LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january20.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/زعران وشبيحة الثنائية الشيعية والمرتزقة يقومون بأعمال التخريب في وسط بيروت

الياس بجاني/الذكرى الرابعة لإتفاق معراب: خطأ وخطيئة وطروادية ومداكشة فاجرة للسيادة بالكراسي

الياس بجاني/شبيحة امل وحزب الله الإرهابيين وبسبب عماهم الوطني  يتوهمون بأن طريق القدس تمر من شارعي الحمرا والمصارف

الياس بجاني/زعران أمل وحزب الله هم عسكر من المرتزقة والشبيحة التابعين لملالي إيران

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نداء الى ثوارنا الأبطال/ابو أرز/اتيان صقر

ثلاثون عاما في ملهى ليلي كبير/د.وليد فارس

الثورة في بلاد حزبالاستان/ادون الشدياق

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/1/2020

حزب الله منشغل بحرب الحصص فيما لبنان ينزلق نحو العنف

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عودة المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط البرلمان في بيروت

دياب التقى عون وبري بعيداً عن وسائل الإعلام

الأنباء: فوضى الشارع تسابق الانهيار... والحكومة تنتظر عملية قيصرية

العربي الجديد: عشرات الإصابات في مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين وسط بيروت

الشرق الأوسط: العنف يطغى على المواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية في وسط بيروت سقوط عشرات الجرحى خلال محاولة المتظاهرين الوصول إلى مجلس النواب

خلف: الجرحى من الثوار وقوى الأمن ضحايا عدم معالجة الأزمة

أزمة تشكيل الحكومة تتصاعد ومسيرات الغضب تدق أبواب البرلمان

ثوار لبنان ينتقلون إلى تنفيذ المرحلة الأكثر إيلاماً ضد السلطة لإرباك حساباتها والضغط عليها

الراعي لمعرقلي تشكيل الحكومة: تتحمَّلون مسؤوليَّة الخزي والعار لما جرى في الحمرا ووسط بيروت

الحريري: توقفوا عن هدر الوقت وشكلوا الحكومة… وافتحوا الأبواب للحلول السياسية

المشنوق: انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة وإلا سيجد “صهر الرئاسة” الدماء على يديه

 “الثنائي الشيعي” يسعى لتوسيع الحكومة الى 20 وزيراً لحل عقدة تمثيل “المردة” و”القومي”

المتظاهرون يعتصمون في سلمية ويواجهون قوى الأمن قبيل تجدد الاشتباكات في ساحات مجلس النواب

السنيورة: نرفض انزلاق التظاهرات الى العنف والحل بحكومة موثوقة بأعضائها وأهدافها

جنبلاط : بيروت لا تستأهل هذه المعاملة

قائد الجيش يشيد باحترافية قوى الأمن في القيادة والسيطرة

شبكة مجسّات إسرائيلية على امتداد الحدود مع لبنان لرصد الأنفاق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تعترف باعتقال عشرات المحتجين على إسقاط الطائرة الأوكرانية

روحاني: ترامب "محرض عالمي"... ورئيس البرلمان يهدد أوروبا

طهران تتراجع عن تسليم الصندوقين الأسودين لأوكرانيا

الولايات المتحدة تؤكد بقاء قواتها في العراق لمواجهة النفوذ الإيراني

حرق مقرات "حزب الله" وصور سليماني بالنجف... وإغلاق المؤسسات الحكومية... وهجوم مسلح على تظاهرة بالديوانية

تحالفات عراقية: رئيس الوزراء الجديد مستقل ولا ينتمي لأي كتلة واتفاق على حسم اسمه خلال أيام

افتتاح جزئي لشوارع المنطقة الخضراء

البرلمان يفشل بعقد جلسته ويقلّص أعضاءه

مؤتمر برلين يدعو إلى وقف التدخلات الخارجية في شؤون ليبيا

طالب بعدم استخدام النفط أداة حرب وتطبيق حازم لحظر توريد الأسلحة واستمرار وقف إطلاق النار

قلب مؤتمر برلين ينخلع خوفاً على نفط ليبيا

ولي عهد أبوظبي لميركل: الحل السياسي الأمثل للأزمة الليبية

أردوغان يفاوض في برلين ويحشد المرتزقة لإرسالهم إلى ليبيا والمبعوث الأممي أكد وصول 2000 سوري إلى طرابلس وتركيا تعتزم إرسال 6000

تظاهرات ضد التدخل التركي أمام المستشارية الألمانية

السيسي: شراكتنا ستراتيجية مع أميركا للحفاظ على استقرار المنطقة

مصطفى بكري: "الإخوان" حاولوا توريط الجيش المصري بالحرب في سورية

السعودية تبدأ تدريس اللغة الصينية في مدارسها

قصف جيش الأسد يهجّر الآلاف من ريف حلب وأردوغان أكد بقاء جيشه و"النصرة" هاجمت قوات النظام

مقتل 75 بقصف صاروخي لأحد مساجد مأرب/جريمة حرب حوثية... وتعزيزات سعودية لعدن

34 أسقفاً يدعون حكومات بلدانهم للاعتراف بفلسطين

السودان: اتهامات جديدة للبشير ورفض الإفراج عن زوجته

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اللبنانيون يبحثون عن دولتهم الجديدة.. والأسد شريك بتأليف الحكومة/منير الربيع/المدن

كيف انفرطت التشكيلة الحكومية في الساعات الأخيرة/منير الربيع/المدن

النظام اللبناني الزومبي/يوسف بزي/المدن

"نحكمُ البلد أو يحترق"/عصام الجردي/المدن

أحد الغضب والرصاص المطاطي: الثورة على أسوار البرلمان/وليد حسين/المدن

مصرف لبنان للمرضى: موتوا بصمت/خضر حسان/المدن

سناء الشيخ.. فلتُكسر اليد التي ضربتها/جنى الدهيبي/المدن

أجرفوا عهد الخامينئي بالطوفان/سيزار معوض

سقطت الحكومة قبل ان تولد والسلم الأهلي على المحك/شارل الياس شرتوني

رائحة المال ومنبع الثقة بالعملة/د. منى فياض/الحرة

الإنتفاضة تتقدّم والسلطة تتراجع/إيلي القصيفي

هذه الطبقة السياسيّة ليست قَدَرًا. أَسقِطوها/عقل العويط/النهار

خامنئي قطع الطريق على تحييد لبنان/وليد شقير كاتب/اندبندنت عربية

أحصنة طروادة تتساقط في لبنان/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

لماذا تحدث خامنئي بالعربية ولم يُضف الكردية/طوني فرنسيس/اندبندنت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون عرض مع دياب تطورات الوضع الحكومي ويترأس غدا اجتماعا أمنيا

رئيس الجمهورية يترأس غدا اجتماعا أمنيا

نهاد المشنوق: لانتخابات رئاسية ونيابية مبكرة وحكومة تكنوقراط

الراعي لمعرقلي تشكيل الحكومة: انتم تتحملون مسؤولية الخزي والعار لما حصل في الحمرا وبيروت

قماطي: في حال تشكيل الحكومة هناك جهات سياسية ربما تصعد اكثر وتقطع الطرق

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس02/من01حتى10/:”يا إِخوَتِي، وأَنْتُم، فقَدْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِكُم وخَطَايَاكُم، الَّتي سَلَكْتُم فيهَا مِنْ قَبْلُ بِحَسَبِ إِلهِ هذَا العَالَم، بِحَسَبِ رَئِيسِ سُلْطَانِ الجَوّ، أَي الرُّوحِ الَّذي يَعْمَلُ الآنَ في أَبْنَاءِ العُصْيَان؛ ومِنْهُم نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعُنَا قَدْ سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين؛ لكِنَّ الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا، وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ المَسِيح، وبِالنِّعْمَةِ أَنْتُم مُخَلَّصُون؛ ومَعَهُ أَقَامَنَا وَأَجْلَسَنَا في السَّمَاوَاتِ في المَسِيحِ يَسُوع، لِيُظْهِرَ في الأَجْيَالِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الفَائِقَة، بِلُطْفِهِ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع. فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله. ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد؛ لأَنَّنَا نَحْنُ صُنْعُهُ، قَدْ خُلِقْنَا في المَسِيحِ يَسُوعَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّهَا لِكَي نَسْلُكَ فيهَا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

زعران وشبيحة الثنائية الشيعية والمرتزقة يقومون بأعمال التخريب في وسط بيروت

الياس بجاني/18 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82404/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b2%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b4%d8%a8%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4/

لأن الثورة الحقيقية هي للعمار وليس للتدمير،

ولأن الثورة يجب أن تبقى سلمية وحضارية وبعيدة عن الدموية والعنف،

ولأن الثورة الحقيقية هي على الحكام الفاسدين والطرواديين وليس على الدولة والقانون والمؤسسات،

فإن ما يجري في وسط بيروت هو مرفوض عملاً بكل المعايير القانونية والإنسانية ويخدم أجندات المحتل الإيراني الإرهابي والمذهبي الساعي بمنهجية وخبث إلى تدمير كل لبنان وكل ما هو لبناني.

من هنا فإن كل أعمال الشغب والعنف والتخريب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة التي تنفذ الآن في ساحات وسط بيروت هي أعمال ارهابية وفوضوية يقوم بها شبيحة وزعران الأحزاب الحاكمة المتسللين إلى صفوف الثوار وهم يتخفون وراء الأقنعة، وتحديداً  زعران وشبيحة ومرتزقة امل وحزب الله والقومي وسرايا الدفاع الملالوية بكل تلاوينها.

في الخلاصة: لبنان هو بلد محتل، والمحتل هو حزب الله الإيراني،  وبالتالي لا حل ولا حلول إلا بحل الحزب وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وإسقاط كل الحكام والسياسيين وأصحاب كل أصحاب شركات الأحزاب الدمى والطرواديين العاملين على تنفيذ أجندات المحتل على خلفية مداكشتهم الكراسي بالسيادة.

نعم للقانون ونعم للسلمية ولا للاحتلال ولا لأدواته المنصبة في الحكم.

يبقى أن القوى الأمنية اللبنانية هي ليست العدو، ولا طريق تحرير القدس تمر من ساحات بيروت.

كفى اللبناني عذاباً ومعاناة وقهراً وظلماً وإفقاراً وهجرة وذلاً، ولبنان بلد مقدس وهو يستحق السلم والسلام والاستقرار والعودة إلى كل مقومات السيادة والإستقلال والقرار الحر.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الذكرى الرابعة لإتفاق معراب: خطأ وخطيئة وطروادية ومداكشة فاجرة للسيادة بالكراسي

الياس بجاني/19 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/82401/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%a5%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d9%85%d8%b9%d8%b1/

احقاقاً للحق وشهادة له نؤكد وعملاً بكل الوقائع والحقائق المعاشة على الأرض فقراً وإرهاباً وبؤساً وتعاسة وفوضى وتسيب وضياع بأن العماد ميشال عون وجبران باسيل هما على حالهما الملالوي واللاهي منذ توقيع “ورقة تفاهم مار مخايل الطروادية” مع حزب الله في عام 2006.

وهما لم يبدلان حرفاً واحداً من خطابهما وتحالفاتهما وطروحاتهما اللاسيادية واللا لبنانية المسورنة واللاهية والنرسيسية.

وبالتالي لا يمكن تحميلها وحدهما مسؤولية حال وطن الأرز الحالي الدركي على كافة المستويات وفي جميع المجالات…

أما المسؤول حقيقة عن وضع لبنان الحالي بنسبة 90% هو الفريق الذي كان يسمى زوراً سيادياً واستقلالياً.

هذا الفريق التاجر والفاجر تخلى عن ثورة الأرز، والتحق بباسيل وعون، وساوم المحتل الذي هو حزب الله، وأرتضى مساكنته دون مقاومة مع سلاحه ودويلاته وإرهابه وحروبه ومشروعه الفارسي التوسعي والإستعماري.

من هنا فإن المسؤول بالكامل عن تسليم لبنان لحزب الله وضمه لمحور إيران، وجره للوضع الحالي الدركي هو من فرط 14 آذار، وداكش الكراسي بالسيادة، وتلحف بهرطقة الواقعية النفاقية والتمويهية، وهلل لخطيئة وخطأ “اتفاق معراب” الذي بني على فجع تقاسم المغانم والحصص، وقفز فوق دماء الشهداء وساوم على تضحياتهم، ودخل الصفقة الخطيئة الرئاسية والوزارية والنيابية والسلطوية على خلفية الجوع السلطوي، وقلة الإيمان، وخور الرجاء، وعشق الأبواب الواسعة.

عملياً وواقعاً فإن المسؤول عن تسليم حكم لبنان لحزب الله ولأدواته المحلية هو كل من رضخ لمشيئة الحزب ولمشاريع أسياده في دمشق وطهران عن غباء وتشاطر مرضي، وأنانية مقززة متسلحاً بنوايا جشع رئاسية ووافق على القانون الانتخابي الهجين الذي أعطى إيران ونظام الأسد ومرتزقتهما المحليين في المجلس النيابي اللبناني أكثرية عددية مريحة حذت بالرحل قاسم سليماني وبغيره من المسؤولين الإيراني التباهي وبوقاحة بأن طهران حصلت على 74 مقعداً نيابياً في لبنان.

إن ما يشهده لبنان اليوم من فجور وهرطقات وغياب للدولة وللقانون وانتفاضات وثورات وانهيار مالي واقتصادي هو ليس من مسؤولية لا عون ولا باسيل ولا حزب الله ولا نظام الأسد ولا إيران وحدهم، بل وبكل صراحة هو من مسؤولية الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري ورعاتهم من الدول العربية والدولية الذين لا يجيدون غير الشعارات البالية والغرق في الهزائم ومن ثم البكاء على الأطلال.

من هنا، فإن المطلوب اليوم محاسبة كل من تخلى عن ثورة الأرز من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب والتحق مباشرة أو مواربة بمحور الشر السوري-الإيراني مقابل مصالح خاصة وأوهام سلطوية ورزم من مكونات الحقد والجهل والغباء والتشاطر والباطنية وعمى البصر والبصيرة.

المطلوب قيادات جديدة من غير خامة وثقافة أولئك الساقطين عن سابق تصور وتصميم في كل تجارب إبليس، والسائرين فرحين وبجحود وبنرسيسية على خطى الإسخريوتي والطروادي وقرينهما الملجمي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

شبيحة امل وحزب الله الإرهابيين وبسبب عماهم الوطني  يتوهمون بأن طريق القدس تمر من شارعي الحمرا والمصارف

الياس بجاني/17 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82379/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d8%a8%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7/

زعران وشبيحة أمل وحزب الله مضيعين طريق القدس متل دايماً.

اليوم هالزعران والمأجورين والمتأيرنين 100% شايفين ان طريق تحرير القدس تمر من شارع الحمرا وعبر البنوك اللبنانية وذلك بعد تدمير البنك المركزي واخضاع الدولة لمشيئة ولي الفقيه ومواجهة العقوبات الأميركية الصارمة على كل من إيران وحزب الله.

والله وحده بس بيعرف من وين راح بتمر هالطريق “الكذبة” بكرا وبعده.

باختصار: لبنان بلد تحتله إيران بواسطة ذراعها الإرهابي المسمى زوراً حزب الله، وبالتالي لا حلول في وطن الأرز أكانت كبيرة أو صغيرة وعلى أي مستوى وفي أي مجال كان قبل حل الحزب ومنعه وتفكيك دويلته ومحاكمة قادته ومصادرة املاكه وأملاك قادته وتطبيق القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي:

اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل

القرار الدولي رقم 1559

القرار الدولي رقم 1701.

وإلا فالج لا تعالج.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

زعران أمل وحزب الله هم عسكر من المرتزقة والشبيحة التابعين لملالي إيران

الياس بجاني/17 كانون الثاني/2020

غزوة زعران امل وحزب الله الهمجية والبربرية يوم أمس للمصارف في بيروت هي لإرهاب اصحابها واخراج البنوك اللبنانية من النظام العالمي المصرفي وذلك لتحدي العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله. في الحصيلة لبنان هو بلد محتل وحكامه ادوات ليس إلا وفاقدة لقرارها

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نداء الى ثوارنا الأبطال.

ابو أرز/اتيان صقر/19 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82449/%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%86%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%ab%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8/

بما ان الفاجر لا يُنتج الا فجوراً، ومثله الفاشل والفاسد، فلا تنتظروا شيئا ايجابيا من هذه المنظومة الحاكمة الفاجرة والفاشلة والفاسدة والسلبية بامتياز.

وبما ان الثورة أصبحت امل اللبنانيين الاخير في انقاذ البلاد من هذا الجحيم الذي تتخبط فيه.

فأن الثوار مدعوون فورا الى تنظيم صفوفهم من جديد، والأنطلاق، كما في ١٧ تشرين، في تظاهرات حاشدة، مدروسة، متواصلة ومتدرجة ...

فلا تتوقف قبل اسقاط هذه المنظومة بالضربة القاضية.

فيا ايها الثوار الأبطال، الامال معلقة عليكم، والعيون شاخصة اليكم، ولبنان يناديكم،

فلا خيار أمامكم اﻻ الأنتصار، وقد بات وشيكاً .

لبيك لبنان.

آبو ارز

 

ثلاثون عاما في ملهى ليلي كبير

د.وليد فارس/19 كانون الثاني/2020

بعد اجتياح اكتوبر ١٩٩٠ قال" الحزب" وحكام لبنان من قبل النظام السوري للسياسيين: "اذهبوا، استفيدوا، لكم الفساد و الاثراء، ولكن اتركوا لنا الامن القومي" وقالوا للناس العاديين: "الحرب انتهت، اذهبوا تمتعوا بالبلاد، اسهروا، سافروا، تسلْوا، ولكن اتركوا الامن القومي لنا والسياسة للسياسيين الذين يديرون شوؤنكم" ومرّت ثلاثون عاما، ووعى الناس على حالهم في شهر اكتوبر. السيادة طارت، الاقتصاد انهار، المال تبخْر، الحريّات ضاعت. ثلاثون عاما في ملهى ليلي كبير.وبزغ الفجر على بلد غير معروف المعالم...

 

الثورة في بلاد حزبالاستان

ادون الشدياق/20 كانون الثاني/2020

انا ومع مطلق تأييدي الكامل لهذه الثورة واحقية مطالبها وتعاطفي القوي معها ولكن ارى انه في دولة حزبالاستان، الثورة وقد قامت لتطالب بالأكل والشرب والراحة فقط خوفاً من المواجهة مع حزب الله هي ثورة ناقصة بدون تكوين فكر سياسي يأطرها. وانا برأيي ان الثورة تتجاهل الاطر السياسية التي أوصلت البلاد إلى حالة الا اكل والا شرب والا راحة للمواطن الذي يفتقد الى الاساسيات الحياتية والمعيشية. وتتجاهل سلاح حزبالله الذي ساهم في حماية الفساد وساهم في تصدع البنية السياسية للبنان من خلال السيطرة المفصلية والكاملة على مقدرات الدولة وتقويضها بطريقة منهجية مخطط لها. ثورة من اجل ان يعيش الانسان كالحيوان يأكل ويشرب ويرتاح بدون اي تأثير سياسي على مصيره ومصير وطنه هي ثورة لا أفق لها ولا امل لها بالنجاح لأنها وان أسقطت بعض الرموز وذلك من خلال عدم تعاطيها الشأن العام . وبذلك ستعود القوى السياسية الفاسدة المنظمة وبمساعدة حزب الله ومن بعد اندحارها لزمن من إعادة تنظيم نفسها والسيطرة السياسية لانه لن يكون هناك من يعبأء الفراغ السياسي إلا هذه الطبقة الفاسدة لأفتقاد الثورة الى الفكر السياسي والمكونات السياسية المؤهلة والتي بامكانها تعبأت الفراغ الذي احدثته الثورة في المنظومة السياسية الحاكمة. وبذلك سنعود بحاجة لثورة ثانية وثالثة ورابعة كلما عادت السلطة الفاسدة وبمساعدة حزب الله من اعادة انتاج نفسها لأن لديها كامل المقومات لفعل ذلك. لأن السياسة هي التي تدير مقومات الاكل والشرب وراحة طبقات المجتمع كافة. ان تأسيس وانتاج فكر سياسي تغيير ي ليؤطر مكتسبات الثورة ويحميها من افخاخ الهيمنات الخارجية التي تقوي كل متعاون معها على حساب لبنان وسيادته هو بأهمية قيام الثورة بحد ذاتها لأنه سيؤدلج مكتسبات الثورة ويجعلها فكر سياسي عام يؤدي بطريقة طبيعية لإنتاج الطبقة السياسية التي ستقود لبنان في يوم من الايام وستكون الحارس الأمين لمكتسبات الثورة ( حتى لا تعود منظومة الفساد ) وذلك من خلال وعي سياسي عام يرفض الفكر السياسي القديم القائم على المنفعة الذاتية وليس على سياسة المنفعة العامة وخدمة الناس ولبنان.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 19/1/2020

وطنية/الأحد 19 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعد واحد وثمانين يوما من استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، وأربعة وتسعين يوما من انطلاق الانتفاضة الشعبية المطلبية، وبعد ليل صاخب من المواجهات والصدامات والعنف والشغب والغضب، وعلى رغم إحصاء 400 جريح ليل أمس في وسط بيروت- المعروفة في التاريخ القديم بمدينة الشرائع وفي التاريخ الحديث بعاصمة الثقافة والفن والإبداع في المنطقة- وعلى رغم لفتة ممثل غوتيريش يان كوفيتش الى أن كل يوم يمر من دون حكومة هناك ليل من الصدام والمواجهات- وهو ما يحصل الآن، وعلى رغم إلحاح أوساط فرنسية لتأليف حكومة وبعدها تدعم بالمساعدات، على رغم كل ذلك: الحكومة العتيدة لاتزال تعتريها عراقيل، بحسب شاهد لا بل شهود من أهليها.

النائب اللواء جميل السيد غرد بالآتي: "بعد كل التضحيات لتأليف الحكومة، ومساعي حزب الله أولا مع الحريري ثم مع دياب، وطالما لا أحد جاهز للتضحية، حان الأوان لتنفض المقاومة يدها، ولتترك هذا الوسخ السياسي في أيدي أصحابه". كلام اللواء السيد الذي كان حتى الأمس متهما بأنه من الأساسيين المشاركين في تأليف الحكومة، إن دل على شيء، فإنه يدل على عمق المشكلة الجاثمة، وعلى استمرار طبيعة الأوضاع القائمة، وعلى سؤال: هل من حكومة في الأفق؟.

معلومات أوساط مراقبة أشارت إلى أن الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب متمسك بموقفه، فهو لا يزال غير قابل برفع العدد المقترح لتأليف الحكومة من ثمانية عشر وزيرا إلى عشرين، وقد أبلغ ذلك إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عصر اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، حيث غادر من دون أن يدلي بتصريح بعد اللقاء غير المصور والذي استمر أكثر من ساعة.

رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، من جهته، أعلن أنه سيعقد مؤتمره الصحافي ظهر الثلاثاء المقبل، أي أن الوقت المتاح لحل ما يسمى عقدة التوزير أو الحقائب المتعلقة ب"المردة" هو ست وثلاثون ساعة.

في الترجمة الميدانية: بعد صخب ليل السبت- الأحد، هدوء نهار الأحد محاه صخب المغيب. ففي المساء الثاني على التوالي لقلب بيروت، خصوصا في ساحة النجمة، عادت المفرقعات النارية على القوى الأمنية، عندما اندفع المتظاهرون المحتجون في اتجاه المداخل المؤدية إلى مباني البرلمان.

الجولة الإضافية من الاعتصامات والتظاهرات ورمي المفرقعات والحجارة، انطلقت لحظة بدء اللقاء في القصر الجمهوري بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. سبق ذلك أن سير الجيش اللبناني، بين الثالثة والنصف والخامسة عصر اليوم، دوريات راجلة ومؤللة في الطرق الرئيسية في قلب العاصمة، في محيط ساحة الشهداء وجريدة "النهار" وجوار رياض الصلح.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بعد ليلة السبت- الأحد التي كانت بحق ليلة مجنونة لا سابقة لها منذ تفجر الحراك، يبدو أن هناك نية للعودة هذه الليلة إلى السيناريو نفسه الذي ما زال لبنان تحت تأثيره، أي غزوة الشغب في وسط بيروت.

بالأمس، وعلى مدى ساعات طويلة من ساعاتها السود، تحول "الوسط" إلى ساحات حرب حقيقية، انفلت فيها المشاغبون والمندسون وعاثوا حرقا وتكسيرا وتخريبا ممنهجا بالممتلكات العامة والخاصة، واعتداء آثما على عناصر القوى الأمنية.

هؤلاء استخدموا بالأمس، كما اليوم، كل شيء في غزوتهم: نماذج مستحدثة من قنابل المولوتوف، مفرقعات من عيارات ثقيلة غالية الثمن، قضبانا وأعمدة حديدية، حجارة منتزعة من بلاط ورخام الأعمدة والجدران، حتى جذوع الأشجار وأحواض الزهور حولوها سلاحا في أيديهم.

في المقابل، تكثفت الاتصالات حول تشكيل الحكومة، وسجلت زيارة للرئيس المكلف حسان دياب إلى بعبدا، حيث تم البحث في ما تبقى من عقد. وبحسب المعلومات المتوافرة للـ NBN، فإن صيغة الحكومة بقيت كما تم الاتفاق عليها في عين التينة من دون أية تعديلات.

المستجد حكوميا، هو الإعلان عن مؤتمر صحفي لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، لتحديد الموقف، في ظل حديث عن إمكانية عدم المشاركة في حكومة دياب.

وعلى الخط الممتد من ليلة وسط بيروت إلى الحكومة، تجول الرئيس سعد الحريري على متن "تويتر" قائلا إن هناك طريقا لتهدئة العاصفة الشعبية: توقفوا عن هدر الوقت، وشكلوا الحكومة، وافتحوا الباب للحلول السياسية والاقتصادية.

وإلى المعنيين بتشكيل الحكومة، وفي طليعتهم الرئيس المكلف ورئيس االجمهورية، توجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، داعيا إلى جعلها حكومة طوارىء تنقذ البلاد والعباد. رأس الكنيسة المارونية حمل معرقلي التشكيل مسؤولية ما جرى مساء الأربعاء في الحمرا وأمس في وسط بيروت.

وللمرة الثالثة خلال أيام، اقتحم منسق الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، الشؤون الداخلية اللبنانية قائلا: يوم آخر من دون حكومة. ليلة أخرى من العنف والصدامات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على خط التأليف جرعة تواصل لحلحلة العقد، حملها لقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف حسان دياب، والآمال تبقى معقودة على اعلان التشكيلة في أقرب وقت، بل في أسرع وقت.

بانتظار هذه اللحظة، تتكثف الاتصالات بين المعنيين المتفقين على ضرورة التأليف لاخراج البلد إلى حيز التفاهمات الحاسمة المنتجة لحكومة انقاذية تحاول الحد من التدهور والانهيار، وترسم الحدود أمام المستثمرين في الفراغ، وهم كثر.

"حزب الله" الذي يواصل الجهود والاتصالات، وجه نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الدعوة إلى تقديم التضحيات بعيدا عن منطق الحصص والتوزير كي يربح الجميع، وبعد التأليف تكون الحكومة نقطة الانطلاق في مسار تصحيح الأوضاع.

أما الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة خلال الأيام الماضية، فهو بالنسبة ل"حزب الله" شغب لا يتبناه ويزيد الأمور تعقيدا، أكد الشيخ قاسم.

اليوم تجددت التظاهرات أمام مجلس النواب بالوجوه نفسها والعدة ذاتها، ولكن، لم تطو بيروت بسهولة مشاهد السبت العنيفة، ولم تكف عن طرح الأسئلة عن المستفيد والممول المزود بأدوات الشغب الجديدة، وأيضا تسأل عاصمة لبنان عمن يتعظ قبل أن يجر كل البلد إلى مزيد من التازيم الذي يبعد الحلول ويستدرج مزيدا من التوتر.

وأيضا، هل من يعتبر من أن سقوط عشرات بل مئات الجرحى من القوى الأمنية والمتظاهرين يوم السبت لن يعجل في الحلول؟، وأن التغاضي عن تحمل المسؤوليات هو السبب الأول في اطالة الأزمات؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

رئيس الحكومة المكلف مجددا في بعبدا، لكن الحكومة مجددا أمام إرجاء جديد. أما اللبنانيون، فحائرون: لا هم أصلا مع الطبقة السياسية، التي أوصلت غالبيتها العظمى أوضاع البلاد إلى ما هي عليه، ولا هم مقتنعون في المقابل بمظاهر الشغب، ولا بالقوى التي تسلقت على الحراك أو الانتفاضة أو الثورة، لحرفها عن مسارها الأساسي، المطالب بالعودة إلى الاستقرار الاقتصادي والمالي، والبدء جديا بمحاربة الفساد، كمدخل فعلي إلى بناء دولة.

وفي غضون ذلك، وفيما وصف لقاء الساعة ونصف الساعة في بعبدا اليوم بالإيجابي، على أمل أن يترجم قريبا بولادة الحكومة، يترأس رئيس الجمهورية ظهر الغد، اجتماعا أمنيا، يحضره وزيرا الدفاع والداخلية، إلى جانب قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، علما أن قائد الجيش تفقد اليوم غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي.

وفي الملف الحكومي، لفت اليوم استغراب "التيار الوطني الحر" كل كلام عن "أثلاث" في عهد الرئيس ميشال عون، سائلا أين وكيف استخدم أي "ثلث" خلال السنوات الثلاث الماضية؟. وفي السياق عينه، أكد "التيار" مرة جديدة أنه لا يسعى في هذه الحكومة إلى أن يتمثل بأي وزير، وأن سيرة الأسماء التي دعمها أو وافق عليها حسنة، ومشهود لها بكفاءتها، كما أن لا ارتباط سياسيا لها بعلم الجميع.

وفي رد على تهويل البعض على اللبنانيين بالدم، رأى "التيار" أن من يتنبأ بالدماء هو نفسه من يحضر لها بالتحريض الطائفي والمذهبي وبالتسعير الميداني وبالتمويل المشاغب.

وفي المواقف من الشأن الحكومي، دعوة جنبلاطية إلى الجميع للحوار، وأخرى وهابية إلى "حزب الله" لحسم الأمر مع "المتغنجين"، في مقابل تغريدة بارزة للواء جميل السيد، جاء فيها أن "حزب الله" بذل كل ما يمكنه للتوفيق بين الأفرقاء، وطالما أن لا أحد جاهز للتضحية في سبيل الناس والبلد، آن الأوان لتنفض المقاومة يدها، وتترك الوسخ السياسي في أيدي أصحابه، على حد تعبير جميل السيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الشارع يغلي فيما الحكومة تطبخ على البارد. إنها المعادلة المضحكة- المبكية التي تتحكم في الواقع السياسي. السبب الأساسي للتناقض: الناس في مكان وأركان السلطة في مكان آخر. الناس موجوعون، متألمون، مقهورون. لذا الغضب يتصاعد يوما بعد يوم والفوضى القاتلة تعم. في المقابل المسؤولون مرتاحون إلى وضعهم، ولا هم لهم إلا استكمال مخططاتهم السلطوية ومحاصصاتهم الوزارية واستلحاق ما تبقى من صفقاتهم وتلزيماتهم المشبوهة.

من هنا الغضب المتصاعد مشروع، ما دام أركان السلطة لا يريدون أن يسمعوا صراخ الناس، ولا يريدون أن يشعروا بوجع المواطنين. لكن من غير المسموح أن يتحول الغضب فوضى عارمة. وهو أمر تتحمل مسؤوليته في الدرجة الأولى السلطة بكل أركانها ورموزها. فحكومة تصريف الأعمال لم تجتمع ولو لمرة واحدة لبحث الوضع الأمني المتدهور. كما أن المجلس الأعلى للدفاع مغيب، كأن الدنيا بألف خير، وكأن وسط بيروت لا يتحول يوما بعد يوم ساحة حرب ومسرحا للفوضى. فهل هذه الفوضى مطلوبة؟، ولمصلحة من؟، ومن يدفع بلبنان وباللبنانيين إلى الهاوية؟.

إنها أسئلة مشروعة، لكنها للأسف ستبقى بلا جواب في ظل حكومة لا تصرف، وحكومة لا تؤلف، وفي ظل حكم غائب وسلطة مفقودة.

حكوميا، المتغيرات دائمة وكثيرة، والثابت الوحيد: التأليف مؤجل. الرئيس المكلف قام بزيارة منتظرة منذ فترة إلى قصر بعبدا، لكن الدخان الأبيض لم يتصاعد. السبب المعلن والمعروف: لا اتفاق بعد بين أطراف اللون الواحد على كيفية تقاسم جبنة الحكومة. تيار "المردة" عاد إلى خيار عدم المشاركة في الحكومة، مع اعطائها الثقة عندما تصل إلى مجلس النواب. وعليه فإن الوزير السابق سليمان فرنجية سيعقد مؤتمره الصحافي الثلثاء المقبل، بعدما سبق وأجله السبت. فهل المؤتمر الصحافي المستعاد، هو لتأكيد عدم قبول "المردة" بالحصة المعطاة لهم في الحكومة العتيدة، ولرفضهم استئثار "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية بالثلث المعطل؟.

الثابت حتى الآن أن الفوضى في الشارع تواكبها فوضى عارمة على صعيد التأليف. فقوى 8 آذار بدت على حقيقتها، وتبين أن لكل طرف من أطرافها حساباته السلطوية وحتى الرئاسية، لذا فهي غير قادرة حتى على تشكيل حكومة اللون الواحد. في الاثناء ليس على اللبنايين سوى الانتظار، والتساؤل بمرارة: إذا كانت هذه هي حكومة الاختصاصيين المستقلين، فكيف تكون حكومة الاختصاصيين الملحقين بسياسيين؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

"المشكل بقلب البيت"، هذا هو حال تشكيل الحكومة. والمقصود هنا ب"قلب البيت": بيت الحلفاء الذين يشكلون الحكومة. والمقصود بالمشكل، أن الحلفاء مختلفون على التوزيعة، والخلاف تحديدا بين "التيار الوطني الحر" و"المردة" و"القومي". فهل هكذا عقدة تستعصي على "حزب الله"، راعي التشكيلة؟.

"حزب الله" يحاول تدوير الزوايا، وأبلغ دليل على ذلك أنه تمنى على رئيس تيار "المردة" عدم عقد مؤتمره الصحافي، فتجاوب فرنجية مع التمني، ولكن يبدو أن هناك اتجاها لديه لعقده بعد غد الثلاثاء، ما يعني أن الهوة واسعة وأن هناك اختلافا في النظرة إلى وظيفة الحكومة، سواء لدى الرئيس المكلف أو لدى كل من سيدخل جنة السلطة التنفيذية أو جحيم هذه السلطة؟.

السؤال هنا: هل ما زال هناك من زوايا لم يدورها بعد "حزب الله"، الذي يقوم عمليا بدور "قوة التدخل السياسي" لدى الرئيس المكلف، لتذليل العقبات، وأحيانا دور "قوة مكافحة الشغب السياسي"، وهو الشغب الذي يمارسه حلفاؤه، من دون أن تكون لديه النية لمواجهته لأنه حريص على أن تولد الحكومة، لأنها كيفما ولدت ستكون، من وجهة نظره، أفضل من أن تبقى حكومة تصريف الأعمال.

فبالنسبة إلى "حزب الله"، الرئيس حسان دياب في السرايا أفضل من وجود الرئيس سعد الحريري. الرئيس المكلف التقى الرئيس بري هذا المساء، بعد زيارته لقصر بعبدا. ويبقى السؤال البارز: إذا كان الجميع يريدون حكومة جديدة، فمن يمنع التشكيل؟، هل من قطبة مخفية من الخارج؟، وهل خلافات الداخل هي تغطية لهذه القطبة المخفية؟.

إذا لا حكومة الليلة ولا حتى غدا. الرئيس المكلف على موقفه. الوسطاء قد يرفعون العشرة ربما نفضا لأيديهم من المساعي، والتشكيلة في نفق المجهول.

في الإنتظار، وسط بيروت يلتهب مجددا، ومواجهات بين المحتجين وبين القوى الأمنية. في غضون ذلك رفع تيار "المستقبل" وشخصيات سنية، منسوب الكلام السياسي. الرئيس سعد الحريري غرد موجها التحية إلى أبناء طرابلس، فكتب: "كلمة إلى أهلي في طرابلس والشمال، يعز علي أن يقال إنه تم استقدام شبان باسمكم لأعمال العنف أمس. لكنني أعلم أن كرامة بيروت أمانة رفيق الحريري عندكم وانتم خط الدفاع عن سلامته". أما الكلام الأعلى تصعيدا فجاء في سلسلة تغريدات للوزير السابق نهاد المشنوق الذي قال: "إذا كان الدم في الشارع هو الثمن للاعتراف بالوقائع، فسيجد "صهر الرئاسة" دم اللبنانيين على يديه خلال أسبوع. وعندها لن ينفع الندم". وتابع "ستعود بيروت مضيئة بأهلها مهما فعلت أحزاب التأليف من ضرر". كلام المشنوق لم يمر، إذ جاء الرد من "التيار الوطني الحر"، كذلك رد من شرطة مجلس النواب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في طريقها إلى بعبدا، أصيبت حكومة حسان دياب برصاص مطاطي سياسي طائفي أقعد حركتها. وتمكن مثيرو أحداث الشغب سياسيا وحزبيا، من عرقلة إعلانها. فعلى توقيت شارع يغلي أيا كان رواده من متظاهرين ثائرين ومستقدمين، صعد رئيس الحكومة المكلف إلى قصر بعبدا، والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. تداول الرئيسان تشكيلة خرج منها تيار "المردة"، ومع ذلك: لم تسو العقبات بعدما ألقيت على الحكومة قنابل من الحصص مسيلة للدموع، سبت وأحد من نار وغضب، سواء تخلله تخريب أو ثورة موجوعين.

يومان معطوفان على ثلاثة أشهر من انهيار وطن، لكن أرفع المسؤولين فيه يرون أن العقد في ما بينهم يجب أن تحل أولا، يداوون جراحهم قبل جراح البلد، وأعلى ما في خيلهم لا يتعدى عبارات الأسف على خراب بيروت. لم يبق جهاز أمني إلا ولعب على وتر السياسيين، فشغل وركب وحمى، ارتفع اللواء عماد عثمان على أكتاف الرئيس سعد الحريري، وارتدت ريا الحسن ثوبا أمنيا للدفاع عن مؤسسات تواجه الشعوب، وأدت شرطة المجلس قسطها من العلا إلى الأرض.

ومع السيرك الأمني المغطى سياسيا، كان المهرجون السياسيون يحاربون بعضهم بعضا بسيف وترس الناس، إلى أن أصبح اللعب بالباصات على المكشوف، ريفي- ميقاتي ثنائي متفرق يستحلي القرقعة على الحريري، و"حراس المدينة" في طرابلس يساقون لحراسة المدينة في بيروت، فيعتب رئيس حكومة تصريف الأعمال على أهله في الشمال مخاطبا إياهم بالتالي: يعز علي أن يقال إنه تم استقدام شبان باسمكم لأعمال العنف أمس، لكنني أعلم أن كرامة بيروت أمانة رفيق الحريري عندكم، وأنتم خط الدفاع عن سلامتها وضمير التحركات الشعبية ووجهها الطيب.

لكن معزة الحريري لأهله في الشمال، لن ترحم ماضيه منذ الاستقالة، حيث شرع "المستقبل" الشوارع لتظاهرات تطالب بعودة سعد، في مقابل شوارع أخرى قالت له: ما بتشوفا بعد.

وفوق سطوح كل هذه البهلوانات السياسية، كان النائب نهاد المشنوق يزايد على الجميع، من الحريري إلى رئيس الجمهورية والصهر، ويريق الدماء في توقعات عجز عنها أهل الفلك.

لكن لا أحد يهتم بمصير البلد، بشوارع باتت تتنفس قنابل الغاز، بلبنانيين خارجين عن كل هذه التركيبة، فما شأنهم إذا شاركت "المردة" أو تمردت؟، إذا ظل أسعد "حردان" أم تمت ترضيته؟، هل نسدد عجزنا إذا أعطى ميشال عون موافقته على اسم النقيبة أمل حداد؟، وماذا عن حكم الطوائف ما لم يتمثل الكاثوليك بمقعدين؟، والسؤال الذي لا يجد جوابا له: ماذا عن حصة المير الذي وضع عينه على الأشغال بعد انسحاب "المردة"؟.

ومع كل هذه المطالب، فإن الرئيس نبيه بري كان الوجهة في الذهاب والإياب. التقاه دياب في "الطلعة" ثم استفتاه في النزول. ولا يعرف أي الأرانب ستخرج هذه الليلة.

كلكم تمارسون اليوم إجراما منظما بحق لبنان، وتخربون بيروت أكثر مما يخربها أولئك الذين أتوا إليها على جناح باصات التنمر السياسي. كان يقال: الي استحوا ماتوا. لكننا في السياسة اللبنانية غلبنا الأمثال بالأفعال، فلدينا طبقة ممن لم يستحوا، ولا يبدو أنهم سيموتون سياسيا قبل أن يقتلوا البلد على من فيها.

 

حزب الله منشغل بحرب الحصص فيما لبنان ينزلق نحو العنف

العرب/20 كانون الثاني/2020

لبنان ينساق بسرعة نحو مربع العنف، فيما الطبقة السياسية المتحكمة بالمشهد الحالي لا تزال تتصارع على حجم الحصص الوزارية في الحكومة الموعودة، غير عابئة بما يدور من حولها. بيروت –  لا تزال عملية تشكيل حكومة جديدة في لبنان تدور في حلقة مفرغة، حيث أصابتها هي الأخرى لعنة الإجهاض في اللحظات الأخيرة بعد أن تراجع حزب المردة عن المشاركة في الحكومة بسبب تدخلات التيار الوطني الحر، يأتي ذلك وسط مخاوف من انزلاق البلاد إلى مربع العنف، حيث تجددت، مساء الأحد، المواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين. وعلى خلاف التوقعات التي كانت تجزم بولادة سريعة للحكومة خاصة وأن المعنيين بتشكيلها ينتمون لحلف واحد، فضلا عن كون الوضع الاقتصادي والغليان الشعبي يشكلان عامل ضغط إضافي، انغمس المعنيّون بعملية التأليف في صراع على الحصص الوزارية، ما يعكس وفق تصريحات لمسؤولين دوليين غياب الحس بالمسؤولية لدى النخبة السياسية الحاكمة في لبنان. ومنح لقاء رئيس الوزراء المكلّف حسان دياب، مساء الأحد، برئيس الجمهورية ميشال عون بريق أمل في إمكانية الإعلان عن التشكيلة الحكومية، بيد أنه سرعان ما تبدد، وبقيت عقدة الحصص على حالها، وسط تسريبات عن رفض دياب خلال اللقاء مقترح توسيع الحكومة لتشمل 20 وزيرا، كما لم يتم الاتفاق على من سيشغل وزارة الأشغال بعد تخلي المردة.

فؤاد السنيورة: على المسؤولين الخروج من ترف المناورات وتشكيل حكومة

وغرّد النائب جميل السيد المقرب من حزب الله قائلا على “تويتر”، “خلافاً لما يُشاع، الحكومة لا تزال تعتريها عراقيل، حزب الله بذل كل ما يمكنه للتوفيق بين الفرقاء، وطالما لا أحد جاهز للتضحية في سبيل الناس والبلد، أعتقد أنه قد آن الأوان لتنفض المقاومة يدها، ولتترك هذا الوسخ السياسي في أيدي أصحابه”.

وعلى وقع استمرار الانسداد الحكومي تجددت، مساء الأحد، المواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين تجمهورا أمام مبنى مجلس النواب. واستخدم رجال شرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيلة للدموع، وخراطيم المياه لإبعاد المحتجين الذين ردّوا برشق تلك العناصر بالحجارة والمفرقعات. وأرسلت في وقت سابق تعزيزات من الجيش وشرطة مكافحة الشغب إلى وسط بيروت حيث تجمع المتظاهرون في مدخل جادة مؤدية إلى مقر البرلمان قرب ساحة الشهداء. وردد المتظاهرون في بيروت تحت المطر “ثوار، أحرار، سوف نكمل المشوار”، حاملين مظلات وأعلاما لبنانية. وقال المتظاهر مازن، البالغ من العمر 34 عاماً “مللنا من السياسيين طبعا… بعد ثلاثة أشهر من الثورة أثبتوا لنا أنهم لا يتغيرون ولا يسمعون وأنهم غير قادرين على القيام بشيء”. وكان جرح نحو 400 شخص خلال مواجهات مساء السبت بين متظاهرين وقوات الأمن في العاصمة بيروت، في أعنف يوم منذ بدء الحركة الاحتجاجية في هذا البلد الذي يشهد أزمة اجتماعية واقتصادية وسياسية. وبحسب حصيلة أوردها الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني، تمت معالجة 377 شخصا في المكان أو نقلوا إلى المستشفيات في أعقاب صدامات في محيط البرلمان وساحة الشهداء، التي تعد مهد الحراك الذي اندلع في أكتوبر الماضي. وذكرت قوى الأمن الداخلي من جهتها في تغريدة أن “الحصيلة النهائية لأعمال الشغب والتعديات على عناصر قوى الأمن في المواجهات ليل السبت، 142 عنصراً من قوى الأمن الداخلي ضمنهم سبعة ضباط، منها 3 إصابات بالغة (كسور في الجمجمة)”. واستعادت التظاهرات غير المسبوقة في لبنان زخمها هذا الأسبوع في خضم أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990). وشهد يوما الثلاثاء والأربعاء مواجهات عنيفة بين قوى الأمن ومتظاهرين أقدموا على تحطيم واجهات مصارف ورشق الحجارة باتجاه القوى الأمنية التي استخدمت بكثافة الغاز المسيل للدموع. ويطالب مئات الآلاف من اللبنانيين الذين غصت بهم الشوارع والساحات منذ 17 أكتوبر برحيل كل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد ويحمّلونها مسؤوليّة تدهور الوضع الاقتصادي ويتهمونها بالعجز عن تأهيل المرافق وتحسين الخدمات العامة الأساسية. وهم يدعون إلى تشكيل حكومة اختصاصيين تنصرف إلى وضع خطة إنقاذية. وبعد أسبوعين من انطلاقها، قدّم الحريري استقالته تحت ضغط الشارع. وتمّ تكليف الأستاذ الجامعي والوزير الأسبق حسان دياب، بدعم من حزب الله وحلفائه، بتشكيل حكومة جديدة تعهّد أن تكون مصغرة ومؤلفة من اختصاصيين، على أمل استيعاب غضب الشارع بيد أنه يصطدم بتعنّت من البعض وفي مقدمتهم التيار الوطني الحر الذي يحاول الاستئثار بعملية التأليف وفرض شروطه على بقية الشركاء. ودعا رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة المسؤولين للخروج من ترف المناورات إلى تشكيل حكومة تحظى بثقة الناس للخروج من الحفرة التي وقعت فيها البلاد، لأن استمرار التأخير في إنجاز الحكومة المطلوبة يزيد الغضب والنزوع إلى العنف المرفوض. وحذر من انزلاق التظاهرات الشبابية إلى استخدام العنف، معتبرا أنه من واجب كل القوى الوطنية أن تحرص على هذه الانتفاضة وطابعها السلمي، والتزامها بالتقدم نحو هدفها لأن انحرافها عن أهدافها ووسائلها السلمية يجر لبنان واللبنانيين إلى أتون خرجوا منه ولا يريدون العودة إليه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عودة المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط البرلمان في بيروت

دياب التقى عون وبري بعيداً عن وسائل الإعلام

 اندبندنت عربية ووكالات /19 كانون الثاني/2020

عاد مشهد المواجهات العنيفة التي حصلت منذ مساء السبت في محيط مبنى البرلمان اللبناني في بيروت، المقفلة كل المنافذ المؤدية إليه منذ سنوات، ليتكرر مساء الأحد، فعلى الرغم من الحواجز التي أقامتها القوى الأمنية على الطريق، خصوصاً في منطقة جبيل، لاعتراض القادمين من محافظة الشمال، رشق المتظاهرون قوات مكافحة الشغب بالحجارة والمفرقعات النارية. وردّت قوى الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين حضروا بأعداد لا بأس بها على الرغم من تعرض 400 شخص من بينهم لجروح وحالات اختناق استدعت نقلهم إلى المستشفيات. وأُرسلت تعزيزات من الجيش وشرطة مكافحة الشغب إلى وسط بيروت، حيث تجمع المتظاهرون على مدخل جادة مؤدية إلى مقر البرلمان قرب ساحة الشهداء التي كانت مركز الحراك الاحتجاجي غير المسبوق منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ضد طبقة سياسية يعتبرها المحتجون فاسدة وعاجزة.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني نقل 30 إصابة إلى المستشفيات في مواجهات اليوم الأحد، كما تم إسعاف 60 تقريباً إصابة في موقع التظاهرات في وسط بيروت.

دياب في بعبدا

في موازاة ذلك، توجه الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة حسان دياب إلى القصر الجمهوري في بعبدا للقاء الرئيس ميشال عون، في ظل استمرار أجواء العرقلة التي تعيق إبصار تشكيلته الحكومية النور. وغادر دياب القصر الجمهوري، بعيداً من الإعلام، وتوجه إلى مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة حيث التقى رئيس المجلس نبيه بري لمتابعة النقاط العالقة في الملف الحكومي. وفي آخر الأنباء حول التشكيل، أصرّ بري في معلومات لـ"اندبندنت عربية" على منح تيار المردة حقيبتين وزاريتين بخاصة بعد الامتعاض الكبير الذي أبداه زعيم المردة، سليمان فرنجية، فيما يبدو أن دياب رفض صيغة الـ20 وزيراً، وحُسمت الحكومة بـ18 وزيراً. وكشفت معلومات عن أن البحث الآن هو في احتمال تولّي أمل حداد، التي تحظى بتأييد رئيس الحزب القومي السوري أسعد حردان، نيابة رئاسة الوزراء من دون حقيبة، على أن يكون هذا الأمر مفتاح الحل لعُقَد الحكومة. وأشارت إلى أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يبلغ الرئيس المكلف عدم مشاركته في الحكومة. أمّا على صعيد التطورات في الشارع، فتحدثت معلومات عن اجتماع أمني سيُعقد في بعبدا ظهر غد برئاسة عون وحضور وزيرَيْ الدفاع والداخلية وقادة الأجهزة الأمنية لعرض الأوضاع الأمنية والإجراءات الواجب اتخاذها.

أزمات متفاقمة

وبعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات، لم يتوقف غضب المتظاهرين عن التصاعد، فهم يشجبون خصوصاً تقصير السلطة أمام تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تُترجم بطرد أعداد كبيرة من الأشخاص من وظائفهم وبقيود مصرفية بالغة وتراجع قيمة العملة اللبنانية. وردد المتظاهرون في بيروت تحت المطر "ثوار، أحرار، سنكمل المشوار"، حاملين مظلات وأعلاماً لبنانية. وقال المتظاهر مازن (34 سنة) "مللنا من السياسيين طبعاً... بعد ثلاثة أشهر من الثورة أثبتوا لنا أنهم لا يتغيرون ولا يسمعون وأنهم غير قادرين على القيام بشيء". واندلعت السبت مواجهات بين المحتجين وعناصر شرطة مكافحة الشغب في وسط بيروت الذي شهد مستوى عنف غير مسبوق منذ بدء الاحتجاجات، ما أسفر عن إصابة 377 شخصاً على الأقل من الطرفين، بحسب حصيلة وضعتها وكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى أرقام للصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني. وغطت السبت الغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات الأمن بكثافة لتفريق المتظاهرين وسط بيروت مع تصاعد أصوات صفارات سيارات الإسعاف. واستخدمت قوات الأمن أيضاً خراطيم المياه والرصاص المطاط. ورشق المتظاهرون، وبعضهم ملثمون، القوات الأمنية بالحجارة ولوحات مرورية وأغصان أشجار، وحاول عدد منهم تخطي الأسلاك الشائكة. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب خراطيم المياه وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

إصابات في الأعين

وبثت محطات تلفزيونية محلية شهادات عائلات أُصيب أولادها، وأعمار بعضهم 18 سنة، بالرصاص المطاط في أعينهم، كما انتشرت هذه الشهادات على تويتر. ووقعت تلك المواجهات في المكان ذاته الذي عاد إليه المتظاهرون الأحد. وأعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنه "ليس هناك أي مبرر لاستخدام قوات مكافحة الشغب القوة المفرطة ضد متظاهرين سلميين إلى حد بعيد". واتهم نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة مايكل بايج عناصر الشرطة بـ"إطلاق الرصاص المطاط على أعين" المتظاهرين، مطالباً السلطات "بوضع حد لثقافة الإفلات من العقاب عن تجاوزات عناصر الشرطة". وتم تداول تسجيل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر تعرض موقوفين للضرب خلال خروجهم من آلية لسوق السجناء في "ثكنة الحلو" لقوى الأمن الداخلي. وتعقيباً على هذا التسجيل، أعلنت قوى الأمن الداخلي في تغريدة فتح تحقيق في الحادث. وأضافت أنه "سيتم توقيف أي عنصر اعتدى على الموقوفين"، الذين بلغ عددهم 30 شخصاً، لكن النيابة أمرت اليوم الأحد بالإفراج عنهم، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. واستعادت التظاهرات غير المسبوقة في لبنان زخمها هذا الأسبوع في خضم أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990). وشهد يوما الثلاثاء والأربعاء مواجهات عنيفة بين قوى الأمن ومتظاهرين أقدموا على تحطيم واجهات مصارف ورشق الحجارة باتجاه القوى الأمنية التي استخدمت بكثافة الغاز المسيل للدموع.

الحريري يغرد

ويطالب مئات آلاف اللبنانيين الذين ملؤوا الشوارع والساحات منذ 17 أكتوبر برحيل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد ويحمّلونها مسؤوليّة تدهور الوضع الاقتصادي، إضافةً إلى عجزها عن تأهيل المرافق وتحسين الخدمات العامة الأساسية. وهم يدعون إلى تشكيل حكومة اختصاصيين تنصرف إلى وضع خطة إنقاذية. وبعد أسبوعين من انطلاقها، قدّم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري استقالته تحت ضغط الشارع. وكُلّف الأستاذ الجامعي والوزير السابق حسان دياب، بدعم من حزب الله وحلفائه، تشكيل حكومة جديدة تعهّد أن تكون مصغرة ومؤلفة من اختصاصيين، تلبية لطلب الشارع.

وكتب الحريري في تغريدة الأحد "هناك طريق لتهدئة العاصفة الشعبية. توقفوا عن هدر الوقت وشكلوا الحكومة وافتحوا الباب للحلول السياسية والاقتصادية".

 

الأنباء: فوضى الشارع تسابق الانهيار... والحكومة تنتظر عملية قيصرية

وطنية - الأحد 19 كانون الثاني 2020

كتبت صحيفة الأنباء تقول: لا شيء يتصدّر اهتمامات اللبنانيين سوى انفلات الشارع ومشاهد المواجهات في بيروت التي تتكرر وتتنقل من مكان الى آخر؛ وتنذر بالأسوأ اذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه، فالتعقيدات تزداد والضغوط المالية والاقتصادية والنقدية والمعيشية تكبر، فيما حتى الساعة تتوقف البلاد عند تناتش الحصص والحسابات السطلوية؛ والخاسر الأكبر لبنان دولة وشعباً. ومع غليان الشارع؛ فإن القطاعات العامة المنهكة أصلاً بالهدر والفساد والمحسوبيات والمذهبية؛ ومعها القطاع الخاص المثقل تحت وطأة الأزمة الاقتصادية؛ باتت جميعها عرضة للانهيار بفعل إمّا سوء الادارة من السلطة؛ أو بفعل التخريب الذي يطالها في الاحتجاجات، والأخطر جنوح البعض تحت مسمّى "العنف الثوري" إلى احتمالات أكثر قساوة؛ فيما هناك عمليات تصفية حسابات تتظلل التحركات الشعبية، أما المسؤولون المعنيون فهم في غياب تام عما بلغته خطورة الاوضاع يغرقون في المهاترات والتشاطر؛ دون أن يلتفتوا إلى ما حذّر منه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش من "الفوضى الخطيرة".

وبينما علّق رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري على الاشتباكات وسط بيروت، قائلاً انها "مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض، يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب ولن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية"، داعيا القوى العسكرية والأمنية إلى "حماية العاصمة ودورها وكبح جماح العابثين والمندسين"؛ طلب رئيس الجمهورية ميشال عون من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الامنية المعنية المحافظة على امن المتظاهرين السلميين ومنع اعمال الشغب وتأمين سلامة الاملاك العامة والخاصة وفرض الامن في الوسط التجاري.

وقد ردت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير عبر "الانباء" على تصريح الحريري الذي اتهم "جهات معروفة" بتخريب العاصمة واستهداف الممتلكات العامة والخاصة، بالقول انه "اذا كان الحريري يعلم بهذا المخطط فلماذا لا يكشف عن هوية هؤلاء المخربين؟"؛ سائلة عن الفائدة من توجيه الاتهامات بالجملة.

ورأت المصادر ان ما حصل في اليومين الماضيين من اعمال شغب "اصبح يضر بالانتفاضة؛ ولم يعد هناك حراك مطلبي بل تحول الى حراك تخريبي، فقد تمت الاساءة لكل شيء؛ والأمور ذاهبة باتجاه الأسوأ والبلد يلزمه معجزة لعودة الامور الى الهدوء".

في الوقت نفسه استنكرت مصادر التيار الوطني الحر عبر "الانباء" المنحى السلبي للحراك الشعبي في الشارع في اليومين الماضيين أكان في محيط مصرف لبنان او بمحيط مجلس نواب في الوسط التجاري، معتبرة ان هذه التطورات السلبية هي التي استدعت رئيس الجمهورية للمطالبة بحماية المؤسسات العامة والخاصة وحماية التظاهرات السلمية من الخروقات التي تتعرض لها من قبل بعض المغرضين الساعين لتشويه صورتها. حكوميا؛ ثمة مساعي جدية لإخراج الحكومة خلال ساعات او يوم الاثنين كحد أقصى؛ لكن مصادر تكتل "لبنان القوي" قالت عبر "الانباء" ان "التيار مستعد لتقديم التنازلات المطلوبة منه بما يساعد على انضاج التشكيلة الحكومية في الساعات المقبلة او يوم الاثنين على أبعد تقدير"، مشيرة الى ان معظم العقد التي ظهرت قد حُلَّت باستثناء مطالبة تيار المردة بوزيرين. ورأت المصادر أن تشكيل الحكومة هو الذي يجب أن يساهم قي تبريد الشارع. وفي السياق الحكومي كذلك، أكدت مصادر عين التينة عبر "الانباء" أن المساعي جارية على قدم وساق لحلحلة العقد والتي أقرت أيضاً أنه لم يعد هناك سوى عقدة المردة.

وغمزت المصادر من قناة الوزير جبران باسيل الذي فضّل الذهاب إلى اللقلوق بدل التواصل لمعالجة العراقيل، كما وكأن الأمر لا يعنيه. وفيما خصّ حقيبة الصناعة أكدت المصادر ان "حزب الله حسم الأمر بإعطائها للوزير الدرزي"، وأما في ما يتعلق بموقع نائب رئيس الحكومة "فسيؤول إلى أمل حداد بعدما اشترط الحزب السوري القومي الاجتماعي ان تكون حداد وزيرة؛ او حجب الثقة عن الحكومة". وأما عن اعتذار طلال اللاذقي عن المشاركة في الحكومة، اعتبرت المصادر أن هذا الأمر ربما يكون مرتبطاً بدار الفتوى وطرح اسم بسام برغوث، مع الاشارة الى ان دار الفتوى تؤكد انها لا تتدخل بهذا الامر. وتمنّت المصادر لو يقبل الرئيس المكلف حسان دياب برفع عدد الوزراء في حكومته الى?? للمساهمة في حل بعض العراقيل، معتبرة انه لو تمت الموافقة على السير بحكومة تكنوسياسية لوفّرنا الجدل القائم في البلد.

وفي ظل المراوحة القائمة، علمت "الأنباء" أن الثنائي الشيعي يضغط على التيار الوطني الحر والرئيس دياب من أجل إنضاج التشكيلة الحكومية في الساعات المقبلة، وإلا فإننا ذاهبون نحو أزمة كبيرة إذا لم تولد الحكومة يوم الاثنين وحينها ستصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.

العربي الجديد: عشرات الإصابات في مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين وسط بيروت

وطنية - الأحد 19 كانون الثاني 2020 

كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: أصيب العشرات خلال مواجهات اندلعت، مساء السبت، بين عناصر من قوات الأمن اللبنانية ومحتجين أمام مقر مجلس النواب (البرلمان)، وسط العاصمة بيروت، وذلك ضمن مسيرات تحت شعار "لن ندفع الثمن"، في سياق التظاهرات المستمرة منذ أشهر احتجاجاً على استمرار تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية. وذكرت فرق الصليب الأحمر اللبناني، في حسابها الرسمي على "تويتر"، أنها عالجت أكثر من 140 مصاباً في المكان، فيما نُقل أكثر من ثمانين آخرين إلى مستشفيات. وفيما استمرّ مشهد قطع الطرقات في بعض المناطق، وُجّهت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحرّكات تحت عنوان "سبت الغضب"، اعتباراً من الساعة الثالثة بعد الظهر، أمام مقرّ البرلمان اللبناني في ساحة النجمة في وسط بيروت. وجدد المحتجون مطالباتهم باستقلالية القضاء، ومحاسبة الفاسدين، وتشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلة عن الأحزاب السياسية، مع استبعاد الوجوه الوزارية القديمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار إلى الكفاءة. إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عبر "تويتر"، أنه "‏يجري التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب، لذلك نطلب من المتظاهرين السلميين الابتعاد عن مكان أعمال الشغب حفاظاً على سلامتهم".

وعلّقت ريا الحسن، وزيرة الداخلية اللبنانية، بالقول إنه من غير المقبول أن يعتدي المحتجون على قوات الأمن.

وقالت الحسن، في تغريدة: "أكتر من مرة تعهدت أنو أحمي التظاهرات السلمية، وكنت دايما أكد على أحقية التظاهر. بس أنو تتحول ها التظاهرات لاعتداء سافر على عناصر قوى الأمن والممتلكات العامة والخاصة، فهو أمر مدان وغير مقبول أبداً".

بدورها، قالت الرئاسة اللبنانية، عبر "تويتر"، إن الرئيس ميشال عون "طلب من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية المعنية المحافظة على أمن المتظاهرين السلميين، ومنع أعمال الشغب وتأمين سلامة الأملاك العامة والخاصة وفرض الأمن في الوسط التجاري". أما رئيس الحكومة المستقيل، سعد الحريري، فاعتبر في تغريدة عبر "تويتر" أن "مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب"، ثم أضاف: "لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية".

وفي تغريدة لاحقة، كتب الحريري: "لن يحترق حلم رفيق الحريري بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين بنيران الخارجين على القانون وسلمية التحركات. ولن نسمح لأي كان إعادة بيروت مساحة للدمار والخراب وخطوط التماس، والقوى العسكرية والأمنية مدعوة إلى حماية العاصمة ودورها وكبح جماح العابثين والمندسين".

وانطلقت مسيرات احتجاجية نحو مقري جمعية المصارف والمصرف المركزي اللبناني في العاصمة، في وقت يعاني فيه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990. وشارك محتجون في مسيرات بمدينة طرابلس شمالاً، ومدينتي صور والنبطية جنوبي لبنان.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن مسيرتين انطلقتا من البربير والأشرفية باتجاه وسط بيروت، بمشاركة حشود كبيرة من المتظاهرين، مشيرة إلى أن الأولى سلكت خط النويري وصولاً إلى بشارة الخوري، فيما سلكت الثانية طريق العدلية-الأشرفية، ومن ثم الجميزة.

وتستمرّ تحركات اللبنانيّين للضغط باتجاه تشكيل حكومة مستقلّة، بعيدة عن منطق المحاصصة، وتكون مؤلفة حصراً من الاختصاصيّين، في ظل بروز عقد جديدة على خطّ تأليف الحكومة اللبنانية في الساعات الأخيرة، وإرجاء رئيس الحكومة المكلف، حسّان دياب، تقديم تشكيلته الوزاريّة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي كان متوقعاً في حدّ أقصاه اليوم السبت. واستعادت الانتفاضة زخمها هذا الأسبوع، مع مرور شهر تقريباً على تكليف حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة وفشله في التوصّل إلى صيغة مقبولة لدى المحتجين، واستمرار تعاطي السلطة مع الملف بمنطق المحاصصة السياسيّة والطائفيّة، من دون مراعاة التدهور المستمرّ للوضعَين الاقتصادي والاجتماعي.

 

الشرق الأوسط: العنف يطغى على المواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية في وسط بيروت سقوط عشرات الجرحى خلال محاولة المتظاهرين الوصول إلى مجلس النواب

وطنية - الأحد 19 كانون الثاني 2020

كتبت صحيفة الشرق الأوسط تقول: تحول وسط بيروت مساء أمس إلى ساحة مواجهات حادة بين محتجين وقوى أمنية حاولت تفرقتهم ومنعهم من الدخول إلى مجلس النواب، في صدامات غير مسبوقة استخدم فيها المحتجون جذوع الأشجار وأعمدة إشارات السير لمهاجمة القوى الأمنية التي ردت باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى تجاوز عددهم المائة حتى مساء أمس. وفي أعنف جولة من المواجهات تشهدها المدينة منذ انطلاق الاحتجاجات في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، انطلقت مسيرات من نقاط عدة في بيروت تحت عنوان "لن ندفع الثمن"، احتجاجاً على تأخير تشكيل الحكومة. وحاول المتظاهرون اختراق السياج الأمني والعوائق الحديدية للوصول إلى مجلس النواب، قبل أن تمنعهم القوى الأمنية التي أقفلت مدخلاً مؤدياً إلى مقر المجلس بالعوائق الحديدية، ما دفع المحتجين إلى مهاجمة درع بشري من قوات مكافحة الشغب. وأقدموا على رشق قوات الأمن بالحجارة ومستوعبات الزهور. كما عمد عدد منهم إلى اقتلاع أشجار فتيّة وإشارات السير من الشارع ومهاجمة عناصر الأمن بها. وردّت قوات الأمن بإطلاق خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع لتفريقهم. وفي تغريدة على حسابها، ذكرت قوى الأمن الداخلي أنه "يجري التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب، لذلك نطلب من المتظاهرين السلميين الابتعاد عن مكان أعمال الشغب حفاظاً على سلامتهم". وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن المواجهات أمام مدخل مجلس النواب تصاعدت وعمد شبان إلى إطلاق مفرقعات نارية بشكل كثيف، إضافة إلى قنبلة مولوتوف، محتمين بواجهة زجاجية انتزعوها من أحد المحلات، وبأغصان اقتلعوها من معظم الأشجار، وردت القوى الأمنية بالقنابل المسيلة للدموع، وبخراطيم المياه التي ساهمت في تراجع المتظاهرين قليلا عن مدخل البرلمان.

ومع اشتداد التوتر انتقلت المواجهات إلى ساحة الشهداء قرب مبنى جريدة "النهار" وامتدت إلى منطقة الصيفي، فيما أعادت قوى الأمن الداخلي انتشارها وخرجت إلى نقاط متقدمة قرب فندق "لوغراي"، وأقامت جداراً بشرياً لعزل المتظاهرين، ورافق ذلك وصول تعزيزات من الجيش اللبناني الذي نفذ انتشاراً في المنطقة. وقالت قوى الأمن الداخلي إن مشاغبين قاموا بانتزاع "بلاط" الأعمدة وأقدموا على تفتيتها لرشقها على عناصر مكافحة الشغب. وأشارت إلى تعرض عناصر مكافحة الشغب لعدة إصابات بعضهم عولج ميدانيا والبعض الآخر نقل إلى المستشفيات. ونفت القوى الأمنية ما تردد عن إحراق خيم المعتصمين في ساحة الشهداء. وبعدما أشار الصليب الأحمر اللبناني إلى أن 5 فرق عملت على إسعاف المصابين ونقل الجرحى إلى مستشفيات المنطقة، أعلن أنه في حصيلة أولية، تمت معالجة 40 حالة ميدانيا ونقلت طواقم الصليب الأحمر 30 حالة أخرى إلى المستشفيات.

واستعادت حركة المظاهرات غير المسبوقة في لبنان التي دخلت اليوم شهرها الرابع، زخمها هذا الأسبوع مع مهاجمة متظاهرين لعدد من المصارف وتكسير واجهاتها احتجاجاً على قيود مشددة تفرضها على المودعين وسط أسوأ أزمة اقتصادية يواجهها لبنان. وردت القوى الأمنية باستخدام قوة مفرطة طالت الصحافيين وندّد بها الناشطون ومنظمات حقوقية.

 

خلف: الجرحى من الثوار وقوى الأمن ضحايا عدم معالجة الأزمة

وطنية - الأحد 19 كانون الثاني 2020

أكد نقيب المحامين ملحم خلف أنه "يجب الحفاظ على الدولة ومؤسساتها"، وأن "الجرحى من الثوار وقوى الأمن الداخلي هم ضحايا سبب عدم معالجة الأزمة الحقيقية ولا يجب التفريق بينهم". جاء كلامه إثر جولة له في المستشفيات لتفقد الجرحى والمصابين من المدنيين وعناصر قوى الأمن الداخلي، رافقه فيها محامون من أعضاء مجلس النقابة ومحامون يواكبون ميدانيا على الأرض. وقال خلف: "عالجوا المشكلة الأساسية في البلد، عالجوا المشاكل الاقتصادية والمعيشية والسياسية في لبنان". وشدد على أن "استعمال الرصاص المطاطي هو آخر مرحلة في حال وجود خطر كبير على قوى الأمن، ولا يمكن التصويب إلا على الأقدام ومن مسافة 40 مترا".

 

أزمة تشكيل الحكومة تتصاعد ومسيرات الغضب تدق أبواب البرلمان

ثوار لبنان ينتقلون إلى تنفيذ المرحلة الأكثر إيلاماً ضد السلطة لإرباك حساباتها والضغط عليها

الراعي لمعرقلي تشكيل الحكومة: تتحمَّلون مسؤوليَّة الخزي والعار لما جرى في الحمرا ووسط بيروت

الحريري: توقفوا عن هدر الوقت وشكلوا الحكومة… وافتحوا الأبواب للحلول السياسية

المشنوق: انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة وإلا سيجد “صهر الرئاسة” الدماء على يديه

* “الثنائي الشيعي” يسعى لتوسيع الحكومة الى 20 وزيراً لحل عقدة تمثيل “المردة” و”القومي”

بيروت ـ”السياسة/ الأحد 19 كانون الثاني 2020

في مؤشر بالغ الدلالات، انتقل الثوار في لبنان إلى المرحلة الثانية من ثورتهم، على طريق رفع مستوى احتجاجاتهم، لليوم الثاني، أمس في وسط بيروت، حيث اعتصموا رغم رداءة الطقس، أمام بوابات مجلس النواب المحصنة، بما يوجع السلطة ويربك حساباتها، بالنظر إلى التطورات الميدانية التي شهدها وسط العاصمة اللبنانية في الساعات الماضية، رفضاً لسياسة المماطلة التي تستخدمها السلطة في عملية تأليف الحكومة، حيث أن الخلافات بين الفريق الواحد لا زالت تؤخر الولادة الحكومية فيما البلد يغرق في بحر أزماته المتفاقمة، ووسط غياب أدنى حس بالمسؤولية لدى الطبقة الحاكمة تؤجج بممارساتها نار الفتنة بين اللبنانيين، وتزيد بتهورها وتقاعسها حجم المخاوف على مستقبل البلد، بعد عجزها الفاضح عن الاستجابة لمتطلبات الثوار الذين نزلوا إلى الساحات منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر. وكان استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند الخامسة من عصر أمس في قصر بعبدا، الرئيس المكلف تأليف الحكومة حسان دياب، وعرض معه التطورات الراهنة والمستجدات في الشأن الحكومي في ضوء الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة. وبعد الاجتماع، غادر دياب قصر بعبدا، من دون الادلاء بأي تصريح، متوجها إلى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأفادت معلومات بأن الرئس المكلف حسان دياب رفض صيغة الـ20 وزيرا وحسم الحكومة على الـ18 وزيرا. وفي موقف أممي، مستاء من التأخير في تأليف الحكومة، غرد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، عبر “تويتر”، على أحداث التخريب والشغب التي وقعت ليل السبت في بيروت، وكتب: “يوم آخر بدون حكومة، ليلة أخرى من العنف والمصادمات”. ورداً على ما شهده وسط بيروت من أحداث، هي الأعنف منذ بدء الثورة، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، في بيان عن مكتبه الاعلامي: “خفنا على بيروت البارحة لكنها لملمت كعادتها جراح ابنائها من قوى الأمن والمتظاهرين ومسحت عن وجهها آثار الغضب والشغب ودخان الحرائق… نسأل الله ان يمن على كل المصابين بالشفاء والسلامة وأن يجنب بلدنا خطر الوقوع في الفتن”.

وأضاف: “هناك طريق لتهدئة العاصفة الشعبية، وهو أن تتوقفوا عن هدر الوقت وتشكلوا الحكومة وتفتحوا الباب للحلول السياسية والاقتصادية، لأن بقاء الجيش والقوى الأمنية والمتظاهرين في حالة مواجهة هو دوران في المشكلة وليس حلاً”. وتوجه الحريري “بكلمة إلى اهلي في طرابلس والشمال، يعز عليّ ان يقال انه تم استقدام شبان باسمكم لأعمال العنف، لكنني أعلم ان كرامة بيروت أمانة رفيق الحريري عندكم وانتم خط الدفاع عن سلامتها وضمير التحركات الشعبية ووجهها الطيب… احذروا رفاق السوء وراقبوا ما يقوله الشامتون بتخريب العاصمة”.

من جهته، وجه النائب نهاد المشنوق تحية تقدير وإكبار إلى عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني.

وتعليقاً على أحداث وسط بيروت، اعتبر المشنوق في بيان، أن “المشهد كان موجعاً، حيث رأينا فقراء، يتقاتلون مع فقراء، غاضبون ومفلسون يتضاربون مع غاضبين ومفلسين مثلهم، فيما مسبّبو الأزمة النقدية والمالية والاقتصادية يكملون مسلسل تشكيل الحكومة، بأموال اللبنانين، التي تنزف مع كلّ تأخير في التشكيل”.

وقال : “الغريب إنه إذا كان المتظاهرون يمثلون شعب لبنان الغاضب والمعترض، في واحدة من أكثر اللحظات صدقا ونزاهة في تاريخ لبنان، فقوى الأمن ليست المسؤولة عن انحراف الطبقة السياسية، ولا عن الأزمة النقدية، ولا عن تأخير تشكيل الحكومة، وليست هي ولا الجيش من أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه”.

وتساءل المشنوق: “ألم يلاحظ أحدٌ من المسؤولين، وأوّلهم رئيس الجمهورية، أنّ الصورة انتقلت من الشارع إلى المستشفيات التي تعجّ بالجرحى، مواطنين وعناصرَ أمنية، وأنّ عددهم زاد عن 400 بحسب المصادر الطبية؟، ألم ينتبه الثوّار إلى أنّ السؤال والجواب على أسئلتهم هو في بعبدا وليس في وسط بيروت؟”. وأضاف : “ألم يلاحظوا أنّ عناصر من أمن مجلس النوّاب بلغ بهم التهوّر حدّ كسر المحرّمات باقتحام مسجد محمد الأمين، الذي بناه الشهيد رفيق الحريري، للاعتداء على المحتمين بداخله؟ في وقت يراقب البيارتة من منازلهم… إلا من أضاء منهم بحضوره الواجبات الوطنية للمدينة الأم”. ورأى المشنوق أن “الحلّ الوحيد المؤقّت المتاح لجميع القوى السياسية هو دعم تشكيل حكومة تكنوقراط لا تشبه ما سبق من حكومة أخذ فيها التيار الوطني الثلث المعطّل، والذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكّرة تنهي مرحلة تحطيم الوفاق وتدمير التوازن وتفجير الاستقرار في لبنان”، معتبراً أن “حكومة تكنوقراط تفتح الباب لاحقاً أمام قانون انتخابيّ عاقل وانتخابات نيابية مبكّرة، لأنّ ما وصلنا إليه سببه قانون الانتخاب الذي جرت على أساسه الانتخابات الماضية”. وقال: “الحديث مؤجّل عمّن أقرّ عرف الثلث المعطّل، المخالف للاستقرار الوطني، وها هو التيار نفسه الآن لا يعترف بالشعب ولا بمطالبه، ويعتبر ما حصل عليه سابقاً هو حقّ مكتسب له”، لافتاً الى ان “هذا الزمن انتهى في الشارع، وفي بعبدا، ولن تكون هناك حكومة كسابقاتها في السراي”. واعتبر أنه “إذا كان الدم في الشارع هو الثمن للاعتراف بالوقائع فسيجد صهر الرئاسة دم اللبنانيين على يديه خلال أسبوع… وعندها لن ينفع الندم”. توازيا، علم أن المساعي التي يبذلها الثنائي الشيعي والقوى الاخرى تشهد زخما جديدا سواء في ما يتعلق بحجم الحكومة وعدد الوزراء أو الحقائب، وأكدت المعلومات أن الثنائي الشيعي سيسعى لاقناع الرئيس المكلف حسان دياب بتوسيع الحكومة الى عشرين وزيرا لحل عقدة تمثيل المردة والقومي. وشددت على أن الثنائي الشيعي يحرص على ان يكون الجميع ممثلا في الحكومة وان تكون جامعة وخصوصًا الحلفاء منهم.

وأكدت أن ما من ثلث معطلاً في حكومة دياب، وأن الوزير جبران باسيل لا يسعى للحصول على هذا الثلث انما يطلب ان يتم التعاطي مع التمثيل المسيحي كما تم التعاطي مع الثنائي الشيعي. إلى ذلك، استمرت بكركي في إطلاق المواقف المنددة بتأخير ولادة الحكومة الجديدة، حيث اعتبر البطريرك بشارة الراعي خلال عظة الأحد، أنه “لو كان عند المسؤولين في لبنان ذرَّةً من الإنسانيَّة، وخصوصاً الذين يُعرقلون تشكيل حكومةٍ يُطالِبُ بها الشُّبَّان والشَّابَّات منذ ثلاثةٍ وتسعين يومًا على الطُّرُقات وفي السَّاحات، في كل المناطق اللُّبنانيَّة، متحمِّلين الصَّقيع والمطر، مضحِّين براحتهم وصحَّتهم، لَسَارَعُوا منذ استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال وتكليف رئيسٍ جديد، إلى تشكيل حكومة إنقاذٍ مصغَّرة، مؤلَّفة من أخصَّائيِّين معروفين، مستقلِّين عن الأحزاب”.

وقال: “عليكم أيُّها المعرقِلُون تشكيل الحكومة، كما يُريدُها الشّعب والرَّئيس المكلَّف، تقع مسؤوليَّة مواجهة الانتفاضة الشَّبابيَّة الحضاريَّة أصلاً بثوَّارٍ خرجوا بالعصي والحجارة لمواجهتهم، ولتكسير واجهات المصارف والمتاجر العامَّة، ولرشق قوى الأمن بالحجارة أنتم تتحمَّلون مسؤوليَّة الخزي والعار لما جرى في شارع الحمرا، وفي العاصمة بيروت”. وإذا دان البطريرك أشد ادانة هذه الاعمال لانها “ليست من قيمنا وعاداتنا وشيمنا اللبنانية، وندين من وراءها”، فإنه وجه أربعة نداءات، وهي : إلى الدَّولة، نطالبها بعدم الاستهتار بالثَّورة الشَّبابيَّة ومطالبتها بحكومة إنقاذٍ، لئلاَّ تتحوَّل من إيجابيَّةٍ إلى سلبيَّةٍ، وإلى المعنيِّين بتشكيل الحكومة، وفي طليعتهم الرَّئيس المكلَّف ورئيس الجمهوريَّة وفقًا للدُّستور، لجعلها حكومة طوارئ تُنقِذ البلاد والعباد، لا حكومة محاصصة، لئلاَّ تفشل مثل سابقتها، وإلى الجيش وقوى الأمن الدَّاخليّ الذين نقدِّر تعبهم وانتشارهم على جميع المناطق اللُّبنانيَّة، لبذل المزيد من الجهود لحفظ الأمن في داخل المدن ومنع التَّصادم بين المواطنين، وإلى المجتمع الدَّوليّ، للبحث جدِّيًّا في قضيَّة لبنان، لكونه صاحب دورٍ بنَّاءٍ في منطقة الشَّرق الأوسط، بفضل ميزاته وخصائصه الفريدة.

وقضائياً، أعطى المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات إشارة الى الجهات المعنية بتخلية موقوفي الأحداث التي وقعت ليل السبت في وسط العاصمة، بإستثناء من في حقه مذكرات قضائية بجرائم أخرى . وبلغ عدد الموقوفين 34 غالبيتهم في ثكنة الحلو، إضافة الى موقوفين في ثكنتي ميناء الحصن والرملة البيضاء. واطلع نقيب المحامين ملحم خلف، من خلال مجموعة من المحامين الذين تفقدوا الموقوفين في أماكن حجزهم، على ظروفهم والإجراءات المواكبة لتخليتهم، كما تفقد محامون آخرون موقوفين تتم معالجتهم في المستشفيات. وبعد الاحداث الدامية التي شهدها وسط بيروت يوم السبت، كتبت الامينة العامة لحزب سبعة الاعلامية غادة عيد في منشور على صفحتها عبر “فيسبوك”، “ستلّم الثورة جرحاها، ستقف امام المعتقلات لتحرير اسراها وستستكمل مسيرتها، ضد فاسدين ضد عاهرين ضد مجرمين سرقوا نهبوا حتى الثمالة ولم يشبعوا بعد”. واضافت، “قافلة الثورة تسير… والكلاب الجائعة الى السلطة والمال تعوي…يقتلون …نقوى بشهدائنا يجرحون …يشتد عودنا يقمعون يزداد غضبنا محاولاتهم للبقاء على مقاعدكم المخّلعة…يائسة، سيقعون عنها لا محالة”. وتابعت عيد، “اسألوا ماذا اقترف فسادهم …وصدقوني ان ردود الافعال في الثورة لم تصل بعد الى ما يستحقوه”.

 

المتظاهرون يعتصمون في سلمية ويواجهون قوى الأمن قبيل تجدد الاشتباكات في ساحات مجلس النواب

السنيورة: نرفض انزلاق التظاهرات الى العنف والحل بحكومة موثوقة بأعضائها وأهدافها

بيروت – “السياسة” الأحد 19 كانون الثاني 2020

ندد الرئيس فؤاد السنيورة بـ”انزلاق التظاهرات الشبابية الى استخدام العنف كما جرى أمس في الوسط التجاري وقبله في شوارع الحمرا وكورنيش المزرعة”، معتبرا، انه “من واجب كل القوى الوطنية ان تحرص على هذه الانتفاضة وطابعها السلمي، والتزامها بالتقدم نحو هدفها النبيل. لان انحرافها عن أهدافها ووسائلها السلمية يجر لبنان واللبنانيين الى اتون خرجوا منه ولا يريدون العودة اليه”.وقال السنيورة: “المؤسف ان المواجهة تتم بين أبناء البيت الواحد وأصحاب القضية الواحدة، بين مواطنين يطالبون بحقوق، وجنود من قوى الامن يقومون بواجبهم، وهم أصحاب بيئة وعائلة واحدة ومطالب واحدة”، داعيا “المسؤولين للخروج من ترف المناورات الى تشكيل حكومة تحظى بثقة الناس للخروج من الحفرة التي وقعت فيها البلاد لان استمرار التأخير في انجاز الحكومة المطلوبة يزيد الغضب والنزوع الى العنف المرفوض”، معتبرا ان “الحل السياسي عبر حكومة موثوق بأعضائها وبأهدافها وبرامج عملها وهو الحل ولا حل غيره وهذا مسؤوليته معروفة على من تقع مسؤولية تحقيق ذلك”.

 

جنبلاط : بيروت لا تستأهل هذه المعاملة

بيروت ـ”السياسة/الأحد 19 كانون الثاني 2020

 قال رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، : “لا تستأهل بيروت من الحمرا إلى مار إلياس الى وسط المدينة هذه المعاملة التي فيها شبه تدمير لها”. واضاف جنبلاط، على تويتر، “وحده الحوار بين القوى السياسية يجب ان يسود ايا كان الخلاف، ونعم للتظاهر السلمي كما كان ايام الحراك الاول، ولا للعنف من اية جهة، وتذكروا ان رجل الأمن من الشعب يعاني مثله “.

 

قائد الجيش يشيد باحترافية قوى الأمن في القيادة والسيطرة

بيروت ـ”السياسة/الأحد 19 كانون الثاني 2020

 أشاد قائد الجيش قائد الجيش العماد جوزاف عون، بـ”الجهوزية لدى قيادة قوى الأمن الداخلي والاحترافية في القيادة والسيطرة”، منوهًا بـ”أعمال جميع الأجهزة العسكرية والأمنية خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد”، مقدّرا “التضحيات الجسام التي يقدمونها في سبيل الحفاظ على أمن المواطنين والاستقرار”. وأكد العماد عون، “البقاء على المتابعة والتنسيق لصالح استتباب الأمن وحفظ النظام وعدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة”. وكانت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، أعلنت عن زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون، أمس، ثكنة الحلو، وكان في استقباله المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وقائد وحدة شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، وذلك للاطلاع على الإجراءات العملية والتدابير الميدانية التي تتبعها قوى الأمن الداخلي أثناء المظاهرات والاحتجاجات وأعمال الشغب . واضاف البيان، “أطلع اللواء عثمان، العماد عون، على الأوامر التي تعطى أثناء عمليات حفظ الأمن والنظام لحماية المتظاهرين، وتدرّجها وفقا لتطوّر أحداث الشغب والعنف على الأملاك العامة والخاصة والتعدي على عناصر قوى الأمن الداخلي”.

 

شبكة مجسّات إسرائيلية على امتداد الحدود مع لبنان لرصد الأنفاق

بيروت ـ “السياسة/الأحد 19 كانون الثاني 2020

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، بدء تأسيس شبكة مجسّات تحت الأرض على امتدد الحدود مع لبنان لرصد بناء أي نفق عبر الحدود. وقال متحدث عسكري إسرائيلي، إن “كل أعمال الحفر تتم على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق”، مشيراً إلى خط ترسيم الحدود مع لبنان. وأضاف أن الشبكة التي تعتزم إسرائيل تأسيسها “ليست جداراً” بل مجسات لرصد الاهتزازات والصوت مدفونة تحت الأرض. وكشف المتحدث العسكري، أن إسرائيل أبلغت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان بهذا العمل “للتأكد من أن الجميع على علم بما نقوم به. نحن نعمل على الجانب الإسرائيلي” من الحدود. وأوضح أن تأسيس الشبكة بدأ، أمس، في قرية “ميسجاف آم” الحدودية الإسرائيلية، وأن الحفر هناك قد يستمر لما يصل إلى شهرين. وذكر أن “الخطة بشكل عام هي توسيع مواقع المجسات ووضعها في مواقع إضافية على امتداد الخط الأزرق”، دون أن يعلن موعداً لانتهاء أعمال الإنشاء. وأضاف: “هذا إجراء وقائي، تقديراتنا الراهنة تشير إلى عدم وجود أنفاق هجومية عبر الحدود”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تعترف باعتقال عشرات المحتجين على إسقاط الطائرة الأوكرانية

روحاني: ترامب "محرض عالمي"... ورئيس البرلمان يهدد أوروبا

طهران، عواصم – وكالات/19 كانون الثاني/2020

أعلنت السلطات الإيرانية أنها تحتجز عشرات المحتجين ضد إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين للحرس الثوري، مما أدى إلى مقتل 176 مسافرا بينهم إيرانيون ومواطنون من خمس جنسيات أخرى. وكشف رئيس الأمن العام في محافظة طهران علي ذو القدر، عن توجيه اتهامات للمعتقلين “كعناصر أساسية في الاضطرابات” في الاحتجاجات الأخيرة. ونقل موقع “الباسيج” عن ذو القدر قوله، إن “عددًا من المواطنين احتُجزوا بسبب قيامهم بتحريض الشباب على التظاهر، وتقويض أمن البلاد باستخدام الإنترنت في الأحداث الأخيرة”. ولم يحدد عدد المعتقلين وهوياتهم، لكن منظمات حقوقية أفادت أن العشرات من المتظاهرين اعتقلوا خلال موجة من الاحتجاجات خاصة في الجامعات في مختلف أنحاء البلاد. وكان المتحدث باسم القضاء الإيراني، غلام حسين إسماعيلي، أعلن عن اعتقال 30 شخصا، كما اعتقل 14 شخصًا في أمول، شمال إيران وهم محتجزون في مكان مجهول وبينهم خمس نساء، وفقا لموقع “زيتون” الإصلاحي. وأفاد الموقع أنه ليس لدى العائلات أي معلومات عن مكان وجود أبنائهم، ويرفض “الحرس الثوري” تقديم معلومات عن مصيرهم، مضيفا أن المحقق القضائي المحلي رحيم رستمي، أهان عائلات المعتقلين الأربعة عشر ورفض تقديم أي معلومات. وتعرض بعض المحتجين للاعتداء على أيدي الحرس ونقل ثلاثة أشخاص إلى المستشفى. في غضون ذلك، هدد البرلمان الإيراني بخفض العلاقات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إذا لم تف الدول الثلاثة بالتزاماتها في الاتفاق النووي. وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية أن نوابا بمجلس الشورى يجمعون تواقيع، لإصدار بيان يحذرون فيه الدول الثلاث بخفض العلاقات معها، موضحة أن غالبية النواب وقعوا بالفعل على البيان الذي من المتوقع أن يتضمن تحذيرا من أنه “إن لم تكف الدول الثلاثة عن ممارساتها العدائية ضد إيران، فإن طهران ستدافع عن مصالحها وتخفض مستوى العلاقات معها”. من جانبه، وصف رئيس البرلمان علي لاريجاني خطوات بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأنها “مدعاة للأسف”، مهددا بأنه “إذا اتخذت هذه الدول إجراءات غير عادلة في استخدامها لآلية فض النزاع في الاتفاق النووي، فإن بلاده ستتخذ قرارا جادا في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من جهته، حذا الرئيس حسن روحاني حذو المرشد علي خامنئي في انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب علنا، واصفا إياه بأنه “محرض عالمي” واتهمه بالتسبب في تدهور الأوضاع في العديد من مناطق العالم. وقال: “في العامين الماضيين، لم يفعل شيئا هو والحكومة الأميركية سوى إثارة الاضطرابات”، مضيفا أنه باتت هناك أزمات أكثر مما كانت عليه قبل بدء ولاية ترامب. من جانبها، انتقدت الخارجية الإيرانية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد إعلانه نشر قوات في الخليج. وكتب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على “تويتر”: “نذكر ماكرون بأن الخليج الواقع جنوب إيران له اسم واحد فقط وهو الخليج الفارسي”.

 

طهران تتراجع عن تسليم الصندوقين الأسودين لأوكرانيا

طهران – وكالات/19 كانون الثاني/2020

 تراجعت هيئة الطيران المدني الإيراني عن نيتها تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المنكوبة لأوكرانيا، معلنة أنهما لا يزالان بحوزة إيران، وأنها لا تخطط لإرسالهما إلى أوكرانيا. وقال مدير دائرة التحقيق في الحوادث حســن رضــائي فر: “نســعى لتحليل معلومات الصندوق الأسود في إيــران، والخـيارات الأخــرى هي إرساله إلى أوكرانيا وفرنسا، لكننا لم نقرر إرساله حتى الآن”. وينافي هذا الموقف ما أعلنه رضائي فر أول من أمس، عندما قال إن “الصندوقين الأسودين سيتم تسليمهما لكييف ‏لتحليل تسجيلاتهما، لاستحالة ذلك في إيران”. وقال إن الطائرة المنكوبة حديثة، وأنه ليس لدى إيران التكنولوجيا اللازمة لفك شفرة الصندوقين الأسودين لها، مضيفا أن إيران تعتزم تسليم مسجل بيانات الرحلة ومسجل صوت قمرة القيادة إلى أوكرانيا بناء على طلبها. من جانبها، وصلت طائرة أوكرانية عسكرية إلى مطار بوريسبيل الدولي بالعاصمة كييف، وعلى متنها جثامين 11 أوكرانيًا كانوا ضمن ضحايا الطائرة الأوكرانية.

 

الولايات المتحدة تؤكد بقاء قواتها في العراق لمواجهة النفوذ الإيراني

حرق مقرات "حزب الله" وصور سليماني بالنجف... وإغلاق المؤسسات الحكومية... وهجوم مسلح على تظاهرة بالديوانية

تحالفات عراقية: رئيس الوزراء الجديد مستقل ولا ينتمي لأي كتلة واتفاق على حسم اسمه خلال أيام

بغداد – وكالات/19 كانون الثاني/2020

 أكدت الولايات المتحدة أمس، أن قواتها باقية في العراق، و”ليست مستعدة لكي تطرد” من هناك. ولخص مسؤول كبير في الإدارة الأميركية سياسة واشنطن من العراق، قائلاً، إن “لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب خطة مختلفة، فهي تطبق منذ عامين سياسة الضغط القصوى على إيران، كما أنها تواجه هذا النفوذ الإيراني في كل مكان وفي كل وقت، والعراق واحد من هذه الساحات حيث يرى الأميركيون أن عليهم مواجهة النفوذ الإيراني”. من جهتهم، قال مراقبون إن “مسؤولين أميركيين سارعوا منذ أسبوعين إلى التأكد من أصدقائهم ووقوف مرجعيات النفوذ إلى جانب واشنطن”. وأكدوا أن واشنطن تتطلع إلى عودة العراق “الجديد” سداً في وجه النفوذ الإيراني ومع تمدده، مشيرين إلى أن الكثير من الأميركيين داخل الإدارة وخارجها باتوا على قناعة أن العراق هو “أفضل وأغلى إنجاز” لدى الأميركيين في السنوات العشرين الماضية. بدوره، أكد المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي أمس، أن الجزء الذي يشغله التحالف الدولي في قاعدة “عين الأسد” بسيط جداً، مضيفاً إنه لا توجد قوات أميركية مقاتلة في العراق، لكن هناك مستشارين وخبراء. من ناحيته، قال قائد قاعدة “عين الأسد” اللواء الطيار رافد غازي الزبيدي أمس، إن القاعدة تعمل بانتظام، مشيراً إلى أن الطائرات الأميركية الموجودة في القاعدة للاستطلاع والإسناد اللوجستي، مثل الطعام أو البريد. وفي سياق آخر، أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ليل أول من أمس، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس برهم صالح، اتفقا خلاله على الحاجة إلى الحد من التوترات في المنطقة، وأكدا الدور المهم للتحالف الدولي لدحر تنظيم “داعش” وتعزيز سيادة واستقلال العراق.

وعلى صعيد التظاهرات، بدأت المهلة التي حددها المحتجون من أجل تنفيذ مطالبهم بالتقلص، فبعد أن حددت تنسيقيات عدة من “الحراك الشعبي” اليوم الإثنين، موعداً لانتهاء المهلة التي أعطيت للسياسيين في البلاد والمسؤولين من أجل تنفيذ مطالب المتظاهرين، وفي مقدمها تشكيل حكومة بعيداً عن المحاصصة، عمد متظاهرون أمس، إلى قطع غالبية الطرق والجسور عبر حرق الإطارات في محافظة النجف، كما أغلقوا معظم الدوائر الحكومية والمدارس في المحافظة، في حين عمد آخرون إلى إقفال أبواب بعض الدوائر “بلحام حديدي”، مؤكدين قرب التصعيد الذي بدأ الجمعة الماضي، وحتى صباح اليوم الإثنين. وكان محتجون أقدموا ليل أول من أمس، على إحراق مقر “ميليشيات حزب الله” قرب جسر الإسكان في النجف، كما أحرقوا مقر “حركة الوفاء”، التي يترأسها محافظ النجف الأسبق النائب الحالي عدنان الزرفي، بالإضافة إلى حرق صورة قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني. وفي الديوانية، قالت مصادر ميدانية، إن مسلحين مجهولين هاجموا تظاهرة احتجاجية، وأطلقوا نيران أسلحتهم تجاه محتجين أمام دائرة المشتقات النفطية بالمحافظة، من دون الإشارة إلى سقوط قتلى أو جرحى. وفي بغداد، وقعت مواجهات أمس، بين المتظاهرين وقوات الأمن في ساحة الطيران بالعاصمة، فيما أفادت مصادر أمنية بأن المتظاهرين أغلقوا جميع الطرق المؤدية إلى ساحة الطيران.

وأقدمت قوات الأمن على رمي القنابل الصوتية والمسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين، ما أدى إلى تسجيل حالات اختناق، وإصابة ثمانية متظاهرين خلال المواجهات. وجدد المتظاهرون تهديدهم للطبقة الحاكمة بالتصعيد السلمي خلال اليومين المقبلين، في حال عدم الاستجابة لمطالب الحراك. وفي الناصرية، مركز محافظة ذي قار، أفادت وكالة الأنباء العراقية “واع”، بقطع عدد من الطرقات والجسور من قبل المحتجين، فضلاً عن إغلاق مبان حكومية.وتوافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين، بينهم طلبة جامعيين، إلى ساحة الحبوبي، لدعم مطالب المتظاهرين، رافعين أعلام العراق ومرددين شعارات تطالب بتسمية مرشح مستقل  لتشكيل الحكومة الجديدة. وردد المتظاهرون هتافات ضد بقاء عادل عبدالمهدي في رئاسة الحكومة، وعدم كشف قتلة متظاهري ذي قار، كما نددوا بعمليات الاغتيال التي تنفذها ميليشيات موالية لإيران. وفي كربلاء، أصيب محتجون في اشتباكات اندلعت مع قوات الأمن، ليل أول من أمس، استخدمت خلالها الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما أفاد شهود عيان، بأن مجهولين اختطفوا الناشط حازم حمودي قرب ساحة التظاهر الرئيسية وتم اقتياده إلى جهة مجهولة. من ناحية أخرى، أكد تحالف “الفتح العراقي” أمس، أن رئيس الوزراء الجديد مستقل ولا ينتمي لأي كتلة سياسية، موضحاً أن الدستور يلزم البرلمان باختيار رئيس وزراء بغض النظر عن الكتلة الأكبر. وقال عضو التحالف أحمد الكناني، إن “الكتل السياسية ماضية في اختيار رئيس وزراء مستقل لا تنتمي جذوره لأي كتلة سياسية”، مشيراً إلى أنه “في حال اختيار رئيس الوزراء فإن البرلمان سيعقد جلسة حتى لو كان في عطلة تشريعية للتصويت على البرنامج الحكومي والكابينة الوزارية الجديدة”. وأضاف ان “المرجعية طلبت من الكتل السياسية المضي في اختيار رئيس الوزراء”، موضحاً أنه “في حال رفض رئيس الوزراء من قبل الشارع، فإن من حق المتظاهرين أن يقولوا كلمتهم في الانتخابات المقبلة وترشيح أسماء جديدة”. من جهته، رجح النائب عن تحالف “سائرون” رياض المسعودي، أن “تشهد الأيام المقبلة حل أزمة اختيار رئيس الحكومة المقبل وفق مواصفات يرتضيها الشعب والمرجعية”، مضيفاً ان “المرحلة الانتقالية التي سيتم تحديدها ستكون باتفاق سياسي لكون الدستور لم يشر إليها”. إلى ذلك، ألقى جهاز مكافحة الإرهاب أمس، القبض على المسؤول الأمني في تنظيم “داعش” خلال عملية أمنية في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، فيما اعتقلت قوات الأمن عشرة من عناصر التنظيم في مدينة الموصل.

 

افتتاح جزئي لشوارع المنطقة الخضراء

بغداد – د ب أ/19 كانون الثاني/2020

 كشف اللواء في شرطة المرور عمار وليد أمس، عن إعادة افتتاح جزئي لشوارع المنطقة الخضراء باتجاه الجسر المعلق لفك الاختناقات المرورية التي تشهدها مدينة بغداد على خلفية إغلاق ثلاثة جسور رئيسية بسبب التظاهرات الاحتجاجية. وقال وليد، إنه “تم اليوم (أمس)، إعادة إفتتاح المنطقة الخضراء بأوقات محددة من أجل فك الاختناقات المرورية باتجاه الجسر المعلق في جانب الكرخ على خلفية الازدحامات المروية التي تشهدها بغداد على خلفية إغلاق جسور الجمهورية والسنك والأحرار”. وأوضح أنه تم افتتاح الجسر المعلق باتجاه منطقة العلاوي ومن نقاط عمان باتجاه طريق القادسية إلى طريق مطار بغداد ذهاباً وإياباً من الساعة السادسة صباحاً وحتى العاشرة صباحاً ومن الثانية ظهراً وحتى الخامسة مساءً.

 

البرلمان يفشل بعقد جلسته ويقلّص أعضاءه

بغداد – أ ش أ/19 كانون الثاني/2020

 فشل مجلس النواب أمس، في عقد جلسته الاعتيادية مع تصاعد الاحتجاجات، وحولت رئاسة المجلس الجلسة إلى جلسة تداولية للمناقشة العامة، نظراً لعدم اكتمال النصاب القانوني. من جانبها، أكدت اللجنة الخاصة بالتعديلات الدستورية، توافق أعضائها بشأن تقليص عدد النواب للدورة التشريعية الجديدة، وكيفية تشكيل الحكومة المقبلة. وقال نائب رئيس اللجنة يوسف محمد، إن هناك جملة من المسائل الخلافية ما زالت قيد النقاش للوصول إلى تعديلات توافقية من قبل جميع الأطراف، مضيفا أن اللجنة أنهت مراجعة مقترحات التعديل في باب الهيئات المستقلة، والاتفاق على تغيير تسمية المحكمة الاتحادية إلى “المحكمة الدستورية الاتحادية العليا”. وأوضح أن تمثيل خبراء الفقه الإسلامي وفقهاء القانون ضمن أعضاء المحكمة الاتحادية، لا يزال قيد النقاش.

 

مؤتمر برلين يدعو إلى وقف التدخلات الخارجية في شؤون ليبيا

طالب بعدم استخدام النفط أداة حرب وتطبيق حازم لحظر توريد الأسلحة واستمرار وقف إطلاق النار

برلين، عواصم- وكالات/19 كانون الثاني/2020

 انطلقت في العاصمة الألمانية برلين، أمس، أعمال المؤتمر الدولي حول ليبيا بمشاركة زعماء ووزراء خارجية 12 بلدا ورؤساء وممثلين لـ5 منظمات. وجرت أعمال الاجتماع العام، عقب سلسلة لقاءات ثنائية بين المشاركين، وراء أبواب مغلقة.وعلى الرغم من عدم إدراجهما في قائمة المشاركين الأساسيين في المؤتمر، إلا أن الحكومة الألمانية أكدت أن كلا من رئيس حكومة الوفاق الليبي، فايز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، قبلا الدعوة من المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إلى برلين.

ويهدف المؤتمر الى دعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة لتحقيق سيادة ليبيا، وتعزيز عملية المُصالحة الداخلية بين طرفي النزاع عبر مجموعة دول ومنظمات دولية، حسبما أعلن في وقت سابق المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت.

كما يهدف إلى وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية كافة، وعدم استخام النفط “كأداة حرب”، حسبما صرّح المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة في مقابلة من برلين مع فرانس برس. وأعربت ألمانيا عن تفاؤلها بشأن صياغة اتفاق لتسوية الصراع في ليبيا خلال المؤتمر. وقال وزير خارجيتها هايكو ماس إن بلاده لديها رؤية تُفيد بأن “الصراع العسكري لا يمكن تسويته إلا عندما ينتهي التأثير الخارجي”. ووفق “فرانس برس”، يُتوقع أن يصدر عن المؤتمر تعهّد باحترام الحظر على شحن الأسلحة الذي فُرِض في عام 2011 وبقي حبرًا على ورق، كما ورد في مسودة الاتفاق النهائي التي قالت الوكالة الفرنسية إنها اطلعت عليها. كما نقلت “فرانس برس” عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية- طلب عدم كشف هويّته- قوله إن “الأزمة تتعلق بنزاع إقليمي يتسع ويصبح أقرب إلى سورية، وهذا هو السبب وراء تعبئة الأسرة الدولية”. وتضمن البيان الختامي للمؤتمر التي أعدّتها الأمم المتحدة 3 مسارات تتعلق بوقف دائم لإطلاق النار، وتطبيق حازم لحظر توريد الأسلحة إليها. وينطوي البيان الختامي على 6 بنود تتعلّق بإصلاحات اقتصادية وأمنية، ووقف إطلاق النار، وتطبيق حظر توريد الأسلحة، وإلزام ممثلي أكثر من 10 دول مدعوة بالعودة إلى العملية السياسية في ليبيا والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

وقد تم اعداد مسودة هذا البيان الختامي، خلال الأشهر الماضية عبر 5 اجتماعات تحضيرية في العاصمة الألمانية برلين مع ممثلين من عشر دول ومنظمات، بينها مصر والإمارات والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وتركيا وإيطاليا.

وأشارت مصادر ديبلوماسية في باريس إلى أن قوات حفتر تسيطر على 80 بالمائة من البلاد. وبحسب البيانات، ترى باريس أنه يتعين تجنب مواصلة المعارك بالقرب من العاصمة طرابلس. وقالت المصادر: “من المهم أن يبدأ طرفا النزاع مفاوضات واضحة المعطيات ويُجرى تأكيدها في برلين”.

ومن جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، إنه يأمل في أن تحقق قمة برلين بشأن ليبيا مزيدا من التقدم، وأن تكون جهود موسكو من أجل السلام قد أثمرت نتائج أولية.

واضاف: “لم نفقد الأمل في استمرار الحوار وحل الصراع”. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحث مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تطورات الأوضاع في ليبيا. وأكد الرئيس المصري، خلال مباحثاته مع وزير الخارجية الأميركية، والتي عقدت على هامش مؤتمر برلين، أنه لا سبيل لتسوية الأزمة في ليبيا إلا من خلال حل شامل يتناول كافة أبعاد القضية من خلال مسارات واضحة ومحددة، سياسية وأمنية واقتصادية، مع صياغة آلية واضحة تحظى بالتوافق والإرادة لتنفيذ ما تتضمنه تلك المسارات من بنود. بدوره، أكد المسؤول الأميركي على اهتمام وحرص الإدارة الأميركية على نجاح تلك المفاوضات للخروج بنتائج إيجابية وعادلة تحفظ حقوق مصر وكذلك جميع الأطراف. ومن جانبه، دعا رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، قبيل المؤتمر، إلى نشر “قوّة حماية دوليّة” في ليبيا، في حال استئناف الجيش الوطني الليبي بقيادة القائد العسكري خليفة حفتر الأعمال القتاليّة. وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، إنه يجب مناقشة مسألة إمكانية نشر قوات دولية في ليبيا، بتوافق الآراء. وأضاف بوغدانوف، “لا يعتمد حل هذه المشكلة على السراج فقط”.

وردا على السؤال، هل تتوقع موسكو أن يوافق مجلس الأمن الدولي على الوثيقة الختامية لمؤتمر برلين ، قال بوغدانوف: “نحن ننطلق من هذا بالطبع، وهذا منصوص عليه في مسودة البيان الختامي لمؤتمر برلين”. وتابع بوغدانوف: “هنا مكتوب، في الفقرة 55 الأخيرة – سنلفت انتباه مجلس الأمن الدولي إلى قرارات مؤتمر برلين للنظر فيها، وندعو ممثل الأمين العام للأمم المتحدة غسان سلام وبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا لدعم تنفيذ التزامات عملية برلين”. وهذا يعني أن جميع أحكام هذا الإعلان خاضعة للنظر من قبل مجلس الأمن الدولي وسيتم اتخاذ القرارات اعتمادا على نتائج هذه المراجعة.

وشدد على أن تلك القمة أو المؤتمر لا يهدف إلى حل الأزمة الليبيبة، بل يمهد لمؤتمر أممي يعقد في جنيف قبل نهاية الشهر الجاري.

 

قلب مؤتمر برلين ينخلع خوفاً على نفط ليبيا

برلين، عواصم – وكالات/19 كانون الثاني/2020

 دعا مؤتمر برلين حول ليبيا جميع الأطراف المتنازعة هناك، للامتناع عن الأعمال العدائية ضد المنشآت النفطية. ويأتي ذلك بعد أن أغلق رجال قبائل كل المرافئ النفطية في شرق ليبيا، احتجاجاً على استعمال مواردها في تسليح الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس من قبل حكومة الوفاق. وعبر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة عن أمله في إعادة فتح موانئ النفط في شرق البلاد سريعا بعد إغلاقها يوم الجمعة الماضي. ويرى ديبلوماسيون أن إغلاق الموانئ النفطية هو ورقة ضغط يستخدمها الجيش الوطني الليبي الذي يسيطر على شرق البلاد لقطع عائدات النفط عن الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا “حالة القوة القاهرة” بعد إيقاف صادرات النفط من موانئ البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة بشرق البلاد.

 

ولي عهد أبوظبي لميركل: الحل السياسي الأمثل للأزمة الليبية

أبو ظبي، عواصم – وكالات/19 كانون الثاني/2020

 أكد ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، أن الحل السياسي السلمي هو الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار، وتحقيق طموحات الشعب الليبي. وخلال لقائه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عبر الشيخ محمد بن زايد عن تقدير الإمارات للدور الإيجابي والبنّاء الذي تقوم به ألمانيا “الصديقة”، في السعي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة في ليبيا من خلال مؤتمر برلين، مؤكداً دعم الإمارات الكامل لجهود ألمانيا ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومستقرة للأزمة الليبية، تعزز الأمن العربي وتحفظ الاستقرار في منطقة البحر المتوسط. وأكد أن الإمارات مع أي جهد أو تحرك أو مبادرة، من شأنها مساعدة الشعب الليبي على الخروج من أزمته وتجاوز معاناته، ووقف التدخل في شؤونه الداخلية، وتعزيز أركان الدولة الوطنية ومؤسساتها في مواجهة الميليشيات الإرهابية المسلحة، ووضع حد لتدفق العناصر الإرهابية إلى ليبيا.

 

أردوغان يفاوض في برلين ويحشد المرتزقة لإرسالهم إلى ليبيا والمبعوث الأممي أكد وصول 2000 سوري إلى طرابلس وتركيا تعتزم إرسال 6000

برلين، عواصم – وكالات/19 كانون الثاني/2020

 بينما تشارك تركيا في قمة برلين حول ليبيا، مع تأكيد رئيسها رجب طيب أردوغان أن “المؤتمر الدولي من أجل السلام في ليبيا” سيشكّل “خطوة مهمة” لتثبيت وقف إطلاق النار الهش في البلاد، تحشد أنقرة مقاتلين سوريين لإرسالهم إلى طرابلس. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية نقل المقاتلين التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية مستمرة، حيث تتواصل عملية تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى طرابلس بالتزامن مع وصول دفعات جديدة من المرتزقة إلى هناك، إذ ارتفع عدد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية حتى الآن إلى نحو 2400، في حين بلغ عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب نحو 1700 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير، سواء في عفرين أو مناطق “درع الفرات” ومنطقة شمال شرق سورية. وأوضح المرصد أن المتطوعين من فصائل “لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وفيلق الشام وسليمان شاه ولواء السمرقند”، كاشفا أن تركيا تريد إرسال نحو 6000 متطوع سوري إلى ليبيا. كما لفت إلى وصول المزيد من الجثث التابعة للمقاتلين السوريين في طرابلس، ليرتفع عدد القتلى جراء العمليات العسكرية في ليبيا إلى 24 مقاتلا من فصائل “لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات”.

من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة: “أستطيع أن أؤكد وصول مقاتلين من سورية إلى ليبيا”، مقدرا عددهم بما يتراوح بين ألف وألفين. بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، أن الإرهابيين السوريين تم نقلهم من مطار أنقرة إلى مطار طرابلس ومصراتة، بالزي العسكري داخل طائرة مدنية تركية كأنهم في مهمة عسكرية. وأشار إلى أن “المرتزقة السوريين” قد يكونوا من سجناء داعش أو سجناء جبهة النصرة السابقين، مضيفا “ليبيا تتعرض الآن لنقل موجة من الإرهابيين الخطرين جدا”. وفي الأثناء، دانت شركة الخطوط الجوية الإفريقية منطقة بنغازي، ما وصفته باستخدام قطاع النقل الجوي في أغراض غير شرعية “لنقل إرهابيين أجانب إلى ليبيا كمرتزقة”. وطالبت إدارة الشركة المبعوث الأممي غسان سلامة، بالتدخل لدى المنظمة العالمية للطيران المدني، لوقف الاستعمال التعسفي للطيران واعتباره تدخلا غير مشروع، يستوجب العقاب طبقا للتشريعات المحلية والدولية. من جانبها، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر عشرات السوريين بزي عسكري داخل طائرة، ووصفتهم صحيفة “الشاهد” الليبية، بأنهم “مرتزقة سوريون على متن طائرة الخطوط الجوية الإفريقية، قبيل انتقالهم إلى العاصمة الليبية طرابلس للانضمام إلى صفوف ميليشيات حكومة الوفاق”. وفي ليبيا، برز اسم القيادي الإرهابي المهدي الحاراتي، وأثار أسئلة ملحة حول الدور الذي لعبه في صفقة تسفير المقاتلين، وهو الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الفصائل السورية المتشددة التي قاتل معها في سورية، ومع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ورغم اختفائه عن الأنظار وعدم ظهوره منذ سنوات، بدأت بصمات الحاراتي تظهر في جبهات القتال مع استمرار وصول المزيد من المسلحين القادمين من سورية إلى ليبيا، كما لو أنّه رجل الظل الذي يشرف على المخطّط العسكري التركي في ليبيا، والمرجع الأول في تنسيق وتأمين دخول المقاتلين الأجانب والأسلحة التركية إلى الميليشيات المسلّحة والجماعات الإرهابية.

 

تظاهرات ضد التدخل التركي أمام المستشارية الألمانية

برلين- وكالات/19 كانون الثاني/2020

 أفادت مصادر إعلامية بأن تظاهرات كبيرة نظمها أمس، مواطنون ليبيون وأبناء الجالية العربية وأكراد ومنظمات حقوقية ألمانية، أمام مقر الاستشارية الألمانية، حيث المؤتمر الدولي حول ليبيا. واتسمت التظاهرات بأنها “مؤيدة للجيش الوطني الليبي ورافضة التدخل التركي في ليبيا”، حيث رفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارة “أردوغان يرسل المرتزقة والإرهابيين إلى طرابلس”. واتخذت السلطات الألمانية، تدابير أمنية واسعة في العاصمة برلين، على خلفية استضافتها للمؤتمر الدولي حول ليبيا. وجرى تخصيص 4 آلاف شرطي، للحرص على سلامة الضيوف، بينما أغلقت الطرق المؤدية إلى مقر المستشارية، حيث سيتم انعقاد المؤتمر. وقررت السلطات، منع حركة العبور في نهر “سبري”، الذي يمر أمام المقر، خلال فترة المؤتمر، كما علقت جزئيا الرحلات الجوية بالمدينة. وقالت الشرطة الألمانية، في بيان، إن تحليق جميع أنواع الطائرات (حتى المسيرة منها)، جرى منعه في المنطقة التي حددتها دائرة الأمن الجوي بالبلاد. وأوضحت الشرطة، أنها استثنت من هذا المنع، الرحلات الجوية للمسافرين والبضائع من مطاري “تيغيل” و”برلين شونفيلد” بالعاصمة. وقام فريق من الغواصين بتمشيط نهر سبري صباحا، وسيراقب مقر المستشارية بمروحيات مجهزة بكاميرات حرارية، طوال فترة المؤتمر.

 

السيسي: شراكتنا ستراتيجية مع أميركا للحفاظ على استقرار المنطقة

مصطفى بكري: "الإخوان" حاولوا توريط الجيش المصري بالحرب في سورية

برلين، القاهرة، عواصم – وكالات: برلين – وكالات/19 كانون الثاني/2020

 أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه لا سبيل لتسوية الأزمة الليبية، إلا من خلال حل شامل يتناول أبعاد القضية من خلال مسارات محددة سياسية وأمنية واقتصادية، مع صياغة آلية واضحة تحظي بالتوافق والإرادة لتنفيذ ما تتضمنه تلك المسارات من بنود. وخلال استقباله بمقر إقامته وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو، أكد السيسي حرص مصر على تعميق الشراكة الستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة الأميركية، والتي من شأنها الحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، طالباً نقل تحياته إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. من جانبه، نقل بومبيو تحيات الرئيس ترامب للرئيس السيسي، مؤكداً التزام الإدارة الأميركية بتعزيز التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات، ودعم بلاده لجهود مصر ومساعيها الحثيثة لتسوية الأزمات في المنطقة. وشهد اللقاء التباحث حول تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أعرب “بومبيو” عن تطلع الولايات المتحدة لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر بشأن القضية الليبية.

كما تم التطرق إلى ملف سد النهضة، حيث أعرب الرئيس السيسي عن التقدير لجهود الولايات المتحدة في رعاية المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، معربا عن التطلع لاستمرار الدور الأميركي، وصولاً إلى اتفاق شامل يحفظ حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، بينما أكد بومبيو اهتمام وحرص الإدارة الأميركية على نجاح المفاوضات للخروج بنتائج إيجابية وعادلة تحفظ حقوق مصر وجميع الأطراف. وكشف بومبيو، أنه بحث مع السيسي، “الوفاة المأساوية للمواطن الأميركي مصطفى قاسم بأحد السجون المصرية”، قائلا على “تويتر” إنه اتفق والسيسي فيما يتعلق بالأزمة الليبية، “على الحاجة الملحة للعودة إلى عملية سياسية ووقف لإطلاق النار ترعاهما الأمم المتحدة” . في غضون ذلك، صدر كتاب جديد بعنوان “حكايات ونوادر الإخوان في زمن الحكم والسلطان” تأليف الكاتب الصحافي مصطفى بكري، الذي يوضح فيه ما جرى خلال فترة حكم جماعة “الإخوان”. وأكد بكرى أن “الإخوان” نقلوا مكتب الإرشاد إلى القصر الجمهوري، حيث تحول رئيس الجمهورية إلى خيال مآتة، تأتيه التعليمات والقرارات، وهو لا يملك من أمره شيئا، وليس أمامه سوى السمع والطاعة وعلى أنغام “الفتة الأسبوعية والخرفان المشوية” كانت تتخذ أخطر القرارات، أما الفتاوى فحدث ولا حرج، كل شيء كان يجري توظيفه لحساب الجماعة وأنصارها، حتى محاولة توريط الجيش المصري في الحرب ضد سورية وجدوا لها مخرجًا، لولا تدخل القيادة العامة للقوات المسلحة ووقف هذا الجنون.

 

السعودية تبدأ تدريس اللغة الصينية في مدارسها

الرياض، عواصم – وكالات/19 كانون الثاني/2020

 أعلنت وزارة التعليم السعودية، البدء بتدريس اللغة الصينية في مدارس البلاد بشكل رسمي وتجريبي مع بداية الفصل الدراسي الثاني الذي انطلق أمس. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ابتسام الشهري، إنه “بدأ تدريس اللغة الصينية في 8 مدارس للبنين بالمرحلة الثانوية للمقررات، 4 منها في الرياض، و2 في جدة، و2 بالمنطقة الشرقية”، مضيفة أن مقررات اللغة الصينية ستكون مادة اختيارية للتسجيل. في غضون ذلك، عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، اجتماعا مع وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليديس الذي يزور المملكة حاليا، استعرضا خلاله القضايا الإقليمية والدولية المشتركة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن الملك سلمان ووزير الخارجية القبرصي، بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها، واستعرضا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مضيفة أن وزير الخارجية القبرصي نقل في بداية الاستقبال للعاهل السعودي تحيات الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، فيما حمّله الملك سلمان تحياته له.

 

قصف جيش الأسد يهجّر الآلاف من ريف حلب وأردوغان أكد بقاء جيشه و"النصرة" هاجمت قوات النظام

دمشق – وكالات/19 كانون الثاني/2020

 نزح نحو ستة آلاف عائلة من ريف حلب الغربي، وسط قصف روسي وسوري مكثف على المنطقة خلال الأيام الثلاثة الماضية، منذ انهيار وقف إطلاق النار ضمن منطقة خفض التصعيد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير، ليل أول من أمس، إن موجة النزوح من بلدات وقرى القطاع الغربي من ريف حلب تصاعدت على خلفية القصف المكثف الذي تتعرض له المنطقة من قبل الطائرات الروسية بشكل رئيسي وقصف قوات النظام وطائراتها، منذ انهيار وقف إطلاق النار في المنطقة التي تخضع لتفاهمات روسية – تركية. وأضاف إن النازحين يتجهون في غالبية الأحيان إلى ريف إدلب الشمال الغربي قرب الحدود السورية مع لواء إسكندرون. وفي إدلب، قتل 25 عنصراً من قوات النظام أمس، إثر اشتباكات في ريف إدلب الشرقي مع فصائل معارضة. وذكر “المرصد” أن قوات النظام تسعى إلى استعادة إدلب من فصائل معارضة بتغطية من الطيران الروسي ودعم ميداني من ميليشيات إيرانية. وفي السياق، زعم رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية اللواء يوري بورتنيكوف، أن “الجماعات المسلحة في منطقة خفض التصعيد في إدلب تواصل استفزازاتها، وتقصف مواقع الجيش السوري وبعض المراكز السكنية”. وقال إن “مجموعة من المسلحين تصل إلى 50 شخصاً، مدعومة بالمدرعات وست دبابات، حاولت مهاجمة مواقع الجيش السوري، وتمكن المسلحون من التوغل لمسافة 1.2 كيلومتراً عمقا وحتى 500 متر عرضاً ولا يزال القتال مستمراً” . وأضاف إن “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، التي يتجاوز عدد مسلحيها 20 ألفاً، واصلت مهاجمة مواقع قوات النظام في ريف حلب “بهدف تقويض نظام وقف إطلاق النار الذي تم فرضه بعد الاتفاقات الروسية – التركية”. من ناحية ثانية، تكررت حوادث استيلاء عناصر من ميليشيات “حزب الله” اللبناني، على قطعان الغنم في مناطق حدودية بين سورية والعراق، في ريف محافظة ديرالزور، ليتطور الأمر إلى أن يكون رعاة الغنم أنفسهم، ضحايا للحزب، كمحاولة منه بدفع الرعاة وأهاليهم لمغادرة الأراضي أو لإبعادهم عن مناطق توسعه وتمركزه، بحسب سوريين من المنطقة وخارجها.وقالت مصادر محلية، إن الرعاة السبعة الذين قتلوا الأسبوع الماضي، قد تمت تصفيتهم بعملية إعدام جماعي رمياً بالرصاص، على أيدي ميليشيات شيعية في المنطقة، مضيفة إن النظام السوري حاول إلصاق التهمة بتنظيم “داعش”.

وكشفت أن مسلحين يرتدون بزات عسكرية، دهموا منطقة يبيت فيه الرعاة، في بادية ديرالزور، وسطوا على كمية كبيرة من أغنام الرعاة الذين تمت تصفيتهم بعد اقتيادهم إلى مكان مجهول. وأضافت إن منطقة البوليل في ريف ديرالزور الشرقي، شهدت اختفاء مفاجئاً لأربعة رعاة الجمعة الماضي. وأشارت إلى أن “حزب الله صادر أغناماً من منطقة البوليل فقام الراعي بطلب مساعدة من رعاة آخرين لمؤازرته، فذهب الجميع نحو المنطقة، ثم أعلن عن اختفائهم جميعاً، في حين تم العثور على سيارتهم التي استقلوها، محروقة بالكامل، ومن دون أي أثر آخر يدل على مكانهم الذي اقتيدوا إليه. وفي السياق، شهدت منطقة حطلة بالريف الشرقي لدير الزور، استيلاء عناصر “حزب الله” السوري، على عدد كبير من المنازل وجعلتها مقراً لها، فيما نشرت مواقع سورية معارضة، صوراً لميليشيات موالية لإيران، وهي تقيم حواجز عسكرية في منطقة البوكمال على الحدود السورية – العراقية. إلى ذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس، أن بلاده ستواصل البقاء في سورية حتى تأمين حدودها الجنوبية بشكل كامل “وقد تواصل التقدم أكثر داخل سورية”. وقال إن “محاولة حصار بلادنا من خلال ممر إرهابي على امتداد حدودنا الجنوبية هو مشروع واضح”، مؤكداً أن “تركيا ستواصل البقاء في سورية حتى تأمين حدودها الجنوبية وتحقيق استقرار أشقائنا الذين يعيشون هناك بشكل كامل وقد تواصل التقدم أكثر (داخل سورية)”.

 

مقتل 75 بقصف صاروخي لأحد مساجد مأرب/جريمة حرب حوثية... وتعزيزات سعودية لعدن

عدن – وكالات/19 كانون الثاني/2020

قتل 90 يمنياً وأصيب 130 آخرون، في قصف حوثي استهدف مسجداً في معسكر بمدينة مأرب. وقال مصدر عسكري، إن الهجوم الذي استهدف ليل أول من أمس، مسجداً بمعسكر الاستقبال بمنطقة الميل، أثناء تأدية الجنود الصلاة، تسبب أيضاً في سقوط مئة جريح، مشيراً إلى أن الهجوم نُفذ عبر طائرات مسيرة وصواريخ بالستية، وأدى إلى تدمير المسجد وتضرر أجزاء من المعسكر، الذي يضم مئات الجنود. وكان الجيش اتهم عبر حسابه بموقع “تويتر”، الحوثيين بشن قصف صاروخي على أحد معسكراته التدريبية. وأكد أن الجيش يخوض معركة مفتوحة مع الحوثيين في سبيل استعادة أمن واستقرار اليمن والمنطقة”، مشدداً على أن “الاستهداف لن يزيد القوات المسلحة إلا ثباتاً وإصراراً على المضي نحو استكمال معركة تحرير ما تبقى من تراب الوطن واستعادة الدولة والشرعية”. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي اتهم أمس، الحوثيين بتنفيذ الهجوم، فيما لم يصدر الحوثيون أي تعليق بشأن ذلك حتى الآن، في حين وصف وزير الإعلام معمر الإرياني الهجوم بالجريمة الإرهابية، التي نفذها الحوثيون انتقاماً لمقتل سليماني. من جانبه، دان قائد “المقاومة الوطنية” في الجيش العميد طارق محمد عبد الله صالح على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، الهجوم، مضيفاً إن “كارثة أليمة تهز كيان كل يمني حر يشاهد أبناء وطنه وهم يُذبحون بصواريخ إيران”.

وقال “تعازينا الحارة لشهداء مأرب العزيزة، شهداء الوحشية الحوثية ضد اليمنيين، إنها جريمة تثبت ما نقوله كل يوم، الحوثي هو عدو اليمنيين جميعاً”. بدوره، أكد رئيس شعبة الإعلام العسكري في الجيش العقيد يحيى الحاتمي أمس، أن الهجوم يعد جريمة حرب، مضيفاً إن “الحوثيين استخدموا في الهجوم صواريخ غراد قصيرة المدى وليست بالستية، كما ادعوا”. وفي السياق، قال شهود عيان، انهم سمعوا أصوات الدفاعات الجوية قبل الهجوم، في حين أشارت مصادر عسكرية إلى أن ثلاث مسيرات شاركت في الهجوم، وتم إسقاط واحدة. وأوضحت المصادر أن القتلى والجرحى هم من كتائب الحماية الرئاسية التي كان يجري إعدادها للنزول إلى العاصمة الموقتة عدن. من ناحية ثانية، وصلت تعزيزات عسكرية سعودية جديدة إلى العاصمة الموقتة عدن، لليل أول من أمس. وقال مصدر يمني، إن رتلاً يضم مدرعات وآلية مصفحة تابعة للجيش السعودي، وصلت إلى عدن، آتية من السعودية عبر منفذ الوديعة الحدودي في محافظة حضرموت. وأضاف إن التعزيزات اتجهت نحو معسكر التحالف العربي في مديرية البريقة غرب عدن.

 

34 أسقفاً يدعون حكومات بلدانهم للاعتراف بفلسطين

رام الله، عواصم- وكالات/19 كانون الثاني/2020

 دعا 34 أسقفا كاثوليكيا من كنائس أوروبا وأميركا الشمالية وجنوب إفريقيا، حكومات بلدانهم إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وضرورة تطبيق القانون الدولي على فلسطين وإسرائيل. وجاءت الدعوة التي أطلقها الأساقفة من مجموعة “التنسيق مع الأرض المقدسة” عقب جولة لهم في المنطقة، وزيارتهم إلى مدينة رام الله والقدس، حيث أعربوا عن دعمهم للكنيسة المحلية في تعزيز الحوار والسلام. وأشادوا بالصمود الأسطوري للأشخاص الذين قابلوهم في غزة والقدس ورام الله رغم تدهور الأوضاع فيها.

وتحدث البيان الختامي للأساقفة عن أهمية “تطبيق القانون الدولي”، والحاجة إلى “اتباع خطى الكرسي الرسولي في الاعتراف بدولة فلسطين، ومراعاة المخاوف الأمنية الإسرائيلية وحق الجميع في العيش بأمان، ورفض الدعم السياسي أو الاقتصادي للمستوطنات، والمعارضة الحازمة لأعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان من الأطراف كافة”. ودعا الأساقفة مسيحيي العالم إلى الصلاة من أجل هذه المهمة ودعمها، مشددين على ضرورة زيادة عدد الحجاج إلى الأراضي المقدسة، إضافة إلى حرصهم على لقاء التجمعات السكانية المحلية”. وقال راعي الكنيسة اللاتينية المضيفة في رام الله جمال خضر، إن اختيار الأساقفة مدينة رام الله مقرا لإقامتهم كان اختيارا ممتازا، وأتاح لهم فرصة لقاء المجتمع المحلي. وأضاف: “الأساقفة تأثروا بزيارتهم إلى جمعية وكنيسة أخوات كومبوني”.

 

السودان: اتهامات جديدة للبشير ورفض الإفراج عن زوجته

الخرطوم- وكالات/19 كانون الثاني/2020

 أكثر من شهر مضى على توقيف زوجة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، إلا أن النيابة جددت حبسها مؤخرا. فبعد أن أوقفت في الثاني عشر من ديسمبر الفائت، بناء على أمر من نيابة الثراء الحرام والمشبوه، للتحري في بلاغات تتعلق بملفات فساد، تتضمن الاستحواذ على أراضٍ بضاحية كافوري بالخرطوم بحري، رفضت النيابة مؤخراً إطلاق سراح وداد بابكر بالضمانة العادية. وقالت وكيل أعلى نيابة مكافحة الثراء الحرام والمشبوه، سلوى خليل، إن التحقيقات مستمرة مع المتهمة في التهم الموجهة إليها. وتواجه بابكر اتهامات تحت المادة 7 من قانون الثراء الحرام والمشبوه لسنة 1989، وما زالت رهن الاحتجاز. إلى ذلك، تتجه النيابة لفتح تحقيق جديد مع البشير، في ملف ممتلكات وعقارات مسجلة باسمه، بحسب مصادر مطلعة على الملف. وأدين البشير في 14 من ديسمبر الماضي، بالسجن عامين، بتهم الثراء الحرام والتعامل غير المشروع بالنقد الأجنبي، ومصادرة الأموال بحوزته. وأمرت المحكمة بإيداعه دارا للرعاية الاجتماعية، لكنه لا يزال موجودا في سجن كوبر. وقال مصدر نيابي، إن النيابة بصدد بدء التحقيق مع البشير من داخل سجن كوبر، في عقارات وممتلكات في أحياء راقية بالخرطوم، إبان توليه منصب رئيس البلاد. وأضاف: “النيابة جمعت ملفا بأملاك البشير، وستشرع في تحقيقاتها والتقصي عن مصادر أمواله، وسيواجه قانون: من أين لك هذا”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اللبنانيون يبحثون عن دولتهم الجديدة.. والأسد شريك بتأليف الحكومة

منير الربيع/المدن/20 كانون الثاني/2020

يزداد التعقيد في الملفات اللبنانية المتشابكة. ثورة شعبية خارجة على كل الاصطفافات السياسية والطائفية. مستمرة وتأبى التراجع قبل تحقيق أهدافها. مقابل قوى سياسية حاولت الاستثمار بها وحرفها عن مسارها، لكنها باءت بالفشل حتّى الآن. وقبل كل شيء، وضع اقتصادي ومالي مصاب بالانهيار من دون أي استعداد دولي للتدخل والمساعدة. قوى سياسية تتصارع فيما بينها على مواقع نفوذها، تحت مظّلة أكبر، هي عبارة عن الصراع الإقليمي والدولي الدائر في المنطقة، ما يترافق مع ضغوط دولية على لبنان كما على العراق وسوريا وإيران. ضغوط يضعها حزب الله (القوة المسيطرة على الواقع اللبناني) في خانة المواجهة المفتوحة معه ومع إيران من قبل الأميركيين.

الوضع الدولي وفقدان الثقة

خرج الوضع عن السيطرة. المواجهات التي شهدها وسط بيروت مساء السبت، ستكون عبارة عن نهج متكرر ومتطور بأشكال متعددة في الأيام المقبلة، بمعزل عن كل الحسابات السياسية والتركيبات التي تدور وراء الكواليس. هذه الأحداث أصابت القوى العاملة على خطّ تشكيل الحكومة بالكثير من التخبط والتفكك، ما أعاق تشكيل الحكومة وأخّرها. وهنا تبرز نظرتان للتعامل مع الواقع. الأولى، تعتبر أن ما يجري هو ضغوط مستمرة لمنع حزب الله من تشكيل حكومته، وبالتالي استمرار الانهيار والتشظي. والثانية، تعوّل على واقعية المجتمع الدولي في التعاطي مع أي حكومة تتشكل، وتلتزم برنامج الإصلاحات للحصول على المساعدات. هذا الرهان بني على كلام لعدد من السفراء حول تقديم المساعدات بعد تشكيل الحكومة. في وجهتي النظر، ارتباط وثيق بالوضع الدولي. ولذلك كان القرار بالتمهل في تشكيل الحكومة من الأسبوع الفائت إلى الأسبوع الطالع. على هذا المنوال، يبقى الناس في احتجاجاتهم التصعيدية، والقوى السياسية في واد آخر، تبحث عن ظروف إعادة إنتاج التركيبة الحكومية التي يريدونها. الناس فقدت الثقة بالدولة ومؤسساتها، كما فقدت الثقة بمصرف لبنان والقطاع المصرفي. وتبقى الخشية من فقدان الثقة بالأجهزة الأمنية، والتي بدأت تهتز نتيجة ما يحدث. والمشكلة ستكون مستمرة ما بعد تشكيل هذه الحكومة. خصوصاً أن ما يظهر خلال عملية تأليفها هو صراع وتناتش على الحصص والنفوذ السياسي بارتباطات إقليمية.

دور النظام السوري

انعكس "التناتش" بين مكونات الفريق الواحد، تعطيلاً لتشكيل الحكومة، بسبب شروط فرضها كل من سليمان فرنجية وطلال ارسلان وأسعد حردان. الأسماء الثلاثة ربطاً بدور النائب جميل السيد وسليم جريصاتي في عملية التشكيل، تعيد إلى الأذهان زمن الحقبة السورية في لبنان، وتحديداً زمن النفوذ السوري الموجود بتفاهم مع حزب الله، وقوة هذا النظام ما قبل الثورة السورية. ما يجري يعيد إبراز دور للنظام السوري مؤثر في الملف اللبناني، أو على الأقل يُراد له أن يظهر كذلك. في الوقائع، لا يمكن للنظام التدخل في لبنان من دون حزب الله. لكن في هكذا ملفات غالباً ما يكون هناك أثمان للمقايضة. طبعاً، لحزب الله دور فاعل وقوي في سوريا، وله فضل كبير في الحفاظ على بقاء النظام، هو يريد الاحتفاظ بهذا الدور وتأمين خطوط إمداده الإستراتيجية من العراق إلى لبنان عبر سوريا. ويريد تأمين مناطق نفوذه في البقاع وفي الأراضي المتاخمة للحدود السورية أو داخلها. وهذه تفترض تفاهماً دائماً مع النظام. هذه الحاجة كفيلة بجعل النظام قادراً على أن يطلب ثمناً ما في لبنان، أو يعمل على تحقيقه في هذه الظروف بالذات. يعرف حزب الله أنه يتعرض لضغوط دولية وعربية كثيرة، تقودها الولايات المتحدة الأميركية، وتحاول العمل مع روسيا للضغط أكثر على إيران وحلفائها، خصوصاً ما بعد اغتيال قاسم سليماني. بعض الدول العربية المخاصمة لإيران وحزب الله، تبدي الاستعداد للانفتاح على بشار الأسد مقابل إبعاده نسبياً عن إيران. حتماً، الأسد لا يأمن لغير الإيرانيين والروس، بحكم موقعهم وقوتهم. لكنه قد يجد فيما يجري فرصة لاستعادة تعزيز نفوذه بعد حصره في مناطق محددة بين دمشق والساحل، وهي آخذة بالتقلص في ظل الدور الروسي.

مشاكل اللبنانيين و"الوسخ"

اسم أيمن حداد لوزارة الصناعة جاء من دمشق. التزم به باسيل وجريصاتي والسيد، بينما عارضه أسعد حردان، الذي لم تعد علاقته بالسوريين كما كانت سابقاً. يرفض حردان هذا الإسم معتبراً أنه تجاوز له. هذا أبرز الأمثلة على التأثير السوري في المعادلة الحكومية اللبنانية. حزب الله انزعج حتماً، ويحاول التدخل مع حلفائه لتخفيض منسوب شروطهم. هذا لا يعني حدوث صراع كبير، فالخلافات ستبقى محصورة في نطاق التنافس على الحصص. وهذا ما تجلى في رفض فرنجية المشاركة في الحكومة إذا لم يحصل على ما يريد، ومنع باسيل من الحصول على الثلث المعطل. وهذا أيضاً ما دفع حركة أمل إلى رفض المشاركة بهذه الحكومة. فيما خرج السيد بهجوم عنيف داعياً حزب الله لنفض يديه من الوسخ. مشكلة اللبنانيين بعيدة كل البعد عن حسابات النفوذ هذه. وهم لا يعنيهم إذا ما كانت روسيا سترعى بيعة ما في دمشق، تساهم بإعادة النظام السوري إلى بيروت بتفاهم مع الإيرانيين، ولا يعنيهم انتظار حزب الله لمآل المواجهة الإيرانية والأميركية. بالنسبة إلى الناس، فإن لبنان الذي بلغ عمره 100 عام، أصابته كهولة قاتلة، تتعقم فيه الحلول أو يمتنع عن التطور. وهم يريدون الخروج من حسابات استحكمت قرناً بحياتهم ومصائرهم، ويريدون الذهاب إلى نموذج جديد، خارج تشرذمات الأحزاب، والقوى الإقليمية والدولية، كما يرفضون العودة إلى تقاسم نفوذ سوري إيراني مع حزب الله بغطاء إقليمي دولي. الواضح فقط أن تلك الدولة والنموذج الذي يسمى لبنان قد انتهى، ولا يمكن للبنانيين أن يركنوا إلى إعادة تدويره.

 

كيف انفرطت التشكيلة الحكومية في الساعات الأخيرة

منير الربيع/المدن/20 كانون الثاني/2020

تتقاذف القوى السياسية مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة. حكومة حسان دياب بصيغتها المطروحة هي عبارة كرة نار، يريد الجميع تجنبها، على الرغم من تمسكهم بها لأنها تحفظ مواقعهم ونفوذهم. لكن أحداً منهم لا يريد ان يأخذ تشكيلها بصدره، كي لا يتحمل وحده المسؤولية. وجميعهم في الوقت عينه يتقاذفون الاتهامات حول من يعرقل التشكيلة الحكومية. يتعرض اللبنانيون الى مسرحية كبيرة. وبمعزل عن خاتمتها، إذا ما تشكلت حكومة أم لا، فلن تتمكن من حلّ الأزمة القائمة والآخذة بالتعمّق.

ليس بأي ثمن

بعد مشهد السبت، كان رئيس الجمهورية ميشال عون مصراً على ضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت و"بأي ثمن"، لكن هذا الثمن لا يرقى إلى تنازل جبران باسيل عن الثلث المعطل. شدد عون صباح الأحد على أنه يريد تشكيل حكومة والانتهاء من هذه الأزمة. تحركت الاتصالات بين مكونات فريق 8 آذار، وجميعهم يعلم أن إنجاز التشكيلة الحكومية يرتبط بإشارة ولو بسيطة من الخارج، تفسح الطريق أمام ولادتها. على هذا الأساس، طلب عون من حسان دياب الحضور إلى القصر الجمهوري، للبحث في السبل الممكنة لتشكيل الحكومة. تحرك دياب باتجاه عين التينة التي بدت مسهلة، بشرط حلّ مشكلة تيار المردة وعدم حصول باسيل على الثلث المعطل. قدم بري نصائحه الثابتة إلى دياب، بوجوب ضم مختلف المكونات التي سمته ليتكلف بتشكيل الحكومة. عند الخامسة حطّ دياب في القصر الجمهوري. اقترح عليه عون أن يتم توسيع الحكومة إلى 24 وزيراً، فرفض دياب الاقتراح، معتبراً أن هكذا حكومة ستفضح ما كانت المساعي تتركز لإخفائه حول التحاصص السياسي في التركيبة، ولأنها ستكون حكومة ثلاثة أثلاث، ولن يرضى عنها اللبنانيون ولا المجتمع الدولي.

اقتراحات مرفوضة

اقترح عون بعدها، رفع عدد الوزراء من 18 إلى 20، بحيث يتم تعيين وزير ثان للمردة، وأمل حداد بلا حقيبة، فتبقى الاقتصاد من حصة أيمن حداد المحسوب على الحزب السوري القومي الاجتماعي ويريده باسيل، مقابل بقاء أمل حداد بلا حقيبة، بشكل يرضي الفرع الآخر من الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يمثله أسعد حردان. هذا الطرح رفضه دياب أيضاً متمسكاً بمسودة اصطحبها معه إلى القصر مؤلفة من 18 وزيراً. الأهم هنا، أن فرنجية رفض إرضاءه بوزيرين عبر رفع الحكومة إلى 20 وزيراً، لأن باسيل سيبقى ممسكاً بالثلث المعطل. وهذا ما يتفق عليه فرنجية مع برّي. عندها اتخذ رئيس تيار المردة خطوة أربكت القصر، عبر تسريبه الانسحاب من الحكومة وعدم المشاركة فيها. وهذا حتماً سيفرض على بري عدم المشاركة وحزب الله كذلك، خصوصاً أنه بحال عدم منح فرنجية الثقة لهذه الحكومة، فلن تنال الثقة في المجلس النيابي.

اللجوء إلى برّي

عندها سقطت كل الحلول. فعاد دياب وتحرّك باتجاه عين التينة ليلتقي برّي، ووضعه في أجواء لقائه. طبعاً، بري يرفض أيضاً حصول باسيل على الثلث المعطل. وقد وعد بإجراء اتصالات يوم الاثنين مع مختلف القوى، للبحث عن مخرج توافقي.

الأكيد أن ثمة قطبة سياسية مخفية، هي التي تحول دون التوافق على تشكيل الحكومة. وهي خاضعة لتبادل أدوار وخلاف على مراكز النفوذ فيها. بل وهي بانتظار إشارة ما من مكان ما خارجياً، تسمح بتشكيلها في لحظة معينة، قد تكون سريعة وقد تطول.

 

النظام اللبناني الزومبي

يوسف بزي/المدن/20 كانون الثاني/2020

قبل فترة وجيزة تم تشخيص المصارف اللبنانية بأنها "البنوك الزومبي"، أي هي عبارة عن مؤسسة مالية ذات قيمة اقتصادية أقل من الصفر.. لكنها لا تزال تعمل. والحق أن هذا التوصيف لا يمكن حصره بالمصارف وحسب، طالما أنها ركن أساسي من النظام اللبناني منذ أن وُجد. وطالما أن هذا النظام، ما بعد الطائف، اعتنق نمطاً معقداً من تشابك المال والمقاولات والسياسة والسلطة، منعدم الشفافية، على نحو باتت فيه الدولة والمافيوية جسماً واحداً لا ينفصم. وزاد الأمر سوءاً وجود ميليشيات خارجة على الدولة وفوقها وشريكة فيها في آن معاً، بما يعطل أي منحى دستوري أو أي آلية للمحاسبة الشعبية. هكذا، استطاع تحالف المال والمافيا الطائفية والميليشيات مصادرة "الدولة". وصل هذا النظام راهناً إلى استنفاد كامل لكل موارد النهب، تماماً كما وصلت المنظومة المصرفية إلى نهايات دورة الاستدانة والتسليف وتأمين الموارد. لكن لا الدولة المافيوية بوارد إعلان فشلها النهائي ولا المصارف بوارد إعلان إفلاسها.. ما زالا يعملان!

نحن إذاً أمام "زومبي". جثة تتحرك، وترفض الاعتراف بموتها. من خصائص الزومبي المريعة، لا تشوهها الخلقي ولا بطء حركتها ولا تعفن لحمها ولا تقيحها فقط.. بل شهيتها لنهش الأحياء بجوع لانهائي. نهمها لافتراس الحياة وإماتتها وقدرتها على تحويل ضحاياها إلى زومبي أيضاً. كما أن الكائن الزومبي مجرد من أي وعي، بدماغ منطفئ وفاقد للنطق. حالة مضادة للطبيعة. ميت حيّ يستعصي على الدفن، يمد يده من تحت التراب ويخرج من المقبرة، تماماً كما تصوره أفلام الرعب. الزومبية هي اليوم التوصيف الملائم للنظام السياسي والمالي اللبناني. وفي هذه الحال، من الصعب تدبير جنازة لائقة وهادئة له. من الصعب ترتيب طقوس التوقير لهذا الميت ودفنه. بل من الصعب وضع هذه الجثة في تابوت. هذا "الميت" لا يزال يتحرك، لا يزال يعمل، وقد تحول إلى وحش مرعب. صحيح أنه بطيء وكسول ومتعثر ومشوه، لكنه فعّال وعنيد ومثابر على الافتراس. لا مجال لمحاورته أو مفاوضته. لن "يرقد بسلام" ولن يتوقف عن ملاحقتنا.

تقول لنا الأساطير الشعبية أن الطريقة الوحيدة للتخلص من الزومبي هي اقتلاع قلبه وحرقه. عندها فقط يهمد ويصير جثة تستحق الدفن، ويعود الأحياء إلى طمأنينتهم. على هذا المنوال، يفرض النظام اللبناني نفسه زومبياً لا يقبل مغادرتنا إلا إن استطعنا اقتلاع قلبه. إنه يفرض علينا عنفه وعنفنا المضاد. هنا المخاطرة الكبيرة إزاء عضاته وقدرته على العدوى وتحويلنا إلى ضحايا، إلى زومبيين. فلنسرع وننتزع قلبه.

 

"نحكمُ البلد أو يحترق"!

عصام الجردي/المدن/20 كانون الثاني/2020

تعتقد المؤسسات المالية الدولية، أن لبنان ذاهب لا محالة إلى التوقف عن الدفع قبل حلول الفصل الثاني من 2020. وأن المسألة مسألة وقت كي يختار سبل معالجة مديونيته قبل الوصول إلى مندرجات D لدى وكالات التصنيف، التي تفصلنا عنها درجة واحدة. لذلك، بات العزم الذي أبدته الحكومة على سداد 1.2 مليار دولار أميركي دينًا سياديًا يستحق في آذار 2020 موضع سؤال. إذ أجدى، في الحال هذه، توفير العملات لتمويل شؤون ملحّة جدًا مثل المستلزمات الطبية للمستشفيات. لاسيما أن محاولة لبنان تمديد آجال الجزء المحلي من الاستحقاق وسداد الدائنين الأجانب فقط، لم يرق لبعض الوكالات واعتبره شكلًا من أشكال "العُسر الإنتقائي". نحن في القاع الآن. عدا ذلك تفصيل. كتبنا مرة إن لبنان في حاجة إلى تصنيف سياسي قبل التصنيف السيادي والائتماني. كنا على خطأ كما يبدو. لقد بات التصنيف الأدقّ معرفة ما اذا كانت السلطة السياسية تتآمر على لبنان أو إنها فاقدة الأهلية في المطلق، وتحتاج إلى تصنيف إنساني. لبنان الذي عليه أن يختار سيناريوات السقوط المدوّي ما زال بلا حكومة. وهناك من يعتقد أن تأليف حكومة مستقلين واختصاصيين أوادم، تنكبّ على محاولة الإنقاذ وتومض بمجرد خيط من الثقة، قد يخفف من آلام الجلجلة. ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش عبّر عن دهشته في تغريدة أن "يوم آخر من الارتباك على تشكيل الحكومة، وسط احتجاجات متزايدة الغضب. السياسيون يجب أن يلوموا أنفسهم على هذه الفوضى الخطرة". كلام غير تقليدي لمبعوث أممي قُدّر له أن يشهد مهزلة حكم في بلد ينهار، وبدأت المجاعة تضرب شعبه، ويفتقر إلى مستلزمات الحياة الإنسانية، وما زالت قوى السلطة فيه تتنازع على نوع الوزارة وعدد الحقائب. هذا ليس انحطاطًا سياسيًا وأخلاقيًا فحسب، إنه كرنفال من الجنون أو المؤامرة العمد. في دول الرخاء الاقتصادي والرفاه الاجتماعي، لا يتقدم شأن على ملء الفراغ في المؤسسات الدستورية وهياكل الحكم. لا يدري الشعب كم كانت تكلفة عامين ونصف عام من الشغور في رئاسة الجمهورية. ولا تكلفة الشهور الثمانية ويزيد على تأليف الحكومة. قطعًا بمليارات الدولار الأميركي. لكن الأخطر الذي لا يشترى ولا يباع، تقويض الثقة بالدولة والحكم والمؤسسات.

تغيرت أوليات الهيكلة

لا يمكن أن نصدّق أن تمسك القوى التي كلّفت حسان دياب تأليف الحكومة مواربة بوزارت محددة كانت في حوزتهم، إلّا للتغطية على أفعالها في تلك الوزارات. وللاستمرار في سياسة خارجية لا تدفع أبدًا في اتجاه مساعدة لبنان في أزمته المالية والنقدية. وما كان ممكنًا في 2018 وبداية 2019 بات أصعب الآن. تعهدات سيدر في صيغتها التي أقرّت في 2018، قد تكون باتت وراءنا اليوم. التعهدات من طبيعة استثمارية على البنى التحتية. على أهميتها فحصَادها مرجأ سنوات ثلاثًا حدًا أدنى من تاريخ تنفيذ المشاريع المتصلة بها. ولم تقدّم مثل تلك التعهدات لدولة تواجه مخاطر التوقف عن الدفع. مع ذلك لم نتمكن من الحصول عليها بعد تسعة عشر شهرًا من إقرارها. فقط لأن الإصلاح لم يحصل بإعادة الهيكلة المالية والقطاعية. لبنان يحتاج اليوم إلى إعادة هيكلة ديونه واحدًا من الخيارات القسرية المطروحة. وإعادة هيكلة مصرف لبنان بذاته. وبالتالي قد يكون الدعم المطلوب من دول مؤتمر سيدر ووكالاته في المجالين المذكورين. بعد ذلك تأتي تعهدات التمويل الاستثماري في حال بقيت الدول المعنية عند التزاماتها. ولبنان يحتاج إلى حكومة موثوقة محليًا وعربيًا ودوليًا لوضع قدميه على البَرّ. بعد ذلك تبدأ معاناة الخروج من الأزمة.

"موازنة مستقلّة" عن الحكومة

رئيس مجلس النواب نبيه برّي مستعجل لعقد جلسة مناقشة مشروع قانون موازنة 2020 وإقراره قبل نهاية كانون الثاني. بيد أن المشروع أعدته حكومة مستقيلة. والحكومة التي لم تؤلف بعد لا يد لها فيه. كل حكومة جديدة ستكون الموازنة قضية رئيسة في جدول أعمالها، وجزءًا لا يتجزأ من رؤية الحكومة والحكم للإنقاذ. وسواءٌ كان صندوق النقد الدولي بين خيارات الحكومة أو غيرها لمعالجة المديونية، فالموازنة هذه غير الموازنات السابقة. تبقى التزامًا مهمًا لتعاطي الحكومة مع المؤسسات الدولية. فكيف ستلصق موازنة 2020 في وجه الحكومة الجديدة لتتبناها كما هي بعد إقرارها في مجلس النواب من دون تضمينها تصور هذه الحكومة للإنقاذ؟ وقد أتت لهذه المهمّة أساسًا. ولماذا استقلالها واختصاصها؟ عدنا إلى القضية نفسها. تفضّلوا دعوا رئيس الحكومة المكلّف تأليف الحكومة من مستقلين أولًا واختصاصيين ثانيًا. فقط لأن الاختصاصيين والخبراء التابعين لسدنة السلطة موجودون ويعرضون أنفسهم، ويقتتلون لبيع خدماتهم. الوزراء المستقلون نفتقد إليهم. وهم جديرون بفتح ملفات أسلافهم من قوى السلطة في الوزارات التي سيتسلمونها. الاختصاصيون المستتبعون لن يفعلوا ذلك. من حق مندوب الأمين العام للأمم المتحدة أن يُشده لتصرف الحكم والسلطة في لبنان تجاه أزمة السقوط المالي الكبير غير المسبوق. وأن يُفسّر كلامُه دعمًا غير مباشر لثورة الشعب اللبناني غير المسبوقة بدورها منذ مئة عام. وهي الضوء الوحيد في نهاية النفق. لا تزال السلطة ترفع من تكلفة علاوة المخاطر السياسية على لبنان وتشهد انهياره على يدها. كل التقارير التي صدرت عن وكالات التصنيف وصندوق النقد الدولي والمصرف الدولي والمؤسسات الاستثمارية بما في ذلك تلك التي تدير بعض الديون السيادية اللبنانية في الخارج، تحدثت في حينه عن الشغور في رئاسة الجمهورية. والشغور الحكومي بعد ذلك. ولم تنفكّ بعد استقالة حكومة سعد الحريري وتكليف دياب. ولا شيء تغير. لم يشهد لبنان ذلك على مرّ العهود. ويبدو أن السلطة قرّرت التعاطي بنهج العنف المفرط مع ثورة الشعب اللبناني على طريقة "نحكم البلد على هوانا أو يحترق"! لو حصل سيكون خاتمة الحماقات والتنكّر للشعب والوطن. وقد يؤدي إلى عزل لبنان عربيًا ودوليًا واستدعاء الخارج هذه المرة لينقذ ما تبقّى. الغالبية الساحقة لم تعد تملك شيئًا للتحسّر عليه سوى الوطن والأمل في المستقبل.

 

أحد الغضب والرصاص المطاطي: الثورة على أسوار البرلمان

وليد حسين/المدن/20 كانون الثاني/2020

كانت الدعوة قد أُطلقت بعد منتصف ليل السبت – الأحد تحت عنوان "ما في رجعة لورا". لم تكن موقعة السبت قد انتهت، حين قرر الثوار أنهم مستمرون، ضاربين الموعد في الصباح التالي. كان واضحاً أن العنف السلطوي كما ظهر منذ يوم الثلاثاء الماضي سيستمر أيضاً وسيتصاعد. وعلى هذا أدرك المنتفضون أن الأحد هو يوم اللاعودة عن العنف والشغب بوجه سلطة تمعن في عنفها المعنوي والجسدي على جميع اللبنانيين، رافضة التنحي أمام هذه الإرادة الشعبية. هكذا بدا "أحد الغضب" الذي شارك فيه آلاف الأشخاص. غضب تمثل في تحطيم المقاعد والحواجز الحديدية في وسط العاصمة، لاستخدامها في محاولة اختراق السور والدفاعات التي حصنت بها القوى الأمنية ساحة النجمة. غضب مباح ومرحب به من الجموع الهاتفة له "ثورة ثورة". جموع غاضبة وفرحة، راحت تحمّس الشبان الذين انهالوا على القوى الأمنية بالحجارة والمفقرعات.

"شبيحة.. شبيحة"

استبسل الشبان في مقارعة القوى الأمنية. تسلق أكثر من واحد منهم الحاجز الحديد أكثر من مرة لرمي الحجارة على القوى الأمنية. وعندما تمكن منهم في النهاية صرخت الحشود "عيدا عيدا". بدا الإصرار على اختراق سور المجلس النيابي، والدفاعات التي وضعتها شرطته لحماية رؤوسهم من حجارة الثوار، مختلف عن بقية المرات السابقة. والملفت حماسة أكثر من خمسة آلاف متظاهر ومتظاهرة وهم يهتفون "ثورة ثورة" و"ثوار أحرار منكمل المشوار". آلاف اللبنانيين، نساء وشيوخاً وشبابأ وشابات، وقفوا يتفرجون ويحمسون الشبان الذين استبسلوا لفك الطوق عن المجلس. وقفوا ينتظرون تلك اللحظة للدخول إلى ساحة النجمة واستعادة البرلمان كونه "بيت الشعب"، كما هتفوا، قبل بدء جولة المواجهة الثانية مع القوى الأمنية، بعد ليلة السبت الدموية. عند الساعة الخمسة والنصف بعد الظهر، بدأت الناس تصل بوفود كبيرة رغم الطقس الماطر والبارد. بدا لافتاً حضور الطرابلسيين، الذين اتوا بالمئات هاتفين "بالطول بالعرض طرابلسي بيهز الأرض"، وتوالت الناس بالحضور إلى شارع ويغان رغم سوء الأحوال الجوية.

عندما يحمّس آلاف المتظاهرين الشبانَ الذين انهالوا بالحجارة على القوى الأمنية، الحامية لسور المجلس، ويهتفون بصوت هادر "شبيحة شبيحة شرطة المجلس شبيحة" و"حرامي حرامي نبيه بري حرامي" و"شبيحة شبيحة ريا الحسن شبيحة".. ويظهر كل هذا الإصرار على أن هدف الثورة المباشر الآن هو "تحرير" ساحة النجمة ومبنى البرلمان، فهذا يعني أن المتظاهرين قطعوا أي خط للرجعة عن مطلب استعادة هذه الساحة، التي ما زالت عصية ومحمية. فربما يكون سقوطها إيذاناً بسقوط النظام نفسه.

الرصاص المطاطي

على عكس الأيام السابقة، حين كانت القوى الأمنية تعيد وترشق المتظاهرين بالحجارة التي يرشقونهم بها، صعد شبيحة إلى سطح المبنى على مفترق الطريق المقفل بالسور الحديدي والمحمي من قوات مكافحة الشغب، وراحوا يلقون الحجارة على المتظاهرين الذين سقط منهم جرحى عدة بالرأس. كان تشبيحاً غير مسبوق.

يسقط الجرحى فيحملونهم على الأكتاف لإسعافهم، فتهتف له الجموع "ثورة، ثورة". ينهال الشبان على القوى الأمنية بالحجارة بكثافة فتهتف الجموع "ثوار أحرار منكمل المشوار". يقتلع بعض الشبان غرفة حراسة حديدية ويجرونها لمقارعة فرق مكافحة الشغب فتنتصر لهم الجموع. كل ما يفيد لمحاولة اقتحام المجلس بدا مباحاً ومرحباً به.

مشهد الشبان وهم يستبسلون للدخول إلى ساحة النجمة بدا بديهياً أمام حماسة جميع المواطنين، الذين يأبون التراجع رغم كثافة الإصابات والرصاص المطاطي، الذي نال من إصبع أحد المتظاهرين وقطعه إرباً، بسبب قربه الشديد من العنصر الذي أطلقها مباشرة عليه.

الجيش يتدخل

تأتي تعزيزات من قوى مكافحة الشغب، فتتساقط القنابل المسيلة للدموع بشكل عشوائي وتتدافع الناس متراجعة إلى أمام مبنى النهار، لتعود من جديد وتحتشد أمام القوى الأمنية وتستمر المفقرعات بالانهيال عليهم وتستمر الهتافات الحماسية.

الناس باتت مهيأة للعنف والشغب لمقارعة عنف السلطة وقمعها وتشبيحها. هذا ما بدا واضحاً يوم الأحد. ولم يتفرق المتظاهرون قبل رمي أحدهم قنبلة دخانية على الجيش، الذي تدخل وراح ينهال بالقنابل الدخانية على المتظاهرين ومتقدماً بأعداد كبيرة متراصة نحوهم، إلى أن نجح بتفريقهم وتشتيتهم في ساعة متأخرة من الليل.

جولة أخرى انتهت، ويمكن التأكيد في نتيجتها أن الانتفاضة أصبحت جاهزة لمواجهة طويلة لا مجال فيها للتراجع.

 

مصرف لبنان للمرضى: موتوا بصمت

خضر حسان/المدن/20 كانون الثاني/2020

لا وقت للسلطة السياسية وأدواتها المصرفية للقلق على أحوال المرضى، وكذلك القلق على كل شرائح المجتمع، فهي منشغلة الآن في انتشال نفسها من الأزمة التي تورَّطَت بها، جرّاء فشلها في إدارة البلاد. وفي خضّم الفشل المنتشر في كل القطاعات، تَرَك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، القطاع الطبي ومرضاه، في مواجهة نتائج شح الدولار، الذي هو بدوره أحد أوجه أزمة السلطة وأدواتها. ومرَّ قرار سلامة بالتراجع عن التزام المصرف المركزي في تأمين كميات الدولار المطلوبة لاستيراد المستلزمات الطبية، مرور الكرام عند أحزاب السلطة، التي تجد الوقت للتناحر حول تحاصص مقاعد الحكومة المنتظرة، ولا تجد بعض الوقت لبحث آلية توفير الدولار لقطاع لا يمكن تجاهله، لأن التجاهل فيه يعني الموت، خصوصاً للفقراء الذين يعانون في الأصل من استنسابية المستشفيات في اعطائهم العلاج.

سلبيات في ازدياد

منذ بداية أزمة شح الدولار وازدياد عراقيل الاستيراد من الخارج، حذّر أصحاب المستشفيات الخاصة، وتجمع مستوردي المعدات والمستلزمات الطبية، من الوصول إلى مرحلة الخطر وانخفاض مستوى توفّر المستلزمات الطبية، ما ينعكس سلباً على الخدمات الطبية التي يحتاجها المرضى. ورغم ذلك، أصرّ سلامة على التراجع عن الاتفاق الموّقع مع وزارة الصحة، والذي يؤمّن خلاله المصرف المركزي الدولار المطلوب للاستيراد. ولم يعلّق سلامة على التراجع، وكأنّ شيئاً لم يكن. لم يستطع وزير الصحة جميل جبق تغيير المسار السلبي، لأن مفاتيح الحل بيد سلامة وحده. فهو صاحب القرار في الحالتين، سلباً أو إيجاباً، إذ "عندما يعطي الأمر للمصارف فإن كل الأمور تُحل". وحتى الآن لم يعطِ سلامة الأمر للمصارف لفتح الاعتمادات. العجز الذي تقف أمامه وزارة الصحة، يجعلها "شاهد على أزمة قد تخلّف نتائج كارثية إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه"، وفق ما تقوله مصادر في الوزارة، والتي تشير في حديث لـ"المدن"، إلى أن الوزارة "لا يمكنها فعل شيء لحل هذه الأزمة، لأنها لا تتعلق بأمور إدارية في الوزارة أو حتى قرارات إجرائية في المستشفيات. بل هي أزمة أدوات ومستلزمات لا خيار آخر لتأمينها سوى تحويل الدولار إلى الخارج، لاستيراد ما تحتاجه المستشفيات". وتستغرب المصادر "قرار الحاكم الذي جاء معاكساً تماماً للدور الإيجابي المطلوب من المصرف المركزي في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد". تبِعات القرار، حسب المصادر، قد تُلمَس بدايةً من خلال "سلسلة من الاعتصامات التي تنفذها المستشفيات، على غرار ما قامت به منذ بداية الأزمة. لكن ما لا يمكن حسمه، هو الخطوات التصعيدية التي قد تلجأ إليها المستشفيات التي كانت اعتصاماتها عادةً، تستثني مرضى السرطان وغسيل الكلى والحالات الطارئة. فمع ارتفاع حدّة الأزمة، كل شيء متوقَّع".

الضغط التقليدي غير مجدٍ

الاعتصامات والتوقّف عن استقبال المرضى، هي سياسات تعتمدها المستشفيات للضغط على الدولة لإيجاد الحلول المناسبة. لكن في الوقت الراهن، الاعتصامات بصورتها التي اعتادت عليها المستشفيات والدولة والمرضى "لن تنفع". فبالنسبة للمصادر، "الأزمة اليوم عميقة وتتداخل بين الأزمات السياسية والمالية والاقتصادية، وتطال بنية النظام اللبناني. وهي ليست محصورة في العلاقة بين وزارة الصحة والمستشفيات، أو بين المستشفيات والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي على سبيل المثال. فالعلاقة الداخلية بين الدولة والمستشفيات، خلال الأوضاع الاقتصادية والسياسية المستقرة، تنفع معها الإضرابات وسياسات الأخذ والرد، لكن ما هو مطلوب اليوم، يدخل فيه عنصر خارجي، أي الشركات الأجنبية، وعنصر استفحال الأزمة الداخلية اللبنانية". الضغط التصعيدي الوحيد الذي تواجهه السلة السياسية والمصارف، هو التظاهرات الشعبية. لكن حتى اللحظة، مازالت السلطة تراهن على إصلاح الوضع وفق منهجها السابق، الذي أوصَلَنا إلى الأزمة. وتساندها المصارف في ذلك، استناداً إلى آلية رياض سلامة في إدارة القطاع المصرفي، والذي يستسهل تغليب المصالح الخاصة على المصالح العامة. ويندرج قرار التخلي عن تأمين الدولار لاستيراد المستلزمات الطبية، في اطار تلك الآلية.

يتخوف البعض من لجوء المستشفيات إلى اقفال أبوابها لفترات أطول، أو اعتذارها عن استقبال بعض الحالات المَرَضية، حتى وإن حَسَم المصرف المركزي قراره نهائياً بعدم تأمين الدولار، وحتى لو أدى الإقفال إلى خسائر تتكبدها المستشفيات، لأن الأخيرة "ليست جمعيات خيرية. وعندما يتراجع مردود المستشفى وتتراجع خدماتها لقاء نقص المستلزمات، قد تُقفل نهائياً حفاظاً على سمعتها وعلى صحة المرضى". وهو ما لا تأخذه السلطة السياسية ولا حاكم مصرفها رياض سلامة، بالحسبان. ولأجل ذلك "على المتضررين التفكير بآلية ضغط جديدة تكون مشتركة بين المرضى والمستشفيات ومستوردي المعدات الطبية"، مع الإشارة الى أن الوقت حالياً "ليس للتذكير ببعض الممارسات السلبية التي تقوم بها المستشفيات بحق المرضى، لأن الأولوية في هذه الظروف هي لتأمين المستلزمات لضمان تقديم العلاجات اللازمة. أما طريقة تعامل المستشفيات مع مرضاها، فيمكن نقاشه وتعديله عندما يصبح هناك وزارة صحة وأجهزة رقابية تمارس دورها بصورة صحيحة". وإلى حينه، يبقى على المرضى مواجهة مرضهم ومصيرهم بصمت، لأن مصرف لبنان وحاكمه لديهم ما يهتمّون لأجله أكثر من صحة اللبنانيين.

 

سناء الشيخ.. فلتُكسر اليد التي ضربتها

جنى الدهيبي/المدن/19 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82444/%d8%ac%d9%86%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%87%d9%8a%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%81%d9%84%d8%aa%d9%8f%d9%83%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84/

في يوم الغضب الكبير الذي عاشته بيروت ليلة السبت، وشهدت في أثنائها تصعيداً قمعياً بالغاً ومواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية، التي وقفت درعًا حاميًا للسلطة ومجلس نوابها.. تحولت صورة الشابة سناء الشيخ وما أصابها إلى تجسيد فعلي ومشهدي لما هي عليه الثورة وما هي عليه السلطة. هذه الشابة الثائرة، بشعرها الطويل وجسدها النحيل، تحولت إلى رمز للبطولة الثورية وللثوار الذين واجهوا بأجسادهم الحيّة آلة السلطة العنيفة والقمعية. انتشرت صور سناء كالنار في الهشيم. "البطلة" الجديدة كانت تختزل كل ما حدث ولا تلغي البطولات التي أبداها كل من كان في وسط بيروت ليلتها.

مجرد قفزة!

ليلة السبت ولدت أيقونة جديدة لثورة 17 تشرين.

وكعادة "الأبطال" الذين لا يتقصدون هكذا دور، لم تكن تلك المرة الأولى التي تأتي فيها سناء من مدينتها طرابلس إلى وسط بيروت، للمشاركة بثورتها منذ ما بعد 17 تشرين الأول 2019. جاءت يوم السبت ووجدت نفسها في المواجهة. جاءت سناء كي تكون فردًا مشاركًا في التظاهرة الكبيرة التي جابت شوارع بيروت، قبل أن تستقر أمام مجلس النواب، بغية اقتحامه.

في تلك اللحظة، وجدت أن الأسلاك الحديدية والشائكة التي نصّبتها القوى الأمنية وشرطة المجلس لا يمكن أن تكون عائقاً.. لا يمكن أن تكون فاصلًا "عنيفًا" بين مجلس النواب في ساحة النجمة والمتظاهرين.

في خطوةٍ لم يتجرأ عليها إلا القلّة، بادرت سناء وتسلقت على هذه الأسلاك الحديدية رغم ارتفاعها. كانت تظن أن الأمر مجرد قفزة وتسير بعدها إلى المجلس، لو لم تنهال عليها عناصر من القوى الأمنية بالضرب المبرح بالعصي.

أصيبت سناء تسع مرات، في يديها وظهرها وكل أنحاء جسدها.

العودة إلى الساحة

سناء البالغة 29 عامًا، ليست شابةً عادية. وهذه القوّة التي أظهرتها أمام المجلس، متأصلة في شخصيتها. شابة رياضية تلعب كرة القدم، وحائزة على شهادة دولية من الاتحاد الأسيوي "الفيفا"، وهي حكم بالاتحاد اللبناني، ومدرِّبة منذ نحو 15 عامًا، وحائزة على إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية، ولديها أكاديمية رياضية في طرابلس باسم "سناء ستار".

في صباح يوم الأحد، ورغم أنّ سناء بالكاد تقوى على الكلام نتيجة وضعها الصحي وسعالها وتضررها من الغاز المسيل للدموع، كانت تحضّر نفسها على عجلٍ كي تتوجه مجددًا من طرابلس نحو بيروت، للمشاركة في "أحد الغضب" الكبير.

من المعركة إلى المستشفى

تروي سناء لـ"المدن" تفاصيل ما حدث معها، وسط كلّ هذا العنف الذي عاشته بيروت. تقول: "أحرص دائما على المشاركة في كلّ الحركات الاحتجاجية داخل العاصمة، وتحديدًا بعد انتفاضة 17 تشرين. بالأمس (السبت)، استفزني جدًا مشهد الحديد الشائك في وجهنا، وهو كان تأكيدًا وترسيخًا للعنف ضدنا". فجأةً، قررت سناء التسلق على الحديد، وإذ بها تصطدم بأربع عناصر من القوى الأمنية يقومون بضربها بالعصي. تضيف: "في هذه اللحظة صرخ لي رفاقي حتّى أنزل، وأنا لم أكن خائفة بالمطلق، فوقفوا مذهولين بي". نزلت سناء، ثمّ عادت نحو الأسلاك الشائك وسألت القوى الأمنية غاضبةً: "مين ضربني؟". أجابها أحدهم "أنا"، وسخر منها قائلًا: "شو مبسوطاااع". ذهبت ثمّ عادت، فرشّها أحدهم بالسبراي الأحمر على وجهها، وأخذها رفاقها إلى الصليب الأحمر. لم تيأس سناء ولم تهدأ رغم ألمها، توجهت مرة أخرى نحو القوى الأمنية وقالت لمن ضربها: "أنت منك زلمة طلاع واجهني برا الأسلاك"، فوجّهوا عليها خرطومًا من المياه، ناهيك عن الكلام الذكوري والشتائم التي نعتوها بها، وفق روايتها. ومع تقدّم ساعات الليل، اختبأت سناء خلف إحدى حاويات النفايات أمام بيت الكتائب، لتتفاجأ بأحد العناصر يطلق عليها ضربًا مطاطيًا بظهرها من الخلف، ما أدى إلى نقلها إلى مستشفى أوتيل ديو.

سناء التي تدعو كلّ فتاة وامرأة للنزول إلى الشارع من دون خوف أو تردد، "لأنّ معركتنا الوطنية واحدة". وتؤكد أن العنف المبرح الذي تعرضت له ضاعف حماستها على الاستمرار في المواجهة والثورة: "إلى حين سقوط هذه السلطة كاملةً". تتابع: "نحن لم نطالب بعد إلا بأدنى حقوق الإنسان للعيش بكرامة، صحيًا ومعيشيًا، في هذه الدولة التي تستمر بإذلالنا وتجويعنا. والعنف الثوري أصبح اللغة الوحيدة التي يمكن لنا أن نتعاطى بها مع سلطة وقحة. وإذا استمرينا ونزل الشعب اللبناني كاملًا إلى الشارع، فلن نتأخر في إسقاط المنظومة السياسية برمتها".

الحريري و"المرتزقة"

تأسف سناء أن تلجأ جهات وفئات إلى وصف أهالي الشمال بالمخربين والمندسين. أمّا عن الرئيس سعد الحريري الذي اعتبر ما شهدته العاصمة ناتج عن أعمال تخريبية قامت بها مجموعة أسماها بـ"المرتزقة"، تردّ سناء: "هؤلاء المرتزقة، هم أنفسهم الذين كان يجول عليهم الرئيس الحريري وغيره لكسب أصواتهم في الانتخابات، وهؤلاء هم أنفسهم من تلقوا وعدًا بنيل 99 ألف وظيفة، وهؤلاء هم أنفسهم نزلوا إلى بيروت في باصات من دون أن يملكوا ألف ليرة لبنانية في جيبتهم، وإن لم يغضبوا فإنهم حتمًا سيموتون من الفقر والجوع".

تختم بالقول: "اليوم في أحد الغضب، سأكون مع كلّ رفاقي الثوّار ومن كلّ مناطق لبنان، أكثر عزمًا وإرادة للاستمرار في الثورة ضد هذه السلطة وكلّ أركانها".

 

أجرفوا عهد الخامينئي بالطوفان

سيزار معوض/19 كانون الثاني/2020

طوى الثوار الشهر الثالث على ثورتهم بوجه عهد الولي الفقيه في جمهورية حزب الله اللبنانية برئاسة ميشال عون، فيما أركان المنظومة الفاسدة المعادية للبنان بعضهم استقال والبعض الآخر لا يزال مسمرا على كراسي الذل وفي المناصب..

الأحرار، محاطين بالرعاية الالهية، جريا على العادة، يكملون ثورتهم دون تردد أو تراجع رغم تهديد ووعيد نظام العسكريتاريا الذي لا يختلف بشيء عن العدو السوري، معتمدا بحقهم أشد وأسوأ مظاهر العنف والتعنيف والتنكيل سبيلا لقمعهم.. 

ورغم ذاك الثوار على طريقهم ماضون من مواجهة إلى أخرى ومن معركة لأخرى، فالمشوار لا يزال في بدايته لتحرير لبنان..

فما السبيل لاقتلاع الأعداء المحتلين عن عروشهم؟؟ ..

أستشيط غيظا، أتشظى غضبا وأتلظى عتبا معاتبا شاكيا الله  لمجرد التفكير بالطرق الآيلة لخلاص لبنان وشعبه..

لم يتبق لي، كمواطن لبناني ثائر غير التضرع آلاف المرات إلى مهندس الكون، راجيا اياه أن يأتي بالطوفان ليغرق ويجرف الطغمة الجائرةالحاكمة وميليشياتها وعصاباتها وأزلامها وأركأنها وأدواتها ونفاياتها بحيث ما عادت تكفي المكانس لتنظيف البلاد من أوبئتها وسرطانتها المتفشي والمتغلغل منذ أربعين عاما حتى يومنا هذا.

مناي الوحيد، أن يأتي الطوفان، لا أكثر من ذلك ولا أقل، مع كل تداعياته ونتاجئه الكارثية، عساه يساند الثوار الأحرار والعزل الذين يواجهون نظام بلطجي بوليسي كافر وكأننا بتنا في بلد ديكتاتوري توتاليتاري مستبد..

المطلوب اليوم قبل الغد أن يأتي الطوفان من الأرض ومن السماء ومن كل حدب وصوب..

أيها الجياع لا تستكينوا، لا ترتدعوا، لا تتراجعوا، لا تخنعوا بل اصمدوا وواجهوا بصدوركم العارية منظومة الاجرام واستردوا لبنان من أشداق شبح الخامينئي وحزبه الملالي المحتل للبنان وشعبه..

أجرفوا عهد الخامينئي بالطوفان..

حماكم الله ووفقكم في مسيرتكم الطويلة لحين استرجاع لبنان وحصوله على استقلاله المنجز والكامل.

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

سقطت الحكومة قبل ان تولد والسلم الأهلي على المحك

شارل الياس شرتوني/19 كانون الثاني/2020

ان ما شهده وسط بيروت من تفلت امني خطير البارحة يحيلنا الى وقائع خطيرة تتبلور مع وضع يد ،حزب الله وملحقاته، على السلطة السياسية في البلاد وتحويلها الى متغير تابع لسياسات النفوذ التي يديرها على غير محور إقليمي وداخلي. ان الانقلاب المبرح على المعادلات الميثاقية واللجوء الى تحالفات صورية تغطي هيمنته الاحادية، لن يجدي نفعا وسوف يستحث ممانعات تأخذنا الى سياقات فوضوية لن يقو على ضبطها احد. ان سياسة الخيارات المفتوحة التي يعتمدها حزب الله لن تقتصر عليه فالآخرون لديهم أيضا خيارات مفتوحة، وما سوف يستتبع ذلك من ديناميكيات فوضوية تقوض السلم الأهلي، وتدخلنا على نحو مباشر في متاهات النزاعات الاقليمية. ان سياسة المكابرة والرهان على فائض القوة التي يمتلكها، والتنكر لهموم وأولويات اللبنانيين الحياتية والإصلاحية، كما عبرت عنها الحراكات المدنية على مدى الأشهر الماضية، لحساب سياسات النفوذ الايرانية والشيعية اقليميا، سوف يؤديان الى انهيار ما تبقى من الوجود الدولاتي، والدخول في متاهات نزاعية متشابكة.

أما الجانب الآخر لواقع التدهور السياسي الخطير فهو استنكاف حكومة تصريف الأعمال عن القيام بعملها التدبيري عملًا بمبدأ استمرارية السلطات، وصيانة الخير العام وحقوق اللبنانيين، لجهة الاستقرار النقدي والاقتصادي والاجتماعي، وترك هذه الشؤون للسياسات الاستنسابية التي تعتمدها جمعية المصارف انطلاقًا من تقديرها لأولوياتها ومصالحها، متنازلة بذلك عن دورها السيادي في مجال صياغة السياسات العامة وإنفاذها من خلال لجنة الرقابة على المصارف، وتطبيقات قانون النقد والتسليف، والتواصل مع المؤسسات المالية الدولية من اجل احتواء الأزمة والتحضير للسياسات البديلة…،. ان مهزلة ترك سياسة إدارة الودائع المصرفية لجمعية المصارف وإحالة حقوق المواطنين لإرادتها الاستنسابية، هو استهداف للوضعية المواطنية بالصميم، وتحويلنا الى موالي عند المصرفيين، لا مواطنين في دولة تعبر ،كما في كل نظام ديموقراطي، عن إرادة الشعب كمصدر للسلطات والمرجع الأخير لها. لقد ترك الناس في حالة تخبط وضياع مع تنامي الأزمة المالية واستفحالها، ووضع اليد على المبادلات المالية من قبل مافيات الصيرفة ومحركيها في القطاع المصرفي، امعانا في دفع السياق التضخمي، وشفط أموال الناس من خلال اللعب على أسعار صرف العملات الصعبة، وما أدت اليه من انهيار الثقة بالقطاع المصرفي، وضرب الحياة الاقتصادية، وتفعيل الأزمات الاجتماعية والاستشفائية والتربوية…،.على الرغم من كل ذلك، سمح سعد الحريري لنفسه مغادرة البلاد لقضاء عطلته الدائمة، ولم يكلف نفسه لا هو ولا رئيس الجمهورية التوجه الى اللبنانيين من اجل توضيح حيثيات الأزمة المالية وصعوباتها وسبل حلها، وتركت الناس تتدبر امرها وكأنه ليس لهذا البلد من حكم فعلي سوى سياسة القمع غير المتبصرة.

لقد سقطت حكومة حسان دياب قبل ان تولد بفعل استشراء العنف وتبلور إيحاءاته، وها نحن اليوم أمام خياري الحرب الأهلية وما سوف تستحثه من صراعات مفتوحة على كل نزاعات المنطقة، أو العودة الى العقود الميثاقية وطروحات الحراكات المدنية التمكينية والإصلاحية كمدخل لمرحلة جديدة. ان سياسة الإملاء وفرض الأمر الواقع المعتمدة لن تذهب بعيدا والبرهان على ذلك انها وقعت في لعبة الدم قبل ان تبدأ. ان تجاهل حيثيات الحراك المدني والاعتبارات الميثاقية، وما تستدعيه من سياقات سياسية ودستورية وآليات انتقالية نحو تسوية ديموقراطية، هو تطور خطير يفصح عن إرادة سيطرة صريحة وذات نتائج مدمرة. اخيرا، لا بد للحراكات المدنية من اجراء نقلة نوعية باتجاه برنامج عملي مشترك وآلية تفاوضية من اجل الدفع بحكومة تمثيلية تحضر لانتخابات نيابية مبكرة. عدا ذلك، مسار الفوضى والحرب الأهلية قد استكمل روايته وعدته.

 

رائحة المال ومنبع الثقة بالعملة

د. منى فياض/الحرة/19 كانون الثاني/2020

نعيش في لبنان على وقع سعر صرف الدولار وعلى ملاحقة انحدار قيمة الليرة الشرائية. ونرتب روزنامتنا انطلاقا من الموعد الأسبوعي الذي يمنّ علينا فيها المصرف ليعطينا "فتات مصروفنا الأسبوعي المقنن"، من مالنا الخاص! إلى أن يحين الوقت الذي يقول لنا فيه ربما: انتهى. لم يعد لدينا دولارات نعطيكم إياها.

أصبح سعر العملة وتوفر النقود وتصاعد أسعار السلع شغلنا الشاغل. ما أعادني إلى فصل "رائحة المال" ليوفال هراري في كتابه "سابينس" لمراجعة علاقتنا بالعملة منذ نشوئها.

يستهل الفصل بالعودة إلى العام 1519، إلى هرنان كورتيس حين اجتاح مع رفاقه المكسيك، التي كانت حتى تلك اللحظة معزولة عن العالم الخارجي. لاحظ الآزتك الذين يعيشون هناك اهتمام الغزاة الغريب بمعدن ما لونه أصفر. ولاحظوا أنهم لا يتوقفون عن التحدث عنه.

الآزتك لم يكونوا يجهلون الذهب: كان معدنا جميلا وسهل الشغل، فصنعوا منه الحلي والتماثيل. وبالمناسبات استخدموا غباره للتبادل. ولكنهم كانوا يستعملون بذور البن أو كوبونات القماش للشراء. فبدا لهم هذا الهوس الإسباني بالذهب غير مفهوم. وتساءلوا: ما أهمية هذا المعدن الذي لا يؤكل ولا يشرب ولا يصلح للنسج وهو طري وغير صالح لصنع الأدوات أو الأسلحة؟

إن الدور الحاسم للثقة يفسر أن نظمنا المالية مرتبطة بشدة بأنظمتنا السياسية والاجتماعية والأيديولوجية

وعندما سألوا كورتيس من أين يأتي الإسبان بهذا الشغف بالذهب، أجابهم الغازي: "أصحابي وأنا نعاني من مرض بالقلب ولا يمكن أن نشفيه إلا بالذهب".

قبل الحقبة الزراعية، لم يكن بحوزة الصيادين ـ الملتقطين مالا. كل فرقة كانت تصطاد وتلتقط وتفبرك جميع ما تحتاجه تقريبا، اللحوم والطبابة والصنادل وحتى السحر. يمكن للعضو فيها أن يكون متخصصا في مهام مختلفة، لكنهم يتشاركون ممتلكاتهم وخدماتهم عبر اقتصاد خدمات وواجبات. قطعة اللحم يعوض عنها بمساعدة طبية. كانت الفرقة مستقلة ونادرا ما تلجأ إلى التبادل مع الغرباء، حينها يتم التبادل بواسطة الأصداف أو الصباغ...

صعود المدن والممالك مع تقدم بنى النقل التحتية أوجد التخصص بإنتاج سلعة واحدة بكميات كبيرة. ومن ثم حصل التبادل على نطاق واسع. حينها لم يعد ممكنا تبادل الخدمات على شكل معروف وواجبات فحسب. فاخترعت العملة في أماكن ومناسبات عدة. لم يتطلب إيجاد صيغتها أي تقدم تقني: كانت ثورة ذهنية صافية. إيجاد حقيقة غير موجودة سوى في الخيال المتشارك بين الناس.

لا تختزل العملة بالنقود والأوراق المالية. تعد عملة كل ما يريد الناس استخدامه لكي يحل محل قيمة شيء آخر لتبادل أملاك وخدمات. العملة تسمح بمقارنة سريعة وسهلة لقيمة سلع مختلفة (تفاح، أحذية، أو طلاق وطبابة). وباستبدال سهل لشيء مع شيء آخر وبتخزين الثروة.

وجد في العالم أنواع عدة من العملات. النقد الأكثر ألفة، هو قطعة معدنية مطبوعة. قبل ذلك شاعت أنواع مثل الصدف والماشية والجلد والملح والحبوب واللؤلؤ والقماش وصولا إلى السجائر في المعتقلات النازية..

العملات المتبادلة فعليا في السوق محدودة أقل من 37 تريليون دولار في مقابل 1.2 كدريليون على شكل استثمارات (كل كدريليون يساوي ألف بيليون). معظم أموالنا مدرجة على حساباتنا وغير موجودة إلا في توصيلات الكومبيوتر. لا أحد يتعامل بالعملة النقدية، لا أحد يدفع حقيبة نقود ثمنا لمنزل سوى رجال المافيا.

العملة ليست واقعا ماديا، لكنها بناء سيكولوجي

العملة إذن هي وسيلة تبادل عالمية تسمح للناس بتحويل كل شيء إلى شيء آخر. يمكن للجندي أن يترك قوته العضلية كي يقوي دماغه باستخدام ماله للتسجيل في إحدى الكليات. الأرض تتحول إلى ولاء عندما يبيع البارون أرضه ليصرف على حاشيته. الصحة تتحول إلى عدالة عندما يستخدم الطبيب أتعابه ليغطي أتعاب المحامي. وحتى بائعات الهوى يمكن أن تحولن الجنس إلى غفران، كما كانت تفعل غانيات القرن الخامس عشر اللواتي كن تدفعن مالهن المكتسب من عملهن لشراء رحمة الكنيسة الكاثوليكية.

الأصداف والدولار ليس لها من قيمة إلا في خيالنا المشترك. لا تتعلق قيمتها ببنية كيميائية أو باللون أو بالشكل. بمعنى آخر العملة ليست واقعا ماديا، لكنها بناء سيكولوجي. تعمل على تحويل المادة إلى فكر. لكن لماذا تنجح؟

لماذا تقبل أن تقدم همبرغر أو أن تبيع بوليصة تأمين أو أن تقوم بحراسة 3 أطفال عفاريت مقابل بضعة أوراق ملونة؟

يقبل الناس القيام بذلك عندما يثقون بثمرة خيالهم الجماعي. الثقة هي المادة الأولية التي تطبع فيها جميع أصناف العملات. عندما يبيع المزارع الغني ممتلكاته مقابل كيس من الأصداف كان على ثقة أن بإمكانه مبادلته ببيوت أو حقول أو أرز في مقاطعة أخرى.

توحد العالم كله الآن في منطقة نقدية عابرة للأوطان وللثقافات بدائرة اقتصادية وسياسية واحدة. يستمر الناس باستخدام لغات متعددة غير مفهومة ويخضعون لحكام مختلفون ويعبدون آلهة متمايزة لكنهم يؤمنون جميعهم بالذهب والفضة والإسترليني واليورو والدولار. دون هذه الثقة المتشاركة لكانت الشبكات التجارية العالمية مستحيلة.

العملة هي إذن منظومة من الثقة المتبادلة، وليست أي منها: العملة هي نظام الثقة المتبادل الاكثر عالمية والأكثر الفاعلية من كل ما أمكن تخيله.

في بداية ظهور النقود لم يكن للناس هذا الإيمان، لذلك كان من الضروري أن يعرّف "نقدا" أشياء تملك قيمة حقيقية داخلها تعادل ما تمثله. أول عملة ظهرت في سومر حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، وفي نفس المكان الذي ظهرت فيه الكتابة. تطورت الكتابة لتلبية حاجة كثافة النشاطات الإدارية. النقود، بدورها، تحولت من حبوب الشعير، الذي لم يكن ممكنا تخزينه بكميات كبيرة ولوقت طويل ولا نقله، لتلبية تكثيف النشاطات الاقتصادية.

الفتح الحقيقي في تاريخ العملة حصل عندما تعلم الناس أن يثقوا بعملة تخلو من القيمة الكامنة فيها. وأول ظهور لهذا النوع على يد حمورابي عندما طبع سيكل من الفضة يزن 8,33 غراما. وعلى عكس الشعير لم يكن هذا النقد يؤكل أو يشرب أو يلبس. لكن قيمته كانت ثقافية بالإضافة إلى ما تضفيه عليه السلطة السياسية التي تضمن قيمته.

"أنا، الملك الكبير فلان، أعطيكم كلمتي أن هذه الاسطوانة المعدنية تحتوي تماما 5 غرامات من الذهب ". وإذا حاول أحدهم تزوير هذه القطعة، فهذا يعني أنه يزور توقيعه مما يعد اعتداء على السلطة. من هنا كان تزوير العملة يعتبر اعتداء على سيادة الملك بالذات، وكان يلقى أشد العقوبات تصل إلى الإعدام أحيانا.

المشكلة الآن باستعادة الدولة قبل استعادة الثقة بالمصرف وبالعملة

ارتكزت سلطة الملك أيضا على النقود. إذ تخيلوا كيف كان سينقل الضرائب على قمح وشعير سهل البقاع إلى خزنته في روما ومن ثم إلى بريطاني ليدفع روتب جنوده؟

السلطة والثقة هما عماد العملة والعكس صحيح.

ترتكز العملة على مبدأين عالميين:

- قابلية التحول العالمية: للعملة دورها الخيميائي alchimiste، يمكن تحويل الأرض إلى ولاء، والعدالة إلى صحة، والعنف إلى معرفة.

- الثقة العالمية: بواسطة العملة، يمكن لشخصين مجهولين أن يتعاونا دائما في أي مشروع.

هذه الثقة هي ثمرة شبكة معقدة طويلة الأمد من العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. لنفحص ورقة دولار ماذا نجد: متحدون من جهة و"نثق بالله" من جهة أخرى. نقبل بالدولار لأننا نؤمن بالله ونثق بالدولة الأميركي. إن الدور الحاسم للثقة يفسر أن نظمنا المالية مرتبطة بشدة بأنظمتنا السياسية والاجتماعية والأيديولوجية والتقلبات السياسية غالبا ما تكون في أصل الأزمات المالية. وأن سوق البورصة يمكن أن يرتفع أو ينخفض تبعا لما يشعر به التجار في هذا الصباح أو ذاك.

كل شيء في لبنان مضطرب، فقدت السلطة ثقة الناس وضاعت هيبتها وتفككت الدولة وفقد سيادتها.

المشكلة الآن باستعادة الدولة قبل استعادة الثقة بالمصرف وبالعملة.

 

الإنتفاضة تتقدّم والسلطة تتراجع

إيلي القصيفي/19 كانون الثاني/2020

لقد كانت انتفاضة 17 تشرين  المتواصلة سبباً مباشراً لالتفات اللبنانيين إلى قضاياهم القريبة المعيشية والحقوقية على حساب القضايا الجيوسياسية الكبرى على امتداد المنطقة. لقد كان هذا السلوك بمثابة تطبيق شعبي لشعار النأي بالنفس الذي رفعته الحكومات منذ بدء الحرب السورية ولكنها لم تلتزم به. وحتّى القضايا السياسية فقد أخذت بعد 17 تشرين معنى جديداً متصلاً أساساً بالقضايا المعيشية التي فرضتها الأزمة الاقتصادية والمالية.

والحال هذه فإنّ قضية كسلاح "حزب الله" والتي كان يُنظر إليها لبنانياً بوصفها قضية "إقليمية" أصبحت منذ 17 أوكتوبر قضيّة "وطنية" بحت من حيث تعاطي النواة الانتفاضية معها. لقد أصبحت خلاصة هذه القضية وتمثلاتها المكثفة بضعة شبّان يركبون دراجاتهم النارية ويهجمون على خيم المتظاهرين في رياض الصلح دفاعاً عن حكومة سعد الحريري خصم "حزب الله" المفترض منذ العام 2005. هذا قبل أن يتغيّر المشهد تباعاً بعد سقوط الحكومة تلك.

غير أنّ هذه اللبنانوية القصوى للإنتفاضة والتي فرضت نفسها على أجندات القوى السياسية بما فيها "حزب الله" كنواة سلطوية، اصطدمت منذ لحظة اغتيال قاسم سليماني، بالطبيعة الإقليمية للبنان كإحدى ساحات المواجهة الأميركية الإيرانية. تماماً كما حصل للإنتفاضة العراقية التي تسعى لبناء خطاب عراقي جديد يَحمل قضايا الشعب المعيشية والسياسية في مواجهة الحكومة أساساً، لكن أيضاً في مواجهة الفصائل "الإقليمية" التي تعاملت مع الانتفاضة بوصفها مؤامرة أميركية.

صحيح أن الانتفاضة اللبنانية لم تطرح شعارات سياسية خارج المطالبة بإعادة إنتاج السلطة. إي أنّها لم تتناول قضية "حزب الله" من ناحية ارتباطه بنفوذ ايران في المنطقة، ذلك النفوذ الذي قام العراقيون ضدّه علناً في بغداد ومحافظات الجنوب. لكن وبالرغم من ذلك، فإنّ اغتيال سليماني بارتداداته المحتملة استطاع أن يقلب المشهد في بيروت، خصوصاً أنّه وقع في لحظة كمون إنتفاضي. إذ أرجع قتل القائد الإيراني بيروت عاصمة "إقليمية" على غرار بغداد، وإن كان الوضع العراقي بدا منذ لحظة الاغتيال أشدّ حساسيّة تجاه التطوّر الجديد، وهو ما اثبتته التطورات لاحقاً.

إذّاك طرحت في تلك مرحلة أسئلة من نوع: ما مصير الحركة الانتفاضية بعد هذا المُتغيَّر؟ ما هو حجم تأثيرها المتبقي في ظل المشهد الجديد؟ وما هو الموقف الذي يمكن أن تأخذه النواة الانتفاضية إزاء هذا المُتغيَّر؟ العراقيون من جهتهم قالوا: "لا ايران ولا امريكا"، وهو شعار شكّل شرطاً ضرورياً لاستمرار الانتفاضة بتحييد نفسها عن المواجهة القائمة بين الطرفين على أرض العراق. أي بإعادة التأكيد على "وطنيّتها" مقابل "أقلمة" الوضع العراقي تحت وطأة المواجهة بين طهران وواشنطن. 

أمّا في لبنان فسرعان ما تجاوزت التطورات السياسية كما حركة الانتفاضة تلك الأسئلة. إذ بدا لبنان معزولاً عن التداعيات الميدانية المباشرة لعملية الاغتيال تلك، خصوصاً بعدما وجّه الأمين العام لـ"حزب الله" الأنظار الى العراق باعتباره الساحة الأساسية للرد الميداني وحتى السياسي وليس لبنان. كذلك فإنّ الانتفاضة لم تجد نفسها مضطرة، في الراهن، للإجابة على هذه الأسئلة السياسية، إذ أنّ وجودها نفسه غير متصلّ بالإجابة عليها والتموضع سياسياً تبعاً لهذه الأجوبة كما هي حال الانتفاضة العراقية. فضلاً عن أنّ الانتفاضة استطاعت أن تعزل نفسها عن اللعبة السياسية، وهذا بحدّ ذاته موقف من التموضعات الإقليمية والدولية للقوى السياسية. إلّا أن هذا العزل الذي تنجح الانتفاضة في إقامته حتى الآن لا ينفي تقاطع المصالح بين القوى السياسية على اختلافها وبينها، وذلك في لحظات معينة وحول عناوين محدّدة. هذا تقاطع قائمٌ عمليا لكنّه متبدّل بحسب اللحظة السياسية، وبحسب أهداف الانتفاضة المتحركة في سياق مواجهتها مع السلطة. ولذلك فإن تقاطع المصالح هذا لم يستطع أن ينتج أي نوع من انواع التحالف بين القوى السياسية والانتفاضة الشعبية، وامتناع التحالف هذا حصل ما يشبهه في العراق أيضاً لجهة موقف التيار الصدري من الانتفاضة.

وهذه نقطة القوة الرئيسية للانتفاضة، أي أنّها تتحرك بمعزل عن اللعبة السياسية، وبوجه السلطة التي ما عادت قادرة أن تتجاهلها، خصوصاً بعد أن باتت تفرض نفسها قوة أساسية ومؤثرة في مسارات اللعبة السياسية، كما حصل لحظة اسقاط حكومة الحريري، ثمّ منع انعقاد الجلسة التشريعية.

أي أنّ الانتفاضة تعلن عداءها للسلطة بينما السلطة تجد نفسها مضطرة للاعتراف بالانتفاضة كقوة ضدّها. وإن كانت قوى السلطة تلعب، كلّ بحسب أجندته، لعبة مزدوجة مع الانتفاضة؛ تلوذ بها تارةً، وتشيطنها وتحاول قمعها تارة أخرى.

إلّا أنّ الانتفاضة تستمر في إثبات قدرتها على المناورة والصمود على نحو يجعل السلطة عاجزة عن ضبطها، وتأمين سير آمن للعبة السياسية على النحو الذي كان سائداً قبل 17 تشرين الأول؛ لذلك فإنّ السلطة، بإزاء عدم قدرتها على إعادة انتاج لعبة المحاصصة القديمة، وبإزاء عدم قدرتها على التأقلم مع الواقع الجديد الذي فرضته الانتفاضة، تلجأ إلى العنف المفرط بوجه الشعب كتعبير إضافي عن فشلها وعجزها.

وفي المحصلة، فإنّ الانتفاضة تتقدم والسلطة تتراجع، ولا التقاء بينهما!

 

هذه الطبقة السياسيّة ليست قَدَرًا. أَسقِطوها

عقل العويط/النهار/19 كانون الثاني/2020

لا رجاء في هذه الطبقة السياسيّة.

لا هي في مقدورها أنْ تغيّر طبيعتها، وأنْ تغيّر جلدها، ولا هي تريد أنْ تتغيّر.

استيقظنا أمس، كما أوّل من أمس، كما في أوّل هذا الأسبوع، كما في آخر الأسبوع الفائت، على مشاريع حكومات مركّبة كأحجار البازل والداما، ومطبوخة بالدسم المخلوط بالسمّ الزعاف، من خلال تجميع ما لا يُجمَع، وطرح ما لا يُطرَح، وتبويس لحى وتدوير زوايا وتذليل عقبات وتبادل حصص وإعادة تدويرها وتوزيعها بين أطراف أهل الحكم، ليتبيّن بعد قليل، أنّ كلّ شيءٍ من هذا القبيل وسواه، هباءٌ منثورٌ بهباءٍ منثور.

لماذا؟ "لأنّ الثلم الأعوج من الثور الكبير"، على ما يقول المثل اللبناني، الذي لا يزال معناه ومفعوله صالحَين ليُعمَل بهما، ما لم يتمّ إسقاط هذه الطبقة السياسيّة برمّتها.

أكرّر: لا خلاص ما لم يتم إسقاط هذه الطبقة السياسيّة برمّتها.

لا حلول قابلة للحياة مع هذه الطبقة السياسيّة. من أعلى هذه الطبقة إلى أدناها. أطرافُها جميعُهُم أَكَلَة جبنة، ولا همّ عند أيٍّ منهم إلّا اقتناص القطعة الكبرى، أو القطعة المناسبة له، بحسب "حجمه" و"مرتبته" و"منزلته" و"علوّ كعب حذائه". وهكذا دواليك.

كلّ مَن يراهن – في الداخل وفي الخارج – على رجاء إيجاد حلولٍ موقّتة أو مستديمة للبنان وللبنانيّين، إنّما يضيّع وقته، ويعجّل في اقتراب موعد النهايات الجحيميّة.

كلّ مَن يراهن - من اللبنانيّين الأوادم والأحرار والثوّار والإصلاحيّين والمستقلّين والاختصاصيّين والإداريين المحنّكين والنزيهين والزاهدين، وخصوصًا الأجيال الجديدة والشابّة - على مثل هذا الرجاء، كمَن يراهن على جمع الماء بين أصابع يديه.

ملعونٌ كلُّ شيء. باطلٌ كلُّ شيء. باطل الأباطيل. كلّ شيءٍ باطلٌ، وقبضُ ريح، مع هذه الطبقة السياسيّة اللبنانيّة.

فلتنزل اللعنات على هذه الطبقة السياسيّة. ولتكن ملعونةً، هي ومَن يشدّ على مشدّها، الآن وإلى الأبد.

لعن الله السلطة وأهلها – هذه السلطة وأهلها بالذات – ولعن... طالبيها والطامحين إليها في ضوء المعطيات والمعادلات القائمة.

كلّ قبولٍ بهذا الوضع السياسيّ والوطنيّ القائم، وبمعادلاته، وبموازين القوى فيه؛ كلُّ إطالةٍ لحياته، تحت ذرائع الإنقاذ وفرملة التدهور، ومنع الانهيار المطلق، يُعتبر اشتراكًا في الجريمة اللبنانيّة الموصوفة.

هذه الحياة الضائعة عبثًا، حرامٌ أنْ تضيع عبثًا.

هذا اللبنان الجدير بأنْ تُجترَح من أجله كلُّ أعجوبةٍ ومعجزة، طبقتُهُ السياسيّة التي تستولي على مقدّراته ومصائر مواطنيه، تهرس المعجزات والأعاجيب هرسًا، وتمعسها معسًا، وتغتالها اغتيالًا تحت ضوء الشمس الفاجر... من أجل الحفاظ على كرسيّ، ومنصب، ووظيفة، وصفقة.

ترى، أإلى هذا الحدّ يهزأ أهل السلطة بالتغييريّين والثوّار والمنتفضين والأوادم والأحرار والمستقلّين والاختصاصيّين والإداريّين المحنّكين والنزيهين والزاهدين؟!

أإلى هذا الحدّ يستخفّون بهم؟!

من جهة ثانية، ترى، أإلى هذا الحدّ نُعيَّر بأنْ هؤلاء التغييريّين والثوّار والمنتفضين والأوادم والأحرار والمستقلّين والاختصاصيّين والإداريّين المحنّكين والنزيهين والزاهدين... لا يستطيعون أنْ يفعلوا شيئًا، أو أنْ يقلبوا هذه المعادلات الجهنّميّة؟!

لقد بات الصباح في لبنان مؤلمًا، والنهار مؤلمًا، والليل مؤلمًا، والفجر مؤلمًا، والحياة فيه مؤلمةً، إلى الحدّ الذي أسمع فيه صراخ أحدهم يهتف بي: لا علاج لهذه الحياة على الأرض اللبنانيّة، مع هذه الطبقة السياسيّة. لا علاج للحياة على أرض لبنان!

لَهون وبس.

مش صحيح ها الحكي. ومش مقبول.

ليس صحيحًا، ولا مقبولًا، أنّه لا علاج لحياتنا، لوجودنا، لمصيرنا، لمستقبلنا، على أرض لبنان.

هذا ليس صحيحًا. وليس مقبولًا.

هذه الطبقة السياسيّة ليست قَدَرًا.

أسقِطوها.

 

خامنئي قطع الطريق على تحييد لبنان

وليد شقير كاتب/اندبندنت عربية/19 كانون الثاني/2020

المجتمع الدولي يراقب التقاسم في حكومة اللون الواحد والانتفاضة ترفضها

يكاد لا يمر يوم يأمل فيه بعض الأوساط السياسية اللبنانية بإمكان تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، لا سيما المرحلة التي بلغتها المواجهة الأميركية - الإيرانية بعد اغتيال قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني، إلا وتبرز مواقف من هذه الجهة أو تلك، لتخذل هذه الآمال.

اعتبر بعض المراقبين في بيروت أنه على الرغم من اللهجة العالية في مواقف الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله ضد واشنطن والداعية إلى عمليات عسكرية ضد الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لإخراج الأميركيين منها، فإن تركيزه على تحقيق هذا الهدف في العراق ومراهنته على أن تتولى تنظيمات "الحشد الشعبي" المهمة، إضافة إلى إسقاط اتفاقية التعاون الأمني مع الجيش الأميركي في بلاد الرافدين، على المستوى السياسي، مؤشر إلى إبعاد لبنان عن مقتضيات المواجهة العسكرية. ومن الطبيعي أن يهتم فرقاء كثر بإبعاد هذه الكأس المرة نظراً إلى الحاجة لإخراج البلد من الحظر الذي فرضه الأميركيون ودول غربية عدة وكذلك الدول الخليجية، على المساعدات المالية من أجل أن يخرج من أزمته الاقتصادية الخانقة التي تسببت بالانفجار الشعبي، احتجاجاً على طبقة سياسية أغرقت البلد في العوز والتدهور المعيشي نتيجة المحاصصة والفساد والهدر، وخضوعه لتداعيات العقوبات الأميركية على "حزب الله" وسوريا. فالدول المعنية بتقديم المساعدات للبنان تشترط قيام حكومة مقبولة بوزرائها وبرنامجها، من الشعب المنتفض، ويمكن الوثوق بقدرتها على تحييد لبنان عن الصراع الإقليمي، بعدما أخذه نفوذ "حزب الله" في السلطة منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، إلى محور المقاومة والممانعة، إضافة إلى قدرتها على تنفيذ برنامج إصلاحات اقتصادية وهيكلية جدية.

عون وآمال التحييد

ويقول أحد النواب اللبنانيين المقربين من الرئيس عون لـ "اندبندنت عربية"، إن خطاب الأخير أمام السلك الدبلوماسي الأجنبي في لبنان، في 14 يناير (كانون الثاني)، الذي دافع فيه عن سياسته في السنوات الماضية مبرراً عدم النجاح في تحقيق الإصلاحات، تناول بطريقة لافتة تحييد لبنان لشعوره بأن هذا العنوان جوهري بالنسبة إلى جهود إخراجه من الأزمة الاقتصادية. فالرئيس اللبناني أكد "تمسّكنا بالقرار 1701 وبالقرارات الدولية والشرعية الدولية وبمبدأ تحييد لبنان عن مشاكل المنطقة وإبعاده عن محاورها لإبعاد نيرانها عنه من دون التفريط بقوة لبنان وحقه في المقاومة، وقيام استراتيجية دفاعية تعزّز هذه الفرصة بالتفاهم بين كل اللبنانيين". ويأتي حديث عون عن تحييد لبنان مخالفاً لسياسة اتبعت في السنتين الماضيتين من قبل صهره وزير الخارجية جبران باسيل بالتماهي مع محور الممانعة، وآخرها إدانته اغتيال سليماني، وامتناعه عن التعليق على خرق إيران السيادة العراقية بقصفها قاعدة عين الأسد لاستهداف الجيش الأميركي. وهي سياسة تسببت لسنوات بمواقف سلبية من دول الخليج حيال لبنان، ونصائح أميركية حازمة لباسيل بـ "الابتعاد عن حزب الله". ويعتبر النائب المقرب من عون أن الأخير يتمتع بعلاقة وثيقة مع "حزب الله" تمكنه من التوصل إلى رؤية مشتركة مع الحزب لتحييد لبنان. ويأمل بأن ينجح عون في ذلك، لأن البلد لا يحتمل بعد الآن أخذه إلى مغامرات مدمرة. وهناك مراهنة لدى بعض الفرقاء الساعين إلى تأليف الحكومة الجديدة، على أن يبدي نصر الله بعض الانكفاء في الانحياز إلى طهران كي تتمكن الحكومة التي يجري العمل على تأليفها من جذب المساعدات الخارجية لمواجهة أزمته المستفحلة.

إلا أن كلام عون جاء غداة تكرار نصر الله في 12 يناير في خطاب له بذكرى أسبوع مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس تهديده الإدارة الأميركية بأن "الأيام ستكشف بالدم أن العالم بعد اغتيال سليماني سيكون عالماً آخر، لا أمان فيه لهؤلاء الطغاة". وأكد نصر الله أن إخراج القوات الأميركية من المنطقة "قرار قاطع وحاسم في محور المقاومة والمسألة مسألة وقت، ولن يحصل أي تهاون فيها".

بين نصر الله والسيستاني

وبلغت حدة نصر الله في الإصرار على فرقاء آخرين كي يشتركوا في تنفيذ هدف طرد الأميركيين من المنطقة، أن تسبب بمشكلة مع حكومة كردستان العراق حين انتقد موقفها بعدم الاشتراك مع سائر القوى العراقية النيابية، لا سيما الشيعية، في التصويت على توصية إلغاء اتفاقية التعاون الأمني بين بغداد وواشنطن، التي تشرع الوجود الأميركي في العراق، ما اضطر ناطق باسم حكومة الإقليم الكردي أن يرد عليه بقسوة. هذا في وقت عادت الاحتجاجات الشعبية العراقية إلى الشارع، منددة بتدخل إيران والقوى المتحالفة معها. كما أن نصر الله ذهب إلى حد امتداح موقف المرجعية الدينية في النجف، أي السيد علي السيستاني، حيال الوجود الأميركي. فهو دان الغارة الأميركية التي استهدفت سليماني والمهندس معتبراً إياها تعدياً على السيادة العراقية، لكنه تجاهل موقف السيستاني الذي ساوى بين العمل الأميركي وبين الرد الإيراني بقصف قاعدة عين الأسد العسكرية العراقية، التي يتواجد فيها الجيش الأميركي بصواريخ باليستية. ففي خطبة الجمعة بتاريخ 10 يناير أشار ممثل السيستاني إلى "ما وقع في الأيام الأخيرة من اعتداءات خطيرة وانتهاكات متكررة للسيادة العراقية مع ضعف ظاهر للسلطات المعنية في حماية البلد". ودعا إلى "أن يكون العراق سيد نفسه يحكمه أبناؤه ولا دور للغرباء في قراراته". كما أكد السيستاني أنّ "التعامل بأسلوب المغالبة من قبل الأطراف المختلفة التي يملك كل منها جانباً من القوة والنفوذ ومحاولة كل منهم فرض رؤيته على الباقين سيؤدي إلى استحكام الأزمة، ويخرج الجميع منها خاسرين، والخسارة الأكبر من نصيب البلد وعامة الناس الذين ليس لهم دخل في الصراعات الداخلية والخارجية".

خامنئي و"الحكومات العميلة" ولبنان

وإذا كان واضحاً توجه السيستاني نحو تحييد العراق عن المواجهة الدائرة بين طهران وواشنطن، فإن الأكثر وضوحاً أن الأولى ليست بهذا الوارد. والتماثل بين خطبة مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي وبين كلام نصر الله قبله حول دخول المنطقة مرحلة "تاريخية"، وأن الرد على مقتل سليماني في قاعدة عين الأسد "ليس عملية واحدة وإنما مسار طويل يجب أن يفضي إلى إخراج الوجود العسكري الأميركي من الشرق الأوسط". فخامنئي شمل لبنان فيها، حين اعتبر أن "قوة القدس بقيادة سليماني ساعدت لبنان سوريا وفلسطين والعراق واليمن وجلبت الأمان لإيران ويجب النظر إلى هذه القوة على أنها منظمة إنسانية". وتحدث باللغة العربية عن "الامتحان العسير في سوريا والفتن في لبنان والتخريب في العراق كنموذج لسياسة العدو"، واعتبر أن "أميركا تريد أن تجعل من سوريا ولبنان تحت سيطرة الحكومات التابعة لها والعميلة".

الحكومة وميزان القوى والانتفاضة

ويرى مصدر سياسي بارز في بيروت أن ربط خامنئي لبنان بالمشهد الإقليمي لا بد أن ينعكس على تأليف حكومة "غير عميلة لأميركا"، وفق مفهومه. فالحكومة العتيدة برئاسة حسان دياب بدأ الحديث عن وجوب أن تكون من الاختصاصيين والمستقلين، ثم انتهت إلى حكومة قام فريق واحد من أطراف السلطة بتسمية وزرائها، فيما خرج أطراف الفريق الرافض لنفوذ طهران منها، أي قوى 14 مارس (آذار) السابقة (المستقبل، القوات اللبنانية، التقدمي الاشتراكي والكتائب). وإذ يرى المصدر إياه أن تأليف الحكومة يأخذ بميزان القوى الراهن الراجح لمصلحة "حزب الله" وحلفائه، ومن دون أن يحتسب ما أضافته الانتفاضة الشعبية كعامل جديد على المسرح السياسي، طالما يلتقي أحزاب في السلطة مع خامنئي في اعتبارها "فتنة" و"تخريباً" في العراق على الرغم من أن السيستاني أيد الاحتجاجات فيه. ويعتبر المصدر السياسي نفسه أن الخلافات بين أطراف الفريق الواحد على الحصص في التركيبة التي يطبخها هؤلاء لا تغير واقع أنها من فريق واحد، يسعى "حزب الله" إلى التوفيق بين مطالب أطرافه. بينما كان المخرج هو قيام حكومة مستقلين فعلاً، بدل عودة أحزاب السلطة إلى تقاسم الحقائب الوزارية تحت قبعة وزراء تكنوقراط ومستشارين لأقطاب في الحكم. إلا أن إهمال مطالبة الانتفاضة اللبنانية بالمستقلين سيلقى رد فعل كالذي شهده لبنان خلال الأسبوع الماضي في الشارع من اعتراضات، وسط معلومات تفيد بأن مجموعات الانتفاضة ستحول دون وصول النواب إلى البرلمان للتصويت على الثقة بها وببرنامجها الوزاري، إذا أعلنت مراسيم حكومة دياب بالشكل الذي يتم التحضير له. لكن شبه المؤكد أن المجتمع الدولي لن يتعاطى مع الحكومة على أنها تضمن تحييد لبنان، خصوصاً أنه يراقب رفض الانتفاضة لطريقة تأليفها ولتناتش المواقع بين فرقائها.

 

أحصنة طروادة تتساقط في لبنان

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/19 كانون الثاني/2020

أسقطت الانتفاضة اللبنانية كل الأقنعة التي تخفَّى خلفها تحالف السلطة طوال الفترة الماضية، وبات كل شيء مكشوفاً، إذ لم يعد هناك مستور في الشأنين العام والخاص السياسيين، لا سيما بعدما وقع المحظور بين الطغمة التي اختارت تعيين من تصورت قدرتها على التحكم به، وتسييره كما تشاء، لتأليف حكومة أقنعة ومهرجين هي أبعد ما تكون عن الوزراء الاختصاصيين المستقلين الذين يطالب بهم المنتفضون منذ 96 يوما. فالسلطة الممسكة بالبلد تريد حكومة على صورتها ومثالها، لذلك لم تتوقع أن يكون حسان دياب مخالفا لتوقعاتها، فوقعت في الفخ الذي نصبته للانتفاضة كي تجهضها، وعندما جد الجد وبدأت عملية التأليف تأخذ طريقها الى النور، اختلف اللصوص على تقاسم غنيمة وزراء اللون الواحد. في المقابل، ومنذ استقالت حكومة سعد الحريري الى اليوم، لا يزال الثوار يطالبون بحكومة مستقلة من اختصاصيين مشهود لهم، تعمل على وضع خطة مالية وتجري انتخابات نيابية مبكرة تعيد إنتاج السلطة وفقا للمعطيات التي استجدت بعد 17 أكتوبر الماضي. بدلا من كل هذا، لجأت السلطة الى التمادي في تجاهل المطالب الشعبية، لذا فبعد ثلاثة أشهر من المطالبات الهادئة والتظاهرات السلمية عيل صبر الناس، وبدلا من الركون الى العقل والمنطق رأى رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الهروب الى الأمام وإعطاء الأمر للقوى الأمنية والعسكرية بقمع الانتفاضة بعنف مبالغ فيه، حيث لجأت قوات مكافحة الشغب الى إطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين مباشرة، ولم تحترم حتى أماكن العبادة، إذ لاحقت الثوار حتى المساجد في وسط بيروت.

لا شك أن هذا أمر ينطوي على مخاطر كبيرة، فهو أشبه بإشعال فتيل برميل بارود في حقل ألغام زرعته ولا تزال منذ 30 عاماً طبقة سياسية وقحة بالفساد والهدر والنهب والاستهتار بالإرادة الشعبية، والاحتيال السياسي والتجويع.

طوال العقود الثلاثة الماضية عملت هذه الطبقة على تقاسم المغانم في ظل حماية سلاح ميليشياوي غير شرعي، هو سلاح «حزب الله» كانت تخيف به اللبنانيين تارة، وتوظفه لمصلحتها طورا، فيما الحقيقة أن الحزب وأمينه العام ليسا أكثر من مشاركين في طبخ السم، وها هم اليوم يذوقونه بعدما بدأت ما يسميه حسن نصرالله «البيئة الحاضنة للمقاومة» تخرج عليه، معلنة معارضتها لمواقفه ومخططاته. لقد فشلت طوال الفترة الماضية محاولات القمع المستتر التي مارسها الحزب، سعيا الى إجهاض الانتفاضة عبر حرفها عن مسارها وإدخالها نفق الفتنة الطائفية، ودفعه بمناصريه الى مهاجمة المحتجين والهتاف «شيعة… شيعة… شيعة»، لتصوير الأمر كأنه خلاف مذهبي، غير أن هؤلاء أنفسهم اكتشفوا الحقيقة بعدما طفح كيلهم، فيما الجوع ينهشهم، كبقية اللبنانيين. ربما تكون السلمية والحضارية التي تعاطى بها الشعب اللبناني في الأشهر الثلاثة الماضية مع السلطة قد أزعجت طبقة لا تفهم إلا لغة القوة والقمع، على غرار ما هو سائد في إيران والعراق، فحاولت استنساخ الأسلوب الإيراني الذي كان قد لوّح به حسن نصرالله أكثر من مرة، ولو بطريقة غير مباشرة. لقد فات هؤلاء أن الشعب اللبناني خرج ثائراً ولن يعود إلا بعد تحقيق مطالبه التي أعلنها منذ البدء، وأهمها كما يقول اللبنانيون «كلن يعني كلن»، عندها لا عزاء لسلطة السلاح الميليشياوي الإيراني التي تحمي الفاسدين والمفسدين، لأن زمن أحصنة طروادة قد شارف على الانتهاء.

 

لماذا تحدث خامنئي بالعربية ولم يُضف الكردية؟

طوني فرنسيس/اندبندنت عربية/19 كانون الثاني/2020

إيران تستبدل المشرق العربي بـ"غرب آسيا"... وتحاول حصر الخسائر على جبهات ثلاث

لمْ تكسب الرؤية الإيرانية للتطورات في "غرب آسيا" مصداقيةً إضافيةً، بل خسرت الكثير منذ تبرَّع المرشد علي خامنئي بشرحها في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

في ذلك اليوم، أطلَّ خامنئي بعد أسبوعين على ارتكاب حرسه الثوري جرائم قتل نحو 1500 إيراني نزلوا إلى الشوارع احتجاجاً على زيادة أسعار المحروقات، وفي نهاية شهر على اندلاع الانتفاضة بالعراق ضد الأحزاب الحاكمة بدعم من إيران، وضد الهيمنة الإيرانية على البلاد، كذلك إثر بدء موجة الاحتجاجات في لبنان 17 أكتوبر (تشرين الأول) ضد سلطة الفساد والإفقار وعمودها الفقري المتمثل بتحالف حزب الله والتيار العوني بقيادة رئيس الدولة اللبنانية.

إطلالة خامنئي في ذلك اليوم كانت مِفصلية، فالرجل الذي قاد حملة الحرس الثوري لحسم اعتراضات الداخل المتصاعدة، رأى بأم العين أن استثمارات ذلك الحرس، بإشراف فرعه الخارجي (فيلق القدس) في "غرب آسيا"، باتت مهددة، ولا بدّ من وقف الخسارة ومنعها، ولو تم ذلك عبر ضرب التحركات الشعبية وقمعها على الطريقة الإيرانية... ومن ضمن المؤسسات! ولا بدّ في السياق من التنبه إلى لجوء القيادة الخامنئية إلى الإصرار على تسمية بلدان المشرق العربي، العراق وسوريا ولبنان وغيرها، ببلدان "غرب آسيا"، في رغبة دفينة وعميقة بإلغاء الحيثية القومية العربية، أو الانتماء العربي لهذه البدان والمنطقة العربية المشرقية بأسرها، تماماً مثل الإصرار الخامنئي، وقبله الشاهنشاهي، على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي في إشعار مُسبق بالرغبة في وضع اليد على هذه المنطقة المهمة عربياً ودولياً.

لمْ يرَ خامنئي في مقاربته للتحركات الشعبية في العراق ولبنان وإيران سوى "أعمال شغب تديرها أميركا وإسرائيل وبعض دول المنطقة"، ووجّه بتحقيق المطالب "ضمن الأطر القانونية" في كل بلد.

في هذه النقطة بالذات، بدا المرشد واثقاً من إمساكه بمصير التطورات بالعراق ولبنان، على طريقة إمساكه "قانونياً" بمصير الاحتجاجات بإيران، ومصدر الثقة يستند إلى أمرين، أولهما اطمئنان المرشد إلى أن البُنى السياسية الرسمية في كل من العراق ولبنان باتت ممسوكة من جانب القوى الموالية إيران، وثانيهما أن قيادة لـ"غرب آسيا" قد تكرَّست على مدى عقدين بزعامة قاسم سليماني وإلى جانبه هيئة أركان تتفاوت مكانة عناصرها وأدوارهم، في إطار حشد شعبي عراقي، أو حزب لبناني ينسج تحالفات في سياق من الترهيب والترغيب مستمر منذ 2005.

تقدَّم حزب الله إلى معالجة الانتفاضة اللبنانية في الإطار العام الذي رسمه المرشد: المطالَب يجب العمل على تلبيتها ضمن المؤسسات، لكن ينبغي التنبه إلى التدخل الأميركي والإسرائيلي ومؤامرات السفارات.

هذا ما كرره أمين عام الحزب حسن نصر الله في إطلالات عدة، كان الهدف منها تصوير الانتفاضة في لبنان تدبيراً أميركياً ينبغي مواجهته، كما تجب مواجهته في العراق.

ولا يعود سبب المواجهة ووجوبها إلى اندلاع الانتفاضتين في لبنان والعراق، فتلك فرصة، إلا أن السبب الفعلي هو سعي إيران لتعزيز مواقعها في "غرب آسيا" في أعقاب ما اعتقدته تراجعاً أميركياً تجلّى في الانسحابات من شمال سوريا، وعدم الرد على إسقاط الطائرة المسيّرة فوق الخليج، والصمت على قصف مواقع أرامكو والاعتداءات على ناقلات النفط، والحديث عن انسحاب من العراق بعد انتهاء الحرب على "داعش".

تشجَّعت القيادة الإيرانية، واعتقدت أنها يمكن أن تملأ فراغ الغياب الأميركي، ولم يكن ينقص سوى مزيدٍ من التعبئة ضد الشيطان الأكبر، وشيطنة تحرّكات شعوب المنطقة، ثم البدء بعمليات ضغط ملموسة اقترح بعضها حسين شريعتمداري ممثل خامنئي في مقالة نشرتها صحيفة "كيهان" نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، دعا فيها "إلى احتلال السفارتين الأميركية والسعودية في بغداد".

أزعجت انتفاضة العراقيين إيران إلى الحد الأقصى، وأربكتهم انتفاضة اللبنانيين، لكن ليس إلى الحدّ الذي بلغته الثورة العراقية على النفوذ الإيراني، وفِي لحظة محددة بدا أن دعوة شريعتمداري إلى احتلال السفارات وُضعت قيد التنفيذ، على وقع نشاط محموم يقوده قاسم سليماني بين بيروت وبغداد لفرض رئيسٍ جديدٍ للحكومة في كل من العاصمتين، وإنهاء الانتفاضة خصوصاً في العراق، عبر التركيز على أولوية طرد الأميركيين منه ومن المنطقة بأكملها.

قُطع هذا السياق في الضربة الأميركية التي قضت على سليماني، تحوّل نصر الله مسؤولاً عن ميليشيات إيران في "غرب آسيا"، مهمته توجيهها في خوض معركة إنهاء الوجود الأميركي، فغاب لبنان عن خطابه، واقتصر العالم على طرفين يتصارعان: إيران وأميركا، ومقياس الشرف الوقوف من دون شروط مع إيران.

لكنْ، ضربة سليماني لم تكن بهذه البساطة، إنها تحدٍّ مباشر لأعلى مستويات السلطة في إيران من جانب إدارة لا تُخفي مسؤوليتها، ولا تحيل أفعالها إلى مجهول، لقد خرج دونالد ترمب وأعلن بوصفه رئيساً لأميركا أنه أعطى الأمر بقتل سليماني، ولَحِقه وزير الخارجية مايك بومبيو محدداً المطلوب من إيران، ومحذراً من تحريكها أذرعها، وعندما ردّت إيران على اغتيال سليماني جاء فعلها مرتبكاً، وأدّى إلى فضيحة إضافية في إسقاط الطائرة الأوكرانية، وقتل مزيدٍ من الإيرانيين، ومحاولة إنكار المسؤولية في البداية، ثم الاعتراف اللاحق على وقع اندلاع موجة شعبية أحرقت صور سليماني بعد أيّام على أضخم تشييع يُنظّم في إيران لشخصية مثله.

حاول النظام الإيراني تحويل اغتيال سليماني إلى مناسبة حشد شعبي لتأييده وكسب مزيد من التأييد للمتشددين وتنظيم الحرس الثوري، إلا أن إسقاط الطائرة الأوكرانية على يد الحرس بالذات فجّر الشارع ضد خامنئي والحرس على السواء، وصدرت دعوات لرحيل المرشد على لسان معارضين معروفين، بينهم مهدي كروبي وفائزة رفسنجاني، ولَم تنجح محاولات تصوير القصف الإيراني على قاعدة عين الأسد العراقية نصراً إيرانياً أو ردّاً كافياً على ضربة سليماني. اضطر خامنئي للمرة الأولى منذ 8 سنوات إلى الظهور في صلاة الجمعة وإمامة المصلين في محاولة لرأب الصدع الداخلي، وطلب التضامن من شعوب "غرب آسيا". حاول حصر الأضرار والتغطية على مسؤولية الحرس في إسقاط الطائرة، ودفع الجمهور إلى الاستعداد لانتخابات فبراير (شباط) المقبل النيابية، وهي انتخابات يُتحكّم بنتائجها سلفاً عبر إبعاد استنسابي لمرشحين غير مرغوبين.

إلا أن المفاجأة كانت لجوء خامنئي إلى التحدّث بالعربية، متوجهاً إلى العراقيين خصوصاً، والشعوب العربية عموماً، ورغم ولع المرشد حسب ما يُروَى عنه بلغة الضاد وكتاب الأغاني وجبران خليل جبران، فإن القادة الإيرانيين اعتادوا التحدّث بالفارسية حتى إلى أمة نبي الإسلام، ولم يشذ خامنئي عن القاعدة، غير أنه هذه المرة في 17 يناير (كانون الثاني) خصص جزءاً من خطبته باللغة العربية إلى العراق، معبراً عن خوفه من تنامي المشاعر المعادية إيران في هذا البلد، "إلا أن الشهادة الكبرى لـ(سليماني) أفشلت كل الوساوس الخبيثة". للمرة الأولى منذ سنوات بدت ثقة القيادة الإيرانية بنفسها مهتزة، خوفٌ من الداخل، وخوفٌ على "استثمارات" مديدة في "غرب آسيا"، وخشيةٌ دائمة من هراوة أميركية فوق الرؤوس، ولو تنبًه خامنئي لوجَّه كلمة باللغة الكردية، فكردستان أيضاً لم تقبل مشروعه لـ"تحرير" المنطقة من الوجود الأميركي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون عرض مع دياب تطورات الوضع الحكومي ويترأس غدا اجتماعا أمنيا

وطنية - الأحد 19 كانون الثاني 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند الخامسة من عصر اليوم في قصر بعبدا، الرئيس المكلف تأليف الحكومة حسان دياب، وعرض معه التطورات الراهنة والمستجدات في الشأن الحكومي في ضوء الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة.

وبعد الاجتماع، غادر دياب من دون الادلاء بأي تصريح.

اجتماع أمني

على صعيد آخر، يترأس الرئيس عون ظهر غد الاثنين، اجتماعا أمنيا في قصر بعبدا يحضره وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، ووزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، وقادة الاجهزة الامنية والعسكرية، وذلك للبحث في التطورات الامنية والاجراءات الواجب اتخاذها للمحافظة على الاستقرار والهدوء في البلاد.

 

رئيس الجمهورية يترأس غدا اجتماعا أمنيا

وطنية - الأحد 19 كانون الثاني 2020

يترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال، عون عند الساعة الثانية عشرة من ظهر غد، اجتماعا أمنيا يحضره وزيرا الدفاع الوطني والداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب وريا الحسن وقادة الاجهزة العسكرية والأمنية، لعرض الأوضاع الامنية والاحراءات الواجب اتخاذها لمعالجة الأوضاع.

 

نهاد المشنوق: لانتخابات رئاسية ونيابية مبكرة وحكومة تكنوقراط

وطنية - الأحد 19 كانون الثاني 2020

حيا النائب نهاد المشنوق، في بيان، عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، وقال: "موجع كان المشهد في وسط بيروت ليل أمس، حيث رأينا فقراء، يتقاتلون مع فقراء، غاضبون ومفلسون يتضاربون مع غاضبين ومفلسين مثلهم، فيما مسببو الأزمة النقدية والمالية والاقتصادية يكملون مسلسل تشكيل الحكومة، بأموال اللبنانيين، التي تنزف مع كل تأخير في التشكيل. والغريب أنه إذا كان المتظاهرون والمحتجون يمثلون الشعب اللبناني الغاضب والمعترض، في واحدة من أكثر اللحظات اللبنانية صدقا ونزاهة في تاريخ لبنان، فإن قوى الأمن ليست هي المسؤولة عن انحراف الطبقة السياسية، ولا عن الأزمة النقدية، ولا عن التأخير في تشكيل الحكومة. وليست قوى الأمن ولا الجيش هم من أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه اليوم". وسأل: "ألم يلاحظ أحد من المسؤولين، وأولهم رئيس الجمهورية، أن الصورة انتقلت من الشارع إلى المستشفيات التي تعج بالجرحى، مواطنين وعناصر أمنية، وأن عددهم زاد عن 400 بحسب المصادر الطبية؟ ألم ينتبه الثوار إلى أن السؤال والجواب على أسئلتهم هو في بعبدا وليس في وسط بيروت؟ ألم يلاحظوا أن هناك عناصر من أمن مجلس النواب بلغ بهم التهور حد كسر المحرمات باقتحام مسجد محمد الأمين، الذي بناه الشهيد رفيق الحريري، للاعتداء على المحتمين بداخله؟ في وقت يراقب البيارتة من منازلهم، إلا من أضاء منهم بحضوره الواجبات الوطنية للمدينة الأم؟". وأكد أن "الحل الوحيد الموقت المتاح لكل القوى السياسية هو دعم تشكيل حكومة تكنوقراط لا تشبه ما سبق من حكومة أخذ فيها التيار الوطني الثلث المعطل، والذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة تنهي مرحلة تحطيم الوفاق وتدمير التوازن وتفجير الاستقرار في لبنان، وتفتح الباب لاحقا لقانون انتخابي عاقل وانتخابات نيابية مبكرة، لأن ما وصلنا إليه سببه قانون الانتخاب الذي جرت على أساسه الانتخابات الماضية". وقال: "الحديث مؤجل عمن أقر عرف الثلث المعطل، المخالف للاستقرار الوطني، وها هو التيار نفسه الآن لا يعترف بالشعب ولا بمطالبه، ويعتبر ما حصل عليه سابقا هو حق مكتسب له، هذا الزمن انتهى في الشارع، وفي بعبدا، ولن تكون هناك حكومة كسابقاتها في السرايا. إذا كان الدم في الشارع هو الثمن للاعتراف بالوقائع فسيجد صهر الرئاسة دم اللبنانيين على يديه خلال أسبوع، وعندها لن ينفع الندم، أتمنى أن أكون مخطئا بما حذرت منه الأسبوع الماضي من الدم على الأرض، وأعود إلى التحذير منه اليوم، الحديد أرخص ما تقدمه العاصمة، أما الدماء فهي أغلى من كل الأثلاث". وختم المشنوق: "ستعود بيروت مضيئة بأهلها مهما فعلت أحزاب التأليف من ضرر، والحكومة ستشكل دون ثلث حكومي معطل، ومن يعش يرى".

 

الراعي لمعرقلي تشكيل الحكومة: انتم تتحملون مسؤولية الخزي والعار لما حصل في الحمرا وبيروت

وطنية - الأحد 19 كانون الثاني 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وبيتر كرم، أمين سر البطريرك الاب شربل عبيد، في حضور نقيب الاطباء شرف أبو شرف وأعضاء مجلس النقابة، رئيس مجلس القضاء الاعلى السابق القاضي غالب غانم، عائلة المرحوم الدكتور جورج شقير برئاسة المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، عائلة المرحومة تريز نصار برئاسة قنصل موريتانيا في لبنان إيلي نصار، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

عظة الراعي

وألقى الراعي عظة بعنوان "تعاليا وانظرا" (39:1) قال فيها: "بشهادة يوحنا المعمدان عن يسوع أنه "حمل الله"، تبع تلميذاه الرب وسألاه: "يا معلم أين تقيم؟" فكان جوابه: "تعاليا وانظرا" (يو39:1). زمن الدنح هو زمن اعتلان سر المسيح واكتشافه. فبعد أن أعلنه الآب: "أنت هو ابني الحبيب، بك رضيت" (مر11:1)، إكتشفه يوحنا أنه "حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" (يو29:1). أما التلميذان اللذان ذهبا وأقاما معه ذاك اليوم، إكتشفا أنه المسيح المنتظر، كما أعلن أندراوس لأخيه سمعان: "لقد وجدنا مشيحا أي المسيح" (يو41:1). وهكذا تتواصل الشهادة لسر المسيح منذ ألفي سنة، لكي يكتشفه كل إنسان ويجد فيه طريقه إلى الخلاص. هذه هي رسالتنا المسيحية في لبنان وبلدان الشرق الأوسط". اضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية. وقد أتينا لنرى أين يقيم يسوع، ونقضي معه ساعة في سر القداس، حيث كلامه وذبيحته ووليمة جسده ودمه. حياتنا هي دخول في شركة حياة وصداقة مع يسوع، عبر مسيرة حياتية تتواصل باكتشاف وجهه يوما بعد يوم، بشكل جديد ومتجدد. نصلي كي نعيش هذا الاكتشاف المتجدد، فلا نتحجر في الموقف والمسلك والرأي والمصلحة الشخصية على حساب الخير العام وخير الآخرين.

فيما أحييكم جميعا، أخص بالتحية مجلس نقابة الأطباء ورئيسه الدكتور شرف أبو شرف؛ وعائلة المرحوم الدكتور جورج شقير الذي ودعناه منذ أربعين يوما، مع زوجته وابنيه وابنته وأشقائه والأنسباء، وقد خدم الدولة كرئيس في عدد من مؤسساتها، وهي خدمة يواصلها إبنه الدكتور أنطوان كمدير عام لرئاسة الجمهورية؛ ونحيي عائلة المرحومة تريز يوسف كرم أرملة المرحوم ناصر إيليا نصار التي ودعناها منذ ثلاثة أسابيع مع أولادها: إبنها ايلي قنصل موريتانيا في لبنان ورئيس بلدية بلونه سابقا، وشقيقتيه، وعائلة المرحوم شقيقه وأنسبائهم. فنذكر في هذه الذبيحة المقدسة أخينا المرحوم جورج وأختنا المرحومة تريز، ملتمسين لهما الراحة الأبدية في السماء، ولأسرتيهما العزاء الإلهي".

وتابع: "يبدأ اليوم في لبنان والعالم أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين وعنوانه كلمة بولس الرسول عندما وصل إلى جزيرة مالطة مكبلا مع رفاقه السجناء في طريقهم إلى روما، واستقبلوهم هناك، فقال: "أظهر لنا أهالي الجزيرة إنسانية منقطعة النظير" (أعمال1:28). الإنسانية هي أساس وحدة المسيحيين والمنطلق إلى وحدة العقائد. هذه الإنسانية نجدها بامتياز في شخص يسوع المسيح الذي انحنى بحبه على الضعفاء والخطأة والمرضى وقواهم، وعلى الضالين فهداهم، والحزانى فأزال حزنهم، وأقام الموتى، وضمد الجراح، ومنه نتعلمها. بهذه الانسانية أعاد للسلطة جوهرها الذي هو الخدمة والتفاني وبذل الذات في سبيل الآخرين، فبدون الإنسانية تصبح السلطة تسلطا وجورا. هكذا علم رسله الاثني عشر: "تعلمون أن رؤساء الأمم والشعوب يسودونهم، وعظماءها يتسلطون عليهم. فلا يكن بينكم هكذا، بل من أراد أن يكون بينكم عظيما فليكن لكم خادما. ومن أراد أن يكون الأول بينكم، فليكن لكم عبدا، فابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم، ويبذل نفسه فداء عن كثيرين" (متى20: 25-28). وأردف: "الإنسانية هي اللغة الوحيدة التي يفهمها جميع الناس والشعوب، ويتحاورون بها. فهي تكافح العداوة والظلم والإفراط في استعمال السلطة؛ الإنسانية تشعر بوجع الجائع والفقير والمهمل والمريض؛ تلطف العدالة والعلاقات في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة؛ إنها ملح السلطة، بدونها تصبح السلطة تسلطا وخدمة للذات والمصالح الخاصة ومد يد السرقة على المال العام وحرمان الشعب من حقوقه.

فلو كان عند المسؤولين في لبنان ذرة من الإنسانية، وبخاصة الذين يعرقلون تشكيل حكومة يطالب بها الشبان والشابات منذ ثلاثة وتسعين يوما على الطرقات وفي الساحات، في جميع المناطق اللبنانية، متحملين الصقيع والمطر، مضحين براحتهم وصحتهم، لسارعوا منذ استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال وتكليف رئيس جديد، إلى تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة، مؤلفة من اختصاصيين معروفين، مستقلين عن الأحزاب وعن المدعوين "سياسيين"، الذين لا يستحقون بعد اليوم حمل هذا الإسم، لأنهم شوهوا معنى السياسة وجوهرها ومبرر وجودها كفن شريف في خدمة الإنسان المواطن والخير العام، إذ جعلوها وسيلة للتجارة في الحصص والمكاسب بإسم الطوائف فيما هي براء منهم". وقال: "عليكم أيها المعرقلون تشكيل الحكومة، كما يريدها الشعب والرئيس المكلف، تقع مسؤولية مواجهة الانتفاضة الشبابية الحضارية أصلا بثوار خرجوا بالعصي والحجارة لمواجهتهم، ولتكسير واجهات المصارف والمتاجر العامة، ولرشق قوى الأمن بالحجارة. أنتم تتحملون مسؤولية الخزي والعار لما جرى مساء الأربعاء في شارع الحمرا، ونهار أمس في العاصمة بيروت. نحن ندين أشد إدانة هذه الاعمال لانها ليست من قيمنا وعاداتنا وشيمنا اللبنانية، وندين من وراءها. وعليكم تقع مسؤولية تنامي الدين العام حتى بلوغه 90 مليار دولار أميركي، وهبوط الناتج المحلي من 56 مليار دولار إلى 52 مليار دولار أميركي، مما يعني أن الدين العام يشكل 15% بالنسبة إلى الناتج المحلي، وهي أعلى نسبة في العالم (راجع الوزير منصور بطيش في جريدة L'Orient le Jour في 17/1/2020). وعليكم تقع مسؤولية صرف 18000 موظف من عملهم في السنة المنصرمة، ومنهم 9000 في أشهرها الثلاثة الأخيرة، وبخاصة في كل من القطاع الفندقي والسياحي، ورفع عدد الفقراء والعاطلين عن العمل، وبالتالي المهاجرين بسبب البطالة إلى 60 الفا مقارنة ب 32 ألفا العام 2018 (راجع الوزير أبو سليمان في النهار 16 كانون الثاني 2020). وعليكم تقع مسؤولية أزمة المستشفيات بنقص الأدوية والمعدات، وبالتالي حرمان المواطنين من حقهم الأساسي في الإستشفاء وحماية صحتهم. فإنا نعلي الصوت مع المنتفضين وكل المتضررين، ونرفض العودة إلى سياسة المحاصصة، وتقاسم المغانم ورفع عدد الحقائب الوزارية. ومعهم نوجه أربعة نداءات:

إلى الدولة، نطالبها بعدم الاستهتار بالثورة الشبابية ومطالبتها بحكومة إنقاذ، لئلا تتحول من إيجابية إلى سلبية.

إلى المعنيين بتشكيل الحكومة، وفي طليعتهم الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وفقا للدستور، لجعلها حكومة طوارئ تنقذ البلاد والعباد، لا حكومة محاصصة، لئلا تفشل مثل سابقتها. إلى الجيش وقوى الأمن الداخلي الذين نقدر تعبهم وانتشارهم على جميع المناطق اللبنانية، لبذل المزيد من الجهود لحفظ الأمن في داخل المدن ومنع التصادم بين المواطنين. إلى المجتمع الدولي، للبحث جديا في قضية لبنان، كونه صاحب دور بناء في منطقة الشرق الأوسط، بفضل ميزاته وخصائصه الفريدة".

وختم الراعي: "تعاليا وانظرا" (يو39:1) هذه الدعوة موجهة إلى كل إنسان. وهي ضرورية في حياتنا، لأن اللقاء الوجداني بالرب يسوع يبدل النظرة ويفتح آفاقا جديدة. التلميذان اللذان "ذهبا ونظرا" إكتشفا في يسوع شخص المسيح الآتي والمنتظر. وسمعان الذي أسرع بإيمان وحب إلى يسوع حوله الرب إلى بطرس أي الصخرة التي سيبني عليها كنيسته (راجع يو1: 40-42). إن الأناجيل تسرد لنا العديد من الأشخاص الذين التقوا يسوع بإيمان وحب فتبدلت نظرتهم، وتغير مجرى حياتهم. هذه الوجوه ما زالت تتواصل عبر التاريخ منذ ألفي سنة حتى أيامنا هذه. فلنرفع معهم نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

 

قماطي: في حال تشكيل الحكومة هناك جهات سياسية ربما تصعد اكثر وتقطع الطرق

وطنية - الأحد 19 كانون الثاني 2020

أحيا "حزب الله" وعائلة "الشهيد أحمد ربيع نبيه الحاج (نوح) الذكرى الثالثة لاستشهاده"، في قاعة مجمع المصطفى في الجية، في حضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال محمود قماطي، رئيس بلدية الجية بالتكليف وسام الحاج، مخاتير الجية ابراهيم محمد الحاج وابراهيم موسى الحاج وألبير حاتم، مسؤول "حزب الله" في الجبل بلال داغر، ممثل رئيس دير مار شربل في الجية الأب ميشال الخوري وأعضاء من المجلس البلدي ومشايخ وأهل الشهيد.

وتحدث قماطي عن مسيرة الحاج، وقال: "في هذه المسيرة الكثير من التضحيات والعطاءات على مستوى لبنان والمنطقة، لأننا نعيش عالما جديدا، تحصل فيه معادلات جديدة. نعيش عصرا جديدا ومرحلة انقلابية، إذ انقلب الوضع في المنطقة والعالم ووطننا من حال كان العالم يتغطرس فيها وكان الظلم والجبروت يسيطران على العالم، إلى حال بدأت معها الأمة ترفض وتتمسك بأصالتها وبعيشها الواحد والمشترك. نصف قرن ونحن نقدم الشهداء ونحول الهزيمة الى انتصار، وأصبحت الأمة هي المنتصرة، وأصبحنا نطالب بحقنا. نحن حركة شعوب وحركة أمة وحركة مقاومة بوجه طواغيت عالمية ودولية ومحلية".

وشدد على "التمسك بخيار المقاومة والوطنية والقومية وحفظ الأديان والعيش الواحد والعيش المشترك الذي قام عليه هذا الشرق وبني عليه"، مؤكدا "عدم السماح للغرب وأميركا بأن يدمروا هذا النور ويحولوه الى ظلام. الرسالات والأنبياء من هنا في شرقنا، فنور الإيمان انطلق من هنا من شرقنا".

أضاف: "مشكلتنا مع من يريد أن يسرق ثرواتنا ويكسر إرادتنا ويمزق عيشنا وتعاوننا. لبنان نموذج للوجه الذي يقدمه للعالم، لبنان العيش الواحد والحضور المسيحي والنموذج للمسيحيين في الشرق الاوسط، بفعل حماية الجيش والمقاومة والشعب. بقوة الجيش والمقاومة والشعب استطعنا أن نحمي لبنان بمختلف طوائفه ومذاهبه، وبهذا نستطيع أن نحمي وطننا ومسيحيي الشرق وليس فقط مسيحيي لبنان. المقاومة هي خط أمان وصمام أمان للبنان الى جانب الجيش والشعب".

ورأى أن "اغتيال سليماني غباء أميركي من عقول رعاة البقر، والوحشية واستخدام العنف هو عقل داعشي مدوه بالسلاح".

ولفت إلى أن "لبنان ليس خارج التطورات والانعكاسات بسبب موقعه بالقرب من فلسطين وسوريا". وقال: "أردنا ان يكون لبنان بمنأى عن النيران المشتعلة في المنطقة، ولأجل ذلك دفعنا ثمنا غاليا من الدم لحماية الأديان والكنائس والمساجد والطوائف الإسلامية والمسيحية، ونشدد على أهمية حفاظنا على الاستقرار في لبنان بوجه اسرائيل وداعش".

أضاف: "هناك عدوان اقتصادي على لبنان، وسياسة الإرهاب في المصارف وفي الوضع الاقتصادي والتحويلات المالية من الخارج الى لبنان تهدف الى خنق لبنان. الى ماذا ترمي هذه السياسة؟ حوصرت الحكومة السابقة ومورس الضغط عليها، واستقال رئيسها بغير رغبة منه، وأردنا تشكيل حكومة جديدة. أردنا ان تكون الحكومة جامعة لكل الجهات السياسية والحراك الشعبي، فنسأل من يريد لهذه الحكومة ان لا تتشكل ولماذا هذه النيران التي تشتعل في الشوارع؟ هذا الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة لا يجوز ابدا، هذا الشغب لمصلحة من؟ ندعو ونعمل لكي تتشكل الحكومة كما ارادوها ببعض المواصفات. المهم عندنا وجع الناس الذي لم يعد يحتمل". وشدد على أن "كل تأخير وإعاقة في تشكيل الحكومة هو اعتداء على الشعب، لأن بدء الحل الموقت هو ان تتشكل هذه الحكومة بالمواصفات التي تم التوافق عليها. نعمل على تذليل العقبات، والكل يتهم حزب الله بأنه هو من يسهل الحكومة ومن يعيق تشكيلها. نريد تشكيل الحكومة والمشاركة فيها وفي اطلاقها، لأن مصلحة الشعب تقتضي ذلك، فنعمل على تذليل العقبات بين الحلفاء قبل غيرهم، ولا يجوز لأحد بعد ان وصلنا الى خواتيم الحكومة، أن يبقى يعيش في برجه العاجي، ويطالب ببعض المطالب الضيقة، بينما الناس تصرخ جوعا وفقرا. الناس لم تعد تحتمل، لذلك انزلوا من برجكم العاجي لأنه سيتعرض للخطر". وختم: "في حال تشكيل الحكومة هناك جهات سياسية ربما تصعد اكثر وتقطع الطرق، لذلك ندعو الى تغليب المصلحة الوطنية في كل هذا المسار. لبنان لم يعد يحتمل، وكما حمينا لبنان في الفترة الماضية من حرائق الخارج، نحن في حاجة الى حكومة انقاذ وخلاص وطني وحكومة تعمل ليل نهار لإنقاذ لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  18-19 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

سقطت الحكومة قبل ان تولد والسلم الأهلي على المحك

شارل الياس شرتوني/19 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82434/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%82%d8%b7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%86-%d8%aa/

 

أجرفوا عهد الخامينئي بالطوفان

سيزار معوض/19 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82429/%d8%b3%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9%d9%88%d8%b6-%d8%a3%d8%ac%d8%b1%d9%81%d9%88%d8%a7-%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%86%d8%a6%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%88/

 

هذه الطبقة السياسيّة ليست قَدَرًا. أَسقِطوها

عقل العويط/النهار/19 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82432/%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d9%8a%d8%b7-%d9%87%d8%b0%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a8%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%aa-%d9%82/

 

رائحة المال ومنبع الثقة بالعملة

د. منى فياض/الحرة/19 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82440/82440/

 

سناء الشيخ.. فلتُكسر اليد التي ضربتها

جنى الدهيبي/المدن/19 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82444/%d8%ac%d9%86%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%87%d9%8a%d8%a8%d9%8a-%d8%b3%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d9%81%d9%84%d8%aa%d9%8f%d9%83%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84/