LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 تموز/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.july02.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فأَنَأ أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الحِرْمَان، كَمَا أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الوَفْرَة. فَإِنِّي في كُلِّ وَقْتٍ وكُلِّ حَالٍ تَدَرَّبْتُ عَلى الشِّبَعِ والجُوع، وعلى البَحْبُوحَةِ والفَاقَة. إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيءٍ بِالَّذي يُقَوِّينِي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

إلياس بجاني/تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

إلياس بجاني/حمى الله الجبل وأهله من الفتنة ومن المفتنين

إلياس بجاني/صبيانية اسلوب باسيل وصنوج أصحاب شركات الأحزاب

إلياس بجاني/أسوأ من عندنا نحن الموارنة هم مواقع القيادة

إلياس بجاني/موقف سيادي متقدم للنائب سامي الجميل فيما يخص وضعية حزب الله والقرارات الدولية نسبته له جريدة الرأي الكويتية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 01/07/2019

قرارات حاسمة لمجلس الدفاع باعادة الامن لعاليه وتوقيف المطلوبين الرئيس عون دعا لاستكمال الاجراءات وفقا للاصول: ركائز الجمهورية حريات ثلاث

مواكب المظاهر "والتفشيخ"/خليل حلو/فايسبوك

الدولة اللبنانية تحتوي مؤقتا "الفتنة الدرزية"

التقدمي: مداهمات كيدية وهمجية!

التقدمي: ما حصل في الشحار ليس وليد لحظته ونتمسك بدور الاجهزة الامنية والقضائية ومرجعية الدولة

ارسلان بعد لقائه رئيس الجمهورية: تمنيت والغريب احالة جرائم امس الى المجلس العدلي

ارسلان: ما حصل فتنة مخطط لها وتم التحريض عليها قبل يومين والمطلوب تحويل هذا الملف الى المجلس العدلي

انسحاب سري للحزب من ريف دمشق وجنوب سوريا؟

 حزب الله يتموضع في "الفتنة": ولّى عصر الميليشيات؟

أطلت الفتنة برأسها من الجبل مجدداً، مستفيدة من "بيئة حاضنة" أنتجها خطاب التحريض

السياسي الذي يتسيّد المنابر ويستبيح البلد، بشكل غير مسبوق، من دون رادع.

"فتنة" قبرشمون كانت "متوقّعة"... لهذه الأسباب!

ريفي يهاجم باسيل و”سياحة الفتنة”: يُفترَض إلغاء أيّ زيارة لطرابلس لأنها ستشكّل استفزازاً لأهالي المدينة

حمادة: “ركب باسيل عَ ضهرنا وعَ ضهر لبنان وخلّيه يحلّ عن ضهرنا”.. احمّله المسؤولية الكاملة لسقوط كل نقطة دم

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: لحماية وحدة الجبل والمصالحة والدعوة الى قمة روحية والتمسك بالدستور والطائف

أرسلان أضاع البوصلة مجدداً وهاجم الجيش!

أوقفوا تحويلنا الى رهائن!

وزيرة الدفاع الفرنسية وصلت إلى بيروت

الاحرار يستنكر الأحداث المؤلمة التي وقعت أمس : الأفرقاء التّحلّي بالوعي والتّعقّل والتّسليم بمرجعيّة الدولة وحصر حمل السلاح بقواها الأمنية

احتقان «الاشتراكي» و«التيار» ينفجر في جبل لبنان وتدخلات رسمية لاحتواء «فتنة» بعد سقوط قتيلين وجريحين في تبادل إطلاق نار

وزير البيئة اللبناني فادي جريصاتي لـ «الشرق الأوسط»: السياسة أفشلت خطط حل أزمة النفايات

لبنان يتعهد بإعادة الأمن إلى الجبل وتوقيف المتورطين في إطلاق النار غداة مقتل اثنين من مرافقي وزير شؤون النازحين

لجنة برلمانية تنهي خلال أيام نقاش الموازنة تمهيداً لإقرارها

الجرعة القطرية حسّنت اليوروبوندز اللبنانية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تتجاوز حد الـ300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب

موغيريني تؤكد تشغيل «إينستكس» وسط انقسامات في طهران وطهران لـ«مباحثات مصيرية مع الأوروبيين»... ومحافظ البنك المركزي الإيراني طالب بائتمان مالي من مبيعات النفط

تقرير أميركي يحذر من عودة «داعش»

ترمب يصنع التاريخ بعبور الحدود بين الكوريتين ودعا كيم إلى زيارة واشنطن «في الوقت المناسب» وأعطى زخماً جديداً للمفاوضات النووية

احتجاجات دموية في السودان... والجيش يؤكد «حياده» ويعرض العودة للتفاوض وأكبر مظاهرات حاشدة للمطالبة بتسليم السلطة منذ فض اعتصام الخرطوم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله ورقة إيرانية تفقد جدواها الإقليمية/علي الأمين/العرب

من "الثنائيات" إلى " الأحادية"! ... استنساخ تجربة "الثنائية الشيعية": نموذج في فنِّ التطويع والاستتباع/علي الأمين/نداء الوطن

لصراع على جبل لبنان/محمد حجيري/المدن

فخامة الرئيس، أنقذ العهد والبلد/نايلة تويني/النهار

باسيل يريد الحريري…”سامي الصلح 1957!/محمد نمر/نداء الوطن

بعد الجبَل... هل يُلغي باسيل زيارته إلى طرابلس؟/ريكاردو الشدياق/أم تي في

النيء والمطبوخ في تعيينات "المجلس الدستوري"/وسام سعادة/نداء الوطن

نعاهدكم على الانحياز/بشارة شربل/نداء الوطن

أين لبنان من التحوّلات الكبرى/سجعان قزي/الجمهورية

لغة الحرب.. كل عَقد وأنتم بخير/نور الهاشم/المدن

الحريري لجعجع: بتستاهل/جوني منير/الجمهورية

واشنطن: سنجعل "حزب الله" يُعاني/نبيل هيثم/الجمهورية

 الكانتونات التي لم نغادرها/هيام القصيفي/الأخبار

ذاكرة الحرب في جبل لبنان/توفيق شومان

أضواء قمّة أوساكا المشعّة كسفت ورشة المنامة الباهتة/راغدة درغام

جامايكا.. نيروبي.. مصر.. بيروت/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حول التوتر الأميركي الإيراني/سام منسى/الشرق الأوسط

ماذا قالت العجوز اليابانية لمحمد بن سلمان؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

أوساكا ومجلس إدارة العالم/غسان شربل/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي يهيب بالزعماء والمسؤولين ضبط جموح خطاباتهم وانفعالاتهم ووقف حملات الاستفزاز والشحن الطائفي والمذهبي

الراعي ترأس قداسا في سيدة العطايا ادما: من واجب الكهنة ألا ينجرفوا في أي لون سياسي أو حزبي ليستطيعوا المحافظة على دور الوسيط والمصلح

الحريري استقبل رئيس الوزراء الايطالي السابق وبدورة والمقدم داليما :اكدت التزام ايطاليا تجاه السلام في المنطقة

الحريري استقبل أبو فاعور والقناعي وترأس اجتماعا للنقل البري وأصدر تعميما إلى الإدارات بشأن تجديد عقود المتعاقدين

الكتائب: مصالحة الجبل خط أحمر وسياسات السلطة اسقطت هيبة الدولة

جنبلاط التقى أمير الكويت ورئيس وزرائها ومسؤولين

حركة الأرض: الاختلاف السياسي حق لكن قطع الطرق مدان وإطلاق النار جريمة

رئيس الجمهورية دشن مشروع واحة الحياة للروم الكاثوليك في الاشرفية العبسي: نحن في مكان حيث للانسان والحياة قيمة مطلقة لا يمس بها

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فأَنَأ أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الحِرْمَان، كَمَا أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الوَفْرَة. فَإِنِّي في كُلِّ وَقْتٍ وكُلِّ حَالٍ تَدَرَّبْتُ عَلى الشِّبَعِ والجُوع، وعلى البَحْبُوحَةِ والفَاقَة. إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيءٍ بِالَّذي يُقَوِّينِي

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي04/من08حتى14/:”يا إخوَتِي، كُلُّ مَا هُوَ حَقّ، وكُلُّ مَا هُوَ شَرِيف، وَكُلُّ مَا هُوَ بَارّ، وكُلُّ مَا هُوَ نَقِيّ، وكُلُّ مَا هُوَ مُحَبَّب، وكُلُّ مَا هُوَ مَمْدُوح، وكُلُّ مَا فِيهِ فَضِيلَة، وكُلُّ مَا فيهِ مَدِيح، فَفِيهِ فَكِّرُوا. وما تَعَلَّمْتُمُوهُ وتَلَقَّيْتُمُوهُ وسَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، ورأَيْتُمُوهُ فيَّ، فإِيَّاهُ ٱعْمَلُوا. وإِلهُ السَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم! لَقَدْ فَرِحْتُ في الرَّبِّ فَرَحًا عَظِيمًا، لأَنَّ ٱهْتِمَامَكُم بِي عَادَ أَخِيرًا فأَزْهَر. وكُنْتُم تَهْتَمُّون، غَيْرَ أَنَّ الفُرْصَةَ لَمْ تَسْنَحْ لَكُم. ولا أَقُولُ هذَا عَنْ حَاجَة، لأَنِّي تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكْتَفِيَ بِمَا أَنَا عَلَيْه. فأَنَأ أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الحِرْمَان، كَمَا أَعْرِفُ أَنْ أَعِيشَ في الوَفْرَة. فَإِنِّي في كُلِّ وَقْتٍ وكُلِّ حَالٍ تَدَرَّبْتُ عَلى الشِّبَعِ والجُوع، وعلى البَحْبُوحَةِ والفَاقَة. إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيءٍ بِالَّذي يُقَوِّينِي. مَعَ ذَلِكَ فقَد أَحْسَنْتُم عِندَمَا شَارَكْتُمُونِي في ضِيقِي.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

الياس بجاني/02 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76268/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%b5/

في أسفل تقرير من وكالة الأنباء الوطنية نشر أول أمس عقب زيارة الوزير محمود قماطي، (وزير حزب الله في حكومة الرئيس الحريري)، لدارة النائب طلال أرسلان في الشويفات بعد ساعات قليلة على وقوع الحدث الدامي الذي شهده الجبل في بلدة كفرمتى.

وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي من خلدة: ولى زمن المليشيات والمناطق المغلقة ولمحاسبة المرتكبين وأدا للفتنة

وطنية – الأحد 30 حزيران 2019/(“أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي بعد زيارته النائب طلال أرسلان في دارته في خلدة أن “من واجباتنا أن نكون إلى جانب حلفائنا في هذه الحادثة، وما حصل كبير وخطير جدا، وما يهمنا، هو الاستقرار في لبنان وفي الجبل، وعلى التوافق اللبناني القائم حاليا”. وقال: “العودة إلى الأعمال الملشياوية هو خرق للسيادة اللبنانية ولدماء الجيش والمقاومة. لقد دفع لبنان الشهداء من الجيش والمقاومة لتحقيق هذا الاستقرار، والاستقرار الأمني تحديدا، ومنعنا الإرهاب التكفيري والإسرائيلي لبناء وطن جديد، ولا يجوز أن نعود إلى خرق الأمن”. أضاف: “يجب أن ننتبه أننا كدنا أن نفقد وزيرا في الحكومة، لذلك، على الجيش والقوى الأمنية العمل، للحفاظ على الاستقرار بتسليم الجناة إلى القضاء، ليأخذوا ما يستحقون من عقاب، وأدا للفتنة”، وتابع: “لا نقبل أن تكون هناك منطقة مغلقة على أي لبناني، ويحق لأي مواطن أو مسؤول، زيارة أي منطقة، كما أن حرية التعبير والرأي كفلها الدستور”. ودعا إلى “اعتماد الخطاب السياسي الذي يتحلى بالأخلاقية السياسية، وعدم الإهانة، وألا يواجه أي حراك سياسي بالعنف والقوة”، مؤكدا “لقد ولى عصر المليشيات والمناطق المغلقة”. وكرر التأكيد أنه “لا يجوز المماطلة في تسليم الجناة واعتقال المرتكبين، من أجل ضبط الأوضاع والحفاظ على الاستقرار في الجبل. ونحن يهمنا كثيرا أمن الجبل والاستقرار فيه، وأن يهدأ الناس وألا ننتقل إلى دم جديد، لذلك ندعو الجيش والقوى الأمنية والقضاء إلى محاسبة المرتكبين وألا تتجدد الفتنة”. وردا على سؤال حول إذا ما كان يتواصل مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في هذه الحادثة، أجاب: “نحن الآن في دارة الأمير طلال أرسلان والتواصل قائم على الساحة الوطنية”)

بداية فإن المعايير القانونية المحلية والدولية لما يسمى ميليشيات، ولما يمكن أن يكون مناطق مغلقة، وكذلك لكل ما هو معايير ومقاييس للأمن والسلام والعيش المشترك والقضاء في دولة لبنان … هي كلها معايير وضوابط الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية والقضاء اللبناني، وكذلك الشرائع الدولية كما هو معترف بها من قّبل الأمم المتحدة.

من هنا فإن الغرابة والاستغراب والغربة في كامل محتوى تصريح النائب محمود قماطي يمكن بمنتهى البساطة تفسيرهم بمنطقين متعارضين،

الأول يقول ودون خجل أو وجل بأن الجهة التي ينتمي إليها الوزير، التي هي حزب الله، الإيراني من رأسه حتى أخماسه لا تعترف بالدولة اللبنانية، ولا بكل مؤسساتها ولا بدستورها وقضائها وقواها الأمنية، وأن عندها (حزب الله) معاييرها ومقاييسها الخاصة بها والتي تناقض وتتعارض 100% مع كل ما هو لبنان ولبناني من قوانين ودستور وأعراف ومؤسسات وأعراف مجتمعية،

أو ثانياً بأن النائب “اللاهي” المفوه لا يحترم لا ذكاء ولا علم ولا معرفة اللبنانيين.

وفي الحالتين يتبين جلياً ما هو محسوس وملموس ومعاش على أرض الواقع الإحتلالي والقمعي واللاهي حتى العظم، وهو بأن حزب الله غريب ومغرب عن كل لبنان، وعن كل ما هو لبناني، أكان في مفهومه للبنان الهوية والتاريخ والدور والحضارة والرسالة ونمط حياة بنيه وتعايشهم الحضاري، أو فيما يتعلق بأسلوب تعاطيه الإستكباري والفوقي المستهزئ دائماً بلبنانيتهم وبمعرفتهم وبقدرتهم على التفريق بين الحق والباطل، والوطني والإحتلالي، والصادق والمنافق.

لمن يهمهم الأمر وحتى لا يمر كلام النائب القماطي مرور الكرام ودون تعرية قانونية لمحتواه الأستغبائي والإرهابي، ودون سحب الكلام وتفسيره طبقاً لمعايير الدستور اللبناني، وعملاً بكل ما ورد في اتفاقية الطائف، وما جاء من بنود تتعلق به وبوضعيته الشاذة في القرارين الدوليين 1701 و1559.

طبقاً لكل هذه المعايير والمقاييس والضوابط اللبنانية والدولية هذه هي وضعية حزب الله القانونية لبنانياً ودولياً:

1- لبنانياً، حزب الله هو تنظيم غير مرخص له، وعملاً بالقوانين اللبنانية المرعية الشأنً هو عبارة عن جماعة من المسلحين الخارجين عن القانون.

وطبقاً لبنود اتفاقية الطائف تحديداً، فالحزب هو من ضمن الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وكان من المفترض أن يلتزم بتنفيذ كل البنود التي أدرجت تحت خانة الميليشيات.

2- دولياً حزب الله هو منظمة ارهابية وإجرامية، ومصنف تحت هذه الخانة في معظم دول العالم، عربية وغير عربية.

3- ودولياً وبما يخص القرارات الدولية الخاصة بلبنان (1559 و1701) الحزب هو ميليشيا مسلحة مطلوب منها تسليم سلاحها للدولة اللبنانية، وتفكيك مربعاتها الأمنية، والالتزام بالقوانين اللبنانية.

وحتى لا نطيل الشرح فإن كلام النائب القماطي هو إدانة للحزب بالكامل كون فاقد الشيء لا يعطيه.

فالحزب ميليشيا مذهبية وإرهابية، وهو مسلح وتابع لدولة إيران وليس للبنان، ويحتل لبنان، وعنده مربعات ودويلات أمنية لا سلطة للدولة عليها، ويحارب في العديد من الدول لمصلحة إيران وبأوامر مباشرة من قادة عسكرها، وتطول ولا تنتهي قائمة مخالفات الحزب للبنان ولكل ما هو لبناني.

وإن كان فعلاً قماطي وحزبه جديين في أي كلمة قالها من الشويفات فالبداية تكون بتسليم المحكمة الدولية المطلوبين بتهمة اغتيال الرئيس الحريري وإلا فالج لا تعالج.

يبقى أن كلام النائب محمود القماطي مستنكر ومرفوض وهو يدين الحزب ويعري وضعيته الإحتلالية والإرهابية والمذهبية والعنفية واللالبنانية واللاشرعية.

في الخلاصة، فإن ما حدث في الجبل ورغم مأساويته وخطورته، فهو عارض من أعراض مرض الاحتلال الإيراني للبنان، وربما ما كان ليحدث لولا وجود هذا الاحتلال ونجاحه للأسف في شق معظم الشرائح اللبنانية المجتمعية ووضعها في مواجهة بعضها البعض على خلفية مبدأ فرق تسد.

وبالتالي فإن التركيز الوطني والسيادي الجاد والمستمر يجب أن يكون على إنهاء هذا الاحتلال، وبعدم تضييع الوقت والجهد في التعاطي فقط مع الإعراض مهما كانت ضاغطة ومهمة أكانت معيشية أو أمنية أو مالية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حمى الله الجبل وأهله من الفتنة ومن المفتنين

الياس بجاني/01 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76252/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81/

من يشعل الفتنة في الجبل كائن من كان، سياسي، أو حزب، أو مسؤول، هو عملياً مجرم خطير وعدو للبنان ولكل اللبنانيين، وأيضاً هوعدو للسلم وللسلام والتعايش ولمصالحة الجبل.

كما أنه وهنا الخطور هو 100% يخدم مشروع الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله وبسلاحه وبدويلاته وبحروبه وبمشروعه الملالوي الهادف إلى إلغاء لبنان الإنسان والكيان والدولة والهوية والتاريخ وتقليب اللبنانيين ضد بعضهم البعض على خلفية مبدأ فرّق تسد.

إن من يشعل الفتنة في الجبل أكان عن جهل أو معرفة لا فرق هو ضد لبنان ويجب وضع حد فور لفتنته وكشفه وتعريته وفضح أمره.

وهنا مطلوب من كل العقلاء والأحرار والسياديين من الشرائح اللبنانية المجتمعية كافة من قيادات وسياسيين ورسميين ورجال الدين أن يجهدوا بكل معرفتهم وامكانياتهم وعلاقاتهم بهدف إطفاء نار هذه الفتنة البشعة وأن يعيدوا للدولة ولقواها الأمنية ولقضائها وللقوانين أدوارهم وأن يطالبوا المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 وذلك لإستعادة سيادة واستقلال لبنان وانهاء كل حالات الشواذ من ميليشيات ودويلات وتمذهب وفرسنة واحتلال ملالوي.

حمى الله الجبل وأهله والرحمة لأنفس الضحايا وصلاتنا من أجل أن يلهم ذويهم نعمتي الصبر والسلوان.

 

صبيانية اسلوب باسيل وصنوج أصحاب شركات الأحزاب

الياس بجاني/30حزيران/2019

الجيوش الكترونية التابعة لأصحاب شركات الأحزاب الأصنام كافة هم إما أغبياء وصنوج وطبول أو أجهزة تختلق أسماء وهمية. أحزاب كوارث .

جولات باسيل اللاهية فقد تحولت إلى مسرحيات هزلية مهينة لكل ما هو عقل وحرية وديموقراطية. اسلوب الرجل هو قمة في مفهوم السياسة الصبيانية.

 

أسوأ من عندنا نحن الموارنة هم مواقع القيادة

الياس بجاني/29 حزيران/2019

أسوأ من عندنا نحن الموارنة على الإطلاق هم أصحاب شركات أحزابنا وغالبية طاقمنا السياسي والإعلامي. قلة إيمان وخور رجاء واسخريوتية.

 

موقف سيادي متقدم للنائب سامي الجميل فيما يخص وضعية حزب الله والقرارات الدولية نسبته له جريدة الرأي الكويتية

الياس بجاني/29 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76223/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a-%d9%85%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%86%d9%88%d8%b9%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%a7-%d9%84/

في تقرير نشرته جريدة الراي الكويتية أمس، وفيه مواقف سيادية نوعاً ما متقدمة نُسِّبت إلى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل فيما يخص وضعية حزب الله الإحتلالية والقرارين الدوليين 1559 و1701.

علماً أن لا النائب الجميل ولا أحد من المسؤولين والنواب والإعلاميين والناشطين في حزبه كانوا تطرقوا في الإعلام ومن فترة ليست بقصيرة بوضوح وببيانات رسمية لوضعية حزب الله ولأخطاره ولا للقرارات الدولية.

المواقف التي نسبت للجميل ولتكون جدية يفترض قانونياً أن تصدر رسمياً عن الحزب.

ولتكتمل هذه المواقف وتصبح رسمية وثابتة من المفترض منطقياً ومصداقية وجدية أن تشخص المرض الأساس الذي يعاني منه لبنان وتسمي الأمور بأسمائها وتتناول الحلول.

في هذا الإطار السيادي المطلوب من الحزب مواقف واضحة وشفافة ومباشرة مثل مواقف عدد كبير من الناشطين السياديين داخل لبنان وخارجه.

المرض الأساس في لبنان ومنذ العام 2005 هو احتلال حزب الله، وباقي الصعاب والمشاكل على كافة الصعد وفي كل المجالات المعيشية والأمنية والإقتصادية والبيئية والقضائية وغيرها الكثير هي كلها أعراض لهذا المرض وبالتالي لا فائدة من علاج أي عارض قبل علاج المرض.

حزب الله صحيح عسكره من اللبنانيين، وموجود في لبنان، ولكن قادة الحزب أنفسهم من كبيرهم حتى صغيرهم، ومعهم كل المسؤولين الإيرانيين وعلى كافة المستويات المدنية العسكرية يفاخرون باستمرار بأنه جيش في ولاية الفقيه الملالوية من ألفه حتى يائه، وبالتالي وطبقاً لهم ولأقوالهم الرسمية فلا هو لبناني كتنظيم أو كحزب، ولا هو من النسيج اللبناني، بل هو فيلق عسكري تابع للحرس الثوري الإيراني ويأخذ طائفة لبنانية بأكملها رهينة ويحتل لبنان.

صحيح الحزب عنده نواب في المجلس، ولكن الحزب نفسه يهزأ من كل من قال ويقول بأنه مكون من جناحين واحد عسكري وآخر مدني.

يبقى أن سلاح الحزب هو مشكلة لبنانية، وأيضاً إقليمية ودولية، وليس صحيحاً البتة أنه فقط مشكلة إقليمية.

الحزب منظمة إرهابية على قوائم غالبية الدول العربية ومعظم الدول الغربية، وهو متورط في أعمال غير شرعية وغير قانونية وإرهابية وعسكرية متنوعة في عدد كبير من الدول، في حين أن العشرات من عناصره هم سجناء ويحاكمون في تلك الدول.

عسكره يحارب كجيش إيراني في سوريا والعراق واليمن بشكل علني، كما أن له وجود أمني واستخباراتي في العشرات من الدول..عربية وغير عربية.

بناء على ما ورد في أعلى وهو قليل من كثير الحزب محلياً وإقليمياً ودولياً فإن أي تحالف معه في لبنان بأي مجال من المجالات هو عملياً تشريع لإحتلاله وتغطيه لهذا الإحتلال.

في الخلاصة، الحل العلاج يكمن في تسميته بالمحتل وبالتعامل معه على هذا الأساس.

وبالتالي واجب وطني الإستمرار بالمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان ومنها 1559 و1701 التي تنص صراحة ومباشرة على تجريده من سلاحه وحصر السلاح فقط بالسلطة الشرعية وبقواها العسكرية وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كل الأراضي اللبنانية.

بالتأكيد، لا أحد يطالب، لا حزب الكتائب ولا غيره بمواجهة حزب الله واحتلاله عسكرياً، ولكن من الضرورة بمكان أن تتوحد القوى السيادية والاستقلالية والكيانية مرة أخرى، كما كان حالها في تجمع 14 آذار على رغم كل ما كان يعاني منه ذاك التجمع من تفكك وصراعات، وذلك لإيجاد توازناً ما مع المحتل الذي هو حزب الله والتصدي له سلمياً بمواقف واضحة وبشفافية ودون ذمية أو رمادية.

يبقى لا معارضة بظل الاحتلال، بل مقاومة.. والمقاومة المطلوبة راهناً هي سلمية؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 01/07/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

بالرغم من سريان قرارات المجلس الاعلى للدفاع في الجبل عاد مناصرو الحزب الديمقراطي اللبناني، فقطعوا الطريق الدولية في بلدة بعلشميه عصرا بالإطارات المشتعلة، وعادت الانظار الى الاتصالات السياسية والى وحدات الجيش الذي يكثف تحركه لإعادة فتح الطريق وتثبيت الهدوء بمواكبة الاجهزة الامنية.

وفي قبرشمون مسرح حادثة الأمس تفقد المدعي العام التمييزي بالوكالة المكان في ظل البحث عن مطلقي النار في الجبل لإجراء التحقيقات اللازمة..

وقد شن النائب طلال ارسلان هجوما عنيفا على مسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي.. بينما قال الوزير مروان حمادة ان الوزير باسيل وزير للخارجية وعليه القيام بجولات في الخارج وليس في مناطق الداخل..

وفي شأن آخر أوقعت الغارات الجوية الاسرائيلية أربعة قتلى وواحدا وعشرين جريحا في دمشق وحمص، وواجهت المضادات السورية الارضية الطائرات المعادية التي استخدمت الأجواء اللبنانية..

وتتابع الدبلوماسية اللبنانية والهيئة العليا للاغاثة الاهتمام باللبنانيين وعودتهم من كازاخستان بسبب الاحداث التي طالت شركة C.C.C.

وتواصل لجنة المال النيابية درس مشروع قانون الموازنة الذي يمكن القول إنه أصبح منجزا.

إذا في بعبدا اجتماع بين الرئيسين عون والحريري سبق اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الإستثنائي الذي خرج بقرارات حاسمة بتوقيف المسؤولين عن احداث الامس. والوزيرة الحسن تؤكد أن الامور ذاهبة نحو التهدئة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

تصدرت الأحداث الأمنية التي وقعت في عدد من قرى قضاء عاليه المشهد والمتابعة، واستدعت الدعوة إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للدفاع في بعبدا خلص إلى قرارات وصفت بأنها حاسمة بإعادة الأمن إلى المنطقة ومن دون إبطاء أو هوادة، وتوقيف جميع المطلوبين وإحالتهم إلى القضاء الذي باشر تحقيقاته.

وفي عين التينة حضرت أحداث الجبل في سلسلة اتصالات أجراها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتطويق ذيول ما حصل.

الوقت وفق الرئيس بري هو للاحتكام للعقل والحكمة وبذل كل ما هو مستطاع من أجل الحفاظ على الوحدة والاستقرار العام الذي عبر عن ملء الثقة بعقلاء الجبل الأشم، داعيا إلى أن يأخذ القضاء دوره في التحقيق حتى النهاية.

هذه الأحداث تابعها أيضا رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان الذي حضر إلى بعبدا، يرافقه الوزير صالح الغريب وغادرا من دون الإدلاء بأي تصريح، لكن رئيس الحزب الديمقراطي تمنى ووزير الدولة لشؤون النازحين إحالة محاولة إغتيال الغريب إلى المجلس العدلي.

وفي الوقت نفسه كان الوزير وائل أبو فاعور يقصد رئيس الحكومة سعد الحريري في السراي.

هذه الحركة سبقها مؤتمر صحفي لإرسلان عقده في دارته بخلدة حمل فيه بشدة على المسار الذي ينتهجه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الجبل.

على الخط المالي تابعت لجنة المال درس الموازنة العامة وأقرت اليوم سلفة الخزينة بقيمة 2500 مليار ليرة للكهرباء والتي كانت معلقة من جلسة سابقة كما بتت اليوم موازنة وزارة الطاقة في إطار استكمالها لدرس موازنات الوزارات وفي هذا الشأن أمل الرئيس نبيه بري إنجاز الموازنة في الأيام المقبلة مضيفا انه عند إقرارها سيعرف العالم حسناتها بعيدا مما يتناولها من مساجلات ومزايدات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

في حال شئتم ان تتصفحوا حساب الوزير جبران باسيل عبر تويتر في هذه الاثناء، ستجدون ان التغريدة الأخيرة يعود مكانها الى صوفر، وتاريخها إلى الثانية والثلث تقريبا من بعد ظهر أمس الأحد في 30 حزيران، أي قبيل توجهه الذي كان مقررا الى بلدة كفرمتى، من ضمن جولته في قضاء عاليه، وقد جاء فيها ما يلي: "التيار الوطني الحر يجمع ولا يفرق، ويأتي بالخير والانتاج والحيوية والحركة والايجابية، ويبعث الرسائل الطيبة للمهجر كي يعود، والمصطاف حتى يرجع، والسائح كي يأتي ليزور".

على هذه التغريدة، أتى الجواب بعد وقت قليل، تجمعات منظمة، وانتشارا مسلحا، وتوترا منقطع النظير، أدى في ما أدى إليه إلى سقوط شهيدين من مرافقي الوزير صالح الغريب. أرجأت الزيارة ولم تلغ، على وقع اتهامات، وصلت إلى حد قول مروان حمادة اليوم ان "وزير الخارجية يتنقل من منطقة الى اخرى عوض ان يقوم بدوره كوزير خارجية، وينقل معه الفتنة من بشري الى عكار وعاليه وزغرتا والكحالة، ونشكر الله ان بعلبك وبشري وزغرتا زمطت من سقوط الدماء والضحايا".

في 13 نيسان الماضي، وصف وزير الصناعة الاشتراكي وائل بو فاعور زيارة وزير الصحة جميل جبق لمستشفى راشيا الحكومي بالغارة، على رغم أنها أتت في سياق جولاته التفقدية على المستشفيات الحكومية في كل لبنان، قائلا: "في اعتقاد البعض أن الحزب الاشتراكي ضعف والآن نريد هذا المستشفى".

في 23 حزيران الماضي، قال النائب الجنبلاطي السابق أنطوان سعد عن زيارة وزير البيئة فادي جريصاتي لمحمية راشيا: "كان جديرا بزائر الخلسة ان يطرق الأبواب ليدخل مرحبا به، فكدنا نخاف على هذه الجرصة البيئية المتنقلة ان تضل طريقها الى ما وراء جبل الشيخ، حيث الحدود السائبة تعلم أن الزائر تجاوز الاصول".

وين هذين التاريخين، وقبلهما وبعدهما، صولات وجولات من المواقف التصعيدية، والتصاريح النارية، التي تلف وتدور لتعود إلى فكرة واحدة: لا يمكن الدخول سياسيا، وحتى جسديا، إلى هذه المنطقة أو تلك، إلا من باب واحد، وإلا فمشهد مكرر عما جرى أمس.

في 13 نيسان، رد وزير الصحة على بو فاعور بالقول: "لم أكن أعلم أن دخولي الى المستشفى يحتاج الى فيزا".

وفي 23 حزيران، ردت هيئة قضاء راشيا في التيار الوطني الحر على انطوان سعد بالقول: "نسألك يا مستبدل الوصايات التي غرقت فيها من رأسك حتى أخمص قدميك، ما انت في المعادلة؟ وماذا تمثل"؟

بعد أحداث الثلاثين من حزيران، لن يكون الرد بطلب الفيزا، ولن يكون أيضا بالسؤال عما يمثله مفتعلو الإشكالات.

فالرد بعد الثلاثين من حزيران كما قبله وبعده، وعلى أي شتيمة أو تهجم أو تحريض، حتى ولو وصل حد الحض على القتل، لن يكون إلا بخارطة طريق واحدة: دولة، شرعية، دستور، قانون، مؤسسات، عدالة، قضاء، مكافحة فساد، كهرباء، سدود، نفط، غاز، اقتصاد منتج، بيئة نظيفة، خير، حيوية، حركة... وايجابية... وما الى ذلك من عناوين اوجزتها التغريدة الاخيرة، وواضح أنها وحدها مصدر الاستفزاز...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بعد رسالة الماء الثقيل، خصبت ايران اليورانيوم الى ما فوق الثلاثمئة كيلوغرام كما توعدت المخلين بالاتفاق النووي، ورسمت سقف الالتزام بالاتفاق، التزام الطرف الآخر به، فكانت خطوتها اليوم ضمن مسار تصاعدي.

في لبنان خصبت الازمة الى حد الفتنة، وكان وقعها ثقيلا على الجبل الذي نزف من ابنائه اثنين، ومن وحدته الكثير، وكادت الاسقف ان تتلاشى ويصبح الفتق الامني أكبر من ان يحتويه الرتق السياسي..

وضع البلد امام تجربة هي الاخطر منذ مدة، ارقت الجميع، ولم يكن يخطر ببال احد ان الامن في هذا الظرف الحساس من عمر الوطن والمنطقة سهل ان يستخدم في اوراق السياسة، مع علم الكل ان الخطأ فيه يستحيل خطيئة…

ما جرى في قبر شمون ليس خطأ،بل جريمة مدبرة ومحاولة لاغتيال الوزير صالح الغريب قال رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان، الذي دعا الى احالة الجريمة الى المجلس العدلي، فيما قرأ المجلس الاعلى للدفاع خطورة المرحلة من قصر بعبدا، فشدد على ضرورة اعادة الامن الى قضاء عاليه من دون ابطاء او هوادة، وتوقيف جميع المطلوبين واحالتهم الى القضاء وأدا للفتنة وحفاظا على هيبة الدولة وحقنا للدماء البريئة..

وفيما شوارع الجبل كانت مشتعلة ليل امس، اشعل العدو الصهيوني سماءنا بطائرات خرقت السيادة اللبنانية مستهدفة الاراضي السورية،والحصيلة اربعة من الشهداء المدنيين الابرياء بينهم طفل رضيع وعدد من الجرحى..

سوريا تصدت للعدوان فاسقطت عددا من الصواريخ المهاجمة قبل ان تصيب اهدافها، فيما وصلت الاخرى الى ريفي دمشق وحمص..

والى ريف السعودية، اي الامارات، وصل امس وزير الخارجية الصهيوني يسرائيل كاتس كأولى الخطوات العملية للعلاقات العلنية مع الكيان الصهيوني .. فهل من يقرأ المشهد بين دولة تواجه العدوان الصهيوني، وأخرى توجه مسارها نحو شراكة مع الصهاينة على حساب

القدس وفلسطين ؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

القطوع الامني السياسي الذي عاشته منطقة الشحار الغربي، ومعها كل لبنان، ما زالت تتردد اصداؤه على اكثر من مستوى في ظل جهود استثنائية من مختلف الاطراف لحصر تداعياته.

منطقة عالية، وتحديدا في قبرشمون لملمت اثار الحادثة، وعاد الهدوء الى شوارعها وسط تدابير امنية واجراءات عملية، اتخذتها القوى الامنية والجيش في وقت زارها متفقدا المدعي العام التمييزي بالانابة القاضي عماد قبلان المشرف على التحقيقات.

ومن المعالجات الميدانية الى التحركات والاتصالات والمواقف السياسية التي صبت في اطار التأكيد على اعتماد لغة الحوار، والتعقل بعيدا من الانفعال لمعالجة المسألة منعا للفتنة، والحفاظ على مصالحة الجبل.

ففي القصر الجمهوري في بعبدا اجتماع طارىء للمجلس الاعلى للدفاع خلص الى اتخاذ قرارات حاسمة باعادة الامن الى منطقة عاليه، من دون ابطاء او هوادة وتوقيف جميع المطلوبين واحالتهم الى القضاء.

رئيس الجمهورية طالب الاجهزة القضائية والامنية باستكمال الاجراءات اللازمة والضرورية وفقا للاصول والانظمة المرعية الاجراء والقيام بالتوقيفات اللازمة.

من جهته، دعا رئيس الحكومة سعد الحريري الجميع الى التهدئة مشددا على ضرورة المعالجة السياسية اللازمة وعدم اقحام الاجهزة العسكرية والامنية بالخلافات السياسية.

اجتماع اعقبه رئيس الجمهورية باستقبال رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ووزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، واطلع منهما على الملابسات التي رافقت الاحداث التي وقعت امس في منطقة عاليه.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

عند كل حادثة تقع في الجبل ، يستحضر التاريخ والجغرافيا في آن ... المير طلال إرسلان غاص في التاريخ فذكر النائب وليد جنبلاط بأننا حكمنا البلد ألف عام " ولكن بالهيبة وليس بالعدد " ... وتوسع في الجغرافيا فتحدث عن دروز إدلب وجبل العرب وجبل الشيخ والجولان... لكن القضية تبدو أبعد من التاريخ والجغرافيا، إنها مسألة حاضر سياسي ومستقبل سياسي ... كثيرون اعتبروا أن ما حصل في الجبل أمس امتداد لانتخابات 2018 وللحكومة التي نتجت عنها ولموازين القوى التي تأسست في الإنتخابات والحكومة ... وكثيرون يعتبرون أن ما حصل أمس مرتبط بالإستحقاق الرئاسي بعد ثلاث سنوات وأربعة أشهر ... وانطلاقا من هذين المعيارين تبدو المعركة شرسة وتستخدم فيها كل انواع الأسلحة السياسية وغير السياسية ، ويزج فيها بالمؤسسة العسكرية وتبادل القصف بالفيديوهات :

المير طلال إرسلان رفع سقف الإتهامات عاليا فتحدث عن أنه كان هناك كمين محكم لموكب الوزير الغريب ، وسيارته فيها نحو ثماني عشرة أو تسع عشرة رصاصة ... لم يكتف إرسلان بهذا الإتهام بل غمز من قناة بعض الضباط في الجيش من خلال قوله : " وزير الدفاع طلب مني ألا أسمي بالاسماء وانا وعدته بذلك، لكني اقول إن الجيش اللبناني ملك الجميع وهو مؤتمن على الاستقرار ولا يمكن ان يستمر بمزارع مذهبية داخل تركيبته واتمنى على العماد عون الا يصدق التزوير في المستندات المرسلة اليه"... جدير ذكره ان اتهام إرسلان لبعض ضباط الجيش جرى أيضا الأسبوع الفائت قبل حادثة الجبل، ولم تنجح زيارة وزير الدفاع له في ثنيه عن اتهام بعض الضباط ...

في المقابل ، وفي ظل صمت إشتراكي من وزرائه ونوابه ، كان لافتا ما أورده موقع " الأنباء " الناطق باسم الحزب الإشتراكي ... الموقع اتهم الوزير الغريب مباشرة بأنه ممن أطلقوا النار ، فكتب يقول : " موكب الوزير "البطل" بادر الى اطلاق النار على المتجمعين في الساحة وقد سقط منهم على الفور الشاب سامو غصن باصابة حرجة، في وقت كانت الكاميرات تلتقط صورا لعناصر الموكب وهم يترجلون من السيارات ويطلقون النار عشوائيا، فيما تحدث البعض ممن كان في المكان عن ان الوزير شخصيا شارك في اطلاق النار من مسدسه."

بين الإشتراكي والمير تباعد في الروايات ، مسافة التباعد بين خلدة والمختارة ، ولا حسم في اتجاه رواية واحدة إلا بعد استجماع كل المعطيات والأفلام والإفادات ، وقد بوشر العمل عليها خصوصا بعد " حرب توزيع الفيديوهات " ليثبت كل طرف وجهة نظره ... لكنْ أبعد من الحادث ، فإن اسئلة عديدة تطرح ومنها : ما هو انعكاس حادثة الجبل على وضع الحكومة ؟ كيف سيجلس الوزيران أكرم شهيب وصالح الغريب وجها لوجه؟ إرسلان وصف شهيب بانه " وزير الفتنة "، والإشتراكي يتهم الغريب بأنه أطلق النار من مسدسه ؟

في مطلق الأحوال فإن من الملاحظ أن بيان المجلس الأعلى للدفاع إتخذ موقفا من خلال حديثه عن " استهداف وزراء ونواب في تجوالهم وتنقلهم "، فهل هذا الموقف رسالة؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

قبل ان يغرقوا في حادثة قبر شمون الاليمة يجب ان لا يغيب عن بال المسؤولين ان سقوط القتلى في هذه المنطقة امس ليس حادثا منعزلا حصل في قرية شموس عاصية على الدولة الى مجلس الدفاع الاعلى الذي يجمع كل المتعاطين بالامن الوطنية والسياسة ان لا يتعامل مع ما حصل في منطقة عاليه بمعزل عن ما يجري يوميا في الضاحية العاصية وفي البقاع الطافر وفي طرابلس المشلعة وعلى المعابر والمنافذ الفالتة، ولأنه يتصرف بالقطعة بدلا من العمل على ان يغطي ظل الدولة كل اراضيها يقع لبنان تكرارا في هذه المسرحية الدموية نقول هذا لأنه لو حصلت حادثة الامس في مناطق معينة ما كان الامر يستنفر الدولة بأجهزتها.

لماذا لان الدولة تسلم بأن بعض المناطق مقفل في وجهها وتبرر في ذلك فيما يعتبر جريمة كبرى في عاليه هو فلكلور يومي في غير مكان يستنتج من هذا الامر المسح الموجز ان بصمة الشرعية وقضائها وبوليس بلديتها تقتصر على منطقة صغيرة من الجمهورية، والاقتراح الذي بات على كل لسان هو الاتي: تشريع الامن الذاتي الطائفي الكانتوني وتعميمه فنستغني عن تمويبل الاجهزة الامنية ونحن في زمن تقشف ام فرض الامن على الجميع والا فإن قبر شمون ستتكرر وتتوسع لتصبح مع مثيلاتها قبورا تبتلع هيبة الدولة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديدط

في ترسيمها السياسي هي حكومة وحدة وطنية تحمل شعار "إلى العمل".. ومن مآثرها وطيباتها أن تقليعتها كادت تتعطل عندما اكتشف الوزير وائل أبو فاعور عدم توزيع كتاب الطائف على طاولتها ومكوناتها هي الحكومة التي ضمنت بيانها الوزاري، ترشيح لبنان ليكون مركزا لحوار الحضارات.

وهي عينها من أقام قداس المصالحة في الجبل على نية الاشتراكية والعونية.. توليفة وزارية بالمحبة والإيمان رح نرجع نبني لبنان.. لكن ماذا حدث يا "بلدنا"؟ وحدة وطنية شعرت بدوار مفاجئ.. وشعار إلى العمل اتخذ طريقا مقطوعة في الاتجاهين.. كتاب الطائف الذي وزع على الوزراء حرق مع دفعة الدواليب في الشوارع.. ومركز حوار الحضارات يرجح إقامته في كفرمتى أو قبرشمون أو على طريق بعلمشيه عاليه بحمدون، أما قداس المصالحة فلن يسري على "سكارى بالسلطة" و"قبضايات طرق" وزعماء انكفأوا فحركوا الشارع وأمراء بقطع شرايين البلد ثم الأمر بإعادة فتحها.

مجلس الدفاع الأعلى انعقد وبعض من عروضه تبنى نظرية اغتيال وزراء ونواب.. فيما دعا رئيس الجمهورية ميشال عون الى التهدئة وعدم إقحام الأجهزة الأمنية في الخلافات السياسية واعلن أن المجلس اتخذ قرارات حاسمة بإعادة الأمن إلى المنطقة التي شهدت الأحداث الدامية من دون إبطاء وبتوقيف جميع المطلوبين وإحالتهم الى القضاء ولم تكد قرارات الأعلى للدفاع تجري طباعتها حتى قطع غاضبون طريق بعلشيمه مجددا بعد السيطرة عليها نهارا ولم يعد فتحها إلا بطلب من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان الذي شن أعنف هجوم على ضباط في الجيش والوزير أكرم شهيب من دون تسميته واتهم أرسلان وزير التربية بالفتنة وقال إن ما حدث هو كمين محكم لاغتيال الوزير صالح الغريب، فيما روايات التيار الوطني تذهب إلى أبعد من وزير واحد وتتحدث عن مساع مدبرة لوزيرين اثنين وهؤلاء الوزراء جميعهم.

تحت راية حكومة واحدة ستذهب غدا الى موزانة بلد واحد.. وإلى تعيينات دستورية وإدارية سيجري التوافق عليها بين جميع القوى.. وستعود الأمور إلى "نصبها" المعتاد والمسافة التي أبعدت التيار عن الاشتراكي اليوم.. قربت جنبلاط الى سعد الحريري واجتمع الوزير وائل أبو فاعور برئيس الحكومة فيما ظل زعيم الجبل لليوم الثاني على الحادث خارج التعليق ما خلا تغريدة التجاهل ورفض الدخول في السجالات تاركا سؤاله التاريخي في مهب الجبل: إلى أين؟.

 

قرارات حاسمة لمجلس الدفاع باعادة الامن لعاليه وتوقيف المطلوبين الرئيس عون دعا لاستكمال الاجراءات وفقا للاصول: ركائز الجمهورية حريات ثلاث

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

عرض المجلس الاعلى للدفاع في اجتماع عقده برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، لما شهده عدد من قرى عاليه امس من احداث دامية، واتخذ قرارات حاسمة باعادة الامن اليها من دون ابطاء او هوادة وتوقيف جميع المطلوبين واحالتهم الى القضاء، على ان تتم التحقيقات بسرعة باشراف القضاء المختص". واكد الرئيس عون خلال الاجتماع ان "ركائز الجمهورية هي ثلاث: حرية المعتقد وحق الاختلاف وحرية الرأي والتعبير عن الرأي". وطالب الاجهزة القضائية والامنية ب"استكمال الاجراءات اللازمة والضرورية وفقا للاصول والانظمة المرعية الاجراء والقيام بالتوقيفات اللازمة".

من جهته، دعا رئيس الحكومة سعد الحريري الجميع الى "التهدئة"، مشددا على "ضرورة المعالجة السياسية اللازمة وعدم اقحام الاجهزة العسكرية والامنية بالخلافات السياسية". وكان المجلس انعقد عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم برئاسة الرئيس عون وحضور الرئيس الحريري، والوزراء الدفاع الوطني الياس بو صعب، الخارجية والمغتربين جبران باسيل، المالية علي حسن خليل، الداخلية والبلديات ريا حفار الحسن، العدل البرت سرحان، شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والاقتصاد والتجارة منصور بطيش، قائد الجيش العماد جوزاف عون، وقادة الأجهزة الأمنية المديرين العامين للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ولامن الدولة اللواء انطوان صليبا، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع بالوكالة العميد وجدي شمس الدين، المدعي العام التمييزي بالإنابة عماد قبلان، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن طوني منصور، مدير المعلومات في المديرية العامة للامن العام العميد منح صوايا، رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد خالد حمود، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد المتقاعد بولس مطر.

اللواء شمس الدين

وبعد انتهاء الاجتماع، ادلى الأمين العام للمجلس بالوكالة بالبيان التالي: "بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسته، حضره دولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري والوزراء الاعضاء، اضافة الى وزيري شؤون رئاسة الجمهورية والعدل، وقادة الاجهزة العسكرية والامنية، ومدعي عام التمييز بالإنابة ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية. وخصص الاجتماع للتداول بالاحداث الامنية التي وقعت مساء امس في عدد من قرى قضاء عاليه.

في مستهل الاجتماع شدد فخامة الرئيس على ان ركائز الجمهورية هي ثلاث: حرية المعتقد وحق الاختلاف وحرية الرأي والتعبير عن الرأي. وطالب فخامة الرئيس الاجهزة القضائية والامنية باستكمال الاجراءات اللازمة والضرورية وفقا للاصول والانظمة المرعية الاجراء والقيام بالتوقيفات اللازمة. ثم تطرق دولة الرئيس الى الاوضاع السياسية التي تؤثر على المناخ الاقتصادي والاصلاحي داعيا الجميع الى التهدئة مشددا على ضرورة المعالجة السياسية اللازمة وعدم اقحام الاجهزة العسكرية والامنية بالخلافات السياسية، كما شدد على ضرورة تبيان الحقيقة حول ما حصل امس تمهيدا لاتخاذ الاجراءات المناسبة.

بعد ذلك عرض المدير العام لقوى الامن الداخلي بالتفصيل مجريات الاحداث الامنية والاشكالات التي وقعت ونتائجها.

كما عرض قائد الجيش للمعلومات المتوافرة لدى الجيش والاجراءات التي اتخذت لمعالجة الوضع.

وبعد التداول في النقاط التي طرحت خلال الاجتماع اصدر المجلس الاعلى للدفاع البيان الاتي: "في ضوء ما حصل في عدد من قرى قضاء عاليه في محافظة جبل لبنان، وادى الى سقوط ضحايا واستهداف وزراء ونواب في تجوالهم وتنقلهم والتعبير عن آرائهم بحرية، وقطع الطرق الداخلية والعامة، وفي ضوء ضرورة الحفاظ على العيش الواحد في الجبل ورفض اي شكل من اشكال العنف الدامي، اتخذ المجلس الاعلى للدفاع قرارات حاسمة باعادة الامن الى المنطقة التي شهدت الاحداث الدامية ومن دون ابطاء او هوادة وتوقيف جميع المطلوبين واحالتهم الى القضاء، على ان تتم التحقيقات بسرعة باشراف القضاء المختص، وذلك وأدا للفتنة وحفاظا على هيبة الدولة وحقنا للدماء البريئة واشاعة لاجواء الطمأنينة لدى المواطنين والمصطافين والسياح، في ظل توافق سياسي يظلل الامن في كل بقعة من لبنان ويحصنه. وابقى المجلس الاعلى للدفاع قراراته سرية وفقا للقانون".

 

مواكب المظاهر "والتفشيخ"

خليل حلو/فايسبوك/01 تموز/2019

بادئ ذي بدء أحر التعازي لأهالي الشابين اللذين سقطا أمس على أمل ألا يسقط غيرهما مجاناً، كما أتمنى من الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية القيام بواجباتها كاملة مع تطبيق كامل للقانون، وأتمنى توقيف كل من تورط أمس في التحريض والشحن وإطلاق الرصاص والإخلال بالأمن ومحاكمته.

منذ انتهاء الإنتخابات النيابية التي شهدت مقاطعة نصف الشعب اللبناني، ونحن نسمع أن حقوق المسيحيين استرجعت، وأن ما تبقـّـى منها هو على طريق الإسترجاع، وقد أخذ الوزير باسيل على عاتقه مهمة استرجاع ما تبقى منها علماً أنه لا يمثل جميع المسيحيين بل قسماً منهم، وكأن الدولة التي هو شريك فيها منذ 11 سنة أعادت حقوق اللبنانيين كلهم ما عدا المسيحيين، علماً أن الدولة التي هو شريك فيها جرّدت اللبنانيين من حقوقهم في العيش الكريم وأكملت السطو على موارد البلاد من تهريب عبر المرفأ وصفقات بواخر الكهرباء وغيره.

بدأ الوزير باسيل سلسلة لقاءات في مناطق ذهب إليها مع مجموعات من أنصاره منهم بالباصات وآخرين بعشرات السيارات السوداء الرباعية الدفع ذات الزجاج الداكن بهدف تظهير شعبيته في حال لم تكن الحشود بالأعداد الجماهيرية المطلوبة، وبهدف فرض هيبته متجاهلاً أن الأكثرية الساحقة من الناس تكره هذه المواكب السوداء الداكنة ومن فيها كائناً من يكن، علماً أن هذه المواكب هي للمظاهر "والتفشيخ"، وهي لا تحمي من الإغتيالات والدليل إغتيال الرئيس الحريري.

الكثيرون اعتبروا زيارات الوزير باسيل للمناطق استفزازاً، خاصة لجهة شكل الزيارات، وآخرون لم يقوموا بردّات فعل مثلما حصل في بشرّي رغم مشهدية الإستفزاز. أما ما حصل يوم أمس فلم يكن كذلك، فالسيد باسيل لم يدرك مدى الإحتقان الذي نتج عن تصرفاته وتصاريحه النارية، وفي المقابل الحزب التقدمي الإشتراكي لم يضبط مناصريه أو لم يستطع ضبطهم، وانفجر الوضع بينهم وبين موكب الوزير الغريب على طريق كفرمتى أدى إلى هذه الكارثة ... ونحن ننتظر نتائج التحقيق لتحديد المسؤوليات.

أخيراً أعجبني حديث أحد وزراء حزب الله أمس في زيارته لدارة الأمير طلال أرسلان عندما تحدث عن سيادة الدولة ... وحرصه عليها ... معقول؟

 

الدولة اللبنانية تحتوي مؤقتا "الفتنة الدرزية"

العرب/02 تموز/2019

بيروت – كاد حادث لإطلاق نار بين موكب لأحد الوزراء اللبنانيين ومؤيدين للحزب التقدمي الاشتراكي أدى إلى مقتل اثنين من مرافقي الوزير، أن يفجّر فتنة في جبل لبنان، لولا مسارعة القوى السياسية والأمنية للتدخل لإخمادها. وتقول دوائر سياسية إنه لا يمكن التسليم بأنه تم تجاوز التداعيات الأمنية للحادثة التي جرت في منطقة قبرشمون بقضاء عاليه، في ظل استمرار عمليات التسخين والتجييش بين القوى المتصادمة، التي لا تزال محكومة بعقلية ميليشياوية موروثة عن الحرب الأهلية التي اندلعت في هذا البلد بين 1985 و1990 وكان جبل لبنان إحدى ساحاتها.

علي درويش: ما حدث في جبل لبنان يدق ناقوس الخطر‏ علي درويش: ما حدث في جبل لبنان يدق ناقوس الخطر

وتشير الدوائر إلى أن ما حصل يشكل تطورا خطيرا ينذر بإمكانية تجدّده في أي لحظة، خاصة وأن مسبباته لا تزال قائمة، ومنها غياب سلطة الدولة وهيبتها. وتذكّر هذه الدوائر بحادثة الجاهلية التي جرت في ديسمبر الماضي وكادت أن تؤدي إلى فتنة في الجبل.

وقُتل مرافقان لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الأحد في تبادل لإطلاق النار في منطقة عاليه فيما وصف بأنه محاولة اغتيال. وبدأت الأحداث لدى احتجاج أنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على زيارة مزمعة للمنطقة من قبل وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وفي خضم الاحتجاجات مرّ موكب الوزير الغريب من المنطقة ليجد نفسه في مواجهة مجموعة من الغاضبين من أنصار التقدمي الاشتراكي وسط تباين المعطيات بين قائل بأن المجموعة هي من بادرت بالهجوم، فيما تؤكد مصادر الحزب أن مرافقي الوزير هم من بادروا إلى إطلاق النار.

وعقب الحادثة  قام باسيل بإلغاء الزيارة وقال إنه يريد أن يتجنب وقوع أي مشكلات أمنية. واعتبرت زيارة باسيل استفزازية للمنطقة في ظل حالة غليان نتيجة مواقف وسياساته التي بدت مستهدفة للزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

وأعلن مجلس الدفاع الأعلى اللبناني، الذي يضم رئيس الجهورية ورئيس الحكومة ووزراء وقادة الأمن الاثنين، أنه اتخذ “قرارات حاسمة” لاستعادة الأمن في المنطقة وتقديم المتورطين إلى العدالة.

وجاء في بيان لمجلس الدفاع الأعلى أنه تقرر “توقيف جميع المطلوبين وإحالتهم إلى القضاء على أن تتم التحقيقات بسرعة بإشراف القضاء المختص، وذلك وأدا للفتنة وحفاظا على هيبة الدولة وحقنا للدماء البريئة”.

ولم يتم الإعلان عن قيام السلطات بأي اعتقالات حتى الآن في ما يتعلق بتلك الأحداث. والغريب سياسي متحالف مع باسيل ومدعوم من الزعيم الدرزي طلال أرسلان خصم جنبلاط.

ويشير ما حصل أيضا إلى صراع على السلطة الدرزية بين جنبلاط المناهض لسوريا ومنافسه التاريخي أرسلان المقرب من دمشق ومن جماعة حزب الله الشيعية القوية والتيار الوطني الحر.

وقال أرسلان في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الاثنين، إن الدولة يجب أن تتحرك “وإذا لم تضرب الدولة بيد من حديد ستكون هناك تداعيات سلبية في أكثر من منطقة”. وأضاف “لن نتعايش مع ما يحصل وأهلا وسهلا بالدولة إن شاءت أن تفرض هيبتها وإلا فنحن نعلم كيف ندافع عن أنفسنا”.

وعادت الخصومة التاريخية بين أرسلان وجنبلاط للظهور على عدة جبهات مؤخرا بما يشمل خلافات على المناصب التي يشغلها الدروز في حكومة وحدة وطنية بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري.

وقالت أسرتا القتيلين الأحد إنهما لا تعتزمان استكمال مراسم الدفن قبل تسليم الجناة.

ويرى محللون أن ما حدث في قبرشمون هو نتاج تراكمات من المواقف والسياسات الاستفزازية استهدفت الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ما انعكس غضبا على قاعدته الشعبية. ويستشعر جنبلاط محاولة لإضعافه سياسيا وطائفيا من خلال دعم قوى داخلية وخارجية يتصدرها التيار الوطني الحر لخصمه أرسلان، وبدا هذا التمشي مع اعتماد قانون انتخابي قائم على النسبية زائد الصوت التفضيلي، ما فتح المجال لمنافسته في معاقله، وتلت ذلك محاولة إنهاء احتكاره للحصة الدرزية من التشكيلة الحكومية من خلال فرض صالح الغريب. ولم تتوقف المحاولات عند هذا الحدث حيث يسعى باسيل جاهدا اليوم إلى إشراك رئيس الحزب الديمقراطي في حصة الحزب التقدمي الاشتراكي من التعيينات، وكل ذلك ولّد حالة من الاحتقان لدى أنصار جنبلاط. وقال النائب علي درويش في تغريدة على تويتر “‏ما حدث في جبل لبنان يدق ناقوس الخطر، وأن الخطاب التحريضي، من أي طرف أتى، لا يؤدي إلا إلى الهاوية”.

وشهد جبل لبنان سنوات من القتال بين جماعات مسلحة مسيحية ودرزية خلال الحرب الأهلية مما أدى إلى نزوح مسيحيين من المنطقة. وعاد بعضهم بعد ذلك بموجب اتفاقات للمصالحة تمت برعاية البطريرك الراحل بطرس صفير في العام 2002، وبدا أن التيار الوطني الحر غير متحمس لها ويسعى إلى إجهاضها، ما يعني أن الجبل سيكون بانتظار جولة جديدة من التصعيد.

 

التقدمي: مداهمات كيدية وهمجية!

وكالات/01 تموز/2019

صدر عن وكالة داخلية الغرب في الحزب التقدمي الإشتراكي البيان التالي: كنا قد أكدنا مراراً أننا تحت سقف القانون، وبأن الدولة بأجهزتها الأمنية ومؤسساتها القضائية هي مرجعيتنا الوحيدة في إحقاق الحق وفي أن تأخذ العدالة مجراها. لكن ما يجري في منطقة الغرب والشحار من مداهمات وملاحقات وخرق لحرمة المنازل أقل ما يُقال فيها أنها بربرية وهمجية وتكشف عن نوايا سيئة وكيدية تجاه هذه المنطقة العزيزة وأهلها الشرفاء. نذكر أن تطبيق القانون وتنفيذ الاستنابات القضائية يجب أن يُطبق على كل الناس من دون أي تمييز وضمن الأصول والقواعد القانونية المرعية الإجراء. هذا وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام ان قوّة من الجيش نفذت عددا من المداهمات في منطقة الغرب والشحار بحثاً عن متّهمين بإطلاق النار على موكب الوزير صالح الغريب، وعلم مندوبنا انه تم توقيف عددا من الشبان.

 

التقدمي: ما حصل في الشحار ليس وليد لحظته ونتمسك بدور الاجهزة الامنية والقضائية ومرجعية الدولة

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي ما يلي: يؤكد الحزب التقدمي الإشتراكي أن ما حصل في منطقة الشحار ليس وليد لحظته، إنما نتيجة تراكمات بدءا من حادثة الشويفات، مرورا بغيرها من المحطات التي لن نسترسل بذكرها تلافيا للتوتر وصولا إلى الخطاب الفئوي الذي دفناه سويا مع البطريرك صفير في مصالحة الجبل التي ستبقى متجذرة وقوية".  وإذ يؤكد الحزب بأنه لم يكن يوما إلا تحت سقف القانون ويدعو إلى تطبيقه، وسيكون كذلك في هذه الأحداث المؤلمة، يذكر بأن ثمة مطلوبين للعدالة في قضايا أخرى أبرزها قضية الشويفات لا يزالون متوارين عن الأنظار بحمايات سياسية داخل وخارج الحدود. وبالتالي، يدعو إلى تسليمهم وإخضاعهم للعدالة وفق ما تنص القوانين مذكرا بتجاوبه مع مبادرة رئيس الجمهورية، مستغربا كيف أن البعض ممن أداروا ظهرهم للرئيس والدولة عادوا ليطالبوا بدور لها اليوم، مؤكدا أن العدالة لا تكون مجتزأة تطبق في مكان ويتم التغاضي عنها في مكان آخر.

واليوم، يجدد الحزب التقدمي الإشتراكي تمسكه بدور الأجهزة القضائية ومرجعية الدولة وضرورة أن تأخذ التحقيقات مجراها بشفافية ونزاهة، مشددا مرة جديدة على أنه لن ينجر إلى أي سجالات سياسية أو إعلامية ترمي إلى إذكاء النيران وتأجيج التوتر في منطقة الجبل، الذي لطالما كان حريصا عليه وعلى حمايته في كل المحطات والمنعطفات. ويؤكد الحزب ثقته الكاملة بالجيش اللبناني مقدرا ومثمنا تضحياته ودوره الوطني في حماية الإستقرار والسلم الأهلي، ومشددا على رفض أن يدق أي إسفين بين الحزب وبينه. أخيرا، يتوجه الحزب التقدمي الإشتراكي إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مؤكدا أن كل المناطق اللبنانية مفتوحة ومناطق الجبل أيضا مفتوحة داعيا إياه لإعتماد الخطاب الموضوعي من باب الحرص، ليس فقط في الجبل بل في باقي المناطق. ختاما، حبذا لو يرتفع بعضهم لممارسة الخصومة بشهامة ورجولة بعيدا عن الشتائم والتعابير السوقية.

 

ارسلان بعد لقائه رئيس الجمهورية: تمنيت والغريب احالة جرائم امس الى المجلس العدلي

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان ووزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، واطلع منهما على "الملابسات التي رافقت الاحداث التي وقعت امس في منطقة عاليه".

ارسلان

واوضح النائب ارسلان بعد اللقاء، انه تمنى والوزير الغريب، "احالة محاولة اغتيال وزير الدولة لشؤون النازحين التي وقعت امس، الى المجلس العدلي"، كما وضع النائب ارسلان بتصرف الرئيس عون عددا من المعلومات المتوافرة لديه عما حصل.

 

أرسلان: ما حصل فتنة مخطط لها وتم التحريض عليها قبل يومين والمطلوب تحويل هذا الملف الى المجلس العدلي

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

أسف النائب طلال أرسلان في مؤتمر صحافي عقده في خلده، "التعرض باغتيال معالي الوزير صالح الغريب وتعرض الموكب الى كمين مسلح تم اطلاق النار عيله من عدة اتجاهات بطريقة الغدر بأبشع انواع الغطرسة واللؤم والاستفزاز ذهب ضحيتها شابان من اطيب شباب الجبل".

وتابع: "بالنسبة لنا المحرض وصاحب الفتنة هو نائب الفتنة الذي يجلس على طاولة مجلس الوزراء ولا يحترم ابسط قواعد العيش المشترك وسلامة المواطنين وسلامة اهله وناسه، ما حصل فتنة مخطط لها وتم التحريض عليها قبل يومين من قبل أوباش قطاعي طرق لا يمكنهم تحمل الرأي الاخر".

وتساءل أرسلان هل الجبل هو من ضمن حكم الدولة أو خارج حكم الدولة؟!"، هل تحتاج الناس إلى تأشيرات للدخول إلى الجبل أو أن أهل الجبل يحتاجون لتأشيرات للانتقال داخل قراهم؟ ليكن معلوما للجميع أن لحمنا ليس طريا وليس هناك أكبر من دارة خلدة لا لدى الدروز ولا لدى غيرهم"، مشيرا الى ان "التوجه الاقطاعي والسلبي والتلطي وراء الناس لا يدل على الرجولة بل على الجبن"، لافتا الى ان "من يحلل دم دروز إدلب وجبل العرب وجبل الشيخ والجولان ليس مستغربا أن يحلل دمنا".

وقال ارسلان: "بيان مجلس الدفاع الأعلى كان حاسما ووضع اليد على الجرح ولا يحق لأحد أكثر من الوزير الغريب أن يتحدث عن خصوصية الشحار، ونشكر الرئيس عون ومجلس الدفاع الاعلى على اجتماعه واتخاذه اجراءات اساسية".

ورأى ان "ما يحصل امر معيب وهو استهتار بكرامات الناس وهو مرفوض جملة وتفصيلا ونحن لن نتعايش معه، واذا ارادت الدولة ان تفرض هيبتها ووجودها فأهلا وسهلا بها، وان لم ترغب بذلك، فنحن نعلم كيف " نفيي على ضيعتنا بكعبنا"

واشار الى انه "هل يليق بمن يدعي بأنه الزعامة الكبرى، ان يشارك في اجتماع حصل برعاية الرئيس نبيه بري في عين التينة مع القوى السياسية وتم التداول فيها خلال كل الاجتماع حول المطالبة بحصة بمعمل فتوش بضهر البيدر؟ اين حقوق الدروز؟".

وطالب ارسلان "بتحويل هذا الملف الى المجلس العدلي بعد ان صدرت مقررات الدفاع الاعلى وسأقابل حاليا الرئيس عون فما حصل لن يمر معنا ولتتفضل الدولة لتحفظ حق الناس والا ستكون هذه الاخيرة عرضة للشبهات".

واضاف ارسلان: "وزير الدفاع طلب مني الا اسمي بالاسماء وانا وعدته بذلك، لكني اقول ان الجيش اللبناني ملك الجميع وهو مؤتمن على الاستقرار ولا يمكن ان يستمر بمزارع مذهبية داخل تركيبته واتمنى على العماد عون الا يصدق التزوير في المستندات المرسلة اليه". كان هناك كمين محكم لموكب الوزير الغريب وسيارته فيها نحو 18 أو 19 رصاصة وعلى الدولة أن تأخذ قرارها إما أن تحمي الناس أو أن يحمي الناس أنفسهم، وقال: "الدليل الواضح والصريح عن الحقد الدفين إذ لم يكلف نفسه أحد باستنكار ما حصل أو تعزية أهل الضحايا".

 

انسحاب سري للحزب من ريف دمشق وجنوب سوريا؟

قناة العربية.نت/01 تموز/2019

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “حزب الل”سحب مجموعات من عناصره من ريف دمشق والجنوب السوري بشكل سري ونقلتهم إلى مدينة الزبداني في القلمون، الذي بات حزب الله يسيطر عليها بشكل كامل. وأكدت مصادر أن حزب الله لا يزال يتمركز في ثكنة عسكرية كبيرة عمد إلى إنشائها قبل سنوات غرب مدينة قارة في القلمون، وفق المرصد. وبحسب المرصد، لم يشارك حزب الله في المعارك الأخيرة بإدلب في منطقة خفض التصعيد، على عكس المعارك السابقة التي كان حزب الله والإيرانيون يلعبون دوراً رئيسياً فيها. من جهة أخرى، أفاد المرصد بارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي إلى 15 شخصاً، بينهم 6 مدنيين وتسعة من الميليشيات الموالية للنظام السوري. كما أوضح أن البوارج الحربية الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لميليشيات حزب الله وإيران في محيط العاصمة دمشق، بينها الفرقة الأولى بمنطقة الكسوة ومقرات للحرس الثوري الإيراني جنوب دمشق، إضافة إلى مركز البحوث العلمية.

 

 حزب الله يتموضع في "الفتنة": ولّى عصر الميليشيات؟

أطلت الفتنة برأسها من الجبل مجدداً، مستفيدة من "بيئة حاضنة" أنتجها خطاب التحريض

السياسي الذي يتسيّد المنابر ويستبيح البلد، بشكل غير مسبوق، من دون رادع.

المركزية/01 تموز/2019

واذا كانت هذه البقعة الجغرافية تجاوزت في السابق اكثر من قطوع، بعدما بلغ الاحتقان في محطات سابقة اوجه، من دون إراقة دماء، فإن التجربة هذه المرة أصعب وأخطر، مع سقوط قتلى وجرحى في إشكال مريب، كاد يزج المنطقة في المحظور الكبير، لو لم يسارع العقلاء الى محاصرة النار قبل امتدادها في اتجاهات مختلفة، لتنجو من محاولة اغتيالها بالفتنة، وتثبت  مرة أخرى أنها عصيّة على محاولات دفعها الى الصراع السياسي او الطائفي الذي يتعارض مع تنوعها الذي كرّسته مصالحة الجبل التاريخية. "كرة نار" الاحتقان السياسي التي تنقلت من منطقة الى اخرى وانفجرت تكرارا بين القوى السياسية الى ان كان الانفجار الكبير ميدانيا في الجبل، قد تجعل لبنان برمته، اذا لم يُسحب فتيلها مشرّعا على احتمالات السقوط في الفتنة. وفيما يُسجل للجيش بكلمة حق تُقال انه ساهم بقوة في قطع الطريق على "المغامرين" بالبلاد والعباد، عبر تدخله الحازم والسريع وإمساكه بالأرض، يُسجل للدولة سقوط ذريع في امتحان اطفاء فتيل الاحتقان والتشنج المشتعل منذ شهور بوقود خطابات الاستفزاز والسجالات "الرعناء" المقصودة او عن غير قصد الذي اقتات امس من دماء اللبنانيين، اذ ان المعالجات المتأخرة كما العادة، باتت تعجز عن احياء الميت، بعدما وقعت الواقعة المُتوَقعة، حتى من ابسط مواطن في اقصى قرية نائية في لبنان، حيث لم يعد اللبنانيون يجدون أفضل من القلق على المصير، عنوانا جامعا. صحيح ان الاتصالات التي تولاها كبار المسؤولين في البلاد هدأت الارض نسبيا، لكن الصحيح ايضا ان الخطاب السياسي المتشنج ما زال يذكّيها، وعوض التزام لغة المنطق والعقلانية ارتفع منسوب الاتهامات وتبادل الرسائل النارية ضمن اصطفاف سياسي بغيض. ووسط موجة استنكار عارمة لحادثة قبر شمون التي حاول البعض حرفها في اتجاه مذهبي، اوفد حزب الله وزيره لشؤون مجلس النواب محمود قماطي الى خلدة امس، حيث التقى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني  النائب طلال ارسلان واصفا ما جرى في قبرشمون بالكبير والخطير جدا ومؤكدا ان همنا هو الاستقرار، وان العودة الى الاعمال الميليشياوية تشكل خرقا للتوافق اللبناني، ولفت إلى أن " الخطاب السياسي المعتمد من قبل الفرقاء السياسيين يجب ان يتحلى بالاخلاقية السياسية فعصر الميليشيات ولّى ولا يجوز ان نعود اليه واستقرار الجبل اساس، والجبل أمانة في عروقنا".

بعيدا من خلفياته وابعاده وتموضعه السياسي، تُسجل مصادر سياسية سيادية للوزير قماطي تأكيد حرصه ومن خلفه الحزب طبعا على الاستقرار واعتبار الجبل امانة في عنقه، لكنها تسأل عبر "المركزية" عما اذا كان هذا الحرص متجددا ام انه ذاته الذي "فعل فعله" في احداث 7 ايار حينما وضع الجبل على فوهة بركان بعدما اشعل بيروت بنيران الفتنة؟ وتُردف: من يقصد الوزير قماطي بالميليشيات التي ولّى عصرها؟ مشيرة الى ان بعض من اطلقوا النار في حادثة امس، الى اي فئة سياسية انتموا، وبعيدا من حجم السلاح المتفلت غير المقبول تواجده بين ايديهم، باعتبار ان الجهة الوحيدة المخوّلة حمل السلاح في لبنان هي المؤسسة العسكرية التي وأدت الفتنة امس واعادت فتح الطرقات المقطوعة امام اللبنانيين المفترض انها لا يجب ان تقطع استنادا الى وعد قطعه الرئيس ميشال عون بأن لا طرق ستقطع في عهده، فإن الجهة الوحيدة في لبنان التي يصنّفها بعض اللبنانيين بالـ"ميليشيا" هي حزب الله نفسه بعدما استخدم سلاحه في الداخل مرارا ضاربا عرض الحائط القرارات الدولية، لا سيما الـ1559 الذي يوجب حصر السلاح بيد الشرعية، وفي دول الجوار من خلال تورطه في الحرب السورية الى جانب النظام ضد شعبه، ووضع نفسه في عين الكثير من دول الخارج في موقع "الارهابي"، فكيف يحاضر "بالعفة" من يرتكب "المعاصي"؟

 

"فتنة" قبرشمون كانت "متوقّعة"... لهذه الأسباب!

المركزية/01 تموز/2019

لم يتفاجأ مَن يراقبون التطورات السياسية اللبنانية من كثب، بما حصل أمس في الجبل. فشبح "الفتنة" الذي لاح طيفه في قبرشمون، كان ظهوره متوقّعا، بحسب هؤلاء، كون العناصر المطلوبة لهذا السيناريو المخيف، متوافرة، وتتراكم وتتجمّع، منذ مدّة، وهي تمهّد لوصول البلاد الى المشهد السوريالي الذي ارتسم مساء في عاليه. أول هذه العناصر، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، هو فقدان الدولة هيبتها وقدرتها على فرض كلمتها، والقانون على اراضيها. وهنا، الامثال لا تُعدّ ولا تحصى، من حوادث 7 ايار 2008 وصولا الى حوادث الجاهلية في كانون الثاني الماضي.

حينها، حاولت الدولة القيام بواجباتها لناحية تسليم مذكرة جلب الى رئيس حزب التوحيد وئام وهاب في بلدته، بعد ان وجّه سهاما لاذعة الى المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان. فما كان من أنصاره الا ان فتحوا نيرانهم على دورية شعبة المعلومات وعناصرها، فعادت أدراجها. وبدل ان يُحاسب هؤلاء على فعلتهم كما يجب، وبدل ان تمضي الدولة وأجهزتها حتى النهاية في ملفّ وهّاب، تعثّر هذا المسار، وتمت الى حد كبير "ضبضبة" أوراقه، فأظهرت بانكفائها هذا، عجزا كبيرا من الطبيعي ان تدفع البلاد برمّتها ثمنه، من أمنها واستقرارها. فطالما لا عقاب او محاسبة، استسهالُ اللجوء الى السلاح وأخذُ كل مواطن حقّه بيده، يصبح امرا "عاديا" غير مستغرب. ثاني مكوّنات طبخة "الفتنة"، الخطاب الاستفزازي عالي السقف. العلاقات بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، لا تمرّ منذ فترة، بأفضل ايامها، بل على العكس. والخلافات بينهما كثيرة وتبدأ من تباعد في مقاربة ملف الجبل وعودة المهجرين اليه، الى النظرة الى ادارة الدولة التي لا ينفك رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط ينتقدها، مصوّبا على العهد الذي يعتبره فاشلا وعلى ما يسمّيها "تسوية الذل والاستسلام". ووسط هذه الاجواء المحمومة بالذات، قرر رئيس التيار الوزير جبران باسيل امس زيارة عاليه. وأبى الا ان يدخل المنطقة على وقع كلام بدا أشبه بصّب للزيت على النار، وفق ما تقول المصادر، وقد نبش فيه صفحات "سوق الغرب وكوع الكحالة". فكانت النتيجة إخراج "المارد" الاشتراكي من قمقمه، وانتفاضتُه في الشارع، على المواقف التي اطلقها باسيل ضدّه، من عقر داره. أما ثالث مسببات حوادث قبرشمون، فتتثمل في حالة القلق التي يعيشها زعيم المختارة منذ ما بعد الانتخابات النيابية. فمحاولات التطويق التي يشعر بها، عبر تحجيمه سياسيا و"تكبير" حجم خصومه في البيئة الدرزية، بـ"جهود" أطراف داخلية وخارجية، يبدو انعكست على قاعدة "الاشتراكي" احتقانا وغضبا. ومع ان الوزير اكرم شهيب كان حاضرا منذ ظهر الاحد على الارض، محاولا تهدئة المناصرين، الا ان هذه المساعي لم تتمكن من منع انفجار هذا التوتر، على شكل اشتباكات مسلّحة، شارك فيها على ما يبدو، مؤيدو "التقدمي". ومع ان قيادة الحزب دعت الى انتظار التحقيقات واشارت الى ان مرافقي الوزير صالح الغريب هم من بادروا الى اطلاق النار، تقول المصادر، ان ذلك لا يبرر في المقابل، لا المظاهر المسلحة ولا اللجوء الى القوة، اللذين حصلا امس، من قِبَل الحزب التقدمي، في الجبل. وبحسب المصادر، تفادي تكرار ما جرى بالامس يتطلّب عملا من القادرين على الحل والربط، على معالجة هذه النقاط الثلاث. اما اذا احجموا عن ذلك، فليتوقّعوا فصولا جديدة من "الفلتان"، وربّما أكثر، في قابل الايام. حمى الله لبنان من الاسوأ...

 

ريفي يهاجم باسيل و”سياحة الفتنة”: يُفترَض إلغاء أيّ زيارة لطرابلس لأنها ستشكّل استفزازاً لأهالي المدينة

وكالات/01 تموز/2019

قال اللواء أشرف ريفي لقناة “أم تي في”: إذا كان لدى المعنيين الحد الأدنى من حسّ المسؤولية الوطنية، وفي ظلّ الظروف المعروفة التي حصلت في الجبل، يُفترَض إلغاء أيّ زيارة إلى طرابلس لأنها ستشكّل استفزازاً لأهالي المدينة، مع تأكيدنا على أنّهم يستقبلون جميع مَن يحترمهم ويُكرمهم.

واضاف: لقد مارس الزائر المفترَض سياحة الفتنة وزيارات الفتنة لكل المناطق والبيئات واعتمد سياسة الإستفزاز والكيدية والعنصرية ولم يحترم العيش المشترك الذي نتمسّك به باعتبارنا شركاء لجميع المؤمنين بلبنان وطن العيش المشترك. وختم ريفي: وإذا كان مشروع السلاح والغلبة يعتقد أنه قادر على الإختباء خلف الزائر وأمثاله لتخريب النسيج اللبناني وابتزاز اللبنانيين، فهو مخطئ . لن نضيّع البوصلة ومستمرون مع جميع السياديين من كل الطوائف من أجل تحرير البلد واستعادته من الوصاية وأدواتها .

 

حمادة: “ركب باسيل عَ ضهرنا وعَ ضهر لبنان وخلّيه يحلّ عن ضهرنا”.. احمّله المسؤولية الكاملة لسقوط كل نقطة دم

وكالات/01 تموز/2019

قال الوزير السابق مروان حمادة لـ”الجمهورية”، انّ “وزير الخارجية يتنقل من منطقة الى اخرى عوض ان يقوم بدوره كوزير خارجية، وينقل معه الفتنة من بشري الى عكار وعاليه وزغرتا والكحالة، الى أن فلتت الامور في آخر المطاف”. وأضاف: “ركب باسيل عَ ضهرنا وعَ ضهر لبنان وخلّيه يحلّ عن ضهرنا وأنا احمّله المسؤولية الكاملة لسقوط كل نقطة دم هدرت في أرض الجبل ونشكر الله ان بعلبك وبشري وزغرتا “زمطت” من سقوط الدماء والضحايا”. وحذّر حمادة قائلاً: “اذا استمر باسيل على هذا النهج والمنوال من تحدّي الناس في كل منطقة يزورها استفزازاً من غير ان يأتي أحد “صوبه”، خصوصاً أنه لم يترك احداً لم يستفزه من مواطنين وانصار ومذاهب ورجال دين وسياسيين، ومتنقلاً من منطقة الى أخرى، من الطبيعي أن تكون “آخرتها” أحداث مماثلة”. وأضاف: “وبصفته وزير خارجية المطلوب منه أن يكتفي بالزيارات الخارجية وليس الزيارات الفتنوية الداخلية…والأولى له “يحلّ عن ضهرنا ” ويقوم بدوره كوزير خارجية”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: لحماية وحدة الجبل والمصالحة والدعوة الى قمة روحية والتمسك بالدستور والطائف

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية في حضور إيلي الحاج، ربى كبارة، فارس سعيد، سعد كيوان، سامي شمعون، غسان مغبغب، نقولا ناصيف، طوني خواجا، بهجت سلامة، سيرج غاريوس، سوزي زيادة، توفيق كاسبار، إيلي قصيفي، مياد حيدر، كمال الزوقي، أنطوان قسيس، حسان قطب، أمين محمد بشير وحسين عطايا، وأصدر البيان التالي:

"لقد تصدر الموارنة شرف انتفاضة الاستقلال من خلال المصالحات المتدرجة، حتى الوصول الى المصالحة الوطنية في 14 اذار 2005، وكان للوزير وليد جنبلاط مساهمة رئيسية في طي صفحة الحرب في الجبل، وفي اطلاق ثورة سلمية أدت الى خروج الجيش السوري من لبنان، لكن بعض الموارنة عاد الى استخدام خطاب فئوي ارتكز على " استرجاع الحقوق المسلوبة "، مرة متهمين اتفاق الطائف، ومرة قوانين الانتخابات، ومرة بلطجة البعض، وسرعان ما تحول هؤلاء الى أدوات في يد كل من يريد تصفية حسابه مع الآخر، في منطقة ملتهبة وعلى وقع الصراعات الطائفية والمذهبية".

اضاف البيان:"وبدلا من تعزيز الوحدة الداخلية في وجه الفتنة، تمادى هؤلاء في مواجهة الجميع وضربوا الى غير رجعة صورة عهد الرئيس ميشال عون الذي يبدو اليوم على خلاف مع الجميع إلا مع "حزب الله".

وأمام هذا الواقع الأليم يؤكد "لقاء سيدة الجبل" على النقاط التالية:

1-التمسك بحرية النشاط السياسي لجميع اللبنانيين على كل الأراضي اللبنانية بدون استثناء، والتذكير بأن الجبل هو جبل كل اللبنانيين كسائر المناطق اللبنانية وليس لفريق بمعزل عن الآخر.

2- يحمل اللقاء السلطة بأجهزتها المعنية، مسؤولية حماية هذه الحرية للبنانيين سواء باستباق الأحداث أو معالجتها فورا، وذلك من خلال توفير الظروف الأمنية والسياسية التي يتطلبها أي نشاط، لا سيما إذا طرأت أجواء توتر في أي منطقة.

3 - التمسك بمصالحة الجبل التي صنعها البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير و الوزير وليد جنبلاط والوقوف بحزم ضد كل من يريد التلاعب بثوابتها.

4 - إدانة الخطاب المذهبي للوزير باسيل الذي اصبح فتنة متنقلة، والذي يتحول بمعرفة او بعدم معرفة الى عصا في يد النظام السوري و"حزب الله" ضد السنة وقسم من الشيعة و والدروز وفريق من المسيحيين.

5 - مطالبة الوزير وليد جنبلاط الحريص مثلنا على أمن الجبل وعلى الوحدة الداخلية بضبط النفس والوقوف بحزم ضد الفتنة التي تستهدفه كما تستهدف أهلنا المسيحيين في الجبل.

6- مناشدة البطريرك الماروني، وهو المؤتمن على مجد لبنان، التحرك العاجل لحماية وحدة الجبل والمصالحة، وذلك من خلال دعوته الى قمة روحية في بكركي او في بيت الدين للتأكيد على العيش المشترك والتمسك بالدستور والطائف ورفض العودة الى الوراء. كما أن كلا من القيادات السياسية المسيحية مدعوة إلى إظهار الموقف وعدم دفن الرؤوس في الرمال.

لقد ورد في نصوص المجمع البطريركي الماروني ان الكنيسة المارونية شهدت اولادها " يقتلون ويقتلون ويتقاتلون "،

فحذار العودة الى الوراء.

7- إن مرجعية الدولة في لبنان ترتكز على احترام اتفاق الطائف والدستور ولن نستبدلها بحزب نافذ يقدم نفسه حكما بين اللبنانيين وفي غياب الحكومة يصبح حزب الله هو الدولة الفعلية في لبنان.

 

أرسلان أضاع البوصلة مجدداً وهاجم الجيش!

IMLebanon/01 تموز/2019

يبدو وكأن كل ما حصل في الجبل الأحد تفصيل صغير بالنسبة للنائب طلال أرسلان الذي استغل المؤتمر الصحافي الذي عقده للحديث المفترض عن حادثة الجبل لإطلاق النار مجدداً على الجيش اللبناني، وتحديداً على مديرية المخابرات فيه، في محاولة سخيفة ومكشوفة لتصفية حسابات شخصية في مسعى لإخضاع قيادة الجيش ومديرية المخابرات لرغباته وتأمين حماية لبعض المرتكبين في جماعته في حوادث سابقة. وقرأ بعض المتابعين بين سطور مؤتمر أرسلان الصحافي بأنه مستعد لتجاوز ما حصل في الجبل شرط أن ينال ما يريده من الجيش خلافاً للقانون بهدف إخضاع عمل الجيش في الجبل لمزاجيته، وهو ما يستحيل أن تفعله قيادة الجيش ومديرية المخابرات لأن الجيش على مسافة واحدة من الجميع وينفذ القوانين بحرفية وتجرّد ولا يقبل بان يدخل في الزواريب السياسية لا في الجبل ولا في أي منطقة لبنانية أخرى!

 

أوقفوا تحويلنا الى رهائن!

IMLebanon/01 تموز/2019

لعل الصرخة الغاضبة التي اطلقها الكثير من اللبنانيين والاجانب الذين احتجزوا رهائن في سياراتهم لساعات واختنقوا بالدخان الاسود الاحد ليلًا والاثنين صباحًا في عدد من الطرقات الاساسية خير معبّر عن الحال المؤسف في البلد حيث “كل ما دق الكوز بالجرة” تعمد مجموعات، تحت حجج عدة، الى تحويل الطرقات لسجون كبيرة. متى يعي المسؤولون من كافة الاحزاب والتيارات والاتجاهات ان قطع الطرقات وحرق الاطارات وسط الشوارع خط أحمر لا يجب لاحد ان يتجرأ عليه؟ ربما يحتاج الامر الى قرار جريء وحاسم يتخذ لمرة اولى واخيرة بمنع هذا التفلت غير المقبول الذي يحولنا الى رهائن بيد اصحاب الرؤوس الحامية!

 

وزيرة الدفاع الفرنسية وصلت إلى بيروت

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

وصلت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، مساء اليوم، إلى بيروت، في زيارة رسمية تستمر حتى الأربعاء المقبل، تلتقي خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، وقائد الجيش العماد جوزاف عون. كما ستلتقي قائد قوات "اليونيفيل" العاملة في الجنوب اللواء ستيفانو ديل كول وكتيبة بلادها العاملة في الجنوب. وأقيم لبارلي استقبال رسمي من قبل تشريفات الجيش في كتيبة المدافعة بالمطار، وكان في استقبالها ممثل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن ناهي جبران، السفير الفرنسي برنو فوشيه، الملحق العسكري في السفارة الفرنسية الكولونيل فابريس شابيل، وفد من ضباط قيادة الجيش وعدد من أركان السفارة الفرنسية.

 

الاحرار يستنكر الأحداث المؤلمة التي وقعت أمس : الأفرقاء التّحلّي بالوعي والتّعقّل والتّسليم بمرجعيّة الدولة وحصر حمل السلاح بقواها الأمنية

احرارنيوز/01 تموز/2019

يستنكر حزب الوطنيين الأحرار الأحداث المؤلمة التي وقعت أمس في منطقة الشحار الغربي ويكرّر موقفه الثّابت بأنّ الجبل قلب لبنان وصمّام سلامته ونموذج عيشه الواحد. وهنا يجدّد الحزب تمسّكه بالمصالحة الوطنية التي قوامها ممارسة الحريّات العامة والإحترام المتبادل. ويهيب الحزب بجميع الأفرقاء التّحلّي بالوعي والتّعقّل والتّسليم بمرجعيّة الدولة وحصر حمل السلاح بقواها الأمنية وأن تتحمّل الدولة مسؤوليتها كاملة بتطبيق القوانين على جميع الأراضي اللبنانية بدون استثناء . حمى الله لبنان وشعبه الذي عانى وما زال يعاني من تصرفات بعض المسؤولين الذين أوصلوا الوطن إلى الهاوية.

 

احتقان «الاشتراكي» و«التيار» ينفجر في جبل لبنان وتدخلات رسمية لاحتواء «فتنة» بعد سقوط قتيلين وجريحين في تبادل إطلاق نار

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

انفجر الاحتقان السياسي بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«التيار الوطني الحر» وحلفائهما من الطائفة الدرزية، في الشارع اللبناني، أمس، بعد مقتل اثنين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب وجرح ثالث، وإصابة أحد مناصري «الاشتراكي» في تبادل لإطلاق النار، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية جبران باسيل إلى منطقة عاليه في جبل لبنان، وسط تحذيرات من «فتنة» درزية - درزية. وخلال احتجاجات مناصري «الاشتراكي» على زيارة باسيل إلى الشيخ ناصر الدين الغريب في كفر متى في قضاء عاليه في جبل لبنان، تخللها قطع طرقات لعرقلة مرور موكبه، أصيب 3 من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، وشخص من «الحزب التقدمي الاشتراكي»، في إطلاق نار بين قبر شمون والبساتين، وما لبث أن توفي اثنان من مرافقي الغريب متأثرين بإصابتهما، هما سامر أبي فراج ورامي سلمان.

وتحرك رئيس الحكومة سعد الحريري لتطويق الإشكال وتأكيد الحفاظ على الاستقرار، فأجرى سلسلة اتصالات، شملت وزير الخارجية جبران باسيل ومسؤولين في قيادة «الاشتراكي» الذي يترأسه النائب السابق وليد جنبلاط، الموجود خارج البلاد، و«الحزب الديمقراطي» الذي يتزعمه النائب طلال أرسلان، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ومدير المخابرات في الجيش، تركزت على ضرورة تطويق الإشكال الحاصل في الجبل، وبذل أقصى الجهود الممكنة لتهدئة التوتر والحفاظ على الاستقرار، بحسب ما أكدت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط».

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «أجرى اتصالات لضبط الوضع الأمني في منطقة عاليه، ودعا المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع» اليوم في قصر بعبدا.

وخلال محاولة موكب الغريب المرور بين بلدتي قبر شمول والبساتين، وسط الاحتجاجات على زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، لإعاقة وصوله إلى بلدة كفر متى لزيارة الشيخ ناصر الدين الغريب، حصل احتكاك تبعه إطلاق نار.

وتبادل الطرفات الاتهامات بالمسؤولية عما جرى، وأكد الغريب في اتصال مع «الوكالة الوطنية للإعلام» أن مسلحين أطلقوا النار على موكبه، وكان هو ضمن الموكب، مشيراً إلى أن 3 من مرافقيه أصيبوا في الحادث، أحدهم إصابته حرجة. وقال الغريب: «كنا في طريقنا في منطقة قبر شمون، وتفاجأنا بوابل من الرصاص». في المقابل أعلن «الاشتراكي» أنه «أثناء الاحتجاج الشعبي في منطقة الشحار الغربي على زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مع ما حملت من استفزاز لمشاعر الناس، خرج موكب وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب من منزله في كفر متى، ولدى وصوله إلى مدخل بلدة عبيه حيث كان المحتجون قد قطعوا الطريق بالإطارات المشتعلة، أقدم مرافقو الوزير الغريب على إطلاق النار على المحتجين، رغم محاولات هؤلاء لفتح الطريق وإزالة العوائق. وبعد وصوله إلى بلدة شملان حيث تبلغ الوزير الغريب إلغاء زيارة رئيس التيار الوطني الحر إلى بلدة كفر متى سلك طريقاً فرعية، وصولاً إلى بلدة البساتين حيث عاود مرافقوه إطلاق النار باتجاه المحتجين عشوائياً، وتابع موكبه الطريق صعوداً باتجاه ساحة قبر شمون حيث ترجل مرافقان للوزير الغريب، وعمدا إلى إطلاق النار باتجاه المحتجين أيضاً بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة شاب من بين المحتجين، فردّ بعض من كان يحمل سلاحاً باتجاه مصدر النار دفاعاً عن النفس، فسقط مرافقان للوزير الغريب، وهذا أمر موثق بفيديوهات باتت بحوزة المراجع الأمنية».

وأعلن «الاشتراكي» وضع «كل المعطيات الموجودة بتصرف القضاء والقوى الأمنية»، مؤكداً أن ما جرى «يتحمل مسؤوليته مَن وتّر الأجواء واستفزّ الناس ونبش قبور الحرب ومن كان ينتظر زيارة، فكانت ردة فعله بالاعتداء على الناس الذين عبروا سلمياً عن رفضهم لزيارة الوزير باسيل إلى منطقتهم».

في المقابل، أعلن «التيار الوطني الحر» أن باسيل ألغى زيارة إلى كفر متى من ضمن الجولة «تفادياً لأي إشكال أمني بدت بوادر حدوثه بين القوى الأمنية وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي الذين عمدوا إلى قطع الطرقات وحرق الدواليب والقيام بأعمال أمنية مشبوهة ليومين على التوالي، وهي تؤشر إلى نية أمنية مريبة». وقال التيار، في بيان، إن رئيسه «وهو يزور مناصري التيار والمنتسبين إليه من مسيحيين ومسلمين في قضاء عاليه ويفتتح مكاتب للتيار في مناطق مختلطة، قد دعا في كلماته إلى الانفتاح والتلاقي والوحدة بين اللبنانيين، وقد قوبل بهذه التحركات التي تذكر اللبنانيين بزمن حرب مضت، وأنتجت أحزاناً ومآسي وتهجيراً لم يقفل ملفه بعد، لا بالوزارة ولا بالنفوس، فيما يعمل التيار الوطني الحر على إقفاله بالكامل». وأكد: «وعينا الكامل لما حصل، ومنعنا للأسوأ منه، ونؤكّد إصرارنا على استكمال مسيرة المصالحة على ما نفهمها من شراكة ومساواة في الجبل ولبنان. وموعدنا المقبل مع أهلنا لن يكون بعيداً».

وتصاعدت المخاوف من «فتنة درزية - درزية، بحسب ما جاء في بيان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ نعيم حسن، الذي توجّه بنداء إلى أبناء طائفته، لدعوتهم إلى الهدوء وعدم السماح بتحقيق أهداف المغرضين والمتربصين» أمام «ما يجري من محاولات زرع الفتنة وتفريق الصفوف». وقال: «أنتم الأمناء على الدم والتضحيات والكرامة، حذارِ من فتنة الدم، حذار من الذهاب نحو المجهول. لكم التاريخ وأنتم تصنعون المستقبل، فليكن صوت العقل والحكمة والوعي هو المقياس، ولنعمل معاً على وأد الفتنة. لعن الله من يوقظها». وأعلن مكتب شيخ عقل الدروز أنه أجرى «سلسلة اتصالات بالرؤساء الثلاثة والقيادات العسكرية والأمنية، طالباً إجراء تحقيق شفاف فيما حصل، وتبيان الأمور على حقيقتها، حقناً للدماء». وشدد على «ضرورة نبذ خطابات التفرقة والفتنة، والعمل بنهج العقل والحكمة، والحرص على الاستقرار في الجبل، الذي دفع أثماناً باهظة للخروج من مآسي الحرب والاقتتال».

 

وزير البيئة اللبناني فادي جريصاتي لـ «الشرق الأوسط»: السياسة أفشلت خطط حل أزمة النفايات

بيروت: حنان مرهج/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

أكد وزير البيئة اللبناني فادي جريصاتي أن «معالجة ملف النفايات خضعت لمحاولات عدة في السنوات الماضية، لكن لم يتم يوماً إعداد خطة شاملة لكل لبنان، إنما كل الخطط المقدمة كانت بمثابة حلول لمشكلة نفايات بيروت وجبل لبنان». وقال الوزير في حديث إلى «الشرق الأوسط»، إن ما أعده وقدّمه لمجلس الوزراء «هو استراتيجية تتضمن مراحل تمتدّ حتى عام 2030. وأولى نقاط هذه الاستراتيجية التخلّص من 1000 مكب عشوائي، وتحويل النفايات إلى نحو 25 مطمراً صحيّاً». واعتبر جريصاتي أن «السياسة هي التي أفشلت كل الخطط السابقة، وليست الحلول التقنية». وأكد أن «الحلول التقنية موجودة»، لكنه تساءل: «من يؤمّن الغطاء السياسي؟ من يسمح بفتح مطمر سرار ومجدل عنجر والناعمة؟ ومن يقفل هذه المواقع؟». وأضاف: «مَن هنا يتحكّم في القرار السياسي من بعض القوى السياسية؟».

ولفت جريصاتي إلى أن «الغطاء السياسي غير مؤمن لي اليوم، لكنني أقوم بعملي وما يتوجب عليّ». وأضاف أن المواقع التي اقترحها في مشروعه «تم درسها في 2006 و2009 و2012 وخضعت لدراسة الأثر البيئي، ولكن الأهم هو القرار السياسي، الذي يجب أن يتخذه مجلس الوزراء، وبما أننا في حكومة وحدة وطنية فمن المفترض ألا يواجه هذا الملف أي معارضة لأن الجميع ممثل» في الحكومة.

غير أن الوزير أشار إلى أن «حل أزمة النفايات لن ينتهي هذا الصيف»، موضحاً: «نحن لا نملك الحلول السحرية لألفي طنّ في اليوم... من الأمور التي عرضناها هو مطمر الناعمة (جنوب بيروت)، وهو مطمر موجود ويلاقي اعتراضاً كبيراً من أهالي المنطقة، إلى جانب الاعتراض السياسي أيضاً. أما الكوستابرافا، فلا يزال يعمل ولن يقفل قبل عامين، ومن هنا هو بمثابة مشكلة مؤجلة». وأضاف أن المطامر «ليست حلولاً، إنما الحلول تكمن في الفرز من المصدر، وتوسعة مكب برج حمود وهذه النقطة موجودة في خطة النفايات».

ورأى جريصاتي أن «لبنان سيعود إلى الأزمة نفسها بعد سنتين، إن لم يوافق مجلس الوزراء على الخطة». وأضاف: «سنكون أمام المعضلة نفسها إن لم تقل السياسة كفى وتجب إقامة خطة للنفايات في كل لبنان تشمل الجنوب والشمال والبقاع وكل المناطق من خلال حل شامل، لأن لبنان ليس بيروت وجبل لبنان فقط». وفيما يتعلق بالروائح في بيروت، أوضح أنه بعد زيارته لمطمر الكوستابرافا ومعاينة مصادر الرائحة التي تفوح من ضواحي مطار بيروت «وبعد الكشف على الأرض تبين أن هناك كثيراً من مصادر الروائح، ولتحديد الأسباب تمت الاستعانة بخبير لبناني يعيش في فرنسا هو الدكتور إيمي منسى الذي عرض المساعدة والخدمات المجانية لدراسة المكان ومعاينته، بعكس ما أشيع».

وأضاف أنه كوزير للبيئة، أشرك مجلس الإنماء والإعمار باتخاذ القرار بالاستعانة بهذا الخبير «باعتبار أنه أفضل من آخر لبناني يدخلنا في متاهة على أي طرف تلقى المسؤولية»، مشيراً إلى أن «هناك 5 مصادر للرائحة المنبعثة تم تحديدها لنصبح اليوم في مرحلة الاختبار. وتصدر الأربعاء المقبل نتائج التحاليل التي تظهر مدى إمكان معالجة هذه الروائح التي يزيد عمر مسبباتها على 30 عاماً».

وأشار إلى أنه يقوم بالخطوات اللازمة للتخفيف من انعكاسات مطمر برج حمود، موضحاً أن «معضلة مياه الصرف الصحي التي تصب في 5 أماكن في برج حمود يتم العمل على معالجتها من خلال تلزيم هذه المحطة التي تحتاج سنتين ليبدأ العمل بها». وكشف عن «خطوات عملية وحلول بعضها مؤقت في انتظار تنفيذ خطة النفايات»، لافتاً إلى أن «هناك كثيراً من الخطوات، ولكن على اللبنانيين أن يثقوا بنا ويعطونا وقتاً للمعالجة، فنحن غير مسؤولين وغير مسببين». وطمأن إلى حال الشواطئ اللبنانية، نافياً وجود أي اتصال بين النفايات في برج حمود أو الكوستابرافا والبحر. وأشار إلى أن «هذه المطامر صحية مائة في المائة وحتى العصارة التي تصدر يتم تكريرها بمحطة تكرير ألمانية ترمي في البحر ويمكن استعمالها في ري المزروعات أيضاً». وكشف عن إجراء تحاليل ومعاينة لعدد من المواقع على الشواطئ اللبنانية، «وتبين أن هناك أكثر من 14 موقعاً نظيفاً وصالحاً للسباحة على امتداد الشواطئ اللبنانية»، متمنياً على السياح «الاطلاع على هذه المعلومات والاستمتاع ببحر لبنان وشواطئه».

 

لبنان يتعهد بإعادة الأمن إلى الجبل وتوقيف المتورطين في إطلاق النار غداة مقتل اثنين من مرافقي وزير شؤون النازحين

بيروت/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

تعهد المجلس الأعلى للدفاع في لبنان بإعادة الأمن لقضاء عاليه بجبل لبنان وتوقيف جميع المطلوبين وإحالتهم للقضاء، على خلفية تبادل لإطلاق النار خلال موكب وزير شؤون النازحين صالح الغريب، ما أسفر عن سقوط قتيلين.

ووفقاً للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، عقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع برئاسة الرئيس ميشال عون اليوم (الاثنين)، حيث «اتخذ المجلس قرارات حاسمة بإعادة الأمن إلى المنطقة التي شهدت الأحداث الدامية ومن دون إبطاء أو هوادة وتوقيف جميع المطلوبين وإحالتهم إلى القضاء، على أن تتم التحقيقات بسرعة بإشراف القضاء المختص». وأضافت الوكالة: «طالب الرئيس الأجهزة القضائية والأمنية باستكمال الإجراءات اللازمة والضرورية وفقا للأصول والأنظمة المرعية والقيام بالتوقيفات اللازمة في الأحداث الأمنية التي وقعت مساء أمس في عدد من قرى قضاء عاليه».

وشدد عون على أن «ركائز الجمهورية هي ثلاث؛ حرية المعتقد، وحق الاختلاف، وحرية الرأي والتعبير عن الرأي». وكانت احتجاجات رافقت زيارة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أمس، لمنطقة عاليه في جبل لبنان، تطورت إلى إطلاق النار، ما أدى لمقتل اثنين من مرافقي الغريب.

والزيارة التي رافقتها احتجاجات في بعض البلدات من قبل مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي، المناهض لباسيل، تسببت في إغلاق البعض عدداً من الطرق المؤدية إلى بلدة كفرمتى، التي كان من المفترض أن يزورها باسيل قبل أن يقرر عدم إكمال جولته نتيجة التوتر الحاصل، إلا أنه أثناء مرور موكب وزير المهجرين صالح الغريب، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي اللبناني المتحالف مع باسيل، في بلدة البساتين «حصل احتكاك تبعه إطلاق نار»، بحسب الوكالة الوطنية. وأفادت الوكالة بأن «ثلاثة من مرافقي الغريب، وشخصاً من (الحزب التقدمي الاشتراكي)، أصيبوا في إطلاق نار بين قبرشمون والبساتين»، ولاحقا قضى اثنان من المرافقين متأثرين بجروحهما. وقال الغريب للوكالة الوطنية: «كنا في طريقنا (...) وفوجئنا بوابل من الرصاص». وفي تصريح لإحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية، قال إن ما حصل هو «محاولة اغتيال شرعية». ويُعد الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة جنبلاط من أبرز خصوم باسيل، وطالما وجه مسؤولوه انتقادات لاذعة لوزير الخارجية، فيما يرأس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، خصم جنبلاط التقليدي والمقرب من حزب الله والنظام السوري. وسبق أن حصلت توترات بين مناصري جنبلاط وأرسلان في الجبل.

 

لجنة برلمانية تنهي خلال أيام نقاش الموازنة تمهيداً لإقرارها

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

توقعت مصادر وزارية لبنانية أن يحمل هذا الأسبوع بوادر انفراجة تدفع باتجاه انتهاء لجنة المال والموازنة النيابية من مناقشة مشروع الموازنة للنصف الثاني من العام الحالي، وإحالته إلى الهيئة العامة في البرلمان لإقراره. وقالت إنه لم يعد من الجائز هدر الوقت وإضاعة الفرص التي تعيق وضع البلد على السكة الصحيحة للإفادة من مؤتمر «سيدر» الذي خصّص لمساعدته للنهوض من أزماته الاقتصادية والاجتماعية. وأكدت المصادر الوزارية لـ«الشرق الأوسط» أنه لا مصلحة للبلد في أن يقدّم نفسه للمجتمع الدولي بأنه ليس مؤهلاً حتى الساعة للإفادة من مقررات «سيدر»، وتحديداً الشق المتعلق بالإنفاق الاستثماري الذي يؤدي حكماً إلى خلق فرص عمل جديدة من شأنها أن تخفض من نسبة البطالة. ولفتت إلى أن «تعاطي البعض بخفة مع مشروع الموازنة لا يخدم التحضيرات التي تقوم بها الحكومة استجابة لما تعهدت به أمام مؤتمر سيدر». وقالت إنه «لا مبرر لكل هذا التأخير في إحالة المشروع إلى الهيئة العامة في البرلمان لإقراره». وأشارت إلى أنها مع مبدأ الفصل بين السلطات، «لكنه لا يعني أبداً أن موقف هذا التكتل النيابي أو هذه الكتلة النيابية في داخل مجلس الوزراء هو غيره لدى مناقشة الموازنة من قبل لجنة المال والموازنة النيابية». وسألت عن الأسباب الكامنة وراء تمديد جلسات اللجنة رغم أنها تعقد يومياً أكثر من جلسة.

وكشفت المصادر أن تبدّل مواقف بعض الكتل النيابية و«انقلابها» على ما تعهدت به في مجلس الوزراء، كان من المواضيع التي أثارها رئيس الحكومة سعد الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال عون. وقالت إن «هذا التبدّل ينسحب على تكتل لبنان القوي برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل الذي وافق في داخل الحكومة على 3 في المائة ضريبة دخل على معاشات الموظفين المتقاعدين؛ مدنيين أو عسكريين، لكنه تراجع عن موافقته فور طرح هذا البند في اجتماع لجنة المال».

واعتبرت أن إعادة النظر في تدبير رقم - 3 الخاص بالعسكريين طُرحت في مجلس الوزراء، لكن تعديله ينتظر المفاوضات الجارية خارج جلسات لجنة المال. وقالت إن رئيس الجمهورية أخذ على عاتقه التدخّل لدى «تكتل لبنان القوي» والطلب منه الالتزام بما تعهد به في مجلس الوزراء.

وحذّرت المصادر نفسها من أي تمديد لجلسات لجنة المال، وقالت إن «التلكؤ في إقرار الموازنة سينعكس سلباً على سمعة الدولة اللبنانية ومصداقيتها أمام المجتمع الدولي». ودعت إلى «الترفّع عن تصفية الحسابات أو تسجيل المواقف التي تتسم بالمزايدات الشعبوية أو توزيع الأدوار».

وقالت إن الإسراع بإقرار الموازنة على قاعدة خفض العجز فيها إلى أقل من 8 في المائة «يعتبر أحد أهم الإنجازات التي تتيح للبنان توجيه رسائل مهمة إلى المجتمع الدولي من خلال وكالات التصنيف الائتماني للوضعين الاقتصادي والمالي، بأن لديه القدرة على السير قدماً في الاتجاه الذي يمنع الانهيار وصولاً إلى استعادة عافيته الاقتصادية ولو على مراحل». ونوّهت بأن «أمام لبنان فرصة ليقول لمن يبادر إلى مساعدته لتجاوز أزماته بأن لديه كل استعداد للإفادة من هذه المساعدات وتوظيفها في الاتجاه الذي يعزز استقراره النقدي والاقتصادي. ناهيك بأن الحريري الذي هو الآن ومن وجهة نظر المجتمع الدولي مصدر ثقة وداعم لتعزيز الاستقرار لن يغض النظر عن أي تلكؤ لا يخدم الإفادة من سيدر». لذلك، يقوم الحريري بتشغيل محركاته في أكثر من اتجاه، ليس للدخول في اشتباك مع إحدى الوكالات الدولية للتصنيف الائتماني، وإنما للرد عليها بخطوات عملية، وتحديداً على «موديز» التي أعطت إشارات سلبية تتعلق بالوضعين الاقتصادي والمالي، وإن كانت استندت على تحليلات خاصة بها لفتت إلى التناقض الذي أقحمت بعض الكتل النيابية نفسها فيه، والذي برز من خلال تأييدها الشيء ونقيضه لعدد من البنود الواردة في مشروع الموازنة.

فسقوط بعض الكتل النيابية في تناقض بين تأييدها لهذا التدبير في مجلس الوزراء ومبادرتها إلى الانقلاب عليه في لجنة المال أحدث حالة من الإرباك دفعت بوكالة التصنيف هذه إلى التعبير عن قلقها من عدم قدرة الحكومة على التزامها بنسبة العجز التي كانت تعهدت بها أمام «سيدر».

وفي المقابل، فإن الموقف الذي عبّر عنه نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج بعد اجتماعه برئيس الحكومة عكس توجُّهاً إيجابياً، خصوصاً لجهة تأكيده أن لبنان يسير في طريق سليمة بالنسبة إلى الإصلاحات على مستوى الموازنة والكهرباء، مشدداً على المضي قدماً فيها.

لكن بلحاج أحاط تفاؤله بحذرٍ مشروع رغبة منه في حث الحكومة على الإسراع في تحقيق الإصلاحات المالية والإدارية ووقف الهدر ومكافحة الفساد، إضافة إلى أنه دعا للإفادة من مشاريع موجودة في محفظة البنك وضرورة العمل عليها بقوة، لأن بداخل هذه المحفظة أكثر من ملياري و400 مليون دولار، ومنها قرابة المليار في وضع غير إيجابي ومخصصة لتأهيل شبكات الطرق في لبنان. وعليه فإن الأسبوع المقبل، بحسب المصادر الوزارية، يُفترض أن يشكّل نقلة نوعية تستدعي إحالة الموازنة على الهيئة العامة وإقرارها قبل نهاية يوليو (تموز) ليكون في مقدور لبنان الإفادة من المفاعيل الاقتصادية والمالية لمؤتمر «سيدر» من جهة، ومن جهة أخرى الرد بخطوات عملية على بعض وكالات التصنيف الدولية ومنها «موديز»، إنما على قاعدة الالتزام بخفض نسبة العجز إلى ما دون 8 في المائة.

 

الجرعة القطرية حسّنت اليوروبوندز اللبنانية

المدن - اقتصاد | الإثنين 01/07/2019

تحسنت أسعار سندات الدين اللبنانية السيادية، المتداولة في الأسواق الخارجية الأسبوع الماضي، وتراجعت الفوائد المدفوعة عليها، بما في ذلك أسعار تأمين السندات CDS (credit default swap) لقاء مخاطر الدين. أكد ذلك تقرير صادر عن مصرف عودة بعد ظهر الإثنين.

حِرفية قطرية شراءً وتوقيتاً

ويبدو أن قطر اختارت الظرف المناسب لبدء طرح عمليات شراء السندات اللبنانية السيادية، وقت تواجه الحكومة ومجلس النواب سباقاً مع الزمن لإقرار موازنة 2019، وسط ضغوط كبيرة لخفض العجز، رفع من حدتها تقريران لوكالتي موديز وفيتش، شككا في قدرة لبنان على الوفاء بـ7.59 في المئة عجزاً مقدّراً في نهاية السنة. وترى مصادر مصرفية أن دخول قطر على خط شراء السندات السيادية اللبنانية اتسم بالحرفية. إذ أن الأثر الفعلي للشراء يكون من خلال الأسواق نفسها، وليس عبر شراء مباشر من خلال إصدار بيني خاص مع الحكومة اللبنانية، لا يترك المفاعيل نفسها. وقالت المصادر أن تدخل قطر تدرجاً في الأسواق الخارجية يحد من الضغوط عليها. ويجعل حاملي السندات يترقبون جولات شراء أخرى، ويتحفظون في العروض الجائرة منها، التي شهدتها الأسواق في النصف الأول من 2019. الأمر الذي أدى إلى تراجع أسعارها وارتفاع العائد عليها من الفوائد.

المعروف أن مصرف لبنان، الذي ينسق عمليات طرح إصدار إصدارات الدين السيادية مع وزارة المال، ما زال يتريث في إصدار سندات يوروبوندز، في انتظار تحسن قابلية الأسواق على تلبيتها بعلاوة فوائد أقل، لقاء المخاطر السيادية. وكان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أكد ذلك في مطلع الأسبوع الماضي.

وإذ لفتت المصادر المصرفية نفسها إلى احتمال تجدد الضغوط على سندات اليوروبوندز اللبنانية، في إثر التطورات التي حدثت في منطقة الشحّار الغربي في عطلة نهاية الأسبوع، لحظت أن أثر عملية الشراء القطرية قد يحد من حجم تلك الضغوط في حال حصولها. خصوصاً وأن عملية الشراء والطلب على السندات اللبنانية لم تنته بعد.

تقرير عودة

ذكر تقرير مصرف عودة إنه "على الرغم من تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وبين إيران، وازدياد المخاوف من مواجهة عسكرية تؤثر على أسواق الدين الناشئة خلال هذا الأسبوع (كما يتضح من التوسع بنسبة 0.6 في المئة في مؤشر  (JP Morgan EMBIG Z-spread) تمكنت أسواق رأس المال في لبنان من إنهاء الأسبوع إيجابياً، بعد أن قال مسؤول قطري أن حكومته قد اشترت بعض السندات في استثمارات مخططة بقيمة 500 مليون دولار أميركي في الديون اللبنانية.  وأن قطر ما زالت عند التزامها تجاه لبنان". ومع ذلك أضاف التقرير، فقد سجلت سندات الدول السيادية المستحقة في تشرين الثاني 2019 ونيسان 2021 وأيار2022 وكانون الثاني 2023 وتشرين الثاني 2024 تحسناً في الأسعار، وصل إلى 0.50 نقطة. وسجلت سندات اليوروبوندز اللبنانية المستحقة في الفترة ما بين 2025 و 2037 مكاسب في الأسعار تتراوح بين 0.25 نقطة و 1.13 نقطة.

تابع التقرير، في ظل هذه الظروف، انتقل متوسط ​​العائد على السندات الموزونة من 10.26 في المئة في نهاية الأسبوع الماضي (الأسبوع الثالث من حزيران) إلى 10.18 في المئة في الأسبوع الأخير. وتقلص متوسط ​​عرض السعر الموزع على أساس Z من 879 نقطة أساس (8.79 في المئة) الى 870 نقطة أساس (8.70 في المئة) وسط استقرار نسبي في عوائد سندات الخزانة الأميركية. أما لناحية تكلفة التأمين على الديون، فقد تقلصت فروق أسعار السندات المقيدة في لبنان لمدة خمس سنوات بشكل طفيف من 870-900 نقطة أساس (8.70 – 900 في المئة) إلى 870-895 نقطة أساس (8.70 – 895 في المئة).

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تتجاوز حد الـ300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين» أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم (الاثنين) أن إيران نفذت تهديدها بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في اتفاقها النووي مع القوى العالمية بتخزينها اليورانيوم المخصب بكمية تجاوزت الحد المسموح به في الاتفاق. وقال متحدث باسم الوكالة في بيان «نستطيع تأكيد أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أبلغ مجلس محافظي الوكالة بأنها تحققت في الأول من يوليو من تجاوز إيران الحد الأقصى المسموح به لإجمالي مخزون اليورانيوم المخصب (بموجب الاتفاق)". وكانت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية قد ذكرت في وقت سابق اليوم، نقلا عن مصدر مطلع لم تذكر اسمه، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تجاوز حد الـ300 كيلوغرام المنصوص عليه في الاتفاق النووي ونقلت الوكالة عن المصدر، قوله «إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعد توزينهم يوم الأربعاء الماضي، قاموا مرة أخرى الیوم (الاثنین) بتوزين المواد المخصبة (اليورانيوم المخصب) المنتجة من قبل إيران حيث تخطت السقف المحدد وهو 300 كيلوغرام». وأضافت أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستصدر قريباً تقريرا بخصوص تجاوز حد مخزون إيران من اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق النووي. من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لوكالة «إسنا» الإيرانية للأنباء، أن بلاده تجاوزت الحدّ المسموح به لاحتياطاتها من اليورانيوم، وأوضح: «بناء على معلومات بحوزتي، تجاوزت إيران حدّ الـ300 كيلوغرام» من اليورانيوم المنخفض التخصيب. وفي شأن متصل، ذكر ظريف أن آلية المقاصة الخاصة "إنستكس" التي وضعها الأوروبيون لمساعدة إيران على تجاوز العقوبات الأميركية لا تفي بالغرض.

وقال الوزير، في خطاب بثه التلفزيون الإيراني الحكومي:  "إنستكس وإن كانت لا تلبي مطالب طهران ولا تفي بالتزامات الأوروبيين، لها قيمة استراتيجية من حيث أنها تظهر أن أقرب حلفاء الولايات المتحدة يبتعدون عن أميركا في علاقاتهم الاقتصادية وسيكون لهذا بالتأكيد آثار طويلة المدى". وقال مسؤولون إيرانيون في الأيام القليلة الماضية إن بلادهم في طريقها لتخطي حد تخصيب اليورانيوم المذكور في الاتفاق النووي بعد عدم وفاء الدول التي لا تزال في الاتفاق بمطالب طهران المتعلقة بحمايتها من أثر العقوبات الأميركية. وكانت إيران أعلنت في مايو (أيار) الماضي خفض التزاماتها بالاتفاق النووي،  وهددت بمزيد من الإجراءات بعد 60 يوما. وفي منتصف يونيو (حزيران) الماضي أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية  الإيرانية بهروز كمالوندي أن بلاده ستتخطى مستوى 300 كيلوغرام من اليورانيوم  المخصب في غضون عشرة أيام، وذلك في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية التي تمارسها الولايات المتحدة على إيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي. وانتقدت إيران مرارا تأخر الدول الأوروبية في إنشاء وتفعيل آلية خاصة للتجارة معها بهدف التخفيف من وطأة العقوبات الأميركيةعلى اقتصاد طهران. وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الجمعة إن آلية التجارة المعروفة باسم «إنستيكس» جاهزة ومفعلة. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قد أكد في وقت سابق اليوم أن بلاده لن ترضخ أبداً للضغوط الأميركية، وإن على واشنطن إبداء الاحترام لطهران إذا أرادت إجراء محادثات معها. وذكر ظريف، في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي في بث مباشر: «لن ترضخ إيران أبداً لضغوط الولايات المتحدة، وعلى أميركا محاولة احترام إيران. إذا أرادوا الحديث مع إيران فعليهم إبداء الاحترام». وأرسلت الولايات المتحدة مقاتلات شبح من طراز «إف 22» إلى قطر مع زيادة التوتر بعد إسقاط إيران لطائرة أميركية مسيّرة. وقالت طهران إن الطائرة الأميركية المسيرة دخلت لمجالها الجوي وهو ما نفته واشنطن. وقالت القوات الجوية الأميركية على موقعها على الإنترنت «تلك المقاتلات (إف 22 رابتورز) نُشرت للمرة الأولى في قطر من أجل الدفاع عن القوات والمصالح الأميركية».

 

موغيريني تؤكد تشغيل «إينستكس» وسط انقسامات في طهران وطهران لـ«مباحثات مصيرية مع الأوروبيين»... ومحافظ البنك المركزي الإيراني طالب بائتمان مالي من مبيعات النفط

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، أمس، إن آلية دعم التبادل التجاري بين إيران والاتحاد الأوروبي (إينستكس) قيد التشغيل، وتقوم بتحويل الدفعات المالية الأولى، مشيرة إلى انضمام 7 دول أوروبية أخرى إلى الدول التي أطلقت الآلية «فرنسا وألمانيا وبريطانيا»، فيما وصف مبعوث إيران إلى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانتشي، الآلية الأوروبية بـ«سيارة راقية بخزان صفر من البنزين»، وذلك وسط انقسام في طهران حول فاعلية الآلية المالية. وجددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تمسك دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً الثلاثي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بالاتفاق النووي، وأشارت إلى انضمام وشيك لسبع دول أوروبية إلى آلية الدفع، قبل أن تذكر في موقعها الشخصي ببيان صدر الجمعة من اللجنة المشتركة في الاتفاق النووي، ونشره موقع الاتحاد الأوروبي. وقالت اللجنة المشتركة، في بيان صدر عقب اجتماع الجمعة، إن الاتفاق النووي «ما زال عنصراً رئيسياً في مكافحة الانتشار النووي، وفق القرار الأممي 2231». ويسعى الأوروبيون إلى الحفاظ على الاتفاق النووي، ومنع إيران من خرق التزاماتها، عبر تفعيل آلية «إينستكس»، بواسطة تدشين خط ائتمان مالي يعوض طهران عن خسائر العقوبات الأميركية، ولكن من المتوقع أن تقتصر لفترة طويلة على شراء الأغذية والأدوية. ورغم أن الحكومة الإيرانية تدرك ذلك، فإنها تتطلع لتحقيق انتصار يفتح ثغرة في جدار العقوبات الأقسى التي تمارسها إدارة ترمب منذ الانسحاب من الاتفاق النووي. وفي هذا الصدد، علقت وكالة «إيسنا» الحكومية على إعلان موغيريني ومسؤولين من الدول الثلاث، حول تشغيل آلية «إينستكس» وسريان التحويلات المالية، وقالت: «يبدو أن الأوروبيين يتوقعون بشكل غير واقعي أن تعيد إيران النظر في قرارها تخفيض تعهداتها النووية». ونسبت الوكالة إلى مبعوث إيران في الأمم المتحدة، مجيد تحت روانتشي، أمس، قوله لقناة «سي إن إن» إن بلاده ستجري «مفاوضات مصيرية مع الأوروبيين في غضون الأيام العشرة المقبلة»، وأضاف تعليقاً على تفعيل «إينستكس» أن «الوقت لدينا على وشك النفاد. استغرق تفعيل الآلية عاماً، ويجب على أوروبا أن تعجل وتنفق أكثر، لأن خلاف ذلك سيجعل الآلية عديمة الجدوى، ولن تحل جميع قضايانا».

وقال روانتشي في الوقت ذاته إن «إيران لن تتفاوض ما دامت الضغوط مستمرة عليها»، مضيفاً: «نحن لا نسعى وراء إثارة التوتر والنزاع في المنطقة، وإنما العقوبات الأميركية تضغط على الناس العاديين، لكن إيران لن تركع تحت الضغط».

وفي تصريح منفصل تناقلته وكالات إيرانية، أمس، شبّه تخت روانتشي آلية «إينستكس» بـ«سيارة راقية بخزان وقود فارغ»، معرباً عن اعتقاده أن الخطوة الأوروبية «ليست كافية»، وأوضح: «لا يمكننا أن نصبر أكثر من هذا، ولا نهدد أحداً، ولا نحدد موعداً نهائياً لأي شخص، نحن نعلن مشروعنا، وقلنا لهم: إذا لم تتخذوا أي خطوة، سنخفض التزاماتنا. وإذا لم يعملوا بتعهداتهم ومسؤولياتهم، فنحن سنتخذ خطوات جديدة». ورغم تأكيد المسؤولين الإيرانيين على الانسحاب المرحلي من الاتفاق النووي، فإن تحت روانتشي قال: «ليس لدينا مشروع للانسحاب من الاتفاق النووي. لدينا فرصة عشرة أيام، وبعدها تأتي 60 يوماً لاتخاذ الخطوة الثانية»، واعتبر ذلك مغايراً للانسحاب من الاتفاق، وقال: «قلنا عدة مرات: في حال نفذت الأجزاء البنكية والأجزاء الأخرى من الاتفاق النووي، ستعود إيران إلى تعهداتها النووية». وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الجمعة، عقب مباحثات مع أطراف الاتفاق النووي في فيينا، إن «الدول الأوروبية كافة ستستخدم الآلية المالية للتحويلات المالية مع إيران»، وأشار كبير المفاوضين الإيرانيين إلى «تقدم» في المباحثات، لكنه شدد على أنها ليست كافية لوقف مسار خفض تعهدات الاتفاق النووي، وقال: «من أجل أن تكون إينستكس مفيدة لإيران، يتعين على الأوروبيين شراء النفط، أو بحث وجود خطوط ائتمانية لتلك الآلية، وإلا فإن إينستكس لن تكون كما توقعوا، ولا كما توقعنا». وكانت مساعدة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، هيلغا شميد، أعلنت، الجمعة، عن تشغيل الآلية، بإرسال أول تحويلات بنكية. وقبل الاجتماع، قال عراقجي: «إيران منحت الدول الأخرى، خصوصاً الأوروبيين، فرصاً كافية، لكن لم تحصل على النتائج المرجوة»، مشيراً إلى نهاية «الصبر الاستراتيجي»، وأضاف: «نحن لن نحتمل أكثر من هذا أن تنفذ إيران من طرف واحد الاتفاق، وألا يعمل الآخرون وفق تعهداتهم».

وقبل ساعات من الاجتماع، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر مسؤول إيراني في فيينا أن بيع النفط هو المطلب الإيراني الوحيد من اجتماع أطراف الاتفاق النووي. وفي منتصف الشهر الماضي، رهن رئيس البرلمان علي لاريجاني تفعيل الآلية الأوروبية بـ«ضرورة» بيع النفط الإيراني.

ويعد بيع النفط الإيراني، وتعويض الأوروبيين خسائر إيران من العقوبات النفطية، أحد الشروط التي حددها المرشد علي خامنئي العام الماضي لبقاء بلاده في الاتفاق النووي. وبموازاة مواقف مسؤولي الخارجية الإيرانية، حدد محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر هتمي، أمس، شروطاً لنجاح الآلية الأوروبية، مشيراً إلى «تقييم مختلف» عن المسؤولين السياسيين بشأن الآلية. وطالب مسؤولي الاتحاد الأوروبي بتوفير موارد خط الائتمان المالي في آلية «إينستكس» من مبيعات النفط الإيراني، وأضاف: «في حال تعذر ذلك، يجب أن يكون خط ائتمان طويل المدى لاسترداد أموال مبيعات النفط».

وشدد همتي في الوقت ذاته على أهمية أن تشمل الآلية السلع التي لا تشملها العقوبات. وعن الشروط الأخرى، قال إنه يجب أن «تعتمد على الاتفاق النووي»، وأن تشمل كل الحركة المالية التي ينص عليها إطار الاتفاق النووي. ومن المرجح أن تواصل إيران مسار خفض تعهداتها النووية انطلاقاً من الأسبوع المقبل، وتعلن التراجع عن إعادة تصميم مفاعل أراك النووي، ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ما فوق 3.67 في المائة، في إطار خطة الانسحاب المرحلي من الاتفاق النووي. ومن الواضح أنه لا تريد إدارة حسن روحاني، التي تعتبر الاتفاق النووي «أكبر إنجازات الدبلوماسية» الإيرانية، التنازل لمنتقدي الاتفاق، والتفريط بالورقة النووية للأطراف الداخلية الأخرى. وتحرص الحكومة الإيرانية على أن تكون في مقدمة منتقدي الاتفاق النووي، وفق الحسابات الداخلية، فهي من جانب تتمسك بالاتفاق النووي على المستوى الداخلي، ومن جانب آخر تريد مواصلة الضغط على الجانب الأوروبي، على أمل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية ضد الإدارة الأميركية. وقالت صحيفة «جهان صنعت»، في افتتاحية عددها الصادر أمس، إن الخطوة الأوروبية «تأتي في سياق النظام الجديد الذي فرضه مسار إيران بخفض التعهدات النووية، وأعلنت طهران برامجها وأجندتها مراراً وتكراراً».

وترى الصحيفة أن الخطوة الأوروبية «ليست في إطار حسن النية، وإنما نتيجة ضغط طهران وإرادتها الجادة خفض التعهدات النووية»، واتهمت الأوروبيين بعدم تلبية مطالب طهران عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، واتباع «سلوك متذبذب، واسترضاء» الولايات المتحدة.

ورأت الصحيفة أن عاملين أساسيين يقيدان المساعي الأوروبية لتلبية مطالب إيران في الاتفاق النووي، وهما اقتراب المواقف الأوروبية من واشنطن بشأن السلوك الإقليمي الإيراني، وبرنامج تطوير الصواريخ الباليستية. وعلى خلاف الصحف المؤيدة لروحاني، تقر الصحيفة بأن الأوروبيين يعتبرون سلوك إيران «السبب الرئيسي في التدهور، واضطراب النظام الجيوسياسي في المحيط المضطرب لغرب آسيا»، وأشارت إلى أن رسائل نقلها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في زيارته الأخيرة إلى طهران تدل على ذلك. وتساءلت صحيفة «آفتاب يزد» ما إذا كانت إيران تمنح فرصة لـ«شطرنج إينستكس»، واعتبرت أن الآلية «ولدت ناقصة»، وتساءلت أيضاً ما إذا كانت أوروبا ستقاوم الولايات المتحدة لحفظ الآلية، وخلصت إلى أن الآلية «ليست حركة ضد العقوبات، وإنما في إطار العقوبات الأميركية، وفي إطار خلق مناخ لحفظ الاتفاق». ومن جهته، انتقد التلفزيون الإيراني الرسمي الخاضع لسلطة المحافظين ومكتب المرشد علي خامنئي الآلية الأوروبية، ووصفها بـ«المسرحية الأوروبية المكررة»، واعتبرها «عاجزة عن تلبية كل المطالب الإيرانية». ومع ذلك، قال تقرير التلفزيون: «فندق كوبورغ في فيينا فرش طاولة الحوار النووي مرة أخرى، ولكن هذه المرة بطلب من الأوروبيين، لتدخل الآلية المالية التي وعدوا بها قبل عام مرحلة التنفيذ».

وعارضت الصحف المحافظة بشدة انضمام إيران للآلية المالية. وخصصت صحيفة «رسالت» تقريرها الأساسي لتناول «إشكالات» الآلية، ووصفها بـ«المأزق الثاني». أما صحيفة «جوان»، المملوكة لـ«الحرس الثوري»، فوصفتها بـ«إبريق غسل اليدين»، وهو مثال إيراني للتعبير عن بساطة ورخص الأشياء. وقالت إنها «لا ترتقي إلى دار صرافة»، ونقلت عن مصدر مطلع على صفحتها الأولى أن «إيران ستواصل مسار خفض التعهدات النووية». ولكن صحيفة «فرهيختغان»، التي يرأس مجلس إدارتها مستشار خامنئي الدولي على أكبر ولايتي، قالت إن الآلية «مشروع لاحتواء إيران». وقالت صحيفة «وطن أمروز» المتشددة إن البيان «حصيلة الإشادة بالعروس». ودعت صحيفة «خراسان» إلى الرد على «التلاعب» الأوروبي. وحذر حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة «كيهان»، المقربة من مكتب المرشد، الرئيس الإيراني ووزارة الخارجية من «تكرار كارثة الاتفاق النووي بقبول إينستكس»، وقال: «نص بيان اللجنة المشتركة الذي تضمن 9 مواد يظهر بوضوح أن الأوروبيين يحضرون قبعة عريضة لنا (كناية عن الخداع)، ومن المؤسف أن تكون إيران أحد الموقعين على البيان المهين»، ويتساءل: «أين تتشابه إيران اليوم مع العراق المهزومة أمس تحت سلطة صدام حسين لكي تخضعوا لمعادلة النفط مقابل الغذاء المهينة؟»، وأضاف: «على خلاف ما تظهرون، الحكاية ليست معقدة، قراءة سريعة لنص البيان تظهر من دون شك المحتوى المهين المذل».

 

تقرير أميركي يحذر من عودة «داعش»

واشنطن/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

حذر تقرير أميركي من عودة تنظيم «داعش» مجدداً بشكل أشد خطورة في سوريا والعراق، رغم خسارته معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها هناك. وجاء في تقرير أعده «معهد دراسة الحرب» أن التنظيم لا يزال يقود نحو 30 ألف مسلح في العراق وسوريا، أي ما يكفي للسيطرة على الفلوجة والموصل ومدن أخرى في العراق وكذلك شرق سوريا في ثلاث سنوات فقط. أشار التقرير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أخطأ بإعلانه القضاء على التنظيم وسحب القوات الأميركية من الأراضي السورية، مطالباً في الوقت ذاته واشنطن بأخذ كل الاحتياطات الأمنية والاستعداد لهذه العودة، موضحاً أن التباطؤ في مكافحة «داعش» أعطى الكثير من الوقت للمجموعة للتخطيط والإعداد للمرحلة التالية من الحرب. ورأى أن تنظيم «داعش» لا يزال يحتفظ بشبكة تمويل عالمية تدعم عودته مجدداً، خاصة مع قدرة عناصر التنظيم على إعادة بناء قدراته الإعلامية وإمداده بالأسلحة والعتاد لتجهيز عدد من الإرهابيين الجدد.

وأوضح التقرير أن التنظيم تخلص بشكل منهجي من قادة القرى والمدنيين الذين تعاونوا مع قوات مناهضة لـ«داعش» في العراق، ويهدف إلى إضعاف المقاومة وإذكاء عدم ثقة السكان بحكومة العراق، كما يقوم بفرض الضرائب على السكان المحليين، وتشريد المدنيين والسعي للسيطرة على جيوب صغيرة وعرة التضاريس في العراق. ويسعى «داعش» إلى إعادة السيطرة الإقليمية في العراق وسوريا. ومن المحتمل أن تنجح تلك الخطة، إذا انسحبت الولايات المتحدة. ويتيح الوجود العسكري الأميركي شرق سوريا تنفيذ عمليات استخباراتية وجوية حيوية لا يمكن استبدالها إذا انسحبت أميركا، وذلك وفقاً للتقرير.

كما أنه يمنع تركيا من التقدم شمال شرقي سوريا، الأمر الذي سيؤدي على الأقل إلى سحب قوات الدفاع الذاتي عناصرها من وادي نهر الفرات الأوسط للدفاع ضد تركيا في الشمال، مما يخلق مساحة أكبر يمكن أن يعود «داعش» من خلالها إلى الظهور.

ويرى التقرير أن وجود قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا ضروري، لمنع «داعش» من استخدام سوريا قاعدة لتغذية حملتها في العراق. ونجاح «داعش» المقبل قد يكون أكثر تدميراً من حملته السابقة في عام 2014. بحسب التقرير. وأعلن التنظيم المتطرف في 31 مايو (أيار) 2019. بدء حملة عالمية جديدة تسمى «معركة الاستنزاف»، كما بدأ إعادة بناء قدراته الرئيسية أواخر العام الماضي، مما سيفضي إلى موجات جديدة من العمليات الإرهابية في أوروبا والعالم. ويحذر التقرير من تكرار خطأ واشنطن بتقليل الاهتمام بالجهد الذي يبذله «داعش» للعودة مجدداً، وأنه يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات فورية للحد من عودة «داعش» إلى العراق وسوريا، بما في ذلك وقف سحب قواتها المستمر من سوريا. وينصح التقرير بزيادة الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى إعطاء الأولوية لتوسيع نطاق عمليات المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها للمساعدة في الحد من جاذبية «داعش»، خاصة بين السكان القاصرين المصابين بصدمات كبيرة والذين يعيشون في مخيمات النازحين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وأشار التقرير إلى معارضة أنقرة لزيادة الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الاكراد معظمهما والتي تعتبرها تركيا «إرهابية».

 

ترمب يصنع التاريخ بعبور الحدود بين الكوريتين ودعا كيم إلى زيارة واشنطن «في الوقت المناسب» وأعطى زخماً جديداً للمفاوضات النووية

سيول/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب العالم بدعوة عفوية، أول من أمس، وجهها للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بلقائه في المنطقة منزوعة السلاح. وسارع الزعيم الشاب إلى تلبية الدعوة، ورافق ترمب خلال عبوره الحدود الكورية - الكورية، في خطوة تاريخية هي الأولى لرئيس أميركي يشغل منصبه.

وبعبوره بضعة ألواح خرسانية بارتفاع سنتيمترات قليلة تشكل الحدود الأكثر إحكاماً في العالم، فتح الرئيس الأميركي صفحة من التاريخ مع «صديقه» الكوري الشمالي. ولم يسبق لرئيس أميركي يتولى منصبه أن وطئت قدمه تراب كوريا الشمالية. فقد خاض البلدان نزاعاً دامياً بين عامي 1950 و1953، انتهى بهدنة لم تتكلل بمعاهدة سلام أبداً. وتم التوافق على اختيار القرية الرمز في بانمونجوم، حيث تم التوقيع على الهدنة، لهذا الاجتماع الثالث بين ترمب وكيم. وبحسب ما قاله ترمب للصحافة، فإن هذه الخطوات القليلة في كوريا الشمالية لم تكن واردة مسبقاً، عندما صافح كيم جونغ أون. وتابع ترمب الذي اجتمع مع كيم لأكثر من ساعة: «قلت له: هل تريدني أن أعبر الخط؟ فأجاب: سأتشرف كثيراً بذلك. لم أكن أعرف حقاً ما كان سيقوله». وبموجب إجراء اتخذته إدارة ترمب، لا يُسمح للمواطنين الأميركيين بالتوجه إلى كوريا الشمالية لأسباب أمنية. ومع ذلك، وجّه ترمب، السبت، عبر «تويتر»، دعوة إلى كيم للانضمام إليه في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين. وأوضح الرئيس الأميركي أنه لم يكن يعلم ما إذا كان كيم سيرد على ذلك عندما أرسل التغريدة، وقال: «لو لم يأتِ، لكانت الصحافة لاحقتني». وهذه الدعوة في اللحظة الأخيرة كانت «مثيرة للاهتمام»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول كبير في بيونغ يانغ، السبت، لكن لم يتم تأكيد اللقاء رسمياً إلا ظهر أمس من قبل كوريا الشمالية، أي أقل من 3 ساعات قبل حدوثه. والتقى الرجلان وسط أجواء تلقائية بعيدة جداً من قمتي ترمب وكيم السابقتين، اللتين تم ترتيبهما في سنغافورة وهانوي بكل عناية. وفي سنغافورة، ظهر الزعيمان في الوقت نفسه على جانبي مكان الاجتماع، قبل أن يلتقيا في الوسط بمصافحة كانت الأولى بينهما، أمام عدد متساوٍ لأعلام البلدين. وفي هذه المرة، اتجه ترمب سيراً من كوريا الجنوبية نحو كيم، وبلغ خط الترسيم قبل بضع ثوانٍ من الزعيم الكوري الشمالي الذي ارتدى زيه المعتاد بلونه الداكن. وتصافح الرجلان مع تبادل بضع كلمات، ثم وضع ترمب قدمه على الأرض الخرسانية، قبل أن ينتقل إلى الشمال. وهكذا، تعين على المصورين الذين رافقوه البقاء في أراضي الجنوب.

وأثار ذلك غضب هؤلاء، فبادروا إلى الصراخ بوجه زملائهم الكوريين الشماليين الذين يحيطون بالزعيمين، مما عرقل التقاط صور للحظة التاريخية. وفور عودته إلى الجنوب، همس ترمب في أذن الزعيم الكوري الشمالي الذي ضحك، ودخلا بعد ذلك مبنى في الجنوب من أجل اللقاء. وبعد محادثات لمدة ساعة في بانمونجوم، «قرية الهدنة» في المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية منذ عام 1953، أكد ترمب أن الطرفين سيبدآن محادثات على المستوى العملي في الأسابيع القليلة المقبلة. ودعا كذلك الزعيم الكوري الشمالي إلى زيارة واشنطن، عندما يحين «الوقت الملائم». وكانت نتائج هذا اللقاء أقوى مما توقعه كثر، بعدما دعا ترمب كيم عبر «تويتر» للقائه، وقوله إن الاجتماع سيكون قصيراً لدقيقتين، فقط لـ«إلقاء التحية». وتساءل محللون عما إذا كان هذا اللقاء كافياً من أجل تقدّم مستدام في مسار متعثر منذ سنوات. ورأى الأستاذ في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، فيبين نارانغ، أن «مسرحية» بانمونجوم تستحق العناء، إذا كانت ستؤدي إلى محادثات على المستوى العملي. وأضاف أنها إذا لم تفض إلى محادثات «فسنجد أنفسنا أمام المشهد عينه لخمسة عشر شهراً مقبلاً». وفيما تصر إدارة ترمب على أنها تريد من كوريا الشمالية التخلي عن ترسانتها النووية، لم تعلن بيونغ يانغ أبداً أن لديها نية القيام بذلك، وتتحدث في المقابل عن «نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية»، الأمر الذي يحمل معنى أوسع وأكثر غموضاً. وتطالب كوريا الشمالية برفع العقوبات الواسعة المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي والصاروخي المحرم دولياً. وقالت إنها مستعدة لإغلاق أجزاء من مركز يونغبيون النووي، لكن يؤكد مختصون أن لبيونغ يانغ منشآت أخرى تنتج مواد نووية. واعتبر هونغ مين، الباحث في «معهد كوريا للوحدة الوطنية»، التابع للحكومة في كوريا الجنوبية، أن لقاء بانمونجوم منح الزعيمين «سبباً وجيهاً للسعي إلى التحاور من جديد»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. ومنذ انهارت قمة هانوي، اتهمت بيونغ يانغ واشنطن بأنها تعمل «بسوء نية»، وأعطتها مهلة حتى نهاية العام الحالي لـ«تبدل أسلوبها». كما أطلقت الشهر الماضي سلسلة صواريخ قصيرة المدى للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2017. وفي الأشهر الأخيرة، انتقدت بيونغ يانغ مسؤولين كباراً في إدارة ترمب، مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، وطالبت بإبعادهما من المحادثات. مع ذلك، استفاد كل من ترمب وكيم من لقائهما. ورأى الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، كو كاب - وو، أن عبور ترمب الدراماتيكي إلى كوريا الشمالية سيكون «مفيداً» له في حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل في الولايات المتحدة.

ومن جهتها، لطالما أرادت كوريا الشمالية أن تعامل كندٍّ للولايات المتحدة، وحاولت أن تدفع بيل كلينتون لزيارتها قبل نهاية ولايته كرئيس أميركي. وسيكون هناك ترحيب كبير في كوريا الشمالية برمزية عبور الرئيس الأميركي، الأحد، إلى أراضيها، وفق المحللة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، سو كيم.

 

احتجاجات دموية في السودان... والجيش يؤكد «حياده» ويعرض العودة للتفاوض وأكبر مظاهرات حاشدة للمطالبة بتسليم السلطة منذ فض اعتصام الخرطوم

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

شهدت المدن السودانية أمس عودة الاحتجاجات الحاشدة المطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، وسط تأكيد «المجلس «العسكري الانتقالي»، «حياده في الصراع على السلطة»، وطرحه العودة إلى التفاوض مع «إعلان قوى الحرية والتغيير».

ولقي خمسة أشخاص، على الأقل، مصرعهم بالرصاص وأصيب آخرون بجراح، في أولى مظاهرات حاشدة تشهدها مدن السودان كافة، عقب «صدمة فض الاعتصام» التي راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل.

ودعا «تجمع المهنيين السودانيين» ملايين المحتجين الذين تجمعوا في مدن العاصمة: الخرطوم، الخرطوم بحري، وأم درمان، للتوجه إلى القصر الرئاسي بالخرطوم، فيما توجه عدد آخر من المحتجين نحو القيادة العامة للجيش، التي شهدت «الاعتصام الشهير»، قبل أن تفرقه قوات المجلس العسكري وتقتل العشرات وتصيب المئات بجراح. وخرج ملايين السودانيين في مظاهرات حاشدة استجابة لدعوة قوى إعلان الحرية والتغيير، ضمن مواكب احتجاج أطلقت عليها «مواكب الحداد على الشهداء»، وشهدت معظم المدن الرئيسية في البلاد احتجاجات مماثلة.

وأغلقت القوات التابعة للمجلس العسكري، كافة الطرقات المؤدية إلى وسط الخرطوم، للحيلولة دون وصول المتظاهرين إلى القصر الرئاسي، وأغلقت الطرقات المؤدية للقيادة العامة للجيش، وذلك إثر بيان صادر عن «تجمع المهنيين»، طلب من المحتجين التوجه لقصر الرئاسة الموازي للنيل الأزرق في قلب العاصمة الخرطوم. وفرضت عربات الدفع الرباعي المسلحة التي كان بداخلها آلاف الجنود، طوقاً مشدداً على وسط المدينة وحوّلت شوارع الجامعة، والجمهورية، والقصر، القريبة من القصر الرئاسي، إلى ثكنة عسكرية، فيما سدت قوات مشتركة من الدعم السريع والجيش والشرطة والأمن شوارع السيد عبد الرحمن، والبلدية، الجمهورية، الموصلة للقيادة العامة للجيش.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي بكثافة على الحشود البشرية، في عدد من مناطق الخرطوم. وقال مصدر طبي إن أكثر من 21 جرحوا بالرصاص الحي والمطاطي، والهراوات وفوارغ قنابل الغاز المسيل للدموع، وفقد أحد المحتجين عينة، وما تزال حالة بعضهم خطيرة.

وأدى تطويق وسط الخرطوم إلى تعثر وصول المحتجين إلى القصر الرئاسي، ما اضطر قوى إعلان الحرية والتغيير للطلب من جماهيرها التوجه إلى ميادين بديلة. وقالت في بيان على صفحة التجمع على «فيسبوك»: «بعد العراقيل وإغلاق المواقع المرتب لها، تأتي مواجهاتنا الجديدة الآن، بالتوجه إلى الميادين الموضحة أدناه والتجمع بها لمواصلة الثورة»، حيث يخاطبها قادة الحرية والتغير. وبحسب البيان، اتجهت مواكب «شارع المطار، وبري، وشرق النيل» إلى ميدان سوق الخيمة في باركويت، ومواكب شارع محمد نجيب تتجه إلى ميدان الاتحاد في منطقة الديم، فيما تتجه مواكب أم درمان إلى ميدان المدرسة الأهلية، ومواكب الخرطوم تتجه إلى ميدان «الحرية»، وترك البيان للولايات سلطة اختيار الميادين التي تحددها لجان المقاومة على الأرض.

وتزامناً مع هذه المظاهرات، دعا «المجلس العسكري الانتقالي»، إلى إبرام اتفاق «عاجل وشامل» مع «قوى الحرية والتغيير». وخاطب نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو (حميدتي) حشداً من الجماهير في شرق الخرطوم أمس، قائلاً إن «قناصة مندسين» أطلقوا رصاص بنادقهم على رجاله، وقتلوا ثلاثة منهم وأصابوا عددا من المحتجين. وأضاف «حذرنا أمس من أن القوات مهمتها حماية المسيرة، لكننا لا نضمن المندسين (...) هناك قناصون ضربوا 3 من عناصر الدعم السريع ونحو 5 أو 6 من المواطنين أمام السلاح الطبي ومركز الشباب». واتهم حميدتي القناصة الذين أشار إليهم بأنهم دأبوا على إطلاق الرصاص على المتظاهرين منذ بداية الحراك. وقال: «القناصة الذين يضربون الناس من أول التغيير، وحتى الآن، سنقبض عليهم ونقدمهم للعدالة. وتحدث عن إطلاق قناصة مختبئين في قصر الشباب والأطفال بأم درمان النار على المتظاهرين، وإصابتهم عددا منهم. بدورها، ذكرت مصادر طبية تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أنه لا علم لها بوصول الرجال الثلاثة إلى أي من المستشفيات العسكرية القريبة. وكان حميدتي قد حذر من «مندسين ومخربين» وحمّل قوى إعلان الحرية والتغيير المسؤولية عن إزهاق أي أرواح في الاحتجاجات، لكن قوى الحرية اعتبرت تصريحاته تمهيداً للاعتداء على المحتجين. وأوضح حميدتي أن مجموعة القناصة تابعة للنظام المعزول، وحمّلها المسؤولية عن قتل المتظاهرين، وقال إن قواته ستلقي القبض عليهم، وتحاكمهم.

وكشف حميدتي أن الحوار مع «قوى الحرية والتغيير» قطع «شوطاً بعيداً» حول الكثير من القضايا، وأن المجلس العسكري «يسعى للوصول إلى اتفاق عاجل وشامل لا يستثني أحداً».

بدوره، أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري، شمس الدين الكباشي في بيان، استعداد المجلس للتفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير ابتداء من اليوم، وقال إنه سلم رده على الورقة الأفريقية الإثيوبية المشترك للوسطاء، وتتضمن وجهة نظره للمبادرة المشتركة، التي تشكل «قاعدة ممتازة للتفاوض». وقال الكباشي، إن المبعوثين يسعون للوصول إلى حل سياسي في السودان، منطلقين من فهمهم الكامل للشأن السوداني. وأبدى الكباشي أمله في الوصول لحل سياسي شامل، يستصحب الجميع، يتم في أقل وقت تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، قاطعا بأن أي جهود أخرى يجب أن تكون بالتنسيق معه.

وكانت احتجاجات أمس قد انطلقت عند الساعة الواحدة ظهراً في جميع أنحاء البلاد، وهو الوقت الذي درجت قيادة الحراك السوداني بدء الاحتجاجات فيه، وعرف بـ«توقيت الثورة»، ولم تتصد لهم قوات الأمن في البداية، بيد أنها استخدمت في وقت لاحق الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريقهم دون جدوى.

ومنذ الصباح خلت شوارع الخرطوم من الحركة الكثيفة المعتادة، وأغلقت معظم المتاجر والمحلات أبوابها، بنسبة تقارب 60 في المائة، بصورة تشبه حالة عصيان طوعي و«غير معلن». وتجمعت أعداد غفيرة تقدر بأكثر من مليون في جنوب الخرطوم عند «محطة 7»، واتجهت صور منزل أحد قتلى الاحتجاجات، في مدينة الصحافة، وسدوا «شارع محمد نجيب»، فيما شلت الحشود البشرية الحركة في شوارع «أفريقيا، الصحافة، عبيد ختم» الحيوية.

وردد المحتجون هتافات «مدنية... مدنية»، «كباشي رص جنجويدك والليلة تسقط بس»، ورفعوا صور قتلى ثورة ديسمبر وأحداث فض الاعتصام، ولافتات تندد بسرقة العسكريين لثورتهم. وفور ذيوع الدعوة للتوجه للقصر الرئاسي، استخدمت قوات العسكري الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود المحجين، وشهد شارع «المعونة» أحد أكبر شوارع الخرطوم بحري معارك كر وفر لا تزال مستمرة حتى لحظة كتابة هذا التقرير. وفي العاصمة القومية أم درمان، احتشد ملايين المحتجين في أكثر من موقع في المدنية، قبل أن يندمجوا في موكب واحد، اتجه نحو القصر الرئاسي في الخرطوم، واستخدمت قوات المجلس العسكري الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، وأغلقت جسري النيل الأبيض والفتيحات، للحيلولة دون وصولهم للخرطوم. وتدفقت حشود مليونية من شرق النيل، عبر جسر المنشية، والتحقت بمواكب أحياء الخرطوم شرق، وأشهرها حي بري العريق الذي شارك بفاعلية كبيرة في أحداث ثورة ديسمبر، وعرف شبابه بـ«أسود البراري».

وشهدت مدن الأبيض، غرب وسط البلاد، مواكب احتجاجية كبيرة شارك فيها عشرات الآلاف، واحتلوا «ميدان الحرية» أكبر ميادين المدينة، قبل أن تطلق عليهم قوات الدعم السريع الرصاص الحي، وبحسب شهود أصيب عدد منهم بجراح، ولم ترد معلومات حول سقوط وفيات.

كما خرج عشرات الآلاف في مدينة «كسلا» شرق البلاد، في أكبر احتجاج تشهده المدينة منذ اندلاع ثورة ديسمبر، ومثلها خرج مواطنو مدينة بورتسودان على البحر، ومدينة القضارف شرق وسط البلاد. ونقل شهود أن مدينة شندي، وهي معقل الرئيس المعزول، خرجت هي الأخرى في مظاهرة لم تشهدها من قبل، وخرجت مدن ود مدني، وكوستى، وربك، والدمازين، وبقية مدن البلاد، تطالب بالثأر لشهداء الثورة والاعتصام، وبتسليم السلطة للمدنيين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله ورقة إيرانية تفقد جدواها الإقليمية

علي الأمين/العرب/02 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76284/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

ورقة حزب الله تفقد أهميتها تدريجيا في حسابات الرد الإيراني على الحرب الأميركية الاقتصادية والمالية، ففي هذه الحرب تحتاج طهران إلى كسر الحصار بالمزيد من حماية ما تبقى لها من علاقات دولية وليس المغامرة بها.

حزب الله في لبنان، أو ما تبقى منه في سوريا، ليس الورقة المناسبة لتحقيق الهدف الإيراني المرتجى، ذلك أن أية مواجهة له مع إسرائيل هذه المرة، ستشكل عبئا إضافيا وثقيلا على إيران، من دون أن يوفر لها أية فائدة دولية، بل المرجح أنها ستخسر ما تبقى لها من حدود التعاطف الروسي والصيني، ولكن ما هو أخطر أن هذه الحرب في حال وقعت، ستكون أقرب إلى حرب إبادة إسرائيلية ليس على حزب الله فحسب، بل ستطال البيئة الحاضنة التي تحرص إيران على المحافظة على نفوذها في داخلها، ولا مصلحة لها في إنهائها طالما أن لا فوائد ستُجنى من ذلك في مواجهتها مع واشنطن.

‏ورقة حزب الله تفقد قيمتها الإقليمية وتتراجع، هي مطلوبة طالما لا تخل بالقواعد الإستراتيجية لروسيا الاتحادية في سوريا، ولا بتفاهماتها الإستراتيجية مع إسرائيل، ومن الطبيعي أن أي محاولة مسّ بأمن إسرائيل هي تجاوز بل تعدٍّ على مصالح روسيا نفسها. لذا يدرك مسؤولو حزب الله أن حضوره اليوم لا يتجاوز في قوته فعليا مهمة تقديم أوراق حسن سلوك دولية، بعدما أصبح بين فكي كماشة روسية من جهة، وإسرائيلية من جهة ثانية، فيما المساحة التي يتاح له فيها ممارسة سلطته هي اللعبة السياسية اللبنانية الداخلية بعدما أنجز مهماته السورية، أي ممارسة سطوته الداخلية اللبنانية قدر ما يشاء، وطالما تساهم هذه السطوة في حماية الاستقرار على الحدود الشمالية لإسرائيل.

هذا الواقع هو ما يجعل حزب الله كورقة تصعيد إيرانية في مواجهة إسرائيل، غير ذات فائدة أو معنى، لأنها لن تؤثر هذه المرة في مواجهة تجري بعيدا عن إسرائيل، بل على حدود إيران وفي داخلها وعلى المساحة الدولية، وهي حرب ستجعل إسرائيل رسميا طرفا في مواجهة إيران عسكريا، وإيران في غنى عن ذلك.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليس في عجلة من أمره لإنجاز حل مع إيران بشأن الملفات العالقة بين واشنطن وطهران، وهذا ما قاله مضمون إحدى تغريداته على موقع تويتر قبل أيام. فترامب انتهج منذ بداية انقلابه على الاتفاق النووي بين إيران ودول الخمسة زائدا واحدا، الخيار الاقتصادي كوسيلة لتطويع إيران، وعمد إلى استخدام وسائل العقوبات الاقتصادية والمالية، كمنهج للحرب التي يريدها مع النظام فيها، متفاديا أي محاولة انجرار في مواجهة عسكرية مع دولة يعتقد هو، أن شعبها يتوق إلى علاقات متقدمة مع “الشيطان الأكبر”، كما أنه مقتنع بأن “الحرب الناعمة” إذا صحّ التعبير تؤتي أكلها، وتحقق له تقدما في معركته هذه.

‏لا يخوض ترامب مواجهة تقليدية، إنها أقرب إلى إدارة صفقة تجارية يطمح للفوز بها، وهو وجّه رسائل عديدة إلى القيادة الإيرانية فيها الكثير من الترهيب كما لا تخلو من الترغيب. ترامب تحدث في شروطه للحوار مع إيران في البداية عن 12 شرطا يتوجبُ على طهران تنفيذها، ثم تحدث لاحقا عن اتفاق نووي جديد مع واشنطن، وبين هذا وذاك كان يلمح إلى إمكانية التسليم بدور إقليمي لإيران، لكن ترامب في كل طروحاته كان ينطلق من أن اتفاقا يجب أن ينجز مع النظام الإيراني، هو الكفيل بالاعتراف بدور إيران الإقليمي، لكن ضمن شروط متفق عليها بين الدولتين، تنهي النموذج القائم على تفريخ الميليشيات في المنطقة العربية كوسيلة للتمدد والنفوذ.

‏لبنان بهذا المعنى يشكل فرصة إيرانية حذرة في اتجاه تقديم رسائل إيجابية لواشنطن. اليوم، الثلاثاء، يصل مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد إلى بيروت لينقل الأجوبة الإسرائيلية للحكومة اللبنانية تجاه نقاط تتصل بإطلاق المفاوضات بين البلدين برعاية أميركية فعليا، وبمشاركة الأمم المتحدة، وليس من المصادفة أن يكون حزب الله هو من أعطى الضوء الأخضر لبدء المفاوضات بشأن ترسيم الحدود مع إسرائيل، وهي بالضرورة رسالة ودّ واختبار إيرانية تجاه واشنطن وتل أبيب، تقدم طهران من خلالها الوجه الدبلوماسي على الوجه العسكري لنفوذها في لبنان. ‏في موازاة ذلك المشهد المتصل بالحدود مع إسرائيل، تنكشف الوصاية الإيرانية على لبنان، بعدما أحكم حزب الله سلطته على الدولة، وهي وصاية عاجزة عن أن توفر شروط الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، بل تقف متفرجة على تآكل الدولة ومؤسساتها، وتفاقم أزمة الدين العام، المترافق مع تراجع مريع للاقتصاد المختنق، والذي يستنجد بأنابيب الأوكسجين التي يعدُ بتوفيرها مؤتمر “سيدر” الذي تتولى فرنسا متابعته فضلا عن دول أوروبية وعربية.

‏بهذا المعنى تفقد الترسانة العسكرية التي يمتلكها حزب الله معناها الإيراني، طالما أنها ترسانة محكومة بوظيفة حماية الاستقرار على حدود إسرائيل فقط، وهي مقيدة بأكثر من قيد. والتفلت من أيّ من هذه القيود قاتل لحزب الله وللبنان، فالحرب مع إسرائيل ستعني نهاية له بمباركة دولية، وأي حرب يخوضها ستعني انهيارا اقتصاديا وماليا شاملا في لبنان، لن يكون حزب الله هذه المرة بمنأى عنها، حتى من داخل بيئته التي تقف معه طالما لم يأخذها إلى الكارثة.

بالإضافة إلى كل ذلك فإن ‏العقوبات الأميركية على حزب الله هي نموذج مصغّر للعقوبات على إيران، فهذه العقوبات التي لا يوفر الأميركيون فرصة من أجل تشديدها، تساهم، للمفارقة، إلى حد بعيد في المزيد من انسجام حزب الله مع المتطلبات الدولية والأميركية. إذ كيف يتم، مع تصعيد هذه العقوبات، الوصول إلى موافقة حزب الله الأيديولوجي والمعادي للولايات المتحدة، على أن تكون واشنطن طرفا وسيطا بين لبنان وإسرائيل؟ وأضعف الإيمان أن يرفض حزب الله ذلك لكنه لم يفعلها، وإن عبّر ذلك عن شيء فهو يعبر عن محاولة الحزب ومن خلفه إيران الترويج للقول إننا لسنا في موقع معاد بالمطلق لواشنطن، ويمكن أن نوفر شروطا لعقد اتفاقيات وتفاهمات حتى مع إسرائيل.

يبقى أن حزب الله الذي تراجعت قدراته المالية، لاسيما تلك التي تقلصت بسبب العقوبات الأميركية، أو بسبب تراجع قدرة إيران على توفير الدعم كما كان يجري في سنوات سابقة، بات عاجزا عن مواجهة متطلبات مادية واجتماعية في بنيته الحزبية وفي بيئته الحاضنة، وهي وإن لم تكن إلى الحدّ الذي يهدد نفوذه وسطوته، إلا أنها أفقدته بعضا من وهجه وسطوته المعنوية، وبات أمام واقع اجتماعي واقتصادي مأزوم، يفرض عليه تقديم إجابات تتجاوز الصواريخ والأسلحة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

 

من "الثنائيات" إلى " الأحادية"! ... استنساخ تجربة "الثنائية الشيعية": نموذج في فنِّ التطويع والاستتباع

علي الأمين/نداء الوطن/01 تموز 2019

استنساخ تجربة "الثنائية الشيعية": نموذج في فنِّ التطويع والاستتباع

http://eliasbejjaninews.com/archives/76263/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

في تتبع لمسار خفايا الصفقة التي حصلت في العام 2016، انكشفت القدرة على تطويع كل القوى السياسية في البلاد، الموالية والمعارضة على حدّ سواء. إذ بغية تلطيف حالة استسلام القوى المعارضة لوصول "ميشال عون" الى رئاسة الجمهورية، تمّ اختيار مصطلح "التسوية الرئاسية" للتخفيف من حدّة إذعان المعارضين الذين سلّموا بأمر "حزب الله"، وبما رسمه لتحقيق رغبات حليفه.

لكن ما تجنّب أركان التسوية الاعتراف به، أو وصفه بشكل دقيق، برز في مسار سنوات التسوية الثلاث، بحيث تمكّن "منطق التطويع" من إرغام الجميع على الإذعان، فأصبح النهج واضحاً في إدارة الحياة السياسية وشؤون الدولة على وجه العموم.

على إيقاع "نشيد الوفاء" الذي استخدمه "حزب الله" في تبرير حؤوله دون انعقاد جلسة انتخاب رئيسٍ للجمهورية ضمن عملية ديمقراطية طبيعية لا توافق فيها على مرشّحه "ميشال عون"، برزت مسمّيات مهدت لمعادلة جديدة أمام أهل السلطة في لبنان، ظهرت مفاعيلها عشية وصول الرئيس عون محاطاً بفريقه الى قصر بعبدا: بدءاً من "تفاهم معراب" وصولاً إلى "التسوية الرئاسية". مفاعيل كشفت عن هشاشة كل الأفرقاء السياسيين، أمام سطوة "الثنائية" المؤسِّسة للمعادلة والضابطة لإيقاعها، والمحددة لمسارها.

وقد مثّل "تفاهم مار مخايل"، نزوعاً لتمثُل "الثنائية الشيعية" التي ألهبت شهوة السلطة لدى البعض، فكان هذا التفاهم في شباط 2006، إيذاناً بتقويض مشروع الدولة، لحساب بناء "تفاهمات ثنائية"، شرطها الانقياد لأولويات "حزب الله" في الأمن والسياسة الخارجية، والتسليم بسلاحه، وترسيخ وجوده الى جانب سلطة الدولة وشرعيتها، في مقابل نيل الحماية، ودخول جنّة السلطة وما تعنيه من مكاسب ومنافع، حتى لو كان هذا الدخول لا يستقيم به شأن الدولة، ولا تقوى به حقوق المواطنين.

على نسق "الثنائية الشيعية" بقيادة "حزب الله"، نشأ التحالف بين الحزب و"الوطني الحر"، بقيادة السيد حسن نصرالله. ومن هذه المدرسة وثقافتها السياسية، بدأ لبنان يتجه أكثر فأكثر، نحو ثنائيات بدت أقرب الى المهزلة، في محاولتها استنساخ النموذج الأول. و"تفاهم معراب" هو مثال حيّ على هذا الاستنساخ.

أما بالنسبة الى "التسوية الرئاسية"، فلا يتردد طرفاها، على الرغم من كل المطبات والتحديات، في اعلان التشبث بها.

وقد تكون خيبة الأمل التي شعر بها الرئيس سعد الحريري  في أعقاب "محنة الرياض" قد خلقت لديه إصراراً على إعادة رسم "هوية سياسية" بمعايير تحرره من العوائق و"القيود"، سواء أكانوا حلفاء أو منتمين الى الحرس القديم من رفاق الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفريقه السياسي.

على هذا المنوال صارت "التسوية الرئاسية" أكثر انسجاماً مع نزوع الحريري للتصدي للقيادة السياسية "المستقبلية"، بذهنيةٍ وأدوات مختلفة عما سبق، على الرغم من أنها بدت للبعض من حلفائه، مساراً انقلابياً على الثوابت، وللبعض من أصدقائه خروجاً من سياسة النوايا الطيبة التي كلفته الكثير.

لا يتردد الطرف الثاني في "التسوية الرئاسية" اي "وزير العهد" جبران باسيل، الناطق الأمين باسم رئيس الجمهورية، في الاعلان عن تمسّكه بها، لأنه يعتقد ان توثيق العلاقة مع الرئيس الحريري، يساعده على تعبيد الطريق نحو تحقيق حلمه الرئاسي، وسط علاقات مأزومة يعيشها مع مختلف القيادات، سواء تلك التي كانت حليفة للرئيس الحريري في مرحلة 14 آذار، أو تلك التي تنتمي الى محور الممانعة. ويبقى انتظام العلاقة مع حزب الله، هو ما يحتاج اليه باسيل، لتجنب الصراع مع ما كان يسمى قوى 8 آذار التي تثق بقيادة الحزب وخياراته.

هذه "الثنائيات الحزبية" التي تقوم اولاً: على جذر أساسي مفاده أن السلطة السياسية الفعلية هي خارج آليات الدولة الدستورية والقانونية،

وثانياً: على أن المحاصصة هي ميدان الصراع ومعياره - هي ما يفاقم المخاطر على الدولة، ويحيل السياسة إلى فعل "استثمار طائفي" فقط لا غير؛ فعلٍ زاد من هشاشة المؤسسات الدستورية والقانونية، وحوّلها إلى هياكل خاوية على عروشها؛ فعلٍ تشير كل المعطيات الاقتصادية والسياسية، إلى انه بات عاجزاً عن لجم التدهور المالي والاقتصادي.

هذه الثنائيات تحولت إلى مجال للخصومة والتنافس أغرقت أصحابها في وُحولها، لمصلحة تحقيق هدف استراتيجي نجح "حزب الله" في إرسائه، اولاً من خلال تعميم نموذج الثنائيات، وثانياً من خلال فرض آلياته في "الوفاء"، التي تقوم على مكافأة حلفائه الخلّص، بمنافع جنّة السلطة وبعبارة اخرى، لقد نجح في إبعاد الجميع عن مقارعته سياسياً أو مساءلته سيادياً، بإلهائهم بمعارك وحروب ضروس لتناتش وتناهش الحصص في ما بينهم.

وهكذا انضوت تلك "الثنائيات" تحت سقف "أحادية" سياسية واستراتيجية يرسمها الطرف الأقوى، ويلتزم الحلفاء وأطراف التسوية بها، بل وتدفع أعتى المعارضين استراتيجياً لتلك الاحادية، إلى استجداء شفاعته، طلباً لحمايةٍ أو لشهادةِ حسن سلوك.

عندما حصلت تلك التسوية، عمد البعض الى الاعلاء من شأنها، من خلال وصفها بأنها "تسوية استعادة اللحمة الوطنية"، رغم قيامها على مبدأ الثنائيات الذي جمع القوى السياسية المختلفة تحت عباءة واحدة، هي عباءة حزب الله، وجعل قراره السياسي غير قابل للنقاش او الاعتراض، خوفاً من خسارة مكسب، أو طمعاً بتحقيق مطلب. هذا الاستئثار بالقرار الذي اعطى صاحبه حقاً بالتعطيل، أفضى الى نتيجة واحدة، وهي تغييب "فعل السياسة" عن الشأن العام واليوميات، واهداؤه الى صاحب القوة والنفوذ والقادر على منح الهدايا والمكافآت للحلفاء والخصوم على حد سواء، كل بحسب التزامه وانضباط خطابه بأولوياته واستراتيجيته.

 

الصراع على جبل لبنان

محمد حجيري/المدن/الإثنين 01/07/2019

يقال إن من الأسباب التي أدّت الى فتنة طائفية بين المسيحيين والدروز سنة 1860، شجار وقع بين مكاري اصطدم حماره بكتف رجل من مذهب آخر في طريق بيت مري، تلك القرية الوديعة المطلة على بحر لبنان. ويقال إن الحرب الأهلية اللبنانية (1975 -1990) بدأت مع بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان، والجميع يتذكر كوع الكحالة في هذه الحرب المريرة، فمرّة اعتُبر الحد الذي لا يمكن تجاوزه من قبل مجموعات ما سمي "الحركة الوطنية"، إذ كان تجاوزه ليقلب موازين السياسة والسيطرة على لبنان خلال الحرب، ومرات أيضاً كان الكوع كميناً للقتل والقنص على الهوية...

خلال الأيام الأخيرة، كانت عودة الخطاب العوني الباسيلي، إلى ماضي كوع الكحالة ومحيطه، جزءاً من توتير الأجواء في لبنان عموماً والجبل تحديداً، واكتمل المشهد مع تعرض الجنبلاطيين، لموكب الوزير الإرسلاني العوني صالح الغريب، ومقتل اثنين من مرافقيه. صار المشهد "بروفا" لاشتعال أكثر من فتنة، بين أكثر من طرف وأكثر من طباخ ومستفيد، فلا عجب أن تبدأ الحرب من جديد من كوع أو مواكب مدججة بالسلاح من هنا، وسيارات شبحية أو طرق مقطوعة بالإطارات من هناك. الحرب يا سادة، هي خطاب سياسي وأبواق منابر أولاً، قبل أن تكون عود ثقاب أو كلاشينكوف يأكله الصدأ، أو راجمة صواريخ في مستودع. الحرب "ثقافة" بائسة وتعبئة نفوس جماعات متوهمة، قبل أي تحرك ميداني وقبل المتاريس.

بعد حادثة موكب صالح غريب، علق النائب تيمور جنبلاط، وهو قليل التعليق، قائلاً: "أن ما جرى في الجبل يؤكد أن الإخلال بالتوازنات لعبة خطيرة". لم يقل جنبلاط الابن ان الإخلال يؤدي إلى الحرب، لطَّفها بعبارة "لعبة خطيرة"، وعادة ما يقولون "لعب بالنار". في السياق نفسه، لمّح بعض وجهاء الدروز إلى الأصل في "خطاب الاستفزاز"، والى "أن البيوت تدخل من أبوابها"، بمعنى آخر هناك "محمية" كما يسميها أحمد بيضون في فسبكته، لا يمكن خرق "خصوصيتها" والدخول من بابها من دون إذن ممن يعتبرها ملكه. ومن هنا يبدأ الجدل في أسباب التوتر الفعلية، ونصبح أمام معادلة جديدة: إخلال بالتوازنات يؤدي إلى لعبة خطيرة، وهذا درس من دروس لبنان الكبير الذي يحتفل العام المقبل بمئوية إنشائه، وهذا درس خصوصاً بين الدروز والموارنة، وحتى بين الباسيليين والطوائف الأخرى.

ما قاله باسيل عن السنّية السياسة وجثة المارونية السياسية، لا يقل خطورة، على أن أدوات اللعبة الخطيرة جاهزة بلا ريب، وبلا أي غموض أو مواربة. فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لا يرضى إلا أن يكون أميراً أو سيداً لـ"محمية" الشوف، بمسيحييها ودروزها وحتى سنّة إقليمها، ويعتبر حضوره في شحيم جزءاً من امتداد العروبة. ورئيس "التيار الوطني الحر"، جبران باسيل، الصاعد وعاشق التجول والمواكب والزجاج الداكن والأعداد الضخمة من المرافقين والتبجح بالجينات النقية، لا يرضى بأقل من تهميش الدروز وإلغاء دورهم في الشوف، بمعنى إلغاء الدور الجنبلاطي التقليدي والعودة الى ما قبل الحرب الأهلية وزمن "الجمهورية الأولى" ونجومية كميل شمعون وشراسة بشير الجميل. وما تصريحات بعض وزرائه والتخويف من النوم في الجبل، سوى دليل على ذلك... 

لنتخيل الصورة بشكل آخر. قبل أيام كتب وضاح شرارة مقالة عن المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون، الذي نعى في السياسة الفرنسية في المشرق، مماشاتها "بيروت" ومصالحها الضيقة والمتعنتة و"المتفرنسة"، على حساب الداخلية الإسلامية والعربية. كان ماسينيون يدرك مآلات الأمور وإجراءات الفرنسيين التي جعلت فئة مهمّشة، سيدة على فئة كبيرة كانت تعتبر نفسها سيدة تاريخياً. وهذا الأمر أدى إلى توترات كبيرة لم تنته فصولها بعد، وأسست لمناوشات وحروب وكراهيات أبدية. كان ماسينيون المتجول والمتصوف وعاشق الحلاج والبيئة العربية، والرحالة في معظم البلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا، حتى باكستان والهند، يعرف أسرار قبائل المنطقة وطباعهم وسلوكم، ويدرك معنى ثقافة التوازنات وتسييد الجماعات. وإذا تحدثنا عن الدروز والموارنة، فهما أكثر تعقيداً في هذا المجال، وأكثر "خصوبة" لصرعات قروسطية فتاكة حصلت على مدى عقود وبأدوار مختلفة، بدافع من "جنون السلطة".

وسبق أن تطرقنا، في مقالة عن كتاب "صناعة الأسطورة: حكاية التمرّد الطويل في جبل لبنان" لعبد الرحيم ابوحسين، إلى التحولات التي طرأت على الجبل قبل 1960 وانقلاب الأدوار بين الدروز والموارنة. ومن يدخل في كواليس الثقافات القديمة يعرف حساسية هاتين الطائفتين الأكثر تداخلاً في قرى جبل لبنان. ومن يراجع أيضاً صراع كمال جنبلاط وكميل شمعون، يعرف الصورة أكثر، وهي تجلت أكثر فأكثر في "حرب الجبل" في الثمانينات... هذا لا يدركه كثيرون من "غلاة" السياسة الجدد، ويدرك آخرون بأن الدروز والموارنة في صراعهما التقليدي والطائفي والقبلي، هم الأكثر شراسة في إلغاء أدوارهما التاريخية والحالية في لبنان...

بعد "نهاية" الحرب الأهلية، كان واضحاً أن الأمور كانت لصالح وليد جنبلاط، بدعم إقليمي وسوري دولي، استحوذ على عدد لا بأس من النواب، وصار ما سُمي "بيضة القبان" ولعب دوراً كأن مثّل الطوائف التي تسمى "الأولى" (الموارنة والسنّة والشيعة) بغض النظر عن التفاصيل الأخرى. معظم أنصار "الجمهورية الأولى" ونحوهم، كانوا ينظرون بعين الريبة إلى واقع الجبل وسيادة جنبلاط على "المحمية" ودوره في اتخاذ القرارات، ولم تبتعد تفاصيل حرب الجبل عن ذهنية خصوم جنبلاط يوماً.

وبعد مجيء بشار الأسد إلى السلطة في سوريا، ووضعه مندوباً جديداً له في عنجر هو المقبور رستم غزالي، جرب هذا الأخير "صناعة زعامة" على الشوف على قياس أفكار بشّاره، من خلال إقصاء جنبلاط عن السلطة أو الحكومة. كان الاقصاء نقطة أساسية في وجود الجيش السوري في لبنان، إذ دعا جنبلاط الى تطبيق الطائف وإعادة انتشار الجيش السوري، وزادت وتيرة الأصوات التي تطالب بانسحاب السوريين من لبنان، خصوصاً أن النظام السوري بنسخته البشارية، كان يهمّش المسيحيين ويريد أيضاً تهميش الحريرية السياسية... مع العهد القوي والتحالف مع "حزب الله" الذي أخذ جزءاً كبيراً من الدور السوري، ومع صعود نجم جبران باسيل الطامح الى شمعونية جديدة، بدا من البداية أن باسيل يحاول فرض توازنات جديدة وهيمنة جديدة في الشوف، في النيابة والوزارة والوظائف، هي توازنات لم تتضح معالمها بعد، لكنها من دون شك ستؤدي الى مسار خطير، ربما تجد في طريقها من يتبجح بفكرة "العداد" بدل "المناصفة"، أو "لبنان دائرة انتخابية واحدة" تفتك بكل التوازنات. وفيما يتحدث وزير "حزب الله" عن حادثة قبر شمون وكأنه ناشط في المجتمع المدني، تعاطى آخرون مع باسيل من موقع الشماتة، وثمة من تضامن معه في إطار الغمز من هشاشة مصالحة الجبل بين جنبلاط والبطريرك صفير.

في المحصلة الآن، تتجه الأنظار إلى حارة حريك، الراعي الرسمي للسياسة اللبنانية...

 

فخامة الرئيس، أنقذ العهد والبلد

 نايلة تويني/النهار/01 تموز/2019

في تاريخ 3 حزيران كتبت مقالاً في “النهار” تحت عنوان “أين فخامة الرئيس؟” قلت فيه إن “الجدالات العقيمة المتكررة كل حين، وتبادل التهم بين الاحزاب التي تتقاسم السلطة رضائياً، لكنها تختلف على الحصص وعلى الاستئثار بالسلطة، انما تصيب “العهد القوي” كله، وقد جعلت، وتجعل انطلاقته متعثرة”. واضفت ان “محاولات حزب العهد القوي الاستئثار بالسلطة، واستباحة التوازنات الوطنية، واثارة بعض النعرات المناطقية، انما تبرز الحاجة الى اعادة النظر في المسار الذي يتبعه والذي لا يجعل منه اصلاحياً أو تغييرياً على الاطلاق”.

واليوم، بعدما شاهدنا اهتزاز المصالحات والتسويات في منطقة عاليه، وتالياً الجبل، نتيجة تنافر سياسي بارز، واستفزاز ظاهر، وعدم قدرة الدولة وأجهزتها على تحقيق مصالحة وتقارب، ندعوك، بل نرجوك، فخامة الرئيس، ان تتدخل بما لديك من سلطة، معنوية ومادية، لضبط الامور التي تكاد تتفلت، لينزلق البلد الى ما لا تحمد عقباه. وابدأ فخامة الرئيس في عملية ضبط الامور من حولك، من داخل بيتك، لتخفيف الاحتقان السائد.

 

باسيل يريد الحريري…”سامي الصلح 1957!

محمد نمر/نداء الوطن/01 تموز/2019

نجح “حزب الله” في صرف أنظار السنّة في لبنان، عن سلاحه وتجاوزاته للدستور واتفاق الطائف والانقلاب على الهوية العربية، مستخدماً “وزير العهد” جبران باسيل كوجبة دسمة بالسموم تجاه السنّة. وما دفنه “اتفاق الطائف” تمّت إعادة نبشه خلال الأعوام العشر الماضية. وورث باسيل ما كان يقوم به عون قبل توليه الرئاسة، والأخير صاحب الجملة الشهيرة: “قطعنا للحريري وان واي تيكيت”. في العام نفسه2011، تم الانقلاب على حكومة الحريري خلال زيارته واشنطن، وحينها أطل باسيل بمؤتمر صحافي، متحدثاً باسم “المعارضة”، ناعياً مبادرة الـ”سين – سين”، لترتفع بعدها حدة المعركة، إلى حد رفع لافتات عونية، في ساحة الشهداء تصف “تيار المستقبل” بـ”الداعشي”. كان الـ”الستاتيكو” على حاله “14 و8 آذار”، ولم يكن السنّة يرون سوى رئيس “القوات” سمير جعجع رئيساً للجمهورية لانسجامه التام والعميق مع البيئة السنية، واستكملت المعركة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان.

مهما كانت المبررات، لم يهضم السنّة دعم ترشيح عون إلى الرئاسة، ولم يتم تحضير الشارع لتسوية كسرت منطق “14 و8 آذار”، إلا بأنها كانت “لعدم خراب البلد”. فشُكل التباين في “تيار المستقبل” إزاء هذه التسوية، وعدد لا بأس به لم يصوّت لعون رئيساً، كما انقسم الشارع السني، بين من يكمل الطريق مع الحريري “على الحلوة والمرة”، وبين من فضّلوا الابتعاد عن الساحة السياسية بأكملها أو معارضة العهد علانية. وهكذا تحوّل السنة إلى “أم الصبي” بتبني مرشح “حزب الله” إلى رئاسة الجمهورية “غير رافعي الرأس”.

لم يفهم جميع السنة ما هي بنود الاتفاق، ويستنتج الدكتور رضوان السيد، وهو على علاقة “ليست بخير” مع الحريري، أولاً: إن التسوية بين الطرفين لم تقم على بنود، بل فقط على أن يكون عون رئيساً للجمهورية والحريري رئيساً للحكومة وما تبقى من ذلك اعتمد تحصيله على “التناقر والتصافق”، لكن هذا لا يعني أن “الوطني الحر” كان سيلتزم ببنود اتفاقية ما، لأنه أخلّ بها مع “القوات اللبنانية”، ثانياً: الاحساس العميق لدى رئيس الحكومة، بأن الفضل بوصوله إلى رئاسة الحكومة ليس للسنّة. كل هذه العوامل تدفع السيد إلى اعتبار حالة الحريري خلال الفترة الأخيرة أشبه بحالة الرئيس سامي الصلح، خلال توليه رئاسة الحكومة (1957 – 1958)، (كان رئيساً أوصله رئيس الجمهورية كميل شمعون إلى رئاسة الحكومة)، يقول السيد.

إنطلق العهد، وأوحت سياسة باسيل منذ البداية أنه يريد إعادة لبنان إلى ما قبل اتفاق الطائف، ظناً منه أن هذا الأخير أضعف المسيحيين في لبنان. وفُرض قانون الانتخاب على الحريري، وكانت نتائجه لمصلحة “الوطني الحر”، محققاً له أكثرية نيابية، واستكملت بـ”الدعس على أقدام رئاسة الحكومة” في عملية التشكيل واستحقاقات اخرى. انتزعت بعبدا حصة لرئاسة الجمهورية، تجتمع مع بقية الوزراء ضمن لقاءات “الوطني الحر”، وأصبح لدى باسيل 11 وزيراً، قادراً عبرهم على تعطيل حكومة الحريري، ما دفع بالأخير إلى ابقاء التفاهم قائماً وأكثر قوة من أجل أن تواصل المؤسسات الدستورية عملها.

وبسلاح رئاسة الجمهورية، لم يترك باسيل استحقاقاً إلا وتدخّل به، من تأليف الحكومة إلى التعيينات من الفئة الخامسة. في المقابل، دفع الحريري الأثمان من شعبيته وحصصه الوزارية من أجل عدم تعطيل لبنان. وبدأت رحلة التمادي لدى باسيل. مواقف عونية تدافع عن نظام سوري يراه السنّة مشاركاً في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي قتل السوريين (السنّة) في سوريا. وأخرى عنصرية تجاه اللاجئين السوريين والفلسطينيين (السنّة). ودفاع مستميت عن “حزب الله” وسلاحه في المحافل الدولية، ومواقف رسمية باسم الخارجية اللبنانية ترضي إيران على حساب هوية لبنان العربية، تسببت أيضاً في ضرب العلاقة مع السعودية التي تعتبر الظهر الأقوى للسنّة في لبنان.

ومنذ تشكيل الحكومة، ورغم علاقته الوطيدة مع الحريري، تبنى باسيل حاجة “حزب الله” إلى سني من حلفائه، فأتى بحسن مراد وزيراً، وبدأ الأخير يفتح له الأبواب في البقاع، حيث خزان النائب عبدالرحيم مراد. ولم يسلم السنّة هناك من باسيل، فإضافة إلى التباين في قيادات حزب “الاتحاد”، بين كوادر الأب ومستشاري الابن، حول المهرجانات المتتالية التي يقدّمها الوزير الشاب لباسيل و”الوطني الحر” في البقاع، أطل “وزير العهد” بموقف كان بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”، بحديثه العنصري عن السنّة والمارونية السياسية. ولأن باسيل لم ينفِ سريعاً ما نقل عنه، اتخذ القرار في “المستقبل” بالإعلان عن بداية مرحلة جديدة عنوانها “كسر الصمت”، وتمثلت بردود من الأمين العام للتيار، لكنها أخذت طابعها السني مع مواقف “حادة” من الوزير السابق نهاد المشنوق من دار الفتوى وبعدها مواقف رؤساء الحكومات السابقين و”دار الفتوى” وتم تتويجها بخطاب عالي النبرة من الحريري أرضى السنّة، لكنه لم يقنعهم بتغطيتهم لعهد يريد من الحريري أن يكون “سامي الصلح 1957”

 

بعد الجبَل... هل يُلغي باسيل زيارته إلى طرابلس؟

ريكاردو الشدياق/أم تي في/01 تموز/2019

سيُكمل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل "سياحته الداخليّة"، كما وصف أحد خصومه الجولات التي يقوم بها إلى مختلف المناطق اللبنانية، رغم المطالب بوقفها نهائياً من قبل المحيطين به. بعد أحداث الجبَل، سيكون لزيارات باسيل الشعبيّة طعمٌ آخر بعدما أصبحت تقليداً مُثيراً للجدل مع نهاية كلّ أسبوع سياسيّ. تقليد لم يمرّ مرور الكرام في أيّ منطقة حتّى الآن، حيث لا يكاد يُطلق موقفاً حتى تنهمر عليه ردود الخصوم من داخل المنطقة وخارجها ومن أنحاء وسائل التواصل الإجتماعي كافّةً. الوُجهة الأولى على أجندة باسيل بعد الأحد الأخير الذي أوقع شهيدين، تصبّ في طرابلس حيث وضع برنامجاً لليوم الذي سيمضيه في عاصمة الشمال. وقبل حصولها، بدأ بعض الأصوات ترتفع مُطالبةً بـ"تأجيل الزيارة تجنباً للفتنة ولمنع تكرار المظاهر التي حصلت في الشحار الغربي". يرفع الوزير السابق أشرف ريفي، الخصم الأوّل لـ"الوطني الحر" في طرابلس، السقف في وجه الجولة التي يستعدّ لها باسيل في الفيحاء، مشدّداً، في حديث لموقع mtv، على أنّه "إذا كان لدى المعنيين الحد الأدنى من حسّ المسؤولية الوطنية، وفي ظلّ الظروف المعروفة التي حصلت في الجبل، يفترَض إلغاء أيّ زيارة إلى طرابلس لأنها ستشكّل استفزازاً لأهالي المدينة، مع تأكيدنا على أنّهم يستقبلون جميع مَن يحترمهم ويكرّمهم".

ويُضيف: "مارس الزائر المفترَض سياحة الفتنة وزيارات الفتنة لكل المناطق والبيئات واعتمد سياسة الإستفزاز والكيدية والعنصرية ولم يحترم العيش المشترك الذي نتمسّك به باعتبارنا شركاء لجميع المؤمنين بلبنان وطن العيش المشترك". وفي تصويب مُباشَر على "حزب الله"، يرى ريفي أنّه "إذا كان مشروع السلاح والغلبة يعتقد أنه قادر على الإختباء خلف الزائر وأمثاله لتخريب النسيج اللبناني وابتزاز اللبنانيين، فهو مخطئ"، مشدّداً على أنّه "لن نضيّع البوصلة ومستمرون مع جميع السياديين من كل الطوائف من أجل تحرير البلد واستعادته من الوصاية وأدواتها". أمّا النائب فيصل كرامي فيرى أنّ "الزيارة المزمعة في السابع من تموز مسألة تعود الى باسيل نفسه إن كان سيقوم بها أو يعدل عنها وفقاً لطبيعة الأجواء السياسية والأمنية التي سترافق هذه الزيارة"، مُردفاً: "طرابلس عاصمة ثانية وليست منطقة عادية فهي تحتضن كل التيارات السياسية، بما فيها "التيار الوطني الحر" الذي ينشط من خلال مكاتب عدّة في المدينة"، ومُشيراً إلى أنّ "الزيارة المرتقبة في حال حصلت ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فهو لبى دعوة الى إفطار منذ 3 أسابيع في طرابلس". وعقب أحداث الجبل، لفت كرامي، لموقع mtv، إلى أنّ "ممارسات بعض خصوم باسيل جعلت منه ظاهرة سياسية تشدّ العصب المسيحي في مختلف المناطق"، مُضيفاً: "باسيل وزير أساسي في الحكومة وشريك أساسي في التسوية القائمة، ومن موقعي في المعارضة قد أختلف أو أتفق معه في بعض سياساته لكن ذلك لا يفسد في الودّ القضية ولا يجب أن يؤدّي الى قطيعة سياسية، خصوصاً أنّ أيّ منطقة ليست مُقفَلة أمام أحد ولا مفاتيح أو بوابات لمناطق لبنان".

 

النيء والمطبوخ في تعيينات "المجلس الدستوري"

وسام سعادة/نداء الوطن/01 تموز 2019

كما درجت العادة، يسوّغ الرئيس نبيه برّي كلّ قرار يتخذ تحت قبة البرلمان وينال رضاه، بالرجوع إلى مقولة "المجلس سيّد نفسه". عاد واستخدمها أخيراً بإزاء الإعتراضات على أسلوب توافق الكتل الرئيسية على الأسماء الخمسة التي يختارها مجلس النواب لعضوية المجلس الدستوري. فقد أُقحمت هذه التعيينات، إلى جانب رزمة من القوانين المقرّة في جلسة تشريعية مكثّفة، ومن دون الدعوة مسبقاً إلى جلسة مكرّسة لهذا الغرض، ومن دون تداول برلماني من أي نوع في المعايير التي جرى اعتمادها لاختيار القضاة. كان الرأي بأن تؤكل نيئة، على اعتبار أنّ التكلّف في الطهو كفيل بإفسادها ... فسُلقت!

المبرّر الفعلي للكتل الرئيسية أنّه حين يتأمّن التفاهم على تعيين ما، فهذا لا يحتمل تأجيله يوماً واحداً خشية اهتزاز التفاهم نفسه، ولا بدّ بالتالي من تمريره في لحظته. وبما أنّ الحكومة برلمان مصغّر تتمثّل فيه معظم الكتل، ينتظر أن تستكمل تعيينات "الدستوري" على طاولتها، في القريب، ولو أنّ "التفاهم" هنا أيضاً لا يمكن الحديث عنه إلا حين يُتمّم. النظام السياسي يعيش منذ سنوات على هذا النوع من التفاهمات المتخففة من "الفولكلور" المؤسساتيّ ومن المواعيد الدستورية والقانونية اللازمة. يتعطّل كل شيء إلى حين تأمينها، ولا يمكن حين تأمين أيّ منها التأخير في البتّ به لحظة واحدة، خشية أن يضيع هذا التفاهم. لا تؤجّل تفاهم اليوم إلى الغد، فلا يعود مضموناً: هذه واحدة من القواعد العملية الذي يسير عليها نظامنا السياسي. التتمة المنطقية لذلك أنّ التفاهمات لا تحتمل كثرة التداول والنقاش في شأنها. من هنا، حضرت مرة جديدة مقولة "المجلس سيّد نفسه"، وهذه المرّة بإزاء أعضاء في هذا المجلس أرادوا مناقشة ما قرّرته الكتل البرلمانية الرئيسية، إنما خارج الأروقة المؤسساتية للمجلس، لجاناً وهيئة عامة ومكتب مجلس.

تعيدنا مقولة "المجلس سيّد نفسه" إلى السؤال المزدوج حول السيادة والدستور. فإذا كان المجلس النيابي، مجسّداً برئيسه، "سيّد نفسه"، ويفسّر الدستور بنفسه، فما نوع "السيادة" التي ينقلها بدوره إلى المجلس الدستوري؟!

لقد نصّ اتفاق الطائف، الذي تحلّ في أيلول من هذا العام ذكراه الثلاثينية، على أن يقوم المجلس الدستوري بـ"تفسير الدستور"، وليس فقط مراقبة دستورية القوانين والبت في النزاعات والطعون الناشئة عن الإنتخابات الرئاسية والنيابية، ناهيك عن حق مراجعته من قبل رؤساء الطوائف "تأميناً لمبدأ الإنسجام بين الدين والدولة"، في متعلّقات الأحوال الشخصية وحرية المعتقد وحرية التعليم الديني. لكن حين أدخلت تعديلات الطائف على الدستور سقط منها "سهواً" سلطة المجلس الدستوري في "تفسير الدستور". "طارت" أيضاً مقولة "الإنسجام بين الدين والدولة" التي كانت تمنحه هالة إضافية. كان "الدستوري" واحداً من أهم الإصلاحات الواعدة في الطائف. جرت "خيانتها" في اللحظة نفسها التي أدخل فيها الطائف على الدستور. ساهم ذلك في تعكير الفصل بين السلطات، والحؤول دون ممارسة القضاء ككل دوره كسلطة دستورية، وانقسم الملأ بين اتجاهين، أحدهما يعتبر رئيس الجمهورية المرجع التفسيري الفصل للدستور، وآخر ينيط هذا الدور بالمجلس النيابيّ، أي بسيّده، رئيس المجلس. تجربة "المجلس الدستوري" منذ عقود وإلى اليوم غير مشجّعة. عجز مراراً عن الحؤول دون تعديلات تعسفية على الدستور والتمديد الكيفي لمجلس النواب، وفشل في مراقبة دستورية قوانين الإنتخاب، وينقسم الرأي حول حصيلة نظره في الطعون الإنتخابية.

لم يراقب المجلس دستورية القوانين كفاية، ولا المجال متسع لمراقبة دستورية اختيار اعضائه ... هذا في وقت مراقبة دستورية القوانين سقف لا يكفي. فضمان الحقوق الدستورية للمواطنين، وضمان عدم الشغور في المؤسسات الدستورية، مسألتان سياديتان أساسيّتان لا يمكن بمعزل عنهما أن يتحوّل القضاء إلى سلطة دستورية قائمة بذاتها، وليس لهما اليوم من هيئة قضائية عليا تتولى شأنهما.

 

نعاهدكم على الانحياز

بشارة شربل/نداء الوطن/01 تموز 2019

كلمة واحدة تختصر علّة وجود "نداء الوطن" التي بين أيديكم ابتداء من اليوم. إنها "السيادة". وبقدر إيجاز هذه الكلمة بقدر اتساع ما تعبر عنه. فصحافة لبنان لا تحتاج فقط الى جريدة ورقية تعاود إنعاش صناعة مهددة بالزوال بل تحتاج خصوصاً أداة إعلامية ذات صدقية تحمل لواء السيادة بلا قفازات ومن دون مواربة، باعتبارها هدفاً يرسم ويشق الطريق الموصلة اليه، وباعتبارها خلاصة كل الكلام والإطار الأساس لمعالجة الأزمات الوطنية المتنوعة التي يعانيها لبنان منذ الاستقلال.

منذ "ثورة الارز" المجيدة في 2005 وحتى اليوم، شهدنا محاولات جدية للنهوض بلبنان من تداعيات حروبه الداخلية التي استجرّت وصاية وهيمنة وتدميراً للمؤسسات وعلاقات الأفراد والمجموعات. بعضها تكلّل بالنجاح، وكثيرها مُني بالفشل او تعترضه عثرات، حتى بتنا نعيش في بلد منتهك السيادة باستمرار من عدو يعربد في سمائنا وشقيق لم يتوقف عن الأطماع ولا احترم يوماً حقوق الجار، وحتى كدنا نعتاد على العيش في شبه دولة، منقوصة الكرامة بالحدود السائبة وغير المرسَّمة والمعابر غير الشرعية والبؤر الامنية المحمية بقوتها الذاتية وبتواطؤ القوى السياسية. وكل ذلك تسبّب أو تفاعل مع فساد راسخ ومحاصصة يتبجح بها أصحابها وعجز عن تطمين اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين الى مستقبلهم.

"نداء الوطن" ستكون صوتكم. انه عقدٌ ولو من طرف واحد، وعهد ان نقول الحقيقة ونعبّر بكل جرأة عن قناعاتنا وقناعات من يشاركوننا الرأي والإيمان بالقضية اللبنانية ليعود لبنان حرّاً سيداً مستقلاً ويعيش ابناؤه في دولة منيعة الجانب مكتملة الأركان ليس فيها إلا سلاح الشرعية، وليتطهّر لبنان من رجس السياسيين الانتهازيين والوقحين الذين أغرقوه بالديون والفقر ويستتبعون كل المؤسسات مرتكبين جريمة العصر ممثلة بتدمير القضاء الذي هو عماد دولة القانون وملاذ الناس وخصوصاً الضعفاء.

"نداء الوطن" تعاهدكم أن تكون جريدة كل اللبنانيين التائقين الى عيش كريم والرافضين أن يكون ابناؤهم مشاريع هجرة أو اتباعاً لطوائف عمياء وطائفية بغيضة أو لزعماء وأحزاب باعوا ولاءهم الوطني بثلاثين من الفضة للاستقواء على الشركاء او تمسّحوا على الاعتاب لجني المناصب والثروات الحرام.

و"نداء الوطن" تعاهدكم على الموضوعية والأمانة في نقل الحقيقة وكشف المستور انطلاقاً من المصلحة الوطنية وبعيداً من الإثارة الرخيصة. لكنها تعدكم أولاً وأخيراً بأن تكون منحازة، إذ لا حياد في الحق ولا مساومة على الاستقلال والسيادة والحريات، ومصلحة اللبنانيين ولبنان قبل سائر الدول والأقوام. وستكون عند وعدها مهما كانت الصعاب، وحاضرة للمثول يومياً أمام محكمة القراء.

 

أين لبنان من التحوّلات الكبرى

سجعان قزي/الجمهورية/الاثنين 01 تموز 2019

يَذكر إيڤو دَلْدِر (Ivo H. Daalder) أحدُ مستشاري باراك أوباما، أنَّ الأخيرَ، لدى مغادرتِه البيتِ الأبيض سنةَ 2017، تَرك على مكتبِه الرئاسيِّ ورقةً لخَلفِه دونالد ترامب يَنصَحُه فيها بما يلي: «علينا كأميركيّين أن نكونَ المِثالَ، قولًا وفعلًا، في المحافظةِ على النظامِ الدوليِّ الذي يَتطوّرُ بثَباتٍ منذ انتهاءِ الحربِ الباردة، فمصيرُ ثروتِنا وأمنِنا يَتوقَّفُ عليه». لكنَّ ترامب أهملَ النصيحةَ وأَخذَ مَنحىً مغايرًا.

اللافتُ أكثر، أنَّ ترامب يَدّعي المحافظةَ على النظامِ العالميِّ وأمنِ الشعوب، فيما يَهدِمُ يوميًّا هذا النظامَ ويُعرِّضُ الشعوبَ للخطر. والواضِحُ أنَّ ترامب يريد «أميركا أعظمَ دولةٍ في العالم»، فيما يلعب أدوارًا صغيرةً ولا يَتصرّفُ بمستوى رئيسِ دولةٍ عظيمة. لذلك يَجدُر بالأطرافِ اللبنانيّةِ مواكبةُ التطوّراتِ الإقليميّةِ والدوليّةِ والتَحوُّطُ منها ريثما تلوحُ معالمُ النظامِ الدوليِّ الجديد، وتتَّضِحُ أبعادُ النزاعِ الأميركيِّ/الإيرانيِّ المخفيّةُ وراءَ الملفِّ النوويّ.

إن إدارةَ ترامب المَلفَّ الإيرانيَّ والمَلفّات الأخرى تُربِك أطرافَ النظامِ الدوليِّ كافةً، وتَنعكِس سلبًا على دولِ الشرق الأوسط. حلفاءُ واشنطن يَفقِدون ثَقتَهم بها ويُعارضون نهجَها في معالجة ِالقضايا الإقليميّةِ والدوليّة، لكنَّهم يَصبِرون علَّ الانتخاباتِ الرئاسيّةَ الأميركيّةَ المقبِلةَ تأتي بغيرِ ترامب. لقد اخْتلقَ ترامب إشكاليّاتٍ تَعذّرَ على الدولِ الإقليميّةِ التكيّفُ معها، ما أدّى إلى إضعافِ السلطاتِ الحاكمةِ وبروزِ حالاتِ اضطرابٍ وضَياعٍ في مختلفِ أنحاء العالم. آخِرُ مثالٍ على ذلك هو ضَياعُ الدولِ العربيّة، بما فيها لبنان، حيالَ قراراتٍ أميركيّةٍ فُجائيّةٍ أو صادمةٍ كــــ: الانسحابِ المباغِت من سوريا، والتراجعِ الأحاديِّ عن الاتفاقِ النوويّ، وإرسالِ قواتٍّ بحريّةٍ وجويّةٍ قُبالةَ مضيقِ هرمز، والاعترافِ الوَقِحِ بأورشليم مُوحَّدةٍ عاصمةَ إسرائيل، وبتأييدِ ضمِّ الجولان إلى الدولةِ العِبريّة، وبإطلاق الشِقِّ الاقتصاديِّ المشبوه من صفقةِ القرن...

هكذا تسودُ حاليًّا في دولِ العالم، بخاصةٍ في الدولِ صديقةِ أميركا، قناعةٌ بعجزِ أميركا عن قيادة العالمِ بشكلٍ رشيدٍ ومتَّزِنٍ ومسؤول. وإذا كانت هذه القناعةُ تعاظمت مع انتخاب دونالد ترامب، فإنها برزت في عهدِ باراك أوباما الذي تميّز بالتردّدِ والخوفِ تجاه قضايا دوليّةٍ عديدةٍ (أفغانستان، العراق، السعوديّة، سوريا وجورجيا). على العموم، النظامُ الدوليُّ الذي نَشأ تدريجًا بعد الحربِ العالميّةِ الثانيةِ من القرنِ الماضي ينهار تدريجًا بوَجهَيه العالميِّ والإقليميّ، وبمستوياتِه السياسيّةِ والعسكريّةِ والحضاريّةِ والاقتصاديّةِ، تمامًا مثلما انهارَت الأمبراطوريّاتُ بعد الحربِ العالميّةِ الأولى. الواحدُ تِلو الآخَر تَسقط الأنظمةُ الإقليميّةُ في الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. منها مَن يَسقُط بالثوراتِ، ومنها بالانقلاباتِ، ومنها بالانتخابات. لم يكن منطقيًّا أن يَتغيّرَ النظامُ السوفياتيُّ في آسيا وأوروبا، وهو أحدُ رُكنَي النظامِ العالميّ، ويَبقى الركنُ الآخَرُ قائمًا بالعزّةِ والكرامة، خصوصًا أنَّ قادتَه، لاسيّما في الولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّة، لم يكونوا على مستوى التغييرِ التاريخي. فإذا كان الظلمُ دَفعَ الشعوبَ في الدولِ الشيوعيّةِ إلى الثورة، فالرأسماليّةُ المتوحِّشةُ حَثَّت الشعوبَ في الدولِ الليبراليّةِ على التغيير.

بعد سقوطِ الشيوعيّةِ، ظنَّت واشنطن أنَّ دورَها في حراسةِ العالمِ الحرِّ انتهى، فتفاجَأت بالعسكريتاريا والتطرّفِ الإسلاميّ، القوتين اللَتين غَذَّتهما في الثمانيناتِ لمواجهةِ الاتّحادِ السوفياتي، وبالثورةِ الخمينيّةِ، التي تَغاضت عنها لإضعافِ الحالةِ السنيّةِ، تَتحوّلُ جميعًا أخطارًا عليها وعلى العالم. وهكذا اضُطرّت واشنطن لا أنْ تبقى حارسَ العالمِ فحسب، بل إلى أن تُصبحَ مَدفعيَّ العالم، وتورطَّت في سلسلةِ حروبٍ مُضنية.

منذ أواخر القرنِ الماضي إلى اليوم، بَدت أميركا، مع جيلِ رؤسائِها الجدد، غيرِ المجرَّبين في السياسةِ الخارجيّة، المسبِّبةَ الأساسيّةَ في انهيارِ هذا النظامِ العالميّ، فيما هي كانت الراعيةَ الأساسيّةَ سنةَ 1945 على أُسسِ القوانينِ والشرائعِ الدوليّةِ واحترامِ التحالفِ مع دولِ العالمِ الحرّ. المؤسفُ أن الرئيس ترامب يُزعزعُ أكثرَ من سواه هذا النظامَ ويَعتبره مصدرَ مشاكلِ الولايات المتّحدةِ الأميركيّةِ وضعفِها، وراح يَنسحب من الاتّفاقاتِ والشَراكاتِ الدوليّةِ ويَفرِضُ الضرائبَ والرسومَ على حلفاءِ أميركا.

هذا التخبّطُ الأميركيُّ المفتوحُ استغلّتْهُ دولٌ أخرى لكي تَلعب أدوارًا جديدة: روسيا والصين تسعيان ـــ من دون نجاح ـــ إلى إعادةِ صياغةِ العالم على قياسهِما. الهند والبرازيل تحبّذان لَعِبَ دورِ قوتَين عُظمَيَين من دون أنْ تَتحمَّلا مسؤوليّةً دوليّة. إيران وكوريا الشماليّةُ تمارسان بتفوّقٍ دورَ الدولتين المشاغبتَين المتمرِّدتين على القوانين الدولية. وبموازاةِ هذه الدول، تَترنّحُ المؤسّساتُ الدوليّةُ الجامعةُ: الأممُ المتّحدةُ، الاتحادُ الأوروبي، آسْيان، وأَلينا، جامعةُ الدولِ العربيّة، حلفُ شمالي الأطلسي، والكومنولث، إلخ...

تجاه هذا الواقعِ الجديد لا بدَّ من ابتداعِ نظامٍ عالميٍّ آخَر. هناك مجموعةُ دولٍ كبيرةٍ وقويّةٍ اقتصاديًّا وعسكريًّا مثل الاتحادِ الأوروبيِّ وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وكندا وأستراليا قادرةٌ على تأليفِ حلفٍ قياديٍّ جديدٍ يُعوّضُ تخلّي أميركا عن دورِها الرياديِّ السابق. إذا اضْطلَعت هذه المجموعةُ الدوليّةُ بدورِها الجديد، تُطَمئنُ الدولَ الإقليميّةَ والصغيرةَ من جِهة، ومن جهة أخرى تؤخِّرُ سقوطَ النظامِ العالميِّ الذي وفّر لها الازدهارَ والاستقرارَ والمناعةَ. وليست مصادَفَةً أن يَطلبَ الرئيسُ ترامب، الموجودُ في المأزِقِ الإيرانيّ، من رئيسِ حكومةِ اليابان ومن رئيسِ فرنسا التوسُّطَ بين واشنطن وطهران.

نجاحُ هذه المجموعةِ العالميّة يَتوقّفُ على إرادتِها وعلى مدى إعطائِها الأولويّةَ للاستثمارِ في مشاريعِ تنميةِ الإنسانِ والمجتمعِ ومحاربةِ الفقر والبطالة من دون إهمالِ الحقوقِ الوطنيّةِ للشعوب على غرارِ مشروعِ «صفقة القرن» الذي ليس سوى «رشوةٍ وطنيّة». اعتمادُ التحالفِ الدوليِّ الجديد نهجَ التنميةِ، عوضَ نهجِ التسليح، يلتقي مع مرتكزاتِ النهجِ الأميركيِّ الأساسي. فالرئيسُ الأميركي هاري ترومان ركّز نظامَ ما بعدَ حربِ 1939 ـــ 1945 على أربعةِ أُسسٍ هي: الأمنُ الجماعيّ، الأسواقُ المفتوحة، الشراكةُ عوضَ التنافس، ونشرُ الديمقراطية. وأول ما قدّمته الولاياتُ المتّحدة لأوروبا بعد الحربِ العالميّةِ الثانية كان «مشروعَ مارشال» الإنمائيّ بموازاةِ «حلفِ شمالِ الأطلسيّ» العسكري. هذه التحوّلات الكبرى أين منها القادةُ اللبنانيّون؟ هل سَمِعوا بها؟

 

لغة الحرب.. كل عَقد وأنتم بخير

نور الهاشم/المدن/الإثنين 01/07/2019

لم يختبر لبنان استعادة للغة الحرب اللبنانية، منذ أحداث 7 أيار 2008، كما يختبرها الآن. ثمة تباهٍ بالقوة، وتهديد ووعيد، واستحضار لشعارات الحرب وأحداثها العسكرية. غزت تلك اللغة مواقع التواصل الاجتماعي، مواكبة لأحداث الجبل وتطوراته التي أسفرت عن مقتل شخصين، وإصابة آخرين، وتركت ندوباً في السلم الأهلي الهشّ. والسلم الأهلي، يعتاش على الرقم عشرة. فعشر سنوات، تزداد قليلاً، أو تنخفض قليلاً، هي مؤشر السلم الاهلي اللبناني للإهتزاز والاشتعال والتهدئة. يعيش لبنان على الرقم عشرة. فكل عشر سنوات، تنفجر الحميّة الشعبية، كترداد للتباينات السياسية. ولنا في الماضي ذكرى وعبرة. قبل عشر سنوات (ازدادوا قليلاً)، اهتز السلم الأهلي في 7 ايام. وقبله بعشر سنوات، ذهب الى تحرير جنوب لبنان الذي حوّل مسار "حزب الله" باتجاه السياسسة الداخلية. وقبلها بعشر سنوات، انتهت الحرب، بعد اقصاء وإلغاء وتحرير وتطهير امتد 15 عاماً.

التاريخ يعيد نفسه. بعد الاستقلال بعشر سنوات، قادت الظروف الاقليمية لبنان الى صراع المحاور، فانفجرت الاحتجاجات في الشارع. وبعدها بست سنوات، شهد لبنان أول اهتزاز حقيقي للسلم الاهلي في 1958. لتبدأ التحضيرات للحرب بعد عشر سنوات، في العام 1969، إثر توقيع اتفاق القاهرة.

والحال ان مهلة العشر سنوات، هي المهلة القصوى للتغيرات في موازين القوى، والاختلال بالتوازنات. ما يحصل عملياً، ليس خضّة أمنية، كما قالت وسائل الاعلام لتوصيف حادثة الجبل. فهو بداية تغيير مرفوض في التوازنات، هزّ معه السلم الاهلي، وهو ما اعتاد عليه لبنان لكسر حالة الجمود، وفتح ثغرات وخطوط اتصال سياسي للحفاظ على "التوازنات القائمة".

لكن المفارقة أن السياسيين لا يريدونها، على الاقل حتى هذه اللحظة، لأنهم يتعاملون معها بالتوتير السياسي فقط، والتغريدات الحامية الوطيس التي تختبر قوة الصمود عند الاطراف. بينما يندفع المناصرون الى الشارع، وسرعان ما ينزلقون الى الرصاص، مستفيدين من ضعف هيبة الدولة، وانزلاقها هي الاخرى الى التسويات منعاً لانزلاقات كبيرة. وتبرز تغريدات المناصرين لطرفي النزاع، كوجه من وجوه الانزلاق الى الشارع. بمعزل عن الطوباوية التي اتسمت بها بعض التعليقات، كرفض لمنطق القتال، وهي تعليقات غير المعنيين بالنزاع الذي وقع في الجبل، تبرز تعليقات المناصرين التي هددت وتوعدت، من غير ان تلتفت الى منطقين بالغي الأهمية، اولهما التوازنات التي تختل، فتتسبب بهذا الكباش السياسي، والثاني مرتبط بحماية السلم الاهلي وتكريس التعايش والمصالحة فعلاً لا قولاً، بمعزل عن الشعارات.

وإذا كان السياسيون والمسؤولون ملزمون بتأكيد التهدئة، فإن الشارع لا يعبأ، عندما تتنامى المشاعر الفردية، والحسابات الفئوية، وهو أمر واقع في لبنان تكرسه التوازات أيضاً. فالفيدرالية هي أمر واقع، بمعزل عن رفضه بالشعارات، وهو ما أثبتته واقعة بلدية الحدت، قبل أسابيع قليلة، واليوم واقعة الجبل. أما الرفض لهذا المنطقة التقاسمي، فستتم مواجهته بالشارع، وبالتعبئة الالكترونية. على ان استحضار لغة الحرب، هو جزء من ثقافة الاحتقان التي تتكرر كل عشر سنوات. فالمهلة التي يمنحها لبنان لنفسه، قبل أن يتوتر ويتشنج، ويمشتق ابناؤه السلاح لتحقيق مكاسب سياسية، وفرض معادلات وتوازنات جديدة، باتت أمراً واقعاً لا يستدعي الانكار، ويحتاج الى مصالحات جديدة، وتطمينات جديدة. لبنان اليوم، في مخاض التوازنات الجديدة القائمة على ثلاثية "باسيل – الحريري – حزب الله"، وفي خضم التحولات من سوريا الى إيران، فاليَمن، فالولايات المتحدة. تلك الوقائع يتنكر لها المناصرون الذين باتوا وقوداً لإشكال لا يزال الجميع يضبطه تحت سقف الدولة، منعاً لانفجار مؤجل.

 

الحريري لجعجع: بتستاهل

جوني منير/الجمهورية/الاثنين 01 تموز 2019

من المفترض أن يشكّل الأسبوع الطالع مساحة زمنية لامتصاص التوترات التي طبعت الساحة السياسية، إثر الاشتباكات المتنقلة بين القوى السياسية، والحادثة الخطيرة التي حصلت أمس في الجبل. من المقرّر مبدئياً ان يطلب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع موعداً لزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إضافة الى لقاء مصالحة سيجمع رئيس الحكومة سعد الحريري بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط بمسعى من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورعايته. وعلى رغم من المناخ الايجابي الذي سيسود كنتيجة لهذين اللقاءين، الّا انّ عمق الامور لا يشي بهذا التفاؤل. فالتلاقي هنا لن يعني تفاهماً حول سلة التعيينات بكاملها، أقلّه كما تبدو الصورة حتى الساعة. ثمة مشكلات كبرى لا تتعلق فقط بالتنازع الحاصل حول بعض المواقع الأساسية، بل إنّها تصل الى أبعد من ذلك، إلى رسم توازنات داخليّة جديدة تحاكي، ولو من بعيد، استحقاقات منتظرة وفي طليعتها استحقاق رئاسة الجمهورية. فثمة من يرى تعاوناً، ولو وفق خط متعرّج، بين الخماسي: تيار"المستقبل"، حركة "أمل"، "الحزب التقدمي الاشتراكي"، "القوات اللبنانية" وتيار"المردة". ولا بدّ من الاعتراف بأنّ كلام الوزير جبران باسيل خلال جولته في البقاع الغربي حول السنيّة السياسية، فتح الباب أمام نزاع كان لا يزال مكبوتاً وقد يكون شكّل بداية مرحلة جديدة.

قبل ذلك، كان التململ يسود الساحة السنيّة "إزاء تساهل الحريري غير المفهوم". وبعد لقاء "تل دنوب" إنفجرت الامور دفعة واحدة، ما دفع الحريري الى الانكفاء خارجاً لبرهة من الوقت قبل ان يعود الى لبنان وقد عدّل كثيراً في أسلوبه.

هذه التعديلات لم ولن تطاول التسوية الرئاسية، والتي قامت على أساس نقاط عدة يومها أبرزها:

- انتخاب العماد ميشال عون المتحالف مع "حزب الله" رئيساً للجمهورية.

- سعد الحريري رئيساً للحكومة طوال عهد عون وهو حليف السعودية الأول في لبنان.

- تشكيل حكومات العهد بالتوافق والتفاهم بين القوى الاساسية وبعيداً من التحدّي.

- ان تعتمد الحكومات سياسات "النأي بالنفس" والحياد عن النزاعات في المنطقة ولاسيما منها النزاع في سوريا.

- أن يدشّن عون زياراته الخارجية بزيارة السعودية.

- ان لا يزور سوريا طالما انّ النزاع لا يزال دائراً.

- أن يعلن "حزب الله" موافقته الصريحة على كل هذه البنود.

لكن ما استُجد على السلوك السياسي للحريري هو إدخال تعديلات تتناسب مع المساحة التي يشغلها الوزير جبران باسيل، والتي ظهر في وضوح أنّها اشعلت معارضة قوية لها في الشارع السنّي، إرتدّت على الحريري نفسه.

ولم يكن مجرد تفصيل أن ترتفع الاصوات داخل البيئة السنّية، تتهم الحريري بالتساهل في صلاحيات رئاسة الحكومة أمام "طحشة" باسيل، الذي يتصرّف على أساس من فائض القوة.

وخلال زيارته قصر بعبدا، غداة عودته من رحلته الخارجية التي طالت نسبياً، اشتكى الحريري امام عون من السلوك الذي ينتهجه باسيل، ومعتبراً أنّه يدفع به بعيداً عنه. وعدّد بعضاً من الممارسات التي حصلت.

ولم يعمد عون الى مقاطعة الحريري، بل تركه يفيض بما عنده ومبدياً تفهمه له في بعض النقاط، ومعترفاً ضمناً بالأخطاء التي ارتكبها باسيل. لكنه طلب منه مصارحة باسيل ايضاً وأنه سيقوم بما عليه.

وخلال جلسة الساعات الخمس التي جمعت الحريري وباسيل، حصل تقييم عام ومراجعة لكل ما حصل، وعدّد الحريري نقاط الإحراج التي طاولته وطاولت دوره. ووفق المطلعين، كان الحريري هجومياً وباسيل دفاعياً، لتنتهي الجلسة على تفاهم على إعادة النظر بكل النقاط التي أدّت الى التوتر.

وبدا انّ تعديلات طرأت على الاسلوب السياسي لباسيل نتيجة جلسة "بيت الوسط"، والأهم نتيجة تدخّل رئيس الجمهورية. ولم يعد سراً وجود معارضة قويّة داخل عائلة عون حيال سياسة باسيل، الى درجة أنّ احد هؤلاء أبدى خشيته للرئيس من الخطر الذي يحدق بالرصيد السياسي الكبير لـ"التيار العوني".

في الواقع، فإنّ التلاقي الخماسي بين بري والحريري وجنبلاط وجعجع وفرنجية، لم يرتق بعد الى مستوى تأليف جهة واحدة. لكن بلا شك هنالك تقاطعات كثيرة بينهم، وفق صيغة تعاون مرنة ومطاطة تجمع ما بين المعارض بشراسة، مثل فرنجية، والمعارض "على القِطعة" مثل جنبلاط وجعجع، والمعارض بصمت مثل بري، والمعترض بمرونة مثل الحريري.

في وقت قلّص ملف التعيينات من المسافة الفاصلة بينهم. مثلاً يبدو جعجع مطمئناً، الى تعيين مرشحه في المجلس الدستوري، هو اقتنع على ما يبدو بتبرير بري ونال في المقابل وعداً منه ومن الحريري بأنّه سيكون له موقع في المجلس الدستوري.

ونقل الحريري الى جعجع موافقة عون لحصوله على مقعد ماروني في المجلس الدستوري.

وفي هذا السياق، سأل الحريري رئيس الجمهورية لماذا لا يطوّر علاقته بجعجع، الذي أجاب، بأنّه هو من يطلب ذلك، متسائلاً لماذا لا يأتي جعجع للقائه في قصر بعبدا؟

ووفق هذا المناخ، يستعد جعجع الى طلب موعد لزيارة قصر بعبدا، فاصلاً في علاقته بينه وبين رئيس الجمهورية وبينه وبين باسيل. وهو وجّه إشارة لعون منذ يومين، خلال اجتماع عام لـ"القواتيين" ويضمّ زهاء 150 شخصاً، وهو يدرك أنّ مضمون الاجتماع لن يبقى سرياً، حيث قال: "لا تتركوا مجالاً للتشكيك بأننا نادمون على تسوية معراب، وأننا حصدنا الخسارة. لاننا ربحنا رئيساً للجمهورية بكل ما للكلمة من معنى".

في المقابل، كان باسيل يُدرك بقوة وجود خطة سياسية تميّز بينه وبين رئيس الجمهورية وتفصل في التعاطي بينهما. ولا شك في أنّه لم يكن راضياً عن ذلك، خصوصاً وسط الإنتقادات المتتالية ضده داخل العائلة.

وخلال زيارة جعجع لـ"بيت الوسط" ولقائه بالحريري، تحدث رئيس الحكومة عن نمط جديد سيعتمده، موحياً بتقارب أكثر مع "القوات".

قد يكون جعجع لمس أنّ الحريري سيذهب الى النهاية لضمان تنوّع التعيينات، حتى ولو تطلّب ذلك توقف جلسات مجلس الوزراء. لكنه كان واضحاً في التعبير أنّه متمسّك بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، وأيضاً مع باسيل. ولكن الجديد أنه يريد هذا التفاهم ضمن حدود وشروط عدم التجاوز مطلقاً.

وخلال الجلسة بين الحريري وجعجع استفاض رئيس "القوات" في شكواه من باسيل، ليردّ عليه الحريري قائلاً: "بتستاهلوا، سرنا بخيار فرنجيّة ولكنكم لم تقبلوا ولم توافقوا".

كلام الحريري، ولو أنّه جاء في إطار لوم جعجع على محطة حصلت، لكنه يحمل بلا شك مؤشرات قد تطاول المستقبل. هي ليست مؤشرات حاسمة بالتأكيد، لكن لا يمكن إمرارها ببساطة أيضاً.

ثمّة رابط ما بين حادثة تل ذنوب وحادثة بعلبك والاشتباك الخطير المسلح بالامس، والتي حصلت خلال زيارات باسيل للبقاع الغربي والبقاع الشمالي والجبل. لا بدّ من تبيان حقيقة هذا الرابط والرسائل الصادرة عنه.

 

واشنطن: سنجعل "حزب الله" يُعاني

نبيل هيثم/الجمهورية/الاثنين 01 تموز 2019

أي لقاءات تجري بين زوار لبنانيين سياسيين او غير سياسيين، مع مسؤولين اميركيين في الولايات المتحدة الاميركية، الّا ويكون «حزب الله» هو الطبق الرئيسي على الطاولة. ما يسمعه الزوار، من محدثيهم الاميركيين، لا يخرج عن إطار التأكيد بداية على «اللاّزمة» التي تتبنّاها الإدارة الاميركية، والتي تقول إنّ ما يهمّ واشنطن في لبنان هو استقرار هذا البلد ومساعدته في الحفاظ على وحدته الداخلية الهشّة. لا يحمل الكلام الاميركي أمام الزوار اللبنانيين اي توجّه لدى الادارة الاميركية نحو أي مبادرة تجاه لبنان في الوقت الحاضر، يمكن ان تشكّل عاملاً مساعداً لهذا البلد، في الصمود أمام الأزمة الاقتصادية القاسية التي يعانيها، بل يحمل اشارات الى انّ واشنطن تتابع الوضع اللبناني من خلال تقارير تردها من السفارة في بيروت، مقرونة بتساؤلات تشكيكية عمّا اذا كانت الموازنة التي يجري إعدادها في مجلس النواب ستساعد في توفير العلاج اللازم للأزمة الاقتصادية في لبنان.

الّا انّ ما يسمعه الزوار في الشق السياسي، هو من النوع الشديد السخونة، وخلاصته:

اولاً، في الموضوع الايراني، هناك «تباين جزئي» داخل المجتمع الاميركي، في النظرة الى الملف الايراني. فمن جهة، الإجماع قائم للتضييق على ايران بمزيد من العقوبات القاسية، خصوصاً انّ «جرعات» العقوبات السابقة اثبتت نجاعتها، وألحقت بالاقتصاد الايراني اضراراً كارثية، ولن يطول الوقت الّا وسيبدأ الصراخ حيالها من قِبل فئات الشعب الإيراني «المقهورة»، بحسب التوصيف الاميركي، من «الحرس الثوري»، وهو أمر لا بدّ في نهاية المطاف ان يُحدث انقلاباً في الواقع الايراني الحالي.

ولكن من جهة ثانية، هناك تباين حيال توجيه ضربة عسكرية الى إيران بين المؤسستين السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة. واذا كانت ادارة الرئيس دونالد ترامب قد استجابت لنصائح عسكرية بعدم الذهاب الى العمل العسكري ضد ايران، الّا انّ هذه الاستجابة «موقتة»، اي انّ ترامب أرجأ الضربة العسكرية في الوقت الحاضر ضد إيران، والتي من المؤكّد انّها ستكون حتمية في وقت لاحق. فقرار الولايات المتحدة هو عدم السماح بتعاظم قوة إيران وامتلاكها السلاح النووي.

ثانياً، في الملف السوري، يتحدث الاميركيون بثقة عن انّ بلوغ الحل السياسي في سوريا بعيد، ما يعني ان الحرب السورية لن تحطّ اوزارها في المدى المنظور. فملامح هذا الحل لم تكتمل بعد، وقد لا تكتمل بسهولة، خصوصاً في ظل الصراع العنيف على خط موسكو وواشنطن في سوريا. ومن الغباء افتراض انّ واشنطن ستترك سوريا هدية لموسكو. يُضاف الى ذلك، انّه عندما يُسأل الزوار اللبنانيون عن ملف النازحين السوريين، يأتيهم الجواب بما يفيد بأنّ عودتهم «منسية»، وانّ «المبادرة الروسية» لإعادة النازحين لا مكان لها في جدول الاهتمامات الاميركية التي ترهن عودة السوريين الى وطنهم بالوصول الى الحل السياسي المؤجّل لا بل المعطّل. يقول الاميركيون:» لدينا تقارير تفيد بأنّ الكثير من السوريين الذين يعودون يتعرّضون لاعدامات وتعذيب جسدي من قبل قوات النظام السوري» .

ثالثاً، في ملف المنطقة، يقارب الاميركيون ما يسمّونها «خطة السلام لمنطقة الشرق الاوسط»، المعروفة بـ»صفقة القرن»، بأنّها دخلت حيّز التنفيذ لإنهاء زمن الصراع الطويل في هذه المنطقة، واذا كانت هذه الصفقة سترتد بفائدة على الاسرائيليين، فإنّها سترتد ايضاً على جيرانها، وعلى وجه التحديد على الفلسطينيين الذين يعانون من ضائقة اقتصادية خانقة. ومن هنا، فإنّ واشنطن تعتقد انّ الفلسطينيين سيوافقون في نهاية الامر على «صفقة القرن» لأنّها في مصلحتهم.

رابعاً، في الملف اللبناني، يبدو انّ الجعبة الاميركية ملأى بالملاحظات السلبية حيال الواقع اللبناني، خلاصتها:

- ارتياح اميركي من عدم مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى زيارة سوريا ولقاء الرئيس السوري بشار الاسد، فهذه خطوة تُسجّل للرئيس اللبناني، الّا انّهم لا يزالون يتحدثون بسلبية وعدم ارتياح من زيارة عون إلى موسكو في آذار الماضي. والتي لم تقدّم شيئاً للبنان.

- ثقة بالجيش اللبناني، وتأكيد بأنّ واشنطن ستواصل برامج دعمها له، لكي يتمكن من حماية استقرار لبنان، ولأنّ يكون السلاح في لبنان فقط في يد الجيش والمؤسسات الامنية اللبنانية الرسمية. وفي هذا المجال يتحدث الاميركيون بشيء من السخرية عمّا نُمِي اليهم منذ فترة من بعض القنوات اللبنانية، بأنّ لبنان قد يجد نفسه مضطراً إلى طرق الباب الروسي لتسليح الجيش اللبناني.

- إنزعاج اميركي من موقف لبنان حيال «صفقة القرن»، وكذلك رفضه المشاركة في ورشة البحرين، على الرغم من انّه احد اكثر المستفيدين من مكملاتها الاستثمارية التي تصل الى ما يزيد عن 6 مليارات دولار حاجته اليها ملحة ربطاً بوضعه الاقتصادي الصعب.

- رغبة واشنطن في ان ترى الحكومة اللبنانية قوية، والتقييم الذي يقدّمه الاميركيون في هذا المجال، يشير الى انّ الولايات المتحدة غاضبة من ضعف الحكومة امام «حزب الله»، الذي يُخشى من تحكُّمه بها. ويساعده في ذلك، الاحتضان الرسمي له واعتباره واحداً من المكونات اللبنانية وأحد ركائز المعادلة اللبنانية.

ويساعده ايضاً ما يصفه الاميركيون بـ»عدم التوازن» في الموقف اللبناني. فمن ناحية يقول اللبنانيون انّهم ملتزمون بـ»النأي بالنفس»، وانّه يسعى الى صداقات مع الجميع، إلّا أنّه في المقابل يغض النظر على «حزب الله»، وتدخّلاته في سوريا واليمن والعراق وكل المنطقة، وصولاً الى تكديس ترسانته التسليحية واعلانه ربط لبنان بإيران، وانّه سيفتح جبهة لبنان في حال حصلت تطورات على الجبهة الايرانية.

- إعتبار «حزب الله» عامل تهديد للاستقرار ليس في لبنان فحسب، بل لكل المنطقة. وما اعلنه الامين العام لـ»حزب الله» (السيد حسن نصرالله)، حول القدرات الصاروخية للحزب امرٌ يبعث على القلق، والمُستغرب هو صمت الحكومة اللبنانية حيال هذا الامر، وقد وصلت الى لبنان إشارات اميركية بهذا المعنى. وقبل ذلك كان هناك حديث مباشر حول الخطر الذي يشكّله «حزب الله» على لبنان والمنطقة خلال زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى لبنان، ولمس من الجانب اللبناني إجابات لم تكن مريحة، بل تدفع الى الغضب، عبر التأكيد بأنّ «حزب الله» واحدٌ من المكونات الاساسية في لبنان.

- المقاربة الاميركية لوضع «حزب الله» تواصل السير في اتجاه تصاعدي، وعلى ما يؤكّد المحدثون الاميركيون، فإنّ الحزب موضوع في عين الرصد الاميركية الحثيثة، ومردّ ذلك الى أنّ اسباب قلق واشنطن منه تتزايد، ومعركتها معه مستمرة، حتى يزول ما يصفه المسؤولون الاميركيون بـ»هذا الكابوس».

تبعاً لذلك، يقول الاميركيون إنّ سيناريو العقوبات السابقة على الحزب كانت ناجعة بقدر بسيط، وادّت الى إدخال «حزب الله» بضائقة مالية خانقة، الّا انها كما يقول الاميركيون كانت مرحلة اولى، تتطلب ان تتبعها اجراءات عقابية اقسى واكثر نوعية على «حزب الله» ، وهذا ما تسعى اليه ادارة ترامب وصولاً الى تحقيق الهدف، اي الى إضعاف «حزب الله» وانهائه.

خلاصة الكلام الاميركي في هذا المجال، انّ واشنطن لن تترك «حزب الله» يرتاح، بل ستزيد من ضغوطاتها عليه وستجعله يعاني اكثر مما هو يعاني اليوم. ويستحضر صاحب هذا الكلام ما حمله مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب مارشال بيلّينغسلي الى بيروت منذ اشهر، حيث تحدث صراحة يومها عن انّ لبنان موضوع تحت المجهر الاميركي، وانّ على الحكومة اللبنانية وكذلك على الجهات المصرفية ان تقوم بخطوات تقوّض نشاطات «حزب الله». وكاشفاً أنّ المرحلة المقبلة ستكون الاقسى، إذ انّ الادارة الاميركية قررت حرباً قاسية ضد «حزب الله»، ليس بالضرورة ان تكون حرباً عسكرية، بل حرب مالية الكترونية قد تكون نتائجها اقسى بكثير من نتائج الحرب العسكرية.

يلاحظ الزوار اللبنانيون، كما ينقل احدهم، انّ المحدثين الاميركيين، وخلال تناولهم الحاد لموضوع «حزب الله»، يرون انّ على الجانب اللبناني ان يقوم بخطوات معينة ضد الحزب. اما جواب الزوار فيكون: «إنكم تطرحون ما قد يؤدي الى «حرب اهلية في لبنان».

 

 الكانتونات التي لم نغادرها

هيام القصيفي/الأخبار/01 تموز/2019

ما حصل في عاليه لم يكن خطيراً بالمعنى الأمني فحسب، بل خطيراً بمعنى مفهوم الكانتونات الذي يفترض أن تكون القوى السياسية قد تخلت عنه بعد انتهاء الحرب واتفاق الطائف. والحشد العسكري الذي واكب جولة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، والتدابير الأمنية والعسكرية التي اتُّخذت، ومشاهد إطلاق النار، أعادت اللبنانيين إلى الثمانينيات. لكن خطورة ما جرى لا تنعزل عن سياق يتكرس في كل لبنان، بحيث باتت المناطق بعد الحرب ترسّخ أكثر فأكثر فكرة التقوقع الطائفي.

قد تكون جولات باسيل فضحت الرفض الشعبي للتيار في مناطق يزروها، ولأدائه الشخصي والسياسي. وهو يساهم في معظم الأحيان باستفزاز القوى السياسية لمجرد أنه يزور مناطق تعتبرها «لها»، ولأنه لم يعد يعبأ بالحملات ضده، ويقول كلاماً يمكن تجنبه ويستمر في جولات تثير ردود فعل هو والبلد في غنىً عنها. لكن هذه الردود التي تحصل وتتنقل من منطقة إلى أخرى، تعبّر أيضاً عن واقع مأزوم يعبّر عن نفسه طائفياً.

لم نرَ بعد الحرب وبعد عام 2005 سوى مزيد من التقوقع الطائفي والسياسي، يغذيه كثير من السياسيين. بهذا المعنى يصبح ما يحصل في الحدت وفي غيرها من البلدات، واقعاً وليس مجرد نزوة أو كسر للتعايش المشترك، لأن معظم المناطق تعيش الواقع نفسه لأسباب دينية واجتماعية وسياسية، من الشمال إلى جبل لبنان والبقاع والجنوب. فقد جرت محاولات لتغيير وجه طرابلس شمالاً ذات الواقع التعددي، لتصبح مدينة بهوية واحدة، كما حصل في صيدا قبلها. وما يحصل في بعض مناطق الجنوب والبقاع أليس انكماشاً طائفياً واضحاً؟ ومحاولات المسيحيين لمنع البيع لغير المسيحيين أليست تعبيراً عن أزمة، كما امتناع المسيحيين عن العودة إلى الجبل؟والأكيد أن حادثة أمس سترتدّ مزيداً من تراجعهم عن البقاء فيه.

إلا أنّ ما يجري ليس نتيجة شعبية، إذ إن كل قوة سياسية تعتاش من التوتير الطائفي لتحافظ على نفوذها، وكأنها تؤمن بأن ما يجمع اللبنانيين اجتماعياً وسياسياً وثقافياً لم يعد نفسه. هكذا يحصل في مواضيع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وعرسال والتعيينات وقانون الانتخاب.

لماذا لم نرَ الرئيس نبيه بري يجول في مناطق مسيحية، حتى لو كانت جنوبية أو بقاعية؟ ولماذا لم نسمع رئيس الحكومة سعد الحريري يجول إلا في مناطق الطريق الجديدة وطرابلس وصيدا؟ إذا افترضنا أنه لا يمكن السؤال لماذا لا يزور أحد من حزب الله أي منطقة سُنية خشية الاستفزاز. ولماذا لا يمكن رئيسَ حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن يجول في غير قضاء بشري؟ حتى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، معتكف في قضائه وبلدته؟ ولماذا لم نشهد زيارات لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي خارج الجبل؟ كل ذلك أليس استكمالاً فجّاً لحرب ما قبل الطائف؟

والسؤال استطراداً، لا يتعلق بالشحن الطائفي، بل أيضاً المذهبي. لماذا اعتبرت القوات اللبنانية أنها استُفزَّت حين زارها باسيل، هل لأن بشري حصراً للقوات ولا يمكن أحداً دخولها؟ الحملة التي ردّت بها القوات على زيارة باسيل تعبّر عن مأزق، ليس من جهة «تسخيف» جولة باسيل وعدد مستقبليه ولعبه على التناقضات العائلية، بل في أن القوات لم ترَ مشكلة في أن يزور مناطق أخرى في الشمال أو البقاع أو بيروت، فلا تعتبر نفسها مستهدفة إلا حين يزور بشري. ومثله ما حصل في زغرتا حيث اعتبرت زيارة باسيل لها حرتقة على زعامة فرنجية.

كل ذلك في كفة، وما حصل في عاليه كفة أخرى. وكل «أخطاء» باسيل في كفة، واستفزازاته وحادثة كفرمتى ومنطقة بحمدون في كفة أخرى. لأنها تحديداً كفرمتى ومنطقة بحمدون للأسباب المعروفة وما تمثله في حرب الجبل. ليس أمراً عادياً بعد كل المصالحات التي جرت، وآخرها القداس في دير القمر، أن يحصل ما حصل، وأن يجري استخدام حرب الجبل مجدداً عند كل أزمة سياسية، واستعادة لمشاهد تزيد من التقوقع الطائفي وتعيد تسليط سيف الحرب موثقة بمشاهد وشعارات وألفاظ وتعابير.

الخوف الذي شعر به أهل المنطقة أمس، من المسيحيين تحديداً، بدا تعبيراً عن شعور بأنه ممنوع على أيّ زعيم لهم أن يزور الجبل إلا برضى جنبلاط. لكنه لم يكن خوفاً «عونياً»، ولا «باسيلياً». لأن من استذكر حرب الجبل ممن عايشوها، ليسوا عونيين ولا يمتّون إلى باسيل بصلة. خطورة توتر الجبل أنه لن يُسحب سريعاً من التداول، وخطورته أيضاً أنه سيكون موضع استغلال من الطرف المستهدف ومن الذين سيزايدون في مجاراة من قام به ضد باسيل. وهذه حلقة لا تنتهي. فالعونيون، ومنهم نواب ووزراء، بالغوا في المرحلة الأخيرة في رفع منسوب «معنوياتهم» ضد الحزب التقدمي الاشتراكي، مستفيدين من غطاء العهد وباسيل، ومن الخلاف بين رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط والأمير طلال أرسلان، ومستغلين بعض الأصوات المسيحية النشاز في الجبل والتضييق على جنبلاط حكومياً وإدارياً. لكن ردّ فعل مناصري الاشتراكي لا يمكن في المقابل أن يصبّ في خانة خلاف سياسي: إنه مشهد درزي مسيحي، تخطى بأميال كثيرة مصالحة البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير، وحكمة من قاموا بها، بمن فيهم جنبلاط. وهذا أسوأ ما يحصل، قبل أن يسقط ضحيته مرافقان للوزير صالح الغريب، لأن المشكلة ستبقى أنها وقعت بسبب جولة باسيل، الزعيم المسيحي في عهد قوي وفي ظل جيش موالٍ للعهد. السؤال الذي يُطرح هنا هو: هل كنا سنشهد مشهداً مماثلاً، لو قام الحريري بالجولة نفسها، في عزّ خلافه مع جنبلاط، وبعدما بلغ التراشق الكلامي بينهما حداً غير مسبوق؟ هل كان سيقطع مناصرو جنبلاط الطرق أمام الحريري، وسيقومون بغيرها من الممارسات التي فعلوها في وجه باسيل؟

كان يمكن باسيل أن يتفادى الجولة، بعدما وصلته أصداء مقلقة، بصفته رجل العهد ومسؤولاً سياسياً. وهو غادر عاليه كما غادر قبلها مناطق أخرى. لكن المسيحيين العائدين إلى الجبل باقون فيه، ولكن بغير المشاعر السابقة، وهم لن ينسوا بسهولة ما حصل أمس، وكذلك الدروز. ولا يمكن تحويل الجبل مجدداً ثكنة عسكرية لفرض الأمن وإشعار الناس بالطمأنينة. الأمر يحتاج إلى تواضع وحكمة. وبلا قفازات، يمكن القول إن الأثر السياسي والأمني لسقوط درزي برصاص درزي، لا يشبه ما ينتج من سقوط مسيحي على يد درزي أو العكس. هل يمكن تخيل مشهد كهذا؟ وهنا تكمن مسؤولية جنبلاط وباسيل، لأن حشر جنبلاط في الزاوية ارتدّ في المكان الخطأ على «الطرف الأضعف»، أي المسيحيين، لا التيار الوطني وحده. لكن بالنسبة إلى باسيل، هذا الطرف لم يعد الأضعف. والمسؤولية تقع على عاتق الجيش الذي من صلب مهماته استباق الحدث وتطويقه قبل أن يحصل، وتقديم نصائح بتفادي المطبات في أوقات حرجة. الجميع أمس كان غائباً عن المسؤولية، لأن ما جرى ليس حادثاً فردياً، بل كان يحتاج إلى تدخل فوري لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء لفرض سلطة الدولة، إلا إذا كان الهدف الحقيقي إبقاء النار مشتعلة ودفع كل فريق طائفي إلى التعلق بزعيم طائفته. هذه النتيجة تحققت.

 

ذاكرة الحرب في جبل لبنان

توفيق شومان/01 تموز/2019

يأبى الوزير جبران باسيل مغادرة خطاب الحرب ، مع أنه لا شأن له بالحرب ، ويرفض الزعيم وليد جنبلاط مغادرة أدوات الحرب ، وهو الذي كان وريث الحرب .

هذا يقودنا إلى فتح كتاب الحرب .

لم تحمل التيارات السياسية التقليدية السلاح في العام 1975، ونأت هذه التيارات بنفسها عن الذهاب إلى الحرب ، وجلست الزعامات السياسية الكبرى في بيوتها ، فيما صغار المراهقين والحزبيين خرجوا من بيوتهم إلى زواريب الحرب وخنادقها .

لم يحمل الأسعديون السلاح في الجنوب اللبناني ، وكذلك تيار آل عسيران وتيار آل الزين وتيار آل الخليل.

الإمام موسى الصدر ، الفقيه الرؤيوي والمجتهد الأعلمي ، دعا إلى نبذ السلاح وأطلق شعار: لا للحرب ولا لليمين ولا لليسار .

التيارات السياسية التقليدية لدى المسلمين السنة ، كما نظيرتها الشيعية ، وقفت ضد الحرب وحمل السلاح ، فاعتكف صائب سلام في دارته ، وعزف آل الصلح عن عسكرة السياسة ، واعتصم عثمان الدنا وعبد الله اليافي وغيرهم في منازلهم ، صامتين ساكتين يرذلون الحرب وزمانها ورجالها.

جاء مرة الرئيس الأسبق للحكومة تقي الدين الصلح ، شاكيا لقائد تنظيم " المرابطون " ابراهيم قليلات ، عما يفعله مسلحوه بأهالي بيروت ، فغضب قليلات وقال : أنا أتحدث بإسم المقاتلين فبإسم من أنت تتحدث ؟ فأجابه تقي الدين الصلح بلغة المثقفين وبلغة كبار ذاك الزمان وقال : أنا أتحدث بإسم المقتولين .

ما أروعه تقي الدين الصلح في إجابته ، وما أروعه حين اتقى الحرب مثل غيره من زعامات بيروت .

في الشمال صان الكبير رشيد كرامي بيمينه وشماله منطقة الشمال ، ودعا إلى نبذ الحرب منذ أول ساعتها ، وهكذا كانت الحال مع صبري حمادي في البقاع ، فلم يعمد إلى تجنيد أنصاره ولا إلى تسليحهم ، وكان مع كل داع إذا دعا لإيقاف الحرب .

في البيئة الدرزية ، لم يتعسكر الأمير مجيد ارسلان ، ولا كان من رموز الحرب ، وفي البيئة المسيحية ، كانت صرخة الضمير متمثلة بالعميد ريمون إده ، رمز " جمهورية الضمير"، على ما يسميه الزميل نقولا ناصيف ، فرفض حمل السلاح وأعلن عصيانه على الحرب ، وكان خصومه يصفون أنصاره في حزب " الكتلة الوطنية " بأنهم ليسوا أبناء شوارع .

من حمل السلاح إذا ؟

أبناء الشوارع؟

هذا متروك لإجابة التاريخ .

كانت التيارات السياسية التقليدية ، تشكل الأغلبية الكاسحة في بيئاتها الإسلامية ، ومع ذلك لم يغوها السلاح ولم يأخذها غرور حمله والتمنطق به ، ولم تكن الأحزاب اليسارية والقومية أكثر من جزر ضيقة داخل هذه البيئات ، ولو أراد التقليديون إعلان الحرب على " الجزر الحزبية "لأهلكوها في ساعة ما بعدها ساعة مندم .

في البيئة المسيحية ، تطرف الكتائبيون و الوطنيون الأحرار في رفع شعار اللبننة العنصري ، وقابلهم القوميون واليساريون بشعار العروبة الشوفيني ، فتقاتلوا حول رموز الشعارات وخوائها ، وكأن اللبننة العنصرية تستطيع إعادة لبنان إلى ما قبل الإستعراب ، وكأن العروبة الشوفينية قادرة على إلغاء تاريخ السريانيين والآراميين والفينقييين .

قاتل الكتائبيون والوطنيون الأحرار من أجل " لبنان الحر السيد المستقل "، وكأنهم كانوا يجهلون قواعد السياسة والجغرافيا ولا يعرفون أن دولة مثل كندا ومن ضمن الدول السبع الأكثر صناعة وتطورا في العالم ، شاء حظها الجغرافي أن تجاور الولايات المتحدة ، ومع ذلك لا تتبنى خطابا سياديا واستقلاليا مطلقا على طريقة اليمين اللبناني قبل حرب العام 1975 ، وفي السياق ذاته قاتل القوميون واليساريون من أجل " الديمقراطية والعدالة الإجتماعية " ، وكأن التجارب القومية واليسارية حافلة بنماذج العدالة والمساواة بين الطبقات والفئات الإجتماعية وبحقوق الإنسان وحكم الشعب وتداول السلطة .

يا لها من طرفة شعارات كانت عند اليمين

يا لها من دعابة سياسية كانت لدى اليسار

دعونا نتخيل هذين المشهدين

ـ ماذا لو انتصر أصحاب اليمين في الحرب ؟ كم لبناني كان سيبقى في لبنان؟.

ـ ماذا لو انتصر أصحاب اليسار في الحرب ؟ كم لبناني كان سيبقى في لبنان؟.

هذه أسئلة كافية لنتخيل الكارثة لو أن أحد الأطراف انتصر في الحرب ، وما الحرب سوى الوقوع تحت إغراء السلاح بالقدرة على الإنتصار .

سألتُ العديد من القيادات السياسية اللبنانية عما إذا كان بالإمكان تحاشي وقوع الحرب في العام 1975.

ـ سألت الرئيس أمين الجميل فقال : طبعا .

ـ سألت المرحوم جورج حاوي فقال : طبعا .

ـ سألت الوزير والنائب الأسبق محسن دلول وكان الساعد الأيمن للزعيم كمال جنبلاط: فقال طبعا .

ـ سألت القيادي السابق في منظمة العمل الشيوعي أحمد جابر فقال : قل عن لساني طبعا .

مع ذلك وقعت الحرب

لماذا وقعت ؟

وقعت الحرب لأسباب عدة ، منها " شطحات " السياسيين وجموح خطاباتهم وشعاراتهم التي كانت تتغذى على الطائفية لتوسيع القواعد الحزبية .

لذلك من الأفضل للوزير جبران باسيل أن يهدأ

ما كان من ضرورة للحديث عن معارك " ضهر الوحش وسوق الغرب ".

ولا كان من ضرورة للحديث عن "السنية السياسية " التي جاءت على جثة "المارونية السياسية ".

ـ وما كان من ضرورة للحديث عن " استرداد مدينة جزين " في لحظة انتخابية ما ، وكأن مدينة جزين محتلة من قبل الأعداء والعفاريت .

وما من ضرورة تخوله حين يزور مدينة ما أو منطقة ما ، أن يتمظهر بمظهر دخول " الفاتحين " على طريقة ريكاردوس قلب الأسد.

وأما الزعيم وليد جنبلاط فإشكالياته في فقدانه الحلفاء

ما ذنب الحلفاء ؟

الزعيم وليد جنبلاط غامر مع سوريا فخسرها وهذا ذنبه

غامر مع حزب الله وخسره وهذا ذنبه

غامر مع الرئيس سعد الحريري وخسره وهذا ذنبه

ولم يستطع التحالف مع الوزير جبران باسيل فخسره وهذا ذنبه

ولا يستطيع التحالف مع الدكتور سمير جعجع لإنعدام تركيبة الكيمياء بينهما ، وربما هذا ذنب الإثنين .

ماذا على الزعيم وليد جنبلاط أن يفعل ؟

هل يذهب إلى الحرب؟

هل بهذه الطريقة يقول : أنا موجود

أي أنا أحارب إذا أنا موجود ؟

ليست بالحرب تحيا الأحزاب

وهذا يدركه تماما الزعيم جنبلاط وهو القارىء النهم لكتب التاريخ والسياسة ، والكثير منها يتحدث عن أهمية وضرورة بناء التحالفات السياسية والمفترض أن يسبقها أولا :

ـ مراجعة الخطاب الذاتي

ـ تحديد الشريك أو الحليف

ـ الأهداف المتوخاة من التحالف .

هل يفعلها جنبلاط ؟ فينقد خطابه ويبحث عن حليف؟

هل يفعلها ؟

فيهدأ الجبل ... ويرتاح

فنرتاح جميعا.

 

أضواء قمّة أوساكا المشعّة كسفت ورشة المنامة الباهتة

راغدة درغام/01 تموز/2019

الحدث الأهم هذا الأسبوع هو انعقاد قمة مجموعة العشرين في أوساكا التي توجَّه اليها دونالد ترامب بثقة قائد أهم اقتصاد عالمي ورئيس الدولة العظمى الوحيدة ليطالب القادة الآخرين أن يسدّدوا كلفة حصصهم في الترتيبات الأمنية الضرورية لمصالحهم، وأن يأخذوا علماً أنه جدّي في اعادة ترتيب العلاقات التجارية لصيانة المصالح الأميركية. لم تهيمن مسألة إيران على برنامج أعمال القمة، ولم يقتحمها النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، ولم تنصب على النزاعات الإقليمية أو الداخلية الأخرى، ولم تتقوقع في عنوان محاربة الإرهاب. انها قمّة الاقتصاديات الكبرى في العالم، لكنها أيضاً محطّة المحادثات الثنائية الفائقة الأهمية كتلك بين الرئيسين الأميركي والصيني، وبين الأميركي والروسي، وكذلك ما بين دونالد ترامب وقادة أوروبا الذي يريد منهم الرئيس الأميركي اصلاح سياساتهم الاقتصادية والسياسية، تلك في اطار حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتلك نحو إيران ومشاريعها النووية والصاروخية والإقليمية. أوروبا وروسيا واليابان سعوا وراء تنفيس الاحتقان بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية وسط حديث عن صفقة تهدئة تمهيدية للصفقة الأكبر المتكاملة التي ما زالت بعيدة. التركيز على ناحية الأسلحة النووية منها والصواريخ، أثار القلق في منطقة الخليج التي تخشى أن تكون هي ساحة الحروب مع استبعادها عن طاولة المفاوضات. فانحسار الكلام الأميركي عن أدوار إيران الإقليمية ليس مريحاً سيما مع تركيز محادثات الرئيس الأميركي مع نظرائه في أوساكا على ما يسمى مسائل "نزع السلاح". وعلى سبيل المثال، نقلت المصادر عن أجواء الاجتماع بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين أنهما لم يتوصلا الى اتفاق معيّن ولم يبحثا في العمق في دور إيران في سوريا، كما كان تمنّى مستشاروا الأمن القومي الأميركي والروسي والإسرائيلي الذين عقدوا أول اجتماع أمني من نوعه في القدس هذا الأسبوع لمناقشة آفاق الدور الإيراني في سوريا. ما ركّز عليه الاجتماع هو طلب ترامب من بوتين أن يأتي بالصين الى محادثات تخفيض الأسلحة الأمر الذي لا تريده الصين. إنما ما أبلغته الديبلوماسية الأمنية الروسية  الى نظيرتها الأميركية أنها حالياً ليست في وارد المقايضة ما بين تحجيم الدور الإيراني في سوريا وبين غض الأنظار عما تحتاجه موسكو لإتمام مهامها في سوريا. "ليس من مصلحتنا أن ندخل في نزاع مع إيران لا نعرف عواقبه. فنحن نركّز الآن على تركيا ولا نريد خسارة الاثنين معاً"، قال أحد المخضرمين الروس الذي أضاف أن بوتين راغب في ترتيب "اجتماع خاص" حول إيران لاحقاً وان الصين والهند توافقان روسيا الموقف المتمسك بعدم إلقاء اللوم على إيران حِرَصاً على عدم تدهور الأوضاع الأمنية. ولفت المصدر الى ان لدى الصين اداة نفطية هي شراء النفط الإيراني، في حال فشلت المفاوضات الأميركية – الصينية.

قمة مجموعة العشرين لا تزال منعقدة عند كتابة هذه السطور، ولذلك سيركز هذا المقال على الحدث الآخر الذي كان يُفتَرض أن يكون تاريخياً والذي وقعَ بلا وقعٍ يُذكر. انه اطلاق الشق الاقتصادي من المبادرة التي أوكلها دونالد ترامب الى صهره ومستشاره جاريد كوشنر في شأن احلال السلام الفلسطيني – الإسرائيلي وباتت تُسمّى "صفقة القرن" الى حين وضع كوشنر حداً للتهكّم على التسّمية في ورشة المنامة هذا الأسبوع وأسماها "فرصة القرن".

جاريد كوشنر أخطأ مرّتين: أولاً في تمييع العلاقة بين الخطّة الاقتصادية والخطّة السياسية من مبادرته التي أعلن تسميتها "فرصة القرن" بعدما رافق تعبير "صفقة القرن" تهكّماً على مستوى عالمي. وثانياً، في إخراج المبادرة على مراحل غير مترابطة بين الشّقين السياسي والاقتصادي وإحاطتها بسرّية أثارت حفيظة وغضب شركاء أساسيين وضروريين في أيةٍ من المراحل.

أخطأ ثالثاً بسبب شخصيته التي اتّسمت في "ورشة المنامة" بالغطرسة والغرور والتعالي، فحصدت له الاستياء والجفاوة في الوقت الذي يحتاج فيه جداً الى عنصر الثقة به والارتياح اليه.

وأخطأ رابعاً عندما اخذ الى تصريحات صحافية أبرزت ما في ذهنه لجهة الشق السياسي من مبادرته، فعرّى ما زعم أنه يحفظه بالسّرّية الضرورية لإنجاح المبادرة، وكشف تحامله على التاريخ وليس فقط على الفلسطينيين وتعاطفه العضوي مع إسرائيل.

افتتح جاريد كوشنر عرضه لخطة "فرصة القرن" بضربه عرض الحائط كل ما سبقها من مبادرات وخطط سياسية واقتصادية وكأن أحداً لم يسبقه الى التفكير بالشق الاقتصادي وبدور القطاع الخاص في بناء السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. معادلة الأمن لدولة إسرائيل وتحسين الأحوال المعيشية للفلسطينيين طُرِحت مِراراً عبر إدارات أميركية متتالية وكانت الأبرز في طرح وزير الخارجية الأسبق جورج شولتز أوائل الثمانينات. تلك المعادلة لاقت الفشل دوماً لأنها تقفز على الحقوق الوطنية للفلسطينيين وتقلّصهم الى شعب بلا دولة.

ما زاد من سوء تقديم "الخطة الاقتصادية" لمبادرة كوشنر هو أنه بدا حقّاً عازماً على الغاء كلمة "الاحتلال" من قاموس صنع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فلم تُذكر مرّة في كل المداخلات الأميركية الرسمية. والأسوأ أنه بدا فعلاً منزعجاً عندما نظر في عينيه رئيس وزراء بريطانيا الأسبق طوني بلير وقال له انه "مِنَ الحماقة أن نسعى نحو حلّ اقتصادي بدون بناء استقرار سياسي"، وان تحقيق السلام الجدّي يقوم على "حل الدولتين" وعلى احترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. فتعابير "الدولة" الفلسطينية و"الحقوق المشروعة" للفلسطينيين و"انهاء الاحتلال" أراد جاريد كوشنر استبعادها عن ورشة "السلام من أجل الازدهار" بحجة أن هذه ورشة اقتصادية واستثمارية تساعد الفلسطينيين وفي عمقه العزم على اختلاق معايير جديدة والغاء مراجع شرعية لصنع السلام الإسرائيلي – الفلسطيني. وهنا الخطورة.

لقد سبق خطة كوشنر الاقتصادية محاولات أخرى في هذا الاتجاه منها، على سبيل المثال، مقاربة مماثلة من قِبَل البنك الدولي في التسعينات. ثم ما سعى للقيام به رئيس وزراء فلسطين الأسبق سلام فيّاض قام على بناء البنية التحتية الفلسطينية وكان رائداً في تفكيره بأن ذلك سيؤدي كأمر واقع الى تحدّي وانهاء الاحتلال. رجال أعمال فلسطينيون بادروا في اجتماعات جانبية عديدة في "المنتدى الاقتصادي العالمي" الى صياغة آلية عمل وتعاون مع رجال أعمال إسرائيليين كوسيلة من وسائل الوصول الى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قائم على حل الدولتين. فجاريد كوشنر لم يخترع البارود في تفكيره بأهمية مساهمة القطاع الخاص في مشاريع بنيوية من أجل السلام. الجديد انه وسّع بيكار استقطاب القطاع الخاص ليشمل كبار الشركات الأميركية والدولية الذين ذهبوا الى ورشة المنامة.

قادة كبار الشركات الأميركية والأوروبية والعربية لخّصوا موقفهم بالتالي: الاستعداد والرغبة في الاستثمار سيما في قطاعات الكهرباء والماء والمواصلات والاتصالات وغيرها شرط توفير البيئة الأمنية وحكم القانون. وهنا المعضلة والغموض. جاريد كوشنر قال ان هذه هي خلاصة رسالة رجال الأعمال في البحرين، لكنه لم يقل كيف ينوي توفير تلك البيئة الأمنية في الخطّة السياسيّة التي سيكشف عنها لاحقاً. الخلل كان واضحاً: من غير المنطقي التحدّث عن الخطة الاقتصادية بمعزل عن الخطة السياسيّة، ومن العنجهية التصوّر إقبال الأطراف المعنيّة على خطّة اقتصاديّة قبل التعرّف على الخطّة السياسيّة.

عندما سُئِل كوشنر: أيهما يحظى بالأولوية، تنفيذ الشق السياسي أم الاقتصادي، أجاب "يجب أن يتم تنفيذهما بالتزامن". قال "الخطة لن تُنفّذ الا بوجود حل سياسي، لكن في الوقت نفسه، لا نستطيع الاكتفاء بالحل السياسي دون أن تتحسن حياة الناس لأن ذلك سيعرقل الحل السياسي". كلام معقول. الخطة الاقتصادية نفسها المكونة من 140 صفحة ويحتوي على 179 مشروعاً مُفصّلاً خطّة تستحق القراءة والتقدير بالذات في شقها المتعلق ببناء البنية التحتية الفلسطينية. إنما لماذا تَبنّى جاريد كوشنير أسلوب التشويق والإخفاء والتمييع في ترابط وتزامن الخطتين الاقتصادية والسياسية، ففتح باب الانتقادات والشكوك. زاد الطين بلّة بكلامه عن مبادرة السلام العربية بازدراء واستبعدها عن الحل السياسي.

كوشنر عاد وعدّل كلامه قليلاً بعد ورشة المنامة إذ قال "بهدف التوصل الى اتفاق، ينبغي تقديم تنازلات من الجانبين، وسيقع الحل السياسي المُحتمل بين مبادرة السلام العربية والموقف الإسرائيلي. وأعتقد ان ذلك منطقي". ليس لدى اسرائيل أيّة خطّة رسميّة ردّاً على الخطّة العربية التي قدّمها العرب قبل 17 عاماً، وهي تتجنّب تقديم الخطط عمداً حفاظاً على هامش المناورة.

لا يكفي أن يذكر كوشنر في خطته الاقتصادية المعابر ليكون ذلك تلميحاً الى عزمه التحدث مع إسرائيل في هذه الناحية. ذلك ان معظم ما جاء في خطته الاقتصادية يتطلب إجراءات من إسرائيل وليس من السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو حماس في غزة. السلطة العليا هي لسلطة الاحتلال. الكلام عن صكوك الملكية باطل في ظل ضم إسرائيل الأراضي الفلسطينية التي تصادرها اليها لبناء المستوطنات وتوسيعَها.

مبلغ الـ50 مليار دولار مبلغ زهيد نسبياً، قال رؤساء كبار الشركات التي اعتادت انفاق مثل هذه المبالغ. فالأموال ليست المشكلة، ولا الترغيب في الاستثمار، وإنما المفتاح ببساطة هو ضرورة الحل السياسي لتوفير البيئة الأمنية وايضاح صلاحيات القوانين.

امتناع السلطة الفلسطينية عن الانخراط في التعرّف على الشقين الاقتصادي والسياسي من الخطة الأميركية، خطأ. فالامتناع ليس سياسة. الأجدى لو تتوقف السلطة الفلسطينية عن التقوقع في حردها وان تنخرط بمواقف رافضة أو موافقة على هذا البند أو ذاك كي لا تبقى غائبة. فالحرد ليس سياسة.

 

جامايكا.. نيروبي.. مصر.. بيروت

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

اختلطت عليَّ الأفكار، وسوف أحاول أن أرتبها. فالفكرة، في البداية، كانت عن الهجرة اللبنانية. عند وفاة رئيس وزراء جامايكا السابق، إدوارد صباغة، عن 90 عاماً. جزيرة من نحو ثلاثة ملايين نسمة، 91 في المائة منهم أفارقة صفاة، فيهم جالية لبنانية لا يزيد عددها على 20 ألفاً، منذ القرن التاسع عشر حتى الآن. ومع ذلك، يصل أحدهم إلى قمة الحكم، كما تصبح إحدى المهاجرات ملكة جمال الكون باسم بلدها الجديد، أي الحقيقي.

فقرة ثانية: عندما سمعت نبأ وفاة صباغة، تذكرت مدى نجاح اللبنانيين في الاغتراب، وعمق فشلهم في أرضهم. كما تذكرت يوم كان حافظ إبراهيم يحث المصريين على السفر، مقدماً اللبنانيين كأمثلة على النجاح في الخارج؛ خصوصاً بسبب نجاحهم في مصر.

فقرة ثالثة: ما علاقة شاعر النيل بالهجرة اللبنانية بالبحر الكاريبي؟ لا تعجل علينا. أمهلنا.

فقرة رابعة: عندما كان لي كوان يو في أوائل حكمه على سنغافورة، قابله صحافي أميركي يغطي شؤون آسيا منذ أربعين عاماً. سأله: ما هي مشروعاتك للجزيرة؟ قال: تسألني عن مشروعاتي في جزيرة مساحتها 243 ميلاً؟ دعني أقل لك. أنا في حاجة إلى جزيرة في حجم جامايكا على الأقل 4.586 ميل. في مثل هذه المساحة، أستطيع أن أحقق ما أحلم به.

مضى نحو نصف قرن على تلك المقابلة التي للأسف نسيت اسم صاحبها. لكن جامايكا ذكرتني بالهجرة اللبنانية، والهجرة اللبنانية ذكرتني بما أشرت في شاعر النيل. أليست قاعدة الخواطر الأولى، تواردها؟ لكن لو بقي لي كوان يو حياً لضحك من أمنيته الساذجة. ما من أحد في أي مكان، في أي تاريخ، حقق مثل الجزيرة التي أسس حداثتها. أما بالمقارنة مع جامايكا، فإن ناتجها القومي 14 مليار دولار، وناتج جزيرته 400 مليار. ودخل الفرد في جامايكا نحو 8 آلاف دولار، وفي بلاده يقارب 70 ألفاً.

دعني أقل لك (من دون الحاجة إلى فقرة سادسة) بماذا لا تزال تتميز جامايكا: بالغناء. هي التي غنى لها هاري بيلافونتي في الستينات: آه، يا جزيرتي في الشمس (this is my island in the sun)، يومها كانت موجة الاستقلال في العالم وموجة محاربة العنصرية. وأصبحت الأغنية أحد رموزها. والمغني أيضاً. وعندما جاء إلى نيروبي عام 1964 يغني لاحتفالات الاستقلال، كان الداعي لكم بطول العمر في الصفوف الأولى. وأسعده أن يقدم نفسه «بسعادة فائقة» إلى مغني الحريات. وقال الجامايكي المولود في هارلم، إنه سعيد أيضاً. وكان ذلك حدثاً أكتب عنه وأحدِّث.

 

حول التوتر الأميركي الإيراني

سام منسى/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

تستمر الأزمة بين إيران والولايات المتحدة بتصدر الأخبار مع سيل من المقالات والتحاليل حول مآلاتها: حرب أم مفاوضات أم مراوحة؟ بمعزل عما ستفضي إليه هذه الأزمة. ما يهمنا تناوله هو رصد دلالات مسار أحداثها.

في الواقع يسبق تاريخ تأزم العلاقات الأميركية الإيرانية جراء الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وفرض واشنطن عقوبات متصاعدة على طهران، ليعود إلى اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وما الأزمة التي نشهدها اليوم سوى حلقة من سلسلة أزمات شكّلت تاريخ العلاقة بينهما منذ أربعة عقود ونيف. إلا أن الاختلاف بين أزمة اليوم وأزمات الأمس يعود إلى التغييرات الجذرية التي طرأت على المنطقة والعالم، نكتفي على سبيل التذكير بتعداد الأساسي منها:

تسود الفوضى جزءاً من العالم العربي جراء سقوط بعض الأنظمة وعدم وجود البديل وتفكُّك بعض الدول نتيجة للحروب الداخلية التي تشهدها وسط تدخل أجنبي غير مسبوق؛ وتصاعُد جموح الجماعات الجهادية في ظل توتر مذهبي لم ترَ المنطقة مثيلاً له في تاريخها الحديث، يقابله تصاعُد نفوذ التنظيمات الخارجة عن الدولة وأغلبها إيراني المنشأ والتمويل في أكبر دليل على نجاح إيران في تصدير ثورتها ومد نفوذها في المنطقة؛ وانهيار النظام الإقليمي في ظل عدم وجود ضابط دولي وتضخم أدوار دول يقابله ضمور أدوار دول أخرى؛ واهتزاز النظام العالمي وسط شبه انكفاء أميركي وتصاعد أدوار روسيا والصين وضعف أوروبي، على خلفية أزمة تعيشها الديمقراطيات الغربية كما أزمة في القيادات وفي صناعة القرار.

على هذه الخلفية، تجدر مقاربة الأحداث التي تجري ضمن دائرة التوتر الأميركي الإيراني الراهن للبحث في دلالاتها وهي:

أولاً- أعلن الرئيس الأميركي أنه تراجع عن شن هجوم على أهداف إيرانية رداً على إسقاط الطائرة المسيّرة الأميركية قبل عشر دقائق من تنفيذه، مبرراً تراجعه بعدد الضحايا المرتفع الذي سيوقعه الهجوم، معتبراً أنه لا يتوازى مع إسقاط طائرة لا طاقم على متنها. قد يكون في التراجع بعض من حكمة وتروٍّ، إلا أن الانطباع الذي تركته سعة صدر الإدارة الأميركية تجاه الاستفزازات الإيرانية هو مضيها في سياسة التردد التي بدأت مع أوباما عندما تراجع عن محاسبة النظام السوري إثر استخدمه السلاح الكيميائي ضد شعبه، واستمرت مع الإدارة الحالية التي اكتفت بردود «صوتية» والأمثلة كثيرة تمتد من سوريا وتركيا وصولاً إلى فنزويلا.

ثانياً- إن مسار الأحداث وردود الفعل عليها أعطت انطباعاً بأن إيران باتت خصماً كبيراً، تتطلب مواجهتها التبصر والتأني. حجج كثيرة سوّقت لتبرير سياسة عدم الرد الأميركية بدءاً من أن الجيش الأميركي معَدٌّ لمحاربة دول كبرى أكثر من الدخول في حروب صغيرة على غرار حربي أفغانستان والعراق، إلى تبعات اندلاع حرب بين الطرفين على دول الجوار وما قد تتعرض له الملاحة البحرية العالمية، إضافة إلى تحريك إيران أذرعتها في الدول العربية والعالم لإحداث البلبلة، وصولاً إلى الذيول الدراماتيكية لسقوط النظام في بلد كبير ومتنوع كإيران. بغض النظر عن أحقية هذه الحجج من عدمها، يبقى أن الانطباع الذي أعطته هو صعوبة لجم إيران والحد من تمددها في المنطقة.

ثالثاً- نتيجة لهذه السياسة تراجعت الثقة بنيّة الولايات المتحدة التدخل بشكل فاعل في المنطقة، لا سيما في ظل وجود إدارة محسوبة على «صقور» الحزب الجمهوري.

رابعاً- لعل ما نافس أخبار التوتر الإيراني الأميركي هي أخبار التباين بين الرئيس الأميركي وإدارته. ففي وقت يدعو فيه الرئيس إلى صفقة مع الإيرانيين قد تقتصر على الحد من طموح إيران النووي، يبدو فريقه يطالب في العلن بتغيير سلوك النظام ويتمنى سراً إزالة النظام نفسه. إذا كان هذا التباين يؤذي اليوم صورة الولايات المتحدة ويشكك في صلابة سياستها وأهدافها، فما بالكم بالأثر الذي سيتركه على طاولة المفاوضات إنْ جرت أو على ساحة المعركة إنْ وقعت؟

خامساً- تأسيساً على ما سبق، الخوف كل الخوف من أن يكون الرئيس يقصد ما كرره في أكثر من مناسبة بأن هدفه الرئيس هو التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران أفضل من الاتفاق السابق، متناسياً كلياً مطلب تغيير السلوك الإيراني إنْ لجهة دعم الإرهاب أو التدخل في شؤون الدول الأخرى. إن كان الأمر صحيحاً فتداعياته على المنطقة ستكون وخيمة.

سادساً- أظهرت الأزمة أيضاً تباين الولايات المتحدة مع حلفائها لا سيما في «الناتو» وأكثر من دولة أوروبية. ما يصدر عن هؤلاء الحلفاء يحمل في طياته انتقاداً للسياسة الأميركية حتى وصل الأمر ببعضهم إلى التشكيك في صدقية التهمة التي وجهتها إلى إيران بالوقوف وراء هجمات بحر عمان الأخيرة. يضاف إلى ذلك إعلان الدول الأوروبية في أعقاب اجتماع فيينا الأسبوع الماضي أنها ستدرس سبل تنفيذ آلية التجارة مع إيران، في حين اعتبرت هذه الأخيرة أن الاجتماع خطوة إلى الأمام لكنها غير كافية.

سابعاً- الخشية من أن طول أمد الأزمة قد يحوّلها من أزمة مع النظام الإيراني وطموحاته النووية وصواريخه الباليستية وأدواره في المنطقة، إلى أزمة تأمين الملاحة الدولية وتأمين الإمدادات النفطية.

تعيدنا الأزمة الحالية إلى ما كان يردده البعض من أن احتواء سياسة إيران يبدأ بمعالجة البؤر الإيرانية المزروعة في أكثر من مكان عوضاً عن خوض حرب مع طهران نفسها. إن التغاضي الأميركي والغربي بعامة عن هذه البؤر بالأمس أفضى إلى ما أفضى إليه من تمدد إيراني في لبنان والعراق وسوريا واليمن، والتغاضي عن هذه البؤر اليوم سيجعل أي مواجهة مع إيران شائكة. ما يؤلم إيران أكثر من العقوبات الاقتصادية أو حتى الهجمات العسكرية هو القضاء على هذه البؤر، ومخطئ من يقول إن إيران خلقتها دفاعاً عن نفسها وليس رغبةً في الهيمنة.

تبقى دول المنطقة المعنيّ الأكبر بما قد تنتهي إليه هذه الأزمة أكانت حرباً أم مفاوضات أم مراوحة. قد يكون الكيُّ أفضل الحلول، لكن تجربة التدخلات في الحرب السورية غير مشجعة في ظل واقع العالم الغربي والفوضى في المشهد السياسي العربي. هذا الدرس، معطوف على دلالات مسار الأزمة، يستدعي من حلفاء واشنطن الإقليميين موقفاً لجهة إدراك أن أميركا لن تدخل في مواجهة عسكرية مباشرة مع طهران، وصلباً لجهة الضغط للمشاركة في أي مفاوضات بين الطرفين لضمان أن يكون مطلب وضع حد لتدخلات إيران في المنطقة ولدور وكلائها المهدد لكيان دولها أولوية على أجندتها. المطلوب اليوم حكمة براغماتية تعي الممكن وكيفية الوصول إليه وتدرك المستحيل وكيفية التعامل مع تبعاته.

 

ماذا قالت العجوز اليابانية لمحمد بن سلمان؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

أثناء حضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قمة العشرين الكبار باليابان، لم يفته في زحمة الاجتماعات السياسية والاقتصادية والأمنية الكبرى، إرسال بعض الإشارات الإنسانية - السياسية ذات الدلالة التاريخية الحافرة بعمق في تضاريس الذاكرة الإنسانية المشتركة. اجتمع الأمير محمد بن سلمان بسيدة يابانية مسنة في صالون متحف هيروشيما التذكاري للسلام، أصغى باهتمام ظاهر، حدّثتنا عنه صور المقابلة لسيدة يابانية تبلغ من العمر 81 عاماً، وهي تسرد قصتها بعد وأثناء كارثة إلقاء القنبلة النووية الشهيرة على هيروشيما. الناجية اليابانية سردت قصتها حين كان عمرها 7 أعوام، وكيف شاهدت سقوط القنبلة، مسترجعة الوميض الأزرق الذي ملأ السماء، وجدّتها، والآلاف غيرها، الذين اختفوا من الوجود ذلك اليوم العظيم. طبعاً الغرض واضح، وهو تذكير الأجيال الجديدة من قادة العالم بأهوال الحروب الكبرى، خاصة منها التي يسخّر فيها الذكاء البشري نفسه لصناعة أسلحة الموت الأسود العامّ. أظنها رسالة واضحة من القيادة السعودية الشابّة، بأنها تعي دروس التاريخ، وتعرف مآسي الأسلاف، وتدرك بشاعة الحروب، الكبرى منها خاصة، تحديداً النووية.

رسالة تأتي في الوقت الذي تهدد فيه القيادة الإيرانية بالانسحاب من الاتفاق المعروف بالاتفاق النووي، وتتوعد بزيادة معدلات التخصيب لليورانيوم، مبتزّة العالم كله بذلك، ولسان حالها: إما النووي وإما تركي أعيث فساداً بالعالم العربي! لكن بعض الأشرار، لن ينفع معهم أن تثير لغة العقل وعبر التاريخ لهم، أنت مجبر بهذه الحالة على «الردع»، وزيادة الضغط عليهم، والاقتصاص من جرائمهم، و: «لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب». أما محاولة إرضاء النفس بأن القادة الأشرار ينفع معهم المهادنة واللين وتقديم حسن الظن، فهذا يتسبب بكوارث أبشع من كارثة قنبلتي اليابان النووية بناجازاكي وهيروشيما، كما صار مع أكبر قتلة التاريخ، النازي هتلر. هذه العبرة يدركها محمد بن سلمان جيداً، ففي أبريل (نيسان) 2018 حذّر ولي العهد السعودي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، من تكرار اتفاق «ميونيخ» قبيح الصيت الذي وقّعته بريطانيا وفرنسا مع النازي هتلر والفاشي موسيليني عام 1938. وتسبب الالتزام به في حرب عالمية ثانية، وذلك ضمن حديث الأمير عن الاتفاق النووي الإيراني الذي يدافع عنه الأوروبيون بحماسة صوفية! معاهدة ميونيخ، التي تفاخر بها رئيس الوزراء البريطاني حينها «تشامبرلين» كانت هي القاضية عليه لاحقاً، وهي السبب الذي أطلق رياح هتلر السوداء على العالم، حاصداً ملايين القتلى والجرحى والمفقودين، في أضخم حرب عرفها البشر. كلنا نكره الحروب الصغيرة والكبيرة، ونريد السلام، نريد النماء، نريد السكينة، ولكن ماذا نصنع مع من يفسّر ذلك هواناً وضعة واستسلاماً!

 

أوساكا ومجلس إدارة العالم

غسان شربل/الشرق الأوسط/01 تموز/2019

هل حصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب من قمة أوساكا على ما كان يخطط له أو يرضيه؟ وهل عاد الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى بلاده مرتاحاً إلى تجنب الحرب التجارية مع أميركا أو إرجائها؟ وهل رجع الرئيس فلاديمير بوتين إلى الكرملين راضياً عن نتائج مشاركته وإطلالته؟ وهل عاد الأمير محمد بن سلمان إلى بلاده مرتاحاً إلى نتائج مشاركته في القمة؟ واضح أن أميركا لا تزال تحتل الموقع الأول في نادي الكبار. التوترات التي تثيرها مفاجآت ترمب لدى خصومه وحلفائه لم تنلْ من موقعها. لا تزال الاقتصاد الأول والآلة العسكرية الأولى. بلبل أسلوب ترمب خطوط التحالف والخصومة بينها وبين دول العالم، لكن هذا الرئيس الذي جاء أصلاً من خارج القاموس التقليدي يجيد معالجة المفاجآت بالمفاجآت والصدمات. وبفعل مرونة متبادلة، تم كبح الانزلاق نحو حرب تجارية مفتوحة، والاتفاق على استئناف المحادثات. وفاجأ سيد البيت الأبيض حلفاءه الأوروبيين، حين اتخذ موقفاً متسامحاً من شركة «هواوي» العملاقة التي كان قبل أسابيع يتحدث عن خطورتها ويدعو إلى مقاطعتها. لهذا يمكن القول إن الرئيس الصيني عاد راضياً هو الآخر. ولم يضع ترمب الفرصة، فقد توّج سباحته في أضواء أوساكا بمفاجأة مدوية، حين أصبح أول رئيس أميركي يمشي، ولو بضع خطوات، على تراب بلاد كيم إيل سونغ.

يمكن القول إن بوتين عاد راضياً هو الآخر. أثبتت الأيام أنه شريك لا بدَّ منه، رغم ضم القرم وزعزعة استقرار أوكرانيا والرد على اقتراب حلف الأطلسي من حدود بلاده برسائل موجعة واختراقات، وبينها التدخل العسكري في سوريا.

ولي العهد السعودي عاد مرتاحاً هو الآخر. ستستضيف الرياض قمة العشرين في السنة المقبلة، ولهذا الحدث معناه بالنسبة إلى حضور السعودية الدولي، وبالنسبة إلى الظروف في منطقة الخليج. كانت لقاءات محمد بن سلمان من العلامات المميزة في القمة. لا يقتصر الأمر على الكلام الدافئ الذي ردَّده ترمب أمام الكاميرات، فقد كانت الحفاوة ظاهرة بالمشارك السعودي من الدولة المضيفة وقادة الدول الكبرى، وبينهم بوتين الذي سيزور السعودية في الخريف المقبل. وبدا واضحاً الارتياح الدولي الواسع لورشة الإصلاح والتحديث التي يقودها الأمير محمد بن سلمان. وكان شينزو آبي بين من حرصوا على تكرار الإشادة بها.

في مواكبة قمة العشرين، يشعر الصحافي بقدر من المهابة لا يحضر لدى متابعته اللقاءات الدولية الأخرى. فهذا الموعد صار أهم بكثير من المهرجان الخطابي الذي تشكله الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يذهب كثيرون للترويج لسياساتهم، وتذهب الدول الضعيفة لذرف دموعها، وهو أهم بالتأكيد من القمم الجهوية والإقليمية التي تنشغل غالباً بضمان القدرة على تطويع المفردات لتدبيج بيان ختامي أكثر من انشغالها بمعالجة فعلية للأزمات والتوترات، ثم إنها تجمُّعٌ تتقدم فيه هيبة الأرقام على المواهب الخطابية والحروب الكلامية.

لا مبالغة في القول إن قمة العشرين تعني كل فرد من سكان القرية الكونية، سواء أقام في العواصم المكتظة أو الأرياف العطشى إلى التقدم والازدهار. تعنيه لأنَّ هذه القمة معنية بالاستقرار الاقتصادي والمالي، والتبادل التجاري والتنمية المستدامة والازدهار والاستثمار، ثم إنها قاطرة التقدم في عالم لم تعد الثورة فيه حدثاً ينتظر، بل أمراً يومياً تنجبه المختبرات، واضعة الدول والشعوب أمام خيار وحيد، هو اللهاث للتكيف مع عالم تتسارع وتائر التغيير فيه.

صورة المتحلقين حول طاولة قمة العشرين تعطيك انطباعاً بأنهم أعضاء مجلس إدارة العالم، وأن شعوراً بترابط المصائر يتحكم بالنهاية في قراراتهم، مهما اشتدت رياح التنافس، وضاعف تضارب السياسات من وطأتها. ففي هذا الكوكب المعولم، لا تستطيع الابتهاج لأن اقتصاداً كبيراً منافساً يغرق، لأنك مضطر إلى المشاركة في دفع فواتير الغرق. ولعل هذا الشعور هو ما يرغم الأطراف المتنافسة على تبريد مفرداتها، والبحث عن تسويات في منتصف الطريق أو أقرب النقاط إليه. تلقي الخلافات السياسية بثقلها لدى مناقشة الملفات، لكن الخوف من العودة إلى الأزمات المالية الحادة والانهيارات الاقتصادية يلجم لغة المواجهة، ويقدم لغة الصفقة أو التسوية.

تكفي نظرة إلى المجتمعين في القاعة. بلدانهم تمثل نحو ثلثي سكان الكوكب، والنسبة نفسها من التجارة العالمية. في بلدانهم أقوى الاقتصادات، وأكبر الترسانات، وأكثر المختبرات تطوراً، وأفضل نظم التعليم، ولعل الأهم على الإطلاق أن بينهم من يقود هذه الثورة التكنولوجية الهائلة، وهذا التحول الرقمي المذهل. لهذا، لا يبدو غريباً إطلاق وصف نادي الأقوياء على هذه القمم الدورية المعنية أصلاً باستمرار النمو الاقتصادي، واستقطاب المزيد من الدول إلى قطار التقدم المتجه نحو المستقبل.

في أوساكا، لازمني شعور بأن القمة التي تعقد في اليابان أكثر أهمية من سابقتها التي عقدت في الأرجنتين العام الماضي. والأسباب كثيرة؛ إنها قمة تعقد في هذا العمق الآسيوي الذي يتكاثر الحديث عن أنه سيكون قريباً قلب العالم ومحرك تقدمه، مع كل ما يمكن أن يعنيه ذلك على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فانتقال الثقل الاقتصادي إلى هذا الجزء من العالم يشكل تغييراً كبيراً في ملامح العالم الوافد من الحرب العالمية الثانية، وكذلك من ركام الاتحاد السوفياتي. ثم إن القمة عقدت في وقت لاحت فيه نذر حرب تجارية بين أميركا والصين، وهي حرب يهدد اندلاعها بإمكان إطلاق حرب باردة جديدة على مستوى العالم، خصوصاً بعدما حرص فلاديمير بوتين على بلورة محور روسي - صيني بات يمكن تلمسه من الأزمات الإقليمية وصولاً إلى طاولة مجلس الأمن. ويذهب خبراء إلى القول إن الصين ستكون بالنسبة إلى الولايات المتحدة الاتحاد السوفياتي الجديد، مع فارق هائل يتمثل بأنها قاطرة هائلة، سكانياً واقتصادياً.

سرقت أوساكا الأضواء من كل المدن حين انعقد مجلس إدارة العالم على أرضها. أدار آبي الاجتماع ببراعة واضحة، خصوصاً حين أعطى الأولوية لإنعاش الحوار الأميركي - الصيني. نالت أوساكا حصتها وفرصتها. والآن، على الرياض أن تستعدَّ لموعدها الكبير.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي يهيب بالزعماء والمسؤولين ضبط جموح خطاباتهم وانفعالاتهم ووقف حملات الاستفزاز والشحن الطائفي والمذهبي

وطنية -الإثنين 01 تموز 2019

صدر عن المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بكركي البيان التالي:" اسف غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي للاحداث الدامية التي وقعت بالامس في الجبل شاجبا بشدة الاعتداء بالرصاص الذي كاد يودي بحياة وزير في الحكومة واسقط ضحيتين من مرافقيه، فأشعل نار الفتنة وعكر السلم القائم، وولّد الهلع بين النفوس والخوف في القلوب. يتقدم غبطته بالتعازي من اهالي الضحايا ومن ابناء طائفة الموحدين الدروز وبالدعاء الى الله بشفاء الجرحى وتهدئة الخواطر ويدعو الى تغليب لغة العقل والاحتكام الى الاصول القانونية والى القوى الامنية التي عليها تعقب الفاعلين والقبض عليهم فورا وتسليمهم الى القضاء. ويهيب البطريرك الراعي بالزعماء والمسؤولين السياسيين ضبط جنوح خطاباتهم وانفعالاتهم ووقف حملات الاستفزاز والشحن الطائفي والمذهبي والمخاطرة بارواح الناس، الامر الذي يعيق تقدم لبنان وازدهاره ويهدد الثقة به، وعليهم بالتالي احترام الرأي المختلف وحرية التعبير بشكل سلمي وحضاري والتعالي عن كل الاساءات من اي نوع كانت لأن الكبير هو الذي يغلب المصلحة الوطنية العليا على مصالحه الخاصة الضيقة. وختم غبطته بالتشديد على ان المصالحات الوطنية سواء في الجبل ام بين الاحزاب اللبنانية اصبحت امانة في اعناق الجميع وهي خط احمر لا يحق لاحد العبث بتجاوزه".

 

الراعي ترأس قداسا في سيدة العطايا ادما: من واجب الكهنة ألا ينجرفوا في أي لون سياسي أو حزبي ليستطيعوا المحافظة على دور الوسيط والمصلح

وطنية -الإثنين 01 تموز 2019

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أمس، قداسا في كاتدرائية سيدة العطايا - أدما، في مناسبة اليوبيل الكهنوتي الذهبي والفضي لعدد

من كهنة الأبرشية البطريركية المارونية في منطقة جونيه.

استهل القداس بكلمة ترحيب للمطران أنطوان نبيل العنداري، قال فيها: "كم يسرنا ويشرفنا أن نجتمع اليوم، تحت رعايتكم، يا صاحب الغبطة والنيافة، نجدد المواعيد والعهود، ونشهد أمام الله والكنيسة والذات أننا عائلة كهنوتية يجمعها حب المسيح وبنيان كنيسته".

وأضاف: "إن حضوركم معنا، في هذا الأحد المبارك، يا صاحب الغبطة، يزيد اليوبيل يوبيلا لما تحظى به منطقتنا في الأبرشية البطريركية من بركة أبوية ومحبة كهنوتية وعين ساهرة.

فهل نرحب بكم، وأنتم صاحب الدار؟ حسبنا أن نعرب لغبطتكم عن مشاعرنا البنوية وأنتم تضفون على احتفالنا بهاء على بهاء.

وإنا إذ نشكر لغبطتكم، من صميم القلب، إعتزازنا بترؤسكم هذا الإحتفال، والفرح يغمرنا بحلولكم بين أبنائكم، ندعو لكم بدوام الصحة والعافية. ونسأل الله أن يمدكم بالعمر الطويل، ويبقيكم لنا ذخرا، ويكلل جهادكم في خدمة الكنيسة والوطن، لإحقاق الحق وإزهاق الباطل".

وختم: "باسم جمبع ابنائكم في الابرشية التي ترعون، وباسم المحتفى بهم وذويهم، وباسم جميع الحاضرين والمشاركين معنا اليوم، نشكر لكم رعايتكم وحضوركم ولكم منا كل ولاء ومحبة وتقدير".

وشكر ايضا السفير البابوي والرسميين ولجنة اليوبيل التي "هيأت الاحتفال ونظمته"، سائلا الله ان "يكافئ جهودهم ويشملهم بنعمه الوافرة".

الراعي

وبعد الانجيل، القى البطريرك الراعي عظة قال فيها: "رأى يسوع الجموع مضنوكين ومطروحين مثل خراف لا راعي لها، فتحنن عليهم" (متى 9: 38-39).

1 - إختارنا الرب يسوع، نحن الأساقفة والكهنة، رعاة وفق قلبه، للنفوس التي افتداها واقتناها بدمه. فسلمنا محبته لها وحنانه، عاطفته وعنايته. من أجل هذه الغاية، سلمنا السلطان الكهنوتي الذي أعطي له، ككاهن أسمى، وهو سلطان الكرازة بالإنجيل والتعليم؛ وسلطان ممارسة الأسرار ونقل نعمتها لتقديس النفوس؛ وسلطان الرعاية والتدبير على قاعدة المحبة والوحدة.

وكما في زمانه، إذ يلقي اليوم نظرة على شعبنا المتعثر روحيا واقتصاديا واجتماعيا وإنمائيا وسياسيا "يراهم مضنوكين ومطروحين مثل خراف لا راعي لها، فيتحنن عليهم" (متى 9: 38-39). بهذا يدعونا لنرى ونتحنن ونعمل، مثلما دعا رسله الاثني عشر وأرسلهم، ولا سيما أن الكنيسة تحتفل اليوم بعيدهم.

2 - يسعدني وإخواني السادة المطارنة أن نلبي دعوة سيادة أخينا المطران أنطوان نبيل العنداري، لنحتفل معكم، أيها الكهنة الأحباء، بهذه الليتورجيا الإلهية، إحتفاء بيوبيلكم الكهنوتي: الفضي لبعض منكم والذهبي لبعض وما بعد الذهبي للبعض الآخر. 25 سنة و50 وأكثر وحتى 60 وما فوف من حياة كهنوتية نشكر الله معكم عليها: على النعم التي أفاضها عليكم، وعلى عائلاتكم والنفوس التي خدمتموها في مختلف رعايا هذه النيابة العزيزة، قد بدأتموها في عهد سيادة أخينا المطران شكرالله حرب، وعهد من سبقه من مطارنة، وواصلتموها مع سيادة أخينا المطران أنطوان نبيل العنداري، الذي نشكره على المبادرة بإحياء هذا الاحتفال باليوبيلي، في مناسبة عيد الرسل الاثني عشر.

3 - إننا، إذ نهنئكم من صميم القلب، نقدم هذه الذبيحة المقدسة معكم، إفخارستيا شكر لله وتسبيح وتمجيد، وليتورجيا التماس لتجديد نعمة الكهنوت بكل دفعها وغيرتها، وذبيحة استغفار عن كل الخطايا والأخطاء والنواقص التي لطخت نصاعة كهنوتكم.

أنتم اليوم تجددون وعدكم الكهنوتي وعهد الحب والأمانة للرب يسوع وللكنيسة، وقد جعلاكم "وكلاء أسرار الله" (1كور1:4)، ويحافظان على هذا العهد مع كل واحد منكم. إنه عهد معرفة أعمق للمسيح، ومحبة أكبر، وعهد التزام الرسالة الموكولة منه إلى الكنيسة ومنها إلى كل واحد منكم ومنا. ومعا أفرادا وجسما كهنوتيا حول الأسقف تحملون هذا الالتزام "كنزا في آنية من خزف"، متكلين، من أجل حمايته، على قدرة الله الفياضة لا على قدرتكم، كما كتب بولس الرسول إلى أهل كورنتوس (راجع 2كور4: 6-7).

4 - ولكوننا "وكلاء أسرار الله" (1كور1:4)، يدعونا الرب يسوع، ويدعوكم، ويدعو كل كاهن الى ان يكون "وكيلا أمينا حكيم" (لو42:12): يريده أمينا للمسيح سيده، وأمانة لتوزيع أسرار الله، وأمانة للجماعة الموكولة إلى عنايته، وهي "رعية المسيح التي اقتناها بدمه". ويريده حكيما في التصرف بعيدا من التسبب بأي شك، ووفقا لما تمليه عليه أنوار الروح القدس. فالحكمة هي أولى مواهبه السبع التي يحتاج إليها الإيمان لينير العقل، والعقل بدوره يوجه الإرادة والقلب.

5 - لقد خدمتم، أيها الكهنة اليوبيليون الأحباء، أسرار الله طيلة سنواتكم الكهنوتية. واليوبيل محطة لتجديد القوى الروحية والمعنوية، والانطلاق بدفع جديد من الروح عينه الذي أطلقكم يوم رسامتكم الكهنوتية.

ائتمنتم على خدمة المائدتين: مائدة كلمة الله، ومائدة جسد الرب ودمه. هما مائدة واحدة: المسيح نفسه هو الكلمة التي نحتفل بها ذبيحة فداء، بواسطة الخبز والخمر والمحولين جوهريا إلى جسده ودمه، ونتناولها خبزا سماويا لحياة نفوسنا. لكن هذه المائدة المزدوجة في حاجة إلى عناية خاصة ومتقنة وورعة من أجل حسن تهيئتها والدعوة إليها وتوزيع نعمها. غير أنها مائدة الكاهن نفسه اليومية. أجل اليومية، لكي منها يغتذي، ويستمد روحانيته، وخدمته القربانية المعطاءة والمضحية والباذلة وإلا جف روحيا واعتمد مسلكا آخر ونهجا آخر.

6 - وائتمنا على خدمة المصالحة مع الله وبين الناس، وجعلنا المسيح سفراءه للمصالحة (2كور5: 18و20). إنها خدمة أساسية في رسالتنا الكهنوتية إذ ليس أجمل وأسعد من سلام الضمائر. لكن هذه الخدمة تصطدم بثلاث عقبات: الأولى، فقدان الحس بالخطيئة وبمفهومها عموما، والثانية، إنهماكنا في العديد من المسؤوليات على حساب هذه المسؤولية الأساسية، ما جعل المؤمنين يشعرون بقلة جديتها، والثالثة، الخلافات والنزاعات القائمة بين الناس والمستعصية على أي محاولة للمصالحة الروحية أولا مع الله على المستوى العمودي، وتاليا بين الناس على المستوى الافقي، سواء في العائلة بين الزوجين أم في المجتمع الأوسع.

ولئن كانت الخلافات السياسية ولدت إنشطارا اجتماعيا بين الناس، يبقى من واجب الكهنة ألا ينجرفوا في أي لون سياسي أو حزبي، ليستطيعوا المحافظة على دور الوسيط والمصلح.

7 - ولا ننسى أننا مؤتمنون على خدمة المحبة الاجتماعية تجاه الفقراء والمعوزين والمرضى، ما يقتضي تنظيم هذه الخدمة في رعايانا، أولا، ثم بالتعاون مع المؤسسات، انطلاقا من دعمها. ولا ننسى أن الكرازة (Kerygma) تؤدي إلى الليتورجيا، وهذه إلى الدياكونيا (أي خدمة المحبة). فلا فصل بين هذه الثلاث التي تشكل جوهر رسالتنا الكهنوتية. فالكرازة من دون الليتورجيا تفقد كل قيمتها والليتورجيا من دون خدمة المحبة تفقد قيمتها ايضا.

8 - اليوم، في هذا الاحتفال اليوبيلي نشكر المسيح الرب، الكاهن الأزلي، على اختيارنا مشاركين في كهنوته ورسالته. ونلتمس منه نعمة الأمانة لهما، رافعين معا نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وبعد القداس، القى المونسنيور يوحنا-مارون عواد كلمة شكر باسم الكهنة المحتفى بهم الذين تسلموا في الختام البركة الرسولية من البطريرك الراعي.

 

الحريري استقبل رئيس الوزراء الايطالي السابق وبدورة والمقدم داليما :اكدت التزام ايطاليا تجاه السلام في المنطقة

وطنية -الإثنين 01 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في السراي الحكومي رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماسيمو داليما الذي قال على الأثر: "أنا سعيد جدا لأن أزور لبنان مجددا، وأذكر تماما لقائي الذي كنت قد عقدته قبل سنوات في هذا القصر تحديدا مع الرئيس فؤاد السنيورة يومها، خلال الصراع الذي حصل مع إسرائيل. وحينها التقيت أيضا الرئيس الحريري، ولكن في بيته، كزعيم سياسي". وأضاف: "أكدت على التزام إيطاليا تجاه السلام وتضامننا الطويل وتعاوننا مع لبنان، كما بحثنا في سبل تعزيز العلاقات بين بلدينا، ولا سيما من أجل السلام، في هذه المنطقة الصعبة للغاية، ولدعم السلام في سوريا، وإعادة إحياء الأمل في الدولة الفلسطينية، وبالتعايش بشكل عام، من أجل استقرار المنطقة".

السفير بدورة

كما استقبل الرئيس الحريري مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير سليم بدورة وزوده بالتوجيهات اللازمة.

النقيب المقدم

والتقى الرئيس الحريري نقيب المحامين السابق فهد المقدم.

 

الحريري استقبل أبو فاعور والقناعي وترأس اجتماعا للنقل البري وأصدر تعميما إلى الإدارات بشأن تجديد عقود المتعاقدين

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر اليوم، في السراي الحكومي، وزير الصناعة وائل أبو فاعور، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري وعرض معه التطورات السياسية الراهنة والأوضاع العامة.

السفير الكويتي

وكان الرئيس الحريري استقبل السفير الكويتي عبد العال القناعي وتناول البحث معه العلاقات الثنائية وسبل تطويرها.

اجتماع النقل البري

ثم ترأس الرئيس الحريري اجتماعا ضم وزراء: المال علي حسن خليل، الداخلية والبلديات ريا الحسن، والأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل النيابية النائب نزيه نجم، رئيس اتحادات النقل البري في لبنان بسام طليس على رأس وفد من الاتحادات.

بعد اللقاء، قال طليس: "تشرفنا بلقاء الرئيس الحريري للبحث في موضوع من شقين: الأول له علاقة باللوحات العمومية والحديث عن وضع لوحات عمومية بالتداول لكل الفئات، والثاني يتعلق بالمعاينة الميكانيكية وخطة النقل وبعض الأمور الأخرى التفصيلية".

أضاف: "في الموضوع الأساسي المتعلق باللوحات العمومية، كنا أجمعنا في اجتماعاتنا التي عقدناها بعيدا عن الإعلام، وآخرها اليوم في مقر الاتحاد العمالي العام، أننا نريد إيجاد حل يوفق بين القانون والظرف الاجتماعي للمواطنين. فبعد الإحصايات الميدانية، تبين أن هناك كما كبيرا من اللوحات العمومية المزورة التي تسير على الطرق، إن كان في الشاحنات أو الصهاريج أو الفانات أو السيارات السياحية، وهي للأسف أرقام خيالية. لا نعرف سبب عدم القيام بإجراءات، لكن طالما أن الكلام جدي عن وضع لوحات جديدة في التداول، وأن الحكومة طرحت في مشروع قانون الموازنة ما تبقى من لوحات أقرت في التسعينيات، ونحن من جهتنا، ارتأينا أن نضع حلا شاملا، وبالتالي، توافقنا مع الرئيس الحريري على الأرقام الآتية:

في ما يتعلق بالشاحنات، سنزيد 6500 لوحة شاحنة، ونكون بذلك حللنا أزمة كل الشاحنات غير المسجلة رسميا وليست لديها لوحات عمومية، في كل المحافظات اللبنانية، حتى لمن تم خداعهم بعنوان النقل الخارجي وغيره سابقا. في ما يتعلق بالصهاريج، هناك في لبنان حوالى 1600 صهريج. ولهذه الصهاريج خصوصية، واتفقنا مع الرئيس الحريري والوزراء المعنيين على فصل لوحة الصهريج عن لوحات الشاحنات، وزدنا 500 لوحة لكفاية السوق اللبناني في كل المناطق. أما في ما يتعلق بالميني باص أو الفانات، فمعروف أن هناك 4000 لوحة ميني باص قانونية، فيما هناك على الأرض أكثر من 19 ألف فان عمومي يعمل على كل الأراضي اللبنانية، بما فيها بيروت الإدارية. تم الاتفاق على اقتراح حل، فتضع الدولة في التداول 15 ألف لوحة فان عمومية.  وفي ما يتعلق بالسيارات السياحية، فهناك أكثر من 22 أو 23 ألف لوحة سياحية عمومية مزورة، غير تلك النظامية. وتم الاتفاق أيضا على الوضع في التداول ل15 ألف لوحة عمومية". أضاف: "هناك شروط تم الاتفاق عليها أيضا، وأولها ألا تمس هذه اللوحات في أسعارها حق صاحب اللوحة العادية. فعلى سبيل المثال، إن كان ثمن اللوحة 10 ملايين ليرة، فلن نقبل كنقابات بأن يتم تسعيرها من قبل الدولة ب3 ملايين، لأن ذلك يصيب أصحاب الحق بملكيتهم الخاصة. كما أن هذه اللوحات الجديدة التي ستطرح في السوق ستتساوى مع غيرها من اللوحات القديمة في الحقوق والواجبات والرسوم والضمان الاجتماعي وغيرها. كما أن هناك طريقتين لدفع ثمن اللوحة نقدا وبالتقسيط. وبطريقة التقسيط، يدفع المواطن 25 في المئة كدفعة أولى ويتم تقسيط الباقي على مدة ثلاث سنوات بفائدة قليلة جدا، وتكون علاقته بوزارة المالية وليس المصارف". وتابع: "كذلك، كان لدينا شرط أن يتم حصر الفترة الزمنية للاستفادة من هذا القانون، الذي يفترض أن يترافق مع قانون الموازنة، بسنة واحدة محددة، وعدم ترك الأمور سائبة. أستطيع أن أقول من منبر السراي الحكومي، إنه شرف كبير لنا كنقابات واتحادات النقل البري، في ظل هذه الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها البلد، أن يكون لقطاع النقل البري دور في المساهمة بتغذية الخزينة اللبنانية بالحد الأدنى ب1500 مليار ليرة لبنانية أي مليار دولار. والتزم الرئيس الحريري والوزراء المعنيون أنه بمجرد الانتهاء من هذا الموضوع، أي بعد سنة، تضرب الدولة اللبنانية بأجهزتها بيد من حديد، فحينها لن يكون هناك مبرر اجتماعي أو قانوني، لبقاء الفلتان في هذا الموضوع". وأردف: "كذلك، بحثنا في موضوع النقل الخارجي والسيارات المبردة، وكنا اتجهنا لإجراء اعتصام عند الحدود اللبنانية - السورية في المصنع، كرسالة للاجراءات التي تتخذ على الحدود الأردنية - السورية مع السائقين اللبنانيين، ولكن بعد اتصالات أجريت معنا، أعطينا فرصة عشرة أيام لانتهاء هذه الاتصالات وحل الأزمة، وإن لم يتم حل الأزمة نعود إلى الاعتصام. هذا إضافة إلى مشكلة الحصول على تأشيرات دخول السائقين العموميين اللبنانيين إلى المملكة العربية السعودية، وقد تعهد الرئيس الحريري بمعالجة هذا الموضوع". وقال: "كذلك، بحثنا في موضوع المعاينة الميكانيكية، والتزم الرئيس الحريري أن ترفع الوزيرة الحسن سريعا الاقتراحات اللازمة في هذا المجال، لكي ننتهي من هذا الملف، ولكي لا يبقى "لا معلق ولا مطلق"، فالدولة اللبنانية تفرض اليوم على المواطن إجراء معاينة ميكانيكية، في حين أن الشركة المولجة القيام بهذه المعاينة من دون مسوغ قانوني منذ 1 تموز 2015. واقترحنا أن يتم التمديد للشركة العاملة حاليا لكي تتم تغطية عملها والأموال التي تتقاضاها الدولة اللبنانية منها، وريثما يتم تنظيم كل الأمور اللازمة. فهل يعقل أن تشارك الدولة جهة غير قانونية؟". وختم طليس: "على صعيد خطة النقل التي وضعت منذ 7 سنوات والموجودة في رئاسة الوزراء، أكد الوزير فنيانوس أنها وزعت على الوزراء، ويفترض أن تقر. ووعد الرئيس الحريري بوضعها سريعا جدا على جدول أعمال مجلس الوزراء لإقرارها، فهناك أمور بحاجة إلى قرار من مجلس الوزراء أو من الوزير أو تحتاج إلى قانون".

شركة "أنغامي"

واستقبل الرئيس الحريري وفدا من شركة "أنغامي"، ضم: إيلي حبيب، أدي مارون وداني دويك.

تعميم

من ناحية ثانية، أصدر الرئيس الحريري تعميما إلى كل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات واتحادات البلديات بشأن تجديد عقود المتعاقدين أو تمديدها، جاء فيه: "تعمد بعض الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات واتحادات البلديات الى التعاقد مع بعض الأشخاص للقيام بأعمال معينة تتطلب معارف أو مؤهلات خاصة، وذلك بموجب عقود يحدد تاريخ بدايتها وانتهاء مدتها. وعملا بالمرسوم الاشتراعي رقم 112 تاريخ 12/6/1959 (نظام الموظفين) الذي يسمح للوزير بأن يتعاقد مع لبنانيين أو أجانب لمدة محددة (المادة 87)، فإن تلك العقود لا تجدد ضمنيا (المادة 88)، وإن مجلس الوزراء يعمد الى الموافقة على تمديد العمل بالملاكات الموقتة وتعيين الموظفين الموقتين واستخدام الاجراء والمتعاقدين والمتعاملين بموجب قرارات تصدر بتاريخ سابق لإنتهاء حلول آجال هذه العقود وتبلغ الى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات الآيلة إلى تحضير تمديد هذه العقود، الا ان العديد من هذه الجهات يتلكأ عن تنفيذ هذا الموجب ويتأخر في اتخاذ الإجراءات الواجبة لجهة تمديد أو تجديد هذه العقود فور إنتهاء آجالها، ما يصبح معه لزاما عرضها على مجلس الوزراء للموافقة على التجديد او التمديد على سبيل التسوية. لذلك، يطلب إلى جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات وإتحاداتها الالتزام بتطبيق احكام المادة /88/ من المرسوم الاشتراعي رقم 112 تاريخ 12/6/1959 (نظام الموظفين) إذا ما قررت تجديد عقود المتعاقدين فيها او تمديدها".

 

الكتائب: مصالحة الجبل خط أحمر وسياسات السلطة اسقطت هيبة الدولة

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

ترأس رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، الاجتماع الاسبوعي للمكتب السياسي، وجرى في خلاله البحث في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة. وفي نهاية الاجتماع، دان الحزب في بيان، "الأحداث الدموية الاليمة في الجبل، جراء سياسات هذه السلطة التي أسقطت هيبة الدولة وجرت البلاد الى فتنة هددت الأمن والاستقرار ودمرت الاقتصاد وضربت الاستثمار وهجرت اللبنانيين"، محملا "السلطة مسؤولية ما آلت اليه الامور في البلاد". وحذر من ان "الوضع شارف على الانفجار الأمني والاجتماعي والاقتصادي والمالي، ولم يعد يحتمل أنانية هذه السلطة وقصر نظرها وانهماكها في مصالحها الضيقة، من دون ان تدرك خطورة ما ترتكب في حق الوطن والمواطن". وإذ اشار الحزب الى أن "التسوية السيئة الذكر والنتائج، كان لا بد لها ان تقع في المحظور، وقد وقعت، ولم يعد ينفع التباكي او التذاكي او التبرير او التهويل"، اكد إلتزامه ب "مصالحة الجبل وهي خط أحمر، والتمسك بمنطق الدولة لا المزرعة، الدولة القادرة والعادلة، الحاضنة للجميع، وإحترام الدستور والقانون، وعدم الاستقواء بالسلاح غير الشرعي، أو استعارة فائض القوة للتمترس خلفه".

 

جنبلاط التقى أمير الكويت ورئيس وزرائها ومسؤولين

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، يرافقه وفد ضم: وزير الصناعة وائل أبو فاعور، الوزير السابق غازي العريضي، عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن، ونائب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي للشؤون الخارجية دريد ياغي.

وتم البحث في العلاقات الثنائية بين لبنان والكويت. كما تم عرض للتطورات العربية والإقليمية والتحديات التي تواجه العالم العربي والمنطقة. والتقى جنبلاط أيضا رئيس الحكومة الكويتية الشيخ جابر المبارك الصباح، بحضور وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير الديوان محمد أبو الحسن.

كما التقى جنبلاط والوفد المرافق رئيس الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية عبد اللطيف الحمد.

 

حركة الأرض: الاختلاف السياسي حق لكن قطع الطرق مدان وإطلاق النار جريمة

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

صدر عن "حركة الأرض" البيان الآتي: "لا يمكن أن نكتفي بإدانة ما حصل في منطقة عاليه، فالاختلاف السياسي حق، لكن قطع الطرق مدان وإطلاق النار جريمة أدت إلى سقوط ضحايا. أدعو الدولة إلى حسم أمرها قضائيا وأمنيا بضبط الأمن بحزم وبتوقيف المرتكبين من دون تساهل، حفاظا على وحدة الجبل وتعدديته، ومنعا لانزلاق البلد نحو الاسوأ. كما ندعو الجميع إلى ضبط النفس واعتماد لغة العقل والوحدة لنحمي وحدتنا الوطنيه لان وطننا يتسع للجميع. كما لا يجوز طلب فيزا لزيارة الجبل ولأي منطقة لبنانية".

 

رئيس الجمهورية دشن مشروع واحة الحياة للروم الكاثوليك في الاشرفية العبسي: نحن في مكان حيث للانسان والحياة قيمة مطلقة لا يمس بها

وطنية - الإثنين 01 تموز 2019

دشن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عند السادسة مساء اليوم، في الاشرفية، مشروع "واحة الحياة" Oasis De Vie الذي لا يبتغي الربح، والمخصص للبنانيين المرضى والمسنين والمصابين بمرض "الزهايمر"، بعد سبع سنوات من وضع حجر الاساس له من قبل الجمعية الخيرية للروم الكاثوليك في بيروت. وبلغت كلفة المشروع 25 مليون دولار، ويضم 92 غرفة و131 سريرا، اضافة الى ناد يومي للمسنين وذوي الإحتياجات الخاصة يقع في الطابق السابع، يسمح لهم بقضاء يوم كامل بظل وإشراف متواصل.

وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله الى المركز، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، مطران بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني، محافظ بيروت زياد شبيب، رئيس الجمعية الخيرية للروم الكاثوليك في بيروت السيد روجيه نسناس، والرئيس التنفيذي لـ"واحة الحياة" السيد ظافر شاوي. وعلى مدخل المركز، ازاح الرئيس عون الستار عن لوحة تذكارية كتب عليها: " برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ومباركة صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي، دشنت الجمعية الخيرية للروم الكاثوليك في بيروت وضواحيها، واحة الحياة Oasis de Vie. الاول من تموز 2019". ثم جال الرئيس عون يرافقه وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ومستقبليه في ارجاء المركز، وعاين ما يقدمه من متابعة واهتمام بالمسنين والمرضى في اجنحته، التي تضم ايضا بعض الاجهزة الطبية الضرورية لصحة المتواجدين فيه.

وقائع الاحتفال

وبعدها، انتقل الجميع الى الطابق السابع في المركز، حيث اقيم احتفال بحضور نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، رئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني، وزير العمل منصور بطيش، وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، عدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، نقباء المهن الحرة، رؤساء جامعات، مسؤولي جمعيات اجتماعية وانسانية، عدد من رجال الدين، وضباط من مختلف الاجهزة الامنية، وشخصيات اجتماعية.

منسى

بداية، النشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة لعريف الحفل امين سر الجمعية الخيرية الاستاذ كميل منسى، رحب فيها برئيس الجمهورية وعرض لابرز ما يقدمه المشروع. واشاد "بحرص الرئيس عون على اعادة لبنان واحة حياة وعلم وامان وسلام وحرية"، مشددا على ان "ثمرة جهودكم بأت تظهر رغم المعوقات السياسية الداخلية والتعقيدات الاقليمية، وتبشر بمستقبل نحلم ان يكون افضل".

نسناس

ثم كانت كلمة لنسناس، قال فيها: "فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، غبطة البطريرك يوسف العبسي الكلي الطوبى، اصحاب الدولة والمعالي والسيادة والسعادة، حضرة رؤساء واعضاء الهيئات والجمعيات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والمهن الحرة.

انه لشرف للجمعية الخيرية للروم الكاثوليك ان ترعوا احتفالها بإطلاق " واحة الحياة"، في الوطن الذي اردتموه وطن الحياة، والذي تقودون مسيرته الى الاصلاح والتجدد، وقد ناديتم دوما بمشاركة المجتمع المدني في ورشة النهوض. شكرا جزيلا لحضوركم اليوم، والذي يعكس مدى اهتمامكم ودعمكم للقضايا الاجتماعية والانسانية. والشكر لغبطة ابينا البطريرك يوسف عبسي الكلي الطوبى، الساهر على رعاية الطائفة بروح الالفة والمحبة، والساعي الى توطيد الوحدة بين اللبنانيين جميعا، ولأصحاب المعالي، ولأصحاب السعادة وكبار المسؤولين، وللسادة المطارنة الأجلاء الذين تعاقبوا على ابرشية بيروت وجبيل وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك، وباركوا عملنا في اعداد وتنفيذ هذا المركز: سيادة المطران جورج بقعوني، سيادة المطران كيرللس بسترس، سيادة المطران يوسف كلاس، المثلث الرحمة سيادة المطران حبيب باشا، والشكر لكل الأحباء والاصدقاء الحاضرين الكرام".

اضاف: فخامة الرئيس، قبل ثلاثة عقود قدمت المرحومة السيدة ماري افتيموس هبه وزوجها المرحوم النقيب نمر هبه هذا العقار وقسما اساسيا من كافة عناصره، من اجل اقامة مركز للمسنين. براحة ضمير اقول لها اليوم امامكم " وصيتك نفذت". نفذت ايضا بفضل المتبرعين والمحسنين، منوها بورثة المرحوم باسيل يارد وبالسيد الياس شكور وعقيلته، والسيد ظافر شاوي، لإسهامهم في بناء هذا الصرح، وعائلة المرحوم انطوان مكتف لتشييد كنيسة المركز. والجمعية تتوجه بتحية التقدير الى كل من ساعدها، لا سيما دولة الرئيس غسان حاصباني ومعالي الاستاذ سليم جريصاتي ومعالي الاستاذ ميشال فرعون وسعادة المحافظ زياد شبيب، مع سائر المسؤولين لاستكمال الاعدادات الادارية لهذا المشروع. ومن حق الجمعية علي ان اتوجه الى كل فرد فيها بأحر الامتنان بدءا من رئيس مشروع "واحة الحياة" صديقي الاستاذ ظافر الشاوي. لقد كنا فريق عمل رائعا عملنا جميعا ومعا يدا بيد غير مبالين بالصعوبات وبالتحديات".

وتابع: "فخامة الرئيس، اني اعتز بعطاءات طائفتي للبنان: فتراثنا نابض بالإيمان وبالتنوير، بمقدار ما هو نابض في خدمة الوطن كل الوطن. واهلنا نذروا انفسهم للبناء وللانماء. ويتجلى ذلك في شعار جمعيتنا "احبب قريبك كنفسك. تأسست الجمعية الخيرية سنة 1883 وتعاقب عليها عدة رؤساء واعضاء مشكورين ونحن اليوم كملنا ونكمل المسيرة. وفي الجمعية مستوصف يستقبل المرضى، ومركز يومي للمسنين يقدم لهم الطعام والترفيه. ومن هنا اتت فكرة انشاء مركز نقاهة للمسنين والمرضى. في العام 2012 وضعنا حجر الاساس، ونحن اليوم برعايتكم فخامة الرئيس نفتتح هذا المركز، لكل اللبنانيين مرضى ومسنين، بعد سبع سنوات من الجهد والمثابرة ، ومن دعم الاحباء والاصدقاء، ها هو " واحة الحياة" مبادرة من طائفة الروم الكاثوليك الملكيين الى كل اللبنانيين. انه ثمرة التضامن، انه رمز التعاضد في وطن التلاقي. وهو يجسد ارادتنا في تطوير مبدأ الاحسان لكي يأخذ بعد العمل المؤسسي. فيه يرتقي مفهوم الصدقة الى رابط الصداقة".

وختم: "فخامة الرئيس، "واحة الحياة" هو اكثر من مركز رعائي متخصص، انه مدماك في ورشة النهوض الانمائي الشامل التي تسعون الى ارساء دعائمها، بل هو يأتي علامة مضيئة وسط التحديات الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، فنحن ما تعودنا ان نشكو، بل تعودنا ان نبادر".

شاوي

ثم القى شاوي كلمة قال فيها: "إن هذا اليوم هو ، دون أدنى شك ، من أجمل أيام حياتي. وقد أخذ الوصول إليه الكثير الكثير من الجهد والصبر. وقد كان في الأساس حلما، وإذا به يصبح اليوم حقيقة. لقد أسهب السيد روجيه نسناس في سرد تاريخ الجمعية الخيرية وما قامت به خلال السنوات الغابرة، توصلا إلى تحقيق هذا المشروع، وهو أكبر مشروع تقوم به الجمعية المذكورة لغاية تاريخه. لن أطيل عليكم الكلام ، بل سأكتفي بإعطاء المعلومات الخاصة بمشروع "واحة الحياة" والتي يمكن تلخيصها بما يلي:

تم إخلاء المأجور بالتراضي مع جميع المستأجرين. تم هدم الأبنية القديمة وضم العقارات إلى بعضها تمكينا لنا من زيادة عامل الإستثمار. تم الحصول على رخصة الهدم عام 2012. تم اضافة مركز رعائي إستشفائي متخصص الى المشروع علاوة على كونه مأوى وقد أصبح نتيجة لذلك يقدم الخدمات التالية:

- رعاية المرضى في المرحلة الأخيرة من حياتهم.

- رعاية المصابيين بمرض الألزهايمر.

- الرعاية الملطفة (Palliative Care)

- رعاية المرضى المصابين بأمراض دون الحادة والمتوسطة الحدة.

- العناية بكبار السن والرعاية الإجتماعية.

- ناد يومي للمسنين وذوي الإحتياجات الخاصة يقع في الطابق السابع ويتمكنون من خلاله قضاء يوم كامل بظل وإشراف متواصل.

- مركز للعلاج الفيزيائي يقع في الطابق الاول. إن مساحة العقارات التي تم ضمها بلغت / 1100/ متر مربع، جرى استثمارها بشكل كامل، حيث بنيت عليها ستة طوابق سفلية وتسع طوابق علوية.

- عدد الغرف 92 - عدد الأسرة 131 - المساحة المبنية 16,000 متر مربع تقريبا - كلفة المشروع 25 مليون دولار".

أضاف: "إن مالكة المشروع هي الجمعية الخيرية لطائفة الروم الكاثوليك في بيروت وضواحيها، وهو لا يبتغي الربح، فالربح، في حال تحققه، يحول إلى الجمعية الخيرية. أما في حال وجود خسارة، لا سمح الله، فتغطى من قبل الجمعية الخيرية. لقد خصصنا عددا من الغرف لذوي الدخل المحدود، تتم دراسة وضعهم من قبل فريق مختص في الجمعية الخيرية يقرر دعم كلفة إقامتهم، أكان كليا أو جزئيا".

وختم: "لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر من فخامة رئيس الجمهورية ومن جميع الحاضرين لمشاركتنا في هذا اليوم السعيد. كما أشكر زملائي في الجمعية الخيرية، لدعمهم الكلي، كما ولمديرة المشروع، لما بذلته من جهد ومثابرة، طالبا من الجميع دعم مؤسستنا أكان ماديا و/أو معنويا، سائلين الله عز وجل أن يوفقنا جميعا في زرع البسمة في قلوب الأخرين".

العبسي

وبعد فيلم وثائقي قصير عن المشروع وأهم المراحل التي مر بها قبل تدشينه رسميا اليوم، تحدث البطريرك العبسي فقال: "نحتفل اليوم بتدشين واحة الحياة، هذا الصرح الاجتماعي الخيري الفريد الذي أنشأته الجمعية الخيرية في أبرشية بيروت للروم الملكيين الكاثوليك بطموح كبير ورؤية بعيدة وتعب لا يكل وصبر لا يستسلم، ولكن خصوصا بمحبة فائقة وغيرة نارية وتضحية فرحة. نفتتح اليوم هذه الواحة، التي ما كانت لتكون لولا أولئك الذين وهبوا الأرض، وأولئك الذين أحسنوا بمالهم، وأولئك الذين أعطوا من وقتهم وتعبهم وتفكيرهم، لولا هؤلاء كلهم الذين كانوا مقتنعين بما يعملون لأنهم يؤمنون بالرب يسوع المسيح، بذاك الذي أعلن قدسية الإنسان والحياة ودعا إلى احترامهما في كل مراحلهما. نحن هنا اليوم في مكان، حيث للانسان والحياة قيمة مطلقة لا يمس بها".

أضاف: "ليس عن عبث أن سمي هذا الصرح ب"واحة الحياة"، فواحة الحياة بإزاء الصحارى التي يسيطر عليها الموت، فيقتل الإنسان وتهدر القيم بسبب الأنانية والمصلحة الخاصة والمادية والاستهلاكية. وكم من أناس هم اليوم في مثل هذه الصحارى تائهون يتطلعون إلى واحة يلجأون إليها، يبحثون عن يد تقودهم إليها وعن وجه باسم حنون يستقبلهم فيها. وهذه الواحة التي نحن واقفون فيها هي من تلك الواحات الجميلة التي أراد بناتها أن يجد النزلاء فيها الراحة والطمأنية بحيث يشعرون بأنهم ليسوا هنا، كما في معبر إلى الظلمة والموت، ليسوا على أبواب الجحيم، بل في الطريق إلى النور والحياة".

وتابع: "واحة الحياة، بما صمم لها أن تكون، تدل على تطور العمل الخيري والاجتماعي في كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية، وفي كنيستنا التي في بيروت بنوع خاص. لم يعد هذا العمل يقتصر على حسنة من هنا أو خدمة من هناك أو مساعدة من هنالك، بل انتقل إلى مرحلة العمل الإنساني المتكامل المتعدد الوجوه ليلبي الحاجات الاجتماعية العصرية المتنوعة التي هي أكثر من دار للأيتام أو دار للعجزة أو جمعية خيرية بالمفهوم التقليدي".

وأردف: "واحة الحياة هي حقا رؤية جديدة ونقلة نوعية تستحق الثناء والتشجيع، وتدعو في الوقت عينه الذين يهتمون بهذا الشأن في كنيستنا إلى التفكير في كيف يطورون هم أيضا عملهم الإنساني بما يلائم الحاجات المعاصرة. في كلام القديس بولس عن المواهب المتنوعة التي ينعم الله بها على كل واحد منا كيف يستثمر موهبته يقول لأهل رومية: "فليلازم المتصدق سلامة النية والمدبر الاجتهاد والراحم البشاشة" (روم 12: 8). الصدقة والتدبير والرحمة مع سلامة النية والاجتهاد والبشاشة. هذه هي الصفات التي رافقت مشروع "واحة الحياة" عند القائمين عليه منذ انطلاقته إلى إنجازه. وهل بعد من عجب إن رأيتهم يتكلمون عن "واحة الحياة" كلامهم عن بيتهم وعائلتهم وعملهم باعتزاز، وخصوصا ببشاشة تنم عن رضى داخلي وفرح داخلي كأنهم حصلوا على منية حياتهم. هؤلاء هم حياة هذه الواحة. "واحة الحياة" ما كانت لتكون لو لم يكونوا هم ولن تكون في المستقبل إن لم يكن فيها أمثالهم. من أجل ذلك علينا نحن أن نربي أولادنا على ما تربينا عليه حتى تستمر كنيستنا كما عرفت وبما عرفت أن تكون، بل أكثر. كنيستنا مسؤوليتنا جميعا".

وقال: "إن تخصيص كنيسة في هذا الصرح للصلاة يطمئن، إذ يدل على أن لله مطرحا، يدل على ثقتنا بالله الذي لن يتركنا، بل سوف يسهر علينا ويعتني بنا، يلبسنا كما يلبس زنابق الحقل، ويرزقنا كما يرزق طير السماء على ما علمنا الرب يسوع. ثقتنا بالله هي ضمانة لهذا المشروع. أرجو ألا يغيب الله عنه، كما غاب عن مؤسسات مشابهة كثيرة في الغرب، فغاب معه وجهها الإنساني، إلا أن حديثنا عن "واحة الحياة" المؤسسة الخيرية الطليعية بتكاملها الخدماتي لا يمنع من أن نقول هنا كلمة حق، وهي أن في كنيستنا واحات أخرى، مؤسسات إنسانية كثيرة متنوعة قدمت وما زالت تقدم خدمات جلى ثمينة تدل على محبة الكنيسة، ومن خلالها على محبة السيد المسيح للناس المحتاجين. لهذه الواحات أيضا كل التقدير والشكر والتشجيع والدعاء بأن يكافئهم الرب الإله وبأن يبارك عمل أيديهم وأن ينميه ويجعل ثماره كثيرة. هذا يزيدنا قناعة ويحثنا على توجيه الاهتمام أكثر فأكثر بالناس الأكثر حاجة، على مثال السيد المسيح".

أضاف: "باسمكم جميعا، باسم الذين سوف يردون هذه الواحة، باسم الكنيسة، باسمي الشخصي أشكر وأهنئ - شكر وتهنئة مقرونان بالصلاة - أخي سيادة المطران يوسف الكلاس الذي أطلق المشروع ورافقه، وأخي سيادة المطران كيرلس سليم بسترس الذي تابعه من بعده، وأخي سيادة المطران جورج بقعوني الذي سوف يتابع. أشكر وأهنئ الجمعية الخيرية البيروتية ورئيسها السيد روجيه نسناس ومعاونيه. أشكر وأهنئ اللجنة التي أشرفت على العمل من كل جوانبه منذ البداية إلى هذا اليوم، وربما إلى ما بعد اليوم. أشكر وأهنئ جميع الذين شاركوا في إنشاء هذه الواحة على تنوع مشاركاتهم. أشكر وأهنئ المحسنين وأصلي من أجل الذين انتقلوا منهم إلى الملكوت السماوي، لا سيما الراحل باسيل يارد والراحلة ماري هبي. أسأل الله تعالى أن يبارك عليهم وعلى عيالهم وأن يعوض عليهم أضعافا. إنهم من أبناء عائلاتنا الروم الكاثوليك الذين عرفوا خلال تاريخ كنيستنا كله بقربهم من الكنيسة وغيرتهم عليها وحنوهم على المعوزين والمهمشين والضعيفين والناس الأكثر هشاشة. العطاء والتضامن والتكافل جزء من كيان كنيستنا وتاريخها، كان وسوف يبقى، فالشكر لله".

وختم: "إذا ما نحن تكلمنا اليوم عن "واحة الحياة"، فإننا لا ننسى أن لبنان كله هو واحة الحياة الكبيرة لأبنائه أولا ولكل من يقصده ثانيا. هذه هي رسالة لبنان أو بالحري هذا هو لبنان الرسالة التي تكلم عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني ونتحدث عنها ونتغنى بها. وهذا هو لبنان، الذي يتكلم عنه ويدعو إليه فخامة الرئيس ميشال عون، بلد تتعانق فيه الأديان وتتلاقى الثقافات وترتفع الحوارات، بلد شعاره الحياة، عملا بقول السيد المسيح: "إنما أنا أتيت لتكون لهم الحياة، والحياة بوفرة". مبروك وإلى مشاريع أخرى".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  01 و02 تموز/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

تعليقاً على تصريح النائب محمود قماطي من دارة النائب أرسلان: في حال كان حزب الله ضد الميليشيات، وضد المناطق المغلقة، ومع القانون والقضاء، فليسلم سلاحه، ويفكك دويلاته، ويتبرأ من إيرانيته ويعود لحضن الدولة الشرعي

الياس بجاني/02 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76268/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d8%b5/

 

الياس بجاني: حمى الله الجبل وأهله من الفتنة ومن المفتنين/جردة مفصلة لكل ما نشر أمس حول احداث الجبل  الدامية من تقارير وبيانات ومواقف

01 تموز/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76252/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d9%84-%d9%88%d8%a3%d9%87%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81/

 

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for July 02/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76280/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-july-02-2019/

 

حزب الله ورقة إيرانية تفقد جدواها الإقليمية

علي الأمين/العرب/02 حزيران/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76284/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

ورقة حزب الله تفقد أهميتها تدريجيا في حسابات الرد الإيراني على الحرب الأميركية الاقتصادية والمالية، ففي هذه الحرب تحتاج طهران إلى كسر الحصار بالمزيد من حماية ما تبقى لها من علاقات دولية وليس المغامرة بها.

 

من "الثنائيات" إلى " الأحادية"! ... استنساخ تجربة "الثنائية الشيعية": نموذج في فنِّ التطويع والاستتباع

علي الأمين/نداء الوطن/01 تموز 2019

استنساخ تجربة "الثنائية الشيعية": نموذج في فنِّ التطويع والاستتباع

http://eliasbejjaninews.com/archives/76263/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

 

 Analysis /Alleged Israeli Strike in Syria Hit Advanced Iranian Weapons Supply Headed for Hezbollah
عاموس هاريل/هآرتس: الضربات الإسرائيلية استهدفت تعزيزات أسلحة إيرانية متطورة كانت بطريقها إلى حزب الله
Amos Harel/Haaretz/
Israel Strikes Iranian Targets in Syria, Report Says; 16 Killed, 21 Wounded
Missile Fired by Syrian Air Defenses Crashes in Cyprus

http://eliasbejjaninews.com/archives/76273/%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b3-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a/

 

 

Israel Strikes Iranian Targets in Syria, Report Says; 16 Killed, 21 Wounded

Reuters and Jack Khoury/Haaretz/July 01/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76273/%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b3-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a/

 

Missile Fired by Syrian Air Defenses Crashes in Cyprus

Asharq Al-Awsat/Monday, 01 July, 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/76273/%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b3-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a/