاني هو فشلك بأي انجاز، فما هي الانجازات التي أتيت بها غير العودة بالوطن الى زمن الحرب الأهلية".

 

الراعي التقى راعي ابرشية قبرص المارونية وتسلم من وفد قواتي دعوة لرعاية قداس الشهداء ممثل النجفي: للوقوف كسد منيع بوجه الخطاب الطائفي

وطنية/الخميس 04 تموز 2019

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، ممثل وكيل المرجع الديني الشيخ بشير النجفي الشيخ علي بحسون على رأس وفد من المشايخ، وكان بحث في التطورات الراهنة على الساحة المحلية.

على الاثر، قال بحسون: "لقد طرحنا مع صاحب الغبطة أمورا تتعلق بالوطن والمواطن، وتطرقنا لما حدث في الجبل، وكانت الرؤية واحدة، فإن أية مشكلة تحصل بين أبناء الطائفة الواحدة، قد تمتد للطوائف الأخرى، وترتد سلبا على كل طوائف لبنان، لأن هذه الطوائف تكمل بعضها، ولا يمكن لطائفة أن تستغني عن بقية الطوائف". أضاف: "من ناحية ثانية، كانت الرؤية موحدة مع غبطته حول خطورة ما يعرف بصفقة القرن، لأن من مخاطرها الآتية على لبنان مسألة التوطين الذي قد يغير بعضا من التوازنات في لبنان، وهذا أيضا يغير أمورا كثيرة قد تخلق خللا في العيش المشترك بين اللبنانيين".

وختم: "الرؤية موحدة حول حل مشكلة اللبنانيين والتي تكمن بالتخلص من الخطاب المذهبي والطائفي الآتي من بعض السياسيين الذين لا يجدون مصالحهم في العيش المشترك ووحدة هذا الشعب، فتحدثنا بالتالي مع صاحب الغبطة عن ضرورة توحيد الجهود عند المراجع الروحية للوقوف كسد منيع في وجه انتشار الخطاب الطائفي والمذهبي الذي لا يخدم الوطن واللبنانيين".

وفد قواتي

ثم التقى الراعي وفدا من حزب "القوات اللبنانية" ضم النائب شوقي الدكاش وأعضاء المكتب والمجلس المركزي في الحزب، وكان عرض للأوضاع العامة في البلاد. وأشار الدكاش بعد اللقاء، الى أن "الوفد نقل للبطريرك الراعي تحيات الدكتور سمير جعجع، ووجه له دعوة لرعاية القداس السنوي لشهداء المقاومة في الأول من أيلول المقبل"، مشددا على "ضرورة أن يتحلى الجميع بالوعي والحكمة في هذه الفترة الصعبة، كي نبقى ثابتين في أرضنا".

سويف

وبعد الظهر، استقبل البطريرك الماروني راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف على رأس وفد من ابناء الرعية ومن ابناء القرى المارونية القبرصية المهجرة، يرافقهم النائب الماروني في البرلمان القبرصي ياناكي موسى، في زيارة تم فيها التطرق الى وضع ونشاط الرعية المارونية في قبرص، اضافة الى وضع القرى المارونية وضرورة العمل على ايجاد حل سياسي يسمح لأهلها بالعودة اليها. وقال سويف: "الهدف الأول من الزيارة هو تقديم التعزية لصاحب الغبطة بوفاة المثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وثانيا شكر البطريرك الراعي على مساعيه الحثيثة والمستمرة في مسألة جوهرية طلبناها منه ووعدنا بأن يكون فيها الى جانبنا وهي حلحلة الوضع اللوجستي لقريتي اسوماتوس وآيا مارينا القبرصية حيث التواجد العسكري". أضاف: "طلبنا من غبطته مساعدتنا من خلال الأقنية الدولية والإقليمية وسيكون هناك تعاون لتهيئة هذا الأمر، ونحن نأمل ان تتم العودة الى هاتين القريتين من قبل الموارنة اقله للاحتفالات الدينية وممارسة الشعائر الدينية والصلوات بشكل اسهل مما هو عليه الآن، وثانيا لعودة بعض الأهالي الى هذه القرى". وختم: "شكرنا غبطته لانه برعايته تم افتتاح دار المطرانية الجديدة في قبرص، وانشىء مركز بيت مارون الثقافي والراعوي، وبسبب ظروف سيدنا لم يتمكن من الحضور واوفد نائبه. واليوم وجهنا اليه دعوة جديدة لزيارتنا لأنه من دون ادنى شك، زيارة البطريرك للأبرشية والقرى المارونية والجماعة المارونية تعطي دفعا روحيا ومعنويا هائلا جدا للموارنة ولقبرص، وتساهم في خلق مناخات ايجابية في اطار مشكلة قبرص حيث تعقيداتها تتطلب مبادرات من هذا النوع".

حجاج بولونيون

بعد ذلك، استقبل الراعي وفدا من الحجاج البولونيين يرافقهم الأب ميلاد سقيم، الذين اعربوا عن تقدير كبير لإستقبالهم من قبل "رأس الكنيسة المارونية".

واستمع اعضاء الوفد الى عرض البطريرك الماروني عن "العلاقة التي تربط كنيسة لبنان بالكنيسة البولونية، والى المكانة التي يحتلها القديس البولوني مار يوحنا بولس الثاني في قلب لبنان وقلب كل اللبنانيين، هو الذي خص هذا البلد الصغير في العالم بسينودس خاص به كعربون حب وتقدير لدوره الذي وصفه بالرسالة".

زوار

ومن زوار الصرح البطريركي، الوزير السابق روجيه ديب، عادل وجويل نادر، وليم زرد ابو جودة وكاهن رعية ميلانو الخوري أسعد سعد الذي عرض لنشاط الرعية المارونية، ثم رئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر.

 

جعجع لرئيس الجمهورية: هذا العهد عهدك لا تسمح لأحد ان يفسده

وطنية/الخميس 04 تموز 2019

شدد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع على أننا "زرنا دار الطائفة الدرزيّة لتقديم العزاء بعد وفاة مؤسس جمعية العرفان الدرزية الشيخ زين الدين، لأنه كان صديقًا كبيراً لحزب "القوات اللبنانية" ولي على الصعيد الشخصي، إلا أنه في ظل الظروف الراهنة، فإن هذه الزيارة لها رمزية بشكل خاص ولها انعكاسات إيجابية". ووجّه جعجع رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يحضّه على التدخل لإنقاذ الوضع، قائلاً: "هذا العهد عهدك. لا تسمح لأحد بأن يفسده". جعجع، وفي حديث لصحيفة "L’Orient Le Jour"، شرح أن الرسالة الأولى التي حرص على توجيهها من فردان هي أنه "لا توجد مشكلة بين الدروز والمسيحيين في الجبل"، وقال: "لقد أثبتنا أننا حزب مسيحي كبير حاضر بقوّة في الجبل وأننا ملتزمون بمصالحة الجبل حتى النهاية ويتعين على جميع الأطراف الفاعلة بذل الجهود للحفاظ عليها وحمايتها، وتجنب أي سلوك أو خطاب يمكن أن يؤثر سلبًا عليها"، موضحاً أنه "يجب أن يتمتّع الزعماء السياسيون بالتبصّر، ويجب أيضاً أن تكون لديهم رؤية واضحة، لذا عليهم أن يتجنّبوا إطلاق التصاريح التي قد يبدو توقيتها غير مناسب". وأكّد جعجع أن "اتفاق معراب" ثابت ونحن نحرص عليه على الرغم من كل الخلافات مع وزير الخارجيّة جبران باسيل، التي يجب ألا تعيق بأي حال المصالحة مع "التيّار الوطني الحرّ". من جهة أخرى، لفت جعجع إلى أننا "نحرص على المحافظة على علاقاتنا الجيدة مع رئيس الحكومة سعد الحريري، أما بالنسبة إلى رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، فإن علاقتنا الجيّدة به هي نتيجة لمصالحة الجبل، وبالإضافة إلى ذلك فنحن نتفق على غالبية القضايا الراهنة"، موضحاً "أن أحزاب "القوّات" و"المستقبل" و"الاشتراكي" ليست بحاجة إلى اتصالات دائمة لتوطيد علاقاتها". وأشار جعجع إلى أن "المعركة السياسية يجب أن تهدف إلى بناء الدولة وحلّ الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، فنحن نواجه مشكلتين، مشكلة ذات طابع اجتماعي واقتصادي، ومشكلة تتعلّق بحقيقة أن الدولة لا تزال فاشلة لأنها تواجه دويلة صغيرة تمتلك ترسانة غير شرعية من السلاح"، مشدّداً في الوقت عينه على أنه في مواجهة هذه الأزمات، "من غير الوارد أن تستقيل "القوات اللبنانية" من الحكومة حتى لو كان ذلك يزعج البعض، باعتبار أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الصفقات والتلزيمات المشكوك فيها والإجراءات التي لا تخدم مصلحة البلد".

 

سعود المولى لـ"ميدان": جبران باسيل جزء من موجة اليمين العنصري ولا يعبر عن المسيحيين!

عمر الآغا/موقع ميدان/04 تموز/2019

يكفيك أن تتصفح أي موقع، أو صحيفة، أو تطالع قناة تلفزيونية لبنانية، حتى تجد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل متربعا على إحدى الأجندات البارزة التي تتصل بالشأن العام اللبناني، وهو الشخصية السياسية التي لا تلبث إلا أن تعيد إنتاج ظهورها عبر تصريح جديد يعيد تسليط الأضواء على شخصه، وعلى الأفكار التي يتبناها رئيس التيار الوطني الحر. صهر الرئيس اللبناني ميشال عون بات محل سجال واسع داخل أوساط المثقفين والصحفيين اللبنانيين في مساعيهم لنقاش تأثيرات تصريحات "باسيل" على النسيج الاجتماعي اللبناني. وعليه، قمنا في "ميدان" بمقابلة الدكتور سعود المولى، أستاذ علم الاجتماع السياسي السابق بالجامعة اللبنانية، والباحث المشارك بالمركز العربي للأبحاث والدراسات.

نص المقابلة

ميدان: ما الذي يسعى له وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عبر تصريحاته التي تطول اللاجئين باستمرار في صورة يراها الكثيرون عُنصرية؟

سعود المولى: يسعى باسيل إلى تكتيل عصبية طائفية مارونية تجعله الرجل الأقوى في طائفته، وذلك تمهيدا للتفاوض على حظوظه في خلافة عمه ميشال عون لرئاسة الجمهورية. هذه الإستراتيجية نجحت في العام ١٩٦٨ حين تشكّل ما سُمّي الحلف الثلاثي، وضمَّ رؤساء الأحزاب المسيحية يومها، بيار الجميل وكميل شمعون وريمون إده، وهذا الحلف كان قد عمل على الاستفادة من آثار نكسة ١٩٦٧ وهزيمة عبد الناصر وخروج التأثير الناصري من المعادلة اللبنانية الداخلية. أدّى ذلك يومها إلى انتفاضة ٢٣ أبريل/نيسان ١٩٦٩ التي أدخلت الفدائي الفلسطيني في المعادلة اللبنانية الداخلية بديلا عن عبد الناصر ونتج عنها اتفاق القاهرة في ٢ نوفمبر/تشرين الثاني ١٩٦٩، وفي المحصلة إلى الحرب الأهلية اللبنانية ١٩٧٥.  

ميدان: هل حساسية جبران باسيل مقتصرة على اللاجئين تحديدا وما يُمثّلونه من "عبء" بحد وصفه، أم لكونهم مسلمين تحديدا؟

سعود المولى: حساسيته هي ضد كل المسلمين، وتحديدا السُّنة، وذلك ضمن المسعى القديم المتجدد لبناء تحالف باسم "حلف الأقليات" من المسيحيين والشيعة والعلويين وغيرهم. أما الدروز فهم يعتبرون تاريخيا حلفاء الأغلبية السنية، كما في أيام الدولة العثمانية. حلف الأقليات يعني دعم الأسد وإيران مقابل حكم لبنان وذلك بالتحالف مع شيعة إيران. بالمقابل، تدّعي السعودية ومصر والإمارات والبحرين دعم السُّنة ضد إيران، ولكن هذا الادعاء يستند إلى أساس ربطهم بحلف ترمب - بوتين - نتنياهو وصفقة القرن وكل ما تقوم به هذه الدول من تمزيق للصف العربي والإسلامي، وبيع للأرض والعرض والدين وقمع الحريات والمواطنين. وهذا ما يجعل المواجهة مع باسيل وعصابته في لبنان ضعيفة وصعبة ومعقَّدة، لأن سُنَّة لبنان كانوا ولا يزالون القاعدة الشعبية لحماية العروبة وفلسطين. وسُنَّة لبنان يخافون من إيران وحزب الله، فالجهة المقابلة التي تقدم الدعم، والمتمثلة في السعودية وحلفها، سيبيعونهم لترمب ونتنياهو. وهذا ما يشير إليه وضع سعد الحريري المأساوي.

ميدان: هل يمكن أن نقرأ تصريحات جبران باسيل من باب سعيه لحماية ما تبقى من الكيان المسيحي في لبنان؟

سعود المولى: كلا، بل هو سيدمر ما تبقى من كيان المسيحيين في الشرق. لأن الكيان المسيحي يحميه الدستور، واتفاق الطائف الذي أقر المناصفة والمساواة بين المسلمين والمسيحيين مهما كان العدد. علما أن عدد المسيحيين في لبنان هبط إلى أقل من ٣٢%. سياسة باسيل كارثية وانتحارية، لأنه يبني سياسته على وضع مؤقت مضطرب عماده قوة إيران وروسيا وانهيار الحلف العربي المقابل في أحضان أعداء العرب والمسلمين.

ميدان: هل جبران باسيل حالة شاذة في المجتمع اللبناني، أم أنه تعبير طبيعي عن الانقسامات الطائفية والدينية التي يتشكّل منها لبنان؟

سعود المولى: هو ليس حالة شاذة، صحيح. ولكنه حالة مشهورة بعدم تمثيلها للعمق المسيحي الحقيقي ولمصالح المسيحيين ورهاناتهم التاريخية في المنطقة. هو شبيه برهانات انتحارية سبق أن عرفها لبنان، استَشْرت وتعاظمت، ثم بادت. لأن الطائفيات اللبنانية وجدت على الدوام صيغا للتوازن والتعاون، أهمها اتفاق الطائف ١٩٨٩، وقبله الميثاق الوطني ١٩٤٣، وصيغة لا غالب ولا مغلوب ١٩٥٨. باسيل يدفع بالوضع إلى حدود الانفجار من دون رادع أو اتفاق توازن. هو يستفيد من انهيار النظام العربي وخضوع محور السعودية/الإمارات/مصر/البحرين لأميركا ترمب، مقابل تمدد وتقدم إيران. ولكن كما سبق القول، هذا وضع مؤقت رجراج قد ينقلب في أي لحظة كما حصل، ولات الساعة ساعة مندم.

ميدان: مؤخرا، ارتبط اسم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل والرئيس اللبناني ميشال عون بقرار بلدية الحدث في بيروت والتي أصدرت قرارا داخليا يمنع تأجير أو بيع أي عقار للمسلمين دون الرجوع لوزارة الداخلية والبلدية المنوط بها إصدار مثل هذه القرارات، فما دلالات مثل هذا القرار على الواقع اللبناني؟

سعود المولى: هو قرار قديم للأسف، اعتمده العونيون في بلدة الحدث منذ ١٩٩٨، ولكنه طفا اليوم مجددا على السطح ليعكس مستوى التعبئة العنصرية الطائفية لشد العصب الماروني في صفوف العونيين. هو على كل حال يشبه عمليات التطهير العنصري الطائفي التي قام، ويقوم، بها نظام الأسد وروسيا وإيران في سورية. والذي يجب أن يقال هنا إن حزب الله يصمت على القرار خدمة لحليفه، ولدعمه شعبيا من جهة، ولكي لا يفتح له ملف طرد المسيحيين من مناطق كثيرة في الضاحية الجنوبية مثل برج البراجنة وحارة حريك.

ميدان: هل يسعى جبران باسيل من خلال تصريحاته للقفز على الموجة الشعبوية المتصاعدة عالميا؟

سعود المولى: هو بالفعل جزء من موجة اليمين العنصري الصاعدة في العالم، مدعومة من بوتين وترمب على السواء. فترمب معروف الأصل والفصل والحل والنسب. أما بوتين، فقد دعم ويدعم كل عنصريي اليمين الأوروبي المتطرف، وقد أقام مؤخرا علاقات متميزة مع جبران باسيل وتياره، لا بل أسسوا حزبا أرثوذكسيا مشرقيا متطرفا في يمينيته العنصرية.

ميدان: هناك تحولات واضحة في علاقة وزير الخارجية جبران باسيل مع حلفائه السابقين بعد وصوله للسلطة، خصوصا مع حزب الله ورئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي، ما أسباب هذا التحول؟

سعود المولى: لا تحوّل أبدا. العلاقة مع حزب الله متينة يحكمها اتفاق حارة حريك في فبراير/شباط ٢٠٠٦، ولعل باسيل ينفذ سياسة الحزب في التوتير الداخلي نيابة عنه ليتفرغ هو لأمور أخرى. أما العلاقة مع حركة أمل فقد كانت على الدوام سيئة وسيئة جدا.

ميدان: ما تأثيرات خطاب جبران باسيل على الواقع الاجتماعي السياسي اللبناني، خصوصا مع تصاعد نبرة الكراهية على المستوى السياسي الرسمي؟

سعود المولى: التأثير الأهم يتمثّل في إحداث استقطاب ثنائي حاد كان حزب الله سبقه إليه منذ العام ٢٠٠٥ حين فجر الفتنة السنية الشيعية، بالاغتيالات وما تلاها، وصولا إلى احتلال بيروت في مايو/أيار ٢٠٠٨ ثم المشاركة في الحرب ضد الشعب السوري. اليوم باسيل يُعمِّق الانقسام والاستقطاب الطائفي ويضيف إليه نكهة عنصرية يمينية أوروبية ساهمت في الماضي في إدامة الحرب الأهلية اللبنانية تحت شعار "طرد الفلسطينيين". في سنوات الحرب الأولى شارك مئات المقاتلين من الحركات اليمينية الأوروبية الصليبية والفاشية في القتال في لبنان. اليوم يقوم تيار باسيل باستحضار أعلام وشارات الحروب الصليبية من جديد. الأمر الأخطر يتمثّل في استخدام أجهزة ومؤسسات الدولة من وزارة خارجية ووزارات أخرى ومن أجهزة أمنية وبلديات للقيام بهذه الحملات. مواجهة الفاشية الباسيلية صارت قضية الساعة في لبنان. من هنا تكمن أهمية البيان الذي صدَرَ عن مئات الشخصيات اللبنانية ضد العنصرية وخطاب الكراهية، والبيان استقطب آلاف التواقيع حتى الآن.

لا يوجد شعب أو بلد لا يعرف نسبة تزيد أو تنقص من العنصرية أو شكلا من أشكالها، وخطاب الكراهية يثمر وينمو في بيئات كثيرة، خصوصا في زمن انفجار الهويات وصراعها

الجزيرة

ميدان: هل يمكن أن تنعكس تأثيرات هذا الخطاب العنصري لمواجهات على الأرض؟ أم أن تأثيراته ستقتصر على المساجلات الإعلامية؟

سعود المولى: على الأرض حصلت، وتحصل، اعتداءات يومية على اللاجئين السوريين. لكن الأخطر هو أن حملة الكراهية هذه تقدم الغطاء الشعبي للمارسات الأمنية الرسمية ضد اللاجئين.

ميدان: هل يمكن القول إن هناك هوية لبنانية؟ أم أن الطائفة والحزب تتجاوز الدولة القومية اللبنانية؟

سعود المولى: بالطبع هناك هوية لبنانية مثلها مثل الفلسطينية والسورية والعراقية، وبالطبع هوية الطائفة والحزب في بلادنا تتجاوز هوية الوطن، وذلك لأن الدولة ضعيفة أو منهارة أو هي دولة طائفية حزبية بامتياز. ليست الطائفية سمة لبنانية، بل هي سمة عربية خلدونية بعنوان العصبية. المهم قوله هنا إنه لا يوجد شعب أو بلد لا يعرف نسبة تزيد أو تنقص من العنصرية أو شكلا من أشكالها، وخطاب الكراهية يثمر وينمو في بيئات كثيرة، خصوصا في زمن انفجار الهويات وصراعها. المهم هو بلورة رؤية وطنية ديمقراطية تحررية جامعة وخوض المعركة بوضوح وحزم، كي لا يصح فينا مثل البدوي: "الصيفَ ضيّعتِ اللبن".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  04 و05 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Opinion/Jared Kushner’s Plan for Palestine Is Even Crazier Than You Thought
 
تحليل سياسي من صحيفة الهىارتس: خطة جيريد كوشنر للفلسطينيين هي حتى أكثر جنوناً مما تتوقع
 Teresita Cruz-Del Rosario and Victor Kattan/Haaretz/July 04/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/76360/%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%89%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d9%8a/