المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january21.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

تعالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ذكرى مجزرة الدامور الوحشية

الياس بجاني/الحريري وجنبلاط وجعجع وكل ربع الصفقة الخطيئة سلموا لبنان دون مقاومة لحزب الله

الياس بجاني/ذكرى اتفاق معراب: شرود وتخلي وخراب

الياس بجاني/قيادات مارونية غير شكل

الياس بجاني/قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة: البيان الختامي للقاء بكركي

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ليعلم كل مخدوع او اسود النيات او طامع بالإلغاء بان امر الاعتداء علينا او التغاضي عن وجودنا مستحيل/الأب سيمون عساف/فايسبوك

رباه، بشفاعة مار شربل اعطنا من فوق تنويرا لنسير الى الشاطىء الآمن لأننا كلنا ضللنا وليس فينا من يعرف اين اتجاه المينا/الأب سيمون عساف/فايسبوك

غروب زمن القامات/الياس الزغبي/

لا ثلث معطّلا لباسيل أو لغيره

شلالا: لا صحة لما تردد عن تكفل قطر بمصاريف القمة

تفجير عفرين استهدف شخصية رفيعة من حزب الله؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 20/1/2019

القمة الاقتصادية أضرّت بلبنان وفشلت في علاج التصدّع العربي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحروب الداخلية وتفشي الإرهاب والنزوح واللجوء أثرت على التنمية في بلداننا العربية

أبو الغيط: لبنان والأردن تحملا الكثير وفاء للعروبة وتحديات التنمية تفرض حفظ الموارد

إعلان بيروت” يحذِّر من تفاقم أزمة اللاجئين

القمة الاقتصادية خسارة معنوية ومادية للبنان وتأكيد لسلطة «الثنائي الشيعي»

نائب رئيس «الكتائب»: ما يحصل يؤكد أن نفوذ النظام السوري ما زال حاضراً في بيروت

باسيل: لم نتواصل مع سوريا وأمير قطر كسر الحصار

الأحزاب المسيحية في لبنان أسيرة الطموحات الشخصية لقادتها

باسيل..من حُضن المقاومة إلى حضن النظام الأسدي/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

أين السيد حسن نصر الله؟!/ذو الفقار موسى/لبنان الجديد

إلى خصوم موسى الصدر...!/الشيخ عباس حايك/لبنان الجديد

خالَفوا الوصية وامتطوا ظهر المستضعفين/ربيع خضر طليس/لبنان الجديد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل وجيش الأسد يتبادلان القصف الصاروخي في دمشق وفوق الجولان

تظاهرات ضد تركيا ومقتل 6 مدنيين بعفرين... وتفجير مفخخة بكفر سوسة

التحالف يقصف مقار “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني بصنعاء دمّر مخازن للطائرات المسيّرة... والجيش اليمني استهدف اجتماعاً للانقلابيين في تعز

قتلى وجرحى بانفجار قرب فرع أمني جنوب دمشق

إسرائيل تقرر إغلاق مدارس «الأونروا» في القدس الشرقية

التحالف يستعجل إنهاء «داعش» شرق الفرات وطائرات عراقية تقصف جيب التنظيم في دير الزور... وترمب يلتقي أسر قتلى تفجير منبج

كيري يهاجم بومبيو وتصريحاته الأخيرة

قوات مصرية في البحرين لإجراء مناورات مشتركة

مصرع 170 شخصاً في البحر المتوسط خلال أيام

طهران تنأى بنفسها عن قضية الجاسوس المعتقل بألمانيا

الحوار الإيراني ـ الأوروبي أمام أبواب مغلقة وصبر أوروبا على طهران ينفد وتقترب أكثر من نهج ترمب

 إدانة «داعشية» كندية حاولت السفر إلى سوريا بعد الحكم بالسجن 40 عاماً لمتهم بالتخطيط لتفجيرات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الثورة الكبرى وصغار الثائرينLالدكتورة رندا ماروني

عون في القمة "الباهتة" لا يشغله سوى السوري/منير الربيع/المدن

لبنان … القراصنة يُغرقون السفينة/ أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

مروان حمادة مفكك الملفات اللبنانية الصعبة/صلاح تقي الدين/صحيفة العرب

حلف الحريري–باسيل بمواجهة كل التحالفات الأخرى/بولا أسطيح/النشرة

العراق ولبنان المرشحان الأساسيان في استراتيجية الانتقام الإيرانية/راغدة درغام

في الاتحاد 'كوة'، ولا تزال!/منى فياض/الحرة

قمة بيروت التنموية وحتمية الاستثمار في البشر/أحمد أبو الغيط/الشرق الأوسط

أمتنا العربية... وخواصرها الرخوة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

اللغة كأستاذة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بيان القمة: وعود عظيمة ومبادرة الكويت اليتيمة

القمة العربية الاقتصادية اختتمت أعمالها.. وعون للقادة المتغيبين: لهم ما لهم من عذر

خطاب عون.. وثوابت العهد السياسية/هتاف دهام/لبنان 24/20

القائد العام لليونيفيل جال في تبنين

رعد: هدف جولة وكيل الخارجية الأمريكية استنهاض معنويات حلفائه

كلنا عالشارع: محطة لتحقيق المطالب وبناء كتلة شعبية ضاغطة

مظاهرة كلنا عالشارع: محطة لتحقيق المطالب وبناء كتلة شعبية ضاغطة تتابع التحركات

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب

إنجيل القدّيس متّى11/من25حتى30/“قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال!نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت! لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ. تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ذكرى مجزرة الدامور الوحشية

الياس بجاني/20 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71221/damour-massacre-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88/

لم ولن تغيب عن الذاكرة اللبنانية والمسيحية الوجدانية والوطنية والإيمانية واقعة مجزرة الدامور الوحشية التي ارتكبها النظام السوري ألأسدي، والإرهاب الفلسطيني، وجماعات اليسار والعروبيين والجهاديين يوم 20 كانون الثاني من سنة 1976.

هي ذكرى مؤلمة لحقبة وحشية ودموية من تاريخ لبنان ومن نضال وصمود الوجود المسيحي الحر فيه.

هي ذكرى لحقبة مريرة وجحودية تحالف فيها بعض خونة ومرتزقة الداخل مع الإرهاب الفلسطيني والعروبي واليساري والجهادي حيث قامواً معاً بتنفيذ مجازر وحشية وبربرية ضد أبناء الدامور المسالمين، وضد كل سكان ساحل الشوف المسيحيين، وصولا إلى حصار الرئيس كميل شمعون في بلدة السعديات.

هي ذكرى سوداء وبشعة ودموية من تاريخ محاولات اقتلاع المسيحيين من لبنان وتدمير لبنان الكيان والتعايش والرسالة والهوية والحضارة.

هي ذكرى بربرية موصوفة قام خلالها أعداء لبنان والحضارة والإنسانية ولبنان الرسالة بتدمير منازل وكنائس بلدة الدامور والبلدات الساحلية المجاورة لها وإحراق الحقول وتهجر أهلها من المسيحيين.

لقد قدر عدد الضحايا الأبرار لمجزرة الدامور ب 684 فرداً بين أطفال ونساء وشيوخ ومقاتلين.

لن ننسى تلك المجزرة، ولن ننسى من خطط لها وقام بها..

ولن ننسى أهدافها الشيطانية الهادفة لاقتلاع المسيحيين وتهجيرهم من لبنان.

تلك الأهداف والمرامي الإبليسية التي لا تزال تمارس حالياً بحق المسيحيين وغيرهم من الشرائح اللبنانية السيادية والاستقلالية، وإن كانت بأنماط وطرق وأساليب مختلفة، وذلك عن طريق جماعات محلية وإقليمية ودولية قد تكون هويتها مختلفة، ولكن تحت نفس المفاهيم العدائية والمذهبية المغلفة بالحقد والهمجية  والمذهبية وكل وأنواع الإرهاب.

اليوم يقوم النظام الإيراني الملالوي عن طرق ذراعه المسماة حزب الله، وبالتكافل والتضامن مع نظلم الأسد الإبن، وبعض مرتزقة الداخل من اليساريين والجهاديين وتجار المقاومة والتحرير بإكمال فصول جريمة مجزرة الدامور، ولكن على نطاق أوسع يشمل كل مساحة لبنان، وشرائحه المجتمعية كافة، حيث يسعى نظام الملالي بالقوة والإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ليس على فقط اقتلاع المسيحيين من لبنان وقتلهم وتهجيرهم، بل على تدمير الكيان اللبناني، وإسقاط نظامه التعايشي والحضاري، واستبداله بجمهورية ملالوية ملحقة بحكام طهران تكون قاعدة ومنطلق لإسقاط كل الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية.

في هذه الذكرى الموجعة فإن كل الشرائح اللبنانية السيادية والاستقلالية والسلمية، وفي مقدمها المسيحيين لن ينسوا بطولة أهلنا الأبرار والشرفاء والأبطال الذين وقفوا في وجه الغزاة والمرتزقة وقدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطنهم المقدس والغالي.

لا، لن ننسى الشهداء الأبرار، ولن ننسى تضحياتهم.

اليوم نرفع الصلاة خاشعين من أجل أن تستريح نفوسهم في جنات الخلد.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الحريري وجنبلاط وجعجع وكل ربع الصفقة الخطيئة سلموا لبنان دون مقاومة لحزب الله

الياس بجاني/19 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71256/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%88%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9-%D9%88%D9%83%D9%84/

احقاقاً للحق وشهادة له نؤكد وعملاً بكل الوقائع والحقائق المعاشة على الأرض فقراً وإرهاباً وبؤساً وتعاسة وفوضى وتسيب وضياع بأن العماد عون وجبران باسيل هما على حالهما الملالوي واللاهي منذ توقيع “ورقة تفاهم مار مخايل الطروادية” مع حزب الله ..

وهما لم يبدلان حرفاً واحداً من خطابهما وتحالفاتهما وطروحاتهما اللاسيادية واللا لبنانية المسورنة واللاهية…

وبالتالي لا يمكن تحميلها وحدهما مسؤولية حال وطن الأرز الحالي الدركي على كافة المستويات وفي جميع المجالات… ومنها بالطبع هزالة الحضور في المؤتمر العربي الاقتصادي المنعقد في بيروت.

أما المسؤول حقيقة عن وضع لبنان الحالي بنسبة 90% هو الفريق الذي كان يسمى زوراً سيادياً واستقلالياً.

ذالك الفريق عينه الذي تخلى عن ثورة الأرز، والتحق بباسيل وعون، وساوم المحتل الذي هو حزب الله، وأرتضى مساكنته دون مقاومة مع سلاحه ودويلاته وإرهابه وحروبه ومشروعه الفارسي التوسعي والإستعماري.

من هنا فإن المسؤول بالكامل عن تسليم لبنان لحزب الله وضمه لمحور إيران، وجره للوضع الحالي الدركي هو من فرط 14 آذار، وداكش الكراسي بالسيادة، وتلحف بهرطقة الواقعية النفاقية والتمويهية، وهلل لخطيئة “اتفاق معراب” المبني على تقاسم المغانم والحصص، وقفز فوق دماء الشهداء وساوم على تضحياتهم، ودخل الصفقة الخطيئة الرئاسية والوزارية والنيابية والسلطوية على خلفية الفجع السلطوي، وقلة الإيمان، وخور الرجاء، وعشق الأبواب الواسعة.

عملياً وواقعاً فإن المسؤول هو كل من رضخ لمشيئة حزب الله ولمشاريع أسياده في دمشق وطهران عن غباء وتشاطر مرضي، وأنانية مقززة متسلحاً بنوايا جشع رئاسية ووافق على القانون الانتخابي الهجين الذي أعطى إيران ونظام الأسد ومرتزقتهما المحليين في المجلس النيابي اللبناني أكثرية عددية مريحة حذت بإعلان قاسم سليماني بوقاحة بأن طهران حصلت على 74 مقعداً نيابياً في لبنان.

إن ما يشهده لبنان اليوم من فجور وهرطقات وغياب للدولة وللقانون وأخطار انهيار مالي واقتصادي إضافة إلى مشهدية حال المؤتمر الاقتصادي العربي المحزن، هو ليس من مسؤولية لا عون ولا باسيل ولا حزب الله ولا نظام الأسد ولا إيران وحدهم، بل وبكل صراحة هو من مسؤولية الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري ورعاتهم من الدول العربية والدولية الذين لا يجيدون غير الشعارات البالية والغرق في الهزائم ومن ثم البكاء على الأطلال.

من هنا، فإن المطلوب اليوم محاسبة كل من تخلى عن ثورة الأرز من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب والتحق مباشرة أو مواربة بمحور الشر السوري-الإيراني مقابل مصالح خاصة وأوهام سلطوية ورزم من مكونات الحقد والجهل والغباء والتشاطر والباطنية وعمى البصر والبصيرة.

المطلوب قيادات جديدة من غير خامة وثقافة أولئك الساقطين عن سابق تصور وتصميم في كل تجارب إبليس، والسائرين فرحين وبجحود وبنرسيسية على خطى الإسخريوتي والطروادي وقرينهما الملجمي.

*عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ذكرى اتفاق معراب: شرود وتخلي وخراب

الياس بجاني/19 كانون الثاني/19

الذكرى 3 لإتفاق معراب: ذكرى قلة إيمان وخور رجاء وتخلي وابواب واسعة وتقاسم مغانم وتسليم لبنان لحزب الله ومداكشة للكراسي بالسيادة وقفز فوق دماء الشهداء..تنذكر وما تنعاد.

 

قيادات مارونية غير شكل

الياس بجاني/18 كانون الثاني/19

مقابلتي هنري صفير أمس وفريد هيكل الخازن اليوم ع الMTV يعطيان صورة مشوهة وعاطلة وذمية ونرسيسية عن واقع قادتنا الموارنة التعتير..هنري ضد أميركا والمحكمة الدولية وفريد مسورين وملالوي..وقمح بدها تاكل حني.

 

قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/16 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71143/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84/

كما كان معلوماً ومتوقعاً فقد جاء بيان لقاء بكركي الماروني التشاوري الختامي منمقاً ورمادياً وانشائياً ودون جدوى عملية حيث استفاض واضعوه في شرح أعراض المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه وبدستوره وبمؤسساته وبهويته وبتاريخه وبرسالته وبالقرارات الدولية الخاصة به وبأمنه وبدوره وبلقمة عيش بنيه... لكنهم للأسف قد تعاموا عن سابق تصور وتصميم ذميين عن تسمية المرض الذي هو "الاحتلال الملالوي" ودون الإشارة إليه بشجاعة وعلنية دون خوف أو تردد، والأهم دون ذمية وتقية، وكذلك دون خلفيات نرسيسية لحسابات سلطوية ونفعية وأرباح شخصية وغير وطنية.

لم يأتي البيان لا من قريب ولا من بعيد، ولا مباشرة ولا حتى مواربة أو تلميحاً، على ذكر كارثة احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي للبنان، والذي هو واقعاً معاشاً على الأرض "المرض السرطاني" المسبب الأساسي وربما الوحيد حالياً لكل الأعراض التي ذكرها البيان وتفنن في جردها بمفردات رمادية ومموهة...

أليس هذا التعامي المتعمد هو ما تعنيه الآية الإنجيلية: "مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا المَطْلُوبُ وَاحِد" (لوقا10/38حتى42)؟!!.

عملياً ما معنى قول البيان بأن على لبنان أن يلتزم بالشرعتين الدولية والعربية دون أن يوضح ما يعنيه تحديداً، ودون التطرق بجرأة ودون لف ودوران "لاتفاقية الهدنة الدولية بين لبنان وإسرائيل"، وللقرارين الدوليين رقم 1559 و1701، اللذين يطالبان ببنود واضحة ومحددة بتجريد سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها (وحزب الله ميليشيا) وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية؟

وعملياً ما فائدة وجدوى المطالبة بضرورة سرعة تشكيل الحكومة وبالبكاء على الوحدة الوطنية، والعويل على الوضع الاقتصادي الدركي، ما لم يُسمى جهاراً من يقف وراء كل هذه العراقيل والذي هو الاحتلال الإيراني الإرهابي؟

وما جدوى ونفع تشكيل لجنة متابعة من نواب قرار بعضهم ليس ملكهم وهم ينفذون ولا يقررون، ووطنياً لا يجمع بينهم أي رابط فكري أو سيادي أو استقلالي أو دستوري أو أية رؤيا إستراتجية واحدة، في حين أن بعضهم يقدس سلاح المحتل ويشكل غطاءً له؟

وأليس هذا التصرف الإستعمائي هو قمة في التناقض وينطبق عليه قول رسول الأمم، بولس: "لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين". (رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24)؟

وهل ما جاء في البند الثامن من البيان مصداقية حيث تم التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان دون التطرق لدور حزب الله الذي يسبب هذه الانتهاكات؟

وهل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية دون القول "القرارات الخاصة بلبنان" وذكر هذه القرارات وأرقامها أي معنى عملي؟

وهل المطالبة بدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بواجبهم في الدفاع عن لبنان وحفظ أمنه وسيادته بوجود دويلة وجيش احتلال رديف يشارك نيابة عن إيران في كل الحروب الإقليمية وينفذ عمليات إرهابية في العديد من الدول؟

وهل الوجدان الماروني الذي طالب البيان الالتزام به يسمح ويقر ويبرر المواقف الرمادية التي جاءت في البيان ؟

وهل واضعو البيان على معرفة بالآية الإنجيلية القائلة: "لأنك لست ساخناً ولا بارداً، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي". (الرؤيا03/15و16)

يبقى أن اللقاء كان مشهديه مسرحية ليس إلا ولن يكون له عملياً أية نتائج سيادية أو استقلالية كما أن مفاعيله حقيقة انتهت مع انفضاضه.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

البيان الختامي للقاء بكركي/الياس بجاني/18 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D9%83%D8%B1%D9%83%D9%8A/

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي/الياس بجاني/16 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A/

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ليعلم كل مخدوع او اسود النيات او طامع بالإلغاء بان امر الاعتداء علينا او التغاضي عن وجودنا مستحيل

الأب سيمون عساف/فايسبوك/20 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71309/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D9%84%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%85-%D9%83%D9%84-%D9%85%D8%AE%D8%AF%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%88-%D8%A7%D8%B3%D9%88%D8%AF/

يكتبون عنا وتستفيض الأقلام فاخجل من شماتة العُذَّال.

 لست مخوّلاً الدفاع كما اني لست في مطرح المسؤول لأتصرّف.

غير اني انتمي الى تاريخ وتراث وانتماء وهوية مارونية تأبى ان اعتصم بالسكوت.

 لذلك اتجنّد للرد على المستخفين بوجودنا في لبنان الذي بنيناه نحن، وبحضورنا الرائد الفاعل وبفضل الجدود اصبح له حيثية تُحترم.

اقول لكل مستقوي وبجرأة شجيعة ان رأسنا لا يؤكل بالهيّن اذا جدّ الجدّ وللصبر حدود.

اكرر القول نحن لا نفتري وبالنا طويل وثقافتنا الكلمة لأن سيدنا يسوع في البدء كان "الكلمة".

اما اذا دامت الحالة على ما هي، والاستفزاز والاستقواء مستنفران، فنحن لها الفوارس التي تجيد بشراسة فنّ السحق،

ولا يعتقدنّ أحد اننا ضعفاء بل اقوياء على كل صعيد وفي كل مجال.

نعيش في وطن الحريات الحضارية التي تواجه الكلمة بالكلمة والخطاب بالخطاب.

لغة الشارع والزواريب و"الزقاقيات" ليست لنا ولا من شيمنا ولا من ادبنا ولا من تربيتنا ولا من تقاليدنا.

لغة السيوف والسواطير والخناجر من عادات الأغبياء والجهلة والمتخلفين.

حتى إنجيلنا المقدس يحرِّم علينا هذا السلوك المعيب.

حذارِ اذن من اللجوء الى ما يخالف الأعراف والنظام في وطن الأرز ومن الترهيب والمظاهرات الرافضة قبول الغير.

تميّزنا عن غيرنا بالعيش مع الآخر وبتقبُّله وما هذه القناعات الا من مستوياتنا الراقية وتعاليمنا واخلاقنا ومبادئنا.

في يقيني اننا انتهينا من همجية الحروب وثقافة الغزو ومرمغات الدم وهيمنة السطو.

ختاما ارجو ان تطال كلمتي هذه جميع الأطياف والشرائح في لبنان، وليعلم كل مخدوع او اسود النيات او طامع بالإلغاء بان امر الاعتداء علينا او التغاضي عن وجودنا مستحيل!!!

فليعُد الى التعقُّل كل مبطن الشر والسيطرة وضامر الإبادة للأخرين.

انصح بالمطلق واترصّد المتعصبين.

بالمحبة وحدها وبالرجوع الى الله يُبني الإنسان وتقوم الأوطان، مع امتناني والشكران.

ا. د. سيمون عساف. 20/1/2019

 

سفينة الشعب في عرض بحر التيهان، والبوصلة فقيدة، والرؤية ضباب، والقراءة غباء، والطرح غياب، والخطاب اجترار.

رباه، بشفاعة مار شربل اعطنا من فوق تنويرا لنسير الى الشاطىء الآمن لأننا كلنا ضللنا وليس فينا من يعرف اين اتجاه المينا

الأب سيمون عساف/فايسبوك/20 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71299/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81/

يا ملك القداسة وبطلها يا شربل الصومعه والدير والدار والديار، في ظلال ارزك اشباح الرعب والبنون ضائعون.

من بقاعكفرا الى عنايا الى كل مكان في لبنان يعلون النداء صوبك فما في الساح غيرك للإنقاذ والخلاص.

سفينة الشعب في عرض بحر التيهان والبوصلة فقيدة والرؤية ضباب والقراءة غباء والطرح غياب والخطاب اجترار.

 بقيت وحدك الملجا والملاذ نحدق في سماوات محبستك ونستغيث.

استجبنا ورُد الياجوج عنا والماجوج لأن الزمان أرْسَلَ عَلَيْنا طَيْراً أَبَابِيل اي سِرْباً وَرَاءَ سِرْبٍ، مُتَتَابِعَةً ، مُتَجَمِّعَةً.

بات الوضع مزروعا ذعرا كضربة موسى الثالثة لفرعون التي تمثلت في انتشار البعوض في الْمُسْتَنْقَعِ ثُنائِيَّةِ الأجْنِحَةِ،

لَها فَمٌ كَذَنَبِ الإِبْرَةِ، بِهِ تَلْدَغُ وَتَمُصُّ،

وَتَنْقُلُ بِلَدْغِها الجَراثِيمَ،

وتاتي الضربة الرابعة خروج الذباب،

والخامسة الغبار العاتيّة التي غطت سماء وأرض مصر،

أما الضربة السادسة فكانت ظهور البثور والتقرّحات والاضطرابات الجلديّة...

غضب على الشعب المتمرد وعلى القادة الفارغين الخالعي العذار.

غير مار شربل لا لا يصدّ عواصف الرمل الهوجاء، ولا يلاشي روائح النفط الكريهة ولا يكبح غرور الأمبراطورية الطامعة في استعادة مجدها الغابر...على اشلاء بني الإنسان...

 رباه بشفاعة مار شربل اعطنا من فوق تنويرا لنسير الى الشاطىء الأمن لآننا كلنا ضللنا وليس فينا من يعرف اين اتجاه المينا

ا.د. سيمون عساف

 

غروب زمن القامات

الياس الزغبي/20 كانون الثاني/19

انتهى "نيغاتيف" القمة العربية في بيروت إلى ما يشبه خطاب "انتصار إلهي"، بحث عنه الفاشلون بين ركام المواقف، على عادة أهل "المقاومة والممانعة". فلا محامو بشار الأسد ربحوا الدعوى والدعوة، ولا مسألة النازحين تقدمت خطوة تحت لغط اللغة ومناكفات التوصيفات، ولا حضور أمير قطر على وجل ورحيله على عجل عوّضا الغياب العربي الفاقع، ولا المنظّمون استطاعوا التباهي بأكثر من لعبة التنظيم النمطي، ولا انتعشت حركة اقتصادية ولا سياحية... ولا "سياسية"، ولا تدفق المال القطري على مصرف لبنان كما روّجوا، ولا تقلصت مسافات الحذر والشك بين العواصم العربية وبيروت، ولا "محور الممانعة" قبض جديّاَ ارتفاع عقيرة المزايدين بعودة سوريا وخاطبيّ ودّها. ... نقاط سوداء في سجل لبناني كان ذات زمن فخر العرب، أيام كان للبنان قامات ومقامات!

 

لا ثلث معطّلا لباسيل أو لغيره

السياسة/20 كانون الثاني/19/كشفت المعلومات عن وجود قرار لدى “حزب الله” بعدم حصول رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل أو غيره، على الثلث المعطل.وتؤكد المعلومات أن قرار الحزب هذا نهائي حتى ولو استمرت البلاد بلا حكومة الى ما لا نهاية.

 

شلالا: لا صحة لما تردد عن تكفل قطر بمصاريف القمة

وكالات/20 كانون الثاني/19 /اعلن الناطق الرسمي باسم القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية ان لا صحة لما تردد عن تكفل دولة قطر الشقيقة بمصاريف تتظيم القمة او بوضع وديعة مالية في مصرف لبنان . وقال شلالا ان هذا الخبر عار عن الصحة ، علما ان دولة قطر كانت دائما الى جانب لبنان في مختلف الظروف التي مر بها . الا ان ما نشر اليوم غير صحيح.

 

تفجير عفرين استهدف شخصية رفيعة من حزب الله؟

الكلمة اون لاين/20 كانون الثاني/19/اشار رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ"أخبار الآن"، الى ان الشخصية المستهدفة في تفجير عفرين يرجح ان تكون من "حزب الله " وليس شخصية سورية، واوضح إن العملية هي إغتيال عبر تفخيخ سيارة وليس عملية عشوائية. وكان انفجار عنيف هزّ وسط مدينة عفرين، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التفجير تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة، بينهم 5 قتلى و20 جريحا إصابات بعضهم خطيرة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 20/1/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

نجحت القمة ونجح لبنان، نجاح القمة كان على مستوى الوطن العربي تنمويا وإقتصاديا وإجتماعيا والمقررات شملت فلسطين والنازحين، ونجاح لبنان ركز على النازحين في التخفيف من وطأة وجودهم في الدول المضيفة، وكذلك في مبادرة أطلقها الرئيس عون على الصعيد التنموي العربي.

أما النجاح الأبرز فكان في دقة تنظيم حركة الوفود ورؤسائها، ودقة آليات عمل وزراء الخارجية وجدول الأعمال ومشاريع القرارات وصدورها.

وإلى نجاح القمة يفترض أولا وأخيرا النجاح في تأليف الحكومة، وهو ما ستنطلق من أجله اعتبارا من الغد تحركات للرئيس المكلف سعد الحريري بإتجاه جميع الأطراف، حتى لو تطلب الأمر قلب المشهد وإعطاء مشروع تشكيلة وزارية جديدة تؤلف معها الحكومة، ليس لمتابعة أعمال القمة فحسب وإنما لوضع مقررات "سيدر" موضع التنفيذ.

وعلى وقع مبادرة لبنان في إنشاء صندوق إعمار، ستعد الحكومة الجديدة خطة عمل لوفود مصرفية ومالية تتحرك عربيا لإنشاء الصندوق، وعلى الرغم من الغياب المجهول الهدف للملوك والرؤساء العرب، فإن ممثليهم نجحوا في ملء الفراغ وخطفت مشاركة أمير دولة قطر في القمة الأضواء، وقد عبر عن سعادته بهذه المشاركة مغردا عبر "تويتر": كان قراري المشاركة طبيعيا من منطلق الحرص على العمل العربي المشترك الذي بينت القمة الحاجة الماسة لتعزيزه في وجه الأزمات والتحديات الني نواجهها"، شاكرا لبنان قيادة وشعبا على الاستضافة.

إذا القمة انتهت مع حلول المساء وصدرت القرارات الختامية التي أذاعها الوزير باسيل والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لم تشذ قمة الغياب العربي في بيروت عن التوقعات، وخصوصا من حيث انخفاض مستوى الحضور على نحو لم يشهده تاريخ القمم والمؤتمرات العربية. تمثيل الصف الأول اقتصر على رئيس موريتانيا وكذلك أمير قطر، لكن الأخير لم يمكث على أرض بيروت أكثر من ساعتين، حيث استمع إلى كلمة رئيس الجمهورية في الجلسة الافتتاحية للقمة ليقصد على جناح السرعة مطار بيروت مغادرا إلى بلاده، وتاركا وراءه تسريبات نفاها السفير القطري، كما الرئاسة اللبنانية، عن تحمل الدوحة تكاليف القمة ووضع وديعة بمليار دولار في مصرف لبنان.

وإذا كان المتحمسون للقمة قد راهنوا على إمكان تعديل بعض الزعماء العرب قراراتهم بما يؤمن حضورهم إلى بيروت في ربع الساعة الأخير، فإن رهانهم قد خاب، وما كتب قد كتب.

هذا الواقع عكسه رئيس الجمهورية في كلمته حين قال إننا كنا نأمل أن تكون القمة مناسبة للم شمل كل العرب من دون وجود مقاعد شاغرة.

وتأسيسا على مشهد القمة الهزيل الذي قاطعته ال"nbn" في نقل وقائعه مباشرة على الهواء، لا يتوقع أن تخرج القمة بنتائج مذهلة ولا سيما في ظل تغييب سوريا عنها. ولعل من المفارقات اللافتة أنه في الوقت الذي استبعدت فيه دمشق عن قمة العرب، كانت أجواؤها تشهد عدوانا إسرائيليا جديدا تصدت له الدفاعات الجوية بكفاءة عالية. هذا العدوان يأتي بعد بضع ساعات على تفجير عبوة مفخخة في دمشق، ما يؤكد أن الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب التكفيري وجهان لعدوان واحد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

رغم كل المحاولات التعطيلية، انعقدت قمة بيروت وناقشت طوال النهار جدول أعمالها الذي أقرته.

غالبية رؤساء الوفود تحدثوا خلال الجلسة العلنية، وكذلك خلال الجلسة المغلقة. وشهدت القمة إطلاق مبادرات عملية تم البدء بتمويلها فورا، كما حصل مع دولة الكويت التي أطلقت صندوقا للتنمية التكنولوجية.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي ترأس أعمال القمة، دعا الى تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضررة على تجاوز محنها، ودعا جميع المؤسسات والصناديق التمويلية العربية للاجتماع في بيروت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لمناقشة وبلورة هذه الآليات.

القمة كذلك شهدت على هامشها سلسلة اجتماعات عقدها الرئيس المكلف سعد الحريري مع رؤساء الوفود المشاركة، تناولت العلاقات الثنائية بينهم وبين لبنان، خصوصا في المجالات الاقتصادية، وكان بحث في سبل جلب الاستثمارات الى لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أتم لبنان دوره في القمة الاقتصادية تنظيما وتوجيها، رغم محاولة الحصار كما أشار الوزير جبران باسيل. وإذا أراد العرب الوصول إلى تنفيذ المقررات، فعليهم الخروج أولا من دوامة التبعية، وثم من علاقاتهم الجاهلية.

بكلمة رئيس الجمهورية اللبنانية، اختصرت القمة الاقتصادية العربية، ولم يترك للمشاركين إلا شكر لبنان على حسن الضيافة والاستقبال.

القمة التي عقدت على بنود مؤجلة، وبند لبناني معجل، هو عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، دعا خلالها الرئيس ميشال عون المجتمع الدولي إلى بذل كل الجهود الممكنة وتوفير الشروط الملائمة لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم، من دون أن يتم ربط ذلك بالتوصل إلى الحل السياسي. لينتزع لبنان في البيان الختامي إجماعا من الحاضرين على ضرورة تحفيز العودة.

دعوة لبنان الثانية كانت لتأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية، في طرح تقدمي على كل الخلاف العربي. فما دمره بعض العرب في اليمن وفي سوريا والعراق عبر أدواتهم التكفيرية، يحتاج الى مصارف لإعادة الإعمار.

أما حال فلسطين فليست موجودة في جدول من غاب عن قدسها طويلا قبل غيابه عن قمة بيروت، ولم يكن لها بين القرارات كالمعتاد سوى لغة الدعم والوعود التي لم تحقق على طول القمم والاجتماعات.

وللتذكير، فإن العرب المجتمعين تحت عنوان قمة اقتصادية تنموية، بينهم ممثلون لدولة دفعت للأميركي ما يقارب الخمسمئة مليار دولار سندات لتثبيت ملك مأمول، ولو صرف بعضها لشعوب الأمة ونهضتها لما بقي في الأمة العربية من فقير، ولو أعطوا السلاح الذي استخدموه لتدمير اليمنيين إلى الفلسطينيين، لحرروا القدس، بل كل فلسطين.

طال البيان الختامي، فلم ينس الاقتصاد الرقمي والتعرفة الجمركية والتجارة الحرة بين الدول العربية، ولم ينس المرأة والأمومة والطفولة وكل أشكال المآسي العربية. عانى الأمين العام للجامعة العربية بمحاولة إقناع الصحفيين قبل المتابعين، ثم انتهت القمة.

وغدا يوم لبناني آخر، أما سوريا فبقيت على قمتها تحبط عدوانا صهيونيا وتواجه اعتداء إرهابيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ثبت لبنان موقعه في قلب العالم العربي باستضافته القمة الاقتصادية التنموية، وأعطى رسالة للخارج بأنه دولة نابضة ومبادرة، وقادرة على لعب دورها كاملا. وجاء الحضور العربي المتنوع، والذي تميز بحضور أمير قطر شخصيا، ليشكل جوا داعما قد يترجم لاحقا بخطوات عملية تجاه لبنان من جهة، وبداية عودة كل الدول العربية إلى لبنان من جهة ثانية.

وبحسب المعلومات المستمدة من نقاشات القمة وما بعدها، فإن مبادرة الرئيس ميشال عون بتأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار في بعض دول المنطقة، لن تقتصر على مجرد الخطاب، بل ستترجم في الأشهر القليلة المقبلة من خلال وضع آلية تنفيذية لها.

وفي ظل الحديث عن إعادة الإعمار، ينطلق لبنان من خلال المبادرة الرئاسية ليلعب دورا قياديا في المرحلة المقبلة على هذا الصعيد، لاسيما أن ما من دولة عربية ضد إعادة الإعمار، إنما لهذه الدول وجهات نظر مختلفة من مقاربة الحل السياسي.

يضاف إلى ذلك، أن لبنان نجح ديبلوماسيا وسياسيا أيضا، بصياغة بيان خاص يتعلق بالنازحين السوريين، يتوافق مع المصلحة الوطنية اللبنانية ويتلاءم مع الإجماع العربي. وجاء البيان ليشكل الرد الأفضل على الوزيرين معين المرعبي ونهاد المشنوق، إذ ظهر أن موقفهما بالأمس كان فرديا، في مقابل موقف لبنان كله، والجامعة العربية بأجمعها.

وإذا كانت قمة بيروت قد خرجت بهذه الأجواء والقرارات، فإن إعلان بيروت سيدمج مع ما ستبحثه قمة تونس بعد شهرين، ما يعني أن القمة المرتقبة في آذار المقبل، ستتبنى مقررات القمة التي عقدت في لبنان، مع ما لذلك من أهمية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

انتهت القمة العربية الاقتصادية وبدأت حسابات الربح والخسارة.

في المبدأ الرابحان اثنان، لبنان وقطر. فرغم كل الجهود السلبية التي بذلت لضرب القمة، لكنها انعقدت، صحيح ان التمثيل لم يكن على المستوى المتوقع لأن الرؤساء والقادة العرب غابوا باستثناء اثنين منهم، لكن لبنان ورغم أوضاعه السياسية غير السوية ورغم محاولة فريق من اللبنانيين ضرب صورة لبنان في العالم العربي، استطاع أن ينظم قمة عربية ناجحة إعدادا وتنظيما، والأهم ان غياب القادة والرؤساء لم يؤثر على طرح لبنان القضية الأساسية التي تعنيه مسألة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.

هكذا فالبيان الصادر باسم جميع قادة الدول العربية والذي تلاه الوزير جبران باسيل، يدعو دول العالم بأسرها إلى تحمل مسؤولياتها وتعزيز الظروف المؤاتية لعودة النازحين واللاجئين إلى أوطانهم.

إن بيان بيروت يشكل انتصارا معنويا ونظريا للبنان، والمهم ان يأخذ مساره إلى التحقق العملي ليحرر لبنان من أهم خطر بنيوي يهدد توازناته داخليا، لا بل يهدد كيانه ووجوده.

الرابح الثاني قطر، فأميرها كان نجم المؤتمر بلا منازع، واستطاع ان يخطف الأضواء منذ وصوله بيروت حتى مغادرتها بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية. ومجيئه إلى بيروت بعدما كانت قطر أعلنت انه لن يأتي، يشكل رسالة مثلثة الأبعاد:

الأولى إلى سوريا، التي هي على عداء حالي مع قطر بعدما عارضت الأخيرة بقوة إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

الرسالة الثانية إلى السعودية ودول الخليج، فقطر أثبتت بدخولها من جديد وبهذه الطريقة إلى الساحة اللبنانية أنها تملك أوراق قوة فيها.

أما الرسالة الثالثة فإلى العرب أجمعين، وفحواها أن قطر استطاعت أن تكسر الحصار المفروض عليها انطلاقا من البوابة اللبنانية.

على أي حال القمة انتهت، غدا يعود لبنان إلى همومه الداخلية وفي طليعتها تشكيل الحكومة. وفي معلومات ال"MTV"، فإن ثمة مبادرة حكومية أخيرة ستبدأ معالمها بالتبلور غدا، وهي التي حملت الرئيس الحريري على عدم السفر إلى دافوس للمشاركة في المنتدى السنوي. فهل تنجح المبادرة الحكومية الجديدة أم يدخل لبنان في النفق المجهول؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بين الواقع والأمنيات، فروقات شاسعة، وبين الطموح والنتائج مسافات بعيدة. ينطبق هذا الأمر على القمة العربية الإقتصادية التي انعقدت في بيروت.

لبنان قام بكل ما عليه من اتصالات وتنظيم، لكن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر. على مستوى الحضور: جرى الحديث قبل القمة عن مشاركة تسعة بين رؤساء وقادة وأمراء. على أرض الواقع: رئيس وأمير. الرئيس هو الرئيس الموريتاني، والأمير هو أمير قطر الذي ما إن وصل حتى غادر. المشاركة جاءت بعد اتصال الرئيس عون بأمير قطر، وهذا ما تحدثت عنه وكالة الأنباء القطرية التي كانت أوردت ان "أمير البلاد تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الجمهورية اللبنانية. جرى خلال الاتصال استعراض أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة العربية، ورحب الرئيس اللبناني بمشاركة الأمير في القمة".

الحضور القطري شكل مخرجا، ولو شكليا، لمستوى الحضور، فلولا مشاركة أمير قطر، لكان الحضور على مستوى القادة قد اقتصر على الرئيس الموريتاني، وهي سابقة لم تحصل في أي قمة من القمم: لا العادية ولا الطارئة ولا الاقتصادية.

أما لماذا حصلت المقاطعة على مستوى القادة، فإن الروايات تعددت من دون ان يتأكد أي منها. وفي هذا المجال لفت قول للأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط: "لم تصلني اي إشارة أو ضغوط أميركية على قيادات عربية لعدم حضور القمة العربية".

في المقابل، اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل أن خطوة أمير قطر هي كسر الحصار على بلاده، في بادرة لكسر الحصار عن القمة العربية التنموية.

هذا في الشكل، أما في المضمون، فقد كانت لافتة كلمة الرئيس عون لجهة الموضوع السوري. الكلمة جاءت هادئة جدا، ومرت على موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية مرورا حذرا، فجاء فيها: "كنا نتمنى أن تكون هذه القمة مناسبة لجمع كل العرب، فلا تكون هناك مقاعد شاغرة، وقد بذلنا كل جهد من أجل إزالة الأسباب التي أدت إلى هذا الشغور، إلا أن العراقيل كانت ويا للأسف أقوى".

في الموازاة، كانت هناك حصة، ولو خجولة لسوريا، لكن ليبيا لم تحظ بأي كلمة، وهي التي قاطعت القمة بسبب إنزال علمها على يد عنصر من حركة "أمل"، من دون أن يتحرك القضاء حيال هذه الخطوة.

وفي المحصلة، يمكن اعتبار ان لبنان قد نجح في تثبيت موقفه من موضوع النازحين السوريين، وهو الملف الأكثر تفجرا والأكثر خطورة على سائر الملفات اللبنانية وتداخلها مع الملفات الخارجية. وموقف لبنان في ملف النازحين، نجح الوزير باسيل في إدراجه في إعلان بيروت.

وفيما القمة منعقدة في بيروت، والخلافات واضحة المعالم، سجل حدثان، لإسرائيل دور فيهما: الأول عودة العلاقات بين تشاد واسرائيل بعد نصف قرن على قرار تشاد قطع علاقتها بإسرائيل، والثاني الغارات الاسرائيلية على محيط دمشق، واللافت ان الغارات حدثت نهارا، على عكس ما كان يحدث في السابق، وأثناء الغارة، كان هناك تحليق للطيران الاسرائيلي في الأجواء اللبنانية، بالتزامن مع انعقاد القمة، نتنياهو الذي كان في تشاد، يوقع على عودة العلاقات، علق على الغارات بالقول: "ننتهج سياسة دائمة عبارة عن ضرب التموضع الإيراني في سوريا".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تغلبت قمة بيروت على أمراضها اللبنانية والعربية، لكأنها خرجت من حرب. انتهت القمة الأكثر جدلا على مستوى الحضور والمقاطعة والحروب الداخلية والخارجية عليها ورشقها بالموبقات السياسية واعلان فشلها قبل ان تبدأ. وعلى الرغم من تطويقها بكل ما تقدم، فإن لبنان تمكن من تخطي الصعوبات ومن تأمين مناخ قمة بمن حضر، وببيان ختامي انتهى لصالح النازحين.

وقياسا على ما كان مرسوما على مستوى قمم من إحباط همم، فإن النتائج جاءت لتؤكد ان هذا البلد قادر على صنع ذاته، ومتمكن من قدراته والخروج من بين أنقاضه. وعلى هذا كانت النهايات أفضل من البدايات التي أرهبت الوفود ودفعت بعضهم إلى المقاطعة.

ولما طالت الحرب أيضا بنود البيان الختامي، وما يتصل منه بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، فقد نفعت "مرمرة" جبران باسيل وتعنته في إعلاء رأيه. وبعد "لوحة جلاء" موقفه من سوريا وضرورة عودتها إلى احضان الجامعة العربية، فإنه اليوم فرض صيغته في البيان الختامي وفقرة النازحين، حيث تم تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته للحد من مأساة النزوح واللجوء، ووضع كل الامكانيات لايجاد الحلول ومضاعفة الجهود الجماعية لتعزيز الظروف المؤاتية لعودة النازحين، بما ينسجم مع الشرعية الدولية ويحترم سيادة الدول المضيفة.

وناشد بيان القمة الدول المانحة تحمل أعباء الأزمات والتحديات الإنمائية من خلال تنفيذ تعهداتها، وتقديم المساعدات للنازحين واللاجئين في أوطانهم تحفيزا لهم على العودة.

ومن علامات القمة: حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لبضع ساعات، مبادرة الرئيس ميشال عون لصندق الاستثمار وكسر المحرمات العربية في مقاطعة سوريا، إذ ان الصوت المطالب بعودتها إلى الجامعة العربية كان مسموعا من بيروت وقد يتردد صداه في قمة تونس.

لكن الصوت الذي رفع نبرته اليوم جاء من الشارع، من تظاهرات بدأت تكبر وتحشد بغضب وصراخ معيشي، واليوم وعلى مسامع العرب جابت بيروت، قمة من الناس، من قهر وعوز وفقدان وظائف، من غلاء وتراكم دين ومن "شقعة" فساد صارت عالمفضوح وبرعاية رسمية. احتشد المواطنون من ألوان مختلفة للاحتجاج على سياسة متخلفة، وحط المواطنون رحالهم عند وزارة المال وعلى أبواب مبنى الواردات، ووعدوا بحراك أوسع في الآتي من الايام.

وفيما سمعت بعض الأصوات تطالب بتأليف الحكومة، كان التأليف يدخل اليوم شهره التاسع عدا ونقدا. وبعرف الحوامل، فإنه يفترض ان تكون الحكومة "على لياليها" لكن يبدو اننا أمام حمل كاذب.

 

القمة الاقتصادية أضرّت بلبنان وفشلت في علاج التصدّع العربي

العرب/20 كانون الثاني/19/بيروت – عكس مشهد القمة الاقتصادية العربية الرابعة التي أنهت أعمالها في العاصمة اللبنانية حالة التصدّع داخل منظومة العمل العربي المشترك وطرحت أسئلة حول الضعف الذي تعاني منه المنطقة العربية أمام الأجندات الواضحة لكل من إسرائيل وتركيا وإيران داخل هذه المنطقة.

وشارك على مستوى الزعماء بقمة بيروت إلى جانب الرئيس اللبناني ميشال عون، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، فيما مثلت باقي الدول برؤساء حكومات أو وزراء. وغابت سوريا عن القمة، بسبب عدم توجيه دعوة رسمية لها، من قبل جامعة الدول العربية التي علقت عضوية دمشق عام 2011. واعتبر مراقبون سياسيون أن القمة أضرت بلبنان أكثر مما أفادته، ليس بسبب الحضور الضعيف للزعماء العرب فقط، بل لأنها لم تقدم دعما معنويا وسياسيا يحتاج إليه لبنان لمساعدته على تشكيل حكومته، كما أنها كشفت عن هشاشة وضع البلد الداخلي وانقسامه إزاء استحقاق عربي يجري على أراضيه. وتقدم الرئيس عون بمبادرة ترمي إلى اعتماد استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية، داعيا إلى وضع آليات فعالة وفي مقدمها تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولّى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضرّرة على تجاوز محنها ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام”.

الكويت تقترح إنشاء صندوق للاستثمار التكنولوجي برأسمال 200 مليون دولار

وأعلن نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الصباح، عن مبادرة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تقضي بإنشاء صندوق للاستثمار في المجالات التكنولوجية. وقال الشيخ صباح في كلمة له، إن رأسمال الصندوق المقترح 200 مليون دولار، يشارك فيه القطاع الخاص للبلدان العربية، “بينما تبلغ حصة الكويت منه 50 مليون دولار”. ولم يشر المسؤول الكويتي إلى أي تفاصيل بشأن جنسية الصندوق ومقره، والمناطق الجغرافية التي تغطيها أنشطته المستقبلية. وأعلنت قطر عن ضخ استثمارات في الصندوق المقترح بقيمة 50 مليون دولار، من إجمالي 200 مليون إجمالي قيمة رأسماله، في محاولة منها لتشكيل أي حضور في فعاليات القمة إثر المقاطعة الخليجية لها.وفيما لم يعوّل المراقبون كثيرا على مضمون هذه القمة وبيانها الختامي، توقف هؤلاء عند حالة المقاطعة التي انتهجها الزعماء العرب لقمة بيروت كمؤشر حاد على موقف عربي شبه رسمي ضد بيروت إثر الظروف التي اضطرت ليبيا إلى رفض المشاركة في القمة، وكعلامة من علامات الاستياء من تأثر النظام السياسي اللبناني بالسطوة الإيرانية التي يمثلها أتباعها في لبنان. محمد علي الحكيم: الاتصالات مستمرة لإلغاء قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وتطرق الرئيس اللبناني في كلمته إلى غياب تمثيل القادة العرب. وقال “نأسف لعدم حضور الإخوة الملوك والرؤساء ولهم ما لهم من عذر لغيابهم”.

ويعبر غياب الزعماء العرب عن عدم رغبة في تناول مسألة غياب سوريا في عاصمة عربية تسعى دمشق لإعادة نفوذها إليها. وحث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، لبنان على احتواء أزمة حرق العلم الليبي على أراضيه قبل أيام، والذي تسبب في غياب طرابلس عن فعاليات القمة.

وقال أبوالغيط في كلمته “أشعر بالحزن والأسف لعدم مشاركة ليبيا في قمة بيروت وأثق في حكمة الرئيس اللبناني ميشال عون، في احتواء الأزمة”. والاثنين الماضي، أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية عدم مشاركتها بالقمة، بعد انتشار مقطع فيديو “مسيء” وثّق عملية تمزيق العلم الليبي، وإنزاله من طرف بعض مناصري حركة “أمل” الشيعية اللبنانية، تعبيرا عن رفضهم لدعوة طرابلس لحضور القمة. وعبرت مقاطعة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري للقمة احتجاجا على استمرار تعليق عضوية سوريا داخل جامعة الدول العربية عن حالة توتّر داخل أركان السلطة في لبنان كما عن لجوء دمشق وطهران إلى سلوكيات عدائية ضد الجامعة العربية من خلال أدواتها. وتزايدت دعوات السياسيين اللبنانيين لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بعد نجاح الرئيس بشار الأسد في استعادة سيطرته على معظم أراضي البلاد بمساعدة إيران. وقبيل انعقاد القمة تركزت نقطة الخلاف الرئيسية في المنطقة على ما إذا كانت عودة سوريا إلى الجامعة العربية موضع ترحيب وذلك بعد أكثر من سبع سنوات على تعليق عضويتها. وقال وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، إن هناك اتصالات متعددة الأطراف “ثنائية وثلاثية ورباعية” ومداولات تجري لإلغاء قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية. وكان رئيس القمة العربية الثالثة رئيس الوفد السعودي وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان قد لفت في كلمته إلى أنّ السعودية ستطرح دورية انعقاد القمة، بسبب التطورات في المجالات التنموية والاقتصادية السريعة، لذا ستعيد السعودية طرح دمج هذه القمة في القمة العادية للجامعة العربية نظرا لأهمية الاقتصاد والتنمية.

وظهر أن التباين ما زال مستمرا بين المنظومة السياسية العربية وموقف الرئيس اللبناني ميشال عون حول قضية اللاجئين السوريين. وبدت لهذا التباين وجوه داخلية. فقد أعاد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، عبر حسابه على موقع تويتر، نشر تصريحات وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي بموضوع النزوح السوري والتي طالت وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، حيث جاء في تغريدتين على حساب المرعبي “كل ما يصدر عن باسيل بموضوع النزوح السوري لا يمثل سياسة الدولة اللبنانية”. وكانت بعض المعلومات نقلت أن باسيل طالب بإزالة عبارة “الطوعية” عن أي نص في البيان الختامي يتعلق بعودة اللاجئين. وتقول الأمم المتحدة إنه لا يزال من السابق لأوانه تحقيق العودة الآمنة للنازحين السوريين. وحذرت جماعات حقوق الإنسان من العودة القسرية إلى سوريا حيث لا تزال التسوية السلمية بعيدة المنال.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحروب الداخلية وتفشي الإرهاب والنزوح واللجوء أثرت على التنمية في بلداننا العربية

أبو الغيط: لبنان والأردن تحملا الكثير وفاء للعروبة وتحديات التنمية تفرض حفظ الموارد

بيروت ـ “السياسة” /20 كانون الثاني/19/أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن لبنان سيتابع قرارات القمة الاقتصادية التنموية العربية الرابعة وسيسهر على تنفيذها، مشددا في ختام أعمال القمة التي عقدت أمس بمشاركة عربية هزيلة اقتصرت على أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، الذي غادر بعد كلمة الرئيس عون الافتتاحية مباشرة، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، وغياب باقي الزعماء والقادة العرب، على أن القرارات التي صدرت سوف تسهم في تعزيز العمل العربي المشترك، وتعتبر خطوة متقدمة على طريق تأمين اقتصاد عربي متكامل. واعتُبر غياب القادة العرب عن القمة الاقتصادية التنموية الرابعة في بيروت أمس، رسالة احتجاج على مواقف المسؤولين اللبنانيين بوجوب انتهاج سياسة مغايرة أكثر التصاقاً بالقضايا العربية، والدفاع عن مصالحها في مواجهة الهجمة الإيرانية على المنطقة. وفي كلمته الافتتاحية، دعا الرئيس ميشال عون إلى تعزيز العمل العربي التنموي المشترك، كما دعا الى “تأسيس مصرف عربي لاعادة الاعمار والتنمية يتولى مساعدة الدول العربية المتضررة من أجل نهوضها”. وقال: “لسنا اليوم بصدد النقاش حول اسباب الحروب والمتسببين بها، انما لمعالجة نتائجها المدمرة على الاقتصاد، فالحروب الداخلية وتفشي ظاهرة الارهاب ونشوء النزوح واللجوء لم يعرف لها العالم مثيلا، ما أثر سلبا على مسيرة التنمية خصوصا في بعض الدول التي تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية، واذا بهذه الحروب تنعكس سلبا على هذه الدول لسنين عديدة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة فيها، فاين دولنا من مسيرة تحقيق الاهداف العالمية للتنمية المستدامة من القضاء على الفقر المدقع وتحقيق حقوق الانسان وغيرها في وقت ينتشر الدمار في عدد من البلدان العربية؟”. وقال: “كي تصبح أمتنا منتجة وتحقق امنها الغذائي أمامها الكثير من التحديات، واولها هو ان نجعل من كل الاحداث المؤلمة تحديا للخروج سويا والمضي للنهوض نحو مستقبل افضل”.

وتابع: “تنعقد قمتنا بعد انقطاع دام سنوات، ومعالجة جذور الازمات يجب ان يكون اولوية كذلك محاربة الفساد والقيام بالاصلاحات الضرورية، لذلك يتوجب علينا تنسيق البرامج والخطط العربية قبل انعقاد قمة نيويورك”. ولفت إلى، “أننا نأمل في ان تسهم هذه القمة في تفعيل النشاط بالمشاريع القائمة. وتحدث عن السوق العربية المشتركة ان لبنان يدعو من هنا المجتمع الدولي الى بذل الجهود وتوفير الشروط لعودة امنة للسوريين الى بلادهم، لاسيما المناطق الامنة من دون ان يتم ربط ذلك بالتوصل الى الحل السياسي. وقد عملنا على اقتراح مشروع بيان ختامي يصدر عن القمة حول ازمة النازحين واللاجئين نظرا لانعكاسها على الاقتصاد والنسيج الاجتماعي.

من جانبه، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابوالغيط في كلمته، على “ان لبنان والاردن تحملا الكثير وفاء للعروبة”، مشيراً الى ان “تحديات التنمية المستدامة تفرض على الدول العربية التعاون والحفاظ على الموارد الطبيعية”. وأضاف: “اثبتت الوقائع التي شهدها العالم العربي أن التنمية والامن والاستقرار هي حلقات في منظومة واحدة مترابطة. ولا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الدول العربية وعلى رأسها التنمية”. ولفت الى أنه “يشعر بالحزن لعدم مشاركة ليبيا في القمة وللظروف التي أوصلت الامور الى هذه النقطة، لأن ليبيا ولبنان بلدان عزيزان ونأمل أن تتم معالجة هذا الأمر”.

وفيما غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد القمة، متوجها الى المطار بعد مشاركته في الجلسة الافتتاحية، أعلن الوفد القطري المساهمة بمبلغ 50 مليون دولار في مبادرة أمير الكويت لانشاء صندوق للاستثمار في المجالات التكنولوجية. وأشار وزير المالية السعودي محمد الجدعان الذي ترأس وفد بلاده، إلى أن “انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية الرابعة يأتي في وقت تواجه فيه الامة العربية الكثير من التحديات التي تحيط بها من كل جانب، ويحرص اعداؤها على النيل منها واضعافها بل واشغالها في قضايا تستنزف مواردها بدلا من ان تستثمر كل دولة عربية لتحقيق التنمية لشعبها وتوفير سبل العيش الكريم له، وهذا يستوجب ان نكون اكثر حرصا من اي وقت مضى على توحيد الجهود ومواجهة كل ما من شأنه زعزعة الامن والاستقرار في دولنا، والعمل على دفع مسيرة العمل العربي المشترك لتبني سياسات تزيد من تلاحم الأمة وتعزز روابطها الاقتصادية التجارية والاستثمارية. وهنا لا بد من التأكيد على تعزيز التجارة العربية البينية وإزالة ما يواجهها من عقبات والنظر إلى مصالحنا العربية المشتركة، والعمل على تعزيز دور القطاع الخاص العربي، وتبني سياسات محفزة للاستثمارات البينية بما في ذلك مبادرة التكامل بين السياحة والتراث الحضاري الثقافي في الدول العربية. وتود المملكة الاشارة الى انها ستعيد طرح موضوع دورية انعقاد القمة التنموية والذي سبق وأن قدمته المملكة في قمة الرياض 2013 والذي نتج عنه أن تعقد هذه القمة كل أربع سنوات”. وتابع: “ولا شك أن التطورات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية سريعة ومتواصلة، الامر الذي يجعل من دورية الانعقاد كل اربع سنوات امر لا يتسق لهذه الوتيرة السريعة لهذه التطورات. لذا فإن السعودية ستعيد طرح مقترح دمج هذه القمة في القمة العربية العادية لدراسته مرة أخرى، نظرا لاهمية قضايا التنمية والاجتماعية، والحاجة للمتابعة المستمرة لها حيث من المناسب ان يكون بند المواضيع التنموية بندا مستقلا على جدول القمة العربية العادية”.

بدوره، اعتبر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في كلمته، أن “تخصيص قمة عربية للقضايا التنموية والاقتصادية والاجتماعية والحرص على انعقادها بشكل منتظم، يعكس اهتمامنا الكامل بهذه القضايا وقوة ارادتنا لتسريع وتفعيل التكامل والاندماج الاقتصادي لمنطقتنا العربية والذي لا يزال دون مستوى تطلعات شعوبنا، وما يتطلبه رفع التحديات التنموية الكبرى التي تواجهها رغم النجاحات التي حققتها القمم السابقة ورغم ما بذل من جهود وانجز من العمل”. وقال: “وفي هذا السياق يتحتم على بلداننا العربية تأمين الانسجام بين هياكلها الاقتصادية واستثمار ما تزخر به من ثروات طبيعية هائلة ومصادر بشرية لبناء تكتل اقتصادي فاعل يكون رافعة للتنمية المستدامة، سبيلا الى تأمين العيش الكريم لمواطنينا والازدهار لمنطقتنا. ولقد اصبحت التكتلات الاقتصادية ضرورة توليها خصوصيات الاقتصاد الدولي واكراهات النظام العالمي الجديد، غير ان حظوظ اي تكتل اقتصادي بالنجاح تظل في الدرجة الأولى رهينة لتوفر الأمن والاستقرار في حيزه الجغرافي، وهذا ما يستوجب منا ارسائه في المنطقة من خلال الإسراع في ايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية يرتكز على القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام. كما يتعين علينا دعم مبادرات احلال السلم في اليمن وليببا بما يضمن لشعوبها الأمن والاستقرار ويحفظ لهذه الدول الشقيقة سيادتها الوطنية ووحدتها الترابية”.

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله في كلمة فلسطين، على أن “القضية الفلسطينية تمر بمرحلة صعبة جراء القرارات الأميركية الأخيرة والتصعيد الإسرائيلي، والعام الماضي حوصرنا مالياً وسياسياً إلا أن حكومتنا اعتمدت سياسات مالية رشيدة لتقليل العجز”، متوجها الى الحضور بالقول: “جئتكم اليوم إلى هذه القمة حاملا قضيتنا العربية، في وقت تتواصل فيه معاناة الفلسطينيين وتواصل اسرائيل سيطرتها على 85 في المئة من المياه الجوفية ونحو 64 في المئة من أراضي الضفة الغربية التي تزخر بالموارد الطبيعية وبفرص الاستثمار والنمو”.

ولفت إلى أن “اسرائيل تواصل استباحة أرضنا وتمعن في سيطرتها على حركة البضائع والأشخاص لمنع اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا”. ورأى رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز خلال القاء كلمة بلاده، أن “أملنا كبير بهذه الدورة برئاسة لبنان أن تتكلل بالنجاح ونأمل إيجاد الأطر الكفيلة لزيادة التعاون بين القطاع الخاص في بلادنا، ففي تعاوننا وتعاضدنا الخير لشعوبنا”. واعتبر أن “العمل العربي المشترك الفاعل لم يعد مشاعر جياشة فحسب، بل بات حاجة ملحة لبقاء كل واحد منا وحالنا كانت لتكون مختلفة لو شكلنا قوة سياسية واقتصادية مشتركة”.

وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمات لعدد من رؤساء الوفود المشاركة، دعت إلى تفعيل العمل العربي المشترك وتعزيز الروابط الاقتصادية . وفيما قاطع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الافتتاحية للقمة الاقتصادية التنموية العربية الرابعة، شارك وزير المال في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حسن خليل، والنائب ياسين جابر من كتلة “التنمية والتحرير”، بعد أن ترك رئيس مجلس النواب نبيه بري حرية الاختيار للنواب والوزراء.

 

إعلان بيروت” يحذِّر من تفاقم أزمة اللاجئين

بيروت – “السياسة” /20 كانون الثاني/19/حذّر “إعلان بيروت” الذي أقرته القمة الاقتصادية التنموية العربية، من “تفاقم أزمة اللاجئين والنازحين في الدول العربية، وما يترتب عليها من أعباء اقتصادية واجتماعية”. وجدد الإعلان الالتزام الكامل بمشاريع القرارات للقمم العربية التنموية السابقة، ودعا القادة العرب إلى “ضرورة تكاتف جميع الجهات الدولية المانحة والمنظمات المتخصصة والصناديق العربية من أجل التخفيف من معاناة هؤلاء النازحين واللاجئين، وتأمين تمويل تنفيذ مشاريع تنموية في الدول العربية المستضيفة لهم من شأنها أن تدعم خطط التنمية الوطنية، وتساهم في الحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذه الاستضافة الموقتة”. كما نوّه الإعلان بـ”جذب المزيد من الاستثمارات العربية والدولية في الدول المستضيفة”، وسط إشادة بـ”اعتماد الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، وكذلك الاتفاق العالمي للاجئين”. وكان للشأن الفلسطيني حضور باز في بنود “إعلان بيروت”، إذ يؤكد “ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة وما أعقبها من تدمير للاقتصاد الفلسطيني وبنيته التحتية”، كما لفت إلى إيمان القادة العرب بـ”المسؤولية العربية والإسلامية الجماعية تجاه القدس بغية الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والمسيحية للقدس الشريف”، مشددين على ضرورة تكاتف جميع الجهات المعنية نحو توفير التمويل اللازم بإشراك المنظمات والجهات ذات الصِّلة لتنفيذ المشروعات الواردة في الخطة الاستراتيجية للتنمية القطاعية للقدس الشرقية 2018 – 2022، وداعين جميعاً الجهات المعنية إلى استحداث وسائل لحشد الدعم الشعبي لتنفيذ الخطة، مؤكدين في الوقت ذاته حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وذريتهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

ويلفت الإعلان كذلك إلى “أهمية التطور التكنولوجي والمعلوماتي وما أحدثه من تغيرات كبرى في تنظيم الاقتصاد العالمي، وضرورة ألا تتخلّف الدول العربية عن ثورة الاتصالات والمعلومات التي باتت تغزو دول العالم المتقدمة، وضرورة تبني سياسات استباقية لبناء القدرات اللازمة للاستفادة من إمكانات الاقتصاد الرقمي، وتقديم الدعم للمبادرات الخاصة وأهمية وضع رؤية عربية مشتركة في مجال الاقتصاد الرقمي”. وعلى وجه خاص تطرق الإعلان إلى “ضرورة متابعة التقدم المحرَز في إطار منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى، ومتطلبات الاتحاد الجمركي العربي، أملاً في الوصول إلى سوق عربية مشتركة وبذل الجهود كافة للتغلب على المعوقات التي تَحول دون تحقيق ذلك”، مؤكدين في الوقت ذاته “أهمية دعم وتمويل مشروعات التكامل العربي”. ودعا الإعلان “القطاع الخاص العربي، إلى الاستثمار في المشروعات التي توفرها مبادرة رئيس السودان للاستثمار العربي في السودان من أجل تحقيق الأمن الغذائي العربي، وكذلك الصناديق العربية ومؤسسات التمويل للمساهمة في توفير التمويل اللازم لإنجاز هذه المشروعات”. وحسب الإعلان، فإنه يدعو إلى “اعتماد الستراتيجية العربية للطاقة المستدامة 2030، لتحقيق التطور المستدام لنظام الطاقة العربي، انسجاماً مع أهداف الأجندة العالمية 2013، للتنمية المستدامة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية”. ووضع الإعلان الاستثمار في الإنسان هدفاً باعتباره “أقصر طريق لتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب، واعتماد الإطار الستراتيجي العربي للقضاء على الفقر كإطار يعزز من الجهود العربية الرامية لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة المستدامة في المنطقة العربية، بهدف خفض مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030”.

 

القمة الاقتصادية خسارة معنوية ومادية للبنان وتأكيد لسلطة «الثنائي الشيعي»

نائب رئيس «الكتائب»: ما يحصل يؤكد أن نفوذ النظام السوري ما زال حاضراً في بيروت

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19/لم تأتِ القمة الاقتصادية في بيروت على قدر الآمال اللبنانية التي ظهرت بشكل واضح في الجهود والتحضيرات التي بدأ الإعداد لها قبل أشهر من موعد القمة. تمثيل الدول الذي كان في معظمه على مستوى وزراء، باستثناء حضور رئيس موريتانيا وأمير قطر، كان مخيباً، خصوصاً أن بعض القادة كانوا قد أكدوا حضورهم ثم عادوا واعتذروا. توالي الاعتذارات التي أتت بعد الخلاف اللبناني – اللبناني وتحديداً بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري نتيجة اعتراض الأخير على دعوة ليبيا وقيام أنصار «حركة أمل» بحرق أعلامها، ومن ثم اعتذار ليبيا عن المشاركة، عكس صورة قد تكون مألوفة في لبنان، لكنّ توقيتها مع الخلاف الأهم حول عدم دعوة سوريا والفشل في تشكيل الحكومة، ساهمت في إطلاق الرصاصة الأخيرة على آمال نجاح القمة التي كان يبحث لبنان فيها عن إنجاز يحقّقه. فكانت النتيجة خسارة معنوية سياسية ومادية وصلت إلى حدود عشرة ملايين دولار هي كلفة التحضيرات لاستقبال كان يُفترض أن يكون لقادة الدول.

وفيما اعتبر النائب نقولا نحاس أن «القمة الاقتصادية انتهت قبل أن تبدأ»، يتّفق كلٌّ من نائب رئيس «حزب الكتائب» الوزير السابق سليم الصايغ، والباحث في «الشركة الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، على أن ما حصل قبيل موعد القمة عكس هشاشة النظام في لبنان وتشتّت السلطة. واعتبر نحاس أن ما حصل أكد سيطرة «الثنائي الشيعي» على القرار في البلد، بينما يرى شمس الدين أن مستوى التمثيل لا يؤثّر على برنامج العمل والمقررات، وأن المشكلة من الأساس كانت في التوقّعات اللبنانية المبالغ فيها حيال القمة وصرف مبلغ مالي كبير لعقدها.

ويوضح شمس الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «لبنان علّق آمالاً على أمور غير واقعية، عبر المبالغة في التقديرات والبحث عن إنجاز معنوي وإعلامي في غياب أي آمال بالحصول على مساعدات، فإذا بنتائجها تتحول إلى خسارة مادية وسياسية كبيرة بعد اتخاذ معظم القادة العرب قرار عدم المشاركة».

في المقابل، يرى الصايغ أن الاعتراض على دعوة ليبيا بالطريقة التي حصلت أكّد أن المحور الإيراني الذي كان يسعى لدعوة سوريا وطالب بتأجيل القمة، لا يزال ممسكاً بالسلطة والقرار في لبنان عبر الثنائي الشيعي بعدما كرّس هذا الأمر في الانتخابات النيابية.

ويقول الصايغ لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من استكبار البعض والقول: إن القمة ناجحة، فالصورة التي ظهرت أعطت مؤشراً أن لبنان في طريق خسارته الاحتضان العربي الذي لطالما شكّل قوّة معنوية ليبقى يقوم بدوره، وهذا الأمر هو أبعد وأخطر من أي عمل سياسي». ويضيف: «في الوقت الذي يبدو العالم العربي في مرحلة البحث عن حلول للمشكلات التي يعاني منها، بدا لبنان اليوم بمظهر دولة فاشلة باتت على المحكّ مع عدم القدرة على تشكيل الحكومة وسوء الأداء الدبلوماسي، ليأتي الحضور العربي، الذي كان بالحد الأدنى، مؤكِّداً أن لبنان دولة بالحد الأدنى».

ومع إقراره بأن عدم حضور القادة «هو مثار تعليق من الجميع» كان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، قد دعا إلى الفصل بين تدني مستوى المشاركة وتأثيرها على النتائج والقرارات، وأكد «أن هذا الأمر لا يقلل من أهمية المواضيع لأنها تهم الدول العربية كافة» ومثنياً في الوقت عينه على التنظيم الذي رأى أنه «يقترب من النموذجي». وأوضح: «أي وفد مشارك إنْ كان برئاسة رئيس حكومة أو وزير، يمثل الدولة، ومشاركته وموافقته على القرارات ملزِم لدولته».

ومع الخلافات التي حصلت حيناً حيال دعوة ليبيا وحيناً آخر تجاه الدفع نحو دعوة سوريا، يرى الصايغ أن «ما يحصل في الفترة الأخيرة عبر منطق الاستقواء بالسلاح غير الشرعي والارتباط بالمحاور الإقليمية وتحديداً المحور الإيراني هو لتأكيد أن دمشق لا تزال حاضرة في بيروت وأنه لا يمكن أن يحصل أي أمر في لبنان إلا بموافقة النظام السوري»، معتبراً أن «نتيجة التسوية الرئاسية الأخيرة التي قايضت منطق الدولة بالسلطة كانت خسارة الدولة والسلطة معاً». ولا يرى شمس الدين ارتباطاً بين القمة الاقتصادية وما سبق من مؤتمرات عُقدت لصالح لبنان، أهمها «روما» و«سيدر»، وبالتالي عدم انعكاس هذا الأمر على مقرراتها، فيما لا يستبعد الصايغ أن ينعكس ما حصل قبل القمة وخلالها سلباً على تنفيذها. ويوضح: «رسالة هذه المؤتمرات إلى لبنان كانت: فلتكن لديكم دولة لنقدم لكم المساعدات. وبالتالي إذا بقيت الثقة غائبة تجاه الدولة ومؤسساتها فلن تجد رؤوس الأموال طريقها إلينا، وحتى إن وجدت لا يمكن ضمان الوصول إلى حلّ في ظل الوضع الاقتصادي والمالي الذي لن يصمد أكثر من ستّة أشهر إذا لم يتم تدارك الأمر والتوصل إلى حلّ بتشكيل حكومة اختصاصيين تحدث صدمة إيجابية».

 

باسيل: لم نتواصل مع سوريا وأمير قطر كسر الحصار

نهارنت/20 كانون الثاني/19/رأى وزير الخارجية جبران باسيل في البيان الذي صدر عن القمة العربية الاقتصادية الاجتماعية التي انعقدت في بيروت الاحد "انتصارا للبنان"، معتبرا ان مشاركة أمير قطر كسر الحسار عليها، وملعنا أنه لمس تجاوب في موضوع عودة سوريا الى الجامعة العربية. وقال باسيل في مؤتمر صحفي عقده مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ بعد انتهاء أعمال القمة "القمة الاقتصادية لتأمين عوة النازحين تكللت بالنجاح على الرغم من كل ما حصل، ولبنان قام بواجبه بتنظيم القمة وكانت مناسبة لتفعيل التواصل". وأضاف "إن بيان النازحين السوريين هو انتصار للبنان ولفتة تضامن من الدول العربية تجاه الدول المضيفة والإعتراف بتضحياتها". واكد ان "بيان بيروت حول النزوح امن مصلحة لبنان والدول العربية"، متمنيا "اعتماده كلغة موحدة للعمل لتحفيز وتشجيع عودة النازحين". وأعلن أيضا انه لمس تجاوباً مع فكرة عودة سوريا الى الحضن العربي.

واوضح أن "‏لا تواصل مع سوريا بشأن عودتها الى الجامعة العربية ولا نعرف موقفها من هذا الموضوع بل نعبر عن رأي لبنان لأن عودة سوريا الى الجامعة هو جزء من عودتها الى الحضن العربي". وحول مشاركة أمير قطر شخصيا قال "امير قطر كسر الحصار على قطر في بادرة لكسر الحصار على القمة العربية التنموية". يشار الى أن أمير قطر كان قد اعتذر عن المشاركة قبل أن يعدل عن رأيه بعد اتصال تلقاه من رئيس الجمهورية ميشال عون. وأسف باسيل لمحاولة بعض اللبنانيين إفشال القمة، وللصورة "البشعة" التي أعطيت عن لبنان للخارج، قائلا "كان هناك مكنة تريد بث الخوف لمنع الحضور الى لبنان".في الان عينه، قال "تأسفنا كدولة لبنانية لعدم مشاركة ليبيا وعبرنا عن عدم رضانا عن حدوثه لكن هذا لا يمنع ان على القيادة الليبية مسؤولية القيام بكل واجباتها لكشف مصير الامام موسى الصدر".

 

الأحزاب المسيحية في لبنان أسيرة الطموحات الشخصية لقادتها

في ذكرى مصالحة العونيين و«القوات» ومع انفجار الخلاف بين «المردة» و«التيار»

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19/كشف توجيه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية مؤخراً، ومن مقر البطريركية المارونية، أصابع الاتهام لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بسعيه للحصول على الثلث الضامن بالحكومة، لاستخدامه في وجه باقي القوى المسيحية، انعدام الثقة بين الزعماء الموارنة الذين أطلقوا باكراً معركة رئاسة الجمهورية. وليس الخلاف بين «المردة» و«التيار الوطني الحر» عاملاً مستجداً على الساحة المسيحية، إذ يعود لعام 2015 حين اختلف الحزبان على رئاسة الجمهورية التي آلت في نهاية المطاف للعماد ميشال عون. وظل الخلاف يتنامى بينهما عند كل استحقاق. ولم يكن العونيون يتوقعون من فرنجية تصعيداً جديداً في اللقاء الماروني، إذ توجه باسيل لإلقاء التحية عليه قبل بدء الاجتماع. وقال النائب في تكتل «لبنان القوي» ماريو عون إنهم كنواب فوجئوا بما أدلى به رئيس «المردة»، خصوصاً أن الجو كان توافقياً بامتياز، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أداء فرنجية وتياره يوحي وكأنهم لا يريدون أن يكون المسيحيون شركاء حقيقيين في السلطة، لذلك يقومون بالمستحيل ليسحبوا منا عناصر القوة.

بالمقابل، يضع قياديون في «المردة» ما قام به رئيس الحزب في خانة وضع النقاط على الحروف وتسمية الأمور بأسمائها. وقال مصدر في «المردة» لـ«الشرق الأوسط»: «بات واضحاً أن ما يسعى إليه الوزير باسيل من خلال إصراره على الحصول على الثلث المعطل ليس تأمين حقوق المسيحيين، إنما الاستحواذ عليه لمواجهة باقي القوى المسيحية، وهو أمر لن نسمح به». واستدعى موقف فرنجية الأخير، الذي قرأ فيه العونيون محاولة لنقل كرة تعطيل الحكومة من الملعب السني - الشيعي مجدداً إلى الملعب المسيحي، موقفاً حاداً من باسيل الذي تحدث عن «فصل واضح بين الاستقلاليين والتبعيين»، لافتاً إلى أن هناك أناساً يقاتلون لتحصيل حقوق وأناساً مستسلمون على طول الخط». وذهب أبعد من ذلك بالتوجه غير المباشر إلى «المردة» واتهامه بـ«الطعن بالظهر والخواصر».

وإذا كانت علاقة «التيار» و«المردة» في انحدار مستمر منذ عام 2015، فإن علاقة «التيار» و«القوات» مرت بالكثير من «الطلعات والنزلات» في السنوات القليلة الماضية. وقد أحيا الطرفان مؤخراً الذكرى الثالثة لمصالحتهما التاريخية التي تم على أثرها توقيع ما عُرف بـ«اتفاق معراب»، فأكدا التمسك بالمصالحة مع الاستمرار بتجميد العمل بالاتفاق بعد اختلافهما العام الماضي على ترجمة بنوده، بعد رفض «التيار» تقاسم المقاعد الوزارية المسيحية مناصفة مع «القوات».

وفيما نشر رئيس «القوات» سمير جعجع، عبر صفحته على موقع «تويتر»، صورة تجمعه بالرئيس ميشال عون، وعرابي المصالحة وزير الإعلام ملحم الرياشي والنائب إبراهيم كنعان، كُتب عليها: «مصالحة تاريخية من أجل المستقبل». كتب باسيل على صفحته: «في السياسة الكثير يتبدّل، أما المصالحة فهي فعلٌ وجدانيٌ أنجزناه معاً نحن و(القوات اللبنانية)، وهو أسمى من كل الاتفاقات. تحية لأرواح كل الشهداء ولهم نقول إنه لا عودة عن المصالحة، بل للعودة إلى اتفاقنا وروحيّته... ويبقى أن التنافس الديمقراطي لازم، ولازم أن يقوّينا لا أن يُضعفنا».

وأشار ماريو عون إلى أن إمكانية تفعيل «اتفاق معراب» مجدداً تبقى قائمة، لكنها ليست أولوية في المرحلة الحالية. وقال: «النائب إبراهيم كنعان يتابع هذا الملف من طرفنا مع الوزير ملحم الرياشي. ولعل التنسيق بين الحزبين الذي سبق لقاء بكركي مؤخراً أكبر دليل على أن التلاقي ممكن دائماً، خصوصاً أن هناك تقارباً في وجهات النظر في التعامل مع أكثر من ملف».

من جهته، شدد عضو كتلة «القوات اللبنانية» أنيس نصّار، على أن حزبه «احترم توقيعه على (اتفاق معراب)، والتزم تنفيذ كل البنود التي وردت فيه، بخلاف (التيار) الذي ضمن تنفيذ البند الأول المرتبط بانتخاب العماد عون رئيساً، وضرب بباقي البنود عرض الحائط». وقال نصار لـ«الشرق الأوسط»: «ظنوا أنهم من خلال هذا الاتفاق قادرون على أن يجبرونا على السير معهم بصفقات البواخر والكهرباء التي تفوح منها روائح الفساد، أو بالوزير باسيل رئيساً مقبلاً للبلاد، لكنهم أخطأوا. وإذا أرادوا اليوم العودة عن الخطأ وإعادة العمل بـ(اتفاق معراب) وفق الروحية التي وقع على أساسها فنحن مستعدون لذلك اليوم قبل الغد، والكرة بالنهاية في ملعبهم».

 

باسيل..من حُضن المقاومة إلى حضن النظام الأسدي

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/20 كانون الثّاني 2019

 غياب سورية عن القمة هل يستدعي كل هذه الدموع؟

 يبدو أنّ الوزير جبران باسيل بات مُدمناً الارتماء في الاحضان، حيث العاطفة والدفء والأمان. ورغم معرفته الرّكيكة باللغة العربية، وعثراته العديدة أثناء قراءاته وتصريحاته، فهو يلجأ لهذا التّعبير المجازي، منذ أن ارتمى في أحضان المقاومة الإسلامية عام 2006، إثر تفاهم مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ليرتمي بعدها في أحضان قوى الثامن من آذار، إلى حيث وجد نفسه في أحضان الرئيس السوري بشار الأسد، ومع إدمانه عمليات الاحتضان، وقف مُتفرّداً منذ يومين، وخلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، يدعو لعودة سوريا إلى "حضن" الجامعة العربية،وذلك دون العودة إلى قرارٍ مُوحّد في مجلس الوزراء، أو اعتماد التّنسيق اللازم مع أمين عام الجامعة وزملائه الوزراء العرب. يُغرّد مُتباهياً بضرورة إعادة سوريا للحُضن العربي، وعدم تركها في حُضن الإرهاب، ثمّ يتباكى على غياب سوريا عن قمّة بيروت العربية الاقتصادية، ويقول بأنّ غيابها هو "الفجوة" المحزنة عن قمّةٍ يترأسها بنفسه، ويتغافل عن "الفجوة المفجعة" بغياب معظم الرؤساء والملوك والأمراء العرب عن حضور القمّة. يتباكى على النظام وهيبته، ويطالب بعودته سالماً غانماً إلى حضن الأمّ العربية، ويطالب بنفس الوقت والظروف بعودة النازحين السوريين الذين دُمّرت مدنهم وبلداتهم وقراهم، ليرميهم في "حُضن" النظام دون تأمين أية حماية، أو إجراءات إسكانيّة وحياتيّة وأمنية، يريد أن يُعيدهم إلى نظام القمع والتّجنيد الإجباري والاعتقال السياسي والأمني، وباختصارٍ بسيط، إعادتهم إلى نظام القهر والاستغلال والاستبداد، يتباكى على النظام، ولا يذرف دمعة أو يهتزّ له جفن على النازحين المشردين في أصقاع الأرض، يعانون البرد والجوع والظروف المناخية القاسية، ويحرص على استعمالهم ورقة ابتزازٍ ومُتاجرة كلما سنحت له فرصة، وكلّما وقف في محفلٍ محلّيٍ أو إقليميٍ أو دُولي. دنا سقّاءٌ من فقيهٍ على باب سُلطانٍ، فسأله مسألة، فقال له: أهذا موضع مسألة؟ فقال له السّقاء: وليس هذا موضع الفقيه.

 

أين السيد حسن نصر الله؟!

ذو الفقار موسى/لبنان الجديد/20 كانون الثّاني 2019

 هل صحيح أنا غياب نصر الله وصمته يندرجان في سياق الحرب النفسية؟

 شنّت طائرات العدو الصهيوني منذ اسابيع غارات على مطار دمشق الدولي، وسرعان ما انتشر خبر مفاده أن الاعتداء استهدف موكبا لحزب الله كان متوجها الى ايران للتعزية بآية الله محمود الهاشمي الشاهرودي، الا أنّ بعض اعلام العدو أعلن أن الغارات استهدفت من ضمن الاهداف مخزنا للسلاح في مطار دمشق، وأن الاستهداف جاء بعيد اقلاع طائرة تقلّ وفدا من حزب الله كان متوجها الى ايران للتعزية بالشاهرودي. وبعد أيام من الغارات أعلن بعض الضباط والاعلاميين الاسرائيليين في تغريدات لهم على تويتر أن السيد نصر الله يعاني من مرض السرطان منذ سنوات، وأنه تعرض مؤخرا لنوبة قلبية نقل على أثرها الى احد مستشفيات بيروت. وقد تناقل هذا الخبر عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية، ولكن الملفت في الامر أن نفيه جاء من ايران، حيث نفى المتحدث باسم الخارجة الايرانية أمير عبد اللهيان ما تم تداوله حول مرض السيد نصر الله وأكد أن الأخير بصحة جيدة وأنه سيصلي في القدس قريبًا.

هذه التطمينات سرعان ما تحولت الى حملة منظمة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل ناشطي الحزب الذين اعتبروا أن غياب السيد وصمته يندرجان في اطار الحرب النفسية والتكتيك الذي يرمي الى بث القلق في صفوف العدو. وفي هذا الاطار اعتبر محللون بأن غياب السيد نصر الله مدروس بعد كشف اسرائيل للأنفاق المزعومة في الجنوب، وان الاسرائيليين يحاولون استفزاز نصر الله بخبر مرضه لجره الى اطلاق خطاب يمكن من خلاله تحليل موقفه من التطورات، فيما اعتبر آخرون بأنه ربما يكون قد تم استهداف السيد نصر الله في سوريا، وان ايران عاجزة حاليًا عن اعلان خبر إستشهاده لعدم قدرتها على الرد وفتح جبهة ضد إسرائيل في الوقت الحاضر، أو أن السيد نصر الله وصل إلى طهران ولكن الإيرانيبن يمنعونه من العودة الى لبنان حاليا بسبب إنكشاف الرحلات الجوية الى سوريا أمام الأقمار الصناعية الإسرائيلية والأمريكية، وهذا يعني بالنسبة إليهم أن طريق إيران - بيروت وبالتالي الهلال الشيعي أصبح في قبضة واشنطن وتل أبيب.

هذا وأعلنت بعض المواقع القريبة من حزب الله أن السيد نصر الله سيلقي خطابا في السادس عشر من الشهر القادم في ذكرى شهداء الحزب.

 

إلى خصوم موسى الصدر...!

الشيخ عباس حايك/لبنان الجديد/20 كانون الثّاني 2019

 قضية بحجم الوطن والإنسان ألا تستحق منكم جميعاً أن تبحثوا عن مصيره الذي ما زال مجهولاً عند محبيه ومريديه، أية جنايةٍ جناها موسى صدر عليكم، فصعد الكثيرين من الذين يرتدون مسوح الدين على عمته الشريفة .  إنه التاريخ...الذي سيكتب عن نموذجٍ للإنسان المناقبي الملتزم بقضايا مجتمعه ووطنه، إنه الإمام موسى الصدر الذي نذر نفسه لخدمة المحرومين من كل الطوائف، من اعتبارات كان يمتلكها من إيمانه بالإنسان وبالوطن، التي توحد القلوب والعقول والترقع عن الشخصانية والفئوية والطائفية.  إنه الرجل الذي يمثل ضمير الوطن من المسلمين والمسيحيين في هذا البلد.  قضية بحجم الوطن والإنسان ألا تستحق منكم جميعاً أن تبحثوا عن مصيره الذي ما زال مجهولاً عند محبيه ومريديه، أية جنايةٍ جناها موسى صدر عليكم، فصعد الكثيرين من الذين يرتدون مسوح الدين على عمته الشريفة بعد أن وأدوه منذ تأسيس حركة المحرومين  في مهدها، وكانوا من الذين يتناوبون على نعته بأوصافٍ ينكرها ديننا وإنساننا، وبعد غيابه صعدوا على أكتاف محرومي أمل الصدر، والبعض منهم أظهر لحامل أمانته الأخ المحترم القائد نبيه بري، إنسجامه مع حركة أمل بغية الوصول إلى شيطانيته المعروفة لكل ذي لبٍ ودين، إنكم هوام أرض، وجرذان ليل، وسوسة الشجر، التي تنمو على ماء ودم المحرومين، إننا نعرفكم ونعرف تاريخكم المتنقل من يمين إلى يسار، ومن خداعٍ إلى خداع، بل نعرفكم بأسماكم يا من تسلَّقتم على حساب العاملين والمخلصين لموسى الصدر ولحركة أمل، نعرف ميولكم وشيطانيتكم وكذبكم وأهوائكم، ونعرف لأي جهةٍ تنتمون، لهي جهة السلطة والشهرة ولباس الدين من أجل الحصول على أموركم العفنة والقذرة....  موسى الصدر جاء ليبني لنا الوحدة الوطنية والمحبة الإنسانية، وأنتم تصطادون على إسمه كما تصطاد الحشرة المعنكبة في زواية بيتٍ مهجور، الإمام الصدر كان يبكي عندما يأتيه فقير ومحتاج، ويشتد بكاؤه عندما يسقط شهيد، ويرى عياله وأطفاله، بينما أنتم لا يعنيكم إلا الصيد على تلك المسيرة الخالدة، الإمام الصدر لا يعرف كذباً، وأنتم لم نعرف لكم صدقاً، سوى وظائفكم المزيفة التي تنتظروا خراجها في اليوم والشهر، ظننتم أنكم بإلقاء بعض الخطب المنمقة والظهور على بعض شاشات التلفزة أنكم تمثلون ديناً وأخلاقاً،بل لتستروا عوراتكم باسم الإمام الصدر والرئيس نبيه بري، إن كان هذا ما تضمرونه في بداية مشروعكم ولا أحسب أنكم تملكون غير هذا، فسأقول لكم أنتم أصغر حجماً من حجم حركة أمل وحركة المحرومين، وأصغر عمةً من هامة وعمة موسى الصدر، كشف الله هذه الفئة المضلِلة عن جسم أمل المحرومين، وحفظ الله رئيسها الوفي نبيه برى، وكشف الله مصير إمامنا المغيب موسى الصدر، وحفظ الله الوطن.

 

خالَفوا الوصية وامتطوا ظهر المستضعفين

ربيع خضر طليس/لبنان الجديد/20 كانون الثّاني 2019

 هو الفرق عينه بين الوعي والتّواضع والإخلاص، وبين التّقوقع والتّكبر والفخر والإنسلاخ عن الواقع.

 إنّ الذين يلوموننا في مواقفنا ويكيلون لنا الإتّهامات ويُمعنون في تخويننا لا يدركون أننا أحرص على المقاومة من كل المدعين ... كيف لا ونحن ندعي أننا أبناء مدرسة الموسوي الشّهيد الذي أخلص لله وآمن أن المقاومة هي فعل إيماني جهادي غايته حماية الارض ونشر العدل وخدمة المستضعفين لا مفاضلة بين أيّ منها، وأنّ من عاصر تلك الحقبة الطّاهرة لن يرضى يوماً أن ينتسب الى مدرسة الّذين ورثوا فخالفوا الوصيّة وامتطوا ظهر المستضعفين ليجعلوا من المقاومة غاية تسخّر لها كل الوسائل والغايات، فانبرى بعض الورثة لاكتناز الذّهب والفضّة، وطغى آخرون ممّن تولّوا شؤون الأمن والسياسة، فيما شعبهم يئنّ تحت وطأة الجوع والفقر والجهل ...اقرا ايضا : بعلبك المقاومة، مشفاها الحكومي مؤسّسة طبّيّة حكوميّة شاملة أم قهوة أبو خليل للإكسبرس!!! لن نحتاج إلى كثير تفكر لندرك الفرق بين خطاب الذين أسّسوا والّذين ورثوا ... هو الفرق عينه بين الوعي والتّواضع والإخلاص، وبين التّقوقع والتّكبر والفخر والإنسلاخ عن الواقع !!!

فسلامٌ على الموسوي الشّهيد وهنيئاً للّذين ساروا على دربه الشريف .

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل وجيش الأسد يتبادلان القصف الصاروخي في دمشق وفوق الجولان

تظاهرات ضد تركيا ومقتل 6 مدنيين بعفرين... وتفجير مفخخة بكفر سوسة

دمشق – وكالات/20 كانون الثاني/19/انفجرت قنبلة في مدينة عفرين شمال غرب سورية، أمس، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وإصابة نحو 20 في حافلة عامة، في حين شهدت دمشق تفجيراً لم يسفر عن إصابات. ووقع الانفجار في ذكرى عملية “غصن الزيتون” التركية، فيما ذكرت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء أن قنبلتين أصابتا وسط عفرين، وانفجرت واحدة في حافلة، والثانية في صندوق قمامة. وقال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية، إن ” انفجارين وقعا بعفرين بريف حلب، استهدف الأول حافلة ركاب قتل خلاله نحو خمسة أشخاص، وأصيب نحو 20 آخرين بجروح قرب دار كاوا وسط المدينة “.

وأكد أن “قوات الشرطة العسكرية التابعة للجيش السوري الحر والجيش التركي فجرت عبوة ناسفة بعد اكتشافها في حافلة ركاب أخرى قرب جسر السرايا وسط المدينة بعد إنزال الركاب منها من دون وقوع إصابات”. وأضاف “نقلت فرق الدفاع المدني الجرحى والقتلى الى المشافي والنقاط الطبية في المدينة وسط فرض طوقاً امنياً في المنطقة التي وقع بها الانفجارين “. وفي دمشق، أعلنت وكالة أنباء النظام “سانا” أمس، أن التفجير الذي سمع صوته في دمشق عبارة عن تفجير عبوة مفخخة من دون وقوع ضحايا، مشيرة إلى معلومات مؤكدة عن إلقاء القبض على إرهابي، فيما تبنى فصيل تابع للمعارضة السورية التفجير. وقالت مصادر إعلامية تابعة للمعارضة السورية إن “سرية أبو عمارة” للمهام الخاصة التابعة للمعارضة السورية فجرت مفرزة أمنية عند المتحلق الجنوبي داخل العاصمة دمشق”، مضيفة إن هذه السرية تتبع لـ”الجيش السوري الحر”. وأكد سكان في حي كفر سوسة أن “انفجاراً وقع في منطقة دوار الجوزة جنوب حي كفر سوسة قرب المتحلق الجنوبي وأن عدداً من سيارات الإسعاف توجهت إلى المنطقة، وأن القوات الأمنية قطعت الطرق المؤدية إلى المنطقة”. من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن “التفجير وقع قرب نقطة عسكرية قرب المتحلق لجهة كفرسوسة، وتم إغلاق الطرق المؤدية لموقع الانفجار وتوجهت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المكان،” مضيفاً إن “قتلى وجرحى سقطوا، لكن لا معلومات دقيقة حتى الآن عن هوية المصابين، أو هوية الشخصية الأمنية التي استهدفت”. وأوضحت أن “الانفجار وقع قرب فرع أمني في جنوب دمشق، إلا أنه ليس واضحاً ما إذا كان ناتجاً عن عبوة ناسفة أو تفجير انتحاري”، مشيراً إلى أن تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار أعقبه”. بدورها، قالت مصادر طبية إن “عدداً من القتلى سقطوا في انفجار كفرسوسة”، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية ضربت طوقاً أمنياً حول موقع الانفجار. في المقابل، قال مدير الدفاع المدني في دمشق آصف حبابة في وقت لاحق، إن “الانفجار تسبب فيه فنيون عسكريون كانوا يفجرون قنبلة”، رغم أن التلفزيون السوري ذكر في وقت سابق، أن “أنباء أولية تتحدث عن عمل إرهابي” وسقوط إصابات عدة. وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أن الأجهزة الأمنية أحبطت تفجيراً ثانياً بتفكيك عبوة ناسفة جنوب دمشق. وأضافت إن قوات الأمن تلاحق حالياً الإرهابيين، كما أغلقت الطرق المؤدية للمتحلق من جهة كفرسوسة والمزة وجسر الزاهرة. على صعيد آخر، قال مصدر عسكري سوري إن “الدفاعات الجوية السورية تصدت لهجوم جوي إسرائيلي في جنوب البلاد” أمس، وأسقطت العديد من الصواريخ فوق المنطقة، فيما أشارت روسيا إلى أن هجوماً شنته أربع طائرات إسرائيلية استهدف مطاراً في جنوب شرق دمشق. وأضاف المصدر السوري إن “وسائط دفاعنا الجوي تصدت بكفاءة عالية لعدوان جوي إسرائيلي استهدف المنطقة الجنوبية ومنعته من تحقيق أي من أهدافه”، من دون أن تذكر المزيد من التفاصيل. وفي وقت لاحق، ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أن “منظومة القبة الحديدية التابعة له أسقطت صاروخاً أطلق صوب الجزء الشمالي من هضبة الجولان” المحتلة على الحدود السورية. في غضون ذلك، وفي الذكرى الأولى لدخول الفصائل السورية الموالية لتركيا إلى عفرين، تظاهرت جهات كردية وأخرى دولية داخل سورية وخارجها أمس. وطالب أبرز حلفاء الأكراد وأصدقائهم الأوروبيين إعلان العشرين من يناير، يوماً عالمياً للتضامن مع عفرين، التي وقعت تحت سيطرة تركية في 18 مارس عام 2018. وكان من أشهر تلك الشخصيات وزير الخارجية الفرنسي الأسبق برنارد كوشنير والكاتب الفرنسي باتريس فرانسيكسي، بالإضافة لعضو مجلس الشيوخ الفرنسي أوليفيه ليونار، إلى جانب شخصيات سياسية أخرى منها نرويجية، وكذلك أحزاب يونانية. وخرجت أمس، تظاهرات عدة في دول أوروبية هي فرنسا والدنمارك وألمانيا واليونان والنرويج وهولندا وبريطانيا.

 

التحالف يقصف مقار “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني بصنعاء دمّر مخازن للطائرات المسيّرة... والجيش اليمني استهدف اجتماعاً للانقلابيين في تعز

عدن – وكالات/20 كانون الثاني/19/ أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس، عن استهداف سبعة مرافق عسكرية تابعة للميليشيات الحوثية في صنعاء. وأكد المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، أن الغارات استهدفت ليل أول من أمس، أماكن تخزين الطائرات من دون طيار ومرافق التدريب الحوثية، مؤكداً أن التحالف لن يسمح لميليشيات الحوثي بامتلاك قدرات نوعية تهدد الأمن الإقليمي. وقال إن “عملية الاستهداف جاءت بعد عملية استخبارية دقيقة استغرقت وقتاً طويلاً، شملت رصد ومراقبة نشاطات الميليشيا الحوثية وتحركات عناصرها الإرهابية لمعرفة وربط مكونات النظام وبنيته التحتية عملياتياً ولوجستياً، وكذلك منظومة الاتصالات وأماكن تواجد الخبراء الأجانب”. وأوضح أن الأهداف المدمرة شملت أماكن التخزين للطائرات من دون طيار وورش التصنيع والتركيب والتفخيخ وقطع الغيار، إضافة إلى أماكن الفحص وتجهيز منصات عربات الإطلاق وكذلك مرافق التدريب لتنفيذ العمليات الإرهابية. وكان التحالف أعلن في وقت سابق، عن عملية عسكرية سينفذها في صنعاء، تستهدف شبكة الطائرات المسيرة الحوثية، داعياً المواطنين إلى الابتعاد عن المواقع التي سيستهدفها. من جهتها، قالت مصادر يمنية إن غارات التحالف استهدفت مقار لعناصر “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” في صنعاء، مضيفة إن التحالف جمع معلومات عن تلك الأهداف منذ نحو شهر. وكشفت أن التحالف استهدف معسكرات تدريب الميليشيات في الفرقة الأولى مدرع وقاعدة الديلمي العسكرية ومعسكر الصيانة، كما قصف معسكر الحفاء ومعسكر النهدين في دار الرئاسة بصنعاء، بالإضافة إلى تنفيذ غارتين باتجاه منطقة الحصبة شمال العاصمة. وجدد التحالف غاراته أمس، على قاعدة الدليمي بصنعاء. وفي صعدة، انتزع الجيش اليمني أول من أمس، السيطرة على مواقع جديدة، بعد معارك مع الانقلابيين في معقلهم الرئيس، وحرر الجيش جبال وادي التم وجبل السيف ومحيطهما في مديرية كتاف، فيما قتل ستة من الميليشيا الحوثية.

وفي تعز، أعلن الجيش اليمني، أن تسعة من الحوثيين، بينهم قيادات ميدانية، قتلوا باستهداف اجتماع في المحافظة، حيث “قصفت المدفعية اجتماعاً لميليشيا الحوثي في إحدى المزارع وسط منطقة الربيعي في المدخل الغربي لتعز”. على صعيد آخر، أعلن الحوثيون أول من أمس، الحكم على معتقل لديهم بالإعدام بتهمة التخابر مع قوات الشرعية، وذلك غداة انتهاء مشاورات رعتها الأمم المتحدة في الأردن لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي ينص على تبادل الأسرى والمعتقلين كافة. في غضون ذلك، قال نائب الرئيس اليمني على محسن صالح أول من أمس، إن هناك ما لا يمكن التراجع عنه، وهو “استعادة الدولة اليمنية وإحلال السلام الدائم أمرٌ لا مناص منه ولا تراجع عنه”. وأشار إلى “استمرار مماطلة الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران ومحاولات التفافهم على كل التفاهمات التي تم التوصل إليها في السويد برعاية أممية”. وأضاف إن عددا من الحوادث “تنبئ عن سوء نوايا ميليشيا الحوثي الانقلابية ومنها احتجاز وإطلاق النار على الفريق الأممي في الحديدة”.

 

قتلى وجرحى بانفجار قرب فرع أمني جنوب دمشق

بيروت/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19/أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الأحد)، بوقوع انفجار قرب فرع أمني جنوب العاصمة دمشق، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الانفجار الكبير وقع قرب فرع أمني في جنوب دمشق، إلا أنه ليس واضحاً ما اذا كان ناتجاً عن عبوة ناسفة أو تفجير انتحاري».وكانت وسائل الإعلام التابعة للنظام ذكرت في وقت سابق اليوم، أن دوي انفجار سُمع في محيط العاصمة السورية، وأن أنباء أولية تتحدث عن «عمل إرهابي» وإصابة عدد من الأشخاص.

 

إسرائيل تقرر إغلاق مدارس «الأونروا» في القدس الشرقية

غزة/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19/قرّر «مجلس الأمن القومي» بإسرائيل، اليوم (الأحد)، إغلاق المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في القدس الشرقية، وفقاً لهيئة البثِّ الإسرائيلي. وأضافت أنه تقرّر «أن تحل محلها مدارس تخضع لإشراف الدولة».

وأعلنت أنه بداية من العام الدراسي المقبل لن تُصدَر تراخيص لمدارس «الأونروا». ورداً على هذا القرار، أكد الناطق الرسمي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) سامي مشعشع عدم تلقي الوكالة لقرار إغلاق مدارس الوكالة في القدس الشرقية. وأشار مشعشع في بيان له، اليوم (الأحد)، إلى أن الوكالة تقدم خدماتها وتشرف على منشآتها في القدس الشرقية منذ عام 1950 ضمن الولاية الممنوحة لها من الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لافتاً إلى أن «هذه الولاية تسحب نفسها وتشمل القدس الشرقية كجزء من منطقة عملياتنا». وأضاف: «لم تقف سلطات الاحتلال، ومنذ عام 1967 ضد وجود (الأونروا) والأرضية التي ترتكز عليها (الأونروا) في إدارة خدماتها بالقدس الشرقية، وأن الاحتلال طرف بمعاهدة امتيازات وحصانة الأمم المتحدة لعام 1946، التي تحمي حق الأمم المتحدة القيام بمهماتها من دون أي تدخل». وأشار مشعشع إلى اتفاقية ثنائية ما بين «الأونروا» وإسرائيل التي تديرها على حماية منشآتها في المناطق ضمن سيطرتها وتسهيل مهمة «الأونروا». وكان رئيس بلدية القدس السابق (الإسرائيلي) نير بركات قد رحب بقرار الإغلاق، معتبراً أن «(الأونروا) تروّج عبر مدارسها للكراهية والتحريض على دولة إسرائيل وشعبها اليهودي»، على حد قوله. وتدير «الأونروا» مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين (شمال القدس) وهو المخيم الوحيد في المدينة، ويزيد عدد سكانه على 20 ألفاً. وللوكالة 5 مدارس في القدس، في شعفاط وصور باهر وسلوان وواد الجوز، إضافة إلى مركز طبي رئيسي في المدينة. وتقدم «أونروا» خدمات صحية للاجئين فيها، إلى جانب خدمات اجتماعية ومالية. ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى الوكالة في القدس نحو 100 ألف.

 

التحالف يستعجل إنهاء «داعش» شرق الفرات وطائرات عراقية تقصف جيب التنظيم في دير الزور... وترمب يلتقي أسر قتلى تفجير منبج

بيروت - واشنطن - لندن/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19/استعجل التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة القضاء على تنظيم {داعش} في جيبه الأخير شرق نهر الفرات بعد الهجوم الانتحاري الذي شنه التنظيم في منبج وأدى إلى مقتل أربعة أميركيين. وقتل 20 عنصرا من «داعش» على الأقل، أمس، في غارات شنتها طائرات عراقية استهدفت الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور في شرق سوريا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأضاف أن هذا جاء غداة مقتل 16 شخصاً، بينهم ستة مدنيين، في قصف للتحالف الدولي على المنطقة ذاتها. وأعلن التحالف أمس أن غاراته أسفرت في الأسبوعين الماضيين عن مقتل 200 من عناصر «داعش»، بينهم أربعة قياديين. وبعد تمكنها من السيطرة على بلدة هجين وقرية السوسة، أبرز مناطق الجيب الأخير، تسعى «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية التي يدعمها التحالف، إلى طرد التنظيم من آخر بقعة يتحصن فيها في قرية الباغوز ومحيطها. والتقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، عائلات الأميركيين الذين قتلوا في هجوم منبج الأربعاء وذلك خلال مراسم إعادة جثامينهم إلى الولايات المتحدة، وتوجه لهذا الغرض إلى (قاعدة) دوفر بولاية ديلاوير ليكون مع ذوي من وصفهم بـ«أربعة أشخاص مميزين خسروا حياتهم وهم يخدمون وطننا».

 

كيري يهاجم بومبيو وتصريحاته الأخيرة

واشنطن/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19/هاجم وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، وزير الخارجية الحالي مايك بومبيو وتصريحات الأخيرة التي تحدث فيها عن «انتهاء عمر الخزي الأميركي الذاتي»، خلال خطابه في الجامعة الأميركية بالقاهرة. وقال كيري في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، «يذعن رئيس الولايات المتحدة الأميركية، لرئيس روسيا، ويقول إنه يصدق بوتين وليس وكالات استخباراته فيما يتعلق بما حصل بأميركا، فهذه لحظة خزي». وأضاف: «أعتقد أن علينا انتظار نتائج التحقيقات وما سيقوله روبرت مولر. التحقيقات الجارية حالياً مهمة للغاية، وأعتقد أن الشعب الأميركي يحتاج لأن يهضم كل ما يجري ومن ثم علينا الاستماع لما سيقوله الأميركيون». كان بومبيو قد صرح، خلال زيارته إلى مصر ضمن جولة بالشرق الأوسط في وقت سابق هذا الشهر، بأن الفوضى تتقدم حينما تتراجع أميركا، وأن الاستياء ينمو حينما تهمل واشنطن أصدقاءها. وتابع: «لكنْ ثمة أخبارا جيدة. الخبر السار هو التالي: لقد انتهى عمر الخزي الأميركي الذاتي، وكذلك انتهى عهد السياسات التي أنتجت الكثير من المعاناة التي لم يكن لها من مبرر. والآن تأتي البداية الجديدة الحقيقية».

 

قوات مصرية في البحرين لإجراء مناورات مشتركة

المنامة/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19/انطلقت صباح اليوم (الأحد)، المناورات المشتركة التي تنفذها قوة دفاع البحرين مع القوات المسلحة المصرية ضمن سلسلة التمرين المشترك «حمد - 3». ويأتي التمرين المشترك «حمد - 3» ضمن الخطط التدريبية لسلاح الجو الملكي البحريني وسلاح البحرية الملكي البحريني، حيث يشتمل على تنفيذ العمليات المشتركة مع الأسلحة الجوية والبحرية التابعة للقوات المسلحة المصرية. وتعزز هذه المناورات العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة التي تربط البلدين الشقيقين، في إطار التعاون الدفاعي والتنسيق المشترك بين القوات المسلحة وجيوش الدول الشقيقة والصديقة لترسيخ التعاون في المحافظة على أمن واستقرار وسلامة المنطقة.

 

مصرع 170 شخصاً في البحر المتوسط خلال أيام

جنيف/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19/أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن حزنها وأسفها البالغين إزاء التقارير التي تفيد بمصرع أو فقدان أثر نحو 170 شخصاً بحادثتين منفصلتين في البحر الأبيض المتوسط. وذكر بيان صحافي صادر عن المفوضية أن نحو 53 شخصاً لقوا مصرعهم في بحر البوران، وهو الجزء الأقصى غرباً من البحر المتوسط، وفقاً لمعلومات من مصادر المنظمات غير الحكومية. وقالت المفوضية إن تقارير أفادت بأن قارب صيد أنقذ شخصاً بعدما ظلَّ عالقاً في البحر لأكثر من 24 ساعة، ويتلقى الناجي الرعاية الطبية في المغرب، فيما تقوم سفن الإنقاذ المغربية والإسبانية بعملية البحث عن القارب والناجين منذ عدة أيام. ولم تتمكَّن مفوضية شؤون اللاجئين من التحقق بصورة مستقلة من عدد من لقوا مصرعهم في الحادثتين. وشدد المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي على ضرورة عدم السماح باستمرار ما وصفها بـ«المأساة في البحر المتوسط»، قائلاً: «لا يمكن أن نغض البصر عن الأعداد الكبيرة من الناس الذين يلقون مصرعهم على أعتاب أوروبا. يجب ألا يدخر، أو يمنع، أي جهد لإنقاذ الأرواح في البحر». وشددت المفوضية على الحاجة إلى بذل جهود لمنع اللاجئين والمهاجرين من خوض تلك الرحلات المحفوفة بالمخاطر. وأكدت أهمية توفير مزيد من السبل الأمنة والقانونية لطلب اللجوء في أوروبا للفارين من الحرب والاضطهاد، كيلا يضطر الناس إلى وضع حياتهم في أيادي معدومي الضمير من المهربين والمتاجرين بالبشر.

 

طهران تنأى بنفسها عن قضية الجاسوس المعتقل بألمانيا

لندن/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19/نفت طهران، أمس (السبت)، أيَّ صلة لها بأحد أفراد الجيش الألماني الذي جرى اعتقاله قبل أيام ويواجه اتهامات بالتجسس لصالح إيران. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قوله إن إيران لم تكن قطّ على اتصال بالشخص المعني، رجل يبلغ من العمر 50 عاماً، ويحمل الجنسيتين الألمانية والأفغانية. وأضاف قاسمي أن «أعداء» إيران يحاولون تخريب علاقة البلاد بالاتحاد الأوروبي بمثل هذه الاتهامات. وبعد إلقاء القبض على الرجل يوم الثلاثاء الماضي، الذي تم الإعلان إن اسمه عبد الحميد إس، في منطقة راينلاند بألمانيا، قدمت برلين شكوى لطهران. وكان الرجل يعمل منقّحاً لغوياً ومستشاراً ثقافياً في الجيش الألماني. وذكرت وزارة الخارجية الألمانية يوم الأربعاء أنها أعربت للممثل الإيراني بشكل لا لبس فيه عن «قلقنا الشديد إزاء الأنشطة الجاسوسية المزعومة».

 

الحوار الإيراني ـ الأوروبي أمام أبواب مغلقة وصبر أوروبا على طهران ينفد وتقترب أكثر من نهج ترمب

لندن/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19/وسط تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق النووي، تأكد أمس أن آمال الرئيس الإيراني حسن روحاني بدقِّ إسفين خلاف بين أوروبا والولايات المتحدة عقب خروج نظيره الأميركي دونالد ترمب، من الصفقة، بدا يتبخر. وكشفت مصادر أوروبية وإيرانية، أمس، عن تعثر الحوار بين الطرفين قبل نحو عشرة أيام. وقالت مصادر دبلوماسية، أمس، إن رسالةً نقلها مبعوثون من ستة دول بشأن نفاد الصبر من السلوك الإيراني المخابراتي في الأراضي الأوروبية وتطوير الصواريخ الباليستية، واجهت رداً «عنيفاً» من المسؤولين الإيرانيين الذين «وقفوا فجأة وخرجوا من الباب وأغلقوه بعنف، في خرقٍ غير مألوف للبروتوكول»، لكن الرواية الإيرانية في الوقت الذي أكدت وصول الحوار إلى طريق مسدود، قالت إن الوفد الأوروبي وجد الأبواب مقفلة، إذ رفض مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إجراء أي حوار.

ونقل دبلوماسيون من ثلاث دول أوروبية في الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، إضافةً إلى مبعوثين من الدنمارك وهولندا وبلجيكا، الرسالة التي «أزعجت» الدبلوماسيين الإيرانيين في الثامن من يناير (كانون الثاني)، وتفيد بأن «أوروبا لم تعد قادرة على تحمل تجارب الصواريخ الباليستية في إيران ومؤامرات الاغتيال على الأراضي الأوروبية»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» عن أربعة دبلوماسيين أوروبيين. وعن أجواء الاجتماع، قال دبلوماسي إنه «كان هناك الكثير من الملابسات غير المتوقعة، لم يعجبهم ذلك، لكننا شعرنا أن علينا نقل مخاوفنا الجادة... يُظهر ذلك أن العلاقة باتت أكثر توتراً».

وكان الاجتماع عشية فرض الاتحاد الأوروبي أول عقوبات على إيران منذ أن توصلت قوى عالمية لاتفاق في فيينا عام 2015 مع طهران بشأن كبح برنامجها النووي. كانت العقوبات رمزية إلى حد كبير لكن الاجتماع العاصف انطوى على تحول غير متوقع في الدبلوماسية الأوروبية منذ نهاية العام الماضي.

وتقترب أوروبا من النهج الجديد من سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتمثلة في عزل إيران بفرض عقوبات صارمة، رغم أن الحكومات الأوروبية تقول: إنها ما زالت تدعم اتفاق فيينا المبرم في عام 2015 والذي انسحب منه ترمب في مايو (أيار).

الأسبوع الماضي، تجاهلت إيران تحذيرات أميركية وفرنسية بشأن القرار 2231 وأطلقت صاروخاً حاملاً لقمر «بيام» لكنّ إيران قالت إن التجربة باءت بالفشل. وتعني «بيام» الرسالة. وقال الرئيس الإيراني، في إشارة ضمنية إلى رسائل سياسية في الخطوة، إنها «أحرزت نجاحاً على الرغم من بعض الإخفاق». تزامناً مع ذلك، كشف رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، عن تمهيدات لتخصيب وقود اليورانيوم بنسبة نقاء 20%. وقال في مكان آخر، إن إيران جاهزة لبلوغ تخصيب اليورانيوم في غضون أربعة أيام، وهو تلويح باستعداد إيران لمغادرة الاتفاق النووي. ويقول دبلوماسيون إن دولاً أصغر حجماً وأكثر وداعةً في الاتحاد الأوروبي انضمت إلى فرنسا وبريطانيا في موقف أكثر صرامة بشأن طهران بما في ذلك النظر في فرض عقوبات اقتصادية جديدة. وقال ثلاثة دبلوماسيين إن ذلك قد يشمل تجميد أصول وحظر سفر على «الحرس الثوري» الإيراني وعلى إيرانيين يطوّرون برنامج الصواريخ الباليستية. وهي الخطوة الثانية لفرض عقوبات على طهران بعدما أقر الاتحاد الأوروبي تجميد أصول وحدة الأمن الداخلية في وزارة الاستخبارات الإيرانية. وحسب وثيقة أوروبية فإن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تفكر حالياً في فرض عقوبات كانت قد اقترحتها على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مارس (آذار) الماضي، في إطار المساعي لإقناعه بالبقاء في الاتفاق النووي. وتنوي الدول الثلاث تجميد أرصدة «الحرس الثوري» الإيراني وشركات وجماعات إيرانية تطوِّر برنامج إيران الصاروخي وفرض حظر سفر عليها. ويقول ثلاثة دبلوماسيين إنه يجري الإعداد الآن لسلسلة إجراءات مشابهة، لكنّ توصُّل دول الاتحاد الأوروبي وعددها 28 إلى الاتفاق سيستغرق بعض الوقت. وقال دبلوماسي أوروبي كبير: «نفضل عدم اتخاذ هذه الإجراءات لكن عليهم أن يكفّوا عن محاولة قتل الناس على أراضينا كما أنهم على مدى السنوات الثلاث الماضية طوّروا برنامجهم للصواريخ الباليستية».

- موغيريني تطالب بتفعيل الآلية قبل أي إجراء

ورغم وجود وجهات نظر متباينة في أوروبا، يمكن أن تكون لهذا التحول عواقب على حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت تتطلع فيه إلى العواصم الأوروبية لإنقاذ هذا الاتفاق عبر تفعيل الآلية المالية الأوروبية.

وتدافع حكومة روحاني عن سياسة إيران الإقليمية وتوجُّه وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى العراق. كما تقول الحكومة إن الصواريخ تأتي في سياق برنامج دفاعي. لكن المخاوف الغربية من برنامج الصواريخ الإيرانية تتزايد بسبب إطلاق إيران صواريخ باليستية قصيرة المدى على سوريا يوم 30 سبتمبر (أيلول)، وإجراء تجارب صاروخية، وفي ظل التقارير عن إرسال صواريخ وطائرات من دون طيار إلى الحوثيين إلى اليمن.

ويقول دبلوماسيون إن مؤامرات الاغتيال الإيرانية التي أُحبطت على الأراضي الفرنسية والدنماركية في 2018 كانت القشة الأخيرة بالنسبة إلى أوروبا. ولا تعترف إيران بقيام أجهزة «الحرس الثوري» والاستخبارات بأنشطة خارج الحدود الإيرانية.

وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط بإحدى البعثات الدبلوماسية في أوروبا: «الاتهامات بحق إيران على مدى الأشهر القليلة الماضية أيقظت بعض الدول في أوروبا التي كانت ضد انتهاج سياسة أكثر تشدداً مع إيران».

وبالتزامن مع اجتماع الدبلوماسيين الغربيين في طهران، ألقت هولندا علناً بالمسؤولية على إيران في ما يتعلق بعمليات قتل على أراضيها في عامي 2015 و2017. ونفت طهران أي دور لها في ذلك. وصنَّف الاتحاد الأوروبي، في التاسع من يناير، وحدة من وزارة المخابرات الإيرانية منظمة إرهابية، وجمّد أصولها إضافة إلى أرصدة رجلين.

وقال الدبلوماسي: «الهولنديون على سبيل المثال ظلوا هادئين جداً لحين الهجوم الهولندي أما الآن فقد أصبح موقفهم متشدداً أكثر من فرنسا».

وقاومت الدول الأوروبية قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق الإيراني، وتفاخر حسن روحاني قبل نحو أسبوع بتأثير الاتفاق النووي على العلاقات الأوروبية - الأميركية واعتبره من إنجازات الاتفاق، لكن بدا أن الطموحات الدولية لإيران قدمت لبروكسل وواشنطن فرصة أكبر للعمل معاً.

وكانت وكالة «إرنا» قد نقلت عن متحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أن القناة المالية الخاصة بالالتفاف على العقوبات الأميركية «على وشك التفعيل»، وذلك بعد أسبوع على إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، عقد قمة في بولندا خلال شهر فبراير (شباط)، وسيتناول الشرق الأوسط وتحديداً إيران، ويمكن أن يُحدث انقساماً بين شرق أوروبا وغربها. وحاول الاتحاد الأوروبي أن يُظهر لإيران أن الالتزام بالاتفاق النووي لا يزال يعني الحصول على منافع اقتصادية رغم قرار ترمب إعادة فرض العقوبات الأميركية ووقف صادرات النفط الإيراني عبر الضغط على حلفاء الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يطلق الاتحاد الأوروبي رسمياً هذا الشهر آلية خاصة تهدف إلى تسهيل التجارة مع إيران، لكنها لن تدخل حيز التنفيذ قبل عدة أشهر. وستسجل تلك الآلية في فرنسا وستديرها ألمانيا وستشمل على الأرجح بريطانيا كمساهم، حسبما أفادت «رويترز».

في هذا الشأن، ذكر أربعة دبلوماسيين أن موغيريني، التي ساعدت في إتمام اتفاق 2015، «تشعر بالقلق من التحرك أسرع من اللازم خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى انهيار الاتفاق بشكل كامل».

وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يعتزمون إصدار بيان مشترك فريد من نوعه يوم 21 يناير بشأن ما يقولون إنه تدخل إيران في المنطقة، وكانوا يريدون الدعوة لإنهاء التجارب الصاروخية. لكن دبلوماسيين قالوا إن موغيريني أرادت وضع الآلية الخاصة للتجارة مع إيران أولاً.

ونفى مسؤول في الاتحاد الأوروبي أي انقسام في السياسة بين موغيريني وحكومات التكتل، قائلاً إن البيان سيُنشر بمجرد إطلاق الآلية. ولم يعلق الاتحاد الأوروبي أو طهران على ما نُقل عن المسؤول الأوروبي، وقال مسؤول من الاتحاد إن موغيريني لن تحضر بسبب ارتباط رسمي آخر... وهو ما لاقى ارتياحاً بين وسائل الإعلام المؤيدة لحكومة روحاني. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إنه يوجد الآن «إجماع دولي متزايد» على مدى التهديدات الإيرانية، مضيفاً: «الولايات المتحدة ترحِّب بجهود أوروبا للتصدي لإرهاب إيران على أراضٍ أوروبية وإطلاقها الصواريخ وانتهاكها حقوق الإنسان وتهديدات أخرى». وقال دبلوماسيون إن حكومات شرق أوروبا قد تتمادى في اتخاذ إجراءات ضد إيران لإرضاء ترمب مقابل ضمانات أمنية ضد روسيا. وقال دبلوماسي آخر: «من الواضح أن هناك مخاطر في الحضور... ورغم أننا لا نعتقد أن إيران ستنسحب من الاتفاق النووي، فنحن لسنا بحاجة إلى دفعهم إلى حافة الهاوية وتعميق خطر سباق التسلح في الشرق الأوسط».

- إحباط أوروبي من سلوك إيران

وأصر الاتحاد الأوروبي على إجراء حوار مع طهران، ورغم اتفاقه مع الإدارة الأميركية على خطر الصواريخ الباليستية، فإن الدول الأوروبية تريد تجنب التداخل بين الملفين النووي والصاروخي، ورغم التراجع الأوروبي فإن إدارة ترمب مارست ضغوطاً على مدى العام الماضي لمنع طموحات إيران النووية وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال دعمها لجماعات متشددة في سوريا والعراق ولبنان واليمن. وفي اجتماعات ضمت دبلوماسيين أوروبيين وإيرانيين العام الماضي حاولت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا الضغط من أجل اتخاذ إيران مبادرات في ما يتعلق بدورها في الحرب السورية والمساعدة في إنهاء الصراع في اليمن. لكن العديد من المحادثات الثنائية بشأن برنامج الصواريخ الباليستية لم تتمخض عن نتائج. من جانب آخر، لفت دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي إلى أن «هناك شعوراً بالإحباط بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أخرى بعد المرحلة الأولى من الجهود الدبلوماسية مع إيران... اعتقدنا أن بمقدورنا دفع الإيرانيين لبذل بعض الجهد على عدة أصعدة». وتقول إيران إن أوروبا قد تخفق على أي حال في حماية الاتفاق النووي، وتتهم مسؤولين أوروبيين بالتردد والتباطؤ. وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني والمفاوض النووي البارز، الأسبوع الماضي، إن هناك حاجة إلى «خطوات عملية» من أوروبا، إذ إن الدعم السياسي ليس كافياً.

وقال آية الله أحمد جنتي رئيس مجلس الخبراء، الخميس الماضي، إن أوروبا «لن تفعل أي شيء في صالحنا»، مضيفاً أن «الأوروبيين أسوأ من الأميركيين. وحتى إن لم يكونوا أسوأ، فلا فرق بينهم».

- طهران تطعن في رواية «رويترز» وتؤكد «طرد» الوفد الأوروبي

لم تمر ساعات على نشر وكالة «رويترز» تفاصيل من اجتماع عاصف بين مبعوثين أوروبيين ودبلوماسيين إيرانيين حتى ردت الخارجية الإيرانية عبر موقع «انتخاب» المقرب من مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وأصر الموقع على أن الوفد الدبلوماسي لم تتسنَّ له إثارة قضايا وردت على لسان مسؤولين غربيين في تقرير لوكالة «رويترز»، أمس. ونقل موقع «انتخاب» عن مصادر مطلعة أن مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «لم يسمح للدبلوماسيين الأوروبيين بالكلام»، معلناً عن «التراجع عن إقامة الاجتماع وإغلاق الباب».

وقالت المصادر إن الخارجية الإيرانية «رفضت قبول مسودة بيان حمله الدبلوماسيون الأوروبيون». وجاء تدخل الموقع في وقت تفاعلت وكالات «الحرس الثوري» مع أجزاء تشير إلى نيات أوروبية فرض عقوبات اقتصادية وتجميد أصول ضد «الحرس الثوري» ووحدة الصاروخية المسؤولة عن تطوير البرنامج الباليستي.

وعلى الرغم من تأكيد المصادر عدم وجود أي نقاش، فإنه الموقع نقل عن عراقجي قوله للدبلوماسيين الأوروبيين: «اعتقدنا أنكم قادمون للحديث عن التقاعس وتقديم الاعتذار». وشدد موقع «انتخاب» على أن الاجتماع «لم يجرِ كما نقلت وكالة (رويترز) عن الدبلوماسيين الأوروبيين، وأنه ذهب باتجاهات أخرى». وأوضح الموقع أن «الوفد الأوروبي زار الخارجية من دون أن يذكر سبب الزيارة قبل أن يبدأ بإثارة القضايا الأمنية»، مشيراً إلى أن «عراقجي تدخل بحزم لمنع دبلوماسي أوروبي من قراءة بيان باسم الدول الأوروبية قبل أن يعلن إنهاء الاجتماع ويغادر الاجتماع ويغلق الباب بقوة». وأشار الموقع إلى أن «محاولات الدبلوماسيين الأوروبيين تسليم مذكرة للمسؤولين الإيرانيين لم تؤدِّ إلى نتيجة، وهو ما دفع الوفد الأوروبي إلى مغادرة المكان».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الثورة الكبرى وصغار الثائرين

الدكتورة رندا ماروني/21 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71324/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D9%88%D8%B5/

لقد قام النظام السوري الأسدي متلحفا غطاء جيش اليرموك وجيش التحرير الفلسطيني وقوات الصاعقة في الثامن عشر من شهر كانون الثاني من العام ١٩٧٦ بإرتكاب مجزرة الدامور التي قضى فيها ٦٨٤ شهيدا من رجال ونساء وأطفال، وفي تمام الذكرى السنوية لهذه المجزرة الثالثة والأربعين تتحفنا السلطة بلسان وزير خارجيتها وفي تغريدة تويترية وترت الأجواء قبيل إنعقاد مؤتمر جامعة الدول العربية الذي تستضيفه بيروت ويترأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبعد أيام قليلة على إنعقاد إجتماع بكركي الذي لمح لمسؤولية بعض الأطراف في عملية تغيير الأعراف المتبعة في عملية تشكيل السلطة وتجميد العجلة السياسية كما ذكر ما يدور ويحكى عن مسعى بعض الفئات التي تعمل على تغيير النظام اللبناني وتسعى لمؤتمر تأسيسي جديد يعيد النظر بما هو قائم ومنصوص عليه في دستور الطائف، إذا تتحفنا بإعتبار غياب سوريا هي الفجوة الأكبر اليوم في المؤتمر، حيث يشعر الوزير بثقل فراغها بدل أن يشعر بخفة وجودها حيث يجب حسب تعبيره أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا.

 ولم يكتفي بهذا، بل لعب دور المحامي والحريص على النظام السوري في الأعمال التحضيرية للقمة العربية الإقتصادية في بيروت داعيا إلى إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، كما أن ما جاء في كلمة الرئيس عون توج الحرص على المصالح السورية من خلال إقتراح تأسيس بنك عربي لإعادة الإعمار، ومن خلال أسفه لخلو بعض المقاعد رغم الجهود التي بذلها لبنان، حيث لم يلق الموضوع الأول أي تجاوب من الوفود العربية، أما الموضوع الثاني دفع بأمير قطر الى المغادرة وهو القائد العربي الوحيد الذي كان موجودا الى جانب رئيس موريتانيا بعد أن نكسوا بالوعد الذي قطعوه له بعدم التطرق في الحديث عن عودة سوريا للانضمام كعضو إلى الجامعة العربية، شرطا لقدومه، متكفلا بتغطية نفقات المؤتمر ووديعة مالية بقيمة مليار دولار الأمر الذي ذهب أدراج الرياح كرمة المجاملة مع النظام السوري والمغازلة التى فضل عليها هذا النظام موقف الرئيس بري الضاغط لحضور سوريا القمة شرطا لانعقادها.

وبين الشرط المسبق من الرئيس بري والمغازلة اللاحقة للانعقاد والمطالبة بتحقيق المصالح السورية في إعادة الدور والحضور وإعادة التعمير، هناك انبطاح كلي ومحو للذاكرة والتاريخ الذي يشهد على ثورات كبرى ضد المحتل روتها دماء الشهداء، لم تكن أولها شهداء مجزرة الدامور، ولن يكون آخرها شهداء ثورة الأرز، فتاريخ لبنان حافل بالثورات الكبرى في سبيل الحرية.

وإذا كانت الثورات في العادة ما تكون موجهة ضد المحتل، أو لتحقيق أغراض مطلبية، إلا أننا لم نسمع على مر التاريخ عن ثورة أو ثورات برعاية المحتل، ففي عصر العجائب والغرائب وفي العصفورية التي نعيش فيها حاليا هناك ما يسمى ثورة على الفساد والفاسدين، عنوان كبير يستعمله من هم في السلطة وبعض من هم خارجها، فأهل السلطة يطرحون محاربة الفساد كعنوان فيما هم منغمسون في الفساد السياسي بالتعامل مع المحتل تكريسا للمناصب وتحقيقا للمكاسب المادية وتحقيقا للفساد المالي والاقتصادي.

فيما بعض من هم خارج السلطة يطرحون عنوان محاربة الفساد إنما في الحقيقة يستهدفون النظام اللبناني بصيغته التعايشية، ويطرحون شعارات من مثل "صار بدا ثورة وكلنا ثورة"، إنما في حقيقة مضمونها صار بدأ ثورة شيوعية معادية لصيغة النظام اللبناني، أو ثورة على غرار الثورة الإسلامية في إيران، وكلنا ثورة برعاية المحتل الإيراني إستراتجيتنا الدفاعية شعب جيش مقاومة، حيث لا مانع من إنضمام حزب مسلح غير شرعي إلى هذه الثورة، كما جاء على لسان زياد الرحباني منذ فترة وجيزة، أو لا مانع من إستراتيجية دفاعية تدرج سلاح غير شرعي شرط أساسي للانضمام إليها كما جاء على لسان زياد عبس خلال فترة الانتخابات النيابية.

ففي عصر الانحطاط الذي نعيش فيه نترحم على ثورات كبرى خاضها أبطال من بلادي، ونشفق على صغار يطرحون أنفسهم ثوار، فيما هم في الحقيقة ليسوا بصغار الثائرين، فقط بل بصغار المنافقين. 

ثورة كبرى

وصغار الثائرين

لا يعدون كونهم

أقزاما منافقين

في خدمة المحتل

بوعي ويقين

يدرون ما يفعلون

صنعهم مشين

ابتكارهم مخلوق

وصفه هجين

في مخيلة بعضهم

عمره سنين

ولدى البعض الآخر

كنوز ملايين

إشارة تحركهم

كجند مجندين

لمكاسب ومناصب

وعد وتخزين

ثورة كبرى

وصغار الثائرين

لا يعدون كونهم

أقزاما منافقين.

 

عون في القمة "الباهتة" لا يشغله سوى السوري

منير الربيع/المدن/الأحد 20/01/2019

لم يختلف كلام رئيس الجمهورية ميشال عون، مترئساً القمة الإقتصادية التنموية العربية، عن مضمون كلام وزير الخارجية جبران باسيل، خلال ترؤسه إجتماع وزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالقمة. كان لبنان مهجوساً بجملة ملفات، ترددت على لسان عون وباسيل، وأصرّا على تضمينها للبيان الختامي للقمّة، وإظهارها وكأنها إعلان عربي جامع، يطلق عليه إعلان بيروت، كما هو الحال بالنسبة إلى المبادرة العربية للسلام، التي صدرت في القمة العربية ببيروت في العام 2002.

عون والهاجس السوري

يمكن اختصار الإهتمام اللبناني ببندين أساسيين، هما بند اللجوء ومعالجته، وبخاصة مسألة اللاجئين السوريين، وبند إعادة الإعمار في سوريا وكل ما يرتبط به. عدا عن هذه البنود، يمكن إدراج كل المداخلات أو الملفات التي جرى بحثها، في إطار العناوين الروتينية، التي يتم التشديد عليها في أي اجتماع عربي، ويحملها القادة العرب من اجتماع إلى اجتماع، ومن سنة إلى سنة تالية. أصرّ عون أن تخرج القمة ببيان يرضيه، ويحقق جزءاً من رؤيته، التي يسعى إلى إثباتها عربياً، خصوصاً فيما يخص الملف السوري.

الاعتبار لأمير قطر

لم تكن مسألة السعي لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، حاضرة، كما كانت خلال الاجتماع الوزاري العربي برئاسة باسيل. وأساساً، كان وزير الخارجية اللبناني هو من تولى إثارة هذا الموضوع، قبل القمة وخلالها. لكن الموقف جاء من قبل أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بأن هذا البند فيه شق خلافي، ولا يمكن اتخاذ أي قرار قبل الوصول إلى اتفاق جامع. وتشير مصادر متابعة، إلى أن عدم إثارة موضوع إعادة سوريا إلى الجامعة، له جملة أسباب، أولاً، اكتشاف لبنان أن بنداً من هذا النوع قد يزيد من الاختلافات في القمّة. وهذا ما لا يريده، طالما أنه يسعى إلى تحقيق نقاط إيجابية. وبالتالي، كان لا بد من تجنّب إثارة الملفات السياسية الحساسة. وثانياً، مبادرة حضور أمير قطر للقمّة، والرمزية التي مثّلها، كان لا بد من مقابلتها بعدم طرح أي ملف استفزازي، كمثل فرض ملف التطبيع مع النظام السوري، أو إعادة العلاقات معه على مجريات الجلسة.

أعباء على لبنان

لكن لبنان تمسّك بالملفات الإستراتيجية بالنسبة إليه، وهذا ما أكده عون في كلمته، لجهة التشديد على أهمية إعادة الإعمار، وتأمين العودة الآمنة للاجئين السوريين. إلى جانب العناوين الأخرى التي اقترحها، كالسوق العربية المشتركة، وتعزيز التعاون العربي على الصعد الإجتماعية والإقتصادية والتنموية، ومواجهة الإرهاب والفساد، لتحقيق التنمية المستدامة والحياة الكريمة. وقد أكد عون، أن لبنان دفع الثمن الغالي جراء الحروب والإرهاب. ويتحمل العبء الأكبر إقليمياً ودولياً، لنزوح الأشقاء السوريين، مضافاً إلى لجوء الأخوة الفلسطينيين المستمر منذ 70 عاما، على نحو أصبحت أعدادهم توازي نصف عدد الشعب اللبناني، وذلك على مساحة ضيقة، ومع بنى تحتية غير مؤهلة، وموارد محدودة وسوق عمل مثقلة". ولذلك دعا "المجتمع الدولي الى بذل كل الجهود الممكنة، وتوفير الشروط الملائمة، لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم، ولا سيما إلى المناطق المستقرة، أو تلك المنخفضة التوتر، من دون أن يتم ربط ذلك بالحل السياسي، وإلى تقديم حوافز للعودة، لكي يساهموا في إعادة إعمار بلادهم والاستقرار فيها". لأن أزمة اللجوء تؤثر على الأمن الاجتماعي لبعض الدول.

لغة ناعمة

وما وصفه لبنان بالمبادرة على صعيد ملف اللاجئين، قابلته مبادرة أخرى تتعلق بملف إعادة الاعمار، قائلاً:" في ظل التحديات التي تواجهنا، لا بد من اعتماد استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية"، داعياً إلى "وضع آليات فعالة وفي مقدمها تأسيس مصرف عربي، لإعادة الإعمار والتنمية، يتولّى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضرّرة على تجاوز محنها، ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام." كما دعا "جميع المؤسسات والصناديق التمويلية العربية للاجتماع في بيروت، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لمناقشة و بلورة آليات فعالة تتماشى مع هذه التحديات التي تواجهنا، ومتطلبات إعادة الإعمار".

لم يأت عون على المطالبة في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية بشكل مباشر. لكنّه مرر الرسالة بلغة ناعمة. إذ أبدى تمنّيه أن تكون القمة مناسبة لجمع كل العرب، فلا تكون هناك مقاعد شاغرة، وقد بذلنا كل جهد من أجل إزالة الأسباب التي أدت إلى هذا الشغور، إلا أن العراقيل كانت للأسف أقوى". دعوة عون إلى إنشاء صندوق تعاوني عربي، قابلتها مبادرة من دولة الكويت، التي أعلن ممثلها في القمة عن إنشاء صندوق للاستثمار التكنولوجي بقيمة 200 مليون دولار. تلك المبادرة، لقيت دعماً من دولة قطر، التي أكد وزير ماليتها المساهمة بخمسين مليون دولار، مخصصة لدعم هذا الصندوق.

سجّل لبنان إنجاز قمّة الحدّ الأدنى، أو قمّة "رفع العتب" كما يصفها البعض، لكنه أيضاً نجح في إثارة ملف عودة اللاجئين، وأثبت تأكيده التمسك بملف إعادة الإعمار، ودخول هذا المعترك، بمعزل عن الموقف الدولي. ولا يمكن التقليل من التدخلات التي أفشلت القمّة، أو أظهرتها باهتة، وإن كان هناك بعض النوايا الحسنة. لكن الوضع العربي المشتت والمنقسم على حاله، يعبّر عن الواقع القائم، الذي يفتقد لأي خطط عملية لتطبيق النقاط المطروحة.

 

لبنان … القراصنة يُغرقون السفينة

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/20 كانون الثاني/19

في القمة الاقتصادية والتنموية العربية الهزيلة التمثيل التي عقدت في العاصمة اللبنانية إشارة واضحة إلى حسرة العرب على بلد كان في يوم ما رئة الحرية العربية، ومركز صحافتها ومطبعتها، وخزينتها، لكنه تحول مزارع متقاتلة، كل صاحب مزرعة يرمي التهمة على الآخر، ما أسقط لبنان في وحل التجاذبات الطائفية والافق الضيق، وكأن كل ما عرفناه عن هذا البلد كان حلماً هوى حين انتبهنا الى سكاكين أبنائه يحزون بها رقاب بعضهم بعضا بتفاخر، أين منها الجاهلية الاولى؟ لهذا من سيقرأ تاريخ لبنان السياسي بعد سنوات، سيجد صفحات سودا، كتبت بحبر الحقد والجهل والطائفية المقيتة، التي لم يسبق ان شهدها بلد عربي قبل بدعة الاحتراب على الخراب، بعدما تحول المنتجع العربي محجرا صحيا لكل مصاب بمرض معدٍ، لا يماثله الا العراق الغارق بالصراعات الطائفية التي زرع بذارها نظام الملالي، وها هو السودان يسير على الطريق ذاته اليوم. حين نتحدث عن لبنان، يغمرنا الأسى على ما كنا نعتبره ملاذا، غير اننا اليوم نرثي لحال اللبنانيين الفقراء الغارقين باليأس مما ورثهم إياه زعماء لا يرون في بلدهم غير بقرة حلوب، حتى لو جفّ ضرعها، فانهم يتقاسمون لحمها الحي، إلى أن أصبح الدين العام 95 مليار دولار، أي أن نسبته وصلت الى 150 في المئة من الناتج القومي للبلد.

هذه الديون تحولت ثروات للزعماء، يدفع ثمنها اللبناني، بينما يتقاسمها قادة الميليشيات والزعماء، الذين يعطلون منذ بضعة اشهر تشكيل الحكومة لاختلافهم على حصص النهب من اللحم الحي اللبناني، خصوصا بعد إقرار مؤتمر باريس الأخير 12 مليارا، وهي بطبيعة الحال لن يستفيد المواطن العادي منها شيئا لأنها ستذهب الى جيوب السياسيين. عندما يكون هناك ثلاثة ملايين مواطن هاجروا من بلدهم هربا من فقر يتسبب به الزعماء، فيما 35 ألف شاب يتخرجون سنويا في الجامعات ولا يجدون عملا، فإما أن يهاجروا أو أن يرزحوا تحت وطأة البطالة والعوز، فأي وطن يبقى ليزعم الميليشياويون أنهم يدافعون عنه؟

بعد اتفاق الطائف استبشر اللبنانيون والعرب خيرا بمرحلة جديدة تعيد للبنان دوره، غير ان هذا الامل بددته المحاصصات الطائفية، واحتفاظ “حزب الله” بسلاحه سعيا الى ممارسة الضغط والترهيب على بقية المكونات طمعا في الاستفراد بالحكم وتحويله سلطة ديكتاتورية متأسلمة على غرار نظام ملالي طهران، علما ان التنوع مبرر وجود هذا البلد، وأي خلل في توازن مكوناته يعني نهايته.

رغم ذلك، مضت الميليشيا الملالوية في مشروعها الفتنوي وساندتها في ذلك حركة “أمل” بقيادة نبيه بري التي نبشت قضية مضى عليها الزمن، فهددت وتوعدت وأحرقت الأعلام الليبية رفضا لدعوة حكومة طرابلس الى القمة، وبذلك ادخل “الثنائي الشيعي” لبنان في غياهب عزلة عربية تفوق عزلته الدولية.

هذا السلوك الميليشياوي يعني أن بعد 28 سنة على انتهاء الحرب الاهلية لا يزال لبنان بلا سلطة دولة قادرة على ممارسة دورها الطبيعي، وما جرى في الشهرين الماضيين على الحدود مع اسرائيل واكتشاف أنفاق مخترقة على الحدود الدولية لا تفسير له إلا أن “حزب الله” يسعى الى حرب جديدة لا قبل للبنان على تحمل رد الفعل عليها، ففي كل الحروب الماضية كان هو الخاسر الأكبر، بينما ربح الايراني تثبيت وجوده، ونقل المواجهة الى غير أراضيه، وزاد قوة اسرائيل. في ضوء كل ذلك، عن أي قمة يمكن أن نتحدث، عن أي اقتصاد أو تنمية؟ لبنان بات أشبه بأندلس مصغرة، فأمراء الطوائف أفسدوا كل شيء فيه، وما برحوا مثل القراصنة يتناحرون على قيادة سفينة كثرت فيها الثقوب وشارفت على الغرق.

 

مروان حمادة مفكك الملفات اللبنانية الصعبة

صلاح تقي الدين/صحيفة العرب/20 كانون الثاني/19

سياسي متشدد يرفض أن يكون شعبويا

لم يكتم الوزير والنائب اللبناني مروان حمادة تخوفه من أن يكون فشل القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تعقد في لبنان انتصارا للرئيس السوري بشار الأسد وهزيمة للبنان.

حمادة يرد الوضع المالي الكارثي في البلاد إلى تراكمات طويلة، معتبرا أن ما يحصل هو تسريع للتدهور جرى في السنوات الماضية خلال فترة الفراغ الرئاسي.

حمادة حصد ثمار أمانته في الأدوار التي أداها في حياته السياسية منذ اتفاق الطائف، ورغم الضغوط الكثيرة التي تعرّض لها رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط قبل الإعلان عن “لائحة المصالحة” التي ترأسها نجله تيمور في الانتخابات النيابية الأخيرة بغية التخلي عن حمادة، إلا أن جنبلاط أصرّ على ترشيح حمادة، وأوعز إلى المسؤولين عن الحملة الانتخابية ببذل أقصى ما يمكن من إمكانيات لمنح الأصوات التفضيلية “من حساب” تيمور لضمان نجاح حمادة في الانتخابات.

وكان يمكن لحمادة أن ينضمّ إلى قافلة الشخصيات السياسية الوطنية التي اتهم النظام السوري و”حزب الله” باغتيالها في لبنان، لكن القدر أنقذه من تفجير سيارته ليكون شاهدا حيا على السياسة التي اتبعها نظام الوصاية السوري الأمني للبنان، واستطرادا وقوفه إلى جانب من تبقى من رفاقه في “ثورة الأرز” في وجه مشروع الهيمنة الإيرانية على لبنان.

سنوات النار

لم تكن محاولة اغتياله في الأول من أكتوبر من العام 2004 سببا يدفعه إلى السكينة والمهادنة في وجه من كان يقف وراءها. لا بل أظهر المسار الذي استكمله بعد تعافيه وعودته إلى العمل السياسي أنه لا يزال خصما لدودا وشرسا في وجه المخابرات السورية وممارساتها في لبنان، ولم يتوان عن رفع الصوت في وجهها وتسمية الأشياء بأسمائها، خصوصا بعد أن أعلن مناصرته لثورة الشعب السوري وسعيه إلى التخلّص من هذا النظام والفوز بالحرية والديمقراطية التي دفع هو نفسه ثمنا غاليا لممارستها

. حياة حمادة الذي ولد في العام 1939 في بعقلين، المدينة الشوفية الدرزية العريقة، لم تكن سهلة نسبيا، فهو سليل عائلة درزية لعبت أدوارا دينية واجتماعية في مراحل مختلفة من التاريخ اللبناني. والولد البكر للدبلوماسي العريق محمد علي حمادة، تنقّل معه في مطلع حياته بين عواصم ومدن أوروبية عديدة قبل أن يستقرّ في لبنان ليتابع دراسته الجامعية في كلية القديس يوسف وينال منها إجازة في الحقوق في العام 1963 ثم يستكمل دراسته ليحصل على إجازة في العلوم الاقتصادية.

فمعاناة حمادة الشخصية بدأت مع وفاة شقيقته الشاعرة ناديا زوجة الصحافي والدبلوماسي والسياسي الشهير غسان تويني، صاحب جريدة “النهار” العريقة، وكان قبلها قد ودّع معهما ابنتهما الوحيدة نائلة التي توفيت بسبب مرض عضال، ثم شقيقها مكرم الذي قتل بحادث سير في العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يشهد على اغتيال ابنهما النائب والصحافي جبران.

مروان حمادة لم يكتم تخوفه من أن يكون فشل القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تعقد في لبنان انتصارا للرئيس السوري بشار الأسد وهزيمة للبنان.

بدأ حمادة حياته العملية صحافيا في جريدة “لوريان لوجور” في ذروة ازدهار الصحافة الورقية في لبنان، ثم راسل مجلة “لوبوان الفرنسية” قبل أن يساهم في تأسيس مجلة “النهار العربي والدولي” في باريس والتي تولى لاحقا جبران تويني رئاسة تحريرها وبدأ بتكوين شخصيته السياسية من خلال مقالاته فيها.

تأثر حمادة كثيرا بشخصية المعلم كمال جنبلاط الذي شكّل ظاهرة فريدة في الحياة السياسية اللبنانية، من خلال معارضته للنظام وتمسّكه بالحرية والديمقراطية، وأصبح صديقا مقربا من نجله وليد الذي انضم إلى فريق “النهار” في مطلع شبابه عقب تخرجه من الجامعة الأميركية في بيروت.

وفي مطلع الثمانينات تولى حمادة رئاسة مجلس إدارة مجموعة “النهار”، وأصبح مديرا عاما لها، وتمكن من خلال موقعه الإشراف على حراك سياسي كان يدور في طوابق الجريدة العليا حيث كانت شخصيات سياسية مختلفة تجتمع وتناقش الوضع السياسي المهترئ والذي زاد اهتراء بسبب الحرب الأهلية التي كانت قد استعرت، وكانت المؤشرات تنبئ بتحولها إلى حرب طائفية، وهو ما كان حمادة يرفضه بشكل مطلق.

علاقات دولية وعربية

موقع حمادة كصديق وفيّ وكاتم أسرار ورسول أمين إلى الجهات العربية والدولية، لم يتخل عنه يوما. وكثيرا ما كان يتدخل لتخفيف وقع التصريحات النارية بحق هذه الجهة أو تلك، وهذا المسؤول أو ذاك

ظل حمادة وفيا للخط السياسي الصعب الذي اختاره إلى جانب جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية، وهو رغم عدم انتمائه إلى “الحزب التقدمي الاشتراكي”، إلا أن التزامه الواضح والصريح بالنهج السياسي الذي كان جنبلاط قد قرّره، دفع الأخير إلى تسمية حمادة ليكون وزيرا للسياحة في حكومة الرئيس شفيق الوزان في عهد الرئيس إلياس سركيس.

ومع الاجتياح الإسرائيلي واندلاع حرب الجبل، كان حمادة لصيقا بجنبلاط فانتقل معه إلى العاصمة السورية حيث كان يتولى متابعة الأمور السياسية، بينما كان جنبلاط يتابع التطورات العسكرية والشؤون الاجتماعية والحياتية لأبناء الجبل.

وفي تلك المرحلة تحديدا، وطّد حمادة علاقاته العربية والدولية فتعرّف إلى معظم الشخصيات المؤثرة والنافذة والتي لعبت لاحقا أدورا هامة في الحياة السياسية وعلى سبيل المثال منها وليس الحصر، الرئيس الراحل رفيق الحريري.

وشارك حمادة إلى جانب جنبلاط في مؤتمري جنيف ولوزان اللذين دعا إليهما الرئيس اللبناني آنذاك أمين الجميل في محاولة للتفاهم على وقف الحرب الأهلية وإيجاد حل للأزمة اللبنانية التي كانت تزداد تعقيدا ويدفع اللبنانيون ثمنا لها، كما شارك معه في المحادثات التي أدّت إلى توقيع الاتفاق الثلاثي الشهير بين جنبلاط ورئيس “حركة أمل” الرئيس نبيه بري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” آنذاك إيلي حبيقة.

لم يترك حمادة موقعه يوما، وهو كان الصديق الوفي وكاتم الأسرار والرسول الأمين إلى الجهات العربية والدولية وكثيرا ما كان يتدخل لتخفيف وقع التصريحات النارية التي كان يطلقها جنبلاط في حق هذه الجهة أو تلك، وهذا المسؤول أو ذاك، لكنه كان دائما لسان حال جنبلاط في المواقف السياسية الرئيسية ولم يدع للشك أو اللبس مكانا حيال موقعه خلف جنبلاط ومعه.

حمادة ونصرالله

غير أن حمادة الذي نسج علاقة متينة مع الحريري تعرّض لاحراج في مرات عديدة بسبب تضارب المواقف بين جنبلاط والحريري في عدد من المحطات السياسية، فكنت تراه يغيب عن الظهور أو الحديث في الإعلام تجنبا لإطلاق مواقف قد تحسب عليه إذا كان في ذلك الموقف انحياز إلى جانب جنبلاط ضد الحريري أو العكس.

يحافظ حمادة اليوم على موقفه كمعارض شرس، منذ وقوفه في وجه سياسات الرئيس السابق أميل لحود الذي كان يعتبره “صنيعة” النظام السوري، وهو الذي واجهه مرات عديدة أثناء توليه الوزارة في عهده، ولا ينسى اللبنانيون مقطع الفيديو الشهير الذي يتوجه فيه لحود بكلمات نابية بحق حمادة وكيف يرد الأخير “التحية” بمثلها، وهو انضم لاحقا إلى “لائحة الشرف” وهي التسمية التي أطلقها جنبلاط على النواب الذين صوتوا ضد التمديد للحود بناء على طلب الأسد شخصيا ومباشرة، ولعلّ محاولة اغتياله كانت ردّا على موقفه ذاك.

نهجه الرافض للنفوذ الإيراني و”حزب الله” نهج مستمر، لم يخفف منه يوما واحدا لا قبل محاولة الاغتيال ولا بعدها، وكان قد طالب بمحاكمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ونزع سلاح الحزب.

ومنذ اللحظة التي استعاد فيها وعيه بعد عمليات جراحية أجريت عليه لإنقاذ جسده وجمجمته، تابع حمادة نقد النظام السوري بكل وسيلة أتيحت له، وكان موقفه حاسما ضدّ “حزب الله” وتدخّله في الشأن السوري إلى جانب الأسد، في حين أن جنبلاط انتهج سياسة “تنظيم الخلاف” مع الحزب في هذا الشأن.

عواصف التربية وهيكل الأصنام

حمادة يتنقل دوماً ما بين شخصيتي المثقف والسياسي، موظفاً هذه لصالح تلك. مستحضراً فكر كمال جنبلاط  وخاصة قوله "إن الصراع في سبيل الحق هو انتصار في كلتا الحالتين"

ومع تولي حمادة وزارة التربية، واجهته مشاكل عديدة تتعلق بالإرث الثقيل الذي خلفه وزير التربية السابق المحسوب على “العهد” إلياس أبوصعب الذي “زرع” أنصاره في مختلف مديريات الوزارة، وكانت قراراته شعبوية نالت رضا الطلاب وخصوصا تلك المتعلقة منها بأيام التعطيل أثناء الظروف المناخية القاسية.

وفي الواقع، فإن قرارا اتخذه حمادة يتعلق بنقل إحدى “المديرات” في الوزارة والمحسوبة على أبوصعب، تسبب في موجة “انتقامات” طالت مسؤولين في إدارات رسمية مختلفة محسوبين على جنبلاط، وذلك “انتقاما” من حمادة وقراره، كما أعلن بوضوح وزير البيئة طارق الخطيب المحسوب على “التيار الوطني الحر”، وقيل حينها إن القرار الذي اتخذه حمادة كان بناء على رغبة من الرئيس سعد الحريري.

ولكي يزيد الطين بلة، تعرّض لبنان في الأسبوع الماضي إلى عاصفة ثلجية قاسية جاءت على أبواب انتهاء العطلة الرسمية بسبب الأعياد، تردّد حمادة كثيرا في إصدار قرار بتعطيل المدارس الرسمية بسبب العاصفة، ما خلف موجة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقده وتطالبه بأن يكون “إنسانيا” كما سلفه الذي هو أيضا شارك في التغريد على موقع “تويتر” متوجها إلى حمادة بالقول “حمّلني الكثير من التلامذة رسالة إلى معالي وزير التربية ورسالتهم محقة فالإقفال يوم الثلاثاء، وربما أكثر، قرار صائب إذا أخذنا بعين الاعتبار سلامة وصحة التلامذة والأساتذة معا. فأمامنا أسبوع عاصف وبارد، وهكذا تدبير احتياطي يتخذ في معظم دول العالم بهدف السلامة العامة”. ولأن العاصفة كانت قد ضربت معظم المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 700 متر عن سطح البحر، اتخذ حمادة قرارا تسوويا بتمديد العطلة ليوم واحد فقط بالنسبة للمدارس الكائنة على ارتفاع 700 متر عن سطح البحر وما فوق. ولم ينكسر، عندما ترك القرار للكائنين دون هذا الارتفاع باتخاذ المناسب. وربما من سوء طالع حمادة الذي لا يسعى إلى أن يكون وزيرا “شعبويا”، أن العاصفة الجديدة التي تضرب لبنان، قد تضعه مجددا أمام موقف مماثل للموقف الذي واجهه مؤخرا، فهل سيتخذ قرارا “شعبويا” أم يظل على موقفه المتشدد الذي ينم عن العناد في شخصيته خصوصا في الملمات؟ وأخيرا يبقى مروان حمادة يتنقل ما بين شخصيتي المثقف والسياسي، يعرف كيف يوظف هذه لصالح تلك. فتجده في استحضاره للذكرى المئوية لكمال جنبلاط يخاطبه قائلا “أستذكر قولك: إن الصراع في سبيل الحق هو انتصار في كلتا الحالتين، أكانت نتيجته على السواء الاستشهاد المضيء أم النصر الساحق. أستذكر صلابتك، رويتك ورؤيويتك في الملمات. أستذكر نصحك الدائم أن نبقى شاخصين إلى المستقبل نافذة أمل وإشراقة حياة، وألا نبقى أسرى ماض، مهما حمل من أسى ودماء. فأنت القائل يوما: خطيئتنا الكبرى هي أننا نتطلع دائما إلى الماضي الذي جعلنا منه صنما في هيكل الأصنام الذي نتعبد”.

 

حلف الحريري–باسيل بمواجهة كل التحالفات الأخرى

بولا أسطيح/النشرة/20 كانون الثاني/19

لم تكن هفوة من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قوله مؤخرا ان "التقارب بين المستقبل والتيار الوطني الحر مجنّن كتير ناس"، اذ تقصّد على ما يبدو اللعب على خطوط التوتّر العالي بين قصر بعبدا وعين التينة، فجاءه الجواب مباشرة من المكتب الاعلامي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، رغم عدم تضمين "لطشته" اي اشارة مباشرة باتجاه الرئاسة الثانية. وقد تراجعت حرارة العلاقة بين الحريري وبري في الاشهر والسنوات الماضية لتتحول الى البرودة المطلقة، فكلما كان رئيس "المستقبل" يتقرب من رئيس الجمهورية ورئيس "الوطني الحر"، كان رئيس حركة "أمل" يبتعد عنه تلقائيا، وصولا للمرحلة الحالية التي بات فيها حلف الحريري–باسيل الأقوى والأمتن بمواجهة كل التحالفات الأخرى. وبدأ هذا الحلف يترسخ وينضج ويتظهر في العمل الحكومي حيث كان الطرفان، في معظم الأحيان يتخذان مواقف موحدة من الملفات الساخنة وأبرزها ملف الكهرباء، حتى ولو استدعى ذلك دخولهما بكباش مباشر مع كل القوى الأخرى، وهذا ما حصل فعليا. فابتعد الحريري الى حد بعيد عن تحالفه الاستراتيجي مع بري كما مع "القوات اللبنانية" والحزب "التقدمي الاشتراكي" وجعل منهم تحالفات ثانوية، ليتفرغ لتقوية وتفعيل حلفه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوزير باسيل.

ولا يعني الحرص الثنائي العون –المستقبلي على تحصين هذا الحلف، عدم مرور العلاقة بينهما في محطات معينة في "مد وجزر"، وقد تجلى ذلك في الانتقادات اللاذعة التي وجهها قياديون عونيون للحريري بـ"الانصياع لتعلميات خارجية" في عملية تشكيل الحكومة، ما أدى لتبنيه الطروحات القواتية في فترة من الفترات قبل التوصل الى تفاهم قضى باعطاء "القوات" 4 وزارات. أضف الى ذلك دفع "التيار الوطني الحر" باتجاه اعتماد معيار واحد لتأليف الحكومة، وهو ما لم يلتزم به رئيس الحكومة المكلف، ما أصاب العلاقة بينهما بنوع من التوتر الذي ظل مضبوطا.

واذا كان الهدف "المستقبليّ" من التقارب مع العونيين تأمين مصلحة الحريري بعدما خذله كل حلفائه السابقين حين اضطر الى تقديم استقالته ومن ثم العودة عنها، يبدو الهدف العوني أبعد من الحلف الثنائي، ففكرة التقارب مع "المستقبل" انطلقت أصلا بناء على سياسة جديدة انتهجتها قيادة "الوطني الحر"، تقضي بمحاولة فتح صفحة جديدة مع كل الفرقاء بمسعى للوصول الى صفر أعداء وأخصام ما يؤمّن، برأي القيادة، أبرز مقومات نجاح العهد. لكن هذه السياسة نجحت مع "المستقبل" وفشلت مع الآخرين. فهي لم تصمد مع "القوات" وسقطت في مهدها مع بري وجنبلاط. وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر نيابية أن الثنائية المسيحية–السنية المتثملة حاليا بثنائية الوطني الحر–المستقبل لا تأتي على حساب باقي الثنائيات وبخاصة ثنائية التيار–حزب الله أو غيرها، بل هي مكمّلة لها، لافتة الى انّ المسيحيين ليسوا بقادرين على فرض وجودهم عدديا أو بعضلاتهم، وانما هم يسعون الى ذلك من خلال دورهم كصلة وصل بين مختلف الفرقاء، ما يجعلهم مع مرور الأيام والسنوات حاجة وضرورة وطنية.

الا أن ما يتمنّاه "الوطني الحر" شيء وما يحصل فعليا بمكان آخر. فاتفاقه مع "المستقبل" لم يأت ليتوج تفاهماته مع باقي الفرقاء، بل ليرسخ الانقسام الحادّ. فبات حاليا بمواجهة مفتوحة مع الكل حتى مع أقرب حلفائه في المرحلة الماضية، أيّ حزب الله، والذي تدهورت العلاقة معه على خلفيّة الملف الحكومي وبالتحديد بعد اصرار الحزب على تمثيل حلفائه السنة، ما جعل البعض من القياديين العونيين يتحدثون صراحة عن "تعليمات خارجيّة" تعيق عملية التشكيل.

ولا يتردد عونيون بالحديث عن "حرب كونية" تشن ضدّهم لاضعاف واسقاط العهد، وهو ما يردّه أخصامهم من السياسيين على أنه من اللعبة والمنافسة السياسيّة. لكن وكما يبدو فان "التيار" ورئيس الجمهورية لن يرضخا طويلا لشروط هذه اللعبة، وهما أعدّا العدّة للقيام بخطوات جديدة للدفع باتجاه تشكيل الحكومة، على ان تتظهّر ملامح هذه الخطوات منتصف هذا الأسبوع. فهل ستكون الخطط العونيّة الجديدة مجدية مع تحوّل انعدام الثقة بين المكونات اللبنانية الى عداء مطلق؟ وأي منطق هذا يقول بهدم الهيكل على رؤوس الجميع لضمان عدم اكتساب أحد امتياز ترميمه!؟.

 

العراق ولبنان المرشحان الأساسيان في استراتيجية الانتقام الإيرانية

راغدة درغام/20 كانون الثاني/19

تصاعدت المواجهة الأميركية – الإيرانية غير العسكرية في الساحات الإقليمية التقليدية، العراق وسوريا ولبنان واليمن، ووسّعت إدارة ترامب بيكار الضغط على النظام في طهران لعزله دولياً وتقويضه داخلياً فيما ارتفعت نبرة المتشددين في "الحرس الثوري" ودائرته مؤكّدين البقاء في سوريا والسيطرة على لبنان والهيمنة في العراق. إسرائيل تلاحق الإيرانيين في سوريا وعينها على "حزب الله" في لبنان وسط تحذيرات لاستراتيجيين عقبت دراسة اعتبرت ان إيران تشكّل التحدي الأكبر والأخطر على إسرائيل عبر وكلائها وميليشياتها. اللافت هو ما جاء في الاستنتاجات بأنه رغم وجود عملية ردع متبادلة بين إسرائيل وإيران بأن الأوضاع السائدة تتيح الانجرار الى حرب شاملة من الجولان شرقاً الى لبنان غرباً في آن واحد وذلك بسبب تعزيز إيران قوة حلفائها في البلدين إضافة الى ارتفاع مستوى القوة القتالية لحلفائها في العراق. الإسرائيليون واثقون من مباركة الولايات المتحدة لأي إجراءات عسكرية يتخذونها في سوريا أو لبنان ضد إيران ووكلائها لكنهم يخشون أن يقع العبء على أكتافهم وحدهم سيما وان العلاقة الروسية – الإسرائيلية المتطوّرة بين البلدين تحمل في طيّاتها القيود على التحركات الإسرائيلية داخل سوريا وأبرزها ما يستهدف المواقع الإيرانية. الأميركيون يوكلون إلى إسرائيل مهام التصدي عسكرياً لإيران في سوريا وهم يراجعون خياراتهم ازاء وضوح العزم الإيراني على تحويل العراق الى مسرح الانتقام وساحة المواجهة. هذه الخيارات ليست سياسية واقتصادية حصراً سيما إذا دعم "الحرس الثوري" استهداف القوات الأميركية في العراق. ما عدا ذلك، وبالرغم من أنماط التردد والتراجع والغموض والتناقض والاعتباطية التي تميّز "ترامبية" السياسة الأميركية، يوجد تماسك ملحوظ في السياسة نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووكلائها في لبنان واليمن عنوانها الأساسي اعتماد الاقتصاد والسياسة قوةً ضاغطة للحصار والإخضاع. هذا الى جانب حشد الدعم الواسع والمكثف للمعارضة الإيرانية للنظام ربما الى مرتبة تشكيل حكومة منفى ترافق التحالف الدولي الضخم ضد النظام في طهران الذي دعا وزير الخارجية مايك بومبيو الى عقده في بولندا منتصف الشهر المقبل.

مشكلة الولايات المتحدة في هذا المنعطف من الزمن هو تفاقم اللاثقة باستمرارية التعهدات والسياسات الأميركية. هذا ما أجّجته تغريدة الرئيس دونالد ترامب الشهيرة حول الانسحاب الأميركي من سوريا وتداعيات هذا الانسحاب على السياسة المعلنة التي تتعهّد تطويق إيران ومنعها من الانتصار في سوريا أو الفوز بمشروعها الاستراتيجي الذي يسمى بالممر أو الهلال. المشكلة الأخرى هي وضوح نزعة تلزيم الآخرين المهام بدلاً من الانخراط المباشرة والقيادة من الأمام.

إنما هذا لا يعني ان السياسة التي تتبناها إدارة ترامب نحو إيران وحلفائها الإقليميين قد أُصيبت بالوهن لدرجة انقاذ طهران من التدحرج هبوطاً الى الهاوية ما لم تستدرك وتتبنى اصلاحات جذرية على سياساتها الداخلية والتوسّعية خارج حدودها. فهناك إجراءات صارمة تم اتخاذها بموجب اعادة فرض العقوبات على إيران في أعقاب تمزيق دونالد ترامب للاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما مع إيران. إجراءات دمّرت الاقتصاد الإيراني وأجبرت الدول الأوروبية الالتزام بها عبر الضغوط على الشركات الأوروبية. فمهما كابَرَ الرافضون الاعتراف بالضيقة المالية الإيرانية وانعكاسها على الوكلاء والشركاء في لبنان أو اليمن أو سوريا أو العراق، واقع الأمر ان سياسة الخنق الاقتصادي أثمرت ومفعولها سارٍ.

سياسة الصبر الاستراتيجي التي يتبناها النظام في طهران تتخذ ركناً لها الرهان على انتهاء عهد دونالد ترامب وانشغاله في الحملة الانتخابية قريباً. المأزق لطهران هو أن الاقتصاد لن يتحمّل الصبر وان استراتيجية الخلاص من دونالد ترامب فيها ثقوب كثيرة. فلقد ارتكبت القيادة الإيرانية خطأً استراتيجياً فادحاً عندما رفضت تلبية دعوة دونالد ترامب الدخول في مفاوضات جديدة حول اتفاق أوسع للاتفاقية النووية، وكذلك عندما بدأ استهداف قوات أميركية في العراق.

اليوم، ومع ملامح ازدياد الانقسامات داخل بوتقة الحكم في إيران ووضوح تسلّط المتشددين على القرار وانحسار وزن ما يسمى بالقوى المعتدلة، تنتظر المؤسسة السياسية الأميركية معركة الخلافة في إيران – وهي قادرة على الانتظار لأنها لا تقع تحت سوط العقوبات. أي ان الأميركيين هم الذين يراهنون بارتياح على الانتظار الى حين وضوح معركة خلافة مرشد الجمهورية علي خامنئي.

التوتر الإيراني حلّ مكان سمعة استدامة الصبر الاستراتيجي. السفارة الإيرانية في بيروت أصدرت بياناً في أعقاب تصريحات وكيل وزير الخارجية الأميركية، ديفيد هيل، الذي كان يزور العاصمة اللبنانية وصفتها بالزيارة "الاستفزازية والتحريضية" التي "تندرج في اطار التدخل السافر في شؤون الغير واملاء القرارات". طهران سمحت لنفسها أن تسمي لبنان "رقماً صعباً في المعادلات الاقليمية بحيث أصبح حصيناً وعصيّاً على املاءات الآخرين وأعدائه، فلا يسمح لأي طرف بأن يملي عليه القرارات الخاطئة".

قرار منع تشكيل حكومة في بلد مستقل، كما تفعل إيران نحو لبنان، ليس تدخلاً حسب الرأي الإيراني. إنما تقليدياً، توكل طهران الى "حزب الله" مهمة الرد على ما تعتبره استفزازاً أو تحريضاً أميركياً. هذه المرة، قررت الدخول مباشرة على الخط ببيان لسفارتها وهذا مؤشر على توترها ازاء الحملة الأميركية ضدها وضد "حزب الله" المتمثلة بالعقوبات ليس فقط عليهما مباشرة وإنما أيضاً على "من يمتّ لهما بصلة". فالعقوبات الجديدة التي تتوعد بها واشنطن وحديثها عن حكومة "متوازنة" وعن سلاح "حزب الله" أقلق كثيراً المتشددين في طهران ولبنان.

إنما العراق هو الساحة التي يبرز فيها التوتر والتشدد الإيراني في آن. فبعد زيارة مايك بومبيو الى العراق في أعقاب زيارة دونالد ترامب الخاطفة حيث أكدا بقاء القوات الأميركية هناك، تحركت إيران على مستوى تيار الاعتدال وتيار التشدد. وزير الخارجية الإيراني صاحب ديبلوماسية الابتسامة العريضة توجّه الى العراق فور انتهاء زيارة بومبيو على رأس وفد اقتصادي كبير وردّ بمهاجمة مضادة وبإطالة زيارته بهدف التعبئة مما أدى الى انتقادات عراقية له.

بالقدر نفسه من الأهمية اعلان "الحشد الشعبي" العراقي تعزيز وجوده على الحدود العراقية – السورية، ومنعه القوات الأميركية القيام باستطلاع ميداني، وذلك في أعقاب أنباء ذكرت أن بومبيو سلَّم الحكومة العراقية قوائم بنحو 65 فصيلاً تابعاً للحشد الشعبي طالباً حلّ هذه الفصائل المسلّحة ووضع بعض القيادات لها على قائمة الإرهاب. بعض القيادات في الحشد الشعبي ردّت بأنها على استعداد لخوْض مواجهة عسكرية مع الأميركيين.

اللافت هو ما نقلته مجموعة "كرايسز غروب" في تقريرها عن مسؤول رفيع في الأمن القومي الإيراني تحدّث اليها الخريف الماضي إذ قال عن الخيارات الإيرانية في اطار المواجهة مع الولايات المتحدة: "بإمكاننا القاء المزيد من الزيت على النار في اليمن، لكن هذا لن يؤثر على نحو مباشر على الولايات المتحدة. هناك قوات أميركية في أفغانستان، لكننا نفتقر هناك الى نوعية الأصول التي نملكها في منطقة الهلال الخصيب. نملك اليد العليا في لبنان وسوريا، لكن الوضع في كلى البلدين هش ومن الممكن أن تنقلب مكاسبنا بسرعة رأساً على عقب على يد أعدائنا، بل وحتى أصدقائنا. العراق هو المكان الذي نملك فيه الخبرة والقدرة على طرح حجة منطقية للإنكار والقدرة على مهاجمة قوات أميركية على نحو لا يستدعي انتقاماً مباشراً".

الخطر في هذا الكلام يكمن في أنه يرشّح العراق الى ساحة الانتقام الأولى كما يكمن في وقعه على أذان القيادات الأميركية العسكرية وتلك في مجلس الأمن القومي على نسق المستشار جون بولتون. فالأميركيون لن يكتفوا بالرد على إيران عبر "الحشد الشعبي" في العراق إذا ما نفذت طهران حقاً سياسة الانتقام من الجنود الأميركيين في العراق. عندئذ ان خطط الرد في عقر الدار الإيراني لن تكون فقط على طاولة الخيارات وإنما في صدد التنفيذ. فالخط الأحمر هو الجنود الأميركيين حسب الانذار الأميركي لإيران، ومعظم هؤلاء في العراق.

أما في سوريا، ان التصعيد بين إسرائيل وإيران يحدث بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقائد "الحرس الثوري" الإيراني محمد علي جعفري. نتانياهو هدّد باستهداف القوات الإيرانية في سوريا، والجعفري أكد على بقاء القوات والأسلحة والمعدات الإيرانية في سوريا إذ ان إيران "عازمة على الاحتفاظ بما تملك في سوريا". قائد "الحرس الثوري" قفز على الحكومة الإيرانية التي تنفي تقليدياً تواجد القوات الإيرانية في سوريا، وحذّر الإسرائيليين من "وابل صواريخنا الموجهة فوق رؤوسكم".

الإسرائيليون يقولون انهم لن يرضخوا الى وجود عسكري إيراني بعيد المدى في سوريا وان عملياتهم ضد الأهداف الإيرانية في سوريا لم تفضِ الى النتائج المرجوّة لأن الفصائل الإيرانية المتواجدة في سوريا تنطلق من العراق وتفرّخ في العراق. الأنباء أفادت أن صبر اسرائيل بدأ ينفذ وانها طلبت من وزير الخارجية الأميركي ابلاغ بغداد انها قد تضطر الى تنفيذ غارات داخل العراق إذا استمر العراق بالسماح بتحويل أراضيه الى نقطة انطلاق عسكرية إيرانية لإيفاد الفصائل الى سوريا.

العراق إذن يقع في عين عاصفة التصعيد الإيراني – الإسرائيلي والأميركي – الإيراني. سوريا ساحة مختلفة عن ساحة العراق، ويخطئ من يفترض انها باتت محيّدة عن المواجهات. لبنان يقع تحت طائلة أخطار مختلفة ومتعددة، من ضمنها ان يكون ساحة قتال وانتقام لإيران وإسرائيل. إنما الخطر عليه لا ينحصر في الانحدار عسكرياً الى مواجهة مباشرة بل ينطلق من تكريسه أداة من أدوات "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" في معركة الانتقام من العقوبات الأميركية واجراءات اركاع النظام في طهران.

 

في الاتحاد 'كوة'، ولا تزال!

منى فياض/الحرة/20 كانون الثاني/19

تسخر نكتة رائجة على موقع فيسبوك في لبنان من التهديدات الإسرائيلية بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، لأن طبقته السياسية قد سبقتها إلى ذلك. وهذا ما بينته عاصفة متوسطة القوة ضربت لبنان في الأيام الماضية وكشفت عن الحضيض الذي بلغه المتعهدون المعتمدون من الدولة لإنجاز البنى التحتية.

وتسخر نكتة ثانية من المستوطن الإسرائيلي الذي دخل خلسة إلى لبنان "والبحث جار للقبض عليه"؛ استهجنت التعليقات من رغبة أي إسرائيلي بالمجيء إلى لبنان؛ ووجدت أن لا حاجة للقبض عليه، إذ أنه هالك لا محالة لمجرد تواجده على الأراضي اللبنانية، دون مساعدة من أحد.

أما عن الوضع الاقتصادي فأجمل تعليق قرأته يتوجه إلى رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان، لتصريحاته المتتابعة في أن لا خوف على الليرة: "سعادتك، نحنا مش خايفين إلا على حالنا، أصلا ما بقى (لم يعد) معنا ولا ليرة".

إلى هذا الحد بلغ تدهور الوضع في لبنان وعجز المواطن اللبناني، الذي لم يعد أمامه سوى اللجوء لما يسميه جايمس سكوت "المقاومة بالحيلة".

لكن في الآونة الأخيرة تكاثرت التحركات المطلبية. وكان ملفتا أنها طالت يوم الأحد الماضي مختلف المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب والبقاع، وصولا إلى جونية، وقبلها "عرين حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد أن كانت تقتصر على وسط المدينة.

انطلقت التحركات بداية في محاولة لتقليد السترات الصفراء كما في التحرك الفرنسي. لكنها يبدو استعادت محليتها لاحقا؛ فالتحقت بها شرائح المواطنين بسبب الاحتقان الشعبي الذي لا يجد متنفسا له، على الرغم من الظاهرة اللافتة لجهة كثرة المنتمين إلى أحزاب السلطة في التظاهرات، وهي الأحزاب ذاتها التي يشكو منها المشاركون. وهي خطوة تهدف لاستغلال التظاهرات أو التأثير عليها أو إعاقتها. ولقد نجحت أحزاب السلطة حتى الآن في تمييعها. لذا لا يكف البعض من أطراف السلطة عن العمل على تحريفها لتبرئة القطاعات أو الوزارات العائدة لهم، مقابل التصويب على وزارات طرف خصم. فنحن نعيش في جمهوريات متقاتلة. ربما هذا ما يجعل المطالب في غالبها مبهمة وغائمة ومرتبكة.

راوحت التحركات المطلبية مكانها منذ نحو ثلاث سنوات دون أن تتمكن من الضغط لتحقيق أي تقدم على مستوى تحقيق المطالب. ذلك أنها لا تواجه مصدر الخلل، فالبعض يطالب بوضوح "بعدم المساس بأحد" أو يكتفي بمطالب هامشية. وإذا ظلت المطالب دون هدف واضح والطرف المقصود مجهولا فكيف سينجح الضغط؟ لو افترضنا أن المعترضين سيعيّنون طرفا محددا في السلطة كمسؤول، لتعرّض الحراك للانقسام على قاعدة الولاءات السياسية المتطابقة مع الولاء الطائفي والمذهبي، كما عاينا في الحراك الذي أجهض في 2015.

ففي مجتمعنا الذي يعاني من البطالة والركود الاقتصادي والتفكك الاجتماعي، نجد أن العمل النقابي يعاني من مشكلتين أساسيتين: فمبدأ التضامن النقابي يضعف بينما تقوى الانقسامات العمودية ـ الانقسام المذهبي على سبيل المثال؛ والمشكلة الثانية أن الانتخابات النقابية تجري ضمن الأطر السياسية، فغالبا ما تغفل مصالح العمال أو الفئات المعنية لتغليب المصالح والانتماءات السياسية القائمة على الانقسام الطائفي الحاد بالرغم من ظاهرة التحالفات المصلحية الكاذبة العابرة للطوائف.

في ظل هذا الوضع المشتت، كان يمكن للنقابات والأحزاب أن تكتسب دورا مهما فيما لو لم يتم إضعافها وشرذمتها على مدى سنوات الهيمنة السورية. ذلك أن الإمساك بمفاصل السلطة يتطلب السيطرة على جميع الأطر التنظيمية كالأحزاب والنقابات وقياداتها؛ أي كل أشكال التنظيم التي بإمكانها تحريك قطاعات واسعة ومؤطرة من المواطنين لبلورة مطالب وتحركات تمكنها من الضغط الفعال على السلطة أو الحكام لتقديم تنازلات.

لذلك يكتسب تشتيت هذه الأطر ووضع اليد عليها أولوية مطلقة؛ لأن ذلك يسمح بكبح أي قدرة على الاعتراض وأي إمكانية لمواجهة السلطة. إنها إحدى دعائم الاستبداد واستقراره. لذا جرى وضع اليد على لبنان على شاكلة ما حصل في سوريا. فبعد أن استتب الوضع وحقق الأسد الأب هيمنته التامة على أشكال التنظيم والتأطير المهنية والسياسية في سوريا، تفرغ للهيمنة على لبنان، بتواطؤ وتخاذل المسؤولين الملتحقين به من أجل الفتات المتروك لهم. تماما كما يفعل حزب الله الآن.

سبق أن تعرض الاتحاد العمالي العام، الذي يضم النقابات العمالية اللبنانية، إلى عدد من الانقسامات، منذ 1975، وذلك بعد أن لعب دورا مهما قبل الحرب لجهة تحقيق إنجازات رائدة، مثل المساهمة بإقرار مشروع الخدمة العسكرية، وهي عامل مهم لحقيق التماسك الاجتماعي، والضمان الصحي (16 آذار/مارس 1970)، ودعم عمال التبغ وغيرها من الإنجازات.

ورغم الانقسامات التي تعرض لها خلال الحرب الأهلية وبسببها، استطاع أن يلعب دورا مهما في استقطاب وتنسيق جهود الهيئات المدنية في إطار ما سمي المؤتمر النقابي العام، كما يشير غسان صليبي في كتابه "في الاتحاد كوة"، وذلك في سياق تطور ظاهرة المقاومة المدنية في الأعوام 1986 ـ 1988.

لكن الانقسام المصيري الحاد الذي تعرض له حصل في النصف الثاني من تسعينيات القرن السابق. كشف هذا الانقسام الخلل العميق الذي يعاني منه لناحية استقلاليته. وكان قد مهد لذلك الصراع الجاد الذي نشأ بين الاتحاد والحكومة بين عامي 1992 و1994 حول موضوع التنظيم النقابي إثر إقدام وزير العمل حينها (البعثي عبد الله الأمين، منفذ سياسة الأسد للهيمنة وتشتيت القوى المنظمة للنقابات)، على طرح مشروعه لهيكلية جديدة. واعتبر المجلس التنفيذي للاتحاد أن ذلك يمس من حيث الشكل والجوهر بمبادئ الحرية النقابية.

يضاف إلى ذلك، القيود التي يضعها القانون اللبناني بحصره حق التنظيم النقابي ببعض الفئات كما يضع قيودا إدارية لممارسة هذا الحق؛ فالترخيص من وزارة العمل يجب أن يحظى بموافقة وزارة الداخلية.

بعد الانقسام في 1997 فتحت بعض الممارسات الباب واسعا للتدخلات. فضعف دوره وصار الاتحاد تابعا للسلطة السياسية. فتسييس النقابات بشكل متطرف يجعلها امتدادا للسلطة الحاكمة على شكل حزب الدولة؛ فتفقد دورها؛ وهذا ما يطبع العالم الثالث عموما. بحيث تنطبع خطابات المسؤولين النقابيين والكوادر بنفس أيديولوجي وحماس زائد. وهي تتبع بذلك النموذج السوفياتي، فعند قيام الثورة البلشفية في 1917 كان عدد النقابات في روسيا 2000 نقابة، لكنها اختزلت في الثلاثينيات إلى 30 فقط. عنى ذلك ضبطها ووضعها تحت السيطرة ليسهل انقيادها.

فالنقابات المستقلة والممثلة لمصالح مختلف الفئات المهنية والاجتماعية يمكنها أن تبلور مطالب محددة تكون ممثلة لمصلحة وحقوق المواطنين وتدافع عن قضايا معيشية وحقوق أساسية تهم أبناء مختلف الطوائف. والدليل على ذلك الوضع في فرنسا؛ فعلى ضوء ما يحدث ـ وهو يشبه الثورة الشعبية التي انطلقت عبر وسائط الاتصال الاجتماعي الحديثة ـ وفي ظل إضعاف دور النقابات، لم تجد بعد قيادات تبلور مطالبها لتتفاوض عليها مع الحكومة. وهذا ما نعاني منه في لبنان الآن، لا الحراك المدني استطاع أن يوحد ويوجد قيادات فاعلة، ولا النقابات مستقلة أو فاعلة.

مع ذلك، يتحفنا البعض في التغني في أن لبنان المنهار والمفلس والمفكك يقف في وجه إسرائيل وسيهزمها، لأنه بلد المقاومة والمقاومين! ولهذا حديث آخر.

 

قمة بيروت التنموية وحتمية الاستثمار في البشر

أحمد أبو الغيط/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19

كان المُفترض والمأمول أن تُعقد القمم الاقتصادية العربية كل عامين، وذلك منذ أن عُقدت القمة الاقتصادية الأولى في الكويت في عام 2009. غير أن القمة التنموية التي تُعقد هذا الأسبوع في بيروت تلتئم بعد غيابٍ دام نحو ستة أعوام بعد القمة الثالثة التي عُقدت في الرياض في عام 2013. وربما يكونُ انعقاد هذه القمة في ذلك التوقيت بشير خير، وإشارة إلى إعادة ترتيب أجندة الأولويات العربية على نحو صحيح. لا يُجادل أحدٌ في ازدحام هذه الأجندة بتحدياتٍ مختلفة، بل وبتهديدات خطيرة. لا يُجادل أحدٌ في أن بعض الدول العربية واجهت، ولا تزال، اختبارات مصيرية تتعلق بوجودها ذاته وبوحدة كيانها السياسي. على أن هذه المخاطر وتلك التهديدات لا ينبغي أن تحرف أنظارنا عن التحدي الأصلي المتعلق بتحقيق التنمية الشاملة. إن التنمية وحدها هي القادرة على تغيير «الحالة العربية» بشكل جذري من واقع الأزمة الذي نعيشه، إلى أفق النهضة الذي نطمح إليه.

والحقُ أن الطريق إلى التنمية - على صعوبته ووعورته - صارت له أبعاد معروفة ومحدداتٌ مفهومة، أولها تحقيق معدلاتٍ نمو اقتصادي عالية لا تقل عن 6 أو 7 في المائة، واستدامة هذا النمو لعدد من السنوات المتوالية. ومع الارتفاع الطفيف في معدلات النمو على الصعيد العربي (من 2.4 في المائة في عام 2018 إلى 2.7 في المائة من المتوقع تحقيقه هذا العام) إلا أن هذه المعدلات ما زالت بعيدة عن تحقيق الطفرة التنموية المأمولة، والتي شهدناها في مناطق أخرى من العالم، مثل جنوب شرقي آسيا وغيرها. فضلاً عن أن استمرار هذه المُعدلات وتواصلها - وهو الجانب الأصعب في العملية التنموية - يقتضي بالضرورة بيئة أمنية وسياسية مستقرة تُحصن هذا النمو وتضمن استدامته. والحاصل أن النمو الاقتصادي، على أهميته، لا يكفي وحده لتحقيق التنمية التي تنشدها مجتمعاتنا، فنحن اليوم لا ننظر فقط إلى معدلات النمو في الناتج الإجمالي، وإنما أيضاً إلى مدى استدامة هذا النمو، وما إذا كان شاملاً لجميع شرائح المجتمع ومناحي الحياة فيه، وما إذا كان يُسهم في توليد فرص عمل مناسبة وكافية.

إن نموذج النمو الذي ننشده في عالمنا العربي هو ذاك النمو الكثيف التشغيل والمولد للوظائف، والذي يدمج كافة شرائح المجتمع. وهو ما يحتاج بدوره إلى إصلاحات مؤسسية واسعة تفتح المجال أمام الشركات الجديدة ورواد المشروعات، خاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يُمكن أن تستوعب أعداداً كبيرة من العمالة. إن إتاحة المجال أمام هذا النوع من المشروعات للحصول على التمويل والخبرات اللازمة قد يُسهم في استيعاب طاقات شبابية كبيرة في مجالات متنوعة، ذلك أن الدراسات أثبتت أن أغلب الوظائف الجديدة تخلقها القطاعات الجديدة والمشروعات التي يقوم بها رواد الأعمال.

إن سكان العالم العربي هم من أكثر سكان العالم شباباً (20 في المائة تقع أعمارهم بين 15 و24 عاماً)، وإن لمن حسن استغلال هذه «النافذة الديموغرافية» - التي تتمناها مجتمعات أخرى تُعاني الشيخوخة! - فسوف تتحول هذه الكتلة الشبابية إلى عبء على الاقتصادات، بل ومحرك للاضطرابات، وعلى الأرجح بيئة خصبة لشتى صنوف التطرف الديني والسياسي.

لقد شهدت الفترة الماضية جهوداً أثمرت إنجازات حقيقية في مجال البنية الأساسية والمواصلات والاتصالات، بل وأقدمت بعض الحكومات العربية على إجراء إصلاحات مؤسسية ومالية جريئة من أجل وضع اقتصاداتها على الطريق السليم. مع ذلك، ما زالت الدول العربية - باستثناءات معدودة - تقبع في مكانة متأخرة عالمياً فيما يتعلق بالتنافسية، بل إن المنطقة العربية هي أقل مناطق العالم من حيث التنافسية، وتحتاج دولها إلى «ثورة مؤسسية» حقيقية من أجل إطلاق المبادرة وتحسين بيئة الأعمال.

ليس مقبولاً أن تظل الاقتصادات العربية رهينة لتقلبات الأسعار في المواد البترولية التي تُمثل نحو نصف الصادرات. ثمة حاجة حقيقية لتعبيد الطريق أمام آلاف الأفكار والمبادرات الشابة التي تنتظر الفرصة، فهذا هو السبيل لتنويع النشاط الاقتصادي والخروج من أسر الاعتماد على قطاعٍ بعينه. ومطروحٌ على أجندة القمة التنموية بندٌ مُخصصٌ لهذا الغرض تحت عنوان «الميثاق الاسترشادي لتطوير قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر».

والحال أن أخطر الثغرات التي تعاني منها الدول العربية تتعلق - في نظري - بضعف قدرة منظوماتها الابتكارية، وتراجع إسهامها في الاقتصاد الرقمي، الذي يُمثل عصب النشاط الاقتصادي في عالمنا اليوم. إن الظاهرة المُسماة بالثورة الصناعية الرابعة توشك أن تُغير معادلات توليد الثروة والنمو بشكل جذري، حيث صارت المعرفة والابتكار، لا التصنيع أو الخدمات، هما المولّد الأهم للقيمة المضافة العالية. وتقتضي مواكبة هذه الثورة الهائلة استثمارات ضخمة في رأس المال البشري ومجالات التنمية الإنسانية، وبالأخص في الصحة والتعليم والتدريب.

وبرغم تحسن نسبي في إتاحة وتوفير التعليم في المنطقة العربية، فإن مستويات هذا التعليم ومخرجاته تحتاج إلى وقفة حقيقية مع النفس. إن اطراد التدهور في مستوى الخريجين العرب بالمقارنة بأقرانهم على الصعيد العالمي (لا سيما في مجالات الرياضيات والعلوم)، وانفصال ما يدرسونه عن احتياجات السوق، يُضعف من جاهزية المجتمعات العربية للحاق بالثورة العلمية والتكنولوجية العالمية. ويُضاف إلى ذلك أيضاً ضعف «الجاهزية التكنولوجية»؛ إذ ما زال نحو نصف السكان العرب غير متصلين بالإنترنت، وهو ما يُفاقم من الفجوة الرقمية بين العرب والآخرين.

والحقيقة أن الدول العربية تصير في وضع أفضل كثيراً في مواجهة هذه التحديات إن هي انخرطت في جهد جاد لتحقيق التكامل الاقتصادي. ما زالت المنطقة العربية هي الأقل عالمياً من حيث مستوى التكامل بين دولها، إذ لا تتعدى معدلات التجارة البينية العربية 12 في المائة. ومن الأخبار الجيدة أن الأشهر الماضية شهدت الاتفاق على 95 في المائة من قواعد المنشأ التفصيلية، التي كانت تُمثل العقبة الكأداء على طريق تطبيق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى... التي طال انتظار خروجها إلى النور في وقتٍ تشتد فيه الحاجة إليها.

إننا ندرك جميعاً أن عمليات التنمية على الصعيد العربي لا تجري في ظروفٍ سهلة أو على أرض ممهدة، وإنما تواجه تحدياتٍ أمنية تؤثر على مناخ الاستثمار في المنطقة، وتقلبات اقتصادية على الصعيد العالمي ستكون لها انعكاساتها المختلفة على الوضع الاقتصادي العربي الشامل. وربما يظل تهديد الإرهاب - برغم نجاحات مشهودة في مجابهته واحتواء آثاره - هو الأخطر والأشد قسوة، ويكفي أن نعرف أن 60 في المائة من ضحايا الإرهاب يسقطون في المنطقة العربية.

ويُضاف إلى التهديدات الأمنية، إلحاح المسألة الاجتماعية التي لا يُمكن لأي خططٍ تنموية جادة التغاضي عنها أو إغفالها. إن نحو 66 مليون عربي، أي 19.2 في المائة يعانون مما يُسمى الفقر متعدد الأبعاد. ويعني ذلك أن كتلة معتبرة من السكان العرب ما زالت تُعاني الفقر أو مُهددة بالانزلاق إلى هوته. وقد قامت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية هذا العام، وبالتعاون مع الأمم المتحدة، بإصدار تقرير وافٍ ومدقق حول «الإطار الاستراتيجي العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد» يتضمن عدداً من التوصيات والأفكار الجديرة بالنظر والاعتبار لمعالجة قضايا الفقر في البلدان العربية.

إن القمة التنموية في بيروت فرصة لمواجهة الأسئلة الصعبة. فرصة لطرح أفكار ومبادرات غير تقليدية لمواجهة تحديات هي، بطبيعتها، استثنائية وضاغطة. وظني أن الموضوعات المطروحة على هذه القمة، والمبادرات والبرامج التي يعتزم القادة وضعها موضع التنفيذ - لمواجهة تحديات الغذاء والطاقة وغيرها - قد تُمثل نقلة نوعية على طريقِ تحقيق تنمية حقيقية في العالم العربي... تنمية أداتها الإنسان وغايتها الإنسان ولا تتحقق إلا بالاستثمار فيه: تعليماً وصحة... غذاءً وكساءً... وعياً وثقافة.

* الأمين العام لجامعة الدول العربية

 

أمتنا العربية... وخواصرها الرخوة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19

أُعلن قبل أيام عن زيارة ينوي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، القيام بها إلى تشاد، وترافق هذا الإعلان مع جولة قام بها وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، إلى العراق شملت جولات غير مسبوقة على مكوّنات مؤثرة في نسيجه الداخلي الذي قلما بدا هشاً كما يبدو اليوم.

هنا، أتذكر «خريطة العالم العربي» التي كثر تداولها في عدد من وسائل الإعلام، وغدت شعارات لبعض التنظيمات القومية إبان حقبة السبعينات والثمانينات. ومعها أتذكر بعض الخطاب القومي الذي غلبت عليه النزعة الشوفينية – العرقية على حساب مبادئ راقية كاحترام الحريات العامة، والرأي الآخر، و«دولة المؤسسات»... وغيرها.

في تلك الحقبة، كنا نكرّر شعارات طيبة المقاصد وسليمة الطوية مثل «لا صوت يعلو على صوت المعركة».

المبالغة والإفراط في «القومية» بوجهها العنصري الفئوي، ولو من منطلق جمع الشمل ورص الصفوف ضد الاستعمار والانتداب، كانا لا بد أن يثمرا بحكم المنطق ردة فعل نافرة من أقليات وجدت نفسها غريبة عن هوية مفروضة عليها «من فوق»، أو على الأقل، غير معنية بها.

ولمّا كانت هناك جهات تغذي نوازع التفرقة والتفتيت في عالمنا العربي، منذ عقود سحيقة، استمر النفور... إلا أنه كان يخبو لبعض الوقت ثم يطفو على السطح، بالتوازي مع «الصعود» و«الانحدار» في عافية «الأمة» وأوضاع المنافحين عن «الهوية العربية»...

في مواسم «الصعود» كان الكل مستفيداً، لأن للنصر – كما يقال – مائة أب، بيد أن الحال كان ينعكس في فترات «الانحدار» فتنتعش الحساسيات الفئوية، عرقيةً كانت أم دينية أم مذهبية، وتخرج الدعوات الانفصالية... وتنشط حملات تتراوح بين إعادة تعريف الخصوصيات ولا تنتهي بالاستقواء بقوى خارجية أملاً في تغيير الخرائط وتبديل ميزان القوى.

قبل نكسة 1967، بلغ الأمل القومي الأوجّ تحت خفق بنود وعد «الأمة العربية الواحدة من المحيط إلى الخليج». غير أن تلك النكسة أزالت غشاوة من الوهم كانت تدغدغ المشاعر.

لا شك، تفاوتت ردّات الفعل.

البعض وجد المناسبة سانحة لتصفية الحسابات السياسية، وهذا من حقه. وهناك من استسلم لليأس، وانصرف بفكره وجسده بعيداً تماماً عن السياسة. وثمة فئة ثالثة باشرت البحث عن بدائل عملية لاقتناعها بسقوط ما سمته «النظام السياسي العربي»، وعلى الطريق وجدت خيارين متناقضين:

- فكرة «حرب التحرير الشعبية»، عبر المنظمات الفدائية الفلسطينية التي صارت عند كثيرين حتى سبتمبر (أيلول) 1970 البديل الوحيد.

- التسوية السلمية، كما فعل الرئيس المصري أنور السادات، الذي اعتبر أنه ما دامت إسرائيل هي واقعياً «الولاية الأميركية الـ51»، فإن الولايات المتحدة لن تسمح أبداً بهزيمتها. ومن ثم، فإن أوراق الحل كلها في أيدي واشنطن.

سقوط «حرب التحرير الشعبية»، بدءاً من الأردن، ثم لبنان... اكتملت أبعاده بخروج الاتحاد السوفياتي من معظم المنطقة بعد طرد الرئيس السادات الخبراء السوفيات، ومن ثم انهيار الاتحاد السوفياتي نفسه تحت «إشراف» ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسين في مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي.

عند هذه المحطة، في غياب البديل القومي و«اليساري»، وبالتوازي مع صعود اليمين الديني في إيران وإسرائيل، ثم في تركيا، كان بديهياً أن تهب عواصف مماثلة على العالم العربي.

في مصر، كان متوقعاً خروج مارد «الإسلام السياسي» من قمقمه في مشروع بناء هوية سياسية متميّزة خاصة بعهد السادات، الذي روّج له مناصروه لقب «الرئيس المؤمن»، بعد ضرب بقايا الناصرية الأمنية المسماة «مراكز القوى». وعلى مستوى المنطقة ككل، في غياب القوى العقائدية المقاومة لـ«الإسلام السياسي» بوجهيه الشيعي والسنّي، تقلص كثيراً الهامش أمام مناوئيه... وبالأخص، داخل النظام السياسي العربي.

أكثر من هذا...

في العراق وسوريا، تحديداً، حيث كانت السلطة نظرياً لحزب «قومي» و«يساري» (اشتراكي) فإن حزب البعث العربي الاشتراكي، فقد «يساريته» الاشتراكية بعد عقود من انفراده بالسلطة. وخسر «قوميته» عندما طغت الولاءات المذهبية والمناطقية على قيادته الفعلية، ومؤسساته الأمنية. ولم يطل الوقت، حتى غدا «الإسلام السياسي الشيعي» مصدر تحدٍّ لنظام بغداد – بدعم مباشر من إيران – و«الإسلام السياسي السنّي» مصدر تهديد لحكم دمشق. كذلك في فلسطين، بعد سنوات من التجاذب والتنافس بين تشكيلة متنوعة من التنظيمات «القومية» و«اليسارية»، ظهر «الإسلام السياسي» هنا أيضاً، ممثَّلاً بـ«حماس» و«الجهاد الإسلامي».

بل حتى في دول المغرب، اكتسبت الهوية الأمازيغية زخماً جديداً، وهذا أمر طبيعي، بعد ترهل «العروبة» و«ردكلة» الإسلام!

هذا الوضع ما كان بحاجة إلاّ إلى صاعق تفجير، ليُدخِل المنطقة المأزومة اقتصادياً وبيئياً وسياسياً، كلها في المجهول. وحقاً، تأمَّن هذا الصاعق يوم 11 سبتمبر 2001.

في ذلك اليوم، وفّرت الاعتداءات الإرهابية على نيويورك وواشنطن وريف ولاية بنسلفانيا الذريعة لهزّ البنية الإقليمية الهشة. وكانت الخطوة الأولى غزو العراق عام 2003، ومع الغزو أسقط أول أحجار «الدومينو»، وبعده – كما نعلم – «كرّت» السبحة!

بدأ الكلام يأخذ طابعاً جدياً عن «الفوضى الخلاّقة»، ولم يطل الوقت حتى بوشر بالتنفيذ. وبررّ التمدد الاحتلالي الإيراني ولادة تيارات التطرّف المسلح «القاعدي»... ثم «الداعشي».

عام 2005 اُغتيل رفيق الحريري في لبنان، وانسحبت القوات السورية منه لتتولى أمره إيران عبر «حزب الله». وانطلق العد العكسي لانفصال جنوب السودان (أُنجز عام 2011). ومن تونس إلى سوريا، عبر مصر واليمن... وأخيراً السودان، رُفع شعار «الشعب يريد تغيير النظام»، فتنوعت المعاناة واختلفت النتائج.

عودة إسرائيل إلى تشاد، حيث تعيش عبر الحدود مع ليبيا والسودان مكوّنات قبلية مشتركة مثل التبو (الذي ينتمي إليهم الرئيس إدريس دبّي) والفور... تطوُّر مهمّ.

كذلك مهمٌّ دخول إيران في النسيج العشائري العراقي، كما دخلت من قبل في قلب الحسابات الكردية، وعملية التغيير الديموغرافي في سوريا ولبنان...

ولا ننسى الطموح التركي، المستند إلى حنين لماضٍ من النفوذ الإقليمي الذي غطى المشرق العربي وامتد غرباً حتى الحدود الجزائرية المغربية.

نعم، مشاريع الآخرين كبيرة، وخواصر أمتنا كلها رخوة...

 

اللغة كأستاذة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/20 كانون الثاني/19

العلاقة اليومية باللغة ملاحة يومية في بحارها. أو لعلني أقصد في محيطاتها. كل لحظة، اللغة هي التي تعلمك، لا أنت. لذلك رفع العلماء أيدي الاستسلام وقالوا، الله أعلم. وهو أجمل ما قيل في اللغة وأبهى ما أظهره العلماء من شيَم التواضع.

كنت الآن في صدد الكتابة عن أحد رجال المعرفة. وفي تلقائية عفوية سريعة، وصفته، للمجاز، بالبحر. ووجدتني مقصراً وشاعراً بالذنب، فقلت إنه محيط. فخفت أن أتهم بالمبالغة، ولو كان القصد واضحاً. فما هو الوصف الأكثر دقة، إذن، بحيرة؟ لا. إنها إهانة. إنها شيء محدود، بلا آفاق، بلا امتدادات مهما كبرت، حتى بحيرة فيكتوريا التي يولد منها بحرُ النيل، ليست بحراً. فالبحر مالح. وتسمية النيل به، مخالفة علمية وصدق عاطفي. وولاء ووفاء كثير. فهل تتوقع من الفلاح المصري أن يسمي هذا المارد شيئاً آخر؟

تُمسك الأستاذة لغة بيدك وأنت تكتب لئلا تسيء وترى أن الأشياء بسيطة ومفروغ منها. وأنت مغرور وتكتب من قفا يدك. يا ولد، احفظ دائماً تحذير رولان بارت، أحد أمراء اللغة الفرنسية. قال: الكاتب شيء، والمسوّد شيء. واحد مجتهد وواحد ضحل. مبتكر ونسّاخ. الفرنسي الآخر جان دورمسون كان أكثر تعلقاً بشرف المهنة: إذا حرمت أن تكون عبقرياً، يبقى للكتابة ثلاثة شروط: الموهبة فالموهبة ثم الموهبة. في إمكانك أن «تسوِّد» غابة من الورق دون أن تكتب كلمة واحدة. منزل أم بيت أم نزل أم مأوى أم كوخ أم قصر أم حصن أم مبنى أم دار (بالفلسطينية). حاذر. البيت يكون أحياناً وطناً أيضاً. النزل عابر. الكوخ شقاء. المبنى بلا هوية. المأوى حزن. القصر أسطورة. الشقة (حتى الأمس) عزوبية. ليس هذا غنى العربية وحدها، لكنها الأغنى. ولد العربي في أجرد البقع وعوَّض عن ذلك بأخصب اللغات. مفردة خلف أخرى. مشتقات بلا حدود. قاعدة صارمة وشواذات ظليلة. وإذا تعقَّد هذا، وصعب ذاك، فالله أعلم.

الشيء الوحيد الذي لا يحل عليه غفران هو أن تدلق الحبرَ دلقاً. هذا لا يحتاج إلى أكثر من سطل. صدقني أن الفارق واضح وواضح. لا الكتابة ترحم ولا القراءة طويلة البال. غيَّر رامبو الأدب الفرنسي ببضع قصائد. وغيَّر فرانز كافكا الأدب الألماني بروايتين أو ثلاث. ويوسف إدريس جعل من القصة القصيرة ملحمة الحياة. احتفل أخيراً بمئوية جي. دي. سالينجر في أميركا: كتاب واحد وموهبة، جعلته يبيع ملايين النسخ.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

بيان القمة: وعود عظيمة ومبادرة الكويت اليتيمة

المدن - لبنان | الأحد 20/01/2019

انتهت مساء الأحد قمة بيروت الاقتصادية، بعد نهار طويل من كلمات ممثلي الدول العربية. ويبدو أن هذه القمة، التي تحاشت السياسة قدر المستطاع، تحاشت أيضاً أي إشارة إلى الفجوة القائمة بين الشعوب العربية وأنظمتها، فيسعها الحديث عن "اللاجئين" من غير الكلام في أسباب لجوئهم، لا بل رمت ذلك على "الإرهاب"! بما يساير "أنظمة الثورات المضادة" ويطابق سرديات أنظمة "الممانعة". تحاشت القمة أموراً كثيرة في فساد الاقتصاد والإدارة وفي فشل التنمية وفي التمييز ضد المرأة.

وشأن هكذا قمة أن تكثر فيها الأمنيات والوعود وتندر فيها المبادرات والاتفاقيات والمعاهدات. انتهت القمة على هذا النحو الباهت و"المخاتل". وقد تلا وزير الخارجية اللبناني، في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل "إعلان بيروت" الصادر عن القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية؛ جاء فيه:

"نحن قادة الدول العربية المجتمعون في مؤتمر القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورته الرابعة بمدينة بيروت في الجمهورية اللبنانية بتاريخ 20 يناير /كانون ثاني 2019 إذ نجدد التزامنا الكامل بتنفيذ القرارات التي تم اتخاذها والمشاريع التي تبنتها القمم العربية التنموية السابقة، في دوراتها المتعاقبة، الأولى في الكويت: 19-20 يناير/ كانون ثاني 2009 م، والثانية في شرم الشيخ: 19 يناير/ كانون ثان 2011 م، والثالثة في الرياض: 21 – 22 يناير/ كانون ثاني 2013 م، ونؤكد على أهمية إزالة الحواجز والعقبات التي تحول دون تنفيذها، بما يُمّكن من استكمال مسيرة العمل الاقتصادي والاجتماعي والتنموي العربي المشترك ويخدم المواطن العربي ويُحّسن من مستوى معيشته.

التنمية والإرهاب!

وانطلاقاً من الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، من تحولات اقتصادية واجتماعية، أثرت بشكل كبير على الخطط التنموية، التي تبنتها الدول العربية في الفترة السابقة، الأمر الذي أدى إلى خلق تحديات جسام في جميع مناحي الحياة، والتي من شأنها شحذ الهمم من أجل الارتقاء بالمواطن العربي، على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وتوفير الحياة الكريمة له، وأخذاً في الاعتبار ما تشهده منطقتنا العربية من انتشار ظاهرة الإرهاب، وتبعاتها، التي أثرت سلباً على التنمية الشاملة للمجتمعات العربية، وما خلّفه ذلك من تزايد أعداد النازحين واللاجئين في الدول العربية، فضلاً عن تزايد أعداد البطالة والفقر، وما يتطلبه ذلك من ضرورة التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، في ضوء الاحتياجات العربية، وإدراكاً بأن ذلك كله يتحقق من خلال التطوير الشامل في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، بالتعاون مع كافة الشركاء الدوليين والإقليميين، ومنظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة، في إطار سعي متكامل ومتناسق، يأخذ في الاعتبار أسباب التطورات والطموحات المشروعة للشعوب العربية، التّواقة إلى تغيير واقعها نحو الأفضل، وإصلاح أوضاعها، وضمان مستقبل أجيالها، بما يضمن خلق فرص عمل واستثمارات اقتصادية واجتماعية على حد سواء، ويحقق الرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية المنشودة، لكافة فئات المجتمع..

اللاجئون ومضيفوهم والقدس

فقد اتفقنا على ما يلي:

إدراكاً منّا بتفاقم أزمة اللاجئين والنازحين في الدول العربية، وما ترتب عليها من أعباء اقتصادية واجتماعية على الدول العربية المستضيفة، وما خلفّه ذلك من تحديات كبرى من أجل تحسين أوضاعهم، وتخفيف ومعالجة التبعات الناجمة عن اللجوء والنزوح على الدول المستضيفة، نؤكد على ضرورة تكاتف جميع الجهات الدولية المانحة، والمنظمات المتخصصة، والصناديق العربية، من أجل التخفيف من معاناة هؤلاء اللاجئين والنازحين، وتأمين تمويل تنفيذ مشاريع تنموية في الدول العربية المستضيفة لهم، من شأنها أن تدعم خطط التنمية الوطنية، وتساهم في الحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذه الاستضافة المؤقتة. وندعو لجذب مزيد من الاستثمارات العربية والدولية في الدول المستضيفة. وإذ نؤكد على ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتزايدة، وما أعقبها من تدمير للاقتصاد الفلسطيني وبنيته التحتية، وإيماناً منّا بالمسؤولية العربية والإسلامية الجماعية تجاه القدس، بُغية الحفاظ على الهوية العربية، الاسلامية والمسيحية، للقدس الشريف، نؤكد على ضرورة تكاتف جميع الجهات المعنية، نحو توفير التمويل اللازم، باشراك المنظمات والجهات ذات الصلة، لتنفيذ المشروعات الواردة في الخطة الاستراتيجية للتنمية القطاعية في القدس الشرقية (2018- 2022)، وندعو جميع الجهات المعنية لاستحداث وسائل لحشد الدعم الشعبي لتنفيذ الخطة. كما نؤكد على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وذريتهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وبخاصة قرار الجمعية العامة رقم (194) لعام 1948، والتأكيد على التفويض الدولي الممنوح لوكالة الأنروا، وفقاً لقرار إنشائها، ورفض أي قرار يهدف لإنهاء أو تقليص دورها، والدعوة لتأمين الموارد والمساهمات المالية اللازمة لموازناتها، بشكل يمكنها من مواصلة القيام بدورها ومسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.  وإذ ندعو جميع الدول إلى الإلتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ذات الصلة بالمكانة القانونية الخاصة بمدينة القدس الشريف، وعدم الاعتراف بها عاصمة للاحتلال الاسرائيلي أو نقل السفارات إليها، ونؤكد على عزمنا اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية إزاء أي قرار يخل بالمكانة القانونية بمدينة القدس الشريف.

الاقتصاد الرقمي

وإدراكاً منّا بأهمية التطور التكنولوجي والمعلوماتي وما أحدثه من تغييرات كبرى في تنظيم الاقتصاد العالمي، وما أفرزه من تقدم في مجال الاقتصاد الرقمي، الذي أصبح محركاً هاماً للنمو الاقتصادي العالمي، وإيماناً منّا بأهمية ضرورة أن تواكب الدول العربية ثورة الاتصالات والمعلومات، نؤكد على ضرورة تبني سياسات استباقية، لبناء القدرات اللازمة للاستفادة من إمكانات الاقتصاد الرقمي وتقديم الدعم للمبادرات الخاصة، ونؤكد كذلك على أهمية وضع رؤية عربية مشتركة في مجال الاقتصاد الرقمي. وفي هذا الصدد، نُثمّن عالياً مبادرة حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، لإنشاء صندوق للإستثمار في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، برأس مال وقدره مائتي مليون دولار أميركي، بمشاركة القطاع الخاص، ومساهمة دولة الكويت بمبلغ 50 مليون دولار، وكذلك مساهمة دولة قطر بمبلغ 50 مليون دولار من رأس مال هذا الصندوق، بما يعادل نصف حجمه، على أن يوكل إلى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي مسؤولية إدارة هذه المبادرة التنموية. وندعو الدول العربية إلى دعم هذه المبادرة للإسهام في تعزيز الاقتصاد العربي المشترك وخلق فرص عمل واعدة لشبابنا العربي. كما نتمنى على البنوك ومؤسسات التمويل العربية المشتركة النظر في استقطاع نسب من صافي أرباحها السنوية لدعم الاحتياجات المستقبلية، وضمان استمرارية عمل هذا الصندوق.

السوق المشتركة

وإيماناً منّا بأهمية دعم مسيرة العمل التنموي: الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك وتعزيز أطر التكامل الاقتصادي العربي، فإننا نؤكد على ضرورة متابعة التقدم المحرز في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ومتطلبات الاتحاد الجمركي العربي، أملاً في الوصول إلى سوق عربية مشتركة، وبذل كافة الجهود للتغلب على المعوقات التي تحول دون تحقيق ذلك. ومؤكدين في الوقت ذاته على أهمية دعم وتمويل مشروعات التكامل العربي، واستكمال مبادرة المساعدة من أجل التجارة.

المؤسسات الصغيرة

وتأكيداً على أهمية الدور الحيوي والهام الذي تلعبه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاديات المتقدمة والنامية على حد سواء، حيث أصبحت تشكل مدخلاً هاماً لحل مشكلة البطالة، وعاملاً حاسماً في زيادة الدخل القومي ومصدراً مغذياً للمجتمعات الصناعية الكبرى، ومخبراً للتطبيقات التكنولوجية بالغة الدقة، وفضاءً للابتكارات بأشكالها المتنوعة، فقد اعتمدنا مشروع الميثاق الاسترشادي لتطوير قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، من أجل ضمان اندماج اقتصاديات الدول العربية في ما بينها، وخلق مزايا تنافسية في ظل التكتلات الاقتصادية الدولية، وصولاً إلى تحسين مستوى التشغيل وتخفيض معدلات البطالة، مؤكدين على أهمية وضع آلية متابعة وتقييم، لتحسين ومراجعة السياسات والبرامج الموجهة لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وندعو في الوقت ذاته القطاع الخاص لدعم تنافسية هذه المؤسسات.

استراتيجية الطاقة

وإيماناً منّا بأهمية مصادر الطاقة في ظل التغيرات والتطورات التي تشهدها دول العالم قاطبةً وأهمية تنويع مصادر الطاقة، فقد اعتمدنا الاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة 2030، بُغية تحقيق التطور المستدام لنظام الطاقة العربي، انسجاماً مع أهداف الأجندة العالمية 2030 للتنمية المستدامة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وبالتوافق مع هدفها السابع، الرامي إلى تمكين الجميع من الوصول المُيّسر والموثوق للطاقة الحديثة، بشكل مستدام يراعي الواقع التنموي للدول العربية وآفاق تطوره المستقبلي حتى عام 2030.

مكافحة الفقر

وتأكيداً على أهمية أن الاستثمار في الانسان هو أقصر طريق لتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب، وانطلاقاً من التطورات المتسارعة التي أثرت سلباً على المكتسبات التنموية العربية، في ظل التحديات التي تواجهها الدول العربية والتي أدت إلى زيادة نسب معدلات الفقر والبطالة، فقد اعتمدنا الاطار الاستراتيجي العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد 2020-2030 كإطار يعزز من الجهود العربية الرامية لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة في المنطقة العربية، بهدف خفض مؤشر الفقر متعدد الأبعاد بنسبة 50% بحلول عام 2030، مؤكدين على أهمية متابعة تنفيذه، وندعو القطاع الخاص العربي ومؤسسات المجتمع المدني لتقديم كافة أوجه الدعم اللازمة بما ينعكس إيجاباً على الانسان العربي.

"المحفظة الوردية"

وإيماناً منّا بأهمية توفير الرعاية الصحية لجميع فئات المجتمع نظراً لما يشكله ذلك من انعكاس إيجابي على المجتمعات، حيث يعد توفير الرعاية الصحية للجميع بمثابة وقود للاقتصاديات المستدامة، فقد وافقنا على مبادرة "المحفظة الوردية" كمبادرة إقليمية لصحة المرأة في المنطقة العربية، وذلك في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، من أجل ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار. ونؤكد على ضرورة إشراك المجتمعات كافة على تحقيق ذلك الهدف، باعتباره هدفاً أساسياً للوصول للأهداف التنموية. وندعم جهود منظومة جامعة الدول العربية لمواصلة تعزيز سبل التعاون لتطوير النظم الصحية في الدول العربية للحد من انتشار الأوبئة والأمراض السارية وغبر السارية.

الأسرة والمرأة

وإدراكاً منّا بأهمية الارتقاء بالتعليم الفني والمهني في الوطن العربي وربطه بمتطلبات سوق العمل كعنصر من عناصر التنمية الشاملة، نؤكد على ضرورة تنمية المهارات وتشجيع الابداع والابتكار، بهدف بناء الانسان وخلق المواطن المنتج، الذي يساهم في بناء وتنمية المجتمع العربي، من أجل تحقيق مكاسب انسانية واجتماعية واقتصادية، وسن التشريعات والقوانين المنظمة لسوق العمل، وتدريب العمالة، بما يمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وانطلاقاً من أهمية الدور الرئيسي للأسرة في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030، على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، فقد اعتمدنا وثيقة منهاج العمل للأسرة في المنطقة العربية في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 كأجندة التنمية للأسرة في المنطقة العربية. وإدراكاً منّا بأهمية الدور الفاعل للمرأة في المجتمعات العربية وضرورة تمكينها وإدماجها في كافة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، بما يُمكّنها من القيام بدورها كمحرك رئيسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وإعداد أجيال عربية واعدة قادرة على مواكبة التطورات، فقد وافقنا على برنامج إدماج النساء والفتيات في مسيرة التنمية بالمجتمعات المحلية، والذي يهدف إلى توعية وتثقيف وتدريب النساء وتقديم كافة الخدمات اللازمة لهنّ، كما نعلن التزامنا بتقديم الدعم اللازم لتنفيذ البرنامج.

حماية الأطفال

وتأكيداً على أن تحسين نوعية الحياة للجميع وخاصة الأطفال يعد سبيلاً لتقدم الأوطان، واستشعاراً بأهمية توفير الحياة الكريمة للأطفال وخاصة من هم في مناطق النزوح واللجوء والمناطق التي تعاني من انتشار ظاهرة الإرهاب والنزاعات المسلحة والتي أثرت سلباً لا محالة على الأطفال، باعتبارهم من أكثر الفئات ضعفاً، فقد اعتمدنا "الاستراتيجية العربية لحماية الأطفال في وضع اللجوء/ النزوح بالمنطقة العربية"، كوثيقة استرشادية وإنفاذ حقوقهم بهدف التصدي لأوضاع الاطفال اللاجئين/النازحين في المنطقة العربية والتعامل مع ظروفهم المعيشية، مؤكدين على ضرورة أن يعمل كافة الشركاء المعنيين سوياً في مجال حماية الطفل لإيجاد الحلول وإنقاذ جيل بأكمله من الضياع. وانطلاقاً من أهمية حماية الاطفال في المنطقة العربية من استغلالهم بأي شكل من الاشكال، فقد اعتمدنا التوصيات الصادرة عن دراسة "عمل الاطفال في المنطقة العربية"، تمهيداً لإعداد استراتيجية إقليمية لمكافحة عمل الأطفال، لمواجهة انتهاكات حقوق الطفل، تمهيداً لإعدادهم ككوادر شابة واعدة قادرة على دخول سوق العمل، وهم متمتعون بالمهارة ولديهم القدرة على الانتاج.

القطاع الخاص

وانطلاقاً من أهمية دور القطاع الخاص في تمويل التنمية المستدامة في الدول العربية لتحقيق النهوض والتكامل الاقتصادي والاجتماعي المنشود، وارتكازاً على أسس هذه التنمية، نرحب بنتائج المنتدى الرابع للقطاع الخاص العربي، الذي عقد على هامش القمة العربية التنموية في بيروت، والذي هدف إلى بلورة تطلعات القطاع الخاص العربي، بُغية تعزيز دوره المنوط به، وكذلك تكريس الدور الفاعل للمرأة العربية في مجتمع الأعمال العربي، وتضييق الفجوة بين الجنسين، وخلق آليات أكثر فاعلية لزيادة وتنمية التجارة العربية البينية، وتعزيز دور الابتكار ودعم ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، في سبيل اقتصادات عربية أكثر احتوائية، وإطلاق عدد من المبادرات التي تصب في صالح تحقيق التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي العربي.

الشباب والمجتمع المدني

وإيماناً بأهمية تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في المجتمع وتعزيز دور المنظمات الشبابية في تحقيق التنمية الشاملة، بما ينعكس إيجاباً على الشباب وتوفير فرص العمل وتطوير المهارات لدى الشباب وخاصة اللاجئين والنازحين منهم، وهو ما يعد استثماراً في مستقبل المنطقة والعالم، نرحب بنتائج المنتدى الرابع للشباب العربي، الذي عقد على هامش القمة العربية التنموية. وانطلاقاً من إيماننا بأن المجتمع المدني هو شريك فعّال للحكومات، في العمل من أجل التنمية، ويكمل دورها ويتكامل معها، في رفع الأعباء والمشكلات في بلداننا العربية، بما يدعم جهودنا الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة، نرحب بنتائج المنتدى الرابع للمجتمع المدني، الذي عقد على هامش القمة العربية التنموية، وبخاصة تفعيل مبدأ الشراكات بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني الأهلية الفاعلة على الساحة العربية.

إلى موريتانيا

وختاماً، نحن قادة الدول العربية المجتمعون في بيروت، قررنا عقد القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، بعد أربع أعوام، في مطلع عام 2023 م في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، لمتابعة ما تم إنجازه من مقررات، وما جاء في هذا الاعلان، ودراسة مشاريع وموضوعات تهم العمل الاقتصادي والاجتماعي والتنموي العربي المشترك، ونُكلّف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والأمانة العامة بمتابعة ذلك، وتقديم تقارير دورية بالتقدم المحرز إلى القمم العربية.

كما نتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى الجمهورية اللبنانية حكومة وشعباً، وإلى فخامة الرئيس ميشال عون على الاستضافة الكريمة لأعمال القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، ونشيد بالإدارة الحكيمة لجلساتها، وتتويج نتائج أعمالها بقرارات هامة، من شأنها تعزيز مسيرة العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك وتحقيق مزيد من التقدم والرفاه في كافة المجالات للمواطن العربي. ونعرب كذلك عن تقديرنا لجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمانة العامة وأجهزتها لما بذلوه من جهد لتوفير عوامل إنجاح هذه القمة".

 

القمة العربية الاقتصادية اختتمت أعمالها.. وعون للقادة المتغيبين: لهم ما لهم من عذر

وكالات/20 كانون الثاني/19 /أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اختتام أعمال القمة العربية الاقتصادية في بيروت. واعلن البيان الصادر عن قمة بيروت التنموية "تأكيد ضرورة تكاتف الجهات الدولية المانحة والمنظمات المتخصصة والصناديق العربية من اجل التخفيف من معاناة النازحين واللاجئين".

‏وأكدت "ضرورة تأمين تمويل مشاريع تنموية في الدول المضيفة للنازحين واللاجئين من شأنها دعم خطط التنمية".

الجلسة الصباحية

وكان أمير دولة الكويت أعلن في ختام أعمال الجلسة الأولى مبادرة لإنشاء صندوق للإستثمار في مجال التكنولوجيا والاقتصاد برأس مال قيمته 200 مليون دولار أميركي بمشاركة القطاع الخاص "على أن تساهم بلادي بمبلغ 50 مليون دولار من هذا الصندوق"، علماً أن مصادر الوفد القطري نفى لـ"الوكالة الوطنية" التقارير التي تتحدث عن أن الدوحة ستتكفل بتكاليف القمة الاقتصادية، أو أنها ستضع مليار دولار وديعة في المصرف المركزي. وكانت انطلقت صباح اليوم في بيروت أعمال القمة في دورتها الرابعة بمشاركة ممثلين عن كل الدول العربية باستثناء سوريا، بسبب تجميد مشاركتها في الجامعة، وليبيا، بسبب تداعيات اخفاء الإمام موسى الصدر. وتباعاً وصل ممثلو الدول إلى مقر انعقاد القمة في واجهة بيروت البحرية حيث كان في استقبالهم رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، كما حضر الافتتاح عدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية، اللبنانية والعربية، ورؤساء الطوائف اللبنانية. 

وتبحث القمة العربية التنموية مشاريع قرارات أعدها وزراء الخارجية حول 29 بندا مطروحا على جدول الأعمال. ومن أبرز بنود القمة دعم الاستثمارات في الدول المضيفة للاجئين السوريين، والإسراع في إنشاء الاتحاد الجمركي العربي. وعلى مستوى القادة يشارك في القمة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بالإضافة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون باعتباره المضيف، فيما تراوح مستوى رؤساء بقية الوفود بين رؤساء حكومات أو وزراء. وكان امير قطر قد وصل صباح اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي وكان الرئيس عون في استقباله، ثم غادرا المطار على متن السيارة نفسها، متوجهين الى الواجهة البحرية لبيروت حيث ستبدأ القمة العربية الاقتصادية. وكان لقاء سريع عقد بين الإثنين في صالون كبار الزوار في المطار. 

انطلاق القمة

وبعد إعلان الرئيس عون افتتاح أعمال الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية. استهلت الجلسة بكلمة وزير المالية في المملكة العربية السعودية محمد بن عبد الله الجدعان الذي اعتبر ان انعقاد القمة اليوم يأتي بوقت تواجه الأمة العربية العديد من التحديات وعلينا أن نكون أكثر حرصا على توحيد الجهود ومواجهة ما من شأنه زعزعة الامن والاستقرار ببلداننا.  وأشار الجدعان إلى ان السعودية ستعيد طرح دمج قمة التنمية ضمن القمة العربية.

 كلمة الرئيس عون:

وفي كلمته خلال القمة، أشار الرئيس عون إلى ان لبنان دفع الثمن الغالي جراء الحروب والارهاب ويتحمل منذ سنوات العبء الاكبر لنزوح الاشقاء السوريين والاخوة الفلسطينيين كما أن الاحتلال الاسرائيلي مستمر بعدوانه وعدم احترامه القرارات الدولية. ودعا جميع المؤسسات والصناديق التمويلية العربية للاجتماع في بيروت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لمناقشة و بلورة آليات فعالة تتماشى مع هذه التحديات التي تواجهنا، ومتطلبات إعادة الإعمار. كما طالب عون المجتمع الدولي ببذل كل الجهود لعودة آمنة للنازحين السوريين الى بلدهم ولا سيما إلى المناطق المستقرة أو تلك المنخفضة التوتر من دون أن يتم ربط ذلك بالحل السياسي.

وسأل: أين دولنا من مسيرة تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة من القضاء على الفقر إلى محاربة عدم المساواة والظلم في وقت تُهدم البيوت على رؤوس أصحابها وتنتهك حقوق الشعوب بالحرية والعيش الكريم؟ وختم عون قائلاً: كنا نتمنى أن تكون هذه القمة مناسبة لجمع كل العرب فلا تكون هناك مقاعد شاغرة وقد بذلنا كل جهد لازالة الأسباب التي أدت الى هذا الشغور إلا أن العراقيل كانت للأسف أقوى نأسف لعدم حضور الإخوة الملوك والرؤساء ولهم ما لهم من عذر لغيابهم.

 أبو الغيط:

بدوره، أشار الأمين العام للجامعة العربية أبو الغيط في كلمة له خلال القمة إلى انه برغم الجهود للصعود بالأوضاع الاقتصادية فإن المنطقة العربية ما زالت بعيدة عن تحقيق تطلعاتها، وامل في اظهار أكبر قدر من التعاضد لدعم المجتمعات التي تضغط عليها الازمات الانسانية ومن بينها لبنان والاردن.

وأسف أبو الغيط لعدم مشاركة وفد ليبيا في القمة وللظروف التي أوصلت الامور الى هذه النقطة لأن ليبيا ولبنان بلدان عزيزان آملاً في ان تتم معالجة هذا الأمر.

بدء فاعليات جلسات العمل

بعدها أعلن الرئيس عون بدء فاعليات اولى جلسات العمل ودعا النائب الاول لرئيس البنك الدولي الدكتور محمود محيي الدين الى القاء مداخلة حول موضوع تمويل التنمية. واعتبر محي الدين انه لن تتحقق أهداف التنمية من دون الارتقاء بالعلم والاستفادة من التكنولوجيا، مقترحا بأن يكون هناك اهتمامات بخلق استراتيجيات للتجارة الإلكترونية.

كلمات رؤساء الوفود

في كلمته، دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للاسراع في تحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يرتكز على القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام ويتحتم علينا تحقيق السلام أيضا في اليمن وسوريا. وأضاف: "ان تحقيق اندماج اقتصادي لعالمنا العربي يخلق تنمية مستدامة يتطلب منا في المقام الأول الإستثمار في رأس المال البشري وبناء الإنسان العربي المنفتح على الثقافات العالمية والمتسلح بالعلوم المعاصرة واطلاق طاقات الشباب واشراكه في الحياة العامة وتمكين المرأة من لعب دورها كاملا".

من جهته، طالب نائب الرئيس السوداني الفريق أول الركن بكري حسن صالح في كلمته بالتعالي عن الخلافات والتنازل لبعضنا البعض لإنهاء مظاهر العزلة.

أما رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز فقال: أملنا كبير بهذه الدورة برئاسة الجمهورية اللبنانية أن تتكلل بالنجاح ونأمل إيجاد الأطر الكفيلة لزيادة التعاون بين القطاع الخاص في بلادنا ففي تعاوننا وتعاضدنا الخير لشعوبنا.

رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله لفت إلى ان اسرائيل تواصل استباحة أرضنا وتمعن في سيطرتها على حركة البضائع والأشخاص لمنع اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا، مشددا على ان التطبيع مع اسرائيل لا يجب ان يتم قبل استعادة الحقوق العربية وان الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقوقهم التاريخية.

من جانبه، رأى رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صلاح انه لا يمكن تصور التنمية من دون أمن، مشيراً إلى ان تحقيق هذا الامر يتطلب توجيه استراتيجيات التنمية نحو الانسان العربي ومساعدة شبابنا لتجنيبهم السقوط في براثن التطرف والارهاب.

جلسة بعد الظهر

وعند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، استأنفت القمة العربية الاقتصادية في بيروت أعمالها بكلمة جمهورية مصر العربية تلاها وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي أكد أن ملف الطاقة من أولويات هذه القمة ومصر تعلن استعدادها لنقل خبرتها في مجال الكهرباء.

بدوره، دعا وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي الى تركيز جهودنا المشتركة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية باعتبارها المدخل الاساسي لمناعة المجتمعات.

أما وزير خارجية البحرين فقد قال إننا ندرك أهمية التحالفات والتعاون لضمان الأمن الغذائي العربي وأهمية تفعيل العمل العربي بين جميع القطاعات الحيوية للتصدّي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تمس شعوبنا وأكبرها التطرف والحروب.

من جهته، قال وزير خارجية العراق إن سياسة العراق اليوم تقوم على مد يد التعاون وجذب الاستثمارات الأجنبية فقد آن لشعوبها أن تعيش بخيراتها.

وفي كلمته، قال وزير الصناعة والتجارة اليمني إن اليمن يعيش أكبر كارثة إنسانية والمكاسب الاقتصادية والتنموية التي حققها اليمن منذ 60 عاماً قضى عيها الانقلاب الأخير.

وزير الاقتصاد الإماراتي أعلن بدوره اعتبر أن تعزيز التعاون في الملفات الاقتصادية وتمكين قطاعات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من الملفات ستفضي إلى اقتصاد عربي أكثر توازناً.

اما وزير الخارجية الصومالي فأكد أن الأوضاع التي تمر بها المنطقة تستدعي التنسيق والتعاون في إطار العمل العربي المشترك وتحديد أولوياتنا فيما يحقق مصالحنا المشتركة.

 

خطاب عون.. وثوابت العهد السياسية

هتاف دهام/لبنان 24/20 كانون الثاني/19

لا شك أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرص منذ الأساس على ألا يفوت فرصة استضافة لبنان القمة العربية الاقتصادية التنمية بدورتها الرابعة، لاعتبارات عدة تتعلق بـ:

-أولاً: موقع لبنان ودوره الذي لا زال تائها على ضوء المتغيرات التي لحقت بالمنطقة.

-ثانياً: بالدور الوظيفي التاريخي الذي كان يتمتع به لبنان كحالة جذب مالي ومصرفي وتجاري وسياحي بعدما تقدمت عواصم دول عدة في العالم العربي وخارجه في هذا السياق اكثر من بيروت، فعلى سبيل المثال فان البحرين تصنف اليوم سوقا مالية وابو ظبي سوقا تجارية واستثمارية.

-ثالثاً: بالنسبة للرئيس عون بالذات، فإنان انعقاد القمة في بيروت حظي باهتمام شديد كأي عهد يبحث عن تلقف استحقاقات كهذه والبناء عليها بالمعني الإيجابي بمعزل عن أن لبنان ينوء تحت ثقل أزمات داخلية بعضها بنيوي ومحلي يتصل بالمشكلة الاقتصادية التي تلقي بثقلها على البلد والأزمة السياسية الخلافية التي أدت الى انقسام مفاهيمي، وبعضها آخر مرتبط بتطورات الإقليم  المتعلقة بالحرب السورية وأزمة النزوح وصفقة القرن وتوطين الفلسطينيين.

لقد استطاع  الرئيس عون بالحد الأدنى أن يصل بالقمة الى شاطىء الأمان رغم  الضرر الذي اصيبت به بالشكل نتيجة اعتذار غالبية القادة والرؤساء العرب عن الحضور، علما ان حدث مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني المفاجئة في اللحظة الاخيرة عقب اعتذاره تأتي في سياق محاولة الدوحة إثبات أنها تتمايز عن المحورا السعودي المصري الاماراتي، وأنها لا تخضع لأية خطوط حمراء. فالعدد الكبير من الصف الأول من القادة العرب عدل عن المشاركة  بعد جولة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو واستنفار واشنطن ضد طهران لاعتبارها أن بيروت عاصمة  مرتبطة استراتيجيا بالمحور الايراني – السوري.  وبالتالي فان حضور تميم، وإن كان متوقعا ان ينخرط  اكثر بمفاعيل المشاركة، لكنه فضل أن تكون لحظة وميض  اظهر  أنه لا يعيش هذه العقدة الايرانية  وليس موجودا تحت سقف خيارات ليست نابعة  من الموقف القطري وقراءته.

لا ريب ان كلمات الرؤساء في القمم العربية او امام المنظمات الدولية  تحافظ دوما على الطابع الاكاديمي المهني المتعلق بجوهر واسباب انعقادها، بيد أن الاكيد ان كلمة الرئيس عون الجريئة كالعادة في افتتاح القمة الاقتصادية لم تخلو من النتوءات السياسية والتي يمكن حصرها بـخمسة:

1- موقف الرئيس المبدئي من العودة الامنة للنازحين إلى المناطق المستقرّة التي يمكن الوصول اليها، أو تلك المنخفضة التوتر، من دون أن يتم ربط ذلك بالتوصل الى الحل السياسي، واصراره على الموقف اللبناني التي يرفض العودة الطوعية، بدليل أن القمة العربية التنموية أقرت  الاقتراح  اللبناني  في شأن ازمة النازحين واللاجئين.

2- تأكيده على موقع سوريا ودورها من دون ان يسميها عندما قال "كنا نتمنى أن تكون هذه القمة مناسبة لجمع كل العرب، فلا تكون هناك مقاعد شاغرة، وقد بذلنا كل جهدمن أجل إزالة الأسباب التي أدت الى هذا الشغور"، لا سيما ان هذا الكلام كان سبقه موقفا صريحا من وزير الخارجية جبران باسيل خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بقوله "سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا".

3- موقفه الجريء والدائم الذي يعبر عن موقف لبنان التاريخي من الصراع العربي الاسرائيلي سواء في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي يحاول البعض تصفيتها او في ما خص التهديدات الإسرائيلية والضغوط المتواصلة على لبنان، والخروقات الدائمة للقرار 1701، وللسيادة اللبنانية، براً وبحراً وجواً.

4- تشديده على حرص لبنان ان يكون نقطة جمع بين العرب وليس نقطة انقسام، بالتاكيد على دوره ورسالته في محيطه والعالم.

5- دعوته البيت العربي الى الوحدة حتى يكون بمستوى التحديات والتصدي وتجاوز التبعثر الذي يعيشه، بقوله أن "كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب، وكل بيت منقسم على ذاته لا يثبت">

ولما كانت القمة اقتصادية تنموية فمن الطبيعي ان يتقدم عون بمبادرة ترمي إلى اعتماد استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية، في مقدمتها تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولّى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضرّرة على تجاوز محنها، ويسهم في نموها الاقتصادي المستد، بيد ان الواقع العربي الراهن ينذر بصعوبة تحقيق ما تقدم، من جراء التشظي السياسي العربي في ظل الانقسامات المستشرية. فهل يستفيق العرب على حالهم؟

 

القائد العام لليونيفيل جال في تبنين

الأحد 20 كانون الثاني 2019 /وطنية - زار القائد العام لل"يونيفيل" الجنرال Stefano del col بلدة تبنين بدعوة من رئيس اتحاد بلديات القلعة رئيس بلدية تبنين نبيل فواز، وجال في المركز الثقافي والمسرح وروضة تبنين الرسمية. بعدها أقام فواز وليمة غداء في منزله على شرف ديل كول، حضرها النواب ايوب حميد، علي بزي وحسن فضل الله، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، المطران ميخائيل ابرص، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، رئيس أركان القوات الدولية الجنرال Yann Gravethe، قائد القطاع الغربي الجنرال Diodato Abagnara، قائمقام بنت جبيل شربل العلم، رئيس اركان الجيش للتجهيز العميد ميلاد اسحاق، مسؤول إقليم جبل عامل في حركة "أمل" علي إسماعيل، مسؤول البلديات محمد حرقوص وفاعليات. وشدد فواز على ان "الرئيس نبيه بري حريص جدا على بناء افضل العلاقات مع اليونيفيل، وهو الداعم الأساسي في لبنان لتسهيل مهام جنودها وعملها، مؤكدا "الوقوف دائما الى جانب القوات الدولية والجيش اللبناني لتأمين الأمن والاستقرار في المنطقة". وقال: "بناء على توجيهات دولة الرئيس نبيه بري وحرصه، تجهد البلديات دائما على تمتين هذه العلاقات وتطويرها نحو الأفضل". بدوره، رأى ديل كول ان "الجنوب يتمتع بأطول فترة من السلام منذ عقود، وعلينا ان نبني على هذا الامر، وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي ما زالت قائمة، علينا الحفاظ على هذا التقدم حتى يتمكن سكان الجنوب من تحسس نتائج هذا السلام في الأجيال القادمة". وتابع: "منطقة عمليات اليونيفيل والخط الأزرق كانا وما زالا يتمتعان بالهدوء، والحفاظ على الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق كان وما زال الأولوية القصوى، ومن اجل ذلك نحاول بقصارى جهدنا تشجيع جميع الأطراف على الاستعانة بآلياتنا التي نستطيع من خلالها التوسط والمساعدة، كالاجتماع الثلاثي". وختم قائلا: "ان شراكتنا ممتازة مع الجيش اللبناني، ولكم التزامنا على تعزيز هذه الشراكة والتعاون تماشيا مع قرار مجلس الأمن الذي ينص على وجود الجيش اللبناني في منطقة عمليات يونيفيل". وبعدها تبادل الطرفان الدروع التذكارية.

 

رعد: هدف جولة وكيل الخارجية الأمريكية استنهاض معنويات حلفائه

الأحد 20 كانون الثاني 2019 /وطنية - رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، في احتفال تأبيني في بلدة يحمر الشقيف -النبطية، أنهم "كانوا يراهنون على انتصار المشروع الأمريكي في المنطقة، والآن جاء وكيل وزير الخارجية الأمريكية دايفيد هيل، وقام بجولته على هؤلاء المحبطين حتى لا تسقط معنوياتهم بالكامل، فيريد أن يستنهض معنوياتهم وليقول لهم ان مشروعنا مستمر وسنبقى نحاصر إيران ونضغط على إيران، وإيران ليست بالقوة التي تتوهمونها، إيران لا تتحكم بالقرار في سوريا". اضاف: "هناك روسيا موجودة في سوريا وإيران لا تتحكم بالقرار في العراق، ونحن أيضا موجودون في العراق، بمثل هذه الوسائل يحاول أن يستنهض الذين قيل لهم أيام أول الفتنة السورية، أن نظام سوريا سيسقط خلال أشهر، فإذا بهم الآن يرون المنطقة كلها سقطت وبقي هذا النطام الذي كان يراد إسقاطه خلال ثلاثة أشهر".

 

كلنا عالشارع: محطة لتحقيق المطالب وبناء كتلة شعبية ضاغطة

الأحد 20 كانون الثاني 2019 /وطنية - انطلقت التظاهرة الشعبية، تحت شعار "كلنا عالشارع" من ساحة البربير، بالتزامن مع انعقاد وقائع أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، بمشاركة النائبة بولا يعقوبيان، الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، أحزاب يسارية ومجموعات من الحراك المدني وعدد من القوى السياسية والنقابية والاجتماعية، على أن تكمل سيرها مرورا بالبسطا التحتا وبشارة الخوري لتصل إلى وزارة المالية - مديرية الواردات، وذلك ضد سياسات الافقار، ورفضا للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي "تمارسها السلطة السياسية"، ومنعا للانهيار، ودفاعا عن حقوق الشعب اللبناني. وحمل المشاركون لافتات دعت الى وضع حد للهدر في المال العام ولموت الفقراء على ابواب المستشفيات، وللتلوث البيئي والصفقات المشبوهة في ملفات الكهرباء والطاقة والبيئة. ومن مطالب التظاهرة ايضا: سياسة ضرائبية مغايرة تعيد توزيع الثروة، جامعة وطنية، تعزيز التعليم الرسمي، تعميم الضمان الصحي، اقرار البطاقة الصحية، ضمان الشيخوخة، توفير فرص العمل، تعزيز دور الهيئات الرقابية، حماية حرية الرأي والتعبير والحق بالتظاهر، حماية حق السكن، تأمين ضرورات الامن الحياتي ومواجهة منظومة الفساد. وفي نهاية التظاهرة ألقت دارين دندشلي كلمة باسم المتظاهرين قالت فيها: "ننزل اليوم مجددا الى الشارع، لتحميل السلطة السياسية الحاكمة مجتمعة، مسؤولية الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي نتخبط بها. هذه السلطة التي تمارس المحاصصة في الداخل والارتهان للقوى الاقليمية والدولية في الخارج، تعجز اليوم عن تشكيل حكومة بين مناكفات وابتزاز واختلاق العقد. هناك كارثة تلوح في الأفق، ستؤدي الى تحميل الناس تبعات الأزمات المتراكمة الناتجة من طبيعة هذا النظام. نحن هنا اليوم لنقول "كفى" لسياسات اقتصادية خاطئة وسياسات اجتماعية جائرة وفضائح لا تحصى وفساد لا يقدر". أضافت: "لن نقبل بعد اليوم بأن يدفع الشعب فاتورة المشاريع الفاشلة، فيما السلطة وشركاؤها المستفيدون، من القطاعين المصرفي والعقاري الريعيين، يتهربون من دفع الضرائب ويعيشون على حساب المنتجين. لن نسمح بأن تكتب نهايتنا اقتصاديا على يد هذه الزمرة الحاكمة. ولمناسبة عقد القمة العربية الاقتصادية، نقول للحكام العرب، الموجودين منهم والغائبين: شعوبكم تطالب بالحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية، فكفوا عن توجيعها وقمعها. نحن هنا اليوم لنطالب بدولة القانون، دولة وطنية مدنية لا تميز بين مواطنيها، دولة قائمة على مبادىء حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.ان الإصلاح الاقتصادي ممكن ولا يتطلب حلولا سحرية ولا عجائب، الإصلاح الاقتصادي يبدأ بساسة اقتصادية متكاملة، تعتمد إعادة توزيع الثروات على قاعدة العدالة الاجتماعية والحق والحاجة، وليس على قاعدة الزبائنية والإستزلام والذل". وتابعت: "من هنا ومن كل الشوارع، نطالب برفض أي زيادة للضريبة على القمة المضافة او اي ضريبة تطال الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، تصحيح ضريبة الدخل لتصبح تصاعدية بشكل فعلي، فرض ضريبة تصاعدية على فوائد الإيداعات المصرفية لحماية ادخارات الطبقة الوسطى، فرض ضريبة غير قابلة للتهرب على الارباح العقارية وتحويل الإيرادات لدعم الإسكان وحق السكن، تحرير الأملاك العامة وفرض ضريبة عالية على المعتدين عليها بدل "رسم الإشغال" الحالي المتدني ( بما فيها الأملاك البحرية والنهرية وغيرها، رفض أي مساس بالتقديمات الاجتماعية او بسلسلة الرتب والرواتب، واعتماد السلم المتحرك للاجور والتغطية الصحية الشاملة وحق التعليم وجودته". وختمت: "نحن هنا اليوم لنقول لكل المواطنين ولكل المقيمين في لبنان، ان لنا حقوق سنعمل على استرجاعها معا، لكي يكون لنا ولأهلنا ولأولادنا مكونات العيش الكريم في بلدهم، من صحة وتعليم ونقل عام وبيئة سليمة وحريات فردية وعامة، ولكي يبقى لشبابنا بصيص أمل وفرصة عمل كريمة في وطنهم وبين ذويهم. تظاهرة اليوم محطة من محطات الحراك لتحقيق المطالب وبناء كتلة شعبية ضاغطة، تتابع التحركات في كل القطاعات والقضايا والمناطق".

 

مظاهرة كلنا عالشارع: محطة لتحقيق المطالب وبناء كتلة شعبية ضاغطة تتابع التحركات

الأحد 20 كانون الثاني 2019 /وطنية - نظم "الحزب الشيوعي اللبناني" وعدد من الأحزاب اليسارية والمجتمع المدني، مظاهرة شعبية في بيروت تحت شعار "كلنا عالشارع"، بالتزامن مع بدء أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك "ضد سياسات الافقار، ورفضا للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تمارسها السلطة السياسية، ومنعا للانهيار، ودفاعا عن حقوق الشعب اللبناني"، بحسب ما جاء في بيان الدعوة إلى المظاهرة. انطلقت المظاهرة من ساحة البربير وأكملت باتجاه البسطا التحتا وبشارة الخوري لتصل إلى وزارة المالية- مديرية الواردات، يتقدمها: النائبة بولا يعقوبيان، الأمين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" النائب أسامة سعد، الأمين العام ل"الحزب الشيوعي اللبناني" حنا غريب، ممثلو أحزاب يسارية ومجموعات من الحراك المدني وعدد من القوى السياسية والنقابية والاجتماعية. وحمل المشاركون لافتات دعت إلى: وضع حد للهدر في المال العام ولموت الفقراء على أبواب المستشفيات، وللتلوث البيئي والصفقات المشبوهة في ملفات الكهرباء والطاقة والبيئة. ومن مطالب المظاهرة أيضا: سياسة ضرائبية مغايرة تعيد توزيع الثروة، جامعة وطنية، تعزيز التعليم الرسمي، تعميم الضمان الصحي، إقرار البطاقة الصحية، ضمان الشيخوخة، توفير فرص العمل، تعزيز دور الهيئات الرقابية، حماية حرية الرأي والتعبير والحق بالتظاهر، حماية حق السكن، تأمين ضرورات الأمن الحياتي ومواجهة منظومة الفساد. وفي ختام المظاهرة، ألقت دارين دندشلي كلمة باسم المتظاهرين، فقالت: "ننزل اليوم مجددا إلى الشارع، لتحميل السلطة السياسية الحاكمة مجتمعة، مسؤولية الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، التي نتخبط بها. هذه السلطة التي تمارس المحاصصة في الداخل والارتهان للقوى الإقليمية والدولية في الخارج، تعجز اليوم عن تشكيل حكومة بين مناكفات وابتزاز واختلاق العقد. هناك كارثة تلوح في الأفق، ستؤدي إلى تحميل الناس تبعات الأزمات المتراكمة، الناتجة من طبيعة هذا النظام. نحن هنا اليوم لنقول: كفى، لسياسات اقتصادية خاطئة وسياسات اجتماعية جائرة وفضائح لا تحصى وفساد لا يقدر".

أضافت: "لن نقبل بعد اليوم، بأن يدفع الشعب فاتورة المشاريع الفاشلة، فيما السلطة وشركاؤها المستفيدون، من القطاعين المصرفي والعقاري الريعيين، يتهربون من دفع الضرائب ويعيشون على حساب المنتجين. لن نسمح بأن تكتب نهايتنا اقتصاديا على يد هذه الزمرة الحاكمة. ولمناسبة عقد القمة العربية الاقتصادية، نقول للحكام العرب، الموجودين منهم والغائبين: شعوبكم تطالب بالحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية، فكفوا عن توجيعها وقمعها. نحن هنا اليوم لنطالب بدولة القانون، دولة وطنية مدنية لا تميز بين مواطنيها، دولة قائمة على مبادئ حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية"، مؤكدة أن "الإصلاح الاقتصادي ممكن، ولا يتطلب حلولا سحرية ولا عجائب، الإصلاح الاقتصادي يبدأ بسياسة اقتصادية متكاملة، تعتمد إعادة توزيع الثروات على قاعدة العدالة الاجتماعية والحق والحاجة، وليس على قاعدة الزبائنية والاستزلام والذل".

وتابعت: "من هنا ومن كل الشوارع، نطالب برفض أي زيادة للضريبة على القيمة المضافة، أو أي ضريبة تطال الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، تصحيح ضريبة الدخل لتصبح تصاعدية بشكل فعلي، فرض ضريبة تصاعدية على فوائد الإيداعات المصرفية لحماية إدخارات الطبقة الوسطى، فرض ضريبة غير قابلة للتهرب على الأرباح العقارية وتحويل الإيرادات لدعم الإسكان وحق السكن، تحرير الأملاك العامة وفرض ضريبة عالية على المعتدين عليها، بدل "رسم الإشغال" الحالي المتدني (بما فيها الأملاك البحرية والنهرية وغيرها) رفض أي مساس بالتقديمات الاجتماعية أو بسلسلة الرتب والرواتب، واعتماد السلم المتحرك للاجور والتغطية الصحية الشاملة وحق التعليم وجودته". وختمت: "نحن هنا اليوم لنقول لكل المواطنين ولكل المقيمين في لبنان، إن لنا حقوقا سنعمل على استرجاعها معا، لكي يكون لنا ولأهلنا ولأولادنا مكونات العيش الكريم في بلدهم، من صحة وتعليم ونقل عام وبيئة سليمة وحريات فردية وعامة، ولكي يبقى لشبابنا بصيص أمل وفرصة عمل كريمة في وطنهم وبين ذويهم. مظاهرة اليوم، محطة من محطات الحراك لتحقيق المطالب وبناء كتلة شعبية ضاغطة، تتابع التحركات في كل القطاعات والقضايا والمناطق".

بيروت مدينتي

وقد أصدرت "بيروت مدينتي" بيانا بشأن المظاهرة، أعلنت فيه أنها "دعت وشاركت في مظاهرة بيروت اليوم"، معربة عن "التحفظ على الأعلام التي رفعها المشاركون". ولفتت إلى أن "هذه المشاركة، تأتي في سياق محاولة توحيد الجهود، وبهدف التنسيق والتعاون بين المجموعات المدنية والتغييرية، وبعض الأحزاب المعارضة، للتنديد بالظروف المعيشية والاقتصادية والاجتماعية المزرية والكارثية، التي نمر بها، باتجاه بناء بديل مقنع وجدي عن السلطة السياسية الحاكمة مجتمعة". وإذ رأت أن "أهمية هذا التحرك المطلبي المشروع والمحق، تكمن في أنه يعني جميع المواطنين/ات والمقيمين/ات، بمعزل عن انتماءاتهم الحزبية والسياسية والطائفية"، نوه ب"الإقبال الشعبي وتلبية الدعوة"، مكررة التأكيد أن "الشارع ليس ملكا لأحد، وحرية التظاهر والتعبير، هي في صلب مبادئها ونشاطها السياسي، وأن الابتعاد عن الشعارات الحزبية والفئوية، الذي لم يلتزم به الجميع، كما كان متفقا عليه من قبل الجهات المنظمة، من شأنه تعزيز مشروعية المطالب وصونها". وأكدت ختاما عزمها على "استكمال جهود التنسيق والتعاون مع جميع الأطراف، التي تلتزم العناوين والمطالب نفسها، ومنهجية عمل شفافة تخدم مصالح التحركات الشعبية المحقة".