المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليومي 03 تموز/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july03.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وفتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وقَال: «بِالحَقيقَةِ عَلِمْتُ أَنَّ ٱللهَ لا يُحَابِي ٱلوُجُوه. بَلْ إِنَّ مَنْ يَخَافُهُ في كُلِّ أُمَّة، ويَعْمَلُ ٱلبِرّ، يَكُونُ عِندَهُ مَقبُولاً

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لا تصدقوا كلمة واحدة من كلام الفرزلي حتى ولو رتل الأبانا

الياس بجاني/رسالة ببغائية وذمية بعيدة عن بوصلة المحتل والإحتلال وبلا محتوى سيادي واستقلالي

الياس بجاني/ترى هل ظلمنا واصف حركة وهو سيادي وضد احتلال وسلاح حزب الله؟

الياس بجاني/واصف حركة مع سلاح حزب الله وضد تبني الثورة ال 1559 مثله مثل الغلام ابن بيو والمعرابي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هلوسات المحور لن تقلع من مدرج البروباغندا...حملة الحزب لالصاق تهمة الافلاس في الوطن الام على خصمهم الاكبر، الولايات الاميركية، هي سخيفة، مكشوفة وعنوان الافلاس السياسي بحد ذاته/د. وليد فارس/فايسبوك

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 2/7/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 2 تموز 2020

الجيش: الجانب اللبناني في الاجتماع الثلاثي حذر من خطورة القرار الإسرائيلي التنقيب في مناطق محاذية لحدوده البحرية

دل كول خلال الاجتماع الثلاثي: للاستفادة الكاملة من فرص حل النزاع وتعزيز الاستقرار على طول الخط الأزرق

نقابة المحامين: التدقيق المالي الجنائي منطلق لأي إصلاح ولا كلام بعد اليوم يوقف الإنهيار بل العمل

لبنان يشتعل غضباً… والسلطة تنتظر الفرج الآتي من طهران

يغرق في العتمة بعدما فرغت محطات الكهرباء من الفيول والمازوت

مصادر “حزب الله”: بواخر إيرانية محملة بمواد غذائية ومحروقات تصل خلال أسبوعين

حالة تململ داخل حكومة حسان دياب ونقاشات حامية ووزراء يرغبون في الاستقالة

السفيرة الأميركية لحكومة دياب: ممنوع استجرار الكهرباء من سورية

جهود عربية لمواجهة محاولات التمدُّد الإيراني لانتزاع لبنان من حاضنته

تفكيك شبكة عملاء لإسرائيل بينهم قيادي في “حزب الله”

الجيش اللبناني يحذر من خطورة التنقيب الإسرائيلي بالقرب من الحدود البحرية

مقدمة الإعلامي مارسيل غانم من برنامج صار الوقت/تلفزيون المر

ماهر الأسد يمارس سياسة التجويع على حزب الله

توتال” تؤجل أعمالها في المياه اللبنانية وفرضية الحرب ممكنة

خطة حزب الله لتجارة الفيول والغذاء من سوريا وإيران

النهار: تحذيرات الدول و"الصندوق" تسابق الإنهيار المتدحرج

السفير الصيني ينسف “التوجه شرقاً”: غير مستعدّين لدفع قرش واحد في لبنان بعدما تخلّفت الحكومة عن سداد ديونها!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

محادثات الإنقاذ مع صندوق النقد بلغت طريقًا مسدودًا!

الحريري: لدي شروط للعودة إلى رئاسة الحكومة ونقطة على السطر

هدّد بإقالته من حاكمية مصرف لبنان.. تفاصيل المشادة الكلامية التي وقعت بين حسان دياب ورياض سلامة

حدّة الانهيار ستتسارَع… و”إسرائيل تحاول جرّ لبنان الى الحرب؟”

أوروبا لا تحبِّذ حلّاً بـ”أوكسجين” حكومة “وحدة وطنية”!

لبنان: ثلاثية الفساد، الازمة الاقتصادية و جائحة كورونا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

حادث في موقع نووي إيراني تسبب في تضرر مستودع قيد الإنشاء

ضربتان إسرائيليتان لـ «نووي إيران»

مقاتلات F35 قصفت موقع بارشين دون حاجة لإعادة التزود بالوقود

هجوم إلكتروني إسرائيلي على «نطنز» استهدف حواسيب تتحكم في أجهزة ضغط المخازن

أفقدتا طهران 80% من مخزون غاز UF6 الضروري لتخصيب اليورانيوم

إيران تقرُّ بضرب إسرائيل مفاعل “نطنز” وتزعم أنه “حادث عارض”

تل أبيب استخدمت "إف- 16" أعادت التزود بالوقود في سماء دولة خليجية وطهران استنجدت بخبراء روس

العراق ينشر حرس الحدود في دهوك لصد التوغل التركي..الطريق بين بغداد وطهران مغلق ولا زيارات دون تأشيرات

بغداد تحبط تهريب أجهزة اتصال إلى سورية

السعودية: دول المنطقة ليست مسرحاً تتدخل فيه إيران كيفما شاءت والرياض أبرمت عقداً لتصنيع عربات عسكرية مدرعة محلياً

الولايات المتحدة توسّع انتشارها في سورية وتنشئ مطاراً عسكرياً/قوات الأسد دخلت عين عيسى وتمركزت في خطوط التماس مع الجيش التركي

مصر تُلوِّح باللجوء إلى محكمة العدل الدولية بشأن أزمة “سد النهضة”

الإخوان المسلمون»... مغازلة الغرب في السر ومناهضته في العلن..المؤرخ البريطاني مارتن فرامبتن استند إلى آلاف الوثائق التي رفعت عنها السرية

حركتا «فتح» و«حماس» تتعهدان بـ«الوحدة» ضد خطة الضم الإسرائيلية

البنك الدولي يحذّر من تباطؤ تنفيذ استراتيجيات احتواء الجائحة/مديره الإقليمي لـ «الشرق الأوسط» : قوة رأس المال ومتانة القطاع المصرفي وانخفاض الدين تعزز اقتصاديات الخليج

دعوى قضائية أميركية لعرقلة تسليم الوقود الإيراني إلى فنزويلا

جواسيس إردوغان} يلاحقون معارضيه على الأراضي الألمانية/تفتح ملف النشاط الاستخباراتي لأنقرة... وخبير يتحدث عن 8 آلاف عميل

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة فرّيسيّين.../المخرج يوسف ي. الخوري

رفَضنا مشروعَ الأقليّات فأين المشروعُ الآخَر؟/سجعان قزي/افتتاحيّة جريدة النهار

لا اصلاح ولا سلم اهلي دون وضع لبنان تحت الفصل السابع/شارل الياس شرتوني

حسان دياب المتخوف من السفراء والمرتعد من السياسيين/منير الربيع/المدن

الفقر المُدقع يداهم اللبنانيين.. والبطالة إلى مستويات قياسية!/عمّار نعمة/اللواء

استقالة مازح: إن لم تكن قضاء فهي قدر!؟/جورج شاهين/الجمهورية

الأزمة تتمدّد إلى “صحن” الجيش.. وتقشّف في عهد رئيس كان قائده/ماجدة عازار/نداء الوطن

حكومة العتمة… وفدرالية الكهرباء!/إيفون أنور صعيبي/نداء الوطن

الدولار والحزب يوحّدان المسارين/خيرالله خيرالله/اساس ميديا

إلى دياب "المتوتّر" في خطاب الوداع: دولة الرئيس... حكومتكَ سبب الحصار/محمد بركات/اساس ميديا

كلنا مخطئون.. كلنا نطرق على غير باب/زياد عيتاني/اساس ميديا

“فِلّوا والباقي علينا”… طوعاً وإلا جبراً/ألان سركيس/نداء الوطن

النظام اللبناني يفترس ذاته/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

حسان دياب لخصومه: هاتوا حكومة بديلة وخذوا السراي!/كلير شكر/نداء الوطن

هل يتحوّل اللبناني حقل تجارب للأدوية غير المرجعية؟/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

ماذا لو استقال الكاظمي؟/مصطفى فحص/"الشرق الأوسط

القذافي و«الإخوان»... الحليف المحتقر/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

كيف تنتقم إيران من العقوبات الدولية؟/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون وقع مراسيم ترقية ضباط في الأسلاك العسكرية كافة وعرض مع معلوف حاجات منطقة المتن

مجلس الوزراء اجتمع بحضور حاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف عبد الصمد : المفاوضات مع صندوق النقد مرتبطة بالاصلاحات وهي على السكة

دياب بحث مع سفير الصين في تعزيز التعاون على جميع المستويات

دياب: جهات محلية وخارجية عملت وتعمل على إدخال لبنان في صراعات المنطقة ولعبة الدولار اصبحت مكشوفة وسنواجه محاولة تجويع اللبنانيين

بري تلقى اتصالا من نظيره الاردني والتقى باسيل ووفدا نيابيا زعيتر: التنسيق وفتح الحدود مع سوريا مصلحة للبلدين

عبد الأمير قبلان طالب وزيرة العدل ومجلس القضاء برفض استقالة مازح

عكر: كل ما يتعلق بالمفاوضات مع صندوق النقد هو من صلاحيات وزير المال

الحريري عرض مع دبور الاوضاع الفرزلي: أناشد الرئيس دياب العمل لحكومة بديلة تساعد على إيجاد الحلول

الراعي استقبل وفدا اعلاميا من المواقع الالكترونية ووفدا تربويا: دعوة الشباب لبناء وطن افضل وخلق قيادات جديدة ترتكز على اساس اخلاقي انساني

الحريري: الاصلاح كلمة السر التي يمكنها ان تنقذ لبنان ولم يفاتحني احد بالعودة الى رئاسة الحكومة وشروطي معروفة لذلك

الوفاء للمقاومة شجبت التصريحات الأميركية ودانت قرار العدو الصهيوني البدء بالتنقيب عن الغاز في منطقة التماس مع مياه لبنان البحرية الجنوبية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

وفتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وقَال: «بِالحَقيقَةِ عَلِمْتُ أَنَّ ٱللهَ لا يُحَابِي ٱلوُجُوه. بَلْ إِنَّ مَنْ يَخَافُهُ في كُلِّ أُمَّة، ويَعْمَلُ ٱلبِرّ، يَكُونُ عِندَهُ مَقبُولاً

سفر أعمال الرسل10/23/7/من34حتى43/:”يا إخوتي، في ٱلغَد، قَامَ بُطْرُسُ وخَرَجَ مَعَ الرِجَالِ الذِّينَ أَرْسَلَهُم كُرْنِيلِيُوس، ورَافَقَهُ بَعْضُ ٱلإِخْوَةِ مِنْ يَافَا. وفي ٱليَوْمِ ٱلتَّالي، دَخَلَ قَيْصَرِيَّة. أَمَّا كُرْنِيلِيُوسُ فَكَانَ يَنْتَظِرُهُم، وقَدْ دَعَا أَنْسِبَاءَهُ وأَصْدِقَاءَهُ ٱلأَقْرَبِين. ولَمَّا دَخَلَ بُطْرُسُ ٱسْتَقبَلَهُ كُرْنِيلِيُوس، وٱرْتَمَى عَلى قَدَمَيهِ سَاجِدًا لهُ. فأَنْهَضَهُ بُطرُسُ قائِلاً: «قُمْ، فإِنِّي أَنا أَيْضًا إِنسان!». ثُمَّ دَخَلَ وهُوَ يُحَادِثُهُ، فوَجَدَ كَثِيرينَ مُجْتَمِعِين، وفتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وقَال: «بِالحَقيقَةِ عَلِمْتُ أَنَّ ٱللهَ لا يُحَابِي ٱلوُجُوه. بَلْ إِنَّ مَنْ يَخَافُهُ في كُلِّ أُمَّة، ويَعْمَلُ ٱلبِرّ، يَكُونُ عِندَهُ مَقبُولاً. لَقَدْ أَرْسَلَ ٱلكَلِمَةَ إِلى بَنِي إِسْرَائِيل، فبَشَّرَهُم بِالسَّلامِ على يَدِ يَسُوعَ ٱلمَسيح، وهُوَ رَبُّ ٱلنَّاسِ أَجْمَعين. وأَنْتُم تَعلَمُونَ مَا جَرَى في كُلِّ ٱليَهُودِيَّة، إِبتِدَاءً مِنَ ٱلجَليلِ بَعْدَ ٱلمَعْمُودِيَّةِ ٱلَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا، كَيْفَ مَسَحَ ٱللهُ بِالرُّوحِ ٱلقُدُسِ وبِالقُدْرَةِ يَسُوعَ ٱلنَّاصِريّ، ٱلَّذِي جَالَ يَصْنَعُ ٱلخَيرَ ويَشْفي كُلَّ مَنْ كَانَ تَحْتَ سُلْطَةِ إِبْلِيس، لأَنَّ ٱللهَ كَانَ مَعَهُ. ونَحْنُ شُهُودٌ على كُلِّ مَا فَعَلَهُ في بِلادِ ٱليَهُودِ وفي أُورَشَليم. هُوَ ٱلَّذي قَتَلُوهُ إِذْ عَلَّقُوهُ على خَشَبَة. فهذَا قَد أَقَامَهُ ٱللهُ في ٱليَومِ ٱلثَّالِث، وآتاهُ أَنْ يَظْهَر، لا لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ ٱللهُ فَٱخْتَارَهُم، لَنَا نَحْنُ ٱلَّذينَ أَكَلْنا وشَرِبْنا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنْ بَينِ ٱلأَمْوَات. وقَدْ أَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْب، وأَنْ نَشْهَدَ أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذي أَقَامَهُ ٱللهُ ديَّانًا لِلأَحْيَاءِ وٱلأَموَات. ولَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ ٱلأَنْبِياء، أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤمِنُ بِهِ يَنَالُ بِٱسْمِهِ مَغْفِرَةَ ٱلخَطَايَا».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

لا تصدقوا كلمة واحدة من كلام الفرزلي حتى ولو رتل الأبانا

الياس بجاني/02 حزيران/2020

الفرزلي من أيتام الأسد ويُستعمل كبوق من حزب الله وبري والأسد للتسوّيق لمشاريع غير لبنانية. البلاغة سلاحه لتغليف ما هو مكلف به

 

رسالة ببغائية وذمية بعيدة عن بوصلة المحتل والإحتلال وبلا محتوى سيادي واستقلالي

الياس بجاني/01 حزيران/2020

رسالة طناني للغلام إبن بيو "العنيد" الذي يفاخر بأنه ألغي اتفاق 17 أيار بدلاً من الإعتذار وتلاوة فعل الندامة.. بعدو ابن العنيد مروكب ع الإنتخابات النيابية المبكرة وسلم وأولوياته سلطوي ومحصور  ب شي 2 او 3 نواب زيادة..وهو بذمية فاقعة تجنب حتى ذكر اسم حزب الله أو القرارات الدولية وتحديداً ال 1559..رسالة ببغائية وذمية بعيدة عن بوصلة المحتل والإحتلال وبلا محتوى سيادي واستقلالي

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/488026/

 

ترى هل ظلمنا واصف حركة وهو سيادي وضد احتلال وسلاح حزب الله؟

الياس بجاني/02 حزيران/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87801/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d9%89-%d9%87%d9%84-%d8%b8%d9%84%d9%85%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d8%b5%d9%81-%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d9%88%d9%87%d9%88-%d8%b3/

وصلتنا عدة احتجاجات على ما قلناه أمس عن السيد واصف حركة وعن تعريتنا لمواقفه الخجولة والرمادية لجهة احتلال حزب الله وسلاحه وإجرامه، وكذلك مواقفه العلنية الرافضة للقرار 1559 ولوضع حزب الله واحتلاله على أولويات الثورة.

الحركة يعمل على ملفات قضائية ومعيشية منذ مدة طويلة وهو لا يقارب احتلال حزب الله لا من قريب ولا من بعيد، وهذا نشاط لا علاقة له بالإحتلال، والمحتل عملياً يشجع ويتبنى أمثال حركة ويساند تناولهم  ملفات معيشية لأنهم يغيبون جرم احتلاله.

إن مشكلة مستر حركة أنه إما يخاف التكلم عن سلاح الإحتلال وهذا حال كثر من الناشطين الوصوليين، وإما أنه مندس من قبل الحزب وكل عمله الثوروي هو لمصلحة ومشروع الحزب تحت قناع الثورة…وهذا أيضاً أمر مفهوم ومثل حركة الامئات.

فإن كان خوفه وراء ذميته فهذا يلغي دوره الثوروي ومن حق كل لبناني سيادي أن يعري هذا الخوف.

وكذلك فضح أمره إن كان قناعاً ثوروياً لحزب الله لأن على الساحة اللبنانية كثر خائفين وذميين وبسبب خوفهم وذميتهم استولى حزب الله البلد واعاده إلى القرون ما قبل الحجرية.

ردنا على من انتقد مقالتنا هو .. هل الحركة ضد احتلال حزب الله وضد دويلته وضد حروبه وضد كذبة المقاومة والتحري مع القرارات الدولية الخاصة بلبنان؟

للتوضيح مطلوب منه اعلان مواقفه السيادية دون لبس وهنا مربط الخيل، والأمر ليس شخصياً لا مع حركة ولا مع غيره، بل وطنياً صرف.. ومن يريد الدفاع عن حركة فليجب على هذه الأسئلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

واصف حركة مع سلاح حزب الله وضد تبني الثورة ال 1559 مثله مثل الغلام ابن بيو والمعرابي

الياس بجاني/01 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87791/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d8%b5%d9%81-%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d9%85%d8%b9-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88/

المحامي واصف حركة في السياسة وبعيداً عن الأمور الشخصية هو من جماعة حزب الله ومع سلاحه رغم انغشاش كثر فيه وبعنترياته داخل الثورة من خلال تبنيه ملفات قضائية ومعيشية.

وهو أكد هذا الانتماء اللاهي لجهة تجنب السلاح الملالوي مع مرسال غانم منذ مدة وفي مناسبات كثيرة وعلناً، وبالتالي يجب الحذر منه وعدم تصديق عنترياته.

والحقيقة مش كتير فرق بينه وبين سمير جعجع المعرابي المستسلم ورافع شعار نفاق الواقعية لجهة سلاح حزب الله وال1559 .

للحركة وللمعرابي وللغلام ابن بيو ولكل من يخاف ويجاهر بوقوفه مع سلاح حزب وضد القرار 1559 نقول يا ذوات الإنسان لا يحيي بالخبز وحده بل بالسيادة والكرامة والاستقلال والحرية.

باختصار فإن من هو ضد القرار 1559 ويريد إبقاء سلاح حزب الله خارج التداول وبعيداً عن الثورة من مثل المعرابي الذمي والغلام ابن بيو المروكبي معه لازمة الانتخابات المبكرة وواصف حركة وكثر من خامتهم الاستسلامية لا هني بالثورة ولا من الثورة بمفهومها السيادي والاستقلالي ولا يجب على الثوار السياديين واللبناناويين الإنغشاش بهم.

هؤلاء عملياً في خياراتهم الوطنية والسيادية والإستقلالية والدستورية هم أخطر من حزب الله بملين مره.

هؤلاء مرضى نفسيين ومصابين بعاهة متلازمة ستوكهولم Stockholm syndrome … أي أن الشجاعة مخصية بدواخلهم وثقافتهم ذمية واستسلامية مرضّية، وهم بالتالي يشكرون المجرم والقاتل والخاطف والمافياوي، وكذلك المحتل لبلدهم ويقولون له من خلال مواقفهم المرتي كثر الله خيرك بأنك تتركنا نعيش وناكل.

هؤلاء هم أعداء الثور والحذر منهم واجب وطني.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هلوسات المحور لن تقلع من مدرج البروباغندا...حملة الحزب لالصاق تهمة الافلاس في الوطن الام على خصمهم الاكبر، الولايات الاميركية، هي سخيفة، مكشوفة وعنوان الافلاس السياسي بحد ذاته.

د. وليد فارس/فايسبوك/03 تموز/2020

تقارير في واشنطن تتحدث عن تعبئة سياسية واعلامية يقوم بها حزب الله داخل وخارج لبنان، مستخدماَ توابعه ومنصاته الاعلامية، من اجل وضع لوم الانهيار الاقتصادي الحالي على عقوبات الولايات المتحدة.

تماماً كما كان النازيون يلومون قلة التموين في فرنسا المحتلة على بوارج الحلفاء التي اقفلت الممرات البحرية امام قوات المحور. بينما كان قياديو النازيين يتلقون افضل المواد الغذائية من برلين وكانت آلتهم للبروباغندا تهاجم امريكا.

حزب الله يستعمل سياسيين وصحافيين وحتى ديبلوماسيين ليصرخوا امام الشعب في الداخل واصحاب الرآي في الخارج ان واشنطن هي مسببة الكارثة.

بينما الحزب ومحوره هم الذين اكلوا البيضة والتقشيرة لثلاثين عاماَ.

وتشير التقارير الى وفود تسافر في الدرجة الاولى الى دول اوروبية والفاتيكان لتشكو من امريكا، قبل ان تحط في سويسرا لزيارة المليارات المنهوبة.

قيادة حزب الله غنية وتتظاهر بعباية التقشف الجهادي، وحلفاء الحزب في السلطة السياسية يسبحون في الترف، ويتباهون بمنع اللحوم عن جنود وضباط الجيش اللبناني.

حملة الحزب لالصاق تهمة الافلاس في الوطن الام على خصمهم الاكبر، الولايات الاميركية، هي سخيفة، مكشوفة وعنوان الافلاس السياسي بحد ذاته.

في زمن الانترنت والفضائيات والتواصل مع الانتشار اللبناني العالمي، هكذا كليشيات، لن تقلع من مدارج صناعتها. بالعربي الفصيح:It won't fly...

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 2/7/2020

وطنية/الخميس 02 تموز 2020 

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

الجدل البيزنطي التاريخي في القرن السادس عشر كان على أمر واحد هو جنس الملائكة فحصل ما حصل للقسطنطينية وتغير مجرى تاريخ المنطقة ليس إلا

الآن في لبنان الجدالات والسجالات تبدو على كل الملفات وفي كل المشكلات وحتى على الإصلاحات الى أن أصبحت السجالات هي المشكلات وآخرها على ال FORENSIC AUDIT "التدقيق المحاسبي المركز" المتمسك به رئيس الجمهورية العماد عون بصرف النظر عن المواقف التي ظهرت في جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا الثلاثاء فيما وزير المال غازي وزني يعارض المسألة في شدة والى حد سؤال الجهة التي يمثل عن مدى ارتباط شركة كرول للمحاسبة المركزة بالعدو الاسرائيلي في حال "تبينت" علامات ارتباط...

كل ذلك حاصل وكل المسارات المتشابكة جاثمة وكل مقومات الصمود لدى القوى المعنية ببقاء الحكومة قائمة ومتصدية لمحاولات إطاحتها وذلك على رغم ما يسري من اخبار عن احتمالات تغيير حكومي وعودة الحريري وهو ما نفاه الرئيس الحريري بذاته ...

وكل ذلك حاصل أيضا" في وقت تتراجع عناصر صمود غالبية اللبنانيين أمام جنون الأسعار وتوحش سعر صرف الدولار الذي ناطح ال 10 آلاف ليرة لبنانية في السوق السودا...عدد من الطرق قطع هذا المساء في عدد من انحاء العاصمة.

الفئات الشعبية المقدرة على الأقل بثمانين في المئة من الشعب اللبناني تترنح تحت ثقل الحاجات المعيشية وتكتوي لا بل تحترق وتتلوى على جمر أسعار السلع ولا من يحزنون أو بالأحرى لا من يتراجعون عن الأنماط السياسية المعهودة لدى مجمل القوى السياسية وكأنهم يكادون يكررون مقولة سرت على بعض ألسنة تلك القوى قبل شهرين وهي: "بكرا بيتأقلمو الناس وبيتعودو"...

وكأنهم بذلك يكافئون الناس الذين اقترعوا للوائح هؤلاء بإقبال 44 بالمية في انتخابات ال 2018...

وعندما يطرح هذا الواقع على شكل أسئلة على المعنيين وهل هناك من حلول من داخل لبنان وهل هناك تأثيرات وضغوط خارجية تؤخرها؟ فيأتي الرد بتأكيد الآتي :

إن المعنيين بإدارة البلاد وبالبحث عن مخارج وعن فتح سياقات للمعالجات يجهدون ويسعون من دون هوادة من أجل ذلك وعبر أربع مسارات على الأقل ألا وهي :

-جلسات مجلس الوزراء وقد انعقدت اليوم جلسة في السراي الكبير بعد يومين على جلسة قصر بعبدا...

-جلسات المفاوضات مع صندوق النقد الدولي...

--جلسات مالية حكومية-مصرفية- بنكية وآخرها كان عبر اجتماع عاصف رأسه قبل الظهر وزير المالية قبل ساعة من جلسة مجلس الوزراء في السراي....

-إجتماعات وزارية وقطاعية مستمرة للإحاطة قدر الإمكان بتأمين الحاجات المعيشية والسلع الحيوية.

تفاصيل النشرة نبدأها من الميدان وحركة الاحتجاجات على الغلاء وعلى التدحرج المعيشي وعلى انقطاع الكهربا وعلى كل ضروب التردي الاقتصادي.

المواطن ينام على إقفال طريق ليصحو على إقفال أخرى ويمسي على قطع طرق أخر.

(وسيم عرابي)

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

يحار المرء من أين يبدأ.

مركب على متنه مواطنون وليس في يدهم حيلة تحاصرهم الهموم والمصاعب ولقمة العيش.

هل نبدأ من الدولار الذي يواصل نهش جسد الليرة المتهالك أم من الغلاء الذي لا يرحم ولا يوفر حتى لقمة الفقير أم من رفوف السوبر ماركت الخاوية أم من الظلام الذي يعيدنا إلى عصر الشمعة والقنديل أم من الأدوية الذي اصاب الشح بعضها أم من الاتصالات التي يتردى وضعها والكثير الكثير من المشاكل التي تتناسل من دون وجود مبادرات فاعلة للتغلب عليها.

من هنا تأتي أهمية دعوة الرئيس نبيه بري إلى إعلان حالة طوارىء اقتصادية ومطالبة كتلة التنمية والتحرير الحكومة بإعادة النظر في الإجراءات المتخذة لمقاربة الأزمة.

هموم اللبنانيين الاقتصادية والمعيشية والحياتية هيمنت على جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في السرايا الحكومية.

الجلسة تميزت بمشاركة حاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف في جانب منها كما تميزت بالمواقف التي أطلقها رئيس الحكومة خلالها من قبيل (لعبة الدولار أصبحت مكشوفة ومفضوحة) وبحجم تساؤله عما إذا كانت حكومته قد أصبحت عاجزة وانتهى دورها؟؟.

على أية حال فإن ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي او تسريبا وهمسا عن تغيير حكومي أو حتى تعديل وزاري هو غير مطروح وفق ما أكدت مصادر مطلعة للـ NBN مشيرة إلى ان المطلوب الان هو إيجاد حلول سريعة للأزمات المعيشية التي يئن المواطن تحتها من كهرباء وخبز وغذاء ودواء وغيرها...

وبالحديث عن الحكومة فإن الرئيس سعد الحريري نفى أن تكون أي جهة قد تواصلت معه للعودة إلى السراي، لافتا من جهة اخرى إلى انه لولا عناد الرئيس بري لدرس الأرقام في مجلس النواب لم نكن لنصل إلى هذه الأرقام وشدد الحريري أن ما قام به الرئيس بري هو الصح.

على خط التواصل بين القوى السياسية رصدت اليوم زيارة مطولة وصفت أجواؤها بالجيدة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى عين التينة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

بين السرايا الحكومية وبيت الوسط، "الحيط عالحيط" أو "رمية حجر"، لكن الرسائل التي وجهت سواء من السرايا الحكومية قبل الظهر أو من بيت الوسط بعد الظهر، تؤشر إلى أن المسافة بينهما "سنوات ضوئية".

رئيس الحكومة حسان دياب، إنتقد مواقف السفيرة الأميركية من دون أن يسميها، فقال: "سكتنا كثيرا عن ممارسات ديبلوماسية فيها خروقات كبيرة للاعراف الدولية حرصا على الصداقات والعلاقات لكن هذا السلوك تجاوز كل مألوف في العلاقات الاخوية والديبلوماسية.

كلام الرئيس دياب استدعى ردا من الرئيس سعد الحريري في دردشته الاسبوعية التي أصبحت محطة ثابتة شبه اسبوعية، فقال: "سمعت ما قاله الرئيس دياب حيث يهاجم السلك الديبلوماسي الذي نحن بحاجة إليه من أجل مساعدة لبنان. لم ار أي قاض تحرك عندما هاجم السفير السوري الرئيس بري".

وفيما لم يكن موضوع التغيير الحكومي مطروحا، فإن الرئيس الحريري ركز عليه في دردشته فقال: "انا شروطي واضحة ولا أحد قريب مني بغطيه اذا كان رايح لحالو ليترأس حكومة. ولدي شروط للعودة إلى رئاسة الحكومة ونقطة على السطر".

كذلك انتقد الحريري رئيس التيار الوطني الحر من دون ان يسميه فقال: "حين نكون في حكومة وهناك تيار بدو يتخانق مع كل الأطراف، كيف بدها تشتغل الحكومة؟ كانت لنا فرصة ذهبية بعد سيدر وكان يجب أن نشكل حكومة بسرعة ولكن كثرت المطالبات".

الإستنتاج الأولي أن رفع السقف من قبل الرئيس الحريري ربما يعني الا تغيير حكوميا في المدى المنظور، وهذا هو الإحتمال المرجح، أو أنه يضع شروطه من أول الطريق في حال نضجت فكرة اي تغيير حكومي، مع أنها مستبعدة...

أبعد من السرايا وبيت الوسط، هناك أوضاع إقتصادية ومعيشية غير مسبوقة... الناس همهم في المواد الغذائية وفي الخشية من انقطاعها... اصحاب المتاجر بين انقطاع السلع وإخفائها لرفع أسعارها... الدولار يتدلل بين المصارف والصيارفة ونادرا ما يصل إلى يد المواطن... الناس لا يسألون فقط عن المواد الغذائية بل عن المازوت وعن تقنين الكهرباء وعن الخشية على خدمات الإنترنت، اما القطاعات، من تجارية وسياحية، فحدث ولا حرج.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

داخل مجلس الوزراء، مواقف عالية النبرة لرئيس الحكومة حسان دياب.

أما في الخارج، فحركة سياسية لافتة، ابرز محطاتها لقاء بري-باسيل واجتماع الحريري-الفرزلي، ثم الدردشة الإعلامية التي أجراها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

فرئيس الحكومة قال: اليوم، نحن في لحظة الاصطدام. وبكل أسف، هناك جهات محلية وخارجية، عملت وتعمل حتى يكون الاصطدام مدويا، وتكون النتيجة حصول تحطم كبير، وخسائر ضخمة. وسأل: هل خسرنا المواجهة؟ هل انتهى دور الحكومة؟ هل تستسلم؟ هل تعلن فشلها؟ هل تهرب لترتاح من هذا العبء، وكفى الله المؤمنين شر القتال؟ هل تترك الساحة فارغة؟ هل تواجه؟ هنا التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم كحكومة، شدد دياب.

اما في الحركة السياسية، ‏فأكدت مصادر معنية للـ OTV، ان الاجتماع الذي عقد في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تناول مروحة واسعة من المسائل، وفي موضوع سعر صرف الدولار، تم البحث في مجموعة خطوات، أبرزها قيام مصرف لبنان بما عليه لضبط التفلت، الى جانب حث الحكومة على القيام بالإصلاحات المطلوبة. وشدد الجانبان على اعتبار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي خيارا اساسيا، ما يتطلب قيام الحكومة ومجلس النواب، كل في نطاقه، بما يمكن القيام به، لتأمين الحصول على برنامج لا يتعارض بأي من شروطه مع سيادة لبنان ومصالحه الوطنية.

ومن عين التينة الى بيت الوسط. نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي يلتقي الحريري ويعلن بعد اللقاء أن مسألة إعادة النظر بالتركيبة الحكومية باتت أمرا من الباب اللزومي الذي يجب أن يفكر الإنسان به بصورة طبيعية. ولم يتوقف الفرزلي عند هذا الحد، بل ناشد الرئيس دياب أن يذهب باتجاه العمل من اجل تحقيق وتسهيل الأمر لإيجاد حكومة بديلة تساعد على الوصول الى حلول.

عن احتمال عودته إلى ترؤس الحكومة، وهل بحث مع الفرزلي في الموضوع، قال الحريري: "مش حابب اعمل رئيس حكومة ولا عم فكر اعمل رئيس حكومة وما حكيت مع الفرزلي بالموضوع". لكنه أردف قائلا: لدي شروط للعودة إلى رئاسة الحكومة ونقطة على السطر. ثم تابع من جديد: لن أغطي أحدا قريبا مني لترؤس اي حكومة الا اذا اخذ بشروطي، فاليوم من عليه أن يتنازل هو من في الحكومة.

وفي سياق آخر، وردا على سؤال للـ OTV، قال الحريري: سيكون لنا كتيار مستقبل موقف قاس جدا اذا كان العهد او رئيس الحكومة يفكران بإقالة رياض سلامة.

في المقابل، اكدت مصادر وزارية مطلعة للـ OTV، ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتمسك بتنفيذ قرار مجلس الوزراء المتخذ في 26 آذار الماضي، والقاضي بإجراء عملية تدقيق محاسبية مركزة Forensic audit في مصرف لبنان.

ولفتت المصادر نفسها الى ان القول بأن شركة كرول مرتبطة بالعدو الاسرائيلي، لا يعكس الواقع الحقيقي بدليل ان السبب الاساسي لوقف التدقيق المركز او التشريحي كما قال وزير المال نفسه، هو رفض الجهات السياسية التي يمثلها الوزير المذكور اعتماد مبدأ التدقيق المركز والاكتفاء فقط بالتدقيق الحسابي Accounting audit وذلك خلافا لقرار مجلس الوزراء. ولاحظت هذه المصادر ان اصرار وزير المال على عدم التوقيع يدل على ان المطلوب هو عدم الغوص في التدقيق المركز الذي يلقي الضوء على الحسابات ويحدد سبل تفاصيلها والجهات المعنية بها، على عكس التحقيق الحسابي الذي يكتفي بمقارنة الارقام مع الاعتمادات فقط.

ولفتت المصادر نفسها الى انه لا يمكن القبول بصرف النظر عن التدقيق المركز لانه يندرج في اطار الاصلاحات المطلوبة للانطلاق بخطة التعافي المالي، علما ان الاصلاحات التي اقرت سابقا لم يتحقق منها شيء، على رغم الحاح المجتمع الدولي ومجموعة الدعم الدولية للبنان بضرورة انجاز مثل هذه الاصلاحات لتتمكن الدول الاعضاء في المجموعة من مساعدة لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

لم تنتظر الحكومة أمر الذهاب إلى الشرق فأتت الصين إلى السرايا على وعود الاستثمار في كل القطاعات، ومن دولة إلى دولة وعلى مرمى حجر وقع على بيت الوسط ، أصيب سعد الحريري بلفحة الهواء الأصفر فاستعاد أمجاد علاقاته وعلاقات الشهيد رفيق الحريري حين شرق وغرب بين الصين وروسيا، وهي الجملة المفيدة التي تفوه بها في دردشة طارئة دعا إليها وانتقل فيها من الهلوسة إلى حلم اليقظة، فطرح نفسه مجددا في سوق الأسهم الحكومية وحسم الأمر بينه وبين نفسه بالقول: أنا مستعد للعودة بشروطي ونقطة على السطر.

لكن حكومة حسان دياب لم تصل إلى آخر السطر وهي باقية ما بقي العهد وشروط البقاء مرهونة بإصلاحات لم توضع بعد على أول السطر، وهي إصلاحات أصبحت بندا رئيسا في مفاوضات صندوق النقد الدولي بعد شرط التوافق اللبناني اللبناني المعلق على حبل الخلاف بالأرقام بين الحكومة والمصرف المركزي، وعلى هذا المؤشر السلبي يبني صندوق النقد المقتضى بعدما تحول الخلاف إلى مهزلة المهازل أمام الأجانب بقول رئيس جمعية المصارف سليم صفير حين سئل ماذا جاء يفعل في السرايا؟ فأجاب: "معزوم على كاس ويسكي".

وإلى أن تذهب السكرة جاءت الفكرة وضربت بعضا ممن تناوبوا على ما ابتلينا به من مصائب سعد الحريري يطالب بالإصلاح من دون تمييز بين ما أفسدته حكوماته والحكومات اللاحقة وما أورثوه من عجز مالي وقطاعات فارغة من الإنجازات المحشوة بعبوات التوظيفات العشوائية والمحاصصة واللائحة تطول وليد جنبلاط، يصف الحكومة بأنها حكومة اللاشيء والعدم والإفلاس والجوع وملائكته حاضرة في الواقع المأساوي والانهيار الحاصل، وئام وهاب يكتب ويمحي لا حزنا ولا فرحا، إيلي الفرزلي يتنقل تنقل الحجل بين عين التينة وبيت الوسط للم الشمل والتسويق بأن التركيبة الحكومية باتت بحاجة إلى إعادة نظر، ولبن العصفور يتحضر من جديد في إغراء سياسي يقدمه بري الى الحريري ويتطلع على جودته جبران باسيل لكن قصر النظر عند حكومة حسان دياب جعل من الخلاف على الأرقام فضيحة الفضائح أمام الناس وأمام النقد الدولي، وفي معرض الهجوم دفاعا عن حكومته يكتفي بلا إله ويسكت عن تسمية الأمور بأسمائها، ويتحدث عن مطالبته بالإصلاح وفي المقابل يقومون بحماية الفساد ويحصنون الفاسدين ويمنعون علينا الحصول على ملفات الأموال المنهوبة.

"ويا دارة دوري فينا" من معزوفة تجهيل الفاعل.

أما بعد النظر فتحدد مداه عند نقطة اليرزة حيث يتمترس السفير السعودي في بيروت وليد البخاري وفي المطبخ السعودي لقاءات مع سفراء أجانب لعل أبرزها مع نظيرته الأميركية دوروثي شيا صار البخاري لولب الحركة الداخلية ومن إيجابيات كورونا أن ما كان يدور في السر من لقاءات واتفاقيات صار في العلن وبلقاءات إن لم تكن عن بعد فبالتباعد ومن مفاعيل ما يجري على أرض الواقع فإن مقاطعة السعودية للمراجع اللبنانية في سدة المسؤولية في ظل التهديدات الأميركية بالعقوبات فإن المملكة ومعها الغرب نأت بنفسها وتركت المسرح للشرق من الصين إلى روسيا إلى إيران والأهم تركيا التي ثبتت أقدامها على الأرض اللبنانية ولها حلفاء يديرون أعمالها ولأصابعها بصمة في الأحداث على الساحة الداخلية وقد تمددت شمالا على جناح مد يد العون للعائلات المحتاجة في عكار وطرابلس "وحيط لبنان صار واطي" أمام الباب العالي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بحبر واضح ولغة صريحة ومبسطة، كان رد رئيس الحكومة حسان دياب على الرسائل المكتوبة بحبر سري كما وصفها، وعلى الممارسات الدبلوماسية المرمزة والمشفرة، وعلى المخططات التي تحاك، وعلى أوامر العمليات..

لم يفتتح الرئيس دياب بكلمته اليوم الجلسة الحكومية فحسب، بل افتتح مرحلة جديدة، محاصرا محاصري الحكومة المحليين منهم والدوليين، متوجها خطوة ضرورية نحو الخيارات العديدة، والاوراق الكثيرة التي سيكتب عليها رسائله كما قال.

هناك قرار كبير بحصار البلد سياسيا وماليا ومنع المساعدات لتجويع الناس، كشف الرئيس دياب، ويدعون انهم يريدون مساعدة الشعب اللبناني. يطالبون بالاصلاح ويمنحون الحماية للفساد والحصانة للفاسدين، ويمنعون الحكومة من الحصول على الملفات المالية لاستعادة الاموال المنهوبة.

هم يلعبون بالدولار لعبة مكشوفة، يطالبون باجراءات مالية، ويهربون الاموال الى الخارج ويمنعون التحويلات الى البلد لتجويع الناس ومنع الدواء وقطع الكهرباء، ويقطعون الطرقات، ويتحدثون عن حرصهم على لبنان ومساعدة شعبه.

وصفهم رئيس الحكومة ولم يسمهم، فاصابهم برسائله: سفراء وادوات، وسياسيين وموظفين، ومعهم الـمرْتوون من عرق الناس، الذين اعلن باسمهم سليم صفير الحضور الى اجتماع الحكومة لشرب كأس، بطريقة فيها الكثير من الرقص على جراح اللبنانيين..

ولبلسمة الجراح، وبحثا بخيارات جدية، كان استقبال الرئيس دياب للسفير الصيني في بيروت، (على أمل أن تسير الحكومة مع الصينيين على سكة حديدية تخرج البلد من النفق المعْتم). كما سيكون لرئيس الحكومة لقاءات مع وفد وزاري عراقي سيصل الى بيروت ..

الى عين التينة كانت وجهة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، حيث كان اللقاء مع الرئيس نبيه بري على مدى ساعة ونصف، ووصفتها مصادر الطرفين بالايجابية.

ايجابية مأمولة في ظل صعوبة غير مسبوقة، دعت كتلة الوفاء للمقاومة الى التعاون لتجاوزها عبر تحمل المسؤولية واعطاء الاولوية للتصدي للغلاء والتعاون مع من مد يد الصداقة للبنان..

وبيد ممدودة لكل من يساهم بمحاربة الفساد ومعرفة ما تعانيه مالية الدولة والمسببات، قالت مصادر مطلعة للمنار ان حزب الله مع اي تدقيق مالي اكان عاديا أو مركزا اي ما يعرف بـ :forensic auditing

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

دولة الرئيس دياب، الصيغة السادسة او السابعة لنفس الخطاب غير المنقح الذي تتناول فيه التركة والمتآمرين والانقلابيين على حكومتك وعلى قامتك السياسية ، لم تصل الى مسامع أحد من اللبنانيين.

أولا، لأن مضمونه في نسخته الأولى لم يكن يمت بصلة لأي واقع سياسي أو محاسبي أو مالي أو اجتماعي، فكيف به الآن بعد خمسة أشهر من الترداد.

ثانيا، لأن صوت أنين الجياع بات يطغى على كل ما عداه من أصوات، خصوصا تلك التي لا تطرب إلا آذان مطلقيها، بل مطلقها.

ثالثا، لأنه يحز في قلوب اللبنانيين أنك يا دولة الرئيس لا تجرؤ على تسمية المعتدين على حكومتك، لا لشيء إلا لأنهم حلفاؤك في السلطة ولأنك مدين لهم بوصولك الى حيث انت. الم تلاحظ يا دولة الرئيس الحركة المكوكية المحمومة بين المقرات والمرجعيات، والكلام تلميحا وإيحاء و بالمباشر، عن عدم رضى الحلفاء عن ادائك، وصولا الى تسميعك بأنه آن أوان رحيل حكومتك؟ ألا تعلم أن ما يبقيك في موقعك هي ممانعة البديل الذي منزله على بعد فشخة من السراي؟ دولة الرئيس دياب، ألم يجرحك تقريع مسؤولي صندوق النقد ووزراء الخارجية الغربيين والسفراء العرب، لسوء التصرف المتمادي للمفاوض اللبناني مع الصندوق، والذي دفع مفاوضي الصندوق الى التهديد بوقف المفاوضات والرحيل ؟ أخيرا إحذر دولتك، من الاندفاع كثيرا نحو الصين لأنك قد تجد نفسك وحيدا على طريق الحرير الذي قد يتحول بسرعة الى شوك.

قد يحتمل كل ما تقدم التأويل كما يمكن اتهام مطلقيه بالانحياز الى فئة أو الى وجهة نظر ، لكن الحقائق الدامغة التي تعزز كل فرضيات رحيل الحكومة و ب "ظهرها" معظم الطبقة السياسية ، تأتي من الأرض . المؤسسات على اختلافها تتهاوى او في طريقها الى الإفلاس ، أعداد العاطلين من العمل تسابق الدولار ارتفاعا ، بوادر أزمة تموينية حقيقية بدأت تتجلى رفوفا فارغة في المحال وفي السوبرماركات المقفلة. ناهيكم بإنقطاع التيار الكهربائي ونفاد الفيول الذي سيوقع لبنان في عتمة تامة بدءا من الأحد. اما العلاجات الحكومية ورغم الاجتماعات الماراتونية والمكثفة واجتماع مجلس الوزراء اليوم، فلا ترقى الى مستوى العلاج الجذري للملفات المشكو منها: لا قرار بالنسبة الى شركات التدقيق المالي ، هل يكون تدقيقا جنائيا أم محاسبيا. لا قرار بالنسبة الى لجم سعر الدولار، اللهم إلا التدابير الدفترية النظرية التي يكذبها تفلت السوق السوداء وقد تجاوز سعره العشرة آلاف ليرة. والأنكى أن لجم الأزمة يتطلب حزمة متكاملة مكونة من حلول علمية لكل الملفات النازفة اسمها "خطة الاصلاح والنهوض" غير المتوفرة حتى الساعة ، بفعل الأنانية والجهل والعناد وتبعية الدولة للدويلة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 2 تموز 2020

وطنية/الخميس 02 تموز 2020

النهار

لم تثمر حتى الساعة اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء من أجل تشكيل جبهة معارضة، بغية التنسيق والتواصل بين قوى أساسية كانت تنضوي في 14 آذار لمواجهة أعباء المرحلة بعدما بات هذا المطلب شعبوياً وملحاً....

يقول قيادي يساري مخضرم، إنّ معلوماته تشير إلى أنّ موظفي السلطة الفلسطينية لم يقبضوا رواتبهم حتى الآن لظروف مالية وحصار إسرائيلي، وذلك له تأثيرات سلبية على المخيمات في لبنان....

يشكو موظفون في احدى الوزارات من التعامل الفوقي للوزير معهم ومنعهم من التعبير عن آرائهم في الاجتماعات التي يعقدها....

الجمهورية

نُقل عن مرجع ديني بارز قوله إنه لم يتصوّر أن يعيش لبنان ما يعيشه اليوم دون أن يتحسّس مَن جاء بالحصار بمسؤولياته.

رُصدت حركة دبلوماسية صامتة لأحد السفراء البارزين فبدأ جولاته على المسؤولين مساء بعيداً من الإعلام.

قال مرجع سياسي إننا انتقلنا الى مرحلة سفينة بلا قبطان وسنشهد تطورات سريعة خلال الأيام المقبلة وسيكون "اليوم بجمعة والجمعة بشهر والشهر بسنة".

اللواء

تجري اتصالات دبلوماسية للاتفاق على مبادرة تحرك، تواكب انطلاق مبادرة محلية، لوقف الانهيار الكبير!

يُفاجأ زوّار مقر رسمي، بتردد عاملين في شركة تخص أحد الوزراء الذين يداومون هناك، مما يطرح أكثر من علامة استفهام؟

تزايد في الآونة الأخيرة إقفال مؤسسات عريقة، ويجري التعامل معها بدم بارد، وكأن شيئاً لم يكن.

نداء الوطن

تحوّل وزير محسوب على رئيسه إلى حديث الوزارة، بعدما كشف عن طقوس يومية في مكتبه، عبارة عن ساعة من الوقت يمضيها وحده رافعاً صوت الموسيقى، رافضاً استقبال أي ضيف أو الرد على أي اتصال حتى لو كان من رئيسه.

أبلغت ادارة مدرسة "الرسل" العريقة في جونية صرف 50 استاذاً بسبب الأزمة الاقتصادية.

لم تنعقد الجمعية العمومية الاستثنائية لشركة "تاتش" التي كانت مخصصة لإقرار دفع الرواتب والاعتمادات، بسبب اعتراض أحد المصارف (المساهم الأكبر) على الرغم من تدخل وزير الاتصالات لإقناع المصرف بالحضور.

الأنباء

يعمد غالبية التجار وأصحاب المحلات الكبرى إلى صرف مبيعهم اليومي من الليرة اللبنانية الى الدولار، وهذا ما يرفع سعر الصرف من بعد ظهر كل يوم وحتى آخر ساعات المساء.

ذكر مرجع دبلوماسي في مجلس خاص أن تطورات سلبية مرشّحة للحصول في العراق، وسيكون لها مزيد من التداعيات لبنانياً.

البناء

قالت مصادر مالية إنها لاحظت تأخير شركات التحويل المالية بسداد التحويلات سواء الآتية من الخارج أو التي تتم في الداخل كتسديد فواتير الهاتف عبرها. وقالت إن فارق التسديد من الخارج وفي الداخل يمتد من خمسة أيام إلى أسبوع يتم خلالها شراء الدولار بالمبالغ المجمّعة ليباع بسعر أعلى بعد أيام ويتم تحويل المستحقات. وقدرت المصادر أرباح العملية بمليار ليرة يوميا إضافة للمساهمة بالمضاربة غير المشروعة على الليرة.

قالت مصادر دبلوماسية إن الضغوط والعقوبات الأميركية لم تنجح بجعل واشنطن اللاعب المحوري في العالم. فالملف الليبي في عهدة فرنسية والملف السوري عهدة روسية والملف الكوري عهدة صينية وصفقة القرن تعثرت والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني صار مصدر مكاسب لإيران باعتراف واشنطن بدلاً من أن يشكل الانسحاب الأميركي سبباً لإضعاف إيران.

 

الجيش: الجانب اللبناني في الاجتماع الثلاثي حذر من خطورة القرار الإسرائيلي التنقيب في مناطق محاذية لحدوده البحرية

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "عقد قبل ظهر اليوم اجتماع ثلاثي استثنائي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان ورئيس البعثة اللواء ستيفانو دل كول، وحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد الركن حسيب عبدو وذلك ضمن إجراءات مشددة للوقاية من وباء كورونا. تناول الاجتماع الحوادث الأخيرة التي حصلت على طول الخط الأزرق والخروقات البحرية والجوية، وأعاد الجانب اللبناني التأكيد على التزامه بالقرار 1701 وبمندرجاته كافة. كما شدد على ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من كافة الأراضي المحتلة ومنها: المنطقة المتاخمة لشمال الخط الأزرق، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من منطقة الغجر، والبقعة B1 المحتلة. وأعاد التأكيد على ضرورة ادراج البقعة B1 المحتلة في التقارير والقرارات الأممية القادمة أسوة بباقي المناطق المحتلة المذكورة. وأكد الجانب اللبناني تمسكه بحقوقه البحرية، وحذر من خطورة القرار الإسرائيلي بالتنقيب في مناطق محاذية لحدوده البحرية".

 

دل كول خلال الاجتماع الثلاثي: للاستفادة الكاملة من فرص حل النزاع وتعزيز الاستقرار على طول الخط الأزرق

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

ترأس رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول اليوم، في موقع للأمم المتحدة في رأس الناقورة، الاجتماع العسكري الثلاثي الاستثنائي الثاني، بعد بدء تفشي جائحة فيروس كورونا. وأشار بيان لليونيفيل، الى أن "المناقشات تركزت على الوضع على طول الخط الأزرق، والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى القضايا الأخرى التي تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701". ودعا ديل كول "الأطراف إلى الاستفادة الكاملة من قنوات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل للابلاغ عن أي أنشطة يخططون لها بالقرب من الخط الأزرق، حتى تتمكن اليونيفيل من القيام بالتنسيق اللازم لمنع امكانية حدوث أي سوء فهم"، وقال: "أدعوكم الى مواصلة تركيز جهودكم على حفظ الاستقرار. إن لديكم القدرة والمسؤولية لمنع التصعيد غير المرغوب فيه والتوتر على طول الخط الأزرق". وشدد على "جهود اليونيفيل لبناء الثقة والتخفيف من حدة النزاع"، وطلب من الأطراف الاستفادة الكاملة من "فرص حل النزاع وتعزيز الاستقرار على طول الخط الأزرق". ولهذه الغاية، دعا الأطراف إلى "تجنب الأنشطة التي يمكن أن يعتبرها الجانب الآخر استفزازية أو التي من الممكن أن تتصاعد وتؤدي الى عواقب لا يمكن السيطرة عليها". وذكر البيان بأن "الاجتماعات الثلاثية تعقد بانتظام تحت رعاية اليونيفيل منذ نهاية حرب عام 2006 في جنوب لبنان، وهي آلية أساسية لإدارة النزاع وبناء الثقة".

 

نقابة المحامين: التدقيق المالي الجنائي منطلق لأي إصلاح ولا كلام بعد اليوم يوقف الإنهيار بل العمل

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

أكد مجلس نقابة المحامين في بيروت ببيان اثر اجتماعه برئاسة النقيب الدكتور ملحم خلف، أن "البيان الصادر عن نقابة المحامين بتاريخ 25/6/2020 حول ضرورة السير بالتدقيق المالي الجنائي Forensic Audit، كان سباقا في الإضاءة على أهمية التمسك بهذا التدقيق. مع التأكيد على الإبتعاد كل البعد عن أي شركة مختصة بهذا الصدد قد يكون لها علاقة بأعداء لبنان". وحذرت النقابة "ذوي الشأن -المعنيين- من التجاذب السياسي غير البريء حول هذا الموضوع، وكأن هناك "غايات غير حميدة" لإلغاء هذا التدقيق البالغ الأهمية والمصيري للوطن، إذ لا يجوز التذرع بأي سبب لصرف النظر عن هذا التدقيق"، مشددة على أن "هذا التدقيق المالي الجنائي يجب أن يحصل ليس فقط في حسابات المصرف المركزي بل يجدر أن يشمل كل الحسابات العمومية. إنه منطلق لأي إصلاح في إدارة الدولة وعامل أساسي يحفز الجهات الدولية المانحة". وأشارت الى أنها "من باب واجبها الوطني وحرصها على الخروج من الإنهيار المتسارع، تدعو الحكومة الى اللجوء فورا إلى شركة مختصة لإجراء التدقيق المالي الجنائي، لا سيما بعد إعلان الحكومة الرسمي باستبعاد الشركة التي كانت قد قاربتها"، مؤكدة أنها على "أتم الإستعداد لوضع خبرات محامين لبنانيين مشهود لهم في القانون الدولي، للمساعدة في إدارة عملية التفاوض مع شركة دولية بالتدقيق المالي الجنائي". ورأت أن "وضع المواطن اللبناني ينتقل من قعر الى آخر، بانهيار عمودي مدمر، وكأن المعنيين إستسلموا للقدر"، سائلة: "من يطمئن الناس؟ من يعطي الأمل لهم؟". وشددت على أن "لا مكان للاستسلام ولا مكان لمن اختار أن يقف مشاهدا عاجزا عن الفعل داخل النفق المظلم. لا كلام بعد اليوم يوقف الإنهيار، بل العمل، العمل ولا شيء غير العمل، ونقابة المحامين في بيروت متأهبة له".

 

لبنان يشتعل غضباً… والسلطة تنتظر الفرج الآتي من طهران

يغرق في العتمة بعدما فرغت محطات الكهرباء من الفيول والمازوت

مصادر “حزب الله”: بواخر إيرانية محملة بمواد غذائية ومحروقات تصل خلال أسبوعين

حالة تململ داخل حكومة حسان دياب ونقاشات حامية ووزراء يرغبون في الاستقالة

بيروت ـ”السياسة” الخميس 02 تموز 2020

سقطت كل محاولات الإنقاذ التي يقوم بها المسؤولون، لإخراج لبنان من المصير الأسود الذي ينتظره، بعدما انهارت أو تكاد كل ركائز العمل المؤسساتي في البلد الذي تحاصره الأزمات من جميع الجهات، دون أن تتمكن الحكومة الحالية من التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بفعل اتساع رقعة الخلافات بين مكوناتها، ما سيترك انعكاساته على المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي الذي هدد بالانسحاب منها، لأنه لم يلمس جدية واضحة من جانب لبنان في ما التزم به.

وفي وقت يواصل الدولار الأميركي ارتفاعه، في ظل حديث عن إمكانية أن يقفز إلى ما فوق العشرة آلاف ليرة في الأيام المقبلة، ومع توقع أن يرزح اللبنانيون تحت وطأة عتمة شاملة ستعم كل المناطق، بعدما فرغت محطات التغذية بالكهرباء من مادتي الفيول والمازوت، بالتزامن مع تهديد أصحاب المولدات بإطفائها، لتعذر حصولهم على المازوت المطلوب لتشغيلها . وتحدثت صحيفة “البناء” اللبنانية، القريبة من إيران، عن أن “بواخر وسفن إيرانية تستعد للانطلاق إلى لبنان محملة بمواد غذائية ومحروقات وغيرها، في إطار الدعم الإيراني لكسر الحصار المفروض عليه من قبل الأميركيين”. وأشارت إلى وجود “اتصالات لنقل هذه المساعدات على المستوى الرسمي” على أن تصل إلى لبنان خلال أسبوعين. وكشفت معلومات لـ”السياسة”، أن هناك حالة تململ داخل مجلس الوزراء الذي عقد جلسة له، أمس في السرايا الحكومية، لم تخل من نقاشات حامية بين الوزراء الذين أفصح بعضهم عن رغبة حقيقية بالاستقالة، إذا بقي العقم سمة المعالجات الحاصلة ، ولم تتمكن الحكومة من القيام بالدور المطلوب منها، حيث إن الأمور آخذة بالتدهور أكثر فأكثر على كل الأصعدة، دون أن يصار إلى التصدي لمعاناة اللبنانيين المستمرة. وشارك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير في الجلسة الحكومية، لمتابعة موضوع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. ورد صفير على سؤال حول سبب حضوره بالقول : “عازمينّي على كاس ويسكي”.

من جانبه، أكد رئيس الحكومة حسان دياب في مستهل جلسة الحكومة، أمس، أن “هناك جهات محلية وخارجية عملت وتعمل على محاصرة اللبنانيين وإدخال لبنان في صراعات المنطقة”، مضيفاً: “لعبة الدولار أصبحت مكشوفة ومفضوحة ويطالبوننا بالإصلاح وفي المقابل يمنحون حماية للفساد وحصانة للفاسدين ويمنعون حصولنا على ملفات الأموال المنهوبة”.

وأضاف دياب : “سكتنا كثيراً عن ممارسات ديبلوماسية فيها خروقات كبيرة للأعراف الدولية حرصاً على الصدقات والعلاقات لكن هذا السلوك تجاوز كل مألوف في العلاقات الأخوية والديبلوماسية”.

ودعت أوساط نيابية بارزة الرئيس دياب، عبر “السياسة”، إلى “تسمية الأمور بأسمائها وكشف جميع المتورطين غي هذه اللعبة التي يتحدث عنه، لأنه لا يجوز الاستمرار في التعمية”، محذرة من “هذا الأسلوب الذي لن يقود إلى شيء، وسيزيد في إغراق البلد أكثر فأكثر”.

وكذلك دعته إلى “فضح الجهات الخارجية التي تعمل ضد مصلحة لبنان، لكي يعرف اللبنانيون من هي هذه الجهات”. في المقابل، رد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام على الرئيس دياب، وقال : “التدقيق المالي ممنوع، استعادة الأموال المنهوبة مستحيلة، محاربة الفساد معطلة، بناء الدولة وهم، وصلونا للجوع. دولة الرئيس، فيك تسميهم، ما بقا بدا”. وعلى وقع الدعوات لإعادة تحريك ساحات الاحتجاج، رفضاً للواقع الاقتصادي المأزوم وغياب وسائل المعالجة، نظم ناشطو حراك صور مسيرة احتجاجية ، ضد الجوع والغلاء، وانطلقوا بتظاهرة في شوارع المدينة رداً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وارتفاع سعر صرف الدولار الذي انعكس على القيمة الشرائية. وحمل المتظاهرون الأعلام اللبنانية، ورددوا هتافات تدعو للنزول إلى الشارع ضد السلطة الحاكمة، وإلى إسقاط حكم المصرف، والمسؤولين الفاسدين الذين سرقوا ونهبوا المال العام، والذين أوصلوا البلاد والمواطن إلى هذه الاوضاع الصعبة والارتفاع الجنوني لسعر الدولار. وأطلقت نداءات عبر مكبرات الصوت لأهالي صور للنزول الى الشارع والتعبير عن آرائهم ومعاناتهم، وكسر حاجز الخوف من أجل لقمة العيش.

إلى ذلك، تتوالى عملية إقفال المؤسسات التجارية في لبنان بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد. وآخر هذه المؤسسات كان إقفال “mike sport”، جميع فروعه على جميع الأراضي اللبنانية حتى إشعار آخر. وفي سياق غير بعيد، وبعد تعالي صرخة العائدين إلى لبنان، أشار وزير الصحة حمد حسن إلى أنه: “يتم التشاور مع المعنيين في وزارة الصحة لتخفيض سعر الـpcr الى 50 دولارا من أجل الركاب الآتين من الخارج”. وأكدّ مدير مطار الحريري الدولي فادي الحسن، أنه: “يحق لأي راكب يصل إلى لبنان إدخال مبلغ يصل إلى 15000 دولار لكن إذا كان يحمل مبلغاً أكبر، المطلوب منه فقط التصريح عنه لدى الأمن العام والعملية تأخذ معه 5 دقائق”. وأضاف : “ثمن الـpcr لا يُدفع بالمطار والبعض قام بشراء تذاكر السفر منذ أشهر أي قبل إعلان الإجراءات التي تتضمن فحص الـpcr لذلك تقوم شركات الطيران بإعادة تحصيلها”.

 

السفيرة الأميركية لحكومة دياب: ممنوع استجرار الكهرباء من سورية

جهود عربية لمواجهة محاولات التمدُّد الإيراني لانتزاع لبنان من حاضنته

بيروت ـ”السياسة” /02 تموز/2020

كشف مصدر ديبلوماسي رفيع، أن الحكومة اللبنانية تبلّغت من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، أن “قانون قيصر” يشمل منع استجرار الكهرباء من سورية الى لبنان. والمعلوم أن اتفاقية موقّعة بين لبنان وسورية لاستجرار الكهرباء تنتظر التجديد منذ ثلاثة أشهر.

إلى ذلك، كشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، أنه في مقابل محاولات جماعات إيران في لبنان، السعي ل”فرسنة” البلد من خلال الترويج بأن هناك استعداداً إيرانياً لتزويد اللبنانيين بالطاقة والدواء، بهدف تأليب الرأي العام اللبناني ضد الأشقاء العرب والولايات المتحدة الأميركية، فإن هناك إصراراً عربياً على مواجهة محاولات المد الإيرانية الجارية، لانتزاع لبنان من حاضنته العربية، وهذا يتجلى من خلال المشاورات التي يقوم بها عدد من السفراء العرب المعتمدين لدى لبنان، وفي مقدمهم سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري الذي يجري مجموعة لقاءات لافتة، سياسية وديبلوماسية، في إطار البحث عن وسائل دعم لبنان، لإخراجه من أزماته الاقتصادية والمالية . وفي هذا الخصوص، شدد الرئيس ميشال سليمان، بعد لقائه، أمس، السفير المصري في لبنان ياسر علوي، على أهمية العلاقة اللبنانية مع حاضنته العربية، معتبراً ان الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد هي نتيجة محاولة سحبه من حضنه العربي وربطه بمحور مأزوم بسبب سوء علاقاته بدول العالم كافة، بالإضافة إلى استعماله ساحة صراع تتداخل فيها المصالح الدولية وتتشابك فيها الحسابات المعقدة، بدلاً من تحييده على صراعات المحاور وتركه يُرمِّم علاقاته الدولية والعربية، الكفيلة بإعادته إلى أزمنة يعتز فيها اللبناني بدلاً من العودة إلى أزمنة البؤس والعوز والجوع.

 

تفكيك شبكة عملاء لإسرائيل بينهم قيادي في “حزب الله”

بيروت – وكالات/02 تموز/2020

أعلنت مصادر أمنية لبنانية عن كشف شبكة عملاء لإسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، من بينها قيادي في “حزب الله”، ومقرب من أمينه العام حسن نصر الله. وقالت المصادر الأمنية، “إن مخبارات الجيش اللبناني، وبالتعاون مع شعبة المعلومات تمكنت من تفكيك شبكة عملاء لإسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، واعتقال جميع أفرادها”. وأضافت، “أن من بين المعتقلين شخصية قيادية مهمة في حزب الله عرفت بقربها من الأمين العام للحزب حسن نصر الله”. وتوقعت المصادر، أن يتم الكشف عن أسماء المعتقلين في الساعات القادمة بعد الانتهاء من التحقيقات. إلى ذلك، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، أن وحدة من الجيش أوقفت 5 أشخاص عند مستديرة أبو علي – طرابلس، لإقدامهم على التهجم على دورية من الجيش وإطلاق النار في الهواء أثناء قيام عدد من المواطنين بتوقيف 5 شاحنات محمّلة بمواد غذائية.

 

الجيش اللبناني يحذر من خطورة التنقيب الإسرائيلي بالقرب من الحدود البحرية

بيروت ـ”السياسة” /02 تموز/2020

أكد الجيش اللبناني تمسكه بحقوق لبنان البحرية، محذّرا من خطورة القرار الإسرائيلي بالتنقيب في مناطق محاذية لحدود البلد البحرية. وأعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان، أمس، عن عقد اجتماعٌ ثلاثي استثنائي في رأس الناقورة، برئاسة قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ورئيس البعثة اللواء ستيفانو ديل كول، بحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد الركن حسيب عبدو. وأشارت قيادة الجيش إلى أنه “الاجتماع تناول الحوادث الأخيرة التي حصلت على طول الخط الأزرق والخروقات البحرية والجوية، وأعاد الجانب اللبناني التأكيد على التزامه بالقرار 1701 “. وشدّد الجانب اللبناني على ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي المحتلة كافة، ومنها: المنطقة المتاخمة لشمال الخط الأزرق، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من منطقة الغجر، وإدراج البقعة B1 المحتلة في التقارير والقرارات الأممية القادمة أسوة بباقي المناطق المحتلة المذكورة.

 

مقدمة الإعلامي مارسيل غانم من برنامج صار الوقت/تلفزيون المر

وكالات/02 تموز/2020

“إرحل يا حسان، فلم يعد أصلا لدينا الوقت لتحمل التخبط الحكومي الذي تقوده.

إرحل يا حسان لأنك لم تقم بشيء منذ توليك حكومة الأزمة سوى باستيلاد الأزمات، ولم تكن رئيس حكومة بل أداة في الأيادي التي تقود مسارك المتعرج، وترسم سياساتِك المشكوك بوجهتها وصلابتها. قيل، أعطوه فرصة، فسكتنا… قيل، الحكومة تعمل، فانتظرنا… قيل، الفرج آتٍ فتأملنا… لكن كل ما أنجزته يا حسان مع حكومتك الدمية هو تأمين تعيينات على قياس معلميك، واستصدار قرارات تلبي مطامعهم. أي فرصة نعطي لحكومة الثلاجات الفارغة، وجرائم السرقة لشراء حليب الأطفال والحفاضات، وصفحات استبدال الأغراض الخاصة بالأكل والحد الأدنى من الحاجات؟

أي فرصة نعطي لحكومة الجيش من دون لحوم، والأمهات من دون طعام للعائلة، والآباء من دون عمل في وطن يرحل أبناءه قبل فتح المطار حتى. في كل منزل من قدم أوراقه للهجرة، وفي كل عائلة من ينوي الرحيل من دون عودة من وطن يبدّي الطوائف على الكفاءات.

ارحل يا حسان، فأنت على رأس حكومة سيكتب عنها التاريخ أنها رفعت سعر الخبز، وأفرغت الاحتياطي المركزي، وارتفع في عهدها الدولار، وسيسخر منك التاريخ كثيرا عندما يبحث في خطاباتك عن تبريرات الأزمة. ارحل يا حسان، فأنت على رأس حكومة سيكتب عنها التاريخ أنها رفعت سعر الخبز، وأفرغت الاحتياطي المركزي، وارتفع في عهدها الدولار، وسيسخر منك التاريخ كثيرا عندما يبحث في خطاباتك عن تبريرات الأزمة. نعم… الفراغ في المنازل وفي البرادات يشبه فراغ حكومتك من الداخل والخارج. حكومة عارية يدير لها الجميع ظهره لأنهم يعلمون أنها أضحوكة، في حين أن اجتماعاتها الفعلية ليست في السراي، ووزراؤك يقدمون أوراق اعتمادهم ليلا في اجتماعات أخرى. الفراغ أفضل من وجود هكذا حكومة لا تحقق سوى الشعر وصف الكلام، وتواصل الانغماس في الفشل، وترهق الغرب والشرق معها، من دون أي اعتبار للمصلحة العليا. إرحل يا حسان بدل أن تلوم ذهابا وإيابا الأيادي الخفية والخفافيش والأشباح والأرواح والشياطين، ولم تتجرأ يوما على تسمية أحد، في حين أن دود الخل منو وفيه. المؤامرات تكون على أصحاب القرار، وعلى أصحاب المقامات والمراكز، وأيضا على أصحاب الإنجازات، ومن كل هذه الأمور، أنت للأسف… لا شيء. إرحل يا حسان بدل أن تلوم ذهابا وإيابا الأيادي الخفية والخفافيش والأشباح والأرواح والشياطين، ولم تتجرأ يوما على تسمية أحد، في حين أن دود الخل منو وفيه. المؤامرات تكون على أصحاب القرار، وعلى أصحاب المقامات والمراكز، وأيضا على أصحاب الإنجازات، ومن كل هذه الأمور، أنت للأسف… لا شيء

 

ماهر الأسد يمارس سياسة التجويع على حزب الله

خاص "صوت بيروت إنترناشونال"/02 تموز/2020

بينما تزيد واشنطن من ضغوطها على حزب الله، يسعى الحزب بدوره إلى تعزيز نفوذه من خلال استغلال الأزمة الاقتصادية التي ربما تشكل فرصة لاكتساب المزيد من الدعم، ولكن طريقها لا يخلو من المخاطر. تمكن حزب الله اللبناني في العقود الثلاثة الماضية من ترسيخ جذوره في النظام اللبناني، وتحول من مليشيا لتخريب النظام إلى حزب ينخر مؤسسات الدولة ويعيق أي عملية تقدم نحو الإصلاح، حتى وصل الامر به إلى إطفاء أي بصيص أمل قد يومض في الأفق. وبفضل شبكة مكثفة من الخدمات الاجتماعية التي تستهدف الفئات الفقيرة، بما في ذلك تمويل المدارس والمستشفيات في أكثر المناطق تهميشا في لبنان، استغل حزب الله فقر الناس لكسب تعاطفهم للانقضاض على السلطة. وهناك ما يخاف منه حزب الله ويخشاه، ويهدد مكانته ضمن بيئته الحاضنة، وهي الأزمة الاقتصادية والمالية الأخيرة التي تعد الأسوأ في تاريخ لبنان، والتي تجعل مكانته على المحك. وتشير المعلومات إلى ان بيئة الحزب تغلي وأصبح الانفجار وشيكاً، إذ ان الاحتجاجات ستندلع لا محال في الضاحية المنطقة التي تعد احد اهم معاقل الحزب. وتكشف المعلومات الخاصة لموقع “صوت بيروت انترناشونال” ان 60% من عناصر حزب الله لم يقبضوا رواتبهم في شهر حزيران، والـ40%، من هم من القيادات والنافذين لدى الحزب استحصلوا على رواتبهم بالدولار.  واشارت الى أن موقف حزب الله المتشنج منذ شهرين بشأن التدخل المحتمل لصندوق النقد الدولي في لبنان، كان سببا في جعل أي نوع من التفاوض مستحيلا، لكن نصر الله عبر الشهر الماضي عن بوادر انفتاح شريطة حماية سيادة لبنان. وشكل عدم دفع الرواتب أسئلة عديدة في أوساط حزب الله، متسائلين عن الأموال التي تم تهريبها إلى سوريا وعن الحصة التي وعد بها ماهر الأسد بأنه سيعطيها لحزب الله بعد خلاف كبير بينه وبين نصر الله. وقالت مصادر من داخل حزب الله ان ماهر الأسد لم يفِ بوعده وارسل من “الجمل اذنه” وهو لا يزال يحجز أموال حزب الله التي اكتسبها من عمليات التهريب داخل مراكز الفرقة الرابعة. وأضافت المصادر، ان الأوضاع تزداد سوءاً بين ماهر الأسد وقيادة حزب الله، اذ ان الأموال لن تأتي والاشهر المقبلة تنذر بكارثة اجتماعية كبيرة داخل بيئة الحزب.

 

توتال” تؤجل أعمالها في المياه اللبنانية وفرضية الحرب ممكنة

انديبندت عربية/02 تموز/2020

لم يتوقف الداخل اللبناني الرسمي والشعبي طويلاً عند إعلان إسرائيل إطلاق دورة تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في رقعة موازية للحدود اللبنانية، ولو أنها لا تدخل ضمن المنطقة المتنازع عليها.

فالشعب غارق في أزمة معيشية طاحنة من جوع وعوز تتهدده يومياً، فيما الحكومة تتخبط بملفاتها والانهيار الاقتصادي المتسارع. في المقابل، أفادت معلومات خاصة لـ “اندبندنت عربية” بأن شركة توتال والتي كان يفترض أن تبدأ التنقيب في البلوك رقم 9 الجنوبي نهاية 2020، أجلّت في مرحلة أولى التنقيب إلى الربع الأول من عام 2021 ليتكشف أن الشركة قد تلجأ إلى تأجيل آخر، فيما تنتهي المدة المحددة للشركة للتنقيب بحسب العقود مع الدولة اللبنانية في 24 مايو(أيار) 2021. وإذا تخلفت الشركة عن الوفاء بتعهداتها ولم تبادر إلى التنقيب قبل هذه المهلة في الرقعة الجنوبية فستخسر الضمانة التي دفعتها بقيمة 40 مليون دولار.

إسرائيل تستطيع الولوج إلى غاز لبنان

من جهة ثانية، توضح مصادر من هيئة إدارة قطاع النفط، أن إسرائيل طرحت استدراج عروض تنتهي مهلته في 23 سبتمبر (أيلول) المقبل، ولم تبدأ فعلياً التنقيب كما انتشر، فالرقعة محاذية للحدود ولا تشكل انتهاكاً أو تعدياً على لبنان، وهي لا تقع في منطقة متنازع عليها. وتشير المصادر إلى أن المشكلة ستظهر جدياً، إذا اكتشفت مخزونات مشتركة تمتد أفقياً بين الحدود حتى المياه الإقليمية اللبنانية. فالوضع السياسي والجيوسياسي والعالمي المتمثل بتراجع أسعار النفط وتداعيات وباء كورونا على الصناعة النفطية العالمية، عوامل تلعب جميعها بعكس مصلحة لبنان وتضغط عموماً على حماسة الشركات بالاستكشاف. وليس أمام البلد لمواجهة إمكانية سرقة ثرواته، إلا استعجال شركة توتال البدء بالعمل في الرقعة الجنوبية، وحثها على إتمام المسوحات التي قامت بها الدولة اللبنانية والتي لم تمتدّ حتى الحدود الجنوبية، إضافة إلى المراقبة الدقيقة للأعمال في الرقعة الإسرائيلية.

في سياق متصل، تقول لوري هايتايان كبيرة المسؤولين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمعهد حوكمة الموارد الطبيعية، إن خطوة إسرائيل ليست مستجدة، فالدولة العبرية لزّمت ومنذ العام 2009 الرقعة المسماة “ألون دي” أو البلوك 72 سابقاً إلى شركتي “نوبل إنرجي” و”ديليك” اللتين لم تقوما بأي أعمال في هذه المنطقة نظراً للتوترات التي قد ترافق أعمال الحفر أو حتى توقف الأعمال بعد المباشرة بها ما يترجم خسائر تتكبدهما الشركتان.

لكن مع انتهاء العقد في إبريل (نيسان) عام 2020 وعلى الرغم من طلب الشركتين تمديد عقدهما، سارعت الدولة العبرية غير الممتنة من عدم استكشاف المنطقة إلى فتح جولة تراخيص جديدة لجذب المستثمرين. خطوة لم تلق استحسان الشركتين اللتين بدورهما لجأتا إلى رفع دعوة إلى المجلس الأعلى لوقف جولة التراخيص. لذلك لا ترى هايتايان أي تعدٍ على لبنان، فالحكومات المتعاقبة منذ العام 2009 لم تعترض على تلزيم الرقعة الحدودية، وطرح العروض لا يعتبر عاملاً جديداً إنما استكمالاً لمسار سابق.

وإلى جانب “ألون دي” يوجد أيضاً “ألون إف” المحاذي للحدود والذي يعتبر أيضاً خلافياً مع لبنان. وفي عمليات البحث التمهيدية التي أجريت سابقاً في الحقل، حُدّد في منطقة البلوك خزان غاز طبيعي يشبه جيولوجياً خزانات الغاز الطبيعي الأخرى في المنطقة مثل “كاريش وتمار” ما يجعله واعداً.

الحرب ممكنة

في المقابل، تحذّر لوري هايتايان من نزاع محتمل قد ينشأ بين الدولتين بإمكانه أن يصل إلى حد إطلاق شرارة حرب بين الطرفين في حال وجود مكامن مشتركة للغاز والنفط. وإذا كان استكشاف البلوك “ألون دي “لم يبدأ بعد، تسلط هايتايان الضوء على حقل كاريش المجاور الذي سيبدأ الإنتاج منه في النصف الثاني من عام 2021. كاريش القريب أيضاً من الحدود المشتركة والمنتازع عليها قد يتضمن مكامن مشتركة بين لبنان وإسرائيل.

وهنا تَطرح فرضيتين:

إيجاد مكمن مشترك وتستّر الشركات المنقبة عن إعلان ذلك، ما ينتج منه سرقة الغاز اللبناني.

إيجاد مكمن مشترك والإعلان عنه، بخاصة إذا كانت الشركات دولية كتوتال، ما سيترجم توقف أعمال الاستخراج بظل عدم وجود اتفاقية ترعى العلاقات بين لبنان وإسرائيل كما من المتوقع تعذر صياغة أي اتفاق بظل العداء المستمر بين الدولتين.

وقد يطلق استمرار العمل على الرغم من الاعتراف بمكامن مشتركة شرارة حرب بين الطرفين.

قانون قيصر لا يطال صناعة النفط في لبنان

تستبعد كبيرة المسؤولين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمعهد حوكمة الموارد الطبيعية إمكانية أن يقوّض قانون قيصر استمرار لبنان في الاستكشافات البحرية، فالقانون مخصص لسوريا ومن يدعم النظام السوري وطالما لم تعلن أي عقوبات على لبنان أو على شركات تعمل في لبنان فلا أثر لقانون قيصر في القطاع النفطي اللبناني.

نتائج غير مشجعة من البلوك رقم 4

لم ترقَ النتائج المعلنة بعد الانتهاء من الحفر في البلوك رقم 4 الشمالي إلى الآمال التي عقدها لبنان على هذه العملية. وترى لوري أنها كانت متوقعة لكن إدارة المسؤولين كانت خاطئة فوضعوا وضخموا الآمال على البئر وبنوا افتراضيات. وعلى الرغم من عدم وجود خزانات غاز صخرية كما في إسرائيل وقبرص، إلا أن إمكانية وجود مكامن أخرى ما زالت قائمة بانتظار نتائج الدراسات التي تقوم بها توتال في فرنسا على العينات التي أخذت من الجيولوجيا الخاصة بلبنان والتي يمكن أن يتبين أنها بيكاربونية كالجيولوجيا الموجودة في مصر.

الواقع النفطي بالأرقام

يقدر إجمالي مساحة المياه الإقليمية اللبنانية بحوالى 22 ألف كيلومتر مربع، في حين تبلغ المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل 854 كيلومتراً مربعاً. قسّم لبنان مياهه الإقليمية إلى 10 رقع أو بلوكات، ثلاثة منها محاذية للحدود الإسرائيلية وهي 8 و9 و10. فيما غاب لبنان عن اتفاقية تحديد المياه الإقليمية الخاصة للدول المطلة على البحر المتوسط في عام 2011، علماً أن إسرائيل وقّعت اتفاقية مع قبرص لتعيين الحدود بينهما، وقامت تل أبيب بموجبها بقضم مساحة مائية تقدر بـ 860 كيلومتراً مربعاً يزعم لبنان أنها ضمن منطقته الاقتصادية الخالصة، ويعتقد أن هذه المنطقة تحتوي على كميات كبيرة من النفط والغاز.

 

خطة حزب الله لتجارة الفيول والغذاء من سوريا وإيران

صوت بيروت انتعرناشيونال/02 تموز/2020

لم يتخلّ حزب الله عن خيار الذهاب شرقاً. ويلحّ على الحكومة أن تسارع إلى مباشرة العلاقات وفتح الحدود مع سوريا.

 سوريا متنفس لبنان!

فالموقف السوري لا يزال ضاغطاً على الحكومة من بوابة ضرورة التطبيع السياسي، قبل فتح الحدود. ولذلك تسرّبت معلومات عن أن موقف سوريا لا يزال رافضاً فتح الحدود، من دون تنسيق سياسي مع لبنان.

وحزب الله يعود إلى طلبه من الحكومة ضرورة قيامها بزيارات رسمية إلى سوريا، وعقد لقاءات واتفاقات، التفافاً على الحصار الأميركي، وعلى تداعيات قانون قيصر. ويعتبر حزب الله أن أميركا تفرض حصاراً على لبنان، وتشدد الخناق عليه، فلماذا يستسلم، ولا يبحث عن بدائل؟ لذا، لا بد من الواجب الذهاب إلى سوريا القادرة على توفير متنفس للبنان، سواء في ما يخص الفيول أو المواد الغذائية.

حزب الله: سوريا أولاً

وتشير المعلومات في هذا السياق إلى أن حزب الله يعاود محاولة إمكان تنظيم زيارات وزارية إلى سوريا. وفي حال لم تستجب الحكومة المنقسمة بين وزرائها ومكوناتها، فإن هناك من يخشى تداعيات القرار الأميركي، إذا ما أقدمت الحكومة على هذه الخطوة. ولكن في حال عدم توصلها إلى قرار مشترك، فإن وزراء حزب الله سيزورون سوريا كعادتهم، مع وزراء آخرين. لأن الحزب لن يقف مكتوف اليدين أمام محاولات التجويع. وهذا الخيار هو أحد الخيارات التي يطرحها الحزب إياه ويحث الحكومة على رفض الخضوع للضغط الأميركي. يقوم حزب الله بمسعاه المتجدد فيما يغرق لبنان بأزمة وجودية و”كهربائية” خانقة جداً، وسط انقطاع الفيول والمازوت وغيرهما. هو يعتبر أن سوريا قادرة على التعويض لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء، كي يكرس أمر واقع في فتح العلاقة مع دمشق. هناك جهات أخرى في الحكومة تبحث عن احتمال الحصول على استثناءات من الأميركيين، لتجنب فرض عقوبات على لبنان بموجب قانون قيصر. لم يأت الجواب الأميركي بعد، لا سيما أن واشنطن تفرض جملة شروط على الحكومة أن تلتزم بها، لتبدي أميركا بعض التساهل.

عيون تجارية على إيران

لن يقف حزب الله عند حدود تطبيع العلاقة مع سوريا. بل سيذهب أكثر في اتجاه إيران. وقد يعمل على تنظيم زيارة لوزرائه إلى الصين أيضاً. ولكن تبقى العين الأساسية شاخصة نحو إيران، التي تبدو مستعدة لتكرار التجربة مع فنزويلا، عندما أرسلت إليها ناقلات نفط وطائرات مساعدات إنسانية.

وحسب ما تشير المعلومات، فإن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد وصول أولى بواخر الفيول الإيرانية إلى لبنان. والباخرة هذه قد تمر من قناة السويس، ما يعني موافقة مصرية على هذه الخطوة. ولن يقتصر الأمر على بواخر الفيول، بل ستصل شحنات من المساعدات الغذائية أيضاً، أو من البضائع بأسعار زهيدة، على أن تتقاضى طهران ثمنها بالليرة اللبنانية. طبعاً لن تشحن طهران الليرات اللبنانية إلى خزائنها. بل قد تهبها لحزبها في لبنان. فيحقق بذلك أهدافاً ثلاثة بضربة واحدة: أولاً، الفيول لإنتاج الكهرباء فيحصل على صورة إيجابية لدعوته إلى التوجه شرقاً. وثانياً، يستفيد مالياً بحصوله على ثمن الشحنة بالليرة اللبنانية. وثالثاً، يُدخل مواد غذائية إيرانية بأسعار رخيصة، فيستفيد من ذلك تجارياً، ويواجه فقدان مواد كثيرة من الأسواق اللبنانية. خيار حزب الله هذا لن يكون سهلاً على لبنان. ولا بد من مراقبة ردّ الفعل الأميركي على الذهاب شرقاً، التزاماً بموقف أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ودعوته. الردّ الأميركي العنيف، سيؤدي إلى مزيد من انهيارات، تستغلها إيران وحزب الله لتمكين وجودهما ودورهما وتأثيرهما أكثر فأكثر.

 

النهار: تحذيرات الدول و"الصندوق" تسابق الإنهيار المتدحرج

النهار/الخميس 02 تموز 2020

تجاوزت التداعيات الخطيرة اقتصادياً واجتماعياً وخدماتياً للإنهيار المالي المتدحرج الذي تتسارع فصوله عبر يوميات الدولار الملتهب في السوق السوداء، لتلامس مواقف الدول والمنظمات المالية الدولية حيث رصدت عودة التحذيرات الخارجية من الواقع الإنهياري في لبنان على نحو مثير للقلق الشديد حيال مجريات المرحلة المقبلة. وإذ استوقفت الأوساط السياسية حركة مكوكية لافتة للسفير السعودي وليد بخاري في لقاءات يعقدها مع مروحة واسعة من السياسيين والديبلوماسيين، أدرجت هذه الحركة في إطار استشعار المملكة العربية السعودية وشركائها من الدول المعنية بمراقبة الوضع في لبنان الخطورة التصاعدية للتراجعات المالية والاقتصادية والعجز الحكومي الفاضح عن لجمها وتالياً التشاور على نحو عاجل مع الأصدقاء والشركاء في ما يمكن القيام به حيال السيناريوات التي ترتبها أخطار الإنهيار من دون تحديد إطار معين بعد لمآل هذا التحرك.

وذهبت بعض المعطيات الى إمكان أن يكون الواقع المتدهور بدأ يفرض طرح البحث في الواقع الحكومي، فيما تمثل العامل الخطير الذي سجل في الساعات الأخيرة في تجاوز سعر صرف الدولار في السوق السوداء سقف الـ9500 ليرة بما ينذر بمزيد من التفلت وسط عجز كامل عن ضبطه ولجم اندفاعاته وهو عجز صار مسلّماً به فيما تلفح البلاد نيران الغلاء المتصاعد على وقع تسعير السلع وفق دولار السوق السوداء.

ومع عودة بروز مسألة الخلاف الداخلي على أرقام الخسائر المالية في ظل الوقائع التي أعلنها أمس رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابرهيم كنعان والتي اتسمت بأهمية لجهة إظهار الفارق الكبير بين ارقام الخطة الحكومية وارقام لجنة تقصي الحقائق، اتخذ موقف جديد لفرنسا دلالات بارزة، اذ عبّر وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لودريان عن قلق بلاده من الأزمة في لبنان ورأى أن السُخط الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تصاعد العنف.

وقال لودريان أمام جلسة في البرلمان: "الوضع ينذر بالخطر في ظل وجود أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية وإنسانية تتفاقم الآن بفعل مخاطر جائحة فيروس كورونا". وأضاف: "الأزمة الاجتماعية المتفاقمة… تخاطر بزيادة احتمالات تفجر أعمال العنف"، مشيراً الى العنف بين فصائل دينية في الآونة الأخيرة".

وخلص الى أنه يتعين على الحكومة تنفيذ إصلاحات كي يتسنى للمجتمع الدولي مد يد المساعدة للبنان، معلناً أنه سيزور لبنان قريبا لإبلاغ السلطات ذلك بشكل واضح.

في غضون ذلك، التقى السفير السعودي وليد بخاري في مقر اقامته باليرزة السفيرة الأميركية دوروثي شيا، ثم السفير البريطاني كريس رامبلنغ، وكذلك سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد الشامسي.

الطريق المسدود

وتزامن ذلك مع معلومات أوردتها وكالة "رويترز" نقلاً عن عدد من المسؤولين اللبنانيين الحاليين والسابقين والديبلوماسيين والمسؤولين الدوليين وخبراء الاقتصاد والمحللين، مفادها أن المحادثات مع صندوق النقد الدولي لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية تشرف على الانهيار وأن الوقت بدأ ينفد.

وقال ناصر سعيدي وزير الاقتصاد السابق وهو من أركان مصرف لبنان سابقاً عن المحادثات مع صندوق النقد الدولي إنها "بلغت طريقا مسدوداً". ونقلت الوكالة عن المصادر التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن الطبقة السياسية، التي يتكتل أفرادها وفق أسس طائفية وعائلية أبعد ما تكون عن الاتفاق على نهج مشترك، لا تزال تتشبث بمصالحها الخاصة بل أن الجدل بينها يصل إلى حد الاختلاف على ما إذا كان لبنان قد أفلس فعلاً. وقد استقال اثنان من أعضاء فريق التفاوض اللبناني خلال شهر واحد نتيجة ما وصفاه بمحاولات لتخفيف خسائر مالية هائلة في خطة الحكومة.

وقال مسؤول كبير مطلع على المحادثات: "هم لا يتفاوضون على برنامج" مع صندوق النقد الدولي. ولاحظ أن "لا يوجد توافق (لبنانياً) على التشخيص. لذا ما الذي يمكن أن يتفاوضوا عليه؟".

وقال ديبلوماسي غربي بان "ثمة خطراً حقيقياً أن يحدث انفجار"، مشيراً الى أن ثلث مليون شخص فقدوا وظائفهم منذ تشرين الأول الماضي عندما تفجرت احتجاجات على الطبقة السياسية وأدت إلى استقالة الحكومة".

وعقد الوفد اللبناني المفاوض برئاسة وزير المال الدكتور غازي وزني أمس اجتماعه الـ16 مع وفد صندوق النقد الدولي في حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وفريق من المصرف المركزي.

وأفادت وزارة المال ان الاجتماع تناول موضوع كيفية مقاربة خسائر النظام المالي وضرورة تنفيذ الحكومة الإصلاحات المطلوبة بأسرع وقت ممكن، على أن تستكمل المشاورات في الأسبوع المقبل.

واسترعى الانتباه تسريب معلومات عن الاجتماع مفادها أن الفريق المفاوض في صندوق النقد الدولي أبدى استياء بالغاً من عدم تمكن الجانب اللبناني من توحيد موقفه حيال الأرقام المالية للأزمة الواردة في خطة الحكومة وأن هذا الاستياء جرى التعبير عنه عقب نقاش تناول موضوع الأرقام مع حاكم مصرف لبنان الذي جدّد التمسك بأرقام المصرف وليس بأرقام الحكومة، ولكنه أبدى استعداده للتسليم بأرقام الحكومة من غير أن يقنع ذلك فريق صندوق النقد. كما أن فريق الصندوق انتقد المراوحة والجمود في عملية الاصلاحات وأن رئيس الفريق أبدى امتعاضاً مشيراً الى أنه بعد ستة أسابيع من المفاوضات لم يحرز أي تقدم ولم يتم الانتقال بعد الى المرحلة الثانية.

الفارق الكبير

وغداة تسليمه تقريره الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أوجز رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابرهيم كنعان حصيلة التقرير وقال إن "وظيفة المجلس النيابي مناقشة الخطة الحكومية لأنها ترسم مستقبل لبنان لاجيال قادمة وتغيّر الكثير من المعطيات المالية والاقتصادية". وأضاف: "نفتخر باتهامنا بمناقشة الخطة مع أصحاب الشأن وهذا لا يعني اننا أخذنا طرفاً معهم أو تبنينا مواقفهم، والماكينة التي تقول عكس ذلك تقلل ذكاء اللبنانيين"، وأكد أنه "لم ولن نكون طرفاً في المشكلة بين الحكومة ومصرف لبنان". وشدّد على أن "لا احزاب في لجنة المال، بل نضع انتماءاتنا الحزبية خارج عملنا الرقابي والتشريعي". وأوضح أن "لا أرقام لدينا، بل ناقشنا أرقاما ومقاربات الحكومة ومصرف لبنان وجمعية المصارف، ولو يسمح لنا دولة رئيس مجلس النواب بكشف المحاضر لتبين للبنانيين كل ما قيل ومن قاله". وأعلن أنه "تبين فارق 26 ألف مليار بين ما تطرحه الحكومة وحقيقة أرقام القروض المتعثرة". وذكّر أن "ما من دولة اقتطعت من سندات الخزينة بالعملة الوطنية لأن الدولة تسدّد بموجبها للمستشفيات والجيش والمتعهدين والضمان الاجتماعي، وشطبهم يعني شطب مستحقات هذه الشرائح".

وفي هذا السياق، قال الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على "تويتر": "‏من موقع الاختلاف السياسي، أسجل لرئيس لجنة المال والموازنة الزميل ابرهيم كنعان الجهد الذي قام به مع لجنة تقصّي الحقائق، وأحييه على مؤتمره الصحافي تعبيراً ومضموناً. خطوة أولى متقدمة على طريق إعادة التوازن لموقف لبنان التفاوضي، وإعادة الثقة بنية حقيقية للمحافظة على نظامنا الاقتصادي الحر وحفظ أموال المودعين. عسى أن يعطي المجلس النيابي اللبنانيين أملاً في كبح الخطابات الخرقاء والخطط العشوائية والتخبط الأهوج". وسط هذه الأجواء اتسم اليوم الأول من اعادة فتح مطار رفيق الحريري الدولي أمام الرحلات الجوية التجارية بحركة خفيفة عموماً أملتها الاجراءات التي تحدّد الحركة بعشرة في المئة من قدرات المطار أي بما يناهز الـ2500 راكب يومياً. لكن الفوضى طغت على بعض الاجراءات كما حصل إشكال بين جهاز أمن المطار والمراسلين بسبب الخشونة التي اتبعها الجهاز في التعامل مع الاعلام.

 

السفير الصيني ينسف “التوجه شرقاً”: غير مستعدّين لدفع قرش واحد في لبنان بعدما تخلّفت الحكومة عن سداد ديونها!

نداء الوطن/02 تموز/2020

تلقت منظومة “8 آذار” حكومة وقوى سياسية ممانعة صدمة هي بمثابة صفعة تبخّرت معها أوهام “التوجه شرقاً” بديلاً عن العلاقة مع صندوق النقد الدولي والدول الغربية. فقد علمت “نداء الوطن” أنّ السفير الصيني وانغ كيجيان دُعي الاثنين الماضي إلى اجتماعٍ في منزل النائب عبد الرحيم مراد ضمّ نحو 7 نواب يمثلون الكتل النيابية في البقاع، وناقش المجتمعون موضوع أن تتولّى الصين مشروع نفق ضهر البيدر بواسطة إحدى شركاتها العملاقة وعلى طريقة BOT. وأبلغ السفير الصيني المجتمعين صراحةً بأنّ بلاده غير مستعدّة لدفع قرش واحد في لبنان على أيّ مشروع خصوصاً بعدما تخلّفت الحكومة اللبنانية عن سداد ديونها الخارجية. وأوضح أنّ الحكومة الصينية لا تستثمر في أي بلد “لا تتمتّع الأوضاع الاقتصادية والمالية فيه بالاستقرار”. عندها طرح الحاضرون أن تأخذ الشركات الصينية الكبرى المشروع على طريقة BOT وتستثمر فيه لأجلٍ طويل (25 سنة)، فكان جواب السفير أنّ ذلك ليس وارداً بالنسبة إلى الصين في بلدٍ يعاني صعوبات مالية جمّة، ولا استقرار سياسياً فيه على المدى المنظور.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

محادثات الإنقاذ مع صندوق النقد بلغت طريقًا مسدودًا!

رويترز/02 تموز/2020

في الوقت الذي يغذي فيه الفقر المتسارع مشاعر الغضب واليأس والخوف من انفجار اجتماعي، يبدو أن جهود النخبة الحاكمة في لبنان لإنقاذ البلاد من انهيار مالي بمساعدة صندوق النقد الدولي تسير في الاتجاه العكسي.

وفي لبنان الذي اشتهر وسط بلدان الشرق الأوسط بأنه سويسرا الشرق، أصبح الفقر الذي حل بالبلاد منذرا بعواقب وخيمة يتبدى في صور مواطنين يستجدون في الشوارع أو ينبشون القمامة بحثا عن شيء يصلح للأكل أو يقايضون أثاث بيوتهم بالطعام.

ويتفق العديد من المسؤولين اللبنانيين الحاليين والسابقين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين وخبراء الاقتصاد والمحللين أن المحادثات مع صندوق النقد لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية تشرف على الانهيار. لكن الوقت بدأ ينفد.

وقال ناصر سعيدي وزير الاقتصاد السابق عن المحادثات مع صندوق النقد الدولي إنها ”بلغت طريقا مسدودا“.

وتقول أغلب المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها إن الطبقة السياسية، التي يتكتل أفرادها وفق أسس طائفية وعائلية أبعد ما تكون عن الاتفاق على نهج مشترك، لا تزال تتشبث بمصالحها الخاصة بل أن الجدل بينها يصل إلى حد الاختلاف على ما إذا كان لبنان قد أفلس فعلا.

وقد استقال اثنان من أعضاء فريق التفاوض اللبناني خلال شهر واحد استنادا إلى ما وصفاه بمحاولات للتخفيف من خسائر مالية هائلة في خطة الحكومة.

وقال مسؤول كبير مطلع على المحادثات ”هم لا يتفاوضون على برنامج“ مع صندوق النقد الدولي. وأضاف ”لا يوجد توافق (لبناني) على التشخيص. لذا ما الذي يمكن أن يتفاوضوا عليه؟“

وبدأ النقد الأجنبي ينفد بسرعة من لبنان الذي يبلغ عدد سكانه ستة ملايين نسمة. وعمدت الدولة التي تشهد انهيارا في إيراداتها إلى طباعة النقد لصرف أجور العاملين فيها الذين يقدر عددهم بنحو 800 ألف موظف.

وقال دبلوماسي غربي ”ثمة خطر حقيقي أن يحدث انفجار“ مضيفا أن ثلث مليون شخص فقدوا وظائفهم منذ تشرين الأول الماضي عندما تفجرت احتجاجات على الطبقة السياسية وأدت إلى استقالة الحكومة.

خلاف على الأرقام والإصلاح

مع التخلص من القيود التي فرضتها السلطات لاحتواء فيروس كورونا عادت مشاعر الغضب التي فجرت الاحتجاجات في الخريف الماضي للظهور بل وازدادت مظاهر الغضب.

وأخيرا تولت الدفة حكومة جديدة في أوائل العام الجاري ورغم أنها وُصفت بأنها حكومة من التكنوقراط فقد كان جميع أعضائها من ترشيح أصحاب السلطة الحقيقية.

وهي تضم بعض التكنوقراط إلى جانب مرشحين حزبيين ويقول معارضون إن رئيس الوزراء حسان دياب أسير معروف من جاءوا به إلى السلطة وعلى رأسهم جماعة حزب الله وحلفاؤها المسيحيون وأبرزهم الرئيس ميشال عون وحركة أمل برئاسة نبيه بري رئيس مجلس النواب.

وقد نفى دياب مرارا أن حكومته تنحاز إلى أصحاب المصالح السياسية. ولم يرد مكتبه على استفسارات من رويترز.

وبلغ الأمر بلبنان حد الإفلاس ولن يتمكن من سداد ديونه الضخمة بالكامل وجانب كبير منها مستحق للبنك المركزي والبنوك المحلية. لكن لم يطرح أحد استراتيجية متفق عليها لتوزيع الخسائر بين المودعين وحملة الأسهم في البنوك وحملة السندات الأجانب والدولة.

والتحدي الأول هو القبول بحجم الخسائر. وقد أقر صندوق النقد الدولي أرقام الحكومة التي تشير إلى أن العجز يتجاوز 90 مليار دولار. غير أن البنوك والبنك المركزي وأعضاء في البرلمان يقولون إن الرقم الحقيقي نصف هذا الرقم. ويصف معارضون ذلك بأنه حيلة محاسبية قائمة على سعر صرف مشكوك فيه.

وقال رئيس الوزراء دياب في بيان يوم الثلثاء: ”ملتزمون بالخطة المالية وبأرقام الخسائر الواردة فيها وقد تجاوزنا ذلك ونبحث الآن في كيفية توزيع الخسائر بالتواصل مع حاكم المركزي والقطاع المصرفي ووزير المال حتى نجد السيناريو المناسب وليس هدفنا تركيع القطاع المصرفي أو مصرف لبنان ولن يدفع المودعون الثمن“. وقالت لجنة برلمانية لتقصي الحقائق يوم الأربعاء إنها تقدر الخسائر الإجمالية في النظام المصرفي بما بين 60 تريليون و122 تريليون ليرة لبنانية. ويقع هذا النطاق بين ربع ونصف المبلغ الذي تعترف به الحكومة ويقبله صندوق النقد.

وقال رئيس اللجنة إبراهيم كنعان ”الفرق كبير“.

وأضاف ”هذه هي الخيارات. أتمنى على الحكومة انها تدرسها … وننطلق الى المرحلة التانية اللي هي مرحلة التفاوض بوفد موحد برؤية واحدة“.

وسيتعين أيضا تقليص كلفة مرتبات العاملين بالدولة ومعاشات التقاعد وهي كلفة باهظة. ويتفق الجميع تقريبا على أن شركة كهرباء لبنان تتصدر قائمة الإصلاح إذ أنها تخسر حوالي ملياري دولار سنويا.

كما أن البدء في التفاوض مع صندوق النقد يتطلب تنفيذ إصلاحات أساسية تجاهلتها الحكومة حتى الآن. ويجب أن تفرض سلطة تنظيمية سيطرتها على الجمارك التي تخضع الآن لإقطاعيات حزبية كما يجب إنشاء حساب موحد للمصروفات والإيرادات بوزارة المالية وتوحيد أسعار الصرف.

لا ارتقاء إلى مستوى الأزمة 

فقدت الليرة اللبنانية 80 في المئة من قيمتها منذ تفجرت احتجاجات شعبية في تشرين الأول الماضي على النخبة التي تحكم البلاد على أسس طائفية.

وكانت العواقب الاجتماعية مفزعة. فالطبقة المتوسطة اللبنانية بدأت تغرق. وقد قدر البنك الدولي أن حوالي 48 في المئة من اللبنانيين كانوا يعيشون بنهاية 2019 تحت خط الفقر. وتضاعفت أسعار المواد الغذائية ودفعت البطالة كثيرين إلى اللجوء للجمعيات الخيرية وبنوك الطعام. غير أن الجوع قد ينتشر على نطاق واسع عندما تنفد الدولارات التي يستخدمها البنك المركزي في دعم أسعار الخبز والدواء والوقود وهو ما سيحدث عاجلا أو آجلا إذا لم يحصل لبنان على مساعدات خارجية.

ولعشرات السنين ظل المانحون الأجانب يقدمون العون منذ انتهاء الحرب الأهلية وعلى رأسهم فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ودول عربية خليجية، لكنهم أصبحوا غير مستعدين لانتشال لبنان من أزمته ويطالبون بالإصلاح.

وإذا انسحب صندوق النقد الدولي فعلى بيروت ألا تتوقع أن تتقدم دول مما كانت تساعدها في السابق لإنقاذها. ويقول الدبلوماسي الغربي ”إذا كان هذا الطريق (صندوق النقد) مغلقا فستغلق كل الطرق الأخرى. فهم بحاجة لتنفيذ إصلاحات حقيقية يمكن التحقق منها، كما يشترط الصندوق، حتى إذا لم تكن مثالية“.

ويضيف ”لن يتقدم بلد أوروبي أو عربي خليجي ولا أميركا بالطبع لإنقاذ لبنان. يجب على القيادات اللبنانية أن تستجمع إرادتها لإنقاذ بلادها“.

 

الحريري: لدي شروط للعودة إلى رئاسة الحكومة ونقطة على السطر

بيروت اوبزرفير/02 تموز/2020

أعلن الرئيس سعد الحريري ان “الفراغ مدمر للبنان والفرصة للانقاذ قائمة والحل بتغيير الآلية ‏والمحاصصة وبناء البلد على أسس جديدة”. وقال: “لدي شروط للعودة إلى رئاسة الحكومة ونقطة على السطر، والبلد يحتاج لطريقة مختلفة بالعمل كليا، واذا لم نخرج من المحاصصة وغيرها فلن يتغير اي شيء”.

ورأى الحريري في دردشة مع الاعلاميين أن “لدينا أزمة اقتصادية والمطلوب اجراء إصلاح، وسمعت ما قاله الرئيس دياب الذي لم يتحدث عن الكهرباء والإصلاح، هو فقط يهاجم السلك الديبلوماسي الذي نحن بحاجة إليه من أجل مساعدة لبنان. هذه الأزمة ضربت الاقتصاد، إلا أن صندوق النقد يريد أن يساعد، لكن أين الإصلاحات وانا اليوم مصدوم من كلام الرئيس دياب عن المؤامرة، وعلى الحكومة أن تساعد نفسها”. وقال: “لم نسمع اصواتا شبيهة عندما تحدث السفير السوري من قبل كالاصوات التي سمعناها ضد السفيرة الاميركية”. واشار الحريري الى ان “النأي بالنفس لم يتم احترامه في حكومتي، واستمر فريق بانتقاد دول الخليج التي نطلب منها المساعدة”وعن الاتجاه شرقا، قال: “البعض يظن ان الصين ستأتي بالاموال وتضعها من دون اصلاحات، ليس لدى اي حكومة مشاكل مع الصين او غيرها، المطلوب خلق بيئة مؤاتية للاستثمار قبل كل شيء والمباشرة بالاصلاحات”. وأعلن أنه “لن يغطي أحدا قريبا منه لترؤس اي حكومة”، وقال: “مش حابب اعمل رئيس حكومة ولا عم فكر اعمل رئيس وما حكيت مع أي أحد بهذا الموضوع”. وسأل: “عندما نكون بحكومة وهناك تيار يريد التشاجر مع كل الأطراف كيف تعمل الحكومة”؟. واعتبر أنه “كان لنا فرصة ذهبية بعد سيدر وكان يجب أن نشكل حكومة بسرعة ولكن كثرت المطالبات، والعلاج للدولار وغيره يبدأ بالإصلاحات”. وأكد انه “ليس المنقذ انما كلنا المنقذين وقمنا بكل التنازلات على حساب جمهورنا وتنازلت في رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات واليوم من عليه أن يتنازل هو من في الحكومة”.

 

هدّد بإقالته من حاكمية مصرف لبنان.. تفاصيل المشادة الكلامية التي وقعت بين حسان دياب ورياض سلامة

عربي بوست/02 تموز/2020

في سابقة من نوعها، وقعت مشادة كلامية بين رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة خلال الجلسة الاستثنائية للحكومة، التي دُعي إليها الحاكم رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف اللبنانية سليم صفير، وانعقدت لمناقشة الوضع المالي والاقتصادي للبنان .

وقالت  مصادر خاصة لـ”عربي بوست” إن دياب وجّه اتهاماً مباشراً لسلامة بمسؤوليته عن تردّي وضع العملة اللبنانية مقابل الدولار، وخيّره بين الإقالة أو الاستقالة من منصبه إذا لم يقدر على تحمّل مسؤولياته. وأكدت المصادر أن دياب بدأ الجلسة بالهجوم على مَن سمّاهم جهات في الداخل لا تهتم بمستقبل البلد ولا يهمها إلا دفتر حسابات المصالح الشخصية المغلّفة بحسابات سياسية وطائفية.

اتهام مباشر

أضافت المصادر التي رفضت أن نذكر هويتها، أن سلامة اتهم هذه الجهات التي لم يحددها، بأنها إما أدوات خارجية لإدخال لبنان في صراعات المنطقة وتحويله إلى ورقة تفاوض، أو تعمل على استدراج الخارج وتشجعه على الإمساك ووضع البلاد على طاولة المصالح الدولية والإقليمية والتفاوض عليها.

واستطرد دياب في هجومه قائلاً: “البعض يطالبنا بالإصلاح، وفي المقابل يمنحون حماية للفساد ويقدمون حصانة للفاسدين ويمنعون حصولنا على ملفات مالية لاستعادة الأموال المنهوبة”. واتهم دياب هذه الجهات بأنها تلعب لعبة رفع سعر الدولار الأمريكي والمضاربة على الليرة اللبنانية، وأنهم يحاولون تعطيل إجراءات الحكومة لمعالجة ارتفاع سعر الدولار، وقال: “لعبة الدولار أصبحت مكشوفة ومفضوحة”. ثم طلب دياب من رياض سلامة إطلاع مجلس الوزراء على خلفيات وحيثيات ما حدث أثناء تسعيرة الدولار وسأله: “لماذا إجراءات المركزي لا تقدم نتائج إيجابية؟”. بدوره رد سلامة قائلاً: “إن تهريب الدولار لسوريا هو المسبب الرئيسي لارتفاع قيمته مقابل الليرة اللبنانية”. ثم طالب الحكومة بأن تقرر ماذا ستفعل مع قانون قيصر، وقال: “الجهات المعنية بقيصر لا تمزح وجادة في خطواتها، وإيجاد حلول للمعابر غير الشرعية سيساعد في ضبط التهريب الذي يبدأ بالدولار ولا ينتهي بالوقود والطحين، ودور الحكومة هو الحفاظ على السيادة وليست أن تكون وسيطاً مع القوى السياسية التي ترى أن مصالحها الإقليمية أهم من لبنان”. وأشار سلامة في الجلسة إلى كل دول العالم بها سوق سوداء، وحجمها في لبنان ليس سوى 5%، وأن سعر الدولار الحقيقي لا تعكسه السوق السوداء أبداً.

تهديد بالإقالة

في المقابل رفض دياب كل ما قاله سلامة، وقال له محتداً: “إن هذا المنطق بات مكشوفاً ولم تعد هناك قدرة على السكوت عن ممارسات اللعب بالأمن الاقتصادي والمالي للدولة”. ثم هدّده دياب بالإقالة إذا لم يتحمّل مسؤولية منصبه، وقال: “إذا أردت عدم تحمل مسؤولية المهمة التي تحملها فاستقل أو سنقيلك إذا اضطر الأمر فإن الحكومة ستتصرف، والدولة والشعب لن ترحم المتواطئين على البلد”. وهنا  تدخل سليم صفير في محاولة منه لتخفيف الاحتقان بالقول إن المصارف ستؤمن الدولار عبر المصرف المركزي وبطريقة مدروسة لإعادة ضبط السوق. يعاني لبنان منذ أيام أزمة اقتصادية أعقبت انهيار قيمة العملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، ما أدى لحالة من الخوف على المستقبل، خاصة بعدما ارتفعت أسعار السلع الغذائية ارتفاعاً غير مسبوق. كما أنها ليست المرة الأولى التي يوجّه فيها رئيس الحكومة حسان دياب هذه الاتهامات لرياض سلامة حاكم المصرف المركزي بلبنان، إذ يرى دياب أن سلامة مسؤول مسؤولي كاملة عن تدهور وضع وقيمة الليرة اللبنانية. إلا أنها المرة الأولى التي يهدد فيها رئيس الحكومة بإقالة حاكم المصرف ويخيّره بين الإقالة أو الاستقالة.

 

حدّة الانهيار ستتسارَع… و”إسرائيل تحاول جرّ لبنان الى الحرب؟”

الجمهورية/02 تموز/2020

كشف مرجع سياسي كبير لـ”الجمهورية” انّ “الاشارات الدولية المتتالية، والاميركية على وجه التحديد، التي نتلقّاها مباشرة او عبر القنوات الديبلوماسية، تُلقي ظلالاً سوداء على الوضع اللبناني وتُنذر بأنّ حِدّة الانهيار ستَتسارَع في لبنان، لكنّ المُقلق في موازاتها هو الدخول الاسرائيلي على خط الازمة في لبنان. وقال: يجب ان نتمعّن جيداً في القرار الاسرائيلي بالتنقيب في محاذاة البلوك رقم 9، فلماذا اتخذت اسرائيل هذا القرار في هذا التوقيت بالذات، فهل هي تحاول جرّ لبنان الى مفاوضات الترسيم من جديد أم الى الحرب؟

اضاف المرجع: “الأسباب الداخلية المفاقمة للأزمة أكبر من ان تُحصى، لكن لا يجب ابداً إغفال العامل الخارجي. فالاميركيون من خلال تكثيف حضورهم على خط الازمة في الآونة الاخيرة، إنما هم يعكسون استعجالاً لبلوغ نتائج تَحشُر “حزب الله، وهم ماضون في تأليب البيئة اللبنانية بشكل عام لعزل الحزب واعتباره المسؤول الاوحد عن تفاقم الازمة، والعامل المعطّل لوصول أيّ مساعدات خارجية للبنان”. اللافت للانتباه في هذا السياق انّ قلق المرجع المذكور يتوازى مع ما سمّيت “خريطة تصعيد”، حيث علمت “الجمهورية” انّ مركز رصد تابع لأحد اطراف الاكثرية الحاكمة، التقطَ تلك الخريطة من الصحافة الاسرائيلية التي كشفتها خلال الاسبوع الماضي، وفيها ما حرفيّته:

– انّ الوضع في لبنان سيتفاقم خلال شهر تموز.

لن يستطيع “حزب الله” أن يخرج إلى العلن، وينفض يده من فشل الطبقة الحاكمة في إدارة البلاد.

– انّ النخبة السياسية والاقتصادية في لبنان تواجه خطراً وجودياً، امام جمهور لم يعد يحتمل ولا يقبل غياب الافق الاقتصادي، ويحدث ذلك تزامناً مع ظروف دوليّة خلقت توافقاً في المصالح بين اسرائيل وروسيا واميركا على طرد ايران من سوريا، مع ضغوط أوروبية على لبنان لإخراج “حزب الله”.

– انّ التطورات الخارجية والداخلية قد تضغط أكثر على عون والحكومة، وقد تُجبر “حزب الله” على خطوة ما، لإنقاذ البلاد من الافلاس التام”.

 

أوروبا لا تحبِّذ حلّاً بـ”أوكسجين” حكومة “وحدة وطنية”!

نداء الوطن/02 تموز/2020

قالت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ”نداء الوطن” إنّ شروط الأوروبيين لمساعدة لبنان لا لبس فيها، فلا مساعدات من دون إصلاحات ملموسة، مؤكدةً بأنّ “سيدر” لم يعد ملائماً للبنان في المرحلة الحالية، كونه يحتاج بإلحاح الى ضخّ أموال بكمياتٍ كبيرة من “صندوق النقد الدولي” للخروج من عنق الزجاجة.

وأوضحت هذه المصادر في الوقت عينه بأنّ المساعدات الأوروبية ستقتصر على الانسانية منها، وستعطى مباشرة الى مؤسسات تعنى بالشؤون الانسانية والى الجيش وليس الى الدولة. واعتبرت المصادر عينها بأنّ تكرار تجربة حكومة “الوحدة الوطنية” السابقة غير مفيد لأنّه ليس حلاً ناجعاً، كما برهنت التجارب السابقة أساساً، بل هي مجرّد “أوكسجين وهمي”، وبأنّ أوروبا لن تشارك في أيّ حلّ من هذا القبيل قطعاً.

 

لبنان: ثلاثية الفساد، الازمة الاقتصادية و جائحة كورونا

الأورمتوسطية للحقوق/02 تموز/202

هل يستسلم النظام في لبنان لجائحة كورونا؟ في الوقت الذي توقفت فيه التحركات الاجتماعية، التي تضاعفت منذ خريف عام 2019،  من اجل مكافحة جائحة كورنا ، فإن الاحتجاجات على الوضع الحالي تزداد تدريجيا. لقد فاقم الوباء اللامساواة في الوضع الاقتصادي الذي لايمكن تحمله بالنسبة للغالبية العظمى من السكان. لم يتم تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية ، في حين يتوقع ان يصل الدين إلى 160 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية عام 2020 (مقارنة ب155 ٪ في نهاية عام 2019). لم تحل الاليات المالية المعتمدة من تخلف لبنان عن السداد في مارس في حين استمرت قيمة الليرة في الإنخفاض، مما أدى إلى تضخم كبير. و في هذا السياق، يتبادل حاكم البنك المركزي والحكومة كل منهما الآخر في دولة احتلت المركز 137 (من أصل 180) في سلم أكثر الدول فسادًا من قبل منظمة الشفافية الدولية في 2019. يتواجد اللبنانيين في قلب العاصفة على متن سفينة بلا ربان. يتوقع ان يصل الفقر قريباً إلى ما يقرب من 60٪ من السكان. تعمد البنوك على تجميد الأصول ، وهو مايضر المدخرين الصغار. يواجه السكان الأكثر تهميشا ، مثل العمال المنزليين المهاجرين وضعا مقلقا للغاية. فالعديد منهم فقدوا مواردهم المالية بين عشية وضحاها. هؤلاء الأشخاص ، الذين وصلوا إلى لبنان من خلال نظام الكفالة الذي يربط تصريح الإقامة بعقد مع صاحب العمل أصبحوا الآن عاطلين عن العمل، بدون موارد أو وثائق (التي غالبًا ما يتم الاستيلاء عليها من قبل صاحب العمل). في ظل الحاجة الى ما يسد الرمق ، يصبح ارتداء قناعا امرا ثانوي ، مما يزيد من خطر حدوث موجة ثانية من الإصابات بالوباء. وفي ظل هذا الوضع، فإن اللبنانيين يستغلون النزول الى الشارع والشبكات الاجتماعية – و بشكل إبداعي في الغالب – للتنديد بسوء الإدارة المالية وفساد السلطة. وقد اختارت الحكومة حتى الآن القوة للرد على هذه التحركات. منذ بدء الاحتجاجات ، قامت الشرطة باعتقالات تعسفية وعنيفة نددت بها منظمات حقوق الإنسان. تستخدم السلطة اجهزة الأمن ، مستغلة المكونات المختلفة لنظام ديني معقد ، لإسكات ادعاءات حقوق الإنسان. هل ستخفف ردود السلطات على مدى الأسابيع القليلة المقبلة الوضع؟ الخطوات الأولى التي تم اتخاذها لم تستجب لتطلعات الشارع اللبناني.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

حادث في موقع نووي إيراني تسبب في تضرر مستودع قيد الإنشاء

لندن/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اليوم (الخميس) أن حادثاً وقع في مكان قيد الإنشاء في مجمع نووي دون أن يسفر ذلك عن إصابات، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية. وذكر المتحدث باسم المنظمة بهروز كمالوندي إن «حادثاً وقع صباح الخميس وأدى إلى تضرر مستودع قيد الإنشاء في فناء في موقع نطنز» بوسط إيران. ونقلت الوكالة عن كمالوندي قوله إن المجمع لا يشهد حالياً نشاطاً، وأكد أنه ليس هناك خطر تلوث إشعاعي. وقال إن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية والتحقيقات تجري لمعرفة أسباب وقوعه، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ولم يقدم أي تفاصيل حول طبيعة الحادث المذكور. وأعلنت طهران في مايو (أيار) تعليق عدد من الالتزامات التي ينص عليها الاتفاق النووي متعدد الأطراف، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي في 2018. ومنح الاتفاق الموقع في 2015 إيران تخفيفاً للعقوبات مقابل قيامها بالحد من برنامجها النووي. وأعقب الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحابه من الاتفاق بإعادة فرض عقوبات مشددة أحادية على طهران. ومجمع نطنز أحد منشآت تخصيب اليورانيوم الرئيسية في إيران.

 

ضربتان إسرائيليتان لـ «نووي إيران»

مقاتلات F35 قصفت موقع بارشين دون حاجة لإعادة التزود بالوقود

هجوم إلكتروني إسرائيلي على «نطنز» استهدف حواسيب تتحكم في أجهزة ضغط المخازن

أفقدتا طهران 80% من مخزون غاز UF6 الضروري لتخصيب اليورانيوم

الجريدة - القدس  طهران - فرزاد قاسمي/02 تموز/2020

على وقع تصاعد حملة الضغوط الأميركية القصوى ضد إيران، ومحاولات الأخيرة للالتفاف على الطوق الأميركي تارة في فنزويلا وأخرى بلبنان، وقع أمس انفجار في منشأة نطنز النووية بعد أيام من هجوم مماثل على موقع بارشين بطهران، مما يثير شكوكاً حول ما إذا كانت المواجهة الأميركية ـــ الإيرانية بدأت تنزلق إلى مناوشات أمنية، في وقت كشف مصدر رفيع أن إسرائيل وراء هاتين الضربتين اللتين ستؤخران برنامج إيران النووي شهرين، مبيناً أنها استهدفت كذلك مواقع صاروخية. ونفى المصدر، لـ «الجريدة»، صحة ما أعلنه مدون إسرائيلي بشأن تزود طائرات إسرائيلية بالوقود فوق دولة خليجية لتنفيذ إحدى الضربتين، مؤكداً أن مقاتلات من طراز F35 فائقة التطور أقلعت من جنوب إسرائيل ونفذت غارة على موقع بارشين الأسبوع الماضي دون حاجة للتزود بالوقود، وهو الموقع الذي رفضت إيران السماح لمفتشي الوكالة الذرية بتفقده. وكانت «الجريدة» انفردت قبل أكثر من عام بنشر خبر عن نجاح مقاتلات إسرائيلية من طراز F35 بالتحليق فوق الأجواء الإيرانية دون رصدها، مما أدى إلى إقالة مسؤول إيراني عسكري كبير، قبل أن تعود تل أبيب بعد أشهر لتؤكد صحة الخبر على لسان قائد سلاح الجو. المصدر نفى أيضاً أن تكون إسرائيل قصفت موقع نطنز بغارة جوية، مؤكداً أنها شنت هجوماً إلكترونياً على المنشأة الإيرانية.

وكانت طهران نجحت في قرصنة مصلحة المياه الإسرائيلية قبل أسابيع، لترد تل أبيب بهجوم سيبراني استهدف أحد الموانئ الايرانية. يذكر أن موقع نطنز النووي، وهو الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم ويوجد في محافظة أصفهان، تعرض سابقاً للاختراق من خلال فيروس «ستاكس نت»، مما تسبب في تأخر برنامج إيران النووي. في طهران، أكد مصدر بمنظمة الطاقة الذرية، لـ «الجريدة»، أن حادث «نطنز» مثل انفجار منطقة بارشين الأسبوع الماضي، إذ استهدف مخازن لغاز UF6 الذي يتسخدم في عملية تخصيب اليورانيوم.

وأوضح المصدر أن الضربتين تسببتا عملياً في خسارة طهران ما يزيد على ٨٠% من مخزونها لهذا الغاز، وأن الانفجار الثاني يؤكد وجود عمليات تخريبية منسقة، مرجحاً أن تكون هجوماً إلكترونياً على شبكة الكمبيوتر التي تسيطر على أجهزة ضغط المخازن.

وأشار إلى أن إيران ستحتاج الى نحو شهرين لتعويض الغاز الذي فقدته، وأن عليها تخفيف سرعة تخفيضها لليورانيوم بنسبة ٨٠% فعلياً، موضحاً أن انفجار «نطنز» أدى إلى تصدع في مبنى المفاعل، وأن مجموعات متخصصة توجهت إلى المفاعل لكشف ما إذا كان هناك تسريب في المواد المشعة.

على مستوى رسمي، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إن الحادث لم يسفر عن وقوع خسائر بشرية، ولم يعرقل الأنشطة الجارية في المركز، بل أصاب مبنى قيد الإنشاء.

وسعى المسؤول الإيراني إلى تهدئة المخاوف من إمكانية وقوع تسرب ذري، مؤكداً أنه «لا داعي للقلق من احتمال حدوث تلوث لعدم وجود نشاط في المنشأة المتضررة»، وأن «فرق خبراء يوجدون الآن في مكان الحادث لدراسة الأسباب».

في السياق، ورداً على حديث المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك عن «الخيار العسكري» ضد طهران، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن بلاده ماضية في مشروع تعزيز بنيتها الدفاعية مادام الأميركيون يتحدثون عن «الخيار العسكري» ويؤخرون انسحابهم من المنطقة.

 

إيران تقرُّ بضرب إسرائيل مفاعل “نطنز” وتزعم أنه “حادث عارض”

تل أبيب استخدمت "إف- 16" أعادت التزود بالوقود في سماء دولة خليجية وطهران استنجدت بخبراء روس

تل أبيب، طهران، واشنطن، عواصم – وكالات/02 تموز/2020

فيما ألمحت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية إلى احتمال ضلوع إسرائيلي في الحادث، أكد الصحافي الإسرائيلي إيدي كوهين، أن طائرات «إف-16» إسرائيلية دمرت «معمل تخصيب اليورانيوم الأكبر في إيران»، فيما سخر منه إعلامي إيراني شهير ودعاه إلى إطلاق «كذبة يستوعبها العقل».

وكتب كوهين عبر «تويتر» ليل أول من أمس، قبل إعلان طهران عن وقوع حادث بإحدى الوحدات قيد الإنشاء في مفاعل «نطنز» النووي جنوب طهران: «خاص وحصري من مصادر استخبارية غربية: إسرائيل قصفت معمل تخصيب اليورانيوم الأكبر في إيران ودمرته، وحالات تسمم إشعاعي وإجلاء للسكان من موقع الضربة وتعتيم شامل، وإيران استنجدت بخبراء روس للتعامل مع التلوث الإشعاعي»، زاعما أن «إسرائيل استخدمت طائرات إف-16، أعادت التزود بالوقود في سماء دولة خليجية».

وبينما أشارت «إرنا» في مقال صحافي إلى احتمال وقوف إيران وراء الحادث، رد عبر «تويتر» أيضا الإعلامي الإيراني الشهير حسين دليريان المتخصص في الشؤون العسكرية، ساخرا من تغريدة كوهين، كاتبا: «طائراتكم اجتازت مئة مقر للدفاع الجوي والراداري، وقامت بقصف منشأة نطنز؟!، سورية أسقطت طائرة إف 16 التابعة لكم بمنظومة إس-200!»، مضيفا «عليكم أن تطلقوا كذبة يستوعبها العقل». من جانبها، نشرت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية صورة لما قالت إنه حادث تعرضت له وحدة قيد الإنشاء في مفاعل «نطنز» النووي صباح أمس، بينما أكد المتحدث باسم الهيئة بهروز كمالوندي أن المبنى الذي جرى فيه الحادث يقع في فناء محطة «نطنز» ولا يضم أنشطة نووية، مضيفا أن الحادث لم يؤثر على الأنشطة النووية في المفاعل، كما نفي ما يروج حول وجود تلوث نووي ناجم عن الحادث. بدوره، زعم محافظ مدينة نطنز رمضان علي فردوسي، أن الحادث الذي تعرضت له وحدة قيد الإنشاء في مفاعل «نطنز» النووي، ناجم عن حريق في إحدى وحدات الساحة الخارجية للمجمع النووي. ونقلت وكالة «تسنيم» عن فردوسي قوله إنه «بعد الإبلاغ عن الحريق، توجه رجال الإطفاء والإنقاذ إلى المكان حيث تم إخماد الحريق من دون خسائر بشرية».

ولاحقاً، نقلت وكالة «فارس» عن فردوسي، قوله: إن «إحدى الصالات المخصصة للأدوات المهملة في المجمع تعرضت لحريق»، مضيفاً: «ليس هناك ما يدعو للقلق بعد أن تم إخماد الحريق». وبينما زعم فردوسي أن الحادث لم يؤثر على العمل داخل المنشاة النووية، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن خبراء قولهم إن حريق «نطنز»، قد يكون أصاب وحدة جديدة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي. من جهته، نقل تلفزيون «برس تي في» الإيراني عن مسؤول إيراني قوله «لا دليل حتى الآن على أن الحادث الذي وقع في نطنز كان متعمدا»، بينما لم يستبعد بعض الخبراء احتمال حدوث عمل تخريبي.

وقال مسؤول نووي إيراني سابق لوكالة «رويترز» إنه «يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الحادث وقع بعد أيام قليلة من الانفجار قرب قاعدة بارشين العسكرية، مشيرا إلى أنه لا يمكن استبعاد احتمال العمل التخريبي»، مضيفا أن «نطنز تعرضت في السابق لهجوم إلكتروني»، في إشارة إلى هجوم وقع عام 2010 وألحق أضراراً بأجهزة الطرد المركزي. في غضون ذلك، كشفت معلومات جهات متابعة عن تعرض شبكة الانترنت الإيرانية لهجوم سيبراني، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن نحو مليون ومئتي ألف منزل في شيراز والمناطق المحيطة بها.

على صعيد آخر، أكدت الخارجية الأميركية أمس، أنه على إيران السماح للوكالة الذرية بتفتيش منشآتها النووية، مضيفة في بيان عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، أن هذه الدعوة تأتي بعد محادثات لمبعوث واشنطن إلى طهران براين هوك في فيينا، مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسّي، لمناقشة تقدم سير التحقيقات التي تجريها في إيران، معبراً عن دعمه الكامل للوكالة ولموضوعيتها، كما ناقش هوك الملف النووي الإيراني مع وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ.

من جانبه، أعلن المدعي العام في طهران علي القاصي مهر، اعتقال شخص واستدعاء خمسة آخرين من المقصرين المحتملين، في حادث الحريق الذي شب مساء الثلاثاء الماضي في مبنى المركز الطبي «سينا أطهر» شمال العاصمة، وأدى إلى مقتل 19 شخصا وإصابة 14 آخرين. بدوره، أعلن المتحدث باسم شركة الغاز الإيرانية محمد عسكري، استئناف تصدير الغاز الإيراني إلى تركيا، بعد إنجاز عمليات صيانة أنبوب صادرات الغاز في الأراضي التركية.

 

العراق ينشر حرس الحدود في دهوك لصد التوغل التركي..الطريق بين بغداد وطهران مغلق ولا زيارات دون تأشيرات

بغداد – وكالات/02 تموز/2020

 نشر العراق، أمس، قوات حرس الحدود شمال محافظة دهوك، وأقام ثلاث نقاط عسكرية هناك، وذلك للحد من التوغل العسكري التركي في إقليم كردستان، فيما أكدت السلطات الأمنية فرض الحصول التأشيرات مسبقاً قبل زيارة المسؤولين العسكريين الإيرانيين للعراق. وقالت مصادر عراقية، إن حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أرسلت قوات حرس الحدود إلى محافظة دهوك شمال العراق، التي أقامت ثلاث نقاط عسكرية، مضيفة إن هذه التحركات العسكرية العراقية الجديدة جاءت بهدف الحد من التوغل العسكري التركي في شمال العراق بزعم محاربة عناصر “حزب العمال الكردستاني”. من ناحيتها، دعت الولايات المتحدة، أول من أمس، تركيا والعراق وإقليم كردستان للتعاون في هزيمة “حزب العمال الكردتساني”، مؤكدة أهمية الحفاظ على السيادة العراقية. في سياق آخر، أكدت مصادر رسمية، أن السلطات العراقية اتخذت قراراً بعدم السماح بدخول المسؤولين العسكريين الإيرانيين إلى البلاد من دون الحصول على تأشيرات مسبقة.

وقالت، إن القرار الجديد، الذي جاء لمواجهة التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي، خصوصاً المتعلقة بتقديم الدعم العسكري للفصائل العراقية الموالية لإيران، قطع الطريق بين طهران وبغداد على هذه العناصر، وجعله محفوفاً بالمخاطر. وأضافت، إن عدداً من الميليشيات الموالية لطهران اضطرت لدعم الكاظمي في القرارات الجديدة التي اتخذها، لمواجهة ما يعانيه العراق من أزمات ومشاكل داخلية، مشيرة في الوقت نفسه إلى قلق السياسيين والعسكريين في الميليشيات بعد أن أعاد رئيس الوزراء الساعدي رئيساً لمكافحة الإرهاب في العراق. في غضون ذلك، انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً تتضمن قراراً منسوباً للكاظمي بإزالة صور المسؤولين الإيرانيين من الساحات والشوارع، فيما نفت مصادر صدور أي قرار حكومي بهذا الشأن. من ناحية ثانية، أعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس، تنفيذ عملية أمنية عسكرية عراقية واسعة شمال بغداد، بمشاركة عدد من القطعات. وذكرت خلية الإعلام الأمني، في بيان، أنه “بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، وبإشراف قيادة العمليات المشتركة، باشرت قيادة عمليات بغداد بتنفيذ عملية أمنية عسكرية واسعة شمال بغداد”، بإسناد طيران القوة الجوية وطيران الجيش. وأضافت، إن “هذه العملية جاءت وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة، لملاحقة بقايا عصابات داعش، وتفتيش هذه المناطق لتعزيز الأمن والاستقرار وإلقاء القبض على المطلوبين وحماية مصالح المواطنين فيها”. من ناحيته، أعلن قاطع عمليات سامراء في “الحشد الشعبي”، تنفيذ عملية دهم وتفتيش في مناطق عدة محاذية لقاطع عمليات الأنبار، بعد ورود معلومات تفيد بوجود مجموعة من عناصر “داعش” في مناطق وديان عين الحلوة والمدارات والبوحمود المحاذية لعمليات الانبار خارج قاطع المسوؤلية.

 

بغداد تحبط تهريب أجهزة اتصال إلى سورية

بغداد – وكالات/02 تموز/2020

أعلنت القوات العراقية، أمس، إحباطها عملية تهريب أجهزة اتصال إلى الأراضي السورية. وذكرت وزارة الدفاع في بيان، أنه “بكمين محكم ومعلومات استخبارية دقيقة تمكنت قوة من لواء المشاة 66 الفرقة العشرين ومفارز قسم الاستخبارات العسكرية في قيادة عمليات غرب نينوى من إحباط عملية تهريب عدد كبير من أجهزة الاتصال (موبايل) مختلفة الأنواع إلى الأراضي السورية مخبأة في سيارة وتلقي القبض على سائقها، حيث تم تسليمهم إلى الجهات المختصة”. وأشارت إلى أن القوات الأمنية العراقية تلقي القبض بشكل مستمر على أفراد ومجموعات يقومون بعمليات تهريب، وغالباً ما تمارس هذه المجاميع عملياتها في محافظة البصرة.

 

السعودية: دول المنطقة ليست مسرحاً تتدخل فيه إيران كيفما شاءت والرياض أبرمت عقداً لتصنيع عربات عسكرية مدرعة محلياً

الرياض، عواصم – وكالات/02 تموز/2020

 بعدما أكد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، أن تقرير الأمم المتحدة بشأن إيران يكشف وجه نظام طهران الحقيقي، مضيفاً أنه على المجتمع الدولي منع توريد السلاح إليها، وموضحا أن قرار السعودية بتحقيق أممي جاء لإيقاف ممارسات إيران، عاد وزير الدولة لشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، واعتبر أن على العالم منع إيران من تطوير برامجها الباليستية، لافتاً إلى أن تقرير الأمم المتحدة يبرز الصورة المظلمة لإيران والمعروفة منذ عام 1979. ونوّه الجبير إلى أنه على النظام الإيراني التوقف عن جرائمه، مؤكداً أن العالم يشهد السلوك العدواني المتنامي لطهران منذ زمن.

من جانبه، أكد المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، أنه يجب عدم إعطاء إيران فرصة للقيام بسلوكيات أكثر تدميرا، قائلا في مؤتمر صحافي “نتوقع من مجلس الأمن تمديد قرار حظر الأسلحة على إيران”، مضيفا “واجهنا الكثير من التهديدات والاستفزازات الإيرانية”.

وأكد أن السعودية ستدافع وتتصدى لأي هجوم قد يطال أراضيها، وستتخذ الخطوات الممكنة للدفاع عن سيادتها وعن حدودها وجنودها ومواطنيها، لافتا “إلى أن دول المنطقة ليست مسرحاً لإيران لتتدخل فيها كيفما شاءت”. أتى ذلك، بالتزامن مع تحذير لوزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو، من أن رفع حظر التسلح على إيران سيزيد التوتر، مشددا على أن واشنطن لن تسمح لإيران بزعزعة استقرار المنطقة مجددا، ومضيفا أن حكومات العالم ترفض حصول إيران على أسلحة متطورة، فهي لم تلتزم بالقيود وما زالت تواصل ارتكاب الانتهاكات. على صعيد آخر، أكدت السعودية أهمية الأمن المائي لكل من مصر والسودان، مشددة على رفضها أي عمل أو إجراء من شأنه أن يمس حقوق الأطراف كافة في مياه النيل، وداعية إلى إيجاد حل لأزمة “سد النهضة”.وشدد نائب مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة خالد منزلاوي، في الاجتماع الافتراضي للجنة العربية المصغرة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، على ضرورة استئناف المفاوضات بحسن نية للتوصل إلى اتفاق عادل يُراعي مصالح الجميع لتجنيب المنطقة أي تصعيد خطير. في غضون ذلك، أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية عن توقيع عقد تصنيع وتوطين عربات عسكرية مدرعة جديدة تحت اسم “الدهناء”، بين المديرية العامة لحرس الحدود؛ والمؤسسة العامة للصناعات العسكرية، حيث عملت الهيئة بالشراكة مع وزارة الداخلية على إرساء عقد صناعة العربات المدرعة على “مصنع المدرعات والمعدات الثقيلة” التابع للمؤسسة، والذي سيعمل على توطين هذه الصناعة لصالح المديرية العامة لحرس الحدود وفق أحدث المواصفات والمعايير العالمية. وشهد توقيع عقد توريد عربة “الدهناء” في مقر الهيئة بالرياض، محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية أحمد العوهلي، ورئيس المؤسسة العامة للصناعات العسكرية محمد الماضي، ومدير عام حرس الحدود عواد البلوي. على صعيد آخر، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان هاتفيا، مع نظيره الياباني موتيجي توشيميتسو، العلاقات الثنائية ومجالات الشراكة الستراتيجية وبرنامج رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، والمستجدات الإقليمية والدولية.

 

الولايات المتحدة توسّع انتشارها في سورية وتنشئ مطاراً عسكرياً/قوات الأسد دخلت عين عيسى وتمركزت في خطوط التماس مع الجيش التركي

دمشق – وكالات/02 تموز/2020

 أنشأ الجيش الأميركي قاعدة عسكرية جديدة له تمثلت بمطار عسكري في منطقة اليعربية بريف الحسكة، وذلك لتعزيز وجوده في الجزيرة السورية. وقال مصادر محلية في ريف الحسكة، أمس، إن “الجيش الأميركي أنشأ مطاراً عسكرياً جديداً لتعزيز وجوده في منطقة الجزيرة السورية، وذلك في المنطقة الواقعة بين قرية أم كهيف وصوامع حبوب تل علو على بعد ثمانية كيلومترات جنوباً بريف مدينة اليعربية”. وأضافت، إن “القوات الأميركية ومجموعات قوات سورية الديمقراطية (قسد) تقوم بإدخال المعدات والمواد اللوجستية وإقامة السواتر الإسمنتية وإقامة الثكنات العسكرية وتزفيت الطريق الواصل للصوامع لتخديم القاعدة الجديدة” مشيرة إلى أن “قسد” تفرض حراسة مشددة لمحيط الصوامع، في حين تعزز القوات الأميركية وجودها في قواعدها في منطقة الجزيرة السورية. في سياق متصل، اتجه رتل عسكري أميركي، مؤلف من عشر شاحنات محملة بتعزيزات عسكرية ولوجستية ترافقها ثماني عربات عسكرية، إلى قاعدة تل بيدر بريف الحسكة الشمالي، آتياً من القامشلي بغية تعزيز وزيادة التحصينات ضمن القاعدة. في غضون ذلك، اعترضت القوات الأميركية، أول من أمس، دورية للشرطة الروسية في محيط مدينة المالكية شمال شرق الحسكة، حيث كانت الأخيرة متوجهة نحو معبر سيمالكا عند الحدود السورية – العراقية، لتتمركز مدرعات أميركية عدة على طريق المعبر وتقطع الطريق أمام الدورية الروسية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، أن أهالي قرية ديرنا آغي منعوا القوات الروسية من دخول قريتهم، ما اضطر الأخير لإنشاء نقطة عسكرية ضمن “خيمة” على أطراف القرية، بعد انتهائهم من تسيير دورية عسكرية على الشريط الحدودي مع تركيا. من ناحية ثانية، أفادت أنباء صحافية، ليل أول من أمس، بدخول رتل ضخم لقوات النظام السوري والقوات الروسية إلى بلدة عين عيسى شمال الرقة، مضيفة إن لواء عين عيسى يعد مركز توزيع للجيش السوري في المنطقة، كما تتواجد في المنطقة قوات “قسد”، وهي الحد الفاصل للمعارضة السورية المدعومة من تركيا. على صعيد آخر، أبلغت روسيا شركاءها في مجلس الأمن الدولي، أنها لم تعد تريد سوى نقطة دخول حدودية واحدة فقط للمساعدات الإنسانية، التي تقدمها الأمم المتحدة للسكان في شمال غرب سورية، ولمدة ستة أشهر حصراً.

وقالت مصادر ديبلوماسية، أول من أمس، إن الروس “قالوا (إنهم يريدون) نقطة دخول واحدة ولمدة ستة أشهر” على الحدود التركية، مشيرة إلى أن “المفاوضات معقدة، روسيا تتحدث عن نقطة دخول واحدة فقط … تحدثوا كثيراً في ما مضى عن إيقاف” آلية نقل المساعدات عبر الحدود. يشار إلى أن آلية نقل المساعدات هذه، المطبقة منذ العام 2014، لا تتطلب أي تفويض من جانب دمشق، وتنتهي صلاحيتها في العاشر من يوليو الجاري. وبدأت ألمانيا وبلجيكا، المسؤولتان عن هذا الملف، مفاوضات لتمديدها، حيث يتضمن مشروع قرار قدمته الدولتان، الإبقاء على نقطتي الدخول الحاليتين عبر تركيا إلى الأراضي السورية ولمدة عام واحد، في استجابة لطلب قدّمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في 23 يونيو الماضي.

 

مصر تُلوِّح باللجوء إلى محكمة العدل الدولية بشأن أزمة “سد النهضة”

القاهرة، جنيف، عواصم – وكالات/02 تموز/2020

 فيما أعلن مجلس الأمن الدولي أنه “سيراقب تطورات أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا خلال شهر يوليو الجاري تحت رئاسة ألمانيا، وسيعقد اجتماعا في حال دعت الحاجة”، لوّحت مصر باللجوء إلى محكمة العدل الدولية حال عدم التوصل إلى اتفاق عادل ومنصف.

وجدد وزير الري المصري محمد عبدالعاطي، التأكيد أن مصر حرصت على إبداء حسن النية والرغبة في التعاون مع إثيوبيا، ولكن أديس أبابا كانت دائما تعرقل سير المفاوضات، مشيرا إلى أن مصر دولة قوية وكل أجهزتها تعمل على ملف “سد النهضة”، ولن تسمح بالتعدي على حقها ولن تقبل باتفاق يبخس حقوقها أو يؤثر على حياة شعبها. وأوضح أن مصر ترغب من الجانب الإثيوبي، في طمأنة واقعية للشعبين المصري والسوداني عن طريق اتفاق مكتوب، مؤكدًا أن السد الإثيوبي سيمثل جفافا صناعيا أو بشريا لمصر، وإذا اقترن مع الجفاف الطبيعي سيُحدث أزمة كبيرة، وسيغرق السودان بالكامل حال انهياره. من جانبه، قال عضو اللجنة الوطنية لتقييم آثار “سد النهضة”علاء الظواهري، إن “نقطة الخلاف مع إثيوبيا كانت بشأن سنوات الجفاف والجفاف الممتد”، مضيفا أن “الفريق الفني المصري وضع سيناريوهات عديدة، وصلنا فيها إلى اتفاق منصف وعادل يجعل إثيوبيا تولد الكهرباء”. وأكد أن “مصر ترفض ملء “سد النهضة” بشكل أحادي دون اتفاق، وقد نصعّد قضية السد إلى محكمة العدل الدولية إذا لم نصل إلى اتفاق”. بدوره، أطلع وزير الخارجية سامح شكري هاتفيا، نظيره الأردني أيمن الصفدي، على آخر تطورات ملف “سد النهضة”، حيث أكد الصفدي دعم المملكة للموقف المصري في التوصل لاتفاق يحفظ حقوق مصر المائية، مع التشديد على عدم اتخاذ إجراءات أحادية قبل التوصل إلى اتفاق بما في ذلك بدء عملية ملء السد. وبحث الوزيران عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ وتناولا آخر المُستجدات على الساحة الفلسطينية، حيث تم بحث أساليب التصدي للإجراءات الإسرائيلية الأحادية المزمعة لضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن كيفية تحصين جهود تحقيق السلام من تداعياتها. على صعيد آخر، وفيما عقد النائب العام حماده الصاوي اجتماعا بنظيره الإيطالي بروما ميكيل بريستبينو جاريتا، عبر تقنية الاجتماع المرئي عن بُعد، في حضور عدد من أعضاء فريقي التحقيق في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، اعتبر والدا ريجيني أن سحب السفير الإيطالي من القاهرة يبقى السبيل الوحيد، للمضي قدما ليس لتحقيق العدالة فحسب بل وللحفاظ على كرامة إيطاليا وحكامها. وقالت باولا وكلاوديو ريجيني ومحاميهما إنه “على الرغم من الوعود المستمرة، لم يكن هناك تعاون حقيقي من الجانب المصري، بل صمت وكذب وتأجيلات مرهقة فقط. لقد انتهى الآن وقت الصبر والثقة”. من جانبها، أيدت محكمة النقض إعدام راهب قبطي أدين بقتل أسقف دير أبو مقار بوادي النطرون شمال غرب القاهرة.

 

الإخوان المسلمون»... مغازلة الغرب في السر ومناهضته في العلن..المؤرخ البريطاني مارتن فرامبتن استند إلى آلاف الوثائق التي رفعت عنها السرية

لندن: عدنان حسين أحمد/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

صدر عن «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية»، في الرياض، الترجمة العربية لكتاب «الإخوان المسلمون.. تاريخ العداوة والارتباط»، للباحث البريطاني مارتن فرامبتن، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة كوين ماري في لندن. ويتألف الكتاب من بابين، يشتمل كل باب على أربعة فصول، إضافة إلى مقدمة وافية، وخاتمة تتضمن النتائج التي توصل إليها الباحث في دراسته الرائدة التي ترصد علاقة الإخوان المسلمين بالغرب، المتمثل ببريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.

ويتمحور الفصل الأول على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في شهر مارس 1928 على يد حسن البنا، المدرس البالغ من العمر 21 عامًا بمحافظة الإسماعيلية، الذي دعا منذ البدء إلى إقامة دولة إسلامية تطبق أحكام الإسلام وتعاليمه التي تفضي إلى «إعادة الخلافة المفقودة» التي ترفض الفصل بين الدين والدولة.

ويركز الباحث على شخصية حسن البنا، ومناهضته للأنشطة التبشيرية، ودعوة أتباعه للمشاركة في الجهاد الذي عده فرضًا على كل مسلم، وثمة قائمة طويلة تبدأ بالحرب على مظاهر الانفتاح الاجتماعي ووصفها بالرذيلة، وتنتهي باستعمال القوة لتحرير الأمة الإسلامية من هيمنة المستعمر الغربي.

ويسلط الباحث في الفصل الثاني الضوءَ على السنوات الأولى للحرب العالمية التي تعرض فيها الإخوان للقمع بشتى صوره، كالمراقبة الصارمة والاعتقالات وتعطيل الأنشطة، لأن البريطانيين يعرفون أن جماعة الإخوان هي «الماكينة السياسية الوحيدة الأكثر تنظيمًا في مصر» في ذلك الوقت، لذلك قبضت السلطات المصرية على حسن البنا، وأخلت سبيله بعد أقل من شهر، ثم أبعدته إلى «قنا» في الصعيد، لكنه عاد إلى القاهرة بعد بضعة أشهر، وتحول من «مجرد طالب مجهول الهُوية إلى زعيم ديني كبير» تمكن من أسر قلوب أتباعه. وثمة اتهامات بأن البنا قد تلقى أموالاً من شركة قناة السويس، والألمان، والحكومات المصرية المتعاقبة، على اعتبار أن كل شخص يمكن ترويضه في النهاية. وظل البريطانيون يترجحون بين استمالة الجماعة وقمعها، لكنهم أدركوا أن الإخوان يسعون لإقصاء تمظهرات الثقافة الغربية التي يرَونها منحلة دخيلة.

ويعتقد الباحث مارتن فرامبتن في الفصل الثالث أن الجماعة لم تعُد حركة محلية، فقد توسعت خلال الأربعينيات من القرن الماضي في عدة دول، من بينها جيبوتي وسوريا والأردن، وأن مرشدها، حسن البنّا، قد سعى إلى التواصل مع المسؤولين الغربيين، وتقديم حركته بصفتها قوة ديمقراطية معتدلة مناوئة للشيوعيين. وحينما شعرت حكومة النقراشي الثانية بأن الإخوان يستعدون للقفز على السلطة في القاهرة، حلت الجماعة، فأشعلت دوامةً من العنف راح ضحيتها رئيس الوزراء نفسه، وقُتِل حسن البنا، واعتُقِل المئات من أعضائها. ومع ذلك، فقد أعربَ المراقبون عن خشيتهم من احتمالية أن تعيش هذه الجماعة «المتعصبة المتطرفة الإرهابية» في الخفاء، خصوصًا أنها تتلقى أموالاً طائلة من روسيا. فلا غرابة أن يُدفَن البنا من دون تشييع جنازته، وأن تكتظ السجون ببضعة آلاف من أعضاء الجماعة التي تشبه «وحش فراكنشتاين» بعد خروجه عن السيطرة.

صورة «الإخوان» النمطية

يؤكد فرامبتن في الفصل الرابع أن صورة «الإخوان» النمطية مرتبطة بالإرهاب والتطرف والرجعية، ولا يستطيع الغرب أن يتقبلهم بصفتهم حركة «معتدلة» وهم يعادون كل أشكال الحياة المتحضرة، ويكفي أن نشير هنا إلى أن الجنرال البريطاني إرسكين كان يرفض وصفهم بـ«الإرهابيين» لأن ذلك يُعد إطراءً مُبالغًا فيه، ويفضل تسميتهم «البلطجية». وأما هجماتهم في أحداث «السبت الأسود»، فقد كانت مُركزة على دور السينما والحانات والفنادق والملاهي الليلية. كما يتناول هذا الفصل حرب قناة السويس التي مهدت لسقوط النظام الملكي على يد عبد الناصر «وضباطه الأحرار». ويركز الفصل الخامس على الهيمنة الأميركية التي دعمت مجلس قيادة الثورة، بصفته قوة معتدلة تسعى للتحديث وتوالي الغرب، وقد رأت في عبد الناصر أتاتوركاً جديداً محتملاً، لكن محاولة اغتياله من قبل الإخوان قدمت مبرراً لزيادة القمع الذي وصل إلى درجة إعدام 6 من قادة الإخوان شنقًا، وتخفيف الحكم على مرشدهم حسن الهضيبي لكِبر سنة وتدهور حالته الصحية. وقد وصفت الأكاديمية كريستينا هاريس أن منْ يقود مصر هم «شباب عسكري... واقعي تقدمي»، وقد ساد اعتقاد بأن الإخوان جماعة تنتمي إلى الماضي، بينما يمثل عبد الناصر المستقبل.

ويتمحور الفصل السادس على هيمنة عبد الناصر وجاذبيته المحلية والعالمية التي جعلت من الإخوان مسألة هامشية ذهبت طي النسيان. كما أدركت الدوائر الغربية أن القوى الدينية في الشرق الأوسط في حالة تقهقر، مُقارنة بالعلمانيين والقوى الداعية إلى الحداثة. ورغم أن جماعة الإخوان شهدت بعثاً قوياً متشدداً على يد سيد قطب الذي صور الغرب بصفته مَطمَراً للقيم الروحية، فإنها جُوبهت بالقمع، وفضلت الانزواء على الظهور العلني، بعد تنحي عبد الناصر عن السلطة، وعودته القوية إليها بضغط جماهيري واسع النطاق.

وينطوي الفصل السابع على إعادة تقييم للإخوان في خضم النهضة الأصولية بين عامي 1970-1989، حيث سعى أنور السادات لاستخدام الجماعة للتخلص من مناوئيه الناصريين واليساريين، لكنه ما إن أصبح حليفاً للغرب حتى وجد الإخوان أنفسهم مرة أخرى إلى جانب أمريكا في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفييتي. ويرى فرامبتن أن دخول السادات في معاهدة سلام مع إسرائيل قد سمم الأجواء من جديد، وعرض الجماعة للقمع خلال الأشهر الأخيرة من حكمه، لكن حسني مبارك سيتمكن من ترويضهم وضمهم إلى حكومته. كما يرصد الباحث شبكة من المؤسسات الثقافية التي كونها الإخوان في أوروبا وأمريكا الشمالية، والتي توحي للآخرين بأن الجماعة ظاهرة عالمية لها وجود في الغرب، حتى إن كان مركز ثقلها في الشرق الأوسط. ويفحص الفصل الثامن والأخير تطور الجماعة من منظمة لم تكن تهتم إلا بالسياسة الغربية في مصر، لتصبح حركة دولية لها حضور واسع النطاق في الغرب. وبحلول العقد الأول من القرن الـ21، كان هناك ما يشبه الإجماع على أن الإخوان عنصر أساسي في أي عملية ديمقراطية على مستوى المنطقة. ومع ذلك، ظلَّ الغرب في نظر الجماعة حضارة معادية ملتزمة بتدمير الإسلام. ولم يكن التوفيق مع الغرب إلا مناورة تكتيكية يحركها دافع الخوف من القوة الغربية التي يزدريها الإخوان في أعماقهم.

وثيقة تاريخية

سعى مرشد حركة «الإخوان المسلمين» في مصر حسن البنا إلى التواصل مع المسؤولين الغربيين وتقديم حركته بصفتها قوة ديمقراطية معتدلة مناوئة للشيوعيين «الإخوان المسلمون والغرب» أول مرجع، بحسب كلمة الغلاف، يؤرخ أدق تفاصيل العلاقة بين أكبر حركة إسلامية في العالم وقوى الغرب -بريطانيا وأميركا- التي هيمنت على الشرق الأوسط في القرن الماضي. كما يعد الكتاب وثيقة تاريخية مهمة، إذ اعتمد الكاتب على آلاف الوثائق التي رفعت عنها السرية من قبل الحكومة الأميركية والبريطانية، ومؤلفات الإخوان المسلمين، ومذكرات لبعض المصريين، وعدد كبير من الصحف والمجلات الغربية والعربية الصادرة في تلك الفترة. وفي غلاف الكتاب نقرأ: «لكي تستوعب أهمية ما يحدث في العالم العربي اليوم استيعاباً كاملاً، عليك أن تفهم الإسلام السياسي في سياق التاريخ الأوسع للمنطقة. ويتحفنا هذا الكتاب بسرد متأنق ودقيق ومؤرخ لما كان من تقارب بين الغرب وجماعة الإخوان المسلمين طوال الثمانين عاماً التي أدبرت، فهو مرجع لا يستغني عنه من أراد أن يعلي فهمه ويبدد لبسه. وينبغي لكل صانع للسياسة بالمنطقة أن يقرأه» (السير جون جينكينز، السفير البريطاني السابق لدى المملكة العربية السعودية). ونقرأ أيضاً: «مرجع يتسم بدقة البحث واستثارة الفكر، ودراسة رائدة تذخر بأدلة تاريخية دامغة» (حازم قنديل، جامعة كامبريدج). و:«سيبقى عمل فرامبتن، بتأريخه وشموله وتفصيله وبراعته، المرجع التاريخي الكلاسيكي لعلاقة الإخوان المسلمين بالغرب» (بيث بارون، مديرة مركز الشرق الأوسط الأميركي، جامعة مدينة نيويورك).

 

حركتا «فتح» و«حماس» تتعهدان بـ«الوحدة» ضد خطة الضم الإسرائيلية

رام الله/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

تعهدت حركتا «فتح» و«حماس» الفلسطينيتان اليوم (الخميس) «بالوحدة» ضد خطة إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك بعد طول قطيعة بينهما. وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» اللواء جبريل الرجوب: «سنعمل على تطوير كافة الآليات التي تحقق الوحدة الوطنية». وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري: «اليوم هو يوم الوحدة الفلسطينية، ونريد التحدث بصوت واحد»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد عدد من المسؤولين الإسرائيليين، أول من أمس (الثلاثاء)، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الرغم من أنه يحظى بدعم غالبية نوابه، لن يعلن عن ضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية، وذلك لأنه لم يتلقَّ الضوء الأخضر من واشنطن بعد. وقال وزير التعليم العالي المقرب من نتنياهو، زئيف إلكين، إنه لو كانت الأمور ميسَّرة، فإن البرنامج يقضي بطرح الموضوع في جلسة الحكومة أولاً، ومن ثم تحويله إلى الأطر القانونية، مضيفاً: «وهذا لن يتم غداً (أمس) الأربعاء في الموعد الذي كان قد أعلنه نتنياهو». وبين صراحة أن السبب في التأجيل هو أن إسرائيل لم تحصل بعد على الضوء الأخضر الذي تطلبه من واشنطن للبدء في بسط سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية، وأضاف: «كل من رسم صورة لحدوث كل شيء في يوم واحد، هو الأول من يوليو (تموز) ، فعل ذلك على مسؤوليته الخاصة. لكن اعلموا أنه بدءاً من الغد (أمس)، ستبدأ الساعة تدق».

 

البنك الدولي يحذّر من تباطؤ تنفيذ استراتيجيات احتواء الجائحة/مديره الإقليمي لـ «الشرق الأوسط» : قوة رأس المال ومتانة القطاع المصرفي وانخفاض الدين تعزز اقتصاديات الخليج

الرياض: فتح الرحمن يوسف/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

حذّر البنك الدولي من صعوبة السيطرة الكاملة على جائحة كورونا، بالتباطؤ في وضع وتنفيذ استراتيجيات الاحتواء في الاقتصاد الدولي كافة، مشدداً على ضرورة أن تسرّع الحكومات الخليجية وتيرة إصلاحاتها، لتحقيق اقتصاد أخضر ومتنوع، يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الرقمية، وزيادة نسبة مشاركة المرأة في الأنشطة الاقتصادية. وقال الدكتور عصام أبو سليمان، المدير الإقليمي للبنك الدولي لدول مجلس التعاون الخليجي، في حوار لـ«الشرق الأوسط»، إن الجائحة أضعفت المنافسة، وخفّضت عدد الأسواق الإقليمية، وعزّزت حدة المخاطر التي تواجه سلاسل الإمداد العالمية المتكاملة، من خلال التكاليف المرتفعة وغياب الابتكار، مؤكداً على صعوبة تحقيق التوازن بين سلاسل الإمداد الأقل عرضة للمخاطر ودرجة كافية من المنافسة والابتكار. وأوضح أن انخفاض مستويات الدين العام لبعض الدول الخليجية، سيفيدها استيعاب النمو السريع في الدين العام المشاهد في مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن تمتع قطاعها المصرفي بسيولة ورأس مال قوي، لافتاً إلى أنه مع مرور الوقت، سيتعين على أصحاب القرار مواجهة مسألة إنقاذ الشركات، على حد وصفه. وأضاف أبو سليمان: «سيكون الإفلاس هو النتيجة الحتمية لعملية تحريك رأس المال بين القطاعات المتدهورة والمتوسعة»، مشدداً على أهمية تمكين القطاعات الناشئة، بتعزيز قدرتها على التمويل أو امتلاكها المهارات اللازمة. ووفق أبو سليمان، دعا البنك الدولي إلى إيجاد مبادرات مع البلدان الأعضاء، من أجل دعم وتيسير حركة التجارة الدولية أثناء هذا الوباء، منها تعليق الرسوم الجمركية على الإمدادات الطبية والغذائية الأساسية؛ واعتماد تدابير خاصة لتيسير التجارة الآمنة عبر الحدود، ودعم تحسين استخدام إدارة المخاطر. وإلى تفاصيل الحوار...

> ما تقييمكم لآثار جائحة كورونا على اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي؟ وما طبيعة وحجم هذا التأثير؟

- تفيد تقديراتنا في البنك الدولي بأن أثار جائحة كورونا على دول مجلس التعاون الخليجي تتمثل في متوسط خسارة يبلغ 6 نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، استناداً إلى مستويات 2019. وهو ما يعادل 103 مليارات دولار. وبالتالي، نفترض أن الحدث الرئيسي الذي تسبب في التغيير الذي طرأ على توقعاتنا على مدى الشهور الماضية هو الجائحة. وتأثير هذه العوامل على الطلب العالمي على الطاقة، الذي يؤثر بدوره بشدة على دول مجلس التعاون بوصفها مصدراً رئيساً للنفط والغاز. نرى التأثيرات كبيرة بشكل خاص على كل من دولة الإمارات وعمان، ويرجع ذلك إلى اعتماد القطاعات المواد غير الهيدروكربونية على السياحة والتجارة، في حين أن الكويت لديها انخفاض كبير في إنتاج النفط الخام، ولكن النقص في القطاعات الأخرى يسهم في الركود.

من المهم أيضاً أن نشير إلى أننا نتوقع آثاراً سلبية إضافية في عام 2021؛ حيث توقعاتنا الحالية لعام 2021 أقل قليلاً من توقعاتنا السابقة، حتى مع افتراض أن التأثير الأكبر للفيروس سيكون ملموساً في عام 2020. وعلى الرغم من الانتعاش المتوقع في هذه المرحلة، فإنه سيظل هناك تأثير خطير على حجم الاقتصاد لبضع سنوات، حيث لا يمكن اللحاق سريعاً بالمستوى السابق.

> ما التدابير والنصائح التي يقدمها البنك الدولي لتعزيز الموقف الاقتصادي الخليجي لمواجهة «كورونا»؟

- مع استمرار أزمة جائحة كورونا، فمن السابق لأوانه معرفة جميع عناصر الوضع الاقتصادي لمواجهته. ففي هذه المرحلة يمكن القول إن دول مجلس التعاون الخليجي استفادت من انخفاض مستويات الدين العام عموماً، «باستثناء عمان والبحرين»، ما يسمح باستيعاب النمو السريع في الدين العام الذي نراه في مختلف أنحاء العالم. كما ساعد أيضاً وجود قطاع مصرفي في المنطقة يتمتع بسيولة ورأسمال متين، ولا سيما في ظل الاضطرابات التي شهدها القطاع الخاص. ولا تزال هناك حاجة لربط العناصر الأساسية للاستجابة بالتدابير الصحية وتخفيف القيود المفروضة على الأنشطة الاقتصادية. كما أن التكاليف المالية المترتبة على هذا النهج ليست كبيرة، مقارنة بالتكاليف المتكبدة في المرحلة الأولى من الأزمة. ويتمثل التحدي في نشر تدابير الصحة العامة الخاصة بمواقع محددة، إلى جانب التكنولوجيا والموظفين من أجل التقصي السريع والشامل للمخالطين.

لكن لا بد من الإشارة إلى أنه مع مرور الوقت سيتعين على أصحاب القرار أن يواجهوا مسألة صعبة، وهي أي الشركات يجب «إنقاذها»، حيث انصب التفكير الأولي لكثير من الدول على إبقاء الشركات عاملة، كما كانت عليه في فبراير (شباط) الماضي، حتى انتهاء الجائحة، وبعدها سيعود عمل الشركات بشكل طبيعي، وتعود معها الآليات التي تحكم دخول وخروج الشركات من الأسواق.

> ما حال تلك الشركات مع استمرار تداعيات الوباء؟

- مع استمرار الوباء وعدم اليقين المصاحب لانتهائه، أصبح هناك إدراك متزايد بعدم إمكانية استمرار تطبيق نهج دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، فكثير من تلك الشركات يدخل ويخرج من سوق العمل باستمرار، لذا فإن «تجميد» الوضع كما كان عليه في فبراير الماضي يعني إطالة بقاء شركات، ربما كانت ستخرج أصلاً من السوق، لكن الجائحة أبقتها على قيد الحياة من خلال دعم الحكومة لها. وكلما استمرت فترة الدعم لمدة أطول، كلما زاد وتعمق هذا التشوه الاقتصادي.

تتجلى هذه المشكلة في كثير من الدول التي كان تأثير الجائحة فيها عميقاً وعلى مستوى القطاع كله (التجارة والضيافة والسفر والسياحة)؛ حيث إن سياسات الدعم الحكومي لا تحجب آليات دخول وخروج الشركات من السوق فحسب، بل تدعم أيضاً قطاعاً كان عليه في الأساس أن يتقلص. تشكل هذه النقاط خيارات صعبة ومهمة لأصحاب القرار، خصوصاً عند إضافة البُعد المالي لهذه السياسات.

> ما تقييمكم للسياسات والتوصيات التي تُواجه بها آثار «كورونا»؟ وما أبرز التحديات التي ترونها في هذه المرحلة؟

- يناقش صناع السياسات ما إذا كانت التوصيات تحتاج إلى التركيز على دعم الشركات الصغيرة، مقابل الدعم الأكثر استهدافاً للشركات متوسطة الحجم، وهي الشركات التي تظهر بوضوح إمكانات النمو، لكنها ليست كبيرة بالقدر الكافي لتوفير هوامش الأمان والتنويع مقارنة بالشركات الكبيرة، لذلك تستحق هذه الشركات المتوسطة المساعدة. ولا يعني هذا الافتراض التخلي عن العمال في الشركات الصغيرة، ولكنه يرمي إلى دعمهم من خلال نظام الحماية الاجتماعية بدلاً من الحفاظ على ممارسة أصحاب العمل لأنشطتهم في سوق العمل عندما يفتقر سوق العمل للحيوية وقابلية العمل في الأوقات العادية.

ويتمثل التحدي الثاني في معرفة وقت الابتعاد عن تراكم الدين العام. على الصعيد العالمي وبالنظر إلى محاولات التصدي للأزمة، يوجد حالياً تسامح كبير مع تراكم الديون، ولكنه لن يستمر إلى الأبد. ومع ذلك، تحتاج الدول إلى تحديد الوقت الذي يجب أن تقوم فيه بتثبيت مستويات الديون أو تخفيضها. ولن تكون هذه العملية الحسابية بسيطة. ومع ذلك، يمكن البدء حالياً في إجراء التحليل اللازم لمعرفة الأمور المحتمل أن تسفر عن هذه المخاطر المالية، كالالتزامات الاجتماعية. ونظراً لاحتمالية تراكم «ديون خفية»، يلزم وقف تراكم الديون المعروفة عاجلاً، وليس آجلاً، لاحتمالية إدراك ديون مستقبلية تتجاوز تلك المعروفة حالياً.

وهناك التحديات التي تواجه الشركات ذات الصلة بالحكومة؛ حيث تعتبر شركات كبيرة لديها ضمانات حكومية ضمنية أو صريحة على ديونها. وبالتالي، فإن تأثير الأزمة على مواردها المالية قد يؤدي إلى تعقيد الوضع المالي العام. يعتبر الفهم الجيد لكيفية إعادة توازن هذه الشركات وتقدير التكاليف المالية المترتبة على ذلك أمراً أساسياً.

> ما توقعاتكم على المدى البعيد والمتوسط والقريب بشأن استعادة دول الخليج عموماً، والسعودية خصوصاً، قدرتها على النمو بالشكل الطبيعي؟

- هذا السؤال هو الأكثر صعوبة، فلا نزال غير قادرين على السيطرة الكاملة على الوباء حيث يعتمد ذلك على وضع استراتيجيات احتواء في جميع أنحاء العالم. وحتى يتم الحصول على مناعة قوية من خلال التطعيم أو العدوى، ولا تزال حالات تفشي الوباء تمثل خطراً بالغاً. ولذلك، لا يمكننا تحديد وقت استعادة دول الخليج عموماً قدرتها على النمو بالشكل الطبيعي. والأهم من ذلك هو أن تقوم حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بتسريع وتيرة إصلاحاتها لتحقيق اقتصاد أخضر ومتنوع، يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الرقمية وزيادة نسبة مشاركة المرأة في الأنشطة الاقتصادية.

> هل ترون إفرازات اقتصادية محتملة جراء تواصل الوباء؟

- سيسفر الوباء عن وجود تغيرات هيكلية في النشاط الاقتصادي، ويؤدي إلى التعجيل بتطبيق التكنولوجيا الرقمية. وقد تم إتاحة جميع الإمكانات المستخدمة حالياً في إجراء الأعمال عن بعد، بما في ذلك الخدمات الصحية والتعليمية. وعلاوة على ذلك، تعتقد بعض الشركات والقطاعات أن كفاءة العمل عن بعد كافية نظراً لعدم احتياجهم للعودة إلى نماذج التسليم السابقة، أو على الأقل ليس بالقدر ذاته. هناك عدد من القضايا التي تأثرت بشكل ملحوظ بسبب تفشي هذا الوباء، منها المنافسة حيث انخفاض عدد الأسواق، الإقليمية أو المحلية؛ حيث يرى الناس حدة المخاطر التي تواجه سلاسل الإمداد العالمية المتكاملة. وبالتالي، يسود الضغط ويزداد القلق إزاء انعدام المنافسة (التكاليف المرتفعة، غياب الابتكار)، وتوجد صعوبة في تحقيق التوازن بين سلاسل الإمداد الأقل عرضة للمخاطر ودرجة كافية من المنافسة والابتكار. والابتكار بذاته تلفّه حالياً حاجة ماسة لتطويره حيث يسعى القطاع الخاص إلى معرفة كيفية قيام القطاعات الناشئة بمزاولة أعمالها، وهذا يُقصد به الابتكار وريادة الأعمال. على عكس المنشأة الصغيرة، من الأرجح أن تقوم بذلك الشركات المتوسطة نظراً لمرونتها الكافية وقدرتها على تكييف نماذج أعمالها. وبالتأكيد، سيكون الإفلاس هو النتيجة الحتمية لعملية تحريك رأس المال بين القطاعات المتدهورة والمتوسعة. وتعتبر محاولات دعم هذه القطاعات دون جدوى، سواء من خلال «تمديد القروض والتظاهر» أو تقديم الإعانات (كالطاقة والأراضي).

في المقابل، يمثل نموذج التمويل السائد في القطاع الخاص والهياكل الأساسية على الديون أداة قوية بالنظر إلى حجم الصدمة الواقعة بالفعل؛ حيث قررت عدة دول «تجميد» أنشطتها وتشجيع عمليات سداد الديون نظراً لإدراكها احتمالية انهيار الديون في حالة انتقال الصدمة على الفور. نحتاج إلى مزيد من رأس المال للقطاع الخاص والهياكل الأساسية العامة.

> هناك بعض الصعوبات المتعلقة بتدفق السلع المتبادلة بين البلدان، فماذا سيفعل البنك الدولي تجاه حلّ مثل هذه المعضلة؟

- منذ انتشار هذا المرض، بدأ البنك الدولي في الدعوة إلى إيجاد مبادرات مع البلدان الأعضاء من أجل دعم وتيسير حركة التجارة الدولية أثناء هذا الوباء، ترتكز على عنصرين، أولهما السياسات المتعلقة بدعم التجارة، وتتمثل في تعليق الرسوم الجمركية على الإمدادات الطبية والغذائية الأساسية؛ وتيسير عملية الحصول على تراخيص للمنتجات الطبية ومراعاة الخطوات الممكنة في هذا الصدد لتيسير عملية التجارة في الخدمات المتعلقة بالصحة حيثما أمكن ذلك، من أجل مساعدة البلدان على معالجة هذه الأزمة والتخلص من بعض الضغوط القائمة على أنظمة الرعاية الصحية المحلية.

أما العنصر الثاني فهو يتعلق بالسياسات التجارية التي يتعين تجنبها، منها عدم فرض قيود إضافية على الصادرات بالنسبة للأدوية أو الغذاء أو غير ذلك من السلع الأساسية حيث تؤدي هذه القيود إلى رفع الأسعار وتقلل من توافر المنتجات لغير المنتجين. وإذا تم فرض قيود على الصادرات، فيتعين على البلدان أن تلتزم بأمرين، الأول إبلاغ قراراتها وتنفيذها بشفافية (لا توجد أشكال مستترة من القيود)؛ والأمر الثاني مراعاة التأثير على الاقتصادات المستوردة والسماح بوجود استثناءات للبلدان المستوردة والمتأثرة تأثراً خطيراً. وذلك مع أهمية عدم استخدام التعريفات لزيادة الإيرادات نظراً لأنها تقلل في النهاية من حركة الإنتاجية وعملية النمو.

 

دعوى قضائية أميركية لعرقلة تسليم الوقود الإيراني إلى فنزويلا

واشنطن/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

رفعت النيابة الفيدرالية الأميركية دعوى قضائية مدنية أمس (الأربعاء) تطالب بمنع تسليم الوقود الإيراني إلى فنزويلا، مع حرمان طهران من العائدات المالية المستقبلية، والحيلولة دون وصول ناقلات الوقود الأربع التي أبحرت إلى جزر الكاريبي الفنزويلية، بحسب ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.

وأعلنت الولايات المتحدة مطلع أبريل (نيسان) عن تعزيز مراقبتها للجريمة المنظمة في هذه المنطقة، ونشرت سفناً حربية وقطعاً أخرى لهذه الغاية، بينما واجهت فنزويلا الإعلان الأميركي بإجراءات عسكرية لحماية الناقلات الإيرانية التي تقترب من منطقة الكاريبي. وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو لوبيز، إن كراكاس ستتخذ إجراءات عسكرية لحماية وصول ناقلات النفط الإيرانية قريباً، بما تحمله من شحنات وقود ومنتجات نفطية أخرى. وقال بادرينو للتلفزيون، إن «هذه السفن، عندما ستدخل منطقتنا الاقتصادية الخالصة، ستواكبها سفن وطائرات تابعة للقوات المسلحة الوطنية البوليفارية لاستقبالها». وتقول إيران إن الناقلات تحمل شحنة وقود، وتقدر حمولتها بما لا يقل عن 45.5 مليون دولار من البنزين ومنتجات مماثلة، وهي جزء من صفقة أوسع بين الدولتين الخاضعتين للعقوبات الأميركية. وعبرت طهران مرات عدة عن دعمها لمادورو الذي تسانده أيضاً روسيا والصين وتركيا وكوبا. وتعود العلاقات الوثيقة بين طهران وكراكاس إلى عهد الرئيس السابق هوغو تشافيز (1999 - 2013). ويعاني اقتصاد البلاد من الانهيار، وسط نقص في السلع الأساسية. وتضررت إيران أيضاً من تجدد العقوبات الأميركية بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي في 2018. ووصفت وسائل إعلام حكومية، في وقت سابق، حركة ناقلات النفط باتجاه فنزويلا بأنها «بداية كسر العقوبات الأميركية»، في إشارة إلى دوافع إرسال 5 ناقلات نفط دفعة واحدة إلى منطقة قريبة من الولايات المتحدة.

ويتكفل «الحرس الثوري» حماية ناقلات النفط الإيرانية، مع تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.

 

جواسيس إردوغان} يلاحقون معارضيه على الأراضي الألمانية/تفتح ملف النشاط الاستخباراتي لأنقرة... وخبير يتحدث عن 8 آلاف عميل

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

جلس حسين دمير، بروفسور علوم القانون في جامعة أنقرة سابقاً، داخل مقهى تركي في منطقة شبانداو في برلين، مع صديقه عمر، رجل الأعمال التركي، يتناولان القهوة ويتسامران همساً. عندما وصلت لأنضم إليهما، انتقل الحديث من التركية إلى الإنجليزية. بدا الرجلان أكثر ارتياحاً للحديث بلغة لا يفهمها أصحاب المقهى حولنا. قالا لي إنهما يتفاديان الحديث بصوت مرتفع باللغة التركية عندما يكونان في أماكن يرتادها أتراك. وحتى عندما يتحدثان الإنجليزية فهما دائماً حذران مما يقولانه. حسين وعمر الذي طلب منا تغيير اسمه، هما منفيان سياسيان وصلا إلى ألمانيا في عام 2017، بعد أقل من عام على محاولة الانقلاب في تركيا. حسين طُرد من وظيفة بعيد الانقلاب وقرر مغادرة البلاد قبل أن يعتقل عندما بدأت موجة الاعتقالات التي تطال القضاة والأساتذة وموظفي القطاع العام. لا يخفي هذا الأكاديمي أنه ينتمي إلى حركة فتح الله غولن، رجل الدين التركي الذي يعيش في المنفى بالولايات المتحدة والذي يتهمه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتدبير محاولة الانقلاب عام 2016، ولكنه يقول، إن انتماءه للحركة لا علاقة له بالسياسة، وإن الحركة دينية واجتماعية. ونشاطاتها كذلك.

ليلة 15 أغسطس (آب) 2016، كانت محاولة الانقلاب. وبعد أسبوعين كان حسين في طريقه إلى جورجيا، بعد أن استعان ببطاقة هوية شقيقه ليهرب من البلاد. فشقيقه المحامي الذي لا ينتمي إلى الحركة، نصحه بالمغادرة قبل اعتقاله. يتذكر حسين ويروي «قال لي شقيقي يجب أن تغادر لأنهم قد يعذبونك ولن يسمحوا لك برؤية محام لـ30 يوماً، وهي مدة الحبس الاحتياطي». فانتقل من جورجيا إلى شرق أفريقيا، ومنها وصل طالباً اللجوء في ألمانيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، بعد أن أوشكت صلاحية جواز سفره على الانتهاء. أما عمر، فهو كذلك غادر تركيا بعد اعتقال والده الذي كان يشغل منصباً رفيعاً في الدولة، غداة الانقلاب. ولكنه كان أكثر حظاً من غيره، لأنه تمكن من دخول أوروبا من دون الكثير من المصاعب لأن زوجته أوروبية. لكن مخاوف الرجلين لم تنته بمغادرة تركيا. فالقلق من الملاحقة ظل يرافقهما.

في عام 2017، عندما وصل حسين إلى ألمانيا، كانت دائرة الهجرة واللاجئين التابعة للداخلية الألمانية تكافح للحفاظ على مصداقيتها، بعد فضيحة طرد أكثر من 15 مترجماً تركياً كانوا يعملون لديها، بعد اكتشاف أنهم كانوا جواسيس لدى أنقرة وينقلون معلومات سرية للسفارة التركية في برلين عن المتقدمين بطالبات لجوء. ولكن دائرة الهجرة تؤكد أنها منذ ذلك الحين باتت متيقظة لهذا الأمر. وفي رد مكتوب لـ«الشرق الأوسط»، قال متحدث باسم الدائرة، إن «المتقدم بطلب لجوء لديه الفرصة للتبليغ عن أي معلومات في هذا الإطار للدوائر الأمنية لكي يتسنى اتخاذ الخطوات المناسبة، كما يمكنه أن يطلب مترجماً مختلفاً، حتى أثناء الاستماع لشهادته، إذا كان لديه سبب لذلك»، مشيراً إلى مساعي دائرة الهجرة لتأمين «مناخ آمن» لطالبي اللجوء يسمح لهم بالحديث «من دون خوف». وذكر المتحدث، أن السلطات الأمنية تمحص في المتقدمين للعمل مترجمين في دائرة الهجرة، مضيفاً أنه يتوجب على المتقدمين بطلب عمل مترجمين أن يؤمّنوا «شهادة شرطة مفصلة»، وأن يسمحوا بإجراء بحث أمني في خلفيتهم، وإن رفض ذلك يعني أن طلبهم للعمل سيتم رفضه. وتابع، أنه في حال توافر أي أدلة على تصرفات مشبوهة لهم بعد توظيفهم، فيتم التخلي عن خدماتهم على الفور. وأشار المتحدث إلى أن هذا التقييم الأمني يتم تكراره كل عامين، وأحياناً في شكل متكرر أكثر. وقال أيضاً إنه في حال «تم تقديم ادعاءات ضد المترجمين بانتهاك التزام الحياد، فإن دائرة الهجرة ستقوم بإجراء تحقيق شامل في الأمر، وهذا أدى في السابق إلى التخلي عن العمل مع عدد من المترجمين في الماضي». ولم يحدد المتحدث عدد المترجمين الذين تم طردهم بسبب هذا الأمر.

كل هذه المخاوف دفعت في الواقع حسين دمير إلى رفض إجراء المقابلة معه باللغة التركية، وطلب الحديث باللغة الإنجليزية عوضاً عن ذلك. وقال «طلبت أن تحصل مقابلتي بالإنجليزية لأنني كنت خائفاً من المترجم. فتفهموا مخاوفي وقبلوا وشعرت بأمان أكبر بالحديث عبر مترجم إنجليزي وليس تركياً».

ويقول الخبير في شؤون المخابرات التركية إريك شميت إينبوم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن دائرة الهجرة واللجوء هي أحد الأماكن التي تستهدفها أنقرة لتجنيد عملاء لديها. ويضيف أن المعلومات التي تسرب عن اللاجئين، تستخدمها تركيا ليس فقط لملاحقة عائلات هؤلاء المتبقين في البلاد، ولكن أيضاً لدحض الأسباب التي دفعتهم لطلب اللجوء.

لكن دائرة الهجرة هي جزء صغير من الأماكن التي تستهدفها أنقرة لنشر عملائها في ألمانيا للتجسس على المعارضين، أكراد في السابق واليوم أضيف إليهم مؤيدو غولن الذين تتزايد أعدادهم بشكل كبير سنوياً في ألمانيا منذ عام 2016.

وفي حين كانت أعداد اللاجئين الأتراك في ألمانيا في عامي 2014 و2015 قرابة الـ1800 طالب لجوء سنوياً، معظمهم من الأكراد، بحسب أرقام رسمية حصلت عليها «الشرق الأوسط» من دائرة الهجرة، فقد ارتفعت هذه الأرقام بشكل كبير منذ عام 2016 حين بلغ عدد المتقدمين باللجوء أكثر من 5700 طلب. واستمرت هذه الأرقام في الارتفاع سنوياً، حتى وصلت العام الماضي إلى قرابة الـ11500، في حين زادت أعداد طالب اللجوء في العام الذي سبقه، أي 2018، على 10 آلاف طلب. ومع تزايد أعداد اللاجئين، تزايدت كذلك أعداد العملاء الأتراك الذين يتجسسون على المعارضين. ويقدر شميت إينبوم الذي كتب كتاباً عن عمل المخابرات التركية في أوروبا، عدد العملاء الأتراك في ألمانيا بأكثر من 8 آلاف عميل، إضافة إلى مئات الجواسيس التابعين مباشرة للمخابرات التركية، وهم يجندون العملاء على الأراضي الألمانية.

ويقول شميت إينبوم الذي يستقي معلوماته من شبكة واسعة من المصادر، بينها أشخاص عملوا في السابق أو ما زالوا يعملون في المخابرات الألمانية، إن لدى المخابرات التركية قرابة الـ9 آلاف جاسوس في العالم، 10 في المائة منهم، أي 800 عنصر، يتوزعون في الدول التي تتحدث الألمانية مثل ألمانيا، والنمسا، وسويسرا. ويضيف بأن الجزء الأكبر منهم يتركز في ألمانيا بسبب العدد الكبير للجالية التركية هنا والتي يقارب عددها على الـ4 ملايين تركي.

ويقول هذا الخبير الألماني، إنه «يوجد عناصر من الاستخبارات التركية غير معروف عددهم يقيمون في ألمانيا، وهم يعملون من خلال السفارة التركية». ويضيف «هناك 12 موظفاً في القنصليات صرحت أنقرة عنهم بأنهم ينتمون إلى الاستخبارات التركية. ولكن هذا كله ليس إلا رأس جبل الجليد». ويعتقد شميت إينبوم بأنه بالإضافة إلى هؤلاء «يوجد عدد كبير من العملاء والمخبرين الذين يسافرون بين تركيا وألمانيا، وهم يعملون في مجالات متعددة في بنوك تركية في ألمانيا أو شركات سفر». وقد قدرت المخابرات الداخلية في ولاية بادن فورتمبيرغ في تقرير صدر قبل أسبوعين أعداداً شبيهة للمخابرات التركية في العالم. ويذكر تقرير المخابرات هذا بأن عملاء إردوغان يراقبون على الأرجح كل النشاطات العامة والمظاهرات التي ينظمها المعارضون الأتراك في ألمانيا، مثل الأكراد ومؤيدي غولن. ويضيف التقرير، أن هؤلاء ممكن أن يتوقعوا أن يقبض عليهم في تركيا في حال حاولوا السفر إلى هناك.

وبالفعل، فقد ألقت السلطات التركية القبض على عدد من حملة الجنسية المزدوجة الألمانية والتركية لدى عودتهم إلى أنقرة؛ ما تسبب في الماضي في الكثير من التوتر بين البلدين. وحتى أن تركيا سلمت ألمانيا لائحة بأسماء مطلوبين تعتبرهم «إرهابيين» لتسليمها إياهم. وفي زيارة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان لبرلين عام 2018، عاد وسلم هذه اللائحة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

لكن برلين ترفض طلبات أنقرة هذه، وعلى العكس فقد تحركت الشرطة لتحذر الأشخاص الموجودة أسماؤهم على اللائحة من العودة إلى تركيا لأنه قد يلقى القبض عليهم. وقد التقت «الشرق الأوسط» أحد هؤلاء الذين تبلغوا من الشرطة وجود اسمهم على لائحة تركية، ويدعى كميل كان ويعيش في ألمانيا منذ أكثر من 30 عاماً، ويملك محلاً لبيع الخضراوات. ولكنه ينتمي كذلك إلى مجلس إدارة مدرسة تركية في برلين تابعة لجماعة غولن، وهو السبب، على ما يبدو، لإضافة اسمه للائحة.

ويروي الرجل الستيني، أنه تلقى في عام 2017 زيارة من عنصرين من الشرطة حضرا إلى منزله، ليبلغاه بوجود هذه اللائحة. ويقول، إنه منذ ذلك الحين لم يعد إلى تركيا التي كان يزورها سنوياً. ويروي كذلك، أن جيرانه في تركيا أوصلوا إليه رسائل بأن السلطات التركية تبحث عنه. وقبل ذلك، كان كميل قد تبلغ من إمام في مسجد كان يرتاده في منطقة كرويتزبيرغ في برلين، وهي معقل للجالية التركية، بأنه لم يعد بإمكانه الحضور إلى المسجد «بطلب من تركيا».

وإذا كان المترجمون الأتراك يلعبون دوراً في التجسس على المعارضين، فإن الأئمة يلعبون دوراً أكبر وأهم في هذه العمليات. ويقول شميت إينبوم عن ذلك بأن كثيرين من الأئمة الأتراك وعددهم قرابة الـ700 ينتشرون في أكثر من 900 مسجد تابع لما يعرف بـ«ديتيب»، أو الاتحاد الإسلامي للشؤون الدينية في ألمانيا، يلعبون دوراً مهماً في تحديد عملاء لتجنيدهم. ويقول «هؤلاء الأئمة يتبادلون المعلومات مع الدوائر التركية وهم يلعبون دور الوسيط بين المخبرين الأتراك في ألمانيا وحكومة إردوغان في أنقرة». ولا تخفى نشاطات هؤلاء الأئمة على السلطات الألمانية، وقد حاولت عام 2017 فتح تحقيق بحق 19 إماماً تركياً للاشتباه بتجسسهم على معارضين. ولكن القصة أثارت الكثير من الجدل السياسي، وقبل أن يتمكن الادعاء من إصدار مذكرات توقيف كان أنقرة قد سحبت الأئمة وأعادتهم إلى تركيا؛ ما دفع بالادعاء العام لوقف ملاحقتهم.

وفي محاولة للتصدي لذلك، تسعى ألمانيا لإدخال قوانين تمنع جلب أئمة من الخارج وتدريب أئمة عوضاً عن ذلك في ألمانيا يلقون عظات باللغة الألمانية وليس التركية، خاصة أن أكثر من 90 في المائة من الأئمة في ألمانيا يعينون اليوم من الخارج. ودافعت الداخلية عن خططها هذه العام الماضي، وقال وزير الدولة في وزارة الداخلية ماركوس كيربير: «هدفنا ليس «ألمنة» (من ألمانيا) الإسلام، ولكن نريد من المسلمين الذين يعيشون هنا أن يشعروا بأنهم في بلدهم، وأن المجتمع يتقبلهم وهم يغنونه». وأضاف، أنه عندما «يقصد شبان ولدوا وكبروا في ألمانيا، المسجد للحصول على النصح من الإمام، سيكون من الجيد لو أن لدى الطاقم الديني في المسجد خبرة بالحياة اليومية في ألمانيا». وحاولت الداخلية كذلك طرح فرض «ضريبة» على المساجد، أسوة بضريبة الكنائس التي تجمع من المسيحيين لتمويل الكنائس، في محاولة لتخفيف التأثير والتمويل التركي على المساجد. ولكن الاقتراح رفض من المسلمين في ألمانيا، ووضع في الدرج على الأقل حتى الآن. هذا النشاط الكبير للمخابرات التركية في ألمانيا، يدفع بالشرطة لتأمين الحماية لمئات المعارضين الأتراك بسبب تلقيهم تهديدات قد تعرض حياتهم للخطر. من بين هؤلاء الصحافي التركي تشان دوندار الذي اعتقل في تركيا عام 2015 بعد أن نشر تحقيقاً يتحدث عن نقل المخابرات التركية لذخائر وأسلحة لمقاتلي «داعش» عبر الحدود إلى سوريا. واتهم دوندار بالعمالة وتسريب أسرار الدولة.

ولكن أمام الضغوط الدولية، أطلق سراحه بانتظار محاكمته، فلجأ إلى ألمانيا، حيث يعيش الآن. وفي عام 2018، عندما زار إردوغان برلين، أحدث الرئيس التركي جلبة كبيرة. وهدد بإلغاء المؤتمر الصحافي المشترك مع ميركل في حال سمح لدوندار بحضوره، واصفاً إياه بأنه «إرهابي ومطلوب في تركيا»، داعياً السلطات الألمانية إلى تسليمه. واضطرت برلين إلى الضغط على الصحافي التركي للتنازل عن حضور المؤتمر الصحافي تفادياً لإحراج إلغاء المؤتمر بأكمله. وتنازل دوندار عن الحضور، لكنه منذ ذلك الحين حصل على الحماية من الشرطة خوفاً من أن تختطفه «القوات الخاصة» لإردوغان التي شوهدت في شوارع برلين أثناء تواجد الرئيس التركي في العاصمة الألمانية.

ولكن الشرطة نفسها مخترقة كذلك من قبل المخابرات التركية، وقد دق البعض في الفترة الأخيرة جرس الإنذار من تزايد أعداد الأتراك الألمان داخل الشرطة. وفي عام 2018، فتح الادعاء العام تحقيقاً في شرطي في برلين تبين أنه يمرر معلومات عن معارضين أتراك للسفارة التركية. واكتشفت السلطات الألمانية أمر الشرطي، بعد أن شاهده محققون ألمان كانوا يراقبون أحد الجواسيس الأتراك الذي يعمل في السفارة التركية في برلين، يلتقي بالشرطي الذي سلمه ملفاً. وتبين لاحقاً أن الملف كان يتضمن أسماء وعناوين وأرقام معارضين أتراك في برلين.

وتعرف السلطات الألمانية بوجود آلاف المخبرين الأتراك لديها، ولكنها لا تبذل الكثير لملاحقتهم، وعلى العكس فإن العلاقات الاستخباراتية بين الدولتين كانت جيدة لفترة طويلة. إلا أنها بدأت تتدهور في السنوات الماضية بسبب تزايد المطالب التركية بتسليم «مطلوبين»، وهو ما تعتبره برلين غير منطقي. ولكن أيضاً بسبب رفض المخابرات التركية تزويد ألمانيا لمعلومات عن مقاتلين ألمان انضموا لـ«داعش». ويقول شميت إينبوم عن هذه العلاقات بين المخابرات التركية والألمانية: «منذ ثمانينات القرن الماضي الاستخبارات الألمانية الداخلية كانت تمرر معلومات للاستخبارات التركية عن معارضين، وعلى رأسهم عناصر من حزب العمال الكردستاني... تقليدياً كانت العلاقات جيدة جداً، والتعاون كان كبيراً بين جهازي الاستخبارات التركي والألماني». ولكنه يشير إلى أن هذه العلاقات «أصبحت سيئة للغاية اعتباراً من عام 2016، أولاً لأن الجانب التركي بدأ بدعم المتطرفين في ليبيا مثلاً، وأيضاً لأنه كان هناك الكثير من الألمان المتطرفين الذين التحقوا بـ«داعش»، وحينها توجهت الاستخبارات الألمانية بالسؤال للجانب التركي حول المغادرين من ألمانيا إذا ما توقفوا في تركيا وأين، فامتنع الأتراك عن إعطاء المعلومات حينها، وهذا الأمر أساء إلى العلاقات بين جهازي الاستخبارات». وفي عام 2017، أصدرت المحكمة العليا في مدينة هامبورغ حكماً بالسجن لمدة عامين على رجل يبلغ 32 عاماً، بتهمة التجسس على معارضين أكراد لصالح الاستخبارات التركية. وتضمنت التهم كذلك في البداية، التخطيط لقتل معارض تركي، إلا أن الادعاء لم يتمكن من إثبات ذلك.

ورغم عدم إثبات هذه التهمة، فإنه يبدو بأن الاستخبارات التركية فكرت في اللجوء لعميات خطف وقتل لمعارضيها في ألمانيا، بحسب الخبير الألماني شميت إينبوم الذي يقول «كان لدى الاستخبارات التركية خطة للقيام بعمليات خطف وتصفية لنشطاء أتراك بينهم أنصار فتح الله غولن، والأكراد في ألمانيا، وحينها قالت الحكومة الألمانية للجانب التركي، إنه في حال تم ذلك فسيعني ذلك أن هناك خطاً أحمر تم تجاوزه، وبالتالي ستعلن ألمانيا عن من يعمل في الاستخبارات التركية في ألمانيا وتطردهم».

ورغم أن ألمانيا لا تتحرك سياسياً كثيراً للضغط على تركيا تفادياً لتصعيد التوتر، خاصة مع تهديد إردوغان المستمر بإرسال موجة لاجئين جديدة إلى أوروبا، فهي قد تتحرك باتجاه ممارسة ضغوط إضافية عليها الآن بعد تسملها رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية.

ويقول النائب فرانك شوابيه، عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن ألمانيا قد تلجأ للتهديد بطرد تركيا من المجلس الأوروبي في حال رفضت الخضوع لقرارات مجلس حقوق الإنسان في ستراسبورغ والذي يستمع حاليا لمجموعة من القضايا المتعلقة بملاحقة أتراك فقط لأنهم معارضون. وقال شوابيه، إنه لن يكون من مصلحة تركيا الخروج من المجلس الأوروبي، مضيفاً أنه يعتقد أن التهديد بذلك قد يدفع تركيا لتخفيف ملاحقاتها للمعارضين. وانضمت تركيا للمجلس الأوروبي عام 1950 بعيد تأسيسه، وطردها منه قد تكون له انعكاسات كبيرة عليها لجهة علاقتها مع الاتحاد الأوروبي.

وبينما تستمر ألمانيا بالتفكير بطريقة للتصدي لتركيا ومحاولاتها التجسسية على أراضيها، يستمر المعارضون الأتراك في العيش بألمانيا، متفادين الاندماج مع الأتراك القدامى؛ خوفاً من عمليات تجسس عليهم. ويقول سليم شفيك، وهو محلل سياسي تركي في معهد العلوم الاقتصادية والسياسية في برلين، إن الواصلين الجدد يختلفون كثيراً عن القدامى: «هما طبقتان اجتماعيتان مختلفتان جداً، الذين جاءوا في البداية كانوا عمالاً جاءوا للعمل في المصانع، بينما الواصلون الجدد هم متعلمون أكثر، ويسهل اندماجهم أكثر، وهم لديهم حوافز سياسية وليسوا محفزين فقط بإيجاد وظيفة مثل القادمين الأوائل».

وبعد الحرب العالمية الثانية فتحت ألمانيا باب الهجرة العاملة من تركيا للتعويض عن نقص العمالة لديها، ولإعادة تحريك عجلة الاقتصاد. وقدِم مئات الآلاف من العمال الأتراك كـ«عمال ضيوف مؤقتين»، ولكنهم مكثوا في ألمانيا، وإن في مجتمع موازٍ تقريباً، متمسكين بثقافتهم وهويتهم وقوميتهم. وهو ما استغله إردوغان لتجنيد آلاف العملاء من بينهم وتحريضهم للتجسس على مواطنيهم.

ويقول حسين دمير، الذي أسس جمعية لمساعدة اللاجئين الأتراك في برلين، إنه رغم انتقاله لألمانيا بحثاً عن الأمان، لكنه ما زال يخاف من الحديث بحرية أمام الآخرين. ويضيف «أتردد بالحديث على الهاتف باللغة التركية خوفاً من أن يفهمني أحد ويعتدي عليّ أو يهينني لأن هذا الأمر حصل مع صديقي، كان يتحدث مع أحد على الهاتف في القطار عندما بدأ فجأة شبان يصرخون: إرهابي». ومشاكل معارضي إردوغان لا تتوقف هنا، بل إن الكثير منهم عاجز عن إصدار أوراق رسمية من السفارة. يروي عمر تجربته، ويقول «عندما وصلت إلى هنا حاولت الذهاب إلى السفارة لكي أحصل على ورقة تفويض لأحد في تركيا ولم آخذ جوازي معي؛ لأنني سمعت قصصاً بأنهم قد يأخذونه». ويضيف «سألت إذا كان بإمكاني استخدام هويتي فعندما رأوا اسمي قالوا إن هناك علامة حمراء على اسمي ولا يمكن استخدام جوازي». جواز سفر عمر تنتهي صلاحيته قريباً، وهو لن يتمكن من تجديده. سيضطر عمر إلى طلب وثيقة سفر خاصة من ألمانيا كي يتمكن من السفر داخل أوروبا. ولن يكون وحده. فعشرات الآلاف من معارضي إردوغان الموجودين في أوروبا، باتوا من دون أوراق رسمية تركية. هم عالقون بين بلدهم الأم وبلدهم المضيف الذي لا يمكنهم حمل جوازه قبل مرور 8 أعوام على الأقل من الإقامة فيه.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة فرّيسيّين...

المخرج يوسف ي. الخوري/02 تموز/2020

جريمة جديدة تُرتكب بحقّ الشعب اللبناني باسم إسرائيل. فبعد أكذوبة طمع إسرائيل بأرضنا؛ وأكذوبة طمع الإسرائيليّين بمياهنا؛ وأكذوبة طمع إسرائيل بنفطنا، تأتي اليوم أكذوبة شركة "كرول" للتدقيق المالي.

أخبرونا بالأمس أن وزير المال غازي وزني اعترض على طلب الحكومة تكليف شركة "كرول" بالتدقيق المالي في حسابات البنك المركزي، وما حجّة الوزير المذكور إلّا أنّ "كرول" يعمل لديها محقّقون ومدقّقون مرتبطين بأجهزة أمنيّة إسرائيليّة، مما قد يكشف حسابات البنك المركزي للصهاينة. ما أن وقَعْتُ على هذا الخبر في نشرات الأخبار مساء أمس، حتّى تعرضت لنوبة من الضحك وألم المعدة في آن، ضحِكتُ لسذاجة الوزير وزني، وألمتني معدتي لشعوري كم أنّنا، كشعب، عميان لنقبل بوزير ساذج يسمح لنفسه بالاستخفاف بعقولنا بهذا الشكل!

وبينما أنا في نوبتي المزدوجة، حضر في ذهني فصل من إنجيل لوقا (لو 14/1 – 6) عن شفاء مستسقٍ يوم السبت، حيث "خاطب يسوع علماء التوراة والفريسيّين قائلًا: أيجوز الشفاء يوم السبت أم لا؟ فأطرقوا. فأخذ (يسوع) السقيم بيده، وشفاه، وصرفه. ثمّ قال لهم: مَن منكم يقع ابنه، أو ثوره، في بئر، يوم السبت، ولا يُسارع فينتشله؟ فأعيا عليهم الجواب".

فيا صاحب المعالي، ويا أصحاب الحكومة،

احسبونا، نحن شعبكم المقهور، المسروقة ودائعه في البنوك، المفلس، المُقبل على مجاعة، المفتقد لأدنى شروط الحياة الطبيعيّة، احسبونا بقرة، ثورًا سقط في حفرة، وأشفقوا علينا ونحن نموت. دعوا شركة "كرول" تقوم بعملها حتّى لو كان كامل طاقمها إسرائيليًّا، إذ ما قيمة حسابات البنك المركزي وشعبي إلى زوال؟! كفاكم استغباءً لنا، احترموا فخامة رئيسنا الهَرِم، الذي راهن على عهده بتكنوقراطيّتكم، وحقّقوا له إرادته التدقيق جنائيًّا في أفعال مَن أنهكوا الخزينة العامة، "فشّولوا خلقو، فشّولنا خلقنا، عْمِلوا شي" يا فرّيسيّين، يا مَن جعلتم السبت أهمّ من الإنسان. الفريسيّون أرحم منكم، هم يُنقذون بقرتهم الواقعة في حفرة حتّى لو كان اليومُ يومَ سبت، أمّا أنتم فلا تمانعون موتنا مقهورين بحجة أن أمَلنا في كشف الفساد، مرتبط بمتعاونين مع إسرائيل! اخجلوا من أنفسكم، هل تصدّقون فعلًا أن إسرائيل هي بحاجة لشركة "كرول" لتدخل إلى "داتا" البنك المركزي اللبناني؟! إذا كنتم مصدّقين فأنتم أغبياء، وإذا كنتم غير مصدّقين وكسرتم إرادة الرئيس، وحرمتمونا التحقيق في أفعال مَن سَلب جنى أعمارنا، فأنتم في الجرم شركاء.

أتحتاج إسرائيل شركة "كرول" لتدخل إلى "داتا" بنكنا المركزي، وحاكم هذا البنك كشف كل حساباتنا في المصارف للأمريكان، لمّا طبّق علينا قانون "فاتكا"؟! أتحتاج إسرائيل شركة "كرول" لتدخل إلى "داتا" بنكنا المركزي وهو ملتزم بقانون مكافحة تبييض الأموال ويخضع لرقابة البنك الدولي الذي يمتلك أدقّ التفاصيل عن هذه الـ "داتا"؟! أتحتاج إسرائيل شركة "كرول" لتدخل إلى "داتا" بنكنا المركزي، وهي التي اخترقت الكترونيًّا أشدّ الأنظمة سريّةً وحمايةً في العالم، من "الوتساب" المحصّن، إلى مصانع الأسلحة الأكثر تطورًا... 

إسرائيل، إسرائيل، إسرائيل... "فَلئتوا ربنا بإسرائيل"! الجيش السوري لا يُعيد الانتشار، للتوازن الاستراتيجي مع إسرائيل. المقاومة لا تتخلى عن سلاحها، لردع إسرائيل. تُركّب الملفّات الأمنيّة بتهمة العمالة لإسرائيل. انتشار الحرائق في الأحراج تسبّبت به إسرائيل. حتّى مجاعة الـ 14 كانت تقف خلفها إسرائيل... أعتقد أنّه آن الأوان لتعديل المثل القائل "الحق عالطليان"، واستبداله بآخر أكثر تعبيرًا: "الحق عا إسرائيل"! أولم يحصل أن شاهدنا أكثر من مرّة اعتداءات أمنيّة، بالكاد يمرّ على وقوعها ساعة، حتّى يخرج المسؤولون والمحقّقون بتأكيدات أنّ وراءها إسرائيل؟!

تذرّون الرماد الإسرائيلي في عيوننا لتُعموا بصيرتنا بإسرائيل لأغراض دينيّة وعقائديّة فات عليها الزمن، لكن في الحقيقة أنتم العميان لأنّكم لا تُدركون أنّ المُتبصّرين والعقلاء لا يتأثّرون بعمى النظر.

مواجهة إسرائيل تبدأ بإجهار الحقيقة: إسرائيل لو كانت لديها أطماع في أرضنا لما خرجت من الجنوب عام 2000. إسرائيل تملك أكبر مخزون للمياه في الشرق الأوسط (ينابيع الجولان) ولا تحتاج مياه الليطاني اللبناني. إسرائيل متعثرة بإيجاد الأسواق لغازها المستخرج حديثًا ولا تحتاج لنفطنا الافتراضي لتسرقه...

فيا سادة،

رحم الله جوزيف غوبلز وسياسات الإعلام المُضلِّل. جِدوا لعُثمان قميصًا من غير صنع إسرائيل، واعلموا أن ليس بالأكاذيب وتضخيم الأمور يُحفظ سلاح مقاومة إسرائيل، ويُحوّل الاقتصاد نحو الواجهة الشرقية للبنان، ويُفتح الباب لعودة الاحتلال السوري إلى البلاد.

ويا فخامة الرئيس، تعازي الحارة لرهانك على هذه الأحصنة الغلط، ولتضييع آمالنا بعهدٍ يُعيد إلى لبنان العدالة، ويكشف الفساد ويعزّز الحقيقة والحريّة.

إنّه اليوم التاسع والخمسون بعد المائتين لانبعاث الفينيق.

 

رفَضنا مشروعَ الأقليّات فأين المشروعُ الآخَر؟

سجعان قزي/افتتاحيّة جريدة النهار/02 تموز 2020

عند كلِّ منعطفٍ تاريخيٍّ كان المسيحيّون اللبنانيّون يرفضون مختلَفَ أشكالِ التقسيمِ، وساروا في خطٍّ مناهضٍ مشروعَ الأقليّاتِ الذي عَرضتْه عليهم دولٌ عربيّةٌ وإقليميّةٌ ودوليّة. منذ مئة سنةٍ والعروضُ الجِديّةُ تتوالى: مع سقوطِ السلطنةِ العثمانيّة، مع انقضاء الانتداب الفرنسيِّ، مع نشوءِ دولةِ إسرائيل، مع مفاوضاتِ السلامِ العربيّ/الإسرائيليّ، مع "حربِ السنتين"، مع الثوراتِ العربيّة، مع الهلالِ الشيعيّ، وأخيرًا مع "صفقةِ القرن".

جميعُ العارضين كانوا، ولا يزالون، قادرين على ضمانِ وجودٍ مسيحيِّ مستقِل في إطارٍ دستوريٍّ لبنانيٍّ آخَر وفي ظلِّ تحالفاتٍ إقليميّةٍ أخرى. وجُزءٌ من الحروبِ التي شُنَّت على المسيحيّين كان عقاباً على رفضِهم الانضمامَ إلى مشروعِ الأقليّات بقيادةِ سوريا العلويّةِ تارةً ودولةِ إسرائيل طورًا وبقيادة إيران اليوم. مكوّناتٌ لبنانيّةٌ أخرى راقَ لها المشروعُ وتَنتظر في ظلالِ القرارِ الدولي 1701 نتيجةَ التنافسِ بين إسرائيل وإيران ـــ لا مع سوريا هذه المرة ـــ لمعرفةِ لمن يُعقَدُ لواءُ القيادة. لربّما كانت قيادتُه ثنائيّة. من جهتِنا لا نَتبعُ أحدًا.

ابتَهج المسيحيّون بدولةِ "لبنان الكبير". تولّوا رئاسةَ جُمهوريّـتِـها وشَغَلوا فيها مراكزَ أساسيّةً في القضاءِ والأمنِ والجيشِ والماليّة. توهّموا أنّها حالةٌ أبديّة. لكنّهم لاحقًا دفعوا ثمنَ هذا الخِيارِ الصحيحِ أكّاديميًّا والمتعثِّرِ واقعيًّا، ففَقدوا مجموعةَ مناصبَ، وما بقي منها فَقدَ صلاحيّاتِه وتأثيرَه. ورغم ذلك، لا يزال شركاؤهم يَحاسِبون عمدًا مسيحيّي لبنان كأنّهم حُكّامُ لبنان الأوْحدون، ومُهيْمِنون على المناصبِ والمؤسّساتِ، لكي يتمَّ أيُ تعديلٍ دستوريٍّ مستقبليٍّ على حسابِهم فيُقدِّموا هم، لا سِواهُم، مزيدًا من التنازلات.

توَلَّعَ المسيحيّون بخِيارِ الشراكةِ المسيحيّةِ/الإسلاميّةِ من منطلَقِ التواصلِ الحضاريِّ لا مع المسلمين اللبنانيّين فقط، بل مع مسلمي العالمِ العربي، بخاصّةٍ السُنّةُ منهم. وكانوا بذلك يفكّرون بمصلحةِ شركائِهم الشيعةِ والدروزِ الّذين هم أيضًا تعرّضوا من السُنيّةِ المملوكيّةِ فالعثمانيّةِ إلى اضطهادٍ فاق اضطهادَ المسيحيّين أحيانًا. لم يأتِ هذا الخِيارُ من عبثٍ، فالمسيحيّون، ولو كـــ"أهلِ ذِمّةٍ"، عاشوا طَوالَ تاريخِهم مع المسلمين في زمنِ الإسلامِ الرسالة، ثم في زمنِ الإسلامِ الخِلافة بكلِّ تلاوينِها المذهبيّةِ والعِرقيّة.

لكنَّ خِيارَ الأكثريّةِ سقطَ في الشرقِ الأوسط. صار الشرقُ بأسْرِه أقليّاتٍ بما فيه الأكثريّةُ السُنيّة. سَقطَ مع اندثارِ القوميّاتِ والدولِ المركزيّة. سَقط إسلاميًّا مع المدِّ الشيعيِّ الفارسيِّ، وسَقط سُنيًّا مع تَفشّي الفكرِ السلفيِّ والتكفيريّ، وسَقط قوميًّا مع اضطهادِ الأقليات، لاسيّما المسيحيّةُ منها في العقدِ الأخير، وقد كانت رائدةَ القوميّتين العربيّةِ والسوريّة. في هذا المشرقِ الأقلّويِّ التقت الإستراتيجيّةُ الإسرائيليّةُ مع الإستراتيجيّةِ الإيرانيّة من دون موعدٍ، فكلاهما يُحبّذان إضعافَ الحالةِ السنيّةِ في الشرقِ الأوسط وخلقَ كياناتٍ/مستوطَنات.

أَتحوّلَ الشرقُ الأوسَطُ هِلالًا شيعيًّا مُهمِّشًا السُنّةَ، أم بقي هِلالًا سُنيًّا مُرصَّعًا بالأقلّيات، لم يَعُد كياناتٍ وِحدويّةً. "ثقافةُ" الأقليّاتِ تَسوده حاليًّا ومشاريعُ الحكمِ الذاتيِّ تنمو في إطارٍ تقسيميٍّ أو فِدراليٍّ أو كونفدراليّ. حتى أنَّ الأكثريّةَ السنيّةَ المشرقيّةَ اعتراها تنوّعٌ عقائديٌّ ضَرب مداها الأكثريَّ. مَسَّها الشعورُ الأقلّويُّ رغم رصيدِها العَدديِّ والتاريخيّ، وتَشتَّتَت إثرَ سقوطِ صدّام حسين وانحسارِ مِصر وانشغالِ السعوديّة. ارتَبكَت السُنيّةُ السياسيّةُ العربيّةُ في الشرقِ الأوسط أمام أعدائها. اضْطُرَّت إلى الاستعانةِ بسُنّةٍ متطرّفين وتكفيريّين للردِّ عليهم، وغَضّت الطرفَ عن عودةِ السُنيّةِ التركيّةِ إلى العراق وسوريا ولبنان وفِلسطين.

بين سنتَي 1975 و 1976 أطلقت الحربُ اللبنانيّةُ أوّلَ صَفّارةِ إنذارٍ بشأنِ إشكاليّاتِ التعايشِ الطوائفيّ. وإذ ظَنَّ اللبنانيّون أنّهم تجاوزوا التحديّ ووَضعوه في ذِمّةِ الغرباء واستعادوا وِحدَتهم الدستوريّة، انفجرت الحروبُ والثوراتُ في أفغانستان وإيران والعراق وسوريا وفلسطين والخليج ووادي النيل والمغرِب فأيْقظَت جميعَ المذاهبِ الهاجعةِ والإثنياتِ الرابضةِ والعصبيّاتِ الجاهزةِ والوحوشَ النائمة. اسْتُلَّت السيوفُ والفؤوسُ وانهَمرَت الدموعُ والدماءُ. رُفعت الكتبُ والقُمصانُ وجاشَت الكراهيّةُ والعنصريّةُ. عاد قطعُ الرؤوسِ ووَأدُ النساء. استفاق تاريخُ الولاياتِ والدويلاتِ والإمارات. صار الجميعُ مضْطهِدين ولو مضطهَدين، وظالمين ولو مظلومين، وصار الجميعُ أقلّياتٍ بتفكيرِهم وبِرَدَّةِ فِعلِهم مهما كَثُر العدد.

سواءٌ بقيَت دولُ العراق وسوريا ولبنان موحَّدةً أم تقسّمت، فقد برز فيها واقعٌ جديدٌ. تناسلت فيها كانتوناتٌ أقلويّةٌ وأكثريّةٌ بمنأى عن تَحقُّقِها دستوريًّا. المرجِعيّةُ أقوى من الشرعيّةِ أحيانًا. بات تَصرّفُ المواطنين، فرادى وجماعات، تصرّفًا كانتونيًّا ومناطقيًّا ومذهبيًّا وإتنيًّا. انتقلوا من العَداءِ على الهُويّةِ إلى التحالفِ على الهويّةِ من دونِ المرورِ بالهويّةِ الوطنيّة. فَقدَ أبناء الطوائف انتماءهم الوحدوي. تآلفوا مع الحَجْرِ الطائفيِّ واندَمَجوا في البيئاتِ الحاضِنة. أمْست الخيانةُ في الخروجِ عن البيئةِ لا في الخروجِ عن الوطن. تحوّل الوطنُ مكانًا جُغرافيًّا تَتصادمُ فيه الخصوصيّاتُ لا مُلتقى وطنيًّا تندمِجُ فيه أنماطُ الحياة وتتكامَلُ. أين سوريا قلبُ العروبةِ من سوريا اليومَ رمزِ التفتّتِ المذهبيّ؟ أين العراقُ أرضُ الرافدين من عراقِ اليومَ رمزِ الفدراليّات الثلاث؟ أين لبنانُ منارةُ الشرقِ من لبنانَ اليوم شمعةِ الشرق؟

صحيحٌ أن لبنانَ قائمٌ بحدودِه ودستورِه، لكنَّ فيه واقعًا شيعيًّا وسنيًّا ودُرزيًّا ومسيحيًّا أقوى من مفهومِ الدولةِ وشرعيّتِها. أصبح كلُّ مكوّنٍ حالةً خاصّةً كما في زمنِ الإقطاعيّاتِ العُثمانيّة. هاتيكَ كانت جغرافيّةً، أما هذه فمذهبيّةٌ. والخوفُ أن تَقوى نزعةُ الإدارةِ الذاتيةِ مع انهيارِ الدولةِ ومسارعةِ المرجِعيّاتِ الحزبيّةِ والطائفيّةِ والمناطقيّةِ، لا الدولة، إلى نجدةِ أبناءِ رَبْعِها من الفقرِ والعَوزِ والجوع. انهيارُ المجتمعِ ظَهَّرَ نظريّةَ "الدولةِ عَدوّ". يَسهو اللبنانيّون عن هذا الواقعِ بسببِ الحياةِ السياسيّةِ اليوميّة، لكنّ العملَ جارٍ من خلفِ الدولةِ وبرعايتها أحيانًا على تعزيزِ المشاعرِ الكانتونية وملاقاةِ تَحوّلات المنطقة. لم يعد أساسيًّا أن يَرفضَ المسيحيّون مشروعَ الأقليات، الـمُـهِمُّ وجودُ مشروعٍ آخَر.

ظنَّ المسيحيون أنهم بصيغةِ لبنان الكبير يصالحون بين أقليّاتِ الشرقِ وأكثريّتِه، ففوجئوا ببعضِ شركائهم يُسوِّقون نقيضَه في لبنان والشرق. فهل المسيحيّون خصوصًا، واللبنانيّون عمومًا، أضاعوا مئةَ سنةٍ في دولةِ لبنانَ الكبير؟ هل أخطأوا بتسليمِ العددِ سنةَ 1920 وبتسليمِ الصلاحيّاتِ سنةَ 1989 وبتسليمِ السلاحِ سنةَ 1992؟ هل غلّطوا في السيرِ عكسَ التيّار؟ وهل الثباتُ على الفضيلةِ، ولو مؤلِمَةً، فضيلة؟

هذه التساؤلاتُ التاريخيةُ تَـعْبرُ وِجدانَ البيئةِ المسيحيّةِ، بل وِجدانَ كلِّ لبنانيٍّ حضاريٍّ مهما كانت طائفتُه. تَستحِقُّ هذه التساؤلاتُ التوقّفَ عندَها قبلَ فواتِ الآوان. لقد خَطبَ اللبنانيّون التقسيمَ من دون زواج. دفعوا الـمُسبَّقَ ويَخجَلون من أن يُسدِّدوا المتأخِر. والخجلُ مُـحَبَّذٌ. لكنَّ الخطورةَ أنَّ هذه الحالات/الكانتونات التي أفرزَتها الحروبُ والاحتلالات، لا تلغيها سوى الحروب. والخطورةُ أيضًا أن تُثبّتَ تسوياتٌ آتيةٌ هذا الأمر الواقع، فيما نحن نَجهدُ لتفادي حروبٍ جديدة... سنَنتَصر.

 

لا اصلاح ولا سلم اهلي دون وضع لبنان تحت الفصل السابع

شارل الياس شرتوني/02 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87828/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%b3%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%87%d9%84%d9%8a/

ان الجدال القائم في البلاد حول اولويات الاصلاح المالي يجري في ظل اقفالات فرضتها السياسة الانقلابية لحزب الله ومصالح الاوليغارشيات السياسية-المالية والمالية، على خط تواصل الصراعات الاقليمية المفتوحة من منعزلات افغانستان الجبلية حتى شواطىء البحر الابيض المتوسط.

الحكومة الحاضرة لاتعدو كونها غطاءا صوريا لسياسات النفوذ القائمة في البلاد، ولا امكانيات لديها للبت في اية سياسات اصلاحية او الخوض في تنفيذها، بحكم قصورها المعنوي وتبعيتها لمراكز النفوذ التي اتت بها.

هذا في وقت تعيش فيه البلاد سلسلة من أسوأ الازمات المعيشية المتضافرة التي باتت تهدد التوازنات البنيوية للاستقرار السياسي والمالي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الذي لم تألفه البلاد في تاريخها النزاعي المتعرج.

من الواضح ان ايا من هذه الاوليغارشيات يبدو آبها لخطورة هذا التدهور ومفاعيله المدمرة على كل المستويات، والاسوأ من كل ذلك راغبا في اعطاء هذه الاولويات الحياتية حيزا في عملية انقاذ واجبة ولا تحتمل التأجيل.

ان المراهنة على الحس الاخلاقي والاعتبارات المدنية عند هذه الاوليغارشيات هو ضرب من ضروب الوهم التي تواجهنا منذ بداية الازمة المفتوحة منذ ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩، ولا سبيل للخروج منها ما لم نطالب بتطبيق الفصل السابع في بلد مهدد في امنه واسباب عيشه، بفعل الاقفالات السياسية والمصلحية التي تفرضها الاوليغارشيات الحاكمة ( تيمور الشرقية، رواندا، سييرا ليوني، العراق، الكونجو، الصومال، هايتي، ليبيا، الارجنتين … ).

لا امكانية لاي نقاش علمي ومهني متحرر من كل الوصايات الاوليغارشية في ظل جمهورية الطائف، ولا امكانية لقيادة مرحلة انتقالية في ظل الهيمنة المطبقة على القرار السياسي والمهني في البلاد من قبلها.

عبثا نفعل في ظل المحددات الموضوعة بشكل احادي من قبل هذه الاوليغارشيات على خط تقاطع مصالحها المتعرجة والملتقية دوما حول حمايتها.

ان الجدال العقيم والمضلل حول راهنية التحقيق الجنائي المالي ( Forensic Audit ) والتذرع بارتباط المؤسسات الدولية العاملة في هذا المجال بالموساد، هو دليل عيني على انماط التفخيخ المستمرة للعمل الاصلاحي، التي تصطنع الحجج الواهية من اجل الحفاظ على مقابض القرار العام في البلاد.

ان التداخل بين الاعتبارات السياسية العامة والامنية والاستراتيجية، يحتم الخروج من المعادلات المقفلة الى حيز دولي يحفز التداول المتحرر بين المفكرات الاصلاحية من اجل تخريج حلول فعلية لمشاكل ترتبط عضويا بتشابكات الازمات السياسية والامنية والحياتية.

 

حسان دياب المتخوف من السفراء والمرتعد من السياسيين

منير الربيع/المدن/03 تموز/2020

ينقسم المشهد في لبنان بين شرق متوهم وغرب غائب. سورياليته تحيلك إلى أطياف ماضٍ، وكأن الصراع فيه بين قطبين رأسمالي واشتراكي. البعض لا يزال قابعاً في تلك الحقبة، على الرغم من انقضائها المأسوف عليه بعض الشيء. "مأسوف عليه" لأن الصراع على أساس فكري وبين معسكرات مختلفة، يبقى أفضل من انقسامات منفعية أو طائفية أو عديمة الغاية والمعنى. هزالة المشهد تكتمل بمواقف الحكومة ومكوناتها، وبمضمون أصبح معروفاً ولا يمكن القفز فوقه، يرتكز إلى واقع أساسي أن لا قدرة للصين ولا لروسيا على تقديم مساعدات للبنان أو الشروع في الاستثمارات، من دون موافقة أميركية.

وأمام هذه الحقيقة تسقط الدعاوى المتوهمة عن شرق وغرب وما شابه، كما الادعاءات الأيديولوجية، التي يعتبر البعض أنه قادر على تعمية الآخرين بها، فتارة يستلهم شخصية نيلسون مانديلا، وطوراً يستلهم صرخات غيفارا رافضاً "التدخلات الديبلوماسية وتجاوزها الأصول والأعراف".

بين نارين

الموقف الذي خرج به رئيس الحكومة حسان دياب أمس الخميس، يندرج في سياق هذه السوريالية. هو الذي جاء منذ اليوم الأول باحثاً عن شرعية خليجية وعربية وأميركية، معتداً بسيرته كأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت. لا يفوت مناسبة لا يخطب فيها ود واشنطن، حتى عندما ذهب إلى صندوق النقد الدولي، بعد أن كان شخصه ووظفيته، قبل رئاسة الحكومة، هو الصندوق الحاوي رسالة من حزب الله إلى الأميركيين، مفادها الاستعداد للتفاوض عبر هذه الحكومة. وهو الذي قبل أيام وقع بين نارين، نار غضب حزب الله من السفيرة الأميركية وتصريحاتها، ونار الضغب الأميركي.

ربما "استخار" خيرة، فوجد غضب الأميركيين أسهل من غضب الحزب.. لأنهم أبعد. سارع إلى تسريبات تنفي اعتذار الحكومة عن قرار القاضي محمد مازح. وقال لا أريد أي وجع رأس. وزير الخارجية في الحكومة التي يترأسها، دعا السفيرة الأميركية وقدم لها الاعتذار، مشدداً على التعاون. كان هذا يوم الاثنين. ويوم الخميس ثار دياب على "التصرفات الديبلوماسية التي تتجاوز الأصول". طبعاً، هو يقصد التحرك الديبلوماسي الأميركي والتحرك الديبلوماسي السعودي، الذي لم يكن يقرأ فيه سوى "مؤامرة" تستهدف مسيرته وتعرقل حكومته. وهو الذي يأتيه كابوسه مناماً ويقظة كلما عُقد لقاء سياسي في البلد، فيتخوف من أن يكون المطروح هو إسقاط حكومته والإتيان بحكومة بديلة. أصبح يتوجس من أي لقاء يعقده سعد الحريري. ويسارع إلى السؤال والاستفسار.

ضد ومع في لحظة واحدة

حكومة تعتذر من السفيرة الأميركية وتهاجمها في آن معاً! تعيش عزلة لا مثيل لها، رئيسها لم يطأ المطار منذ توليه رئاستها، إلا لتفقد رحلات إجلاء المغتربين في فترة كورونا. لم ير مدرجاً ولا سجادة حمراء في استقباله لا في الشرق ولا في الغرب، فافترش السجاد الأحمر لنفسه على مدخل مسجد محمد الأمين صبحية عيد الفطر. ولم يوفر في كلامه أيضاً انتقاد "الأدوار التخريبية" الأخرى التي لم يسمها. لكنه أسندها إلى معطيات أمنية في المجلس الأعلى للدفاع. وهو يقصد بها ضمناً تركيا والدور الذي تلعبه في الشمال، حسب ما يُحكى. ينتقد تركيا ويرسل مراسيله بغية الحصول على مساعدات سواء منها أو من قطر. يشن هجوماً على حاكم مصرف لبنان والمصارف، يستقبلهم فيما بعد للتنسيق والتشاور. وتتسرب الأجواء الإيجابية بعنوان "روحية التكافل"! بعدها يشهر سيفه مطالباً بالتأميم وفتح أبواب السجون. لا مشكلة لديه، طالما أن لا جمرك على الكلام، والإنسان بطبعه "نسّاء". والمواطن اليوم مشغول في الجوع وراكن في ظلمة بلا كهرباء، فلن يكون في حالة ترف فكري تجعله يفكك سقطات دياب وخطاباته وتناقضاته. يركن إلى لازمة واحدة أصبحت متكررة، أنه ارتضى المواجهة.. وتتم عرقلته، بما يشبه لازمة العونيين "ما خلّونا". يضاف إليهما شيء من الزبد والرعد والتهديد والوعيد.

اللجوء إلى الحزب

أمس استشعر خطراً داهماً. هو يعرف أن نبيه بري ووليد جنبلاط وسليمان فرنجية "لم يقبضوه". هو أفضل استثمار لسعد الحريري. التيار الوطني الحر نفض يده منه، وانقلب عليه، عندما انقلب على خطة الحكومة. لم يبق لديه إلا حزب الله. الحزب الذي لجأ إليه دياب قديماً أيام كان وزيراً في حكومة ميقاتي، عارضاً خدماته ليتولى هو رئاسة الحكومة. وها هو الآن يعود إليه أمس للسؤال والاطمئنان حول مصيره ومصير حكومته، بعد مواقف التيار الوطني الحر وبعض الوزراء. تبرّدت جوارح قلبه عندما سمع تمسكاً به. ظن نفسه شمشوناً، فقرر المواجهة. واختار اللعب بتحاذق على الحبال. فبعد مهاجمته مختلف السفراء، استقبل السفير الصيني. اتجه شرقاً كما يتمنى حزب الله، وربما ينتظر مساعدات إيرانية من فيول وأدوية ومواد غذائية. ربما عندها فقط سيعلن دياب انتصاره، بأنه غيّر وجه لبنان "الفساد والفجور". وعلى هذه الحال، من يكون في عزلته لا يرى الكون يدور حول سواه. دولة الرئيس في السرايا، وتطورات لبنان في الشوارع وفي الصالونات. السرايا "صومعة صوفية". وهذا جزء من شخصيات دياب المتنوعة، مهادناً، ثائراً، انتحارياً، تكنوقراطياً، صوفياً.. ولا علاقة له بالسياسة.

 

الفقر المُدقع يداهم اللبنانيين.. والبطالة إلى مستويات قياسية!

عمّار نعمة/اللواء/02 تموز/2020

بات آخر هم اللبنانيين ما يجري من سجالات عقيمة بين أركان الحكم، موالين ومعارضين، فما يؤرق مضاجع الناس يتمثل اليوم في وضعهم الإقتصادي والإجتماعي الذي دخل مستوى كارثياً. وبينما تنشغل الطبقة السياسية في تحصيل المكاسب، وفي ظل تعثر وزاري متزايد لـ«حكومة الثورة»، يبدو اللبناني مهموماً في واقعه المتدرج نزولاً حاداً من دون بوادر معالجة جديّة ليسأل عن مصير قاتم لا بوادر قريبة لجلائه. فقر، بطالة، غلاء أسعار من دون حسيب أو رقيب، أزمة دولار، كلها مسببات ليأس اللبناني الذي أضيف «كورونا» على لائحة مصائبه حتى بات تفصيلاً أمام عوزه وحاجته!

عجاقة: البطالة التقنية

ولعل المؤسف في الأمر في هذه المرحلة أن اللبنانيين قد دخلوا في ما يسمى بـ«الفقر المدقع»، حسب توصيف البروفسور جاسم عجاقة لـ«اللواء» الذي يلفت الانتباه الى ان هذا الأمر الذي يسير ارتفاعا هو الأخطر اليوم. ويشير الى أن خطورة هذا النوع من الفقر هو عبر تعريفه: عدم التمكن ماديا من الحصول على الاكتفاء من الغذاء يوميا قياسا الى السعرات الحرارية للإنسان! وفي ظل الارتفاع الفاحش للاسعار يقدم الخبير الاقتصادي مثالا مؤسفا على هذا الصعيد بارتفاع سعر ربطة الخبز التي تعد مثالا صارخاً على هذا الأمر كون الخبز هو الغذاء الأساسي للفقير. لذا، يشير عجاقة الى أن السياسيين سيدفعون ثمن هذا الخطأ الذي سيكون له ردات فعل كبيرة. ويلفت النظر الى ان لا أرقام رسمية ودقيقة لنسبة هذا النوع من الفقر «لكن حسب تقديري وصلنا الى رقم الـ16 في المئة علما أن البنك الدولي يقول إننا وصلنا الى حدود الـ20 والـ22 في المئة». وخطورة الأمر لا تكمن في هذه النسبة بقدر عددها التصاعدي، ففي شهر أيلول من العام الماضي كانت النسبة 8 في المئة، واليوم باتت الضعف! علما أنه في أيلول كان هناك من يقدم الطعام للمحتاجين وخاصة خلال التحركات الاحتجاجية، الأمر الذي لم يعد قائما اليوم. وهو يشير الى أن اللبنانيين مستمرون في تقطيع الأزمة عبر الأموال التي يدّخرونها في المنازل، ولكن السؤال يتمثل في مستقبل تلك العائلات بعد نفاد أموالها. ويجب إضافة هذه الارقام الى نسبة الفقر التقليدي المتعارف عليها والتي تعني أن اللبناني يكفي فقط حاجاته الجسمانية قياسا الى السعرات الحرارية من دون التمكن من الحاجات الأخرى. وقد بلغت نسبة هذا الفقر، وهي خارج نسبة الفقر المدقع، أكثر من 50 في المئة، علما أن أية عائلة هي في حاجة الى مبلغ مليونين ونصف مليون ليرة لبنانية كحد أدنى يوميا.

وعلى صعيد البطالة، لا أرقام رسمية محددة وموثوقة لهذه الآفة المتفاقمة. لكن عجاقة يتحدث هنا عن «البطالة التقنية» والتي تحدث عندما تقوم المؤسسات والشركات بصرف موظفين فيها نتيجة ظروف البلاد. ويُقدر البطالة الحالية بأكثر من 50 في المئة، إلا انه يشير الى ان «البطالة التقنية» قد تصل الى اكثر من ذلك خاصة وأن شركات كثيرة كانت أوقفت اعمالها مع ازمة «كورونا» ولا زالت مقفلة حتى الساعة ولم تعد الى فتح أبوابها. اليوم، ينتظر الجميع بعض الخرق مع فتح المطار ودخول العملة الصعبة، ويقول عجاقة: عندما نفتح المطار سيأتي المغتربون لزيارة أهلهم وسيصرفون الاموال عبر العملة الصعبة. وفي الفرضيات، قد يدخل نحو مليون لبناني في الصيف قد يدخلون نحو مليار دولار الى البلد اذا ما صرف كل منهم فقط ألف دولار أو اكثر، ما سيكون له انعكاسه على سعر صرف الدولار انخفاضا.

كيف نخرج من هذه الدوامة؟

يشدد عجاقة على أن الموضوع سياسي بامتياز والخروج من الواقع الحالي يتطلب أولا إستقرارا سياسيا في البلد. وقد انفجر الوضع بسبب أن الأسس الاقتصادية في لبنان ليست جيدة، لكن العوامل السياسية تمنع التصحيح المالي فلا «حلحلة سحرية من دون ذلك». ويضيف أن المسألة ليست سهلة على الإطلاق خاصة في الظرف الحال وفي ظل المواجهة الجارية حالياً مع الولايات المتحدة الاميركية مما يُعقد الأمور أكثر. ويشير عجاقة الى أن مشكلة جديدة ستضاف على اللبنانيين مع الموجة المقبلة لـ«كورونا» التي يتحدث عنها العالم. ويقول: وباء «كورونا» يعد عاملاً تفقيرياً للشعوب المختلفة، وقد نفقر أكثر مع هذا الوباء إذا عاد بقوة، ولو أن هذا الامر لا يزال في إطار التكهنات.

تغيير منهجية الحكومة

لكن عجاقة يلفت النظر الى أن الأزمة الكبرى تبقى في الاقتصاد، ولا قدرة للحكومة عبر منهجيتها المتبعة لحل الأمور والأمثلة على ذلك كثيرة كغلاء الأسعار والأزمة الغذائية المتفاقمة. هنا يتوقف عند سماح الحكومة بما يسمى بالـ«Replacement Cost»، أي بيع التجار منتوجاتهم بسعر السوق بعد شرائها بالسعر الرسمي، «وهذا الأمر ممنوع بحسب المرسوم الاشتراعي 73 على 83». لذا، لا تبدو الحكومة في أفضل حال وبات عليها تغيير منهجيتها الحالية التي لا تلبي الظروف وليست على مستوى التحديات، حسب عجاقة.

 

استقالة مازح: إن لم تكن قضاء فهي قدر!؟

جورج شاهين/الجمهورية/02 تموز/2020

ستبقى استقالة قاضي الامور المستعجلة في صور محمد مازح موضوع جدل على خلفيات سياسية، خارج اسوار القضاء ومفاهيمه. فقد خرجت بطي وجهيها القضائي بعد الديبلوماسي من التداول، بمعزل عن الاسباب التي قادت اليها في الشكل والتوقيت والمضمون، لتتحول مؤقتاً قضية رأي عام. ولذلك طُرح السؤال عمّا إذا كانت استقالته قدراً شاءه مستقبلاً له. وعليه، ما الذي يقود الى هذه القراءة؟

يُجمع قضاة حاليون وسابقون، على انّ ما انتهت اليه قضية القاضي محمد مازح كان طبيعياً ومنطقياً، لا يقبل كثيراً من الجدل القضائي، وان احتفظت القضية بوجوه متعددة قياساً على شكل التعاطي معها رفضاً او قبولاً، سواء وُجد من يوجّه التحيّة اليه او إدانته، في ظلّ صمت احتفظ به البعض، في انتظار النتائج التي يمكن ان تؤول اليه تطوراتها. فلا شيء يمنع من بقائها حيّة لبعض الوقت على خلفية اعتبارها خطوة يمكن الاستثمار فيها في السياسة، وخصوصاً انّها جاءت في توقيت حرج، احتدمت فيه المواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية وايران من جهة، وتجلّت انعكاساتها المباشرة في لبنان من جهة أخرى، من خلال «الطحشة» الديبلوماسية الأميركية التي لا سابق لها، وردّة الفعل التي عبّر عنها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وإصراره على تحميلها مسؤولية الأزمة النقدية في لبنان والحصار المضروب عليه من جهات العالم الأربع، بعدما افتقد لبنان نصيراً له من الغرب والعرب.

وعليه، توقفت مراجع قانونية وسياسية امام التطورات الأخيرة، فقرأت في وجوهها المتعددة اكثر من رأي وسيناريو. فما شهدته الايام الثلاثة الفاصلة بين صدور قرار القاضي مازح في يوم عطلة رسمية بعد ظهر السبت الماضي، وحتى تقديم استقالته ظهر امس الاول الثلثاء، من احداث متلاحقة، اوحت بكثير مما يمكن قوله. فقراره بشقيه، الذي منع فيه السفيرة الأميركية من الإدلاء بأي تصريح، وحظره على وسائل الاعلام اللبنانية استقبالها لمدة سنة، خضع لكثير من الانتقادات من اهل البيت القضائي، وان شاطرهم سياسيون واعلاميون الرأي والموقف، فقد وُجد من يرحّب بجرأته الى حد اعتباره قاضياً شجاعاً ذهب بعيداً حيث لا يجرؤ الآخرون. وبمعزل عن الجوانب القضائية والقانونية التي افرغت قرار مازح من مضمونه، قياساً على صلاحياته المكانية كقاضٍ للامور المستعجلة في منطقة بعيدة عن بيروت، فانّ لها وجوهاً اخرى يمكن التوقف عندها. فان اعتُبرت مقابلة السفيرة دوروتي شيا سبباً في اصدار قراره، لا يمكنه ان يتناولها، فقد جرت وقائعها التلفزيوينة عبر محطة «الحدث – العربية» التي تبث من خارج الأراضي اللبنانية. وان سعى الى ان يطاولها، فقد لجأ الى منع تكرارها، من خلال قراره منع وسائل الاعلام اللبنانية من استقبالها او بث مثيلاً لها لمدة سنة كاملة، وهو ما شكّل مساً بالحرّيات الاعلامية وقوانين مختلفة. وان برّر الخطوة باعتباره انّ مضمونها يشكّل تدخّلاً في الشؤون الداخلية في لبنان ومساً بالسلم الأهلي والحضّ على الفتنة، فإنّه لم يُصب، لمجرد تجاوبه مع مضمون الاستدعاء الذي بلغه بالوسائل الالكترونية، من جهة لم تقدّم كامل المستندات الخاصة بالإخبار، فلجأ الى وسائل التواصل للوقوف على مضمونها، قبل ان يبني قراره على ما توافر لديه من معطيات قادته الى ما اقترحه.

وبعيداً من النقاش في الجانب القضائي للقضية، ومنعاً للتداخل بين اي من المعطيات السياسية ومسلسل المواقف التي واكبت القضية بأشكالها المختلفة، وما يتصل بالقواعد القضائية التي تحكم عمل القضاء، فقد جاء موقف المدّعي العام التمييزي القاضي منيف عويدات، بعد ساعات قليلة على صدور القرار، وطلبه من رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد استدعاء مازح امام هيئة التفتيش القضائي، من خارج مضمون القرار، بل لاسباب اخرى تتعلق بخروجه عن مقتضيات قانون القضاء العدلي. وهو ما تحوّل لاحقاً اسلوب تحرّك قادته وزيرة العدل ماري كلود نجم ومجلس القضاء الأعلى، بناءً على ما قالت به المادة 95 من القانون. وعليه، تجدر الإشارة الى مضمون هذه المادة معدّلة «بموجب قانون 389 /2001» والتي كان التحقيق معه سيجري على اساسها، وقالت ما حرفيته: « خارجاً عن كل ملاحقة تأديبية، لمجلس القضاء ان يقرّر في أي وقت عدم أهلية القاضي الأصيل بقرار معلّل يصدر بناء على إقتراح هيئة التفتيش القضائي، وبعد الإستماع الى القاضي المعني، وذلك بأكترية ثمانية من اعضائه». و»لا تقبل قرارات مجلس القضاء الأعلى في شأن اهلية المرشح للاشتراك في المباراة كقاضٍ متدرج أو أصيل أو في شان أهلية القاضي المتدرج أو الأصيل، والمتخذة استناداً على أحكام هذا المرسوم الإشتراعي، أي طريق من طرق المراجعة، بما فيه طلب الإبطال لسبب تجاوز حدّ السلطة». ومن دون الدخول في كثير من التفاصيل، يجدر التوقف عند تجاهل القاضي مازح ما تقول به اتفاقية فيينا الصادرة عام 1961، التي ترعى العلاقات الديبلوماسية بين الدول، وما تقول به القوانين والأعراف الأخرى، ودور وزارة الخارجية في مثل هذه المخالفات ان وجدت. وعليه، فقد لفتت المراجع القضائية الى مضمون ما انتهت اليه تغريدته على صفحته الخاصة عبر «تويتر»، لتناقضها ومضمون «قَسَم القاضي»، عندما انهاها بقوله «الحمدلله ربّ العالمين، وبالإذن من سيدي الإمام الحسين وسيدي علي الأكبر» بعدما عبّر عن لا مبالاته، «إذًا، لا أبالي إذا ما وقَّعت على العقوبة ام وقعت العقوبة عليّ». وانتهت المراجع القضائية لتقول: «انّ ما جاء في هذه التغريدة أضاف مخالفة أخرى اكثر جسامة من تلك المرتكبة من قبل، ولم يُقدم عليها احد في تاريخ القضاء. وان كان هناك جدل، لربما حول خروجه عن مضمون المادة 95 من قانون القضاء العدلي، فإنّ طلبه الإذن كما قال: «من سيدي الامام الحسين» ونجله «سيدي علي الاكبر» دافع اكبر لقبول الاستقالة. فإشارته الى اي شعار لا ينصّ عليه قَسَمه يعني انّه مستعد ليترجم «حقه بإيمانه الديني» على احكامه القضائية، وهو خروج على ما يقتضيه بقاؤه في السلك، يُضاف اليها تعبيره عن إقتناع لا يمكن ترجمته على «قوس المحكمة»، فيتوقف الجدل حول ما حصل، واقتضى التصويب.

 

الأزمة تتمدّد إلى “صحن” الجيش.. وتقشّف في عهد رئيس كان قائده

ماجدة عازار/نداء الوطن/02 تموز/2020

قرار قيادة الجيش الأخير بالإستغناء عن اللحوم في طعام العسكريين اثناء الخدمة، إن صحّ، فإنه يشكّل انتكاسة جديدة تُضاف الى سلسلة انتكاسات أمكن تسجيلها في ظل عهد رئيس، تولى يوماً زمام المؤسسة العسكرية، ووُلد من رحمها، لأن وجبة كل عسكري، في عهده يجب أن تكون مُعززة كي يتمكّن الجيش من القيام بالمهام المنوطة به، لا أن يتعرّض للتقنين في طعامه، بعدما انخفضت قيمة راتبه بفعل تحليق الدولار، وأُنهكت قواه في زواريب الشوارع.

هذا ما أجمع عليه المراقبون، فما حصل في نظرهم، يُشكّل ضربة معنوية للعهد. ويذكّر هؤلاء بأن الاستقرار يقوم على ركائز ثلاث: المالية وقد انهارت والسياسية وهي غير موجودة بفعل الانقسام السياسي وغياب الوحدة الوطنية، وتبقى الثالثة والاخيرة، وهي المؤسسة العسكرية، وأي انهيار فيها لا سمح الله، يعني انهيار الهيكل اللبناني. وبالتالي، فإن ما يتعرّض له الجيش في هذه المرحلة خطير. وفي حين دعا النائب مروان حمادة “العماد عون وحكومته الموقّرة، الى إسداء خدمة أخيرة للشعب اللبناني بالاعتزال فوراً قبل فوات الاوان، وبعدما بلغت الامور حدّاً أشارت اليه الكنيسة المارونية عبر تأكيد البطريرك الراعي بأن انقاذ لبنان 2020 في مئويته الاولى، قد يحتاج جهداً لا يقل تضحية وتعبئة لبنانية ودولية عما بذل لإنشاء لبنان الكبير العام 1920 مع البطريرك الحويك، استمزجت “نداء الوطن” مواقف نواب، عمداء سابقين حول إخراج اللحم من طعام الجيش وتحوّله تدريجياً جيشاً نباتياً، فتنوعت الأجوبة لكن الجميع توحّد حول التأكيد ان الجيش يبقى الضامن الوحيد للبلاد.

قاطيشا: ما يحصل خطير جداً

قال النائب وهبي قاطيشا: “الجيوش التي تجوع، لا تُقاتل، ولا تُنفّذ مهمّات، ولا تضبط أمناً، ويُخشى عندها من زرع الفوضى. وعبر التاريخ، الجيوش التي جاعت تفكّكت وتحوّلت عصابات مسلحة في المناطق التي كانت تُسيطر عليها سابقاً. لذلك خطر كبير على جيشنا ألّا يتغذّى، او ان يتعرّض للجوع، وهذه سابقة لم تحصل من قبل، حصل شيء من قبيلها في اواخر الثمانينات عندما كان العماد عون قائداً للجيش، وتلقّى اعانات مالية من الشهيد رفيق الحريري وتم توزيع مبالغ ضئيلة على العسكريين كسند للعائلات وليس من اجل مأكل الجيش في المطبخ. لذلك، اعتبر ما يتعرّض له جيشنا اليوم هو خطير وخطير جداً، خصوصاً في ظل الضائقة المالية والجوع الذي يشهده لبنان. فاذا جاع الجيش، وانتشرت الفوضى، نخشى من أن يصبح عاجزاً عن تنفيذ المهمّات او عن ضبط الامن، فيفلت عندها “الملق” في كل المناطق، وتحكم شريعة الغاب. والخوف الاكبر من انقسام الساحة اللبنانية الى ساحات جغرافية عدّة، في عكّار والبقاع والشمال والجنوب وجبل لبنان وبيروت وتفريخ الدويلات في كل منطقة ومدينة وحيّ، فعندها يصبح اللبنانيون خاضعين للمسلحين وهم عناصر الجيش وتدبّ الفوضى في كل انحاء البلاد. لذلك هذا أمر خطير جداً ويجب ان تتنبّه له الدولة والحكومة وان تعالج الأزمة بشكل جدي، وألا تترك الجيش يتعرّض للجوع مهما كان الثمن، علماً ان جيشنا انضباطي جداً على شاكلة الجيوش الغربية، فهو ليس جيش النظام او جيش الحاكم بل جيش الدولة جيش اللبنانيين. فاذا اوصلناه الى هذه الدرجة من الفوضى والجوع يُخشى ان يتفكك لاحقاً، واذا تفكك الجيش يُقضى على لبنان”.

بانو: تخفيض وليس حرماناً

وأوضح العميد انطوان بانو انه “بادرت الى الاتصال بمسؤولين في قيادة الجيش وبعدد من رفاقي الضباط في الوحدات العملانية. فأبلغوني أنه بسبب تدنّي القيمة الشرائية للأموال المخصصة لتغطية نفقات التغذية، ارتأى القيّمون تخفيض كمية اللحوم التي تُقّدم لوجبات العسكريين واستبدالها بالدجاج”.

وشدد على ان الواجب اليوم تجاه المؤسسة العسكرية هو تقديم كلّ الدعم الممكن ورفع ميزانيتها في هذا الوقت العصيب على غرار دعم المستشفيات الخاصة والسعي لدعم القطاع التربوي، وقال: “هذا واجب عليّ كوني أولاً ابن المؤسسة العسكرية وثانياً كوني عضواً في المجلس النيابي”. وتمنى “على الأصوات النشاز التي نسمعها اليوم عدم اللعب على وتر الشعبوية واستثمار ما يجري في زواريب السياسة الضيقة، التي تحاول للأسف مرة جديدة رمي المسؤولية على عهد الرئيس ميشال عون الذي هو من رحم الجيش”.

طالوزيان: لينتفضوا فالبلد “رح يطير”

النائب جان طالوزيان استذكر الفترة التي امضاها في الخدمة العسكرية وقال: “مرت علينا ايام اكثر صعوبة وبلغت رواتبنا 30 دولاراً في الشهر مع التلاعب الحاصل بالعملة الخضراء، وتناولنا طعاماً مطهواً بلحم المعلبات وكنا نقاتل في الوقت نفسه. والمشكلة اليوم كبيرة جداً وهي ليست على الجيش وحده بل على كل البلد وعلينا ان نتحمل سوياً”. وقال: “انا ضد “يشيلو فرنك” من الجيش لكن المشكلة أكبر منه، المشكلة ان البلد رح يطير، والتضحية مطلوبة من الجميع”.

واعتبر ان “الجيش يجب ان ينتفض ليس بسبب طعامه، فهذا آخر همه بل لأن البلد “رح يطير”. يجب ان ينتفض الجميع لكن ليس ان تذهب الثورة في اتجاه آخر، بل ان ينتفضوا من اجل الوضع المعيشي السيئ من اجل الاصلاح فالعسكري يبقى بلا طعام من اجل بقاء البلد. فما يحصل هو أخطر من انقلاب كنا نشبه اوروبا واليوم صرنا نشبه سوريا وان شاء الله لا نصير اسوأ، والجيش هو أكثر من يعضّ على الجرح عندما يكون الوطن موجوعاً”.

روكز: سيتأثّر معنوياً

النائب شامل روكز لفت الى ان السلك العسكري لديه نفس معاناة الشعب اللبناني ووجعه ويواجه نفس الظروف وقال: بالطبع لن ينقطع الطعام عن الجيش لكن ما يحصل ستكون له ارتدادات معنوية كثيرة على العسكر”.

وأكد ان “على المجموعة السياسية التي اوصلت البلد الى ما وصل اليه اليوم تحمّل المسؤولية والتفتيش عن حلول أخرى”. وشدد على “ضرورة الحفاظ على معنويات الجيش ومعالجة الأمر بطريقة لا تؤثر على مردوده”. وأضاف: “السلطة تريد تركيب الامور على ذوقها وتضع الجيش في موقف صعب وهو لا يستطيع ان يتحمّل الى هذا الحدّ، بين وضع اقتصادي متردّ، والضغط الذي يتعرض له من جهة، والتطاول عليه في الشارع من جهة اخرى”. وقال: “موقفي من الثورة معروف ومع تأييدنا لحق التظاهر والتعبير عن المطالب المحقة وتعاطفنا مع معاناة الشعب في ظروف مأسوية على الجميع ان يتحملوا مسؤولياته، فالمؤسسة العسكرية لا يوجد غيرها ضمانة، فعلى السلطة ان تراعي وضعها وتحافظ على معنوياتها في الظروف الاستثنائية”.

ورأى روكز ان استقالة الحكومة تحل جزءاً كبيراً من المشكلة منتقداً “أداءها المتردد”، ومؤيداً تأليف حكومة جديدة مستقلة من كل الالوان وتضم أصحاب خبرات تتمتع بصلاحيات استثنائية وقدرة على التشريع.

سكرية: تعديل شروط الوجبة طبيعي

العميد الوليد سكرية لفت الى ان “التقشّف شمل كل الشرائح نتيجة انخفاض قيمة العملة الوطنية وتقلّص قدرة المواطنين الشرائية”. وقال: “الجيش مؤسسة لها موازنة من ضمن الموازنة العامة وجزء من موازنته للصيانة والطبابة وجزء آخر للتغذية. وكلفة تغذية كل عسكري كل يوم تُحتسب في ضوء دراسة علمية، وما يتطلّب من انواع غذاء يُدرس ويحدّد وعلى ضوء هذه الدراسة تُحدّد الوجبة الغذائية وكلفتها بسعر اجمالي يكون منخفضاً في ضوء مناقصات يتقدم بها المتعهدون. اليوم ونتيجة خفض سعر الليرة، حكماً هذه المواد اصبح من الصعب على المتعهدين تأمينها وفق تصاعد الاسعار، مما يدفع الجيش لإعادة تحديد المواد الغذائية المطلوبة وفق الموازنة المحددة والاسعار الرائجة، فيضطر لالغاء بعضها مثل اللحمة والتعويض بمواد أخرى ارخص وهذا شكل من اشكال التقشف يعتمده الجيش، تمشياً مع وضع مالية الدولة على الّا يقلص القيمة الغذائية للوجبة”.

أضاف: “التدبير الذي اعتمده الجيش اليوم لا انعكاسات له عندما يرى العسكري ان كل الشعب في حالة تقشّف، سيأخذ في الاعتبار ان هذا الوضع هو وضع الجميع. فتعديل شروط الوجبة الغذائية طبيعي وفقاً للوضع المالي شرط ألا يُنتقص منها على نحو يؤثّر على قدراته”.

ورأى سكرية ان “ما يحصل لن يؤثر على معنويات العسكريين لأن لبنان بأسره في انهيار معيشي، واعتبر ان الحل يكون بأن تدرس الحكومة مع وزارة الدفاع تأمين مبلغ للحفاظ على النوعية الغذائية التي تؤمّن للعسكري المتطلبات الغذائية ليحافظ على قدرته.

لكن سكرية أكد أخيراً انه اذا استمر رفع الاسعار فسنصل الى وقت لا يستطيع الجيش تأمين الوجبات اللازمة لكل العسكريين، فيضطر الى زيادة نسبة المأذونين وتخفيض عدد العكسريين المُتغذّين، أي الجاهزين عملانياً، وهذا يؤثر سلباً على القدرة العملانية للجيش”.

 

حكومة العتمة… وفدرالية الكهرباء!

إيفون أنور صعيبي/نداء الوطن/02 تموز/2020

حتى اللحظة، لم ترد معلومات حول موعد وصول شحنة الغاز أويل لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، ولا حتى وصول شحنتي الفيول أويل (Grade A&B) بعدما أبلغت الشركة المورّدة أي “سوناطراك” (Sonatrach) الجهة المعنية وهي “مؤسسة كهرباء لبنان” ان موعد التسليم ليس بقريب. ذلك يعني ارتفاعاً حاداً وغير مسبوق في عدد ساعات التقنين، وصولاً الى التوقف الكامل والشامل عن انتاج الطاقة الكهربائية نتيجة نفاد مخزون المحروقات في المعامل. وبحسب المعلومات، فإنّ تاريخ وصول أول شحنة غاز أويل سيكون في حدود 20 تموز 2020 من “KPC ” الكويتية، وهو ما ينذر بانقطاع تام للكهرباء لنحو أسبوع ونصف في حال استمرّت الوزارة بالتخبّط في حلقة مفرغة من دون ان تتمكن من ايجاد حلّ سريع. وذلك يعني ايضاً ان “إشاعة” الفيول المغشوش لم تكن سوى قضية فريق سياسي “مغشوش” المعلومات والمصادر.

أما “بعض” القضاء المسيّس فلم يقم الا بالاستئثار في استخدام القوانين بلا أي تخصص في القضايا النفطية ولا حتى اثباتات، بل انه اتّخذ قرارات استنسابية أدت الى الحجز على سفينة “Baltic” لأكثر من شهر مما رتب غرامات كبيرة على كاهل الدولة وخزينتها العامة، بحجة انه يتوجب على شركة “سوناطراك” ان تدفع للجمارك 2.5 مرة سعر البضاعة. وهنا سؤال بديهي: لماذا لم تُستثنَ هذه الباخرة طالما أبدت الشركة المعنية حسن نيتها عبر عرضها باستبدال الشحنة غير المطابقة للمواصفات بأخرى؟ وكذلك الامر في ما خصّ سفينة توقيف “Asopos “ومنعها من التفريغ، ففُحِصت مادة الفيول المتواجدة على متنها أكثر من مرة ليتبين بعد حجزها لمدة اسبوعين انها خالية من العيوب التقنية.

واذا كان الهدف مما حصل في قضية الفيول غير المطابق للمواصفات تطيير الشركات الكبرى عبر إحراج “سوناطراك” وإخراجها من المعادلة النفطية، فقد تمّ ذلك بنجاح لكن من خلال استنزاف كلّ القوانين المرعية الاجراء لتحقيق الغاية، في حين كان من الاجدى مراسلة الشركة الجزائرية وإبلاغها برغبة الدولة في تغيير شروط التعاقد، بعيداً من نهج المسّ بسمعة شركة دولية وتعريض الأمن الطاقوي في البلاد للخطر لمآرب سياسية ضيّقة.

أدى الغاء العقد، بعد رفض تجديده من الجانب الجزائري وما يتبع ذلك من مماطلة وتلكّؤ في تسليم الشحنات المطلوبة، الى انقطاع كهرباء لبنان من الفيول والغاز أويل وذلك في ظل وضع مالي سيئ، وهو ما عبّر عنه وزير الطاقة ريمون غجر في إطلالته الإعلامية الأخيرة، مشدداً على ان لبنان “بات مفتقراً الى رفاهية الوقت لإبرام عقود جديدة لاستيراد الفيول أويل”، وهو ما يدلّ صراحة على “سكيزوفرينيا” الاستراتيجيات والخطط التي تؤدي الى نتائج عكسية بدلاً من الانجازات المنتظرة.

أما بواخر “كارادينيز” التركية، فمتوقفة عن الإنتاج بعد تقاعس الدولة عن ايفاء التزاماتها بالدولار بالاضافة الى عجزها عن تأمين الفيول أويل.

يعمل معمل الزهراني حالياً بثلث قدرته فيما يختزن كمية محروقات تكفي حتى السبت المقبل أي بعد يومين فقط، اما معمل دير عمار فيعمل بنصف طاقته الإنتاجية ليكون الاثنين المقبل اليوم الأخير قبل ان يطفئ انواره يوم الثلثاء الاسود.

في هذا السياق، يتساءل مصدر متابع عن “سبب عدم تطبيق حلّ الـspot cargo لشراء الفيول بطريقة “غب الطلب” وتأمين كهرباء للمواطن الذي سيدفع فاتورة مضاعفة للمولدات الخاصة. وبحسب المصدر لقد حان الوقت لـ”تصحيح” التعرفة الكهربائية عبر زيادتها بنسبة معقولة. لكن يبدو ان الدولة تتهرب من انتاج الكهرباء لخفض وكبح الخسائر المتأتية من آلية شراء المحروقات للانتاج الكهربائي وبيعه بأقل من سعره بـ 60% جراء عدم الجباية العادلة بين المناطق بالاضافة الى الهدر الفني”.

في موازاة ذلك، علمت “نداء الوطن” ان “كهرباء لبنان” طلبت من “منشآت طرابلس والزهراني” تزويدها بالديزل أويل لتفادي إطفاء المعامل نهائياً. فهل تستجيب الوزارة لهذا الطلب؟ أم تُترك كمية المازوت المتوفرة لتغذية السوق المحلية وتحديداً المولدات؟ أم تُترك للتهريب إلى سوريا؟ وهل تشير هذه المعمعة التي ستترك لبنان لاول مرة في عتمة تامة منذ حرب السبعينات الى التوجه نحو فدرالية كهربائية، بحيث يؤمّن “زويعم” كل منطقة الطاقة لأتباعه؟

 

الدولار والحزب يوحّدان المسارين

خيرالله خيرالله/اساس ميديا/الخميس 02 تموز 2020

أخيراً، تحقّقت وحدة المسارين بين لبنان وسوريا. ما حلم به حافظ الأسد وما حلم به بعده بشّار الأسد، صار حقيقة على أرض الواقعين السوري واللبناني. حقيقة صنعها الدولار المفقود في البلدين... و"حزب الله".

ثمّة حاجة إلى تقديم شكر كبير إلى "حزب الله"، ومن خلفه إيران، على ضمّ لبنان إلى الدول المفلسة التي لا مستقبل لها في المنطقة. عمل الحزب كلّ ما يستطيع منذ العام 2011، وحتى قبل ذلك، على تحويل لبنان جزءاً لا يتجزّأ من الحرب التي يشنّها النظام السوري على شعبه.

يحصد لبنان حالياً ما زرعه "حزب الله" في سوريا. ما نشهده هذه الأيّام يتجاوز بكثير التورّط المباشر في الحرب على السوريين. ما نشهده يتمثّل في استطاعة "حزب الله" جعل الرابط المذهبي يعلو على كلّ ما عداه في العلاقة بين لبنان وسوريا، أي الرابط بين دولة مستقلّة ودولة اخرى.

بكلام أوضح، كان هدف "حزب الله"، بناء على طلب إيراني، العمل على إنقاذ النظام السوري من منطلق مرتبط بالهويّة المذهبية لهذا النظام الأقلّوي، قبل أيّ شيء آخر. في ظلّ هذا الطلب، لم تعد الحدود اللبنانية موجودة. لم تعد السيادة الوطنية اللبنانية، أو ما بقي منها أصلاً، قائمة. الأهمّ من ذلك كلّه، لم يعد لبنان سوى جرم يدور في الفلك الإيراني لا دور له سوى دور "الساحة" التي تستخدم لدعم النظام السوري بغضّ النظر عن الكلفة التي ستترتّب على لبنان واللبنانيين، بما في ذلك الشيعة. بات لبنان، باقتصاده ومصالحه الوطنية، امتداداً طبيعياً لما يدور في سوريا على كلّ صعيد، بما في ذلك دخول "قانون قيصر" حيّز التنفيذ ابتداء من السابع عشر من حزيران الماضي.

كان هدف "حزب الله"، بناء على طلب إيراني، العمل على إنقاذ النظام السوري من منطلق مرتبط بالهويّة المذهبية لهذا النظام الأقلّوي

بقي لبنان منذ استقلاله في العام 1943 في معزل عن دوامة الانهيارات الاقتصادية التي تسبّبت بها قوانين توصف بأنّها اشتراكية، في حين كانت مجرّد وسيلة لإفقار الشعب والسيطرة عليه. هذا ما حصل في سوريا بالذات التي هرب معظم رجال الأعمال فيها إلى لبنان في ستينات القرن الماضي وسبعيناته، وأقاموا فيه مشاريع في قطاعات مختلفة، بما في ذلك القطاع المصرفي والعقاري. ساعدت هذه المشاريع في ازدهار لبنان. ساهمت أيضاً في تحويله إلى جزيرة استقرار يلجأ اليها المستثمرون العرب والأجانب. بقي الأمر على هذه الحال إلى العام 1975 حين بدأت أوضاع لبنان تتدهور. ما بقي من لبنان هو النظام المصرفي الذي قاوم طويلاً الوصاية السورية ثم الوصاية الإيرانية... وصولاً إلى التورّط المباشر لـ"حزب الله" في الحرب السورية واستخدامه لبنان في الحرب التي يتولاها نظام آل الأسد على السوريين.

ما يحصل حالياً هو تحقيق لوحدة المسارين السوري واللبناني على قاعدة غياب الدولار، وهو غياب يجمع حالياً بين سوريا ولبنان اللذين صارا أقرب إلى بعضهما بعضاً أكثر من أيّ وقت، منذ أيّام الوحدة الاقتصادية، عندما كانت عملتهما واحدة وكان هناك مصرف سوريا ولبنان.

في ربيع العام 1990، قبل مغامرة صدّام حسين في الكويت وقبل انتخاب إلياس الهراوي رئيساً للجمهورية اللبنانية خلفاً لرينيه معوّض، انعقدت في تونس الدورة الأخيرة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية. كان على رأس الوفد اللبناني السفير سهيل شمّاس، الأمين العام لوزارة الخارجية وقتذاك، وكان الوفد السوري برئاسة وزير الخارجية فاروق الشرع.

لعب الشاذلي القليبي، رحمه الله، الأمين العام لجامعة الدول العربية في تلك المرحلة، وديبلوماسيون عرب، استنجد بهم الوفد اللبناني سرّاً، جهوداً للفصل بين المسارين اللبناني والسوري

فوجئ الوفد اللبناني، الذي كان هامش المناورة لديه ضيّقاً بسبب الوضع الداخلي والفراغ الذي خلّفه اغتيال رئيس الجمهورية رينيه معوّض، بما ورد في مسودّة مشروع القرار المتعلّق بالصراع العربي – الإسرائيلي. ورد في نصّ المسودة ربط بين القرارين 242 و425 الصادرين عن مجلس الأمن، مع ما يعنيه ذلك من ربط بين الانسحاب الإسرائيلي من الجولان المحتل منذ العام 1967 ومن جنوب لبنان حيث كانت تحتلّ إسرائيل شريطاً حدودياً منذ العام 1978 تاريخ صدور القرار 425.

كان واضحاً أن الجانب السوري أراد استغلال الوضع الذي يعيش فيه لبنان في ظلّ وجود حكومتين فيه، إحداهما في قصر بعبدا برئاسة ميشال عون وأخرى في بيروت برئاسة سليم الحص، لتمرير قرار يؤكّد وحدة المسارين.

لعب الشاذلي القليبي، رحمه الله، الأمين العام لجامعة الدول العربية في تلك المرحلة، وديبلوماسيون عرب، استنجد بهم الوفد اللبناني سرّاً، جهوداً للفصل بين المسارين اللبناني والسوري. صار لكلّ منهما بند خاص به. وضع الشاذلي القليبي وديبلوماسيون عرب حدّاً لمناورة قام بها فاروق الشرع باسم النظام السوري الذي سعى إلى جعل لبنان أسير تنفيذ القرار 242 الذي لم يرد حافظ الأسد تنفيذه في يوم من الأيّام. فالجولان كان بالنسبة إليه ورقة يمكن استخدامها في المساومات الإقليمية. وهذا ما يفسّر جنون النظام السوري لدى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان والسعي إلى اختلاق قضيّة اسمها مزارع شبعا. هذه المزارع التي كان يسيطر عليها الجيش السوري لدى وقوعها تحت الاحتلال في 1967 والتي ينطبق عليها القرار 242.

بعد ثلاثين عاماً توحّد المساران. وحّدهما "حزب الله". وحّدهما عملياً الدولار. على العكس من منطق التاريخ، أسقطت برلين الشرقية برلين الغربية، في حين أن المنطق كان يقول إن الغلبة يجب أن تكون لبرلين الغربية. هذا ما حدث على أرض الواقع، هذا ما يفترض أن يحصل إذا تخلّص لبنان يوماً، قبل فوات الأوان، من الوصاية الإيرانية وانتصرت ثقافة الحياة على ثقافة الموت...

 

إلى دياب "المتوتّر" في خطاب الوداع: دولة الرئيس... حكومتكَ سبب الحصار

محمد بركات/اساس ميديا/الجمعة 03 تموز 2020

من يقرأ "خطاب" رئيس الحكومة حسان دياب في بداية جلسة مجلس الوزراء أمس، قد يظنّ أنّها خطبة الوداع. خطاب غاضب ومتوتّر، أتى وسط حركة سياسية "مشبوهة" بالنسبة إليه. فإضافة إلى الحركة التي شهدها دولته خلال الأسبوعين الماضيين، شهد أمس حركة لافتة. جبران باسيل في عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري. إيلي فرزلي في بيت الوسط، حيث دعا إلى تشكيل حكومة جديدة. لم يطل الأمر حتى غرّد وئام وهاب داعياً دياب إلى الاستقالة "قبل أن يسقطوه في الشارع". ثم حذف التغريدة. ولحق بهم الرئيس سعد الحريري بإعلان "شروط للعودة إلى رئاسة الحكومة"، مصوّباً من الزاوية السعودية: "كيف لحكومة أن تطالب الخليج بالمساعدات وفيها فرقاء يصفقون كلما سقط صاروخ حوثي في السعودية". وكان كلّ هذا استبق بتسريب أحاديث إلى جرائد ومواقع موقعة باسم "قوى من الحاضنة السياسية للحكومة" و"مصادر نيابية من قوى مشاركة في الحكومة"، تعلن عن أن تغيير الحكومة بات ضرورياً.

لنعد إلى خطاب دياب. ثمة معطيات تجمّعت لدى الرجل يبدو أنّها باتت تقلقه. لم يكن متوتّراً هكذا من قبل. كانت خطاباته تتراوح بين الهجوم على "ثلاثين سنة مضت" وبين الحديث عن إنجازات الـ"97 %".

أمس تحدث كمن يقدّم جردة حساب قبل الخروج من السراي الكبير. اشتكى من "حصار سياسي مالي لتجويع اللبنانيين" ممن "يدّعون أنّهم يريدون مساعدة الشعب اللبناني". وهو على الأرجح يقصد المجتمع الدولي، إلا إذا كان وليد جنبلاط وسمير جعجع، أو حتّى المتظاهرون، هم الذين يحاصرون لبنان.

هل غاب عن بال الرئيس أنّ لبنان هو الذي لا يحوّل الدولارات إلى الخارج لأنّها غير موجودة؟ وأنّنا بتنا "على الحديدة"؟

هل نسيت الحكومة أنّ المجتمع الدولي يعرف حقيقة القوى التي شكّلتها وتقف خلفها؟

لبنان ليس مُحاصراً من أحد. البحر مفتوح، كذلك المطار والحدود البريّة. لا حصار عسكرياً ولا أمنياً ولا مالياً. كلّ ما هنالك أنّ العرب لا يريدون أن يعطونا من "حرّ مالهم"، وكذلك الأوروبيون والأميركيون. هذا لا يسمّى حصاراً.

هل على المجتمع الدولي "ضربة لازم" اسمها لبنان؟ هل هناك من هو مجبور على تحويل الأموال إلينا؟ هل لدى الدولة أموال "محاصرة" في مصرف ما خارج لبنان؟

ليس على حدّ علمنا. لبنان ليس مُحاصراً يا دولة الرئيس. يمكن لأيّ كان، من أصدقاء الحكومة، في الداخل والخارج، أن يأتي إلى لبنان وأن يخرج منه، أن يحوّل إلينا المال، أو أن يورّد إلينا ما يريد. يمكن لحلفاء هذه الحكومة أن يقدّموا لها المساعدات. فنزويلا مثالٌ حاضرٌ. كذلك سوريا، يمكن أن تتبرّع بوديعة مليار أو ملياري دولار. ولا ننسَ إيران.

هل نسيت الحكومة أنّ المجتمع الدولي يعرف حقيقة القوى التي شكّلتها وتقف خلفها؟ أليس واضحاً أنّ المجتمع الدولي لم يبلع "طعم" الجنسيات الأميركية لبعض أعضاء الحكومة؟

يتحدث الرئيس دياب عن "مجهولين". يقول: "يلعبون لعبة رفع سعر الدولار الأميركي، والمضاربة على الليرة اللبنانية، ويحاولون تعطيل إجراءات الحكومة لمعالجة ارتفاع سعر الدولار". ويزيد: "يطالبوننا بإجراءات مالية، ويهرّبون الأموال إلى الخارج ويمنعون التحويلات إلى البلد، ويعطلون فتح الاعتمادات للفيول والمازوت والدواء والطحين، ليقطعوا الكهرباء عن اللبنانيين ويجوّعونهم ويتركونهم يموتون من دون أدوية. وفوق ذلك، يتحدثون عن حرصهم على لبنان ومساعدة الشعب اللبناني".

من هم هؤلاء المجهولون أيّها الرئيس؟

أنتَ شجاع ولا تخشى الأعاصير، و"تنقذ السفينة التي تكاد تغرق"، كما قلتَ في خطاب الـ"97 %". فسمّهم. إفضحهم واحداً واحداً. من هم؟ أخبرنا. أرجوك يا دولة الرئيس: أطلق العنان لخياراتك، أظنّه الوقت المناسب. إبدأ بـ"التدابير والإجراءات المتدرجة في كلّ المجالات" التي تحدّثتَ عنها. إبدأ قبل أن يشكّلوا حكومة جديدة وحينها سيتّهمونك بالتقصير. في الخطاب المتوتّر أمس، يتحدّث الرئيس عن قطع الطرق قائلاً: "ليس بالضرورة الجائعون الفعليون هم من يقطعون الطرقات. قطع الطرقات هو ضدّ الناس، وليس ضدّ الحكومة".

من يقطع الطرق؟ دونالد ترامب؟ CIA؟ الموساد؟ من؟

يمكنكم قراءة التقارير الأمنية: هناك رجل دخل وسرق من صيدلية علبتي "سيريلاك" ليطعم طفله الرضيع. وفي صيدلية أخرى رجل رفع المسدّس وطلب علبة حفاضات لطفله (الفيديو مرفق أدناه). الدكاكين بدأت تبيع السجائر "بالحبّة" وليس بالعلبة. الجيش توقف عن شراء اللحم لوجبات العسكريين. والعسكريون والموظفون قاربت رواتبهم الـ100 دولار مع وصول الدولار إلى 10500 في السوق السوداء اليوم.

دولة الرئيس، هناك وزيرة من حكومتكم "نزلت" إلى الشارع وكادت تبكي. وإذا حاول أحد من مندوبيكم أن يعثر على دولار واحد، بـ1500 ليرة أو حتّى بـ3850 ليرة، سندلّك على المجرمين الذين يتلاعبون بالليرة. هؤلاء لبنانيون مضطّرون لشراء الدولار. أعرف المئات منهم. ألا تعرف أحد يبحث عن دولار ولا يجد؟

قبل ختام خطبته، يقول الرئيس دياب: " لدينا خيارات عديدة". أرجوك يا دولة الرئيس: أطلق العنان لخياراتك، أظنّه الوقت المناسب. إبدأ بـ"التدابير والإجراءات المتدرجة في كلّ المجالات" التي تحدّثتَ عنها. إبدأ قبل أن يشكّلوا حكومة جديدة وحينها سيتّهمونك بالتقصير.

دولة الرئيس، بصراحة مطلقة، وبكلّ احترام: أنتَ هو الحصار. ويمكنك أن تحاصر حصارك بالاستقالة وبالإعلان عن هويّات الذين حاصروا البلاد وعن أسباب الحصار.

حكومتكم لم تجد موعداً واحداً خارج الـ10452 كلم مربع. وإذا أردتَ أن تعرف أسباب الحصار، يمكنك العودة إلى الهويات السياسية للوزراء الذين يجاورونكَ. نحن محاصرون بسببكَ وبسبب حكومتكَ. أما الجائعون فيقطعون الطرق لأن لا سبيل آخر أمامهم للتعبير عن جوعهم، ولا شيء مجهول في كلّ ما يجري. الأمور واضحة: الحزب المسلّح الذي عيّنك هو المشكلة. إذهب وتحدّث معهم. إما تقنعهم، أو استقِل، واشهد أنّك بلّغت.

 

كلنا مخطئون.. كلنا نطرق على غير باب

زياد عيتاني/اساس ميديا/الجمعة 03 تموز 2020

.. يقول الكاتب الدرامي السوري إياد أبو الشامات على لسان المبدعة الممثلة كاريس بشار في مسلسل "غداً نلتقي": "كلنا مخطئون بالباب، كلنا نطرق على غير باب".

.. خيبة كبيرة تصيب أيّاً منا، وهو يطرق بقوة على أحد الأبواب كي يفتح له فيلاقي مقصده، فإذا بالباب وبعد قَرْعِ المُصرّ الواثق، يُفتح على مجهول يخاطبك قائلاً: "لقد قرعت على الباب الخطأ"..

لم تأت جملة إياد أبو الشامات في مسلسل "غداً نلتقي" كتتمة لسياق طويل، ولا هي بالجملة "الفضلة" التي يمكن إسقاطها من الحوار أو الحديث، بقدر ما هي جملة استنتاجية، لما يكتنزه عقل الكاتب، ولما يريد أن يقوله من خلال النص بأكمله والمشاهد برمتها، لا بل حركة الممثّلين والشخصيات بتفاصيلها...

.."كلنا مخطئون بالباب، كلنا نطرق على غير باب".

لقد تحوّلنا، نحن الشعب، إلى مجموعة تقف على الباب، نطرق عليه بأيدينا، متأمّلين أن يفتح لنا

.. المسلسل الذي تناول قضية اللاجئين السوريين في لبنان، كان يختصر حكاية اللجوء في مساحة الجغرافيا العربية، حيث باتت الشعوب العربية لاجئة حتى داخل أوطانها وقراها ومنازلها، وحتى على أسِرَّتَها التي تخلد كلّ ليلة إليها.

بالعودة الى لبنان، لقد تحوّلنا، نحن الشعب، إلى مجموعة تقف على الباب، نطرق عليه بأيدينا، متأمّلين أن يفتح لنا. نطرق جميعاً على باب واحد، لكن لكلٍّ منا مبتغاه، ولكلٍّ منا تصوّر خاص عما سيلاقيه عندما يُفتح الباب.

.. السلطة تطرق على باب الحفاظ على كونها سلطة، فتتعاطى بإنكار مع كلّ ما يحصل من حولها. هي تُغْمِضُ عينيها كي لا تشعر باهتزاز الزلزال الاجتماعي والمالي. تقمع الناس كي تحافظ كما تدّعي على القانون، وتخرق القوانين كي تستطيع إسكات الناس.

العونيون بلونهم البرتقالي يطرقون، وهم يظنّون أن أزمتهم هي في كيد الآخرين، كلّ الآخرين، لهم. يريدون لباسيلهم أن يكون رئيساً للجمهورية فكيف لهم أن يخرجوا من القصر إن خرج العماد منه؟ هم يعتقدون أن حقوق المسيحيين مغتصبة، وأنهم المرسلون إلى الأرض لتحصيل ما اغتصب وإعادة ما سُرق. هي مهمة وجودية بنظرهم، لا بل باتوا يعتبرون أنّ وجودهم يحدّد وجود المسيحيين أو عدمه في الشرق.

المستقبليون بلونهم الأزرق بدورهم يطرقون. يصرخون "سعد سعد سعد". فالدنيا محزنة بنظرهم من دون سعد. وعودته إلى السراي كما يعتقدون تعيد الحقوق، وكلّ ما هدر، وتمّ التنازل عنه وضاع.

السياديون بقايا 14 آذار، يطرقون أيضاً. وهم لم يفعلوا شيئاً منذ 14 آذار 2005 سوى الطرق على الباب

حركة أمل تطرق، قلقة على الشيعة في الشرق. وما ستحمله لهم الأيام. تبحث عن أجوبة. ماذا إن انكفأت طهران في الشرق؟ كيف نزيل الحقد الذي استوطن في العقول من بغداد وصولاً الى الشام؟

القوات اللبنانية تطرق بدورها. مرة ملامسة وتارة أخرى بتهذيب دون إزعاج، فهاجس السجن ما زال بالبال. واللعب في رحاب الوطن له تكاليف داخل القرى وفي الساحة المسيحية حيث الشعبوية تتقدّم كلّ حساب.

والجنبلاطيون يطرقون، ليس بهدف فتحه بل كي يضمنوا أنه في الشوف والجبل، ستُغلق كلّ الأبواب كي تبقى تلك البقعة الجغرافية بعيدة عن كلّ المصائب والأهوال.

السياديون بقايا 14 آذار، يطرقون أيضاً. وهم لم يفعلوا شيئاً منذ 14 آذار 2005 سوى الطرق على الباب. سواعدهم كسواعد الأطفال. ضرباتها لا تُسمع من خلف الباب. لكنّهم، على صمودهم، باقون.

الثورة والثوار يطرقون، ولا يعرفون لما يطرقون عليه. هل هو جوع أم وجع أم بحث عن وطن؟! منهم من يقول بمحاربة الفساد، وكلهم يقولون: "كلن يعني كلن" فيما الحقيقة تُظهر أن عدداً من مجموعاتهم تتبع لأحد من "كلن" أي الطبقة الحاكمة.

حزب الله يتأمل الجميع، وهم يطرقون. يسخر منهم. يسترخي ضاحكاً، فهو المدرك الصامت العارف، أن المطلوب ليس هذا الباب!

الكلّ يطرق على الباب. الكلّ مخطئ في الباب، حيث لا أمل في لبنان إلا بطرق باب واحد للوصول إلى الحل، وهو الاستراتيجية الدفاعية الذي عبره يمكن فتح كلّ الأبواب. وعودة الوطن للبنان أن يكون سلاح واحد لجيش واحد في دولة واحدة لها سورٌ وباب.

 

“فِلّوا والباقي علينا”… طوعاً وإلا جبراً

ألان سركيس/نداء الوطن/02 تموز/2020

لا تزال كلمات رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “فِلّوا والباقي علينا” التي أطلقها الأسبوع الماضي، تتردّد في الأروقة السياسية حول معانيها، وما إذا كانت هناك رسائل مبطّنة من وراء إطلاقها. خلع جعجع ثوب المهادنة الذي كان قد ارتداه وأطلق معركة التغيير الحكومي بعد الفشل في معالجة الملفات الحياتية، في حين أن القراءة “بين سطور” كلماته الثلاث تدل على أن هناك معركة قد تفتح قريباً لإسقاط الحكومة، حيث ستكون “القوات” في طليعة التحرّكات الشعبية المنظمة. “فلّوا والباقي علينا”، جملةٌ يُقسّمها “الحكيم” إلى شقّين، الشقّ الأول “فلّوا” يتعلّق بدعوته الفريق الحاكم إلى الرحيل، والتفسير لها أن كل طرف في بلد ديموقراطي يفشل في إخراج البلاد من الأزمة أو في تحقيق مشروعه السياسي أو في إنقاذ الجمهورية، يجب عليه تلقائياً أن يرحل، خصوصاً أننا لسنا في مرحلة عادية لنقول إن هذا الطرف جاء بمشروع سياسي فشل وعليه الرحيل، لكن هذا الفريق الحاكم نتيجة سياساته الداخلية والخارجية ودوره الإقليمي قاد لبنان إلى الإنهيار، ولم يكتفِ بذلك بل شكّل حكومة من لون واحد لم تتمكن من إخراج لبنان من أزمته، وبالتالي لماذا يجب الإنتظار، وماذا ننتظر من هذا الفريق حتى يرحل عن الحكم، وألا تكفي كل الإنهيارات لرحيله عن السلطة؟

ويبدو جعجع اليوم أكثر من أي يوم مضى مصمّماً على رحيل هذه المنظومة الحاكمة، لأنه يعتبر أنها أُعطيت فرصة ولم تستغلّها، لا بل أغرقت البلد أكثر، وأظهر أقطابها عدم قدرة على قيادة البلاد نحو شاطئ الأمان. لكن الرسالة الأهم التي يطلقها جعجع و”القوات” هي أنه “عليكم الرحيل تلقائياً وطوعاً أمام الإنهيار، أي الإستقالة طوعياً، وإذا رفضتم فستستقيلون جبراً تحت ضربات الضغط الشعبي الكبير، ومن ثم الذهاب إلى إنتخابات نيابية مبكرة تُنتج طبقة جديدة تُدير البلد بشكل أفضل”. أما بالنسبة إلى الشق الثاني من الجملة “والباقي علينا”، فيقصد به جعجع “أننا نحن نُحسن إدارة الدولة”، لكن لا يقصد أن “البديل عن 8 آذار هو فريق 14 آذار”، خصوصاً أن الشعب يقول “كلّن يعني كلّن”، لذلك فإن جعجع “متمسك بحكومة إختصاصيين مستقلة”.

ويتأكّد جعجع يوماً بعد يوم أنه “في ظل الأكثرية الحاكمة حالياً والممسوكة من “حزب الله”، لا يمكن التغيير مع أي حكومة، لأن الضغط مستمر من الغالبية المتحكّمة بالبلاد، لذلك إن أحد الحلول هو اللجوء إلى إنتخابات نيابية مبكرة تكفّ يد هذا الفريق وتُفسح المجال أمام أكثرية جديدة تباشر بتأليف حكومة تتناسب مع المرحلة، أي حكومة اختصاصيين مستقلّة تقود البلد إلى الخلاص. “الباقي علينا” بحسب جعجع أيضاً، تشير إلى “أننا نحن نضع الأسس الجديدة للمرحلة القادمة لإنقاذ لبنان لأننا نعلم كيف يُنقَذ البلد في حين أنكم تجهلون هذا الأمر. والإنقاذ يتمّ عبر ثلاثة عناوين أساسية هي: أولاً، أن يكون لبنان متصالحاً مع محيطه العربي والغربي والدولي لأن هذا البلد لا يمكنه أن يحصل على دعم مالي وهو متخاصم مع المجتمعين العربي والدولي. وثانياً، علينا الذهاب إلى تطبيق الدستور والإلتزام بمقتضياته لأن ما وصلنا إليه هو نتيجة الخروج عن الدستور والخروج أيضاً عن الشرعية العربية والدولية.

أما الأمر الثالث للإنقاذ فهو الذهاب إلى إدارة الدولة بشكل شفاف وفق القوانين المرعية ووفق الشفافية المطلوبة لبناء دولة المؤسسات، فهذه الإدارة لم تمارَس أبداً منذ العام 1990 وحتى اليوم سواء بسبب الإحتلال السوري في المرحلة الأولى أم بسبب الأزمة المتّصلة بسلاح “حزب الله” بعد الـ2005، لذلك فقد حان وقت الإدارة الرشيدة للدولة العتيدة.

 

النظام اللبناني يفترس ذاته

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

قبيل الانهيار العام الذي يعيشه لبنان، كان النظام السياسي فيه قد بلغ مرحلة الطائفية العليا أو القصوى. وهو نظام افترض الداعون إليه والذين عملوا على ترسيخه قابليته للبقاء والازدهار في ظروف إقليمية متغيرة وداخلية محتقنة.

باشرت «الطائفية العليا» ظهورها مع نهاية حقبة الوصاية السورية التي كانت قادرة بوسائل الضغط والترهيب والإكراه على إدارة الخلافات بين الطوائف اللبنانية وعلى إبقائها تحت سقف تحدده سلطات دمشق للتوتر المسموح للصراعات الطائفية أن تصل إليه. بل أن تفتعل الأجهزة السورية خلافات وتباينات بين حلفائها لضمان سيطرتها على كل القوى الطائفية – السياسية التي انضوت تحت مظلة النفوذ السوري بين العامين 1990 تاريخ نهاية الحرب الأهلية، و2005 سنة الخروج السوري من لبنان في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

المناخ الذي أنتجته انتخابات 2005 التشريعية الذي تكرست فيه «تسونامي» ميشال عون وتياره بين المسيحيين، ثم الحملة التي شنها «حزب الله» على حكومة فؤاد السنيورة بعد أسابيع من حرب يوليو (تموز) 2006 كتأكيد على تغيير الحرب ونتائجها التوازن السياسي الذي فرضه اغتيال الحريري والانسحاب السوري والمائل لغير مصلحة الحزب ومعسكره آنذاك، أخذ شكله المادي في اجتياح «حزب الله» والميليشيات الحليفة لبيروت الغربية في السابع من مايو (أيار) 2008 وإرغام الأطراف المختلفة على تبني اتفاق الدوحة الذي أقر عملياً تعديلات غير مكتوبة على اتفاق الطائف، وفتح الباب واسعاً أمام عودة المسيحيين بدعم من الثنائي الشيعي إلى مواقع القرار في الدولة.

جعل «التيار الوطني الحر» من شعار «استعادة حقوق المسيحيين» عنواناً لتصحيح الخلل الفعلي الذي طال الموقع المسيحي في تركيبة السلطة بسبب الوصاية السورية السابقة. لكنه ذهب بعيداً في المطالبة بالحقوق تلك إلى حد شكّل خرقاً للدستور وللطائف. وإذا كان لا خلاف على أن المسيحيين عموماً قد أسيئ تمثيلهم وانتقصت حقوقهم ضمن التقاسم لمناصب السلطة المعمول به في لبنان أثناء التطبيق السوري لمقررات الطائف، فإن الإصرار على تعميم التقاسم على جميع مستويات الوظيفة العامة وعلى انتزاع مواقع ومناصب كان يشغلها موظفون من طوائف أخرى، أضفى سمة انتقامية وكيدية على المطلب المسيحي المحق.

وبحسب الدستور الذي كرس عرفاً قديماً، يقتصر التوزيع الطائفي على مجلسي الوزراء والنواب ووظائف الفئة الأولى، إضافة إلى مراعاة التوزيع هذا في الأجهزة الأمنية والعسكرية، فتقسم الوظائف مناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

لكن نفوذ العونيين المتورم بفعل دعم «حزب الله» شجعهم على التمادي في التقاسم الطائفي وصولاً إلى فرض إجراءات غير قانونية من مثل تعليق العمل بنتائج امتحانات مجلس الخدمة المدنية التي يجب أن يخضع لها الساعون إلى العمل في القطاع العام

بل إن وظائف قليلة الخطر مثل حراس الأحراش اعترض التيار الوطني على عدم حصول مؤيديه على نصفها، بعدما تحول كل التمثيل المسيحي في القطاع العام إلى أنصار العونيين، في سياق الصراع على زعامة الطوائف المسيحية.

مهما يكن من أمر، لم تكن الجماعات السياسية – الطائفية الأخرى أكثر حرصاً على القطاع العام، فحشرت في المؤسسات التي تسيطر عليها الآلاف من الموظفين غير الضروريين الذين راحوا يشكلون عبئاً على الخزينة، ناهيك عن تقديمهم الولاء «لمرجعياتهم» الطائفية على الولاء للدولة بطبيعة الحال؛ ما أدى في نهاية المطاف إلى صبغ كل مؤسسة حكومية بصبغة الطائفة التي أدخلت أكبر عدد من أبنائها إليها. فمؤسسة الاتصالات «أوجيرو» للسنة، أما إدارة حصر التبغ «ريجي» فللشيعة… وهكذا دواليك.

عشية الأزمة الحالية كانت الطوائف قد أنجزت أو كادت توزيعها الوظائف العامة حتى المستويات الدنيا على بعضها ضمن عملية المحاصصة وتشارك المغانم ومكافأة الموالين. فانعدم هامش المناورة وإمكان تبديل الموظفين حسب الكفاءة، وتجمدت الدولة برمتها ضمن قوالب غير قابلة للإصلاح ما لم يجر هدم الهيكل على من فيه. ونشأت بذلك بنية شديدة التمحور حول التقاسم الطائفي، بحيث قُضي على كل أوجه الرقابة الداخلية ضمن المؤسسات، والخارجية التي يتعين على الهيئات التشريعية ممارسته وهذا الواقع، إضافة إلى تحميله الخزينة مصاريف ضخمة وغير مبررة، جعل من الدولة المصدر الأول لتمويل القوى السياسية الطائفية، نظراً إلى الشح الذي أصاب تدفق المال السياسي من الخارج لأسباب باتت معروفة. فتحولت الدولة إلى ممول للتيارات والأحزاب ولمافيات التوزيع والاستيراد المرتبطة بها سواء عبر مشاريع البنى التحتية أو الخدمات العامة أو الموظفين بمختلف أنواعهم

وعند الأخذ في الاعتبار الفساد المتفشي في الإدارة معطوفاً على ضآلة الواردات وأساليب «هندسة» الأموال العامة لخدمة قطاعات كانت تقف على شفير الإفلاس على غرار المصارف، تتضح عندنا صورة اتفقت فيها القوى السياسية مع بعضها مستخدمة شعارات «التسوية الرئاسية» و«المصلحة الوطنية» و«حقوق الطائفة» و«أم الصبي» وما شابه، على نهب الدولة لإدامة تسلط رؤوس الجماعات الأهلية. غني عن البيان أن هذه الآلية لا تختلف كثيراً عما يسمى «مخطط بونزي» الذي يُلخص بالأخذ من الذين تحت لإعطاء الذين فوق لينتهي المخطط إلى الإفلاس الشامل كما هو معروف. وجاء دفع التقاسم الطائفي إلى أقصاه ليبين لكل من في عينيه نظر استحالة المضي في هذا النوع من الشراكة القائمة على السرقة الموصوفة والعارية. بكلمات ثانية، أكلت «الطائفية العليا» نفسها بتجاهلها المنطق البسيط لإدارة الموارد الضئيلة والمجتمع المتنوع وضرورة الارتكاز على حد أدنى من العدالة الاجتماعية والعقلانية في توزيع الثروات الوطنية التي تبخرت كلها وبدأ اللبنانيون يكتشفون قلة حيلتهم أمام من سرقهم وأعينهم مفتوحة.

 

حسان دياب لخصومه: هاتوا حكومة بديلة وخذوا السراي!

كلير شكر/نداء الوطن/02 تموز/2020

بكثير من الواقعية تتعامل الحكومة مع التطورات المحطية بها. تدرك جيداً أنّها تخوض معارك على كل الجبهات: الجبهة الخارجية التي وضعتها على تقاطع الصراع الاقليمي الذي يقطع عنها اوكسجين المساعدات لألف سبب وسبب. الجبهة الداخلية التي تدفعها للتعاطي مع القوى السياسية على قاعدة “اللهم احمني من أصدقائي، أما اعدائي فأنا كفيل بهم”. تكاد تتفق كل القوى السياسية، باستثناء “حزب الله”، على ضرورة إفشال حكومة حسان دياب، ولو أنّ سلوكها المتردد والغارق في كثرة الاجتماعات وقلة القرارات يزيد من أسباب فشلها أيضاً. لا أحد، من الطبقة السياسية يريد لهذه الحكومة أن تقدم نموذجاً ناجحاً. ولذا لا مانع أبداً من إكثار العصي في دواليبها. فضلاً عن أنّ مصالح هذه القوى السياسية باتت على الطاولة. كل خطوة قد تقدم عليها الحكومة في مسارها الإصلاحي هو عملياً مشروع قضم من طبق مصالح هذه القوى، ولذا سارعت إلى تطويق عمل الحكومة والتصدي لها عبر أكثر من وسيلة. في الشارع أحياناً وفي مجلس النواب أحياناً أخرى. ولا مانع أيضاً عبر “ودائعها” في مجلس الوزراء.

يعترف المدافعون عن الحكومة بأنّ الاخيرة ليست في أحسن أحوالها ولو أنّ تقليعتها كانت أفضل بكثير وقد تركت انطباعاً طيباً لدى الرأي العام في لحظة كانت فيها القوى السياسية تخبو في “أوكارها” خشية من غضب الشارع الذي تعامل مع الجالسين على “موائد القرار” وفق معادلة “كلن يعني كلن”، فلم يعف أياً من هؤلاء من “حجارة رجمه”، ما دفعهم إلى البحث عن صيغة حكومية تتلقف كرة النار من دون أن تحرقهم. وحين باتت مصالحهم في خطر وراح الشارع يبحث عن لقمة عيشه المهددة بفعل الانهيار المالي، عاد البحث من جديد عن صيغة تعيد “القدامى” إلى الواجهة ولو بحلّة جديدة.

ولكن بنظر المدافعين، لا تتحمل الحكومة وحدها وزر هذا التخبط الذي تعانيه. فهي تخوض مواجهات من “ذوي القربى” كما من الخارج، بعدما صارت اللعبة الداخلية جزءاً من أدوات الضغط الخارجي، بشقيه المالي والسياسي. وهذا ما يفسّر تلميحات بعض الوزراء وتهويلهم بالقفز بدورهم من مركب الحكومة.

كثيرة هي المؤشرات والأدلة التي ترفع من منسوب الشكوك في أذهان المدافعين عن الحكومة، حول مياه تجري من تحت أقدامها وتهدف إلى إغراق خطتها الاصلاحية وتطويعها، من خلال العمل الذي تقوم به لجنة تقصي الحقائق المنبثقة من لجنة المال والموازنة. بنظر هؤلاء ثمة قطبة مخفية لا ينظر إليها إلا بعين سياسية، خصوصاً وأنّها تزامنت مع استقالة مدير عام وزارة المال آلان بيفاني، في توقيت سياسي لا يمكن فصله أبداً عما يحصل في أروقة مجلس النواب. بالنتيجة، بات الحديث عن بديل للحكومة مستسهلاً. حتى أنّ رئيس الحكومة تحدث عن محاولة “انقلابية” قادها الخصوم عشية أحداث السادس من حزيران، للإطاحة بالحكومة والاتيان بواحدة جديدة.

عملياً، تشي السيناريوات المنطقية لأي محاولة لتغيير المشهد الحكومي، بأنّ البديل لن يكون أبداً ذا طبيعة سياسية، لسبيين جوهريين، أولهما رفض الشارع لهذه الصيغة المنبوذة، وثانيهما الصراعات السياسية الداخلية، وبنظر داعمي الحكومة أن معادلة سعد الحريري – جبران باسيل “سوياً في الحكومة أو سوياً خارجها” هي السائدة، فضلاً عن ربط الحكومة مصيرها بالانتخابات الرئاسية وصراع الموارنة عليها، حيث لا يبدي “حزب الله” أي إشارة الى نيته في المفاضلة بين حلفائه الموارنة، والمقصود بهم بشكل خاص رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.

كلها عوامل تجعل من احتمال قيام حكومة سياسية، غير قابل للحياة. وبالتالي إنّ السيناريو الأكثر منطقياً هو قيام حكومة تكنوقراط بنسخة منقحة ذات جدول أعمال واضح ومحدد ومتفاهم عليه مسبقاً. وبالتالي ما سيسري على الحكومة الحالية قد يسري على من سترثها في الظروف السياسية والتسهيلات الممكنة.

ولذا يصير موقف “حزب الله” هو الحاسم في هذا الشأن. يقول المواكبون لهذا الملف، إنّ “الحزب” مقتنع أنه قادر، حتى الآن على التصدي للهجمة الدولية التي يتعرض لها لبنان والحكومة، وبالتالي بإمكانه التحمل من دون التضحية بالحكومة. ولهذا لا يبدي أي ليونة لكسر الحكومة وإسقاطها بالضربة القاضية بعدما بات مصيرها مرتبطاً بالمواجهة الاقليمية. ولذا يتصرف على أنّها “أفضل المتاح” ويقفل الباب على كل طروحات التغيير والانقلاب.

الأهم من ذلك كله كما يقول المواكبون إنّ تجربة حسان دياب في الحكومة، نموذج من خارج السياق. إنّ مسألة الإطاحة بحكومته باتت تتعدى في حسابات “حزب الله”، اعتبار شخص رئيسها أو مكوناتها. صمود تلك التجربة هو ما يعني “حزب الله”. أما ما يمكن لها أن تنجزه، فتلك مسألة أخرى.

ولكن ماذا عن حسان دياب؟ يقول المطلعون على موقفه إنّه لن يقف حجر عثرة في وجه أي حكومة جديدة في حال تمّ التفاهم عليها. لا بل سيسهل مهمة الطهاة. هو لن يتردد في تسليم مفاتيح السراي لأي حكومة بديلة توضع مسودتها على طاولته، ولكنه في المقابل لن يسلم الكرسي لشغور قد يغرق البلد في المجهول. بالنتيجة، يقول هؤلاء إنّ دياب لن يكون رئيس حكومة تصريف أعمال بقرار ذاتي منه. أما غير ذلك، فليسقطوه في مجلس النواب وليتحملوا مسؤولية المجهول أو فليقدموا حكومة بديلة.

 

هل يتحوّل اللبناني حقل تجارب للأدوية غير المرجعية؟

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/02 تموز/2020

بانتظار إقرار “قانون الدواء” في المجلس النيابي خلال الشهرين المقبلين، يتخوّف المواطنون من تواصل فقدان بعض الأدوية من الصيدليات، ويهرع البعض إلى تخزين أدويتهم لأشهر مقبلة في “صيدلية المنزل”… أهمها أدوية أمراض القلب ومعالجة ارتفاع ضغط الدم والصرع والغدد والأدوية المدرّة للبول، وهي أدوية يعتمدون عليها بشكل دائم. وفي ظل استمرار الأزمة، هل امتد تهريب البضائع المدعومة من المصرف المركزي إلى سوريا عبر المعابر غير الشرعية من “الطحين والمازوت” ليصل إلى “الدواء”؟ وكأن هناك حالة نكران للواقع، لم يجد وزير الصحة، حمد حسن، مكاناً “للهلع”، إذ أكد في مؤتمر صحافي في الكرنتينا أن “سوق الدواء اللبنانية بمأمن عن التحديات”، زاعماً أن “المواطن لم يشعر بأزمة” ومعتبراً أن مسألة فقدان الأدوية بشكل مستمر وما يحصل “هو أمر طبيعي فقد يحصل تأخير لبعض الأدوية بضعة أيام، لكن هذا لا يعني أن هناك نقصاً بالأدوية!”

الدواء كالدولار

يقول الصيدلاني محمود منيمنة لـ”نداء الوطن” إنّ “الأدوية صارت كالدولار تماماً من ناحية تهافت المواطنين لشراء كميات إضافية منها، وتخبئتها في المنزل بخاصة منها الأدوية الدورية، التي لا يمكن الإستغناء عنها “، وأكمل: “من جهتنا في صيدلية منيمنة، تصلنا طلبيات كبيرة لم تكن تصلنا من قبل، مثلاً الدواء الذي كنا خلال السنوات الماضية نبيع منه 50 علبة خلال الشهر، صار مطلوباّ منه 200 علبة. وبالتوازي، المستورد الذي كان يرسل لنا 50 علبة صار يرسل لنا 10 علب محاربةً لهذه الظاهرة”. وتابع: “هنا يأتي دور الصيادلة في التصدي لهذا الأمر، ورفض بيع كميات كبيرة من الدواء نفسه، وطمأنة المواطنين وإخبارهم أن تصرفاتهم تضر بهم كمرضى بالدرجة الأولى، كما أنها تساهم في الإنقطاع التدريجي للأدوية”. هذا وقد برر نقيب الصيادلة غسان الأمين مسألة نقص الدواء وانقطاعه في حديثه إلى “نداء الوطن” بأنّه “حتى اللحظة ما زال الوضع محمولاً ومسيطراً عليه بشكل من الأشكال، ولكن هناك أسباباً كثيرة تقف وراء فقدان بعض الأدوية من الأسواق، ولو لمدة زمنية قصيرة، منها ما هو مرتبط بآلية الطلب التي وضعها البنك المركزي فور ارتفاع سعر الصرف، إذ يجب على مستوردي الأدوية بموجب قرار الدعم، تقديم طلب للمصرف الذي يتعاملون معه للحصول على دولارات تغطّي 85% من الفاتورة بحسب سعر الصرف الرسمي، على أن يتواصل بدوره هذا المصرف مع المصرف المركزي الذي يرسل إليه الموافقة حتى يتمكّن الوكيل من الاستيراد. والمُتعب في هذه العمليّة أنها تأخذ ما يقارب الشهرين أو أكثر، الأمر الذي يؤدّي بدوره إلى تأخر الإستيراد وفقدان الدواء من السوق ولو لمدة قصيرة. أما السبب الثاني فهو أن على الوكلاء شراء دولار من السوق السوداء على سعر مرتفع وغير ثابت يتراوح بين الـ5000 والـ8000 ليرة لتغطية نسبة الـ15% المتبقية من فاتورة الدواء، وهو ما يشكّل كذلك عبئاً كبيراً على المستوردين ويؤخر عملية الإستيراد. كما أنّ المصانع في الخارج باتت تتخوف من التعامل مع لبنان ولا تعدّه أولوية”.

ويكمل الأمين قائلاً: “أما السبب الثالث، فهو منوط بالسياسة الخاطئة التي اعتمدتها وزارة الصحة منذ عشرات السنين باعتمادها بنسبة 80% على الأدوية الغالية ذات العلامة التجارية، والتغاضي عن الاعتماد على الأدوية البديلة (الجينيريك) أي تلك التي تقوم على التركيبة نفسها وبسعر أقلّ. واليوم يحتاج القطاع أن يغير من سياساته مع تجهيز “مختبر مركزي رسمي” لتحليل الأدوية البديلة. ما يحتّم كذلك دعم الصناعة المحلية وحمايتها وتفضيلها، وبناء خطة على أن يكون الدواء متوفراً بسعر أرخص بخاصة الأدوية التي يحتاجها المرضى بشكل منتظم. لا بل تغيير قانون “الوصفة الطبية” والسماح للصيدلي بوصف دواء بديل من ذلك المدوّن من قبل الطبيب ما هو ممنوع حالياً. ويلفت الأمين إلى أنّه من المهم أيضاً “رفع هامش ربح الصيادلة إلى أكثر من 22% فالصيدلي لا يستورد ولا يسعّر الدواء، بل يلتزم التسعيرة الرسمية، وبالتالي خسر كثيراً”.

كارتيل تهريب الدواء

ويبدو أنّ فقدان بعض الأدوية والنقص في توافر البدائل، هما مؤشّران لأزمة أكبر، حذّر منها رئيس لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية النيابية، النائب عاصم عراجي، الذي أكّد لـ”نداء الوطن” أن “هناك أزمة في موضوع فقدان بعض الأدوية المهمّة من السوق اللبنانية، لا بل هناك “شُحّ” في توافر الأدوية التي يحتاجها المريض بانتظام، ولا سيّما أدوية القلب وأدوية در البول والتي لم تُفقد بسبب سعرها، فهذه الأدوية رخيصة جداً لا يتخطى سعرها الـ 8000 ليرة”.

وأشار عراجي الى أنّ لديه “تخوّفاً” من تهريب الدواء إلى الخارج، عبر كارتيلات تجارية انتهازية، كونه مدعوماً من مصرف لبنان بنسبة 85% ويصل إلى لبنان بسعر الصرف الرسمي، أي 1517 ليرة لبنانية للدولار الأميركي الواحد. وبالتالي، تماماً كالطحين والمازوت، هناك احتمالية أن تكون هذه الأدوية تعود وتصدّر إلى الخارج بأسعار أغلى، سواء عبر المرفأ بطرق رسمية حيث ليس هناك من منع لتصدير الدواء أو عبر المسالك غير الشرعية، بخاصة مع توقف معظم معامل الأدوية السورية عن الإنتاج، وارتفاع أسعار الأدوية في سوريا مع انخفاض سعر صرف الليرة السورية”. تابع عراجي: “سنتابع هذا الموضوع عن كثب مع وزير الصحة، فأنا أتلقى بشكل يومي اتصالات من مواطنين يخبرونني عن عدم قدرتهم على الحصول على دواء معيّن مثل دواء “لازيكس” وأدوية اخرى كـ”بورينكس وكوردارو وفلاسيند” مثلاً، وقد اعطينا بدائل عنه مصنعة في كندا وهذه البدائل ايضاً مفقودة”.

إستنزاف

في السياق، أوضح النائب فادي علامة لـ”نداء الوطن” أنّه “لا يمكننا أن نستمر في الإعتماد بشكل كلّي على الخارج، فموضوع دعم الدواء ما هو الا استنزاف للدولار الموجود في خزينة المصرف المركزي ومتعلق به وبقدرته على الإستمرار، إذ إننا ندفع حوالى مليار ونصف المليار دولار سنوياً ثمن الأدوية المستوردة من الخارج. وإنطلاقاً من هنا، علينا أن نسرع في اقرار القانون الّذي تقدّمنا به تحت عنوان “قانون الدواء”، كونه يرمي إلى تفعيل “المكتب الوطني للدواء” والإتفاق على هيئة ناظمة للدواء، وهي وكالة تتعاطى بموضوع الدواء على صعيد التسعير والنوعية وادارة المختبر المركزي المقفل منذ 20 عاماً.

وتابع علامة: “وعليه، فور اقرار هذا القانون، ستكون هناك صناعة وطنية للأدوية موضوعة تحت الإشراف ما يقلل بشكل كبير حجم الفاتورة الصحية التي يدعمها البنك المركزي حالياً، وبالتالي تفادي اخراج عملات أجنبية من البلد. فلبنان لديه القدرة على التصنيع المحلي للأدوية التي رصدنا انقطاعها بشكل مستمر، ولكن ما يعيقهم عن ذلك حالياً هو انعدام وجود آلية الحماية لهذا القطاع وهو ما سيوفره القانون ما إن يتم اقراره”. وختم علامة: “لدينا في لبنان ما يقارب الـ12 معملاً، زرت قسماً منها وعلمت أن ارتفاع اسعار الأدوية اللبنانية ما هو الا نتيجة لحجم الطلب القليل عليها، وهذا ما سيتغير مع اقرار القانون حيث أن الجهات الضامنة الرسمية ستعطي افضلية للدواء المحلي وتحميه، ليصل الدواء المحلي الى المواطن بنوعية جيدة وبكلفة مقبولة”.

حقل تجارب

وفي وسط كل هذه المعمعة، يأتي ملف “الأدوية الإيرانية” ليزيد الطين بلة، إذ يتحوّل المواطن فيه إلى “حقل تجارب للأدوية غير المرجعية”. ولفت عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي سعد لـ”نداء الوطن” الى أن “في لبنان 59 دواء Biosimilaires أتت من دول غير مرجعية ومشكوك بطريقة تسجيلها في وزارة الصحة اللبنانية، ولا تحمل شهادة الجودة، وهذا أمر أساسي لتسجيل الدواء في القانون اللبناني وفي قوانين وزارة الصحة وأهمها الأدوية الإيرانية، التي للأسف أدخلت إلى السوق بأمر وزاري، ألغي في استقدامها إجراء التحاليل المخبرية الإجبارية. وخلافاً لكل المعايير المتبعة والتسلسل الزمني لطلب التسجيل، تخطت الوزارة اجراءات التحاليل الإجبارية على تلك الأدوية متفادين الاستحصال على شهادة “حُسن الدواء” من المختبر المرجعي المُعتمد في الوزارة في إسبانيا، لأدوية “البدائل الحيوية” عبر فرض النفوذ واستعمال صلاحيات إستثنائية. فبعدما قُدمت اللائحة في أيلول صار الدواء جاهزاً ومسعراً في شباط، بعكس القرار 1504 الذي يقول انه يجب أن يكون هناك تسلسل زمني في تسجيل الأدوية بشرط تـحلـيلها مسبقاً في المختبرات”. في المقابل برر وزير الصحة حمد حسن ذلك تحت عنوان “عدم التسييس” متذرعاً بالنظام الإقتصادي الحر، وبأنه “يمكن لأي دولة ان تتقدم بتسجيل الدواء، وكل الدول الموجودة في مؤشر الادوية يمكنها ان تسجل الادوية من دون قيد او شرط”، راجياً “احترام خصوصية ومهنية وزارة الصحة وترك المناكفات السياسية جانباً”، من دون أن يتطرق لموضوع تسريع تسجيل الأدوية من دون شهادة موثوق بها.

 

ماذا لو استقال الكاظمي؟

مصطفى فحص/"الشرق الأوسط/02 تموز/2020

عندما يطالب زعيم ميليشيا مسلحة ممثلة في البرلمان رئيس الوزراء بعدم التدخل في شؤون البلاد الداخلية، نكون أمام فاجعتين؛ الأولى أن هناك من يتعامل مع موقع رئيس الوزراء على أنه مدير تنفيذي لشركة خاصة، تم تعيينه من قبل أطراف تمتلك أسهماً في شركة تجارية، ولا يحق لمديرها إلا تنفيذ ما اتفقوا عليه. أما الفاجعة الثانية فعندما يطلب المساهمون الذين يريدون الاحتفاظ بمكاسبهم من المدير الجديد أن يعالج أزمة شركتهم من دون المساس بامتيازاتهم، فالواضح بعد 17 عاماً على سقوط نظام صدام حسين، أنه قد سقط معه مشروع الدولة. إن العلاقة ما بين الدولة ومن ورثها من على ظهر الدبابة الأميركية لم تزل شائكة ومتناقضة، فلا الأطراف الممسكة بالسلطة قادرة على استيعاب شروطها، ولا ثوبهم بحجم مقاسها.

أزمة العراق ما بعد 2003 أن من تولى أمره لم يفهم حتى الآن معنى سيادة الدولة، وهو أصلاً لا يريدها، لكنه حريص على مغانم السلطة. هذه المعادلة ليست محصورة فقط بالبيت السياسي الشيعي الذي تحول إلى بيت سياسي مسلح بعد أن نجحت طهران في عسكرة الهوية العقائدية الولائية في البيئة الشيعية العراقية لاستخدامها لاحقاً في وجه دعاة الهوية الشيعية الوطنية وأولوياتهم العراقية، كما أن البيوتات السياسية الأخرى؛ السنية والكردية، استفادت هي أيضاً من فكرة السلطة على حساب الدولة، ولم تقدم نموذجاً في تعاطيها مع مؤسسة الدولة يختلف كثيراً عمّا قدمته الشيعية السياسية في العراق، بل أصرت على تثبيت سياسات الفرز والمحاصصة، لكن في لعبة الأحجام؛ فإن المسؤولية تقع على الجهة الكبرى وصاحبة القرار الذي حكم باسم الأغلبية.

أصحاب القرار في البيت السياسي الشيعي لم يسلموا مصطفى الكاظمي المنصب التنفيذي الأول إلا بعد وصولهم إلى طريق مسدودة، وانفجار تبايناتهم التي كادت تصل إلى نزاع مسلح أقرب إلى حرب أهلية شيعية - شيعية، وفي تعاطيهم معه الآن يتحملون مسؤولية إفراغ هذا المنصب من صلاحياته، وجعله على قياس مصالحهم، فما قاله زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي في الرسالة التي وجهها إلى مصطفى الكاظمي بعد العملية الأمنية ضد ميليشيا «الكاتيوشا»، تُعبر بوضوح عن مطالب هذه الجماعات المسلحة، التي تحصر دور هذه الحكومة في إخراجهم من مآزقهم المتراكمة منذ 17 عاماً، وتهيئة الظروف لعدم خسارتهم السلطة عبر انتخابات نيابية مبكرة، تسيطر على نتائجها عبر قانون انتخابي غير عادل وصناديق اقتراع محمية بسلاحهم.

هذه القوى العاجزة تطالب الكاظمي بالذهاب إلى الدول الغربية والعربية من أجل مساعدة العراق اقتصادياً وصحياً، وباعتقادها أن هذه الدول جمعيات خيرية، أو صليب أحمر دولي؛ ستلبي مطالبها، لكنها مصرة على عرقلته أمنياً وسياسياً، وتلوح باستجواب حكومته بحسبانها مقصرة في معالجة مشكلات العراقيين، والأخطر تلويحها بأنها تملك البدائل وبإمكانها إطاحة الكاظمي. لكن في تلك اللحظة عليها أن تتحمل المسؤولية، بعد إطاحتها آخر فرصة ممكنة لإنقاذ ما تبقى من الدولة، فحالة الإنكار التي تعيشها هذه القوى يصفها أحد المراقبين العراقيين بقوله: «ما يجب أن يقال لهم إذا أرادوا الانقلاب هو: فليتفضلوا. عندها فعليهم أن يتحملوا مسؤولية إدارة بلد مفلس يتفشى فيه الوباء بسرعة، إضافة إلى عزلة دولية وعقوبات أميركية ستجعل سعر الدينار ينهار بشكل أسرع من سعر الليرة اللبنانية والتومان الإيراني، ومن بعدها عليهم أن يتعاملوا مع شارع ساخط لم يعد أمامه من خيار إلا السحل».

بين التهديد بإقالته وتلويحه بالاستقالة، يحتفظ مصطفى الكاظمي بخياره الأخير، فقرار مغادرته المنصب سيعيد أزمة الطبقة الحاكمة إلى مربعها الأول، وسيضعها في مواجهة مفتوحة مع انتفاضة «الأول من تشرين»، فسلاح الاستقالة الذكي سيصيب هدفه بالصميم، لكن ما بعد الكاظمي سيختلف جذرياً عما سبقه، وسيضع العراق؛ دولة وشعباً، أمام شبح الفوضى والفراغ، وعلى الأرجح أنه آخر شخصية مدنية تحكم العراق قبل أن يملأ الفراغ جِزَم سوداء وقبعات حُمر.

 

القذافي و«الإخوان»... الحليف المحتقر

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

منذ تأسيس السعودية ورموز تنظيم «الإخوان» يرون فيها الهدف الاستراتيجي، والجغرافيا النوعية للتمدد والتأثير. يطمعون بما فيها من ثقل ديني، ومدد وجداني، ولما تختزنه من خيرات وثروات طائلة.

إن تاريخ «الإخوان» في السعودية المتراوح بين النفوذ والانكسار بات معروفاً، والأهم رصد ما يطفو على السطح من خطط ومؤامرات جنونية دبرت بليل وفهمه. التسريبات المزلزلة لم تقل كل الحقيقة، وإنما بعضها. منذ ظهور أول الصور لوفود «الإخوان» في الخليج إلى ليبيا والقصة فيها شبهة؛ لقاءات جمعتهم بالقذافي، وتصريحات ودودة، وثناء على «الإصلاحات السياسية»، كلها أساليب تنم عن وجود تحالف يتشكل بين الطرفين. والتحالف بين القذافي و«الإخوان» ليس استراتيجياً، وإنما تكتيكي، لم يكن يودهم وإنما يحتقرهم، لكنه أراد استخدامهم، وجد الطريق معبدة بسبب العلاقة الوثيقة مع حمد بن خليفة، استفاد من صلة القطريين بـ«الإخوان»، وحدد القذافي هدفه عبر عددٍ من النقاط، منها:

* توظيف «الإخوان» المسلمين بالخليج تحديداً لأهدافه السياسية، والأهم منها الإرهابية، كانت أفكاره عن السعودية غاية في السذاجة، لا يعرف تفاصيلها الدقيقة ولا يفهم عدتها وعتادها. لم يستمل القذافي سوى «الإخوان المسلمين» بالخليج بسبب عداوته الأولى للسعودية. اطمأن له «الإخوان»، لكنه لم يطمئن لهم، وجدهم أفضل من يصلونه ببقية التيارات الأصولية الأخرى، ففتح لهم المجالات وأغدق عليهم الدعم المطلق.

* علاوة على دعمه للمعارضين في لندن، وجد القذافي من إطلاق سجناء «الإخوان» فرصة لإثبات حسن النية لدى التنظيم. ما إن أطلقهم من السجن حتى وجّه بإدماجهم في التعليم ليدرّسوا الطلبة بالجامعات. يروي لي سياسي ومفكر ليبي عمل مع سيف الإسلام القذافي أنه تجرأ ورد بأن «عينهم، إذا رأيت، وزراء أو مسؤولين بالحكومة، ولكن أن تضعهم أساتذة بالجامعات فهذه مغامرة». ومما رواه عن سيف الإسلام قوله: «هل تصدّق أن شيخاً قطرياً (ذكر اسمه) قال لي بالحرف الواحد إنه عضو بالتنظيم الدولي لـ(الإخوان المسلمين)»؟!

* وجد القذافي في اليمن خاصرة رخوة، يمكنها أن تشكل إزعاجاً للسعوديين، فوسّط عبد الله منصور بينه وبين المكونات اليمنية لدعم أي تحرك ضد السعوديين، وقد تمكن وسيطه من تمويل ودعم مناوئين كثر ومنهم الحوثيون، أمل منهم تكوين خلايا إرهابية، والدخول في عراك يمكنه أن يضعف الحكومة السعودية أو يقضي على النظام. بهذه البساطة والسذاجة كان يفكر القذافي.

* نصيحة القطريين للقذافي أن يلوذ بـ«الإخوان» استحسنها. تملقهم وتملقوه؛ ولذا أصر عليهم في لقاءاته أن حافظوا على «الغطاء الإسلامي الدعوي»، هذه المظلة تمر على الحكومات، وتدغدغ مشاعر الجماهير. حثهم على إيقاظ غريزتين: القبليّة، والإسلامية، تلك كانت وسيلة التخادم الأبرز بين الطرفين، وربما تكشف التسجيلات اللاحقة عن استراتيجياتٍ أخرى.

الصراع الآن بين معسكرين لا ثالث لهما، بين الرؤى المدنية، ومشاريع التنمية والنهضة، ومسارات التنوير، وبين محور الشر، وفي مقدمتهم تنظيم «الإخوان المسلمين» وتيارات الأصولية المدمرة.

لحسن الحظ أن التسريبات كشفت لحكوماتٍ خليجية ربما وصفت بـ«المتراخية» في إجراءاتها تجاه المد الأصولي العنيف، الآن وقد حصحص الحق على العقلاء، إدراك الخطر الحقيقي، وأن المسألة تمس أمن الدول ومستقبلها وقابليتها للحياة.

لا بد من حملة تمشيط مشتركة بالخليج لتنظيف التعليم ومناهجه، والمؤسسات وكوادرها والقائمين عليها، والأحزاب وبرامجها، والخطابات وآيديولوجيتها، من أوضار الأصوليات والإرهاب. لقد قطعت دول مثل السعودية والإمارات والبحرين أشواطاً مذهلة في الحرب على «الإخوان».

هذه مرحلة فصل لا تحتمل الهزل، من لم يجرّم تنظيم «الإخوان» ويضعه على لائحة الإرهاب سيمسه من نارهم اللظى، وما كانوا يوماً حزباً سياسياً، وحين كُشفت مشاريعهم مبكراً في مصر أصدروا مكتباتٍ كاملة تتحدث عن التشويه والظلم والجور من قبل النظام المصري آنذاك، زعموا أن الدول لا تفهم مقصدهم السياسي، ولا مغزاهم الفكري. أتمنى من كل مسؤول لم يجرّم «الإخوان» قراءة ولو مقتطفاتٍ من رسائل حسن البنا، و«في ظلال القرآن» و«معالم في الطريق» لسيد قطب، و«واقعنا المعاصر» لمحمد قطب، والسياسة والحكم» لحسن الترابي، و«الحريات العامة في الدولة الإسلامية» للغنوشي، وكتيبات فتحي يكن، والصاوي، وليس انتهاءً بأشرطة وكاسيتات رموز «الإخوان» والصحوة الزاعقين على المجتمعات بالخليج طوال ثلاثين عاماً، ليروا هل هؤلاء يمكن وصفهم بالتيار السياسي؟! إن إعطاء الحق لـ«الإخوان» بالخليج لتشكيل أحزاب سياسية، وكتل برلمانية لا يختلف أبداً عن فتح المجال لـ«القاعدة» و«داعش» و«بوكو حرام» أن تشكل أحزابها وكتلها البرلمانية، لا فرق، بل إن جماعة «الإخوان» أخطر من تنظيمَي «القاعدة» و«داعش»؛ لأنها المحتوى الفكري والنظري والتنظيمي لكل جماعات العنف والإرهاب الأصولي بالعالم. والسعيد من وعظ بغيره.

 

كيف تنتقم إيران من العقوبات الدولية؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/02 تموز/2020

منذ العام 2018 والتوتر بين الولايات المتحدة وإيران - «حزب الله» على أشده. بدأ لهيب النيران يعلو عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2015 وأعادت فرض عقوبات شاملة على إيران، ورداً على ذلك ارتكبت إيران ووكلاؤها سلسلة من التصعيد الإقليمي غير المتكافئ المصمم للضغط على الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين. وقد ارتفع التوتر في يناير (كانون الثاني) عندما قتلت غارة أميركية قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني.

هناك أدلة متزايدة على أنه في السنوات الأخيرة سعت إيران و«حزب الله» إلى إنشاء شبكات نائمة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، لتفعيلها بهدف شنّ هجمات، كجزء من هجوم انتقامي. وفي تقرير يضم كل وثائق المحاكم الأميركية لعناصر إيرانية وعناصر من «حزب الله»، يمكن فهم طريقة التفكير الإيراني و«حزب الله» في التمدد والانتقام، كما يسلط الضوء على تجنيد هؤلاء العملاء وتدريبهم على عمليات معقدة.

عند مقتل سليماني، راجع المتخصصون في الشأن الإيراني ردّ فعل إيران - «حزب الله» على هذه العملية، على غرار ردّ الفعل على مقتل قيادات «حزب الله» عباس الموسوي (1992) وعماد مغنية (2009)، وما زالوا ينتظرون عملاً يكفي لإرسال رسالة، إنما ليس متطرفاً، بحيث لا يؤثر على بقاء النظام الإيراني. وفي حين أن معدلات ارتفاع الإصابات بوباء «كورونا» قد تُؤخر الردّ، فإن النظام «حريف» في الصبر. ولم يستطع «حزب الله» القيام بعملية الانتقام، رغم أن زينب ابنة سليماني طلبت من الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، الثأر لوالدها. إذ هناك حملة داخلية في لبنان عليه، على الرغم من أنه الطفل المدلل لإيران، التي تقدم له الأموال والأسلحة، وهو يوصف في كثير من الأحيان بأنه «حاملة طائرات إيرانية متوقفة في جنوب لبنان وشمال إسرائيل».

لدى «حزب الله» وإيران (الاستخباراتية) تاريخ من الهجمات الإرهابية المشتركة على مستوى العالم. وتوضح المؤامرة الفاشلة التي استهدفت فيها إيران عام 2011 عادل الجبير السفير السعودي آنذاك في واشنطن، أن الهجوم داخل الولايات المتحدة وارد وممكن. وقال علي محمد كوراني، عضو «حزب الله» لمكتب التحقيقات الفيدرالي، خلال المقابلات التي أجريت معه بين 2016 و2017، إنه في حالة خوض الولايات المتحدة وإيران الحرب، فإن الخلايا النائمة الأميركية تتوقع أن تتم دعوتها للعمل.

من إحدى السمات المميزة في طريقة عمل إيران و«حزب الله» للتخطيط العملياتي في الغرب، جمع معلومات استخباراتية دقيقة، وأنشطة مراقبة الأهداف التي يمكن أن تدعم التخطيط للهجوم على المدى الطويل.

في بعض الحالات، قام الإيرانيون بأنشطة جمع المعلومات الاستخباراتية، وفي حالات أخرى كان المغتربون اللبنانيون الذين يعملون بالتنسيق مع «حزب الله» ونيابة عنه يقومون بذلك، وهم اختلطوا بمجتمعات الشتات في الخارج لإخفاء أدوارهم. وشهدت مدينة نيويورك أنشطة جمع معلومات استخباراتية من قبل إيرانيين وعناصر «حزب الله»، ما يدل على المنهجية والأهداف المحتملة. وإحدى أكثر الحوادث غرابة وقعت في الساعة الثانية من صباح 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، عندما لاحظ ضباط شرطة نيويورك، كانوا يركبون قطاراً متجهاً جنوباً، رجلين يصوران مسارات قطار الأنفاق. وتبين لاحقاً بعدما زعما أن لديهما حصانة دبلوماسية، أنهما حراس في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة كانا وصلا إلى نيويورك حديثاً. وبعد ذلك بشهر طردتهما الولايات المتحدة بتهمة الانخراط في أنشطة لا تتسق مع واجباتهما. بعبارة أخرى «التجسس». وعلى الرغم من هذا التوبيخ الرسمي، استمرت الأنشطة المشبوهة من قبل الدبلوماسيين الإيرانيين. لو يعرف المتحمسون اللبنانيون ماذا تفعل بعثات إيران الدبلوماسية في كل الخارج، وهم يطالبون بتكميم سفيرة أميركا لدى لبنان، دوروثي شيا، وخنق الإعلام الذي لا يؤيدهم، بحجة أنهم يدافعون عن السيادة في ظل جوع وقهر وفقر وإفلاس!

امتدت أنشطة جمع الاستخبارات والمراقبة الإيرانية إلى ما وراء مدينة نيويورك. ففي نوفمبر 2019 أقرّ رجلان، وهما أحمد رضا محمدي دوستا، مواطن مزدوج الجنسية (أميركي- إيراني)، وماجد غورباني، إيراني مقيم في كاليفورنيا، أمام المحكمة بأنهما عميلان للحكومة الإيرانية.

وفي الآونة الأخيرة، تم الكشف عن أنشطة جمع استخبارات للأجهزة الإيرانية في أوروبا، ما دفع بألمانيا إلى اعتقال كثيرين من أتباع «حزب الله» وإغلاق كل مؤسساتهم وتصنيف الحزب منظمة إرهابية.

وفي تحقيق أجرته شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي في 31 مايو (أيار) 2017، أدى إلى اعتقال أميركيَين من أصل لبناني، تم تجنيدهما وتدريبهما من قبل وحدة «حزب الله» 910 (الأمن الخارجي للحزب) لقيامهما بجمع معلومات استخباراتية. والمغتربان اللبنانيان هما علي محمد كوراني (32 سنة) وسامر الديبك (37 سنة). عند اعتقالهما كانا يوحيان بأنهما يعيشان حياة عادية في أميركا، وفي الواقع كانا يجمعان معلومات استخباراتية لمشغليهما في بيروت. ووصف كوراني نفسه لمكتب التحقيقات الفيديرالي بأنه مجند «نائم» وعضو في وحدة 910. في شهر ديسمبر (كانون الأول) حكم على كوراني بالسجن 40 عاماً، بتهمة القيام بأنشطة إرهابية سرية نيابة عن «حزب الله». وكان كوراني يتلقى أوامر مهامه من لبنان، وينفذها سراً في أميركا. أما قضية سامر الديبك فلا تزال قيد النظر في المحاكم. وحسب بيان المدعي العام الأميركي خلال المحاكمة، كان «حزب الله» يفكر في كيفية نقل الإرهابيين والأسلحة والمواد المهربة عبر المطارات من لبنان إلى كندا، ومن لبنان إلى الولايات المتحدة. وأن نشاط جمع معلومات استخباراتية في أميركا اللاتينية كان من مهام سامر الديبك.

وفي الآونة الأخيرة، ألقي القبض على ألكسي صعب، العضو في وحدة 910، اللبناني المولد، والمدرب لدى «حزب الله». ألكسي صعب أو علي حسن صعب تم تجنيده عام 1991 حسب وزارة العدل الأميركية.

عام 2008 وخلال زيارة قام بها فريق شعبة الاستخبارات بشرطة نيويورك إلى بيونس آيرس، شرح مسؤولو الاستخبارات الأرجنتينية كيفية عمل «حزب الله»، وأوضح المدعي العام الخاص، ألبرتو نيسمان، 3 عوامل؛ غطاء دبلوماسياً، وغطاء تجارياً، وغطاء إنسانياً - دينياً. وأعطى مثلاً محسن رباني الذي كان إمام مسجد التوحيد في بيونس آيرس، ومنح منصب الملحق الثقافي للسفارة الإيرانية بها، فاستفاد من الغطاءين الديني والدبلوماسي.

وحسب التقرير المستند إلى جلسات المحاكمات، غالباً ما تتسم طريقة عمل إيران - «حزب الله» بالتخطيط اللوجستي المتقدم للهجمات المستقبلية المحتملة. ويهيئ «حزب الله» لهذه الهجمات من خلال إنشاء مخزونات كبيرة من عبوات الثلج للإسعافات الأولية، فتبدو غير مؤذية إطلاقاً، لكنها في الحقيقة مملوءة بنترات الألومنيوم. وقد تم الكشف عن هذه المهارة المميزة لـ«حزب الله» في تخزين المتفجرات حول العالم من خلال الاكتشافات التي حصلت في تايلند، وقبرص، والمملكة المتحدة. أما الأهداف، فحسب مصدر أميركي، أن يستعد «حزب الله» لموقف سيقرر فيه الانتقام، سواء لحادث يقع بين إسرائيل ولبنان، أو إذا شُن هجوم على المواقع النووية الإيرانية. وهو أنشأ شبكة مخابئ هائلة من المواد المتفجرة المتطورة لهذه الأغراض.

أما بالنسبة إلى ألكسي صعب فهو لم يعمل فقط في تكنولوجيا المعلومات لدى الحزب، ومن ثم تهريب ذهب فنزويلا، بل عمل مقاولاً فرعياً في شركة مايكروسوفت، له منفذ إلى وحدة «نظام التوعية والرقابة الإشعاعية»، وهي مصممة لكشف الأعمال الإرهابية وإحباطها، وهي ذات قيمة كبيرة في التحقيقات الجنائية.

إن لدى إيران و«حزب الله» تاريخاً في تجنيد عملاء على مستوى العالم، من داخل شيعة الشتات. ويفضل أن تكون لديهم جوازات سفر غربية، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك، منصور أرباب سيار، مواطن أميركي متجنس من أصل إيراني. تم اعتقاله بتهمة التآمر لاغتيال عادل الجبير السفير السعودي في واشنطن آنذاك. وبحسب وثائق المحكمة، ادّعى أرباب سيار أن أحد أقاربه في إيران عضو رفيع المستوى في «فيلق القدس» جنّده لهذه العملية. علاوة على ذلك، كانت من أولى نصائح متعهد علي محمد كوراني، الذي كان يقيم قانونياً في أميركا، الحصول على الجنسية الأميركية في أقرب وقت ممكن، وكذلك اعترف سامر الديبك الذي اعتقل بسبب صلاته بـ«حزب الله» أنه تم تجنيده كمواطن أميركي الجنسية، وكان بحوزته جواز سفر أميركي. بعد كل هذه التفاصيل، هل نستطيع الادعاء بأن «حزب الله» «ليس سوى منظمة إنسانية، تحت طائلة الاتهام بالخيانة»!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون وقع مراسيم ترقية ضباط في الأسلاك العسكرية كافة وعرض مع معلوف حاجات منطقة المتن

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مراسيم ترقية ضباط في الاسلاك العسكرية كافة، وتحمل هذه المراسيم الأرقام الاتية: 6535 و6536 و6537 (ترقية ضباط في الجيش)، و6538 و6539 (ترقية ضباط في قوى الامن الداخلي)، و6540 (ترقية ضباط في الامن العام)، و6541 (ترقية ضباط في امن الدولة) و6543 (ترفيع ملازمين الى رتبة ملازم اول في الضابطة الجمركية بعد صدور المرسوم 6542 بوضعهم على جدول الترقية).

وشملت الترقيات ضباطا من رتب مختلفة، بدءا بضباط من رتبة عقيد وما دون في مختلف الاسلاك العسكرية.

معلوف

وكان الرئيس عون استقبل قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، النائب ادي معلوف وعرض معه الأوضاع العامة وعمل مجلس النواب واللجان المنبثقة عنه، بالإضافة الى حاجات منطقة المتن.

الاباتي معلوف

واستقبل الرئيس عون رئيس دير مار يوحنا في الخنشارة الاباتي ايلي معلوف الذي عرض معه شؤونا وطنية وتربوية.

 

مجلس الوزراء اجتمع بحضور حاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف عبد الصمد : المفاوضات مع صندوق النقد مرتبطة بالاصلاحات وهي على السكة

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

عقد مجلس الوزراء جلسته اليوم في السراي الحكومي الكبير برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، وناقش الأوضاع العامة في البلاد، وخصوصا الأوضاع المالية.

وشارك في بداية الجلسة كل من حاكم مصرف لبنان السيد رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف السيد سليم صفير، حيث جرى البحث في واقع السوق النقدي واستمرار السوق السوداء.

واستمع مجلس الوزراء إلى تبريرات حاكم المركزي بشأن عدم فعالية الإجراءات التي يتخذها المصرف للجم ارتفاع سعر الدولار الأميركي في السوق السوداء، حيث أشار إلى أن التداول بالسعر الرسمي للدولار على أساس 1515 ليرة يبلغ نحو 70 بالمئة من حجم سوق التدوال بالدولار الأميركي، وأن حجم سوق التداول بمنصة مصرف لبنان مع الصرافين على أساس سعر الصرف المحدد بـ 3900 وأيضا حجم التغطية للمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية المدعومة يشكلان ما بين 15 و20 بالمئة من حجم سوق التداول، ما يعني أن حجم السوق التداول بالسوق السوداء لا يتجاوز 10 إلى 15 بالمئة فقط وأن مصرف لبنان لا يتدخل فيها.

أما رئيس جمعية المصارف فأشار إلى وجود أجواء سلبية في الإعلام ووسائل التواصل.

في موضوع الكهرباء، استمع مجلس الوزراء إلى شرح من وزير الطاقة حول أسباب انقطاع الكهرباء وتأخر وصول بواخر الفيول.

كما بحث المجلس في ارتفاع الأسعار، وتقرر تكليف 51 مراقبا صحيا و43 مراقبا من وزارة السياحة للمساهمة مع مراقبي وزارة الإقتصاد في مراقبة أسعار المواد الغذائية التي سيتم نشرها على موقع وزارة الاقتصاد.

بعد ذلك انتقل مجلس الوزراء إلى مناقشة جدول أعماله واتخذ عدة قرارات، وأبرزها:

1.تمديد إعلان التعبئة العامة لغاية 2/8/2020 ضمنا.

2.الموافقة على طلب وزارة الأشغال العامة والنقل تسوية أوضاع المستثمرين العاملين في مطار رفيق الحريري الدولي ـ بيروت نتيجة تفاقم الوضع الاقتصادي والمالي سوءا وتأثيره السلبي على النشاط الاستثماري في المطار.

3.الموافقة على تمديد العمل ولغاية نهاية شهر أيلول، العمل:

- بالقرار رقم 13 تاريخ 12/3/2020 (رفع سرعة وحجم استهلاك زبائن الانترنت التابعين لوزارة الاتصالات / أوجيرو، على شبكة الانترنت المحلية.

- بالمرسوم رقم 6254 تاريخ 9/04/2020 (تخفيض على السعات الدولية والمحلية الإضافية المطلوبة من شركات الانترنت وشركات نقل المعلومات.

4.مشروع قانون معجل لمساعدة المؤسسات السياحية المرخصة في تخطي الأزمة الاقتصادية.

5. لحين انتهاء اللجنة المكلفة استكمال التعديلات على المرسوم رقم 8803 تاريخ 4/10/2002 وتعديلاته، الموافقة على السماح بنقل وتصريف الستوكات التي يتواجد فيها ستوكات رمل أو بحص او صخر بتاريخ صدور هذا القرار، وذلك لمدة أقصاها شهرين من تاريخه وبعد الاستحصال على طلب النقل من المحافظين بحسب الأصول مع عدم السماح بالنقل خلال يومين السبت والأحد من كل أسبوع ودون ان يترتب عن هذا القرار أي حق مكتسب لأصحاب الاستثمارات.

6. مشروع القانون المعجل المتعلق بموضوع المؤسسات السياحية المرخصة والأحكام التي لا تتوجب غرامات تأخير في تسديد الضرائب وأيضا تأجيل دفع بعض الضرائب والرسوم.

وقال وزير الاتصالات ريمون غجر: "نحن نستقدم الفيول والمحروقات لمؤسسة كهرباء لبنان من خلال عقود مع شركات عالمية، كشركتي سوناطراك الجزائرية وك.ب.سي. الكويتية، وطبعا واجهنا إشكالية في الفترة الأخيرة من خلال باخرتين لوجود مشاكل في المواصفات، وحاولت الشركة استردادهم، ولكن القضاء وضع يده على الملف ما اضطرنا الى حجز هذه الشحنات، حتى أبلغتنا الشركة أنه إذا لم نفرج عن الشحنات لن تمدنا بالفيول، إلى أن حصل توافق مع الشركة، إذ سمح القضاء باسترداد الشحنات، وعندها بدأنا بطلب الفيول الجديد من الشركة والذي يطلب عادة بشكل دوري، أربع مرات في السنة، لأن هذا الفيول غير متوفر في الاسواق، فقط يصدر من منشآت معينة وبأسعار ملائمة للشركة ولنا. فإذا طلبناه اليوم لا يمكن أن يصلنا غدا بل يحتاج إلى فترة زمنية معينة، وما حصل أننا طلبناه عندما عرفنا باسترجاع الشحنات للشركة، وأتانا الجواب من الشركة عن وصول أول باخرة فيول مطلع الأسبوع المقبل، وأخرى في آخره، وثالثة في منتصف شهر تموز، ورابعة في آب.

كان هناك شح في الفيول الذي كان مخزنا لفترة شهر. في الوقت نفسه عندما يتدنى مخزون كهرباء لبنان ويتدنى الإمداد بالطاقة الكهربائية للمواطنين، يزداد العمل بمولدات الكهرباء الخاصة مما يزيد الطلب على مادة المازوت، ويوجد ارتفاع في أسعار المازوت. وقد سارع الناس إلى شراء المازوت وتخزينه لأيام الشتاء، مع العلم أنه متوفر حاليا، وإننا نشتري بسرعة هائلة، حتى نلبي حاجات السوق للصناعيين والزراعيين والمولدات وحتى لكهرباء لبنان.

وأضاف:" يتم تضخيم الموضوع ولا يوجد سبب لهذا التهافت، على الرغم من الصعوبات".

أسئلة:

سئلت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد عن موضوع الشركة التي ستتولى التدقيق المالي فأجابت: "لم يطرح الموضوع في جلسة اليوم وتم الاتفاق على بحثه في جلسة الثلاثاء المقبل ضمن احتمالين: السير بشركة "كرول" أو الاستعانة بمؤسسة ثانية شبيهة تقوم بالتدقيق الجنائي".

وسئلت أيضا عن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي فقالت: "المفاوضات مرتبطة بالإصلاحات المطلوبة وهي على السكة، خاصة موضوع الكهرباء وغيره. وهناك 10 بنود إصلاحية أساسية على جدول أعمال مجلس الوزراء. ووفد صندوق النقد غير مرتاح لتضارب الآراء بين الحكومة وجهات أخرى وهذه نقطة سلبية بالنسبة للبنان ومن الضرورة توحيد الأرقام وموقف الدولة اللبنانية".

وسئلت الوزيرة عبد الصمد عن الجامعات الغير مرخصة فأجابت: "اتفقنا على السماح للجامعات الغير مرخصة بمتابعة التدريس، لكن على سبيل التسوية، لأن الفروع موجودة، وطلب المجلس من وزير التربية إعداد لائحة بكل الجامعات التي لديها وضعا مماثلا لأن هناك جامعات لم تأخذ ترخيصا منذ مدة طويلة وهي موجودة".

وعن موضوع تفلت سعر صرف الدولار في السوق السوداء وغلاء الأسعار ودور مصرف لبنان، أجابت عبد الصمد: "من المفترض أن يوضح حاكم مصرف لبنان هذا الموضوع مع رئيس الحكومة في لقائهما غدا. وتحدث رئيس جمعية المصارف سليم صفير عن وجود طلب مرتفع على الدولار وعرض قليل، فيما تقوم الأجهزة الأمنية بمتابعة السوق السوداء ولكن بالنسبة للسياسة النقدية فهذه مسؤولية حاكم مصرف لبنان ولا تتدخل الحكومة، وفي ظل عدم فعالية الآلية الحالية لضبط سعر الصرف فالحاكم سيضع آلية جديدة ويعرضها على رئاسة مجلس الوزراء، أما مسألة الأسعار فمرتبطة بوزارة الاقتصاد التي تتابع الموضوع".

وعن موقف رئيس الحكومة بالنسبة لتدخل بعض الدبلوماسيين في الشؤون الداخلية وسبب إحجامه عن تسمية الأمور بأسمائها من المعرقلين والفاسدين، قالت وزيرة الإعلام: "دولة الرئيس وجه رسائل سياسية عدة والتي وصلت لأصحابها. أما توقيت الإعلان عن الأسماء فيعود للرئيس، أما بالنسبة لما يحكى عن إستقالات وزارية، فنحن أمام مسؤولية وطنية. الإستقالة قرار نتخذه عندما نعجز عن القيام بواجباتنا ونحن الآن نقوم بواجباتنا على أكمل وجه وأي إطار آخر استقالة الحكومة لها أطر قانونية معروفة".

وسئل وزير الطاقة ريمون غجر عن مسألة تهريب المازوت عبر الحدود فقال: "التهريب موجود لكن ليس من اختصاصنا، بل هو موضوع أمني بامتياز، والتهريب موجود بكل بلاد العالم بين الدول المجاورة والتي لديها السلعة نفسها بأسعار مختلفة جدا. اليوم هناك تهريب من قبل أفراد من دولة الى دولة وهذا يحدث بين كندا والولايات المتحدة وذلك للاستفادة من فرق الأسعار لكن لا نعرف قيمة التهريب الحقيقية".

ثم سئل عن العروض الصينية الجدية للدولة اللبنانية بمسألة الكهرباء، وإصلاحات صندوق النقد بخصوص الهيئة الناظمة ومجلس إدارة كهرباء لبنان، قال غجر: "السفير ليس لديه عروض بل اجتمع مع عدة وزراء وغدا سأجتمع معه ولدينا تواصل مستمر. أي شركة فرنسية أو أميركية أو صينية تريد إنشاء معمل كهرباء بنصف مليار دولار وعلى 25 سنة تطلب ضمانات بالدفع من الدولة الأخرى. وأي شركة لا تريد ضمانات فلتأتي بالعقد لأوقعه اليوم. لا يوجد شركة تدخل في استثمارات بلا ضمانات ونوع هذه الضمانات والأكلاف والشروط، فالشروط ليست لوزير الطاقة بل للدولة اللبنانية. لا نعرف حتى الآن ما هي العروض الصينية. السفير الصيني هو من يوضح إذا كانت الدولة الصينية تضمن التمويل وليس بالضرورة أن تأتي به. أما إذا أتت بالتمويل فهذا أمر جيد. هل الشركات الصينية هم فقط مستثمرين تجاريين اقتصاديين أم يريدون دعم الدولة اللبنانية؟ هل يمكن أن يؤجلوا الدفع لخمس سنوات؟ صندوق النقد طلب إصلاحات ليست جديدة، مجلس إدارة كهرباء لبنان والهيئة الناظمة القانون 462. مجلس الإدارة أصبح جاهزاوأرسلناه إلى رئاسة مجلس الوزراء وسيوضع على جدول الأعمال يوم الثلاثاء المقبل. القانون 462 أرسل إلى مجلس الوزراء من حوالي الشهر ونصف وتوزع على الوزارات المعنية لكي يقدموا الإقتراحات والتعديلات وسنطرحه على مجلس الوزراء الأسبواع المقبل ثم يحال إلى المجلس النيابي لإقراره. الهيئة ستتولى قسما كبيرا من القطاع الحيوي.

وعن اشتراط الشركات الراغبة ببناء معامل الكهرباء موافقة وضمانة الصندوق، قال غجر: "الصندوق لا يوافق على المشاريع ولا يقدم ضمانات، بل يمول الدولة وليس المشاريع، اشترطنا على الشركات ان يأتوا بالتمويل، ووصلتنا أجوبة خطية من الشركات بأن التمويل غير متوفر حاليا لحين انتهاء المفاوضات مع صندوق النقد، اذا توصلنا الى اتفاق مع صندوق النقد فالشركات يؤمنوا التمويل، الصندوق لا يمول والشركات مشتركة اصلاحات مالية اقتصادية من خلاال الاتفاق مع صندوق النقد لكي يشجعهم على الدخول الى هذا القطاع."

وسئل عما اذا كان هذا الامر سيؤخر بناء المعامل، فأجاب: "بالتأكيد سيؤخر لكن البناء سيبدأ بعد نهاية العقد بيننا وبين الشركة، وهذا المفاوضات تتضمن مفاوضات تقنية وإدارية وتمويلية، التمويل الوحيد الذي يشتطر موافقة صندوق النقد."

 

دياب بحث مع سفير الصين في تعزيز التعاون على جميع المستويات

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب اليوم السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان، على رأس وفد، في حضور وزراء البيئة دميانوس قطار، الصناعة عماد حب الله، الأشغال العامة والنقل ميشال نجار، الطاقة والمياه ريمون غجر، والسياحة رمزي المشرفية ومستشار رئيس الحكومة للشؤون الدبلوماسية السفير جبران صوفان ومدير مكتب الرئيس القاضي خالد عكاري. وبحث المجتمعون في تعزيز التعاون على جميع المستويات. كما أبدى الوفد الصيني استعداده لتفعيل الشراكة مع لبنان. وكلف الرئيس دياب وزير الصناعة متابعة الاتصالات بشأن الملف المتعلق بإمكانيات التعاون.

 

دياب: جهات محلية وخارجية عملت وتعمل على إدخال لبنان في صراعات المنطقة ولعبة الدولار اصبحت مكشوفة وسنواجه محاولة تجويع اللبنانيين

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

القى رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، كلمة في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في السرايا الحكومية، قال فيها: "عندما شكلنا الحكومة، أطلقنا عليها إسم حكومة مواجهة التحديات، لأننا كنا نعلم أننا سنواجه تراكمات كبيرة وأزمات ضخمة. لم نكن خائفين من خوض هذه المعركة لإنقاذ البلد. وكنا نعلم أيضا أن التضحيات ستكون كبيرة، وأننا سنخسر الكثير. طبعا لكل واحد منا مقياسه الخاص للخسارة. مع ذلك، لم نتردد، وكنا مقتنعين أننا نقوم بمهمة إنقاذية وطنية للبلد والناس ومستقبل أولادنا". اضاف: "ومن البداية، قلنا إننا سنبتعد عن السياسة. ليس لدينا أي طموح سياسي. لا رغبات انتخابية لدينا. ألغينا أنفسنا، وغرقنا بالعمل. من ورشة إلى ورشة، من أزمة إلى أزمة، سلسلة طويلة من المشاكل المتراكمة على مدى عشرات السنين، انفجرت بوجهنا دفعة واحدة مع أزمات مستجدة. مع ذلك، قلنا إننا سنكمل الطريق. سنخوض هذه التحديات، ونحاول التخفيف من سرعة الانهيار وحجم الصدمة والأضرار التي ستصيب البلد".

وتابع: "اليوم، نحن في لحظة الاصطدام. لكن، وبكل أسف، خلال الأسابيع الماضية، وحتى اليوم، هناك جهات محلية وخارجية، عملت وتعمل حتى يكون الاصطدام مدويا، وتكون النتيجة حصول تحطم كبير، وخسائر ضخمة". وقال: "بكل أسف، هناك جهات في الداخل لا تهتم لمستقبل البلد، ولا يهمها إلا دفتر حسابات المصالح الشخصية المغلفة بحسابات سياسية وطائفية. هذه الجهات إما هي أدوات خارجية لإدخال لبنان في صراعات المنطقة وتحويله إلى ورقة تفاوض، أو هي تستدرج الخارج وتشجعه على الإمساك بالبلد للتفاوض عليه على طاولة المصالح الدولية والإقليمية".

واعلن ان "كل ذلك يطرح علينا مجموعة من الأسئلة: هل أصبحنا عاجزين عن التعامل مع التحديات؟ هل خسرنا المواجهة؟ هل انتهى دور الحكومة؟ بالنسبة لي، الصورة واضحة، والأجوبة واضحة". وقال: "هناك سؤال أساسي مطروح على كل واحد منكم: هل كان أحد يعتقد أن دخوله إلى الحكومة هو "بريستيج"، وأنه لم يتوقع مواجهة تحديات صعبة؟ طبعا، أنا على يقين أن كل واحد منكم كان يدرك إلى أين أتى، ويعلم ما ينتظرنا". اضاف: "اخترنا مواجهة التحديات. وسنكمل بمواجهتها. نعلم جيدا أن هناك قرارا كبيرا بحصار البلد. هم يمنعون أي مساعدة عن لبنان. حصار سياسي ـ مالي لتجويع اللبنانيين، وفي الوقت نفسه، يدعون أنهم يريدون مساعدة الشعب اللبناني. يطالبوننا بالإصلاح، وفي المقابل يمنحون حماية للفساد ويقدمون حصانة للفاسدين ويمنعون حصولنا على ملفات مالية لاستعادة الأموال المنهوبة.

يلعبون لعبة رفع سعر الدولار الأميركي، والمضاربة على الليرة اللبنانية، ويحاولون تعطيل إجراءات الحكومة لمعالجة ارتفاع سعر الدولار. لعبة الدولار أصبحت مكشوفة ومفضوحة. يطالبوننا بإجراءات مالية، ويهربون الأموال إلى الخارج ويمنعون التحويلات إلى البلد، ويعطلون فتح الاعتمادات للفيول والمازوت والدواء والطحين، ليقطعوا الكهرباء عن اللبنانيين ويجوعونهم ويتركونهم يموتون من دون أدوية. وفوق ذلك، يتحدثون عن حرصهم على لبنان ومساعدة الشعب اللبناني".

وتابع: "سكتنا كثيرا عن ممارسات ديبلوماسية فيها خروقات كبيرة للأعراف الدولية، والديبلوماسية، حرصا على علاقات الأخوة والانتماء والهوية والصداقات، لكن هذا السلوك تجاوز كل مألوف بالعلاقات الأخوية أو الديبلوماسية. والأخطر من ذلك، بعض الممارسات أصبحت فاقعة في التدخل بشؤون لبنان، وحصلت اجتماعات سرية وعلنية، ورسائل بالحبر السري ورسائل بالشيفرة ورسائل بالـ"واتس آب"، ومخططات، وأمر عمليات بقطع الطرقات وافتعال المشاكل".

وسأل: "كيف تتعامل الحكومة مع هذه المخططات والمشاريع؟ هل تستسلم؟ هل تعلن فشلها؟ هل تهرب لترتاح من هذا العبء وكفى الله المؤمنين شر القتال؟ هل تترك الساحة فارغة؟ هل تواجه؟ هنا التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم كحكومة".

وقال: "الجواب لن ندلي به اليوم، لكن بالتأكيد سيكون هناك رد واضح وصريح وشفاف وتحديد للمسؤوليات. لن نلجأ إلى أي رد انفعالي. نحن أم الصبي. هذا البلد بلدنا. وهذا الشعب شعبنا. والناس أهلنا وناسنا. نحن حرصاء على علاقات الأخوة والصداقة. لكن بالتأكيد، لدينا خيارات عديدة، وأوراق كثيرة نكتب عليها رسائلنا، وليس بالشيفرة. رسائلنا نكتبها بحبر واضح وبلغة مبسطة وصريحة. لن نقبل أن يكون البلد والشعب اللبناني صندوق بريد داخلي لمصالح ومفاوضات وتصفية حسابات خارجية". اضاف: "لن نقبل بمحاصرة اللبنانيين وتجويعهم. أما بالنسبة لقطع الطرقات. ليس بالضرورة الجائعون الفعليون هم من يقطعون الطرقات. قطع الطرقات هو ضد الناس، وليس ضد الحكومة. قطع الطرقات يزيد الضغط على الناس، ويزيد من عذاباتهم. حرق الدواليب لن يحرق الحكومة، بل يحرق الأوكسيجين الباقي في البلد. قطع الطرقات سياسي بامتياز، وهو بقرار صادر عن غرفة عمليات مفضوحة الهوية والإدارة".

وقال: "الوضع صعب جدا. نعم. الأزمة الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، كبيرة جدا. نعم. لذلك، الحكومة تعمل على فك الارتباط بين سعر الدولار وبين كلفة المعيشة. ونحن في المرحلة الأخيرة من إنجاز هذه المهمة". واكد ان "الحكومة ليست معطلة، ولن يمنعها قطع الطرقات من تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة للبنانيين". وقال: "مستمرون بدفع المساعدات المالية للعائلات شهريا. ونرفع عدد العائلات المستفيدة تدريجيا. مستمرون بخطة دعم الصناعة، والزراعة، والمدارس الرسمية والخاصة. هكذا نكون قد خفضنا فاتورة السلة الغذائية والسلع الاستهلاكية. وأيضا الأعباء الأخرى على المواطنين. سنواجه محاولة تجويع اللبنانيين بتدابير وإجراءات متدرجة في كل المجالات".

 

بري تلقى اتصالا من نظيره الاردني والتقى باسيل ووفدا نيابيا زعيتر: التنسيق وفتح الحدود مع سوريا مصلحة للبلدين

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وفدا نيابيا من محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل ضم النواب: غازي زعيتر، سيزار المعلوف، الوليد سكرية، عبد الرحيم مراد، محمد القرعاوي وسليم عون، وكان عرض للاوضاع العامة ولشؤون انمائية لا سيما مشروع النفق بين بيروت والبقاع وتأهيل الاوتوستراد العربي. وبعد اللقاء، قال زعيتر باسم النواب: "تشرفنا انا وزملائي ممثلي نواب البقاع وبعلبك الهرمل اللجنة المصغرة لمقابلة الرؤساء، وكان اليوم لقاؤنا مع دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري للبحث في موضوع نفق بيروت البقاع الذي أقر في المجلس النيابي واعطيت الحكومة فترة ستة أشهر للقيام بكل الاجراءات الواجبة من اجل البدء بتلزيمه. وهذا النفق ليس لأبناء البقاع فقط بل هو نفق وطني لكل لبنان حيث ان المرافىء اللبنانية من بيروت الى طرابلس تربط لبنان بسوريا والاردن بالخليج العربي وأوروبا، كما أنه طريق حيوي جدا تجاري وأيضا يؤمن لأبناء البقاع السير بأمان وبسلام".

أضاف: "كما بحثنا مع دولة الرئيس، في موضوع تأهيل وصيانة طريق ضهر البيدر الذي أصبح طريق الموت. كما تذكرون هناك شيء اسمه الاوتوستراد العربي بيروت -البقاع، ومنذ العام 1994 مع قانون 246 حتى تاريخه لم ينفذ او لم يستكمل. وكان التجاوب كاملا من دولة الرئيس بري مع هذا الموضوع وبكل المشاريع التي تهم البقاع عموما، ووعد أيضا بالمتابعة لاتخاذ الاجراءات السريعة من اجل هذا التلزيم أكان عن طريق "بي او تي" او عن طريق الشراكة بين القطاعين العام والخاص لانجاز هذا المشروع".

وتابع: "كذلك تم التطرق الى العلاقات اللبنانية - السورية والتي تنعكس ايجابا على اللبنانيين بالدرجة الاولى، فالتنسيق مهم جدا بين البلدين من اجل التبادل التجاري وايضا السياسي لان المنطقة اليوم عموما، تمر في ظروف صعبة لا سيما وان العدو الاسرائيلي يبحث في هذه الايام وفي هذه الساعات أيضا، بضم اراض فلسطينية، ان كان في الضفة الغربية او في غور الاردن، لوضع يده على كامل فلسطين، اذا صح القول. من هنا كانت الدعوة والاتفاق جميعا وما تمثل هذه اللجنة من قوى سياسية، فالموقف موحد لجهة عودة العلاقات لا سيما وان هناك سفارات بين البلدين ومجلس اعلى لبناني - سوري، ماذا يفعل هذا المجلس وتبادل السفارات بيننا وبين الشقيقة سوريا؟ لا بد وهذا لمصلحة لبنان اولا واخيرا، نعم اليوم سوريا تمر في ظروف صعبة من حيث الحرب الكونية التي تجري عليها ولكن للبنان مصلحة اليوم مع الشقيقة سوريا لمواجهة اي عدوان ولمواجهة الاخطار وخاصة الامور التجارية والاقتصادية، ونحن نعيش اليوم ظروف الدولار، ولا اعلم كم سعر صرفه في هذه اللحظات، ولقمة العيش للمواطن. من واجبنا ان نبحث واولى هذه الواجبات واسهلها وابسطها، هي العلاقة مع سوريا وفتح الطريق بيننا وبينها، ومن ثم الى منطقة الخليج العربي والى الدول العربية لتصريف انتاجنا ولتزود لبنان بما يحتاجه من سوريا أيضا".

وختم: "كان اللقاء أكثر من ايجابي لان دولة الرئيس دائما يعتبر نفسه معنيا بالبقاع كما بكل منطقة وكل محافظة من لبنان، الى الجنوب والجبل والشمال وعكار وغيرها من المناطق اللبنانية. وان شاء الله سيعمل بكل ما أوتي من قوة، خاصة على صعيد المجلس النيابي، لاقرار ما هو مطلوب لتنفيذ هذه المشاريع للبقاع خصوصا وللبنان عموما".

باسيل

واستقبل رئيس المجلس أيضا، رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وكان عرض للاوضاع العامة لا سيما الاقتصادية والمالية منها. وغادر باسيل بعد اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة، من دون الادلاء بأي تصريح.

اتصال

وكان الرئيس بري قد تلقى اتصالا من رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب الاردني المهندس عاطف الطراونة، تخلله بحث في اوضاع المنطقة في ضوء القرار الاسرائيلي بضم اجزاء من الضفة الغربية وغور الاردن.

 

عبد الأمير قبلان طالب وزيرة العدل ومجلس القضاء برفض استقالة مازح

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

طالب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان "السياسيين بالتنازل لبعضهم البعض خدمة لإنقاذ وطنهم، فيبادرون الى لجم التدهور الاقتصادي والانهيار النقدي للعملة الوطنية الذي يدخل الوطن في نفق مظلم يصعب الخروج منه، ويحمل المواطنين أعباء سياسة النهب واغراق لبنان في الديون وتعميم ثقافة الفساد والرشى التي كرستها الحكومات المتعاقبة بدعم ودفع استعماري، كان وما زال يراهن على إخضاع لبنان لشروط صفقة القرن وما تفرضه من تنازلات في الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتوطين اللاجئين واخضاع الشعوب لإرادة المشروع الصهيوأميركي في بلادنا".

وحمل "المسؤولين تبعات الأزمات المتراكمة والمترافقة مع تهديدات واعتداءات صهيونية وضغوط وتدخلات أميركية في الشأن الداخلي، تارة في موضوع استخراج النفط وتارة أخرى في ترسيم الحدود، وصولا إلى فرض عقوبات اقتصادية سرعت في وتيرة التدهور الاقتصادي والانهيار المعيشي، مما يحتم العمل بجد وشفافية لإنتاج حلول وطنية لأزماتنا تضع مصلحة لبنان واللبنانيين فوق كل الاعتبارات، تنطلق من تنفيذ خطة إصلاحية تعيد المال العام المنهوب وترسي نهجا جديدا في الشفافية وحسن الأداء بما يعيد ثقة المواطن بالدولة". وطالب "وزيرة العدل ماري كلود نجم ومجلس القضاء الأعلى برفض استقالة القاضي محمد مازح، الذي عبر عن شجاعة ومسؤولية وطنية في قراره القضائي المستند الى حرص وطني في كبح الفتن ووقف حملات التحريض التي تثير النعرات والحساسيات الطائفية والمذهبية وتهدد السلم الأهلي".

 

عكر: كل ما يتعلق بالمفاوضات مع صندوق النقد هو من صلاحيات وزير المال

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

اوضح المكتب الاعلامي لنائبة رئيس مجلس الوزرار وزيرة الدفاع زينة عكر في بيان أنه "بعد تداول وسائل الاعلام لكلام صادر عنها في لقاء اعلامي، أن صندوق النقد الدولي يستند في قرار دعمه لبنان على اعتبارات سياسية وليس إصلاحية، يهمها ان تؤكد أنها لم تأت على ذكر صندوق النقد، وكل ما يتعلق بالمفاوضات مع صندوق النقد هو من صلاحيات وزير المال".

 

الحريري عرض مع دبور الاوضاع الفرزلي: أناشد الرئيس دياب العمل لحكومة بديلة تساعد على إيجاد الحلول

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

استقبل الرئيس سعد الحريري بعد ظهر اليوم، في "بيت الوسط"، نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد. بعد اللقاء، قال الفرزلي: "في ظل الأوضاع التي نعيش، وخصوصا على المستوى الاقتصادي والخدماتي والمستوى المتعلق بحياة المواطن اليومية، والتي هي مرشحة إلى التفاقم أكثر بصورة سلبية، ولا يوجد في المناخات المطروحة أي مؤشرات تبعث في نفس من يريد أن يقرأ الساحة بصورة موضوعية، أي مؤشرات للطمأنينة. هذا أمر لا يجوز. لذلك، أعتقد من موقعي كنائب في مجلس النواب اللبناني، أنه لا بد من القيام بالنشاط المطلوب، من اجل التفكير بوسائل الخلاص، أو أقله وضع البلد على طريق الخلاص. والمدخل الرئيسي لذلك هو الاتصال بالزعامات السياسية الممثلة للمكونات بشكل حقيقي وصحيح في المجتمع اللبناني. وكلنا متفق ويتفق على أن دولة الرئيس سعد الحريري هو من المداخل الرئيسية، لا بل المدخل الرئيسي، في صناعة لم الشمل اللبناني، الذي لا أعتقد أن هذا البيت من الممكن أن يفكر إلا بكيفية الابتكار والمساعدة في إيجاد الحلول للم الشمل في المجتمع اللبناني، من أجل إنقاذ البلد ووضع حد لإمكانية الاستمرار في حالة التدهور التي نعيش على المستوى المعيشي والاقتصادي والنقدي وعلى كافة المستويات وعلى مستوى الانقسامات التي تزداد يوما بعد يوم في الساحة اللبنانية. هذه قناعتي الشخصية، ولن أتوانى على الإطلاق لدفع الأمور باتجاه تعميم هذه الثقافة ومن بعدها، "علينا صوغ القوافي من معادنها.. ما علينا إن لم تفهم البشر".

سئل: ألم يحن الوقت اليوم لتغيير حكومي؟

أجاب: "قناعتي الشخصية، ومع احترامي الكامل للحكومة الحالية، أعضاء ورئيسا، أن مسألة إعادة النظر بالتركيبة الحكومية بات أمرا من الباب اللزومي الذي يجب أن يفكر الإنسان به بصورة طبيعية. لا بل إني أناشد دولة الرئيس دياب أن يذهب باتجاه العمل من اجل تحقيق وتسهيل الأمر لإيجاد حكومة بديلة تساعد على إيجاد الحلول في المجتمع اللبناني".

وفي نهاية اللقاء، قدم الفرزلي الى الرئيس الحريري نسخة من كتابه بعنوان "أجمل التاريخ كان غدا".

دبور

ثم استقبل الرئيس الحريري سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، في حضور مستشار الرئيس الحريري للشؤون الدبلوماسية الدكتور باسم الشاب، وجرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة، وخصوصا ما يجري في فلسطين المحتلة والعلاقات بين البلدين.

أفيوني

كما التقى الوزير السابق عادل أفيوني وعرض معه التطورات.

 

الراعي استقبل وفدا اعلاميا من المواقع الالكترونية ووفدا تربويا: دعوة الشباب لبناء وطن افضل وخلق قيادات جديدة ترتكز على اساس اخلاقي انساني

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

عرض البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، مع زواره في الديمان شؤونا اعلامية وتربوية، فاستقبل وفدا إعلاميا من المواقع الالكترونية: "الثائر" و "غدي نيوز " و "المغرد" ضم كلا من رئيس ومدير عام المواقع الثلاث فادي غانم، رئيس التحرير العقيد المتقاعد اكرم سريوي، والهيئة الادراية المؤلفة من ميشال حسون واندريه خليل وبحضور غابي جبرايل.

واطلع الوفد البطريرك الراعي على نشاطاته، موضحا "التزامه الاستقلالية والموضوعية والدقة في نشر الأخبار، بعيدا عن الإبتذال، ولغة التجريح أو الشتيمة، وأن موقع "الثائر" حمل هموم المواطنين، وحاولمنذ انطلاقته منذ ثلاث سنوات إيصال صوت الناس، والتركيز على المطالبة بالإصلاح الإقتصادي والإداري، ونسعى دائما إلى نشر الحقيقة آخذين في عين الإعتبار المصلحة الوطنية، مترفعين عن أي سبق صحفي، مما يفعله البعض من مثيري الأخبار السوداء والفتن" .

واكد غانم ان موقع "غدي نيوز" أول منبر إعلامي متخصص بالبيئة في لبنان والشرق الأوسط، منذ ثماني عشرة سنة، وتحول إلى مرجع للأخبار البيئة العلمية على صعيد المنطقة، كما أصبح عضوا في الإتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وهذا يضفي عليه المزيد من الدقة والعلمية والموضوعية في نشر رسالة التوعية البيئية". واشار الى ان موقع "المغرد" كزميلاته "الثائر" و"غدي نيوز" ملتزم المبادئ الأخلاقية والعلمية لنشر الأخبار، وإيصال الرسالة الإعلامية التوعوية. ولا ننسى في أخبارنا السياسية الأهتمام بالبيئة، وتمرير العديد من المواضيع والقضايا التي تساهم في تعزيز الثقافة البيئية، وأهمية الحفاظ على ثروتنا الطبيعية.

ثم قدم غانم للبطريرك باسم الوفد درع "الثائر" وأرزة من جمعية "غدي" كرمز لخلود لبنان عربون شكر وتقدير، شاكرا له رعايته لجميع اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة، ووقوفه الدائم إلى جانب الحق، ومطالب الشعب المحقة،، وصلاته لأجل خلاص لبنان.

غانم

وبعد اللقاء قال غانم: "إن البطريركية المارونية، وعلى رأسها غبطة ابينا البطريرك هي بنظر جميع اللبنانيين مرجعا وطنيا، لطالما حملت هموم لبنان وابنائه، وسعت للحفاظ على استقلاله وتنوعه وازدهاره".

اضاف:" اليوم في هذه الظروف الصعبة، فإن العيون شاخصة إلى مواقف غبطة ابينا البطريرك الراعي الشجاعة والحكيمة في تصويب المسار، ودعوته المسؤولين للقيام بواجباتهم، والوقوف وقفة ضمير لإعلاء المصلحة الوطنية، فوق الخلافات والمناكفات التي باتت تهدد مستقبل لبنان ومصير ابنائه".

وتمنى للبطريرك "دوام الصحة، والتوفيق وطول العمر، خصوصا وانه لطالما حمل هموم هذا الوطن، وكان الملجأ الأمين لنا جميعا، والمرجع الصالح الذي نهتدي به، ونقتدي بحكمته، ونعلق عليه آمالنا، في خلاص لبنان من محنته ونجاة شعبه من المآسي" .

كما استقبل البطريرك الراعي ايضا، في حضور النائب البطريركي على الجبة المطران جوزيف نفاع، وفدا تربويا ضم مديرة مدرسة مار يوسف لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الاخت كريستين الاسمر، ومديرة مدرسة راهبات العائلة المقدسة في حدث الجبة الاخت ماري جاك خوري ،مديرة دار النور عن مدارس الراهبات اللعازريات في حصرون وطورزا الاخت رانيا القزي ، الاب بشير نصر عن مدرسة السيدة للاباء الانطونيين في حصرون، الاخت انطوانيت لمع رئيس مدرسة سانت تريز حدشيت.

واطلع البطريرك من الوفد على "اوضاع المدارس ومعاناتهم جراء تردي الوضع الاقتصادي، واقفال المدارس بسبب جائحة "كورونا"، ولفت البعض الى ان "مدارسهم ستضطر مرغمة على اقفال الفروع الثانوية".

واكد البطريرك الراعي "مضمون الرسالة العامة التاسعة التي اطلقها بالامس بعنوان: "الميثاق التربوي الوطني الشامل: شرعة الاجيال اللبنانية الجديدة "والهادفة الى المحافظة على هوية لبنان الحضارية، وتعزيزها والى دعوة شبابنا اللبناني الى التزام بناء وطن افضل، وفهم جديد للانماء الثقافي والاقتصادي وللعمل السياسي من اجل حفظ كرامة الشخص البشري، وخلق قيادات جديدة يرتكز سلوكها على اساس اخلاقي انساني سليم .

وكلف غبطته المطران نفاع متابعة كل معاناة مدارس المنطقة والعمل على مساعدتها لتخطي المرحلة التي تمر بها.

 

الحريري: الاصلاح كلمة السر التي يمكنها ان تنقذ لبنان ولم يفاتحني احد بالعودة الى رئاسة الحكومة وشروطي معروفة لذلك

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

استغرب الرئيس سعد الحريري أن "يحصر رئيس الحكومة حسان دياب تصوير الأزمة بأنها مؤامرة، ويتجاهل الحديث عن موضوع الإصلاحات أو الكهرباء أو الاتصالات أو حتى المازوت، وأن يتهجم على السلك الدبلوماسي، في حين أنه يسعى للاستدانة من دوله لحل الأزمة التي يواجهها لبنان"، مشددا على أن "كلمة السر للانقاذ هي الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح".

ونفى الحريري أن "يكون أحد قد فاتحه بموضوع تشكيل حكومة جديدة"، مؤكدا أن "شروطه معروفة ولم تتغير، وهي ليست شروط سعد الحريري، بل ما يحتاجه البلد للانقاذ من الأزمة الحالية"، لافتا إلى أنه "لا يغطي أي شخص قريب منه، إن كان ذاهبا بمفرده لتشكيل حكومة".

وحذر في دردشة مع الصحافيين عصر اليوم في "بيت الوسط"، من "إقدام العهد أو الحكومة على إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة"، متوعدا بأنه "سيكون لتيار المستقبل موقف قاسي جدا في هذه الحالة".

سئل الرئيس الحريري: هناك حديث اليوم عن تغيير حكومي، فهل يمكن أن تعود إلى رئاسة الحكومة؟

أجاب: "هناك فريق مسؤول عن هذه الحكومة، وإذا قرر هذا الفريق تركها فهذا شأنه. وأنا سبق وقلت أن لدي شروط للعودة، وهم يعرفونها، ونقطة على السطر. وهذه الشروط لم ولن تتغير. وهي ليست شروط سعد الحريري بل وضع البلد وما يحتاجه للانقاذ. لا بد من طريقة مختلفة كليا بالعمل، وليس البقاء بنفس المحاصصة ونفس أسلوب التعاطي. وإن لم نخرج من كل هذه الأمور فلا شيء سيتغير".

سئل: من يحاصر هذه الحكومة ولبنان برأيك، بعد حديث الرئيس حسان دياب عن محاصرة لبنان ولعبة مكشوفة بالدولار؟

أجاب: "كيف يمكن للخارج أن يحاصرنا من خلال الدولار؟ هناك أزمة اقتصادية والمطلوب هو الإصلاح. لقد سمعت ما قاله اليوم دولة الرئيس دياب، فهل تحدث عن الكهرباء؟ أو الإصلاحات الواجب إجرائها؟ هو يتهجم فقط على السلك الدبلوماسي الذي نسعى للاستدانة من دوله وفي وقت نتهجم عليها. فبأي عقل يمكن أن نقارب هذا الموضوع؟ مرة نجمع هذا السلك الدبلوماسي ونتحدث أمامهم عن وضع لبنان ومعاناته، ومرة نستدير ونتهجم عليهم. وأنا لم أر أي قاض انتفض وطنيا حين هاجم السفير السوري الرئيس نبيه بري قبل بضعة أشهر".

سئل: أين المشكلة الرئيسية اليوم برأيك؟

أجاب: "إما أن ننظر إلى هذه الأزمة بكل سلبية وإما أن نحاول إيجاد إيجابية معينة للخروج من هذه الأزمة. لا شك أن هذه الأزمة خلفت انهيارا اقتصاديا في لبنان، لكن في مكان ما، صندوق النقد الدولي يقول أنه مستعد للمساعدة، ولكن لا بد من إجراء إصلاحات وتغيير نمط العمل إيقاف المحاصصة. هناك ما يسمى Low hanging fruit، وحتى الآن لم نقم بأي أمر منها. أنا بالفعل مصدوم حين أسمع رئيس حكومة لا يتحدث بأي أمر له علاقة بالكهرباء أو الاتصالات أو خطة النقل أو مشكلة المازوت التي نعاني منها، وحصر الأمر كله على أنه مؤامرة. علينا أن نقوم بواجباتنا. إذا أراد اللبناني من الآخر مساعدته فعليه أن يساعد نفسه أولا. على الحكومة أن تساعد نفسها".

سئل: لكن الحكومة الحالية تحمل المسؤولية للحكومات السابقة، فهل ترى نفسك اليوم مسؤولا؟

أجاب: "أنا سكتت أول مائة يوم من عمر هذه الحكومة ولم أنكر أني أتحمل مسؤولية، ودليل تحملي لهذه المسؤولية أني استقلت. ألم تطالب الناس باستقالتي واستقلت؟ قمت بما يريده الناس، وبالتأكيد هناك مسؤولية علي، ولكن هناك مسؤولية أكبر بكثير على الغير. هناك من استلم وزارات وتمسك بها، فلماذا؟ وما الذي أنجزه بهذه الوزارات؟ لا زلنا نلف وندور للقيام بأسهل الإصلاحات ولا نقوم بها. فلماذا لا نقوم بهذه الإصلاحات؟ هل لأن فلانا يريد فلانا وهذا الحزب يريد هذا أو ذاك؟ هل سنبقى نسير بهذه الطريقة؟ هل هذه هي صرخة الشعب في 17 تشرين الأول؟ ما الذي قاله الشعب يومها؟ قالوا أنه ليس هناك لا مسلمين ولا مسيحيين، "حلوا عنا" والبلد لا يدار بهذه الطريقة".

سئل: مصادر الوزير باسيل تحاول تسويق نائب حاكم مصرف لبنان السابق محمد بعاصيري على أنه بديل عن الرئيس حسان دياب، طالما أنه مقرب منك. فهل يمكنك أن تسير بهذا الطرح؟

أجاب: "أنا لا أغطي أي شخص قريب مني إن كان ذاهبا بمفرده ونقطة على السطر. شروطي واضحة، إن كنت أنا أو غيري".

سئل: هل هذه الشرط ألا يكون جبران باسيل متمثلا بهذه الحكومة؟

أجاب: "هم يعرفون شروطي".

سئل: يقال أن الولايات المتحدة تطالب لبنان بحكومة لا يتمثل فيها حزب الله، فهل أنت مستعد لترؤس مثل هكذا حكومة؟

أجاب: "أين قيل ذلك؟ هذا الكلام لا دليل عليه. ولكن بالتأكيد هناك مشكل سياسي في البلد بهذا الشأن، ولا يمكننا أن نفهم كيف أن حكومة تطالب الخليج بتقديم أموال للبنان، وداخل هذه الحكومة هناك من يصفق حين يسقط صاروخ حوثي على الرياض أو أي منطقة في السعودية. المنطق يقول أن الأمرين لا يتلازمان. وحين وضع النأي بالنفس في بيان الحكومة السابقة وحين تحدثنا به لم يحترم".

سئل: ما الذي تسعى إليه السفارة السعودية في لبنان من خلال الاستقبالات التي يجريها السفير السعودي في الفترة الأخيرة؟

أجاب: "يجب أن تسألوا سعادة السفير".

سئل: إلى أين نتجه برأيك في مسألة الاتجاه شرقا؟

أجاب: "أولا، لا أظن أن هناك أي حكومة في السابق كانت لها مشكلة مع الشرق، أو حتى مع الغرب، ربما بعضها فقط، ولكن معظم الحكومات كانت لها علاقات مميزة مع الشرق ومع الغرب. رفيق الحريري زار الصين واليابان، وأنا ذهبت إلى الصين وروسيا وأوروبا وأميركا. لكن المشكلة في هذا الموضوع أنهم يعتقدون أن هذا هو الحل، وكأن الصين ستأتي وتضع أموالها في لبنان. فأي دولة ستستثمر في لبنان ستطالب بتحقيق الإصلاح. فإذا كانت ستشارك في مناقصة للكهرباء مثلا فإنها ستطلب بأن تكون هذه المناقصة واضحة وشفافة ومنظمة على الأسس الدولية. لا يقولن أحد أننا نرفض التعاطي مع الشرق، أو أن هناك فريقا مقفل تجاه الشرق. لا على العكس. حتى أن معهد الموسيقى الذي يقام في الضبية، من تبرع بإنشائه؟ أليست الصين في عهد حكومتي؟ كذلك عملنا مع شركة هواوي التي وضعت أبراج الـ5G وكنا نبحث في هذا الموضوع بدون مقابل. ليس لأحد مشكلة مع الشرق، في حين أنهم يخلقون منها قصة ويطالبون الحكومة بالاتجاه شرقا وكأن أحدا يمنعهم من ذلك. لكن بالنسبة إلى المصلحة الوطنية للبنان، علينا أن يكون لدينا دائما توازن. حين تفكر في مصلحة اللبناني عليك أن تأخذ بعين الاعتبار أن يكون قادرا على الذهاب إلى الشرق بقدر ما هو قادر على الذهاب إلى الغرب".

سئل: هل انتهى لبنان الذي بني وفق رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

أجاب: "كلا، أنا برأيي أنه لدينا اليوم فرصة. فقبل استشهاد رفيق الحريري كان البلد سائرا ويتم بناؤه رغم كل العثرات التي كانت توضع في درب رفيق الحريري، ولكن بعد الاستشهاد في العام 2005، باتت هناك طريقة عمل ومحاصصة غير مقبولة وغير طبيعية".

سئل: ولكنك كنت تقبل بهذه الأمور؟.

أجاب: "أنا كنت رئيسا للحكومة لثلاث مرات، ولكن خلال هذه الأعوام الـ15، كانت هناك 7 سنين أُدرت بالفراغ، فقط مفاوضات من أجل هذه الكرسي أو تلك، وهذا الفراغ كان مدمرا بالنسبة إلينا.

الفرصة هي أنه علينا أن نفكر بأن طريقة العمل التي كانت سائدة طوال الـ15 عاما السابقة لم تعد جائزة. ولذلك، علينا أن نضغط على زر إعادة الضبط (reset button) وهذا الانهيار الذي يصيبنا في لبنان هو جزء من هذا الزر. فحين نقيم اتفاقا مع صندوق النقد الدولي، كل الإصلاحات التي علينا أن ننفذها يجب أن تكون كاملة، وكل المحاصصة تتوقف حينها. وإذا أردنا محاربة الفساد، فإن أهم وسيلة لذلك هي الحكومة الإلكترونية، وحينها لا يضطر المواطن إلى الدوران من معاملة إلى أخرى. الأمر نفسه بالنسبة إلى الرقم الوطني (social security number)، أين بات هذا الرقم علما أننا بدأنا العمل لإنجازه في الحكومة السابقة؟ من هنا، علينا العودة إلى الأصول، وهذا البلد يجب أن ينهض مجددا على أساس هذه الأصول وليس على الاعوجاج الذي كان قائما".

سئل: ولكن الناس تريد حلولا فورية في ظل التدهور الحاصل، فلماذا لا تتدخل وتجري جولة خارجية سعيا لجلب الدعم إلى لبنان؟

أجاب: "أين الإصلاح الذي قمنا به؟ إن كنا لم نستطع تعيين مجلس إدارة لكهرباء لبنان. والآن، في قطاع الاتصالات، لدينا شركتان كانتا تديران القطاع، أخذناه منهما وأعدناه إلى القطاع العام، وكأن القطاع العام كفوء للغاية".

سئل: ولكن ذلك لمدة شهر فقط إلى حين إنجاز دفتر الشروط؟

أجاب: "هل تصدقون ذلك؟ دفتر الشروط جاهز".

سئل: ألم تكن تقول أن النكد السياسي هو من عطل خطة الكهرباء التي أقرت في العام 2010، فهل ما زلت عند رأيك؟

أجاب: "المشكلة هي في أسلوب التعاطي مع الناس. في الحكومة، هناك تيار يريد أن يتشاجر مع كل الموجودين على طاولة مجلس الوزراء، سواء حركة أمل أو سعد الحريري أو وليد جنبلاط أو القوات اللبنانية، فكيف ستعمل الحكومة؟

كانت لدينا فرصة ذهبية حين ذهبنا إلى "سيدر"، وكان يفترض أن ننتهي من الانتخابات النيابية ونشكل حكومة في غضون ثلاثة أيام ونبدأ بالعمل ونجري الإصلاحات. لو حصل ذلك لما وصلنا إلى هنا اليوم. كلا، فلماذا كان يجب تمضية ستة أشهر من أجل تشكيل حكومة؟ لأن هناك من يريد ذلك. أنا لا أريد العودة إلى الخلف، ولكننا اليوم، إذا أردنا استعادة الثقة وتخفيض الدولار تدريجيا، لا بد من إجراء الإصلاحات والتحلي بالمصداقية وعلى العالم أن يرى أن هناك أسلوبا يتغير بالفعل في البلد".

سئل: هل هناك من بدأ يفاوضك على العودة إلى الحكومة؟

أجاب: "لا، لا، لا أريد أن يفاوضني أحد. من الآن أقول أني لست راكضا كي أكون رئيسا للحكومة ولا أحب ذلك ولا أفكر بذلك".

سئل: لماذا إذا اجتمعت اليوم بنائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي؟ ألم تتحدثا بحكومة جديدة؟

أجاب: "أبدا لم نتحدث بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد".

سئل: هل تقبل بالعودة إلى الحكومة إن كان هناك قرار دولي بالوقوف إلى جانب لبنان؟

أجاب: "ما يهمني هو طريقة التعاطي في المستقبل وكيف سنعمل من أجل تخطي كل المشاكل التي أوصلتنا إلى هذه الحالة".

سئل: بماذا ستساعد لحل هذه الأزمة بما لديك من علاقات وثقل داخلي وخارجي؟ وهل يمكنك أن تكون الحل والمنقذ للبلاد؟

أجاب: "أنا لا أعتبر نفسي منقذا بل نحن جميعا منقذون. يد وحدها لا يمكن أن تصفق في هذا البلد. ولكني أسأل: من قام بكل التنازلات في السنوات الثلاث الأخيرة؟ وعلى حساب من؟ ألست أنا وعلى حساب جمهوري؟ ولماذا؟ لكي نسمح للبلد بالعمل. أنا تنازلت في موضوع رئاسة الجمهورية وفي موضوع قانون الانتخاب، فهل يمكننا العمل؟ كلا، علينا أن نبقى على خلاف. لذلك، ما أقوله اليوم أن من يجب أن يتنازل هو من هم في الحكومة اليوم، وأنتم تعرفون من هم. عليهم أن يتواضعوا من أجل المواطن اللبناني لكي يسمحوا للبلد بالتنفس".

سئل: هل تطالب باستقالة الحكومة الحالية؟

أجاب: "أنا قدمت كل التنازلات التي يمكن أن أقدمها. لماذا؟ هل لكي أكون رئيسا للحكومة؟ عند وقوع المشكلة وحين طلب مني الناس الاستقالة، استقلت فورا. ولست كغيري أتمسك بالكرسي حتى النهاية".

سئل: أين وصلت مسألة الأرقام، وهل أنت مع التدقيق الجنائي المطروح حاليا للمصرف المركزي؟

أجاب: "ليفعلوا ما يريدون، مما يخافون؟ نحن كلبنانيين لا شيء لدينا لكي نخبئه".

سئل: ولكنها تكشف البلد أمام الخارج؟

أجاب: "على أساس أن البلد ليس مكشوفا".

سئل: إلى أين نحن متجهون في هذا الوضع الاقتصادي؟

أجاب: "نحن سائرون بانحدار. الإصلاح هو كلمة السر التي يمكنها أن تنقذ لبنان. الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح".

سئل: أين هي الأولوية، الإصلاح السياسي أم الاقتصادي؟

أجاب: "الإصلاح السياسي يجب أن يحصل بوقف المحاصصة".

سئل: هناك من يطالب بما يشبه "shut down" لكل لبنان لكي يبدأ من جديد، وهناك من يقول أن الشركات التي تريد أن تبني معامل الكهرباء تشترط توقيع لبنان مع البنك الدولي للبدء بعملها لكي تكون تحت ضمانته، فهل الحكومة تواجه شروطا من كل العالم؟

أجاب: "ما يجب أن نقوم به هو أن نعيد بناء اقتصادنا من التعثر الذي نحن فيه اليوم. نحن لسنا مفلسين، ولكن إن لم نقم بكل الإصلاحات اللازمة بسرعة سنصل إلى الإفلاس. فعلى سبيل المثال، اقتصاديا، سعر صرف الدولار لا يجب أن يكون بـ10 آلاف ليرة، بل بين الـ4 والـ5 آلاف ليرة، ولكن لماذا يصل إلى 10 آلاف؟ بسبب السوق السوداء".

سئل: هل يتحمل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المسؤولية؟

أجاب: "الدولة استدانت 90 مليار ولذلك علينا أن نجد كبش محرقة وهو رياض سلامة.

ولكني سأقول لكم أمرا واحدا: أي حكومة ستقدم على أي شيء أو تفكر بموضوع رياض سلامة سيكون لتيار المستقبل موقف قاس جدا، ويمكننا أن نصل إلى أي شيء في هذا الموضوع. ليس من أجل رياض سلامة، ولكن لكي نحافظ على الاستقرار ولو القليل الذي لدينا اليوم. فإذا كان العهد أو دولة الرئيس يفكران بالطريقة الحالية بأن كل شيء يحل إن تمت إقالة رياض سلامة، فإني أقول من الآن: أي حاكم موجود في ظل هكذا أزمة وهكذا وضع، أي حاكم، رياض سلامة أو غيره، لا بد من بقائه في ظل هذه الأزمة للوصول إلى بر الأمان".

سئل: هل العلاقة مقطوعة كليا مع رئيس الجمهورية؟

أجاب: "الخلاف ليس مع رئيس الجمهورية بل مع شخص آخر".

سئل: لماذا لم تذهب إلى طاولة الحوار؟

أجاب: "لأن عنوان الحوار كان من أساسه خاطئا. ها هو الرئيس ميشال سليمان شارك وقال ما قاله وتحفظ على البيان. هم وضعوا بيانا وأرادوا إصداره فقط".

سئل: ما هي شروطك للعودة؟

أجاب: "هم يعرفونها".

سئل: لكن جبران باسيل مصر، إما أن تعودا معا أو تتركا معا؟

أجاب: "ليكن، وأنا لست راكضا لكي أكون رئيس حكومة. الفرق بيني وبين غيري أني لست راكضا من أجل كرسي".

سئل: هل ترى جدية من قبل الحكومة في التعاطي بموضوع صندوق النقد الدولي؟

أجاب: "كلا، وضعت الحكومة خطة وخرجت بأرقام، فأتى أشخاص من الفريق نفسه واقترحوا إعادة دراسة الأرقام فربما لا تكون صحيحة. وبالفعل تبين أن هذه الأرقام أقل، ولكن الحكومة ما زالت مصرة على أرقامها. هناك من أراد مساعدة الحكومة والتبيان لها بأن أرقامها غير صحيحة".

سئل: ولكنك أشدت بجهد النائب إبراهيم كنعان؟

أجاب: "لجنة المال التي يرأسها النائب كنعان قامت بالعمل الصحيح. ولولا الرئيس بري وعناده بدارسة هذا الموضوع في مجلس النواب لما كنا وصلنا إلى أرقام صحيحة. وبالتالي ما قام به الرئيس بري كان هو الصواب".

سئل: هل فاتحك أحد بالعودة إلى رئاسة الحكومة؟

أجاب: "لم يتحدث معي أحد".

 

الوفاء للمقاومة شجبت التصريحات الأميركية ودانت قرار العدو الصهيوني البدء بالتنقيب عن الغاز في منطقة التماس مع مياه لبنان البحرية الجنوبية

وطنية - الخميس 02 تموز 2020

عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.

وأشار بيان للكتلة إلى أنه "أمام المشهد المريع لانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية وقيمتها الشرائية، تنتاب اللبنانيين مشاعر الغضب حيال عجز النظام السياسي وسلطاته ومؤسساته، لا سيما عندما يتلمسون فشل الاجتماعات والإجراءات عن وقف التهاوي وكبح عجلات السقوط والتعثر في إنقاذ جنى عمرهم الذي استودعوه في المصارف واستدانته الدولة وفق تنسيق وهندسات حاكم المصرف المركزي، ولم يعد بأيدي اللبنانيين ما يفعلونه إلا متابعة النقاش حول أرقام الخسائر، فيما ألسنة الأسعار المرتفعة بجنون تلتهم أموالهم وتهدر قيمتها الشرائية. أما القبض على الجناة فيبقى رهن انتهاء التحقيقات المعقدة وتحديد المسؤوليات".

وقال: "في جانب آخر، تبدو السيادة الوطنية هدفا لانتهاكات متنقلة سواء عبر العدو الصهيوني الذي قرر التنقيب عن الغاز في منطقة التماس مع مياهنا البحرية الجنوبية من دون أي رادع أو إجراء مضاد، أو عبر المسؤولين الأميركيين وتصريحاتهم التحريضية ضد بعض اللبنانيين وتدخلهم الوقح في الشأن اللبناني الداخلي الاقتصادي منه, أو المتصل بالاستقرار والسلم الأهلي أو بالوضع السيادي للبلاد. أما الجانب الثالث من المشهد، فهو الفرص التي نهدرها في لبنان بين التردد إزاءها أو رفض تلقفها إما انصياعا لتهديدات قوى نافذة إقليمية أو دولية أو خطأ في تقدير المصالح الوطنية وحساباتها".

أضاف: "لقد عرضت كتلة الوفاء للمقاومة في جلستها اليوم كل هذه الجوانب من المشهد اللبناني المأزوم وخلصت بعد الدرس إلى ما يأتي:

1- في النقاش الدائر حول أرقام الخسائر في المال العام للدولة اللبنانية، تنحاز الكتلة من دون تردد إلى أرقام المودعين وحساباتهم التي نرفض الاقتطاع منها ونؤكد وجوب حمايتها وضمانها. وفي الوقت نفسه، لا تعفي الكتلة الدولة اللبنانية والمصرف المركزي والمصارف من مسؤولية حماية أموال المودعين وتأمين سبل استردادها.

2- تشجب الكتلة وتندد بالتصريحات الأميركية التي صدرت خلال الأسبوعين الماضيين وطاولت الشأن اللبناني وسعت إلى تحريض اللبنانيين ضد بعضهم البعض، والتدخل في أوضاعهم الداخلية، وتهديد شخصيات وفئات منهم لعدم توافقهم مع سياسات الإدارة الأميركية, وروح الكراهية والعنصرية التي تبثها وتمارسها في العالم. كما تستنكر صمت الذين خذلوا القضاء اللبناني واستقلاليته، فداهنوا السفيرة الأميركية وتنكروا لحق قاض لبناني في إصدار حكم يمنع بعض مخاطر تصرفاتها وممارساتها الخارجة على القوانين والاتفاقيات التي تنظم عمل الديبلوماسيين في بلدان العالم.

3- تدين الكتلة قرار العدو الصهيوني البدء بالتنقيب عن الغاز والنفط في منطقة التماس مع مياهنا البحرية الجنوبية، والتي يرفع العمل فيها منسوب الحذر والتوتر الدائم. كما ترى في التوقيت رسالة مشبوهة سياسيا وأمنيا تستدعي من لبنان وقفة وطنية جريئة تمنع العدو من سرقة مواردنا في البحر كما تحول دون تهديده لسيادتنا الوطنية.

4- تجدد الكتلة دعوتها الحكومة اللبنانية إلى أولوية التصدي للغلاء واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضبط سعر الصرف للدولار في السوق المحلية والكف عن التردد إزاء فتح مسارات تعاون استراتيجية جديدة مع قوى ودول تمد يد التعاون والصداقة مع لبنان وتحترم القانون الدولي، إلا أنها لا تنصاع لإرادة أي قوة أحادية في العالم.

5- تؤكد الكتلة تعاونها الإيجابي مع الحكومة ومع كل القوى التي تحرص على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي والسيادة الوطنية للبلاد، وترى في اللقاء الوطني الذي انعقد في بعبدا في 25/6/2020 بدعوة من فخامة الرئيس ميشال عون وبجهد مشكور من دولة الرئيس نبيه بري، إسهاما وطنيا ضروريا لتوفير الحماية المطلوبة للأمن الداخلي ومتطلباته. ومن جهة أخرى، لم توفر الكتلة جهدا في سبيل تأمين وحماية القدرة للبنانيين لمواصلة معيشتهم بكرامة ومعالجة بعض حاجاتهم سواء في الاقتصاد حيث أسهمت الكتلة بالحث على دعم أسعار السلة الغذائية التي أعلنت عنها الجهات المختصة، وكذلك في إعداد مقترحات قوانين إصلاحية في أكثر من مجال، ومنها اقتراح قانون المنافسة الاقتصادية الذي ستتقدم به الكتلة إلى المجلس النيابي لإقراره، وكذلك في مجال التربية والتعليم حيث تقدمت الكتلة باسم نواب منها برزمة اقتراحات قوانين تطال تنظيم الواقع التعليمي والتربوي وتدارك بعض الأمور الخاصة بالرسوم والدولار الطالبي وبالمعلمين وأوضاعهم، وبالمدارس الخاصة والرسمية وتعزيز استعدادات هذه الأخيرة لاستقبال الزيادات المتوقعة في أعداد أبنائنا الراغبين في الالتحاق بصفوفها مطلع العام الدراسي الجديد.

6- تدعو الكتلة الحكومة الى تدارك أزمة الوقود والفيول من خلال تأمين المادتين أولا, ومنع الاحتكار والتلاعب بالاسعار ثانيا لما لذلك من تأثير سلبي كبير على حياة المواطنين وأعمالهم والناتج الاقتصادي المتوقف على استمرار تأمين هذه المواد الحيوية للبلاد.

كما تدعو الوزارات المعنية إلى ضبط أداء الشركات لجهة عدالة التوزيع، بعيدا عن الارتهانات والحسابات الخاصة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليوم 02-03 تموز/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

حكومة فرّيسيّين…

المخرج يوسف ي. الخوري/02 تموز/2020

كفاكم استغباءً لنا، احترموا فخامة رئيسنا الهَرِم، الذي راهن على عهده بتكنوقراطيّتكم، وحقّقوا له إرادته التدقيق جنائيًّا في أفعال مَن أنهكوا الخزينة العامة، “فشّولوا خلقو، فشّولنا خلقنا، عْمِلوا شي” يا فرّيسيّين، يا مَن جعلتم السبت أهمّ من الإنسان.

http://eliasbejjaninews.com/archives/87826/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%81%d8%b1%d9%91%d9%8a%d8%b3%d9%8a%d9%91%d9%8a%d9%86/

 

رفَضنا مشروعَ الأقليّات فأين المشروعُ الآخَر؟

سجعان قزي/افتتاحيّة جريدة النهار/02 تموز 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87824/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%b1%d9%81%d9%8e%d8%b6%d9%86%d8%a7-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9%d9%8e-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d9%84%d9%8a%d9%91%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d8%a3%d9%8a/

 

لا اصلاح ولا سلم اهلي دون وضع لبنان تحت الفصل السابع

شارل الياس شرتوني/02 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87828/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%a7%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%88%d9%84%d8%a7-%d8%b3%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%87%d9%84%d9%8a/

 

Iran must be held to account for global espionage, assassinations and terrorism plots/Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/July 02/2020

مجيد رافيزادا: يجب محاسبة إيران على جرائمها لجهةالتجسس العالمي والإغتيالات ومخططات الإرهاب

http://eliasbejjaninews.com/archives/87830/dr-majid-rafizadeh-iran-must-be-held-to-account-for-global-espionage-assassinations-and-terrorism-plots/

 

هلوسات المحور لن تقلع من مدرج البروباغندا/حملة الحزب لالصاق تهمة الافلاس في الوطن الام على خصمهم الاكبر، الولايات الاميركية، هي سخيفة، مكشوفة وعنوان الافلاس السياسي بحد ذاته.

د. وليد فارس/فايسبوك/03 تموز/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/87836/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%87%d9%84%d9%88%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d9%88%d8%b1-%d9%84%d9%86-%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%b9-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%af/