المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january27.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/من هم الياجوج والماجوج في الأساطير وفي الدينات المسيحية والإسلامية واليهودية؟

الياس بجاني/الوقوع في افخاخ التجربة وذاك السياسي البائس

الياس بجاني/الحريري وجنبلاط وجعجع سلموا لبنان لحزب الله

فلنقاطع برنامج طوني خليفة بعد أن تطاول على الرئيس الشهيد بشير الجميل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ماذا يعني ماروني/أهيب بكل ابنائنا الموارنة العودة لتاريخهم ليعرفوا ما لديهم من دفين كنوز في خزائنهم المطمورة/الأب سيمون عساف

نحن بالروح الأبية ما زلنا اصحاب قضيه ولا بد لليل ان ينجلي ... بطل العنجهية والكرامة والمواقف يعز عليه قومه/الأب سيمون عساف

أمين التوجيه في المؤتم الدائم للفدرالية المحامي نديم البستاني: ندعو مجلس الوزراء فور تشكيله إلى إقالة الدكتور فؤاد أيوب الذي يهتك بالميثاقية ليصار إلى إعادة رئاسة الجامعة اللبنانية إلى حضن المسيحيين

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 26/1/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 26 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

استراتيجية إسرائيلية جديدة لمواجهة حزب الله/سامي خليفة /المدن

حزب الله يستشعر خطراً من جبران باسيل "الأميركي"/منير الربيع/المدن

لبنان: أسبوع حاسم أمام تأليف الحكومة… وعون يستعجل الولادة/8 آذار: الكرة بملعب الحريري... و"المستقبل": التاريخ لن يرحم المعطِّلين

“أمل”: زخم جديد لتأليف الحكومة

البخاري: السعودية حريصة على سيادة واستقرار لبنان

زيارة لضو بعيدة عن الأضواء

تصلّب «حزب الله» يقوّض جرعات التفاؤل بتشكيل الحكومة اللبنانية ومصادره تؤكد أن الحل يقتضي تنازل الحريري أو باسيل

سجالات وتخوين بين حركة «أمل» ووزير العدل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا رصدت قاسم سليماني وأضاعت فرصة اغتياله

الأسد يتهم تركيا بخرق “أضنة” وخطة إسرائيلية لطرد الإيرانيين و”الحزب”/التحالف استقدم شاحنات محملة بالأسلحة... وأنقرة واصلت قصف المواقع الكردية بتل رفعت

صالحي يعترف: طهران لم توقف أنشطتها النووية

العبادي يقر للمرة الأولى بتدخلات إيران في العراق وسعيها إلى تأليف الحكومات وتشكيل النُخب والتشكيلة الجديدة معطّلة للربيع وحرق مقرات تركية بدهوك

عباس يتجه لتشكيل حكومة من “فتح” و”حماس” تحذر نتنياهو من “كسر الرقبة”

 محطات لافتة في العلاقات بين واشنطن وكاراكاس

 خوان غوايدو... «رجل الساعة» في فنزويلا مهندس شاب يجيد التواصل مع الناس وإيجاد نقاط التلاقي والتفاهمات

الشرق الأوسط» تنشر وثائق الاتفاق السوري ـ التركي

موسكو تقترح على تركيا «اتفاق أضنة» بديلاً عن «المنطقة العازلة»تضمنت 10 تنازلات متبادلة بين دمشق وأنقرة

دافوس 2019»... دعوات ملحة لاستعادة الاستقرار السياسي/غياب القادة ضاعف المخاوف وعزز مكانة الصين الدولية

مسؤولون روس من «دافوس»: العقوبات الأميركية قد تعرقل نمو الاقتصاد الوطني

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مشاورات... «وفي الهريبـــة كالغزال»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

لماذا يرفض عون إنعقاد حكومة تصريف الأعمال/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

لم تفقد الصيغة صلاحيّتها/رشيد درباس/جريدة الجمهورية

هل اقتربت نهاية «شهر العسل» بين طهران وموسكو/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

لبنان مقبرة سياسية/أحمد الغز/اللواء

الحرب قد تبدأ في لبنان وتمتد إلى دول أخرى/دنيس روس/الشرق الأوسط

أنا السلطان غالب... هل عرفتني/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الحقائق البديلة في لبنان/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

منطقة أمنية لمن/راجح الخوري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قضية الإمام موسى الصدر: 4 عقود من التعثّر القضائي والاتهامات السياسية/توتر في العلاقات اللبنانية ـ الليبية إنعكس خلافات في بيروت

الحريري التقى جعجع في باريس وبحثا ملف تشكيل الحكومة

مطر في قداس الذكرى 17 لاستشهاد حبيقة ورفاقه: تميز بطاقات العطاء وأمن الكهرباء بصورة ما زلنا عن مثل هذا التأمين عاجزين

التقى باسيل مرتين وجعجع... ونفي لاقتراح الرئيس المكلف "الأفكار القديمة"

هل عاد الاعتذار واحداً من 3 خيارات للحريري إذا بقيت الحكومة أسيرة "الحلقة المفرغة" هذا الأسبوع؟

جنبلاط: هل إطالة التشكيل لإنهاك لبنان اقتصادياً؟ حوري: الحريري يدرس كل الخيارات المتاحة أمامه

السيد حسن نصرالله: الحريري يحاول تدوير الزوايا وأن يكون إيجابيا ونحن حريصون على الانفتاح والتعاون معه

نصرالله: الأنفاق حقيقة ولست ملزما بالقول إن حزب الله حفرها ودخول الجليل أحد خططنا للحرب المقبلة

نصرالله: الأميركي عرض الانسحاب الكامل من سوريا شرط انسحاب إيران لكن الإيراني رفض والروسي لم يمارس ضغطا في هذا الأمر

نصرالله لنتنياهو: إهدأ ونملك صواريخ دقيقة وبأعداد كافية لأي حرب مقبلة ولضرب أي هدف نريده

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس01/من26حتى31/يا إِخوَتِي، فَٱنْظُرُوا دَعْوَتَكُم، يَا إِخْوَتِي، فَلَيْسَ فِيكُم كَثِيرُونَ حُكَمَاءُ بِحِكْمَةِ البَشَر، ولا كَثِيرُونَ أَقْوِيَاء، ولا كَثِيرُونَ مِنْ ذَوِي الحَسَبِ الشَّرِيف. إِلاَّ أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَ مَا هُوَ حَمَاقَةٌ في العَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلحُكَمَاء، ومَا هُوَ ضُعْفٌ في العَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلأَقْوِيَاء. وٱخْتَارَ اللهُ مَا هُوَ وَضِيعٌ ومُحْتَقَرٌ ومَعْدُوم، لِيُبْطِلَ المَوْجُود،لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ بَشَرٌ أَمَامَ الله. فَبِفَضْلِ اللهِ أَنْتُم في المَسِيحِ يَسُوع، الَّذي صَارَ لَنَا مِنْ عِنْدِ اللهِ حِكْمَةً وَبِرًّا وتَقْدِيسًا وَفِدَاء، لِيَتِمَّ مَا هُوَ مَكْتُوب: «مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

من هم الياجوج والماجوج في الأساطير وفي الدينات المسيحية والإسلامية واليهودية؟

جمع الياس بجاني/26 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71490/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AC%D9%88%D8%AC-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AC%D9%88%D8%AC-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D9%81%D9%8A/

 

الوقوع في أفخاخ التجربة وذاك السياسي البائس

الياس بجاني/24 كانون الثاني/19

نعم هي التجربة وكلنا نقع فيها عندما يقل إيماننا ويخور الرجاء بداخلنا ونستسلم لشهوات الغرائز التي هي الشيطان نفسه. لهذا علمنا السيد المسيح صلاة الأبانا ومن أهم مكوناتها "لا تدخلنا في التجارب". الإنسان يتجرد من إنسانيته عندما يعبد المال والسلطة ويموت الحب بقلبه ويتلحف بالأنانية القاتلة. بالتحديد هذا هو التشخيص الإيماني لذلك السياسي الذي توهمنا في يوم من الأيام أنه مثلنا ويشبهنا وربما قد يكون خشبة خلاص. هذا السياسي فشل فشلاً ذريعاً بعد أن ضلل الناس برزم من الأوهام بعد أن وقع في التجربة الإبليسية والغرائزية إياها وأمسى كارثة قولاً وفعلاً عملاً بكل المعايير والمقاييس.. ونعم إن وضعية هذا السياسي جداً محزنة ومقززة وكارثية.. لكنها الحقيقة المرة والصادمة.

 

الحريري وجنبلاط وجعجع سلموا لبنان لحزب الله

الياس بجاني/جريدة السياسة/24 كانون الثاني/19

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%ad%d8%b2/

احقاقاً للحق وشهادة له،نؤكد وعملاً بكل الوقائع والحقائق المعاشة على الأرض فقراً وإرهاباً وبؤساً وتعاسة وفوضى وتسيبا وضياعا بأن العماد عون وجبران باسيل هما على حالهما الملالوي واللاهي منذ توقيع “ورقة تفاهم مار مخايل الطروادية” مع “حزب الله”.

وهما لم يبدلا حرفاً واحداً من خطابهما وتحالفاتهما وطروحاتهما اللاسيادية واللا لبنانية المسورنة واللاهية.

وبالتالي لا يمكن تحميلها وحدهما مسؤولية حال وطن الأرز الحالي الدركي على كل المستويات وفي جميع المجالات، ومنها بالطبع هزالة الحضور في المؤتمر العربي الاقتصادي الذي عقد في بيروت.

أما المسؤول حقيقة عن وضع لبنان الحالي بنسبة 90بالمئة فهو الفريق الذي كان يسمى زوراً سيادياً واستقلالياً.

ذالك الفريق عينه الذي تخلى عن ثورة الأرز، والتحق بباسيل وعون، وساوم المحتل الذي هو “حزب الله” وارتضى مساكنته من دون مقاومة مع سلاحه ودويلاته وإرهابه وحروبه ومشروعه الفارسي التوسعي والاستعماري.

من هنا فإن المسؤول بالكامل عن تسليم لبنان لحزب الله وضمه لمحور إيران، وجره للوضع الحالي الدركي هو من فرط “14 آذار” وداكش الكراسي بالسيادة، وتلحف بهرطقة الواقعية النفاقية والتمويهية، وهلل لخطيئة “اتفاق معراب” المبني على تقاسم المغانم والحصص، وقفز فوق دماء الشهداء وساوم على تضحياتهم، ودخل الصفقة الخطيئة الرئاسية والوزارية والنيابية والسلطوية على خلفية الفجع السلطوي، وقلة الإيمان، وخور الرجاء، وعشق الأبواب الواسعة.

عملياً وواقعاً فإن المسؤول هو كل من رضخ لمشيئة “حزب الله” ولمشاريع أسياده في دمشق وطهران عن غباء وتشاطر مرضي، وأنانية مقززة،متسلحاً بنوايا جشع رئاسية ووافق على القانون الانتخابي الهجين الذي أعطى إيران والنظام السوري ومرتزقتهما المحليين في المجلس النيابي اللبناني أكثرية عددية مريحة حذت بإعلان قاسم سليماني بوقاحة بأن طهران حصلت على 74 مقعداً نيابياً في لبنان.

إن ما يشهده لبنان اليوم من فجور وهرطقات وغياب للدولة وللقانون وأخطار انهيار مالي واقتصادي،إضافة إلى مشهدية حال المؤتمر الاقتصادي العربي المحزن، هو ليس من مسؤولية لا عون ولا باسيل ولا “حزب الله” ولا النظام السوري ولا إيران وحدهم، بل وبكل صراحة هو من مسؤولية الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري ورعاتهم من الدول العربية والدولية الذين لا يجيدون غير الشعارات البالية والغرق في الهزائم ومن ثم البكاء على الأطلال.

من هنا، فإن المطلوب اليوم محاسبة كل من تخلى عن ثورة الأرز من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب والتحق مباشرة أو مواربة بمحور الشر السوري-الإيراني،مقابل مصالح خاصة وأوهام سلطوية ورزم من مكونات الحقد والجهل والغباء والتشاطر والباطنية وعمى البصر والبصيرة.

المطلوب قيادات جديدة من غير خامة وثقافة أولئك الساقطين عن سابق تصور وتصميم في كل تجارب إبليس، والسائرين فرحين وبجحود وبنرسيسية على خطى الإسخريوتي والطروادي وقرينهما الملجمي.

*ناشط لبناني اغترابي

 

فلنقاطع برنامج طوني خليفة بعد أن تطاول على الرئيس الشهيد بشير الجميل

الياس بجاني/23 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71406/71406/

الرد الحضاري والضروري وربما الملزم وطنياً على تصرف الإعلامي طوني خليفة اللااخلاقي واللاوطني والمجرد من كل واجبات ومعايير احترام أحاسيس ومشاعر الغير أن يكون بمقاطعة برنامجه فوراً، وذلك لإفهامه بأنه عن سابق تصور وتصميم وبقصد الإثارة الإعلامية والشهرة الذاتية قد ارتكب خطئاً كبيراً قد يرقى في مفاهيم ومعايير كثر ونحن منهم إلى درجة الخطيئة الأخلاقية والوطنية المميتة بحق الرئيس والشهيد بشير الجميل، وأيضاً بحق البيئة التي تحمل قيمه ومفاهيمه ومعاييره الوطنية والأخلاقية.

خطيئة طوني خليفة أنه قام بالاستهتار الفج بمشاعر وأحاسيس الشرائح اللبنانية المتنوعة والكبيرة التي ترى نفسها ووجدانها وضميرها وكرامتها في تاريخ وأعمال وبطولات الباش.

طوني خليفة هو ابن بيئة بشير الجميل، وبالتأكيد يعرف هذه البيئة جيداً، ولهذا ذنبه مضاعف كونه مدرك تماماً لمقام وموقع هذا الشهيد الكبير عند هذا البيئة، وبالتالي هو أهان هذه البيئة بوقاحة متناهية خدمة لنيل شهرة أو لإرضاء من يشغله ويمول برنامجه.

لا قيمة عملية لاعتذار خليفة وتلفزيون الجديد لأن السؤال الوقح والاستفزازي والعدائي لم يحذف من الحلقة ولا زال التسويق له مستمراً.

كما أنه من الواجب رفع الملف هذا للقضاء باعتبار الكلام الذي قيل في السؤال وفي الجواب وفي عملية التسويق الإعلامي هو تحريض كامل الأوصاف على الفتنة ولنكأ الجراح ولتسعير الكراهية والحقد ولنبش ماضي أليم.

قانونياً،على كل إنسان أن يتحمل مسؤولية أعماله وعواقب كل كلمة يتفوه بها وإلا انتشرت وسادت الفوضى وعدنا إلى زمن القرون الحجرية ومنطق وثقافة الغابة.. وبالتالي القضاء هو المرجعية الوحيدة التي من المفترض أن تعطي الأجوبة عملاً بالقوانين.

أما كيف الرد شعبياً وبحضارة على تصرف طوني خليفة الفج والوقح، فنحن نرى أنه من الضرورة مقاطعة برنامجه وهذا أقل الإيمان.

نلفت هنا إلى أن المعني بالملف هذا ليست الأحزاب السيادية فقط وعائلة الشهيد والمؤسسة التي تحمل اسمه، بل كل لبناني حر يرى في الشيخ بشير رمزاً وطنياً وسيادياً واستقلالياً وشهيداً من شهداء لبنان ال 10452كيلومتر مربع.

في الخلاصة، ليعلم كل متطاول على رموزنا وعلى شهدائنا وعلى كراماتنا وحتى وإن كان منا فهو مرذول وتصرفه مدان.

فلنقاطع برنامج طوني خليفة ونرفع ملف تصرفه الإستفزازي والتحريضي إلى القضاء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ماذا يعني ماروني/أهيب بكل ابنائنا الموارنة العودة لتاريخهم ليعرفوا ما لديهم من دفين كنوز في خزائنهم المطمورة

الأب سيمون عساف/27 كانون الثاني/19

ان تكون مارونيا وتجهل تاريخك فانت ضليل معرفة، وانتماؤك اليه غرابة. لا يجوز ان تحمل هوية تجهل اصالتها وتفاصيلها ومفاصلها بالتفصيل. انه من الفخر بمكان ان تجيب على مستفسر ما معنى "ماروني"، ومن العيب ايضا ان تجهل الرد على سائل عن اصولك.

تراثك الزاخر بالمآثر والمآتي يعتبرك دخيلا ما لم تترسَّخ فيك عراقته وتتجذَّر. ان القديس مارون لا يعرفنا ارضا فهو لكل جماعة المسيح، اجدادنا تيمَّنوا بسيرة حياته وعيشته النسكية فانتهجوها حياة، لذلك سمِّيت جماعتهم الأولى "بيت مارون"، ومن ثم الكنيسة المارونية. وسار المثل المأثور "في كل ماروني يختبي راهب" اي يحيا كالقديس مارون ويقتدي بسلوكياته السماوية.

على اثر المجمع الخلقيدوني سنة 451م القائل ان في المسيح طبيعتين الهية وانسانية انطلقت شرارة الموارنة. كيف؟ قَدِمَ سلوقس القائد الثاني لأسكندر المقدوني وقسم سوريا الى ثلاث ولايات عام 300 ق.م.

وبعده جاء الرومان وحافظوا على التقسيم ذاته: سوريا الصغرى عاصمتها منبج سوريا الوسطى عاصمتها افاميا وسوريا الكبرى عاصمتها انطاكية. اقام الرسل تحت ظل الأمبرطورية الرومانية الكراسي الرسولية: اورشليم الاسكندريه انطاكيه روما ولاحقا القسطنطينية. اما كرسي انطاكيه البطريركي الذي اسسه بطرس الرسول فقد عيّن على الولايات الثلاث اساقفة. اشترك اسقف سوريا الثانية تودريطس القورشي وحده من الشرق في المجمع الخلقيدوني المذكور.

وكان القديس مارون قد توفي سنة 410 اي قبل مجمع خلقيدونيه ب41 سنة.

نظرا لخلاف السريان مع بيزنطيه حضاريا وعقائديا آنذاك، اعتكفوا عن الاشتراك وثاروا على الأسقف تودريطس اسقف سوريا الثانية. كان من البديهي ان يقف جنبه رهبانه وابناء ابرشيته الذين شيَّدوا ديرا فخما على اسم شفيعهم القديس مارون. للتشفّي بهم واعتراضا على الاسقف تودريطس الصقوهم للهزؤ والتعيير لقب الموارنة نسبة للدير الذي بَنَوه. حمل الجدود السريان الموارنة اللقب باعتزاز وكوَّنوا هوية جديدة قوامها "المارونية" متميزة عن اخوتهم المعارضين عقيدة المجمع الخلقيدوني اي أن في المسيح طبيعتين كاملتين: اله وانسان.

ولجأوا الى جبال لبنان الوعرة العاصية الا عن عين الله منذ ذلك التاريخ هربا من اضطهاد اخوتهم لهم تاركين سهول سوريا الخصبة في سبيل: حرية العقيدة وعقيدة الحرية. وتدرجوا في لبنان يفتِّتون الصخور بسواعد من فولاذ ويحوِّلون التلال الى جلول لكسب لقمة العيش بعيدين عن كل مشاكسة ومعاكسة لقناعاتهم. وبقي انتماؤهم الروحي الى بطريركية انطاكيه التي شغرت حوالى 41 سنة بسبب الغزو الاسلامي عام 638م بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح،. الى ان اقاموا عليهم بطريركا من ديرهم في سنة 702 يوم اصبح بنو البطريرك بانطاكيا بلا رئيس فعلي، وهكذا تأسست البطريركية المارونية لأن الموارنة لم يخلقوا بطريركية جديدة بل اقاموا بطريركا لكرسي شاغر. ولما كانوا قد استقلوا استقلالا تاما في كل امورهم الدينية غضب الخليفة عليهم وحاول ان يفرض عليهم بطريركا آخر لكنه فشل وظل الموارنة يقيمون بطريركا من عندهم. ثم راحوا بين مد الاضطهاد والاستشهاد وجزره يناضلون الى ان اسسوا مدرسة روما المدرسة المعروفة بالمدرسة المارونية سنة 1584م خرَّجت علماء ضَرب فيهم المثل المأثور:"عالِم كماروني". اهيب بكل ابنائنا الموارنة اليوم ان يعودوا الى تاريخهم ويستنبشوه ويعرفوا ما لديهم من دفين كنوز في خزائنهم المطمورة.

ا.د.سيمون عساف 26/1/2019

 

نحن بالروح الأبية ما زلنا اصحاب قضيه ولا بد لليل ان ينجلي ... بطل العنجهية والكرامة والمواقف يعز عليه قومه

الأب سيمون عساف/26 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71507/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D9%86%D8%AD%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D8%B2%D9%84/

بطل العنجهية والكرامة والمواقف يعز عليه قومه؟ كانت الهيجاء تهتز من حر الوطيس في (الحرب، بالمد والقصر) وتئن. بحجارة من سجِّيل (الطِّينُ اليَابِسِ الْمُتَحَجِّرِ) تعالج نزف الغسلين (ما يسيل من جلود أهل الغباء) مُحدثي الهرج والمرج والجلَبة، فيجفل الشميم من كريه القيح النازف وهذا طعام الخاطين. يستنجد بفروسيتي على الحضور والغياب كل حر شريف كما استنجدت ليلى العفيفه بالبرّاق:

سأدرج قصتها

كانت ليلى أملح بنات العرب في عصرها وأجملهن خصالا، آية في الجمال تامة الحسن كثيرة الأدب. شاع ذكرها عند العرب حتى أقاصي اليمن فتقدم لخطبتها كثيرون من سَراة العرب وكبرائهم، منهم عمرو بن دي صهبان من ابناء ملوك اليمن. رفضتهم جميعا لانها كانت تكره أن تخرج من قومها.

جرت حكايتها في العصر الجاهلي، وكانت قصتها نموذجا لاعتزاز العرب وفخرهم على الأقوام الاخرى، وانتصارهم على أعدائهم. وسارت تفاصيل حكايتها في أعماق التراث العربي لمضمون الحدث ولما تضمنته من أشعار جميلة وأبيات معبرة اطلقتها ليلى العفيفة أثناء الأحداث التي جرت لها.

تعلق بها ابن عمها البراق واحبته، لكن والدها كان يريد أن يزوجها بأحد الملوك، لعله يجد فيه منقذاً لقومه وملاذاً لهم عند الشدائد. كانت ليلى تود لو أن اباها زوّجها بالبراق، إلا أنها لم تعص. امر أبيها وصانت نفسها عن البراق تعففاً فلُقبت بالعفيفة.

استاء البراق من رفض عمه زواجه من ليلى، ورحل عن قومه، ونزل على بني حنيفة (من قبائل بكر بن وائل). واثناء غياب البراق عن قومه ثارت أثناء ذلك حرب ضروس بين بني تغلب قوم البراق وبين قبائل قُضاعة وطيء، وقتل الكثيرون من الفئتين، وتعاظمت الشرور، واتسع الخرق، واضطرب حبل بني ربيعة، فاجتمع إلى البراق كليب بن ربيعة وإخوته يستنجدونه.

فقبل نجدتهم بعد أن عقدوا الرئاسة له. ثم سار إلى ديار قضاعة وطيء وأغار عليهم وهزمهم شر هزيمة، بعد حروب كثيرة ومعارك جمّة، فامتلأت يداه بالغنائم واسترجع الظعائن.

صرخة أبية

واثناء ذلك سمع ابنٌ لكسرى ملك الفرس عن ليلى وجمالها، فأراد أن يخطبها لنفسه فكمن لقومها في الطريق وتمكن منهم ونقلها إلى فارس، فبقيت هناك أسيرة.

حاول الزواج بها فامتنعت عليه، وتعففت وتمنعت، فلم يزدها الأمر إلا رفضا وإصرارا وخيرته بين أن يقتلها أو يعيدها لأبيها في بني ربيعة.

وأطلقت الأشعار تستحث قومها على إنقاذها، وتستصرخ البرّاق لانقاذها، وكان مما قالته ليلى وهي في الأسر هذه الأبيات الرائعة التي تمثل صرخةً أبية:

ليت للبرّاق عيناً فترى ما أقاسي من عناءٍ وبلا

قيّدُوني غللوني وافعلوا كل ما شئتم جميعاً من بلا

فأنا كارهة بُغــيـتكم ومريرُ الموت عندي قد حلا

وكان لليلى المذكورة ابن عم من بني بكر فارس شجاع يقال له البراق، فاحتال حتى خلصها..

ومن نظمها في وصف معاناتها مما حصل لها قولها:

يا بني تغلب سيروا وانصروا وذروا الغافلة عنكم والكرى

واحذروا العار على أعقابكم وعليكم ما بقيتم في الورى

سمع بعض الرعاة العرب القصيدة فأسرع الخطى يريد ديار أهلها، حتى بلغ البراق وأنشده على عجل صرخة ليلى وما إن أكمل الراعي شعرها حتى وضع البراق رجله في الركاب واعتلى صهوة جواده وصاح لفرسان ربيعة فتبعوه.

واجتمعت لديه قبائل ربيعة بن نزار وأحلافهم لحرب الفرس فانتصر البراق عليهم، واستنقذ ليلى ابنة عمه منهم.. واستحق أن يفوز بها ويتزوجها.

تولى البراق رئاسة قومه بني تغلب زمناً طويلاً، وصارت قبائل ربيعة بحسن تدبيره أوسع العرب خيراً. وتوفي نحو عام 479 م. ولحقته زوجته ليلى العفيفة بعد أربعة أعوام.

نحن بالروح الأبية ما زلنا اصحاب قضيه ولا بد لليل ان ينجلي

ا.د. سيمون عساف 26/1/2019

 

أمين التوجيه في المؤتم الدائم للفدرالية المحامي نديم البستاني: ندعو مجلس الوزراء فور تشكيله إلى إقالة الدكتور فؤاد أيوب الذي يهتك بالميثاقية ليصار إلى إعادة رئاسة الجامعة اللبنانية إلى حضن المسيحيين

26 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71504/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D9%84%D9%84%D9%81%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%84/

أصدر أمين التوجيه في المؤتم الدائم للفدرالية المحامي نديم البستاني بياناً بخصوص أوضاع الجامعة اللبنانية المتردية فصرّح "إن رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب يعمل بجهد حثيث على ضرب التوازن الطائفي في الجامعة اللبنانية ولا سيما قد انصب إعتداؤه على المراكز المسيحية، وعلى الفروع الثانية التي شكلت أساساً لحفظ خصوصية المجتمع المسيحي الحرّ.

وحيث تشهد الجامعة تشكيل لمجالس كليات بأكثريات ساحقة مسلمة، وتوزيع مختلف الوظائف والتعيينات لأبناء الطوائف المسلمة على حساب المسيحيين، وهذا فضلاً عن الصفقات والتلزيمات.

وكلّ ذلك بات بترافق مع إنحدار في المستوى الأكاديمي بغية تمرير التعيينات التي تراعي المحسوبيات وشهوات الطغيان الطائفي.

لا بدّ من إفهام القاصي والداني أن الفروع الثانية ستكون عصية على الإبتلاع، والمخطط الإيديولوجي الذي ينظّر للإنصهار الوحدوي بحجة نبذ الطائفية، فإن الدافع إليه ليس سوى طائفية خبيثة متلطية وراء شعارات رنانة في حين أن أصحابها من النوع الذي لا يحتمل التعددية ومن النوع العنصري المتعصب والمتطرف، الذي يسعى لقمع المسيحيين وتجريدهم من فسحات العيش الحر والتعليم الراقي.

وبناء عليه فإنه لا حلّ لأزمة الجامعة سوى عبر جعلها جامعة فدرالية تحفظ الخصوصيات وقدرة الحوكمة الذاتية لكافة كلياتها التعددية بالتساوي وبعيداً عن طغيان أي مكون على الآخر.

وهنا ندعو مجلس الوزراء فور تشكيله إلى إقالة الدكتور فؤاد أيوب الذي يهتك بالميثاقية ليصار إلى إعادة رئاسة الجامعة إلى حضن المسيحيين، كما كانت دائماً من حصتهم، ريثما يتم تطبيق الفدرالية فتدار حينها الجامعة عبر مجلس رئاسي يتألف بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين ويعكس مصالح الكليات بشكل عادل. وهكذا فقط يتم تأمين التوازن الطائفي عبر البدء برأس الهرم وليس عبر مجاملة المعتدين لاستجدائهم أن يكفوا عن اعتداءاتهم، فيما أساس وجودهم بمركز ليس من حصتهم أصلاً هو الإعتداء بعينه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 26/1/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الدكتور سمير جعجع في باريس يتابع الإتصالات الجارية بشأن تأليف الحكومة، ويشارك بها ويعطي رأيه في كل سؤال يوجه إليه من الرئيس المكلف سعد الحريري. وهذا المساء، أفادت معلومات عن لقاء جمع الرئيس الحريري والدكتور جعجع في باريس، في وقت أنهى الحريري مشاورات طويلة مع الوزير جبران باسيل.

ويكتمل المشهد السياسي الليلة بكلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الذي يعتبر قاعدة للمسار الحكومي، وللتعاطي اللبناني مع التطورات الخارجية.

وفي تلك التطورات، إقتحام متظاهرين مقرا للجيش التركي في دهوك في العراق، وإضرامهم النار فيه.

وفي دمشق، دعوة من الرئيس بشار الأسد لتركيا إلى الإلتزام بإتفاق أضنة.

وفي موسكو، قراءة للموقف الإيراني الذي يعبر عن إتهام روسيا بالتنسيق مع إسرائيل في مسألة الغارات على القوات الإيرانية في سوريا.

وفي جنوب لبنان، حال استنفار عسكري إسرائيلي في مناطق الإحتلال الحدودية، وتفقد ضباط من رئاسة الأركان للمناطق المواجهة للحدود.

وفي بيروت، إجتماع للمحافل السياسية على ضرورة استعجال تأليف الحكومة، خصوصا وأن الزعيم وليد جنبلاط سأل عما إذا كان الوضع الحكومي مرتبطا بما يجري في اليمن وفنزويلا. واعتبر هذا الكلام إشارة إلى ضرورة لبننة الإستحقاق الحكومي.

ويبقى السؤال عن مسار التشكيل الحكومي؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

من المفارقات الغريبة والعجيبة، أن تتحول باريس بدلا من بيروت، مسرحا لمشاورات بين الرئيس المكلف سعد الحريري والوزير جبران باسيل بشأن تأليف الحكومة اللبنانية.

والسؤال يسأل لماذا باريس؟، ولماذا كل هذا اللف والدوران من عاصمة إلى عاصمة ومن ضرب موعد إلى موعد آخر؟.

لبنان أيها السادة لم يعد يحتمل تأخيركم ولا تسويفكم ولا استهتاركم، فالأزمة تكبر والخطر يتفاقم ومصالح الناس والبلد لم تعد تتحمل أي تأجيل.

وبانتظار ساعة الحسم، كان لافتا ما كشفته مصادر "التيار الوطني الحر" اليوم، من تهديد من أن التيار ورئيسه لن يبقوا ساكتين وصامدين بالصبر والصمت تحملا من أجل تسهيل التأليف. ولفتت المصادر نفسها إلى أن هدف لقاءات باريس بين الحريري وباسيل، هو التوصل إلى حل للتأليف على قاعدة عدالة التمثيل والتنازلات المتبادلة.

وفيما لم تتوضح صورة اللقاءات الباريسية ونتائجها، فإن عضو "اللقاء التشاوري" النائب عبد الرحيم مراد أكد للـNBN أن الأمور تراوح مكانها ولا جديد ملموسا على صعيد تمثيل "التشاوري" في الحكومة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن يكون الممثل عنهم حصرا بهم وليس بأي جهة أخرى.

دوليا، أزمة فنزويلا تزداد تعقيدا وتدويلا بعد الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بإعلان أكثر من دولة أوروبية من بينها فرنسا وألمانيا وأسبانيا، تأييدها للانقلابي خوان غوايدو رئيسا لفنزويلا إذا لم يتم اعلان اجراء انتخابات رئاسية خلال أسبوع واحد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الحسم في موضوع الحكومة الأسبوع المقبل، ولا أفكار جديدة يمكن أن يعول عليها، هذا ما أكدته مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة، التي شددت على ان الرئيس المكلف سعد الحريري يصر على أن يكون الأسبوع المقبل هو أسبوع الحسم.

المصادر نفسها كشفت ل"المستقبل" أن الرئيس الحريري اجتمع أمس في باريس مع وزير الخارجية جبران باسيل، وهو يجتمع في هذه الأثناء مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، على ان يستكمل مشارواته واتصالاته في بيروت مطلع الأسبوع، على أن يتخذ قراره النهائي ببت الوضع الحكومي في ضوء هذه الاتصالات.

وردا على سؤال، قالت المصادر المواكبة لعملية التأليف لتلفزيون "المستقبل"، إن البحث جار في أفكار قديمة سبق للرئيس المكلف أن حدد موقفه منها، وليس هناك أفكار جديدة من شأنها أن تعيد خلط الأوراق من جديد. وفي سياق متصل، أكدت مصادر الرئيس المكلف أن أي حديث عن تنازلات هو أمر ليس في خانته، وليس لدى الرئيس المكلف ما يمكن أن يتنازل عنه بعد مسلسل التضحيات التي سبق وقدمها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تتشابك الساحات وتشتبك الملفات، وفي حضرة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الجواب اليقين.

من لبنان إلى فلسطين، من اليمن إلى سوريا والعراق وكل بلاد المستضعفين، من إيران وملفاتها إلى فنزويلا وافتعال أزمتها، وما بينهما كلام عن مختل السياسة الأميركية، بحسب مخضرميها العارفين.

ملفات على طاولة السيد حسن نصرالله، خلال مقابلته الليلة مع قناة "الميادين"، والتي ستنقلها "المنار" عند الساعة الثامنة والنصف.

أجوبة كثيرة ستساعد في فهم الصورة التي تخيم على المنطقة، ومنطق المعادلات لن يغيب عن إطلالة سماحته في العديد من الملفات، زمن العنتريات الأميركية والإسرائيلية، وما يحاك لشعوب منطقتنا ولبلدنا من مؤامرات.

في لبنان، وحتى يأتمر الجميع لمنطق الحاجة الوطنية وسلاح الوقت، فإن الباحث عن المؤشرات الحكومية عليه رمي الطرف إلى العاصمة الفرنسية. أكثر من لقاء جمع الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، وأكثر العارفين يقول إن العقد على حالها إلى الآن، وتغيير الحال مرهون بمزيد من اللقاءات التي ستجمعهما لحل مسألة توزير "اللقاء التشاوري"، وحتى توزيع الحقائب الذي ما زال عالقا إلى الآن. وبحسب مصادر "التيار الوطني الحر" ل"لمنار" فإن الحل خلال الأسبوع المقبل، وإلا لن يبقى "التيار" ورئيسه صامتين بعد الآن.

في الضفة الغربية شهيدان فلسطينيان في ظل الصمت العالمي المريب، أحدهما برصاص الاحتلال والآخر برصاص المستوطنين الذين حاولوا اقتحام بلدة المغير شرق رام الله.

في فنزويلا صخب إعلامي أميركي يعيد خطاب الحرب الباردة، كما قال وزير خارجية كاراكاس، ورد روسي عالي النبرة في مجلس الأمن حمل واشنطن مسؤولية دعم الانقلاب، وجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إلى ما وراء البحار، انتقل الاهتمام اللبناني بالحكومة العتيدة. فبين بيروت وباريس حضر ملف التأليف، والرئيس المكلف بالتشكيل التقى رئيس "التيار الوطني الحر" في العاصمة الفرنسية، ثم رئيس حزب "القوات اللبنانية"، في سياق استكمال التأليف وتركيب البازل الحكومي في الشهر التاسع على التكليف، على أمل أن يفضي المخاض هذه المرة، إلى ولادة حكومته الثالثة.

عنوان الحكومة منتظر أن يحضر مساء اليوم في إطلالة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في الوقت الذي تبقى خطوط التواصل مفتوحة بين المعنيين، منها المعلن، ومنها ما يبقى بعيدا من الإعلام. بينما المهم بحسب معلومات الotv، هو إنهاء الملف والحسم هذا الأسبوع، على قاعدة عدالة التمثيل والتنازلات المتبادلة، وإلا ف"التيار الوطني الحر" لن يبقى صابرا وصامتا.

في الملف المالي، من المنتظر أن تحمل الأيام المقبلة تنفيذ المخرج القانوني الذي اتفق عليه في بعبدا، لتأمين استمرارية المرافق العامة وقدرة الدولة على الإيفاء بالتزاماتها المالية. وعلى صعيد مكافحة الفساد، لاسيما المرتبط منها بمولدات الكهرباء، فوزارة الاقتصاد مستمرة في مسعاها لإعطاء كل ذي حق حقه، بلا زيادة أو نقصان، والاصلاح على هذا الصعيد سيتواصل. هي خطوات تؤكد أن الارادة متوافرة، والمطلوب، ان تتسع دائرة الساعين إلى نقل الأمور مما هي عليه، إلى ما يجب ان تكون عليه، إلى ما يتطلع إليه اللبنانيون، وتتطلبه دولة المؤسسات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ليالي باريس الهادئة، لم تمنح حتى الساعة صفاء الذهن المطلوب من الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل، لاجتراح معجزة التأليف، علما أن لقاءات الحريري الباريسية، أنتجت مشاريع رؤساء وسهلت ولادة حكومات ذات يوم، فما المطلوب لتكرار الأعجوبة؟.

المطلوب تنازلات لم تحصل حتى الساعة، رغم توافق الجميع على أنها الباب الوحيد للحل ومن دونها لا حلول. إلا أن المشكلة تكمن في التطبيق، والجميع يعرف بأن تبادل الوزارات هو ذر للرماد في العيون، والعائق أمام الولادة عقدتان لا ثالث لهما، الثلث المعطل الذي يرفض الحلفاء والخصوم منحه ل"التيار الوطني الحر"، ودور وزير "التشاوري" السني، صوته وتموضعه. والدليل الواضح على صحة هذا التشخيص هو جنوح "التيار" نحو التصعيد، إذ سربت مصادره من باريس، إما حكومة هذا الأسبوع وإلا فإن "التيار" ورئيسه لن يبقيا ساكتين صامتين بعد الآن.

في العملاني، الرئيس الحريري لم ييأس بعد، وهو يواصل لقاءاته مع الوزير باسيل، وقد وسع بيكار اتصالاته لتشمل الدكتور سمير جعجع. لكن الجو العام يوحي بأن لا حكومة في المدى المنظور، ولا نتبنى نبوءة أكثر تشاؤما مفادها ان لا حكومة في المطلق.

من أين يأتي الفرج إذا؟، من السيد حسن نصرالله ما لم يكن ينوي إدخال البلاد في أزمة حكم طويلة، وهو بكل بساطة قادر في إطلالته التلفزيونية بعد قليل، على تهدئة حماس "التشاوري" السني، ومنح الرئيس عون- إذا كان زعلانا من الوزير باسيل- شكلا من أشكال الشعور بالثلث الضامن عبر وزير ملك، وتنتهي الأزمة. والحزب كان استخدم هذه السياسة، عندما طلب من حليفه سليمان فرنجية إخلاء طريق بعبدا للرئيس ميشال عون، والظرف الآن أخطر و"التشاوري بالعب" ولبنان "أبدى" من فنزويلا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

هل نحن في بلد؟، أم في مجسم هوليودي؟، أم على خشبة مسرح؟.

بالتأكيد لسنا في واحد من هذه الثلاث: فنحن لسنا في بلد، لأن البلد له مقوماته. ولسنا في فيلم هوليودي لأن هذا النوع من الأفلام يستلزم سيناريو جيدا وممثلين محترفين، وفي لبنان لا نص جيد ولا سياسيين محترفين بل هواة يتعلمون بالناس. وبالتأكيد لسنا على خشبة مسرح، لأن المسرح فن نبيل، وأين السياسة اللبنانية من النبل؟.

نحن في فوضى عارمة وفي يوميات عبثية. نحن ننام على خبر توقيف "إمبراطور المولدات"، ونصحو على خبر توقيف "رجل المولدات الأول". وكأننا أمام عناوين أفلام في دور السينما، لكنها ليست أفلام بل حياة واقعية. ولمن لا يعرف: "إمبراطور المولدات" هو جوزيف بشعلاني الذي يملك ثلاثمئة مولد، و"رجل المولدات الأول" هو داني أوديشو. إنها الأسماء الحركية لأبطال المافيا، ولكن من هم الأبطال الآخرون الذين بدأ الملف يوردهم في أوراقه، من متنفذين يستغلون سلطتهم؟.

وفي الفوضى العارمة، طرح لغز جديد: من أضاء طريق ضهر البيدر؟، وما هي حقيقة الصراع بين "نخوة" النائب ميشال ضاهر واستفاقة المتعهد نجيب ماروني؟.

إلى هستيريا التشكيل، فعلى رغم الدخول في الشهر التاسع على التكليف، فإن بورصة التقدم أو التراجع تترجح صعودا ونزولا. أما الحديث عن أسبوع حاسم، فكم من مرة استعمل فيها مصطلح "أسبوع حاسم". لقد مر حتى الآن إثنان وثلاثون أسبوعا على التكليف وفي كل أسبوع نسمع "أسبوع حاسم".

الملف الحكومي ينتظر معطيين: الأول ما سيقوله الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته هذا المساء، والثاني ما سينتج عن اللقاء بين الرئيس الحريري والوزير باسيل في باريس.

ولكي يكتمل المشهد، وفي غياب أو تغييب الجمهورية، تطل "جمهورية فنيدق": رئيس البلدية والمجلس البلدي اتخذوا قرارا يقول: "يمنع منعا باتا التعاطي وبيع المشروبات الروحية في المطاعم والملاهي تحت طائلة إقفالها"، وقد عللوا القرار بأنه جاء بعد "تفشي ظاهرة شرب الخمور في مطاعم وساحات منطقة القموعة".

وللتذكير فإن القموعة هي إحدى أروع المناطق السياحية الطبيعية في عكار، وعليه فإن قرار البلدية هو برسم وزيري الداخلية والسياحة والمحافظ والقائمقام، فماذا يحضر للشمال في وقت يعم الإنفتاح أكثر الأماكن تشددا في العالم؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وعد الأسبوع الذي ألزم الحريري نفسه به، يبدأ العد التنازلي والباقي أربعة أيام على ذمة التحقيق، إما تأليف وإما انتقال إلى السرايا للتصريف، وليس بين الخيارات أي نية بالاعتكاف وعدم مزاولة المهنة.

وفي الساعات الماضية، انتقلت حمى التشاور إلى باريس، وسربت مصادر "التيار" أن الوزير جبران باسيل هو في لقاءات متواصلة مع الرئيس الحريري في العاصمة الفرنسية، وأن خطوطه مفتوحة للتوصل إلى حل على قاعدة عدالة التمثيل والتنازلات المتبادلة. وقالت إن الأفكار الخمس لا تزال قيد النقاش لاعتماد إحداها.

ومما لفت في مصادر "التيار" أن الوزير باسيل عاد ورمى الكرة في ملعب الرئيس المكلف، من خلال الكلام عن انتظار لأجوبة الحريري الذي لم ينته كليا من موضوع الحقائب. وقالت إن رئيس "التيار" لن يبقى ساكتا وصابرا بعد كل ما تحمله من أجل تسهيل التأليف، إنما للصبر حدود، فالمعاناة التي يظهرها رئيس "التيار" للبنانيين إنما هي معاناة يسببها جبران باسيل نفسه، عبر تمسكه بالأحد عشر وزيرا. وتقول المعلومات إن مشاورات باريس أكدت بقاء هذا الشرط.

ومشاورات التأليف، سواء في لبنان أم في فرنسا، غير قابلة للتغيير في شروطها ورفع سقف طموحاتها. وآخر هذه اللقاءات عقد بين الرئيس الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" في باريس ذات السبت بالسترات الصفر، وصودف أن السبت الأسود هو الرقم الحادي عشر على التوالي.

اللقاء في فرنسا والمعلومات من لبنان، إذ أكد النائب جورج عدوان ل"الجديد" أن من غير الوارد أن يطلب الحريري التنازل من "القوات"، وقال: "ما حدا إلو عين يطلب شي من القوات بقى، لأنها قدمت كل ما لديها".

على أن باريس، كما بيروت، فالحلول لا تصنعها المدن، بل مدى استعداد الأطراف للتنازل، وهو ما لا يبدو أنه متوافر إلى الساعة، وحتى وإن أبدى الرئيس سعد الحريري استعداده للتضحية بوزير ل"التشاوري"، وبقي "التيار" مصرا على الثلث المعطل، فإن حكومة بأحد عشر وزيرا لن يكتب لها العمر المديد، وقدرتها على الحياة لن تتجاوز العام الواحد، قبل أن "تطلع روحها" سياسيا، وتعلن الانكفاء من دون أن تضطلع بدور انتخاب رئيس للجمهورية.

وألعاب سفر التأليف بين العواصم، ستعود في النهاية إلى لبنان، فهنا: إما وزارة الثلاث عشرات، وإما التصريف إلى ما شاء "حزب الله" الذي يطل أمينه العام هذا المساء ليحدد المسارات.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 26 كانون الثاني 2019

النهار

يقول أحد الديبلوماسيّين اللبنانيّين المتقاعدين إن ما يجري في فنزويلا سيكون له وقعه على أوضاع اللبنانيّين الموجودين بكثرة في ذلك البلد نظراً لارتباط كاراكاس بالمحور الروسي - السوري - الإيراني. حصل تجييش في قرى وبلدات الجبل سبق ذهاب النائب طلال أرسلان إلى قصر العدل في بعبدا لتشكيل تظاهرة شعبيّة داعمة له.

وصف نائب قانون الإعلام الذي يبحث في مجلس النوّاب بأنّه "من كل وادي عصا" إذ جمعت فيه أفكار من قوانين عدّة لا يمكنها أن تُحقِّق المرجو منه. سأل النائب زياد أسود في تغريدة "اللقاء التشاوري": "انتو مين، ومع مين، وضد مين؟

الجمهورية

يعقد حزب لبناني فاعل في سوريا ندوات لكوادره لتقييم مشاركته في الحرب هناك.

توقفت أوساط متابعة أمام اللغط الحاصل في مؤسسة رسمية خصوصاً عندما يسأل مواطنون عن مستحقات لهم فيأتيهم الجواب أن الدفع متوقِّف حاليا.

قال أحد الوزراء لزميل له: "شو قولك منروح أول الأسبوع عالبيت"، فأجابه: "يا زلمي بعد ما استرزقنا".

اللواء

تمرّ العلاقة بين دولتين كبرى وإقليمية بفتور، بسبب الصراع الجيوبوليتكي، مما يفسّر موقف اللامبالاة للأولى تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة! فوجئ مرجع كبير بما نقل إليه عن دور لمرجعية في المراجعة بشأن حصص وظائفية، ضمن المحاصصة الطائفية، واصفاً ما يحدث بأنه من السوابق.. تسجّل "أوساط عاملة" في الشأن العام ملاحظات على زعيم وسطي، تتصل بأداء يؤثر سلباً على زعامة بديلة قيد التشكل؟

المستقبل

إن ديبلوماسيين عرباً يستبعدون أي تغيير في الموقف العربي العام تجاه عضوية سوريا قبيل القمة العربية ــ الأوروبية في النصف الثاني من الشهر المقبل.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

استراتيجية إسرائيلية جديدة لمواجهة حزب الله

سامي خليفة /المدن/الأحد 27/01/2019

تحاول إسرائيل جاهدةً التعويض عما حصل في السنوات الماضية، من تدهور في صورتها العسكرية. وقد عبر رئيس أركان جيشها الجديد، الجنرال أفيف كوخافي، عن قرار إسرائيلي بالمواجهة حتى النهاية. وهي رسالة استراتيجية للحزب وإيران، مفادها أن الدولة العبرية "لن تتنازل عن أمنها".

توقيت الغارات

في معرض شرحها للاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة، تشير صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة المكثفة في سوريا، مرتبطة بمحاولات تهريب أسلحة، على متن طائرات مدنية، من طهران إلى دمشق وبيروت. وتأتي هذه الهجمات، في إطار الجهود الإسرائيلية المستمرة، لمنع تفريغ هذه الأسلحة وتسليمها إلى حزب الله. وتكشف الصحيفة، أنه أثناء الهجوم الذي نفذته المقاتلات الإسرائيلية، في 20 كانون الثاني 2019، على سوريا، كانت طائرة مدنية إيرانية يُشتبه في أنها تحمل أسلحة، في طريقها إلى مطار دمشق، واضطرت بسبب غارات المقاتلات الإسرائيلية المكثفة، إلى تغيير مسارها والعودة إلى طهران.

استراتيجية مختلفة

لكن تهريب الأسلحة ليس هو السبب الكامن خلف التصعيد الأخير. إذ أن إسرائيل بدأت، كما تكشف الصحيفة، باتباع استراتجية جديدة ضد إيران وحزب الله، مدفوعة بعوامل عديدة، تبدأ بسحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا، ما أضعف موقف حلفائها. لذا ومن خلال إنهاء سياسة الغموض، أجبرت إسرائيل الولايات المتحدة على دعم أفعالها، "في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الوشيكة لسيادتها". وهذا سوف يعيد، وفق الصحيفة، تأهيل صورة الولايات المتحدة كحليف استباقي لإسرائيل.

ثانياً، إن هجمات إسرائيل الكبيرة ضد أهداف إيرانية في سوريا ترسل رسائل لا تتعلق فقط بشمال إسرائيل. فكشف الأنفاق على الحدود اللبنانية ساعد على إعادة تأسيس الردع الإسرائيلي، في الوقت الذي نُفذت فيه هجمات واسعة ضد إيران في سوريا.

ثالثاً، ترسل الهجمات، حسب الصحيفة، رسالة إلى إيران وحزب الله، بأن إسرائيل نجحت في إيجاد طريقة لتجديد الحوار مع الروس. فبعد أن وضع الروس نظام S-300 المضاد للطائرات المتطور في سوريا، والذي أضعف حرية التحرك الإسرائيلي، كجزء من الأزمة في العلاقات الإسرائيلية- الروسية، التي جاءت بعد عدة سنوات من التنسيق الأمني ​​الناجح. توضح التصعيدات الأخيرة أنه على الرغم من هيمنتها في سوريا، فإن قدرة روسيا على إملاء رغباتها على الجانبين محدودة، فقد تم إطلاق الصاروخ الإيراني من جنوب سوريا، وهي منطقة وعد الروس إسرائيل بأنهم سيستأصلون الوجود الإيراني منها.

أما السبب الرابع والأهم، وفق الصحيفة، هو تكثيف الحزب وإيران جهودهما، لإقامة معقل في جنوب غرب سوريا. وقيامهما بتجنيد السكان المحليين، ونشر عناصر الحزب على طول الشريط الحدودي.

إنهاء سياسة الغموض

لم تعد سياسة الغموض، التي تنتهجها إسرائيل، حسب الصحيفة، تخدم حاجات وأهداف الدولة العبرية التشغيلية، لمنع إيران من تهديد إسرائيل من داخل سوريا ولبنان. ففي لبنان وحده، يمتلك الحزب حوالى مئة ألف صاروخ، 40 في المئة منها في مناطق تخضع لإشراف الأمم المتحدة، مخبأة داخل أو تحت بنى تحتية مدنية، بطريقة تجعل من سكان جنوب لبنان دروعاً بشرية. وعلاوةً على ذلك، فإن إيران مصممة على مساعدة الحزب في تحسين ترسانته الصاروخية. لذلك، تكشف الصحيفة، بأن القرار الإسرائيلي بإنهاء سياسة الغموض، يبعث برسالة واضحة، مفادها أن إسرائيل لن تتنازل عن أمنها، وستعترف بكل العمليات الأمنية خارج الحدود، وستركز بشكل متزايد على الحدود الشمالية، التي تعتبرها الأكثر خطورة وتحدياً لأمنها.

توصيات الحرب

على صعيدٍ متصل، قدم معهد "أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، للرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين تقريراً استراتيجياً منذ أيام، عن احتمال التصعيد العسكري، والذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى حرب على ثلاثة جبهات، هذا العام. وأوصى المعهد الأمني، بضرورة استمرار العمل لمنع نقل سلاح نوعي جديد لحزب الله، قادر على كسر التوازن والتفوق العسكري الإسرائيلي، مشدداً على الاستعداد التام للعمل ضد الصواريخ الدقيقة، القادرة على إصابة الأهداف بدقة عالية. وأشار التقرير الذي شارك في إعداده العديد من الجنرالات والوزراء والضباط الإسرائيليين إلى أن "معظم الجبهات المحيطة بإسرائيل باتت شبه متفجرة، بانتظار الصاعق الذي قد يشعلها". وأكد المعهد على ضرورة الاستمرار في إطلاق الحملة، لمنع إيران من إقامة وجود عسكري في سوريا، وبأنه يجب على إسرائيل أن تكون مستعدة، لإمكانية توسيعها غاراتها وضرباتها إلى لبنان، أو حتى مباشرةً إلى إيران. وطلب المعهد من القيادة العسكرية، منع نقل الأسلحة ذات الدقة العالية إلى حزب الله بشكل منتظم في لبنان، طالما أن الظروف الاستراتيجية تسمح بذلك. كما أوصى بالاستعداد لاتخاذ إجراءات ضد منشآت الأسلحة الدقيقة للحزب في لبنان. وبما أن مثل هذا الهجوم سيؤدي، بالتأكيد، إلى مواجهة عسكرية طويلة مع المجموعة اللبنانية، فيجب على إسرائيل أيضاً، أن تعد الجبهة الداخلية لحرب واسعة النطاق في الشمال.

رجل صواريخ حزب الله

قبل تسلمه رسمياً لمنصبه، تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية بإسهاب عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد الجنرال أفيف كوخافي، وعزمه على اتباع سياسات عسكرية جديدة، وحازمة ضد الحزب، واصفةً إياه بأنه رجل صواريخ حزب الله. تشكل الاستراتيجية العسكرية الجديدة، والتصعيد الذي نتوقع أن يستمر لعدة أشهر، تحدياً، يريد من خلاله كوخافي إثبات النفس وصوابية خياراته العسكرية، مقارنةً بخيارات سلفه غادي أيزنكوت. وهي فرصة لتوجيه الرسائل إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان لاعتبارات شخصية رافضاً قرار تعيينه، مفضلاً سكرتيره العسكري السابق اللواء ألون زمير، الذي يفتقر لأي تجارب حربية ميدانية.

 

حزب الله يستشعر خطراً من جبران باسيل "الأميركي"

منير الربيع/المدن/الأحد 27/01/2019

خلال مشاركته في مؤتمر دافوس، وفي لقاء مع محطة "سي. أن. أن" الأميركية، أطلق الوزير جبران باسيل موقفاً إشكالياً جديداً، استدعى ردوداً لبنانية عديدة من قبل بيئة المقاومة. إذ اعتبر باسيل أن لبنان لا يعتدي على إسرائيل وهي التي تعتدي عليه، مقرّاً بحقها في الأمان وضمان أمن حدودها.

إدارة التناقضات

بلا شك، مضمون هذا الكلام الصريح ينطوي على أبعاد بالغة الحساسية. وهو يمثّل جرأة لم يقربها أي مسؤول لبناني، ولا حتى يفكر على الإقدام نحوها واحد منهم. فلو أطلق هذا الموقف أحد خصوم حزب الله، لكانت هبّت عاصفة هوجاء عليه، قد تودي به إلى تهمة الخيانة، أو لربما تمت إحالته على المحاكمة.

لكن باسيل يعرف كيف يمر بين تفاصيل الأمور وعمومياتها. ويسعى إلى لعب دور لا يخسر فيه حلفاء الداخل، ولا أصدقاء الخارج، ولا حتى الخصوم. المسار السياسي الذي يطمح وزير الخارجية إلى تتويجه في مسيرته، يقتضي إبقاء علاقته جيدة بحزب الله وبحلفائه في لبنان، وبإيران وبسوريا في المنطقة، من دون التخلي بالمقابل عن تعزيز علاقاته الخارجية وتعزيز عناصر الثقة به، من قبل المجتمع الدولي. لذلك، يظهر وكأنه يطلق مواقف متناقضة، يحسن تبريرها، ويجيد كيفية الخروج من أي مأزق يعترضه. مرّت علاقة رئيس التيار الوطني الحرّ بحزب الله في ظروف معقّدة. لكن الحزب بقي حريصاً على تبديد كل الخلافات، نزولاً عند الحسابات الاستراتيجية. وهذه المعادلة طمّعت باسيل إلى أقصى الحدود في الداخل. حتى وصل الأمر بالبعض إلى توصيف العلاقة وكأن الاستراتيجيا لحزب الله، والسياسة الداخلية ومكتسباتها لباسيل. وهناك من يتحدّث عن إعادة تجديد هذه المعادلة، على الرغم من الاختلاف الأخير حول تشكيل الحكومة. وفيما لا يريد حزب الله الدخول في إشكال مع التيار الوطني الحرّ، تبقى لديه القدرة على المناورة عبر حلفاء الحزب، الذين يعارضون حصول باسيل على الثلث المعطل، ويواجهونه حكومياً.

في الوصول إلى الرئاسة

كان حزب الله يغضّ النظر حول بعض الاختلافات والمشاكل التي تواجه علاقته مع باسيل. بدأت مسيرة تزعزع الثقة منذ إطلالته على قناة الميادين، وتصريحه حول عدم وجود خلاف أيديولوجي مع اسرائيل. واستكملت مؤخراً في تصريحه لقناة "سي. أن. أن"، وما بينهما من مواقف هامسة، منها كان في لقاءات مغلقة مع الأميركيين. وهذا خصوصاً في ما يتعلّق بملف العقوبات، والتهديد الأميركي، الذي ضغط على باسيل في هذا المجال، حين تم التلويح بأن العقوبات قد تشمل حلفاء الحزب، ما دفعه إلى اتخاذ مواقف متمايزة.  يعرف حزب الله أن باسيل يجيد اللعب على الكلام، خصوصاً مع الأميركيين والمجتمع الدولي، وانه يحرص على تقديم أوراق اعتماده، وهو مهجوس بطموح الوصول إلى رئاسة الجمهورية. وهذا ما يفرض عليه الموازنة بين مختلف التناقضات. من فرط استشعار تلاعب باسيل على أكثر من حبل، ثمة من يخرج بخلاصة أنه لا يمكن السير بدعمه لرئاسة الجمهورية، حتى أن بعض المؤشرات بدأت تظهر في أوساط حلفاء الحزب، تهمس بأنه لا يمكن دعم باسيل في معركته الرئاسية.

بين "أمل" و"حزب الله"

حاول باسيل أكثر من مرّة اللعب على وتر التناقض بينه وبين حركة أمل، في مسعى منه لاستمالة الحزب إلى جانبه، وإبعاده عن الحركة. لكن القرار واضح واستراتيجي في إعلاء التحالف مع الحركة، وتقديمه على التحالف مع التيار، في لحظة الفصل بين الطرفين. وإن كان الحزب، مبدئياً، يحرص على الموازنة بين الطرفين. ويصل الأمر في بعض المتابعين للقول أن الخلافات التي تبرز بين أمل والتيار، ويتخذ فيها الرئيس نبيه بري مواقف حادة تجاه باسيل، ما هي إلا جزء من توزيع الأدوار بين الحزب والحركة. خصوصاً أن هناك اتفاقاً استراتيجياً بين حزب الله وحركة أمل منذ العام 1992، حول توحيد هذه الجبهة والتنسيق في كل الملفات. صحيح أن تلك الفترة شهدت تلاعباً من قبل النظام السوري على خط هذه العلاقة لخلق مشاكل بينهما، تجلّت في الإنتخابات النيابية والبلدية، إلا أن العلاقة عادت وتعمّدت وتعمّقت في العام 2004. داخل حزب الله وبيئته، لا يجد باسيل من يحّبه أو يودّه. حتّى على صعيد اللقاءات السياسية لا يتحمّس مسؤولو الحزب إلى عقد اللقاءات معه، بسبب عدم وجود كيمياء بينهم وبينه. لكن الحزب لا يتعاطى وفق العواطف، والأمين العام السيد حسن نصر الله، يحرص دائماً على تبريد الأجواء تحت راية: "يبقى صهر الجنرال - الرئيس". فلا بد من مراعاته وعدم الدخول في خلاف معه. موازنة التناقضات هذه، يستمّر باسيل في التفاعل معها، خصوصاً عبر طرح إعادة التطبيع مع النظام السوري، وإبداء الاستعداد لإجراء زيارة رسمية وعلنية إلى سوريا، كما من خلال مواقفه التي أطلقها في القمة العربية الاقتصادية حول وجوب إعادة النظام إلى الجامعة العربية.

وهذا سياق يهدف منه باسيل إعادة تعزيز أوراقه سورياً، لهدفين سياسي (الرئاسة) ومالي (مشاريع إعادة الإعمار).

تهميش دور المقاومة!

لا يفصل البعض كل هذه الحسابات لباسيل عن الكلام الذي جرى تسريبه حول الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع، والذي يدفع البعض إلى اعتبار أن باسيل يرتبط بالتزامات سياسية معينة تجاه الأميركيين والغرب، تهدف أولاً إلى تهميش دور المقاومة في الجنوب، في معرض الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية المتجلية بتشييد الجدار العازل، والخلاف حول بعض النقاط، لا سيما أن التسريبات حول المداولات، وحصر مهمة الردّ بيد الجيش من دون الإشارة إلى"المقاومة"، ينطوي على إيصال رسالة للأميركيين حول حقيقة موقف رئيس الجمهورية وباسيل، في إستجابتهما للضغوط الأميركية، ومحاولتهما سحب المظلة الشرعية عن الحزب. كما أن هذا لا يمكن فصله عن إصرار باسيل والحريري على التوافق الضمني بينهما، إنسجاماً مع النظرة الأميركية، لفصل ترسيم الحدود البرية عن البحرية، بخلاف ما يريده حزب الله وحركة أمل. وهذه، بلا شك سيكون لها تداعيات في السياسة، لا بد أن تدفع الأمور إلى رد فعل مدروس، خصوصاً عبر استعادة الحزب لباسيل، وعدم تركه مغرّداً خارج سربه ومتمادياً في انسجامه مع الضغط الأميركي وحساباته العربية والدولية، التي لا يمكن تغطيتها بادعاءات إيجابية تجاه النظام السوري. ولكن بخلاف كل هذه المداولات والتحليلات، يجزم نصر الله بأن العلاقة مع التيار الوطني الحرّ جيدة وممتازة، بمعزل عن الإختلاف في بعض التوجهات. وغالباً ما يعود نصر الله إلى الدفاع عن العلاقة مع التيار، "أمام من يناقشونه بالأمر"، على حدّ قوله، إلى وثائق ويكيليكس التي لم تظهر أن باسيل أو عون قد أطلقا مواقف سرّية مغايرة للمواقف العلنية. هذا الكلام، يعطي مؤشراً من قبل نصر الله، على ثقة الحزب بالقدرة على استعادة باسيل في أي لحظة شطط، أو أكثر من ذلك، في الوثوق به، والإستثمار بأي موقف دولي أو خارجي يتخذه. حتى وإن كان معنوياً يبدو سيئاً، خصوصاً فيما يخص الملف الأميركي الإسرائيلي، لأن بعض التكتيك قد يقتضي ذلك.

 

لبنان: أسبوع حاسم أمام تأليف الحكومة… وعون يستعجل الولادة/8 آذار: الكرة بملعب الحريري... و"المستقبل": التاريخ لن يرحم المعطِّلين

بيروت ـ السياسة/26 كانون الثاني 2019 /بين أسبوع الحسم واستبعاد المقربين من الرئيس المكلف سعد الحريري اعتذاره عن التكليف، لا مؤشرات توحي بقرب الانفراج، طالما أن “حزب الله” وحلفاءه ما زالوا على مواقفهم المستبعدة لولادة الحكومة في وقت قريب، متهمين دوائر القصر الجمهوري و”بيت الوسط” بترويج أجواء غير صحيحة عن تشكيل الحكومة في الأيام القليلة المقبلة، ما يجعل الأمور على حالها من المراوحة دون بروز معطيات مشجعة على تجاوز أزمة تمثيل اللقاء التشاوري الذي اتهم الرئيس الحريري بالتنازل عن صلاحياته، مؤكداً أن الوزير الذي سيمثله لن يكون محسوباً على رئيس الجمهورية ميشال عون.

وأشارت مصادر رئاسة الجمهورية لـ”السياسة”، إلى أن “الرئيس عون يستعجل تشكيل الحكومة التي طالت كثيراً وهو لا يدخر وسعاً لتحقيق هذا الأمر في أسرع وقت”، لافتة إلى أن “اتصالات الوزير جبران باسيل تركز على هذا الأمر”، ومتحدثة عن “إمكانية حصول تطورات مهمة على الصعيد الحكومي الأسبوع المقبل”. في حين لا تتوقع أوساط الثامن من آذار كما قالت لـ”السياسة”، “حصول ما يحمل على التفاؤل، باعتبار أن الأمور ما زالت على حالها دون بروز إيجابيات”، مشددة على أن “الكرة في ملعب الرئيس المكلف” .

وفيما يتوقع عودة الرئيس الحريري إلى بيروت في الساعات المقبلة قادماً من باريس، حيث التقى الوزير جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، شدد الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري، على أن “الرئيس سعد الحريري لم يفقد الأمل يوماً، وما زال حتى اللحظة يدور الزاويا، وكل همه الناس والبلد، ومن أجلهم صابر صبر أيوب، ويقوم بكل شيء من أجل حماية لبنان والحفاظ على ثقة العرب والعالم فيه”، مؤكداً أن “اليد ممدودة للتعاون، وبحكمة الرئيس الحريري، والتنسيق مع رئيس الجمهورية ميشال، سنرى حكومة الوفاق الوطني قريباً، ولن نرى المزيد من الطروحات والاجتهادات التي سبق وقلنا أنها ولدت ميتة وإكرام الميت دفنه، والتاريخ لن يرحم المعطلين”. من جهته، اعتبر مستشار الرئيس المكلف عمار حوري أن الرئيس الحريري قدّم التضحيات الممكنة في الملف الحكومي، محذراً من أن البلد وصل الى حافة الهاوية والمطلوب وقف الصراع على الحصص والحقائب، مؤكدا أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً بتشكيل الحكومة وإلا فسيكون هناك موقف حاسم للرئيس سعد الحريري، الذي قال حوري إنه لم يتحدث يوماً عن حصرية التمثيل ولم يطالب بحصة وزارية لرئيس الحكومة أسوة برئيس الجمهورية. ورأى أن البعض يخرق الدستور من خلال وضع شروط وعقبات أمام تشكيل الحكومة التي يجب أن تنحصر برئيسي الحكومة والجمهورية، داعياً القوى السياسية كافة الى تحمل مسؤولياتها وتسهيل عملية التأليف. وأشارت معلومات “التيار الوطني الحر”، الى ان “هدف لقاءات باريس بين الرئيس الحريري والوزير باسيل التوصل الى حل للتأليف على قاعدة عدالة التمثيل والتنازلات المتبادلة”، معتبرة “المهم الانتهاء والحسم هذا الاسبوع والّا فإن التيار الوطني الحر ورئيسه لن يبقوا ساكتين وصامدين بالصبر والصمت تحملاً من اجل تسهيل التأليف”. وتوازياً، أشارت مصادر مطلعة على اجتماعات باريس، الى “عقد أكثر من لقاء بين الرئيس الحريري والوزير باسيل بحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غطاس خوري وعضو تكتل لبنان القوي النائب الياس بو صعب، بالإضافة الى لقاءات مع أفرقاء آخرين”. ولفتت الى ان “ما يحصل في باريس لم يصل إلى حل وباسيل مصر على طرح الافكار التي تراعي مطالب جميع الفرقاء على قاعدة احترام التمثيل والتنازلات المتبادلة”.

وفي السياق، كتب رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، على “تويتر”، “قبل أن يقفل باب التفكير الحر أو يصبح احاديا، هل تشكيل الحكومة في لبنان مرتبط بانجاز حكومة العراق، أم بإتفاق اضنة أم أصبحنا في مسار واحد مع ازمة فنزويلا مرورا باليمن؟، وهل الاطالة في انجاز الحكومة هو لاضعاف لبنان اقتصاديا وانهاكه من أجل تعميم اليأس والفقر والهجرة”.وكتب نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري، على “تويتر”، “وزير الخارجية الفرنسي وصف أزمة تأليف الحكومة في لبنان بأنها وضع سوريالي. جزء من كلمة سوريالي هو… سورية! ممنوع أن نسمح بتوفير فرص للنظام السوري للعودة إلى التأثير على الساحة اللبنانية”. على صعيد آخر، هاجم مدير مكتب وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال يوسف فنيانوس شكيب خوري، على “تويتر” النائب جميل السيد، فكتب: “للحق لواؤه، وللكلام سيده، وللأخلاق جميلها… وانت عن كل هذا بعيدٌ”.

 

“أمل”: زخم جديد لتأليف الحكومة

بيروت ـ “السياسة” /26 كانون الثاني 2019 / دعا نائب حركة “أمل” علي بزي، إلى “الاتعاظ والاستفادة من التجارب المريرة الماضية والتخلي عن النكد السياسي، والشد على الذات والتنبه إلى ما يجري حولنا من أزمات وتوترات إقليمية، ولربما هذه التوترات تتحول الى سخونة وحرب، ونحن لسنا ببعيدين عنها، فكيف يمكن أن نواجه هذه الأوضاع والمؤشرات السلبية القادمة؟”.وقال: “علينا الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبالأخص بعد أن لمسنا من الأيام الماضية، ان هناك نفسا ايجابيا وزخما وتعاطيا جديدا باتجاه حسم الأمور وإنهاء الملف الحكومي. نحن في كتلة التحرير وحركة أمل ما زلنا نقدم كل المرونة والتسهيلات الضرورية كي تبصر الحكومة النور، وتتوجه الى حل ومعالجة ما ينتظرها من أزمات مالية واقتصادية واجتماعية”.

 

البخاري: السعودية حريصة على سيادة واستقرار لبنان

بيروت ـ” السياسة”/26 كانون الثاني 2019 /أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد البخاري، على حرص السعودية على أمن وسيادة واستقرار لبنان. وخلال لقاءه رؤساء وممثلي جمعيات وهيئات أهلية وشبابية في مدينة صيدا، بدعوة من الرئيس فؤاد السنيورة، تحت عنوان “جسور 3، قال البخاري إن “الديبلوماسية السعودية بدأت تشهد تغيرا بالتوجه أكثر نحو الإنسان”، منوها إلى “ستراتيجية مصغرة، وهي الديبلوماسية السعودية المستدامة في لبنان والتي ترتكز على الانسان اللبناني بغض النظر عن انتماءاته وطائفته او مكان تواجده”. وأضاف: “دشنت السفارة السعودية في لبنان مبادرة بعنوان جسور تعنى بالتواصل مع كل مناطق لبنان وكل المراكز والدراسات الستراتيجية والجمعيات الأهلية، اضيف اليها محور جديد، اللبنانيون في دول المهجر، من خلال سفاراتنا ومن خلال ايضا السفارات اللبنانية، لنرى كيف يمكن ان نتواصل أكثر، ونعتبر ان الانسان اللبناني أثبت جدارته عبر كل هذه العقود التي مرت وهو يمتلك خبرات كبيرة ومدربة وكفاءة عالية، واينما وجد اللبناني وجدت الفرص للابداع والاستثمار والاقتصاد”. وشدد على أن “المملكة الآن اتجهت نحو الرؤية 2030، وفيها الكثير من الفرص الاستثمارية المتاحة بين البلدين، بشكل مؤسسي، في العديد من المجالات ومنها صناعة السياحة والترفيه في العالم العربي والتي تعتبر الكفاءات اللبنانية في هذا المجال من أفضل الكفاءات المدربة في العالم العربي، وبالتالي كيف يمكن ان نستفيد مثلا من هذه الأوجه”. وزار السفير البخاري الرئيس ميشال سليمان الذي شدد على “ضرورة تحسين العلاقات مع الأشقاء العرب كافة، لتحصين لبنان بما يتناسب مع مصلحته، لناحية تحييده عن الصراعات من جهة والتزامه كعضو فاعل في جامعة الدول العربية من جهة أخرى”.

 

زيارة لضو بعيدة عن الأضواء

السبت 26 كانون الثاني 2019 /قبل ساعات قليلة من انعقاد لجنة المتابعة المنبثقة عن الاجتماع الماروني الموسع رصد بعض الاعلاميين زيارة بعيدة عن الأضواء الاعلامية لمنسق "التجمع من اجل السيادة" نوفل ضو الى الصرح البطريركي في بكركي. وعلم موقعنا أن ضو تناول طعام الغداء الى مائدة البطريرك مع عدد من المطارنة بينهم المطران سمير مظلوم الذي شارك بعد الظهر الى جانب البطريرك في اجتماع لجنة المتابعة. وفي المعلومات ان شخصيات مارونية معارضة تنوي زيارة بكركي خلال الايام المقبلة لعرض وجهة نظرها من الحلول على البطريرك الراعي.

 

تصلّب «حزب الله» يقوّض جرعات التفاؤل بتشكيل الحكومة اللبنانية ومصادره تؤكد أن الحل يقتضي تنازل الحريري أو باسيل

بيروت/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/حافظ الفرقاء السياسيون أمس على تفاؤلهم بالأجواء الإيجابية التي ظهرت أخيراً على خط تفعيل الحكومة، من دون أي خرق جديد في غياب الرئيس المكلف سعد الحريري في إجازة عائلية في الخارج، فيما بقيت التحفظات تجاه الكشف عن مآل المفاوضات الأخيرة التي تبحث عن حل، خصوصا مع الصيغ الجديدة التي تطرح والتي ترضي الجميع، باستثناء «حزب الله» الذي نقل عن مصادره أن جرعات التفاؤل غير مبنية على أسس واقعية. وتواصلت المشاورات الحكومية في الظل، من غير أن يطرأ أي تغيير جوهري في ظل تمسك «اللقاء التشاوري» للنواب السنة المستقلين بموقفهم. ولم يسجل أي اجتماع لافت على خط تذليل العقد الأخيرة، بعد اللقاء الذي جمع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بالرئيس الحريري قبل سفره، وأبلغه فيه جنبلاط أنه إلى جانبه في مساعيه، ولن يكون عقبة أمام أي حل بعد حلحلة العقد لدى الأطراف الأخرى.

ورغم ذلك، بدا الثنائي الشيعي على تصلّبه، مقوّضا جزءا كبيرا من التفاؤل الذي أشيع في الساعات الماضية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء «المركزية» التي نقلت عن مصادر «حزب الله» إشارتها إلى أن «جرعات التفاؤل التي يحاول الحريري وباسيل ضخها غير مبنية على أي أسس واقعية، بل مجرد محاولات كي لا يقال إن الأمور جامدة في المطلق، لكن في الحقيقة لا يوجد أي تطور، وكل ما يشاع لا ترجمة له على الأرض، ما دام باسيل لم يبدل موقفه من الثلث المعطل، والحريري كذلك من اللقاء التشاوري»، مشددة على أن «الحل محصور بين الرئيس المكلف ووزير الخارجية جبران باسيل وعندما يتنازل أحدهما يفكّ أسر الحكومة». وشدد نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أمس على أنه لم يعد لعبارة «حسم الأمر الأسبوع المقبل» أي معنى إذا لم تتألف الحكومة، قائلاً: «لا خيارات أخرى أمام الرئيس المكلف سعد الحريري لا من خلال اللجوء إلى تصريف الأعمال أو إلى أي فكرة من الأفكار التي حاول البعض تسويقها». وأكد الفرزلي أنه «ليس هنالك من أفق للتأخير في تشكيل الحكومة في ظل التداعيات المالية والاقتصادية والاجتماعية»، معربا عن تفاؤله بقرب تشكيلها بصرف النظر عن أي التزام بالمواعيد التي أطلقت من قبل المعنيين في التأليف وفي طليعتهم الرئيس الحريري.

واعتبر الفرزلي أن الطرف الذي كان مستهدفا بصورة رئيسية عبر حملات إعلامية واقتصادية ومالية هو «التيار الوطني الحر» من أجل لي ذراعه لتقديم مزيد من التنازلات. وأشار الفرزلي إلى أن الرئيس نبيه بري أبدى استعداده منذ اليوم الأول لمشاورات التأليف للتعاون الإيجابي وهو لا يزال عبر تأكيده القبول بأي حقيبة خارج إطار وزارة الإعلام. وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب طارق المرعبي في حديث إذاعي أن الحريري لم يمل أو يكل عن تحركاته لتشكيل حكومة وحدة وطنية هدفها حل مشاكل المواطنين وإعادة العجلة الاقتصادية إلى سابق عهدها. وقال: «رغم أن العقد أصبحت واضحة، لكنني متأكد من أن التأليف أصبح قريبا، ونحن أمام حل خصوصا مع الصيغ الجديدة التي تطرح والتي ترضي جميع الفرقاء». ونفى المرعبي المعلومات التي تتحدث عن أن الحريري سيستقيل في حال لم يتمكن من تأليف الحكومة قبل نهار السبت المقبل. في هذا الوقت، أعرب عضو «اللقاء التشاوري» النائب جهاد الصمد، إثر اجتماع لـ«اللقاء» في منزله، عن أسف المجتمعين لحال المراوحة التي تخيم على مسألة تأليف الحكومة، وجدد تمسكه بتمثيله في الحكومة بواحد منهم أو بالأسماء الثلاثة المطروحة. من جهته، أكد أمين سر تكتل «لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان، أن «هناك إرادة كبيرة عند رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للحسم الحكومي والوضع لا يمكن أن يستمر بلا حكومة». ولفت إلى أن «التحرك الأخير على الصعيد الحكومي واللقاءات التي حصلت، حركت الكثير من المسائل التي كانت عالقة، تضاف إليها المواقف الضاغطة من رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي بضرورة الحسم خلال أيام، والبلاد لم تعد تحتمل ويجب مواجهة التحديات من خلال حكومة جاهزة أولا للمسألة الاقتصادية والمالية».

 

سجالات وتخوين بين حركة «أمل» ووزير العدل

الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/دخل وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي، أخيراً، على خطّ السجال في قضية استمرار توقيف هنيبعل القذافي، ابن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، عبر كتاب وجّهه إلى رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد، طلب فيه من الأخير التحقق من جدوى استمرار توقيف هذا الشخص. وبرّر جريصاتي دخوله على الخطّ بـ«المراسلات التي تلقتها وزارة العدل، وأهمها الرسالة الواردة للوزارة من نائب رئيس الفريق العامل المعني بالاعتقالات التعسّفية والمقرر الخاص المعني بالتعذيب (في جنيف) في 18 أيار (مايو) 2018، والحملات الإعلامية التي تكثفت في الآونة الأخيرة محلياً ودولياً في هذا الخصوص، ومطالبة الدولة الليبية، وكذلك الدولة المضيفة سوريا باستعادة هنيبعل القذافي». وكشف جريصاتي عن تلقيه اتصالاً من اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في جنيف للوقوف على مآل توقيف هنيبعل وظروفه. وقال وزير العدل اللبناني في كتابه إلى التفتيش القضائي: «من باب الحرص على الأداء القضائي وتحصينه محلياً ودولياً منعاً لكلّ تشكيك أو اتهام، ولمعرفة الحقيقة لجهة إخفاء إمام السلام (موسى الصدر) ورفيقيه وتغييبهم قسراً وعنوة، أرغب إليكم الاطلاع على مسار هذا الملف بتفاصيله كافة، والتأكّد من خلوّه من أي مخالفات أو تجاوزات للنصوص المرعية وضمانات المتقاضين والتي يعود لكم حق رصدها وتقديرها، كما المراحل التي وصل إليها، وتبيان الفوائد التي يجنيها لبنان من الإبقاء على هنيبعل القذافي موقوفاً في سجونه لمعرفة حقيقة تغييب إمام السلام والاعتدال ورفيقيه والإفادة».

- خلاف «أمل» ووزير العدل

استدعى موقف وزير العدل هجوماً عنيفاً من نواب كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها برّي، الذين وصفوا كتاب جريصاتي بأنه «فرمان موحى به من أسياده»، في وقت أكد فيه مصدر سياسي في حركة «أمل» أن قرار وزير العدل «لا يستند إلى أي مسوّغ قانوني، بل ينطلق من دوافع سياسية وماديّة». وأعلن المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن وزير العدل «أطلق هذا الموقف بعد ساعات قليلة من استقباله ريم الديري؛ ابنة يوسف الديري، عضو مجلس قيادة الثورة في ليبيا، التي قابلت عدداً من السياسيين اللبنانيين بينهم وزير العدل، وبعض المحامين والإعلاميين ووزّعت عليهم حقائب الدولارات، لإطلاق حملة سياسية وإعلامية وحقوقية لممارسة الضغط على القضاء للإفراج عن هنيبعل القذافي». وفي المقابل، عبّر وزير العدل السابق شكيب قرطباوي عن أسفه لحملة التخوين التي طالت زميله في تكتل «لبنان القوي» (الذي يقوده التيار العوني) الوزير سليم جريصاتي، عادّاً أن «كل ما فعله الأخير هو الطلب إلى هيئة قضائية (التفتيش) التثبّت مما إذا كان هناك تقصير في مسألة توقيف هنيبعل القذافي، وهل الأمر يستوجب محاكمته أم إطلاق سراحه؟». وتابع: «هناك منظمات دولية تعنى بحقوق الإنسان وبالاعتقال التعسفي تسأل عن مصير هذا الشخص، والوزير جريصاتي استوضح مرجعاً قضائياً لتكون لديه المعلومات الكافية للردّ على تساؤلات المنظمات الدولية».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا رصدت قاسم سليماني وأضاعت فرصة اغتياله

واشنطن – وكالات/26 كانون الثاني/19/وصف الجنرال الأميركي المتقاعد ستانلي ماكريستال، الذي تولى قيادة عمليات قوات الولايات المتحدة وحلف “الناتو” في أفغانستان عامي 2009 و2010، قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بالشخصية بالغة الخطورة.

وعبر ماكريستال في مقال بمجلة “فورين بوليسي” الأميركية عن ندمه، لعدم اتخاذه قرارا حاسما باغتيال سليماني عام 2007. وسرد كيف رصد قافلة من السيارات تمر من إيران إلى شمال العراق، أثناء عمله كرئيس لقيادة العمليات الخاصة العسكرية الأميركية المشتركة “JSOC” في العراق، في إطار الجهود الرامية إلى وضع حد للإرهاب الذي دمر المنطقة. وأضاف أنه اعتاد اتخاذ قرارات حاسمة وسط خيارات صعبة، ولكن الاختيار في تلك الليلة من شهر يناير، كان صعبًا، سواء بشن هجوم أو التريث وعدم مهاجمة القافلة التي كانت تضم سليماني، موضحا أنه كان هناك سبب وجيه للقضاء على سليماني آنذاك، حيث إن المتفجرات الإيرانية الصنع التي كانت تفخخ جوانب الطرق العراقية، كانت تصنع وتنشر تحت إمرته، وأودت بحياة الكثير من الجنود الأميركيين في جميع أنحاء العراق. وشرح سبب تردده في اتخاذ القرار الحاسم، قائلاً إنه ارتأى تجنب اندلاع معركة قتالية، مع ما سيترتب على ذلك من مواقف سياسية مثيرة للجدل، حيث قرر مراقبة القافلة وليس ضربها على الفور، وعندما وصلت إلى أربيل أفلت سليماني بعد أن تسلل خفية تحت جنح الظلام.

 

الأسد يتهم تركيا بخرق “أضنة” وخطة إسرائيلية لطرد الإيرانيين و”الحزب”/التحالف استقدم شاحنات محملة بالأسلحة... وأنقرة واصلت قصف المواقع الكردية بتل رفعت

دمشق – وكالات/26 كانون الثاني/19/اتهم النظام السوري أمس، تركيا بانتهاك اتفاق أضنة الذي وقع بين البلدين في يوليو العام 1998، مؤكداً رغم ذلك أن دمشق لا تزال ملتزمة بالاتفاق. وقال مصدر مسؤول في وزارة خارجية النظام في بيان: إن “سورية، وبعد ما يتم تداول بشأن اتفاق التعاون المشترك بين تركيا وسورية، أو ما يعرف باتفاق أضنة، وبعد التصريحات المتكررة وغير المسؤولة من قبل النظام التركي بشأن النوايا العدوانية التركية، تؤكد أنها مازالت ملتزمة بالاتفاق والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الارهاب بأشكاله كافة من قبل الدولتين”. وأضاف: “إلا أن النظام التركي، ومنذ العام 2011، كان ولا يزال يخرق الاتفاق عبر دعم الارهاب وتمويله وتدريبه وتسهيل مروره إلى سورية، أو عبر احتلال أراض سورية من خلال المنظمات الإرهابية التابعة له، أو عبر القوات المسلحة العسكرية التركية بشكل مباشر”. وكان اتفاق أضنة منح تركيا حق ملاحقة عناصر “حزب العمال الكردستاني” لعمق خمسة كيلومترات في شمال سورية، كما تضمن تخلي دمشق عن أي مطالبة بحقوقها في لواء إسكندرون (إقليم هاتاي) الذي ضمته تركيا في العام 1993. في سياق متصل، توقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس، إنشاء منطقة آمنة شمال سورية في غضون بضعة أشهر. وقال: إن “اتفاق 1998 (اتفاق أضنة) يسمح لتركيا بدخول أراضيها عندما تواجه تهديدات”، مؤكداً أن تركيا يجب أن تكون لها السيطرة “على الأرض” وليست مستعدة لاقتراحات أخرى. من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، ضرورة أن تتفاوض تركيا بشأن موضوع إقامة المنطقة الآمنة شمال سورية مع سلطات دمشق، وليس مع روسيا.

في غضون ذلك، قصفت القوات التركية مواقع كردية في منطقة تل رفعت، الواقعة شمال سورية، لليوم الثالث على التوالي. وذكرت وزارة الدفاع التركية أن قواتها “ردت على نيران معادية من وحدات حماية الشعب الكردية مصدرها تل رفعت، واستهدفت عناصر تركية تعمل في منطقة عفرين”.

من ناحية ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بأن التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، استقدم شاحنات محملة بأسلحة وذخيرة ومعدات إلى سورية، بالتزامن مع دخول مئات العسكريين الأميركيين. وذكر أن نحو 250 شاحنة تابعة للتحالف الدولي، محملة بالأسلحة والذخيرة ومعدات لوجستية دخلت الأراضي السورية الخميس الماضي، وتم توزيعها على قواعد التحالف في كل من محافظات حلب والرقة والحسكة. إلى ذلك، وصل وفد أميركي برئاسة مبعوث واشنطن الخاص إلى سورية جيمس جيفري أول من أمس، إلى أنقرة، للقاء المسؤولين الأتراك، حيث ناقش مع الجانب التركي تنسيق عملية الانسحاب الأميركي من شمال سورية، ومقترح المنطقة الآمنة، إضافة إلى موضوع سحب السلاح الذي قدمته واشنطن للأكراد. وكانت “قسد” اعتقلت أول من أمس، نحو 1300 مواطن سوري في ريف الرقة الغربي. من جهة أخرى، قال وزير الإسكان الإسرائيلي رئيس هيئة الأركان السابق يواف غالنت أمس، إن هناك خطة إسرائيلية لطرد الإيرانيين من سورية، في ظل استمرار التخوف من الجبهة الشمالية، من إيران و”حزب الله” اللبناني. وأوضح أنه مع استمرار التخوف الإسرائيلي من جبهتي الشمال، من سورية وإيران و”حزب الله” اللبناني، ومن الجنوب من حركة “حماس”، فإنه يوجد لدى الحكومة الإسرائيلية خطة لطرد الإيرانيين من سورية.

وأضاف إن هناك مصالح مشتركة لكثير من القوى الدولية في سورية، مشيراً إلى أن “حزب الله وإيران شركاء في سورية”، لذلك لدى بلاده خطة معدة لإبعاد ما أسماه بـ “الخطر الإيراني” من الجبهة الشمالية الإسرائيلية. في سياق آخر، قال ممثل مجلس “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) بسام اسحق في واشنطن، أمس، إن الهدف من زيارة الوفد الكردي إلى الولايات المتحدة هو تبادل وجهات النظر بين المجلس والأميركيين لبحث مستقبل شمال وشرق سورية. ميدانياً، قتل 13 مدنياً و29 من عناصر ” داعش” في قصف لقوات التحالف على آخر ما تبقى للتنظيم بشرق الفرات.

 

صالحي يعترف: طهران لم توقف أنشطتها النووية

طهران – وكالات/26 كانون الثاني/19/كشف رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، أن طهران لم توقف أنشطتها النووية حتى بعد الاتفاق الذي أبرمته العام 2015 مع القوى العالمية الست. وتداولت حسابات عبر مواقع التواصل مقطعا من مقابلة على الهواء، أجراها صالحي مع القناة الرابعة للتلفزيون الإيراني، مساء الثلاثاء الماضي، أوضح خلالها أنه “وفقا للاتفاق النووي، تقرر أن نقوم بصب الإسمنت في أنابيب مخازن الوقود في مفاعل آراك لإغلاقه نهائيا وقد فعلنا هذا، لكنني قمت بعد ذلك بشراء أنابيب أخرى مشابهة بنفس العدد وبعلم أعلى شخصية في النظام فقط (المرشد الأعلى علي خامنئي) والآن نمتلك هذه الأنابيب”. وأضاف: “لو أعلنا عن شراء تلك الأنابيب وامتلاكنا إياها في ذلك الوقت، لطلبوا منا أن نقوم أيضًا بصب إسمنتهم بها، ولذا فقد التزمت الصمت”. وبرر صالحي الاستمرار في هذه الأنشطة المخالفة لنص وروح الاتفاق، بأنها جاءت وفقا لتعليمات خامنئي الذي كان يقول دوما بأنه لا يمكن الوثوق بالأميركيين والأوروبيين، ويجب أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات، على حد تعبيره.

 

العبادي يقر للمرة الأولى بتدخلات إيران في العراق وسعيها إلى تأليف الحكومات وتشكيل النُخب والتشكيلة الجديدة معطّلة للربيع وحرق مقرات تركية بدهوك

بغداد – وكالات/26 كانون الثاني/19/أقر رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، للمرة الأولى، بوجود نفوذ إيراني في العراق، وانتقد تدخل بعض الفصائل المسلحة في تشكيل الحكومات واختيار النخب الحاكمة، معتبراً أن هذا الأمر يثير الحزن. وقال العبادي لقناة “آر تي” الروسية، أول من أمس: إن “هناك نفوذاً في العراق لدول عدة”، مؤكداً رفضه “عمل أجهزة بعض الدول إن كانت من الولايات المتحدة أو إيران في التأثير على تشكيل الحكومات في بلاده”. وأكد أن هناك نفوذاً إيرانياً في العراق يمارس تشكيل الحكومات ويختار النخب الحاكمة، مضيفاً إنه “من الناحية الواقعية هناك نفوذ إيراني في العراق، ومن حق الدول البحث عن مصالحها، لكن من واجب العراقيين تحقيق مصالح البلاد أولاً”، ومعتبرا التدخل الخارجي في الحياة السياسية العراقية نتيجة الضعف والصراع الداخلي، وتقديم المصالح الخاصة على المصلحة العامة. وأوضح أن “أي مسؤولية أمنية داخل البلد هي من صلاحيات السلطة المدنية، هؤلاء (في إشارة إلى فصائل الحشد الشعبي) لا يجوز أن يتدخلوا في تنصيب الوزارات، فهذا خطر على البلد… لا نريد أن تسيطر على البلد جماعات مسلحة متناحرة تفتش عن مصالحها السياسية فقط ضد مصالح المواطن”. على صعيد متصل، اتهم المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها الشيخ مزاحم الحويت أمس، إيران وفصائل تابعة لها، بالقيام بعمليات تدريب وتجهيز عبوات ناسفة في بعض مناطق العراق. من ناحية ثانية، أعلن في بغداد أمس، عن انتهاء الفصل التشريعي الأول للبرلمان وتعطل اجتماعاته حتى مارس المقبل، ما سيؤدي إلى تأخر إكمال التشكيلة الحكومية حتى الربيع المقبل، فيما دعا رئيس تحالف “الإصلاح” عمار الحكيم منافسه الرئيسي تحالف “البناء” الى مفاوضات تقود إلى الانتهاء من تشكيل الحكومة بعيداً عن أسلوب “لي الأذرع”. ودعا الحكيم قادة تحالف “البناء” إلى حوار مشترك لإكمال التشكيلة الوزارية، المتعثرة منذ أكتوبر الماضي، بعيداً عما أسماه أسلوب “لي الأذرع”.

ميدانياً، أحبطت القوات العراقية محاولة تفجير في منطقة عرصات الهندية وسط بغداد. وفي سامراء، فككت القوات الأمنية 28 عبوة ناسفة من مخلفات تنظيم “داعش”، وألقت القبض على مطلوبين إثنين. وفي نينوى، نفذ طيران الجيش العراقي أول من أمس، ضربات نوعية أثناء دعمه للقوات الأمنية بتدمير أوكار “داعش” وقتل عناصره المختبئين. وفي البصرة، تظاهر العشرات قرب ديوان المحافظة أول من أمس، للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل وإجراء إصلاحات، فيما أصدرت قوات الشرطة بيانا توعدت فيه بمحاسبة أي متظاهر يرتكب أعمال شغب.

في غضون ذلك، وصلت أول طائرة تركية إلى مطار السليمانية في إقليم كردستان، أمس، بعد توقف الرحلات الجوية لنحو سنة وأربعة أشهر، حيث كانت أنقرة فرضت حظراً على الرحلات من وإلى مطار السليمانية، فيما أحرق متظاهرون عراقيون غاضبون أحد المقرات التابعة للقوات التركية في محافظة دهوك، على خلفية مقتل خمسة عراقيين خلال قصف الطائرات التركية.

 

عباس يتجه لتشكيل حكومة من “فتح” و”حماس” تحذر نتنياهو من “كسر الرقبة”

رام الله، عواصم – وكالات/26 كانون الثاني/19/يتجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لإقالة حكومة التوافق الوطني التي يترأسها رامي الحمد الله، وتشكيل حكومة فصائلية جديدة، لن تكون حركة “حماس” مشاركة فيها. وفيما أكد مسؤولون في حركة “فتح” أن الحكومة الجديدة ستعلن رسميا خلال أسابيع قليلة، بعد إنهاء المشاورات التي تجري للتوافق بين الفصائل والقوى على وزرائها، قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، عزام الأحمد، إن المصالحة بين “فتح” و”حماس” وصلت فعليا إلى طريق مسدود، وكل المحاولات التي بُذلت طوال السنوات الماضية فشلت في إحراز أي تقدّم يساعد في إتمام مصالحة حقيقية وصادقة. في غضون ذلك، أصرت حركة “حماس” على رفضها المنحة القطرية المشروطة بالتهدئة، وقال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، إن “المقاومة لا تقبل الابتزاز”، محذرا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن “الذي يريد الصعود على تضحياتنا فإن مصيره أن تكسر رقبته”. وأعلن رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة محمد العمادي، تحويل المنحة القطرية المالية التي رفضت “حماس” استلامها، إلى مشاريع إنسانية للقطاع ستنفذ عبر الأمم المتحدة، وقدرها 25 مليون دولار. من جانبه، حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، من أن أطرافا خارجية تستغل الخلافات القائمة بين الحركات الفلسطينية، لتنفيذ أغراضها الجغرافية والسياسية. ميدانيا، استشهد شاب فلسطيني، أمس، برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مطاردة مركبته في منطقة باب العامود في مدينة القدس. وذكرت شرطة الاحتلال أنها أطلقت الرصاص باتجاه المركبة بحجة تشكيلها خطرا على أفراد الشرطة، بينما أعلنت مصادر فلسطينية أن الشهيد هو رياض محمد حماد شماسنة من بلدة قطنة شمال غرب القدس. وأجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي المواطن المقدسي محمد سمير العباسي، على هدم غرفتين من منزله في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.

 

 محطات لافتة في العلاقات بين واشنطن وكاراكاس

مدريد/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/لا تشذّ فنزويلا عن القاعدة التي تُخضِع الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلدان أميركا اللاتينية لتوازنات مصالح الولايات المتحدة وأهدافها الاستراتيجية في المنطقة. وتعود البداية الفعلية لهذه العلاقات إلى مطلع القرن الماضي عندما شعر الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت بمخاطر التوغلّ الأوروبي في شبه القارة، وهدّد القوى الأوروبية - بريطانيا وألمانيا وإيطاليا - التي فرضت حصاراً على سواحل فنزويلا وقصفت بعض موانئها لكونها أحجمت عن الوفاء بالديون المستحقة عليها. وهكذا، أجبر روزفلت تلك القوى على فكّ الحصار ليُبرم بعد ذلك معاهدة وبروتوكولات واشنطن مع فنزويلا في عام 1903، وهي الوثائق التي أرست مبادئ السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، والمعروفة مجازاً بـ«العصا الغليظة ودبلوماسية الدولار». مع اكتشاف حقول النفط الأولى في فنزويلا عام 1914، أصبحت الشركات الأميركية المستفيد الأول من هذه الثروة التي أتاحت لفنزويلا خفض ديونها الخارجية حتى سدادها بالكامل. وبدأت مرحلة من العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين البلدين بقيت خلالها فنزويلا في منأى عن تدخلات واشنطن السافرة في الأوضاع الداخلية لبلدان المنطقة، ودعمها للكثير من الانقلابات العسكرية اليمينية على الأنظمة السياسية هناك.

ولكن مع وصول الضابط اليساري هوغو تشافيز إلى الحكم في فنزويلا، بعد انتخابات عام 1998، في أعقاب محاولة انقلاب عسكري فاشلة كان «بطلها» عام 1992 دخلت العلاقات الدبلوماسية الوثيقة سابقاً بين واشنطن وكاراكاس في مرحلة من التدهور استمرت حتى اليوم. ثم إن الصداقة الوطيدة التي كان تشافيز يجاهر بها مع الزعيم الكوبي اليساري السابق فيديل كاسترو، والمساعدات السخيّة التي كان يغدقها على كوبا، أحبطت أهداف واشنطن التي كانت تسعى إلى محاصرة النظام «الكاستروي»، وقوّضت العلاقات التقليدية الأميركية الفنزويلية. في أبريل (نيسان) 2002، اعترفت واشنطن بالانقلاب الفاشل الذي أطاح لفترة قصيرة بتشافيز، الذي أكّد بعد عودته إلى الحكم أن الولايات المتحدة كانت وراء المحاولة الانقلابية، وقدّم للصحافة قرائن بالصور والتسجيلات الصوتية على ضلوعها فيها. وطوال وجوده في الحكم كرّر تشافيز اتهاماته لواشنطن بالسعي إلى إسقاطه والتحضير لغزو عسكري لفنزويلا.

ولكن رغم ذلك بقيت الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول لفنزويلا التي واصلت تصدير نفطها إلى السوق الأميركية، وتوسيع دائرة المبادلات التجارية بين البلدين، إلى أن قررت واشنطن فرض العقوبات الاقتصادية الأولى في 12 سبتمبر (أيلول) 2008، عندما أمرت بتجميد الحسابات المصرفية لوزير الداخلية الفنزويلي واثنين من قادة أجهزة المخابرات العسكرية. ثم في عام 2014 سنّ الكونغرس الأميركي قانوناً مخصصاً لفرض عقوبات محددة على أفراد في فنزويلا اتهمتهم واشنطن «بانتهاك حقوق الإنسان» إبان المظاهرات التي أوقعت عدداً كبيراً من الضحايا في عدد من المدن الفنزويلية. وفي العام التالي، 2015، فرضت إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي السابق باراك أوباما عقوبات إضافية على عدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين في الحكومة الفنزويلية، موضحة «أن الهدف ليس معاقبة الشعب الفنزويلي أو الحكومة بكاملها».

بعدها، في ربيع عام 2017، فرضت إدارة الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترمب عقوبات إضافية على الأعضاء السبعة في المحكمة الدستورية الفنزويلية، لاعتبارها أن هذه الأخيرة «اغتصبت صلاحيات البرلمان، وسمحت للرئيس نيكولاس مادورو بأن يحكم بموجب مراسيم رئاسية». وكرّت بعد ذلك سبحة العقوبات الأميركية على الكثير من المسؤولين في النظام الفنزويلي، لكن من غير أن ترفع واشنطن منسوب تهديداتها ضد كاراكاس. وظل الوضع كذلك إلى أن أعلن مادورو يوم الأربعاء الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وأمهل البعثة الدبلوماسية الأميركية 72 ساعة لمغادرة فنزويلا. وجاء قرار مادورو هذا في أعقاب اعتراف واشنطن برئيس البرلمان خوان غوايادو رئيساً لجمهورية فنزويلا، ودعوتها الدول الغربية الأخرى إلى أن تحذو حذوها. إلا أن واشنطن قررت الإبقاء على أعضاء البعثة الأميركية في كاراكاس، بينما كان الرئيس ترمب يتوعّد «باستخدام كامل القوة الاقتصادية والدبلوماسية للولايات المتحدة للضغط من أجل إعادة الديمقراطية إلى فنزويلا»، ويؤكد أن لا مخططات للتدخل العسكري «لكن الخيارات مطروحة كلها على الطاولة».

 

 خوان غوايدو... «رجل الساعة» في فنزويلا مهندس شاب يجيد التواصل مع الناس وإيجاد نقاط التلاقي والتفاهمات

مدريد: شوقي الريّس/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/سلّطت التطورات المتلاحقة في الأزمة الفنزويلية الأضواء على ويلمير غوايادو، والد «الرئيس بالوكالة» خوان غوايادو. وويلمير يعيش في جزيرة تينيريفي، إحدى جزر الكناري الإسبانية، حيث يعمل سائق سيارة أجرة (تاكسي) منذ 16 سنة. ووفق غوايادو «الأب»، فإنه منذ يوم الأربعاء الماضي يتلقّى تهاني الأقارب والأصدقاء والمواطنين الفنزويليين على الشجاعة التي يبديها ابنه، الذي كان على مقاعد الجامعة عندما هاجر ويلمير إلى إسبانيا. وتابع أنه لم يتمكّن من التحدّث إلى ابنه حتى الآن بسبب سوء الاتصالات الهاتفية، لكنه تبادل معه الرسائل النصّية عبر «واتساب». ثم أضاف أنه يبارك ما يقوم به ابنه الذي كان آخر لقاء بينهما منذ أربع سنوات في فنزويلا. يجزم الكثير من المراقبين المتابعين للأزمة الفنزويلية بأن صمود نظام الرئيس نيكولاس مادورو إلى اليوم، رغم الوضع المعيشي الكارثي الذي يعاني منه هذا البلد منذ أكثر من أربع سنوات، يعود بنسبة عالية إلى انكفاء الولايات المتحدة حتى أواخر العام الماضي عن ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية الكافية لتطويقه ودفعه إلى التغيير أو السقوط. الإدارة الأميركية السابقة على عهد الرئيس باراك أوباما، كانت منهمكة بإنجاز الصفقة التاريخية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، الحليف الأوثق للنظام الفنزويلي اليساري الحالي. والإدارة الحالية كانت خلال السنتين الأوليين منشغلة على جبهات داخلية وخارجية عدة حالت دون تفرّغها للاهتمام بجارتها الجنوبية التي كانت توثّق علاقاتها بالصين وإيران، قبل أن تبدأ بفتح بوّابة عودة الوجود العسكري الروسي إلى شبه القارة الأميركية... للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ في كوبا على عهد جون كنيدي.

غير أن المشهد السياسي انقلب رأساً على عقب مع التطورات المتسارعة التي شهدتها هذه الأزمة في الأيام الأخيرة بعد رفض واشنطن - ومعها غالبية قيادات الدول الأعضاء في «منظمة البلدان الأميركية» - الاعتراف بشرعيّة الولاية الثانية لنيكولاس مادورو، والإعلان المفاجئ لرئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) الشاب خوان غوايدو تولّيه رئاسة الجمهورية بالوكالة. إذ حظي هذا الإعلان بالدعم الفوري من واشنطن وحلفائها اليمينيين في المنطقة. وهكذا طرأ تغيّر كبير في المشهد السياسي في فنزويلا، وانفتح على مجموعة من الاحتمالات التي لم تكن واردة في حساب أحد منذ أيام قليلة.

أبرز هذه الاحتمالات:

1 - تدخلّ عسكري أميركي مباشر، بعدما قرّرت واشنطن الإبقاء على بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الفنزويلية كاراكاس إثر إعلان مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

2 - صدامات بين قوى الأمن الفنزويلية والمتظاهرين المعارضين للنظام، تهدد بإطلاق شرارة حرب أهلية مفتوحة.

3 - انقلاب داخل المؤسسة العسكرية على مادورو، قد لا يؤدي بالضرورة إلى عودة الديمقراطية وتسليم الحكم للمعارضة.

لكن من هو خوان غوايدو الذي، في غفلة من الجميع، خطف زعامة المعارضة المشتّتة منذ سنوات، وأعلن تولّيه رئاسة الجمهورية؟ وكيف تحوّل من «مجهول»، بالنسبة للذين لا يتابعون يوميّاً تطورات الأزمة الفنزويلية المعقّدة وتقلباتها، إلى محطّ آمال ملايين الفنزويليين التوّاقين إلى قلب النظام الذي زرعه هوغو تشافيز في فنزويلا عند نهايات القرن الماضي؟

عندما وقف خوان غوايدو، يوم الثلاثاء الماضي، أمام عشرات الآلاف من المُحتشدين في كاراكاس يطالبون بإسقاط النظام، ليعلن نفسه «رئيساً مكلّفاً» للجمهورية، تساءل كثيرون عن هذا السياسي الشاب الذي لم يبلغ بعد الـ35 سنة، والذي في أقل من 3 أسابيع صعد إلى رئاسة البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة بعد انتخابات عام 2017؟ تساءلوا عمّن يكون هذا الرجل الذي بات رمزاً يجسّد طموحات الساعين إلى التغيير والنهوض من كابوس الأزمة المعيشيّة الخانقة في واحدة من أغنى دول أميركا اللاتينية؟

الحقيقة، أنه لم يكن معظم الذين شاركوا في المظاهرات الأخيرة الحاشدة ضد ولاية مادورو الثانية على علم بأن المحرّك الرئيسي لتلك الاحتجاجات، التي حشدت مئات الآلاف في كل أنحاء البلاد، هو الشاب الذي يتولّى منذ مطلع هذا العام رئاسة البرلمان الذي فرّ معظم قادته إلى الخارج، أو أدخلوا السجن بتهمة التآمر على النظام.

- بطاقة شخصية

المسيرة السياسية لخوان غوايدو مرتبطة بشكل وثيق بـ«راعيه» السياسي ومؤسس حزب «الإرادة الشعبية» ليوبولدو لوبيز، الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ عام 2017، بعدما أمضى 3 سنوات في السجن بتهمة التحريض على قلب النظام.

ولقد حرص غوايدو على أن تحمل كلماته الأولى التي وجّهها إلى مواطنيه قبيل انطلاق المظاهرات الأخيرة رسالة عرفان بالجميل إلى الرجل الذي نما سياسياً في ظلّه، عندما قال: «أتذكّر اليوم ما جاء على لسان أخي ليوبولدو لوبيز، المحتجز ظلماً لرفعه الصوت ضد النظام الذي يسطو الآن على السلطة، بأن نضالنا مستمرّ». وكان النظام قد اعتقل لوبيز وأودعه السجن في 23 فبراير (شباط) 2014 بعد إلقائه خطاباً جاء فيه قوله: «أوجّه ندائي لكل الفنزويليين للوقوف بوجه هذه الحكومة التي تريد قمع شعبنا».

أبصر غوايدو النور يوم 28 يوليو (تموز) 1983 في كنف عائلة متوسطة لوالد طيّار وأمّ مُدرّسة، وله 8 أشقّاء. وعانت عائلته الكثير من الكوارث التي ضربت منطقة فارغاس، حيث كانت تعيش عام 1999، عندما أدّت فيضانات وانهيارات إلى مقتل عشرات الآلاف وتدمير آلاف المنازل. ويومذاك، تفجّرت احتجاجات شعبية واسعة ضد حكومة هوغو تشافيز (يومذاك) لقلة اهتمامها بمساعدة الضحايا والمتضررين، وقمعها المظاهرات بقسوة.

تخرّج خزان غوايدو من كليّة الهندسة الصناعية في جامعة كاراكاس، ثم التحق بمعهد الدراسات العليا للإدارة التابع لجامعة «جورج واشنطن» في العاصمة الأميركية واشنطن، قبل أن يعود إلى فنزويلا ويبدأ نشاطه السياسي في حزب «الإرادة الشعبية» (يسار الوسط) الذي أسّسه لوبيز لمواجهة نظام تشافيز اليساري. ويتذكّر غوايدو باعتزاز كيف أن هذا الحزب هو الذي ألحق بنظام تشافيز الهزيمة السياسية الوحيدة التي مُني بها طوال سنوات حكمه التسع، عندما صوّت البرلمان ضد اقتراحه تعديل الدستور بحيث لا يصار إلى تحديد عدد الولايات الرئاسية ومنح رئيس الجمهورية صلاحية إعلان حالة الطوارئ.

- نائباً في البرلمان

انتخب غوايدو نائباً في البرلمان للمرة الأولى عام 2015 عن ولاية فارغاس الشمالية، وأعيد انتخابه في عام 2017 عندما حصلت الأحزاب المعارضة على غالبية المقاعد. وهو ما دفع بالنظام إلى إجراء انتخابات أخرى - رفضت المعارضة المشاركة فيها - لتشكيل جمعية تأسيسية، قضت المحكمة الدستورية الموالية للنظام بأسبقية صلاحياتها على صلاحيات البرلمان. بعد ذلك، ساعدت المبادرات والخطوات الأخيرة لرئيس البرلمان الجديد على استعادة المعارضة معنوياتها ونشاطها، وبعض وحدتها، بعد التشتّت الذي أصابها بفعل ملاحقات النظام وقمعه. وعاد الحديث مجدداً عن إعادة إطلاق «طاولة الوحدة الديمقراطية» التي كانت تضمّ كل أطياف المعارضة للنظام. ميغيل ريّوس، المحلّل السياسي والأستاذ في جامعة كاراكاس، يقول عن غوايدو - الذي يعرفه منذ كان على مقاعد الدراسة - إنه «مثابر ومتواضع ومتفائل. كما أنه صريح وقريب من الناس، ولا يشبه السياسيين التقليديين». ويضيف ريّوس: «إنه لمفاجأة حقاً، لكنها مفاجأة لها جذورها في النضال الطلابي الذي شارك فيه غوايدو عن قرب ضد فكرة تعديل الدستور وفتح الباب أمام تجديد الولايات الرئاسية من غير نهاية». ويشير الأكاديمي الفنزويلي إلى أن غوايدو «يتمتع بمهارة طبيعية في التوفيق بين وجهات النظر المتباعدة، كما تبيّن من نجاحه السريع في لمّ شمل المعارضة، وعلى غرار ما كان يفعل داخل الحزب عندما كان يوفّق بين مجموعات لها استراتيجيات متباينة».

وبالفعل، يعود لغوايدو فضل كبير في تحريك عشرات الآلاف من المواطنين في العاصمة كاراكاس، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، عندما كان يعقد اجتماعات في الأحياء الشعبية لجسّ نبض الجماهير وتلمّس مدى النقمة التي أخمدتها احتجاجات عام 2017، في أعقاب القمع العنيف الذي مارسه النظام وأوقع ما يزيد عن 150 قتيلاً في حينه. ولكن، رغم الأسلوب المباشر الذي يتميّز به خطاب غوايدو الموجّه ضد النظام، فإنه تعمّد إظهار بعض الغموض المحسوب عندما تحدّث أخيراً عن الإجراءات التي ينوي اتخاذها لتحديد مسار العملية الانتقالية. قال مثلاً إنه يتولّى مهام رئيس الجمهورية لأن مادورو مغتصب للسلطة، لكنه يعرف أن القَسَم لتولّي هذه المهام في غياب القوة أو القدرة على تفعيل هذا الحدث الرمزي من شأنه أن يودي به إلى السجن كغيره من قادة المعارضة، أو أن يشكّل إحباطاً كبيراً له تبدأ معه نهايته السياسية. أيضاً، تجدر الإشارة إلى أن غوايدو وصل إلى رئاسة البرلمان يوم 5 يناير (كانون الثاني) الحالي لانعدام البدائل الأخرى. وبعد تنصيب مادورو، قال إنه على استعداد لقيادة التغيير استناداً إلى موقف المعارضة التي تعتبر ولاية مادورو المقرّرة حتى عام 2025 غير دستورية. ولم تنقضِ أيام ثلاثة حتى كان جهاز الاستخبارات يلقي القبض عليه وهو في طريقه للمشاركة في مهرجان انتخابي. إلا أنه أخلي سبيله بعد ساعة، وهو ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان يعتمد على دعم قوي جداً من الخارج، أو أن النظام لا يرى فيه خطراً داهماً أو تهديداً محدقاً. تلك الحادثة، في رأي مراقبين، هي التي ضاعفت شعبيته وسلّطت الضوء على حضوره في المشهد السياسي، مع أنها لا تحمل كل الأجوبة حول هذا الصعود السريع والمفاجئ. ففي الشهر الماضي كانت استطلاعات الرأي تفيد بأن قادة المعارضة الفنزويلية لا يتمتعون بما يزيد عن 25 في المائة من التأييد في بلد يقول 80 في المائة من مواطنيه إنهم يريدون التغيير. ما الذي حصل إذن؟ وكيف نهض هذا المجتمع المُنهَك والساكن رغم ضعف المعارضة وهشاشة تواصلها مع القاعدة الشعبية؟ سؤالان من الأسئلة التي يجيب عنها مراقبون دبلوماسيون في كاراكاس بالقول إن ثمّة ما يتجاوز مجرّد الانهيار الاقتصادي والمقاساة المعيشية والتضخّم الهائل. إنها الحاجة الجارفة التي تجتاح الجميع للبحث عن مخرج لهذه الأزمة، والتي وجدت مبتغاها في شخصية سياسية صريحة ومختلفة عن الآخرين.

وهناك عامل آخر، غير الدعم الدولي السريع الذي حصل عليه غوايدو بتأييد واشنطن وغالبية قيادات الدول المجاورة. إذ لا شك في أنه لم يغب عن النجم الفنزويلي الصاعد، الذي أبدى براعة ملحوظة في حساباته السياسية حتى الآن؛ لم ينسَ دور القوات المسلّحة التي كانت لها دائماً الكلمة الفصل في تحديد توازنات السلطة في فنزويلا. إذ أعلن «الرئيس بالوكالة» أنه على استعداد لمنح العفو عن العسكريين الذين يقرّرون الانشقاق عن مادورو، من غير أن تظهر حتى الآن بوادر على أن هذا العرض قد بدأ يعطي ثماره. الجدير بالإشارة، أن الوصول إلى السلطة في فنزويلا مستحيل من دون «الضوء الأخضر» الذي تعطيه المؤسسة العسكرية، وهي اكتفت - حتى الآن - بإعلان ولائها لمادورو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي مواقف القيادات العسكرية، جاء على لسان وزير الدفاع قوله: «لن نقبل برئيس يُفرَض علينا في ظلّ مصالح مشبوهة، ويعلن تنصيبه خارج القانون. القوات المسلحة ستدافع عن الدستور، وهي الضامن للسيادة الوطنية». أما قائد العمليات الاستراتيجية فتوعّد «الخونة بالقتال والنصر»، بينما كانت المواجهات الأخيرة بين المتظاهرين وقوات الشرطة توقع 16 قتيلاً في شوارع كاراكاس.

وكان لافتاً أن تأييد القوات المسلحة لمادورو جاء حتى الآن منفرداً، ولم يصدر أي بيان مشترك عن القيادات العسكرية. في المقابل، لا بد من الإشارة إلى أن غالبية هذه القيادات تخضع لعقوبات وملاحقات قضائية دولية بتهم الفساد وغسل الأموال وانتهاك حقوق الإنسان، وهذا ما يجعل احتمالات انشقاقها عن النظام شبه معدومة. أيضاً كان لافتاً أن النيابة العامة لم تُصدِر حتى الآن مذكرات توقيف بحق القيادات المعارضة، كما جرت العادة بعد كل موجة من الاحتجاجات، وهذا ما يثير تساؤلات إضافية حول مدى الدعم الذي يعتمد عليه غوايدو داخل أروقة النظام.

 

الشرق الأوسط» تنشر وثائق الاتفاق السوري ـ التركي

محضر الاجتماع/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19

- محضر اجتماع الوفدين السوري والتركي في مدينة أضنة، ونص الاتفاق الموقع بتاريخ 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1998...

في ضوء الرسائل المنقولة باسم سوريا من خلال رئيس جمهورية مصر العربية، صاحب الفخامة الرئيس حسني مبارك، ومن خلال وزير خارجية إيران سعادة وزير الخارجية كمال خرازي، ممثل الرئيس الإيراني صاحب الفخامة محمد سيد خاتمي، وعبر السيد عمرو موسى، التقى المبعوثان التركي والسوري المذكور اسماهما في القائمة المرفقة (الملحق رقم 1)، في أضنة يومي 19 و20 أكتوبر (تشرين الأول) العام 1998 لمناقشة مسألة التعاون في مكافحة الإرهاب.

خلال اللقاء، كرر الجانب التركي المطالب التركية التي كانت عرضت على الرئيس المصري (الملحق رقم 2)، لإنهاء التوتر الحالي في العلاقة بين الطرفين. وعلاوة على ذلك، نبّه الجانب التركي الجانب السوري إلى الرد الذي ورد من سوريا عبر جمهورية مصر العربية، والذي ينطوي على الالتزامات التالية...

1 - اعتباراً من الآن، عبد الله أوجلان (زعيم «حزب العمال الكردستاني» المعتقل في تركيا منذ بداية 1999) لن يكون في سوريا، وبالتأكيد لن يسمح له بدخول سوريا.

2 - لن يسمح لعناصر «حزب العمال الكردستاني» في الخارج بدخول سوريا.

3 - اعتبارا من الآن، معسكرات «حزب العمال الكردستاني» لن تعمل على الأراضي السورية، وبالتأكيد لن يسمح لها بأن تصبح نشطة.

4 - كثير من أعضاء «حزب العمال الكردستاني» جرى اعتقالهم وإحالتهم إلى المحكمة، وتم إعداد اللوائح المتعلقة بأسمائهم، وقدمت سوريا هذه اللوائح إلى الجانب التركي.

أكد الجانب السوري النقاط المذكورة أعلاه. وعلاوة على ذلك، اتفق الطرفان على النقاط التالية...

1 - إن سوريا، على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، لن تسمح بأي نشاط ينطلق من أراضيها، بهدف الإضرار بأمن واستقرار تركيا. كما لن تسمح سوريا بتوريد الأسلحة والمواد اللوجستية والدعم المالي والترويجي لأنشطة «حزب العمال الكردستاني» على أراضيها.

2 - صنفت سوريا «حزب العمال الكردستاني» على أنه منظمة إرهابية. كما حظرت أنشطة الحزب والمنظمات التابعة له على أراضيها، إلى جانب منظمات إرهابية أخرى.

3 - لن تسمح سوريا لـ«حزب العمال الكردستاني» بإنشاء مخيمات أو مرافق أخرى لغايات التدريب والمأوى أو ممارسة أنشطة تجارية على أراضيها.

4 - لن تسمح سوريا لأعضاء «حزب العمال الكردستاني» باستخدام أراضيها للعبور إلى دول ثالثة.

5 - ستتخذ سوريا الإجراءات اللازمة كافة لمنع قادة «حزب العمال الكردستاني» الإرهابي من دخول الأراضي السورية، وستوجه سلطاتها على النقاط الحدودية بتنفيذ هذه الإجراءات.

اتفق الجانبان على وضع آليات معينة لتنفيذ الإجراءات المشار إليها أعلاه بفاعلية وشفافية. وفي هذا السياق...

أ - سيتم إقامة وتشغيل خط اتصال هاتفي مباشر فوراً بين السلطات الأمنية العليا لدى البلدين.

ب - يقوم الطرفان بتعيين ممثلين خاصين أمنيين في بعثتيهما الدبلوماسيتين في أنقرة ودمشق، ويتم تقديم هذين الممثلين إلى سلطات البلد المضيف من قبل رؤساء البعثة.

ج - في سياق مكافحة الإرهاب، اقترح الجانب التركي على الجانب السوري إنشاء نظام من شأنه تمكين المراقبة الأمنية من تحسين إجراءاتها وفاعليتها. وذكر الجانب السوري أنه سيقدم الاقتراح إلى سلطاته للحصول على موافقة، وسيقوم بالرد في أقرب وقت ممكن.

د - اتفق الجانبان، التركي والسوري، ويتوقف ذلك على الحصول على موافقة لبنان، على تولي قضية مكافحة «حزب العمال الكردستاني» الإرهابي في إطار ثلاثي (الجيش السوري كان وقتذاك في لبنان، وكان «حزب العمال الكردستاني» يقيم معسكرات له في منطقة البقاع اللبناني).

هـ - يُلزم الجانب السوري نفسه باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ النقاط المذكورة في «محضر الاجتماع» هذا، وتحقيق نتائج ملموسة.

أضنة، 20 أكتوبر 1998

عن الوفد التركي - السفير أوغور زيال - معاون الأمين العام في وزارة الخارجية

وعن الوفد السوري - اللواء عدنان بدر الحسن - رئيس شعبة الأمن السياسي

 

موسكو تقترح على تركيا «اتفاق أضنة» بديلاً عن «المنطقة العازلة»تضمنت 10 تنازلات متبادلة بين دمشق وأنقرة

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/في العام الماضي، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره الأميركي دونالد ترمب التخلي عن دعم المعارضة جنوب سوريا مقابل تفعيل العمل بـ«اتفاق فك الاشتباك» في الجولان السوري المحتل الذي يعود إلى العام 1974، بالفعل، انتشرت عناصر الشرطة الروسية لاحقاً في الجولان لضمان عودة «القوات الدولية لاتفاق فك الاشتباك» (اندوف) بموجب تفاهم روسي - أميركي لـ«ضمان أمن إسرائيل». في بداية العام الجاري، يقترح بوتين على نظيره التركي رجب طيب إردوغان تفعيل «اتفاق أضنة» الذي يعود إلى العام 1998 ويسمح للجيش التركي بملاحقة «حزب العمال الكردستاني» بعمق خمسة كيلومترات شمال سوريا لـ«ضمان أمن تركيا». هدف بوتين، هو إغراء إردوغان لتنفيذ هذا الاتفاق بدلاً من خطة أميركية - تركية بإقامة «منطقة عازلة» شمال سوريا بعمق 32 كيلومتراً.

«اتفاق أضنة»، الذي تنشر «الشرق الأوسط» نصه وملحقاته، أُنجز بين الحكومتين التركية والسورية في يوليو (تموز) 1998 بمبادرة من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك باعتباره رئيسا للقمة العربية وقتذاك، وأقرّ رسمياً بعد 3 أشهر، وجنّب أنقرة ودمشق حرباً كانت تركيا لوّحت بشنّها بعدما حشدت قواتها على الحدود السورية. هذا الاتفاق، بدأ مسيرة التطبيع بين أنقرة ودمشق. بداية الانتقال من العداوة إلى البحث عن «إجراءات بناء الثقة». وقتذاك، أبلغت دمشق زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بضرورة مغادرة سوريا. بالفعل غادر إلى روسيا واليونان إلى أن حل بها المطاف في كينيا حيث خطفته الاستخبارات التركية في فبراير (شباط) 1999، ولايزال قيد الاعتقال في تركيا.

استمرت أنقرة ودمشق في ترميم العلاقات. وحصلت خطوة إضافية عندما شارك الرئيس التركي الأسبق أحمد نجدت سيزر جنازة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في يونيو (حزيران) 2000، فانتقل الطرفان إلى تعزيز العلاقات التجارية والسياسية، واعتقلت قياديين في «حزب العمال» وأغلقت معسكرات الحزب في سوريا ولبنان (قبل خروج سوريا من لبنان في 2005). وإذ أودعت السوريين من «حزب العمال» في السجن، فإنها سلمت الأتراك منهم، أكثر من خمسين قياديا، إلى السلطات التركية.

المرحلة الثالثة، بعد الأمنية والاقتصادية، في العلاقات السورية - التركية، كانت لدى زيارة الرئيس بشار الأسد تركيا في بداية 2004، وكانت أول زيارة لرئيس سوري منذ الاستقلال في 1946، وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في بداية 2005 وتعرض سوريا إلى عزلة. وقتذاك، مدت تركيا يديها لفك العزلة عن دمشق. وانتقلت العلاقة بين إردوغان والرئيس بشار الأسد إلى «العلاقة الشخصية والدفء»، فانعكس ذلك سياسيا واقتصاديا.

جرت ترجمة ذلك، باتفاق البلدين على إزالة الحدود وإلغاء تأشيرات الدخول. كما توكلت تركيا، المسؤولة بموجب اتفاق ثنائي يعود إلى خمسينات القرن الماضي، عن أمن الحدود، بإزالة الألغام لإقامة مناطق تجارة حرة.

وكلما زادت العلاقات بين أنقرة ودمشق تحسنا تراجعت العلاقات بين دمشق ومناصري «حزب العمال»، إلى أن حصل انقلاب في الاتجاه المقابل بعد 2011، انقطت العلاقات بين دمشق وأنقرة وعادت الحرارة إلى الخط بين دمشق ومناصري «حزب العمال» وإلى الأكراد عموماً. وفي 2012، أخلت قوات الحكومة مناطقها وملأت «وحدات حماية الشعب» الكردية الفراغ وعزز ذراعها السياسي «حزب الاتحاد الديمقراطي» من وجودها.

في 2014، شكلت أميركا التحالف الدولي ضد «داعش»، ثم اعتبرت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «الوحدات» جوهرها، حليفها على الأرض في قتال «داعش» إلى أن أصبح حلفاء واشنطن يسيطرون على ثلث مساحة سوريا ومعظم ثرواتها.

هذا التحالف أقلق أنقرة وموسكو. وفي نهاية 2016، حصل تفاهم سمحت موسكو لأنقرة بتأسيس مناطق «درع الفرات» بين الباب وجرابلس شمال حلب مقابل التخلي عن شرق حلب لدمشق. الهدف الحقيقي من ذلك كان منع التواصل بين مناطق الأكراد شرق الفرات وغربه. وفي بداية 2018، حصل تفاهم آخر سمحت موسكو لأنقرة بالدخول إلى عفرين في ريف حلب. الهدف الحقيقي كان منع وصول الأكراد إلى البحر المتوسط.

كان الحديث عن يجري عن بقاء أميركا والتحالف الدولي إلى 2020 كحد أدنى. لكن الرئيس ترمب فاجأ حلفاءه وأصدقاءه في 14 الشهر الماضي بقرار الانسحاب من سوريا. ثم اقترح على إردوغان إقامة «منطقة عازلة» بين جرابلس وحدود العراق شرقاً. وجرت اتصالات لوضع برنامج زمني لملء الفراغ الأميركي.

بعدا بلورت واشنطن وأنقرة خطة لـ«المنطقة العازلة» بعمق 32 كيلومترا شمال شرقي سوريا، طار إردوغان للقاء بوتين الأربعاء الماضي لعرض خطته، لكنه فوجئ بأن الرئيس الروسي قدم له عرضا بديلا، وهو تفعيل «اتفاق أضنة». لكن ماذا يعني إخراج هذا الاتفاق من الأرشيف؟

1 - إعطاء أنقرة الحق بملاحقة «حزب العمال الكردستاني» لعمق 5 كيلومترات شمال سوريا، بموجب الملحق رقم 4 لاتفاق أضنة.

2 - تتخلى دمشق عن أي مطالبة بحقوقها في لواء إسكندرون (إقليم هاتاي) الذي ضمّته تركيا في 1939، بموجب الملحق رقم 3.

3 - اعتبار «حزب العمال الكردستاني» «تنظيماً إرهابياً»، بموجب نصوص الاتفاق.

4 - أنقرة تفسر الاتفاق على أنه يعني أن «وحدات حماية الشعب» الكردية هي «تنظيم إرهابي»، باعتبار أن أنقرة تعتبرها ظلاً سورياً لـ«حزب العمال». تختلف موسكو ودمشق إزاء ذلك، إذ إنهما تعترفان بشرعية «الوحدات» وذراعها السياسي.

5 - يعني الاتفاق اعتراف أنقرة بشرعية الحكومة السورية؛ لأن تنفيذ الاتفاق يتطلب كثيراً من الإجراءات، بينها تشكيل لجنة مشتركة وتشغيل خط ساخن بين أجهزة الأمن.

6 - بدء اتصالات سياسية مباشرة، بدلاً من «اتصالات غير مباشرة» أقرّ بها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، كانت تتم عبر الجانب الروسي.

7 - إعادة تشغيل السفارة التركية في دمشق، والسفارة السورية في أنقرة، علماً بأن لدمشق قنصلية في إسطنبول، باعتبار أن الاتفاق يتطلب تعيين ضابط ارتباط أمني في كل سفارة.

8 - انتشار القوات الحكومية السورية على الحدود، والاعتراف بالحدود القائمة، علماً بأن فصائل معارضة إسلامية تسيطر على الحدود من منطقة «درع الفرات» في جرابلس إلى باب الهوى في إدلب إلى حدود اللاذقية على البحر المتوسط، فيما تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم «الوحدات» الكردية، على الحدود من جرابلس شمال حلب إلى فش خابور قرب حدود العراق شرقاً.

9 - يقدم بديلاً من التفاهم التركي - الأميركي حول عمق «المنطقة العازلة» البالغ 32 كيلومتراً شمال شرقي سوريا، إذ إنه يسمح لقوات تركية بالتوغل بعمق 5 كيلومترات فقط.

10 - يعني أيضاً دفع «وحدات حماية الشعب» الكردية من موقع الخصم مع دمشق، وفرملة المفاوضات الجارية بتقطع، والقضاء على مشروع «الإدارة الذاتية» الذي دعم الأميركيون والتحالف الدولي إقامته شرق نهر الفرات، علما بأن واشنطن تعتبر «الوحدات» شريكا في هزيمة «داعش». كما أن دمشق تقيم علاقات مساكنة معهم، فيما موسكو تقيم حوارا سياسيا وعسكريا رفيع المستوى معها.

إذ تنشر «الشرق الأوسط» أهم بنود «اتفاق أضنة» وملحقاته، فإن وضع على مائدة التفاوض يعني بدء عملية الخلاف بين أنقرة من جهة ودمشق وموسكو من جهة ثانية على تفسيره. لكنه لا شك أنه يعطي روسيا أولوية الهيمنة على مآلات ملء الفراغ الأميركي شرق البلاد.

كما ان مصير شرق الفرات سيكون مرتبطا بمصير ادلب والاتفاق بين روسيا وتركيا، ما يفتح الباب لمقايضة بين شمال شرقي سوريا وشمالها الغربي.

 

دافوس 2019»... دعوات ملحة لاستعادة الاستقرار السياسي/غياب القادة ضاعف المخاوف وعزز مكانة الصين الدولية

دافوس: نجلاء حبريري/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/تتحول قرية دافوس السويسرية لخمسة أيام في السنة إلى «ماكينة مالية وسياسية» تضبط عقارب العالم، وترسم توجهاته. واكتسب المنتدى الاقتصادي العالمي سمعته النخبوية في العقدين الماضيين، إذ أصبح ساحة القادة المفضلة للكشف عن سياساتهم الدولية بخصائص محلية، ولقاء نظرائهم بعيداً عن عدسات الإعلام، والإعلان عن صفقات مليارية مع كبرى الشركات. إلا أن دورة «دافوس» هذا العام جاءت بنكهة مختلفة، عكَسَت التوتر السائد في مجتمع الأعمال من سلسلة التقلبات السياسية المتواصلة منذ أشهر. ولم ينجح حضور «نجوم» مجتمعات المال والأعمال وندواتهم الكثيرة في إخفاء الغياب الصارخ لأبرز قادة العالم، إذ لم يحظَ أيّ من المشاركين بالحماس والترقب نفسهما اللذين أحاطا، السنتين الماضيتين، بالأميركي دونالد ترمب، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والصيني شي جينبينغ، والهندي ناريندرا مودي، وحتى الكندي جاستن ترودو، والألمانية أنجيلا ميركل. وتكفي جولة في الصالة الرئيسية للمنتدى لاستشعار الإحباط المنتشر خصوصاً بين رجال وسيدات الأعمال والناشطين البيئيين في غياب توافق سياسي دولي حول سبل مواجهة تراجع معدلات النمو العالمي، والمخاوف المتزايدة من فترة ركود جديدة. وفي مقابل هذه المخاوف، طرح لاعب شهد صعوداً سريعاً إلى قلب الساحة الدولية نظرة تفاؤلية. فقد رفضت الصين، على لسان نائب رئيسها وانغ كيشان، التوقعات الاقتصادية المتشائمة وجدّدت ثقتها في استمرار نموها ونمو العالم، شريطة الحفاظ على تجارة عالمية حرة.

 العامل الصيني

كانت مشاركة بكين في فعاليات «دافوس» هي الأبرز هذا العام، بفضل تقاطع عوامل تشمل مواجهتها التجارية المستمرة مع أكبر اقتصاد في العالم، وتأثير تباطؤ نموها على الأداء الاقتصادي العالمي، والانتقادات الغربية المحيطة بعملاقي الاتصالات «هواوي» و«زي تي إي». وفيما حمل وانغ ووفده الكبير رسالة تفاؤل وتحدٍّ، لم يتردد مشاركون في انتقاد سياسات الصين المتعلقة بالملكية الفكرية ومزاعم التجسس عبر شركات الاتصال، وعمليات التجسس الإلكتروني التي اتهم الغرب بكين بالوقوف وراءها. وكان آخر المنتقدين الملياردير جورج سوروس، الذي هاجم الرئيس الصيني شي جينبينغ، معتبراً إياه «أخطر عدو» للمجتمعات الحرة والديمقراطية. وأوضح سوروس في خطابه التقليدي على هامش أعمال «دافوس»، أن «الصين ليسَتْ النظام المستبد الوحيد في العالم، لكنها بلا شك الأغنى والأقوى والأكثر تطورا في مجال الذكاء الاصطناعي».

وأضاف أن «هذا يجعل شي جينبينغ أخطر عدو للذين يؤمنون بالمجتمعات الحرة»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

ودعا سوروس أمام حشد من الصحافيين والسياسيين والاقتصاديين الولايات المتحدة إلى التحرك ضد مجموعتي الصناعات التقنية الصينيتين «هواوي» و«زي تي إي». واعتبر أنه «إذا تمكنت هذه الشركات من السيطرة على أسواق الجيل الخامس من تقنيات الهواتف الجوالة، فإنها ستمثل خطراً غير مقبول على أمن العالم». وتابع: «العام الماضي كنت أعتقد أنه يجب تعزيز استيعاب الصين في مؤسسات الحوكمة العالمية، لكن منذ ذلك الحين، دفعني سلوك شي إلى تغيير رأي». ولم تتأخر الخارجية الصينية في الرد على هذا الهجوم اللاذع، وقالت إن تصريحاته بلا معنى «ولا تستحق التفنيد». وبعيداً عن التصعيد السياسي بين الصين والغرب، سعت بكين إلى طمأنة المستثمرين. وقال أحد أعضاء الوفد الصيني إن تراجع نمو الاقتصاد الصيني «لا يشكل كارثة». وأوضح فانغ شين هاي، نائب رئيس هيئة تنظيم سندات الضمان الصينية، مخاطباً جلسة حول «المخاطر المالية الدولية» أن السياسات الاقتصادية الصينية سريعة الاستجابة للمتغيرات، وتقوم على الانفتاح وإتاحة فرص استثمار للشركات عبر العالم. وعزز نائب الرئيس الصيني هذه الرسالة الأربعاء، بقوله إن اقتصاد بلاده لا يدخل نهاية دورته التوسعية، وإنه سيواصل تحقيق نمو مستدام على الرغم من الشكوك العالمية. ووجّه وانغ رسالة مبطّنة لواشنطن بتأكيده على الترابط العضوي للاقتصادين الصيني والأميركي، وإشارته إلى أن «أي مواجهة (بين البلدين) ستلحق ضرراً بمصالح الجانبين».

 الانقسام الأوروبي

يصعب تجاهل التباين الكبير في السياسات الأوروبية، لا سيما فيما يتعلق بمستقبل الاتحاد الأوروبي والتعاون الدولي واتفاقيات التجارة الحرة. ففي الوقت الذي دافعت فيه ميركل عن «التعددية والإصلاح» لمواجهة تفاقم الاختلالات العالمية، هاجم رئيس الوزراء الإيطالي جوسبي كونتيه المشروع الأوروبي، واليورو الذي «تسبب في تنامي الدين العام وتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي»، على حد قوله. وتحدث كونتي عن حاجة ملّحة لرؤية جديدة «تركّز على الإنسان والعائلات والمجتمعات».

كما فرضت قضية خروج بريطانيا نفسها على فعاليات هذا العام، رغم غياب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. وقوبلت جهود أعضاء الوفد الذي ضمّ وزير الخزانة فيليب هاموند والتجارة الدولية ليام فوكس لطمأنة المستثمرين الدوليين بكثير من التشكك.

- المشاركة العربية

خصص المنتدى الاقتصادي العالمي عدداً من الجلسات حول آفاق العالم العربي الأمنية والاقتصادية، أجمع المشاركون فيها على أن الاستقرار السياسي هو مفتاح تنمية وازدهار اقتصاديين محورهما الشباب. وبرزت السعودية كنموذج إصلاحي يُقتدى به ويرسم الطريق لجذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى المنطقة. وأكدت الرياض من دافوس التزامها بالمضي في برنامج الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والمالية تماشياً مع «رؤية 2030». وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان في هذا الإطار، إن بلاده حوّلت الوعود إلى إنجازات ومشاريع واضحة نُفّذت، وتُرجمت باستثمارات كبيرة جداً من القطاع الخاص خلال الشهور الماضية.

وبحثت الجلسات حول المستقبل الأمني للشرق الأوسط سبل إرساء الاستقرار السياسي في المنطقة، وحظي الوضع السوري باهتمام خاص في هذا السياق. واعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أنه ينبغي التعامل مع الأزمة السورية عبر مقاربات واقعية، تُقدّم مصلحة سوريا والسوريين على صراع الأجندات الدولية والإقليمية. من جهته، وصف عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» المشاركة العربية في دورة «دافوس» لهذا العام بـ«الجيدة»، على مستويي التمثيل السياسي والأعمال. ولاحظ في المقابل ضعف المشاركة الإيرانية، وقال إنها تراجعت خلال السنتين الماضيتين.

وفي هذا السياق، قال السياسي المصري الذي شارك في 27 دورة من المنتدى الاقتصادي العالمي إن إيران في حاجة إلى مراجعة علاقتها مع العالم العربي. وأوضح: «ارتكبت إيران أخطاء كثيرة، ونعارض كثيراً من سياساتها. لكنه ينبغي عدم الخلط بين مشكلاتنا ومشكلات طهران مع إسرائيل، ومشكلاتها مع الولايات المتحدة». ولفت إلى أن «مشكلة إسرائيل الأساسية مع إيران تتعلق بقدراتها النووية. وإن عولجت هذه المشكلة بشكل أو بآخر، مع ابتعاد الوجود الإيراني في سوريا عن حدود الوجود الإسرائيلي - وهذا يحدث بالفعل - فقد يتراجع التوتر في العلاقات بينهما، وكذلك مع الولايات المتحدة. وتصبح التقديرات الحالية في خبر كان».

 انفصال عن الواقع؟

تردَّدت في أروقة «دافوس»، خلال الأيام الماضية، أسئلة حول ما إذا كان المنتدى يعمل فعلاً تجاه تحقيق الهدف الذي حدده لنفسه، الذي لخّصه مؤسسه الثمانيني كلاوس شواب بـ«تحسين وضع العالم»، حتى إن بعض المشاركين ذهبوا إلى اعتبار المنتدى «منفصلاً عن واقع مواطني العالم»، وهمومهم اليومية.

وفي محاولة لتفنيد هذه النظرة، عمد المنتدى إلى تنويع المشاركين ومجالات عملهم واهتماماتهم. فإلى جانب رجال وسيدات الأعمال والسياسيين والصحافيين، تجد بين رواد المنتدى ناشطين بيئيين وموسيقيين وعلماء أحياء، وأطباء وغيرهم. كما سلط المنتدى الضوء على مبادرات لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، كمشروع موسيقي يُمكّن ضعيفي السمع من استشعار الموسيقى عبر «قمصان ذكية». كما اهتمّ منظمو «دافوس» بالمبادرات البيئية، عبر تخصيص ندوات لمواجهة الاحتباس الحراري وتقديم تجربة واقع افتراضي تتيح لمستخدميها «تجربة الحياة كشجرة» لدقائق. وكان الأمير ويليام من أبرز المشاركين في قضايا التغير المناخي والصحة النفسية. وتحول الأمير البريطاني إلى صحافي لساعة واحدة، حاور خلالها مقدّم البرامج المخضرم ديفيد أتينبورو حول سبل مواجهة التغير المناخي وتداعياته.

 

مسؤولون روس من «دافوس»: العقوبات الأميركية قد تعرقل نمو الاقتصاد الوطني

موسكو: طه عبد الواحد/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/تنوعت الموضوعات التي ركز عليها أعضاء الوفد الروسي في مداخلاتهم وتعليقاتهم، خلال المشاركة في أعمال منتدى دافوس الاقتصادي الدولي، وعرض بعضهم توقعات للاقتصاد الروسي فاقت التوقعات الرسمية، بينما تحدث آخرون عن «محادثات خلف الأبواب المغلقة» حول خصخصة المزيد من الشركات الحكومية. وكان لافتاً أنْ فرضت العقوبات الأميركية ضد روسيا نفسها في سياق الحديث حول كل تلك القضايا، بصفتها عامل تأثير رئيسي، ملازماً لأي من النشاطات في المجالات الاقتصادية التي توقف عندها أعضاء الوفد الروسي.

على هامش مشاركته في منتدى دافوس، عرض كيريل دميتريف، رئيس «الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة»، توقعاته للاقتصاد الروسي العام المقبل، وعبر عن قناعته بأن «الناتج المحلي الإجمالي لعام 2019 سينمو، دون شك، بمعدل نحو 2 في المائة، لكن بعد عام نرى أنه من الممكن زيادة وتيرة نمو الاقتصاد الروسي أعلى من هذا المعدل». وتعكس توقعاته نظرة أكثر إيجابية للاقتصاد الروسي، مقارنة بنظرة وزارة المالية الروسية التي توقعت وتيرة نمو بمعدل 1.3 في المائة، وكذلك بالنسبة لتوقعات صندوق النقد الدولي، بمعدل نحو 1.6 في المائة خلال عام 2019.

وربط دميتريف إمكانية تحقيق نمو الاقتصاد الروسي بعدة شروط يجب توفرها، مشيراً في هذا السياق إلى الحاجة لـ«أسعار مرتفعة مستقرة للنفط»، و«إطلاق عدة مشروعات بنيوية»، و«التركيز على فعالية الكثير من المجالات» الاقتصادية - الإنتاجية من جانب الحكومة.

غير أنه وحتى في حال تحققت تلك الشروط للنمو الاقتصادي، فإن عوامل خارجية قد تعرقله، وعلى وجه الخصوص، العقوبات الأميركية، التي وصفها دميتريف بأنها «عقبة رئيسية أمام النمو»، وأضاف: «أعتقد أن العقوبات تقوض جدول الأعمال الليبرالي في روسيا».

وكانت العقوبات حاضرة كذلك في حديث أندريه كوستين، رئيس «في تي بنك» الحكومي، في ظل بقاء المخاوف من عقوبات لوحت بها الولايات المتحدة تضيق الخناق بشكل أكبر على مصارف حكومية روسية، وقد تطال سندات الدين العام الروسي. في هذا الصدد كان كوستين حريصاً على التقليل من تلك المخاوف، وقال خلال منتدى دافوس: «ننطلق في عملنا من الوضع، كما هو اليوم، ونمارس نشاطنا كله على هذا الأساس»، أي أنه لا عقوبات جديدة بعد. ومع إشارته بعد ذلك إلى «خطة موجودة لدينا لحالات الطوارئ» إذا قررت واشنطن فرض تلك العقوبات، عاد وأكد: «من وجهة نظر الوضع الراهن، نواصل بناء عملنا لعام 2019، مع توقعات بعدم حدوث تغيرات جذرية في العقوبات ضد مصرفنا بصورة خاصة»، وقال إنه لا يتوقع تشديد العقوبات. وكان كوستين كشف في تصريحات خريف العام الماضي، عن خطة لمواجهة حزمة العقوبات الجديدة المرتقبة، وضعها مصرف «في تي بي بنك» بالتعاون مع الحكومة الروسية، والبنك المركزي. من جانبه كشف مكسيم أوريشكين، وزير التنمية الاقتصادي الروسي، رئيس وفد بلاده إلى دافوس، عن محادثات «خلف الأبواب الموصدة» تجريها الحكومة الروسية حول خصخصة حصصها في شركات حكومية، الأمر الذي قاله مسؤولون من تلك الشركات بأنه يواجه عقبات بسبب العقوبات الأميركية. وقال أوريشكين في مداخلته بالمنتدى إن «العمل يجري حول عدد من الصفقات المتنوعة. نعمل خلف البواب المغلقة»، موضحاً أن السرية في صفقات كهذه أمر ضروري للحفاظ على القدرة التنافسية. ولم يكشف عن المؤسسات أو الشركات التي ستشملها خطة الخصخصة الجديدة، واكتفى بالقول إن «هناك عدداً كبيراً من الأصول التي ستشكل عاملاً إيجابياً للاقتصاد الروسي، بحال حصلنا على استثمارات إضافية، بما في ذلك من جانب المستثمرين الأجانب»، وأكد أن «العمل يجري معهم حول تلك الأصول». جدير بالذكر أن الحكومة الروسية اضطرت عام 2017 لإطلاق خطة «الخصخصة الكبرى»، وباعت حينها جزءاً من حصتها في شركات روسية عملاقة، بما في ذلك 19.5 في المائة من حصتها في «روسنفت» و10.5 في المائة من أسهمها في «ألروسا» الروسية العالمية لإنتاج الألماس، وحصلت الميزانية نتيجة ذلك على دخل إضافي، نحو 1 تريليون روبل. وأبقت الحكومة على إمكانية إطلاق موجة جديدة من الخصخصة عند الحاجة، ودار حينها حديث حول احتمال بيع حصة من أسهم «في تي بي بنك»، وربما حصة جديدة من أسهم «ألروسا» ذاتها. إلا أن أندريه كوستين مدير «في تي بي» قال من دافوس، إن الحكومة لا تبحث حالياً خصخصة المصرف، لافتاً إلى أن السبب الرئيسي هو «الحظر المباشر التي تفرضه العقوبات على مشاركة المستثمرين» في صفقات كهذه. كما نفت «الروسا» محادثات حول خصخصة حصة إضافية من أسهمها. وأثارت تصريحات أوريشكين تساؤلات لدى بعض المراقبين، الذين أعادوا للأذهان أن موجة الخصخصة السابقة كانت بهدف توفير دخل لتغطية عجز الميزانية، وأن هناك فائضاً قياسياً في الميزانية حالياً، الأمر الذي يلغي الحاجة لأي خطط خصخصة جديدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مشاورات... «وفي الهريبـــة كالغزال»  

كلير شكر/جريدة الجمهورية/السبت 26 كانون الثاني 2019

تتعاطى القوى اللبنانية على اختلاف توجّهاتِها، مع أحداث المنطقة، في وصفِها مفصليّة، ستعبُر بالإقليم من ضفّة إلى أخرى، لكنّها قد تحتاج إلى أشهر لتتبلور في شكل نهائي وتلبس صيغتها الأخيرة. وفي الإنتظار، يُفتَرَض أن تكون المرحلة الإنتقالية عابقةً بالتطورات الدراماتيكية التي قد تطيح بموازين فرضتها الأحداث منذ قيام ما سُمّي «الربيع العربي»، وها هي اليوم تستعدّ لتقلبَ المَشاهدَ رأساً على عقب، تكريساً للتحوّلات المرتقبة. بهذا المعنى، هناك مَن يخشى من سقوط مظلّة «الحياد» عن «رأس» الساحة اللبنانية، على رغم تورّط «حزب الله» في الحرب السورية، لكنّ نيران المنطقة بقيت بعيدة نسبياً من الحدود اللبنانية. فيما يُخشى اليوم ذوبان هذه الحدود، في مشهد يشبه المشهد الذي شهده اللبنانيون عشيّة صوغ «اتفاق الطائف» الذي نقل لبنان من جمهوريته الأولى إلى الثانية. التحدّي الأبرز هو احتمالُ عودة لبنان ساحة اشتباك إقليمية في سياق النزاع القائم خلف الحدود بين القوى الإقليمية، وتحديداً الولايات المتحدة وإيران، في ضوء الكلام العالي النبرة الذي حمله مساعدُ وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل إلى بيروت، والذي حاول «تحريض» حلفائه على الانضمام إلى قافلة التصعيد في وجه «محوَر الشرّ»، وتحديداً «فرعه» اللبناني «حزب الله».

كثيرون قرأوا في تحذيرات هيل، دعوةً مفتوحة للقوى الحليفة لبلاده إلى حجب ستار تحييد لبنان، للقفز إلى حلبة المواجهة المباشرة. الأهمُ هنا، هو ارتفاعُ منسوب الخشية من أن لا تُعفي تطوراتُ المنطقة الانقلابية، الساحة اللبنانية من شظاياها، خصوصاً أنّ هذه الحمم قد تحمل طابعاً سياسياً واقتصادياً، وربما أمنياً.

ولهذا لا يتردّد أحدُ اللصيقين بملف التأليف من القول صراحة، إنّ «طبخة البحص» التي يترقب اللبنانيون تعدادَ مقاديرها عبر المنابر وشاشات التلفزيون، ليست إلّا تجلّياً لحالة الهروب إلى الأمام التي تمارسها القوى السياسية، خوفاً من الآتي.

أكثر من ذلك، يقول أكثر من سياسي إنه سمع كلاماً تحذيرياً من مسؤولين عرب ممّا قد تحمله الأيامُ المقبلة من أحداث كبيرة في طور تكوين الصورة المستقبَلية للمنطقة، وقد لا تعفي لبنان من هذه الأثمان. ولذا لا بدّ من تحصين الساحة الداخلية إزاءَ هذه التحديات الصعبة.

وفق هؤلاء، تُحاذر هذه القوى الوقوف في الواجهة الأمامية. حسب هؤلاء، يمكن حكومة تصريف الأعمال أن تفي بالغرض وتسمح بالاختباء خلفها، كونها «شاهد ما شافش حاجة»، وبالتالي ستحمي الجميع من أيِّ مسؤولية مباشرة في حال حصول أيِّ تطوّر سلبي.

ولهذا يشهد اللبنانيون «مسرحية» تقاذف المسؤوليات بين طهاة الحكومة بحثاً عن إبرة في كومةِ قشِّ الخلافات التي لا تزال معالجاتُها على حالها، على رغم كل الأجواء الايجابية التي تتمّ إشاعتُها بين الحين والآخر.

وبناءً على هذه العوامل الخارجية، يشير هؤلاء اللصيقون بملفّ التأليف، طُرِح سيناريو تعويم حكومة تصريف الأعمال بعد إجراء تعديلات طفيفة على بعض الأسماء، وذلك من باب الهروب من «الفيتو» الأميركي الذي عاد وأطلّ برأسه، على إسناد حقيبة «الصحة» الى حزبيٍّ من «حزب الله». إلّا أنّ تيقّنَ رئيس الحكومة سعد الحريري من أنّ «حزب الله» مصرٌّ على الحصول على هذه الحقيبة، دفعه إلى رمي الطرح في سلّة المهملات.

لكنّ رفضَ رئيس الحكومة هذا السيناريو لا يعني أبداً أنّه مرتاح الى التطورات التي تحاول الأجندة الأميركية فرضَها. وفق المطلعين فإنّ الحريري عالقٌ بين عدم قدرته على مجاراة الجرف الأميركي لاعتبارات كثيرة، وبين صعوبة مواجهة هذا الجرف. فقد سقط جدارُ قوى 14 آذار وتفرّقت مكوّناته، وبات لكل منها أجندة مصالحه واعتباراته، وبالتالي أدوات المواجهة لم تعد صالحة أو موجودة أصلاً. أضف إلى تغيّر موازين القوى الداخلية التي تحول دون وقوف الحريري على حلبة المواجهة.

فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حسم خياراتِه منذ زمن، واعتزل «الدق» على «دفّ» 14 آذار، بفعل تغيّر موازين القوى، أضف إلى أنّ توريثَ زعامته إلى نجله تيمور يواجه كثيراً من العقبات والتحديات التي تحول دون قيامه برهاناتٍ كبيرة، لا ضمانات لها.

أما رئيس حزب «القوات» سمير جعجع فبات يشكو من «ظلم ذوي القربى» الذين يؤمّنون مصالحَهم، ولو على حساب «القوات». لا بل أكثر من ذلك، باتت «قضية» سلاح «حزب الله» موسمية في إطلالاته الإعلامية وخطابه، الى درجة قوله أخيراً إنّ «تأثير السلاح علينا قليل».

إلى جانب العوامل الخارجية، ثمّة عوامل داخلية لا تقلّ أهمية، وتزيد من حجم الألغام التي تجعل من مهمة التأليف، صعبة جداً، وتتصل بـ«الثلث المعطل». لا ضرورة لمَن يبلّغ إلى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل أنّ مطالبته بأحدَ عشرَ وزيراً، هي موضعُ اعتراض أكثر من فريق، لأنه يعرف جيداً أنّ الحريري يمانع قبل غيره حصوله على «فيتو» تعطيلي. يتصرف «حزب الله» وفق المطلعين على أنّه غيرُ معنيّ بالوقوف سدّاً منيعاً أمام حصول حليفه العوني على هذه الورقة «الفتّاكة» انطلاقاً من مقاربته الاستراتيجية للعلاقة، والتي تقول إنّ رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس «التيار الوطني الحر» لن يعارضاه في أيِّ مسألة ذات بعد استراتيجي، كما أنّ حكومة الشغور الرئاسي هي حكومة 30 رئيساً وبالتالي كل وزير يساوي حكومةً في حدِّ ذاته. إذاً لا خشية، بالنسبة الى «حزب الله»، من استخدام هذه الورقة في مسائل كبيرة. الخشية بالنسبة الى الجميع هي مِن استخدامها في ملفات داخلية. ولهذا يتساوى الحريري هنا، مع بقية الأطراف، في ممانعتهم تجييرَ هذا الثلث لمصلحة «التيار الوطني الحر».

 

لماذا يرفض عون إنعقاد حكومة تصريف الأعمال؟  

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 26 كانون الثاني 2019

يرفض رئيس الجمهورية ميشال عون عقدَ جلسة لحكومة تصريف الأعمال حتى لإقرار الموازنة. هذا الرفض ينطلق من جملة أسباب معظمها مرتبط بالتمسّك بصلاحيات الرئاسة الأولى وقدرتها على تأمين التوازن والشراكة وقوة العهد التي باتت هاجسَ رئيس الجمهورية وعنوانَ عهده المُعطَّل، وعلى رغم هذا التعطيل فإنه يفضّل، على ما يبدو، التضحية بأولويات لكي لا يُضطر الى أن يمارس دورَ الرئيس في مرحلة ما قبل العام 2005.

تشير أوساط «التيار الوطني الحر» الى أنّ رفض عون عقد جلسة للحكومة يعود للأسباب الآتية:

ـ أولاً، لا يقبل رئيس الجمهورية أن يتلقّى عبر الأثير اقتراحات سياسية فيما هو صاحب شأن دستوري وقرار لا يمكن أحدٌ أن يتجاوزه. فليس بمجرد اتفاق رئيسَي المجلس والحكومة على عقد جلسة للحكومة المستقيلة يمكن أن يترجم ذلك أمراً واقعاً، واذا كان الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري قد توافقا على هذه الجلسة فليس بالضرورة أن تُعقَد، فقد ولّت مرحلة استضعاف الرئيس باتفاقات ثنائية بين رئاستي المجلس والحكومة، كما كان يحصل في التسعينات، واليوم هناك رئيس جمهورية لا يمكن تجاوزُه لا دستورياً ولا وطنياً.

ـ ثانياً، إنّ موافقة رئيس الجمهورية على عقد هذه الجلسة تعني اختزال توقيعه الدستوري على تشكيل حكومة جديدة، وهذا التوقيع لا يُمَس لأنه يعني قوة موقع الرئاسة وقدرته وتأثيره، كذلك يعني التسليم بعدم تشكيل حكومة الى مرحلة يمكن أن تمتدّ الى نهاية العهد، وهذا ما لا يقبله رئيس الجمهورية، لأنه عنوانٌ للفراغ، ولأنه يحوّل العهدَ عهد تصريف أعمال، فمَن يضمن إذا قبل عون بعقد هذه الجلسة (وهو يرفض) أن لا تتحوّل الحكومة المستقيلة حكومة دائمة بذريعة تصريف الاعمال ومعالجة القضايا الملحّة.

ـ ثالثاً: إنّ القبول بعقد الجلسة يعني التسليم بإلغاء نتائج الانتخابات النيابية، والمجلس النيابي الجديد وقانون الانتخاب، ويعني أنّ الدولة بكل مؤسساتها اصبحت في وضعيّة تصريف الأعمال، فماذا لو انعقدت الجلسة واتُّخذ ايّ قرار وتقدّم نائب بطعن في القرار؟ بالتأكيد، تقول اوساط «التيار»، إنّ هذا سيشكل إخلالاً بالدستور وسابقة خطيرة لا يمكن تكريسها. الواضح أنّ اشتباكاً صامتاً يدور الى الآن بين الرئاستين الاولى والثانية حول اجتماع الحكومة، ففي حين نال بري وعداً من الحريري بالموافقة على عقد هذه الجلسة، يرفض عون الفكرة من الاساس، وقد حاول الوزير جبران باسيل ثني الحريري عن الموافقة على الجلسة بتنبيهه من إمكان أن تتحوّلَ منبراً نيابياً للطعن في تكليفه لتشكيل الحكومة، في ظلّ الدعوات المتكررة الى هذا الامر، وقد وصلت الى رئيس المجلس أصداء تنبيه باسيل فأدّى ذلك الى تعميق الخلاف بين بري وعون، وهو يضاف الى تراكم سابق ودائم، بلغ ذروته خلال التحضير للقمة العربية، بحيث بدا أنّ بري يضع عُصياً في دواليب العهد، بعد أكثر من سنتين على انطلاقه، ما يشير الى أنّ الكيمياء السلبية ما زالت موجودة كمادة قابلة للاشتعال في أيّ لحظة.

وفي مقابل رفضه عقد أيّ جلسة الحكومة، بدأ عون بممارسة ضغوط ناعمة على الحريري لكي يتقدّم بطرحٍ لتشكيل الحكومة، وفي الوقت نفسه فُسِّر كلام عنيف اطلقه النائب جميل السيد ضد الحريري على أنه رسالة غير مباشرة من عون لحضّه على التنازل وتشكيل الحكومة، والسيد كما بات معروفاً قريب جداً من العهد وهو أحد مهندسي علاقته بدمشق، كما أنه هو مَن نصح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بتقديم هدية التنازل عن المقعد الدرزي الثالث لعون وليس لبري أو الحريري، فهل سينتقل رئيس الجمهورية الى ممارسة ضغط اكبر على الحريري، في اعتبار أنه لا يملك أداة الضغط على «حزب الله» وحلفائه؟

الاكيد أنّ لهذا الضغط محاذير كبيرة، فالحريري يملك ورقة الاعتذار عن التأليف، وإذا اعتذر الحريري فإنّ العهد سيكون أوّلَ المصابين.

 

لم تفقد الصيغة صلاحيّتها  

رشيد درباس/جريدة الجمهورية/السبت 26 كانون الثاني 2019

دأب الزميل السابق والصديق المستدام سجعان قزي على كتابة مقالات أسبوعية محورها، قلقه على الدولة وعلى الصيغة اللبنانية من خلال تعليقه على الأحداث الراهنة وربطها بالأزمة الأصل التي رافقت إنشاء لبنان الكبير والتي تتلبّس أشكالاً متعددة على مدى مئة عام تقريباً.

الملاحظة الأساس، أنّ سجعان يذهب إلى الموضوع مباشرة بلا تورية أو تضمين، رغم رسوخ قدمه في عالم الأدب والخطابة، كذلك أنه لا يتوجّس من تسمية الأشياء بأسمائها، لأنه في معالجاته لم يعد يمثل الحزب الذي كان ينتتمي إليه، كما لم يعد متقيّداً بعقيدته الصلبة، فهو في هذا الصدد ذو فكر مرن، وانتماء تخطى مُتَّحده الطائفي، كما هي حال كثيرين مثله ومثلي. وكما في كل أسبوع، تكون هناك مناقشة هاتفية معه، حيث أُبدي إعجابي بملاحظاته الذكية، وأسلوبه المشبع بخفة الروح، وشجاعة المقاربة، وقد كنت كذلك أصارحه بما أختلف به معه من استنتاجات، وذلك في مناخ حواري ودّي تحت سقف الانتماء الوطني.

ولكنني خصّصت هذه السطور لأقول رأيي في مقاله الأخير المنشور في جريدة «الجمهورية» يوم الاثنين 21/1/2019 بعنوان: «نحن في 6 شباط يومي»، إذ يعلّق على التلويح بـ 6 شباط جديد: «نحن نعيش في حظيرته يومياً منذ سنوات لأنّ الدستور رهن التوقيف الاحتياطي» وهو في هذا محقٌّ تماماً، بدليل أنّ أحداً لم يستطع أن يفكّ حتى الآن «كربجة» الدولة ويسهّل تشكيل الحكومة، لأنّ القوى السياسية عطلت المواعيد الدستورية والقواعد الديمقراطية، وحوّلتها إلى كلمات مطّاطة تستعملها في الاتجاهات كلها، وتحمّلها المعاني المتناقضة كلما دعت الحاجة، كأنما القوانين والنصوص خدمٌ وجَوارٍ في بلاط صاحب البندقية، وصاحب السطوة الذي يطلق على نفسه ألقاب القوة ويتغاضى عمّا يعتري أسسَ الوطن من ضعفٍ متمادٍ.... وهو يصل بعد هذا إلى الاستنتاج الذي أورده حرفياً: «هكذا لبنان: بنوه أيقنوا أنّ الوحدة المركزية انتهت، وأنّ الأزمات السامّة التي تتوالى علينا هي بسبب استهلاك هذه الصيغة رغم انتهاء مدتها».

هذه النتيجة دعتني إلى الاتّصال بالأخ سجعان مشيراً إلى أنّ هذه الصيغة استهلكت كل الذين حاولوا استهلاكها، رغم جبروت القوة، والمحاولات الجائرة والوقحة لتفتيت النسيج اللبناني، مع أنّ الوطن بدا لفترة، أوطاناً متحاربة ومتعادية، ولكنّ صلابة الصيغة صمدت في وجوههم، فانكفأوا بطريقة أو بأخرى وبقيت إرادة الشعب اللبناني متمسِّكةً بالدولة. ولا يظنن أحدٌ أنني، بهذا، أُسرف في الخطاب الرومانسي، فقد ودّعته منذ زمن، ولكنني وصلت إلى هذه النتيجة من خلال خبرتي السياسية والعملية، فالدولة هي حاجة فردية بالدرجة الأولى، أي أنّ كل فرد يشعر أنّ كيانَه مرتبطٌ بها، وغيابها يعني الحرمان من الهوية وجواز السفر والعمل والسكن والأمن الشخصي؛ ولقد صار هذا الوعي راسخاً في وجدان المواطن اللبناني. ربما يفرّق سجعان بين صيغة مركزية الدولة والصيغة اللبنانية، ولكنّ ازمتنا الراهنة مردّها فقدان مركزية القرار، فبتنا بلا قرار في الكهرباء، أو الموقف من اللجوء السوري، أو إقرار الموازنة العامة، وإعادة الهيكلة.. كذلك تعددت ولاءاتُ بعض أجهزة الأمن... ومع هذا كله، فقد أثبتت الصيغةُ قدرتَها على استهلاك مَن حاول ويحاول استهلاكها، لأنّ مدة صلاحيّتها لم تنتهِ بعد.

 

هل اقتربت نهاية «شهر العسل» بين طهران وموسكو؟  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 26 كانون الثاني 2019

تجمع تقارير ديبلوماسية وعسكرية على أنّ الأزمة السورية تعيش مرحلة دقيقة جداً تهدد بعض التحالفات التي غيّرت وجه الحرب لمصلحة النظام السوري. فعلى وقع الكماشة الأميركية ـ الإسرائيلية المتحكمة بجنوب سوريا وشمالها، اهتزّ التحالف بين موسكو وأنقرة على وقع تقارير أخرى تتحدث عن اقتراب موعد انتهاء «شهر العسل» بين موسكو وطهران، فما هي المؤشرات والدلائل ومدى جديتها؟

لم تتفرّغ الأجهزة الديبلوماسية والعسكرية الغربية والعربية لمراقبة التطورات على الساحة السورية يوماً في الشكل القائم منذ نهاية العام الماضي ومطلع السنة الجديدة. فالتقارير المفصّلة تتحدث عن تشكيل مجموعات مراقبة في اكثر من دولة لرصد التحركات الأميركية عقب قرار الرئيس دونالد ترامب في 19 كانون الأول الماضي بسحب القوات الأميركية من شمال البلاد عند مثلث الحدود السورية ـ التركية ـ العراقية وعند مثلث الحدود السورية ـ الأردنية ـ العراقية، وما يمكن ان يتركه الفراغ المتوقع عند انسحابها، ولمَن ستسمح الولايات المتحدة بملئه وردّات الفعل المتوقعة.

ولذلك، لا يمكن لمراقبي الأحداث على الساحة السورية والمنطقة إلّا الربط المنطقي والواقعي بين الحديث عن الإنسحاب الأميركي واستعادة الإسرائيليين المبادرة في قصف العمق السوري، بعد توقف أعقب إسقاط الطائرة الروسية قبالة «قاعدة حميميم» في ايلول الماضي، خصوصاً انّ اسرائيل تركز في غاراتها الجوية الجديدة على المواقع التي تقول انها قواعد لـ«الخبراء والمستشارين» الإيرانيين و«قوات الحرس الثوري الإيراني» وحلفائها من «حزب الله» والتنظيمات الأخرى جنوب دمشق وفي محيطها ومطاراتها، في منطقة تشكّل البعد الحيوي للجولان المحتلّ بعمق كان تم الإتفاق على إخلائه بما يزيد على 85 كيلومتراً، وهو ما لم ينفّذ على رغم تعهدات موسكو الضمنية عند تحديد «المناطق الآمنة» في الجنوب السوري وقبل ان تسمح إسرائيل لقوات النظام بوضع يدها على الحدود السورية ـ الأردنية ومعابرها ضماناً لمنع الفوضى التي كانت سائدة في المنطقة.

وعلى قاعدة عدم القدرة على الفصل بين السيناريوهات المعتمدة أميركيّاً واسرائيلياً على خلفية استهدافهما للنفوذ الإيراني في سوريا بغية تقليصه وتحجيمه، تبنى النظريات الأخرى في قراءة المواقف انطلاقاً من الحراك الذي يشغل أنقرة وطهران وموسكو في هذه المرحلة بالذات.

فهي بثلاثيتها الدول الراعية لـ«مسار أستانة»، وهي التي تقود المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية ودول الحلف الدولي التي كانت تدافع عن «مسار جنيف» قبل ان تتراجع تدريجاً عنه وتقبل بالأمر الواقع الذي فرضه التحالف الثلاثي الروسي ـ الإيراني ـ التركي، الذي نجح الى حد بعيد في إعادة النظام شكلياً الى عدد من المناطق التي أخلتها «داعش»وأخواتها. وعلى هامش التطورات التي فرضها القرار الأميركي الذي فتح جدلاً عميقاً بين حلفاء واشنطن وما بين خصومها بمقدار أكبر، ترصد المراجع الديبلوماسية والعسكرية ما يمكن تسميته «بدايات تفكّك» الحلف الثلاثي المواجه لواشنطن في سوريا على وقع القرارات الأميركية الأخيرة والهجمة الإسرائيلية. فروسيا التي دعت جهاراً كل من يعنيه الأمر الى تسليم المناطق التي تخليها القوات الأميركية الى قوات النظام السوري، تختلف مع تركيا جذريّاً في مواقفها. فتركيا تصرّ على ان تكون البديل الشرعي في الشمال السوري ضماناً لأمنها القومي المُعترف به لدى جميع الأطراف، بمَن فيهم موسكو.

وعلى عكس ما هو قائم في الشمال السوري، لم يظهر انّ هناك اي قوة بديلة بعد يمكن أن تملأ الفراغ الأميركي في الجنوب الشرقي من سوريا. فإذا سحبت واشنطن قواتها من «قاعدة التنف» ومحيطها الممتد بعمق 55 كيلومتراً من مثلث الحدود السورية ـ الأردنية ـ العراقية، فإنّ طهران تنتظر انفراجاً يفتح أمامها اوتوستراد بغداد ـ دمشق ـ بيروت. لكن هذا يبدو مستحيلاً، ولم تجد طهران من ينصرها فيه.

علماً انّ القوة الأميركية تتجاوز حدود منطقة التنف في المجال الجوي الذي فرضته، ويوسّع المنطقة المحظورة على طهران وحلفائها والنظام السوري الى عمق يقترب من 250 كيلومتراً شمالاً، لتشمل المعابر العراقية ـ السورية في البوكمال ومحيطها، وتلك التي تقترب من سيطرة مواقعها الشمالية في الحسكة والقامشلي لضبط الحدود العراقية ـ السورية بكاملها. وعلى هذه الخلفيات يمكن فهم القمة الروسية ـ التركية التي عقدت قبل يومين في موسكو لتقليص الخلافات بينهما في شأن المنطقة الآمنة وحدود التوغل التركي في منطقة غرب الفرات بلا أي اتفاق، بعدما أكدت انقرة انها قادرة على هذه المهمة بمفردها، ولا تريد اي شريك سوري او ايراني او روسي للسيطرة على المنطقة، متعهّدة بالقضاء على الإرهاب فيها في خلال شهر.

وكل هذا يحصل على وقع التحضيرات الجارية لقمة ثلاثية جديدة تجمعهما مع طهران لم يحدد موعدها بعد، في انتظار جلاء بعض التفاهمات التي اهتزّت بين طهران وموسكو عقب تبادل الإتهامات الضمنية وفي الكواليس الديبلوماسية في ما بينهما حول دورهما في سوريا وحجم وجودهما في حلف واحد.

ومن هذه الزاوية بالذات تبرز التقارير الديبلوماسية التي تتحدث عن أن العلاقات الروسية ـ الإيرانية اهتزت بقوة في ضوء الضربات الإسرائيلية المتجددة على المواقع الإيرانية وحلفائها في الجنوب السوري. وليس أدلّ الى ذلك من إعلان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: «أنّ روسيا ليست حليفة إيران في سوريا». وإنما «يعمل الطرفان معاً في إطار محادثات أستانا حول سوريا». وزاد في الطين بلة تأكيده «أنّ أمن إسرائيل هو أحد أولويات موسكو في المنطقة». وأضاف جازماً: «الإسرائيليون يعلمون ذلك وواشنطن تعلم ذلك، والإيرانيون أنفسهم يعلمون ذلك، إضافة الى الأتراك والسوريين». مُنتهياً الى القول: «أمن إسرائيل هو أولوية لروسيا». وإن لم يكن ذلك كافياً فقد اكد المسؤول الروسي لشبكة «سي. إن. إن» الأميركية: «انّ موسكو لا تتفق مع إيران في أجندتها المعادية لإسرائيل». وعليه، لا تلتقي موسكو وطهران سوى على انتقاد إسرائيل بتمايز لافت. فبين تأكيدات روسيا انتقاداتها تل أبيب بسبب ضرباتها في سوريا، تعترض طهران وتطلب توضيحاً روسياً انطلاقاً من شعورها بعدم تضامن موسكو معها في خلال استهداف مواقعها على الأراضي السورية، وصولاً الى ما وَجّهه أحد مسؤوليها الكبار أمس حول «السبب الذي يجعل روسيا توقِف عمل راداراتها وشبكات صواريخها الحامية للأراضي السورية عن العمل أثناء الغارات الإسرائيلية».

وتنتهي المراجع الديبلوماسية والعسكرية الى انه من السابق لأوانه القول انّ «الدف إنفخَت» بين موسكو وطهران. فإيران مقتنعة بالخصوصيات في العلاقات بين موسكو وتل ابيب، لكنها في الوقت عينه تصرّ على القول: «انّ صمود الرئيس السوري بشار الأسد ليس بفضل القوات الروسية وحدها، فلإيران دور لا يعترف به أحد حتى اليوم».

 

لبنان مقبرة سياسية

أحمد الغز/اللواء/26 كانون الثاني/19

تتوحد الشعوب والافراد حول فكرة قاطرة لمشاعرهم ورغباتهم وطموحاتهم الوجودية، وعندما تموت الافكار تفقد المجتمعات روحها ووجدانها، ويبقى البشر احياء واشبه بالأموات تماما كما نعيش في لبنان هذه الايام، بدون روح وطنية او افكار جامعة ، ومع الكثير من النحيب والصراخ والإجابات الجاهزة والبطولات الوهمية، وبدون اي مبادرة عاقلة او اي مجموعة منشغلة بالأسئلة حول كيفية اعادة بعث الحياة في الوجدان الوطني الجامع للأفراد والمجموعات، بعد ان اصيب اهل السياسية بالشلل التام بسبب ادعائهم وشطاراتهم الحمقاء وتحويل لبنان الى ما يشبه المقبرة السياسية، يجتمع فيها الناس حول قبور تجاربهم، يستذكرون افكارهم وماضيهم من دون اي قدرة على التفكير بالقادم والضروري والمفيد، ويعيشون في حالة عجز وذهول وهم يتأملون هذه المقبرة الكبيرة لكثرة ما دفن فيها من افكار وتجارب، ايام انشغال قادتهم في ملء بطونهم وجيوبهم مخافة الفقر رغم معرفتهم (انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان) وان تبسيط تعقيدات الحياة يؤدي الى التسطح والإهمال واللامبالاة.

خلال السنوات الطويلة الماضية شهدت موت فكرة الميثاقية اللبنانية، وموت فكرة دولة الوحدة العربية، وموت فكرة الدولة الوطنية الشهابية، وموت فكرة تحرير فلسطين بالجيوش العربية، وموت فكرة الوحدة اللبنانية خلال الحرب الأهلية، وشهدت موت فكرة الثورة الفلسطينية من الاراضي اللبنانية، وموت فكرة الحركة الوطنية، وموت فكرة المقاومة اللبنانية، والمقاومة الوطنية، وموت فكرة الوحدة الاسلامية وحروب الخليج، وموت فكرة الحرب الباردة بين الشيوعية والرأسمالية واليمين واليسار، وموت فكرة جدار برلين، وشهدت ايضا موت فكرة الاحادية الاميركية، وموت الفكرة القومية والبعث السوري والعراقي، وموت فكرة العمل العربي المشترك، ونشهد موت فكرة الوحدة الخليجية والاوروبية، وموت فكرة الشرق الاوسط الجديد والفوضى الخلاقة، وموت فكرة الحرب والسلم مع اسرائيل، وموت فكرة لبنان التحرير والازدهار والإنماء والاعمار، وموت الحريات السياسية والإعلامية وتجديد التجربة الوطنية عبر الاغتيالات، وشهدت موت فكرة الاصطفافات السياسية في هذه الساحة وتلك الساحة واستخدام السلاح، ونشهد هذه الايام موت الاستقواء وفرض الأعراف والتفاهمات والاتفاقات والتسويات والانتصارات، وموت الاستهدافات والانقلابات والخيانات والانشقاقات.

عندما تموت الافكار الجامعة تموت السيادة وقواعدها وحدودها الجغرافية والسياسية والمؤسساتية، ويصبح الوطن والمجتمع ملهاة للهواة، وتنتهك حرمة الافراد والمكونات وتعم العدمية والتفاهة والذل والاستتباع، ويصير الناس كل ساعة في حال ويصبح النسيان سر البقاء، عندما يموت العقل يصعب التمييز بين الانسان والحيوان، ولا يعود النطق من علامات الخلق والحكمة عند الانسان، ويصبح الكلام سباباً وشتائم وتفاهات وهلوسات، وتتلاشى المعايير والقيم ويتجرأ الجهلة على العقلاء ويغرد كل على ليلاه.

المكونات السياسية اللبنانية غير قادرة على تحديد اللحظة الراهنة باستثناء ادراكهم القسري بعجزهم، وبأنهم قد اصبحوا حملا ثقيلا على الماضي والحاضر وعلى مستقبل الأجيال، وجعلوا من لبنان مقبرة كبيرة للأفكار والتجارب والانجازات، بعد ان كان لبنان منارة لكل مبدع ومفكر وحالم وباحث عن مطبعة او منبر لحرية التفكير والاعتقاد، وكانت النخب من الاشقاء والاصدقاء تأتي الى بيروت بكل أدب واحترام للعقل اللبناني وفكرة لبنان، وكان كبار الرؤساء يتابعون المقالات اليومية لكبار الكتّاب، ورغم هول الحرب والاحتلال والدمار تجددت التجربة الوطنية وعادت بيروت منارة وفضاء للتفاعل والتعارف والمنافسة مع المدن القريبة والبعيدة قبل ان تموت فكرة خلاص لبنان وتتجدد النزاعات القبلية والطائفية والمذهبية والاستهتار باستقرار الناس الاقتصادي والاجتماعي والمعرفي والاخلاقي واستقدام كل انواع الفشل والحماقات والادعاءات والسخافات وتحويل لبنان مقبرة سياسية للافكار والإرادات الطيبة.

 

الحرب قد تبدأ في لبنان وتمتد إلى دول أخرى

دنيس روس/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19

ترفض الطبيعة الفراغ، وكذلك يكرهه عالم سياسة القوة. وليس من المستغرب أن تتدافع الأطراف لملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا القرار. ولم يكتفِ تنظيم «داعش» بمحاولة إثبات أنه لم يهزم بعد من خلال تبني التفجير الذي أودى بحياة أربعة أميركيين، بل تعدى ذلك إلى وجود دلائل على أن الإيرانيين زادوا من تدفق أسلحتهم إلى سوريا. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الجهود الإيرانية الجديدة بدأت بعد إعلان ترمب، وتركز أكثر على وضع الصواريخ المتقدمة في القواعد السورية الحالية، ربما ظناً منها بأن الروس الذين التزموا حماية نظام الأسد سيردعون الإسرائيليين عن شن ضربات ضد القواعد السورية. ومما لا شك فيه أن آمال الإيرانيين وتوقعاتهم قائمة على الموقف الصارم الذي اتخذه الروس تجاه إسرائيل بعد إسقاط إحدى طائراتهم، مما أدى إلى مقتل 15 جندياً روسياً. والمفارقة أن الصواريخ السورية المضادة للطائرات هي التي أسقطت الطائرة مباشرة بعد عودة الطائرات الإسرائيلية إلى قاعدتها فور الانتهاء من مهمتها.

ولكن، وبما أن الروس موجودون في سوريا لحماية حليفهم الأسد، فقد وجدوا من الملائم أكثر إلقاء اللوم على الإسرائيليين. وإذا ظن الإيرانيون أنه يمكنهم الاعتماد على الروس لردع أو منع الهجمات الإسرائيلية على القواعد أو المنشآت السورية التي تعمل فيها قواتهم، فمع الأسف هم مخطئون. فبطبيعة الحال، انتقد الروس - الذين يريدون أن تغادر الولايات المتحدة سوريا - الإسرائيليين بسبب ضرباتهم الجوية «التعسفية».  فقد خفضت إسرائيل من المعايير التي وضعتها رادعاً قبل التصرف ضد أو الهجوم على الإيرانيين في سوريا بعد إعلان الولايات المتحدة انسحاب قواتها، وذلك لأن وجود القوات الأميركية في الأراضي السورية دفع الإيرانيين إلى توخي الحذر في تصرفاتهم لسببين على الأقل:

الأول، لتجنب إثارة رد عسكري أميركي ضد قواتهم في سوريا.

والثاني، لتجنب ضغط روسيا عليهم كي لا يتصرفوا بطريقة تعطي الأميركيين سبباً للبقاء في سوريا.

وكان واضحاً اعتقاد الإيرانيين أن مغادرة القوات الأميركية ستسمح لهم بأن يصبحوا أكثر نشاطاً، وكذلك الأمر بالنسبة للروس. ففي النهاية، يشكل مستشارو «فيلق القدس» العسكريون ووكلاؤهم من الميليشيات الشيعية الموجودون على الأرض، حاجة بالنسبة للروس وللأسد لملء الفراغ والقضاء على بقايا تنظيم «داعش» في سوريا. ولكن فشل الروس والإيرانيين في التيقن من مغادرة الولايات المتحدة سيجعل إسرائيل أكثر حزماً في ترسيخ حدودها أو خطوطها الحمراء في سوريا. وقد نفذت إسرائيل بالفعل أكثر من 200 عملية في سوريا لتوضيح أنها لن تتسامح مع الإيرانيين الذين يخلقون في سوريا ما خلقوه في لبنان.

وأشار إعلان ترمب كذلك إلى أن إسرائيل كانت بمفردها، وأن الولايات المتحدة لن تقوم بأي شيء للحد من تحصينات إيران الإضافية أو تطويرها لقدرات صاروخية أكثر تقدماً في سوريا.

وبالنظر إلى الظروف الجديدة، اختار الإسرائيليون التصرف ونفذوا عمليتين خلال ثمانية أيام بعد أن كانوا قد خفّضوا عدد عملياتهم في سوريا بشكل كبير بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية. وتستهدف ضرباتهم دمشق والمناطق التي تحيطها، بما في ذلك مطار دمشق الدولي، وتتضمن هذه الأهداف مستودعات أسلحة لإيران ومواقع استخباراتية وقواعد تدريب. وردا على العمليتين، أطلق الإيرانيون صاروخاً باليستياً ضخماً يحمل رأساً حربياً كبيراً باتجاه منتجع تزلج إسرائيلي على جبل حرمون في مرتفعات الجولان حيث كان يوجد كثير من السياح الإسرائيليين. واستطاع الإسرائيليون إسقاط الصاروخ ثم ردوا عن طريق شن هجمات تستهدف منشآت إيرانية مختلفة واستطاعوا ضرب مجموعة من الأسلحة الإيرانية وكذلك قاعدة حربية في الكسوة جنوب دمشق.

كما دمروا بطاريات الدفاع الجوي السورية التي أطلقت النار على الطائرات الإسرائيلية. وبعد الضربات الانتقامية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن «قوة إيرانية» هي من أطلقت الصاروخ الإيراني «من منطقة في دمشق من داخل أراضي (الحكومة السورية) التي كانت قد وعدت بعدم استضافة وجود إيراني فيها».

ومن الواضح أن الإيرانيين موجودون في مناطق سورية ويتشاركون مواقع مشتركة مع الجيش السوري بالإضافة إلى قواعدهم الخاصة. وتصرفت إسرائيل لتظهر أنها ستمنع وجود هذا النوع من الوجود الإيراني. وقد تعدى الصاروخ الذي أطلقه الإيرانيون الحدود، مثلما حدث في مارس (آذار) 2018 عندما أرسلت إيران طائرة من دون طيار تحمل أسلحة باتجاه إسرائيل، ولأول مرة كانت مستعدة لمهاجمة الإسرائيليين مباشرة وليس عن طريق وكلائها في سوريا. وأظهر حجم الصاروخ الأخير الذي أطلقته إيران والحمولة التي عليه استعدادها لإلحاق المزيد من الضرر المباشر بالإسرائيليين. ومجدداً أحبط الإسرائيليون الهجوم الإيراني وتكبد الإيرانيون الأضرار.

هل سيهدّئ ما حصل الوضع في الوقت الراهن؟ قد يفعل ذلك، ولكن ومع انسحاب الولايات المتحدة من سوريا ستواصل إسرائيل الاعتقاد أنها يجب أن تضع خطوطها الحمراء الخاصة التي إذا عبرها الإيرانيون فستتخذ حينها إجراءات أكثر صرامة.

ويكمن السؤال الآن فيما إذا كان الإيرانيون - الذين عانوا مرة أخرى خسائر عسكرية في سوريا - قد قرروا إنهاء التصعيد وتبني مواقف ذات أهمية أقل في سوريا. ففي جميع الأحوال لن يغادروا سوريا. ومهما قال الإسرائيليون فهم يعرفون أن إيران لن تغادر ولكنهم يسعون إلى تقييد طابع الوجود الإيراني والتيقن من أن الصواريخ ذات أنظمة التوجيه المتقدمة لن تستخدم ضدهم. قد يكون إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا ساهم في التصعيد العسكري الذي حصل هذا الأسبوع بين الإسرائيليين والإيرانيين ولكنه ليس مصدر الصراع. فعندما يقول قائد سلاح الجو الإيراني: «نحن مستعدون للحرب الحاسمة التي ستؤدي إلى تدمير إسرائيل»، يفهم الإسرائيليون ما يواجهونه ويشعرون أن عليهم منع الإيرانيين من التصرف لتنفيذ مثل هذه التهديدات. وسيواصلون العمل بحسم ضد التحركات الإيرانية الهادفة إلى خلق تهديد أكبر لإسرائيل من سوريا ولبنان. وسيؤكدون للإيرانيين أنه إذا اعتقدوا أنهم قادرون على شن هجوم بآلاف الصواريخ ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية والسورية دون تلقي أي رد هجومي من إسرائيل مباشرة على الأراضي الإيرانية فهم بحاجة إلى إعادة النظر في الموضوع.

لا ينبغي لأحد في المنطقة أو في الخارج أن يعتقد أن الحرب التي قد تبدأ في لبنان لن تنتشر إلى بقية الدول في المنطقة. إذ ستضرب إسرائيل أهدافاً ذات قيمة عالية في إيران، إذا ما تلقت آلاف الضربات من صواريخ «حزب الله» والصواريخ الإيرانية من لبنان وسوريا. ومن الذي ستضربه إيران في المقابل؟ يشعر قادتها أن بإمكانهم إضافة القليل إلى ما تفعله صواريخ «حزب الله» ويقررون ضرب بلدان خليجية. وقد ينفجر هذا السيناريو بسرعة ولا يتم احتواؤه بسهولة. يصعب تحديد الجهة التي سيخدم نزاع من هذا النوع مصالحها. وإذا شرحت إدارة ترمب بصراحة للروس أن مثل هذا الصراع سيعيد الولايات المتحدة إلى المنطقة، فسيحفز ذلك بوتين للقيام بالمزيد، للحد مما يقوم به الإيرانيون في سوريا. ويعتمد تجنب نزاع إقليمي أكبر على فرض مثل هذه الحدود.

* خاص بـ «الشرق الأوسط»

 

أنا السلطان غالب... هل عرفتني؟

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19

يقع «صحافي المسافات الطويلة» في 400 صفحة. ثلثاها، للحديث عن سيرة الزميل الكبير رياض نجيب الريس في دنيا الصحافة، كاتباً ومحرراً ورئيس تحرير وناشراً للصحف والكتب. أما الثلث الأخير فعبارة عن مختارات من مواضيع كتبها من اليمن وفيتنام وبراغ وعدن وهونغ كونغ، وغيرها من أماكن الاضطراب والخوف. الثلثان الأولان، توثيق لحياة ومرحلة صحافي طموح ومشاغب وباحث عن إحياء إرث العائلة. فوالده، نجيب الريس، كان من كبار صحافيي سوريا، وصاحب «القبس» التي خاضت شتى المعارك السياسية في دمشق، من الاستقلال حتى وفاته. لكن نصوص الثلث الأخير هي إعادة اكتشاف رياض الريس «الريبورتر» والمغامر بلا حدود، نازلاً من طائرة داكوتا مهلهلة في تعز، مترجلاً من سيارة لاند روفر حملته إلى المكلا (1866) لمقابلة سلطان الدولة القعيطية. ... «كان أصغر سلطان في العالم وآخر السلاطين الذين حكموا الدولة القعيطية لأربعمائة عام. توجهت إلى قصره في المكلا ولم يكن هناك من حراس على باب قصره سوى جندي حافي القدمين يحمل بندقية عتيقة. لم يسألني إلى أين وأنا أدخل بوابة القصر. بدا كل شيء في غاية الهدوء، ثم ظهر شاب لاستقبالي ظننت أنه أحد العاملين لدى السلطان، إذ كان يحمل عصا من البامبو الهندي، ويقف على رأس سلم خشبي. وعندما وصلت إليه صافحني وقال في صوت خافت: (أنا السلطان). لم يكن قصر المكلا سوى منزل عادي، والسلطان غالب لا يريد شيئاً سوى أن يكمل علومه في بريطانيا. وفي العام التالي خلع، وحصل على منحة دراسية في بريطانيا. وفي الثمانينات، جاء إلى مكتبة (الكشكول) التي يملكها رياض في لندن، ووقف أمام مكتبه قائلاً: أنا غالب، هل عرفتني؟»...

نجد أن مرحلة المراسَلة هي الأغنى في مسافات رياض الريس. ومثل جميع المراسلين نجد أن حكاية الوصول إلى المكان هي الأكثر صعوبة وتشويقاً. وترى المراسل مرتعداً في صنعاء وهو يحاول أن يلتقط صورة لإعدام سبعة أشخاص دفعة واحدة، أو ماشياً في شوارع عدن المليئة بالجثث لا يرفعها أحد، أو ذاهباً إلى أرض المعارك في سايغون، أو يقود سيارة فولسفاغن طراز خنفساء، في محاولة للوصول إلى براغ بعد احتلال السوفيات لربيعها عام 1968. «صحافي المسافات الطويلة» في الثلثين الأولين، وضع في شكل حوار مع الكاتبة سعاد جروس. أحزن ما فيه قول الصحافي «إن المرض قد أقعده». والأكثر حزناً أن يقول إنه منذ ثلث قرن في نشر الكتب (الممتازة) وعينه وقلبه في الصحافة.

 

الحقائق البديلة في لبنان

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19

هل الكتابة عن لبنان «عبث»، سواء جاءت من كتّاب لبنانيين مستقلين! أو من غيرهم من معلقي الخارج، حيث البلد لأي عاقل «مختطَف» من النظامين «الأسدي» و«الخامنئي»، أم أن هناك شقاً صغيراً يتسلل منه ضوء يمكن أن يكتب لتشخيص «المرض اللبناني»؟! ليس لأن اللبنانيين لا يعرفون، ولكن لأن كثيرين منهم إما لا يريدون أن يعرفوا وإما يتحدثون عما يعرفون بالألغاز أو الاستعارة، اختباءً مما يمكن أن يصيبهم من سوءٍ، أقله فقْد حياتهم! الوطن اللبناني هو وطن متخيَّل. هو وطن حقيقي فقط في أغاني فيروز، أما الباقي فهو إما مجموعات ميليشياوية مسلحة أو غير مسلحة، وإما مجموعات سياسية فاقدة القدرة على الفعل، تتخاطف في ما بينها «الوطن» من أجل تمزيقه، ويُترك مجموع الشعب اللبناني «الذي ليس له ظهر ميليشياوي» لحياة بائسة، أساسها القهر، وتردي الخدمات، وتدهور الاقتصاد. الميليشيات «المسلحة أو غير المسلحة» من كل الطوائف، أو على الأقل قيادتها العليا المتنفذة، لا يبزها أحد في التكاذب بعضها على بعض، فما إن يرى قائد «سياسي أو ميليشياوي» ميكروفوناً أمامه، حتى يتحدث عن «المقاومة» كأنه ذاهب في التوّ والحال إلى ميدان المعركة. هو يعرف وسامعوه أيضاً يعرفون أن كل ذلك في حده الأدنى «تكاذب». ولأنه لا يوجد شعور مشترك بوطن واحد.

لم يذهب إلا القليل إلى القمة العربية الاقتصادية الأسبوع الماضي، ليس نكراناً للبنان ولا لشعبه، بل لأن الدولة غير موجودة، فالقمة تُعقد عادةً في دولة لها أركان معروفة، ولها عنوان يسمى الحكومة أو رئيس الجمهورية، يؤخد بكلمته، ولها رأي واحد في من يحضر ومَن لا يحضر إلى أرضها. ما إن اقتربت القمة حتى بدا بعض قادة الميليشيات يفرضون على «الدولة الهشة» مَن يحضر ومَن لا يحضر، وإذا حضر فلان فلا أمن في العاصمة أو حولها! تلك فروض مهينة لأي دولة، ومع ذلك تكاذب أهل الحكم بعضهم على بعض، وبدلاً من مواجهة الحقيقة ذهبوا إلى ما يُعرف بـ«الحقائق البديلة».

بُني التحالف بين «الرئيس القوي» و«حزب الله» على أكذوبة أخرى «تحالف الأقليات»! واشترط الأخير على الأول حكماً: نحن نوصلك إلى سدة الرئاسة، ولكن تحكم بأمرنا! وجُلّ ما جاء من قرارات الرئاسة منذ وصول الرئيس القوي، جاء بموافقة «حزب الله»، الذي قدم هامشاً ضيقاً للرئيس في الموضوعات الجانبية، واحتفظ لنفسه بالقرار في القضايا الرئيسية، مثل شروط تأليف الحكومة، أو من يحضر الاجتماعات الكبرى. من نافلة القول: إن «لبنان القوي» يردد دائماً قصة «المقاومة» ويرفعها لاهوتاً ثانياً، ويستحضرها لتغييب الدولة، وهي، أي المقاومة، «خيال مآتة»، منذ متى؟ منذ أن صرح حسن نصر الله بُعيد حرب عام 2006 بالنص: «لو كنت أعلم بأن هذه المعركة كانت ستؤدي إلى هكذا نتائج، لما أقدمت على هكذا عمل». تلك هي الحقيقة المدونة بالصوت والصورة، أما النصر وخلافه من الشعارات اللاحقة فهي للعوام، يستهلكونها مع شدّ دخان النارجيلة!

معظم أنصار «لبنان القوي» وآخرون يعرفون أن المقاومة هي في حقيقتها «مقاومة قيام الدولة اللبنانية» لا غير! هذا التحالف على الرغم من أنه، كما اتضح، يعطل قيام الدولة بأقل واجباتها، كدعوة حكومات لحضور مؤتمر لا يتعدى زمنه يومين، هو في الواقع تحالف مصلحي لفئة صغيرة ولمكاسب جانبية، وما زال يطلب الطرف القوي من الطرف الضعيف في التحالف، أن يجهر بملء صوته بـ«عودة اللاجئين السوريين دون الوصول إلى حل سياسي»، أي إرسال هذا المليون من البشر البسطاء والمعدمين إلى حتفهم، وقذفهم دون حول ولا قوة إلى فوهة نظام فئوي قمعي شرس، لا يتردد في قتلهم بدم بارد! بل وطالب الطرف الضعيف بأوامر من القوي، بعودة سوريا الأسد إلى الجامعة العربية، وقصر عن القول: إنه وجب الاعتذار إليها على تجميد مقعدها في الجامعة العربية!

أيُّ فرادة لهذا النظام القوي الذي يرغب في البقاء في مكان القرار دون قرار؟! المعادلة مقلوبة بين: الثنائي الشيعي المتماسك الذي يقابله ثلاثي سني مفكَّك ورباعي مسيحي مختصم، وبعض من قوى الثلاثي والرباعي تميل إلى اتباع الثنائي طلباً للمغانم، وترضى بتعدد حمل السلاح. قيام لبنان لن يتم إلا بوحدة السلاح واحتكار الدولة له فقط. تلك الدولة المرجوة لا بد أن تتخلص من الميليشيات المسلحة وغير المسلحة وقوى «الشارع» الذي يقول «لا تجربونا»! وهم متخمون بالامتيازات، يتقلبون في النفوذ. هذا الرأي والأقوال المشيرة إلى الرفض من جانب جناح مسيحي وسني واسع تخرج من الحناجر مترددة، وبحشرجة غير مفهومة، لأنها أيضاً واقعة أمام سيف التهديد والتصفية. في هكذا وطن لا يمكن أن تُعقد قمم ناجحة أو حتى نصف ناجحة. هل كل ما تقدم خافٍ على النخب اللبنانية؟ لا أعتقد ذلك، ففي لبنان من الحصافة والتبصر من البشر لمعرفة ذلك، ولكنه «داء التكاذب» الذي انتشر بين النخب، وأن «الأزمة الوطنية» يمكن أن تُحل بمرور الزمن، وهذ أيضاً خيال محض. يعتقد طرف «المقاومة»، وهي خليط من القوى المتعارضة، أن نظام بشار الأسد قد انتصر، وأنه من الممكن أيضاً عودة «النفوذ السوري» من جديد على كل لبنان، ذلك فيه تضخيم، ومن جملة الحقائق البديلة، إن صحّ التعبير؛ فهكذا نظام مهما كان سنده، لن يبقى أو يستمر كما كان، ذلك من الفهم الواهن لمسيرة التاريخ.

صحيح القول: إن «الأزمة اللبنانية» بكل تشعباتها هي خارجية في الأساس، أو جسم كبير منها خارجي، وإن لبنان ليس أكثر من ساحة من ساحاتها الصراعية الكثيرة، ولكن الصحيح أن السياسيين اللبنانيين «سلموا لقوى الخارج غير العربي»، وإنهم أو قوى لبنانية مجتمعة تستطيع، إن تركت كلاً من «التكاذب والاستزلام» في الجانب المسيحي والجانب السني وكتل شيعية وازنة، أن تُخرج لبنان من سيطرة القوى الميليشياوية، أو على الأقل تحدّ من نفوذها. مظاهر ذلك الخروج أن يمتنع البعض من ترديد مقولة «المقاومة» في الشاردة والواردة! فهي أضحوكة، والكل يعلم أن ذلك شعار مفرغ من محتواه، إن كانت المقاومة تعني «الدفاع عن حقوق الفلسطينيين» فبعضهم في الدار اللبنانية، وتقول الرسالة الرسمية في نفس الوقت، وعلى رؤوس الأشهاد، إن ذلك ثقل لا يطيقه الوطن اللبناني (خطاب الرئيس في القمة الاقتصادية)، فذلك تناقض من جملة التناقضات الكثيرة في الساحة اللبنانية. الأطراف المتضررة في لبنان كثيرة من وجود الميليشيات المسلحة، والقوى شبيهة بقوى «البلطجة» في ظل ذلك الوضع الرمادي. لا يبقى للدولة اللبنانية شيء يدل على الدولة، وتلك حقيقة تُعرف ولا تُقال، إلا أن تكون دولة كرتونية وفاشلة!

آخر الكلام: الديمقراطية اللبنانية لها قواعد خاصة بها هي «أنْ لا قواعد»، فهي مطاطة، كما يمطّ الشعب اللبناني شفتيه عندما لا يعجبه شيء، ويقول «شو هيدا...»!

 

منطقة أمنية لمن؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19

قبل أن تهبط طائرة الرئيس رجب طيب إردوغان في موسكو يوم الأربعاء الماضي، تعمّدت الخارجية الروسية توجيه رسالة ذات مغزى عميق، وتحديداً إلى أنقرة، عندما أعلنت أن الموقف في منطقة خفض التصعيد في إدلب يتدهور سريعاً، وأن تلك المنطقة باتت تقريباً تخضع بالكامل لسيطرة «جبهة النصرة» («القاعدة» سابقاً)، وقبل ذلك بيومين كان وزير الخارجية سيرغي لافروف، قد أعلن أن السيطرة على منطقة إدلب يجب أن تعود إلى الحكومة السورية. كانت هذه رسائل قوية وواضحة إلى إردوغان، الذي يجهد بين واشنطن وموسكو لبسط سيطرته على شريط حدودي بعمق ثلاثين كيلومتراً داخل الأراضي السورية وتحديداً في منطقة إدلب، وكان واضحاً أنه فور إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن سحب القوات الأميركية من سوريا، أن تركيا قفزت إلى الإعلان فوراً أنها تريد أن تسيطر على المنطقة الأمنية على حدودها الجنوبية!

رغم أن ترمب كان قد أشار إلى هذه المنطقة الأمنية، تعجّل إردوغان بالإعلان عن أن تركيا ستسيطر عليها، ثم هدد بأنه سيشن عملية عسكرية ضد «قوات سوريا الديمقراطية» ومعظمها من المقاتلين الأكراد، الذين أبلوا في المعارك ضد «داعش» بقيادة الأميركيين وتغطيتهم الجوية وحرروا الرقة كما هو معروف.

عندها رد عليه ترمب بالقول: إن الولايات المتحدة ستدمر الاقتصاد التركي إذا هاجمت أنقرة الأكراد. ولكن بعد مكالمة هاتفية فورية بين الرئيسين، تراجعت التهديدات فجأة وغاب التوتر، وكان مثيراً أن يعلن إردوغان «أن الرئيس الأميركي تطرق إلى منطقة آمنة بعرض عشرين كيلومتراً سنقيمها على طول الحدود السورية، وأن تركيا ستطلب هناك دعماً لوجيستياً من التحالف الدولي»، في حين أعلن إبراهيم كالين المتحدث باسمه، أن المنطقة ستكون تحت سيطرة تركيا!

الحديث المتصاعد عن السيطرة التركية بدا للمراقبين غريباً لسببين؛ أولاً لأن السيطرة الميدانية على منطقة إدلب هي في يد «جبهة النصرة» كما تعلن روسيا صراحةً، ما يزيد من الشكوك حول أن تركيا هي التي تدعم «النصرة» وتمدها بالسلاح والدعم، وثانياً لأنه ليس كافياً أن يتفق ترمب وإردوغان على هذه المنطقة الأمنية لكي يصبح الأمر واقعاً. ذلك أن الرسائل الروسية المشار إليها أعلاه وصلت فوراً إلى أنقرة، ثم إن الحكومة السورية أعلنت أنها ستتصدى للتدخل التركي في أراضيها، أما «قوات سوريا الديمقراطية» فقد أعلنت أن هذه المنطقة ستكون منطقة احتلال تركي، وهذا ما ساعد الروس على إحياء الحوار والتعاون الميداني بين دمشق والأكراد، الذين قيل إنهم سيحصلون على حكم ذاتي وعلى اعتراف بلغتهم الأم، وفي هذا السياق يقول لافروف: «على دمشق أن تسيطر على شمال البلاد، وندعم الاتصالات بين الأكراد والسلطات السورية».

وسط كل هذا ورغم أن الحسابات الروسية تدفع دائماً في اتجاه السعي لانتزاع تركيا من حلف الأطلسي وإبعادها عن واشنطن، وسبق لها أن استثمرت في الخلاف بين واشنطن وأنقرة وباعت تركيا منظومة من صواريخ «إس 400»، فإنه ليس من المتوقع أن يحصل إردوغان على مباركة فلاديمير بوتين للسيطرة التركية على إدلب والشريط الحدودي، وذلك لأسباب استراتيجية وأمنية.

ذلك أن بوتين ينظر إلى سوريا كقاعدة استراتيجية مهمة للنفوذ الروسي العائد على مستوى السياسة الدولية، فمن القرم إلى دمشق يمتد الجسر الذي تعبر عليه روسيا لاستعادة دورها وإحياء توازنات الاستقطاب الثنائي، ولهذا لن يسمح بوتين بأن تصبح القواعد الروسية في حميميم وجوارها عُرضة لاضطرابات تقوم بها «جبهة النصرة» التي تحظى برعاية ضمنية من إردوغان، ثم إن سوريا باتت قاعدة ارتكاز للمصالح الروسية في المنطقة، والعقود الطويلة المدى الموقَّعة مع دمشق تصل إلى خمســــــــين سنة قابلة للتمديد!

بوتين يعرف جيداً أنه من غير المعقول السماح لإردوغان بالسيطرة على شريط حدودي بهذا العمق في شمال سوريا، لأن من شأن هذا إبقاء جذوة الصراع قائمة، خصوصاً مع وجود النفوذ الإيراني، الذي يحاول منافسة موسكو على الجبنة السورية، ومع تصاعد حدة العمليات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية في سوريا.

ثم إنه ليس خافياً على الرئيس الروسي صحة كل ما أعلنه بريت ماكغورك المبعوث السابق للرئيس الأميركي إلى سوريا، عبر محطة «سي إن إن» قبل أيام عن الدعم الميداني، الذي لطالما وفّره إردوغان للإرهابيين، سواء في «داعش» أو «جبهة النصرة»، معلناً صراحةً «أن تركيا فشلت في الاستجابة لمطالب قوات التحالف الدولي بوقف شحنات الأسلحة التي يتم تهريبها عبر الحدود التركية - السورية، للمساعدة في جهود محاربة الإرهابيين، ولم يتم الوفاء بأيٍّ من اقتراحات أنقرة المتكررة للمشاركة في محاربة «داعش»!

ما حصل مع الأميركيين سبق أن حصل مع الروس، ذلك أن إردوغان يحاول دائماً أن يضع على الطاولة مقترحات تبدو من الناحية النظرية جيدة، لكن لم يتم الالتزام بمضمونها ولم يحصل أي تقدم، وفي هذا الصدد يقول ماكغورك: «قضيت وقتاً طويلاً في أنقرة لأن معظم المواد التي يتم تهريبها لإيصال الإمدادات لآلة الحرب للإرهابيين كانت بكل صراحة تمر عبر الحدود من تركيا إلى سوريا»! المحادثات بين بوتين وإردوغان ركزت على محور أساسي وهي المنطقة الأمنية التي تريد تركيا السيطرة عليها، والتي ستؤخِّر طبعاً أي حلٍّ سياسي ممكن في سوريا، هذا إذا كانت موسكو راغبة فعلاً في الحل، لكن من الضروري أن نتذكّر أن الحديث عن المنطقة الآمنة بدأ بعد التفاهم بين الدول الثلاث الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، على ما سُميت مناطق «خفض التوتر».

لهذا يبقى دائماً في وسع بوتين أن يضع أمام إردوغان، ولو على سبيل التذكير والإحراج، نص ذلك الاتفاق الذي وُقّع في آستانة في الرابع من مايو (أيار) عام 2017، حول إقامة هذه المناطق، وأن يقرأ له مثلاً البند الثالث الذي يقول: «إن إقامة هذه المناطق لا تمس سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها»، فما معنى السيطرة التركية على شريط حدودي بعمق ثلاثين كيلومتراً؟ أما البند السادس فأكد العزم على «محاربة (داعش) و(النصرة) والتنظيمات الإرهابية»، فماذا كانت النتيجة بعد مرور عامين تقريباً، عندما تعلن موسكو أن «النصرة» باتت تسيطر على إدلب بالكامل تقريباً، أما البند الثاني فيقول: «إن هذه المناطق إجراء مؤقت لمدة ستة أشهر»، فما معنى إقامة منطقة آمنة تسيطر عليها تركيا من خلال مجموعات من التنظيمات والمسلحين الإرهابيين؟ في النهاية مَن نصدّق؛ بيان الرئاسة التركية الذي أعلن بعد المحادثات الهاتفية بين ترمب وإردوغان، أنهما بحثا فكرة إنشاء منطقة يتمّ تطهيرها من الإرهابيين في شمال سوريا، أم بيان الخارجية الروسية الذي أعلن عشية القمة بين إردوغان وبوتين، أن محافظة إدلب باتت بالكامل تحت سيطرة «جبهة النصرة»، التي كانت تركيا قد تعهدت بمحاربتها والقضاء عليها في آستانة قبل عامين، في حين يؤكد بريت ماكغورك أن تركيا تنخرط عميقاً في رعاية «النصرة» التي تسيطر على إدلب؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

قضية الإمام موسى الصدر: 4 عقود من التعثّر القضائي والاتهامات السياسية/توتر في العلاقات اللبنانية ـ الليبية إنعكس خلافات في بيروت

يوسف دياب/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19

Musa al-Sadr’s Disappearance: 4 Decades of Judicial Setbacks, Political Accusations
 
Youssef Diab/Asharq Al Awsat/January 26/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/71520/%d9%82%d8%b6%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%af%d8%b1-4-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%ab%d9%91/

صحيح أن العلاقات اللبنانية ـ الليبية مرّت بمراحل صعبة جداً في عهد الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، نتيجة اختفاء المرجع الديني الشيعي الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عبّاس بدر الدين خلال زيارة رسمية للعاصمة الليبية طرابلس أواخر شهر أغسطس (آب) من عام 1978، واتهام نظام القذافي بخطفهم وحجز حريتهم، لكنّها لم تبلغ هذا الدرك الذي بلغته الآن؛ إذ إنه يلامس قطع العلاقات نهائياً بين البلدين وفق ما لوّحت به السلطات الليبية، رداً على إنزال علم الثورة في بيروت وإحراقه، ورفع علم حركة «أمل» مكانه، وتحميل المكوّنات الليبية المتناحرة أصلاً وزر ما ارتكبه النظام البائد.

اندفاعة مناصري «أمل» إلى الشارع وتلويحهم بالتصعيد الشعبي فور وصول الوفد الليبي إلى بيروت للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية، قد تكون بالنسبة للبعض أمراً مفهوماً أو مبرّراً، ويمكن ضبطه أو الحدّ من فاعلية تحرّكه من قبل الأجهزة الأمنية المولجة حماية أمن القمّة وسلامة الوفود المشاركة. غير أن ما أثار القلق والريبة، المواقف التصعيدية التي صدرت عن رئيس السلطة التشريعية نبيه برّي (رئيس حركة أمل)، والرسائل التي وجهها ليس ضدّ ليبيا ووفدها فحسب، بل وصلت إلى التهديد بـ«6 شباط (فبراير) سياسية»، شبيهة بانتفاضة «6 شباط» العسكرية، التي قادها في عام 1984 لإسقاط اتفاق «17 أيار (مايو)» الذي أبرم مع الجانب الإسرائيلي غداة اجتياح لبنان في عام 1982.

رغم تحوّل جريمة اختفاء رجل الدين الشيعي السيد موسى الصدر إلى قضية وطنية، تعني جميع اللبنانيين وليس الطائفة الشيعية وحدها، فإنه ربما يتفهّم اللبنانيون مغالاة حركة «أمل» في حمل قضية الصدر، لكونه مؤسسها. إلا إنّ الاستعراضات في الشارع وإطلاق شعارات لطالما استخدمت في زمن الحرب، أيقظت في عقول الناس مشاهد استفزازية توحي برغبة البعض في هزّ الاستقرار الأمني، بتغطية دينية وسياسية، عبر البيان الصادر عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الذي لوّح بالنزول إلى الشارع وقطع الطرق، في حال أصرت الدولة على حضور ليبيا القمّة.

بالنسبة لأصحاب هذه الطروحات توجد مبررات كافية لمنع تمثيل ليبيا في القمّة، في مقدمها «إمعان سلطتها الحالية في طمس معالم هذه القضية»، وفق ما أوضح القاضي حسن الشامي مقرر لجنة المتابعة اللبنانية لقضية الإمام الصدر ورفيقيه. ويشير الشامي إلى أنه «بدل أن تتعاون الأجهزة الليبية مع اللجنة اللبنانية، فإنها وجّهت أخيراً رسائل تهديد للسفارة اللبنانية في طرابلس، رداً على استفسارات لبنان عن مآل التحقيق المفترض إجراؤه مع قيادات أمنية تابعة للقذافي وموقوفين لديها، وهم على دراية كاملة بوقائع إخفاء الإمام الصدر».

وقائع التواصل مع ليبيا

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قدّم القاضي الشامي ما وصفها بالرواية الكاملة عن مراحل التفاوض مع الجانب الليبي. وقال إنه «بعد أسبوع من مقتل معمّر القذافي وسقوط نظامه، وتحديداً في مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2011، توجّهت إلى العاصمة الليبية عن طريق القاهرة، وكانت قيادة السلطة انتقلت إلى مصطفى عبد الجليل الذي تولى رئاسة المجلس الوطني الليبي». وأردف أن عبد الجليل أبلغه بأن «قضية الإمام الصدر ستكون أولوية وطنية ليبية، وهذه مسؤوليتنا، ونحن شركاء في الظلم معكم». ثم أوضح أن عبد الجليل «شكّل لجنة ليبية لمتابعة القضية معنا، مؤلفة من وزير العدل والمدعي العام وممثل عن مكتب الرئيس (المجلس الوطني)، وقدّموا لنا وعوداً باستجواب موقوفين أساسيين، أبرزهم: عبد الله السنوسي، وعبد الله حجازي، وفرج أبو غالية، وعبد الله منصور، وهؤلاء هم رؤساء الأجهزة الأمنية وقادة عسكريون من الصف الأول وضمن الحلقة اللصيقة بمعمر القذافي، وكان بعضهم في سدّة المسؤولية عند خطف وإخفاء الإمام الصدر». ورغم إعلان السلطات الليبية عن تعاونها الكامل في هذه القضية، فإن الوقائع على الأرض كانت مختلفة، وفيها كثير من اللامبالاة؛ إذ لم تفِ بوعدها باستجواب القادة الأمنيين الموقوفين لديها، ولم تسلّم اللجنة اللبنانية نتائج تحقيقاتها الموعودة. ولفت الشامي إلى أن «وفداً قضائياً ليبياً حضر إلى بيروت مطلع عام 2012، مؤلفاً من ثلاثة قضاة من مكتب المدعي العام، وقابل وزير العدل اللبناني (يومذاك) شكيب قرطباوي، الذي حثهم على تسريع خطوات التحقيق. ثم اجتمعوا بعائلات المخطوفين وتعهدوا بالتعاون المطلق، وطلبوا موعداً لمقابلة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. إلا إن الأخير رفض استقبالهم لأنه يعتبر أن الأزمة موجودة في ليبيا وليست في لبنان، وبالتالي، يجب أن يكون دورهم وعملهم في طرابلس».

اللجنة اللبنانية اليوم تتهم نظيرتها الليبية بـ«المراوغة ومحاولة تضييع القضية، ونقلها إلى مسار الصفقات والتسويات المالية». ويشرح القاضي الشامي، مقرّر اللجنة اللبنانية، أنه «في 16 تموز (يوليو) 2012، أبلغتنا اللجنة الليبية بأنها عثرت على جثّة الإمام موسى الصدر، فانتقلنا مع عائلته إلى ليبيا، وكان معنا الدكتور فؤاد أيوب (رئيس الجامعة اللبنانية حالياً) لإجراء فحوص الحمض النووي (DNA) وجرى إخراج الجثة ووضعها في البراد. وبعد أخذ وردّ لأيام طويلة، قرّروا إجراء هذا الفحص في جمهورية البوسنة والهرسك فوافقنا، وأتت النتيجة غير مطابقة». واستطرد قائلاً إن «هذه المماطلة والاعتراض الذي بدأ من قبلهم، أوصلانا إلى توقيع مذكرة تفاهم في 1 آذار (مارس) 2014». ولفت الشامي إلى أن الجانب الليبي «أقرّ بموجب هذا الاتفاق بأن عملية الخطف حصلت في ليبيا من قبل معمّر القذافي وأركان نظامه، وأن الإمام الصدر لم يغادر طرابلس إلى روما، كما جاء في مزاعم نظام القذافي. ونصّت المذكرة على ثلاثة بنود أساسية، الأول: إجراء تحقيق مشترك والسماح لنا بطرح الأسئلة على الموقوفين الأمنيين. الثاني: البحث في كلّ السجون الليبية. والثالث: التواصل الدائم معنا وتبادل المعلومات».

مسار التهديدات

القاضي الشامي يشدد على أن الليبيين «لم ينفّذوا واحداً في المائة من هذه المذكرة، وبسبب هذا التلكؤ، ذهبت في شهر آذار 2016 إلى ليبيا، وقابلت بعض الموقوفين من المقرّبين من القذافي، وطرحت بعض الأسئلة، لكني لم أتلق أجوبة كافية. ومنذ ذلك الوقت وفور عودتي من طرابلس قطعوا كلّ الاتصالات بنا»، متابعاً أنه «عندما أتى فايز السراج (رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية) إلى السلطة لم يقم بأي خطوة إيجابية تجاهنا». قبل أن يكشف عن أن وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيّالا «أرسل كتاباً إلى السفارة اللبنانية في طرابلس، يتضمّن ما يكفي من التهديد رداً على مراجعاتنا المتكررة، وهذا الموقف يمكن ربطه بموقع سيّالا السابق، حيث كان يشغل موقع وكيل وزارة الخارجية الليبية وهو مقرّب من عائلة القذافي... وانطلاقاً من كلّ هذه الوقائع، تتحمل السلطات الليبية مسؤولية تمييع قضية الإمام الصدر، وعدم التزامهم، وأخلّوا بوعودهم».

أزمة سياسية داخلية

على صعيد آخر، المفارقة أن الخلاف بشأن قضية الصدر لم يقتصر على الجانب الليبي؛ إذ إنها فجرت أزمة سياسية داخل لبنان، بدأت بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي... ومن ثم، انسحبت على علاقة الأخير برئيس الحكومة سعد الحريري، الذي انتقد بشدّة تصرفات مناصري حركة «أمل»، وبالذات، تمزيق العلم الليبي وإحراقه والتهديد باحتلال مطار بيروت الدولي ومرافق عامة، في حال سمح للوفد الليبي بدخول لبنان للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية. وهو ما أدى إلى اعتذار ليبيا عن عدم الحضور والتلويح بقطع العلاقات مع لبنان... وبالتالي، تخفيض مستوى حضور القيادات العربية في القمّة. وقد أعاد الحريري التذكير بأنّ «العلاقة بين الأشقاء يجب أن تعلو فوق الإساءات».

ردّ برّي على الحريري لم يتأخّر، بيد أنه تعدّى التخاطب السياسي، إلى حدّ التلويح بخيار الشارع مجدداً؛ إذ قال رئيس مجلس النواب: «الأسف كل الأسف ليس لغياب الوفد الليبي، بل لغياب الوفد اللبناني عن الإساءة الأم منذ أكثر من 4 عقود»، في إشارة إلى ما عدّه «إهمال» لبنان لقضية الإمام الصدر. وأضاف برّي: «في السياسة نحن نقوم بواجبنا حيال هذه القضية، وإذا كان هناك إصرار على تخطي رأينا، فإن شبابنا يقومون بالواجب»؛ في إشارة إلى نزول مناصري «أمل» إلى الشارع لمنع دخول الوفد الليبي.

توضيح القضاء اللبناني

ولكن اتهام برّي بغياب دور الدولة عن قضية الصدر أو الإساءة إليها لم يمرّ من دون تعليق معاكس؛ إذ شدّد وزير العدل السابق شكيب قرطباوي، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أن الدولة اللبنانية «أنجزت كلّ ما يمكن القيام به، وعيّنت لجنة قضائية وأمنية لمتابعة الملف، وانتقلت إلى ليبيا مرات عدة وقابلت مسؤولين ليبيين، لكن النتيجة لم تكن كما توخيناها جميعاً». وأضاف: «مَن أخفى الإمام الصدر ورفيقيه هو نظام معمّر القذافي، فلماذا نحوّل القضية إلى صراع لبناني داخلي؟ ولماذا نحمّل السلطات الليبية الحالية مسؤولية المأساة وهي غارقة في فوضى داخلية لا تستطيع الخروج منها؟ وهل يعقل الإساءة إلى الدول العربية الشقيقة بهذه الطريقة؟»، مؤكداً أن «وزارة العدل لم تقصّر بدورها، في أي مرحلة من المراحل، حتى قبل رحيل القذافي».

وفي غمرة الصراع على هذا الملفّ، جاء توقيف هنيبعل القذافي، نجل معمّر القذافي، لدى القضاء اللبناني، ليستخدم ورقة ضغط قويّة لإرغام الجانب الليبي على التعاون. وكان القضاء الليبي قد بعث بأكثر من مراسلة يطلب فيها تسليمه هنيبعل لمحاكمته، إلا إن القاضي زاهر حمادة، المحقق العدلي في قضية اختفاء الصدر، الذي أصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه بجرم «إخفاء معلومات تتعلّق بمصير الصدر»، رفض إطلاق سراحه، مستنداً إلى أسباب قانونية تبرّر استمرار توقيفه.

هنيبعل القذافي أداة ضغط

هنيبعل القذافي، الذي كان يقيم في سوريا لاجئا سياسيا وبحماية نظام بشّار الأسد، كان جرى استدراجه من مدينة اللاذقية إلى العاصمة السورية دمشق، بواسطة سيدة تدعى فاطمة، بالاتفاق مع النائب اللبناني الأسبق حسن يعقوب (نجل الشيخ محمد يعقوب المخطوف مع الصدر). ولدى وصول هنيبعل إلى دمشق، جرى تخديره من قبل مجموعة مسلحة، عملت على نقله إلى داخل لبنان بواسطة معبر غير شرعي، وسلّمته إلى يعقوب حيث جرى احتجازه وضربة وتعذيبه داخل شقة سكنية في منطقة البقاع اللبناني، ما تسبب بكسر في أنفه، وذلك في منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) 2015. بعدها اكتشف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبنانية أمر خطفه واحتجازه، وهو يعمل على تحريره، وتسليمه إلى القضاء، بينما جرى توقيف النائب السابق يعقوب و4 آخرين بجرم خطف القذافي الابن وحجز حريته وتعذيبه جسدياً ومعنوياً.

المحقق العدلي القاضي زاهر حمادة ما زال يرفض الإفراج عن هنيبعل، رغم المطالبات المتكرّرة من النظام السوري، بتسلّمه كونه يتمتع بحق اللجوء السياسي في سوريا. ولقد دخلت موسكو في الأسابيع الأخيرة على خطّ الضغط على لبنان للإفراج عنه، في حين رفض القضاء اللبناني طلبات متكرّرة من القضاء الليبي لاستعادة القذافي بصفته مواطنا ليبيا مطلوبا لبلاده.

كذلك، يوجّه رجال قانون وسياسيون انتقادات للقضاء بسبب استمرار توقيف القذافي الابن، ويسخرون من اتهام هذا الموقوف بالتدخل في جريمة خطف الصدر ورفيقيه، علما بأن هنيبعل «لم يكن يتجاوز السنوات الثلاث من عمره يوم اختفاء الصدر»، لكنّ مصدراً قضائياً مطلعاً على تفاصيل الملف القضائي، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «قرار استمرار التوقيف مبرر قانوناً، بسبب تعمّد القذافي الابن كتم معلومات تتعلّق بالجريمة المتمادية منذ أكثر من 40 سنة». وكشف أن «هنيبعل تدخّل لاحقاً بالجريمة، وهو اعترف صراحة أمام المحقق العدلي بأنه أصبح عضواً باللجنة الأمنية، وأعلن أنه لم تتم تصفية الإمام الصدر، بل جرى نقله إلى سجون عدّة وذكر أسماء هذه السجون».

ويرى مصدر سياسي في قوى «14 آذار» أن مقاربة الثنائي الشيعي «أمل» و«حزب الله» لقضية الإمام الصدر، تندرج في نطاق الاستثمار السياسي، الذي يتعدّى البحث الحقيقي عن مصير الإمام المغيّب. وطرح المصدر عبر «الشرق الأوسط» التساؤل: «كيف نفسّر ليونة هذا الفريق مع حضور ليبيا في القمّة العربية في بيروت عام 2002، عبر علي عبد السلام التريكي رئيس حكومة القذافي، في حين نجد اليوم هذه الانفعالات والتصرفات الميليشياوية ضدّ الذين أطاحوا بالقذافي؟».

ورأى أن هذا الفريق «يتعامل مع القضية بازدواجية تامّة؛ إذ إنه يقاتل من أجل دعوة النظام السوري للقمة، وهو يعلم يقيناً أن نظام الأسد شريك فعلي في مؤامرة خطف الصدر وإخفائه»، مذكراً بأن حافظ الأسد «استقبل القذافي بحفاوة بالغة، بعد أشهر قليلة من اختطاف الإمام الصدر، وعلاقات النظامين ظلّت وثيقة إلى حين سقوط نظام القذافي».

 

الحريري التقى جعجع في باريس وبحثا ملف تشكيل الحكومة

السبت 26 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، عند السابعة من مساء اليوم بتوقيت بيروت، السادسة بتوقيت باريس، في دارته بالعاصمة الفرنسية، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس الخوري، وعرض معه آخر التطورات السياسية، ولا سيما ما يتعلق بملف تشكيل الحكومة.

 

مطر في قداس الذكرى 17 لاستشهاد حبيقة ورفاقه: تميز بطاقات العطاء وأمن الكهرباء بصورة ما زلنا عن مثل هذا التأمين عاجزين

السبت/26 كانون الثاني 2019 /وطنية - أحيت عائلة الوزير والنائب السابق ايلي حبيقة، الذكرى السابعة عشرة لاستشهاده ورفاقه فارس سويدان وديمتري عجرم ووليد زين، بقداس ترأسه راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، عاونه فيه لفيف من الكهنة في كنيسة مارت تقلا - الحازمية.

 

التقى باسيل مرتين وجعجع... ونفي لاقتراح الرئيس المكلف "الأفكار القديمة"

هل عاد الاعتذار واحداً من 3 خيارات للحريري إذا بقيت الحكومة أسيرة "الحلقة المفرغة" هذا الأسبوع؟

بيروت - وليد شقير26 كانون الثاني 2019 /ما أن أعلن الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري الأربعاء الماضي إثر لقائه رئيس "الحزب التقدمي وليد جنبلاط، أنه "سأحسم قراري الأسبوع المقبل"، حتى أخذ بعض الفرقاء المعنيين بتأليف الحكومة، ومنهم أوساط "حزب الله" وحلفاؤه في "اللقاء التشاوري" للنواب السنة الستة، يردون التأخير إلى "مماطلة الرئيس المكلف" وإلى عدم الوضوح في نية تشكيلها وإلى عدم إقدام الحريري. كما أن نواب "تكتل لبنان القوي" بدورهم أخذوا يتحدثون عن أنه سيكون للرئيس العماد ميشال عون موقف في حال لم تنجح المحاولة الأخيرة التي يبذلها الحريري، سواء من خلال الاتصالات التي أجراها في بيروت أو التي أجراها في باريس أول أمس مع رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، ثم مساء أمس مع رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع بحضور وزير الثقافة غطاس خوري، والذي أعقبه اجتماع ثان بين الحريري وباسيل.

وإذ واكب هذه الاجتماعات التي يعقدها الحريري في العاصمة الفرنسية الوزير خوري، والوزير السابق الياس بو صعب، اللذين التقيا لغربلة نتائج اللقاءات التي عقدها الحريري، فإن المصادر المطلعة على الاجتماعات توقعت أن يعود الحريري إلى بيروت في الساعات المقبلة، من أجل متابعة جهوده، على أن يتوجها بلقاء الرئيس عون لتقويم المعطيات التي تجمعت لديه واتخاذ القرار المناسب في شأن الحكومة. وفي انتظار تبيان ما حملته لقاءات باريس، قالت مصادر متابعة للاجتماعات التي عقدها الحريري في بيروت، واجتماعه الأول مع باسيل في العاصمة الفرنسية ل"الحياة" إنها "لم تسفر عن جديد، بل هي تدور في حلقة مفرغة تطرح فيها الأفكار القديمة التي كان طرحها باسيل، أي الأفكار الخمسة التي سبق أن أعلن أنه اقترحها على الرئيس المكلف، والتي باتت الأجوبة عليها معروفة ولم تلق تجاوباً حين طرحت قبل أسبوعين" (تشمل رفع عدد الوزراء إلى 32 - تسمية الوزير الممثل للقاء التشاوري من حصة رئيس الجمهورية على أن يكون من كتلته الوزارية - تسمية هذا الوزير من حصة الرئيس الحريري بعد استرجاعه المقعد السني الذي كان تنازل عنه للرئيس عون بحيث يسترد الأخير الوزير المسيحي الذي كان بادل به الحريري للحصول على وزير سني، ويعينه من حصته وإجراء تبديل في الحقائب بموازاة تعيين وزير ل"التشاوري" من حصة الرئيس عون...)

لا خرق

وأضافت المصادر: "لا يمكن الحديث عن حصول خرق في جدار الأزمة حتى مساء أمس طالما تطرح مجددا أفكار قديمة لم تنجح. ويجب انتظار عودة الحريري". ونفت المصادر ل"الحياة" التسريبات عن أن الحريري أعاد طرح مسألة تبديل الحقائب خلال لقائيه مع كل من رئيس البرلمان نبيه بري وجنبلاط، وأكدت أن الرئيس الحريري يعرف أجوبتهما على هذه الأفكار القديمة المتعلقة بتغيير الحقائب، أي بتحقيق مطلب باسيل الحصول على حقيبة البيئة، الآيلة إلى كتلة بري، واستبدالها بالصناعة الآيلة إلى جنبلاط، وبإعطاء الإعلام ل"القوات اللبنانية" أو "الاشتراكي" مقابل تخلي أي منهما عن الحقيبة التي اتفق على أن تكون من حصته. وذكرت المصادر إياها ل"الحياة"، في معرض نفيها التسريبات في هذا الشأن، أن الرئيس الحريري ليس في وارد التسبب بخلاف بين بري وجنبلاط، وهو يدرك جيدا أن جنبلاط ليس في وارد التنازل عن حقيبة الصناعة، لا سيما في هذه الظروف بالذات التي يتعرض لهجوم عليه وعلى حزبه وعلى طائفته. ولم تكن إشارة الحريري وهو يخرج من منزل جنبلاط عن عبث حين قال أن "هناك تهجما علينا وعلى وليد بك، ونحن نعمل على رص الصفوف في ما بيننا". وتابعت المصادر: "أي سياسي يكون في موقع جنبلاط يصعب الطلب منه التنازل لأنه قدم ما يكفي من تنازلات".

وشددت المصادر على أن الحريري بدوره ليس في وارد أي تنازلات جديدة تطلب منه، وسألت عماذا يتنازل بعدما قدم تضحيات كثيرة؟ واعتبرت أن "أي تنازل من قبل الحريري يعني أنه لم يعد رئيسا للحكومة".

خيارات يملكها صاحبها

وحصرت المصادر الجهود التي يقوم بها الحريري بالقول إنه "لا يطرح أفكارا من النوع الذي تتناوله التسريبات، بل هو يتشاور مع القوى السياسية الرئيسة حول وجوب تسريع تأليف الحكومة وضرورة حسم ولادتها هذا الأسبوع وإلا يجب البحث عما يجب القيام به في حال عدم تأليفها. ولا تعطي المصادر المتابعة لاتصالات الرئيس المكلف صورة عن توجهات الحريري في قرار الحسم الذي وعد به هذا الأسبوع، وتكتفي بالقول أن "الخيارات حول كيفية التعاطي مع الوضع الحكومي في ظل انسداد الأفق، يملكها صاحبها فقط". ما هي خيارات الحريري المحتملة التي تشدد المصادر المتابعة على أنه يملكها وحده؟

مصادر سياسية مراقبة لأزمة تعطيل التأليف تعتبر أن الخيارات باتت معروفة، طالما أن الحريري وضع لنفسه مهلة للتشاور مع القوى الرئيسة المعنية بالتأليف، لكن الحسم بأي منها مرهون بنتيجة المشاورات التي يجريها. ويعرض المتابعون هذه الخيارات المطروحة في حال الفشل في إحداث اخاراق يسمح بولادة الحكومة كالآتي:

- اللجوء إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال التي يؤيدها الرئيس بري، والتي سبق أن طالب الحريري باللجوء إليها على الأقل من أجل إقرار موازنة عام 2019 . لكن هذا الخيار يستبعده الرئيس عون الذي يعبر أن إقرار الموازنة يجب أن يتم من قبل الحكومة الجديدة، وبالتالي استعجال تأليفها. أما الحريري فإنه يتريث في اتخاذ موقف من هذا الخيار، وسط اعتقاد المراقبين أن أوساط الرئيس المكلف كانت علقت على هذا الاقتراح بالقول أن رئيس حكومة تصريف الأعمال لن يدعو الحكومة لأي اجتماع تحت عنوان الضرورة إلا إذا كان رئيس الجمهورية موافقا على ذلك. وبالتالي هو كان استبعده

- البقاء على الوضع الحالي في انتظار حلحلة العقد استناداً إلى قناعة بأن تعطيل الحكومة مرهون بتطورات إقليمية، أو على الأقل بحسابات الفرقاء الداخليين للتطورات الإقليمية. والمراقبون الذين يتعاطون مع هذا الخيار يعتبرون أن "حزب الله" باشتراطه تمثيل حلفائه السنة حين قال إن لا حكومة من دون توزير من يمثلهم، يطمح إلى تكريس ما يعتبره انتصار المحور الإيراني - السوري في سورية تغييرا في التوازنات اللبنانية الداخلية بالتدرج، وأنه حتى لو وجد مخرج لهذا المطلب فإن هذا المحور يرهن لبنان وحكومته ورقة في وجه الضغوط الأميركية على إيران في سورية، وبالتالي لا بد من الانتظار حتى يستنفد الحزب استخدامه ورقة التعطيل بعدما ضمن حصوله على الحقيبة الوزارية التي يريد، أي الصحة، حتى تتشكل الحكومة. ويرى المراقبون أن الرئيس عون قد يجد نفسه أقرب إلى هذا الخيار، إذا وجد أن هناك من يسعى إلى خفض قدرته على امتلاك كتلة وزارية من أجل تنفيذ مشروعه الإصلاحي. وثمة من يعتقد في هذا الإطار أن الانتظار قد يعني بالنسبة إلى الحريري الاعتكاف احتجاجا على عرقلة مهمته.

- لا يستبعد هؤلاء المراقبين أن يكون خيار اعتذار الحريري عن عدم تأليف الحكومة لرفضه الاستمرار في المراوحة، بات واردا خلافا للمرحلة السابقة التي كان يستثني هذا التوجه من الاحتمالات كما قال في بعض تصريحاته قبل أشهر، حين كان يأمل بأن صبره سينجم عنه نتيجة إيجابية بعدما ساندته دول وربطت الاستقرار في البلد بوجوده على رأس الحكومة وسعت لدى أطراف إقليمية منها إيران، مثل القيادة الروسية، لتسهيل قيام الحكومة. وفي رأي المراقبين السياسيين أن فشل كل هذه المحاولات سيدفع به إلى التفكير بخطوة الاعتذار إذا لم ير أفقا للخروج من نفق التعطيل. ويذكّر بعض هؤلاء المراقبين بتصريحات لنواب وقياديين من "تيار المستقبل" في معرض نفيهم لتفكير الحريري بالاعتذار، أنه إذا فعل ذلك لن يعود ليقبل بالتكليف. ويقول هؤلاء إنه إذا لجأ الحريري إلى الاعتذار فإنه يكون قد انسجم مع قوله في موقفه الذي أعلنه حين جرى تعطيل التألأيف نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أنه لم يعد مقتنعا بأن عليه لعب دور أم الصبي من باب الحرص على البلد، وقلقه على الوضع الاقتصادي والحاجة إلى تطبيق قرارات مؤتمر "سيدر"، لأن تمديد التعطيل يزيد من تآكل دوره وشعبيته أكثر فأكثر.

 

جنبلاط: هل إطالة التشكيل لإنهاك لبنان اقتصادياً؟ حوري: الحريري يدرس كل الخيارات المتاحة أمامه

بيروت - "الحياة26 كانون الثاني 2019 /ينتظر اللبنانيون عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من باريس لمواصلة مشاوراته لحل العقدتين الماثلتين أمام تشكيل الحكومة، أي إعادة توزيع الحقائب وتمثيل "اللقاء التشاوري". وغرد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط عبر "تويتر"، قائلا: "قبل ان يقفل باب التفكير الحر او يصبح احاديا هل ان تشكيل الحكومة في لبنان مرتبط بانجاز حكومة العراق، ام بإتفاق اضنة أم أصبحنا في مسار واحد مع أزمة فنزويلا مرورا باليمن؟ وهل الاطالة في انجاز الحكومة هو لاضعاف لبنان اقتصاديا وانهاكه من أجل تعميم اليأس والفقر والهجرة؟ مجرد خواطر".

وأشار عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب فيصل الصايغ الى ان "الوضع الاقتصادي يتراجع بشكل هائل وهناك تفاؤل حكومي"، وقال "إذا تنازل وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل عن الوزير رقم 11، عندها نذهب الى تأليف الحكومة". واعتبر ان "أيّ فريق ينال 11 وزيراً يتحكّم بالحكومة"، وقال: "نحن ضدّ هذا المنطق وحلفاء الوزير جبران باسيل لن يقبلوا بإعطائه القوّة له حصرا". وأعلن ان "رئيس "التقدمي" لن يتنازل عن حقيبة الصناعة"، وقال: "أدّينا قسطنا الى العلا. نحن ضدّ المشاريع المذهبيّة وقمنا بما علينا كفريق سياسي للوصول إلى حلّ حكوميا".

بزي للتخلي عن النكد السياسي

ودعا عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي إلى "الاتعاظ والاستفادة من التجارب المريرة الماضية والتخلي عن النكد السياسي، والشد على الذات والتنبه إلى ما يجري حولنا من أزمات وتوترات إقليمية، ولربما هذه التوترات تتحول الى سخونة وحرب، ونحن لسنا ببعيدين عنها، فكيف يمكن أن نواجه هذه الأوضاع والمؤشرات السلبية القادمة؟". واضاف: "علينا الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبالأخص بعد أن لمسنا من الأيام الماضية، ان هناك نفسا ايجابيا وزخما وتعاطيا جديدا باتجاه حسم الأمور وإنهاء الملف الحكومي". وأمل عضو تكتل "لبنان القوي" النائب روجيه عازار، في أن "تنتهي محاولات الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، وأن يكمل مهمته ولقاءاته بعد عودته من باريس لأن الوضع لم يعد يحتمل". وشدد عضو كتلة "المستقبل" النائب طارق المرعبي على "ضرورة تصفية النيات والعمل تحت سقف الوطن بعيدا من التجاذبات والاجندات الخارجية". وقال: "الرئيس الحريري لا يزال متفائلا بقرب تشكيل الحكومة ونأمل في ان يعمل الافرقاء على تذليل العقبات والعراقيل اذا كانوا يريدون انقاذ الوطن"، لافتا الى "ان الاوضاع الاقتصادية صعبة واوضاع المواطنين حرجة والضغوط المادية مرهقة والبطالة تشكل عبئا كبيرا على الشباب في ظل غياب فرص العمل". وقال: "لا ارى كثيرا من التشاؤم بل متفائل والرئيس الحريري لن يكل او يمل للتوصل الى تشكيل حكومة قوية وقادرة على مواجهة الازمات ومعالجتها".

واعتبر مستشار رئيس الحكومة المكلف النائب السابق عمار حوري أن "الرئيس الحريري قدّم كل التضحيات الممكنة في الملف الحكومي"، محذراً من أن "البلد وصل الى حافة الهاوية والمطلوب وقف الصراع الحاصل على الحصص والحقائب". وفي حديث الى "صوت لبنان"، أكد أن "الأسبوع المقبل سيكون حاسماً بتشكيل الحكومة وإلا فسيكون هناك موقفاً حاسماً للرئيس الحريري الذي قال حوري إنه "لم يتحدث يوماً عن حصرية التمثيل ولم يطالب بحصة وزارية لرئيس الحكومة أسوة برئيس الجمهورية". ورأى أن "البعض يخرق الدستور من خلال وضع شروط وعقبات أمام تشكيل الحكومة التي يجب أن تنحصر برئيسي الحكومة والجمهورية"، داعياً القوى السياسية كافة الى "تحمل مسؤولياتها وتسهيل عملية التأليف". وإذ تمنى أن يكون الحسم المرتقب ايجابياً، لفت حوري الى أن "الحريري يدرس كل الخيارات المتاحة أمامه في حال لمس عدم تجاوب الأطراف الأخرى . كل الخيارات مفتوحة". وشدد على أن "الحل يقوم على تسوية وسطية بعد تنازل الجميع"، مشيراً الى أن "تبديل الحقائب ليس العقدة الأساسية".

علوش: مفتاح الحل عند باسيل

واوضح عضو كتلة "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش لـ"المركزية" "أن المعطيات ما زالت حتى الآن غير كافية، حتى نتمكن من القول أن الحكومة جاهزة. هناك بعض الحلحلة في ملفات محددة كمسألة تبادل الحقائب، التي يبدو أنها تحلحلت لو أنها غير ثابتة نهائياً، خاصة ان رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط قال "حلّوا المشاكل الاخرى بعدها تعالوا إليّ". وهنا تجدر الاشارة الى أن مسألة توزيع الحقائب تدور حول ثلاث هي الاقتصاد والبيئة والصناعة، بحيث تُعطى الاولى للحزب الاشتراكي والثانية لحركة امل والثالثة للتيار الوطني الحر. أما بالنسبة لعقدة تمثيل "اللقاء التشاوري" فقال علوش: "المسألة تتمحور اليوم حول اسم الوزير وتموضعه والكتلة التي سينتمي إليها، وكل هذه الامور لم تحسم بعد، ولم يقع اختيار رئيس الجمهورية حتى الآن على اسم معين. وفي رأيي مفتاح الحل عند جبران باسيل. ومن المفترض ان يتبين امر ما يوم الاثنين".

 

السيد حسن نصرالله: الحريري يحاول تدوير الزوايا وأن يكون إيجابيا ونحن حريصون على الانفتاح والتعاون معه

السبت 26 كانون الثاني 2019 /وطنية - كشف الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أن هناك عقدتين تواجهان تأليف الحكومة، هما توزير "اللقاء التشاوري" وتوزيع الحقائب، لكنه أكد أن "المساعي جدية لتأليفها"، وقال: "مصرون على تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن لأن ذلك هو من مصلحة لبنان". وأشار إلى ان الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري يحاول تدوير الزاويا، وأن يكون إيجابيا، ونحن حريصون على الانفتاح والتعاون معه، رغم مهاجمتنا من قبل تيار المستقبل. ورأى أن "موضوع الفساد قديم ومكافحته معركة طويلة وصعبة ومعقدة، وأن سده يكون بقوانين تقطع الطريق على الفاسدين"، مؤكدا "جدية الحزب وإصراره على مكافحة الفساد"، داعيا إلى "التخلي عن التلزيم بالتراضي واعتماد المناقصات"، جازما أن "الشيعة لم يطالبوا بالمثالثة بالمطلق، ولا بتغيير اتفاق الطائف". وأكد أن "التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر ما زال قائما وصامدا"، واصفا علاقته برئيس التيار الوزير جبران باسيل بالجيدة، منبها إلى أن "الاختلاف بين تيارين، لا يجب أن تتأثر به قاعدتاه الشعبيتان، لأن الاختلاف أمر وارد دائما". وقال: "إن ما عزز الصداقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وباسيل، هو ما حصل في عدوان تموز 2006، وما قالاه في السر والعلن وظهر ذلك في ويكليكس"، مشدد على أن "العلاقة مع الرئيس عون لم تتغير والثقة به قوية، وهناك تواصل بيني وبين رئيس الجمهورية لحل أي التباس". واعتبر أن "القمة الاقتصادية في بيروت كانت مقبولة ومعقولة، ولا سيما في الجانب السياسي، وأن كلام باسيل عن ضرورة حل مسألة إخفاء الإمام الصدر كان مهما"، كما وصف "الكلام في القمة عن القدس ممتاز، وكلام الرئيس اللبناني ووزير الخارجية عن إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية مهم جدا".

 

نصرالله: الأنفاق حقيقة ولست ملزما بالقول إن حزب الله حفرها ودخول الجليل أحد خططنا للحرب المقبلة

السبت 26 كانون الثاني 2019 /وطنية - جزم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بأنه لا يعاني من أي مشكلة صحية، واصفا كل ما قيل في هذا الشأن بأنه أكاذيب ولا أساس له من الصحة. وفي مقابلة مباشرة معه تبثها قناة "الميادين" منذ الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم، تحت عنوان "حوار العام"، أوضح نصرالله أنه لا يتكلم إلا في المناسبات، معلنا عن 3 إطلالات له في شباط المقبل، وعازيا عدم إطلالته خلال الفترة الماضية إلى انه "لم يكن لنا مناسبات للتحدث"، ومشيرا إلى ان ما سمي بدرع الشمال الذي تحدث عنه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو "وكان أقل من اعلان حرب، يومها حصل بيننا نقاش وكان القرار بعدم التحدث والرد على هذا الحدث".وأكد استمرار عملية الحفر على الحدود مع فلسطين المحتلة بحثا عن أنفاق. كما أوضح انه لا يريد تكريس معادلة الرد "على أي خبر يصدر ضدي". وعن مسألة الانفاق قال: "أنا لست ملزما أن أقول إن حزب الله هو من قام بحفر هذه الانفاق، بمعزل عمن قام بحفرها، لأننا لا نشتغل عند العدو الاسرائيلي"، كاشفا عن وجود انفاق "وهذه حقيقة"، مضيفا "هناك أنفاق ولكن الأمر المفاجىء أن هذه الأنفاق طال وقتها حتى اكتشفها الاسرائيلي". وقال إن أحد الأنفاق يعود إلى 14 عاما، داخل فلسطين المحتلة، ولكن الاستخبارات الاسرائيلية وتقنياتها لم تكتشف هذا النفق".

وإذ رأى ان مسألة وجود الأنفاق يجب ان تبقى غامضة، سأل المستوطنين حول ما اذا كان قادتهم يكذبون عليهم، وأكد مجددا ان عملية درع الشمال لم تنته بعد. واعتبر ان قادة العدو يتعاطون مع التهديدات العربية بنوع من الاستخفاف، ولكنهم تعاطوا مع كلام "حزب الله" عن عملية الجليل بجدية، معلنا ان الاسرائيلي يخشى كلام الحزب، لذلك يعمل على بناء جدار اسمنتي وتغيير في بعض التلال جغرافيا، إضافة إلى قيامهم بأكبر عملية مناورة العام 2017 "وهذا كان خدمة لنا، إضافة إلى خدمة ثانية تتمثل بالرعب الذي أدخلوه في قلوب المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، من خلال التضخيم الاعلامي الذي قام بها نتنياهو". وأبدى استغرابه، ساخرا من كلام ايزنكوت حول الانفاق، بالقو:" هل ان حزب الله سيحشر مقاتليه في أنفاق، في حين ان طول الحدود يقارب مئة كيلومتر".ورأى أن "وجود أنفاق يساعد بشكل جزئي، وعندما ستحصل العملية فسوف لن يعرف العدو من اي سندخل"، موضحا أن كلامه الأن "لا يعني إعلان حرب". وقال: "لقد ضحكت كثيرا عندما قال نتنياهو وأزينكوت إن عملية درع الشمال انتهت"، مضيفا: "من أجل الدفاع عن بلدنا، من حقنا أن نتخذ كل الإجراءات الدفاعية، وفي خططنا الورقية، التي رتبناها للحرب المقبلة، الدخول إلى الجليل، ولكن في الحرب نقرر إن كنا سندخل أو لا ندخل"، مؤكدا "لدينا القدرة على فعل ذلك، ولدينا القدرة ومنذ سنوات، وخاصة بعد تجربة سوريا"، واصفا "الإسرائيلي بالجبان، المختبئ خلف جدار، وقد أوجدنا الحل لمعالجة ذلك".

 

نصرالله: الأميركي عرض الانسحاب الكامل من سوريا شرط انسحاب إيران لكن الإيراني رفض والروسي لم يمارس ضغطا في هذا الأمر

السبت 26 كانون الثاني 2019 /وطنية - رأى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن"الحرب في سوريا تتجه إلى الانتصار، وصارت في المرحلة الأخيرة، ولكن الملف لم يغلق بسبب إدلب وشرق الفرات"، معتبرا أن "المأزق تركي وكردي وأميركي في شرق الفرات وفي إدلب، ولكن الجيش السوري قادر على حسم المعركة في شمال سوريا"، مؤكدا أنه "في الفترة القريبة سيتم الانتهاء من وجود داعش في شرق الفرات، على يد الوحدات الكردية، لكن الأولوية في إدلب ما تزال للحل السياسي". وقال: "برأيي، إن ترامب في قراراته، جاد وصادق مع نفسه، وواحدة من وعوده الانتخابية كانت مسألة وجود قوات أميركية في الخارج، والكلفة التي يدفعها من اجلها، وقرار ترامب بالانسحاب في سوريا وما رافقها من اتصالات مع الروس، تتلعق بأن الأميركي يعرض عليهم الانسحاب الكامل من سوريا شرط انسحاب إيران"، مضيفا: "لقد أبلغني الرئيس روحاني بهذا الأمر بعد إبلاغه اياه من الروس، ولكن كان رأيي أن الأميركي سيخرج لحفظ ماء وجهه، وأنه لذلك يريد تحقيق إنجاز بأن الإيراني انسحب، لكن الإيراني رفض الخروج من سوريا"، مشيرا إلى أن "الروسي لم يمارس ضغطا في هذا الأمر".واعتبر أن "زيارة الرئيس السوداني البشير إلى سوريا، حصلت بضوء أخضر سعودي، وهناك معلومات تفيد بأن بعد قرار ترامب واستقالة ماتيس، أدتا إلى خوف لدى السعودية والإمارات، فعقدا جلسة تقييم في أبو ظبي على مستوى عال حول سوريا، وتوصلوا فيها إلى أن الخطر في سوريا ليس الإيراني بل التركي، وأن الروس أقل خطرا. محور السعودية والإمارات يخشى تقدم المحور التركي- القطري- الاخوان المسلمين، من هنا كان انفتاحهم على دمشق".

 

نصرالله لنتنياهو: إهدأ ونملك صواريخ دقيقة وبأعداد كافية لأي حرب مقبلة ولضرب أي هدف نريده

السبت 26 كانون الثاني 2019/وطنية - أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله استعداده ل"مناقشة الإستراتيجية الدفاعية"، وقال: "لأن لدينا حججا قوية ونستند إلى العلم، وحقيبتنا ملأى في مناقشة هذه المسالة، خاصة أن هذا البند ورد في ورقة التفاهم بيننا وبين التيار الوطني الحر". ورأى أن "التطورات في سوريا ومخاوف إسرائيل منها، تجعل الإسرائيلي في حال من التوتر"، متوقعا "ارتفاع صوت نتنياهو أكثر، إلى حين إجراء إنتخابات". وعن "امتلاك المقاومة صواريخ دقيقة"، قال: "لقد يئس الإسرائيلي من منع حزب الله من امتلاك صواريخ"، مؤكدا أن "أي حرب ستحصل ستكون كل فلسطين ميدان حرب". أضاف: "إن الصاروخ الدقيق لن يحصل معه خطأ"، معتبرا أن "القصف الإسرائيلي على سوريا هو بلا هدف"، كاشفا عن "امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة وبأعداد كافية لأي حرب مقبلة، ولضرب أي هدف نحن نريده"، داعيا نتنياهو إلى "الهدوء".

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 25 و 26 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

 

من هم الياجوج والماجوج في الأساطير وفي الدينات المسيحية والإسلامية واليهودية؟

جمع الياس بجاني/26 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71490/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AC%D9%88%D8%AC-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AC%D9%88%D8%AC-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D9%81%D9%8A/

 

نحن بالروح الأبية ما زلنا اصحاب قضيه ولا بد لليل ان ينجلي ... بطل العنجهية والكرامة والمواقف يعز عليه قومه

الأب سيمون عساف/26 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71507/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D9%86%D8%AD%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D8%B2%D9%84/

 

أمين التوجيه في المؤتم الدائم للفدرالية المحامي نديم البستاني: ندعو مجلس الوزراء فور تشكيله إلى إقالة الدكتور فؤاد أيوب الذي يهتك بالميثاقية ليصار إلى إعادة رئاسة الجامعة اللبنانية إلى حضن المسيحيين

26 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71504/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D9%84%D9%84%D9%81%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%84/

 

قضية الإمام موسى الصدر: 4 عقود من التعثّر القضائي والاتهامات السياسية/توتر في العلاقات اللبنانية ـ الليبية إنعكس خلافات في بيروت

يوسف دياب/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19

Musa al-Sadr’s Disappearance: 4 Decades of Judicial Setbacks, Political Accusations
Youssef Diab/Asharq Al Awsat/January 26/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71520/%d9%82%d8%b6%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%af%d8%b1-4-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%ab%d9%91/

 

 

Analysis/Two Years In, Gulf States Disappointed in Trump on Everything From Iran to Peace
 
تحليل من الهآرتس لأمير تيبون: بعد سنتان لترامب في البيت الأبيض هناك خيبة في دول الخليج العربي من كل شيء بدءاً بإيران وحتى السلام
 Amir Tibon/Haaretz/January 26/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71510/amir-tibon-haaretz-two-years-in-gulf-states-disappointed-in-trump-on-everything-from-iran-to-peace-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%AA%D8%B3-%D9%84%D8%A3/

 

 

Analysis/Trump, Terror and Tomatoes: As U.S. Eyes Iraq Buildup, Iran May Stand to Gain
 
تحليل من الهآرتس لزفي بارئيل: ترامب والإرهاب والبندورة: مع تطلع الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها في العراق ، قد تقف إيران في طريقها وتحقيق مكاسب
 Zvi Bar'el/Haaretz/January 26/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71517/zvi-barel-haaretz-trump-terror-and-tomatoes-as-u-s-eyes-iraq-buildup-iran-may-stand-to-gain-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A2%D8%B1%D8%AA%D8%B3-%D9%84%D8%B2/

 

 

Musa al-Sadr’s Disappearance: 4 Decades of Judicial Setbacks, Political Accusations
 Youssef Diab/Asharq Al Awsat/January 26/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71520/%d9%82%d8%b6%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%af%d8%b1-4-%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%ab%d9%91/