LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january31.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الراعي الرجل الغلط في المكان الغلط

الياس بجاني/تعليقاً على المؤتمر الصحفي القواتي-الجعجعي الباسيلي التصويب

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/اين هي صواريخ حزب الله

الياس بجاني/كفى تجارة ومتاجرة بالقضية الفلسطينية

الياس بجاني/كذبة إيران وحزب الله عن تحرير فلسطين كذبة كبيرة واليوم انفضحت أكثر

الياس بجاني/المحتل حزب الله ضعيف وقوته الوهمية يستمدها من انبطاح الطبقة السياسية الطروادية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

باللغة الفرنسية/فيديو مواجهة بين ماكرون وصحافي بشأن لبنان المحتل والمحكوم من عصابة وفاسدين

مواجهة بين ماكرون وصحافي حول لبنان..أنت تدعم فاسدين (فيديو)

محطات التلفزة اللبنانية تعلن تشفير بثها/«إم تي في» وحدها تغرّد خارج السرب

محطات التلفزة اللبنانية تتّخذ قرارا بنقل بثها إلى المشفّر

مواجهة بين ماكرون وصحافي حول لبنان..أنت تدعم فاسدين (فيديو)

تصريحاتٌ إيجابيةٌ لسلامة: النظام المالي اللبناني سيبدأ بالتحرك بممارسة عملية الصيرفة بكل حرية

ما من "Haircut" لا الآن ولا بالمستقبل والفارق في سعر الصرف بين المصارف والصرافين مؤقت

سلامة يطمئن: المودعون لن يخسروا أموالهم

إجراءات مصرفية "قاسية" ستتم قوننتها: السحوبات بالليرة فقط

سفينة ترفع علم لبنان نقلت آليات مدرعة الى ليبيا.. وهّاب: نطالب بإستدعاء السفير التركي

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 30/01/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 30 كانون الثاني 2020

حزب الله" ينعي مقاتلين من جديد.. أين سقطوا؟

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

سليم صفير: اجراءات المصارف موقتة وتدابير استثنائية لادارة الأزمة

حتي التقى سفراء ستانسيت: نقلت دعم النروج وضرورة تنفيذ القرار 1701

نديم الجميّل: مصلحة لبنان أن تنتهي صراعات الآخرين على أرضه

جعجع اتصل بعباس متضامنا: صفقة القرن ولدت ميتة

كميات من العملة الوطنية وصلت عبر المطار

الجيش تسلم هبة عتاد فرنسية نصر: خير تعبير عن تمسك فرنسا بعلاقات الصداقة مع لبنان

معتصمون في ساحة العلم – صور: صفقة القرن لم ولن تمر

"اعلاميون من أجل الحرية": استدعاء ناشطين مخالف للقوانين

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

كوشنر: واشنطن تفضّل أن تجري إسرائيل انتخاباتها قبل ضم المستوطنات

نتنياهو لبوتين: خطة ترمب «فرصة فريدة» للسلام

ماكرون: السلام يحتاج إلى طرفين ودولتين سياديتين

عريقات: خطة ترمب للسلام هي خطة نتنياهو... وشرعنة الاستيطان جريمة حرب

إسبر: ننتظر موافقة بغداد على نشر صواريخ «باتريوت» في العراق

واشنطن تفرض عقوبات على «الطاقة الذرية» الإيرانية ورئيسها

ماكرون يشكر مؤرخاً فضح الإنكار التركي لإبادة الأرمن

وفد عباس إلى غزة من أجل «إنهاء الانقسام» و«أبو مازن» يمكن أن يزور القطاع رداً على خطة ترمب

دمشق تستعيد 20 قرية في إدلب... وقلق أممي على 3 ملايين مدني ومعارك معرة النعمان تسفر عن مقتل 147 عنصراً في القوات الحكومية و168 من الفصائل

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نحن في وطن الشهادة، لا في وطن الجغرافيا"/الأب جوزف دكاش/انطوان نجم/نقلاً عن موقع المقاومة اللبنانية

ما الأولويات الثلاث الأساسية للحكومة اللبنانية الجديدة خلال الأسابيع المقبلة؟/مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

ما كانت الفدراليّةُ خِيارَ المسيحيّين/سجعان قزي/جريدةُ النهار

صفقة القرن" لأن العرب في أدنى درجات الإنحطاط والإنحلال في مجتمعاتهم... استيقظوا"/المحامي عبد الحميد الأحدب

الهيلا هو و17 تشرين: كرنفال الشتيمة وفجور السلطة (1)/منى مرعي/المدن

قرار "سياسي" يمنع تلقي المعلومات من المصارف السويسرية/أكرم حمدان/المدن

علي مراد: معركة إسقاط حكومة دياب بداية حل للأزمة/وليد حسين/المدن

الدور الروسي في لبنان: نوايا الكرملين وأفكار جنبلاط/منير الربيع/المدن

بؤس الجامعة اللبنانية وعجز طلابها عن سداد رسوم التسجيل/فاطمة حيدر/المدن

مصارف المقاومة"/حازم الأمين/الحرة

الصفقة".. حفل عائلي!/محمد قواص/العرب

طريق القدس لن تمر بـ«صفقة القرن»!/علي الأمين/جنوبية

موسم الحج إلى الضاحية/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

عن سوريالية الانهيار والإصرار على انتهاك الكرامات/حنا صالح/الشرق الأوسط

خطة ترمب: فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

ردود الفعل الفلسطينية على خطة ترامب/غيث العمري/معهد واشنطن

حان الوقت كي يسلك الفلسطينيون نهجاً ذكياً/دنيس روس/الشرق الأوسط

السقوط العام في فلسطين/أحمد جابر/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية لجمعية الصناعيين: لإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة للصناعات الاستهلاكية ونعمل لانتاج صناعي وزراعي

رئيس الجمهورية استقبل طرابلسي والبستاني ووفد مؤتمر الحوار اللاهوتي واطلع من عون روكز على بدء تنفيذ خطة تطبيق القرار 1325

دياب استقبل سفيرين وتلقى برقيات تهنئة ودعوة لقداس مار مارون كاجيان: لا إصابات بفيروس كورونا بين الجالية الصينية في لبنان

دياب عرض الاوضاع مع دل كول

بري عرض للاوضاع مع عكر وكوبيتش وسفير مصر

عبد الصمد بعد اجتماع لجنة البيان الوزاري: دياب اكد ان اللجنة قطعت شوطا كبيرا ومستمرون للانتهاء من الصياغة قبل نهاية هذا الأسبوع

الراعي : صفقة القرن علامة حرب وحقد ودمار ولا يمكن لترامب أن يلغي تاريخ الأرض المقدسة

الراعي استقبل سفير الاردن الجديد ووفودا مؤيدة لمواقفه

بري للحركيين واللبنانيين: أنتم الأجدر مع المخلصين لوأد فتنة عمياء تدبر للوطن وكونوا في الداخل دعاة حوار وعلى الحدود مقاومين

حبشي باسم تكتل الجمهورية القوية تحدث عن ملفات الهدر في وزارتي الطاقة والاتصالات : لب المسألة الوصول الى قضاء مستقل لديه القدرة على المحاكمة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات

إنجيل القدّيس متّى10/05/18/01/:”في تِلْكَ السَّاعَة، دَنَا التَّلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات؟». فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات. ومَنْ قَبِلَ بِٱسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني. أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الراعي الرجل الغلط في المكان الغلط

الياس بجاني/ 30كانون الثاني/2020

حدا بيعرف الراعي مع مين؟ أكيد لا مع الكنيسة ولا مع لبنان ولا مع الفقراء..والباقي تفاصيل..كلن يعني كان ومنون الراعي

 

تعليقاً على المؤتمر الصحفي القواتي-الجعجعي الباسيلي التصويب

الياس بجاني/ 30كانون الثاني/2020

حدا يفهم جعجع وباقي التجار بأن مشكلة لبنان هي حزب الله وليس باسيل أو عون وأن هؤلاء هم مجرد أدوات والتركيز عليهما فقط خطيئة.

شركة سمير جعجع هي أخطر على لبنان من الإحتلال الإيراني لأن جعجع مهووس وموهوم ويعيش في عالم منسلخ عن الواقع ولا يرى لا هو ولا زوجته سوى الكرسي في بعبدا. رؤية صفر وقادة صفر وصنمية 100%. ..وصدق تحت الصفر وسلم أولويات شي تعتير

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

30 كانون الثاني/2020

اين هي صواريخ حزب الله/الياس بجاني/30 كانون الثاني/2020/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%8a-%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%9f/

 

كفى تجارة ومتاجرة بالقضية الفلسطينية

الياس بجاني/29 كانون الثاني/2020

كل رفض أو استنكار لصفقة العصر دون بدائل عملية وقابلة للتطبيق هو تجارة ونفاق وزجل وشعبوية وجهل وعداء فاضح لمصير الشعب الفلسطيني

 

حزب الله، حزب دجل ونفاق المقاومة والتحرير رد على صفقة القرن ببيان

الياس بجاني/29 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82707/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87%d8%8c-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%af%d8%ac%d9%84-%d9%88%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85/

نسأل أين هي صواريخ حزب الله التي ستنهمر على تل أبيب وعلى ما بعد بعد تل أبيب؟

ونسأل أين هي تهديدات قادة إيران وملاليهم بتدمير إسرائيل خلال سبعة دقائق وإزالتها من الوجود؟

وأكيد لا حياة على من ننادي، ولا جواب من الذين نسألهم لأن هؤلاء همهم الأول هو مساعدة إسرائيل وأضعاف الدول العربية وشعوبها، والإبقاء على احتلال لبنان وتدميره وتشريد شعبه وإفقاره، وليس لا محاربة ولا تدمير إسرائيل، وكل الوقائع العملية ومنذ سنين تؤكد هذه الحقيقة الساطعة كالشمس والتي للأسف يتعامى كثر من اللبنانيين عن رؤيتها والاعتراف بها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فإيران وحزب الله وجيش بشار الأسد هم من دمر مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا وقتل وشرد وأذل وجوع سكانه من اللاجئين الفلسطينيين، وليس إسرائيل، وهذا غيض من فيض مكارم إيران واذرعنها والنظام الأسدي على فلسطين والفلسطينيين.

حزب الله باختصار هو فزاعة إيرانية يحتل لبنان خدمة لإيران ولمشروعها التوسعي والمذهبي ويخدم حكام إسرائيل في الاستمرار بتخويف الإسرائيليين به ومن خطر أسلحته عليهم.

حزب الله وراعيته إيران لم ولن يحاربوا إسرائيل، ولكنهم حاربوا ويحاربون تقريباً كل الدول العربية ويدمرون مجتمعاتها ويزرعون بين شعوبها كل ما هو إرهاب وحقد وفرقة وكراهية ومذهبية.

اليوم وبعد إعلان ترامب عن ما يسمى صفقة القرن أي خطة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نسأل أين هو حزب الله وأين هي صواريخه؟ وأين هي إيران وأين هي تهديداته؟

ولأن كل عنتريات وتهديدات إيران واذرعنها وفي مقدمهم حزب الله ضد دولة إسرائيل هي مسرحيات وكذب ودجل ونفاق واستغباء للشعوب،

ولأن كل شعارات التحرير والمقاومة ورمي إسرائيل بالبحر التي ترفعها إيران هي عدة شغل تستعمل لتوسيع انتشارها الإحتلالي والتوسعي والإرهابي والملالوي فلا هي ولا حزبها الإرهابي في لبنان سيقومان بأي عمل عسكري ضد إسرائيل ولا من قريب ولا من بعيد، وها هو الرد الصاروخي جاء من حزب الله ببيان فارغ من أي محتوى جدي ومن أي عمل عسكري…بيان ببغائي ونفاقي بامتياز.

البيان في أسفل

 

حزب الله دان صفقة القرن : خطوة خطيرة سيكون لها إنعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها

وطنية - الثلاثاء 28 كانون الثاني 2020

دان حزب الله في بيان" صفقة العار التي أطلقتها إدارة ترامب المتوحشة على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحقوقه الطبيعية المشروعة، ورأى "أنها خطوة خطيرة للغاية سوف يكون لها إنعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها".

واعتبر حزب الله أن "الإدارة الأمريكية الشيطانية وبعد عقود من دعم العدو وإحتلاله وإعتداءاته ومجازره بحق الشعوب العربية، توجت عدوانها اليوم، بمحاولة القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية و الشرعية". واوضح البيان ان "هذه الصفقة لم تكن لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عدد من الأنظمة العربية الشريكة سرا وعلانية في هذه المؤامرة، وإن شعوب أمتنا المؤمنة بالقضية الفلسطينية لن تغفر أبدا لأولئك الحكام الذين من أجل عروشهم الواهية فرطوا بتاريخٍ طويل من الشهداء والمعاناة ومقاومة الإحتلال على حساب الحق والكرامة". اضاف البيان:"ان مشروع التوطين المندرج في إطار هذه الصفقة لهو من أبرز المخاطر الماثلة للعيان والتي تهدف إلى الإطاحة بحق العودة وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه في أرضه وترابه، وتصفية القضية الفلسطينية من ذاكرة أبنائها، والعمل على خلق توترات إجتماعية وديموغرافية وفتن متنقلة لا تخدم سوى مصالح العدو وأهدافه التوسعية.إن ما حصل اليوم في واشنطن يؤكد أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير الأرض واستعادة المقدسات وأن كل الخيارات التفاوضية لا تعيد أرضا ولا تحرر معتقلا بل تدفع بالعدو إلى مزيد من العدوان والإستعلاء". واشاد حزب الله بالشعب الفلسطيني وقياداته وفصائله المقاومة في تقدمها جميع الصفوف في رفضها ومواجهتها بكل قوة لصفقة القرن المزعومة، "حيث باتت مواقفها الشجاعة هي البوصلة التي تتبعها شعوبنا العربية والإسلامية والتي فقدت الثقة بالكثير من أنظمتها وحكامها، وهي تعتقد ان الشعب الفلسطيني سيكون النبراس في هذه المرحلة كما كان في المراحل السابقة"، مؤكدا ان "كل المؤامرات والصفقات والخيانات لا يمكنها أن تشطب حق الفلسطينيين في أرضهم ومقدساتهم وحق العودة إلى قراهم ومدنهم"، مشددا على أن "امتنا وشعوبها الحية قادرة على الإطاحة بهذه الصفقة بوقت قريب وإسقاط مفاعيلها ان شاء الله".

 

كذبة إيران وحزب الله عن تحرير فلسطين كذبة كبيرة واليوم انفضحت أكثر

الياس بجاني/28 كانون الثاني/2020

الإعلان عن صفقة القرن فرصة ذهبية لإيران وحزب الله لتدمير إسرائيل إذا فعلاً الهدف التحرير.. ولكن لأن شعار التحرير كذبة لا شيء سيحدث.

 

المحتل حزب الله ضعيف وقوته الوهمية يستمدها من انبطاح الطبقة السياسية الطروادية

الياس بجاني/29 كانون الثاني/2020

حزب الله أضعف من بيت العنكبوت ولكن أصحاب شركات الأحزاب من 8 و14 كلن يقونه ويدعمونه ليحمي فسادهم وفجورهم مقابل السكوت عن احتلاله.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

باللغة الفرنسية/فيديو مواجهة بين ماكرون وصحافي بشأن لبنان المحتل والمحكوم من عصابة وفاسدين

30 كانون الثاني/2020

صحافي من أصل لبناني يواجه الرئيس الفرنسي في الشارع ويقول له بأن حكام لبنان وفي مقدمهم عون هم لا يخدمون مصالح اللبنانيين في حين هو يؤيدهم. تحية الى هذا الصحافي الجريء والصريح الذي تكلم بلسان الشعب اللبناني المنهوب من الطبقة السياسية الفاسد/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=lrW1LIqrTQI

مواجهة بين ماكرون وصحافي حول لبنان..أنت تدعم فاسدين (فيديو)

المركزية/30 كانون الثاني/2020

بينما كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماركون يهم بالدخول إلى أحد الفنادق في فرنسا للمشاركة في إحدى المناسبات، استوقفه رجل عرّف عن نفسه على أنّه صحافي والمراسل الحربي ليو نيكوليان. وبعدما راح ينادي الرئيس الفرنسي بصوتٍ عالٍ، قائلاً: "سيّدي الرئيس... كنّ رجلاً وتعالَ تحدث الى مواطن.. سيّدي الرئيس هناك مواطن يرغب في القاء التحيّة والحديث اليك"، اجتاز ماكرون وفريقه الأمني الطريق وسارَ في اتجاه الصحافي، سائلاً: "كيف الحال"؟ فأجابه الصحافي: "ليس جيّداً، لمجرد أن يعطي قصر الإليزيه تعليمات إلى وكالة الصحافة الفرنسية ويمنعها من نشر تصريحك في مدينة اميان ردّاً على سؤالي"... فبادره ماكرون بالقول: "كنت معي في اميان"؟ تابع الصحافي: "لماذا تمنع الوكالة... لسنا في دكتاتورية... الشعب ثار في لبنان... أنت تدعم فاسدين في لبنان... هناك 520 جريحاً بسبب القوى الأمنية". وأضاف:"الشعب اللبناني يثور وانتم لا تقدمون له الدعم، ان الشعب السيادي في لبنان ضد ديكتاتورية ميشال عون وكل طبقته السياسية الفاسدة وانتم تساندون الديكتاتورية فيما الجيش والقوى الامنية اللبنانية اطلقت النار على المتظاهرين واصابت عددا منهم ". واتهم الصحافي ماكرون بالانحياز الى "أصدقائه من السياسيين اللبنانيين وليس إلى الشعب اللبناني".

https://youtu.be/f8DerkLOUVQ

https://youtu.be/Ztb1i1qS26w

 

محطات التلفزة اللبنانية تعلن تشفير بثها/«إم تي في» وحدها تغرّد خارج السرب

محطات التلفزة اللبنانية تتّخذ قرارا بنقل بثها إلى المشفّر

بيروت: فيفيان حداد/الشرق الأوسط/30 كانون الثاني/2020

لم تتضح كيفية تطبيق قرار محطات التلفزة اللبنانية لنقل بثها من المجاني إلى المشفّر. فبعيد إعلان كل من محطة «إل بي سي آي» و«الجديد» عبر شاشتيهما، أول من أمس، أنّهما ستنتقلان من البث المجاني المفتوح إلى البث المشفر، سادت حالة من الفوضى بيوت المشاهدين من ناحية، وأصحاب محطات توزيع كابلات الدش من ناحية ثانية. فالشريحة الأولى تخاف من أن يكون هذا القرار بمثابة همّ معيشي جديد يضاف إلى أجندتها الاقتصادية وميزانياتها الشهرية، في ظل أزمة مالية. أمّا أصحاب المحطات فتساءلوا عن سبب القيام بهذه الخطوة من دون العودة إليهم، علماً بأنها تمثل صلة الوصل المباشرة ما بين التلفزيونات والمشاهد. أسئلة كثيرة تطرحها كل جهة من ناحيتها عن عملية تطبيق هذا القرار، الذي يبدو أنّه بمثابة جسّ نبض لتلقف ردود فعل الناس، من دون تحديد تاريخ معيّن للعمل فيه.

«هذه الفكرة ليست بالجديدة، لا بل تناقشنا بها منذ عدة سنوات كمحطات تلفزة وأصحاب كابلات»، يقول ديمتري خضر مدير تلفزيون «الجديد». ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الفكرة ستطبق من دون شك، ونعتبر أنفسنا من خلال الإعلان الذي نبثه عبر شاشاتنا قد وضعنا حجر الأساس لها. أمّا مجريات الأمور على الأرض فتتطلّب بعض الوقت كوننا نعمل على محادثات مع المختصين في الموضوع؛ فالخطة التفصيلية موجودة ونتمسك بالمشاهد اللبناني، واستعددنا للموضوع من خلال تأمين البث عبر أجهزة (ريسيفر)، كي لا يفتقدها المشاهد على شاشته. وعملية التشفير ستجري على الشارة الفضائية عندنا، والمشاهد اللبناني لن يتأثر بالموضوع، لأنّه يشاهد قناتنا بفضل موزعي الكابلات الذين عليهم بعد اليوم أن يدفعوا لنا مقابل اشتراكهم».

وعمّا إذا كان عدم دخول قناة «إم تي في» اللبنانية على هذه الاتفاقية قد ينعكس سلباً على باقي المحطات المشاركة بالخطة، يرد خضر في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعتقد بتاتاً أنّ هذا الأمر سيؤثر علينا، لا سيما أنها قد تنضم إلينا لاحقاً في غضون انتشار هذه الموجة في العالم أجمع».

وكان تلفزيون «إم تي في» وحده مَن غرّد خارج السرب، إذ لم يأتِ على تناول هذا الموضوع من بعيد ولا من قريب. أمّا المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي آي) فقد أعلنت عبر شاشتها وفي بيان رسمي وزعته على وسائل الإعلام المكتوبة أنّها ستطبق هذه الفكرة. «تعلم قناة (إل بي سي آي) مشاهديها الكرام أنّها ستنتقل من البث المجاني المفتوح إلى البث المشفّر قريباً». ويتابع البيان الصادر عنها «لمتابعة برامج قناة (إل بي سي آي)، يمكن للمشاهدين الاشتراك بـ(Cable vision ) عبر الاتصال على الرقم 1540، ولمشاهديها عبر الصحون اللاقطة (عربسات) الاتصال أيضاً على الرقم نفسه. أما لمشاهدي المحطة عبر (موزعي الدشّ) فيمكنهم الاستفسار من الموزّع نفسه الذين يتعاملون معه». وفي اتصال مع فضل حدرج صاحب شركة الشبكة اللبنانية للبث (إل إم بي) لتوزيع كابلات الدش، أكد أنّه تفاجأ كغيره من زملائه ومن المشاهدين بما صدر عن المحطات اللبنانية في هذا الخصوص، «لم يضعنا أحد في أجواء هذا القرار. صحيح أنّنا سبق أن اجتمعنا مع أصحاب المحطات اللبنانية منذ أكثر من عام، لنتشاور حول هذا الموضوع وكيفية تطبيقه على الأرض، إلّا أنّ أحاديثنا لم تصل إلى خواتيمها. كما أننا كموزعي كابلات على الأرض يمكننا أن نرفض هذا الإجراء، في حال سيحملنا كلفة إضافية في هذه الفترة بالذات. فلا نحن كموزعين نستطيع تكبدها، ولا حتى المشاهد اللبناني». ويتابع حدرج في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كل شيء في هذا الموضوع يتعلّق بعملية البيع التي ستتبعها تلك المحطات. فإذا أعلنوها ولم ترض المستهلك، فإننا بالتأكيد سننحاز له من دون تردد. فهذه العملية لا تزال غامضة حتى الساعة ولا نعرف تفاصيلها بعد».

وعندما اتصلنا بشركة «كايبل فيزيون»، للوقوف على كيفية الاشتراك بهذه المحطات، بعيد تطبيق بثها المشفر، ردّ علينا أحد الموظفين فيها: «إننا نأخذ مبلغاً مالياً مقابل عدد أجهزة التلفزيون الموجودة في المنزل لدى المشاهد، أو مقابل الجهاز الذي ينوي شبكه معنا. فنثبت له ريسيفر (جهاز استقبال) مقابل مبلغ 135 ألف ليرة لكل واحد منها. ونقدم الشهر الأول للاشتراك مجاناً، فيما يدفع بعدها الزبون بدل اشتراك شهري وقيمته 15 ألف ليرة». إذن هل القرار بدأ يُطبَّق على الأرض؟ «ليس هناك بعد من قرارات واضحة حول هذا الموضوع، إذ لا وقائع ملموسة حتى الآن»، يقول سليمان فرح خبير محلف ومهندس اتصالات يتعاطى عن قرب في هذه المسألة بين أصحاب توزيع الكابلات ومحطات التلفزة. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك حتى الساعة مشهدية واضحة حول كيفية تنظيم الموضوع ولا الطريقة التي ستتبع في عملية التشفير في الفضاء ولا على الأرض. وبانتظار وضوح الصورة واكتمال خطوطها، سنستطيع التحدث في الموضوع عن معرفة، خصوصاً أنّ هناك قانوناً لا يسمح بذلك إلا في حال تم تعديله أو إصدار مرسوم يلغيه في المقابل. وبرأيي فإنّ إعلان محطات التلفزة قرارها هذا هو بمثابة تحضير سيكولوجي للشارع اللبناني، من باب جس النبض لأنّهم ينوون الشروع به وتطبيقه قريباً».

 

تصريحاتٌ إيجابيةٌ لسلامة: النظام المالي اللبناني سيبدأ بالتحرك بممارسة عملية الصيرفة بكل حرية

ما من "Haircut" لا الآن ولا بالمستقبل والفارق في سعر الصرف بين المصارف والصرافين مؤقت

المركزية/30 كانون الثاني/2020

شدد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على أن "سعر صرف الليرة الرسمي سيبقى كما هو لمصلحة لبنان واللبنانيين". وأوضح أن "الأزمة أتت نتيجة تراكمات بدأت بالحرب السورية منذ الـ2011". وفي حديث لقناة "France 24"، ذكّر سلامة أنه "في تشرين 2017 استقال سعد الحريري من رئاسة الحكومة من السعودية، وهذا كان تاريخًا أساسيًا في التأثير على حركة الأموال، وبدأت الفوائد بالارتفاع، تَبِع ذلك أزمات سياسية إمتدت لسنوات، بالإضافة الى الفراغ الرئاسي والتأخر في تشكيل الحكومات، وبعد الإنتخابات النيابية 2018 شهدنا فراغًا لـ9 أشهر في الحكومة التي كنا ننتظر تشكيلها من أجل الإصلاحات والإستفادة من سيدر". وأضاف، "كل ذلك بالاضافة الى الحملات المبرمجة منذ الـ2015 الى اليوم التي استهدفت القطاع المصرفي والليرة البنانية". واستغرب "الكلام السلبي اليومي لتخويف الناس وبالأخص تصاعد وتيرة الكلام في عطلة نهاية الأسبوع، وكأنَّ هناك منهجًا متَّبعًا خلفه أهدافٌ سياسيةٌ محليةٌ أو اقليميةٌ وأشخاصٌ يعتقدونَ أّنهم يريدونَ نظامًا مختلفًا". ولفت سلامة الى أن "مصرف لبنان أعلن بعدما فتحت المصارف بعد 17 تشرين الأول، أنَّ أي مصرف لن يُفلس لذلك المودع لن يخسر ودائعه وهي تستخدم بالعملة التي يريدها الزبون، لكن التحاويل أصبحت صعبة على الأفراد والمؤسسات. لكننا برهنا جدية سياستنا بعدم إفلاس أي مصرف"، مبينا أنه "لا يمكن تحويل من عملة الى أخرى الا بموجب قانون، وأنا لا أدعم ولا أطالب بهكذا قانون ولا أحبذ الكلام عن haircut". وعن إختلاف سعر صرف الليرة في سوق الصيارفة، أشار سلامة الى أن "السعر إختلف لأن المصارف أمام ضغط السحوبات النقدية لم يعد لديها قدرة على تلبية الطلب التجاري في البلد لذلك ارتدوا الى الصيارفة وهذا السوق ليس منظما من مصرف لبنان"، مشددا على أن "الفروقات التي حصلت نعتبرها مؤقتة لحين تصبح الأجواء أفضل ويعود سوق الصيارفة يندرج تدريجيا ليصبح قريب من سعر الصرف الرسمي". وجزم أنه "لا يوجد haircut لا الآن ولا لاحقًا، وبعد 17 تشرين الأموال التي دخلت هي حرة في تحويلها الى الخارج". وعن كيفية حلّ الأزمة، قال: "نحن اليوم بمنطقة الأوضاع فيها صعبة، نهاية هذه الأزمة لها جانب سياسي لا علاقة لي به، وجانب دعم من المجتمع الدولي لإدخال سيولة الى البلد مما يعطي ثقة والسيولة الموجودة في المنازل والمتاجر تعود الى المصارف وبالتالي لبنان سيبدأ بالتحرك كما بدأ تاريخيا بممارسة عملية الصيرفة بكل حرية".

 

سلامة يطمئن: المودعون لن يخسروا أموالهم

المدن/31 كانون الثاني/2020

طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المودعين بعدم خسارتهم اموالهم قائلاً: لا يمكن تحويل الودائع من عملة إلى أُخرى إلّا بموجب قانون، وأنا لا أدعم ولا أطالب بهكذا قانون ولا أحبّذ الكلام عن haircut. وشدّد سلامة في مقابلة مع France 24 على أنّ "سعر صرف الليرة الرسمي سيبقى كما هو لمصلحة لبنان واللبنانيين"، موضحاً أنّ "الأزمة أتت نتيجة تراكمات بدأت بالحرب السورية منذ العام 2011، "الحرب في سوريا كانت لها نتائج سلبيّة على الاقتصاد اللبناني، فميزان المدفوعات تحوّل من ميزان فيه فائض إلى آخر فيه عجز، والبنك الدولي قدّر حجم هذه الكلفة على لبنان بما يساوي 18 مليار دولار. وفي العام 2015 أثرت القوانين العالمية المتعلقة بالعقوبات على عملية التحاويل، خصوصا أنّ الاقتصاد اللبناني مُدولر، ولبنان يعيش من التحاويل". وذكّر سلامة أنّ "في تشرين 2017، استقال سعد الحريري من رئاسة الحكومة من السعودية. وهذا كان تاريخاً أساسياً في التأثير على حركة الأموال. وبدأت الفوائد بالارتفاع، تبعت ذلك أزمات سياسيّة امتدّت لسنوات، بالإضافة إلى الفراغ الرئاسي والتأخّر في تشكيل الحكومات، وبعد الانتخابات النيابية 2018 شهدنا فراغاً لتسعة أشهر في الحكومة، التي كنا ننتظر تشكيلها من أجل الإصلاحات والاستفادة من مؤتمر سيدر. كل ذلك، بالإضافة الى الحملات المبرمجة منذ العام 2015 إلى اليوم، التي استهدفت القطاع المصرفي والليرة اللبنانية"، مشيراً إلى أن "الأمر السيء بهذه الحملات هو أنها كانت ترتكز على وقائع، فالعجز والمديونية كانت تزيد. كما حصلت إضافات على الرواتب في القطاع العام، ما أدى الى زيادة العجز. وهذه الحملات المبرمجة، أضعفت ثقة المودع بالقطاع المصرفي وبالليرة."

وعن اختلاف سعر صرف الليرة في سوق الصيارفة، فسّر أن "السعر اختلف لأن المصارف أمام ضغط السحوبات النقدية لم يعد لديها قدرة على تلبية الطلب التجاري في البلد، لذلك ارتدّوا إلى الصيارفة. وهذا السوق ليس منظماً من مصرف لبنان"، مشدداً على أن "الفروقات التي حصلت نعتبرها مؤقتة، لحين تصبح الأجواء أفضل، ويعود سوق الصيارفة ليندرج ليصبح قريباً من سعر الصرف الرسمي". وجزم سلامة أنه لا يوجد "haircut" لا الآن ولا لاحقاً. وبعد 17 تشرين الأول 2019، الأموال الّتي دخلت هي حرة في تحويلها إلى الخارج، مضيفاً: "الظروف لن تسمح بأن نتحرك ونقوم بشيء رسمي. وقبل فتح المصارف طلبت منهم أن ينظموا العمليات مع الخارج بشكل أن لا يكونوا مكشوفين، والهدف أن ننقذ كل المودعين. الحكومة كانت مستقيلة. لذلك، لا يمكن أن تأخذ قراراً، ومصرف لبنان لا صلاحيات له. لكنّه راسل الحكومة ووزير المالية لاصدار تعميم ينظّم العملية بين المصارف والزبائن، وأرسلنا الكتاب منذ أسبوعين وننتظر الإجابة، اذا حصلنا على تغطية من الحكومة سنصدر التعميم". وعن التحقيق بالأموال التي تم تحويلها إلى الخارج، أكد سلامة أن "التحقيق بدأ بطلب من المدعي العام وهو يأخذ وقتاً، وذلك لا يعني أن هناك مماطلة"، موضحاً أنّ "من أصل المليار والـ600 مليون دولار الّتي تم تحويلها هناك ما يسمى ودائع إئتمانيّة وضعتها مصارف أجنبيّة، أمّا المليار فتمّ تحويله من قبل بعض الزبائن إلى الخارج؛ والتحقيق سيكون على هذا المليار".

 

إجراءات مصرفية "قاسية" ستتم قوننتها: السحوبات بالليرة فقط

المدن/31 كانون الثاني/2020

بحث حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، خلال اللقاء الشهري بين مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف وجمعية المصارف، جملة إجراءات أكثر قساوة من تلك المعتمدة حالياً من قبل المصارف اللبنانية. وأبلغ سلامة الحاضرين بأنه طلب إصدار مرسوم حكومي أو قانون عن مجلس النواب، ينظم الإجراءات التي اتخذتها المصارف. كما طلب عدم إصدار تغطية قانونية تفتح الباب أمام دعاوى متلاحقة، وتزيد الضغط على سحب النقد الورقي بالليرة والعملات. وتتلخص الإجراءات (مستند مرفق) التي ينتظر مصرف لبنان قوننتها بستة إجراءات، أخطرها الإجراء رقم 4، وهو تحديد السحب النقدي بالليرة اللبنانية بسقف شهري قدره 25 مليون ليرة لبنانية للمودع الواحد. ما يعني أن السحوبات بالدولار ستتوقف في المرحلة المقبلة. ومن بين الإجراءات، حرية استعمال "الأموال الجديدة" الواردة من الخارج بعد تاريخ 17/11/2019، وحصر التحويل إلى الخارج بالنفقات الشخصية الملحة، ضمن سقف 50 ألف دولار سنوياً. كذلك لتمويل استيراد المواد الأولية للزراعة والصناعة، ضمن سقف 0.5 في المئة من الودائع سنوياً.

 

سفينة ترفع علم لبنان نقلت آليات مدرعة الى ليبيا.. وهّاب: نطالب بإستدعاء السفير التركي

المركزية/30 كانون الثاني/2020

رصدت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول الاربعاء قبالة السواحل الليبية فرقاطة تركية تواكب سفينة تقل آليات نقل مدرعة في اتجاه العاصمة الليبية طرابلس، وفق ما افاد مصدر عسكري فرنسي وكالة "فرانس برس" الخميس. واوضح المصدر ان سفينة الشحن بانا التي ترفع العلم اللبناني رست الاربعاء في ميناء العاصمة الليبية طرابلس، فيما افاد موقع "مارين ترافيك" ان السفينة كانت تبحر بعد ظهر الخميس قبالة صقلية. في السياق غرد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب عبر تويتر كاتبا: استعمال تركيا لعلم لبنان على السفينة التي نقلت مدرعات إلى ليبيا عمل خطير وعدواني لذا نطالب بإستدعاء السفير التركي

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 30/01/2020

وطنية/الخميس 30 كانون الثاني 2020

 * مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

انتقد وعارض عدد من النواب والشيوخ الأميركيين خطة ترامب المسماة صفقة القرن، واعتبروها منحازة لإسرائيل وغير عادلة للفلسطينيين ومناقضة لحل الدولتين.

وتزامن ذلك مع محاولة نتنياهو استقطاب الرئيس الروسي للخطة من خلال زيارته موسكو، وشرحه لبوتين أهداف الخطة التي كانت الإدارة الروسية قد رهنت تنفيذها بموافقة الفلسطينيين. وادعى ترامب إن نتنياهو أبلغه بأن خطته المقترحة أساس للتفاوض المباشر.

هذا في موضوع الساعة المتصل بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية، أما على الصعيد الصيني المتصل بتفشي وباء كورونا، فإن أعداد المصابين تزداد بشكل سريع، ودول العالم تتخذ إجراءات لمنع انتشاره كروسيا التي أقفلت الحدود مع الصين.

وفي لبنان نفى السفير الصيني وجود مصابين من صينيين أو لبنانيين في لبنان.

بعيدا من ذلك، ارتفعت سندات الخزينة اللبنانية بضع نقاط، في وقت لا تزال الحكومة تدرس سبل وقف تردي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية، كما أن نوابا من حزب القوات اللبنانية كشفوا عن هدر كبير في المال من قبل وزارء الطاقة المتعاقبين.

اذن، الرئيس عون حذر اكثر من مرة على المنابر الدولية والمحلية مما يعرف بصفقة القرن، ومما تواجه القضية الفلسطينية من تحديات، واخرها الاتصال مع الرئيس الفلسطيني.

ملخص هذه المواقف في تقرير الزميلة ميرنا الشدياق.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

فلسطين تبقى القضية الأم، لا تلوي ذراعها مؤامرات ولا تطمس قضيتها صفقات مهما تكالب عليها الأبعدون وسايرهم الأقربون.

منذ إفراج دونالد ترامب عن صفقته المشؤومة انتفض الفلسطينيون في الداخل كما في الكثير من مساحات الشتات رافضين الخضوع لرشوة بيع قضيتهم وحقوقهم وأرضهم بثلاثين من الفضة.

أما ما يؤلم الفلسطنيين وسائر الشعوب العربية فهو غياب الموقف الرسمي العربي المندد بالصفقة التي تهدي أميركا بموجبها فلسطين إلى اسرائيل.

في لبنان كان تأييد وانحياز جارف لفلسطين تبلور على شكل إجماع رسمي وحزبي وشعبي على رفض صفقة القرن.

وانطلاقا من الإعلان الأميركي - الصهيوني عن جريمة العصر نشر المكتب السياسي لحركة أمل رسالة موجهة من الرئيس نبيه بري إلى اللبنانيين عموما والحركيين خصوصا نددت بتصفية القضية الفلسطينية وتكريس يهودية الكيان الصهيوني على حساب العرب المسلمين والمسيحيين وفي الشق الداخلي حذر الرئيس بري في رسالته من فتنة عمياء تدبر للوطن داعيا إياهم للعمل على وأدها في مهدها ومؤكدا أن لحظة كشف مدبريها باتت قريبة.

في الرسالة دعوة للحركيين إلى الهدوء وكظم الغيظ والصبر على الأذى وإلى ترك الشارع لمن اختاره سبيلا للتعبير عن رأيه أو حتى لمن تسلل إلى الشارع مستخدما إياه منصة للإفتراء والتجني.

في الشق السياسي والإقتصادي الداخلي تستأنف اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري عملها باجتماع تعقده مساء اليوم تمهيدا لإنجازه ومثولها امام مجلس النواب في جلسة متوقعة الأسبوع المقبل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

يومان بعد اعلان صفقة القرن كانا كافيين للاعلان الاسرائيلي عن عصب جوقة المصفقين من الاعراب لصفقة العار التي باعت القدس وفلسطين واهلها..

وفيما اعلنت منظمة العفو الدولية ان الصفقة تنتهك القانون الدولي، كشفت صحيفة اسرائيل اليوم العبرية ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شريك اساسي في اعداد هذه الصفقة، وملم بكامل تفاصيلها، وهو تولى تهديد الفلسطينيين للقبول بها، بل مهد لها عبر ابواقه الاعلامية بحسب الصحيفة العبرية..

وبحسب الفلسطينيين فان اليأس من بعض الانظمة العربية استحكم، والخطاب لشعوبها وما تبقى لديها من حس قومي، اما النظرة الى اجتماع وزراء الخارجية العرب السبت، فليس لاتخاذ موقف غير الذي اعلنوه، وانما لفضح أكثر من الدول الثلاث الضالعة مع الاسرائيليين في صفقتهم، كما قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي ..

والى الجامعة العربية السبت يذهب لبنان بثابتته القومية والوطنية: وهي حق العودة، والدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس، وفق مبادرة السلام العربية التي اقرت في بيروت عام الفين واثنين، كما أكد وزير الخارجية ناصيف حتي ..

وحتى يصيب الفلسطينيون مقتلا بالصفقة المشؤومة، ويقولوا كامل كلمتهم التي لم ير المحتل الا أول حروفها بعد – اي رفضا وغضبا – فان استقرار دول المنطقة ولبنان تحديدا مصاب بهذه المؤامرة الاميركية الاسرائيلية العربية على فلسطين واهلها، وتحديدا من خلال التوطين المرفوض ميثاقا ودستورا كما قال الرئيس نبيه بري.

وفي سبيل تحقيق مناعة داخلية بوجه هذه التحديات، وجه الرئيس بري نداء الى مناصري حركة أمل دعاهم فيه إلى الهدوء وكظم الغيظ والصبر على الأذى من بعض الداخل..

ودرءا لكل أذى عن القدس وفلسطين واهلها كان تأكيد الجمهورية الاسلامية الايرانية البقاء على ثابتتها بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، وانها لن تسكت على المؤامرة التي يتعرض لها، كما قال مستشار الامام السيد علي الخامنئي الدكتور علي ولايتي..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

إذا كان هذا الأسبوع هو أسبوع الموازنة، فهل يكون الأسبوع المقبل أسبوع الثقة بالحكومة؟ الجواب منوط بهمة لجنة صوغ البيان الوزاري ثم بمناقشة البيان في مجلس الوزراء تمهيدا لإحالته إلى مجلس النواب لمناقشته أيضا تمهيدا للتصويت عليه، والبدء العملي لعمل حكومة العهد الثالثة.

مع بدء هذا العمل، ماذا سيكون عليه وضع ثورة 17 تشرين الأول؟ هل سيكون هناك تعايش بين السلطة التنفيذية والثورة؟ إذا كان الجواب بالإيجاب، علما أنه مستبعد، فما هو شكله؟ وإذا كان الجواب سلبيا، وهو المرجح، فكيف ستتم ترجمة استمرارية الثورة في موازاة عمل السلطة التنفيذية؟

هذا اختبار غير مسبوق ويطرح عدة تساؤلات منها: ما هي خارطة طريق الثورة سواء لجهة الخطاب السياسي أو لجهة الأرض؟ الواضح إلى اليوم أن هناك تهدئة غير معلنة، في مقابل تنامي الإستدعاءات من جانب الأجهزة الأمنية والقضائية، وعليه يطرح السؤال: ما هي خطوات الثورة؟ وفي الموازاة ما هي خطة الحكومة؟ الأسبوع المقبل لناظره قريب، ففيه تتبلور خارطة طريق المرحلة المقبلة.لكن بعيدا من هذا الكباش السياسي والميداني، هناك معطيات مالية وحياتية ومعيشية تضغط على المواطن: من الكهرباء إلى الدولار، إذا توافر، مرورا بالمشاورات الجارية بين القطاعات المالية والنقدية والمصرفية لتوحيد الإجراءات. ويمكن القول إن هذا الاسبوع كان أسبوع المشاورات فيما يرتقب أن يكون الأسبوع المقبل أسبوع القرارات بالتزامن مع نيل الحكومة الثقة.

هذا في الهموم الداخلية فيما الهموم الخارجية بانشغالاتها اللبنانية، محصورة بمتابعة صفقة القرن وتداعياتها على لبنان، وبالاهتمام بفيروس كورونا الذي يحدث هلعا عالميا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

ترك رئيس الحكومة حسان دياب مشقة صوغ البيان الوزاري وكسر عزلة الصين فاستقدم سفيرها إلى السرايا للبحث في فيروس القرن . للحظة لم تظهر بوادر الحمى على بنود بيان سيمهد طريق الثقة أمام الحكومة العتيدة، لكن عوارض الوباء أصابت وزارة الطاقة وضربت حاسة السمع عند الوزير بعد محاولات بائسة للوصول إليه والوقوف على حقيقة زيادة ساعات التقنين، وهو الداخل إلى الحكومة من طاقة عايش مراحلها ورحلات بواخرها، فشركة كارادنيز المشغلة للباخرتين ترفض القبض بالليرة اللبنانية بحسب مدير الدولية للمعلومات جواد عدرا الذي قال في تغريدة إن بإمكان الدولة إشعار الشركة بإلغاء العقد ولو خسرنا أربع ساعات تغذية، وطالب الحكومة بمصارحة الناس بالوضع المالي، وسأل إلى متى نستمر في دعم سعر الكهرباء لصناعات ونسكت عن المعتدين والممتنعين عن الدفع؟

وكما في الطاقة كذلك في الاتصالات وعلى هذين الملفين عقد تكتل الجمهورية القوية مؤتمرا صحافيا

قال فيه إن الجهات السياسية تتحدث كلها عن الفساد ولا يمكننا أن نحدد مسؤولا وكأن الفساد جاء من المريخ، وبات تداول الكلمة موضة وإن الفساد يأتي عبر طريقتين إما بالسرقة الموصوفة وإما من سوء إدارة المال العام وإن استعمال أموال إدارة عامة لغايات سياسية هو الفساد بعينه، سهام الجمهورية القوية باتجاه التيار الوطني الحر استدعت ردودا من لبنان القوي ليتحول السجال ضد الفساد إلى ساحة تصفية للحسابات السياسية.

وبالمستندات كشف تكتل الجمهورية القوية أن هيئة أوجيرو تدفع ستة آلاف وخمسمئة وسبعة وعشرين دولارا سنويا بدل التأمين الصحي الشخصي للمدير العام عماد كريدية، الذي تغيب اليوم بلا عذر عن جلسة اللجنة النيابية للاعلام والاتصالات التي تابعت اليوم فك رموز العقود التي فخخها الوزير السابق محمد شقير ووقعها في ساعاته الأخيرة، وسببت أضرارا في الخزينة أقل تبعاتها أن يساق إلى التحقيق القضائي في محاربة الفساد، قال الشارع كلمته في انتظار أن يتحرك القضاء وعلى الشارع نفسه ومتفرعاته من مجلس الجنوب إلى منزل محمد عبيد وما حصل في محيط منزل اللواء النائب جميل السيد الذي رد بتغريدة طالب فيها بري "يضب أحمد البعلبكي"، التمس بري خطر ازدواجية القرار وبما يشبه رفع الغطاء وتوجه برسالة كرئيس حركة أمل الى الحركيين دعاهم فيها إلى ترك الشارع الى من اختاره سبيلا للتعبير عن رأيه أو للمطالبة بحقوقه المشروعة وحذر من فتنة عمياء يجدر العمل لوأدها في مهدها في انتظار اللحظة التي باتت قريبة لكشف مدبريها، كلام في الموزون ربطه بري بخطر المرحلة بعد صفقة القرن التي قال إنها تصيب استقرار دول المنطقة ولبنان تحديدا من خلال التوطين المرفوض ميثاقا ودستورا .

تنبه بري لقطبة لبنان المخفية في صفقة ترامب لكن ترامب الذي تحول إلى رجل نتنياهو الأحمق بحسب ما عنونت الصحف الغربية تنكر للتاريخ : فلفلسطين هوية واحدة وأرضها ليست للبيع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

صفقة العصر في تداعياتها واستخداماتها واستغلالها وتجييرها من قبل أهل السلطة، سبقت بكثير استخدامات الصفقة واستغلالها من قبل صاحبي المشروع، ترامب ونتياهو، على الصعيدين الفلسطيني خصوصا والعربي-الدولي عموما.

فإذ تواجه طحشة الثنائي الأميركي-الاسرائيلي بممانعة فلسطينية ودولية متنامية تهدد فرص نجاحها، فإن الصفقة على الصعيد اللبناني تتعرض لإستغلال مكشوف من قبل اهل السلطة الذين يسعون الى ربطها بتحركات اللبنانيين المنتفضين على الأوضاع الاقتصادية والمالية والسياسية. وهذا التوجه بدأت معالمه بالظهور في الجنوح الرسمي المفرط الى استخدام العصا الغليظة في حق المنتفضين في الساحات، واستخدام الأجهزة الأمنية والقضاء لترهيبهم وقمع اقلامهم وملاحقة قادة الرأي من بينهم.

فيما بدأت قيادات في الثامن من آذار التصويب بالمباشر على الانتفاضة متهمة إياها بالعمل على التسبب بالفوضى والانهيار الاقتصادي واستدعاء الحصار خدمة لمشروع صفقة العصر. والصوت الأعلى في هذا الاطار كان للرئيس نبيه بري الذي وجه رسالة ظاهرها لحركة أمل وباطنها الى من يعنيهم الأمر في الانتفاضة، تحدث فيها عن فتنة عمياء تستهدف لبنان. ودعا بري محازبيه الى الانسحاب من الشارع، وانتظار اللحظة التي باتت قريبة لكشف مدبريها

النفس السلطوي المتصاعد، لا يبشر بالخير، وبدأ ينعكس سلبا على نظرة الدول الصديقة التي لا تزال تراهن على وعي لبناني رسمي مستعاد، كما يمعن في إيذاء سمعة الحكومة ويظهر وكأن عملها على صياغة البيان الوزاري لا يعدو كونه مجهودا في الوقت الضائع لا قيمة له ولا مفاعيل، لأن ما كتبته الأكثرية الحاكمة الجديدة للبنان قد كتب . في السياق يكثر الحديث عن انفتاح على سوريا وعن زيارات رسمية ورئاسية قريبة، تعيد فتح طريق الشام وابواب قصر المهاجرين أمام أهل السلطة، وذلك بحجة فتح رئة الترانزيت. كما يسوق بالتوازي لمشروع انفتاح لبناني على روسيا في إيحاء بأنها صارت سيدة شرق المتوسط، وهي القادرة بالتالي على ان تكون الشريك الاقتصادي والمالي البديل من أميركا وأوروبا. كما ذهبت معلومات تسويقية حد الجزم بدعم مالي روسي قريب

لبيروت بمليار دولار، لكن السفير الروسي في بيروت سرعان ما نفى للـ mtv صحة الدعم المذكور.

وسط هذه الأجواء، يجند لبنان كل طاقاته للحيلولة دون دخول فيروس كورونا أراضيه، فيما تجاوز نواب من الجمهورية القوية الاطار الكلامي الذي يسود التعاطي مع ملفات الفساد، وقدموا وثائق تبين فسادا مفترضا وإهدارا في قطاعي الطاقة والاتصالات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

الحملات السياسية مستمرة لكن قافلة العمل للانقاذ تسير، الكلام سهل جدا اما الفعل فيتطلب مقاومة نفسها طويل وجهدا كبيرا اوله تخطي الافخاخ الكثيرة التي يعاود المتضررون نصبها في كل حين.

الحملات السياسية ليوم الخميس 30/01/2020، افتتحها صباحا النائب السابق وليد جنبلاط بتغريدة قال فيها: لاالمل في عهد يحيط نفسه بجدران الانتقام من الطائف والثأر من 14 اذار والحقد من المحكمة.

الرد لم تيأخر، فالوزير السابق وليد جنبلاط من وزير سابق يصدقه القول يتغريدة قال فيها العهد لا يفشل، لانه ينتقم ولا ينتقم لانه يفشل العهد يقود معركة غير متكافئة ضد الفساد السلطوي، والمتضررون من الانتصار في هذه المعركة معروفون كما المستفيدون من الفشل لا سمح الله.

وفي وقت لاحق من النهار، تولت القوات اللبنانية المهمة في مؤتمر صحفي لنوابها تحت عنوان "ملفات الهدر في وزارتي الطاقة الاتصالات". والرد هذه المرة ايضا لم يتأخر حيث غرد النائب زياد اسود قائلا "اول علامة ضعف ان يعقد مؤتمر لكشف فساد بحق فريق واحد وان يكون مبنيا على مزاعم وان تترك ملفات فساد من دون مقاربة جريئة، لن حليف الحليف له فيها ما له معكم، لو تخبرونا عن انجازات وزاراتكم لنغادر من نجاحكم بدل الهاء الناس في اكاذيب لتغطية فشلكم الخائن له ساعة، وللحق ساعات هذا قدر الحاقد المسيحي.

اما النائب سيزار ابي خليل فسأل "لو قبلت وظف سياسيا لستريدا يوما، فهل كان التوظيف غير لازم زما كان لازم التدقيق، اكيد، لكن في مقابلالحملات العمل مستمر".

لجنة البيان الوزاري تواصل اجتماعاتها غداة الورشة الاقتصادية الحالية في السراي، ورئيس الجمهورية يشدد امام جمعية الصناعيين على اهمية دعم انشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في لبنان لتصنيع مواد الاستهلاك المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بما ينعكس ايجابا على ميدان المدفوعات، مشيرا الى ام لبنان يعمل على توجيه الانتاج الوطني كي يكون صناعيا وزراعيا بعد ما حققه من نتيجة باهرة على المستوى السياحي قبل ان تبدأ احداث 17 تشرين الاول الماضي.

واكد الرئيس عون على اهتمامه بمعالجة ما يعانيه الصناعيون من مصاعب في هذه الفترة من تاريخ لبنان.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 30 كانون الثاني 2020

الخميس 30 كانون الثاني 2020

النهار

تردد ان عددا من وزراء ونواب وقيادات في "تيار المستقبل" التقوا الرئيس سعد الحريري في باريس وتلقوا التوجهات العامة استعداداً لمرحلة جديدة اعلن سابقا انه سيطلقها بعد رأس السنة.

يبدي موظف كبير في الدولة قلقه مما يجري في أحد المخيمات الفلسطينية وإمكان استغلال "صفقة القرن لإعادة تسخين الوضع الأمني في المخيم وربما في أماكن أخرى....

تبين ان في منطقة صور 55 مكبا عشوائيا للنفايات ولم تنجح المساعي لجمعها في مطمر صحي بعدما تعذر ايجاد مساحة جغرافية بسبب عدم تعاون سياسيي المنطقة مع وزارة البيئة....

الجمهورية

تردّدت معلومات عن قيام أحد الوزراء بنقل وإتلاف عشرات الوثائق قبل مغادرته وزارته وربط بين هذه الخطوة بتأخير عملية التسليم والتسلّم.

نصح مرجع دبلوماسي بضرورة عدم البحث في أي قرار أمني يُنهي تحرّكًا شاملًا على مستوى الوطن لأن ملفاً من هذا النوع لا يُعالج بالقوة.

لاحظت أوساط سياسية أنه حتى الساعة اقتصر موقف دولة تعتبر نفسها دولة ممانعة مِمّا يُسمّى "صفقة القرن" على مصدر في وزارة خارجيتها مستغربة هذا السكوت المبهم.

اللواء

تدرس جهات نقدية دولية الإيعاز لإدارات المصارف المحلية، رفع نسبة السحوبات الأسبوعية والشهرية..

تبيَّن أن أقرباء مباشرين لبعض الوزراء الجدد لا يعرفون جيداً أن اقرباءهم صاروا وزراء!

رفضت أكثر من جهة حزبية بشدة توزير وزير "تقني" سابق على خلفية عدم ضمان الإلتزام بما يُطلب منه.…

نداء الوطن

يتردد أن نائباً شمالياً يرتبط اسمه بشكوى قضائية زار مسؤولاً حزبياً أمنياً بهدف إيجاد معالجة للشكوى.

طلب وزير المال الجديد من العاملين في مكتبه إدراج مصاريف مكتبه على نفقته الشخصية لا على نفقة الوزارة.

لوحظ غياب أهم المرجعيات الأرثوذكسية عن قمة بكركي الروحية، ما فُسّر عتباً شديداً من هذه المرجعيات على طريقة التعاطي مع الأرثوذكس حكومياً من قبل القوى السياسية المسيحية الأخرى.

الأنباء

أحد الوزراء الجدد يحضر معظم لقاءات رئيس الحكومة لا سيما تلك المالية والاقتصادية ما يشير الى دور أساسي يلعبه وق ينطبق عليه وصف "الوزير الملك".

تتردد معلومات عن استمرار الضغط على المسؤولين المعنيين لإيجاد مخرج يسمح بالإفراج عن عميل موقوف.

البناء

قالت مصادر مالية مطلعة إن كل الإيحاءات بفرضيّة قبول وصفات صندوق الدولي من الحكومة الجديدة ستصطدم بوجود موقف حاسم لدى الكتل النيابية الداعمة للحكومة يرفض السير بهذا الخيار، ويدعو لهيكلة الوضع المالي للعلاقة بين الدولة والمصارف والمصارف والمودعين.

توقفت مصادر دبلوماسيّة غربيّة أمام تزامن مجموعة من الأحداث الأمنية كسقوط طائرات حربية في أكثر من مكان وحرائق سفن ورأت في ذلك حرباً استخباريّة سريّة صامتة تحمل رسائل أكبر من البيانات الإعلامية.

الأخبار

على الرغم من التأخر أكثر من 3 أشهر في إقرارها ((من المفترض أن النقاش فيها يبدأ في شهر أيلول)، لم تُقر بلدية بيروت في جلستها الأخيرة موازنة البلدية لعام 2020، وقررت تأجيلها الى الجلسة المقبلة لإدخال تعديلات عليها، فيما صوّت المجلس البلدي على بند "الصرف على القاعدة الاثني عشرية لشهر شباط 2020"، ما يعني الإنفاق وفقاً لموازنة العام الماضي.

قررت سفارات أوروبية في بيروت خفض مدة تأشيرات الدخول السياحية إلى أوروبا، لأقل من 6 أشهر، مستثنية من ذلك الشخصيات السياسية ورجال الأعمال وكبار المسؤولين والموظفين. وأكدت مصادر دبلوماسية أن هذه الإجراءات التي تعتمدها سفارات عدد من الدول الأوروبية بدأت الصيف الماضي، أي قبل اندلاع انتفاضة 17 تشرين.

أثارت مشاركة كتلة "المستقبل" النيابية في جلسة مجلس النواب الأخيرة للتصويت على الموازنة، سخط المناصرين في الشارع الأزرق، والذين اعتبروا أن الرئيس سعد الحريري خذلهم بهذا القرار. ولم يقتصِر هذا السخط على المناصرين، بل ظهر واضحاً على مستوى المنتسبين إلى التيار في المنسقيات وحدث انقسام كبير بين مؤيدين ومعارضين، ولا سيما في صيدا وطرابلس. وقد عزز هذا الانقسام موقف النائب سمير الجسر الذي انسحب من الجلسة لاعتبارها "غير دستورية"، فيما رفع مناصروه في طرابلس سقف اعتراضاتهم على التيار انطلاقاً من موقف الجسر، معتبرين أن ما فعلته الكتلة هو "خذلان لنا".

 

حزب الله" ينعي مقاتلين من جديد.. أين سقطوا؟

- Lebanon24/30 كانون الثاني/2020

أكدت مصادر مطلعة لـ"لبنان 24" أن المقاتلين الذين نعاهم "حزب الله" خلال الايام السابقة لم يسقطوا في معارك إدلب، بل في الإستهداف الأخير الذي تعرض له موقع عسكري يتواجدون فيه في ريف حلب، حيث تمت إصابته بصاروخ موجه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سليم صفير: اجراءات المصارف موقتة وتدابير استثنائية لادارة الأزمة

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

أعلن رئيس "جمعية المصارف اللبنانية" الدكتور سليم صفير، خلال لقائه نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي وأعضاء مكتب مجلس النقابة نافذ قواص وجورج شاهين وعلي يوسف، أن "لا خوف على الودائع في المصارف اللبنانية، وسعر الصرف الرسمي لليرة اللبنانية ما زال محافظا على مستواه، وسوق الصيرفة لا يمثل سوى 6 إلى 7 في المائة من سوق النقد"، مؤكدا أن "الإجراءات التي أتخذتها المصارف بعيد 17 تشرين الاول المنصرم، هي إجراءات موقتة وتدابير استثنائية لادارة الأزمة الطارئة، والأمور ستعود الى طبيعتها قريبا مع بدء انطلاقة الحكومة الجديدة، حيث لمست جدية من رئيسها الدكتور حسان دياب في إعطاء الاولوية للاصلاحات التي يتعطش اللبنانيون لتحقيقها كممر الزامي لانقاذ البلاد". من جهة ثانية، شدد صفير على "وجوب أن يميز اللبنانيون بين أدوار المعنيين بهذه الازمة: الحكومة ومصرف لبنان والمصارف"، موضحا أن "التنسيق القائم بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف مستمر، وهو ضروري في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به لبنان". ورأى أن "التفكير اليوم بعد تشكيل الحكومة الجديدة، يجب أن يكون مختلفا عما كان عليه قبل ثلاثة أشهر. ونحن اليوم أمام مرحلة جديدة وينبغي أن يبدأ البحث عن سياسة واضحة وفاعلة لتنشيط القطاعات الانتاجية، وفي مقدمتها الصناعة الوطنية. ولا نريد أن يستمر التشاؤم لأن الوقت اليوم هو وقت عمل والسعي الى تعزيز الثقة بلبنان. ومن الضروري منح المجال للحكومة الجديدة كي تقلع وتتمكن من اعطاء النتائج المتوخاة".

 

حتي التقى سفراء ستانسيت: نقلت دعم النروج وضرورة تنفيذ القرار 1701

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

استهل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور ناصيف حتي نشاطه اليوم في قصر بسترس، بلقاء مع سفيرة النروج ليني ستانسيت، التي أوضحت بعد اللقاء أنها نقلت للوزير حتي دعم بلادها القوي "للبنان الذي يمر بهذه الاوقات العصيبة". وقالت: "راجعنا ملفات التعاون الثنائي والتي تشمل مواضيع عدة وتحظى بدعمنا، إلى جانب التعاون في مسائل متعددة حيث نتشارك القيم والمصالح نفسها، وكبلدين صغيرين نعتمد على القانون الدولي كأساس لنا. ونشدد على ضرورة تنفيذ القرار 1701 وندعم عمل قوات اليونيفل". وأكدت حرص بلادها على وجوب "استمرار العمل من أجل التوصل الى سلام ما بين اسرائيل وفلسطين، مبني على قرارات الأمم المتحدة وما تفضي اليه المفاوضات". ثم استقبل الوزير حتي على التوالي كلا من سفراء: مصر ياسر محمد علوي، كوبا الكسندر موراغا، الصين وانغ كجيان، القائم بأعمال كازخستان يرزهان كاليكينوف. كما التقى سفير بنغلادش عبد المطلب ساركر في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان.

 

نديم الجميّل: مصلحة لبنان أن تنتهي صراعات الآخرين على أرضه

المركزية/30 كانون الثاني/2020

غرد النائب نديم الجميل عبر "تويتر" كاتبا:  السلام العادل في المنطقة لطالما كان و ما زال ضروري جداً، لبناء مستقبل مشرق في الشرق الأوسط، مستند على نمو إقتصادي متين و مستدام، ومصلحة لبنان أن تنتهي صراعات الآخرين على أرضه ويستعيد دوره الرائد في تطوير منطقتنا، في ظل أنظمة ديموقراطية تحرص على كرامة وتنمية شعوبها

 

جعجع اتصل بعباس متضامنا: صفقة القرن ولدت ميتة

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

اتصل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هاتفيا مساء أمس، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤكدا له دعمه للقيادة الفلسطينية برئاسته وأعرب له عن تضامنه "وتضامن الحزب معه ومع الأخوة الفلسطينيين في موقفهم من صفقة القرن". وقال جعجع لعباس: "لا مكان في التاريخ لخطط أو اقتراحات أو أمور غير منطقية. لقد اعتبرنا منذ البداية أن صفقة القرن ولدت ميتة والآن تأكدنا من ذلك". وشدد على "ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس". من جهته، شكر الرئيس عباس لجعجع اتصاله وتعاطفه، وقال: "إن الشعب الفلسطيني باق على موقفه لأنه صاحب حق ولن تثنيه عن عزمه لا صعوبات ولا مشقات ولا ضغوطات". كما شكر الرئيس عباس اللبنانيين جميعا على تعاطفهم الشامل مع الشعب الفلسطيني.

 

كميات من العملة الوطنية وصلت عبر المطار

مواقع الكترونية/30 كانون الثاني/2020

وصلت صباح اليوم الى مطار رفيق الحريري - مبنى الشحن، طرود من الخارج، تحتوي على كميات من العملة الوطنية اللبنانية على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط.

وقد تسلمها مصرف لبنان.

 

الجيش تسلم هبة عتاد فرنسية نصر: خير تعبير عن تمسك فرنسا بعلاقات الصداقة مع لبنان

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

أقيم قبل ظهر اليوم، في لواء الدعم - فوج هندسة، حفل تسلم عتاد مقدم كهبة من السلطات الفرنسية للجيش اللبناني، بحضور كل من العميد الركن زياد نصر نائب رئيس الأركان للتجهيز ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، المستشارة الأولى للسفير الفرنسي في لبنان سالينا غرينيت كتالانو، إلى جانب عدد من الضباط. وألقت السيدة كتالانو كلمة بالمناسبة، أكدت فيها "أهمية التعاون بين الجيشين"، معربة عن "التزام بلادها مواصلة تقديم المساعدات العسكرية للجيش اللبناني". كما ألقى العميد الركن نصر كلمة جاء فيها: "إننا نرى في المبادرات الفرنسية المتكررة تجاه الجيش اللبناني، والتي نشهد واحدة منها اليوم ونحن نتسلم هذه الهبة، خير تعبير عن تمسك دولة فرنسا بعلاقات الصداقة التي تربطها بلبنان، والتزاما ثابتا من قبلها بنشر السلام والاستقرار في ربوعه، وقناعة راسخة بدور الجيش اللبناني، الضامن لسيادة الوطن واستقلاله". في الختام، تلا العميد الركن نصر كتاب شكر باسم العماد قائد الجيش وسلمه إلى المستشارة الأولى للسفير الفرنسي وقدم لها درع الجيش التذكاري، تقديرا لجهودها المبذولة في هذا الإطار.

 

معتصمون في ساحة العلم – صور: صفقة القرن لم ولن تمر

"إليسار نيوز" Elissar News/30 كانون الثاني/2020

نفذ المعتصمون في ساحة العلم في مدينة صور وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، تحت شعار "تسقط صفقة العار... تسقط صفقة القرن"، بمشاركة من المخيمات الفلسطينية، رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية واللبنانية، وحمل المشاركون لافتات نددت بـ "صفقة القرن والرئيس الأميركي دونالد ترامب"، ورددو المحتجون هتافات معادية لأميركا وإسرائيل و"بعض الدول العربية المتخاذلة". وتحدث باسم المعتصمين المحامي رائد عطايا، فألقى كلمة، قال فيها: "إن هذه الصفقة لم ولن تمر. إن فلسطين الكلمة الأولى والأخيرة، فلسطين البوصلة التي لا يمكن لأي شريف أن يحيد عنها، فلسطين ستبقى مخرزا في أعين الصهاينة والإمبريالية الأميركية وأعوانها الأنظمة العربية. نقول للجميع فلسطين ليست للبيع، وسنستعيد كل حبة تراب وكل نقطة مياه بالمقاومة والوحدة الفلسطينية". وتحدث أحمد غنيم باسم اللاجئين الفلسطينيين، فشدد على أن "المقاومة والوحدة الفلسطينية هما السبيل الوحيد لاسترجاع الأرض المحتلة وإعادة القدس إلى أهاليها. نقول شكرا لترامب، الذي فعل ما لم يفعله أحد من خلال توحيد القيادات الفلسطينية تحت سقف فلسطين والقدس". ومن جهته، رئيس "منتدى صور الثقافي" الدكتور ناصر فران "إعلان الصفقة"، لافتا إلى "أن فلسطين هي للشعب الفلسطيني، مسلمين ومسيحيين"، مشيرا إلى أن "الرد سيكون بالمقاومة حتى استعادة الأراضي المغتصبة والقدس عاصمة لفلسطين".

 

"اعلاميون من أجل الحرية": استدعاء ناشطين مخالف للقوانين

المركزية/الخميس 30 كانون الثاني 2020

 إعتبر تجمع "إعلاميون من أجل الحرية" ان "استدعاء الناشطين  ليندا بولس المكاري وعبد الرحيم حرب، مخالف للقوانين، والهدف منه الترهيب والتأثير السلبي، على الثورة"، ويندرج في سياق ترسيخ نظام بوليسي يسخر القوى الأمنية والقضاء، لقمع الحريات العامة". وأكدوا في بيان "إن هذا السلوك المشين هو خرق فاضح للدستور الذي كفل الحريات"، ودعوا جميع القوى والهيئات الأهلية والنقابية والمدنية الى "رفع الصوت، بكل اشكال التعبير السلمي دفاعا عن الحريات". وشددوا على "أن دور نقابة المحامين والنقيب ملحم خلف محوري  وهو قطع الطريق على استفراد المواطنين"، وأعلنوا "إن الدفاع عن الحريات في لبنان، في صلب وجود لبنان، وعلى السلطة أن تعرف أن كرامة وحقوق المواطن، أقوى من كل تعسف".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كوشنر: واشنطن تفضّل أن تجري إسرائيل انتخاباتها قبل ضم المستوطنات

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الخميس 30 كانون الثاني 2020

قال جاريد كوشنر، المستشار البارز في البيت الأبيض وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن واشنطن ترغب أن تنتظر إسرائيل إلى ما بعد انتخاباتها المقررة في الثاني من مارس (آذار) قبل أن تقوم بأي تحرك نحو ضم مستوطنات الضفة الغربية.

وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، عندما سئل كوشنر، في مقابلة بالفيديو مع «جي. زيرو ميديا» التابعة لمؤسسة «أوراسيا غروب» لتحليل الأخطار السياسية، هل ستدعم واشنطن إسرائيل إذا مضت قدما وضمت المستوطنات؟ أجاب: «لا لقد اتفقنا معهم على تشكيل فريق فني للشروع في الدراسة والأخذ بالخريطة المتصورة». وردا على سؤال عن احتمال بدء إسرائيل عملية ضم قريبا ربما في مطلع الأسبوع المقبل، قال كوشنر، وهو من المشاركين في وضع خطة السلام الأميركية التي رحبت بها إسرائيل ورفضها الفلسطينيون: «لنر ماذا سيحدث»، وأضاف: «نأمل أن ينتظروا إلى ما بعد الانتخابات وسنعمل معهم لمحاولة الوصول إلى شيء». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال للصحافيين، الثلاثاء، بعدما أعلن ترمب خطة السلام، إنه سيطلب من مجلس الوزراء الأسبوع المقبل الموافقة على تطبيق القانون الإسرائيلي في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. ويمكن لهذه الخطوة أن تكون خطوة أولى نحو ضم المستوطنات رسميا، إلى جانب غور الأردن في الضفة الغربية، وهي مناطق أبقتها إسرائيل تحت الاحتلال العسكري منذ السيطرة عليها في حرب عام 1967 ويريدها الفلسطينيون ضمن دولتهم المستقبلية. ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت الحكومة، أمس (الأربعاء) إلى فرض السيادة على نحو ثلث الضفة الغربية المحتلة.

وتتصور خطة ترمب حلا قائما على دولتين تعيش بموجبه إسرائيل ودولة فلسطينية جنبا إلى جنب، لكن بشروط صارمة يرفضها الفلسطينيون. والانتخابات المقبلة هي الثالثة في إسرائيل خلال أقل من عام وتأتي بعد اقتراعين غير حاسمين، ويواجه نتنياهو، وهو أطول رئيس وزراء إسرائيلي بقاء في المنصب، اتهامات بالفساد ويحاول الاحتفاظ بالسلطة من خلال تحالف يميني يعتبر أراضي كثيرة في الضفة الغربية حقا للشعب اليهودي. وسوف ينظر المدعي العام في ما إذا كانت حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة نتنياهو تتمتع بالسلطة القانونية اللازمة لتنفيذ خطوات الضم.

 

نتنياهو لبوتين: خطة ترمب «فرصة فريدة» للسلام

موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»/الخميس 30 كانون الثاني 2020

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الخميس)، أن الخطة الأميركية التي رفضها الفلسطينيون هي «فرصة فريدة» لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولم يأت الرئيس الروسي في مستهل لقائه بنتنياهو في الكرملين على أي ذكر للخطة التي كشفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء، فيما تعد روسيا من الوسطاء التاريخيين في هذا الصراع. وقال نتنياهو «أنت أول رئيس أتحدث معه» عن الخطة التي عرضها ترمب، مضيفاً: «أعتقد أننا أمام فرصة فريدة هنا وأريد التحدث معك عن ذلك، وبالطبع أن أسمع رأيك». ولم تعلق روسيا حتى الآن بالتفصيل على اقتراح ترمب، لكنها قالت إنه يبدو أنه يتعارض مع قرارات مجلس الأمن وإن الفلسطينيين يرفضون النص. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الوزارة «بدأت للتو درس» الوثيقة المؤلفة من 181 صفحة. وأضافت: «يجب ان يكون القرار بشأن سلام طويل الأجل وعادل بأيدي الفلسطينيين والإسرائيليين أنفسهم، لأنه يتعلق بمستقبلهم». وتدعو موسكو كذلك إلى حوار إسرائيلي فلسطيني مباشر للتوصل إلى «حل وسط مقبول من الطرفين». وتقدم الخطة تنازلات كثيرة لإسرائيل وتمنحها حق ضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، خصوصاً أراضي وادي الأردن.

 

ماكرون: السلام يحتاج إلى طرفين ودولتين سياديتين

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/الخميس 30 كانون الثاني 2020

أثار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الشكوك، اليوم (الخميس)، في احتمال حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفي نجاح خطة السلام التي كشفتها الولايات المتحدة هذا الأسبوع. وردا على سؤال لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية عما إذا كان يؤمن بحل الدولتين، قال ماكرون إنه «يؤمن بدولتين سياديتين»، ولم يوضح ما يقصده، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء. وقال ماكرون أيضا إنه لن يقدم خطته الخاصة، لكنه أشار إلى أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد تحتاج إلى جهود مضنية من أجل الانطلاق. وردا على سؤال عن الخطة، قال: «نحتاج إلى الطرفين لصنع السلام، لا يمكن تحقيق ذلك في وجود طرف واحد».

 

عريقات: خطة ترمب للسلام هي خطة نتنياهو... وشرعنة الاستيطان جريمة حرب

رام الله: «الشرق الأوسط أونلاين»/الخميس 30 كانون الثاني 2020

أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، اليوم (الخميس)، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط هي ذاتها خطة طاقم المفاوضات الإسرائيلي التي قدمها للجانب الفلسطيني قبل عامين. وقال عريقات: «ما طرح من قِبل ترمب ونتنياهو هو حرفياً ودون أي تغيير واحد، ما قدمه طاقم نتنياهو التفاوضي في 2012». وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة: «هذه الخطة هي خطة نتنياهو ومجلس المستوطنات التي تبناها الفريق الذي شكّله ترمب لوضع الخطة». ورأى أن ما تضمنته الخطة الأميركية يعني «الانسحاب من ميثاق الأمم المتحدة والقانون والشرعية الدولية واتفاقيات أوسلو وغيرها من الاتفاقات الموقعة»، وأضاف: «ما تضمنته الخطة إلى زوال وفشل». وأكمل عريقات أن «الأفكار التي تشرعن المستوطنات والضم وإخضاع الشعوب بقوة السلاح ما هي إلا جرائم حرب وفقاً للقانون الدولي». وفي ما يتعلق بالقدس، قال عريقات إن الخطة الأميركية «أسقطت الوضع القائم في الحرم الشريف كما أسقطت الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس». ويسمح الوضع القائم للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت، في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة ومن دون الصلاة فيه. وحول اسم «الكيان الفلسطيني» الجديد، قال عريقات إن الخطة الأميركية منحت الفلسطينيين فرصة إطلاق التسمية التي يريدونها على دولتهم لكن بشروط. ولفت إلى أن «أهم ما ينقص الخطة الأميركية هو تحقيق السلام». وجدد تأكيد موقف القيادة الفلسطينية حيال إحلال السلام، لكن «سلامنا لن يكون بأي ثمن، سلامنا هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي».

 

إسبر: ننتظر موافقة بغداد على نشر صواريخ «باتريوت» في العراق

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الخميس 30 كانون الثاني 2020

قال وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، اليوم (الخميس)، إن واشنطن تنتظر موافقة الحكومة العراقية على نشر نظام «باتريوت» المضاد للصواريخ في قواعد يستخدمها الجيش الأميركي في العراق واستهدفتها في بداية الشهر صواريخ إيرانية. وردا على سؤال عن التأخر في نشر هذه الأنظمة، أوضح وزير الدفاع خلال مؤتمر صحافي أن الحكومة العراقية التي تبدو منقسمة بهذا الشأن، لم تعط موافقتها حتى الآن، وقال: «نحن بحاجة إلى موافقة العراقيين. هذه إحدى المشاكل»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي إن نشر «باتريوت» يعني نقل عدد كبير من الجنود لتأمين عمل الصاروخ، وأضاف: «يجب بالتالي التفكير في طريقة القيام بذلك، هذا ما نفعله حاليا». وكانت إيران قد قصفت بـ11 صاروخا قاعدة عين الأسد الجوية غرب العراق وقاعدة أربيل شماله، حيث يتمركز بعض من 5200 جندي أميركي في العراق. ولم يقتل أي جندي أميركي لكن العشرات منهم أصيبوا بارتجاجات في الدماغ بسبب شدة الانفجارات. وترغب واشنطن في حماية أفضل لقواعدها، خصوصا من خلال نشر أنظمة «باتريوت» المكونة من رادارات فائقة التطور وصواريخ اعتراض قادرة على تدمير صاروخ باليستي خلال تحليقه. وبعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ندد العراق بـ«المساس بسيادته» وبتحالف دولي «تجاوز تفويضه». وكان الائتلاف شكل في 2014 لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي بقيادة واشنطن، ويضم 76 دولة. وفي 5 يناير (كانون الثاني) صوت البرلمان العراقي على رحيل القوات الأجنبية عن الأراضي العراقية، وعُلّقت عمليات التحالف منذ ذلك التاريخ. إلا أن مصادر عسكرية أميركية وعراقية قالت اليوم إن العمليات ستعود بالتعاون بين الجانبين العراقي والدولي.

 

واشنطن تفرض عقوبات على «الطاقة الذرية» الإيرانية ورئيسها

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الخميس 30 كانون الثاني 2020

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم (الخميس)، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ورئيسها علي أكبر صالحي. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة ستسمح لشركات روسية وصينية وأوروبية بمواصلة العمل في مواقع نووية إيرانية لتزيد صعوبة تطوير طهران لسلاح نووي. وأضافت المصادر أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني في 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران، ستسمح باستمرار العمل من خلال إصدار إعفاءات من العقوبات التي تمنع الشركات غير الأميركية من التعامل مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. ويفتح تجديد الإعفاءات لمدة ستين يوماً إضافية الباب أمام استمرار العمل المتعلق بمنع انتشار الأسلحة النووية في مفاعل «أراك» البحثي للمياه الثقيلة ومفاعل «بوشهر» للطاقة النووية ومفاعل «طهران» البحثي ومبادرات تعاون نووي أخرى. وقال دبلوماسي غربي لوكالة «رويترز»: «كان هناك خلاف في الرأي بين وزارتي الخزانة والخارجية الأميركيتين، وكانت الغلبة لرأي الخزانة. هناك رغبة في فرض مزيد من العقوبات ولذلك شكّل الأمر مفاجأة، لكنّ آخرين يقولون إن تلك الإعفاءات ضرورية لضمان منع انتشار الأسلحة النووية». وأكد مسؤول أميركي نية تجديد الإعفاءات. وذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية أن علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والمنظمة ذاتها أُدرجا على قائمة العقوبات الأميركية. ومن شأن قرار فرض عقوبات على صالحي والمنظمة أن يؤثر سلباً على برنامج إيران النووي المدني لأن للمنظمة السيطرة العملية على البرنامج بما في ذلك شراء مستلزمات ومعدات للمنشآت النووية. وقال الدبلوماسي إن السبب المحتمل لاختيار الولايات المتحدة تمديد الإعفاءات في «بوشهر» هو أن الشركة الروسية المستهدفة هناك تزوّد منشآت أميركية بالوقود النووي أيضاً بما قد يتسبب في مشكلات بسبب عقوبات الإدارة الأميركية. وسارعت طهران إلى لبرد على القرار الأميركي، فقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إن العقوبات «تظهر يأس واشنطن وهي لعبة سياسية تنفذها واشنطن. تلك العقوبات لا قيمة لها وهي إجراءات صبيانية». وأكد أن «تلك الإجراءات لن يكون لها أثر على برنامجنا النووي وسيستمر العمل النووي المدني بكامل طاقته طبقا لحاجات إيران».

 

ماكرون يشكر مؤرخاً فضح الإنكار التركي لإبادة الأرمن

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/الخميس 30 كانون الثاني 2020

هنَّأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، المؤرخ التركي تانير أكشام، مؤلف كتاب يُثبت صحة «برقيات» عثمانية أمرت بتنفيذ الإبادة الأرمنية التي تعتبرها أنقرة مزيفة، لـ«فضحها إنكار» السلطات التركية للأمر.

وأثناء عشاء سلَّم خلاله المجلس التنسيقي للمنظمات الأرمنية في فرنسا، المؤرخ التركي «ميدالية الشجاعة»، قال ماكرون لأكشام، مؤلف كتاب «أوامر بالقتل»: «لقد فضحتم الإنكار» التركي للإبادة. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، رأى ماكرون أن كتاب أكشام يشكل «إقراراً علمياً بنية واضحة في (تنفيذ) جريمة منظمة، ما يسمح بالعمل على التاريخ والذاكرة والعدالة». وتابع: «أخرجتم ما أراد البعض إغراقه في النسيان، إنكار التاريخ»، معتبراً أن «ذلك حجر أساسي في النقاش السياسي العميق مع القادة الأتراك». وقال الرئيس الفرنسي في إشارة إلى تركيا: «لا نبني أي تاريخ كبير على كذبة. أي سياسة على التشكيك وإنكار التاريخ!» مندداً بـ«الظل الذي تلقيه استراتيجية تهدف إلى توسع جديد في الشرق الأوسط، وإنكار الجرائم، والعزم على استعادة قوة الماضي، ماضٍ وليد الخيال إلى حد كبير». ويبدو أن الرئيسين الفرنسي والتركي رجب طيب إردوغان يتقاطعان في مواقف بلديهما في أكثر من ملف دولي. فموقف فرنسا لا يعجب الأتراك ويعتبرونه سلبياً حيال انضمامهم إلى أوروبا، إلى جانب ما يعتبره الأتراك مناكفة في قضايا الأرمن، فضلاً عن تباينهما في الملفين الليبي والسوري. ووفق التقديرات، قُتل ما بين 1.2 مليون و1.5 مليون أرمني أثناء الحرب العالمية الأولى، على أيدي قوات السلطنة العثمانية المتحالفة آنذاك مع ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية. ويسعى الأرمن إلى حمل المجتمع الدولي على الاعتراف بالإبادة، الأمر الذي سبق أن فعلته نحو ثلاثين دولة، بينها فرنسا، عام 2001. وعام 2019، كرّس ماكرون يوم 24 أبريل (نيسان) مناسبة لإحياء ذكرى «الإبادة الأرمنية» ما أثار غضب الحكومة التركية. لكن تركيا ترفض استخدام كلمة «إبادة»، متحدثة عن مجازر متبادلة على خلفية حرب أهلية ومجاعة، ما أدى إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني وتركي. وخلص عدد كبير من المؤرخين والأكاديميين إلى أن ترحيل الأرمن وذبحهم خلال الحرب العالمية الأولى، يستوفيان التعريف القانوني لكلمة «إبادة».

وتعرض الأرمن في تركيا للملاحقة المنهجية أثناء الحرب العالمية الأولى، وتم الزج بهم أحياناً في مسيرات موت إلى الصحراء السورية. ويتحدث المؤرخون عن مئات الآلاف إلى 1.5 مليون ضحية لهذه الملاحقات، وفقاً لتقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وتعترف تركيا - بصفتها الوريث الشرعي للإمبراطورية العثمانية - بمقتل 300 ألف إلى 500 ألف أرميني أثناء الحرب العالمية الأولى، وتعتذر عن هذه المذابح؛ لكنها ترفض تصنيف الأحداث على أنها إبادة جماعية. وتصف أرمينيا عمليات قتل مئات الآلاف من الأرمن على أيدي قوات الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، بالإبادة، وهذا ما تنفيه تركيا. واعترفت برلمانات 20 بلداً والبرلمان الأوروبي والفاتيكان، بطابع الإبادة الجماعية لتلك الأحداث. ويحصي الأرمن مقتل مليون ونصف المليون شخص، وتطهيرهم من أرمينيا الغربية، التي تمتد حالياً من جبل أرارات إلى كيليكيا، ومن ضمنها ديار بكر وأضنة وهضبة الأناضول، وجرى تهجيرهم منها.

 

وفد عباس إلى غزة من أجل «إنهاء الانقسام» و«أبو مازن» يمكن أن يزور القطاع رداً على خطة ترمب

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/الخميس 30 كانون الثاني 2020

قال مسؤولون فلسطينيون إن وفداً من فصائل منظمة التحرير، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) تشكيله، سيصل إلى قطاع غزة خلال أيام من أجل إجراء مباحثات مع حركة «حماس» لتجاوز الانقسام الحالي، بما يسمح للرئيس نفسه بزيارة غزة لاحقاً.

وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن وفداً من حركة «فتح» والفصائل سيصل إلى قطاع غزة الأسبوع المقبل، للقاء «حماس»، وتتلو ذلك زيارة يقوم بها عباس للقطاع. وأضاف: «إذا تم التوافق بعد لقاء حركتي فتح و(حماس) بغزة سيحضر الرئيس إلى القطاع». وجاءت هذه التطورات بعد اتصال هاتفي جرى بين عباس ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية الذي بادر إلى الاتصال بالرئيس الفلسطيني، ودعاه إلى لقاء فوري من أجل التصدي لخطة السلام الأميركية، المعروفة باسم «صفقة القرن». وأكد عباس أنه وعد هنية بزيارة غزة، موضحاً أن «الكل يشعر بالخطر. الفصائل كلها (تشعر بالخطر). تحدثت مع السيد إسماعيل هنية. قال لي هنية نريد أن نلتقي. قلت له فوراً، وفي غزة سنبدأ مرحلة جديدة وسنتجاوز الصغائر». ودعا عباس الفلسطينيين، بعد إعلان خطة ترمب أول من أمس، إلى رصّ الصفوف وتعميق الوحدة. واتصل هنية بعباس بعدما دعا الأخير قادة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إلى حضور اجتماع للقيادة الفلسطينية، في حدث غير مسبوق، والتقى بهم فعلاً. وهذه المرة الأولى التي يبدي فيها عباس استعداده لزيارة قطاع غزة منذ سيطرة «حماس» عليه في العام 2007. وفي العام 2014 أرسل عباس وفداً قيادياً إلى غزة نجح بعد يومين بإعلان اتفاق تشكيل حكومة توافق وطني، لكنها فشلت في توحيد شطري الوطن الفلسطيني. وتعد هذه اللقاءات المرتقبة أول لقاءات مباشرة منذ عامين، بعدما رفضت حركة «فتح» أي مباحثات جديدة حول المصالحة، مطالبة «حماس» بتسليم القطاع وفق اتفاق 2017. وهو ما رفضته «حماس» متمسكة باتفاق 2011. وتريد «حماس» اتفاق 2011 لأنه يقضي بتشكيل حكومة وحدة، مهمتها إجراء انتخابات بعد أشهر، ويعطيها الحق بالتدخل في إعادة تشكيل عقيدة الأجهزة الأمنية، ويشمل منظمة التحرير في الاتفاق. لكن «فتح» تريد اتفاق 2017 لأنه يقضي بتسليم «حماس» الحكومة التي تسيطر عليها في قطاع غزة، فوراً، بما يشمل الأمن والمعابر والجباية والقضاء وسلطة الأراضي. وشهدت العلاقة بين «فتح» و«حماس» كثيراً من الاتهامات في الأعوام السابقة بسبب خلافات حول تمكين الحكومة العقوبات على قطاع غزة ومباحثات التهدئة مع إسرائيل. لكن الطرفين يتطلعان الآن إلى بداية جديدة ومختلفة. وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن «الموقف الفلسطيني الموحد خلف سياسة الرئيس محمود عباس، الرافض لصفقة القرن، هو بمثابة رسالة لإسرائيل وأميركا بأن شعبنا الفلسطيني موحد خلف قيادته لإسقاط هذه الصفقة التي لن تمر، وستفشل كما فشلت كل المؤامرات السابقة». وأضاف: «إن جميع الفصائل الفلسطينية شاركت في اجتماع القيادة، وأكدت دعمها لموقف الرئيس محمود عباس، وسيكون هناك اجتماع موسع للفصائل الفلسطينية في غزة الأسبوع المقبل لتمتين الوحدة الوطنية ولمواجهة الصفقة الأميركية - الإسرائيلية». وقال حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، إن عباس أخذ قراراً بإرسال وفد من القيادة الفلسطينية من كل الفصائل إلى القطاع من أجل «تعزيز وحدة الموقف السياسي لإسقاط المؤامرة». وأضاف: «الرئيس عباس التقط المبادرة الإيجابية من رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية». وأكدت «فتح» أنها اتخذت قراراً بجعل الانقسام من الماضي. وقال عضو المجلس الثوري لـ«فتح»، المتحدث باسمها، أسامة القواسمي، إن من أهم نتائج اجتماعات القيادة برئاسة الرئيس محمود عباس، وبحضور جميع فصائل منظمة التحرير، وممثلين عن حركتي «حماس» و«الجهاد»، هو «جعل الانقسام وراء ظهورنا، والانخراط في العمل النضالي الشعبي موحدين، والاتفاق على برنامج نضالي موحد، والبدء بتغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية تحت ولاية أوسلو، والانتقال لوظيفة الدولة».

ورحبت حركة «حماس»، من جهتها، بكل القادمين إلى غزة. وأكد إسماعيل هنية «رفض أي اتفاق أو صفقة أو مشروع ينتقص من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني». وقال هنية موجهاً حديثه للرئيس محمود عباس: «رسالتنا لأبو مازن أنه يجب أن نعمل في خندق واحد ونتفق على استراتيجية تقوم على إنهاء حالة الانقسام». وتابع: «إن إرسال الرئيس عباس وفداً من الضفة الغربية إلى غزة يؤسس لمرحلة جديدة من الحوار الوطني».

 

دمشق تستعيد 20 قرية في إدلب... وقلق أممي على 3 ملايين مدني ومعارك معرة النعمان تسفر عن مقتل 147 عنصراً في القوات الحكومية و168 من الفصائل

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»/الخميس 30 كانون الثاني 2020

أعلنت دمشق، أمس، سيطرة الجيش على معرة النعمان، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، شمال غربي البلاد، بعد أسابيع من الاشتباكات والقصف العنيف، ليقترب أكثر من تحقيق هدفه باستعادة طريق دولي استراتيجي. وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها تؤوي ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً من النازحين، منذ الشهر الماضي، تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا، يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي، حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق. وأعلن الجيش السوري، أول من أمس (الأربعاء)، في بيان جرى بثه على التلفزيون الرسمي: «تمكنت قواتنا الباسلة في الأيام الماضية من القضاء على الإرهاب في العديد من القرى والبلدات»، وعدّد نحو عشرين بلدة وقريبة بينها معرة النعمان. وأكد الجيش نيته «ملاحقة ما تبقى من التنظيمات الإرهابية المسلحة إلى أن يتم تطهير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب بمختلف مسمياته». وتسيطر «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً. ودخل الجيش معرة النعمان، الثلاثاء، بعد تطويقها بالكامل، وانسحاب الجزء الأكبر من مقاتلي الفصائل منها. وتركزت المعارك والقصف، خلال الأيام الماضية، على مدينة معرة النعمان، وأسفرت، وفق حصيلة لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، عن مقتل 147 عنصراً في القوات الحكومية، و168 عنصراً من الفصائل. وتتمركز القوات الحكومية حالياً، وفق المرصد، على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب مدينة سراقب الواقع أيضاً على الطريق الدولي شمال معرة النعمان. وأفاد المرصد أيضاً بتوقف الغارات الجوية، في منطقة إدلب، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة غرب حلب، حيث أفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بتقدّم لقوات النظام. وأفادت قناة «روسيا اليوم»، على موقعها باللغة العربية، عن إصابة مراسلتها خلال مرافقتها للجيش السوري أثناء قيامه بعمليات التمشيط في منطقة معرة النعمان.

وتُكرّر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية، رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة، وكان آخرها اتفاق هدنة جرى الإعلان عنه في التاسع من الشهر الحالي، إلا أنه لم يدم سوى لعدة أيام.

واتّهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الأربعاء)، موسكو بعدم احترام الاتفاقات المبرمة بينهما بشأن إدلب. وقال، بحسب ما نقلت «وكالة أنباء الأناضول الرسمية»: «مع روسيا، أبرمنا هذه الاتفاقات (...) إذا كانت روسيا لا تحترم هذه الاتفاقات، إذن سنفعل الأمر نفسه. للأسف في الوقت الحالي، روسيا لا تحترمها». وكانت تركيا، التي تنشر 12 نقطة مراقبة في إدلب، حذرت، أول من أمس (الثلاثاء)، من أنها سترد على أي تهديد لتلك النقاط، التي باتت ثلاثة منها محاصرة من قبل قوات النظام. ومنذ سيطرة الفصائل المقاتلة على كامل المحافظة في عام 2015، تصعّد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً، وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا. وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة، أواخر أغسطس (آب)، على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة أيضاً على الطريق الدولي. ويرى مراقبون أن قوات النظام تسعى من خلال هجماتها الأخيرة في إدلب إلى استعادة السيطرة تدريجياً على الجزء الذي يعبر إدلب وغرب حلب من هذا الطريق، لتبسط سيطرتها عليه كاملاً. وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في عمان ديفيد سوانسون: «نخشى على سلامة وأمان أكثر من ثلاثة ملايين مدني، في إدلب والمناطق المحيطة». ودفع التصعيد منذ ديسمبر (كانون الأول) بـ388 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، خصوصاً معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً، وفق الأمم المتحدة. وبين هؤلاء 38 ألفاً فروا منذ منتصف الشهر الحالي من غرب حلب. وأفاد «المرصد السوري» بدوره عن حركة نزوح ضخمة خلال الأيام القليلة الماضية، مع اقتراب التصعيد من مدينة سراقب وريفها، التي كانت ملجأ لنازحين فروا من منطقة معرة النعمان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نحن في وطن الشهادة، لا في وطن الجغرافيا"

​​​​​​​الأب جوزف دكاش/انطوان نجم/نقلاً عن موقع المقاومة اللبنانية/30 كانون الثاني/2020

انطوان نجم: لبنان مساحة روحيّة

​​​​​من عظته في قدّاس الشهداء في إيليج في 19 أيلول 2004
المهمّ بالنسبة إلى المسيحيّين هو أن يتمتّعوا بحرّايتهم كاملة غير منقوصة. وهم في هذه الأرض باقون. ولبنانهم، أيًّا كانت حدوده، هو مساحة روحيّة قبل كلّ شيء.
http://eliasbejjaninews.com/archives/82759/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%81-%d8%af%d9%83%d8%a7%d8%b4-%d9%86%d8%ad%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%a7%d8%af%d8%a9%d8%8c-%d9%84%d8%a7-%d9%81%d9%8a/

لا أحد يعرف لبنان بمقدار مَن يعرفه بقلبه ووجدانه.

المعرفة من الخارج قِشْرِيَّةٌ لا تطال الجوهر. تبقى على السطح وفي الإطار. أمّا المعرفة من الداخل، من صميم الذات، فتخرق العوائق والحجب لتصل إلى الجوهر. فإذا المعرفة اختبار. والاختبار طريق للالتزام الكيانيّ بامتياز.

هذا ما أكّده لي مرّةً جديدة قولُ الأب دكاش الرائع. فأعادني إلى ربع قرن مضى عندما عرّفتُ لبنان بأنّه "مساحة روحيّة".

كان ذلك في خضمّ القصف المدمّر على شرق العاصمة اللبنانيّة في تمّوز من العام 1978.

كنّا قبضة من المقاومين نؤسّس "إذاعة لبنان الحرّ" في قرية العذرا في فتوح كسروان.

كانت ظروف الإقامة زريّة وصعبة جدًّا. ولكنّ ذكراها طيّبة وجميلة. ومن هناك كان البثّ والإرسال. وكان عليّ أن أساهم في أنشطة الإذاعة. فأَلقيتُ أحاديث وتعليقات سياسيّة. أحد هذه الأحاديث تناول موضوع لبنان في حقيقته. فكان عنوانه: "لبنان مساحة روحيّة". وإلى القارئ نصّه:

"حول لبنان، مساحةً وحدودًا، قام جدال عنيف بين القوميّين اللبنانيّين والرافضين للكيان اللبنانيّ في حدوده القائمة.

فبينما غاص أولئك في استقراء التاريخ للبرهنة على أنّ للبنان وجودًا قديمًا جدًّا ومستمرًّا، وقف هؤلاء الموقف المناقض تمامًا، وزادوا عليه أن الدولة اللبنانيّة مصطنعة أوجدتها الإرادة الأجنبيّة.

في الحقيقة، إن منطلقات المؤيّدين والرافضين خاطئة تمامًا. كما أنّ الادّعاء بأنّ الدولة اللبنانيّة الحاضرة خٓلْقٌ أجنبيّ هو غير صحيح ألبتّة.

إنّ الجدال حول لبنان إنّما هو حول لبنان-الدولة. ولبنان-الدولة لا يفهم إلّا في إطار النظرة الحديثة للدولة، وفي إطار البلورة التاريخيّة التدريجيّة لإرادة المسيحيّين في أن يكونوا أحرارًا في هذه المنطقة من العالم. منذ ذلك الزمان حبل التاريخ بلبنان السياسيّ، وبدأت تظهر ملامحه الأولى غير الواضحة منذ عهد الأمير فخر الدين المعنيّ الثانيّ.

والخطّ البيانيّ الذي يمكن للمؤرّخ أن يرسمه منذ عهد الفتح الإسلاميّ للمشرق وحتى تحقيق لبنان الكبير، يظهر بوضوح سعي المسيحيّين عمومًا، والموارنة خصوصًا، في أن يكون لهم وطن يشكّل كيانًا مستقلّاً لا يعيشون فيه أهل ذمّة.

أمّا الكلام على لبنان ما قبل تلك "البلورة التاريخيّة" فخلط بين الاسم الجغرافيّ لجبل أو لمنطقة والوجود السياسيّ للمجتمع وللدولة التي تجسّده. كذلك هو خلط بين النظرة الحديثة للدولة وحدودها والنظرات القديمة للمجتمعات السياسيّة.

وقد نتج من هذا الخلط خطأ كبير متمثّل بنظرة جامدة لوجودٍ"ما" عبْر آلاف السنين، مع كلّ ما اعترى العالم من تغييرات جذريّة على الأصعدة كافّة.

إنّ الذين يعيدون الوجود اللبنانيّ اليوم إلى ستة آلاف سنة، ويعيدون الشعب اللبنانيّ اليوم إلى الوجود الفينيقيّ، إنّما ينسون أنّهم يوقفون التاريخ عند لحظة من لحظاته، ويهملون الأحداث الضخمة المختلفة التي غيّرت في مجاري الوجود الإنسانيّ، لا سيّما الهجرات المتلاحقة ونشوء المسيحيّة والإسلام وانتشارهما.

ومعارضو الكيان اللبنانيّ وقعوا في أخطاء مقابلة. فاتّخذوا "التاريخ" المناقض دعمًا لمواقفهم. فالكلام على وجود سياسيّ في الأزمنة السابقة على شاكلة الوجود السياسيّ الحاليّ خطأ وقع فيه أيضًا القوميّون السوريّون والقوميّون العرب. إنّ النظرة القوميّة، بحدّ ذاتها، كنظرة تحليليّة للماضي هى خطأ في حقّ التاريخ والحقيقة والعلوم الإنسانيّة.

أمّا الادّعاء بأنّ الكيان اللبنانيّ هو خلق أجنبيّ فمردود بموجب الإثباتات التاريخيّة المفحمة. إنّ لبنان الكبير لم يكن مطلبًا شعبيًّا عامًا، مسيحيًّا وإسلاميًّا. هذا صحيح. ولكنّه كان مطلبًا شعبيًّا مسيحيًّا ملحًّا عملت له أكثريّة مسيحيّة ساحقة، كما عارضته، في حينه، أكثريّة إسلاميّة ساحقة. والمسيحيّون عملوا له عبْر جمعيّاتهم وأحزابهم. وأهمّها، في الوطن، الجامعة اللبنانيّة وجمعيّة الأرزة وجمعيّة الدفاع عن حقوق لبنان الكبير وجمعيّة الترقّيّ اللبنانيّة في بيروت. وفي ديار الاغتراب، النهضة اللبنانيّة في نيويورك والبرازيل، والحزب الوطنيّ اللبنانيّ والاتّحاد اللبنانيّ في مصر وكندا والأرجنتين والجمعيّة اللبنانيّة في باريس.

وحدود لبنان الحاليّة حدّدها، تقريبًا، حزب الاتّحاد اللبنانيّ، وطالبت بها قرارات مجلس الإدارة اللبنانيّ بتاريخ 9 تشرين الأوّل 1918 و20 أيّار 1919 و10 تمّوز 1920. وعملت لها الوفود الرسميّة إلى مؤتمر الصلح بتاريخ 13 شباط 1919 و25 تشرين الأوّل 1919 و28شباط 1920، وسواها من المساعي الفرديّة والجماعيّة في لبنان وفي خارجه.

وكان الدور الفرنسيّ مقتصرًا على "إعلان الدولة" بموجب انتدابها على قسم من المشرق. علمًا بأنّ الفرنسيّين جهدوا كثيرًا في صرف المسيحيّين عن سعيهم وشجّعوهم على الدخول في "وحدة سوريّة". إنّما إصرار المسيحيّين على هدفهم ونجاحهم في عرض قضيّتهم في المحافل الدوَليّة جعلا فرنسة تنصاع إلى مطلبهم، خصوصًا بعدما تأمّن لها الانتداب على لبنان وسورية معًا.

أمّا المسلمون، عمومًا، فقد "أُرغِموا" على الانتساب إلى "لبنان الكبير". وقد عارضوا هذا الانضمام بوسائل عديدة. واحتجّوا عليه في غير مناسبة. لكنّهم عادوا وقبلوا به في العام 1943. وعلى الرغم من هذا القبول فقد بقيت نظرتهم تختلف جذريًّا عن نظرة المسيحيّين. وهذا أمر طبيعيّ. ذلك أنّ النظرتَيْن متعارضتان أساسًا بالنسبة إلى مفهوم المجتمع، ولأن المسلمين مرتبطون بالمفهوم التيوقراطيّ للدولة.

لبنان ليس مساحة جغرافيّة معيّنة. والتقلّص والامتداد اللذان ينسبهما إليه بعضهم في خلال أحقاب التاريخ إنّما يتعلّقان، كما هو معروف في التاريخ، بتقلّص أو امتداد نفوذ سياسيّ في زمن ما. مساحة النفوذ الجغرافيّة تخضع للظروف المختلفة. ففيها من الصراعات المحليّة والإقليميّة والدوَليّة والسعي للمجد الشخصيّ أكثر بكثير ممّا فيها من الأهداف السامية المجرّدة.

فعندما نتكلّم على لبنان، فإنّ كلامنا لا يعني مساحة جغرافيّة معيّنة، مساحة تقلّ عن المساحة الحاليّة أو تتخطّاها.

لبنان مساحة روحيّة، تتجسّد فيها إرادة في الحياة الحرّة. هذا هو لبنان بصرف النظر عن كبر صحنه الجغرافيّ أو صغره.

وحدود الدول كلّها ترسمها الحروب والاتّفاقات الدوَليّة. وكلّ حدود خاضعة، من حيث المبدأ والسوابق التاريخيّة، إلى التعديل والتغيير. وحدود لبنان الحاليّة لا تبقى إلّا إذا أجمع اللبنانيّون على بقائها، وإذا سمحت الظروف الدوَليّة بذلك.

ولأنّ الدولة اللبنانيّة العضو في "جامعة الدول العربيّة"والقائمة على ما هي عليه من حدود، هي ذاتُ جغرافيّة بشريّة معيّنة، تشكّل ثنائيّة دينيّة -سوسيولوجيًّا- وتعطي لبنان طابعًا خاصًّا. وأيّ تبديل في الحدود يستتبع، مبدئيًّا، تغييرًا في الجغرافيّة البشريّة، فتغييرًا في شكل الدولة وفي تطلّعاتها الدوَليّة.

إنّ لبنان الغد، الذي نتوق إليه، والجديد في نظامه، إنّما هو لبنان 1920، نفسه، في حدوده المعترف بها دوَليًّا. إنّ مصلحة أبنائه، في الظروف التي يحييون محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، تقضي بذلك. وإلى أن تتغيّر المعطيات، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، فإن أبناء لبنان، في المستقبل، يُقرّرون ما يرونه مناسبًا لهم.

المهمّ بالنسبة إلى المسيحيّين هو أن يتمتّعوا بحرّايتهم كاملة غير منقوصة. وهم في هذه الأرض باقون. ولبنانهم، أيًّا كانت حدوده، هو مساحة روحيّة قبل كلّ شيء.

 

ما الأولويات الثلاث الأساسية للحكومة اللبنانية الجديدة خلال الأسابيع المقبلة؟

مايكل يونغ/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/30 كانون الثاني/2020

ناصر السعيدي | رئيس شركة ناصر السعيدي وشركاه، ووزير اقتصاد لبناني سابق

يتعيّن على الحكومة اللبنانية أولاً التركيز على برنامج اقتصادي كلي وضريبي ومالي ومصرفي. فمؤشرات الاقتصاد الكلي الأساسية في لبنان تشير إلى وجود أزمة اقتصادية ومالية ومصرفية حادة، فضلاً عن تلك المتعلّقة بالعملة والحساب الجاري، وتتمثّل في: عجز مالي متصاعد يصل إلى 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي؛ ودين سيادي يوازي 160 في المئة أو أكثر من الناتج المحلي الإجمالي؛ وتضخّم يناهز 30 في المئة؛ وتراجع قيمة الليرة اللبنانية في السوق الموازي بنحو 40 في المئة؛ فضلاً عن وجود احتياطيات عالمية مصرّح عنها رسمياً بقيمة 31.5 مليار دولار، في حين قدّر مورغان ستانلي الاحتياطيات الصافية بـ11.5 مليار دولار أواخر العام 2019.

تتمثّل الخطوة الفورية الأولى المطلوبة في تشكيل خلية أزمة وزارية (وليس تأسيس "لجنة" أخرى)، تُكلَّف بوضع خطة إصلاح اقتصادي كلي وضريبي ومالي ومصرفي، بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ليشمل عملها إعادة هيكلة الديون السيادية وديون المصرف المركزي. هذه الخلية يجب أن تعمل بشكل سريع، في غضون الأسابيع الأربعة المقبلة، على تأسيس صندوق سيولة واستقرار اقتصادي يحظى بتمويل متعدد الأطراف، من صندوق النقد والبنك الدولي إلى جانب المشاركين في "مؤتمر باريس 4"، يصل إلى نحو 25 مليار دولار، من أجل إرساء استقرار الاقتصاد ودعم النمو الذي يعزّز الاستثمار في البنية التحتية (بالشراكة مع القطاع الخاص)، والإصلاح المالي، ودعم ميزان المدفوعات، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي (بما في ذلك المصرف المركزي) وإعادة هيكلة الديون، من خلال توفير ضمانات على رأس المال الأساسي لديون مُعادة هيكلتها وذات استحقاقات أطول أجلاً.

ثانياً، يجب أن تومّن الحكومة شبكة أمان اجتماعي. فقد أدّى الانحدار الحاد في النشاط الاقتصادي (بفعل غياب الحكومة والنشاط الاقتصادي وثقة المستهلك والتظاهرات المتزايدة) إلى ارتفاع عمليات التسريح ومعدل البطالة، وإقفال شركات وإفلاس أخرى، وتراجع المداخيل، وهبوط حاد في استهلاك الأُسر، الأمر الذي دفع بالعديد من الناس إلى أشداق الفقر. وقدّر البنك الدولي وصول معدل الفقر المدقع، أي الأشخاص الذي يعيشون تحت خط فقر الغذاء، عند نسبة 20 في المئة من السكان (760 ألف نسمة)، في حين يعيش 41 في المئة من السكان (1.500.000) ما دون خط الفقر. ولذا، على الحكومة إنشاء شبكة أمان اجتماعي هادفة (عبر التحويلات النقدية بشكل أساسي) لدعم كبار السن وفئات المجتمع الأضعف خلال مسار الإصلاح الموجع، بهدف الحدّ من انعدام المساواة والفقر على المدى المتوسط.

ثالثاً، يجب أن تعمل الحكومة على تأسيس برنامج لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة. فالفساد المستشري والرشوة والمحسوبية، جميعها خلايا سرطانية تنهش وتدمّر الاقتصاد اللبناني والنسيج الاجتماعي والسياسي. يشار هنا إلى أن لبنان يحتّل المرتبة السابعة والثلاثين من أصل 180 على لائحة الدول الأكثر فساداً. وقد تركّزت مطالب المتظاهرين، بصورة مبررة، على قضايا الفساد لدى كبار المسؤولين. يتعيّن على الحكومة الجديدة إعطاء الأولوية لمحاربة الفساد على المستويات كافة، من خلال تعيين وتمكين مدعٍ عام ووحدة خاصة لمكافحة الفساد، وتطبيق برنامج مكافحة الفساد يُعنى بالضرائب وتحصيل الإيرادات، وكذلك إصلاح قانون وإجراءات المشتريات الحكومية. علاوةً على ذلك، يجب على الدولة استرداد الأصول التي استولى عليها سياسيون وشركاؤهم بشكل غير قانوني وجنائي.

يمكن لاسترداد الأموال المنهوبة أن تشكّل استراتيجية مُنتجة للثروة، في حال تمّ تنفيذها بصورة صحيحة وبشفافية تامة. لكن، سيحتاج لبنان أيضاً إلى تعاون دولي وبناء القدرات المناسبة لدعم استرداد الأموال. كما لابدّ من إلغاء قانون السرية المصرفية للعام 1956، والكشف عن الأموال والأصول التي اختلسها السياسيون والمقربون منهم والموظفون الحكوميون.

منى علمي | زميلة أولى غير مقيمة في المجلس الأطلسي ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، حيث تغطي سياسات الشرق الأوسط والقضايا الاقتصادية

تلوح في الأفق خلال الأشهر المقبلة تحديات كبيرة أمام الحكومة اللبنانية الجديدة. ولا شكّ في أن أولوياتها الرئيسة الثلاث تتمثّل في معالجة الأزمة الاقتصادية، وتبنّي سياسة خارجية تكون مطمئنة أكثر للمجتمع الدولي والدول الخليجية العربية، إضافةً إلى التوفيق بين الأجندات السياسية المتنافسة داخل مجلس الوزراء لتفادي إصابة الدولة بالشلل.

في بادئ الأمر، تتطلّب معالجة الانهيار الاقتصادي أن تؤمّن الحكومة الجديدة السيولة التي هي بأمس الحاجة إليها لتمويل الاحتياجات الأساسية للدولة، خلال العام المقبل، والتي يقدّرها خبراء الاقتصاد بنحو 5 مليارات دولار كحدّ أدنى. وسيتعيّن على مجلس الوزراء أيضاً اتخاذ تدابير للحدّ من تراجع قيمة الليرة اللبنانية، وتخفيض التزامات الديون على الدولة فضلاً عن إعادة هيكلة مُحتملة لها، ورسم إطار قانوني واضح للقيود على حركة الرساميل، علماً بأن القطاع المصرفي فرضها حتى الآن بطريقة اعتباطية وغير قانونية. كما لابدّ من تنفيذ الإصلاحات المُحددة في مؤتمر سيدر الذي عُقد في باريس في نيسان/أبريل 2018 لمساعدة لبنان، بما فيها تلك المتعلّقة بمكافحة الفساد، من أجل تقديم الأموال التي وعدت بها الجهات المانحة الدولية.

وبالتالي، يُعتبر تبنّي سياسة خارجية أكثر إرضاءً غاية في الأهمية خلال المرحلة المقبلة، إذ تحتاج الحكومة الجديدة إلى كل المساعدات التي يمكنها الحصول عليها، من الدول العربية بشكل خاص. أخيراً، سيتعيّن على الحكومة التنسيق بين الأصوات المتنافرة داخلها لتجنّب إغراق البلاد في حالة شلل. فوصول الحكومة إلى طريق مسدود لن يؤدّي سوى إلى تسريع انهيار الاقتصاد وزيادة اللااستقرار السياسي.

دانيال قزّي | مدير ورئيس سابق لمجلس إدارة أحد المصارف اللبنانية

ينبغي على الحكومة أن تسنّ قانوناً واضحاً وشفافاً يقضي بفرض قيود على عمليات السحب والتحويل، ليحل محل الإجراءات التعسّفية التي تطبّقها المصارف راهناً، والتي تُعتبر لامركزية للغاية إذ تختلف بين فرع وآخر، وتشوبها المحسوبيات. والأسوأ أن يتم تطبيق هذه القيود بمفعول رجعي على الأشخاص المكشوفين سياسياً، أو المرتبطين معهم، اعتباراً من 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، أي من تاريخ اندلاع الثورة.

ينبغي كذلك عدم التخلّف عن سداد سندات الخزينة بالعملة الصعبة (اليوروبوندز). ففي المستقبل، حين نبدأ النهوض من تحت أنقاض هذه المرحلة، سنكون في حاجة إلى الجهات الخارجية التي أقرضتنا المال في الماضي. يتعيّن على الحكومة أيضاً إطلاع الشعب اللبناني على الحقيقة حول ودائعهم، من بين جملة أمور أخرى، والإعلان عن خطة واضحة لتبرير الغموض السائد الذي يفاقم اللااستقرار في الأسواق والشارع. وعندما تتّضح صورة الأنباء السيئة للمواطنين، سيصبح بإمكانهم التعامل معها بسهولة أكبر، ولاسيما أن الشائعات والتخمينات هي التي تحرّك ردود الفعل الراهنة.

كما يتعيّن إصدار قانون "قصّ الشعر" بشكلٍ يقتصر فيه الضرر على نسبة 0.3 في المئة من المودعين – أي حوالى 6000 شخص يتخطّى مجموع ثرواتهم 10 ملايين دولار. وهذه القيمة تعادل الفوائد المفرطة التي حصلوا عليها والتي تتجاوز النسبة المنطقية (لنقل 7 في المئة). فهذه الفوائد لم تنتج من مؤسسة شرعية مدرّة للربح، بل من رأس المال الأساسي للمستثمرين الجدد، تماماً مثل مخطّط بونزي.

مهى يحيَ | مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت

ثمة ثلاث خطوات لابدّ من اتّخاذها بشكل متوازٍ. أولاً، يتعيّن على الحكومة تأليف لجنة طوارئ اقتصادية تتمتّع بصلاحيات واسعة، وتضمّ وزارات رئيسة، وخبراء لبنانيين بارزين مستعدّين للعمل الجديّ لصياغة خطة إنقاذ. مثل هذه الخطة يجب أن تركّز على مزيج من السياسات التي تلائم الحالة اللبنانية، وتستند إلى تقاسم عادل للأعباء والمحافظة على الثروات، وبخاصةٍ ثروة الطبقتين المتوسطة ودون المتوسطة. الهدف من ذلك كبح جماح ركود متنامٍ قد تبلغ نسبته رقماً مزدوجاً، في حال لم يتمّ اتّخاذ أي تدابير لإبطاء وتيرة التداعيات المدمّرة على اللبنانيين، ولاسيما ارتفاع معدلات الفقر. لابدّ أن تشمل الخطة أيضاً ضبط تراجع قيمة الليرة، ومعالجة القيود المفروضة على حركة الرساميل، والدعوة إلى التوقف مؤقتاً عن سداد الديون. كما يجب أن تتضمّن الحفاظ على الاحتياطيات المالية المتبقية لدعم شراء السلع الأساسية والنفقات الرئيسة الأخرى، ووضع برنامج حماية اجتماعية وخطة فعّالة وسليمة بيئياً لمعالجة قطاع الكهرباء.

ثانياً، يتعيّن على لبنان السعي إلى الحصول على دعم خارجي، استناداً إلى خطة إصلاح وإنقاذ اقتصادية. فهو بحاجة إلى تمويل فوري، ربما من صندوق النقد الدولي والجهات المانحة الغربية، كي لا تخرج دوامة الانهيار الاقتصادي عن السيطرة تماماً.

ثالثاً، على الحكومة معالجة حالة فقدان الثقة بينها وبين المواطنين، وذلك من خلال دعم استقلالية النظام القضائي، والشروع في العمل على صياغة قانون انتخابي جديد. فألم اللبنانيين الناجم عن عقود من سوء إدارة موارد البلاد لا يمكن تخفيفه إلا من خلال عملية سياسية موثوقة تقنعهم بأن ما ارتُكب في الماضي لن يتكرّر أبداً.

 

ما كانت الفدراليّةُ خِيارَ المسيحيّين

سجعان قزي/جريدةُ النهار/30 كانون الأوّل 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82754/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%91%d8%a9%d9%8f-%d8%ae%d9%90%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d9%8e-%d8%a7/

صديقي الوزيرُ السابق رشيد درباس ـــ هنيئًا له أنّه "سابق" ـــ حريصٌ عليَّ. يُفضّل أن أستعفيَ من "التبشيرِ" بالنظامِ الاتحاديِّ، ويراهنُ على تعميمِ الوعي الوطنيِّ وعودةِ اللبنانيّين جميعًا إلى "البيت اللبناني". أسبوعيًّا أتبادل وإيّاه الرأيَ والنوادر. نتّفق على جدليّةِ التحليلِ ووصفِ الواقع دائمًا، ونختلف على الاستنتاجِ أحيانًا. وفي جميعِ الأحوال يَجمعُنا الانتماءُ الحضاريُّ والولاءُ الوطنيُّ والنزعةُ المدنيّةُ. بعد قراءتِه افتتاحيّتي في "نهار" الأسبوعَ الماضي (23 ك2)، اتّصل بي مرتابًا في أن يكونَ اقتراحي النظامَ الاتحاديَّ تعبيرًا عن فكرٍ عاد يَنتشر في بيئتي... عَنى البيئةَ المسيحيّةَ.

البيئةُ المسيحيّةُ ليست مسيحيّة. إليها يَنتمي مواطنون من مختلَفِ الطوائفِ والمناطقِ والعقائد. جـَمَعتْهم الفكرةُ اللبنانيّةُ، بل الأمّةُ اللبنانيّة، ونمطُ حياةٍ لبنانيّ. هذه البيئةُ اختارت منذ سنةِ 1920 النظامَ المركزيَّ القويَّ من أجلِ توحيدِ لبنان أرضًا وشعبًا وتقديمِ نموذجِ شراكةٍ دينيّةٍ/حضاريّةٍ/سياسيّةٍ من لبنان إلى العالمِ العربيّ ومن الشرقِ إلى الغرب. وجدّدت المرجِعيّات المسيحيةُّ هذا الخِيارَ عند كلِّ منعطفٍ تاريخيّ. جَدّدَته مع استقلالِ 1943، وبعد أحداثِ 1958، وبعد حربِ السنتين (1975/76)، وبعد انتصارِ 1982 فأَعلن الرئيسُ بشير الجميل أنّه "يريد حكمًا مركزيًّا قويًّا". ورغمَ أنّ كلَّ منعطفٍ كان كافيًا وحدَه للكفرِ بالخِيار، تابع المسيحيّون الالتزامَ بالدولةِ المركزيّةِ حتّى بعد اتفاقِ الطائف سنةَ 1989. لكن تَبيّن بعد مئةِ سنةٍ أنَّ هذا النظامَ المركزيَّ، الجيّدَ بحدِّ ذاتِه، يعيش يتيمًا ومعزولًا. هَجَره اللبنانيّون، كلٌّ حَسَبَ طريقتِه وحضارتِه، وبنوا لهم أَنظمةً ذاتيّةً غيرَ شرعيّةٍ أثناءَ الحروبِ، وتحت غطاءِ الشرعيّةِ منذ الطائف إلى اليوم.

عدا أنّه سَقط بفعلِ الهَجْر، لم يَعُد النظامُ المركزيُّ يتلاءمُ مع الواقعِ الذي انحدَرت إليه التعدّديةُ اللبنانيّةُ: عِوضَ أن تَتطوّرَ وتُصبحَ متكامِلةً، تراجَعت وصارت متناقِضةً بحكمِ تعدّدِ الولاءاتِ الخارجيّةِ، وتَغـيّـرِ أنماطِ الحياةِ، والزوائدِ السكانيّةِ عبر التجنيس والتوطين. لذلك بيئتي، وبيئتُك الشخصيّةُ يا صديقي العزيز، ضاقتا ذَرعًا من تدهورِ المشروعِ اللبنانيِّ الذي قدّمنا في سبيلِ إنقاذِ صيغتِه مئاتِ التضحيّاتِ والتنازلاتِ وآلافَ الشهداءِ وأغْلاهم. بيئتُنا المشتَركةُ لا تَقبلُ أن تبنيَ الدولةُ الحاليّةُ نظامًا فدراليًّا مع طوائفَ ونظامًا مركزيًّا مع طوائفَ أُخرى. إما مركزيّةٌ على الجميع وإما فدراليّةٌ على الجميع.

إن اللبنانيّين الميثاقيّين تَعِبوا من الرهانِ على الوقتِ لإنقاذِ التجربةِ اللبنانيّة. فمنذ خمسيناتِ القرنِ الماضي ومكوّناتٌ لبنانيّة تُناصرُ زعماءَ غيرَ لبنانيّين ومشاريعَ غيرَ لبنانيّةٍ وتُضحّي بالشَراكةِ الوطنيّة. بدايةً، اعتبَرتْ بيئتُنا أنَّ تعدّدَ الولاءاتِ نزواتٌ مرحليّةٌ وتَنقضي، ووَضَعتْها على حسابِ "المراهقةِ الوطنيّةِ". لكنها وَجدت أنَّ الشرودَ تزايدَ عوضَ أن يَنحسرَ مع العمر، وأنَّ الاعتدالَ الدينيَّ جَنحَ جزءٌ منه نحو التطرّف، وأنَّ بعضَ المكوّناتِ حوّلَ لبنانَ جَبهةً عسكريّةً مفتوحةً غيرَ عابئٍ بالصيغةِ والميثاقِ وبالدستورِ والشراكةِ وبسائر المكوّنات. وما الأزمةُ المأساويّةُ التي نَـمرُّ فيها اليوم سوى أحدِ تجليّاتِ ارتهانِ مكوّناتٍ لبنانيّةٍ للخارج. وهذا هو الفسادُ الأخطر.

إن النظامَ المركزيَّ يَصلُح لدولةٍ تتنافسُ مكوّناتُها للمشاركةِ في الحكمِ لا لدولةٍ تَتصارعُ مكوّناتُها للسيطرةِ على الحكم. إنَّ النظامَ المركزيَّ الذي أردناه جميعًا مشروعَ شراكةٍ بين اللبنانيّين صار مشروعَ حروبٍ أهليّةٍ بحكمِ المشاريعِ الإقليميّةِ التي تَبنّتها مكوّناتٌ لبنانيّة. وما دامت الدولةُ اللبنانيّةُ مركزيّةً سيَستمرُّ الصراعُ بين المسيحيّين والسُنّةِ والشيعةِ والدروز من أجلِ السيطرةِ عليها بمشاريعَ طائفيّةٍ داخليّة (المارونيّةُ السياسيّةُ والسنيّةُ السياسيّةُ والشيعيّةُ السياسيّة وخصوصيّةُ الجبل) ومشاريعَ مذهبيّةٍ خارجيّةٍ (الهلالُ السُنّيُ والهلالُ الشيعيُّ وحِلفُ الأقليّات). من هنا أن استمرارَ العيشِ النظريِّ في نظامٍ مركزيِّ والعيشِ الفعليِّ خارجَ الدولةِ بات خطرًا على وِحدةِ لبنان التي تَرنّحت سنةَ 1958 ولم تَستِقم بعد.

إذا كانت البيئةُ المسيحيّةُ تفكّرُ اليومَ في طرحِ النظامِ الاتّحادي، فليس من منطَلقٍ دينيٍّ أو عقائديّ، بل من أجلِ خلقِ إطارٍ دُستوريٍّ مركَّبٍ يُعطّلُ الانزلاقَ إلى التقسيمِ، ويَحفَظُ وِحدةَ لبنان. وإذا كان لدى الآخَرين نظامٌ غيرُ النظامِ الاتّحادي بديلًا عن المركزيّةِ التي سَقطت على يدِ غيرِ المسيحيّين، فالمسيحيّون ليسوا مُغرَمين بالفدراليّة، إنما بلبنان، كلِّ لبنان. ليس لدى المسيحيين مشروعٌ جديدٌ، بل حاجاتٌ جديدةٌ.

ليست بيئتي المسيحيّةُ وحدَها تُفكّر في نظامٍ "منشَرحٍ"، بل كلُّ لبنانيّ، أكان مسيحيًّا أم مسلمًا، جنوبيًّا أم شماليًّا، بقاعيًّا أم ساحليًّا. المعاناةُ شَملت الجميع، والكفرُ هزّ الضمائر، والقرفُ تَفشّى في المزاجِ الوطنيّ. اللبنانيّون عمومًا يريدون الحياةَ في وطنٍ طبيعي، في وطنٍ كفافَ أبنائِه وأرضِه، وكفافَ أمنِه وحرّيتِه. سئموا العيشَ في وطنٍ مُتشنِّجٍ ومستَنفرٍ ومذعورٍ ومأزومٍ ومرعوبٍ ومصادَرٍ ومعلّقٍ على فُوَّهةِ بندقيّةٍ وعلى مشاريعَ توسعيّةٍ ومنتهَكٍ ببدعٍ جاهليّةٍ وخاضعٍ لأوامرَ خارجيّة، يَهزُّ كِيانَه فكرٌ دينيٌّ من هنا وثورةٌ رَجعيّةٌ من هناك.

صديقي رشيد، المفعمُ باللبنانيّةِ الحضاريّةِ، يرى في الانتفاضةِ الجاريةِ ما يَدحَضُ الصورةَ أعلاه، ويؤمِن بأنَّ الجيلَ اللبنانيَّ الجديدَ متّحِدٌ وعَلمانيٌّ، ويُلغي، بالتالي، مُبرّرَ قيامِ دولةٍ اتّحاديّة. لقد غنّيتُ الانتفاضةَ، كما غنّاها "الرشيد"، ووَجدتُ فيها فرصةً للتغييرِ النفسانيِّ في الشخصيّةِ اللبنانيّة. لكن هذا الجيلَ الواعِد، لم يعلن أيَّ لبنانَ سياسيٍّ ودستوريٍّ يريد، ولم يَحسمْ موقفَه من القضايا الخلافيّة. لا يبدو أنّ الجيلَ المنتفِضَ موحَّدٌ حيالَ حِيادِ لبنان وإلغاءِ الطائفيّةِ والسلاحِ غيرِ الشرعيِّ ووجودِ اللاجئين الفلسطينيّين والنازحين السوريّين والتعديلاتِ الدستوريّة، وغيرها. يطالبُ بالنزاهةِ والشفافيّةِ والإنماءِ وتغييرِ الطبقةِ السياسيّة. غير أنَّ هذه المطالبَ تحتاجُ إلى دولةٍ متّحدةٍ في قرارتِها الوطنية، خصوصًا أن القضايا الوطنيّةَ الخِلافيّةَ هي مصدرُ المشاكل ِالماليّةِ والاقتصاديّةِ وانتشار الفساد.

إن الرهانَ على الانتفاضةِ ضروريٌّ لتغييرِ الحوكمةِ، لكنّه غير كافٍ للبقاءِ في النظامِ المركزيِّ القائم. ليس المطلوبُ تعديلَ النظامِ السياسيِّ بنقلِ صلاحيّاتٍ دُستوريّةٍ من طائفةٍ إلى أخرى، بل بنقلِ صلاحيّاتٍ من السلطةِ المركزيّةِ إلى السلطاتِ المناطقية. وفي جميعِ الأحوال، إنّ مسيحيّي لبنان لا يقبلون أيَّ دستورٍ يُفرّقُ بينهم وبين المسلمين أو يَـمُسُّ بالكيانِ اللبنانيّ. فالوَحداتُ الاتحاديّةُ ليست بالضرورةِ طائفيّةً ومذهبيّةً، إنما وَحداتٌ جغرافيّةٌ/وطنيّة/حضاريّة. وسنبقى في الاتّحادِ موحَّدين.

 

صفقة القرن" لأن العرب في أدنى درجات الإنحطاط والإنحلال في مجتمعاتهم... استيقظوا"

المحامي عبد الحميد الأحدب/30 كانون الأوّل 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82757/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%b5%d9%81%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d9%86-%d9%84/

"صفقة القرن" التي أعلنها من البيت الأبيض رئيس الولايات المتحدة مقرونة بملحق من 81 صفحة تفصل معانيها وخصائها، هل تمر او لا تمر مرور الكرام؟

قبل "صفقة القرن" كانت الولايات المتحدة قد كرست القدس عاصمة لدولة إسرائيل وطوّبت أكثر مناطق الجولان لإسرائيل، ومر الحدثان مرور الكرام في الشارع العربي وبردة فعل هزيلة الى حد أنه لم يشعر احد بها!! مؤكدة مثبتة ان القضية الفلسطينية لم تعد قضية العرب الأولى والأخيرة! وان كل بلد عربي أصبحت لديه هموم ومشاكل وجودية اهم من قضية فلسطين. طبعاً على صعيد الظاهرة الصوتية عقدت الجامعة العربية اجتماعها التقليدي واضيفت مقرراتها الى أرشيف المهملات، واصلاً الجامعة العربية لم يعد لها أي دور في الحياة السياسية العربية. "صفقة القرن" قبل ان نتطلع الى ردات الفعل عليها هي باختصار ترتيب صفقة بين منتصر ومنهزم شر هزيمة! ولكنها قد تمر او لهذا فهي تدق الأجراس ليعيد هذا العالم العربي حساباته ويصارح نفسه اين هو في هذا العالم والى اين وصل وكيف وصل الى هذا الحضيض الذي يتخبط فيه والذي لن يخرج منه الا بالاعتراف به اعترافاً صريحاً ومؤلماً ولكنه اعتراف ومصادقة ومصارحة لا بد منهم لمحاولة الخروج من القعر الذي يتخبط فيه هذا العالم العربي!

اول الحقائق التي يجب ان ننطلق منها انه منذ ضياع الجزء الأكبر من فلسطين سنة 1948 تحول اهتمام ومحرك السياسة في البلاد العربية الى قضية فلسطين متناسياً ومهملاً كل أسس ومقومات ودعائم المجتمعات السياسية وغير السياسية في البلاد العربية من الحرية، الى الثقافة، الى العدل، الى حكم العسكر، الى حكم المخابرات الى كرامة الإنسان، الى الدين، الى حرية الفكر، الى المحافظة والارتقاء بمستوى التعليم، الى الصحة، الى المجتمع الذكوري، الى... الى... حتى صار ينطبق فعلاً على علاقة الانسان في البلاد العربية مع مجتمعه ودولته عنوان الكتاب الذي صدر بعد الثورة المصرية وأشار اليه في مقاله الأخير الكاتب المتفوق سمير عطالله "دي مش أمي... هي مرات أبوي".

زاد عدد السكان وزاد الجهل والفقر وانتشرت الأمية وانخفض مستوى التعليم الى قعر مخيف وصغرت الطبقة الوسطى حتى لتكاد تنعدم، وجيء لنا بدين لا نعرف من اين جاؤوا به؟ فيه العبودية محللة وتعدد الزوجات واجب! والعنف روحه وقلبه!!! في حين ان الأوضاع الدينية كانت امام تحديات العصر وتنتظر ثورة النهضة!

قليل، بل كثير من المصارحة المؤلمة لتشخيص المرض المستفحل والذي يزيد استفحالاً مع انتشار الشعبوية وتراجع العقلانية حتى صار الانسان العربي في حالة مَرَضِية فعلاً ولم تعد علاقته بمجتمعه ودولته علاقة سليمة، "دي مش أمي... دي مرات أبوي"، في علاقة العرب بدولهم ومجتمعاتهم.

ولكن اين هي أمك؟ ولماذا اضعتها يا عزيزي المواطن العربي حتى جاءت زوجة ابيك لتحل محلها؟

هذا العالم العربي خضع أربعة قرون للحكم العثماني الذي كان خالياً من أي نقطة نور وفكر وحرية! وبعد ذلك جاء الغرب وأعطى ما اعطى واخذ ما اخذ ثم جاءت الاستقلالات العربية، لم تكد تبدأ مسيرات الاستقلال حتى كان انفجار قضية فلسطين وهزيمة العرب الأولى فيها، وتحولت السياسة في البلاد العربية بل انحصرت في قضية فلسطين وبدأنا بالانقلابات العسكرية من سوريا الى مصر الى العراق الى السودان الى الجزائر الى ليبيا الى محاولات فاشلة في المغرب! وحكم العسكر، لتحرير فلسطين.

وكان بطل العملية هو عبد الناصر، الذي كان وطنياً ونظيف الكف ولكنه حَكَّمَ العسكر في كل الميادين! وقامت ثورته على تحرير فلسطين، واداتها هي الجيش ولكنه سلم الجيش الى عبد الحكيم عامر ليأمن شر أي محاولة انقلابية كما حصل مع محمد مصدق في ايران، وحوّل عامر الجيش الى قبيلة الود والوفاء لخدماته التي خلقت له شعبية في الجيش ولكنها لم تصنع جيشاً في مستوى الشعارات التي رفعها عبد الناصر، فكان الذي حصل سنة 1967، وجاءت بعد ذلك المنظمات الفلسطينية التي حاولت من حيث لا تدري ان تجعل الأردن "وطناً بديلاً" ولكن عبقرية الملك حسين منعتها فانتقلوا الى لبنان حيث سببوا حرباً أهلية دموية ومرت طريق فلسطين من جونية وعيون السيمان! وانتهى امر مصر بكامب دايفيد ثم جاء مبارك الى العرش بعد السادات ليبقى اكثر بكثير من سلطة فاسدة اكثر مما بقي فاروق على عرشه وكانت الثورة المصرية التي ولدت "دي مش أمي... دي مرات أبوي"، وفي هذه الأثناء أي في حكم العسكر تراجعت الأوضاع الاقتصادية في البلاد العربية الى الحضيض ولولا البترول الذي لا فضل للعرب في صنعه لكان العالم العربي الذي هو غني بكثير من الموارد ولكن حكم العسكر والمخابرات والفساد لا يتيح للإنماء والنهوض ان يتقدم وصار الفكر مطارداً والحريات في خبر كان! ومع ان لبنان دخل العروبة في حربه الأهلية الا انه في ثورته الحالية يسلط الأضواء وينتفض على عالمه العربي في الانحطاط وهزيمة الحرية وهزيمة الكرامة الإنسانية وفي الفساد وفي عز الديمقراطية.

اقل من قرن من الزمن وقضية فلسطين هي محور السياسة العربية فانتهى الأمر الى ضياع فلسطين ثلاث مرات والى ضياع العالم العربي معها.

آن الأوان لصحوة العقل، لأن نشخص امراضنا ونعرفها ونعترف بها لنعالجها.

الحرية والعقلانية والثقافة والانفتاح على العالم والعودة الى الدين وطرد دين البغدادي ودواعشه من تربيتنا وعقولنا لنصالح العالم قاطبة!

هاتوا الرجال والنساء، هاتوا لنا طه حسين والسنهوري ومحمد عبده وسعد زغلول وصفية زغلول وجميلة بو حيرد و... و...

العالم العربي في ثبات عميق حتى فلسطين لم تعد قضيته، صار غارقاً في نوم ثقيل!

الصدمة، والرجال العظام الذين يحققون اليقظة ثم النهضة.

اين هم؟ هذا هو السؤال!

 

الهيلا هو و17 تشرين: كرنفال الشتيمة وفجور السلطة (1)

منى مرعي/المدن/31 كانون الثاني/2020

ملاحظة: قبل البدء بقراءة هذه المقالة، نرجو عدم اعتبارها تحريضاً على ارتكاب العنف، ولا تشجيعاً عليه، بل قراءة تحليلية ذاتية منحازة لمسارات الأمور. أنا مواطنة أيضاً، وأنصح في الأحوال كلها انتظار حلقتيه التاليتين.

منذ وطئت قدماي مدينة سياتل الأميركية، تقلّص هامش الشتم لدي. بات شبه معدوم. لم يعد هنالك ما أشتمه، باستثناء اللحظات التي أتذكر فيها مصرفي الذي منعني من سحب جزء من مدخراتي بالدولار. كان ذلك قبل 17 تشرين الأول 2019. بعد هذا التاريخ تحولت الشتيمة في لبنان، تبدلت معالمها، وتبدلنا.

ليست شتيمة "الهيلاهو" سوى نقطة الانطلاق. هي الأصل الذي تعدته فصول شتم متنوعة أقل وطأة من الشتيمة الأصل، كـ "خود" التي غالباً ما كان يطلقها المتظاهرون مع حركة بذيئة من أصابعهم، وأغنية لفضل شاكر. وهناك سوى ذلك من شتائم نثرية فايسبوكية أطلقها أفراد من دون خجل ولا غضب. تستحق استعادة أغنية فضل شاكر مقالةً منفردة. ولكننا نركز هنا على الوقت الذي تلا 17 تشرين ذاك، والذي رتّب تموقعاً جديداً لأشكال الشغب التي تمثل الشتيمة نقطة انطلاقها الأساسية.

أصل الشتيمة/ الشتيمة الأصل

امتعض عددٌ لا بأس به من المواطنين من شتيمة "الهيلاهو" الباسيلية. منهم من بنى امتعاضه على تعاطف مع باسيل من منطلق "لماذا هو دون سواه". كُتب الكثير عن الرجل الذي اعتبر الشخصية الأكثر إثارةً لكره المنتفضين. ومنهم من عزا رفضه إلى مبدأ نسوي، ومنهم من تذمّر بناءً على تصوّر طُهراني عن الثورة، وصورة مثالية للثائر المسالم الذي يلتزم بتصرفات معينة. لحن الهيلاهو هذا الآتي من موروث محمد فوزي الموسيقي، والذي استعيض فيه عن كلمات "Chérie je t’aime " بشتيمة "جبران باسيل ك… إمو" ، فيه مسّ لمناصري النسوية، في حال العودة إلى احتمالات أصل شتيمة الكـ... يُعتقد أن أصل اللفظ دخيل على اللغة العربية، وهو تركي الأصل، ويطلق على الفتاة أو يقال للبنت باللغة التركية "Kiz" (كز). ويبدو أنه استخدم محل الفرج بالعامية، وليكون محط احتقار لا مناص فيه طوال سنوات. هذا الانزياح للكلمة واختزال الفتاة بعضوها التناسلي وتحويله شتيمة، فيها ما يكفي ليدعو لامتعاض كثيرين. رغم ذلك، بقيت شتيمة الهيلا هو مستمرة وتمسّك بها عدد من مناصري النسوية أنفسهم، الذين غالباً ما يرفضون سلوكيات مماثلة، لكن يبدو أن لكل قاعدة استثناء.

الشتيمة الأصل تبدلت... لا أعني بالتبدل هنا فقط توالد الهيلاهو إلى أكثر من نسخة، بل تحوّل هدف الشتيمة منذ صيغتها الأولى.

الغضب احتفالاً

لم تكن الهيلاهو يوماً تعبيراً عن الغضب، بقدر ما كانت لحظة تفلّت وتحرّر كسرت سقف العلاقة بين السلطة والمواطن. المواطنون اللبنانيون يكيلون الشتائم لزعمائهم منذ سنوات. لكن هذا الربط بين الشتيمة واللحن والفضاء العام، أحال الغضب احتفالياً، فغيّب الاحتفال الغضب الذي

تحول إلى استراتيجية لها أدواتها، بدل أن يكون انفعالاً يعبر عن عجز، عندما يتقدم الفرد ليجابه السلطة ويردّ لها فجورها. في تلك اللحظة تتبدل ديناميات القوة بين السلطة والفرد الذي لا يظل ضحيتها، لأنه يستعيد حقه في الرد عليها. وإذا كان الرد سلبياً للبعض، إلا أنه ينفي عنه سمة العجز.

قد تصدر الهيلاهو عن موقع دنيوي لأولئك الذين يربطون الشتيمة بسلوك قوم في مرتبة دنيا. وهذا يُكتب فيه مقال مستقل (الشتيمة من منظور طبقي). في كل الأحوال، وكائن من كان أول من نطق بالهيلاهو، فقد تحولت أغنية عابرة للطبقات. بل أصبحت فعل تضامن وتآزر متفق عليها عضوياً بين من اختاروا التمرد.

باختين وغوته

ثمة نفس كرنفالي في الهيلاهو. فهي تذكر بما ورد في كتاب باختين "رابليه وعالمه" الذي تشارك مع غوته بعضاً مما ذكره الأخير حول طقوس مهرجان النار في إيطاليا. لم ينفِ باختين وجود تباين في الآراء بينهما حول موقع الشتيمة. يذكر غوته أن مهرجان اليوم الأخير من كرنفال روما، يضم مسيرة ضخمة لحملة شعلة النار هاتفين: "الموت لمن لا يحمل شعلة". (Sia ammazzato chi non porta moccolo! ). ويتسابق كلٌ من المشاركين لإطفاء شعلة جاره. وكلما علت الهتافات فقدت نبرتها التهديدية. وفي وصفه لتلك النبرة يقول غوته عن الشتيمة: "كما هي الحال في كثير من اللغات، غالبًا ما تُستخدم اللعنات والكلمات الفاحشة تعبيراً عن الفرح أو الإعجاب. لذلك يكون المعنى الحقيقي لـ sia ammazzato قد نسي تماماً في هذا المساء، ويصبح كلمة مرور، صرخة فرح، وامتناع عن الفعل، ويضاف إلى النكات والمجاملات". لا يتفق باختين كلياً مع وصف غوته، فيرى أن الازدواج الناتج عن أصل الشتيمة يبقى قائماً: "جوهر المسألة هو مزيج متناقض من الإساءة والتمجيد، من الرغبة في الموت والرغبة في الحياة، في مناخ مهرجان النار الذي يشي بالحرق والانبعاث".

استرداد الفضاء العام

في الحالة اللبنانية، وفي سياق ثورة 17 تشرين، تعبر الهيلاهو عن ازدواجية الإساءة والتمجيد في الوقت نفسه. وبقدر ما فيها من إساءة مقصودة لشخص باسيل، فيها أضعاف أخرى تعبر عن الازدواج الذي تحدّث عنه باختين. الهيلا هو صرخة إعجاب بالثورة في لحظة انبثاقها. وما تكرارها إلا فعل تأكيد على الانضمام اليها. وما اعتماد نسخ متعددة للأغنية، إلا فعل تماه مع متطلبات استرداد علاقتنا، أفراداً ومواطنين، مع الفضاء العام وما يرتبه من تأكيد. التمسك بنسخ بالهيلاهو يشبه تمسكنا بالمواطن الخفي الذي فينا، واستعدناه في لحظة تحررنا من خوفنا من استحالة التغيير. المراوحة في الشتيمة الأصل، هو كلمة سر ثورة 17 تشرين. والعودة اليها فعل تفاوض بين راديكالية لحظة الثورة الأولى وما تلاها من مناورات بين السلمية والتصعيد، بين "الطريق مسكّر يا حلو" وهيلاهو الميلاد وسائر الهيلاهوهات. وأشد ما يصيب باسيل في صميمه أنه يختفي شيئاً فشيئاً في رمزية الشتيمة الأصل. في اليوم الأول للثورة شهدت بيروت بعض أحداث الشغب، ما أدى إلى تحطيم واجهات بعض المحال. توقفت تلك الأعمال وبات حدوثها مضطرداً لبعض الوقت، لتطغى عليها شتيمة الهيلا هو وأفعال أخرى أكثر احتفالية، ولها دلالاتها في استرداد الفضاء العام، وفي العلاقة الجديدة التي باتت تربطنا بالسلطة وبكل مكوناتها: "لم يعد لدينا ما نخسره وسنسلك في احتجاجنا بكل خفة ممكنة". كانت لافتة هذه الخفة التي تمثلت بنماذج خلّاقة سجلتها الذاكرة الجماعية. لن تنسى الأجيال المختلفة التي شاركت في الثورة: لا غرفة الجلوس التي على جسر الرينغ، والتي عُرضت للإيجار على Airbnb، ولا الثوار- الفنانين الذين قطعوا الطريق وباتوا يغنون لرياض سلامة على وقع موسيقى حبيبي يا عيني، ولا أغنية البايبي شارك التي غنّاها المنتفضون كي لا يخيف مظهرهم طفل السنتين القابع في السيارة مع والدته، ولا كرنفال الاستقلال المدني الأسطوري في 22 تشرين الثاني ... لا، لن ننسى هذا كله قط.

3 أشهر من الغناء

في الأشهر الثلاثة من الثورة غلبت كفة الشغب الودود، الكرنفالي، والظريف، على كفة ما صنف "شغب الزعران" و"عنف المندسين" و"الدخلاء على الثورة"، أو "العنف الثوري" وما إلى هنالك من عبارات أخرى استنكارية وتخوينية أحياناً، أطلقها كل من حاول حصر ملكية الثورة برؤيته الطهرانية أو السياسية لـ "كيف يجب أن تكون الثورة".

لا يخفى وجود "المندسين" و"الدخلاء على الثورة"، ولا ظهورهم الواضح للعين المجردة. لكن أولئك ليسوا من كانوا في شارع الحمراء ولا في أمسية 18 كانون الثاني.

كان للشغب الودود الذي استمر ثلاثة أشهر وظيفته. وهو أثبت نجاعته في مرحلة معينة. وعلينا أن نتنبه لمرحلة جديدة من المواجهة ستفرض أدواتها المغايرة وتضاعف ما سبق من فداحات: أشهر ثلاثة من الغناء للسلطة، من كيل الشتائم وزيارات منازل السياسيين المتكررة، من إقفال الطرق والإضرابات والإحتفالات، ومن الانتظارات في المصارف وذلها...

ماذا فعلت السلطة؟

فبماذا قابلت مكونات السلطة ذلك كله ؟

التزم الثوار الأتيكيت واعترضوا وفقاً للأصول المرعية، من يرعاها؟ من حدّد الأصول؟

حسناً. لنقل إن من حدّدها مجهول، لأن لا وقت للخوض في هذه النقطة الآن... لنسأل السؤال الأهم: ماذا فعلت السلطة لاحتواء احتجاجات الناس؟ شكلت حكومة لإعادة تدوير نفاياتها في الحكم، ولتثبيت منطق المحاصصات !!!!رائع!!!!!

حسناً. لربما بالغت في توصيفي. ولأقل إنني أحاول التكفير عن هذه المبالغة في اختيار مقولة "اعطوهم فرصة" مساراً حتمياً لتفاؤلي... ولأسأل أسئلة قد تتسع فيها مساحات فرص الحكومة الجديدة. لأسأل مجدداً السؤال "ماذا فعلت السلطة؟".

هل حدّت الحكومة الجديدة من ارتفاع سعر شراء الدولار؟

هل صارحت اللبنانيين حول الوضع الاقتصادي؟ ورياض سلامة الذي قد يبلغ راتبه الشهري 50 مليون ليرة، لا يعلم شيئاً، وهنالك وزير سابق، صاحب مصرف، يدعى مروان خيرالدين، يحمّل اللبنانيين المسؤولية عن الأزمة، معتبراً أننا شعب مدمن على البذخ، ويشدد على ضرورة تحويل ودائع اللبنانيين إلى الليرة اللبنانية.

 حقاً. ماذا فعلت السلطة؟

أرسلت من يقوم بمهمة الترهيب والتهديد؟

وضعت قوى أمن أمام فروع المصارف، بدل أن تضع قوى أمن أمام محلات الصيرفة؟

حاربت غلاء الأسعار؟

لا رغبة لدي لأكون مواطنة في موقع ضحية السلطة. وربما هذا ما حاول المتظاهرون فعله في اليومين الأخيرين: فإذا كان الطور الأول من الغضب يتمظهر كاستراتيجية عبر شتيمة الهيلاهو وما رافقها من شغب ودود، توحي مسارات الأمور أن هنالك من أخذ على عاتقه أن ينتقل من هذه الاستراتيجية إلى استراتيجية أخرى نقيضة.

تقول حنا أرندت في كتابها حول العنف إن "السلطة والعنف نقيضان: حين تحكم السلطة على نحو مطلق، يغيب العنف. ويظهر العنف حين تصبح السلطة في خطر".

والسلطة في لبنان شعرت بقمة الخطر. هنيئاً لنا بذلك، أقلّه مؤقتاً!

(يتبع)

 

قرار "سياسي" يمنع تلقي المعلومات من المصارف السويسرية

أكرم حمدان/المدن/31 كانون الثاني/2020

بعدما مددت لجنة الرقابة على المصارف المهلة الممنوحة من قبلها للمصارف اللبنانية، والتي انتهت منذ حوالى أسبوع، لإيداعها مجموع تحويلات زبائنها إلى مصارف سويسرا، إعتباراً من 17/10/2019 (إنطلاقة الانتفاضة) وحتى تاريخ 14/1/2020، بات السؤال الأكثر إلحاحاً ليس فقط ما إذا كانت ستطلع اللجنة الرأي العام على النتائج التي وصلتها، بل ما هي الأسباب التي دفعتها لتمديد المهلة؟ وهل أن المصارف لم تتجاوب مع طلبها؟ وما هي الخطوة التالية؟

تجاوب سويسري

هذه الأسئلة وغيرها، باتت أكثر من مشروعة وطبيعية بعدما فُتح ملف إستعادة الأموال المنهوبة في لبنان على مصراعيه، بدءاً من مطالب المنتفضين في الساحات، وصولاً إلى فرنسا وسويسرا والبرلمان الأوروبي، وبمتابعة من نقيب المحامين (الذي يصح وصفه "نقيب الثورة") ملحم خلف، الذي كلف مجموعة من المحامين للعمل سريعاً على تشكيل لجنة خاصة، لمتابعة هذا الملف. فبعدما صادق البرلمان السويسري في العاشر من شهر كانون الأول 2019 على التبادل التلقائي للبيانات المصرفية مع 18 دولة إضافية بحلول العام 2021، ومن ضمنها لبنان، أجازالقضاء السويسري منذ أيام، بموجب تشريع للدولة اللبنانية، الاطلاع على كل الحسابات المصرفية للبنانيين في مصارف سويسرا، إعتبارًا من 1 كانون الثاني 2020، وفقاً لما أعلنه النائب جورج عقيص الذي يتابع هذا الملف مع سويسرا. وبعدما جرى الحديث عن استفادة لبنان من اتفاقية تبادل المعلومات المصرفية مع سويسرا، ستبقى معلقة، بسبب تخلفه عن تطبيق معاييرالمنتدى العالمي لخصوصية البيانات، ولا سيما منها الإجراءات التقنية التي تفرضها هكذا معاهدات دولية (شروط الأمان والسرية للحسابات المصرفية). تبين بأن النظام المعلوماتي الذي تذرعت به الحكومة كسبب لعدم القدرة على تلقي المعلومات من المصارف السويسرية، قد تم إنشاؤه فعلياً في وزارة المال، وأن منظمة "OECD" كشفت ووافقت على هذا النظام المعلوماتي.

وكشف النائب عقيص في تغريدة له عبر حسابه على "تويتر" عن وجود "قرار سياسي لا يزال يمنع تلقي تلكَ المعلومات، على الرغم من الحاجة الماسة إليها".

كذبة النظام المعلوماتي

ويقول عقيص لـ"المدن": "هناك تناقض غريب في المعلومات المتعلقة بهذا الملف، فالمعلومات الرسمية تقول بأن النظام المعلوماتي المطلوب غير موجود. بينما هناك تأكيدات موثقة بأن لبنان يُرسل المعلومات لكل دول العالم، فكيف يمكن لهكذا نظام أن يُرسل ولا يتلقى؟ إذاً، بالحد الأدنى هناك تقصير إذا كان لا يعمل لسبب ما. وإلا فهناك نية مبيتة جراء عدم استخدامه". ويُضيف: "نحن بأمس الحاجة لكل قرش يُعزز مداخيل الخزينة. وكل التقديرات تتحدث عن إيداعات للبنانيين في المصارف الأوروبية بحوالى 200 مليار دولار. والسؤال البديهي: هل تخضع هذه الأموال للضريبة؟ والجواب طبعاً لا. لذا، فالمطلوب العمل ليلاً ونهاراً للاستفادة منها، أقله من خلال القانون 55\2016 المتعلق بتبادل المعلومات الضريبية الإلكترونية. وكذلك القانون 44\2015 المتعلق بمكافحة تبييض الأموال". وبعدما تحول هذا الملف إلى خطاب شعبوي، تلقفته القوى السياسية والكتل البرلمانية من الشارع، ربما يُصبح بخطر، إذا لم تتوحد وتُنسق الجهود تجاهه. فنقابة المحامين مثلاً ليست جهة رسمية، رغم دورها وفعاليتها نقابياً. وهناك خوف أيضاً من اصطدام الملف بالحصانات، ولا سيما بوجود المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. فالقضاء يمكنه التحرك تلقائياً، حسب عقيص، وبناء على الإخبارات القضائية المقدمة والكثيرة بهذا الخصوص. ولكنه قد "يحفظها"، بذريعة أنها ليست من اختصاصه. وهناك تجربة قام بها النائب والوزير السابق بطرس حرب، حين تقدم بإخبار ضد نفسه والوزراء السابقين للاتصالات. لكن مدعي عام التمييز حفظها لعدم الاختصاص. ويدعو عقيص لتوحيد الجهود وتنسيقها، ولا سيما بين لجنة الإدارة والعدل النيابية ووزارة العدل، مذكراً بوجود لجنة فرعية منبثقة عن اللجان النيابية المشتركة، برئاسة النائب إبراهيم كنعان، يُفترض أن تبدأ بدراسة وبحث كل اقتراحات القوانين المتعلقة برفع السرية المصرفية ورفع الحصانات واستعادة الأموال المنهوبة وتعديل قانون الإثراء غير المشروع وغيره.

القاضي براتس و20 مليار يورو

وقد تزامنت هذه التطورات مع زيارة مهمة إلى بيروت، قام بها القاضي الفرنسي شارل براتس الذي يعتبرمن أهم القضاة العاملين على استعادة الأموال المنهوبة، بعدما تمكن من إعادة مليارات الدولارات للخزينة الفرنسية كانت في عداد الأموال المهدورة.

وبمعزل عن اللقاءات والاجتماعات التي عقدها براتس، ومنها اللقاء مع المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، والندوات والمحاضرات القانونية التي استضافها بيت المحامي في بيروت، فإن براتس عرض لتجربته وخبرته في مجال إستعادة الموال المنهوبة، مبدياً إستعداده التام لمساعدة القضاء اللبناني في هذا الخصوص.

فهل القضاء اللبناني جاهز للتعاون مثلاً مع القاضي الفرنسي شارل براتس، الذي ساهم باسترداد 20 مليار يورو لخزينة الدولة الفرنسية؟

 

علي مراد: معركة إسقاط حكومة دياب بداية حل للأزمة

وليد حسين/المدن/31 كانون الثاني/2020

"نواجه أركان أو زعامات سلطة ثرثارين جداً في علكهم الكلمات، ما قبل 17 تشرين الأول 2019. فهم ما كانوا  يوفرون مناسبة ولا شاشة تلفزيون أو وسيلة تواصل اجتماعي، من ثرثراتهم المتبجحة. لكنهم باتوا صمّاً بكماً أثناء انتفاضة اللبنانيين عليهم. بل هم أخذوا يشمتون بهم فيما راحت الأزمة تهدد البلاد بالاختناق الكامل". بهذه العبارات استهل الأستاذ الجامعي والناشط في مجموعة "عامية 17 تشرين"، علي مراد، حديثه إلى "المدن".

أمراء الظلام

يرى مراد أن الحكومة الجديدة تعمل على احتواء التظاهرات وقمعها. وهذا كان واضحاً منذ تكليف حسان دياب تأليف الحكومة. ففي أي دولة عاشت وضعاً مشابهاً تحاول الأجهزة الأمنية والمؤسسات تظهير نفسها في موقع المحايد عن الخلافات الاجتماعية والسياسية، لتمثل الناس جميعاً. أما في لبنان وأزمته الراهنة فظهرت السلطة على حقيقتها: محتكرة للعنف العسكري والأمني والقضاء في خدمة السياسيين ورجال المال. ومنذ تسمية دياب اتضح خيار تشكيل الحكومة، وأحد أهم أهدافها تفكيك قدرة اللبنانيين على العودة إلى الشارع للاستمرار في التحركات الاحتجاجية، وخصوصاً عندما تبدأ الحكومة باتخاذ القرارات الصعبة.

المشكلة في رأيه هي في الحكم وليست في الحكومة. فالسلطة عملت على تفريغ المؤسسات الدستورية من دورها. فلا المجلس النيابي يمثل في حقيقته السلطة التشريعية المقررة. ولا مجلس الوزراء يمثل السلطة التنفيذية. والقرار السياسي في البلد كان خارج المؤسسات الدستورية. وحكومة حسان دياب لا تملك القرار. وجلسة نقاش الموازنة عقدت خلف الأسوار. وهذا ما تؤكده الاستعانة بالجيش: ليس المجلس النيابي ولا الحكومة هما  المكان الذي تُقرر فيه سياسة البلد وإدارة الأزمة. وعندما نطالب بحكومة سياسيين مستقلين، نطالب بأن يكون القرار في يد الحكومة، وليس كما يحصل حالياً.

أمراء الظلام هم من يقررون خلف الستار. وتأتي حكومة لتنفيذ السياسات. وطريقة تكليف دياب وتشكيل الحكومة يشي بأننا أمام السّم نفسه، لكن في زجاجات مختلفة.

سلطة بلا شرعية

وأضاف مراد: لحظة 17 تشرين انتزعت الشرعية الشعبية من سلطة الأمر الواقع، فباتت فاقدة الشرعية. ففي أي نظام ديموقراطي، الشعب هو من يمنح السلطة توكيلاً لفترة تمتد لمدة ولاية البرلمان، على أساسها تتشكل الحكومة. وفي أي بلد يشهد ما يعيشه لبنان منذ 17 تشرين الأول 2019، يكون المخرج بالذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة، لإعادة تكوين السلطة. والانهيار الاقتصادي الحالي يضاعف مشروعية إعادة تكوين السلطة. إذ لا يمكن للمسؤولين عن الانهيار تولي مرحلة إدارة الأزمة والخروج منها. نحن في انهيار اقتصادي أسوأ من أي مرحلة سابقة منذ الحرب العالمية الأولى. وعلى الخيال السياسي البحث عن حلول من نمط جديد في التفكير. ويختصر مراد الوضع الحالي على النحو الآتي: الشارع يمتلك الشرعية الشعبية التي فقدتها السلطة، على الرغم تمثليها شرائح اجتماعية متضامنة ومتناقضة في ما بينها، وتحتكر الشرعية القانونية والدستورية رافضةً التخلي عنها، للذهاب إلى انتخابات مبكرة. والشارع غير مستعد للتنازل. نحن في دائرة مفرغة. والاشتباك مع السلطة لم يصل إلى حده الأقصى بعد. شرائح واسعة وغالبة من المجتمع، مدركة أن اللحظة الحالية لن تتكرر، وكلفة التراجع أعلى بكثير من الاستمرار في الاحتجاج في الشارع.

الشارع يضمر والسلطة تنقضّ

بناء على هذا التوصيف يعتبر مراد أن مطلب الانتخابات المبكرة مبدئي. وهو ليس ملحاً قبل اتضاح نتائج المواجهة بين السلطة والمحتجين. السلطة قد تلجأ إليه لإعادة انتاج نفسها. والشارع والمعارضة قد يستفيدان منه لتغيير إدارة البلد. لكن موعد الانتخابات مرتبط بما تفضي إليه المواجهة الحالية مع السلطة. ولا قيمة لأي انتخابات حالياً قبل حسم الصراع الذي ما زال في بدايته مع السلطة. والسلطة لم تلجأ بعد إلى رفع مستوى القمع إلى حدود قصوى. هي ما زالت تمارس أشكال معينة من القمع. وقد نشهد اعتقالات وتنكيلاً بالمعارضين، وصدور أحكام سريعة وجائرة ضدهم. ويعتقد مراد أن ما نعيشه منذ 17 تشرين مسار لا يمكن الحكم عليه بتفاصيله المجهرية الضيقة. الانهيار الاقتصادي يجعل الأمور متحركة وغير متوقعة. قبيل رأس السنة اعتقد الجميع أن الثورة انتهت. لكن تبين أن هناك انطلاقة جديدة، وجاءت أكثر جذرية. هناك اشتباك مع السلطة لا يمكن الحكم عليه زمنياً أو بعدد المشاركين في التحركات. المعيار الذي يمكن القياس عليه هو استمرار الاشتباك مع السلطة. وعندما تبدأ الحكومة الجديدة باتخاذ القرارات، وتنفيذ سياسات، لن تحظ برضى الشارع، يعود الناس وبأعداد مضاعفة إلى الشارع. وهو أضاف: المعركة الاجتماعية الحالية لم تتبلور بعد. لكن لحظة مواجهة السؤال: من يتحمل كلفة الانهيار، وكيف ستتوزع كلفته، سيفضي إلى تعميق التناقض بين الناس والسلطة. ويؤدي إلى اشتباك سياسي واجتماعي أساسي في المرحلة المقبلة. الأمر مرتبط بكيفية اتخاذ القرارات. مثلاً كيف تحمي الحكومة ودائع الناس المصرفية، وإلى أي حدّ؟ وكيف يكون "قص شعر" الودائع؟ ماذا عن خصخصة القطاع العام؟ وعن الاقتطاع من رواتب المتقاعدين والموظفين؟ وعن غلاء المعيشة؟ هذه أسئلة صعبة مفتوحة في وجه الحكومة. فكيف ستتصرف؟ وحتى الآن لم تعط السلطة أي جواب.

قمع ورهان على التعب

ورأى مراد أن السلطة راهنت على تعب الناس. لكن حصل العكس. فخياراتهم باتت أكثر جذرية. والخيارات الصعبة التي ستواجهها الحكومة ستحملها على اللجوء إلى القمع والخيار الأمني. وبدأت بوادر القمع تظهر في محاولة تفكيك الخيم وفتح الطرق في ساحة الشهداء، واعتقال الناشطين وتخويف المواطنين.

السلطة ستعمل على كسر الشارع بالقمع. لذا معركة إسقاط حكومة دياب بداية حل للأزمة. وكشف مراد عن أن المرحلة المقبلة ستشهد بداية اسقاطها وعدم منحها الثقة. فالمجموعات متفقة على منع انعقاد جلسة الثقة ومنع وصول النواب إلى البرلمان. وهو يرى أن قوى السلطة السياسية، على الرغم من خلافاتها الأساسية على القضايا كلها، تتكاتف على حماية النظام السياسي المتداعي. وما قامت به السلطة في جلسة إقرار الموازنة باستخدامها الجيش، يؤكد تضامنها وتكاتفها. وأضاف: لا أحد يريد للجيش أن يقف ضد المتظاهرين وزجه في الصدام معهم. لكن حماقة السلطة سؤدي إلى دفع البلد كله ثمناً باهظاً.

خرج المحتجون للتعبير عن نقمتهم بسلمية، واستمرت التحركات أكثر من ثلاثة أشهر. لذا، هناك مسؤولية تتحملها السلطة بدفعها عدداً كبيراً من المجموعات إلى خيار الصدام مع القوى الأمنية كحل أخير. الشعب يمتلك شرعية استخدام أي وسيلة للدفاع عن حقه، باستثناء العنف المسلح. لذا النقاش ليس حول مشروعية الصدام والخيارات الجذرية، بل حول مدى الفائدة منها أو عدمها. في ظل العنف المادي (القمع والعنف) والمعنوي (الذل على أبواب المصارف) الذي تمارسه السلطة، يحق للشعب اللجوء إلى أي خيار، سوى العنف المسلح. خيار السلمية وعدم الاشتباك كان الأساس، واستمر أكثر من ثلاثة أشهر. والسلطة افلتت شبيحتها للاعتداء على المتظاهرين. وصمتها وعدم تفاعلها مع المطالب، وتركها لجمعية المصارف رسم السياسات المالية كما يحلو لها، يعطي الناس الحق في رفع مستوى المواجهة. فالعقد الاجتماعي بين الدولة والمواطنين الأفراد لا يمكن أن يكون من طرف واحد. ولا يمكن الدولة أن تطالب الناس بالالتزام بالقانون الذي تخرج هي عليه. لذا على الدولة استعادة هيبتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، قبل الطلب من المواطنين كيفة مارستهم طرق المواجهة.

الانتفاضة لم تقدم بدائل

ثمّة انتقادات للمتظاهرين بأنهم لم يقدموا بدائل، كطرح أسماء للحكومة الانتقالية، كيف تنظر إلى هذه المعضلة؟

هنا قال مراد: ليس المطلوب من الشارع تقديم أسماء لتولي مناصب وزارية، ولا حتى بدائل وحلول. فالشعب قد يكتفي بالاعتراض، وعلى السلطة تلبية المطالب، كما حصل في الدول التي شهدت حركات احتجاجية مماثلة. لقد قدمت معظم المجموعات برامج ومعايير لحل الأزمة، بينما لم تقدم السلطة أي شيء. وعدم طرح أسماء بديلة ليست نقطة ضعف في الشارع، كما يروج البعض، بل هي نقطة قوة. منذ التسعينيات حصل تدمير منهجي لكل النقابات وأحزاب المعارضة وشبكات الأمان الاجتماعي في لبنان. وهذا جعل تركيبة السلطة منافية لمبدأ الديموقراطية البرلمانية، أي المعارضة والموالاة. لذا، لم يظهر أي حزب سياسي معارض يستطيع تقديم بديل في لحظة الانهيار. ما حصل أننا نشهد، منذ اندلاع الثورة، تكوين شبكات سياسية ومطلبية، ليس عليها التسرع في تقديم بدائل فورية، بل الاستمرار في الاعتراض وتقديم طروحات وبرامج (وهي كثيرة)، وليس تقديم أشخاص لقيادة المرحلة. وذلك بسبب المخاطر الأمنية (القمع) واستغلال الشارع (المتسلقين). الاحتجاجات تنتج قيادات ميدانية، وهي كثيرة. والملفت في ثورة 17 تشرين أن المجموعات الناشطة تتصرف بمسؤولية كبيرة مع الحدث، ولدى الجميع رغبة حقيقية في العمل الجماعي. شطر كبير من الناشطين يدرك حساسية الوضع الذي نعيشه، ويعتقد كُثرٌ عن حق أننا لا نملك ترف العمل الفردي كما حصل في السابق. الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي جعل المسؤولية تكبر على الجميع، رغم الاختلافات بين الناشطين.

النظام اللبناني يحتضر

وفق مراد يعيش لبنان لحظة تشكل عقد اجتماعي جديد. لكن المواجهة مع السلطة غير محسومة النتائج بعد. الدولة متهالكة. النظام السياسي والاقتصادي، كما عرفناه  انتهى. لكن انتهاء هذا النظام لا يعني أن القوى السياسة انتهت، بل ما زالت تمتلك الكثير من أوراق القوة لمواجهة الاحتجاجات. هي تملك مؤسسات وأجهزة وميليشيات ومنظومات مسلحة معروفة ومجهولة، مستجدة أو موروثة من الحرب الأهلية، وتعيد انتاج نفسها سريعاً. التاريخ يحفظ اسم الثورات التي انتصرت، وينسى الانتفاضات التي قُمعت وسحلت. هناك وعي بإمكانية تحقيق التغيير، وصعوبته الكبيرة وثمنه الباهظ. لكن أحداً  لا يملك ترف التأجيل، وإعادة المحاولة.

 

الدور الروسي في لبنان: نوايا الكرملين وأفكار جنبلاط

منير الربيع/المدن/31 كانون الثاني/2020

الدور المتنامي الذي تضطلع به روسيا في المنطقة، وخصوصاً في سوريا، سينسحب على لبنان. بحكم التاريخ والجغرافيا، سيكون لبنان مستقبلاً خاضعاً لنفوذ روسي بالتكامل مع النفوذ الأميركي. في المعايير والمصطلحات اللبنانية، فإن منطقة النفوذ الروسية ستتركز في الشمال مع ترسيم الحدود مع سوريا البرية والبحرية، وما يرتبط بملف النفط خصوصاً أن هناك نقاط شائكة في البحر، لا تنفصل عن الترسيم البري. وواشنطن تهتم بالجنوب وترسيم الحدود هناك بما يرتبط بأمن اسرائيل وتوفير أمن النفط ووجهة انتقاله. وهنا حتماً ستلعب روسيا دوراً أساسياً مع إيران وحزب الله المعنيين الأساسيين في المنطقة الجنوبية.

مفاتيح رئيسية

تجتمع موسكو وواشنطن في لبنان، كما في سوريا، على ضمان أمن اسرائيل. وهذا ملتقى استراتيجي بينهما، من دون اغفال التنافس على توسيع كل دولة لمناطق نفوذها. من هنا يبرز الاهتمام الروسي المديد بالملف اللبناني. وهو حتماً بالنسبة إلى الكرملين، ينطلق من سوريا، لأن من يسيطر عليها يتحكم بلبنان، ويملك المفاتيح الرئيسية فيه. لا تنظر روسيا إلى السياسة اللبنانية كما يحاول أفرقاء لبنانيون النظر وفق حزازات ضيقة بينهم. وهي طبعاً لا تخضع لمزاج اللبنانيين الراغبين في الاستثمار بالعلاقة معها، لتصفية الحسابات مع خصومهم. وطبعاً، هي لا تضع نفسها في خانة يحاول بعض رموزالممانعة وضعها فيها، وهي خانة مواجهة الولايات المتحدة الأميركية. ما تريده موسكو هو التكامل مع الدور الأميركي وبسط النفوذ على هذا الأساس.

انزعاج الكرملين

منذ سنوات تقدم روسيا مبادرات عديدة لتعزيز التعاون مع لبنان، عبر عرض مساعدات عسكرية واقتصادية وغيرها، وغالباً كانت تصطدم بطريقة تعاطي القوى اللبنانية مع هذه الطروحات، التي تتعرقل بسبب حسابات ونكايات ومصالح شخصية وسياسية دفعت المسؤولين الروس إلى إبداء الانزعاج من طريقة بعض الأفرقاء في إدارة شؤون البلد، سواء عبر طريقة المقاولات و"الكوميسيونات"، أو عبر التنافس ما بين المستشارين لإثبات أنفسهم وجدارتهم لدى مرجعياتهم. فتحت سقف هذه الخلافات والحزازات، كانت تضيع كل الاتفاقات أو برامج المساعدة. فالبعض يريد أن يستثمر بعلاقاته الروسية لمواجهة الاميركيين. وهذا غير مطروح روسياً. فيما البعض الآخر يحاول كسب المواقف من روسيا، والتي تمنحه غطاءً لاتفاقاته مع الأميركيين، فيطلب المساعدة الروسية لمجرد الضغط على خصوم واشنطن للموافقة على ما يريده. سوء الإدارة هذا، والترويج لدى اللبنانيين أن موسكو ترعى طرفاً واحداً في لبنان، بالإضافة إلى المطالبة بالحصول على الدعم الروسي لمرشح محدد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أزعج الكرملين أكثر. وهناك مراجعات روسية في طريقة التعاطي مع الملف اللبناني، على قاعدة أن العلاقات يجب أن تكون من دولة لدولة، وليس بين روسيا وقوى تتصارع فيما بينها. وهذا ما عطل الكثير من برامج المساعدات الروسية.

مبادرة جنبلاط وخططه

في الأسابيع الماضية، كان يفترض أن يزور عدد من السياسيين موسكو للقاء بوتين. لكن هذه المواعيد أُرجأت. وكأن المراد قوله هو ان السياسة الروسية لا ترتبط بأشخاص. من هنا جاء موقف السفير الروسي بضرورة إعطاء فرصة للحكومة الجديدة. في هذا الوقت تسربت معلومات عن نية روسيا مساعدة لبنان بوديعة بقيمة مليار دولار في المصرف المركزي. حسب المعلومات، فإن هذه الفكرة وغيرها من الأفكارالتي يتم وضعها في برنامج واضح للتعاطي مع لبنان، كان قد اقترحها وليد جنبلاط على السفير الروسي قبل شهر ونصف، وتحديداً عشية تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة. وعرض جنبلاط مجموعة نقاط حول كيفية تعزيز العلاقات الروسية اللبنانية في هذه المرحلة، بعيداً عن الحسابات الصغيرة التي يريد الأطراف اللبنانيون تحقيقها أو الاستثمار بها باسم روسيا. واقترح جنبلاط أيضاً الاستثمار بخزانات النفط في الشمال من قبل الروس، وليس من قبل شركات ومقاولين لبنانيين، كانوا يحاولون تجيير نتيجة المناقصة التي فازت بها شركة روسنفت لصالح شركات لبنانية محسوبة على قوى سياسية. وكان هدف الاقتراح أن يحمي روسيا ومصالحها ويحمي مصالح الدولة اللبنانية بدلاً من تجييرها إلى شركات مقاولات تجارية وسياسية لمسؤولين لبنانيين. واقترح جنبلاط ترميم المصفاة أيضاً وليس فقط الاكتفاء بالتخزين، بل التكرير والتصدير إلى الخارج، وفق الموقف الذي أعلنه من عين التينة حول استقدام النفط عبر سوريا بحكم علاقة موسكو بالأسد، أو من تركيا أيضاً بحكم العلاقة التركية الروسية. اقتراح جنبلاط هذا أتى خلال محادثات دارت بينه وبين السفير الروسي في بيروت قبل أكثر من شهر، تحت عنوان تعزيز العلاقات الروسية اللبنانية وتطويرها، خصوصاً انه بعد انفراط عقد التحالف بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، ستتضارب المصالح بينهما، وقد يتضرر لبنان. وخصوصاً أن مناقصة خزانات النفط كانت نتاج اتفاق مصلحي بين الطرفين عندما كان الوئام يسود بينهما. لكن حالياً يعملان على العرقلة على بعضهما في إطار حرب المستشارين للشؤون الروسية لدى كل منهما. وبهذه الحرب يتضرر لبنان كله. يعرف جنبلاط كيف ينسج عمله ويطرح أفكاره، خصوصاً عند نظرته للأمور بأفق واسع خارج الحسابات اللبنانية الضيقة. وعلى الأرجح ان الرجل يفكر بما هو أبعد من ذلك، ربطاً بعلاقته مع الأميركيين والروس في الوقت نفسه. وعندما يتقدم الروس في لبنان حتماً سيتقدم الآخرون لا سيما الأميركيين. جزء من هذه الأفكار والدور سيبحثها جنبلاط خلال زيارته إلى موسكو في الفترة المقبلة. وهو كان قبل أيام قد أرسل موفده الخاص الى روسيا حليم بو فخر الدين لطرح هذه الأفكار ووضع إطار عملي لها.

 

بؤس الجامعة اللبنانية وعجز طلابها عن سداد رسوم التسجيل

فاطمة حيدر/المدن/31 كانون الثاني/2020

تتمادى رئاسة الجامعة اللبنانية - وهي صرح أكاديمي تعليمي شبه مجانيّ - في تغاضيها عن قضايا الطلاب، كحالها في ملفات كثيرة، إدارية ومالية، لطالما ضجّ بها الإعلام. والجديد بيان أصدرته الجامعة قلّل من شأن تحرّك طلابي مستمر منذ شهر تقريباً، غايته إعفاء الطلاب غير القادرين من دفع رسوم التسجيل، المتراوحة ما بين 500 ألف ليرة لطلاب البكلوريوس ومليون ليرة لطلاب الماجستير. اكتفى البيان بتذكير الطلاب بأن الجامعة أنشأت صندوقاً للدعم يُعلن عنه في 31 كانون الثاني الجاري، علماً أن هذا الموعد يتزامن مع التاريخ النهائي للتسجيل. فهل تكون هذه المسألة القشة التي تقصم ظهر جيل يعاني على المستويات المعيشية كلها؟

فسادٌ متقادم وقمع

الفساد ليس جديداً في الجامعة اللبنانية. فهي ككل مؤسسات القطاع العام تعشعش فيها الزبائنية والمحاصصة وسيطرة الأحزاب التي وصلت إلى الإدارات والفروع واللجان والتوظيف والتعاقد والمنح والسكن الجامعي.. وإلى القضية الغريبة التي كان رفعها رئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيوب أمام القضاء ضدّ وسائل الإعلام، محاولاً منعها من التعرض له، أو ذكر اسمه في أي ملف يخصّ الجامعة! وإذا كان القضاء انتصر للمهابة الأكاديمية ولحرية الصحافة، برده دعوى أيوب، فإن الأخير عاد ورفع قضية ضدّ أحد أبرز أكاديميي الجامعة والصوت الصارخ دفاعاً عنها، العضو السابق في رابطة الاساتذة، الدكتور عصام خليفة، ليعيد نقاش الفساد إلى المربع الأول. وما يجري جعل من الجامعة مرآة للدويلات داخل الدولة. وهي تعكس كل تناقضات البلاد السياسية والاجتماعية والطائفية. وهذا يكشفه شذوذ إدارتها، واستنسابيتها وتخطيها القوانين في مباريات دخول كليات محددة بأعداد تُحتسب طائفياً على الورقة والقلم.

مصير 800 طالب

في قضية الرسوم، بدا بيان الجامعة ضعيفاً في الشكل والمضمون. فالمطالبات بإعفاء الطالب من التسجيل قوبل ببيان مقتضب يشير إلى أن الجامعة أنشأت صندوقاً موقتًا "لدعم الطلاب غير القادرين على تسديد رسوم التسجيل الجامعية للعام 2019 - 2020، بسبب عدم توفر الإمكانات المادية لدى الجامعة". وبالتوازي مع البيان تشكلت لجنة من العمداء لمتابعة الموضوع. تواصلت "المدن" مع المُكلف رئاسة الصندوق، العميد فواز العمر، فأكد أن "قيمة التبرعات لم تصل إلى المبلغ المطلوب لتسجيل الطلاب جميعاً، أولئك الذين ملأوا الاستمارة، وهم حوالى 800 طالب. لكننا نأمل أن يكتمل المبلغ غداً" (أي اليوم في 30 كانون الأول). فهل يؤمن المبلغ بقدرة عصاً سحرية، ومن أين؟ يجيب المكلف: "أتحفظ عن التفاصيل ولكننا موعودون". عن الصندوق وظروف نشأته وعمله، يشير العمر إلى أنه أنشئ بعد التحركات الثورية التي أضاءت على الأزمة الاقتصادية والمالية. وهو من المبادرات التي تقوم بها الجامعات عامة، لكنه أُنشئ بعد الزيارة التي قام بها وفد من طلاب الشمال إلى رئيس الجامعة اللبنانية. الصندوق عبارة عن استمارة الكترونية وورقية بالتعاون مع معهد العلوم الإجتماعية. وهو تحت إشراف 4 عمداء هم: فواز العمر (المكلّف رئاسته)، مارلين حيدر، سليم مقدسي، وحنا معلوف. أما عن كيفية عمل الصندوق، فيشير المكلف إلى قاعدة أساسية: "الأولوية هي للأكثر عوزاً". من حيث المبدأ في قاموس الجامعة، الأكثر فقراً وأصحاب الأولوية هم: من لديه إعاقة أو يعاني من مرض خطير، من فقد وظيفته وبات من دون عمل يوفر له دخلاً للتسجيل، والطلاب القدامى الذين لم يتبقَ لديهم إلا مادة أو مادتين للتخرج. ويقول العميد العمر أنهم بدأوا بتصنيف الملفات مطلع كانون الثاني الجاري، وتصدر النتائج خلال أيام. وهل من نية لتأجيل انتهاء التسجيل لأنه يتقدم على موعد صدور تقرير "الصندوق السحري"؟. تحفظ العميد عن الإجابة، مكتفياً بالقول: "هذا القرار يعود الى رئيس الجامعة".

جهات ممولة

من أين تأتي أموال الصندوق؟ تنقسم جهات التبرع حسب التقرير المنتظر إلى 3 أقسام: أساتذة، مدراء في الكليات، جمعيات، وبعض الشخصيات من خريجي ومحبي الجامعة. أي أنها تبرعات داخلية. إذاً، لا مال كافياً بعد ولا تأجيل للتسجيل. أنه التخبط واللغط في وقت يعيش الطالب أسوأ أيامه وأكثرها ضياعاً: بين الخوف من البطالة ورمي الشهادة على حائط البيت، وبين ضرورة إكمال السنة في ظروف مادية متعثرة. وماذا عن أحقية وقانونية الإعفاء من الرسوم، بحسب المادة 34 من النظام الداخلي للجامعة اللبنانية؟! أسئلة عدة يطرحها الطالب عن كيفية تسيير الشؤون الإدارية في الجامعة. ولكن النقطة الأبرز هي "سر" امتناع رئيس الجامعة عن إرسال كتاب إلى وزارة التربية يطلب فيه إعفاء المستحقين من تسديد الرسوم، بدلاً عن جمع التبرعات؟ يجيب العميد العمر: "سألنا مسؤولين في وزارة المالية إعفاء الطلاب من بعض الرسوم، فلم نحصل على جواب. نحن كجامعة لا صفة قانونية لنا لإلغاء الرسوم المالية. هل يحق لنا مراسلة وزير التربية، في ظروف استثنائية في ظل حكومة تصريف أعمال؟"، يسأل العميد من دون تقديم إجابة.

نقابة طلابية

يرفض تكتل طلاب الجامعة بيان الإدارة: "علم.. حرية.. عدالة اجتماعية.. هذه جامعة وليست جمعية! مجانية التعليم حق وليس صندوق تبرعات". هذا ما يردده معظمهم.

تكون التكتل بدايةً من 30 طالباً، ساندوا حراك الأساتذة في الحصول على حقوقهم في التثبيت والضمان وبدل النقل، ثم ما لبث أن تحول كياناً لديه تمثيل في فروع الجامعة. "إنه نقابة طلابية لا تتبع أي حزب"، يؤكد عضو التكتل رامي ناصر الدين. وكان للتكتل دور بارز في الانتفاضة تحت عنوان "الطلاب نبض الشارع"، رفضا للسياسات الاقتصادية والاجتماعية، ومن أجل الحقوق الطلابية. وفي ظل هذه الأوضاع المعيشية المزرية طرح التكتل إشكالية هامة: في ظل وجود 1200 طالب غير قادرين على دفع رسوم التسجيل في الجامعة اللبنانية، نطالب بحق التعليم المجاني. في تعليقه على البيان، يرفض التكتل سياسة "الأكثر عوزاً"، ويحذّر من أن الصندوق سوف يتحول "لعبة طائفية كالعادة". ويسأل ناصر الدين: "من يقرر من هو الأحق في الحصول على المساعدة، وعلى أي أساس تجري هذا الأمور؟". ويتابع: "المشاكل الأساسية في الجامعة، هي غياب الدور السياسي للطالب: لا دور له في المجتمع، الانتخابات تجري بطريقة معلبة. والجامعة تفتقر إلى الحد الأدنى من الظروف الملائمة للتعليم. فالسقف في كلية الزراعة يكاد يقع على الطلاب، والتجهيزات المخبرية للأبحاث شبه غائبة". عدم قدرة عدد كبير من الطلاب على دفع رسوم التسجيل في جامعة شبه مجانية، مؤشر آخر على انحدار الوضع المعيشي والحياتي إلى ما دون خط الفقر. أمام الواقع الجديد يبدو الحديث عن صندوق دعم تفصيلاً ساذجاً، لأن عدداً صغيراً جداً يستفيد منه. والحل الوحيد بإعفاء الطلاب من الرسوم. وهذا إجراء قانوني بحسب المادة 34 من النظام الداخلي للجامعة اللبنانية.

 

مصارف المقاومة"

حازم الأمين/الحرة/30 كانون الثاني/2020

التحالف بين الأنظمة السياسية الفاسدة والمستبدة وبين مصارف جشعة تملكها نخب اقتصادية تشكلت في محيط هذه السلطة وبرعايتها، هو أحد الأسباب الرئيسة لحال الإفلاس الذي تعيشه دول مثل لبنان وسوريا والعراق. ولعل هذه الدول الثلاث التي تتشابه في وجود منظومات مسلحة تعمل في موازاة سلاح الدولة وفي رعايتها، هي نفسها أيضا شهدت عمليات سطو على مدخرات الناس وعلى ودائعهم، وذلك في سياق بحثها عن سبل لتمويل فسادها واستبدادها بعد أن نضبت مصادر تمويل كانت نشأت في ظلها. المصارف اللبنانية كانت حجر الرحى في الدول الثلاث، تماما مثلما كان لـ"السلاح اللبناني" مهمة موازية في الحروب الأهلية الثلاث التي شهدتها هذه الدول. الخبرة اللبنانية في السلاح بموازاة الخبرة اللبنانية في "العمل المصرفي". وحين تجتمع الرغبة بالربح مع غياب معايير الضبط والقوننة يتحول المصرف إلى وحش مفترس، لا يقل فتكا عن ذلك الوحش المسلح الذي يعمل برعاية نظام الاستبداد وفي ظله.

عملية السطو الكبرى نُفذت في بيروت، لكن سوريا لم تنجو منها، والعراق أيضا

المصارف اللبنانية لم تكتف بفريستها اللبنانية، فهي لبت دعوة نظامي البعث في سوريا، والحشد في العراق، وتوجهت إلى كل من دمشق وبغداد للبحث عن فريسة أخرى هناك. وكان سبقها إلى العاصمتين، السلاح غير الشرعي الذي تولى حماية النظامين هناك.

لم يجرِ ذلك مصادفة. فقد تحولت المصارف في بلد المنشأ، لبنان، من عصب للنظام الاقتصادي الحر إلى عصب لنظام سياسي وظيفته الرئيسة حماية سلاح "حزب الله". تكيفت المصارف مع هذه الوظيفة، وطالما أن المهمة كانت التطبيع مع حال الفصام هذه، فلا بأس من التماهي معها.

العمل المصرفي في ظل دولة وحكومة شرعت قوانينها لسلاح غير شرعي، يعرض القوانين، كل القوانين، إلى احتمالات الانتهاك. على هذا النحو تحالفت المصارف اللبنانية مع طبقة رجال أعمال النظام في سوريا، وفي العراق لبت دعوات الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران. هذه المهمة جرت في ظل مهمة موازية لـ"خبراء" الحروب الأهلية اللبنانيين الذين وصلوا إلى العاصمين السورية والعراقية وتولوا هناك وظائف حماية النظامين في كل من دمشق وبغداد. وفي الوقت الذي كان فيه السلاح يراكم نفوذا وسلطة ويمارس استبدادا، كانت المصارف تراكم الثروات عبر إقراض أنظمة الفساد ودائع الناس في مقابل تقاضيها فوائد خيالية. الانهيار لم يحصل فجأة. مؤشراته بدأت تظهر منذ سنوات. الدولة كانت بدأت تأكل من مدخرات مواطنيها على نحو متفاوت في عواصم "المقاومة" الثلاث، أي بيروت ودمشق وبغداد. بيروت كانت سباقة في مستوى الجشع، وكان للسوريين من رجال أعمال ومدخرين حصة من جشع المصارف اللبنانية، وأيضا للمودعين العراقيين الذين اعتقدوا أن بيروت ملاذ لمدخراتهم. وفي النتيجة كان الجميع يتولى تمويل حكومة لا وظيفة لها سوى تحصين السلاح غير الشرعي. هذا في بيروت، أما في دمشق وبغداد، فقد كانت المصارف اللبنانية وسيطا بين النظامين السياسيين وبين العالم الذي أقفل أبوابه في وجههما. كان على رجل الأعمال السوري القريب من النظام وشريكه في جريمته، أن يجري صفقاته عبر فروع المصرف في بيروت، وهو المصرف الذي كان ورث سمعة دولية تؤهله للتوسط ماليا في الصفقات التجارية. الوظيفة نفسها أدتها هذه المصارف في بغداد.

ها نحن اليوم أمام أنظمة مفلسة ومجتمعات مفلسة... لكنها مُقَاوِمة!

وفجأة استيقظنا على حقيقة أن المصارف اللبنانية بددت إرثا كانت صنعته على مدى عقود طويلة من العمل المصرفي. تماهت مع الوظيفة القذرة وذابت فيها. شريكها في دمشق رامي مخلوف، وفي بغداد أمراء الحشد الشعبي، أما في بيروت فقد عقدت شراكات من كل أطياف طبقة الفساد والارتهان السياسية كلها. وفي هذا الوقت كانت وسيطا بين هذه المستويات من الشراكات وبين طبقة واسعة من صغار المودعين ومتوسطيهم وكبارهم. عملية السطو الكبرى نُفذت في بيروت، لكن سوريا لم تنجو منها، والعراق أيضا. انهيار الليرة اللبنانية ساهم في تسريع انهيار قرينتها السورية، علما أن الأخيرة كانت باشرت انهيارا بطيئا منذ سنوات الثورة السورية الأولى. الأرجح أن قرارا دوليا اتخذ بهدف ضبط هذا الانفلات، وأن المصارف والحكومات من خلفها شعرت به، وبدل معالجة أسبابه، قررت المضي بالمهمة مستعينة بمدخرات الناس. وبعد نحو ثلاث سنوات من هذه المهمة تحول الإفلاس من شكله العامودي، أي إفلاس الدولة، إلى إفلاس أفقي أصاب كل من ادخر فلسا من أهل بلاد "المقاومة" ومن محورها وهلالها. وها نحن اليوم أمام أنظمة مفلسة ومجتمعات مفلسة... لكنها مُقَاوِمة!

 

الصفقة".. حفل عائلي!

محمد قواص/العرب/31 كانون الثاني/2020

الصفقة المعلنة لا تعدو عن كونها ظاهرة لا ترقى إلى مستوى تحول تاريخي يمكن في إطاره الحديث عن تسوية لأكثر القضايا التاريخية تعقيدا في العالم.

استنكار وتنديد بصفقة القرن

قد يكون الإعلان عن خطة الإدارة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط أفضل من ذلك الغموض الذي اجتاح المنطقة حول أمرها منذ بدء الحديث عن “صفقة القرن”. وأن تكون تلك الخطة ملتصقة بظاهرة دونالد ترامب في الولايات المتحدة، فبالإمكان التسليم، دون أي تقليل من شأن الحدث، بأن الصفقة المعلنة لا تعدو عن كونها، بدورها، ظاهرة لا ترقى إلى مستوى تحول تاريخي يمكن في إطاره الحديث عن تسوية لأكثر القضايا التاريخية تعقيدا في العالم.

يتحدث ترامب عن الصفقة – الخطة بصفتها اقتراحا للسلام. والسلام في معناه البديهي يُنسجُ بين متخاصميْن، فيما أن “الخصم” الفلسطيني غائب، وأن غيابه هامشي في روحيّة ما توصل إليه فريق صهر الرئيس ومستشاره، جاريد كوشنر. الأمر أوقح من أي مبادرات دولية، أميركية خصوصا، سبق عرضها، بالتداول مع الفلسطينيين والعرب، وأكثر السيناريوهات غباء في إرساء سلام بين الشعوب، بحيث لا تلمس في ثناياها الحد الأدنى من العصب العتيق لفلسطين والفلسطينيين في تاريخ العالم وجغرافيته.

والخطة تتقدم بصفتها حكم الأقوياء على الأقل ضعفا. وفيما تجاهر إسرائيل في غيّها احتلالا وضما للأراضي وتشييدا للمستوطنات ورفعا للأسوار ونشرا للحواجز وتقطيعا لحياة الفلسطينيين، تأتي الولايات المتحدة لتتقدم بما يشرّع كل ذلك أميركيا، ويجعله قانونيا تحت عنوان إقامة السلام.

وفلسطين بمعناها التاريخي مقتطعة بقرار أممي جائر أباح تمرير مبضع يقسم الأرض بين يهود وعرب عام 1947. وهي مقتطعة بحكم القوة في الحروب التي خيضت منذ عام 1948. وهي مقتطعة بين مناطق ثلاث أباح اتفاق أوسلو رسمها بانتظار الحل النهائي. وفي ما تُطل به خطة ترامب وصهره، “تبارك” واشنطن كيانا أهليا لا دولة، تقام على ما تبقى من أراض بعد أن يصار إلى اقتطاع ما تم البناء عليه استيطانا وما يلزم الدولة العبرية لدواعي الأمن والمياه والاقتصاد والرموز الدينية.

على ذلك تتحول فلسطين الدولة في معادلة الصفقة إلى منطقة عقارية لا تشبه أي كيان سياسي في العالم. لا عسكر ولا دبلوماسية ولا استقلال في التعاقد مع دول العالم. وعلى ذلك لا يشبه “الحل النهائي” ما سبق أن خطّته الاتفاقيات الدولية وقوانين الأمم المتحدة، وما ثبتته الرباعية الدولية وما جعله المجتمع الدولي سقفا لأي وفاق. وعلى ذلك تنفذُ واشنطن إعداما موصوفا للمبادرة العربية للسلام (2002) التي ما برح العرب في ليلهم ونهارهم، فرادى ومجتمعين، يكررون التمسك بها كقاعدة تتم من خلالها مقايضة الأرض بالسلام.

“صفقة القرن” هي إحدى سمات الزمن الشعبوي الذي داهم هذا العالم خلال السنوات الأخيرة. بات الشعبويون يتبادلون الخدمات، بحيث ترتسم قناة خصوبة بين تلك الشعبوية التي جسّدتها على نحو صاعق إطاحة دونالد ترامب بالأوبامية وَوَرَثتها، وتلك الشعبويات التي راجت في بريطانيا وإيطاليا وأنحاء عديدة من أوروبا، مرورا بالبرازيل والفلبين ودول أخرى. في تلك الشعبوية الأميركية الإسرائيلية نزوع للتسويق للمستقبل بما تيسر من أدوات الراهن، وبيع للسيئ بصفته أفضل من الأسوأ. وفي ذلك ما يُسرد هذه الأيام عما خسره الفلسطينيون والعرب من رفضهم خلال العقود الماضية لما هو ممكن، وعما سيخسرونه حكما إذا ما رفضوا صفقة ترامب المعجزة.

والصفقة في حقائقها المعلنة هدايا تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل الحليفة وتحتفل بها بحضور إسرائيل الدولة بشخص حاكمها ومعارضه. وهي بهذه الصفة مناسبة ثنائية أميركية إسرائيلية تشبه في فجاجتها سوقية الصديقين الحميمين، ترامب ونتنياهو، ناهيك عن كونها مناسبة تهمل دعوة الفلسطينيين، ليس فقط لأن المدعوين لن يصفقوا للعرس ولن يباركوا العروسين، بل لأن الصفقة في أصلها لا تحتاج أي بركة خارج حدود العائلة التي اجتمعت في حفل إعلانها.

ورغم أن فضائياتنا تصدح بالحدث، ورغم أن منابرنا تتنافس في لعن الأمر الواقع المرفوض، إلا أن الحدث لن يعدو كونه حدثا ينتهي ضجيجه مع انتهاء أي ضجيج وتتبخر مفاعيله مع الأسباب التي فرضت توقيت إعلان كان بالإمكان أن يجري قبل عام أو بعد عام. سيجابه ترامب محاكمته وسيجهد لمنع خلعه عن حكم بلاده. وإذا ما نجح، وواضح أن الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ستعينه على تحقيق ذلك، فإنه سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة دون أن يقلقه، حتى الآن أي منافس. وسيجابه نتنياهو تهم الفساد التي تحاصره عفنا. وإذا ما تمكن من ذلك، فإنه سيتمكن من جديد من خوض انتخابات مارس التشريعية، ممهورا بصدقة “صفقة” قدمها له ترامب على صحن من هواء.

صفقة القرن لا ترتبط بمزاج العالم الراهن. هي ترتبط بمزاج ترامب الشخصي ومصيره. لن يكون للصفقة أي وجود إذا ما أطاح الديمقراطيون بترامب وهم الذين يجاهر بعضهم في الاستخفاف بالمولود العائلي الهجين. ولن تكون للصفقة لزوميتها في الولاية الثانية لترامب إذا ما فاز في تلك الانتخابات. حتى أن في الكلام عن فترة انتقالية من 4 سنوات قبل تنفيذ الصفقة تلميحا لولاية رئاسية أميركية تنتهي فتنتهي معها روائحها. وفي هزال صفقة يرتبط بقاؤها بمصير اللاعبين، ينكشف عري خطة السلم التي، للمناسبة، ورغم الزلزال الذي تحدثه في منطقتنا، لا يأخذها العالم، كل العالم، على محمل الجد.

لا يمكن للدول أن تتدخل في شؤون الولايات المتحدة في ما تتخذه من قرارات تصدر عن رئيسها، أو قوانين تصدر عن برلمانها. اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالجولان جزءا من أرض إسرائيل. أغلقت واشنطن مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في المدينة وقطعت تمويلها للأونروا واتخذت تدابير عدائية ضد فلسطين، فكرة ووطنا وشعبا ومصيرا. بالمقابل رفضت بلدان العالم تلك الموجات الأميركية المشوشة وراحت، من خلال تمسكها بالثوابت الدولية المتعلقة بفلسطين، تدافع عن نفسها ضد تسيّب قد يطال قضايا ومسائل أخرى. وعلى هذا بقي همس الصفقة متلاشيا في فراغ لا يحظى برعاية أوروبا ولا اليابان ولا الصين وروسيا.. إلخ، وللمفارقة الكبرى لا يحظى برضا الكونغرس وعتاة الشأن الشرق أوسطي في الولايات المتحدة.

جال جاريد كوشنر وأصحابه كثيرا على دول المنطقة. تنقل من عاصمة عربية إلى أخرى تاركا وراءه كما كثيفا من التسريبات. اكتفت العواصم بالإصغاء، ولم تصدر عن أي عاصمة أي رواية رسمية تشي بمباركة ما لما ترسمه الصفقة في نصوصها. وحين كان مطلوبا أن يحدد العرب مجتمعين موقفا، قالوا ذلك، بمناسبات روتينية لا تستدعي أي طارئ، أن النظام العربي الرسمي متمسك بمبادرة السلام وبدولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وبقية الديباجة المعتمدة.

وإذا ما تركنا الحديث عن العامل الفلسطيني إلى سطورنا الأخيرة، فذلك أنه العامل الأهم الذي في بديهة وجوده ما يمكنه، لوحده، أن يقرر عيش أي صفقة من موتها. والصفقة بهذا المعنى عبق يتقزز له الفلسطينيون هذه الأيام دون أن يهتز لهم بال في أن أي تسوية نهائية تحتاج إلى توقيع فلسطيني مازال غائبا.

ورُبَّ متأمل في حقيقة أن الولايات المتحدة التي تعجز عن حماية سفارتها في بغداد لا تستطيع أن تفرض على الفلسطينيين والمنطقة صفقة مرتجلة على عجل يراد لها أن تبتلع التاريخ.

 

طريق القدس لن تمر بـ«صفقة القرن»!

علي الأمين/جنوبية/30 كانون الثاني/2020

لن تقوى "صفقة القرن" الملغومة الملعونة، رغم "ضجيجها وحجيجها" الفاقع الفاضح وإحتفاليتها المخزية، من لي غصن الزيتون او ذر الغبار المتآمر من "الأشقاء" قبل الأعداء على الكوفية الفلسطينية الصامدة على رؤوس ابناء "شعب الجبارين".. الذين يشدون أزر بعضهم البعض وينشدون "لن يموت حق وراءه شعب "! “صفقة القرن” و أن كانت فعلياً أشبه ب “صفعة القرن”، التي إرتدت صفعات على وجوه ضاربيها، بفعل المزيد من إنكشاف “العُري العربي” الذي سقط القناع عن زيفه وزعمه تبني القضية الفلسطينية، إلا بوصفها مطية للإتجار بالقضايا المقدسة. جل ما حققته هذه الصفقة غير القابلة للحياة ، هو تظهير واقع مرير مقيت، لشعب يناضل ويتحدى مرتين قيادته و”قيادات قيادته”، ولن تزيد على بؤسه بفعل الإحتلال و الإستفراد والعسف الإسرائيلي إلا بأساً.. ومأزقاً. من الطبيعي ان توصف صفقة القرن بانها مؤامرة، او احتلال مضاعف ليس للارض الفلسطينية بل للانسان الفلسطيني وللشعب الذي يناضل منذ اكثر من سبعين عاما من اجل تقرير مصيره.

الإنقسام الفلسطيني

غير ان التغريبة الفلسطينية، لم تعد غربة فرضها الاحتلال الذي يُعرف طيلة هذه العقود، بل هي تلك التي جعلت الهوة بين الشعب الفلسطيني ومن ينطق باسمه عميقة، الفلسطينيون فقدوا الثقة بقدرة قيادتهم على التصدي ومقارعة سلطة الاحتلال، لم يعد السجال بين مقاومة عسكرية وبين مقاومة مدنية، ولم يعد الفلسطيني العادي يقيس وطنية هذا الفلسطيني او ذاك من القيادات بمعيار البندقية او العمل العسكري، ثمة ازمة عميقة بين قيادات الفصائل من جهة والشعب من جهة ثانية، لعل ظاهرة الانقسام على المستوى القيادي هي ابرز معالم غياب الثقة، حيث بدا من الواضح ان الاستثمار في الانقسام الفلسطيني هو عنصر التردي الابرز في مسيرة هذه القيادات، ومصدر التردي والضعف للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والتحديات.

الفلسطينيون فقدوا الثقة بقدرة قيادتهم على التصدي ومقارعة سلطة الاحتلال

هذا الخلل الكبير في بنية القيادة والسلطة بكافة افرعها واشكالها، جعل من الشعب الفلسطيني امام حال من العجز والشلل في القيادة المعبرة عن مصالحه وتطلعاته من جهة، وازاء مشهد صراع ونفوذ اقليمي لاستثمار العنوان الفلسطيني لحسابات تتصل بمصالح دول عربية واقليمية، الدور التركي اوالقطري اوالمصري او الايراني وحتى الاسرائيلي جعل من الساحة الفلسطينية ساحة تصفية حساب او تعزيز نفوذ لا شأن للقضية الفلسطينية به. و في هذا السياق، يبرز هذا كله من خلال الدمار الذي اصاب الدول العربية ولا سيما دول الطوق، اما من ناحية الانهيار المجتمعي او الاقتصادي والمالي وقبل ذلك وبعده السياسي، من لبنان الى سورية والاردن ومصر وحتى العراق، ما جعل الشاب الفلسطيني وهو ينظر الى احوال تلك الدول وشعوبها، مع ما ابتلي به من قيادات، ان يبحث عن خيار العيش الذي لا يجعله عرضة لعمليات تهجير جديدة، كما اصاب العراق وسوريا. بل ويعلم علم اليقين انه وهو تحت الاحتلال المهين، هو اقل ضررا من اخوانه الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللجوء سواء في لبنان وسوريا او حتى الأردن.

اللاجئون الفلسطينيون

والتدقيق باحوال اللاجئين الفلسطينيين في دول الطوق، يُظهر ان امنية العيش تحت الاحتلال في الضفة الغربية او غيرها من الاراضي المحتلة تتقدم باشواط على فكرة العيش في هذه المخيمات المحاصرة والمسلوبة ادنى شروط العيش الكريم.

أمنية العيش تحت الاحتلال تتقدم باشواط على فكرة العيش في المخيمات المحاصرة

لعله من غير المفيد إعادة وصف صفقة القرن بالظالمة والقاتلة، لأن تكرار الرفض واستعراض التبرؤ منها، ليس في وعي المواطن الفلسطيني، الا محاولة متكررة لمزيد من القمع والتطويع لارادته ولقضيته، لذا حلم ابن المخيم اليوم، هو العيش في بلد يحترم انسانيته، قصارى ما يطمح اليه بعد حلم العودة، هو ان يجد تأشيرة دخول الى دولة في اميركا او اوروبا تتيح له التخلص من مرض المخيم.  القضية الفلسطينية هي قضية شعب، الفلسطينيون وحدهم من سيقرر مصيرهم، ولكن اكثر ما اساء لهذه القضية ويسيء هو الركوب على الحق الفلسطيني من جهات عدة، واستثمار هذه القضية لحسابات داخلية في هذا البلد او ذاك، فباسم فلسطين خيضت حروب ومعارك اساءت للقضية، وقام باسم فلسطين نظام مستبد هنا وهناك، وفتحت طرق للقدس في هذه الدولة وتلك ولكن من سلكها كانت صفقة القرن.

ماذا عن لبنان؟

اللبنانيون وعلى رأسهم المقاومون والممانعون، لن يقبلوا بان يكون لبنان منطلقا لتحرير فلسطين من قبل احد ولا سيما اللاجئين الفلسطينيين، ولا سوريا ولا الاردن ولا مصر، بل الاسوأ هو ان اللاجئين الفلسطينيين في هذه الدول ولا سيما لبنان، باتوا اقرب الى الأسرى، لا هم قادرون على العيش بشروط المواطن اللبناني، ولا هم قادرون على الفرار بكرامتهم الى دولة اخرى في العالم، فضلا عن عودتهم الى فلسطين.

اللبنانيون وعلى رأسهم المقاومون والممانعون، لن يقبلوا بان يكون لبنان منطلقاً لتحرير فلسطين

من الاستبداد الى الاستعباد والاستغلال كان اللاجئون الفلسطينيون يتنقلون بحثا عن مساحة حرية ووطن ودولة، واكتشفوا ان ما يتعرضون له هو فعل التواطؤ بين الاحتلال والاستبداد، لقد تحول الاحتلال في فلسطين الى قضية ثانوية اذا ما قيس مع المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في دول الطوق، الكارثة ليست صفقة القرن، انما الانظمة المستبدة التي شيدت باسم فلسطين وطرق القدس التي جرى حفرها وشقها، باسم تحريرها، فيما لم تكن الا لمزيد من الحقد والكراهية بين ابناء البلد الواحد.

 

موسم الحج إلى الضاحية

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/30 كانون الثاني 2020

الخطأ الأكبر الذي إرتكَبَه حزب الله عند بداية عام 2020، أنّه "دسَّ" يده في تركيب الحكومة ما أوقعه في "جورة" حلفائه. في المقابل، ثمّة من يعتبر، أنّه لولا "يد الحزب" لكان الحلفاء "قَبَّروا بعض"!

أما نتيجة ما توصَّلَت إليه عمليّة إنتاج الحكومة، فإنّها "دقَّت أسافين" بين معظم حلفاء الصفِّ الواحد إلى مستوى أصبحَ هناك ضرورة لعرض الحالات كلّها أمام "الأشعّة السينية" وفحص معدّل الضرر الذي تعرّضوا له، ولاسيّما منهم حزب الله الذي طاولته "عوارض الصدمة".

الحزب بدوره، يقيس الأمور بـ"مزيجٍ" بين البراغماتية والمصلحة السياسيّة في آنٍ. بالنتيجةِ، هو لا يريد خسارة حلفائه، ولا أي منهم، وطبعًا هذا ينسحب عليهم أيضًا، كذلك، فإنّ حزب الله لا يريد أن يخسرَ هؤلاء بعضهم بعضًا، لا بل أنّه يشدِّد دومًا على بقائهم يدًا واحدة مع الأخذ في الاعتبار لبعض التباينات هنا وهناك، وهو في سبيل ذلك، مستعدٌ أن يدفعَ من جيبه كرمى لعدم سقوط حلفائه.

في الوقت عينه، حزب الله غير مستعدٍّ لخسارة نفسه من أجل أحدٍ لأن خسارة الذات، ولاسيّما في السياسة، تترتَّب عليها نتائج كارثيّة، فكيف يمكن تصوّر فريق الثامن من آذار من دون حزب الله، أو بوجوده داخله إنّما بموقع "الضعيف"؟! حلفاء الضاحية يعون ذلك جيدًا. أصلاً هؤلاء أدركوا منذ زمنٍ، أنّ نواتهم السياسيّة تتمركز في الضاحية، هناك المحور والمدار، واضمحلال المحور أو زعله سيؤثر على مسار دوران هؤلاء، وفي حال "الخربطة" ستكون النتائج كارثية. من هنا، أدركَ الكثير من أعضاء نادي الثامن من آذار، أنّ ما اقترفوه بحق بعضهم خلال مرحلة تشكيل الحكومة وبحق حزب الله تحديدًا بحاجة إلى معالجةٍ جذريةٍ، تتم أولًا من خلال تقديم صورتهم وتقييمهم إلى الضاحية وسماع وجهة نظرها، والأهم مداواة جراحها التي ألمَّت بها خلال تلك الفترة. وفقًا لذلك، فإنّ ملامحَ بداية "موسم الحج إلى الضاحية" قيد التشكل، ومن المفترض، أن نشهدَ بداية توافد مكوّنات هذا الفريق إلى حارة حريك لتوضيح موقفهم التي ارتسَمت خلال مرحلة الاشتباك على خطِّ تأليف الحكومة، وإبداء الاستعداد للمشاركة في عملية المعالجة التي يبدو أنّ حزب الله مهتمٌ بإتمام مراسِمها خلال الفترة القصيرة المُقبلة كأبعد تقديرٍ. طبعًا، سيشدِّد زوّار الضاحية، على أهمية إبعادِ الجذور الخلافية القاسية عن طبيعة علاقتهم على المستوى الاستراتيجي كحلفٍ عريضٍ يمثِّل "محور المقاومة"، وضرورة إبقاءِ التباينات بعيدة في تأثيراتها على المسار الاستراتيجي الذي يحكم العلاقة بين هؤلاء، وفي الغالب، ستتيح هذه المعالجة إعادة ربط أوصال ما انقطعَ ومحاولة زيادة اللحمة.

على قائمة الزوّار، هناك صفٌّ عريضٌ من الحلفاءِ، يبدأ بالحزب السوري القومي الاجتماعي الذي حضرَ إلى الضاحية وأدلى بدلوه، على أن يمتدَّ إلى "اللقاء التشاوري" و"هواجسه الواضحة" التي سجَّلها خلال عمليّة تشكيل الحكومة وقاربَ جمسه الداخلي على التفكّك نتيجة لتلك التباينات، وصولاً إلى "المردة" و"الوطني الحر" الذي يلتزم حزب الله أصلًا مشروع "إدارة الخلافِ" بينهما، بالاضافة إلى الحلفاء المستقلين على أن يتولّى سماعهم ومعالجة ملفاتهم نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم المُكَلَّف بإدارة شؤون الحلفاء والفريق النيابي والوزاري لدى حزب الله.

في المقابل، لحزب الله مصلحة في جمع حلفائه على أبواب إفتتاح عقد عمل الحكومة ولعلَّ همّه الأول يكمُن في ترتيب الأجواء قُبَيْل جلسة منح الثقة ما يحول دون ظهور عوائقٍ من داخل الفريق الواحد قد تهدَّد مستقبل الحكومة في ظلِّ تربص على الطرف المقابل أكثر من جهة مناوئ لرئيسها حسان دياب وانتظاره على الكوع بين محاولة إرابكه أو إسقاط الحكومة.

وللحقيقة، فإنّ مشروعَ إسقاط حكومة حسان دياب بدأ يرتسم بالفعل كإحدى الخطط المستقبلية المسجلة على إسم "الحَراك"، ومن الواضح، أنّ العملَ عليها قد بدأ بالفعل، وهذا ما تظهره بعض المواد الاعلامية والإعلانية. في هذه الحال، تترتب في الافق مواجهة ثقيلة يتوقع أن يكونَ مسرحها محيط مجلس النواب وقد ضُبطَت ساعته على موعد جلسة إعلان الثقة التي يبدو في الظاهر أنّها ستتحوَّل إلى نزالٍ شعبيٍّ - أمنيٍّ قاسٍ. من هذا المنطلق، يريد حزب الله تصفير المشاكل بين حلفائه وترتيب الأجواء إنسجامًا مع التحديات وتعبيد الطريق أمام جلسة الثقة وتأمين ظروف منحها بعلامة "ثمان آذارية" كاملة مع الأخذ بعين الاعتبار احتمال حصول اختراقاتٍ طفيفةٍ لا تؤثر على مسار الأمور وضرورة أن لا تأتي أرقام الثقة أقلّ من تلك التي جُيِّرَت عند تسمية دياب.

 

عن سوريالية الانهيار والإصرار على انتهاك الكرامات

حنا صالح/الشرق الأوسط/30 كانون الثاني/2020

رتيباً كان الجو، غابت النكات والقفشات عن القاعة العامة. كان الحضور باهتاً وكذلك الوجوه. يقطع الصمت بعض الوشوشات عن كيفية الوصول، والبعض يخرج ويعود لتسقط أخبار الخارج وأخبار الثورة التي تحاصرهم، وكان الخطباء، وهم قلة على غير العادة، يعرفون أن لا أحد يعير الكومبارس أهمية في تلك الكوميديا السوداء التي لُعِبَت بإتقان على خشبة البرلمان اللبناني طيلة 3 ساعات الاثنين الماضي.

وحده الرئيس نبيه بري كان النجم المطلق، ارتاح عندما حضرت «ملائكة» الرئيس الحريري الغائب فأمّنت النصاب بتأخير نحو 40 دقيقة! والنصاب كان لجلسة إقرار الموازنة العامة لعام 2020. أراد بري اجتماع المجلس بأي ثمن: «ما كانوا يخلونا نجتمع، اليوم عملنا السبعة وذمتها حتى نجتمع»... وتابع مخاطباً النواب: «ما حدن يطلع لأن ما في يرجع، في هذه الجلسة سنقر الموازنة العامة». واستمرت مسرحية الموازنة التي حازت تأييداً فاتراً بلغ 49 نائباً؛ أي أكثر بقليل من ثلث أعضاء البرلمان، لكن الجلسة كانت «تاريخية» من حيث السوابق... وأهم السوابق فقدان ثقة الناس، وهنا يكمن النصاب الحقيقي.

لم يأبه رئيس البرلمان ورهط من النواب الذين لبّوا الدعوة، إلى أن الاجتماع بأي ثمن، كسر كل الروابط مع المواطنين، وكرّس الطلاق بين السلطة التشريعية والناس، لأنه لو كان هؤلاء يمثلون فعلاً مصالح من اقترع لهم، لما كانت هناك حاجة لتحويل البرلمان ومحيطه في وسط العاصمة إلى مستوطنة مسلحة تم تزنيرها بجدران من كتل خرسانية، محروسة بالأسلاك الشائكة وبنادق «اللواء الحادي عشر» مع فوج مجوقل وآخر من المغاوير، ووحدات مكافحة الشغب من الأمن الداخلي والقوة الضاربة في جهاز المعلومات... إلى الحضور الكثيف لعناصر الأجهزة الأمنية، ولما كان هناك كل هذا التجاهل لزنار المتظاهرين المحتجين من الشباب والنساء الذين رابطوا حول كل مداخل البرلمان التي شهدت احتكاكات متواصلة مع القوى الأمنية.

كل ذلك من أجل تهريب موازنة حكومة مخلوعة كانت قد قررت في ليل تصفير العجز (...)، فحذفت كل موجبات الدولة للضمان الاجتماعي، مما يعني فقدان آخر أحزمة الحماية للناس، وشطبت كل توظيف استثماري، مما يعني «صفر وظائف» في بلد بلغت فيه بطالة الشباب والخريجين نحو 50 في المائة، وأمرت المصرف المركزي بسداد فائدة الدين العام عن السلطة بقيمة 4500 مليار ليرة؛ أي نحو 3 مليارات دولار بالسعر الرسمي، وكأن ذلك لا يفاقم العجز والدين، وأرجأت كل الإصلاحات المطلوبة إلى عام 2021، والأخطر أنها فتحت الباب أمام بيع القطاعات المربحة كالهاتف الجوال، وازداد الحديث عن تسييل الذهب، مما يكشف عن أن هناك من رموز نظام المحاصصة الطائفي من يتجهز لاستكمال المَنْهَبَة غير المسبوقة! بعبارة أخرى؛ إنها سوريالية الانهيار الكامل تؤكدها أرقام موازنة تجاوزتها التطورات من ألِفها إلى يائها؛ إنْ من حيث تضخمها بعدما تراجع الناتج الوطني نحو 40 في المائة، أو من حيث الدلالات والتوجهات مع واقع البلد بعد الثورة!

الرئيس حسان دياب لم يقلّ حضوره نجومية وإنْ جلس وحيداً في مقاعد الحكومة، مكتوف اليدين لثلاث ساعات، يعرف أن دوره تأمين الغطاء الحكومي، فقام بهذا الدور كما تمَّ رسمه... وعندما تحدث قليلاً قال: «لو كان موقفنا عدم تبني الموازنة ما كنا لنحضر»... وفاتَه أن هذا الكلام لا يمكن صرفه، فمجلس الوزراء كي يتبنى الموازنة، فإن ذلك يكون بالتصويت والموافقة بثلثي أعضاء الحكومة بعد نيلها الثقة، وكل هذه الأمور ليست متوفرة! ورغم أنه استشار كثيرين، فإنه فاتَه أنه لا يجوز لمجلس النواب إقرار الموازنة في غياب حكومة مكتملة، وضعتها أو وافقت عليها، ومن غير الاستماع إلى رأيها، ومن غير أن تعرض ما تعرف بـ«فذلكة الموازنة» التي من المفترض تضمينها كل أوجه السياسة المالية والاقتصادية والاجتماعية للدولة.

بدا المجلس «سيد نفسه»، والحكومة التي لم تقل شيئاً عمّا يواجه لبنان من تحديات، عليها أن تنفذ سياسات مرسومة. في المقابل؛ يتعمق الانقسام ويتسع الشرخ بين مركز السلطة والمواطنين، ولم يعد مقنعاً ما يطلق من فذلكات «دستورية» غبّ الطلب حول شرعية ومشروعية ما جرى، فلا الجلسة دستورية؛ ولا الحكومة دستورية، ولا الموازنة التي تم إقرارها كان يجوز العودة إليها بعدما أسقطها الشارع يوم أسقط الحكومة التي تقدمت بها! وإن ذكر الرئيس بري أن «حق التشريع مطلق للمجلس النيابي» متجاهلاً الدستور، لأنه مع حضور النص الدستوري ووضوحه، يبطل الاجتهاد وتسقط التفسيرات، ومنها ما قيل عن وضع التفسير في خدمة الناس، أي أن المشرّع فاتته مصالح المجموع، فجاء نواب انتخبوا وفق قانون متصادم مع الدستور زوّر إرادة المقترعين، مدّعين الحرص على الشأن العام.

قالوا «الضرورات تبيح المحظورات» وذهبوا إلى آخر الشوط، ومن أيّد كان واضحاً وصريحاً في المجاهرة بعدائه للناس وضد الهواء النقي الذي حملته الثورة، ومن حضر وأمّن النصاب ثم رفض أو امتنع كان مراوغاً مناوراً أعطى جلسة الموازنة شرعية الانعقاد وكشف عن عمق عدائه لمطالب اللبنانيين، وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن تلك الكوميديا السوداء تطلبت أعلى استنفار عسكري وجدران عار وكراهية، تركت صورة لن ينساها الناس لما رافقها من قمع وحجز حريات، فإن النظرة الأوسع تثبت أن كل ما يشهده لبنان هو التدقيق بمدى التزام التحالف السياسي بتفاهمات جديدة، وهنا نذكر أن «حزب الله» أعلن على الملأ أنه حتى من هم خارج الحكومة عليهم دعمها، مما يؤكد أن ما جرى الاثنين قد يكون لاجتماع البرلمان مستقبلاً لمنح الحكومة الجديدة الثقة.

اليوم ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن الضغط الأمني سيستمر بأشكالٍ مختلفة من أجل فض ساحات الاعتصام؛ بدءاً من ساحة الشهداء في بيروت لكسر رمزيتها، ولا يغير في الأمر شيئاً نفيُ وزير الداخلية أنه لم يصدر قراراً بذلك، فهذه الرغبة قديمة بدأت بمنع إقفال الطرق، وتستكمل الآن لإنهاء الاعتصامات من أجل العودة بالوضع إلى ما كان قبل 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. يتجهون لفرض هذا المنحى بالقوة، تأكيداً لرفضهم الاستماع للناس، وإصرارهم على استمرارية نظام المحاصصة. وبهذا السياق جاء بيان دعم حكومة المستشارين من القمة الروحية التي طالبت بإنهاء التحرك ومنح حكومة دياب فرصة للعمل (...)، وبدأ المرتبطون بالخارج وأتباعه والمتسلقون يروجون الافتراءات، كالزعم أن ثورة الشعب اللبناني تعوق «نضال» رافضي «صفقة القرن»! باختصار يكثّفون الضغوط للعودة إلى زمن انتهاك الكرامات وسيلةً لمحو الثورة وآثارها، وهم لم يتعظوا بأنه لم يعد لدى الأكثرية من الشعب ما تخسره، لكن التحدي كبير، ويفترض أن تمتلك ساحات الثورة برنامجاً بديلاً للإنقاذ، وبلورة أعلى مستوى من التنسيق، وأشكال التحرك التي تضمن الفاعلية، في ظرف لم يعد سراً فيه أن حكومة الظلال لن تتأخر عن استهداف التحرك الشعبي والحريات العامة.

 

خطة ترمب: فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/30 كانون الثاني/2020

خطة ترمب للسلام أو «صفقة القرن» أشياء كثيرة في رزمة واحدة: هي مناورة في السياستين الداخليتين الأميركية والإسرائيلية لقيادتين تعانيان أزمتي شرعية عميقتين. وهي إعلان انتخابي للإدارة الأميركية الحالية عن اختيارها اليمين المسيحي جمهوراً مفضلاً تعوّل عليه لإعادة انتخاب دونالد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وهي قبل ذلك وبعده ادعاء بالنصر النهائي لتحالف ترمب - نتنياهو في الصراع الذي فشل الجميع في تسويته. الجانب الآخر من الصراع؛ الفلسطينيون، يخاطبون كمدعوين لحضور جنازتهم... عليهم ألا يخفقوا في اغتنام هذه الفرصة الأخيرة على غرار إخفاقاتهم السابقة؛ على ما قال مهندس الخطة جاريد كوشنر، كبير مستشاري ترمب، في المقابلة التي أجرتها معه قناة «سي إن إن» بعد سويعات من حفل الإعلان في البيت الأبيض. هذا الكلام ليس سوى نسخة تكررت عشرات المرات عن «نصائح ودية» وجّهها مسؤولون أميركيون وغربيون إلى الفلسطينيين بالتحلي بالواقعية وقبول ما يُعرض عليهم لأن خسارتهم ما تبقى لديهم مؤكدة. وقد صيغت هذه النصائح على نحو أو آخر منذ قرار مجلس الأمن «181» الذي قسم فلسطين إلى كيانين؛ يهودي وعربي، ورفضه الفلسطينيون فيما استغله الإسرائيليون لإعلان إنشاء دولتهم.

قد لا تكون المراجعة التاريخية لمسار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في صالح الفلسطينيين والعرب عموماً، بيد أن العودة الدائمة إلى لغة الابتزاز والتهويل بما سيأتي في حال لم يلتحق الفلسطينيون والعرب بقطار الصفقة الذي يوشك أن يغادر المحطة إلى حيث لا رجوع، فيها كثير من التجاوز على حقائق الواقع ومحاولة استغلال الحد الأقصى من لحظة سياسية مواتية لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي وحليفها في البيت الأبيض. السعي هذا إلى فرض أمر واقع في سياق ممارسة انتهازية تركز على حالة الضعف الفلسطينية والتفكك العربي والتجاهل الدولي، ليس فتحاً في بابه ولا أولاً في نوعه. لكن أصحابه يدّعون هذه المرة أنها المعركة الحاسمة التي لن تقوم بعدها قائمة لمعارضي «صفقة القرن». لذلك سارع نتنياهو إلى إدراج مسألة ضم مستوطنات الضفة إلى إسرائيل على جدول أعمال حكومته يوم الأحد 2 فبراير (شباط) المقبل.

على صعيد ثانٍ؛ لن تحمل التقديمات الاقتصادية المقترحة ضمن الخطة نقلة نوعية في مستوى معيشة السكان الفلسطينيين. إغراء الخمسين مليار دولار الذي ذكره ترمب في كلمته، ظهرت ضحالته أثناء المؤتمر الذي تناول الجانب الاقتصادي وعقده كوشنر في العام الماضي. خمسون مليار دولار على مدى عشر سنوات يذهب قسم كبير منها إلى الدول التي يقيم اللاجئون الفلسطينيون فيها لتوطينهم والتنازل عن حق العودة، مهزلة لا تستحق الرد. في المقابل، يعطي النظر المتمعن في الخريطة التي وزعتها الإدارة الأميركية للمناطق المخصصة للفلسطينيين، فكرة دقيقة عن المقصود بعزل المدن في الضفة الغربية بعضها عن بعض، وإقامة منطقتين - صناعية وسكنية - قرب الحدود مع سيناء. وقد تحدث عدد من المسؤولين الإسرائيليين من بينهم نتنياهو ومنذ أعوام عن «الحل الاقتصادي» للقضية الفلسطينية، وخلاصته تحويل المدن الفلسطينية إلى معازل مطوقة بالأسيجة والجدران تكون مهمتها تأمين اليد العاملة الرخيصة للصناعات الإسرائيلية في مجالي البناء والزراعة وتوفر، من الجهة الثانية، مدخولاً للمواطنين الفلسطينيين الذين سيظلون تحت سيطرة الحكومة ورب العمل الإسرائيلي وخاضعين لشروطه.

يعيد التصور هذا، خصوصاً المنطقتين الصحراويتين الجديدتين قرب الحدود المصرية، استنساخ تجربة «البانتوستانات» التي أقامتها حكومة جنوب أفريقيا لأبناء الأكثرية السوداء أثناء فترة «الأبرتايد» ورمت من خلالها إلى منع السود من تنظيم أنفسهم في كيانات سياسية مستقلة واستغلالهم في المناجم وغيرها من الصناعات بوصفهم يداً عاملة خاضعة ومستلبة. الفشل المرتقب لهذه الخطة للأسباب المتعلقة بطبيعتها الانتخابية وتجاهلها الطرف الآخر تجاهلاً كلياً، ينبغي ألا يحول دون تسليط الأضواء على ما جعل مثل هذا الطرح ممكناً وقابلاً للتكرار؛ بل للرسوخ على أنه معطى دولي جديد. بكلمات ثانية، تقفز مراجعة الحاضر ونقده رغم جهود الابتعاد عن المراجعة التاريخية. أول هذه الأسباب هو الانقسام الفلسطيني الكارثي الذي لم يجد أحد حلاً له منذ تحوله صراعاً مفتوحاً في 2007. الأضرار التي تركها هذا الانقسام غير قابلة للترميم ولا للحصر، وتبدأ باستدخال قوى إقليمية لها حساباتها البعيدة عن المصلحة الوطنية الفلسطينية ولا تنتهي بتحطيم القدرة على بناء برنامج وطني موحد. السبب الثاني يتمثل في انهيار القاعدة العربية المساندة للقضية الفلسطينية التي انقلبت مادة للمزايدة وتبرير الديكتاتوريات والأنظمة الاستبدادية والقضاء على كل تطلع ديمقراطي في العالم العربي. مسّ السلوك الرسمي العربي هذا بالقيمة الرمزية للقضية وجعلها عبئاً معنوياً على الشعوب ووضعها في موضع النقيض لدعوات التحرر والتقدم. السبب الثالث أن خطة ترمب قد تُبعث في المستقبل على أيدي خلفاء له قد لا يتفقون معه على شيء إلا ضرورة طي صفحة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي كيفما اتفق، أخذاً في الاعتبار افتقار الجانب المهزوم والمظلوم إلى المظلة السياسية العربية والدولية.

 

ردود الفعل الفلسطينية على خطة ترامب

غيث العمري/معهد واشنطن/30 كانون الثاني/2020

منذ أن قطعت السلطة الفلسطينية جميع الاتصالات مع واشنطن في عام 2017 بعد اعتراف إدارة ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، أعلن الرئيس محمود عباس مراراً وتكراراً أنه لن يقبل أي خطة سلام يقدمها البيت الأبيض. وكرر مسؤولون في السلطة الفلسطينية هذا الموقف في الأيام الأخيرة بعد الحديث عن أنه سيتمّ الإعلان عن الخطة بشكل أو بآخر في الثامن والعشرين من كانون الثاني/يناير، خلال زيارات زعيمان إسرائيليان إلى واشنطن. وبما أن المسؤولين في السلطة الفلسطينية سيحافظون على موقفهم بشكل شبه مؤكد بمجرد الإعلان عن الخطة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف ستقوم السلطة الفلسطينية بتفعيل موقفها محلياً ودولياً؟

النهج الدبلوماسي

على المدى القريب، سيكون هدف الدبلوماسية الفلسطينية عزل الموقف الأمريكي وتصوير خطة ترامب للسلام على أنها خطوة ثنائية أمريكية-إسرائيلية يعارضها القسم الأكبر من المجتمع الدولي. وإلى جانب قيام السلطة الفلسطينية بإحباط الزخم الفوري للخطة، تأمل السلطة أيضاً في منع محتوياتها من أن تصبح إطاراً مرجعياً جديداً يستمر تأثيره إلى ما بعد فترة ولاية ترامب. وعملياً، يعني ذلك على الأرجح انتهاج استراتيجية تتألف من ثلاث ركائز تسير على النمط نفسه الذي استُخدم بعد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس.

وسيكون العالم العربي الهدف الأول للدبلوماسية الفلسطينية. فأي رد فعل عربي يقل عن الرفض التام للخطة سيُعتبر بمثابة انتصار لإدارة ترامب، حتى إن لم يقم أي زعيم عربي بالمصادقة على الخطة فعلياً. وعلى الأرجح، ستسعى السلطة الفلسطينية عندئذ إلى تحديد السردية منذ البداية من خلال رفض الخطة رسمياً فور إعلانها. ومن خلال قيامها بذلك، قد يأمل المسؤولون الفلسطينيون أن يستبقوا نظرائهم في المنطقة من التعبير عن استعدادهم للانخراط في أي من مقترحات الخطة.

ومن هذا المنطلق، من المحتمل أيضاً أن تدعو السلطة الفلسطينية إلى عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية للبناء على تصريحات سابقة مفادها أن الزعماء العرب لن يقبلوا بأي شيء يرفضه الفلسطينيون. ورغم أنه لن يكون لهذه الخطوة أثر عملي كبير، إلا أنها سترغم الحكومات العربية على رفض الخطة رسمياً أو دعم الموقف الفلسطيني على الأقل. وعلى وجه الخصوص، ستسعى السلطة الفلسطينية إلى ضمان دعم مصر والأردن والسعودية. فالمسؤولون الفلسطينيون حساسون جداً لموقف الرياض وسيبذلون جهداً كبيراً للحصول على تصريح سعودي واضح، يشمل إقدام الرئيس عباس على التواصل مباشرة مع الملك سلمان.

أما الهدف الثاني للدبلوماسية الفلسطينية فهو أوروبا. ومن المرجح أن يطلب المسؤولون الفلسطينيون من الأوروبيين إعادة تأكيد التزامهم بحل الدولتين، ورفض أي ضم إسرائيلي أحادي الجانب للأراضي الفلسطينية، والرفض الضمني للعناصر الأساسية لخطة ترامب. وفي موازاة ذلك، سوف يعملون أيضاً على انخراط الدول الأوروبية بشكل فردي على أمل الحصول على اعتراف ثنائي بدولة فلسطينية. وستركّز هذه المناشدات على الدول التي سبق لبرلماناتها أن دعمت الاعتراف، ولو بطريقة غير ملزمة؛ كما أنها ستزداد حدة إذا مضت إسرائيل قدماً في ضم غور الأردن أو أجزاء من الضفة الغربية.

ثالثاً، سيهدف قادة السلطة الفلسطينية إلى تحفيز الأمم المتحدة. فإذا كانوا واثقين من كسب الدعم من الأعضاء الأربعة عشر الآخرين في "مجلس الأمن الدولي" إلى جانب الولايات المتحدة، فمن المرجح أن يطرحوا قراراً يعيد التأكيد على المعايير التقليدية لحل النزاع - أي حل الدولتين وفق حدود 1967 تكون بموجبه القدس الشرقية عاصمة فلسطين. ورغم أن استخدام الولايات المتحدة لحق النقض ("الفيتو") هو نتيجة حتمية، إلا أن التأثير على بقية أعضاء "المجلس" قد يعزز الهدف الفلسطيني المتمثل في عزل واشنطن عن هذه القضايا. وتبدو السلطة الفلسطينية واثقة من الدعم الروسي والصيني في هذا المجال، لكن تساورها بعض الشكوك إزاء بريطانيا وفرنسا. ومن غير الواضح مدى مرونة الفلسطينيين في صياغة شروط مثل هذا القرار، لأن تاريخهم في هذا المجال متقلب.

ومن المرجح أيضاً أن تسعى السلطة الفلسطينية إلى الحصول على قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة. فبما أن اعتماد شامل لمثل هذا الإجراء أمر مضمون، فمن المحتمل أن تركز الجهود الفلسطينية على ضمان دعم دول رئيسية في أوروبا وخارجها. علاوة على ذلك، ستحاول السلطة الفلسطينية حمل مختلف الوكالات المتخصصة على تمرير عدد كبير من القرارات ذات الصلة، بحيث تتعارض مع خطة ترامب بعدة طرق أساسية حتى لو لم يتم الإشارة إليها بالضرورة.

فرص النجاح

ستكون ردود الفعل العربية أهم المتغيرات في تحديد فعالية استراتيجية السلطة الفلسطينية. فمن الناحية الجوهرية، تحتاج الدول العربية إلى خطة تتضمن مكونين أساسيين إذا كانت ستنخرط بهذا الشأن ولو بطريقة بسيطة: (1) عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية تسيطر فيها سلطة فلسطينية وعربية ومسلمة قوية على الأماكن المقدسة الإسلامية في جبل الهيكل/الحرم القدسي الشريف (المعنى الفعلي واللوجستي لهذه السيطرة يجب أن يتم وضعهما لاحقاً)، و(2) وعد موثوق بدولة فلسطينية.

ومجدداً، ستحاول السلطة الفلسطينية منع جهات فاعلة أخرى من الانخراط في الخطة من خلال التعبير عن معارضتها الشديدة منذ البداية. وما إن يتمّ الإعلان عن الموقف الفلسطيني الرسمي بصورة علنية، فمن غير المرجح أن تعارضه الدول العربية - التي فضّلت تقليدياً التأثير على السلطة الفلسطينية سراً، وكانت أكثر فعالية (إلى حد ما) بهذه الطريقة من محاولة ممارسة ضغوط علنية. وما لم تتشاور واشنطن أو جهات فاعلة أخرى مع المسؤولين العرب قبل الكشف عن الخطة، وتُطلِعهم على محتوياتها بطريقة هادفة وعالية المستوى، فستكون هناك فرصة جيدة بأن تحقق استراتيجية الرفض الفوري للسلطة الفلسطينية أهدافها.

التداعيات على أرض الواقع

إلى جانب سلسلة الأنشطة الدبلوماسية هذه، فمن غير المرجح أن يؤدي مجرد الإعلان عن الخطة الأمريكية إلى دفع السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ أي خطوة كبيرة في الواقع. فقد يسمح المسؤولون في السلطة الفلسطينية ببروز بعض الاحتجاجات على الخطة بعيداً عن نقاط الاحتكاك مع الإسرائيليين، لكن لا يريدون زعزعة الاستقرار في هذه المرحلة. وبالطبع، قد تحدث تطورات خارجة عن سيطرتهم. وقد رفضت الفصائل الفلسطينية بالإجماع هذه الخطة، وبعضها - وخاصة «حماس» - لديها مصلحة في زعزعة استقرار الضفة الغربية. علاوةً على ذلك، كوّن الجمهور أساساً نظرة سلبية عن الخطة بعد سنوات من تكهنات وسائل الإعلام في المنطقة التي صورتها على أنها مسيئة جداً للفلسطينيين. غير أن سكان الضفة الغربية لم يظهروا رغبةً في الحشد الجماهيري حول القضايا الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، وقد أثبتت السلطة الفلسطينية أنها قادرة على التحكم بالشارع في ظروف مماثلة.

ومع ذلك، إذا أقدمت إسرائيل على ضم أي أرض بعد إعلان البيت الأبيض عن خطته، فمن شبه المؤكد أن تتخذ السلطة الفلسطينية أو الجمهور الفلسطيني خطوات أكثر تشدداً. والأهم من ذلك، سيسعى مسؤولو السلطة الفلسطينية إلى وقف التعاون الأمني مع إسرائيل، ذلك التعاون الذي لا يحظى بشعبية كبيرة أساساً من الجمهور الفلسطيني الذي هدد بإلغائه مرات عديدة خلال فترات التوتر الشديد. ونظراً إلى الدور الرئيسي الذي يلعبه هذا التعاون في الحفاظ على الاستقرار، فقد يؤدي وقف التعاون إلى وضع متقلب للغاية.

غيث العمري هو زميل أقدم في معهد واشنطن.

 

حان الوقت كي يسلك الفلسطينيون نهجاً ذكياً

دنيس روس/الشرق الأوسط/30 كانون الثاني/2020

نعلم أن خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام التي طال انتظارها ظهرت. وصرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس مراراً بأنه سوف يرفضها حتى قبل أن يراها، ويدفع بأن إدارة ترمب منحازة وتتبنى سياسات معادية للفلسطينيين. نعم، توجد سياسات عاقبت الفلسطينيين بقطع جميع المساعدات المقدمة لهم. ونعم، من الصعب جداً رؤية أي إجراء اتخذته الإدارة حتى تاريخه يسعى إلى تناول الاحتياجات أو المخاوف الفلسطينية.

ومع ذلك، لماذا يرفض استباقاً شيئاً لم يره؟ كان الرفض والتحدي في أغلب الأحيان سمة الحركة الوطنية الفلسطينية. ويُذَكّرنا الواقع الفلسطيني الحالي بأن ذلك الرفض والتحدي له ثمن. لماذا لا نرى ما في الخطة على الأقل؟ أعترف بأن توقعاتي بشأن الخطة ليست كبيرة، ولكن ربما حان الوقت لكي يتخذ الفلسطينيون مسلكاً ذكياً. ربما يكون أول رد من الفلسطينيين أن يقولوا إنه نظراً لعدم اطلاعنا على الخطة ولأننا نطلع عليها لأول مرة، نرغب في دراستها. نريد أن نقرر ما إذا كانت تحمل بنوداً مقررة أو تحمل رؤية. وبالتالي نريد أن نجتمع مع الإدارة الأميركية ونوضح مكمن مشاكلنا، ونستمع إلى ما سيقوله ممثلو الإدارة بشأن مخاوفنا، ونرى ما يمكن تعديله، ونكتشف ما يمكن تنفيذه الآن وما يمكن إرجاؤه إلى مناقشات أخرى.

حتى إذا افترضنا وجود عناصر في الخطة لا يمكن أن يقبلها الفلسطينيون في نهاية الأمر، ألم يكن من الأفضل للفلسطينيين الدخول في مناقشات مع الإدارة قبل أن تصل إلى تلك النتيجة؟ في هذه المرحلة، ربما تفترض الإدارة أنه مهما قدمت في الخطة، فسوف يقول محمود عباس: لا. فاجئوا الإدارة، ومن الممكن أن تثمر رغبة الرئيس ترمب في أن يصبح صانع صفقات بعض التغيير في توجه إدارته.

قد يكون الطريق طويلاً، ولكن ما الذي سيخسره الفلسطينيون؟ ربما يقول البعض إن استعداد الفلسطينيين للتعامل مع الإدارة الأميركية سوف يؤدي بآخرين، مثل الأوروبيين، إلى اتخاذ رد أكثر سلبية على الخطة - ولن يوضحوا أنهم لن يؤيدوها فحسب. هذا صحيح، ولكن إذا تناقش الفلسطينيون ولم يجدوا استجابة من الإدارة، فعلى الأرجح سيعرب الأوروبيون عن معارضتهم.

ما أقترحه لا يعارض ما قال محمود عباس إنه لن يفعله فحسب، ولكنه يعارض أيضاً الرغبة في رفض أي خطة لا تلبي مجموعة الشروط الموضوعة التي لطالما طالب بها بشأن الحدود واللاجئين والقدس والأمن.

تكمن المشكلة في عدم وجود أي خطة سلام تمنح الفلسطينيين كل شيء يرغبون فيه. والقضية هي ما إذا كانت ستقدم لهم كل ما يحتاجون إليه فيما يتعلق باحتياجاتهم للاستقلال والكرامة والأمن والقدرة على البقاء.

يجب أن تكون تلك هي المعايير التي ترشد الفلسطينيين والقادة العرب. هل يستطيع القادة العرب المساعدة؟ أعتقد ذلك. فليبدأوا بالدعوة إلى الاحتفاظ بالحكم على الخطة حتى يتم عرضها رسمياً. وإذا كانت فيها عناصر تتعارض مع الاستقلال والكرامة والأمن والقدرة على البقاء، لماذا لا نقول إن لدينا مشكلات في عدد من المجالات، ولكننا مستعدون للخوض مع الإدارة لرؤية ما يمكن تعديله؟ إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعوّل على الرفض الفلسطيني لكي يتمكن من المضي قدماً في ضم مناطق مثل وادي الأردن الذي ربما ينضم لإسرائيل كأحد بنود الخطة، لماذا ننفذ له لعبته؟

ذكرت إدارة ترمب منذ البداية أن المقصود من الخطة ليس فرضها ولكن التفاوض عليها بين الطرفين.

بحكم الطبيعة، لا يوجد سلام لا ينتج عن اتفاق بين أطرافه. يستطيع القادة العرب القول إنهم يفضلون السلام، ويعلمون أنه لا يمكن أن يتحقق نتيجة لتصرف أحادي من كل طرف.

بمعنى آخر، يستطيع القادة العرب، في أثناء قولهم إن الفلسطينيين فحسب هم من يستطيعون تقرير مستقبلهم، أن يوصوهم بتوخي الحذر. ولكن يجب عليهم أن يوضحوا لمحمود عباس أنهم لن يكونوا جزءاً من مساعي حشد العالم ضد الخطة - ولا شك في أن هذا ما سيحاول عباس فعله. سوف يرجع إلى قواعد اللعبة التقليدية ويدعو إلى عقد قمة عربية للتنديد بخطة ترمب. وبالطبع لن يكون لهذا أي تأثير على ترمب ومن حوله، سوى التأكيد على رأيهم بأن شيئاً لم يتغير على الجانب الفلسطيني ولن يتغير. (وفي الحقيقة، يبدو أن هذا الرأي عزز فكرتهم بأن الوقت قد حان لكي يرى الفلسطينيون أن رفضهم المستمر لن يحقق لهم شيئاً، بل على العكس سيخسرون بسببه).

بينما أستطيع أن أتفهم الخوف الفلسطيني من أن الأفكار التي يعتبرونها تهديداً جوهرياً لآمالهم وطموحاتهم الوطنية قد تلقى رواجاً إذا لم يعارضوها بشدة، تكمن المشكلة في امتلاكهم تاريخاً برفض جميع مقترحات السلام - بما فيها تلك التي كانت ستصبح أفضل كثيراً لهم مما قد يكون في خطة ترمب. ألم يحن الوقت لكي يسلكوا نهجاً مختلفاً؟ الاشتراك لا يعني القبول. لماذا لا يخرقون القاعدة ويشاركون، وبدلاً من تكرار الشعارات المعتادة يستعدون لتقديم مقترح جدير بالثقة في مواجهة خطة ترمب؟ لم يحدث هذا في كامب ديفيد في صيف عام 2000، ولا يوجد رد على معايير كلينتون بعد ذلك بخمسة أشهر، وكذلك على مقترح أولمرت في 2008، وعلى المبادئ التي عرضها أوباما في مارس (آذار) 2014.

لا يصنع القادة العرب أي معروف للفلسطينيين عندما يسايرون النهج الفلسطيني القديم. لا يملك الفلسطينيون دولة اليوم، على الرغم من أن قبول معايير كلينتون أو مقترح أولمرت أو مبادئ أوباما كان سيحقق ذلك.

في تعريف قديم الأزل، الجنون هو أن تكرر الشيء ذاته مرة تلو أخرى وتتوقع نتيجة مختلفة. ربما يكون الوقت قد حان لكي يحطم الفلسطينيون هذا النمط.

* خاص بـ «الشرق الأوسط»

 

السقوط العام في فلسطين

أحمد جابر/المدن/31 كانون الثاني/2020

السقوط الشامل

تقود الولايات المتحدة الأميركية سياسة إسقاط عام للقضية الفلسطينية. وإذ تفعل ذلك، فإنها تفضح سقوط كل "أخلاقيات" التأسيس التي قامت عليها، وانتدبت نفسها لقيادة العالم الحر باسمها. تعيين موقع الولايات المتحدة في منظومة القيم العالمية مسألة واجبة، إذ مع اهتزاز القيم وسقوطها، ومع تداعي بنيان الأخلاق في السياسة، ومع تبخُّر "الفلسفة الغربية" العقلانية والعلمانية والوضعية والمادية، ومع امحاء المنافسة بين اشتراكيات مادية وطوباوية، مع كل ذلك وبعد، احتلت "أميركا" تباعاً موقع العداوة مع الشعوب، وتقدمت صفوف المعتدين على الحقوق العربية المشروعة، وعلى مصائر العرب وسبل تقدمهم، ونابت عن حليفتها البريطانية في رعاية وحماية الكيان الغاصب الذي زُرع قهراً وزوراً في تربة فلسطين، بانت السياسة الأميركية عارية من دون قيمها، فصارت قوة تدخل لمؤازرة كل نظام قمعي، وباتت فلسفتها "دمقرطة" عسكرية كاذبة، وآلت مع رئيسها الحالي، دونالد ترامب، إلى دولة جابية للضرائب، وفارضة للأتاوات، ومنظّمة للصراعات بين دول عديدة، وراعية للتوازنات التدميرية بين فرقاء الصراع. من حقوق الإنسان، إلى معاداة التطلعات الإنسانية، تلك هي خلاصة رحلة السياسات الأميركية منذ تحرير أميركا الشمالية، وحتى لحظة سياسة تكريس استعباد الفلسطينيين والعرب منهم، من خلال صفقة القرن التي تحمل كل مواصفات تصفية القضية الفلسطينية، بما هي قضية أرض وشعب وحقوق مشروعة وحق تقرير سيادة ومصير.

سقوط النصير الشيوعي

ساهم ما كان اسمه الاتحاد السوفياتي سابقاً، ومنظومته التي تدور في فلكه، في محاصرة انطلاق المسألة الفلسطينية والعربية إلى مداها. وقد كانت المنظومة تلك، من الذين اعترفوا باكراً باغتصاب فلسطين، خصوصاً السوفيات الذين أخذتهم قراءتهم "التاريخانية" العمالوية إلى افتراض حمل الحضارة والاشتراكية إلى البلاد العربية المتخلفة، من خلال اليهود أبناء المستوطنات الزراعية، الذين توسَّم فيهم سوفيات ذلك الزمان بناة اشتراكية جديدة في بقعة جديدة من الأرض، يدخلونها في حسابات نفوذهم وتمددهم، بعد حقبة الحرب العالمية الثانية ونتائجها التوزعية كمغانم بين الأطراف المنتصرين. نقطة مركز تلك السياسة كانت إدارة الصراع مع "الإمبريالية العالمية"، وضبط سقف المعارك الناجمة عنه تحت سقف المصالح، التي تقتضيها مصالح "المركز الاشتراكي"، واعتماد لعبة الشطرنج مع المنافس الرأسمالي، بحيث تكون الخسارة في بلاد العرب، ويكون التعويض عنها في أميركا اللاتينية أو في قارة أفريقيا.. بيدق هنا في مقابل بيدقٍ هناك، وتستمر اللعبة، ثم تتوقف بانهيار الاتحاد السوفياتي الذي رفض أركانه إرسال باخرة ترفع علمه، عندما كانت بيروت محاصرة بالعدوان الصهيوني عام 1982. خلاصة القول: لم يكن دعم "الاشتراكيين الأمميين" مبدئياً في فلسطين، ولا في البلاد العربية، التي اقترحوا لها نظرية "التطور اللارأسمالي نحو الاشتراكية"، فغضوا الطرف عن قمعها وعن أنظمتها البوليسية، ولم يسألوها عن مطاردة وسجن وقتل الشيوعيين العرب، الذين قالوا قول "المركز الأممي" واستجابوا لنداء مهماته وأولوياته.

السقوط القومي العربي

حسابات المصالح التي قادت السياسات العالمية، لم تقابلها الأنظمة التي اتخذت صفة التقدمية بحسابات مصالح شعبية ووطنية وقومية مماثلة. لذلك كانت صورة الوضع العربي أحادية الاتجاه سياسياً، أي التقاء الداخلي العربي والخارجي العالمي ضمن دائرة التبعية، حيث مارس الخارج سيطرته واستتباعه، وأدار الداخل خضوعه والتحاقهم. حصيلة سياسات التابع والمتبوع، تركيز أنظمة قمعية قوية في كل داخل عربي، وتوجيه قوة كل نظام ضد شعبه، بالاستناد إلى الدعم الذي يتلقاه من منظومة النهب العالمية. في هذا الإطار، دعم القطبان السوفياتي والأميركي حلفاءهما في كل داخل، ولم يكن مطلوباً من كل نظام حليف أكثر من الاستقرار في تبعيته لهذا الطرف أو ذاك. أين كانت فلسطين في حسابات أنظمة "القومية العربية"؟ كانت مرمية في غرف العتم عملياً، وحاضرة في عين الضوء إعلامياً، وباسمها تعلو الأصوات الإيديولوجية فارغة من كل معنى، ولا تحيل إلى أي مضمون. لقد استُنزفت القضية الفلسطينية توظيفاً واستثماراً من قبل الأنظمة العربية، وماتت ببطء في أذهان القوميين والاشتراكيين والشيوعيين العرب، الذين تكلست قرائحهم القومية، خصوصاً بعد هزيمة عام 1967، ثم تماهوا مع أوضاعهم الرديئة التي هندس بناءها كل نظام "تقدمي عربي" على طريقته. إذن، محاولة تصفية قضية فلسطين اليوم، بدأت أيضاً مع أفول الخط القومي العربي، ومع تبعثر اليسار العروبي بكل منوعاته، لذلك فلا ضرورة "لبكائية" عرب أضاعوا "أندلساً فلسطينياً، لم يحافظوا عليه مثل الرجال".

المأزق الفلسطيني

على عكس سياسة الجلد التي تشهر سوطها عندما يتعلق الأمر بنقاش المسائل الداخلية الفلسطينية، ينبغي التدقيق في كل الظروف الخارجية التي حاصرت الشعب الفلسطيني، والتدقيق أيضاً في علاقة الداخل – الخارج، التي حكمت الكتلة الفلسطينية الموزعة بين جزء في الداخل المحتل وأجزاء في الشتات.

وفي معاندة سياسة النعامة التي دأب عليها "المفكرون القوميون" اللاحقون في كتابتهم عن الأنظمة العربية، يقتضي الأمر إسقاط كل الأقنعة عن هذه الأنظمة ومحبذيها والمروجين لها. وفي الحالتين، تفترض المسؤولية مع الشعب الفلسطيني وعنه أيضاً، ودائماً من موقع أبناء العروبة الجامعة، عدم الانسياق إلى التبرير بحيث تعطى السياسات الفلسطينية كلها، وعلى امتداد كامل الحقبات الصراعية، علامات جيدة جداً، وتقدير لقد "فعل الفلسطينيون ما يمكن فعله"، وأنهم حارسوا سياسة "فن الممكن" في كل مسيرتهم الكفاحية. من منصة الفلسطينية النضالية، ومن فوق أرضها الصراعية، يجب إعطاء أولوية لمراجعة سياسية شاملة، تتناول الوطنية الفلسطينية وحركتها، وخصوصاً بعد انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1967. السؤال عن حركة التحرر الوطني الفلسطيني، يتضمن طلب الأجوبة الواقعية عن خلاصات التجربة في الأردن، وفي لبنان، وفي المنافي وقبل أوسلو وبعده، وصولاً إلى اللحظة المصيرية الخطيرة الحالية التي تقودها سياسة ترامب التصفوية. عمر التجربة تلك، احتل الإسلام السياسي فيه دوراً بارزاً بعد ثمانينيات القرن الماضي، لذلك، فإن أداء هذا الإسلام معروض للنقد من دون قفازات، وعلى النقد أن يتناول شعار الإسلامويات في فلسطين، وشعارات مثيلاتها خارج فلسطين، من دول غير عربية مثل الجمهورية الإسلامية في إيران، ومثل الجمهورية التركية، ومثل دول عربية تدعم التوجهات "الإسلامية" سرّاً وتنفي دعمها علناً. على سبيل الانتباه، لقد ألحقت سياسات الخارج الإسلامي ضرراً فادحاً بالقضية الفلسطينية، خصوصاً، عندما قسمت الشعب الفلسطيني وهددت وحدة كفاحه، وعندما عبثت بمطلب استقلاليته، فزرعت بين صفوفه حركات وتنظيمات تأخذ ببرامجها، وتنفذ سياساتها، وتدين لها بالولاء، في مقابل دعم مالي جعل أكثرها فصائل سياسية فلسطينية الهوية، خارجية الهوى.

الجديد والتكرار

ذكر محطات من السردية العربية والفلسطينية والعالمية، مفيد في معرض الدعوة إلى عدم اختبار وتجريب المجرّب، ومفيد وضروري في تلمّس عناوين الردود الواقعية والمهمات الوطنية التي تضيف إلى مصالح الشعب الفلسطيني، ولا تبدِّد ما حصّله منها. من التكرار المفيد، أن وحدة الفلسطينيين هي حصن حصانتهم الأمين والمنيع، لذلك يجب توجيه الانتباه إلى إعادة صياغة هذه الوحدة، والمسارعة إلى طلب كف يد كل خارج إسلامي أو عربي عن التلاعب بعوامل هذه الوحدة، طلباً لدور لا يستطيعه، أو لموقع لا يستحقه، عربياً أو فلسطينياً. معركة الوحدة ليست سهلة كما يظن المتفائلون.

ومن المفيد التذكير بأن العروبة ستظل الحاضنة الأهم للمسألة الفلسطينية، هذا بغض النظر عن الأنظمة العربية التي زعزعت ركائز كل الروابط القومية. وكما كانت الحال على الدوام، سيظل الشعب الفلسطيني هو ركيزة كل عون من خارج محيطه، وركيزة كل رفض لما يحاك لقضيته من تصفية، وركيزة كل تصدٍّ وطني وسياسي وأخلاقي، عندما يتعلق الأمر بمخاطبة "الأخلاق العالمية".

خلاصة أخيرة

يعود للشعب الفلسطيني وقيادته، أمر تحديد الممكن صراعياً، وأمر الإجراءات العاجلة سياسياً وميدانياً، وأمر تقدير الموقف الذي يتضمن دراسة الاستعداد في الداخل الفلسطيني واحتمالاته، وأمر الرد العدواني للمحتل وإجراءاته، وأمر العقبات العالمية والعربية، إن وُجدت، التي قد تعرقل صفقة ترامب وتكبح جماح الكيان الصهيوني الغاصب.. بإيجاز: ما سيقدم عليه الفلسطينيون يعادل في خطورته خطورة ما قد يُفرض عليهم، لذلك لا تسرّع ولا استخفاف ولا تهور في صياغة السياسات.. وهذا ونقيضه من العقلانية والحكمة والشجاعة، تتقنه القيادة الفلسطينية الشجاعة، المسؤولة عن شعب الجبارين.. شعب الشجعان، الذي يجب أن تلتف حول قضيته كل حركة قومية عربية علمانية جديدة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية لجمعية الصناعيين: لإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة للصناعات الاستهلاكية ونعمل لانتاج صناعي وزراعي

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على "اهمية دعم انشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة لتصنيع مواد للاستهلاك المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بما ينعكس ايجابا على ميزان المدفوعات"، مشيرا الى ان "لبنان يعمل على توجيه الانتاج الوطني كي يكون صناعيا وزراعيا، بعدما حققه من نتيجة باهرة على المستوى السياحي قبل ان تبدأ أحداث 17 تشرين الاول الماضي"، مؤكدا اهتمامه "بمعالجة ما يعانيه الصناعيون من مصاعب في هذه الفترة من تاريخ لبنان". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، اعضاء مجلس ادارة جمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة الدكتور فادي الجميل، الذي القى كلمة عرض فيها واقع القطاع الصناعي والصعوبات التي تواجهه في الظرف الراهن. وقال: "نحن اليوم امام تحد مفصلي من حيث اننا نعاني من عدم امكانية تحويل قيمة حاجاتنا من مواد اولية للصناعات التي لا تصدر، ونحن لا نفهم ابدا هذا الاجراء الذي يطال حتى اصحاب الودائع الذين يحرمون من تسديد التزاماتهم. ونضع بين ايديكم هذه المعادلة البسيطة، حيث اننا نحتاج الى 3 مليارات دولار سنويا من اجل انتاج يصل الى 13 مليار دولار، منها، 10 مليارات للاسواق المحلية و3 مليارات دولار للتصدير. ونحن اذا كنا نجلب النقد النادر الى لبنان عبر صادراتنا وقدرتها اكبر، حيث بلغت 4,5 مليار عام 2011، ومن حيث توفير المنتجات الى الاسواق المحلية، ونحن اذا حرمنا من المواد الاولية للسوق المحلي فإن الـ 10 مليارات دولار تكون مهددة، اي بمعنى آخر سوف نضع مزيدا من الضغط على الاستيراد".

اضاف: "نحن مسؤولون عن الامن الغذائي والامن الاستهلاكي والامن الاجتماعي، ونطالب بضرورة تأمين حاجاتنا من المواد الاولية التي تبلغ 3 مليارات دولار سنويا، لكن هناك ضرورة قصوى لضخ حوالى 300 مليون دولار في أسرع وقت. ولا بد من الاستفادة مما آلت اليه الحالة. فكلنا ثقة انه لو تمت الاستجابة لطلبات واقتراحات الصناعة في الماضي لكنا تفادينا البطالة الشرسة التي نعاني منها وكذلك الضائقة الاقتصادية". وتابع: "كما اكدتم مرارا ان الاقتصاد المنتج وحده قادر على وضع الحلول الاقتصادية والاجتماعية، وقد اكدت هذه الضرورة دراسة "Mackenzie" التي عابت على السياسات السابقة عدم اعطائها الاهمية المطلوبة للقطاعات الانتاجية من صناعة وزراعة. لذلك، نطالب بأن تقوم الحكومة الحالية بمعالجة مطالب الصناعة في أسرع وقت ونختصرها على الشكل التالي: منع التهريب، وقف الاغراق واكمال التدابير المتعلقة به، معالجة الاكلاف الاضافية وخصوصا اكلاف الطاقة لقطاعات الطاقة المكثفة حسب المشروع المقدم من قبل وزارة الصناعة، باستثمار سنوي قدره 35 مليون دولار تطال افادته 7000 عائلة، ويعزز قيمة طاقاتنا المعنية في الدورة الانتاجية من مصانع زجاج وتدوير ورق وبلاستيك وعدد من الصناعات الاساسية الاخرى".

واردف: "نحن مع النظام الاقتصادي الحر، لكنه لا يمنع ابدا تفعيل الطاقات الذاتية لكل بلد، ونحن نزخر بطاقات ونعتبر لبنان بلدا صغيرا انما بلد الفرص الكبيرة، ونطمح بأن نكون فنيقيي الالفية الثالثة. وكفى تصدير شبابنا فلنصدر منتوجاتنا".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وأكد متابعته "لما يعانيه الصناعيون من مصاعب في هذه الفترة الصعبة التي يعيشها لبنان، في ضوء الاجراءات المالية والمصرفية المتخذة والتي تنعكس على قدرتهم على استيراد عدد من المواد الضرورية لتلبية احتياجات صناعاتهم الوطنية المتنوعة".

كما أكد أنه ينظر الى مطالب الصناعيين على الصعيد المالي، على انها "من الاحتياجات التي يجب تأمينها، وسأتابعها مع حاكم مصرف لبنان وسأبذل ما في وسعي من اجل تلبيتها وتخفيف الاعباء قدر الامكان عن الصناعيين الذين يوفرون بدورهم فرص العمل للبنانيين".

وشدد على انه يدعم "انشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في لبنان لتصنيع مواد للاستهلاك المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي بما ينعكس إيجابا على ميزان المدفوعات"، مشيرا الى انه "سأتابع ايضا مسألة الضرائب الموضوعة على بعض السلع المستوردة لتأمين كل التسهيلات اللازمة لتشجيع الصناعة اللبنانية".

وكشف الرئيس عون ان "لبنان يعمل على توجيه الانتاج الوطني الى صناعي وزراعي بعدما حققه من نتيجة باهرة على المستوى السياحي، التي وصلت عائداته حتى تشرين الاول الماضي حوالى 7 مليارات دولار ونصف المليون والذي كان ليبلغ 9 مليارات في ما لو بقي الوضع على ما كان عليه في فترة الاعياد"، مشجعا اعضاء الوفد على "المضي قدما في العمل من اجل تقدم الصناعة اللبنانية وازدهارها".

 

رئيس الجمهورية استقبل طرابلسي والبستاني ووفد مؤتمر الحوار اللاهوتي واطلع من عون روكز على بدء تنفيذ خطة تطبيق القرار 1325

الخميس 30 كانون الثاني 2020 

وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "اللبنانيين بتعدديتهم الدينية والثقافية يعيشون حوارا دائما في ما بينهم"، آملا "أن تبقى عيون الكنيسة ساهرة على لبنان وتساعده سياسيا وثقافيا، لأن المشرق يعيش في خطر دائم، إلا أننا نتمتع بمقاومة نفسية تساعدنا على الاستمرار والبقاء". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة المسيحية الكاردينال كورت كوخ، الاسقف المساعد لأبرشية لوس انجلوس للأقباط الارثوذكس المونسنيور كيرلس، مندوب الكنيسة الارثوذكسية الارمنية "ايتشميادزين" في اوروبا الغربية رئيس الاساقفة خاجاك بارساميان، راعي ابرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا والاب Hyacinthe Destivelle، بمناسبة انعقاد "مؤتمر الحوار اللاهوتي" بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الارثوذكسية الشرقية في لبنان بضيافة كنيسة انطاكيا للسريان الارثوذكس في العطشانة بين 28 الى 31 الجاري.

كوخ

في مستهل اللقاء تحدث الكاردينال كوخ، شاكرا الرئيس عون على استقباله للوفد، وقدم لمحة عن عمل اللجنة ومهامها، وقال: "نعمل على تعزيز الوحدة بين الكنائس بعد انقسامها في القرن الخامس، وقد أعددنا في المرحلة الاولى وثيقة تتعلق بالمهمة الكنسية لكنائسنا، أما الوثيقة الثانية، فتناولت التواصل خلال القرون الخمسة الاولى، ومن ثم كرسنا عملنا للاهوت الاسرار. ولهذه الغايات تعقد اللجنة جمعية عامة بشكل دوري بضيافة بطريرك السريان الارثوذكس مار افرام". ولفت الى أن "اللجنة تعقد كل سنة اجتماعين احدهما في روما والآخر في دولة مشرقية، وقد اختارت لبنان ليكون مركزا لاجتماعها الثاني لهذا العام".

ورأى أن "لبنان يواجه العديد من التحديات والصعوبات، نصلي ونأمل أن يتخطاها"، مؤكدا أن "هذا البلد يجسد مثالا للحوار ويتمتع بتعددية ثقافية ودينية هي محط اهتمام، ولا بديل عن الحوار ونحن من هذا المنطلق نرحب بالمبادرة الرئاسية القاضية بإنشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان ونتمنى لها النجاح والمستقبل الباهر".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، متمنيا له النجاح في مهامه، لافتا الى أن "لبنان يجمع مختلف الكنائس المتفرعة من الديانة المسيحية التي تؤمن بالانجيل وبالسيد المسيح"، مؤكدا "اننا في الكنائس الشرقية نعيش حوارا دائما وهذا النموذج الذي نعيشه يتفاعل ايضا مع المسلمين في لبنان الذين يتشكلون بدورهم من جميع فروع الديانة الاسلامية". وشدد على "اهمية الحوار الدائم بين مختلف الديانات في لبنان، وأمل أن تبقى عيون الكنيسة ساهرة على لبنان وأن تساعده سياسيا وثقافيا، لأن المشرق يعيش في خطر دائم، إلا أننا في المقابل نتمتع بمقاومة نفسية كي نستمر ونبقى".

وقال: "لأننا نؤمن بالحوار والتلاقي، تقدمنا الى الامم المتحدة بمبادرة ليكون لبنان مركزا لأكاديمية الانسان للتلاقي والحوار، وذلك بهدف تعارف الشعوب على مختلف الثقافات والديانات والقيم، وتطوير ونشر المعرفة ما من شأنه أن يساعد على توطيد السلام".

ولفت الى أننا "الآن في طور تحديد معالم هذه الاكاديمية والبدء بتنفيذها عبر الذين يرغبون بالمشاركة فيها. وقد نالت في الجمعية العامة للامم المتحدة 165 صوتا من اصل 167 بعدما امتنعت كل من الولايات المتحدة واسرائيل عن التصويت لصالحها. ونتمنى منكم العمل على تشجيع الجميع للمساهمة في إنشاء هذه الاكاديمية".

طرابلسي

الى ذلك كانت للرئيس عون لقاءات سياسية، فاستقبل النائب ادكار طرابلسي وعرض معه "الاوضاع العامة في البلاد وعمل اللجان النيابية، اضافة الى شؤون تربوية واجتماعية ومطالب اهالي بلدة الميه وميه والصعوبات التي تواجههم في مسألة تحديد املاكهم".

البستاني

واستقبل الرئيس عون ايضا، النائب فريد البستاني وعرض معه حاجات منطقة الشوف ومواضيع انمائية اخرى".

عون روكز

كما استقبل الرئيس عون، رئيسة "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية" كلودين عون روكز التي اطلعته على بدء تنفيذ خطة العمل الوطنية لتطبيق القرار رقم 1325 الصادر عن مجلس الامن الدولي الذي يحدد المسار نحو مجتمع العدالة وعدم الاقصاء من خلال برنامج عمل حول المرأة والسلام والامن".

واشارت السيدة عون روكز الى أن "قرار مجلس الامن الرقم 1325 ابرز الدور الذي للمرأة ان تلعبه في تحقيق شروط السلام والامن في المجتمعات الانسانية، فاعترف بأهليتها التامة للمشاركة اسوة بالرجل في بناء هذه المجتمعات وفي قيادتها في المسار الاصلاحي توصلا الى حالات السلام والامان"، لافتة الى أن "الهيئة تعمل على تطبيق هذه الخطة".

 

دياب استقبل سفيرين وتلقى برقيات تهنئة ودعوة لقداس مار مارون كاجيان: لا إصابات بفيروس كورونا بين الجالية الصينية في لبنان

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، قبل ظهر اليوم، في مكتبه في السرايا الحكومية سفيرة دولة النروج ليني ستانسيت وعرض معها العلاقات الثنائية وسبل تطويرها.

سفير الصين

بعدها، استقبل الرئيس دياب سفير جمهورية الصين الشعبية وانغ كاجيان wang kajian الذي قال بعد اللقاء: "نقلت للرئيس حسان دياب تهنئة وتحيات رئيس الوزراء الصيني، وناقشنا سبل التعاون بين الحكومتين الصينية واللبنانية في المرحلة القادمة، وأكدت له دعم الصين لسيادة لبنان ووحدة أراضيه، كما أكدنا رغبتنا في التعاون في مجالات سياسية واقتصادية وانسانية وثقافية على أساس مبادرة "حزام وطريق". اضاف: "كما أكدنا رغبتنا في مواصلة المشاركة في قوات حفظ السلام في اليونيفيل. ووضعت دولة الرئيس في اخر التطورات حول فيروس كورونا في الصين، وشرحت له الاجراءات المتخذة من قبل الحكومة الصينية للحد من انتشار هذا الفيروس ومكافحته، وعن ثقة وإمكانية الصين للتصدي له، واكدت له تعاوننا الدائم مع السلطات الصحية في لبنان. وطلبنا من الجالية الصينية الالتزام بتعليمات وزارة الصحة اللبنانية في الحد من انتشار هذا المرض. واؤكد انه حتى الان لا إصابات بهذا الفيروس سواء بين أبناء الجالية الصينية في لبنان او بين المواطنين اللبنانيين في لبنان او في الصين". وتابع: "أكدت للرئيس دياب، استعداد الجانب الصيني في الاستمرار في المشاريع الممولة من الحكومة الصينية مثل الكونسرفتوار، والمضي في مشاريع اخرى تتفق عليها الحكومتان في الفترة اللاحقة".

وعن موقف بلاده من صفقة القرن، قال: "نحن نؤكد ان القضية الفلسطينية يجب ان تحل وفقا لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة وايضا المبادىء المتفق عليها، مثلا مبدأ الارض مقابل السلام وحل الدولتين، هذه مبادىء وقرارات الدولية تضمن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها الحق في دولة مستقلة وحق العودة للاجئين الفلسطينين. ونحن نؤكد ان أي حل للقضية الفلسطينية يجب ان يراعي هذه المبادىء والقرارات، والأخذ في الاعتبار بجميع الاراء من جميع الاطراف، وبشكل خاص الجانب الفلسطيني لضمان حقوقه الوطنية المشروعة".

المطران عبد الساتر

والتقى الرئيس دياب مطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر الذي وجه له دعوة للمشاركة في القداس الالهي الذي يقام في التاسع من شباط المقبل لمناسبة عيد مار مارون في كنيسة مار مارون في الجميزة.

برقيات

من ناحية ثانية، تلقى الرئيس دياب برقية تهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة من الرئيس القبرصي نيكوس اناستازيادس، تمنى له فيها "النجاح في مهامه في ظل الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان"، مؤكدا التزامه والتزام بلاده "بدعم استقلال لبنان واستقراره وسيادته وازدهاره"، ومبديا "الاستعداد لمساعدة لبنان في كل الطرق المتاحة كي يتخطى التحديات الراهنة ولتحقيق التطلعات المحقة والتي ترضي الشعب اللبناني". كما تلقى برقيات تهنئة من كل من: رئيس مجلس الوزراء في جمهورية كوبا مانويل ماريرو كروز، ومن الحكومة المكسيكية، ومن المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة الدكتور سالم بن محمد المالك.

 

دياب عرض الاوضاع مع دل كول

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب بعد ظهر اليوم، في السرايا الحكومية، قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ستيفان دل كول، وعرض معه الأوضاع في الجنوب لا سيما عمل القوات الدولية.

 

بري عرض للاوضاع مع عكر وكوبيتش وسفير مصر

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020 

استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع السيدة زينة عكر عدرا وجرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والامنية . كما التقى الرئيس بري المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش. وعرض رئيس المجلس للعلاقات الثنائية بين لبنان ومصر والاوضاع في لبنان والمنطقة خلال استقباله سفير حمهورية مصر العربية ياسرعلوي.

 

عبد الصمد بعد اجتماع لجنة البيان الوزاري: دياب اكد ان اللجنة قطعت شوطا كبيرا ومستمرون للانتهاء من الصياغة قبل نهاية هذا الأسبوع

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

ترأس رئيس مجلس الوزراء حسان دياب مساء اليوم في السرايا الحكومية الاجتماع السادس للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري في حضور اعضاء اللجنة نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينه عكر والوزراء: دميانوس قطار، ناصيف حتي، غازي وزني، راوول نعمة، عماد حب الله، رمزي مشرفية، طلال حواط، ماري كلود نجم، منال عبد الصمد نجد، فارتينيه أوهانيان، والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب.

عبد الصمد

وبعد الاجتماع ادلت وزيرة الاعلام بالتصريح التالي: "في جلسة اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري اليوم، أكد دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، أن اللجنة قطعت شوطا كبيرا في طريق إنجاز البيان، مشددا على المتابعة بالنشاط نفسه، للانتهاء من صياغة البيان قبل نهاية هذا الأسبوع، قبل عرضه على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل لإقراره، تمهيدا لطلب نيل الثقة من مجلس النواب، ومنوها بالجهود المبذولة من قبل أعضاء اللجنة". واضافت: "تلقت اللجنة بارتياح الأنباء عن القفزة القياسية لأسعار السندات المستحقة للبنان والتي بلغت 4 سنت فاصل واحد. وستستمر في مناقشة بنود البيان الوزاري، والإصلاحات الواردة فيه، على أن تستكمل اجتماعاتها مساء غد الجمعة". واشارت الوزيرة عبد الصمد إلى أن "يوم غد سيشهد ورشتي عمل، واحدة اقتصادية، والثانية قضائية رقابية".

 

الراعي : صفقة القرن علامة حرب وحقد ودمار ولا يمكن لترامب أن يلغي تاريخ الأرض المقدسة

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

اسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لما سمي "بصفقة القرن" واصفا اياها ب"علامة الحرب والحقد والقهر"، وقال خلال التأمل الروحي في بداية ساعة السجود امام القربان المقدس على نية لبنان، مساء اليوم في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي: "إن سجودنا أمام القربان هو فعل إيمان بحضور الرب بيننا، وفعل شكر لله على حضوره معنا وإنقاذنا من كل الأزمات والأنفاق المظلمة التي يمر بها لبنان، ولو كنا ما زلنا نعيش ظلمات على المستوى السياسي والاقتصادي والمعيشي، الا أننا نضع مساء اليوم كل هذه الهموم بين يدي الرب يسوع، ونجدد إيماننا بوجوده معنا، ونعترف أنه في الفترة الأخيرة قد جنبنا مخاطر كثيرة، ونطلب منه أن يواصل إهتمامه بنا ويجعلنا جميعا ننظر للأمور بواقعية ونضع خير وإزدهار لبنان هدفنا الوحيد من أجل الشعب الذي ما زال يعاني من الفقر والجوع والحرمان". اضاف: "كما نذكر اليوم في صلاتنا، تابع غبطته، واقع الأرض المقدسة، هذه الأرض التي ولد فيها المخلص يسوع المسيح، وعليها تجلى الثالوث القدوس، وتم فيها فعل الخلاص والفداء وتأسست الكنيسة، ومنها إنطلق الانجيل المقدس الى العالم. لا يمكننا ان نقبل بأن تصبح هذه الأرض أرض الحديد والنار". وعن "صفقة القرن" قال: "نحن نأسف على ما يسمى "صفقة القرن"، التي هي علامة حرب وحقد ودمار وبغض وقهر اضافي للناس، وهذا ما لن نقبله ونتحمله. لا يمكننا التسليم بمشيئة انسان قرر أن يضع جانبا كل التاريخ، وحقيقة وجود المسيحيين والمسلمين واليهود، وقد عاشوا معا على أرض مقدسة واحدة كما أراد الله، وهذه الأرض لا يمكن ان تحمل هذا القرار السياسي الذي أتخذته الادارة الأميركية او الرئيس الأميركي".

وختم الراعي: "نصلي اليوم كي يجنبنا الله مزيدا من الشرور بسبب هذا المشروع وهذا القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي، ومن اجل الشعوب المتألمة والمعذبة. فلا سلام إذا لم يُحترم الانسان بحقوقه وبكرامته، ولا سلام بالظلم والقوة. نسأل رب السلام وسيده، وقد أُعلن السلام من تلك الارض يوم ميلاده، ان يفتح كل القلوب ويمنحها ان تحمل بمسؤولية بناء السلام على الارض، الي ارادها بسر تدبيره، ارض سلام، كي يعم السلام في العالم أجمع".

 

الراعي استقبل سفير الاردن الجديد ووفودا مؤيدة لمواقفه

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، سفير الأردن في لبنان وليد الحديد بعد توليه منصبه الجديد، حيث كانت زيارة تعارف وعرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. كما جرى التطرق الى العلاقات المميزة بين المملكة الاردنية الهاشمية والبطريركية المارونية.

تجار جونيه

كما التقى الراعي وفدا من الهيئة الادارية لجمعية تجار جونيه وكسروان الفتوح برئاسة سامي العيراني الذي قال على الاثر: "جئنا الى هذا الصرح لتهنئة صاحب الغبطة بالأعياد المجيدة، ولنستنكر التصاريح الإعلامية لبعض صغار النفوس التي ظنت انها تستطيع ان تنال من هذا المقام الوطني الرفيع، ولنشدد على تأييدنا لمواقف غبطته ووقوفنا بشدة الى جانبه". أضاف: "وضعنا غبطته في الصورة الكاملة لحال الاسواق المتجهة بخطى متسارعة نحو الانهيار في ظل تقاعس السلطة عن أي معالجة اقتصادية مالية او مصرفية، مع امتناع الدول المانحة والصديقة عن تقديم المساعدة بسبب الفساد المستشري وسرقة المال العام. كما شكونا له بأن المصارف وبدون غطاء قانوني، أغلقت على الودائع وأوقفت العمل بالتسهيلات والتحاويل مما ادى الى توقف شبه كامل للعجلة التجارية والى شح في السيولة حيث بتنا نشهد يوميا وفي كافة المناطق، إفلاسات وإغلاقا للمحال والمؤسسات، وصرفا للعمال والموظفين مع ضائقة اجتماعية ومعيشية لم يشهد لبنان مثيلا لها". وختم: "طلبنا أخيرا من غبطته السعي لدى المراجع لان تباشر وبالسرعة القصوى، بالمعالجة الفورية وايجاد السبل لوقف النزف الحاصل تحاشيا للانهيار الكامل".

الاحرار

كذلك، استقبل الراعي وفدا من المجلس السياسي في حزب الوطنيين الأحرار برئاسة مفوض الحزب في كسروان الفتوح نزار مهنا، أكد "الوقوف الى جانب بكركي وصاحب الغبطة في كل المواقف والقرارات التي تتخذها، ولتسليم غبطته مشروع حزب الوطنيين الأحرار "نحو لبنان الحديث" والذي يصب في مطالب الشعب المنتفض والثائر".

وفد كنسي

وبعد الظهر، استقبل البطريرك الماروني الوفد الكنسي المشارك في مؤتمر الحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الارثوذكسية الشرقية في لبنان، تقدمه رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين الكاردينال كورت كوخ. وقد استمع الوفد الى قراءة الراعي للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، اضافة الى رؤيته حول العمل المسكوني من اجل الوحدة بين الكنائس، مؤكدا دعمه وبركته لهذا "العمل الاساسي والواجب على كل مسيحي مؤمن".

 

بري للحركيين واللبنانيين: أنتم الأجدر مع المخلصين لوأد فتنة عمياء تدبر للوطن وكونوا في الداخل دعاة حوار وعلى الحدود مقاومين

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

وزع المكتب الاعلامي لحركة "أمل" رسالة رئيس الحركة رئيس مجلس النواب نبيه بري موجهة الى الحركيين ومن خلالهم الى جميع اللبنانيين، عن صفقة القرن. وأشار المكتب الاعلامي الى ان الرئيس بري استحضر "قبل ثلاث سنوات، ومن على منبر المجلس النيابي، روح الحركة عندما بدأ كلامه (بسم الله قاصم الجبارين)، مدخلا للحديث عما يخطط لجريمة العصر و"صفقة القرن"، بدءا من اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني. وأكد الرئيس بري ثوابت الميثاق الحركي، والذي اعتبر أن القدس قبلتنا وملتقى قيمنا ومعراج رسالتنا، إنها قدسنا وقضيتنا.

واعلن المكتب انه "اليوم ومع الإعلان الاميركي الصهيوني عن الصفقة التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وتغيير وجه المنطقة والعالم، وتكريس يهودية الكيان الصهيوني على حساب العرب والمسلمين والمسيحيين، وتصيب إستقرار دول المنطقة ولبنان تحديدا من خلال التوطين المرفوض ميثاقا ودستورا، ولأننا كنا على الدوام، وسنبقى، الطليعيين في الإلتزام بفلسطين القضية المركزية، وبخيار المقاومة الذي آمنا به والتزمناه، ولأن لبنان في عين التصويب والإستهداف في استقراره وأمنه وخياراته، ولأننا المؤتمنون على حياة ابنائه ومستقبلهم، وحتى لا ننجر في الداخل إلى أي موقف يضعف مناعة الوطن وقوته، وفي ظل كل هذه التحديات والمخاطر وجه دولة الرئيس نبيه بري إلى اللبنانيين عموما والحركيين، خصوصا الرسالة الآتية:

"لأن الوطن الذي بذلتم من أجله أغلى ما تملكون شهداء وجرحى وما بدلتم تبديلا، تدبر له فتنة عمياء، أنتم الأجدر والأولى مع كل اللبنانيين المخلصين، العمل على وأدها في مهدها....وبإنتظار اللحظة التي باتت قريبة لكشف مدبريها.. أدعو نفسي، وكل الحركيين، ومن خلالكم كل اللبنانيين إلى الإلتزام بحرفية الآية الكريمة: "بسم الله الرحمن الرحيم: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) صدق الله العلي العظيم".

أدعوكم إلى الهدوء وكظم الغيظ والصبر على الأذى. أدعوكم إلى ترك الشارع لمن اختاره سبيلا للتعبير عن رأيه، أو للمطالبة بحقوقه المشروعة، أو حتى للأسف لمن تسلل إلى الشارع مستخدما إياه منصة للإفتراء والتجني... اتركوه لهم، وابقوا في أمكنتكم التي تشمخ بحضوركم فيها.. كونوا حيث ارادكم الإمام الصدر.. في الداخل دعاة حوار.. وعلى الحدود مقاومين في مواجهة عدوانية اسرائيل حماية وذودا عن الأرض والانسان من أجل أن يبقى لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه. واعلموا أنه كلما كثرت الطعنات من الخلف، أنتم في المقدمة وفي المكان الصحيح.

وحسبنا وحسبكم حيال كل محاولات الشيطنة المكشوفة للحركة وأبنائها ومجاهديها أن نعمل ونقتدي بما جاء في القرآن الكريم والإنجيل المقدس: بسم الله الرحمن الرحيم، "واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا" (صدق الله العلي العظيم).

وقال السيد المسيح (ع) .. (وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم). هذا وعدكم للإمام الصدر وعهدكم للشهداء وللبنان. وكلي ثقة أنكم لم ولن تحنثوا يوما باليمين والقسم... (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم). قالها الإمام علي (ع): "كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب".

 

حبشي باسم تكتل الجمهورية القوية تحدث عن ملفات الهدر في وزارتي الطاقة والاتصالات : لب المسألة الوصول الى قضاء مستقل لديه القدرة على المحاكمة

وطنية - الخميس 30 كانون الثاني 2020

عقد اعضاء تكتل "الجمهورية القوية" النواب أنطوان حبشي، جورج عقيص، شوقي الدكاش وعماد واكيم، مؤتمرا صحافيا في نادي الصحافة، للكشف عن وثائق ومستندات حول ملفات الهدر في وزارتي الطاقة والاتصالات تم متابعتها منذ فترة للقيام بدورهم الرقابي.

حبشي

حبشي التي تحدث باسم النواب لاطلاع الرأي العام على مسار الملفات التي وعدوهم بمتابعتها، وكيف ستتابع، خصوصا ان الرأي العام الثائر ممتعض من حالة الهدر والفساد الموجودة في المرافق العامة والتي اوصلت الوضع الاقتصادي والاجتماعي الى ما وصل اليه اليوم.

واكد ان إشراك الرأي العام بهذه المسألة ضروري لأن المتابعة والضغط من مسؤوليته للنجاح في القيام بالتصحيح الفعلي في المسار الاداري للمرافق العامة، اذ ان طريقة ادارة المرافق العامة والمفهوم السائد من أوصلنا للحالة التي نحن فيها، مذكرا ان "القوات اللبنانية" كانت نبهت من هذه المسائل منذ زمن طويل وكان من صلب كل مقارباتها في مجلسي النواب والوزراء. واسف حبشي الى اننا نسمع عن الفساد من كل الجهات السياسية، ولكن لا يمكننا في اي مكان تحديد مسؤول واحد عنه وكأن الفساد يأتي من المريخ وجميع الموجودجين لا علاقة لهم به، معتبرا ان تداول الكلمة بات "موضة" وكانها تفرغ من مضمونها".

وتوقف حبشي عند تحديد "الفساد" ويكون بطريقتين: إما بالسرقة الموصوفة التي يمكن تثبيتها على مسؤول او موظف وهي تضر بالمال العام لأنها من تسرق من المال العام، أو من خلال سوء إدارة المرفق العام او الاستهتار بالتعاطي في هذه المسألة وهدر اموال المال العام، مضيفا: "ما سنعرضه اليوم من دون ادنى شك، يظهر ان هناك هدرا للمال العام وسوء استعمال قد يصل بالتوصيف الى حدود السرقة، ليتنعم البعض بهذا المال على حساب المواطن وكل فرد من العائلة وجميع الموجودين في الشوارع لأنهم لا يرون اي افق لمستقبلهم".

واوضح انه لتثبيت اي من الامرين والمحافظة على المؤسسات في الوقت نفسه، الممر الالزامي هو القضاء، لذا اذا القضاء لم يكن سليما فنحن وكل الادعاءات تذهب الى الحفظ ولا ادعاء يصل الى نتيجة فلدينا مشكلة كبيرة، كما انه اذا كان القضاء مرتبطا بالسلطة التنفيذية التي تعينه ويفقد ما يتمتع به من قدرة على المحاسبة والقيام بدوره الفعلي فكل ما يتم الحديث عنه لا معنى له. وشدد على ان لب المسألة يكمن في امكانية الوصول الى قضاء مستقل لديه القدرة على المحاكمة من دون اي خوف. واكد أنه من دون أدنى شك النظام القضائي فيه مشاكل لكن الا ان هذا لا يعني ان كل قضاة غير نزيهين، بل هناك بعض ممن يتمتعون بالنزاهة والجرأة وذلك يظهر من نمط حياتهم ووضعهم المادي. واشار حبشي الى ان مسألة مقاربة القضاء امر مهم جدا الا ان الاهم أن بعد 17 تشرين ليس كما قبله فبعد هذا التاريخ تحرر الكثير من المواطنين.

وتابع: "كنا نتحفط في السابق على صفقات كثيرة وامور معينة ولكن لم نحصل ابدا على مثل هذه المعلومات الدقيقة لوضعها امام الرأي العام، ولكن بعد الثورة رأينا موظفين مستائين من طريقة الإدارة ومن التيارات السياسية التي تمعن بالفساد وهدر الأموال فقدموا لنا جملة معلومات دفعنا بالقيام بكل المقاربات القانونية والتقدم بطلب للحصول على المعلومات".

وقال: "تقدمنا بطلبات للحصول على المعلومات من 3 جهات وارسلنا كتابا الى مجلس الانماء والاعمار حول محطة ايعات، 5 كتب الى وزارة الطاقة وكتابين الى وزارة الاتصالات, وكانت النتيجة بعد مرور كل المهل التي يمنحها القانون لمرتين، اي لأكثر من 35 يوما، حصلنا على المعلومات من مؤسسة كهرباء لبنان ومجلس الانماء والاعمار وحصلنا الى معلومات ناقصة من كهرباء قاديشا في وقت لم نتسلم اي معلومات من وزارة الاتصالات ومنسشآت النفط". وتابع: "كثر يتحججون بالمراسيم تطبيقية لقانون حق الوصول الى المعلومات ولكن نقول لهم ان الشفافية تقتضي بضرورة ان توضع كل المعلومات المتعلقة بالمرافق العامة والمديريات والوزارات على موقعها الالكتروني وتنشر من دون ان يطلب احد ذلك، فهي ليست معلومات متعلقة بالامن القومي بل بشؤون المواطن. وعندما لا نعطى المعلومات تحت حجة المراسيم التطبيقية نصبح على قاب قوسين من اليقين ان هناك فسادا وان المعلومات التي وصلتنا حقيقية، والا ما من شيء يحول دون ذلك". ووضع هذا الموضوع بيد الحراك كي يضغط لمعرفة كل المعلومات كي ينجح في الاصلاح وتحديد المسؤول عن الهدر.

ولفت حبشي الى ان الخطوات المقبلة ستكون بالاتجاه نحو القضاء، مشددا على انه اذا تذرع القضاء كما الادارات بالحجة نفسها فهذا يلوح بأن هناك قضاة ضليعين بهذه المسألة ولا يريدون حصول الشعب على الحقيقة. وركز على ان المسألة الاهم الا يكون الضحية موظفا عاديا لأن السلطات السياسية تفضل ان تجد "كبش محرقة" وتحيد المسوؤلين لأن حجم الهدر وطريقة التعاطي في ادارة المرافق العامة يدل أن المشكلة ليست بموظف انما تورط بعض الوزراء وتيارات سياسية. واوضح ان ما دفعهم الى الحديث عن محطة ايعات هو انه منذ العام 2008 تتحول هذه المحطة الى بركة مياه آسنة في وقت التوصيف المعمول عنها يؤكد أن المياه التي تخرج منها جاهزة للري، مشيرا الى ان ابناء سهل دير الاحمر وكل السهل الممتد من ايعات الى الكنيسة يستفيدون منها. ولفت الى انه يتابع هذا الملف مع المسؤولين منذ وصوله الى البرلمان، معتبرا الا حل لها سريعا. وهنا اشار الى ان مجلس الانماء والاعمار اجابهم على ما طلبوه وبات لديهم كمية من الوثائق التي ستدرس وسيطلعون عليها الرأي العام. وشكر الصحافي سالم زهران الذي تقدم بشكوى ضد كل محطات التكرير في النيابة العامة، متحدثا عن متابعتهم هذا الموضوع ايضا. اما عن الكتب التي وجهت الى وزارة الطاقة، فشرح انه تم تزويدهم بأجوبة عن موازنة مؤسسة كهرباء قاديشا منذ العام 2010 الى 2016 الا ان دائرة الشك لديهم هي على موازنات 2017 2018، 2019، موضحا انهم تذرعوا بعد التدقيق في موازنات هذه السنوات، ولكنه اكد ان هذا عذر اقبح من ذنب لأنه من غير المعقول ان تستمر هذه المؤسسة 3 سنوات من دون تدقيق في الميزانيات، معتبرا ان عدم اعطاء الموازنات يدل او على انهم يعيدون درسها لمحاولة تسوية الوضع.

وتابع: "المعلومات التي منحت لنا تؤكد انها مرفق للتوظيف غير الشرعي عبر التحايل على القانون من خلال 2% غير مملوكين من شركة كهرباء لبنان ومن خلالها يستطيعون ادخال عدد كبير من الموظفين، وحصل ذلك بشكل كبير قبل الانتخابات النيابية، لا سيما وان دائرة كالشمال كانت عاملا مؤثرا في الانتخابات تحديدا في قضاء يترشح فيه جبران باسيل الذي يتسلم الوزارة وفريق عمله منذ سنوات حتى اليوم مع الوزير ريمون غجر. كما وصلتنا معلومات عن مخالفات ادارية لامتناهية ولكن لا يمكن متابعتها اذا لم نزود بموازنات السنوات المطلوبة".

وبالحديث عن منشآت النفط، جدد التأكيد على عدم حصولهم على أي معلومة عنها، سائلا: "كيف من الممكن الا نجد موازنات في ادارة كمنشآت النفط؟ واذا وجدت لماذا لا يريدون اعطاءها لنا؟". ورأى ان تزويدهم بالمعلومات سيكشف كيفية دخول الأموال واين تصرف، داعيا الجميع للمتابعة على مواقع التواصل من يشارك في تمويل بعض الاندية والجمعيات ومن يساعدها. وتحدث عن معلومات عن بعض المستشارين الذين يعملون في وزارة الخارجية ووزارات اخرى ورواتبهم من هذه المنشآت، مشددا على ان استعمال أموال إدارة عامة لغايات سياسية او ترسيخ نفوذ سياسي هو الفساد بعينه، لأن عندها لا نفرق بين المال العام والخاص.

وتوقف عند ملف معمل الزوق وكان النواب قد طلبوا في كتابهم الحصول على معلومات عن عقود التراضي مع شركة بوروتيك، وقد وضعت معلومات ودرست بالتفصيل للتوصل الى الخلاصة، كاشفا عنها بالقول: "هناك خطة وضعها الوزير باسيل تقوم على تأهيل معملي الجية والزوق وكان من المفترض ان يكفي تأهيلهما لسنة 2027 وفق كتاب معطى من الوزير سيزار أبي خليل لمؤسسة كهرباء لبنان يبرر فيه حجم التأهيل الاستراتيجي، لان المعمل سيعمل للعام 2027، إلا اننا تفاجأنا بالوزيرة ندى بستاني تؤكد ان التأهيل سيتوقف في نهاية 2021 وسيتم بناء معمل آخر".

وتابع شرحه ورد على الوزير بستاني التي وصفت في السابق ما يقومون به بالنكد السياسي، عارضا المستندات الموجودة معهم: "رصدنا انه تم شراء قطع لم تستعمل وكلفتها مئات ملايين الدولارات، كما اننا طلبنا بارسال كل العقود في الكتاب الذي تقدمنا، الا ان ذلك لم يحصل بل ارسل بعضها فقط ولكن استطعنا ان نلاحظ ان العقود المرسلة مع شركة واحدة بقيمة 140 مليون دولار. فكيف تقولين ان هذا نكد سياسي؟." وكشف حبشي عن ان مصدر معلوماتهم هو عضو في فريق عمل التيار الوطني الحر وهو مستاء منهم ولديه ضمير وطني، متحفظا عن ذكر الاسم، مشيرا الى انه ابلغهم ان كلفة التأهيل لا تقل عن 300 مليون دولار، معتبرا ان هذه الاموال رميت في البحر للقيام بمعمل جديد للتظاهر بالقيام بانجازات. وتطرق الى التقييم المالي، سائلا: " كيف يقام التقييم المالي اذا لم نشهد عنصر منافسة، وكيف تصرف اموال بهذا الحجم من دون العودة الى مكتب استشاري وكتب تدقيق مالي حول هذا الموضوع."

وتوقف حبشي عند نقطة اللجوء حصرا الى الشركة الصانعة فاعتبر ان اللجوء الى هذه الشركة يكون في حال لدينا معمل اقيم حديثا ولكنهم لجأوا الى الشركة الصانعة بتوجيهات واضحة من باسيل. وقال: "حسب المؤسسة الصانعة، تم اللجوء الى التعاقد بالتراضي بالاستناد الى النظام المالي العام وفقا للبند 12 ولكن لم ينتبهوا ان هذا البند لا يتحدث عن واجب العودة الى التعاقد بالتراضي بل يمكن اللجوء الى التعاقد بالتراضي اي بعد استنفاد كل الوسائل؟"

ولفت إلى أن هناك أمثلة كثيرة في إيطاليا وسواها تؤكد انه يمكن العودة الى شركات غير صانعة إذا كانت تتمتع بالجودة، ولكن فقط شركة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة اللبنانية تقول عكس ذلك.

وشدد على ان خيار مؤسسة كهرباء لبنان بالتأهيل وصيانة التجهيزات كان مكلفا ودون جدوى اقتصاديا وهدرا للمال العام، وذلك حدث بتوصية من الوزير باسيل، مركزا على ان المستندات تؤكد هذا الهدر وسوء ادارة المال العام وتتحمل المسوؤلية بشكل اساسي وزارة الطاقة بوزرائها المتعاقبين من 2008 حتى اليوم.

وفي موضوع الاتصالات، قال: "قدمنا كتابين عن رغبتنا بالحصول على عقود تمت وعلمنا انها رست على شركات وتم لاحقا فسخها لتذهبت لشركات أخرى بقيمة أعلى من التي رست عليها في السابق وألا يصلنا شيء عن هذا الموضوع، ما نعتبره رفضا ضمنيا يؤكد ان شكنا بمكانه.

وتحدث عن موضوعي "عقود التشغيل والصيانة" و"التجديد لشركتي الخلوي" التي هناك لجنة تحقيق برلمانية تحقق بها يدل ان حجم المخالفات المنتهكة،اضافة الى المستندات الموجودة تدل على هدر كبير. وذكر بكتابين صدرا عن القاضي فوزي خميس يطلب فيهما من وزارتي المالية والاتصالات عدم دفع المستحقات لاوجيرو، ولكن رغم ذلك نرى ان الوزارة تقوم بالعكس.

وجدد التأكيد انه عندما لا تعطى المعلومات فمنسوب الشك يزيد. وعرض مستندين لوضعهما بيد الرأي العام اللبناني: "الاول يؤكد ان أوجيرو تدفع التأمين الصحي الشخصي للمدير العام بقيمة 6527$ سنويا، اي ما يمكن ان يعيل عائلة لمدة سنة ونسأل لماذا اللبنانيون في الشارع اليوم؟.

واردف: "اما المستند الثاني فيظهر فاتورة للمشتريات الشخصية والنفقات لمدير عام الاستثمار والصيانة السيد باسل الايوبي التي تدفع من هيئة اوجيرو بقيمة 28 مليون ليرة، وهو الموظف الذي لديه صلاحية اعطاء الاوامر لصرف الاموال العامة من الوزارة الى اوجيرو. أي تناقض مصالح واي شفافية عندما تساوي فاتورة مشتريات مدير في الوزارة قيمة معاش تقاعدي لسنتين لجندي حمل حياته على كفه ليؤمن امن المواطن اللبناني". واستند حبشي الى الفكر الماركسي ليقول: "الخصم ليس فكرة، بل انسان من لحم ودم، والفساد ليس فكرة نتحدث عنها كيف ما اردنا، الفساد مسألة يقوم بها انسان فاسد".

واضاف: "اذا لم نأخذ ملفا ونتابعه حنى النهاية لايجاد الفاسد ومعاقبته يعني ان كل ما نقوم به من حراك او ثورة يدور بدائرة مغلقة من دون نتيجة". وحوّل حبشي كل هذه الملفات الى اخبار ووضعام بيد الجهات القضائية المختصة وبيد الرأي العام اللبناني والمنتفضبن في الشوارع وبيد أبناء كسروان والاشرفية وزحلة وبعلبك الهرمل، لأنه يمكن تحسين البنى التحتية من فروقات هذه الصفقات. وأكد أن أهل بعلبك الهرمل وكذلك من يبحث عن لقمة عيشه في الشارع والعسكري الموجود على الجبهات والمتقاعد اولى بهم.

وتوجه للحراك الشعبي بالقول: "نضع بين ايديكم مستندات مستعدين ان نضعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتكون بيد كل الناس لمتابعتها والتحقق منها. ونشدد على ان نقطة الفصل هو القضاء الذي سنلجأ له لذا اتركوا عينكم على القضاء، لأن في احد الكتب التي ارسلت طلب النواب معرفة لمن تعطي هيئة اوجيرو السيارات التي تملكها، اذ ان معلومات تدل على انها تمنحها لبعض القضاة، الى جانب خطوط الهاتف. ونسأل "هل القاضي الذي اعطته أوجيرو سيارة سيتمكن من الحكم عليها"؟

وتوجه للنائب حسن فضل الله الذي لطالما سمعه يتحدث عن ملفات فساد في الاتصالات، بالقول: "تناهى الى مسامعي معلومات وطلبتها ولم احصل عليها، إذا فعلا كان بيدك ملفات ولديك النية بمحاربة الفساد تفضل لنضع يدنا بيد بعضنا لمحاربته ولنثبت ان الفساد عابر لكل الطوائف والانتماءات، أما إذا كنا نملك معلومات ولا نعرضها فذلك يثبت ان هناك تواطؤا وهذا ما لا اتمناه". كما وجه رسالة للشعب اللبناني وقال: "الملفات باتت بين يديك يجب ان تساعد وتضغط لأن الفساد اذا بقي في اطار الكلام لن نصل الى نتجية، ولكن اذا نجحنا في الوصول الى مسؤول وتمت محاسبته يعني ان الامل موجود ببناء مرفق عام من جديد يعمل بشكل صحيح". ورد حبشي على الوزير الأسبق سيزار أبي خليل وقال: كنت اتمنى ان نسمع الاسئلة ونجاوب عليها ولا نذهب الى نقاش خارج الموضوع. نحن نقدم مستندات واتمنى عليه ان يدرسها مطولا ويجاوب على تساؤلاتنا. جوابه فيه نكد سياسي، نحن لا نستهدفه بل نريد فقط استعادة الاموال المنهوبة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  30-31 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

العضو في مجلس الشيوخ الأميركي جين شاهين تطالب بفرض عقوبات على لبنان بسبب خطفه واحتجازه اللاقانوني لعامر الفاخوري الذي يعاني من مرض مميت

Senator calls for sanctions about American jailed in Lebanon/ Kathy Mccormack/AP/January 30/2020
  http://eliasbejjaninews.com/archives/82763/82763/


 

نحن في وطن الشهادة، لا في وطن الجغرافيا"

​​​​​​​الأب جوزف دكاش ر.ل./نقلاً عن موقع المقاومة اللبنانية/30 كانون الثاني/2020

انطوان نجم: لبنان مساحة روحيّة

​​​​​من عظته في قدّاس الشهداء في إيليج في 19 أيلول 2004

http://eliasbejjaninews.com/archives/82759/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%81-%d8%af%d9%83%d8%a7%d8%b4-%d9%86%d8%ad%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%a7%d8%af%d8%a9%d8%8c-%d9%84%d8%a7-%d9%81%d9%8a/

 

 

 

ما كانت الفدراليّةُ خِيارَ المسيحيّين

سجعان قزي/جريدةُ النهار 30 كانون الأوّل 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82754/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%83%d8%a7%d9%86%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%91%d8%a9%d9%8f-%d8%ae%d9%90%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d9%8e-%d8%a7/

 

صفقة القرن" لأن العرب في أدنى درجات الإنحطاط والإنحلال في مجتمعاتهم... استيقظوا"

المحامي عبد الحميد الأحدب/30 كانون الأوّل 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82757/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%b5%d9%81%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d9%86-%d9%84/

 

 

باللغة الفرنسية/فيديو مواجهة بين ماكرون وصحافي بشأن لبنان المحتل والمحكوم من عصابة وفاسدين

صحافي من أصل لبناني يواجه الرئيس الفرنسي في الشارع ويقول له بأن حكام لبنان وفي مقدمهم عون هم لا يخدمون مصالح اللبنانيين في حين هو يؤيدهم. تحية الى هذا الصحافي الجريء والصريح الذي تكلم بلسان الشعب اللبناني المنهوب من الطبقة السياسية الفاسد/اضغط على الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=lrW1LIqrTQI