LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july03.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي. في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا. وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

إلياس بجاني/وجع الدروز هو وجع كل اللبنانيين

إلياس بجاني/تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

إلياس بجاني/حمى الله الجبل وأهله من الفتنة ومن المفتنين

إلياس بجاني/صبيانية اسلوب باسيل وصنوج أصحاب شركات الأحزاب

إلياس بجاني/أسوأ من عندنا نحن الموارنة هم مواقع القيادة

إلياس بجاني/موقف سيادي متقدم للنائب سامي الجميل فيما يخص وضعية حزب الله والقرارات الدولية نسبته له جريدة الرأي الكويتية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكولونيل شربل بركات: كمال المر نودعك اليوم وانت تغادر هذه الفانية بكل ثقة كما عودتنا

وأستراح الفارس أخيرا" .. كمال المر

قتلى في اشتباك بين "حزب الله" و"الدفاع الوطني":صفقة مخدرات

خطة "حزب الله" السرية للحرب.. وحدة "الرضوان" ستسيطر على قرى "إسرائيلية"!

لبنان: الحريري يرجئ جلسة للحكومة 48 ساعة بانتظار انحسار التوتّر ومساعٍ حثيثة للتهدئة بعد حادث الجبل الدامي

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 02/07/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 2 تموز 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الهيئة الدينية للموحدين الدروز: للعودة إلى وحدة الكلمة واقتلاع الفتنة من جذورها ولم الشمل والحوار

حريق الجبل يتفاعل بخطورة

باسيل "يعلّق" الحكومة ويعقد جلسة مصغرة لوزرائه

بارلي التقت في الناقورة دل كول وكبار الضباط الدوليين

الحريري ينتفض على "شطحات" باسيل

رسائل من حزب الله إلى جنبلاط.. ونصرالله "منزعج"

عودة 127 لبنانياً من كازاخستان.. والشركة المشغِّلة مربكة

تحالف "وطني" يحذّر : السلم الأهلي في خطر

توتر شديد وإشكالات متنقلة بين دروز لبنان/اليوم الثاني لأحداث عاليه: قطع طرق والمجلس الأعلى للدفاع يتدخل

أرسلان يصعّد في مواجهة جنبلاط ويطلب إحالة جريمة كفرمتى إلى المجلس العدلي وحمادة يؤكد أن مصالحة الجبل مع المسيحيين ثابتة ولن ينال منها «مدمن سلطة»

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

صاروخ طائش» في قبرص من تداعيات الضربة الإسرائيلية على سوريا/تل أبيب التزمت الصمت إزاء ضرباتها على مواقع عسكرية إيرانية

هجوم حوثي على مطار أبها يصيب 9 مدنيين/«الصحة»: 8 غادروا المستشفى وتنويم آخر حتى تماثله للشفاء التام

إيران في مواجهة العقوبات الدولية بعد خرق الاتفاق النووي

خامنئي يستبدل نائب رئيس الأركان وقائد «الباسيج»

مخزون اليورانيوم الإيراني يتخطى الاتفاق النووي

فريق المفتشين تفقد الكميات الموجودة... وظريف ينتقد الأوروبيين بشدة... وطهران ترهن «إينستكس» بالنفط

مطالبات أممية لإيران باحترام تعهدات الاتفاق النووي

ترامب يحذّر إيران من “اللعب بالنار” ويتوعّدها بتكثيف الضغوط والعزلة

طهران لوّحت باعدام جواسيس أميركان... وأوروبا دعتها للتراجع عن زيادة تخصيب اليورانيوم

“الحرس الثوري” يهرّب الأسلحة للميليشيات في العراق وعبدالمهدي أمر بضم الحشدين الشعبي والعشائري إلى الجيش

لندن قلقة من تجاوز طهران... وروسيا «تأسف» وإسرائيل تطالب بعقوبات فورية

السعودية: الهجوم الإرهابي الحوثي على مطار أبها “جريمة حرب”

إمبراطور اليابان أشاد بزيارة محمد بن سلمان وبحث معه في تعزيز العلاقات الثنائية

اليونيسكو ترفع كنيسة المهد من قائمة الأبنية المهددة بالخطر

مطالبة بتحقيق دولي في تمويل قطري للإرهاب وبرلمانية فرنسية خبيرة في مكافحة شبكات التطرف تشدد على وضع الدوحة أمام مسؤولياتها

استقالة رئيس البرلمان الجزائري معاذ بوشارب وتكليف تربش بتسيير شؤون المجلس

عمّان تناشد طرابلس العمل على تحرير 3 أردنيين مخطوفين منذ سنة

سلطنة عمان تنفي إقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل

رئيس "الموساد": توجد فرصة فريدة لإبرام اتفاق سلام مع العرب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المزاج الدرزي/خيرالله خيرالله/العرب

المَكمَن نُصِب لجنبلاط/أسعد بشارة/الجمهورية

إسرائيل والحاجة إلى أعداء/مصطفى علوش/الجمهورية

 الانقسامات الدرزية التاريخية تعزز الصراعات بين مكوناتها/بولا أسطيح

جنبلاط بين ترسيخ الزعامة ونهاية الإمارة/Thinkers4ME/

مَن يلعب بالنار في الجبل؟/طوني عيسى/الجمهورية

ماذا يطبخ "حزب الله" للجبل؟/نداء الوطن

جنبلاط وباسيل: لا تراجُع!/هيام القصيفي/الأخبار

الكانتونات التي لم نغادرها/هيام القصيفي/الأخبار

اشتباك جنبلاط ــ أرسلان: مَن ثالثهما؟/نقولا ناصيف/الأخبار

تسلق "جبل وليد جنبلاط" يقطع أنفاس السلم الأهلي/منير الربيع/المدن

لبنان ممراً لطائرة متوجهة لقصف أهداف في دمشق/حازم الأمين/موقع الدرج

ألا ليت الاستعمار يعود يوما'/حسين عبدالحسين/الحرة

اجتماع القدس ومحاصرة الدور الإيراني/حنا صالح/الشرق الأوسط

غياب صحافي كبير/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

عود لأيام نوري السعيد/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

قمة العشرين: التأثير السعودي قطع الطريق على تجار الأزمات/يوسف الديني/الشرق الأوسط

حبيبتي مروحتي/مشعل السديري/الشرق الأوسط

روسيا: النفط والسياسة/فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط

الأعراض الجانبية للسياسة الأميركية/حمد الماجد/الشرق الأوسط

بنادق فصائل الابتزاز أضاعت فلسطين وقضيتها/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع داليما سبل تطوير العلاقات اللبنانية الايطالية

عون استقبل عبد الساتر ومطر

عون أبلغ وزيرة القوات المسلحة الفرنسية تقديره الدعم الفرنسي للجيش: لبنان ملتزم بالقرار 1701 ومتمسك بعودة النازحين السوريين دون انتظار الحل السياسي

بري التقى ساترفيلد ووزيرة الدفاع الفرنسية

باسيل عرض مع ساترفيلد في مستجدات ترسيم الحدود البحرية وفقا لمصالح لبنان النفطية

الحريري أرجأ جلسة مجلس الوزراء المكتملة النصاب ريثما يتم تنفيس الاحتقان: الامن خط احمر ونأمل ايجاد الحل مع سعاة الخير

الحريري عرض وساترفيلد الاوضاع في لبنان والمنطقة

خلوة بين الحريري ووليد وتيمور جنبلاط في دار الطائفة الدرزية

الحريري ترأس اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة دراسة دفتر الشروط الخاص لمشروع عقد ادارة الهاتف الخليوي

الحريري ورسميون وشخصيات زاروا دار الطائفة معزين جعجع: متمسكون بالمصالحة وأطالب الجميع بعدم إطلاق الكلام المثير للحساسيات

الراعي ترأس اجتماعا لمجلس ادارتي تيلي لوميار ونورسات زاخم: لا خوف على لبنان من مواجهة المطبات

التيار المستقل: لطالما حذرنا من لغة الغرائز وشحن النفوس

كتلة المستقبل اجتمعت برئاسة الحريري: لعدم التفريط بمصالحة الجبل وما حصل مؤشر خطير لاصطفافات جديدة أعادتنا الى مناخات الصراع الأهلي

باسيل بعد اجتماع التكتل: نريد العيش في البلد بشراكة ومساواة كاملتين ومصالحة عميقة وتجنب الفتنة

الرابطة المارونية: لضبط النفس وتكثيف الجهود لإعادة الهدوء والسلام إلى ربوع الجبل

السنيورة من بكركي: للعودة الى الاصول واحترام القوانين والدستور والطائف ونأسف لسقوط ضحايا ونرفض اعادة نبش القبور والتصريحات المتهورة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي. في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا. وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا

إنجيل القدّيس يوحنّا14/من01حتى06/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي. في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا. وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا. وأَنْتُم تَعْرِفُونَ الطَّرِيقَ إِلى حَيْثُ أَنَا ذَاهِب».

قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا رَبّ، لا نَعْلَمُ إِلى أَيْنَ تَذْهَب، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّريق؟». قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاة. لا أَحَدَ يَأْتِي إِلى الآبِ إِلاَّ بِي.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

وجع الدروز هو وجع كل اللبنانيين

الياس بجاني/02 تموز/2019

لأن الطافة الدرزية تواجه أزمة حقيقية وخطرة مطلوب من العقلاء فيها وهم كثر أن يوقفوا السجالات التصعيدية ويفرضوا على المتخاصمين من قادتها حلاً يصونها ويحفظ سلمها وآمنها.. والعقلاء هؤلاء قادرين على ذلك. علماً أن وجع الدروز يصيب كل لبنان لأنه لبنان جسم واحد مكون من عدة اعضاء وأي أذى يصيب أي عضو يؤذي كل الأعضاء. وحقيقة فإن كل الأحرار والسياديين والشرفاء والكيانيين في لبنان  وبلاد الإنتشار يؤلمهم ما حل بالطائفة الدرزية ويأملون بإنهاء حالة التوتر التي أصابتها.

 

تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

الياس بجاني/02 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76268/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%b5/

في أسفل تقرير من وكالة الأنباء الوطنية نشر أول أمس عقب زيارة الوزير محمود قماطي، (وزير حزب الله في حكومة الرئيس الحريري)، لدارة النائب طلال أرسلان في الشويفات بعد ساعات قليلة على وقوع الحدث الدامي الذي شهده الجبل في بلدة كفرمتى.

وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي من خلدة: ولى زمن المليشيات والمناطق المغلقة ولمحاسبة المرتكبين وأدا للفتنة

وطنية – الأحد 30 حزيران 2019/(“أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي بعد زيارته النائب طلال أرسلان في دارته في خلدة أن “من واجباتنا أن نكون إلى جانب حلفائنا في هذه الحادثة، وما حصل كبير وخطير جدا، وما يهمنا، هو الاستقرار في لبنان وفي الجبل، وعلى التوافق اللبناني القائم حاليا”. وقال: “العودة إلى الأعمال الملشياوية هو خرق للسيادة اللبنانية ولدماء الجيش والمقاومة. لقد دفع لبنان الشهداء من الجيش والمقاومة لتحقيق هذا الاستقرار، والاستقرار الأمني تحديدا، ومنعنا الإرهاب التكفيري والإسرائيلي لبناء وطن جديد، ولا يجوز أن نعود إلى خرق الأمن”. أضاف: “يجب أن ننتبه أننا كدنا أن نفقد وزيرا في الحكومة، لذلك، على الجيش والقوى الأمنية العمل، للحفاظ على الاستقرار بتسليم الجناة إلى القضاء، ليأخذوا ما يستحقون من عقاب، وأدا للفتنة”، وتابع: “لا نقبل أن تكون هناك منطقة مغلقة على أي لبناني، ويحق لأي مواطن أو مسؤول، زيارة أي منطقة، كما أن حرية التعبير والرأي كفلها الدستور”. ودعا إلى “اعتماد الخطاب السياسي الذي يتحلى بالأخلاقية السياسية، وعدم الإهانة، وألا يواجه أي حراك سياسي بالعنف والقوة”، مؤكدا “لقد ولى عصر المليشيات والمناطق المغلقة”. وكرر التأكيد أنه “لا يجوز المماطلة في تسليم الجناة واعتقال المرتكبين، من أجل ضبط الأوضاع والحفاظ على الاستقرار في الجبل. ونحن يهمنا كثيرا أمن الجبل والاستقرار فيه، وأن يهدأ الناس وألا ننتقل إلى دم جديد، لذلك ندعو الجيش والقوى الأمنية والقضاء إلى محاسبة المرتكبين وألا تتجدد الفتنة”. وردا على سؤال حول إذا ما كان يتواصل مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في هذه الحادثة، أجاب: “نحن الآن في دارة الأمير طلال أرسلان والتواصل قائم على الساحة الوطنية”)

بداية فإن المعايير القانونية المحلية والدولية لما يسمى ميليشيات، ولما يمكن أن يكون مناطق مغلقة، وكذلك لكل ما هو معايير ومقاييس للأمن والسلام والعيش المشترك والقضاء في دولة لبنان … هي كلها معايير وضوابط الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية والقضاء اللبناني، وكذلك الشرائع الدولية كما هو معترف بها من قّبل الأمم المتحدة.

من هنا فإن الغرابة والاستغراب والغربة في كامل محتوى تصريح النائب محمود قماطي يمكن بمنتهى البساطة تفسيرهم بمنطقين متعارضين،

الأول يقول ودون خجل أو وجل بأن الجهة التي ينتمي إليها الوزير، التي هي حزب الله، الإيراني من رأسه حتى أخماسه لا تعترف بالدولة اللبنانية، ولا بكل مؤسساتها ولا بدستورها وقضائها وقواها الأمنية، وأن عندها (حزب الله) معاييرها ومقاييسها الخاصة بها والتي تناقض وتتعارض 100% مع كل ما هو لبنان ولبناني من قوانين ودستور وأعراف ومؤسسات وأعراف مجتمعية،

أو ثانياً بأن النائب “اللاهي” المفوه لا يحترم لا ذكاء ولا علم ولا معرفة اللبنانيين.

وفي الحالتين يتبين جلياً ما هو محسوس وملموس ومعاش على أرض الواقع الإحتلالي والقمعي واللاهي حتى العظم، وهو بأن حزب الله غريب ومغرب عن كل لبنان، وعن كل ما هو لبناني، أكان في مفهومه للبنان الهوية والتاريخ والدور والحضارة والرسالة ونمط حياة بنيه وتعايشهم الحضاري، أو فيما يتعلق بأسلوب تعاطيه الإستكباري والفوقي المستهزئ دائماً بلبنانيتهم وبمعرفتهم وبقدرتهم على التفريق بين الحق والباطل، والوطني والإحتلالي، والصادق والمنافق.

لمن يهمهم الأمر وحتى لا يمر كلام النائب القماطي مرور الكرام ودون تعرية قانونية لمحتواه الأستغبائي والإرهابي، ودون سحب الكلام وتفسيره طبقاً لمعايير الدستور اللبناني، وعملاً بكل ما ورد في اتفاقية الطائف، وما جاء من بنود تتعلق به وبوضعيته الشاذة في القرارين الدوليين 1701 و1559.

طبقاً لكل هذه المعايير والمقاييس والضوابط اللبنانية والدولية هذه هي وضعية حزب الله القانونية لبنانياً ودولياً:

1- لبنانياً، حزب الله هو تنظيم غير مرخص له، وعملاً بالقوانين اللبنانية المرعية الشأنً هو عبارة عن جماعة من المسلحين الخارجين عن القانون.

وطبقاً لبنود اتفاقية الطائف تحديداً، فالحزب هو من ضمن الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وكان من المفترض أن يلتزم بتنفيذ كل البنود التي أدرجت تحت خانة الميليشيات.

2- دولياً حزب الله هو منظمة ارهابية وإجرامية، ومصنف تحت هذه الخانة في معظم دول العالم، عربية وغير عربية.

3- ودولياً وبما يخص القرارات الدولية الخاصة بلبنان (1559 و1701) الحزب هو ميليشيا مسلحة مطلوب منها تسليم سلاحها للدولة اللبنانية، وتفكيك مربعاتها الأمنية، والالتزام بالقوانين اللبنانية.

وحتى لا نطيل الشرح فإن كلام النائب القماطي هو إدانة للحزب بالكامل كون فاقد الشيء لا يعطيه.

فالحزب ميليشيا مذهبية وإرهابية، وهو مسلح وتابع لدولة إيران وليس للبنان، ويحتل لبنان، وعنده مربعات ودويلات أمنية لا سلطة للدولة عليها، ويحارب في العديد من الدول لمصلحة إيران وبأوامر مباشرة من قادة عسكرها، وتطول ولا تنتهي قائمة مخالفات الحزب للبنان ولكل ما هو لبناني.

وإن كان فعلاً قماطي وحزبه جديين في أي كلمة قالها من الشويفات فالبداية تكون بتسليم المحكمة الدولية المطلوبين بتهمة اغتيال الرئيس الحريري وإلا فالج لا تعالج.

يبقى أن كلام النائب محمود القماطي مستنكر ومرفوض وهو يدين الحزب ويعري وضعيته الإحتلالية والإرهابية والمذهبية والعنفية واللالبنانية واللاشرعية.

في الخلاصة، فإن ما حدث في الجبل ورغم مأساويته وخطورته، فهو عارض من أعراض مرض الاحتلال الإيراني للبنان، وربما ما كان ليحدث لولا وجود هذا الاحتلال ونجاحه للأسف في شق معظم الشرائح اللبنانية المجتمعية ووضعها في مواجهة بعضها البعض على خلفية مبدأ فرق تسد.

وبالتالي فإن التركيز الوطني والسيادي الجاد والمستمر يجب أن يكون على إنهاء هذا الاحتلال، وبعدم تضييع الوقت والجهد في التعاطي فقط مع الإعراض مهما كانت ضاغطة ومهمة أكانت معيشية أو أمنية أو مالية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حمى الله الجبل وأهله من الفتنة ومن المفتنين

الياس بجاني/01 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76252/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81/

من يشعل الفتنة في الجبل كائن من كان، سياسي، أو حزب، أو مسؤول، هو عملياً مجرم خطير وعدو للبنان ولكل اللبنانيين، وأيضاً هوعدو للسلم وللسلام والتعايش ولمصالحة الجبل.

كما أنه وهنا الخطور هو 100% يخدم مشروع الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله وبسلاحه وبدويلاته وبحروبه وبمشروعه الملالوي الهادف إلى إلغاء لبنان الإنسان والكيان والدولة والهوية والتاريخ وتقليب اللبنانيين ضد بعضهم البعض على خلفية مبدأ فرّق تسد.

إن من يشعل الفتنة في الجبل أكان عن جهل أو معرفة لا فرق هو ضد لبنان ويجب وضع حد فور لفتنته وكشفه وتعريته وفضح أمره.

وهنا مطلوب من كل العقلاء والأحرار والسياديين من الشرائح اللبنانية المجتمعية كافة من قيادات وسياسيين ورسميين ورجال الدين أن يجهدوا بكل معرفتهم وامكانياتهم وعلاقاتهم بهدف إطفاء نار هذه الفتنة البشعة وأن يعيدوا للدولة ولقواها الأمنية ولقضائها وللقوانين أدوارهم وأن يطالبوا المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 وذلك لإستعادة سيادة واستقلال لبنان وانهاء كل حالات الشواذ من ميليشيات ودويلات وتمذهب وفرسنة واحتلال ملالوي.

حمى الله الجبل وأهله والرحمة لأنفس الضحايا وصلاتنا من أجل أن يلهم ذويهم نعمتي الصبر والسلوان.

 

صبيانية اسلوب باسيل وصنوج أصحاب شركات الأحزاب

الياس بجاني/30حزيران/2019

الجيوش الكترونية التابعة لأصحاب شركات الأحزاب الأصنام كافة هم إما أغبياء وصنوج وطبول أو أجهزة تختلق أسماء وهمية. أحزاب كوارث .

جولات باسيل اللاهية فقد تحولت إلى مسرحيات هزلية مهينة لكل ما هو عقل وحرية وديموقراطية. اسلوب الرجل هو قمة في مفهوم السياسة الصبيانية.

 

أسوأ من عندنا نحن الموارنة هم مواقع القيادة

الياس بجاني/29 حزيران/2019

أسوأ من عندنا نحن الموارنة على الإطلاق هم أصحاب شركات أحزابنا وغالبية طاقمنا السياسي والإعلامي. قلة إيمان وخور رجاء واسخريوتية.

 

موقف سيادي متقدم للنائب سامي الجميل فيما يخص وضعية حزب الله والقرارات الدولية نسبته له جريدة الرأي الكويتية

الياس بجاني/29 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76223/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%85%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%86%d9%88%d8%b9%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%a7-%d9%84/

في تقرير نشرته جريدة الراي الكويتية أمس، وفيه مواقف سيادية نوعاً ما متقدمة نُسِّبت إلى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل فيما يخص وضعية حزب الله الإحتلالية والقرارين الدوليين 1559 و1701.

علماً أن لا النائب الجميل ولا أحد من المسؤولين والنواب والإعلاميين والناشطين في حزبه كانوا تطرقوا في الإعلام ومن فترة ليست بقصيرة بوضوح وببيانات رسمية لوضعية حزب الله ولأخطاره ولا للقرارات الدولية.

المواقف التي نسبت للجميل ولتكون جدية يفترض قانونياً أن تصدر رسمياً عن الحزب.

ولتكتمل هذه المواقف وتصبح رسمية وثابتة من المفترض منطقياً ومصداقية وجدية أن تشخص المرض الأساس الذي يعاني منه لبنان وتسمي الأمور بأسمائها وتتناول الحلول.

في هذا الإطار السيادي المطلوب من الحزب مواقف واضحة وشفافة ومباشرة مثل مواقف عدد كبير من الناشطين السياديين داخل لبنان وخارجه.

المرض الأساس في لبنان ومنذ العام 2005 هو احتلال حزب الله، وباقي الصعاب والمشاكل على كافة الصعد وفي كل المجالات المعيشية والأمنية والإقتصادية والبيئية والقضائية وغيرها الكثير هي كلها أعراض لهذا المرض وبالتالي لا فائدة من علاج أي عارض قبل علاج المرض.

حزب الله صحيح عسكره من اللبنانيين، وموجود في لبنان، ولكن قادة الحزب أنفسهم من كبيرهم حتى صغيرهم، ومعهم كل المسؤولين الإيرانيين وعلى كافة المستويات المدنية العسكرية يفاخرون باستمرار بأنه جيش في ولاية الفقيه الملالوية من ألفه حتى يائه، وبالتالي وطبقاً لهم ولأقوالهم الرسمية فلا هو لبناني كتنظيم أو كحزب، ولا هو من النسيج اللبناني، بل هو فيلق عسكري تابع للحرس الثوري الإيراني ويأخذ طائفة لبنانية بأكملها رهينة ويحتل لبنان.

صحيح الحزب عنده نواب في المجلس، ولكن الحزب نفسه يهزأ من كل من قال ويقول بأنه مكون من جناحين واحد عسكري وآخر مدني.

يبقى أن سلاح الحزب هو مشكلة لبنانية، وأيضاً إقليمية ودولية، وليس صحيحاً البتة أنه فقط مشكلة إقليمية.

الحزب منظمة إرهابية على قوائم غالبية الدول العربية ومعظم الدول الغربية، وهو متورط في أعمال غير شرعية وغير قانونية وإرهابية وعسكرية متنوعة في عدد كبير من الدول، في حين أن العشرات من عناصره هم سجناء ويحاكمون في تلك الدول.

عسكره يحارب كجيش إيراني في سوريا والعراق واليمن بشكل علني، كما أن له وجود أمني واستخباراتي في العشرات من الدول..عربية وغير عربية.

بناء على ما ورد في أعلى وهو قليل من كثير الحزب محلياً وإقليمياً ودولياً فإن أي تحالف معه في لبنان بأي مجال من المجالات هو عملياً تشريع لإحتلاله وتغطيه لهذا الإحتلال.

في الخلاصة، الحل العلاج يكمن في تسميته بالمحتل وبالتعامل معه على هذا الأساس.

وبالتالي واجب وطني الإستمرار بالمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان ومنها 1559 و1701 التي تنص صراحة ومباشرة على تجريده من سلاحه وحصر السلاح فقط بالسلطة الشرعية وبقواها العسكرية وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كل الأراضي اللبنانية.

بالتأكيد، لا أحد يطالب، لا حزب الكتائب ولا غيره بمواجهة حزب الله واحتلاله عسكرياً، ولكن من الضرورة بمكان أن تتوحد القوى السيادية والاستقلالية والكيانية مرة أخرى، كما كان حالها في تجمع 14 آذار على رغم كل ما كان يعاني منه ذاك التجمع من تفكك وصراعات، وذلك لإيجاد توازناً ما مع المحتل الذي هو حزب الله والتصدي له سلمياً بمواقف واضحة وبشفافية ودون ذمية أو رمادية.

يبقى لا معارضة بظل الاحتلال، بل مقاومة.. والمقاومة المطلوبة راهناً هي سلمية؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكولونيل شربل بركات: كمال المر نودعك اليوم وانت تغادر هذه الفانية بكل ثقة كما عودتنا

03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76311/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1-%d9%86%d9%88%d8%af%d8%b9%d9%83-%d8%a7/

نودعك كمال اليوم وانت تغادر هذه الفانية بكل ثقة كما عودتنا...

نودعك وقد اتخذت قرار السفر بدون تردد كما في كل مرة...

نودعك وانت الجاهز دوما لكل مهمة والعارف بكل التفاصيل...

نودعك وأنت الواضح في تفسير الأمور بالرغم من صمتك المؤلم أحيانا...

لما العجلة وأنت الدقيق في المواعيد؟.. المتأني في الدراسة؟.. والمتفهم للحاجات؟..

هل شدك الحنين إلى رفاق الدرب؟... أم تعبت من الصمود والمثابرة؟...

هل سئمت من الانتظار؟... أم اطمأنيت على المستقبل؟...

كمال...

يا رفيقا على درب النضال الطويل تمسّك بالأصول وتعلّق بالمهم تاركا القشور ومظاهرها...

يا صديقا بنيت صداقته كما حجارة الكنائس العتيقة؛ بالجهد والألم... بالمحبة والكرم...

وبالفرح المتجذر كما السنديان في تراب أرضنا المعطاء...

كنت دوما القدوة... تشعّ بالاحترام وتفرضه بالتهذيب والرصانة...

وكنت الصامت الأكبر والمفكر الأعمق والمواظب على العمل حتى النجاح...

لم تترك مهمة كلفت بها ولم تتراجع يوما عن أمر اعتقدت بأنه يسهم في الاستمرار...

رضعت حب الوطن من مياه جبله الشامخ وعملت بكل تواضع على اعلاء شأنه اينما حللت...

لم تخف من المواجهة ولم يغرّك النجاح...

يوم هجر الوطن تمسكت به وبقيت الرمز...

ويوم كثر المنافقون عضيّت على الجرح وكلك ثقة بأن النور لا بد أن ينجلي...

كمال ...

يا من أحبتك عين إبل فبادلتها نضالا وعطاء...

تعود اليوم إلى مسقط الراس في المروج عزيزا مكرما يلاقيك الكبار الذين عرفوك بكل فخر واعتزاز والصغار الذين سمعوا عنك بالعنفوان والأمل...

لقد حققت المطلوب منذ ناداك الوطن لأن تدافع عنه، ولم تكن قد تعلمت القتال ولكن محبتك وتعلقك به دفعاك إلى أن تترك كل شيء وتتفرغ له، فأختلقت الحلول، وأبدعت بالتنظيم، وحافظت على الأمانة، فنجح كل ما أوكل إليك...

نم قرير العين يا صديقي العزيز ويا أيها العديل الذي ربطنا به الوطن والنضال في سبيله قبل أن يربطنا النسب والقربة...

تتركنا وفي البيت حفيدة تدب هي ابنة زياد وقد تعلقت بها في أيامك الأخيرة، وأخرى كنت تحلم بها هي ابنة زينة العتيدة والتي لن تعرف جدها الحبيب ولو أنها ستشتاق لحنانه ورقته... ولم تنتظر لتعود نور من السفر وهي المطمئنة بأن ريان رفيقك الدائم سيبقى سندا لك ولأمه في كل ظرف كما أعتاد أن يكون...

ستترك رفيقة الدرب لينا التي طالما تحملت المصاعب وتآلفت مع المخاطر وهي بابتسامتها الدائمة أعطتك كامل الثقة ودفعتك إلى الانطلاق بدون خوف أو وجل على طرق هذه الحياة حيث رسمت مع آلام الدرب صورة المستقبل النير...

ويا كمال تتركنا وأنت جار "ام النور" بعد أن أكتمل البرج مزينا "بلاد البشارة" ولكن وكما عهدناك لا تحب الأضواء وتتجنب المظاهر رحلت قبل التدشين وفرحة اكتمال العمل فالمهمة الأساسية تمت بنجاح أما التفاصيل ونشوة الاحتفالات الأرضية فهي ليست مما تصبو إليه. ولكنني متأكد أنك سوف تشاركنا من حيث أنت وأجواق الملائكة ترنم تسبيحا...

دعاؤنا إلى الله عز وجل، وقد رافقك في حياتك وشهد على انجازاتك متمما تعاليمه في كل ما عملت، أن يستقبلك في دياره السعيدة بتلك الجملة المحببة "وجدت أمينا على القليل فسأقيمك على الكثير. أدخل فرح سيدك"...

تعارينا إلى العائلة الكريمة الزوجة الفاضلة العزيزة لينا والأولاد زياد وعائلته وزينة وعائلتها ونور وريان وعائلات المر ودياب وإلى كل ابناء المروج وعين إبل والأشرفية وكافة الرفاق والأصدقاء وخاصة دير الراهبات الأنطونيات في رميش وحزب الكتائب اللبنانية الذي عرف كمال وقدّر أعماله ممثلا بالرئيس الشيخ سامي الجميل والأمين العام السيد نزار نجاريان وأقليم بنت جبيل...

الله يرحمو...

 

الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً

الثلاثاء 02 تموز/2019

وأستراح الفارس أخيرا" .. كمال المر ذاك المقاوم الصامت. استلم من بشير مهمته الاولى وهي قيادة ثكنة الاشرفية التي شكلت نموذجا لاول تجربة عسكرية منظمة. وبطلب من بشير تسلم كمال مفوضية محافظة الجنوب وشملت المهمة التنظيم الاداري واللوجستي. ثم أوكله الشيخ بشير في ادارة اول محطة اعلامية تلفزيونية في نيسان ١٩٨٠، وحملت اسم المؤسسة اللبنانية للارسال LBC-تلفزيون لبنانَ الحرّ. كمال المر لك منا ألف تحية فأسترح رفيقي بعد جهد السنين وتعبها. (نقلاً عن صفحة فادي غندور)

 

قتلى في اشتباك بين "حزب الله" و"الدفاع الوطني":صفقة مخدرات

المدن/الثلاثاء 02 تموز/2019

شيّع أهالي قرية الخيام اللبنانية التابعة لقضاء مرجعيون، عصر الاثنين، القيادي في "حزب الله" الملقب بـ"حسن مرجعيون"، الذي قضى في القلمون الغربي في سوريا، نتيجة اشتباك بين مليشيا الحزب ومليشيا "الدفاع الوطني"، بحسب مراسل "المدن" أحمد الشامي. واندلع الاشتباك المسلح في 30 حزيران/يونيو، في نقطة عسكرية تابعة للحزب بين بلدتي قارة وفليطة في القلمون الغربي. مصادر "المدن"، أشارت إلى أن 3 عناصر آخرين من مليشيا "حزب الله" قضوا نتيجة الاشتباك، وسُلّمت جثثهم لذويهم في قرى الجنوب اللبناني، ودفنوا وسط حالة تكتم وتعتيم اعلامي بتوجيهات من "حزب الله"، الذي تعهد للأهالي باستمرار تلقيهم رواتب "الشهداء". ونقل الحزب 3 جرحى إلى مشفى ميداني في لبنان، بعدما جرت العادة سابقاً على نقل الجرحى إلى مشفى "الرسول الأعظم". مصادر "المدن" أشارت إلى أنه في الحالات التي يسقط فيها جرحى نتيجة اشتباكات مع مليشيات صديقة في سوريا، فالحزب ينقل المصابين الى المشافي الميدانية، كإجراء وقائي، لمنع تسرب الأنباء. وأضافت مصادر "المدن"، أن الخلاف بين "حزب الله" و"الدفاع الوطني"، يعود إلى أرباح صفقة مخدرات لم تحصل المجموعة السورية على نصيبها منها. وأشارت المصادر إلى أن قيادياً في "الدفاع الوطني" وصل إلى مقر "حزب الله" بين بلدتي قارة وفليطة في القلمون الغربي، لمناقشة الموضوع، فنشبت مشادة كلامية بينه وبين "الحاج مرجعيون"، المسؤول عن نقطة الحزب، ليغادر بعدها قيادي الدفاع الوطني غاضباً، ويعود مع مجموعة مسلحة بعد ساعات ليهاجم نقطة الحزب باستخدام رشاشات من عيار 14.5 مم، فسقط قتلى وجرحى من الطرفين، وسط تكتم اعلامي من الجهتين. مصادر محلية من منطقة القلمون، أكدت لـ"المدن"، وصول تعزيزات لمليشيا "حزب الله" إلى منطقة القلمون الغربي، من ريف دمشق ومن بعلبك عبر الطريق الوعر الواصل إلى بلدة قارة السورية المعروف باسم "وادي الشيخ علي". واستقرت التعزيزات في وادي الشيخ علي، ضمن مقرات الحزب، بالإضافة إلى المقرات الخاصة بالحزب في منطقة الزمراني الحدودية، التي بات الحزب في الآونة الأخيرة يفرض سيطرته عليها بشكل كامل بعد ابعاد قوات النظام عنها في شباط/فبراير. وليست هذه المرة الأولى التي تندلع فيها اشتباكات بين الطرفين، بسبب خلاف على تقاسم أرباح تجارة المخدرات. ولا تسبب هذه المناوشات زعزعة في العلاقات ما بين المليشيات، إذ تجري لملمة الأمور بتدخل قيادات بارزة من الطرفين، لإعادة المياه لمجاريها. فاستمرار المصالح المتبادلة أهم من الخلافات العابرة على الأرباح، حتى لو قتل فيها قادة ميدانيون كانوا يشقون طريقهم إلى القدس، عبر الزبداني!.

 

خطة "حزب الله" السرية للحرب.. وحدة "الرضوان" ستسيطر على قرى "إسرائيلية"!

لبنان 24/02 تموز/2019

نشر موقع "تايمز أوف إسرائيل" مقالاً للكاتب آفي يسسخاروف تحدّث فيه عن مرحلة ما بعد الأنفاق وعن خطة "حزب الله" السرية لاجتياح إسرائيل والوصول الى الجليل والسيطرة على بلدات حدودية. وذكّر الكاتب بما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن أنّ الإجراءات التي قامت بها القوات الإسرائيلية على الحدود تعكس "الخشية الإسرائيلية من عملية الجليل المحتملة"، وقال  نصرالله: "إنّ جزءًا من خطتنا هو الدخول إلى الجليل، ونحن قادرون على ذلك". وبرأي الكاتب، ربما لا يملك "حزب الله" سلاحًا إستراتيجيًا آخر مثل الأنفاق، لكن لديه خطة طموحة للسيطرة على مواقع عسكرية على الحدود الشمالية. وزعم الكاتب أنّ "حزب الله" كان ينوي إدخال المئات من عناصر وحدة "الرضوان" التي سميت بإسم القائد الراحل عماد مغنية الى إسرائيل لتنفيذ هجمات وإحداث صدمة لها، ولفت الى أنّ هذه الوحدة تحظى بأولوية من حيث الميزانية والمعدات اللوجستية والموارد. وتابع الكاتب أنّه في غياب الأنفاق، قد يقوم الحزب بنقل آلاف المقاتلين إلى إسرائيل عبر عدد من النقاط الحدودية، تزامنًا مع قصف لتلك المناطق بالمدفعية لتأمين غطاء لهم، وقد يستخدم الحزب أيضًا طائرات من دون طيار. وختم الكاتب مقاله بالإشارة الى أنّ خطة "حزب الله" للحرب المقبلة تنطوي على مخاطر كثيرة، وقد يردّ الجيش الإسرائيلي باستهداف الجبهة الداخلية للحزب في لبنان

 

لبنان: الحريري يرجئ جلسة للحكومة 48 ساعة بانتظار انحسار التوتّر ومساعٍ حثيثة للتهدئة بعد حادث الجبل الدامي

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 تموز/2019

أدّت الأجواء المحتقنة في لبنان على اثر الحوادث الدامية التي وقعت في منطقة الجبل الأحد، إلى إعلان رئيس الوزراء سعد الحريري، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل جلسة لمجلس الوزراء 48 ساعة.  وقال الحريري خلال إعلانه هذه الخطوة، إن القضاء سيتخذ كل الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار في قرية قبرشمون الذي أدى إلى مقتل مرافقَين من مرافقي ووزير شؤون النازحين صالح الغريب. وأضاف: «اكتمل نصاب جلسة مجلس الوزراء اليوم، لكن قررنا أن نأخذ نَفَساً، فهناك مشكلة في البلد ونحن نحتاج الى 48 ساعة لتنفيس الاحتقان، ولذلك قررت تأجيل جلسة اليوم». وبدأت الأحداث في منطقة عاليه لدى احتجاج أنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على زيارة للمنطقة كان يقوم بها رئيس حزب التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل المتحالف مع الحزب الديمقراطي اللبناني الذي ينتمي إليه الغريب والذي يتزعمه النائب طلال أرسلان. وألغى باسيل زيارة قرية كفرمتى، المرحلة الأخيرة من جولته في منطقة عاليه، تجنباً لأي مشكلة أمنية. غير أن ذلك لم يمنع من وقوع الحادث لدى مرور موكب الغريب وسط المحتجين عندما كان عائداً من لقاء مع باسيل في قرية أخرى. واتهم الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يتزعمه جنبلاط، مرافقي الغريب، بفتح النار بينما قال الأخير إن «مكمناً مسلحاً» استهدفه. وبعد انعقاد المجلس الأعلى للدفاع الذي يضم كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين أمس (الإثنين) بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال عون، تسارعت اليوم المعالجات لتطويق ذيول ما حصل، خصوصاً أن ذوي المرافقين اللذين قُتلا يرفضون دفن الجثمانين قبل تسليم مطلقي النار إلى السلطات. ويُذكر في هذا الإطار أن طلال أرسلان وحلفاءه يطالبون بإحالة القضية على المجلس العدلي، وهو محكمة استثنائية تشكَّل من كبار القضاة للنظر في جريمة تهدّد أمن البلاد ولا تقبل أحكامها أي طريق من طرق المراجعة. إلا أن الحريري لم يبدِ حماسة لذلك، وقال رداً على سؤال إن القضاء العادي قادر على معالجة الموضوع بسرعة. ودخل على خط المعالجات بتكليف رسمي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي بدأ حركة مكوكية لتنفيس الاحتقان. ولعل ما سيساهم إيجاباً في المهمة بدء تسليم المطلوبين في ما حصل الأحد. وقد أعلن الجيش في بيان أنه تسلّم اثنين من المشتبه بهم حتى الآن. ويحصل كل ذلك فيما يزور مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد لبنان للقاء المسؤولين الكبار، وهو مكلف رعاية المفاوضات بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود البرية والبحرية، الأمر الحيوي بالنظر إلى وجود حقول للغاز تحت مياه البحر.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 02/07/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

من التبريد في اتجاه التضميد، تم تبريد الجبل أمنيا" وبدأت الخطوات القضائية مع تسلم المطلوبين كما انسابت المبادرات السياسية، لتأخذ مداها في سياق السعي لتبديد التوتر وإعادة الثقة وترسيخ السلم وتصفية النيات...وفيما باشر اللواء عباس ابرهيم مهمته الأمنية،أكد وليد بك أن الحزب التقدمي الاشتراكي تحت القانون في وقت شدد الوزير جبران باسيل على وأد الفتنة الطائفية جازما" أن لا عودة الى الحرب وأن العمل منصب على استكمال ملف عودة المهجرين.

وبينما لفت باسيل الى أنه سيزور طرابلس ضمن ما سماه المناطق المفتوحة، حصل لقاء في دار الطائفة الدرزية بين الرئيس الحريري وجنبلاط واتفق في خلاله على عقد لقاء خاص في حين ركز الدكتور جعجع من فردان على أهمية مراعاة خصوصيات المناطق.

وسط كل ذلك أرجأ الحريري جلسة مجلس الوزراء يومين تلاتة في سياق التهدئة المرجوة.

في الغضون حصل تحرك أميركي عبر ساترفيلد في مسار جولته المكوكية الرامية الى ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.كذلك حصلت جولة فرنسية عبر وزيرة الدفاع الفرنسية بارلي في اطار دعم لبنان وقواه العسكرية والامنية.

إذن الرئيس الحريري كشف دوافع إرجاء جلسة مجلس الوزراء لجهة افساح المجال للتحقيقات أن تأخذ مجراها ولتتم معالجة الموضوع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

إنطلاقا من تأكيد جميع الأطراف المعنية بأحداث قبرشمون بأن القانون فوق الجميع، تتجه المساعي نحو تطويق الحادثة بشكل نهائي في ظل مساع يبذلها الرؤساء الثلاثة ولاقاها كل من الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني بتجاوب كبير.

وفيما نشط المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط عملية تسليم المتورطين التي قطعت شوطا وفق لائحة، التقى رئيس الحكومة سعد الحريري النائب السابق وليد جنبلاط على هامش تقبل الأخير للتعازي في دار الطائفة الدرزية بعد تواصل هاتفي بين الجانبين لأكثر من مرة خلال الساعات الماضية.

وعلى قاعدة كل "تأخيرة فيها خيرة" كان أعلن الرئيس الحريري تأجيل جلسة مجلس الوزراء لثمان وأربعين ساعة ريثما يتم تنفيس الإحتقان المتصل بأحداث الجبل.

هذا التاجيل سبقه تأخر وصول وزراء تكتل لبنان القوي إلى السراي وربما كان هو السبب المباشر لموقف الحريري وإن نفى تحميل التكتل مسؤولية تعطيل الجلسة.

ووفق معلومات الـNBN فإن عملية ترتيب العلاقة بين بيت الوسط وكليمنصو ستحصل خلال لقاء ثان أعد له سابقا وهو مرتقب في الساعات المقبلة.

في شأن آخر أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري مع مساعد وزير الخارجية دايفيد ساترفيلد تقييما شاملا لما حمله خلال فترة زياراته المكوكية والطروحات التي كان يحملها لمقاربة الموقف اللبناني وقد تحققت فعليا نتائج متقدمة على صعيد البدء بعملية تثبيت الحدود البحرية اللبنانية ومعالجة التحفظات اللبنانية على الخط الأزرق.

إلا أن دور ومشاركة الأمم المتحدة وتجميد تنفيذ ما يتفق عليه حتى نهاية عملية الترسيم برا وبحرا كسلة واحدة لا زالا موضع معالجة إذ يحرص لبنان على دور ممثل الأمم المتحدة في لبنان برعاية الاجتماعات وتفويت الفرصة على العدو الاسرائيلي من اقتناص الحقوق اللبنانية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

إذا سلم اللبنانيون بالمنطق الذي أريد تكريسه الأحد، فهذا يعني أن على رئيس أي تيار أو حزب، أو على أي متعاط بالشأن العام، مهما كان موقفه أو لونه الطائفي والمذهبي والسياسي، أن يتحلي بإحدى المواصفات الثلاث الآتية، إذا أراد أن يجول في لبنان، ليلتقي اللبنانيين، ومن ضمنهم مناصريه:

الأولى: أن يكون نواب المنطقة التي يزور، لا لون ولا رائحة ولا طعم. مجرد أصنام سياسيون، يشاركون في المناسبات، ويقومون بالواجبات الاجتماعية، ويدلون بين حين وآخر بمواقف محلية، أو بأخرى عامة، لا تقدم أو تؤخر، بل تسترضي، وتبخر.

ثانيا: ان يضع نصب عينيه، ألا مجال بالدخول الى منطقة معينة، إلا بعد استئذان من يحتمل أن يزعجه وجوده، فيكيل له المدائح، ويهجي خصومه ليرتاح.

ثالثا: ألا يكون له أي تمثيل على الاطلاق في المنطقة التي يزور، لكن يصر على الادلاء بتصريحات هجومية، ليتلقى التهاني ممن يمنن النفس بدور سياسي أساسي ما، لا يرى بابا إليه، إلا عبر الممالقة، تعويضا عن تمثيل شعبي محدود.

احدهم لا يعرف العد وآخر لا يرى وثالث لا يسمع... فإذا كان الامر كذلك فلماذا ينزعجون ويهاجموننا؟ هذا ما سأله جبران باسيل اليوم، في مقابل منطق التسليم، مضيفا: من اين اتوا بفكرة الامارات التي لا يمكن ان يدخلها احد؟ عليهم ان يفهموا اننا لسنا من هذا الصنف، فنحن لا نريد ولا يمكن ان نلغي او نطوق احدا لكن حرية التنقل والتعبير والمعتقد هي اسس الجمهورية ولا نستطيع التنازل عنها، ونحن لا نريد اذنا من احد للذهاب الى بيوتنا ومناطقنا واهلنا، والدعوة للتلاقي والشراكة ليست استفزازية الا لمن يرفضها.

ردا على سؤال عن ارجاء مجلس الوزراء، قال الرئيس سعد الحريري: صار معي دكتوراه.

اليوم، كل اللبنانيين صار معن دكتوراه. دكتوراه في وأد الفتنة. ولن تكون فتنة في لبنان بعد اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

نجت الحكومة عن رصاصات قبرشمون القاتلة، فاصابتها بجلسة، بدل ان تصيبها بمكوناتها.

أجلت جلسة اليوم بعد أخذ ورد، وسير سياسي على حافة وطن ملتهب، غارق بين دم مسفوك ووحدة مشظاة بكثير من التخندق والتمترس خلف تبريرات واعتبارات.

سحب رئيس الحكومة فتيل جلسة كانت عالقة بين التفجير او فقدان النصاب، وبين مطلب المجلس العدلي ومطلب طي الازمة على طريقة دفن الجمر بالرماد، دخل على خط التهدئة من قال عنه النائب طلال ارسلان انه موثوق في كل المهمات.

فمشى المدير العام للامن العام عباس ابراهيم في مهمة اولى نتائجها تسليم الحزب التقدمي الاشتراكي ثلاثة مطلوبين للواء ابراهيم، على ان يسلمهم لاحقا الى قوى الامن الداخلي المكلفة من قبل القضاء باجراء التحقيقات، وقال اللواء ابراهيم للمنار ان الامن العام سيتسلم غدا مطلوبين آخرين للتحقيق معهم.

ما تحقق اليوم بداية اطفاء للنار الملتهبة على مدى أيام التي اصابت الجبل واهله بل كل الوطن بالـ”لااستقرار”، والمساعي مستمرة لتقويم الانحراف الذي اصاب القضية، والعودة للاحتكام الى القضاء والسلطات الامنية، وهو مطلب اهل الضحايا وجهتهم السياسية، كما أكد رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان للمنار.

المؤكد ان ما عاشه الوطن على مدى ساعات عصيبة قد ضرب جرس انذار للجميع بأن الوضع لا يحتمل مغامرات ولا رسائل دموية، وان النار التي تتم محاصرتها، كادت ان تخرج عن السيطرة لتحرق الجميع.

من خطوط البر اللبناني الملتهب الى خطوط البحر المتلاطم مع العدو، حيث عاد متراقصا على امواجه السياسية ديفيد ساترفيلد مبعوثا اميركيا واسرائيليا لترسيم الحدود، فسمع من عين التينة رفض المحاولات الاسرائيلية والاميركية تهميش دور الامم المتحدة في ترسيم الحدود عبر خفض تمثيلها، فضلا عن تمسك لبنان بتلازم مسار الترسيم بين البر والبحر، والاتفاق على كل النقاط قبل دخولها حيز التنفيذ.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

بهدف تنفيس الاحتقان السائد بعد احداث قبرشمون وكي يأخذ القضاء مجراه، قرر الرئيس سعد الحريري تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة اليوم والتي اكتمل نصابها، الى موعد لاحق، مبديا ارتياحه لتجاوب جميع الافرقاء مع جهود حل المشكلة ومؤكدا أن الاولوية بالنسبة للمواطنين ليس الخطابات السياسية التصعيدية وانما تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ومشددا على ان الامن خط احمر.

الرئيس الحريري الذي زار دار الطائفة الدرزية معزيا بوفاة الشيخ علي زين الدين، عقد اجتماعا جانبيا مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حضور نجله تيمور تناول الاحداث الاخيرة التي شهدها الجبل.

وكانت الاتصالات تلاحقت لتبريد الاجواء والتشنج الحاصل مع تكليف الرئيس الحريري المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم تولي اتصالات التهدئة.

المساعي ادت الى تسلم الامن العام 3 مطلوبين في حادثة قبرشمون، تمهيدا لتسليمهم مع الموقوفين لدى الجيش إلى قوى الأمن الداخلي كون القضاء كلف شعبة المعلومات بإجراء التحقيقات.

واليوم نقل زوار رئيس الجمهورية ميشال عون عنه قوله انه طالما سلم الجميع بالاحتكام الى القضاء فليترك الامر للقضاء حتى يتمكن من القيام بدوره. واكد رئيس الجمهورية ان لا عودة بالوضع في الجبل الى ما كان عليه في ثمانينيات القرن الماضي وهذه الصفحة طويت الى غير رجعة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

وفي اليوم الثالث على حادثة الجبل، هل يمكن القول إنها فرجت ؟ ليس هناك " نعم " كاملة ولا " لا " كاملة ... بل هناك جملة من المعطيات يمكن القول معها إن الأمور باتت تحت السيطرة ولكن بحاجة إلى تحصين . تطورات اليوم أفضت إلى ما يلي:

تولي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الوساطة بين الأفرقاء، وقد باشر وساطته.

إستبعاد إحالة الحادثة على المجلس العدلي، وهذا ما استشف من كلام الرئيس سعد الحريري بعد إطاحة جلسة مجلس الوزراء، وموقف الوزير جبران باسيل بعد اجتماع تكتل لبنان القوي.

على مستوى التحقيقات، وفيما تولت شعبة المعلومات ملف التحقيق، فإن الوزير باسيل فجر قنبلة بعد اجتماع التكتل فأعلن انه كان هناك " كمين أمني وسياسي، وما حبينا نوقع فيه ". إطلالة الوزير باسيل، وهي الأولى له منذ آخر إطلالة أول من أمس من شملان، كشف فيها أيضا أن زيارته لطرابلس لم تلغ وأن من أهداف هذه الجولات " أن نكشف كل من يريد أن يعمل فتنة في لبنان ".

ومن المعطيات أيضا أن اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري ورئيس الإشتراكي وليد جنبلاط في دار الطائفة الدرزية لمناسبة التعزية بالشيخ علي زين الدين، تم التوصل فيه إلى تقريب القراءات لما حصل في قبرشمون .

بعد كل هذه المعطيات، ما هي التطورات المرتقبة ؟

جلسة مجلس الوزراء التي طارت اليوم، لم يحدد موعد آخر لها، ولم يحدد ما إذا كانت في قصر بعبدا او في السرايا الحكومية. ليبقى السؤال: كيف سيتواجه الوزيران أكرم شهيب وصالح الغريب على طاولة مجلس الوزراء؟

لم يتحدد بعد موضوع تشييع الضحيتين، فهل يبقى مرتبطا بشرط تسليم كل المطلوبين، وهو الشرط الذي حدده المير طلال إرسلان؟

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

الحكومة بألف خير هذا ما قاله سعد الحريري بعد انعقاد شبه الجلسة الحكومية في السراي، لكن بين الكلام السياسي الدبلوماسي لرئيس الحكومة والحقيقة المرة البشعة تناقض كبير فعير صحيح اطلاقا ان بألف خير والدليل ان الحكومة لم تجتمع فعليا بل اجتمعت شكليا ولدقيقة واحدة فقط، بعدما انتظر ستة عشر من وزرائها حوالي الساعتين في ظل مقاطعة واضحة من وزراء تكتل لبنان القوي الذين كانوا مجتمعين في وزارة الخارجية.

اما الاخراج الشكلي للمأزق الحكومي فقضى بأن يأتي وزراء رئيس الجمهورية بعد ساعتين الانتظار وذلك انقاذا لما تبقى من هيبة الحكومة. موضوع الاختلاف حادثة قبر شمون فوزراء التكتل ومعهم حلفاء يريدون احالة الحادثة على المجلس العدلي فيما الرئيسين بري والحريري ومعهما حلفاء يفضلون ابقاء الملف في عهدة القضاء العادي. وبين الرأيين طار مجلس الوزراء ولم ينعقد، بل صار للبنان لحوالي ساعتين حكومتان: واحدة في القصر الحكومي والثانية في قصر بسترس.

في العملاني على اللبنانيين انتظار يومين او ثلاثة ايام لمعرفة المسار الذي ستسلكه التطورات ولبنان في هذا الاطار امام ثلاثة احتمالات، فإما ان يتخذ قرار رسمي بمجلس الوزراء بإحالة القضية على المجلس العدلي، او ان يصرف النظر عن الامر ويمكن التوافق على ايجاد حل للازمة القائمة يبقى احتمال الثالث هو الخيار المر.

ازمة حكومية يمكن ان تتحول شيئا فشيئا ازمة حكم، فهل ينجح العقلاء في استنباط حلول للمأزق المستعصي، ام ان الرؤوس الحامية ستستمر في اتباع سياسة حافة الهاوية جارفة معها آمال اللبانيين بصيف هادىء، وقاضية على السعي لانجاز موازنة والحصول على اموال سدر، الجواب عن السؤال صعب حاليا، لكن المواقف السياسية لا تزال الى الان في دائرة التصعيد.

توازيا مع بدء التوقيفات ومع اتصالات سياسية مكثفة جدا ابرزها خلوة جمعت رئيس الحكومة ووليد جنبلاط، فلمن تكون الكلمة الفصل لصوت الحكمة والعقل ام لصوت الغريزة والعصبية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

شحار سياسي يصيب البلد بعد موقعة الشحار الغربي فيحول بعض المسؤولين إلى محللين في علم الصورة المخبري وبعضهم الآخر إلى محللي دم أو إلى معمل جنائي يتهم بلا هوادة، وعلى هذه الوتيرة دارت حرب بالفيديو بين التقدمي والديمقراطي اللبناني، فيما اتخذ جنبلاط صفة الادعاء بناء على المشاهد والمتضررين من مطاردة البساتين لكن الدولة بين كل هذه المشاهد لم يظهر لها أي وجود. قضاؤها يلزم أعماله لعمليات الوساطة بقرار سياسي.. ومجلس وزرائها لا يتجرأ على الانعقاد بعدما تمكن باسيل من جمع الثلث المعطل في الخارجية.

لقد هز جبران الحكومة من حيث هو وأرسل بإشارات إلى الرئيس سعد الحريري تبلغه أن حكومته ليست بألف خير.. وإذا كان الحريري قد هدد بعبارة "ما حدا يلعب معي".. فإن رئيس التيار القوي "لعب معه وبه" في آن واحد فتمكن من تجميد عروق مجلس الوزراء.. شاور الوزير غير الغريب عن الجبل.. أوفده إلى الحريري ليبلغه إما الإحالة إلى المجلس العدلي وإما الفوضى السياسية والانسحاب.. سمر الوزراء ساعتين في أرضهم الحكومية.. قبل ان يظهر الحريري على الشاشة معلنا تأجيل الجلسة تعطلت لغة الكلام الوزارية .. ومعها استقالت الدولة من دوامها وأعمالها وقضائها ولجأت الى الحل بالعلاج التسووي مستقدمة فوج التدخل السريع عبر اللواء عباس ابراهيم الذي غالبا ما ينقذها من حرجها مع الدول وبعض المجموعات الخاطفة هذه المرة خطفت السلطة نفسها واستقدمت المدير العام للأمن العام لتحريرها من عملية يفترض أن لها دوائرها المختصة فالمدعي العام التمييزي بالإنابة عماد قبلان كشف على الادلة الجنائية وحول ملفه إلى فرع المعلومات لكن ومع عصيان التنفيذ وعدم تسليم المطلوبين المتحصنين كالعادة بغطاء سياسي.. حضرت التسويات ومكلفا من الأطراف السياسيية جميعا.

وبمباركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دخل اللواء ابراهيم على خط مفاوضات أحداث الجبل ذلك لان الاطراف المذكورة جميعا.. لا سلطة لها على جبل وساحل.. على قضاء وأجهزة.. راقبت كالمشاهدين موكب إطلاق النار في البساتين.. وزيران كانا في خطر.. ضحايا سقطوا على الأرض.. مواطنون روعوا.. اشتراكي تدخل.. ووزير تربية تجمهر.. وزير شؤون نازحين نزح من جبله تحت وابل نيران من كوكبه وعليه في آن معا.. وأمير يجلس في خلدة يأمر بقطع طريق ثم يفتي بإعادة فتحها لكن الحريري يقول اليوم ان الحكومة بالف خير.. فيما لو اجتمع أركانها ربما لأطلقوا النيران الرشاشة بعضهم على بعض واضطر بعضهم الى الاختباء تحت طاولة مجلس الوزراء كل هذا وزعيم الجبل لا يزال متحصنا بالصمت افتراضيا وواقعيا حيث تقبل التعازي اليوم عن روح رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية.. مجتمعا الى رئيس الحكومة.. والطرفان تبادلا العزاء السياسي على واقع "محشور" ومأزوم ولا حول له ولا قوة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 2 تموز 2019

النهار

تؤدي الخلافات العائلية بين آل عاشور الى توزيع أخبار عن مخالفات وتجاوزات يرتكبها أحدهم متجاوزاً شركاه ومهدداً أقاربه.

تبيّن أن كاميرات المراقبة التي وضعتها وزارة التربية للامتحانات الرسمية أدت نتائجها فانخفضت نسبة النجاح ما يعني تراجع الغش.

بدأت الشكوى ترتفع بقاعاً من ملاحقة أصحاب المصانع واتهامهم بتلويث الليطاني في حين أن لا محطات تكرير جاهزة ولا مجاري خاصة ما قد يؤدي الى اقفال المعامل

الجمهورية

تزور شخصية سياسية أوروبية بارزة لبنان الشهر الجاري وتحمل معها ملفّات ورسائل مهمة للغاية.

لوحظ أن جهازاً أمنياً تدخل رسمياً مباشرة على الأرض لإخراج أحد الوزراء من منطقة الشوف.

انتهى لقاء إنعقد بين حزبين بارزين برعاية حزب ثالث إلى ما يشبه القطيعة بينهما لم تستطع الإتصالات المستمرة إنهاءها حتى الآن.

اللواء

تنطلق مناقشات النواب لأرقام الموازنة والعجز المفترض والمحقق سابقاً من أرقام المالية، وسيدر، وخطة ماكينزي!

نشرت معلومات منسوبة لشخصية متصلة بما جرى في الجبل، بهدف وضعها في الزاوية..

حسمت قيادة حزبية حصة لها في مجلس تقريري، وسط اعتراضات وخلافات شخصية ومناطقية.

البناء

تساءلت مصادر دبلوماسية عن مواقف الدول الكبرى من الصراع التركي السعودي الممتدّ من السودان وقطر إلى ليبيا، وقالت هل يقف بعض الأوروبيون مع تركيا كبريطانيا التي لا تزال تؤيد حكومة فائز السراج ويقف الفرنسيون مع السعودية بدليل دعمهم للجيش وما هو موقف واشنطن وموسكو اللتين لا يمكن بدونهما وصول الإمدادات التركية للجماعات المؤيدة لها، والتي حسّنت مواقعها في الأيام الأخيرة، وهل هناك مقايضات روسية تركية حول سورية وليبيا بموافقة أميركية؟

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الهيئة الدينية للموحدين الدروز: للعودة إلى وحدة الكلمة واقتلاع الفتنة من جذورها ولم الشمل والحوار

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

صدر عن أركان الهيئة الدينية لطائفة الموحدين الدروز البيان الآتي: "الحمدلله الهادي إلى سبل الرشاد والموفق من لجأ إليه من جميع العباد أما بعد، فإننا نستغفر الله سبحانه وتعالى ونعوذ به من كل شر ونعود إلى أعماق نفوسنا طالبين رحمته وأن يرمقنا بطرف الرضى للخلاص من هذه الغفلة، التي أدت بنا إلى هذا المنعطف الخطير. ولهذا، يجدر بنا العودة إلى وحدة الكلمة واقتلاع الفتنة من جذورها وإعلاء صوت الحق والضمير وإقامة الحد والحرم والغضب على كل من تسول له نفسه بالتحريض والإساءة قلت أو جلت، لأن كل ضحية تسقط أو جريح ينزف فهو خسارة من رصيد الجميع، وهزة تلقي في نفوسنا الأسى البالغ والحسرة العميقة. ونحمل المسؤولية عن كل نقطة دم تهرق للزعيمين وليد بك جنبلاط والأمير طلال أرسلان، بسبب خلافاتهما السياسية. ولذا، وبعد التشاور، نطلب من الزعيمين والقيادات السياسية وقف كل ما يؤول إلى التفرقة وإثارة النعرات والحساسيات نية وقولا وفعلا والعودة إلى الخطاب السياسي المهذب الموروث عن العادات المعروفية الأصيلة، وندعو إلى لم الشمل والحوار على قاعدة وحدة المصير للطائفة المعروفية الكريمة، لصون البيت الداخلي والوطن الحبيب والنهوض به إلى ما هو أرقى. وفي الختام، نتوجه إلى ذوي الضحايا بخالص العزاء والمواساة، وندعوهم إلى التسامي عن الجراح، وإن كانت عميقة جدا، والإسراع في دفن أبنائنا الضحايا، لأن في إكرام الميت دفنه، ولنحتكم جميعا إلى سيادة القانون والقضاء لتحقيق العدالة، بعيدا عن التدخلات السياسية. كما نضرع إليه تعالى أن يعم الأمن والاستقرار والسلام في سائر أقطار الوطن العزيز لبنان".

 

حريق الجبل يتفاعل بخطورة

النهار/02 تموز/2019

كان من المفترض ان يبدأ أمس انحسار تداعيات الحريق الذي اخترق الجبل أول من أمس في حادث دام أدى الى سقوط ‏ضحيتين وجرحى وأشعل طلائع مشروع فتنة خبيثة درزية - درزية من شأنها ان تمس ايضا المصالحة المسيحية - ‏الدرزية باجواء التخويف. ولكن ما تحقق على صعيد احتواء هذا الحريق وتداعياته لم يكن واقعيا بالمستوى المطلوب ‏حتى مع انعقاد المجلس الاعلى للدفاع الذي يعني انعقاده ان الامن الوطني برمته على المحك. ذلك ان الساعات التي ‏اعقبت التطورات الدامية في قبرشمون وبعلشميه وبعض قرى وبلدات عاليه الاخرى زادت القلق من الشحن الكبير ‏الذي تركته تطورات الاحد الماضي والتي فاقمها على نحو واسع انفجار حرب كلامية عنيفة للغاية بين رئيس الحزب ‏الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان والحزب التقدمي الاشتراكي، بعدما شن ارسلان هجوماً حاداً على رئيس ‏الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لم يوفر فيه النعوت المقذعة. ومع ان الاجراءات الامنية والعسكرية التي اتخذها الجيش وقوى الامن الداخلي أمس اكتسبت طابع الانتشار الكثيف ‏لمنع تجدد الصدامات والظهور المسلح، فان مناصري ارسلان عاودوا قطع عدد من الطرق على فترات بما أبقى أجواء ‏التوتر مرتفعة، وقت تصاعدت مطالبة ارسلان باحالة الحوادث الاخيرة على المجلس العدلي ولم يكتف بالاجراءات ‏التي اتخذها المجلس الاعلى للدفاع. وأبرزت جولة ميدانية لـ"النهار" على قرى عاليه في الغرب والجرد الاثار الثقيلة ‏والاجواء المتوترة والمشدودة غداة الحادث وسط انتشار كثيف للجيش في كل القرى التي بدت خالية من كل حركة ‏ومن كل تجول كما فقدت حيوية كانت بدأت تضج بها في الفترة الاخيرة واعدة بموسم اصطياف زاهر.

ولعل أكثر ما أثار القلق ان أجواء الاحتقان لم تنحصر بين الفريقين الحزبيين الدرزيين بل تمددت متسببة بقلق لدى ‏بعض اهالي القرى المسيحيين الامر الذي تسارعت المعالجات من أجل احتوائه ومنع ترك أي تداعيات سلبية على ‏الاجواء التعايشية في المنطقة.

ولم تنقل جلسة مجلس الوزراء المقررة قبل ظهر اليوم الى قصر بعبدا، بل بقيت في السرايا على رغم أنها قد تشهد ‏مواجهة بين وزيري الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني بعد الحادث الدامي في منطقة عاليه، ‏والذي يعتبر وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب أنه تعرّض فيه لمحاولة اغتيال. وكانت زيارة الغريب مع ‏النائب أرسلان لقصر بعبدا عقب اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، توّجت بالتمني على رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون إحالة "محاولة الاغتيال" على المجلس العدلي. ومع أن الجريمة أودت بحياة مرافقي الغريب، ويرفض ذويهما ‏دفنهما قبل توقيف الجناة، إلا أن التهديد بعمليات ثأر أثار مخاوف لم تبددها الاجراءات الامنية على تشددها وكثافتها. لذا ‏شدد المجلس الاعلى للدفاع، كما في الاتصالات التي قامت على أعلى المستويات، على معالجة سياسية للمشكلة التي ‏تهدّد الجبل والتي يمكن أن تتمدّد الى أبعد من الجبل بفتنة كبيرة، ما لم يعالج الوضع بالحكمة والدراية الكافيتين.

وعلم من المصادر الرسمية أن أبرز ما تقرّر في المجلس الاعلى للدفاع، مواكبة الاجراءات الأمنية والقضائية ‏باتصالات سياسية تولاها رئيس الجمهورية من جهة مع النائب ارسلان والوزير الغريب في اجتماعه معهما أكثر من ‏ساعتين، فيما تولى رئيس الوزراء سعد الحريري اتصالات مماثلة مع الفريق الجنبلاطي بلقائه الوزير وائل بو فاعور. ‏ولم يكن اللقاء الذي عقده الحريري مع السفير الكويتي عبد العال القناعي بعيداً عن مساعي التهدئة، خصوصاً أن رئيس ‏الحزب التقدمي الاشتراكي قام بزيارة للكويت قابل خلالها أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح يرافقه الوزير ‏أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي وبعض كبار المسؤولين الكويتيين. كما علم أن قرار احالة الجريمة على المجلس العدلي خضع لنقاش دقيق في المجلس الاعلى للدفاع، وكان الرأي يترجّح ‏بين اتخاذ قرار فوري بالإحالة، أو انتظار التوسّع في التحقيقات الجارية للحصول على مزيد من المعطيات والأدلة ‏للتثبّت من أن الجريمة كانت فعلاً محاولة اغتيال وليست مجرد اشتباك. وحتى ساعات المساء، بقيت المعطيات متضاربة في شأن إحالة الجريمة على المجلس العدلي، طلباً لدفن الشابين ‏الضحيتين، كما دفن الفتنة، أو الاحالة على المجلس العدلي استناداً الى كون الجريمة مسّت بأمن الدولة.

جريصاتي

وأوضح الوزير سليم جريصاتي الذي شارك في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع كما في اللقاء المطول بين رئيس ‏الجمهورية وارسلان والغريب، ان ارسلان طالب بإحالة القضية على المجلس العدلي و"هذه الإحالة تصدر بمرسوم ‏عن مجلس الوزراء تحاكي خطورة الحدث، فهناك من يعتبر ونحن منهم طبعاً أن هناك شيئاً خطيراً حصل ويضرب ‏السلم الأهلي ويضرب هيبة الدولة ويهدد وحدة الجبل ويتعرض لوزراء في الحكومة ولنواب. لذلك، ليس أمراً عابراً ما ‏حصل، وعادة نذهب الى الإحالة على المجلس العدلي نظراً الى خطورة الجرم والحدث، (وليس بهدف السرعة والا ‏لكان القضاء العسكري أسرع) ولأن آلية الاعتراض على قراراته أو الطعن بها منعدمان". في المقابل، تعتقد مصادر وزارية مناهضة للوزير جبران باسيل ان ثمة ابعاداً اخرى لزياراته للمناطق، اذ ربما كانت ‏ترتبط بخشيته انهياراً محتملاً للبلد في ظل المشاكل الاقتصادية التي يواجهها وان ما يحصل هدفه تحميل المسؤولية ‏عما سيحصل الى مسائل امنية يتورط فيها افرقاء كثر فتضيع مسؤولية العهد باعتبار ان الواقع الاقتصادي من ‏مسؤولية هذا الاخير كما هو الشأن السياسي وفي وقت يجد رئيس "التيار الوطني الحر" صعوبة في القاء التبعة على ‏شركاء التسوية السياسية القائمة.

الاشتراكي

وأصدر الحزب التقدمي الإشتراكي بياناً رأى فيه "أن ما حصل في منطقة الشحار ليس وليد لحظته، إنما نتيجة ‏تراكمات بدءاً من حادثة الشويفات، مروراً بغيرها من المحطات التي لن نسترسل بذكرها تلافياً للتوتر وصولاً إلى ‏الخطاب الفئوي الذي دفناه سوياً مع البطريرك صفير في مصالحة الجبل التي ستبقى متجذرة وقوية". وإذ اكد أنه "لم يكن يوماً إلا تحت سقف القانون ويدعو إلى تطبيقه، وسيكون كذلك في هذه الأحداث المؤلمة، ذكر بأن ‏ثمة مطلوبين للعدالة في قضايا أخرى أبرزها قضية الشويفات لا يزالون متوارين بحمايات سياسية داخل وخارج ‏الحدود. وبالتالي، يدعو إلى تسليمهم وإخضاعهم للعدالة وفق ما تنص القوانين مذكراً بتجاوبه مع مبادرة رئيس ‏الجمهورية". وجدد الحزب "تمسكه بدور الأجهزة القضائية ومرجعية الدولة وضرورة أن تأخذ التحقيقات مجراها ‏بشفافية ونزاهة، مؤكداً ثقته الكاملة بالجيش اللبناني مقدراً ومثمناً تضحياته ودوره الوطني في حماية الإستقرار والسلم ‏الأهلي". وتوجه إلى رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل قائلاً إن "كل المناطق اللبنانية مفتوحة ومناطق الجبل ‏أيضاً مفتوحة داعياً إياه لإعتماد الخطاب الموضوعي من باب الحرص، ليس فقط في الجبل بل في باقي المناطق". ‎ ‎

ساترفيلد في بيروت

وسط هذه الاجواء، يعاود مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد اليوم مهمته المكوكية ‏بين لبنان واسرائيل في شأن ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية الجنوبية. وعلمت "النهار" انه سيلتقي اليوم رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري والرئيس الحريري والوزير باسيل ولن يلتقي رئيس الجمهورية لان لا خلاصات نهائية بعد ‏لوساطته. وتفيد معلومات "النهار" ان ساترفيلد كان ترك في عهدة المسؤولين اللبنانيين، وخصوصاً في عهدة الرئيس ‏بري المكلف لبنانياً نقل الموقف الرسمي اليه في هذا الشأن، مجموعة نقاط تحتاج الى اجوبة من أجل ان يعود ليكمل ‏مهمته وذلك انطلاقا من زيارته الاخيرة لبيروت في 12 حزيران المنصرم. وفي ظل الصمت المطبق من جميع ‏المعنيين حيال الوساطة الاميركية ومضمونها، علمت "النهار" ان هذه الوساطة تدور حول شروط المفاوضات وشكلها ‏فقط، أي أين ستكون ومَن يشارك فيها، ولا تتعلق اطلاقاً بالمضمون.

 

باسيل "يعلّق" الحكومة ويعقد جلسة مصغرة لوزرائه

المدن - لبنان | الثلاثاء 02/07/2019

لا تمرّ مناسبة إلا ويؤكد فيها وزير الخارجية، جبران باسيل، أنه يريد أن يكون الآمر الناهي والمقرر في المجريات السياسية في البلاد. في الوقت الذي وصل فيه الوزراء إلى السراي الحكومي، في موعد الجلسة المفترضة للحكومة، كان باسيل يجري اجتماعاً وزارياً مصغراً في وزارة الخارجية، لوزراء تكتل لبنان القوي. فبقي الحريري و16 عشر وزيراً بانتظار اكتمال نصاب جلسة مجلس الوزراء، لبدء الجلسة. وهذا مؤشر بالغ الخطورة، يحصل للمرة الأولى منذ "التسوية الرئاسية". لطالما عمل باسيل على إرسال إشارات أنه جاهز لتعطيل الحكومة، ساعة يشاء، طالما أنه يمتلك الثلث زائد واحد المعطّل. وهذا ما حدث اليوم، عبر فعلته المتعمدة بإظهاره أن هناك جلستين حكوميتين مختلفتين، واحدة "معلّقة" في السراي الحكومي، وأخرى "منعقدة" بمكتبه في وزارة الخارجية. وهنا يتبادر سؤال بديهي: هل أن وزراء تكتل لبنان القوي كانوا ليفعلوا ذلك وبهذا الأسلوب المهين لمؤسسة "مجلس الوزراء" ورئيس الحكومة، لو أن الجلسة عقدت في قصر بعبدا؟ رسالة باسيل واضحة. يريد أن يقول للحريري إنه لا يملك سلطة على حكومته، وأنه القادر على التحكم بمسار الجلسات وموعد انعقادها. وأراد باسيل أن يوزع رسالة واضحة لمختلف القوى، أنه جاهز لتعطيل مسار البلاد والحكومة، إذا لم تتحق متطلباته أو توجهاته.

ومن الأسباب التي دفعت بباسيل ووزرائه إلى تعطيل نصاب الجلسة، هي اشتراطه وبفرض مسبق على أي مداولات أو نقاش داخل مجلس الوزراء، إحالة ملف حادثة قبر شمون إلى المجلس العدلي. هذا الأمر الذي لم يحصل في حوادث أخرى، منها حادثة الشويفات، أو تفجيرات طالت العديد من المناطق السياسية.

هذا السلوك وهذا الأسلوب، يؤكد أن باسيل ماض في تصعيده السياسي العملي، وإن كان قد التزم الصمت خلال اليومين الماضيين. وإذا ما كان هناك من يعتبر أن جنبلاط أوصل رسالة للجميع بتخييرهم بينه وبين باسيل، فإن باسيل يردّ برسالة مضادة، بانه على الجميع الاختيار بين ما يريده وبقاء الحكومة على حالها، أو اختيار جنبلاط وتعطيل مجلس الوزراء.

وبعد إتصالات عديدة حصلت، اشترط فيها وزراء لبنان القوي إحالة ملف قبر شمون على المجلس العدلي، ردّ وزراء الإشتراكي بالموافقة شرط إحالة حادثة الشويفات أيضاً، فما كان من الحزب الديمقراطي أن رفض ذلك، وتضامن معه وزراء تكتل لبنان القوي، عندها تكثفت الإتصالات لحضور الوزراء المتغيبين الجلسة، ومع بدء وصولهم باستثناء باسيل واكتمال النصاب، أعلن الحريري عزمه تأجيل الجلسة، لثمانية وأربعين ساعة لتنفيس الإحتقان. وتوجه الحريري بكلمة إلى اللبنانيين قائلاً:" النصاب حصل ولكن هناك مشكلة في البلد فقررننا إعطاء أنفسنا نفس، أنا أترأس حكومة وفاق وطني وليس خلاف ونحتاج الى 48 ساعة لتنفيس الإحتقان، وقررت تأجيل الجلسة حتى يتنفس الإحتقان ويأخذ القضاء مجراه." لافتاً إلى أن "الخلاف ليس على مجلس عدلي أو غيره، ما يهمنا هو النتيجة ومن ارتكب هذه الجريمة وهناك تجاوب كبير من قبل كل الافرقاء وهذا ما يهمني وما هي القضايا التي حلت في المجلس العدلي؟ الطريقة التي تحصل اليوم أسرع ولا أقول هذا الكلام انتقاصا من المجلس العدلي". وأكد الحريري أن "لبنان القوي" لم يكن يريد تعطيل الجلسة، الوزراء موجودون وأنا إرتأيت تأجيل الجلسة. يجب تخفيض الخطابات السياسية، هذه الخطابات لم تؤدي سوى الى احتقان"، مشيراً إلى أنه "صحيح أن هناك أخطاء حصلت ولكن ما يريده المواطن هو في مكان آخر. ما حصل مشكلة ولكنه ليس نهاية الدنيا ونحن و"التيار الوطني الحر" وكل الأفرقاء نعرف أن المشكلة موجودة ولكن ما يهمنا هو حلها، "اللي مفكر أنو في يحط فيتو عليي أنا بحط علي فيتويين"، وتأجيل الجلسة ليس سلبياً بل إيجابي".

 

بارلي التقت في الناقورة دل كول وكبار الضباط الدوليين

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

وصلت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي يرافقه وفد رفيع المستوى الى المقر العام لليونيفيل في الناقورة على متن طوافة اقلتها من مطار بيروت وحطت في مهبط المروحيات في الناقورة وسط اجراءات امنية لليونيفيل والجيش اللبناني. وكان في استقبالها قائد اليونيفيل الجنرال ستيفانو دل كول وكبار الضباط الدوليين، حيث قدمت ثلة من الجنودالدوليين التحية العسكرية للوزيرة الفرنسية ثم توجهت الى صالون الشرف برفقة الجنرال دل كول، وعقد لقاء مغلق استمعت خلالها من الجنرال دل كول الى شرح مفصل عن مهام اليونيفيل لا سيما تنفيذ القرار 1701 ودورها في جنوب لبنان. وكان دل كول رحب بالوزيرة وبالوفد المرافق، شكرته بارلي على حفاوة الاستقبال، ثم قدم لها درع اليونيفيل. واختتمت زيارتها بتدوين كلمة على سجل الشرف لليونيفيل، لتغادر بعدها عبر طوافة جوا عائدة الى بيروت.

 

الحريري ينتفض على "شطحات" باسيل

العرب/03 تموز/2019

بيروت – أظهرت مواقف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وتصريحاته الثلاثاء نفاد صبر من سلوكيات وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي كاد يتسبب في حصول فتنة في جبل لبنان، بعد إصراره على زيارة منطقة كفرمتى في المحافظة الواقعة غرب لبنان متحديا بذلك معارضة أهالي المحافظة. وانتهت زيارة باسيل قبل أن تبدأ الأحد حينما واجه موكب لوزير المهجرين صالح الغريب الذي كان سيرافق باسيل إلى منطقة كفرمتى من قضاء الشوف مجموعة من الغاضبين من أنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في منطقة قبرشمون ما أدى إلى تبادل إطلاق نار بين مرافقي الغريب وتلك المجموعة أسفر عن مقتل شخصين من أتباع الحزب الديمقراطي الذي يرأسه طلال أرسلان (خصم جنبلاط). ولم يكتف باسيل بما كاد يتسبب فيه وبدلا من السعي لاحتواء الأزمة ذهب بعيدا بإصراره على إحالة جريمة مقتل مرافق الغريب على المجلس العدلي، حتى أنه قاطع جلسة لمجلس الوزراء الثلاثاء ملوحا بأنه لن يكون هناك انعقاد للمجلس بعد الآن، الأمر الذي أثار غضب الحريري الذي قرر تأجيل الجلسة إلى حين الانتهاء من أزمة قبرشمون. وقال رئيس الوزراء اللبناني عقب تأجيل الاجتماع الوزاري “قررت أن أكون رئيسا لحكومة وحدة وطنية لا حكومة خلاف وطني وأجلت الجلسة لنعطي وقتا لأنفسنا وننفس الاحتقان”.

وفي سؤال بدا موجها لباسيل “هل نفجر الوضع بعدما حدث أم نعمل على تسوية الخلاف وإعطاء القضاء الفرصة للعمل؟ يهمنا النتيجة والكشف عن مرتكب الجريمة وأرى تجاوبا من الجميع”.

وتابع “فلتخبرونا بما حل بقضايا المجلس العدلي وبعدها نتحدث في هذا الأمر، والقضاء سيقوم بعمله على أكمل وجه”. واعتبر الحريري أن “من يزور منطقة لديه مشكلة معها عليه تحمل ردة فعل الأهالي، والأمن خط أحمر”. وشدد الحريري على أن “من ارتكب الجريمة (في عاليه) سيحال على القضاء الذي سيأخذ مجراه وسيكون حاسمًا”. وعقب ذلك توجه رئيس الوزراء إلى دار الطائفة الدرزية في بيروت، وقدم التعازي إلى شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن بوفاة الشيخ علي زين الدين، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط.

وبعد ذلك، اجتمع الرئيس الحريري بجنبلاط، في حضور نجله، حيث تم عرض آخر المستجدات والأوضاع العامة. وكانت العلاقة بين الحريري وجنبلاط قد شهدت في الفترة الأخيرة هزات كبيرة، على خلفية شعور جنبلاط بوجود نوايا لتهميشه سياسيا وطائفيا، ويرجح مراقبون أن يشكل ما حدث في جبل لبنان بداية لإعادة العلاقة بين الطرفين إلى سالف عهدها، خاصة وأن الطرفين على قناعة بأن الخلاف بينهما من شأنه أن يصب في صالح الأطراف المقابلة ومنها باسيل الذي بدا واضحا أنه يحاول ضرب التوازنات القائمة من خلال تحجيم صلاحيات رئاسة الحكومة ومحاصرة نفوذ الزعيم الدرزي جنبلاط وتهديده في بيئته.

 

رسائل من حزب الله إلى جنبلاط.. ونصرالله "منزعج"

الجمهورية/02 تموز 2019

أظهرت الأحداث الدامية في منطقة عاليه انّ المصالحة المفترضة في الجبل، والتي لطالما تغنّى بها كُثُر ونظّموا فيها الشعر، لا تزال هشّة ورخوة بعد مرور نحو 19 عاماً على انتهاء الحرب، وانّ الطابع النظري او التنظيري يطغى عليها، في حين تبدو الأرض مزدحمة بالهواجس المتبادلة، القابلة للإنفجار في اي لحظة. لقد أعادت حادثة قبرشمون نبش كثير من القبور المسكونة بأشباح الماضي، وتوزعت مروحة تداعياتها وشظاياها في أكثر من اتجاه، إذ أُصيب النسيج الدرزي الداخلي إصابة مباشرة، كادت تجرّ الى فتنة في داخل البيت الواحد، وتلقّت المصالحة الدرزية - المسيحية ضربة قوية أرجعت عقارب الساعة الى الوراء، ووجدت الحكومة نفسها أمام تحدٍ جديد بعد تعرّض احد وزرائها الى محاولة اغتيال، من شأنها ان ترخي بظلالها على جلسة مجلس الوزراء اليوم. وحتى الجيش كانت له حصّة من التداعيات، بعد الإتهام الذي وجّهه اليه النائب طلال ارسلان بالتقصير في فرض الأمن وبتغاضيه عن وجود محميات مذهبيّة في صفوفه.

اما «حزب الله» فقد سارع الى التضامن مع ارسلان والوزير صالح الغريب، وأوفد الى دارة خلدة الوزير محمود قماطي، الذي أطلق من هناك موقفاً داعماً لـ»المير» الحليف، لم يخل من رسائل واضحة الى جنبلاط، ما لبث ان ردّ عليها بعض مسؤولي «الحزب التقدمي الاشتراكي».

وفي المعلومات، انّ الامين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصرالله تابع شخصياً مفاعيل كمين قبرشمون، مبدياً انزعاجه مما حصل، ومؤكّداً الوقوف الى جانب ارسلان في هذا المصاب.

على خط «التيار الوطني الحر»، لوحظ أنّ أي موقف علني لم يصدر عن الوزير جبران باسيل منذ أن تلاحقت الهزّات الإرتدادية التي ترتبت على زيارته الى الجبل، ما يوحي أنّ رئيس تكتل «لبنان القوي» فضّل، أقله خلال الساعات المتوترة التي تلت الموقعة الدامية، ان يُبقي هذا الملف في إطاره الدرزي المحض وتحت إدارة ارسلان بالدرجة الاولى، محاولاً التخفيف من وطأة بُعده المسيحي - الدرزي الذي قد يفيد «الاشتراكي» في شدّ عصب قواعده وكسب التعاطف معه.

لكن مصدراً بارزا في «التيار الوطني الحر» يؤكّد التصميم على كسر الأقفال الحديدية التي يحاول «الاشتراكي» ان يغلق بواسطتها ابواب الشوف وعاليه أمام الرأي الآخر، «كأنّه لم يغادر بعد ثقافة الكانتونات»، مشدداً على انّ النشاط السياسي في أي منطقة لبنانية هو حق للجميع». ويضيف المصدر: «نحن نرفض ان ندخل الى الجبل كما دخله رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل أخيراً حين زار المختارة».

وإزاء هذا الاحتقان المتفاقم، يُخشى من أن تعصف الرياح بجلسة مجلس الوزراء المقبلة التي تنعقد على «فالق» قبرشمون، خصوصاً انّ الوزير صالح الغريب سيكون وجهاً لوجه أمام وزير «الاشتراكي» أكرم شهيب، الذي يحمّله ارسلان المسؤولية عمّا جرى على الأرض، واصفاً إيّاه بـ»نائب الفتنة».

وتفيد المعلومات، انّ الغريب مدعوماً من حلفائه في «التيار الحر» و»حزب الله» سيرفع سقفه السياسي في الجلسة، وسيطلب أن تستنكر الحكومة الاعتداءات التي وقعت في الشحار الغربي في عاليه، وان تتضامن معه في اعتباره وزيراً تعرّض لمحاولة اغتيال، وكذلك سيطرح ضرورة التصدّي لسعي البعض الى إعادة احياء مفهوم الكانتونات، إضافة الى أنّه سيطالب بإحالة جريمة قتل مرافقيه الاثنين الى المجلس العدلي. وتحذّر اوساط الغريب من «أنّ الجمر لا يزال مستعراً فوق الرماد وليس تحته»، مشددة على «انّ اطفاءه يتطلب توقيف الفاعلين ومحاسبتهم من دون أي تأخير، وإلاّ فانّه سيكون من الصعب السيطرة على المضاعفات المتوقعة». وتلفت الى «انّ عدم اتخاذ الاجراءات الحازمة المطلوبة سيقود الى تكريس واقع غير مقبول، هو من رواسب مرحلة الحرب»، معربة عن اعتقادها «أنّ ما حصل سيدشّن مرحلة جديدة في الجبل، والدماء التي سالت لن تذهب هدراً».

وبينما عَكَس المؤتمر الصحافي لارسلان أمس امتعاضه الشديد من سلوك الجيش حيال أحداث الجبل، عُلم انّ اللقاء الذي حصل قبل ايام بين الغريب وقائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة لم يكن سلساً، بل ساده التشنج الى حد ما، في ظل مآخذ ارسلان على بعض تصرفات المؤسسة العسكرية والانتقادات الحادّة التي وجّهها الى مدير المخابرات وعدد من الضباط.

 

عودة 127 لبنانياً من كازاخستان.. والشركة المشغِّلة مربكة

المدن/الثلاثاء 02 تموز/2019

بعد الاعتداء الذي طال العشرات من العمال العرب واللبنانيين في كازاخستان، عقب نشر أحد العاملين صورة له مع فتاة كازاخية، اعتبرها العمال المحليين مسيئة لهم، عاد 127 لبنانياً إلى لبنان صباح الثلاثاء 2 تمّوز. فقد أوعز رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، التحرّك بسرعة وإجراء الاتصالات اللازمة لتبيان تفاصيل الإشكال وإجلاء اللبنانيين الراغبين بالعودة.

طرد العمال

ووفق اللواء خير، في حديث لـ"المدن"، يوجد نحو مئتي عامل لبناني في شركة "سي سي سي" عاد منهم 127 عاملاً، بعدما تمّ التواصل مع الشركة، كي تمنحهم إجازات صيفية لحين جلاء الأمور. وأكّد خير وصول نحو أربعين عاملاً فلسطينياً يحملون جوازات سفر لبنانية مساء البارحة، وأن لا عودة مرتقبة لمزيد من اللبنانيين على جدول الأعمال. واعتبر خير هذا الإجراء نوعاً من الضغط على السلطات المحلية، لتأمين المستلزمات الأساسيّة، من حراسة وأمان، لحماية سلامة العاملين اللبنانيين. وكشف خير عن أنّ السبب الأساسي لعمليات الشغب التي حصلت، مردّه تسريح الشركة نحو 1500 عامل كازاخي، من أصل نحو 20 ألفاً لديها، فاحتجّوا على تصرف الشركة، وقاموا بعمليات شغب طالت العمال الأجانب.

صمت الشركة

من ناحيتها فضّلت شركة (سي سي سي) التزام الصمت بانتظار جلاء الأمور. ففي اتصال مع المدن، أكّد مكتب بيروت عدم رغبة الشركة بالتصريح حالياً للإعلام. وإذ نفت علمها بعدد العمال اللبنانيين لديها في كازاخستان، أكّدت أنّ من وصلوا إلى مطار بيروت هم جزء من مجموعة أكبر ما زالت هناك، لكن لا يعلمون عددهم. وقالت المتحدثة باسم الشركة: "مازلنا مربكين وضائعين، ولا نملك تفاصيل دقيقة، بالتالي لن نصرح قبل جلاء الأمور". ووفق أحد المهندسين الذين عملوا مع الشركة، منذ أول مشروع تسلّمته في كازاخستان مطلع العام 2000، فإنّ هذا النوع من الحوادث ليس الأوّل من نوعه، وسببها خلفيات مشابهة لما حدث مع أحد اللبنانيين أخيراً. فقد أدى نزاع سابق بين عمال أتراك والعمال المحليين إلى سقوط قتلى، بسبب عدم تفهّم الأجانب للعادات والتقاليد المحلية. ورجّح استبدال طاقم العمال الأجانب بآخرين، لا سيّما أنّ الشركة تمتلك عقوداً بمليارات الدولارات مع شركة "شيفرون" العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن شركة "سي، سي، سي" لديها فروع في أكثر من أربعين دولة حول العالم، وتشغّل نحو 135 ألف موظّف. وكان قد أسّسها رجل الأعمال الفلسطيني سعيد خوري مع رجال أعمال آخرين، وكانت منظمة التحرير الفلسطينية والراحل ياسر عرفات يملكان أسهما فيها. وتلتزم الشركة أكثر من مشروع في كازاخستان، من ضمنها حقل تنغيز النفطي الذي تديره شركة "تنغيزشيفرويل" المساهمة، حيث وقع الإشكال بين العمال المحليين والأجانب.  وبعيداً من الصورة التي نشرها اللبناني إيلي داوود واعتذاره اللاحق من الشعب الكازاخي، فإنّ سوء معاملة العمال المحليين، وتدني أجورهم قياساً بالأجانب، وطرد هذا العدد الكبير منهم، أدّت إلى تنامي النزعة العنصرية، وما رافقها من أعمال شغب، أوقعت عشرات الجرحى في صفوف العمال اللبنانين والعرب.

 

تحالف "وطني" يحذّر : السلم الأهلي في خطر

وكالات/02 تموز/2019

يرى تحالف "وطني" بأن ما جرى في بلدة قبر شمون، لم يكن حادثاً عابراً، بل هو نتيجة لتراكمات واحتقانات تؤججها خطابات وتصريحات اركان أهل السلطة، الذين دأبهم شحن الغرائز والعصبيات باسم الطوائف والمذاهب لجني الأرباح والفوائد الحزبية والشخصية حتى ولو جاء ذلك على حساب دماء المواطنيين. وما يفاقم من حالة الاحتقان تلك أداء بعض الإعلام المجند في خدمةهذا الفريق أو ذاك، ونتيجة ذلك تكون دائماً: المواطن والوطن هما الضحية.

كما يرى تحالف "وطني" أن في مقدمة أسباب التأجيج الطائفي والمذهبي وتداعياته المهددة للإستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد هو غياب دولة القانون والموسسات منذ اتفاق الطائف الى اليوم، حيث استعاضت الطبقة السياسية الحاكمة عن ذلك بالتكافل والتضامن باللجؤ إلى نظام المحاصصة، فتستعر حدة خطابهم لاستثارة الغرائز عند كل محطة او في كل مناسبة لتقاسم الحصص في المؤسسات والمشاريع والوظائف ....الخ، حتى بتنا نعيش في دولة فاشلة وموزعة الى دويلات او محميات تسود فيها شريعة الغاب.

إن تحالف وطني إذ يأسف لسقوط الضحايا، يحذر من التمادي في تلك السياسات، من أن تعيد عجلة التاريخ إلى الوراء فنقع في فخ حرب أهلية لا سمح الله يكون حطبها الناس، وقاطفوا ثمارها الطبقة السياسية عينها.

ودرءاً لهذا الخطر وعدم الإنزلاق إلى مسبباته، نطالب رئيس الجمهورية بصفته حامي الدستور وسيادة القانون والدولة وفق المادة ٤٩ منه، أن يلجأ وبأسرع ما يمكن إلى تطبيق الدستور بدءاً من المادة 05 ، الى سائر القوانين التي تحفظ نظامنا الديمقراطي التعددي، نظام فصل السلطات واسقلاليتها، وسيادة مؤسسات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية وفرض سلطة القانون على كل الأراضي اللبنانية. ويدعو تحالف وطني القضاء إلىى وضع يده على ملف هذه الحادثة الأليمة بأسرع وقت ممكن، وإجراء تحقيق شفاف يؤدي فعلاً إلى محاكمة عادلة لكل الفاعلين والمسببين، بعيداً من تأثيرات وضغوطات السياسيين..

وأخيراً يناشد تحالف "وطني" اللبنانيين لأي جهة انتموا عدم الاستجابة لخطابات الشحن الطائفي والمذهبي والفئوي، لأنكم ستكونون ضحايا الفتنة، وعلى حساب دمائكم ستعقد الصفقات والمحاصصات.

 

توتر شديد وإشكالات متنقلة بين دروز لبنان/اليوم الثاني لأحداث عاليه: قطع طرق والمجلس الأعلى للدفاع يتدخل

بيروت/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

خيم التوتر الشديد على مناطق الجبل التي شهدت أول من أمس إشكالات متنقلة بين مناصري رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، وسط إجراءات مشددة اتخذتها القوى الأمنية لضبط الوضع. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجيش اللبناني نفذ عمليات دهم في المنطقة بحثاً عن متهمين بالتورط في إطلاق النار الذي سقط جرائه مناصران لأرسلان من مرافقي الوزير صالح الغريب. وقالت مصادر أمنية إن ثمة معطيات لدى الاستخبارات العسكرية، وإن ثمة موقوفاً على الأقل.واستدعت الأحداث الدامية التي هزّت جبل لبنان أول من أمس اجتماعاً للمجلس الأعلى للدفاع، دعا إليه وترأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وعرض المدير العام لقوى الأمن الداخلي، خلال اللقاء، بالتفصيل مجريات الأحداث الأمنية، والإشكالات التي وقعت ونتائجها. كما عرض قائد الجيش للمعلومات المتوافرة لدى الجيش، والإجراءات التي اتخذت لمعالجة الوضع. وأكد الرئيس عون خلال الاجتماع أن ركائز الجمهورية ثلاث: حرية المعتقد، وحق الاختلاف، وحرية الرأي والتعبير. وطالب الأجهزة القضائية والأمنية باستكمال الإجراءات اللازمة والضرورية، وفقاً للأصول والأنظمة المرعية الإجراء، والقيام بالتوقيفات اللازمة. ومن جهته، دعا رئيس الحكومة سعد الحريري الجميع إلى التهدئة، مشدداً على ضرورة المعالجة السياسية اللازمة، وعدم إقحام الأجهزة العسكرية والأمنية في الخلافات السياسية. واتخذ المجلس «قرارات حاسمة بإعادة الأمن إليها من دون إبطاء أو هوادة، وتوقيف جميع المطلوبين وإحالتهم إلى القضاء، وذلك في ضوء ضرورة الحفاظ على العيش الواحد في الجبل، ورفض أي شكل من أشكال العنف الدامي، على أن تتم التحقيقات بسرعة تحت إشراف القضاء المختص». وأكد المجلس أن قراراته أتت وأداً للفتنة، وحفاظاً على هيبة الدولة، وحقناً للدماء البريئة، وإشاعة لأجواء الطمأنينة لدى المواطنين والمصطافين والسياح، في ظل توافق سياسي يظلل الأمن في كل بقعة من لبنان ويحصنه. يأتي ذلك في وقت استمرت فيه عمليات قطع الطرق من قبل أنصار الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يقوده الوزير طلال أرسلان، احتجاجاً على الاعتداء على موكب وزير شؤون النازحين صالح الغريب، ووفاة مرافقيه وإصابة آخر. وأقدم مناصرو الديمقراطي ورفاق الضحيتين على قطع الطريق الدولية في منطقة بعلشميه - صوفر في جبل لبنان بالإطارات المشتعلة. وقد سجّل إطلاق نار بين المحتجين وأحد المارة، لكن قوة من الجيش فتحت الطريق الدولية عند بعلشميه في الاتجاهين، ونفذت انتشاراً في المنطقة. كذلك استخدم محتجون الإطارات المشتعلة لقطع أوتوستراد بحمدون في الاتجاهين. وعلم في هذا الإطار أنه في أثناء محاولة فتح الطريق، حصل توتر بين الجيش والدفاع المدني من جهة، والمحتجين من جهة أخرى. وذكرت وكالة المركزية أن عزوف المحتجين عن المضي في قطع الطرق ما لبث أن قابله تهديد هؤلاء بالعودة إلى الشارع، في حال انتهى الاجتماع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الديمقراطي إلى ما لا يصب في اتجاه الاقتصاص من المرتكبين، ومحاسبتهم على إشكالات الأمس. وفي السياق، جدد أهالي الضحيتين رامي سلمان وسامر أبو فرج التأكيد أنهم لن يدفنوهما قبل تسليم الجناة إلى القضاء.

 

أرسلان يصعّد في مواجهة جنبلاط ويطلب إحالة جريمة كفرمتى إلى المجلس العدلي وحمادة يؤكد أن مصالحة الجبل مع المسيحيين ثابتة ولن ينال منها «مدمن سلطة»

بيروت/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

تكثفت المساعي السياسية لتطويق ذيول أحداث عاليه في جبل لبنان بعد سقوط قتيلين من مرافقي وزير شؤون النازحين صالح الغريب في بلدة كفرمتى أول من أمس، بحادثة إطلاق نار، اتهم النائب طلال أرسلان أنصار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بتدبيرها.

وإذا كانت ذيول الحادث قد جرى تطويقها إلى حد ما أمنياً، فقد استمر الاشتباك السياسي بين الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يقوده النائب وليد جنبلاط والتيار الوطني الحر الذي يقوده وزير الخارجية جبران باسيل. وبعد كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتدخل رئيس الحكومة سعد الحريري للسيطرة على الحدث الذي هدّد لبنان بأكمله، تدخل أمس أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف جنبلاط، حيث أجرى لهذه الغاية سلسلة من الاتصالات لتطويق ذيول ما حصل. وقال معلقاً: الوقت الآن هو للاحتكام للعقل والحكمة وبذل كل مستطاع من أجل الحفاظ على الوحدة والاستقرار العام، ولنا ملء الثقة بعقلاء الجبل الأشم. وليأخذ القضاء دوره في التحقيق حتى النهاية. وبدا من التصريحات أمس أن الأمور ذاهبة باتجاه اشتباك سياسي داخل البيت الجبلي الواحد، بعدما رفع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان من حدة الخطاب، واصفاً التعرض لموكب الوزير صالح الغريب من قبل أنصار جنبلاط بأنه «غدر بأبشع أنواع الغطرسة واللؤم والاستفزاز ذهب ضحيته شابان من أطيب شباب الجبل». وقال في مؤتمر صحافي: «كان هناك كمين محكم لموكب الوزير الغريب وسيارته فيها نحو 18 أو 19 رصاصة، وعلى الدولة أن تأخذ قرارها إما أن تحمي الناس أو أن يحمي الناس أنفسهم. الدليل الواضح والصريح عن الحقد الدفين إذ لم يكلف نفسه أحد باستنكار ما حصل أو تعزية أهل الضحايا». وتابع: «بالنسبة لنا المحرض وصاحب الفتنة هو نائب الفتنة الذي يجلس على طاولة مجلس الوزراء ولا يحترم أبسط قواعد العيش المشترك وسلامة المواطنين وسلامة أهله وناسه، ما حصل فتنة مخطط لها وتم التحريض عليها قبل يومين من قبل أوباش وقطاعي طرق لا يمكنهم تحمل الرأي الآخر». وسأل أرسلان: «هل يحتاج الناس إلى تأشيرات للدخول إلى الجبل أو أن أهل الجبل يحتاجون لتأشيرات للانتقال داخل قراهم؟». وقال: «ليكن معلوما للجميع أن لحمنا ليس طرياً وليس هناك أكبر من دارة خلدة (منزل أرسلان) لا لدى الدروز ولا لدى غيرهم». وأضاف أنه «إذا أرادت الدولة أن تفرض هيبتها ووجودها فأهلا وسهلا بها، وإن لم ترغب في ذلك، فنحن نعلم كيف نفعل ذلك».

وانتقل أرسلان بعدها برفقة الوزير الغريب إلى قصر بعبدا حيث عرض مع رئيس الجمهورية ميشال عون الأحداث الأمنية التي وقعت في عاليه. وقالت المعلومات إن أرسلان طلب من الرئيس عون إحالة القضية إلى المجلس العدلي، فيما قالت مصادر قريبة من عون إن الصورة «باتت واضحة تماماً لديه».

على خط «الاشتراكي» بدا الموقف أقرب إلى التهدئة دون التخلي عن الخصام مع باسيل. ولاحقاً، صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، بيان أكد أن ما حصل في منطقة الشحار «ليس وليد لحظته، إنما نتيجة تراكمات، بدءاً من حادثة الشويفات، مروراً بغيرها من المحطات التي لن نسترسل في ذكرها، تلافياً للتوتر، وصولاً إلى الخطاب الفئوي الذي دفناه سوياً مع البطريرك صفير، في مصالحة الجبل التي ستبقى متجذرة وقوية». وإذ أكد الحزب أنه «لم يكن يوماً إلا تحت سقف القانون ويدعو إلى تطبيقه، وسيكون كذلك في هذه الأحداث المؤلمة»، رأى أن ثمة مطلوبين للعدالة في قضايا أخرى، أبرزها قضية الشويفات، لا يزالون متوارين عن الأنظار بحمايات سياسية داخل وخارج الحدود. وبالتالي، يدعو إلى تسليمهم وإخضاعهم للعدالة، وفق ما تنص القوانين؛ مذكراً بتجاوبه مع مبادرة رئيس الجمهورية، مستغرباً كيف أن البعض ممن أداروا ظهرهم للرئيس والدولة عادوا ليطالبوا بدور لها اليوم، مؤكداً أن العدالة لا تكون مجتزأة، تُطبق في مكان ويتم التغاضي عنها في مكان آخر. وتوجه الحزب إلى رئيس التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل، مؤكداً أن كل المناطق اللبنانية مفتوحة، ومناطق الجبل أيضاً مفتوحة، داعياً إياه لاعتماد الخطاب الموضوعي من باب الحرص، ليس فقط في الجبل؛ بل في بقية المناطق.

وقال النائب مروان حمادة إن المصالحة ستبقى راسخة في جبل لبنان، وستنتصر على كل من يحاول النيل منها أو الاعتداء عليها بالأقوال والتصرفات، بالأحقاد ونبش القبور.

وقال إن «الإنجاز الذي تحقق رغم الوصاية السورية آنذاك، بفضل مثلث الرحمة البطريرك الكبير نصر الله صفير وبمؤازرة سياسية وميدانية من الأستاذ وليد جنبلاط، لن ينال منه عابر طريق أو مدمن سلطة». وتابع: «فليعد الجميع إلى احترام الدستور واتفاق الطائف، والأخذ في الاعتبار الخصوصية اللبنانية بكل توازناتها. أما القضاء فنحن نرحب به في كل القضايا العالقة وليس تحت ضغط الانتقائية والانحياز». من جهته، قرأ رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في أحداث عاليه تهديداً لأمن الجبل واستقراره ولمناطق واسعة من لبنان، داعياً الرئيس عون إلى «ضبط تلك التصرفات المسيئة إليه وإلى لبنان واللبنانيين من قبل بعض المقربين منه».وقال السنيورة: «من الحكمة والتبصر التنبه إلى خطورة الأوضاع الداخلية والإقليمية، التي تقتضي من الجميع التوقف عن ذلك السيل الذي لا ينقطع من التصريحات والتصرفات المتهورة والعودة إلى تصويب البوصلة نحو التمسك باتفاق الطائف وبالدستور وقاعدة العيش المشترك للحفاظ على الاستقرار في لبنان». وتابع أن الأحداث تقتضي العودة «إلى الإقرار بحقيقة أساسية يجب ألا يغفلها أحد بأن لبنان يحكم بقوة التوازن وليس بتوازن القوى الظرفي والمؤقت». لكنه أكّد في الوقت عينه، ضرورة الالتزام بالدستور الذي ينص على أن «أرض لبنان أرض واحدة لكل اللبنانيين. فلكل لبناني الحق في الإقامة على أي جزء منها والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان، ولا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين». وبالتالي يجب أن تبقى طرق ومناطق لبنان مفتوحة أمام اللبنانيين جميعاً كل اللبنانيين، ومن الضروري عدم العبث بأمنها من أي جهة كانت.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

صاروخ طائش» في قبرص من تداعيات الضربة الإسرائيلية على سوريا/تل أبيب التزمت الصمت إزاء ضرباتها على مواقع عسكرية إيرانية

نيقوسيا - لندن - تل أبيب/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

أصاب صاروخ طائش قبرص في وقت مبكر من صباح، أمس (الاثنين)، بعد أن مرّ فوق العاصمة نيقوسيا ذات الكثافة السكانية العالية، وسقط على سفح جبل، فيما وصفه مسؤولون بأنه من تداعيات ضربة إسرائيلية على سوريا والتصدي لها. وتصدت الدفاعات الجوية السورية، وفق ما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري، «لصواريخ معادية أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية من الأجواء اللبنانية باتجاه بعض مواقعنا العسكرية في حمص ومحيط دمشق»؛ ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة مدنيين وإصابة 21 آخرين، في حين تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، عن مقتل 15 شخصاً، بينهم ستة مدنيين لم يعلم ما إذا كانوا قُتلوا جراء القصف أم بسبب الضغط الذي خلّفته الانفجارات. وأحصى «المرصد» مقتل «تسعة مقاتلين من المسلحين الموالين لقوات النظام جراء الضربات الإسرائيلية في محيط دمشق وفي ريف حمص (وسط)، واحد منهم فقط سوري الجنسية، بالإضافة إلى ستة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال» قرب منطقة صحنايا في ريف دمشق. وأفاد مراسلان لوكالة الصحافة الفرنسية، عن سماع دوي انفجارات ضخمة تردد صداها في أنحاء عدة من دمشق. ولم يحدد الإعلام الرسمي ما هي المواقع المستهدفة. إلا أن مدير «المرصد»، رامي عبد الرحمن، قال للوكالة، إن «الصواريخ طالت مركزاً للبحوث العلمية ومطاراً عسكرياً غرب حمص ينتشر فيهما مقاتلون إيرانيون ومن (حزب الله) اللبناني». وفي ريف دمشق، جرى وفق عبد الرحمن، استهداف مواقع عسكرية عدة، بينها مواقع لمقاتلين إيرانيين.

أما في شمال قبرص، فقد وقع الانفجار في نحو الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي في منطقة طشقند، التي تعرف أيضا باسم فونو، على بعد 20 كيلومتراً تقريباً شمال شرقي نيقوسيا، وتسبب في اندلاع حريق على تلال، وسُمع دوي انفجاره على بعد كيلومترات. ولم يتسبب الانفجار في خسائر بشرية، لكنه أثار قلقاً واسعاً على جانبي الجزيرة المقسمة على أساس عرقي كما تسبب في دعوات للأطراف المتحاربة لاحترام سلامة الدول المجاورة. وقال سكان لوسائل إعلام قبرصية إنهم شاهدوا وميضاً في السماء ثم سمعوا دوي ثلاثة انفجارات من على بعد أميال، اعتقد كثير منهم في البداية أنه دوي تحطم طائرة. وطشقند قرية صغيرة تقع عند سفح جبل في شمال قبرص. وأخلت السلطات بعض المنازل. وقال وزير خارجية جمهورية شمال قبرص التركية، قدرت أوزارساي، في مؤتمر صحافي نقلته «رويترز»: «ما هو مفهوم أن صاروخاً أطلق من سوريا سقط هنا بالصدفة نتيجة إطلاقه بطريقة غير منضبطة من البطاريات... رداً على الهجمات المكثفة التي شنتها إسرائيل مساء أمس». وأضاف: «طبقاً لتقديرنا الأولي هي بقايا صاروخ يعرف باسم (إس – 200) في النظام (الدفاعي) الروسي و(إس إيه – 5) في نظام حلف شمال الأطلسي».

وفي وقت سابق، قال أوزارساي في صفحته على «فيسبوك» إنه يُعتقد أن الانفجار وقع قبل الاصطدام نظراً لعدم وجود حفرة في الأرض؛ ولأن الحطام عثر عليه في نقاط مختلفة. وتعد هذه أول مرة تصبح فيها قبرص، التي تقع غربي سوريا، في مرمى نيران العمليات العسكرية في الشرق الأوسط رغم قربها من المنطقة. وقال أوزارساي، وهو أيضاً نائب رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية المنشقة التي تعترف بها تركيا دون سواها: «مما لا شك فيه أننا ندعو سوريا وإسرائيل والدول الأخرى في المنطقة، إلى أن تأخذ في حسبانها أمن الدول المجاورة على المستويين البشري والمادي، وأن تتخذ الإجراءات الضرورية (لضمان ذلك)، وأن يتصرف الجميع بهدوء». وفي إسرائيل، امتنعوا كالعادة عن إصدار موقف يؤكد أو ينفي وجود قصف كهذا، لكن الإعلام الإسرائيلي غطى الحدث من خلال نقل البيانات العربية والغربية وبعض التسريبات بالتلميح. وحسب بعض المواقع الإخبارية المستقلة، ذُكر أن «الضربة الإسرائيلية شملت عشرة أهداف، ونُفِّذت من الأجواء اللبنانية شرقاً. وأن هذه الأهداف تقع في أطراف العاصمة دمشق ومدينة حمص، وهي: مطار المزة العسكري، منشآت عسكرية إيرانية وأخرى تابعة لـ(حزب الله) في الكسوة، جنوبي دمشق، قاعدة الفيلق الأول، مركز البحوث في جمرايا، منشآت عسكرية في صحنايا، مجموعة من القواعد التابعة لـ(حزب الله) في جبال القلمون، إلى جانب قواعد أخرى في حمص. وأن دوي انفجارات سمعت في المناطق المذكورة، إضافة إلى اندلاع النيران في قواعد عائدة إلى الحرس الثوري الإيراني و(حزب الله) في جبال القلمون». ونقلت مواقع أخرى، عن «مصادر عسكرية»، قولها، إن إسرائيل أجّلت هذه الجولة من الغارات لمنح الدبلوماسية الأميركية والروسية فرصة للتوصل إلى تفاهمات بشأن الوضع في سوريا. لكن اللقاء الذي عقد في الأسبوع المنصرم في القدس، بمشاركة رؤساء مجلس الأمن القومي الثلاثة، لم يحل لإسرائيل مشكلة استمرار طهران في ضخ الأسلحة والذخيرة الإيرانية إلى «حزب الله» اللبناني. لذلك؛ وجّه أوامره إلى الجيش بالعودة إلى شن الغارات. وقال ناطق عسكري في تل أبيب، إن عملية واسعة النطاق باتت ملحة بعدما اكتشفت إسرائيل، أن إيران و«حزب الله» يحضّران لشنّ عملية ضد إسرائيل، في إطار حملة إيران ضد حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط؛ رداً على العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها على طهران. وأكد أن «هذه الغارات الواسعة هدفت إلى منع هذه العملية قبل أن تخرج عن السيطرة». وقالت صحيفة «جروزالم بوست»، إن الغارات الإسرائيلية تُعدّ من بين الأوسع نطاقاً التي شهدتها سوريا منذ أشهر أو سنوات. وشكّكت الصحيفة في الادعاءات السورية والإيرانية بأن الدفاعات السورية تمكنت من التصدي للصواريخ الإسرائيلية. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن الغارة الإسرائيلية التي طالت مطار التيفور في محافظة حمص دمّرت منظومة «3 خرداد» الدفاعية الجوية الشبيهة بمنظومة «إس - 300». ورأت الصحيفة، أن هذين التفصيلين، مهمان؛ لأن المنظومتين كانتا منتشرتين في مكان واحد في كلتا الحالتين (وبالتالي لم تكونا في موقع يخوّلهما حماية الأراضي السورية كافة)، أو أنّ إحداهما دُمّرت خلال ضربة التيفور. وأشارت الصحيفة إلى أهمية مجيء هذا القصف بعد الاجتماع الأمني الأميركي - الإسرائيلي - الروسي المذكور أعلاه. وقالت: إن الضربات المعقدة هذه تُعد الفصل الأخير فيما يبدو رسالة إقليمية أوسع نطاقاً بكثير، إلى دمشق وحلفائها.

 

هجوم حوثي على مطار أبها يصيب 9 مدنيين/«الصحة»: 8 غادروا المستشفى وتنويم آخر حتى تماثله للشفاء التام

أبها/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

وقال المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، إنه «عند الساعة 12:35 دقيقة من فجر اليوم (الثلاثاء)، وقع هجوم إرهابي من الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بمطار أبها الدولي، الذي يمر من خلاله يومياً آلاف المسافرين المدنيين من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة». وأضاف العقيد المالكي، في بيان إلحاقي، أن «الهجوم الإرهابي أدى إلى إصابة 9 مدنيين، 8 منهم سعوديون، وواحد يحمل الجنسية الهندية، بإصابات جميعها مستقرة مبدئياً، وتم نقلهم جميعاً إلى المستشفيات المتخصصة». ونوّه مطار أبها الدولي في تغريدة على «تويتر» بأن «الحركة الجوية لم تتأثر، وتسير بشكل طبيعي». وأشار المتحدث باسم التحالف إلى أن «ميليشيا الحوثي الإرهابية مستمرة في ممارساتها اللاأخلاقية باستهداف المدنيين والأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية؛ حيث أعلنت عبر وسائل إعلامها مسؤوليتها الكاملة عن هذا العمل الإرهابي، باستخدام طائرة من دون طيار (مسيّرة)، ما يمثل اعترافاً صريحاً ومسؤولية كاملة باستهداف الأعيان المدنية والمدنيين التي تعنى بحماية خاصة، بموجب القانون الدولي الإنساني، وهو ما قد يرقى إلى جريمة حرب باستهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة». وبيّن أن «استمرار مثل هذه الأعمال الإرهابية، وبقدرات نوعية متقدمة، يثبت تورط النظام الإيراني بدعم الميليشيا الحوثية الإرهابية، واستمرار انتهاك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرار (2216) والقرار (2231)». وأكد العقيد الركن تركي المالكي أن «قيادة القوات المشتركة للتحالف، أمام هذه الأعمال الإرهابية والتجاوزات اللاأخلاقية من الحوثيين، مستمرة بتنفيذ الإجراءات الصارمة لردع هذه الميليشيا، بما يكفل حماية الأعيان المدنية والمدنيين، وستتم محاسبة العناصر الإرهابية المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم الإرهابي، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية». من جانبها، أعلنت وزارة الصحة عن مغادرة 8 من المصابين المستشفى، فيما قرر الفريق الطبي المختص تنويم آخر حتى تماثله للشفاء التام. وأوضحت «صحة عسير» في بيان أنه «فور تلقي غرفة العمليات بإدارة الطوارئ والكوارث والنقل الإسعافي بلاغاً عن هذا الهجوم الإرهابي، تم استنفار الفرق الطبية والإسعافية اللازمة في المنطقة وتطبيق خطط الطوارئ المعدة مسبقاً في مثل هذه الحالات، وباشرت الفرق الإسعافية وفرق القيادة الميدانية ومركبات التدخل السريع موقع الحدث». وأضافت أنه تم توجيه جميع المصابين التسعة إلى عدد من المستشفيات بالمنطقة، مبينة أن 6 حالات متوسطة، و3 طفيفة، مشيرة إلى أن وضعهم الصحي مستقر بشكل عام.

 

إيران في مواجهة العقوبات الدولية بعد خرق الاتفاق النووي

لندن/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس (الاثنين)، أن إيران انتهكت الحد المفروض على اليورانيوم منخفض التخصيب الذي حدده الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى العالمية. وكانت طهران أعلنت أمس، أنها تجاوزت حد 300 كيلوغرام من مخزون اليورانيوم المسموح لها بالاحتفاظ به، وربما يؤدي تجاوز هذا الحد إلى عودة العقوبات الدولية كلها على طهران. ومن الممكن أن يبدأ أي طرف من الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق؛ وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، عملية تنتهي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال فترة قد تصل إلى 65 يوماً، فقط بإعادة فرض عقوبات المنظمة الدولية على إيران. والطرفان الآخران الموقعان على الاتفاق؛ روسيا والصين، هما حليفا إيران، ومن المستبعد أن يأخذ أي منهما تلك الخطوة. وقال دبلوماسي أوروبي كبير مشترطاً عدم الكشف عن هويته لوكالة «رويترز» للأنباء: «كلما أتى الإيرانيون بتصرفات تنطوي على خرق الاتفاق قل ميلنا لبذل الجهود لمساعدتهم». وأضاف: «هي دائرة مفرغة. فإذا عادوا لهذا الاتجاه فسيصبحون وحدهم بالكامل ويواجهون العودة للعقوبات وينبذهم الجميع». وأُلغي معظم عقوبات الأمم المتحدة على إيران في يناير (كانون الثاني) 2016، عندما تم تنفيذ الاتفاق النووي المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. والأطراف التي وقعت على الاتفاق في 2015 هي إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة. وفي العام الماضي، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق. وقال إن الاتفاق لا يكفي لتقييد برنامج إيران النووي ولا يتناول برنامج الصواريخ الإيراني ودعم طهران لقوات تخوض حروباً بالوكالة لحسابها في الشرق الأوسط.

وبعد هذا القرار الذي ألهب التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، أعادت واشنطن فرض العقوبات الأميركية الرامية لخفض الصادرات الإيرانية من النفط، وفرضت أيضاً عقوبات اقتصادية جديدة في محاولة لإرغامها على التفاوض على اتفاق أشمل.

وعقدت إيران اجتماعاً مع الأطراف الأوروبية في فيينا، الجمعة، لكنها قالت إن هذه الأطراف لم تعرض شيئاً يذكر على سبيل المساعدة التجارية بما يقنع طهران بالتراجع عن نية خرق الاتفاق رداً على انسحاب ترمب منه. ويمكن لإيران بموجب عملية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق أن تجادل بأن الانسحاب الأميركي وحملة العقوبات التي فرضتها واشنطن تمثل «امتناعاً مؤثراً عن أداء الواجبات» الواردة في الاتفاق «وتعتبر المشكلة غير المحسومة مبرراً للامتناع عن أداء التزاماتها». ومن الممكن أيضاً أن تجادل إيران بأن تقليص التزاماتها لا يمثل انتهاكاً للاتفاق لأن الاتفاق ينص في بند آخر على أن «إيران أوضحت أنها ستعتبر هذه العودة لتطبيق العقوبات أو إعادة فرضها... أو فرض عقوبات جديدة تتصل بالمسألة النووية، مبرراً للامتناع عن أداء التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة هذه كلياً أو جزئياً». والخطوات التي تسير بها عملية فض المنازعات قد تستغرق 65 يوماً ما لم يتم التوافق على تمديدها.

خطوات فض المنازعات من خلال اللجنة المشتركة

الخطوة الأولى: إذا اعتقد أي طرف من أطراف الاتفاق النووي أن طرفاً آخر لا ينفذ التزاماته فله أن يحيل الأمر إلى لجنة مشتركة يتكون أعضاؤها من إيران وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي (كانت الولايات المتحدة عضواً في اللجنة قبل انسحابها من الاتفاق). ويكون أمام اللجنة المشتركة 15 يوماً لتسوية المشكلة ما لم يتوافق أعضاؤها على تمديد تلك الفترة الزمنية.

الخطوة الثانية:إذا اعتقد أي طرف أن المشكلة لم تحل بعد تلك الخطوة الأولى، فله أن يحيل الأمر إلى وزراء خارجية الدول الموقعة على الاتفاق. وسيكون أمام الوزراء 15 يوماً لتسوية الخلاف ما لم يتوافقوا على تمديد تلك الفترة الزمنية.

وبالتوازي مع نظر وزراء الخارجية في الأمر، أو بدلاً منه، يمكن للطرف صاحب الشكوى أو الطرف المتهم بعدم الالتزام أن يطلب أن تبحث لجنة استشارية ثلاثية المشكلة. ويعين كل طرف من طرفي النزاع حينئذ عضواً لهذه الجنة ويكون العضو الثالث مستقلاً. ويتعين على اللجنة الاستشارية أن تقدم رأيها غير الملزم في غضون 15 يوماً.

الخطوة الثالثة: إذا لم تتم تسوية المشكلة خلال العملية الأولية التي تستغرق 30 يوماً، فأمام اللجنة المشتركة 5 أيام للنظر في رأي اللجنة الاستشارية في محاولة لتسوية النزاع.

الخطوة الرابعة:إذا لم يكن الطرف صاحب الشكوى راضياً بعد ذلك ويعتبر أن الأمر «يشكل امتناعاً مؤثراً عن أداء الواجبات»، فبوسعه «أن يعتبر المشكلة غير المحسومة مبرراً للامتناع عن أداء التزاماته بمقتضى خطة العمل الشاملة المشتركة كلياً أو جزئياً».

كذلك يمكنه أن يخطر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمؤلف من 15 عضواً بأن المشكلة تشكل «امتناعاً مؤثراً عن أداء الواجبات».

ويتعين على هذا الطرف أن يصف في الإخطار المساعي حسنة النية التي بذلت لاستنفاد عملية حل النزاع من خلال اللجنة المشتركة.

الخطوة الخامسة:بمجرد أن يخطر الطرف صاحب الشكوى مجلس الأمن يتعين على المجلس أن يصوت خلال 30 يوماً على مشروع قرار بشأن الاستمرار في تخفيف العقوبات عن إيران. ويصدر القرار بموافقة 9 أعضاء وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية؛ الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا؛ حق النقض (الفيتو).الخطوة السادسة:

إذا لم يصدر قرار في غضون 30 يوماً يعاد فرض العقوبات المنصوص عليها في كل قرارات الأمم المتحدة، ما لم يقرر المجلس غير ذلك. وإذا أعيد فرض العقوبات فلن تسري بأثر رجعي على العقود التي وقعتها إيران.

 

خامنئي يستبدل نائب رئيس الأركان وقائد «الباسيج»

لندن/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

أقال المرشد الإيراني علي خامنئي، قائد قوات «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري»، ونائب قائد أركان القوات المسلحة، وسط تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة ومخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، إنه تم تعيين محمد رضا آشتياني في منصب نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة بدلاً من عطاء الله صالحي، وغلام رضا سليماني في منصب قائد «الباسيج» بدلاً من غلام حسين غيب برور. وطلب خامنئي في مرسوم التعيين من آشتياني نائب رئيس الأركان الجديد «بذل الجهود المطلوبة للارتقاء بالمستوى الدفاعي والأمني للقوات المسلحة بالاستفادة من الخبرات النخبوية والعلمية». وتأتي التغييرات في القيادات العسكرية الإيرانية فيما تتزايد حدة التوترات بين واشنطن وطهران، بعد تشديد العقوبات الأميركية على إيران بعد أكثر من عام على انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من الاتفاق النووي وتأكيده أنه لا يكفي لتقييد برنامج إيران النووي ولا يتناول برنامج الصواريخ الإيراني ودعم طهران لقوات تخوض حروباً بالوكالة لحسابها في الشرق الأوسط. وأعادت واشنطن فرض العقوبات الرامية لخفض الصادرات الإيرانية من النفط وفرضت أيضاً عقوبات اقتصادية جديدة في محاولة لإرغامها على التفاوض على اتفاق جديد. وفي خطوة من شأنها رفع حدة التوتر مع واشنطن، أعلنت إيران أمس، أن مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب تجاوز الحد الذي يسمح به الاتفاق النووي الذي وقّعته عام 2015 مع القوى الكبرى، واعتبر ترمب أن طهران «تلعب بالنار». ووضعت الولايات المتحدة «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب في مايو (أيار) الماضي، بسبب دوره الإقليمي ومسؤوليته عن تطوير برنامج الصواريخ الباليستية. وفي يونيو (حزيران) الماضي، أسقطت إيران طائرة أميركية مسيّرة من طراز «غلوبال هوك»، مؤكّدة أنّ الطائرة التي يزيد ثمنها على 110 ملايين دولار انتهكت مجالها الجوي، الأمر الذي نفته واشنطن بشدّة، مشدّدة على أنّ الطائرة كانت تحلّق في الأجواء الدولية. وحذّرت إيران من أنّ أي هجوم عسكري أميركي يستهدف أراضيها ستكون عواقبه مدمّرة لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالرد على إسقاط الطائرة بشن ضربة عسكرية على طهران، إلا أنه تراجع فيها.

 

مخزون اليورانيوم الإيراني يتخطى الاتفاق النووي

فريق المفتشين تفقد الكميات الموجودة... وظريف ينتقد الأوروبيين بشدة... وطهران ترهن «إينستكس» بالنفط

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

في خطوة متوقعة، أقرت طهران طي ورقة الحد المسموح به لتخزين اليورانيوم، في أول انتهاك لتعهداتها في الاتفاق النووي. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسمياً تحقق فريق مفتشيها في منشأة نطنز من تجاوز إيران للحد المسموح به، وفق الاتفاق. وفي أول رد، سارعت الخارجية الإيرانية لتوجيه رسائل إلى الدول الأوروبية للتعجيل بإنقاذ الاتفاق النووي. وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إنه اطلع على تخطي مخزون اليورانيوم وفق «الجدول الزمني»، في تحد لمطالبة الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق بضرورة الالتزام به رغم العقوبات الأميركية. وتسارعت الخطوات السياسية أمس، بعدما قطعت وكالة «فارس»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، شريط الأخبار المتعلقة بتطورات الملف الإيراني، وأفادت نقلاً عن مصدر مطلع قوله إن كمية إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 في المائة تخطت 300 كيلوغرام من سادس فلوريد اليورانيوم (يو إف 6)، ما يعادل 202.8 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب، مشيراً إلى قيام فريق من المفتشين الدوليين بعملية توزين ثانٍ لليورانيوم أمس، بعدما خضع لذلك الأربعاء الماضي. وبذلك، نفذت طهران عملياً «المرحلة الأولى» من قرار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني خفض تعهدات الاتفاق النووي، ومخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب، وهي خطوة حذرت منها أطراف الاتفاق النووي، ووصفتها الإدارة الأميركية بـ«الابتزاز النووي». وبعد ساعات قليلة من إعلان طهران، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، بياناً حول الخطوة الإيرانية، بعد تحقق مفتشيها الموجودين على الأرض من الخطوة، وقالت إن إيران نفذت تهديدها بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في اتفاق فيينا حول البرنامج الإيراني. وأوضحت في البيان: «نستطيع تأكيد أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، قد أبلغ مجلس محافظي الوكالة بأنها تحققت في الأول من يوليو (تموز) من تجاوز إيران الحد الأقصى المسموح به لإجمالي مخزون اليورانيوم المخصب (بموجب الاتفاق)». وأبلغت الوكالة الدول الأعضاء بأن مخزون إيران بلغ 205 كيلوغرامات، في حين يبلغ الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي 202.8 كيلوغرام، بحسب «رويترز». وقبل البيان، قالت الوكالة الدولية، رداً على الإعلان الإيراني، إن مفتشيها الموجودين على الأرض يتحققون من كميات إيران.

وأتي إعلان إيران، أمس، بعد 3 أيام من مفاوضات جرت بين طهران وأطراف الاتفاق النووي، تحت سقف اللجنة المشتركة في الاتفاق، برعاية الاتحاد الأوروبي، في فيينا. والخميس الماضي، أفادت «رويترز» عن مصادر دبلوماسية في فيينا، اطلعت على بيانات للمفتشين النوويين التابعين لوكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، بأن كمية اليورانيوم المخصب لم تتخطَ الحد الأقصى المسموح به، بموجب اتفاقها مع القوى الكبرى، لكن هذه المصادر قالت إن إيران بصدد تجاوز هذا الحد خلال أيام.

وكانت إيران قد أعلنت، في مايو (أيار)، أنها ستوقف التزامها بالحدّ من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب الذي كانت قد تعهدت به، وفقاً للاتفاق الموقع في فيينا. والإعلان كان من المفترض أن تتجاوزه الخميس الماضي، لكن ذلك تأجل، وتباينت المصادر حول أن تكون الخطوة «سياسية» أو «فنية»، عشية اجتماع استثنائي جرى في فيينا الجمعة.

وبعد محادثات فيينا، اتهمت طهران الدول الأوروبية بعدم تقديم ما يكفي من الدعم التجاري لإقناعها بالعدول عن تجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق النووي. وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في 17 يونيو (حزيران) الماضي، أن إيران ستتخطى 300 كيلوغرام في كميات اليورانيوم خلال 10 أيام، وحذرت الاتحاد الأوروبي من نفاد الوقت. وبعد ساعات من إعلان وكالة «فارس» أمس، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده تجاوزت الحد المسموح لاحتياطيها من اليورانيوم، وقال لوكالة «إيسنا» الحكومية إنه «بناء على معلومات بحوزتي، تجاوزت إيران حدّ الـ300 كلغ» من سادس فلوريد اليورانيوم المنخفض التخصيب (يو إف 6)، مضيفاً: «أعلنا مسبقاً (عن تجاوز الحد)»، موضحاً أن الإعلانات المسبقة لإيران بهذا الصدد تبين «بوضوح ما سنقوم به» لاحقاً. وتخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض نسبته 3.6 في المائة من المواد الانشطارية هو أول خطوة في عملية ربما تسمح لإيران في نهاية الأمر بتوفير مخزون كافٍ من اليورانيوم عالي التخصيب لبناء رأس نووية. وصرح ظريف في هذا الصدد: «أعلنا بوضوح ما نريد فعله، وسنعمل وفق ذلك، ونعتبر أنه من حقنا (القيام بذلك)، في إطار (ما تسمح به) خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)»، وزاد: «مثلما أعلنا بعد اجتماع (الجمعة) أن الخطوات الأوروبية لم تكن كافية، ستواصل إيران برنامجها المعلن»، وأضاف أن «المرحلة الأولى قيد التنفيذ، وهي تشمل كميات اليورانيوم والمياه الثقيلة، وستكون المرحلة التالية التي نقوم بتنفيذها (تخطي) سقف نسبة التخصيب 3.67».

كذلك، رد ظريف على انتقادات داخلية لاذعة تعرضت لها الحكومة والوزارة الخارجية بعد المستجدات الأخيرة بشأن آلية الدفع الخاصة، وقال إنها «ليست كافية». ورغم تحفظه على طبيعة عمل الآلية، قال ظريف إن «الآلية ليست رداً مناسباً على مطالب إيران والتعهدات الأوروبية، لكنها تحظى بقيمة استراتيجية»، مشيراً إلى أن الآلية «تبعد أقرب حلفاء الولايات المتحدة منها».

وبالتزامن مع ظريف، أوضحت مواقف المسؤولين الإيرانيين أن الحكومة الإيرانية ترهن تفعيل الآلية الأوروبية (إينستكس) بمبيعات النفط الإيراني، وتحدي العقوبات الأميركية على قطاعها النفطي.ورداً على سؤال حول ما إذا كانت «إينستكس» ستدفع واشنطن إلى فرض عقوبات على دول أوروبية، قال ظريف: «هذه  مشكلة الأوروبيين، يتعين عليهم حل مشكلتهم». وترك ظريف الباب مفتوحاً أمام عودة بلاده لتعهداتها النووية، في حال قامت الأطراف الأخرى بالخطوات المطلوبة، على حد تعبيره. وقال إن دخول بلاده إلى مسار خفض التعهدات «يتسق» مع المادة 36 من الاتفاق النووي. وخاطب الأوروبيين قائلاً: «إذا كان الاتفاق النووي يحظى بقيمة لدى الأوروبيين، مثلما يزعمون، يجب أن تكون الضمانات ذات قيمة في داخل الاتفاق»، معتبراً الخطوات الإيرانية متطابقة مع ما اعتبره «حفظ الاتفاق النووي عبر تنفيذ الضمانات».

ووجه ظريف انتقادات شديدة اللهجة إلى الأوروبيين، قال فيها إن «الفقرات 1 إلى 3 في الملحق الثاني من الاتفاق النووي تنص صراحة على الخطوات الأوروبية، ونتائج خطواتهم»، وقال إن «اتخاذ الخطوات في الفقرات الثلاثة ليست كافية، إنما الإيرانيون يريدون نتائج تلك الخطوات، وفق ما ينص عليه الاتفاق».

وزعم ظريف أن أوروبا قطعت 11 وعداً لبلاده، عقب يومين من الانسحاب الأميركي من الاتفاق، وقال: «لا ندري إن كانت مقدمة التعهدات أصبحت عملية أو لا. ومع ذلك، لا معنى لـ(إينستكس) من دون تنفيذ التعهدات». ومن بين الوعود التي حصلت عليها إيران في 3 اجتماعات جرت خلال العام الماضي، بحسب ظريف، ضمان بيع النفط، وضمان النقل، وضمان عودة موارد إيران، واسترداد أموال النفط. وكشف وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، على هامش اجتماع «أوبك» في فيينا أمس، عن مطالب إيرانية واضحة أمس بشأن الآلية، قائلاً إن «(إينستكس) لا تتجاوب (مع مطالب إيران) من دون دفع أموال النفط».

وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، أول من أمس، تشغيل «إينستكس»، وضخ الأموال إليها، في سياق محاولات أوروبا للالتفاف على العقوبات الأميركية التي أعاد ترمب فرضها على إيران منذ انسحابه من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018.

وأول من أمس، قال محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، إنه يجب أن تمتد «إينستكس» إلى السلع كافة، بما فيها النفط، مضيفا: «إذا كان للأوروبيين محاذير مؤقتة من شراء النفط، يمكن مناقشة تدشين خط ائتمان مالي طويل المدى لاسترداد مبيعات النفط المقبلة»، وزعم أن الأوروبيين قدموا مقترحاً سابقاً من هذا النوع.

وقال ظريف، في كلمة منفصلة، إن إيران «لن ترضخ أبداً لضغوط الولايات المتحدة... على أميركا محاولة احترام إيران... إذا أرادوا الحديث مع إيران، فعليهم إبداء الاحترام»، وأضاف: «لا تهددوا إيران أبداً... إيران لا ترضخ للضغوط، وترد باحترام عند معاملتها باحترام».

وبالتزامن مع تصريحات ظريف، نقلت «رويترز» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، عباس موسوي، قوله إن خطوات إيران المتعلقة بتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووية «يمكن العدول عنها». وطالب الدول الأوروبية بتسريع وتيرة جهودها لإنقاذ الاتفاق، ونقل عنه التلفزيون الرسمي قوله: «الوقت ينفد منهم لإنقاذ الاتفاق». وكثفت واشنطن ضغوطها على طهران في مايو (أيار) لإجبارها على تعديل سلوكها الإقليمي، ووقف تطوير الصواريخ الباليستية، وأصدرت أوامر إلى كل الدول بوقف استيراد النفط الإيراني. وأدرجت إدارة ترمب «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية. ومنذ ذلك الحين، يتصاعد التوتر في الخليج.

وأرسلت واشنطن قوات إضافية إلى الشرق الأوسط لردع التهديدات الإيرانية، وكادت مقاتلات أميركية أن تشن ضربات جوية على إيران الشهر الماضي، بعد إسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة. وكان ترمب قد دعا إلى إجراء محادثات مع النظام الحاكم بإيران «دون شروط مسبقة». ونشرت الولايات المتحدة لأول مرة مقاتلات شبح من طراز «إف - 22» في الخليج، وفق ما أعلنه الجيش الأميركي الجمعة، في إطار تعزيز واشنطن وجودها العسكري، وذلك بعد يومين من تلميح ترمب إلى توجيه ضربة جوية إلى إيران، في حرب لا يتوقع «أن تطول كثيراً».

ورد ظريف على ترمب بأن فكرة «الحرب القصيرة مع إيران هي مجرد وهم»، وأضاف: «من يبدأ الحرب ليس من ينهيها». وقال قائد غرفة العمليات في «الحرس الثوري»، غلام علي رشيد، أمس، إن «رد إيران سيكون قاسياً على أي عدوان»، وأضاف: «نحذر من أن فترة ونطاق الحرب ليس تحت سيطرة أحد». ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني قوله أمس: «إذا هاجمتنا أميركا، فلن يتبقى في عمر إسرائيل سوى نصف ساعة فقط».

 

مطالبات أممية لإيران باحترام تعهدات الاتفاق النووي

ترامب يحذّر إيران من “اللعب بالنار” ويتوعّدها بتكثيف الضغوط والعزلة

طهران لوّحت باعدام جواسيس أميركان... وأوروبا دعتها للتراجع عن زيادة تخصيب اليورانيوم

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/02 تموز/2019

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، أن إيران تلعب بالنار، قائلا بشأن تجاوز مخزونها من اليورانيوم المخصب عما يسمح به الاتفاق النووي، إنه “ليست لديه رسالة، لكن إيران تعلم ما تفعله، وإنها تلعب بالنار”. من جانبها، دعت إدارة ترامب المجتمع الدولي إلى استعادة معيار حظر الانتشار النووي طويل المدى، والمتمثل بعدم السماح بالتخصيب لإيران بموجب الاتفاق النووي. واعتبر وزير الخارجية مايك بومبيو أن “ذلك المعيار الصحيح”، متعهدا تكثيف الضغط الاقتصادي والعزلة الديبلوماسية على طهران، طالما استمرت في توسيع برنامجها النووي، ومشددا على أهمية أن لا يمكن اي اتفاق نووي مقبل لايران من تخصيب اليورانيوم، ومؤكدا قدرة طهران على الحصول على الطاقة النووية للاستخدام السلمي دون تخصيب، ومحذرا من العواقب الخطيرة من امتلاك نظامها للاسلحة النووية، ومؤكدا التزام بلاده بالتفاوض للوصول لاتفاق جديد شامل، “يوقف من تهديداته للسلام والأمن الدوليين”.

بدوره، أكّد البيت الأبيض أن واشنطن لن تسمح أبدا لإيران بتطوير أسلحة نووية، وأفاد بيان للمتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام، بأنه “ستستمر أقصى الضغوط على النظام الإيراني حتى يغير قادته مسارهم”، مضيفا أنه “يجب على النظام الإيراني أن يضع حداً لطموحاته النووية وسلوكه الضار”.

وفيما دعا الاتحاد الأوروبي أمس، إيران إلى التراجع عن تقليص التزامها النووي، مشيراً لالتزامه بتنفيذ الاتفاق طالما واصلت طهران تنفيذ تعهداتها، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريس يشعر بالقلق ازاء تحركات إيران.

من جانبها، هددت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها جيريمي هنت، بالتخلى عن الاتفاق النووي إذا انتهكته إيران، بينما أعربت ألمانيا عن قلقها الشديد، مشددة على أنها تدرس مع الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق الخطوات التالية، وقالت روسيا، إن إعلان إيران يدعو إلى “الأسف”، ودعا وزير خارجيتها سيرغي لافروف طهران لضبط النفس ومواصلة تنفيذ الاتفاق.

وبينما، ناقش الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون القرار الإيراني، حذرت باريس طهران من أي اجراءات أخرى تجعل الاتفاق موضع شك، وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن خطوات سيتخذها الأيام القادمة، لضمان وفاء ايران بالتزاماتها واستمرار استفادتها من الاتفاق النووي.

وأعربت الصين عن أسفها للإجراء الإيراني، لكن المتحدث باسم خارجيتها جينغ شوانغ قال إن “الضغوط الأميركية القصوى سبب التوترات”، داعيا لضبط النفس وعدم التصعيد. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إن “على أوروبا التمسك بالتزاماتها، وأن تفرض عقوبات فورية على إيران”، بينما حض رئيس “الموساد” جوزيف كوهين، المجتمع الدولي على منع إيران من تسريع وتيرة التخصيب، محذرا من أن الشرق الاوسط والعالم سيكون مكانا مختلفا”. في المقابل، رفضت طهران اتهامات البيت الأبيض بانتهاك الاتفاق النووي قبل وجوده، حيث كتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف تغريدة على “تويتر” يقول “حقا..”، بينما قال رئيس البرلمان علي لاريجاني إنه “ينبغي على ترامب إدراك أن الايرانيين يصبحون أكثر تكاتفا عندما يواجهون تنمرا”. في غضون ذلك، حذر مسؤولون بوزارة الأمن الداخلي الأميركية، من هجمات إليكترونية إيرانية تستهدف الولايات المتحدة، وقال كبير مسؤولي الأمن الإلكتروني كريستوفر كريبس، إن الجانب الإيراني يزيد من استهداف الوكالات والمؤسسات والصناعات الأميركية. من ناحية أخرى، وفيما أصدر القضاء الايراني أمس أحكاما بالسجن، على اثنين من المدانين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، تحدثت تقارير عن مواجهة عدد آخر أحكاما بالإعدام، بينهم من يحملون الجنسية الأميركية.

 

“الحرس الثوري” يهرّب الأسلحة للميليشيات في العراق وعبدالمهدي أمر بضم الحشدين الشعبي والعشائري إلى الجيش

بغداد – وكالات/02 تموز/2019

 شكلت العقوبات الأميركية الأخيرة على شركة عراقية تدعى موارد الثروة الجنوبية أو منابع ثروة الجنوب، إثر الكشف عن تورطها بتهريب أسلحة إلى الميليشيات العراقية، منطلقاً للوقوف عند الشركات الوهمية الأخرى التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، ومقرها العراق، تتحامى “بغطائها شرعي” للوصول إلى النظام المالي العراقي متحايلة على عقوبات الإدارة الأميركية. وتمكن “الحرس الثوري” من الاستمرار في دعم الجماعات المسلحة وأذرعها في المنطقة عبر إيجاد مصادر جديدة للتمويل، بما يعرف بـ”شبكة الالتفاف والتحايل على العقوبات الأميركية”، التي تضم 667 شركة.

وأضافت إن هذه الشركات العراقية الوهمية تسلك كل الطرق القانونية من الحصول على الرخص والتسجيل والوثائق الرسمية بتواطؤ مع ساسة عراقيين وأجهزة أمنية عراقية وأحزاب سياسية، وفي مقدمهم قائد “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس. وكشفت أن المسؤولين الفعليين عن ملف تهريب الأسلحة بين الميليشيات على الحدود العراقية – الإيرانية تحت غطاء “الشركات الوهمية”، هم أربعة، عراقيان ولبناني وسوري، مشيرة إلى أن هؤلاء هم الأمين العام لـ”كتائب الإمام علي” شبل الزيدي، يساعده الشيخ حسن الصافي (عراقي)، و محمد كوثراني (لبناني) ويستثمر بالسلاح بأموال “حزب الله”، ومحمد جابر أبوجعفر (سوري)،و يستثمر بتجارة الأسلحة بأموال بشار الأسد نفسه. وقالت إن الأربعة يديرون أموالا بحجم يتراوح بين ثمانية وتسعة مليارات دولار، يتم تداولها في تجارة السلاح ما بين العراق وإيران وسورية ولبنان. من ناحية ثانية، أصدر رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ليل أول من أمس، ضوابط تلزم فصائل “الحشد الشعبي” و”الحشد العشائري” بأن تكون جزءاً لايتجزأ من القوات المسلحة العراقية. وذكرت وثيقة موقعة من عبدالمهدي “تعمل جميع قوات الحشد الشعبي والعشائري كجزء لايتجزأ من القوات المسلحة العراقية وتسري عليها ما يسري على القوات المسلحة ويتم التخلي نهائياً عن جميع المسميات التي عملت بها فصائل الحشد الشعبي، في المعارك ضد داعش وتستبدل بتسميات عسكرية”. وتقضي “بأن تقطع هذه الوحدات أفراداً وتشكيلات أي ارتباط سياسي وتستطيع الفصائل التي لا تلتحق بالقوات المسلحة أن تتحول الى تنظيمات سياسية خاضعة لقانون الأحزاب وضوابط العمل السياسي وتغلق جميع المقرات التي تحمل اسم الفصيل من فصائل الحشد الشعبي سواء بالمدن أو غيرها ويمنع تواجد أي فصيل يعمل سراً أو علناً خارج الضوابط الجديدة”. وشددت على “منع حمل السلاح إلا برخصة لمقتضيات حماية مقراتها الثابتة كما هو الحال لبقية التنظيمات السياسية”. وأمام الفصائل حتى 31 من يوليو الجاري، للالتزام بالضوابط الجديدة ومن لم يلتزم بها يعتبر خارجاً عن القانون ويلاحق بموجبه. وفي السياق، رحب زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، بالضوابط الجديدة التي أصدرها عبدالمهدي، معتبراً أن “ما صدر عن رئيس الوزراء بما يخص الحشد الشعبي أمر مهم وخطوة أولى صحيحة نحو بناء دولة قوية لا تهزها الرياح من هنا وهناك”.

إلى ذلك، دعا نواب عراقيون، البرلمان والقضاء إلى إجراءات لوقف استيلاء الوقف الشيعي على ممتلكات نظيره السني في البلاد، فيما حذر مسؤول عراقي كبير سابق من عودة الفتنة الطائفية.

 

لندن قلقة من تجاوز طهران... وروسيا «تأسف» وإسرائيل تطالب بعقوبات فورية

لندن/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

حثّ أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إيران على الالتزام بالاتفاق النووي، في حين حذر كل من بريطانيا وألمانيا من تأثير الخطوة الإيرانية على الاتفاق في وقت تعهدت روسيا، بالحفاظ على الاتفاق النووي، وذلك بعد بيان للوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد انتهاك إيران الاتفاق بتخطي مخزونها من اليورانيوم المخصب الحد المسموح لها وفق الاتفاق. ونقل متحدث باسم الأمم المتحدة، أن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش يشعر بالقلق إزاء انتهاك إيران جزءاً من الاتفاق النووي، وحثها على مواصلة التقيد بجميع التزاماتها النووية بموجب الاتفاق. وقال المتحدث ستيفان دوجاريك، إن «قيام إيران بتحرك من هذا القبيل لن يساعد في الحفاظ على الخطة (الاتفاق) ولن يضمن مزايا اقتصادية ملموسة للشعب الإيراني. من الضروري أن يتم التعامل مع هذه القضية... من خلال الآلية التي حددتها خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)». ويتضمن الاتفاق آلية لحل النزاعات التي يمكن خلال فترة قصيرة مدتها 65 يوماً، أن تنتهي في مجلس الأمن بمعاودة فرض الأمم المتحدة عقوبات على إيران.

في لندن، قال متحدث باسم مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إن بريطانيا تبحث على نحو عاجل خطواتها التالية مع شركائها بموجب الاتفاق النووي للحفاظ عليه، معتبراً إعلان إيران «مقلقاً للغاية». وأضاف: «كنا واضحين دائماً في أن التزامنا بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) يعتمد على التزام إيران التام بشروط الاتفاق ونحثها على العدول عن هذه الخطوة».وأوضح المتحدث، أن لندن تدرس «على نحو عاجل مع شركائنا في خطة العمل الشاملة المشتركة الخطوات التالية بموجب الاتفاق». في السياق نفسه، قال وزير خارجية بريطانيا جيريمي هانت، إنه يشعر «بقلق شديد» رداً على تقرير لوكالة الطاقة الذرية حول تخطي إيران تعهداتها النووية، لكنه أضاف أن بريطانيا لا تزال تدعم الاتفاق. وقال هانت: «نريد الحفاظ على الاتفاق النووي لكن سنتخلى عنه إذا انتهكته إيران». وقال هانت عبر «تويتر» في تعليق سريع على الإعلان الإيراني: «أشعر بقلق شديد بسبب إعلان إيران أنها انتهكت التزاماتها بموجب الاتفاق النووي. المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة بإنجاح الاتفاق واستخدام كل السبل الدبلوماسية لتهدئة التوتر في المنطقة». وأضاف: «أحث إيران على تجنب اتخاذ أي خطوات أخرى تخالف (الاتفاق) والعودة للالتزام به» بحسب ما نقلت «رويترز».

وفي برلين، قال مصدر بالخارجية الألمانية إن بلاده تدعو إيران للتراجع عن تجاوز حد مخزون اليورانيوم المخصب وعدم تقويض الاتفاق النووي، لافتاً إلى أن ألمانيا ستدرس بعناية مع الأطراف الأخرى في الاتفاق الخطوات التالية بشأن إيران.

وقد يكون لهذه الخطوة عواقب بعيدة المدى على الدبلوماسية في وقت تحاول فيه الدول الأوروبية إبعاد الولايات المتحدة وإيران من على شفا الحرب. وناشد الأوروبيون، الذين عارضوا قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع في عهد سلفه باراك أوباما، إيران مواصلة الالتزام به.

بدورها، قالت روسيا إن إعلان إيران بشأن مخزون اليورانيوم يدعو إلى «الأسف»، لكنها عزت ذلك إلى تصرفات الولايات المتحدة. وذكر نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء «هذا بالطبع يدعو للأسف، لكن علينا ألا نبالغ في تصوير الوضع». وأضاف: «يجب فهم الأمر على أنه نتيجة طبيعية للأحداث التي حصلت قبله». وأدان ما اعتبره «الضغوط الأميركية غير المسبوقة»، لكنه طالب طهران بالتصرف بـ«مسؤولية»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. من جانبه، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدول الأوروبية على فرض «عقوبات فورية». وقال وفقاً لبيان من مكتبه «أقولها مجدداً، إن إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية»، مضيفاً: «اليوم أدعو أيضاً كل الدول الأوروبية إلى الوفاء بالتزاماتها. لقد تعهدتم بالتحرك في اللحظة التي تنتهك فيها إيران الاتفاق النووي ولقد تعهدتم بتفعيل آلية العقوبات الفورية التي وضعت في مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة)» وفق ما نقلت «رويترز».

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية عن وزير الطاقة يوفال شتاينز، أن إيران تقوم بعملية «ابتزاز نووي» بتخزين يورانيوم منخفض التخصيب أكثر من المنصوص عليه في الاتفاق النووي. وتابع أن مواصلة الضغط الدولي سيدفع طهران للتراجع.

وأفادت «رويترز» عن الهيئة الإسرائيلية بأن «هذا انتهاك صارخ للاتفاق. إيران تقوم بابتزاز نووي. إنها تقول (انظروا إلى أي مدى نقترب من سلاح نووي). اقتصاد إيران ينهار؛ لذلك فهم يقومون بأفعال غير متوازنة. سيتراجعون عنها إذا استمر الضغط».

وتزامناً مع ذلك طالب رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) جوزيف كوهين المجتمع الدولي على منع إيران من «تسريع وتيرة التخصيب». وقال لمؤتمر أمني في هرتزليا «فقط تخيلوا ما سيحدث إذا أصبح مخزون المواد الإيراني قابلاً للانشطار على مستوى التخصيب للأغراض العسكرية... ثم ليصبح قنبلة بالفعل... سيكون الشرق الأوسط مكاناً مختلفاً، ثم العالم بأسره. ولذلك؛ على العالم عدم السماح بحدوث ذلك».

 

السعودية: الهجوم الإرهابي الحوثي على مطار أبها “جريمة حرب”

إمبراطور اليابان أشاد بزيارة محمد بن سلمان وبحث معه في تعزيز العلاقات الثنائية

الرياض، طوكيو، عواصم – وكالات/02 تموز/2019

 ندد مجلس الوزراء السعودي، بالهجوم الإرهابي للميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران الذي وقع بمطار أبها الدولي فجر أمس، وأدى إلى إصابة تسعة من المدنيين أحدهم هندي الجنسية، واصفا إياه بأنه استمرار للأعمال الإرهابية وجرائم الحرب التي تستهدف المدنيين والأعيان المدنية.

وشدد المجلس خلال اجتماعه برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على تأكيد قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن أنه سيتم محاسبة العناصر الإرهابية المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم الإرهابي وبما يتوافق مع القوانين والمواثيق الدولية.

وكانت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أعلنت عن إصابة تسعة مدنيين هم ثمانية سعوديين ومقيم هندي، بهجوم إرهابي حوثي بطائرة بدون طيار “مسيرة” استهدف مطار أبها الدولي.

وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف تركي المالكي في بيان: إن المصابين بحالة مستقرة وتم نقلهم جميعا إلى المستشفيات المتخصصة، مضيفا أن “المليشيات الحوثية الإرهابية مستمرة في ممارساتها اللاأخلاقية باستهداف المدنيين والأعيان المدنية المحمية بالقانون الدولي”، مشيرا إلى ان “تلك الميليشيات أعلنت عبر وسائل إعلامها مسؤوليتها الكاملة عن العمل الإرهابي باستخدام طائرة (مسيرة)، ما يمثل اعترافا صريحا ومسؤولية كاملة باستهداف المدنيين، ما قد يرقى لجريمة حرب”.

وبيّن أن “استمرار مثل هذه الأعمال الإرهابية وبقدرات نوعية متقدمة، يثبت تورط النظام الإيراني بدعم الميليشيات الحوثية الإرهابية، واستمرار انتهاك قرارات مجلس الأمن”، مؤكدا أن “قوات التحالف ستعمل على محاسبة العناصر الإرهابية المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم الإرهابي”.

من جانبها، أعلنت السلطات السعودية استئناف حركة الملاحة الجوية في مطار أبها، بعد الهجوم الحوثي الارهابي الذي تعرض له المطار فجراً، وذكرت قناة “العربية” أن الرحلات تسير بشكل اعتيادي، وأن المطار يعمل بكامل طاقته التشغيلية كالمعتاد.

إلى ذلك، توالت الإدانات العربية والدولية، حيث دانت كل من الإمارات والبحرين الهجوم الإرهابي الجبان. واستنكرت الخارجية الإماراتية “العمل الإرهابي، الذي يخالف القوانين والأعراف الدولية كافة”، مجددة تضامنها الكامل مع السعودية ووقوفها التام إلى جانبها وتأييدها ومساندتها لها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها. من جانبها، أدانت الخارجية البحرينية، مشددة على ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي في مواجهة الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، التي تسعى لعرقلة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

في غضون ذلك، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه بالديوان الملكي بقصر السلام بجدة أمس، المفوض السامي الجديد لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات ميغيل موراتينوس، حيث استعرضا فرص الشراكة بين المملكة ومنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، بشأن تعزيز الجسور الثقافية والحضارية بين المملكة ومختلف الثقافات العالمية. وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل ليل أول من أمس الأمراء والعلماء وجمعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه، وبحث مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين، حيث استعرض الجانبان هاتفيا أوجه التعاون الثنائي وسبل تعزيزه في مختلف المجالات. وذكر بيان للحكومة العراقية أن عبدالمهدي بحث مع خادم الحرمين الشريفين في تنظيم أوضاع السوق النفطية، وكذلك التنسيق بين البلدين بما يحقق استقرار أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، وأكدا حرصهما على تطوير العلاقات المشتركة.من جانبه، رحب الامبراطور الياباني ناروهيتو، بقصر اكاساكا في طوكيو أمس، بزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث بحثا في العلاقات المتميزة بين البلدين، وأكدا حرص حكومتي البلدين على تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات.

 

اليونيسكو ترفع كنيسة المهد من قائمة الأبنية المهددة بالخطر

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 تموز/2019

رفعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» اليوم (الثلاثاء) كنيسة المهد، مكان ولادة المسيح - بحسب الأناجيل - من قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر، وذلك بعد ترميم الجزء الأكبر منها. وتم إدراج كنيسة المهد عام 2012 بوصفها أول موقع فلسطيني ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة «اليونيسكو» ونظرا لحالتها السيئة، صنفتها المنظمة فيما بعد على قائمة المباني التراثية المهددة بالخطر.وقالت اليونيسكو في بيان إن «لجنة التراث العالمي للمنظمة توصلت إلى قرار بشطب الكنيسة من قائمة الأبنية المهددة بالخطر خلال اجتماع في مدينة باكو الأذربيجانية بدأ في 30 يونيو (حزيران) ويستمر حتى 10 يوليو (تموز)». وأشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة إلى أن المسؤولين عن الكنيسة مع المسؤولين الفلسطينيين يشرفون على أعمال نوعية لترميم السقف والواجهات الخارجية والفسيفساء والأبواب، متابعة: «تم التخلي عن خطة سابقة لحفر نفق تحت ساحة المهد أمام الكنيسة». وكان رئيس اللجنة الرئاسية لترميم كنيسة المهد الوزير زياد البندك، قال في 24 يونيو إن أعمال الترميم ما زالت جارية حتى الآن داخل الكنيسة، وإنه تم ترميم نحو 85 في المائة من الأعمال المخطط لها منذ أن بدأت عملية الترميم في سبتمبر (أيلول) 2013. وتابع أن «ما تبقى يتعلق بفسيفساء الأرض والجدار الجنوبي المعرض للهدم إذا حصل زلزال، وبلاط الكنيسة الأمامي والآبار والمغارة وبعض التفاصيل الأخرى». وتوقع الانتهاء من أعمال ترميم المغارة في شهر أبريل (نيسان) العام المقبل. وتشارك كنيسة المهد كنائس الأرمن واللاتين والروم الأرثوذكس، وتقع الكنيسة في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وقد بناها الإمبراطور البيزنطي قسطنطين عام 335م. والكنيسة مقصد سياحي مهم خلال فترة أعياد الميلاد، وخصوصا المغارة حيث تقول الأناجيل إن السيد المسيح ولد هناك.

 

مطالبة بتحقيق دولي في تمويل قطري للإرهاب وبرلمانية فرنسية خبيرة في مكافحة شبكات التطرف تشدد على وضع الدوحة أمام مسؤولياتها

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 تموز/2019

طالبت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي غوليه، الأمم المتحدة بالتحقيق في ما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن منح قطر تسهيلات مصرفية للقطري خليفة السبيعي المشمول بلائحة عقوبات الأمم المتحدة لممولي الإرهاب، والمتهم بتمويل كبار قادة تنظيم «القاعدة»، بمن فيهم خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وفي مقال نشرته صحيفة {ذا هيل} السياسية الأميركية، كتبت غوليه التي كانت رئيسة لجنة للتحقيق في نشاطات الشبكات الإرهابية في أوروبا وأعدت تقريراً لحلف شمال الأطلسي {الناتو} عن تمويل الإرهاب، أن توفير قطر تسهيلات مصرفية لشخص مثل السبيعي {إخفاق لجميع المعنيين بمحاربة الإرهاب، ويضع قدرة الأمم المتحدة على تنفيذ الجزاءات الخاصة بها تحت دائرة الضوء، ويهدد الأمن العالمي}. وأضافت أن {العالم يستحق إجابات} عما قامت به الدوحة. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» كشفت أن السبيعي لا يزال يحظى بتسهيلات مصرفية في قطر، مشيرة إلى أنها حصلت على وثائق أظهرت أن السبيعي لديه حساب مُفعل في «بنك قطر الوطني»، ما يعني أن هناك «ثغرات» في تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة. وتؤكد الولايات المتحدة أن السبيعي قدم دعماً مالياً لكبار قادة «القاعدة». واعتبرت البرلمانية الفرنسية أن تقرير «وول ستريت جورنال» أطلق {رسالة تحذير وتنبيه لأوروبا وبقية العالم المتحضر، فوضع شخص على قائمة عقوبات الأمم المتحدة ليس أمراً يمكن التساهل معه، والسبيعي هو شخص معروف لدى السلطات، بما في ذلك البنوك، وكان مرتبطاً بأخطر الإرهابيين المسؤولين عن هجمات غيرت وجه العالم، وبالتأكيد ليس من النوع الذي يستحق التساهل}. وشددت على أنه {يتعين على قطر أن توضح للعالم سبب مواصلتها تقديم الخدمات المصرفية لشخص خطير مثل السبيعي، كما يتعين توضيح سبب السماح للبنوك بتقديم التسهيلات له، وتحديد مسؤولية البنوك التي قدمت هذه التسهيلات}. وأكدت غوليه أن {فشل الدول في تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة يعد أمراً يجب على المجتمع الدولي والمحاكم الدولية الوقوف عنده، والتعامل معه، كما يجب أن تتحرك الجهات الرقابية المصرفية أيضاً}. ويشير تقرير «وول ستريت جورنال» إلى أن البنك الذي يقدم التسهيلات للسبيعي (بنك قطر الوطني) لديه فروع في جميع أنحاء أوروبا، وحول العالم، وهو ما يعرض الأمن العالمي للخطر}. وأوضحت البرلمانية الفرنسية أن {من المستحيل تقييم حجم الخطر المحتمل الذي تسبب به} التسهيل القطري لعمل السبيعي {من دون تحقيق شامل وشفاف}. وطالبت الأمم المتحدة بإعطاء أولوية قصوى لإجراء تحقيق في {كيف سمحت الثغرات في نظام العقوبات بمثل هذا الانتهاك». ورأت أن على الجهات المنظمة للنشاط المصرفي في الدول التي يعمل فيها البنك القطري، إجراء تحقيقاتها {لمعرفة كيف حدث هذا الفشل وتطبيق إجراءات عاجلة، لضمان احتواء أي أذى تسببت به (التسهيلات القطرية لتمويل الإرهاب) وعدم تكرار هذه الانتهاكات}. كما دعت الدوحة إلى إجراء «تحقيقاتها الخاصة، وتقديم تقرير إلى المجتمع الدولي عن سبب سماحها لشخص مدرج في قائمة عقوبات الأمم المتحدة بأن تكون لديه تسهيلات مصرفية عبر بنكها الأكثر انتشاراً عالمياً، مع تقديم ضمانات بعدم منحه، هو أو غيره من الإرهابيين، تسهيلات مصرفية مرة أخرى}. وقالت إن على «بنك قطر الوطني» إجراء تحقيق خاص به في هذا الشأن، وتقديمه إلى سلطات إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم، خصوصاً حيث يعمل البنك، مع تقديم تفاصيل المعاملات المصرفية للسبيعي، وتقديم تأكيدات على أنه لا يتم تقديم تسهيلات مصرفية لآخرين على «قائمة الإرهاب}. وشددت على أن على العالم {التحرك} في مواجهة ما جرى، موضحة أن {تمويل الإرهاب هو العمود الفقري للنظام الذي يسمح بتفشي الإرهاب. وأوروبا وبقية العالم تحتاج إلى إجابات... وإلى إرسال رسالة بأن هذه الإخفاقات ستتسبب بعواقب وخيمة لمن يغضون الطرف عن تهديد رخاء الإنسانية} وأمنها.

 

استقالة رئيس البرلمان الجزائري معاذ بوشارب وتكليف تربش بتسيير شؤون المجلس

الجزائر: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 تموز/2019

قدم معاذ بوشارب رئيس المجلس الشعبي الوطني (البرلمان الجزائري) استقالته رسمياً اليوم (الثلاثاء)، بعد مطالبات برحيله باعتباره من رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، بحسب بيان صادر عن مكتب المجلس. وأوضح البيان أنه «بعد أخذ أعضاء المكتب علما بالاستقالة، أقرّ المكتب بالإجماع حالة شغور منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني بسبب الاستقالة». وأضاف أنه «وفقا لأحكام المادة 10 من النظام الداخلي، قرر مكتب المجلس إحالة ملف شغور منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني على اللجنة القانونية والادارية والحريات لإعداد تقرير إثبات الشغور». كما قرر مكتب المجلس بالإجماع تكليف نائب الرئيس تربش عبد الرزاق بتسيير شؤون المجلس إلى غاية انتخاب رئيس جديد، وفق وكالة الأنباء الجزائرية. يذكر أن معاذ بوشارب (48 سنة) كان قد انتخب رئيسا للمجلس الشعبي الوطني في 24 أكتوبر 2018 خلفا للسعيد بوحجة الذي تم سحب الثقة منه من طرف أغلبية النواب. وكان أعضاء هيئة الرؤساء بالمجلس قد دعوا بوشارب أمس (الاثنين)، إلى «تقديم استقالته الفورية». وأوضح بيان للهيئة صدر عقب اجتماعها أمس، أنه «نظراً للتطورات الحاصلة في المجلس الشعبي التي أدت إلى الانسداد التام والتعطيل النهائي لعمل المجلس وجميع هياكله، وأمام المطالب الشعبية في تحقيق الانتقال الديمقراطي وما يحتاجه من رزنامة قوانين تخدم مصلحة الشعب والوطن وتعجل بإنهاء الأزمة السياسية التي تعرفها البلاد وتلبية لمطالب الحراك الشعبي ومطالب هيئة الرؤساء وخدمة لهذه المؤسسة النبيلة، وحتى لا يبقى المجلس رهينة أزمة مختلقة، لهذه الأسباب مجتمعة فإننا ندعو السيد بوشارب إلى التعقل وتقديم استقالته الفورية من رئاسة المجلس». وقد وقع على بيان هذه الهيئة 7 رؤساء مجموعات برلمانية و5 نواب لرئيس المجلس و6 رؤساء لجان دائمة بالمجلس. وتأتي استقالة بوشارب بعد 3 أشهر على استقالة بوتفليقة من منصبه إثر احتجاجات طالبت بإصلاح جذري والقضاء على الفساد والمحسوبية.

وأجلت السلطات الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 4 يوليو (تموز) متعللة بعدم وجود مرشحين. ولم تعلن عن موعد آخر لها.

 

عمّان تناشد طرابلس العمل على تحرير 3 أردنيين مخطوفين منذ سنة

عمّان: «الشرق الأوسط أونلاين»/02 تموز/2019

ناشد الأردن، اليوم (الثلاثاء)، حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج العمل على إطلاق سراح ثلاثة مواطنين أردنيين اختطفتهم جماعة مسلحة في ليبيا قبل نحو سنة. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية أن «الوزير أيمن الصفدي أجرى اليوم (الثلاثاء)، اتصالاً هاتفياً مع نظيره محمد الطاهر سياله، وبحث معه قضية المواطنين الأردنيين الثلاثة المختطفين في ليبيا منذ أغسطس (آب) من العام الماضي». وشدد الصفدي خلال الاتصال على «ضرورة قيام السلطات الليبية بالعمل فوراً على الإفراج عن المواطنين الأردنيين الثلاثة وإعادتهم الى المملكة (...) وبالإسراع بهذه الاجراءات وإنهاء هذه المأساة وتمكين المختطفين من العودة الى ذويهم سالمين». وأضاف البيان أن الوزير الليبي أكد «اهتمام الحكومة الليبية بهذا الموضوع (...) وأنه يتابع الموضوع شخصيا بتوصية من رئيس المجلس الرئاسي الليبي» (فايز السراج). وأوضح أن «سبب التأخر بالإفراج عنهم هو كونهم كانوا محتجزين لدى إحدى الميليشيات الليبية التي سلمتهم لميليشيا أخرى، ونجحت السلطات مؤخراً بتحديد مكانهم وتحويل قضيتهم للنائب العام لإنهاء التحقيق والإفراج عنهم». وقالت الوزارة إنها «أجرت العديد من الاتصالات مع الجانب الرسمي الليبي وأرسلت أكثر من مذكرة رسمية للسفارة الليبية في عمّان بهذا الخصوص، وكذلك تم طرح القضية أثناء زيارة رئيس المجلس الرئاسي الوطني الليبي فايز السراج للمملكة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي». ولم يوضح البيان سبب وجود هؤلاء في ليبيا، لكن مصدراً في وزارة الخارجية قال إنهم كانوا موجودين هناك «لأعمالهم الخاصة».

 

سلطنة عمان تنفي إقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل

رئيس "الموساد": توجد فرصة فريدة لإبرام اتفاق سلام مع العرب

رام الله، عواصم – وكالات/02 تموز/2019

نفت وزارة الخارجية في سلطنة عمان الأنباء المتداولة عن إقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل. ونقل حساب وزارة خارجية السلطنة على “تويتر” عن مصدر مطلع وصفه الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام بشأن إقامة علاقات ديبلوماسية بين السلطنة وإسرائيل، بأنها لا أساس لها من الصحة. وقالت الخارجية العمانية في تغريدة لاحقة إن السلطنة “حريصة على بذل كل الجهود لتهيئة الظروف الديبلوماسية المواتية لاستعادة الاتصالات بين كل الأطراف الدولية والإقليمية للعمل على تحقيق سلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة دولة إسرائيل، بما يؤدي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة”. وكان رئيس جهاز “الموساد” الإسرائيلي، يوسي كوهين، أعلن أن تل أبيب أعادت العلاقات الديبلوماسية مع مسقط، وأقامت مكتبا تمثيليا لوزارة الخارجية الإسرائيلية هناك.

وقال، إن لدى إسرائيل والدول العربية الحليفة للولايات المتحدة، فرصة فريدة لابرام اتفاق سلام في المنطقة نظرا لمخاوفها المشتركة المتعلقة بايران. وأضاف في ظهور علني نادر في مؤتمر هرتزليا الأمني الدولي بالقرب من تل أبيب، أن الجهاز شكل قوة مهام، هدفها رصد فرص تحقيق السلام في منطقة لا ترتبط إسرائيل فيها بعلاقات كاملة إلا مع بلدين هما مصر والاردن. وتابع، ان “الموساد يلمح اليوم فرصة نادرة، ربما تلوح للمرة الاولى في تاريخ الشرق الاوسط، للتوصل الى تفاهم في المنطقة من شأنه أن يفضي الى اتفاق سلام شامل”، مضيفا أن “المصالح المشتركة والحرب مع خصوم مثل ايران وارهاب الجهاديين، والعلاقات الوثيقة مع البيت الابيض وقنوات الاتصال مع الكرملين، تتحد كلها لتشكيل ما قد يكون فرصة لا تتاح سوى مرة واحدة”. في سياق آخر، تواصلت امس، ردود الافعال الغاضبة على قيام إسرائيل، بحضور ومشاركة السفير الأميركي لديها، بافتتاح ما يسمى “نفق طريق الحجاج” في البلدة القديمة، أسفل بلدة سلوان، في مدينة القدس باتجاه المسجد الأقصى. وحذرت جامعة الدول العربية، من النتائج والتداعيات الخطيرة التي ستترتب على استمرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي في الحفريات في مدينة القدس المحتلة. وأدان رئيس الاتحاد البرلماني العربي عاطف الطراونة افتتاح الاحتلال الاسرائيلي نفقا استيطانيا أسفل حي سلوان في القدس، مؤكدا أن هذا يعد انتهاكا صارخا لجميع قرارات الشرعية الدولية واحكام القانون الدولي. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، إن “مطرقة سفير أميركا لدى اسرائيل ديفيد فريدمان أجهزت بشكل كامل على أي ادعاءات بشأن الدور الأميركي كوسيط متوازن وغير منحاز”.

ودان الازهر الشريف بأشد العبارات المحاولات الاسرائيلية الرامية لتغيير هوية القدس والحرم القدسي الشريف والمواقع الملاصقة له. وقال مفتي مصر، شوقي علام: “نجدد رفضنا ونحذر مجددا من خطورة كل أشكال الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال أسفل مدينة القدس، وخصوصا المسجد الأقصى المبارك، وهو ما يمثل تهديدا خطيرا ومباشرا للمسجد في إطار مخططات الاحتلال الإسرائيلي”. ميدانيا، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 29 فلسطينيا من محافظات الضفة الغربية. إلى ذلك، ارتفع عدد الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ أول من أمس إلى 11 أسيرا، بعد انضمام ثلاثة أسرى جدد للإضراب، وذلك احتجاجا على سياسة الاعتقال الإداري التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي. ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفع الآذان 294 وقتا في الحرم الابراهيمي الشريف بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، خلال ستة أشهر ماضية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المزاج الدرزي

خيرالله خيرالله/العرب/03 تموز/2019

ليس الموضوع في لبنان موضوع فتنة درزية- درزية يوجد من يسعى إلى إشعالها، أو على الأصحّ إلى افتعالها. الموضوع موضوع لبنان ككلّ، ومصير البلد، واحتقان في كلّ شارع وداخل كل طائفة وفي كلّ منطقة.

من لا يعترف بذلك، إنّما يحاول تجاوز الواقع بكلّ تعقيداته من أجل حسابات صغيرة تصبّ في مصلحة السلاح غير الشرعي الذي يعاني منه البلد منذ خمسين عاما بالتمام والكمال. صار عمر اتفاق القاهرة نصف قرن. وُقّع الاتفاق بين ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقائد الجيش اللبناني وقتذاك إميل البستاني في خريف العام 1969. لم يأبه العماد البستاني بالنتائج التي تترتب على مثل هذا الاتفاق. هناك في كلّ وقت نوع من العمى السياسي لدى معظم زعماء المسيحيين في لبنان تفسّره تلك الرغبة في الوصول إلى رئاسة الجمهورية بأيّ ثمن كان… حتّى لو كان ذلك بفضل بندقية “حزب الله”.

لنكن واقعيين. رحل السلاح الفلسطيني صيف العام 1982، ليحلّ مكانه شيئا فشيئا سلاح “حزب الله” الإيراني، وصولا إلى مرحلة صار فيها هذا الحزب يحدّد من هو رئيس جمهورية لبنان، الذي يفترض أن يكون مسيحيا من الطائفة المارونية.

ليس الإشكال الذي حصل في قبرشمون وكفرمتّى، وهما بلدتان في منطقة عالية في الجبل اللبناني، سوى دليل آخر على المدى الذي بلغه الاحتقان. تسبب في الإشكال رئيس “التيّار الوطني الحر”، وزير الخارجية جبران باسيل، الذي يجيد خطابا يثير الغرائز المسيحية في أوساط الجهلة من أبناء الطبقة دون المتوسطة. يقوم هذا الخطاب على بيع المسيحيين الأوهام وجعلهم يعتقدون أنّ في استطاعتهم استعادة موقع الطائفة المتميّزة في لبنان من منطلق أن لبنان خلق أصلا من أجل المسيحيين فيه.

في الأصل، لم يكن من اعتراض درزي على زيارة يقوم بها باسيل لقبرشمون وكفرمتّى، بل هناك مشكلة تسبب بها رئيس “التيّار الوطني الحر” عندما استفزّ الدروز، بأكثريتهم الساحقة، عن طريق خطاب يعيد إلى الذاكرة معارك حصلت في منطقة عالية في ثمانينات القرن الماضي أو أحداث 1860.

خرج المسيحيون الخاسر الأكبر من معارك ثمانينات القرن الماضي وجرى تهجير العدد الأكبر منهم من بلداتهم التي كان فيها تعايش مشترك مع الدروز. كانت كفرمتّى مسرحا لجرائم ارتكبت في حقّ الدروز ما لبثت أن ارتدّت على المسيحيين، وصولا إلى يوم تحقيق المصالحة التاريخية في الجبل بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والبطريرك نصرالله صفير، الرجل العاقل الذي اعترض دائما على اللجوء إلى السلاح والكلام الغوغائي. كانت المصالحة في الثالث من آب/ أغسطس 2001 عندما ذهب البطريرك الماروني إلى المختارة لطيّ صفحة أليمة.

لا يسعى جبران باسيل حاليا إلى خطاب شعبوي يثير الغرائز، من أجل استمالة المسيحيين فحسب، بل يعتقد أيضا أن دخوله كفرمتّى وقبرشمون هو اختراق للوسط الدرزي أيضا. أكثر من ذلك، يظنّ أنّ مثل هذا الاختراق يؤكد القدرة على إيجاد زعامة درزية أخرى غير زعامة وليد جنبلاط.

الأكيد أنّه يفعل ذلك من أجل إثبات أنّه زعيم مسيحي، وأن من حقّه احتكار كل التعيينات الإدارية مسيحيا، وأن تكون له حصّة في التعيينات السنّية وأخرى في الوسط الدرزي. وأكثر من ذلك، فهو يهيّئ نفسه ليكون الرئيس المقبل للبنان من منطلق أنه المسيحي الأقوى وأن لا وجود لزعامات مسيحية أخرى…

نظريا هذا الكلام صحيح. عمليا ليست لهذا الكلام علاقة من قريب أو بعيد بالواقع. ليست الجهود الهادفة إلى اختراق الطائفة الدرزية سوى امتداد لنهج سياسي واضح. مطلوب، بكل بساطة، إلغاء وليد جنبلاط الذي تصدّى على مراحل للهيمنة السورية على لبنان، ثم للهيمنة الإيرانية.

هناك من يحاول في 2019 تحقيق ما عجز عن تحقيقه سلاح “حزب الله” من خلال غزوة بيروت والجبل في أيّار/ مايو من العام 2008. استطاع الجبل الدرزي الوقوف في وجه “حزب الله”، لكنّ المحاولات الهادفة إلى إخضاع دروز لبنان مستمرّة، وهي تترافق في هذه المرحلة مع محاولات إخضاع دروز سوريا الذين رفضوا، في معظمهم، الانضمام إلى الحرب ذات الطابع المذهبي التي يخوضها بشّار الأسد ونظامه مع الشعب السوري.

لا يمكن تجاهل ما تعرّض له دروز سوريا قبل سنة على يد “داعش” من خطف وتنكيل. تبيّن مع مرور الوقت أن “داعش” ليس، من خلال الاعتداء على الدروز السوريين، سوى إحدى واجهات النظام السوري، مع الذين يقفون خلفه من ميليشيات مذهبية تابعة لإيران.

يفترض في كل مسيحي لبناني أن يأخذ في الاعتبار أنّ أي إضعاف للدروز هو إضعاف له. إذا كان مطلوبا الدخول في تعقيدات حرب الجبل وشرق صيدا التي انتهت بتهجير المسيحيين من مناطق عدّة في العامين 1983 و1984، فذلك يعني السعي إلى الدخول في لعبة لا طائل منها. هناك مسؤولية تقع على الميليشيات المسيحية التي اجتاحت الجبل الدرزي في وقت كان الإسرائيليون ما زالوا في لبنان… وهناك مسؤولية يتحمّلها الجانب الدرزي الذي اختار الانتقام بطريقة عشوائية من كلّ مسيحي في المنطقة.

من يريد العودة إلى الماضي، إنّما يريد العودة إلى الدوران في حلقة مقفلة. إنّه دوران لا يمكن أن يخرج منه المسيحيون سوى خاسرين نظرا إلى أنّ مصلحتهم تكمن، أوّلا وأخيرا، في علاقات متوازنة مع كلّ الطوائف الأخرى، وذلك تفاديا للوقوع في لعبة “حزب الله”.

في النهاية، ما مصلحة المسيحي اللبناني في أن يكون الدرزي ضعيفا؟ ما مصلحة المسيحي في استعادة حقوقه بسلاح “حزب الله”؟ جرّب السنّة قبله، كذلك الدروز، تحقيق مكاسب في الداخل اللبناني بفضل السلاح الفلسطيني. ماذا كانت النتيجة؟

من الأفضل في هذه المرحلة التعلّم من تجارب الماضي القريب والاستفادة منها. لعلّ أهمّ ما يبدو ضروريا تعلّمه أنّ المشكلة الأساسية في لبنان في هذه المرحلة هي مشكلة سلاح “حزب الله” الذي يدمّر يوميا مؤسسات الدولة اللبنانية أو ما بقي من هذه المؤسسات.

الأكيد أن وليد جنبلاط ليس قدّيسا. ارتكب أخطاء كثيرة في الماضي. سيرتكب أخطاء أخرى في المستقبل نظرا إلى أن وضعه ووضع طائفته ليسا على ما يرام، لا في لبنان ولا في سوريا. لكنّ ذلك لا يمنع الاعتراف بأنّ عملية تزوير كبيرة يمارسها حاليا بعض الصغار الذين لا يريدون فهم أمرين. الأمر الأوّل أن الأكثرية الدرزية، وهي أكثرية ساحقة، مع وليد جنبلاط، بحسناته وسيئاته. الأمر الثاني أن الذين نزلوا إلى الشارع واعترضوا على جبران باسيل، هم في معظمهم شبان لا يسيطر عليهم وليد جنبلاط، بل إنّ هؤلاء يعبرون عن المزاج الحقيقي المهيمن داخل الطائفة الدرزية لا أكثر… وهذا المزاج موجود بغض النظر عمّا إذا كان وليد جنبلاط معه أو ضدّه!

 

المَكمَن نُصِب لجنبلاط  

أسعد بشارة/الجمهورية/الثلاثاء 02 تموز 2019

على رغم من محاولته المستمرة لتفادي المكامن والتطويق، نجح الحصار على وليد جنبلاط في إراقة الدم في الجبل، وبتقييم مصادر اشتراكية، فإنّ هذا الهدف الغالي طالما راود النظام السوري وحلفاءه الذين لن ينسوا لجنبلاط وقوفه الى جانب الثورة السوريّة، ويعرف جنبلاط أنّ الرياح تهب من الشرق، وأنّ المواجهة مع الوزير جبران باسيل وحلفائه الدروز ليست أكثر من مواجهة بالوكالة مع الأصلاء، أي مع «حزب الله» والنظام السوري.

تروي المصادر انّ جنبلاط وفور إشكال الشويفات الذي قتل على أثره علاء أبو فرج، طرح كثيراً من المبادرات، آخرها قبول عائلة أبو فرج بإسقاط الحق الشخصي عن أمين السوقي، ووضع هذه المبادرة بتصرف الرئيس ميشال عون، وذهب الى حدّ التعهّد بأن يذهب بسيارة واحدة مع النائب طلال ارسلان الى منزل عائلة أبو فرج، لختم القضية، بعد أن يُسلِّم الجاني نفسه، لكن ارسلان رفض، وانتهت المبادرة. لكن الأهم من كل ذلك أنّ النائبين اكرم شهيب ومروان حمادة اللذين سلما عون إسقاط الحق، في زيارتهما الى بعبدا، طالبا رئيس الجمهورية بأن يلجم الوزير جبران باسيل وأن يتوقف عن حشر أنفه في ملف العلاقة بين القيادات الدرزية، في اعتبار انّ ايّ إشكال درزي ـ درزي سيرتدّ حكماً على العلاقة المسيحية ـ الدرزية ما دام باسيل يحرّض الشارع الدرزي ويستفزّه، لكن كل ذلك لم يغيّر في أداء باسيل، الذي أصرّ على الدخول الى هذا الملف على رغم من التحذيرات.

وتشير المصادر الى انّ جنبلاط حاول تفادي الاصطدام مع باسيل لأنه يعرف أنّ مَن وراء باسيل ينتظرون اللحظة للانقضاض على تركيبة الجبل، ولهذا السبب وافق على المشاركة في قداس دير القمر، على رغم من اللوم الذي وُجّه له، على أمل تغيير السلوك، لكنّ مواقف باسيل في القداس، وفي كل محطة كانت تُنبئ بأنه رأس حربة في محاولة تطويق جنبلاط، الى أن فاضت الكأس.

عمّا بعد حادثة قبرشمول، تقول المصادر: «لن نخضع لأيّ معادلة أمنية أو ترهيبية، والرد على الوزير محمود قماطي كان واضحاً. مضت المرحلة التي كنا نطلب فيها من انفسنا التنازل، لا تسليم للمطلوبين الذين يتهمون حكماً بإفتعال الحادث في حين معروف انّ موكب الوزير صالح الغريب هو مَن أطلق النار، ولا تراجع عن مواجهة محاولة إختراقنا، وزرع الفتنة في الجبل. أما عن طيّ تداعيات الحادثة، فتقول المصادر، «إنّ التحقيق يجب أن يسلك طريقه بعيداً من التسييس، وتذكّر بما قاله أرسلان بعد مقتل ابوفرج في الشويفات، إنّ تأخير دفن الميت ليست في عادات بني معروف». وتستغرب أن ترفع «الشعارات المنافية للوقائع». تستغرب المصادر الاشتراكية غياب الدولة والاجهزة الامنية التي كانت تعرف أنّ زيارة باسيل ستؤدي الى قطع الطرق، وتغمز من قناة الرئيس سعد الحريري الذي لم يقم بما يجب، وتذكّر بزيارة جنبلاط له في اليوم نفسه لمحاولة توقيف الوزير السابق وئام وهاب، وتقارن بين الأمس واليوم.

الى أين يتّجه جنبلاط في محاولته كسر الحصار الذي يضرب حول زعامته، وحول الطائفة الدرزية؟

الواضح انّ جنبلاط أوصل الرسالة الاولى، من خلال منع باسيل من زيارة كفرمتى، وهو الآن ينتظر على ضفة النهر، ويراقب ما سيقوم به «حزب الله»، فبعد زيارة قماطي لخلدة بدا واضحاً أنّ «الحزب» منخرط في متابعة تطويق جنبلاط، وفي انتظار الخطوة التالية، ستطفئ مولدات الأزمة على مطالبة جنبلاط بتسليم المشاركين في حادثة قبرشمون، من دون معرفة ردة الفعل بعد رفض هذا التسليم، وهو ما يترك الإجابة عمّا إذا كان جنبلاط قد نفد من هذا المكمن مجهولة.

 

إسرائيل والحاجة إلى أعداء

مصطفى علوش/الجمهورية/02 تموز/2019

«عندما تستقيل المعرفة تأتي الأسطورة لملء الشواغر»

عندما وضع أفلاطون تصوّره «للمدينة الفاضلة» كانت مدينة إسبارطة مثله الأعلى والأقرب لتصوّره للحكم الرشيد والمستقر، لأنها تمكنت على مدى عدة قرون من الصمود من خلال تماسك مجتمعها. وأهمية إسبارطة في التاريخ الغربي تتعدى الوقائع التاريخية لتدخل في رمزيات تم تجسيدها في الأدبيات الغربية لتتمحور حول «عشق الحرية»، حين تحوّل ملكها «ليونيدس» الشرس والمتوحش رمزاً لرفض العبودية. بالتالي، أصبحت المدينة عنواناً للتضحية والاستبسال في وجه عدو متفوّق بعديده، لكنّ أفراده مُستعبدون لا يدافعون عن أي قضية، مما يجعلهم ضعفاء في مواجهة من يحمل قضية.

يعتبر الغرب أنّ الحرب «الميدية» التي دارت بين 490 و479 ق. م. بين الفرس الأخمينيين واتحاد المدن اليونانية، كانت المحطة الأهم في الفصل بين الشرق والغرب. وقد حفرت هذه الأحداث بوقائعها وأساطيرها عميقاً في الذاكرة الجماعية للغرب، فتحولت إلى رمزية وجودية لا تزال تقوم بدورها حتى اليوم في مخيلة الناس. لا يمكن اليوم تحديد متى بدأ تشبيه المجتمع اليهودي بمجتمع إسبارطة، فهناك العديد من الأدبيات عن هذا الموضوع المنسوبة إلى الفترة «البطليمية»، أي في القرن الثالث ق.م.، في المملكة التي تركها «اسكندر ذو القرنين» لأحد جنرالاته (بطليمس) في مصر بعد وفاته بشكل مفاجئ.

لا يمكن التأكيد على مصادر ربط اسبارطة بإسرائيل، وقد تكون بعد الوثائق قد تم إدخالها بشكل مقصود للإيحاء بهذا الرابط، لكنّ المؤكد هو أنّ الفكر اليهودي الذي اختلط بالفكر اليوناني، تأثّر بشكل كبير بطروحات أفلاطون، ومن ضمنها ما هو ما ورائي، ولكن الأهم هو صورة المدينة الفاضلة المتمثّلة بإسبارطة.

منذ بضع سنوات سمعت «تسيبي ليفني»، رئيسة وزراء إسرائيل السابقة، تتحدث في الكنيست عن عدم قدرة إسرائيل على الاستمرار كإسبارطة، أي مدينة مهددة بشكل دائم من محيطها، وغير قادرة على تحقيق تسويات تؤدي الى سلام مُستدام.

لقد أثار ذلك فضولي، فذهبت لبحث مطوّل حول مصدر هذا التشبيه، فلم أجد شيئاً يذكر باللغة العربية. لكن عند إجرائي البحث باللغة الانكليزية ظهرت أمامي العشرات من البحوث والتحاليل لصحفيين غربيين مقرونة بتحقيقات ميدانية، لتأكيد أنّ سياسة وجود دولة إسرائيل اليوم مبنية على التماهي بمدينة إسبارطه. كما أنّ هذه التحليلات استدرجت ردات فعل من أكاديميين إسرائيليين لرفض هذه الفرضية.

لمَن يهمه الأمر إنّ فكرة المدينة الفاضلة الأفلاطونية ليس فيها من الديموقراطية أي أثر، بل على العكس إن أفلاطون ورث كرهه للديموقراطية عن معلّمه سقراط الذي ذهب هو ضحية لرأي «الغوغاء»، فالحكم لأفلاطون محصور بالفلاسفة الذين يُنتقون بشكل دقيق منذ الطفولة، بعد تدريبات وتجارب ليبقى بعضهم في النهاية لتولّي شؤون الحكم.

أمّا باقي الشعب والعبيد فمن الخطأ إدخالهم في موقع القرار، وذلك لقصورهم عن حسن التقدير في خدمة المصلحة العامة لأنّ مصالحهم وأهواءهم وجهلهم تجعلهم بعيدين عن الحكمة الخالصة الضرورية لإدارة شؤون الناس.

وكانت إسبارطة مدينة - دولة فيها 3 طبقات، الأولى هي طبقة الحكام والعسكر، وهم يشكلون طبقة المواطنين الفعلية التي منها فقط يخرج صنّاع القرار، وهم من يتدربون رجالاً ونساءً على القتال وشظف العيش وتحمّل الصعاب، من أجل السيطرة على المدينة أولاً، ولردع الأعداء الخارجيين ثانياً.

أمّا الطبقة الثانية فهي تشمل التجار والحرفيين وصغار الكسبة، وهم مواطنون يتمتعون بلائحة من الحقوق، وعليهم جملة من الواجبات، لكنهم لا يقاتلون ولا يحكمون.

أما الطبقة الدنيا فهي طبقة الأقنان (Helot)، وهم لا يعدّون من المواطنين، ويسكنون خارج أسوار المدينة الحصينة، لكنهم بالترهيب والقهر يخدمون سكان المدينة من خلال الزراعة وشق الطرقات وبناء القصور...

عندما حاول البروفسور «غال أمير» من جامعة حيفا نفي التشبيه قائلاً انّ إسرائيل هي ديموقراطية على عكس إسبارطة الديكتاتورية، وان لا مواطنين من الدرجة الثانية ولا عبيد عندها. ردّ بحث غربي آخر بأنّ التشابه واضح ليس فقط نظرياً، بل هو ما حاول الصهاينة البناء عليه في خيال الغرب على أساس أنّ إسرائيل تقف سداً في وجه غزو الشرق للغرب (إسلام - مسيحية، تخلف - تقدم، همجية - حضارة، ديموقراطية - ديكتاتورية، حرية - إستعباد...) كما فعلت إسبارطة في وجه «أحشويرش الأول» شاه الفرس في مضيق «ترموبيلاي»، عندما تمكنت مجموعة صغيرة نسبياً من الاسبارطيين من إعاقة التقدم البري للجيش الفارسي وضرب معنوياته، في حين أنّ الحسم كان في البحر في معركة مضيق «سلاميس» عندما دحر الأسطول اليوناني مئات السفن من جنسيات متعددة تحت القيادة الفارسية. وهكذا هي إسرائيل الصغيرة في عددها الواقفة في وجه الشرق بمختلف ألوانه.

أما من ناحية التركيبة الجغرافية الديموغرافية، فإنّ إسرائيل اليوم تشبه بالفعل قلعة مسوّرة في مختلف الإتجاهات، وفيها 3 طبقات من السكان:

فئة المواطنين وهي تشمل اليهود فقط دون غيرهم، وهي فئة مَن يشاركون في التدريب العسكري منذ الطفولة، ومنهم بشكل أساسي يخرج الحكام، ما عدا استثناءات قليلة، وهم أصحاب الحق بكامل المواطنة.

الفئة الثانية هي لشبه المواطنين، وتشمل العرب الإسرائيليين، وكما هو معروف فإنّ تأثيرهم على مواقع القرار يكاد لا يذكر.

أمّا طبقة الأقنان فهي تتمثّل بكل الفلسطينيين الآخرين الموجودين داخل الأراضي المحتلة، وهم كما هو معروف لا يملكون أية حقوق.

لكن أهم ما تمثّله إسبارطة للفكر اليهودي أنها محاطة دائماً بالأعداء، ممّا يستدعي البقاء على السلاح، والحاجة إلى التماسك الداخلي لوجود خطر خارجي دائم.

من هنا حاجة إسرائيل لأعداء.

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم في ظل بروبغاندا صفقة القرن، هو من أين ستخترع إسرائيل الأعداء حتى تبقى هي إسبارطة الشرق الأوسط؟

 

 الانقسامات الدرزية التاريخية تعزز الصراعات بين مكوناتها

بولا أسطيح/02 تموز/2019

ليس الإشكال الكبير الذي اندلع يوم الأحد الماضي بين مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه وليد جنبلاط، ومناصري الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يقوده النائب طلال أرسلان في منطقة جبل لبنان، إلا حلقة في سلسلة حلقات المواجهة بين الزعامتين الجنبلاطية والأرسلانية، والتي اتخذت منحى عنيفاً في السنوات القليلة الماضية. ولم يقتصر الصراع الدرزي – الدرزي، الذي مر بمراحل متعددة، على أرسلان وجنبلاط؛ بل انضم إليه بقوة في السنوات الـ10 الماضية رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، المدعوم من دمشق و«حزب الله»، والذي خاض مواجهات شتى مع الزعيمين الدرزيين قبل أن يتصالح قبل أشهر معدودة مع أرسلان، بما وصفها البعض بالخطة لإضعاف جنبلاط وتقاسم الزعامة الدرزية معه.

وقد نجح رئيس «التقدمي الاشتراكي» رغم فشل مساعيه لتشكيل لائحة ائتلافية في الجبل، تضم كل المكونات لتفادي مواجهة انتخابية شرسة في الانتخابات النيابية الأخيرة، بحصد سبعة مقاعد درزية من أصل ثمانية في البرلمان اللبناني، بينما فاز أرسلان الذي تحالف مع «التيار الوطني الحر» بمقعد وحيد.

لكن وبمسعى لفرض تمثيل أرسلان بمقعد درزي من أصل 3 في الحكومة، أقدمت قيادة «الوطني الحر» بالتفاهم مع أرسلان، على تشكيل كتلة نيابية عُرفت بـ«ضمانة الجبل» يرأسها الأخير وتضم النواب: سيزار أبي خليل، وماريو عون، وفريد البستاني، ويحضر اجتماعاتها وزير المهجرين غسان عطا الله، ووزير شؤون النازحين صالح الغريب، وكلهم أعضاء في تكتل «لبنان القوي» الذي يترأسه باسيل. وقد أثار هذا التحالف الانتخابي حفيظة وهاب الذي اضطر لتشكيل لائحة مواجهة، ما حال دون فوزه بأي مقعد نيابي.

وبعد كثير من شد الحبال خلال عملية تشكيل الحكومة، نجح أرسلان في انتزاع أحد المقاعد الدرزية الـ3، فاختار صالح الغريب وزيراً لشؤون النازحين السوريين، وهو ما شكّل تحولاً كبيراً؛ خصوصاً أن هذه الوزارة كانت من حصة تيار «المستقبل» في الحكومة السابقة.

ولا يتردد نواب ووزراء «التقدمي الاشتراكي» في الفترة الأخيرة في التنبيه من محاولة لعزل جنبلاط بخطة من دمشق وحلفائها في لبنان، رغم تأكيدهم أن كل هذه المحاولات لن تفلح. وللمفارقة، فإن الانقسام السياسي في الساحة الدرزية يسري على الطائفة، إذ يتمسك «التقدمي الاشتراكي» بالشيخ نعيم حسن كشيخ العقل الرسمي للطائفة، المنتخب وفق قانون ينظم العملية صادر عن البرلمان اللبناني، فيما يتخذ أرسلان ووهاب ودروز آخرون الشيخ نصر الدين الغريب كشيخ عقل ومرجعية للطائفة.

وقد قاطع رئيسا «الديمقراطي اللبناني» و«التوحيد العربي» في سبتمبر (أيلول) 2018 انتخابات الأعضاء الجدد للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، لاعتبار الشيخ الغريب قانون مشيخة العقل الذي أقرّه المجلس النيابي سابقاً «قانون الفتنة»، وتأكيده أن «غالبية أهل التوحيد في لبنان لا يقرّون بشرعية المجلس المذهبي، وسئموا من قراراته»، ما أدى إلى فوز جميع المرشحين المنتمين للحزب التقدمي الاشتراكي.

ويُعدّ المجلس المذهبي الدرزي، مؤسسة منتخبة تضمّ ممثلين عن الهيئات الدينية والقطاعات والاختصاصات المتخلفة، بالإضافة إلى القضاة الدروز والنواب الحاليين والسابقين، وهو يعنى بإدارة شؤون الطائفة الدرزية وأوقافها وأملاكها، ويهتم بالملفات الاجتماعية والإنسانية والثقافية والاغترابية، وسائر الأمور العامة التي تهمّ الطائفة، وهذا المجلس ينتخب شيخ عقل الموحدين الدروز، الذي هو الرئيس الروحي للطائفة.

ويعتبر رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي – المسيحي وعضو اللجنة الوطنية الإسلامية – المسيحية للحوار، القاضي عباس الحلبي، أن الحزبية التقليدية داخل طائفة الموحدين الدروز يعود عمرها لمئات السنوات، ولا شيء يُنبئ أنها ستضمحل وتتلاشى، لافتاً إلى أنه لطالما كان هناك تنوع في الموقف السياسي بين المكونات الدرزية؛ لكن بالوقت عينه كان هناك سقف للصراعات؛ بحيث يُسمح في أوقات الرخاء السياسي بالانقسام، على أن يتم تجاوزه في حالات التوتر والخطر.

ورأى الحلبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن عدة أسباب أدت أخيراً للأزمة التي نحن بصددها في الشارع الدرزي، وأبرزها الحدة التي نشأت عن الحملات الانتخابية في مايو (أيار) الماضي، وما تلاها من محاولات لاجتذاب أرسلان إلى فريق سياسي بتوجهات سياسية مغايرة تماماً لتوجهات وليد جنبلاط.

ولطالما انعكست السجالات الحادة بين رؤساء الأحزاب الدرزية مباشرة في الشارع الدرزي. وقد تفاقمت المواجهات قبيل الانتخابات النيابية وبعدها. ففي مايو 2018 قُتل أحد مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي، في منطقة الشويفات (جبل لبنان)، خلال اشتباك مسلّح بين عناصر من الحزب الاشتراكي، وآخرين من الحزب الديمقراطي اللبناني على خلفية نتائج الانتخابات.

 

جنبلاط بين ترسيخ الزعامة ونهاية الإمارة

Thinkers4ME/02 تموز/2019

https://thinker4me.home.blog/2019/07/02/%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%8a%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%88%d9%86%d9%87%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7/?fbclid=IwAR2f5sSijaU9isF4ko8IDHGc-qiGVAv8LZ3usEBin04jiqRkM0i8LFr0Y9M

كم بدا سوريالياً فجر الإثنين ١ تموز ٢٠١٩، وصواريخ الكروز الإسرائيلية تهدر على علو متوسط فوق جبل لبنان، بعد إنطلاقها من بوارج حربية في المتوسط قبالة السواحل اللبنانية، لتستهدف قواعد للنظام السوري وحلفائه من بينهم حزب الله، في محافظات دمشق، حمص وحماه..هدير تلك الصواريخ الاميركية الصنع والشديدة الدقة، إمتزجت بهدير إستنفار غير مسبوق شهدته أنحاء واسعة من قضائي عاليه والشوف، بعد يوم أحد صاخب ودامٍ، شهد إحتجاجات لأنصار زعيم المختارة على زيارة مقررة سابقاً لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وقطع طرقات، وتبادل إطلاق نار بين موكب وزير درزي متحالف مع حزب الله والتيار الوطني الحرّ، وبين مناصرين للحزب الاشتراكي، سقط على إثره مرافقين )٢) للوزير صالح الغريب ضحايا وعدد من الجرحى من الطرفين.

الإشتباك الدرزي-الدرزي، في ظاهره، يختصر في باطنه مجموعة توترات وتوازنات وحسابات، بعضها إقليمي، يتعلّق بتداعيات الصراع في سوريا وعليها، وبعضها داخلي مع سعي الطرف الفائز في إنتخابات الرئاسة، والغالبية البرلمانية، في تحجيم خصومه، وعلى رأسهم الوزير وليد جنبلاط، من خلال تقويه منافسيه داخل الطائفة الدرزية (الأمير طلال إرسلان، وئام وهاب..)، ومنحهم حصة من التعيينات الدرزية داخل الدولة، أو من خلال توسيع الحضور السياسي للتيار الوطني الحرّ في قلب الشوف وعاليه، تحت عنوان “حقوق المسيحيين” بعد نجاحه بالفوز ب ٣ نواب بفضل القانون التفضيلي-النسبي.

مما لاشك فيه أن التحديات التي تواجهها زعامة المختارة هي الأقسى، منذ إغتيال الزعيم كمال بك جنبلاط عام ١٩٧٧، حينها، أُلبس الشاب وليد جنبلاط (٢٨ عاماً) عباءة الزعامة مضرجة بدماء وأحلام ونزاعات تخطت حدود جبل لبنان، ولبنان الكبير..

لقد تمسك الدروز عبر التاريخ، بأرضهم واستشرسوا في الدفاع عنها، وذلك حماية لعقيدتهم، وسعوا باكراً لتشكيل حكم ذاتي في قسم من جبل لبنان، سعياً لحماية وجودهم، حيث شكلت زعامتهم خشبة خلاصهم في حين شكلت الكنيسة والأديرة سند وجود المسيحيين عبر التاريخ، ونجح التنوخيون في السيطرة على مرفأ بيروت وطرد الصليبيين من الساحل في بداية الألفية الأولى، وسيطروا على مساحة واسعة من غرب جبل لبنان، وخلفهم المعنيون بعد منتصف القرن الثاني عشر، ومقرهم بعقلين، وتفاوتت علاقاتهم بسلاطين مصر، وعلى مر السنوات والعقود، قادوا مذهبهم في معارك متعددة، هدفها الأول الحفاظ على أرضهم وعقيدتهم وإمتيازاتهم، وسعوا مراراً لإرساء حكمهم الذاتي، وإمارتهم في أقسام من جبل لبنان، وبرز الأمير فخر الدين المعني الثاني، الذي وسع حكمه، من إنطاكيا شمالاً الى صفد جنوباً، وتدمر شرقاً، والبحر المتوسط غرباً. ومن ثم خاض معارك مع والي دمشق أحمد الحكم المعين من قبل العثمانيين، أدت الى هزيمته، ونفيه وإعدامه في إسطنبول في ١٣ نيسان ١٦٣٥.

آل جنبلاط

إستقروا في جبل لبنان منتصف الألفية الأولى، أصولهم بحسب مؤرخين قد تعود الى عائلة جان بولاد وتعني بالكردية “ذو الروح الفولاذية” ، وبدأ نفوذهم يتسع منتصف القرن الثامن عشر، مع الشيخ بشير جنبلاط، بالتزامن مع إنتقال حكم الإمارة الى بيت الدين مع الأمير بشير الشهابي، وخروج الدروز من الحكم، وساهمت علاقات الأمير الشهابي (البعض يؤكد أن أصوله سنية فيما يعتبر البعض الآخر أنه تحول الى المسيحية المارونية) مع والي مصر محمد علي باشا في القضاء على ثورة بشير جنبلاط، وإعتقاله من قبل والي عكا ومن ثم إعدامه عام ١٨٢٥.

تغيير نظام وحدود

إنتهى الحكم الشهابي على عهد الأمير بشير الشهابي الثالث وتم إقامة نظام القائم مقاميتين ١٨٤٣-١٨٦١ حيث قُسِّم جبل لبنان الى قسم جنوبي يحكمه درزي وقسم شمالي يحكمه ماروني، ومع ازدياد التدخلات الخارجية أدت ثورة الفلاحين التي اطلقها طانيوس شاهين ابن ريفون-كسروان الى نزاع طائفي في ١٨٦٠ تخللته المجازر والتهجير لاسيما للمسيحيين في القسم الجنوبي من جبل لبنان ومدينة زحلة وحتى الشام، على إثرها، تم إقامة نظام المتصرفية بين عامي ١٨٦١ و١٩١٨ وانتقل الجبل الى نظام المتصرفية، يحكمها متصرف مسيحي عثماني غير تركي وغير لبناني.

ومع إنهيار السلطة العثمانية، وضع جبل لبنان تحت الانتداب الفرنسي وتم عام١٩٢٠ إنشاء لبنان الكبير، وضمت الأقضية الأربعة الى جبل لبنان، وتحول بذلك بني معروف إلى أقلية ديمغرافية، وفقدوا أي أمل بحكم لبنان، مع تقاسم السلطة مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، الموارنة في رئاسة الجمهورية والسنّة في رئاسة الوزراء والشيعة في رئاسة مجلس النواب، ولعب الدروز دوراً محوريا عبر زعامة المختارة وكمال جنبلاط في ثورة ١٩٥٨ وفي الإصطفافات الداخلية المتنامية الأبعاد الإقليمية، التي حضرت الساحة وشاركت في الحرب الأهلية ١٩٧٥-١٩٩٠ وقاد كمال جنبلاط الحركة الوطنية تحت شعار محاربة المارونية السياسية والمطالبة بإصلاحات دستورية ونظام حكم اكثر “عدالة”.

في مؤتمر الطائف ١٩٨٩ تم التفاهم على مجموعة إصلاحات دستورية بينها إقامة مجلس للشيوخ، يرئسه درزي، لكنها بقيت حبراً على ورق.

ترسيخ الزعامة واستعادة الإمارة

من أهم إنجازات وليد بك جنبلاط إستعادة زعامة المختارة قيادتها لبني معروف، من خلال إنتصار عسكري له ولحلفائه من السوريين والفلسطينيين، وسيطر عسكرياً على منطقة تمتد من خلدة الى الأولي ساحلاً ومن دير المخلص الى نبع الصفا جبلاً، وأنشأ الإدارة المدنية لتقوم بمقام الدولة أو الإمارة كما نجح في تحييد واستيعاب شخصيات “يزبكية”، وضمها الى زعامته، وهو آتٍ من زواج جنبلاطي-إرسلاني، فوالدته الأميرة مي شكيب إرسلان، وأبرز تلك الشخصيات : مروان حمادة، غازي العريضي، أكرم شهيب، وقد احتضن الأمير طلال ووالدته خولة فور وفاة الأمير مجيد إرسلان بمواجهة شقيقه فيصل.

إختياره بيت الدين مقر الإمارة الشهابية للاحتفال بالنصر في حرب الجبل وخطابه الشهير في أواخر ١٩٨٣ قائلاً :.. إنه يومك يا بشير جنبلاط.. في ابرز تأكيد أن الإمارة عادت الى بني معروف، والى آل جنبلاط تحديداً، ومارس نفوذاً مطلقاً على المنطقة، حتى الى ما بعد نهاية الحرب، وقد استطاع من خلال علاقاته بالنظام السوري، والرئيس نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء حينها رفيق الحريري، بالاحتفاظ بغالبية الامتيازات، وبحصة وازنة في السلطة، وكتلة نيابية كبيرة، بدأ هذا الدور يتعرض للضغط بعد تسلم بشار الأسد السلطة عام ٢٠٠٠.

لعب جنبلاط دوراً محورياً، بالتحالف مع المسيحيين المعارضين للهيمنة السورية متمثلين بمرجعية بكركي، وبالتنسيق اللصيق مع الرئيس رفيق الحريري في إخراج الوصاية السورية من لبنان، وفي انتاج التحالف الرباعي الانتخابي عام ٢٠٠٥، وأطلق الرصاصة الأولى سياسياً في ٧ أيار ٢٠٠٨، وتلقت مناطقه وزراً عسكرياً لتلك الاشتباكات، لابل بدا وكأن المجموعات الدرزية هي الوحيدة المستعدة للدفاع عسكرياً عن مناطقها، بعد الإنهيار السريع للمستقبل في بيروت، وتحييد القوات اللبنانية نفسها أو عمد حزب الله الى تحييدها حفاظاً على ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحرّ.

الخصوصية الدرزية

يبدو أن هذا “التنظيم السياسي الذي يتحول بسرعة الى عسكري أهلي” للدروز، هو هدف حزب الله، الذي نجح في تحييد كافة محاولات إنشاء مجموعات مسلحة مناهضة له، في صيدا مع ظاهرة الأسير، ومخيمات بيروت في برج البراجنة وصبرا وشاتيلا، والسعديات، وحارة الناعمة، وعرسال، …

ساهم الميدان السوري، ونجاح النظام وحلفائه في إستعادة غالبية المحافظات، في إسقاط رهان كل الزعامات اللبنانية، على متغيّر عميق، يساهم في إضعاف حزب الله، لا بل وضعها في موقف دفاعي، عن مصالحها ووجودها داخل السلطة بالدرجة الأولى، والفاعلية ضمن الساح السياسية اللبنانية.

من ناحية استراتيجية، ورغم تضاؤل عددهم ديمغرافياً، الا أن إنتشار بني معروف الجغرافي محوري، فمناطقهم تفصل محافظة الجنوب عن بيروت وبيروت عن البقاع والجنوب عن البقاع، وتكتلات وجود البيئة الحاضنة لحزب الله هي في الجنوب والبقاع وبيروت وضاحيتها الجنوبية، وهذا من ابرز أسباب إسشتعاره بالخطر من التنظيم الاشتراكي.

أضف إلى ذلك تموضع الوزير وليد جنبلاط في الحلف السعودي-الاميركي ضد ايران، وليس صدفة إطلاقه عبر “روسيا اليوم” موقفه من هوية مزارع شبعا، قبل أسابيع، وذلك بعيد زيارة وزير الخارجية الاميركي بومبيو الى بيروت، ما أعتبر الطلقة السياسية الأولى في الحملة المستجدة ضد ايران، وأذرعها في المنطقة.

تحديات اللحظة

واضح أن زيارة الوزير باسيل الى عاليه أتت في توقيت بالغ التعقيد، فجنبلاط يستشعر بالطوق يشتد على زعامته وهي في فترة توريث دقيقة:

قانون الانتخاب قلص كتلته النيابية، فيما يتلقى الوزيران السابقان إرسلان ووهاب كل الدعم المالي والإعلامي والسياسي من إيران والنظام السوري والحزب والتيار الوطني الحر الحاكم

تحالف رئيس الوزراء سعد الحريري مع الوزير جبران باسيل، حرمه او قد يحرمه من عدد من المشاريع المقررة فور توافر تمويل سيدر

خسارته إمتيازات إعتاد عليها في العقود المنصرمة، ولعل تزامن الحكم القضائي الذي كسر قرار وزير الصناعة التابع له، والقاضي بإغلاق كسارات آل فتوش في عين دارة، مع إغلاق وزارة الداخلية التابعة للمستقبل معمل سبلين بسبب مهل وتراخيص تقنية، عزز الشكوك والفرضيات حول نيّة لعزله وتحجيمه. وهنا لن ندخل في المزايا الاستراتيجية التي تتحلى بها قمم عين دارة المشرفة على مناطق درزية واسعة .

ساهمت انتخابات ٢٠٠٩ ومحاصصتها في دق الإسفين النهائي في تحالف ١٤ آذار السياسي، ومرت السنوات من بعدها لتظهر التباينات العميقة عند كل استحقاق مفصلي في البلد، بين جنبلاط، الحريري وجعجع .

وتعرضت علاقة جنبلاط الحريري الى مجموعة انتكاسات، وأصبحت هشة الى درجة أن خلاف على بلدية شحيم يؤدي الى موجة تراشقات بين الطرفين.

علاقة جنبلاط-جعجع لم تصل يوماً الى حال الودّ، لكنها حافظت على التقاء مصالح ولو بالحد الأدنى، وإن كانت الثقة بين الطرفين تتعرض الى إهتزازات، لم يكن آخرها تسوية جنبلاط باقته الحكومية منفرداً، تاركاً القوات وحيدة لتقبع شوكها بيديها، وطبعاً فضل جنبلاط خيار سليمان فرنجية للرئاسة، فيما إختار جعجع العماد عون، عارض جنبلاط بشدة القانون الأرثوذكسي الذي وافق عليه جعجع ومن ثم تم تعديله الى النسبي-التفضيلي الذي اعتبرته القوات إنجازاً وعارضه جنبلاط بشدة.

حرب إلغاء؟

في صيف ١٩٩٣ كرر سمير جعجع أمام مستشاريه في غدراس جملة شهيرة : إني لا أفهم كيف يرضى رفيق الحريري ووليد جنبلاط بكل هذه الضغط على القوات.. ألا يُدركان أنهما سيكونان الهدف المقبل في حال نجحوا في إزاحتي!؟

فهل ينطبق هذا الكلام على جنبلاط اليوم؟ وماذا ينتظر من الحريري وجعجع؟

حجم الاستهداف الذي يتعرض له وليد جنبلاط اليوم يتخطى التحجيم بل قد يصل إلى حد “تنظيم الاستسلام” في ظل مواجهة غير مسبوقة يشهدها الإقليم، وقد أوقعه إشتباك “البساتين الدامي” في شرك صعب الخروج منه دون خسائر، خسائر يسعى جهده كي تكون محدودة، فيما يسعى خصومه أن تفتح باب متغيرات عميقة. لعل الأشهر الثلاثة وبضعة مئات الأمتار التي تفصل بين إكتشاف وتدمير “نفق دير قوبل” و “إشتباك البساتين” الدامي، تؤشر الى حال الجهوزية التي تعيشها أقلية، إعتادت الدفاع عن أرضها وزعاماتها عبر التاريخ حفاظاً على وجودها وعقيدتها !! ولكن هل لديها اليوم وفي ظل الموازين الحالية مقومات الصمود؟!

 

مَن يلعب بالنار في الجبل؟

طوني عيسى/الجمهورية/02 تموز 2019

يقول سياسي عتيق، من الجبل: «حسناً أنّ الوزير جبران باسيل لم يتابع طريقه إلى كفرمتى. لو فعل، لربما كنّا قد دخلنا في مواجهة من نوع آخر، ذات طابع طائفي». ويضيف: «إثنان يجرؤان على اللعب بالنار في أرضٍ تكسوها الأعشاب اليابسة: مَن لا يعرف عواقب المغامرة لأنه لم يدخل في تجربة سابقة... ومَن يعرف عواقب المغامرة لكنه يريد الاستثمار فيها. وفي الحالين، إنها الكارثة»! ليس سرّاً أنّ الجبل بعد حادثة قبرشمون يختلف عمّا كان قبلها. فمناخ الطمأنينة اهتزّ نسبياً. صحيح أنّ الحادثة وقعت بين جنبلاطيين وإرسلانيين، لكنّ الاحتقان الحقيقي ليس درزياً - درزياً فحسب، بل هو أيضاً جنبلاطي - عوني، وخطورته أنه اتخذ في شكل غير مباشر طابعاً طائفياً. طبعاً، في الشوف وعاليه، لا يمثّل «التيار الوطني الحر» غالبية مسيحية. ففيهما ثقل لـ«القوات» و«الكتائب» ومستقلين. لكنّ «التيار» أكبر زعامة مسيحية، وهو الركيزة الزعامتية لموقع رئاسة الجمهورية الماروني. وليس سهلاً فكّ ارتباط «التيار» بالمسيحيين. لذلك، في الساعات الأخيرة، كان الهدف الأساسي إعادة «تطبيع» المزاجين الدرزي والمسيحي في الجبل، وعزل التأثيرات التي خلّفتها أحداث الأحد. وهنا يبدو حيوياً التحذير الذي يتردّد في بعض أوساط 14 آذار المسيحية عن وجود محاولة لضرب التوافق المسيحي - الدرزي في الجبل، إستباقاً للتحولات الكبرى التي ستشهدها المنطقة في المراحل المقبلة، والتي يتحتّم فيها أن يكون الجبل متماسكاً، في اعتباره قلب لبنان التاريخي. فأيّ تصادم مسيحي - درزي في الجبل سيكون مؤذياً للطرفين.

طبعاً، باسيل يرفض تماماً أي كلام عن استفزاز، ويسأل: أين الاستفزاز إذا قام وزير بزيارة بلدة في الجبل؟ وأين المَسّ بالموقع الدرزي إذا كانت الزيارة تشمل مرجعية روحية للطائفة، وفي حضور وزراء ونواب دروز؟

الأوساط الآذارية تقول: ليست الزيارة وحدها استفزازية، بل مضامين الكلام الذي يقوله باسيل. فهل كان مضطراً في الكحالة إلى استعادة مناخات الحرب؟ وهل كان مضطراً في دير القمر، قبل فترة، إلى التذكير بفتنة 1860؟ أليست هذه المواقف استفزازية في بيئة معينة؟

ووفقاً لهذه الأوساط، إنّ ما يجري في الشوف من محاولات لإضعاف جنبلاط داخل الطائفة أو لخلق نفور درزي - مسيحي يُراد منه إضعاف الجبل ككل.

بالنسبة إلى جنبلاط، الصورة واضحة: «يريدون معاقبتنا لعدائنا مع الأسد. ووصلتنا رسائلهم الساخنة من الشويفات إلى الجاهلية إلى قبرشمون، ومحاولات التطويق والعزل في الحكومة والمؤسسات. وهناك خطة للتخلّص من المختارة والاستيلاء على دورها التاريخي في صناعة القرار. والتباهي بأنّ جنبلاط خسر موقعه كـ«بيضة قبّان» ينطوي على إشارة خبيثة إلى خسارة دور الطائفة عموماً». لكن ما يقال في كواليس «الحزب التقدمي الاشتراكي» هو «أنّ القوى التي تستفزّ المختارة تتناغم في خدمة محور إقليمي واحد يمتدّ من دمشق إلى طهران. وتالياً، إنّ معركتنا الحقيقية ليست مع «الواجهات»، بل مع المحور. وهذا الكلام فيه الكثير من المغازي ويحمل أبعاداً كثيرة». لذلك، وتجنباً للأسوأ، تلقّت مرجعيات مسيحية في الساعات الأخيرة دعوات إلى دخول الساحة وتبريد الرؤوس الحامية والمناخ المسيحي - الدرزي. والمعني بالدعوات خصوصاً بكركي و«القوات اللبنانية»، ومعهما حزب «الكتائب» الذي كان رئيسه سامي الجميّل قد زار المختارة قبل أيام.

وطرحت قوى مسيحية في 14 آذار خطوتين لـ«تبريد المزاج» في الجبل:

1 - أن يضرب البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعصاه ويطلق موقفاً حازماً في وجه الجميع: لا تلعبوا بالجبل، والمصالحة لن تموت بموت صانعها ورمزها البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

2 - أن يقوم الدكتور سمير جعجع بملاقاة هذه الخطوة بموقف حازم: المسيحيون يرفضون تكرار الانزلاق إلى تصادم في الجبل أو إقحام أنفسهم في الخلافات الدرزية تحت أي ظرف.

والواضح أنّ «القوات» التزمت توازناً دقيقاً يوم الأحد، بين رفضها المبدئي لإقفال أي مناطق في وجه أحد، ورفضها أن يقوم أحد باستفزاز أحد. وهو ما فعله باسيل خلال زيارته بشري أيضاً. وقد كان على باسيل أن يراعي الحساسيات التي فرضتها أحداث جرت سابقاً في المنطقة التي يزورها.

وفي هذا السياق، يقول نائب «القوات» في عاليه الدكتور أنيس نصّار عن باسيل: «هو اليوم هون وبكرا مش هون». وأمّا أبناء الجبل فهم معنيّون بالعيش هنا في شكل آمن وكريم. ومع أنّ التجمعات التي واجهت باسيل ليست مبرمجة والحادث فردي، فعلينا الحذر من احتمال تطوّرها. ولا نخدعنّ أنفسنا بأننا نستطيع إجراء مصالحة في الجبل كل أسبوعين! في الخلاصة، يذكِّر بعض المتابعين بأنّ حرب الجبل في 1983 وقعت بتلاقي عنصرين: تَقاطُع مصالح إقليمية على التفجير وتَنازُع مصالح محلية. فمَن يَضْمَن اليوم عدم حصول تَقاطع مصالح إقليمية في لحظة معينة على الخربطة، فيما القوى المحلية غارقة في نزاعاتها، وسط ملامح انهيار؟ هناك مسؤولية على جنبلاط والقوى الدرزية عموماً بعدم ارتكاب الأخطاء والخطايا القديمة. وهناك مسؤولية على باسيل والقوى المسيحية الأخرى بعدم ارتكاب الأخطاء والخطايا القديمة، والتي كلَّفت كثيراً وما زالت. فلا أحد سينجو إذا استسهَل اللعب بنار الجبل. والتجارب كثيرة ومريرة.

 

ماذا يطبخ "حزب الله" للجبل؟

نداء الوطن/02 تموز/2019

مساران مختلفان برزا في الساعات الماضية، في وقت بقي الاستنفار في منطقة الجبل على حاله، مع أنّه لم تسجّل حالات احتكاك، انما تكرّر مشهد قطع الطرقات الدولية وحرق الإطارات من جهة بعلشميه.

ثمة مسار يعمل على تطويق الأجواء المتوترة في منطقة الجبل بعد حادثة قبرشمون ومقتل مرافقي الوزير صالح الغريب، من خلال تأمين الطريق إلى معالجة وافية، قضائياً وأمنياً وسياسياً، بما يعيد الإعتبار لمنطق المصالحة المسيحية الدرزية في الجبل، بعيداً من الإستفزاز والإستفزاز المضاد، وفي ظلّ تأكيد واضح من رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط لـ "نداء الوطن" أنّه "مع أن يأخذ القضاء مجراه"، في حين تتردّد في أوساط "الإشتراكي" حالياً مقولة "إما مجلس عدلي على الجميع، وإما قضاء عادي على الجميع".

أما المسار الثاني فهو يعمل، لا على تطويق الحادثة وتداعياتها، إنما على استكمال عملية التطويق السياسية والأمنية في آن لزعامة جنبلاط، حيث تذهب السكرة بالبعض إلى اعتباره بحكم "المنتهي سياسياً" أو يجري العمل على إنهائه سياسياً. وينخرط في هذا المسار، بطبيعة الحال، أخصام جنبلاط الموالون لنظام دمشق على الساحة الدرزية، الذين يعوّلون كثيراً على بطء عملية التوريث في البيت الجنبلاطي، وفريق وزير العهد جبران باسيل الذي يتعامل مع حالة جنبلاط على أنّه "المتمرّد على العهد" بامتياز.

بيدَ أنّ انخراط "حزب الله" في المسار التطويقي لجنبلاط هو الذي أعطى في الآونة الأخيرة زخماً أكبر لهذا المسار. لقد ساءت علاقة جنبلاط بـ "حزب الله" هذا العام بشكل متفاقم، ولم تفلح كل محاولات تبريد الأجواء في وقف التردّي الحاصل على هذا الصعيد. ويشرح متابعون أنّ الحزب يتهم جنبلاط بأنه "ناكر للجميل في الإنتخابات الماضية"، حيث تخلّى الحزب عن دعم وئام وهاب، المرتبط مباشرة بدمشق، وآثر المساهمة في تعويم الحالة الجنبلاطية مجدّداً، رغم مثابرتها على الموقف العدائي من نظام بشار الأسد. ويظهر أن حساسية "حزب الله" عالية جداً تجاه تصريحات متسلسلة لجنبلاط، بدءاً من كلامه التشكيكي بلبنانية مزارع شبعا، ووصولاً إلى الإشكال حول معمل الإسمنت في عين داره الذي ينظر اليه رئيس "الإشتراكي" على أنّه تحوّل لبؤرة أمنية للمرتبطين مباشرة بالنظام السوري، بمؤازرة من "حزب الله". وسبق لجنبلاط أن اعتبر أنّ "البلد كلّه مستباح لخدمة الممانعة، من الكسارات فصاعداً"، وكانت عين داره مسرحاً لاشتباك عنيف قبل أسبوعين. وهكذا، بعد أن كان "حزب الله" يتحفّظ في وقت سابق على الخطاب التصادمي للوزير باسيل حيال جنبلاط، ويترك مسافة مع وهاب كما في أعقاب حادثة الجاهلية، يوم أدّى الحزب دوراً أقرب إلى دور الوسيط، فقد حرص هذه المرة على إظهار تضامنه الكامل مع النائب طلال أرسلان والوزير صالح الغريب، فجاءت في هذا الإطار كلمة وزيره محمود قماطي من خلدة مساء أمس الأول أنّ "عصر الميليشيات والمناطق المغلقة ولّى"، بكل مفارقات التعبير بالنسبة إلى حزب يمتلك ترسانة مسلحة ضخمة خارج كنف الدولة ويمارس نفوذه المحكم على مناطق شبه مقطوعة له. مع هذا، تنبّه مصادر متابعة إلى أنّ ما يريده الحزب من تطويق جنبلاط هو عودته إلى التفاهم المبرم معه في أعقاب هجمة 11 أيار 2008 التي قام بها الحزب في الجبل. لأجل هذا، يظلّ الحزب بمنأى عن المساعي التي يبذلها العونيّون لتصوير ما حدث نهار الأحد على أنّه "محاولة اغتيال لباسيل"، أو لتصوير أرسلان ما حدث على أنّه "محاولة اغتيال للغريب".

ولا يتردّد فريق باسيل في "نبش القبور" تارة، وفي التهديف على الحجم الديموغرافي للطائفة الدرزية تارة أخرى، أي يستخدم حيال الدروز الحجة "العددية" نفسها التي تستخدم ضد المسيحيين. وفي هذا الإطار، أكّد الوزير اكرم شهيب لـ"نداء الوطن" ان "خطاب باسيل طائفي وعنفي ولا يبني وطناً ولا يحمي مؤسسات ولا يحفظ شراكة. نحن تحت سلطة القانون لكننا لن نقبل بالتمييز في تطبيقه ولن نسكت عن الاستفزاز. وكل محطات الحرب التي حاول باسيل اثارتها في خطاباته دفنّاها الى غير رجعة مع المصالحة برعاية بكركي". كذلك شدّد النائب مروان حمادة لصحيفتنا على أنّ مناخ المصالحة "تمثله الأغلبية الساحقة من المسيحيين في الجبل ولن يستطيع باسيل زعزعته رغم محاولاته المدعومة من النظام السوري ومن قوى ما يسمى بالممانعة في لبنان".

الحريري

ويبدو في المقابل أن أكثر ما استفزّ جنبلاط تخوّفه من انضمام رئيس الحكومة سعد الحريري بشكل أو بآخر إلى عملية تطويق شاملة له، وخصوصاً في أعقاب لقاء الساعات الخمس بين الحريري وباسيل، وما تناهى إلى جنبلاط عن التوافق بين الرجلين على اعتماد "مثالثة" في التعيينات الدرزية بين كل من جنبلاط وأرسلان ووهاب. لأجل هذا، العمل جار الآن على قدم وساق لتبديد هذا المناخ، و"شق الطريق" إلى لقاء بين جنبلاط والحريري في أقرب وقت. وفي سياق متصل، استقبل الحريري الوزير وائل أبو فاعور في السراي الحكومي عصر أمس.

الدفاع

في غضون ذلك، انعقد أمس المجلس الأعلى للدفاع في بعبدا وقدم المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان تقريراً مفصلاً ودقيقاً عن الاحداث. وخلص المجلس إلى وجوب "توقيف جميع المطلوبين"، في ظل جو مشحون ضد جنبلاط وحملة عليه من باسيل، فيما بدا الحريري أشبه بمن يحاول السير بين الالغام. ويُنتظر اليوم أن يقاس مستوى التهدئة على طاولة مجلس الوزراء في السراي الحكومي، علماً أن جدول الأعمال عادي، وتغيب عنه التعيينات التي بات مصيرها على المحك بعد التوتر السياسي بين أطراف الحكومة.

 

جنبلاط وباسيل: لا تراجُع!

هيام القصيفي/الأخبار/الثلاثاء 2 تموز 2019

من المبكر القول إن كلام المجلس الاعلى للدفاع حول دور القضاء والامن في إنهاء ذيول حوادث عاليه قادر على ان يطوي صفحة ما حصل سياسياً وأمنياً. ففي السياسة والامن والقضاء هناك الكثير ليقال. لكن الاكيد ان للقضاء والامن دوريهما الاساسيَّين في كشف حقيقة ما حصل وتوفير المعطيات اللازمة للتحقيق، تمهيداً لدور سياسي، ليس من مسؤولية المجلس الاعلى للدفاع، علماً بأن هذا المجلس عرض كل الاجواء التي رافقت ما حصل من معلومات ونقاش سياسي وامني، مع العلم أن وجهة نظر الحزب التقدمي الاشتراكي غائبة عن هذا المجلس، ما يعني ان النقاش الحقيقي يفترض ان يتم على مستويين، رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يشكل دوره مرتبة اعلى من كون الحادثة حصلت مع صهره وتياره السياسي، وبما يتعدى ايضاً اللقاء مع احد اطراف النزاع دون غيره. والمستوى الثاني مجلس الوزراء الذي يضم الطرفين المعنيين، اضافة الى ان من مسؤولية الحكومة وضع يدها على هذا الملف، خصوصاً في ظل مطالبة رئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان بإحالة القضية على المجلس العدلي، وهذا أمر يقرره مجلس الوزراء.

الا ان الموقف السياسي لجنبلاط لن ينحصر بمجلس الوزراء. فجنبلاط، كما توافرت اجواء أمس، في صدد تهدئة الوضع والاحتكام إلى القضاء وحده، لكن على طريقته. وهو يعي انه نجح في شد عصب جمهوره في اليومين الاخيرين، بعدما تحولت معركته السياسية من خلاف مع التيار الوطني الحر، الى معركة تجمع كل «حلفاء سوريا في لبنان» في صف واحد ضده. وموقف الاشتراكي مبني على أن جنبلاط فتح بابه للتيار وسلم رئيس الجمهورية منصباً وزارياً، واحتكم اليه، فأتاه بوزير مقرب من دمشق. واستقبل وزير المهجرين غسان عطا الله وأيّد مصالحة سيدة التلة، لكن رئيس التيار هاجمه في عقر داره، ووزير المهجرين سرعان ما رد تلفزيونياً بأن المسيحيين يخافون من النوم في الجبل، ونواب التيار لا يوفرون فرصة لمهاجمة الاشتراكي. والعتب الجنبلاطي الحقيقي هو ان «التيار أتى بنواب ووزراء لا يعرفون اهمية مراعاة الجبل، ليس لجهة تبعات الحرب فحسب، بل لانهم لا يعرفون خصوصيته وتاريخه، ويتصرفون بطريقة تسيء الى المصالحة الحقيقية»، علماً بأن الاشتراكي أوعز الى كل المعنيين أمس في المنطقة بضرورة منع اي تصعيد وسحب اي عنصر توتر، لا سيما في منطقة بحمدون، والتواصل مع المعنيين على الارض من فاعليات لحصر ذيول الحادث.

وبقدر ما شدّ جنبلاط عصب جمهوره، فإن الواقع على الارض يحتاج الى جهود حثيثة سياسية وأمنية لتطويقه، من دون التقليل من اهمية فتح قناة التواصل والحوار. فكل من تواصل مع الرئيس سعد الحريري سمع منه كلاماً واضحاً حول مسؤولية الخلافات السياسية عما حصل. كان الحريري حاسماً في إبعاد المسؤولية عن اي جهاز أمني أو عسكري أو الكلام عن تقصير ما. كان واضحاً بإشارته الى ان الخلافات السياسية أوصلت لبنان الى هذا الحد من الاحتقان، وانه يجب تطويق ذيول الحادثة في الامن والقضاء، وفي السياسة ايضاً.

كلام الحريري لم يكن منعزلاً عن محاولته التواصل مع وزير الخارجية قبل تطور الاشكالات في عاليه، وكان دوره وكلامه حاسمين في تجاوب باسيل معه وقطع زيارته والعودة الى بيروت، رغم ان الوزير صالح الغريب أصرّ عليه استكمال الجولة وعدم قطعها.

ما جرى لن يوقِف باسيل لأن أي خطوة تراجعية قد يستفيد منها خصومه

أمنياً، اتخذ الجيش تدابير فورية قبل انعقاد المجلس الاعلى، ونفذ انتشاراً واسعاً وإجراءات فورية في المناطق التي وقعت فيها الحادثة وتلك التي شهدت توتراً ايضاً. كذلك بدأ التنسيق بين الجيش والاجهزة القضائية المختصة في ما يتعلق بملاحقة المتورطين في الحادث، علماً بأن درجة الاستنفار الامني كانت عالية جداً في جبل لبنان يوم السبت، بعدما توافرت للأجهزة الامنية من مخابرات جيش ومعلومات الامن العام وقوى الأمن، معلومات منذ ليل الجمعة ــ السبت حتى يوم الزيارة، عن توتر متنقل، وتبلغت كل القيادات الامنية والسياسية المعنية بها، وابلغ بها ايضاً رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وباسيل. ينفي معنيون أن يكون أي جهاز توقع تماماً إمكان تطور الاشكالات الى ما حصل، لكن الاجهزة كانت تبلغت الإعداد للتظاهرات، وان إلقاء قنبلة صوتية في كفرمتى وملاحقة شخصين متهمين بها، ومن ثم إلقاء قنبلة قرب كنيسة منصورية بحمدون في الليلة نفسها واطلاق قذيفة ليل السبت، كانت مؤشرات مقلقة. وهذا يعني انه كان يمكن تفادي تطورها اذ لم تحصل الزيارة الى كفرمتى او على الاقل تم الالتزام بالمسار الذي رسم لها اي زيارة مخيم صيفي من دون التوسع في الزيارات التي طرأت عليها لاحقاً. لكن باسيل كان واضحاً في جوابه، وهو الذي كرره أمس، بعد غيابه العلني وتركه نوابه ووزرائه يهاجمون الاشتراكي، بأن الدستور يكفل له حق الزيارات وابداء الرأي، وانه لا يمكن لأي طرف منع طرف آخر من زيارة أي منطقة وهو مصر على عدم التخلي عنها. لم يأخذ باسيل بالنصيحة، لانه اعتبر بحسب سياسيين معنيين انها فرصة كي يسجل كسراً لأعراف جنبلاط، ثم تهيب استكمالها حين ارتفعت حدة ما تبلغه من الحريري وقادة الاجهزة الامنية بضرورة العودة الى بيروت. وبخلاف ما قاله النائب سيزار ابو خليل عن سرايا الجيش التي كانت برفقة الوفد، فالجيش وضع كما في كل حدث او جولات رسمية قوات من الجيش موزعة اما على الطرق او في اماكن الاحتفالات والحدث، علماً بأن برنامج الزيارة كان يشمل نحو ست محطات كان الجيش وقوى الامن قد استعدا لها وفق برنامج دقيق ونشرا قواتهما فيها. اما المواكبة الثانية لباسيل فهي جهاز امنه الخاص وهو جهاز كبير ولا يتبع لقيادة الجيش او لاي جهاز امني.

بعد الجبل يستعد باسيل لزيارة طرابلس. وهو وإن كان مُصراً على استكمال جولاته، إلا أن الاكيد ان ما حصل معه هو الاول بهذا الحجم منذ بداية العهد وتوليه شؤونه الرئاسية، لن يوقفه لأن أي خطوة تراجعية قد يستفيد منها خصومه وتؤثر في مساره. لكن حجم ما حصل هزّه فعلياً.

 

الكانتونات التي لم نغادرها

هيام القصيفي/الأخبار/الإثنين 02 تموز 2019

ما حصل في عاليه لم يكن خطيراً بالمعنى الأمني فحسب، بل خطيراً بمعنى مفهوم الكانتونات الذي يفترض أن تكون القوى السياسية قد تخلت عنه بعد انتهاء الحرب واتفاق الطائف. والحشد العسكري الذي واكب جولة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، والتدابير الأمنية والعسكرية التي اتُّخذت، ومشاهد إطلاق النار، أعادت اللبنانيين إلى الثمانينيات. لكن خطورة ما جرى لا تنعزل عن سياق يتكرس في كل لبنان، بحيث باتت المناطق بعد الحرب ترسّخ أكثر فأكثر فكرة التقوقع الطائفي.

قد تكون جولات باسيل فضحت الرفض الشعبي للتيار في مناطق يزروها، ولأدائه الشخصي والسياسي. وهو يساهم في معظم الأحيان باستفزاز القوى السياسية لمجرد أنه يزور مناطق تعتبرها «لها»، ولأنه لم يعد يعبأ بالحملات ضده، ويقول كلاماً يمكن تجنبه ويستمر في جولات تثير ردود فعل هو والبلد في غنىً عنها. لكن هذه الردود التي تحصل وتتنقل من منطقة إلى أخرى، تعبّر أيضاً عن واقع مأزوم يعبّر عن نفسه طائفياً.

لم نرَ بعد الحرب وبعد عام 2005 سوى مزيد من التقوقع الطائفي والسياسي، يغذيه كثير من السياسيين. بهذا المعنى يصبح ما يحصل في الحدت وفي غيرها من البلدات، واقعاً وليس مجرد نزوة أو كسر للتعايش المشترك، لأن معظم المناطق تعيش الواقع نفسه لأسباب دينية واجتماعية وسياسية، من الشمال إلى جبل لبنان والبقاع والجنوب. فقد جرت محاولات لتغيير وجه طرابلس شمالاً ذات الواقع التعددي، لتصبح مدينة بهوية واحدة، كما حصل في صيدا قبلها. وما يحصل في بعض مناطق الجنوب والبقاع أليس انكماشاً طائفياً واضحاً؟ ومحاولات المسيحيين لمنع البيع لغير المسيحيين أليست تعبيراً عن أزمة، كما امتناع المسيحيين عن العودة إلى الجبل؟والأكيد أن حادثة أمس سترتدّ مزيداً من تراجعهم عن البقاء فيه.

إلا أنّ ما يجري ليس نتيجة شعبية، إذ إن كل قوة سياسية تعتاش من التوتير الطائفي لتحافظ على نفوذها، وكأنها تؤمن بأن ما يجمع اللبنانيين اجتماعياً وسياسياً وثقافياً لم يعد نفسه. هكذا يحصل في مواضيع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وعرسال والتعيينات وقانون الانتخاب.

لماذا لم نرَ الرئيس نبيه بري يجول في مناطق مسيحية، حتى لو كانت جنوبية أو بقاعية؟ ولماذا لم نسمع رئيس الحكومة سعد الحريري يجول إلا في مناطق الطريق الجديدة وطرابلس وصيدا؟ إذا افترضنا أنه لا يمكن السؤال لماذا لا يزور أحد من حزب الله أي منطقة سُنية خشية الاستفزاز. ولماذا لا يمكن رئيسَ حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن يجول في غير قضاء بشري؟ حتى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، معتكف في قضائه وبلدته؟ ولماذا لم نشهد زيارات لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي خارج الجبل؟ كل ذلك أليس استكمالاً فجّاً لحرب ما قبل الطائف؟

والسؤال استطراداً، لا يتعلق بالشحن الطائفي، بل أيضاً المذهبي. لماذا اعتبرت القوات اللبنانية أنها استُفزَّت حين زارها باسيل، هل لأن بشري حصراً للقوات ولا يمكن أحداً دخولها؟ الحملة التي ردّت بها القوات على زيارة باسيل تعبّر عن مأزق، ليس من جهة «تسخيف» جولة باسيل وعدد مستقبليه ولعبه على التناقضات العائلية، بل في أن القوات لم ترَ مشكلة في أن يزور مناطق أخرى في الشمال أو البقاع أو بيروت، فلا تعتبر نفسها مستهدفة إلا حين يزور بشري. ومثله ما حصل في زغرتا حيث اعتبرت زيارة باسيل لها حرتقة على زعامة فرنجية.

كل ذلك في كفة، وما حصل في عاليه كفة أخرى. وكل «أخطاء» باسيل في كفة، واستفزازاته وحادثة كفرمتى ومنطقة بحمدون في كفة أخرى. لأنها تحديداً كفرمتى ومنطقة بحمدون للأسباب المعروفة وما تمثله في حرب الجبل. ليس أمراً عادياً بعد كل المصالحات التي جرت، وآخرها القداس في دير القمر، أن يحصل ما حصل، وأن يجري استخدام حرب الجبل مجدداً عند كل أزمة سياسية، واستعادة لمشاهد تزيد من التقوقع الطائفي وتعيد تسليط سيف الحرب موثقة بمشاهد وشعارات وألفاظ وتعابير.

الخوف الذي شعر به أهل المنطقة أمس، من المسيحيين تحديداً، بدا تعبيراً عن شعور بأنه ممنوع على أيّ زعيم لهم أن يزور الجبل إلا برضى جنبلاط. لكنه لم يكن خوفاً «عونياً»، ولا «باسيلياً». لأن من استذكر حرب الجبل ممن عايشوها، ليسوا عونيين ولا يمتّون إلى باسيل بصلة. خطورة توتر الجبل أنه لن يُسحب سريعاً من التداول، وخطورته أيضاً أنه سيكون موضع استغلال من الطرف المستهدف ومن الذين سيزايدون في مجاراة من قام به ضد باسيل. وهذه حلقة لا تنتهي. فالعونيون، ومنهم نواب ووزراء، بالغوا في المرحلة الأخيرة في رفع منسوب «معنوياتهم» ضد الحزب التقدمي الاشتراكي، مستفيدين من غطاء العهد وباسيل، ومن الخلاف بين رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط والأمير طلال أرسلان، ومستغلين بعض الأصوات المسيحية النشاز في الجبل والتضييق على جنبلاط حكومياً وإدارياً. لكن ردّ فعل مناصري الاشتراكي لا يمكن في المقابل أن يصبّ في خانة خلاف سياسي: إنه مشهد درزي مسيحي، تخطى بأميال كثيرة مصالحة البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير، وحكمة من قاموا بها، بمن فيهم جنبلاط. وهذا أسوأ ما يحصل، قبل أن يسقط ضحيته مرافقان للوزير صالح الغريب، لأن المشكلة ستبقى أنها وقعت بسبب جولة باسيل، الزعيم المسيحي في عهد قوي وفي ظل جيش موالٍ للعهد. السؤال الذي يُطرح هنا هو: هل كنا سنشهد مشهداً مماثلاً، لو قام الحريري بالجولة نفسها، في عزّ خلافه مع جنبلاط، وبعدما بلغ التراشق الكلامي بينهما حداً غير مسبوق؟ هل كان سيقطع مناصرو جنبلاط الطرق أمام الحريري، وسيقومون بغيرها من الممارسات التي فعلوها في وجه باسيل؟

كان يمكن باسيل أن يتفادى الجولة، بعدما وصلته أصداء مقلقة، بصفته رجل العهد ومسؤولاً سياسياً. وهو غادر عاليه كما غادر قبلها مناطق أخرى. لكن المسيحيين العائدين إلى الجبل باقون فيه، ولكن بغير المشاعر السابقة، وهم لن ينسوا بسهولة ما حصل أمس، وكذلك الدروز. ولا يمكن تحويل الجبل مجدداً ثكنة عسكرية لفرض الأمن وإشعار الناس بالطمأنينة. الأمر يحتاج إلى تواضع وحكمة. وبلا قفازات، يمكن القول إن الأثر السياسي والأمني لسقوط درزي برصاص درزي، لا يشبه ما ينتج من سقوط مسيحي على يد درزي أو العكس. هل يمكن تخيل مشهد كهذا؟ وهنا تكمن مسؤولية جنبلاط وباسيل، لأن حشر جنبلاط في الزاوية ارتدّ في المكان الخطأ على «الطرف الأضعف»، أي المسيحيين، لا التيار الوطني وحده. لكن بالنسبة إلى باسيل، هذا الطرف لم يعد الأضعف. والمسؤولية تقع على عاتق الجيش الذي من صلب مهماته استباق الحدث وتطويقه قبل أن يحصل، وتقديم نصائح بتفادي المطبات في أوقات حرجة. الجميع أمس كان غائباً عن المسؤولية، لأن ما جرى ليس حادثاً فردياً، بل كان يحتاج إلى تدخل فوري لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء لفرض سلطة الدولة، إلا إذا كان الهدف الحقيقي إبقاء النار مشتعلة ودفع كل فريق طائفي إلى التعلق بزعيم طائفته. هذه النتيجة تحققت.

 

اشتباك جنبلاط ــ أرسلان: مَن ثالثهما؟

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 2 تموز 2019

تكاد تكون هذه المرة الاولى، الى وقت طويل مضى، تبدو وحدة الطائفة الدرزية في خطر منبثق منها، اكثر منه يهدّدها من خارج، كما في مرات عدة جبهتها. منها عندما اغتيل كمال جنبلاط عام 1977، ومنها محاولة اغتيال وليد جنبلاط عام 1982، ومنها حرب الجبل عام 1983، وصولاً الى آخرها كجزء من تداعيات 7 ايار 2008 بإزاء الصدام العسكري بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله في اكثر من منطقة في جبل لبنان الجنوبي وصولاً الى المقلب الجنوبي للشوف. حينذاك، مدركاً الخلل الفادح في موازين القوى العسكري لكنه المكلف، وسّط جنبلاط طلال أرسلان كي يتولى إدارة التفاوض مع حزب الله لإنهاء نزاع مسلح كبّد الطرفين قتلى.

اعتادت الطائفة الدرزية وقادتها التهديد الوافد اليها من الخارج. عندما تجبه هذه الحال كانت تقف وراء زعيمها الاقوى، من غير ان يكون الوحيد. في «ثورة 1958» ــ مع أنها ليست حرباً ضد الدروز ــ كان جنبلاط الاب اقوى على الارض من مجيد ارسلان. اشتبكا قليلاً في ضهر البيدر عند مدخل الشوف، ثم جمعهما شيخ العقل محمد ابو شقرا وصالحهما. مع ذلك، ظل جنبلاط قائد الدروز ضد عهد كميل شمعون بينما أرسلان الاب الى جانب رئيس الجمهورية. في حرب الجبل عام 1983، تكرر المشهد. جنبلاط الابن قائد تلك الحرب مع ان ارسلان الاب كان لا يزال على قيد الحياة. اتفقا في ظل شيخ العقل نفسه على حماية الطائفة ووحدتها ضد خطر القوات اللبنانية آنذاك، فأُسلِسَ القياد لجنبلاط الذي خرج منها راسماً بنفسه حدود الامارة الدرزية آنذاك. بيد انها امارته هو بلا شركاء. هذه المرة المشهد مغاير تماماً.

احداث متتالية متنقلة في الاشهر الاخيرة ما بين عين دارة والجاهلية والشويفات وصولاً الى قبرشمون الاحد، أفصحت عن نزاع داخل قادة الطائفة الدرزية لم يعد سراً. له اكثر من وجه. امتداداته تصل ايضاً الى اكثر من فريق كنظام الرئيس بشار الاسد اذ تنقسم على الموقف منه، كما على الموقف من الدور الذي يقتضي ان يضطلع به دروز سوريا في الحرب السورية. تنقسم ايضاً على الموقف من سلاح حزب الله وفائض القوة الذي يتمتع به. ثمة فريق ثالث رئيسي في المعادلة تنقسم من حوله الطائفة، محوره الموقف من رئيس الجمهورية ميشال عون. ليس سراً، كذلك، ان العهد يدعم ارسلان، وخاض معركة توزير ممثل له في حكومة الرئيس سعد الحريري بعدما حالت اسباب شتى دون توزير ارسلان نفسه. قدّم له نائبين عونيين كي يرئس كتلة في البرلمان هي في الاصل جزء لا يتجزأ من كتلة لبنان القوي. ثم كانت مفاجأة الاحد والاثنين ان ينزل، للمرة الاولى على نحو غير مألوف عن قصر خلدة، انصار لارسلان لقطع طرق رئيسية واحراق دواليب بعيداً من خلدة حتى، ويرسلون للمرة الاولى كذلك اشارة ذات مغزى: لدى الدروز شارع آخر غير الشارع الجنبلاطي.

ليس سراً ايضاً ان جنبلاط هادن رئيس الجمهورية اكثر من مرة، وبينهما من الماضي العدائي ــ منذ سوق الغرب الاولى في ايلول 1983 الى سوق الغرب الثانية في آب 1989 الى سوق الغرب الثالثة الاحد الفائت بإزاء ما اطلقه منها الوزير جبران باسيل ــ ما يتعذر ترميمه أو نسيانه. مع ذلك اقترع وكتلته لانتخابه رئيساً للجمهورية، ثم انضم ــ من غير ان يكون شريكاً ــ الى تسوية 2016. سلّم على مضض بالنتائج التي توقّعها سلفاً لانتخابات 2018 مذ وُضع قانونها. ثم كان آخر تسليم له عندما قبل ــ على مضض ايضاً ــ بالتخلي عن المقعد الدرزي الثالث في ثالثة حكومات الحريري، وجيّره الى عون كي يسمّي هو الدرزي الثالث فيه، لا الى حليفه المفترض حينذاك الحريري.

مع ذلك كله، انفجر النزاع الدرزي ــ الدرزي في الشارع، ومن داخل الطائفة. من صنع اهل البيت، الا ان اكثر من فريق بات معنياً به، من غير ان يعني ذلك انه مستفيد منه. ليس هذا النزاع، غير المستجد ولا العفوي طبعاً، سوى واحدة من الحلقات التي تكفلت بها تسوية 2016 على طريق بناء توازنات داخلية جديدة، لا تمت بصلة الى حقبتين متتاليتين: اولاهما، تلك المنبثقة من النظام الذي أرساه وجود سوريا وجيشها في لبنان، وكان جنبلاط ذا دور بالغ الاهمية فيه، مسموع الكلمة، فيما علاقة ارسلان بالرئيس السوري لا تتعدى كونها دفاعية من اجل إبقائه داخل السلطة فحسب في مقعد نيابي وآخر وزاري. ثانية الحقبتين هي مرحلة انقسام البلاد بين فريقي 8 و14 آذار، وكلا قطبي الطائفة الدرزية في موقع مناوئ تماماً للآخر. فإذا التحالفان العريضان يتحللان.

لأول مرة يقطع أنصار أرسلان الطرق: شارع درزي في مقابل شارع درزي

من الواضح ان المهمة الرئيسية لتسوية 2016 تقويض هاتين الحقبتين. في الواقع حققت نجاحاً مهماً على صعيد تفكيك التحالفات تلك، وباتت الآن في صدد انهاء ادوار رجالها.

فريقان رئيسيان، من غير ان يكونا متورطين مباشرة في الاشتباك الدرزي ــ الدرزي، يُفصح دوراهما عن انهما ليسا متفرجين على ما تشهده الطائفة تلك:

اول الفريقين حزب الله الذي يشوب علاقته بجنبلاط تردٍ مفتوح على ملفات اقليمية ومحلية وفيرة، من غير ان يفضي الى صدام لا يريده الطرفان. ما قاله الوزير محمود قماطي من خلدة، ليل الاحد، يكاد يختصر موقف الحزب، ليس مما حصل في ذلك اليوم فحسب، بل ايضاً مما يقتضي ان يرافق المرحلة المقبلة. بعدما تحدّث قماطي عن الاستقرار، وجه رسالتين سلبيتين الى جنبلاط ضمرتا تبنّياً لموقفي ارسلان وباسيل من احداث الاحد: حينما قال ان لا منطقة موصدة في وجه اي فريق، وحينما تكلم عن الحق في الموقف السياسي. كلاهما كانا مصدر اشكال درزي ــ مسيحي عندما ربط الوزير اكرم شهيب دخول باسيل الى قرى قضاء عاليه بتخليه عن نبرة التصعيد في خطبه. ثم أضحى الاشكال درزياً - درزياً في الشارع بفعل الاحتقان.

ثاني الفريقين هو التيار الوطني الحر الذي يخوض بدوره مواجهة مع جنبلاط، لكن بمضمون غير «عقائدي» كالذي مع حزب الله، بل محض محلي، مرتبط بالتمثيل الانتخابي والانتشار الحزبي. في حساب باسيل اعادة التوازن السياسي الى جبل لبنان الجنوبي، مع جنبلاط مسيحياً، ومعه درزياً ايضاً، بعدما بات له منذ انتخابات 2018 نائبان في عاليه، احدهما درزي والآخر ماروني، واثنان آخران مارونيان في الشوف، اصبح له موطئ قدم بخطاب سياسي يريد باسيل ان يشبهه هو، ورئيس الجمهورية حتماً، ولا يشبه في اي حال «خصوصية الجبل» التي غالباً ما تحدث عنها الزعيم الدرزي.

 

تسلق "جبل وليد جنبلاط" يقطع أنفاس السلم الأهلي

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 02/07/2019

انتقلت الخلافات السياسية ومناوشاتها، إلى مرحلة جديدة. إنها حرب غير معلنة، أو حرب بلا قتال حقيقي. ما بعد ظهر الأحد، وأحداثه في كفر متى وقبرشمون، ليس كما بعده، لا سياسياً في مفاعيله الشعبية أو الطوائفية، ولا حياتياً في يوميات السكان والبلد، ولا أمنياً في الطرق وما بين القرى.

من المبكر جداً التورط في تقييم ما حدث وإلى أين سيؤدي. لكن الأكيد، أن مسار الأحداث لا يوحي بتخفيف التصعيد والتوتر من قبل الطرفين. في المشهد العام، ظهر الخلاف درزياً درزياً. لكنه في مضمونه وحقيقته هو عبارة عن افتعال لصراع "درزي - مسيحي" (لا بد من الاعتذار عن استخدام هذه اللغة، لكن واقع البلد المؤسف يفترض العودة إلى تلك المصطلحات).

الطريق إلى الانفجار

التصعيد من قبل خصوم وليد جنبلاط في بيئته، معروف ومفهوم.. رداً على ما جرى يوم الأحد. ومن المرجح أن يستمر، عبر الشروط التي يتم وضعها بتسليم القتلة والمسؤولين عن "الاشتباك" قبل إجراء ترتيبات دفن الضحيتين. ولهذا، سيكون التصعيد لأهداف سياسية أيضاً.

في المقابل، لا يبدو جنبلاط في وارد التنازل. ويظهر ذلك بجلاء في التغريدة التي أطلقها مساء الأحد. وفيها، أن ما جرى هو نتيجة محاولات الإخلال بالتوازنات. الطريق التي أدت إلى الانفجار، تم شقّها منذ زمن طويل، واستمر تمدداً منذ ما قبل الانتخابات النيابية. كان المسعى الواضح (محلياً وإقليمياً - سورياً) هو تحجيم جنبلاط وإرساء ثنائية درزية تضعفه. فشل المشروع في الانتخابات مع الانتصار الكامل لجنبلاط، فجاءت "معركة" الشويفات لتلطيخ انتصاره، ومن ثم الثأر منه بعدم منحه ثلاثة وزراء في الحكومة.

بعد ذلك، كانت العراضات والمسيرات في الشوف التي "تكللت" بصدامات ما بين المختارة والجاهلية. وبعدها محاولات خارجية وداخلية لتنظيم جبهة تجمع القوى الدرزية المناهضة للمختارة. حتى ذلك الوقت، كان جنبلاط يحتفظ بأوراق قوة تتمثل بوضعه السياسي والانتخابي، علاقاته المتشعبة، تحالفاته المتعددة. بل وقدّم بوادر إيجابية تجاه "العهد" وغيره، من التنازل عن الحصة الوزارية الكاملة، إلى إبقاء قضية حادثة الشويفات معلّقة وفي يد رئيس الجمهورية. فقوبل بالكثير من محاولات الاستضعاف، والتي يرى فيها محاولات سورية مستمرة لتحجيمه، أو حتى إلغائه.

لحظة الانقضاض

على الرغم من مبادراته، تواترت خلافات جنبلاط مع خصومه وحلفائه. وجد نفسه محاصراً ومطوقاً، تعرّض لهجومات متعددة في السياسة والإدارة، مستشعراً بأن ثمة من يريد أن يتسلل إلى بيته وبيئته، وإن بغطاء درزي. وهو لا ينسى كلاماً وصل إلى مسامعه بأنهم سيمنعونه من إبقاء علاقته مع أي شخصية مسيحية. وما زاد مشكلة جنبلاط، اشتباكه الأخير العلني حيناً والصامت أكثر الأحيان مع حزب الله، بالإضافة إلى خسارته حليفه الأساسي الرئيس سعد الحريري.

بعد كل هذه الضغوط، وما نتج عنها من اكتمال الطوق حوله، هناك من استشعر أن اللحظة حانت للإنقضاض على جنبلاط، وإنهاء دوره أو تأثيره السياسي، فكان الخيار بترتيب "الزيارة" إلى الجبل، والتي كانت مدروسة بعناية، على نحو يزور فيها الوزير جبران باسيل، قرى درزية، سنية، مسيحية وشيعية.

فهم جنبلاط أن المشروع أكبر من مجرد زيارة. إنها فتح الطريق أمام "اجتياحه" وكسره أو إلغاء وجوده وحضوره. لكن الأهم، أن جمهوره أدرك أيضاً ما يريده باسيل. هكذا، لجأ مناصرو جنبلاط إلى قطع الطرقات للتعبير بحدة وعنف، أن من يريد أن يطال جنبلاط دونه الويلات. وبلحظة هدير الرشاشات انقلبت الميمنة على الميسرة، ووصل البلد إلى نذير الحرب. و"الرسالة" هذه طالت الجميع ووصلتهم بكل صخب ممكن: استمرار التحدي والاستفزاز، سيؤدي إلى أحداث أسوأ. أصل الإشكال هو بين جنبلاط والتيار الوطني الحرّ، وبمعنى "أوقح"، بين الدروز وشطر غالب من المسيحيين. ولكن استخدمت فيه أسلوب لعبة البيلياردو، أي ضرب طابة لإصابة طابة أخرى. وما حدث عصر اليوم الأخير من حزيران 2019 (تاريخ سنعاود تذكره في المستقبل)، أدى إلى رجفة أو نقزة مسيحية. صحيح أن ما جرى قد تحول إلى إشكال درزي - درزي، لكنه سيفتتح لبداية الكثير من التساؤلات في صفوف بعض المتحمسين (أو المتهورين): إذا كان هذا ما حدث درزياً، فماذا ستكون عليه الأمور لو تطورت طائفياً أو مذهبياً؟ الأكيد، أن هناك خطاباً مسيحياً سيبرز لدى بعض الأحزاب والقيادات والكنيسة رفضاً أو تنبيهاً من التمادي في الاستفزازات (العونية أو الباسيلية)، وسيكون خطاباً للتهدئة والتعقل، يحذر من عواقب الصدام الطائفي.

باسيل متوارياً

وفي المقابل، سيبرز من سيغذي الحال المتوترة ويصرّ على أن الإشكال أصبح درزياً درزياً، من خلال التشديد على أن الواقعة هي محاولة اغتيال تعرض لها الوزير صالح الغريب. فقد تبع الصدام مباشرة تصعيد درزي من جانب خصوم جنبلاط، بهدف إشاحة النظر عن أن زيارة باسيل هي السبب الأساسي والأول لهذا الغضب الذي أدى إلى الاشتباك. ولذا، كان غياب باسيل التام طوال الساعات التي تلت الحادثة وصمته الكامل بعد ذلك. لقد توارى عن المشهد وترك مناوئي جنبلاط في مقدمة الصورة. وهذه من شأنها أن تؤرق جنبلاط، الذي يتوجس باستمرار من محاولات كثيرة ومديدة لتحقيق الشرخ الدرزي وتصديع الطائفة.

هنا لا بد من ترقّب مواقف ثلاث قوى أساسية، هي حزب الله، الرئيس نبيه بري، والرئيس سعد الحريري. حزب الله أعلن بوضوح موقفه المنحاز أثناء اجتماع خلدة، بإشارات عدائية تجاه جنبلاط. وأظهر دعماً قوياً لحلفائه، وإن أوحى بحرصه على بقاء "الستاتيكو" القائم في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، وأنه يفضّل تجنّب أي اشتباكات سياسية داخلية، قد تشوش عليه في هذه المرحلة.. وطبعاً، بلا أي تنازل. أما الرئيس نبيه برّي فتمسك بالدعوة إلى التعقّل ومعالجة الوضع بهدوء، وسيحاول على الأرجح لملمة القضية قبل تفلّتها أكثر. لتبقى الأنظار متجهة إلى الحريري وإلى صحة المعلومات التي رشحت سابقاً عن لقاء سيعقده مع جنبلاط، ليبنى على الشيء مقتضاه. على الضفة الأخرى، حتى الآن لم يظهر أي موقف للوزير جبران باسيل، والذي يبدو أنه استهاب ما حصل. لكن هذا لا يعني أنه في وارد التراجع. فالمفارقة أن كل الاتهامات التي يتعرّض لها الرجل، والصخب الذي يسببه، تعزز شعبيته ومكانته. هو يعلم أن الطريقة التي اعتمدها في جولاته الأخيرة، كانت تهدف إلى "اقتحام" مختلف المناطق والبيئات. وهذا حقه طبعاً، إلا أن ذلك لم يكن مقبولاً من قبل أطراف عدة، وجدت نفسها مضطرة إلى إقفال الطريق عليه، وقطع هذا المسار.

الربح والخسارة

ربما المآل الذي وصلت إليه الأمور في الجبل، قد تدفع باسيل إلى التمهّل والمراجعة. ربما قد يقتنع بعدم الإصرار على زيادة التوتر والمعمعة، خصوصاً في ظل مناخات تشير أن تحركاته كانت، وستكون أكثر، مشروع إشكال يومي، وأينما اتجه. الكل الآن يترقب كيف سيكون الرد على جنبلاط. هل سيتم الإقرار أن ما حدث هو انتفاضة على محاولة لإنهائه سياسياً من المعادلة؟ وبالتالي، هل ستتعزز أكثر الهجمة عليه، اما أنها ستدفع إلى الجلوس معه على الطاولة؟ لا يمكن الحديث حتى هذه اللحظة عن نتائج الربح والخسارة. لكن بالتأكيد ثمة واقعة بالغة الأثر ومتشعبة الذيول ستطبع المسار السياسي وستؤثر على ما تبقى من "عهد" ميشال عون. ورغم الحدة والعدائية من قبل خصوم جنبلاط في البيئة الدرزية، إلا أن المواقف الأخرى لبنانياً، لم تصل إلى حدّ إدانة وليد جنبلاط شخصياً، شعبياً وإعلامياً على الأقل. وهنا تنقسم الآراء، بين من يرى أن جنبلاط قام بـ"هجوم معاكس" ناجح، وأنه ما زال قادراً على تغيير الظروف أو اختيار ميدان المعركة وحجمها وتوقيتها، وأنه أفهم الجميع صعوبة تطويقه.. وبين من يعتبر أنه قد خسر مجدداً. فقد خسر أولاً ورقة حادثة الشويفات (التي تدين خصومه)، والتي كان يحفظ حقه فيها، كما خسر ورقة أخرى، هي "صورته" كداعية دائم للاستقرار وتعزيزه، وحماية التنوع السياسي، وصون السلم الأهلي ونبذ السلاح والعنف. بل هناك من يظن أن جنبلاط بهذا "الصدام" قد يسهم في تطويق نفسه أكثر. 

بالتأكيد، جنبلاط لن يقف عند هذا الحدّ. في جعبته أكثر من ورقة أو خيار. هو يعلم أن اهتزاز الجبل لا يصب في صالحه بل في صالح خصومه. وهو موقن أن تصديع الجبل هدف ثابت لدى النظام السوري، لاقتحام معقله والانتقام منه. لذا، وبعد إظهاره "القوة"، قد ينعطف إلى مسار آخر، نحو العمل على تعزيز شبكة أمانه الداخلية مع القوى السياسية المختلفة، عبر ديناميكية جديدة في جولات ميدانية لا تهدأ ومتنوعة، منها ما هو شعبي ومنها ما هو سياسي، كمناورة معاكسة لتطويق جبران باسيل، الذي أصبح مصدر إزعاج للكثيرين، خصوصاً لبرّي وفرنجية وجعجع.. وحتى للحريري. كما قد يتجه إلى تعزيز اللقاءات الإسلامية المسيحية، والدرزية المسيحية بالتحديد في الجبل، ربطاً بتوثيق العلاقة مع بكركي، والمرجعيات المسيحية المختلفة، بالإضافة إلى إبقاء اليد ممدودة إلى شخص رئيس الجمهورية، بعيداً عن باسيل. 

 

لبنان ممراً لطائرة متوجهة لقصف أهداف في دمشق

حازم الأمين/موقع الدرج/02 تموز/2019      

بينما كان متظاهرون دروز لبنانيون مناصرون للزعيم الدرزي الموالي لـ”حزب الله” طلال إرسلان، يقطعون الطريق الذي يصل الجنوب بالعاصمة بيروت، احتجاجاً على قتل دروز من مواطنيهم الموالين للزعيم الدرزي وليد جنبلاط اثنين منهم، مساء يوم الأحد الفائت، عبرت من فوق رؤوسهم طائرات حربية إسرائيلية متوجهة إلى دمشق لقصف مواقع إيرانية في محيط العاصمة السورية. ليست المصادفة وحدها هي ما جعل من هذا المشهد ممكناً. وعلى غير ما يمكن أن نعتقد، المشهد شديد البساطة والانسجام. مناصرون لـ”حزب الله” من الدروز يقطعون الطريق على جنوده الآتين من قراهم في جنوب لبنان. وطائرات تمر من فوق رؤوسهم متوجهة للقصف في دمشق. وعلى بعد كيلومترات قليلة، صعوداً نحو الجبل كان وزير التربية أكرم شهيب يفاوض الأجهزة الأمنية لتطويق الاشتباك الذي أفضى إلى مقتل اثنين من مناصري خصمه الوزير في الحكومة ذاتها، صالح الغريب.

الطيار الإسرائيلي المتوجه بمهمة واضحة ومحددة، أشاح بنظره حين لاح له مشهد ازدحام السيارات على مداخل العاصمة. فالمهمة تقتضي تركيزاً يجب عدم تبديده بترهات “الشعوب” اللبنانية. هذا ما فكر به، على رغم أنه يدرك تماماً أن ما يحصل أسفل طائرته ليس هذياناً. إنه حكاية ناس وجماعات. كما أنه في المسافة الوسطى تماماً بين المطار الذي انطلق منه، وبين الهدف الذي يتجه إلى تدميره! وقبل وصول الطائرة إلى سماء خلدة، كان ناشط على السوشيل ميديا من الشيعة المعارضين لـ”حزب الله” يقيم في قرية حدودية، ألغى منشوراً كان يهم بكتابته عن الاشتباك الدرزي – الدرزي، واستبدله بآخر قال فيه: “طائرات إسرائيلية عبرت سماء قريتنا متجهة نحو الشرق”.

لم يجرف هواء الطائرة المندفعة إلى دمشق وجهة المشاعر اللبنانية المحتدمة. بقيت خلدة وكفرمتى مركزي الانشغال. حتى طابور السيارات الهائل الآتي من الجنوب، لم تشغله طائرة متوجهة لقصف مواقع ربما تضم عناصر من الأهل والأقارب. لقد هاجم دروزٌ دروزاً، وعلى الشيعة أن يباشروا الإفصاح عن تمسكهم بسلطة الدولة، وبضرورة سحب السلاح من أيدي مناصري وليد جنبلاط. فهل يعقل أن تتسلح طائفة دون غيرها من الطوائف؟

لم يجرف هواء الطائرة المندفعة إلى دمشق وجهة المشاعر اللبنانية المحتدمة. بقيت خلدة وكفرمتى مركزي الانشغال.

المشهد من السماء كان على النحو التالي: آلاف السيارات متوقفة على المدخل الجنوبي للعاصمة. أصحابها لا يشعرون بالضجر على نحو ما يشعر عادة المختنقون بالأزمات المرورية. الشيعة أمضوا أوقاتاً من التشويق مساء يوم الجمعة. الطائرات الإسرائيلية لم تنغص عليهم تمضية ذلك الوقت على المدخل الجنوبي للعاصمة. الموارنة بدورهم بدوا حائرين. الحرب لم تنل منهم، على رغم أن جبران باسيل هو من تسبب فيها. مدونو “14 آذار” الجدد اتهموا الزعيم الجديد بالوقوف وراء فتنة الدروز. قالوا إن قرار بلدية الحدث بمنع بيع المنازل أو تأجيرها للشيعة ولغير المسيحيين، أنتج قابلية لفيدراليات طائفية، أفضت بدورها إلى واقعة كفرمتى. هذا فيما حذر مدونون من الجماعة ذاتها من الفتنة الدرزية – المارونية، وأثرها على خيار “الجبل اللبناني”.

الدقائق القليلة التي استغرقتها رحلة الـ”أف 16 من الجليل إلى دمشق شهدت كل هذا العصف العاطفي والمذهبي. والطيار كان عليه أن يخترق كل هذا الهذيان لكي يصل إلى هدفه.

الشيعة يقاتلون في دمشق، وهم اليوم، في لحظة عبور الطائرة، محتجزون أمام “دارة خلدة” حيث المير طلال إرسلان يستعد لإلقاء خطاب عن نائب “الدماء”، وإلى جانبه وزير “حزب الله” في الحكومة محمود قماطي يعلن أن زمن الميليشيات والسلاح غير الشرعي ولى إلى غير رجعة! في هذا الوقت كان صاحب إمارة الجبل وليد جنبلاط خارج البلاد. نصب كميناً وغادر البلاد.

لبنان المختنق بأهله وبجماعاته، ليس أكثر من ممرٍ لطائرة متوجهة لقصف مواقع إيرانية في دمشق.

لبنان المختنق بأهله وبجماعاته، ليس أكثر من ممرٍ لطائرة متوجهة لقصف مواقع إيرانية في دمشق. كل هذا الضجيج لم يخفف من اندفاع الطائرة، ولم يثر رغبة لدى قائدها لمعرفة المزيد. الطريق سالكة، من الحدود إلى الحدود. خبر هدير الطائرة الذي سمعه المدون الشيعي في قريته الحدودية، وصل إلى بيروت أسرع من صوت الطائرة، لكن الخبر لم يحدث ذهولاً. بقي اللبنانيون منجذبين إلى أصوات الرصاص المنبعثة من الجبل القريب.

قتيلان شابان. هل من شيء أوضح من هذا الخبر، وأكثر شفافية منه؟ وهل من شيء أوضح من أن يفصح مثقف عن خوفه على “الهوية الجبلية” من التقاتل الدرزي – الماروني؟

الطيار الإسرائيلي لم يجد إلا محمود قماطي، لكي يتبادل معه ابتسامات شفقة على “الهوية الجبلية”، ذاك أن كليهما يدرك أن الحرب ليست هنا، وأن طوائفنا ليست سوى معبر لحروب خارج الحدود.

 

ألا ليت الاستعمار يعود يوما'

حسين عبدالحسين/الحرة/02 تموز/2019

مؤلمة كانت صورة الرجل السلفادوري الغارق وابنته، ذات السنتين، على ضفة نهر ريوغراندي، الذي يفصل المكسيك عن الولايات المتحدة. هي كصورة الطفل السوري الذي كان ممدا ميتا على شاطئ تركي بعد غرق أحد مراكب الموت التي تقل اللاجئين عبر المتوسط. قبلهما، كان فيديو لأب سوري يحمل ولده الصغير بيد، وكيس وضع فيه على الأرجح أثمن مقتنياته المتبقية له في هذا العالم، ويركض مع مجموعة من اللاجئين السوريين، عبر الحدود المجرية، هربا من حرس الحدود. كانت صحفية واقفة تلتقط الصور، ومدّت رجلها، فتعثر الأب ووقع مع ابنه. الأولاد يثقون بأهلهم ثقة عمياء. الأولاد لا يدركون فداحة المشكلة ولا الحلول الممكنة، بل يعتقدون أن أهلهم عظماء، يعرفون كل شيء، يتدبرون كل شيء، ويصلون برّ الأمان. هكذا كنا في حرب لبنان الأهلية: نعرف أن القصف العشوائي مخيف، وأن المرور في طرق محفوفة بمخاطر وجود قنّاص، وأن الحاجز التالي قد يكون من دين مختلف، فيقتلنا بلا تردد. كنا ننظر في وجه أهلنا، صفراء، خائفة، نراهم يركضون، نركض، نراهم يختبئون في الغرفة التي يعتقدونها الأكثر أمنا في البيت، نختبئ.

الملايين ماتوا وهم يركضون، وهم يعبرون، وهم يسبحون في بحار الدنيا وأنهارها

ثم كبرنا، وصرنا أهلا، وصار أولادنا يثقون بنا في الشدائد كما كنا نثق نحن بأهلنا. لكننا صرنا نعرف اليوم، أنه قبل عقود كثيرة، لم يكن أهلنا يعلمون أننا وإياهم سنخرج من الأزمات أحياء. كانوا يتظاهرون بالقوة ليطمئنونا، وكنا نصدقهم. في كل مرة أعيد مشاهدة ذاك اللاجئ السوري الذي يحمل ابنه راكضا ويتعثر برجل الصحفية الخسيسة، أحاول ضبط دموعي. لا أعرف ما سرّ هذا الفيديو. الأب يحمل ابنه وكل ما يملك ويركض. إلى أين؟ لا يعرف؟ في أي اتجاه؟ ما الفرق؟ الولد يثق بأن ابيه سيصل إلى الأمان. لكن الأب تعثر مع ولده وما تبقى له في ذاك الكيس. وقف الأب وما زال يحمل ابنه. هذه المرة، راح الأب يبكي كالأولاد! تلك كانت قمة الألم في المشهد. أحرق بشار الأسد سوريا، ووقف ذاك الرجل على الحدود بين دولتين لا يعرف الفارق بينهما. في يديه ولده وما تيسر. وقع. ثم وقف، وكأنه لم يقف. الدنيا ضاقت به، وبكل السوريين الهاربين من جحيمهم، فراح يبكي، والأرجح أن كلهم بكوا، منهم في سرّهم، ومنهم في العلن. انتهت الإنسانية. بكى الأب، وعرف ابنه ما استغرقني عقود لأعرفه: أن الآباء يبكون، وأنهم لا يقدرون على كل شيء. وأنهم يحاولون، وأنه عندما تنتهي الإنسانية، يقعون، ويبكون، وقد يموتون على ضفة النهر وهم يحاولون إنقاذ أولادهم. لحسن حظ ذاك الصبي، تحولت كبوته مع أبيه إلى قصة عالمية، ففتحت له أوروبا ذراعيها، وقالت له تمنى، وقال الصبي أنه يحب رونالدو، ففتح له نادي ريال مدريد الإسباني أبوابه، ودبر له لعبة كرة قدم بمشاركة رونالدو، وأبيه، وباقي النجوم. لكن الحظ لم يبتسم لملايين الآباء والأمهات والأولاد السوريين، والسلفادوريين، والعراقيين، والصوماليين. الملايين ماتوا وهم يركضون، وهم يعبرون، وهم يسبحون في بحار الدنيا وأنهارها. كيف تتعامل الإنسانية مع هذه المآسي؟ كيف توقف الهرب والبكاء والموت؟ لم يتعامل غالبية البشر مع مأساة الغريق السلفادوري وابنته بعقلانية، بل تحركت فيهم الغريزة القبلية، ورفعوا أصابع الاتهام السياسي. اتهموا إدارة ترامب بالمسؤولية، وقالوا إنها إدارة عنصرية لا إنسانية. رد مناصرو ترامب أن السياسات نفسها مارسها سلفه باراك أوباما، الذي قام بترحيل من اللاجئين غير الشرعيين ضعف عدد من رحلّهم ترامب.

في العالم 260 مليون مهاجر، من الشرعيين وغير الشرعيين، ممن يعيشون في أراض غير أوطانهم، حسب تقديرات الأمم المتحدة، والرقم في ازدياد مضطرد. الهاربون إلى الولايات المتحدة غالبهم من ثلاث دول من أميركا الوسطى هي السلفادور وهندوراس وغواتيمالا، وهي دول تعاني من انهيار حكوماتها، وتحولها إلى دول فاشلة، على طراز فنزويلا: معدلات جريمة عالية، وتضخم، وفقر، وفساد حكومي، وانفلات على كل الصعد. مجموع سكان هذه الدول الثلاثة يبلغ 25 مليون نسمة، ولو هاجر ثلثهم إلى أميركا، قد يؤدون إلى اهتزاز في الداخل الأميركي الذي يحاول التعامل مع قرابة 40 مليون أميركي يعيشون تحت خط الفقر، من أصل 325 مليونا في البلاد. ومثل أميركا التي تحاول ضبط سيل المتسللين إليها، تعطي أوروبا تركيا مئات ملايين الدولارات سنويا حتى تقوم الأخيرة بالحد من هجرة اللاجئين السوريين، فبنت تركيا سورا حدوديا مع سوريا يبلغ طوله 800 كيلومترا، وقام حرس الحدود فيها بقتل 400 من السوريين ممن حاولوا التسلل إليها. كل مرة أعيد مشاهدة ذاك اللاجئ السوري الذي يحمل ابنه راكضا ويتعثر برجل الصحفية الخسيسة، أحاول ضبط دموعي

الدول المستقرة يمكنها استيعاب بضعة ملايين المهاجرين سنويا، بمن فيهم اللاجئين. لكن المعدلات الحالية تشير إلى ارتفاعات أكبر بكثير، ما من شأنه تهديد الدول المضيفة، والتسبب بقيام أحزمة بؤس وفقر حول المدن، وهو ما يرفع من معدلات الجريمة.

أما الحلول البديلة، فتكمن بقيام الحكومات المستقرة بالتدخل في الدول الفاشلة، مثل سوريا وفنزويلا، حتى لو عسكريا، والإطاحة بالحكومات الفاسدة، ورعاية قيام حكومات أرشد، والمساعدة في تنظيم انتخابات وحماية الحريات، وكلها عناصر تسمح بنمو الاقتصاد، وتاليا انخفاض الفقر والجريمة، وبقاء السكان في دولهم.

لكن الخطاب الخشبي المعادي للإمبريالية، بما فيه داخل أميركا، لا يسمح بذلك، بل يصرّ على حق تقرير المصير، وترك الناس تحكم نفسها. يرحل الاحتلال الأجنبي، أو الاستعمار، أو الانتداب، فيلحقه مواطنو الدول التي تركها، ويشتكون من إقفال مستعمريهم السابقين أبوابهم، وكأن لسان حالهم يقول: ألا ليت الاستعمار يعود يوما، فأخبره بما فعل الحكم الوطني، والكرامة الوطنية، والعنفوان.

 

اجتماع القدس ومحاصرة الدور الإيراني

حنا صالح/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

متسرعة جداً كانت تلك الآراء التي ادّعت أن الاجتماع الأمني الرفيع الذي استضافته القدس، وانعقد بمشاركة من نتنياهو، فشل في تحقيق الغاية الرئيسية منه، وهي تحجيم النفوذ الإيراني ومحاصرة الدور الذي تقوم به طهران. من البداية ينبغي الملاحظة أن التوصل لعقد اجتماع هو الأول من نوعه، يضم مسؤولي الأمن القومي في أميركا وروسيا وإسرائيل، بولتون وباتروشيف وشبات، يندرج في سياق اللقاءات التاريخية غير المسبوقة، التي أرست الأسس لبحث أميركي روسي في كيفية معالجة واحدة من أكبر الأزمات التي عرفها العالم، ومنحت إسرائيل مكانة ما كانت لتحلم بها، وترسم بدقة الموقف الروسي على حقيقته، والتعديل الجوهري على كل السياسات الروسية حيال المنطقة.

أهداف اللقاء كانت موضع إشارات دقيقة من جانب الروس، فاستبقت موسكو الاجتماع الموعود بتأكيد الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، فقالت إنها «لا تستبعد تحول اللقاء إلى آلية دائمة لمعالجة الملف السوري وملفات الأزمات في الشرق الأوسط». وبضوء المراوحة السياسية وتنحية مسار جنيف جانباً، وتعثر الصيغ التي طرحتها موسكو، ومنها المتعلق بعودة النازحين وشروطها وموجبات إطلاق ورشة إعمار كبيرة، رأت العاصمة الروسية أنه من الضرورة بمكان الذهاب إلى «استخدام صيغ عمل جديدة من شأنها أن تسهم في المضي على طريق السلام والاستقرار في سوريا، دون أن يُلغي مسار آستانة». ولكن في حقيقة الأمر، أدى مسار آستانة وظيفته، في مسألة مناطق «خفض التصعيد» التي تعرضت للقضم والتصفية تباعاً، ولا يغير شيئاً من هذا المنحى استمرار مسألة إدلب، فهذه المنطقة لها أكثر من خصوصية وأكثر من وظيفة.

لقد انعقد الاجتماع الثلاثي، وأمام الجانب الروسي خطة أميركية لسوريا، تنطلق من التوافق الحتمي على ضرورة تنفيذ القرار الدولي 2254 الذي رسم الإطار المتكامل لحل الأزمة السورية، وتشدد الخطة على عناوين محاربة «داعش» واستئصال الإرهاب، وإضعاف النفوذ الإيراني، والتأكيد على مبدأ المحاسبة عن الجرائم، إلى توفير الشروط لعودة آمنة للاجئين. بهذا السياق كان لافتاً التقويم للاجتماع الثلاثي، الذي قدمه الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، فكشف النقاب عن «التوصل إلى عدد من الاتفاقات المهمة بشأن سوريا»، مضيفاً أن اللقاء الثلاثي اتفق على «رؤية لمسألة ماذا يجب أن تكون سوريا في المستقبل»، وذهب بيسكوف إلى بيت القصيد عندما كشف أن هذا الاجتماع «غدا محطة أساسية لإطلاق قناة حوار جديد حول الملف السوري، والمسائل المتعلقة بالوجود الإيراني في سوريا»، وأنه تم التوافق على «خطط عريضة، بينها عدم السماح بحصول القوات الحليفة لإيران على أسلحة متطورة»، ليضيف أنه سيكون للمجتمعين حوار لاحق حول كيفية القيام بذلك.

عزّز لقاء القدس فُرص نجاح مباحثات ترمب – بوتين، على هامش قمة العشرين، ما من شأنه أن يفتح الباب أمام جولات حوار تفصيلية بين الجانبين. وصار واضحاً أن واشنطن، في سعيها إلى فرض تغير السلوك الإيراني، تجد في سوريا واحدة من أهم ساحات المواجهة، وهي بحاجة لدور روسي فاعل، وبدورها موسكو التي تمسك بأكثر الأوراق السورية لن تتمكن من جني نتائج تدخلها الكاسح في سوريا من دون اتفاق متكامل مع الأميركيين، يؤكد دورها ومكانتها في معالجة أزمات المنطقة والأزمات الدولية. هناك التقاء مصالح، وقد لا يقتصر على المنطقة، وهو التقاء يتم في مرحلة تبرز فيها كل يوم المؤشرات عن التباعد السياسي بين موسكو وطهران، وتبرز فيها كذلك أجواء المنافسة اليومية والصراع على مفاصل النظام السوري المتهالك.

رغم ذلك، تبدو إيران مطمئنة لما أنجزته في المنطقة، ومرتاحة إلى رسوخ دورها وصعوبة الحدِّ النوعي من نفوذها، واقتلاع الوجود الذي استثمرت فيه طويلاً، وشكلت المليارات التي تدفقت عليها إثر الاتفاق النووي أبرز الشروط لترسيخ هذا الوجود. ورغم الاختناق الاقتصادي، نتيجة العقوبات على الاقتصاد الإيراني وكل من يتعامل مع إيران، نجد أن لدى طهران بدائل، تعمل بقوة من خلال شبكات التهريب عبر العراق وبحر قزوين وسوريا ولبنان. التحايل على العقوبات لم يتوقف، ومن الصعوبة بمكان القول إن تصفير الصادرات النفطية أمر سهل ومحسوم، لا، بل لدى طهران البدائل الكثيرة التي تمول أنشطة ميليشياتها في المنطقة، وتؤمن نفوذها، ومن المبكر القول إن حكام إيران سيفرطون بسهولة في أوراقهم، بسوريا أساساً أو العراق ولبنان، وربما تتعامل طهران مع الوضع الجديد انطلاقاً من قناعة لديها أن فعالية التحرك ضدها ستتأخر، لأن موسكو حتى اجتماع القدس لم تكن مستعجلة على إبراز الهوة المتزايدة بين البلدين.

في لبنان مثلاً رغم كل ما يشاع من معطيات عن نتائج انعكاس العقوبات على «حزب الله»، والتزام القطاع المصرفي تنفيذ العقوبات، ما جعل من فتح الحسابات وتحريك الأموال مسألة صعبة، ورغم ما يتم الكشف عنه من ملاحقات خارجية وتوقيفات وتفكيك أنشطة، لا بد أن النظام الإيراني عمل سنوات طويلة على تركيبها مع بدائل لها، فإن الحزب أنشأ اقتصاداً موازياً، وهو يستأثر بالجزء الرئيسي من الاقتصاد الأسود، الذي يحرم الخزينة مبالغ كبيرة، يفترض أنها أموال اللبنانيين، وهذا الاقتصاد الأسود محمي، لأنه جوهر نظام المحاصصة الطائفي، لذا البحث في الميزانية العامة ذهب باتجاه فرض الضرائب على العامة، مع المضي في سياسة تغطية الخلل المدمر.

الأمر عينه يُقال عن العراق، مع فارق كبير بعدما تم تشريع «الحشد الشعبي» جيشاً رديفاً، قراره بيد قاسم سليماني، وتمويله من جيوب الشعب العراقي، الذي يشرب الماء الملوث ويفتقر للكهرباء ويعاني من تراجع في كل الخدمات وازدياد فلكي في المحسوبية والفساد. أما في سوريا وهي بيت القصيد، فالبلد الممزق، وتتوزع السيطرة عليه إمبراطوريات عالمية وإقليمية، وتعرض لأبشع عملية اقتلاع سكاني وتغيير ديموغرافي، جرى إرفاقه بتطبيق القانون رقم 10 (المتعلق بأملاك الغائب على غرار القانون الصهيوني)، ونجم عنه استقدام وتوطين عشرات الألوف من الباكستانيين والهزارة الأفغان والإيرانيين وسواهم، وقد منحوا الجنسية السورية، ويتم ربطهم بمشروعات اقتصادية، وهم يتبعون «الحرس الثوري»، وفي الوقت نفسه هم أصوات انتخابية عندما يحين أوان التسوية.

ولأن الصعوبات بهذا الحجم، والمهمة شاقة وطويلة، فما تحقق في اجتماع القدس كبير للأطراف المشاركة فيه، وسيجري لاحقاً توزيع الأدوار، فيتابع العدو الإسرائيلي الضغط العسكري لمنع التمركز والتسلح النوعي، إلى اتساع العقوبات والضغط السياسي المرفق بالعروض، وتنشيط آلية الحوار الجديدة، لبلورة الأثمان المطلوبة مقابل أي خطوة، فيما لا أحد سيكون مستعجلاً لتحقيق التسوية السياسية.

 

غياب صحافي كبير

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

كان وليد عوض من «الشوافع» في الصحافة اللبنانية. أي من كتبة التسامُح والتصافح وتجنب الافتراء والإيذاء والابتزاز، بصرف النظر عن سياسة، أو طبيعة، أو أخلاق المطبوعة التي يعمل فيها. وعندما أصبحت له مجلته الأسبوعية الخاصة، «الأفكار»، حرص على أن تكون مثله تماماً، راقية ومتزنة وغاية في الاجتهاد. عاش سنواته الطويلة مجتهداً ومؤدباً وباشاً ولا يحسد موظفيه على نجاحهم أو أرزاقهم. ولم يرسل مرة الاتهام الظالم أو الإجرامي المجاني على زميل أو صديق أو عدو. واعتبر أن السبق الصحافي في الاجتهاد والجمال، وليس في البشاعة وعدمية القيم والأخلاق.

وأدرك مبكراً أنه قادر على التميز في «الريبورتاج» فتكرس له. وبرع فيه. وحافظ على مستوى أخلاقي رفيع في علاقاته مع السياسيين والحكام والدول: إذا عارض، كان شريفاً، وإذا والى، كان أديباً. وشاع عنه طوال العمل المهني المديد أنه صحافي بلا أعداء أو خصوم. ولما أصدر «الأفكار» وضع فيها كل خبرته الصحافية، وكل ضوابطه الأخلاقية وقيَمه الوطنية. ولم ينسَ مرة أنه جاء من طرابلس وتقاليدها وكونها أكثر المدن محافظة في لبنان.

وسع آفاقه المهنية بالثقافة والقراءة والسفر. وتقرب من أهل السياسة الذين يفيدون في معرفة التاريخ. وانصرف خلال حقبة طويلة إلى المقابلات التي تثري عمله وقراءه معاً. وظل مجتهداً ومقتصداً في كل شيء. فلم يقلد الناشرين في البذخ والإسراف، ولا عمل بقاعدة «اصرف ما في الجيب يأتِ ما في الغيب». جعل حجم طموحه في نطاق مقدرته، مع أن كفاءته كانت أكبر بكثير. ظل حسابياً في كل شيء، ومهنياً في كل عمل. لا مبالغة ولا اعترار. لم يذل نفسه للذين أكرموه، ولم يحاول أن يذل الذين حجبوا عنه، أو تجاهلوا الاعتراف به، مع أنه عاش وعمل وبرز، في عصر كانت الصحافة خلاله تقوم أحياناً بقطع الطرق، وتحرض أحياناً على قطع الأعناق. هو، بقي في جانب العقل منها، وفي جانب التعقل من حياته. ولم يكن ذلك سهلاً في جيله. فقد كان التنافس بين من يكون عدوانياً أكثر من الآخر، وبين من يخيف الأوادم أكثر من غيره، وبين من يتخيل صنوف الافتراء أكثر من سواه.

هو كان من «شوافع» المهنة. وظل نقياً برغم التلوث الذي أحاط بها حتى قضى عليها. وبالإضافة إلى ما ترك من مؤلفات جميلة وعمل أنيق، يترك أثره الأهم، «الأفكار»، ونتمنى أن يكون الأبقى أيضاً.

 

عود لأيام نوري السعيد

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

وردني كثير من التعليقات على موضوع نوري السعيد؛ رئيس الحكومة العراقية في العهد الملكي، مما يدل على أن الرجل لم يمت. ما زال العراقيون يروون حكاياته وأعماله؛ سلباً أو إيجاباً، ومنها حكايات إفطاره مع كثير من الفنانين والأدباء. وكان مما وردني عن ذلك رسالة من الأخ والزميل إبراهيم الزبيدي، وأذكرها بالنص نظراً لأن الأخ الزبيدي كان مسؤولاً عن الإذاعة العراقية خلال وجوده في العراق، وسبق له أن أصدر كتاباً يروي تجربته بعنوان: «دولة الإذاعة». فهو بحق خير مصدر لكل ما يتعلق بالإذاعة العراقية وكثير من شؤون العراق، كما أعرف. كتب لي فقال:

«تحياتي واحترامي واعتزازي...تكملة لحكاية أيام نوري السعيد كما رواها لي الراحل موحان:

حين شرح موحان للباشا (نوري السعيد) الأمر وأخبره بأن ليس في إمكانه تغيير الأغاني لعدم وجود المسؤول عن قسم التنسيق، والذي لديه وحده مفاتيح قسم المكتبة التي تحتوي على أشرطة الأغاني والموسيقى، شعر الباشا بالأسف لأنه قسا على موحان وهو بريء. فدعاه إلى منزله القريب من الإذاعة لتناول فطور الصباح معه، وهكذا كان.

وهذه؛ أخي أبا نايل الحبيب، هي زبدة القصة. لم يفعلها ولا يفعلها قبله أحدٌ من حكام العراق.

لك من أخيك كل مودة».

يا عزيزي إبراهيم؛ هذه حكاية طريفة ككل ما يروى من الحكايات عن نوري السعيد. ما يلفت النظر فيها ومن غيرها أيضاً من حكايات متعلقة بنوري السعيد، أن الباشا كان دائماً يدعو الفنانين والأدباء للمجيء إلى بيته صباحاً وتناول الإفطار معه. هكذا فعل مع المونولوجيست الكبير عزيز علي؛ كما أتذكر.

هذا أمر عجيب يبعث في نفسي التساؤل. المعتاد في رؤساء الحكومات والمسؤولين أن يدعوا الناس لتناول الغداء أو العشاء معهم. لماذا كان الباشا يدعو الناس إلى الإفطار معه؟ لم تذكر يا أخي إبراهيم أنه دعاك أنت أيضاً يوماً للفطور معه. هذه حكاية سيكون لها ما يكون.

الحقيقة أن هذا السلوك يتطلب محللاً نفسياً ملماً إلماماً جيداً بتاريخ العراق وحياة نوري السعيد في العهد الملكي. ولا أريد أن أطيل في الموضوع... وأنا لم أفطر أو أتعشى مع الباشا يوماً لأعرف.

 

قمة العشرين: التأثير السعودي قطع الطريق على تجار الأزمات

يوسف الديني/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

تمضي السعودية بخطوات وثّابة في سباق الاستقرار ودولة الرفاه عبر حصد المزيد من النجاحات الحقيقية على مستوى التأثير في اقتصادات الدول الكبرى والأسواق العالمية من خلال اقتناص كل الفرص لبناء شراكات استراتيجية تصّب في صالح الاقتصاد الوطني الذي تشير كل الأرقام الدولية إلى تعافيه بشكل متسارع، ولا يمكن فهم تلك الحفاوة الكبيرة التي لقيها مهندس الرؤية الجديدة للسعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة العشرين إلا بأنها تتويج لجهد طويل منذ أن أخذ على عاتقه شجاعة اتخاذ القرار الجريء بتبديل جلد الاقتصاد السعودي المعتمد بشكل إدماني على النفط، وبدأت الشراكات مع الدول الكبرى على رأسها الولايات المتحدة، والصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، إضافة إلى تبني استراتيجية الاقتصاد السياسي في تأهيل وإعادة دعم الدول العربية التي تصدّعت اقتصاداتها بعد الانزلاق في فوضى ما سمي بـ«الربيع العربي»، وبغض النظر عن تحوّلات ومآلات الفاعلين السياسيين في تلك الدول ظلّت السعودية بالجوار والقرب وبصمت تدعم تلك الدول لتستعيد عافيتها، بينما ينشط تجار الشنط والأزمات وعلى رأسهم حلف «التقويض» الإيراني والتركي وتابعتهما دولة قطر التي تجاهلت قمة العشرين وانشغلت بقيعان الأزمات السياسية وصولاً إلى الإسفاف والتضليل في الاستثمار في «الموت» بكل أنواعه وما أكثرها في منطقة فقدت منطقها.

وبمناسبة حلف «التقويض» فإن ما حدث من صعود التأثير السعودي مجدداً في السياق الدولي الذي عكسته قمة العشرين، أسهم في انتعاش سوق السياسة السوداء الذي يبرع فيه الملالي وإردوغان وقطر وهم يحاولون التعالق مع جثة الإسلام السياسي في محاولة لإنعاشه، وذلك عبر التكالب على استهداف المملكة وإعادة لعب ذات الكروت المحروقة من اليمن إلى خاشقجي والحجّ إلى قضايا مجتمعية داخل السعودية باتت مع هذا الحلف الذي يستهدف المملكة أشبه بالميديا الموسمية يتم إعادتها وتنميقها كل مرة في محاولة لإيقاف خطى الرؤية السعودية الداعمة لاستقرار المنطقة.

ما يجهله حلف «التقويض» لاستقرار الدول هو أنه يفقد اليوم حتى أوراقه التفاوضية والقدرة على التأثير والفعل السياسي الذي يتطلب قوة اقتصادية ورؤية صادقة وبعيدة المدى، وعلاقات إقليمية وسيادية قائمة على الاحترام المتبادل، كما يتطلب ذلك حسماً مضنياً في الموقف من الإرهاب والعنف وخطابات التحريض والمعارضات الممولة ودكاكينها الحقوقية والصحافية، وهم حسم صحيح أنه كلف السعودية الكثير من التحريض والاستعداء، ولكنه كما قال ولي العهد في أول ظهور إعلامي إنه لا يمكن اليوم في عالم يزداد تعقيداً العودة إلى الوراء أو «المربع الأول».

السعودية تملك أوراقاً تفاوضية عالية القيمة، ويكفي مساهمتها الفاعلة مع الإمارات في دعم إعادة استقرار الكثير من دول المنطقة بعد أن عبرت فوضى الربيع العربي، كان أهمها دعم الشعب المصري وثورته التصحيحية، واعتبار أن استقرار البحرين مسألة وجودية كما الحال لإعادة الشرعية لليمن، وإيقاف مشروع الملالي ووجهه الآخر مشروع الخلافة.

حلف استهداف الاستقرار يعاني من أزمة لا تتصل بالآخرين، قدر أنها مسألة هويّة ذاتية بنى عليها مشروعيته التي تتجاوز فكرة ومفهوم الوطن إلى مشروع هيمنة متوهم وغير واقعي قائم على الشعارات التي لا يمكن أن تصمد مهما علا صوتها أمام حاجة الشعوب إلى الاستقرار والأمان والعيش الكريم والتطلّع للمستقبل، وهو ما عكسته مفارقة الاحتجاجات الخجلى في إيران تجاه أزمات الداخل باستبدال أميركا بالتضخم كشيطان أكبر.

الكيانات السياسية المتمثلة في أشخاص أو أحزاب وميليشيات لا يمكن مهما حاولت بناء علاقات صحيّة وجيدّة مع الدول المؤثرة إقليمياً، لأن مشروعها قائم على الاستثمار في الفوضى كما الحال مع سلوك هذه الدول القائم على تبني الأقليات السياسية وأحزاب المعارضة وجماعات العنف سنيها وشيعيها.

والحال أن ما حدث لظاهرة «الإردوغانية» التي باتت منذ سنوات تتجاوز شخص إردوغان أو حتى حزبه، وهي حالة تلبس الكيانات السياسية الشمولية لعباءة الدولة ومنطقها يؤكد أن مأزقها هو مأزق هويّة سياسية، وهو ما بدا واضحاً في سلوك تركيا - إردوغان الأخير في التدخل السافر في الحالة الليبية، ومحاولة إعادة خلق شعبيته عبر التدخلات العابرة لانكساراته الداخلية وتدني شعبيته، وهو ما يعكس سلوك ترحيل الأزمات الذي تبرع فيه هذه الكيانات السياسية التي لا تعبأ بمفهوم استقرار الوطن، وقد سبق أن رأينا هذا الاستثمار في أجواء الأزمات لكسب الشرعية مراراً، سواء في المحاولة كل مرة مجدداً لاستهداف دول الخليج واستعدائها ومحاولة إضعاف تحالفها مع الولايات المتحدة أو مكانتها في المجتمع.

الفخ الذي وقعت فيه «الإردوغانية» ونسختها القطرية هو خطأ محاولة التشبه بسلوك ملالي إيران مع الفوارق الكثيرة، من خلال تهديد سيادة الدول، ومحاولة خلق اقتصادات الأزمة والعيش عليها وتضليل مواطنيها بشعارات المقاومة والصمود التي بلغت في لغتها وطرائق تكريسها إعلامياً ضرباً من الكوميديا السوداء.

 

حبيبتي مروحتي

مشعل السديري/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

أنا من أنصار نومة (القيلولة) حتى ولو لعدة دقائق، المهم أن أغيب عن الدنيا وما فيها، وأكثر ما يغيظني ويكدر صفو نومي هي الأصوات المزعجة التي تأتيني من الخارج، وتقتحم عليً هجعتي وخلوتي في غرفة نومي، ولكي أقضي عليها تفتقت عبقريتي على شراء مروحة هوائية صغيرة أكبر ما فيها صوتها المتصل على وتيرة واحدة لا ترتفع ولا تنخفض طوال ثماني ساعات في نومتي الليلية، ونصف ساعة في نومتي الظهرية، إلى درجة أنني أحملها في سفراتي الداخلية والخارجية حتى لو ذهبت إلى بلاد (الواق واق)، فإنني أحملها معي قبل حقيبة سفري، والغريب أنه مضى على رفقتها معي أكثر من 25 عاماً وهي لم تتذمر أو تتعب أو تتعطل في أي يوم من الأيام، إلى درجة أنني بدأت أشك أنها (مروحة جنيّة). أعود إلى القيلولة التي أصبحت عند بعض الشعوب الأوروبية كإسبانيا وإيطاليا أمراً ضرورياً مهما كانت شدة انشغال الناس.

ويمنع الضجيج خلال وقت الـ(SIESTA) - أي القيلولة - في هذه الدول من الساعة الواحدة وحتى الثالثة من بعد الظهر، أما عاقبة خرق القوانين فغرامة مالية كبيرة قد تصل إلى 450 يورو.

وينصح الأطباء بالركون إلى النوم ولو لدقائق قليلة بعد الغداء، لما لذلك من فوائد صحية ونفسية، كما يؤكدون أن لها أيضاً فاعلية في الحماية من الجلطات القلبية والدماغية. ومنذ صغري وأنا أسمعهم يرددون أن (النوم سلطان) ولا ألقي لما يقولونه بالاً، لأنني من أنصار عمر الخيام الذي قال: فما أطال النوم عمراً، ولا قصّر في الأعمار طولُ السهر. غير أنني أجزم أن سلطانة النوم عن جدارة هي الكندية تيفاني آدمز التي كانت مسافرة من كيبك إلى تورونتو في رحلة مدتها ساعة ونصف، وغرقت في نومة عميقة في آخر الطائرة، ونزل جميع الركاب والكباتن والمضيفين، والعجيب أنهم لم يفطنوا للسلطانة النائمة، لهذا أغلقوا عليها الأبواب، ولم تصحُ إلا بعد منتصف الليل، وقامت مذعورة تتخبط في ظلام دامس وبرد شديد، وزاد رعبها عندما وجدت أن هاتفها المحمول غير مشحون وبطاريته فاضية. وعند الفجر أتى عمال النظافة والمسؤولون ليهيئوا الطائرة لرحلة جديدة، ليفاجأوا بهذه المرأة الشعثاء الممتلئة عيناها بالغمص تخرج عليهم وهي تتنطط وتأخذهم بالأحضان من شدّة الفرح. أما ما يخصني فلا أذكر أنني نمت بالطائرة في أي رحلة حتى لو كانت مدتها 17 ساعة متصلة، والسبب أن مروحتي العزيزة يرفضون أن أحملها معي في داخل الطائرة.

 

روسيا: النفط والسياسة

فيتالي نعومكين/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

يبدو أنه حتى الآن لم يتمكن أي شخص من الدول المنتجة للنفط من إعطاء إجابة محددة عن السؤال القديم: هل النفط نعمة أم نقمة؟ إذ إن المشاكل التي تجلبها هذه الثروة لمن يملكها كثيرة للغاية، رغم أن الفوائد التي تجلبها واضحة أيضاً (وهذا ينطبق بالكامل على الغاز الطبيعي). تمكنت روسيا وكذلك شركاؤها من الدول العربية المصدرة للنفط من الاستفادة الكاملة من فرص التنمية التي يوفرها امتلاك الموارد النفطية، مع أن هناك عدداً ليس بالقليل من الدول التي فشلت في ذلك. فليس من قبيل الصدفة، ما قاله ومنذ زمن بعيد، وزير النفط الفنزويلي السابق (من حقبة ما قبل الثورة في هذا البلد) عن أن «النفط هو براز الشيطان». ولعل استخدام النفط لأغراض سياسية كان أحد الأسباب التي دفعت الوزير إلى وصفه بهذه الصورة الحادة.

بالمناسبة، فإن إحدى مفارقات السياسة النفطية الحديثة مرتبطة بفنزويلا بالذات. ففي بداية عام 2019 حدثت أشياء غريبة في سوق النفط، عندما أصبحت فنزويلا، من ناحية، هدفاً للعقوبات الأميركية والأوروبية الصارمة، ومن ناحية أخرى، كانت لا تزال روسيا تحت وطأة العقوبات، رغم أنها ليست بنفس الصرامة. من الواضح أن شحنات النفط المباشرة من فنزويلا إلى الولايات المتحدة بدأت في الانخفاض بشكل حاد. فإذا كانت واردات النفط الفنزويلي إلى الولايات المتحدة في نهاية يناير (كانون الثاني) قد بلغت 587 ألف برميل يومياً، فإنها في الأسبوع الأخير من فبراير (شباط) انخفضت إلى 83 ألف برميل يومياً، واستبدل فرق الواردات، كما ذكرت إدارة أمن الطاقة الأميركية، بشحنات من المكسيك والسعودية.

ما يلفت هنا هو أن إدارة أمن الطاقة الأميركية لم تقدم أي معلومات عن الواردات من روسيا، بينما قدمها بنك «كراكاس كابيتال ماركتس» الاستثماري قدمها في مذكرة لعملائه. والمثير للدهشة أن هذه الإمدادات ازدادت بشكل كبير. فخلال أسبوع واحد من 23 فبراير إلى 1 مارس (آذار)، تم تسليم 3.19 مليون برميل من النفط وزيت الوقود (مازوت) الروسي المصدر إلى الموانئ الأميركية، مقارنة مع الرقم الأخير لعام 2018 الذي كان 1.8 مليون برميل في الأسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو أكبر حجم منذ عام 2011. وعزاه البنك إلى تكيّف الأسواق الأميركية مع فقدان النفط الفنزويلي. في الوقت نفسه أبحر قسمٌ من ناقلات النفط مباشرة من روسيا - من موانئ سان بطرسبرغ ونوفوروسيسك. وفي 15 مارس، ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن متوسط الحجم اليومي لإمدادات النفط الروسية للولايات المتحدة خلال الفترة الماضية من العام بلغ 150 ألف برميل.

أما مصافي النفط الأميركية، وفقاً لما قاله حينها راس ديلين الشريك الإداري للبنك المذكور أعلاه لوكالة الأنباء الروسية «آر بي كا»، فباستطاعتها زيادة استيعاب النفط الروسي ثلاثة أضعاف. وقال أيضاً إن «من المفارقات أن الروس يستفيدون من انهيار فنزويلا: دولة معادية لا تزال تحت وطأة العقوبات تحل مكان دولة معادية أخرى ترزح تحت وطأة العقوبات في إمدادات الولايات المتحدة». ورغم عدم وجود بيانات دقيقة تؤكد ما إذا كانت هذه الزيادة الكبيرة قد حدثت أم لا، فإن الميول واضحة. في الوقت نفسه، لا تواصل روسيا تزويد فنزويلا بالمنتجات النفطية فحسب، على سبيل المثال النفثا الثقيلة (Naphtha) اللازمة لتخفيف النفط اللزج، بل وتشتري النفط الفنزويلي. في الواقع، بالنسبة لروسيا التي تدعم فنزويلا وتدين العقوبات ضدها، تبين أن هذه العقوبات مفيدة من الناحية التجارية. هنا لا يوجد تناغم بين التجارة والسياسة.

أما بالنسبة إلى الولايات المتحدة فهي، وبالتوازي مع الزيادة في إنتاج النفط (حيث كان النمو منذ بداية هذا العام 5 في المائة، بعد أن وصل، وفقاً لوكالة أمن الطاقة، إلى 12.4 مليون برميل يومياً)، لا تقلص مشترياتها فحسب، بل وتزيدها، ليصل احتياطي النفط في البلاد منذ بداية العام إلى 483 مليون برميل، أو 10 في المائة. لهذا السبب، فإن الولايات المتحدة التي دخلت ضمن أكبر ثلاثة منتجين للنفط في العالم، قادرة إذا لزم الأمر، على أن يكون لها تأثير خطير على أسعار النفط في السوق العالمية.

حجم إنتاج النفط في فنزويلا انخفض بنحو النصف بسبب العقوبات المفروضة على الشركة الفنزويلية «بي دي في إس إيه». بيد أن روسيا لا تنوي عدم إيقاف مشتريات النفط الفنزويلي فحسب، بل بإمكانها زيادتها في حال تلقت طلباً من كراكاس لهذا الغرض، وفقاً لما صرح به وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك. في الوقت نفسه، تنظر شركة «روس نفط»، شريكة فنزويلا، إلى هذه العملية كعملية تجارية حصرية، يتم تنفيذها لصالح مساهمي الشركة وخالية من أي مكون سياسي. بطبيعة الحال تريد شركة «روس نفط» تأكيد سمعتها كشريك موثوق.

هذا مهم للغاية، خصوصاً بعدما تسببت فضيحة حديثة بضربة لسمعة شركات النفط الروسية وخسارة مادية لشركة «ترانس نفط» ناجمة عن ضخ نفط ملوث بمواد الكلور العضوي عبر خط أنابيب «دروجبا» المتجه إلى أوروبا بسبب إجراءات غير مسؤولة اتخذتها شركة «ترانس نفط - بريفولغا» التي تعتبر فرعاً لشركة «ترانس نفط». حاول، على الفور، معارضو مشروع «السيل الشمالي 2» استغلال هذا الحادث المؤسف لموسكو في صراعهم من أجل تقويض هذا المشروع، لكنهم لم ينجحوا في الحد من تصميم مؤيديه في أوروبا. لقد تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في روسيا للتخلص من عواقب هذا الحادث والتحقيق لا يزال جارياً وسيحصل المتضررون على التعويضات، وسيتم فرض نظام يمنع وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل.

تولي روسيا خلال عملها في سوق النفط أهمية خاصة للتعاون مع المملكة العربية السعودية. هناك آمال كبيرة معلقة على هذا التعاون في هذا المجال، خصوصاً بعد منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي الذي عقد الشهر الماضي وشارك فيه وفد ضخم وعالي التمثيل من المملكة. من المهم، كما لاحظ نوفاك، أن الطرفين اتفقا على تنسيق عملهما في سوق الطاقة العالمية وعلى العمل مع أعضاء «أوبك» الآخرين. وكما أصبح معروفاً، لقد توصلوا إلى اتفاقات محددة أخرى.

في الوقت نفسه، يبقى مستقبل اتفاقية خفض إنتاج النفط «اتفاق أوبك +» متعلقاً بتطور الوضع في سوق الطاقة في النصف الثاني من العام وديناميكية العقوبات وبالتوازن الجديد للعرض والطلب وغير ذلك. بيد أن البعض أعربوا عن شكوكهم بشأن جدوى تخفيض الإنتاج، قلقاً من أن تواصل الولايات المتحدة زيادة الإنتاج وستكون قادرة على التهام حصة روسيا في سوق النفط. هذه المخاوف، على وجه الخصوص، أعرب عنها الرئيس التنفيذي لشركة «روس نفط» إيغور سيتشين.

يفترض المحللون أن سعر برميل خام «برنت» قد ينخفض في نهاية المطاف إلى ما دون 40 دولاراً وربما يصل إلى 30 دولاراً، الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي للغاية على مصالح المنتجين الروس وعلى الدولة. فحسب ما صرح به ديمتري مارينتشينكو، المدير الأول لفرع وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، إذا انتقل أطراف الاتفاقية إلى سياسة الإنتاج الحر غير الخاضع للرقابة، فإن هذا سيكون محفوفاً بـ«هبوط قوي في الأسعار، خصوصاً في ظروف عدم اليقين بشأن نمو الاقتصاد العالمي بسبب الحروب التجارية». بالمناسبة، صناعة النفط الروسية شهدت مرات عدة الانخفاض في الأسعار إلى ما دون 30 دولاراً، كان آخرها في نهاية عام 2016 بسبب نمو الإنتاج وتكدس المخزون والمخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي. لكن، بشكل أو بآخر، من الصعب أن نتخيل أن روسيا يمكن أن ىتذهب نحو الانسحاب من الاتفاق.

من الصعب التنبؤ بما إذا كانت روسيا ستربح أم ستخسر نتيجة لتطور الأحداث في سوق الطاقة، وكيف سينعكس على السوق تأثير العمليات السياسية في العالم التي لا يمكن لأحد أن يعتبر نفسه بمنأى عنها.

 

الأعراض الجانبية للسياسة الأميركية

حمد الماجد/الشرق الأوسط/02 تموز/2019

من حق الرئيس ترمب أن يصور تراجعه عن إشعال الحرب مع إيران على أنه حرب نفسية تهيئ إيران لاتفاقية نووية تحوي بنوداً موجعة لم تكن لتقبلها لولا التهديدات الترمبية، كما أن من حق الرئيس الأميركي تصوير هذه التهديدات والتراجع على أنها تكتيكات كر وفر، وإقدام وإحجام، أو إقناع الرأي العام أن «الحنية» تغشت قلب الإدارة الأميركية فأقلقها احتمال سقوط ضحايا، لكن ما لا يدركه بعض الساسة هو تقدير الكلفة الباهظة لهذا «الاستعراض السياسي» أو ما يمكن أن نطلق عليه الأعراض الجانبية للقرارات السياسية.

القرارات السياسية في الغالب علاجية، وكل علاج له أعراض جانبية، وهذا أمر طبيعي حتى في قرارات الحياة الاعتيادية للأفراد والمجتمعات، لكن الخطورة، كل الخطورة، حين تغلب آثار الأعراض الجانبية فتحدث خللاً أشد ضرراً وخطورة من الحالة المرضية المراد علاجها، فقرار ترمب التراجع عن قرار الحرب ضد نظام إيران، الذي لم يصدقه أقل الناس وعياً بألاعيب السياسة وتفكير الساسة، ترك أعراضاً جانبية صبت في صالح النظام الطائفي التوسعي الديكتاتوري في إيران. أخطر هذه الأعراض الجانبية أن هذا التراجع الأميركي خلق شعوراً لدى النظام الفاشي الإيراني بأنه قوي مهيب وعصي على الاجتثاث، وهذه في حد ذاتها تركت أثراً على ثقتها بالإبقاء على مكتسبات تمددها ونفوذها السياسي والعسكري والآيديولوجي في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ثم إكمال طموحها التوسعي الموصوف بأنه بلا سقف، كما أن ارتباك الإدارة الأميركية في التعامل مع الملف الإيراني وعدم تنفيذ تهديداتها جعل التهديدات الأميركية مكشوفة بل ربما مثار تندر البعض، فالرئيس الأميركي أوباما، سلف ترمب، مارس لعبة تهديدات «الجعجعة بلا طحين» ضد نظام الأسد الذي أهلك حرث الشعب السوري ونسله وفتك وشرد الملايين دون أن يطلق رصاصة واحدة على رأس الأفعى، وواصل الرئيس ترمب اللعبة نفسها مع فنزويلا، وحين جاء الدور على إيران تحول شك الرأي العام في التهديدات الأميركية للنظام الإيراني إلى موجة من التندر.

وقل الشيء ذاته عن الأعراض الجانبية للتعامل بالحديد والنار لتسوية الأزمة الليبية، فإن اعتماد الحل العسكري لتقويض حكومة الوفاق في طرابلس أوجد مناخاً لتفريخ الجماعات المتطرفة وتعزيز قوتها ونفوذها، بل إن المحاولات العسكرية المتكررة لقوات المشير حفتر للسيطرة على طرابلس، علاوة على أنه لم يحقق كل غاياته، فإنه أسهم في توحيد جبهات القتال للميليشيات المتطرفة، الأمر الذي جعل قوات المشير حفتر تنسحب من مدينة غريان القريبة من طرابلس. وهكذا كان تعامل بعض الأنظمة العسكرية في منطقتنا في الستينات من القرن الماضي مع عدد من الحركات الإسلامية بالسجن والإعدامات، فإنه وإن بدا أنه حل جذري لإنهاء وجودها واستئصال شأفتها، فهو لم يقضِ عليها، بل كانت له أعراض جانبية خطرة، حيث وفر بيئة ولدت فيها جماعات التشدد والعنف والتكفير لتتكاثر وتتمدد على صورة «القاعدة» ثم «داعش» إلى بقية المجموعات الإرهابية التي رأيناها تتكاثر كالجراد في العراق وسوريا وسيناء والصومال واليمن وأفغانستان.

 

بنادق فصائل الابتزاز أضاعت فلسطين وقضيتها

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/02 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76294/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a8%d9%86%d8%a7/

لم يعد مستغرباً رفض الفلسطينيين أي مبادرات لحل قضيتهم، فالفصائل التي تمثلهم اعتادت أسلوب الابتزاز السياسي والمتاجرة بالقضية من أجل المال لا أكثر، وهي المسؤولة عن تحويل هذه القضية العربية إلى خلاف فلسطيني – إسرائيلي، لأنها أدخلتها في دهاليز المساومات بطريقة بشعة، وبدلاً من أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية في التصدي للاحتلال راحت تؤجر بندقيتها لتصفية حسابات الأنظمة العربية بين بعضها بعضاً.

منذ إعلان المؤتمر اليهودي الأول في “بازل” عام 1897، وبدء ثيودور هرتزل تنفيذ مقررات ذاك المؤتمر، لم يبادر الفلسطينيون، خصوصاً النخبة منهم، إلى تأسيس حالة وطنية للتصدي لذلك المشروع، وبدلاً من أن يأخذ العرب بنصيحة المغفور له الملك عبدالعزيز، رحمه الله، بعدم إرسال الجيوش في عام 1948 إلى فلسطين، ودعم أهلها بالمال والسلاح، واستخدام الأسلوب الصهيوني نفسه في الحرب، سارعت تلك الأنظمة إلى إرسال الجيوش التي تستخدم السلاح البريطاني والفرنسي المحكوم بضوابط استخدام من الدولتين المستعمرتين آنذاك، فكانت فضيحة السلاح والذخيرة الفاسدين التي شكلت الحجة الأساس في انقلاب الضباط الأحرار على الملك فاروق، لتتحول بعدها التجربة المصرية مساراً للانقلابات في العالم العربي، وكلها ثورات اتخذت من فلسطين شعاراً لها لضمان تأييد الشعوب العربية التي كانت تحركها عواطفها.

بنى اليهود نظريتهم على أساس ديني بحت، سواء أكان من خلال القول إنهم يعودون إلى الأرض التي وعدهم الله بها، وبناء هيكل سليمان في القدس، أو حديثهم عن المظلومية التاريخية واستعطاف نسبة لا بأس بها من دول العالم، وهو ما تمثل في الاعترافات المتسارعة بالدولة الوليدة فور طرحها في الامم المتحدة، فيما العرب لم تكن لهم أي ستراتيجية، ولا قدرة للفلسطينيين على تشكيل قوة سياسية وعسكرية، بل للأسف أن بعض المتمولين والإقطاعيين الفلسطينيين، يومذاك، تعاملوا مع القضية على أنها مصدر ربح لهم، فباعوا مساحات كبيرة من الأرض إلى الوكالة اليهودية، لينفقوا أموالهم على اللهو، في ملاهي بيروت أو العواصم الغربية.

الأساس الخطأ الذي بنيت عليه الرؤية الفلسطينية للتعامل مع هذه القضية الوطنية تسبب في توسيع الاحتلال سيطرته على كامل فلسطين، بل إن تلك الفصائل مهدت الطريق لتطبيق نظرية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ليفي أشكول الذي قال: “نخوض كل عشر سنوات حرباً مع العرب، وبدلا من أن يطالبوا بتحرير فلسطين سيطالبون بالأرض التي احتلت، وهكذا ينسون فلسطين”، فعلت الفصائل ذلك من حيث تدري أو لا تدري، فكانت تساعد إسرائيل على تحقيق أهدافها.

فهي أشعلت الحرب الأهلية في الأردن من خلال سعيها إلى إسقاط النظام في عام 1970، بما عرف يومها بـ ” أيلول الأسود “، كما تدخلت في لبنان وغذت حربه الأهلية، وارتكبت الجرائم الإرهابية في عدد من الدول العربية، لا سيما الخليجية، متهمة كل من يقف ضدها بالعمالة للصهيونية والامبريالية والرجعية، وغيرها من الاتهامات التي تحولت لأزمة في مواقف تلك الفصائل.

لم يستفد الفلسطينيون من تجارب الشعوب الأخرى، خصوصا الفيتناميين، الذين قاتلوا الفرنسيين إلى أن دفعوهم للانسحاب من أرضهم، وكذلك ألحقوا أكبر هزيمة بالولايات المتحدة الأميركية التي اندحرت في عام 1975، والمفارقة أنه بينما كان قادة المقاومة الفيتنامية مجهولين، ولم يكشف عنهم إلا في مفاوضات السلام في باريس عام 1974، وبرز أحدهم، وهو الزعيم هوشي منه، فإن قادة الفصائل الفلسطينية كانوا يركزون على الأضواء الإعلامية، ويخوضون معاركهم من الفنادق وليس الخنادق، ويطالبون الدول بالسعي إلى تحرير أرضهم، كأن يطلبوا من ابن سعود أن يدفع بالسعوديين إلى قتال الإسرائيليين، وكذلك ابن صباح وحكام الإمارات، فيما هم يستمتعون بأموال العرب، كما هي الحال اليوم مع “حماس” التي يقيم قادتها في قصور وفنادق قطر، وينفقون بسخاء على متعهم من أموال إيران التي أسلموا لها قيادهم.

طرحت الكثير من المبادرات للحل منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، وفي كل مرة كان الرفض يأتي من الجانب الفلسطيني، واليوم حين تطرح خطة سلام تحفظ لهم حقوقهم، وتشكل بداية لحل قضيتهم نراهم يجتمعون على رفضها، لأن ذلك سيفقدهم مصدر ابتزاز الدول العربية التي تدفع اليوم غالياً ثمن هذه القضية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية عرض مع داليما سبل تطوير العلاقات اللبنانية الايطالية

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الحكومة الايطالي السابق ماسيمو داليما الذي يترأس مؤسسة "Italiani Europei"، وعرض معه الاوضاع العامة في لبنان لا سيما في الجنوب.

وتطرق البحث الى العلاقات اللبنانية - الايطالية وسبل تطويرها في مختلف المجالات بالاضافة الى التعاون العسكري القائم بين البلدين، لا سيما بعد مؤتمر "روما 2".

 

عون استقبل عبد الساتر ومطر

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الراعي الجديد لأبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر والراعي السابق المطران بولس مطر. وهنأ الرئيس عون المطران عبد الساتر بانتخابه رئيسا لأساقفة بيروت للموارنة، متمنيا له التوفيق في مسؤولياته الروحية والوطنية الجديدة. وتسلم الرئيس عون دعوة لحضور القداس الإلهي الذي سيحتفل به المطران عبد الساتر يوم الأحد 14 تموز في كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت الساعة الحادية عشرة صباحا، وذلك لمناسبة توليه مقاليد رعاية الأبرشية.

 

عون أبلغ وزيرة القوات المسلحة الفرنسية تقديره الدعم الفرنسي للجيش: لبنان ملتزم بالقرار 1701 ومتمسك بعودة النازحين السوريين دون انتظار الحل السياسي

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

أشاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورانس بارلي، بعلاقات الصداقة والتعاون التي تربط بين لبنان وفرنسا، مؤكدا الرغبة بتعزيزها في المجالات كافة، منوها خصوصا بالدعم الذي تقدمه فرنسا للجيش اللبناني وبمشاركتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل). وخلال اللقاء الذي حضره عن الجانب الفرنسي السفير برونو فوشيه وعدد من ضباط البحرية الفرنسية، وشارك فيه عن الجانب اللبناني وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ووزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، أكد الرئيس عون على التزام لبنان قرار مجلس الأمن الرقم 1701، لافتا إلى ان الوضع مستقر على الحدود اللبنانية الجنوبية في وقت تستمر الاتصالات للبدء بمفاوضات لترسيم الحدود البحرية والتي تتولى الولايات المتحدة الأميركية عبر السفير ديفيد ساترفيلد تقريب وجهات النظر بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي لمباشرة التفاوض بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وشدد الرئيس عون على أن لبنان متمسك بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم من دون انتظار الحل السياسي للأزمة السورية، لا سيما وأن القسم الأكبر من سوريا بات مستقرا والتوتر محصور في منطقة لا تشكل سوى 10% من أراضيها. ولفت رئيس الجمهورية الوزيرة الفرنسية إلى أن عمليات إعادة النازحين السوريين الراغبين في العودة من لبنان إلى سوريا مستمرة وبلغ عدد العائدين نحو 300 ألف نازح، لم تتبلغ السطات اللبنانية تعرضهم لأي تضييق أو ضغوط بعد عودتهم. كذلك، شدد الرئيس عون في هذا الإطار على قدرة لبنان على التفاوض مباشرة مع السلطات السورية لاستمرار انسياب عودة النازحين، مستغربا إصرار المجتمع الدولي على عدم المساهمة في هذه العودة، وعدم تجاوب الأمم المتحدة مع طلب لبنان تقديم مساعدات عينية للنازحين العائدين إلى بلادهم وذلك بهدف تشجيعهم على العودة.

وتم خلال اللقاء الحديث عن الاحتفالات التي ستقام لمناسبة مئوية لبنان الكبير والتي تمتد طوال سنة كاملة، وستتضمن فعاليات مشتركة بين الدولتين اللبنانية والفرنسية.

وكانت الوزيرة بارلي نقلت إلى الرئيس عون تحيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتمنياته له بالتوفيق، مركزة خصوصا على التعاون القائم بين لبنان وفرنسا في مجالات عدة لاسيما منها التعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والفرنسي، مشيرة إلى استعداد بلادها لتعزيز قدرات الجيش اللبناني وفقا لمداولات مؤتمر "روما 2" الذي عقد العام الماضي.

 

بري التقى ساترفيلد ووزيرة الدفاع الفرنسية

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط السفير ديفيد سارتفيلد، يرافقه السفيرة الاميركية اليزابيث ريتشارد. وجرى تقييم شامل لما حمله خلال فترة زياراته المكوكية والطروحات التي كان يحملها لمقاربة الموقف اللبناني، وقد تحقق فعليا نتائج متقدمة على صعيد البدء بعملية تثبيت الحدود البحرية اللبنانية ومعالجة التحفظات اللبنانية على الخط الازرق. إلا أن دور الامم المتحدة وتجميد تنفيذ ما يتفق عليه حتى نهاية عملية الترسيم برا وبحرا كسلة واحدة، ما زالا موضع معالجة، إذ يحرص لبنان على دور ممثل الامم المتحدة في لبنان برعاية الاجتماعات وتفويت فرصة اقتناص الحقوق اللبنانية على العدو الاسرائيلي. وكان بري استقبل ظهرا وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي يرافقها السفير الفرنسي برونو فوشيه على رأس وفد من الوزارة، في حضور الدكتور محمود بري.

 

باسيل عرض مع ساترفيلد في مستجدات ترسيم الحدود البحرية وفقا لمصالح لبنان النفطية

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الموفد الاميركي المكلف رعاية المفاوضات بين لبنان واسرائيل لتحديد الحدود البرية والبحرية ديفيد ساترفيلد، الذي اطلعه بشكل مفصل على الخطوات التي قام بها الاسابيع الماضية سواء في اميركا او في اسرائيل. وكانت وجهات النظر متطابقة حول نقطة اساسية وهي ضرورة ايجاد الحل لموضوع ترسيم الحدود البحرية حفاظا على مصالح لبنان النفطية. وسيستكمل ساترفيلد جولته على المسؤولين اللبنانيين، وقد يضع الوزير باسيل مجددا في صورة لقائه مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري.

بدوره سينقل الوزير باسيل للحكومة ما سمعه من ساترفيلد وسيضع رئيس الجمهوريةالعماد ميشال عون في الاجواء.

 

الحريري أرجأ جلسة مجلس الوزراء المكتملة النصاب ريثما يتم تنفيس الاحتقان: الامن خط احمر ونأمل ايجاد الحل مع سعاة الخير

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019 الساعة

اعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري انه "بعد اكتمال النصاب في مجلس الوزراء، قرر تأجيل الجلسة الى وقت يعلن لاحقا، ريثما يتم تنفيس الاحتقان السائد حاليا في الشارع ويأخذ القضاء مجراه"، معبرا عن اسفه واسف الحكومة "لسقوط الضحايا"، متمنيا "الشفاء العاجل للجرحى".

وابدى الرئيس الحريري ارتياحه "للتجاوب الكبير بين جميع الافرقاء لحل المشكلة التي حصلت"، مؤكدا ان "الاولوية بالنسبة للمواطنين، ليس الخطابات السياسية التصعيدية وانما تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي"، مشددا على ان "الامن بالنسبة لي خط احمر".

وبعد رفع الجلسة، تحدث الرئيس الحريري للصحافيين فقال: "بداية اود ان اعلن باسمي وباسم الحكومة عن اسفنا العميق للضحايا والجرحى الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين، فدماء كل شاب لبناني غالية علينا جميعا ولاي حزب انتمى. أوجه تعازينا الحارة لاهل الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل والسلامة للجرحى وان يتجاوز الجبل وكل لبنان هذا القطوع". اضاف: "هناك اخبار كثيرة صدرت في وسائل الاعلام حول تفجير جلسة مجلس الوزراء، الا ان ما حصل اليوم هو ان النصاب كان مكتملا وأتى الوزراء، ولكن كما تعلمون هناك مشكلة في البلد وبسببها قررنا ان نعطي انفسنا بعض الوقت، وانا وافقت ان أرأس حكومة وفاق وطني، لا حكومة خلاف وطني". وتابع: "نحن بحاجة الى 48 ساعة لتنفيس الاحتقان، لذا قررت تأجيل الجلسة، ولكي يأخذ القضاء مجراه. وقد تم اليوم تسليم بعض المطلوبين، كما القى الجيش اللبناني القبض على مطلوبين اخرين والقضاء سيأخذ كل الخطوات لمعاقبة من ارتكبوا هذه الجريمة".

حوار

ثم دار حوار اجاب في خلاله الرئيس الحريري على اسئلة الصحافيين، فسئل: هل ستحال الحادثة على المجلس العدلي؟

أجاب: "ما يهمنا هو النتيجة، وأن يحال من ارتكب هذه الجريمة إلى القضاء الذي سيكون حاسما في هذا الشأن، ولا أحد سيمانع في ذلك، وهناك تعاون كبير من قبل كل الأفرقاء. للأسف هذا الأمر حصل ولكن ماذا نفعل؟ هل نفجر الوضع أم نحاول ضبط الخلاف واعطاء القضاء الفرصة للعمل وأن تقوم الأجهزة الأمنية والعسكرية بواجبها؟ الخلاف اليوم ليس على المجلس العدلي أو غيره، ما يهمنا هو نتيجة ما سيحصل وتسليم من ارتكب هذه الجريمة. وأنا أرى أن هناك تجاوبا كبيرا جدا من قبل كل الأطراف، وهذا ما يهمني، ما هي القضايا التي حلت في المجلس العدلي وما هي نتائجها؟ وبعد ذلك نتحدث بالمجلس العدلي. هذا ليس انتقادا للمجلس ولا للقضاء، لكني أرى أن الطريقة التي تحصل اليوم هي أفضل وأسرع وفي النهاية القضاء سيقوم بعمله".

سئل: ما هو موقفك مما حصل من إغلاق للطرقات في وجه رئيس أكبر تكتل مسيحي؟

أجاب: "لكل شخص الحق بأن يتحدث بما يريد في هذا البلد. هذا الأمر ينص عليه الدستور. كل ما نقوم به هو معالجة ذيول الحادثة التي وقعت يوم الاحد وسالت بنتيجتها الدماء. لكل تحليلاته السياسية. أما بالنسبة إلي، بإمكان اي شخص أن يتحدث في أي مكان يختاره، اما ردة فعل أهالي المنطقة حياله فهو مسؤول عنها. فإذا قررت يوما ما أن أذهب إلى مكان أعرف مسبقا أنه سيتسبب برد فعل سلبي لدى الاهالي، فعلي أن أتحمل نتيجته. لكن الأمن خط أحمر بالنسبة إلي".

سئل: هل تعمل على تخفيف حدة الخطاب السياسي والاحتقان في البلد؟

أجاب: "أنتم تعرفون أنه بالنسبة إلي الخطاب السياسي لا "يطعم خبزا". ما "يطعم خبزا" هو أن ننفذ خطة الكهرباء وخطة "سيدر"، وأن نرفع إيرادات الدولة وأن يتخرج أولادنا من المدارس ويعود الأستاذة إلى الجامعة اللبنانية. أما الخطاب السياسي فهو يعبر عن وجهة نظر حيال الأمور، لكنه لا "يطعم خبزا". العمل الحقيقي الذي يهم الناس هو انجاز الموازنة والاجتماعات التي نقوم بها مع مؤسسات كصندوق النقد الدولي وغيره، وأننا بصدد وضع ورقة النازحين على طاولة مجلس الوزراء".

اضاف: "أريدكم أن تعرفوا أمرا واحدا، نحن في بلد من المؤكد أنه ستحصل فيه خلافات، ولكني أتمنى على الإعلام بشكل خاص، ألا يضخم الأمور التي يتم فعليا حلها، وهناك خيرون كثر. فالرئيس نبيه بري يعمل، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كذلك، ووليد بيك جنبلاط منفتح، وكذلك الامير طلال أرسلان و"حزب الله" وحركة "أمل" وتيار "المستقبل"، جميعنا منفتحون من أجل إيجاد الحلول، ولا أحد يريد أن يفتعل مشكلا في البلد. اليوم حصل ما حصل وأمامنا خياران، إما أن نضخم الأمور أو نعمل على سحب الفتيل من المشكل. أنتم كاعلاميين تمثلون صورة لبنان، وأنا اليوم أتمنى عليكم ان تقدموا صورة جميلة عنه".

سئل: كيف ترى تأخر وصول وزراء "تكتل لبنان القوي" الى السراي؟ وهل هو استهداف لمجلس الوزراء؟

أجاب: "كلا أبدا، انهم جميعا موجودون هنا، وأنا أؤكد لكم أن "تكتل لبنان القوي" لم يشأ تعطيل الجلسة، إنما أنا ارتأيت تأجيلها".

سئل: لماذا إذا تأخر انعقادها؟

أجاب: "لأننا كنا نتشاور وارتأيت تأجيلها. لكن دعوني أقول لكم: إذا أراد أحدهم أن يلعب هذه اللعبة معي فإني أنا من سيتخذ موقفا".

سئل: هل صحيح أنك شخصيا ضد إحالة الجريمة على المجلس العدلي؟

أجاب: "ما يهمني هو الوصول الى نتائج، فاذا تم تسليم المرتكبين، لماذا الذهاب إلى المجلس العدلي؟ لنكن منطقيين وعمليين ونعمل على خفض حدة الخطاب السياسي. فما الذي قدمته هذه المواجهات في الخطابات السياسية سوى الاحتقان وغيره مما يحصل في البلد. صحيح أن هناك أخطاء حصلت، لكني أنظر إلى المواطن اللبناني والى ما يحتاجه، فهو يريد تنفيذ مؤتمر "سيدر" والانتهاء من الموازنة وتأمين الكهرباء، وهذا يدل على ان اهتمامات المواطنين في مكان آخر، وعلينا ان نعمل على تحقيق هذه المطالب. حصلت نقاشات مطولة في مجلس النواب حول الموازنة وغيرها وهذا امر مهم جدا".

سئل: لكن "التيار الوطني الحر" قال أنه لن يحضر الجلسة ما لم تحال الجريمة على المجلس العدلي؟

أجاب: "نحن والتيار الوطني الحر وكل الأفرقاء في الحكومة، نعرف أن هناك مشكلة يجب ايجاد حل لها، ولا يظنن أحد أنه في مكان ما، بإمكانه أن يضع فيتو علي. من يضع علي فيتو أضع عليه فيتويين. هذا الكلام أوجهه لكم في الإعلام، لكي لا تقرأوا في تأجيلي للجلسة أمرا سلبيا، بل على العكس هو أمر إيجابي، لكي نحل المشكلة. ونأمل انه خلال 48 أو 72 ساعة نكون قد تمكنا من ذلك مع سعاة الخير".

سئل: نحن قرأنا في تأخر وصول وزراء "تكتل لبنان القوي" ساعة ونصف الساعة وكأنهم يقولون الأمر لي؟

أجاب: "هذا ما تودون أنتم تفسيره. في النهاية وزراء التكتل حضروا، وأنا اجتمعت مع كل الوزراء، وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي والوزير علي حسن خليل والوزير صالح الغريب، وبعدما رأيت أن الجو محتقن، مارست دوري كرئيس حكومة في تنفيس الاحتقان ولا زلت اعمل على سحب هذا الفتيل بهدوء".

سئل: لماذا يلعب اللواء عباس إبراهيم دور الإطفائي وليس أنت؟

أجاب: "جميعنا نحاول إطفاء الحريق وليس فقط اللواء عباس إبراهيم. كما أني حر كرئيس حكومة أن أستعين باللواء عباس إبراهيم أو بغيره. في النهاية، أود أن أطمئنكم أن الحكومة بألف خير والوفاق بألف خير وإن شاء الله اليوم مساء أو غدا صباحا تعرفون متى ستكون الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، وإن شاء الله تحل كل الأمور".

 

الحريري عرض وساترفيلد الاوضاع في لبنان والمنطقة

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في السراي الحكومي، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد، ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان أليزابيث ريتشارد، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري.

وجرى خلال اللقاء تبادل لوجهات النظر وعرض لآخر المستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة.

 

خلوة بين الحريري ووليد وتيمور جنبلاط في دار الطائفة الدرزية

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عامر زين الدين ان خلوة تعقد في هذه الاثناء بين لرئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط في دار الطائفة الدرزية في فردان.

 

الحريري ترأس اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة دراسة دفتر الشروط الخاص لمشروع عقد ادارة الهاتف الخليوي

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند السادسة والنصف من مساء اليوم اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة دراسة دفتر الشروط الخاص لمشروع عقد إدارة الهاتف الخلوي في حضور نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني ووزراء: الاتصالات محمد شقير، العمل كميل أبو سليمان، الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني والزراعة حسن اللقيس والنائب نقولا صحناوي. بعد الاجتماع، أوضح الوزير شقير أن "البحث تقدم بشكل كبير"، كاشفا أنه" سيتم إدراج المناقصة كبند على جدول مجلس الوزراء في جلسة قريبة".

شكر على تعزية

وكان الرئيس الحريري قد اسقبل وفدا من عائلة الوزير السابق الراحل اللواء سامي الخطيب في زيارة شكر على تعزية.

 

الحريري ورسميون وشخصيات زاروا دار الطائفة معزين جعجع: متمسكون بالمصالحة وأطالب الجميع بعدم إطلاق الكلام المثير للحساسيات

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

غصت دار طائفة الموحدين الدروز اليوم، بالشخصيات الرسمية والسياسية والروحية والأمنية والعسكرية والاجتماعية والأهلية، لتقديم التعازي برئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين. وقد تقبل التعازي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، رئيس الهيئة الإدارية في مؤسسة "العرفان" التوحيدية الشيخ نزيه رافع وهيئتها العامة وامين سر جمعية أصدقاء المؤسسة الشيخ وجدي أبو حمزة، وجمع من المشايخ وعائلة الراحل. ومن أبرز المعزين رئيس الحكومة سعد الحريري، الرؤساء: ميشال سليمان، حسين الحسيني، تمام سلام وفؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ووفد من المشايخ، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، الوزيران أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع على رأس وفد نيابي وحزبي ضم النواب: عماد واكيم، أنطوان حبشي وإدي ابي اللمع، سفيرا المملكة العربية السعودية وليد بخاري، الامارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، النواب: بهية الحريري، نهاد المشنوق، نعمة طعمة، مروان حمادة، شامل روكز، محمد الحجار، فريد البستاني، نديم الجميل، أنور الخليل وفيصل الصايغ، الوزير السابق اللواء أشرف ريفي على رأس وفد. كما حضر عضو المجلس الدستوري القاضي رياض أبو غيدا، مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم، رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء الركن امين العرم، القائم بأعمال السفارة الإيرانية أحمد حسيني، وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم امين السر العام ظافر ناصر ونائب الرئيس دريد ياغي وعدد من أعضاء مجلس القيادة والمفوضين، وفد من "حزب الله" برئاسة مسؤول منطقة جبل لبنان بلال داغر، وفد من "الجماعة الإسلامية" برئاسة الأمين العام السابق الشيخ ابراهيم المصري والنائب السابق عماد الحوت، وفد من حركة "التجدد الديموقراطي" برئاسة الدكتور أنطوان حداد، العماد جان قهوجي، اللواء عصام أبو جمرا على رأس وفد، وشخصيات سياسية وديبلوماسية وقضائية وعسكرية وأمنية ودينية وتربوية وثقافية واجتماعية.

جعجع

واثر تقديمه التعازي، قال جعجع: "بعض الواجبات يقوم بها المرء ويشعر بأنه مدفوع بصداقة صادقة وعلاقة قوية، كنت أتمنى ان تكون المناسبة مختلفة ولكن شاءها القدر كذلك، ومن الواجب زيارة دار طائفة الموحدين الدروز للتعزية وقد كسبنا الحظ في التعرف عليه عن كثب كرمز من الصلابة والرجولة، واذا قاتلته تعلم انك تقاتل أحدا جديا واذا صادقته تصادق رجلا. رحمه الله والعزاء لعائلته ومؤسسة العرفان في اكمال هذه المهمة التي لولاه لربما كانت غير ذلك". وتطرق الى "الاحداث الأليمة التي مرت على الجبل الكبير خلال اليومين الماضيين"، فأبدى أسفه لما جرى، وقدم التعازي الى أهالي الشبان الذين سقطوا، متمنيا على "كل الفرقاء المعنيين مهما تطلب الامر من صبر وحكمة، تجاوز الاحداث التي حصلت وتداعيات وانعكاساتها مستقبلا". وقال: "مصالحة الجبل من المؤكد أنها باقية، وبالنسبة الينا هي مصالحة ثابتة تاريخية وليست حدثا سياسيا، خصوصا واننا نستذكر من خلالها غبطة البطريرك صفير والشيخ علي زين الدين، والأستاذ وليد بك جنبلاط. انها ثابتة تاريخية ولا يستطيع احد التفريط بها، يذهب أناس ويأتي غيرهم والمصالحة باقية وستبقى. من هنا أتوجه الى أبناء الجبل مسيحيين ودروزا، للتمسك بالمصالحة بغض النظر عن الاحداث السياسية التي تشهد تجاذبات وخلافات من هنا وهناك، دون ان ينعكس ذلك على أجواء قرانا وضيعنا ومدننا بإذن الله". وردا على سؤال عن نيته زيارة الجبل في ظل ما حصل، قال: "إن وجودنا اليوم كوفد كبير من القوات اللبنانية هو بحد ذاته قيمة كبيرة جدا، فصحيح أن المناسبة للتعزية بالشيخ علي وانما أيضا له علاقة بنظرتنا الى الجبل ككل. نحن متمسكون بالمصالحة الى ابعد حد، واعتقد انه لم يكن من المفترض ان يحصل ما حصل لانه لا يفيد، والامر ليس للفرقاء المتصارعين، فكل الدولة كانت على علم قبل يومين او ثلاثة بأن الأرض تغلي، وأتصور أن كل الأجهزة الأمنية واستطرادا أتوجه الى وزارتي الدفاع والداخلية، كل العالم على علم حتى الاناس العاديين، بأن ثمة توترا في الجبل، فهل اتخذت التدابير اللازمة؟ ألم نكن تجنبنا ما حصل؟". وقال ردا على سؤال: "مهما كان اتخذ من تدابير لتجنب ما حصل كان افضل مما جرى". وردا على سؤال عما اذا كان الاجدى إلغاء زيارة الوزير جبران باسيل، قال: "مهما كانوا فعلوا لتجنب ما حصل كان افضل حتى لو بإلغاء الزيارة، ولو جرى ذلك لكان كبرا من الوزير باسيل في ظل هكذا أجواء، واتخاذ كل التدابير الأمنية اللازمة، وظهور السلاح في كل الأماكن هذا غير مقبول. إذا، كيفما "برمت" كانت ستنتهي كما انتهت، فما حصل حصل انما لأخذ العبرة، والجبل باق وكي نحافظ على كل شيء فيه، يجب على المؤسسات الأمنية اتخاذ كل الاحتياطات للحؤول دون حصول أحداث مماثلة. ولا اعتقد ان ثمة من يعارض الامر عندما يطلب الجميع ذلك، والاهم المحافظة على السلم الداخلي والاستقرار والسلام". أضاف: "الاتصالات مستمرة مع الأستاذ وليد جنبلاط بأشكال مختلفة وعلى مستويات متعددة، ولسوء الحظ وحسن الحظ انه كان أرسل السيدة نورا جنبلاط الى مهرجانات الأرز لكننا لم نهنأ بالمهرجانات بسبب ما حصل وليت المهرجانات لم تحصل ولا الحادثة أيضا. الاتصالات جارية باستمرار، وأقول للبعض الذين يطلقون حتى اللحظة تصاريح نارية، ثمة عبارة في الانجيل تقول "طوبى للساعين الى السلام فإنهم أبناء الله يدعون". في ظرف كهذا، لا نستطيع إطلاق كلام لا نعلم معناه خصوصا اذا كان يثير الغرائز والحساسيات، وأطلب من الجميع عدم إطلاق الكلام لاثارة الحساسيات، فالكلام يزول والجميع يبقى".

 

الراعي ترأس اجتماعا لمجلس ادارتي تيلي لوميار ونورسات زاخم: لا خوف على لبنان من مواجهة المطبات

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، السيناتور الأميركي اللبناني الأصل سام زاخم الذي قدم تعازيه بوفاة المثلث الرحمة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، لافتا الى انه كان "الصوت الحر والمستقل ولطالما احب لبنان وسيادته".

وقال: "لا خوف على لبنان من مواجهة المطبات التي يعرضه البعض للوقوع فيها لا سيما وان البطريرك الراعي يكمل مسيرة اسلافه باعتماد خطاب وطني جامع، مصلحة لبنان فيه اولوية لا يعلوها اي موضوع آخر". أضاف: "للأسف نلمس مضايقات واضطهادات يتعرض لها المسيحيون في كل العالم والكاردينال الراعي هو صوت المسيحيين في هذا الشرق، وهو ان تحدث يتحدث باسمهم، لذلك نحن ندعم مواقفه بشكل مطلق لأنها مواقف وطنية روحية مشرفة بعيدة عن اية مصلحة خاصة".

جبرا

ثم التقى الراعي رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزيف جبرا، وكان عرض لواقع التعليم الجامعي في لبنان ولأهمية توفير فرص عمل للخريجين الشباب الذين يخسر لبنان طاقاتهم واندفاعهم". وأشار جبرا الى "المستوى الملفت للطلاب الجامعيين الذين يحظون بفرص عمل مغرية ولكن خارج بلادهم"، آملا ان "تتأمن لهم مساحة في قلب وطنهم لينفذوا مشاريع متطورة في كافة المجالات لينمو هذا الوطن الغني بثروة بشرية منوعة اذا ما اتيحت لها فرص العيش بكرامة وحرية وامن وطمأنينة، ابدعت". وقدم جبرا درعا تكريمية الى الراعي باسم الجامعة، عربون "تقدير واحترام ومحبة على دوره الروحي والوطني في المجتمع"، وتسلم من الراعي ميدالية بكركي البرونزية تقديرا لعطاءاته في المجال الأكاديمي.

اجتماع

وبعد الظهر، ترأس البطريرك الماروني في قاعة القديس يوحنا بولس الثاني في الصرح البطريركي ببكركي، اجتماعا لمجلس ادارة شركتي "تيلي لوميار" و"نور سات"، بحضور راعي ابرشية جونية المارونية المطران انطوان نبيل العنداري واعضاء مجلس الإدارة. استهل اللقاء بصلاة رفعها الراعي على نية المثلثي الرحمة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والمطران رولان ابوجودة، وقال: "إننا نشعر دائما بروحيهما معنا يعضداننا من السماء". وهنأ الراعي مجلس ادارة الشركتين على "العطاء اللامحدود الذي تقدمانه بمجانية لامتناهية وبهدف وحيد هو خير الإنسان المؤمن، ونشر القيم المسيحية والرسالة المسيحية الحضارية". ثم كان بحث في المقررات التي اتخذت من قبل مجلس ادارة الشركتين، وعرض لاعمال ونشاطات العام 2018 ولموازنة العام 2019 وغيرها من المواضيع.

 

التيار المستقل: لطالما حذرنا من لغة الغرائز وشحن النفوس

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الاسبوعي في مقره في بعبدا برئاسة اللواء عصام أبو جمرة وأصدر بيان بعد الاجتماع اعرب فيه المجتمعون عن اسفهم "لما تسببت به الاستفزازات المتكررة خلال الجولات الحزبية من تشنجات ادت الى وقوع ضحايا من قتلى وجرحى كان آخرها نهار الاحد الفائت على مدخل قبرشمون"، وتوجهوا الى "ذوي الضحايا بتعازيهم الحارة"، آملين أن "تكون هذه الحادثة الاليمة التي وقعت في منطقة عاليه خاتمة أحزان اللبنانيين". واشار البيان الى انه "لطالما حذر التيار المستقل من لغة الغرائز وشحن النفوس واللعب على الوتر المذهبي لشد العصب الحزبي: من وصف رئيس حركة امل بـ"البلطجي "الى زعزعة مصالحة الجبل بخطاب دير القمر وقبل إطفاء نار الفتنة التي اججتها في النفوس زادها توترا زيارة منطقة بشري من جهة وخطاب الكحالة بلغة الغرائز والشحن بالعودة الى الحرب الاهلية في مناطق حساسة بعصبيتها تحضيرا لمعركة رئاسة قبل أوانها ما سبب الادانة والاستنكار، حتى التحدي لوقف هكذا حركات، ففي وطن متنوع وتعددي كلبنان لا الزعامة تؤخذ بالقوة ولا المناصب تولى بالاكراه". ونصح المجتمعون "بتوجيه العمل على مكافحة الفساد بالجرم المشهود من اعلى الهرم". وتساءلوا" لماذا لم يؤخذ بكلام كاشفي بعض الفساد كالاستاذ نسيب غبريل والقاضي مروان عبود وكأن المسؤولين اداروا لهؤلاء الاذان الصماء فلا المجالس الفضفاضة الغيت ولا الهدر في المرافىء والادارات الرسمية توقف ولا التقشف طبق جديا على اصحاب الثروات ولا الوزارات غير المجدية والهيئات الناظمة المكلفة ألغيت، بل العكس صحيح إذ لا تزال ذهنية المحاصصة تطبق لدى المسؤولين آخرها تناتش مقاعد المجلس الدستوري بدل اعتماد الكفاءة والسمعة الممتازة وهو السلطة العليا الضامنة لكبح التجاوزات والمخالفات الكبرى في الدولة من اعلى الهرم الى اسفله". وطالبوا "بتقليص عدد النواب الى 108 مع تشريع قانون جديد للانتخاب يعيد التوازن والعدالة الى الحياة السياسية في لبنان وعدد وزراء الحكومة الى 18 وزيرا. ما يخفض المصروف غير المجدي في هاتين المؤسستين ويريح الموازنة بدل الاجحاف بحق المتقاعدين".

 

كتلة المستقبل اجتمعت برئاسة الحريري: لعدم التفريط بمصالحة الجبل وما حصل مؤشر خطير لاصطفافات جديدة أعادتنا الى مناخات الصراع الأهلي

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم، في "بيت الوسط"، اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية، تم خلاله عرض آخر المستجدات والاوضاع العامة في البلاد، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب محمد الحجار، تابعت فيه الكتلة "بقلق شديد التطورات السياسية والأمنية التي شهدتها منطقة عاليه أواخر الاسبوع الماضي"، ورأت فيها "مؤشرا خطيرا لاصطفافات جديدة أعادت اللبنانيين الى مناخات الصراع الأهلي والسجالات الحادة والاتهامات المتبادلة التي لا وظيفة لها سوى تعطيل مسار الدولة والخروج على قواعد العيش المشترك". وأشارت الى أنه "غني عن التأكيد في هذا المجال، ان التصدي للازمات الاقتصادية والاجتماعية والعمل الجاري لوضع البيان الوزاري والبرنامج الاستثماري موضع التنفيذ، لن يكون في متناول اي حكومة مهما تحصنت بعوامل الوفاق الوطني، على وقع الاضطراب السياسي والأمني المتنقل والنفخ المتواصل في العصبيات الطائفية والمذهبية، وزرع الشقاق والتفرقة بين المكونات الوطنية وأبناء الملة الواحدة". واذ أسفت الكتلة "للضحايا التي سقطت في حادث قبرشمون، وتقدمت بالتعازي من اهالي الضحايا، وتمنت الشفاء للجرحى"، نوهت ب"الاجراءات التي أعلنها مجلس الدفاع الأعلى والنقاش المسؤول الذي تجاوز أي دعوة لاقحام الجيش والقوى الأمنية في مواجهات غير محسوبة النتائج مع المواطنين"، وعبرت أيضا عن ارتياحها "للتوجهات التي أعلنها الرئيس سعد الحريري في المؤتمر الصحافي، وتشديده على وجوب التفرغ لمواجهة الاستحقاقات والتحديات الماثلة وإبقاء العمل الحكومي وقضايا المواطنين في منأى عن تداعيات الاحتقان السياسي والأمني". وأكدت ان "المصالحة الوطنية التي تحققت في الجبل بعد سنوات من المعاناة والحروب، هي أمانة لدى كافة القيادات المعنية لا يصح التفريط بها او التلاعب بمكوناتها وتوازناتها تحت اي ظرف من الظروف"، مجددة دعوتها الى "حماية هذه المصالحة وترسيخها والتوقف عن كل ما من شأنه اعادة عقارب الساعة الى الوراء، وتخريب الأسس الحقيقية للحياة المشتركة بين المكونات السياسية والروحية لأهل الجبل".

 

باسيل بعد اجتماع التكتل: نريد العيش في البلد بشراكة ومساواة كاملتين ومصالحة عميقة وتجنب الفتنة

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري برئاسة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، في المقر العام للتيار - ميرنا الشالوحي.

وقال باسيل بعد الإجتماع : "من الطبيعي أن نقدم تعازينا للوزير صالح الغريب وللمير طلال أرسلان ولكل أهل الجبل ولكل مصاب بشهيد أو جريح وأن نعبر عن أسفنا لما حصل. هذا ليس من عاداتنا ولا يمت بصلة الى زمن نعيش فيه بسلام بين بعضنا البعض ونحن نتطلع الى تعزيزه وتمتينه، وهو يذكرنا بفترة مضت، بحرب لا نريد أن نرى منها مآس أو أحزانا، إضافة لأنه يمس بهيبة الدولة برمتها والسؤال عن وجودها، لذلك من المؤكد إن ما حصل مرفوض من كل اللبنانيين ولكن نحن علينا مسؤولية المساهمة بلملمة ما حدث، فلا أحد يريد مشكلة بين اللبنانيين، ولا أحد يريد الفتنة، جميعنا نريد أن نعيش بسلام بين بعضنا البعض، ولكن علينا أن نشرح لماذا نصل الى هنا حتى نتفادى، ولكي نمنع هذا الأمر من الحدوث". أضاف: "نحن نقوم بجولات للتيار الوطني الحر في كل الأقضية اللبنانية من دون استثناء، وقد تكون هذه هي المشكلة، فلا يقتصر برنامجنا على منطقة دون أخرى، فأنا أقوم كل سنة بجولة على كل الأقضية منذ انتسابي للتيار. إحدى هذه الجولات على سبيل المثال كانت في الشوف، عندما اخترنا نحن والحزب التقدمي الإشتراكي على إقامة قداس في دير القمر، تحت عنوان: التوبة والغفران. صعدنا وجلنا على مجموعة قرى وختمنا النهار بقداس وبلقاء مع التيار".

وتابع: " هذه الجولات نحن نقوم بها للتيار الوطني الحر، فإن اطلعتم على البرنامج تدركون أنه مع نساء التيار، مع شباب التيار، مع هيئة القضاء، مع مجلس القضاء وأحيانا ترتدي اللقاءات طابعا إنمائيا، سياسيا، وما الى ذلك". وسأل الوزير باسيل: "لماذا في كل المناطق؟ لأن التيار موجود في كل المناطق، في كل الطوائف من دون استثناء، ومن الطبيعي عندما نتوجه الى منطقة أن نزور كل المناصرين، فبالأمس عندما كنا في عاليه، لدينا هيئة في صوفر، وها نحن نفتح مكتبا في صوفر، كما لدينا في الكحالة، وفي القماطية وفي منصورية بحمدون، ونحن لا نستطيع أن نجول على القرى كلها في يوم واحد، لذلك نحن نقصد ما هو مميز، ومؤكد هذه المرة في الجولة على عاليه كانت هناك هيئات جديدة وانتسابات جديدة وأكثريتها من دروز وشيعة، من قضاء عاليه فقررنا أن نمر بهم من جملة التنوع الذي نعيشه نحن داخل تيارنا ومن الحالة الوطنية التي نعيشها والتي هي قيد النمو".

وقال: "إذن هذا الأمر الذي يحصل نحن سعداء بهذه القدرة على التمدد والتوسع في القرى والطوائف والمناطق، وهذه رغبتنا لنكون حقيقة تيارا وطنيا يتخطى كل الطوائف والمناطق. إذا نظرتم سترون أننا زرنا الى الآن عشرين قضاء في لبنان، وكان علينا أن نزور بعد نحو خمسة أقضية. والسؤال الآن لماذا تزعج هذه الجولات؟ إنه السؤال الأساسي. نحن لا نتحدث في هذه الجولات إلابكلام انفتاحي، مادين يدنا، وأحيانا تأتينا الردود في كل مرة، بالأبواب، بالمفاتيح، بالتقاليد، بالتوازنات، ونحن بالنسبة لنا كل المناطق اللبنانية مناطق لنا، ولنا أهل فيها وأحبة ومناصرين وبيت للتيار الذي هو بيتنا".

أضاف: "عاليه منطقة عزيزة، وكذلك الشوف والجبل، فيها بيوت كبيرة وصغيرة، وهناك بيت خلدة وبيت المختارة، وبيت دير القمر، وبيت الدامور، وبيت الكحالة، وكل قرية لها بيوتها وأهلها، ونحن نرى اللبنانيين جميعهم سواسية، وكل منهم يعني لنا الكثير واحترامه واجب علينا".

و عما حدث تحديدا في عاليه قال: "تعرفون أنه قبل يومين، قبل أن نتحدث في الكحالة يوم الأحد، بدأت قنبلة هنا وآر بي جي هناك، واستمرت التقارير على هذا المنوال نحو ثلاثة أيام مما استدعى أن يأخذ كل من الجيش والقوى الأمنية الحيطة لمنع أية إشكالية من الوقوع. وترافق ذلك مع مواقف سياسية وتحريض، وكلام سياسي عالي النبرة، وإبان تنقلنا، بدأنا نرى تجمعات إعتراضية على الطريق، الى أن وصلنا الى شملان، على الدير الأنطوني حيث كان مقررا أن نتناول طعام الغداء، وأن نكمل الجولة بعد ذلك لأن مخيما لشباب التيار الوطني كان أقيم منذ فترة في كفر متى، أردنا المرور بهم، كما أن صديقنا الوزير صالح الغريب وعمه لما عرفوا أننا في المنطقة دعونا الى تناول القهوة وكان في نيتنا تلبية الدعوة وهذا ما حدث".

وتابع: "أولا ونحن في شملان وردت معلومات وصور وتلقيت اتصالا من قائد الجيش يدعونا الى الإنتباه لأن هناك تجمعا في كفرمتى، والى تجنب المرور من هناك، وطلبنا من الشباب أن يجدوا طريقا بعيدا عن أي إمكانية للاحتكاك. ثم تلقى وزير الدفاع الياس بو صعب الذي كان يرافقنا اتصالا من أحد الوزراء في الحكومة يخبره أن هناك مشكلة تقتصر على حي واحد في كفرمتى حيث هناك تجمع، داعيا الى سلوك طريق آخر آمن ولا إشكال فيه، وعندما أبلغني وزير الدفاع بذلك أعلمته برغبتي بالعدول عن الذهاب فلا داعي لذلك. وعندما اتصلت من باب اللياقة بالوزير الصديق الغريب للاعتذار، أصر على أن تتم الزيارة نظرا لعدد الأشخاص الذي كان يترقب زيارتنا، معبرا عن رفضه إقفال أي طريق من جانب أي كان، فأبلغته أني لست هنا لتكون هناك مشكلة مع أحد، فتحمس وقال لي: أنا آت إليك." وقال: "لقد أتى وفي تفكيره أننا سنذهب معه، وهناك تفاصيل أتركها للتحقيق، وحاول من محبته أن يقنعني بمرافقته، ومن جهتي أبلغته عن عدم استعدادي لوقوع أية إشكالية جراء الزيارة، في كفرمتى أو في جوارها، فنحن هنا من أجل تعزيز العيش الواحد" أضاف: " أبلغت رئيس الجمهورية بإلغائي للزيارة وتحدثت مع قائد الجيش لضمان عدم حدوث أية إشكالية، وأنا أعرف أن الجيش كاف لفتح طريق، وتفريق التجمع، للسماح لنا بالإنتقال الى حيث نريد، ولكن نحن لا نريد الذهاب الى أي مكان بالقوة العسكرية، بل نريد الذهاب بشكل طبيعي، وفهمنا أن هناك كمينا أمنيا وسياسيا ولم نرد الوقوع فيه بكل بساطة لأننا لم نحب الوقوع في الفتنة، فتجنبناها

وتابع: "بالتالي انتظرنا قليلا لنعيد تموضعنا متجنبين الذهاب الى كفرمتى فتبلغنا عندها الخبر بحصول اطلاق النار وسقوط الشهداء، ومن الطبيعي أن نلغي عندها الزيارة، ولكنني بقيت قليلا هناك حتى التأكد من تبلغ الجميع بذلك وبمغادرة الجميع الى منازلهم كي لا نسمح بأي ردة فعل، وتأكدنا من عدم إقفال طريق الكحالة، وعدم نزول الناس الى متعطف الكحالة، وأبلغناها أننا نرفض قطع الطريق ولا نقبل بهكذا ردات فعل، وتأكدنا من عدم وقوع أي خطأ من جانبنا، ونزلنا والتزمنا بالصمت لتفادي تزايد الإحتقان. في واقع الأمر كل ما حاولنا تفاديه وهربنا منه، وقع، لأنه كان محضرا، فوقع وسقط نتيجته الشهداء الذين سقطوا".

وأردف الوزير باسيل: "كل هذا التصرف الذي رأوه اللبنانيون يوم الأحد، فوجئت عندما عدت لسماعي تصاريح أن كل ذلك وقع بسبب الكلام الإستفزازي الذي قلناه. وأنا أود أن أخبركم بسر عن ما هما الكلمتان الأساسيتان اللتان قلناهما قبل الوصول الى شملان وكفرمتى، فلدي هنا تفريغ كلمتي كل من الكحالة وصوفر، في الكحالة تحدثنا عن معبر مفتوح دائما للتلاقي، أنتم نموذج لصمود الناس في قراهم، وجعلتم أهل سائر المناطق، كعاليه، يصمدون فيها، ويعودون. نريد العودة الناجزة، وتحدثنا عن الأرض والقلب المفتوح. أرض مفتوحة وقلوب مفتوحة في الكحالة. تكلمنا عن الشرعية، الدولة، الدستور، القانون، وهذا ما تجسده الكحالة".

أضاف: "في صوفر، لأننا كنا نفتح مركزا جديدا للتيار وكان يشاركنا أهلنا المنتسبون الى التيار من القرى المحيطة ومن صوفر، وكان معنا عدد من المشايخ فتكلمنا أكثر عن الشراكة، عن أن التيار الوطني الحر يحتضن كل الطوائف، وأنه خارج الإصطفافات الطائفية، أن هذه المنطقة تحتضن الجميع، الكل يتعايش فيها، وعن دعوة الناس للتلاقي لا للتصادم. نحن هنا نعيش مع بعضنا البعض، نمد يدنا بعضنا للبعض، لا نحمل معنا إلا الخير، الإنماء، الإنتاج، الحيوية، الإيجابية، وأن يدنا بيد لكي لا يصدر عن اجتماعنا سوى الخير الذي يجمعنا"

وقال: "في ذلك الوقت هذا الكلام نقل مباشرة على الهواء لكن الناس لم تسمع لأنكم كما تعلمون، منع أزيز الرصاص الناس من أن تسمع صوت المحبة والكلام الذي خرجنا نقوله". أضاف الوزير باسيل: "إذا أردنا أن نستنتج مما حدث لا أريد تقييمه لأنه يذكر بمآسي الحرب، ولا أريد أن أقول لماذا وقع وإن كان يأتي في سياق سياسة معينة، نتيجة أزمة عند أحدهم، دفع من أحد، هذا ما ستظهره الأيام من الأداء السياسي ككل بارتباطاته الداخلية والخارجية، ولكني أريد التأكيد، على أننا مؤكد لا نريد إلغاء أحد، ولا نريد عزل أحد، ولا نستطيع ذلك، لا يجوز في لبنان ولا يمكن. إنهما ثابتتان لا نجهلهما".

وقال: "ثانيا في موضوع حرية التنقل وحرية التعبير وحرية المعتقد، التي تقوم كلها على حق الإختلاف، إنها أسس للجمهورية اللبنانية لا نستطيع نحن التنازل عنها لأننا بذلك نتنازل عن لبنان وعن معنى وجوده. لبنان كله بيوت لكل اللبنانيين، ومراكزنا بالتحديد هي بيوت لنا، نزورها ساعة نشاء ولسنا بحاجة لإذن من أحد، لكي يذهب أحدهم الى منزله والى ناسه، والى أهله والى مناطقه، الموضوع مؤكد ليس موضوع أبواب مغلقة وأبواب مفتوحة، لا شيء مقفل علينا ولا باب نطرقه إلا قلوب الناس، إنهم من نستأذن، فإن سمحوا لنا بالدخول الى قلوبهم، يصبح بإمكاننا الدخول الى بيوتهم والى مناطقهم. والدعوة الى التلاقي والى الشراكة ليست إستفزازية إلا لمن يرفضها، عندها يحددها إستفزازية".

وقال: "الدستور، وثيقة الوفاق الوطني، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، كلها لا تتوقف في أي مكان في لبنان ليس هناك مكان لا تدخله هذه القواعد إنها تشمل كل الاراضي اللبنانية وكل المواطنين اللبنانيين". أضاف: "ثم محاولة وقوع أو إيقاعنا في فتنة مسيحية درزية هو أمر لن يحصل مهما كان الثمن. نحن أناس، نشكر الله، لم نخطئ حينها، لم نكن موجودين ومن ربانا في السياسة أيضا لم يخطئ في هكذا أمور، وعلى الأقل تعلمنا مما حدث قبلنا ولن نسمح بحدوث هذا الأمر ، أو أن يتعرض له الجبل أو أي منطقة في لينان. سنمنع هذا الشيء من الحصول بكل قوة نملكها وبكل تصميم وبكل وعي وبكل حكمة نتمتع بها، لا بل أكثر من ذلك، نحن نعمل لمصالحة بين أي اثنين متخاصمين، وتحديدا لمصالحة درزية درزية، هذا ما عملنا عليه مع الفريقين في أحداث الشويفات، وما كنا نسعى إليه وكنا وصلنا الى مرحلة متقدمة، وأن يكون هناك اجتماع عند رئيس الجمهورية، للجمع وليس للتفرقة لأننا لا نرى أن هناك مصلحة لأحد لمثل هذه الخلافات، نحن لا نعيش على التفرقة بل على الجمع لانه منطقنا ونقوى فيه،الفرق اننا نريد مصالحة عميقة وليست سطحية لذلك يجب ان تشمل السياسة والامن والاقتصاد والأعمال والإدارة، حتى يشعر أبناء الجبل بالارتياح المتبادل أينما وجدوا، وان يختفي الخوف لان المصالحة يجب أن تكون بين الناس كي لا تنفجر في أي مناسبة، وعند أي خلاف بالرأي السياسي نهدد الناس بحياتهم، نتحدث عن قطع الطرقات واستعمال السلاح وحرق دواليب واقفال مناطق بحجة الاستفزاز،انا اطلب ان يسحب لنا احد اي تصريح استفزازي منذ قداس التوبة والغفران رغم كل ما تعرضنا له، لكننا تماسكنا وطلبنا من الجميع عدم الرد لأننا لا نريد أن نذهب إلى مشكل، نحن نعيش المصالحة، نكرسها ولا نتحدث عنها فقط، نحن نمارسها عندما نقفل ملف المهجرين وهو ما قام به وزير المهجرين عندما قدم مشروعه الكامل للعودة الحقيقية كي نطوي ملف المهجرين بشكل كامل في الوزارة وفي النفوس".

وتابع: "بالنسبة لنا الجولات في المناطق هي واجب علينا لتعميق التلاقي مع اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية، لاننا نمنع الفتنة بالتلاقي وليس بمنعه، لاننا لا نريد فتنة بل نريد نقاشا وحوارا، المطلوب اليوم هو أن نعمل لا ان نقوم بمشاكل واولوياتنا كثيرة من الموازنة الى "سيدر" الى "ماكنزي" الى النفايات والكسارات، الاتصالات، الكهرباء، النازحين، المهجرين، التعيينات، وهي ملفات تحدثنا مع رئيس الحكومة ومع الجميع عن ضرورة أعطائها كل الأهمية وهذا يعني انه لا يجوز أن نتغاضى عنها ونرد اللبنانيين الى مشاكل لا تؤمن لهم لقمة عيشهم بل تضيع كل ما حققوه من سلم ووحدة وطنية".

وختم باسيل:"هذا هو هدفنا ما نقوم به يجب ادخاله ضمن احترام الجميع، ولكن لا خصوصية تمنع الناس من الدخول إلى كل المناطق، لكن هناك خصوصية عند الأفرقاء وعلى الجميع احترامها، وكما اننا لدينا خصوصيتنا السياسية وآراؤنا التي نحافظ عليها ونعبر عنها، كذلك نحن نحترم الكل لكن مع فرض احترامنا على الكل لأننا نريد أن نعيش في هذا البلد بشراكة كاملة ومساواة كاملة".

اسئلة واجوبة

وردا على سؤال عما إذا كان هناك أمر عمليات لتنفيذ ما حصل واذا كان هو المستهدف؟

اجاب:"موضوعي انا ثانوي وغير مهم، انا اخترت ان تكون حياتي هكذا واتوقع ان أتعرض لذلك في اي وقت، لكن المهم الا يتعرض لذلك المواطنون والمرافقون معي".

واذا كان تلقى اي اتصال من قياديين في الحزب التقدمي الاشتراكي واذا كانت القضية ستحال إلى المجلس العدلي ام سيتم تسليم كل المطلوبين؟

أجاب: "اولا نحن لم نعتد في السياسة على احد الا اذا كان أحد يعتبر ان الربح في الانتخابات هو اعتداء، ولا نريد أن نلغي أحدا، وشهدتم بالامس في تعيينات المجلس الدستوري اننا صوتنا على أسماء عن غير قناعة كي لا يتحجج احد بالالغاء والمحاصرة، ولا أفهم ما الأمر الذي هو بحاجة للمعالجة، فهل المطلوب ان نلغي انفسنا وناسنا ليشعروا بطمأنينة غير اننا نريد مد يدنا ونعيش معا ونتلاقى، ربما يجب الا يكون في لبنان تيار يضم كل المواطنين من كل الطوائف وكل المناطق، فهل هي المشكلة، فأين المشكلة إذا فتح التيار الوطني مكتبا في صوفر وعاش حالته المسيحية - الدرزية بداخله ويصبح الدرزي واحدا منا، الا يفرحنا ان نندمج مع الآخر ام المطلوب ان تكون هناك محميات في لبنان وطوائف محتكرة ونعيش في كانتونات طائفية ونتهم بالطائفية، فالمحميات المغلقة وتحكم كل فريق بواحدة منها ومنع الدخول اليها يسقط الدولة ومفهوم الجمهورية بأكملها. فلن نقبل بذلك ولن نسمح لاحد ان يعطينا صفات لان لنا القدرة للتواصل والتلاقي مع الجميع، بل يجب أن يكونوا مثلنا وينافسوننا بذلك وأهلا وسهلا بهم في كل منطقة نتواجد فيها. فهل اعترضنا يوما على اية زيارة او جولة واعتبرناها استفزازية؟ ما هذا الاحتكار للمناطق وللطوائف؟".

وقال: "نحن تيار هدفنا الدولة المدنية وللوصول اليها نحافظ على حقوق الطوائف لنصل الى الدولة المدنية التي تصنف المواطنين ليس بحسب طائفتهم بل بحسب انتمائهم الى هذه الدولة".

واضاف: "المجروح الأول في هذه القضية هو الحزب الديمقراطي والامير طلال ارسلان والوزير صالح الغريب ومن الطبيعي ان نقف الى جانبهم بمصابهم لنصل الى القواعد التي حددها والتي هي العدالة، السلم الأهلي وهيبة الدولة ونحتكم للقانون وللقضاء وللدولة لتحصيل الحق كي لا ييأس المواطنون من الدولة ويضطروا ان يأخذوا حقهم بيدهم، المهم الهدف بالنسبة الينا والهدف ان نصل الى العدالة وإلى محاسبة المرتكبين الذين خططوا لهذا العمل ولا شك عند احد ان هذا العمل غير مدبر".

وعما اذا كان سيواصل جولاته وخصوصا جولته المقررة لطرابلس قال باسيل: "سبق وقلت اننا نزور بيوتنا في كل لبنان وسنوفق بين امرين: سنستمر في سياسة الانفتاح وزيارة المناصرين واللبنانيين في كل المناطق ونمنع الفتنة في الوقت عينه ونكشف بالطريقة اللازمة كما حصل في عاليه، كل من يريد إثارة الفتنة في لبنان ويمنعنا من التلاقي، نحن نمد يدنا وهو يمد علينا السلاح، سنكشفهم واحدا واحدا في كل منطقة، وهذه جولات نقوم بها ضمن برنامج في نهاية كل أسبوع ولم نستثن اية منطقة وشارفنا على الانتهاء، ولكن لا يعني ذلك اننا سنتوقف بل سنزور كل أسبوع منطقة ونشارك في النشاطات فيها، فنحن نعمل لكل اللبنانيين في كل المناطق".

وعما اذا كان ما حصل مخطط له ام هو "دفشة" داخلية او خارجية ولاي هدف ولمصلحة من في هذا الظرف؟

أجاب: "نتمنى الا نتذكر تلك الأحداث ولكن كلنا يعلم كيف حصلت الأحداث في لبنان ولن اذكر بالوقائع التي تذكرتها الناس والتي حصلت في الأعوام 1959 و 1975 وكل الأحداث في المنطقة، فنحن سنمنع حصولها سواء أكانت نتيجة أزمة داخلية ام دفشة خارجية ففي الحالتين سنمنع حصولها من خلال الوعي والسياسة التي نتبعها وسنكشف الفتنة اذا كان أحد يحضر لها كتلك التي كانت تحضر في ال 2005 و 2008 وفي الـ 2016 ما حصل مع رئيس الحكومة لم يكن بداية فتنة؟ والمخططات التي يحكى عنها لاسقاط العهد ومحاصرته احيانا سياسيا واحيانا أخرى امنيا وقضائيا، والحديث عن انقلابات، كلها امور لن نسمح بها ونحن متمسكون بسياستنا الانفتاحية وبحقوقنا وممارستها على الارض اللبنانية وباستعادة حقوقنا حيث هي منقوصة في أية منطقة في لبنان وفي الجبل تحديدا بوجودنا على كل الصعد، نحن نقوم بكل ذلك منعا للفتنة".

وقال باسيل: "لن تكون هناك فتنة يكون للتيار الوطني الحر اي ضلع فيها، فاذا اقتربت منا كما حصل الأحد الماضي ندفشها ولن يوقعنا احد فيها ونطمئن اللبنانيين ان التيار الوطني الحر لن يقع لا في الكمائن ولا في المصائد ولا في الفتن وسينجي اللبنانيين من اي عمل مخرب، نحن نعمل ونبني، ومحاربة الجولات التي نقوم بها مثل محاربة الكهرباء والنفط، فليفعلوا مثلنا".

وردا على محاولة المس بالتوازنات سأل باسيل:"ما الذي يحصل فبالامس كنا في القداس معا، نتعرض للهجوم في كل الأمور، من الموازنة الى الكهرباء وغيرها، لا أحد مهدد بحضوره ولا بخصوصيته ولكن ان تكون هناك محميات ونطلب اذنا للدخول الى المناطق، هذا كان يحصل في الحرب، نحن بناة التفاهمات وهذه التفاهمات متينة الى حد لا يمكن لأحد فكها، كفى محاولة لا بالنار ولا بالكلام السياسي بل سنوسع هذه التفاهمات اكثر ومع من يرفضها لنصل الى التفاهم معهم".

وردا على سؤال انه فاتح القرى قال باسيل: "هناك مشكل، واحد لا يعد، واحد لا يسمع وواحد لا يرى فاذا كان لا يرانا فماذا يريد منا، فلماذا يهتمون بنا".

وعما اذا كان اي زعيم سياسي كوليد جنبلاط ان يزور منطقة البترون مثلا التي لها خصوصيتها من دون احترام هذه الخصوصية أجاب: "اهلا وسهلا، أين هي الخصوصية، البترون وكل المناطق يدها وقلبها مفتوحان لكل الناس، اهلا وسهلا بكل الناس وعن اية خصوصية نتكلم، فما الفرق ان تتوجه الى المواطن عبر التلفزيون الا يعني ذلك انك دخلت الى قريته وبيته، فما الفرق اذا تحدثت في مدينة البترون او سمعك المواطن البتروني عبر التلفزيون، هذه الامارات توزعها أمراء الحرب في ما بينهم واتفقوا الا يدخل احد على منطقة الآخر، نحن لسنا من هذا الصنف، نحن من صنف آخر، فاذا كان ذلك يزعجهم فلن يتغير ولن نغير صنفنا وطبيعتنا، نحن لم نرث هذه الحياة السياسية، نحن ضدها ونريد تغييرها ولسنا بحاجة إلى اذن بل نحترم كل الناس ونلتقي كل الناس ونختار ما نريد، وهذا أبسط الأمور في القواعد السياسية وبالحريات المحفوظة في البلد".

وردا على سؤال ان هذا الامر لم يطبق في الحدث قال باسيل:" تشبهون امرين مختلفين، في الحدث الموضوع يتعلق بالبلدية وانا اوضحت اننا لسنا مع منع اللبنانيين من اي حق لهم في البلد لكن نحن متوافقون مع الآخرين ان نحافظ على تنوعنا في البلد، وهذا الأمر محفوظ ومصان في الجبل ونحن حريصون عليه لان المسيحيين لا يعرفون ان يعيشوا من دون الدروز في الجبل ولا يمكنهم الا ان يعيشوا مع المسلمين في هذا البلد وهذه هي طبيعتهم".

 

الرابطة المارونية: لضبط النفس وتكثيف الجهود لإعادة الهدوء والسلام إلى ربوع الجبل

وطنية - الثلاثاء 02 تموز 2019

أسفت الرابطة المارونية، في بيان، "للأحداث الدامية التي كانت منطقة الشحار الغربي في قضاء عاليه مسرحا لها، والتي أدت الى إستشهاد شابين كانا في عداد مواكبة الوزير صالح الغريب، وسقوط عدد من الجرحى في صفوف الفريقين المتخاصمين"، داعية الدولة إلى "تحمل كامل مسؤولياتها تجاه هذا التطور الخطير، والعقلاء في طائفة الموحدين الدروز إلى تطويق ذيولها، وحصر مضاعفاتها". وقالت: "إن منطقة الجبل هي قلب لبنان، وهي ليست محظورة على أحد ولا ينبغي أن تكون كذلك، وهي كسائر المناطق اللبنانية تخضع للقانون اللبناني والدستور، ككل الأقضية والمناطق في كل لبنان ولا أحد يحتاج إلى إذن مسبق لدخولها والتجوال فيها والتعبير عن مواقفه الوطنية، مع الإقرار التام بخصوصيتها، والحفاظ على تنوعها الطائفي والسياسي، وصون العيش الواحد. وإن اللجوء إلى الحوار يبقى هو الطريق الأفضل لحل كل النزاعات". وإذ تقدمت "بالتعزية من ذوي الشهيدين سامر أبو فراج ورامي سلمان"، تمنت "الشفاء العاجل للجرحى"، داعية إلى "ضبط النفس وتكثيف الجهود لإعادة الهدوء والسلام إلى ربوع الجبل". وحيت "موقف فخامة الرئيس ومجلس الدفاع الأعلى الحازم لجهة التحرك السريع والفاعل على الأرض لتطويق ذيول ما حصل، وملاحقة من يثبت تورطهم في الأحداث الأخيرة، وفرض الأمن، وهو الخط الأحمر الذي ينبغي إلتزامه، وإفساح المجال أمام المعالجات السياسية".

 

السنيورة من بكركي: للعودة الى الاصول واحترام القوانين والدستور والطائف ونأسف لسقوط ضحايا ونرفض اعادة نبش القبور والتصريحات المتهورة

وطنية – بكركي/الثلاثاء 02 تموز 2019

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في بكركي، الرئيس فؤاد السنيورة وعرض التطورات الراهنة.

وقال الرئيس السنيورة بعد اللقاء:" في كل مرة ازور هذا الصرح اعبر عن مدى سعادتي ان ازور سيدنا البطريرك وتكون مناسبة للتداول والتشاور في امور كثيرة لها علاقة بادارة الشأن العام وبالاوضاع التي تمر بها المنطقة ولبنان بالذات والتحديات التي نواجهها في البلد. وبالتالي كانت هذه الزيارة مثل غيرها ولكنها مليئة بالافكار التي تداولناها مع سيدنا البطريرك في ما يختص بالامور التي نتعرض لها في هذه الاونة".

واضاف: "اود ان انتهز هذه المناسبة لأعبر عن مدى استيائي وادانتي لما جرى في الايام القليلة الماضية من اعمال كنا نود ألا نسمع بها مطلقا، وان ما شهدناه من ضحايا بريئة سقطت كان ينبغي ألا تسقط في هذا المكان، بل كان ينبغي ان تسقط للدفاع عن لبنان وألا تسقط ابدا، في الحقيقة، لأن هذه ليست هي الطريقة في معالجة مشاكلنا، والذي جرى هو نتيجة هذه الاحقاد التي يصار الى اعادة احيائها، وبالتالي "النفخ" في هذه التشنجات التي نواجهها والتي شهدناها ايضا من خلال التصريحات المتهورة التي يطلقها البعض، بقصد ان يبني عصبية او شعبية معينة، ولكنها لا تؤدي الا الى مزيد من التشنج داخل الصف اللبناني. وهذا الامر غير مفيد في الظروف التي يمر بها لبنان، وهي دقيقة وخطيرة جدا. وايضا هذه الاساليب ليست صحية في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة والأخطار التي تتعرض لها ويتعرض لها لبنان، وكان من المفيد ان نستفيد من كل التجارب التي مررنا بها".

وتابع: "نحن نعلم ان لبنان مدى تاريخه، ومن خلال التجارب التي مررنا بها، يحكم بقوة التوازن وليس بتوازن القوى، وبالتالي اولئك الذين يحاولون ان يعدلوا موازين القوى لمحاولة ايجاد تغييرات فان هذا لا يؤدي الى نتيجة لان التاريخ اعطانا نماذج وتجارب عديدة لفهمنا بان طبيعة لبنان هي ان يحافظ على الاتزان والتوازن وعدم مغادرة هذه القواعد. في الحقيقة ان هذا الامر الذي يجري الان من خلال هذا "النفخ" المتجدد وخصوصا في المناطق التي عانت كثيرا، ليس من المفيد اعادة ما يسمى "نبش القبور" من جديد، نحن نريد ان نعلي فكرة التسامح والغفران والتعاون في ما بيننا وليس اثارة النعرات، من جديد لأنها لا تفيد ولا تؤدي الى نتيجة، لان ما يسمى بالمكاسب الصغيرة التي يمكن ان يحققها البعض سرعان ما تزول، والتاريخ اعطانا مئات النماذج ليس فقط في لبنان ومنذ زمن الاستقلال حتى الان. وكل هذا النماذج التي اعطيت لنا هي لكي نستوعبها ونستخلص منها، وايضا النماذج من باقي الدول، وبالتالي من الضروري تفهم الظرف الذي نحن فيه، والظرف الذي نعانيه الان بسبب لاوضاع الاقتصادية الناتجة من اوضاع سياسية ووطنية وادارية، وبالتالي الحاجة في مكان ان نستطيع فعليا الرؤية والتبصر في طبيعة الأخطار التي نمر بها، وبالتالي اصبحت لا تعالج مشاكلنا "بالمراهم".

واردف: "نحن في حاجة الى اتخاذ القرارات الصحيحة والجريئة التي تعيدنا الى ما يسمى "الاوتوستراد"، واعني بذلك عندما يكون شخص يقود سيارته ويريد الانعطاف فيأخذ المنعطف الخطأ وتعقد الامور اكثر عندما يسلك المنعطفات ولكي يصحح مساره يعود الى "الاوتوستراد". ونحن علينا ان نعود الى "الاوتوستراد" وهو المبادرة الاساسية والعودة الى احترام اتفاق الطائف والدستور والقوانين. ولم يعد من الجائز على الاطلاق ان يقول احدهم وهو مسؤول إننا نريد ان نعدل اتفاق الطائف بالممارسة، او نريد ان نعدل القوانين بعدم تطبيقها، او اننا نتجاهل مصلحة الدولة التي هي لمصلحة كل اللبنانيين وان نعيد الاعتبار الى احترامنا للشرعيات اللبنانية والعربية والدولية: الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور وباتفاق الطائف وباحترام القوانين، والشرعية العربية المتمثلة ايضا باحترامنا لقرارات الجامعة العربية والاجماع العربي، والشرعية الدولية المتمثلة باتفاق الهدنة ايضا وبال 1701. وكل هذه الامور نحن نرى انفسنا نتخطاها وبالتالي نتوجه الى مفارق تأخذنا بعيدا من مصالحنا".

وقال: "يجب ان نعيد تصويب البوصلة تصويبا صحيحا كي نحافظ على وضعنا. يجب ان نعيد، مرة ثانية، الاعتبار الى الكفاية والجدارة بكل مسؤولية في مؤسساتنا الحكومية، ولا يمكن ان نأتي بالناس لان ولاءهم فقط لنا ويديرون مصالحنا، وبالتالي كما يقال "اذا وسد الامر لغير اهله فذلك مصيب"، والدولة اليوم اصبحت وليمة على طاولة وكل الأفرقاء يقطعون في جسمها ليأخذوا مصالحهم، هذا الامر لم يعد ممكنا، نحن الان نواجه تحديات كبرى ما زال في امكاننا مواجهتها والخروج من هذه المآزق التي نمر بها، وذلك بالعودة الى الاصول والمسارات الصحيحة، وهذا الطريق هو الذي يؤدي بنا الى استعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم وبالسياسيين، والحالة التي وصلنا اليها هي ان الثقة انحسرت الى مستويات مقلقة جدا بين الدولة وبين اللبنانيين، ولاستعادتها يجب العودة الى الاصول واحترام القوانين والدستور واتفاق الطائف والدولة والكفاية والجدارة".

وختم: "وهذا الامر ليس بـ"كبسة زر"، وعندما يرى الناس بأعينهم وليس بمخيلتهم ان المسؤولين في الدولة يمارسون احترام الدستور والقانون ممارسة صادقة وصحيحة وليس بالتكاذب بينهم وبين الناس، فعندما يرون ذلك، اعتقد انهم مستعدون ان يولوهم ثقتهم، والمجتمعان العربي والدولي يستطيعان ان يوليا الدولة اللبنانية ثقتهما. نحن نمر بظروف صعبة جدا، ولكن ما زال في امكاننا الخروج من هذه المآزق وهذه الطريق، وغير ذلك قفزة في الهواء".

ورد السنيورة على اسئلة الاعلاميين، فقال ردا على سؤال: "كانت جولة افق عميقة وواسعة مع غبطته، وكان هناك تطابق في وجهات النظر، وموضوع التوطين يجب ان يكون توافقيا بين اللبنانيين، لماذا نقوم بها يوميا ليفترق اللبناني على اساسها. اللبنانيون اجمعوا بدستورهم على رفض التوطين، ونقطة على السطر. وبالتالي هذا الامر يجب ان يكون قاعدة لنسير عليها، رفض التوطين لكل الاسباب القومية والوطنية والاخلاقية التي اجمعنا عليها. لماذا كل يوم نحاول ان تتقاذف التهم في ما بيننا، ونحاول ان نرمي بين بعضنا بعضا ان هذا يريد التوطين وذاك لا يريده، وكل اللبنانيين ضد التوطين، وهذا يجب ان يكون موضع اتفاق وتعاون في ما بينهم، ويجب ان تكون لدينا وجهة نظر نواجه فيها كل العالم بان هناك موقفا موحدا بين اللبنانيين عندما يكونون موحدين على امر ما من قوة في الدنيا تستطيع ان تقف ضدهم. في العام 2006 واجهنا موقفا شديد الصعوبة، واستطعنا من خلال وحدتنا منع اسرائيل من الانتصار، اضافة الى الموقف الدولي وهنا لا أقلل من الموقف الدفاعي الذي مارسته المقاومة على الاطلاق، ولكن لو لم يكن هناك موقف للدولة واضح وصريح جمع كل اللبنانيين واحتضنوا بعضهم بعضا لما كنا استطعنا منع اسرائيل من الانتصار".

وردا على سؤال آخر قال: "لقد استعنت مع سيدنا البطريرك في لقائنا بقول للقديس توما الاكويني الذي يقول: "ان الله الذي خلقك من دونك لا يخلصك من دونك". نعم هناك امكان للخروج من ازمتنا الاقتصادية واقولها نعم عالية الصوت، ولكن عندما يرى اللبنانيون ان هذا الموضوع يتطلب ان يقوموا هم بالدور لتخليص أنفسهم وليس في انتظار فلان او غيره. ومن الطبيعي عندما يرى الاخرون، سواء أكانوا اصدقاء ام اشقاء، انك فعلا مصمم على اتخاذ هذا الموقف من اجل ان تساعد نفسك فسيهبون لمساعدتك، والمطلوب في ظل كل هذه الاوضاع العودة الى الطريق الصحيح والمبادئ وما يجتمع حوله اللبنانيون. واكرر يراك اللبنانيون تحترم اتفاق الطائف وليس في محاولة التذاكي على احترام الدولة وسلطتها المنفردة، ومن الطبيعي ان اقول ان هناك اشياء ليس في امكاني تحقيقها في الغد، ولكن اكرر التوجه ان يراك اللبنانيون، جميعا والاشقاء والعالم على الطريق المؤدي الى تصويب البوصلة والتزامها من دون محاولة التذاكي فسيقفون بجانبك. وقلت اكثر من مرة، ان الفساد ليس فقط ان هناك احدا فتح "الجارور" واخذ المال، فالفساد في السياسة وعندما يحاول احد ان يخضع الدولة لمصلحة حزبه والميليشيات وتعبئة الموظفين في الدولة، فهذا الامر غير ممكن، لذلك يجب على الدولة ان تسيطر على كل مرافقها وليس ان تكون مفتوحة على من يريد، وبالتالي نتهرب من الالتزامات، ويجب ان تطبق العدالة على الجميع. انا لا اتكلم على نظريات بل على توجه، وعندما تستطيع الدولة ان تضع نفسها على هذا المسار، نعم لدينا امكان الخروج من المأزق، اما ما دمنا متلهيت ببعضنا ونختلق المشاكل، وفي كل مشكلة نراها نقوم بالمزيد من التصادم بين بعضنا البعض، فهذا لن يؤدي الى نتيجة، وهذه هي الحقيقة التي يجب ان نصل اليها".

وردا على سؤال قال:" هناك كلام يقال بتعديل الدستور بالممارسة، وهذا الكلام يقوله مسؤولون في الدولة".

الزاخم جبرا

ومن زوار بكركي: السيناتور سام الزاخم ورئيس الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور جوزف جبرا.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  02 و03 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

Click  on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for July 03/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76296/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-july-03-2019/

 

الكولونيل شربل بركات: كمال المر نودعك اليوم وانت تغادر هذه الفانية بكل ثقة كما عودتنا

03 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76311/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1-%d9%86%d9%88%d8%af%d8%b9%d9%83-%d8%a7/

 

بنادق فصائل الابتزاز أضاعت فلسطين وقضيتها

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/02 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76294/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a8%d9%86%d8%a7/

 

 

Arab Experts: Israel Can Attack Syria At Any Time Without Cost
 
ديما أبوريما/جيزالزولم بوست/خبراء عرب يفيدون بأن إسرائيل قادرة على ضرب سوريا في أي وقت دون أثمان
 Dima Abumaria/Jersualem Post/The Media Line/July 02/2019
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/76290/%d8%af%d9%8a%d9%85%d8%a7-%d8%a3%d8%a8%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a7-%d8%ac%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d9%84%d8%b2%d9%88%d9%84%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d8%ae%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d8%b1%d8%a8/

 

 

جنبلاط بين ترسيخ الزعامة ونهاية الإمارة

Thinkers4ME/02 تموز/2019

https://thinker4me.home.blog/2019/07/02/%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%8a%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%88%d9%86%d9%87%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7/?fbclid=IwAR2f5sSijaU9isF4ko8IDHGc-qiGVAv8LZ3usEBin04jiqRkM0i8LFr0Y9M