LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 04 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july04.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. بِهذَا يَعْرِفُ الجَمِيعُ أَنَّكُم تَلامِيذِي، إِنْ كَانَ فيكُم حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

إلياس بجاني/صحيح باسيل فاشل وتعيس إلا أن البدائل أتعس وأخطر وداكشت الكراسي بالسيادة وبمليون لون

إلياس بجاني/وجع الدروز هو وجع كل اللبنانيين

إلياس بجاني/تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

إلياس بجاني/حمى الله الجبل وأهله من الفتنة ومن المفتنين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع اللواء أشرف ريفي من قناة الحدث يتناول من خلال أحداث الجبل ويناشد القادة ال 14 آذاريين والسياديين الوقوف معا في مواجهة حزب الله لأن هذا التنظيم الإيراني يسعى لإستفرادهم  ولضربهم وتهميشهم الواحد تلوى الآخر

ريفي: نحن الى جانب جنبلاط والجبل

نحن إلى جانب الموحدين المعروفيين الدروز في هذا الوقت العصيب/خليل حلو

لقاء في عين التينة جمع بري والحريري وجنبلاط بحث التطورات السياسية والامنية والخطوات الآيلة لتصليب الوحدة الوطنية وتعزيز السلم الاهلي

جنبلاط استقبل ابراهيم: منفتح على كل الحلول وليأخذ القانون مجراه

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 03/07/2019

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاربعاء 3تموز 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المطارنة الموارنة حذروا من التمادي في التعتيم على محميات الهدر: لتطبيق العدالة والقانون في حق المسؤولين عن أحداث عاليه

المجلس المذهبي برئاسة شيخ العقل رفض الاستقواء وجنبلاط طالب عون بوضع حد لخطابات ادت للانفجار

حكومة جبران باسيل؟

باسيل يهدد وزيرة الداخلية: انتبهي لحالك.. والحسن ترد: ما حدا بيهددني

إلى محمود قماطي: هل تذكر هاشم السلمان؟/علي الأمين /جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

روحاني: سنزيد معدل تخصيب اليورانيوم إلى أي مستويات نريدها

فرنسا: إيران لن تربح شيئاً بخروجها من الاتفاق النووي

روسيا تطالب إيران باحترام التزاماتها والصين تدعو إلى تجنب التوتر وبكين وموسكو تعزوان خطوة طهران إلى «ضغوط» واشنطن

الوساطة الأفريقية تتحدث عن اتفاق سوداني وشيك... و«السيادي» هو العقبة ودعت إلى مفاوضات مباشرة بين الأطراف... ومطالبة أميركية بمساءلة مستهدفي المتظاهرين

الجيش الإسرائيلي أجهض خطة نتنياهو لمهاجمة طهران عبر كوماندوز المخابرات كشف عنها في كتاب ينشر قريباً بعنوان «عاصفة على الطريق إلى إيران»

موسكو أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل.. لضرب إيران في سوريا

بعد مقتل يهودي إثيوبي.. العنصرية تستعر وإسرائيل تغلي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

احداث الشوف، من وهامات وليد جنبلاط الى الجمهورية المتداعية/شارل شرتوني

باسيل وجنبلاط: الأخطاء المقصودة/نبيل الخوري/المدن

عشاء برّي والحريري وجنبلاط: هل يؤكل باسيل؟/منير الربيع/المدن

أحداث الجبل: التلفزيونات اللبنانية تُغيّر جلدها/بتول خليل/المدن

لبنان... سجال بين "الاشتراكي" و"المستقبل" وجنبلاط يستشعر التضييق/تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري للتوسط بين الحليفين السابقين/سابين عويس/الإندبندنت العربية

العونية السياسية في متاهتها/ساطع نور الدين/المدن

قيادات المدينة: باسيل "سائح فتنة" في طرابلس/جنى الدهيبي/المدن

نهاية مرحلة في لبنان لا نهاية عهد/نديم قطيش/الشرق الأوسط

باسيل والفتيل/بشارة شربل/نداء الوطن

باسيل العابر للطوائف/وسام سعادة/نداء الوطن

عون يغطِّي باسيل؟/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

«سَرطانان» يفتكان بالوطن: التوطين والفساد/ريمون شاكر/جريدة الجمهورية

باسيل وجنبلاط: الأخطاء المقصودة/نبيل الخوري/المدن

برّي في "الجهاد الأكبر" لإعادة التوازن.. وجنبلاط خط أحمر/منير الربيع/المدن

فلتكن حرباً أهلية عظيمة/جهاد بزي /المدن

الإيقاع وضابطه/سناء الجاك/نداء الوطن

الجبهة الشمالية... سوريا والعراق/هناك ساحتان حاليا لمواجهة عسكرية محتملة بين واشنطن وطهران/د. وليد فارس/الإندبندنت العربية

إجابة لسؤال عمره 91 عاماً.. كيف تجند "الإخوان" عناصرها؟/أشرف عبدالحميد/العربية نت

هل يحكم «الحشد الشعبي» العراق... أم العكس؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

الوسيط الأخير: روسيا!/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

مراجعة «إخوانية» غير كافية/بكر عويضة/الشرق الأوسط

لقاء مع غسان سلامة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

هكذا انتهى زمن الفضائل/توفيق السيف/الشرق الأوسط

لقاء وصدام بين ثورة شعبية و"انقلاب قصر"/النقطة الملموسة للقاء الطرفين هي التخلص من البشير والباقي "أجندات مختلفة"/ رفيق خوري/الإندبندنت العربية

معانٍ عربيّة في أحداث هونغ كونغ؟!/حازم صاغية/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: على الدولة المحافظة على هيبتها والقضاء يتولى حماية المواطنين وتطبيق القانون والحرب على الفساد مستمرة

بري: خصوصية الجبل من خصوصية تاريخ لبنان السياسي والموقف السيادي للبنان هو هو في ملف الحدود

فرنجية شارك في جانب من اجتماع مجلس المطارنة: نتكل على حكمة رئيس الجمهورية القادر على استيعاب الجميع

لجنة المال المسائية أقرت موازنة الاتصالات وأوجيرو باستثناء مساهمات الرواتب

وكالة داخلية الجرد في التقدمي: على الأجهزة الأمنية اتخاذ اجراءات فورية بعد احراق لافتة شكر لشهيب في سوق صوفر

الراعي ترأس قداسا في عين القبو وقرية السلام بسكنتا: ليت ثقافة نكء الجراح وتأجيج النار تتوقف في بلادنا

بو صعب عرض مع نظيرته الفرنسية تفاصيل قرض روما 2 لتعزيز قدرات الجيش بارلي: خطاب النوايا في ايلول وتنفيذ العقد في ت 2 بالتزامن مع زيارة ماكرون

بوصعب التقى رئيس الديموقراطي والغريب: لمست ايجابية وحرصا على السلم الاهلي ارسلان:المجلس العدلي مطلب اساسي والأمن بالتراضي غير مقبول

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. بِهذَا يَعْرِفُ الجَمِيعُ أَنَّكُم تَلامِيذِي، إِنْ كَانَ فيكُم حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض

إنجيل القدّيس يوحنّا13/من31حتى35/:”لَمَّا خَرَجَ يَهُوذا الإسخريُوطِيُّ قَالَ يَسُوع: «أَلآنَ مُجِّدَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ ومُجِّدَ اللهُ فِيه. إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ مُجِّدَ فِيه، فَٱللهُ سَيُمَجِّدُهُ في ذَاتِهِ، وحَالاً يُمَجِّدُهُ. يَا أَوْلادي، أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً. سَتَطْلُبُونِي، ولكِنْ مَا قُلْتُهُ لِلْيَهُودِ أَقُولُهُ لَكُمُ ٱلآن: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا.

وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. بِهذَا يَعْرِفُ الجَمِيعُ أَنَّكُم تَلامِيذِي، إِنْ كَانَ فيكُم حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

صحيح باسيل فاشل وتعيس إلا أن البدائل أتعس وأخطر وداكشت الكراسي بالسيادة وبمليون لون

الياس بجاني/02 تموز/2019

صحيح بأن باسيل سياسي حديث النعمة وفاشل ومستفز ومتفرسن ومصاب بوهم العظمة إلا أن البدائل المارونية الحزبية كافة هي أسخريوتية وفاشلة وتفتقد للرؤيا وتداهن حزب الله كرمى للكرسي

 

وجع الدروز هو وجع كل اللبنانيين

الياس بجاني/02 تموز/2019

لأن الطافة الدرزية تواجه أزمة حقيقية وخطرة مطلوب من العقلاء فيها وهم كثر أن يوقفوا السجالات التصعيدية ويفرضوا على المتخاصمين من قادتها حلاً يصونها ويحفظ سلمها وآمنها.. والعقلاء هؤلاء قادرين على ذلك. علماً أن وجع الدروز يصيب كل لبنان لأنه لبنان جسم واحد مكون من عدة اعضاء وأي أذى يصيب أي عضو يؤذي كل الأعضاء. وحقيقة فإن كل الأحرار والسياديين والشرفاء والكيانيين في لبنان  وبلاد الإنتشار يؤلمهم ما حل بالطائفة الدرزية ويأملون بإنهاء حالة التوتر التي أصابتها.

 

تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

الياس بجاني/02 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76268/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%b5/

في أسفل تقرير من وكالة الأنباء الوطنية نشر أول أمس عقب زيارة الوزير محمود قماطي، (وزير حزب الله في حكومة الرئيس الحريري)، لدارة النائب طلال أرسلان في الشويفات بعد ساعات قليلة على وقوع الحدث الدامي الذي شهده الجبل في بلدة كفرمتى.

وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي من خلدة: ولى زمن المليشيات والمناطق المغلقة ولمحاسبة المرتكبين وأدا للفتنة

وطنية – الأحد 30 حزيران 2019/(“أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي بعد زيارته النائب طلال أرسلان في دارته في خلدة أن “من واجباتنا أن نكون إلى جانب حلفائنا في هذه الحادثة، وما حصل كبير وخطير جدا، وما يهمنا، هو الاستقرار في لبنان وفي الجبل، وعلى التوافق اللبناني القائم حاليا”. وقال: “العودة إلى الأعمال الملشياوية هو خرق للسيادة اللبنانية ولدماء الجيش والمقاومة. لقد دفع لبنان الشهداء من الجيش والمقاومة لتحقيق هذا الاستقرار، والاستقرار الأمني تحديدا، ومنعنا الإرهاب التكفيري والإسرائيلي لبناء وطن جديد، ولا يجوز أن نعود إلى خرق الأمن”. أضاف: “يجب أن ننتبه أننا كدنا أن نفقد وزيرا في الحكومة، لذلك، على الجيش والقوى الأمنية العمل، للحفاظ على الاستقرار بتسليم الجناة إلى القضاء، ليأخذوا ما يستحقون من عقاب، وأدا للفتنة”، وتابع: “لا نقبل أن تكون هناك منطقة مغلقة على أي لبناني، ويحق لأي مواطن أو مسؤول، زيارة أي منطقة، كما أن حرية التعبير والرأي كفلها الدستور”. ودعا إلى “اعتماد الخطاب السياسي الذي يتحلى بالأخلاقية السياسية، وعدم الإهانة، وألا يواجه أي حراك سياسي بالعنف والقوة”، مؤكدا “لقد ولى عصر المليشيات والمناطق المغلقة”. وكرر التأكيد أنه “لا يجوز المماطلة في تسليم الجناة واعتقال المرتكبين، من أجل ضبط الأوضاع والحفاظ على الاستقرار في الجبل. ونحن يهمنا كثيرا أمن الجبل والاستقرار فيه، وأن يهدأ الناس وألا ننتقل إلى دم جديد، لذلك ندعو الجيش والقوى الأمنية والقضاء إلى محاسبة المرتكبين وألا تتجدد الفتنة”. وردا على سؤال حول إذا ما كان يتواصل مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في هذه الحادثة، أجاب: “نحن الآن في دارة الأمير طلال أرسلان والتواصل قائم على الساحة الوطنية”)

بداية فإن المعايير القانونية المحلية والدولية لما يسمى ميليشيات، ولما يمكن أن يكون مناطق مغلقة، وكذلك لكل ما هو معايير ومقاييس للأمن والسلام والعيش المشترك والقضاء في دولة لبنان … هي كلها معايير وضوابط الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية والقضاء اللبناني، وكذلك الشرائع الدولية كما هو معترف بها من قّبل الأمم المتحدة.

من هنا فإن الغرابة والاستغراب والغربة في كامل محتوى تصريح النائب محمود قماطي يمكن بمنتهى البساطة تفسيرهم بمنطقين متعارضين،

الأول يقول ودون خجل أو وجل بأن الجهة التي ينتمي إليها الوزير، التي هي حزب الله، الإيراني من رأسه حتى أخماسه لا تعترف بالدولة اللبنانية، ولا بكل مؤسساتها ولا بدستورها وقضائها وقواها الأمنية، وأن عندها (حزب الله) معاييرها ومقاييسها الخاصة بها والتي تناقض وتتعارض 100% مع كل ما هو لبنان ولبناني من قوانين ودستور وأعراف ومؤسسات وأعراف مجتمعية،

أو ثانياً بأن النائب “اللاهي” المفوه لا يحترم لا ذكاء ولا علم ولا معرفة اللبنانيين.

وفي الحالتين يتبين جلياً ما هو محسوس وملموس ومعاش على أرض الواقع الإحتلالي والقمعي واللاهي حتى العظم، وهو بأن حزب الله غريب ومغرب عن كل لبنان، وعن كل ما هو لبناني، أكان في مفهومه للبنان الهوية والتاريخ والدور والحضارة والرسالة ونمط حياة بنيه وتعايشهم الحضاري، أو فيما يتعلق بأسلوب تعاطيه الإستكباري والفوقي المستهزئ دائماً بلبنانيتهم وبمعرفتهم وبقدرتهم على التفريق بين الحق والباطل، والوطني والإحتلالي، والصادق والمنافق.

لمن يهمهم الأمر وحتى لا يمر كلام النائب القماطي مرور الكرام ودون تعرية قانونية لمحتواه الأستغبائي والإرهابي، ودون سحب الكلام وتفسيره طبقاً لمعايير الدستور اللبناني، وعملاً بكل ما ورد في اتفاقية الطائف، وما جاء من بنود تتعلق به وبوضعيته الشاذة في القرارين الدوليين 1701 و1559.

طبقاً لكل هذه المعايير والمقاييس والضوابط اللبنانية والدولية هذه هي وضعية حزب الله القانونية لبنانياً ودولياً:

1- لبنانياً، حزب الله هو تنظيم غير مرخص له، وعملاً بالقوانين اللبنانية المرعية الشأنً هو عبارة عن جماعة من المسلحين الخارجين عن القانون.

وطبقاً لبنود اتفاقية الطائف تحديداً، فالحزب هو من ضمن الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وكان من المفترض أن يلتزم بتنفيذ كل البنود التي أدرجت تحت خانة الميليشيات.

2- دولياً حزب الله هو منظمة ارهابية وإجرامية، ومصنف تحت هذه الخانة في معظم دول العالم، عربية وغير عربية.

3- ودولياً وبما يخص القرارات الدولية الخاصة بلبنان (1559 و1701) الحزب هو ميليشيا مسلحة مطلوب منها تسليم سلاحها للدولة اللبنانية، وتفكيك مربعاتها الأمنية، والالتزام بالقوانين اللبنانية.

وحتى لا نطيل الشرح فإن كلام النائب القماطي هو إدانة للحزب بالكامل كون فاقد الشيء لا يعطيه.

فالحزب ميليشيا مذهبية وإرهابية، وهو مسلح وتابع لدولة إيران وليس للبنان، ويحتل لبنان، وعنده مربعات ودويلات أمنية لا سلطة للدولة عليها، ويحارب في العديد من الدول لمصلحة إيران وبأوامر مباشرة من قادة عسكرها، وتطول ولا تنتهي قائمة مخالفات الحزب للبنان ولكل ما هو لبناني.

وإن كان فعلاً قماطي وحزبه جديين في أي كلمة قالها من الشويفات فالبداية تكون بتسليم المحكمة الدولية المطلوبين بتهمة اغتيال الرئيس الحريري وإلا فالج لا تعالج.

يبقى أن كلام النائب محمود القماطي مستنكر ومرفوض وهو يدين الحزب ويعري وضعيته الإحتلالية والإرهابية والمذهبية والعنفية واللالبنانية واللاشرعية.

في الخلاصة، فإن ما حدث في الجبل ورغم مأساويته وخطورته، فهو عارض من أعراض مرض الاحتلال الإيراني للبنان، وربما ما كان ليحدث لولا وجود هذا الاحتلال ونجاحه للأسف في شق معظم الشرائح اللبنانية المجتمعية ووضعها في مواجهة بعضها البعض على خلفية مبدأ فرق تسد.

وبالتالي فإن التركيز الوطني والسيادي الجاد والمستمر يجب أن يكون على إنهاء هذا الاحتلال، وبعدم تضييع الوقت والجهد في التعاطي فقط مع الإعراض مهما كانت ضاغطة ومهمة أكانت معيشية أو أمنية أو مالية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حمى الله الجبل وأهله من الفتنة ومن المفتنين

الياس بجاني/01 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76252/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81/

من يشعل الفتنة في الجبل كائن من كان، سياسي، أو حزب، أو مسؤول، هو عملياً مجرم خطير وعدو للبنان ولكل اللبنانيين، وأيضاً هوعدو للسلم وللسلام والتعايش ولمصالحة الجبل.

كما أنه وهنا الخطور هو 100% يخدم مشروع الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله وبسلاحه وبدويلاته وبحروبه وبمشروعه الملالوي الهادف إلى إلغاء لبنان الإنسان والكيان والدولة والهوية والتاريخ وتقليب اللبنانيين ضد بعضهم البعض على خلفية مبدأ فرّق تسد.

إن من يشعل الفتنة في الجبل أكان عن جهل أو معرفة لا فرق هو ضد لبنان ويجب وضع حد فور لفتنته وكشفه وتعريته وفضح أمره.

وهنا مطلوب من كل العقلاء والأحرار والسياديين من الشرائح اللبنانية المجتمعية كافة من قيادات وسياسيين ورسميين ورجال الدين أن يجهدوا بكل معرفتهم وامكانياتهم وعلاقاتهم بهدف إطفاء نار هذه الفتنة البشعة وأن يعيدوا للدولة ولقواها الأمنية ولقضائها وللقوانين أدوارهم وأن يطالبوا المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 وذلك لإستعادة سيادة واستقلال لبنان وانهاء كل حالات الشواذ من ميليشيات ودويلات وتمذهب وفرسنة واحتلال ملالوي.

حمى الله الجبل وأهله والرحمة لأنفس الضحايا وصلاتنا من أجل أن يلهم ذويهم نعمتي الصبر والسلوان.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع اللواء أشرف ريفي من قناة الحدث يتناول من خلال أحداث الجبل ويناشد القادة ال 14 آذاريين والسياديين الوقوف معا في مواجهة حزب الله لأن هذا التنظيم الإيراني يسعى لإستفرادهم  ولضربهم وتهميشهم الواحد تلوى الآخر

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل/03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76325/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%a1-%d8%a3%d8%b4%d8%b1%d9%81-%d8%b1%d9%8a%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86-2/

 

https://www.youtube.com/watch?v=fBZVU_M9sjs

 

ريفي: نحن الى جانب جنبلاط والجبل

الجمهورية/02 تموز/2019

اعتبر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي لـ"الجمهورية"، انّ "ما جرى في الجبل عنوانه واحد وليس بنت ساعته، والهدف استهداف وليد جنبلاط والطائفة الدرزية من قبل النظام السوري و"حزب الله"، اللذين يحرّكان اتباعهما لترويض ما تبقى من القوى السيادية. نحن الى جانب جنبلاط والجبل، ونتوجّه للجميع، خصوصاً للذين شاركوا في ما سُمّي بالتسوية الرئاسية، للتنبيه من خطر أن يؤكلوا فرادى، اذا ما نجح مخطط ضرب جنبلاط. فلنعد جميعاً الى الاساسيات قبل فوات الاوان".

 

نحن إلى جانب الموحدين المعروفيين الدروز في هذا الوقت العصيب

خليل حلو/03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76332/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d9%86%d8%ad%d9%86-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%ac%d8%a7%d9%86%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%ad%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%88%d9%81/

كتب صديقي الدكتور أنطوان قربان:"الموحّدون الدروز ... أقليّة لا تمارس التبشير ... بالرغم من تضاؤلها المستمرّ ... هاجسهم هو البقاء ... وهم ركن أساسي ومؤسّس من الكيان اللبناني والفكرة اللبنانيّة منذ 1516 عندما هزم العثمانيّون المماليك ونصّبوا أمراء آل معن وكلاء لهم على جبل الدروز وجبل لبنان ومقاطعات أخرى" .

وأضيف: لبنان الحديث الذي نعيش فيه أسسه الموحدون المعروفيون الدروز مع أمير لبنان فخر الدين المعني الثاني الكبير إبن قرقماز إبن فخر الدين الأول.

لبنان الذي نعيش فيه اليوم مع توازناته هم أسسوه مع هذه التوازنات أصلاً. لم يؤسسوه بمفردهم بل مع كافة الطوائف الحالية.

مرّ الزمن وانغمسنا بالحروب الأهلية وبقي لبنان الذي لا تفسير لبقائه سوى الفكرة التي ولدت مع فخر الدين والتي هي قابلة للحياة بالرغم من موجات الإجتياحات المتعددة التي زالت والتي ستزول ...

وبالرغم من غباوة اللبنانيين في بعض المراحل!

أما الآن فتمر الطائفة الدرزية بأزمة حادة وخطرة للغاية تهددها من الداخل ولا خيارات لها سوى لبنان.

إنها تمر بالأزمة نفسها التي مرّ بها الموارنة قبل غيرهم عندما غلـّبوا صراع الزعماء le combat des chefs على مصلحة لبنان العليا الذي أسسه الموحدون المعروفيون الدروز وأوصلوه هم، أي الموارنة، إلى حدوده الحالية في العام 1920.

الموحدون الدروز يمرون بأزمة أشد من الأزمة التي يمر بها المسلمون السنة الذين لولاهم لما حصل لبنان على استقلاله ولولا تمسكهم بوحدته ووجوده، ولو لم يبذل المسلمون السنة الدماء لأجله لذاب منذ زمن بعيد أو تفتت شراذم تائهة.

الدروز يعيشون أزمة لا تقارن بالأزمة التي يعيشها المسلمون الشيعة الخائفين من المستقبل ولكن ليس على وجودهم.

إذن من واجب جميع اللبنانيين مساندة الموحدين الدروز في أزمتهم ووضع النقاط على الحروف:

حادثة 30 حزيران سببها الشحن غير المسؤول الذي مورس من قبل معالي وزير الخارجية ...

وهذا لا يبرر إقفال الطرقات وإطلاق النار.

إن توقيف مطلقي النار في حادثة 30 حزيران الماضي هو واجب على الدولة كما هو واجب عليها توقيف مطلقي النار في حادثة الجاهلية السابقة وفي حادثة الشويفات السابقة.

من الجيد أن يطالب كل من السيد وئام وهاب والأمير طلال أرسلان بتطبيق القوانين على مطلقي النار ومن بينهم من هو محسوب على الأستاذ وليد جنبلاط وعلى المير طلال نفسه، ولكن من الجيد أيضاً توقيف المتهم أو المتهمين في حادثتي الشويفات والجاهلية ...

وأن تستعمل حادثة 30 حزيران لتطويق وليد جنبلاط الذي يحظى بثقة وعطف الكثيرين من خارج الموحدين الدروز فهذا غير مسموح، إضافة إلى أن وليد جنبلاط سينال عطفاً وتأييداً أقوى في وجه هذه المحاولات.

وليد جنبلاط وقف إلى جانبنا يوم اجتياح جيش البعث السوري في 13 تشرين 1990 المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش.

إسألوا الضباط الذين استقبلهم في المختارة واسألوا بعض الرموز الذين كانوا إلى جانب العماد عون في حينه وما زالوا إلى جانبه أحياء يرزقون!

وليد جنبلاط قام بواجبه الأمني تجاه المعنيين عند اغتيال داني شمعون!

وليد جنبلاط كان رأس حربة في 14 آذار! والده كمال إغتاله النظام السوري ...

ألا يكفي ذلك لنقف إلى جانبه وإلى جانب الموحدين المعروفيين الدروز في هذا الوقت العصيب؟

 

لقاء في عين التينة جمع بري والحريري وجنبلاط بحث التطورات السياسية والامنية والخطوات الآيلة لتصليب الوحدة الوطنية وتعزيز السلم الاهلي

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

عقد مساء اليوم لقاء في عين التينة ضم رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد الاجتماع الذي استمر حتى العاشرة ليلا. و بعد اللقاء صدر البيان الآتي: "بدعوة من رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري عقد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة لقاء ضم، اضافة الى الرئيس بري دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد بك جنبلاط. اللقاء الثلاثي الذي جمع الرئيسين بري والحريري والنائب السابق جنبلاط جرى فيه عرض لآخر التطورات والمستجدات السياسية والامنية، اضافة الى الخطوات الآيلة لتصليب الوحدة الوطنية وتعزيز السلم الاهلي. واكدت مصادر المجتمعين ان ما اعترى العلاقات بين الجانبين من شوائب في المرحلة السابقة تم تبديدها وباتت من الماضي".

 

جنبلاط استقبل ابراهيم: منفتح على كل الحلول وليأخذ القانون مجراه

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو اليوم، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم بحضور الوزير اكرم شهيب والنائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي، وعقد لقاء استمر قرابة 40 دقيقة.

بعد اللقاء قال جنبلاط: "تأكيدا على ما ذكرته في دار الطائفة الدرزية، فانني منفتح على كل الحلول بالتعاون مع اللواء عباس ابراهيم الذي يدرك كل مخاطر الازمة، وهو خير من يستطيع ان يخرج الامور من هذا المأزق وعلى اساس ان يأخذ القانون مجراه".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 03/07/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

تداعيات لحادث الجبل وسط المعالجات الآتية:

- أمنيا تنفيذ الجيش والاجهزة مقررات المجلس الاعلى للدفاع..

- قضائيا بدء التحقيقات مع مطلوبين موقوفين لدى الجيش وشعبة المعلومات..

- سياسيا إجماع على إنجاز الترتيبات لاستئناف جلسات مجلس الوزراء..

وفيما واصل اللواء عباس ابراهيم اتصالاته بلقاء جنبلاط الذي اكد على الهدوء والحوار لتثبيت السلم الاهلي برز لقاء مسائي في عين التينة يضم الرئيسين بري والحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط..

وفي المواقف حذر المجلس المذهبي الدرزي من المس بوحدة طائفة الموحدين الدروز تحت أي شكل من الأشكال، فيما شدد مجلس المطارنة الموارنة على العدالة والقانون وهيبة الدولة.. وركز من بكركي رئيس المردة سليمان فرنجيه على دور وحكمة رئيس الجمهورية..

وفي التحركات زيارة رئيس الحزب الديمقراطي طلال إرسلان والوزير صالح الغريب لوزير الدفاع، وزيارة الوزير السابق وئام وهاب لوزير الخارجية..

في الخارج الوضع اليوم كالآتي:

- في إيران تأكيد على المضي في رفع درجات تخصيب اليورانيوم..

- في ليبيا القتال متصاعد في ضواحي العاصمة طرابلس الغرب..

- في السودان تحرك أفريقي-أثيوبي لجمع المجلس العسكري وممثلي حركة التغيير..

- في اليمن غارات للتحالف وتهديدات حوثية بمزيد من قصف الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة..

عودة الى عين التينة ولقاء بري والحريري وجنبلاط..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

شيئا فشيئا تتجه حادثة قبرشمون نحو الإحتواء مع إستمرار تسليم المتورطين وتأكيد الأفرقاء كافة على الإحتكام إلى القانون والقضاء.

فللجبل خصوصيته وما حصل لا يعالج بالأمن وحده ولا بالسياسة وحدها ولا بالقضاء وحده، إنما بترابط هذه الملفات الثلاثة مع بعضها البعض وفق ما لفت الرئيس نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي اليوم.

والمعالجة تواصلت بلقاء جمع رئيس الحزب التقدمي

الاشتراكي وليد جنبلاط بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حيث تم تأكيد الانفتاح على كل الحلول.

هذا اللقاء سبقه اجتماع في دار الطائفة الدرزية وتصريح جنبلاطي لم يخل من كلام عالي السقف حيث طالب جنبلاط رئيس الجمهورية ميشال عون بوضع حد للتصرفات الصبيانية لافتا إلى أن الخطاب الاستفزازي في كل المناطق لا معنى له وهو الذي أوصل إلى الانفجار.

جنبلاط شدد على الانفتاح والحوار من أجل تثبيت السلم الأهلي والمصالحة والأمن وقال: "يروق شوي جبران"... بدو يوصل؟... مش بالهطريقة.

وبالتوازي مع المعالجات السياسية نفذ الجيش اجراءات مشددة خلال يوم امني في جميع المناطق اللبنانية تخلله حواجز وعمليات تدقيق وتفتيش لضبط الأمن.

وفيما تستكمل لجنة المال اليوم درس الموازنة في جلسة ستخصص للإتصالات، نوه الرئيس بري بالجهود التي تبذلها اللجنة، وأشار إلى إننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من إنجاز الموازنة لافتا في الوقت نفسه ان المجلس النيابي بانتظار إحالة قطوعات الحسابات من أجل إستكمال هذا الملف بالكامل.

فالموازنة التي احيلت الى المجلس كأرقام لا يعني ان المجلس ملزم بالبصم عليها على ان يقوم المجلس بدوره التشريعي والرقابي مع حرصه الشديد على حقوق الفئات الشعبية والمتوسطة وذوي الدخل المحدود.

عين التينة ستشهد الليلة إستكمال عمل الرئيس بري للجمع بين الأفرقاء في لقاء بين الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي.

ومن حدود السياسية الداخلية إلى الحدود البحرية والبرية حيث طرح مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد أمورا "مش واردة أبدا" بحسب تعبير رئيس المجلس.

فهناك بندان لا يزالان عالقين وهما مسألة تلازم الترسيم برا وبحرا وتبديل كلمة رعاية الأمم المتحدة الى كلمة ضيافة وهناك فرق كبير بين الكلمتين وفق المعطى القانوني وقد وضع ا لرئيس بري نواب الأربعاء في أجواء لقائه يوم امس بالموفد الأميركي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

في الإقليم والعالم، من أبرز العناوين اليوم: إعلان مستشار الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنير أن خطته للسلام تتضمن توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم، بما في ذلك لبنان، في إطار حل سياسي.

أما محليا، فالعنوان الوحيد، ليس جلسة خاصة لمجلس النواب لتأكيد التزام لبنان ما ورد في مقدمة الدستور لناحية رفض التوطين، ولا جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لرسم خطة المواجهة، ولا حتى حوارا لبنانيا-فلسطينيا كما دعا سابقا السيد حسن نصرالله. ففي لبنان اليوم هم أكبر من ذلك بكثير. هم تختصره كلمتان فقط لا غير: الأولى جبران، والثانية باسيل.

يوم زار البقاع الغربي، وبادر إلى لقاء شخصيات من الطائفة السنية، تكريسا لنهج الحوار، وشرحا للأفكار، وتبديدا للهواجس إذا وجدت، قامت قيامة البعض ولم تقعد، بناء على تسريب مجتزأ ومحرف ومزور لمضمون اللقاء، أريد عبره القول إن الحوار مع السنة ممنوع، والبعد الوطني لحركته السياسية مقطوع.

ويوم جال في بعلبك -الهرمل، خرج من يصرخ في أحد اللقاءات، من باب الهجوم على الموقف المتخذ تحقيقا للحد الأدنى من التوازن في الإدارة، محاولا من هذا الباب، أن يتهمه بالتعصب الطائفي والمذهبي، ليقال إثرها إنه غير قادر على التواصل، حتى مع الشيعة.

أما الأحد الماضي، في الثلاثين من حزيران، فقطع طرق، وحرق إطارات، وتنظيم تجمعات، وصولا إلى محاولة اغتيال وزير في الدولة اللبنانية، أدت إلى سقوط شهيدين وجرحى. أما الهدف، فالقول إن الطائفة الدرزية تأخذ منه موقف الرفض والنبذ.

محاولة البقاع الغربي فشلت، بالإصرار المستمر على التفاهم الوطني، وبالعلاقة المتينة مع الرئيس سعد الحريري، وبفعل الموقف الوطني القائم أصلا على الانفتاح والتواصل.

وإذا كانت المحاولة التي جرت في بعلبك -الهرمل قد ولدت أصلا ميتة لأسباب تفاهمية راسخة وواضحة ومعروفة، فمحاولة قبرشمون تم وأدها، أولا بإسقاط الفتنة وتلافي الكمين، وثانيا من خلال الموقف الصلب لقوى سياسية ورأي عام لدى طائفة الموحدين الدروز، رفض ما جرى، وتمسك بوحدة الجبل ولبنان، وبالعيش المشترك الحر الكريم؟

لكن في مقابل فشل المحاولات الثلاث، محاولة رابعة برزت اليوم، لتنضم إلى أخريات سابقات أو لاحقات.

فصباحا، نشر بعض الصحف، وتداول بعض المواقع، خبرا مفاده أن الوزير باسيل هدد وزيرة الداخلية في مجلس الدفاع الاعلى بالقول: "انتبهي على حالك، في حدود". وهو ما أطلق العنان من جديد لأبواق التحريض.

غير ان مصدرا وزاريا مشاركا في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع ما لبث أن صحح الرواية. ففي الاجتماع، وقبل دخول الوزير باسيل، وبناء على تصريحها الملتبس تزامنا مع أحداث الاحد، والذي فهم على انه تبرير للاعتداء ووصف لجولة باسيل بالاستفزازية، بادر وزير الدفاع الياس بو صعب الى معاتبة الوزيرة ريا الحسن، غير انها اجابت بأنها لم تقل الكلام على هذا النحو، واستعانت بهاتفها الخلوي لتؤكد وجهة نظرها، فطالبها بو صعب باصدار نفي للموضوع.

في هذا الوقت، دخل باسيل وانضم الى الاجتماع، فبادرته الحسن بالسؤال: "زعلان مني"؟ فأجاب باسيل معاتبا: "في حدود وبدك تنتبهي"، قاصدا بذلك تصريحها حول احداث الجبل، مع العلم ان الحسن كانت وجهت ايضا سلسلة انتقادات لباسيل خلال حلقتها التلفزيونية الاخيرة، من دون ان يقابل كلامها بأي تعليق. غير ان وزيرة الداخلية ردت على وزير الخارجية بالسؤال: "شو عم بتهددني"؟ فتابع باسيل: "هلق هيك فهمتيها"؟

وعند هذا الحد تدخل الرئيس سعد الحريري، مشيرا الى ان من الخطأ سماع تصريحات ليست في محلها، لكنه ايد الحسن في قولها انها لم تقصد تبرير الاعتداء، وانتهى الامر عند هذا الحد، قبل ان ينتشر هذا الصباح التسريب المغلوط.

على كل حال، وفي انتظار توضيح جديد لكذبة جديدة آتية لا محال، فلنتابع معا سياق نشرة الاخبار، مع الاشارة الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شدد اليوم على ان على الجميع تحمل مسؤولياته، فهناك دولة يجب ان تحافظ على هيبتها، وقضاء يتولى حماية المواطنين وتطبيق القانون على المخالفين والمجرمين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

أفرغ الكثير من التوتر من المخازن السياسية، وبدأ الهدوء بالتسلل الى الاطلالات المنبرية، وبالتوازي مساع تتقاطع عند هدف وحذر، من ان التهدئة حاجة ملحة يجب انتزاعها من بين حراب التصعيد..

وبالبحث عن نقاط يجمع عليها المتخاصمون للانطلاق في مسار الحل، رصدت ثابتتان: الجميع تحت سقف القضاء والقانون، والثقة باللواء عباس ابراهيم للمضي على طريق التهدئة..

هذا ما خرج من كليمنصو اليوم، وهو مطابق لما اعلنته وكررته دارة خلدة على مدى الساعات الماضية.. فيما المتبقي من رشقات من هنا وهناك، لا تعدو كونها بقايا احتقان يمكن ان تتلاشى على وقع مساعي الحل..

النائب طلال ارسلان في وزارة الدفاع برفقة الوزير صالح الغريب، مؤكدا على دور الجيش والقضاء، والنائب السابق وليد جنبلاط يستقبل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بانفتاح على كل الحلول، اللواء الذي يدرك مخاطر الازمة وهو خير من يقدر ان يخرجنا من هذا المأزق بحسب جنبلاط ..

مأزق هو احد ابرز الاطباق الحاضرة على مأدبة العشاء التي يقيمها الرئيس نبيه بري للرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط، وان كان الطبق مستجدا على الاطباق الكثيرة التي شكلت اساس المأدبة، لكنه يفرض نفسه وللرئيس نبيه بري وصفته، فهو مأزق لا يحل الا بالسياسة والامن والقضاء مجتمعين كما قال خلال لقاء الاربعاء النيابي..

اما الوصفة الرئاسية من بعبدا لحل ما يجري، فهي أن يتحمل الجميع مسؤوليته، مع ضرورة احترام حرية المعتقد والاختلاف في الرأي، فضلا عن تأكيد الرئيس ميشال عون على ضرورة أن تحافظ الدولة على هيبتها، والقضاء على دوره بحماية المواطنين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

منفتح على جميع الحلول هكذا اختصر وليد جنبلاط موقفه بعد لقائه اللواء عباس ابراهيم، وبعد كسر صمته والتحدث لوسائل الاعلام مباشرة وليس عبر حسابه على موقع تويتر.

جنبلاط ومن دار الطائفة الدرزية، وجه جملة رسائل يمكن اختصارها بانه تحت القانون ويرفض استباق التحقيقات القضائية كما يفعل الياس بو صعب وجبران باسيل، ويعتبر الخطاب الاستفزازي ادى الى الانفجار الاحد، ودعا رئيس الجمهورية لوضع حد للتصرفات الصبيانية.

جنبلاط سينضم بعد قليل الى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري على مائدة عشاء سيكون الطبق الرئيسي فيها مجمل الاوضاع الداخلية ولا سيما بعد التطورات التي شهدها الجبل الذي قال عنه بري بان له خصوصية، وان تاريخ لبنان السياسي يعرف من خلال خصوصية الجبل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

مهما اشتدت الأزمات, ومهما علا الخطاب السياسي, ومهما قيل وسيقال عن كمائن أمنية وخطابات سياسية استفزازية, يبدو أن التهدئة ستكون سيدة الموقف, لا سيما وأن العمل قائم على كل المستويات وعند مختلف المعنيين لضبضبة حادثة قبرشمون.

هذه الليلة, ستتجه كل الانظار الى عين التينة, حيث يلتقي الرئيس الحريري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على مأدبة الرئيس نبيه بري, في عشاء, صحيح أنه مقرر قبل حادثة الجبل, إلا أنه يشكل فرصة حل تتظهر نتائجها في الساعات الاربع والعشرين المقبلة, فإما تتجه الامور صوب حلحلة سريعة, تترجم إعلانا لموعد عقد جلسة لمجلس الوزراء, وإما يؤجل اعلان الموعد حتى تكتمل صورة التهدئة.

في خلال هذا الوقت, سيحاول أكثر من فريق تسجيل نقاط على الفريق الاخر, علما أن الكل يدرك ان التسوية السياسية الحالية حاجة, وأكبر من أن يتمكن اي فريق محلي من كسرها, وهي مستمرة لتضمن الامن والاستقرار.

تحت هذا السقف, سيتم التعامل مع حادثة قبرشمون, ومفتاح الحل سيأتي عبر تسليم المطلوبين الأساسيين, ولعل إعلان وليد جنبلاط بحضور اللواء عباس ابرهيم انفتاحه على كل الحلول يمهد الطريق لكي يأخذ القضاء مجراه, ولكي تحل عقدة تكليف المجلس العدلي بالتحقيق في الحادثة, الأمر الذي يطالب به رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان, على الرغم من أنه كاد أن يفجر الحكومة أمس.

وسط كل هذه الأجواء, ارسل وليد جنبلاط رسالتين أساسيتين اليوم: الاولى للملمة الشارع الدرزي المتوتر, عندما قصد الحديث عن وحدة الطائفة أمام المجلس المذهبي للموحدين الدروز، ليعلن على الملاء أن للطائفة اكثر من باب, بدءا من باب خلدة وصولا إلى وئام وهاب وصولا إلى صالح الغريب.

والرسالة الثانية, عندما توجه لجبران باسيل بالقول: "طول بلاك إذا بدك توصل, مش بهي الطريقة", والوصول هنا يعني معركة الرئاسة الاولى.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

حادثة قبر شمون انتهت في شقها العسكري بعدما زعزعت الاركان التي تقوم عليها خصوصية الجبل لتواصل في امتداداتها العنيفة تفتيق التسوية السياسية المسجاة الى جانب شهداء النهار المشؤوم، او في احسن احوالها هي قابعة في غرفة العنية المكثفة مع جرحى ساعات التخلي.

المعالجات حتى الساعة لا ترقى الى مستوى الحدث الجلل وكيف ترتقي والمعركة متواصلة بشكل عنيف في السياسة، وتضغط بمتفرعاتها على القضاء ليتبنى توصيات فئوية لما حدث، فيما يعود له وللتحقيقات الميدانية وحدهما تحديدها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، هل ما حصل في قبر شمون هو حادث كما يريده جنبلاط مدعوما من الرئيس الحريري وبري والقوات والمردة، ام مكمن مدبر كما يريده ارسلان مدعوما من التيار الحر وحزب الله؟ فعلى اساس هذا التوصيف الذي قد يبدو بلا قيمة للبعض ينتصر فريق على فريق في المعنوي والقانوني، والاهم في السياسي وللدلالة على اهميته القصوى، فإن مجلس

الوزراء طار في الامس وهو لن ينعقد في المدى المنظور طالما يتوصل الفريقان المتقاتلان من اهل التسوية البائدة الى حل يرضي الاول ولا يكسر الثاني.

في الانتظار مساعي تثبيت التهدئة جارية بتدرج من الارض الى الصالونات العليا للقرار مع عملية تسليم المطلوبين تسير في الاتجاه الصحيح، فيما ينشط اللواء عباس ابراهيم على خط التبريد، وقد زار اليوم رئيس التقدمي وليد جنبلاط لايجاد التعويذة السحرية التي تنقذ سمعة الدولة وتحقق الاستقرار ولا تضرب التسوية.

تزامنا مائدة مصالحة مدها الرئيس بري للحريي وجنبلاط في عين التينة، علما بأن التطورات السياسية التي تعصف بالرجلين ووضتهمامنذ الاحد في خندق واحد، وقد يلتحق بهما كوكبة من القوى الوازنة التي يستهدفها العهد يسيق الوزير جبران باسيل فقدان الدولة توازنها الامني والمؤسساتي رفع نسبة المخاطر الاقتصادية والمالية، وقد انضم ابنك الدولي الى سلبية مؤسسات التصنيف الدولية، فدعا لبنان الى موازنة متوازنة بأرقام حقيقية، وهذا ما ستسعى لجنة المال والمجلس النيابي الى تلبيته، فهل ينجحان؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

على أرض حل الأزمة توزع اللاعبون وانقسم الملعب بين فريقين، تولى طلال أرسلان يرافقه صالح الغريب وزارة الدفاع، وكقوة إسناد قصد وئاب وهاب جبران باسيل،

أما وليد جنبلاط فلجأ إلى دار الطائفة الدرزية، فيما أمسك اللواء عباس ابراهيم بخط الوسط من كليمنصو.

على أرض محايدة إذا باتت مساعي تطويق حادث البساتين الذي كاد يشعل حرب الجبل، وأسندت المهمة إلى اللواء ليؤدي دور الإطفائي، فالتقى جنبلاط الذي قال بعد اللقاء إن اللواء عباس إبراهيم يدرك مخاطر الأزمة وهو خير من يخرجنا فيما اكتفى المفاوض بالقول وليد بيك منفتح على كل الحلول "ولازم تعرفو شو بيعني" لكن حلول وليد بيك التي أعلنها بعد اجتماع المجلس المذهبي الدرزي، ربطها بكلمة "لكن" منتقدا طريقة الدهم غير الملائمة أحيانا في المجتمع الدرزي.

ككل زعيم سياسي تظلل جنبلاط براية طائفته وهو مااعترف بأبواب خصومه في الطائفة نفسها إلا ليعيد تأكيد وجود أبواب صحيحة راميا الملامة على أرسلان بقوله "يا ريت احترم اسم المير" وفي معرض الدفاع هاجم جنبلاط مواكب باسيل المدججة بالآليات والعسكر لعلمه بأن أرض الزيارة مخصبة بالتوترومن على المنبر نفسه طالب الرئيس ميشال عون بوضع حد لما سماها تصرفات باسيل الصبيانية قائلا إن هذا الخطاب الاستفزازي لا معنى له وهو الذي أدى إلى الانفجار.

دعا جنبلاط الى الحوار مع الجميع من أجل تثبيت الاستقرار والمصالحة وحيا الجيش لكنه وجه سهامه باتجاه وزير الدفاع، رابطا موقفه المتسرع من الحادث بموقفه من قضية زياد عيتاني.

كلام المنابر حتى اللحظة غير مطابق لمواصفات الحلول فالمسألة باتت محصورة بين من يتراجع أولا وصارت مشروطة بعدم اللجوء إلى المجلس العدلي لتسليم المتهمين بالكمين وعلى خط مواز حراك التهدئة، امتد إلى جلسة مجلس الوزراء مجهولة المصير حتى اللحظة وبحسب معلومات الجديد فإن حزب الله استخدم سلاح معاونه حسين خليل باتجاه خلدة، وفرز وزيره محمود قماطي إلى الجاهلية وخرجت الاجتماعات السرية إلى العلن بلقاء أرسلان - بو صعب ولقاء وهاب - باسيل لتبريد الأجواء ونزع فتيل تفجير الحكومةن في وقت تحولت فيه السرايا إلى خط أحمر جديد بعد الصفعة التي تلقاها رئيس الحكومة من رئيس الظل جبران باسيل وانحصر هم سعد الحريري في إبعاد النار عن الحكومة وكادت النار تلتهم كل البلد.

نيران من نوع آخر تعد في عين التينة لعشاء سيجمع الحريري - جنبلاط على مائدة بري المصالحة تمت بالأمس كغيرها من الخلافات قبيل الاستحقاقات التي تزول بقدرة قادر بعد توزيع المغانم. ستحضر حادثة قبرشمون في اللقاء الثلاثي أما لقاء الأربعاء فنقل الموقف الرسمي الذي أبلغه بري لساترفيلد وختام الكلام كان تأكيد المؤكد: لا فصل بين المسارين البري والبحري ولا مهلة زمنية محددة والتفاوض برعاية الأمم المتحدة لا بضيافتها.

اختتم ساترفيلد جولته الخامسة والجواب الإسرائيلي في جيبه لكن ساترفيلد الإسرائيلي الهوى والهوية ناور في ورقته الأخيرة لترأس بلاده المفاوضات ولعب خريج الموساد على الألفاظ ليضع لبنان في موقع المفاوض المباشر مع إسرائيل. وإذا كان لعاب نتنياهو يسيل على الغاز الفلسطيني فإن ريقه جف مذ أرسيت معادلة الصواريخ مقابل النفط.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الاربعاء 3تموز 2019

وطنية - الاربعاء 3 تموز 2019

النهار

إنطباع سيء ...

بعد زياراته مسؤولين رفيعي المستوى لاطلاعهم على مشاريع مرتقبة، استغرب أحد المستثمرين عدم تطرقهم الى الوضع الاقتصادي، واقتصار أحاديثهم على السياسة ما ولد لديه انطباعاً سيئاً.

خارج الموضوع ...

خلال جلسة مناقشة موازنة وزارة الطاقة اقتصرت المداخلات الجدية على نائبين، أربكت أسئلتهما ممثلي الوزارة وكهرباء لبنان فيما اكتفى بقية النواب بطلب خدمات تخرج عن الموضوع.

غير لائقة ...

سجل اعلاميون في وزارة الخارجية طريقة مناداة الوزير باسيل لزملائه وزراء "تكتل لبنان القوي" واعتبروها لا تليق بوزراء.

خطة "حزب الله" ...

نشر موقع اسرائيلي ما سماه خطة "حزب الله" لاحتلال قرى وبلدات اسرائيلية حدودية في حال وقوع حرب بين الطرفين.

البناء

اعتبرت مصادر أوروبية مصرفية انّ الآلية المعتمدة للتبادل مع إيران ستشكل في مرحلة مقبلة بديلاً لصيغة السويفت التي كان مقرّها لندن وكانت تعتمد للمبادلات التجارية بالتوازي مع المعاملات المصرفية التقليدية، وقالت انّ اعتماد اليورو كعملة للتبادل سيتيح تحوّل انستكس الى منصة للتجارة الصينية والروسية الهادفة لتفادي التداول بالدولار الأميركي متوقعة ان ينعكس ذلك على المدى المتوسط على مكانة الدولار ولذلك تبذل واشنطن مساعيها لتقييد حدود استعمالها.

الجمهورية

حذرت جهات دبلوماسية من مغبة إستهداف مؤسسة وطنية كبيرة لأنها تشكل العمود الفقري للإستقرار.

لاحظت أوساط سياسية أن موقعا رسميا يتعرض للمرة الثانية على التوالي للتهميش من أحد الوزراء فيما آثار الجرح السابق لم تلتئم بعد.

قالت أوساط متابعة لخلاف بين حزبين أن ما قاله أحد المسؤولين الحزبيّين أمس سيدفع بالأزمة الى مرحلة أشد تعقيداً من السابق بينهما.

اللواء

همس

تتداول أوساط سياسية روايات عن اهتزازات في التسوية كان إرجاء مجلس الوزراء أحد تعبيراتها.

غمز

تلقى مرجع مسؤول نصائح عدّة لإعادة النظر في مواقفه السياسية، بما ينسجم مع حقيقة تاريخية.

لغز

تعيش دوائر مالية دولية حالة من القلق من جرّاء التطورات الأمنية في غير منطقة لبنانية؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المطارنة الموارنة حذروا من التمادي في التعتيم على محميات الهدر: لتطبيق العدالة والقانون في حق المسؤولين عن أحداث عاليه

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران رفيق الورشا جاء فيه:

1 - يعرِب الآباء عن استنكارهم الشديد للأحداث المؤسفة والمؤلمة التي جرت في منطقة عاليه، وأودت بحياة شخصين، وتسببت بعدد من الجرحى والتوتر السياسي والأمني. وهم إذ يترحمون على الضحايا ويتمنون الشفاء للجرحى، يدعون السلطة لتطبيق العدالة والقانون بحق المسؤولين عنها، منعا للجنوح إلى الفلتان الأمني وبروز المسلحين في الشوارع، الأمر الذي ينال من هيبة الدولة وثقة المواطنين بقدرتها. وإنهم يؤكدون على وجوب التزام الأطراف السياسيين خطابا بعيدا عن التحديات في علاقاتهم بعضهم ببعض. إن العنف لا يولد إلا العنف والخراب للبنان الذي يئن تحت وطأة الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية. وحري بكل المسؤولين فيه توفير أقصى درجات الهدوء في ربوعه، والانتقال إلى المعالجات المجدية لهذه الأزمات.

2 - مضى نصف العام 2019، ولا يزال اللبنانيون يترقبون بت مشروع الموازنة العامة، بكثير من القلق والإرتياب. إن التحركات الشعبية، المواكبة درس هذا المشروع في لجنة المال والموازنة، تكشف مجانبة المسؤولين الرسميين وضع الإصبع على جرح النزف المالي والاقتصادي، بمحاولتهم تكرارا تأمين مداخيل لخزينة الدولة من جيوب اللبنانيين، غير مبالين بغضب البعض منهم.

3 - يحذر الآباء من التمادي في التعتيم على محميات الهدر، التي يكفي إلغاؤها لوضع البلاد على سكة التعافي. فاللبنانيون ينتظرون حماية المال العام، وتحقيق العدالة الضرائبية، مقدمة للسير في الإصلاح المالي والاقتصادي، الذي يتخطى شروط "سيدر" وتوقعاته، إلى قراءة مصير البلاد من خلال المعالجات المطلوبة، لا الإكتفاء بسياسة المماطلة والمسكنات، وسط خطر الإنهيار، وافتقار المواطنين تدريجيا.

4 - يأسف الآباء لعدم اكتراث المعنيين في الدولة لتراجع الخدمات في المؤسسات الاجتماعية، بسبب غياب الدعم المالي الرسمي، الذي دفع البعض منها إلى الإقفال، والبعض الآخر مهدد به. إن المؤسسات الاجتماعية، ولا سيما تلك التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، ينبغي أن تحتل الأولوية في سلم الإهتمام العام. فهي تعين بروح المحبة الاجتماعية منْ يستحيل عليهم رعاية أنفسهم والقيام بمستلزمات معيشتهم، وهي تفعل ذلك مكان الدولة، وتعكس مستوى من الرقي الإنساني يحرص عليه اللبنانيون كمكون لمجتمعهم الحر والحضاري. لذلك يدعو الآباء إلى استنفار الأجهزة والوزارات المعنية، وصولا إلى اجتراح حلول عاجلة لهذه المأساة، بحيث يتأمن المال اللازم للمؤسسات وتسدد حقوق هذه المؤسسات عند استحقاقها لتتمكن من تواصل نشاطها الرسالي الطبيعي، فيما الحالات الاجتماعية تتكاثر.

5 - أمام الإضطراب الغالب على قطاعات الإنتاج والتربية والتعليم والاستشفاء، يهم الآباء التأكيد على ضرورة نشوء تعاون مثمر بين هذه القطاعات والدولة، في ظروف محلية وإقليمية ضاغطة على لبنان في اقتصاده وأهله. إن هذا التعاون ممكن وواجب، ويتطلب تفهما للأوضاع العامة، وتحاورا يفضي إلى تسويات معقولة ترضي الجانبين، بدلا من تفاقم التدهور، الذي لن يؤدي إلا إلى خسائر تطال الجميع.

6 - تابع الآباء مجريات مؤتمر المنامة، وما تكشف خلاله حتى الآن مما يسمى "صفقة القرن". ومن دون دخول في التفاصيل، يشدد الآباء على أن القضية الفلسطينية، لا يمكن أن تجد حلا مستداما ومقبولا لها، خارج إطار العدالة وضمان حقوق الفلسطينيين المعترف بها دوليا. وذلك من خلال إنشاء دولة خاصة بهم وتطبيق القرارات الدولية التي تعطيهم حق العودة إلى بلادهم. وهم يسألون الله أن ينير عقول المسؤولين عن مصائر الشعوب في المنطقة والعالم، كي يحسنوا تصويب النظر إلى الصراع الإقليمي، ويعملوا بجرأة على تسويته بروح السلام الحق، والبناء الثابت الراسخ.

7 - في هذا الشهر الذي تحتفل فيه كنيستنا ببعض شهدائها وقديسيها من الإخوة المسابكيين إلى مار شربل وإلى الشهداء الثلاثمئة والخمسين وسواهم، يهم الآباء أن يتذكروا مع أولادهم الروحيين أن دعوتنا الأساسية في هذا الشرق هي دعوة للقداسة وللشهادة لإنجيل السلام والمحبة والغفران".

 

المجلس المذهبي برئاسة شيخ العقل رفض الاستقواء وجنبلاط طالب عون بوضع حد لخطابات ادت للانفجار

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

عقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا موسعا استثنائيا، في دار الطائفة في بيروت، برئاسة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن، وحضور مشايخ الهيئة الدينية وقضاة المذهب ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، والأعضاء بينهم وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب والنواب: أنور الخليل، مروان حمادة، فيصل الصايغ، هادي أبو الحسن، والنائبين السابقين غازي العريضي وايمن شقير، وأعضاء الهيئة العامة للمجلس، وتخلل الاجتماع استعراض للأوضاع العامة والتطورات الراهنة، واصدر البيان التالي:

"اولا: توجه المجلس المذهبي بالتعزية من عائلتي المرحومين رامي سلمان وسامر أبي فراج، مؤكدا ضرورة إكرامهما بدفن الجثمانين انسجاما مع عادات وتقاليد وقيم طائفة الموحدين الدروز. كما تمنى المجلس الشفاء العاجل للجرحى سامو غصن ورفعت رافع وعماد غصن وكريم الغريب.

ثانيا: حذر المجلس المذهبي من المس بوحدة طائفة الموحدين الدروز ضمن التنوع، تحت أي شكل من الأشكال، ودعا كل القيادات السياسية إلى ملاقاته، انطلاقا من حرص الزعيم الوطني وليد جنبلاط، لوأد الفتنة وحقن الدماء ومنع المتربصين بنا من تحقيق مآربهم.

ثالثا: أكد المجلس أن تغييب طائفة الموحدين الدروز عن المجلس الأعلى للدفاع يفقد هذا المجلس ميثاقيته، ودعا إلى تمثيل كل المكونات الميثاقية فيه.

رابعا: يرفض المجلس المذهبي الخطاب المشحون ولغة الاستقواء ونبش القبور التي طوتها طائفة الموحدين الدروز بالمصالحات التاريخية إلى غير رجعة، مؤكدا أن حرية العمل السياسي تبقى تحت سقف التوازنات الوطنية التي رعاها ميثاق العيش المشترك الذي نص عليه اتفاق الطائف.

خامسا: طالب المجلس المذهبي الجهات الرسمية المختصة الأمنية والقضائية باعتماد أعلى معايير الشفافية بما يكشف الملابسات ويضع حدا للتأويلات الإعلامية ويمنع تحريف الوقائع والحقائق. وأكد المجلس على دور القوى الأمنية والمؤسسة العسكرية ضمن ما ينص عليه الدستور والقوانين.

سادسا: شدد المجلس المذهبي على ضرورة أن تنصب جهود المسؤولين على التهدئة وتنفيس الاحتقان مستغربا استباق بعض الجهات للتحقيقات وإطلاق الأحكام المسبقة.

سابعا: توجه المجلس بالشكر إلى كل المرجعيات الرسمية التي بذلت المساعي والجهود لتنفيس الاحتقان وإعادة الهدوء، ودعا أبناء الطائفة باختلاف توجهاتهم إلى عدم الانزلاق إلى التوتر وردات الفعل غير المحسوبة، وأن يحتكموا دائما للغة العقل والنظام.

ثامنا: قرر المجلس القيام بجولات على المرجعيات المعنية إسهاما في توطيد لغة الوفاق والحوار ووحدة الصف.

جنبلاط

وتحدث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اثر الاجتماع، فقال: "تباحثنا في المجلس المذهبي مع الفاعليات الروحية والسياسية في التطورات التي جرت في اليومين الأخيرين وسيصدر بيان بهذا الصدد من قبل المجتمعين، اقولها باختصار، سنواجه بهدوء وانفتاح والتأكيد على الحوار مع جميع الفرقاء من اجل تثبيت السلم الأهلي والمصالحة والامن. واننا نحيي الجيش على دوره واذا كان ثمة من شخص مطلوب للعدالة فنحن تحت سقف القانون والعدالة، لكننا نلفت النظر الى طريقة المداهمة أحيانا تكون غير لائقة بحق مجتمعنا. اما الآخرون فانني اشكر الرئيس بري والوزير فرنجية وجميع الذين يرفضون كما نرفض نحن هذا الخطاب الاستفزازي الذي لا معنى له في كل المناطق والذي ادى مع الأسف للانفجار بالأمس. احيي الشهداء وارفض أيضا الكلام الاستباقي لوزير الدفاع كما فعل في قضية زياد عيتاني وغيره عندما استبق القضاء، ارفض هذا الكلام الاستباقي لحادثة البساتين ولينتظر القضاء. الأمور تدار بهدوء جدا واليوم سيكون لي لقاء مع الرئيس سعد الحريري عند الرئيس نبيه بري وقبل ذلك سيزورني اللواء عباس إبراهيم، ونتابع بكل هدوء واعصاب باردة وانني جاهز لكل انفتاح وحوار".

وردا على سؤال حول كلام للوزير باسيل انه كان يوجد كمين مسلح، قال جنبلاط: "كيف علم الوزير باسيل انه يوجد كمين؟ ولماذا يستبقون القضاء كما حطمنا المقدم سوزان الحاج وزياد عيتاني؟ "شرشحوا" القضاء بهذه الطريقة فلنحافظ على ما تبقى من قضاء افضل".

وحول سؤال عما اذا كان يعتقد بان رئيس الجمهورية على علم بكل الأمور، قال: "اعتقد ان الرئيس فوق كل شيء، ومجددا أطالب الرئيس بوضع الحد لهذه التصرفات الصبيانية".

أضاف: "مع البطريرك صفير اقمنا مصالحة من خلال الفرقاء الذين تقاتلوا في الحرب المشؤومة، حرب الآخرين على ارضنا كما قال رحمة الله عليه غسان تويني هم الذين اجتمعوا، صحيح آنذاك ان التيار الوطني الحر لم يكن موجودا لان العماد عون كان في المنفى والدكتور سمير جعجع في السجن في النهاية اقمنا حلا بين الفرقاء، لماذا العودة اذا الى نبش القبور من الكحالة وسوق الغرب وغيرها من المحطات، وكم من مرة قلت احيي جميع الشهداء كل شهداء لبنان في أي موقع سقطوا احتراما لقناعاتهم حتى لو خالف البعض منهم رأينا وكان في موقع آخر، لقد حييت كل الشهداء، ويكفينا العودة الى الماضي من اجل الوصول..."يطول بالوا شوي جبران بدو يوصل؟ ليس بهكذا طريقة".

وردا على سؤال اذا كان ممنوعا على الوزير باسيل زيارة الجبل، قال: "اسأله لماذا لا يذهب وحده الوزير باسيل من دون الخطاب الاستفزازي وهذه المواكبات الأمنية الهائلة من الجيش والوحدات الخاصة كي يزور الجبل؟ اننا نزور كل المناطق وغازي العريضي يزور كل المناطق وغيرنا، وتعلمون انني اذهب بسيارة واحدة وبالكثير سيارتين، فلماذا كل هذه المواكب هنا سؤال".

وحول سؤال عن أبواب الجبل وعما اذا كانت محصورة، قال جنبلاط: "لا حبيب قلبي يوجد أبواب عديدة، توجد بوابة خلدة التي احترمها بالرغم من كل شتائمه لي، وليته احترم فقط اسم ومقام آل أرسلان ماشي الحال، وكذلك وئام وهاب وصالح الغريب يوجد الكثير من الأبواب، لكن ثمة أبواب صحيحة وطرق مقبولة وموضوعية".

 

حكومة جبران باسيل؟

الأخبار/3 تموز 2019

وجّهت رئاسة مجلس الوزراء دعوة لجلسة حكومية يوم أمس، فأتى تأجيلها من "المقر الرديف" لرئاسة مجلس الوزراء، أي وزارة الخارجية والمغتربين. التقى الوزير جبران باسيل، بوزراء تكتل لبنان القوي في قصر بسترس، في الوقت عينه المخصص لاجتماع الحكومة، ليُعلن أنّ "الأمر لي" و"هذه الحكومة لي". لم يلفظ وزير الخارجية هذه الكلمات، لكن أداءه أثبتها. هي رسالة سياسيّة إلى سعد الحريري أولاً، وكلّ القوى السياسية الأخرى ثانياً. كذلك فإنّه قرارٌ باسيلي، بموافقة 8 آذار، بمنع عقد أي جلسة لمجلس الوزراء قبل حلّ قضية قبرشمون. قرار الحكومة برئاسة سعد الحريري، ليس إلا بين يدَي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. مرّة جديدة، يُعيد رئيس التيار الوطني الحرّ تذكير "شركائه" المفترضين في التسوية والحُكم، بأنّه ليس مُجرّد وزيرٍ في مجلس الوزراء، ولا فقط أقوى رجلٍ في عهد الرئيس ميشال عون، والمُرشح الأبرز لرئاسة الجمهورية، بل إنّه فوق كلّ ذلك، أحد أقوى حكام البلد، محوّلاً قصر بسترس (مقرّ وزارة الخارجية والمغتربين)، إلى واحد من مقارّ المرجعيات. جبران باسيل عطّل أمس انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السرايا الحكومية، بعد أن قرّر أن يعقد اجتماعاً لوزراء "تكتل لبنان القوي" في التوقيت نفسه لجلسة الحكومة. الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر أمس، وصل وزير السياحة أفيديس كيدانيان إلى السرايا، قبل أن يُتَّصل به، ويُطلب منه الانضمام إلى زملائه في قصر بسترس. ولم يظهر وزراء "لبنان القوي" في مقرّ الرئاسة الثانية إلا بعد مضي قرابة ساعتين. مسار جلسة أمس، التي لم تنعقد، لا يوصل إلّا إلى نتيجة أنّ "الأمر لباسيل"، وذلك بعيداً عن رغبة الحريري الدائمة في الإيحاء لجمهوره والرأي العام بأنّ شؤون سلطته التنفيذية تقع تحت سيطرته وحده. رئيس الحكومة أعلن أمس أنّه بسبب حاجتنا إلى "48 ساعة لتنفيس الاحتقان، ولكي يأخذ القضاء مجراه، قرّرتُ تأجيل الجلسة... تكتل لبنان القوي لم يشأ تعطيل الجلسة، إنّما أنا ارتأيت تأجيلها". إذا كان الحريري صادقاً، فلماذا حدّد جلسةً حكومية، ووزّع الدعوات، إذا كان أصلاً ينوي تأجيل الجلسة إلى "موعد يُحدد لاحقاً"؟ لماذا لم يؤجلها ريثما يُحلّ الخلاف الدموي بين الحزبين التقدمي الاشتراكي والديمقراطي اللبناني؟ ببساطة، لأنّ الحريري لم يكن ينتظر "اجتماعاً حكومياً" مُصغراً في قصر بسترس. وأمام "بشاعة" الحدث، في الشكل، فضّل أن يظهر أمام الصحافيين، مُتبنياً قرار إرجاء موعد الجلسة.

خطوة باسيل هدفها الأساسي، بسط سيطرته على مسار مجلس الوزراء، ولكنّها تحمل أبعاداً أخرى. فواحد من مآخذ رئيس "التيار"، على الدعوة إلى جلسة حكومية، أنها جرت قبل نزع فتيل الانفجار بين الوزيرين صالح الغريب وأكرم شهيب، والتوصل إلى حلّ لإشكال قبرشمون، ولا سيّما أنّه لم يكن خلافاً على أفضلية مرور، بل حادث إطلاق النار على موكب وزيرٍ، أدّى إلى وفاة اثنين من مرافقيه، وجرح الثالث، إضافةً إلى جرح شخص محسوب على الاشتراكيين. لذلك، كان "ضربَ جنون" الدعوةُ إلى جلسة، احتمال أن تُسهم في خلق المزيد من الحساسيات وتصعيد التوتر، مرتفع جدّاً. وفي هذا الإطار، تقول مصادر مطلعة في 8 آذار إنّ "الهدف من عدم حضور الجلسة لم يكُن التعطيل، بل الإنتظار إلى حين تنفيس الإحتقان، إذ ليس من المنطقي عقد جلسة والدم لا يزال على الأرض والقتلى لم يدفنوا". وأشارت المصادر لـ"الأخبار" إلى أنّ "القرار أتى بعد أن اتصل باسيل بالنائب طلال أرسلان الذي وافق على عدم الحضور، كذلك حزب الله الذي أيّد عدم عقد الجلسة منعاً لأي اصطدام بين الغريب وأكرم شهيب ووائل أبو فاعور، ولأن جنبلاط لم يكن بعد قد سلّم أياً من المطلوبين للأجهزة الأمنية". وأكدت المصادر أنّ ما حصل "لا يستهدف الحريري ولا صلاحياته، بل يُساعده لنزع فتيل التفجير من داخل مجلس الوزراء، حيث هناك نقطة حساسة وهي الخلاف على إحالة حادث الأحد على المجلس العدلي". على الرغم من ذلك، كان رئيس الحكومة "مستاءً جدّاً من طريقة تعامل باسيل معه"، بحسب ما تؤكد مصادره. وتُضيف أنّ الحريري "أظهر غضباً عارماً خلال تواصل بعض القوى السياسية معه". ولمّحت المصادر إلى أنّ باسيل، ربما كان يهدف من خلف تأجيل جلسة أمس "إلى عقد جلسة برئاسة عون في بعبدا، ربما للقول إنّ الأمر لبعبدا وله، في كل شيء". وتساءلت مصادر رئيس الحكومة إن كان باسيل "سيُقاطع الجلسة لو انعقدت برئاسة عون، بحجة أنه يريد تسجيل موقف مما حصل؟".

 

باسيل يهدد وزيرة الداخلية: انتبهي لحالك.. والحسن ترد: ما حدا بيهددني

اللواء/3 تموز 2019

في اليوم الثالث لحادث قبرشمون، توزعت الجهود على احتواء التوتر بتسليم عناصر مشتبه بتورطها بالحادث وتنتسب إلى الحزب التقدمي الاشتراكي ومتابعة الاتصالات لفرض مسار تهدوي، من التبريد إلى المراجعة الأمر الذي حدا بالرئيس سعد الحريري إلى إعلان تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة أمس، افساحاً في المجال لإنضاج المساعي وإعطاء «انفسنا نفس»، على حدّ تعبير رئيس الحكومة، الذي أشار إلى انني: اترأس حكومة وفاق وطني، وليس خلاف ونحتاج إلى 48 ساعة لتنفيس الاحتقان، وقررت تأجيل الجلسة حتى يتنفس الاحتقان ويأخذ القضاء مجراه، نافياً ان يكون وزراء لبنان القوي الذي يرأسه الوزير جبران باسيل يريدون تعطيل الجلسة. وعلمت «اللواء» ان تأجيل الجلسة بقرار من الرئيس الحريري جنب البلد «خضة كبيرة» وسمح بتمرير قطوع حادث قبرشمون وتداعياته.

وكشف مصدر وزاري ان الوزير باسيل حاول من خلال جمع وزرائه الايحاء بأنه يتحكم بالثلث المعطل، وانه بالإمكان التصويت على قرار إحالة الحادث إلى المجلس العدلي، بصرف النظر عمّا يمكن ان تؤول عملية التصويت..

وقال المصدر لـ«اللواء» ان اتصالاً اجراه الرئيس الحريري بالرئيس ميشال عون لتدارك الموقف، من خلال تأجيل الجلسة، ووصول وزراء من التيار إلى السراي الكبير قبل عملية التأجيل، وللحؤول دون تصديع الحكومة.

وتأتي هذه التطورات، في سياق المواقف التي أحاطت بجلسة المجلس الأعلى للدفاع، حيث كشفت مصادر شاركت في اجتماع، انه قبل ترؤس رئيس الجمهورية وحضوره الجلسة بدا الجو مشحوناً، ومن دون مقدمات، بادر الوزير باسيل وزيرة الداخلية ريّا الحسن بالقول، وبلهجة حادّة: أنت انتبهي لحالك، فردت عليه قائلة: ما بسمحلك تقلي هيك؟ ولا تهددني، فهمت، انا وزيرة داخلية على رأس السطح، فأجابها قائلاً: انتبهي ع حالك عم قلك.. فردت عليه قائلة بلهجة حادة: روح شوف حالك، انا ما حدا بيهددني، ثم دخل رئيس الجمهورية وترأس الجلسة، وتحدث عن ضرورة ملاحقة مطلقي الرصاص وإلقاء القبض عليهم، وتولي القوى الأمنية والجيش مهمات حفظ الأمن، وأيده وزيرالدفاع، ووزير الخارجية والوزير سليم جريصاتي، الذين تناوبوا على الكلام مشددين على ضرورة إرسال الجيش ليقوم بالمداهمات في المنطقة، وينتشر في كل المناطق، وإلقاء القبض والقيام بالمداهمات، والعمل على نزع الأسلحة من أيادي الأهالي، وهنا تدخل الرئيس الحريري، وتحدث بلهجة قوية، معتبرا انه لا يجوز زج الجيش في الخلاف الحاصل، وضرورة الحفاظ على التهدئة، ولملمة ذيول ما حصل، وتكثيف الاتصالات والمشاورات السياسية، مع القوى المعنية بنزع فتيل الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها، على ان تتولى الأجهزة القضائية التحقيق في مجريات الأحداث، وإلقاء القبض على المتورطين والمرتكبين. وأضافت المصادر ان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان قدم تقريراً موثقاً ومفصلاً عمّا سبق الأحداث، وما تمّ خلالها، وكيفية تطوّر الأمور، ولم يترك شاردة ولا واردة مما اعتبره الحاضرون بأنه تقرير مهني صرف.

وفي حين لوحظ ان القيادة العسكرية لم تشأ الغوص في الكلام أكثر، مع رفض زج الجيش في الخلافات السياسية، بناء على طلب الوزراء الثلاثة، حيث أخذ الكلام مدير المخابرات بالجيش وتحدث مطولاً عن المعالجات المطلوبة، بكثير من الواقعية والخبرة وعدم الانجرار إلى مواقف غير محسوبة، وان يتواكب تحرك الأجهزة باتصالات سياسية، يتم خلالها التوافق على ملاحقة المطلوبين واحالتهم إلى القضاء..

لقاء الحريري - جنبلاط

وفي معلومات «اللواء» ان أكثر من عنصر أمني وسياسي دخل على خط تهدئة الأوضاع التي توترت في منطقة قرى عاليه الأحد الماضي، كان أبرزها اللقاء الذي تمّ ترتيبه على عجل بين الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في حضور رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، في دار الطائفة الدرزية في بيروت، على هامش التعازي برئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين. وبطبيعة الحال، فإن لا الوقت ولا المناسبة كانت تسمح للرجلين بأن يجلسا لأكثر من ربع ساعة، على اعتبار ان اللقاء كان فقط لسحب فتيل التوتر الحاصل في الجبل، وان تكريس المصالحة بينهما في عهدة الرئيس نبيه برّي الذي سيجمعهما إلى مائدة عشاء في عين التينة، كانت معدة قبل حادثة الجبل، خلال 48 ساعة. ووفق المعلومات فإن أجواء اللقاء كانت إيجابية، وهناك توافق في الرأي، لتقريب القراءات حول كيفية التعاطي مع حادثة قبرشمون، وأكّد جنبلاط استعداده الكامل للتجاوب مع مساعي التهدئة وتسليم المطلوبين، وأبلغ الرئيس الحريري بأن الحزب الاشتراكي ليس فوق القانون بل هو الذي طالب من اللحظة الأولى بالتحقيق لكشف كافة الملابسات، نافياً «رواية الكمين المعد مسبقاً»، ومحاولة اغتيال الوزيرين جبران باسيل وصالح الغريب.

ومن جهته، اكد الرئيس الحريري انه لم يكن في الأساس مع إحالة حادثة قبرشمون الى المجلس العدلي، وليس في ذلك انتقاصاً من المجلس العدلي، متسائلاً عن الفائدة منه في هذا الوقت، إذا كان لدى الحزب الاشتراكي نية واستعداد لتسليم المتورطين في إطلاق النار للقضاء، مشدداً على ان الأساس في المعالجات يكون بالتهدئة في لغة الخطاب السياسي، وفي تسليم هؤلاء، ثم ندع القضاء، وفق التحقيقات التي سيقوم بها، بأن يُقرّر هو ما إذا كانت الحادثة اعتداء على أمن الدولة، أم مجرّد اشكال أمني حصل ابن لحظته، وليس معداً ومحضراً سلفاً، مثلما يقول الفريق الآخر.

تطيير مجلس الوزراء

والظاهر ان هذه الرؤية للمعالجات، كانت سبباً في تطيير جلسة مجلس الوزراء، بالنظر لاستحالة التوافق الوزاري على إحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي، بين وجهة نظر الرئيس الحريري ومعه وزيرا الحزب الاشتراكي وائل أبو فاعور واكرم شهيب اللذان اشترطا بضم حادثة الشويفات، ووزاء «القوات اللبنانية» في مقابل إصرار وزراء «التيار الوطني الحر» ومعهم وزراء «حزب الله» والحزب الديموقراطي على الإحالة للمجلس العدلي فيما لم يعرف موقف وزراء الرئيس نبيه برّي.

وبدا واضحاً منذ الصباح، ان لا حل للمشكلة الا بتأجيل الجلسة ومعها ترحيل موضوع المجلس العدلي، بانتظار انتهاء المساعي الجارية على خط تسليم المتورطين بالحادثة، لكن الرئيس الحريري فوجئ باعتكاف وزراء تكتل «لبنان القوي» عن الحضور إلى السراي، في إطار حركة ضغط كانت ترمي إلى أمر من اثنين: اما الإصرار على طرح مسألة الاحالة إلى المجلس العدلي على التصويت، وهو ما رفضه الرئيس الحريري، نظراً لما كان يشكله هذا الأمر من تعقيد، أو ان يكون الوزير باسيل هو صاحب القرار بتعطيل النصاب وليس رئيس الحكومة. لكن الرئيس الحريري رفض أيضاً العرض الثاني، مُصراً على ضرورة حضور الوزراء إلى السراي، وان يخرج الإعلان عن تأجيل الجلسة من السراي بعد اكتمال النصاب، وليس من قصر بسترس، حيث مكتب باسيل، بسبب فقدانه على أساس انه هو الذي يملك الثلث المعطل.

وإزاء إصرار الحريري عاد باسيل ورضخ بايفاد أربعة من وزرائه التسعة الذين كانوا مجتمعين في مكتبه، إلى جانب الوزراء الـ17 الذين كانوا ينتظرون في قاعة مجلس الوزراء، بحيث اكتمل النصاب، فدخل الرئيس الحريري عندئذ إلى القاعة، وأبلغ الوزراء بتأجيل الجلسة بعد انتظار ساعتين.

وعبر الرئيس الحريري عن انزعاجه من باسيل، عندما حمله مسؤولية ما حصل في الجبل بشكّل غير مباشر، حينما لفت النظر إلى ان المسؤول يتعين عليه ان يتلمس ردة فعل الأهالي حيال ما يقوله ويعلنه، لكنه شدّد على ان الامن خط أحمر.

وقال: إذا أراد أحدهم ان يلعب معي لعبة تعطيل الجلسات، فأنا من يتخذ موقفاً، ولا يظننَّ أحد انه بإمكانه ان يضع «فيتو» عليَّ، فأنا من يضع «الفيتو» وسيكون بدل الفيتو «فيتوين»، لكن الحريري طلب عدم قراءة تأجيل الجلسة على انه أمر سلبي، بل إيجابي لحل المشكلة، مشيرا إلى انه بحاجة إلى 48 ساعة لتنفيس الاحتقان.

وفي معلومات لـ «اللواء» ان جلسة مجلس الوزراء بدت طبيعية وان وزيري الأشتراكي دخلا الجلسة بشكل عادي، وقد مازح الوزير ابو فاعور الوزير محمود قماطي بالقول: «انا الميليشاوي وائل ابو فاعور، فرد احد الوزراء عليه بالقول: اذا نحن ماذا فرقة كشافة».

وقالت مصادر وزارية ان معظم الوزراء سجلوا استياءهم من طريقة تعاطي وزراء التيار الوطني الحر لجهة جعلهم ينتظرون لمدة ساعتين ونصف ساعة قبل بلورة قرارهم من الجلسة حتى ان احد الوزراء قال لـ«اللواء» اننا شعرنا وكأننا في المدرسة.

وعلم ان الوزراء قضوا هذه الفترة بتبادل الأحاديث مع العلم انه كان يمكن استغلال هذا الوقت في العمل في الوزارات. وعلم ايضا ان الحريري بدا هادئا مؤكدا بعد حضور 4 وزراء من التيار الوطني الحر الجلسة ضرورة اتخاذ الأمور بروية وعدم خلق شرخ اكبر في البلد مما هو حاصل.

وساطة ابراهيم

واكدت المصادر الوزارية ان مهلة الـ48 ساعة كفيلة ببلورة الأمور بعد دخول اللواء عباس ابراهيم على خط الوساطة، حيث باشرها بزيارة الحريري في السراي والتقاه في حضور الوزيرين شهيب وأبو فاعور، وجرى بحث في موضوع تسليم المشتبه بتورطهم في الأحداث من عناصر الحزب الاشتراكي، وكان أيضاً على اتصال مع جنبلاط والوزير باسيل، ثم انتقل إلى دارة خلدة والتقى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان في حضور الوزير صالح الغريب الذي كان زار السراي مطالباً الحريري «بإحقاق الحق» بحسب قوله.

وتركز البحث في لقاء خلدة، على حلحلة قضية رفض دفن الضحيتين رامي سلمان وسامر أبو فراج، حتى تسليم المتهمين بإطلاق النار على موكب الغريب في حادثة قبرشمون.

وقال اللواء ابراهيم لـ«اللواء»: ان الامن يُستعاد بالتدرج، واللجوء الى القوة هو اخر اسلوب، واستعادة الامن في الجبل بدأت بالتواصل مع الاطراف المعنية من اجل البدء بالخطوة الاولى وهي تسليم المشتبه بتورطهم بإطلاق النار، وقدتسلمنا في الثالثة من بعد الظهر(امس) ثلاثة شبان من الحزب التقدمي الاشتراكي، وتعهد الحزب بتسليم كل من يظهره التحقيق لاحقا متورطا او مشتبها به.

اضاف: نحن ننتظر التحقيقات الامنية والقضائية وننسق مع الجيش وشعبة المعلومات من اجل تحديد هوية باقي المشتبه بهم، وانا مكلف بتسلمهم من الجهات المعنية، وسيتم ايضا تسليم المشتبه بهم من الحزب الديموقراطي، وقد ظهر ان وليد بك (جنبلاط) من خلال موقفه (تغريدة عبر تويتر) والمير طلال (ارسلان) متجاوبان وكذلك الاطراف المعنية الاخرى متجاوبة ومنها الوزير باسيل عبر موقفه الهادئ (امس)، ولا يوجد اي طرف يريد ان يفتح مشكلا جديدا في البلد، ونأمل ان ننتهي من مهمة توقيف وتسلم المطلوبين خلال يومين او ثلاثة على الاكثر.

وعن الشق السياسي من عملية التهدئة؟ قال اللواء ابراهيم: نحن نتولى الشق الامني ونترك السياسة للسياسيين، لكننا نهيء لهم الارضية بالعمل الامني للتهدئة من اجل القيام بعملهم السياسي في جو مستقر.

وحول موضوع تشييع الضحيتين رامي سلمان وسامر ابو فرج بعد ما بدأ تنفيذ شرط ذويهما بتسليم المطلوبين؟ قال ان هذا الامر ينسق به المير طلال وأعتقد ان الامور صارت منتهية..

من جهته، قال أرسلان: ان اللواء عباس ابراهيم موقع ثقة بالنسبة، إلي وعندما يضع يده في أي قضية فإنه يضعها بالحق والعدالة لاستتباب الأمن والعدالة لنا جميعا.

ولاحقاً اجتمع النائب ارسلان بذوي الضحيتين وتقرر تسلم جثمانيهما وتحديد موعد الدفن لاحقا بعد تسليم كل المتورطين بالحادث، وجرى نقل الجثمانين من مستشفى الشحار الى مستشفى قبر شمون الحكومي..

وسبق مهمة ابراهيم اعلان قيادة الجيش في بيان لمديرية التوجيه عن توقيف مديرية المخابرات كلاًّ من (ف.ع) و(خ.غ) للاشتباه بمشاركتهما في حادثة إطلاق النار في بلدة قبرشمون، وقد ضبطت بحوزتهما أسلحة ورمانات يدوية وذخائر حربية. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص. (وهما من الحزب التقدمي). ولوحظ ان مساعي المدير العام للأمن العام ترافقت مع تغريدة لجنبلاط قدم فيها التعزية لأهالي الضحايا، متمنياً الشفاء للجرحى، وأشاد بدور الجيش والمخابرات والأجهزة الأمنية كافة في تثبيت الأمن والاستقرار.

 

إلى محمود قماطي: هل تذكر هاشم السلمان؟

علي الأمين /جنوبية/03 تموز/2019

حسناً فعل نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، ووزير الدولة محمود قماطي، بأن قال “لقد ولى عصر المليشيات والمناطق المغلقة”. قال ذلك غداة سقوط عنصرين من مرافقي الوزير صالح الغريب صرعى باطلاق نار مدان ومستنكر وغير مبرر. حسناً فعل القيادي في حزب الله، بأن قال ما يتمناه كل لبناني طامح لأن يكون في دولة تساوي بين مواطنيها تحت سقف القانون، ودولة لا تُستباح سيادتها وقوانينها بالقوّة والاستئثار، وبمنطق الجزر الأمنية التي صارت مناطق ممتدة. ففي الضاحية لم تعد المنطقة الأمنية او الجزيرة هي منطقة “الشورى”، كما كان الحال قبل سنوات في بئر العبد، بل باتت تشمل الضاحية كلها وأكثر.   الأرجح أن الوزير قماطي يعتقد أن مكاتب الأحزاب اللبنانية في الضاحية ناشطة، ولا تتوقف عن عقد اللقاءات واستقطاب المحازبين، الأرجح أن قماطي يعتقد أن هذه الأحزاب وغيرها من مؤسسات وجمعيات مدنية خلقت في الضاحية الجنوبية حيوية سياسية وفكرية وثقافية وتنوع يصعب أن يستوعبها وليد جنبلاط، ولا بعض أبناء طرابلس الذين لم يستطيعوا تقبل أن يحاضر المستشار الثقافي الإيراني محمد شريعتمدار في أحد منابرها الثقافية قبل أسابيع، فعمد الأخير الى تأجيل الزيارة كتعبير مخفف عن الغاء النشاط. اقرأ أيضاً: العلاقة بين «المستقبل» و«الاشتراكي»: خيبة «الشيخ» ويُتم «البيك» يعلم أبناء الضاحية قبل غيرهم أن الدخول الى محمية الضاحية أو محميات ممتدة على طول الجنوب والبقاع، يتطلب من رجل الأمن الشرعي، أن يبلغ ما يسمى اللجنة الأمنية، كي يُسمح له بالقيام بمهمة القبض على ملاحق أو متّهم، لأخذ الإذن، وقد يُمنح وقد لا يُمنح أي بحسب تقدير “المصلحة”، والجملة السحرية هي “أمن المقاومة”.  لما تزل قضية مقتل هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية في بيروت قبل نحو خمس سنوات، شاهداً على كيفية ارتكاب جريمة في وضح النهار، وفيها من شروط الوصول الى القاتل الكثير. تكفي الصُّور التي انتشرت في مسرح الجريمة. ولكن للمفارقة ملف هاشم السلمان القضائي لم يزل فارغاً، بلا تحقيق ولا محاكمات، لأننا في منطقة يُراعى فيها الدستور والقانون ولا مكان فيها لسلطة خارج سلطة الدولة. طبعا لدى حزب الله الكثير ليباهي به بقية أقرانه من القوى والأحزاب اللبنانية. لكن من دون ربما أن ينتبه إلى ظاهرة “الأهالي”، التي ابتدعها في زمن لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عبر منع المحققين من القيام بواجبهم القانوني على اطراف الضاحية الجنوبية، كتعبير ديمقراطي وقانوني ودستوري، سوف يستنسخها سواه ايضاً، في ممارسة فعل الإلغاء والاستئثار والمصادرة. لا بل “الأهالي” كانت الوسيلة التي يحقُّ لحزب الله اعتمادها في منع قوات اليونيفل في جنوب الليطاني من التنقل داخل منطقة وافق حزب الله نفسه، على ان تخضع لها عبر موافقته على القرار الدولي  1701.   طبعا حزب الله لم يتصدَّ للمرشح أحمد الأسعد في العام 2009 داخل بلدته الطيبة في قضاء مرجعيون، التي طرد منها، انما “الأهالي”، كذلك كاتب هذه السطور لم يتعرض لاعتداء جسدي بسبب محاولة رفع صورة له كمرشح في انتخابات العام 2018 من قبل حزب الله انما الأهالي، وهذا غيض من فيض لا يتسع المجال لتعداده.. بعين كبيرة، قال قماطي: “لا نقبل أن تكون هناك منطقة مغلقة على أي لبناني، ويحق لأي مواطن أو مسؤول، زيارة أي منطقة، كما أن حرية التعبير والرأي كفلها الدستور”. ونحن نشدّ على يده.  

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

روحاني: سنزيد معدل تخصيب اليورانيوم إلى أي مستويات نريدها

لندن/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم (الأربعاء)، أن بلاده ستزيد بعد السابع من يوليو (تموز) معدل تخصيب اليورانيوم «إلى أي مستويات تريدها»، أي أكثر من 3.67 في المائة، وهو الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وأضاف خلال جلسة لمجلس الوزراء، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، أنه إذا لم تف الدول التي لا تزال ضمن الاتفاق النووي بوعودها فسيعود مفاعل آراك إلى أنشطته السابقة بعد السابع من يوليو (تموز). وقال روحاني: «عندما يعود (الجانب الآخر) لوعوده، فسنقلص تخصيبنا لليورانيوم إلى أقل من حد 300 كيلوغرام المنصوص عليه في الاتفاق». وكانت إيران قد أعلنت في مايو (أيار) أنها ستسرّع وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب ردا على تشديد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب العقوبات عليها في ذلك الشهر. وطلبت واشنطن من كل الدول وقف شراء النفط الإيراني وإلا واجهت عقوبات، وهو ما تصفه طهران بأنه «حرب اقتصادية». ويمثل إعلان طهران أول تحرك كبير لانتهاك شروط الاتفاق منذ انسحبت منه الولايات المتحدة قبل أكثر من عام. وكان ترمب فرض حزما من العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران رغم معارضة بقية أطراف الاتفاق. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها تراقب برنامج إيران النووي بموجب الاتفاق، مضيفة أن طهران تخطت الحد المسموح به.

 

فرنسا: إيران لن تربح شيئاً بخروجها من الاتفاق النووي

باريس/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

حذّرت فرنسا، اليوم (الأربعاء)، إيران من أنها «لن تربح شيئاً» من خروجها من الاتفاق حول برنامجها النووي، في وقت أكدت طهران أنها ستخصّب اليورانيوم بدرجات تتجاوز الحدّ المسموح به بموجب الاتفاق. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن «إيران لن تربح شيئاً بخروجها من اتفاق فيينا». وأضافت أن «تراجعها عنه ليس من شأنه سوى زيادة التوترات الشديدة أصلاً في المنطقة». وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني: «في 7 يوليو (تموز) درجة التخصيب لن تبقى 3.67 في المائة» وهي النسبة المحددة في الاتفاق المبرم في يوليو 2015.

 

روسيا تطالب إيران باحترام التزاماتها والصين تدعو إلى تجنب التوتر وبكين وموسكو تعزوان خطوة طهران إلى «ضغوط» واشنطن

لندن/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

غداة تخطي إيران الخط الأحمر لمخزون اليورانيوم وتأكيد الوكالة الدولية تجاوز الاتفاق النووي، واصلت أطراف الاتفاق توجيه الرسائل إلى طهران حول تبعات مسار خفض تعهداتها النووية بعد إعلانها تجاوز الحد المسموح من اليورانيوم المخصب. ودعت روسيا لليوم الثاني على التوالي إيران إلى «عدم الانسياق وراء العواطف» واحترام «الأحكام الأساسية» من الاتفاق النووي رغم الضغوط الأميركية، ورغم «أسف» الصين لكنها حمّلت «الضغط الأقصى» الأميركي على طهران المسؤولية عن التوترات. وأعلنت طهران، أول من أمس، تنفيذ تهديدها بتجاوز مخزونها هذا الحدّ. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأمر، ما يهدد باحتدام الأزمة بين طهران وواشنطن، على خلفية توترات شديدة تثير القلق من اشتعال حرب بين الطرفين. الخميس الماضي، كشفت مصادر مطلعة أن الوكالة الدولية أخضعت المخزون الإيراني لعميلة مراقبة وأنه لم يتخطَّ السقف، على خلاف التوقعات. وربطت الأمر باجتماع فيينا الذي جرى بين ممثلين من إيران وأطراف الاتفاق النووي لبحث مستقبل الاتفاق. وعقب الاجتماع قالت طهران إن الأطراف «حققت تقدماً لكنه ليس كافياً للعدول عن قرارها تخطي سقف اليورانيوم». على ضوء ذلك، اعتبر بعض الصحف الإيرانية الصادرة أمس، أن الخطوة الإيرانية بمثابة رد على عدم رضا إيران عن نتائج اجتماع فيينا، الجمعة الماضية. وباتت طهران تهدد بانتهاك بنود إضافية من الاتفاق ما لم تساعدها الدول الأخرى التي لا تزال موقّعة عليه (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) في الالتفاف على العقوبات الأميركية. ويسود ترقب من أطراف الاتفاق النووي والجهات الدولية المعنية بالاتفاق في ظل اقتراب موعد الإعلان عن الخطوة الثانية من خفض التعهدات الإيرانية في الاتفاق نهاية هذا الأسبوع. في المقابل تجس طهران بدورها نبض أطراف الاتفاق بعد إعلان تخطيها سقف مخزون اليورانيوم، لتحديد مستوى الخطوات المرتقبة بعد أيام. وتتباين المواقف في طهران حول الخطوات الإيرانية. وسُميت الخطة الإيرانية تارةً «الانسحاب المرحلي من الاتفاق» وتارةً أخرى تقول الحكومة إنها ستواصل خفض التزامات الاتفاق النووي شيئاً فشيئاً حتى تصبح قادرة على بيع النفط بالمستويات سالفة الذكر، متعللةً بأن ذلك هو الحد الأدنى الذي تتوقعه من اتفاق عرض مكاسب اقتصادية مقابل تقييد برنامجها النووي.

على هذا الصعيد، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، «الزملاء» الإيرانيين إلى «ضبط النفس، وعدم الانسياق وراء العواطف واحترام البنود الرئيسية من الاتفاق». وحث أيضاً الأوروبيين على «الوفاء بوعودهم والتزاماتهم والقيام بكل شيء»، لكي تكون آلية «إينستكس» التي أنشأتها فرنسا وبريطانيا وألمانيا للسماح للشركات الأوروبية بمواصلة التعامل مع إيران رغم العقوبات «عملانية فعلاً». وزاد: «من دون ذلك، سيكون من الصعب جداً إجراء حوار بنّاء ومنتج بشأن إنقاذ الاتفاق».

والعام الماضي، بعد عام من الضغوط الأميركية المتزايدة ما زالت فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين تصر على الحفاظ على سعيها لإنقاذ الاتفاق الذي يمر هذا الشهر أربعة أعوام على ولادته في فيينا. وتشعر إيران بمزيد من العزلة بعد تشديد العقوبات على النظام المصرفي الإيراني وتطبيق خطة تصفير النفط الإيراني. وبموجب الاتفاق، تعهدت إيران بعدم السعي لحيازة القنبلة الذرية وقبلت بفرض قيود مشددة على برنامجها النووي مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها، إلا أن إعادة فرض العقوبات الأميركية بعد الانسحاب الأميركي يعزل إيران بشكل شبه كامل عن النظام المصرفي الدولي ويجعلها تفقد جميع مشتري نفطها تقريباً.

أتى موقف لافروف في سياق ما أعلنته الخارجية الروسية أول من أمس، على لسان مساعد وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، الذي أعرب عن «أسف» موسكو لتجاوز مخزون طهران من اليورانيوم منخفض التخصيب حدّ الـ300 كلغم، ودعا إلى «عدم المبالغة في تصوير الوضع»، مشدداً على أهمية «فهم الأمر على أنه نتيجة طبيعية لأحداث حصلت قبله» وأدان الضغوط الأميركية غير المسبوقة لكنه حث طهران على التصرف بـ«مسؤولية». أما الصين، الدولة غير الأوروبية الموقِّعة على الاتفاق النووي، فقالت إنها «تأسف» لتخطي إيران سقف اليورانيوم. ولكنها في موقف مماثل لروسيا وجّهت أصابع الاتهام إلى «الضغط الأقصى» الذي تمارسه الولايات المتحدة، واعتبرته «السبب الرئيسي» للتوترات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ، إن «الصين تأسف للتدابير التي اتخذتها إيران. في الوقت نفسه، أشرنا مراراً إلى أن الضغط الأقصى الذي تمارسه الولايات المتحدة هو مصدر التوترات الحالية».

وصرّح في مؤتمر صحافي دوري: «ندعو جميع الأطراف لرؤية هذا الأمر من منظور طويل الأمد وشامل، وممارسة ضبط النفس والتمسك بالاتفاق النووي الإيراني معاً بهدف تجنب المزيد من التصعيد في ظل الوضع المتوتر».

وكرّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أول من أمس، تصميم بلاده على مواصلة التخلي التدريجي عن التزاماتها بموجب الاتفاق، ما لم تحصل على الضمانات التي تطلبها من الأطراف الآخرين الموقعين على الاتفاق، خصوصاً الأوروبيين، بهدف التصدي لآثار الخروج الأميركي من الاتفاق.

ومطلب إيران الرئيسي في المحادثات مع الأطراف الأوروبية الموقِّعة على الاتفاق وكشرط مسبق لأي محادثات مع الولايات المتحدة هو السماح لها ببيع النفط بمستويات أبريل (نيسان) عام 2018 قبل انسحاب واشنطن من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.

وفي موقف مماثل للصين وروسيا، حثت القوى الأوروبية الباقية في الاتفاق النووي والتي تحاول الحفاظ عليه، إيران، على عدم الإقدام على مزيد من الخطوات التي تنتهكه. لكنها أحجمت عن الإعلان عن بطلان الاتفاق أو فرض عقوبات بدورها على طهران. واتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بـ«التنمر» لطهران. وقال إن لهجة ترمب في تحذيره لإيران من التلاعب بالنار «تجعل إيران أكثر قوة». وقلل لاريجاني من أهمية العقوبات الأميركية على المرشد علي خامئني، قبل أسبوع، وذلك رداً على إسقاط إيران طائرة درون تابعة للجيش الأميركي بالقرب من مضيق هرمز. وقال: «من المؤسف أن ترمب فرض عقوبات على المرشد». وخاطب الرئيس الأميركي قائلاً: «افرضوا عقوبات لكن ماذا يملك (المرشد) لكي تفرضوا عليه عقوبات؟».وحذّر لاريجاني دول جوار إيران من الدخول في ائتلاف مع الولايات المتحدة ضد بلاده. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية، أمس، عنه قوله إن الولايات المتحدة «أخفقت» في إنشاء ائتلاف ضد إيران لأن دول الجوار «تعرف أنها ستدفع الثمن إذا دخلت في ائتلاف». وقبل لاريجاني بساعات كتب ظريف تغريدة على موقع «تويتر»، يقول فيها: «نحن لم ننتهك خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)». وفي تغريدة أخرى كتب تساءل: «حقاً؟»، وذلك رداً على بيان للمتحدثة الصحافية باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام قالت فيه: «ليست ثمة شكوك كثيرة أن إيران تنتهك بنود الاتفاق النووي حتى من قبل وجوده». في هذه الأثناء، واصل المرشد الإيراني علي خامئني، تغيير القيادات العسكرية. وفي أحدث خطوة أصدر مرسوماً بتعيين العميد محمد رضا آشتیاني نائباً لرئيس الأركان المسلحة، كما اختار العمید غلام رضا سلیمانی قائداً جديداً لقوات «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري». إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس، أمس، إن إسرائيل تستعد لتدخّل عسكري محتمل في حالة حدوث أي تصعيد في المواجهة بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الخليج. وقال في منتدى أمني عالمي إن إيران قد تسيء تقدير الأمور مما يؤدي إلى حدوث مواجهة.

 

الوساطة الأفريقية تتحدث عن اتفاق سوداني وشيك... و«السيادي» هو العقبة ودعت إلى مفاوضات مباشرة بين الأطراف... ومطالبة أميركية بمساءلة مستهدفي المتظاهرين

الخرطوم: أحمد يونس - واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

أكدت الوساطة الأفريقية - الإثيوبية المشتركة، أن الاتفاق بين قوى إعلان الحرية والمجلس العسكري الانتقالي السوداني «أصبح وشيكاً»، وكشفت عن توجيه دعوة للطرفين لتفاوض مباشر ظهر اليوم. وقال وسيط الاتحاد الأفريقي محمد الحسن لبات في مؤتمر صحافي عقدته الوساطة في الخرطوم أمس، إن معظم مقترحات الطرفين أدمج في وثيقة جديدة، ما عدا الخلاف على تكوين «المجلس السيادي»، الذي بات هو نقطة الخلاف الوحيدة. وأضاف لبات: «تلقينا مقترحات الطرفين على وثيقة الاتفاق ووجدنا معظمها بناءة، فأضفناها للوثيقة، ما عدا نقطة واحدة عليها خلاف بين الطرفين»، وتابع: «وهي النقطة الحساسة، فطلبنا من الطرفين الاجتماع للتفاوض حولها». واستطرد: «إذا حدث اتفاق حولها قبل انعقاد الاجتماع المشترك الذي دعونا له، ندرجها في الوثيقة لتصبح جاهزة للتوقيع، وإذا لم يحدث اتفاق عليها، فستكون هي النقطة الأولى في أول جدول أعمال مشترك، والوساطة ستكون على استعداد لتذليل الصعاب».

وأوضح لبات أن ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين «كثير جداً، ومن المؤسف ألاّ يتفق الطرفان على موقف وسط»، مؤكداً أن الاتفاق بين الحرية والتغيير والعسكري «أصبح قاب قوسين أو أدنى». وبحسب لبات، فإن الطرفين تجاوزا «معضلة المجلس السيادي»، وتكوين حكومة برئيس وزراء مدني تختاره قوى إعلان الحرية والتغيير، يقوم بتكليف الوزارة، واختيار الوزراء، وتابع: «الاتفاق سيخلق واقعا جديدا، ويبعث الآمال من جديد». وحث لبات الطرفين على الكف عن أي شيء قد يعكر ما سماه «صفو الأجواء»، وقال: «نهيب بهما أن يكفا عن أي تصرف أو قول يمكن أن يعكر صفو الأجواء، وخلق أرضية مناسبة لبحث النقطة الخلافية، ليفتح الباب أمام اتفاق انتقالي». وناشد المسؤول الإقليمي الصحافة والمجتمع الدولي، لدعم جهود الوساطة الهادفة للوصول لحل مناسب «يفتح الآفاق أمام تحقيق تطلعات الشعب السوداني، والتي عبر عنها بأشكال التعبير كافة».

من جهته، قال الوسيط الإثيوبي محمود درير، إن الوساطة حددت الساعة الثالثة ظهر اليوم، موعداً لبدء التفاوض المباشر بين الطرفين، وإن الوساطة سلمتهما الوثيقة المعدلة ووجهت لهما الدعوة للاجتماع اليوم. وأوضح درير الذي تلا النسخة الإنجليزية من الإيجاز الصحافي: «ندعو الأطراف والشركاء للعب دور فاعل في دعم هذه الجهد»، وتابع: «في الوثيقة التي قدمت للأطراف هناك تقارب كبير على نقاط كثيرة، لكن هناك نقطة واحدة هي المجلس السيادي»، وأضاف: «التقارب الذي حدث يجب أن يكون أداة للتفاوض والجلوس مع بعض».

يشار إلى أن الاتحاد الأفريقي كان قد منح العسكري السوداني مهلة لتسليم السلطة إلى المدنيين، انتهت في الثلاثين من يونيو (حزيران) الماضي، بعدها يتم تجميد عضوية السودان في المنظمة الإقليمية.

وقال محمد الحسن لبات إن الاتحاد الأفريقي سيعقد قمة في ميامي بالنيجر السابع والثامن من الشهر الحالي، ويتوقع أن يعقد مجلس السلم والأمن الأفريقي جلسة بشأن الوضع في السودان، وأضاف: «علينا الانتظار حتى ذلك الاجتماع». وكانت قوى إعلان الحرية والتغيير قد نظمت مواكب احتجاجية السبت الماضي، شارك فيها ملايين السودانيين في العاصمة الخرطوم، وأكثر من 30 مدينة سودانية، للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، ومحاكمة قتلة المعتصمين في القيادة العامة في الثالث من يونيو الماضي. بيد أن سلطات المجلس العسكري، واجهت المحتجين بعنف مفرط واستخدمت الرصاص والغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أدى لمقتل 11 شخصا، عثر على جثامين ثلاثة منهم ملقاة في ميدان بأم درمان أول من أمس، وعثر على جثمان الرابع أمس بالقرب من نهر النيل. واتجهت قوى إعلان الحرية والتغيير إلى تصعيد المقاومة الشعبية والاحتجاجات، وأعلنت عن جدول احتجاجات ومواكب مختلفة يستمر لمدة أسبوعين، يختتم بموكب مركزي الثالث عشر من الشهر الحالي، وعصيان مدني في الرابع عشر منه. بدوره، شن المجلس العسكري الانتقالي حملة اعتقالات ضد قادة تجمع المهنيين السودانيين، واعتقل كلا من رئيس لجنة المعلمين ياسين حسن من الخرطوم، والمحامي عبد الماجد عيدروس من مدينة عطبرة، وتفتيش منازل كل من قمرية عمر عضو سكرتارية تجمع المهنيين، وعضو لجنة المعلمين عبد الخالق الطيب، وإحسان فقيري عضو لجنة نقابة الأطباء الشرعية. وحذر التجمع الذي يعتبر رأس رمح قوى إعلان الحرية والتغيير وقال في بيان: «الاعتقالات والمداهمات لن تثنينا عن مواصلة درب الحرية والسلام والعدالة، وقد فشلت كل الأنظمة القمعية والديكتاتورية وعلى مدى التاريخ عن إلجام العناصر الفاعلة في التغيير عبر الاعتقال أو الاغتيال أو الإخفاء القسري».

واعتبر ممارسات أجهزة المجلس العسكري الانتقالي، امتداداً لما سماه «القنص واصطياد الشرفاء في المواكب بالرصاص»، وتابع: «يستوي لدينا القناصة مع من يداهمون المنازل ويروعون الآمنين». وحذر من البيان من المساس بأي من أعضاء التجمع وقوى الحرية والتغيير، وحمل المجلس العسكري «مسؤولية سلامتهم كاملة»، وتابع: «نعلمهم أن هذه ثورة الشعب، فإن اعتقلوا أو قتلوا الآلاف فالشعب باق والسودانيون ماضون لتحقيق تطلعاتهم رغم أنف الطغاة». من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن استخدام قوات الأمن السودانية للذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين يستحق الشجب والمساءلة. وقال بيري فاربشتاين المتحدث باسم الخارجية إن المظاهرات السلمية في الخرطوم وكثير من المدن الأخرى في جميع أنحاء السودان يوم 30 يونيو تؤكد على مطالبة الشعب السوداني بحكومة انتقالية بقيادة مدنية. وأضاف فاربشتاين لـ«الشرق الأوسط» أن استخدام قوات الأمن السودانية للذخيرة الحية ضد المتظاهرين المسالمين أمر يستحق الشجب، ويجب مساءلة السلطات العسكرية عن الوفيات الناجمة عن ذلك. ولم يشر المتحدث باسم الخارجية إلى أي خطوات قد تتخذها واشنطن، جراء التصعيد الأخير، علما بأن نائبة مساعد وزير الخارجية لشرق أفريقيا والسودان ماكيلا جيمس كانت حذرت خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأسبوع الماضي، من أن واشنطن تدرس جميع الخيارات، بما في ذلك العقوبات المحتملة، إذا كان هناك المزيد من العنف ضد المتظاهرين. ودعا فاربشتاين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير إلى الموافقة على حكومة يقودها مدني ويقبلها الشعب السوداني، مؤكدا دعم وزارة الخارجية لجهود الاتحاد الأفريقي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وفريقه من أجل التوسط بين الطرفين وتشجيعهما على مواصلة مشاركتهما في الحوار. وقال فاربشتاين إن المبعوث الأميركي الخاص للسودان دونالد بوث ومسؤولين أميركيين آخرين على اتصال دائم مع الاتحاد الأفريقي والوسطاء الإثيوبيين للمساعدة في توحيد الجهود وتنسيق الدعم الدولي. وأضاف أن المبعوث الخاص دونالد بوث يشجع جميع الأطراف على العمل مع الوسطاء الأفارقة للتوصل إلى حل للوضع في السودان.

 

الجيش الإسرائيلي أجهض خطة نتنياهو لمهاجمة طهران عبر كوماندوز المخابرات كشف عنها في كتاب ينشر قريباً بعنوان «عاصفة على الطريق إلى إيران»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

في الوقت الذي جدد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مهاجمته القيادة الإيرانية على اعترافها بتجاوز الحد المسموح به من اليورانيوم المخصب الذي حدد في الاتفاق النووي عام 2015، كشف الباحث في الشؤون العسكرية، إيلان كفير، في كتاب جديد له، عن أن «حكومة نتنياهو وضعت خطة جدية للهجوم العسكري على طهران في إطار مكافحتها مشروعها للتسلح النووي، لكن قادة الجيش منعوا هذا الهجوم». وقال كفير، الذي يعدّ أحد أهم الباحثين في الشؤون العسكرية وهو نفسه ضابط في وحدات قتالية عدة بالجيش الإسرائيلي، إن «القيادات الإسرائيلية شهدت في السنوات من 2009 – 2012 نقاشات حادة حول (النووي) الإيراني طرحت في صلبها إمكانية تنفيذ هجوم حربي على المنشآت النووية الإيرانية»، وإنه تم اختيار اسم للهجوم هو «هيكل الملك سليمان». وأضاف كفير، في الكتاب الذي حمل اسم «عاصفة على الطريق إلى إيران»، أن رئيسي أركان الجيش غابي أشكنازي، الذي أنهى عمله في وقت لاحق، وبيني غانتس، الذي حل محله، وكذلك رئيس «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية)، مائير دجان، ومن حل محله، تمير فيدرو، أجهضوا هذا المخطط. والسبب في ذلك، هو أولاً الخلافات مع إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، التي أحجمت عن تأييد ضربة كهذه خصوصاً أنها كانت في ذروة معركة الانتخابات، وثانياً بسبب التقديرات بأن ضربة عسكرية كهذه ستؤدي إلى نشوب حرب ضروس مدمرة لجميع الأطراف؛ «ستجعلنا نشتاق لحرب أكتوبر (تشرين الأول)» سنة 1973.

ويقول كفير، نقلاً عن مصادر عليمة، إن نتنياهو ومعه وزير الدفاع آنذاك إيهود باراك، هما اللذان كانا يدفعان نحو هذه الحرب، لكن «قيادة الجيش عدّت موقفهما متهوراً. ورأت يومها أن رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، تصرف ببالغ الحكمة عندما حرص على الامتناع عن خوض الحرب وسعى إلى ردع إيران من دون حرب، وذلك بواسطة عمليات جريئة نفذتها الوحدة (8200) في شعبة الاستخبارات العسكرية للجيش، وكذلك الموساد على الأراضي الإيرانية». وقد فحصت القيادات العسكرية إمكانية تنفيذ عمليات موضعية في إيران لتدمير عدد من المنشآت النووية، على طريقة تدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور، وتساءلوا إن كان ممكناً أن يتصرف الإيرانيون مثلما تصرف نظام بشار الأسد في سنة 2007، عندما بلعوا هذه الضربة ولم يردوا. ولكن قادة الجيش والمخابرات رأوا أن هناك فرقاً جوهرياً بين القيادتين؛ ففي زمن أوصت فيه القيادات العسكرية بإمكانية تنفيذ عمليات موضعية في إيران لتدمير عدد من المنشآت النووية، قصفوا ودمروا ولم يثرثروا ولم يعلنوا. ولكن في زمن الثنائي نتنياهو - باراك، كانت الثرثرة عنوان المرحلة، فخشوا من أن يتنافس كلاهما، نتنياهو وباراك، في التبجح والتباهي بعملية كهذه، وعندها سيضطر الإيرانيون إلى استرداد كرامتهم، وحتى لو كانوا يرغبون في ابتلاع الضربة، سيضطرون إلى الرد العسكري عليها، والرد سيقود إلى صدام من الصعب أن يخرج أي الطرفين منه بلا جروح».

ولذلك، واصل الجيش والموساد عملياتهما على الأرض الإيرانية بشكل مكثف ولم يسمحا بنشر شيء عنها، إلا في سنة 2018، عندما تمكنوا من نقل أرشيف طهران النووي بعملية جريئة تمكنوا خلالها من العمل المتواصل ساعات طويلة وحمل صناديق ضخمة من الوثائق. وحسب كتاب كفير، فإن العمليات المتلاحقة على الأرض الإيرانية أدت إلى تأخير تنفيذ المشروع النووي الإيراني لمدة سنتين على الأقل، وهذه العمليات مستمرة. وهي تشمل عمليات مختلفة؛ بينها تصفية علماء الذرة الإيرانيين، وفقاً لمنشورات أجنبية. وقال الكاتب إن خطة نتنياهو كانت بالغة الجدية وبلغت حافة التنفيذ وتوقفت فقط في الدقيقة التسعين، وبدت قريبة جداً اللحظة التي ستعطى فيها الأوامر لتشغيل محركات الطائرات المقاتلة. يذكر أن الجنرال غانتس، تطرق إلى هذا الموضوع بشكل غير مباشر، أمس الثلاثاء، خلال كلمته في مؤتمر هرتزيليا السنوي، فلمح إلى أن حسابات نتنياهو تغيرت وأصبح هاجسه شخصياً. وقال إن القيادات الإيرانية تراقب تصرفات نتنياهو مع قطاع غزة وكيف يجهض سياسة الردع الإسرائيلية أمام حركة «حماس» لدرجة أنه يتيح لإمارة قطر أن تدخل أموالاً طائلة بغرض إرضاء قادتها، من دون أن يدفعوا ثمناً بتهدئة حقيقية، فيسخرون من هذه السياسة ويتمتعون بسقوط سياسة الردع.

كما تطرق لهذا الموضوع في المؤتمر نفسه، أمس، رئيس «الموساد» الحالي، يوسي كوهين، بشكل غير مباشر، فقال إن «إيران تتمادى أكثر وأكثر. فهي التي تقف بشكل مؤكد وراء الهجمات على ناقلات النفط في منطقة الخليج، وعلى منشآت النفط السعودية، ومنطقة السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد». وأضاف: «الجدل حول هوية المسؤول عن الهجمات هو أمر حيوي، ولكن بعد ذلك أخبركم، على وجه اليقين ومن أفضل مصادر المخابرات الإسرائيلية والغربية على حد سواء، بأن إيران هي التي تقف وراء هذه الهجمات؛ لا بل تمت المصادقة على تنفيذ الهجمات من قبل القيادة الإيرانية، ونفذها (الحرس الثوري) والموالون له». وأكد أن قواته نفذت عمليات نوعية في هذا السبيل. وتابع: «إسرائيل تتخذ في السنوات الأربع الأخيرة، سلسلة من الوسائل العلنية والسرية، ضد التموضع الإيراني في سوريا، حيث إن القليل منها قد تم الكشف عنه». يذكر أن نتنياهو هاجم إيران على أثر تصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الاثنين الماضي، التي جاء فيها أن بلاده تجاوزت الحد المسموح به من اليورانيوم المخصب الذي حدد في الاتفاق النووي عام 2015. وقال نتنياهو: «لقد أثبتنا أن الاتفاق النووي مع إيران مبني على كذبة واحدة كبيرة. والآن حتى طهران تعترف بذلك. إن إيران تتقدم بشكل جدي نحو إنتاج سلاح نووي، وسيتم الكشف عن (أكاذيب) أخرى لإيران». وهدد: «إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي. والجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات اندلاع مواجهات على أكثر من جبهة واحدة». واستدرك قائلاً: «إسرائيل تسعى لإبعاد الحرب، ولكنها في حال اضطرت لذلك، فإنها ستقف موحدة لضمان انتصارها».

 

موسكو أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل.. لضرب إيران في سوريا

المدن - عرب وعالم | الأربعاء 03/07/2019

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن ضوء أخضر روسي أعطي لإسرائيل من أجل ضرب أهداف إيرانية، وبنية تحتية عملت إيران على بنائها طويلاً في سوريا، واعتبرته أقوى هجوم حتى الآن. هجوم ليلة الأحد/الاثنين، هو جزء من خطة إسرائيلية أعدت لمعالجة 30 في المئة من البنية التحتية لإيران في سوريا ولبنان عبر ذراعها حزب الله، وذلك بعدما تمكنت إسرائيل من تدمير 70 في المئة منها خلال السنوات الماضية. جزء من الهجوم تم من جهة قبرص، وهذا يفسر سقوط الصاروخ السوري المضاد للطائرات في قبرص. وتؤكد الصحيفة أن هجوماً من منطقة البحر المتوسط هو في غاية التعقيد إذ يتطلب التنسيق وتقسيم العمل في أجواء قبرص وسوريا ولبنان وإسرائيل، وهذا يشير إلى أن تنسيقاً دقيقاً جرى مع الأسطول الروسي قبل بدء العملية. وترى "يديعوت أحرونوت" أن الحادثة المأساوية التي تسببت بإسقاط طائرة روسيا خلال نشاط إسرائيلي في الأجواء السورية دفعت الروس حينها إلى تأنيب تل أبيب وكشف كل تفاصيل العملية آنذاك، عدد الطائرات، مناطق الإقلاع، الأهداف.. لكن هذه المرة روسيا في صمت مطبق، ما يدل على أن التفاهمات بين موسكو وتل أبيب استؤنفت، وتوثقت بشكل أكبر بعد لقاء مجالس الأمن القومي الثلاثة الأسبوع الماضي. هكذا، تمتلك إسرائيل الآن ضوءاً روسياً أخضراً، ويبدو أن روسيا الآن مقتنعة بضرورة التعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة في سوريا، وهذا يشكل فرصة لتل أبيب لمنع تثبيت الوجود الإيراني في سوريا.

 

بعد مقتل يهودي إثيوبي.. العنصرية تستعر وإسرائيل تغلي

المدن - ميديا | الأربعاء 03/07/2019

استعدت اسرائيل، الأربعاء، ليوم ثالث من الاحتجاجات، إثر مقتل شاب من أصل إثيوبي على يد شرطي خارج أوقات عمله، فيما دعا القادة الاسرائيليون إلى التهدئة وسط اتهامات بالعنصرية، تترافق مع احتجاجات في مواقع التواصل الاجتماعي التي أظهرت ان اسرائيل تغلي إزاء أكبر موجة من العنصرية منذ سنوات.

ومنذ الاثنين، أغلق متظاهرون يهود من أصول إثيوبية طرق رئيسية في أنحاء البلاد، وأشعلوا إطارات السيارات ونددوا بما يرون أنه تمييز ضد الإسرائيليين من أصول إثيوبية. وتقول الشرطة إنها اعتقلت 136 شخصاً، وأن 111 ضابطاً أصيبوا بجروح وألقيت عليهم الحجارة والزجاجات والقنابل الحارقة.

وقتل سلمون تيكا (الذي يرجّح أنه يبلغ من العمر 18 أو 19 عاماً)، مساء الأحد، في بلدة كريات حاييم، شمالي مدينة حيفا الساحلية. وأثار مقتله غضباً في أوساط اليهود الإثيوبيين في اسرائيل الذين يقولون إنهم يعيشون في خوف دائم من مضايقات الشرطة لأنهم من ذوي البشرة السوداء. وخلال الأيام الماضية تصدّرت صور إغلاق الطرق الرئيسة في المدن الاسرائيلية، وحرق الاطارات وعدد من السيارات، عناوين نشرات الأخبار. وتسببت الاحتجاجات باختناقات مرورية واسعة. وسمحت الشرطة للمتظاهرين بإغلاق الطرق في بعض المواقع لمنع اندلاع مواجهات مباشرة، وتعمدت عدم تصعيد الوضع تجنبا لإثارة مشاعر الغضب في أوساط المحتجين بشكل إضافي. لكنها أشارت خلال الليل إلى أنها على استعداد للتعاطي مع الأوضاع بمزيد من القوة. ودعا الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في وقت متأخر الثلاثاء، إلى التهدئة. وقال: "يجب أن نتوقف ونفكر سوية كيف نتقدم من هنا". وأضاف: "يجب أن نسمح للتحقيق في وفاة سلمون أن ياخذ مجراه وأن نمنع حدوث حالة وفاة أخرى". ومن جهته، أقر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بأن "هناك مشاكل تحتاج إلى حل" وناشد المتظاهرين "التوقف عن اغلاق الطرق". وقال: "دعونا نحل جميع المشاكل معاً مع الالتزام بالقانون". وفي حادث إطلاق النار، ليل الأحد، على سلمون تيكا، قالت الشرطة في البداية إن الضابط لاحظ شجاراً بين الشبان في مكان قريب وحاول الفصل بينهم. وأوضح بيان الشرطة أنه "بعدما عرّف الضابط عن نفسه، بدأ الشبان يلقون الحجارة عليه، وقام الشرطي بإطلاق النار بعدما شعر أن حياته في خطر". وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية إن الشبان الآخرين وأحد المارة نفوا أن يكون الشرطي تعرض لهجوم. وأفادت الشرطة أن الضابط الذي أطلق النار أُخضع للإقامة الجبرية بينما فتحت وزارة العدل تحقيقاً في سلوك الشرطة. واحتج آلاف الاثيوبيين اليهود في تل ابيب، في كانون الثاني/يناير، بعدما قتل شاب من أصل إثيوبي برصاص ضابط شرطة ذكر أن الشاب توجه نحوه مسرعاً وكان يحمل سكيناً. ويبلغ عدد اليهود من أصول اثيوبية في إسرائيل حوالى 140 ألف شخص. ويتحدر معظمهم من مجتمعات منعزلة لعدة قرون عن سائر اليهود، وتأخّر الاعتراف بهم كيهود من قبل السلطات الدينية الإسرائيلية. ونقل الى اسرائيل أكثر من مئة ألف من اليهود الاثيوبيين بين ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. ويشتكي اليهود الاثيوبيون من أنهم واجهوا باستمرار عنصرية مؤسساتية ممنهجة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

احداث الشوف، من وهامات وليد جنبلاط الى الجمهورية المتداعية

شارل شرتوني/03 تموز/1019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76349/76349/

ان ما جرى في اليومين الأخيرين في منطقة الشوف الأوسط والساحلي ليس بالأمر الجديد، بل تكملة لواقع مأزوم تعيشه الزعامة الجنبلاطية، ذات التمثيل الغالب داخل الطائفة الدرزية، وتتعاطى معه كخطر وجودي تسقطه على مستقبلها داخل المنظومة السياسية اللبنانية. لا بد لفهم هذا الواقع من الاصغاء الى الأحاديث والطروحات التي يدلي به وليد جنبلاط، او تنسب اليه بالتواتر، او الى الإشاعات التي تتكلم عن مؤامرة لمحاصرة الزعامة الجنبلاطية، او لهذيان رشيد جنبلاط الذي يعتبر ان التاريخ الإقليمي قد صيغ في ال ٣٠٠ سنة الماضية في المختارة. نحن امام واقع تاريخي ونفسي قديم، يعطي العائلة الجنبلاطية دورا مضخما لا يتناسب لا مع الوقائع التاريخية، ولا مع حدود تأثير إقطاع عائلي ضمن ديناميكيات سياسية كبيرة. ان التراجع البنيوي لدور هذه العائلة، وتقلص حدود نفوذها، وكساد المقولات الأيديولوجية التي اتكأت عليها (عروبة، اشتراكية، المرجعية الاسلامية الجامعة)، وتبدل بنية الانتظام السياسي والاجتماعي الذي استندت اليه، بفعل التحديث والتمدين وتبلور الفردانية، والهجرة، والتواصل الإنساني والفكري، والانفراط الداخلي لمبدأ الزعامة (عدم رغبة تيمور في الزعامة، وهذا ما عبر لي عنه عندما التقيته صدفة في احد مقاهي الاشرفية، "ان ذهابي الأسبوعي الى المختارة هو قصاص"، وهذا ما قاله وليد جنبلاط عندما تحدث عن إمكانية [ تحول دار المختارة الى استوديو لهوليوود] )، وتبلور ديناميكيات التحديث والمساواة المدنية، والتحرر السلوكي في الأوساط الاجتماعية الدرزية.

ضف الى ذلك، ان التحولات السياسية البنيوية في الوسط الإقليمي والمحلي، قد أسهمت وسوف تسهم في تهميش دور الزعامة التاريخية وبلورة سياق سياسي تعددي، تعبر عنه نشأة محاور سياسية خارجة عن النفوذ الجنبلاطي، اما عن طريق احياء الزعامات التقليدية المناوئة والمنافسة (بيت ارسلان، الداوود، وهاب…)، اما من خلال نشوء حراكات مدنية وسياسية خارجة عن لعبة الانتظام التقليدية المعهودة (مراجعة الفيديوات الاخيرة لرشيد جنبلاط). اذن نحن امام واقع سياسي واجتماعي مديد وغير مرتبط بالحدث السياسي الراهن وديناميكياته الناظمة. ان نسبة واقع التداعي الذي تعيشه زعامة وليد جنبلاط الى المؤامرة المحاكة ضده من قبل حزب الله وحلفائه السياسيين، في اوساط سياسية وطوائفية شتى، هي فرضية مضخمة من اجل استنهاض العصبية الدرزية، واعادة تحريك الوهامات الأيديولوجية التي تغذت منها الحركة السياسية الجنبلاطية في العقود الستة الماضية. الحركة المعارضة تستثمر مواطن الضعف في الزعامة الجنبلاطية من اجل الدفع بمصالحها، في حين تنكفىء الزعامة الجنبلاطية عن الحركة السياسية وتتعاطى معها من موقع دفاعي متشنج وغير واقعي.جنبلاط وقع ضحية ما عاناه سواه منه، نتيجة تحالفاته الانقلابية والمصلحية مع اقطاب الداخل والخارج.

اما فرضية المحاصرة السياسية عبر تقليص نفوذه على التمثيل المسيحي، والسيطرة على التمثيل السني في الإقليم، والشيعي في البقاع الغربي، والدرزي في الشوف الأوسط والبقاع الغربي، فهو ليس نتيجة لأية مؤامرة، بل المؤدى المباشر لخروج هذه الأوساط عن الوصاية الجنبلاطية، بفعل تبدلات اجتماعية و ديموغرافية وسياسية، لا يمكن القفز فوقها بعد اليوم في مجال صياغة الاستراتيجيات السياسية العامة والانتخابية. ان شراسة ردة فعل النفوذ الاقطاعي المتهاوي والتلويح الدائم بالحرب الاهلية، ليس من الواقعية السياسية بشيء، ولا هو خيار اخلاقي مقبول نظرا لاستباحته مبدأ السلم الأهلي، وتردداته السيئة على المستويين الدرزي واللبناني. على وليد جنبلاط ان يعيد قراءة الواقع على ضوء التبدلات الناشئة، وان يستعيد العمل السياسي بعيدا عن وهاماته الدموية المعهودة، ووهامات كمال جنبلاط التي أدت الى مقتله وضرب قواعد العيش المشترك وما نشأ عنها من اختلالات بنيوية، وتهجير وفراغ سكاني أدى وسوف يؤدي الى تحفيز استراتيجيات القضم الشيعية والسنية، ساحلا وجبلا، في ظل جمهورية متسكعة، وهمية، لا قوام لها لا قانونيا ولا واقعيا، وهو امر ساهم وليد جنبلاط بارسائه على نحو متعمد. ان نسبة الأحداث لزيارة جبران باسيل، فرضية كسولة تعبر عن جهل مطبق في احوال هذه الجمهورية المتهاوية. المشكلة تكمن في الرؤية المضطربة لزعيم إقطاعي لا يرى حدود وهاماته، واستعلائه المرضي، ويستثمر انصياع مجموعة بشرية بشكل غير مشروط لإرادته كرجل ترى فيه حمايتها من الأخطار الوجودية المتوهمة والواقعية (هذا ما افصح لي عنه سنة ١٩٨٤ في واشنطن رئيس جمعية الدروز -الاميركيين، ريمند ابو الحسن، عندما قال لي ماذا سيحل بالدروز في حال توفي وليد، فقلت لا شيء، سوف يتابعون مسيرتهم كما قبله…).

لا خروج عن هذه المعادلات المقفلة الا بتجاوز هذه التصورات الانقطاعية ( Psychotique )، والاعتراف بالواقع واعادة صياغة الاستراتيجيات السياسية على اساس متماسك وقائم على الاعتبارات التالية:

01/على وليد جنبلاط الاعتراف بالتحولات والتعاطي معها، والكف عن الشطحات الميتولوجية التي تحتجز المتخيل الجماعي في الأوساط الدرزية. ان قراءة البيانات والتصريحات والاستماع الى هلوسات رشيد جنبلاط المطلوبة من وليد جنبلاط، ذات مدلولات سيئة لانها تؤشر الى حالة تنكر للواقع، تشارف حد العمى الإرادي. لا اتحاد سوفييتي، ولا اشتراكية دولية، ولا تحالفات متحركة مع محاور النفوذ العربية، سوف تحول دون التحولات البنيوية، ودون نهاية الصورة المضخمة عن الذات. كمال جنبلاط وعى حدود مداخلته الانقلابية على موازين الداخل-من خلال التحالف مع منظمة التحرير واليسارات الپرو-سوڤيتية والإرهابية الفوضوية- متأخرا فقتله النظام السوري، الذي أراد استخدامه قبل بسنة من اجل تصفية حساباته مع الموارنة بعد ١٣٥و ١٥٠ سنة (راجع مذكراته خلال الحرب ، ومذكرات المحازب الشيوعي، جورج البطل تحت عنوان " انا الشيوعي الأخير"، دار المدى ٢٠١٩).

02/عليه مقاربة الواقع من زاوية واقعية لجهة التعاطي مع التبدلات، واستعادة التوازن في الجبل من خلال اعادة الاعتبار للوجود المسيحي فيه، واعادة العلاقة الندية، وتثبيت الاستقرار فيه من خلال ثكنات عسكرية للجيش اللبناني، واعادة بناء الدورة الحياتية من خلال مشاريع انمائية متكاملة، تخرجه من حالة الركود، وانعدام الوزن، والقلق الامني والاستراتيجي. هذا ما رفض القيام به عند إقرار سياسات العودة، من خلال عدم الموافقة على المجلس الأعلى لعودة المهجرين(قال لي وليد جنبلاط في سنة الألفين، القرار لم يكن وليس هو بيدي، فأجبته بيد من، فرفض الإجابة، فأردفت قائلا، اذن انت موافق والمستفيد الاول وادلتنا متوافرة.)، ورفض وضع خطة إنماء شاملة للعودة الى الجبل. هذا هو المدخل لتبدد القلق، والخروج من ذهنية الطاغية كاليغولا الذي لم ير حلا للمشاكل الا بالدم.هذه المصيبة مع وليد جنبلاط، لا يرى حلولا الا من خلال السيطرة، او التصرف بإرادات الناس، او معاداتهم. مجرد تغيير في النوايا والمقاربات سوف يدخل الإشكاليات المطروحة في جدليات بناءة على غير مستوى.

03/لاسبيل لاستعادة الاستقرار في البلاد ما لم نخرج من سياسات المحاور الإقليمية الناظمة للحياة السياسية الداخلية، لحساب الاعتبارات الميثاقية والوفاقية التي تضع حدا لسياسات النفوذ الانقلابية، وتعيد الدور للحياة المؤسسية، وللعبة الديموقراطية الحرة غير المقيدة بإقفالات الاحكام والمصالح الاوليغارشية. من غير المقبول التسليم باللعبة الاوليغارشية لجهة تكريس مناطق نفوذ وحيازات وريوع خاصة بأقطابها. غضب جنبلاط يعود الى تهميش دوره في اللعبة الاوليغارشية القائمة وتقلص نفوذه، ان استعادة الحراك السياسي في مناطق الشوف لبعض السياسيين في الأوساط المسيحية بالتحالف مع زعامات درزية منافسة، سبب يرى فيه تحفيزا لتداعيات نزاعية مفتوحة. ان ما يجري في الشوف منذ بدايات التسعينات، كما في سائر المناطق اللبنانية ما هو الا تكريس لمنطق الاقتطاع الاوليغارشي وتموضعاته. لا بد ان يجري وليد جنبلاط مراجعة نقدية لأدائه من اجل الخروج برؤية سياسية بديلة تخرجه من دائرة الحصار المتوهمة وما يلفها من التباسات، الى دائرة التغيير البنيوي باتجاه الاصلاح المؤسسي والحل السلمي للنزاعات، والعمل المشترك في سبيل الانماء الذي أسماه البابا بولس السادس، "الاسم الاخر للسلام". علينا تجاوز القراءة المسطحة للحدث للتبصر بمدلولاته وبإمكانية التعاطي معه من منطلق تجاوزي يقينا التدهور الأهلي، ويفتح افقا عمليا من اجل احتواء تداعياته ومعالجة اسبابها.

 

باسيل وجنبلاط: الأخطاء المقصودة

نبيل الخوري/المدن/الثلاثاء 02/07/2019

في السياسة، يقوم الزعماء أحياناً بخطوات، ويتخذون قرارات، يكون عنصر الخطأ فيها واضحاً وجلياً وبديهياً. قد يظن المواطن أن لدى هذا الزعيم حسابات خاطئة، أو معطيات غير دقيقة، قادته إلى اتخاذ الخيار الخاطئ. وربما يبرر له الخطأ مستذكراً مقولة منسوبة إلى لينين: "من لا يعمل لا يخطئ". طبعاً، "جلّ من لا يخطئ". لكن قد يفوت المواطن أن الزعيم لديه من الدهاء والحنكة بما يكفي لعدم الإقدام على خطوة غير محسوبة. لا يمكن لزعامات سياسية طائفية نجحت وستنجح في التربع على عرش القيادة لعقود، أن تفعل فعلاً عشوائياً. هذه الزعامات هي من الطراز الذي لا يرتجل كلامه وأفعاله. بل تحسب حسابات دقيقة وتفكّر مسبقاً ليس فقط بنتائج أفعالها بل بنتائج النتائج. وعليه يعمل كل زعيم على تحديد أهدافه بما يخدم مصلحته. وهي أهداف لا يمكن تحقيقها إلا بارتكاب خطأ عن سابق تصور وتصميم. أي عن قصد.

تراكم الأخطاء

يتعلق الأمر طبعاً، بخطأ وفقاً للمعايير الأمنية. فإقفال طريق لمنع زيارة خصم بالسياسة يُعتبر إخلالاً بالأمن، وهذا خطأ يُرتكب في بلد ديموقراطي يحترم الحريات. وهذا ما حصل في قبرشمون وكفرمتى في منطقة الجبل يوم الأحد الماضي احتجاجاً على جولة الوزير جبران باسيل، وأدى إلى استفزازات سياسية درزية ـ درزية، أوقعت قتلى وجرحى.

ويتعلق الأمر بخطأ وفقاً للمعايير الحقوقية. فمنع مواطن من الإقامة والسكن في منطقة مسيحية فقط بسبب انتمائه للطائفة الشيعية، هو خطأ لأنه يكرس تمييزاً مخالفاً لأبسط حقوق المواطن اللبناني، حتى ولو جرى تبريره بمخالفات أخرى، معهودة لكن مرفوضة. وهذا خطأ ارتكب في منطقة الحدت منذ عدة أيام.

كما يتعلق الأمر بخطأ وفقاً للمعايير الطائفية. ذلك أن توجيه خطاب سياسي يذكّر بويلات ومصائب الحرب الأهلية الطائفية، ليس في اجتماع حزبي روتيني، بل خلال جولة سياسية إلى المنطقة التي وقعت فيها تلك الويلات والمصائب، يُعتبر أيضاً بمثابة الإخلال بالأمن، لأن من شأنه أن يثير حتماً النعرات الطائفية، وأن يزعزع بالتالي الاستقرار والسلم الأهلي. ناهيك عن أن تبني هذا الخطاب يأتي في سياق خطوات سياسية متسارعة، يُراد منها نسف التوازن السياسي الطائفي القائم في الجبل. وكل هذا يمثل خطأً في بلد يجب أن تُعطى فيه الأولوية للحفاظ على التوازن، ولتعزيز المصالحة الوطنية بعد الحرب، ولتنمية ثقافة الانفتاح وتقبّل الآخر، بعيداً عن أحقاد الماضي التي كانت عواقبها كارثية على الجميع.

اليوم، تنطبق نظرية الخطأ المقصود بالضبط على زعيمين. هما جبران باسيل ووليد جنبلاط. لدى كل منهما حساباته وغاياته. ويبدو أنهما لا يجدان سبيلاً لتحقيقها إلا بواسطة الأخطاء المقصودة. ممارساتهما لا تعني شيئاً آخر سوى فبركة المناخ الملائم لتعزيز وضعية وشعبية كل منهما في صفوف طائفته. جنبلاط يقوم بذلك في إطار رد الفعل ضد محاولات تحجيمه سياسياً داخل طائفته، وعلى الصعيد الوطني. وباسيل يقوم بذلك في إطار محاولات تهدف لتعزيز حجمه السياسي مسيحياً ووطنياً.

اللعبة الطائفية

هذا المناخ لا يتوفر إلا بمناورات خطابية، وباستعراض قوة في الميدان. فجبران باسيل يتمسك بخطابه السياسي الطائفي، مستدرجاً زعيماً مثل وليد جنبلاط وغيره إلى رد الفعل، وإلى مهاجمته. ويمارسه في الحكم، لا سيما في ما يتعلق بالإدارة والتعيينات، بشكل يعطي الانطباع بأنه يثأر من خصوم الأمس، أي بعض (وليس كل) أولئك الذين استفادوا من حقبة الوصاية السورية على حساب تهميش المسيحيين، ما يثير اعتراض الخصوم وينمّي مشاعر العداء ضده لدى أنصار هؤلاء، مثل أنصار جنبلاط. في المقابل، يوجّه وليد جنبلاط انتقادات كلامية حادة إلى باسيل، بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي. ثم يترك أنصاره يقطعون الطريق أمام جولة باسيل في الجبل، فيرد عليه الأخير بهجوم مضاد، كاتهام جنبلاط بالإفلاس السياسي. والنتيجة تكون أيضاً بإثارة غضب جمهور وأنصار "التيار الوطني الحر" ضد جنبلاط. والعكس بالعكس.

إصرار هذين الزعيمين على هذه اللعبة السياسية الطائفية، يعني أنهما يتمسكان، بحكم الواقع، بأفعال خاطئة، لأنها مربحة لهما في منظور الربح الطائفي الضيّق. ويدل على أن كل منهما ينتظر بفارغ الصبر انتقاد الآخر له. فيغدو الانتقاد أو الشتيمة هدية سياسية وليس صفعة. وهذا الإصرار يظهر أنهما لا يريدان بذل أي جهد جدّي لوضع حد للانقسام السياسي والأهلي العبثي. ويشير إلى أن كل منهما لا يكترث إطلاقاً إلى رأي مواطني الطائفة الأخرى به. لا بل إن سُخط هؤلاء منه وحقدهم عليه باتا وكأنهما ضرورتان لنيْل رضا مناصريه وزيادة محبيه وأتباعه في أوساط طائفته، خصوصاً المتزمتين والمتشددين. وكأنهما استسلما لمعادلة الصراع الطائفي والمذهبي الذي يجرف منطقة الشرق الأوسط، بدلاً من التفتيش عن مصادر التلاقي بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"التيار الوطني الحر". تلاقٍ يمكن بناؤه على أسس علمانية، من المفترض أن كلا الحزبين يؤمن بها، وهو ما يجنّب البلاد والمواطنين أجواء احتقان ومآسٍ، كتلك التي وقعت في الجبل أخيراً، والتي من الممكن أن تتكرر لاحقاً إذا تمسك الزعماء بسياسة الأخطاء المقصودة.

 

عشاء برّي والحريري وجنبلاط: هل يؤكل باسيل؟

منير الربيع/المدن/الأربعاء 03/07/2019

أرخت حادثة الجبل بظلالها على المشهد السياسي. لم تعد محصورة فقط في "الصراع" بين الحزب التقدمي الإشتراكي والتيار الوطني الحرّ. فالسلوك الذي يمارسه الوزير جبران باسيل، وعلى ما يبدو أنه سيستمر في المرحلة المقبلة، هو الذي أدى إلى تفجّر المشهد السياسي. وأكثر من ذلك، فإن الإحتقان الذي انفجر في الساحة الدرزية، لقي أصداء مماثلة في بيئات ومجتمعات أخرى، بينها مسيحية وأخرى إسلامية.

الاعتراض على باسيل

لذا، تحرّكت سريعاً بعض القوى لشجب تصرفات باسيل واستفزازاته، التي لم تقتصر على الجبل، وإن كان الأبرز. فردّ فعل طرابلس واضح في رفض زيارة باسيل المفترضة. وهو ما دفع بالحريري إلى الطلب من رئيس الجمهورية التدخل لإلغاء زيارة باسيل إلى عاصمة الشمال. وقبلها كان رد الفعل في بشري، أو حتى في مناطق تهيمن عليها شعبية حركة أمل. ينقسم المشهد السياسي حالياً إلى قسمين، باسيل وحلفاؤه، مقابل جنبلاط وحلفائه. ولم يكن هامشياً مسارعة سليمان فرنجية لانتقاد "الزيارات الاستفزازية"، ولا حتىّ حضور سمير جعجع شخصياً إلى دار الطائفة الدرزية في تقديم واجب العزاء بالشيخ علي زين الدين. اختار جعجع توقيت موقفه حسب "ساعته"، وبالشكل الذي يريده، فلم يلجأ إلى إصدار أي بيان أو تصريح صحافي. لكن وضوحه تجلّى في لقائه مع مشايخ الدروز. ولم يتأخر الحريري عن إطلاق مبادرة إيجابية تجاه جنبلاط بعد جعجع، فوقّت زيارته إلى دار الطائفة الدرزية، لتقديم التعازي بزين الدين، أثناء حضور وليد جنبلاط، حيث تبادلا أطراف الحديث، بصورة تمهّد للقاء يوم الأربعاء. والرئيس نبيه برّي الذي يدعو إلى التعقّل، قلبه مع وليد جنبلاط. ولهذه الغاية عمل منذ فترة على جمع جنبلاط والرئيس الحريري على عشاء، لترتيب العلاقة بينهما. تتبلور الصورة المعارضة لباسيل أكثر فأكثر، وتتوسع إسلامياً ومسيحياً، خصوصاً بعد موقف البطريركية المارونية، ومواقف رؤساء الحكومات السابقين، تزامناً مع مسارعة الرئيس فؤاد السنيورة لزيارة الصرح البطريركي، والتأكيد على رفض الاستفزاز والحفاظ على المصالحات، وعدم الإخلال بالاستقرار أو التوازنات.

تعطيل مجلس الوزراء

أمام هذه الهجمة المضادة التي تعرّض لها باسيل، لم يلجأ إلى الانكفاء، وإن غاب عن المشهد والتصريح حتى بعد ظهر الثلاثاء. لكنّه اختار الردّ بتعطيل جلسة مجلس الوزراء، وعقد اجتماعاً لوزرائه في وزارة الخارجية. وكانت هذه أبلغ رسالة أراد أن يقرأها الجميع، خصوماً وحلفاء. فحواها، أنهم إذا ما اختاروا محاصرته أو مواجهته، فبيده قوة تعطيل الحكومة وحتى استقالتها. وهو لوح بذلك، محاولاً فرض شروطه: "إما تحال حادثة قبر شمون إلى المجلس العدلي أو لن يحضر وزراء تكتله جلسة الحكومة". المستهدف في هذه الرسالة ليس كل خصوم باسيل، بقدر ما هو الرئيس الحريري، الذي أراد باسيل إمساكه بيده التي تؤلمه، أي بتعطيل جلسات مجلس الوزراء. استخدم باسيل أوراق قوته، ليقول إنه لن يتراجع، وليخيّر الحريري بين الذهاب إلى جبهة تناهضه، أو البقاء في موالاته. وأراد من خلال ذلك، الضغط على الحريري، لاستباق اللقاء الذي سيعقده مع جنبلاط برعاية الرئيس نبيه برّي. وهنا يجد الرئيس سعد الحريري نفسه محرجاً، كيفما أراد التقاط كرة النار هذه، وهو يراها تزداد اشتعالاً بين يديه، فيسارع لأن يلعب دور الإطفائي. ما يحّتم عليه الآن الوقوف في موقع الوسطي، محاولاً لملمة الأمور بأقصى حدودها، للحفاظ على الاستقرار والتوازن. حادثة الأحد الدامية، على قساوتها ومأسويتها، أبعدت الأزمة بعض الشيء عن وليد جنبلاط. وردُّ وزراء تكتل لبنان القوي بمقاطعة الجلسة، وضع الحريري في موقع المتعرض للمزيد من الضغوط من قبل باسيل.

التقارب الثلاثي

حاول الحريري إبعاد الحكومة عن موقع التجاذب، في وقت أصر باسيل على تنفيذ شروطه، قابلته شروط الحزب التقدّمي بالموافقة على إحالة الملف على المجلس العدلي، لكن بشرط أن يشمل حادثة الشويفات أيضاً، ويتم تطبيق القانون على كل الناس، وعدم السير بمسار "تكسير الرؤوس". الأمر الذي رفضه "تكتل لبنان القوي". وتؤكد المعلومات، أن هناك انسجاماً بين موقف التقدمي الاشتراكي وموقف الحريري وبعض القوى الأخرى. تعاطى الاشتراكي بإيجابية مع الحريري ومساعيه. وكان الهم الأساسي هو النتائج بمعزل عن الشكل والأسلوب. ومما قاله الاشتراكي للحريري، بأنهم لا يريدون أن يحرجوه، ولكن المسار الذي يسلكه تكتل لبنان القوي يسعى إلى ليّ ذراع رئيس الحكومة، عبر ابتزازه بتعطيل الجلسة، فكان الاقتراح بتأجيل الجلسة، ريثما يتم تأمين التوافق. لم تكن مناورة باسيل لتعطيل الحكومة لتحدث، حسب المصادر، لو لم يكن حزب الله موافقاً ضمنياً عليها. فالحزب يريد التأكيد إنه إلى جانب حلفائه، في موازاة إفهام الحزب الاشتراكي أنه أيضاً لا يريد التصعيد، متجاوزاً ما قاله الوزير محمود قماطي في لقاء خلدة. الاشتراكي يطالب بحل منصف للجميع، أما استمرار محاولات الإبتزاز فهي لن تؤدي إلى أي نتيجة. ويراهن الإشتراكي على موقف رئيس الحكومة لوقف هذا المسار المتدهور، في الحكومة وغيرها. وهذا بالضبط ما سيتم بحثه في اللقاء الثلاثي بين بري، الحريري، وجنبلاط. خصوصاً أن الاشتراكي يريد تعزيز العلاقة مع الحريري من أجل اليوم والمستقبل، فما حدث يوضع في عداد الامتحان الواجب تجاوزه. وبحال جرى التأسيس جدياً في المصالحة والعلاقة بينهما، فإن ذلك سيعيد التوازن إلى الحياة السياسية، وسيعمل جنبلاط على دعم الحريري بكل ما أوتي من قوة، معنوياً وشعبياً. في غمرة الانشغال بتعطيل الحكومة، ثمة من نصح الحريري بتأجيل الجلسة ليوم الخميس، فتُعقد بعد اللقاء بينه وبين بري وجنبلاط، لما سيكون لهذه الصورة من تأثير سياسي ومعنوي، يعزز التوازن. والأكيد أن الحريري لا يريد أن يكون في محور بوجه الآخر، وسيحاول العمل على الموازنة بهدوئه ودماثته.

 

أحداث الجبل: التلفزيونات اللبنانية تُغيّر جلدها

بتول خليل/المدن/الأربعاء 03/07/2019

فيما ساهمت حادثة الجبل بتغيير الأولويات التي طغت مؤخراً على المشهد السياسي وإعادة خلط الأوراق، ودق ناقوس الخطر عالياً، مع تردد صداه الذي وصل إلى مسامع كافة الجهات السياسية والشعبية، عكست التغطية التلفزيونية التي واكبت وتلت ما حدث في قبرشمون الأحد الماضي، إرباك القنوات اللبنانية لجهة طريقة تحديد موقفها وتعاطيها مع هذا الحدث. ففي حين كانت مواقف هذه القنوات قبل الحادثة تنتهج أسلوب التراشق الإعلامي والتمترس والتموضع المتطرف ضدّ الخصوم، كتعبير انسجم وتماهى مع مواقف الجهات السياسية التي تمثلها هذه المحطات، انقلبت الصورة واتخذت شكلاً مغايراً عقب سلسلة الأحداث الخطيرة التي وضعت جميع الأطراف أمام حقيقة مفادها أن التصعيد والتوتر السياسي قد يدفع الأمور في الشارع نحو فتنة، في ما لو لم يتم تداركها قد تكون مرشحة بأن تضحي الشرارة التي تُشعل فتيل أزمة، قد تعيد لبنان إلى مرحلة أجواء الحرب الأهلية.

التلفزيونات اللبنانية، خصوصاً الحزبية منها، ارتأت التروّي والتعقّل والميل إلى الدفع للملمة ذيول الحادثة، كابحة جماح خطاب التجييش والتحريض الذي طغى على أدائها مؤخراً، الأمر الذي يعكس الاستشعار بمدى حساسية وخطورة الوضع المستجد، الذي لا يحتمل التصعيد الخطابي والإعلامي القائم على التحشيد وصبّ الزيت على النار، حيث برزت تجلياته بشكل واضح في تغطية قناة "المنار"، التي استبدلت نبرة الترهيب والوعيد بخطاب يدعو جميع الأطراف إلى التهدئة، بعدما بلغ التصعيد مداه من خلال التهديد الصريح الذي أتى على لسان وزير الدولة لشؤون النواب، محمود قماطي، وما قابله من تحدٍّ من قبل عضو "اللقاء الديموقراطي"، النائب فيصل الصايغ، وما فُهم منه بأنّ جنبلاط والحزب الاشتراكي لم يعد يحتمل التجاهل، وبات ظهره إلى الحائط باعتبار أنه يخوض معركة تهدد وجوده السياسي، ما جعل "المنار" تجنح إلى الانكفاء والكلام عن حرصها على "حفظ الجمهورية اللبنانية، التي حماها الله من شرور الفتن وخطوط النار البغيضة"، معتبرة أن "الوطن لا يحتمل إدخاله في متاهات أمنية تضاف إلى معضلات اقتصادية ومشاكل اجتماعية تعصف به".

كما برز تركيز "المنار" في نشراتها الإخبارية على ضرورة الاحتكام إلى القضاء والسلطات الأمنية، والتحذير من أن ما حصل في الجبل إنذاراً أحمراً للجميع، عليهم تلقفه بعدم الخوض في أي مغامرات أو تبادل لرسائل دموية، وذلك بعدما كانت القناة تميل في مثل هذه المواقف إلى التذكير بالسابع من أيار وعصاه الغليظة التي رُفعت وقتها فوق رأس جنبلاط، واللجوء إلى السقوف العالية القائمة على قاعدة عدم الرضا بكسر الحلفاء أو التعرّض لهم. خطاب التهدئة ذاته سرت شروطه على قناة "إن بي إن"، التي بدا أنها تسعى لتكريس فكرة أن الحاجة إلى الحفاظ على الوحدة والاستقرار العام هو الملاذ الوحيد الذي يُمكن للبنان اللجوء إليه في مثل هذه اللحظة. فيما كان بارزاً استضافة رئيس حزب "التوحيد العربي"، وئام وهاب، الذي أطلق مواقف على غير عادته، داعياً إلى تنحية المصالح السياسية جانباً وإعطاء الأولوية للسعي إلى حفظ استقرار وأمن الجبل، والبعد عن كل ما يساهم في تأزيم الوضع، وتكريس السلم من خلال تنظيم الخلافات داخل البيت الدرزي. ويعكس هذا الموقف طموح الرجل وطمعه بوراثة الزعامة الجنبلاطية، من خلال تعمّده بالظهور، في مثل هذه المواقف، وكأنه الضامن لأمن الدروز والقادر على تولّي قيادتهم في لحظة تنحّي وليد جنبلاط أو غيابه عن المشهد السياسي، وذلك انطلاقاً من مواقف سابقة صرّح فيها عن أنه هو الأجدر بالزعامة السياسية للدروز من تيمور جنبلاط، الذي حسب رأيه يفتقد للخبرة والحنكة ولشروط الزعامة، التي يتمتع بها والده وجدّه من قبل.

وفيما يعتبر مراقبون أن طموح وهّاب وسعيه إلى الزعامة يُمكن اعتباره واحداً من أهم الاسباب لاشتداد حدّة الصراع في الجبل، كونه ينسجم مع قرار بشار الأسد بتحجيم وليد جنبلاط انتقاماً لموقفه من دعم الثورة السورية، وسعيه إلى تعويم نفوذ حلفائه الدروز والمسيحيين، على حساب تقليص دور جنبلاط وحصّته في الدولة والحكم، وأن إتمام نجاح هذه المهمة ملقاة بشكل رئيسي على عاتق "حزب الله" والوزير جبران باسيل، تمثّل هذا الأمر بشكل جلي مؤخراً في تغطية قناة "أو تي في"، التي ركّزت بشكل واضح على "مدى تمثيل التيار الوطني الحر في الجبل والشعبية الكبيرة التي يلاقيها هناك"، فيما برز تصريح للنائب سيزار ابي خليل عبر القناة قال فيه "الجبل معقلنا". كما ركّزت "أو تي في" عقب حادثة قبرشمون، من خلال مجموعة من تقاريرها الإخبارية، على تصوير الوزير باسيل وكأنه فوق الصراع، واضعة إياه في موقع الحريص على وحدة الجبل وأمنه وسلامته، وإظهاره بمظهر الساعي إلى مدّ اليد وبسطها إلى خصومه السياسيين قبل حلفائه، مركّزة على توصيف ما يحصل في الجبل على أنه خلاف درزي-درزي داخلي، وأن كلّ المحطات التي شملتها جولة باسيل لم تصاحبها أي شائبة أمنية، دون التطرق من قريب أو بعيد إلى خطاب باسيل الاستفزازي والتحريضي والطائفي والعدواني الصريح تجاه جنبلاط، وبكون باسيل كان أوّل من تكلّم عن نيته باستهداف جنبلاط وتحجيم دوره وتقليص نفوذه في خلال اجتماعاته مع مناصريه.

سعي باسيل الدؤوب لنسج تحالفات مع قيادات وأطراف درزية بعيداً من جنبلاط، وقضمه من حصته في التعيينات لتوزيعها على معارضيه داخل الطائفة، ومحاولة تمريرها بالضغط على الرئيس سعد الحريري من خلال جلسات مجلس الوزراء، كان السبب الرئيسي لارتفاع حدّة التراشق الكلامي مؤخراً بين "المستقبل" و"الاشتراكي"، بعدما اتهم الأخير الحريري بالرضوخ لإملاءات باسيل، ما أرخى بظلاله على تغطية تلفزيون "المستقبل" لحادثة الجبل، بعدما اعتادت سابقاً مناصرة جنبلاط وتبنّي مواقف حزبه وتخصيص منبرها لقياداته. إلا أنها هذه المرة نأت بنفسها عن الدفاع عن جنبلاط أو مهاجمة خصومه واتهامهم بإثارة حفظية محازبيه وقواعده الشعبية، مكتفية بالإشادة بموقف الرئيس الحريري الهادف إلى "تنفيس الاحتقان" و"الرافض بالمس بالأمن والسلم الأهلي" و"الداعي إلى سيادة القانون"، والمؤكّد على أنّ "الحكومة لا تزال بألف خير".

هذا الأمر استتكرته "أم تي في" جملة وتفصيلاً، معتبرة أن "ما بين الكلام السياسي لرئيس الحكومة، وعدم تصويبه على حقيقة ما يحصل في الجبل، وما بين الحقيقة المرة البشعة تناقض كبير". كما أن القناة أبرزت ما عبّر عنه رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، من خلال توصيفه ما يحصل بأنه مأزق حكومي، ترجع علّته إلى تصرفات وزراء تكتل لبنان القوي وأساليبهم التعطيلية، بموازة تركيزها على الأزمة الحكومية التي يمكن أن تتحول شيئاً فشيئاً إلى أزمة حُكم، في ظل رئيس يقدّم نفسه على أنه يقود العهد القوي، في حين أن ما يحصل من إخلال بالتوازنات الداخلية، يؤدّي إلى المساس بالأمن القومي، ويهدد المصالحة التاريحية في الجبل، وينذر بتسيّب وفلتان أمني خطير لا تُحمد عقباه.

"أل بي سي" اتخذت تغطيتها مساراً آخر، إذ بدت أنها تستهيب الموقف الذي نتج عن أحداث الجبل، ما جعلها تجافي الخوض في البازار السياسي والسجالات والخطابات التصعيدية التي يمكن أن تنتج عنه، فابتعدت عن أسلوب الإثارة والتوقّع والتنبؤ، منتظرة انقشاع الصورة واتضاح المواقف التي تليها. وينطلق موقف القناة من اعتبارها بأنها شريكة في مسؤولية الحفاظ على استدامة وصيانة المصالحة التاريخية في الجبل، وأن مسؤوليتها تفرض عليها اتخاذ موقف مدروس ومتوازن بعيداً من أي استفزاز قد تهدد آثاره مصالح المسيحيين وأمنهم في الجبل، ما جعل معظم تقاريرها وتصريحات مراسليها تركّز على الدعوة لانتظار نتائج التحقيقات والوثوق بالقضاء وضرورة الاحتكام إليه. تلفزيون "الجديد" قارب أحداث الجبل بطريقة تحتلف عن باقي القنوات اللبنانية الأخرى. إذ أنه، ومن منطلق تقديمه لنفسه على أنه منبر المجتمع المدني المتضرر من التركيبة الطائفية وسياسات الأحزاب والحكم، شنّ هجوماً شرساً على مجمل الطبقة السياسية والأطراف المعنية بالحكم والمسببة للنزاع، محملاً إياها مسؤولية الأحداث الأخيرة التي تودي بلبنان إلى حافة الهاوية. ولم تستثن القناة أحداً من كافة أطياف الطبقة السياسية، معلنة انحيازها إلى التعبير عن صوت المواطن اللبناني بأكثريته الصامتة والمسحوقة، والذي لا ينتظر من الحُكم وأهله إلا المصائب والأزمات المتنقلة والوافدة دوماً بأوجه متعددة ومختلفة. ويمكن اعتبار "الجديد" في موقفه هذا الميّال فعلاً إلى التعبير عن فكر المواطن ورأيه وحاله، إلا أن ذلك لا يبرئه من تهمة الانخراط في أسلوب الإثارة والحماس والمواقف الشعبوية، والتي تهدف في المقام الأول الى اكتساب مزيد من الجمهور الغاضب والناقم على الأحزاب وأمراء الطوائف. لذا ليس من المستغرب، أن تسعى القناة دوماً لجذب المزيد من تعداد هذه الجمهور، الذي تحوّل في غالبيته العظمى إلى ناقم على ممارسات السلطة، بعدما نخره اليأس من إصلاح الوضع العام الفاسد والناشز على كافة المستويات.

 

لبنان... سجال بين "الاشتراكي" و"المستقبل" وجنبلاط يستشعر التضييق/تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري للتوسط بين الحليفين السابقين

 سابين عويس/الإندبندنت العربية/03 تموز/2019

 لم تكد تمضي ثلاثة أسابيع على الاشتباك "التويتري" بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والتيار السياسي الذي يتزعمه، المستقبل، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، على خلفية الخلاف الناجم عن المداورة على رئاسة بلدية شحيم التي كان سبق أن تم الاتفاق عليها بينهما، حتى تفجر الخلاف مجدداً بين المستقبليين والاشتراكيين، الأحد، بعد تصريح لوزير الصحة وائل أبو فاعور وصف فيه العلاقة مع تيار المستقبل، بأنها "ليست على ما يرام". وقال "لدينا ‏رؤية نقدية ورأي اعتراضي على المسار السياسي الحالي. والمآل الطبيعي بالاستناد إلى العلاقة التاريخية بين الطرفين ‏أن يحصل نقاش وحوار بيننا وبين المستقبل لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في طريقة التعاطي ‏المستقبلية، خصوصاً أن الأمر يتعلق بأساسيات نظامنا السياسي ومنها اتفاق الطائف"، كاشفاً أن الحزب التقدمي ‏الاشتراكي واللقاء الديمقراطي لديهما رأي اعتراضي حول ما سمي بالتسوية السياسية وما جرته حتى اللحظة على ‏البلاد. هذا الموقف استدعى رداً من الحريري عبر "تويتر"، قال فيه "مشكلتكم يا إخواننا في الحزب التقدمي الاشتراكي مش عارفين شو بدكم. لما تعرفوا خبروني". فرد مفوض الإعلام في الحزب الاشتراكي رامي الريس على سؤال الحريري "نريد رئيس حكومة".

مشكلتكم يا اخواننا في حزب التقدمي الاشتراكي مش عارفين شو بدكم لما تعرفوا خبروني

هذه التغريدة أشعلت الحريري، وفتحت الباب واسعاً أمام حملة من المواقف كان مسرحها "تويتر". فاستهل النائب الاشتراكي بلال عبدالله الحملة بالرد على الحريري بالقول "مشكلتنا معك دولة الرئيس للأسف، أننا نعرف ونعلم ماذا تريد. وبماذا تفرط، خصوصاً بشيء ليس ملكك، وكيف تجاهد كل يوم لإضعاف بيئتك بحجة حماية الوطن، بينما الحقيقة في مكان آخر". كلام عبدالله استدعى رداً من النائب المستقبلي محمد الحجار الذي قال "عزيزي بلال، الرئيس الحريري ما بفرط بحقوق حداً، ولا بيقلب ألف قلبة، وببيع الحلفا عكل كوع ومفرق. مشكلة دولته معكن انو عزز بيئته. ما عدتو قادرين تبيعو عضهرها وتتاجرو وتبتزو باسم العلاقة معه ومعها. وخبر رفيقك رامي الريس إنو عنا رئيس حكومة معبي مركزه، بس ما عاد قادر يعبي جيوب تعودت عالغرف". ما دفع بعبدالله إلى الردّ مجدداً قائلاً "ردي الوحيد حول الحرص على البيئة التي لنا شرف تمثيلها، كيف يفسر لنا الفيتو على نجاح أبناء منطقتنا الباهر وبكفاءة، في مباراة الجمارك، وكيف يترك مجلس الخدمة المدنية، ملاذ أهل الإقليم، عرضة للتجريح والإساءة. احتراماً لبلدتي ومنطقتي لن أساجلك". وبدوره، ردّ النائب الاشتراكي هادي أبو الحسن "إذا بتحب دولتك تعرف شو بدنا! بكل احترام رح نقلك، بدّنا نشوف هالمشهد على طاولة مجلس الوزراء حتى يبقى الطائف بخير وما نفرط بالوصية".

مشكلتنا معك دولة الرئيس للاسف،أننا نعرف ونعلم ماذا تريد.وبماذا تفرط،خاصة بشىء ليس ملكك،وكيف تجاهد كل يوم لاضعاف بيئتك بحجة حماية الوطن،بينما الحقيقة في مكان اخر.

ووسط هذه السجالات التي امتدت حتى ساعات المساء الأولى، قبل أن يتدخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتوسط بين الفريقين من أجل وقفها، كان رد عنيف من الحريري، الذي كتب "واضح أنكم عارفين. ساعة يلا هدنة إعلامية بعد نص ليل هجوم، بعدين بتسحبوا التويت واعتذار. على كل حال خلي الناس تكون الحكم، أو حتى هيدا ممنوع عندكم، وللعلم الي عم يحاول يرمي زيت على النار معي ما بيمشي". واتبع تغريدته بأخرى، وفيها "قال شو الاشتراكي عم يحكي بالوفاء... نكتة اليوم". وقد لخص الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، صورة ما آلت إليه السجالات بقوله إن "بيضة القبان انفقست"، مستشهداً بتغريدة سابقة للوزير السابق وئام وهاب، الذي كان فسر الخلافات المستجدة بنقص تمويل الحريري لجنبلاط. وقد جاء فيها "يا شيخ سعد، الوحيد إلي كان يعرف شو بدو وليد بك كان أبوك، الله يرحمو. كان عندو الدوا. هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق، والكل طفران. بدك تتحمّل".

استدعى التصعيد عقد لقاء مسائي على مستوى المستشارين الوزير السابق غطاس خوري وأبو فاعور، انتهت إلى التفاهم على وقف السجالات، فيما غرد جنبلاط "إلى جميع الرفاق والمناصرين، مطالباً بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية مع ‏تيار المستقبل".

استهداف جنبلاط

هل هذا يعني أن الأمور هدأت بين حليفي الماضي والركنين البارزين في تحالف 14 آذار أو أن للمواجهة الأخيرة تتمة، والأمور لن تتوقف عند هذا الحد؟

مصادر اشتراكية كشفت أن القصة ليست قصة خلاف مستجد، إنما "قلوب مليانة، لم تنجح مساعي التهدئة السابقة في تخفيف احتقانها، بسبب تراكمات الممارسات الجارية على الخطين". وعزت المصادر الموقف الجنبلاطي بأنه عائد إلى شعور واضح لدى الزعيم الدرزي بأن عملية استهدافه وتطويقه لم تعد حصراً على الخصوم، بل دخل على خطها الحليف الأقرب". وقالت إن جنبلاط يستشعر أن عملية التضييق تتجه إلى مزيد من التصعيد تمهيداً لحشره وإحراجه لإخراجه، بعدما باتت القوى التي تتولى هذه المهمة لمصلحة المحور السوري الإيراني في موقع يتيح لها عزل جنبلاط سياسياً ومالياً وحتى على مستوى دوره وحصته في العملية السياسية داخل السلطة.

لبنان… العلاقة بين الحريري وباسيل تحت المراجعة

في المقابل، رفضت مصادر قريبة من تيار المستقبل السياسة التي ينتهجها جنبلاط من "أجل استدراج رئيس الحكومة إلى إحياء التحالف الآذاري الذي كان زعيم الاشتراكي البادئ في الخروج منه، عندما طرح نفسه بيضة قبان في ميزان القوى الداخلي، ثم ليعود فيميل إلى الدفة الأخرى". وقالت "أما وقد شعر اليوم جنبلاط بأن التحالف الوثيق بين رئيسي الجمهورية والحكومة وضعه خارجاً، فإنه يسعى إلى استعادة موقع فقده بيده"، مؤكدة أن الحريري "ليس في وارد التراجع عن التحالف الذي يجمعه برئيس الجمهورية بما يؤمن مصلحة البلاد".

يرى النائب الاشتراكي مروان حمادة أن "الحزب التقدمي الاشتراكي يعرف ما يريد. كما أن الرئيس سعد الحريري يدرك أيضاً ما يريده، لكن المشكلة في أننا لم نعد نريد الأمر نفسه"، كاشفاً أن "المآخذ ليست وليدة الساعة، بل هي نتيجة تراكم طويل بدأ بعد التسوية الرئاسية، نظراً لتصرف أهل السلطة حيال أفرقاء التسوية، بدءاً من الاستفزاز المجاني المستمر إلى المواقف المناوئة في قانون الانتخاب والتحالفات الانتخابية والتعاطي مع الدستور والطائف".

هل سيؤدي هذا السجال إلى خروج وزيري الاشتراكي من الحكومة؟ يقول حمادة "لا أحد يريد ترك الحكومة، لكن طريقة تعاطي الفريق الحاكم لم تعد تطاق".

ويعرب حمادة عن اقتناعه بحاجة العلاقة بين تيار المستقبل والتقدمي الاشتراكي إلى مراجعة هادئة، لأن هناك شيئاً في الجمهورية اللبنانية "مش راكب"، لا بالأمن ولا بالاقتصاد ولا بالعلاقات الدولية، كما قال، "وقد تكون هناك حاجة لجمع الأفرقاء على الطاولة".

 

العونية السياسية في متاهتها

ساطع نور الدين/المدن/الأربعاء 03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76341/%d8%b3%d8%a7%d8%b7%d8%b9-%d9%86%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9/

هو نقيض تام لما كان مأمولاً من المارونية السياسية عشية المئوية الاولى للبنان، التي كان لها الفضل في تأسيسه. وهو نقيض تام لما كان منشوداً من العونية السياسية التي كان يفترض أنها هجمة على الاقطاع السياسي، وعلى أمراء الحرب الاهلية وورثتها. وهو نقيض تام لما كان متوقعاً من الخارجية اللبنانية أن لا تكل ولا تمل في هذا الظرف بالذات، فتجوب عواصم العالم من أقصاه الى أقصاه، لكي تفهم على الاقل ما يجري في الجوار، في الاقليم..لتكون فكرة ولو بسيطة ، ومعرفة ولو متواضعة، عما يجب القيام به لحماية لبنان، وخدمة مصالحه الوطنية، ولمساعدة حلفائه وأصدقائه. كانت المارونية السياسية، ولا تزال مدعوةً الى إعادة إنتاج الجمهورية الثانية، لبنان ما بعد التأسيس الاول، كدولة عصرية، تفتح آفاق الاصلاح والتغيير، بدل أن تسدها، وتعد الاجيال الجديدة بالإستقرار والازدهار، بدل ان تحبطها، وتخطو الخطوات الاولى نحو إنهاء الطائفية السياسية، بدل ان ترسخها وتعمق جذورها، وتعيد البلد كله بطوائفه ومذاهبه الى حقبة المتصرفية..من دون الحماية الاجنبية التي كانت متوافرة يومها للمسيحيين اللبنانيين!

كان الرئيس ميشال عون، وسيظل مطالباً بأن يدفع تلك الحالة العونية، التي كان يفترض أن تنتقل من تعبر التيار الى الحزب الماروني الاقوى، لتقديم نموذج مناقض تماما للطبقة السياسية، بدل أن يصبح نسخة كاريكاتورية من رموزها وأحزابها وحركاتها وتنظيماتها وأفكارها، وبدل أن يصبح مطية لتصفية حسابات صغيرة موروثة من الحرب الاهلية، وتحديداً من حروب الجبل ومحورها الاهم، عاليه - سوق الغرب. وبدل أن يصبح منصة مفتوحة لمرشح رئاسي مبكر ، حديث الولادة في السياسة وفي التاريخ، يستمد قوته من إسم الأسرة، لا من حكمة القيادة. كان الرئيس عون، وسيظل مدعواً الى توسيع مدى رؤيته السياسية خارج حدود البلد،  ويمارس صلاحياته بصفته مسؤولاً مباشراً عن السياسة الخارجية اللبنانية، لا مسؤولاً دائماً عن محور تلة ال888، فيطلب من صهره وزير العلاقات الخارجية مع العالم، لا مع الطوائف الاخرى، ألا يهدأ ويستكين، ويمضي أيامه ولياليه في الطائرة، باحثاً عما يفيد لبنان ويصون أمنه ويضمن مستقبله بعيداً عن الزلازل التي تضرب العالم العربي. كان مرتقباً من الرئيس عون أن يكلف صهره بأن يجعل زيارة دمشق وظيفته الاسبوعية، وأن يضع على رأس جدول أعماله معالجة ملف النازحين، ومطالبة نظام الرئيس بشار الاسد، كرمى للود المتبادل، أن يقدم أقصى التسهيلات وأن يوجه أعلى النداءات من أجل عودتهم الى ديارهم، وأن يلغي على الاقل فكرة اللوائح  المسبقة التي يطلبها لأسماء الراغبين بالعودة، أو على الاقل أن يستثني النساء والاطفال من تلك اللوائح، وأن يفتح الطرقات الى قراهم وبيوتهم ومزارعهم. الاستمرار في توجيه الاتهام الى الدول الكبرى والمؤسسات الدولية بأنها تمنع عودتهم لتحرم الاسد من أصواتهم الانتخابية في ربيع العام 2021، لا يكسب لبنان سوى المزيد من السخرية.

زيارة دمشق الاسبوعية من قبل باسيل وحده دون سواه، ضرورة ملحة أيضاً، للاطلاع الدوري المباشر والعلني من كبار المسؤولين السوريين على جميع عناصر الازمة السورية، والخطط والافكار الداخلية والخارجية التي تطرح لإدارتها. وهذا ليس شأناً تفصيلياً، يدرج في سياق الصراعات المحلية اللبنانية، او يخضع لها، كما لا يحسب في مسار إعادة تأهيل نظام الاسد ، المشكوك به أصلاً من قبل الروس تحديداً. أنها مصلحة وطنية لبنانية تسمو على كل ما عداها من مواقف وعواطف. بدلا من زيارة الكحالة وكفرمتى، كان من المنطقي ان يكون باسيل في طهران، في معدل شهري، يسأل عما يجري في مواجهة الحصار الاميركي، عن الخطوات السياسية والعسكرية وحتى الامنية المعتمدة من قبل القيادة الايرانية، وعن مستقبل الصراع مع السعودية والامارات والبحرين، وطبعا عن الرؤية الايرانية الخاصة بلبنان، بإعتباره واحداً من أهم منصاتهم الصاروخية. ليس المطلوب من وزير الخارجية اللبنانية أن يعود بأسرار الدولة الايرانية، بل على الأقل ان يسمع ما لدى الايرانيين من أفكار وآراء يريدون إيصالها الى اللبنانيين. بدلا من الاعتكاف في قصر بسترس، كان يفترض بوزير خارجية لبنان، أن تكون لديه مواعيد عمل في أنقره وموسكو وباريس ومسقط وبكين ولندن وحتى بغداد، وربما واشنطن نفسها. تلك هي وظيفة الخارجية اللبنانية في هذه المرحلة، وتلك هي رسالة العونية السياسية التي كانت تعلي من شأن الدولة ومؤسساتها لكنها تفرغها وتحطمها واحدة تلو الاخرى.  هي مسؤولية الرئيس عون الأهم، إذا لم يعد قادراً على ضبط صهره، وتأجيل ترشحه لرئاسة الجمهورية.

 

قيادات المدينة: باسيل "سائح فتنة" في طرابلس

جنى الدهيبي/المدن/الأربعاء 03/07/2019

بعد أن ترافقت كل جولة له مع إشكال أو "استفزاز". وبعد واقعة الأحد الماضي في الجبل، بات الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل، إلى طرابلس، الأحد المقبل في 7 تموز 2019، موضع سجالٍ كبيرٍ، شمالًا. ما حدث في الجبل، والدماء التي هُدرت على أرضه، أشعل هذا السجال وفاقمه، لدرجةٍ قد يحظى فيها باسيل بـ"جائزة أثقل زائر" يمكن أن تطأ قدماه بيتًا أو قريةً أو مدينة. وإذا كان باسيل يستثمر إلى الحدود القصوى "ثقل" زياراته على مستقبليه، وما ينتج عنها من خطاباتٍ طائفية وفتنوية وشعبوية، تعيدنا إلى لغة الحرب، فقد تحولت أحداث الجبل المشؤومة إلى منعطف بالنسبة لأهالي طرابلس، بما تمثّله سنيًا، في طريقة تعاملهم مع هذه زيارة المنتظرة. حتّى الآن، لم تُحسم رسميًا مسألة زيارة باسيل إلى طرابلس من عدمها في التاريخ المحدد، بعد أحداث الجبل. ورغم أنّ الأجواء المتداولة كانت توحي أنّ مصير هذه الزيارة قد يكون التأجيل لوقتٍ لاحق، إلّا أنّ باسيل في مؤتمره الصحافي الثلاثاء، أعطى انطباعًا أنّها لا تزال قائمةً من دون حسم تاريخها، ردًّا على سؤاله عن زيارة طرابلس بالقول: "سنزور كلّ المناطق وسنبقى على سياسة الانفتاح وسنكتشف من يريد افتعال الفتنة ويمنع التلاقي".

"الفتنة المتنقلة"

وصف زعيم زغرتا سليمان فرنجية باسيل بـ"الفتنة المتنقلة". وفي الجوّ العام الشعبي، يبدو أنّ طرابلس يتقاطع موقفها من باسيل مع جارها "المسيحي" في زغرتا، وترفض زيارته لما تعتبره درءًا لعدوى "الفتنة المتنقلة"، وليس لمبدأ رفض استقبال الزائر في مدينةٍ يتوجب عليها تشريع أبوابها للجميع، مهما اختلفت معهم وعنهم. لذا، استطلعت "المدن" آراء ممثلي قيادات طرابلس السياسية حول جولات باسيل وأحداث الجبل، وسألتهم عن موقفهم من مضمون زيارة باسيل إلى طرابلس: فهل يؤيدون هذه الزيارة أم يرفضوها؟

خلدون الشريف: عدم استقبال باسيل رسالة شخصية له

يركّز مستشار الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور خلدون الشريف، على وظيفة طرابلس كمدينة وعاصمة ثانية للبنان، وينطلق منها رفضًا لمبدأ قطع الطرقات على زائريها: "المدن هي مكان للانصهار، وحين تصبح مغلقة لا تبقى مدنًا". ومع ذلك، فـ"نحن ناسٌ ديموقراطيون، وللديموقراطية وسائلها في التعبير، من دون أن تمسّ السّلم الأهلي، ومن دون أن تغيّر وجه المدينة". ويعتبر الشريف أنّهم يريدون دائمًا استخدام طرابلس على اعتبار"جسمها لبّيس"، وأنّ البعض يستسهل استخدامها إمّا بالتلويح لخصمه، وإمّا لاتهامها بالإرهاب. وبالتالي: "هذه الصورة النمطية، يجب أن نزيلها عن المدينة، وأن نؤكد انفتاحها على الجميع، مع رفضها لمواقف باسيل، ومع التشديد على حقّ للناس أن تعبر عن رفضها لزيارته بالطرق السلمية المطلقة". الأولوية حاليًا بالنسبة للشريف، هي "في تصفية النفوس وتخفيف الاحتقان وعدم رفع منسوب التوتر". وانطلاقًا من قناعته وموقفه الشخصي، يدعو قيادات طرابلس السياسية ورجالات الدين كافة فيها، أن لا يستقبلوا باسيل في طرابلس، كرسالة له، حتّى يغيّر مواقفه المتشنجة، متمنيًا أن تكون رسالة طرابلس واحدة وموحدة: "في رفض الخطاب التحريضي والاستفزازي والاختزالي مقابل تعزيز الحرص على طرابلس كمدينة منفتحة". فتور العلاقة بين باسيل والرئيس ميقاتي، ليس خافيًا على أحد، وتتأصل جذروه منذ أن كان باسيل وزيرًا في حكومة ميقاتي في العام 2011. لا وجود لطيبات بين الرجلين، وهو ما تؤكده مواقف ميقاتي الأخيرة، لا سيما في تصديّه المتواصل لمحاولات الاعتداء على مقام رئاسة الحكومة وصلاحياته. فـ"خطاب ميقاتي مقبول من كل الأطراف، عكس خطاب باسيل المرفوض من أغلب الأطراف". ورغم الاختلاف، "نحن لسنا على قطيعة مع التيار الوطني الحر، لكن هناك مواقف وتوجهات وثوابت من منظور مختلف ومتناقض". ما يميّز الرئيس ميقاتي بالنسبة للشريف، هو أنّه "رجل دولة"، و"نحن نفكر بذهنية رجال الدولة الذين لديهم مواقف. لكن المصلحة الوطنية العامة، ومصالح المدينة و الشمال التي نمثلها، هما ما نتحرك على أساسه، على المدى الطويل، ولا نتحرك على ردود الفعل العشوائية والسريعة مهما كانت مفهومة". أمّا الاعتراض على أسلوب باسيل، وفق الشريف، فيجب مواجهته بأسلوبٍ يُخسّره في السياسة، وبردود فعل وطنية وليست طائفية. فـ"أسلوبنا يجب أن يكون على نقيض أسلوبه، بالمعنى السياسي والفكري والأداء، لا سيما أنه يتوجب علينا حماية كل المقامات والتمسك بالدستور ومنع الاعتداء على الصلاحيات، ودحض منطق التمييز بين المواطنين على أساس طائفي أو مذهبي أو مناطقي".

مصطفى علوش: تاريخ عون وباسيل استفزازي للسنّة

يؤكد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، الدكتور مصطفى علوش، على عدم السماح في التشكيك بهوية طرابلس، كـ"مدينة مفتوحة للجميع". لكنّ المؤكد أكثر، وبعد التجربة التي مرّ بها باسيل في الجبل وفي مناطق أخرى، وفي ظلّ الجوّ العام داخل المدينة، "لديّ قناعة أنّه من الأفضل على باسيل بدل إثارة الفتن والإشكالات الأمنية وردود الفعل، أن يكون بغنى عن هذه الزيارة". وقبل أن يأتي إلى طرابلس، فـ"ليرسل على الأقل رسائل إيجابية تخفف من نقمة الطرابلسيين عليه، حتّى يستطيعوا الترحيب به".  يصوّب علوش مسار حديثه، بالتذكير أنّه يتحدث عن نفسه، بوصفه عضو مكتب سياسي، وليس باسم الرئيس سعد الحريري، حتّى يكون أكثر ارتياحًا، ويقول: "تصرفات جبران باسيل، تسبب بفتنة في البلد، ولست ادري إن كان يتقصد ذلك أو هو بطبيعته يحب إثارة القلاقل حوله والإشكالات أينما ذهب". يرفض علوش اعتبار ما يفعله باسيل تذاكيًا يُسجّل له للكسب في شارعه المسيحي، مذكرًا أنّ جزءًا كبيرًا من الشارع المسيحي يقف ضدّه، حتّى وإن كان يكسب تأييد بعض المتطرفين والمتعصبين. لكنه في المقابل، "يخسر من يتطلعون إلى السلم الأهلي، لا سيما أنّ استثماره بالشعبوية يُكسّبه للحظات ويُخسّره على المدى الطويل". إذا كان جبران باسيل ينوي أن يصبح رئيسًا للجمهورية، بالنسبة لعلوش، عليه أن يكون على الأقل شخصية غير استفزازية، "وأن يتخلص من الفراغ الفكري الذي يعاني منه، مثل معظم السياسيين في البلد، ما قد يدفعه إلى تصرفات مثيرة ومؤذية، حتى يستدرج بعض التصفيق والتأييد، أو ربما حتى يستدرج بعض الاستهجان وردات الفعل القاسية، كي يحمّس الجمهور المتعصب على التصلب حوله".

يوحي كلام علوش كأن الاشكال الأخير الذي وقع بين "المستقبل" وباسيل على خلفية تصريحاته عن "السنية السياسية" في البقاع، لم تبرد في نفوس الكوادر السياسية والشعبية للتيار الأرزق. يدعو علوش إلى مراجعة سجل التيار الوطني الحرّ، بدءًا من عودة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى لبنان في العام 2005، مرورًا بباسيل على مدار 15 عامًا، واصفًا إيّاه بـ"تاريخ استفزازي من الدرجة الأولى، للطرابلسيين وللطائفة السنية بشكلٍ عام". لذلك، فـ"الاشكال الكبير الذي حدث بين المستقبل وباسيل منذ فترة، جاء على خلفية مواقف طويلة الأمد، ومواقف متكررة يدلي بها باسيل، على غرار ما كان يدلي به الرئيس عون". ما يعني أنّ القضية ليست قضية حدث معين، وإنما "قضية نهج دأب عليه جبران باسيل، منذ عودة ميشال عون إلى لبنان". لكن، ماذا عن المصالحة بين الرئيس الحريري وباسيل بعد الإشكال؟ يجيب علوش: "تسمية المصالحة خاطئة، وإنّما هي تفاهم رئاسي على التسوية، من دون أن يلغي الخلاف العميق الموجود بين توجهات التيار الوطني الحر وتيار المستقبل على مختلف المستويات". اليوم، "كوادر المستقبل، لم تجد سبيلًا للتفاهم مع كوادر الوطني الحرّ، لا على المستوى السياسي ولا على مستوى المنطق. وحاليًا تبدو الأمور أسوأ مما كانت عليه في الماضي. لأنه بعد فترة "شهر العسل" التي كان فيها مهادنة، سقطت بسبب التصريحات العفوية والمقصودة لباسيل، وبسبب ردود فعل الموتورين المحيطين به، وهو ما نخشى تكراره في طرابلس أثناء زيارته، خصوصًا أن التفاهم الحالي قائم على مسار الحكم بأقل قدر من الاهتزاز، حتّى لا يتضرر البلد ويستطيع الاستفادة من مخصصات مشاريع سيدر وتقديماته".

أشرف ريفي: باسيل سائح فتنة

على غرار الشريف وعلوش، يؤكد اللواء أشرف ريفي أنّ طرابلس لا تضع "فيتو" على الوافدين إليها، وأنّ من حقّ أيّ أحد أن يزورها، ويتجول بها بشكل طبيعي. لكن، ما يفعله باسيل، يصفه ريفي بـ"سياحة الفتنة". لذا، يدعوه أنّ يجنّب البلد والمدينة الإحراج، لأنه "لو كان زائرًا عاديًا، يتفهم واقع البلد، وخصوصيته، كنا سنحترمه ونستقبله". يُذكر ريفي أنّ باسيل يسعى لحرمان طرابلس من المنطقة الاقتصادية لصالح البترون، وأنّه حرم عكار أيضًا من مشروع فرع الجامعة اللبنانية، ويسعى لانتزاع جميع المراكز من أجل حجزها لـ "أزلامه"، بينما هو "مشروع فتنة، وتحركاته تدل عن جهله لتكوينة البلد. وهنا، يوجه تحية لأهالي البترون قائلًا: "أنتم تعرفون جبران أكثر منّا، لقد أسقطتموه مرتين في الانتخابات البلدية والنيابية، ولولا القانون الذي فصّل على مقاسه ومقاس حلفائه، لما استطاع أن يؤمن وصوله للبرلمان في انتخابات أيار 2018". يعلن ريفي تأييده لموقف فرنجية حين وصف باسيل بـ"الفتنة المتنقلة"، يقول: "لا يحتاج لدليل، دليله منه، في سلوكياته وكلامه وكلّ تحركاته واستفزازه للواقع اللبناني". ما حصل في الجبل، وفق ريفي، يجب أن يكون درسًا لباسيل بشكل خاص، وللعهد بشكل عام، من دون أن يستغربوا حجم التأزيم في البلد والتخبط الواقع، نتيجة ما يقومون به. رفض ريفي لزيارة باسيل إلى طرابلس، لا يفصله عن تضامنه الكامل مع النائب السابق وليد جنبلاط، فـ"أنا أتضامن مع جنبلاط علناً على السطح ومع أهلنا في الجبل، وليس مقبولًا أن يخترق أحد خصوصية الآخر بهذه الطريقة". لذا، يتوجه ريفي إلى الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالنداء قائلًا: "لا تتخليا عن حليفكما الاستراتيجي وليد جنبلاط. وإذا استطعوا التغلب عليه رغم كل مقاومته، سيأتي الدور عليكما وعلينا واحدًا تلو الآخر. واجبنا أن نكون إلى جانب جنبلاط، كي لا يؤكل ولا نؤكل معه، لا سيما أنّ مشروع باسيل والعهد لا يحترم الآخر ومناقض لطبيعتنا". يقول للحريري: "قف إلى جانب وليد جنبلاط ولا تتخلى عنه"، ويقول لجعجع: "أسمعنا صوتك بالتضامن معه".

ورغم مصالحته مع الرئيس الحريري، لا يعتبر ريفي أن انتقاداته تعارض هذه المصالحة، مؤكدًا على انسجامه مع نفسه بأنه كان ضدّ التسوية الرئاسية منذ نشوئها. فـ"خلال فترة الشغور الرئاسي، كان وضع البلد الاقتصادي والاجتماعي والأمني وعلاقاته مع الدول العربية أفضل من الآن بأضعاف. والخطيئة في التسوية الرئاسية، بدأت حين جاؤوا بممثل حزب الله إلى رئاسة الجمهورية. والأيام تثبت أن الوضع غير طبيعي، والأمن ليس طبيعيًا أيضًا، فيما باسيل يصول ويجول ويريد أن يأتي لطرابلس حتّى يأخذ البلد لحرب أهلية عبر حقنه طائفيًا".  ينفي ريفي أن يكون قد أعطى توجيهًا رسميًا لمناصريه، حتّى يقطعوا الطريق على باسيل أثناء زيارته إلى طرابلس. والتعبير عن رفض الزيارة، "سيكون بشكلٍ حضاري ومحقّ وليس بالأسلحة". وفيما كان قد سُرّب أنّ محطة باسيل الأولى في طرابلس ستكون لدى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، يتوجه ريفي للشعار برسالةٍ مفادها: "حان الوقت أن تتفهم عقلية مدينتك، وعليك حقّ بأن تحترم مشاعر أهلها، وأن لا تشرّع أبوابك لشخصية فتنوية غير مرحب بها".

فيصل كرامي وحيدًا يرحّب

في الواقع، يبدو أنّ النائب فيصل كرامي، هو الممثل السياسي (السّني) الوحيد في طرابلس، الذي يؤيد ويرحّب بزيارة باسيل إلى طرابلس. وخلال تعليقه على أحداث الجبل، شدد على مبدأ أنه لا يوجد منطقة في لبنان مقفلة أبوابها أمام أحد، لا سيما أمام باسيل الذي يعتبره شريكًا أساسيًا في التسوية القائمة وفي الحكومة. "الودّ" المتبادل بين كرامي وباسيل، قد لا ينفصل عن مفاعيل السحور الرمضاني الذي سبق أن أقامه الأخير في دارته على شرف كرامي. ولدى سؤال أوساط كرامي المقربة عن رأيها بموقف فرنجية، حليفهم المسيحي الأول، بوصفه باسيل "فتنة متنقلة"، تشير أنّ لكل حليفٍ حقّ الاختلاف من دون أن يفسدّ في العلاقة شيئًا، مؤكدة أنّ طابع طرابلس كعاصمة ثانية يحتّم عليها أن تستقبل جميع زوارها بالرحب والسعة، وأنّ باسيل وحده من يقرر إن كان سيأتي إلى المدينة أو يؤجل زيارته لموعدٍ آخر، من دون أن يكون لأحد منيّة عليّه. فـ"حين أقامت القوات اللبنانية إفطارًا رمضانيًا في طرابلس لم نعترص عليه، أمّا باسيل، فهو شريك أساسي للمستقبل ولا يجب التهرب من الحقيقة، لذا لا نفهم سبب رفض استقباله في طرابلس".

 

نهاية مرحلة في لبنان لا نهاية عهد

نديم قطيش/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76339/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%86%d9%87%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b1%d8%ad%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84/

بلا مبالغة يمكن القول إن التسوية الرئاسية التي أتت بميشال عون رئيسا للجمهورية في31 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 انتهت إلى فشل ذريع...

قامت التسوية على فكرتين في غاية البساطة.

تفيد الأولى بأن الانتخاب يسد الفراغ الرئاسي الذي كان مضى عليه سنتان ونصف منذ انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، ويقطع الطريق على فراغات متتالية في الحكومة والبرلمان كان سيقع فيها لبنان بسبب المواعيد الدستورية.

أما الفكرة الثانية فكانت تفيد بأن التسوية تعطي فرصة لمواجهة الانهيار الذي قيل يومها إنه وشيك بسبب تعطل الدولة.

الحقيقة أن السبب العميق للتسوية هو شعور الفريق المناهض لـ«حزب الله» بأنه خسر المعركة في لبنان (وفي سوريا وهذا أهم)، وبأن لا مناص من الرضوخ لشرط «حزب الله» وهو البدء بإعادة تكوين السلطة السياسية من باب انتخاب عون وإقرار قانون للانتخاب يعتمد النسبية، ومن ثم تشكيل حكومة جديدة وفق نتائج الانتخابات البرلمانية.

ما سمي يومها تحييد الملفات الخلافية الكبرى ذات التشعبات الإقليمية والتي لا يملك اللبنانيون حيالها قدرة على الحل والربط، هو في الواقع إقرار بأن هذه الملفات أنتجت منتصرين ومهزومين.

ولم تكن عبارة النأي بالنفس إلا ورقة توت تغطي عجز مناهضي «حزب الله» عن التأثير في خياراته الإقليمية هذه والعجز عن منعه من المضي قدماً بسياساته الإقليمية بمعزل عن الدولة.

بيعت التسوية للبنانيين بأنها رهان عاقل قد يعطيهم فرصة عدم انهيار عملتهم، ومصارفهم واقتصادهم، وفرصة لأن تتفرمل لغة العنف المذهبي وسياسات الهوية القاتلة والتراشق بصفحات من التاريخ اللبناني الصعب.

وبيعت التسوية بأنها فرصة للناس «لتعيش وتأكل وتعمل وتتقدّم».

سنتان وتسعة أشهر مضت على هذا الاختبار، الذي وصل أمس بحادثة الاشتباك بين مناصرين للزعيم الدرزي وليد جنبلاط ووزير درزي من حلفاء «حزب الله»، إلى درجة فاضحة من الانكشاف والاهتراء.

فلا السلم الأهلي بخير، ولا سياسيات الهوية تراجعت، ولا العراضات الميليشاوية من الفريقين خجلت من إراقة الدم علناً وخلال البث التلفزيوني المباشر، فيما بدت الدولة هزيلة باهتة ضعيفة يقف جنودها وشرطتها على بعد أمتار من المسلحين وقطاع الطرق بلا حول ولا قوة.

والأهم من كل ذلك أن الاقتصاد بعد التسوية بات أسوأ مما كان قبلها.

ففي تصريحات له قبل أيام، قال حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، لوكالة «رويترز» إن «معدل النمو في البلاد بلغ صفراً في المائة منذ بداية 2019، لكن آفاق الاقتصاد بصدد التحسن بدعم من قطاع السياحة، وبفضل موسم سياحي جيد، لكن لننتظر ونر».

ولا يخفى عليك عزيزي القارئ أن مشهد الاشتباك الدموي أمس في قلب جبل لبنان، أحد أعمدة السياحة اللبنانية، سيكون جاذباً جباراً للسياح الراغبين في التفرج على الاقتتال الأهلي، كما سيكون جاذباً لهواة التاريخ والراغبين في البحث الأنثروبولوجي المتعلق بأصول «حروب القبائل» اللبنانية منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم! طبعاً لجبران باسيل، وزير الخارجية اللبنانية وصهر رئيس البلاد والنائم والصاحي على معركة رئاسة الجمهورية المقبلة، وما تستلزمه من استفزاز وتحريض، لباسيل الحق في التجول في طول لبنان وعرضه.

وما حصل مع جمهور وليد جنبلاط وإطلاقهم النار على موكب وزير درزي متحالف مع باسيل هو ضرب من ضروب العصبية الفائقة التي تمر بها الحالة الجنبلاطية.

لكن السؤال سيظل لباسيل وهو أحد شركاء التسوية التي بدأت بالحديث عنها وعن دوافعها: ماذا حققت زيارة الجبل واستفزاز الجنبلاطيين للاقتصاد والتنمية والكهرباء والخدمات العامة وسلامة القطاع المصرفي؟

ماذا حققت في خدمة أهداف التسوية التي هي أحد أبرز إنتاجاتها السياسية؟

وبما أن الحديث عن تحييد لبنان عن معارك الإقليم، فلماذا قرر جبران باسيل أن يكون طرفاً في معركة محاصرة وليد جنبلاط، وهي معركة يخوضها ضده نظام بشار الأسد متحالفاً مع «حزب الله» في لبنان؟

بوسعي أن أكتب عشرات المقالات عن ملاحظاتي السياسية وغير السياسية على وليد جنبلاط، لكن أي مراقب منصف لا يستطيع إلا أن يلاحظ أن جنبلاط محاصر ويخوض معركة بقاء زعامته.

وأتفهم أن يسعى «حزب الله» وسوريا لتصفية حسابات متراكمة مع المختارة.

لكن أين مصلحة المسيحيين في أن يكونوا العصا التي بها يضرب على رأس جنبلاط الغاضب والقلق؟

وأين مصلحة التسوية في أن تنصرف البلاد عن إيجاد الحلول لأزمات الاقتصاد والخدمات العامة وترميم القليل القليل من دعائم هيكل البلاد المتداعي؟ التسوية انتهت، وهذا يعني أن عهد الرئيس عون يواجه مرحلة صعبة.

أما الحريرية السياسية فالأرجح أنها أقدمت في أكتوبر 2016 على آخر مناوراتها للإبقاء على الإرث الكبير لرفيق الحريري في التجربة الوطنية اللبنانية من دون أن توفق.

ثمة مرحلة تطوى من تاريخ لبنان، بعضها تدق ساعته البيولوجية وبعضها تدق ساعته السياسية، وبعضها انتصر الزمن على عمر زعامتها المديد...

بقعة يباس سياسي يرفرف على تلالها علم «حزب الله».

 

باسيل والفتيل

بشارة شربل/نداء الوطن/03 تموز 2019

كان يُفترض بالوزير جبران باسيل أن يُدرك بديهة بسيطة وهي أن "كثرة الدق تفكّ اللحام"، بمعنى أن الإستفزاز المستمر الذي هو نهج زيارات الحجّ الحزبي التي يقوم بها إلى سائر المناطق اللبنانية، سيؤدي حتماً إلى توتّرات. وإذا كان وزير الخارجيّة الديناميكي والنشط لم يجد حوله من يشرح له أن تاريخ لبنان لم يبدأ في "13 تشرين" ولا في "7 آب"، ولا يوم أطلّ الى الحياة، فإن واجبه العودة إلى الكتب أو البحث في "غوغل" ليكتشف تفاصيل العلاقة الدرزية – المسيحيّة عبر تاريخ لبنان وكيف أنها بصداماتها الدموية وتوافقاتها الجريئة شكّلت نواة الكيان. نفهم أن الوزير باسيل مرشّح طامع بالرئاسة يريد إثبات تفوّقه في الشارع المسيحي على سائر الطامحين. ونعلم أن الظروف التي يعيشها تتيح له السعي المنطقي إلى وراثة العماد ميشال عون بعد عمر طويل، لكنّ المستغرب ألّا يتوانى رئيس "التيّار" عن نكء الجراح واستثمار الغرائز بحجة أن المناطق كلّها يجب أن تكون مفتوحة لكل اللبنانيين. وهو كلام حقّ يُراد به باطل. فهو الأدرى أن هناك "تركة ثقيلة" من الدم والخراب أو العداوات، وأن جروح الحروب الأهليّة قد يتوقّف نزفها ولكن لا تكفّ عن الإلتهاب والإلتئام. قد يقول الوزير باسيل أن لا علاقة للمسيحيين بحادث قبرشمون. لكن عليه إدراك أن أي نزاع درزي – درزي سينعكس حتماً عليهم، أقلّه لجهة تحالفهم أو تعاطفهم مع هذا الطرف أو ذاك. وببساطة كلّية نقول للوزير باسيل: أنت تعلم أن المسيحيين العائدين بعدما هجّرتهم الحرب الأهليّة وتعرّضوا لمجزرة عقب اغتيال كمال جنبلاط، هم قلّة تُقدّر بـ 15 في المئة في أحسن الاحتمالات. لذا كان عليك أن تعلم أن إثارة الضغائن مجدّداً وهزّ الثقة ستُرجعان تلك العودة إلى الوراء، إلا إذا أردت أن تجعل من "دياسبورا" الجبل داخل لبنان بطاقات تصرفها يوم الإنتخابات بوهم استعادة الحقوق والوجود والحقّ بـ "قرع الأجراس".

أن تكون زيارات باسيل المتشنّجة السبب المباشر لاندلاع الرصاص بين أبناء الموحّدين أمرٌ يؤذي المسيحيين جميعاً في الجبل. فما يطمئنهم ويُبقيهم في أرضهم هو حقّهم في العيش هناك وشعورهم بأنهم أصليون وليسوا نزلاء في جوّ من روح المصالحة التي كرّسها بطريرك "الإستقلال الثاني"، وضمان الجيش اللبناني وحده الأمن، والإستقرار داخل البيت الدرزي. فلا أمن بالتراضي ولا استقواء بأيّ سلاح. وفي هذا الإطار ألف شكر لوزير "حزب الله" محمود قماطي الذي نبّهَنا إثر اجتماعه التصعيدي في خلدة إلى أن الدولة قامت بالفعل ولم يعد هناك وجود لميليشيات!!!

 

باسيل العابر للطوائف

وسام سعادة/نداء الوطن/03 تموز 2019

ما المستفزّ بالتحديد في ظاهرة "وزير العهد" جبران باسيل؟

إنّه متأهّب بالكلام الحادّ والإيماءات الفوقية لفتح جبهات عدّة في وقت واحد، أو في أوقات متقاربة. مع نبيه برّي. مع "القوات". مع المناخ الأكثري ضمن الطائفة السنّية، ومع التيار الغالب لدى الدروز. وطبعاً، مع اللاجئين السوريين، وضد أسلوب إدارة هذا الملف من لدن المؤسسات الدولية.

وما ينمّي طاقته الاستفزازية أنّه قادر على أن يكون "عابراً لكل الطوائف"، بل ربّما كان الأكثر عبوراً لها، وفي الوقت نفسه، يختبر في جولاته المتتابعة الخريطة المرورية لـ"الأقاليم" جميعها.

له عند الشيعة حليف وثيق هو "حزب الله" ولو تضايق الأخير من غلوّه أو ارتجاليّته هنا أو هناك.

وله في السنّة علاقة زئبقية، تهبط وتعلو مع رئيس الحكومة، وغالباً ما يدفع فاتورتها الأخير.

وبالنسبة إلى اللاجئين السوريين، كل شهوته الزجرية ازاءهم لا تُنقص عنده حظوة ومودّة النظام السوريّ بل تزيد.

يبقى أنّ "المسألة الدرزية" أوضح بالنسبة إلى باسيل. له في الموحّدين خصم واضح، وأصدقاء واضحون.

وبالتوازي، هو يراهن على المواءمة، ببراعة واحتراف، بين الإستثمار في التركة الثقيلة لماضي التناحر الدرزي-الماروني في الجبل، وبين توظيف الخلاف الدرزي-الدرزي لصالحه.

هو يجيد أساس السياسة: فن التمييز بين الخصم والصديق. لكنه ينوّع: صديق صديقه في الشيعة هو خصمه. وخصمه في السنّة هو صديقه. فقط عند الدروز يفرز باسيل صديقين واضحين له (أرسلان، وهاب)، خصم واضح: البيت الجنبلاطي.

تاريخ جبل لبنان حافل بوقائع ومآسي الخلط بين التناقضات الدرزية-الدرزية والتناقضات المسيحية-الدرزية. الحدث المؤسس بامتياز لتاريخ الكيان، معركة عين داره 1711 كانت شيئاً من هذا وذاك. تصادم درزي-درزي يستقطب مسيحيين من الجهتين. يحسمه فريق من الدروز لمصلحته (الحزبية القيسية)، ويستفيد المسيحيون بالنتيجة من هذا الحسم. اختلفت المعادلة في المراحل اللاحقة، لكن التصادم الدرزي-المسيحي لم ينفصل مرة عن التناقض الدرزي الداخلي، أو عن التناقض المسيحي الداخلي. يبقى أنّه، وبنتيجة الحرب اللبنانية، ساد الإعتقاد بشكل أو بآخر، أنّ زعامة جنبلاط استطاعت تحقيق نوع من الإجماع حولها. إنضم معظم اليزبكيين إلى العقد الجنبلاطي، وجرت المحافظة على ثنائية البيتين، آل جنبلاط وآل أرسلان، إنما على قاعدة تكريس التفاوت النوعي بين قوة كل منهما. عمق الأزمة في الجبل اليوم، أنّ ثمّة معارضة درزية موالية لدمشق و"حزب الله" مقتنعة بأنّ البيت الجنبلاطي دخل أزمة هيكلية، بحيث يمكن التخفف من هيمنته الشاملة على الطائفة، إن لم يكن الذهاب الى أبعد. عمق الأزمة هذا لم يصنعه باسيل، لكنّه أجّجه بإعادة الوصل - كما في القديم - بين التناقض المسيحي- الدرزي وبين التناقض الدرزي الداخلي، على طريقته. وهذا جزء من خطورة باسيل: قدرته على خوض المعركة ضد الجميع، و"خرق" الجميع في الوقت نفسه. واللبّ في هذه الخطورة أنّ باسيل يدرك أكثر من سواه، من بعد ميشال عون، هذا التوتر الجوفي من اتفاق الطائف لدى شريحة واسعة من المسيحيين، لكنّ بديله هو تحميل هذا الإتفاق حمولة زائدة طوال الوقت. يشبه باسيل عون في الكثير، لكن الأخير ظل مشدوداً للصورة الوردية عن الجمهورية الأولى. أما الباسيلية فهي العونيّة محرّرة من هذه الصورة الوردية. هي العونية الدائمة. لا يلغي ذلك خطر الوقوع في المطبّ الآخر، مطبّ "رهاب الباسيلية" أو الباسيلوفوبيا. فالرجل يستبيح تصدّعات وتناقضات ينبّتها الواقع اللبناني المفتقد أكثر فأكثر إلى مترتبات العقد الإجتماعي، لكنّه لا يخلق هذه التناقضات. الرجل يستخرج "الباسيلية" من واقع الجماعات اللبنانية نفسها.

 

عون يغطِّي باسيل؟ 

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 03 تموز 2019

مقالات خاصة«سَرطانان» يفتكان بالوطن: التوطين والفساد!اللامبالاة والشعور باليأس يُهدِّدان الخصوصية الرقميةإستمرار إنخفاض إحتياطي مصرف لبنان قد يؤدي إلى تآكل الثقة في النظام الماليالمزيدلا يُحسَم الجدل حول السؤال الآتي: إلى أي حدٍّ يبتعد الرئيس ميشال عون أو يقترب من النهج الذي يعتمده الوزير جبران باسيل؟ ويقول البعض: في حقيقة الأمر، باسيل هو سرّ الرئيس. إنه صهرُه بدرجة القرابة العائلية، لكنه ابنه في السياسة والحزب. وعليه ينطلق المثل: الإبن سرّ أبيه!

في اعتقاد الكثير من خصوم باسيل أنّه يعتمد أسلوب عون نفسه في تكريس الزعامة وبلوغ الرئاسة. ويجدر التنويه بأنّ حالة عون الزعامتية خاصة جداً.

فالشخصيات المارونية التي أنشأت زعامات حقيقية، على مدى نصف القرن الفائت، تنتمي إلى واحدة من فئتين: إمّا فئة الوراثة السياسية، كأحزاب الكتائب والأحرار والزعامات المناطقية، وإمّا فئة التنظيمات المسلحة كـ«القوات». أما تلك التي لم تستند إلى الوراثة أو الميليشيا فبقيت محاولاتها محدودة التأثير جماهيرياً، ولو وصلت إلى بعبدا من المجلس النيابي أو من قيادة الجيش.

وحده العماد ميشال عون خرق القاعدة. لم يرث الزعامة المسيحية ولم يصل إلى الرئاسة من تنظيم مسلّح، بل استطاع، انطلاقاً من موقع قيادة الجيش، أن يصبح زعيم المسيحيين الأقوى، بدءاً بموقع رئيس الحكومة الانتقالية في نهاية الثمانينات، ثم المنفى السياسي وزعامة «التيار الوطني الحرّ»، فرئاسة الجمهورية.

ما من أحد سبق عون في هذا المسار الاستثنائي. ولكن، هناك واحدٌ يلحق به هو الوزير باسيل. فهو يعتمد استراتيجية الصعود إيّاها. كما يستند إلى الطاقات التي يوفّرها عون ليصعد إلى الزعامة والرئاسة.

لكنّه بالتأكيد لا يشكّل كالرئيس عون حالةً زعامتية استثنائية، بل حالة تقليدية. إنه ينتمي إلى فئة الزعامات الموروثة. وأياً تكن التفسيرات لصعوده، فإنّه بالتأكيد ثمرة خلافة عون على رأس «التيار»… وربما في رئاسة الجمهورية لاحقاً.

الذين يعرفون باسيل يصفونه بأنّه مهندس ديناميكي وماهر وبراغماتي. وهو لذلك يستوحي مسيرة عون تماماً ويستوعب كل الطاقات التي وُجِدت بين يديه. وفي هذا المجال يقول أحد العارفين: بعض الورثة يضيّعون الميراث ويفرِّطون به. وأمّا باسيل فهو يعرف تماماً كيف يحافظ عليه ويزيد فيه ويستثمره.

حتى خصوم باسيل يعترفون بديناميته. وفي اعتقاد البعض أنّ ذلك فتح له الباب ليدخل نادي الزعامة. ولكن، في رأي البعض الآخر، القول إنّ باسيل قادر على استثمار الإرث العوني وتكرار مسيرة عون ليس محسوماً، إنّه دقيق. فالمبالغة التي يعتمدها الرجل قد تنقلب في غير مصلحته، وربما تطيح الإمكانات التي وفّرها عون على مدى عقود. وثمة مَن يعتقد أنّ عون نفسه يخشى هذا الأمر. ولكن، يسأل آخرون، ألم يمرّ الرئيس عون، خلال صعوده السياسي، بتجارب قاسية أكثر بكثير من تجارب باسيل؟ وإذا كانت معارك باسيل تقتصر على «الفيديوهات» المسرّبة والتصريحات والحوادث المتفرقة، فإنّ مسيرة عون كانت قاسية ومرّت بها الحروب مع سوريا و«القوات اللبنانية».

في أي حال، يبدو أنّ رئيس الجمهورية قد أعطى باسيل «كارت بلانش» ليتحرّك في القوة والاتجاه اللذين يوفّران له امتلاك الزعامة المسيحية الأولى وحظوظ الرئاسة. وهذا واضح منذ اليوم الأول من العهد، إذ أطلق يده في مواجهة الخصوم الواقعيين والافتراضيين في الطوائف الأخرى والمنافسين في الوسط المسيحي، وتحديداً رئيسي «القوات» الدكتور سمير جعجع و«المردة» سليمان فرنجية.

حاول جعجع مراراً أن يشتكي باسيل لدى عون، فكان يُقال له: أنا الرئيس فوق الجميع. مشاكلكم السياسية والحزبية اجلسوا معاً وحلّوها في ما بينكم. وبعث الرئيس برسالة واضحة تدعم باسيل، فهو مستهدف لأنّه «رأس السبق» الرئاسي.

يميل باسيل إلى أسلوب الجولات الشعبية ليفتح المعارك. قبل عام كان «الفيديو» البتروني، الذي أثار الرئيس نبيه بري فاشتكى في بعبدا، لكن الرئيس لم يكسر خاطر باسيل. وقبل أسابيع، اشتكى الرئيس سعد الحريري من كلام الوزير في تل ذنوب، لكن عون أيضاً لم يكسر خاطره. واشتكى جعجع من جولة باسيل في بشرّي، لكن عون لم يتدخّل.

واليوم، يشتكي جنبلاط، على خلفية أحداث الأحد، لكن الرئيس لا يجد في تصرّف باسيل ما يبرّر الشكوى. لكنه، نصحه بإلغاء زيارته المقرَّرة الى طرابلس. فالجو لا يتحمُّلها، لا سياسياً ولا أمنياً.

إذاً، يعتمد عون نهجاً دقيقاً إزاء باسيل. عملياً هو يرعاه ويوفّر له الطاقات والعلاقات والتغطية الكاملة ليكون الزعيم المسيحي الأقوى في المرحلة الآتية، ويفتح أمامه الأبواب ليكون خليفته في رئاسة الجمهورية. لذلك، هو يصمّ الأذنين عن كل اعتراض أو شكوى تَرِدُ من الخصوم والمنافسين.

لكنه يحاذر أن يرتكب الرجل خطأ «استراتيجياً» لا يُصحَّح، ويؤدي إلى ضرب العهد وحرمان باسيل أي فرصة مستقبلية. ومعروفة أبواب هذا الخطأ «الاستراتيجي» الذي يمكن أن يشكّل مقتلاً. وضمن هذه الدائرة، يمنح عون تغطيته لباسيل ولا يندم.

وقد يتحدث البعض عن فكّ ارتباط سياسي بين عون وباسيل، بسبب اختلاف الموقعين. لكن الوزير نفسه أحبط هذه المقولة عندما رفع في الانتخابات النيابية شعار: «صوِّتوا لنا… صوّتوا للعهد». وقد تتكرّس الأدوار مقلوبة في الانتخابات الرئاسية المقبلة عندما يرفع عون شعار: «صوِّتوا لنا… صوِّتوا لباسيل»!

 

«سَرطانان» يفتكان بالوطن: التوطين والفساد! 

ريمون شاكر/جريدة الجمهورية/الأربعاء 03 تموز 2019

مقالات خاصة«سَرطانان» يفتكان بالوطن: التوطين والفساد!اللامبالاة والشعور باليأس يُهدِّدان الخصوصية الرقميةإستمرار إنخفاض إحتياطي مصرف لبنان قد يؤدي إلى تآكل الثقة في النظام الماليالمزيد

فـي الوقت الذي يدرس نصف مـجلس النواب موازنة 2019 فـي لـجنة الـمال، والتـي درسها وزراؤهم فـي الـحكومة طوال عشرين جلسة، وإلى حيـن الانتهاء من الدراسة ثـمّ الـمناقشة الإستـعراضية، فـي الـمجلس وأمام الشاشات، يكون عدد اللاجـئيـن الفلسطينيـيــن والسوريــيـن قد زاد حوالـى 8000 لاجئ، وهو عدد الأطفال الذيـن سيولدون فـي هذه الفتـرة. وتكون قيمة الأموال الـمنهوبة فـي الدولة قد إرتفعت 600 مليون دولار، إذ تُقدَّر كلفة الفساد حوالـى 5 مليارات دولار فـي السنة، وتشمل هذه الكلفة خسائر القطاع العام جرّاء الـهدر والنهب والتهـرّب الـجمركي والضريـبـي والـمناقصات الصوريّة والتوظيف العشوائي للأزلام والـمحاسيب فـي الوزارات والإدارات العامة والبلديات.

فـي كل حال، أدرسوا ما شئـتـم أيـها النواب، ولكن تذكّروا أنه لـم يبق من السنة سوى أقلّ من ستة أشهر، وعليكم تـحضيـر موازنة 2020، وإيـجاد حلول سريعة للوضع الإقتصادي والـمعيشي الذي ينذر بكارثة إجتـماعية، وللسرطانيـن اللذيـن يفتكان بالوطن: التوطيـن والفساد.

إنّ حديث السيّد حسن نصرالله عن النازحيـن والتوطيـن جاء بـمثابة تـحذير واضح من الـخطر الذي سيواجه لبنان فـي الـمستقبل القريب، بعدما أصبح 50 فـي الـمئة من سكانه من الفلسطيـنيـيـن والسوريـيـن.

قبل إعلان «صفقة القرن»، وبـحكم الأمر الواقع، إستوطن الفلسطيـنـيـون لبنان منذ 71 سنة، وهم باقون فيه، لأنّ اليهود الصهاينة إغتصبوا أرضهم، واستوطنوا فيها، ولأنّ حقّ الـعودة سقط، وسبق أن أعلن ذلك أكثـر من مسؤول فلسطيـنـي.

أمّا السوريون، فـهم موجودون عندنا منذ 8 سنوات، ويتكاثرون بشكل تصاعديّ. فالـخصوبة العالية فـي مـخيّمات اللاجئـيـن لا يـمكن إيقافـها، ولا يـمكن لأيّ سياسة أن تـحدّ من ولادات السوريـيـن، ما يـجعل عدد الولادات السنوية بيـن اللبنانيـيـن والسوريـيـن شبه متقاربة، وإذا احتسبنا ولادات الفلسطيـنيـيـن يصبح عدد ولادات اللاجـئيـن أكبـر من ولادات اللبنانيـيـن.

لقد سـمّينا السوري باللّاجئ عمداً، لأنّ هناك خطأ شائعاً يردّده السياسيون ومعظم الناس، فيسمّون الفلسطيـنـي باللاجئ، والسوري بالنازح. فيـما الإثنان لاجئان، وخطر توطينهما متساو. فالنازح هو الشخص الذي يتـرك منطقته ويتوجه إلى منطقة أخرى ضمن البلد نفسه. والعوامل التـي تدفعه إلى النـزوح كثـيـرة، لكنّ أهـمّها انعدام فرَص العمل والتعليـم والفقر. وفـي الغالب يعود النازح إلى منطقته الأصلية فـي حالة انتفاء عوامل الدفع، لأنه لا يزال فـي بلده.

أمّا اللاجئ، فهو الشخص الذي يتـرك بلده إلى بلد آخر خوفاً على حياته (كما حصل مع الفلسطيــنـي والسوري)، ولا يتـمّ اللـجوء إلّا بـموافقة الدولة الـمستقبِلة له. هذا اللاجئ لا يعود بسهولة إلى بلده إذا طالت فتـرة لـجوئه، لأنه يعتاد على نـمط معيّـن من الـحياة ويتأقلـم مع الـمجتمع الـمُضيف، وخصوصاً إذا توفّرت له سبل حياة أفضل من الـحياة فـي وطنه الأمّ.

إنّ الأطفال السوريـيـن الذين يولدون فـي لبنان، ويتعلّمون فـي مدارسه، وغداً سيعملون فـي مؤسّـساته، ويأكلون من خيـراته، ولم يعرفوا شيئاً عن وطنـهم، لـن يعودوا طوعاً إلى سوريا، لا هم ولا أهلـهم، مهما كانت التطمينات.

لقد ربطت السلطات الروسية عودة اللاجئيـن السوريـيـن بإعادة إعمار سوريا، وربط الـمجتمع الدولـي عودتـهم بالـحلّ السياسي، فـهل يـمكن أن يــنـتظر لبنان عشرات السنيـن، كما انتظر يائساً عودة الفلسطينيـيـن؟

لا يكفي أن تكون مقدّمة الدستور قد أكّدت على رفض التوطيـن، ولا يكفـي أن يصرّح الـمسؤولون أنـهم ضد التوطيـن، كما يـجب عدم الإكتفاء بقول الرئيس بشار الأسد إنه «يرحّب بعودة النازحيـن ويضمن أمنهم وأمانـهم». بل يـجب وضع خطة لبنانية - سورية مشتـركة بغطاء روسي وأميـركي، وبإشراف الأمـم الـمتحدة، تبدّد مـخاوفـهم وهواجسهم وتقدّم لـهم مساعدات وإغراءات مالية مقابل عودتـهم إلى ديارهـم.

إنّ حجم الـخسائر الإقتصادية التـي لـحقت بلبنان نتيجة أزمة اللجوء السوري بلغ حوالـى 25 مليار دولار، بيـنما لـم يـحصل لبنان إلّا على حوالـى 11 مليار دولار على شكل مساعدات. وانـخفض الناتـج الـمحلي من 8 في المئة عام 2011 إلى أقلّ من 1 في المئة عام 2019، وازدادت نسب البطالة والفقر والـهجرة إلى مستويات كارثية.

إنّ توطيـن الفلسطيـنـيـيـن صار واقعاً مفروضاً وإن مرفوضاً، والـخوف أن يصبح توطيـن السوريـيـن مطلوباً ومفروضاً.

أمّا السرطان الثانـي الذي يفتك بالوطن وينـخر لـحمه وعظمه وموازناته وإيراداته، هو الفساد الـمتغلغل فـي كل مفاصل الدولة. فعلـى الرغـم من أخبار الإثراء غيـر الـمشروع واستغلال النفوذ التـي تضـجّ بـها الـمجالس اللبنانية، لـم تُشكَّل حتـى الآن الـهيئة القضائية العليا لـمحاربة الفساد، ولـم يُطبّق قانون من أين لك هذا؟

سنكتب عن موضوع الفساد مطوّلاً فـي مقال آخر لضيق الـمجال، ولكن الـمشكلة كما وصفها أحدهم: فاسدون ضد الفساد، وأغبياء ضد الـجهل، ومنـحرفون ضد الرذيلة. تلك معالـم مشهد بات يـتكرّر بانتظام.

 

باسيل وجنبلاط: الأخطاء المقصودة

نبيل الخوري/المدن/03 تموز 2019

في السياسة، يقوم الزعماء أحياناً بخطوات، ويتخذون قرارات، يكون عنصر الخطأ فيها واضحاً وجلياً وبديهياً. قد يظن المواطن أن لدى هذا الزعيم حسابات خاطئة، أو معطيات غير دقيقة، قادته إلى اتخاذ الخيار الخاطئ. وربما يبرر له الخطأ مستذكراً مقولة منسوبة إلى لينين: "من لا يعمل لا يخطئ". طبعاً، "جلّ من لا يخطئ". لكن قد يفوت المواطن أن الزعيم لديه من الدهاء والحنكة بما يكفي لعدم الإقدام على خطوة غير محسوبة. لا يمكن لزعامات سياسية طائفية نجحت وستنجح في التربع على عرش القيادة لعقود، أن تفعل فعلاً عشوائياً. هذه الزعامات هي من الطراز الذي لا يرتجل كلامه وأفعاله. بل تحسب حسابات دقيقة وتفكّر مسبقاً ليس فقط بنتائج أفعالها بل بنتائج النتائج. وعليه يعمل كل زعيم على تحديد أهدافه بما يخدم مصلحته. وهي أهداف لا يمكن تحقيقها إلا بارتكاب خطأ عن سابق تصور وتصميم. أي عن قصد.

تراكم الأخطاء

يتعلق الأمر طبعاً، بخطأ وفقاً للمعايير الأمنية. فإقفال طريق لمنع زيارة خصم بالسياسة يُعتبر إخلالاً بالأمن، وهذا خطأ يُرتكب في بلد ديموقراطي يحترم الحريات. وهذا ما حصل في قبرشمون وكفرمتى في منطقة الجبل يوم الأحد الماضي احتجاجاً على جولة الوزير جبران باسيل، وأدى إلى استفزازات سياسية درزية ـ درزية، أوقعت قتلى وجرحى.

ويتعلق الأمر بخطأ وفقاً للمعايير الحقوقية. فمنع مواطن من الإقامة والسكن في منطقة مسيحية فقط بسبب انتمائه للطائفة الشيعية، هو خطأ لأنه يكرس تمييزاً مخالفاً لأبسط حقوق المواطن اللبناني، حتى ولو جرى تبريره بمخالفات أخرى، معهودة لكن مرفوضة. وهذا خطأ ارتكب في منطقة الحدت منذ عدة أيام.

كما يتعلق الأمر بخطأ وفقاً للمعايير الطائفية. ذلك أن توجيه خطاب سياسي يذكّر بويلات ومصائب الحرب الأهلية الطائفية، ليس في اجتماع حزبي روتيني، بل خلال جولة سياسية إلى المنطقة التي وقعت فيها تلك الويلات والمصائب، يُعتبر أيضاً بمثابة الإخلال بالأمن، لأن من شأنه أن يثير حتماً النعرات الطائفية، وأن يزعزع بالتالي الاستقرار والسلم الأهلي. ناهيك عن أن تبني هذا الخطاب يأتي في سياق خطوات سياسية متسارعة، يُراد منها نسف التوازن السياسي الطائفي القائم في الجبل. وكل هذا يمثل خطأً في بلد يجب أن تُعطى فيه الأولوية للحفاظ على التوازن، ولتعزيز المصالحة الوطنية بعد الحرب، ولتنمية ثقافة الانفتاح وتقبّل الآخر، بعيداً عن أحقاد الماضي التي كانت عواقبها كارثية على الجميع.

اليوم، تنطبق نظرية الخطأ المقصود بالضبط على زعيمين. هما جبران باسيل ووليد جنبلاط. لدى كل منهما حساباته وغاياته. ويبدو أنهما لا يجدان سبيلاً لتحقيقها إلا بواسطة الأخطاء المقصودة. ممارساتهما لا تعني شيئاً آخر سوى فبركة المناخ الملائم لتعزيز وضعية وشعبية كل منهما في صفوف طائفته. جنبلاط يقوم بذلك في إطار رد الفعل ضد محاولات تحجيمه سياسياً داخل طائفته، وعلى الصعيد الوطني. وباسيل يقوم بذلك في إطار محاولات تهدف لتعزيز حجمه السياسي مسيحياً ووطنياً.

اللعبة الطائفية

هذا المناخ لا يتوفر إلا بمناورات خطابية، وباستعراض قوة في الميدان. فجبران باسيل يتمسك بخطابه السياسي الطائفي، مستدرجاً زعيماً مثل وليد جنبلاط وغيره إلى رد الفعل، وإلى مهاجمته. ويمارسه في الحكم، لا سيما في ما يتعلق بالإدارة والتعيينات، بشكل يعطي الانطباع بأنه يثأر من خصوم الأمس، أي بعض (وليس كل) أولئك الذين استفادوا من حقبة الوصاية السورية على حساب تهميش المسيحيين، ما يثير اعتراض الخصوم وينمّي مشاعر العداء ضده لدى أنصار هؤلاء، مثل أنصار جنبلاط. في المقابل، يوجّه وليد جنبلاط انتقادات كلامية حادة إلى باسيل، بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي. ثم يترك أنصاره يقطعون الطريق أمام جولة باسيل في الجبل، فيرد عليه الأخير بهجوم مضاد، كاتهام جنبلاط بالإفلاس السياسي. والنتيجة تكون أيضاً بإثارة غضب جمهور وأنصار "التيار الوطني الحر" ضد جنبلاط. والعكس بالعكس.

إصرار هذين الزعيمين على هذه اللعبة السياسية الطائفية، يعني أنهما يتمسكان، بحكم الواقع، بأفعال خاطئة، لأنها مربحة لهما في منظور الربح الطائفي الضيّق. ويدل على أن كل منهما ينتظر بفارغ الصبر انتقاد الآخر له. فيغدو الانتقاد أو الشتيمة هدية سياسية وليس صفعة. وهذا الإصرار يظهر أنهما لا يريدان بذل أي جهد جدّي لوضع حد للانقسام السياسي والأهلي العبثي. ويشير إلى أن كل منهما لا يكترث إطلاقاً إلى رأي مواطني الطائفة الأخرى به. لا بل إن سُخط هؤلاء منه وحقدهم عليه باتا وكأنهما ضرورتان لنيْل رضا مناصريه وزيادة محبيه وأتباعه في أوساط طائفته، خصوصاً المتزمتين والمتشددين. وكأنهما استسلما لمعادلة الصراع الطائفي والمذهبي الذي يجرف منطقة الشرق الأوسط، بدلاً من التفتيش عن مصادر التلاقي بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"التيار الوطني الحر". تلاقٍ يمكن بناؤه على أسس علمانية، من المفترض أن كلا الحزبين يؤمن بها، وهو ما يجنّب البلاد والمواطنين أجواء احتقان ومآسٍ، كتلك التي وقعت في الجبل أخيراً، والتي من الممكن أن تتكرر لاحقاً إذا تمسك الزعماء بسياسة الأخطاء المقصودة.

 

برّي في "الجهاد الأكبر" لإعادة التوازن.. وجنبلاط خط أحمر

منير الربيع/المدن/04 تموز 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76354/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d9%91%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83/

لا ينضب أوكسيجين الرئيس نبيه برّي. كثر يحاولون قطع أنفاسه سياسياً، لكنهم في النهاية يجدون أنفسهم لديه، بحاجته. يلجأون إلى "مطبخه"، فهو يعمل على إعداد وصفات، لا تضعف أي فريق، ولا تسمح للآخر بالاستقواء، خصوصاً بعد إبرام التسوية الرئاسية.

مرجعية حزب الله

يعلم الرئيس نبيه برّي، أن الدور الذي يأخذه وزير الخارجية جبران باسيل، ليس بناء على قوته أو فطنته. يستمد الرجل قوته من ظروف عائلية، ومن الثقة التي يمنحه إياها رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى استناده إلى تحالف أساسي واستراتيجي مع حزب الله، ويحظى بقبول واسع في الشارع المسيحي. أهمية الدور الذي يلعبه باسيل، تتجلى في إرساء دور حزب الله كمرجعية عليا لشؤون البلد ووجهته. أي تكريسه حكماً ومقرراً، وفق أسلوب التلاعب الذي انتهجته "الوصاية" السورية أيام وجودها في لبنان، حين كانت تعمل على زرع الشقاق أو إيقاع الخلاف بين القوى السياسية، التي تضطر للذهاب إلى عنجر، لتقديم شكواها وخطب ودها.

اليوم يتم تضخّيم دور باسيل إلى حدّ بعيد، على نحو يتم توصيفه أنه حاكم البلاد، يصول ويجول وفق ما يشتهي. لعلّ المنزعجين منه يلجأون إلى الحزب للتقدم بشكواهم. هذا الدور المضخم لباسيل، يخدم حزب الله، الذي لا توجه إليه السهام السياسية، ولا يأتي أحد على ذكر السلاح غير الشرعي، بل يتلهى الجميع بردّ الصفعات الموجهة عبر باسيل، من دون أن يكون الحزب بالواجهة. يجيد باسيل أداء وظيفته هذه، ويعمل على المراكمة لصالحه بجريرتها. وفيما يلجأ البعض بشكل مباشر إلى الحزب لتقديم شكواه، يلجأ آخرون إلى الرئيس نبيه برّي، الذي يجيد أيضاً لعب دور "الإطفائي"، والذي يمثّل عقل حزب الله المفاوض في الداخل، وفي العلاقات بين مختلف القوى، على غرار دوره الذي أوكله إليه الحزب في التفاوض مع ديفيد ساترفيلد في عملية ترسيم الحدود.

ثبات عين التينة

إتقان برّي معروف ومشهود، هو من الحريصين على الثوابت وحفظها، يمثّل ملجأ ومرجعاً للجميع، وكل ما يقدم عليه، لا يخرج عن رؤية الحزب، ولا يتعارض مع مصلحته. كل الطموحات التي برزت لدى بعض القوى بعد التسوية الرئاسية (ومن بينهم باسيل تحديداً)، في محاولة لتحجيم نبيه برّي باءت بالفشل. كان الرجل يعلم ما هو آت، وقال بعيد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية "الآن، حان وقت الجهاد الأكبر". كان يعرف رئيس المجلس ما يرمي إليه، والصعاب التي تنتظره. وفيما طمح التيار الوطني الحرّ إلى احتكار لعبة توزيع المغانم والمكاسب، خصوصاً في مرحلة تشكيل أولى حكومات العهد، وجد نفسه محشوراً في زاوية برّي الذي تولى التفاوض باسم قوى 8 آذار، ونجح برّي في تحقيق ما يريد. أيقن التيار الوطني الحرّ أن معركته مع برّي ستكون خاسرة، لكنه لم يتوان عن محاولات استهداف دوره، كما ظهر في الفيديو المسرب للوزير جبران باسيل: "نبيه برّي البلطجي". فما كان منه إلا أن عاد ولجأ إلى عين التينة مسترضياً، لعلمه أن لا قراريُتخذ من دون رضى برّي. وفيما يتكئ باسيل على قوة حزب الله، يستند برّي أيضاً على قوة الطائفة والحزب. والأخير يبتغي الحفاظ على توازنات الضعف إزائه لدى الجميع.

صحيح أن حزب الله "تمدد" على حساب برّي في تمثيله الشعبي، بفعل القانون الانتخابي النسبي، لكن أوراق برّي لا تنفد، وحبره لا يجف. يلعب دور التهدئة، وإن كان على معارضة مع بعض حلفائه، من دون الخروج على الستاتيكو الذي يرسمه حزب الله.

برزت إشكالية التوازن، في الصدام الأخير الذي وقع بين حزب الله والحزب التقدمي الإشتراكي. فعندما يشذّ جنبلاط عن قاعدة الستاتيكو ويهاجم حزب الله بطريقة أو بأخرى، يعمل برّي على تصويب البوصلة، كي يحصر النزاع ويوجهه نحو رئيس الجمهورية ووزير الخارجية. مثالاً على ذلك، تدخل برّي بعد تصريح جنبلاط حول مزارع شبعا، طالباً منه الإقلاع عن هذه التصريحات والتزام الهدوء. جنبلاط أيضاً يعرف متى يقدم ومتى يحجم. يكوّن مع برّي ثنائياً قلّ مثيله.

قواعد اللعبة

يعلم جنبلاط أنه عندما تشتد محاصرته، أن هكذا فعل لا يتم من دون رغبة حزب الله. لذا، يلجأ إلى توجيه سهامه تجاه الحزب مباشرة. وهذا الأمر تحديداً لا يحتمله الحزب، ويفضّل أن يبقى بمنأى عن الاستهداف السياسي. وهنا يتدخل الرئيس نبيه بري، كما حدث في مواقف عديدة استهدفت حزب الله. وهذا ما يمكن استخلاصه من خلال العشاء الذي يجمع بري بجنبلاط والحريري.

وحتى هذه الاجتماعات لن تؤدي إلى إضعاف باسيل أو تطويقه، طالما أن حزب الله يستفيد منه إلى هذه الدرجة. إنما تأتي في سياق الحفاظ على "الستاتيكو" القائم، وعلى قواعد اللعبة الواضحة وشروطها بعدم خروج أي طرف منكسراً. فباسيل سيبقى على قوته طالما الظروف تفرض ذلك، ويسدي الخدمات الاستراتيجية للحزب، ويتلقى بصدره كل الغضب بدلاً منه.. مقابل أن يكون من الممنوع كسر جنبلاط. منطق التوازن سيبقى مستمراً. لكن بالتأكيد، مبدأ تطويع باسيل أو تطويقه لن ينجح بمثل هكذا اجتماعات فقط، خصوصاً أن لكل طرف حساباته ومصالحه وارتباطاته. إضعاف باسيل يبدأ من تجريده من أسلحته التي يستخدمها لتعزيز شعبيته وعصبية جمهوره، ومواجهة نشاطه وحيويته بنشاط مضاد وحيوية معاكسة ومضاعفة، والمبادرة إلى اقتحام ساحته، كما هو يتسلل إلى كل الساحات.

 

فلتكن حرباً أهلية عظيمة

جهاد بزي /المدن/04 تموز 2019

تعالوا نتحارب.

يلتقي أولئك، جميعهم، في البرلمان ويقررون فتح باب الحرب الأهلية لثلاثة أشهر، مرة واحدة وأخيرة.

نشاط جماعي نفرّغ فيه أحقادنا وطاقاتنا كافة. كل ما التبس علينا من نهاية الحرب الأهلية الأخيرة. مخاوفنا الدفينة. طائفيتنا. عنصريتنا. شوفينيتنا. صورنا الموهومة عن جماعتنا وعن جماعات الآخرين. تصوراتنا عن تاريخ بلدنا وحاضره وما نريده من مستقبله، ومستقبلنا. نضع كل أوراقنا على الطاولة، ونطلق صراخ الحرب. والجماعة التي  تفني كل الباقين، تعلن انتصارها الأبدي، وينقضي الأمر. الله يعلم كم جرّبنا ولم ننجح. جربنا أن نتبادل الحب والعناق والأحلام، ووجدنا أننا نتكاذب. التجريب المستمر منذ 29 سنة على نهاية الحرب أرهقنا، وأودى بنا، في ما أودى، إلى انهيار تام وشامل. سياسي وأخلاقي وثقافي واقتصادي. سقف الأمنيات الآن هو البديهيات، الكهرباء والماء والمدرسة والمستشفى. أقل الثقة بالحيز العام. أقل الإيمان بالدولة ومن يديرها. سقف الأمنيات أن لا يموت الأطفال برصاص احتفال طائش. وأن يتعلموا ولا ويذلوا إذا ما عجزنا عن تأمين أقساطهم. ألا يرتفع السلاح كلما غضب أرعن، زعيما كان أم عنصرا عند الزعيم. ألا يظل هذا السلم الأهلي هشاً إلى الأبد. أن نفهم، على الأقل نفهم، كيف تدور البلد بنا وندور بها. والسقف يهبط.

لقد فشلنا، زعماء وطوائف. فلنضع حدا لكل هذا. نستأصل الهشاشة من السلم الأهلي، ونعلن الحرب العظيمة. ولأن الحروب بطبيعتها قذرة، فكل شيء فيها مباح. بل إنها لن تنجح ما لم تقم على الإباحة. الإبادات الجماعية. الترحيل القسري. أفران الغاز. يمكننا أن نستلهم من التاريخ القريب كما البعيد، وسنكون خلاقين كما اعتدنا كلبنانيين. سيجري الدم غزيرا وسيكون دمار ودموع وجوع. لكنها تضحية واجبة علينا جميعا من أجل لبنان. حتى الجماعات التي ستفنى ستكون شهيدة قيامة البلد من رماده. الجميع سيكونون شهداء لبنان، بلا قتلى. وفي النهاية، لن تبقى إلا جماعة واحدة، متجانسة جينيا وسياسيا ودينيا وعرقيا. وستعيش مع نفسها سعيدة إلى الأبد. الفرقة الناجية ستتمدد على طول البلد الصغير وعرضه. لا أحد فيها يخاف من أحد. لا زواج مختلطا، ولا حاجة إلى قبرص. لا لبنانيات يطالبن بانتقال جنسيتهن إلى أبنائهن. لا خلاف على التاريخ ولا على كتابه. لا انتخابات حتى ولا فراغ ولا تصريف أعمال. لا فروع للجامعة اللبنانية بحسب الطوائف ولا توظيف بناء على المساواة بين المذاهب. لا نقاش يدور حول كمية ونوعية. ستكون الكمية هي نفسها النوعية، وكبير القبيلة الأوحد يقرر عنا وعنها الأنسب لنا، وهو الأعلم بنا، ولا أحد ينافسه علينا.

إلى الحرب. يجب أن نحدد الوقت سلفا، ونمنع تجديدها أو تمديدها لمرة استثنائية واحدة. ولتكن حرة تماما، من دون أن يشرف عليها أحد. يمكن من أحب الاستعانة بدول أخرى، لكن العالم فقد اهتمامه بالبلد الذي انقطع عن أي أهمية، حتى باتت الصورة الأخيرة المحفوظة عنه هي تلك التي دفن فيها تحت نفاياته.

هذه لحظتنا المؤاتية لحسم الأمر. ليس علينا إلا تحديد ساعة الصفر ثم ننفلت بعضنا على بعض، بالصورايخ والقنابل والرشاشات والسكاكين والأسنان والأظفار. غابة والبقاء فيها للأشرس. فلتكن حربا ولتكن عظيمة. فلندخل الغرفة المعتمة ونفتح الستائر ونوقظ هذه النائمة. نوقظها، وليلعننا الله. أي لعنة جديدة لن تكون أسوأ من هذه التي تلتف حول أعناقنا، منذ ما شاء الله وشئنا.  

 

الإيقاع وضابطه

سناء الجاك/نداء الوطن/03 تموز 2019

"ولّى عصر الميليشيات" قالها وزير "حزب الله" في الحكومة محمود قماطي في دارة خلدة، ليضع أمور الدولة اللبنانية التي يمسك حزبه بمفاصلها في النصاب المناسب له، ويحدّد سقف تحرّك "المعسكر" المعادي لحالة الزعيم الدرزي الأول وليد جنبلاط ويشرعنه بغطاء الإجراءات الأمنية والقضائية الاستنسابية التي يفترض أن تؤدي غايتها من الترويض المطلوب لمعقل الجبل المستعصي حتى تاريخه على التركيبة السياسية الجديدة التي أفرزت التسوية الرئاسية.

قماطي أعلن أن العودة الى خرق الأمن لا تجوز. في حديثه بدا واضحاً ان هذه العودة لفريق بعينه وليس الأفرقاء الآخرين، هي ما لا يجوز، مشدداً على ان ما يهم الحزب هو "الاستقرار". والأمر صحيح، لكن أي استقرار؟

لب الموضوع هذا يعيدنا الى زيارة سابقة لقماطي، الى الجاهلية، مطلع كانون الأول الماضي، لتعزية رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب بمرافقه الراحل محمد أبو ذياب، الذي قتل خلال مواجهة مع قوى الأمن الداخلي، ولا يزال الغموض يشوب التحقيقات المتعلقة بالحادث.

حينها أكد قماطي أن "حزب الله" قام بجهد "لوأد الفتنة وإعادة الاستقرار"، وذلك بعد جملة ارتكابات لمسلحي "التوحيد العربي" وصلت الى المختارة، داعياً "الأطراف المعنية كافة إلى أن يتعاونوا ويعملوا على قاعدة الحرص على البلد"، وشدد على أن "الاستقرار في الجبل هدف أساسي ولنا سياسة ثابتة له".

حينها كان وهاب مطلوباً للتحقيق، وغريمه جهاز أمني، اعتبر قماطي انه اتخذ قراراً خاطئاً، ولم يعلن أنه "لا بد من المسارعة الى توقيف الجناة"، أو أن "عصر الميليشيات" التي يموّلها حزبه قد ولى، فميليشيا "التوحيد العربي" بكل عدتها وعديدها لا تشكل تهديداً للاستقرار ولا تؤدي الى الفتنة في الجبل.

في الجاهلية قال قماطي ان "الحزب لا يتدخل في مواقف حلفائه بغض النظر إن كان يؤيدها أم لا"، في معرض رده على تحميل وهاب رئيس الحكومة سعد الحريري مسؤولية مقتل أبو ذياب.

اما في خلدة، فقال: "لا نتدخل في التحقيق ولا في القضاء، ونتدخل في عدم التأجيل والمماطلة، والجبل أمانة في عروقنا".

هذه الأمانة تقتضي من الحزب ضبط إيقاع الاحداث المتلاحقة منذ الانتخابات النيابية، التي تخلخل المرجعية الجنبلاطية، شرط الّا تطيح التسوية القائمة على التحكم بمسار الدولة نحو المحور الممانع، بعد ان تم ترويض من يجب ترويضه.

من هنا، يمكن الاستنتاج ان جنبلاط قد يكون آخر المطلوب ترويضهم، او قد يتجاوز الامر ذلك الى إلغاء دوره كمرجعية هي الأقوى في الجبل العصي حتى تاريخه على الاختراق بكثير من الحرص والتكتيك. ومن ثم إرساء معادلات جديدة، وذلك عبر استفزاز العمق الشعبي الجنبلاطي ودفعه الى المواجهة لشعوره بأن الهدف من استفزازه إلغاؤه وتصفية حسابات تبدأ من محلياتنا الشعبوية اللبنانية وتمر بطريق الشام والسويداء، وصولاً الى طريق الحرير.

 

الجبهة الشمالية... سوريا والعراق/هناك ساحتان حاليا لمواجهة عسكرية محتملة بين واشنطن وطهران

د. وليد فارس/الإندبندنت العربية/03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76344/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d9%87%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84/

مع احتدام المواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية والنظام الإيراني في المنطقة، لا سيما بعد قيام الأخير بأعمال ميدانية عسكرية تخريبية ضد حلفاء الولايات المتحدة في اليمن والإمارات والسعودية وآخرها إسقاط طائرة "درون" أميركية، وبعدما حشدت إدارة الرئيس دونالد ترمب قدرات عسكرية واسعة، منها حاملة طائرات وسفن حربية وغواصات، إضافة إلى قاذفات بي 52 وبطاريات صواريخ الباتريوت ونشر وحدات خاصة في نقاط عدة من المنطقة، وبعدما نشرت إيران ميليشياتها في طول وعرض العراق وسوريا ودعمت المجموعات الحوثية بالسلاح المتقدم والصواريخ، ينظر المراقبون في واشنطن إلى ما يُسمى بالجبهة الشمالية لخط التماس بين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والمحور الإيراني، بقيادة الباسدران أو الحرس الثوري الإيراني.

الجبهة الشمالية تضم ثلاث دول ولكن ساحتين في المرحلة الحالية. الدول هي العراق وسوريا ولبنان، أما الساحتان، فهما الانتشار الأميركي في سوريا والعراق، والتموضع والتوسع العسكري الإيراني في البلدين.

المنطق الاستراتيجي يقول لنا بوضوح إن الساحة المقبلة للمواجهة بين أميركا وإيران وحلفائهما لن تكون في منطقة الخليج فقط، فهنالك مياه تفصل إيران عن السواحل العربية، ولن تكون بالضرورة في اليمن، لأن التحالف العربي سيدعم بكل قدراته ليحسم الوضع ضد الحوثيين، ولكن بتوقيت معين. أما في الجبهة الشمالية، كما توصف، أي في العراق وسوريا، فهناك انتشار أميركي مباشر.

إن القيادة الإيرانية تهدف إلى زعزعة الوجود الأميركي في سوريا والعراق، وهي تسعى إلى ذلك بطرق مختلفة. المرحلة الأولى ستكون عبر تحرك للمجموعات الأمنية المرتبطة بالميليشيات الشيعية في العراق من ناحية، وتلك المرتبطة بحزب الله والميليشيات المؤيدة لنظام الأسد في سوريا.

القوة العسكرية المنتشرة في العراق كبيرة ومتغلغلة في طول وعرض البلاد، وهي منتشرة في محيط إقليم كردستان وعاصمته أربيل، وهي منتشرة أيضاً في نقاط عديدة في منطقة سهل نينوى وجبل سنجار، وهي أيضاً منتشرة في عمق صحراء الأنبار. أما في المناطق ذات الأكثرية الشيعية، فهذه الميليشيات منتشرة في كل المناطق والبلدات وفي عمق المدن من بغداد وحتى البصرة.

ما نشاهده منذ بضعة أسابيع، هو تقدم هذه الميليشيات، المعروفة باسم الحشد الشعبي والمسيطر عليها من قبل الباسدران، باتجاه مواقع الانتشار الأميركي من قواعد ومراكز مشاة، إضافة إلى تهديد المتعاقدين الأميركيين. هذا وقد علم أن واشنطن قد طلبت من معظم المتعاقدين غير الموجودين في القواعد الأميركية أن يبدأوا الانسحاب من دولة العراق، وهذا إن دل على شيء، فإن هذا القرار يسبق أو يحاول استباق عمليات تقوم بها ميليشيات الحشد والكوادر الأمنية الإيرانية في العراق ضد القوات الأميركية، ولكن بتقديرنا أن هكذا أمر سيصدر مباشرة من طهران، لأنه مرتبط بالاستراتيجية الإيرانية العامة في المنطقة. فإيران لا تريد أن تصيب أميركيين بهجمات تنفذها قواتها العسكرية قبل أن تكون مستعدة لهذه المواجهة في طول وعرض المنطقة، إنما المواجهة آتية لا محال حسب تحليل الأمن القومي الأميركي.

أما في سوريا، فالميليشيات التابعة للنظام تسيطر على خطوط التماس مع مناطق الأكراد، وهي المناطق التي تنتشر فيها القوات الأميركية وتحميها في الوقت ذاته. القوات العسكرية الأميركية الموجودة في تلك المناطق قليلة العدد، لكنها مدعومة بقوة جوية تحمي مناطق شاسعة في سوريا من تقدم ميليشيات حزب الله والنظام، كما ساعدت في السابق قوات سوريا الديمقراطية، بما فيها من أكراد وعرب ومسيحيين، لإزالة جيوب داعش المتبقية.

إن الهدف الأول الذي قد تعتمده طهران في مواجهة القوات الأميركية والحليفة في الجبهة الشمالية السورية العراقية، هو فصل تلك القوات بين الدولتين، بمعنى أن ميليشيات إيران وحلفاءها قد يحاولون السيطرة على الحدود بين العراق وسوريا والأردن ليفصلوا القوات الأميركية الموجودة في سوريا ويعزلوها، فلن يكون لها ممر إلى أي من الدول الخارجية، بما فيها الأردن والعراق. أما في العراق، فالاستراتيجية الإيرانية تحاول أن تحاصر المعاقل الأميركية على الأرض، لكي يتحول أي عمل للطيران الحربي الأميركي إلى عمل من دون فعالية تذكر.

المرحلة الثانية حسب التحليل العسكري الاستراتيجي في الدولتين، هي الإطباق على القوات الأميركية ومحاصرتها بشكل قد يدفع واشنطن إلى التفاوض حول انسحابها، ويكون انسحابها مذلاً للغاية.

الاستراتيجية الأميركية تعتمد الآن على تعزيز نقاط وجودها في العراق وسوريا، وهذا ما يحاول الإيرانيون أن يوقفوه بعمليات إرهابية وتهديدات كما يجري حالياً ومنذ إسقاط الطائرة المسيرة.

الأميركيون سيستعملون طائراتهم بكثافة ويعززون قواتهم في مناطق سوريا الديمقراطية، وقد تكون هناك مفاجأة تأتي من الجنوب، أي من الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة. أما في العراق، فسيكون موقف الحكومة العراقية صعباً للغاية، خصوصاً أن الولايات المتحدة ستُخيّر بغداد ما بين الانضمام إلى القوات الإيرانية أو الإبقاء على تحالفها معها. فإذا لم يتدخل الجيش العراقي في حال هاجمت الميليشيات الإيرانية مواقع الأميركيين، فهذه القوات لن تتدخل أيضاً ضد الأميركيين إذا ما قاموا بمهاجمة ومطاردة الميليشيات المؤيدة لإيران.

أما لبنان، فسيكون الساحة الأخيرة إذا ما اندلعت مواجهة بين حزب الله والقوات الأميركية، ولتلك الساحة سنخصص مقالاً خاصاً.

 

إجابة لسؤال عمره 91 عاماً.. كيف تجند "الإخوان" عناصرها؟

أشرف عبدالحميد/العربية نت/03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76329/%d8%a3%d8%b4%d8%b1%d9%81-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%aa-%d8%a5%d8%ac%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d9%84%d8%b3%d8%a4%d8%a7%d9%84/

منذ نشأتها في العام 1928 أي قبل 91 عاما، كان ملف تجنيد جماعة الإخوان لعناصرها سريا وغامضا، لا يعلم تفاصيله سوى قلة قليلة من قيادات الجماعة، وبعض رموزها.

هذا الملف الشائك كان مليئا بأسئلة كثيرة لا تجد إجابات كافية، حول كيفية تجنيد جماعة الإخوان لعناصرها، وضمهم لصفوفها، وكيفية إقناعهم بأفكارها ومبادئها ومعتقداتها؟ وكيف يصبح هذا العنصر عضوا فاعلا في الجماعة ويجد طريقه للترقي، وربما يصبح أحد قياداتها في المستقبل؟

استقطاب الأشبال

قيادات سابقة بالجماعة ومنشقون عنها كشفوا بعض التفاصيل التي تؤكد أن الجماعة كانت وطيلة تلك السنوات تتغلغل بين قطاعات معينة داخل المجتمع المصري ساعية لاستقطاب الأشبال والشباب، مستغلة في ذلك بعض الثغرات التي تسللت منها لعقول الشباب ونجحت في إقناعهم بأفكارها ومعتقداتها.

ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية وحركات الإسلام السياسي، أعد دراسة حول آليات تجنيد الجماعة لعناصرها، موضحا فيها كافة التفاصيل منذ انضمام العضو وحتى وصوله لأعلى السلم القيادي في صفوفها.

ويقول لـ"العربية.نت" إن جماعة الإخوان تمتلك منهجا في تجنيد الأنصار والأعضاء يعتمد على فكرة أن كل فرد في الجماعة مكلف بعملية التجنيد تحت مسمى الدعوة، مشيرا إلى أن هناك قسما في الجماعة يتولى الإشراف على ذلك يترأسه عضو بمكتب الإرشاد وهو أعلى سلطة تنفيذية في الجماعة، وكلما نجح أي عضو في جلب واستقطاب وتجنيد أعضاء جدد زاد وضعه وقدره ومركزه داخل الجماعة.

يبدأ التجنيد -كما يقول فرغلي- بما يعرف بخريطة التحرك، وفيها يقوم كل عضو باستهداف أفراد في محيطه ودائرته سواء العائلية أو الدراسية، وأن يكون العضو المستهدف صاحب مواصفات خاصة تضعها الجماعة ليتناسب مع مخططاتها وأهدافها، وتركز الجماعة في هذا الإطار على الأشبال وطلاب الثانويات والجامعات.

وتمارس الجماعة نشاطاتها التجنيدية في صفوف الأشبال من خلال ما يعرف بمشروع التربية الإسلامية، الذي يقام في المساجد والمدارس الأهلية، وتحت مسمى مسابقات لحفظ القرآن الكريم، ويتطور ليكون وسيلة للتجنيد، كما يتم التجنيد من خلال الرحلات والمسابقات والأنشطة والحفلات التي تقيمها، وفيها يتم تكريم المتفوقين والمتميزين من طلاب المدارس، وهنا -وفق ما يكشف فرغلي - تتسع المساحة للتجنيد، حيث يسهل رصد واختيار العناصر المتميزة تعليميا، ويبدأ بعدها مشرف من أبناء الجماعة في التقرب لهم، وتنظيم برنامج ولقاء أسبوعي لزيادة التقارب وتوطيد العلاقة، وخلالها يشرح لهم مبادئ وأفكار العمل بالجماعة ودور الفرد، وأن الجماعة تقوم لخدمة الدين وتعاليمه.

ويؤكد فرغلي أنه خلال تلك اللقاءات يستطيع المشرف معرفة من يميل من هؤلاء الطلاب للجماعة، ومن يمكن أن يكون عضوا فيها وعلى الفور يتم ضمه بلا تردد.

لجنة المدارس

ويضيف أن الجماعة تقوم منذ العام 2002 بعمل مشروع يسمى "لجنة المدارس" لاختراق المنظومة التعليمية، ويخضع هذا المشروع لمسؤولي الشعب بالإخوان وينحصر دور العاملين فيه على استخدام كافة الوسائل المتاحة لنشر الفكر الإخواني داخل المدارس واستقطاب العناصر الجديدة ودعم الإذاعات المدرسية، مشيرا إلى أن التجنيد داخل الجامعات كان يتم من خلال استقطاب الطلاب الجدد وحثهم على المشاركة في أنشطة الجماعة، مقابل تقديم التسهيلات والخدمات الطلابية لهم.

ويتابع فرغلي أن الجماعة وعقب العام 2005 أدخلت عدة تغييرات في نشاطها داخل الجماعات لتجنيد الطلاب، حيث استحدثت لجنة طلابية في كل جامعة تتكون من 5 أفراد يتولى أحدهم عقد لقاءات سياسية وتثقيفية وتوزيع بيانات ونشرات على الطلاب وبالتالي يسهل رصد واختيار المناسب لهم للجماعة.

تجنيد الأخوات

ويكمل أن تجنيد الأخوات كان يتم من خلال نفس الطرق السابقة مع ضم العضوة الجديدة لقسم الأخوات وذلك قبل ثورة 25 يناير، ولم يكن لهن تراتبية تنظيمية، موضحا أن الفتاة أو السيدة التي تنضم للجماعة تبدأ بدراسة برنامج تربوي يشمل قراءة بعض الكتب مثل رياض الجنة، وكتب السيرة.

ويقول فرغلي إن الجماعة لم تكن ترغب في إدماج المرأة تنظيميا بسبب الحساسيات الأمنية، وخشية تعرضها للاعتقال، لكن بعد ثورة 25 يناير أعطت الجماعة دورا للأخوات، وقامت بفصل قسمها إداريا في تنظيم شبه مستقل عن مكتب الإرشاد، مع منحهن التراتبية التنظيمية بدءا من منتسبة حتى مجاهدة.

بعد التجنيد تبدأ الجماعة في بناء وتربية العضو الجديد وفق آلياتها، وتعرف ببناء الذات الإخوانية، وذلك من خلال الالتزام بالمعايير والأسس التي وضعها حسن البنا مع شرح واف للأصول العشرين، وهي مجموعة قواعد تعرف بالرسائل العشرين، والحث على الطاعة والجهاد والتربية والثبات، وتنمية مهارة القيادة، وزرع الثقة بداخله، ويصبح في رتبة محب، ويمكن أن يشارك في لقاء يطلق عليه لقاء المحبين، وهو لقاء مفتوح ليس فيه صرامة أو انضباط، مع تخفيف جرعته من المحتوى التربوي، ولا يلام العضو المحب إذا تأخر عن تنفيذ أي تكليف، بل يقابل بالابتسامة والاستيعاب، وتشاركه الجماعة في هذا الوقت أفراحه وأحزانه، حتى يشعر بالعزة، وأنه أصبح واحدا من أسرة كبيرة هي الجماعة.

العضو المحب

ما يجري بعد ذلك- كما يؤكد الباحث في شوؤن الحركات والجماعات الإسلامية- هو أن العضو المحب إذا كان ناشطا في مجال تجنيد آخرين، يتم منحه الفرصة للتصعيد من جانب النقيب المسؤول عنه، الذي من أهم أدواره –أي النقيب – تسويد ورد يسمى ورد المحاسبة، وهو جدول يوضح فيه جهود كل عضو جديد ومن يثبت نجاحه يكافأ بلقب أخ، والأخ هنا تعني عضوا في التنظيم ، ومن ليس أخا فهو ليس عضوا في التنظيم.

البيعة للجماعة

قبل حصول الإخواني على لقب الأخ لابد أن يؤدي البيعة للجماعة، ويغرس بداخله مفهوم الولاء والطاعة، وأن السمع والطاعة مقدمان على الفهم والتدبير والتفكير، وأن الثقة يجب أن تكون كاملة، و-يقول فرغلي- بعدها يكون الإخواني عضوا عاملا وفاعلا في الجماعة ويحصل على الترقي اللازم ويمكنه أن يصل لعضوية مكتب الإرشاد.

خلال تلك الدورة في التجنيد مصطلحات يعرفها الإخوان فقط ويتعاملون بها دون غيرهم، مثل "خبث" وتطلق على كل شخص لم يتمكنوا من ضمه للجماعة أو كان ضمن الجماعة وخرج من صفوفها، و"عوام" وتطلق على كل من هم ليسوا أعضاء بالجماعة مهما بلغت منزلته وعلمه وثقافته، و"تصعيد " وتطلق على كل ترقٍّ يحدث للعضو ونقله من منصب لآخر دخل صفوف الجماعة، و"تناجي " وهو كل نقاش يحدث خارج الأطر التنظيمية للجماعة. ويقول فرغلي إن العضو بعد انضمامه للجماعة لابد أن يلقن بالرسائل وهي رسائل وضعها حسن البنا ولأعضاء الجماعة لكي يهتدوا ويعملوا بها طيلة وجودهم في صفوف الجماعة.

 

هل يحكم «الحشد الشعبي» العراق... أم العكس؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

بعد أسبوعين من هجوم بقذائف «مورتر» على قاعدة «بلد» العسكرية في العراق، وهو أول هجوم ضمن عدة هجمات على قواعد عراقية تستضيف قوات أميركية وعلى موقع تستخدمه شركة طاقة أميركية... أصدر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمره بحلّ فصائل «الحشد الشعبي» وتحويلها للقطاع العسكري «الرسمي» للدولة، أو للدقة، تخيير الفصائل بين هذا، والعمل السياسي البحت. خطر «الحشد الشعبي» المرتبط صراحة بـ«الحرس الثوري» الإيراني، لم يقتصر على استهداف الأميركان بالعراق، بل تحدثت تقارير صحافية أميركية عن أن الهجوم على أنابيب النفط السعودي في وسط البلاد، هجمات منطقة الدوادمي، كان بطائرات مسيّرة آتية من العراق! من يراجع أدبيات ميليشيات «الحشد الشعبي» - ما عدا ميليشيات مقتدى الصدر، «السرايا» نوعاً ما - يجدها تعبّر عن مصالح قاسم سليماني وبقية إرهابيّي فيلق أو فوج «القدس»، الذارع الإيرانية الإرهابية الخارجية. وعليه، فإن استخدام «الحرس الثوري» الإيراني لهذه العصابات الإرهابية من أجل ضرب خصوم النظام الإيراني، أمر واضح، بل هو مبعث فخار عند قادة هذه الفصائل، يقولون ذلك علناً، وعندك نماذج «لطيفة» مثل أكرم الكعبي، وقيس الخزعلي، تثير القلق حقاً على مستقبل العراقيين.

ماذا يعني قرار عبد المهدي؟

هل يعني ذلك «إنهاء» «الحشد الشعبي»، وحصر السلاح بيد الدولة حقاً؟ ما مصير عشرات الآلاف من «الزعران» الطائفيين من أعضاء هذه الميليشيات الرثّة أخلاقياً؟

ماذا يعني بالضبط تحويل هؤلاء للجيش والشرطة وبقية الأوعية الرسمية للدولة؟ أليس معنى ذلك «شرعنة» عصابات «الحشد»، فيما يشبه تكوين «حرس ثوري» بنسخة عراقية، ونحن نعلم سطوة وتغوّل «الحرس الثوري» الإيراني على الدولة الإيرانية، حتى بصيغتها الخمينية! قرار عبد المهدي تحدث عن «ضرورة إنهاء المظاهر المسلحة وارتباط (الحشد) رسمياً بالقائد العام للقوات المسلحة، وإنهاء جميع التسميات التي كانت تستعمل خلال فترة الحرب على (داعش)، فضلاً عن إغلاق جميع المكاتب الاقتصادية التابعة لـ(الحشد)». جميل... لكن نحن نعلم أن البرلمان العراقي، الذي به كتل كاملة تعبّر عن فصائل «الحشد الشعبي»، قد شرّع قانوناً لـ«الحشد الشعبي» بوصفه تشكيلاً عسكرياً عام 2015. لا نريد خداع أنفسنا، صحيح أن صيغة القرار الذي أصدره الرئيس عبد المهدي صيغة حضارية دولتية، لكن الواقع على الأرض يقول إن «الحشد الشعبي» يحتل الدولة العراقية، و«الحشد الشعبي» بدوره محتل من النظام الإيراني، بل قُل «يؤمن» ولائياً بمرجعية الولي الفقيه بطهران، سيد خامنئي. مؤكد أن ثمة ضغوطاً أميركية خلف القرار، ومساندة طبيعية من العراقيّ العادي، لكن هذا ليس كافياً، حتى يُفعل بـ«الحشد» كما فعل السلطان العثماني محمود الثاني بالإنكشاريين حتى يمكنه إصلاح سلطنته... بغابر الزمان والأوان، والله المستعان.

 

الوسيط الأخير: روسيا!

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

روسيا هي ثالث ثلاثة بين القوى العظمى في عالم اليوم: الولايات المتحدة، والصين، وروسيا. هي ليست قوى متماثلة من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية؛ ولكن أياً كانت التركيبة و«الخلطة» من هذه الأبعاد فإنها مؤثرة، ولها دور ما على كوكب الأرض. روسيا ليست قوة اقتصادية كبيرة، ولن تسمع أبداً عن ثلاجة أو سيارة أو كومبيوتر روسي له سمعة دولية حميدة، ورغم ما لها من صناعات فضائية مشهودة، فإنها تعتمد في التكنولوجيا المدنية المتقدمة على الغرب أو الصين كما فعلت مؤخراً بصدد تكنولوجيا G - 5، ولا توجد لديها شركة تكنولوجية متقدمة تماثل «آبل» أو «علي بابا»؛ كبرى شركات روسيا استخراجية في النفط والغاز. ولكن ما يجعل روسيا قوة عظمى أولاً أن لها تاريخاً قريباً في المكانة بهذه الطريقة عندما كانت «الاتحاد السوفياتي»، هنا فهي عظمى بالوراثة، ومن ثمّ فإنها تحمل تقاليد دبلوماسية وسياسية تجعلها تعرف كيف تتصرف باعتبارها هكذا. وثانياً أن جزءاً مهماً من الوراثة هي القدرات العسكرية النووية التي تكفي لدمار الكرة الأرضية عدة مرات. ورغم أن هذه القدرات لم تحمِ الاتحاد السوفياتي من السقوط، فإنها في دورة العلاقات الدولية الراهنة لا بدَّ من احتسابها، خصوصاً أنها -ثالثاً- تقف خلف القدرة على استخدام القوة العسكرية التقليدية كما حدث في جورجيا وأوكرانيا وسوريا، حيث بات لها أثر في تغيير موازين القوى، وتمدد حلف الأطلنطي في آسيا الوسطى وشرق أوروبا وفي الشرق الأوسط. ورابعاً أن روسيا لديها «رجل قوي» وحاذق في استخدامات القوة والدبلوماسية هو فلاديمير بوتين، وعلى مدى العقدين الماضيين فإنه لم يُخرج روسيا فقط من «العشرية السوداء» لعقد التسعينات من القرن الماضي، وإنما استعاد الكثير من أرضية الدولة العظمى. هو يمثل إلى حد كبير دور الفرد في التاريخ حينما يجتاز ببلاده مرحلة إلى مرحلة أخرى، ويشكّل الفارق ما بين الضعف والقوة، والشموخ والهوان. وحينما ظهرت القوات الروسية في الشرق الأوسط على الساحة السورية تغير الكثير من التاريخ.

لم يكن المسرح السوري من المسارح السهلة في الصراعات الإقليمية ليس فقط لانهيار الدولة السورية، أو تعدد طوائفها وفرقها، أو نجاح الجماعة الإرهابية «داعش» في إنشاء دولة «الخلافة»؛ وإنما فوق ذلك كله كانت هناك حزمة كبيرة من التدخلات الإقليمية والدولية من أول الولايات المتحدة ومعها دول من الحلف الأطلنطي، إلى «حزب الله» اللبناني الذي يحارب حروباً إيرانية بالوكالة، وتركيا التي تريد موطئ قدم في شمال سوريا يمنع قيام دولة كردية من أي نوع، وربما يستعيد بعضاً من الوجود العثماني السابق على الحرب العالمية الأولى! موسكو بالقوة العسكرية والسياسة والدبلوماسية نجحت في استعادة وجود الدولة السورية، وإسقاط دولة الخلافة، وخلق علاقة ثلاثية مع تركيا وإيران في «الآستانة» للبحث عن حل، وعقد صفقات لتقليل الصراع، وفك الاشتباكات، وتبادل الوجود والحضور لطوائف متعارضة؛ وربما الأهم من ذلك كله أنها فعلت ذلك بينما تنسق مع الولايات المتحدة وإسرائيل لمنع تصادم الطائرات العسكرية في السماوات، وإقامة منطقة محايدة من المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل. بكل المقاييس كانت هذه إنجازات كبيرة لم تضع نهاية للأزمة السورية المستحكمة منذ نشوب الربيع السوري المغدور وحتى الآن، حيث لا يزال الصراع حول «إدلب» مستعراً؛ ولكنها وضعتها على طريق التهدئة، إن لم تكن التسوية، ولم يكن ذلك ليتحقق دون قدر غير قليل من المقدرة العسكرية والدبلوماسية.

النجاح العسكري والدبلوماسي في العلاقات الدولية يكوّن أرصدة للدولة تستخدمها في مجالات أخرى؛ وفي الأزمة السورية كثّفت روسيا من علاقاتها مع كل الأطراف المهتمة والمؤثرة في الشرق الأوسط؛ وفي الوقت الراهن فإنها تستخدمها لحل الأزمة الإيرانية. وخلال الأسبوع الماضي فقط تدخلت بقدرات دبلوماسية سرية، وأخرى علنية، في منع نشوب الحرب بين إيران والولايات المتحدة، وفعلت ذلك بحياء لا يخدش المكانة الخاصة للولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترمب. وفي شبكة من الاجتماعات التي جرت في القدس مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وأخرى من الاجتماعات في موسكو مع مصر، وثالثة من الاتصالات التي لا تتوقف مع تركيا وإيران فإنها خلقت لنفسها دوراً في الأزمة الراهنة لا يمكن الاستغناء عنه بعد أن فشلت جهود اليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وسويسرا والعراق في منع التصعيد الجاري من الوصول إلى نقطة الحرب الساخنة. وواحد من أسباب احتدامها أن الهدف النهائي End Game للأطراف يستحيل تحقيقه بالنسبة إلى الطرف الآخر. فالولايات المتحدة تريد العودة إلى نقطة الصفر في الاتفاق النووي بحيث يعاد النظر فيه كلّيةً بالإضافة إلى أمور أخرى، أما إيران فإنها تريد بقاء الاتفاق السابق على حاله (السعودية والإمارات وباقي الدول العربية تريد الحل مؤدياً إلى إيقاف الحوثيين، عملاء إيران، وإنهاء الحرب في اليمن لصالح الحكومة الشرعية). حل هذه المعضلة يكون بالدعوة مرة أخرى إلى محادثات بين القوى التي شاركت في عقد الاتفاق النووي (5 + 1) للنظر في الأزمة الراهنة ومطالب الأطراف فيها. في مثل هذه الحالة فإن إيران يمكنها الادعاء أنها لم تعد إلى نقطة الصفر مرة أخرى؛ أما الولايات المتحدة فيمكنها الادعاء أنها جعلت إيران تتراجع وتبحث في اتفاق جديد. في كل الأحوال يمكن للأطراف المشاركة (وهذا يعطي دوراً لروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) التعامل مع موضوع واحد يمكن النظر فيه، والتوصل إلى اتفاق ليس بالضرورة مختلفاً جذرياً عن الاتفاق الأول. النموذج الخاص بهذا الحل جرى من قبل في اتفاقية «نافتا» الخاصة بمنطقة التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك حينما طرح ترمب إلغاءها، وصممت كندا والمكسيك على بقائها، ولكن التفاوض مرة أخرى أنتج اتفاقية تماثل الاتفاقية الأولى تقريباً (قيل 95% منها) وزعم ترمب أنها هي التي تحقق المصالح الأميركية. وهكذا خرجت كل الأطراف منتصرة، وبات في إمكان ترمب الادّعاء أنه وقّع على اتفاقية أفضل من تلك التي وقّعها سابقوه!

هل تفعل ذلك روسيا، وتستغل اجتماعات مجموعة الدول العشرين، واللقاء المقرر بين بوتين وترمب للتوصل إلى صيغة تعيد النظر في الاتفاق النووي، ويمكن ترويجها مع إيران التي تتشابك مصالحها في سوريا مع المصالح الروسية؛ وبشكل ما فإن روسيا كانت الجسر الذي تمت عليه «صفقة» إسرائيلية إيرانية تحدد مناطق التأثير والحماية دون اشتباك أو مواجهة من خلال 100 كيلومتر كافية لكي تفصل ما بين المصالح «الحيوية» للطرفين؟ خلال الاجتماع الثلاثي في القدس الذي عُقد بحضور ممثلي الأمن القومي في الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل: جون بولتون ونيكولاي باتروشيف ومائير بن شابات، فإن باتروشيف لم يكفّ عن ترديد احترام المصالح الخاصة بإيران، وما يراه أنه مصلحة إيرانية في مقاومة الإرهاب، وضرورة أخذها في الاعتبار. روسيا ربما تفعل ذلك لنزع الفتيل من الأزمة باعتبارها الوسيط الأخير الذي ربما إذا فشلت وساطته لن تكون المدافع صامتة بعدها!

 

مراجعة «إخوانية» غير كافية

بكر عويضة/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

السبت الماضي، أقدمت جماعة «الإخوان المسلمين» على خطوة تستحق المناقشة، ثم التساؤل عما إذا كانت تكفي لأن تكفَّ عن الجماعة ما تتعرض له من ملاحقات، أو مساءلات، والأهم ما إذا كانت سوف تكفيها انعكاسات ما نالها من تصنيفات في غير مكان على الأرض، وأخطرها هو إدراجها في قوائم «التنظيمات الإرهابية». الخطوة المشار إليها تمثلت في إصدار الجماعة بمصر بياناً أشار إلى «مراجعات» أجرتها، وخلصت إلى الإقرار بارتكاب «أخطاء وقعت فيها في مرحلة ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 وما تلاها، وكذلك في مرحلة توليها حكم البلاد». مبدئياً، يجب القول إن إجراء المراجعة في حد ذاته أمر مطلوب. لكن يبقى سؤال مهم يتضمن مجموعة تساؤلات، بشأن تلك «المراجعات»: ما الآتي بعد المراجعة؟ هل يجري حقاً تغيّرٌ جوهري في مضمون منهج النظرة الإخوانية إلى المجتمع المدني؟ هل تتم مراجعة موقف الجماعة من أي مخالف للفهم الإخواني للإسلام يأبى إعطاء الجماعة نفسها مرجعية تحديد مَنْ هو المسلم؟ ومن ثَمَّ هل تنتهي «المراجعات» إلى التسليم بضرورة تغيير نهج التعامل مع الدولة، سواء في مصر أو بغيرها؟

يقتضي منطق الإنصاف القول إن الإجابة عن تلك التساؤلات تتجاوز نطاق فرع الجماعة في مصر، أو أي بلد آخر، لأنها تخص في الواقع الإطار الأوسع، أي «التنظيم الدولي لـ(الإخوان) المسلمين». لستُ أظن أنني آتٍ بجديد إذا قلتُ إن العقول التي تفكّر للجماعة، وتضع لها نصوص تطبيق ما تصل إليه من أفكار، هي التي لديها مربط القرار المتحكم في نشاط أفرع الجماعة حيثما وجدت، يسندها في ذلك تحكمها في كيفية الإنفاق من «بيوت مال الجماعة»، وطبيعة العلاقات القائمة، أو التحالفات، الإقليمية والدولية، مع مصادر التمويل. تُرى هل يمكن لتلك العقول أن تَرى أنه حان وقت وضع مبدأ «دعاة لا قضاة»، كما قال به المستشار حسن الهضيبي، قبل اثنين وخمسين عاماً (1977)، موضع تطبيق فعلي، يحكم العلاقة بين الجماعة وسائر الناس، على أساس أن الخالق هُو وحده، سبحانه، الأدرى بما في صدور الخلق، وبالتالي فإن على المسلم أن يلتزم بأمر رباني ينهى أن يزكي أحدٌ نفسه في الدين على أحدٍ؟

نعم، مطلوب أن تُجري جماعة «الإخوان المسلمين» أكثر من مراجعة، لكن الأرجح أن كل «المراجعات» لن تفيد في إحداث أي تغير جوهري على المنهج ذاته، ما لم يجرِ نبذ كل تراث سيد قطب القائم على نهج العنف والإرهاب. والمقصود بالنبذ هنا هو اتخاذ خطوة شجاعة بالإقدام على حل التنظيمات المسلحة كافة، التي تتبع التنظيم الدولي للجماعة، وتسليم كل ما لديها من أسلحة للمؤسسات العسكرية بالدول الموجودة فيها. بلا خطوات كهذه، ليس ممكناً أن تؤدي «مراجعات» الجماعة إلى إعادة رسم دورها السياسي، إذا كانت ستظل مصرة على لعب مثل ذلك الدور.

سوف يسأل، على الأرجح، سائلٌ ما إذا كنتُ أعني بكل التنظيمات المسلحة حتى تلك التي تقاوم ما بقي من وجود للمحتل الإسرائيلي بقطاع غزة والضفة الغربية، مثل حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»؟ ليس من المنطق الرد «نعم» أو «لا» على سؤال مهم كهذا ببضعة أسطر. لن ينصف اختصار كهذا الموضوع ذاته. إنما يمكن القول إن قيادات الحركتين مطالبة هي أيضاً بإجراء أكثر من مراجعة قبل فوات كامل الأوان، بعدما فات منه الكثير. يكفي أن تدرك عقول الحركتين أهمية القبول بأن ضرورات تدارك الزمن، والاقتناع بأن مجاهدة مصالح الذات بقصد التوصل إلى صلح حقيقي مع حركة «فتح» - وقياداتها مطالبة كذلك بالمجاهدة ذاتها - توجب إزاحة كل محظورات تعرقل تعافي الجسم الفلسطيني من علل شتى أصيب بها جراء انقسام زعاماته على أنفسها. لقد سبق للدكتور غازي حمد، القيادي الكبير في «حماس» أن طالب بمثل تلك المراجعة، في مقال مهم له وجريء نُشر يوم 30 - 7 - 2018 على موقع «نبض الوطن»، وحمل العنوان التالي: «حلم الدولة فيلم هندي وأصحاب السلاح لم يتجاوزوا التهديد التكتيكي». لن أتفق بالضرورة مع دكتور غازي حمد في إعطاء حلم الدولة الفلسطينية صفة «فيلم هندي»، كلا، خصوصاً أن الرجل مفكر جاد وما هو بهزلي، ولا حلم الاستقلال الفلسطيني. إنما يظل أن المقال طالب بمراجعة، فهل حصلت؟ وخُتِم بسؤال واضح: «هل نعمل بطريقة صحيحة؟»، فهل توفرت الإجابة؟

 

لقاء مع غسان سلامة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

لا يعطي الدكتور غسان سلامة صورة متفائلة عن المستقبل القريب في ليبيا. التعقيدات كثيرة، وكل فريق يريد الحل كما يراه. والأمم المتحدة التي يمثلها في النزاع، تستطيع أن تضع الحلول، لا أن تفرضها. ويصف المبعوث الدولي ليبيا الحالية بأنها بلد هجرته الدبلوماسية من كل الأبواب: سفارات الدول الكبرى مغلقة، والسفارات العربية شبه مهجورة، ولم يبقَ أحد في طرابلس سوى الأمم المتحدة، التي نجحت، على الأقل، في إبقاء الحوار قائماً، أو بالأحرى؛ موجوداً. قلت للدكتور سلامة إن الذين عاصروا مثلنا النزاعات الخطرة، يشبِّهون الوضع في ليبيا بالوضع في الكونغو غداة الاستقلال: هناك قتال على مناطق المناجم، وهنا على النفط... وفي الحالتين، ما من فريق واحد قادر على الحسم... مما يعني أن التقسيم قائم فعلاً؛ بين سلطتين على الأقل؛ كلتيهما تدَّعي الحكم. «ليس إلى هذه الدرجة» يجيب سلامة... فالعنصر الإيجابي في كل هذه الفوضى، أن حياة طبيعية في معظم البلاد تسير جنباً إلى جنب، مع استمرار التفجر في بعض البؤر المعروفة، لكن ليبيا في كل حال، بلد أهلكته الحرب وأنهكته أعباء المهاجرين الذين لا يقل عددهم عن 800 ألف نسمة. وهناك أيضاً عدد غير قليل من المرتزقة الذين يعملون إما في الحراسة الأمنية، أو في القتال. ويشعر سلامة بالأسى، لأن يكون بلد في مثل حجم ليبيا وثرواتها الطبيعية، مهدور الوحدة والخيرات. ويقول: «ثمة مكان للجميع، لكن المشكلة هي في إقناع الجميع بذلك». سألته عن مدى صحة ما يقال عن «حنين» إلى القذافي. قال، يحدث ذلك دائماً في الدول التي تفقد استقرارها وحياتها العادية... عندما يغيب الأمن الشخصي والوطني فتصبح الأشياء المهمة كالحرية مجرد ترف عند الناس. الحنين ليس إلى المرحلة القَذّافية، وإنما إلى بعض مظاهرها. سألته عن سيف الإسلام القذافي، وما إذا كان من المحتمل أن يعود إلى العمل السياسي في صيغة ما. وكنت قد طرحت السؤال نفسه قبل أشهر على الدكتور عبد المنعم الهوني، أحد كبار المستشارين الذين عملوا مع سيف. وجاء الجواب مطابقاً تقريباً: في الوضع الحالي لا يبدو ذلك محتملاً، لكن الحياة مفاجآت ومتغيرات.

 

هكذا انتهى زمن الفضائل

توفيق السيف/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

ورد في بعض المصادر أن علياً بن أبي طالب أمر القائم على بيت المال، بتسجيل نصراني على قوائم العطاء، بعدما عجز عن العمل وبات في حاجة للعون. فسئل في ذلك فقال: «استعملتموه فلما عجز أسلمتموه؟». ونقل أيضاً أن عمر بن عبد العزيز أمر بنثر الحبوب على رؤوس الجبال، كي لا تموت الطير من الجوع، بسبب الشتاء القارس وقلة الأرزاق. ولم أعثر على مصدر قديم لهذه القصة، لكنها منتشرة من دون إسناد. ثمة في التراث قصص كثيرة مثل هاتين. وهي تنقل في سياق التذكير بفضائل أصحابها، أو في سياق الإشادة بفضائل الإسلام وأخلاقياته بشكل عام. ولا شك أن في الإسلام وأحكامه مثل هذا وفوقه. كما أن أشخاصاً مثل علي وعمر، ممن يشار إليهم بالبنان حين يجري الحديث عن مكارم الأخلاق. دعنا نقارن مضمون هذه القصص بنظائرها في المجتمعات المعاصرة. نعرف أن جميع الدول تقريباً لديها نظام للضمان الاجتماعي للأفراد، في حال العجز أو التعطل أو المرض. وهي أنظمة يستفيد منها كل الناس، دون حاجة لاستئذان المدير أو الوزير أو الخليفة، أو حتى علمه بالحالة. كما أن لدى المجتمعات المعاصرة أنظمة لحماية عناصر النظام البيئي كلها، من حيوان ونبات وطير ومسطحات مائية وغيرها. وترصد الدولة ميزانيات سنوية وتقيم إدارات متخصصة لتنفيذ هذه المهمة، ومن ضمنها التحقق من توفر الماء والغذاء في المسارات التي تسلكها الطيور المهاجرة. أما في الدول الصناعية فهناك جماعات أهلية ضخمة مثل منظمات السلام الأخضر (Green Peace) التي تقوم بحملات واسعة جداً، لإجبار الحكومات والشركات على احترام التنوع البيئي، والمحافظة على الحيوانات والطيور، حتى في قلب المحيطات والغابات والصحارى.

مرادي من العرض السابق ليس التهوين من قيمة القصص المذكورة، بل إيضاح بعض وجوه التحول في ثقافة البشر، وتوقعاتهم وعلاقتهم مع حكامهم.

الذي تغير هو:

أ - أن الناس ما عادوا يعتبرون تلك الأعمال فضائل، بل واجبات على المجتمع ككل. ب - لم يعد مقبولاً إيكال القضايا العامة إلى الإرادات الشخصية للرئيس، بل بات مطلوباً أن تدار في إطار قانوني - مؤسسي، بحيث تجري كل يوم، ضمن منظور طويل المدى.

يعتقد ديفيد ميلر، عالم السياسة البريطاني المعاصر، أن هذا الاختلاف يشير إلى تحول في معنى الأخلاق والفضيلة بذاتها. أي أن كثيراً مما كان بالأمس فضيلة يمتدح القائم بها، تحول اليوم إلى واجب يلام الحاكم لو أغفله أو قصر فيه. وهو يضرب مثالاً بآداب النخبة في أوائل القرن التاسع عشر، كما صورتها الروائية الشهيرة جين أوستن.

قدمت أوستن صورة جميلة للنبلاء الذين تواضعوا قليلاً، وتعاملوا بإحسان مع فلاحيهم وخدمهم، وهو خلاف المتوقع في ذلك الزمان. لكنا نعلم أن تواضع الوجيه وحسن تعامله مع خدمه والعاملين عنده، لم يعد - في هذا الزمان - فضلاً منه يستوجب الإشادة، بل واجب يلام أو ربما يعاقب لو تركه.

ينعكس هذا التحول على العلاقات داخل المجتمع ككل. وعلى القانون والتشريع، فضلاً عن الأعراف والتقاليد. وهو حديث نعود إليه في وقت لاحق.

 

لقاء وصدام بين ثورة شعبية و"انقلاب قصر"/النقطة الملموسة للقاء الطرفين هي التخلص من البشير والباقي "أجندات مختلفة"

 رفيق خوري/الإندبندنت العربية/03 تموز/2019

في البدء كان سوء التفاهم الذي بدا كأنه تفاهم. وهو قاد إلى قراءة أولى متسرعة في التخلص من كابوس الرئيس عمر البشير الذي دام ثلاثين عاماً في السودان. أولاً عبر تصوير المجلس العسكري الانتقالي "شريكاً" في الثورة مع قوى الحرية والتغيير التي واجهت النظام السلطوي بأوسع حراك شعبي سلمي مستمر في الشارع منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وثانياً عبر التصور ان الحوار بينهما هو مجرد آلية تقود حكماً إلى تسليم السلطة للمدنيين. وثالثاً لجهة الرهان على الضغوط الداخلية والخارجية والوساطات في تسهيل التوصل الى اتفاق عملي: من ضغط الاتحاد الافريقي ووساطته الى وساطة رئيس الوزراء الاثيوبي ابيي أحمد، مروراً بوساطة الموفد الأميركي وضغوطه، وصولاً الى وساطة رئيس جنوب السودان سيلڤا كير. كما تحركت قوى وشخصيات محلية في أدوار وساطة. وكل وسيط قدم ورقة أو مشروعاً للحل، أحدثها، بناء على طلب المجلس العسكري، توحيد الورقتين الأفريقية والأثيوبية.

ذلك ان الحوارات في القصر والوقائع والاجراءات على الأرض فتحت الباب أمام قراءة ثانية واقعية، وأعادت التذكير بما رآه بعض أركان المعارضة من البداية. فالتصور كان نوعاً من الرومنطيقية في ظل الانبهار بما فعله الحراك الشعبي. والتصوير كان مختلفاً عن الصورة الفعلية: قوى الحرية والتغيير قادت ثورة شعبية سلمية حقيقية هدفها إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه. والمجلس العسكري قام بما سماه بعض أركان المعارضة "انقلاب قصر". اذ وجد نفسه مضطراً لتنحية رأس النظام من أجل الحفاظ على النظام. فالنقطة الملموسة للقاء الطرفين هي التخلص من البشير. والباقي بعدها "أجندات مختلفة". قوى الحراك الشعبي مصرة على الحل الجذري، لأنها تعلمت الدرس من مصير ثورتين شعبيتين سابقتين عامي 1964 و 1986 اسقطت كل منهما نظاماً عسكرياً جاء به انقلاب، ثم تمكن العسكر من انهاء الثورة واخذ السلطة. والمجلس العسكري حريص على ألا يكرر الاستثناء من القاعدة الذي قام به في السودان اللواء سوار الذهب حين وفى بالوعد وسلّم السلطة الى حكومة مدنية.

ولا مفاجآت في ما حدث حتى الآن. المجلس العسكري فض بالقوة عبر قوات الدعم السريع الاعتصام امام المقر العام لقيادة الجيش، بحيث تجاوز عدد القتلى المئة وكان عدد الجرحى أكبر. وروت الدكتورة سليمى شريف رئيسة مركز خدمات طبية ان معاونيها عالجوا "عشرات النساء المصدومات اللواتي ضُربن أو اغتُصبن أو ضرب الجنود اعضاءهن الحساسة بالعصا". وكان سلاحه في الحوار هو المراوغة. يتفق وينقض ثم يسجن. يعترف بقوى الحرية والتغيير كممثل للثورة، ثم يمارس ما يسميه الفرنسيون "إغراق السمكة": طرح السعي للحوار مع كل الفئات وبينها "تنسيقية القوى الوطنية" و"زعماء الادارات الأهلية" وبقية القوى التي كانت من "ديكورات" نظام البشير. ولم يكن استخدام الرصاص وقنابل الغاز المسيلة للدموع سوى جزء مما واجهته "مليونية 30 يونيو" في الذكرى الثلاثين لانقلاب البشير. اذ هي، من خلال "تكريم الشهداء"، أكدت ان قوة الثورة الشعبية لم تنته، بفض الاعتصام يوم 3 يونيو.

ولا مفاجآت ايضاً في ممارسة بعض الاعضاء في المجلس العسكري لأسلوب البشير في الجمع بين الشدة والمراوغة. حتى حمل العصا أثناء الخطابة كما كان يفعل البشير، فان نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو يقلده. وهو يحمل رتبة فريق أول من دون ان يدخل كلية عسكرية، وان يتجاوز تعليمه المدرسة الابتدائية. وهو كان "تاجر إبل" صار قائد ميليشيا روّعت اهل دارڤور، وورثت "الجنجويد" واصبحت نواة "الدعم السريع" في خدمة البشير.

ولا شيء يوحي ان العسكر على استعداد للتخلي عن السلطة الفعلية إلى حكومة مدنية. فالاستثناءات نادرة. وهي تؤكد القاعدة. إذ هم، سواء جاؤوا الى الحكم بانقلاب عسكري سموه ثورة أو وظفوا ثورة شعبية في الامساك بالحكم، يلجأون الى طريقتين: إما ان يخلعوا الثياب العسكرية ويمارسوا السلطة بالثياب المدنية. وإما ان "يخترعوا" حكومة مدنية تخدمهم كعسكريين، بحيث تكون هي في "المنصب" وهم في "السلطة". وهناك بالطبع نموذج ثالث هو ان يدير العسكر السلطة من وراء الستار من دون ان يضطروا للقيام بانقلاب.

وليس من السهل على المجلس العسكري الاستمرار طويلاً في المراوغة. ولا من الصعب على قوى اعلان الحرية والتغيير ممارسة شيء من المرونة في المطالب للتوصل إلى اتفاق معقول. فما جرى هو مناورات التفاوض على الحصص والادوار في المجلس السيادي والمجلس التشريعي والحكومة. وما كان يجب ان يكون جوهر النقاش هو التفاهم على مواجهة التحديات المستقبلية الكبيرة في امرين على الأقل: اولهما تحديات الانتقال من سلطة شمولية إلى سلطة تعددية. وثانيهما تحديات التحول من سلطة إلى دولة. والتجارب في الحالين صعبة.

 

معانٍ عربيّة في أحداث هونغ كونغ؟!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

جزيرة مساحتها عُشر مساحة لبنان، وملايينها سبعة، طغت أخبارها على أخبار العالم. أهلها، الشهرَ الماضي، نزلوا إلى الشارع محتجّين على قانون لمقاضاتهم في البرّ. رسميّو الصين وإعلاميّوها، على جاري عادتهم، ردّوا الاحتجاجات إلى مؤامرة خارجيّة، وهم سبق لهم أن فسّروا انتفاضة تيان أن مين بالمؤامرة! هذه المرّة، أجواء الحرب التجاريّة مع أميركا سهّلت عليهم الحجّة. لكنْ ما كادت تهدأ الأمور وتتراجع بكين عن قانونها، حتّى نشبت الصدامات بين الشرطة والمتظاهرين في الذكرى السنويّة الـ22 لإعادة هونغ كونغ إلى البرّ. المتظاهرون هاجموا البرلمان. أحدهم رفع العلم البريطانيّ.

المشكلة إذاً في هذه الوحدة. البداية تعود إلى 1997: عامذاك وفَتْ بريطانيا بتعهدها أن تعيد «الابنة» إلى «أمّها» التي قوي موقعها وبدت البلد الكبير الذي يكبر ضدّاً على أحوال البلدان الشيوعيّة الأخرى التي كانت، قبل أقلّ من عقد، قد تناثرت وتبرّأت من شيوعيّتها. الصين، في المقابل، تعهدت للبريطانيين بالحفاظ على نظام هونغ كونغ السياسي ووضعها الإداري المستقلّ، رافعة شعار «بلد واحد ونظامان». اقتصاديا، بدا كأن البرّ هو الذي انضمّ إلى هونغ كونغ: في سنة الوحدة كانت توظيفات الأخيرة في الصين قد تجاوزت الـ60 بليون دولار، وارتفع الناتج القومي لعموم الصين من 620 بليوناً في 1994 إلى 900 بليون.

كان من مصلحة الصين أن تقبل بنصف وحدة مع ذاك «الإقليم الإداري الخاصّ»: بكين تعيّن حاكم الجزيرة الذي تأتمر بأمره أدوات القمع، كما ترفرف أعلامها على المباني الرسميّة، لكنّ هونغ كونغ تحتفظ بعملتها وجواز سفرها وأنظمتها القانونيّة... إنّهم صينيّون لكنّهم ليسوا جزءاً من الصين.

مذّاك والجزيرة تبدي استياءها من العودة إلى حضن وطن محكوم بحزب واحد. أمّا بكين فتحاول استكمال العمليّة الوحدويّة وإزالة الاستثناءات من طريقها. لقد جرّبت ذلك مرّتين في 2003 و2014 فجوبهت باحتجاجات جماهيريّة واسعة.

هذا الميراث حمل بعض خبراء الشأن الصيني على توقّع الأسوأ فيما كانوا يراقبون تحرّكات الشهر المنصرم: لا بدّ أنّ السلطة تخطّط لمزيد من الضربات التي تؤدّي إلى إحكام القبضة على الجزيرة.

حدث هونغ كونغ كان أيضاً صراعاً بين فكرتين: فكرة تعطي أولويّتها للانتماء وللأمّة العظمى والذوبان في مئات ملايينها حتّى لو حكمهم حزب واحد، وفكرة تذهب أولويّتها لحريّة الخيار السياسي واختيار طريقة العيش والحقّ في المبادرة. وهو أيضاً صراع بين فكرتين أخريين: واحدة تقول إنّ الاستعمار يغدو شيئا من الماضي إذ تتجاوزه جدليّته نفسها، وأخرى تقول إنّه أبدي ينبغي أن يكون الصراع معه أبديّاً، فيما الوحدة القوميّة أداة الصراع الأهمّ.

العودة إلى بعض ما كُتب عن تاريخ الجزيرة تشرح أسباب الصراع الفكري المزدوج هذا:

لقد لوّث البريطانيّون «المرفأ العطِر»، وهو معنى هونغ كونغ، بالأفيون. منذ أواسط القرن التاسع عشر جعلوه مرفأ لتلك التجارة المجرمة التي أريد منها جرّ الصينيين إلى التبادل التجاري الحرّ على حساب طريقتهم في الحياة وكرامتهم وإرادتهم، وعلى حساب صحّتهم أيضاً.

وفي 1949. مع انتصار الشيوعيّة، لم تحتلّ قوّات ماوتسي تونغ هونغ كونغ خوفاً من الصدام ببريطانيا التي ردّت التحيّة بأحسن منها: اعترفت بالنظام الجديد مخالفة الإجماع الغربي لبدايات الحرب الباردة. لكنْ مع قيام الشيوعيّة في البرّ، وفّرَ صينيّو إقليم كوانتونغ الهاربون من القمع والجوع المَدد لهونغ كونغ. في عداد هؤلاء كان صناعيّو النسيج في شنغهاي ممن وصلوا حاملين معهم حسّ المبادرة وثقافة المشروع. سكّان الجزيرة، وكانوا يومها مليونين، زوّدوهم باليد العاملة الرخيصة فراح هذا اللقاح يطرح ثماره. ذاك أنّه بالاستفادة من رخص أسعارها، راحت سلع هونغ كونغ، خصوصاً ألعاب الأطفال والملابس الجاهزة والساعات، تنافس في الخارج وتكسب. لقد صارت الجزيرة مقرّاً لشركات العالم، وما إن أزفت التسعينيّات حتّى تفوّق ناتجها المحلي على مثيله البريطانيّ. قبل ذلك، ودوماً في ظلّ بريطانيا، صارت هونغ كونغ أوّل وأنجح «التنانين الأربعة» أو «الدول الصناعيّة الجديدة» التي أتيح لها تقليد السابقة اليابانيّة وتحقيق نموّ اقتصادي مدهش صحبَه ارتفاع نوعي لمتوسّط الدخل الفرديّ. سنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبيّة رافقتها في الرحلة هذه. هكذا تعزّز ما بات يُعرف بـ«القوميّة الاقتصاديّة» في مواجهة القوميّة الصينيّة التي تهدّد بالابتلاع «الأخويّ». والواقع أنّ «غزواً» من نوع آخر مارسته «القوميّة الاقتصاديّة» لـ«القوميّة الأخويّة»: مصانع هونغ كونغ انتقلت إلى البرّ الذي كان قد تعرّض لإصلاحات دينغ هسياو بنغ الرأسماليّة. استثمارات الجزيرة في البرّ تعاظمت وفرص العمل التي أوجدتها الاستثمارات تكاثرت. سكّان هونغ كونغ، بنتيجة تلك التجربة، اختاروا الحرّيّة على القوميّة، والسعادة على العظمة، والآفاق التي طمحوا إليها على الجذور التي ورثوها. أمّا الحكمة الضمنيّة فإن الهويّة يمكن أن تكون أيضاً شيئا يُصنَع. في المقابل، لم يعد يعطي نظريّة المؤامرة بعضُ الصدقيّة إلاّ شيء واحد: اتّهام الاستعمار بأنّه جعل سكّان هونغ كونغ أكثر ازدهاراً وأشدّ طلباً على الحرّيّة! هناك بالتأكيد ما هو عربي في بعض تلك السجالات الصينيّة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية: على الدولة المحافظة على هيبتها والقضاء يتولى حماية المواطنين وتطبيق القانون والحرب على الفساد مستمرة

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان في "لبنان دولة يجب ان تحافظ على هيبتها، وفيه قضاء يتولى حماية المواطنين وتطبيق القانون على المخالفين والمجرمين"، معتبرا انه "ازاء ما حصل في منطقة الجبل يوم الاحد الماضي، على الجميع ان يتحمل مسؤوليته". واشار الرئيس عون الى ان "الحرب على الفساد عملية مستمرة"، داعيا جميع اللبنانيين الى "معاونة الدولة ومؤسساتها القضائية والرقابية في ما تقوم به لمكافحة الفساد والفاسدين"، لافتا الى ان "كل الملفات يجب ان تفتح لتحقيق الاصلاح المنشود والتجاوب مع رغبات الناس وآمالهم في دولة تحفظ لهم حقوقهم وتدافع عن مصالحهم".

واكد رئيس الجمهورية انه "بعد اقرار مشروع قانون الموازنة، يصبح لبنان على السكة الصحيحة"، محذرا من "مطلقي الشائعات الذين يعمدون الى تخريب لبنان بدلا من التشجيع على الصمود في ظل الازمات الكبيرة التي توالت علينا".

واعرب الرئيس عون عن تفاؤله ب"القدرة على ايجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تعترض مسيرة الدولة"، وقال: "اذا لم نحترم حرية الاخر والاختلاف في الرأي وحرية المعتقد، تسقط جمهوريتنا التي تقوم على هذه الركائز الثلاث، وهي ايضا العوامل التي تؤدي الى رقي الشعوب وتقديم الانماء والبناء لها".

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله قبل ظهره اليوم في قصر بعبدا نقيب اطباء بيروت البروفسور شرف ابو شرف مع اعضاء مجلس النقابة لمناسبة انتخابهم.

ابو شرف

وفي مستهل اللقاء، تحدث النقيب ابو شرف شاكرا الرئيس عون على "مواكبته المشاريع والقوانين التي انجزتها النقابة سابقا، كالوصفة الطبية الموحدة وقانون اذن مزاولة مهنة الطب والتخصص وقانون تمويل صندوق التقاعد". وقال: "امامنا الكثير من المشاريع النقابية واقتراحات قوانين، كالهيئة اللبنانية العليا للتخصص وحصانة الطبيب وضمان صحي مدى الحياة وضمان الشيخوخة وغيرها، ونتمنى ان تواكبنا فيها فترى نهايتها السعيدة في عهدكم".

اضاف: "نقابتنا باتت صورة مصغرة عن بلدنا، والمنضوون فيها يريدون دولة حرة مستقلة قائمة على النزاهة والكفاءة والعدل، تراقب وتحاسب، تكافىء وتعاقب وتؤمن الحد الادنى لحياة كريمة. يريدون نهضة تربوية ثقافية واجتماعية واقتصادية وبيئية، يريدون استقلال المواطن عن الطائفية السياسية والاقطاعية السياسية والدينية والمالية التي هدمت البلد. يريدون العودة الى العيش المشترك المتكافىء المتوازن الكريم، كما مارسته وآمنت به. يريدون اصلاحا حقيقيا وقضاء عادلا، وتنفيذا سريعا لكل الامور المعيشية ليعود لبنان بلد الخير والجمال والانسان".

رئيس الجمهورية

ورحب الرئيس عون بالوفد، مشيدا ب"الدور الذي يلعبه الاطباء في لبنان والاداء النموذجي الذي يقدمونه في خدمة الطب والمرضى"، ودعا الاطباء الى "التكاتف من اجل تحقيق ما يبغونه من مطالب".

وعن الوضع العام في لبنان، اشار رئيس الجمهورية الى "الانجازات التي تحققت في العديد من المؤسسات الرسمية، اضافة الى الانجاز العسكري الذي حققه الجيش اللبناني بتطهير الجرود من الارهابيين". وقال: "ان العملية الارهابية التي شهدتها طرابلس منذ فترة كانت فردية، ولم تؤثر بشكل عام على الاستقرار الامني الذي يعيشه لبنان. اما ما حصل في الجبل بالامس، فعلى الجميع تحمل مسؤولياته في ظل وجود دولة يجب ان تحافظ على هيبتها وقضاء يتولى حماية المواطنين وتطبيق القانون على المخالفين والمجرمين".

وتطرق الرئيس عون الى الحرب على الفساد، فنوه ب"ما حصل في هذا السياق"، منتقدا "ابراز ما يحصل من اخطاء والتعتيم على ما يتم تحقيقه من ممارسات ايجابية".

ولفت الى انه "بعد الاجراءات التي اتخذت في مؤسسة قوى الامن الداخلي والقضاء، هناك ايضا مخالفات كبيرة ظهرت في الضمان الاجتماعي وهي تخضع للتحقيق على غرار ملفات كثيرة ظهرت في المرفأ. وعلى الرغم من رغبتنا في الانتهاء من كل الملفات بسرعة، الا ان النقص في عدد القضاة يحد من السرعة المطلوبة"، مذكرا ب"ما تم تحقيقه على صعيد وضع قانون انتخابي جديد بعد عقود طويلة وموازنة كانت غائبة لسنوات"، داعيا الى "عدم الخوف لان "الوطن ماشي" رغم الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب بسبب مفهوم الاقتصاد الريعي الذي كان سائدا بدل الاقتصاد المنتج".

وشدد الرئيس عون على ان "العمل الذي يتم بذله حاليا من اجل النهوض بالاقتصاد والصناعة وغيرها من المقومات الاساسية للوطن يحتاج الى وقت. ويمكن القول انه بعد وضع الموازنة الاخيرة، اصبح لبنان على السكة الصحيحة، الا ان مطلقي الشائعات حول قرب انهيار الوضع الاقتصادي والعملة الوطنية، يعمدون الى تخريب لبنان، فهذا الكلام غير صحيح ويهدف الى اجراءات معاكسة لما يتم اتخاذه بالعادة في اي بلد لتشجيع المواطنين على المساهمة في النهوض، حيث يشجع مطلقو هذه الشائعات على اخراج الاموال من لبنان، واسترجاع الاحداث التي رافقت ظروف افلاس "بنك انترا"، بدل ان يكون التشجيع على الصمود في ظل ازمات كبيرة توالت علينا من الازمة الاقتصادية العالمية الى ازمة الحروب في المنطقة التي حاصرتنا، وصولا الى ازمة النازحين السوريين وعرقلة عملية اعادتهم الى سوريا. لكننا استطعنا بمبادرة لبنانية اعادة 306 آلاف نازح دون انتظار الحل السياسي، اضافة الى تواجد اللاجئين الفلسطينيين وغيرها...". واكد رئيس الجمهورية "اننا نعمل على كل هذه المشاكل، وانا متفائل شخصيا بقدرتنا على ايجاد الحلول، ومنها للمشاكل البيئية ايضا، لكن من المهم ان يعلم الناس ان الصراع في الاعلام لا يمكنه ان يؤدي الى نتيجة، ووحده القضاء يجب ان يحكم في الجرائم بدل الاستمرار في اعتماد الذهنية القديمة. واذا لم نحترم حرية الآخر والاختلاف في الرأي وحرية المعتقد، تسقط جمهوريتنا التي تقوم على هذه الركائز الثلاث، وهي ايضا العوامل التي تؤدي الى رقي الشعوب وتقديم الانماء والبناء لها".

لقاء الحقوقيين المستقلين

وموضوع مكافحة الفساد ودور المؤسسات الرسمية والاهلية فيه، كان محور بحث بين الرئيس عون ووفد من "لقاء الحقوقيين المستقلين" برئاسة الوزير السابق بشارة مرهج الذي اطلعه على التوصيات التي صدرت عن المؤتمر الذي عقد في بيروت تحت عنوان "مكافحة الفساد في الجمهورية اللبنانية".

مرهج

وخلال اللقاء، تحدث مرهج شاكرا الرئيس عون على "اهتمامه بمكافحة الفساد والجهد الذي يبذله في هذا المجال"، مشيرا الى "اهمية المؤتمر الذي انعقد"، وعدد ابرز توصياته ومنها: "استعادة الاموال العامة المنهوبة وتشكيل لجنة مختلطة من مؤسسات الرقابة اللبنانية والعربية والدولية، انشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، تفعيل قانون الاثراء غير المشروع وتعديل بعض بنوده التي لا تشجع الناس على الادلاء بمعلوماتها، دعم الشفافية في قطاع البترول، تطبيق قانون حق الوصول الى المعلومات وادخال تكنولوجيا المعلومات الى الادارة العامة، تعزيز عمل هيئات الرقابة، تحديث التنظيم الاداري وملء الشواغر وتعيين الهيئات الناظمة وتبسيط المعاملات، تحسين بنية العمل، اعتماد اللامركزية الادارية، فصل وزارة البلديات والشؤون القروية عن وزارة الداخلية نظرا الى اهمية العمل البلدي وضرورة متابعته من وزارة متخصصة".

الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على ان "التوصيات الصادرة عن المؤتمر قد بدأ العمل بالفعل على العديد منها، وان محاربة الفساد قائمة في العديد من المؤسسات، رغم الخشية التي سادت لدى البعض عند البدء بها، الا انها عملية ستستمر وتتواصل، فالفساد ليس وليد ساعته وهو يظهر في كل دول العالم دون استثناء".

واوضح رئيس الجمهورية اننا في لبنان "بحاجة الى تربية لمكافحة الفساد ووسائل وآليات لمواكبة هذه العملية، اضافة الى اجراءات من شأنها التسريع في البت بالدعاوى القضائية ككل، ولكن هذه الامور لن تمنعنا من اكمال مسيرة مكافحة الفساد المتراكم عبر السنوات والذي ساهم في ازدياد حجم الدين".

الوزيرة والنائبة الاوسترالية

الى ذلك، استقبل الرئيس عون الوزيرة في حكومة ولاية فكتوريا الاوسترالية اللبنانية الاصل السيدة مارلين كيروز يرافقها عدد من افراد عائلتها، وعرض معها العلاقات اللبنانية - الاوسترالية وسبل تطويرها. كما تطرق البحث الى التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية.

يذكر ان كيروز هي نائبة ايضا عن الولاية نفسها.

البستاني

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون النائب الدكتور فريد البستاني وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الاخيرة، ومسار درس مشروع قانون الموازنة، كما تطرق البحث الى حاجات منطقة الشوف ومشاريعها الانمائية والحياتية.

ووجه النائب البستاني دعوة الى رئيس الجمهورية لحضور القداس الاحتفالي الذي سيقام في دير مار مارون مجد المعوش يوم الثلاثاء في 30 تموز الجاري لمناسبة عيد تلاميذ مار مارون.

وسوف يترأس الذبيحة الالهية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ويعاونه الراعي الجديد لابرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، والرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله هاشم ولفيف من الكهنة.

 

بري: خصوصية الجبل من خصوصية تاريخ لبنان السياسي والموقف السيادي للبنان هو هو في ملف الحدود

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "للجبل خصوصية، وتاريخ لبنان السياسي يعرف من خلال خصوصية الجبل، وما حصل لا يعالج بالسياسة وحدها ولا بالأمن وحده ولا بالقضاء وحده، إنما يعالج بترابط هذه الملفات الثلاثة ببعضها ببعض".

ونقل نواب الاربعاء عن رئيس المجلس قوله في موضوع الحدود: "هناك مخزون من الثروة النفطية يقدر بنحو 600 مليار دولار في المنطقة المتنازع عليها. والموقف السيادي الذي عبر عنه لبنان هو هو، لجهة الأفكار التي تم طرحها، لكن هناك بندين لا يزالان عالقين، ونأمل إيجاد حل لهما. أولهما يتعلق بإيراد مسألة التلازم بين البر والبحر لجهة التنفيذ. والبند الآخر هو تبديل كلمة رعاية الأمم المتحدة الى كلمة ضيافة، ومن خلال المعطى القانوني هناك فرق كبير بين معطى الضيافة والرعاية، وهاتان النقطتان ما زالتا عالقتين، والرعاية هي لممثل الأمم المتحدة في لبنان".

وفي موضوع الموازنة، نوه بري بالجهود التي تبذلها لجنة المال والموازنة، وقال: "أصبحنا قاب قوسين او ادنى من إنجازها، والمجلس النيابي في انتظار إحالة قطوعات الحسابات حتى استكمال إنجاز هذا الملف. والموازنة التي أحيلت على المجلس النيابي كأرقام لا يعني ان المجلس ملزم البصم عليها دون نقاش، فالمجلس حريص على القيام بدوره الرقابي والتشريعي مع الحرص الشديد على حفظ حقوق الفئات الشعبية والمتوسطة وذوي الدخل المحدود". وكان بري استقبل في اطار لقاء الاربعاء النيابي النواب: انور الخليل، اسطفان الدويهي، الان عون، الياس حنكش، فريد الخازن، هاني قبيسي، علي بزي، غازي زعيتر، حسن فضل الله، علي عمار، حسين الجشي، قاسم هاشم، ياسين جابر، علي خريس، امين شري، فادي علامة، ابراهيم الموسوي، الوليد سكرية، محمد خواجة، مصطفى الحسيني وعلى فياض. والتقى بري بعد الظهر وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان وعرض معه شؤون وزارته، وبعد اللقاء قال قيومجيان: "انها المرة الاولى أزور عين التينة، وكانت فرصة سعيدة للتعرف فيها الى دولة الرئيس نبيه بري".وأضاف: "عرضنا وضع الوزارة وأوضاع مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وكان هناك تشديد على ضرورة الاهتمام بهذه المؤسسات الرعائية وخصوصا تلك الى تعنى بذوي الحاجات الخاصة كي تتمكن من القيام بواجباتها، وطرحنا امام دولته ضرورة زيادة موازنة وزارة الشؤون الاجتماعية وكان متفهما ومتجاوبا".

 

فرنجية شارك في جانب من اجتماع مجلس المطارنة: نتكل على حكمة رئيس الجمهورية القادر على استيعاب الجميع

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

وطنية - شارك رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية والنائب فريد هيكل الخازن في جانب من اجتماع مجلس المطارنة الموارنة الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في حضور المطارنة في بكركي اليوم.

فرنجية

وصرح فرنجية بعد اللقاء: "لا بد في هذه الظروف التي يمر بها البلد من الرجوع الى الصرح البطريركي. لقد التقينا مع سيدنا البطريرك بوجود المطارنة وناقشنا المرحلة التي يعيشها لبنان من النواحي الاقتصادية والسياسية والامنية والظروف المحيطة بالمنطقة ككل، وعرضنا وجهة نظرنا في الموضوع".

ووصف فرنجية الاجتماع بالايجابي، مشيرا الى أن "المرحلة المقبلة تدفعنا الى تحمل المسؤولية الوطنية، وننظر الى المستقبل بوعي لأنه من الممكن ان تتفلت الأمور من يد الجميع، ونراهن على وعي المسؤولين في الدولة وخصوصا فخامة الرئيس ميشال عون الذي نتكل على حكمته لانه يستطيع استيعاب الجميع، والدولة القوية والجمهورية القوية هي التي تستوعب الكل، ونحن نرى ان الامن السياسي أهم من الامن المباشر، وعلى الدولة القيام بواجباتها، ومن الضروري متابعة هذا الموضوع وإزالة الحقد من النفوس، ونحن وراء بكركي في هذا الأمر، وهي المرجعية الصالحة لطمأنة النفوس وخصوصا في ظل الاحداث التي نشهدها". وأضاف: "زيارتنا لبكركي كانت محددة قبل الاحداث التي جرت في الجبل، ولكن يا للاسف طرأت هذه الاحداث، والمهم اليوم التحلي بالمسؤولية الوطنية والتفاهم مع بعضنا والتحاور، وليست صدفة اننا في حكومة وفاق وطني، خصوصا بعد انتخاب الرئيس عون، والنفوس كلها هدأت ولو كان هناك خلاف سياسي، ولكن تكلم الجميع مع بعضهم وجلسوا مع بعضهم، علينا ان ننظر الى فترة ال 2005 - 2016 يوم كان هناك قطيعة تامة بين السياسيين اللبنانيين وحقد. لن نعود الى هذا الحقد، لذلك على الدولة تحمل مسؤولياتها وعلى الجميع احترام القانون والدولة في ظل وضع إيجابي".

وردا على سؤال عن سبب قراره زيارة بكركي اليوم والمشاركة في اجتماع مجلس المطارنة، وهي سابقة سبقه اليها الرئيس ميشال عون، قال: "بكركي مفتوحة أمام الجميع للنقاش". وعن الهواجس التي طرحها امام البطريرك والمطارنة، أجاب فرنجية: "هواجس التوطين، الوجود السوري، التهميش، هواجس منها صحيحة ومنها غير صحيحة ومنها يعالج ومنها ما لا يعالج، وقضية الارض والتملك، وكان هناك توافق تام على أن الامور يجب ان تعالج بالتفاهم والحوار والمنطق وليس بالاستفزاز والتحدي، لأن المرحلة المقبلة مرحلة تفاهمات في لبنان والمنطقة، لذلك يجب ان نكون جاهزين للتفاهمات التي ستحصل في المنطقة ككل كمسيحيين لكي لا يحصل لنا كما حصل في الطائف".

 

لجنة المال المسائية أقرت موازنة الاتصالات وأوجيرو باستثناء مساهمات الرواتب

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" عن انتهاء جلسة لجنة المال المسائية باقرار موازنة الاتصالات واوجيرو باستثناء مساهمات الرواتب نظرا للزيادة الملحوظة عن عام 2018 وبند تجهيزات اخرى بقيمة 63 مليار وبند صيانة اخرى بقيمة 94 مليارا لم يكن ملحوظا في عام 2018 وطلب ايضاحات قانونية تتعلق بهذه البنود.

 

وكالة داخلية الجرد في التقدمي: على الأجهزة الأمنية اتخاذ اجراءات فورية بعد احراق لافتة شكر لشهيب في سوق صوفر

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

أكدت وكالة داخلية الجرد في "الحزب التقدمي الاشتراكي" في بيان أن " شلل النائب طلال ارسلان تواصل توتير الأجواء في الجبل، وآخر استفزازاتها احراق لافتة تحت جنح الظلام عليها عبارة شكر لوزير التربية اكرم شهيب كانت رفعت قبل مدة في سوق صوفر". وختم البيان: "إننا نضع هذا العمل المعروف الهدف من ورائه بتصرف الاجهزة الامنية، مطالبينها بالمسارعة الى اتخاذ الاجراءات الفورية الكفيلة بضبط الوضع منعا لتكرار هذه الاعمال الغوغائية وحفاظا على الاستقرار في منطقة تنعم بالهدوء ويشكل الاصطياف فيها مصدر عيش لكثير من ابنائها".

 

الراعي ترأس قداسا في عين القبو وقرية السلام بسكنتا: ليت ثقافة نكء الجراح وتأجيج النار تتوقف في بلادنا

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداسا احتفاليا في القرية النموذجية التابعة لرهبنة رسالة حياة في بلدة المشرح - بسكنتا عاونه الأساقفة الياس نصار، بولس روحانا، بحضور النائب ادغار معلوف،المطارنة كميل زيدان وجورج شيحان، الكاردينال رئيس اساقفة ستوكهولم في السويد اندروز، القائم بأعمال السفارة البابوية ايفان سانتوس ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات ومؤسس رهبنة رسالة حياة الأب العام وسام معلوم ورئيس عام رهبنة المرسلين الأب مالك بو طانوس، قائمقام المتن مارلين حداد، رؤساء بلديات ومخاتير، لجان وقف وحركات رسولية وكشفية وممثلي الأحزاب والتيارات السياسية وفعاليات سياسية اجتماعية وثقافية.

معلوف

بداية استهل القداس بكلمة للمؤسس الأب وسام معلوف قال فيها: "نفتتح اليوم معا قرية السلام النموذجية في منطقة المشرع، انه حلم زرعه المسيح في قلوبنا وهو يتجلى لنا بعد 15 عاما لنراه اليوم امامنا بأبهى حلة. سلام المسيح يتطلب منا الصبر والمواجهة لترسيخ العيش في القلوب".

واضاف معلوف:" نعبر لكم عن امتنانا البنيوي يا صاحب الغبطة ونعبر عن استعدادنا لمزيد من التعاون مع اخوتنا اينما وجدوا، تهدف قريتنا النموذجية الى تحصين عائلاتنا وتأمين اطار فعال من الاصغاء فتتمكن من السهر على الحب وحماية علاقات الأهل والأبناء من خطر الضياع وتابع معلوف لا سلام في العائلة والمجتمع من دون عدالة، وانتم عبرتم عن اهتمامكم بالعائلة، غبطتكم اوليتموها عناية خاصة، فعلى صعيد الشبيبة نحن نسعى لتأمين الفرص المؤاتية لهم للتعبير عن ما يريدونه بطرق بناءّة كذلك اطفالنا وكبارنا الذين عاهدنا ان نهتم بهم ونولي كبارنا اهمية خاصة فخلقنا لهم النادي النهاري للترفيه. نحن اليوم يا صاحب الغبطة نستعيد كلامكم حين عبرتم عن ضرورة ان تتخذ مواقف فتكون هي شهادتنا. نحن في عالم يعاني الشر ولا احد يتجرأ على قول الحقيقة، ملايين الناس مشردة ولا احد يستطيع قول الحق بسبب المصالح الخاصة والسياسية، وختم معلوف: قريتنا اليوم هي ابعد من قرية سلام، انها تعبر عن رسالتنا في العمل الجدي والدؤوب كما تعبر عن قدرتنا في تحقيق التغيير فنحن سنضيء شمعة لنظهر الجمال والحق والسلام عملاً بتوجيهاتكم.

الراعي

وبعد قراءة الانجيل ألقى الراعي عظة قال فيها :" مشيئة أبيكم ان لا يهلك احد من اخوتي هؤلاء الصغار". يدعونا الرب في انجيل اليوم الى العمل كي لا يهلك احد لا روحيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا امنيا ولا سياسيا، يسميهم اخوتي الصغار وهذه الكلمة في الانجيل كل انسان بحاجة الى مساعدة ما.

اضاف الراعي:"كلام الرب ان لا يهلك احد من اخوتي الصغار. يسعدنا اليوم الاحتفال بتبريك وتدشين قرية السلام النموذجية، لقد باركنا الكنيسة والمذبح على اسم القديس امبروسيوس ونحن نحيي الرئيس العام وسام معلوف ورهبنة رسالة حياة وأود باسمكم شكره وشكر الجماعة على تأسيس قرية السلام التي تندرج في كلام انجيل اليوم. في هذه القرية تلتقي العائلات التي هي بحاجة الى سلام المسيح، لقد ارادوا هذه القرية مكانا للتلاقي وقال المؤسس الأب معلوف ان هذا المكان هو للشبيبة المحطمة بسبب الآفاق المغلق امامها وهي بحاجة الى رجاء. لقد ارادوا ان يكون هذا المكان مكان لقاء وحوار وتفكير في الشباب، وكما قال أريد للأطفال ان يخرجوا من هموم بيوتهم ويلتقوا للعمل الرياضي والتعليم والمهارات. وتابع الراعي:" كما قال المؤسس الأب معلوف هذا المكان هو للمسنين الذين هم شهود ايمان في بيوتنا وذخيرة وايقونة صلاة، لولاهم لما كنا هنا. انهم الاخوة الصغار لا احد يعتد لأنه ليس بحاجة ربما يحتاج الى بسمة او التفاتة او تشجيع فهو صغير حتى المسيح اسمى نفسه محتاجا عندما قال "كنت مريضا فزرتموني وجائعا فأطعمتموني والجائع لا يجوع فقط الى خبز وانما الى امور كثيرة. فاليوم مع البطالة واللاعدالة يكون الانسان جائعا الى العمل والعدالة وعطشانا الى الحب والاحترام.

الغريب ليس فقط من يعيش خارج بلدته، قد اكون غريبا في بلدتي او قريتي والعريان لا يحتاج فقط الى ثياب قد يكون بحاجة الى كرامة وصيت حسنٍ. فكم يعرى الناس اليوم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من كرامتهم فيكونون صغارا. فهنيئا لكم ابونا وسام لأنكم لا تدرون كم تزرعون سلاما في القلوب، سلاما روحيا. انها ارادة الآب في الآ يهلك الانسان وكم نود ان تدخل هذه الثقافة في مفهومنا العام في لبنان وفي قلوب المسؤولين وليت ثقافة نكء الجراح وتأجيج النار تتوقف في بلادنا لنفهم ما قاله الرب لنا "طوبى لصانعي السلام هؤلاء".

 

بو صعب عرض مع نظيرته الفرنسية تفاصيل قرض روما 2 لتعزيز قدرات الجيش بارلي: خطاب النوايا في ايلول وتنفيذ العقد في ت 2 بالتزامن مع زيارة ماكرون

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

استقبل وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب وزيرة القوات الفرنسية فلورنس بارلي مع وفد مرافق، وذلك ضمن إطار زيارتها الرسمية للبنان وجولتها على الرؤساء الثلاثة. وكان الوزير بو صعب قد أولم على شرف الوزيرة الفرنسية في حضور رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب النائب سمير الجسر، ومقرر اللجنة النائب أنور الخليل، ورئيس لجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية النائب سيمون أبي رميا، وكلا من أعضاء اللجنة النواب السادة: ميشال موسى، وعناية عز الدين، ورولا طبش، وبيار بو عاصي، وهاغوب بقرادونيان، وسليم عون. وبعد مأدبة الغداء، توجَّهت الوزيرة الفرنسية مع الوفد المرافق إلى مقر وزارة الدفاع في اليرزة حيث وضعت إكليلا من الزهر على نصب شهداء الجيش. ثمَّ عقد اجتماع بين الجانبين اللبناني والفرنسي ضم إلى جانب الوزير بو صعب والوزيرة الفرنسية، نائب رئيس أركان الجيش للتخطيط العميد الركن جوزيف سركيس، ونائب رئيس أركان الجيش للتجهيز العميد الركن زياد نصر، وقائد القوات البحرية العميد الركن حسني ضاهر، وقائد القوات الجوية العميد الركن زياد هيكل فضلا عن أعضاء الوفد الفرنسي. وشكر الوزير بو صعب فرنسا على "دعمها المستمر للجيش اللبناني"، مثمنا "العلاقة التي تربط بين البلدين". وتمت مناقشة تفاصيل قرض روما 2 الذي يهدف إلى تعزيز قدرات القوات الجوية والبحرية اللبنانية. وتم الاتفاق على الآلية التي سيتم اتِّباعها للبت بهذا الموضوع في أسرع وقت ممكن. وتشمل هذه الآلية قيام قيادة الجيش في غضون أسبوعين بإعداد دفتر شروط يتضمَّن المواصفات المحدَّدة لحاجات الجيش لكي يتم بعد ذلك استدراج العروض من الشركات الفرنسية على أن يتقدَّم الجانب الفرنسي بالشروط الماليَّة للقرض ويصار إلى اختيار العرض الأفضل من الناحيتين التقنية والمالية بما يخدم مصلحة المؤسسة العسكرية. وبعد الاتفاق على شروط العرض، تتم إحالة هذا الملف إلى مجلس الوزراء لتتم المصادقة عليه ومنه إلى مجلس النواب ووزارة المال لإجراء المقتضى". وأشارت الوزيرة الفرنسية بدورها إلى أنَّه" من المتوقِّع إرسال خطاب النوايا في شهر أيلول على أن يتم توقيع العقد في شهر تشرين الثاني بالتزامن مع زيارة الرئيس ماكرون للبنان".

 

بوصعب التقى رئيس الديموقراطي والغريب: لمست ايجابية وحرصا على السلم الاهلي ارسلان:المجلس العدلي مطلب اساسي والأمن بالتراضي غير مقبول

وطنية - الأربعاء 03 تموز 2019

استقبل وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب اليوم، رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب وعرض معهما التطورات الامنية الاخيرة التي حصلت في الجبل في قبرشمون، في مكتبه في الوزارة في اليرزة.

أرسلان

بعد اللقاء، قال أرسلان: "لقد قمت بزيارة اخ وصديق وعزيز لطلال ارسلان وما يمثل هذا الوزير من مناقبية واخلاقية وتعاط بعدالة ومساواة لحفظ دور هذه المؤسسة التي نقدرها ونحترمها ونعتبر انفسنا بالاذن من معالي الوزير "ام الصبي"، في هذه المؤسسة، فقد ورثناها بالدم وبالمحبة، وقد ربينا على احترام ومحبة الجيش، واذا كان حصل بعض الامور التي اعتبرها عابرة، ولدي ثقة بمعالي الوزير ابو صعب انه قادر ان تعالج الامور وان توضح، خصوصا انه لا يوجد لدينا اي كيدية او غيرها، واننا نعتبر ان ضرب المؤسسة العسكرية هو ضرب لهيبة البلد، وضرب هيبتنا جميعا، وعندما يخطىء اي ضابط او اي عسكري، فهذا لا يعني المؤسسة كمؤسسة، ونحن لم نوجه في حياتنا اصبع الاتهام للمؤسسة العسكرية، لاننا نعتبرها مؤسستنا".

اضاف: "لقد كانت مناسبة تشاورنا فيها مع معالي الوزير بو صعب في الموضوع الامني والكمين المحكم لاغتيال وزير في الحكومة اللبنانية، ووضعت وزير الدفاع في الكثير من التفاصيل وزودته بفيديوهات ومعلومات دقيقة عما جرى، ولن ادخل الآن بالتفاصيل، ونحن في النهاية مع هذه المؤسسة ان تقوم بدورها، والقضاء يقوم بدوره والاهم من الاثنين، ان يحترم السياسيون في البلد، قرارات مجلس الدفاع الاعلى، ونشكر في هذا المجال فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأخذ المبادرة من دون مشورة احد، لعقد هكذا اجتماع وكان واضحا وصريحا في البيان الذي صدر، على الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي اقول له انه يجب ان يكون هناك "شعرة دائما بين العدل والقضاء وبين السياسة"، وكما يؤكد دائما فخامة الرئيس ميشال عون على هذا الموضوع، لا يجوز لا من قريب ولا من بعيد ان يستغل ما حصل لتدوير زوايا في السياسة، او "لتغلاية سعر" اي كان في السياسة".

وتابع: "اوضح فخامة الرئيس عون في اجتماعنا معه، كما اوضح في اجتماعه مع مجلس الدفاع الاعلى: ان هناك مسارين، هناك اولا مسار سياسي تقوم عليه مقومات الجمهورية والتي هي اساس، وهذه يحكى فيها، اما مسألة الاغتيال والكمين لوزير حالي في الحكومة اللبنانية، ليس خاضعا للتفاوض السياسي مع احد لا من قريب ولا من بعيد، وان مطالبتنا واصرارنا على المجلس العدلي ليس من خلفية لا النكايات ولا تنفيذ كلام، بل نحن من خلفية ان التعرض لهذا الوزير وايا يكن هذا الوزير، ولقد صادفت هذه المرة الوزير صالح الغريب الذي يمثلنا في الحكومة، انما لاي وزير او لاي مسؤول او رئيس، هو تعرض مباشر للسلم الاهلي ولامن الدولة، وبالنسبة لنا هو التوصيف الجرمي، واي محاولة للعب على هذا التوصيف الجرمي غير مقبول منا جملة وتفصيلا، وهذا الامر لا يخضع لمزاجات سياسية، اذا المطلوب الحفاظ على امن المجتمع الذي هو فوق كل اعتبار، وفي النهاية هذا الامر واضح وصريح للجميع، وقد استشهد مرافقان كانا مع الوزير الغريب ولهما اهل وعائلات ومنتميان الى حزب سياسي في البلد، ومن واجبهما الطبيعي حماية الوزير كأي مرافق وكاي رفيق في موكب ان يحمي الشخصية المسؤول عن أمنها وبالتالي هذا امر نطالب فيه دولة الرئيس سعد الحريري، ان يقارب هذا الموضوع ليس من الخلفية السياسية، انما من خلفية الحفاظ على هذا البلد وعلى النسيج الاجتماعي والتعددية الموجودة في هذا البلد، وقد وضعت هذه الأمور كلها امام الاخ معالي وزير الدفاع، وان شاء الله تذهب كل الامور في الاتجاه الصحيح على المستوى القضائي والحكومي".

بو صعب

ثم تحدث ابو صعب فقال: "لقد رحبت بدوري بالامير طلال ارسلان في وزارة الدفاع، وقد قال لي انها المرة الثاني التي يزور فيها مكتب وزير الدفاع منذ ان كان صغيرا، وخصوصا واننا جميعا نعلم ان الامير مجيد ارسلان هو كان اول وزير للدفاع الوطني في حكومة الاستقلال وهو اشرف على بناء هذا المبنى، وبالتالي ومن هذا المنطلق عندما نتحدث على المؤسسة العسكرية، لدي كل الثقة بالكلام الذي قاله، انه في تاريخه وفي عائلته لديهم محبة ومعزة للمؤسسة العسكرية وللجيش اللبناني نابعة من الداخل وليس هذا كلام في السياسة وليس هو مبالغ به، هذا هو الشق الاول من الحديث الذي تفضل به الأمير طلال وهو العلاقة بالمؤسسة العسكرية وقد فصل لي بطريقة افضل واوضح، لكنني كنت على تواصل دائم معه اليوم، ما هي الهواجس الموجودة عنده وما هي المآخذ التي يحكى عنها، وجزء منها يكون مبنيا على وقائع يمكن على مستوى محلي او تقرير في مكان ما، وقد وصلنا معا الى قناعة بأن المؤسسة العسكرية وقيادة الجيش وقائد الجيش ومدير المخابرات ليس موضوع شك، انما هناك امور يجب ان تحكى، ونحن سنعمل لكي توضح كل هذه الامور، لان النوايا هي غير ما يحكى في الإعلام وغير الذي نسمعه، كما انه لا يوجد اي مأخذ او قرار مسبق وحكم نهائي للامير على قائد الجيش طبعا وليس ايضا على مدير المخابرات، انما سرد وقائع مرت بها المرحلة الماضية وهذا الموضوع من الافضل ان يناقش مع المعنيين في المخابرات وفي قيادة الجيش بحيث تتوضح الامور، وقد وجدت انه توجه إيجابي وسنعمل عليه في المرحلة المقبلة".

واضاف: "اما الشق الثاني الذي يتعلق بالحادثة التي حصلت مع الوزير الغريب، في الحقيقة لقد كنا موجودين ونبعد مدة خمس دقائق عن المكان الذي حدث فيه اطلاق النار والكمين الذي حدث على الطريق، والبعض سيقول، لماذا تقولون "كمين"، وحقيقة فان الوقائع تظهر عندما تقطع الطريق بسيارة واضحة، وحرق الدواليب امام موكب، هذا يعني ان هناك عرقلة، ولكنني لن اقول اليوم اي شيء لم يقله القضاء والتحقيق بعد، ولا اقدر على ذلك، حتى لو كان عندي بعض المعطيات لانه اكون اوجه القضاء او التحقيق في اتجاه معين، والامير ارسلان احضر لي معه بعض المعطيات التي ستوضع في مكانها المناسب، اي عند الذين يجرون التحقيق وعند المخابرات والاجهزة المعنية في هذا التحقيق، وستؤخذ هذه الامور في الاعتبار، وقد لمست الايجابية وحرص الامير ارسلان على السلم الاهلي وعلى الحفاظ على السلم في الجبل، وانا اسمع هذا الكلام من فريق سياسي يعتبر نفسه تعرض لعمل يصنفه البعض اعتداء، والبعض يقول محاولة اغتيال والبعض يقول كمين مسلح، انما الفريق الذي تعرض لهذا الموقف، سمعت منه كلاما ايجابيا وليس سلبيا، خصوصا وان الذي يطالب به امر بسيط جدا وهو يطلب الحق والحقيقة، ولا يقول ان هناك نية انتقامية او تصفية حسابات سياسية، بل هو يقول هذه المعطيات التي بين يدينا ونريد ان ينظر اليها بانصاف ويضع الحقيقة امام الرأي العام، وعند الأجهزة الامنية لكي تأخذ الامور مجراها". وتابع: "انه هذا التوجه وهذا الجو الذي سمعته من الأمير على الرغم من صعوبة المشكلة، وهذا ما اعتبره امرا ايجابيا واعتقد انه كلام عقلاني ونحن كنا دائما نتطلع لهكذا مواقف من الامير ارسلان، وخصوصا من زميلي معالي الوزير صالح الغريب لا سيما وانه الشخص الذي كان يجلس في سيارته ولا احد منكم كان يتمنى ان يكون جالسا في المقعد الذي كان يجلس عليه الوزير صالح الغريب. ولكن الانفتاح الذي اتوا فيه، والمطلب ولكن بحزم، الذي يطلبونه لكي تظهر الحقيقة ووالتحقيقات تأخذ مجراها، هذا يطمئن، وهذا ليس بعيدا عن مطلب فخامة الرئيس وعن القرار الذي صدر في مجلس الدفاع الاعلى وللتوجهات العامة عند الحكومة للمرحلة المقبلة، وقد لمست انه يمكننا ان نتوصل الى حل يطمئن جميع اللبنانيين وهذا اهم شيء ولكن هذا موضوع يتطلب قرارات يجب ان تتخذها الحكومة، ولا اعتقد ان الحكومة ستكون مختلفة، وطبعا سيكون هناك نقاش حول هذه المواضيع، لانه يوجد وجهتا نظر مختلفتان، إنما ستأخذ هذه الحكومة القرار المناسب وبعدها سنرى نتيجة التحقيقات والقضاء واعتقد اننا هكذا نكون نضع الازمة على السكة الصحيحة التي ينتظرها منا المواطن، لاننا جميعا نحرص على السلم الاهلي ونحرص ان كل اهلنا وكل المصطافين الذين سيأتون الى لبنان عليهم ان يعلموا ان هذا الموضوع يعالج بالتروي وبالسياسة وليس بالتشنج".

وختم: "اشكر زيارتكم لوزارة الدفاع وان شاء الله تترجم الايام نشاطات أخرى تاخذنا في الاتجاه الصحيح والذي ينتظره كل اللبنانيين".

حوار

ثم دار حوار بين بو صعب وارسلان والاعلاميين فأجاب بو صعب ردا على سؤال عن عدد المطلوبين والموقوفين قائلا: " لن ادخل في التفاصيل، انما يوجد بعض الموقوفين وعددهم قريب من الخمسة اشخاص، ولكن التحقيقات تتطلب اسماء اخرى لم تسلم بعد، وسأترك هذا الموضوع للاجهزة التي ستقوم بهذا العمل، افساحا في المجال لكي يقوموا بمهمتهم اذا نجحت، نكون قد تحاشينا سجالا في الاعلام وهذا ما يجب ان نفعله، واذا لم تنجح اعرف موقف الامير طلال من هذا الموضوع، وهذا سأنقله للحكومة ولفخامة الرئيس".

سئل: هل ما زال المجلس العدلي مطلبا، ام انه مجرد فكرة طرحت؟

اجاب ارسلان: "ان المجلس العدلي ليس مجرد فكرة طرحت، بل هو مطلب اساسي وقد شرحت هذا قبلا، وهذا ليس مسألة اختيار شخصي، يوجد وزير في الحكومة اللبنانية الحالية تعرض، وما هو الاجراء الدستوري والقانوني الذي يحدد في هكذا امر، وان الجرائم التي تحال على المجلس العدلي هي الجرائم التي وصفها الجرمي: تهديد السلم الاهلي وامن الدولة، واذا اعتبرت الحكومة اللبنانية 19 رصاصة في سيارة وزير في الحكومة الحالية، ليس تعرضا للسلم الاهلي ولامن الدولة، سيكون لنا كلام آخر ومختلف، وفي النهاية هناك مسؤولية: على الحكومة ان تحمي الناس والمجتمع، وهذا الموضوع لا اود ان اناقش به اقلية او اكثرية، فلا نحن ولا فخامة الرئيس ولا احد يرى هذا الموضوع من خلفية سياسية".

اضاف: "هناك توصيف جرمي حصل اليوم مع صالح الغريب مع حفظ الالقاب، ومن الممكن ان يحصل مع اي وزير آخر، وان طبيعة الذي حصل، يجب ان يعالجه المرجع القضائي الصحيح لهذا الموضوع، واود تذكيركم، عندما استشهد صالح العريضي سنة 2008، وهو عضو مجلس سياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني ورفيق لي، استشهد في بيصور، وقد جاء الرئيس سعد الحريري وقدم التعزية لي في خلدة، وكانت الحكومة في ذلك الوقت برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعندما خرج الحريري من خلدة وانا اودعه على الباب، قال لي: ان ما حصل سيحال الى المجلس العدلي، والله يرحم الشهيد صالح العريضي، لم يكن وزيرا او نائبا، بل كان عضو مجلس سياسي ورفيق طلال ارسلان. وبأي مبرر اليوم، سأقف امام الناس ليس انا، بل الحكومة كحكومة وكرئيس حكومة، وتقول للناس وللدروز في الجبل وللمسيحيين وللمسلمين في الجبل، ان هكذا كمين وهكذا تعرض لا يتطلب مجلسا عدليا، انه كلام مرفوض، والذي يود الدخول في الموضوع بخلفية سياسية، ليس لدي مشكلة، فليصوت كما يريد، ولكن ليعلم الشعب اللبناني، من يذهب في اتجاه بناء الدولة وحفظ الجمهورية، ومن يذهب في اتجاه التفاوض السياسي بالأمن وبالقضاء وبكل شيء والذي خربنا منذ ثلاثين عاما".

سئل: كيف تقرأون موقف النائب السابق وليد جنبلاط بالأمس والذي اشاد فيه بدور الجيش والقوى الأمنية، حتى انه قال ان الحزب الاشتراكي تحت سقف القانون ويطالب بالتحقيقات، وهل ترون موقفه ايجابيا ايضا وتضعونه في هذه الخانة؟

اجاب بو صعب: "من المؤكد انني سآخذ الكلام الذي صدر عن النائب السابق وليد جنبلاط انه كلام ايجابي، وعندما يقول احد انه تحت سقف الدولة وانه على استعداد لتسليم شخص مطلوب للتحقيق امام الاجهزة الامنية، وسأتعاطى مع هذا الكلام ككلام ايجابي وعلي ان اسمع كل وجهات النظر، وان اشادته بالجيش وكما اشادة الامير طلال ارسلان بالجيش وكل من يشيد بالجيش اللبناني لا يمكنني الا ان اشكره، انما يجب ان نرى كيف ستترجم هذه الايجابية وفق المطالب لكل الافرقاء، واليوم توجد وقائع امامنا، والايام المقبلة ستترجم هذا الكلام بالفعل، واذا ذهبنا في هذا الإتجاه، سيرى الشعب اللبناني ان الامور ستذهب بالشكل الايجابي، واذا رأينا تراجعا يحدث بالنسبة للكلام الايجابي الذي نسمعه، عندها ستأخذ الحكومة قرارها المناسب، لان الحكومة مسؤولة عن حفظ الأمن وتأمين المواطن وابعاد الاخطار عن اي منطقة في لبنان، وخصوصا منطقة الجبل حيث حصلت الاشكالية".

سئل: بصفتك وزيرا للدفاع، هل ستطلب ان يدرج قرار المجلس العدلي على جدول اعمال مجلس الوزراء؟

اجاب بو صعب: "ان هذا القرار لا يتخذه وزير الدفاع او هو يطلب ان يدرج على جدول اعمال مجلس الوزراء. نحن فريق سياسي وتكتلنا موجود فيه الامير طلال ارسلان، والتكتل يأخذ القرار بالشكل الذي يجب ان يأخذه ويقف وراء هذا القرار، ووزير الدفاع هو جزء من هذا التكتل والوزير صالح الغريب هو جزء من هذا التكتل والقرار الذي نأخذه في التكتل هو الذي سيكون مطلبنا في مجلس الوزراء".

سئل: واذا لم يتم تسليم المطلوبين، هل سيتم دفن الشهيدين، مع العلم ان هناك مطالبة بتسليم اشخاص كانوا مع الوزير الغريب؟

اجاب ارسلان: "سأقول كلمة مختصرة: أمن بالتراضي غير مقبول، لا يوجد شيء اسمه امن بالتراضي، او امن او لا امن، هذا الكلام اننا سنفاوض على كل شيء نحن نرفضه اطلاقا. ان الدولة هي التي تقرر والقانون يقرر والاجهزة تقرر، وانه ليس من عملي ان اضع اسماء او احذف اسماء، هناك مسار يعرف تفاصيله معالي وزير الدفاع وهو يشرف في وزارته على هذا الموضوع، وقد تبلغت بالامس من اللواء عباس ابراهيم ان هنالك مقاربة جدية في هذا الموضوع ونحن ننتظر ما سيجد رسميا في هذا الشأن".

سئل: اظهر احد الفيديوهات ان مرافقي الوزير الغريب هم الذين اطلقوا النار على الناس فما ردكم؟

اجاب ارسلان: "جميعنا يعلم بوسائل التواصل الاجتماعي وكيف تركب الفيديوهات، وانها اتهامات خاطئة، والصحيح انه يوجد شهيدان وهما لم ينتحرا بالطبع، وهناك تقرير واضح وصريح يقول ان اطلاق النار بدأ من السطوح، وهذه تقارير رسمية وليست تقارير طلال ارسلان ورأي فلان او غيره، فهذا هو التزوير الذي نعاني منه من سنوات، وقد شرحت لمعالي الوزير بو صعب الذي يعالج هذا الامر ونحن منفتحون للعلاج. ولكن تزوير الحقائق والتلاعب بها وطمسها وتدوير زوايا في السياسة، ولا يجب ان نعرض البلد لهذه الامور. رحم الله الشهداء ولكن غدا ماذا؟ والاسبوع المقبل ماذا؟ والذي بعده ماذا؟ اذا الدولة والقضاء والحكومة لم يضعوا اصبعهم على الجرح لمعالجة الامر وليس باستهتار بل بجدية كاملة، هناك خطر بين الناس بين لحظة والثانية، انها جريمة بحق اولادنا ولا يجوز الخلط بين السياسة والموقف السياسي والموقف الامني، وان امن المجتمع لا علاقة له بالاراء السياسية، واي شخص حر برأيه السياسي وحر بمعتقده، هذه هي اسس الجمهورية، ولا يجب ان يكون هذا التعاطي".

سئل: يقال ان ما يحدث هو رسم توازنات في الجبل، فما ردكم؟

اجاب ارسلان: " لسنا بحاجة لان نبرر لاحد، فأي احتكار في الجبل لقوى سياسية واحدة غير موجود، يوجد تعددية في الجبل ان شاء البعض وان ابى، ولا يوجد مسألة بوابات او غيرها، فنحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، فاين هم الناس واين اهلها؟ فهو كلام مرفوض جملة وتفصيلا، وإذا كل واحد في لبنان يعتبر نفسه انه يعيش في منطقة ويريد ان يقفلها بمفتاح له، فالعوض بسلامتكم على لبنان وعلى الدولة وعلى الحكومة وعلى المجالس النيابية وعلى الجمهورية كلها. نحن نعيش ببلد ديمقراطي وله اسس ومقومات، ولا يمكن لاحد ان يلغي احدا فيه على الاطلاق، وان التوازنات في الجبل موجودة شاء البعض او ابى، ولم يتمكن احد من إلغائنا من المعادلة السياسية منذ الف سنة الى اليوم، لا من خلال حادث او اثنين واداء التسلط والاحتكار والغطرسة والاداء الاقطاعي هو الذي يولد مشاكل في الجبل ونترحم كل مرة على المشكل الذي قبله، والناس ليست عبيدا ليتم المتاجرة بها بالشكل الذي يتم المتاجرة فيها".

وختم بو صعب الحديث قائلا: "لقد بدأنا بايجابية وانا ما زلت ارى ان هنالك ايجابية وسيكون هناك حلول مطروحة في الايام المقبلة وان شاء الله كل الذي وعد يفي بوعده حتى نرى الايجابية، ونحن في السياسة لا نود قول كلام آخر خصوصا من وزارة الدفاع ونحن نستمع الى كل الافرقاء وقد اخذنا الايجابية التي سمعناها من كل الافرقاء، واود ان اضيف على الايجابية، لا يجب على احد ان "ينغش"، فالجيش اللبناني قادر ان يفرض الامن في كل لبنان، والذي نحاول عمله هو ابعاد السياسة عن الجيش، اما عندما سيحدث اي مس بالسلم الاهلي، فالجيش قادر ان يفرض الأمن، هذا الجيش الذي ضحى وما زال يضحي كل هذه السنوات على الرغم من كل ما تعرض له من كلام واشاعات ولا اعني هنا الكلام الاخير بما يتعلق بالمشاكل التي حصلت وصار عليها توضيح مع الامير ارسلان، انما نسمع في كل مرة ومن كل الافرقاء في لبنان بأن الجيش يتعاطى معهم بطريقة غير مقبولة، ولكن هذا الكلام وعندما نسمعه من كل الافرقاء في الشمال او الجنوب او البقاع، فهذا يعني ان الجيش يقوم بالواجبات التي يجب ان يقوم بها، من هنا اود التأكيد ان الجيش هو حامي الوطن وسيبقى، وقد اكد الامير ارسلان ايمانه بالمؤسسة العسكرية على الرغم من انه لديه بعض المآخذ وقد وضعني فيها وسوف توضح كما توضح جزء كبير منها، وسنبقى نقول للبنانيين اتكلوا على الجيش في حفظ الأمن وسنبعد السياسة عن هذا المشكل، وان المطالب التي حملها الامير طلال ارسلان والذي تعرض له معالي الوزير الغريب، هي مطالب محقة ويجب ان تنجلي الحقيقة".

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  03 و04 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for July 04/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76356/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-july-04-2019/

 

نحن إلى جانب الموحدين المعروفيين الدروز في هذا الوقت العصيب

خليل حلو/03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76332/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d9%86%d8%ad%d9%86-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%ac%d8%a7%d9%86%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%ad%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%88%d9%81/

 

 

فيديو مقابلة مع اللواء أشرف ريفي من قناة الحدث يتناول من خلال أحداث الجبل ويناشد القادة ال 14 آذاريين والسياديين الوقوف معا في مواجهة حزب الله لأن هذا التنظيم الإيراني يسعى لإستفرادهم  ولضربهم وتهميشهم الواحد تلوى الآخر

اضغط هنا أو على الرابط في أسفل/03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76325/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88%d8%a7%d8%a1-%d8%a3%d8%b4%d8%b1%d9%81-%d8%b1%d9%8a%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%86-2/

 

برّي في "الجهاد الأكبر" لإعادة التوازن.. وجنبلاط خط أحمر

منير الربيع/المدن/04 تموز 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76354/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d9%91%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83/

 

العونية السياسية في متاهتها

ساطع نور الدين/المدن/الأربعاء 03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76341/%d8%b3%d8%a7%d8%b7%d8%b9-%d9%86%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a9/

 

نهاية مرحلة في لبنان لا نهاية عهد

نديم قطيش/الشرق الأوسط/03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76339/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d9%86%d9%87%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b1%d8%ad%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84/

 

إجابة لسؤال عمره 91 عاماً.. كيف تجند "الإخوان" عناصرها؟

أشرف عبدالحميد/العربية نت/03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76329/%d8%a3%d8%b4%d8%b1%d9%81-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d8%aa-%d8%a5%d8%ac%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d9%84%d8%b3%d8%a4%d8%a7%d9%84/

 

احداث الشوف، من وهامات وليد جنبلاط الى الجمهورية المتداعية

شارل شرتوني/03 تموز/1019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76349/76349/

 

الجبهة الشمالية... سوريا والعراق/هناك ساحتان حاليا لمواجهة عسكرية محتملة بين واشنطن وطهران

د. وليد فارس/الإندبندنت العربية/03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76344/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d9%87%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84/

 

 

تقرير من الجيرازلم بوست: التقارير تفيد بأن أعداد عناصر حزب الله في ألمانيا هي بإزدياد

Increase Of Hezbollah Members In Germany State, Says Intel Report

Jerusalem Post/July 03/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76347/%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d9%81%d8%b4%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84/

 

Lebanon Says Sea Border Talks With Israel Still Pending

السلطات اللبنانية تقول بأن المحادثات مع إسرائيل بخصوص الحدود البحرير لا تزال معلقة

Beirut- Asharq Al-Awsat/Wednesday, 3 July, 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76347/%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d9%81%d8%b4%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84/

 

US efforts to start Israel-Lebanon maritime border talks ‘failed’ – report

تقرير من الجيرازالم بوست: فشل الجهود الأميركية التوسط بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية بينهما

Jerusalem Post/July 03/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76347/%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d9%81%d8%b4%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84/

 

Lebanon Says Sea Border Talks With Israel Still Pending

السلطات اللبنانية تقول بأن المحادثات مع إسرائيل بخصوص الحدود البحرير لا تزال معلقة

Beirut- Asharq Al-Awsat/Wednesday, 3 July, 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76347/%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d9%81%d8%b4%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84/