LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january19.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

المَوَاهِبَ الرُّوحِيَّةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرُّوحَ وَاحِد؛ والخِدَمَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرَّبَّ وَاحِد؛ والأَعْمَالَ القَدِيرَةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ اللهَ وَاحِد، وهوَ يَعْمَلُ في الجَمِيعِ كُلَّ شَيء

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/زعران وشبيحة الثنائية الشيعية والمرتزقة يقومون بأعمال التخريب في وسط بيروت

الياس بجاني/الذكرى الرابعة لإتفاق معراب: خطأ وخطيئة وطروادية ومداكشة فاجرة للسيادة بالكراسي

الياس بجاني/شبيحة امل وحزب الله الإرهابيين وبسبب عماهم الوطني  يتوهمون بأن طريق القدس تمر من شارعي الحمرا والمصارف

الياس بجاني/زعران أمل وحزب الله هم عسكر من المرتزقة والشبيحة التابعين لملالي إيران

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 18/1/2020

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 18 كانون الثاني 2020

هدوء بعد مواجهات عنيفة حولت بيروت الى ساحة حرب.. ماذا عن الجرحى؟

المشاغبون يلوثون سلميّة المسيرات المطلبية وينتزعون "بلاط" الأعمدة

محيط مجلس النواب يتحول ساحة معركة... وتحذير من قوى الأمن

خلافاً لكل تعهدات لبنان الدولية، تقوم عناصر أمنية اليوم في ١٨ كانون الثاني بضرب محتجزين بعد ايصالهم إلى ثكنة الحلو

أميركا للبنان: لا مساعدات من دون إصلاحات جذرية

تعميم جديد من مصرف لبنان... من يطال؟

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

سبت الغضب: تدخّلَ الجيش.. فمنع "سقوط" مجلس النواب

عشرات الإصابات بالرأس والوجه.. هكذا أطلقت القنابل والمطاط

ريفي: تسجيل مشبوه برسم القوى الأمن

نائب حاكم مصرف لبنان يكشف سبب الازمة المالية...

المستقبل" ينفي نقل مجموعات إلى بيروت: حملات مشبوهة

شرطة مجلس النواب تنفي استهداف خيم المعتصمين: تضليل وتحريض

حزب الله… "قاضي الولاد"! باسيل "حردان"… وتشكيلة دياب "كل حصّة بغصّة"..

تعقيدات "اللون الواحد" تجمّد مجدداً حكومة دياب

معركة رئاسية مارونية مبكّرة... تؤخّر التشكيل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

كندا: 19 ألف دولار لكل أسرة من ضحايا الطائرة المنكوبة في إيران وترودو يتوقع من طهران تقديم تعويضات مستقبلاً

ترمب لـ«ما يسمى بالقائد الأعلى لإيران»: كن حذرًا في كلامك

إيران سترسل الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة إلى أوكرانيا

خامنئي يحذّر من إضعاف «الحرس» ويهاجم المفاوضات مع الأوروبيين

انتقادات المرشد الإيراني شملت ترمب وتمزيق صورة سليماني وشعار «لا غزة ولا لبنان»

مؤتمر برلين... تحرك دولي لـ«ضبط التدخلات» في ليبيا يبحث اليوم خريطة طريق بمسارات عسكرية وسياسية واقتصادية تبدأ بهدنة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سقوط دولة الآذاريين: الانتفاضة تختار الجمهورية الثالثة/منير الربيع/المدن

الرفيق نايا والعنف الثوري/مكرم رباح/المدن

حزب الله، حكومة اللون الواحد والسيناريو الڤنزويلي/شارل الياس شرتوني

لماذا رياض سلامة؟/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

فضيحة الفضائح ... مُنسق لـ"التيار" في وزارة الدفاع/ألان سركيس/نداء الوطن

حكومة قاسم سليماني” /علي حماده/النهار

عندما لا يبقى إلا قطع الطرق لاسترداد الدستور/سناء الجاك/نداء الوطن

ثلاث مهام متناقضة: وصفة لانهيار لبنان/رفيق خوري/نداء الوطن

إستشارات لتسمية ممثلي "٨ آذار"/طوني فرنسيس/نداء الوطن

بين إنقاذ لبنان وإنقاذ "حزب الله"/خيرالله خيرالله/العرب

مسدس الـ"Glock" مطلوب و"الكلاشن" مرغوب/سوق السلاح "شغّال"... وتحت أعين الأجهزة الأمنية/جنى جبّور/نداء الوطن

أين صار تفاهم عون – نصرالله؟/أحمد عياش/النهار

حكومة الجبنة وثورة الجياع!/راجح الخوري/النهار

 هي حكومة "حزب الله"!/رولان خاطر/الكلمة أولاين

حكومة الكون/ سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أردوغان عكس السير في ليبيا... الميليشيات أولا ومستمر في كسب الوقت... فكيف سيواجه مخرجات مؤتمر برلين؟/محمد العربي/انديبندت عربية

هل اتخذ القرار الدولي باحتواء خطر طهران؟/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

إيران وأميركا.. الصراع الصفري/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

ما بعد جنرال إيران في سوريا/فايز سارة/الشرق الأوسط

النظام الإيراني.. وسقطت ورقة التوت/مها محمد الشريف/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون أوعز بفرض الأمن في وسط بيروت

الحريري: لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة

قائد الجيش في افتتاح مكتب عائلات الشهداء في بدارو: سندافع عن حقوقنا حتى الرمق الأخير وسنبقى بجهوزية عالية لمواجهة التحديات

الخارجية ردا على الأخبار: ما تقوم به الوزارة لا ينفصل عن جوهر دورها في صون المصلحة الوطنية العليا

الحسن: غير مقبول أبدا أن تتحول التظاهرة لاعتداءات سافرة

السفير حتي ردا على الاخبار: مقابلتي كانت مع صحافي فرنسي وليست مع قناة اسرائيلية

شكوى قضائية من عجرم والهاشم الى استئنافية جبل لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

المَوَاهِبَ الرُّوحِيَّةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرُّوحَ وَاحِد؛ والخِدَمَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرَّبَّ وَاحِد؛ والأَعْمَالَ القَدِيرَةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ اللهَ وَاحِد، وهوَ يَعْمَلُ في الجَمِيعِ كُلَّ شَيء

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس12/من01حى11/:”يا إِخوتي : أَمَّا في شَأْنِ المَوَاهِبِ الرُّوحِيَّة، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا أُريدُ أَنْ تَكُونُوا جَاهِلِين. تَعْلَمُونَ أَنَّكُم، عِنْدَمَا كُنْتُم وَثَنِيِّين، كُنْتُم تَنْقَادُونَ مُنجَرِفِينَ إِلى الأَوْثَانِ البُكْم. لِذلِكَ أُعْلِنُ لَكُم أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَنْطِقُ بِرُوحِ الله، ويُمكِنُهُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ مَحْرُوم!»؛ ولا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَقُول: «يَسُوعُ رَبّ!» إِلاَّ بِالرُّوحِ القُدُس. إِنَّ المَوَاهِبَ الرُّوحِيَّةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرُّوحَ وَاحِد؛ والخِدَمَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ الرَّبَّ وَاحِد؛ والأَعْمَالَ القَدِيرَةَ عَلى أَنْوَاع، لكِنَّ اللهَ وَاحِد، وهوَ يَعْمَلُ في الجَمِيعِ كُلَّ شَيء. وكُلُّ وَاحِدٍ يُعْطَى مَوْهِبَةً يَتَجَلَّى الرُّوحُ فيهَا مِنْ أَجْلِ الخَيْرِ العَام. فوَاحِدٌ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَم الحِكْمَة، وآخَرُ كَلاَمَ المَعْرِفَة، وَفْقًا لِلرُّوح عَيْنِهِ؛ وآخَرُ الإِيْمَانَ في الرُّوحِ عَيْنِهِ؛ وآخَرُ مَوَاهِبَ الشِّفَاءِ في الرُّوحِ الوَاحِد؛ وآخَرُ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، وآخَرُ النُّبُوءَة، وآخَرُ تَمْييزَ الأَرْوَاح، وآخَرُ أَنْوَاعَ الأَلْسُن، وآخَرُ تَرْجَمَةَ الأَلْسُن. كُلُّ هذَا يَعْمَلُهُ الرُّوحُ الوَاحِدُ عَيْنُهُ، مُوَزِّعًا لِكُلِّ وَاحِدٍ مَوَاهِبَهُ كَمَا يَشَاء”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

زعران وشبيحة الثنائية الشيعية والمرتزقة يقومون بأعمال التخريب في وسط بيروت

الياس بجاني/18 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82404/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b2%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b4%d8%a8%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4/

لأن الثورة الحقيقية هي للعمار وليس للتدمير،

ولأن الثورة يجب أن تبقى سلمية وحضارية وبعيدة عن الدموية والعنف،

ولأن الثورة الحقيقية هي على الحكام الفاسدين والطرواديين وليس على الدولة والقانون والمؤسسات،

فإن ما يجري في وسط بيروت هو مرفوض عملاً بكل المعايير القانونية والإنسانية ويخدم أجندات المحتل الإيراني الإرهابي والمذهبي الساعي بمنهجية وخبث إلى تدمير كل لبنان وكل ما هو لبناني.

من هنا فإن كل أعمال الشغب والعنف والتخريب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة التي تنفذ الآن في ساحات وسط بيروت هي أعمال ارهابية وفوضوية يقوم بها شبيحة وزعران الأحزاب الحاكمة المتسللين إلى صفوف الثوار وهم يتخفون وراء الأقنعة، وتحديداً  زعران وشبيحة ومرتزقة امل وحزب الله والقومي وسرايا الدفاع الملالوية بكل تلاوينها.

في الخلاصة: لبنان هو بلد محتل، والمحتل هو حزب الله الإيراني،  وبالتالي لا حل ولا حلول إلا بحل الحزب وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وإسقاط كل الحكام والسياسيين وأصحاب كل أصحاب شركات الأحزاب الدمى والطرواديين العاملين على تنفيذ أجندات المحتل على خلفية مداكشتهم الكراسي بالسيادة.

نعم للقانون ونعم للسلمية ولا للاحتلال ولا لأدواته المنصبة في الحكم.

يبقى أن القوى الأمنية اللبنانية هي ليست العدو، ولا طريق تحرير القدس تمر من ساحات بيروت.

كفى اللبناني عذاباً ومعاناة وقهراً وظلماً وإفقاراً وهجرة وذلاً، ولبنان بلد مقدس وهو يستحق السلم والسلام والاستقرار والعودة إلى كل مقومات السيادة والإستقلال والقرار الحر.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الذكرى الرابعة لإتفاق معراب: خطأ وخطيئة وطروادية ومداكشة فاجرة للسيادة بالكراسي

الياس بجاني/19 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/82401/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%a5%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d9%85%d8%b9%d8%b1/

احقاقاً للحق وشهادة له نؤكد وعملاً بكل الوقائع والحقائق المعاشة على الأرض فقراً وإرهاباً وبؤساً وتعاسة وفوضى وتسيب وضياع بأن العماد ميشال عون وجبران باسيل هما على حالهما الملالوي واللاهي منذ توقيع “ورقة تفاهم مار مخايل الطروادية” مع حزب الله في عام 2006.

وهما لم يبدلان حرفاً واحداً من خطابهما وتحالفاتهما وطروحاتهما اللاسيادية واللا لبنانية المسورنة واللاهية والنرسيسية.

وبالتالي لا يمكن تحميلها وحدهما مسؤولية حال وطن الأرز الحالي الدركي على كافة المستويات وفي جميع المجالات…

أما المسؤول حقيقة عن وضع لبنان الحالي بنسبة 90% هو الفريق الذي كان يسمى زوراً سيادياً واستقلالياً.

هذا الفريق التاجر والفاجر تخلى عن ثورة الأرز، والتحق بباسيل وعون، وساوم المحتل الذي هو حزب الله، وأرتضى مساكنته دون مقاومة مع سلاحه ودويلاته وإرهابه وحروبه ومشروعه الفارسي التوسعي والإستعماري.

من هنا فإن المسؤول بالكامل عن تسليم لبنان لحزب الله وضمه لمحور إيران، وجره للوضع الحالي الدركي هو من فرط 14 آذار، وداكش الكراسي بالسيادة، وتلحف بهرطقة الواقعية النفاقية والتمويهية، وهلل لخطيئة وخطأ “اتفاق معراب” الذي بني على فجع تقاسم المغانم والحصص، وقفز فوق دماء الشهداء وساوم على تضحياتهم، ودخل الصفقة الخطيئة الرئاسية والوزارية والنيابية والسلطوية على خلفية الجوع السلطوي، وقلة الإيمان، وخور الرجاء، وعشق الأبواب الواسعة.

عملياً وواقعاً فإن المسؤول عن تسليم حكم لبنان لحزب الله ولأدواته المحلية هو كل من رضخ لمشيئة الحزب ولمشاريع أسياده في دمشق وطهران عن غباء وتشاطر مرضي، وأنانية مقززة متسلحاً بنوايا جشع رئاسية ووافق على القانون الانتخابي الهجين الذي أعطى إيران ونظام الأسد ومرتزقتهما المحليين في المجلس النيابي اللبناني أكثرية عددية مريحة حذت بالرحل قاسم سليماني وبغيره من المسؤولين الإيراني التباهي وبوقاحة بأن طهران حصلت على 74 مقعداً نيابياً في لبنان.

إن ما يشهده لبنان اليوم من فجور وهرطقات وغياب للدولة وللقانون وانتفاضات وثورات وانهيار مالي واقتصادي هو ليس من مسؤولية لا عون ولا باسيل ولا حزب الله ولا نظام الأسد ولا إيران وحدهم، بل وبكل صراحة هو من مسؤولية الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري ورعاتهم من الدول العربية والدولية الذين لا يجيدون غير الشعارات البالية والغرق في الهزائم ومن ثم البكاء على الأطلال.

من هنا، فإن المطلوب اليوم محاسبة كل من تخلى عن ثورة الأرز من السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب والتحق مباشرة أو مواربة بمحور الشر السوري-الإيراني مقابل مصالح خاصة وأوهام سلطوية ورزم من مكونات الحقد والجهل والغباء والتشاطر والباطنية وعمى البصر والبصيرة.

المطلوب قيادات جديدة من غير خامة وثقافة أولئك الساقطين عن سابق تصور وتصميم في كل تجارب إبليس، والسائرين فرحين وبجحود وبنرسيسية على خطى الإسخريوتي والطروادي وقرينهما الملجمي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

شبيحة امل وحزب الله الإرهابيين وبسبب عماهم الوطني  يتوهمون بأن طريق القدس تمر من شارعي الحمرا والمصارف

الياس بجاني/17 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82379/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d8%a8%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7/

زعران وشبيحة أمل وحزب الله مضيعين طريق القدس متل دايماً.

اليوم هالزعران والمأجورين والمتأيرنين 100% شايفين ان طريق تحرير القدس تمر من شارع الحمرا وعبر البنوك اللبنانية وذلك بعد تدمير البنك المركزي واخضاع الدولة لمشيئة ولي الفقيه ومواجهة العقوبات الأميركية الصارمة على كل من إيران وحزب الله.

والله وحده بس بيعرف من وين راح بتمر هالطريق “الكذبة” بكرا وبعده.

باختصار: لبنان بلد تحتله إيران بواسطة ذراعها الإرهابي المسمى زوراً حزب الله، وبالتالي لا حلول في وطن الأرز أكانت كبيرة أو صغيرة وعلى أي مستوى وفي أي مجال كان قبل حل الحزب ومنعه وتفكيك دويلته ومحاكمة قادته ومصادرة املاكه وأملاك قادته وتطبيق القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي:

اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل

القرار الدولي رقم 1559

القرار الدولي رقم 1701.

وإلا فالج لا تعالج.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

زعران أمل وحزب الله هم عسكر من المرتزقة والشبيحة التابعين لملالي إيران

الياس بجاني/17 كانون الثاني/2020

غزوة زعران امل وحزب الله الهمجية والبربرية يوم أمس للمصارف في بيروت هي لإرهاب اصحابها واخراج البنوك اللبنانية من النظام العالمي المصرفي وذلك لتحدي العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله. في الحصيلة لبنان هو بلد محتل وحكامه ادوات ليس إلا وفاقدة لقرارها

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 18/1/2020

السبت 18 كانون الثاني 2020

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حتى الآن البلد رهينة حكومة متعثرة في الولادة، وحكومة تصريف أعمال الضرورة، ورهينة دولار يحرق الأخضر واليابس، فيما جيوب اللبنانيين فارغة سواء للفقراء أم حتى للميسورين قليلا، بينما الميسورون ذوو النفوذ لا يشعرون بهذا الأمر، طالما أن الدولار الأخضر متوافر بكميات لديهم.

البلد أيضا رهينة موقف من هنا ومن هناك عن الوزراء الجدد. وأيضا رهينة حراك متصاعد، جديده في وسط بيروت، في محيط المجلس النيابي الذي تحول إلى ساحة مواجهة بين المتظاهرين والقوى الأمنية، أسفرت عن إصابة 75 شخصا على الأقل، بعدما وصلت المسيرات التي انطلقت من مناطق لبنانية عديدة في بيروت والمتن وطرابلس باتجاه المجلس، للاحتجاج على طريقة تشكيل الحكومة ولرفع بعض المطالب المعيشية والاصلاحية.

القوى الأمنية دعت المتظاهرين السلميين إلى الانسحاب من محيط المجلس، بعدما تطورت المواجهات بصورة دراماتيكية. فهل تسرع المواجهات اليوم، الاتصالات في الشأن الحكومي، في ظل الحديث عن مساع جدية استؤنفت لايجاد مخرج للأزمة الحكومية سريعا، ولفكفكة العقد المستجدة. وقد نشطت الإتصالات على خط حارة حريك- بنشعي، خلصت إلى تأجيل رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية مؤتمره الصحفي، والتراجع عن المواقف التصعيدية التي كان ينوي اتخاذها.

توازيا، يبدو أن العقدة الكاثوليكية إلى طريق الحل، عن طريق منح منال مسلم وزارتي البيئة والشباب والرياضة. فيما الإتصالات جارية لحل عقدة التوزير بين أمل الحداد وأيمن الحداد، والحقائب التي ستؤول إليهما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ماذا يحصل في وسط بيروت؟، وأي تحرك مطلبي هذا الذي يخرب ويكسر ويعتدي على القوى الأمنية؟.

من المؤكد أنه ليس الحراك الحقيقي، بل هم المندسون والمشاغبون الذين لا مطلب لهم سوى مطلب الفوضى، وهم الذين لا يضرون فقط بمطالب الناس المحقة، بل هم أعداء الوطن كاملا.

إذا، هو يوم يمكن وصفه بالأعنف منذ السابع عشر من تشرين الأول الماضي، حيث اتخذ المندسون بإحكام الهجوم على العناصرالأمنية وعلى الممتلكات العامة والخاصة، ولم تسلم مما اقترفت أيديهم المحال التجارية، وصولا إلى الإعتداء على جرحى قوى الأمن الداخلي كما حصل في مستشفيي الوردية والجامعة الأميركية.

رئيس الجمهورية ميشال عون عون، طلب من وزيري الداخلية والدفاع والقيادات، فرض الأمن على الوسط التجاري. فيما وصف الرئيس سعد الحريري مشهد الإحراق والإعتداء بالمجنون والمشبوه والذي ينذر بأوخم العواقب.

الهدوء النسبي عاد إلى وسط بيروت، بعد وصول تعزيزات كبيرة من فوجي المجوقل والتدخل تمهيدا للسيطرة على الوضع.

أما الولادة الحكومية التي كانت في مرحلة الطلق الأخير قبل يومين، فقد تعثرت بعد الإصطدام بعوارض بعض العقد الجانبية. الإتصالات تأخذ مداها حاليا خلف الكواليس، لمعالجة هذه العقد وإجراء الصيانة الضرورية التي تعبد الطريق أمام التشكيلة الحكومية.

وتؤكد المعلومات للـNBN في هذا الشأن، أن الأمور ليست مقفلة، وأن الدخان الأبيض يمكن أن يتصاعد في أي لحظة، ولا سيما أن الأوضاع المتدهورة لا تتحمل ترف المماحكات. ولا تستبعد المصادر أن يكون إرجاء زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية المؤتمر الصحفي الذي كان من المقرر أن يعقده اليوم، قد جاء من باب سحب فتائل التعقيدات الحكومية.

ومن الباب نفسه، كان تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري، ألا حاجة إلى الثلث زائدا واحدا لأي فريق في الحكومة الجديدة، لأنها حكومة اللون الواحد والفريق الواحد. رئيس المجلس توقع أن تحصل الحكومة العتيدة، على نسبة الأصوات نفسها التي حازها الرئيس المكلف في الإستشارات النيابية الملزمة، أي تسعة وستين صوتا، وهي نسبة ليست هزيلة.

بالنسبة للوضع النقدي، ارتفع الدولار من جديد بعد تراجع في اليومين الماضيين بدفع من التفاؤل الحكومي. وسجل سعر صرف الدولار لدى الصرافين صباح اليوم 2250 ليرة للشراء و2300 للمبيع، بعدما هبط الخميس إلى نحو 2100 ليرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إلى ساحات حرب استحالت ساحة النجمة ورفيقاتها وسط بيروت، أدواتها موزعة بين موتورين وماريشالاتهم من السياسيين الذين نجحوا في خطف أوجاع الناس الحقيقيين الذين لم يكن لهم مكان في مشهد اليوم، بل كان استثمار الشغب في صناديق البريد السياسي.

مشهد أدوات افتعاله العنفية بدت واضحة، والتمهيد السياسي له بدا مسبقا، أما غير الواضح فهو العنف الذي لاقته القوى الأمنية وأوقع العشرات من عناصرها جرحى بعضهم بآلات حادة، ولا بيانات استنكار من أبواق الأمن والسياسة، كما اعتادوا انتقائيا بين حادث وحادث.

أما الحديث بالسياسة، فليس مختلفا عن ذاك الذي يدمي قلوب اللبنانيين اليوم في شوارع بيروت، وعلى الجميع الانتباه إلى أن كرة النار تكاد تقوى على الجميع، فيما بعض العقد المتجمدة حكوميا لا زالت أقوى من كل لهيب المرحلة. لكن مصادر مطلعة كشفت ل"المنار" أن تقدما حصل لحل إحدى العقد، لكن مسعى توسيع الحكومة إلى عشرين أو أربعة وعشرين وزيرا، لم يحظ بموافقة الرئيس المكلف حسان دياب، فيما سعيه منصب لإحداث تعديل في التركيبة الوزارية لحكومة الثمانية عشر وزيرا، عسى أن يتمكن خلالها من حل العقد المتبقية.

أما حلول الأزمة فغير ممكنة من دون حكومة تحظى بثقة المجلس النيابي، كما أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، حكومة لا يزال "حزب الله" يسهل تأليفها، متمنيا أن تبصر النور قريبا مع حل بعض التفاصيل العالقة، والتي من المفترض ألا تشكل عائقا مانعا أمام تأليفها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لمصلحة من ما يجري في الشارع، وما يدور في كواليس السياسة؟. لا جواب لدى غالبية اللبنانيين، المتأكدين في الوقت نفسه أن ما يحدث لا يفيد المنتفضين الصادقين، ولا ينفع القوى السياسية، سواء التي طالما رفعت لواء الاصلاح ومحاربة الفساد، أو التي كان شغلها الشاغل منذ ثلاثين عاما على الأقل تعطيل الاصلاح وتكريس الفساد.

في الشارع، وسط بيروت عموما، ومحيط مجلس النواب خصوصا، ساحة حرب فعلية: مفرقعات نارية من مختلف الأعيرة، رشق بالحجارة، تخريب في الممتلكات العامة والخاصة، حرق خيم، تعرض للاعلاميين، وجرحى بالعشرات في صفوف القوى الأمنية.

هذا مع الاشارة إلى أن جهات قضائية أبلغت مراجع رسمية وأمنية، وفق معلومات الotv، أن اللجوء إلى إلقاء المسامير والزيت المحروق بغية اعاقة تحرك المواطنين، يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. وطلبت الجهات القضائية المختصة من المراجع المعنية، تعقب الذين يرتكبون هذه الممارسات المؤذية وتوقيفهم ومحاسبتهم بمقتضى القوانين.

أما في الكواليس السياسية، فالمعطيات الحكومية حتى مساء أمس الأول كانت تؤكد أن الحكومة على وشك الإعلان، وأن الاتفاق كان ناجزا، قبل أن يفاجأ المعنيون بعراقيل هبطت في اللحظة الأخيرة، مصدرها أكثر من جهة، مرفقة مع اتهامات وشائعات.

وإذا كانت المعلومات تجزم بأن الأسماء التي نالت دعم "التيار الوطني الحر"، والتي تعتبر من فئة غير الحزبيين ولا حتى المقربين، قد نالت توافقا عليها، ولم تقف عقبة في وجه ولادة الحكومة، فالوزير السابق سليمان فرنجية أصر على تمثيل "المردة" و"التكتل الوطني" بوزيرين، فيما تمسك النائب طلال ارسلان بإبقاء حقيبة الصناعة من الحصة الدرزية. أما النائب أسعد حردان فطالب بحقيبة ل"الحزب السوري القومي الاجتماعي".

وفي مقابل المطالبة الكاثوليكية بحقيبتين وزاريتين، أصر رئيس الحكومة المكلف حسان دياب على عدم توسيع الحكومة من 18 إلى 20 وزيرا لحل العقدتين الكاثوليكية والدرزية.

هذا في المعطيات حتى مساء أمس. أما اليوم، فغابت المشاورات العلنية، لتتكثف السرية، وأرجئ مؤتمر صحافي كان حدده فرنجية لشرح موقفه من الملف الحكومي.

وفي الانتظار، مشاهد سياسية وشارعية بشعة اللبنانيون مرغمون على متابعتها، آملين في بزوغ فجر قريب، كي ينتهي الكابوس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

(لا مقدمة نشرة أخبار، بسبب التغطية المتواصلة للمستجدات في وسط بيروت).

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لا نحسد على وضعنا، ونحن نبتلى الآن بحكم الصبية وبزمرة الزعران الذين انقضوا على يومياتنا.

بعد 93 يوما على انتفاضة اللبنانيين المحقة والسلمية، هناك من يستنزف البلد، وهناك من لا يكترث للأيام الضائعة، وهو يعلم أن كل يوم نخسره من دون حل، سيجعل الخروج من الانهيار شبه مستحيل.

حكم الصبية هو ما نشهده في تأليف الحكومة، التي يتنازع أربابها، وهم من لون سياسي واحد، على وزير من هنا، ووزارة من هناك، وثلث معطل من هنا، أو ثلث معطل من هناك، في وقت لن يبقى بلد يحكمه هؤلاء متى تقاسموا الحصص وتوافقوا على تأليف الحكومة، وفي وقت لا يأبه فيه اللبنانيون إلى وزير ناقص أو وزير زائد، فيومياتهم أصبحت كلها في حكم الناقص.

زمرة الزعران، هم من شوه صورة الثورة وصوتها، فالثورة وأبناؤها لا يشبهونهم. فمن نزلوا إلى الشارع، هم أبناء الدولة والقانون ومكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة واستعادة لبنان من حفنة السياسيين التي دمرته، فيما زمرة الزعران، من حيث ما أتوا، هم من يدمر شوارع المدن من الحمرا إلى وسط العاصمة، ويتعدى على الأملاك الخاصة والعامة، بفوضوية مطلقة، بعيدا عن القانون وبعيدا عن يوميات من صدحت أصواتهم في الشوارع.

بين حكم الصبية وزمرة الزعران، نقف نحن، مذهولين من قمة السخافة، ومن كثرة الحقد، ونحن نعلم أن لبناننا أصيب بمقتل، وأن لا حكم الصبية ولا زمرة الزعران قادران على انتشالنا مما نحن فيه.

فهل في البلد من يجرؤ على قول الحقيقة، والاعتراف أمامنا بشروط انقاذ لبنان، وممن تأتي هذه الشروط، وهل بالامكان القبول بها، وإذا لم يكن كذلك لماذا، وهل من يتخذ القرار فينتشلنا مما نحن فيه قبل ان تأكلنا النار التي أكلت بيروتنا اليوم؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بعد جمعة الآلام وتعثر قيامة الحكومة، سطع سبت الغضب بثلاث تظاهرات مركزية انطلقت من شرايين المدينة وصبت في قلب البلد. وعند خط الوسط انقلب المشهد، مجموعات صغيرة استقدمت من خارج الأطر التنظيمية للثوار، ولهدف محدد هو مواجهة قوى الأمن لإجهاض الثورة.

وتحرك البرمائيون المغطسون بثوب ثورة، بحسب ما تشتهيه سفن تياراتهم السياسية والأجهزة الأمنية المرتبطة بها. وبالتضامن بين قوة مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي وشرطة مجلس النواب، وعن سابق إصرار وترصد، تم تكسير وإحراق خيام الثوار السلمية في ساحة الشهداء وشارع اللعازارية ورياض الصلح، وبالاعتداء على المتظاهرين وعلى المراسلين الصحافيين. ولاحقا تبرأت شرطة المجلس من أفعالها، على جري عادتها، في بيان رد التهمة على وسائل الإعلام.

وبالتسلسل الزمني، فقبيل التقاء التظاهرات الثلاث في وسط المدينة، اقتنصت تلك المجموعات سبتا ثائرا، افتعلت أعمالا لم تألفها التحركات السلمية، فردت عليها قوى مكافحة الشغب بخراطيم المياه المقطوعة عن البيوت، وبالقنابل المسيلة للدموع. وبالتزامن مع وصول التظاهرات إلى محطتها الأخيرة، نفذ الجيش اللبناني انتشارا عند المداخل المؤدية إلى مجلس النواب لإبعاد الشعب عن مجلسه.

ليلة القبض على الثورة وإحراق خيامها وقمع ثوارها، كانت مكملة لليلة إجهاض ولادة الحكومة بعد الغداء الأخير، حيث كان من المفترض أن يخرج رئيس مجلس النواب نبيه بري اسميه من جيبه السري، وبدلا من التشكيلة فتحت نيران الحلفاء على حسان دياب من جبهة الثلث المعطل لدى "التيار" والرئيس، إلى موقع نائب رئيس الحكومة، والخلافات على الوزارات ودمجها، واستقدام تعزيزات من الكاثوليكي و"القومي" والدرزي، وتشويه صورة التأليف بتعزيز مطلب حكومة الأربعة والعشرين وزيرا، على حساب صيغة ال18 من أصحاب الاختصاص والتي يتمسك بها الرئيس المكلف، لمحاكاة الداخل والخارج وصولا إلى تقديم معركة رئاسة الجمهورية على التشكيلة الحكومية.

وفي ساعات ذروة الخلاف، نجح "حزب الله" في فك اشتباك واحد بين الحلفاء، وفصل بين "التيار" و"المردة"، ما أدى إلى تأجيل إلقاء القنابل المسيلة للدموع من بنشعي. لكن في المقابل، رفع بري العوائق السياسية في وجه دياب، ومثله فعل رئيس الجمهورية، وطبقة سياسية تجهد لاستيلاد نفسها من رحم ميتة، من ذهنية أمسكت بالبلد منذ عام 1992 وحتى السابع عشر من تشرين، وعلى قاعدة إما نكون وإما نحرق البلد بما ومن فيه.

تستميت الطبقة السياسية في إعادة استنساخ نفسها مهما كان الثمن. ولذلك تقود معركة التأليف بالحصص والأزلام والمستشارين، ولم يرصد سؤال واحد من رؤوس التأليف الحامية، تسأل الرئيس المكلف عن خطته الإنقاذية وبرنامجه لحكومة ما بعد انتفاضة الشارع.

اليوم استدرج العنف عنفا مضادا، لالصاق تهمة التعطيل بالثورة بعد أمس أكد المؤكد على مائدة عين التينة، حيث وضع السم في الدسم، وغدا لناظر الشعب قريب.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 18 كانون الثاني 2020

السبت 18 كانون الثاني 2020

 أسرار النهار

ووجه مواطنون برفض وزارة العمل اتمام معاملاتهم في اليومين الماضيين بعد تكبدهم مشقة الوصول اليها بسبب عدم وجود دفاتر ايصالات لإتمام القبض.

عُلم أنّ مواعيد مقابلات طالبي التأشيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية بلغت اذار 2020، نظراً لكثافة الطلبات في الفترة الاخيرة.

يُنقل عن أحد السياسيين البارزين أنّ عاصمة إقليمية تدخلت مع حزب بارز لتوزير صهر أحد النواب الحزبيين السابقين وفاءً له لمواقفه الداعمة لهذه الدولة.

أسرار الجمهورية

نقل عن رئيس بعثة أجنبية قوله إنه كان عليه تمديد عطلة نهاية السنة الجديدة في بلاده طالما أنه لن يكون له أي عمل في بيروت بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة.

بلغ استياء أحد المعنيين بالملف الحكومي إلى حد القول: صارت المسألة متل لعبة ولاد صغار بيتفقوا على شي وبعد شوي بيرجعوا بيتقاتلوا عليه والله حيرونا

جرى سجال حاد بين مسؤولين كبيرين على خلفية أحداث شغب حصلت قبل أيام في إحدى المناطق.

أسرار اللواء

حزمت سيّدة الحقائب للسكن في مقر رسمي على أساس أن المهمة أوشكت على الإنجاز! لم تعالج بعد آثار الاشتباك الكلامي الأخير بين مسؤول و"الوزير السوبر"، رغم محاولات "غسل القلوب" بينهما!

يُصرّ حزب بارز على ولادة الحكومة، مهما كانت المعطيات المعرقلة، قبل فوات الأوان!

خفايا نداء الوطن

تردّد بين موظفين في محافظة الشمال أن المحافظ رمزي نهرا الذي يتهمه الثوار بالفساد وبعد أن قاموا بطرده قبل فترة من السراي عاد إلى مكتبه وأخذ الأختام ليستأنف عمله من منزله.

يؤكّد عدد من سفراء الدول الأوروبية أن حجم تقديم اللبنانيين لطلبات الهجرة قد ارتفع بشكل كبير منذ اندلاع الأزمة الأخيرة.

أوضح مواكبون للاتصالات الحكومية أن إصرار الرئيس المكلف حسان دياب على توزير دميانوس قطار يعود إلى حاجته إليه في الملف الاقتصادي، نظراً إلى عدم إلمام دياب بمجريات الأزمة ومتطلبات حلها.

الانباء

تحذيرات حاسمة

عُلم من مصادر مصرفية أن تحذيرات دولية حاسمة أُبلغت منذ أشهر إلى المعنيين في لبنان بضرورة وقف إعادة تصدير الفيول الذي يتم استيراده على اسم كهرباء لبنان.

لا معيار

لم يتم إعتماد أي معيار منطقي في ما تسرب عن الوزارات المنوي دمجها في الحكومة المقبلة؛ وقد تحكّم بذلك فقط بازار التوزير والحصص.

البناء

خفايا

قالت مصادر على صلة بالملف الحكومي إن الغريب هو أن القوى الكبرى في الغالبية النيابية كانت مرتاحة بتمثيلها في حكومة خرجت منها بالمقابل ثلاث قوى كبرى ما يفترض قدرتها على تمثيل حلفائها بصورة مريحة دون خسارة مواقعها، ورغم ذلك تتعقّد الحكومة الجديدة عند الأحجام وتساءلت عن خلفيّة هذا التعقيد.

كواليس

توقعت مصادر عراقية أن تكون المليونية التي دعا إليها السيد مقتدى الصدر يوم الجمعة المقبل تحت شعار إخراج الاحتلال الأميركي من العراق صورة وحدة وطنية عابرة للطوائف وحشود غير مسبوقة توصل رسالة العراقيين بصورة لا تحتمل التأويل بأن زمن الاحتلال انتهى.

 

هدوء بعد مواجهات عنيفة حولت بيروت الى ساحة حرب.. ماذا عن الجرحى؟

مواقع الكترونية/18 كانون الثاني/2020

عاد الهدوء الى وسط بيروت مساء بعد مواجهات عنيفة شهدتها المنطقة بين محتجين وعناصر مكافحة الشغب حولت المنطقة الى ما يشبه حال الحرب. وكانت بدأت المواجهات بعد قيام محتجين برمي عوائق حديدية وحجارة ومفرقعات على قوى مكافحة الشغب عند أحد مداخل مجلس النواب في وسط بيروت، حيث قامت القوى الأمنية بدورها برش المحتجين بخراطيم المياه لتتطور الامور الى مواجهات وصلت الى محيط مسجد محمد الأمين والمناطق المجاورة في وسط بيروت. وقد أعلن الصليب الأحمر أنه نقل اكثر من 80 جريحا إلى مستشفيات المنطقة اثر المواجهات كما تم إسعاف اكثر من 140 مصاب ميدانيا وهم من المعتصمين وعناصر قوى الأمن الداخلي. وكان الرئيس ميشال عون طلب من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الامنية المعنية المحافظة على امن المتظاهرين السلميين ومنع اعمال الشغب وتأمين سلامة الاملاك العامة والخاصة وفرض الامن في الوسط التجاري. كما غرد الرئيس سعد الحريري قائلا:"مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب. لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية." وأضاف:"لن يحترق حلم رفيق الحريري بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين بنيران الخارجين على القانون وسلمية التحركات. ولن نسمح لأي كان اعادة بيروت مساحة للدمار والخراب وخطوط التماس، والقوى العسكرية والامنية مدعوة الى حماية العاصمة ودورها وكبح جماح العابثين والمندسين."

 

المشاغبون يلوثون سلميّة المسيرات المطلبية وينتزعون "بلاط" الأعمدة

مواقع الكترونية/18 كانون الثاني/2020

أصر بعض الفوضويين والمشاغبين على تلويث الصورة الجميلة للحراك الشعبي المطلبي المحق، من خلال إمعانهم اليوم، كما قبل ايام، في حرف الحراك السلمي عن مساره عبر افتعال إشكالات مع القوى الامنية المولجة حماية مجلس النواب ومحيطه، بعدما وصلت المسيرات التي انطلقت من مناطق لبنانية عديدة في بيروت والمتن وطرابلس باتجاه المجلس، للاحتجاج على طريقة تشكيل الحكومة.ولرفع بعض الطالب المعيشية والاصلاحية. وبدأ المشاغبون الملثمون محاولات توتير الاجواء بُعيد انطلاق المسيرة بقليل من محلة البربير الى ساحة النجمة، بطلي ماكينات سحب الاموال وكاميرات المصارف باللونين الاحمر والاسود. ومع وصولهم الى ساحة النجمة باشروا التعرض للقوى الامنية، التي انذرتهم بوجوب التقيد بسلمية المسيرة،.لكنهم اصروا على ازالة العوائق التي وضعتها القوى المولجة حماية المجلس. وقاموا برمي الحجارة والعوائق الحديدية والاشجار والمفرقعات باتجاه القوى الامنية، التي ردت بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع،.بعدما اصيب عدد من عناصرها بجروح.كما اصيب عدد من المحتجين بجروح، واستمر الاشتباك غير المسبوق بين المشاغبين والقوى الامنية حتى بداية ساعات المساء، بعدما انسحب الكثير من المتظاهرين السلميين، وانسحب الباقون الى ما بعد ساحة النجمة، بعدما تدخلت وحدات من الجيش لوقف التوتر. لكن المناووشات بقيت متقطعة. ونشرت قوى الأمن الداخلي على حسابها على موقع "تويتر" فيديو يظهر كيف قام محتجون بانتزاع "بلاط" الأعمدة في وسط بيروت لرشقها باتجاه عناصر مكافحة الشغب، واصفة إياهم بـ"المشاغبين".

 

محيط مجلس النواب يتحول ساحة معركة... وتحذير من قوى الأمن

مواقع الكترونية/18 كانون الثاني/2020

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن المواجهات أمام مدخل مجلس النواب في شارع البلدية، تصاعدت بين المتظاهرين وعناصر قوة مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي. حيث عمد شبان إلى إطلاق مفرقعات نارية بشكل كثيف، إضافة إلى قنبلة مولوتوف، محتمين بواجهة زجاجية انتزعوها من أحد المحال، وبأغصان اقتلعوها من معظم الأشجار في المكان، فيما ردت القوى الأمنية بالقنابل المسيلة للدموع، وبخراطيم المياه التي ساهمت بتراجع المتظاهرين قليلا عن مدخل البرلمان. وقد وصلت فرق من الصليب الأحمر والدفاع المدني، ونقلت عددا من المصابين. وأفادت مصادر أمنية للـLBCI عن وقوع جرحى واصابات بليغة بصفوف قوى مكافحة الشغب أمام مدخل المجلس النيابي. إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي- شعبة العلاقات العامة، عبر "تويتر"، أنه "‏يجري التعرض بشكل عنيف ومباشر لعناصر مكافحة الشغب على أحد مداخل مجلس النواب، لذلك نطلب من المتظاهرين السلميين الإبتعاد من مكان أعمال الشغب حفاظا على سلامتهم". وقد عرضت "النهار" فيديو يظهر ما يحصل في محيط مجلس النواب:

 

خلافاً لكل تعهدات لبنان الدولية، تقوم عناصر أمنية اليوم في ١٨ كانون الثاني بضرب محتجزين بعد ايصالهم إلى ثكنة الحلو

CLDH - Lebanese Center for Human Rights

مواقع الكترونية/18 كانون الثاني/2020

خلافاً لكل تعهدات لبنان الدولية، تقوم عناصر أمنية اليوم في ١٨ كانون الثاني بضرب محتجزين بعد ايصالهم إلى ثكنة الحلو في بيروت وقد ضم الاعتقال هذا متظاهرين من عدة أماكن في بيروت.

يستنكر المركز اللبناني لحقوق الانسان هذا التصرف غير الانساني والمخالف للقانون، كما يطالب معاقبة العناصر المرتكبة مباشرةً وتحميل المسؤولية الى قيادة قوى الأمن الداخلي لتغطيتها على الاستخدام المفرط للعنف ضد المتظاهرين.

 

أميركا للبنان: لا مساعدات من دون إصلاحات جذرية

نداء الوطن/18 كانون الثاني/2020

أشار مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الى ان "اي حكومة في لبنان تثبت ذاتها من خلال الأفعال". وقال في تصريح: "قلنا من قبل إن على الزعماء اللبنانيين الالتزام بالإصلاحات الضرورية وتطبيقها للتجاوب مع مطالب اللبنانيين بالقضاء على الفساد المستشري، والتجاوب مع مطالبهم بحكم أفضل وفرص اقتصادية". واعتبر المسؤول ان اي مساعدات للبنان ان تتم اذا لم تنفذ الحكومة الإصلاحات بشكل جذري. وأضاف: "يجب ان يكون للبنان حكومة ذات مصداقية وقادرة على اتخاذ تلك الخطوات، والحكومة الموثوقة هي التي تعمل لصالح جميع اللبنانيين وينظر إليها الشعب اللبناني على نطاق واسع على هذا النحو، وتكون قادرة على استعادة الثقة الدولية في لبنان". وتابع: "الحكومة القادرة على إجراء إصلاحات حقيقية وملموسة هي التي ستعيد ثقة المستثمر وتطلق العنان للمساعدة الدولية المستقبلية للبنان. هناك إجماع دولي قوي على هذه النقطة. لا يوجد طريق للمساعدة الدولية سوى من خلال إصلاحات ملموسة تقوم بها حكومة ذات مصداقية وقادرة". وجدد دعوته جميع الأطراف اللبنانية للامتناع عن العنف وحماية الحق في الاحتجاج السلمي.

 

تعميم جديد من مصرف لبنان... من يطال؟

مواقع الكترونية/18 كانون الثاني/2020

أصدر مصرف لبنان تعميماً للمصارف والمؤسسات الماليّة والمؤسسات التي تتعاطى العمليات الماليّة والمصرفيّة بالوسائل الإلكترونية يتعلّق بتعديل القرار الأساسي رقم 7548 تاريخ 30-03-2000 المُتعلق بالعمليّات الماليّة والمصرفيّة بالوسائل الإلكترونية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سبت الغضب: تدخّلَ الجيش.. فمنع "سقوط" مجلس النواب

وليد حسين/المدن/19 كانون الثاني/2020

شهد وسط بيروت مساء يوم السبت 18 كانون الثاني، أعنف المواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في "أسبوع الغضب".

ساحة حرب

استمرت الاشتباكات ساعات طويلة منذ بعد الظهر وحتى وقت متأخر من الليل، وطاولت محيط مجلس النواب وساحتي الشهداء ورياض الصلح، حيث قامت مجموعات ملثمة من القوى الأمنية بإحراق خيم الاعتصام. وقد هاجمت مجموعات من المتظاهرين جمعية المصارف وحطمت واجهاتها الزجاجية. وتمددت المواجهات وتوسعت إلى أمام بيت الكتائب في الصيفي، واستعملت فيها المفرقعات النارية والحجارة والقنابل المسيلة للدموع. وسقط عدد من الجرحى بين المتظاهرين والمراسلين الإعلاميين. وكان محيط ساحة النجمة قد تحول إلى ساحة حرب بين آلاف المتظاهرين الذين طوقوا المجلس النيابي من الجهات كلها في محاولة لاقتحامه وتحريره من "سلطة الحرامية" ومن شرطته التي صرخوا بوجهها "شبيحة شبيحة". ورغم ألوف القنابل الدخانية المسيلة للدموع والقمع المفرط، شهد محيط ساحة النجمة احتجاجاً غير مسبوق، ولم يشأ ألوف المتظاهرين ترك الشوارع. فرقتهم القنابل المسيلة للدموع لكنهم ظلوا مصرّين، أفراداً وجماعات، على محاولة اقتحام ساحة النجمة للوصول إلى المجلس النيابي. وقد طاردت القوى الأمنية المتظاهرين الذين اختبأوا في مسجد محمد الأمين واعتدت عليهم وأوقعت جرحى بينهم، فيما أغمي على آخرين وأصيبوا بالاختناق جراء تنشق دخان قنابل الغاز. وقد استخدمت القوى الأمنية الرصاص المطاطي ضد المتظاهرين، فجرحت عدداً منهم. ولجأ عشرات الجرحى إلى بيت الكتائب المركزي في الصيفي. وكان الناشطون والمجموعات قد دعوا إلى تنظيم مسيرات احتجاجية، انطلقت من مناطق ثلاث لتلتقي جميعها أمام جمعية المصارف في وسط بيروت. ثلاث مسيرات عبرت شوارع بيروت، مروراً بمؤسسات يعتبرها المتظاهرون أوكاراً للهدر والفساد والسرقة.

مسيرة البربير

من محلة البربير انطلقت مسيرة مروراً بمبنى الواردات في وزارة المالية للاحتجاج على السياسات المالية، والتأكيد على عدم دفع ضرائب للدولة لا يعلم اللبنانيون كيف تصرف. وبدأ المتظاهرون يتجمعون في البربير الساعة الثانية بعد الظهر. ولعل صرخة ذاك الطفل المحمول على الأكتاف هاتفاً عبر مكبر صوت: "يا للعار ويا للعار/ حكّام بلادي تجار"، يختصر معاناة اللبنانيين مع سلطتهم وحماتها. وبات حتى الأطفال يهتفون: "حرامي حرامي/ مجلس نواب حرامي" و"شبيحة، شبيحة/ حرس المجلس شبيحة". وقبل انطلاق المسيرة عمد متظاهرون إلى رش حائط بنك لبنان والمهجر برذاذ الدهان، فعمد أشخاص إلى افتعال مشكلة معهم، معرفين عن أنفسهم أنهم من أبناء طريق الجديدة. واعتقلت القوى الأمنية أحد المتظاهرين واقتادته إلى جهة مجهولة. وعلى ذمة المتظاهرين لم يكن مفتعلو المشكلة من أهالي المنطقة، بل عناصر مخابرات تابعين لأحد الأجهزة. وعمد المتظاهرون إلى إقفال مفارق الطرق عند جسر البربير، مهددين بالبقاء في الشارع حتى إطلاق سراح المعتقل. وهتف المتظاهرون: "شبيحة شبيحة/ المعلومات شبيحة"، قاصدين جهاز فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الذين اعتقلوا الناشط. ولم يتركوا المكان قبل تواصل لجنة المحامين معهم وطمأنتهم بإطلاق سراحه. بعد هذه الجلبة انطلق المتظاهرون في مسيرتهم رافعين الأعلام اللبنانية ولافتات منددين فيها بالفساد وحكم المصرف: "الفاسدون لا يبنون وطناً. يسقط، يسقط حكم المصرف"، و"اذا فرضت على الإنسان ظروف غير إنسانية ولم يتمرد سيفقد إنسانيته". كانت المسيرة حاشدة وضمت قرابة ألفي شخص. وتجمع أهالي منطقة برج أبي حيدر على الأرصفة والشرفات ملتقطين صوراً لها بين الوجوم والترحيب. وهتف المتظاهرون ضد السلطة السياسية: "عنا طبقة حقيرة/ عم تراكم رأس المال"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يا عسكر ع شو متّرس الحرامية بالمجلس"، و"الوطن للعمال/ تسقط سلطة رأس المال". ورش بعض المتظاهرين واجهات المصارف وآلات صرفها برذاذ البويا كاتبين: "مصرف عرص". وبدا لافتاً إدخال المصارف إلى الهتافات: "بدنا نكسر المصارف/ بدنا تفل"، على منوال: "بدنا نسقط النظام بدو يفل". بدا الوجوم واضحاً على شبان منطقة البسطة التحتا الذين اصطفوا على الأرصفة، فيما طالت بعض الهتافات رئيس المجلس النيابي بأقذع العبارات، إسوة بمسؤولين آخرين. وراح بعض "مسائيل شبان البسطا" (في لغة المتظاهرين، أي مسؤوليهم) يصورون المتظاهرين، ربما للاقتصاص من الهتّافين، أو لرفع التقارير لمن هم أرفع شأناً ورتبةً في السلك الحركي. لكن سكان المنطقة اصطفوا على الشرفات، ورحب معظمهم بالتظاهرة، فرشوا الأرز على المتظاهرين.

مسيرة ساسين

وانطلقت مسيرة أخرى من ساحة ساسين في الأشرفية نزولاً إلى العدلية، للاعتراض على تأخر القضاء في إطلاق سراح معتقلي الأيام الفائتة، وللمطالبة باستقلالية السلطة القضائية وملاحقة ناهبي المال العام واسترداد الأموال المنهوبة. ورفعوا لافتات: "مطالبنا واضحة: حكومة اختصاصيين، مستقلين من رأسها حتى وزارئها". والتقت المسيرتان عند مبنى الواردات في وزارة المالية، وهتف المتظاهرون: "وزارة المالية/ بيت الحرامية". وهتفوا أيضاً ضد المصرف المركزي والمصارف. غنوا: "أحرق مصرف/ لو لو لو لو لو".

وانطلق متظاهرو المسيرتين لملاقاة المسيرة الثالثة الآتية من الدورة على وقع هتاف: "يا عثمان/ نحنا جينا/ جيب شبيحتك لاقينا".

مسيرة الدورة

وكانت المسيرة الثالثة قد انطلقت من الدورة، فمرت بمبنى شركة كهرباء لبنان في شارع مار مخايل للاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي، وللإشارة إلى مكامن الهدر في هذه المؤسسة التي دفع عليها اللبنانيون أكثر من 40 مليار دولار ولم يحصلوا على الطاقة الكهربائية. فاستجرت الطاقة من البواخر وصفقاتها وسمسراتها. التقت المسيرات الثلاثة أمام جمعية المصارف عند مفترق الجميزة. والجمعية ترعى مصالح المصارف وأصحابها، وتصدر تعاميم غير قانونية وتحجز أموال اللبنانيين وتذلهم يومياً في فروع المصارف في مناطق لبنان كافة.

إلى مجلس النواب

انطلق متظاهرو المسيرات الثلاث إلى نقطة النهاية: شارع ويغان الذي صار محطة للتظاهرات في محاولات متتالية للوصول إلى ساحة النجمة، حيث مقرّ مجلس النواب، أو "مجلس الحرامية"، على ما هتف وردد المتظاهرون. فتلك الساحة المقفلة والمطوّبة لعناصر شرطة المجلس والنواب، يريدها المتظاهرون ساحة عامة لالتقاء اللبنانيين. ويريدون للمجلس القابع في وسطها أن يكون مستقلاً، ووليد انتخابات حرة ونزيهة تمثل اللبنانيين، وتقوم على قانون انتخابي غير طائفي يلغي الزبائنية ويسمح بنشوء معارضة ديموقراطية. مجلس تنبثق عنه سلطة تنفيذية قادرة على التعامل مع الانهيار الاقتصادي الحالي، ويعيد ثقة اللبنانيين بدولتهم، ويعيد أموالهم المنهوبة من "حراس الهيكل" والمصارف وحماتهم. وبدا من الهتافات والغضب على وجوه الجميع، ومن إحضار كثيرين منهم كمامات مضادة للغاز المسيل للدموع، أنهم يتحسبون للاشتباك مع القوى الأمنية في محاولتهم دخول المجلس. وكان قد سبقهم أكثر من ألفي شخص قادمين من مناطق مختلفة إلى شارع ويغان. وحصل صدام مع قوات مكافحة الشغب ووقعت إصابات عدة. وهذا لم يحمل متظاهري المسيرات الثلاث على التراجع. بل على العكس راحوا يهتفون: "دعوس يا شعبي دعوس/ ع الحكومة والمجلس". تجمع المتظاهرون في شارع ويغان وبدأ الاشتباك، فانهالت عليهم مكافحة الشغب بالقنابل المسيلة للدموع ورش المياه، بعدما رشقهم المتظاهرون بالمفرقعات النارية. عملياً حاصر آلاف المتظاهرين المجلس النيابي من جميع النواحي. وراحوا يرمون المفرقعات. مشهد أعاد التذكير بالواقعة التي حصلت سابقاً هناك قبل أكثر من شهر. اللافت تفرق المتظاهرين في اتجاهات كثيرة ومواصلتهم التجمع والاعتصام والهتاف ضد القوى الأمنية. وامتلأت مواقف السيارات في وسط بيروت بالمتظاهرين. وعند مفترق الصيفي راحوا يلطمون سور الجسر الحديد محمسين المتظاهرين الذين يرمون المفرقعات ويعيدون القنابل المسيلة للدموع على القوى الأمنية. ورغم مئات القنابل التي انهالت عليهم، كان آلاف المتظاهرين مصرين على البقاء وعدم ترك الساحة التي بدت أشبه بساحة حرب. ورغم سقوط عشرات الجرحى، عمد المتظاهرون إلى الانتقال من منطقة الى أخرى هرباً من الغازات المسيلة للدموع. وكاد المنتفضون أن ينجحوا في اقتحام ساحة النجمة وكسر الأطواق الأمنية والتغلب على قوات مكافحة الشغب.. إلا أن تدخل الجيش بفرق كبيرة، بعد اتصالات على أعلى مستوى من قبل رؤساء وزعماء سياسيين وبأمر من رئيس الجمهورية، هو الذي كبح جموع المحتجين عن الوصول إلى غايتهم.

ويمكن اعتبار أحداث السبت تتويجاً لأسبوع الغضب، وتدشيناً لمرحلة أكثر صدامية وقسوة.

 

عشرات الإصابات بالرأس والوجه.. هكذا أطلقت القنابل والمطاط

المدن/18 كانون الثاني/2020

عشرات الإصابات بالرأس والوجه.. هكذا أطلقت القنابل والمطاط

تعرض المحتجون في المواجهات مع قوى الأمن في وسط بيروت، الى اصابات مباشرة بالرأس عبر اطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي عن مسافة قريبة. وتفسر هذه الطريقة الوحشية في اطلاق الرصاص والقنابل، سقوط هذا العدد الكبير من الاصابات التي أظهرتها الصور، وتخطى الرقم الثمانين اصابة. وأظهر مقطع فيديو، عنصراً أمنياً يوجه القنابل المسيلة للدموع بشكل مباشر على المعتصمين، كما ادى الى اصابات في الرأس والوجه، علما أن تقنية الإطلاق يجب أن تكون الى الأعلى، منعاً لاصابة المحتجين. وأثار هذا الاطلاق موجة استنكار عارمة، وتحدث مغردون عن اصابة جان جورج برصاصة مطّاطية في فمه، فيما اصيبت المتظاهرة كارن هلال برأسها إصابة مباشرة بقنبلة مسيلة للدموع. كما تحدثوا عن اصابة متظاهر برصاصة مطاطية سيتم بتر إصبعه. وقالت مغردة ان استعمال الرصاص المطاطي عن مسافة قريبة جداً قد تكون نتيجته مميتة.. ولا شيء يبرر اطلاق قنابل مسيلة للدموع على الرأس مباشرة، خصوصاً على طلاب لا تتجاوز اعمارهم الـ18 سنة.

 

ريفي: تسجيل مشبوه برسم القوى الأمن

مواقع الكترونية/18 كانون الثاني/2020

صدر عن اللواء أشرف ريفي الآتي : يُتداول عبر وسائل التواصل تسجيل صوتي، يدعي أن المتظاهرين مدفوعين مني ومن "حراس المدينة" والمخابرات التركية. إن هذا التسجيل الفتنة يهدف الى تشويه الإنتفاضة الشعبية وشيطنتها، والجميع يعرف أن ما يحرك ثورة اللبنانيين الإنهيار الذي سببته السلطة ومن يحميها. إنني وإزاء هذا التسجيل المشبوه، أطلب من الأجهزة الأمنية والقضائية، وعلى الأخص مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، كشف هوية الشخص الذي سجّل بصوته هذه الأكاذيب، والجهة التي تقف وراءه، فالتحقيق قادر على جلاء الحقيقة بسرعة ومحاسبة من يعمل على إثارة الفتنة . وختاماً أجدد ثقتي بانتفاضة الشعب اللبناني التي لا تهزها هذه الأساليب المكشوفة.

 

نائب حاكم مصرف لبنان يكشف سبب الازمة المالية...

مواقع الكترونية/18 كانون الثاني/2020

نظمت "مكتبة النادي الحسيني" العامة في مدينة النبطية، ندوة حوارية مع نائب الحاكم الأول لمصرف لبنان رائد شرف الدين، بعنوان "الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان وسبل الحلول للخروج من هذه الأزمة التي يمر بها لبنان". حضر الندوة، إمام المدينة الشيخ عبد الحسين صادق، الدكتور محمد قانصو ممثلا النائب هاني قبيسي، علي قانصو ممثلا النائب محمد رعد، رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، المسؤول المالي المركزي لحركة "أمل" باسم لمع، المسؤول التنظيمي للحركة في إقليم الجنوب الدكتور نضال حطيط، رئيس جمعية "تجار محافظة النبطية" جهاد فايز جابر، الأمين العام للمجلس القاري الأفريقي عماد جابر ووجوه اجتماعية واقتصادية. وتحدث شرف الدين عن "حساسية فائقة موجودة في الأسواق، حيث تنعكس على السوق وسعر الصرف"، معربا عن ثقته ب"استمرار مصرف لبنان في سياسته، للمحافظة على ما يمكن المحافظة عليه، وتجنيب لبنان الأزمات الكبرى". وأكد أن "النظام المصرفي اللبناني، بات موثوقا في الداخل والخارج، والدليل أن اثنين وثلاثين مصرفا، بات خارج القطاع المصرفي، من دون أن يخسر المودعون قرشا واحدا، ويعود ذلك إلى عمليات الدمج، التي حصلت بين المصارف، وقانون الدمج الذي حافظ على القطاع وعلى مدخرات المواطنين". وقال: "إن للمصارف اللبنانية موقعا متقدما، فموظفوها على مستوى رفيع من الكفاية، وهي تعتمد الحوكمة الرشيدة، وتطبق معايير عالمية، فضلا عن أن تطبيقها التعاميم الصادرة عن المصرف المركزي، والمتعلقة بمكافحة الإرهاب وتبييض الأموال، أسهم في ترسيخ حضورها وتماسكها، وهي تاليا غير مهددة بأي أزمة مالية، كما يتردد في الكواليس وتتناقله الشائعات، بل بالعكس، إن حجمها كبير جدا، وهو يقدر ب 250 مليار دولار، من دون احتساب 75 فرعا منتشرا في الخارج، مع تقدير الرساميل ب 21 مليار دولار". وعن أسباب المشاكل المالية في لبنان، اعتبر أنها "تعود إلى النظام السياسي والمذهبي في لبنان، وقد ذكر ذلك البنك الدولي في تقرير وضعه عن لبنان، في حزيران من العام 2015"، مؤكدا أن "هذاا النظام يكلف الاقتصاد اللبناني 9% من الناتج المحلي، نتيجة المتاجرة بالنفوذ والصفقات، التي تحصل بالتراضي، وتقاسم المغانم، وازدياد الاحتكارات التجارية، والتخبط السياسي الدائم، وغياب المساءلة على المستويات كافة وتبعية القضاء للسياسيين، مما يؤدي إلى إهدار في المال العام، وعجز الحكومات عن وضع خطة وتنفيذها، وإضعاف ثقة المجتمع الدولي والمستثمرين بلبنان".

 

المستقبل" ينفي نقل مجموعات إلى بيروت: حملات مشبوهة

مواقع الكترونية/18 كانون الثاني/2020

صدر عن "تيار المستقبل" ما يلي: "يتداول محللون على بعض المحطات التلفزيونية، معلومات مختلقة يجري نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام "تيار المستقبل" بنقل مجموعات من طرابلس وعكار والضنية إلى بيروت، لتشارك في أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة والضغط على الرئيس المكلف. إن "تيار المستقبل" اذ ينفي هذه الأخبار الملفقة ويضعها في سياق الحملات المشبوهة لتعكير السلم الأهلي، ينبه وسائل الإعلام إلى السلبيات التي تترتب على تبني مقولات تحريضية لا أساس لها من الصحة، وتحجب الأضواء عن حملات الشغب التي تتعرض لها العاصمة بيروت، ويؤكد على المواقف التي تصدر عن الرئيس سعد الحريري دون سواها من ادعاءات وتحليلات".

 

شرطة مجلس النواب تنفي استهداف خيم المعتصمين: تضليل وتحريض

مواقع الكترونية/18 كانون الثاني/2020

أصدرت قيادة شرطة مجلس النواب بيانا نفت فيه ما ذكرته بعض وسائل الاعلام عن قيام عناصر شرطة مجلس النواب باستهداف خيم المعتصمين في ساحتي رياض الصلح و الشهداء.  وجاء في البيان: ان ما في اوردته وتورده بعض وسائل الاعلام عن قيام عناصر من شرطة مجلس النواب باستهداف خيم المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح هو عار عن الصحة جملة وتفصيلا ويندرج في اطار التضليل والتحريض على عناصر وضباط شرطة مجلس النواب الذين نؤكد مجددا ان دورهم ينحصر منذ بداية الازمة في حماية مقر المجلس النيابي فيما تتولى مهمة حماية محيط المجلس وحدات من قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني.

 

حزب الله… "قاضي الولاد"! باسيل "حردان"… وتشكيلة دياب "كل حصّة بغصّة"..

نداء الوطن/18 كانون الثاني/2020

هي "قصة إبريق الزيت" نفسها تتوالى فصولها على مسرح "الحكواتي" الحكومي… واللازمة ذاتها تتكرر مع كل تشكيلة جديدة: حقائب سيادية، حصص حزبية، توزيعات طائفية، والثلث الشهير المعطّل. لكن وإذا كانت عرقلة تشكيلات "الوحدة الوطنية" تجد ما يبررها ربطاً بالكباش المعهود بين الأكثريات والأقليات وتنازع "الأطباق الدسمة" على مائدة التحاصص الوزاري والطائفي، غير أنّ ما يكاد يكون عصياً على الاستيعاب هو تحوّل حكومة "الفريق الواحد" إلى تشكيلة "لا تشكيلي ببكيلك"، يتنازعها الحلفاء في قوى 8 آذار ويهبشون مغانمها، حتى إذا ما قاس أحدهم حصة حليفه فوجدها أوزن من حصته ثارت ثائرته وحرد وهدّد وتوعّد بهدّ الهيكل الحكومي فوق رأس الجميع على الطريقة "الولادية"، التي لا تقيم وزناً لا لمصلحة البلد ولا لمصلحة أبنائه… ولا حتى أقله لمصلحة "بيّ الكل" في منظومة الثامن من آذار "حزب الله"، الذي يكزّ على أسنانه غيظاً وغضباً من تلكؤ أبناء محوره عن مراعاة ظرفه الاستثنائي في هذه المرحلة الإقليمية الحرجة، وعدم تفهّمهم حاجته الاستراتيجية إلى تهدئة ساحته الداخلية وتبريد أرضيته الملتهبة في مواجهة عواصف الداخل والخارج.

لكن وبدل ذلك، تتأسف مصادر قيادية في قوى 8 آذار لاضطرار "حزب الله"، المنهمك في مواكبة تطورات المنطقة المتسارعة، إلى الوقوف محلياً بين حلفائه كـ"قاضي الولاد"، ساعةً يسترضي هذا وتارةً يطبطب لذاك، وبين هذا وذاك تكاد تعييه سبل الوقوف على خاطر كل مكونات الحكومة العتيدة، مشيرةً إلى أنّ مشكلة "الحزب" الأساس أنه يحاذر الضغط على حلفائه ويحرص على توفير أقصى ما يمكنه من مرونة وأوسع ما يستطيع تأمينه من هوامش، لتلبية رغبات جميع أبناء صفه السياسي، غير أنه إذا كان يبرع في مقارعة الكبار على مختلف الساحات الإقليمية والدولية، يجد نفسه في كثير من الأحيان مكبّل اليدين أمام حلفائه على الساحة الداخلية، تحت وطأة فائض الدلع الذي يمارسونه عليه، الأمر الذي يضطره في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار بإعادة تنظيم الصفوف وفق أولويات إستراتيجية، لكن أيضاً مع حرصه على عدم كسر حليف على حساب حليف آخر، كما حصل الأسبوع الفائت حين تدخّل لإعادة تعويم حظوظ حكومة حسان دياب وتفكيك صاعق تفجيرها، من خلال دفعه باتجاه عقد لقاء عين التينة (بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل)، والذي أفضى إلى تنفيس الاحتقان الذي كان سائداً، لكن وبينما كانت عجلة التأليف تسير بسلاسة باتجاه استصدار مراسيم قصر بعبدا، عادت الأمور لتصطدم بعقبات أقل ما يقال فيها إنها "صبيانية"، قد تضطر "حزب الله" مجدداً إلى التدخل في حال لم تجد طريقها إلى الحلحلة تلقائياً، لأنّ البلد ينهار فوق رؤوس الجميع ولم يعد بمقدور أي طرف مهما بلغ حجمه تحمّل تداعيات الاستمرار من دون حكومة.

إذاً، لا تزال تشكيلة دياب معلّقة على قاعدة "كل حصّة بغصّة"، وسط استمرار الخلاف بين مكوناتها بانتظار "كلمة سرّ" مرتقبة، من شأنها أن تضع حداً لمهزلة تناتش الحصص "التكنوقراطية"، وفي حين برز كلام عالي السقف من البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس، بلغ مستوى تصنيف كل من يعرقل ولادة الحكومة في خانة "أعداء لبنان"، لافتاً إلى أنه "ما من بلد في العالم يتعمّد المسؤولون فيه خرابه كما يحصل في لبنان"، استرعت الانتباه في المقابل المواقف الاعتراضية المتتالية في صفوف قوى الثامن من آذار، احتجاجاً على ترسيم خريطة الحصص الوزارية في الحكومة العتيدة، بدءاً من رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم لشرح موجبات اعتراضه، مروراً برئيس "الحزب الديمقراطي" النائب طلال أرسلان الذي يطالب بحقيبتين في التشكيلة الوزارية، وصولاً إلى النائب ميشال الضاهر الملوّح بحجب الثقة إعتراضاً على الحصة الكاثوليكية، وحتى عضو "اللقاء التشاوري" النائب جهاد الصمد أبدى عزمه على عدم منح الحكومة الثقة، بعدما ثبت أنه "كان واهماً بقدرة دياب على تشكيل حكومة من الكفاءات تتمتع باستقلالية القرار"، منتقداً في الوقت عينه باسيل من دون أن يسميه من خلال إشارته إلى "محاولة أحدهم استعادة الثلث المعطّل الذي عطّل عمل كل الحكومات".

في الغضون، وبعدما تبيّن أنّ إحدى العقد الحكومية تكمن في رفض بري تجيير "الثلث المعطل" لمصلحة الفريق العوني، حيث سعى رئيس المجلس إلى اقناع الرئيس المكلف بسحب وزير مسيحي من الحصة العونية، لمصلحة تسمية أمل حداد نائبة لرئيس الحكومة مقابل دمج وزراتي الدفاع والاقتصاد، علمت "نداء الوطن" أنّ باسيل قرّر تعليق الاتصالات والمشاورات الحكومية وتوجّه إلى اللقلوق لتمضية "الويك أند"، بعدما عبّر عن انزعاجه من السلوك السائد، كونه يعتبر، بحسب مصادره، أنّ الوزراء الخمسة المفترض أنهم يمثلون الحصة العونية "غير محسوبين عليه بشكل كامل".

 

تعقيدات "اللون الواحد" تجمّد مجدداً حكومة دياب

النهار/18 كانون الثاني/2020

مضى يوم آخر من أيام المخاض الغامض الذاتي الذي يخوضه تحالف قوى العهد و8 آذار لتجاوز تعقيدات "اللون الواحد" التي لا تزال تحول دون ولادة حكومة الرئيس المكلف حسان دياب والتي بدأت علامات الاستفهام المختلفة ترسم حول طبيعة الخلفيات التي أرجأت تأليفها وصدور مراسيمها في اللحظة الحاسمة بعدما كانت كل المعطيات تنبئ بانتهاء مسار تأليفها. واذا كانت المعطيات والمعلومات المتسربة عن العقد الاخيرة التي حالت دون انجاز الرئيس المكلف التشكيلة الحكومية حصرت هذه التعقيدات بتباينات حول المحاصصة في شأن بضعة مقاعد وزارية من دون مسها الهيكلية الاساسية للتشكيلة ذات الـ18 وزيراً، فان هذه المعطيات تبدو عرضة لاختبار لن تتجاوز مدته الساعات الـ 48 المقبلة للتأكد من طبيعة التعقيدات واستشراف المرحلة التالية.

ذلك ان جهات مطلعة على الاتصالات الجارية في مواكبة مأزق التأليف أفادت ان العقد المتصلة ببعض الحقائب الوزارية وتوزعها حزبياً وطائفياً تبدو جدية و"معتادة" في حال توزيع الحقائب الوزارية على غرار ما كان يجري لدى تأليف الحكومات السابقة وليس ثمة ما يبعث على الاعتقاد بان التشكيلة الحكومية مرشحة لان "تطير" من هذه الناحية. لكن الجهات نفسها لاحظت ان مجريات المخاض الحكومي الحالي انما تحصل بين أفرقاء الصف الواحد بما يثير تالياً التساؤلات الواسعة عن حقيقة ما يجري وماذا يعني ان يستأثر تحالف سياسي بعملية تأليف الحكومة ومن ثم يبدأ اطلاق اشارات حيال عجز هذا التحالف كما الرئيس المكلف عن الاضطلاع بدور التنسيق بين هذه القوى تجنبا لمعركة تقاسم الحصص وافتضاح هشاشة التماسك القائم داخل قوى 8 آذار؟ وقالت ان ثمة معطيات تؤكد ان معركة المحاصصة تكتسب اطاراً جدياً حول التمثيل الوزاري بين اطراف التحالف بما يعني ان التحضيرات الجارية لانجاز الحكومة تتجاوز المديين القريب والمتوسط للحكومة والاستعداد لمرحلة طويلة اذا قيض للحكومة ان تصمد في مواجهة جبهات داخلية وخارجية عدة ستفتح في وجهها وتعبر عن رفض لها كسلطة مقبولة ومطلوبة لانقاذ لبنان من اخطر كارثة مالية واقتصادية واجتماعية حلت به.

ومع ذلك فان تجاوز التعقيدات في مهلة تنتهي مطلع الاسبوع المقبل سيرتب مشهداً مختلفاً وحقائق جديدة قد يكون فيها من المعطيات الداخلية والخارجية ما لم يظهر بعد وهو أمر سيعني حينذاك اجراء حسابات سياسية جديدة لان التأخير الى هذا الموعد ينزع القناع عن التعقيدات الحقيقية وربما كشف وجود معطيات خارجية اقلقت أفرقاء التحالف الداعم لدياب أو بعضهم وجعلتهم يفرملون الاندفاع نحو ولادة الحكومة.

ووسط هذه المناخات أكدت أمس مصادر قريبة من الرئيس المكلّف حسان دياب أنه متمسّك بالإطار العام الذي حدّده لتشكيل الحكومة، والمعايير التي وضعها لاختيار الوزراء، وأنه لن يتساهل في التزام هذه الضوابط.

وقالت إن دياب، "انطلاقاً من تمسّكه بصلاحياته الدستورية كرئيس مكلّف، يرفض اعتماد النهج القديم في تشكيل الحكومة، سواء كان واضحاً أو مستتراً، لأنه يصرّ على أن تكون الحكومة تتمتّع بصدقية وتشكّل صدمة إيجابية، فتحظى بثقة اللبنانيين أولاً، وبترحيب عربي ودولي ثانياً ".

وشدّدت المصادر على "أن أي محاولة لتشويه صورة التشكيلة الحكومية ستؤدي إلى إضعاف قدرتها على التصدّي للكارثة الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي يواجهها لبنان، مع ما يعني ذلك من تداعيات خطيرة على كل المستويات".

ولاحظت "أن القفز فوق انتفاضة اللبنانيين التي انطلقت في 17 تشرين الأول 2019 هو تجاهل للوقائع وجهل للواقع، والرئيس المكلّف لن يقبل بإدارة الظهر لها أو تمييع مطالب اللبنانيين الذين يعبّرون عن غضب صادق مما وصلت إليه أحوال وطنهم ".

وفيما لم تتناول أوساط الرئيس المكلف تفاصيل التعقيدات التي تعترضه في انجاز مهمته، رأى مصدر مسؤول في "التيار الوطني الحر" أن "الذين يتعاملون مع الملف الحكومي بمنطق العدد و الحصص ‏معروفون وقد كشفوا عن انفسهم بمطالبتهم بعدد محدد من الوزراء، فيما لم يتعامل التيار بهذه العقليه لا من قريب ولا من بعيد".وقال إن" الوقائع‏ تشهد أن الذين دعم التيار توزيرهم، هم من أهل الاختصاص ولا يمتون إليه سياسياً بأي صله بل أنهم مستقلون و يتمتعون بالجدارة والنزاهة التي دفعت التيار الى تأييد وصولهم ".وفيما بدا واضحا ان الجمود الذي أصاب الجهود لانجاز التشكيلة الحكومية لم يقترن باي تحرك سياسي علني بارز بما يستبعد معه انتهاء الازمة في الساعات المقبلة أو غداً، تبين ان الشروط والتعقيدات التي برزت منذ يومين بين الافرقاء الداعمين للحكومة لم تتبدد نهائياً حتى مساء امس، بل ان بعض المعطيات أشار الى امكان ان يعلن رئيس "تيار المردة" النائب والوزير السابق سليمان فرنجية في مؤتمر صحافي يعقده ظهر اليوم موقفاً تصعيدياً من تركيبة الحكومة، علماً انه كان طالب في مفاوضات التأليف أولاً بتعيين وزيرين لـ"المردة" وبعدما سمّيت وزيرة لحقيبة الاشغال فقط، برزت عقدة ثانية تمثلت في حصول "التيار الوطني الحر" مع الحصة الرئاسية على الثلث المعطل في التشكيلة الامر الذي رفضه فرنجية. وترددت معلومات مساء أمس عن امكان ان يعلن الاخير عدم مشاركة "المردة" في الحكومة على ان يمنحها نواب التيار الثقة في مجلس النواب.

وثمة عقدة ثانية تتمثل في رفض دياب محاولات لرفع عدد الوزراء الى 20 أو 24 وزيراً بدلاً من 18 الامر الذي يضعه في تجاذب مع "التيار الوطني الحر" ورئيس مجلس النواب نبيه بري اللذين يدفعان نحو رفع عدد الوزراء. اما العقدة الثالثة فتمثلت في دخول الحزب السوري القومي على خط التعقيدات اذ دفع نحو تعيين النقيبة السابقة للمحامين أمل حداد في حقيبة الاقتصاد، فيما يحجز الوزير جبران باسيل هذه الحقيبة لمرشح آخر هو ايمن حداد.

الراعي

وفي ظل هذه الاجواء كان للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موقف حاد من التأخير في تاليف الحكومة اذ قال إن "كل من يعرقل ولادة الحكومة المنتظرة يمعن في إغراق لبنان أكثر فأكثر في ازمته المالية والاقتصادية بشكل يحول دون خروجه منها. بأسلوبهم هذا انما يعادون الشعب اللبناني الذي يهاجر، ويعادون لبنان ومؤسساته. انني اسميهم "اعداء لبنان". يقول الرب يسوع: "صلوا من اجل اعدائكم"، ونحن سنصلي من اجلهم الليلة". وأضاف: "ان الذين يعرقلون ولادة الحكومة انما يعرقلون قيام لبنان ونهوض الشعب اللبناني من معاناته وقد فقد الامل في كل شيء. وهم من يجعل من شبابنا المطالب بحكومة نزيهة تنهض بلبنان، عرضة للاذلال والقهر على الطرق وفي الساحات. انهم يطالبون بكرامتهم المسلوبة وبخير لبنان. لا تكون المرجلة في ان من يعرقل هو نفسه من يذهب الى دس من يقوم بأعمال شغب من خلال تكسير عدد من المؤسسات العامة والمصارف والتعدي على الاملاك العامة والخاصة. هؤلاء لا يريدون دولة لبنان ولا خير شعبه. نصلي من أجل كل هؤلاء، "اعداء لبنان"، كي يخافوا الله ويعودوا اليه، ولكي يتحملوا مسؤولياتهم ويقوموا بواجباتهم في خدمة لبنان وشعبه".

أمام مصرف لبنان

وعاد التوتر ليل أمس أمام مصرف لبنان حيث تظاهر جمع من المحتجين وتخطى عدد منهم الشريط الشائك الموضوع فوق الجدار الخارجي للمصرف، ودخلوا باحته الداخلية، ثم خرجوا بناء على طلب قوى الأمن الداخلي المولجة حراسة المصرف. كما عمد البعض الآخر إلى رمي زجاجات حارقة وحجارة إلى داخل باحة المصرف، في حين أزال آخرون الشريط الشائك من فوق الجدار الذي يفصل عن الباحة الداخلية.وتدخل أفراد مكافحة الشغب وعملوا على ابعاد المتظاهرين ورشق بعضهم العناصر الامنية بالحجارة.وخلال المواجهة اصيب مراسل محطة "الجديد" آدم شمس الدين في رأسه ونقل الى احد مستشفيات المنطقة.

وفي وقت لاحق انضمت وحدات من الجيش الى قوى الامن وابتعد المتظاهرون في مسيرة نحو شارع الحمراء واكملوا طريقهم الى شارع بلس حيث توقفوا فترة أمام منزل الرئيس فؤاد السنيورة وأطلقوا هتافات ضده.وعادوا مجددا الى مصرف لبنان.

 

معركة رئاسية مارونية مبكّرة... تؤخّر التشكيل

نداء الوطن/18 كانون الثاني/2020

هل هي معركة رئاسة الجمهورية أم مفاوضات تأليف الحكومة؟ سؤال طرح بقوة أمس، بعدما انحصرت العرقلة القاتلة لولادة الحكومة العتيدة التي كادت أن تبصر النور خلال ساعات، بالأطراف الموارنة داخل الأكثرية النيابية. أمر زاد من حراجة موقف "الثنائي الشيعي" وتحديداً "حزب الله" الذي لم يستطع اقناع كل من الوزير جبران باسيل والوزير السابق سليمان فرنجية بالتراجع عن تصلبهما. والذي نكأ الجرح الرئاسي كان الرئيس المكلف حسان دياب، الذي اصطف إلى جانبه الوزير السابق دميانوس قطار، وأصرّ دياب أن تُسند إلى قطار حقيبة الخارجية والمغتربين، ما أثار حفيظة باسيل الذي يعرف جيداً أهمية هذه الحقيبة في تظهير صورته في المحافل العربية والاقليمية والدولية كمرشح لرئاسة الجمهورية، كونها تمكّنه من الجلوس مع كل السفراء المعتمدين في لبنان والى نظرائه في دول العالم، خصوصاً أنه مقتنع بكون الاستحقاق الرئاسي في لبنان إرادة خارجية بامتياز. كانت المعركة الأولى التي خاضها باسيل لإبعاد قطار عن الخارجية، ونجح في معركته إلا أن تسمية قطار من قبل دياب لحقيبة الاقتصاد والتجارة جددت المواجهة كون هذه الحقيبة مرتبطة مباشرة بمقررات "سيدر" ولها حصة وازنة من المشاريع الملحوظة وأيضاً تمكن شاغلها من التماس المباشر مع دول القرار العربي والدولي، وأيضاً نجح باسيل في إبعاد قطار إلى حقيبة العمل، إلا أنّ المعركة لم تنته بعد لأن الهدف إخراج قطار نهائياً من الحكومة.

ولم يكد ينهي العهد ووصيّه المعركة الأولى في الحكومة، حتى بدأت مواجهة ذات بعد "رئاسي فاقع" بين باسيل وفرنجية، بعدما سعى الاول للسيطرة على الثلث المعطل في الحكومة من خلال الاستحواذ على ستة وزراء مسيحيين وسابع درزي لحليفه طلال ارسلان، الامر الذي عدّه الثاني امساكاً باسيلياً بالثلث المعطل أي بقرار الحكومة، وبالتالي يعني أن باسيل يريد أن يفرض مشيئته في كل شاردة وواردة داخل مجلس الوزراء، فعمد إلى المطالبة بوزيرين، الأمر الذي رُفض كلياً من قبل بعبدا وميرنا الشالوحي، وكان الاقتراح باعطاء "المردة" حقيبتين بوزير واحد من خلال عملية الدمج، إلا أن فرنجية أصرّ على مطلبه بوزيرين، رابطاً تراجعه عن مطلبه مقابل عدم حيازة باسيل على الثلث المعطل. وعجز "حزب الله" عن حل هذه العقدة، لأن فرنجية كلما طلب منه التنازل، يقدم مطالعة تبدأ ولا تنتهي عن موبقات الباسيلية السياسية في حقه، مذكراً بأن الرئاسة نزعت من احشائه لمصلحة ميشال عون.

امام هذا الكباش الرئاسي السابق لأوانه، وبعيداً من لعبة الأسماء وتوزيع الحقائب، قال مصدر قريب من بعبدا لـ"نداء الوطن": "بعدما سادت أجواء ايجابية جداً في أعقاب لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف حسان دياب، دخلت عملية تأليف الحكومة في تعقيدات عالقة تبيّن أنها ليست سهلة، متصلة بتوزيع الحقائب الأمر الذي استدعى المزيد من المشاورات والاتصالات المكثفة بين فرقاء الاكثرية لتصفير التباينات وانجاز عملية التأليف، ومع تمسك الرئيس المكلف بصيغة حكومة من ثمانية عشر وزيراً، فهذا يعني حكماً عدم امكانية ارضاء جميع الفرقاء، وهذا ما يضع الجميع امام حل من اثنين: الأول جعل عدد وزراء الحكومة على عدد الحقائب أي 24 وزيراً لارضاء جميع المطالبين بالتوزير، والثاني ادخال تعديلات على صيغة حكومة الـ18 وزيراً من أجل تصفير كل الاعتراضات، أما إذا تمسّك دياب بالصيغة التي طرحها فإن أزمة تأليف الحكومة ستستمر".

واوضح المصدر أن "حزب الله" دخل بقوة على خط تذليل العقبات وتدوير الزوايا، والمفاوضات التي بدأت قد تحتاج بعض الوقت، ما قد يؤخر ولادة الحكومة لأيام قليلة إضافية، وهذه المفاوضات لا تنطلق من الحصص داخل الحكومة إنما من التوازن وأهمية اعتماد معيار واحد كي لا يشعر أي فريق بالغبن ولعدم حصول أي التباس، وتحديداً أنه لا يمكن أن يختار بعض الفرقاء كل وزرائهم، في حين أن فريقاً يشارك آخرين خياراتهم الوزارية، فهي حكومة توازنات إما أن تسير بأكملها أو لا تسير، كما أن تشكيل الحكومة يتم بالتوافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، الأمر الذي يحتم تبادل وجهات النظر بينهما لتحقيق الاتفاق". واشار المصدر إلى أن "الاعتراضات لم يكن مصدرها فريق واحد، إنما طالت اكثر من فريق حول تبادل الحقائب وتوزيعها، وهذا ما ينطبق على نائب رئيس الحكومة والاقتصاد والصناعة، ودمج بعض الوزارات التي أظهرت اشكاليات كثيرة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

كندا: 19 ألف دولار لكل أسرة من ضحايا الطائرة المنكوبة في إيران وترودو يتوقع من طهران تقديم تعويضات مستقبلاً

 أوتاوا: /الشرق الأوسط /18 كانون الثاني/2020»

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أمس (الجمعة) إن حكومته ستوفر 25 ألف دولار كندي (19.1 ألف دولار أميركي) لأسرة كل مواطن كندي أو مقيم إقامة دائمة بكندا، راح ضحية إسقاط الطائرة الأوكرانية في إيران الأسبوع الماضي. وقال ترودو إنها «الخطوة الأولى» من أجل المساعدة في تكاليف السفر والجنازة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وقال رئيس الوزراء الكندي: «أريد أن أكون واضحاً: نحن نتوقع من إيران أن تعوض هذه الأسر... لقد التقيتهم وهم لا يستطيعون الانتظار أسابيع. إنهم في حاجة للمساندة الآن». وقال ترودو إن «هذه المساعدة الفورية تستهدف تلبية مختلف الاحتياجات التي قد يحتاجون إليها، وهي ليست التعويض الذي نتوقع أن يأتي، ويجب أن يأتي من إيران». وأضاف ترودو أنه من المتوقع أن يتم توزيع الأموال خلال الأيام المقبلة. وكان رئيس الوزراء الكندي قد طالب إيران أمس (الجمعة) بإرسال الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المنكوبة إلى مختبر في فرنسا لتحليلهما. وكان 176 شخصاً على متن الطائرة من بينهم 82 إيرانياً و63 كندياً و11 أوكرانياً و10 سويدين. بينما كان الآخرون من بريطانيا وأفغانستان. واعترف الحرس الثوري الإيراني أنه أسقط عن طريق الخطأ الطائرة التابعة لشركة الخطوط الدولية الأوكرانية بصاروخ خلال قيامها بالرحلة رقم بي إس 752 فوق طهران في 8 يناير (كانون الثاني) الجاري. وقال مسؤولون إيرانيون إنهم هاجموا الطائرة بشكل «غير متعمد» لأنها بدت أنها قريبة للغاية من منشآت عسكرية خلال يوم كانت فيه إيران في حالة تأهب قصوى، وكانت إيران قد أطلقت صواريخ على قواعد عسكرية في العراق تتمركز فيها قوات أميركية. وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أمس (الجمعة) نقلاً عن مسؤول حكومي أنه تم تحديد هويات جثث كل ضحايا الطائرة الأوكرانية التي تم إسقاطها فوق إيران الأسبوع الماضي وأنه بات بالإمكان إعادة جثامينهم إلى ذويهم. وتتعرض إيران لضغوط، ليس لإسقاط طائرة مدنية فحسب، بل أيضاً لانتظارها أياماً من أجل الاعتراف بدورها في الحادث ولالتزامها الصمت بشأن من المسؤول في نهاية المطاف عن إسقاط الطائرة. كما تسبب الغضب بشأن التعامل مع الأمر في اندلاع احتجاجات في إيران.

 

ترمب لـ«ما يسمى بالقائد الأعلى لإيران»: كن حذرًا في كلامك

واشنطن/الشرق الأوسط /18 كانون الثاني/2020»

طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة) من المرشد الإيراني علي خامنئي أن يكون «حذراً جداً في كلامه». وعلق ترمب على كلام خامنئي أمس (الجمعة) في تغريدة على «تويتر» قائلاً: «ما يسمى بـ(القائد الأعلى) لإيران، الذي لم يكن على هذا القدر من العلو مؤخراً، كانت لديه بعض الأشياء البذيئة عن الولايات المتحدة وأوروبا ليقولها». ووفق ترمب فإن خطاب خامنئي الحاد، الذي هاجم فيه الولايات المتحدة «الشريرة» ووصف بريطانيا وفرنسا وألمانيا بـ«خدّام أميركا»، كان خاطئاً، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف ترمب في تغريدته: «اقتصادهم ينهار، وشعبهم يعاني. يجب أن يكون حذراً جداً في كلامه». ومطلع الشهر الجاري، بدت إيران والولايات المتحدة على شفير مواجهة عسكرية مباشرة، بعد ضربة أميركية أدت إلى مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في ضربة نفّذتها طائرة مسيرة قرب بغداد.

وانسحبت واشنطن بشكل أحادي في 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، وأعادت فرض عقوبات شديدة على طهران. ورداً على ذلك، بدأت إيران بالتخلي تدريجياً عن عدد من التزاماتها ضمن الاتفاق. ومن جانبها، شرعت باريس وبرلين ولندن في تبني آلية من شأنها أن تجعل إيران تحترم الاتفاق بشكل تام.

 

إيران سترسل الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة إلى أوكرانيا

لندن/الشرق الأوسط /18 كانون الثاني/2020»

قالت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء إن طهران سترسل الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية التي أعلنت أنها أسقطتها بطريق الخطأ، هذا الشهر، ولقي كل مَن كانوا على متنها حتفهم إلى أوكرانيا. وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد طالب إيران، أمس (الجمعة)، بإرسال الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة إلى مختبر في فرنسا لتحليلهما. وكان 176 شخصاً على متن الطائرة، من بينهم 82 إيرانياً و63 كندياً و11 أوكرانياً و10 سويديين. بينما كان الآخرون من بريطانيا وأفغانستان. واعترف «الحرس الثوري» الإيراني أنه أسقط عن طريق الخطأ الطائرة التابعة لشركة «الخطوط الدولية الأوكرانية» بصاروخ خلال قيامها بالرحلة رقم «بي إس 752» فوق طهران في 8 يناير (كانون الثاني) الحالي. وقال مسؤولون إيرانيون إنهم هاجموا الطائرة بشكل «غير متعمد»، لأنها بدت قريبة للغاية من منشآت عسكرية خلال يوم كانت فيه إيران في حالة تأهب قصوى، وكانت إيران قد أطلقت صواريخ على قواعد عسكرية في العراق تتمركز فيها قوات أميركية. وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أمس (الجمعة)، نقلاً عن مسؤول حكومي أنه تم تحديد هويات جثث كل ضحايا الطائرة الأوكرانية التي تم إسقاطها فوق إيران الأسبوع الماضي وأنه بات بالإمكان إعادة جثامينهم إلى ذويهم.

 

خامنئي يحذّر من إضعاف «الحرس» ويهاجم المفاوضات مع الأوروبيين

انتقادات المرشد الإيراني شملت ترمب وتمزيق صورة سليماني وشعار «لا غزة ولا لبنان»

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط /18 كانون الثاني/2020»

بعد أسبوعين ملتهبين عاشتهما إيران، أنهى المرشد علي خامنئي، أمس، غياباً دام 8 سنوات من خطب الجمعة، شهدت البلاد خلالها أزمات فائقة على المستويين الداخلي والخارجي، وكان آخرها احتجاجات إيرانية غاضبة، طالبت بتنحي المرشد وتخطي الجمهورية الإسلامية، وذلك عقب اعتراف «الحرس الثوري» بإسقاط طائرة ركاب قتل فيها 176 شخصاً بعد لحظات من إطلاق صواريخ باليستية على قاعدتين، رداً على مقتل مسؤول العمليات الخارجية لقوات «الحرس» قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد. ودعا خامنئي الإيرانيين في البداية إلى استخلاص العبر من «أسبوعين استثنائيين مليئين بالأحداث»، قبل أن يبدأ خطابه بالإشادة بقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني وإطلاق الصواريخ على قاعدتين أميركيتين في الأراضي العراقية، وألقى باللوم على الولايات المتحدة بسبب طريقة اغتيالها لسليماني، وانتقد الدول الأوروبية بأشد العبارات التي فعلت ورقة منصوصاً عليها في الاتفاق النووي، لفض النزاع مع طهران، ووصف مئات الإيرانيين المشاركين في احتجاجات الأسبوع الماضي بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية بأنهم «أتباع وسائل الإعلام الأجنبية»، رافضاً تضعيف دور «الحرس الثوري» بعد الضربة، ومنح الأفضلية مرة أخرى لما يسميه «الصمود» على المفاوضات، التي ترك الباب مفتوحاً أمامها، لكن ليس مع الولايات المتحدة.

واتبع خامنئي طريقة تقليدية في شرح ما وقع بعد القيادي العسكري الأكثر نفوذاً بإيران. وجمع بين التفسير الآيديولوجي للدور الإيراني في المنطقة، والمصالح الداخلية. لكنه مع ذلك وصف طريقة سليماني الذي اعتبره «أقوى وأشهر قيادي عسكري» و«أقوى قائد مقاتل ضد الإرهابيين في المنطقة»، بـ«الفضيحة» و«الإرهاب». وشبه خامنئي العملية العسكرية التي نفذتها القوات الأميركية قرب مطار بغداد ضد سليماني، باغتيالات إسرائيلية استهدفت قادة فصائل فلسطينية. وذلك في رد ضمني على مقارنة مقتل سليماني وزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وقال خامنئي: «حاولوا أن يتهموا جنرالنا بالإرهاب، لكن انقلب المشهد ضدهم والناس أحرقوا العلم الأميركي في كل مكان». وفي أبريل (نيسان) 2019، أدرجت الولايات المتحدة قوات {الحرس الثوري} على قائمة الإرهاب، وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، حينذاك إن الخطوة تساوي بين سليماني وزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي. وقال: «بات من الآن فصاعداً مطلوباً كما البغدادي. فهو إرهابي ويداه ملطخة بدماء الأميركيين وكذلك الفيلق الذي يقوده، وأميركا مصممة على منع قتل أي أميركي على يد سليماني وفيلق القدس».

لكن خامنئي أمس رد الدين لدونالد ترمب عندما قال «قتلوا (الأميركيون) كثيرين في العراق وأفغانستان لكنهم لم يعترفوا بتنفيذ الاغتيالات، لكن الرئيس الأميركي أعلن بلسانه (مقتل سليماني)، الله يضرب هؤلاء على رقابهم لكي يعترفوا. لقد اعترفوا أنهم إرهابيون، هل توجد فضيحة أكبر من هذه؟».

وكان ترمب قبل أيام قال في تعليق على عملية استهداف سليماني، إنه تسبب في مقتل أو إعاقات جسدية لكثيرين في العراق وأفغانستان.

وأشاد خامنئي بالهجوم على القاعدتين الأميركيتين في الأراضي العراقية، قائلاً إنه «في غاية التدبير». وقال إنه «ضربة عسكرية مؤثرة، لكن ما هو مهم، ضربة للهيبة الأميركية». وعاد لوصف إطلاق الصواريخ بـ«الصفعة الصاروخية». ومطلع الشهر الحالي، بدت إيران والولايات المتحدة على شفير مواجهة عسكرية مباشرة. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن هتافات «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» ارتفعت عدة مرات خلال الخطبة، من قبل حشود ملأت مصلى طهران. وأفادت وسائل إعلام إيرانية أمس، بأن مترو الأنفاق نقل المشاركين مجاناً من مختلف مناطق طهران. وقبل ذلك بيوم، أعلنت شركة آسيا للتأمين أنها تتحمل نفقات التأمين لكل المشاركين. وتفاعل الإيرانيون على مدى الأيام الماضية مع تفاصيل تسربت عن العملية، ما أرسل مؤشرات عن تبادل رسائل بين واشنطن وطهران بشأن توقيت الهجوم وحجم العملية، بعد أيام من تهديد إيران بانتقام صعب رداً على الهجوم الأميركي.

وأشاد خامنئي بجنازة سليماني وعدّ المشاركين بجنازة سليماني بالمدن الإيرانية والعراقية بـ«الملايين». ودعا لاعتبار سليماني وقوات «فيلق القدس» المسؤولة عن تنفيذ العلميات الاستخباراتية والعسكرية خارج الحدود الإيرانية بأنه «مكتب»، وأطلق عليه تسمية «مقاتلون بلا حدود» على تلك القوات، وامتدح «سعة الصدر»، في إشارة إلى قتالها في عدة مناطق ساخنة. وعدّ تلك القوات عنصراً مهماً «للأمن والمصالح الإيرانية».ومن هنا اتهم خامنئي الولايات المتحدة بأنها وراء ظهور تنظيم داعش، «ليس من أجل السيطرة على العراق فقط إنما الهدف الأساسي والنهائي هو إيران».

وتزامن ظهور تنظيم داعش في العراق وسوريا في 2014 مع مضي عام على عودة إيران والولايات المتحدة والقوى الكبرى. وكانت إيران تواجه شبح الحرب قبل قبولها المفاوضات النووية في 2013.وتواجه إيران تهماً باستضافة عناصر من تنظيم «القاعدة» و«طالبان» والتورط في مرور مقاتلين من أفغانستان إلى العراق، بعد الإطاحة بحركة «طالبان». وأفاد تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي، بأن زعيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي كان من بين مقاتلين فروا من أفغانستان واحتجزتهم إيران وأطلقت سراحهم قبل الهجوم الأميركي على العراق في 2003.

وفي جزء آخر من تصريحاته، هاجم خامنئي من رددوا شعار «لا غزة ولا لبنان... روحي فداء لإيران». ووصفهم بالمخدوعين. وقال إنهم «لن يقدموا أرواحهم لإيران فحسب، بل إنهم ليسوا مستعدين للتضحية بالرفاهية ومصالحهم من أجل البلد». وحمل من رددوا الشعار مسؤولية تمزيق صورة سليماني في الاحتجاجات الأخيرة. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن خامنئي «لمح إلى أنّ المظاهرات المناهضة للنظام التي اندلعت عقب كارثة الطائرة الأوكرانية لا تمثّل مجمل الشعب الإيراني». وحاول خامنئي أن يرمي عصفورين بسهم واحد، عندما قال إن الشعب الإيراني «يناصر المقاومة». وهو ما أثار تفاعلاً واسعاً من أنصاره الذين رددوا شعارات تندد بالولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. وكانت إيران على مدى الشهور الماضية، شهدت سجالات بين فصيل الرئيس الإيراني حسن روحاني والأوساط المؤيدة لـ«الحرس الثوري» حول ثنائية التفاوض والمقاومة. وتبادلت الحكومة وخصومها تهماً بإثارة قطبين في البلاد.

وقال خامنئي في تلميح إلى المطالبين بالتفاوض، إن «الشعب يريد المقاومة ضد الأعداء»، وفي الوقت ذاته هاجم الإدارة الأميركية التي تخاطب الرأي العام الإيراني بشكل مباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وعلى مدى الأسبوع الماضي، وجه ترمب وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية عدة رسائل باللغة الفارسية، وهو ما يشير إلى تقدم في استراتيجية الخارجية الأميركية التي تتبعها منذ عامين بالإصرار على مخاطبة الإيرانيين. وقال خامنئي تعليقاً على هذا الأمر: «هؤلاء المهرجون الأميركان يكذبون بكل وقاحة ويقولون إنهم إلى جانب إيران». وتساءل: «هل بعض المئات الذين أساءوا للجنرال (سليماني) ويتفاخرون بالإساءة، هل هم إيرانيون؟ أم الإيرانيون من نزلوا للشارع بالملايين في (جنازة سليماني)؟». ورفض خامنئي «تضعيف الحرس الثوري» بسبب حادث الطائرة الأوكرانية، لكنه قال إنها «أحرقت قلوبنا بمعنى الكلمة»، وأعرب عن مخاوفه إزاء «محاولة البعض ترسيم القضية بطريقة تنسينا سليماني وأبو مهدي المهندس، بتحكم من وسائل الإعلام البريطانية». وحذر من تحول ملف الطائرة إلى «مستمسك لإضعاف الحرس الثوري والقوات المسلحة» وأضاف: «الأعداء فرحوا من الحادث بقدر ما تألمنا».

وأشاد خامنئي بـ«أسر لم تنخدع» ومن «وقفوا بوجه مؤامرة الأعداء واتخذوا موقفاً معارضاً للأعداء»، في إشارة إلى بعض أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية. وطالب بمتابعة ملابسات إسقاط الطائرة ومنع تكرار أحداث مماثلة. وانتقد خامنئي الخطوة الأوروبية بتفعيل آلية «فض النزاع» المنصوص عليها في الاتفاق النووي رداً على إعلان إيران عدم التزامها بأي قيود لتخصيب اليورانيوم، ما يعني عملياً نهاية اتفاق فيينا الذي وافقت طهران بموجبه على قيود على مسار التخصيب. ووصف خامنئي فرنسا وبريطانيا وألمانيا بـ«الدول الحقيرة» و«أذيال أميركا»، متهماً إياها بـ«السعي لتركيع إيران». وقال: «أميركا أكبر منكم، تتقدمكم وسيدتكم لم تتمكن من تركيع إيران، أنتم أصغر من أن تتمكنوا من تركيع الشعب الإيراني». وقال خامنئي: «هؤلاء الذين يتفاوضون، الأشخاص الذين يجلسون على طاولة المفاوضات، الرجال الجنتلمان، إنهم ذات الإرهابيين في مطار بغداد، لا يختلفون، يبدلون أزياءهم ويغطون أيديهم المصنوعة من الصلب بقفازة مخملية»، معتبراً المفاوضات «مليئة بالخداع والاحتيال»، وقال إنها رددت «تفاهات» بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. في شأن متصل، دعا خامنئي الإيرانيين إلى جعل الانتخابات البرلمانية المقررة في 21 فبراير (شباط) المقبل، مناسبة لـ«إظهار القوة» الإيرانية. وبذلك لم يبتعد كثيراً عن نظرته التقليدية لمناسبات مثل الاستحقاقات الانتخابية نظراً لربطها بـ«مشروعية النظام» في وقت يطالب فيه الإيرانيون باستفتاء عام لتقرير مصير «الجمهورية الإسلامية». وجدد اتهاماته للأعداء، وقال: «يحاولون منع مشاركة الإيرانيين في الانتخابات عبر أصناف الحيل»، مشيراً إلى أنه سيصدر توصيات بهذا الصدد.

وفي موقف مماثل، قال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش خطاب خامنئي: «نحن نحتاج إلى الوحدة... ألا نقف عند الماضي وأن نواصل طريق المقاومة بأكمله». إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن «الإيرانيين يصرون أكثر من أي وقت مضى على المقاومة»، لكنه عزا ذلك إلى «ضغوط قصوى يمارسها الأعداء على الشعب». وقال: «نحتاج اليوم إلى الوحدة والانسجام».

 

مؤتمر برلين... تحرك دولي لـ«ضبط التدخلات» في ليبيا يبحث اليوم خريطة طريق بمسارات عسكرية وسياسية واقتصادية تبدأ بهدنة

برلين: كميل الطويل/الشرق الأوسط /18 كانون الثاني/2020»

ينعقد في برلين، اليوم، مؤتمر يجمع طرفي الأزمة الليبية وقادة من دول المنطقة والعالم للاتفاق على خريطة طريق للحل بمسارات عسكرية وسياسية واقتصادية، وأيضاً لتوفير مظلة دولية واقية لـ {ضبط التدخلات}الخارجية في ليبيا. ويلتئم المؤتمر الذي يستمر يوماً وسط توقعات متواضعة بأنها ستنجح في تحقيق اختراق يسمح بجسر الفجوة بين الطرفين المحليين الأساسيين للأزمة: فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، والمشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني»، وكذلك في التقريب بين الأطراف الإقليمية والدولية التي يدعم كل منها طرفاً من أطراف الصراع الليبي. وأوحت تصريحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليبيا غسان سلامة، بأنه يراهن على أن قمة برلين أمامها فرصة لإعادة إطلاق مسار الحل الليبي - الليبي، على أمل أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة يوافق عليها طرفا الأزمة في شرق البلاد وغربها. ويراهن المبعوث الدولي كذلك، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، على أن يؤدي المؤتمر إلى «وقف كل التدخلات الخارجية» في الشؤون الليبية. وراجت معلومات عن أن مسودة البيان الختامي ربما تتضمن تلويحاً بفرض عقوبات على الأطراف الخارجية التي تتدخل في ليبيا، بينما ذكرت وكالة «تاس» الروسية أن «قمة برلين» ستقترح تقسيم عملية تسوية الأزمة الليبية إلى ست «سلال»، على غرار «سلال» التسوية السورية في جنيف، وستضع آلية دولية لتنفيذ مضمونها. ومسارات العمل الستة المقترحة، حسب «تاس»، هي: وقف إطلاق النار، وتطبيق حظر توريد الأسلحة، واستئناف العملية السياسية، وحصر السلاح في يد الدولة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية، واحترام القانون الإنساني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سقوط دولة الآذاريين: الانتفاضة تختار الجمهورية الثالثة

منير الربيع/المدن/19 كانون الثاني/2020

هوت الجمهورية اللبنانية. لبنان الذي نعرفه، والذي جدّد نفسه منذ 1920 إلى الاستقلال، مروراً بحربين أهليتين، وأعاد إنتاج تركيبته ذاتها، انتهى. فشلت انتفاضة عام 2005 في بناء دولة مؤسسات مستقلة، فاضمحلت قوى 14 آذار واستبد الاحباط بجمهورها. اليوم يفشل نموذج قوى الثامن من آذار في تأمين استمرارية التركيبة التي أنتجتها في العام 2016. انفجرت انتفاضة جديدة تخطت في حساباتها كل المناطقية والمذهبية والطائفية، للمطالبة بالذهاب نحو جمهورية ثالثة. جهدت القوى السياسية المستحكمة لإعادة تثبيت نفوذها. فحاولت سابقاً اختراق التظاهرات وإنهائها بالقوة. لكنها فشلت. فعادت المحاولة بترتيب حكومة محاصصة، اختلف أفرقاؤها فيما بينهم على الحصص، في أقصى درجات الاحتقار للبنانيين.

السلوك نفسه

أساءت قوى الثامن من آذار إلى نفسها بنفسها. كانت هذه القوى قادرة على التعامل بذكاء أكبر في عملية تشكيل الحكومة، وإخراجها وفق تصور جديد بعيداً من المستشارين والحسابات السياسية والشخصية. لكن هذه القوى لا تترك فرصة إلا وتظهر فيها ميلها الأصلي للنزاع فيما بينها على المكاسب والحصص. كان بإمكانها تشكيل الحكومة قبل أيام عديدة، ولا تكون مفضوحة، ولا غارقة في معارك طواحين الهواء بين حلفاء حزب الله. فشل حزب الله في تقديم صورة منمّقة لحكومته مع حلفائه، يتم تقديمها للمجتمع الدولي بأنها حكومة تكنوقراط. لكن أم المهازل كانت بإطلاق إسم الاختصاصيين على الحكومة، التي تعطّلت بسبب الخلافات على الحصص والمكاسب والمواقع والأثلاث المعطّلة. استمر السلوك في عملية التشكيل وفق العقلية التقليدية، وكأن شيئاً لم يحصل في لبنان. ففضح الحلفاء أنفسهم في صراعهم على أدوارهم ومواقعهم، بشكل قدّم صورة بالغة السلبية عن هذه الحكومة. وهذا ما دفع بإرسال إشارات عديدة من قبل بعض الدول، غير موافقة ولا راضية على هكذا تشكيلة حكومية.

لا شرعية دولية

وحسب ما تكشف مصادر متابعة، فقد وصلت رسالة أميركية واضحة إلى اللبنانيين بأن هكذا حكومة لا يمكن أن تكون مقبولة ولن تحصل على أي مساعدات. كذلك الأمر بالنسبة إلى ما بعد التصنيف البريطاني لحزب الله بشقيه العسكري والسياسي ووضعه على لائحة الإرهاب، توالت المواقف الرافضة لحكومة حسان دياب. وتكمل الرسالة الأميركية أن اختبار أي حكومة ستتشكل هو تطبيق الإصلاحات والاستجابة إلى مطالب الشعب اللبناني. وبالتالي، الرسالة واضحة برفض المجتمع الدولي التعاطي مع حكومة المحاصصة هذه، والتي لم ترض مكونات المجتمع اللبناني المختلفة.

إلى جانب الرسالة الأميركية وصلت أيضاً رسالة عربية، بأن كل الكلام عن تقديم الدعم لهذه الحكومة فور تشكيلها غير صحيح وغير دقيق، ولا يمكن لأي طرف أن يدعم هكذا حكومة. وستستمر الأزمة الإقليمية بالإنعكاس على لبنان، وستؤدي إلى المزيد من التضعضع بين القوى السياسية، وخصوصاً فريق الأكثرية الموالي لحزب الله الذي يفتقد القدرة على السيطرة. فالمنطق الذي مارست فيه هذه الأكثرية الأداء السياسي المعتاد، أدى إلى وصول الثورة إلى نقطة اللاعودة. وتغير أشكالها وألوانها، تارة في قطع الطرقات، وطوراً بالمطالبة بتشكيل حكومة جديدة لمستقلين وإختصاصيين، أو مواجهة المصارف، والتي حاول البعض الاستفادة منها لتحويل الأنظار عن المواجهة السياسية. فاستعادت الثورة "سياسيتها" في التظاهر أمام مجلس النواب لتأكيد توجهاتها.

الخطاب الإيراني

تمرّ المنطقة في مرحلة إعادة تموضع، هي التي تنتج كل هذا التضعضع. وهذه نتيجة مواقف متعددة، روسية، سورية، إيرانية، بمواجهة مواقف دول أخرى عربية أو غربية. وقد حدد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، الصراع على هذه الحكومات في لبنان والعراق، حين اعتبر أن الأميركيين يريدون حكومات عميلة لهم. وهذا ما لن توافق عليه إيران. وبذلك يتضح الصراع الذي ينعكس على القوى السياسية. بنتيجة هذا الصراع والتضعضع، لم تعد قوى 8 آذار فريقاً واحداً. يضربها عدم التناغم والتنسيق والانسجام. يتجلى مثلاً في الصراع بين جميل السيد ونبيه بري، جبران باسيل وسليمان فرنجية، بينما حزب الله غير قادر على التدخل وحسم هذه الخلافات. همّه الحفاظ على بنيته وقوته. هناك عناصر خارجية تفرض نفسها، لا تسمح للحزب بالتدخل، وهي سيكون لها عوامل تأثير كبيرة لإنجاز الحلول. فأي حلّ لا يمكن أن يتحقق من دون موافقة دولية. ولذلك، لا تبدو هناك رؤية واضحة. وهذه الضبابية وحدها تشكل أكبر عوامل الضغط على هذا الفريق، وسط بقاء الأمور على حالها، وهي كفيلة باستمرار التحركات بقوة، بسبب اللامبالاة من قبل القوى السياسية الحريصة على إعادة إنتاج التركيبة ذاتها. تعتبر بعض المصادر أن هناك تدحرجاً بطريقة غير منظمة، تطيح بأي تفاهم بين هذه القوى المتحالفة، وسط غياب لأي مظلة إقليمية ودولية. ومعروف أن كل القوى السياسية كانت تعتمد على هذه المظلة لتشكيل الحكومات وترتيب أمورها وأوضاعها المالية. وبسبب غياب هذه المظّلة يبرز الضعف في الأداء وتسيطر التناقضات، والتي ستودي بلبنان إلى مزيد من الانهيارات المالية والسياسية والمؤسساتية. سيكون لبنان أمام خيارين، إما الذهاب إلى دولة حديثة بعد صعوبات كثيرة وصدامات أكبر، وإما ستنتج تداعيات خطرة لن تكون متماشية مع آمال اللبنانيين وتطلعاتهم، ولن يكون أقل عنصرية أو مذهبية من خطابات بعض القوى السياسية والتي ترتكز على نموذج يتعمم في دول المنطقة المحيطة.

 

الرفيق نايا والعنف الثوري

مكرم رباح/المدن/19 كانون الثاني/2020

منذ انطلاق ثورة 17 تشرين الأول والرفيق نايا شحود "أبو إيلي" لا يفارق مخيلتي. وهو الذي غادرنا في 31 تموز 2016 تاركاً خلفه حانته وروادها الكثر، بعد أن سئم هذا العالم المظلم، فسلم نفسه للمرض وقرر - كما يفعل المحاربون عادة- الموت الطوعي وبصمت تام.

الجدل الذي برز مؤخراً بين الثوار حول العنف الثوري وغزوة شارع الحمرا، ولا سيما بين من يدّعون اليسارية والتقدمية، أعاد إلى ذاكرتي مجدداً مواقف الرفيق نايا الرافضة للخنوع أمام مزايدات "تجار المقاومة" الحاليين بالقضية المركزية، أو بأي قضية من القضايا المعيشية الأخرى.

حجارة "بوابة فاطمة"

بعد تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي في أيار من عام 2000، درجت العادة، وتحت شعار السياحة الجهادية، أن يزور الناس "بوابة فاطمة"، على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، ويرشقوا الدوريات الإسرائيلية بالحجارة، في لوحة استعراضية غالباً ما كانت توثق بالصوت والصورة، على غرار ما فعل  الأكاديمي الفلسطيني الأميركي الراحل إدوارد سعيد، في استعراض قد يصح وصفه بالاستشراق. وهي عادةٌ دفعت بنا آنذاك إلى دعوة نايا لمرافقتنا إلى الجنوب لزيارة "بوابة فاطمة"، ورمي الحجارة. فما كان من رفيقي إلا أن صرخ بنا "أكيد منروح منكب (نرمي) الحجارة على الإسرائيليين وعلى حركة أمل  وحزب الله واليونيفيل كمان (كذلك)". تصريح الرفيق نايا يتجاوز الفكاهة والسخرية على رفاقنا الاستعراضيين، ويعالج لبّ المسألة، على اعتبار أن المناضل الحقيقي لا ينصَبّ على جزء من المشكلة فقط، بل يقف إلى جانب الحق، وربما يعادي الفاشية بأي شكل أو لون، سواء أكان في السلطة أو في ساحات النضال.

تلك "الأوليغارشية"

لعل نايا كان ليكون من المؤيدين للهجوم على المصارف اللبنانية وحتى تكسير واجهاتها، وهي التي تواطأت مع الطبقة السياسية اللبنانية واستفادت لسنوات طويلة من الصفقات والهندسات المالية، تحت ذريعة أن النظام المصرفي قادر وحصين أمام أي سقوط اقتصادي. ولكن في الوقت نفسه، قد يطلب من الرفاق وغلاة الهجوم على المصارف أن يحترموا آراء رفاقهم من المواطنين، الذين يرَون في الهجمة هذه بصمات حزب الله الذي يحاول قيادة النظام المصرفي، بما فيه الصيارفة، للسيطرة على سوق العملة الصعبة، والتي يهربها الحزب إلى سوريا، ويستخدمها في إدارة اقتصاده المتوازي. هذا والناشطون أنفسهم يعتبرون أن النظام المصرفي هو مجرد واجهة للطبقة الحاكمة أو الأوليغارشية. والأوليغارشية مصطلح درج استخدامه في الفترة الحالية من قبل بعض الثوار، من دون أن يعي هؤلاء مفهومه. فلما الهجوم على الفرع دون الأصل؟ أثناء انشغال "الرفاق" بتكسير واجهات المصارف في الحمرا حصراً، قامت "الأوليغارشية" بمحاولة تمرير حكومة "حسان" طروادة، التي من دون أدنى شك لا تشاطر غلاة الصراع الطبقي حلمهم في تدمير نظام المصرف. وهي حكومة ليست في نهاية المطاف سوى ورقة تين لمشروع مذهبي إقليمي، يعادي مفهوم العروبة ومشتقاته، ويضعف موقف المناضلين الحقيقيين في سبيل تحرير فلسطين، وربما الأهم تحرير العقل العربي.

النزعة الفاشية

العنف الثوري ليس بمرفوض، بل قد يكون الحل الوحيد  بوجه هذه الطبقة المجرمة. لكن الأمر المرفوض هو الفكر الفاشي، لا سيما في ثورة تطالب بتدمير هذا النظام الطائفي العنصري الذي، وبالأسلوب ذاته لبعضٍ من الثوار، يهزأ ويستخف بمعتقدات الناس واختلاف آرائهم. الثورة هي للمطالبة بوطن حديث يليق بالقرن الواحد والعشرين، وطن يحكمه حكم القانون وتسوده العدالة الاجتماعية. وتصوير الصراع بأنه صراع طبقي وبأن تدمير المصارف هو هدف الثورة، لا يختلف كثيراً عن رشق الحجارة على الدوريات الإسرائيلية والابتسام لعدسة الكاميرا. رفيقي نايا كان ماركسياً لينينياً، ولكنه كان من أشد المنادين - وإن بنكهته الخاصة-  بالديموقراطية والسيادة. ولو كان معنا اليوم لكان شارك في الهجوم على المصارف ورمى الحجارة على الواجهات المصرفية، ولكن بمتغير بسيط. رفيقي نايا كان ليكمل نضاله ضد السلطة ولن يخجل أو يخاف من تسمية الأشياء بأسمائها، ويصرخ في شوارع بيروت "كلهم يعني كلهم وحزب الله والفاشية إثنان منهم".

 

حزب الله، حكومة اللون الواحد والسيناريو الڤنزويلي

شارل الياس شرتوني/18 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82408/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87%d8%8c-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88/

ينطلق حسان دياب في عمله الحكومي من اثقال لعبة سياسية اكبر منه ولا علاقة له بها، تحمل في طياتها ابعادا واشكاليات ونزاعات لا قدرة له على احتمالها أو التعاطي معها، بحكم المعادلات الآسرة والشروط المقيدة التي أتى بها.

ان مجرد استعراض اشكاليات التأليف الوزاري كفيل بانبائنا عن الإملاءات والمحددات المفروضة على عملية التشكيل التي تنأى عن المد الاصلاحي الذي دفعت به الحراكات المدنية، والتي تنعقد حول أولويات حزب الله السياسية والاستراتيجية.

ضف الى ذلك ان الوزراء-الخبراء المقترحين هم إما تحت وصاية سياسات النفوذ المتعاقدة (غازي وزني، ريمون غجر، رمزي مشرفية)، ولا يمتلكون الحد المطلوب من الاستقلالية المعنوية التي تمكنهم من الحركة ضمن حيز حيوي، ومواجهة إملاءات مراكز القوى الناظمة للعبة السياسية.

العائق الأساسي هو وضع يد حزب الله على القرار السياسي في البلاد وإدخالنا في نفق الخيارات الاحادية والآسرة لجهة التموضع الجيو-بوليتيكي (الخط الإيراني ودوائره)، وانتظام السياسات العامة على وقع أولويات سياسة نفوذه، وحماية اداءاته الاقتصادية غير السوية داخليا ودوليا، والمصادر الريعية للتحالف الذي اقامه، وما سوف يستتبع ذلك من ممانعات دولية وعزل وعقوبات، معطوفة على ادارته للسياسة الانقلابية الايرانية اقليميا بعد مقتل قاسم سليماني، واللعب بالنار لجهة تهديد الأمن الوطني الاسرائيلي واستدراج البلاد الى نزاعات تدميرية تنعقد على خط تقاطع الشرق الأوسط والشرق الأدنى.

هذا يعني بكلام آخر عودة مقولة اليسار التوتاليتاري التي دمرت لبنان تدريجا منذ أواسط الستينات وحتى يومنا هذا، لبنان ليس الا بموقع بديل لتصريف النزاعات الاقليمية (بيروت هانوي العرب) على وقع القرقعة الايديولوجية الفارغة والمضللة.

ان أسوأ ما في الديناميكية السياسية الحاضرة هو ظلالاتها، إبقاؤنا مسرح ظلال لصراعات مفتوحة ومتحولة على نحو مستمر، وتبا لحق اللبنانيين بالسلام والسيادة والأولويات الإصلاحية والحياتية (مبدأ تناسل الأزمات كما وصفه وضاح شرارة).

أما الأخطر فهو ادغام هذه الأثقال السياسية بواقع مالي واقتصادي ادى الى افلاس البلاد بعد انقضاء ثلاثين سنة من سياسات النهب المبرحة لأموال اعادة الإعمار، وآليات المديونية المشبوهة، وسياسات الهندسة المالية غير المرتبطة بخطة النهوض الاقتصادي والإنمائي المتداخل، وأيديولوجيات البلف الاقتصادي التي اعتمدها رفيق الحريري والنهج الذي استخلفه، وأخيرًا لا آخرا تنازل حكومة تصريف الأعمال، عملًا بمبدأ استمرارية السلطات، عن حقها (لصالح جمعية المصارف) في إقرار سياسة رشيدة لإدارة الودائع المصرفية، والحؤول دون هروب الرساميل الكبيرة بالمليارات، وتحميل المودعين الصغار اعباء ضبط المداولات والتحويلات والسيولة والملاءة المالية، وإدارة مسألة الدين العام، وضرب العمل الاقتصادي من خلال القيود المصرفية، وتفعيل انهيارات المؤسسات الاستشفائية والتربوية، وإعدام الثقة بالنظام المصرفي وتردداته الداخلية، وعلى مستوى تحويلات الاغتراب اللبناني والمستثمرين الدوليين، والإستنكاف الإرادي عن التواصل مع المؤسسات الدولية (صندوق النقد الدولي، البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وآليات باريس المتعاقبة)، الأمر الذي حدا المؤسسات الدولية التساؤل عن هذا الاداء غير المسؤول ومدلولاته وتداعياته الكارثية على بلاد تنهار على عدد الساعات والأيام.

ان تقاطع المصالح بين سياسة نفوذ حزب الله ومصالح الاوليغارشيات على اختلافاتها قائم على إضعاف الكيان الدستوري للدولة وإبقائها متغيرا تابعًا لسياسات النفوذ.

ان الاعطاب التكوينية لهذه الحكومة ليست بخافية على أي تبصر نقدي ولن تذهب بعيدا في حال تشكيلها، فهي لن تكون الا شكلا من أشكال التمدد النزاعي القاتل.

 

لماذا رياض سلامة؟

حسين شبكشي/الشرق الأوسط /18 كانون الثاني/2020

بالتدريج وبشكل ممنهج أصبح رياض سلامة ومصرف لبنان «وجه العدو» للحراك الشعبي في لبنان، بعد أن كان الشعار المرفوع «كلن يعني كلن». هذا التطور له علاقة بالأحداث الأخيرة التي حصلت في المنطقة وتحديداً المواجهة والتصعيد في المواقف بين الولايات المتحدة وإيران، بعد الخلاص من الذراع الإرهابية لنظام إيران، زعيم ميليشيا «فيلق القدس» قاسم سليماني. هذا الحدث كان بمثابة الزلزال المدوي وسط صفوف قادة ميليشيات إيران الإرهابية في المنطقة، وعلى رأسهم حسن نصر الله زعيم ميليشيا «حزب الله» الإرهابية الذي زادت الحراسة عليه بشكل هستيري، وكما وصفه مؤخراً أحد المقربين من دائرته «إنه يتحسس رقبته كثيراً وبعصبية وتوتر وقلق». الرسالة الأهم في مقتل قاسم سليماني هو أنه لا أحد في مأمن، وبالتالي هناك اعتقاد عميق في دائرة صناعة القرار بـ«حزب الله» أن هناك صفقة واتفاقاً سيسعى إليه نظام إيران مع أميركا لأجل إنقاذ نفسه قبل فوات الأوان، وعليه فإن الحزب وأنصاره باتوا يعتبرون مصرف لبنان وحاكمه العدو الأول، لأنه المؤسسة الوحيدة في منظومة الحكم اللبنانية (عكس مقام رئاسة الجمهورية ومقام رئاسة مجلس النواب ومقام رئاسة الوزراء الواقعين تحت سيطرة الحزب بشكل تام) الباقية خارج دائرة النفوذ، وهو أيضاً الأداة الغليظة التي يتم استخدامها لمعاقبة الحزب مالياً وتضييق الخناق عليه، وإيذاء المصارف والأشخاص الذين يسهلون عمليات الحزب. اليوم عملياً لم يعد لواجهات الحزب المالية من أبناء طائفته من وجود «مصرفي» إلا من خلال بنوك في غرب أفريقيا وفي فنزويلا. القطاع المصرفي اللبناني أنهك تماماً في الآونة الأخيرة وظهر ذلك الأمر بجلاء ووضوح بعد أمر الروس الموجه إلى نظام الأسد، بضرورة السداد الفوري لمبلغ أربعة مليارات دولار نظير الدفاع عنه، وهو الأمر الذي أدى إلى تشنج غير مسبوق في نظام الأسد وجمد أرصدة جميع رجال الأعمال المحسوبين عليه وصادر أموالهم وأصولهم، بما في ذلك ما يتعلق برامي مخلوف ابن خال بشار الأسد وأبرز رجال أعمال النظام. لم يتوقف الأمر هناك ولكن تم سحب 850 مليون دولار، وزاد المبلغ بعد ذلك وصولاً إلى مليار ومائتين وخمسين مليون دولار من البنوك اللبنانية، وتحديداً من حساب شخصيات محسوبة على النظام السوري، وهو الأمر الذي أدى إلى أزمة دولارية غير مسبوقة انهارت معه قيمة الليرة اللبنانية والسورية في آن، وأيقنت دوائر صناعة القرار في مصرف لبنان أن لبنان بات فعلياً يمول النظام اللبناني والنظام السوري وبعض الجيوب في النظام الإيراني والفلسطيني، وهذه مسألة غير قابلة للاستدامة ولا الاستمرار. وزاد الضغط من قبل «حزب الله» وإعلامه ومرتزقته بالهجوم على المصارف ومصرف لبنان، واتهام رياض سلامة بأبشع التهم، وصولاً إلى التخوين.

لمحت وسائل إعلامية محسوبة على «حزب الله» والتيار الحاكم «إلى ضرورة» تغيير رياض سلامة لأنه «رأس المشكلة»، ولكن وصل الرد إلى الحكومة اللبنانية بأن هناك «فيتو أميركياً» على قرار كهذا سيؤدي إلى عقوبات غير مسبوقة تطال لبنان بشكل مدمر. «حزب الله» عموماً وحسن نصر الله تحديداً في حالة قلق غير مسبوق، وتنصيب رياض سلامة في وجه المدفع هو مجرد محاولة فرض أمر واقع جديد على الأرض.

 

فضيحة الفضائح ... مُنسق لـ"التيار" في وزارة الدفاع

ألان سركيس/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2020

لم يتحوّل قائد الجيش العماد جوزف عون لقمة سائغة في فم "التيار الوطني الحرّ" أو أي طرف سياسي آخر، إذ إن الجميع ظنّ أن اختياره من قبل العهد سيضعه في موقع المطواع للوزير في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أو من ينتدبه الأخير لتولّي حقيبة الدفاع. من يراجع تاريخ وزارة الدفاع وعلاقتها بقيادة الجيش منذ حقبة الإستقلال يعرف تماماً أن تلك العلاقة لم تكن على ما يرام، لكن الغلبة كانت دائماً لقائد الجيش لأسباب عدّة أبرزها أن قائد الجيش هو ماروني ومشروع مرشّح لرئاسة الجمهورية، لذلك يشكّل نقطة جذب للجميع، بينما وزير الدفاع تعيّنه السلطة السياسية وينتهي دوره مع سقوط الحكومة، والنقطة الأهم أن الصلاحيات العسكرية الأساسية بقيت مع قائد الجيش وليست مع الوزير. ويتحدّث من مرّ على وزارة الدفاع أن التهميش التاريخي كان أحد أهم عناصر ضعف الوزارة، علماً أن هيكليتها تتألف من مؤسسة الجيش والمديرية العامة للإدارة والمفتشية العامة والغرفة العسكرية. والجدير ذكره، أن معظم دول العالم يوجد فيها رئيس أركان الجيش للدفاع وهو من يدير سياسة الجيش، وهذا المنصب موجود بدل قائد الجيش.

ويشير من يتابع الخلاف بين قائد الجيش ووزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس بوصعب إلى أن سبب الخلاف هو سياسي في الدرجة الأولى، إذ إن البعض ينقل أن باسيل حاول فرض سياسته وتأمين مصالحه داخل المؤسسة العسكرية عبر بوصعب، ما عرقل عمل الجيش ودفع هذا الأمر بعض أعضاء القيادة العسكرية إلى القول إنه "كانت توجد مشاكل بين القيادة والوزير السابق يعقوب الصرّاف، لكنّ الأخير لم يكن مؤذياً أو يعمل داخل المؤسسة بهدف الأذية مثلما يحصل الآن، إذ إن هذه المرحلة هي من أسوأ المراحل التي تمرّ علينا". وفي السياق، فإن المعلومات تؤكّد أن "كيل" قائد الجيش طفح عندما وصلت طلبات باسيل إلى حدّ لا يحتمل، فقد حاول القائد منذ البداية عدم الدخول في الإشتباك السياسي معه، لكنّ باسيل أراد تحويل الجيش إلى مؤسسة تأتمر منه مباشرةً وكأنه لا وجود لقيادة عسكرية أو أن هناك حدّاً أدنى من احترام للمؤسسة. وكانت غالبية طلبات باسيل من قائد الجيش غير قابلة للتنفيذ وأبرزها الترفيع والترقية غير القانونية وللمحاسيب، في وقت أجرى العماد جوزف عون إنتخابات هي من الأنزه في المدرسة الحربية. ولم تقف الأمور عند هذا الحدّ، بل إن باسيل كان يطلب الإجتماع دورياً مع قائد الجيش لتسليمه ورقة مطالب لتحقيقها، وهذا الأمر استفزّ القائد وجعله يقطع علاقته بباسيل.

الفضيحة الكبرى

وأمام تطوّر الوضع نحو الاسوأ، عمل قائد الجيش على فصل العلاقة بينه وبين باسيل من جهة، وبينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهة ثانية، واعتبر أنه يردّ على طلبات الرئيس فقط، علماً أن كل الطلبات التي كانت تأتي من قصر بعبدا كانت منطقية وتحت سقف القانون، خصوصاً أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلّحة. لكن الفضيحة الأكبر، حسب المعلومات التي تتردّد من اليرزة، والتي لم تحصل في تاريخ لبنان وتمسّ بالسيادة الوطنية والعسكريّة وتعتبر تدخلاً سافراً في عمل المؤسسة العسكرية، كانت تعيين منسق لـ"التيار الوطني الحرّ" في وزارة الدفاع وهو عميد متقاعد، وقد خفّ دوره حالياً بعد الإشكال الذي نشب بين قائد الجيش من جهة وباسيل وبوصعب من جهة أخرى. وفي المعلومات أن عمل هذا المنسق كان كوصيّ على الوزارة ويتدخّل في حال نشب خلاف بين قائد الجيش ووزير الدفاع، ويعمل على تأمين طلبات "التيار" داخل المؤسسة العسكرية ويتدخل في معظم الأمور. ويثير هذا الأمر امتعاضاً في صفوف القيادة وكبار الضباط الذين يعتبرون أن ما حصل هو انتهاك للحرمة العسكرية، فكيف يمكن لتيار سياسي أن يعيّن منسقاً له في وزارة سياديّة، خصوصاً أن هذا الأمر لم يحصل في تاريخ المؤسسة من قبل. كل تلك التصرفات جعلت قائد الجيش يأخذ موقفاً حازماً ويضع حدّاً لكل التجاوزات، مانعاً تحويل الوزارة إلى وزارة لفئة دون أخرى، لكن "القشّة التي قصمت ظهر البعير" كانت خلال اندلاع ثورة 17 تشرين، حيث كان هناك ضغط من وزارة الدفاع من أجل فتح الطرق بالقوّة واستعمال العنف ضدّ المتظاهرين، لكن قيادة الجيش رفضت هذا الأمر، وتركت لنفسها حرية تقدير الوضع.

وعلى رغم أن "التيار الوطني الحرّ" يحاول وضع يده على الجيش، إلاّ أن المشكل الكبير هو أن العماد جوزف عون مرشح رئاسي، في حين أن باسيل يريد تحقيق حلمه الرئاسي. وقد خيضت حروب كثيرة ضد العماد عون لحرق اسمه أبرزها قصة العميل عامر الفاخوري، وسط اتهامات عونية لقائد الجيش بأنه يساعد في قطع الطرق في المناطق المسيحية بشكل خاص من أجل تشويه صورة باسيل، وهذا الأمر تنفيه القيادة جملةً وتفصيلاً، وتؤكّد أنها تعمل وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية وليس وفق أمنيات البعض، خصوصاً أن مهمة الجيش هي حماية الشعب والأملاك العامة والخاصة والدفاع عن لبنان وليس الصدام مع شعبه.

 

حكومة قاسم سليماني”

علي حماده/النهار/18 كانون الثاني/2020

بعيداً عن معركة المحاصصة الجارية حول الحكومة المنتظرة برئاسة “الباشكاتب”، وبعيدا عن العقد التي توالدت في الساعات الأخيرة قبل الولادة يمكن اعتبار الموقف المفتاح في ازمة تشكيل الحكومة، هو ما ادلى به “مرشد الثورة” في ايران السيد علي خامنئي خلال خطبة الجمعة التي جاءت بعدما امّ صلاة الجمعة في طهران للمرة الأولى منذ العام ٢٠١٢ على خلفية قتل قاسم سليماني، واسقاط الطائرة الإوكرانية، وتسارع وتيرة تصدع الاتفاق النووي جراء مواصلة ايران التحلل من التزاماتها. قال خامنئي بجملة مختصرة وردت في خطبته “اميركا تريد ان تجعل سوريا ولبنان تحت سيطرة الحكومات التابعة لها والعميلة”!

هذا هوالمفتاح لقراءة موقف “حزب الله” في ما يتعلق بـ”ثورة ١٧تشرين” وبالتالي الملف الحكومي الذي يتسارع حينا ويتباطأ حينا آخر. وما من شك في ان تناول لبنان مع سوريا في ما يتعلق بالملف الحكومي إشارة مبطنة الى خلاف في المقاربتين الإيرانية والروسية في ما يتعلق بالمسار السياسي الدستوري الذي يرعاه الطرف الروسي، في وقت يقف الإيرانيون خلف تشدد بشار الأسد الذي استدعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليه عندما زار سوريا قبل أيام، وفهم ان روسيا ترغب في تحقيق تقدم سياسي يقوم على تعديلات دستورية جدية، استناد الى ادراكها ان أي حل نهائي في سوريا، لا يمكن ان يقوم إلا تحت مظلة اجماع دولي من شانها ان تطلق مسار إعادة اعمار سوريا، الامر الذي يستحيل حصوله من دون دعم المجتمع الدولي عبر الدول الاغنى في العالم، وهي بطبيعة الحال غربية وعربية. وموقف خامنئي يصب في معارضة التوجه الروسي، الذي تقرأه طهران على انه يضيق نفوذها في سوريا، باعتبار ان دخول الدول الغربية ومعها المؤسسات المالية الدولية، والدول العربية الغنية في مسار الحل وإعادة الاعمار وان تحت مظلة النفوذ الروسي سيؤدي الى محاصرة النفوذ الإيراني في سوريا. وهذا ما لا يريده المرشد. المنطق نفسه ينطبق على الواقع اللبناني، حيث الانهيار المالي – الاقتصادي مترافقا مع استقالة الحكومة التي كان يراسها سعد الحريري، تحتاج مواجهته الى اكثر من قوة “حزب الله” في الداخل اللبناني. المؤشرات الاقتصادية السيئة لا يمكن اطلاق النار عليها ! الازمة في لبنان تحتاج الى معالجة يبدو ان “حزب الله” لا يزال عاجزا عن تأمينها. فالتخلص من خيار إعادة سعد الحريري الى رئاسة الحكومة قبل أسابيع، خلاص للأخير. فالمعادلة التي ارساها “اتفاق الدوحة ” سنة ٢٠٠٨، وأدت بعد ثماني سنوات الى “التسوية الرئاسية” وانتخاب الجنرال ميشال عون، واستطرادا الى وضع “حزب الله” يده على لبنان من خلال قانون انتخابي، أدى الى انتخابات منحت الحزب ومن يتبعونه أكثرية مريحة في مجلس النواب، وبالتالي صارت الحكومات منبثقة من الأكثرية النيابية التي يقودها “حزب الله”، وان كان رئيسها سعد الحريري، وشارك فيها كل من وليد جنبلاط وسمير جعجع!

مع تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة، تطوى صفحة حكم حزب الله” المقنع بإئتلاف واسع (بعض الشركاء في قاموس خامنئي عملاء وتابعون لاميركا )، وتبدأ مرحلة حكم “حزب الله” المباشر مع اقتناع طهران وذراعها في لبنان ان كل ما يحدث هدفه التضييق على نفوذها، وفرض قيام حكومة “أميركية” الهوى والتوجه (اختصاصيين مستقلين ) على قاعدة ان مفتاح الإنقاذ المالي- الاقتصادي موجود في واشنطن!

وحده الموقف الآتي من طهران بالأمس يعتد به : الحكومة الآتية ستكون “حكومة قاسم سليماني”!

 

عندما لا يبقى إلا قطع الطرق لاسترداد الدستور

سناء الجاك/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2020

كتبت الصديقة منى الحاج في صفحتها الفيسبوكية: "ألا تعتقدون أن مشكلتنا الأساسية في لبنان هي مجلس النواب الذي يدافع عن السلطة التنفيذية بدل أن يكون ممثل الشعب ومحاسب السلطة التنفيذية؟".

أصابت الصديقة بيت القصيد. فمجلس النواب الذي يفترض أن ينطق باسم الشعب اللبناني هو من يحول دون حصول هذا الشعب على أدنى حقوقه، لأنه يختصر كل المصائب والويلات من خلال الحكومات التي يفرزها لتتحاصص وتنهب، مرتاحة الى أنها مجلس نيابي مصغر، فلن يسائلها أو يحاسبها أو يعاقبها ولي أمرها. وهو من يقفل أبوابه ويغتال العملية الدستورية، عندما تفرض مصالح من يصادر سيادة البلد، ليبقي البلاد من دون موازنات أو في فراغ رئاسي، أيضاً وفق أجندة من يصادر سيادة البلد. هذا المجلس يسمح باغتصاب الدستور، والتنكيل بمقدمته التي تنص على أن "لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه"، في حين لا تؤدي ممارسات السلطة التي يرعاها الا الى تهجير الأبناء الى حيث يحصلون على هوية أخرى تمنحهم الأمان والكرامة والحقوق.

والأهم أن الدستور الذي ينص على "أن الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية"، يحمل في طيات هذه الفقرة عقدة العقد، ذلك أن حاميها حراميها. وفي حين يملك النواب بموجب الدستور الحق في طرح الثقة بالحكومة بعد أن منحها إياها، او الطعن في القوانين الصادرة لسبب أو لآخر، لا يملك المواطنون آليات للدفاع عن أنفسهم وأموالهم وكرامتهم بموجب هذا الدستور. لذا كان 17 تشرين الاول 2019، ولذا نزل اللبنانيون الى الشارع وقطعوا الطرق بعد أن ضاقوا ذرعاً بهذه الطبقة السياسية التي تنتهك دستورهم، وتتنصل من جريمتها بحجة التمثيل الشعبي. فالمواطن لم يعد يملك إلا الشارع ليواجه من ينتهك الدستور الذي يفترض أن يحميه ويؤمن له حقوقه، ويطيح بمن يتجاوز الxمؤسسات الدستورية التي تحصر الآليات لتنفيذ أي طعن أو إجراءات تأديبية أو مساءلة أو محاسبة بمن يجب ان يؤدَّب ويساءَل ويحاسَب. وإذا كان جهابذة الطبقة السياسية يرددون صبحاً وعشية انهم حائزون على شرعية شعبية عبر الانتخابات النيابية، ليس عليهم إن كانوا واثقين من شرعيتهم هذه الا حل مجلسهم ومواجهة الثورة بانتخابات مبكرة. وإذا عادوا لا لوم عليهم في كل ما فعلوا ويفعلون. وذنب الشعب حينها على جنبه.

أما اذا وصل الى البرلمان من ينطق فعلاً باسم الشعب اللبناني، وتحديداً حيث لا قمع ولا سلطة سلاح ولا فائض قوة، حينها تبدأ فعلاً مسيرة عودة الدستور الى شرعيته. وبالانتظار، ليس لدى الشعب الا الشارع وقطع الطرق ومحاصرة المؤسسات الرسمية ونبذ كل من ينتمي الى هذه الطبقة السياسية، ممن يتراشقون بالاتهامات وبالمسؤوليات ويتبرأون من إفلاس الخزينة والمصارف في لعبة قذرة. فالشارع هو الطريقة الوحيدة المتوفرة من خلال حرية التعبير لتطبيق الدستور الذي يحمل في مقدمته ما يضمن هذه الحرية بمعزل عن القيود التي تطلق يد من يتحايل على النصوص ليصادر هذه الحرية لحساب مصالحه الخاصة وجوعه العتيق والمستمر والوقح الى السلطة والنفوذ.

 

ثلاث مهام متناقضة: وصفة لانهيار لبنان

رفيق خوري/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2020

في بيروت التي لجأ إليها خلال الستينات المفكر عبد الله القصيمي صدر كتابه الشهير: "العالم ليس عقلاً". ولم يكن الرجل يضع لبنان بين البلدان التي ينطبق عليها قوله: "الحكام مرضى يعالجون أنفسهم بتطبيب الشعوب". حتى خلال الحرب ظل في البلد شيء من الإستثناء. لكن ما نراه اليوم بعد ثلاثة أشهر على ثورة شعبية سلمية يثير العجب: سلطة تداوي عجزها عن الحكم بالإنزلاق في القمع. وتهرب من مسؤوليتها عن الأزمات إلى الجدل البيزنطي على حافة الإنهيار. وأخطر ما في العنف أنه ضد النشطاء في الثورة، وليس ضد البلطجية المدسوسين لتخريب الثورة بتشويه سلميتها. فضلاً عن أن العنف السياسي في الدفاع عن لصوص الأثراء مقابل إفقار الشعب يبدو نافراً أكثر من العنف الأمني. والمشكلة مستمرة، وسط دفع لبنان المأزوم وطنياً وسياسياً ومالياً واقتصادياً إلى القيام بثلاث مهام متناقضة. المهمة الأولى هي تأليف حكومة إنقاد من دون الإتفاق بين أصحابها على برنامج إنقاذي بدل الإكتفاء بلعبة الأسماء. والثانية هي الإنخراط مع "محور المقاومة" بقيادة إيران في معركة لطرد القوات الأميركية من غرب آسيا. والثالثة هي توظيف الشكل التكنوقراطي للحكومة في تغطية الحفاظ على الإمتيازات وقدرة النافذين على ترتيب الصفقات وشفط المال. وهذه وصفة للإنهيار لا للإنقاذ. مفهوم أن المحاصصة هي قدر الحكومات في لبنان. فالمحاصصة هي آلية عمل النظام، ومن دونها يتوقف عن العمل. ولا فرق سواء جاء كل شيء حسب النص الدستوري أو حسب تأويل سياسي للدستور، وهو الأمر الذي كان محل جدل بين أهل السلطة. ولا فرق أيضاً سواء كانت المحاصصة واضحة ومعلنة أو مغطاة بالأكاذيب المفضوحة. ولم تكن المطالبة بحكومة مستقلين سوى حلم ليلة صيف. لكن اللامفهوم واللامعقول هو أن نأمل في الحصول على مساعدات من العرب والغرب، ونحن نقف في المحور المعاكس. لا بل حين يكون مفتاح المساعدات في يد أميركا المطلوب منا خوض معركة لطردها من المنطقة. ثم كيف يمكن الرهان على استثمارات "سيدر" التي يشترط أهلها التوقف عن الفساد والسطو على المال العام، وسط الصعوبة في "فطم" النافذين عن الفساد والرشوة؟ يقول الجنرال جورج مارشال الذي أنقذ أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية عبر "مشروع مارشال": أنك "تستطيع إنجاز صفقة كبيرة إذا أعطيت الفضل للآخرين". ومشكلتنا، ونحن في حاجة إلى نوع من "مشروع مارشال"، أن كل مسؤول يريد احتكار الفضل لنفسه ولو صنعه الآخرون.

انهيار لبنان

يلفت موقع نداء الوطن الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

 

إستشارات لتسمية ممثلي "٨ آذار"

طوني فرنسيس/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2020

عندما استقال الرئيس سعد الحريري في نهاية شهر تشرين الأول الماضي، بعد أقل من أسبوعين على اندلاع الانتفاضة ضد السلطة وفروعها، لم يستعجل أصحاب القرار سلوك الطرق الدستورية لجهة قبول الاستقالة وتحديد موعد قريب لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس جديد للحكومة.

سارت الأمور خلافاً للطبيعة. أرجئت الاستشارات حتى تتم تسمية رئيس مكلف جديد، وأرجئت تسمية الرئيس الخلف حتى الاتفاق على الحصص والاسماء التي ستضمها حكومته، وفي المعمعة طرحت اسماء من دون استشارات ثم سُحبت قبل ان يسُمع لها صوتٌ او تُرى لها صورة. ليستمر مسلسل الإمعان في تجاهل عمق الأزمة التي يعيشها البلد واهله الذين بح صوتهم واستنزفت إمكانياتهم على البقاء والاستمرار، وهم يطالبون بحكومة إنقاذية مستقلة ونظيفة. لكن من أين ستأتي هذه الحكومة اذا كانت القوى الممسكة بالسلطة تتلاعب بأصول التشكيل والتأليف، وتحول كل فرع فيها الى رئيس مكلف، هو من يسمي الوزراء في اللحظة التي يريد، وإذا رفض تبقى العملية كلها قيد مماطلة لا يبدو انها تؤثر على ودائع وأملاك أمراء الحرب الذين احتلوا السلطة واستساغوا مضغ ما تبقى من إمكانيات توفرها. وكيف ستولد حكومة كان اركان التكليف فيها، الذين عينوا حسان دياب رئيساً لها يتحدثون عن "لم الشمل" وتلبية شعارات الانتفاضة، فإذا بهم يعجزون عن لمّ شمل فريق "8آذار" في تشكيلة واحدة. عملياً بات دياب مرشحاً لرئاسة حكومة اللون الواحد. وهو وإن كان اليوم رئيساً مكلفاً، إلا أنه أعيد في منطق التكليف الآنف الذكر، وما تلاه، إلى ما قبل الاستشارات التي جاءت به. لم يعد هو الشخص الذي يتحدث عن مستقلين في حكومته، ولا هو الذي يعرف من سيسمي له الثنائي الشيعي وزراء، وإن كان سيعرف لاحقاً أن مختلف الأسماء هي في أكثرها من الموظفين في مكاتب السياسيين الذين يسمونهم، وهم هذه المرة من فريق "8آذار" لصاحبه الوحيد الذي ليس لديه فرع آخر.

في التعامل مع الأزمة والناس ومسألة الحكومة، سلوك استخفافي واحد، وكأن الذين وضعتهم ظروف الحروب اللبنانية ومشغليها الأجانب، في موقع التسلط، ما زالوا يتمتعون بدعم المشروع إياه، رغم بدء تناثر وتساقط أوراقه من حولنا.

 

بين إنقاذ لبنان وإنقاذ "حزب الله"

خيرالله خيرالله/العرب/18 كانون الثاني/2020

تحقّق المطلوب من حكومة برئاسة حسّان دياب، تشكّلت مثل هذه الحكومة أم لم تتشكّل. المطلوب، على أرض الواقع، إبلاغ كلّ من يهمّه الأمر أن هناك في لبنان مرجعية تحدّد من هو رئيس الحكومة السنّي، تماما مثلما تحدّد من هو رئيس الجمهورية المسيحي. المطلوب إذلال أهل السنّة في لبنان بعد تهميش المسيحيين وبيعهم وهما. يتمثّل هذا الوهم في أنّ في استطاعتهم استعادة ما يسمّى حقوقهم، في بلد تتحكّم به ميليشيا مذهبيّة تتلقّى الأوامر من طهران.

كلّ ما عدا ذلك تفاصيل تندرج في لعبة جعل اللبنانيين يتلهّون بمشاكل وحزازات فيما بلدهم انهار عمليا. لا يدلّ على الانهيار الفعلي أكثر من أنّ المواطن لم يعد قادرا على التصرّف بأمواله المودعة في المصارف. هل من بلد في العالم، غير لبنان، يعاني من هذه المشكلة التي تعني قبل أي شيء أنّ تغييرا في العمق طرأ على طبيعة البلد ونظامه السياسي والاقتصادي؟

لا بدّ هنا من التذكير بما قاله الرئيس حسين الحسيني، وهو أحد آخر رجالات الدولة في لبنان من الذين تجاوزوا الطوائف والمذاهب والمناطق، عن “أنّ الحدّ من حرية تصرف المودعين بودائعهم يشكل خرقا فاضحا لأحكام الدستور اللبناني الذي ينص في مقدمته على أن النظام الاقتصادي حرّ يكفل المبادرة الفردية والملكية الخاصة. وهو من الأركان الأساسية لميثاقنا الوطني”.

لم يتعرّض اللبنانيون لاعتداء، بهذا الحجم، على حقوقهم منذ الاستقلال في العام 1943 وحتّى قبل ذلك، منذ الإعلان عن قيام لبنان الكبير في العام 1920. بكلمات قليلة وصّف حسين الحسيني، رجل الاعتدال والسيّد الحقيقي، الذي كان رئيسا لمجلس النوّاب، جانبا أساسيا من المأساة اللبنانية التي يرفض المسؤولون استيعاب أبعادها. يتلهّى هؤلاء، بدلا من ذلك، بلعبة تشكيل حكومة برئاسة حسّان دياب بغية تصفية حسابات داخلية. لا يمكن لمثل هذه العملية إلّا أن ترتدّ عليهم عاجلا أم آجلا.

لماذا سترتدّ هذه الحكومة، في حال تشكيلها، على الذين يقفون خلفها؟ الجواب أنّ شخص حسّان دياب لا يحلّ أي مشكلة باستثناء مشكلة “حزب الله”، الذي يرفض الاعتراف بالأزمة العميقة التي يمرّ فيها من جهة، ومشكلة جبران باسيل من جهة أخرى. يعتقد باسيل أنّ مستقبله السياسي مرتبط بأن يكون عضوا في حكومة برئاسة سعد الحريري… وإلّا لن يصبح يوما رئيسا للجمهورية!

من يعرف ولو قليل القليل عن الوضع في لبنان والمنطقة والعالم، يستطيع تأكيد أن لبنان في حاجة إلى حكومة من نوع آخر لا علاقة لها بالأسماء المتداولة ولا علاقة لها بـ”حزب الله” الذي وجد أخيرا سنّيا على استعداد لأن يكون رئيسا لمجلس الوزراء بأي ثمن كان.

طبقة سياسية عاجزة

لا قيمة لأي حكومة لبنانية على رأسها شخص مثل حسّان دياب. يتبيّن كل يوم أن ما قاله الزعيم الدرزي وليد جنبلاط صحيح وفي مكانه. قال جنبلاط بالحرف الواحد إنّ من يشكّل الحكومة في لبنان هذه الأيام هو جميل السيّد المدير العام السابق للأمن العام والنائب الحالي الذي يجسّد في شخصه كلّ أحقاد النظام السوري وإيران على لبنان المزدهر المنتمي إلى محيطه العربي. لم يجد حسّان دياب ما يردّ به على جنبلاط، بل تابع تشكيل حكومته وكأنّ شيئا لم يكن.

في وقت لا يزال المواطنون اللبنانيون في الشارع منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر وفي وقت استطاع “حزب الله” مع آخرين من الحاقدين على بيروت ولبنان تحويل التحرّك الشعبي في اتجاه حملة مركّزة على المصارف وعلى رياض سلامة حاكم المصرف المركزي بالذات، يتلهّى المسؤولون اللبنانيون بالقشور وتوابعها، أي بحصص في حكومة حسّان دياب.

ما يغيب عن هؤلاء أن مثل هذه الحكومة ولدت ميتة وأن الحاجة إلى التصالح مع الواقع ومواجهته بدل الهرب منه. هذا يعني بكل بساطة الاعتراف بأنّ كلّ ما حصل في السنوات الثلاث الأخيرة، أي منذ وصول ميشال عون إلى موقع رئيس الجمهورية، كان تراكما لسلسلة من السياسات الخاطئة في كلّ المجالات. هذا التراكم لا يمكن عزله عن ممارسات “حزب الله” في الماضي القريب بدءا باغتيال رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005  وصولا إلى انتخاب رئيس الجمهورية الحالي. هذا التراكم لم يستهدف سوى إفقار لبنان ونشر البؤس فيه وتهجير خيرة العقول منه.

ما يعيشه لبنان حاليا هو من نتائج ممارسات صبّت كلّها في اتجاه إفلاس البلد سياسيا واقتصاديا. هل من إفلاس سياسي أكبر من أن يصبح وزير الخارجية اللبناني صوت إيران في مجلس جامعة الدول العربيّة؟ هل من إفلاس أكبر من ألّا يعود هناك مسؤول أميركي على استعداد لعقد لقاء مع رئيس الجمهورية اللبنانية عندما يذهب إلى نيويورك؟

هناك حلّ واحد أمام لبنان. هذا الحلّ اسمه حكومة لا علاقة لها لا بـ”حزب الله” ولا بجبران باسيل الذي يعتقد أن طريق بعبدا تحتّم عليه أن يكون في صفّ “المقاومة” و”محور الممانعة”. في النهاية، هناك إدارة أميركية لم تعد لديها مشكلة مع إفلاس لبنان وهناك دول عربية قادرة على مساعدة لبنان، لكنّها لن تقدم على أي خطوة في هذا الاتجاه من دون توافر شروط معيّنة. لماذا، إذًا، اللفّ والدوران في حلقة مغلقة من نوع هل تبصر حكومة حسّان دياب، أي حكومة جميل السيّد، النور أم لا؟

لا خيار آخر أمام “عهد حزب الله” الذي لعب دوره منذ العام 2016 تحديدا في إيصال لبنان إلى الانهيار والإفلاس سوى مواجهة الواقع. ما يحصل حاليا في لبنان إضاعة لوقت ثمين ليس إلّا. لا يمكن إنقاذ “حزب الله” وإنقاذ لبنان في الوقت ذاته. إمّا “حزب الله” وإمّا لبنان بكل أبنائه من مسيحيين وسنّة وشيعة ودروز وأبناء الطوائف الأخرى. ليس لدى اللبناني سوى لبنان. ليس لدى اللبناني ولدى الشيعة، قبل غيرهم، خيار آخر غير لبنان، وذلك بعيدا عن أوهام “المقاومة” و”الممانعة” التي لم تكن سوى ذريعة لإبقاء البلد مجرّد “ساحة” للنظام السوري أو لإيران.

آن أوان الخروج من مرحلة الهروب من الواقع، بما في ذلك الواقع الإقليمي. ألم يسمع المسؤولون اللبنانيون قبل أيام بأن مصر، وهي أكبر دولة عربية، وقّعت اتفاقا تستورد بموجبه الغاز من إسرائيل؟ ليس مطلوبا التطبيع مع إسرائيل لبنانيا بمقدار ما المطلوب أن يفكّر لبنان في كيفية حماية مصالحه ومصالح شعبه بدل الغرق أكثر فأكثر في الوحول والعقد ورغبات إيران في إخضاع سنّة لبنان بعد إخضاع مسيحييه ودروزه.

 

مسدس الـ"Glock" مطلوب و"الكلاشن" مرغوب/سوق السلاح "شغّال"... وتحت أعين الأجهزة الأمنية

جنى جبّور/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2020

لا يمر يوم الّا ونسمع عن خبر نشل من هنا وعملية سرقة من هناك وقتل دفاعاً عن النفس، وقد زادت هذه الأعمال نتيجة الحال الاقتصادية التي يشهدها لبنان. وبات واضحاً أنّ المواطن اللبناني لا يثق الّا بحمايته الذاتية، بحسب ما تؤكده حركة سوق السلاح اللبنانية. فما هي "القطع" الأكثر طلباً؟ وهل من تخوفات أمنية من تحوّل "الأمن الذاتي" الى حرب أهلية جديدة؟ "نداء الوطن" قصدت "المعلم" وهو أستاذ غير مجاز في تجارة السلاح. في الطابق الأرضي في حي سكني مكتظ، يسكن "المعلم" كما يعرّف عن نفسه. لا تعرف عند وصولك الى موقعه على أي باب تقرع من كثرتها، ولا داعي للسؤال عن السبب، فأول ما يتبادر الى ذهنك هو سيناريو محاولة الفرار عند المداهمة. قرعنا أحد الأبواب الرئيسية في الوقت المحدد، وانتظرنا نحو دقيقة حتّى استقبلنا رجل كهل في السبعينات، غزا الشيب رأسه. إنه "المعلم"كما يُعرّف عن نفسه. يرفض اعطاءه صفة "تاجر سلاح"، فالبنسبة إليه التاجر هو من يدير صفقات كبيرة تتخطى ملايين الدولارات، بينما هو "وسيط" بين التجار و"الزبائن". بلهجته المحلية بدأ سرد قصة حياته وتفاصيل مشاركته في مختلف الحروب والنزاعات الللبنانية. كان شاباً عندما عشق هواية شراء المسدسات الصغيرة وتنظيفها و"تخضيرها" (إعادة دهنها)، وبيعها لاحقاً بحُلة جديدة مقابل مبلغ يسيرمن المال. على هذا النحو، بنى تجارته أو "عشقه في الحياة"، كما يصفها.

التهريب الشرعي

جال "المعلم" في مختلف المناطق اللبنانية ليشتري ما تيسر له من أسلحة، وكان في بدايته يُركز على البنادق من الحرب العالمية الثانية مثل "المعدلة" الالمانية الطويلة و"FM36"، والـ"مسكوبية"، التي يطلبها الزبائن لتزيين جدران بيوتهم فيها. تطورت تجارته في ما بعد، وأصبح يشتري "الموجود" في السوق اللبنانية من أسلحة وذخائر مثل "الكلاشنيكوف" الروسي، و"M16"، إضافةً الى المسدسات من مختلف الأعيرة أي من 5,35 ملم، الى 7 ملم، و9 ملم. ولكن من أين تأتي هذه "البضاعة"؟ يقول "المعلم": "نتعامل مع كبار التجار(منهم الحزبيون)، الذين يهرّبون الأسلحة من سوريا والعراق عبر المعابر غير الشرعية، أو حتّى عبر المرافق الشرعية"، وعند سؤاله عن تفاصيل التهريب "الشرعي"، يجيبنا "هيدي تركيلي ياها على جنب". خلال معارك طرابس، ازدهر سوق السلاح وخصوصاً "الكلاشنيكوف" وقاذفات الـ"أر.بي. جي B7"، فالأزمات الداخلية في لبنان كفيلة برفع سعر السلاح في أي لحظة. وكانت عودة استقرار الوضع في الشمال، أحد عوامل ركود السوق. كذلك، إزدهر سوق الأسلحة مع الثورة السورية بشكل "مجنون"، ما أدّى الى رفع الأسعار، وتنشيط حركة البيع والشراء من والى سوريا. ويقول "المعلم" "تؤمن الأحزاب التي انخرطت بالحرب السورية الأسلحة الى لبنان وتبيعه الى كبار التجار، ونحن نشتريها منهم".

خدمات متنوعة والدفع بالدولار

لا يخزن "المعلم" الأسلحة في منزله بكميات كبيرة خوفاً من المداهمات، مع العلم أنّ الأجهزة الأمنية تعرف غالبية "موزعي وتجار السلاح"، على حد قوله، وأنّ "غالبية عمليات الدهم تحصل وفقاً لمعايير معينة ولو بشكل غير ظاهر". أمّا بالنسبة للبيع، فيأتي الزبائن عبر "وسيط"، ويضيف "لا أستقبل كل من يريد شراء "حبّة" (قطعة سلاح)، بل أبيع الزبائن المرسلين من قبل وسيط موثوق فيه مني؛ والبيع فقط بالدولار نقداً وعداً، خصوصاً في هذه الفترة. وقد يطلب "الزبون" منّا تغيير الرقم التسلسلي (Serial number) للسلاح، خوفاً من أن يكون قد استعمل في جريمة قتل أو أن يكون مسروقاً مثلاً. وهذه العملية أتقنها جيداً، وبقدرتي تغيير الأرقام بطريقة لا يمكن حتّى للخبير كشفها. كذلك، هناك من يطلب إزالة شعار القوى الأمنية من الأسلحة "الأميرية" (أسلحة الدولة) التي استولت الميليشيات عليها في خلال الحرب اللبنانية ولا سيما بندقية "فال" البلجيكية (تُعرف بالعبدة)، و"M16" الأميركية، ومسدسات البكر من مختلف العيارات. كذلك، نهتم بتعديل الأسلحة من خلال نقلها الى مخارط خاصة لتصغير "القطعة" أو تغيير عيارها أو زيادة بعض "الأكسسوارات"، وفقاً لطلب الزبون وبالطبع "كل شيء بحقو". وفي ما يخص الذخيرة (الطلقات)، فهي متوافرة دائماً بكميات كبيرة ويتبدل سعرها بحسب العرض والطلب. أمّا القنابل فسوقها ضعيفة ولا تزدهر الّا في حال النزاعات المسلحة، وتعود غالبيتها الى فترة الحرب اللبنانية، ونتجنب تجارة المتفجرات، لارتباطها بالارهاب".

ماذا يشتري اللبنانيون اليوم؟

في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية الصعبة، وزيادة عمليات النشل والسرقات، كيف تأثرت سوق السلاح اللبنانية؟ وماذا يشتري اللبنانيون اليوم؟ يقول "المعلم": "يختلف شراء السلاح بحسب حاجته. فمن يريد حماية نفسه يقتني المسدسات والكلاشنيكوف و"M16"، بالاضافة الى "MP5" والزخاروف اذا توافرا. بينما محبو عرض السلاح فيشترون الـ"12,7" ملم أميركي، والـ"ماغ" والقناصات، والقاذفات الصاروخية أو المقنبلات ( مشتقة من قنبلة) مثل الـ "Law"، وتشكيلة مسدسات من مختلف الأعيرة النارية. أمّا اليوم، فالسوق المحلية ضعيفة بالنسبة للبنادق ويتراوح سعر "الكلاشنيكوف" مثلا بين 500 و1000 دولار بحسب تجهيزاته، ونشيطة جدّاً على مستوى المسدسات للحماية الذاتية، والتهافت كبير على مسدس "Glock 17" و19، الذي يتراوح سعره بين الـ2700 و3000 دولار و"Cash".

هل من بوادر حرب أهلية؟

روايات تجار السلاح وأخبارهم ليست غريبة على الأجهزة الأمنية، والكثير منهم معروفون عند الدولة، الّا أنّ هذه المعلومة لا ترتبط بالمداهمات التي تحدد وفق المعايير السياسية والمناطقية والطائفية والحزبية. ويشير مصدر عسكري الى أنّه "عند المداهمات تحفظ القوى الأمنية الأرقام التسلسلية للأسلحة بالداتا الخاصة بها، وعندما يطلب المواطن رخصة السلاح تتم مراجعة رقم "القطعة" وتُضبط اذا كان "سجلها" غير نظيف، وتُسجل اذا لم تشبها أي شائبة، وغالباً ما يعمد الأشخاص الذي يشكّون بـ"نظافة" سلاحهم الى ازالة الرقم التسلسلي عنه، وبالتالي لا يسجلونه نهائياً". وعما اذا كانت الأجهزة الأمنية تدقق في مصدر السلاح قبل اعطاء الرخص فيجيب "لا، لا نسأل، فالسلاح أصبح من التراث اللبناني، وكل من نسأله عن مصدر الشراء يخبرنا بأنه ورثه عن جدّه". على المستوى الأمني، يرى خبير أمني رفيع المستوى ومتابع لسوق السلاح أنّ "الحركة متوسطة ومنطقية في ظل الأوضاع المتوترة، اذ أنّ لا شيء يطمئن المواطن اللبناني سوى قدرته الذاتية على حماية نفسه. وبالفعل، دخل السلاح الى تراثنا اللبناني، وغالبية السلاح المنتشر ورثناه من أجدادنا نظراً لواقع بلدنا والدول المجاورة. وفي ما يتعلق بمخاوف التسلح والعودة الى الحرب الأهلية يشرح الخبير أنّ "قرار الحرب لا يتعلق بالمواطن الذي يحمل السلاح، بل هو قرار على مستوى الأحزاب الكبرى وفقاً لأجنداتها الداخلية والخارجية، والجهة الوحيدة التي يمكن أن تبدأ حرباً أهلية معروفة ومحددة وهي ليست بهذا الوارد الآن، أقله على المدى المنظور. ويختلف الوضع بين الحرب والنزاع المسلح الذي يمكن أن ينشب في أي لحظة ومن دون أي قرار فعلي، ولا سيما في المناطق التي تشهد خصومات حزبية أو طائفية. بشكل أوضح، يمكن القول إنّ لا خوف على الأمن في لبنان حتّى هذه اللحظة، والتخوفات الأمنية ناتجة عن الحرب الاقتصادية التي زادت عمليات السرقة، وبالتالي القتل للدفاع عن النفس أو العائلة أو البيت".

 

أين صار تفاهم عون – نصرالله؟

أحمد عياش/النهار/18 كانون الثاني/2020

مستجدات تأليف الحكومة الجديدة أظهرت أن هناك تطورات تتجاوز هذا الملف. وكان السؤال الذي طرحته أوساط وزارية في حكومة تصريف الأعمال هو: ماذا يجري بين قصر بعبدا وحارة حريك؟ في معلومات لـ “النهار” أن المفاوضات الدائرة على صعيد التأليف تقف عند حاجز “الثلث المعطّل” الذي يريده فريق رئيس الجمهورية ميشال عون و”التيار الوطني الحرّ” من حصّتيهما، سواء أكان عدد أعضاء الحكومة المقبلة 18 وزيراً، كما أصرّ على ذلك الرئيس المكلّف حسان دياب، أم أكثر من ذلك، كما يطالب أطراف عدة في الأكثرية التي سمّت دياب رئيساً مكلّفاً. وبدا، وفق هذه المعطيات، أن “حزب الله” هو من يقف هذه المرّة معارضاً لهذا الثلث، خلافاً لما عمل عليه منذ اتفاق الدوحة عام 2008. ما هي الأسباب التي جعلت الحليفين عون و”حزب الله” يفترقان، وللمرة الاولى منذ تفاهم مار مخايل الشهير عام 2006، على رغم محاولات الجانبين إظهار أن العلاقات بينهما هي على ما يرام؟

تجيب الاوساط الوزارية على هذا السؤال بالقول إن ظروفاً غير مسبوقة يمرّ بها التفاهم يضعه على مفترق طرق بالغ الدقة. فمن ناحية فريق عون، يعتبر حصوله على الثلث المعطّل مسألة “حياة او موت” بالنسبة لمستقبله السياسي الذي يرتبط بضمان وصول رئيس التيار الوزير جبران باسيل الى سدة الرئاسة الاولى. أما من ناحية “حزب الله”، فيعتبر أن المواجهة التي تخوضها الجمهورية الاسلامية مع الولايات المتحدة الاميركية تضعه في موقع حذر من تبدّل الحسابات عند الحلفاء والخصوم على حد سواء، بمن فيهم عون نفسه.

من ناحية “التيار الوطني الحر”، يمثل حصوله على الثلث المعطّل، بوليصة تأمين لبقائه في موقع السيطرة على مقاليد الحكم. فهو ضامن لهذه السيطرة في حالات عدة وأهمها حصول طارئ يؤدي الى فراغ في سدة الرئاسة الاولى، ما يحتم ادارة البلاد عبر مجلس الوزراء، كما حصل إبان حكومة الرئيس تمام سلام منذ العام 2014 ولغاية عام 2016 خلال فترة الفراغ الرئاسي. أما ناحية “حزب الله”، فهو ليس غائباً عن السمع في ما يتعلق بالضغوط الاميركية على الداخل اللبناني. ومن هذه الضغوط ان مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل عندما زار لبنان قبل اسابيع والتقى مطوّلاً باسيل قال للاخير:”لقد وصلت (أي باسيل) الى الخط الاحمر في علاقاتك بـ “حزب الله” وعليك التفكير بما يتوجب عليك عمله”. مراقبون يتابعون تطوّر أحوال الحزب حالياً يقولون إن ضائقته الناجمة عن شح الموارد التي كان يتمتع بها، جعلته غير قادر على توفير مساعدات لحلفائه. وتحدث هؤلاء عن دعم يصل الى نصف مليون دولار شهرياً كان يسدده الحزب لحليف بارز لكنه توقف عن الدفع بسبب هذه الضائقة. بعد 14 عاماً على تفاهم مار مخايل، يجوز السؤال: أين صار؟

 

حكومة الجبنة وثورة الجياع!

راجح الخوري/النهار/18 كانون الثاني/2020

لم يعد ينقص لبنان سوى أن يُصدر مجلس الأمن الدولي قراراً تحت الفصل السابع، لإجبار المسؤولين على تحمُّل مسؤولياتهم، منعاً لانهيار البلد وسقوط السقف على رؤوس الجميع؛ فبعد ثلاثة أشهر على اندلاع الثورة، واستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، وتكليف الدكتور حسّان دياب تشكيل حكومة جديدة، يبدو واضحاً تماماً أن السلطة السياسية في كوكب، والشعب الثائر في الشوارع في كوكب آخر. وإذا كان الرئيس ميشال عون قال، مع بداية الانتفاضة التي شملت حتى المغتربين اللبنانيين: «إن لبنان يغرق مثل سفينة (تايتانيك)، والركاب لاهون في الرقص»، فإن «تايتانيك» اللبنانية غرقت وشبعت غرقاً، لكن المسؤولين هم اللاهون في زواريب تشكيل الحكومة، وليس هناك مَن يمسك بالدفة، في وقت يطفح فيه البؤس والعوز، إلى درجة أن ثمانية مواطنين حتى الآن انتحروا بسبب الفقر، وأن صوراً متتابعة عن معدمين يأكلون من القمامة، لم تهز جفن أحد من السياسيين، الذين يملأون الشاشات بلغو الكلام والتصريحات الممجوجة!

منذ شهرين، بدا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش، وكأنه يداوم يومياً على زيارة بعض كبار المسؤولين، داعياً للتنبه إلى خطورة الوضع الاقتصادي الذي يتهدد الوضع العام، ويمكن أن يقود إلى الفوضى العارمة، في غياب خطة واضحة ومسؤولة للمعالجة، ومع اندلاع الثورة التي تطالب بالتغيير ومحاربة الفساد واسترجاع المليارات المنهوبة، التي ذكرت تقارير غربية من مصادر اقتصادية أنها تفوق 320 ملياراً من الدولارات.

كوبيتش واظب على مناشدة المسؤولين الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، ونقل إليهم رسالة واضحة ومباشرة من الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش، تذكِّر بضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت، وبدا الأمر في مضمونه مؤلماً فعلاً؛ لأنه فقط في الدول الفاشلة، أو التي تنزلق إلى الفشل، تحتاج الأمم المتحدة إلى تذكير المسؤولين بضرورة وجود سلطة تنفيذية تتحمل مسؤولية البلد وعلاج مشكلاته.

لم يكتفِ منسق الأمم المتحدة بهذا الكلام، لكنه لم يتردد في إبداء الذهول والقول بما يشبه الإدانة المباشرة: «لبنان بلد العجائب، ففيه أتعلّم كل يوم أن ما من شيء مجاني»، بما يعني ضمناً أن المسؤولين جعلوا من المسؤولية مجرد بورصة للمنافع الشخصية، ولعل هذا ما يفسّر سياسة المحاصصة وتقاسم جبنة الدولة في كل شيء؛ من تشكيل الحكومات إلى توزيع الوزارات على القوى السياسية، التي سبق لها أن ابتدعت معادلة الغرابة بأن هناك وزارات سيادية ووزارات خدماتية، رغم أن البلد غارق في مشكلة النفايات، ويواجه مشكلة الكهرباء التي قال سعد الحريري، يوم الأربعاء الماضي، إنها كبّدت الدولة مبلغ 43 مليار دولار، محملاً الوزير جبران باسيل صهر الرئيس عون و«التيار الوطني الحر» مسؤولية هذا!

كوبيتش واصل انتقاداته الواضحة والصريحة للمسؤولين اللبنانيين، عندما قال، قبل يومين، في سياق تعليقه على ما يجري على المستوى السياسي، ما يمكن أن يشكّل إدانة قاطعة ومعيبة إن لم أقل مهينة للمسؤولين: «إن السياسيين في لبنان يجب أن يلوموا أنفسهم على هذه الفوضى الخطرة، لأنهم يقبعون في موقف المتفرج على الوضع وهو ينهار... وها نحن أمام يوم آخر من الارتباك حول تشكيل الحكومة، وسط ازدياد الاحتجاجات الغاضبة وسقوط الاقتصاد الحرّ... أيها السياسيون لا تلوموا الناس لوموا أنفسكم»، وفيما يشبه الذهول، لم يتردد كوبيتش في القول إن لبنان فريد في نوعه حقاً؛ فها هو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يطلب صلاحيات استثنائية على الأقل لإدارة الاقتصاد بطريقة أو بأخرى، في حين أن المسؤولين يراقبونه ينهار. إنه أمر لا يُصدّق!

عندما استقال الحريري في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استجابة للثورة التي بدأت في 17 منه، مشترطاً للعودة تشكيلَ حكومة جديدة من الاختصاصيين غير الحزبيين، رفض تحالف الرئيس عون و«التيار الوطني الحر» و«حزب الله» و«حركة أمل»، هذا، وانخرط عون في مشاورات طويلة استمرت عشرين يوماً، ولم يحدد موعداً لإجراء استشارات نيابية ملزمة، بحجة أنه يعمل تمهيداً لتسهيل تشكيل الحكومة بعد تكليف رئيس جديد لها، وأنه لا يريد رئيساً مكلفاً يضع ورقة التكليف في جيبه شهوراً قبل التشكيل، متناسياً فراغاً رئاسياً استمر عامين ونصف العام، وهندسه «حزب الله»، قبل أن يتم انتخابه رئيساً!

ما كان مرفوضاً مع الحريري، أي حكومة الاختصاصيين، صار مقبولاً مع حسّان دياب الذي كُلف في 19 ديسمبر (كانون الأول) تشكيل حكومة، وقال من القصر الجمهوري إنها ستكون حكومة اختصاصيين، وعلى امتداد شهر كامل بدأت عملية مقارعة داخلية بين حلفاء 8 آذار، على لون الحكومة وشكلها، وأُتيح لدياب أسبوعان من المناورة لإظهار أنه يصرّ على حكومة اختصاصيين، لتعويمه سنيّاً وتلميعه أمام الثورة، ثم بدأ عض الأصابع؛ عون يقول إنه لم يوافق على الاختصاصيين، وأوساط دياب ترد: «نعم، تم التوافق على ذلك»، وإنه لا يريد أن يكون «باش كاتب»، ولحمه ليس طرياً ليؤكل بسرعة!

طبعاً كان كوبيتش ودول العالم تراقب ما يجري: ثورة متأججة في الشارع يحاول تحالف 8 آذار إجهاضها وتشويه صورتها، خصوصاً بعدما امتدّت إلى معاقل «حزب الله»، ومسؤولون يغرقون في مطابخ تشكيل حكومة المحاصصة، واقتصاد آخذ في الانهيار حيث تجاوزت نسبة البطالة 55 في المائة، وصار سعر الدولار لدى السوق الموازية 2500 ليرة بينما السعر الرسمي هو 1507 ليرات. وبدأ حسان دياب يسحب تصريحاته عن حكومة الاختصاصيين، وقال عون إنه يريد حكومة تكنوسياسية، بينما ردّ الرئيس نبيه بري بأن الذين سموا دياب هم حزبيون فكيف تكون الحكومة غير حزبية؟! وتردد أن «حزب الله» بات يريدها حكومة سياسية، بما يعني أنها ستكون حكومة اللون الواحد. وفي محاولة لتلميع صورة دياب أكثر قيل إن رفضه الحكومة التكنوسياسية، يمكن أن يطرح تعويم حكومة تصريف الأعمال وإعطاءها الثقة من جديد. ولكن كان لا بد من نهاية لهذه المسرحيات المكشوفة في مطابخ تشكيل الحكومة، وهكذا فجأة أعلن يوم الأربعاء أن الحكومة ستُعلن بين ساعة وأخرى، وبدا، يوم الخميس، أنها قد تُعلَن قبل قراءة هذه الأسطر، لكن ليس المهم أن مكتوب الحكومة قد وصل أخيراً، وتأكّد أن لحم دياب طري ويؤكل بسهولة، المهم أنها حكومة محاصصة حزبية واضحة بأقنعة اختصاصيين لا يقنعون أحداً؛ لا الذين ينتفضون في الشوارع والساحات منذ ثلاثة أشهر، ولا طبعاً الدول الخليجية التي طالما تعرضت للاتهامات والهجمات والافتراء من قبل تحالف 8 آذار الذي دمر نظرية النأي بالنفس من أساسها، ولا كذلك الولايات المتحدة التي تلوّح بمزيد من العقوبات ضدّ «حزب الله»، الذي تبدو هذه الحكومة وكأنها حكومته، ولا الدول المانحة في «مؤتمر سيدر» التي تشترط إجراء إصلاحات جذرية، قبل تقديم أي مساعدة، وليس هناك أي دليل على توجهات إصلاحية. ربما لهذا تبدو كلمات ممثل الأمم المتحدة في بيروت، أشبه بمرثية ضمنية للوضع في لبنان الذي وصل إلى الانهيار الكليّ، عندما قال للسياسيين: «لوموا أنفسكم لا تلوموا الناس على هذه الفوضى اللبنانية الخطرة»، ولكن الذين يعيشون في الطبقة العليا من البلاد مهتمون بأكل الجبنة؛ لا يسمعون ما يجري على الأرض التي تشتعل بالغضب، ولا يعرفون ماذا فعل غضب الجوع بدول وكذلك بسياسيين ومسؤولين أعتى منهم وأقوى!

 

 هي حكومة "حزب الله"!

رولان خاطر/الكلمة أولاين/18 كانون الثاني/2020

من لا يتذكّر كيف تمّ تكليف الرئيس حسّان دياب. كيف أُخرج من سلّة فريق السلطة. وبعيداً عن الجدل، عمّا إذا كان من اختيار الوزير جبران باسيل، كما يروّج من يدورون في فلك عين التينة، أو إذا كان من اختيار الرئيس نبيه بري. فالرجل كما روّج لنفسه، وقف، وواجه، وتصدّى لكلّ الأسماء السياسية أو التكنوسياسية، وظهر وكأنّه يفرض مشيئته، وأنّه هو من يشكّل الحكومة، لتأتي تسريبات الأسماء، سبقها موقف السيد وليد جنبلاط عن أنّ النائب اللواء جميل السيّد أصبح ممن يشكّلون الحكومات، ليعني شيئاً واحدا، أنّ دياب يظهر بمظهر «الحمل» الذي يؤاخي الشارع، فيما هو ذاك «المُخَاتِل» الذي يلعب على مشاعر الشارع. كان لافتاً في الأيام الأخيرة تعليقات الديبلوماسيين والسفراء وتحذيراتهم، وخروجهم عن لغتهم الديبلوماسية، وأبرزهم المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، الذي ينتقد السياسيين اللبنانيين بشدة، والحرص الذي تبديه البلدان الغربية والمجتمع الدولي تجاه عدم سقوط لبنان في المحظور، والمعلومات عن تحرّك السفراء باتجاه رموز السلطة في لبنان، من رأس الهرم إلى كل القوى المعنية بتأليف الحكومة، واعدين بتقديم مساعدات وعدم السماح بانهيار البلد وسقوطه، شرط تشكيل حكومة تكنوقراط من مستقلّين، تأخذ ثقة الشارع.

الغيرة الدولية على لبنان، لم تقابلها غيرة مماثلة من أهل الحكم في البلد، فغرقوا في المراوغة منذ تكليف دياب، ليصلوا أول من امس الى تسريب تشكيلة قالت عنها «القوات اللبنانية» إنّها تعيدنا الى الزمن السوري، فيما رفضها «تيار المردة» لكونها تحمل توقيع الوزير باسيل وله فيها الأغلبية. وبعد التدقيق في الأسماء، ظهر ما كان خفياً، وبات شبه مؤكّد، أنّه في حال تمّ التصديق على هذه التشكيلة، وهو امر بات مستبعداً في الأيام المقبلة نظراً للعراقيل التي تواجهها، أقل ما يُقال فيها إنّها ستكون نافرة، ومن لون واحد، وبتعبير مرادف، حكومة «حزب الله».

لماذا؟ المؤشرات الى ذلك كثيرة.

أولاً، وصل دياب بأغلبية 69 صوتاً من الحزب وحلفائه. ومنذ تسميته، يصرّ دياب على عدم الاعتذار، كلّما انتُقد أو هوجم من بيته الداخلي، وتحديداً من بري وباسيل، وهو أمر يؤكّد أنّ الرجل يتكّئ على سند صلب، ولولا هذا السند لكان اعتذر ألف مرة قبل صياح الديك لا ثلاث مرات.

ثانياً، زاد الشكوك في أولى أيام «أسبوع الغضب»، غياب القرار السياسي للقوى العسكرية بفتح الطرقات والسماح بقطعها، ما فسرّه البعض مكيدة من فريق السلطة للظهور بمظهر غير الراضين على الرئيس المكلّف، والراغبين بإعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال، لدفع المنتفضين الى القبول بأي حكومة يشكّلها دياب.

ثالثاً، لقاء بري - باسيل المفاجئ في 14 الحالي، ليخرج باسيل بعد الظهر ويقول: «أردنا ان نعلن موقفاً متقدّماً ولكن»... معطوفاً على موقف رئيس المجلس الذي لم يوفّر الرئيس المكلّف من انتقاداته والمطالبة بحكومة تكنوسياسية، عوامل أشارت، أولاً، الى انّ كلمة السرّ أُعطيت من «حزب الله» بتعويم حكومة دياب، وثانياً، الى «التقية» السياسية التي يستخدمها «التيار الوطني الحر» في الملف الحكومي، فلا يقول علناً ما يضمره سراً.

رابعاً، حديث وليد جنبلاط من عين التينة عن انّ جميل السيّد أصبح ممن يشكّلون الحكومات في لبنان، في ايحاء الى الدور السوري في عملية التشكيل.

خامساً، معلومات تسرّبت عن زيارة الرئيس المكلّف سوريا فور تسميته رئيساً مكلّفاً.

سادساً، كيف لمن يدّعي «الاستقلالية» أن يقبل بأن يكون «منتخباً» بأصوات فئة محدّدة في البلد؟

سابعاً، كيف يُفسّر إطلاق النار في الضاحية لحظة تسمية دياب رئيساً مكلّفاً؟

ثامناً، تحدث دياب لحظة وصوله عن حوار مع كل الأفرقاء، وأنّ التمثيل سيشمل الحراك أيضاً، فيما الكل يتذكّر كيف من ادّعوا تمثيل الحراك تسللوا خلسة الى منزل الرئيس المكلّف، وجدّد الحراك وقتذاك تأكيده انّ أحداً لا يمثله. في المقابل، مع من سيتحاور دياب، اذ أعلنت القوى السيادية، أي «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» و«التقدمي الاشتراكي» وحزب الكتائب عدم مشاركتها في الحكومة. هل الحوار يكون مع من سمّاه وأيّده رئيساً مكلّفاً؟

ربما كان في استطاعة «حزب الله» أن يتجنّب تركيبة نافرة ومستفزة وتضمّ اختصاصيين فعليين ولكن مستقلّين، بدل الموافقة على اختصاصيين سمّاهم الحزب وحلفاؤه، في محاولة للعب والالتفاف على مطالب الناس والمنتفضين والمجتمع الدولي. لكن يبدو انّ قرار تعويم هكذا حكومة يتخطّى الحدود اللبنانية، لأنّها في هذه المرحلة تضمن:

أولاً، عدم التعرّض للمشروع الإيراني في لبنان، وتشكيل مظلة حماية لـ«حزب الله» ومشروعه.

ثانياً، عدم خسارة طهران ملعباً آخر على المسرح الإقليمي، بعد فقدان التأثير في سوريا، والخسارة الكبيرة لرأس مشروعها الحربي في المنطقة أي قاسم سليماني.

ثالثاً، لن تتجرأ هكذا حكومة على اتخاذ أيّ إجراءات تسدّ المنافذ الحيوية للحزب، والتي تؤمّن له مردوداً مالياً امام العقوبات المتشددة عليه.

رابعاً، لن تذهب الى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، واذا حصل، يكون وفق قانون النسبي ولبنان دائرة واحدة.

خامساً، إنّ وجود دياب على رأس أي حكومة بات محسوماً، فهو على الأقل، لا «يكسر» قرار نصرالله بالاستقالة أو عدمها، على غرار ما فعله الرئيس سعد الحريري.

بالموازاة، تؤكّد لغة الشارع التصعيدية، أنّ الانتفاضة واعية لما يُحاك. فهي منذ البدء، إما كانت حذرة في قبول دياب وفق شروط محددة، او كانت رافضة له، وفي الحالتين، وبعدما تبدّدت الغيوم اليوم، يبدو أنّ الانتفاضة عادت وبقوة أكثر هذه المرة، للتأكيد مجدداً انّ هذه السلطة من رأس الهرم إلى اصغر حاجب فيها فقدت مشروعيتها، ويجب تغييرها.

أما عملية التغيير فتصادفها مصاعب، مما يفرض على الانتفاضة توحيد الرؤى، وتقوية بنيتها التنظيمية، وعملية التواصل والتنسيق، لأنّ لا مجال لتحقيق اي تغيير من دون تنظيم، وهو ما برهنته الأشهر الثلاثة من الانتفاضة. وبهذا، يصبح من السهل وضع استراتيجية حلّ، أولى بنودها إنقاذ الوضع المالي والاقتصادي، الذي من أبرز مسبّباته، وجود ميليشيا تستفيد من موارد السلطة وسلاح يقوّض قيام الدولة.

 

حكومة الكون

 سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/2020

عندما كنت أجيءُ إلى بيروت أيام الحرب الأهلية، كنت أحرص قبل الخروج من البيت أن أسمع نشرة الأخبار أو مقدّمتها على الأقل. ولاحظت بعد سنين أنها تبدأ كلَّ يوم بلازمة لا تتغير، وخلاصتها أن الحل ينتظر انفراجاً في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وتحسناً في العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والصين، ومصالحة دام انتظارها بين دول الصمود ودول التصدّي، إضافة إلى تحسّن في القرن الأفريقي. في الأزمة الحكومية الأخيرة لم يتغيّر الوضع على الإطلاق. فالعالم بأجمعه لا يزال ينتظر تطورات الوضع في لبنان، والروس والأميركيون لا همَّ آخر لديهم وفرنسا تتأمل وتتوقع، وأمّا على الصعيد الإقليمي فالجامعة العربية برمتها، وتركيا، وإيران، وأفغانستان، وأذربيجان، وتركمانستان تحاول أن تقرأ أفكار الدكتور حسان دياب لكي تعرف لِمَن سيعطي حقيبة الشؤون الاجتماعية.

تقتضي الحكمة والخبرة في مثل هذه الحال ألا ينتظر المرء شيئاً أو أن يتوقّع أي شيء. فما من أحدٍ يعرف إذا كان فلاديمير بوتين منهمكاً في شؤون حكومته الجديدة أم في شؤون حكومتنا. والبعض يقول إنه أجّل إقالة حكومة ميدفيديف بانتظار أن يقرر جبران باسيل توزيعات الحكومة الجديدة، خصوصاً الطاقة والكهرباء 24/ 24 و7/356.هناك أيضاً مسألة الدولار، وبكل جدية قام بين السياسيين، من يقترح، في لحظة عبقرية فادحة، أن نتحوّل من الدولار الأميركي الإمبريالي الذيلي إلى اليورو التقدمي الوطني. ولا بدّ أنه في معمعة الخيارات هذه خطر للبعض الآخر الاعتماد على الروبل، غير أنَّ الصرافين في العاصمة أبلغوا من يعنيه  الأمر أن ثمة نقصاً في كميات الروبل، بسبب النقص القائم في بلاد المنشأ. يبدو كل هذا الكلام وكأنّه سخرية مبالغٌ بها غير أنّ الواقع لا يميّز بين السخرية والمأساة. ومن يتابع السياسة اللبنانية كل يوم مرغمٌ على متابعة سياسة العالم أجمع في الوقت نفسه لكي يقيس مستوى التواضع عند اللبنانيين، أو كما يقول الأجانب «في بلاد الأرز». وكان الشاعر الراحل يونس الابن قال في إحدى قصائده الشهيرة متغنياً بوطنه: «هالكم أرزة العاجقين الكون». ولو كان هناك أكبر من الكون لكانت أرزات لبنان «قد عجقته» أيضاً. لعلَّ الكثيرين منّا كانوا يتمنون بلداً حجمه السياسي في حجمه الجغرافي. لا يحرر فنزويلا وملحقاتها ويتمكّن مواطنه من الذهاب إلى البنك ليسحب من ودائعه ما يكفيه. إنها عادة ولن تتغيّر. وسوف نظلُّ نضرب رأسنا في الجدار ونهاجر مع كل باخرة وطائرة مسافرة ونغرق في الأزمات والتلوث والقمامة براً وبحراً، وتظلُّ مقدمات نشرات الأخبار تتحدث عن الخلاف حول وزارة الشؤون بسبب الصراع الأميركي – الروسي.

 

أردوغان عكس السير في ليبيا... الميليشيات أولا ومستمر في كسب الوقت... فكيف سيواجه مخرجات مؤتمر برلين؟

محمد العربي/انديبندت عربية/18 كانون الثاني/2020

عكس اتجاه المجتمع الدولي الرامي إلى التهدئة في ليبيا والوصول إلى حل لأزمة البلاد، تتجه تركيا نحو التصعيد وتعقيد الأزمة، خصوصاً بعد تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتكررة بإرسال قواته إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني. ومن دون مبرر خرج أردوغان بعد أيام من اشتراكه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دعوة الأطراف الليبية إلى وقف القتال، مهدداً بأن بلاده "سترسل قوات إلى ليبيا"، على الرغم من استمرار القيادة العامة للجيش الوطني في الالتزام بهدنة وقف اطلاق النار. ويعتبر مراقبون أن تركيا التي فشلت في تمرير أطماعها عبر مفاوضات موسكو تكافح في اللحظات الأخيرة قبل انعقاد مؤتمر برلين من أجل الحفاظ على وجود شريكها في طرابلس. وهدد أردوغان أوروبا، في مقالة نشرتها صحيفة "بوليتيكو" السبت، بأنها "ستواجه مشاكل وتهديدات جديدة إذا ما جرى إسقاط الحكومة الشرعية في ليبيا". وتوصي مقررات برلين، وفق الوثائق المسربة، بإعادة تشكيل حكومة الوفاق من خلال تشكيل مجلس رئاسي جديد بعضوين وحكومة وحدة وطنية منفصلة عن المجلس الرئاسي. وهو ما تراه أوساط ليبية متابعة تهديداً مباشراً لمصالح تركيا التي ارتبطت باتفاقات مع حكومة الوفاق في حال اسقاطها واستبدالها بغيرها.

خطر

لكن اللافت في جديد تصريحات أردوغان، هو إشارته، في المقالة ذاتها، إلى عزمه على تقوية أوضاع المليشيات العسكرية في طرابلس ومحطيها، بالتأكيد على أن حكومته "ستدرب قوات الأمن الليبية وتسهم في قتالها ضد الإرهاب والاتجار بالبشر". وفي وقت توالى فيه تأكيد ارسال تركيا إمدادات عسكرية لميليشيات الحكومة ومزيد من المقاتلين السوريين تبدو تلك التدريبات وتوافد مزيد من المقاتلين السوريين طريقة لتنفيذ أردوغان وعيده للأوربيين بأنهم سيواجهون تزايد خطر الهجرة غير الشرعية. ويستعرض الأكاديمي يونس فرحات مسار الوجود التركي في الملف الليبي منذ السنوات التسع الماضية، قائلاً "لقد كانت عاملاً مقلقاً ومعرقلاً لأي تقارب، فهي من دعم كتلة الوفاء التي نشرت الفوضى داخل المؤتمر الوطني عام 2013، والعجيب أن رئيس هذه الكتلة هو عبد الوهاب قايد شقيق أبو يحيى الليبي، وهي من دعم حركة فجر ليبيا التي انقلبت على انتخابات 2014، وانتجت الانقسام الحاصل في البلاد إلى اليوم، وتدخلت بشكل سافر من أجل تفخيخ اتفاق الصخيرات ليكون صالحاً لحفظ مكان دائم للإسلاميين... ودخلت قبل أيام من تحقيق الجيش أهدافه وانتشال الحكومة وميليشياتها من السقوط قبل لحظات". وعلى الرغم من محاولات تركيا الظهور بأكثر من مظهر في الأزمة الليبية، إلا أن السياسة التركية لم تتغير، وفق الصحافي الليبي عيسى عبد القيوم. فقد كانت دائماً داعمة للتيار السياسي الإسلامي، بل للمتشددين فيه أحياناً، مثلما حدث أخيراً من خلال نلقها مئات المقاتلين السوريين المحسوبين على مجموعات إسلامية متطرفة للقتال في صفوف ميليشيات الحكومة مقابل موقفها العدائي الثابت للجيش منذ اطلاقه عملية الكرامة في فبراير (شباط) 2014.

ويؤكد عبد القيوم أن تركيا لم توقف دعمها حكومة السراج حتى أثناء فترة زعمها الدعوة إلى وقف اطلاق النار، مشيراً إلى أنها "ربما غيرت من خطابها الإعلامي تكتيكياً في أسبوع التفاوض في موسكو ليعود إلى سيرته الأولى معربداً ومتوعداً بعدما حشرها موقف المشير خليفة حفتر الرافض توقيع في زاوية حرجة".

نصر بلا حرب

وتعتقد أوساط واسعة أن تركيا سعت إلى إحداث تقارب مع روسيا بهدف إمرار مشروعها في ليبيا من خلال هدنة وقف إطلاق النار قبل جمع الاطراف الليبية في موسكو للتوقيع على اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار. وتوضح تلك الأوساط بأن رفض المشير حفتر التوقيع على الاتفاق أفشل هدفها الرامي إلى تحصين اتفاقاتها الموقعة مع الحكومة قبل أن يمضي الملف الليبي في طريقه إلى برلين. ويعلق عبد القيوم بأن تركيا "أرادت أن تحقق نصراً بلا حرب عبر بث موجة رعب تحيلها إلى اتفاق يمنحها استحقاقات المنتصر في حرب عسكرية، ولكن رفض قيادة الجيش الوطني وضعتها في زاوية حرجة".

وعلى الرغم من هذا الفشل فإن عبد القيوم يؤكد أن أنقرة "مستمرة في كسب الوقت ومحاولة تدعيم صفوف الميليشيات ببقايا القاعدة وجبهة النصرة". إلا أن الباحث السياسي الليبي العربي الورفلي يحدد الوجهة الجديدة لتركيا في الملف الليبي، مؤكداً أنها تسعى لتأجيج الصراع في ليبيا لعرقلة التوافق الدولي المرتقب في برلين. ويرى عبد القيوم أن تدخل أردوغان جاء بنتائج عكسية لمشروعه فـ"توسع نفوذ الجيش والبرلمان محلياً ودولياً على خلفية التدخل التركي، جعل الأوضاع تقف على أبواب تحالف دولي ضد أردوغان في حال قرر الذهاب بمغامرته إلى أبعد من الابتزاز اللفظي".

ويعتقد الورفلي أن تركيا تسعى للتأثير على برلين بأن تجعله نسخة مكررة من اتفاق الصخيرات لتحافظ على استمرار وجودها في ليبيا، عبر ميليشيات تخنق أي حكومة جديدة قد تنتج عن تفاهمات برلين.

 

هل اتخذ القرار الدولي باحتواء خطر طهران؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط /18 كانون الثاني/2020

ثمة مثل غربي مقتبس من مقولة لأرسطو هو «عبور طائر سنونو واحد لا يعني بالضرورة أن الصيف جاء». وهذا ينطبق تماماً على عالم السياسة، وبخاصة، على تعامل المجتمع الدولي مع النظام الإيراني منذ عام 1979، بل، توخيّاً، لمزيد من الدقة، منذ غزو العراق لإسقاط نظام صدام حسين عام 2003، والترحيب بملالي العراق اللاجئين إلى إيران وميليشياوييهم السابقين المقاتلين مع جيشها! بول بريمر، «حاكم العراق» الأميركي بين ربيع 2003 وربيع 2004. قالها بصراحة خلال لقاء صحافي بعد فترة وهو أنه أنهى هناك «تسلط السُنة على الحكم» لقرون. وبالمناسبة، بريمر الذي يعتز بهذا «الإنجاز» ما كان مستشرقاً ولا خبيراً في تاريخ الإسلام أو الشرق الأوسط، وعليه، لا يعرف أن لا حدود ثابتة للعراق... أو أي كيان آخر ولد في الشرق الأوسط عام 1920 بعد تعاقب الإمبراطوريات والممالك والانتدابات.

الرجل كان فقط دبلوماسياً ورجل أعمال جمهورياً يمينياً عمل مديراً لمؤسسة هنري كيسينجر الاستشارية، وأوكلت إليه مهمة إدارة الاحتلال وتدمير بنية الدولة العراقية والجيش العراقي تحت شعار «اجتثاث البعث». ولعله استحق عن جدارة ما قاله عنه نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري السابق، إنه «أكبر كارثة في السياسة الخارجية الأميركية خلال العصور الحديثة!». المهم، ما حصل قد حصل... وسلّم بريمر - ومن خلفه إدارة الرئيس جورج بوش الابن و«صقور» البنتاغون - العراق على طبق من فضة إلى إيران. وكانت واشنطن، قبلُ، قد كافأت حافظ الأسد - أخلص حلفاء ملالي إيران في المشرق العربي - اعترافاً بتعاونه إبان حرب تحرير الكويت (1990 - 1991)، بإطلاقها يده مجدداً في لبنان، وتسليمه وأجهزته الأمنية أموره. لبنان والعراق سُلما إذن للإيرانيين تسليم اليد. ورغم اختلاف اللون الحزبي في واشنطن بدخول باراك أوباما البيت الأبيض، واصلت واشنطن، ومن خلفها دول أوروبا الغربية، «حسن الظن» بحكام طهران... وتقديم الهدايا السياسية والجغرافية لهم. ففي عهد أوباما أهملت واشنطن «الخطوط الحمراء» وغضّت الطرْف عن تدخل «الحرس الثوري» الإيراني لدعم نظام آل الأسد في سوريا، وتقبّلت انقلاب الحوثيين في اليمن... الذي يعني إكمال طهران نظرياً السيطرة على اثنين من المسارات البحرية الاستراتيجية الثلاثة في الشرق الأوسط، أي مضيق هرمز وباب المندب (الثالث طبعاً، قناة السويس).

غير أن الهدية الأثمن جاءت من إدارة أوباما وتمثّلت بالاتفاق النووي الإيراني - الغربي، الذي أسّس عام 2015 لحلف أميركي - أوروبي - إيراني يتجاهل احتلال طهران الفعلي لأربع دول عربية، مقابل «تأجيلها» الاستحواذ على السلاح النووي.

بكلام آخر، تحقيق الغاية من السلاح... من دون الحاجة لاقتنائه والتلويح باستخدامه.

ولكن اليوم، بعد مرور نصف عقد على توقيع هذا الاتفاق، بدأت تظهر تشقّقات تهدّد ما أنجزته إيران بفضل ازدواجية احتلالات «الحرس الثوري» و«عصاه الغليظة» من جهة، والدبلوماسية الناعمة لـ«لوبياتها» و«أدعياء الإصلاح» فيها من جهة ثانية...

بين مجازر قاسم سليماني وتفنّنه في ابتكار «الفزّاعات» السنيّة «القاعدو – داعشية» ورعايتها ودعمها لوجيستياً، ومناورات حسن روحاني وجواد ظريف وأبواقهما الإعلامية في ردهات عواصم القرار في الغرب.

انتخاب دونالد ترمب، وصعود اليمين الانعزالي المتشدّد في أوروبا أيضاً، كانا لهما دور في التغيير. والمفارقة الكبرى أن تدفّق اللاجئين الفارين من أوطان يحتلها ويدمرها سلاح ميليشيات إيران وأولئك الذين ساعدت على تصنيعهم وتغذيتهم من «دواعش»، كان من أهم العوامل التي أسهمت في صعود هذا اليمين المتشدّد. وكما نتذكر جيداً، كانت الخطوة الأولى انقلاب ترمب على الاتفاق النووي، وهو انقلاب تأخّر الأوروبيون في التجاوب معه. ثم في وقت سابق من هذا الشهر جاءت الخطوة الثانية... وهي تصفية قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» و«الحاكم العسكري الإيراني» للدول العربية التي يتباهى «الحرس الثوري» باحتلالها والتحكّم بها. خلال نصف العقد، أيضاً حدثت تغيّرات نوعية في العراق ولبنان وسوريا. إذ فاض الكيل بالعراقيين، وتحديداً بشيعة العراق، من التعالي والتحكم الفوقي لطهران وأزلامها من الميليشياويين وتبعيتهم وفسادهم.

كذلك، ما عاد ممكناً للبنان، وهو وطن ازدهر بفضل قطاع الخدمات والسياحة والانفتاح، أن يعيش «انفصاماً» سياسياً - اقتصادياً تنقسم فيه هويته بين «النافذة على العالم» وحضاراته... والميليشيا الدينية المذهبية المحتلة التي تعيش على غسل الأموال.

ما عاد ممكناً أن يكون بلداً سوياً في ظل تفاقم النفاق الاجتماعي والتكاذب الطائفي والنهب الاقتصادي والاستغلال العشائري والتلوث البيئي... وهي كلها آفات تسرّع وتيرة هجرة الكفاءات وإفلاسات المؤسسات وانهيار ما تبقى من شبكات الأمان!

حتى في سوريا، أدى رفض واشنطن التساهل مع دعوات التعجيل بإعادة تأهيل نظام الأسد، إلى تأخر ضخّ الأموال المطلوبة في السوق المحلية التي تعاني أصلاً من الفساد والمحسوبية وآثار الحرب. كذلك أدى موقف واشنطن إلى «تمايز» بين المصالح المباشرة للروس والإيرانيين، وطرح علامات استفهام حول مستقبل المسارين السياسي والأمني في سوريا. وهذا، في ظل التقاسم بين شمال شرقي البلاد حيث النفوذ الكردي، وشمال غربها حيث الوجودان الروسي والتركي، وغموض «سيناريو» جنوبها... على مقربة من حدود إسرائيل.

اليوم في سوريا حكم عاجز، يحكم الآخرون نيابة عنه، «دولة» بالاسم فقط. أما في العراق ولبنان، فقد استقالت حكومتان تحت ضغط انتفاضة الشارع، بعدما أفلستا وتعذّر (حتى تاريخ كتابة هذه السطور) تشكيل حكومتين بديلتين رغم الهيمنة الأمنية العسكرية لأتباع إيران، أي «الحشد الشعبي» و«حزب الله».

لقد دمّرت الهيمنة الإيرانية نسيج الدول الثلاث، وحالت دون نشوء بيئات سياسية سليمة قادرة على التحاور والتفاهم، سواءً كان في الداخل أو الخارج.

وبالتالي، في ضوء هذه الحقيقة، ماذا يعني تغيّر الموقف الدولي من هذه الهيمنة؟ وماذا يعني تغييب قاسم سليماني ورمزيته السياسية الفظيعة؟

وماذا يعني التشدّد الأخير إزاء «حزب الله»؟ هل سيعتمد المجتمع الدولي سياسة استراتيجية متماسكة واعية وحازمة إزاء التلاعب المستمر... أم سيعود إلى إرسال الإشارات المتناقضة والمُلتبسة إلى طهران التي أوصلت المنطقة للوضع الكارثي الحالي؟

الخيار الأول، من دون أدنى شك، من مصلحة الجميع.

 

إيران وأميركا.. الصراع الصفري

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط /18 كانون الثاني/2020

خطب المرشد الأعلى للنظام الإيراني مرةً أخرى باللغة العربية، وهو يفعل ذلك كلما اعتقد أنه انتصر أو انهزم في استهدافه للدول العربية، فعل ذلك إبان ما كان يعرف بالربيع العربي منتشياً بما ظنه نصراً، وهو يخطب اليوم لتثبيت قلوب ذيول إيران وعملائها في العالم العربي بعد مقتل أكبر إرهابي بالعالم في العصر الحديث. المؤدلجون يكذبون على أتباعهم ويصدقون كذبهم، فهو زعم أنه لا يخاف ولا يتراجع أمام قوة الولايات المتحدة، وهو بالفعل يخشاها ويخافها ويسعى جهده لعدم الاصطدام بها بشكل مباشر، وهو يقول لأتباعه إنه بصواريخه التي سقطت في الصحراء العراقية قد أرعب أميركا وكسر هيبتها، وهو يعلم جيداً أن هذا كذب محض حتى وإن تجلّت الحقائق بإصابة أحد عشر جندياً أميركياً.

ظلت أميركا في توازن طويل بين حزبيها الكبيرين الديمقراطي والجمهوري وحدث اختلالٌ كبيرٌ في هذا التوازن حين اختار الرئيس السابق أوباما أن ينحاز لتيار الانعزالية وأن ينسحب من العالم وأن يخضع لخصم أميركا الألد في هذا الوقت وهو نظام الولي الفقيه في إيران الداعم الأكبر للإرهاب في المنطقة والعالم عبر «الاتفاق النووي» وأن يتحالف مع منبع الإرهاب الحديث في العالم جماعة «الإخوان» لإسقاط الأنظمة العربية ونشر الفوضى في الدول العربية.

كان واضحاً أن الشعب الأميركي الذي تمثل دولته أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ البشري سيغضب من حجم الذلّ والمهانة التي انتهجها أوباما في سياساته الخارجية أمام كل الخصوم وعلى رأسهم روسيا وإيران، وكان واضحاً أنه سيختار رئيساً قوياً يعيد لأميركا هيبتها ويحمي مصالحها ومصالح شعبها فكان الرئيس دونالد ترمب هو الجواب الحاسم. ترمب كان صريحاً أنه سيحطم إرث أوباما ويستعيد مكانة أميركا في العالم على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية وقد فعل، وألغى «الاتفاق النووي» مع إيران بوصفه «أسوأ اتفاق في التاريخ» وقد صدق، ثم فرض على النظام الإيراني أقسى عقوباتٍ في تاريخ الثورة الإيرانية باسم الولي الفقيه وها هو النظام يترنح تحت نير هذه العقوبات والدول الأوروبية تفتش عن مخرج من هذا الاتفاق المهين مع إيران.

لم يرض الديمقراطيون بنهج الرئيس ترمب ولكنهم هذه المرة أخذوا يصعدون ضده بشكل غير مسبوقٍ حتى وصلوا إلى الطمع بالمهمة المستحيلة وهي عزل الرئيس في مجلس شيوخ يسيطر عليه الجمهوريون، والأعجب أنهم بدأوا يدافعون عن أكبر نظام إرهابي في العالم نيابةً عن الملالي الديكتاتوريين.

طروحات الديمقراطيين شاطحة فيما يتعلق بالنظام الإيراني، فهم دفاعاً عن النظام الإيراني مستعدون لتبني مواقف لا يمكن تصديقها، وينكرون حقائق لا يمكن تكذيبها، فهم يصرون على أن جريمة لوكربي من فعل القذافي حتى بعدما اتضح أنها من تدبير النظام الإيراني، وأن إرهاب تنظيم «القاعدة» في 11 سبتمبر (أيلول) في أميركا بدعم من النظام الإيراني إنما جاء بدعم من بعض الدول العربية المعتدلة مع اتضاح الكثير من الحقائق التي كانت مغيبة، وثبوت مسؤولية النظام الإيراني عن ذلك لا في الصحافة وعند الباحثين فحسب بل بحكم قضائي أميركي بتغريم إيران وبقاء علاقات إيران صريحةً وواضحةً مع كل تنظيمات الإرهاب السني من «القاعدة» إلى «داعش» وباعتراف النظام الإيراني نفسه.

يقول بعض الديمقراطيين بأن قتل أكبر الإرهابيين المعاصرين قاسم سليماني خطأٌ كبيرٌ لما سيجره على أميركا من ويلات الإرهاب بينما كان الخطر الأكبر في تركه كل تلك العقود يعيث في العالم قتلاً وتدميراً وإرهاباً، ويصل خطل الديمقراطيين إلى أن تقوم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي في لقاء تلفزيوني بالدفاع عن النظام الإيراني ضد الشعب الإيراني المظلوم وتزعم أن مظاهرات الشعب ليست ضد نظام الملالي الطاغي بل «لأسباب أخرى». لن ينسى الشعب الإيراني من دعموا ودافعوا عن النظام الذي يقتلهم ويقمعهم لأكثر من أربعين عاماً، فحال هذا الشعب أسوأ من حال الشعوب التي سيطرت عليها ميليشيات إيران في بعض الدول العربية، فالشعب الإيراني لا مدافع عنه ولا بواكي له. كعادة النظام الإيراني في إطلاق التصريحات والشعارات غير المحسوبة والتي ظلت طويلاً تمرّ بلا حساب ولا عقاب أطلق روحاني تصريحات ضد أميركا فحذره الرئيس ترمب من التمادي، وعندما أطلق خامنئي تهديداته في خطبته المذكورة أعلاه رد عليه ترمب محذراً ومطالباً إياه بالانتباه إلى كلماته. لدى إدارة الرئيس ترمب فهمٌ عميقٌ لخطر النظام الإيراني على العالم ورعايته الطويلة لكل الإرهاب المعاصر كما لديها خطةٌ استراتيجيةٌ واضحةٌ لمواجهة هذا الخطر المقيم وإخضاع هذا النظام المارق مجدداً للقوانين الدولية ويعود للاهتمام بشعبه بدلاً من كل أحلام التوسع وأوهام النفوذ. كل المؤشرات تدل على أن الديمقراطيين خائفون من أن يحصل الرئيس ترمب على اتفاق أفضل مع النظام الإيراني، يلغي شروره كاملة ولا يكتفي بالاتفاق النووي الهزيل وغير المفيد والذي يقوم على تأجيل المشكلات لا على حلها، فهو يثبت بذلك ضعف سياسات أوباما الخارجية وهو أمرٌ تحدث فيه بعض أعضاء إدارة أوباما سابقاً مثل وزير الخارجية جون كيري وغيره.

نائب الرئيس مايك بنس تحدث بصراحة الأسبوع الماضي عن الأدوار الحزبية الضيقة التي ينتهجها الديمقراطيون في مهاجمة ترمب وقال بصراحة عن الفارق بين أوباما وترمب: «جميع قادة العالم يعترفون بأن الرئيس ترمب هو القائد الحقيقي في أميركا، وأن الرئيس السابق باراك أوباما لم يفعل أي شيء للشرق الأوسط»، والأصح أن الرئيس أوباما قد أضر كثيراً بالشرق الأوسط وخضع لإيران ودعم جماعة «الإخوان» وقد ثبت عملياً فشل كل رؤيته للمنطقة. في مقابل تصريحات بيلوسي التي تقلل من شأن غضب الشعب الإيراني على النظام نجد النائب الجمهوري ستيف شابوت يقول في مقابلة مع قناة العربية: «علينا أن ندعم الشعب الشجاع في إيران، الذي يريد الحرية والحقوق والفرص الاقتصادية والوظائف. للأسف لديهم نظام هو الأكثر قمعية في العالم، لذا يجب أن ندعم الشعب ضد النظام الفاسد» وشتان ما بين الموقفين. أخيراً، فالعالم يترقب انتصار ترمب على النظام الإيراني وكف شروره المفجعة وإخضاعه للقوانين الدولية بعد طول انتهاك لها وبلا مبالاة بأحدٍ.

 

ما بعد جنرال إيران في سوريا

فايز سارة/الشرق الأوسط /18 كانون الثاني/2020

ليس من باب المبالغة القول بأن الوجود الإيراني في سوريا بعد غياب مهندسه قاسم سليماني، سيكون مختلفاً عما كان في حياته. غير أنه لا ينبغي المبالغة في هذه الحقيقة؛ لأن العلاقات الإيرانية - السورية لا تتعلق فقط بما فعله سليماني في السنوات الماضية - رغم أهميته - إنما تتعلق أيضاً بما ترسخ في العلاقات الإيرانية - السورية التي بنيت على نسق جديد منذ عام 1979، بعد استيلاء الملالي على السلطة في إيران، ثم جاء سليماني على منجزاتها، فأحدث تطورات ونقلات في العلاقات الإيرانية - السورية، تمثل فرقاً في الأخيرة. لقد أدى سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979 إلى بدء مرحلة جديدة في العلاقات الإيرانية – السورية؛ إذ شرع الأسد الأب وآية الله الخميني في تنظيم علاقات النظامين على أساس تبادل المصالح المباشرة. فنظام الأسد الذي كان يواجه حالة من العزلة على المستوى العربي وعداء مع تركيا، كان بحاجة إلى انفتاح في محيطه الإقليمي، وكانت إيران فرصة مثالية، إذ أعلنت عن تقاربها معه في الموقف من القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي، ومن الجهة الثانية قاربت موقفه أيضاً في الموقف من جوارها الخليجي، وحيال العراق الذي كانت حدة الخلاف السوري معه في حدها الأقصى.

وكان لنظام الخميني مصلحة في علاقاته مع نظام الأسد في كسر التوجس العربي من الثورة الخمينية، وامتدادها مع بلد عربي محوري، يفتح نحو الجبهة الساخنة للصراع العربي - الإسرائيلي في لبنان؛ حيث يوجد أكبر ثاني تجمع شيعي في البلدان العربية، ترغب إيران في التسلل إلى نسيجه السياسي والاجتماعي.

لقد طور النظامان علاقات مصلحية سياسية واقتصادية واسعة في العشرين عاماً الأخيرة من حكم الأسد الأب، بينها نجاح إيران في إبراز انقسام الموقف العربي من حربها مع العراق (1980 - 1988) بوقوف نظام الأسد إلى جانبها، وتوفير مستوى من القبول الرسمي والشعبي في سوريا للعلاقة معها، وتسلل إيران إلى بعض قطاعات الاقتصاد السوري، وإعادة تحشيد شيعة لبنان من خلال «حزب الله» إلى جانبها، وتعزيز علاقات طهران مع الجماعات الفلسطينية، لا سيما حركتي «حماس» و«الجهاد»، وكانت دمشق بوابة دخول إيران فيما سبق كله، بينما توزعت مكاسب نظام الأسد من علاقاته على مستويين؛ أولهما سياسي، وفيه إضعاف العراق جاره الخطر، واستنزاف قدرات بلدان الخليج التي دعمته في الحرب مع إيران، وإعادة ترتيب خريطة الصراعات في المنطقة، وجعل إيران قوة مؤازرة لنظام الأسد فيها، أما الأبرز في المكاسب الاقتصادية، فكان حصول نظام الأسد على مساعدات مالية ونفطية من إيران، وتنشيط بعض قطاعات الاقتصاد السوري، من خلال العلاقة مع إيران، لا سيما في القطاعين السياحي والتجاري.

وسط اللوحة السابقة من علاقات دمشق – طهران، دخل قاسم سليماني عمق تلك العلاقات، بعد أن عيَّنه المرشد الإيراني علي خامنئي قائداً لـ«فيلق القدس» عام 1998، وصار مهندس العلاقات الإيرانية - السورية في عهد الأسد الابن، فدفعها نحو الأعمق باتجاهات متعددة، بحكم التجارب التي عاشها في طريقه إلى منصبه مسؤولاً ومنفذاً لسياسات إيران الخارجية، لا في علاقاتها مع الدول والأنظمة الحاكمة فقط، إنما أيضاً في العلاقة مع البنيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يساعده في مهمته ضباط من أركان «فيلق القدس»، بينهم العميد حسين بور جعفري وآخرون قتل بعضهم معه، وبمساعدة أعوان لإيران في البلدان المختلفة، على نحو ما هو عليه قادة «الحشد الشعبي» في العراق و«حزب الله» في لبنان، ومنهم آخر أشخاص كان سليماني التقاهم في بيروت ودمشق وبغداد قبيل مقتله بقليل، بينهم حسن نصر الله، وأبو مهدي المهندس، وقد قتل الأخير معه.

إن الدور الأكبر والأخطر للجنرال سليماني في العلاقات الإيرانية - السورية، جاء بعد اندلاع ثورة السوريين في عام 2011، التي دفعت الإيرانيين للقيام بدور أكبر في سوريا للحفاظ على سلطة الأسد حليفهم، وتحويله إلى مجرد تابع لطهران من خلال سلسلة من السياسات، الأبرز فيها ثلاث:

الأولى: دخول إيران الكثيف إلى سوريا، الذي بدأ عملياً بإرسال خبراء ومستشارين من كل التخصصات، لا سيما المستشارين العسكريين والأمنيين، ودفع الميليشيات التابعة لإيران والمؤلفة من ميليشيات «حزب الله» اللبناني، وميليشيات عراقية وأخرى أفغانية، للمجيء إلى سوريا للقتال إلى جانب النظام، ثم جلب قوات من «الحرس الثوري» الإيراني للقتال إلى جانب النظام.

والثانية: الدخول على خط هندسة بنيان السلطة والمجتمع، بما يتناسب والمصلحة الإيرانية، وجاء في سياقها خطوات هي الأخطر في مستقبل العلاقات الإيرانية - السورية؛ لأنها تحول سوريا من طرف إلى تابع، وفي سياق هذه السياسة مضى سليماني في بناء سلطة ومجتمع موازيين لما هو قائم في سوريا.

فعلى صعيد السلطة، تم تنظيم حلقات متتابعة من أعلى السلطة إلى مستوى القيادات الميدانية، تشمل قيادات سياسية وعسكرية وأمنية، بالتوازي مع تنظيم حلقات من النخب الموالية لإيران والمتعاونة معها، كما نظمت مجموعات سكانية على صعيد قرى ومدن وأحياء في مدن كبرى، سكانها من الشيعة السوريين، وممن جرى تشييعهم في السنوات الأخيرة، وتم ترتيب أوضاعهم من الجوانب كافة، وتم تحويلهم إلى خلايا إيرانية صلبة محاطة بالميليشيات المسلحة التابعة لإيران، أو محكومة بتنظيم «حزب الله» السوري الذي يرعى الإيرانيون وجوده ونشاطه في سوريا. والثالثة: توسيع الإيرانيين حضورهم في الواقع السوري، عبر تمدد اقتصادي وثقافي، تتم فعالياته بصورة علنية أحياناً وسرية في أحيان أخرى، وبين مؤشرات التمدد الاقتصادي حضور الشركات ورجال الأعمال الإيرانيين في الأنشطة الاقتصادية، من سياحة وصناعة وتجارة، وأغلبها صار مغطى باتفاقيات رسمية بين إيران والسلطات السورية، وجزء منها صار حاضراً بفعل سياسة الأمر الواقع، كما يحدث في حركة شراء العقارات السكنية والتجارية، التي تجاوزت دمشق وريفها الجنوبي إلى محافظات أخرى، منها درعا ودير الزور، ويشمل هذا الخط من السياسات الإيرانية توسيع حركة بناء الحسينيات والمراكز الثقافية الإيرانية، وتعميم فصول تعليم اللغة الفارسية، وتعميم أنماط الطقوس والاحتفالات الفارسية التي تتم إقامتها بأشكال تتضمن تحدياً واستفزازاً لغالبية السوريين.

ولعلنا لا نحتاج إلى تأكيد القول بأن شخصاً مثل قاسم سليماني ما كان له أن يرسم سياسات نظامه في الداخل السوري بعيداً عن الطرفين الأكثر تأثيراً في مناطق سيطرة النظام، وهما روسيا وإسرائيل. وقد ظهرت بصمة الجنرال في هذا المجال من خلال سعيه لدفع الروس إلى دور أوسع في سوريا، عبر زيارة قام بها منتصف 2015 لإقناع الرئيس الروسي بوتين بالتدخل العسكري المباشر، ودعم نظام الأسد الذي كان مهدداً بالسقوط؛ حيث كان يسيطر على نحو عشرة في المائة من مساحة البلاد لا غير.

وترتب على هذه السياسة قبول إيران بثوابت السياسة الروسية، لا سيما علاقاتها القوية والمميزة مع إسرائيل، والتوافق مع مصالح الأخيرة في سوريا، مما جعل إيران وميليشياتها بما فيها «حزب الله»، تميل إلى السكوت عن سياسة إسرائيل، بما فيها العمليات الجوية ضد أهداف إيرانية وأخرى لـ«حزب الله»، وجعل الرد عليها لا يتجاوز التصريحات الإعلامية، والردود المحسوبة بعناية فائقة، رغم كل ما يقوله الملالي و«حزب الله» عن عدائهم لإسرائيل.

لقد ضبط قاسم سليماني توسعات وتناقضات سياسة إيران في سوريا، وهي مزية إشرافه وفريقه على تلك السياسة، التي قد لا يتوفر لها شخص مثله في المرحلة المقبلة لمتابعتها؛ خصوصاً أن القضية السورية مقبلة في وقت قريب على تغييرات، سيكون الحضور الإيراني في سوريا أهم مفاصلها.

 

النظام الإيراني.. وسقطت ورقة التوت

مها محمد الشريف/الشرق الأوسط /18 كانون الثاني/2020

حالة ارتباك فاضحة ظهر بها النظام الإيراني، بعد مقتل الإرهابي قاسم سليماني، العقل المدبر لأنشطة إيران في الشرق الأوسط، ووزير خارجيتها الفعلي، والقائد للحروب في المنطقة. ما مِنْ شك في أن علاقة التفاعل بين الأحداث المشار إليها هنا، تفسر إلى حد كبير تهالك هذا النظام، وكيف حول دولة إيران لهذا المستوى المنحدر من التخلف على كافة الأصعدة. فمن فشل ذريع في تنظيم جنازة كانت سبباً في مقتل 50 مشاركاً فيها بمدينته كرمان، إلى صواريخ خاطئة برد مسرحي على أميركا، الذي كانت حصيلته إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية، الذي ذهب ضحيته 176 شخصاً كانوا على متنها، ثم محاولتهم إخفاء الجريمة.

وتجاهل هذا النظام قدرة الأقمار الصناعية وتقنيات الاتصال، متوهماً أنه يستطيع إخفاء الحقائق. فقد كشف نور النهار هذه الجريمة بكل سهولة، ثم تباينت واختلفت الروايات، وتخبطوا في بياناتهم حول إسقاطها رغم اعترافهم. وبلا أدنى شك فقد سقطت ورقة التوت عن نظام الملالي، نظام ينطوي على كثير من شرور الإرهاب والكراهية والانفعالات المدمرة، وفظائع واسعة النطاق. قال أحمد العسكري، عضو مجلس محافظة كركوك: «إن ثقة الشعب الإيراني بالحكومة الإيرانية متزعزعة أصلاً؛ لكن ربما كانت الطريقة التي قتل بها قاسم سليماني قد أعادت بعض الزخم للثورة الإيرانية، أو لنظام الولي الفقيه الذي حاول تضخيمها والاستفادة منها؛ إلا أنَّ الإجراءات السياسية والأمنية التي اتخذها هذا النظام قد أثرت سلباً على إدامة الزخم في استمرارية الثورة الإسلامية في إيران».

ومن أشد أسباب هذه السياسة بروز خطورة الميل إلى الحروب بالوكالة، ومضاعفة فرق الجنود من المتشردين والمرتزقة لاستغلالها، وتعميق البؤس في الداخل لكسر الشعب، ورغم الكذب في البداية بقولهم أن الصواريخ التي ضربوا بها قاعدة عين الأسد قتلت 80 جندياً أميركياً، وكيف طبل وزمر إعلامهم لذلك، ثم نفى مسؤولون إيرانيون هذه الأرقام، وقالوا لم نستهدف الجنود الأميركان؛ بل المعدات العسكرية، مما يظهر أن هذا النظام بدأت تنفضح كل أكاذيبه. ما حدث كان علامة على إخفاء المعلومات، وحالة الارتباك والمظاهرات وطلب تنحية المرشد هي بمثابة غاية تنتقل فيها إيران إلى وضع الثورة المضادة لسطوة الملالي، فهو نظام مهلهل ومتهالك، أنهك بلداً كبيراً ودمره وعزله عن العالم، ويعيش الشعب حالات متقلبة من مصيبة إلى مصيبة أخرى. حادثة الطائرة المنكوبة ستترتب عليها تعويضات ضخمة وخسائر كبيرة على كل الأصعدة مثل عدم طيران بعض الخطوط في الأجواء الإيرانية، وعلى سبيل المثال أوكرانيا التي ألغت بشكل نهائي الطيران فوق إيران بعد حادثة الطائرة المنكوبة، مما يعني أن البلد متهالك مدمر والأحداث كشفت كيف أنه ضعيف ومتخلف. هي فقط دولة تصدر الإرهاب والقتل.

لعل الصدمة الكبرى في تاريخها هي إسقاط الطائرة الأوكرانية بالخطأ، ليواجه النظام الإيراني ضغوطاً دولية ومحلية متزايدة، تطالب بإقالة مسؤولين كبار بالبلاد، بعد الاعتراف بالمسؤولية عن إسقاط طائرة ركاب أوكرانية، فالحكومة الإيرانية في مأزق في كلتا الحالتين. في الداخل خرج آلاف من الإيرانيين في احتجاجات مطالبين بمحاكمة المسؤولين ومن تستر عليهم؛ خصوصاً أن إعلان الجيش إسقاط الطائرة «من دون قصد» كان قد سبقه نفي للمسؤولية، والقول بأنها سقطت بسبب خلل فني. فهل فقد الإيرانيون الثقة بحكومتهم بعد هذه الحادثة؟ ولم يتوقف الأمر عند المظاهرات وحسب؛ بل صدر بيان ثلاثي مشترك عن الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ورئيس الوزراء البريطاني، متضمناً تحذيراً واضحاً للمسؤولين في طهران، وأن البلدان الأوروبية الثلاثة «لم يعد بيديها أوراق ضغط ذات معنى» لحمل إيران على وقف تحللها من الاتفاق، والعواصم الثلاث ترفض «القراءة الإيرانية» للبند 36، الذي تتخذه طهران ذريعة وحجة للخروج من الاتفاق، من غير أن تقول ذلك علناً. ثمة علاقة سببية متبادلة بين الكوارث الكبرى التي صنعتها إيران في المنطقة، وبين نمط نزوعها للثورة وإراقة الدماء، والعروض المسرحية التي تقدمها كل يوم للعالم، والمقالات التي امتلأت بها الصحف من المنظرين السياسيين، فهل يحكم على مرشدها بتجرع السم؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الرئيس عون أوعز بفرض الأمن في وسط بيروت

وطنية - السبت 18 كانون الثاني 2020

تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تدهور الوضع الامني في وسط بيروت، واتصل بوزيري الدفاع الوطني والداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال: الياس بو صعب وريا الحسن، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وطلب اتخاذ الاجراءات السريعة للمحافظة على أمن المتظاهرين السلميين ومنع أعمال الشغب وتأمين سلامة الاملاك العامة والخاصة وفرض الأمن في الوسط التجاري.

 

الحريري: لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة

وكالات/السبت 18 كانون الثاني 2020

كتب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، عبر "تويتر": "مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت، مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب. لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية".

أضاف: "لن يحترق حلم رفيق الحريري بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين، بنيران الخارجين على القانون وسلمية التحركات. ولن نسمح لأي كان اعادة بيروت مساحة للدمار والخراب وخطوط التماس، والقوى العسكرية والأمنية مدعوة إلى حماية العاصمة ودورها، وكبح جماح العابثين والمندسين".

وأرفق ذلك بهاشتاغ "#لبنان_ينتفض #لبنان".

 

قائد الجيش في افتتاح مكتب عائلات الشهداء في بدارو: سندافع عن حقوقنا حتى الرمق الأخير وسنبقى بجهوزية عالية لمواجهة التحديات

وطنية - السبت 18 كانون الثاني 2020

افتتح قائد الجيش العماد جوزاف عون، مكتب عائلات الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة في مقر الطبابة العسكرية في بدارو، في حضور عدد من الضباط وعائلات الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة. وبعد ازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية، ألقى العماد عون كلمة أكد فيها أن "اهتمام القيادة بالطبابة يوازي بأهميته أي قطعة عسكرية أخرى نسعى إلى تطويرها، لمواكبة الحداثة وتوفير أفضل الخدمات الطبية للعسكريين وعائلاتهم كما لعائلات الشهداء". ونوه ب "النقلة النوعية التي حققتها الطبابة العسكرية بفضل إدارة القيمين على هذا القطاع"، وأكد أن "ورشة التطوير مستمرة والتي حازت ثقة كبيرة لالتزامها بمعايير الشفافية والمراقبة الذاتية بعيدا عن الشبهات والمساءلة"، آملا أن "تعمم السياسة التي اعتمدتها الطبابة العسكرية بهدف منع الهدر وتوفير الأموال وضبط الفاتورة الطبية". وأضاف: "مهما قيل، لدي ملء الثقة بأن الطبابة العسكرية تستثمر الأموال في المكان المناسب، وهذا ما شهدناه في السابق ونشهده اليوم من استحداث أقسام جديدة وتطوير أقسام قديمة وإعادة تأهيلها، بما يليق بعسكريينا وعائلاتهم، وبما أن امكاناتنا المادية محدودة، فإن محبة شعبنا للمؤسسة يترجم أيضا في مساعدة الطبابة". وأكد عون ان "الطبابة ليست تقديم خدمة صحية لمريض فقط، إنما هي مسار اهتمام وحسن معاملة. وإننا إذ نفتتح اليوم مكتبا لعائلات الشهداء وذوي الإحتياجات الخاصة، فلأن عائلة الشهيد أمانة في عهدتنا، والمؤسسة تفي بوعدها تجاه أبنائها الشهداء وتبقى ساهرة على رعاية عائلاتهم. الشهيد تبقى ذكراه محفورة في السجل الذهبي للمؤسسة، وتبقى دماؤه شعلة تضيء درب رفاقه ومنبع قوة. كما سنبقى حريصين على رعاية أبناء المؤسسة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين قدموا أجسادهم لهذا الوطن من أجل المحافظة على كرامته وكرامة شعبه. أقسمنا لهم ولرفاقهم الشهداء أننا سنبقى إلى جانبهم وإلى جانب عائلاتهم، لأن ما قدموه لا يقدر بثمن". وأضاف: "في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الدقيقة التي نمر بها، والتي ترخي بظلالها ثقيلة علينا جميعا، يأتي هذا المشروع اليوم لافتتاح عدة أقسام في المستشفى العسكري، ليؤكد أن المؤسسة العسكرية ماضية في سياسة التطوير التي تنتهجها، بموازاة تنفيذ المهام الموكلة إليها، بغض النظر عن الأصوات الشاذة التي تصدر بين الحين والآخر، فأي انتقاد أو تطاول على المؤسسة لن يصيبها في مكان، وهي مستمرة في حماية لبنان أرضا وشعبا". وختم قائلا: "نقدر الجهود التي يقوم بها عسكريونا، أينما كانوا، خلال تنفيذ مهامهم، على الرغم من حجم الضغوط لا سيما الإقتصادية منها. سنبقى مدافعين عن حقوقنا حتى الرمق الأخير، وسنبقى بجهوزية عالية لمواجهة التحديات، كما سنبقى أوفياء لقسمنا، قسم الشرف والتضحية والوفاء". وألقى رئيس الطبابة العسكرية العميد الركن جورج يوسف كلمة تحدث فيها عن انجاز عدد من المشاريع في الطبابة خلال العامين المنصرمين، منوها ب"دعم القيادة التي يحظى بها هذا المشروع وأهميته كونه يتعلق بذوي الإرادة الصلبة الذين هم عائلات الشهداء وذوي الإحتياجات الخاصة". وجال العماد عون في المختبر الذي أعيد تأهيله وتجهيزه بأحدث الآلات المتطورة، وتفقد سيارات الإسعاف المجهزة والتي زودت بها المستشفى.

 

الخارجية ردا على الأخبار: ما تقوم به الوزارة لا ينفصل عن جوهر دورها في صون المصلحة الوطنية العليا

وطنية - السبت 18 كانون الثاني 2020

صدر عن وزارة الخارجية والمغتربين البيان التالي: "لما كان تزويد الإدارات اللبنانية المختصة بالمعطيات الدولية في شتى المجالات والتي قد يكون لها تأثير على أوضاع معينة في لبنان، يقع في صلب اختصاص وزارة الخارجية والمغتربين التي تستقي معلوماتها من البعثات اللبنانية في الخارج كما ومن خلال تواصلها المستمر مع كافة البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة في بيروت، يهمنا التوضيح بأن ما قامت وتقوم به الوزارة لا ينفصل عن جوهر دورها في صون المصلحة الوطنية العليا لجهة الحرص على عدم حجب أي معلومة ذات محتوى عن أي من مؤسسات الدولة كل بحسب اختصاصها، لتكون آلية اتخاذ القرار لديها مبنية على التقييم الصائب للأوضاع والعوامل المحيطة، وتجنبا لأي تداعيات سلبية على لبنان، وعليه تستغرب الوزارة ما تضمنه المقال في صحيفة "الأخبار" من انتقادات يتبين من فحواها أن الخارجية لا تبدي تلكؤا في أداء الدور السيادي المناط بها وضمن حدود اختصاصها".

 

الحسن: غير مقبول أبدا أن تتحول التظاهرة لاعتداءات سافرة

وكالات/السبت 18 كانون الثاني 2020 

غردت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن: "أكتر من مرة تعهدت إنو احمي التظاهرات السلمية، وكنت دايمن أكد ع أحقية التظاهر. بس انو تتحول التظاهرة لاعتداء سافر على قوى الأمن والممتلكات العامة والخاصة، فهو أمر مدان وغير مقبول أبدا".

 

السفير حتي ردا على الاخبار: مقابلتي كانت مع صحافي فرنسي وليست مع قناة اسرائيلية

وطنية - السبت 18 كانون الثاني 2020 

صدر عن السفير ناصيف حتي البيان الاتي: "قرأت هذا الصباح في جريدة الاخبار انني اجريت مقابلة مع الصحافي الفرنسي كريستيان مالار على احدى قنوات التلفزة الاسرائيلية. ما حصل ان كريستيان مالار صحافي فرنسي معروف يزور الدول العربية وكنا نلتقيه كما نلتقي عددا من الصحافيين الفرنسيين عندما كنت في مسؤولياتي في فرنسا، وقد اجريت معه مقابلة في احدى المرات ولم اعلم لاي قناة او اذاعة يريد اعطاءها، ولكني علمت في ما ذلك انه اعطاها لاحدى قنوات التلفزة الاسرائيلية. إن مواقفي الرسمية والوطنية والعربية معروفة جدا، وكنت في طليعة المدافعين، عن اقتناع وليس فقط انطلاقا من موقعي الرسمي، عن القضايا العربية وعن موقف لبنان في الساحات الدولية وفي فرنسا بخاصة، ولا يمكن في اي شكل من الاشكال ان اجري مقابلة مع قناة عدوة. ما حصل ان السيد مالار اجرى معي تلك المقابلة ثم اعطاها لقناة اسرائيلية يبدو انه بدأ يعمل معها، ولم اكن على علم بذلك. انا اجريت المقابلة مع صحافي فرنسي اعرفه منذ سنوات وهو يزور الدول العربية. والكل يعرف تاريخي الوطني والعربي في فرنسا وقبلها وبعدها".

 

شكوى قضائية من عجرم والهاشم الى استئنافية جبل لبنان

وطنية - السبت 18 كانون الثاني 2020

تقدمت الفنانة نانسي عجرم والدكتور فادي الهاشم بعد اتخاذهما صفة الادعاء الشخصي وبواسطة وكيلهما المحامي غابي جرمانوس بشكوى الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان ضد المدعى عليهم وسيم زكور صاحب صفحة زكور احمد وجيه بشار (اعصار الصحافة الثائرة) على موقع فايسبوك ويوتيوب، وكل من يظهره التحقيق، بجرم التهديد المنصوص عليه في المواد 574 و 575 و 578 عقوبات وجرائم القدح والذم المنصوص عليها في المادتين 582 و 584 عقوبات. واكد المحامي جرمانوس ان "الفنانة عجرم ستلاحق قضائيا كل شخص يفبرك أخبارا وينشر شائعات عنها. كما ستتم ملاحقة كل شخص تعرض لها ولعائلتها بالتهديد قضائيا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  18-19 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

زعران وشبيحة الثنائية الشيعية والمرتزقة يقومون بأعمال التخريب في وسط بيروت

الياس بجاني/18 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82404/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b2%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b4%d8%a8%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4/

 

 

 

الذكرى الرابعة لإتفاق معراب: خطأ وخطيئة وطروادية ومداكشة فاجرة للسيادة بالكراسي

الياس بجاني/19 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/82401/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%a5%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d9%85%d8%b9%d8%b1/

 

 

حزب الله، حكومة اللون الواحد والسيناريو الڤنزويلي

شارل الياس شرتوني/18 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82408/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87%d8%8c-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88/