المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january26.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الأمين الخائن والحكيم/فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الوقوع في افخاخ التجربة وذاك السياسي البائس

الياس بجاني/الحريري وجنبلاط وجعجع سلموا لبنان لحزب الله

فلنقاطع برنامج طوني خليفة بعد أن تطاول على الرئيس الشهيد بشير الجميل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الإكليروس "يبيع" موقف كنيسة مار مارون .. وكأنه وكيل تفليسة/سيمون شاهين أبو فاضل/ الكلمة أونلاين"

وحدة شهداء المسيحيين في كنيسة سيدة زغرتا...

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: كيف_بدّي_إنسى_كيف_بدنا_ننسى

اسأل الله الهَدي للضالين والسير بنا الى ميناء الأمان/الأب سيمون عساف

مرحلة الأفول/مروان المعشّر/مركز كارنيغي للشرق الأوسط

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 25/01/2019

وطنية: أسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 25 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

صوت "خضرا" يصدح في أروقة الاحزاب المسيحية/علاء الخوري/ ليبانون ديبايت

تعيينات المالية تكشف مزايدات الأحزاب المسيحية

مطار حامات من الكتائب إلى السوريين.. فالأميركيين/كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

رسائل سورية تعمّم الخوف السياسي.. ولا ملجأ/منير الربيع/المدن

ايلي غبش: مقرصن لدى "مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية"

تشكيل الحكومة: خداع موصوف

عودة طوعية لمئات السوريين

السفير السعودي: آليات لمساعدة لبنان

نصائح دولية للبنان بتسريع ولادة حكومته ولافروف دخل على خط الاتصالات ودبلوماسيون غربيون شددوا على تأليفها/محمد شقير/الشرق الأوسط

الحكومة اللبنانية أمام مرحلة الحسم: التأليف أو الخيارات المفتوحة بعد إعلان الحريري أن موقفه النهائي سيكون في الأسبوع المقبل

وزير المالية اللبناني يؤكد انتظام دفع الرواتب والأجور وعون ترأس اجتماعاً للبحث في آليات الإنفاق والإصلاحات

توقيف «أحد أخطر المطلوبين» في عرسال

لبنان يسعى إلى «تصنيف دولي متقدم» لمطار بيروت وانتقادات لسيطرة «حزب الله» على مراكز أمنية داخله وفي محيطه

زبالة الدولة أم دولة الزبالة/الشيخ حسن سعيد مشيمش

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تل أبيب تتحدث عن إطلاق نار في الجولان

طهران تنتقد عدم تشغيل «إس 300» خلال القصف الإسرائيلي

موسكو تدعم حوار أنقرة مع دمشق لتطوير اتفاق أضنة

قلق فرنسي من خطة تركيا شمال سوريا

ايران تتهم روسيا بتسهيل غارات اسرائيلية على دمشق وجنرال روسي يتذرع "بتجديد الذخيرة"

التنسيق بين القوات الروسية والقوات الإسرائيلية تجاوز أزمة إسقاط طائرة التجسس الروسية في سبتمبر 2018

أردوغان يتوقع إقامة المنطقة الآمنة خلال بضعة أشهر/ذكّر أردوغان باتفاق مبرم مع سوريا يسمح لتركيا بدخول الأراضي السورية عندما تواجه تهديدات.

واشنطن تفرج عن مذيعة "برس تي في" الإيرانية احتجزت كشاهدة أساس في تحقيق فيدرالي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصرالدين الغريب شيخ في قفص حزب الله بمهمة شق وحدة الدروز/صلاح تقي الدين/العرب

أيُّ رسالةٍ نَقَلَ بن علوي إلى نصرالله/طوني عيسى/الجمهورية

الحسيني لـ«الجمهورية»: عون «يُحجِّم» نفسَه... وباسيل لم يقرأ «الطائف»/ملاك عقيل/الجمهورية

طبول حرب من لبنان الى إيران/نبيل هيثم/الجمهورية

الجامعة اللبنانية... حلبة صراع بين «التيار» و»أمل»/مرلين وهبة/الجمهورية

سبب غياب جعجع الطويل/عماد مرمل- الجمهورية"

هل يُوسَّع «لقاء بكركي»؟ وبماذا سينطلق اليوم/راكيل عتيِّق/الجمهورية

الثنائية الشيعية: نبيه برّي لا يصير استثناءً/أحمد جابر/المدن

"الثلث المعطّل" بدعة سورية والرئيس ليس فريقاً في الحكم/باسكال بطرس/المدن

حرب سوريا: الحاجة إلى "تسويتين" لا واحدة/رفيق خوري/اندبندنت عربية

إلى “الحكيم”: لا يمكن محاربة الفساد بالفاسدين/طوني أبي نجم/IMLebanon

جبران باسيل في سوريا/هيام القصيفي/الاخبار

القمّة العربية.. وجبران/جوزف الهاشم/الجمهورية

الأغراض السياسية والعسكرية من المنطقة الآمنة في سوريا/أكرم البني/الشرق الأوسط

القمة والاختلالات الكبرى في سياسات لبنان/رضوان السيد/الشرق الأوسط

الأغراض السياسية والعسكرية من المنطقة الآمنة في سوريا/أكرم البني/الشرق الأوسط

دونالد ترمب والاتهامات الجزافية الثلاثة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

تركيا وحديث الشراكة الإرهابية/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

انسحاب ترمب من سوريا وأفغانستان هدية لملالي طهران/د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط

أين كنت في «25 يناير»/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون استقبل معوض وزوارا وتابع أوضاعا زراعية في حضور زعيتر: انجزنا دراسة للقطاعات المنتجة والاقتصاد الريعي ادى الى إهمال الزراعة وهي منتجة

الراعي إستقبل طالوزيان ووفد الرابطة السريانية وزوارا حبيب افرام: نرفض تغييب الاقليات عن المشاركة في صنع القرار

الراعي ترأس اجتماع لجنة المتابعة النيابية المارونية وتشديد على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة وتوحيد الجهود

الأحرار: للاقلاع عن التجاذبات في تأليف الحكومة وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها

الصمد بعد اجتماع اللقاء التشاوري: لن نقبل إلا بممثل حصري لنا في الحكومة

المكتب الإعلامي لباسيل: تقدم بشكاوى جزائية عدة بحق أيوب وحذر من مغبة التداول في أخبار كاذبة وملفقة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الأمين الخائن والحكيم/فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة

إنجيل القدّيس لوقا16/من01حتى12/“قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيل. فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ أَنَّهُ يُبَدِّدُ مُقْتَنَيَاتِهِ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذي أَسْمَعُهُ عَنْكَ؟ أَدِّ حِسَابَ وِكَالَتِكَ، فَلا يُمْكِنُكَ بَعْدَ اليَوْمِ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً. فَقَالَ الوَكِيلُ في نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَل؟ لأَنَّ سَيِّدي يَنْزِعُ عَنِّي الوِكَالة، وأَنَا لا أَقْوَى عَلَى الفِلاَحَة، وَأَخْجَلُ أَنْ أَسْتَعْطي! قَدْ عَرَفْتُ مَاذَا أَفْعَل، حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ مِنَ الوِكَالَةِ يَقْبَلُنِي النَّاسُ في بُيُوتِهِم. فَدَعَا مَدْيُونِي سَيِّدِهِ واحِدًا فَوَاحِدًا وَقَالَ لِلأَوَّل: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدي؟ فَقَال: مِئَةُ بَرْمِيلٍ مِنَ الزَّيْت. قَالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! إِجْلِسْ حَالاً وٱكْتُبْ: خَمْسِين. ثُمَّ قَالَ لآخَر: وَأَنْتَ، كَمْ عَلَيْك؟ فَقَال: مِئَةُ كِيسٍ مِنَ القَمْح. فَقالَ لَهُ الوَكيل: إِلَيْكَ صَكَّكَ! وٱكْتُبْ: ثَمَانِين. فَمَدَحَ السَّيِّدُ الوَكِيلَ الخَائِن، لأَنَّهُ تَصَرَّفَ بِحِكْمَة. فَإِنَّ أَبْنَاءَ هذَا الدَّهْرِ أَكْثَرُ حِكْمَةً مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ في تَعَامُلِهِم مَعَ جِيلِهِم. وَأَنَا أَقُولُ لَكُم: إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة. أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير. إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم”؟

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الوقوع في أفخاخ التجربة وذاك السياسي البائس

الياس بجاني/24 كانون الثاني/19

نعم هي التجربة وكلنا نقع فيها عندما يقل إيماننا ويخور الرجاء بداخلنا ونستسلم لشهوات الغرائز التي هي الشيطان نفسه. لهذا علمنا السيد المسيح صلاة الأبانا ومن أهم مكوناتها "لا تدخلنا في التجارب". الإنسان يتجرد من إنسانيته عندما يعبد المال والسلطة ويموت الحب بقلبه ويتلحف بالأنانية القاتلة. بالتحديد هذا هو التشخيص الإيماني لذلك السياسي الذي توهمنا في يوم من الأيام أنه مثلنا ويشبهنا وربما قد يكون خشبة خلاص. هذا السياسي فشل فشلاً ذريعاً بعد أن ضلل الناس برزم من الأوهام بعد أن وقع في التجربة الإبليسية والغرائزية إياها وأمسى كارثة قولاً وفعلاً عملاً بكل المعايير والمقاييس.. ونعم إن وضعية هذا السياسي جداً محزنة ومقززة وكارثية.. لكنها الحقيقة المرة والصادمة.

 

الحريري وجنبلاط وجعجع سلموا لبنان لحزب الله

الياس بجاني/جريدة السياسة/24 كانون الثاني/19

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%ad%d8%b2/

احقاقاً للحق وشهادة له،نؤكد وعملاً بكل الوقائع والحقائق المعاشة على الأرض فقراً وإرهاباً وبؤساً وتعاسة وفوضى وتسيبا وضياعا بأن العماد عون وجبران باسيل هما على حالهما الملالوي واللاهي منذ توقيع “ورقة تفاهم مار مخايل الطروادية” مع “حزب الله”.

وهما لم يبدلا حرفاً واحداً من خطابهما وتحالفاتهما وطروحاتهما اللاسيادية واللا لبنانية المسورنة واللاهية.

وبالتالي لا يمكن تحميلها وحدهما مسؤولية حال وطن الأرز الحالي الدركي على كل المستويات وفي جميع المجالات، ومنها بالطبع هزالة الحضور في المؤتمر العربي الاقتصادي الذي عقد في بيروت.

أما المسؤول حقيقة عن وضع لبنان الحالي بنسبة 90بالمئة فهو الفريق الذي كان يسمى زوراً سيادياً واستقلالياً.

ذالك الفريق عينه الذي تخلى عن ثورة الأرز، والتحق بباسيل وعون، وساوم المحتل الذي هو “حزب الله” وارتضى مساكنته من دون مقاومة مع سلاحه ودويلاته وإرهابه وحروبه ومشروعه الفارسي التوسعي والاستعماري.

من هنا فإن المسؤول بالكامل عن تسليم لبنان لحزب الله وضمه لمحور إيران، وجره للوضع الحالي الدركي هو من فرط “14 آذار” وداكش الكراسي بالسيادة، وتلحف بهرطقة الواقعية النفاقية والتمويهية، وهلل لخطيئة “اتفاق معراب” المبني على تقاسم المغانم والحصص، وقفز فوق دماء الشهداء وساوم على تضحياتهم، ودخل الصفقة الخطيئة الرئاسية والوزارية والنيابية والسلطوية على خلفية الفجع السلطوي، وقلة الإيمان، وخور الرجاء، وعشق الأبواب الواسعة.

عملياً وواقعاً فإن المسؤول هو كل من رضخ لمشيئة “حزب الله” ولمشاريع أسياده في دمشق وطهران عن غباء وتشاطر مرضي، وأنانية مقززة،متسلحاً بنوايا جشع رئاسية ووافق على القانون الانتخابي الهجين الذي أعطى إيران والنظام السوري ومرتزقتهما المحليين في المجلس النيابي اللبناني أكثرية عددية مريحة حذت بإعلان قاسم سليماني بوقاحة بأن طهران حصلت على 74 مقعداً نيابياً في لبنان.

إن ما يشهده لبنان اليوم من فجور وهرطقات وغياب للدولة وللقانون وأخطار انهيار مالي واقتصادي،إضافة إلى مشهدية حال المؤتمر الاقتصادي العربي المحزن، هو ليس من مسؤولية لا عون ولا باسيل ولا “حزب الله” ولا النظام السوري ولا إيران وحدهم، بل وبكل صراحة هو من مسؤولية الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري ورعاتهم من الدول العربية والدولية الذين لا يجيدون غير الشعارات البالية والغرق في الهزائم ومن ثم البكاء على الأطلال.

من هنا، فإن المطلوب اليوم محاسبة كل من تخلى عن ثورة الأرز من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب والتحق مباشرة أو مواربة بمحور الشر السوري-الإيراني،مقابل مصالح خاصة وأوهام سلطوية ورزم من مكونات الحقد والجهل والغباء والتشاطر والباطنية وعمى البصر والبصيرة.

المطلوب قيادات جديدة من غير خامة وثقافة أولئك الساقطين عن سابق تصور وتصميم في كل تجارب إبليس، والسائرين فرحين وبجحود وبنرسيسية على خطى الإسخريوتي والطروادي وقرينهما الملجمي.

*ناشط لبناني اغترابي

 

فلنقاطع برنامج طوني خليفة بعد أن تطاول على الرئيس الشهيد بشير الجميل

الياس بجاني/23 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71406/71406/

الرد الحضاري والضروري وربما الملزم وطنياً على تصرف الإعلامي طوني خليفة اللااخلاقي واللاوطني والمجرد من كل واجبات ومعايير احترام أحاسيس ومشاعر الغير أن يكون بمقاطعة برنامجه فوراً، وذلك لإفهامه بأنه عن سابق تصور وتصميم وبقصد الإثارة الإعلامية والشهرة الذاتية قد ارتكب خطئاً كبيراً قد يرقى في مفاهيم ومعايير كثر ونحن منهم إلى درجة الخطيئة الأخلاقية والوطنية المميتة بحق الرئيس والشهيد بشير الجميل، وأيضاً بحق البيئة التي تحمل قيمه ومفاهيمه ومعاييره الوطنية والأخلاقية.

خطيئة طوني خليفة أنه قام بالاستهتار الفج بمشاعر وأحاسيس الشرائح اللبنانية المتنوعة والكبيرة التي ترى نفسها ووجدانها وضميرها وكرامتها في تاريخ وأعمال وبطولات الباش.

طوني خليفة هو ابن بيئة بشير الجميل، وبالتأكيد يعرف هذه البيئة جيداً، ولهذا ذنبه مضاعف كونه مدرك تماماً لمقام وموقع هذا الشهيد الكبير عند هذا البيئة، وبالتالي هو أهان هذه البيئة بوقاحة متناهية خدمة لنيل شهرة أو لإرضاء من يشغله ويمول برنامجه.

لا قيمة عملية لاعتذار خليفة وتلفزيون الجديد لأن السؤال الوقح والاستفزازي والعدائي لم يحذف من الحلقة ولا زال التسويق له مستمراً.

كما أنه من الواجب رفع الملف هذا للقضاء باعتبار الكلام الذي قيل في السؤال وفي الجواب وفي عملية التسويق الإعلامي هو تحريض كامل الأوصاف على الفتنة ولنكأ الجراح ولتسعير الكراهية والحقد ولنبش ماضي أليم.

قانونياً،على كل إنسان أن يتحمل مسؤولية أعماله وعواقب كل كلمة يتفوه بها وإلا انتشرت وسادت الفوضى وعدنا إلى زمن القرون الحجرية ومنطق وثقافة الغابة.. وبالتالي القضاء هو المرجعية الوحيدة التي من المفترض أن تعطي الأجوبة عملاً بالقوانين.

أما كيف الرد شعبياً وبحضارة على تصرف طوني خليفة الفج والوقح، فنحن نرى أنه من الضرورة مقاطعة برنامجه وهذا أقل الإيمان.

نلفت هنا إلى أن المعني بالملف هذا ليست الأحزاب السيادية فقط وعائلة الشهيد والمؤسسة التي تحمل اسمه، بل كل لبناني حر يرى في الشيخ بشير رمزاً وطنياً وسيادياً واستقلالياً وشهيداً من شهداء لبنان ال 10452كيلومتر مربع.

في الخلاصة، ليعلم كل متطاول على رموزنا وعلى شهدائنا وعلى كراماتنا وحتى وإن كان منا فهو مرذول وتصرفه مدان.

فلنقاطع برنامج طوني خليفة ونرفع ملف تصرفه الإستفزازي والتحريضي إلى القضاء.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 الإكليروس "يبيع" موقف كنيسة مار مارون .. وكأنه وكيل تفليسة

سيمون شاهين أبو فاضل/ الكلمة أونلاين"/25 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71477/%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D9%81%D8%A7%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85/

في منطقة ما بعد النهر أي كازاخستان وجوارها، سأل أحد المسلمين يوما، شيخا، عما إذا كان يجوز للمسلم أن يبيع أرضه لغير المسلم وخصوصا للمسيحي. فرد الشيخ قائلا: لماذا تسألني؟ بل إسأل الذي دفع ثمنها دما وشهداء. عندها عَدَلَ صاحب الأرض عن بيعها، نظرا لآلية أسْلَمَتها يوما بعد وصول الإسلام إلى المنطقة. هذا الموقف المبدئي لا ينسحب على بعض الإكليروس في لبنان.

فالأراضي التي امتلكها الإكليروس، بعدما أودعتها الأرامل عقب استشهاد أزواجهن في زمن العثمانيين، حين أُجبر الرجال على السخرة من أجل خدمة السلطان، مقابل حصولهنّ على رطل الطحين لإطعام أولادهنّ، أو بعدما أودعها المسيحيون للتهرب من الميرة (الخوّة).

يعتبر الإكليروس أن هذه الأراضي ملكا له، وأنه ورثها عن ذويه ويحق له التصرف بها من دون ضوابط، كما حصل في أكثر من مكان حيث عمد بعض رجال الدين الموارنة إلى تأجير الأراضي أو بيعها لأقربائهم بأسعار بخسة، ووفق أساليب ملتوية، ما دفع بالفاتيكان إلى التدخل من أجل وضع ضوابط تحدّ ظاهرة الفساد، إذ لا تتوفر لدى الإكليروس أخلاقية رادعة للتصرف بهذه الوديعة لمصلحة مشاريع خيرية ودعم المسيحيين، بل من أجل مشاريع تجارية كبرى، كما هو الواقع في جبيل وكسروان وغيرها من أقضية جبل لبنان ولا سيما مناطق العقارات الساحلية المتاخمة للبحر التي تحولت إلى منتجعات سياحية تعود عائداتها إلى حسابات شخصية.

وما نحن أمامه اليوم هو واقع جديد مفاده تأجير موقف كنيسة مار مارون الأثرية في الجميزة لمتعهدَين لبنانيين (ي.م.) و(د.ل.) الذي يشغل مدير الشركة الخليجية التي تنوي استثمار الأرض لبناء مجمع تجاري سكني يتجاوز عشرين طبقة ويكلف 54 مليون دولار، وفق دراسة مكتب الهندسة الذي يتخذ من الضبيه مقرا له، ولكن اللافت أن مموّل الشريكين اللبنانيَين مستثمر خليجي يملك شركة (ن...ن)، ما استدعى استياء عدد من الكهنة في أبرشية بيروت المارونية رفضا لهذا المشروع، ليس فقط بسبب التفريط بأرض المسيحيين بل لأنه سيمنع وصولهم إلى الكنيسة بعدما تصبح معزولة.

في المقابل، أكد المطران بولس مطر الذي تعود ملكية الأرض لأبرشيته للـ "للكلمة أونلاين" أن الصفقة لم تُوقَّع بعد، وهي محور دراسة معمقة، وأنها أحيلت إلى الإختصاصيين لمناقشة الملف، وأضاف المطران أن لا علم له بالمستثمر الخليجي كشريك أساس، بل انه يعلم فقط بالمستثمر اللبناني (ي.م.)، ونفى عدم تقربه به عائليا، حسبما يتردد. واللافت في الأمر أنه في وقت تحركت المؤسسة المارونية للإنتشار التي يتولاها علمانيون لاسترجاع أرض كفرفالوس حرصا على هويتها، يظهر الإكليروس وكأنه سنديق أي وكيل الإفلاس المسيحي.

ولاحقا، أبلغ مصدر مسؤول في أبرشيت بيروت لموقع "الكلمة أونلاين" أنّ الصفقة لم تتم. هذا وينشر موقعنا بالصورة احدى المراسلات بين مطرانية بيروت والمستثمرين، وبعد نشر المقال أُبلغنا أن المشروع قد توقف، لكن المعارضين أكدوا بأنه لا يزال مطروحا وقيد الدرس.

 

وحدة شهداء المسيحيين في كنيسة سيدة زغرتا...

نقلاً عن موقع/ Zgharta Zawie News

مقاومون سابقون ومُصابو حرب وأهالي شُهداء معارك الهوية والوجود عام ١٩٧٥-١٩٧٦ في قداس شهداء زغرتا-الزاوية الذين أعطوا للقضية اللبنانية حيث لم يجرؤ كثيربن على الإستبسال بها لنحيا ونبقى دوماً ودائماً معهم على مذبح كنيسة سيدة زغرتا. كان لها حضوراً سياسياً تمثل بالنائب طوني فرنجية وممثل عن النائب السابق جواد بولس والدكتور سيزار باسيم رئيس بلدية زغرتا-إهدن ورئيس نقابة عمال زغرتا-الزاوية سايد الجعيتاني يرافقه عضو النقابة ميلاد صادق وجمع من المؤمنين. حيث كان للمرة الأولى حضور رسمي لحراس مدافن شهداء القوات اللبنانية في ميفوق بإسم رابطة سيدة إيليج.بهذه اللحظة عاشت زغرتا تلك الليلة تحت رحيم الذكرى التي ربما تناساها البعض. ترأس الذبيحة الإلهية كهنة رعية إهدن-زغرتا وشارك بقراءة الرسالة الإعلامي المقاوم ميشال كرم كما كانت عظة الأب بول الدويهي من وحي المناسبة وقعاً وجدانياً مسيحياً مقاوماً. بعد القداس أعطى الكاهن توجهاته لسماع كلمة الذكرى التي ألقاها روي عريجي ومن ثم إنطلق الجميع بقيادة الكهنة يتقدمهم كشافة لبنان فوج دلاسال من ساحة الكنيسة الى نصب الشهداء من أمام سرايا زغرتا لوضع إكليل من الزهر بإسم لواء المردة وآخر بإسم رابطة سيدة إيليج.

وبعد إنتهاء المناسبة إستضاف الزميل ميشال كرم رابطة سيدة إيليج الى جلسة حوار ناقشوا بها معنى المقاومة ومراحلها ومن ثم قدم لكل منهم كتابه (هم الرجال)..

كارلوس عبود

 

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: كيف_بدّي_إنسى_كيف_بدنا_ننسى

 كان عمري ه سنين، هلًق ٤٨..

كل سنة متل هالايام، برجع بسمع صوت الرصاص، بسمع صريخ الجيران، بشوف من الشباك الي بطلّ ع الحارة كيف كانوا الوحوش طالعين صوبنا، بشوف الخوف بعيون ستًي ام يوسف الله يرحمها، وبشعر بدفا حضن عمتي ليلى عم تغمرني لتحميني الله يطوّل بعمرها، وبسمع دعسات وأصوات المرتزقة حوالا البيت وبالحيّ وعند مدرسة سلطانة وانا مني فهمان شو عم يصير وما بقدر لتاريخ اليوم اوصف ام فسّر احساسي اذا كان خوف أو ضياع أو رهبة، لأني كنت ولد ما بعرف شو يعني هجوم، شو يعني قتل ...

كانت الدني عتمة وكانت عم تضوّي بالرصاص الي طالع من صوب البحر ومن صوب المشاع ونحنا بالنص مش عارفين شو ناطرين...

كانت عمتي ليلى مش عارفة شو بدّا تعمل، صارت تزيح الكنبايات وتسنّد فيهم الباب لحتى ما يقدروا يفوتوا لينا، وأنا كنت واقف عم اتفرج عليها ومني فهمان وعم اسألها .. يا عمتي ليش بدن يفوتوا علينا ؟؟؟ وهيي تقلي يا عمتي ما تخاف الله حامينا ما حدا بيفوت علينا.

فجأة بشوف واحد عم يضوّي علينا بالقنديل من الشباك الي فوق الباب بتركض عمتي وبتاخدني عالمطبخ لنتخبا هونيك وسكرتلي تمي بايدها حتى ما اقدر احكي... وما في إلا ثواني و بسمع صوت الرصاص كتير قريب وبعدها بسمع صوت بيي "يوسف جان" عم ينادي يا ليلى فتحي انا يوسف فتحي انا جيت .. من الخوف ما كانت عمتي تسترجي تزيح الكنبايات لتفتح الباب ... صار بيي يلبّط ع الباب ويقلّها فتحولي الباب ميتين او طيبين افتحوا الباااااااب.

ساعتها ركضت عمتي ع الباب، زاحت الكنبايات وفتحت....

فات بيي، حملني وغمرني وقلّي ما تخاف انت رجال.. قلتلو انا مش خايف .. انا معَك...

قلها لعمتي الجيش جايي ورايي ما تخافي هلق منضهر...

ما في إلا دقايق ومنسمع صوت عنين فوق البيت...

أخدنا بيي على المطبخ وقلنا قعدوا هون وما تتحركوا انا راجع...

اخد السلاح وضهر من البيت وطلع عالسطح، وبعد شوي رجع ومعو ٢ شباب دوامري (ما بعرف بعد لتاريخ اليوم اساميهم) كانوا مخبايين ع سطح البيت ما بقا معهم خرطوش وحالتهم شبيهة بالانهيار... شربهم ميّ وصار يطمنهم ويقلهم ما تخافوا الجيش واصل...

نطرنا بالبيت ما بذكر قديّش، و كان كل الوقت صوت الرصاص ما عم يوقف... بعدها وصل الجيش اللبناني وضهرنا كلنا بالملالة ع قصر السعديات ...

ومن هونيك بلشت الحكاية ...

كيف بدي انسى ؟؟؟ انا الولد اللي زرعوا فيي ذكريات هيك طفولة !!!!

كيف بدي انسى ، انا الي سرقوا مني مدرستي،

 كيف بدي انسى ، انا الي سلخوني عن بيتي وضيعتي،

 كيف بدي انسى ، انا الي اخدوا مني حلمي مع رفقاتي،

 كيف بدي انسى ، وصوت الجيران بعدوا بدينيي،

 كيف بدي انسى ، وأنا بالسعديات عم اسمع وشوف أهل بلدتي خايفين وعم يبكوا وجوعانين وبردانين،

 كيف بدي انسى ، وأنا طفل مني فهمان ليش عملوا فينا هيك !!

كيف بدي انسى ، لمن وأنا شفت "دوامري" عم تحترق ومني عارف ليش !!!!

لا ما بنسى، وبذكرها كل يوم .. وبصراحة لتاريخ اليوم مني عارف اذا كنت بقدر سامح.

نقلاً عن صفحة الدامور هويتي، كتبها جان غريّب)

 

اسأل الله الهَدي للضالين والسير بنا الى ميناء الأمان

الأب سيمون عساف/25 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71464/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D8%B3%D8%A3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%8E%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B6%D8%A7%D9%84/

اهون ما يلجأ الإنسان اليه، هو الشتم والسباب ورشق النقد النابي والكلمات البذيئة.

والأنكى لا يعرف البعض اغلب الأحيان الى من يتوجهون بالحديث ومع اي مستوى يتعاطون.

لومي والعتب على ثقافة الجهل والعريِ من المعرفة

يعلِّقون وفي كتاباتهم أخطاء لغوية فاضحة.

 يركبون سفينة الهوّس دون ان يدركوا أَبعاد الشخص والقول والغاية.

لمجرّد اننا لا نعجب امزجتهم ينهالون علينا بوابل مما يعتمل في نفوسهم من الجفاء والمعاداة والمخاصمة والعداء.

لَعمري هذا خبطٌ عشواء يَتَصَرَّفُون عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ بَصِيرَةٍ ويسيرونَ فِي أَمْرِهِم عَلَى غَيْرِ هُدىً.

مهلا يا ذوي القلوب الزائغة، خذونا بحلمكم فلستم ملوكا اكثر من الملك.

يوم كنا في هيجاء النضال كنتم في رحم الغيب،

فانتم البارحة ولدتم جُدُد اطرياء العود،

ونحن قدامى عتاق "كلّخنا" انيابنا أكلْين على هامة الدهر وشاربين.

طوّلوا بالكم علينا واستفسروا من تخاطبون قبل القذع ورمي الجمرات على من لو قالْ تَمْرَةً لَقلتم جَمْرَةً : (يُضرَبُ عند اختلافِ الأَهواء).

قبل إِلْقَاء الألفاظ عَلَى عَوَاهِنِها، تريَّثوا ومحّصوا الأفكار في بوتقة الصاغة.

وللحديث تشذيب ثم تهذيب كما يهذَّب الذهب في النار ليصعد متوهجا متألقا لألاءً.

اريدكم صياقلة لا بيَّاضين، واعذر من طاش سهمه فاطلقه ضياعا ولم يصِب الهدف.

لا يجوز لمن لا عِلم له ان يجابه عالِماً بدقائق الأمور،

فليسمح لنا كلُّ منضوٍ تحت أيِّ لواءٍ، بحريّة الرأي ولا يسمحنَّ لِذَاته بالتدنِّي والتمرغ بالسفالات،

 فإِنه وصمة عار لكل جيل.

اسأل الله الهَدي للضالين والسير بنا الى ميناء الأمان

ا.د. سيمون عساف 25/1/2019

 

مرحلة الأفول

مروان المعشّر/مركز كارنيغي للشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19

على الرغم من أن المسيحيين هم من السكّان الأصليين في العالم العربي، إلا أن أعدادهم تُسجّل تراجعاً مطّرداً في الشرق الأوسط.

عندما كنتُ سفيراً للأردن في الولايات المتحدة قبل عشرين عاماً، ألقيت محاضرة في كنيسة مشيخية في واشنطن. وفور إنهاء مداخلتي، رفع رجلٌ يده قائلاً: "سعادة السفير، فهمتُ أنكم من الديانة المسيحية. هلا تخبروننا متى اهتديتم وماكان تأثير ذلك على حياتكم؟" فأجبته: "مع فائق احترامي سيدي، أنا أريد أن أطرح عليك ذلك السؤال. أنا سليل المسيحيين الأصليين. أنت متى اهتديت؟"

لايدرك كثرٌ في الغرب أن المسيحية أبصرت النور في مايُعرَف اليوم بالعالم العربي، وأنها لم تُستورَد خلال الحملات الصليبية ولاهي نتيجة "الاهتداءات". عشية مَقدِم الإسلام في القرن السابع، كان الجزء الأكبر من المنطقة المعروفة اليوم بالشرق الأوسط، مسيحياً، بما في ذلك المشرق وشمال أفريقيا. وفقاً لدراسات عدّة، كان عدد سكّان المشرق – الذي يضم اليوم سورية والأردن وفلسطين ولبنان والعراق فضلاً عن إسرائيل – 13 مليون نسمة قبل الفتوحات العربية. كانت الأكثرية الكبرى تتألف من المسيحيين، ماخلا نحو 13000 يهودي وعدد أصغر من الوثنيين. في ذلك الوقت، كان عدد سكّان شبه الجزيرة العربية، حيث نشأ الإسلام، زهاء مليون نسمة فقط، وقد غادر عددٌ قليل جداً منهم مع الجيوش العربية لفتح المشرق وشمال أفريقيا باسم الإسلام.

لم يفرض المسلمون العرب على شعوب الأراضي التي غزوها، اعتناق الإسلام. فقد التزموا بالآية القرآنية: "لا إكراه في الدين"، واكتفوا فقط بفرض ضريبة خاصة على الأقليات. وتُظهر الدراسات العددية التي أُجريَت حول سكان المنطقة أنه بعد مئة عام من ظهور الإسلام، كان المسلمون يُشكّلون 6 في المئة فقط من أبناء المشرق، فيما حافظ الباقون على انتمائهم للدين المسيحي. وبحلول نهاية القرن الثالث بعد الإسلام، كان المسيحيون لازالوا يُمثّلون نحو 60 في المئة من السكان. وعند انطلاق الحملة الصليبية الأولى، بعد خمسة قرون من مَقدِم الإسلام، كان المسيحيون والمسلمون العرب قد أصبحوا متساوين تقريباً في الأعداد. وفي ذلك دليلٌ على حقيقتَين اثنتين. الحقيقة الأولى أن المسيحيين كانوا يُشكّلون الغالبية الكبرى من سكّان المنطقة قبل وقت طويل من استحواذ الإسلام على هذه الغالبية. والثانية أن معظم المسلمين العرب اليوم كانوا في الأصل مسيحيين، ويسري في عروق أبناء الديانتَين الدم نفسه، ويجمعهما الحمض النووي نفسه، والالتزام نفسه تجاه الأرض التي ينتمون إليها.

واقع الحال هو أن الصليبيين الأوروبيين كانوا ينظرون، لدى غزوهم الأراضي المقدّسة، إلى المسيحيين العرب بأنهم "هراطقة"، مع أنهم كانوا سليلي المسيحيين الأوائل. وهم قتلوا عدداً كبيراً منهم، فضلاً عن قتلهم المسلمين، ولاسيما عندما احتلوا القدس العام 1099. وقد وقف عدد كبير من المسيحيين العرب، إنما ليس جميعهم، إلى جانب أبناء وطنهم خلال الحملات الصليبية، لا إلى جانب أبناء الدين الواحد.

اليوم، يختلف الوضع اختلافاً هائلاً. فالمسيحيون العرب، الذين كانوا أول من اعتنق الديانة المسيحية، تتناقص أعدادهم إلى درجة مقلقة في الجزء الأكبر من العالم العربي. في العراق الذي طالته، ولاسيما في السنوات الأخيرة، موجة هجرةٍ قسرية بسبب النزاع الدائر في البلاد بعد العام 2003، وممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في مرحلة لاحقة، سجّلت أعداد المسيحيين تراجعاً دراماتيكياً مع انخفاضها إلى نحو 300000 بحسب التقديرات، أي أقل من واحد في المئة من السكان، هذا في حين أن نسبتهم كانت نحو 10 في المئة في خمسينيات القرن العشرين.

وفي الأردن، لم تعد أعداد المسيحيين العرب تتجاوز 170000 نسمة، أي حوالى 3 في المئة من السكان. وفي سورية، كان المسيحيون يشكّلون نحو 10 في المئة من السكان قبل الحرب الأهلية الأخيرة، غير أن ذلك الرقم انخفض إلى حد كبير. فقط في لبنان، حيث تبلغ نسبة المسيحيين نحو 30 في المئة من السكان، وفي مصر، حيث يستحوذون على نسبة 8 في المئة تقريباً، يحافظ المسيحيون على حضور واسع، ولو كان في طور التراجع. أما في شمال أفريقيا، فلم يعد للمسيحيين أي وجود تقريباً منذ قرون.

الأهم من ذلك أن أوضاع المسيحيين العرب في الأراضي المقدسة شديدة التردّي، إذ لايتعدّى عدد المسيحيين الذين لازالوا يقطنون في الأراضي الفلسطينية المحتلة نحو 150000 نسمة، منهم أقل من 4000 مسيحي في القدس. وفي غضون جيلٍ من الآن، قد تتحوّل الأماكن المقدّسة المسيحية في القدس وبيت لحم وغيرهما من المناطق في الأراضي المقدّسة، إلى بقايا أثرية تُعرَض في المتاحف. وبالخطورة نفسها، نشهد على اختفاء التنوّع الديني الذي لطالما تميّز به الشرق الأوسط، والذي ساهم في توليد الغنى الثقافي وأتاح لأديان ومذاهب مختلفة التعايش بسلامٍ لقرون. وهذا لايُبشّر بالخير للمكوّنات المختلفة التي تتألف منها المجتمعات العربية.على ضوء التحوّلات الكبرى التي يعيشها العالم العربي اليوم، يُعتبر احترام التنوّع أمراً أساسياً لتطوير مجتمعات تنعم بالاستقرار والتعددية. فالتنوّع الديني عنصر أساسي لبناء ذلك الاحترام والحفاظ عليه. ومن شأن غيابه أن يتسبب بتداعيات وخيمة ليس على المسيحيين العرب وحسب، إنما أيضاً على  الثقافة العربية عموماً. تنشغل الولايات المتحدة، بصورة أساسية، بالحفاظ على أمن إسرائيل في الشرق الأوسط، ويغفل عنها أن تراجع أعداد المسيحيين العرب الأصليين، الذي يتأتّى في الزمن المعاصر عن التشدّد والاحتلال الإسرائيلي، لن يصب في مصلحة العمل على بسط الاستقرار أو تحقيق الازدهار في هذه المنطقة من العالم. لم يعد ممكناً تجاهل محنة المسيحيين العرب.

http://carnegie-mec.org/diwan/78164?lang=ar

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 25/01/2019

الجمعة 25 كانون الثاني 2019

* مقدمة نشرة اخبار" تلفزيون لبنان"

لا معطيات جديدة في عملية تأليف الحكومة في وقت تستمر الاتصالات حول تدوير الحقائب وحول معضلة تمثيل اللقاء التشاوري.

ورغم ذلك أكدت أوساط سياسية مطلعة ان لا تصريف للاعمال في انعقاد مجلس الوزراء حاليا.

وقالت يجب عدم فقدان الأمل في تشكيل الحكومة.

وأوضحت الاوساط نفسها ان الرئيس الحريري الموجود في باريس في زيارة قصيرة، يجري الاتصالات على أكثر من خط لتدوير الحقائب، على ان يتم توزير ممثل عن اللقاء التشاوري من حصة رئيس الجمهورية، وعلى أساس حضور الوزير المعني بذلك لإجتماعات الرئاسية للفريق الوزاري وترك لعبة الوزير الملك الى حين يتطلب الامر ذلك.

ولم يأت اللقاء التشاوري في اجتماعه اليوم بأي جديد باستثناء وصف الرئيس الحريري بالمتكبر.

وفي بكركي إجتماع للجنة المتابعة المنبثقة عن اللقاء النيابي الموسع الذي تدارس وحدة الموقف.

ولم يرد أي خبر يتعلق بالدكتور سمير جعجع الموجود في الخارج وسط كلام على صحته.

وترقب المحافل السياسية على اختلافها المواقف التي سيدلي بها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غدا.

وفي الخارج ما زال الوضع في فنزويلا يستقطب الاهتمامات الدولية في ظل الدعم الاميركي للرئيس المنقلب والدعم الروسي للرئيس المنقلب عليه.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

لانها قضية حق بحجم قيمته وقامته، جبته وعمامته، تسير على صراط مستقيم تعلو ولا يعلو عليها اسقطت مجددا كل المحاولات الاخيرة لحرفها عن مسارها القضائي.

وتداعت الخبريات البائسة لوكلاء الطفاع عن الجلادين سعيا لتبرئتهم عبر خلق جدل حول قضية وطنية مقدسة تحظى باجماع رسمي وشعبي.

المجلس العدلي التأم للنظر في قضية الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، وانفاذا لما قرره في السابق تم تأجيل الجلسة الى 15 من آذار المقبل، في انتظار انتهاء المحقق العدلي في القضية القاضي زاهر حمادة من تحقيقاته، علما انه يقوم باجراءات تبليغ لعدد من المدعى عليهم الجدد داخل ليبيا وخارجها.

واصدر عددا من مذكرات التوقيف الغيابية بحق البعض منهم، ومن ابرزهم موسى كوسى وعبد السلام جلود، على ان تستكمل الاجراءات بحق القضية والتحقيق مع المتهم هنيبعل القذافي الموقوف بجرم تدخل لاحق في الخطف وكتم المعلومات والذي كان ادلى بروايات تقاطعت مع ما تملكه لجنة المتابعة الرسمية من معلومات ومنها على سبيل المثال لا الحصر ان الامام موسى الصدر ورفيقيه كانوا في فيلا في منطقة جنزور تحت الاقامة الجبرية حتى العام 1982 على الاقل.

وكان هنيبعل يحاول المساومة على ما يملك من معلومات مقابل اطلاقه. والى ملف تشكيل الحكومة الذي اصبح قضية تفصلها ايام عن الحكم النهائي اما تشكيل فبراءة من كل التهم وبدء عملية الانقاذ واما استمرار حجز البلد ووضعه تحت الاقامة الجبرية رهن تصريف الاعمال وترف التعاطي السياسي لخدمة مصالح خاصة. واذا كانت لم تتوافر معلومات رسمية حتى الساعة حول لقاءات الحريري في فرنسا فان الاكيد ان زيارته الى باريس ليست يتيمة خصوصا وقد سبقه اليها الوزير جبران باسيل بساعات. وقد تردد ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موجود اصلا هناك ما يعني ان لقاء ثنائيا او ثلاثيا حصل ان سيحصل.

مصادر القوات اللبنانية أكدت للnbn ان لقاء الحريري جعجع يندرج في سياق المشاورات الجديدة التي يجريها الرئيس المكلف في محاولة لجعل الفرصة الثالثة ثابتة وبالتالي فان اي لقاء بين الرجلين سيتم الاعلان عنه من اجل التشاور في مسألتين اساسيتين اولا تجاوز عقدة التمثيل التشاوري وتأليف حكومة وفقا لما يرتئيه كل من الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وثانيا وفي حال تعذر ذلك الذهاب الى تفعيل حكومة تصريف الاعمال لان الوضع لم يعد يحتمل الانتظار. اما في موضوع الحقائب فالقوات بحسب المصادر غير معنية باي حديث عن تبديل في الحقائب التي اسندت اليها اي العمل الثقافة والشؤون الاجتماعية.

والى باريس وصلت اصداء قرار اللقاء التشاوري من طرابلس التمثيل من النواب الستة او الاسماء الثلاثة المقترحة منهم ونقطة على السطر. باريس نفسها اعلنت وفق معلومات يتم تداولها نقلا عن قصر الاليزيه عن ارجاء زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي كانت مقررة الشهر المقبل الى لبنان بسبب الاجندة الفرنسية والاوروبية وتأخر تشكيل الحكومة. وفي حال ثبت هذا الامر فيكون هذا التأجيل هو الثاني لزيارة ماكرون الى بيروت.

في المقلب الاخر فان انظار العالم تتجه الى فنزويلا، حيث يبدو من الواضح انتقال الكباش الروسي الاميركي من منطقة الشرق الاوسط الى اميركا اللاتينية فماذا ينتظر فنزويلا الدولة النفطية الراعبة في التصنيف العالمي لتصدير النفط الذي شهد اليوم ارتفاعا بسبب التطورات التي تشهدها.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

وكأن اللبنانيين لا يعدمون وسيلة للانقسام.

عام 1920، انقسموا حول لبنان الكبير، وعام 1958 حول عبد الناصر وحلف بغداد.

عام 1975 فرقهم السلاح الفلسطيني، وعام 1976 التدخل السوري، وعام 1982 الاجتياح الإسرائيلي.

عام 1989 خلفهم اتفاق الطائف، وبين عامي 1990 و2005 الوصاية السورية، وبعد عام 2005 سلاح حزب الله، وإثر عام 2011 الأحداث في سوريا.

أما اليوم، فـ "وصلت مواصيلن" إلى فنزويلا.

فحول التطورات الداخلية في تلك البلاد البعيدة، وارتباطاتها الخارجية، صار في لبنان "ناس مع، وناس ضد"، ومن غير المستبعد، أن يخرج من المحللين، من يربط بين الوضع المتأزم في كاراكاس، والأزمة الحكومية في بيروت.

ما تقدم واقعي جدا، لكنه طبعا ليس كل الواقع. فاللبنانيون أيضا لم يعدموا يوما وسيلة للوحدة.

فسنة 1943 وحدهم الاستقلال، وفي ختام أحداث 1958 معادلة "لا غالب ولا مغلوب"، وسنة 2000 الانتصار على العدو، وسنة 2005 الحرية والسيادة والاستقلال، وسنة 2016 التسوية الوطنية، وخلاصتها إبقاء الخارج في الخارج، والتركيز على الداخل، من تكريس الميثاق إلى محاربة الفساد، لتمتين دعائم الدولة، بسيادتها وأمنها واقتصادها واستقرارها الديموغرافي.

وانطلاقا من هنا، لا يزال التعويل كبيرا على اعادة تحريك العجلة السياسية بإنجاز تشكيل الحكومة، لكن على الأسس السليمة المعروفة.

أما عجلة مكافحة الفساد بأشكاله المختلفة، فلن تنتظر الحكومة.

وفي هذا السياق، ثلاث مؤشرات في أقل من أربع وعشرين ساعة:

المؤشر الأول وزاري- أمني، عبر عنه أمس توقيف امبراطور المولدات في لبنان، بمتابعة من وزارة الاقتصاد وتنفيذ من جهاز أمن الدولة.

أما المؤشر الثاني فإداري، جسده طرد موظف فاسد من كازينو لبنان بقرار من رئيس مجلس الادارة ، ليبقى المؤشر الثالث أمني الطابع، حيث سجل اليوم انجاز جديد للمديرية العامة للجمارك، على جبهة محاربة آفة المخدرات في مطار بيروت الدولي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

على الآمال الحريرية تضرب المواعيد الحكومية، وان كانت سرعة حراك التأليف لم تنتج اي جديد، فان العين الى باريس حيث اللقاء المرتقب بين الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني الحر.

لقاء على نية الحكومة الثلاثينية كما تقول مصادر متابعة للمنار، سيجري تحت سيف الوقت، فاسبوع الحريري الذي ضربه للبنانيين كموعد نهائي للحل بدأ بالتناقص، ونية الاعتذار ليست من ضمن الخيارات، ما يعني ان الخيار المتبقي الوحيد حكومة كحد اقصى الاسبوع المقبل،والا خيبة جديدة سترتد سلبا على من ضرب المواقيت.

ومهما طال الوقت او تغيرت الصيغ، فان مطلب اللقاء التشاوري لا زال على حاله، تمثيل اللقاء داخل الحكومة باحد نوابه الستة او احد اسمائه الثلاثة التي رشحها.

ومن طرابلس التي جمعتهم حمل النواب الستة المراوحة الحكومية للمكابرة الحريرية ورفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية. مؤكدين من جهة أخرى أن تشاور الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة يجب أن يقتصر على رئيس الجمهورية.

في فلسطين المحتلة العدوانية الصهيونية لم تقتصر على غزة، وضريبة الدم التي يدفعها الفلسطينيون وحدت غزة ورام الله. شهيد في القطاع وعشرات الجرحى في جمعة “الحصار مؤامرة لن تمر”، وشهيد آخر برصاص الاحتلال في الضفة الغربية، والمقاومة تتوعد الاحتلال ان تمادى.

في فنزويلا لا زال التمادي الاميركي يثير الاضطراب في كاراكاس، وروسيا جددت تحذيرها للولايات المتحدة من التدخل في الشأن الداخلي الفنزويلي، فيما اعلن حزب الله من السفارة الفنزويلية في بيروت وقوفه الى جانب الشعب الفنزويلي وقيادته، بوجه الولايات المتحدة الاميركية التي تسبب المآسي حيثما حلت كما اشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"

الاتصالات والمشاورات الحاسمة بشأن تاليف الحكومة تتبلور الاسبوع المقبل، في ظل تاكيدات داخلية على اهمية الاعلان عن الحكومة العتيدة لانعكاساتها على المسار الاقتصادي للبلاد.

وفي عز الاشاعات التي تطال الاقتصاد اللبناني، والمعروفة المصدر، لتعطيل ما يسهم بنهوض البلاد، اعادت الهيئات الاقتصادية دق ناقوس الخطر، واعتبرت أن لجم هذا التدهور الاقتصادي، ووضع البلد على الطريق الصحيح يبدأ بتشكيل الحكومة.

سياسيا وفيما استكمل لقاء سنة الثامن من اذار مسار التعطيل عبر تمسكه بتمثيله في الحكومة، ينتظر ان يعلن الامين العام لحزب الله غدا، سلسلة مواقف من التطورات الداخلية والاقليمية خصوصا ما يتعلق بشكيل الحكومة.

اقليميا اتهامات ايرانية لروسيا بالتواطؤ مع إسرائيل من خلال تعطيل منظومة الدفاع الصاروخي إس 300، فيما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي التقى امس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يؤكد ان بلاده تتوقع وجود منطقة آمنة في سوريا على الحدود معها في غضون بضعة أشهر. وقال إن تركيا وحدها تستطيع إقامة هذه المنطقة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

هل من جامع مشترك بين تعاطي المخدرات وترويجها، وبين عرقلة محاربة التهريب وبين مكابرة أصحاب المولدات والإمعان في تحديهم للدولة.

نعم، هناك جامع مشترك وهو: الإستقواء على الدولة وضرب القوانين عرض الحائط.

المروجون والمتعاطون لديهم من يحميهم وإلا لما أمعنوا ويمعنون في التعاطي والترويج.

بهذا المعنى، اليس من الأفضل ضرب الرؤوس بدل التلهي في الأذناب والضحايا.

إذا كانت الرؤوس معروفة، فإلى متى إبقاؤها تسرح وتمرح وتدمر المجتمعات والجامعات بالترويج والتعاطي.

إن هذا الجرم هو أشنع من الإحتلال، فإذا كان الاحتلال يدنس الأرض، فإن المخدرات تدنس الأجيال ومستقبلهم.

وآفة التهريب لا تقل خطورة، ومن مخاطرها ما تخسره خزينة الدولة من أموال، وحين تحزم الإدارات المعنية أمرها، يأتي من يعرقل هذه الإجراءات، تماما كما حصل ويحصل في مطار بيروت.

أما آفة الفساد والاستقواء على الدولة والمواطن في آن، فتتمثل في المنظومة المافيوية لبعض أصحاب المولدات.

إمبراطور الثلاثمئة مولد جوزيف بشعلاني مازال موقوفا بست تهم على الأقل، ومنها تقاضي فواتير مرتين وتلاعب بالعدادات، والأدهى من فساد بعض أصحاب المولدات، فساد المداخلات التي تجري مع القضاء، وهي مداخلات من نواب وفاعليات، وكلها للتخفيف عن فاسدين كانوا يتسلحون بغطاء سياسي وغير سياسي، وهذا ما اتاح لهم الإستقواء على المواطن وضرب عرض الحائط بالإجراءات المتخذة.

لكن كل المعطيات تشير إلى ان المنظومة المافيوية للمولدات سيبدأ تفكيكها، والعصر الذهبي للذين يغطون هذه المافيا يقترب من نهاياته بعدما أصبحت الأسماء الكبيرة في عهدة القضاء.

الملف مفتوح على مصراعيه سواء مع حكومة تصريف أعمال أو عند تشكيل الحكومة الجديدة، فالإجراءات، كما السلطة، إستمرار.

حكوميا، وعلى رغم الأجواء التي أوحت بتقدم ما، فإن الفول ما زال بعيدا من المكيول، وهناك انتظارات لأكثر من محطة: كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية مساء غد.

والثانية، عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من زيارته الخاصة للعاصمة الفرنسية، والثالثة اللقاء المرتقب بينه وبين الوزير جبران باسيل في باريس، آتيا من دافوس.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

حتى الساعة وما لم يفاجئنا الثنائي المتفائل سعد الحريري وجبران باسيل بمعادلة خلاقة، تخرج الحكومة من عنق الزجاجة برضى المعنيين بالتأليف جميعا ومباركتهم، فإن تفاؤلهما بحسب المتابعين لا يستند الى معطيات ملموسة يمكن البناء عليها، اللهم غير المعلومات المسربة من اوساطهما، والتي تفيد بأن عملية تبادل الحقائب صارت شبه منجزة، ولا ينقص انجاز الولادة الحكومية سوى بعض التفاصيل التي يمكن تجاوزها بقليل من الجهد، المثير للغرابة فيما يسوق من على ضفاف نهر السين حيث يفترض ان يلتقي الرئيس المكلف رئيس التيار الحر، أنه يناقض تماما أجواء شركاء التأليف المتموضعين على ضفة الثامن من اذار، فعين التينة على تحفظ وحذر من المسار الذي يسلكه الرئيس الحريري، وحزب الله الصامت حكوميا كأبو الهول نطق في حناجر اللقاء التشاوري السني ما يسقط أي أمل بولادة قريبة للحكومة.

وقد بدا اللقاء التشاوري الذي اجتمع في طرابلس في منزل أحد صقوره النائب جهاد الصمد بدا وكأنه حظي بجرعة دعم من الضاحية، اذ لم يكتف بتكرار مواقفه الرافضة اقتسام ولاء وزيره مع أي كان بل صوب بالمباشر على الوزير باسيل رافضا ان يمتلك أي حزب الثلث المعطل في الحكومة، ولم يتوقف التشاوري عند هذا الحد بل حاول نزع صفة السني المتشيع عنه فاتهم الرئيس المكلف بالتنازل عن الكثير من صلاحياته معيدا رئيس الحكومة الى رتبة الباش كاتب في حكومات ما قبل الطائف، وكي لا تقفل بورصة التشكيل على نقطة متشائمة ذكر المراقبون بأن أمام الساعين الى التأليف حتى اخر الشهر لاستيلاد الحكومة، ولفتوا الى ان الرئيس المكلف يراهن على خوف الجميع من الوضع الاقتصادي والأرقام المالية المقلقة والتصنيفات المريبة أن تلعب كلها في صالح تخفيف الانانيات بما يساعده على اخراج الحكومة من عنق الزجاجة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"

بكبسة زر أضيئت طريق بيروت الشام، لكن النور المنبعث من ضهر البيدر لم تظهر عوارضه على خط التأليف فزمن تشكيل الحكومات بكبسة زر أيام الوصايات قد ولى.

ربيع بيروت والمنخفض عالي الحرارة الذي حول شتاءنا الى ربيع لم يفلحا في إذابة الجليد المتراكم على خط التأليف في بيت الوسط، فهل ينجح الصقيع الباريسي في حلحلة العقد؟.

بحسب المعلومات فإن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي غادر البلد في زيارة عائلية سيجتمع بالوزير جبران باسيل القادم من دافوس في العاصمة الفرنسية." وبلا ما تاخذنا الأفكار وتجيبنا" خصوصا أن أفكار الثنائي المعطل خصبة لكنها في الواقع غير منتجة في أرض المطالب والمطالب المضادة القاحلة وأن اللقاء على أرض محايدة ما هو إلا لإمرار مزيد من الوقت، ومن يدري ربما ننتظر ما ستؤول إليه الأزْمة في فنزويلا حتى نعرف كيف ستنتهي أزمتنا الحكومية.

هي حلقة من فراغ كثرت عللها من ثلث ضامن، إلى مبادلة الحقائب، إلى الخلاف على اسم ممثل النواب الستة، ولأن ولادة الحكومة باتت مستعصية فقد يكون الحل في تفعيل حكومة تصريف الأعمال، وإلا فبالموجود جود ما دامت حكومة ما بعد الانتخابات لم تقدم ولم تؤخر شيئا في الستاتيكو القائم، وأنه مهما هبت رياح التغيير فإنها لن تقتلع طبقة سياسية ترسخت بأقدام فسادها وبحصص وزرائها ورعاياها المتمددة في مفاصل كل الإدارات والتغيير لن يتخطى عتبة الأسماء والوجوه، فارتاحوا وريحوا على قاعدة الذي تعرفه أفضل من الذي تتعرف إليه.

في مستجدات المشاورات لمت طرابلس شمل النواب الستة ومرشحيهم الثلاثة في اجتماع نتج عنه تأكيد التمسك بمن يمثلهم حصرا، واختصروا الموقف برسالة مباشرة لباسيل عندما تصبح الحكومة ثلاث عشرات ستتشكل، وبذلك عزز اللقاء التشاوري استقلاليته وقطع الطريق أمام استدراجه لضمان الثلث الضامن.

اللقاء التشاوري شابه طريقة التأليف بالقانون الأرثوذكسي وما ظلم وألقى بمسؤولية ما يجري على الرئيس المكلف، الذي أعاد تشكيل صفوف الثامن والرابع عشر من آذار، لكن الرئيس المكلف بات اليوم كما بالأمس أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما تقديم التشكيلة الحكومية الحالية، وإما يقوم بواجب التكليف ويؤلف ويصدر مراسيم الحكومة مع رئيس الجمهورية ونظامنا البرلماني ينص بواقع العجلة على ذلك بحسب ما قال الرئيس حسين الحسيني، الذي أضاف في حديث صحافي إن عدم وجود مهلة فيما يخص التكليف يعني تأليف الحكومة فورا وعدم وجود نص هو للتسهيل وليس للتعطيل، لكن ما قاله الحسيني في الشق القضائي كان موقفا مبرما عندما تساءل عن أي قضاء مستقل نتحدث والسلطة القضائية بيد السلطة التنفيذية؟.

 

وطنية: أسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 25 كانون الثاني 2019

النهار

تراجع المزايدة

تراجعت مزايدات أحزاب عريقة وأخرى حديثة النشأة في التباري على تبني اعادة النازحين السوريين إلى بلادهم.

لا عودة مأمولة

يؤكد وزير وديبلوماسي سابق أن دمشق لا ترغب في إعادة النازحين من لبنان وتركيا والأردن والاعداد العائدة مجرّد فولكلور لأنها قليلة جداً.

خلافات مستحكمة

تستمر الخلافات داخل حزب عقائدي عريق وتتخذ وجوهاً مختلفة تدل الى عمق الأزمة.

"باك" والحقوق

صدر في الجريدة الرسمية اعلان عن دائرة تنفيذ كسروان ببيع عقارات تملكها شركة "باك" لصالح دفع مستحقات المصروفين منها منذ سنوات من دون قبض حقوقهم.

الاخبار

«التفتيش» يردّ شكوى بيضون

أصدرت إدارة التفتيش المركزي قراراً، اعتبرت فيه أن قرار وزير الطاقة سيزار أبي خليل إعطاء المدير العام للاستثمار غسان بيضون إجازة إدارية لمدة 60 يوماً، اعتباراً من 29 تشرين الأول 2018، «يقع في موقعه القانوني، كون إصداره تمليه القواعد القانونية، بالإضافة إلى حقوق الإدارة تجاه الموظف الذي ستنتهي خدمته والذي تقاعس لسبب أو لآخر عن تقديم طلب الاستفادة منها».

وقد اعتبر التفتيش المركزي في قراره أن قانون الموظفين يفرض على الموظف أن ينال كامل إجازاته قبل انتهاء خدمته، كما لا يسمح له بالتنازل عن حقه في الإجازات المتراكمة.

وكان بيضون قد تقدم في 31 تشرين الأول بشكوى إلى إدارة التفتيش المركزي بشأن قرار إعطائه إجازة من دون أن يطلبها. كما أشار في شكواه إلى أنه رفع كتاباً إلى الوزير بخصوص المخالفات التي انطوى عليها القرار ووجود معاملات بعهدته غير منجزة وما يمكن أن يؤول إليه هذا القرار من تعذر استكمالها.

هيئة عمل حزب الله الحكومية

استُحدثت في حزب الله «هيئة العمل الحكومي»، من أجل مُلاحقة عمل الوزارات والإدارات المُرتبطة بها. وتُعدّ «الهيئة»، نُسخة موسّعة من «لجنة العمل الحكومي»، التي كانت موجودة في المرحلة السابقة، وهي صاحبة صلاحيات أكبر. توصف هيئة العمل الحكومي بأنّها «هيئة استشارية» معنية بمتابعة كلّ الوزارات، وإعطاء الرأي حول الملفات المطروحة على جدول أعمال مجلس الوزراء، بغية تقييم الواقع وتعزيز حضور حزب الله في السياسة الداخلية. يرأس «الهيئة» نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وتتألّف من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، ووزراء الحزب، ومندوب عن رئاسة المجلس التنفيذي.

الجمهورية

قال مرجع إقتصادي إن لبنان كان سيتعرّض لكارثة مالية سريعة بعد خفض تصنيفه الإئتماني لو لم تكن قروضه في غالبيتها داخلية.

أجرت جهات أمنية تحقيقاً في ما شهدته إحدى المناطق من إعتداءات فتبيّن أنها تعود لجماعات مؤيدة لدولة مجاورة.

يتجنب نائب بارز حالياً الظهور إعلامياً ويرفض معظم الدعوات لإستضافته ضمن برامج الـ "توك شو" السياسية كيّ لا يضع نفسه في موقف محرج وذلك بسبب عدم إقتناعه في المرحلة الراهنة بمواقف وأداء رئيس تياره.

البناء

كواليس

قالت مصادر متابعة للأحداث في فنزويلا إنّ الأيام المقبلة ستظهر حصيلة السباق على الجيش، فإنْ ثبتت صحة توقعات فريق الرئيس نيكولاس مادورو بولاء الجيش بعدما تمّ تطهيره من بعض الضباط الموالين لواشنطن، سيكون من الصعب أن تتاح لواشنطن والمجموعات التي تحضرها لنقل فنزويلا إلى الحرب الأهلية فعل شيء يُذكر وسيصير ضرورياً الإستناد إلى تحريك حرب حدودية بين فنزويلا وكولومبيا، وسيكون المقياس هو مستقبل السفارة الأميركية.

اللواء

غمز

تدفع أحزاب عدّة ممسكة بمفاصل في السلطة الحالية، منتسبين إليها للتوظيف في الوزارات والإدارات الدائرة في فلكها.

لغز

لا تزال إدارة دولة كبرى، تقيّم نتائج محادثات وزير سيادي فيها في بعض عواصم الشرق الأوسط، لتقرير التكتيك الخاص بالاستراتيجية الخاصة بها.

همس

فاجأ مرجع كبير محدّثيه حول الارتدادات الخارجية على مناخ تأليف الحكومة: ما يهمني لبنان، بالدرجة الأولى.

المستقبل

يقال

إن قطباً نيابياً لطالما كان يؤكد تعثر التأليف خلال الفترة السابقة عبّر أمام زواره خلال الساعات الأخيرة عن ثقته بأن الحراك الجاري راهناً سيفضي الى ولادة الحكومة قريباً.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 صوت "خضرا" يصدح في أروقة الاحزاب المسيحية

علاء الخوري/ ليبانون ديبايت/الجمعة 25 كانون الثاني 2019

تحاول بكركي العودة الى الحراك الداخلي بعد انقطاع فرضته حركة الاحزاب السياسية التي تمددت في مؤسسات الدولة على حساب الكنيسة وعمدت الى توظيف مناصريها ومؤيديها في الادارت العامة. تلك التوظيفات لم تكن على المستوى المطلوب فهي خضعت لسياسة الصوت الانتخابي فخضع النواب المسيحيين الى اجندات أحزابهم وفي بعض الاوقات الى ديمغرافية المناطق التي يمثلونها في مجلس النواب، فبعضهم توسط لتوظيف مؤيدين له من طوائف أخرى وبعضهم ظل منكفئاً ولم يكلف نفسه عناء خفض البطالة في بيئته. كل ذلك يحصل وبكركي "تتفرج" على "الاحباط" الذي يفتك بالشارع المسيحي، وصوت رئيس مؤسسة لابورا الاب طوني خضرا "يصدح" في أروقة الاحزاب السياسية المسيحية من دون اي نتيجة. وفي بلد تتحكم به الطائفية وتنتشر فيه "الارساليات" الدينية بين الطوائف، لا يمكنك أن تتحدث عن علمنة من طرف واحد، فاما دولة مدنية للجميع تتساوى فيها الحقوق والواجبات واما مراعاة هذا التقسيم الطائفي في مؤسسات الدولة كافة، وبالتالي رفض التوظيف وفق مبدأ "صيف وشتاء تحت سقف واحد". استشعرت بكركي خطر التوظيف في ادارات الدولة وتشهد مؤسسة لابورا على الشكاوى التي تصلها من الموظفين غير المدعومين وكيف أن زملاءهم في طوائف أخرى يتصرفون "بفوقية" عليهم لأن لديهم "ضهر" يعتمدون عليه في حال وجهت صوبهم اصابع الاتهام، وفي لابورا الكثير من التقارير عن موظفين متورطين ويمارسون "التجارة" في الملفات وعلى "عينك يا تاجر" وعندما يأتي التفتيش للتدقيق معهم يصلهم الجواب عبر الهاتف: "هذا الموظف محسوب علينا". وفي ظل هذه التركيبة لن تستطيع بكركي ان تؤثر في الحالة التي وصلنا اليها ولاسباب كثيرة بعضها يتعلق بالظروف السياسية المتحكمة في البلاد حيث بات الصرح خارجها، وبعضها الآخر يتعلق بديمغرافية المجتمع اللبناني والتي شهدت تحولا جذريا في السنوات العشر الاخيرة، حيث تعرض المسيحيون لانتكاسات بالجملة ولهجرة منظمة باتجاه دول الخليج أو الى اوروبا وكندا وغيرها من الدول. وما يحصل في الجامعة اللبنانية أو وزارة المال من توظيفات لا تراعي التوازن الطائفي يدق ناقوس الخطر وهو جرس انذار لواقع مسيحي مأزوم يرسم صورة سوداوية للسنوات العشر المقبلة في منطقة تشهد صراعا طائفيا ومذهبيا قد يبلع الاقليات الدينية اذا لم تقدم هذه الاخيرة رؤية استراتيجية واضحة للمنظومة الاجتماعية التي تدور في فلكها.

 

تعيينات المالية تكشف مزايدات الأحزاب المسيحية

 الكلمة أونلاين/المحرر السياسي/25 كانون الثاني/19

يبدو أن الكلام عن حقوق المسيحيين واستعادة دورهم في الدولة يتراوح بين الواقعية والشعارات، فقد أثار موضوع "قديم- جديد" عن التعيينات في وزارة المال الملف من جديد، ووضع الأحزاب المسيحية الأربعة أمام مسؤولياتها لتحصيل ما تبقى من التوازن في الادارات العامة.

وفي التفاصيل، أن رئيس دائرة كبار المكلفين في وزارة المالية كان موقعا مارونيا بالأساس، ثم بات هذا المركز موزعاً على اربعة مراكز، وفي خلال السنوات العشر الأخيرة أصبحت المراكز موزعة على الشكل التالي: ثلاثة للسنّة وواحد للموارنة، الى أن قرر الوزير علي حسن خليل في العام 2016 تكليف شيعي مكان المسيحي الوحيد، وبعد التفاوض معه وتحرك المعنيين استحصلت بكركي على وعد من وزير المال باعادة تكليف مسيحي فور شغور المركز الشيعي، الا أن هذا الأمر لم يحصل والوزير أعادة تكليف هشام خليفة (الشيعي) في المنصب. واليوم مع زيارة الوزير علي حسن خليل الى بعبدا كان من المفترض أن يطرح الملف مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لديه علم مسبق بالموضوع، الا أن لا معلومات تؤكد ما اذا كان قد تم طرح الملف عليه أم لا. ولكن ماذا عن الأحزاب المتابعة لهذا الملف، والمعنية بحقوق وشؤون وشجون المسيحيين؟

الكتائب اللبنانية

تتابع الكتائب اللبنانية موضوع كبار المكلفين في وزارة المال منذ بدايته، والنائب الياس حنكش الذي كان له لقاء مع الأب طوني خضرا الخميس للاطلاع منه على آخر ما آلت اليه المواقف والتطورات من الملف، أكد في حديث الى الكلمة أونلاين أن الوزير علي حسن خليل كان قد وعد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بأن هذا المقعد سيعود الى المسيحيين وذلك حرصا منه على طمأنة المسيحيين الا أن ذلك للأسف لم يحصل والوزير لم يفِ بوعده، مشيرا الى أن الهدف من اعادة تكليف مسيحي في هذا المنصب هو الحفاظ على العيش المشترك والتوازن في الادارات العامة في الدولة.

حنكش أسف لموقعنا للحديث عن هذا الموقع من الزاوية الطائفية الا أنه من الضروري العمل للحفاظ على المناصب المتبقية للمسيحيين في الدولة، مشددا على انه لن يتم التساهل بالأمر، وقال إن الخطوة التالية ستكون التواصل بين الأحزاب الأربعة المعنية بالملف بالتعاون مع بكركي ومؤسسة لابورا، ليتم بعدها التواصل مع الوزير علي حسن خليل والرئيس نبيه بري ليبنى بعد ذلك على الشيء مقتضاه.

التيار الوطني الحر

وفي موقف مهادن، أكد منسق لجنة الخدمات والتوظيف في التيار الوطني الحر باتريك أنطون والمعني بمتابعة الموضوع مع بكركي والأب طوني خضرا، أن التيار يتابع ملف التعيينات في وزارة المال منذ زمن، لافتا الى أن التكليف هو من صلاحية الوزير حصرا وليس هناك من مرسوم تعيين بالأصالة، وقال سنعمل فور تأليف الحكومة على هذه المواضيع لكي يتم العمل على قاعدة "التثبيت" في الادارات العامة وليس بمنطق "التكليف" على أن يتم ذلك عبر مرسوم يمرّ على رئاستي الحكومة والجمهورية. أنطون أشار الى أن الوعد الذي أعطي بتكليف مسيحي بدل الشيعي محمد سليمان في دائرة كبار المكلفين في وزارة المالية اعطي لبكركي وللأب خضرا وليس للأحزاب، معتبرا أن الشيء الوحيد الممكن القيام به هو مراجعة الوزير حسن خليل لاعادة تكليف مسيحي في هذا المقعد، الا ان ذلك يعود لقرار شخصي منه أي أن الأمر يسير "بالمونة"، فالقانون يعطيه هذه الصلاحية. أنطون أكد أن التيار يسعى دائما ان يكون الوجود في الدولة متوزان، ويعتمد أولا على الكفاءة ومن ثم التوازن داخل الادارات العامة، كما حصل في دورة القناصل وكتاب العدل.

الأب طوني خضرا

وكان رئيس مؤسسة "لابورا" الأب طوني خضرا قد اعتبر من جهته أنه يجب على المسؤولين في الدولة الأخذ بعين الإعتبار المادة 95 من الدستور التي تنص على أن لا تتناقض القرارات مع مقتضيات الوفاق الوطني، مشيراً إلى أن الأمر مبني على احترام بعضنا البعض واحترام العيش المشترك فيما بيننا، سائلا اذا أردنا التنوع في المراكز الأربعة بين سني وشيعي ومسيحي ما المانع في ذلك لدى الوزير ولماذا هذا التعنّت؟ وشدد الأب خضرا على أن الأمر مرفوض مسيحيا ولن نقبل أن يتم التعامل معنا بفوقية إذا أردنا أن نبني وطناً حقيقياً. يبقى السؤال عن موقف بكركي من الموضوع، وعن التحرك المرتقب التي يتوقع أن تقوم به بهذا الصدد بصفتها المعنية الأولى في كل ما يتعلق بحقوق المسيحيين وتثبيت دورهم وحقوقهم في ادارات الدولة.

 

مطار حامات من الكتائب إلى السوريين.. فالأميركيين!

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/25 كانون الثاني/19

برز مؤخراً اسم بلدة حامات الشمالية إلى الواجهة بعدما انهار الجبل قبل نفق شكا بفعل العاصفة "نورما" وقطع الطريق الرئيسية بين طرابلس وبيروت، ليحوّل السير إلى بلدة حامات ومنها إلى البترون. لكن الخبر الأهم هو الحديث عن توسيع قاعدة حامات الجوية لتستقبل طائرات نفّاثة أميركية وربما أكثر بعد قرار الانسحاب الأميركي من سوريا..

فما هي قصّة مطار حامات؟

إبّان الحرب اللبنانية وبسبب تعطّل مطار بيروت الدولي ووقوع مطارَي رياق والقليعات بيد المنظّمات الفلسطينية، طُرح إنشاء مطار في المناطق المسيحية. اقترح أحد طلاب الهندسة في جامعة الكسليك أن يتمّ تحويل الأوتوستراد أمام القاعدة البحرية في جونيه والبالغ طوله نحو كيلومتر إلى مدرج يمكنه استقبال طائرات صغيرة فيفتح بذلك منفذ جوي من جونية إلى الخارج. اجتمع المهندس اليافع برئيس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل الذي وافق على الفور. تمّت معاينة الموقع فجُهّز بسرعة وهبطت فيه ثلاث طائرات صغيرة نقلها ضباط الجيش من مطار القليعات. ثم انطلقت رحلات عّدة من المدرج المستحدث بواسطة طائرة من طراز DOVE الصغيرة لكنها لم تخلو من الخطورة بسبب قصر مسافة المدرج، كما انطلقت من هناك بعض المروحيات باتجاه قبرص واليونان. وسرعان ما واجهت القيمين على مدرج الكسليك مشكلة دولية إذ لم تسمح المطارات العالمية بهبوط طائرات على مدارجها لا تنطلق من مطار رسمي. حاول المرحوم داني شمعون إقناع قبرص واليونان ولكن من دون جدوى، فتوقّفت الرحلات من مدرج الكسليك.

انتقل البحث لإيجاد موقع آخر يتمتّع بالمواصفات المطلوبة، فوقع الاختيار على بلدة حامات فوق رأس الشقعة على حدود بلدة وجه الحجر في قضاء البترون. التقى مسؤولون من حزب الكتاب بأصحاب الأملاك في بلدة حامات ووقّعوا اتفاقاً معهم على تقديم الأرض للمشروع مع تعهّد موقَّع من رئيس حزب الكتائب بدفع كامل الحقوق بحسب الاتفاق. بدأ العمل لتجهيز وتأهيل المدرج في تموز من العام 1976 بعدما سيطرت القوات اليمينية على منطقة الكورة وأرسل بشير الجميل ثلاث جرّافات قدّمها متعهّدون بدأت تمهيد أرض المدرج الذي يمكن أن يصل طوله إلى مسافة 2 كلم في أرض صخرية صلبة، تنطلق الطائرات منها لتصبح على علو شاهق فوق البحر مباشرة، وهذا الموقع وهذه المميزات تعتبر نادرة عالمياً. ثم أسس حزب الكتائب اللبنانية شركة قامت بشراء العقارات الواقعة ضمن حرم المطار وتسجيلها وتقرر تسميته "مطار بيار الجميل الدولي". في ربيع العام 1978 دخلت القوات السورية إلى منطقة البترون الساحلية وتمركزت في المطار الذي كان أخلاه مقاتلو حزب الكتائب وانسحبوا إلى منطقة جبيل تاركين فيه معدّات الرادار التي كانت وصلت حديثاً من أوروبا، وكان يلزم أرض المدرج طبقة واحدة من الإسفلت ليباشر بإستقبال الطائرات. أصبح مطار حامات قاعدة للسوريين ومدرجه مهبطاً لمروحياتهم، ومنه انطلقوا لتنفيذ هجمات وانزالات مجوقلة بمواجهة مقاتلي الكتائب أثناء معركة كور في قضاء البترون وفي بلدة بريسات قضاء بشري في العام 1978.

في نيسان العام 2005 وإثر انسحاب السوريين تسلّم الجيش اللبناني مطار حامات وبدأت بعض الأفواج العسكرية التدريبات فيه. ومع بداية العام 2010 انتقَلَت مدرسة القوات الخاصة إلى نقطة مجاورة للمطار، ثم أنشئت قاعدة حامات الجويّة في أواخر العام 2010 ليبدأ العمل فيها مع بداية العام 2011. وقام فوج الأشغال في الجيش بتشييد الأساسات لمرائب مؤقتة للطائرات كما كُلِفَت مديرية الهندسة بترميم المبنى الذي تشغله القاعدة. أصبح مطار حامات مركزاً أساسياً لسلاح طيران الجيش بعدما شارك خبراء أميركيون في تجهيزه وتدريب الضباط والعناصر، وتحوّل اليوم قاعدة للطائرات الحربية (سيسنا) وطائرات السوبرتوكانو وعدد من المروحيات، التي كانت تنطلق لضرب أهداف لتنظيم داعش في جرود السلسلة الشرقية في البقاع وكانت أساسية خلال عملية فجر الجرود. وأفادت معلومات وردت لموقع ليبانون فايلز مؤخراً بأن القيادة الأميركية ستقوم بتوسيع مدرج مطار حامات بطول إضافي يبلغ 600 متراً ليصبح قادراً على استقبال طائرات نفاثة وطائرات شحن عسكرية وربما طائرات ركاب كبيرة.

 

رسائل سورية تعمّم الخوف السياسي.. ولا ملجأ

منير الربيع/المدن/الجمعة 25/01/2019

ثلاثة مواقف لبنانية، فرّغت زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد هيل، إلى لبنان، من مضمونها. إصرار الرئيس سعد الحريري على تشكيل حكومة مع حزب الله، ومنحه وزارة الصحة، واستقباله السفير الإيراني في اليوم التالي، وتأكيد تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وإيران. هذا هو الموقف الأول.

كلام الوزير جبران باسيل في القمّة الاقتصادية لبيروت، حول المشاركة في إعادة إعمار سوريا، وإعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، وعودته إلى الجامعة العربية، وملف اللاجئين السوريين. مواقف اتخذها باسيل وتعارض كلياً ما طرحه هيل في لقاءاته اللبنانية. وهذا هو الموقف الثاني.

أما الموقف الثالث فجاء على لسان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الذي اعتبر أنه لا يمكن الرهان على الأميركيين، الذين دمروا سوريا ولم يدعموا المعارضة. وإلى هذه المواقف الثلاثة، ثمة موقف رابع بقي طي الكتمان، هو ما بحثه هيل مع الرئيس نبيه برّي، حول مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية، وإصرار برّي على معارضة الطروحات الأميركية. إذاً، مثّلت هذه المواقف الأربعة ما يشبه انقلاباً لبنانياً على الإرادة الأميركية. وهذا يعني أن لبنان سيكون بحاجة إلى مظلّة تقيه شرور التطورات، لا سيما في ضوء تخوّف بعض القيادات من استعادة النظام السوري لأنفاسه. وهو تخوف يقارب "الرهاب" من كابوس عودة النفوذ السوري إلى لبنان. ويعرف هؤلاء أن ما يقيهم الشرور السورية، لن تكون واشنطن، ولا أي طرف يدّعي العدائية تجاه النظام. الحاجة ستكون إما لموسكو أو لطهران. أما حاجة الآخرين في تبرير عدم التطبيع حالياً، فستكون مستندة إلى قوى لا توافق على التطبيع حتى الآن، ومختبئة خلفها، كتركيا وقطر.

بانتظار الخرق

في حالة الخوف هذه، يبرز الضياع السياسي في لبنان، والذي يحاول البعض الالتفاف عليه، عبر إحياء مفاوضات تشكيل الحكومة، وهي التي أُرفدت بمواقف تصعيدية من قبل رئيس الجمهورية، كما من شخصيات محسوبة على النظام السوري، كمطلب فرض مهلة زمنية أمام تشكيل الحكومة، وإلا الذهاب إلى مجلس النواب، وقلب الطاولة إذا ما اقتضى الأمر. يقرأ هؤلاء "الخائفون" الرسائل جيداً، ويعرفون أنها آتية من وراء الحدود. ولذلك يتحتم الآن بذل الجهد في سبيل التشكيل سريعاً. إنما هناك وجهة نظر ثابتة لدى البعض، بأن الوقت لم يحن لتشكيل الحكومة. وما يجري يأتي في سياق سدّ الفراغ وتعبئة الوقت والاستثمار فيه، لأن إيران غير مستعدة لتقديم أي ورقة من الاوراق التي تمتلكها، قبل حصول خرق في العلاقة بينها وبين واشنطن. وبمجرد أن تتشكل الحكومة في لبنان، يجب البحث عن الخرق الذي تحقق إيرانياً وأميركياً. لكن كل شيء يبقى ممكناً.

فحوى الرسائل

يتلقى جنبلاط والحريري، وبرّي ضمناً، رسائل سورية واضحة. الأول، تصله عبر عملية اختراق البيئة الدرزية، بإعادة تجميع خصومه وتعويمهم وتدبيج خطابهم. الثاني، تصله في توالي الاشتراطات والعقبات التي يتعرّض لها في عملية تشكيل الحكومة، والضغط الممارس عليه لإبقائه طيّعاً، ودفعه لتقديم التنازلات المطلوبة. أما الثالث، فقد وصلته رسائل متعددة، دفعته إلى تبني مواقف متشددة، سواء في مسألة القمّة، أو في التعديل الذي طرأ على موقفه الحكومي. فبعدما كان يرفض الحصول على وزارة الصناعة المخصصة للحزب التقدمي الإشتراكي، تحت عنوان رفعه أمام الحريري: " لا تدخلوا بيني وبين وليد جنبلاط"، عاد برّي فجأة ليطالب بالصناعة بدلاً من البيئة. وهذا لا يعني سوى الاصطدام بجنبلاط، الذي لا يوافق على التنازل عن هذه الحقيبة. وقد يكون هذا الاختلاف المستجد عبارة عن تجاوب رئيس المجلس مع الرسائل السورية، أي أن يتواجه مع جنبلاط ولو شكلياً.

 

ايلي غبش: مقرصن لدى "مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية"

المدن - ميديا | الجمعة 25/01/2019/ايلي غبش: مقرصن لدى "مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية" قرصن 12 موقعاً لوزارة وادارة بناء على طلب المقدم سوزان الحاج

أرجأ القضاء العسكري اللبناني اليوم، محاكمة المقدم سوزان الحاج والمقرصن إيلي غبش بقضية اختلاق جرم التعامل مع اسرائيل للممثل زياد عيتاني، الى 7 شباط المقبل. وبدأت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد حسين عبد الله، اليوم الجمعة، باستجواب غبش الذي تحدث عن كيفية بدء العلاقة بينه وبين الحاج، موضحا انه عمل لديها في البداية كمقرصن في مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية قبل ان يلتحق بشركة اخرى، لافتاً الى أن التواصل أعيد بينه وبين الحاج في تشرين الأول2017. وأشار الى أنه سأل جهاز أمن الدولة عما اذا كان لديه معلومات عن عيتاني او التعامل مع اسرائيل، فأخبروه بأن هناك شبهات حوله لكن لم تتوافر أدلة عن تورطه. وهنا أوضح انه أخبر الحاج بهذا الأمر، فطلبت منه ان يبحث عن أدلة ربما تشير الى تورط عيتاني بمخدرات أو بالتعامل مع إسرائيل او أقله أن يأتي الى التحقيق ويستوجب ويسلط الضوء على ملفه، لا ان يجري توريطه بالتعامل مع اسرائيل. وكان غبش قال انه تلقى رسالة نصية من المقدم الحاج بداية شهر نيسان 2016، بعد أيام من اقالتها من منصبها كرئيسة لمكتب المعلوماتية، وجرى الحديث عن قرصنة مواقع لوزارات وإدارات، للقول إن إقالة المقدم الحاج خلق فراغاً أدى الى مهاجمة المواقع العائدة للوزارات، مؤكدا أنه استطاع اختراق 12 موقعاً لوزارات في يوم واحد، وقال: "أنا قبلت القيام بهذه المهمة لأن المقدم الحاج لها فضل علي، لأنها وظفتني في مكتبها"، مشيراً الى أنه خلال اختراق مواقع لوزارات "كنت أمرر معلومات تفيد بأن وزير الداخلية نهاد المشنوق يمرر مطالب غير قانونية لطائفته".

وعند هذا الحد رفعت الجلسة الى يوم الخميس في 7 شباط 2019، لاستكمال استجواب غبش والحاج والشهود إذا كان لدى فريقي الدعوى طلب شهود لهذه الجلسة.

 

تشكيل الحكومة: خداع موصوف (الأخبار)

نقلاً عن موقع "الوضوح في الموقف"/25 كانون الثاني/19

يختصر مصدر في 8 آذار، معني بتأليف الحكومة، النشاط الحكومي المستجد بالقول إنها عملية خداع موصوفة، داعياً إلى عدم إيهام الناس بأن ثمة تقدماً أو فرجاً قريب، فيما الواقع يشير إلى أن المراوحة هي سيدة الموقف.

طار الرئيس سعد الحريري إلى فرنسا في زيارة خاصة، ويُتوقع أن يعود الوزير جبران باسيل من زيارته إلى دافوس اليوم، فيما يستمر سمير جعجع في إجازته الفرنسية. تلك أجواء لا توحي بأن تقدماً حقيقياً ينتظر مسار تأليف الحكومة. ومع ذلك، فإن التفاؤل لا يزال سيد الموقف، حتى ولو لم يُبنَ على معطيات جدية، باستثناء الضغط الذي يمارسه رئيس الجمهورية على رئيس الحكومة المكلف، وحركة الرئيس الحريري باتجاه عين التينة وكليمنصو، والتي أعقبها بتصريح متفائل، أشار فيه إلى أن «هناك أموراً إيجابية تتبلور بشأن الحكومة والأسبوع المقبل سأحسم الموضوع».

التأليف لم يخرج بعد من دائرة التشاؤم (الجمهورية)

اكدت مصادر مواكبة للمشاورات الاخيرة انّ الجو ملتبس في ظاهره تفاؤل، وأما في الواقع فلا توجد اي خطوات او مؤشرات على ترجمة جديدة لهذا التفاؤل. وتعتقد هذه المصادر انّ التأليف لم يخرج بعد من دائرة التشاؤم.

وفي اعتقاد هذه المصادر انّ نهاية الشهر الجاري التي تصادف الخميس المقبل هي محطة اساسية يفترض ان تولد الحكومة قبلها، لأنه ان لم تشكّل الحكومة في هذه الايام القليلة المتبقية من الشهر، فهذا معناه انّ الامور ستذهب الى تعطيل طويل لا يقاس بالأيام والاسابيع بل بالاشهر، اذ انّ عدم التأليف سيعطي اشارة واضحة الى انّ كل الافكار ومخارج الحلول قد استنفدت ولا يبقى بالتالي سوى الانتظار.

لا معطى جديدا

تجزم مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان ما من تطوّر جديد على صعيد ملف تشكيل الحكومة، ولا تزال المشاورات دائرة حول تدوير هذه الحقائب، مع العلم ان ما من معطى جديد، بعدما ظهرت أجوبة على ما طرح لا توحي بالانتقال إلى المرحلة الثانية، أي مرحلة التفاوض لحل العقدة السنَّية.

الحريري أوحى ان مشكلة الحقائب حلّت (الأخبار)

فيما أشيع أن الخلاف على الحقائب له نصيب من التعطيل، فقد أوحى الحريري أنه تمكن من حلها، عبر تضحية كان قد طلبها من جنبلاط، ولم يعط الأخير كلمة فيها، وإن ترك الأبواب مفتوحة على التخلي عن حقيبة الصناعة لمصلحة كتلة التنمية والتحرير، شرط معرفة أي من الحقائب ستكون البديلة. علماً أن حركة أمل كانت قد وافقت على التخلي عن حقيبة البيئة لمصلحة «لبنان القوي»، مقابل «الثقافة» أو «الصناعة». وبما أن «الثقافة» كانت قد ذهبت إلى القوات، لم يبق سوى الصناعة التي لم تُحسم مبادلتها بعد. نظرياً، ومع التسليم بالعقد الظاهرة، فإن سير هذا الحل باتجاه التثبيت، بعد أن يعود الحريري إلى جنبلاط بما لديه، يعني العودة إلى عقدة تمثيل اللقاء التشاوري.

الحريري التقى باسيل في باريس والأخير “تفاءلوا بالخير تجدوه”

قالت مصادر مواكبة لـ»الجمهورية» انّ الصورة ستتضِح أكثر مع عودة الحريري والوزير جبران باسيل من باريس التي التقيا فيها أمس، وسط معلومات ترشح من بعض زوايا مطبخ التأليف وتتحدث عن صيغة مرشحة للتفاهم عليها أي حكومة «الثلاث عشرات»، وإذا صحّ هذا الامر، فمعنى ذلك انّ امكانية التأليف تصبح متاحة اكثر من ذي قبل. فيما أكدت مصادر باسيل عودته اليوم، وانّ الاجواء جيدة، وقالت لـ»الجمهورية: «تفاءلوا بالخير تجدوه».

لبنان القوي يصرّ على إشاعة أجواء إيجابية (الأخبار)

تصر مصادر «لبنان القوي» على إشاعة أجواء إيجابية، معتمدة على ما تصفه بمعلومات عن اقتراب الحل، فيما يعتبر متابعون أن هذه الحماسة الجديدة للتأليف لن تتأخر قبل أن تصطدم بحائط الشخصية التي ستمثّل اللقاء وبدور هذه الشخصية في مجلس الوزراء، خصوصاً أن لا أفكار جديدة طرحت للحل.

تكتم في بيت الوسط والحريري يحافظ على تفاؤله (النهار)

حافظت جولة التحرك الواسع الذي بدأه الحريري من اجل انهاء ازمة التأليف على ديناميتها ولو ان الرئيس المكلف سافر مساء امس الى باريس في زيارة عائلية سريعة. وقبل سفره، كان الرئيس الحريري واضحاً بأنه سيحسم موقفه الاسبوع المقبل، إما بتأليف الحكومة وإمّا بخيار آخر يحيطه “بيت الوسط” بالغموض مع أنه يحتمل اكثر من تفسير، ولعلّ الاقرب الى الواقع هو بإعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال وعزدة الرئيس الحريري الى المداومة في السرايا الحكومية، بعد رفع المسؤولية عن نفسه، وفضح المعطلين. أما الاعتذار فلا يبدو مطروحاً ضمن خياراته.

وتشير أوساط الرئيس الحريري الى انه يتكتّم على مضمون مسعاه من أجل إنجاحه. وتعكس هذه الاوساط للمرة الأولى تفاؤلاً مبرراً بقرب ولادتها، انطلاقاً من وصول جميع القوى السياسية الى اقتناع بضرورة قيام حكومة، وبأن عليها جميعاً المساهمة في تسهيل ولادة الحكومة، لأن وضع البلد لم يعد يحتمل.

تفعيل او اعتذار؟ (الشرق الأوسط)

تضاربت التفسيرات حول مغزى كلام الحريري غداة زيارته وليد جنبلاط ليل أول من أمس، وتأكيده أنه سيحسم موقفه النهائي بشأن الحكومة الأسبوع المقبل، وما إذا كان يلوّح بالاعتذار إذا جرت عرقلة مهمته الحالية، وقالت مصادر مواكبة لجولة الحريري إن «كل الخيارات مفتوحة ما لم يحسم تشكيل الحكومة سريعاً، لأن وضع البلد لم يعد يحتمل التأجيل والمماطلة». فيما قدّمت مصادر سياسية تفسيرات أخرى قد لا تذهب إلى حدّ الاعتذار، وتوقعت «الذهاب نحو تفعيل دور حكومة تصريف الأعمال، أو تسمية الأشياء بأسمائها، وكشف المعطلين، وبالحدّ الأقصى اعتماد خيار الاعتكاف».

الأجواء التفاؤلية لا تزال قائمة (الشرق الأوسط)

أوضحت مصادر مواكبة لتحرّك الحريري، أن «الأجواء التفاؤلية لا تزال قائمة، والحريري يستكمل اتصالاته بكل الأطراف، وإذا صفت النيات يمكن للحكومة أن تبصر النور قريباً». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «المحادثات الجديدة أوحت بأن الكلّ يحتاج إلى الحكومة، انطلاقاً من الواقع الاقتصادي الصعب، والوضع المتردي في إدارات ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة». وغادر الحريري الى باريس في زيارة عائلية قصيرة يعود بعدها الى بيروت.

وشددت المصادر نفسها على أن «عقدة تمثيل (اللقاء التشاوري) أخذت طريقها إلى الحلّ، وتمّ الاتفاق على صيغة تجعل الوزير الذي سيمثل (اللقاء) على تفاهم مع الفريق الوزاري التابع لرئيس الجمهورية ميشال عون، ولا يصوّت ضدّه عند اتخاذ القرارات الحكومية ولا يعرقل مسار الرئيس، وفي الوقت نفسه يحضر اجتماعات اللقاء التشاوري، ويعبّر عن رأيه على طاولة مجلس الوزراء»، مشيرة إلى أن «هذه الصيغة حظيت برضا الجميع، والأمور باتت في مرحلة (الرتوش)، ويفترض أن تتبلور صيغة الحكومة منتصف الأسبوع المقبل أو في نهايته على أبعد تقدير».

وفيما بات اسم جواد عدرا خارج البحث، ولم يعد من ضمن الأسماء المطروحة لتمثيل «اللقاء التشاوري»، قالت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط»، إن «ثمة توجهاً لاختيار الوزير الذي سيمثّل سنّة الثامن من آذار، بأحد الأسماء الثلاثة التي قدّمت لرئيس الجمهورية، وهم حسن مراد، وطه ناجي، وعثمان المجذوب». وأفادت المعلومات بأن هذا الوزير «سيكون حتماً من حصة الرئيس ميشال عون، ولا يشارك في اجتماعات وزراء التيار الوطني الحرّ، بل مع فريق الرئيس الوزاري». لكن المصادر نفسها كشفت عن «نقاش يدور حول إعادة توزيع حقائب: البيئة، والإعلام، والصناعة والمهجرين، حيث يصرّ رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل على استبدال وزارة الإعلام التي رست ضمن حصته، بوزارة أخرى هي البيئة أو الصناعة»، لكنها أشارت إلى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يرفض التخلّي عن وزارة الصناعة، كما يرفض برّي الاستغناء عن وزارة البيئة.

 كل ما يشاع من تفاؤل ليس مبنياً على أي عناصر جديدة (الأخبار)

لكن هل فعلاً الأجواء إيجابية وهل فعلاً المسألة تقنية وترتبط بالبحث عن حل لعقد موضعية؟ مصادر مطلعة تؤكد أن كل ما يشاع من تفاؤل ليس مبنياً على أي عناصر جديدة، وبالتالي فهذا يعني أن الحل لا يزال بعيداً، خصوصاً أن البعض بدأ يسوق لربط الحكومة بنتائج مؤتمر وارسو (13 شباط) الموجه ضد إيران حيناً، وبالانتخابات الإسرائيلية (17 آذار) انطلاقاً مما قاله وزير الخارجية الأميركي عن تحريك عملية السلام مع فلسطين حيناً آخر.

حزب الله لم يدخل على خط الاتصالات (الجمهورية)

لم تسفر الاتصالات الجارية في شأن تأليف الحكومة عن أي نتيجة عملية بعد، واشارت المعلومات المتوافرة لدى اطراف أساسيين في فريق 8 آذار الى انّ «حزب الله» لم يدخل جدياً بعد على خط الاتصالات، لأنه من جهة ليس مستعداً لتقديم تنازلات، وهو من جهة ثانية غير مقتنع بأنّ الحريري وباسيل سيخفّضان من مستوى مطالبهما، في الوقت الذي لا يزال جميع الافرقاء ينتظرون الضوء الأخضر الضائع بين التهديدات العسكرية المفتوحة، سواء التهديدات الاميركية، أو الاسرائيلية، أو التهديدات الايرانية.

التحدي اليوم في إيجاد اسم يوازي عدرا (الأخبار)

بالنسبة لمصدر متابع لعملية التأليف، فإن كل الأطراف لا تزال تجني ثمار حرق ورقة جواد عدرا، الذي شكّل اسمه الحد الأدنى من الخسائر لكل الأطراف. وعليه، فإن التحدي اليوم، إذا وجدت إرادة جدية للتأليف، يتمثل في إيجاد اسم يوازي اسم جواد عدرا لناحية القبول من الجميع، خصوصاً أن الأسماء المطروحة من قبل اللقاء التشاوري لا تلقى موافقة الحريري. وحتى بعد حل مسألة الاسم، يُفترض أن يكون تموضعه الحكومي هو القضية الخلافية الأساسية، وهي المسألة التي سبق أن طيّرت الحكومة في المحاولة الأخيرة.

سلة متكاملة (اللواء)

لفتت مصادر مطلعة إلى ان المبادرة الجديدة تقوم على سلّة متكاملة وضعها الحريري مع الوزير باسيل، من عناوينها تمثيل نواب سُنة 8 آذار، أو ما يسمى «اللقاء التشاوري» بوزير من الأسماء الثلاثة المقترحة منه، أي عثمان المجذوب وحسن مراد وطه ناجي، على ان يكون من حصة رئيس الجمهورية من دون ان يُشارك في اجتماعات تكتل «لبنان القوي» أو يصوت ضد رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء، إضافة إلى اجراء تبديل محدود في الحقائب الوزارية، تشمل فقط وزارات البيئة والإعلام والصناعة والمهجرين.

موقف حاسم للتشاوري اليوم

علمت «الجمهورية» انّ اتصالات جرت امس بين «اللقاء التشاوري» وحلفائه، تمّ التشديد خلالها على الوقوف نهائياً مع مطلبه بتمثيله بوزير يمثله حصراً، ويكون من بين أعضائه التسعة (6 نواب و3 لشخصيات مرشحة) ورفض أي صيغة جديدة تؤدي الى خلق جواد عدرا جديد.

واشارت مصادر معنية الى انّ اجتماع «اللقاء» الذي سينعقد اليوم في دارة النائب جهاد الصمد في طرابلس، الذي سيحضره الاعضاء التسعة للمرة الاولى، سيصدر عنه موقف يعبّر عن «مطلبه النهائي والحاسم».

ايام فاصلة (النهار)

تحمل الأيام الفاصلة عن مطلع الأسبوع المقبل طابعاً مفصلياً بالنسبة الى أزمة تأليف الحكومة التي طوت شهرها التاسع من دون التأكد من معطيات مطمئنة الى ان ولادة الحكومة ستأتي بعد هذه المدة الطويلة طبيعية أو قيصرية أو ان الفرصة الجديدة التي أتاحها اتجاه الرئيس المكلف سعد الحريري الى ما وصفه بـ”حسم الامر” الأسبوع المقبل ستجهض بدورها. واذا كانت أزمات الداخل وحدها تشكل الضاغط الأقوى لاستعجال الخروج من أزمة التأليف والانصراف الى مواجهة التداعيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تركتها مرحلة مثقلة بالتجاذبات السياسية أدت الى تأخير ولادة الحكومة ووضع البلاد أمام أخطار جسيمة على مختلف الصعد، فإن التداعيات الخارجية لم تعد تقل خطورة في اهتزازات متعاقبة لصورة الدولة خارجياً وانعكاس ذلك على مستقبل الدعم الدولي للبنان.

بري على تفاؤله ولا عقبة في الحقائب

تفيد المعلومات انّ موضوع مبادلة بعض الحقائب مطروح، وهو امر لا يبدو انه يُحدث مشكلة او عقبة في وجه الحكومة في اعتبار انّ الامور شبه محلولة حوله، اذ لا توجد طروحات استفزازية في هذا الاطار، بل انّ المبادلات التي يمكن ان تحصل ستتمّ بالتوافق بين الافرقاء المعنيين.

وفي هذا الاطار علمت «الجمهورية» انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يرى انه لا يجب ان تكون هناك مشكلة في موضوع الحقائب. وتفيد أجواؤه انه لا يمانع بحصوله على واحدة من وزارات الثقافة أو الصناعة أو البيئة الى جانب وزارتي المال والزراعة، لكنه يرفض فكرة إعطائه حقيبة وزارة الاعلام رفضاً قاطعاً.

ولوحظ انّ بري ما زال على موقفه الذي عبّر عنه بعد لقائه الأخير مع الحريري لناحية التفاؤل بولادة قريبة للحكومة تِبعاً لما سمعه من الرئيس المكلف، آملاً في ان تصل الامور الى خواتيم ايجابية.

توزيع جديد للحقائب

علمت “الحياة” أنه على رغم مغادرة الحريري بيروت إلى باريس مساء أمس في زيارة خاصة تستمر يومين، فإن هذه الاتصالات مستمرة مرجحة أن يلاقيه فيها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل آتيا من دافوس، مع إمكان أن يجتمع إلى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لاستكمال البحث في توزيع جديد للحقائب الوزارية، إذ أن هذا الأمر يتطلب التشاور مع “القوات” في إمكان تخليها عن حقيبة العمل للمبادلة مع البيئة أو مع الصناعة، بعد مطالبة باسيل بالحصول على حقيبة البيئة مقابل وعد منه بإيجاد مخرج لتمثيل النواب السنة الستة حلفاء “حزب الله” من حصة رئيس الجمهورية. ويتضمن هذا المخرج الموافقة على أن يكون الوزير الذي يقع عليه الخيار ملتزما التنسيق مع “اللقاء التشاوري” لهؤلاء النواب ومع الرئيس العماد ميشال عون. وفيما ذكرت مصادر متعددة أن البحث مستمر عن شخصية مواصفاتها تلاقي هذا الهدف المزدوج، وتكون على علاقة جيدة مع “التشاوري ومع عون، رجحت المصادر المواكبة لمساعي الحلول أن ترتفع أسهم مدير مكتب النائب فيصل كرامي في اليومين المقبلين، عثمان مجذوب، الذي سبق للنواب السنة الستة أن سموه من أصل ثلاثة آخرين من غير النواب. فعلاقة كرامي مع الرئيس عون جيدة، وهو يعتبر أن تحالفا استراتيجيا يجمعه برئيس الجمهورية. وهذا ينطبق على مجذوب.

إستياء «حزب الله» من تصريحات باسيل في دافوس (اللواء)

كان لافتاً للانتباه، عشية إطلالة السيّد نصر الله غداً، عبر قناة «الميادين» والذي سيتركز الحديث في جانب منه إلى الوضع الحكومي، والعلاقة بين الحزب و«التيار الوطني الحر»، الاستياء الذي ابدته أوساط حزب الله من تصريحات الوزير باسيل لمحطة CNN الأميركية وخطابه الأخير في «دافوس»، والذي اعتبرته بأنه يتناقض مع الكلام الذي يسمعونه منه في بيروت، خاصة بالنسبة لتبريره امتلاك إسرائيل وسائل عسكرية بحجة الدفاع عن نفسها.

قوننة الإنفاق

في بعبدا، كان الشأن المالي عنواناً لاجتماع عقده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل ورئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان. وفي ظل عدم إقرار موازنة جديدة، بحث الاجتماع في الخيارات المطروحة لقوننة الإنفاق مع انتهاء الشهر الجاري، حيث يفترض قانوناً أن تنتهي إمكانية الصرف على القاعدة الإثني عشرية.

وبعد الاجتماع، قال خليل: «نحن كنا متفقين على أن تبقى الأمور سائرة على الطريق الصحيح الذي يضمن انتظام الدفع إلى كل المستحقين، خصوصاً في ما يتعلق بالرواتب والأجور والسندات وغيرها. واتفقنا على بعض الأمور التي تنظم هذه العملية وتضعها في إطارها القانوني والدستوري، كي لا يكون هناك أي إشكال مستقبلاً». وأضاف: «كان اللقاء فرصة تفاهمنا في خلالها على روحية التعاطي مع الإصلاحات المطلوبة عند البدء في نقاش الموازنة كي تأتي متلائمة مع التوجهات التي أقرت في مؤتمر سيدر». كما طمأن كنعان إلى أنه «ستكون هناك المخارج القانونية التي تؤمن استمرارية الدولة وكل ما يتصل بالموازنة وإنفاقها».

عون يدرس دستورية بت حكومة تصريف الأعمال للموازنة

حضرت الملفات الدستورية امس في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية والنائب السابق مخايل الضاهر بصفته خبيراً دستورياً. وذكرت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» انّ الضاهر «قدم شروحات دستورية تفصيلية تناولت عدداً من القضايا المطروحة، ومنها تلك المتصلة بقدرة مجلس الوزراء على بتّ قانون الموازنة وإحالتها الى مجلس النواب على رغم انّ الحكومة هي في مرحلة تصريف اعمال. فالموازنة، برأي الضاهر، «من القضايا الأساسية التي يمكن ان يشملها تصريف الأعمال في الإطار الضيّق كما قال الدستور».

زيارة ماكرون لبيروت قد تكون مرشحة للارجاء تكراراً اذا لم تشكل الحكومة

علمت “النهار” ان ثمة ملامح قلقة بدأت ترتسم لدى بعض الدوائر الديبلوماسية والسياسية حيال مصير الزيارة الرسمية المقررة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان في شهر شباط. ومعلوم ان هذه الزيارة التي ارجئت سابقاً لأسباب تتصل ببرامج الرئيس الفرنسي تقرر موعدها في شباط المقبل بالتوافق بين فرنسا ولبنان. لكن تلميحات بدأت تصل الى تلك الدوائر بان زيارة ماكرون لبيروت قد تكون مرشحة للارجاء تكراراً اذا لم تشكل حكومة جديدة في لبنان قبل موعدها، خصوصاً ان حيزاً أساسياً من المحادثات التي يرتقب ان يجريها الرئيس الفرنسي مع نظيره اللبناني والرئيس الحريري ورئيس مجلس النواب تتصل بتنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” الذي وظف ماكرون ثقلاً ديبلوماسياً فرنسياً كبيراً لعقده وانجاحه في باريس الربيع الماضي.

ايران اتهمت روسيا بتعطيل منظومة اس 300 الروسية خلال الهجوم الاسرائيلي

بعد اربعة ايام على تنفيذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات استهدفت قوات إيرانية وسورية في مواقع عدة، قرب دمشق وجنوبها، متوعّدة بمزيد من هذه العمليات، اتهمت ايران أمس، روسيا بتعطيل منظومة اس 300 الروسية خلال الهجوم الاسرائيلي على سوريا. وتحدثت عن وجود نوع من التنسيق بين الهجمات الاسرائيلية والدفاع الجوي الروسي المتمركز في سوريا.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة «ارنا» الايرانية الرسمية عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي، حشمت الله فلاحت بيشه، امس «انّ أنظمة الدفاع الجوي الروسية S-300 المنتشرة في سوريا يتم تعطيلها خلال الهجوم الصهيوني على هذا البلد». واضاف: «الكيان الصهيوني ادّعى في الأيام الماضية بعد الهجوم على البنية التحتية في سوريا، أنه ألحق اضراراً بقوات المستشارين الإيرانيين على الأراضي السورية».

وقال: «هناك نقد جاد يوجه الى روسيا، حيث تقوم بتعطيل منظومة S 300 حين يشنّ الكيان الصهيوني هجماته على سوريا. إذا كانت منظومة S-300 الروسية تعمل في شكل صحيح، فإنّ الكيان الصهيوني لا يستطيع شَنّ هجماته على سوريا بسهولة. ويبدو أنّ هناك نوعاً من التنسيق بين الهجمات الصهيونية والدفاع الجوي الروسي المتمركز في سوريا».

ثانيا، في الانطباعات العامة

١)الأجواء المنقولة عن أوساط الرئيس الحريري تؤكد ان التفاؤل بولادة الحكومة ما زال سيد الموقف، وقالت “إذا صفت النيات يمكن للحكومة أن تبصر النور قريباً”.

٢)الأجواء المنقولة عن الوزير باسيل ليست بعيدة عن أجواء الحريري وتؤكد بانها جيدة وتقول “تفاءلوا بالخير تجدوه”.

٣)صحيفة “الأخبار” تنتقد تفاؤل الحريري وباسيل وتؤكد “أن كل ما يشاع من تفاؤل ليس مبنياً على أي عناصر جديدة، وبالتالي فهذا يعني أن الحل لا يزال بعيداً”، وتصف النشاط الحكومي المستجد بالقول “إنها عملية خداع موصوفة”.

٤)انتقاد “الأخبار” ليس جديدا، بل بدأ مع المسعى الجديد والتفاؤل المفرط بولادة الحكومة، هذا التفاؤل الذي وصفته الصحيفة منذ اللحظة الأولى بانه لا يستند إلى معطيات جدية.

٥)انتقاد “الأخبار” يعني إما ان حزب الله متوجس من طبخة ما يعدها الحريري وباسيل، وإما لأن هذه المحاولة المستجدة  ترتكز على ورقة مخفية وليس على خريطة طريق واضحة لحل عقدة تمثيل التشاوري.

٦)وضع الرئيس المكلف نفسه أمام مدة زمنية تنتهي الثلاثاء وفي حده الأقصى الخميس مع نهاية الشهر الحالي، وبالتالي هل كان مضطرا إلى ذلك؟

٧)قد يكون هدف الحريري من وراء هذا الكلام الانتقال إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال، خصوصا مع تأكيده بأنه “سيحسم موقفه الاسبوع المقبل، إما بتأليف الحكومة وإمّا بخيار آخر يحيطه بالكتمان”.

٨)النقطة الغامضة في كل هذا المشهد هي على اي أساس تم تعميم المناخات التفاؤلية؟ وما هدف الحريري وباسيل من وراء نشر هذه الأجواء؟ وما المعطيات التي جعلتهما يندفعان باتجاه التأليف السريع؟ وهل من قطبة مخفية فعلا ستظهر في الأيام القليلة المقبلة؟ ولماذا نأى حزب الله بنفسه عن هذا الجو وكلّف “الأخبار” الترويج لعكسه؟

٩)مع سفر الحريري، ولو كانت سفرته قصيرة، ستجمد كل حركة المشاورات الحكومية وستنتقل الأنظار الى ما سيقوله السيد نصرالله مساء السبت في ملفات المنطقة الساخنة والملف الحكومي، وتأتي إطلالته في مشهد إقليمي ليس لصالحه مع الاستهداف الإسرائيلي شبه اليومي لمواقع إيرانية في سوريا من دون اي رد من قبل هذا المحور، ومع مؤتمر وارسو وما يمكن ان يصدر عنه.

١٠)لم يصدر اي نفي لما كتبته الصحافية ساندرا نجيم في صحيفة “لوريون لوجور” أمس عن ان طهران سلمت تل أبيب خرائط الإنفاق التي دمرتها إسرائيل من دون اي اعتراض من حزب الله نتيجة الصفقة المبرمة، كما كشفت ان وزير خارجية سلطنة عمان زار نصرالله في الضاحية وطمأنه ألا نيات عدوانية إسرائيلية تجاه الحزب، وكشفت أيضا ان السلطنة التي تعمل على خط الوساطة بين تل أبيب وطهران قطعت شوطا كبيرا على مستوى التفاهم بين الطرفين؟

 

عودة طوعية لمئات السوريين

بيروت/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان أنها اعتبارا من صباح أمس الخميس، قامت بتأمين العودة الطوعية لـ953 نازحا سوريا من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية عبر مركزي المصنع والعبودية الحدوديين، وذلك بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) وبحضور مندوبيها. وواكبت دوريات من المديرية العامة للأمن العام النازحين الذين انطلقوا بواسطة حافلات أمنتها السلطات السورية لهذه الغاية، من نقاط التجمع المحددة في المصنع، طرابلس، العبودية، النبطية، صيدا، برج حمود حتى الحدود اللبنانية - السورية.

 

السفير السعودي: آليات لمساعدة لبنان

بيروت/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/أعلن سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، أنه سيتابع تصريحات وزير المال السعودي محمد الجدعان من دافوس عن أن المملكة ستدعم لبنان لحماية استقراره، لافتا إلى أنه سيتم اتخاذ بعض الآليات في هذا المجال.

وقال بخاري بعد لقائه رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل لبحث الأوضاع العامة: «هذه الزيارة تصب في إطار حبنا وتقديرنا لفخامته ودوره الضامن في لبنان. جئنا للاستئناس بآرائه النيرة وفكره ليكون قيمة مضافة على سياسة المملكة في لبنان الداعمة والتي تحافظ على أمن لبنان وسيادته واستقراره».

 

نصائح دولية للبنان بتسريع ولادة حكومته ولافروف دخل على خط الاتصالات ودبلوماسيون غربيون شددوا على تأليفها

محمد شقير/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية في بيروت أن المجتمع الدولي يواكب باهتمام عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى تكثيف مشاوراته واتصالاته لإخراج عملية ولادتها من المأزق الذي كان وراء تشكيلها.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن سفراء عربا وغربيين يتحركون بالتلازم مع تحرك الحريري في اتجاه الأطراف المعنية بتشكيلها، ويسدون لهم النصائح تلو الأخرى بأن هناك أكثر من ضرورة لإعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية وأولها السلطة التنفيذية وأن على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم لتأمين ظروف طبيعية لتأليف الحكومة على أن تكون متوازنة، للنهوض اقتصاديا واجتماعياً ببلدهم.

وأكدت المصادر أن روسيا تواصل اتصالاتها مع الأطراف الدولية والإقليمية التي تتمتع بنفوذ في لبنان وقادرة في نفس الوقت على الطلب من حلفائها تسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري. ولفتت المصادر إلى الدور الذي يقوم به وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف من خلال الاتصالات التي يجريها تحديداً مع طهران داعياً إياها للعب دور ضاغط لضمان تأليف الحكومة اللبنانية، إضافة إلى اتصال أجراه أخيراً بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل مستوضحاً منه كما تقول المصادر الدبلوماسية الأسباب التي ما زالت تعيق ولادة الحكومة. وقالت إن لافروف قرر الدخول على خط الاتصالات التي يتولاها الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين نائب وزير الخارجية لـ«الشرق الأوسط» وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف والتي شملت كبار المسؤولين في النظام في سوريا وأطرافا لبنانيين تربطهم به علاقات وطيدة.

ورأت المصادر ذاتها أن موسكو تؤيد تسريع تشكيل الحكومة برئاسة الحريري وهذا ما تبلغه الممثل الشخصي لرئيس الحكومة في روسيا جورج شعبان. وقالت إن القيادة الروسية مهتمة باستقرار لبنان وببسط سيادته على كامل أراضيه وهذا ما أبلغته صراحة إلى عدد من كبار المسؤولين السوريين.

وأكدت أن موسكو نصحت دمشق بأن هناك ضرورة لتحقيق التوازن في العلاقات اللبنانية - السورية وأن هذا يستدعي منها عدم التعامل مع لبنان بنفس الأسلوب الذي كانت تعتمده في السابق وأدى إلى اهتزاز هذه العلاقة بسبب وجود شعور لدى أطراف لبنانية بأنها تتدخل في كل شاردة وواردة وفي تفاصيل هي في غنى عنها.وفي هذا السياق تراقب باريس حالياً ما ستؤول إليه الاتصالات التي يقوم بها الحريري لإعادة وضع لبنان على الخريطة الدولية التي تؤهله الإفادة من الدعم الدولي الذي يحظى به، خصوصا أنها رعت مؤتمر «سيدر» الذي لا بد من تفعيل ما أوصى به من إصلاحات لمساعدته على النهوض الاقتصادي.

وتتوافق باريس وواشنطن على ضرورة تشكيل حكومة متوازنة تحظى بتأييد المجتمع الدولي ولا تدفعه إلى القلق في حال تبيّن له أن أطرافا لبنانيين يتمتعون بـ«فائض القوة» في داخل الحكومة العتيدة لجهة طغيانهم على الآخرين.

وبكلام آخر، فإن باريس وواشنطن لن تمنحا ثقتهما لحكومة لبنانية يُشتمّ منها أن «حزب الله» وحلفاءه يحاولون السيطرة على قرارها السياسي وهذا ما يرفضه الرئيس الحريري الذي لم يذعن في السابق ولا اليوم لحملات التهويل والابتزاز التي يراد منها المجيء بحكومة تشكو من الاختلال في تركيبتها.

وكان وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل أحاط خلال زيارته الأخيرة لبيروت كبار المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم أركان الدولة بأن عدم تشكيل حكومة متوازنة ستواجه مشكلة في كسب تأييد المجتمع الدولي. إضافة إلى تأكيده أن وجود الحريري على رأس الحكومة بات أكثر من ضرورة لأنه من القلائل الذين يحظون بثقة المجتمع الدولي. وعليه فإن الحريري الذي يجري مشاورات مفتوحة مع رئيسي الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري، إضافة إلى القيادات الرئيسية في البلد، يصر على إبقاء المداولات في خصوص تأليف الحكومة بعيدة عن الأضواء رغبة منه في أن «يقطع الطريق على إقحام المشاورات في مزايدات شعبوية أكانت من هنا أم هناك» كما تقول مصادر قريبة منه. لكن المؤكد، بحسب قول قطب سياسي يواكب هذه المشاورات، أن حصول أي طرف على «الثلث الضامن» بات من الماضي، وأن القاعدة الأساسية للإسراع في ولادتها تقوم على 3 عشرات وأن يتمثّل اللقاء التشاوري أي النواب السنة المعارضين للحريري من حصة رئيس الجمهورية. ويبقى السؤال، هل ترى الحكومة العتيدة النور قبل انعقاد مؤتمر وارسو بدعوة من الولايات المتحدة والذي يُفترض أن يشكّل من وجهة نظر واشنطن أكبر اصطفاف عربي وإقليمي ودولي مناهض للأنشطة الإيرانية في المنطقة التي تعمل على الاستقرار فيها؟

في الإجابة، تؤكد المصادر الدبلوماسية أن موسكو التي قررت مقاطعة المؤتمر تعمل على خفض التوتر في المنطقة وتنصح طهران بضرورة إنجاح جهود الحريري لتأليف الحكومة لأن مجرد قيامها بهذا الدور قد يدفع أطرافا أوروبية إلى التخفيف من التوصيات التي ستصدر عنه، وبالتالي لن يكون هناك من اختبار للنيّات الإيرانية إلا في لبنان باعتبار أنه يواجه استحقاقاً مصيرياً يتعلق بولادة حكومته، على أن تتولى الأخيرة تحييده عن الصراعات في المنطقة.

 

الحكومة اللبنانية أمام مرحلة الحسم: التأليف أو الخيارات المفتوحة بعد إعلان الحريري أن موقفه النهائي سيكون في الأسبوع المقبل

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/بقيت أجواء التفاؤل مخيّمة على الجولة الأخيرة من مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، التي يجريها الرئيس المكلّف سعد الحريري مع القوى والأحزاب السياسية، بعدما أصبح الاتفاق شبه ناجز على حلّ عقدة تمثيل «اللقاء التشاوري» الذي يضم نواباً سنة متحالفين مع «حزب الله»، وتموضع الوزير الذي يمثله في الحكومة، لكنّ هذا التفاؤل لم يلغ الحذر من عرقلة مساعي الفرصة الأخيرة، خصوصاً أن مهمّة الحريري محفوفة بمخاطر تبديل بعض الحقائب المتفق عليها سابقاً، التي تنذر بإعادة الأمور إلى المربّع الأول. وقبل أن تتضح نتائج جولة المشاورات الجديدة، وما إذا كانت ستنهي مخاض التأليف المتعثّر منذ ثمانية أشهر، أوضحت مصادر مواكبة لتحرّك الحريري، أن «الأجواء التفاؤلية لا تزال قائمة، والحريري يستكمل اتصالاته بكل الأطراف، وإذا صفت النيات يمكن للحكومة أن تبصر النور قريباً». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «المحادثات الجديدة أوحت بأن الكلّ يحتاج إلى الحكومة، انطلاقاً من الواقع الاقتصادي الصعب، والوضع المتردي في إدارات ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة». وغادر الحريري الى باريس في زيارة عائلية قصيرة يعود بعدها الى بيروت. وشددت المصادر نفسها على أن «عقدة تمثيل (اللقاء التشاوري) أخذت طريقها إلى الحلّ، وتمّ الاتفاق على صيغة تجعل الوزير الذي سيمثل (اللقاء) على تفاهم مع الفريق الوزاري التابع لرئيس الجمهورية ميشال عون، ولا يصوّت ضدّه عند اتخاذ القرارات الحكومية ولا يعرقل مسار الرئيس، وفي الوقت نفسه يحضر اجتماعات اللقاء التشاوري، ويعبّر عن رأيه على طاولة مجلس الوزراء»، مشيرة إلى أن «هذه الصيغة حظيت برضا الجميع، والأمور باتت في مرحلة (الرتوش)، ويفترض أن تتبلور صيغة الحكومة منتصف الأسبوع المقبل أو في نهايته على أبعد تقدير». وفيما بات اسم جواد عدرا خارج البحث، ولم يعد من ضمن الأسماء المطروحة لتمثيل «اللقاء التشاوري»، قالت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط»، إن «ثمة توجهاً لاختيار الوزير الذي سيمثّل سنّة الثامن من آذار، بأحد الأسماء الثلاثة التي قدّمت لرئيس الجمهورية، وهم حسن مراد، وطه ناجي، وعثمان المجذوب». وأفادت المعلومات بأن هذا الوزير «سيكون حتماً من حصة الرئيس ميشال عون، ولا يشارك في اجتماعات وزراء التيار الوطني الحرّ، بل مع فريق الرئيس الوزاري». لكن المصادر نفسها كشفت عن «نقاش يدور حول إعادة توزيع حقائب: البيئة، والإعلام، والصناعة والمهجرين، حيث يصرّ رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل على استبدال وزارة الإعلام التي رست ضمن حصته، بوزارة أخرى هي البيئة أو الصناعة»، لكنها أشارت إلى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يرفض التخلّي عن وزارة الصناعة، كما يرفض برّي الاستغناء عن وزارة البيئة. في هذا الوقت، تخوّفت مصادر مقرّبة من الحزب التقدمي الاشتراكي أن «تؤدي إعادة فتح الباب أمام توزيع الحقائب إلى إحباط مهمّة الحريري مجدداً». وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الأمر «قد يعيد النقاش إلى المربّع الأول، خصوصاً أن الاتفاق على توزيع الحقائب استغرق أكثر من أربعة أشهر». وتضاربت التفسيرات حول مغزى كلام الحريري غداة زيارته وليد جنبلاط ليل أول من أمس، وتأكيده أنه سيحسم موقفه النهائي بشأن الحكومة الأسبوع المقبل، وما إذا كان يلوّح بالاعتذار إذا جرت عرقلة مهمته الحالية، وقالت مصادر مواكبة لجولة الحريري إن «كل الخيارات مفتوحة ما لم يحسم تشكيل الحكومة سريعاً، لأن وضع البلد لم يعد يحتمل التأجيل والمماطلة». فيما قدّمت مصادر سياسية تفسيرات أخرى قد لا تذهب إلى حدّ الاعتذار، وتوقعت «الذهاب نحو تفعيل دور حكومة تصريف الأعمال، أو تسمية الأشياء بأسمائها، وكشف المعطلين، وبالحدّ الأقصى اعتماد خيار الاعتكاف».

 

وزير المالية اللبناني يؤكد انتظام دفع الرواتب والأجور وعون ترأس اجتماعاً للبحث في آليات الإنفاق والإصلاحات

بيروت/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/كانت الأوضاع المالية في لبنان محور اجتماع دعا إليه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، ضم وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب إبراهيم كنعان.

وخُصص الاجتماع للبحث في الأوضاع المالية بعد تأخر إقرار موازنة عام 2019، واعتماد الإنفاق على القاعدة الاثنى عشرية، إضافة إلى موضوع الإصلاحات الذي سيكون في أول الاهتمامات بعد تشكيل الحكومة الجديدة، بحسب ما جاء في بيان لمكتب الرئاسة. وبعد الاجتماع، أوضح خليل أنه «نتيجة التأخر في تشكيل الحكومة كان هناك اضطرار إلى الإنفاق على القاعدة الاثنى عشرية خلال شهر واحد من هذه السنة. كنا متفقين على أن تبقى الأمور سائرة على الطريق الصحيحة التي تضمن انتظام الدفع إلى كل المستحقين، خصوصاً فيما يتعلق بالرواتب والأجور والسندات وغيرها. واتفقنا على بعض الأمور التي تنظم هذه العملية، وتضعها في إطارها القانوني والدستوري». ولفت إلى أن أنه «تم التفاهم خلال اللقاء على روحية التعاطي مع الإصلاحات المطلوبة عند البدء في نقاش الموازنة؛ كي تأتي متلائمة مع التوجهات التي أقرت في مؤتمر (سيدر)، وما نناقشه ونبحث فيه حالياً باتجاه تخفيف العجز وإقرار مسار إصلاحي جديد على الصعيد المالي». وطمأن إلى أن الأمور مريحة في مجملها؛ نتيجة ما أعلن عنه بعد القمة العربية الاقتصادية من استعدادات عدد من الدول للمساعدة والوقوف إلى جانب لبنان. وأضاف: «إذا ما تمعنا بقراءة التقرير الأخير لـ(موديز)، لوجدنا أن التركيز فيه هو بمعظمه على وجوب تشكيل الحكومة التي عليها فور تشكيلها أن تبدأ بمسار إصلاحي جديد نحن متفقون عليه». بدوره، قال كنعان: «في إطار التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، اجتماع اليوم كان مثمراً، ونطمئن اللبنانيين بأنه ستكون هناك المخارج القانونية التي تؤمّن استمرارية الدولة، وكل ما يتصل بالموازنة وإنفاقها بصلة. وهذا أمر مهم، بالإضافة إلى الإصلاحات التي علينا أن نبدأ بها».  وأكد أنه «بعد تأليف الحكومة، فإن المشروع الأول سيكون إقرار الموازنة مع هذه الإصلاحات. وقد أتت القمة العربية وما تلاها ليعطيا دفعاً كبيراً للبنان. وهناك عدد كبير من الدول قد أبدى رغبته في الاكتتاب بسندات الخزينة اللبنانية، إضافة إلى أمور ستعلن تباعاً؛ مما يشجع على اعتبار أن الثقة التي كانت ارتبكت نوعاً ما في السابق بسبب الأزمة السياسية التي نعيشها، قد بدأنا في استعادتها شيئاً فشيئاً».

 

توقيف «أحد أخطر المطلوبين» في عرسال

بيروت/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/أعلنت قيادة الجيش اللبناني، أمس، توقيف «أحد أخطر المطلوبين» في بلدة عرسال الحدودية الواقعة شرق البلاد خلال محاولته الفرار. وقالت مديرية التوجيه في بيان إن «قوة من مديرية المخابرات في بلدة عرسال، دهمت منزل أحد أخطر المطلوبين للقضاء المدعو مصطفى الحجيري الملقب بـ(مصطفى أنيس)، فأقدم على رمي قنبلة يدوية على القوة المذكورة محاولا الفرار، حيث اضطر عناصرها إلى إطلاق النار باتجاهه لتوقيفه، ما أدى إلى إصابته بجروح، نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات المنطقة للمعالجة، وقد ضبطت في داخل منزله أسلحة حربية مختلفة».

وأوضحت قيادة الجيش أن المطلوب الحجيري «كان قد شارك إلى جانب التنظيمات الإرهابية بالاعتداء على كل من وحدات الجيش اللبناني خلال أحداث عرسال في عام 2014، وعلى دورية لقوى الأمن الداخلي خلال محاولة توقيفه بتاريخ سابق، من خلال رمي رمانة يدوية باتجاه الدورية المذكورة ما أدى إلى جرح عدد من عناصرها، بالإضافة إلى تورطه بجرم الاتجار بالأسلحة الحربية والمواد المخدرة، وصدور عدة مذكرات توقيف قضائية بحقه».

 

لبنان يسعى إلى «تصنيف دولي متقدم» لمطار بيروت وانتقادات لسيطرة «حزب الله» على مراكز أمنية داخله وفي محيطه

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/يتطلع لبنان إلى تحقيق تقدّم في مستوى التصنيف العالمي الدولي لمطار رفيق الحريري الدولي في وقت لا تزال الحكومة تعمل على استيعاب تداعيات تراجع تصنيف لبنان الائتماني.

وتتجنّد الجهات المعنية لاستقبال وفد من منظمة الطيران المدني الدولي (أيكاو) في السادس من شهر فبراير (شباط) المقبل لإجراء تقييمها حول المعايير الأمنية في مطار بيروت. وكان هذا الموضوع محور اجتماع موسّع أول من أمس ترأسه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وحضره وزيرا الأشغال والنقل والدفاع يوسف فنيانوس ويعقوب الصراف وقادة الأجهزة الأمنية إضافة إلى مدير المطار وعدد من المسؤولين المعنيين، حيث قدمت دراسة مفصلة عن الأمور المطلوبة من الدولة اللبنانية لاتخاذ الإجراءات اللازمة قبل بدء عملية التدقيق.

وأعلن فنيانوس بعد الاجتماع الذي عقد من أجل التباحث في الخطوات الواجب اتخاذها قبل قدوم المنظمة عن تفاؤله بإحراز تقدم في التصنيف الذي كان قد أجري آخر مرة عام 2009 ولم يتعدّ حينها الـ39 في المائة آملا أن يتجاوز اليوم الـ50 في المائة. وأكد أن الحريري كان حاسما «بأنه علينا أن نرتقي بهذه المسؤولية إلى حيث هو مطلوب، لكي يكون أمن المطار وسلامة الطائرات والمسافرين هي الأولوية». التفاؤل الذي عبّر عنه فنيانوس يجمع عليه كل من النائب في «القوات» وهبة قاطيشا ومدير المطار فادي الحسن، ورئيس لجنة الأشغال والنقل سابقا محمد قباني، معتمدين في ذلك على إجراءات عدة وتحسينات حصلت في المطار منذ عشر سنوات لغاية اليوم منها أمنية وتقنية، مع اختلاف في مقاربة كل منهم لتفاصيل أخرى.

ويوضح الحسن لـ«الشرق الأوسط» أن (ايكاو) اختارت هذه المرة إجراء تقييم أمني لمطار بيروت وهو إجراء دوري ويحصل في كل الدول الأعضاء في المنظمة التي سبق أن طلبت إجراءه في بيروت في موسم الصيف الماضي لكن لبنان طلب تأجيله لتضاربه مع موعد الانتخابات النيابية.

ويلفت مدير المطار إلى أن المنظمة ستضع تقريرها وتحدد نقاط الضعف الأمنية في المطار، ومن ثم تضع خطة تصحيحية ليقوم بها المسؤولون فيه، مع تأكيده أن لبنان لا ينتظر تقييم المنظمة ليقوم بواجباته في هذا الإطار وهو ما ظهر جليا في السنوات الأخيرة من خلال التحسينات التي أجريت تقنيا وأمنيا وغيرها.

وفي وقت يصف قاطيشا مطار بيروت بالآمن انطلاقا من عدم تسجيل حوادث أمنية منذ فترة طويلة يتّفق مع قباني لجهة بعض الثغرات المرتبطة بالخلافات التي تظهر بين فترة وأخرى بين الأجهزة الأمنية داخله وتنعكس على إدارته ومراقبته، إضافة إلى أهمية الإسراع في إنشاء الهيئة العامة للطيران المدني لإدارة واستثمار المطار بطريقة حرفية عبر القطاع الخاص. ومع انتقاده لسيطرة فريق لبناني، في إشارته إلى حزب الله، على المنطقة المحيطة بمطار بيروت، يلفت قاطيشا إلى أن هذا الأمر ينعكس على داخل المطار حيث بعض المراكز الأمنية خاضعة لسلطة جهات معينة، مذكرا بما حصل قبل القمة الاقتصادية الأسبوع الماضي عند منع رجال أعمال ليبيين من الدخول إلى لبنان بعيدا عن أي قرار رسمي من الدولة اللبنانية. وانطلاقا من هذا الواقع وتحديدا فيما يتعلق بتضارب الصلاحيات بين الأجهزة، يؤكد قباني على أهمية إجراء تغييرات شاملة تتعدى الجانب التقني إلى السياسي الذي قد ينعكس على هذه الأجهزة وتنتج عنه ثغرات أمنية، موضحا: «فليتم العمل على توحيد أمرة هذه الأجهزة بغض النظر عن الجهة السياسية التابعة لها وتفادي تكرار المشكلات التي سجلت في السابق».وكان الوزير فنيانوس قد تطرق إلى هذه النقطة في رد منه على سؤال حول إمكانية أن يؤثر التضارب في الصلاحيات على سمعة المطار، مشيرا إلى أنه عقد اجتماع خصص للبحث في هذا الأمر وأن الحريري كان حاسما ومشددا على أهمية الارتقاء بهذه المسؤولية إلى حيث هو مطلوب، لكي يكون أمن المطار وسلامة الطائرات والمسافرين هي الأولوية، وباقي الأمور نستطيع حلها فيما بيننا وبهدوء ودون أي مشكلة.

وعبّر فنيانوس عن ثقته بأن يحقق التصنيف الجديد تقدما «أكبر بكثير من المتوقع، وسيفاجأ الناس بالأمور الإيجابية التي ستتخذ»، لافتا إلى «أنه في المرة الأخيرة التي جرى فيها هذا التصنيف للبنان، وصلنا إلى نسبة 39 في المائة والآن نأمل أن نتخطى الـ50 والـ60 في المائة».

 

زبالة الدولة أم دولة الزبالة ؟

الشيخ حسن سعيد مشيمش/24 كانون الثاني/19

الحمد لله حمداً لا ينقطع للأبد ، والشكر لله شكراً لا يُحْصِي عدده أحد الذي أخرجني من لبنان دولة الطاغوت حسن نصر الله دولة النفايات المتراكمة في شوارعها، والفاسدة بمياهها ببحرها وأنهارها وكهربائها وهوائها وتربتها ومأكولها وبكافة مؤسساتها، والفاسدة في تشييد مبانيها بالفوضى وسلب مَشاعاتها، والإزدحام الخانق في كل شوارعها  والرشوى لرجالها في كل معاملات مؤسساتها، والخوف الدائم والمزمن من حروبها التي يفتعلها الزنيم حسن نصر الله بالوكالة عن كسرى إيران الشاه علي خامنئي لصالح نظامه الإستبدادي التوسعي الإجرامي الذي يفاوض أميركا وراء الكواليس لإحراز رضاها حتى تُطيل بعمره على كرسي الحكم في إيران  متعهدا لها بتدمير بلدان العرب ولبنان تمهيداً منه لظهور إمامه المهدي. الحمد لله الذي أخرجني من ظلمات الحياة في لبنان تحت سلطة الطاغية حسن نصر الله وجاء بي إلى نور الحياة في دولة فرنسا ودول أوروبا دول العدالة، والحرية، والأمن والأمانة، والنزاهة، والأدب والأخلاق والتهذيب والنظام والقانون، والدستور، والمُسَاءَلَة والشفافية ، والعلم والمعرفة، والبحث الدائم والكدح المستمر نحو حياة أفضل وهم كذلك لأنهم يقدسون القانون والدستور ولا قداسة عندهم لشيء إلا للدستور والقانون فهنيئاً لهم من شعوب عظيمة ودول عظيمة وأحزاب عظيمة وجمعيات عظيمة .

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تل أبيب تتحدث عن إطلاق نار في الجولان

تل أبيب«/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أن قوات تابعة له على الحدود مع سوريا تعرضت لإطلاق نار ليل الأربعاء - الخميس. وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنه «خلال ساعات الليلة الماضية، رصدت قوات الجيش العاملة في جيب معزول بالقرب من السياج الحدودي مع سوريا إطلاق نار باتجاههم». وأضاف أن القوات ردت بإطلاق نار، دون وقوع إصابات. ولم تتوافر على الفور المزيد من التفاصيل. كانت إسرائيل شنت ليلة الأحد - الاثنين هجمات على الأراضي السورية، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنها أسفرت عن مقتل 21 شخصا، ستة منهم من القوات الحكومية والمسلحين السوريين الموالين لها، بالإضافة إلى 15 عنصراً من جنسيات غير سورية، بينهم 12 على الأقل من الحرس الثوري الإيراني. ووصف المرصد القصف بأنه «الأشمل والأعنف» على قوات النظام وحلفائها.

 

طهران تنتقد عدم تشغيل «إس 300» خلال القصف الإسرائيلي

طهران - لندن: «/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/انتقد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه تعطل منظومة «إس - 300» الروسية لحظة تعرض مناطق في سوريا لغارات جوية إسرائيلية. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن فلاحت بيشه قوله إن «هناك انتقادات جدية موجهة إلى روسيا بشأن تعطل نظام الدفاع الجوي إس - 300 تزامنا مع هجمات صهيونية». وقال فلاحت بيشه إن «إسرائيل لن تتمكن من شن غارات على الأراضي السورية إن عملت منظومة إس - 300 بشكل صحيح»، مضيفا: «على ما يبدو هناك نوع من التنسيق بين الهجمات الإسرائيلية والدفاع الروسية المستقرة». وفي الوقت ذاته، شكك فلاحت بيشه بالإحصائيات التي أعلنت عنها مصادر سورية حول مقتل الإيرانيين. لافتا إلى أنه تفقد أماكن تعرضت لضربات إسرائيلية بعد ساعات قليلة من الهجوم وقال: «ما يعلنه الإسرائيليون غير صحيح وكلام فارغ». وكانت وكالة «مهر» الحكومية نقلت عن مصدر مطلع رفيع، الاثنين، نفي إيران مقتل أي من مستشاريها بعد غارات إسرائيلية، وذلك ردا على تقارير حول مقتل 12 من القوات الإيرانية.

 

موسكو تدعم حوار أنقرة مع دمشق لتطوير اتفاق أضنة

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/«لم تكن قمة موسكو منصة لحسم التباينات؛ بل لإطلاق آليات مشتركة لتجاوزها» بهذه العبارة أوجز دبلوماسي روسي، أمس، نتائج لقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان في موسكو، مبرراً بذلك سبب التحفظ الذي بدا في عبارات الرئيس الروسي حيال الملف الأبرز الذي كان مطروحاً على الطاولة، وهو موضوع إنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا.في كل الملفات الأخرى، تعمد الرئيسان توجيه رسائل واضحة بأن المواقف تكاد تكون متطابقة، وحتى في موضوع تشكيل اللجنة الدستورية الذي راوح طويلاً، عند الممانعة التركية للاقتراحات التي تم التوافق عليها بين موسكو ودمشق وطهران، والمطالبة بإضفاء قدر أكبر من «التوازن» على التشكيلة التي قدمت إلى الأمم المتحدة، برز تراجع في اللهجة التركية واقتراب قوي من موقف موسكو. ودفع الموقف الذي أعلنه إردوغان عن «استغرابه» بسبب التحفظات الأوروبية المقدمة إلى الأمم المتحدة في ملف «الدستورية»، عدداً من المحللين الروس إلى ترجيح أن تكون «درجة التفاهمات التي تم التوصل إليها خلف أبواب مغلقة، أوسع بكثير مما أعلن»، خصوصاً أنه استخدم عبارات تكاد تكون منقولة حرفياً عن موقف الرئيس الروسي. كان الرئيسان قد عقدا جلسة مطولة وحدهما بحضور مترجمين فقط، قبل أن ينتقلا إلى عشاء انضم إليه وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء الأجهزة الأمنية في البلدين. في تلك الجلسة المغلقة كان ثمة «نقاش تفصيلي لكل نقطة من النقاط المطروحة على جدول الأعمال». مع اقتراب المواقف حيال «الدستورية» من التطابق، ومع اتفاق الزعيمين على نقل ملف إدلب للنقاش على المستوى العسكري، مع تأكيد «موقف مشترك» بضرورة «عدم السماح للإرهاب أن يتمدد ويعزز وجوده» بدا أن الطرفين وضعا خريطة طريق مشتركة للتعامل مع الجزء الأكبر من الملفات المطروحة، استعداداً للانتقال إلى المهمة الأصعب، وهي آليات التعامل مع الانسحاب الأميركي المحتمل، و«ضرورة الحيلولة دون نشوء فراغ في مناطق سيطرة واشنطن». هذه العبارة التي قالها إردوغان، فُسِّرت لدى أوساط المحللين بأن النقاش يدور حول إعادة تقاسم مناطق النفوذ في الشمال، بشكل يلبي مصالح الطرفين، ومن خلفهما إيران والحكومة السورية.

وفي هذا الإطار، فإن تعامل موسكو مع الاقتراح التركي بإنشاء المنطقة العازلة، عكس بوضوح عدم وجود اتفاقات بعد. ووفقاً لدبلوماسي تحدثت معه «الشرق الأوسط»، فإن موسكو تنظر إلى هذا الملف في إطار واسع؛ لأنه يجب أن يشكل تفاهمات كاملة مع الحكومة، ويجب ألا يؤثر على وجود المكون الكردي في إطار أي تسوية سياسية مقبلة. بمعنى أن الموافقة على إنشاء هذه المنطقة لا يمكن أن تفسر بأنها «تغييب للمكون الكردي لاحقاً»؛ بل أن تبقى ضمن تفسيرها المحدد بأنها ضمانة للمصالح الأمنية لأنقرة. بهذا المعنى جاءت عبارة بوتين عن ضرورة تنشيط الحوار بين دمشق والأكراد، رغم التصنيف التركي للإدارة الذاتية والقوى العسكرية الكردية. ووفقاً للمنطق نفسه، فإن روسيا تريد أن ينخرط النظام في النقاش حول الموضوع، وأن يكون إنشاء أي منطقة عازلة قائماً على أساس قانوني. هنا أيضاً برزت عبارة بوتين الذي ذكر بأن «لدى الطرفين (سوريا وتركيا) اتفاقاً موقعاً في عام ،1998 يتمحور على عمل مشترك لمحاربة الإرهاب، وهو يشكل قاعدة أساسية للنقاش، ولإغلاق كثير من المسائل العالقة، وخصوصاً لجهة ضمان تركيا أمنها في المناطق الحدودية الجنوبية». بعبارة أخرى، يدعو الرئيس الروسي لتطوير اتفاق أضنة، والشروع في نقاش لتحويله أساساً قانونيا للتحرك التركي في الشمال السوري. وقال بوتين: «ناقشنا هذا الموضوع بالتفصيل ونتعامل معه». لذلك لم يكن غريباً في اليوم التالي للقمة أن تتحدث الدبلوماسية التركية عن اتفاق أضنة، وعن حوار مع دمشق، فهذان الأمران تم النقاش حولهما «تفصيلياً» خلال القمة. ولا تخفي موسكو سعيها إلى دعم حوار أنقرة ودمشق بشكل مباشر أو غير مباشر عبر وساطتها؛ لأن المهم هو التوصل إلى تفاهمات كاملة تؤمن لكل الأطراف الحد الأدنى الممكن من مطالبها، وتحفظ مصالح اللاعبين الرئيسيين. ويبدو أن تتويج هذا الخط سيتم خلال القمة الثلاثية لضامني «آستانة»، المتوقع أن تنعقد في موسكو الشهر المقبل.

 

قلق فرنسي من خطة تركيا شمال سوريا

باريس: ميشال أبو نجم«/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19/بين تركيا التي تسعى لأن تكون لها اليد الطولى والإشراف على المنطقة الأمنية على طول الحدود الشمالية بينها وبين سوريا وروسيا التي تصر على أحقية النظام بأن يفرض سيطرته عليها، والولايات المتحدة الساعية لإخراج قواتها من كامل مناطق تواجدها شمال شرقي سوريا، تجد باريس نفسها في وضع بالغ الحرج. فقد وعدت الأكراد بتوفير الحماية لهم وعدم التخلي عنهم بعد أن أسرعوا في طلب مساعدتها عقب إعلان الرئيس ترمب الشهر الماضي عزمه على سحب قواته. وبرزت الحيرة مرة أخرى في شهادة وزير الخارجية جان إيف لودريان عصر أول من أمس أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، حيث عبر عن قلق حكومته من المسار الذي تسلكه الأحداث: فهو، من جهة، تلمّ به «التساؤلات» بشأن «المنطقة الآمنة» ومن جهة أخرى يعول على اجتماع لدول التحالف الدولي لمحاربة «داعش» الذي سيجتمع، كما أفاد في واشنطن يوم 6 الشهر المقبل.

تسعى باريس للتعرف على تفاصيل الخطة الأميركية - التركية لجهة «محيطها والجهات الضامنة لها، وتلك التي ستتولى الإشراف عليها». يضاف إلى ذلك كله، أن لباريس تخوفات من المعلومات الخاصة بـ«عمق» هذه المنطقة التي ستكون بحسب الرئيس الأميركي من 30 كلم. وقال لودريان: إن هذا العمق «يثير مشكلة»، والمقصود بذلك - بحسب مصادر فرنسية رسمية - أنها «ستضم تجمعات سكنية كبيرة»، إضافة إلى أنها سوف تتسبب بهجرات آلاف السكان كما حصل في عفرين التي استولت عليها القوات التركية الخريف الماضي بدعم من وحدات سورية معارضة ترعاها أنقره. في 14 الحالي وبمناسبة زيارته إلى عمان، أعلن لودريان، أن فرنسا لن تسحب قواتها من سوريا «قبل العثور على حل سياسي». وهذا الكلام أعاد الرئيس ماكرون التأكيد عليه في 17 الحالي بإعلانه أن بلاده ستبقى «ملتزمة عسكرياً في بلدان المشرق (التي تشمل سوريا) في عام 2019». ولذا؛ فالسؤال المطروح على الدوائر الفرنسية يتناول، من جهة، مصير القوة الفرنسية في شمال وشرق البلاد بعد أن تسحب واشنطن قواتها. يبقى أن باريس التي سعت لثني ترمب عن سحب قواته في هذه المرحلة بحجة أن القضاء على «داعش» لم ينجز بعد، تعتبر أن قرار الرئيس الأميركي يضعف موقف الغربيين ويسحب منهم ورقة ضاغطة كانت ستمكنهم من أن يكون لهم رأيهم في تقرير مصير سوريا التي لا يريدونها بأيدي الروس والإيرانيين. من هنا، وحسب لودريان، لم يعد بمتناولهم سوى ورقة المشاركة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب في سوريا، التي «لا يمكن أن تتم بتمويل روسي وإيراني وبغياب الأوروبيين ودول أخرى، فإن إعادة الإعمار لن تحصل».

 

ايران تتهم روسيا بتسهيل غارات اسرائيلية على دمشق وجنرال روسي يتذرع "بتجديد الذخيرة"

التنسيق بين القوات الروسية والقوات الإسرائيلية تجاوز أزمة إسقاط طائرة التجسس الروسية في سبتمبر 2018

اندبندنت عربية/25 كانون الثاني/19/وجّه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، انتقادات الى روسيا لأن نظامها الصاروخي "أس 300” توقف تزامناً مع "هجمات صهيونية"، وفق ما نقلت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية. لكن الرئيس السابق لقوات الدفاع الجوي الروسية، الجنرال ألكسندر غوركوف أشار، وفق وكالة سبوتنيك الروسية، إلى أن "بعض الضربات الإسرائيلية شُنّ أثناء تجديد ذخيرة بطاريات "بانتيسر"، وتجديد الذخيرة يستغرق ما بين 10 إلى 20 دقيقة". جاء هذا التجاذب الروسي - الإيراني بعدما شن سلاح الجو الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين في 20 و21 يناير (كانون الثاني) الجاري، ثلاث غارات على أهداف قرب دمشق، قالت اسرائيل إنها تابعة للحرس الثوري الإيراني. وسارع المحللون الروس على شاشات العربية إلى نفي تنسيق قواتهم في قاعدة حميميم مع إسرائيل، وأشادوا بإسقاط سلاح الجو السوري عشرات الصواريخ الإسرائيلية، بالاعتماد على منظومة صواريخ "بانتسير". ولعل الارتياب في تواطؤ موسكو مع سلاح الجو الإسرائيلي يعود إلى تباين الأهداف بين موسكو وطهران في سوريا رغم تقاطع مصالحهما في الحؤول دون سقوط نظام بشار الأسد. وكانت موسكو نشرت المنظومة الصاروخية، إثر سقوط طائرة تجسس روسية في سبتمبر (أيلول) المنصرم هناك، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينها الحادثة بانها نتيجة "سلسلة حوادث تراجيدية". واتهم جنرالات روس الطيارين الإسرائيليين باستخدام الطائرة الروسية درعاً احتموا بها من نيران المضادات السورية. وبعد أيام على سقوط طائرة التجسس الروسية وإعلان موسكو عزمها تسليم دمشق منظومة أس -300 الصاروخية، بدا أن التنسيق بين إسرائيل وروسيا في سوريا على المحك، وهو تنسيق بدأ منذ التدخل الروسي دعماً للرئيس السوري، في سبتمبر 2015، وبعد غضّ النظر عن مئات الغارات على أهداف إيرانية في سوريا. ولكن منظومة أس – 300 قديمة، وتعود إلى العام 1978، ويرى محللون من بينهم محرر شؤون الدفاع في مجلة "ذي ناشينال انتيريست" الأميركية، دايف مجومدار، إلى أن مقاتلات أميركية تملكها إسرائيل، مثل أف-35 وأف- 22 قادرة على اختراق مجال أس-300 الجوي. ورجِّح أن موسكو ستسلّم دمشق نسخة مطورة من أس-300، هي "أس-300 بي أم يو-2” (S-300PMU-2). ويبدو أن ما يُقال عن اتفاق ضمني بين موسكو وتل أبيب في سوريا، لا يزال سارياً.

 

أردوغان يتوقع إقامة المنطقة الآمنة خلال بضعة أشهر/ذكّر أردوغان باتفاق مبرم مع سوريا يسمح لتركيا بدخول الأراضي السورية عندما تواجه تهديدات.

وكالات/اندبندنت عربية/25 كانون الثاني/19

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن بلاده تتوقع إقامة منطقة آمنة على حدودها مع سوريا، في غضون بضعة أشهر، وإلا ستضطر لإقامتها بمفردها. وذكر أردوغان، في كلمة ألقاها في إقليم أرضروم بشرق تركيا، أن المنطقة الآمنة يجب أن "تهدف إلى حماية بلدنا من الإرهابيين وليس حماية الإرهابيين إلى جانب حدودنا". وأضاف أن "للصبر حدود، ولن ننتظر إلى ما لا نهاية للوفاء بهذا الوعد". وأعلن أردوغان أن ما تتوقعه تركيا من حلفائها هو "تقديم الدعم اللوجيستي" لجهودها. وأشار أردوغان إلى اتفاق مبرم مع سوريا، عام 1998، يسمح لتركيا بدخول الأراضي السورية عندما تواجه تهديدات. وكان أردوغان قد قال في وقت سابق إنه ناقش مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد قراره سحب قواته العسكرية من سوريا، إقامة منطقة آمنة بعمق 20 ميلاً في سوريا. وتقول تركيا إن هذه المنطقة الآمنة تستجيب إلى حاجتها لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها "إرهابية"، عن حدودها. لكن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تسيطر على قسم كبير من الأراضي في شمال سوريا، وهي حليفة واشنطن، ترفض هذا الاقتراح. وكان سيبان حمو، قائد وحدات حماية الشعب الكردية، أعلن الأربعاء في حديث إلى "رويترز"، أن المحادثات مع الحكومة السورية بشأن مستقبل المنطقة الشمالية الشرقية ستبدأ في الأيام المقبلة، بعد رد فعل "إيجابي" من دمشق.

 

واشنطن تفرج عن مذيعة "برس تي في" الإيرانية احتجزت كشاهدة أساس في تحقيق فيدرالي

اندبندنت عربية/25 كانون الثاني/19/ذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية الرسمية اليوم الخميس أن الولايات المتحدة أطلقت سراح مذيعة بالقناة أمريكية المولد وذلك بعد عشرة أيام من احتجازها بصفتها شاهدة أساسية في تحقيق اتحادي لم يكشف عنه. وقالت القناة الإخبارية الناطقة بالإنجليزية نقلا عن بيان أصدرته أسرتها بعد قليل من إخلاء سبيلها أمس الأربعاء "أخلي سبيل مرضية هاشمي دون توجيه اتهام إليها وهي مع أسرتها في واشنطن العاصمة". وأضافت "ما زال لديهم شكاوى قوية ويريدون ضمانات بألا يتكرر هذا مع أي مسلم أو مع أي شخص آخر".

وقالت القناة في بيان إن مرضية ستظل في واشنطن من أجل احتجاج مزمع غدا الجمعة، وإنها حثت محتجين في مدن بمختلف أنحاء العالم على الالتزام بخططهم بشأن الاحتجاج. وكانت قناة (برس تي.في) قد قالت إن مكتب التحقيقات الاتحادي اعتقل مرضية (59 عاما) في مطار سانت لويس لامبرت الدولي ثم نقلت إلى مركز احتجاز في واشنطن العاصمة حيث بقيت محتجزة ليومين قبل أن تتمكن من الاتصال بأسرتها. ويسمح القانون الاتحادي الأمريكي للحكومة باعتقال واحتجاز شاهد إذا أثبتت أن شهادته أساسية في دعوى جنائية وأنها لا تضمن حضوره بناء على أمر استدعاء. وكان اسم مرضية عندما ولدت في الولايات المتحدة ميلاني فرانكلين ثم غيرت اسمها بعد اعتناقها الإسلام، وحصلت على الجنسية الإيرانية بعد زواجها من إيراني. وقالت القناة إنها سافرت إلى الولايات المتحدة لزيارة أسرتها. واعتقلت إيران مواطنين مزدوجي الجنسية من النمسا وبريطانيا وكندا وفرنسا والولايات المتحدة خلال الأعوام القليلة الماضية، بتهم تشمل التجسس والتعاون مع حكومات معادية

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصرالدين الغريب شيخ في قفص حزب الله بمهمة شق وحدة الدروز

صلاح تقي الدين/العرب/26 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71484/%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%aa%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%a8-%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%81%d9%8a-%d9%82/

الغريب لم يوفر فرصة للنيل من العالم العربي إرضاء لحزب الله ومن خلفه إيران كما لا يخفي تأييده للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد.

باحث عن الزعامة يستعدي العرب تقربا لإيران

كما باقي الطوائف اللبنانية، يقوم على أبناء طائفة الموحدين الدروز “شيخ عقل” يكون بمثابة البطريرك للموارنة والمفتي للمسلمين السنة ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وباقي رؤساء الطوائف الأخرى.

 غير أن الصراع السياسي التقليدي بين الزعامتين الجنبلاطية واليزبكية التاريخي، تجسّد في مراحل سابقة بوجود “شيخين للعقل”، يتولى كل فريق دعم “شيخه” إلى أن كان العام 2006 حين أقرّ مجلس النواب اللبناني قانونا يوحّد مشيخة العقل وينشئ مجلسا مذهبيا يقوم بإدارة شؤون الموحدين وينتخب “شيخ العقل” ويلغي كل نص يشير إلى وجود شيخين للعقل.

وبعد صدور القانون، انتخب أبناء طائفة الموحدين الدروز مجلسهم المذهبي في العام ذاته، وانتخب الشيخ نعيم حسن شيخا للعقل وهو المقام الذي يصبح حكما رئيسا للمجلس المذهبي الذي من بين أعضائه الحكام النواب والوزراء الحاليون والسابقون. ويقوم بإدارة شؤون الوقف ويشرف على الأعمال الاجتماعية والثقافية والصحية لأبناء الطائفة.

    الشقاق الدرزي الدرزي الذي يجري اليوم سيقود دون شك إلى المزيد من التفكك، وهو برنامج مكرر عما فعله حزب الله مؤخرا حين استولد سنّته فقسم الطائفة السنية، وقبل ذلك حين استقطب مسيحييه من خلال دعمه القوي للتيار العوني

غير أن الأمير طلال أرسلان، الذي سقط في انتخابات العام 2005 بعدما قرّر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عدم ترك مقعد شاغر له على لائحته في دائرة عاليه، ورشّح النائب فيصل الصايغ مكانه، لم يرق له ما حصل، وقرّر الانتقام من خلال إعادة إزكاء الخلاف اليزبكي الجنبلاطي من بوابة شيخ العقل.

فجمع حوله في دار خلدة من يعتقد أنهم قاعدته الشعبية، وإليهم انضم النائب السابق فيصل الداوود الذي خسر مقعده في دائرة راشيا البقاع الغربي أيضا لصالح مرشح جنبلاط النائب والوزير وائل أبوفاعور، وقرروا تسمية الشيخ نصرالدين الغريب شيخا للعقل يمثلّهم، في خطوة غير معترف بها من الدولة اللبنانية ولا ترتب أي مفاعيل قانونية.

تعليمات من الخارج

الغريب رجل دين درزي ولد في بلدة كفرمتى في قضاء عاليه وهو شقيق قاضي المذهب الشيخ مسعود الغريب الذي قتل مع أكثر من 100 درزي من أبناء بلدته لجأوا إلى دارته في البلدة أثناء الحرب الأهلية.

ورغم انتمائه إلى عائلة متمسكة بالتوحيد التزم أبناؤها تعاليم الدين، إلا أن الغريب مارس مهنة بيع الفحم الذي كان ينتجه من مشاحر الحطب، قبل أن يغير مهنته ويفتح دكانا وملحمة في قريته. خطوة تسميته شيخا للعقل تجاهلتها الدولة اللبنانية، وتعاملت معها وكانها لم تكن، على اعتبار أنها ليست مسؤولة عن دفع راتب الشيخ الغريب.

 حيث يتقاضى شيخ العقل راتبا من رئاسة الحكومة اللبنانية شأنه شأن مفتي الجمهورية ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. كما لم تتعامل الحكومة مع أي مراسلة وجهها إليها، ولو فعل لوقع تحت جنحة انتحال شخصية وهو يعاقب عليها بموجب القانون، معتبرة أن ما حصل ليس سوى انشقاق داخلي في صفوف أبناء طائفة الموحدين وليس لها أن تتدخل لحل خلافاتهم.

الغريب يصر دوماً على استفزاز العمق العربي للبنان، مستخدما لغة تطرب حزب الله وإيران، كما حين يقول “نحن مع محور المقاومة من سوريا إلى العراق إلى إيران. وعلى العرب أن يكونوا واقعيين”الغريب يصر دوماً على استفزاز العمق العربي للبنان، مستخدما لغة تطرب حزب الله وإيران، كما حين يقول “نحن مع محور المقاومة من سوريا إلى العراق إلى إيران. وعلى العرب أن يكونوا واقعيين”

هذا الواقع تغيّر بفعل حسابات كيدية أو تنفيذا “لأوامر” استخبارية خارجية. إذ وجهت دوائر القصر الجمهوري في الأسبوع الماضي دعوة إلى المسمى شيخا للعقل في دار خلدة لحضور الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الاقتصادية التي استضافها لبنان. وهو ما أثار تساؤلات عديدة عن الهدف من هذه الدعوة، وعما إذا كانت “هفوة” بروتوكولية من القصر الجمهوري، أم هي محاولة إضافية تضاف إلى مسار التدخل في شؤون الدروز ومحاولة لتحجيم زعامة جنبلاط الشعبية والسياسية في آن.

الغريب أيضا أن الغريب قبل الدعوة ولباها مزهوا، ربما لأنه لا يزال يعيش تحت تأثير “أحلام اليقظة” بتسميته في أعلى منصب يحلم به، لكن الارتدادات التي رافقت الدعوة جعلته يعيش واقع الصدمة. فبعد تداول المسألة كثيرا عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي لم توفره من الانتقادات و”الإهانات الشخصية”، لم يجد الغريب من يدافع عنه، ولم يصدر “أولياء الأمر” بيانا يؤكدون فيه أنه تمت دعوته لأنه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، رغم أن أحد المواقع الإلكترونية سرّب ببطافة الدعوة التي وجهت إليه بهذه الصفة.

نسف الميثاق الوطني

رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل الذي يتصرّف على أنه “الوزير المكلف” بتشكيل الحكومة، و”رئيس جمهورية الظل”، حاول أن “يكحّل” الدعوة فأصابها “بالعمى” حين قال إن دعوة الغريب تمت كما تتم دعوة أي مطران آخر، فوضع الغريب بمرتبة مطران لديه مرجع أعلى هو البطريرك، وفي ذلك نزع عنه صفة شيخ العقل التي لا يعلوها أي منصب ديني آخر لدى الموحدين.

مشيخة العقل الرسمية أصدرت بيانا قالت فيه “إن ما بلغته محاولات البعض لضرب ميثاق العقد الوطني الذي يجمع العائلات الروحية اللبنانية في بوتقة الوطن، من مستوى عالي الخطورة، لم يعد واردا التغاضي عنه بأي شكل من الأشكال، ولا يجوز السكوت إطلاقا حيال أي ممارسات تتعدى الإطار الدستوري والقانوني وتضرب ركائز العيش المشترك، وتخل بالثوابت والمسلمات الوطنية المعمول بها بين مكونات البلاد وخصوصيات عائلاتها الروحية التي كفلها الدستور وشرعتها القوانين. ونأسف أن يكون لنا بيان في هذا الإطار وما كان دأبنا وعهدنا إلا المطالبة بدولة القانون وصون الدستور والعمل وفقا لما تقتضيه مزايا الحكم العاقل الرشيد”.

وأوضحت أن ما حصل في القمة العربية الاقتصادية التي انعقدت في بيروت لناحية تخطي الأعراف والتقاليد ومبادئ العمل البروتوكولي عبر عدم اقتصار الدعوة إلى جلسة القمة على الرئيس الروحي للطائفة التوحيدية حصرا، إنما يشكل انتهاكا فاضحا للقيم والمفاهيم الوطنية، ويمثل مخالفة صارخة للدستور والقوانين والأنظمة؛ ويعد تدخلا مشبوها في الشؤون الخاصة بطائفة الموحدين الدروز التي أولاها الدستور حق تنظيم وترتيب أمورها؛ وتكرس ذلك بالقانون الصادر عن المجلس النيابي عام 2006 الذي حصر التمثيل الرسمي لطائفة الموحدين بالمجلس المذهبي المنتخب وبمشيخة العقل، كمرجع رسمي شرعي وحيد للطائفة.

خطوة تسميته شيخا للعقل تجاهلتها الدولة اللبنانية، وتتعامل معها وكأنها لم تكن، على اعتبار أن الحكومة ليست مسؤولة عن دفع راتب الشيخ الغريب، حيث يتقاضى شيخ العقل راتبا من رئاسة الحكومة اللبنانية شأنه شأن مفتي الجمهورية ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى

لكن مكتب الإعلام في القصر الجمهوري رد على بيان مشيخة العقل ببيان قال جنبلاط  عنه إنه “غير مقنع لا بالشكل ولا بالمضمون”، معتبرا أنه “يبدو جزءا من تسديد فواتير مسبقة وتبييض الوجه أمام النظام السوري وحلفائه”.

وجاء في بيان القصر الجمهوري “توضيحا للبيان الذي صدر عن مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، ومنعا لأي استثمار خاطئ، يهمّ التأكيد أنّ دعوة أيّ شخصيّة دينيّة أو غير دينيّة إلى احتفال رسميّ، لا تعني بأيّ شكل من الأشكال ‘انتهاك رئاسة الجمهورية القيم والمفاهيم الوطنية’، ولا تمثّل استطرادا ‘مخالفة للدستور والقوانين والأنظمة’. وبالتالي فإنّ الرئاسة حريصة على احترام الدستور وصونه وتطبيق القوانين، بقدر حرصها على وحدة الطوائف اللبنانية واحترام مرجعياتها، وتمثيلها في الاحتفالات والمناسبات الرسمية”.

مشروع تفكيك الطائفة

لا يخفي الغريب تأييده للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد، لا بل يغتنم كل فرصة مناسبة لتوجيه رسائل “الاحترام والتأييد لخطه المقاوم” في محاولة منه لكسب الغطاء السياسي الذي يمكن أن يوفره له انضمامه إلى محور المقاومة والممانعة، وأبرز مواقفه كانت تلك التي تتعلق بالأزمة التي يعيشها أبناء طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء السورية، حيث يناشد أبناءها “بضرورة الالتفاف حول النظام الذي وحده يؤمن لهم الأمان والاستقرار في وجه التكفيريين” ويذهب بعيدا في دعوتهم إلى الالتحاق بصفوف الجيش النظامي وتنفيذ الخدمة العسكرية الإلزامية.

من الواضح أن التدخل في شؤون طائفة الموحدين الدروز سواء نابع من رغبات داخلية سياسية، أو أوامر سورية هدفها الأول والوحيد الانتقام من مواقف جنبلاط لكسر زعامته الشعبية التي يكملها نجله تيمور، لكن أن يتحول الغريب إلى “وسيلة” لتنفيذ هذا الهدف، فهذا أمر غير مألوف في تاريخ هذه الطائفة الإسلامية العروبية. فأثناء الانقسام السابق، كان للدروز شيخان للعقل هما رشيد حمادة اليزبكي ومحمد أبوشقرا الجنبلاطي، وبعد وفاة حمادة في العام 1970، اتفق الزعيمان كمال بك جنبلاط والأمير مجيد أرسلان على عدم انتخاب شيخ ثان وبقاء أبوشقرا شيخا وحيدا للعقل على أن يصار إلى إصدار قانون يوحّد مشيخة العقل، لكن ظروف الحرب الأهلية منعت تحقيق هذه المسألة فاستمر أبوشقرا شيخا حتى وفاته في العام 1991  فتولى بعده القائم مقام شيخ العقل الشيخ بهجت غيث المنصب حتى صدور القانون في العام 2006.

والقانون المشار إليه تم توقيعه بالإجماع من قبل جميع النواب الدروز، وصادق عليه المجلس النيابي، وبالتالي أصبح نافذا وساري المفعول منذ صدوره، لم يلغ الانقسام السابق فحسب ووحّد مشيخة العقل، بل أنشأ مجلسا مذهبيا يشرف على كل الأعمال التي تؤديها مشيخة العقل وفي مقدمها الاهتمام بإدارة الأوقاف واستثمارها لصالح أبناء الطائفة.

الشيخ الغريب يدرك في قرارة نفسه أنه ليس سوى واجهة لجهات سياسية تحاول بشتى الوسائل حتى لو كانت “استخدامه” شخصيا، تهدف إلى الانتقام من جنبلاطالشيخ الغريب يدرك في قرارة نفسه أنه ليس سوى واجهة لأطراف سياسية تحاول بشتى الوسائل "استخدامه" شخصيا، بهدف الانتقام من جنبلاط، وخلق استقطاب درزي بديل يوفر غطاء للهيمنة من جديد

لكن ما يجري اليوم سيقود دون شك إلى المزيد من التفكك، وهو برنامج مكرر عما فعله حزب الله مؤخرا حين استولد سنّته فقسم الطائفة السنية، وقبل ذلك حين استقطب مسيحييه من خلال دعمه القوي للتيار العوني.

ليبدو مشروع تقسيم طائفة الموحدين مشروعا جديا يجري الشغل عليه بشكل حثيث ودائم، من خلال تشجيع الباحثين عن الزعامة وحماية الخارجين على القانون وتهريب المطلوبين أمنيا إلى ما وراء الحدود السورية، ولكن هذا يبقى بحدود حجم تلك الشخصيات التي يجري استخدامها، بدءا من أرسلان ووهاب ووصولا إلى الغريب ذاته، قياسا لحجم مؤيدي هؤلاء الضئيل بالمقارنة مع أنصار المختارة.

إهانة عروبة لبنان

لم يوفر الغريب فرصة للنيل من العالم العربي إرضاء لحزب الله ومن خلفه إيران، ولا يزال صدى تصريحه خلال لقاء تشاوري في بيته في كفرمتى يتردد في الأسماع، حين قال واصفا التيارات التكفيرية “نرى جيوشا عربية أخرى تمدهم بالسلاح، وحكاما يغدقون عليهم الأموال الطائلة. وأميركا اللاعب الأكبر التي جعلت الساحة العربية ملعبا لها ولعملائها وتوهمنا بمقاتلة داعش، فكفاها استهزاء بنا ولم تعد تقيم للإنسانية ولا للعرب وزنا، إننا ندعو العرب للعودة لأصالتهم والتبصر بحكمة العقل والمنطق والرجوع إلى تاريخهم المشرف لعلهم يعقلون”.

وقد أشاد الغريب مرارا بالدور الإيراني في لبنان، معتبرا أن إيران تلعب دور الوسيط في هذا البلد، وقال إنه لولا هذا الوسيط “لم يكن هناك رئيس للجمهورية اليوم، ولولاه لما كان هناك قانون انتخاب على أساس النسبية ولما كانت هناك حكومة ولما كانت الحدود محمية لا في الجنوب ولا في الشرق، وهذا الوسيط لا يسألكم عن ذلك أجرا بل يقدم نفسه في سبيل لبنان، ثم يتهم بالمحور الإيراني  والعراقي والسوري ثم يصل إلى لبنان، وهذا الكلام الفارغ لا يصح بعد تجلية الحقائق”.

وأضاف الغريب في كلمته في تأبين مرافق النائب السابق وئام وهاب “نحن مع محور المقاومة من سوريا إلى العراق إلى إيران، وما يعز علينا اليوم أن نرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزور الدول العربية، ويكون باستقباله الكثير من الحفاوة، ولكن من جهة أخرى يتقهقرون عند أسوار غزة وعند الشريط الشائك في جنوب لبنان”.

وكانت لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين إشارة إضافية واضحة لإعلان موقف، كلقائه مع السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن آبادي الذي قضى في مكة المكرمة في ظروف غامضة، اللقاء الذي تناقلت أخباره وكالة الأنباء الإيرانية وقناة العالم ومنابر حزب الله. حينها قال الغريب “إننا على ثقة بأن لا أحد يستطيع أن ينال من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي باتت عظمى اليوم، والتي تقف في وجه الامبريالية العالمية، وفي وجه العدو المتربص على حدودنا والمحتل لأرضنا”، معربا عن أمله في أن يكون العرب واقعيين.

لكن الشيخ الغريب يدرك في قرارة نفسه أنه ليس سوى واجهة لجهات سياسية تحاول بشتى الوسائل حتى لو كانت “استخدامه” شخصيا، تهدف إلى الانتقام من جنبلاط وخطّه السياسي، وهو مستعد ومن خلفه داعموه لأن يدفعوا من أجل تحقيق هذا الهدف أي ثمن مهما كانت خطورة اللعبة.

 

أيُّ رسالةٍ نَقَلَ بن علوي إلى نصرالله؟

طوني عيسى/الجمهورية/الجمعة 25 كانون الثاني 2019

جاءت المعلومات عن رسالةٍ تَلقّاها الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله من القيادة العُمانية، عبر وزيرها للشؤون الخارجية يوسف بن علوي، بمثابة حجرٍ أُلقي في مستنقع المياه الراكدة. فاللقاء في حدّ ذاته ينطوي على إشارات بالغة الأهمية في ما يتعلق بالقضايا الكبرى في الشرق الأوسط. ولكن، يجدر الانتظار بعض الوقت لاستجلاء النتائج. هناك دور «جريء» تقوم به عُمان حالياً. والأهمّ أنّه يحظى بموافقة وتغطية من القوى الأساسية في الشرق الأوسط، أي المملكة العربية السعودية وسائر منظومة مجلس التعاون الخليجي، قطر، إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

المصادر الديبلوماسية المتابعة تقول، إنّ العنوان الذي يتحرّك العُمانيون في ظلّه حالياً هو الآتي: مع وصول المواجهة الأميركية - الإسرائيلية - العربية مع إيران إلى الذروة، كيف السبيل إلى تحقيق الهدف المطلوب، أي تقليص نفوذ إيران، بأقلّ مقدار ممكن من الخسائر؟

وفي عبارة أخرى، هل يمكن إقناع إيران بوقف تمدّدها في الشرق الأوسط، وخصوصاً العراق وسوريا ولبنان واليمن، وعودتها إلى داخل حدودها، من دون الاضطرار إلى الدخول في مواجهات عسكرية مُكلفة بينها وبين الولايات المتحدة أو الدول العربية أو إسرائيل؟

ووفق معلومات هذه المصادر، فإنّ واشنطن أبلغت الى حلفائها جميعاً في الشرق الأوسط، ولا سيما الخليجيين، في الخريف الفائت، ضرورة أن يسارعوا إلى «ضبضبة» ثلاث ملفات سريعاً، لأنّ المرحلة تقتضي التفرّغ للمواجهة مع طهران، ولأنّ القرار بإعادة إيران إلى داخل حدودها لا تراجع عنه.

والملفات التي نصح الأميركيون بطيِّها هي:

- العلاقة الملتبسة مع قطر.

- الوضع في اليمن.

- المسائل الشائكة التي تسبّب المتاعب للمجموعة الخليجية، على غرار ملف الخاشقجي.

ومن هنا، جاء دور عُمان لإحداث خروقات على ثلاثة محاور: العلاقات العربية - العربية، وتجنّب الصدام الذي ربما بات وشيكاً بين الإيرانيين والولايات المتحدة وإسرائيل، والتحضير لتسويات محتملة في الملف الفلسطيني. ولذلك، سعى العُمانيون إلى التوسّط بين السعودية وقطر، منذ حزيران 2017، تاريخ حصول الطلاق بين الجانبين. وقد نجحوا من خلال وزير الخارجية السعودية السابق عادل الجبير في ترتيب لقاءات سعودية - قطرية بقيت بعيدة عن الأضواء، لكنها لم تُثمر. واليوم، تبدو رغبة مشتركة سعودية - قطرية في تجاوز الخلاف، بوساطة عُمان. ولذلك، يقوم بن علوي بجولاته الأخيرة على البلدين والكويت والإمارات والبحرين، بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون، وهو يبدو متفائلاً بالنتائج. وعلى رغم من أنّ مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في قمة بيروت الاقتصادية العربية، أثارت بعض الحساسيات لدى السعودية وحليفاتها، فإنها تشكّل - من زاوية أُخرى- مبادرة حسن نيّة لإعادة الاندماج القطَري في العمل العربي المشترك، في توقيت حسّاس للجميع. ولكن، في المقلب الآخر، لا تخسر عُمان شيئاً من رصيدها القوي في إيران، لما بين البلدين من روابط عميقة. فغالبية العُمانيين ليسوا سنّة ولا شيعة، بل هم على مذهب الإباضية. وثمة تماسٌّ جغرافي بين عُمان وإيران من خلال مضيق هرمز، فيما تفصل بينها وبين جاراتها العربيات سلاسل جبلية. ولطالما حظي العُمانيون بثقة الجميع، بسبب التزامهم توازناً دقيقاً في العلاقات داخل المنظومة الخليجية، بين العرب أنفسهم وبينهم وبين الإيرانيين.

في الموازاة، يحتفظ العُمانيون بعلاقة فريدة مع إسرائيل، لا مثيل لها مع أي دولة عربية أخرى. فهي علاقة علنية، ومبنية على دعوات واضحة إلى الاعتراف المُتبادل والسلام والتطبيع. وفي تشرين الأول الفائت، زار رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو سلطنة عُمان والتقى السلطان قابوس. وأعلن العُمانيون تأييدهم حقّ إسرائيل في الوجود ورحّبوا بـ»صفقة القرن». وبعد ذلك، زار بن علوي السلطة الفلسطينية في رام الله. وكل ذلك لا ينعكس توتراً على العلاقات بين عُمان وأي دولة عربية. وبدا واضحاً، أنّ إسرائيل تحتاج إلى وساطة عُمان في الملف الفلسطيني، مع إعلان الإدارة الأميركية رغبتها في تحريك ملف المفاوضات. كذلك تحتاج إلى إخراج العرب من سرّية العلاقات مع إسرائيل إلى علنيّة الاتصال معها والمجاهرة. وكذلك تحتاج إلى عُمان لإبلاغ رسائلها إلى إيران بـ»التزام حدودها». ومعلوم أنّ كبير مساعدي وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية حسين جابري أنصاري، كان موجوداً في مسقط قبل أيام من زيارة نتنياهو لها.

إذاً، يمكن القول إنّ رسالة بن علوي في لقائه مع الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله تتعلق بالمحاذير الناشئة من التهديدات الإسرائيلية بضرب إيران وحلفائها في لبنان، كما في سوريا، خصوصاً بعد إثارة إسرائيل أزمة الأنفاق الحدودية واحتمال أن تستثمرها لتوجيه ضربات إلى لبنان، ربما تكون مفاعيلها قاتلة.

واللقاء والرسالة يمكن أن يشكّلا تحذيراً رفيعاً من مغبة اللجوء إلى أي مغامرة من شأنها أن تمنح إسرائيل ذريعة لضرب لبنان. فلا أحد يمكن أن يساعد لبنان إذا وضع نفسه بين نارين. هل ستؤدي الوساطة العُمانية مع «حزب الله» مفاعيلها؟ بعض المتابعين يسارعون إلى القول إنّ من غير المناسب التعويل كثيراً على لقاء نصرالله ـ بن علوي وتضخيم مفاعيله المحتملة. فعُمان، على رغم من أنّها تحظى بالدعم العربي والإقليمي في وساطاتها المختلفة، فإنّها لا تمتلك القدرة على تسويق مبادرة متكاملة وقابلة للحياة. كما أنّ «حزب الله» لا يمكن أن يعمد إلى أي خطوة أو يتّخذ أي قرار من دون التنسيق المباشر مع طهران، لا في المسائل العسكرية والأمنية على الحدود أو في سوريا، ولا حتى في الملفات السياسية الداخلية، ومنها تأليف الحكومة. وعند هذه الحدود يمكن الحديث عن تفاؤل أو تشاؤم.

 

الحسيني لـ«الجمهورية»: عون «يُحجِّم» نفسَه... وباسيل لم يقرأ «الطائف»!

ملاك عقيل/الجمهورية/الجمعة 25 كانون الثاني 2019

تفرّعت عن الأزمة الأم، وعنوانُها تأليف الحكومة، عناوينُ خلافية باتت تهدّد النظامَ برمّته. «الثلث الضامن» أو «المُعطِّل»، التلويح بوجود «مهلة» للرئيس المكلّف تفرضها مقتضياتُ الاستقرار، تكريس حقائب سيادية لطائفة... والمدى الذي يمكن أن يصل اليه «الرئيس القوي» في ممارسة صلاحياته.

باتت الأمور تقال على المكشوف، خصوصاً لدى الفريق الداعم لرئيس الجمهورية: الثلث الضامن حقّ وليس منّة، وهذه المرّة تكرَّس في صناديق الانتخابات النيابية. وقد ذهب الوزير جبران باسيل للمرة الأولى، في حديثه قبل أيام الى «الجمهورية»، الى حدّ الجزم بأنّ محاضر «الطائف» كرّست الثلث الضامن لرئيس الجمهورية، «ولم نطالب بحقنا في حكومة العهد الأولى لكن اليوم، بحكم نتائج الانتخابات التي تمنحنا 11 أو 12 وزيراً، فهذا الحقّ مكرَّس لنا ولا علاقة له بالاستحقاق الرئاسي».

قامت القيامة على باسيل ولم تقعد بعد. «فوضى» التأليف قادت الى فتح ملف «الطائف» مجدداً. ما سَمَح وما لم يَسمح به خصوصاً مع توسّع دائرة المطالبات بأن يلعب النواب، أصحاب التكليف في الأساس، دورهم في وضعِ حدٍّ للإستنزاف الحكومي.

يقول رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني في كتاب إستقالته في جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008 «لم أرَ في حياتي تمزيقاً للدستور كهذا التمزيق، حيث ندفع بنصّ الدستور الى أن يكون إستهزاءً بروحه». بعد مرور أكثر من عشر سنوات على صرخته المدوّية داخل مجلس النواب إزداد إقتناعاً بهذا الواقع!.

في حديثه الى «الجمهورية» يؤكد الحسيني «أنّ «إتفاق الطائف» وضَع رئيس الجمهورية في مرتبة الضامن لوحدة لبنان وفوق نزاعات السلطة والمعارضة، وهو جعل الرئيسَ بحكم موقعه الدستوري مسؤولاً عن تشكيلِ حكومات متوازنة وطنياً لا تمتلك فيها أيُّ جهة الثلث المعطل، ومسؤولاً عن جميع الوزراء في الحكومة. وبالتالي، فإنّ «الطائف» لم ينزع صلاحيات الرئيس بل أعطاه صلاحيات منها مرسوم الحكومة الذي لا يصدر من دون توقيعه». يضيف الحسيني: «الرئيسُ القوي» اليوم يحجّم الرئيسَ القوي. لديه الكل (كل الحكومة) ويطالب بالجزء (الثلث الضامن). أما الوزير باسيل فلم يقرأ «الطائف». لقد «عوّدهم» الرئيس ميشال عون على عدم قراءة «الطائف». فمعظم مناصري الأخير حين يتذكّرون «الطائف» لا يرون فيه سوى أنه لم يوصل عون الى رئاسة الجمهورية»، جازماً «لا شيء إسمه ثلث معطّل في الدستور، فيما لا يجتمع مجلس الوزراء إلّا بأكثرية الثلثين منعاً للغلبة الطائفية والمذهبية».

أحد أبرز عرّابي «الطائف» يستنجد بالمثل القروي القائل «يللي الو البيدر ما بيطلع على الشكارة»، ليوضح فكرته أكثر «خلافنا مع باسيل أنّ الـ 30 وزيراً همّ لرئيس الجمهورية، فلماذا يريد الثلثَ الضامن؟ حين طلب ميشال سليمان الثلثَ الضامن قال له عون لا يحقّ لك».

يضيف الحسيني قائلاً: «المبدأ العام أن لا سلطة بلا مسؤولية، وبوجود سلطة عليك أن تتحمّل المسؤولية. لم نعطِ الحق بالثلث الضامن في «الطائف» لرئيس الجمهورية لأنه يتنافى مع واقع عدم مسؤوليّته كونه معفى من أيّ تبعية، فكيف أحمّله مسؤولية وأعطيه حصة، ما يجعله طرفاً، وفي الوقت نفسه أحميه من المحاسبة؟».

ويوضح الحسيني «أنّ مجلس الوزراء هو خطّ الدفاع الأول ومعركة إسقاط الحكومة تحصل في مجلس النواب وليس الشارع. إذا سقطت الحكومة نسمّيها أزمة وزارية، لكن حين يسقط الرئيس تصبح أزمة حكم، وبالتالي الرئيس هو خطّ الدفاع الثاني. طالما هو موجود تؤلّف الحكومات».

- لكن كيف ينظر الى المعركة التي يخوضها رئيس «التيار الوطني الحر»، بغطاء عون الكامل، لإستعادة حقوق سُلبت من المسيحيين بالممارسة منذ «الطائف»؟ يردّ الحسيني: «أنا لا أحكم على النيات بل على الأفعال. حتى الآن كل حركة من حركات باسيل تدلّ الى شهوة سلطة. أذكّر دائماً بكلام الإمام علي «إحذروا نشوة النصر وفتنة الغرور، لأنها تهدم في ساعة ما بُني في سنوات». ويضيف «آخر ما سمعته من باسيل أنه يريد أن يعلّم واشنطن ولندن كيف تحكم الدول بلا موازنات!» ويعرّج الحسيني على أداء رئيس الجمهورية شاهراً إصبعَ الإتهام «قال عون إنّ معركة الفساد قد بدأت وسيسمّي الفاسدين بأسمائهم. الحكومة تَحكم لا تُحاكِم. مَن يحاكِم هو القضاء. من دون سلطة قضائية مستقلة مَن سيُخبرنا مَن هو الفاسد؟».

- لكنّ عون هو من المنادين الأساسيّين بقضاء مستقل؟ يردّ الحسيني: «كل خطبه تقول بذلك ومنها خطابه في إفتتاح السنة القضائية، لكنه لا يعمل في هذا الإتجاه. أفعال السلطة لا تبشّر. فالقضاء ممسوك من السلطة السياسية»، مؤكّداً أنّ «هناك 4 ضمانات دستورية لقضاء مستقل: مَن يعيّن القاضي، مَن يحدّد تعويضاته ومخصّصاته، مَن «يشكّل» (مناقلات) القاضي، ومَن يعاقبه. هذه الضمانات نصّ عليها الدستور، وهي ليست بيد السلطة القضائية، بل التنفيذية، فعن أيِّ قضاء مستقل نتحدث؟».

- وعن الجدل الحاصل حول إمكانية سحب التكليف من الرئيس المكلّف سعد الحريري، يقول الحسيني: «في الأنظمة البرلمانية فور إعلان التكليف على رئيس الحكومة أن يُصدر مراسيم الحكومة مع رئيس الجمهورية. هناك واقع العجلة. في «الطائف» تمّ تحديد مهلة 30 يوماً لإنجاز البيان الوزاري. عدم وجود مهلة في ما يخصّ التكليف يعني تشكيل الحكومة فوراً. وبالتالي عدم وجود نصّ هو للتسهيل وليس التعطيل». ويصف الحسيني التكليف المفتوح على «المجهول الدستوري» بـ «عملية السطو على البلد وإغتصاب للسلطة. وإغتصاب السلطة لا يرتّب آثاراً هو حالة معدومة دستورياً». ويوضح أنّ «رئيس الجمهورية يكلّف الشخصية التي سمّاها النواب الذين يحق لهم سحبُ التكليف. من هنا أعطي رئيس الجمهورية حقّ توجيه الرسائل الى مجلس النواب في حالات معينة ومنها التكليف»، مؤكداً أنه «لا بد من وضع نظام داخلي لمجلس الوزراء عند ذلك تطبّق المهل على الجميع. الآن يفرضون تطبيق المهل على الحريري وليس على غيره».

- هذا يعني أنّ لجوءَ عون الى مجلس النواب لحسم مسألة التكليف خطوة دستورية؟

يردّ الحسيني: «هذا المجلس غير شرعي أصلاً، حتى إنتخاب عون حصل في ظلّ قانون إنتخاب غير دستوري بسبب التمديد المتكرّر حيث كان في إمكان رئيس الجمهورية السابق حين مدّد المجلس النيابي لنفسه، أن يمنع مجلس النواب من الإجتماع لمدة شهر بناءً على المادة 59 من الدستور، وأن يعيد ردّ القانون في حال إصرار مجلس النواب، لكن ذلك لم يحصل».

- لكنّ عون يفاخر اليوم أنّ قانون الانتخاب القائم على النسبية هو أحد أهمّ إنجازات عهده؟

يجيب الحسيني: «أنّ «أكبرَ ضربة وُجّهت الى الوحدة الوطنية هي القانون الانتخابي الحالي غير الدستوري. أنا غير معترف بشرعية هذا المجلس. وأنا وعون غير معترفين بشرعية المجلس الذي إنتخبه رئيساً للجمهورية. وتالياً طبيعي أن لا أعترف بشرعية الحكومة اليوم ولا بتكليف رئيس الحكومة».

ويضيف «قانون الانتخاب، هو أحد القوانين التأسيسية الخمسة، ويجب أن يؤمّن صحة التمثيل السياسي لشتى فئات الشعب وأجياله وفعالية التمثيل. في القانون الحالي هذه الأمور غير مؤمّنة، خصوصاً أنه كرّس الفرز الطائفي والمذهبي، وأوصل «قطعاناً» تابعين لمرجعيات وزعماء. والزعماء «قطعان» عند الخارج. وهو أعاد لبنان الى أجواء 1860، أي الفتنة الكبرى».

على صعيد آخر، وربطاً بدعوة رئيس مجلس النواب لإلتئام حكومة تصريف الأعمال لإقرار مشروع الموازنة، يقول الحسيني: «لرئيس الحكومة المكلّف الصلاحيات الكاملة وهناك سابقة 1969 في ظلّ حكومة الرئيس رشيد كرامي. نحن إستندنا اليها عام 1988 واستشرنا الدكتور أدمون رباط الذي أفتى بأنّ الأهمية ليس العمل في حدّ ذاته لكن إمكانية تأجيله أو عدم تأجيله. والموازنة بهذا المعنى إستحقاق دستوري، ولا نستطيع أن نؤجّل تطبيق الدستور».

- أمام كل هذه المعضلات هل ترى أنّ «إتفاق الطائف» نفسه هو الحل أم يوجب تغييره؟ وماذا عن دعوة بري الى قيام دولة مدنية؟

يرد الحسيني: «عام 2014 في مناسبة مرور ربع قرن على إقرار «إتفاق الطائف»عقدنا مؤتمراً بدعوة من «المركز المدني للمبادرة الوطنية» وخرجنا بخلاصة مفادها أنّ هذه التسوية قابلة للعيش ومنفتحة للتطوير بكل الوسائل السلمية. طرحنا على 54 مدعوّاً سؤالاً مفاده «أعطونا البديل». ناقشنا الأمر على مدى 3 أيام وخرجنا بخلاصة ضرورة تطبيق كل بنود الطائف من دون إنتقاء». ويرى أنّ «الدولة المدنية تعني تطبيق بنود «الطائف» الذي رَسَم خريطة الطريق للوصول اليها، لكنّ أيّ دولة مدنية ستقوم في ظلّ سلاح الميلشيات»، مؤكداً أنّ «سلاح «حزب الله» هو مقاومة في مواجهة العدو وميليشيا في الداخل». وقال إنّ «الطائف هو نقيض مفهوم «الاتفاق الثلاثي» الذي قام على أساس أنّ كل واحد من أطرافه الخمسة يحكم طائفته ويشارك في حكم الآخرين. أما «الطائف» فقد حلّ الميليشيات وأسّس للدولة المدنية».

ويختم الحسيني: «عام 2007 أسّسنا «المركزَ المدني للمبادرة الوطنية» لتحديد سبل تطبيق «الطائف» ومعنى الدولة المدنية. وعام 1997 قدّمنا إقتراح السلطة القضائية المستقلّة الذي لا يزال في الجوارير في لجان المجلس».

 

طبول حرب من لبنان الى إيران!

نبيل هيثم/الجمهورية/الجمعة 25 كانون الثاني 2019

الصورة الإقليمية بالغة الخطورة والتعقيد؛ تطورات عسكرية متتالية على اكثر من ساحة، الميدان السوري تدفع به إسرائيل نحو آتون نارٍ بالغارات التي رفعت وتيرتها في الآونة الأخيرة، والهدف كما هو واضح فرض قواعد اشتباك جديدة تقطع على النظام السوري الطريق نحو بلوغ انتصار، وأما الهدف الأساس فهو إيران ومعها «حزب الله» اللذان يشكلان العنوانَ الحربيَّ الدائمَ للحركة الإسرائيلية ومن خلفها واشنطن. وسط هذا الوضع تتبدى صورة لبنانية مشوّشةٌ، لبنان سياسياً وجغرافياً في قلب الحدث، لكنّ التطورات من حوله تسبقه، المسؤولون فيه كأنّ المياه تجري من تحت أرجلهم، إسرائيل تهدد وتضخّم خطرَ «حزب الله» عليها وعلى طبعتها الداخلية وتتوعد بأنها لن تقبلَ باستمرار هذا الوضع، وتُراسل لبنان بخطوات تصعيدية، سواءٌ بالخروقات المتتالية أو عبر الجدار الإسمنتي على الحدود الذي جعلته الخطوةُ الإسرائيلية باستئناف بنائه في نقاط متنازَع عليها بين لبنان وإسرائيل، أشبهَ بعبوة ناسفة لاستقرار المنطقة آيلة للانفجار في أيّ لحظة، وأيضاً برسائلَ حربية، وآخرها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. واضح أنّ إسرائيل تقرع طبولَ الحرب على امتداد جبهتها الشمالية من لبنان الى سوريا فإيران، وهي لا تُخفي نواياها التي تدرّجت بها من إثارة صواريخ المطار، إلى الأنفاق وصولاً إلى الجدار على الحدود، فيما الطاقمُ السياسي اللبناني غافل، إن لم يكن متغافلاً، عما يجري، وغارقٌ في أمور تبدو سطحية، بل بمعنى أدق أقل من ثانوية، أمام الاحتمالات الحربية، بمعنى أنه يعلّق مصيرَ بلد بكليّته على حقيبة وزارية ووزير بالناقص أو وزير بالزايد لهذا الطرف أو ذاك.

حضر العربُ إلى القمة الاقتصادية، بعضُهم لم يكن مهتمّاً بالقمة بقدر ما كان مهتمّاً بالبحث عن سبب التقاعس اللبناني في ترتيب بيته الداخلي الذي تطرق بابَه مخاطرُ كبرى، والكلام هنا لمسؤول عربي، الذي أحرج مسؤولاً لبنانياً كبيراً، حينما قال له على هامش القمة ما حرفيته:»في الحقيقة لم نعد نفهمكم أنتم اللبنانيين، ولا نعرف ماذا تريدون، بلدُكم معطَّل وأنتم تصرّحون وتقولون إنه مشلول، ووضعُه الاقتصادي في الحضيض، فماذا تنتظرون، ولماذا لا تساعدون انفسكم، إن كنتم تنتظرون من أيِّ طرفٍ خارجي عربي أو دولي أن يمدَّ لكم يدَ المساعدة، فأنتم مخطئون، أقول لكم بصراحة أنتم تساهمون في تراجع بلدكم».

يضيف المسؤول العربي: «العرب يحبون لبنان، ويريدون أن يرَوه مستقرّاً، وقادراً على الصمود، لكن لا أحدَ من العرب لدية خطة أو مبادرة تجاه لبنان، كل العرب من دون استثناء لهم أولوياتُهم واهتماماتُهم، وأما الغرب فمتخبّطٌ بأزماتٍ كبرى وكل دولة معنية بأزماتها، من هنا فلا العرب سيبادرون لنجدتكم ولا الغرب أيضاً، وأقصى ما يمكن أن يقدّموه لكم هو النصيحة بأن ترتّبوا وضعَكم الداخلي قبل فوات الأوان، فبلدُكم ، وبكل صراحة، لا يستطيع أن ينتظرَ أكثر، المنطقة في لحظة خطر شديد، ونصيحتي أن تسارعوا إلى صبّ المياه على النار قبل أن تشتعل». هذا «الكلام اللبناني»، الذي ساقه المسؤول العربي أمام المسؤول الكبير، له تتمته في قراءةٍ للمشهد الإقليمي، قدّمها مسؤول كبير في دولة عربية كبرى على مسمع بعض الشخصيات اللبنانية ومن بينهم رؤساء حكومات سابقون.

تنطلق القراءة ممّا سمّاها المسؤول المذكور المحاولة الأميركية لبناء «حلفِ وارسو» جديدٍ على مقاس السياسة الأميركية، ليشكّل هذا الحلفُ «مجلسَ حرب» ضد الخطر الإيراني.

يلاحظ المسؤول أنّ اختيارَ واشنطن لوارسو مكاناً لاستضافة الحلف المزمَع تشكيلُه، ينطوي على دلالة شديدة الرمزية، ذلك أنّ الحلف العسكري «الشيوعي» الذي أنشأه الاتحاد السوفياتي المنحلّ زمنَ الحرب الباردة، حمل اسمَ هذه المدينة، وظلّ عنواناً لـ»الحرب الباردة»، إلى أن تمّ حلُّه من قبل الرئيسين ميخائيل غورباتشوف ودونالد ريغان في أواخر الثمانينيات. ولعلّه يُراد للحلف الجديد أن يكون ضد العدو «الشيعي» بدل العدو «الشيوعي هذه المرة، ومن أجله تحركت الدبلوماسية الأميركية في نشاط محموم، منذ مطلع العام الحالي.

في اعتقاد المسؤول العربي أنّ فكرة تشكيل التحالفات ضد إيران ليست بالأمر الجديد، فقد سعت الولايات المتحدة إليها منذ قيام الجمهورية الإسلامية، ولكن لم يُكتب النجاحُ لأيٍّ منها، وتبعاً لذلك فإنّ إدارة ترامب تريد أن تحقّق هدفاً «طموحاً» يتمثل في جعل إيران ترفع الراية البيضاء من خلال تشديد الضغوط الاقتصادية عليها، في خطوة أكثر حدّة من سلسلة الخطوات التي اتّبعتها واشنطن مع إيران على مدى العقود الأربعة الماضية، والتي ضيّقت على إيران بشكل كبير إلّا أنها لم تخنقها. خالف المسؤول العربي توقعات بعض الشخصيات اللبنانية، التي رجّحت احتمال الحرب الأميركية على إيران، ويقول: «نتيجة ما تملكه من معطيات، فإنّ إدارة ترامب تدرك جيداً أنّ العمل العسكري المباشر ضد إيران لن تكون نتائجُه مضمونة، ولو كانت هذه النتائج مضمونة لما تأخرت الطائرات الحربية الأميركية في الإقلاع عن حاملاتها في اتّجاه أهدافها في إيران.

في اعتقاد المسؤول المذكور أنّ واشنطن في وارسو أمام تجربة جديدة في تشكيل التحالفات. لكنّ الأمر هذه المرة يبدو أكثرَ صعوبة وتعقيداً. خصوصاً وأنّ ثمّة نظرة دولية واقعية تدرك أنّ الولايات المتحدة لم تعد اللاعب الوحيد في الشرق الأوسط، فقد دخلت روسيا بكل قوتها العسكرية والديبلوماسية في المعادلة الإقليمية، إلى جانب إيران، التي باتت ترتبط معها بشراكة استراتيجية، فيما تبرز الصين أيضاً كظهير اقتصادي وعسكري وسياسي قوي لهذا التحالف.

ومن هنا يمكن افتراض أنّ «حلف وارسو» بنسخته الأميركية موجّهٌ أكثر نحو روسيا منه نحو إيران، وإن كانت الأخيرة تشكل العنوانَ المركزي للتحرّك الأميركي. يقول المسؤول، الروس لن يشاركوا طبعاً، والاوروبيون بشكل عام غير متحمّسين، و»الاتحاد الأوروبي» أعلن بوضوح أنه لن ينضمّ الى تحالف ضد إيران، كما أنّ حلفاء أميركا في الشرق الأوسط أنفسهم لم يبدوا حماسةً كبيرة تجاه الدعوة الأميركية إلى الحلف الجديد، وهو ما تبدّى في المواقف الباهتة التي خرجت عن اللقاءات التي أجراها مايك بومبيو في جولته الشرق أوسطية. هذا لا يعني أنّ بعض الدول العربية لن تكون حاضرة في وارسو، إلّا أنّ جملة من الحقائق الموضوعية بينها وبين إيران تجعلها غير معنيّة بالذهاب نحو خياراتٍ متطرفة حيالها.

يخلص المسؤول العربي الكبير في قراءته إلى أنّ من السابق لأوانه الحديث عن فشل هذا الملف أو نجاحه، مع أنّ المؤشرات تميل إلى الفشل، وهنا تكمن الخطورة، إذ إنّ فشل «حلف وارسو» الجديد، ربما يشكل في الواقع ضوءاً أخضر لتصعيد عسكري، بالتأكيد أنه لن يستهدف إيران مباشرة على أراضيها، وقد لا تنخرط فيه الولايات المتحدة بالشكل المباشر. وهنا ينبغي رصد ما تقوم به إسرائيل سواءٌ في استئنافها للغارات الجوية على سوريا، أو في توتيرها للهدوء السائد على الجبهة مع لبنان. إذ إنّ التحركات الإسرائيلية تدفع إلى افتراض أنها قد تدفع إلى مواجهة كبرى بين إسرائيل وإيران في سوريا، إلّا أنها قد تنتقل إلى مستوى أكثر خطورة في حال امتدادها إلى لبنان، أو مناطق أخرى، وهذا معناه اندلاع مواجهة إقليمية واسعة. وأما تداعياتُ حرب كهذه فلن يكون من السهل توقّعها وتحديد حجمها والمساحة التي يتّسم بها.

بناءً على هذه القراءة، تبرز نصيحة يؤكد عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن يعمد لبنان الى صيانة وضعه وتحصين بنيته السياسية الداخلية بشكل عاجل، حتى لا يغرق في رمال الشرق الأوسط المتحركة.

 

الجامعة اللبنانية... حلبة صراع بين «التيار» و»أمل»

مرلين وهبة/الجمهورية/الجمعة 25 كانون الثاني 2019

يبدو أنّ الكباش بين «حركة أمل» و»التيار الوطني الحر» انتقل الى الجامعة اللبنانية على خلفيّة امتناع رئيس الجامعة فؤاد ايوب عن تعيين عمداء محسوبين على «التيار». ويتكرّر هذا الأمر للمرة الثانية خلال أسابيع. إنّ صلاحيات رئيس الجامعة تخوّله أن يعيّن عمداء للكليات بالتكليف إذا ما فرغت عمادة ما، كمثل تقاعد أحد العمداء. فيصبح العميد المعيَّن من الرئيس «عميداً بالتكليف» يتولّى شؤون الكلية بانتظار أن يقوم مجلس الوزراء بتعيين عمداء أصيلين. ويضمّ مجلس الجامعة الحالي ستة عمداء بالتكليف، منهم مَن عيّنهم الرئيس أيوب نفسُه كمثل عميدَي الصيدلة والآداب.

لكن ما يحدث الآن أنّ كلية السياحة باتت من دون عميد بعدما تقاعدت عميدتُها امال ابو فياض منذ 8 كانون الثاني، وكان يُفترض برئيس الجامعة تكليف أحد الأساتذة بمهام العمادة. لكنّ أيوب، المحسوب على الحركة، أحجم عن التكليف وفاجأ الجميع بإعلانه أنه سيقوم هو نفسُه بإدارة الكلية وتوقيع معاملاتها، من دون إعطاء أيّ تفسير لذلك. ويبدو أنّ الرئيس يتحاشى التكليف في هذه الكلية لأنه يصبح مضطراً الى تكليف الدكتور حنا المعلوف المحسوب على «التيار الحر»، وهو المرشح المنتخَب من مجلس الجامعة لهذا المنصب، وينتمي الى طائفة العميدة السابقة.

وكان مجلس الجامعة رفع ترشيحات لكل كليات الجامعة في حزيران الماضي تمهيداً لتعيين عمداء جدد، لأنّ مدة العمداء الحاليين انتهت في شهر آب 2018. وكان الدكتور حنا المعلوف المرشح المسيحي الوحيد بين المرشحين الثلاثة الذين فازوا في الانتخاب. لذلك كان يُفترض برئيس الجامعة أن يعمد الى تكليفه بتسيير شؤون عمادة كلية السياحة تحاشياً للفراغ. لذلك فإنّ إحجام أيوب عن التكليف وقيامه هو بتسيير أعمال العمادة يطرح اكثرَ من علامة استفهام، حسب مصادر مستقلّة على علاقة جيدة مع «الحركة» و»التيار».

ويبدو أنّ ما يحصل في كلية السياحة هو السيناريو ذاته الذي حصل في كلية الإعلام في شهر تشرين الثاني الماضي حين استقال العميد جورج صدقه من منصبه كعميد لكلية الاعلام، حيث كان من المفترض أن يقوم الرئيس بتكليف الدكتور ابراهيم شاكر المرشح من مجلس الجامعة لتولّي المنصب حفاظاً على التوزيع الطائفي كما أقرّته تعيينات مجلس الوزراء.غير أنّ أيوب لم يردّ على كتاب استقالة العميد صدقه طوال اسابيع كما لم يرفعه الى وزير الوصاية للبتّ به، لا بل اعتبر أيوب أنّ صدقه متغيّب عن مهامه وقام هو بتسيير أمور الكلية في الأسبوعين الأوّلين، قبل أن يسمح للدكتور عماد بشير مدير الفرع الأول، والمحسوب على الحركة، بتسيير شؤون العمادة، الأمر الذي تسبّب في بلبلة لوجود عميدين في المركز ذاته، كما أوقع الجامعة في مغالطات إدارية.

وللمصادفة فإنّ المرشحين ابراهيم شاكر وحنا المعلوف كلاهما محسوب على «التيار الوطني الحر»، لذلك يطرح المتابعون لملف الجامعة اكثر من سؤال عن سبب عدم تكليفهما وهل إنّ لذلك علاقة بشدّ الحبال الحاصل بين «التيار» والحركة؟

العارفون بشؤون الجامعة يلفتون الى أنّ عدد العمداء الشيعة بات ينقص واحداً، وهو عمادة طب الأسنان التي كان عميدُها فؤاد أيوب قبل أن يتمّ تعيينُه رئيساً للجامعة. وقد تكلّف بها أحد الأساتذة المسيحيين. لذلك فإنّ هناك توجّهاً ضاغطاً على رئيس الجامعة باستعادةِ عمادةٍ ما من المسيحيين. وكأنّ المحاولة الأولى جاءت في عمادة كلية الإعلام والثانية اليوم محاولة في كلية السياحة، علماً أنّ التوزيع الطائفي للعمادات كان صدر عن مجلس الوزراء عام 2014، ولا يجوز تغييرها قبل الاتفاق على توزيع آخر. كما أنّ المسيحيين باتوا أقلّية في مجلس الجامعة اذا ما تمّ احتساب ممثلي الاساتذة المنتخبين في الكليات.

ويشير هؤلاء العارفون الى أنّ رئيس الجامعة، وإن تخلّى عن عمادة طب الأسنان، لكن تبقى له الكلمة الفصل في هذه الكلية بسبب معرفته بملفاتها وارتباط الأساتذة المباشر به. كما يأسف هؤلاء للضغوط التي تمارَس على رئيس الجامعة وتحدّ من حرّية حركته.

هذا الوضع المتخبّط في الجامعة الوطنية سيجعل ملفها حاضراً على مكتب وزير التربية حالما تتشكّل الحكومة من أجل تكوين مجلس جامعة جديد وتعيين عمداء جدد لأنّ العمداء الحاليين قد أمضوا اكثر من 4 سنوات في منصبهم، وهي المدة القصوى التي يسمح بها القانون من دون أن يكون لهم الحق بالتمديد.

 

سبب غياب جعجع الطويل...

عماد مرمل- الجمهورية"/25 كانون الثاني/19

قبل نحو أسبوعين تقريباً، غاب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن المشهد السياسي اللبناني، بعدما سافر وزوجته ستريدا الى الخارج، حيث شوهد آخر مرة في مطار باريس عبر شريط انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم ما لبثت أخبارُه أن انقطعت، ما أفسح المجال امام تفسيرات شتى كان أكثرُها رواجاً خلال الأيام الاخيرة «التفسير الصحّي»، حيث شاع أنّ سبب غيابه الطويل هو تلقيه العلاج الطبي في احد مستشفيات الولايات المتحدة بعد إصابته بمرض صعب. وما زاد ارتياب البعض في الاسباب الحقيقية لابتعاد جعجع هو أنه لم يُسجّل أيّ حضورٍ علني أو «أثر» شخصي له منذ سفره، فيما كانت روزنامة الساحة الداخلية تزدحم بمحطات أساسية، من قبيل «اللقاء الماروني» في بكركي والقمة الاقتصادية العربية في بيروت، الى جانب المخاض الحكومي المستمر وتفاقم المخاطر المالية والاقتصادية وغيرها من الملفات، الأمر الذي طرح علامات استفهام حول دوافع مغادرته وزوجته لبنان في هذا التوقيت بالذات.

لكنّ التدقيق في «خفايا» رحلة جعجع أظهر انها مرتبطة أساساً برغبة الرجل في الابتعاد عن ضغوط «ماكينة» العمل اليومي في معراب، والوقوف على مسافة من تفاصيل الواقع اللبناني، في سياق التأمّل الهادئ ومراجعة المرحلة السابقة، وبالتالي ليست هناك أيّ اعتبارات صحية خلف سفره، وهو في صحة جيدة، حسب ما يؤكد القريبون منه. وعُلم أنّ مسؤولين سياسيين وإعلاميين في «القوات» هم على تواصل شبه يومي مع جعجع شخصياً، في اطار التشاور حول طريقة مقاربة القضايا الملحّة، والمواقف التي يجب أن تُتخذ حيالها. وضمن هذا الاطار، واكب جعجع من مكان وجوده في احدى الدول الاوروبية الاجتماع الماروني الموسّع في بكركي، حيث أصدر تعميماً بوجوب مشاركة جميع نواب «القوات» الموارنة في هذا الاجتماع الذي كان متحمِّساً له.

وعندما استفسر أحد كوادر «القوات» من جعجع عمّا إذا كان يحبّذ نشر نفي للأنباء المتعلقة بوضعه الصحي، إرتأى تجاهلها وعدم إصدار أيّ توضيح أو نفي لها، معتبراً أنه «لا يجوز أن نتحرك على إيقاع الأقاويل، وعودتي في الأيام المقبلة ستكون هي أفضل تكذيب لكل ما أُشيع في شأن مرضي».

ويوضح العارفون بـ»مزاج» جعجع أنّ الرجل يميل، ولو مرة كل عام تقريباً، الى ممارسة إحدى هواياته المفضلة وهي القراءة السياسية من بُعد، والتعمّق في المشهد اللبناني من خلف الحدود، بمعزل عن الصخب اليومي والاستقبالات المتلاحقة في معراب، وهو كان يخطط للذهاب في الرحلة الحالية بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، لكنّ التأخير في تشكيل الحكومة دفعه الى إرجائها حتى ما قبل عيد الميلاد بالترافق مع ظهور مؤشرات الى قرب الولادة الحكومية آنذاك، إلّا أنّ استمرار المراوحة دفعه الى حسم أمره والسفر عقب عيدَي الميلاد ورأس السنة.

وحماسة جعجع لرحلة «التقاط الأنفاس» ترافقت مع إقتناعه بأنّ زمن تقديم الخدمات المجانية وخوض المواجهات بالوكالة قد انتهى، بعدما بيّنت له التجارب أنّ الحلفاء، كما الخصوم، لا يتردّدون في بيع «القوات» في أيّ مناسبة، إذا اقتضت مصالحُهم ذلك، وبالتالي فإنّ جعجع يعتبر أنّ اتّخاذ المواقف المبدئية في القضايا الوطنية هو السقف الكافي في هذه المرحلة، من دون المبالغة في خوض معارك سياسية خدمةً لأحد أو نيابةً عن أحد. وإذا كان جعجع قد اختار الإقامة في «الظلّ» لبعض الوقت، قبل العودة الى بيروت خلال الايام المقبلة، إلّا أنّ «راداره» لم يتوقف عن التقاط ما يهمّه، كما حصل حين تبلّغ مواقف أطلقها الدكتور فارس سعيد في مقابلة تلفزيونية كرّر فيها اعتراضَه على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، معتبراً أنّ جعجع انتخب عون الذي سلّم البلد الى «حزب الله»، وهو ما فهمه رئيس «القوات» اتهاماً ضمنيّاً له بتسليم البلد الى «الحزب». على الفور، اتصل جعجع بأحد مسؤولي «القوات»، وأبلغ اليه أنه كان يجب الرد على سعيد وعدم تجاهل ما أدلى به لأنه ينطوي على اتّهامٍ غير صحيح لـ»القوات».

 

هل يُوسَّع «لقاء بكركي»؟ وبماذا سينطلق اليوم؟

راكيل عتيِّق/الجمهورية/الجمعة 25 كانون الثاني 2019

حصر البعضُ تحرُّكَ بكركي الأخير ودعوتَها النواب الموارنة إلى الاجتماع في الصرح البطريركي بـ»كادر» الخوف المسيحي ـ الماروني والهاجس من خسارة الموقع والدور في لبنان. إلّا أنّ «الموارنة» لم يُدعَوا بغية جَمعهم وحلّ خلافاتهم أو للتكتل ومواجهة الطوائف الأخرى، بل دُعيوا انطلاقاً من الدور الماروني التاريخي في تأسيس لبنان والحفاظ عليه وعلى هويّته بكل مكوّناته ومناطقه وأجزائه. ولم يُقرَع جرسُ الكنيسة خوفاً من انكسار طائفي بل من دمار الوطن. ومن هذا المُنطلق، إضافةً إلى وقائع وتحذيرات غربية وصلت إلى البطريرك الماروني من دول مُهتمّة بلبنان تاريخياً، أتى «اللقاء الماروني» شكلاً وعناوين وطروحات ومتابعة. كلمة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والبيان الختامي لـ«اللقاء الماروني»، الذي عُقد في بكركي في 16 كانون الثاني الجاري، شدّدا على سيادة لبنان واستقلاله والعيش المشترك والتمسك بالدستور و»اتفاق الطائف» ورفض تكريس أعراف جديدة والحرص على توازن السلطات... كذلك، ركّزا على علاقات لبنان الخارجية، ودعيا إلى تأليف الحكومة لإنهاء الفراغ ومواجهة التحديات الاقتصادية وأزمة النزوح وغيرها من العناوين.

وقد إنبثقت من «اللقاء» لجنةُ متابعة تضمّ النواب: ابراهيم كنعان، جورج عدوان، سامي الجميل، اسطفان الدويهي، فريد الخازن، هادي حبيش، ميشال معوض، إضافة الى المطران سمير مظلوم. وستعقد اللجنة اجتماعَها الأول اليوم في بكركي لمتابعة العناوين التي طُرحت في اللقاء الموسّع الأخير. فهل ستكتفي بالمناقشة وإصدار البيانات؟ توضح مصادر بكركي لـ»الجمهورية» أنّ «وجودَ لجنة متابعة هو حاجة ماسة لتتويج هذا اللقاء ومتابعة أعماله وتوصياته وأفكاره. فالاجتماع تضمّن كمّاً من الأفكار المُشترَكة التي تتطلّب البحث وتوحيد الرؤية حيالها، ولا يُمكن تحقيق هذا في اجتماع واحد، فكل عنوان يتطلب لجنة واجتماعات عدة لمتابعته ومناقشته وإجراء البحث الضروري فيه والاستماع إلى آراء خبراء ومتخصّصين». وتشرح المصادر أنّ «اللجنة ستطرح العناوين بتتابع. أمّا في اجتماع اليوم فلن تطرح عناوين بل ستُحدّد الأولويات وسترسم خريطة طريق لعملها وتضع برنامجاً لها، ومن المُرجح عدم صدور أيّ بيان عن الاجتماع، لأنه حان وقت العمل لا إصدار البيانات». وفي هذا الإطار، تعيد بكركي تحديدَ بوصلة اللقاء الماروني الذي حُضِّر له ليكون «فعلَ عَمل إنقاذياً لا مجرّدَ كلام تنظيري». فالبيان الذي صدر عن الاجتماع المُوسّع حدّد أطرَ مهمة أساسية وشدّد على مبادئ وثوابت وطنية لا مارونية حصراً، واليوم حان وقت العمل على تفعيل هذه العناوين وتنفيذها لا الاكتفاء بها، فليس الهدف من اللقاء مجرد حركة إعلامية فولوكلورية.

كذلك، إنّ هدف اجتماع اللجنة هو البحث العِلمي والعَملي الجدّي في نقاطٍ محدّدة، وستعقد اللجنة اجتماعات كلّما استدعت الحاجة، وحين تنهي مناقشة عناوين وموضوعات معينة سيعمل فريقُ عمل على هذه النقاط لتنفيذها، وحين ينتهي عملُ الفريق في المهمة المُحدّدة تجتمع اللجنة للاستحصال على النتائج وتوحيد الرؤية حولها. من جهة ثانية ستُشكِّل اجتماعات اللجنة تحضيراً للقاء ماروني آخر في بكركي قد يكون مُوسّعاً على غرار اللقاء الأول، وذلك حسب الحاجة.

ولكن هل يُمكن أن يُوسَّع اللقاء ليشملَ شخصياتٍ مسيحية أخرى، وحتى من طوائف أخرى؟ تجيب مصادر بكركي مشدِّدة على أنّ «الاجتماع الماروني الأخير كان لمصلحة لبنان وليس الموارنة فقط». وإذ تؤكّد «أهمية التشاور، وأن لا شيءَ يمنع عقدَ لقاءٍ أوسع يضمّ أكبر شريحة من الناس ومن الموارنة والمسيحيين خصوصاً»، توضح «أننا دعونا نواباً إلى الاجتماع لأنهم في موقع القرار في السلطة، ولسنا في حاجة اليوم إلى التنظير، فالأمور لم تعد تتحمّل، وعلينا أن نتحدّث مع معنيين بالقرار ومع مسؤولين». كذلك، لا تبحث بكركي اليوم عن مجالس إضافية، بل عن طرح المشكلات الوطنية وهموم المواطنين مع أصحاب القرار والموجودين في السلطة، لذلك يأتي النواب في أولوية الخيار لطرح هذه الموضوعات والمشكلات ومتابعتها معهم لأنهم موجودون في السلطة وهم أكثر مَن يمثل الشعب اللبناني الذي انتخبهم ويعكسون صوته وآراءَه».

أمّا دخول بكركي علناً وفي وضوح على خطّ حلّ الأزمات الوطنية، المصيرية منها أو السياسية الآنيّة، فيأتي استمراراً للدور الماروني ودور البطريركية المارونية الوطني، إضافةً إلى الاستشعار بخطرٍ يدهم لبنانَ الوطن والدولة. زياراتُ الديبلوماسيين العرب والغربيين لبكركي ونقل التحذيرات الدولية الى الراعي، خصوصاً على صعيد ضرورة تأليف الحكومة، هي من الدوافع الى دعوة النواب الموارنة للاجتماع وللاتّفاق على بنود وطنية وتطبيقها، لمصلحة جميع اللبنانيين. وكانت زيارةُ السفير الفرنسي برونو فوشيه للراعي الجمعة المنصرم بعد يومين على انعقاد «اللقاء الماروني» لافتةً، حيث هنّأ فوشيه البطريرك على «جهوده المبذولة، والتي يقودها من أجل تقريب وجهات النظر في عملية تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، والتي ننتظر تأليفها لأنّ هناك خريطة طريق موضوعة للبنان ونحن جاهزون لتنفيذها».

وفي حين يغيب حسُّ المسؤولية لدى «المسؤولين» اللبنانيين، تلتقي بكركي والدولةُ الفرنسية، اليوم، كما على مرّ التاريخ، على مصلحة لبنان. وعمّا يلمسه الراعي من الديبلوماسيين الذين يزورونه، تقول مصادر بكركي: «المجتمع الدولي يهمّه الإستقرارُ في لبنان ويهمّه تشكيلُ حكومة في أسرع وقت».

وترى أنّ «الموقف الفرنسي يعكس قلق المجتمع الدولي، وأنّ فرنسا الدولة القريبة جداً من لبنان يهمّها أن تعود الحياة الطبيعية إلى البلد وأن تعود الحركة السياسية وحركة المؤسسات الدستورية إلى العمل على نحوٍ طبيعي. كذلك، يدرك زوار بكركي الخطرَ المحيط بلبنان والتحدّيات التي يواجهها، فلبنان من دون وحدة وطنية حقيقية لا يُمكنه مواجهة التحدّيات، لذلك كان التنويه الفرنسي بكلام الراعي الذي حدّد البوصلة الوطنية في مرحلة ضياع، حيث تُطرح موضوعات وعناوين مختلفة».

فوشيه وغيره من الديبلوماسيين أقلقوا الراعي، وهذا القلق مشروع. وفي حين يتسابق المعنيون لتحصيل الحصة الأكبر، سبقهم الراعي إلى العمل ووضع النقاط على الحروف، وقال علناً ومباشرةً ما يُحكى في السر، وشدّد على الدستور وعلى «اتفاق الطائف» وكذلك على الوحدة الوطنية ومواجهة اللبنانيين التحدّياتِ مُجتمعين. وتُعوّل بكركي على النواب «الموارنة» الذين تمون عليهم مرجعيّتُهم الدينية، ليؤدّوا واجباتهم، كلٌّ من موقعه وعبر تحالفاته الوطنية، فهل ينفع تنبيهُ الأبِ لأولادِه إلى خطر هدم البيت على جميع قاطنيه فيما هُم يتنازعون على غرفه وأثاثه؟!

 

الثنائية الشيعية: نبيه برّي لا يصير استثناءً

أحمد جابر/المدن/الجمعة 25/01/2019

عند الاشتغال على دراسة الشيعية السياسية، يقتضي الأمر عدم اختزال الكتلة الشيعية بثنائيتها التي تتصدر الواجهة السياسية حالياً. فالكتلة المنوَّه عنها، تتشكل من مظاهر اجتماع وسياسة واقتصاد وثقافة. أي، من مجموعة عناصر ومكونات بنيوية تتجاوز ما هو مطروح من سلوكيات سياسية، وما هو معروض من بضاعة القول باسمها، الغث منه والسمين. لذلك سيظل من الأجدى، بل من الواقعي القول، إن التعبير الشيعي الشامل عن ما تختزنه الشيعية الاجتماعية في تحولاتها، هو أوسع وأعرض من أن تحيط به ثنائية حركة أمل وحزب الله اللبنانيين. لقد سلكت الشيعية في لبنان مساراً طويلاً، وتخطت محطات عديدة، جمعت بين الكياني والهوياتي والعروبي والوطني والما فوق وطني.. هذه المحطات التحولات، وهذه المسيرة الصيرورة، مقصية من الكلام الذي ساد خصوصاً بعد تحرير الأرض اللبنانية من الاحتلال الصهيوني.

إطلاق اليدّ

وقد ناب عن مقام السيرورة والصيرورة حديث السلاح والتحرير فقط، أي الكلام المكرور، الذي صار أجوف من مضامينه، بسبب فقدانه للمصادر المادية التي أنتجته، ومن خلال إفقار مضمونه واستبداله بمنوعات من تطلّب "الوفاء والعرفان بالجميل" من الوطن الذي حُررت أرضه. أي أن صاحب المهمة الوطنية الشيعي، يريد ثمناً لما قام به من واجب وطني بديهي، متمثل في قتال الاحتلال الأجنبي. ويريد الشيعي ذاته، "المحرِّر"، إطلاق يده في البنية اللبنانية وفي مؤسساتها، على نحو تصير أرضَ استثمارٍ خاصة به، بعد أن زرعها بما يعتبره "شجره" المخصوص، الذي تعود ملكية جناه حصراً إليه، من دون أي مواطن لبناني سواه.

لقد أدى سلوك الثنائية الشيعية منذ ثلاثة عقود، أي منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي، وحتى تاريخه إلى إفقار الشيعية السياسية بنيوياً، وإلى تبديد غنى ورأسمال مكوناتها، التي تطورت واغتنت تصاعدياً، منذ نشوء دولة لبنان الكبير، مروراً بنيل الاستقلال اللبناني، وحتى تحقيق ما يمكن اعتباره الاستقلال "الثاني"، الذي أُنجز مع تحرير الأرض اللبنانية في العام 2000، مع توفر جملة من الظروف الدولية والإقليمية والداخلية، ودائماً بفعل مقاومة اللبنانيين، كل اللبنانيين، الذين تحملوا كلفة مقاومتهم في السياسة وفي الاقتصاد وفي الاجتماع وفي الميدان. باختصار، الشيعية السياسية اليوم مفقرة رغم ما تتوسم لها ثنائيتها من غنى. وهي مقيدة رغم ما تصرح به ثنائيتها عن مجالات الحرية والاجتهاد فيها. وهي مسموعة الصوت كتغريد خارج سرب الاتساق الوطني، على الضد مما تصدح به ثنائيتها، من الحفاظ على الصيغة الوطنية اللبنانية. في الأمر معضلة، بل في الأمر مأزق، وهذا وإن لم يُسقط أو يُستبعد الشق الوطني منه، فإن التركيز والتصويب على شقه الأهلي الخاص، يشكل البداية المطلوبة لكل بحث فيما صارت إليه أوضاع الشيعة وأحوال سياسة ثنائيتهم ومستقبل هذه الأوضاع والأحوال.

الاختلاف والتشابه

وفي سياق البحث إياه، ومع أخذ العلم بتحالف الثنائية الشيعية الحالية، فإن الحديث التأريخي البنيوي عن كل من حركة أمل وحزب الله، يجب أن يحاذر إقامة التطابق بينهما في السياسة وفي التاريخ، وفي التأسيس وفي تطور البنية وفي تبدل السياسات، إذ لا يخفى أن النشأة "الصدرية"، نسبة إلى الإمام موسى الصدر، تختلف عن النشأة "الخمينية"، نسبة إلى الإمام الخميني، ومصادر الاختلاف عديدة، من الظروف التي أحاطت بنشأة وتأسيس الثنائيتين، إلى "المرجعية" العقلية والاجتهادية التي أفتت بدواعي قيام كل منهما. باختصار: قامت الصدرية على الوسطية والتوسط والاعتدال، وتلمست خطاها على دروب البنية اللبنانية وضمن تعرجاتها، وقامت الخمينية على الخطاب الثوري الذي لا يعترف بالحدود ولا بالخصوصيات البنيوية. ما سبق من تمييز يضع الإطلالة على مواقف الرئيس نبيه بري الأخيرة في سياقها الضروري الذي تقع على القارئ مهمة تشابهه التعطيلي للسياق الدولتي، مع ما هو معروف من سياسيات تعطيلية لحزب الله. لكن وتكراراً، التشابه لا يعني التطابق، على الرغم من كل ما يجمع التنظيمين من سياسات يومية معلومة. عن الموقف "البرّواي" قبيل انعقاد القمة العربية في بيروت، يجب القول إن نبيه بري رئيس المجلس النيابي، قد أخلى مكانه لنبيه بري رئيس حركة أمل، وللأمر أسبابه السياسية والتنظمية، التي لا تحجبها كثرة التصريحات الدخانية. وما يمكن تبيّنه من خلال هذا الدخان، أن ما تعانيه حركة أمل من ضعف بنيوي وتنظيمي، لا تمكن معالجته من خلال "شد العصب" الوجداني، أي باستحضار قضية الإمام موسى الصدر مناسباتياً وفجائياً. كذلك لا بد من القول إن ما استشعرته حركة أمل ورئيسها من استهداف بفعل ما جرى اعتماده من مواقف حيال الخراب في سوريا، لا يجوز الرد عليه بتقديم طلبات "الاسترحام" للسلطة في سوريا. من منطلق الحكمة الوطنية، يجب تشجيع مسلك النأي النسبي الذي اعتمدته أمل "كلها". ففي الأمر مصلحة داخلية وطنية لبنانية يجب الثبات عندها، ولا يجوز النكوص عن مواقعها، ولتكن الحصانة، أو التحصن، بمجموع الداخل اللبناني وليس بالقفز فوق هذا الداخل بسياسات تفوح منها روائح عدم النجاة من أسر الهيمنة والتبعية.

الواجب الوطني

ولكي يظل الحديث على الجادة، وإذا كان الأمر أمر مخاطبة الشيعية السياسية من منبر مصالحها، لكل ذلك، سيظل ضرورياً الانتباه الجدي إلى أن مناخ حركة أمل ومحيطها الشعبي يشكلان ممراً دورياً لكل حركة شيعية تحاول مقاربة مصالح الكتلة الأهلية الشيعية من ضمنها، وبالاتصال مع مجموع الكتل والمصالح الأهلية اللبنانية الأخرى. الآن، صارت حركة أمل أقل "صدرية"، أما استعادة الصدرية فدونها مشقّات ومعوِّقات، لعل أبرزها ما صار إليه "وضع الأمانة على يد حامل الأمانة" أولاً.. ومن قبل سائر الذين جعلوا للأمانة أنداداً، فأضاعوا فحوى ومعنى وجدوى كل أمانة.

ننتظر الاستثناء، فهل يقدر نبيه بري على أن يكون استثناء.. ودائماً من موقع الصدرية وواجباتها الوطنية؟.

 

"الثلث المعطّل" بدعة سورية والرئيس ليس فريقاً في الحكم

باسكال بطرس/المدن/الجمعة 25/01/2019

"الثلث المعطّل" بدعة سورية والرئيس ليس فريقاً في الحكم كيف يُعقل أن يُطالِب من هو الضمانة بحصّة ضامنة أو معطلة؟عاد تكتّل "لبنان القوي" إلى سجال تأليف الحكومة، من باب التلويح برسالة رئاسية إلى البرلمان، ومشدّداً على إمهال كلّ الأفرقاء أسبوعاً حاسماً، وطارحاً صيغة الـ 32 وزيرا كمخرج يناسب الجميع، ومتشبّثاً بـ"الثلث الضامن" أو "المعطّل"، تحت شعار أنّ "اتفاق الطائف قد أقرّ هذا المبدأ للمسيحيين تعويضاً عن الصّلاحيات التي انتُزعت منهم"، ما يمكّن الرئيس من تجميد أي قرار حكومي لا يريده، وصولا إلى تطيير الحكومة. فهل يكرّس الدستور اللبناني فعلاً هذا المبدأ؟

ضمانة الرئاسة

"موقع رئيس الجمهورية الدستوري فوق كلّ الحصص"، يؤكد "عرّاب الطائف" الرئيس حسين الحسيني، فهو "رئيس الدولة وكل السّلطات، والذي يشكّل بتجردّه وترفعّه ضمانة للجميع. وبالتالي، حيازته على الثلث معطّل، تعني تلقائيّاً الانتقاص من صلاحياته، ليصبح الطرف الأضعف، ما يشرّع رفع الحصانة عنه، إذ لا سلطة من دون مسؤولية". لم يأتِ اتفاق الطائف على ذكر مبدأ "الثلث المعطّل"، لا من قريب أو بعيد. "فكيف يُعقل أن يطالب من هو الضمانة بحصّة ضامنة أو معطلة"؟ يسأل الحسيني، خصوصًا أنّ الدّستور "منحه من الصّلاحيات ما لم يمنح لغيره من الرئاستين الثانية والثالثة. فرئاسته الممنوحة له من الشعب اللبناني، بواسطة من ينوب عنهم، غير قابلة للعزل، وهو الوحيد بين الرئاسات الثلاث من يؤدي قسم الحفاظ على الدستور، وبالتالي الرئيس فوق الحصص وفوق الإصطفافات، لأنه رئيس كل لبنان، وإن كان آتيًا من بين صفوف حزب أو طائفة أو مذهب".

رواية الحسيني

يروي الحسيني كيف كانت صلاحيات رئاسة الجمهورية، قبل الطائف، مُبهَمة، لأنّ رئيس الدولة الفعلي كان المفوض السامي الفرنسي، الذي يمسك بيده السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. فكان هو من يعيّن رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى ثلثي أعضاء المجلس النيابي. وبعد استقلال لبنان في العام 1943، لم يتم تعديل الدستور ليصبح رئيس الجمهورية رئيس الدولة، بل بقي بمثابة رئيس حكومة. إذ اكتفوا وقتها بنقض صلاحيات المفوض السامي وحذف النصوص المتعلقة بالانتداب، من دون أن يؤدّي ذلك إلى تحويل الدستور إلى برلماني ديموقراطي. لتصبح الممارسة وفق الاستنتاج. أما بعد الطائف، فاعتمد النظام الجمهوري الديموقراطي البرلماني، الذي أكّدت عليه مقدمة الدستور، والذي بات قائماً على مبدأ الفصل بين السلطات. وعليه، أصبح رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة وكل السلطات، الذي توجّب عليه أيضاً تشكيل خط الدفاع الثاني عن النظام والكيان. إذاً، "الثلث المعطّل يشكّل ضرباً للاتفاق الوطني الذي حصل في الطائف"، يقول "أب الطائف"، ناقضاً كلّ الادّعاءات والمزاعم، بشأن إعادة العرف الذي وضعته اجتهادات اتفاق الطائف التحضيرية، والقاضي بإعطاء "الثلث المعطّل" لرئيس الجمهورية، تعويضاً عن الصّلاحيات التي انتُزعت منه.

الخيار المصيري

ويوضح النائب السابق بطرس حرب، الذي شارك أيضا في الطائف، أنّ "تكريس تجربة الثلث المعطّل هو التفاف وانقلاب على الطائف، وضرب للنظام الديموقراطي القائم في لبنان، وكذلك هو نقض للحكم على قاعدة الأكثرية الموصوفة، التي يقوم عليها نظامنا التوافقي. كما نرفض أن يتحوّل هذا النظام إلى نظام آخر يترتّب على صدور كل قرار أن يستند إلى إجماع اللبنانيين، على نحو يمكن لأي طرف أن يعطّل أي قرار. وهذا ما نرفضه في المطلق". في هذا السياق، يعرب حرب عن استغرابه هذا الطرح "بعد خسارة عشرات الآلاف من الضحايا في حروب عبثيّة في لبنان، والتوصّل إلى اتفاق وطني حدّد الخيارات الوطنية حول القضايا المصيرية. فالخيار الذي يطرح اليوم مصيري، ويتمحور على ما اذا كانت ستبقى الدولة هي صاحبة القرار باسم اللبنانيين، أم أن القرار سيبقى خارج إطار المؤسسات الدستورية المنبثقة من الإرادة الشعبية، وفي يد الأحزاب، منها المسلّح ومنها غير المسلّح، وبالتالي على حساب الدولة اللبنانية".

بدعة سورية

المرجع الدستوري حسن الرفاعي يرى أنّها "كلّها بدع واختراعات. رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة وليس فريقا في الحكم". فعلى رغم من مآخذه على وثيقة الطائف، اعتراضاً على بعض التعديلات التي أجريت عليها، وامتناعه عن المشاركة في التصويت في اجتماع جدّة والقليعات، "إلا أنّني أجد نفسي اليوم، يقول الرفاعي، وبعد أن أصبحت هذه التعديلات دستوراً، الأكثر حرصاً على الالتزام بتطبيق الطائف حتى تغييره. فهذا دستورنا. والدستور هو أعلى وثيقة قانونية في الدولة". ويشدّد الرفاعي في هذا الإطار، على أنّ "الثلث المعطّل الذي يكرّس الفدرالية الطائفية والمذهبية، كان بدعة سورية، إذ شكّل أحد بنود الاتفاق الثلاثي، ولم يرد أصلا في اتفاق الطائف". ويختم الرفاعي: "عيب على هكذا سياسيّين لا يجيدون سوى مخالفة الدستور، والإطاحة ببنوده، باستهتار ولامسؤولية. وحدهم يتحمّلون مسؤولية كل هذه الأزمات التي تعصف بالبلاد".

 

حرب سوريا: الحاجة إلى "تسويتين" لا واحدة

رفيق خوري/اندبندنت عربية/25 كانون الثاني/19

لا أحد يعرف تماماً كيف تنتهي التراجيديا السورية. ولا شيء يوحي أن الفصل الأخير من التراجيديا صار قريباً، وإن تصور أكثر من طرف أن الحسم لمصلحته اقترب أو صار في اليد.

فما بدأ في سوريا ربيع 2011 ليس ما انتهى إليه الوضع حتى الآن في شتاء 2019. وما أساسه صراع في سوريا على السلطة تداخل في "صراع على سوريا" ضمن إطار لعبة جيوسياسية اقليمية ودولية. فلا قرار الرئيس دونالد ترمب المفاجئ بسحب القوات الأميركية من شرق سوريا ينهي الدور الأميركي في اللعبة، وإن بدا خطوة مجانية أفادت الرئيس بشار الأسد وروسيا وإيران. ولا أميركا كانت اللاعب الرئيس في سوريا منذ بداية الأحداث.

والمعادلة الثابتة منذ تخلت الجامعة العربية عن دورها للأمم المتحدة بداعي العجز وصدور بيان جنيف صيف 2012 بدفع من الموفد الدولي الأول كوفي أنان ومشاركة فاعلة أميركية وروسية، وهي قول شيء وفعل شيء آخر. الكل تحدث عن الحاجة إلى تسوية سياسية وأعلن أن لا حلّ عسكرياً في سوريا. والكل مع استثناءات محددة، راهن على خيار عسكري وعمل له. والنتيجة الواضحة لاستخدام العنف في مواجهة التظاهرات السلمية الرافعة مطالب من النظام، ثم الدعوة إلى اسقاط النظام وتالياً انتقال الانتفاضة الشعبية إلى ثورة ثم "عسكرة الثورة" واندفاع الأطراف الخارجية إلى أدوار مباشرة في الداخل، بحيث صارت الثورة حرب سوريا المتعددة.

كان أكبر لاعبين في البدء هما إيران وتركيا. طهران تصرفت على أساس أن معركة سوريا هي قضية حياة أو موت بالنسبة إليها حفاظاً على "الجسر السوري" لمشروعها الإقليمي الممتد عبر بغداد ودمشق إلى بيروت على المتوسط والحدود مع إسرائيل. وتركيا راهنت على أن يمسك الأخوان المسلمون بالانتفاضة ثم السلطة، فتكون سوريا "الأخوانية" جزءاً من خريطة جيوسياسية جديدة قوامها سيطرة حركة النهضة على تونس وحركة الأخوان المسلمين على مصر، وتكون تركيا بقيادة رجب طيب اردوغان هي "السلطة الجديدة" في إطار "العثمانية الجديدة". إيران دفعت وكلاءها من الميليشيات الشيعية في لبنان والعراق وأفغانستان والباكستان تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني. وتركيا سلّحت وموّلت مع أصدقاء لها في العالم العربي تنظيمات سنية متطرفة و"معتدلة. ولا نهاية للاتهامات المتبادلة بشأن القوى الاقليمية والدولية التي عملت على ظهور "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة ثم تنظيم داعش الذي أعلن دولة الخلافة في العراق وسوريا بعد السيطرة على نصف العراق وثلث سوريا. لكن الواقع أن الأطراف جميعاً سعت إلى توظيف النصرة وداعش في خدمة بعض أهدافها.

إسرائيل كانت من البداية تراقب وعينها على إيران وحزب الله، وتعمل من تحت الطاولة. أميركا في عهد الرئيس باراك أوباما أرادت تنحي الرئيس الأسد، وهدّدت بتوجيه ضربة عسكرية بعد استخدام النظام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية. لكنها كانت عملياً تريد التركيز على الشرق الأقصى وترتيب توازن قوى في الشرق الأوسط بين قوى شيعية مركزها إيران وقوى سنية مركزها تركيا. ولم يكن استعمال أوباما الاتفاق النووي مع طهران سوى جزء من هذا الرهان. لكن المشروع التركي سقط بالضربة القاضية التي وجهها الجيش المصري إلى حكم الأخوان المسلمين في مصر.

المتطرفون في سوريا أمسكوا بقيادة الصراع العسكري. والنظام الذي راهن منذ البدء على الخيار العسكري لم يكن يريد تسوية سياسية بالمعنى الذي تصورته المعارضة "المعتدلة" والقوى الخارجية. لا حين كان قوياً ولا حين صار ضعيفاً، ولا حين استعاد بعض القوة بمساعدة طهران وموسكو.

واللاعب الكبير حالياً هو روسيا بالطبع. إيران عجزت عن انقاذ النظام فاستنجدت بروسيا التي تدخلت عسكرياً في خريف 2010 وقالت إن تدخلها أنقذ النظام الذي كان معرّضاً للسقوط خلال أسبوعين، كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. لكن التدخل الروسي في سوريا لم يكن لإنقاذ النظام فحسب، بل لتحقيق أهداف أكبر هي فرض موسكو كقوة عالمية واقليمية وترتيب مشاركة أميركا في ادارة النظامين الإقليمي والدولي. فضلاً عن الحصول على قاعدة بحرية وأخرى جوية في سوريا وعلى صفقات نفط وغاز، وهي حققت هذه الأهداف. وتركيا تدخلت مباشرة في شمال سوريا وشرقها بعدما عجز وكلاؤها عن تحقيق اهدافها. ما تراهن عليه أميركا حالياً ومعها إسرائيل وقوى أخرى، هو التفاهم مع روسيا على إخراج إيران من سوريا، أو أقله تحجيم دورها ونفوذها. وما يعوق هذا الرهان هو أن موسكو تريد صفقة واسعة تبدأ بأوكرانيا ولا تنتهي بالشرق الأوسط. وهو أمر ليس ناضجاً في واشنطن. وما تريده تركيا حالياً هو السيطرة على شرق الفرات بعد غربه للتخلص مما تسميه الإرهاب الذي تمثله قوات سوريا "الديموقراطية" ذات الغالبية الكردية. وهي القوات التي حررت شرق الفرات من داعش بدعم ايراني. وهي حالياً في حاجة إلى حوار مع دمشق ومع موسكو لضمان مستقبلها خوفاً من أن تتركها أميركا لمصيرها بعدما لعبت معركتها ضد داعش.

هذه الصورة المعقدة مرشحة لمزيد من التعقيد. والمفارقة أن ما هرب منه النظام من البداية، وهو التسوية السياسية الحقيقية مع المعارضة لا يزال على جدول الأعمال الدولي. لا بل إن سوريا صارت في حاجة إلى "تسويتين" لا تسوية واحدة. تسوية لضمان الانتقال الديموقراطي في سوريا. وتسوية اقليمية ودولية لترتيب النفوذ في سوريا بين روسيا وأميركا وإيران وتركيا، بالإضافة إلى ارضاء إسرائيل ودول عربية. ومن الوهم النوم حالياً على "حرير" الانتصارات.

 

إلى “الحكيم”: لا يمكن محاربة الفساد بالفاسدين!

طوني أبي نجم/IMLebanon /25 كانون الثاني/19

تحية “حكيم”… واشتقنالك.

أردت أن أوجّه إليك هذه الرسالة بعدما ترددت بكثرة في الفترة الأخيرة عبارة “التلاقي بين “القوات اللبنانية و”حزب الله” في محاربة الفساد” على لسان مسؤولين قواتيين كثر، كان آخرهم عن لسانك شخصياً في مقابلتك الأخيرة المنشورة في مجلة “المسيرة”، واللافت فيها، لا بل الصادم أكثر، أنك أضفت إلى الأفرقاء “المستعدين للانضمام” الى الحرب على الفساد “الحزب التقدمي الاشتراكي” وحركة “أمل” و”المردة” وغيرهم! وانطلاقاً من مبادئ مدرسة الرئيس الشهيد بشير الجميل، وأنت المؤتمن عليها وعلى استمراريتها، أسمح لنفسي بالإضاءة على بعض النقاط:

ـ أولاً، إن تعريف الفساد في أي دولة لا يمكن أن يقتصر أو أن يُحصر بالقيام ببعض الصفقات والسمسرات على حساب خزينة الدولة. فأساس الفساد يكمن في تحدّي الدولة والدستور ومخالفة القوانين وانتهاك أبسط مبادئ قيام أي دولة، وفي هذا الإطار يأتي في لبنان وجود السلاح خارج إطار الشرعية والذي يمثل “حزب الله” أبشع وجوهه ومظاهره، وصولاً إلى حدّ ممارسة الاغتيالات والتفجيرات والعمليات الموصوفة عالمياً بالإرهاب، وهذا ما يشلّ قدرات الدولة، وأي دولة، على القيام بأي محاربة للفساد. نعم السلاح خارج الشرعية، ووجود جهاز أمني مرتبط بمحور إقليمي، والتحوّل إلى جيش عابر للحدود إنما يشكل إطاراً خطيراً للفساد، وخصوصاً بعد ضبط عناصر من “حزب الله” في كل قارات العالم تمارس كل أنواع تبييض الأموال والتجارة غير المشروعة خدمة لأهداف الحزب وإيران من خلفه.

ـ ثانياً، وبالوقائع الداخلية عن عمليات الفساد المباشر والمتهم ضمنياً “حزب الله” بالضلوع فيها أو التغطية عليها، ماذا يمكننا أن نسمّي التهرّب الجمركي في مرفأ بيروت، والذي تبلغ قيمته ما لا يقلّ عن 800 مليون دولار سنوياً لحساب مؤسسات وشركات وأفراد معروفين وتابعين لـ”حزب الله”؟ وماذا عن الممارسات المماثلة في مطار الرئيس رفيق الحريري في بيروت وعبر كل الحدود البرية للبنان؟ وماذا عن تورّط أشقاء مسؤولين من الحزب ومقربين منهم في تجارة الكابتاغون وتصنيعه، وفي ملفات الأدوية الفاسدة والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية وغيرها الكثير؟ ومن يمنع محاسبة ويعمل على إخراجهم من السجن في كل مرة يتم توقيف أحدهم؟ وماذا عن مؤسسة “إليسار” المستمرة رغم دفن مشروعها، وكل الأموال التي دفعتها لمحسوبين على الحزب في منطقة الضاحية الجنوبية؟

ـ ثالثاً، أما بالنسبة إلى الأطراف الباقية التي ذكرتها، فماذا يمكن أن نسمّي كل الملفات التي هي برسم مجلس الجنوب المحسوب على حركة “أمل”، ووزارة المهجرين وصندوقها التي عبقت أخبار فسادها في كل المرحلة الماضية وحديث وليد بيك جنبلاط الشهير عن “الدفترين للمحاسبة”؟ وماذا عن الـ23 ألف رقم مميزة من لوحات السيارات التي تمّ توزيعها في عهد الوزير سليمان فرنجية في وزارة الداخلية وتراخيص البينغو وصولاً إلى روائح الالتزامات والزفت الذي يطوف بعد كل شتوة في عهد وزير “المردة” يوسف فنيانوس في وزارة الأشغال؟ وماذا عن تغطية الكثير من الممارسات في مطار بيروت والتي تهدّد اليوم بتخيض تصنيف المطار اللبناني الوحيد مع ما يشكل ذلك من كارثة على المطار وسمعته دولياً؟

صحيح يا “حكيم” أن شبهات الفساد تحوم بقوة حول الكثير من الممارسات المرتبطة بعدد من وزراء “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل”، لكن ما يحوم حول الآخرين الذين ذكرت أنهم مستعدون لمحاربة الفساد لا تقلّ شأناً وهي روائح غير خفية وكانت سبباً أساساً في ما وصلنا إليه، إضافة إلى تواطؤ كل تلك الأطراف وشراكتها في الفساد مع نظام الاحتلال والوصاية السوري. ولا يمكن على الإطلاق حصر محاربة الفساد في وقوف أطراف إلى جانب “القوات” في التصدي لمشروع بواخر الكهرباء، لأن وقوف الأطراف المعنية في هذا الملف كان لغايات سياسية معروفة وليس لنظافة كفهم، ويقيناً لو أن حصصهم كانت محفوظة لمرّ مشروع البواخر بسلام!

لا أحد يشكك اليوم بنزاهة “القوات اللبنانية” واستقامتها، ولا أحد يشير إلى أي فساد يحوم حول أداء وزرائها، ولكن الثابت والأكيد أنه من سابع المستحيلات أن تتم محاربة الفساد مع الفاسدين، إلى أي حزب أو طرف انتموا، كما أن محاربة الفساد لا يمكن أن تتم بالتغاضي عن كل الفساد السابق، أو بالانتقائية في محاربة الفساد بحسب مقتضيات المرحلة الحالية والتحالفات السياسية. إن ما دفعني إلى توجيه هذه الرسالة من القلب هو أنني اعتدت دائما أن تكون “القوات اللبنانية” حيث لا يجرؤ الآخرون، وكلي أمل في أن تبقى حيث لا يجرؤ الآخرون في محاربة الفساد وتسمية الأمور بأسمائها لا بالتعمية عليها أو بالانتقائية، تماماً كما كانت في السياسة وفي الحرب. ودمت بألف خير يا “حكيم”.ابن القضية،

 

جبران باسيل في سوريا؟

هيام القصيفي/الاخبار/25 كانون الثاني 2019

كلام كثير عن زيارة وزير الخارجية جبران باسيل لدمشق. لكن بين الضغط الاميركي المتزايد ضد تفعيل العلاقة مع دمشق، ومتطلبات مرحلة سياسية تحفل بترشيحات رئاسية مبكرة، أيهما سيكون أكثر تأثيراً على قرار الزيارة؟

من يعرف الوزير جبران باسيل يقُل إنه إذا رغب في زيارة سوريا، فسيكون لديه من الجرأة ما يكفي للاعلان بوضوح انه سيزورها ويفند اسباب الزيارة وضروراتها. ورغم ان باسيل لم يحدد اي موعد لزيارته المفترضة، وحتى ان ثمة نفياً لها، الا ان الحدث تحول مادة اولى في النقاش السياسي، وبات متقدماً على مشاورات تأليف الحكومة. لا يمكن ان تكون زيارة باسيل منزهة عن كامل المتغيرات التي تحيط بسوريا، لا سيما لجهة المواقف المقربة من النظام السوري والمتحدثة عن فوزه على خصومه. لكنها ايضاً ليست بعيدة عن كل ما يجري من تحولات داخلية، خصوصاً انها تأتي وسط تدرج مواقف باسيل من سوريا، وفي ظل نصف الولاية الثانية للرئيس ميشال عون، مع ما يعني ذلك من سجال حول مستقبل باسيل الرئاسي.

حين انفجرت قضية زيارة وزراء في حكومة الرئيس سعد الحريري لدمشق في آب الماضي، حيّد التيار الوطني نفسه عن الذهاب «رسمياً» الى سوريا، وظلت زيارة وزير العهد بيار رفول لدمشق بين السرية والعلنية، من دون ان يرفض باسيل مبدأ الزيارات بالمطلق. هو قال حينها إنه لا احد يطلب من الرئيس سعد الحريري زيارة سوريا، لافتاً في الوقت نفسه الى وجود سفير لبناني في دمشق، وإلى ان العلاقات قائمة في شكل طبيعي، كما تحدث عن التنسيق الامني. وحين سئل عن احتمال زيارته سوريا قال: كل امر يأتي في وقته وما هو لمصلحة لبنان نقوم به.

اليوم تختلف المعادلة عن المرحلة السابقة، وتختلف حتماً عن المرحلة التي سلك فيها العماد ميشال عون درب دمشق لأول مرة في ايلول عام 2008. لكن بقدر ما كانت تحديات عون في تلك المرحلة كبيرة، وهو يخطو في اتجاه دمشق خطوات واثقة، رغم كل الانتقادات التي تعرض، ولا سيما بعد مرحلة عام 2005 مع كل ما تعنيه، الا انه واصل انفتاحه على سوريا وفق مقولته التي بات يعتمدها باسيل بأن مرحلة الخصومة مع دمشق انتهت مع خروج الجيش السوري من لبنان. مع بداية الحرب في سوريا، ظل عون على تفاؤله وثباته على موقفه من فوز النظام السوري على الجماعات الارهابية. ومع تفجر مشكلة النازحين السوريين، تصدر اولويات عون وباسيل بند اساسي يتعلق بكيفية ادارة هذا الملف، والضغط لاعادة النازحين الى بلادهم. واذا كان هذا الموضوع استأثر بردّ فعل مضاد على باسيل، قبل ان يصبح عون رئيساً للجمهورية وبعد ذلك، الا أن مسار تطورات سوريا جعل باسيل لا يقدم على خطوة «فاقعة» من نوع زيارة دمشق، ولو انه التقى وزير خارجيتها وليد المعلم، ويلتقي سفيرها في لبنان علي عبد الكريم علي. خصوم باسيل يشيرون الى مواقفه المتأرجحة، بين مطالبته بلوحة جلاء الجيش السوري، الى مواقفه منها في مؤتمر القمة الاقتصادية العربية ومؤتمر دافوس، في الوقت الذي بدأ فيه الكلام العلني عن احتمال قيامه بالزيارة، ومن الذي يقوم بها وزير الخارجية ام التيار الوطني الحر بخلفيته وقاعدته الشعبية، وتأثيرات ذلك داخلياً، علماً بأن باسيل لا يتوقف كثيراً عند مراعاة خاطر الرئيس المكلف سعد الحريري في هذه النقطة.

تأتي هذه الاجواء، في ظل محطتين اساسيتين، الاولى زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط دايفيد هيل وحرصه على تكرار دعوته الى عدم «التطبيع» مع سوريا وعدم الذهاب اليها، لا للإعمار ولا لغيره، والثاني اقرار مجلس النواب الاميركي مشروع قانون جديد لفرض عقوبات على النظام السوري، ويمكن من خلاله للرئيس الاميركي فرض عقوبات جديدة على كل من يدعم هذا النظام اقتصادياً ويتعامل معه. فإذا كانت زيارة باسيل لسوريا تحمل وجهين مزدوجين، تفعيل العلاقات تمهيداً للاعمار، أو تحسين شروط التعامل وتعزيز وضعيته كمرشح رئاسي، فكيف يمكن وفق ذلك تجاوز الدور الاميركي، علماً بأن نظرة الاميركيين الى العهد والتيار الوطني لم تتحسن ولم تتطور الى مستوى علاقات طبيعية، وهي لا تزال محصورة بتعامل ديبلوماسي محدود في المكان والزمان. والذهاب الى دمشق، في ظل اعادة الاميركيين جدولة وجودهم وضغوطهم على إيران وسوريا، يعني ان العهد ووزيره كرّسا وضع لبنان في ساحة واحدة مع سوريا، في حملة المواجهة الجديدة، علماً بأنهما حاولا اكثر من مرة التماهي مع فكرة تحييد لبنان، من دون رسم حدود فاصلة كما هي حال قوى 14 آذار سابقاً، وبقيا يحملان العصا من الوسط. لكن مع بدء الترويج لحملة اعمار سوريا والاحاطة بمجريات القمة وتداعياتها، صار للكلام عن سوريا هدف آخر، وبعد مختلف. والاستمرار في تحقيق توازن دقيق، بات يفرض مجريات تعامل مختلفة؛ فلا تصبح الزيارة مغامرة غير محسوبة النتائج، لان كل حركة من هذا النوع من الآن فصاعداً ستكون تحت المجهر اميركياً وخليجياً، الا اذا كان الهدف مجرد اشاعة جو اطمئنان موجه نحو فريق 8 آذار ومَن هم خلفه إقليمياً، فتكون الزيارة قد حققت هدفها ولو لم تحصل، وكل ذلك يصب في خانة النقاط.

 

القمّة العربية.. وجبران

جوزف الهاشم/الجمهورية/25 كانون الثاني 2019

القمة العربية «البـتراء» التي عُقدت في بيروت منذ أيام، والتي ضجَّت بها الأقلام وكثُـرَ حولها الكلام، لم يلفتـني فيها انخفاض حجم العباءات وسموّ المقامات، ولا الذين حضروا، ولا الذين غابوا، ولا الذين «خافوا على العار أنْ يُمْحى..». ولم يدهشني المقعد السوري الشاغر، ولا «تغييب» الوفد الليبي، بقدر ما حزنتُ على ما آلَـتْ إليه أحوال العرب، بعد انقضاء 1300 سنة على عصر الإسلام، وقد انخطَف التطور العربي ارتداداً الى العصر الجاهلي الذي أطلق عليه القرآن إسم «الجاهلية» بسبب تفشّي الكفر والجهل وانتشار العداوات وسفك الدماء.

لعلّ أمـير قطـر الشيخ تميـم بـن حمد آل ثاني، أنـقذ بعض ما كان في الجاهلية من مآثـر الكرم والمروءة وبذل النفس في الحفاظ على قريبٍ أو جارٍ أو مستجير.

تلك الملاحظات الكلاسيكية التي تناولت القمة العربية، لم تكن تحمل مفاجآت غريبة، ولا تلك المداخلات التي تشوَّهت فيها لغةُ العرب على لسان العرب، ولم يكن حظُّها على لسان اللبنانيين أفضل.

لعلّ تلعـثُم اللسان العربي يعود الى ما عنـاهُ أحد الحكماء الخبثاء: «يقضي الإنسان العربي سنواته الأولى في تعلّم لغة النطق، ويبقى بقية عمره يتعلّم من الأنظمة العربية لغة الصمت...»

المفارقة الساطعة أو الجاذبة التي تميزت في مشاهدات القمة العربية، هي ورود إسم جبران خليل جبران على لسان الرئيس ميشال عون، كما على لسان الدكتور محمود محي الدين النائب الأول لرئيس البنك الدولي.

قال الرئيس عون: «يقول أديبنا ومفكِّرُنا الكبير جبران خليل جبران: «ويـلٌ لأمـةٍ تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر...»

أَنْ يستشهدَ الرئيس اللبناني ميشال عون بالمفكر اللبناني جبران خليل جبران، فليس في الأمر ما يدعو الى الإستغراب، ولا سيما أنَّ إسم جبران يتردّد على مسامع الرئيس مئات المرات يومياً وربما أكثر... ولأنّ الإسم بالإسم يُذْكر فلا بـدّ من أن أذكر، وأنا مَنْ سجّل على الوزير جبران باسيل الكثير من الهفوات السياسية والإنزلاقات، أنه كان في القمة يتحلّى بحنكة دبلوماسية، وحكمةٍ وفَّـقتْ بين السيادة والسياسة، وبين «النأي بالنفس» وعـدم النأي بالعقل.

وأما الدكتور محمود محي الدين فقد تباهى باستذكار المفكر اللبناني جبران خليل جبران، والشاعر اللبناني خليل مطران، كأنه يستحضر في قمة العرب ذلك اللبنان الذي كان درّة الزمان، وتلك الأقلام اللبنانية العريقة التي أحدثت انقلاباً حضارياً وثقافياً على مستوى العالم العربي، يوم كانت الأقلام تَكتب بالحـبرِ المذهَّب لا بطباشير تلامذة المدارس. وما دام جبران هو الإسم الطاغي على مستوى القمم، فلا بـدَّ تعميماً للفائدة من الإستزادة استشهاداً بما قال: «لكم لبنانكم ولي لبناني، لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض والمنازع... لبنانكم طوائف وأحزاب وحكومة ذات رؤوس لا عِـدادَ لها، وأبناء لبناني هم البناؤون والشعراء والفلاحون والذين يولدون في الأكواخ ويموتون في قصور العلم». ذلك كان لبنانُ جبران منذ مئة عام ولا يزال هو هو بكل ما فيه من فوضى ومفاسد وتخلّف وطوائف وأحزاب، وحكومات ذات رؤوس لا عِـدادَ لها.

أين هـم اليوم أبناء لبنان «الجبرانيون» من العمال والفلاّحين والبنّائين والأدباء والشعراء والمفكرين، يطلقون هم نفـير الإصلاح والتغيير، وينصبون هم محكمة الشعب لمحاكمة الذين شوّهوا أمجاد لبنان وحطّموا آمال الشعب وظلموا الشعب باسم الشعب.

ولأن سلطة التيجان ما كانت في التاريخ يوماً إلا أسيرة سلطة الفكر، فقد قامت على أثر حرب فيتنام محكمةٌ في باريس مؤلفة من الأدباء والمفكرين بقيادة جان بول سارتر لمحاكمة الولايات المتحدة على كل ما اقـتَرفته من مجازر في تلك الحرب، بما يؤكدّ أن محكمة المفكرين هي المسؤولة الأولى عن ردع طغيان السلاطين ومحاكمة المرتكبين.

 

الأغراض السياسية والعسكرية من المنطقة الآمنة في سوريا

أكرم البني/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19

لم يلتفت أحد إلى الشعب السوري عندما كان في أمسّ الحاجة إلى منطقة آمنة، تقيه الموت والاعتقال والتشريد، وبقي شعار «المنطقة الآمنة مطلبنا» الذي رفعه المتظاهرون السلميون مطلع ديسمبر (كانون الأول) عام 2011 مجرد شعار بارد، لم يلبث أن طُوي مع إحجام العالم كله عن تقديم يد العون لشلّ القدرات الضاربة والأكثر فتكاً للسلطة السورية وحلفائها، لكن وللأسف، تغدو المنطقة الآمنة اليوم مشروعاً قابلاً للتنفيذ مع توافق المصالح والحسابات «الأنانية» للنخب الحاكمة في أهم الدول المنخرطة في الصراع السوري.

لم تأتِ الموافقة الصريحة للرئيس الأميركي دونالد ترمب على منطقة آمنة إلا عندما قرر سحب قواته من شرق سوريا، ربما لحفظ ماء الوجه، وكي لا يبدو قرار انسحابه أشبه بمزيد من الإذعان والتسليم لإرادة موسكو في تقرير مصير سوريا، وربما كمخرج لا يظهره كمن خذل حلفاءه الأكراد وتركهم لقمة سائغة أمام الجيش التركي، ما يعرقل الاتجاه الكردي الذي يميل إلى مهادنة النظام والعودة إلى أحضانه، وربما لإرضاء حكومة أنقرة ولجم اندفاعها، وإنْ مؤقتاً، لملء الفراغ وتوسيع رقعة حضورها عسكرياً، من دون أن نغفل توظيف هذا الخيار لإشراك أطراف عربية في التأثير بالمستقبل السوري، من خلال دعوته لها كي تتحمل جلّ الأعباء المادية لإنشاء المنطقة الآمنة، وفي الطريق مغازلة الموقف الأوروبي الذي يميل، عبر تصريحات ألمانية وفرنسية وبريطانية، إلى إنشاء منطقة آمنة. والدافع مشترك هو التعويل على هذه المنطقة لاحتواء سيل الهاربين من أتون العنف، وتخميد نزوعهم للهجرة نحو البلدان الغربية، وأيضاً لضمان إغلاق الحدود بين سوريا وتركيا، وعرقلة التحاق «الجهاديين» الإسلامويين ذوي الأصول الأوروبية بالجماعات الإرهابية هناك.

في المقابل، وبرغم تكرار مطالبة تركيا بمنطقة آمنة، لكن يبدو أنها تتحسب اليوم من أن يعيق هذا الخيار تمددها وتوسيع نفوذها في سوريا، خاصة إنْ لم تستطع تسخير تلك المنطقة لقطف بعض المنافع والثمار. أولاً، تحصيل شرعية دولية عبر قرار أممي لإدارة هذه المنطقة، وتالياً لوجود تركيا العسكري في سوريا، ما يخفف حاجتها إلى التوافق مع موسكو في هذا الصدد، ويساعدها على ربط هذه البقعة الجغرافية، اقتصادياً وأمنياً وتعليمياً، بها، كما فعلت في كل موقع احتلته عسكرياً. ثانياً، مدّ نفوذ تركيا إلى شرق البلاد عندما تشمل المنطقة الآمنة شريطاً حدودياً بطول 80 كيلومتراً، وبعمق يتجاوز 40 كيلومتراً، بما يمكنها من وقف تدفق مزيد من اللاجئين السوريين إلى أراضيها ثم تأهيل تلك المنطقة لاحتواء قسم كبير منهم يمكن تسييره من مخيمات اللجوء، عدا تحويلها إلى ما يشبه القاعدة لتجميع فصائل المعارضة المقربين منها، وتأهيلهم كورقة ضغط في مفاوضات المحاصصة على النفوذ في سوريا والمشرق العربي! ثالثاً، وهو الأهم، توظيف تلك المنطقة كشريط عازل على طول الحدود لوأد احتمال تبلور وضع عسكري وميداني للأكراد السوريين، يؤهلهم لإقامة كانتونهم القومي، بما في ذلك التنكيل بهم وإرهابهم، والمثال مدينة عفرين، لإجبارهم على الهجرة وإحلال جماعات أهلية موالية لأنقرة مكانهم، ما يضعف وزن حزب العمال الكردستاني، ويعزز مواجهته عسكرياً على الأرض التركية وتطويع ملحقاته السياسية ووسطه الانتخابي.

لا يمكن تفسير سياسة موسكو التي تفهمت تصريحات ترمب حول المنطقة الآمنة، وإن اشترطت موافقة دمشق المسبقة عليها، إلا بأنها نوع من المرونة، كأن الغرض هو مغازلة الرئيس الأميركي وتخفيف ردود الفعل ضده على مشارف انسحاب قواته من سوريا، أو الاستعانة بفكرة المنطقة الآمنة لمحاصرة تمدد طهران والميليشيا الموالية لها في شرق البلاد، وربما لتشجيع الأكراد السوريين على التعاطي الإيجابي مع حكومة دمشق، بدليل بدء رعاية موسكو مفاوضات مشتركة بينهما، أو لإيجاد معيار جديد في التعاطي مع الوجود التركي في سوريا، تمهيداً لنسف اتفاق سوتشي حول مدينة إدلب، والبدء بتهيئة الأجواء لحرب استئصال تهضم آخر منطقة من مناطق خفض التصعيد، متوسلة عجز أنقرة عن الحد من مخاطر «جبهة تحرير الشام» (النصرة) التي تمكنت من توسيع سيطرتها في إدلب وأرياف حماة وحلب.

ويبقى الواضح هو إصرار النظام السوري وحليفته إيران على رفض فكرة المنطقة الآمنة، تحت ادعاء أنها تشرعن تقسيم البلاد، ولكن الحقيقة تتجلى بدافع استئصالي عميق لديهما ضد ثورة السوريين يحدوه تصعيد العنف والقتل والتدمير وتشديد الحصار لإثارة رعب المدنيين وإرهابهم وإجبارهم على الفرار أو تهجيرهم قسرياً، بما في ذلك رفض تحييد أي بقعة سورية يناهضها أهلها، ويمكنها استقبال النازحين وتجنيبهم شروط اللجوء القاسية خارج البلاد!

من تحصيل الحاصل أن تعلن المعارضة السورية التي طالما طالبت بمنطقة آمنة، موقفاً مؤيداً لإعلان ترمب، لكن مع تحسبها من أن لا يفضي ذلك إلى إرباك مصالح راعيتها تركيا، بينما نكأت عودة الحديث عن منطقة آمنة جروح غالبية السوريين المنكوبين، وأثارت عندهم سؤالاً لا يزال مفتوحاً على الغموض والضياع؛ هل ستسمح فعلاً المستجدات اليوم بتبلور تفاهم أممي يفرض منطقة آمنة تكون حلقة داعمة لمسار التسوية السياسية، وفاتحة لتخفيف معاناة السوريين وما يكابدونه، أم سيغدو هذا الهدف سبباً لمزيد من التجاذبات الإقليمية والدولية، وحافزاً لتسعير الصراع الدموي وتعميق حالة الانقسام والتشظي والقهر في المجتمع السوري؟

صحيح أن المنطقة الآمنة كانت باب خلاص لشعوب عانت الأمرين من الحروب والفتك والاضطهاد، كشمال العراق عام 1991، ثم البوسنة عام 1992، وبعدهما ليبيا عام 2011، وصحيح أن ثمة حاجة أخلاقية وإنسانية مزمنة لبذل جهد أممي يعمل على منطقة آمنة للشعب السوري بعيدة عن العنف والتنكيل السلطويين، وخالية من «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، ولكن الصحيح أيضاً أن ثمة مياهاً كثيرة جرت، بدّلت توازنات القوى، وغيرت المواقف والاصطفافات، وأفقدت المنطقة الآمنة جدواها الإنسانية، لتغدو محكومة بأغراض سياسية وعسكرية، تتقارب حيناً وتتعارض أحياناً، بين أهم الأطراف الفاعلة والمؤثرة بالصراع السوري، ما يجعلها أشبه بكرة ثلج تتدحرج وتكبر من دون اتجاهات معروفة لها، ويرجح أن تفتح على معطيات وتحديات جديدة قد تمهد لإبقاء الإقليم في حالة توتر وعدم استقرار، هذا إنْ لم تستجرّ صراعات وحروباً لا أفق لها.

 

القمة والاختلالات الكبرى في سياسات لبنان

رضوان السيد/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19

قال جبران باسيل وزير خارجية لبنان، تعليقاً على القمة الاقتصادية العربية ببيروت، التي لم يحضرها من الرؤساء غير الرئيس الموريتاني، وأمير قطر لمدة ساعتين: أمير قطر كسر الحصار على لبنان، ولبنان كسر الحصار على قطر! ولبنان ليس محاصراً لكي ينفكَّ عنه الحصار، أما قطر فبينها وبين أربع دول عربية خلافات في السياسات والأمن؛ ولذلك فإنّ هذه الدول تقاطعها. فلا قطر محاصَرة، ولا لبنان مُحاصَر. فلماذا إذن هذه الدراماتيكية الدائمة في تصريحات باسيل وتصرفاته؟! لبنان محاصَر بسلاح الحزب الإيراني، الباسط الذراعين على أرضه والمستولي على المطار والمرفأ والمؤسسات الكبرى، والمعطِّل لتشكيل الحكومة لثمانية أشهر ونيف. ولأنّ باسيل لا يريد أو لا يجرؤ على قول ذلك أو الإقرار به، وضع المسؤولية على دول الخليج وسائر العرب، الذين حضروا جميعاً وإن لم يحضر الملوك والأمراء والرؤساء، بل ونعرف الآن أن ثلاث دول عربية خليجية هي التي موَّلت إعدادات القمة. ولكنّ الوزير باسيل أراد إغاظة العرب مرتين: مرة باعتبار غياب الرؤساء حصاراً للبنان، ومرة باعتبار دولة قطر كاسرة للحصار! فهذه مشكلة ما كانت موجودة وقد أوجدها باسيل ورماها على غيره رجاء إرضاء الحزب المسلَّح. بيد أنّ غياب الرؤساء والملوك يتحمل عبأه باسيل ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش... ورئيس مجلس النواب. فعندما نزلت ميليشيات الرئيس بري لنزع وإحراق أعلام ليبيا ووضع راية حركة «أمل» محلَّها، ما هبَّ أحدٌ ولو بالكلام لمواجهة هذا التصرف الميليشياوي. ولذلك من حقّ الحكّام العرب، ما دام أنه لا أمن ببيروت، ألّا يأتوا بأنفُسهم: ألم يكن الأمر يستحق إظهار الحرص على أمن القادمين، بمنع الإساءة إلى دولة عربية دُعيت لحضور القمة؟ والرئيس بري كان هدفه منع إقامة القمة إرضاءً للأسد الذي لم يُدْعَ، فكيف يكون العرب الذين لبَّوا جميعاً دعوة القمة وموَّلوا انعقادها هم الذين يحاصرون لبنان؟!

وإلى هذا وذاك، بذل باسيل جهوداً حثيثة لكي لا تنجح القمة عملياً بمحاولة تجييرها لأهدافٍ خاصة تُرضي الأسد ونصر الله وبري وتخدم مستقبلهم. والرئيس ميشال عون تحدث في خطابه عن غياب سوريا بحرارة ولوعة، وجبران باسيل كاد يهلك من لوعة الغياب. واقترح الرئيس بنكاً للتنمية وإعادة الإعمار، والمقصود الإعمار السوري. وأرغم باسيل الجميع على إصدار وثيقة بشأن اللجوء السوري، مقترحاً أن يتابع الدوليون عطاءاتهم للمهجّرين بعد عودتهم أو يشترطوا ألّا يساعدوهم إلاّ إذا عادوا! وكل هذا وعون وباسيل لا يعرفان إذا كان حبيبهما الرئيس الأسد يريد عودة مواطنيه أو يسمح بذلك! وأنا أتوقع أن يذهب باسيل إلى دمشق قريباً، وقد يذهب الرئيس أيضاً.

يتحمل الرئيس بري وجبران باسيل المسؤولية عن انخفاض التمثيل في القمة. أما خلال القمة وبعدها فرئيس الجمهورية وجبران باسيل هما اللذان جعلا القمة تقتصر في نتائجها على الخمسمائة مليون دولار التي أعلنت قطر عن مشاركتها بها في شراء سندات خزينة لدعم المالية والاقتصاد في لبنان. وهو أمرٌ كان يمكن أن يحصل من دون الحاجة إلى القمة فلا يبقى من القمة غير لوعة الرئيس وباسيل لأنّ الأسد لم يحضر!

لماذا قلنا من قبل إنّ باسيل يصطنع المشكلات ثم يرميها على عواتق الآخرين من المرتكبين والمتآمرين؟ بالطبع، إنّ علة الوضع الفظيع الذي يجد لبنان نفسه فيه: الميليشيا الإيرانية واستيلاؤها على قرار الدولة ومؤسساتها. وفي السنتين الأخيرتين بل قبل ذلك عندما كان فريق الرئيس عون مشاركاً في الحكومات، صار هناك تقاسم: السياسات العامة للدولة، وقرارات المؤسسات والجيش والقوى الأمنية، ونصف الوظائف العامة، كلها للفريق الشيعي. والقسم الثاني المشترك بين المسيحيين والسُنة والدروز، يصارع الوزير باسيل على «استكمال» حصة المسيحيين المهضومة فيه، وأخذ خصص من السنة وأحياناً من الدروز. أما الصفقات الكبرى في الوزارات والمؤسسات فحدِّثْ ولا حرج، وما قصّر لهذه الناحية أي فريق، وإن تفوق فريق وزير الخارجية ولا يزال.

عندما كان يحدث اختلالٌ خلال عقود النزاعات اللبنانية في إحدى المؤسسات الدستورية، يعتمد اللبنانيون، مسيحيين ومسلمين، على المؤسستين الأُخريين. وقد تبين منذ عام 2006 أن رئيس مجلس النواب لم يعد حراً، حين أقفل المجلس لأكثر من سنة ونصف، بقرارٍ من «حزب الله». ولا يزال هذا ديدنه، كما حصل قبل القمة الأخيرة، عندما استخدم وهو رئيس مجلس النواب ميليشياه الخاصة لتعطيل انعقاد القمة، مهدِّداً بإعادة احتلال العاصمة! ولذلك بقيت المؤسستان الأُخريان. وقد خلا منصب الرئاسة مرتين لفترة قصيرة أو طويلة: عندما كان الرئيس السنيورة رئيساً للحكومة، ثم عندما كان الأستاذ تمام سلام رئيساً للحكومة. وقد سلك الرجلان مسلكاً دقيقاً ومتوازناً بحيث ما شكا أحدٌ من شيء مُخلٍّ بالحقوق الطائفية أو المذهبية أو علاقات لبنان العربية والدولية. لكنْ مع انتخاب الرئيس عون ظهر اختلالٌ بارزٌ سواء في العلائق بين الفرقاء بالداخل اللبناني أو في علاقات لبنان العربية والدولية. فعندما جرى الاعتداء في طهران وأصفهان على السفارة والقنصلية السعودية، أبى جبران باسيل الإدانة أو الاستنكار، مع أنّ الحكومة الإيرانية نفسها زعمت أنها ستحاكم المعتدين! ويمكن إيراد قَصصٍ كثيرٍ عن مواقف باسيل تجاه السعودية أو الإمارات أو العرب بشكلٍ عام. ومن جهة أُخرى برز الخلل في تعطيل القرارات الدولية التي تحمي لبنان؛ إذ دأب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية (وأحياناً رئيس الحكومة!) على الزعم بالحاجة إلى «حزب الله» لأن الجيش ضعيف، أو لأنّ الحزب لا يستخدم سلاحه في الداخل، أو لأن مسألة الحزب إقليمية لا يستطيع لبنان حلَّها، وهو باقٍ حتى نهاية أزمة الشرق الأوسط. ولذلك، وفي كل مرة يجتمع فيها مجلس الأمن للتجديد للقوات الدولية أو مناقشة التوتر على الحدود؛ فإنّ اللوم يجري توجيهه إلى لبنان لعدم تنفيذ القرارات الدولية، وقد جرى مرتين تخفيض الإنفاق أو الأعداد، لأنّ لبنان لا يُظهر حرصاً شديداً على حماية حدوده!

ما تعوَّد لبنان على هذا الاختلال في علاقاته الداخلية والعربية والدولية، والآن: الاختلال في أوضاعه المالية والاقتصادية. وذلك باستثناء أواخر عهد الرئيس كميل شمعون في الخمسينات، والذي أراد التمديد، وانحاز لحلف بغداد. ويزيد من القابلية للاختلال ليس الانحياز لسلطة الميليشيات أو العجز أمامها وحسْب؛ بل طموح جبران باسيل، صهر الرئيس، أن يخلفه في الرئاسة. وبالنظر إلى ذلك كلّه، تطلع اللبنانيون والعرب والدوليون إلى رئيس الحكومة لاستحداث شيء من التوازن والهدوء، والصدقية تجاه المواطنين والعرب والدوليين. لكنه عجز عن تشكيل الحكومة لما يقارب الأشهر التسعة. وبدا أنّ الجميع يشاركون في التشكيل، وبخاصة الرئيس وباسيل وحتى مدير الأمن العام؛ ويأتي هو رابعاً أو خامساً في الحماس لذلك. وبالطبع فإنّ عوائق التشكيل هي عند الحزب وباسيل، لكنّ الرئيس المكلَّف يتجنب ذكر الحزب، ويعلن في كل مناسبة تحالفه الوثيق مع باسيل. وخلال القمة وعندما كان باسيل يضع سياسات للعلاقة مع سوريا، وإعادة اللاجئين السوريين، لاحظ وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي، أنه ليس من حق باسيل ذلك، لأن السياسات تجاه سوريا والمهجرين يضعها مجلس الوزراء؛ وبعد قليل صرَّح باسيل بأن الحريري اتصل به وقال له إنه يؤيده، وضد ما قاله المرعبي. وكأنما ارتاع الرئيس المكلف من ردة فعل المسلمين لاعتقادهم أن زعيمهم غيَّر سياساته وهو ماضٍ مع باسيل إلى سوريا، فقال مكتبه إنه لم يقل لباسيل إلاّ أن المرعبي ما اتصل به قبل تصريحه!

وطنٌ تفرق أهله فتقسَّما

ورجاله يتشاجرون على السما

والهر في أوطانهم يستأسدُ

 

الأغراض السياسية والعسكرية من المنطقة الآمنة في سوريا

أكرم البني/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19

لم يلتفت أحد إلى الشعب السوري عندما كان في أمسّ الحاجة إلى منطقة آمنة، تقيه الموت والاعتقال والتشريد، وبقي شعار «المنطقة الآمنة مطلبنا» الذي رفعه المتظاهرون السلميون مطلع ديسمبر (كانون الأول) عام 2011 مجرد شعار بارد، لم يلبث أن طُوي مع إحجام العالم كله عن تقديم يد العون لشلّ القدرات الضاربة والأكثر فتكاً للسلطة السورية وحلفائها، لكن وللأسف، تغدو المنطقة الآمنة اليوم مشروعاً قابلاً للتنفيذ مع توافق المصالح والحسابات «الأنانية» للنخب الحاكمة في أهم الدول المنخرطة في الصراع السوري.

لم تأتِ الموافقة الصريحة للرئيس الأميركي دونالد ترمب على منطقة آمنة إلا عندما قرر سحب قواته من شرق سوريا، ربما لحفظ ماء الوجه، وكي لا يبدو قرار انسحابه أشبه بمزيد من الإذعان والتسليم لإرادة موسكو في تقرير مصير سوريا، وربما كمخرج لا يظهره كمن خذل حلفاءه الأكراد وتركهم لقمة سائغة أمام الجيش التركي، ما يعرقل الاتجاه الكردي الذي يميل إلى مهادنة النظام والعودة إلى أحضانه، وربما لإرضاء حكومة أنقرة ولجم اندفاعها، وإنْ مؤقتاً، لملء الفراغ وتوسيع رقعة حضورها عسكرياً، من دون أن نغفل توظيف هذا الخيار لإشراك أطراف عربية في التأثير بالمستقبل السوري، من خلال دعوته لها كي تتحمل جلّ الأعباء المادية لإنشاء المنطقة الآمنة، وفي الطريق مغازلة الموقف الأوروبي الذي يميل، عبر تصريحات ألمانية وفرنسية وبريطانية، إلى إنشاء منطقة آمنة. والدافع مشترك هو التعويل على هذه المنطقة لاحتواء سيل الهاربين من أتون العنف، وتخميد نزوعهم للهجرة نحو البلدان الغربية، وأيضاً لضمان إغلاق الحدود بين سوريا وتركيا، وعرقلة التحاق «الجهاديين» الإسلامويين ذوي الأصول الأوروبية بالجماعات الإرهابية هناك.

في المقابل، وبرغم تكرار مطالبة تركيا بمنطقة آمنة، لكن يبدو أنها تتحسب اليوم من أن يعيق هذا الخيار تمددها وتوسيع نفوذها في سوريا، خاصة إنْ لم تستطع تسخير تلك المنطقة لقطف بعض المنافع والثمار. أولاً، تحصيل شرعية دولية عبر قرار أممي لإدارة هذه المنطقة، وتالياً لوجود تركيا العسكري في سوريا، ما يخفف حاجتها إلى التوافق مع موسكو في هذا الصدد، ويساعدها على ربط هذه البقعة الجغرافية، اقتصادياً وأمنياً وتعليمياً، بها، كما فعلت في كل موقع احتلته عسكرياً. ثانياً، مدّ نفوذ تركيا إلى شرق البلاد عندما تشمل المنطقة الآمنة شريطاً حدودياً بطول 80 كيلومتراً، وبعمق يتجاوز 40 كيلومتراً، بما يمكنها من وقف تدفق مزيد من اللاجئين السوريين إلى أراضيها ثم تأهيل تلك المنطقة لاحتواء قسم كبير منهم يمكن تسييره من مخيمات اللجوء، عدا تحويلها إلى ما يشبه القاعدة لتجميع فصائل المعارضة المقربين منها، وتأهيلهم كورقة ضغط في مفاوضات المحاصصة على النفوذ في سوريا والمشرق العربي! ثالثاً، وهو الأهم، توظيف تلك المنطقة كشريط عازل على طول الحدود لوأد احتمال تبلور وضع عسكري وميداني للأكراد السوريين، يؤهلهم لإقامة كانتونهم القومي، بما في ذلك التنكيل بهم وإرهابهم، والمثال مدينة عفرين، لإجبارهم على الهجرة وإحلال جماعات أهلية موالية لأنقرة مكانهم، ما يضعف وزن حزب العمال الكردستاني، ويعزز مواجهته عسكرياً على الأرض التركية وتطويع ملحقاته السياسية ووسطه الانتخابي.

لا يمكن تفسير سياسة موسكو التي تفهمت تصريحات ترمب حول المنطقة الآمنة، وإن اشترطت موافقة دمشق المسبقة عليها، إلا بأنها نوع من المرونة، كأن الغرض هو مغازلة الرئيس الأميركي وتخفيف ردود الفعل ضده على مشارف انسحاب قواته من سوريا، أو الاستعانة بفكرة المنطقة الآمنة لمحاصرة تمدد طهران والميليشيا الموالية لها في شرق البلاد، وربما لتشجيع الأكراد السوريين على التعاطي الإيجابي مع حكومة دمشق، بدليل بدء رعاية موسكو مفاوضات مشتركة بينهما، أو لإيجاد معيار جديد في التعاطي مع الوجود التركي في سوريا، تمهيداً لنسف اتفاق سوتشي حول مدينة إدلب، والبدء بتهيئة الأجواء لحرب استئصال تهضم آخر منطقة من مناطق خفض التصعيد، متوسلة عجز أنقرة عن الحد من مخاطر «جبهة تحرير الشام» (النصرة) التي تمكنت من توسيع سيطرتها في إدلب وأرياف حماة وحلب.

ويبقى الواضح هو إصرار النظام السوري وحليفته إيران على رفض فكرة المنطقة الآمنة، تحت ادعاء أنها تشرعن تقسيم البلاد، ولكن الحقيقة تتجلى بدافع استئصالي عميق لديهما ضد ثورة السوريين يحدوه تصعيد العنف والقتل والتدمير وتشديد الحصار لإثارة رعب المدنيين وإرهابهم وإجبارهم على الفرار أو تهجيرهم قسرياً، بما في ذلك رفض تحييد أي بقعة سورية يناهضها أهلها، ويمكنها استقبال النازحين وتجنيبهم شروط اللجوء القاسية خارج البلاد!

من تحصيل الحاصل أن تعلن المعارضة السورية التي طالما طالبت بمنطقة آمنة، موقفاً مؤيداً لإعلان ترمب، لكن مع تحسبها من أن لا يفضي ذلك إلى إرباك مصالح راعيتها تركيا، بينما نكأت عودة الحديث عن منطقة آمنة جروح غالبية السوريين المنكوبين، وأثارت عندهم سؤالاً لا يزال مفتوحاً على الغموض والضياع؛ هل ستسمح فعلاً المستجدات اليوم بتبلور تفاهم أممي يفرض منطقة آمنة تكون حلقة داعمة لمسار التسوية السياسية، وفاتحة لتخفيف معاناة السوريين وما يكابدونه، أم سيغدو هذا الهدف سبباً لمزيد من التجاذبات الإقليمية والدولية، وحافزاً لتسعير الصراع الدموي وتعميق حالة الانقسام والتشظي والقهر في المجتمع السوري؟ صحيح أن المنطقة الآمنة كانت باب خلاص لشعوب عانت الأمرين من الحروب والفتك والاضطهاد، كشمال العراق عام 1991، ثم البوسنة عام 1992، وبعدهما ليبيا عام 2011، وصحيح أن ثمة حاجة أخلاقية وإنسانية مزمنة لبذل جهد أممي يعمل على منطقة آمنة للشعب السوري بعيدة عن العنف والتنكيل السلطويين، وخالية من «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، ولكن الصحيح أيضاً أن ثمة مياهاً كثيرة جرت، بدّلت توازنات القوى، وغيرت المواقف والاصطفافات، وأفقدت المنطقة الآمنة جدواها الإنسانية، لتغدو محكومة بأغراض سياسية وعسكرية، تتقارب حيناً وتتعارض أحياناً، بين أهم الأطراف الفاعلة والمؤثرة بالصراع السوري، ما يجعلها أشبه بكرة ثلج تتدحرج وتكبر من دون اتجاهات معروفة لها، ويرجح أن تفتح على معطيات وتحديات جديدة قد تمهد لإبقاء الإقليم في حالة توتر وعدم استقرار، هذا إنْ لم تستجرّ صراعات وحروباً لا أفق لها.

 

دونالد ترمب والاتهامات الجزافية الثلاثة

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19

أمامنا، من الناحية النظرية، عام كامل قبل بدء الحملة الرئاسية الأميركية الجديدة. وبرغم ذلك، يعلم جُل المتابعين للشؤون السياسية الأميركية عن كثب أن حملة عام 2020 الرئاسية قد بدأت بالفعل. وبقدر اهتمام الحزبين الأميركيين الكبيرين بالأمر، فلقد بدأت الحملة الرئاسية الجديدة في اليوم ذاته الذي أدى فيه الرئيس دونالد ترمب القسم الدستوري لتولي مهامه الرئاسية الجديدة. وشهد الرئيس ترمب، خلال أول عامين من فترته الرئاسية الأولى، ما لا يقل عن 30 تجمعاً حاشداً في مختلف أرجاء الولايات المتحدة من التي يمكن وصفها بالتجمعات الانتخابية التمهيدية. ومما يضاف إلى ذلك عشرات المقابلات الإعلامية، ناهيكم عن آلاف التغريدات الموجهة لخلق صورة عامة للرئيس الناجح الذي ينطلق على طريق الفترة الرئاسية الثانية. ومن جانبهم، شن منافسو ترمب من المعسكر الديمقراطي حملتهم المضادة، على أمل منهم باغتيال تطلعاته السياسية بفترة رئاسية جديدة في مهدها.

وعوضاً عن عجزهم، أو ربما قصورهم، عن مجابهته سياسياً، فقد أسس أساطين المعسكر الديمقراطي أركان استراتيجيتهم على تشويه الشخصية الكاريزمية التي حاول دونالد ترمب، ولا يزال، حياكتها على أفضل حُلة لنفسه. ولقد استندوا في هجومهم ذلك إلى توجيه ثلاثة اتهامات رئيسية ضد الرجل.

أولاً، عدم الكفاءة. لم ينجح ترمب، عقب مرور عامين من توليه مهام منصبه الرئاسي، في ملء المناصب الوظيفية الشاغرة، والتي تقدر بنحو 34 في المائة من إجمالي المناصب المطلوب تغطيتها في إدارته الرئاسية للبلاد. وخلال نفس الفترة المذكورة، فقد الرئيس ترمب أغلب الشخصيات رفيعة المستوى في حكومته الوليدة، بما في ذلك مجموعة راقية من جنرالات الجيش المرموقين الذين ينسب إليهم الفضل في منح الإدارة الجديدة الزخم والثقل المطلوب والذي اعتبره الكثيرون من أهم العوامل التي كانت تفتقر إليها إدارته الجديدة.

ومع ذلك، قد يقول أنصار ترمب إنه لم يندفع لملء المناصب الشاغرة في إدارته بالموالين له والمقربين منه، وذلك لأن أصوله المهنية ترجع إلى القطاع الخاص وليس الحكومي وبالتالي فليس لديه ما يُعرف بالحاشية السياسية بمعناها المعروف. أما بالنسبة إلى الشخصيات السياسية الرفيعة المقام التي غادرت أو ربما أقصيت عن العمل في إدارة ترمب، فلربما حالفه الصواب في عدم الإبقاء عليهم حتى بعدما تأكدوا جميعاً من استحالة مواصلة العمل معاً.

ويأتي الغرور في المرتبة الثانية للاتهامات الموجهة إلى الرئيس ترمب.

ليس هناك من شك في أن رؤية الرئيس ترمب لنفسه هي أرقى مما يبرره أي واقع. ولكن، بالنظر إلى طريقة هيمنته المفاجئة على مؤسسة الرئاسة الأميركية في غضون بضعة أشهر قليلة، هل استشعر القوم الآخرون من فرق يُذكر؟

أم لعلنا نسينا أوباما الذي زعم إبان حملته الانتخابية أن رئاسته للبلاد سوف تكون بمثابة «بداية» انحسار المحيطات ونهاية التغيرات المناخية المخيفة؟ أو تفاخره الشديد بإمكانه تسوية المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية في غضون عام واحد إن لم يكن أقل!

أما الاتهام الثالث لشخص الرئيس ترمب فهو يبدو أكثر جدية مع قدر لا بأس به من الغرابة. وهو الزعم بأن دونالد ترمب «عميل سري» يعمل من داخل الحكومة الأميركية، أو على رأس الحكومة الأميركية، لصالح روسيا، أو ربما لحساب فلاديمير بوتين شخصياً!

بيد أن هذا الاتهام يقف على طرف النقيض مع الاتهامات السالفة الذكر. فإن «العميل السري» غير المتصف بالكفاءة لن يكون مفيداً لأي جهة وسوف يكون عبئاً ثقيلاً على كاهل الجميع.

وتوجيه الاتهامات الجزافية ضد كبار الزعماء، بمن فيهم الحاليون، بأنهم عملاء لدى القوى الأجنبية المناوئة ليس بالأمر الجديد على التاريخ «الموجز» للولايات المتحدة.

وأولئك الذين عارضوا فكرة قيام الولايات المتحدة كدولة قومية مستقلة ذات سيادة، زعموا في أول الأمر أن هناك نوعاً من التواطؤ بين الآباء المؤسسين وبين الفرنسيين الذين رغبوا في الحيلولة دون توسيع بريطانيا العظمى لإمبراطوريتها لتشمل كافة أرجاء أميركا الشمالية والعالم الجديد.

وحتى يومنا هذا، ما زال الفرنسيون يتباهون بإرسالهم 6 آلاف جندي تحت قيادة الجنرال جان بابتيست روشامبو لمساعدة المستوطنين الأميركيين تحت قيادة جورج واشنطن ضد القوات البريطانية. ناهيكم عن ذكرى الجنرال غيلبير دو لافاييت الذي ترفعه أسطورته إلى مصاف الأبطال القوميين الأميركيين.

واتهم آرون بور، النائب الثالث لرئيس الولايات المتحدة في عهد الرئيس توماس جيفرسون، بالتواطؤ مع نابليون للاستيلاء على فلوريدا من إسبانيا، ثم الاستيلاء على تكساس بغية إقامة إمبراطوريته الخاصة عن طريق ضم أجزاء من الأراضي الأميركية تحت سيادته. كما كان محل الاشتباه أيضاً في أنه كان مرشحاً رئاسياً أميركياً يعمل في الخفاء لصالح الإنجليز! ونالت الشبهات الرئيس الأميركي العاشر جون تايلر بأنه كان يتلاعب في مفاوضات الصفقات التجارية مع الولايات الألمانية من اتحاد زولفرين (الاتحاد الجمركي القديم) ومع الصين كذلك. ولقد واجه التهديدات في وقت لاحق بحجب الثقة والإقالة لعدد من الأسباب الأخرى.

وفي الآونة الأخيرة، كان تشارلز لندبيرغ، الطيار الأميركي الذائع الصيت ومؤسس حركة «أميركا أولاً»، موضع شكوك مماثلة. فلقد اعتبره الكثيرون حامل لواء الحزب الجمهوري لهزيمة الرئيس فرنكلين روزفلت وإبعاد الولايات المتحدة تماماً عن خوض الحرب العالمية الثانية. بيد أن آماله قد تلاشت بالكلية مع الكشف عن تعاطفه مع الفلسفة النازية وصلاته الأكيدة برابطة اتحاد الأميركيين الألمان. ولقد أعلن في وقت لاحق تخليه التام عن تعاطفه مع النازيين، ولكن الحظ لم يسعفه كي يعيش طويلاً حتى يتمكن من إعادة بناء سمعته السياسية المهدرة. وغني عن القول إن الألسنة الخبيثة نالت بسوء القول قبل الفعل من الرئيس روزفلت نفسه واتهامه بالتآمر مع البريطانيين لتوريط الولايات المتحدة الأميركية في الحرب العالمية الثانية.

وكان على باراك أوباما، طيلة ولايته الرئاسية، التعامل مع ادعاءات عدم كونه مواطناً أميركياً بالأصالة، وأنه اندفع إلى مضمار الرئاسة دفعاً بفضل دعم وإسناد جهات أجنبية مجهولة.

والزعم بأن «المصالح الأجنبية»، بما في ذلك المصالح الأوروبية، وأميركا اللاتينية، والمصالح العربية، والإيرانية (إبان الشاه) قد حاولت ابتياع قدر من النفوذ داخل الولايات المتحدة من خلال تمويل مرشحي الانتخابات الرئاسية فإن ذلك يعد جزءاً روتينياً لا يتجزأ من سرديات الحرب السياسية في تاريخ الولايات المتحدة عبر عقود. وتقديري للأمور يميل إلى أن تقرير السيد مولر ذائع الصيت، سوف يضم بين طياته تبرئة ترمب من الاتهام الثالث بالعمل لحساب الروس، في حين تتلاشى الاتهامات الأخرى متوارية في طي النسيان.

ولكن، حتى وإن فاز ترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإننا لا نجده يجابه شيئاً سوى الاتهامات الثلاثة التي وجهها إليه دهاقنة المعسكر الديمقراطي مما يتيح أمامه فرصة جيدة للغاية للإبحار بكل سلاسة عبر ولايته الرئاسية الثانية. ومن خلال السقوط اختياراً في أسر هذه الاتهامات يكون ديمقراطيو الولايات المتحدة قد أوصدوا الأبواب تماماً في وجه المناقشات الجادة ذات الصلة بالقضايا الداخلية والخارجية الرئيسية، وهذا من أسوأ ما تعانيه الديمقراطية الأميركية على أي حال.

 

تركيا وحديث الشراكة الإرهابية

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19

هل حقاً «حان الوقت لإعلان تركيا دولة راعية للإرهاب» كما قالت صحيفة «واشنطن إكزامينر» Examiner Washington، مبررة ذلك بـ«دعم أنقرة المستمر للإرهاب، بدءاً من سوريا وصولاً إلى ليبيا والصومال وكينيا، عبر شحنات الأسلحة وعلاقتها مع الجماعات المتطرفة، وتقديمها مختلف أشكال الدعم لها».

عنوان مقال «واشنطن إكزامينر» لكاتبه الباحث الأميركي مايكل روبن، جاء عشية كشف موقع «نورديك مونيتور» أن المخابرات التركية قدمت تسهيلات ومساعدات لإرهابي خطير يدعى أبو بنات، كان مدرجاً على قوائم عقوبات مجلس الأمن الدولي عام 2015.

الحديث عن شراكة تركية مع الجماعات المتطرفة، لا يمكن فصله عن شحنات السلاح التركية إلى التنظيمات المتطرفة.. شحنات السلاح التي من بينها سفن السلاح الثلاث الأخيرة، التي تم ضبطها في الموانئ الليبية قادمة من تركيا، ويؤكده اعترافات إبراهيم شين، الذي كان يعمل لدى وكالة الاستخبارات التركية، والمعتقل في باكستان والمنتمي لتنظيم «القاعدة»، والذي كان همزة الوصل بين الاستخبارات التركية والمتطرفين في سوريا وبلدان أخرى، وفق ما جاء في صحيفة «زمان توداي»، خاصة بعد الكشف عن أن رئيس جهاز الاستخبارات التركي المقرب من إيران، متهم بالتورط في تحويل مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة «الشباب» الصومالية الإرهابية، وفق تقرير موقع «نورديك مونيتور».

شحنات السلاح إلى المتطرفين في نيجيريا وحركة «حماس»، وهي شحنات سلاح تركية الصنع والمنشأ والتصدير، تطرح تساؤلات حول مدى تورط النظام التركي بشكل مباشر في هذه العمليات، أو أن الأمر خارج سلطة الحكومة وبغير علمها، وعلم جهازها الاستخباراتي، وهو أمر مستبعد طبعاً، في ظل وجود جهاز استخباراتي تركي قوي، لا يمكن أن تشرد من مراقبته نملة تحمل حبة قمح، وليس سفينة محملة بقطع السلاح والمتفجرات. الاتهامات الموجهة لتركيا بتقديم الدعم والتسهيلات للتنظيمات الإرهابية جاءت أيضاً في اعترافات المدعو أبو باسل الغزاوي، وهو أبو كرم عبد الجزار، أحد القياديين التائبين عن تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي كشف أن تركيا سهلت دخول الآلاف من رفاقه السابقين إلى سوريا وليبيا، عبر حدودها ومطاراتها.  الداعشي السابق أبو باسل الغزاوي، الذي تنقل في هواه بين «جند أنصار الله»، ومبايعة «القاعدة» إلى أن انتهى إلى مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم «داعش»، الغزاوي الذي تسلل إلى بنغازي ليصبح أمير قوات «داعش» فيها، قبل أن يعود هارباً من جحيم بنغازي، بعد تقدم قوات الجيش الليبي، وهزيمة وتقهقر «داعش». الحديث عن «الشراكة أو الدعم» التركي للتنظيمات الإرهابية تحول من مجرد شبهات تلاحق تركيا إلى اتهامات بعد تعدد الاعترافات والشواهد والقرائن والأدلة، مما يوجب الرد التركي بوضوح وشفافية، عن كل تلك الاتهامات، ومحاسبة المتورطين فيها، حتى لا تتحول تركيا إلى دولة راعية للإرهاب، كما أصبح يتردد في الصحافة العالمية، والأميركية خاصة، ومنها مجلة «فورين بوليسي» التي نشرت: أن واشنطن لا يمكنها الاعتماد على تركيا في هزيمة «داعش» وأنها لم تكن يوماً شريكاً في محاربة «داعش».

فالطموح التركي الغارق في مستنقع المستحيل، بالسيطرة على الشرق الأوسط، بعودة الإمبراطورية العثمانية، هو ما قد يكون جعل من «بعض» الساسة الأتراك، يقدمون على التحالف مع «أبو البنات»، ومن هم على شاكلته، لاستخدامهم أدوات للتمهيد لعودة النفوذ الطوراني للمنطقة، التي حكمها الأتراك أكثر من خمسة قرون، باسم «الخلافة العثمانية»، التي لا تزال تجد صدى لها في آذان بعض من يحنون لذلك.

 

انسحاب ترمب من سوريا وأفغانستان هدية لملالي طهران

د. كريم عبديان بني سعيد/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19

الموقف الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشأن الانسحاب من سوريا، حتى ولو كان بشكل تدريجي، يتناقض مع أولويات الولايات المتحدة لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية في الشرق الأوسط.

وتتلخص هذه الأهداف في عدة نقاط؛ أولاً، منع طهران من استكمال الممر البري من إيران عبر العراق إلى سوريا إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط. وثانياً، تدمير وإزالة أكثر من عشرين قاعدة عسكرية لفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني وطرد جنودها البالغ عددهم 25 ألفاً من المقاتلين والمرتزقة من المجاميع الشيعية المتطرفة و4000 من قوات الحرس والجيش والقوات الخاصة الإيرانية، بالإضافة إلى كم هائل من الصواريخ والقذائف ومراكز الصيانة والإنتاج والتطوير للصواريخ. وثالثاً، القضاء على تنظيم «داعش» المتطرف كلياً.

كما أثار قرار الرئيس ترمب سحب نصف القوات المكونة من 14000 جندي أميركي من أفغانستان، قلقاً شديداً وارتباكاً في كابل، وبطبيعة الحال تسبب بفرحة للملالي في طهران لأنه قدم لها أفغانستان على طبق من فضة، كما تم تقديم العراق لهم على طبق من ذهب، عندما سحبت أميركا قواتها من هناك عام 2012.

وإذا كان ترمب يعتقد أن إيران هي المصدر الرئيسي للإرهاب في المنطقة، فإن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان هو خطأ استراتيجي كبير وقرار اتخذه دون أن يكون مدعوماً حتى من قبل حزبه، حيث يعتقد السيناتور ليندسي غراهام، وهو أحد أقرب أصدقاء الرئيس، أن أفغانستان تعد مركزاً لمحاربة الإرهاب. هذا رغم أن الحرب في أفغانستان هي أطول تدخل عسكري خارجي لأميركا وقد كلّفت واشنطن ما يقارب من تريليون دولار ومقتل قرابة 3000 جندي أميركي و140 ألفاً من الجنود الأفغان.

تفتقر أفغانستان للبنية التحتية حيث لا توجد احتمالات حقيقية للنمو الاقتصادي بعيداً عن تجارة المخدرات غير المشروعة. كما تقتصر سلطة الحكومة المركزية على كابل فقط، وتعتمد بالكامل تقريباً على قوات الولايات المتحدة من أجل حفظ الأمن. وقد تفاقمت في السنوات الأخيرة حالة عدم الاستقرار وارتفع عدد الضحايا المدنيين إلى حد كبير.

وتعد مستويات المعيشة في أفغانستان من بين أدنى المستويات في العالم، وتعتمد بدرجة كبيرة على المعونات الأجنبية، ويعاني البلد من نقص في المساكن والمياه والكهرباء وفرص العمل، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد 1900 دولار والعمر المتوقع 52 عاماً، كما انخفض الإنفاق العسكري من 1.14 من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2012، إلى 0.89 عام 2016، حيث احتل البلد المرتبة 125 بالمقارنة مع دول العالم. لذلك، من المتوقع أن «طالبان» قد تسيطر على البلاد.

ومع توقع حدوث فراغ أمني بعد الانسحاب الأميركي، ألغت حركة «طالبان» الأفغانية مفاوضات السلام قبل حوالي الأسبوعين. ورفضت كذلك المشاركة مع الحكومة الأفغانية في المفاوضات، وهي الجولة الرابعة بين قادة «طالبان» والمبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد.

في نفس الوقت، ومع توقع انسحابات الولايات المتحدة، قامت قوات الحرس الثوري الإيراني بتوزيع عناصرها كطابور خامس، وهي التي تتكون من عشرات الآلاف من الميليشيات الأفغانية الموالية لطهران في جميع أنحاء البلاد بين جميع المجموعات العرقية. كما بدأت بإرسال السلاح إلى «طالبان» لاستنزاف القوات الأميركية لتسريع خروجهم من أفغانستان. ولدى قوة «فيلق القدس» في الحرس الثوري، نحو 15 ألفاً من مقاتلي لواء «فاطميون» في سوريا وبعضها في العراق أيضاً وهي جاهزة لإرسالها إلى أفغانستان لتنتشر على طول الحدود في أي لحظة، وهذا يعني تكرار سيناريو العراق.

وكان نظام الخميني قد قدم الدعم للمجاهدين الأفغان بعد غزو الاتحاد السوفياتي في عام 1979، كما قدم الدعم الكامل لسيطرة «طالبان» في عام 1996 التي دفعت 3 ملايين لاجئ أفغاني معظمهم من الشيعة إلى إيران.

في الوقت نفسه دعم «الحرس الثوري» جماعات عرقية مناهضة لـ«طالبان» مثل الطاجيك والأوزبك بالإضافة إلى حركة البشتون. ثم تعاونت إيران بالكامل مع التحالف الدولي للإطاحة بـ«طالبان» بقيادة الولايات المتحدة في عام 2001. وبالطبع، كانت طهران تعرف أن «طالبان» قد هُزمت لكنها ساهمت في تسريع القضاء عليها. وفي عام 2007، حيث بدأ «الحرس الثوري» بناء قوات عسكرية لـ«طالبان» وجهّزها من خلال توفير مدافع ورشاشات ثقيلة ومعدات اتصال وبناء قواعد التدريب وإرسال المعدات اللوجيستية الحديثة على طول الحدود، وعلى الرغم من الاختلافات في المعتقدات الدينية، كان الطرفان متفقين على محاربة القوات الأميركية وإراقة دماء الجنود الأميركيين. وفي عام 2012، كان هناك اتفاق رسمي بين «طالبان» والحرس الثوري الإيراني لتقسيم الدخل من المخدرات غير المشروعة التي تصل إلى مئات ملايين الدولارات.

بعد الحرب الأهلية السورية، بدأ «فيلق القدس» في تجنيد الأفغان من بين 3 ملايين من اللاجئين الشيعة الأفغان في إيران ودفع لهم رواتب ما بين 400 و500 دولار شهرياً ومنحهم الإقامة الدائمة والمواطنة الإيرانية للأسر التي يقتل أحد أبنائها أو ذويها في سوريا والذين تم تجنيدهم تحت ذريعة «الدفاع عن السيدة زينب والعتبات الشيعية» على الرغم من أنهم كانوا يقاتلون بعيداً عن الضريح وخارج دمشق على بُعد مئات الكيلومترات في مختلف المحافظات السورية. أيضاً، في الآونة الأخيرة، بدأ «الحرس الثوري» بتجنيد موجة جديدة من الميليشيات من بين عرق الهزارة البالغ عددهم 6 ملايين في البلاد خصوصاً في مقاطعة باميان.

وبالتأكيد فقد لعبت الميليشيات الأفغانية كوقود في المعارك دوراً كبيراً في تثبيت بشار الأسد في السلطة، وكان هناك دور فاعل للواء «فاطميون»، وهو ثاني أكبر لواء في سوريا بعد «حزب الله». إن عناصر «فاطميون» ملتزمون آيديولوجياً بولاية الفقيه، ويتبعون المرشد الإيراني علي خامنئي كمرجعية دينية، ولديهم تجربة قتال في معارك العراق وسوريا ولذا فهم مدرَّبون جيداً على الأسلحة الحديثة والدبابات والصواريخ. لذلك، بعد ساعات من الانسحاب الأميركي، يمكن أن نتوقع قدوم 15 ألفاً من مقاتلي لواء «فاطميون» الذين قاتلوا في حلب ودرعا وتدمر وغيرها من المحافظات السورية، إلى أفغانستان وينتشرون في المحافظات الشيعية من هرات وفراه ونمروز من الغرب وإلى باميان وسط البلاد.وهكذا يتمدد نفوذ إيران داخل الحكومة والمؤسسات الأمنية، كما حدث في العراق. هذا بالإضافة إلى استخدام القوة الإيرانية الناعمة والإذاعات والقنوات التلفزيونية والحضور القوي في المؤسسات الثقافية والاجتماعية والمؤسسات الخيرية المتعددة وعلاقتها العميقة مع  المسؤولين الفاسدين على المستوى الوطني والإقليمي والمحلي. ولديّ تجربة شخصية مريرة في ما يخص الفساد في أفغانستان، حيث عملتُ لفترة وجيزة مستشاراً لشركة أفغانية كبيرة لبناء المجمعات السكنية الكبيرة في كابل، وكان عملي يتمركز على مساعدتهم للحصول على تمويل من البنك الدولي، في إطار برنامج إعادة الإعمار، وقد واجهت حقيقة تفشي الرشوة والمحسوبية والفساد، حيث كان هناك البعض من المسؤولين في الحكومة الأفغانية يسألون عن «حصتهم من الصفقات»! وتترافق هذه التحولات في أفغانستان مع إكمال طريق السكك الحديدية الجديد الذي يمتد من مشهد الإيرانية إلى هرات الأفغانية، على مسافة 370 كلم، حيث سيتم افتتاحه هذا العام. وتعد إيران هي الشريك التجاري الأكبر مع أفغانستان، حيث تقوم بتصدير ما قيمته مليارا دولار من الطعام والدواء والنفط والمنتجات الصناعية. كما أنفقت ما يقرب من 700 مليون دولار على البنية التحتية في العقد الأخير في أفغانستان، ولذا كما عملت في العراق، سوف تسيطر إيران تماماً على الاقتصاد الأفغاني. طبعاً هزيمة الأميركيين بسبب عدم معرفة الشعب الأفغاني كما عدم معرفة الشعب العراقي من قبل. وربما أحد الأخطاء الاستراتيجية هي أن الأميركيين كانوا يعاملون «طالبان» وهم من السكان الأصليين للبلاد، نفس معاملة «القاعدة» وهي كيان أجنبي.

ومن المفارقات أن تصبح أفغانستان، في الذكرى المئوية لاستقلالها عن بريطانيا، في 19 أغسطس (آب) 1919، تحت نفوذ الحكم الإيراني الشيعي بينما لا تتجاوز نسبة السكان الشيعة 10 إلى 15 فقط، وبعد مقتل 140 ألفاً من الضحايا تعود مرة أخرى إلى إيران على طبق من فضة.

 

أين كنت في «25 يناير»

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/19

الأحداث الجارفة والمباغتة امتحان صعب للكتّاب. وعندما تطول بها الأيام، تتحول إلى محنة. وإذ أتذكر مواقفي في «25 يناير» أتساءل: هل أخطأت؟ هل خادعت؟ هل أخفقت في قراءة مشاعر مئات الآلاف الذين نزلوا إلى ميدان التحرير؟ أعترف الآن أنه كان لي يومها همّ واحد هو مصر. وحزب واحد هو مصر.

كنت أخاف على مصر من ثورة لا يعرف أحد متى تنتهي، ولا كيف. وعندما بدأت، قيل لنا إن الجماهير تلبي نداء شاب يدعى وائل غنيم ورفاقه. ثم سمعنا باراك أوباما يتخلّى عن كل اللياقات ويخاطب رئيس مصر بلغة الأمر: ارحل! وبعدها أوفد وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون تتمشى في ميدان التحرير بالتايور الأحمر؛ اللون الثوري. ثم ظهر في الساحة الشيخ يوسف القرضاوي متحدثاً كأنه مرشد الثورة وولي مصر.

شعرنا بالخوف. لم أكن مع استمرار الرئيس حسني مبارك في الرئاسة متجاوزاً بكثير المدة المعقولة. ولم أكن مع التوريث، ولا مع ما وصلت إليه الرئاسة من صورة منقسمة بين نفوذ السيدة الأولى والابن الأصغر. مع ذلك كله، لم تكن مصر في حاجة إلى إهدار الوقت والمال والاستقرار... فقد تنحى الرجل بكل محبة وكل إباء، وترك القاهرة للشباب، متحاشياً إراقة الدماء، وتصرف بمزيج من سلوك العسكري الملتزم والمدني المسؤول، فلماذا لا تعود مصر إلى هدوئها ومستقبلها وتتفرغ للتغيير ما دام المطلوب قد تحقق؟ كنت أخشى الانزلاق إلى الفوضى والعنف والاندفاع نحو الغضب وفلتان الأمن، ورومانسيات الحالمين التي لا تفرق بين مشهد الدماء في الكتب ومشهدها على أبواب الناس. هل كنت على حق؟ بقدر رؤيتي للأمور؛ أجل، أنا راضي الضمير: ما دافعت عنه في حكم الرئيس مبارك يستحق الدفاع، وما كنت ضده لا أزال ضده. بعيداً عن الزعم والادعاء، فإن هذا ما كنت أخشاه عندما أرى صفحة مخصصة في «الأهرام» كل يوم لبلاط السيدة مبارك، أو عندما أقرأ عن نشاطات جمال مبارك وهو لا يحمل أي صفة رسمية أو اعتبارية، ويشارك؛ أو يشرف على شؤون الدولة من القصر الجمهوري. لكن مع رجل في طبائع مبارك، لم يكن التغيير يحتاج إلى ثورة... كان يحتاج إلى دعم الجيش، وقد حصل. وإلى صمود المؤسسات، والحمد لله.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون استقبل معوض وزوارا وتابع أوضاعا زراعية في حضور زعيتر: انجزنا دراسة للقطاعات المنتجة والاقتصاد الريعي ادى الى إهمال الزراعة وهي منتجة

الجمعة 25 كانون الثاني 2019 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، انه تم انجاز دراسة لكل القطاعات المنتجة من اجل تحسينها وتفعيلها"، مشددا على "اهمية القطاع الزراعي الذي عانى من الاهمال في السابق، في ظل الاعتماد على الاقتصاد الريعي الذي اوصلنا الى الحال التي نعاني منها اليوم".

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال غازي زعيتر، رئيس مصلحة الابحاث العلمية والزراعية الدكتور ميشال افرام على رأس وفد من المصلحة، اتى لشكر رئيس الجمهورية على دعمه، ودعوته لرعاية افتتاح المختبرات الجديدة والحديثة في محطة تل عمار - رياق والتي تعتبر فريدة من نوعها في الشرق الاوسط، في آب المقبل.

زعيتر

بداية، شكر الوزير زعيتر رئيس الجمهورية على استقباله والوفد ومتابعته لاعمال مصلحة الابحاث والشؤون الزراعية بشكل عام، والتوجيهات الدائمة التي يعطيها في هذا المجال.

واشاد زعيتر ب"ما يقوم به رئيس المصلحة ميشال افرام والتنويهات التي حصل عليها من جهات زراعية محلية ودولية"، مشددا على "اهمية المصلحة ودورها في تعزيز الزراعة اللبنانية، وحرص الادارة على الاستمرار في العمل لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين واعلاء الشأن الزراعي".

واعلن "السعي لانشاء مراكز حدودية (مرفأ بيروت ومرفأ طرابلس، ومعبر المصنع، وفي الشمال...) من اجل تسهيل امور المواطنين الراغبين في استيراد وتصدير السلع الزراعية كي لا يضطروا الى قطع مسافة طويلة للتوجه الى مقر المصلحة". ولفت الى ان "قدرة المصلحة على انشاء نسل لبذور القمح بما يكفي للبنان والتصدير للمنطقة ايضا، لكنه امر يحتاج الى الدعم اللازم".

افرام

ثم تحدث الدكتور افرام، شاكرا رعاية الرئيس عون "لافتتاح المختبرات في منطقة رياق"، مشيرا الى "سعي المصلحة للتوسع جغرافيا في الاراضي اللبنانية كافة، من الشمال الى الجنوب، علما أن لها حاليا اكثر من 120 فرعا ومختبرا"، مؤكدا انه "لم يعد هناك من امر يتعلق بالبيئة والزراعة لا يمكن لمختبرات المصلحة معاينته وتحليله بواسطة اجهزة متطورة وتقنية عالية وبمستوى علمي يقارع المستوى العالمي، وهو مصدر فخر واعتزاز لنا". وقال: "من خلال عملنا، نساهم في محاربة التلوث والفساد، وبالتالي نقف خلفكم في معركتكم ضدهما. ان مصلحة الابحاث العلمية والزراعية هي التي تصدر كل تقارير التلوث منذ نحو 15 سنة، وهي مستعدة للقيام بكل ما يلزم والتقيد بتوجيهاتكم فخامة الرئيس، من اجل مواصلة العمل وتحسين اوضاع الزراعة والحفاظ على البيئة في لبنان". واوضح ان "لبنان ينتج بذور قمح بمقدار 8 آلاف طن، وهو من الصنف الجيد المقاوم للتغيرات المناخية، ويصدرها إلى الخارج، كما ننتج بذور الكينوا"، كاشفا عن "احتفاظ المصلحة بعينات من بذور نباتات لبنان كافة".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومشيدا ب"ما تقوم به الوزارة ومصلحة الابحاث من اجل مواكبة التطور في معاينة وتحليل المواد وفق طرق حديثة وفاعلة، خصوصا وان القطاع الزراعي مهم بالنسبة الينا على عكس ما كان سائدا من قبل، لجهة الاعتماد على السياحة والخدمات واهمال الزراعة والصناعة لانهما لا يدران الاموال. ولكن الاحداث الامنية التي شهدها لبنان انعكست سلبا على القطاعين السياحي والخدماتي في ظل الاعتماد على الاقتصاد الريعي الذي ادى الى اهمال قطاعات الانتاج، ومنها الزراعي، واوصلنا الى الحال التي نعاني منها اليوم". وقال: "يعتمد نحو 20 في المئة من اللبنانيين على القطاع الزراعي بشكل تام لتأمين معيشتهم، فيما يعتمد عدد مماثل منهم على هذا القطاع بشكل جزئي، وبالتالي لا يمكن القول ان الزراعة في لبنان غير منتجة. وقد انجزنا دراسة لكل القطاعات المنتجة من اجل تحسينها وتفعيلها وسيكون دوركم اساسيا في هذا المجال". واثار الرئيس عون مسألة اشجار الصنوبر، مستفسرا عن مسار تشجيرها، فرد الوزير زعيتر بأن الوزارة "طلبت آلة حديثة لرش الاشجار بالمبيدات اللازمة بعد اكتشاف بعض الحشرات المؤذية للصنوبر، وانه بالتعاون مع قيادة الجيش يتم حاليا معالجة هذه الاشجار في انتظار شراء الالة الحديثة".

معوض

الى ذلك، كانت لرئيس الجمهورية لقاءات سياسية وثقافية. فاستقبل رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض واجرى معه جولة افق، تناولت التطورات السياسية الراهنة ومسار الاتصالات الحكومية. واوضح النائب معوض انه "لا بد من تضافر الجهود من اجل تشكيل حكومة منتجة تشكل مدخلا للقيام بالاصلاحات وتواجه التحديات"، وقال: "في هذه المرحلة الدقيقة لا بد من الالتفاف حول فخامة الرئيس الذي هو رمز لاستعادة التوازن والحفاظ على الشراكة الوطنية التي تعتبر مفتاح الاستقرار السياسي في لبنان".

ابي راشد

وفي قصر بعبدا، المديرة الجديدة للمركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل التابع لمنظمة الاونيسكو الدكتورة دارينا صليبا ابي شديد لمناسبة تسلمها مهامها الجديدة. وقد اطلعت الدكتورة ابي شديد الرئيس عون على الاوضاع الحالية في المركز وخطة عملها للمرحلة المقبلة لا سيما وان ثمة تحضيرات لعقد مؤتمر عنوانه "العيش معا" اضافة لما للمركز من دور ثقافي وحضاري يتلاقى وتوجهات الرئيس عون في حوار الحضارات والثقافات.

 

الراعي إستقبل طالوزيان ووفد الرابطة السريانية وزوارا حبيب افرام: نرفض تغييب الاقليات عن المشاركة في صنع القرار

الجمعة 25 كانون الثاني 2019/وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، النائب جان طالوزيان وتم عرض مواضيع تتعلق بالشأنين الوطني والمعيشي، والتشديد على "وجوب تأليف حكومة ترعى امور الناس وتنقذ البلد من الدوامة التي ادخل اليها".

افرام

ثم استقبل الراعي، وفدا من الرابطة السريانية برئاسة حبيب افرام، الذي اكد ان بكركي "تبقى الكنيسة السريانية المارونية، وهي بهذا مؤتمنة على تراث ولغة وحضارة وتاريخ، وندعوها الى دعم مطلبنا باعتبار السريانية لغة وطنية في لبنان، وان تبدأ نهضة فكرية عبر تعليم اللغة المقدسة في كل المدارس المسيحية في عودة الجذور".

وقال: "لقد ناقشت الرابطة مع غبطته التهميش والالغاء الذي يصيب أبناء الطوائف الست المسماة أقليات مسيحية في النظام السياسي اللبناني، وعبرت عن رفضها القاطع لاستمرار تغييب شرائحنا عن المشاركة في صناعة القرار الوطني، سيما وأن كل الحكومات منذ الاستقلال لم تضم ولا مرة وزيرا سريانيا. فهل شعبنا منقوص الانتماء والهوية، نحن الذين قدمنا الف شهيد على مذبح الوطن؟". وختم: "لقد سألنا غبطته رعاية مؤتمر مسيحي لمناقشة قضايا مصيرية، منها العلاقات بين الطوائف المسيحية وحقوقها وحصصها مع اقتراح بإلغاء المذهبية بين المسيحيين في الإدارة والنيابة والوزارة".

ثم قدم الوفد للراعي كتابا بعنوان "السريان أعمدة الحضارة الإسلامية" للأب سهيل قاشا والدكتور الأب جورج رحمة. ومن زوار الصرح البطريركي سفير لبنان لدى سلطنة عمان البير سماحة، متروبوليت جبيل والبترون وتوابعهما المطران سلوان موسى، ثم عضو المجلس الدستوري البروفيسور انطوان مسرة الذي عرض لشؤون ثقافية وتربوية عامة.

كذلك تسلم الراعي من فريق عمل "وثائقي البطريرك" ناي نفاع وايلي احوش نسخة عن الوثائقي.

 

الراعي ترأس اجتماع لجنة المتابعة النيابية المارونية وتشديد على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة وتوحيد الجهود

الجمعة 25 كانون الثاني 2019 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، اجتماعا للجنة المتابعة المنبثقة عن اللقاء النيابي الماروني، تم خلاله وضع خطة عمل للاجتماعات المقبلة تضمنت مواضيع تناولها البيان الختامي الذي صدر عن اللقاء الموسع، على ان تدرج في جدول وفق الأولويات. وتخلل اللقاء الذي استمر لساعتين ونصف الساعة، عرض للمستجدات الإيجابية المتعلقة بملف تأليف الحكومة، وكان تشديد على ضرورة الإسراع في هذا التشكيل وتوحيد الجهود في سبيل ذلك.

 

الأحرار: للاقلاع عن التجاذبات في تأليف الحكومة وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها

الجمعة 25 كانون الثاني /2019 /وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. واصدر بعده بيانا لاحظ فيه انه "سجلت الساعات الأخيرة اشاعة اجواء تفاؤل على صعيد تشكيل الحكومة العتيدة وقد ذهبت الى تحديد الأسبوع المقبل كحد أقصى لذلك. في المقابل تجددت التصريحات التي تدحض هذه الاجواء في تكرار لتجارب الاشهر التسعة التي كانت تشهد السيناريو ذاته. كل ذلك وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية التي باتت تهدد بأسوأ العواقب. من هنا تجديد الدعوة الى الاقلاع عن التجاذبات التي تطغى على جهود التأليف وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح. ونخشى انه اذا استمر الوضع على نفس الوتيرة من توالي التفاؤل والتشاؤم فانه يؤشر الى نيات مبيتة تتخطى موضوع الحكومة لما هو اخطر منه وهذا ما نحذر منه وندعو الى تفاديه".

ورأى "ايجابية بعقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت ونجاح تنظيمها بشهادة المشاركين فيها والمراقبين الذين تابعوا اعمالها". معربا عن اسفه من "احجام الملوك والرؤساء العرب عن المشاركة الشخصية فيها لاعطائها مزيدا من الصدقية"، معتبرا ان "الوفود المشاركة تمثل بلدانها وتلزمها بالقرارات التي اتخذت والتي تنتظر وضعها موضع التنفيذ". داعبا الى "تعميق التعاون بين الدول العربية لرفع التحديات ومواجهة الاخطار بدءا باعادة تفعيل المفاوضات المتعلقة بالقضية الفلسطينية على اساس الحل القائم على قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية مرورا باستنهاض المجتمعات العربية في زمن العولمة ووصولا الى السوق العربية المشتركة". وقال: "استرعى انتباهنا تصريح رئيس الجمهورية المتعلق بعزمه مكافحة الفساد المستشري وتسمية الاشياء باسمائها. ونؤكد ان السواد الاعظم من اللبنانيين يدعمون هذا التوجه ويتمنون ان يكون عنوان الوقت المتبقي من الولاية الرئاسية. وعندنا ان التهاون في مكافحة الفساد ستكون له مضاعفات خطرة على لبنان، مع العلم ان الفساد يتحصن بالمحاصصة التي يجب التخلص منها ويتلطى وراء ادعاء الثوابت الميثاقية فيسعى الى ادخال الأزلام الى الادارة العامة تحت هذا العنوان. وفي سياق متصل ندعو الى تطبيق اللامركزية الادارية الموسعة والى الشراكة بين القطاعين العام والخاص مما يساعد الجهود المبذولة لكشف الفساد ومحاربته خصوصا بالنسبة الى حشر الالاف في الادارات العامة كما هو حاصل اليوم. ناهيك بالايجابيات على صعيد تحصين الوضعين الاقتصادي والانمائي".

 

الصمد بعد اجتماع اللقاء التشاوري: لن نقبل إلا بممثل حصري لنا في الحكومة

الجمعة 25 كانون الثاني 2019/وطنية - طرابلس - عبر "اللقاء التشاوري" للنواب السنة المستقلين، في بيان بعد اجتماع عقده في دارة النائب جهاد الصمد في طرابلس، عن أسفه "لغياب رؤساء وملوك وأمراء دول عربية ومقاطعتهم القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعية التي انعقدت في بيروت، واستمرار غياب سوريا عن حضور القمم العربية، ما يحدث خللا داخل الجسم العربي لن يستقيم قبل عودة سوريا لممارسة دورها القومي والمحوري في المنطقة وداخل الجامعة العربية. ورأى أن "من أهم ما أنتجته القمة العربية، الإجماع على تسهيل وتنظيم عودة النازحين إلى بلادهم، لذا المطلوب من الحكومة اللبنانية بالتعاون مع الحكومة السورية العمل على تنظيم عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، لما فيه مصلحة لبنان وسوريا". وأكد اللقاء "تضامنه مع التحركات الشعبية الإحتجاجية والمطلبية في وجه أهل السلطة، والدعوة إلى محاربة الفساد والمحسوبيات والمحاصصة والنهب والهدر الذي يرهق البلاد والعباد، في ظل تقاعس السلطة والأجهزة الرقابية عن تأدية دورها المطلوب، وغياب المحاسبة، ما يترك البلد في مهب الفوضى والفلتان على كل الصعد، ويهدد بالإفلاس السياسي والأخلاقي إلى جانب الإفلاس المالي".

وأسف "لحال المراوحة التي لا تزال تخيم على مسألة تأليف الحكومة، برغم دخول التكليف شهره التاسع، والذي تعود أسبابه الرئيسية إلى مكابرة الرئيس المكلف ورفضه الاعتراف بنتائج الإنتخابات النيابية، لأنها تنهي احتكاره تمثيل الطائفة السنية".

وعبر عن "استيائه من تنازل الرئيس المكلف عن الكثير من صلاحياته التي أناطها به الدستور، وقبوله مشاركة الآخرين له في عملية تأليف الحكومة سوى رئيس الجمهورية، مقدما تنازلات غير مسبوقة على حساب مقام رئاسة الحكومة ودورها والتوازن بين المكونات اللبنانية".

وطالب "اللقاء التشاوري" المجلس الدستوري "بوجوب إصدار قراراته المتعلقة بالطعون الانتخابية المقامة أمامه"، مجددا تمسكه بموقفه السابق لجهة "تمثيله حصرا في حكومة الوحدة الوطنية بأحد نوابه الستة أو أحد الأسماء الثلاثة التي رشحها من خارج اللقاء لهذه الغاية، وهو لن يقبل بأي طرح أو تسوية جديدة تكرر التجربة السابقة، المرفوضة من اللقاء شكلا ومضمونا".

وردا على سؤال قال الصمد: "في ما يتعلق بموضوع الثلث المعطل، كان لنا رأي واضح منذ بداية الأزمة. نحن في تجربة أي حكومة، وخصوصا حكومة مكوناتها واسمها حكومة وحدة وطنية، لا يجوز أن يكون هناك لحزب واحد ثلث معطل، من باب أن ذلك نراه انتقاصا من صلاحيات رئيس الحكومة بالدرجة الأولى، وإذا كانت القصة حرصا على حقوق المسيحيين، فعندما يكون هناك 15 وزيرا مسيحيا في الحكومة، وما دامت الحكومة مناصفة، فإن الـ15 وزيرا هم ضمان لحفظ حقوق المسيحيين بالمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، لكن في رأينا عندما نحكي بهذا الموضوع يجب أن يحكى به في بيان رسمي، لكن في رأيي الشخصي أن يكون الثلث زائدا واحدا في يد حزب سياسي واحد هو أمر غير مسموح، لأنه يعيد رئيس الحكومة "باش كاتب" كما كنا قبل اتفاق الطائف".

وردا على سؤال آخر، قال: "موقفنا واضح كلقاء تشاوري، فلن نقبل بأن يكون الوزير الذي سيمثل اللقاء في حكومة الوحدة الوطنية إلا ممثلا حصريا لهذا اللقاء، مثله مثل أي مكون آخر في حكومة الوطنية، ولن يكون من حصة أحد إلا اللقاء التشاوري فقط".

وسئل كيف سيتعامل وزير "اللقاء التشاوري" مع ملفات مجلس الوزراء، فأجاب: "مثل أي موضوع. نحن في السياسة لا نختلف إلا مع تيار المستقبل وحلفائه. في المواضيع الإستراتيجية والسياسية الكبيرة ليس عندنا أي إشكال في موضوع المقاومة ولا في موضوع العلاقة مع سوريا، وهاتان النقطتان هما الموضوعان الخلافيان الأساسيان اللذان نختلف فيهما مع تيار المستقبل وحلفائه".

وردا على سؤال عما إذا كانت معادلة 8 و14 آذار قد عادت بعد دعوة الرئيس الحريري إلى رص الصفوف، قال: "السبب الذي يجعلنا نحكي في هذا الموضوع هو أولا أن قصة تأليف الحكومة نحت بمنحى الأرثوذكسي، أي على طريقة القانون الأرثوذكسي، وهذه من العيوب التي اعترت تأليف الحكومة التي يتحمل مسؤوليتها الرئيس المكلف باعتباره قبل أن يدخل التكليف بهذه الطريقة. أعتقد أنه قبل الإنتخابات لم يكن هناك لا 8 ولا 14 وآذار، إنما عندما بوشر تأليف الحكومة صار اضطراريا أن يعود الحديث عن 8 و14 آذار، علما أن حصة فريق 8 آذار أكثر من 11 وزيرا".

وسئل هل هذا الكلام جرى الحديث فيه مع "حزب الله" وحركة "أمل"؟ قال: "نحن نتحدث عن اللقاء التشاوري، وهذا السؤال يطرح على حزب الله والرئيس نبيه بري، هما يتحدثان عن رأيهما، لكن نقول إنه إذا كان التعاطي كفريقي 8 آذار و14 آذار، فإذا احتسبنا تحالف 8 آذار بين حركة أمل وكتلة الوفاء للمقاومة والحزب القومي وتيار المردة واللقاء التشاوري عندها نصبح أكثر من 45 نائبا، فإذا قسمناهم بأنه يحق لكل 4 نواب وزير عندها يحق لنا أكثر من 11 وزيرا، بينما التوزيع الحالي حسب الطريقة الأرثوذكسية، وإذا لم يتمثل اللقاء التشاوري، حصلنا فيه فقط على 7 وزراء".

وردا على سؤال، قال: "نحن مع تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال في حالة واحدة فقط هي إنجاز الموازنة، لأن ثمة وضعا ماليا واقتصاديا ضاغطا جدا جدا، وإذا تجاوز الأمر إنجاز الموازنة فقط، وعندما تصبح حكومة تصريف أعمال الضرورة غير الموازنة، فمعناها أن تأليف الحكومة أصبح موضوعا في خبر كان، وهذا شيء لا يجعل عمل المؤسسات ينتظم بشكل صحيح. يجب أن يكون هناك حكومة تنال الثقة وتحاسب، وتفعيل دور مجلس النواب من ناحيتي التشريع والرقابة".

وهل يطالب الرئيس الحريري بالاعتذار عن التأليف، أجاب: "نحن في هذه المرحلة، قلناها في السابق ونعود ونكررها، أنا ممن لم يسموا الرئيس المكلف خلال الاستشارات النيابية، لكن في هذه المرحلة لست مع الاعتذار، ويجب أن تؤلف الحكومة نظرا الى ما يعانيه المواطن والدولة والسلطة وكل الناس".

وماذا عن مطالبة الطائفة العلوية بوزير، قال: "هذا الموضوع متعلق بتوازنات في البلد، لأنه عندما نتحدث عن تمثيل الطائفة العلوية من المنظور الإسلامي فإن التمثيل العلوي يحسب من حصة الشيعة، وهذا الطرح هو الذي أفشل موضوع تأليف حكومة من 32 وزيرا. الطائفة العلوية طائفة كريمة، ويجب أن تمثل، لكن يجب مراعاة التوازن الإسلامي من ناحية السنة والشيعة وكذلك الموارنة، لأنه لا يمكن أن تعطي 7 وزراء للسنة، و6 للشيعة والموارنة. هناك تركيبة ونظام في البلد، والتزامات معينة علينا أن نحترمها وأن نحافظ على حقوق الكل. أنا لست ضد توزير العلويين، إنما مع المحافظة على التقسيم وتركيبة النظام اللبناني".

 

المكتب الإعلامي لباسيل: تقدم بشكاوى جزائية عدة بحق أيوب وحذر من مغبة التداول في أخبار كاذبة وملفقة

الجمعة 25 كانون الثاني 2019 /وطنية - أعلن المكتب الإعلامي لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل في بيان، أنه "تقدم بواسطة وكيله القانوني بشكاوى جزائية عدة لجانب النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان بحق السيد شارل ايوب وبحق كل من تداول ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي المقال الكاذب المنشور في جريدة الديار بتاريخ 24/1/2019 بعنوان "فضيحة كبرى: الهبة القطرية 500 مليون دولار لشراء سندات...". وأشار إلى أن "الشكاوى المذكورة سجلت تحت أرقام 4938 و4939 و4940/ش، وتمت إحالتها على مكتب المباحث الجنائية للتحقيق بها". وإذ أكد المكتب أنه "سينشر تباعا ما ستؤول اليه الإجراءات القضائية لهذه الناحية"، حذر من "مغبة التداول في أخبار كاذبة وملفقة مماثلة للمقال موضوع الشكوى لأنها ستعرض فاعلها للملاحقة القضائية بغية إنزال أشد العقوبات في حقه".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 24 و 25 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

 

الوقوع في أفخاخ التجربة وذاك السياسي البائس

الياس بجاني/24 كانون الثاني/19

نعم هي التجربة وكلنا نقع فيها عندما يقل إيماننا ويخور الرجاء بداخلنا ونستسلم لشهوات الغرائز التي هي الشيطان نفسه. لهذا علمنا السيد المسيح صلاة الأبانا ومن أهم مكوناتها "لا تدخلنا في التجارب". الإنسان يتجرد من إنسانيته عندما يعبد المال والسلطة ويموت الحب بقلبه ويتلحف بالأنانية القاتلة. بالتحديد هذا هو التشخيص الإيماني لذلك السياسي الذي توهمنا في يوم من الأيام أنه مثلنا ويشبهنا وربما قد يكون خشبة خلاص. هذا السياسي فشل فشلاً ذريعاً بعد أن ضلل الناس برزم من الأوهام بعد أن وقع في التجربة الإبليسية والغرائزية إياها وأمسى كارثة قولاً وفعلاً عملاً بكل المعايير والمقاييس.. ونعم إن وضعية هذا السياسي جداً محزنة ومقززة وكارثية.. لكنها الحقيقة المرة والصادمة.

 

الإكليروس "يبيع" موقف كنيسة مار مارون .. وكأنه وكيل تفليسة

سيمون شاهين أبو فاضل/ الكلمة أونلاين"/25 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71477/%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D9%81%D8%A7%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85/

في منطقة ما بعد النهر أي كازاخستان وجوارها، سأل أحد المسلمين يوما، شيخا، عما إذا كان يجوز للمسلم أن يبيع أرضه لغير المسلم وخصوصا للمسيحي. فرد الشيخ قائلا: لماذا تسألني؟ بل إسأل الذي دفع ثمنها دما وشهداء. عندها عَدَلَ صاحب الأرض عن بيعها، نظرا لآلية أسْلَمَتها يوما بعد وصول الإسلام إلى المنطقة. هذا الموقف المبدئي لا ينسحب على بعض الإكليروس في لبنان.

 

نصرالدين الغريب شيخ في قفص حزب الله بمهمة شق وحدة الدروز

صلاح تقي الدين/العرب/26 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71484/%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%aa%d9%82%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%a8-%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%81%d9%8a-%d9%82/

 

 

اسأل الله الهَدي للضالين والسير بنا الى ميناء الأمان

الأب سيمون عساف/25 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71464/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D8%B3%D8%A3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%8E%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B6%D8%A7%D9%84/

 

 

 

Opinion/Why the Rebuilding of Syria Isn’t Going to Happen
 
تحليل من الهآرتس لديفيد روزنبرج لهذه الأسباب لن تتم أعادة الإعمار في سوريا
 David Rosenberg/Haaretz/January 25/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71470/david-rosenberg-haaretz-why-the-rebuilding-of-syria-isnt-going-to-happen-%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%81%d9%8a/

 

 

 Analysis/Iran's Soleimani Seeks New Balance of Terror With Israel. For Now, He Failed
 
تحليل لعاموس هاريلمن الهآرتس: قاسم سليماني يسعى إلى تحقيق توازن جديد في الإرهاب مع إسرائيل. ألا أنه حتى الآن فشل
 Amos Harel/Haaretz/January 25/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71466/amos-harel-haaretz-irans-soleimani-seeks-new-balance-of-terror-with-israel-for-now-he-failed-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%B3-%D9%87%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%84/