المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january19.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ذكرى اتفاق معراب: شرود وتخلي وخراب

الياس بجاني/قيادات مارونية غير شكل

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة: البيان الختامي للقاء بكركي

الياس بجاني/قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تطاير وسقط تحالف 14 آذار أمام الأنانيات، ولكن النضال مستمر ورجال الدولة الحقيقيين مستمرين ولا بد أن يستجيب القدر/خليل حلو/فايسبوك

الياس الزغبي: بعد فضيحة القمة يجب وضع اليد على فشل السياسة الخارجية وتصحيح تموضع لبنان

مهم جدا" تسوية أوراق كل الأغراب ب البلد شو ما كانت جنسيتهم بس ما بعرف تسوية الأوراق شو بتخفف من اجرامهم/نبيل يوسف/فايسبوك

«المالية» تهدد الاعلامية بادية فحص بمصادرة منزلها

بدء اجتماع وزراء الخارجية تحضيرا للقمة العربية

وزير خارجية لبنان يدعو لعودة سوريا إلى الجامعة العربية

الانقسامات تطغى على قمة بيروت وسط غياب الرؤساء

الفاتيكان يرصد مطرانية بيروت..!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 18/1/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم الجمعة 18 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قمّة الهُزال والضعف .. ضيعان ملايين الدولارات/ د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

اتفاق معراب في ذكراه الثالثة... للمصالحة جعجع: للمستقبل... وباسيل: لا عودة عنها

فرنجية يكرر رفض الثلث المعطل ل"التيار الحر" وباسيل يتحدث عن "طعن بالظهر واستقلاليين وتبعيين "

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: سيادة السعودية خط أحمر.. ونرفض تسييس القضايا الجنائية والاجتماعية

أنقرة تكرّر معارضتها أي وجود للنظام السوري في منبج

وثيقة كردية تطالب موسكو بضمان اعتراف دمشق بـ «الإدارة الذاتية» نصت على الشراكة بالثروات والجيش وقبول الأسد والعلم... و تنشر بنودها الـ11

أهالي عين العرب قلقون من «منطقة آمنة» تركية و«الشرق الأوسط» تستطلع آراء المدينة المرشحة للوقوع ضمن خطط أنقرة

تقارير إسرائيلية عن «تحسينات» أميركية على«صفقة القرن»/دولة على 90 في المائة من الضفة الغربية... والأماكن المقدسة تحت إدارة أردنية ـ فلسطينية من دون سيادة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بالمَحاضِر: لماذا يتجاهل لبنان التحذيرات الدولية/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

كواليس لقاء بكركي: سَمَك بلا حَسَك بين «التيار» و«القوات»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

باسيل لأبو الغيط: أعيدوا سوريا فوراً/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

حلفاء لغير لبنان في لبنان/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

دبلوماسية هيل لم تخل من فجاجة: مواجهة تحت مظلة «ربط النزاع/رلى موفّق/اللواء

اللقاء الماروني...ما له وما عليه/فؤاد ابو زيد/الديار

دفاعاً عن موقع الرئاسة لا عن ميشال عون/طوني أبي نجم/IMLebanon Team

بيتي الذي نذرتُه لأبي الفضل العبّاس/بادية فحص/درج

قصة الرجل الذي طارد قاسم سليماني/نيويورك تايمز: New York Times - ترجمة (موقع درج)

الانسحاب الاميركي يغيّر المعادلات في المنطقة/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

الشمال السوري: رهانات أردوغان بين تقلبات ترامب وخطط بوتين/د. خطار أبودياب/العرب

نحن واليمن: التفسيرات المغلوطة لتدخل مشروع/تركي الفيصل/الشرق الأوسط

الحوثي حسن زيد: الله يخارجنا/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

نصر الحريري لـ«الشرق الأوسط»: المنطقة الآمنة على حدود تركيا أمر إيجابي ورئيس «الهيئة» المعارضة يطالب بجدول زمني للحل السياسي عشية لقائه المبعوث الأممي الجديد في الرياض

شكري من بيت الوسط: لبنان عبر استقراره يسهم في استقرار المنطقة العربية وهو أمر لا يتحقق إلا بتشكيل حكومته

بري بحث مع وزير خارجية مصر العلاقات الثنائية

نائب وزير الدفاع الروسي استقبل جورج شعبان

الراعي عرض التطورات مع سفيري فرنسا وبريطانيا

القوات: أسوأ مرحلة عرفها لبنان هي حقبة الاحتلال السوري فكيف لنا ان نترحم عليها؟

صهيوني رئيسا فخريا للطائفة الإنجيلية وقصاب رئيسا للمجمع الأعلى

نواف الموسوي: التعديلات على مواد قانون اللامركزية الإدارية حافظت على وحدة الدولة والمجتمع

مؤتمر صحافي مشترك للامين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية أبو الغيط: رفعنا للقمة قرارات جيدة للغاية ولم ينضج الموقف من سوريا بعد باسيل: عودة سوريا بحاجة الى آليات وصيغ ولتضامن حقيقي لتقاسم أعباء النزوح

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

“إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى32/فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ذكرى اتفاق معراب: شرود وتخلي وخراب

الذكرى 3 لإتفاق معراب: ذكرى قلة إيمان وخور رجاء وتخلي وابواب واسعة وتقاسم مغانم وتسليم لبنان لحزب الله ومداكشة للكراسي بالسيادة وقفز فوق دماء الشهداء..تنذكر وما تنعاد.

 

قيادات مارونية غير شكل

الياس بجاني/18 كانون الثاني/19

مقابلتي هنري صفير أمس وفريد هيكل الخازن اليوم ع الMTV يعطيان صورة مشوهة وعاطلة وذمية ونرسيسية عن واقع قادتنا الموارنة التعتير..هنري ضد أميركا والمحكمة الدولية وفريد مسورين وملالوي..وقمح بدها تاكل حني.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

البيان الختامي للقاء بكركي/الياس بجاني/18 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D9%83%D8%B1%D9%83%D9%8A/

 

قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/16 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71143/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84/

كما كان معلوماً ومتوقعاً فقد جاء بيان لقاء بكركي الماروني التشاوري الختامي منمقاً ورمادياً وانشائياً ودون جدوى عملية حيث استفاض واضعوه في شرح أعراض المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه وبدستوره وبمؤسساته وبهويته وبتاريخه وبرسالته وبالقرارات الدولية الخاصة به وبأمنه وبدوره وبلقمة عيش بنيه... لكنهم للأسف قد تعاموا عن سابق تصور وتصميم ذميين عن تسمية المرض الذي هو "الاحتلال الملالوي" ودون الإشارة إليه بشجاعة وعلنية دون خوف أو تردد، والأهم دون ذمية وتقية، وكذلك دون خلفيات نرسيسية لحسابات سلطوية ونفعية وأرباح شخصية وغير وطنية.

لم يأتي البيان لا من قريب ولا من بعيد، ولا مباشرة ولا حتى مواربة أو تلميحاً، على ذكر كارثة احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي للبنان، والذي هو واقعاً معاشاً على الأرض "المرض السرطاني" المسبب الأساسي وربما الوحيد حالياً لكل الأعراض التي ذكرها البيان وتفنن في جردها بمفردات رمادية ومموهة...

أليس هذا التعامي المتعمد هو ما تعنيه الآية الإنجيلية: "مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا المَطْلُوبُ وَاحِد" (لوقا10/38حتى42)؟!!.

عملياً ما معنى قول البيان بأن على لبنان أن يلتزم بالشرعتين الدولية والعربية دون أن يوضح ما يعنيه تحديداً، ودون التطرق بجرأة ودون لف ودوران "لاتفاقية الهدنة الدولية بين لبنان وإسرائيل"، وللقرارين الدوليين رقم 1559 و1701، اللذين يطالبان ببنود واضحة ومحددة بتجريد سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها (وحزب الله ميليشيا) وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية؟

وعملياً ما فائدة وجدوى المطالبة بضرورة سرعة تشكيل الحكومة وبالبكاء على الوحدة الوطنية، والعويل على الوضع الاقتصادي الدركي، ما لم يُسمى جهاراً من يقف وراء كل هذه العراقيل والذي هو الاحتلال الإيراني الإرهابي؟

وما جدوى ونفع تشكيل لجنة متابعة من نواب قرار بعضهم ليس ملكهم وهم ينفذون ولا يقررون، ووطنياً لا يجمع بينهم أي رابط فكري أو سيادي أو استقلالي أو دستوري أو أية رؤيا إستراتجية واحدة، في حين أن بعضهم يقدس سلاح المحتل ويشكل غطاءً له؟

وأليس هذا التصرف الإستعمائي هو قمة في التناقض وينطبق عليه قول رسول الأمم، بولس: "لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين". (رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24)؟

وهل ما جاء في البند الثامن من البيان مصداقية حيث تم التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان دون التطرق لدور حزب الله الذي يسبب هذه الانتهاكات؟

وهل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية دون القول "القرارات الخاصة بلبنان" وذكر هذه القرارات وأرقامها أي معنى عملي؟

وهل المطالبة بدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بواجبهم في الدفاع عن لبنان وحفظ أمنه وسيادته بوجود دويلة وجيش احتلال رديف يشارك نيابة عن إيران في كل الحروب الإقليمية وينفذ عمليات إرهابية في العديد من الدول؟

وهل الوجدان الماروني الذي طالب البيان الالتزام به يسمح ويقر ويبرر المواقف الرمادية التي جاءت في البيان ؟

وهل واضعو البيان على معرفة بالآية الإنجيلية القائلة: "لأنك لست ساخناً ولا بارداً، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي". (الرؤيا03/15و16)

يبقى أن اللقاء كان مشهديه مسرحية ليس إلا ولن يكون له عملياً أية نتائج سيادية أو استقلالية كما أن مفاعيله حقيقة انتهت مع انفضاضه.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي/الياس بجاني/16 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A/

 

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

الياس بجاني/16 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/71092/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7-2/

(الفيلسوف والمؤرخ كمال الحاج: “لقد جئت لأقول وبرصانة إن إلغاء الطائفية جريمة ترتكبها حيال لبنان، بل حيال العروبة. جئت لأقول بصراحة وبصوت عالٍ وباقتناع مسؤول: أنا طائفي”.)

يتحفنا نفر كبير من طاقمنا السياسي والحزبي والرسمي وعلى مدار الساعة بأطروحات انكشارية ومهرطقة تركز على القول بأن النظام اللبناني غير صالح وأنه لم يعد يتماشى لا مع العصر ولا مع التطور ولا مع الديموغرافيا… وذلك لأنه نظام طائفي..علماً أن معظم هؤلاء الجهابذة طائفيون ومذهبيون قلباً وقالباً وفكراً وممارسات وينتمون لمجموعات مذهبية وطائفية ولا يعترفون لا بلبنان الكيان والهوية، ولا بالعلمانية ولا بأي مفهوم من مفاهيم الدولة المدنية.

الهدف الأول من كل هذا الضجيج  النفاقي هو ضرب النظام اللبناني الحضاري والتوافقي والرسالة والذي هو الأنسب والأفضل للمجتمعات المتعددة المذاهب والطوائف والإثنيات كما هو حال لبنان.. وكذلك تهميش وجود كل الأقليات التي تميز لبنان بتنوعها وإبعادها عن أي دور سياسي وتحويلها إلى رهائن لا أكثر ولا أقل، كما هو الحال في كل دول الشرق الأوسط.

وثانياً تحويل لبنان إلى دولة مذهبية تابعة لإيران تكون قاعدة للمشروع المذهبي الملالولي الإمبراطوري التوسعي، أو مسرحاً ومنطلقاً للجماعات الأصولية الجهادية.

حالياً، هذا بالتحديد ما يسعى إليه حزب الله علنية ومنذ قيامه سنة 1982، في حين أن قادته الكبار ومنظريه من مثل السيد نصرالله والشيخ نعيم قاسم يجاهرون بسعيهم لقيام الدولة الإسلامية الخالصة كما هو الحال في جمهورية إيران الإسلامية.

من هنا فإن كل ما يقوم الحزب الملالوي هذا من إرباكات للنظام وضرب للاقتصاد وتجويف للمؤسسات وللقوى الأمنية وللدستور وللأعراف يندرج في هذا السياق الجهنمي الممنهج.

والأخطر من مخطط حزب الله في هذا الإطار هو “موضة” أي تقليعة الإدعاء ليلاً نهاراً من قبل غالبية طاقمنا السياسي والحزبي بأن نظامنا هو وراء كل ما يعاني منه الوطن والشعب من صعاب على المستويات المعيشية والإستراتجية كافة..

هؤلاء وعلى خلفية ذميتهم وثقافتهم التجارية وفكرهم الطروادي وقلة إيمانهم وخور رجائهم وصفر وطنيتهم ولبنانيتهم يؤدون دور الأدوات والأبواق الرخيصة والمأجورة التي يستخدمها حزب الله.

عملياً وواقعاً وعلمياً ودستورياً، فإن النظام اللبناني هو من أفضل وانجح الأنظمة في العالم حيث مكونات الوطن هي من مذاهب وأديان واثنيات وحضارات متعددة…ولهذا سماه قداسة البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني “وطن الرسالة”.

وعملياً ودستورياً وحضارياً فإن نظام لبنان قائم على الطائفية السياسية، أي مبني على تقاسم السلطة بين الطوائف كافة (المعترف بها وعددها 18) علماً أن لا دين رسمي للدولة اللبنانية، وهذا أمر تفتقد إليه كل أنظمة دول الشرق أوسطية، ومؤخراً التحقت إسرائيل بكل هذه الدول بعد إقرارها قانون يهودية الدولة العبرية.

إن النظام اللبناني الطائفي هو تعايشي وحضاري بامتياز عملاً بالمعايير الحقوقية والإنسانية كافة.

نظام لبنان الطائفي يميز لبنان إيجابياً عن كل أنظمة دول الشرق الأوسط الدكتاتورية والدينية والقمعية والجهادية والعسكرية.

في لبنان فقط هناك وجود سياسي ومشاركة سياسية فاعلة ومنظمة وواضحة للمذهب الدرزي وللمذاهب المسيحية كافة.

وفي لبنان فقط في ما عدا الجمهورية الأرمينية للأرمن كقومية وكمذهب مشاركة فاعلة في الحكم.

كل دول الشرق الأوسط للدولة دين فيما عدا لبنان.

من هنا فإن كل السياسيين الذميين ومنهم كثر من أهلنا الموارنة الذين ينتقدون النظام اللبناني الطائفي هم جماعة من المنافقين وتجار الهيكل وما كان ليكن لهم وجود في الحياة السياسية لولا النظام هذا.

وفي نفس هذا السياق فإن كل من يدعي بأن المارونية السياسة كانت عنصرية أو قمعية هو 100% متجني وغير صادق لأنه أولاً لا وجود لمارونية سياسية، بل لحكم دستوري 100%.

 ويوم بدأ ضرب الدستور أي التوافق بين المذاهب على احترام النظام الطوائفي راحت تحل الكوارث على لبنان ولا تزال تتولى وتتكاثر.

وفي هذا الإطار فإن اتفاقية الطائف كانت ضرباً ونقضاً واضحا للاتفاق الاستقلالي الدستوري التي عقد بين اللبنانيين يوم نال استقلاله من الانتداب الفرنسي.

وكذلك فرض الهوية العربية (من خلال اتفاقية الطائف) على لبنان واللبنانيين كان عملاً قمعياً لأن الشرائح اللبنانية في غالبيتها العظمى ليست عربية.

يبقى أن الطاقم السياسي اللبناني الفريسي وخصوصاً الفريق المسيحي منه هو منافق وذمي ولا يهمه غير تأمين مصالحه الخاصة.

والمضحك المبكي أن من يطالب في لبنان بإلغاء النظام الطائفي هم الطائفيون مليون بالمائة فكراً وثقافة وأهدافاً وممارسات.. وما يطالب به هؤلاء ويسعون إليه عملياً هو قمع كل الأقليات كما هو الحال في كل دول الشرق الأوسط ومعاملتها كأهل ذمة.

في الخلاصة، فإن العلة ليست في النظام اللبناني الطائفي، ولا في الدستور الذي تم التوافق عليه يوم نال البلد استقلاله، بل هي في نوعية وخامة وفكر وثقافة الطاقم السياسي العفن من سياسيين تجار وأصحاب شركات أحزاب دكتاتورية ومافياوية.

يبقى إنه من المحزن أن شرائح كثيرة من شعبنا هي أغنام في ممارساتها السياسية وتسير خلف السياسيين الطرواديين وأصحاب شركات الأحزاب الفجار بغباء وجهل وقلة إيمان..

واخطر هذه القطعان هم أولئك المنطوون داخل الأحزاب الشركات وهنا هم كلهم سواسية في العهر والنفاق والذمية والكذب والنفاق.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*الفيلسوف كمال يوسف الحج: ابعاد القومية اللبنانية/اضغط هنا لقراءة الدراسة
*الفيلسوف كمال الحاج/ابعاد الطائفية في لبنان والعالم العربي/اضغط هنا لقراءة الدراسة


تفاصيل الأخبار اللبنانية

تطاير وسقط تحالف 14 آذار أمام الأنانيات، ولكن النضال مستمر ورجال الدولة الحقيقيين مستمرين ولا بد أن يستجيب القدر

خليل حلو/فايسبوك/18 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71199/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84/

إن ما يحصل يدعو الكثيرين ممن في السلطة الى التأمل ومراجعة مواقفهم منذ العام 2005 تباعاً ونتائج هذه المواقف وهل اتت هذه النتائج على قدر آمالهم وتوقعاتهم ؟!

 وهل كانت حرزانة التخلي عن مواقف ومبادئ تحالف 14 آذار الذي تطاير وتآكل بسبب الأنانيات وعدم الجدّية في بناء استراتيجيات واضحة تماشياً مع المبادئ والرؤى السياسية للبنان الواحد الحر والسيد والمستقل؟

كل قطب من أقطاب 14 آذار يتحمل مسؤولية كبيرة في السقوط في أنانياته،

وعذراً من القساوة في الكلام، لأننا ما عانينا منه طيلة 13 عاماً بعد زوال الإحتلال السوري يستحق فشّة خلق، لا بل تأنيب ومحاسبة ...

تحالف 14 آذار تطاير وسقط أمام الأنانيات:

لحظات الألم والذهول التي تلت استشهاد رفيق الحريري، تبعتها لحظات عز وكرامة وعنفوان وفرح كبير سرعان ما بدأت تأفل بعد التحالف الرباعي في انتخابات 2005 .

ثم تحالف مار مخايل في الـ2006 .

ثم انكفاء وليد جنبلاط والكتائب .

ثم انكفاء سعد الحريري والقوات اللبنانية.

بحيث أصبحت معارضة السلاح غير الشرعي المتذرع بمحاربة اسرائيل (كما الأنظمة العربية كلها طيلة نصف قرن) هذه المعارضة اصبحت ركيكة ضعيفة وغير ذي وزن.

واستفحل الفساد والإثراء غير المشروع انغمس فيه الجميع،

فضاع الجمهور بين مجتمعات مدنية (عذراً من الطيبين ... ولكن الطيبة لا تعني رؤية سياسية واستراتيجية ناجحة)،

ومعارضات شكلية خاضعة جميعها لأمر واقع مؤلم ...

وها هو هذا الأمر الواقع اليوم أمام الحائط ويتجاذب مع من تحالف معه بحيث أصبح العهد أمام طريق مسدود،

 والرئيس المكلف أمام طريق مسدود،

ورئيس المجلس لم يعد رئيس مجلس بل رئيس حزب يعتمد الشعبوية، والسلاح خارج الدولة على حاله.

من جهتهم المناضلين مرتاحين لصوابية خيارهم، على قلـّة عددهم،

وكذلك رجال الدولة الحقيقيين الذين لم يتوقفوا يوماً عن تمسكهم بالدستور والقوانين والأصول كما في ماضيهم،

ولا أعني هنا أبداً الذين ينادون بالدستور اليوم ŕ la carte متناسين أنهم داسوا عليه في الماضي تعطيلاً للمؤسسات سنتين ونصف ومنادين أن حقهم الدستوري هو المقاطعة مع دراسات قانونية ŕ la carte ...

الحاصل النضال مستمر ورجال الدولة الحقيقيين مستمرين ولا بد أن يستجيب القدر.

عاش لبنان حراً سيداً مستقلاً

 

الياس الزغبي: بعد فضيحة القمة يجب وضع اليد على فشل السياسة الخارجية وتصحيح تموضع لبنان

وطنية/18 كانون الثاني/19

دعا الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي إلى "مراجعة الأسباب الحقيقية لما آلت إليه القمة الاقتصادية العربية في بيروت، وعدم الاكتفاء بالأسباب المباشرة المعروفة كإنزال العلم الليبي ومسألة الإمام الصدر".

وقال في تصريح: "لا بدّ من وضع اليد على فشل السياسة الخارجية اللبنانية التي تلاعبت بمسألة النأي بالنفس وبين مصالح إيران والنظام السوري من جهة والمصلحة العربية من جهة ثانية، ما أفقدها الصدقية والاحترام لدى العرب والعالم".

وأضاف: "لم تعد هذه السياسة الخارجية تصح بعد انكشافها، خصوصاً أن "٨ آذار" بقيادة "حزب الله" بدأت توظف إشكالية القمة للضغط على العهد كي يدير ظهره للعرب ويذهب إلى دمشق ويعلن انتماءه الكامل ل"محور المقاومة".

لذلك، يتوجب عليه تصحيح تموضعه في الخارج والداخل بما يعيد لبنان إلى مكانه الطبيعي في البيئة العربية والدولية، وينقذه من مسار التدهور الخطير الذي يهدد الجميع وفي مقدمهم العهد نفسه".

 

مهم جدا" تسوية أوراق كل الأغراب ب البلد شو ما كانت جنسيتهم بس ما بعرف تسوية الأوراق شو بتخفف من اجرامهم؟

نبيل يوسف/فايسبوك/18 كانون الثاني/19

المجرم مجرم اذا وجودوا ب البلد شرعي أو غير شرعي

من ثم بتصير جريمة ب ضيعة يرتكبها غريب والأكثرية الساحقة سوريين على فورة غضب الأهالي ومعهم حق يطردون كل السوريين من الضيعة: شو خص باقي الناس تا ينطردوا دكما؟

شو بيصير بها الحالة؟

بيفلوا السوريين على غير ضيعة بيسكنوا فيها ولكن بيضلوا يجوا ب النهار يشتغلوا ب الضيعة يللي صارت فيها الجريمة وبعد فترة بيرجع الوضع الى ما كان عليه

البعض بيصيروا يلوموا الأجهزة الأمنية: شو بدها تعمل الأجهزة الأمنية؟ فيها تحط ب كل شارع دورية؟ مليون عسكري ما بيقدروا يضبطوا هالكم من الأغراب

شو مسؤولية الناس؟

ب مكان ما في بعض المسؤولية على الناس: ب معظم الجرائم عم يتبين انو المجرم كان يتردد على مكان جريمته وبيعرف الضحية والأهل اذا" تقريبا" معروف فلازم الناس تنتبه من كل غريب عم يتردد عليهم

وفور الشك فيه يتم الابلاغ عنو: كمان الناس بدها تساعد الدولة

شو الحل؟

رأيي الحل لوحيد: احكام رادعة ترعب كل المجرمين لبنانيين وأغراب يعني احكام الاعدام وما في حل تاني

 

«المالية» تهدد الاعلامية بادية فحص بمصادرة منزلها

جنوبية/18 يناير، 2019 /كتبت الاعلامية بادية فحص المحررة في الوكالة الوطنية للاعلام على صفحتها الفايسبوك ما نصه: بعناية رئيس مجلس النواب رئيس حركة المحرومين الأستاذ نبيه بري: علي حسن خليل بدو يصادرلي بيتي بالنبطية لي بيطلع بحجم زاوية ببيته لي حصل عليه برمشة عين بينما انا ظليت سبع سنين سد حقه للبنك بالتعب والشقا وعرق الجبين مش بالسرقة واكل المال العام وحقوق الناس…وزارة المالية حرامية….وهيدا الانذار برسم العهد القوي والوزير القوي والثنائي القوي والشعب القوي😎 انا موظفة بوزارة الاعلام وعندي رقم مالي على اساسه بدفع ضريبة للدولة العظيمة ووزارة المالية مصرة انو انا عندي شغل تاني ورقم مالي تاني موجود عندن نتيجة خطأ اقترفه احد موظفيها من سنة 2009 ورغم اني قدمت وثائق واثباتات من وزارة الاعلام بتفيد انو ما بيحقلي اشتغل شغل تاني واني متفرغة بالوكالة الوطنية التابعة لها الا ان وزارة المالية العظيمة ما اقتنعت…الكر والفر صار عمره سنة حتى فاجأوني اليوم بهالاشعار…في حال دفعت صار مفروض عليي سنويا ادفع ضريبة لوزارة المالية عن شغل ما بشتغله وهيك بصير عم ادفع مرتين وفي حال ما دفعت بيحجزوا على بيتي….

 

بدء اجتماع وزراء الخارجية تحضيرا للقمة العربية

الجمعة 18 كانون الثاني 2019 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" داود رمال، عن بدء اجتماع وزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة العربية التنموية. وألقى وزير الدولة لشؤون الدول الإفريقية في المملكة العربية والسعودية أحمد بن عبد العزيز القطان كلمة قال فيها: "تابعنا تنفيذ القرارات السابقة في القمم التنموية السابقة وحققنا العديد من الإنجازات". وتوجه بالشكر للدولة اللبنانية على استضافة القمة ، وقال :" اشكر لبنان وكافة الدول العربية لما وجدناه من تعاون لتنفيذ مقررات قمة الرياض". ثم دعا  الوزير باسيل الى تسلم رئاسة الدورة الحالية للمجلس متمنيا له التوفيق. وبعدما تسلم الوزير باسيل رئاسة الدورة ، دعا نظراءه العرب الى "الوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح الشهيد رفيق الحريري وكل الرؤساء ورؤساء الحكومات والمواطنين في لبنان وضحايا الارهاب في العالم العربي".

 

وزير خارجية لبنان يدعو لعودة سوريا إلى الجامعة العربية

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/18 كانون الثاني/19/دعا وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل اليوم (الجمعة)، إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. وقال باسيل في قمة لوزراء الخارجية والاقتصاد العرب تستضيفها بيروت «سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا قبل أن نوقفها عنها. سوريا يجب أن تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب»، على حد تعبيره.

 

الانقسامات تطغى على قمة بيروت وسط غياب الرؤساء

العرب/19 كانون الثاني/19/بيروت – ألقت الانقسامات بين الدول العربية بشأن سوريا والنزاعات الداخلية في لبنان بظلالها على القمة التنموية التي ستعقد في بيروت مطلع الأسبوع مع إلغاء العديد من الزعماء لمشاركتهم بعد أن كانوا يعتزمون القدوم إلى بيروت. وقال مصدر في اللجنة المنظمة إن ما لا يقل عن ثمانية رؤساء دول كانوا قد أكدوا مشاركتهم، لكن سينضم إلى الرئيس اللبناني ميشال عون رئيسا الصومال وموريتانيا فحسب. وتتركز نقطة الخلاف الرئيسية في المنطقة على ما إذا كانت عودة سوريا إلى الجامعة العربية موضع ترحيب وذلك بعد نجاح الرئيس بشار الأسد في استعادة سيطرته على معظم أراضي بلاده.

ودعا وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل الجمعة إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها لمدة سبع سنوات. جبران باسيل: سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا قبل أن نوقفها عنهاجبران باسيل: سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا قبل أن نوقفها عنها وقال باسيل خلال الاجتماع المشترك، لوزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، التحضيري للقمة العربية التنموية، “سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا، قبل أن نوقفها عنها. سوريا يجب أن تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب، دون أن ننتظر إذنا أو سماحا بعودتها”. بالمقابل جدد الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط الجمعة القول إنه لا يوجد اتفاق عربي على عودة سوريا. ولعبت هذه القضية دورا في الانقسامات داخل لبنان نفسه، بالإضافة إلى الخلاف حول حضور ليبيا القمة على خلفية اختفاء رجل الدين الشيعي اللبناني الإمام موسى الصدر هناك في سبعينات القرن الماضي. وشكل غياب القادة العرب عن القمة صدمة في لبنان. وكتبت صحيفة الجمهورية في عنوانها الرئيسي “قمة الاعتذارات والخيبة العربية”. أما صحيفة النهار فكتبت “صدمة بيروت… قمة بلا رؤساء”. وستوفد بعضا من الدول العشرين المشاركة في القمة إما رؤساء وزراء وإما وزراء خارجية وإما وزراء مالية. وقلل المسؤولون من أهمية أن الاجتماع سيكون ضعيف التمثيل. وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول غياب الرؤساء والملوك “القمة هي ذات أهمية بموضوعاتها وقراراتها”. على الرغم من أن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية ليست بنفس أهمية قمة جامعة الدول العربية، لكنها سبق وشهدت حضور العديد من القادة خاصة في دورتها الثالثة التي جرت في المملكة العربية السعودية في عام 2013. وكانت الدول العربية آنذاك، مثلما هي الآن، منقسمة بشأن انتفاضات 2011 التي أطاحت بأربعة زعماء وأدت إلى اندلاع ثلاث حروب. ويرى مراقبون أن هذا الغياب يحمل أبعادا سياسية في ظل اتهامات لميليشيا حزب الله المدعومة من إيران بسيطرتها على مفاصل القرار في لبنان، وهو بمثابة رسالة بأن الوضع السائد في لبنان غير مقبول عربيا.  وقال مصطفى شاتيلا، موظف في متجر شوكولاتة في بيروت، متحدثا عن إقفال الطرقات في العاصمة في إطار التحضيرات للقمة “لا أعتقد أن هذا ضروري. إنهم مجرد رئيسين أو ثلاثة رؤساء”.

 

الفاتيكان يرصد مطرانية بيروت..!

الكلمة اونلاين/18 كانون الثاني/19/ترصد دوائر الفاتيكان صفقة عقارية مفادها تأجير مطرانية بيروت لأرض تحمل رمزية دينية، الى شركة تضم رجل أعمال لبناني من قضاء البترون مع شريك خليجي وذلك لمدة 50 عاما بهدف بناء برح سكني وتجاري من 22 طابقا.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 18/1/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

انطلقت القمة العربية التنموية وزاريا، في ظل تتبع سياسي للواصلين غدا على مستوى رؤساء حكومات أو ممثلين للزعماء العرب.

ولقد اعتبر الإجتماع التحضيري للقمة على مستوى وزراء الخارجية ناجحا في الشكل، وفي الورق أيضا لجهة إعداد بنود جدول أعمال القمة، إلا أن بند النازحين سيستمر موضوع درس اليوم وغدا، قبل إنعقاد القمة الأحد.

ويمكن القول إن القمة ستنجح في إقرار البنود الإقتصادية والإجتماعية، غير أن ذلك لن ينسحب على البيان السياسي الختامي، وسط كلام صريح للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من أن التوافق غائب في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة.

كذلك كان أبو الغيط ومعه الوزير جبران باسيل واضحين في أن القمة لا تتعلق بدعم لبنان إقتصاديا ولا إجتماعيا، إلا في سياق المقررات على مستوى الوطني العربي.

ويبقى السؤال ما هو الجدوى من إنعقاد القمة في بيروت؟.

أوساط لبنانية مشاركة في القمة قالت إن هناك نتيجتين، الأولى تتصل بإنعقاد القمة بحد ذاتها في بيروت ونجاح الإلتزام اللبناني بالتحضير لها وإدارتها. والثانية تتعلق بإستعادة قمة بيروت الحالية لقرار يؤكد على قمة بيروت التي عقدت في العام 2002 والتي أطلقت المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية.

النتائج المحققة في الإجتماع الوزاري العربي، تحدث عنها الوزير باسيل وأبو الغيط في مؤتمر صحافي، أداره رئيس المكتب الإعلامي الرئاسي رفيق شلالا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

صحيح أن قمة طموح اللبنانيين الدائمة هي الريادة وتسجيل الإنجازات والدخول إلى موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية. ولكن مهلا، عذرا لبنان، وشكرا أيها العرب، ليس هذه المرة.

كل محاولات الترقيع لن تردم الهوة التي أصابت القمة الاقتصادية العربية. وكل الكلام المنمق لن يلغي حقيقة الحضور الأكثر من هزيل الذي سجل سابقة في مثل هذا النوع من القمم منذ تأسيس جامعة الدول العربية، بعدما اعتذر جميع القادة العرب باستثناء اثنين: الموريتاني والصومالي، حتى أن رئيس الوزراء العراقي اعتذر هو أيضا عن الحضور، وأوفد وزيرا ليمثل العراق، وفق معلومات الـNBN.

حبذا لو تم الاستماع إلى نصيحة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالطلب من الجامعة العربية تأجيل القمة لفترة معينة، ودعوة سوريا، لكي لا نشهد على هذا الحضور الهزيل. ولربما كان الاستثمار على هذا الوقت المستقطع تأجيلا لعودة الإستقرار إلى العلاقات العربية- العربية يرفع من أسهم المشاركة الرئاسية في القمة.

وقبل كل ذلك وبعده، تبقى دمشق هي حجر زاوية بناء أي قمة ونجاحها، غيابها مدوٍ وفراغها ثقيل، كيف إذا كانت هذه القمة لا هم لديها سوى ملفات سورية، والدليل أن كل الإجتماعات والخطابات والمؤتمرات والتصريحات والمداولات تكاد لا تخلو من سوريا.

نزح العرب إلى دمشق، والكل يترقب إعادة إعمار العلاقات بينها وبين الدول العربية. إعمار أساسه ومفتاحه الذي لا مفر منه العودة إلى جامعة ارتكبت خطيئة تجميد العضوية.

رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يشارك، وترك حرية الخيار لأعضاء كتلة "التنمية والتحرير". فيما قاطعت الـNBN تغطية النقل المباشر لوقائع الاجتماعات التحضيرية للقمة، بسبب غياب سوريا عنها، وانسجاما مع القرار الذي أعلنته منذ مدة.

في عين التينة، زيارة لوزير الخارجية المصري سامح شكري الذي نقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس بري، معلنا التطلع لاستمرار التواصل في ما بينهما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

كان غريبا ومفاجئا وغير مفهوم ومبرر، فرح البعض بفشل لبنان في تنظيم قمة عربية اقتصادية تليق بمكانته وسمعته. فانخفاض التمثيل إلى المستوى الوزاري وما دونه، بعدما كان متوقعا على مستوى الرؤساء والملوك، يدل على نجاح المخططين في إظهار لبنان ضعيفا من دون رضى نظام بشار الاسد وتابعا للمنظومة الإيرانية.

وبعيدا عن السجال المتعلق بمستوى التمثيل، وبعيدا عن الشامتين، وبعيدا عن الانقسامات وتحميل المسؤوليات، فإن قمة بيروت العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية انطلقت فعالياتها تمهيدا لانعقادها بعد غد الأحد.

وتبقى أهمية انعقاد القمة أنها تؤشر بوضوح إلى أن لبنان كان وسيظل جزءا أساسيا من المنظومة العربية. وأهمية الانعقاد أيضا هو تجديد الثقة العربية بمستقبل هذا البلد وبشعبه. والأهمية الأكبر أنها انعقدت رغم كل محاولات التشويش لمنعها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ما جمعتهم القدس، ولم تجمعهم بيروت، فقرار جمع القادة العرب ليس في جامعتهم، بل حيث نعرف ويعرفون.

قوى ظلامية عطلت القمة في بيروت، بحسب تغريدة لرئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط. فمن هي؟.

من المؤكد أن سوريا لم تبدل موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالطلب منه مخالفة وعده بحضور القمة، وأن ايران لم تمل على السعودية وباقي الدول الخليجية منع رفع مستوى تمثيلهم في القمة؟.

كفى تمثيلا زمن الحقائق الواضحة، فكل العرب يعرفون خلافاتنا ووعدوا بالحضور، وهم يعرفون ألا حكومة في لبنان الذي يعيش تصريف أعمال، وتعهدوا باعلى تمثيل كما زعموا. لكن جولة لوزير الخارجية الأميركية إلى الدول العربية، ومعها زيارة لمساعده إلى بيروت، قالت للعرب كن، فكانوا كما أراد الأميركيون.

فهل يجوز أن نقبل أن دولة تختار من منا يسمح له بالازدهار، ومن لا ينصاع تفرض عليه العقوبات لينهار؟، سأل الوزير جبران باسيل خلال ترؤسه اللقاءات التمهيدية لعقد القمة الاقتصادية. وهل علينا انتظار إذن للسماح لسوريا بالعودة إلى الجامعة العربية، فنسجل على أنفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها بأمر خارجي وباعادتها بإذن خارجي؟.

والجواب في قلب سؤال ممن هذا الأمر إن لم يكن أميركيا، والمصلحة اسرائيلية؟.

غيبوا سوريا ولم يحضروا، فكان غيابها أقوى من حضورهم، وهم المجتمعون في قمة بعنوان اقتصادي، وأقوى عناوين الاقتصاد في أمتنا اليوم: إعادة إعمار سوريا.

هو الإعمار القادم لا محالة، أما الاعمار شبه المستحيل فهو للجامعة العربية المجمعة على ألا تكون، ويكفيها فخرا بيروت أنها خارج ذلك السرب، وأنها عاصمة الوطن الذي هزم حليف بعضهم القديم، وحليف بعضهم الجديد، أي الاسرائيلي. وهي بيروت عاصمة الوطن الذي هزم الارهاب التكفيري، صنيعة بعضهم لضرب الأمة وتطويع من لا يسير ضمن القطيع الذي يمشوه. وكفى فخرا لرئيس الجمهورية اللبنانية أنه حاول جمع من هم لا يعرفون الجمع ولا يفقهونه. إنها بيروت التي تستعير من الشاعر قولا: أريد حياته ويريد موتي، شتان بين مراده ومرادي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بين قمة وقمة، دائما يشككون، وأحيانا يخونون. أما عند المحك، فعلى الإشادة بمواقفه يتسابقون. هي حال بعض اللبنانيين مع وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، الذي لقيت كلمته أمام نظرائه العرب في بيروت اليوم، صدى بالغ الإيجابية، لدى منتقديه قبل المؤيدين، نظرا لما تميزت به من صراحة وجرأة، ولاسيما في الملف السوري.

ففي مقابل نهج المزايدات والعنتريات الذي أسهم في ضرب مستوى التمثيل في القمة، منطق سياسي واضح، ينطلق من الثوابت، ويعطفها على الظروف، ليخلص إلى ما يحقق المصلحتين الوطنية والعربية في آن معا.

فوزير الخارجية اللبنانية قال: "سوريا يجب ان تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب، من دون ان ننتظر إذنا أو سماحا بعودتها، كي لا نسجل على أنفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها بأمر خارجي وبإعادتها باذن خارجي، وكي لا نضطر لاحقا إلى الإذن لمحاربة إرهاب أو لمواجهة عدو أو للحفاظ على استقلال".

أما في الموضوع اللبناني، فقال: "إحتضنوا لبنان ولا تتركوه، فهو لم يطعن يوما أحدا منكم، ولم يكن في موقع المعتدي على أي مواطن عربي، بل كان الملجأ والحامي والحافظ لشعوبكم والمعمر لبلدانكم، والمستوعب لتنوعكم... لا تخسروه كي لا تخسروا عروبتكم وجامعتكم".

وقبل أن يعود مداحو اليوم إلى هجائهم المعتاد الإثنين، الأنظار إلى الأحد، حيث ترتقب كلمة رئيس الجمهورية، وما ستتضمنه من مبادرة على علاقة بإعادة إعمار البلدان العربية التي دمرتها الحروب.

وفي الانتظار، وفيما حلت اليوم الذكرى الثالثة ل"تفاهم معراب"، التي استذكرها كل من رئيسي "التيار" و"القوات" بتغريدتين، لا يزال سليمان فرنجية وحيدا على المستوى المسيحي، بعدما نجحت مداخلاته النافرة في لقاء بكركي الأخيرة، في دفع خصوم "التيار الوطني الحر" المسيحيين إلى اعتماد النأي بالنفس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنها قمة بلا قادة، إنها قمة بمن حضر، والذين حضروا وسيحضرون غدا وسيشاركون في القمة الاقتصادية العربية بعد غد، هم أدنى رتبة مما كان متوقعا، فالرؤساء مع الرئيس عون لن يتجاوز عددهم الثلاثة في أفضل الأحوال. ما يعني أن الذين سعوا لإضعاف القمة نجحوا في مسعاهم.

واللافت أن استهداف القمة لا يزال مستمرا، وآخر مظاهره إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لن يشارك فيها، وهو موقف غير مبرر وغير مفهوم، فالوفد الليبي لن يأتي والقرار بعدم إشراك سوريا فيها هو قرار عربي وليس لبنانيا، وبالتالي ما من سبب يوجب على الرئيس بري عدم المشاركة، إلا إذا كان القصد إسقاط مقولة الرئيس القوي، فالرئيس عون يترأس القمة في ظل حكومة تصريف أعمال وفي ظل غياب رئيس المجلس، أفلا يعني هذا الأمر للعرب المشاركين أن الحكم في لبنان ضعيف؟.

لكن فات الرئيس بري ومن يسيرون معه في هذا المنحى، أن صفة الضعف لن تقتصر على الرئاسة الأولى، بل سيبدو لبنان كله أمام العرب ضعيفا، وغير جدير بإستقبال القادة العرب لأن القيادة فيه متناحرة، متنافرة وغير متماسكة.

على أي حال الاثنين يوم آخر، فالواضح مما قاله النائب زياد أسود للـ mtv، أن العلاقة بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، وبين الرئاستين الأولى والثانية هي في أسوأ أحوالها، وأن التصعيد سيكون سيد الموقف حالما يحزم الضيوف العرب أمتعتهم ويعودون إلى بلدانهم. وهو أمر سينعكس بالتأكيد على المساعي المتوقفة أصلا لتشكيل الحكومة. فالتعثر سيستمر والعقد ستزداد تعقيدا، وبالتالي فإن الأزمة الحكومية ستطول، في ظل مناكفات محلية وصراعات عربية وتجاذبات إقليمية. مع الإشارة إلى أن رئيس الحكومة المكلف المعتكف أساسا عن القيام بأي نشاط على صعيد التأليف، سيشارك في اجتماعات منتدى "دافوس" الأسبوع المقبل، فهل يكون قدر عهد الرئيس ميشال عون أن حكومته الأولى، كما يسميها، لن تبصر النور إلا بعد أن يكون اللبنانيون شبعوا قرفا ويأسا، وبعد أن يكون إنقاذ ما تبقى أضحى مستحيلا؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنه شعور مزدوج بين التشفي والأسى حيال القمة العربية. فخفض مستوى التمثيل ليقتصر على رئيسين بالإضافة إلى الرئيس اللبناني، أطلق العنان والسباق بين من يتشفون وبين من يعبرون عن الأسى: الأسى مرده أن الجميع تألبوا على لبنان: مختلفون إلتقوا موضوعيا على معاقبته، وكل منهم من خلفية معينة:

يجري الحديث عن قوى في الداخل أججت اضطرابات بعدما لم تدع سوريا إلى القمة، على رغم من ان لا يد للبنان في توجيه الدعوات، فهو المضيف وليس موجه الدعوات. ويجري الحديث عن أن لواشنطن يدا في الضغط على دول عربية وازنة، لعدم المشاركة على مستوى الملوك والأمراء والرؤساء. ويجري الحديث عن ان دولا عربية من تلقاء نفسها، لا تريد المشاركة بتمثيل رفيع، لتوجيه رسائل عتب وأكثر من عتب إلى لبنان.

في المقابل، كانت لافتة اليوم الكلمة السياسية الوجدانية التي ألقاها وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية والاقتصاد العرب. باسيل تطرق إلى العقدة السورية، فاعتبر أن "سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا، قبل أن نوقفها عنها. سوريا يجب أن تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب، دون أن ننتظر إذنا أو سماحا بعودتها، كي لا نسجل على أنفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها بأمر خارجي وباعادتها بإذن خارجي".

في المحصلة، وأيا تكن الأهداف والخلفيات والدوافع، فإن لبنان أصيب، والإصابة لم تأت في مكان واحد بل في لبنان كدولة. فيوم الإثنين، وبعد ارفضاض القمة، لن يقال إن هذه الجهة أو تلك فشلت في توفير أعلى مستوى تمثيل، بل سيقال إنه في تاريخ القمم العربية، العادية منها والطارئة والإقتصادية، لم تمر قمة بحجم هزالة التمثيل التي مرت بها قمة بيروت: هو فشل للجامعة العربية، وانعكاس للخلافات العربية، وثمن لتعليق عضوية سوريا، وتداعيات للكباش السعودي- الإيراني في الملف اللبناني، وكلفة النظرة الأميركية إلى خارطة المنطقة، ومنها لبنان.

وبهذا المعنى، لا التشفي يفيد ولا الأسى ينفع، فالحقيقة التي لا لبس فيها أن هذا الوطن يجلد من الخارج، ويجلده بعض سياسييه من الداخل، أما أبناؤه فبين القرف واللامبالاة وتكرار الأخطاء بإعادة إنتاج الطبقة السياسية ذاتها، علما أن صناديق الإقتراع أتاحت الفرصة للتغيير منذ تسعة أشهر، لكن هذه الفرصة طارت، وما على الممتعضين سوى انتظار الفرصة الثانية في ربيع 2022، هذا إذا أتيحت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بمن حضر اليوم وبمن سيغيب الأحد، بدأت فعاليات القمة الاقتصادية العربية في بيروت. وعلى كتف لبنان البلد المضيف، "شقعت" حمولات زائدة من وزر التغيب والمسؤولية عنه، وإعطاء العرب ذريعة للهروب.

قمة الدولتين تقف عند آخر الانسحابات، إذ إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، نكب بوفاة "حماته" وانتقل إلى السعودية ومنها إلى الامارات لتقبل التعازي هناك، لكنه لم يرسل إلى الآن اعتذارا عن عدم المشاركة. أما إذا امتدت فترة حزنه فإننا سنكون أمام قمة الصومال في بيروت، حيث أن رئيسها سيكون الشخصية الأولى الحاضرة بين الوفود، إلى جانب رئيس لبنان العماد ميشال عون، وربما تكون هذه الفرصة الوحيدة ليسمع العرب صوت الجوع، صوتا صوماليا منسيا، صوت الدولة العربية الوحيدة التي تعاقدت مع المجاعة المزمنة والجفاف، والتي مزقتها الحروب ولم يكن ينقصها سوى إرهاب "الشباب"، بعدما كانت في الماضي نموذجا لمجتمع متجانس عقيدة وثقافة وهوية.

وبجفاف صوته، أطلق وزير مال الصومال عبد الرحمن بيلي من بيروت، نداء استغاثة للعرب، ودعاهم إلى دعم أخوي لتحقيق أولويات خطة تنموية تواجه التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في بلاده، التي وقعت تحت عجز بلغ مئة وخمسة وأربعين مليون دولار.

لكن مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية، لم يكن بصدد سماع أصوات الجوع، ولا هو مستعد تاليا لتلبية نداءات عربية بعودة سوريا إلى حضن جامعة الدول. غابت دمشق عن الحضور، لكنها استحضرت بموقف عروبي رفع كآذان مسجد وأجراس كنيسة، في كلمة وزير الخارجية جبران باسيل. فعلى مسامع العرب، كان باسيل رئيس الكلمة والموقف الحر، حتى كادت تسمعه الشام على مرمى عاصمة، لاسيما عندما قال إن سوريا هي الفجوة الكبرى اليوم في مؤتمرنا، ونشعر بثقل فراغها بدلا من أن نشعر بخفة وجودها، سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارة عن أنفسنا، قبل أن نوقفها عنها. يجب أن تكون في حضننا بدلا من أن نرميها في أحضان الإرهاب، من دون أن ننتظر إذنا أو سماحا بعودتها، كي لا نسجل على أنفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها بأمر خارجي وباعادتها بإذن خارجي، وكي لا نضطر لاحقا إلى طلب الإذن لمحاربة إرهاب أو لمواجهة عدو أو للحفاظ على استقلال، وكي لا نسأل ماذا يبقى من عروبتنا إن هكذا كنا.

عوض باسيل إخفاق لبنان مع سوريا، وحاول ترميم الإساءة التي تسبب بها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى ليبيا. وطلب وزير الخارجية إلى العرب أن يبقى لبنان مهما أخفق أم أخطأ، سائلا الدول بالقول: احتضنوه ولا تتركوه، فهو لم يطعن يوما أحدا منكم ولم يعتد يوما على أي مواطن عربي، بل كان ملجأ وحاميا وحافظا لشعوبكم ومعمرا لبلدانكم، لبنان لا تخسروه لكي لا تخسروا عروبتكم وجامعتكم.

ولما أقدم وزير الخارجية على الاعتراف بالشر الذي بيتناه لأنفسنا قبل غيرنا، فإن المهمة الأصعب والأجرأ ستكون يوم الأحد مع الافتتاح الرسمي للقمة، فلماذا لا يلتقط الفرصة لبنان الرسمي عبر الرئيس ميشال عون والوزير باسيل، لطرح قضية الإمام المغيب موسى الصدر على مستوى القمة، فالامام الصدر هو رمز وطني عربي، هو إمام جميع الأديان، عرفه اللبنانيون والعرب في الحرب الأهلية سيدا عابرا للطوائف، ومرجعية وحدوية طافت إلى عدد من الدول للجمع وإعلاء صوت الحق. من عينيه الخضراوين أشرقت شمس التعايش، إلى أن أصبح كتابا يقرأ بجميع اللغات. وهذه الصفات تستحق أن تتأهل للمطالبة بفضائلها على مستوى الدولة، وبفضاء عربي واسع، وعلى طاولة الجامعة العربية.

وقد تشكل قمة بيروت إحدى أهم الطاولات المؤهلة للنقاش وطرح ملف الإمام موسى الصدر، بسمؤولية عربية مشتركة وجامعة. وليبحث العرب أيضا معنا عن مصير سيد الغياب، حتى لا تبقى القضية حكرا على مرجعية واحدة أو طائفة بعينها. فثروات لن نحصد من القمة الاقتصادية، والمشاريع أفشلناها بالتهديد، والحضور الرئاسي خفضناه إلى وزراء خارجية ومندوبين، ونتمثل غدا بجوع الصومال والإمعاء الخاوية. لماذا لا نستعيض عن هذا الفشل بطرح ملف بلغ من العمر عتيا، وعندئذ نحصد ثروة من نوع مصير السادة.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم الجمعة 18 كانون الثاني 2019

البناء

كواليس

توقفت وسائل الإعلام الأوروبية أمام معاني احتشاد عشرات آلاف الصربيين أمام كنيسة بلغراد للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والترحيب به بحماسة بالغة في زيارة رسمية يقوم بها إلى صربيا، وقالت إنّ هذا المشهد ليس إلا بداية استعادة روسيا بهدوء لما خسرته منذ سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، وأنّ ما يفعله الرئيس بوتين هو تحضير منصات العودة من أوكرانيا إلى صربيا خصوصاً مع إشارات تراجع الموجة التي عرفتها أوروبا الشرقية قبل عقود تحت عنوان الحماسة لدخول الإتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي…

اللواء: أسرار

لوحظ

انقطاع زيارات قطب وسطي إلى مرجع حليف، منذ أشهر، وإن كان التواصل عبر موفدين لم ينقطع؟!

لغز

تمر العلاقة بفتور بين وزير وصاية ورئيس مؤسسة عامة، على خلفية "معلومات" وضعت أمام الوصي!

غمز

يحرص حزب بارز على التأكيد أن لا مشكلة لديه بالثلث المعطل لدى حليف، ويجري تقصٍّ دائم حول هذا المعطى..

الجمهورية

مرض

فيما تكثر الأخبار عن مرض مرجع حزبي كبير خصوصاً أن الأخبار لم تُنفَ رسمياً، يؤكد مسؤول في هذا الحزب أن المرجع في صحة جيدة وإطلالته الشهر المقبل ستدحض كلّ الأقاويل.

حراك

يقوم وزير بإتصالات وحراك واسع لإعادة دولة عربية إلى محورها العربي لتسجيل نقطة أضافية في دعمه في المستقبل.

إمتعاض

سبّب توجيه دعوة إلى سفير عربي لحضور القمة الإقتصادية إمتعاضاً لدى بعض الدول الخليجية في حين إن الجامعة العربية لم توجّه الدعوة إلى بلاده.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قمّة الهُزال والضعف .. ضيعان ملايين الدولارات

 د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/18 كانون الثّاني 2019

 كل قمّة وأنتم بخير وعافية .. ضيعان الملايين في عزّ الأزمة المالية

 قمّة عربية للتنمية الاقتصادية يُدعى لها واحد وعشرين ملكاً وأميراً ورئيساً، لا يحضرها سوى رئيسي موريتانيا والصومال (مع خالص التقدير والاحترام لهما)، حتى السفير السوري علي عبدالكريم علي يربأ بنفسه حضور افتتاحها، ويشُنّ هجوماً على الجامعة العربية التي أخرجت بلاده من "فردوسها".

رئيسان فقط، قد يتغيّبا خلال الساعات الأربع وعشرين القادمة إذا طرأ طارئٌ لا سمح الله، عندها يستريح فخامة رئيس جمهوريّتنا من عناء حضور قمّة مُشرفة على الفشل قبل أن تبدأ، وعندها يتسلّم وزير الخارجية جبران باسيل زمام الأمور، فيصول ويجول بعد تحوُّل القمة إلى مجرّد اجتماع وزاري، أمّا إذا حضرا (مشكورين طبعاً) فإنّ ماء وجه العهد يكون قد حُفظ بالحدّ الأدنى، ويفوز المُنظّمون الذين تعبوا خلال الأيام الماضية في مناورات الاستقبال ونقل الوفود وتوزيعهم على الفنادق وتأمين سلامتهم (ما عدا سلامة الأعلام الوطنية)، وذلك بمبلغ زهيد خُفّض من خمسة عشر مليون دولار إلى عشرة ملايين فقط، عسى أن لا يُغبن أحدٌ، وأن لا ترتفع النفقات بشكلٍ طارئ كما تعوّد اللبنانيون في مثل هكذا ظروف. كل قمّة وأنتم بخير وعافية .. ضيعان الملايين في عزّ الأزمة المالية والنقدية التي يمرّ بها لبنان هذه الأيام. دخل اللصوص على رجلٍ فقيرٍ مُعدم ليس في بيته شيء، فانتبه الرجل وقال لهم: يا فتيان.. هذا الذي تطلبونه باللّيل قد طلبناهُ بالنهار فلم نجدهُ.

 

اتفاق معراب في ذكراه الثالثة... للمصالحة جعجع: للمستقبل... وباسيل: لا عودة عنها

بيروت - "الحياة" /18 يناير 2019 /في الذكرى الثالثة لتوقيع تفاهم معراب بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية"، وعلى وقع الخلاف السياسي بينهما على أمور عديدة، والتباينات في وجهات النظر تجاه قضايا كثيرة، كان اخرها على خلفية المشاركة في الحكومة حصصا ونوعاً والتي رفعت من وتيرة حدته، حلّت هذه الذكرى، فيما الطرفان متباعدان، رغم انهما لا يوفران فرصة الا ويؤكدان تمسّكهما بالمصالحة، باستثاء لقاءات خجولة تفرضها مستجدات الضرورة، كاجتماع بكركي للقيادات المارونية الأربعاء الماضي، وما حُكي عن "تنسيق" بين التيار والقوات في طرح المواضيع وإدارة النقاش من دون التطرّق الى الملفات الخلافية. وبالمناسبة أعاد رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، نشر صورة "لقاء معراب" عبر حسابه على "تويتر"، وعلّق كاتبا: "مصالحة تاريخية من اجل المستقبل". أما رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، فكتب على حسابه على "تويتر": "في السياسة الكثير يتبدّل، أما المصالحة فهي فعلٌ وجداني أنجزناه معاً نحن والقوات اللبنانية وهو أسمى من كل الاتفاقات. تحية لأرواح كل الشهداء ولهم نقول ان لا عودة عن المصالحة، بل للعودة الى اتفاقنا وروحيّته... ويبقى ان التنافس الديموقراطي لازم، ولازم ان يقوّينا لا ان يُضعفنا". بدوره، غرد أحد عرابي الاتفاق، امين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان عبر "تويتر" أيضا، فكتب: "مصالحتنا لم تكن ولن تستمرّ الا شبكة أمان للمسيحيين وثوابتهم الوطنية".

"عصفورية"

من جهته أوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي سعد لـ"المركزية" "ان النيّة بترميم العلاقة موجودة دائماً من قبلنا وتغريدة جعجع خير دليل، لكن هذا الترميم يجب ان يتم وفق عقلية جديدة مغايرة تماماً تنطلق من نظرة مشتركة للدولة، فنحن دعمنا العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية لاننا اعتبرناه فرصة قد لا تتكرر لتحقيق مشروعنا السياسي القائم على بناء دولة قوية، لكن للاسف لا يزال هذا المشروع متعثّراً". وشدد على "اننا نعوّل على العهد لتحقيق هذا المشروع، لان الاوان لم يفت بعد". وعن غياب جعجع عن الساحة السياسية في هذه الفترة باستثناء تغريدته اليوم، قال سعد: "هو يعتبر ان كل ما يحصل يشبه "العصفورية" ومعظم السجالات تخرج عن سياق المنطق السياسي، لذلك فضّل الابتعاد الى حين عودة الامور الى طبيعتها". ونفى سعد المعلومات التي اشارت الى ان "القوات" و"التيار" نسّقا مواقفهما قبل لقاء بكركي"، موضحاً "ان تكتل "الجمهورية القوية" عقد اجتماعاً قبل اللقاء من اجل تنظيم مداخلات نوابنا، والخلوة التي عُقدت بين النائبين جورج عدوان وابراهيم كنعان اتت في سياق المشاورات العادية قبل بدء اللقاء لا اكثر ولا اقل"، لافتاً الى "ان مواقف المشاركين في لقاء بكركي كانت مُنسجمة الى حد بعيد باستثناء بعضها تجاه ملفات محددة".

"باسيل حاكم بلد طار"

وليس بعيدا عن المصالحة رأى النائب فريد هيكل الخازن أنّ "لقاء بكركي كان مهمّاً لاعتبارات عدّة منها أنّه أتى ليؤكد أن بكركي لا تزال قادرة على جمع الموارنة باجتماع واحد في ظلّ وجهات النّظر المتباينة، وجاء اللقاء ليؤكّد أسساً وثوابت وطنيّة جميعنا متفاهم عليها ولكنّ كلّ فريق يطبّقها على طريقته، فكيف أؤكد على الدستور والطائف في ظلّ تعطيل المؤسسات؟ هذا ما يفعله "التيار الوطني الحر". واعتبر أنّ "التعطيل الذي يمارسه "الوطني الحر" خرب البلد وزاد بتدمير الاقتصاد والازمة المالية والفقر"، معتبراً أنّ "الرئيس ميشال عون مختلف عن الوزير باسيل في التوجّهات والآراء، وهذا يظهر نتيجة المفاوضات عندما يوافق رئيس الجمهورية على أمور معيّنة بينما باسيل يعمل على تعطيلها". وشدد على "أنّنا لا نقبل المسّ بالموقع المسيحي الأوّل في السلطة، وباسيل يريد استخدام الوزير رقم 11 ضد المسيحيين من الفريق الآخر". ورأى أنّ ما يقوم به "التيار الوطني الحر" هو "سوء استخدام للسلطة، وباسيل حاكم بلد طار". ولفت الى ان "التيار الوطني" تحوّل إلى رأس قائمة الفساد وأستثني رئيس الجمهوريّة".

 

فرنجية يكرر رفض الثلث المعطل ل"التيار الحر" وباسيل يتحدث عن "طعن بالظهر واستقلاليين وتبعيين "

بيروت - "الحياة" /18 يناير 2019/على رغم انصراف الاهتمام عن تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة وتركيز الأنظار على انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، فإن ما جرى تداوله في الاجتماع الماروني التشاوري في البطريركية المارونية أول من أمس ظل مدار تعليقات أمس، لا سيما لجهة الموقف الذي أدلى به رئيس "تيار المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية برفضه مطالبة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بالحصول على الثلث الضامن داخل الحكومة لمصلحة رئيس الجمهورية وموقع المسيحيين في الحكم. وكان فرنجية قال لباسيل خلال المناقشات بين النواب والقادة الموارنة إن "حزب الله" لن يقبل بهذا الثلث لكم ونحن لم نأت إلى هنا لتأييد الثلث المعطل. ونُسب إلى فرنجية قوله لباسيل"اذا كنت تراهن على أن يمنحك "حزب الله" الثلث ولو بعد وقت فالحزب صبره طويل ولن يُعطيك ما تريد، والحكومة متوقّفة عند تخلّيك عن الوزير الحادي عشر". أفادت المعلومات أن فرنجية يعتبر أن عهد الرئيس ميشال عون هو الخاسر الأكبر من تأخير الحكومة. وأمس غرد فرنجية على "تويتر": "" إذا كان الرئيس سعد الحريري مصرّاً وحريصاً على منح الثلث الضامن لرئيس الجمهورية كما قرأنا في "المستقبل" اليوم (أمس) فليتنازل من حصّته عن وزير سنّي للقاء التشاوري فتُحلّ المشكلة. "حزب الله" متمسّك بتمثيل "اللقاء التشاوري" في الحكومة ولن يتراجع ونحن لم نقل أنه ضد أن يكون لرئيس الجمهورية الثلث الضامن، أما نحن كفريق مسيحي فإننا ضد منح الثلث لمن يريده ضدّ باقي المسيحيين". واستدعى كلام فرنجية ردا من مدير تحرير جريدة "المستقبل" ينفي أن تكون نشرت ما نسبه فرنجية إليها. وقال بكاسيني: "أين قرأتها في المستقبل" يا بك"؟ كن الوزير باسيل عاد بدوره فرد مساءاً على فرنجية من دون أن يسميه، مغردا: "رجع الفصل واضح بين الاستقلاليين والتبعيين...ناس بتقاتل لتحصّل حقوق وناس مستسلمة ومسلّمة على طول الخط، بتقاتل بس يلّلي عم يقاتلوا... طعن ضهر وخواصر، مش بس فينا، بالعالم وحقوقهم... لمتى بدنا نضلّ ساكتين ومتحمّلين"؟

وفيما عكس السجال الذي حصل في الاجتماع الماروني الصعوبات التي تواجه تأليف الحكومة، لفت عضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب إدي أبي اللمع الى أن "تشكيل الحكومة لا يبدو قريبا، لأنه مرتبط بأسباب داخلية وخارجية". وقال أبي اللمع إن "عقد لقاء بكركي كان ضروريا من أجل وضع النقاط على الحروف وتبادل وجهات النظر". وأشار في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" إلى أن "الأطراف المجتمعين شددوا على التفاهم في كل المواضيع، واحترام المواعيد الدستورية وتشكيل الحكومة". وتعزز الانطباع بأن معالجة الخلافات على معالجة عقدة تمثيل النواب السنة الستة حلفاء "حزب الله" بشخصية مقربة منهم، من موقف أدلى به أمس المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري. فعند سؤاله باعتباره تولى قبل أسبوعين مسعى لإيجاد مخرج لعقدة تمثيل النواب السنة الستة عما آلت إليه اتصالاته فأجاب: "الآن نحن نتكلم عن غير الحكومة". وهل ما زالت المبادرة قائمة؟ أجاب : "لم أعد معنياً بهذا الموضوع ابداً لا من قريب ولا من بعيد".وقيل له: تردد أنك ساهمت بالشرخ بين الرئاستين الاولى والثانية في موضوع تأشيرات الدخول للوفد الليبي، فرد بالقول: "أنا يهمني أمن البلد بالدرجة الاولى فقط". وكررت كتلة "الوفاء للمقاومة" (حزب الله) النيابية في بيانها أمس موقفها من موضوع الحكومة في بيانها الأسبوعي وتناولت مواربة ما حصل من مناقشات في الاجتماع الماروني. وأعلنت الكتلة أنه "في ظل الغياب الحكومي وما ينجم عنه من بُعدٍ في التواصل وندرةٍ في التناصح, فحينذاك, لا يستطيع أصحاب النوايا الحسنة في المجالس الملية إلا أن يدلوا بدلوهم للفت النظر أو للتنبيه إلى مخاطر أو لاقتراح مسارات ومخارج". واعتبرت "أن الأولوية التي ينبغي الآن أن تكون حاكمة على الجميع، هي تشكيل حكومة تنهض بمسؤوليات إدارة شؤون البلاد وحماية مصالحها ورعاية أبنائها، وأنه لن يكون مبرراً على الاطلاق أي تهاون أو تباطؤ أو استخفاف بهذه الاولوية.. وأن لبنان مهما أحرز من جوائز ومكتسبات، لن يكون رابحاً ما لم يظفر بحكومته التي تمثل كل ما فيه من مكونات". ومع أن الكتلة لم تذكر في بيانها ما جاء في البيان الختامي للاجتماع الماروني أول من أمس، فإنها علقت بطريقة غير مباشرة على بعض فقرات البيان حين أشارت إلى أن "حفظ السيادة الوطنية هو واجب وطني على جميع اللبنانيين مسؤولية حمايتها والسهر عليها، سواء عند حدود التراب الوطني أو عند تطبيق النصوص الدستورية والقانونية". وأشارت إلى أن "السيادة الوطنية كلٌ لا يتجزأ، لا تقبل تغافلاً ولا تسامحاً، ولا مناص من التصدي للعدو المنتهك للسيادة أياً يكن حجم الانتهاك، والدولة بمجتمعها وسلطاتها معنيّةٌ باداء هذا الواجب، بمختلف الطرق والوسائل".وكان ان بكركي أكد "تمسك المسيحيين باحترام الدستور وسيادة الدولة ورفض كل ما من شأنه المس بتوازن المؤسسات الدستورية وصلاحيات كل منها، وفي مقدمها رئاسة الجمهورية، بما هي رئاسة للدولة ورمز لوحدة الوطن". كما أن كتلة نواب الحزب اعتبرت أن قرار الانسحاب الاميركي من سورية، وبغضّ النظر عن الوسائل التجميلية التي تحاول الادارة تزيينه بها، هو إعلان هزيمة استراتيجية لمشروع دولي عدواني أرادت منه اميركا اسقاط سورية وتغيير موقعها ودورها السياسي في المنطقة". ودانت "التحريض الأميركي ضد المقاومين وضد الجمهورية الاسلامية الايرانية التي ما كانت يوماً الا سنداً وعضداً داعماً ودائماً للبنان بوجه الصهاينة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: سيادة السعودية خط أحمر.. ونرفض تسييس القضايا الجنائية والاجتماعية

أبوظبي - «الحياة/18 يناير 2019 /أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أن المملكة لن تسمح بالتعدي على سيادتها، قائلاً: «سيادتنا في المملكة العربية السعودية خط أحمر، ولن نسمح لأي دولة أن تتجاوز أو تتعدى على سيادتنا». شدد على رفض المملكة تسييس القضايا الجنائية والاجتماعية في الدول: «إننا نرفض هذا الأمر بشكل مطلق، وكل دولة لديها سيادة وقوانين يجب احترامها». وأكد الجبير خلال محاضرة ألقاها أمس (الخميس)، في مقر أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، أن التطرف والإرهاب من التحديات التي تواجه الجميع، وتتطلب تعزيز العمل متعدد الأطراف بين جميع الدول «فلا يمكن لدولة واحدة أن تتصدى للإرهاب بمفردها أو تتصدى لمصادر تمويله دون تضافر الجهود العالمية لمواجهته». شدد على أن المملكة كانت دائماً تدعو إلى إجراءات قوية لمحارب الإرهاب والتصدي لمموليه «وهناك عمل كبير مع الأشقاء في دولة الإمارات بهذا الاتجاه». وأشار إلى أن إيران لديها تاريخ حافل بالإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى «وتعمل على دعم المنظمات الإرهابية مثل حزب الله وميليشيات الحوثي، وتهدف دائماً إلى زرع الفتن وتأجيج الأوضاع في البلدان». وأضاف: «هذا الأمر لن يستمر إلى الأبد، والعالم بدأ يتخذ إجراءات صارمة تجاه إيران، وعلى إيران أن تدرك أن سلوكها في عدم احترام القوانين الدولية والتدخل في شؤون دول الجوار لم يقبل به العالم». ولفت الوزير السعودي إلى أن دول التحالف العربي لم تكن تريد الحرب في اليمن، بل فرضت عليها بسبب ميليشيات الحوثي وانقلابها على الشرعية في اليمن، مبيناً: «لا يوجد أحد حريص على أمن واستقرار اليمن أكثر من التحالف العربي». وقال إن «الدول الكبرى تعلم ما هو هدف النزاع في اليمن، وتعلم أن ميليشيات الحوثي هي التي لم تلتزم بالاتفاقات ولا تسعى لأمن واستقرار اليمن»، مضيفاً أن السعودية والإمارات بذلتا جهوداً كبيرة لإنجاح مشاورات السويد بين الأطراف اليمنية وما تمخضت عنه من اتفاق، وهو ما أكدت عليه دول عدة وأطراف دولية فاعلة، لافتاً: «نتطلع إلى تنفيذ بنود الاتفاق والانتقال إلى مرحلة تالية من أجل أمن واستقرار اليمن».وعن العلاقات السعودية الإماراتية، قال الجبير إن البلدين الشقيقين تربطهما علاقات قوية راسخة وفريدة من نوعها، ويسعيان إلى الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى غير مسبوق، لافتاً إلى أن مجلس التنسيق السعودي الإماراتي يعمل لتحقيق هذه الغاية وتعزيز العلاقات في شتى المجالات. وأضاف: «متفائل جداً بمستقبل المنطقة، فالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات حريصتان على تعزيز مسيرتهما التنموية، وتعزيز المستوى المعيشي للمواطنين، وتمكين المرأة، وخلق مناخ مبدع للشباب، وتعزيز الاستثمارات الداخلية والخارجية، وتحقيق التنمية المستدامة للأجيال المقبلة، ويمتلكان موارد طبيعية وكوادر شابة واعدة وبنية تحتية متطورة واستقراراً سياسياً وقيادة حكيمة».

 

أنقرة تكرّر معارضتها أي وجود للنظام السوري في منبج

أنقرة/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19/أكّدت تركيا اليوم (الجمعة) معارضتها لأي وجود للنظام السوري في مدينة منبج التي دعت وحدات حماية الشعب الكردية جيش النظام إلى الانتشار فيها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية هامي أكسوي إن "جهود وحدات حماية الشعب الكردية لإدخال النظام إلى منبج لا يمكن السماح بها". وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية "قسد"، وهي تحالف عربي كردي تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية ومدعوم من التحالف الدولي، على مدينة منبج الواقعة في شمال سوريا. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية مجموعة "إرهابية" بسبب ارتباطها المفترض بحزب العمال الكردستاني الذي يشن حركة تمرد على الأراضي التركية منذ 1984. وتُعتبر منبج أيضا موقعا للقوات الأميركية التي استهدفها الأربعاء هجوم تبناه تنظيم "داعش" وأسفر عن سقوط 19 قتيلا بينهم أربعة أميركيين. وكانت منبج موضوع اتفاق توصلت إليه أنقرة وواشنطن في مايو (أيار) لتهدئة التوتر، ينص على انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية وتسيير دوريات مشتركة أميركية تركية بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني). وأكد أكسوي أن "هدف خريطة الطريق لمنبج واضح"، مشيرا إلى أن الخريطة هذه تنص على أن "تنسحب وحدات حماية الشعب الكردية من منبج وتتسلم الولايات المتحدة الأسلحة، ويحكم منبج المقيمون فيها". وأعلن المتحدّث أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو سيتوجه إلى واشنطن لحضور اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في السادس من فبراير (شباط).

 

وثيقة كردية تطالب موسكو بضمان اعتراف دمشق بـ «الإدارة الذاتية» نصت على الشراكة بالثروات والجيش وقبول الأسد والعلم... و تنشر بنودها الـ11

لندن: إبراهيم حميدي الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19/كشفت ورقة «خريطة طريق» قدمها مسؤولون أكراد سوريون إلى «الضامن الروسي»، ونصت على 11 بندا اطلعت «الشرق الأوسط» على نصها، مطالبتهم بـ«اعتراف دمشق بالإدارة الذاتية» شمال شرقي البلاد ودستور جديد يضمن المشاركة في الثروات الطبيعية وإلغاء الإجراءات التمييزية مقابل اعترافهم بـ«الرئيس المنتخب بشار الأسد» ومركزية الدولة وحدودها وعلمها وجيشها. وقال قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤولين الأكراد سلموا الجانب الروسي «خريطة طريق» مفصلة لمبادئ كان قائد «وحدات حماية الشعب» الكردي سيبان حمو طرحها خلال زيارتين غير معلنتين إلى دمشق وموسكو نهاية العام الماضي، على أن يكون الجانب الروسي «ضامنا لأي اتفاق بين دمشق والأكراد». وبعد إعلان الرئيس دونالد ترمب نهاية العام الماضي نيته «الانسحاب الكامل والسريع» من سوريا، زار حمو حميميم ثم دمشق والتقى بحضور قادة في الجيش الروسي مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك ووزير الدفاع العماد علي أيوب ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. كما زار العاصمة الروسية في 29 ديسمبر (كانون الأول)، والتقى وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف ورئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان سيرغي رودسكوي. وبحسب القيادي، فإن الورقة تضمنت 11 بندا، «ستة تلبي مطالب دمشق» و«خمسة تلبي مطالب الجانب الكردي»، إذ نصت المبادئ على أن «سوريا دولة موحدة والاعتراف بحدودها الدولية وأنها دولة مركزية وعاصمتها دمشق» وأن «الرئيس المنتخب، أي الرئيس بشار الأسد، هو رئيس كل السوريين» بموجب انتخابات جرت في 2014. ونص البند الثالث على أن «الثروات الطبيعية هي ثروة وطنية لكل السوريين»، علما بأن مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «الوحدات» عمودها الفقري ويدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تشمل ثلث مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر مربع وتضم 90 في المائة من النفط السوري الذي كان يتضمن إنتاج 360 ألف برميل قبل 2011، وتضم مناطق شرق الفرات، أيضا نصف الغاز الطبيعي وأكبر ثلاثة سدود في البلاد، إضافة إلى غالبية الإنتاج الزراعي من القطن والحبوب، حيث كانت تخزن البلاد 3.5 مليون طن. وتناول البند الرابع الاعتراف بـ«السياسة العامة للبلاد المسجلة في الدستور»، بما يشمل السياسة الخارجية ومصدر القرار في المحافل الدولية في دمشق، عاصمة الدولة المركزية، إضافة إلى بندين يتضمن أولهما الاعتراف بـ«علم واحد» للبلاد، وهو العلم الرسمي للجمهورية العربية السورية بموجب الأمم المتحدة. ونص البند السادس على اعتراف الجانب الكردي بـوجود «جيش واحد» للدولة، لكن هناك موقفاً تفاوضياً يقوم على أن تكون «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم 70 - 80 ألف مقاتل ضمن الجيش الوطني المستقبلي بموجب ترتيبات مستقبلية. وكانت واشنطن وضعت برنامجا لتدريب 35 - 40 مقاتلا جديدا لتوفير الأمن والاستقرار شرق نهر الفرات ومنبج وقرب قاعدة التنف في الزاوية السورية - الأردنية - العراقية، مناطق تحت سيطرة حلفاء أميركا. كما شجعت على تدريب عناصر شرطة محلية، إضافة إلى قوات الأمن الداخلي الكردية (أسايش). وكان المبعوث الدولي السابق ستيفان دي ميستورا قدم إلى وفدي الحكومة والمعارضة ورقة من 12 بندا سياسيا، تم إقرارها في «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي بداية العام الماضي، نصت على بند خاص بالجيش، مفاده ضرورة «الحفاظ على القوات المسلحة قوية وموحدة تحمي بشكلٍ حصري الحدود الوطنية، وتحفظ شعبها من التهديدات الخارجية، وفقاً للدستور، وعلى أجهزة المخابرات والأمن أن تركز على صيانة الأمن الوطني وتتصرف وفقاً للقانون».

في المقابل، تضمنت «خريطة الطريق» التي سلمت إلى موسكو، خمسة مطالب كردية، أولها إلغاء «قانون الطوارئ» بموجب تعديل الدستور وإصلاح دستوري يؤدي إلى دستور توافقي وقانون أحزاب وقضاء نزيه ومستقل، بما يعني تعديلات في القوانين التي صدرت بعد 2011 والدستور الذي أقر في العام 2012.

ونص البند الثاني على مطالبة دمشق «اعتراف بالإدارة الذاتية» شمال شرقي البلاد، إضافة إلى «إلغاء جميع إجراءات التمييز تجاه الشعب الكردي» في بند ثالث ذكر سلسلة من «الإجراءات الظالمة»، بينها الإحصاء الاستثنائي للعام 1962 وحرمان لآلاف من الجنسية السورية و«مكتومي القيد»، إضافة إلى دعوة لإلغاء «الضغط الأمني» ضد الأكراد. وتضمن البند الرابع «اعتراف» الدولة المركزية بـ«الأكراد مكونا رئيسيا من مكونات الشعب السوري» مثل باقي المكونات وتشمل الآشوريين والتركمان والعرب وغيرهم، إضافة إلى بند خامس نص على «تحديد المالية - الموازنة لكل المناطق بما فيها المناطق الكردية»، ما يعني توزيع المساهمة العادلة في الثروات الطبيعية. وكان مسؤولون في دمشق لوحوا بعمل عسكري ضد مناطق شمال شرقي البلاد في حال فشل التفاوض. وجرت سلسلة مفاوضات بين «مجلس سوريا الديمقراطية»، الذراع السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» ودمشق ظهر خلاف جوهري بين مطالب الجانب الكردي بـ«الاعتراف بالإدارة الذاتية» واكتفاء دمشق بقبوها بـ«الإدارة المحلية» المطورة بموجب القانون 107. وشجعت موسكو أكثر من مرة الطرفين على استمرار التفاوض، وهي كانت أقرت مسودة لدستور سوري نص على «جمعية مناطق» إلى جانب البرلمان فيما اعتبر قبولاً للإدارة الذاتية واللامركزية في سوريا. كما لمح مسؤولون في وزارة الدفاع الروسية إلى قبول النموذج الروسي الفيدرالي في سوريا، فيما أشارت دمشق إلى أن «التجربة الروسية لا يمكن أن تطبق في سوريا». وعبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قبل أيام عن تفاؤله إزاء الحوار مع الجماعات الكردية التي تريد إبرام اتفاق سياسي مع دمشق، مشيرا إلى حدوث تقدم فيما يتعلق بالمحادثات التي توسطت فيها روسيا. وقال: «التجارب السابقة لم تكن مشجعة ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها. وإذا كان بعض الأكراد يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سوريا فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل».

 

أهالي عين العرب قلقون من «منطقة آمنة» تركية و«الشرق الأوسط» تستطلع آراء المدينة المرشحة للوقوع ضمن خطط أنقرة

الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19/في متجره الكائن بالشارع الرئيسي في مدينة عين العرب (كوباني)، يتابع قادو الرجل الستيني نشرات الأخبار عبر شاشة مسطحة وضعت في زاوية محله. فالشريط العاجل يشير إلى أن تركيا عازمة على إنشاء منطقة آمنة على حدودها الجنوبية مع سوريا، ويقول: «في حال فرضت تركيا منطقة آمنة تكون قد أعلنت الحرب على أكراد سوريا». قادو الذي يعمل في مجال بيع وتصنيع الأدوات الموسيقية التي توارثها عن والده وأجداده، لم يخف خشيته من التهديدات التركية، وأضاف: «تجربة عفرين ومناطق جرابلس والباب شاهدة على الانتهاكات والتجاوزات التي نسمع عنها يومياً، تركيا لا تريد مصلحة السوريين وخصوصاً أكراد سوريا». فالمنطقة الآمنة التي تطالب بها أنقرة تقع على طول الحدود مع سوريا وبعمق 30 كيلومتراً تضم مدناً وبلدات كردية تتبع ثلاث محافظات سورية وهي الحسكة والرقة وحلب، تمتد على مسافة 460 كيلومتراً، وتنظر تركيا بريبة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية وتتهمها أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً عسكرياً منذ 34 سنة. وعبر سيامند (33 سنة) الذي يعمل محاسباً في مطعم للوجبات السريعة ويقع بالسوق المركزية، عن عدم ثقته بالطرح التركي، وقال: «لا أثق بتركيا ولا بالمنطقة الآمنة، كيف ستكون هذه الدولة ضامنة وهي تهدد بعمل عسكري في مناطق شرقي الفرات، هذه المنطقة لن تكون آمنة إلا برعاية الأمم المتحدة والتحالف الدولي». وتقع مدينة كوباني على بعد نحو 160 كيلومتراً شرق محافظة حلب، استقطبت هذه المدينة الملاصقة للحدود السورية - التركية اهتمام العالم بعد هجوم واسع نفذه تنظيم داعش في محاولته للسيطرة عليها في 2 يوليو (تموز) 2014. وباتت محوراً للصراع في سوريا مع مشاركة طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي تشكل لقتال «داعش»، ونفذت أولى ضرباتها على المدينة الكردية، دعماً للمقاتلين الذين دافعوا عنها وألحقوا الهزيمة بالتنظيم المتشدّد بعد معارك عنيفة استمرت 6 أشهر بين يوليو وديسمبر (كانون الأول) 2015. وتتالت هزائم التنظيم في سوريا وانحسر انتشار مقاتليه في جيب حدودي صغير شرقي سوريا. وأعرب شرطي مرور يدعى سيبان وهو في بداية عقده الثالث، عن خشيته من الهجوم التركي وإنشاء منطقة عازلة، وبينما كان يقف في تقاطع ساحة آرين ميرخان ينظم السير، تحدث قائلاً: «سنحمي المكتسبات التي حققناها خلال الأعوام الماضية، نحن لم نعتدِ على تركيا، ولا نريد أن تعتدي علينا، لكن إذا شنوا هجوماً سندافع عن أنفسنا».

وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ أكراد سوريا تدريجياً في شمال سوريا، خصوصاً بعد انسحاب قوات النظام السوري من مناطقهم نهاية عام 2012. وتمكنوا من إقامة إدارات ذاتية وتأسيس قوات عسكرية وأمنية، فضلاً عن إنشاء مؤسسات عامة وإعادة إحياء لغتهم وتراثهم، وافتتاح مدارس يتم فيها تدريس مناهج باللغة الكردية. سيلين (28 سنة) التي كانت طالبة جامعية تدرس التاريخ في جامعة حلب، ذكرت أنها لم تكمل تعليمها بسبب الحرب الدائرة في بلدها منذ 8 سنوات. تعمل اليوم مدرسة لغة كردية في إحدى مدارس كوباني، لم تخف قلقها من مجريات الأحداث المتسارعة، وقالت: «كل يوم نسمع خبراً جديداً وقراراً يزيد من مخاوفنا... حرمنا من نعمة الاستقرار»، وعن رأيها بالطرح التركي وإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع سوريا، وتشمل مدينتها ، وأضافت قائلة: «لست مع قيام هذه المنطقة، تركيا من تهدد الأكراد وليس العكس، هذا سيناريو مخيف، ستدخل المنطقة برمتها في نفق طويل وكارثي».

فيما أشار كوبان (47 سنة) ويمتلك محلاً لبيع الفاكهة والخضراوات يقع في الشارع الرئيسي للمدينة، إنّ تركيا ومنذ ثمان سنوات تتدخل في شؤون سوريا، «تدخلت في حلب وريفها وإدلب وريف دمشق، ماذا حدث لتلك المناطق، تم تهجير سكانها واستقدموا سكاناً جدداً من مناطق ثانية مهجرة»، واتهم تركيا بتغير ديمغرافية المناطق الكردية في سوريا، وشدّد قائلاً: «بحجة المنطقة الآمنة ستجلب قوات عسكرية موالية لها، ومستوطنين من مناطق ثانية لإسكانهم وتكرار تجربة مدينة عفرين الكردية». وإذ نقل شرفان (45 سنة)، الذي يعمل في تصليح السيارات، إنه مع قيام منطقة منزوعة السلاح، وقال: «عند الإعلان عنها تفاءلت خيراً وقلت في قرارة نفسي ستضع حداً للحرب المستعرة»، وبعد تتالي تصريحات المسؤولين الأتراك ونشر قوات عسكرية على غرار مناطق درع الفرات وعفرين، تابع شرفان حديثه بنبرة صوت صاحبها التوتر والقلق: «ستكون شرارة حرب مرتقبة، لأن الوحدات الكردية لن تقبل بالخروج من كوباني، وقدمت آلاف الضحايا بالدفاع عنها عند هجوم (داعش) قبل 5 سنوات». وتعد «وحدات حماية الشعب الكردية» أبرز التشكيلات المنضوية في «قوات سوريا الديمقراطية»، كثاني جهة عسكرية مسيطرة على الأرض بعد القوات الحكومية الموالية للأسد، وتسيطر على نحو 30 في المائة من مساحة البلاد تقع في شمال شرقي سوريا تتضمن آبار نفط وحقول غاز مهمة. ويروي مامو المتحدر من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي ويبلغ من العمر 55 عاماً، كيف فر من مسقط رأسه في شهر مارس (آذار) العام الماضي بعد أن شن الجيش التركي وفصائل سورية معارضة موالية؛ هجوماً واسعاً وسيطروا عليها نهاية الشهر نفسه، وقصد مدينة كوباني وافتتح محلاً لبيع الموالح والمكسرات باسم «بزوريات عفرين» عبر عن مشاعره المشوشة بالقول: «ينطبق المثل الشعبي القائل: (البحر من أمامكم والعدو من خلفكم)، أين سأذهب بنفسي وأسرتي في حال فرضت تركيا منطقة آمنة أو شنت هجوماً، سنهرب من جديد إلى بلاد الله الواسعة»، وشدّد رفضه العيش في منطقة تخضع للنفوذ التركي، الأمر الذي دفعه للنزوح، وقال: «لن أبقى لحظة واحدة أعيش تحت راية العلم التركي».

 

تقارير إسرائيلية عن «تحسينات» أميركية على«صفقة القرن»/دولة على 90 في المائة من الضفة الغربية... والأماكن المقدسة تحت إدارة أردنية ـ فلسطينية من دون سيادة

تل أبيب: نظير مجلي - رام الله/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19/ذكرت أوساط سياسية إسرائيلية أن الإدارة الأميركية أجرت تحسينات على النص الأولي لخطة السلام في الشرق الأوسط، تتضمن «تعديلات تتيح للعرب الموافقة على التفاوض بشأنها»، وأن الأميركيين يعتبرون هذه التعديلات «ضرورية لأجل التوازن»، لكن الإسرائيليين يرون أنها تصب في صالح الفلسطينيين. ومع أن المبعوث الرئاسي الأميركي لعملية السلام، جيسي غرينبلات، قال إن هذا النشر غير دقيق، فإن المصادر الإسرائيلية ردت بأنها اعتمدت على «مسؤول أميركي كبير في طاقم المفاوضات في البيت الأبيض»، وأن «هناك جهات أميركية معنية بالتعتيم على الخطة عشية الانتخابات الإسرائيلية، لكن عناصر أخرى في الإدارة تتبنى موقفاً مخالفاً، وترى أن «تسريبها في خضم معركة الانتخابات الإسرائيلية ستجعلها موضع نقاش أساسي في هذه المعركة حتى لا يستطيع أي مرشح تجاهلها، ولا يدلي بالتزامات تتناقض معها، وتجعل إسرائيل في مواجهة مع إدارة الرئيس دونالد ترمب، أكبر حليف لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة». وكانت المصادر الإسرائيلية قد خصت قناة «ريشت»، التلفزيونية الإسرائيلية، بالسبق الصحافي حول هذه التعديلات. وفي تقرير لها، الليلة قبل الماضية، كشفت أن مضمون الخطة الأميركية المعدل صيغ على أوراق تحت عنوان: «صفقة القرن لترسيخ السلام في الشرق الأوسط»، وهي تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية على 85 في المائة - 90 في المائة من أراضي الضفة الغربية المحتلة، على أن تشكل القدس الشرقية، بأحيائها العربية، عاصمة للدولة الفلسطينية، باستثناء البلدة القديمة في المدينة، حيث يقع المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيادة وسائر الأماكن المقدسة، وكذلك المناطق المجاورة لها خارج الأسوار، مثل سلوان وجبل الزيتون، التي تنص الصفقة الأميركية على إبقائها تحت السيطرة الإسرائيلية، ولكن مع إدارة مشتركة للأردن والدولة الفلسطينية.

ثلاث فئات من المستوطنات

ويشير التقرير إلى حل لقضية المستوطنات مبني على تقسيمها إلى ثلاث فئات: الأولى، تشمل الكتل الكبيرة منها، مثل «غوش عتصيون» (القائمة على أراضٍ فلسطينية محتلة تمتد من بيت لحم حتى الخليل)، و«معاليه أدوميم» (جنوب القدس الشرقية المحتلة)، و«أريئيل» (في منطقة نابلس)، وسيتم ضمها لإسرائيل بالكامل، وفق الصفقة الأميركية. والثانية، تضم عدداً من المستوطنات النائية، مثل «إيتمار» و«يتسهار» (وهما تضمان مجموعة من المستوطنين من أصول أميركية معروفين بتطرفهم وباعتداءاتهم على الفلسطينيين)، وهي أيضاً تبقى مكانها وتخضع للسيادة الإسرائيلية، مع أنها تكون ضمن نفوذ الدولة الفلسطينية. والفئة الثالثة من المستوطنات، التي تشمل البؤر الاستيطانية غير القانونية، وفقاً للقانون الإسرائيلي، سيتم إخلاؤها. وفي مقابل ضم المستوطنات، يتم تعويض الفلسطينيين بضم أراضٍ بالحجم نفسه والقيمة نفسها من أراضي منطقة المثلث، التي يسكنها مواطنون عرب (فلسطينيو 48)، المجاورة للضفة الغربية.

ويلاحظ التقرير أن المسؤول الأميركي لم يتطرق إلى بنود في الخطة الأميركية تتعلق بقطاع غزة وقضية اللاجئين، ولم يفسر ما إذا كانت الخطة نفسها تتجاهل الموضوعين، أم أنه لم ينتبه إلى الحديث عنهما.

وقال المسؤول الأميركي لسامعيه، وكان بينهم إسرائيليون، إنه يتوقع رفضاً فلسطينياً لهذه الصفقة، ولكنه يريد أن يسمع رأياً مغايراً من الإسرائيليين. وقد أوحى أن الموافقة الإسرائيلية على الصفقة مقابل الرفض الفلسطيني سيوجد معادلة جديدة في المنطقة تتيح للإدارة الأميركية تبرير دعمها لإسرائيل، وممارسة ضغوط على الدول العربية حتى تمارس بدورها ضغوطاً على الفلسطينيين، ولا تعود هناك عوائق عربية أمام تطبيع العلاقات مع إسرائيل. المعروف أن الرئيس الأميركي أراد نشر خطة السلام خلال الأسابيع الماضية، إلا أن مقربيه نصحوه بالانتظار حتى الانتهاء من انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، المقررة في التاسع من شهر أبريل (نيسان) المقبل. ومع ذلك، فإن أوساطاً في البيت الأبيض أبدت رغبة في طرح مبادئ الخطة الأساسية خلال المعركة الانتخابية، حتى يضطر السياسيون الإسرائيليون إلى التعامل معها، والتطرق إليها في لقاءاتهم مع الجمهور، وصياغة موقف إيجابي منها من الآن، لأن رفض إسرائيل لها سيشكل صفعة للرئيس ترمب الذي يعتبر الرئيس الأميركي الأكثر مساندة لإسرائيل.

وقد رد المبعوث جيسون غرينبلات، أحد مهندسي الخطة الرئيسيين، بالإضافة إلى جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي وكبير مستشاريه، على هذا النشر الإسرائيلي، في رسالة على موقع «تويتر»، فلم ينف مضمونها، لكنه قال إنه «تقرير غير دقيق»، من دون أن يحدد أي جزء يفتقر إلى الدقة فيه. وكتب يقول: «التكهنات بشأن محتوى الخطة لا تفيد. قلة على الكوكب تعرف ما تنطوي عليه في الوقت الحالي»، وأضاف: «نشر أخبار كاذبة أو مشوهة أو منحازة في وسائل الإعلام هو تصرف غير مسؤول يضر بالعملية».

والمسؤول الإسرائيلي الذي وافق على التطرق لهذا النشر كان داني دانون، السفير الدائم في الأمم المتحدة، الذي قال للصحافيين الذين سألوه إن كانت هناك تفاهمات مع واشنطن إنه لن يتم الكشف عن خطة ترمب قبل الانتخابات الإسرائيلية. واعتبر دانون هذا النشر غير رسمي، وقال: «ما نفهمه أنها لن تطرح قبل الانتخابات. إنه قرار ذكي لأننا لا نريد أن تصبح هذه قضية الانتخابات».

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة تعقيبا على التسريبات الإسرائيلية، إن «أي خطة سلام لا تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها كامل القدس الشرقية على حدود عام 1967، سيكون مصيرها الفشل». وأضاف أن «استمرار بث الإشاعات والتسريبات حول ما تسمى (ملامح صفقة العصر) التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية، إضافة إلى الاستمرار في محاولة إيجاد أطراف إقليمية ودولية تتعاون مع بنود هذه الخطة، هي محاولات فاشلة ستصل إلى طريق مسدود، لأن العنوان لتحقيق السلام العادل والدائم هو القيادة الفلسطينية التي تؤكد أن أي طروحات تتعلق بالمسيرة السياسية، يجب أن تكون على أساس الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وشدد أبو ردينة على أن طريق تحقيق السلام في المنطقة واضح «يمر من خلال الشرعية الفلسطينية، وأي مشاريع تهدف للالتفاف على آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، لن يكتب لها النجاح وستنتهي، وسينتصر شعبنا مهما كان حجم هذه المؤامرات والتحديات على قضيتنا وثوابتنا الوطنية». وأكد تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن المنظمة «لا يمكن أن تكون طرفا في تسوية سياسية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لا توفر ضمانات كافية لإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967، بما فيها القدس الشرقية، باعتبارها العاصمة الأبدية لشعب ودولة فلسطين، ولا توفر كذلك ضمانات كافية لحل يقوم على احترام قرارات الشرعية الدولية ويصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها بالقوة العسكرية».

وأضاف أن التسريبات التي نشرت مؤخرا حول ما تسمى «صفقة القرن»... «تفضح جوهر التواطؤ بين الإدارة الأميركية وحكومة إسرائيل في كثير من تفاصيلها، كالادعاء بأن الصفقة تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على 90 في المائة من أراضي الضفة الغربية، وتقع في الوقت نفسه في التناقض وهي تشير إلى أن الدولة الفلسطينية سوف تقوم على ضعف مساحة سيطرة السلطة الفلسطينية حاليا، الأمر الذي يختصر تلك المساحة إلى 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية بعد استبعاد القدس الشرقية ومحيطها، واستبعاد ليس فقط الكتل الاستيطانية؛ بل وحتى المستوطنات، التي تسميها معزولة، مثل إيتمار ويتسهار وغيرهما من المستوطنات التي تحتضن منظمات الإرهاب اليهودي في الضفة الغربية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بالمَحاضِر: لماذا يتجاهل لبنان التحذيرات الدولية؟ 

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 18 كانون الثاني 2019

منذ عامين على الأقل، أي منذ انطلاق عهد الرئيس ميشال عون، بدأت التحذيرات الدولية تتزايد من المخاطر الآتية إلى لبنان من بوابتين: الفساد وتجاهل قانون العقوبات الأميركي على «حزب الله». واليوم، مع بلوغ المخاطر ذروتها، ثمة مَن يسأل: هل هناك مَن يريد إسقاط العهد وأركان الحكم الثلاثة، عون وبري والحريري، بالضربة القاضية؟ وتالياً، إسقاط المؤسسات المؤتمنين عليها... ومعها البلد برمّته؟

بين أول شباط 2018، و12 منه، زارت بعثة خبراء من صندوق النقد الدولي لبنان، في ظل تنامي المخاوف مما وصلت إليه الأزمة المالية والاقتصادية. وبعد لقاءات مع المعنيين، ودرس المعطيات، توصَّلت هذه البعثة إلى استنتاجات حسّاسة جداً وطلبت تنفيذ مجموعة تدابير سريعاً، للحؤول دون الوصول إلى الأسوأ على المديين القصير والمتوسط لا المدى الطويل. توقعت البعثة أن يقترب الدين العام من 180% من إجمالي الناتج المحلي مع حلول العام 2023. وقالت إنّه «في ظل السيناريو الأساسي الذي يفترض عدم إجراء إصلاحات أو زيادة في أسعار الفائدة، ستتراجع كفاية الاحتياطيات في لبنان على المدى المتوسط».

وتحدثت عن إيجابيات ربما تنجم عن حل سياسي مُحتمل في سوريا، ولكن، «في ظل التوترات في المنطقة أو وقوع حوادث أمنية، وارتفاع أسعار النفط وازدياد حاجات لبنان من التمويل، أو تباطؤ تدفقات الودائع الداخلة، ستكون هناك ضغوط على احتياطيات النقد الأجنبي». ودعت البعثة في شكل طارئ إلى اعتماد «خطة ضبط مالي» تكون جزءاً من موازنة عامة وصفتها بأنّها «موثوق فيها». وقالت «إنّ سياسات مصرف لبنان الحالية ساهمت في الحفاظ على الاستقرار ولكنها خلقت تشوّهات سوقية».

وأشارت البعثة إلى «صدمات متنوعة يمكن أن يؤدي تحققها إلى كشف مَواطن الضعف في النظام المصرفي»، ودعت المصرف إلى اعتماد «سياسة أسعار الفائدة التقليدية بدلاً من استخدام العمليات المالية». وشدّدت على «تفعيل الإطار التنظيمي لمكافحة الفساد»، و«تعزيز إطار إدارة الأزمات ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب».

هذه البنود يجدر التذكير بها لمناسبة مرور عام بالتمام على «ذكراها»، فيما الأزمة تكاد تبلغ أعلى درجاتها، وتستدعي التذكُّر والتساؤل عن سبب تجاهل التوصيات و«النوم على حرير» الكلام المعسول من نوع: «الطقسُ جميلٌ والشمسُ مشرقةٌ». آنذاك، أحدث التقرير اهتزازات في عدد من الأوساط. واعتبر خبراء في الاقتصاد والمال أنّه جرس إنذار لا يمكن تجاهله، وأنّ مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية يجب أن تتكرّس لتنفيذ بنوده بحماسة وإخلاص. فإذا أهملت الحكومة هذه التوصيات، سيرتفع الدين العام، وسيكون الانهيار المالي أمراً واقعاً خلال عام أو عامين على الأكثر، بحسب بعض هؤلاء الخبراء. إلّا أنّ حاكم مصرف لبنان، في الاجتماع الشهري مع جمعية المصارف، في 15 شباط 2018، وجّه انتقادات إلى تقرير البعثة.

وحصلت «الجمهورية» على محاضر اجتماعات شهرية عدّة للحاكم والجمعية، في تلك الفترة. وفي محضر 15 شباط، انّ المصرف وافق على نشر خلاصة التقرير «الذي جاء متشدداً أكثر من مؤسسات التقويم». ومن مآخذ مصرف لبنان، وفق المحضر، أنّ البعثة لم تأخذ في الاعتبار جوانب عدة من الأوضاع الاقتصادية، كتراجع الاستيراد والضغط الناتج من النازحين، وأنّه لا يذكر صافي الدين العام في السوق. ووصف المصرف المعالجات التي تطرحها البعثة بأنّها «ضمناً غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ، إذ لا يمكن ردم الهوَّة بين المداخيل والنفقات بنسبة 10% خلال فترة وجيزة»!

وهكذا، في رأي عدد من الخبراء، فوَّت الجانب الرسمي اللبناني فرصة أخرى ودعوة دولية جديدة الى الإنقاذ من كارثة لا بدّ أنّها ستقع مهما حاول المعنيون تأخيرها وكسب الوقت. وستقع الكارثة أخيراً، إما في ساحاتهم وإما في ساحات آخرين يمكن أن يتولّوا المسؤولية بعدَهم، لأنّ العِلم والمنطق يشيران إلى أنّ الخلل يتمادى في لبنان بالترقيع والمصادفة والتجاهل، ولا يُعالَج، وأنّ الكارثة عندما تقع بعد التمادي والمماطلة لمدّة طويلة، تكون عواقبها أكبر بكثير وأخطر من تلك التي يمكن أن تنتج اليوم.

ويسأل هؤلاء الخبراء: «إذا كان الرئيس ميشال عون يراهن على أنّ عهده سيبدأ فعلاً بعد الانتخابات النيابية، وبعد تشكيل الرئيس سعد الحريري حكومته، وإذا كان الرئيس نبيه بري- معه وزير المال- يعلن الاستنفار لمواجهة أصعب التحدّيات المالية والاقتصادية، فما الذي يكبِّل أيدي أركان الحكم جميعاً للدخول بجرأة في البوابتين الأساسيتين للإنقاذ: مواجهة الفساد، والتزام معايير قانون العقوبات في اعتبارها جزءاً من شفافية القطاع المالي المصرفي؟».

مأزق المسؤولين اللبنانيين، وفق هؤلاء الخبراء، هو أنهم: إما عاجزون عن القيام بالخطوة، وإما إنهم ليسوا في المناخ الحقيقي والحيثيات الكاملة للأزمة وما قد تقود إليه من كوارث. فسياسة «الطقسُ جميلٌ والشمسُ مشرقةٌ» يتم اعتمادها منذ مطلع العام 2017، أي منذ أن تبلّغت إدارة عون - الحريري (الواصلة إلى الحكم حديثاً) تحذيرات جازمة من إدارة الرئيس دونالد ترامب (الواصل حديثاً أيضاً إلى البيت الأبيض) من مغبة استمرار انخراط القطاع المصرفي اللبناني في إمرار عمليات «حزب الله» المالية ونقلها إلى داخل القطاع المصرفي الأميركي.

الردّ في اللقاءات الشهرية لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وجمعية المصارف ولجنة الرقابة على المصارف كان دائماً أنّ كل شيء على ما يرام، وأنّ الأميركيين يتفهَّمون لبنان، وأنهم لن يفرِّطوا باستقراره. وفيما الدعوى الأولى المرفوعة اليوم على مصارف لبنانية في الولايات المتحدة ترتبط بعمل فروعها في العراق، فالعودة إلى محضر الاجتماع الشهري في 20 تشرين الثاني 2017 يضيء على جانب من الملابسات في هذا المجال، عندما تمّ التعاطي مع التحذيرات من العقوبات بوصفها «شائعات مغرضة» و«مؤامرة»، وتمّ تسليط القضاء على أصحابها لمتابعتهم وملاحقتهم. جاء في المحضر، تحت البند «ثالثاً»: «تواجه مصارفنا في سوريا والعراق متطلبات زيادة رساميلها مع نهاية العام (…) لما تُشكّله من خروقات للعقوبات الدولية. وتمنت الجمعية على مصرف لبنان التواصل مع السلطات النقدية هناك لتأجيل التنفيذ نظراً إلى الظروف الصعبة لدينا ولديهم. ولم يُبدِ الحاكم رغبة في التدخل، بل وتساءل ضمناً عن جدوى الوجود في هذه الأسواق». وفي المحضر إيّاه، انّ الحاكم أكّد أنّه «بنتيجة الاتصالات التي أجراها أو تلقاّها من الجهات الخارجية، والأميركية خصوصاً، لمس حرصاً على عدم تعريض الاستقرار اللبناني لأي اهتزاز».

سبق ذلك، في الاجتماع الشهري في 14 أيلول 2017، إدانة لما تمّ وصفه بأنه «شائعات» تستهدف الاستقرار. وواكب الاجتماع أعلان سفير لبنان في واشنطن غبريال عيسى أن مروِّجي الشائعات عن دعاوى قضائية ضد المصارف اللبنانية «مدسوسون». ولاقاه وزير العدل في بيروت بكتاب إلى النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود يطلب فيه التحرّك ضد مطلقي هذه الشائعات. إذاً، اليوم، لم يعُد الكلام عن «شائعات مُغرضة» في محلّه، بل هو واقع يريد الشعب اللبناني، كما العهد وأركان الحكم، الخروج منه في سلامٍ وسلامة. كما أنّ تأخير ورشة القضاء على الفساد مكلف جداً، بل قاتِل.

وتبيَّن أنّ سياسة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال لا تنقذ لبنان بل تُعمِّق إغراق النعامة من رأسها حتى قدميها، فتذوب كلها في الصحراء وتختنق. فهل هذا المطلوب للبنان؟ ولماذا؟ ولمصلحة مَن؟ وهل مَن يتحمّل المسؤولية ويتصف بالجرأة والمسؤولية والتجرُّد والكرامة الوطنية؟ ومتى؟

 

كواليس لقاء بكركي: سَمَك بلا حَسَك بين «التيار» و«القوات»  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 18 كانون الثاني 2019

مكنت بكركي من تدوير الزوايا الحادة للخلافات المستحكمة بين القوى السياسية المارونية، وبالتالي استطاع «اللقاءُ الوجداني» برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن يقارب الملفات الساخنة، من دون أن يحرق أصابعه، وإن كان كثيرٌ من الجمر لا يزال كامناً تحت الرماد، خصوصاً أنّ المداولات التي حصلت قبيل إصدار البيان الختامي التوافقي عكست الانقسام الموجود، وتحديداً بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المردة».ولكن، كيف نجح لقاء بكركي في تجاوز الاختبار بـ«علامة فوق المعدل»، وماذا حصل في كواليسه؟

ليس خافياً انّ الدعوة التي وجهها الراعي الى الشخصيات والاحزاب المارونية للاجتماع تحت سقف بكركي انطوت على مغامرة سياسية، في ظل الخصومة التي تسود بين عدد من المدعوّين الأساسيين، وحتى التفاهم المفترَض بين «التيارالوطني الحر» و«القوات اللبنانية» بدا منذ فترة طويلة «خارج الخدمة»، على وقع الافتراق الحاد في الحسابات والمصالح، الى جانب الخلاف القائم بين «التيار» من جهة و«المردة» و«الكتائب» من جهة أخرى.

ومع ذلك، أراد الراعي عبر مبادرته أن يضع الجميع أمام الأمر الواقع، آملاً في أن يتمكن من إحداث الصدمة المطلوبة في الوسط السياسي الماروني، فيما شعر بعض المدعوّين أنّ اللقاء سيكون أمام إحتمالين:

إما ان يُترك على سجيّته فيصبح معرَّضاً للفشل تحت وطأة تجاذبات مكوناته، مع ما سيخلفه ذلك من تداعيات على موقع بكركي برمزيته الوطنية وهالته المسيحية، وإما أن يتمّ مسبَقاً تحضير أرضية سياسية له تمنع انزلاقه الى نتائج سلبية وتحول دون تفاقم الخصومات المارونية، علماً أنّ زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية استعاد خلال اللقاء تجربة مريرة حصلت في الماضي حين تلا اجتماعاً بين «المردة» و«الكتائب» في بكركي صدامٌ دموي.

على إيقاع هذه الهواجس، اتصل نائب رئيس حزب «القوات» النائب جورج عدوان الاثنين الماضي بأمين سرّ تكتل «لبنان القوي» النائب ابراهيم كنعان، واتفقا على عقد اجتماع ثنائي الثلثاء في مكتب كنعان في مجلس النواب.

تشاور كنعان مع باسيل وعدوان مع قيادة «القوات»، والتقيا في اليوم التالي حيث عرضا الاحتمالات التي تواجه اللقاء الماروني وما يمكن فعلُه على هذا الصعيد، كذلك ناقشا مقاربة كل من «التيار» و«القوات» للهدف المتوخّى منه.

وبعد نقاش، تفاهم كنعان وعدوان على الأمور الآتية:

- وجوب منع أيّ اشتباك سياسي في لقاء بكركي مهما كانت الظروف والاعتبارات.

- ضرورة الدفع في اتجاه الخروج بموقف مسيحي- وطني، وليس حزبياً ضيقاً.

- دعم موقع رئاسة الجمهورية.

- احترام الدستور وآلياته ورفص أيّ انقلاب عليه، وتأييد كل ما يتفق عليه رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في ما خصّ الحكومة الجديدة.

- محاولة الخروج من الثنائيات المسيحية نحو بُعد أوسع.

يوم الاربعاء، انعقد تكتل «لبنان القوي» برئاسة باسيل، وأبلغ كنعان الى الحاضرين حصيلة مداولاته مع عدوان بهدف ايجاد صمّام أمان يحول دون انفجار اللقاء الماروني من الداخل، كذلك حصل تواصل مع بكركي ضمن القنوات المعتمدة لمناقشتها في الطروحات المقترَحة التي يمكن البيان الختامي أن يُبنى عليها، علماً أنّ وليد غياض تولّى باسم البطريركية المارونية جمع الأفكار من الجهات المدعوّة الى اللقاء، لجولجلتها واعتمادها نواةً لمسودة البيان.

بالتزامن مع هذا الحراك في الكواليس، أبلغ «التيار» و«القوات» الى نوابهما ضرورة إبداء الهدوء وتجنّب الاستفزاز خلال اللقاء وبعده، سعياً الى حمايته من خطر التعثر.

يوم الخميس، وبينما كان المدعوّون يتوافدون الى بكركي، عَقد كنعان وعدوان اجتماعاً جانبياً، تمّ خلاله تثبيت ما سبق أن تفاهما عليه، لكنّ المداخلات التصاعدية التي راحت تتلاحق اثناء الاجتماع الماروني الموسّع كادت تأخذه في اتجاهٍ سلبي، لو لم يحصل تداركٌ للموقف في الوقت المناسب.

كعادته، شرح فرنجية رأيه في صراحة، متّهماً «التيار الحر» بأنه يريد «الثلث المعطل» لذبح معارضيه المسيحيين، ومعتبراً انّ الحكومة تتشكّل فوراً إذا تنازل «التيار» عن مقعد واحد، فيما شدد باسيل في مداخلته على انّ النزاع المتصل بالعقدة الوزارية ليس مسيحياً، بل هو بين «المستقبل» ومجموعة من النواب السنّة، وسواءٌ كانت الازمة سنية - سنية او سنية - شيعية فلا دخل للمسيحيين بها، متوقّفاً عند مراحل استعادة الحقوق في مجلس النواب والحكومة، ولافتاً الى أنه لا يمكن إلغاء أحد ربطاً بعدد الوزراء، لأنّ العدد ليس قابلاً للتقريش في لبنان.

تشنّجت الجلسة الى حدٍّ ما، وإن بقيت تحت السيطرة، بينما علت اصواتٌ تدعو الى الاستعاضة عن البيان الختامي بالكلمة التي ألقاها الراعي، لكنّ الرأيَ استقرّ على إصدار بيان، تولّت لجنة الصياغة إقرارَه قبل أن تتحوّل لجنة متابعة.

بعد انتهاء اللقاء الماروني في سلام، توجّه كنعان وعدوان الى أحد مطاعم جونية حيث تناولا طعام الغداء الذي كان السمك طبقه الاساسي، وجرى عرض للنتائج التي أفضى اليها لقاء بكركي، كذلك اتفق الرجلان على تفعيل التواصل مجدداً بين «التيار» و«القوات» مع الحرص على عدم إعطائه طابعَ الثنائية الموجّهة ضد المكوّنات المسيحية الأُخرى، خصوصاً انّ هناك تفاهماً بين «القوات» و«المردة»، الى جانب أنّ «التيار» يسعى أيضاً الى إيجاد قواسم مشتركة مع الآخرين ضمن بيئته، كما يؤكد مصدر بارز فيه.

 

باسيل لأبو الغيط: أعيدوا سوريا فوراً!  

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الجمعة 18 كانون الثاني2019

لم تمنع «العاصفة الليبية» ولا غياب سوريا عن القمّة التنموية الاقتصادية العربية ولا التهويل بـ«هزالة» الحضور، من انعقادها في موعدها. لكن على بُعد ساعات من انعقادها، تكشف «الجمهورية» عن مضمون رسالة أعدّها وزير الخارجية جبران باسيل لإرسالها الى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، يطلب فيها الدعوة الى اجتماع إستثنائي عاجل لمجلس وزراء الخارجية العرب من أجل عودة سوريا الى الجامعة العربية، لكن رفض الرئيس المكلّف سعد الحريري الحاسم لهذا الأمر منع باسيل من توجيه الكتاب.

في الثاني من كانون الثاني الجاري، أعدّ باسيل كتاباً لإرساله الى أبو الغيط، عرض فيه لقرار وزراء الخارجية العرب تعليق عضوية سوريا في 12 تشرين الثاني 2011 في الجامعة العربية، وتسجيل معارضة كل من سوريا ولبنان واليمن، وامتناع العراق عن التصويت.

وقال باسيل في رسالته: «الآن وبعد مضي أكثر من 8 سنوات على هذه الأحداث... وكانت النتيجة دماراً كبيراً في معظم المدن والمناطق السورية، و500 الف قتيل وملايين الجرحى، و6 ملايين لاجىء ونازح الى الدول المجاورة، وأكثر من مليون نازح الى الدول الأوروبية، إضافة الى أكثر من 5 ملايين نازح داخل سوريا، ولبنان اكثر من تأثّر من موجات النزوح التي أصابته، ويجب تأمين الحل بالعودة المستدامة من خلال الحوار مع سوريا ولبنان المعني الأول بهذه الأزمة».

في المحصلة، أضاف باسيل في رسالته، «مأساة إنسانية ومشكلات إقتصادية وإجتماعية هي الأكبر في القرن 21. معاناة شعب قرّر أن يواجه الإرهاب، فوقف وقاوم وانتصر»، قائلاً: «اليوم حان الوقت لإصلاح الخطأ، لذلك نطلب من معاليكم الدعوة الى اجتماع إستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب على وجه السرعة من أجل عودة سوريا الى الجامعة العربية ووقف العمل بقرار تعليق العضوية، ودعوتها الى القمة العربية التنموية التي تستضيفها بيروت يوم 20 كانون الثاني 2019، وذلك إستناداً الى الفقرة «ب» من المادة السابعة من النظام الداخلي للجامعة العربية، خصوصاً وأنّ هذه الدعوة وهذا الإجتماع ينطويان على:

- عودة سوريا الى الحضن العربي، ووقف خسارة أن تكون دولة عربية مهمة كسوريا خارج الجامعة العربية.

- إنّ حل الأزمة السورية هو للشعب السوري أولاً وأخيراً، ولا يجوز أن تكون هناك أطرٌ سياسية وديبلوماسية، دولية وإقليمية للبحث في مسألة سوريا في غياب سوريا أو أي دولة عربية أو أي إطار عربي.

- إنّ القمة العربية التنموية المنوي انعقادها، تتزامن مع بدء ورشة الإعمار في سوريا ولا يجب غياب سوريا عنها كونها الدولة المعنية».

ورأى باسيل «إنّ هذا الإجتماع الذي نطالب بعقده يمكن أن يكون الخطوة اللازمة في مسار عودة الجمهورية العربية السورية الى بيئتها العربية الطبيعية، ولإنهاء الأزمة السورية وبلورة الحل السياسي على أساس إرادة الشعب السوري، ولعودة النازحين السوريين الى بلدهم، وليكون عملنا العربي المشترك مفخرة لشباب هذه الأمّة العربية».

وتفيد المعلومات، أنّ رفض الحريري توجيه الكتاب أدّى الى فرملة مساعي باسيل الذي تؤكّد مصادره «أنّ أطرافاً أساسيين في الحكومة لم يوافقوا عليه. وعندما لم يتأمّن الوفاق الداخلي، تريّث باسيل في إرسال الكتاب، محترماً معادلة الوفاق الداخلي على حساب قناعاته»، فيما كانت لافتة أمس، إشارة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الى أنّ «هناك إشارات ايجابية أتت من باسيل لكن قابلتها أخرى غير وديّة من غيره».

ويبدي باسيل الثقة الكاملة بأنّه «خلال أسابيع سيتأمّن الإجماع الداخلي، لأنّ عودة سوريا الى الجامعة العربية صارت أمراً حتمياً والمؤشرات كثيرة ومعروفة».

وفي رأي باسيل، انّ «عودة سوريا الى الجامعة العربية هي مكسب عربي ولا يجوز أن تبقى خارج هذه الحاضنة، في الوقت الذي يبحث العرب والعالم في المسألة السورية في غياب سوريا، ومن دون أي مبادرة عربية».

ويشير الى أنّ «إعادة إعمار سوريا مطروحة بقوة في المحافل الدولية، والقمة العربية التنموية الاقتصادية المتخصصة بالشأن الاقتصادي تُعقد مع بدء ورشة إعادة إعمار سوريا».

ووفق المعلومات، فإنّ هذا الملف أخذ حيّزاً واسعاً من لقاء باسيل مع مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل قبل أيام. وفيما وصفت مصادر مطلعة الاجتماع بـ «الهادئ لكن الحازم»، تفيد المعلومات أنّ باسيل طلب من هيل تقديم إستثناءات لشركات لبنانية وللبنانيين لدى عملهم في سوريا، وتجنيبهم العقوبات الواردة في «قانون القيصر»، وهو مشروع قانون صادق عليه مجلس النواب الأميركي بغالبية ساحقة في تشرين الثاني 2016 ، ويفرض عقوبات على كل من يدعم الحكومة السورية مالياً أو عينياً أو تكنولوجياً، وتنتهي صلاحيته في 31 كانون الأول 2021.

وتوجّه باسيل الى هيل قائلاً: «نحن دفعنا كثيراً بسبب الحرب في سوريا، ولا بدّ أن نستفيد من مرحلة إعادة الاعمار، وشركاتنا في لبنان مصمّمة على المشاركة فيها»!

وفي مقابل «خشية» رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما أعلن مراراً، «أن يأتي حضور القمة باهتاً وفي مستوى تمثيل مخفوض ودون المستوى»، يحرص باسيل، وفق ما يُنقل عنه، على التأكيد أنّ «لبنان وافق على استضافة القمة بقرار اتخذه مجلس الوزراء، وتمّ تخصيص اعتماد مالي لها في وزارة المال، ونسّقت كافة الدعوات مع الرئيسين بري والحريري»، مضيفاً: «إذا القمة هزيلة أو قوية فهذا لن يأتي على حساب الرئيس ميشال عون».

ووفق قريبين من باسيل، انّ «القمم الاقتصادية، في العادة، لا تشهد حضوراً جامعاً على مستوى رؤساء وملوك، لكن بمعزل عن هذا الأمر إذا فعلاً «طلعت القمة هزيلة» هل يفرح الرئيس بري بهذا؟».

أما رواية وزارة الخارجية ردّاً على ما يقول بري انّه «تحذيرات» متكرّرة أطلقها في هذا السياق، فتشير الى أنّ «خلال التحضيرات لم نسمع أي تحذيرات من هذا النوع في شأن ليبيا أو سوريا، ثم تفاجأنا بحصول عمل خارج الدولة والقانون في ما يتعلق بدعوة ليبيا. أما في الموضوع السوري، فقد سأل رئيس مجلس النواب الجهات المعنية وفَهم الآلية المعتمدة، ونكرّر أنّ لبنان ليس الجهة المخولة دعوة سوريا الى القمة». والقريبون من باسيل على اقتناعهم «لا يزال بري يحاول تسوية علاقته مع سوريا، لكن أسلوب المزايدات لن ينجح. هو يعرف جيداً ماذا يريد السوريون منه».

ويضيف هؤلاء: «نحن استجبنا لطلب بري أن يكون توجيه الدعوة لليبيا على مستوى ديبلوماسي أقل من بقية الدول، وهذا ما حصل من خلال توجيه مندوبنا في الجامعة العربية الدعوة الى مندوب ليبيا في الجامعة العربية».

أما تأكيد بري حصول «قوطبة» على دور سفير لبنان في ليبيا وتجاوزه، فإنّ وزارة الخارجية سلّمت بواقع أنّ «السفير اللبناني في طرابلس الغرب موجود في تونس ولا يتجرأ على دخول ليبيا»!

 

حلفاء لغير لبنان في لبنان  

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 18 كانون الثاني 2019

نقرأ عن: حلفاء لسوريا في لبنان... وحلفاء للسعودية في لبنان... وحلفاء لإيران في لبنان... وحلفاء للشيطان الأكبر والشيطان الأصغر في لبنان...

وهل هناك من يسأل: أين همُ حلفاءُ لبنان في لبنان..؟ «وأين هي هوية لبنان التاريخية التي تعكس كيانه الروحي العريق...» كما جاء على لسان البطريرك بشارة الراعي في لقاء بكركي النيابي الماروني، أو عن مثل قوله: ليس لإحدٍ أن يصنع للبنان هوية جديدة مغايرة لحقيقته».

نعم... بفعل ما يسمى التحالف والحلفاء بين الداخل والخارج، كانت هناك أزمات كثيرة في لبنان على مدى محطّات التاريخ، ولكن لم يكن لها هذا الإنعكاس الخطير على المبادىء الوطنية والأخلاقية وتلطيخ الشرف.

لم تهبط مراحل التاريخ العصيبة بالرجال في لبنان الى هذا المستوى من الإنحلال الوطني الذليل والحماقة العقلية، والمراهقة السياسية، حتى في أقسى ظلامة الحكم العثماني والإنتداب الفرنسي استطاع غير مسؤول لبناني في السلطة أن يتحوّل الى رجل... والى رجل لا يتلقى الأوامر.

كنَّا من قبل، نعيش تحت سيطرة الإحتلالات بفعل قوة دولية غاشمة، ونحن اليوم نعيش إحتلالات مستترة بأسماء مستعارة، بفعل سيطرة الطبقة السياسية والحزبية التي ترهن لحلفائها الخارجيين ولاءً يفوق ما هو عليه ولاؤها للوطن الأم، وبفعل ما شرّعنا من أبوابٍ لأجهزة المخابرات وللسفراء العرب والأجانب ليجعلوا من لبنان ساحة مستباحة لخيولهم الجامحة، بما فيها ذلك الحصان الذي عيّـنه أحـد الملوك المهووسين قنصلاً.

لن تكون هناك حلول حاسمة ما دام الحلفاء الخارجيون من عـرب وفُـرس وعجـم يتقاتلون فيما بينهم ويتقاتلون فيما بيننا وما دام العرب منذ قرونٍ من السنين لم يتوقفوا عن هواية اللعب بهدر الـدم، وعن الإبتهاج خداعاً بالهزائم والإنكسارات الفاشلة. يوهموننا.. ويصـدّق الأغبياء أنّ المشكلة عندنا هي مشكلة الحكومة، ومشكلة الثلث العاطل والمعطّل، أو ذلك اللقاء التشاوري الذي أطلقوه من القمقم المسحور، مع أنّ المارد الذي ينطلق من قمقمه لا يستطيع أن يعود الى القمقم المكسور مـرّة ثانية... الأذكياء يعلمون، أن الحكومة حتى وإنْ تألّفت ستكون حكومة الحلفاء الخارجيين لا حكومة اللبنانيين، مثلما سيكون شأن الرئاسة الأولى، بعد ذلك الإنـذار الخبيـث الذي استمرّ سنتين ونصف السنة لانتخاب الرئيس، أي أن الرئاسة الأولى في ظل هذا التمـزّق المفتعل ستكون هي أيضاً رئاسة أولئك الحلفاء الخارجيين لا رئاسة اللبنانيين، ولا المتسكِّعين عـرَجاً على أبواب الإرتزاق الرئاسي. لماذا؟ لأننا استمتعنا كثيراً بالْتهام تلك التفاحات الرئاسية التي تحمل خطيئتنا الأصلية منذ استقلالنا الأول وسقطنا في كثير من التجارب الشيطانية التي حركت غرائزنا، فجعلتنا نتقاتل ونتصالح ونتقاتل على الطريقة العربية نفسها التي أصبح تـراكم الهزائم فيها نوعاً من الإدمان.

ولأن الوطنية عندنا أيضاً سقطت أمام عصبية الدين، فأصبح لكلِّ مذهبٍ وطـنٌ، ولكلِّ وطـنٍ شعبٌ مذهبيّ ودولةٌ وجيش وعلَم، وبدل أن نتطوّر حضارياً وصـولاً الى الإنصهار الوطني، تدَحْرجنا غرائزياً الى الإنصهار الثنائي بين الوطـن والدين، والسياسة والدين، والدولة والدين، بل الى الدولة الدينية التي لا علاقة لله بها. وحين يصبح واقـع لبنان كالبركان المتفـجّر الذي يتطاير منه الجمـر علينا ومن فـوّهاته السياسية والرسمية، وليس هناك من ينتفـض معطّلاً بإبـرِ التخدير والدولة في غيبـوبة مع السكارى على ما يقول الشاعر:

قـدْ سَكِـرنا فأقَمْنا دولـةً وأَفَقْـنا لم نجِـدْ إلاّ الـمُداما. فلا أمـل إذاً من قيام الوطن والدولة إلاّ بحفلة سكـرٍ مجنونة بحليب السباع اللبناني ينقـضّ بها السكارى على هذا المشهد الوطني المرعب، وعلى هذا المستوى المخيف من اللاّ عقـل. وبغير حالة هذا السكر الجنوني، لا يعود لبنان الى لبنان... ولـن يكون فيه جمهورية ودولة وحكم، إلاّ عندما يصبح المواطنون اللبنانيون حلفاء للبنان في لبنان.

 

دبلوماسية هيل لم تخل من فجاجة: مواجهة تحت مظلة «ربط النزاع

استراتيجية ترامب ترتكز الآن على الضغط الاقتصادي.. والحزم يتطلب تعامل لبناني والتزام بقرارات الإدارة الحالية

رلى موفّق/اللواء/18 كانون الثاني 2019

السؤال المحوري يتعلق بدور «حزب الله»  في ظل انتهاج سياسة تغيير قواعد اللعبة؟

يُراقب الفريق السياسي المحسوب على المحور السوري - الإيراني بدقة مفاعيل كلام مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل الذي أطلقه من أمام «بيت الوسط» في أعقاب لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. لا تكهنات حول توقيت الزيارة كونها تأتي في إطار جولة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى المنطقة، الذي أوكل أمره لنائبه، ولا التباس في عنوانها المتعلق بـ«مناقشة الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة حيال الشرق الأوسط والتصدي لأجندة إيران وطموحاتها وأنشطتها الخبيثة». هيل نقل حزم الإدارة الأميركية بالمضي باستراتيجيتها المعني بها لبنان لسببين رئيسيين: الأول يعود إلى أن تحقيق شرق أوسط مستقر ومزدهر كهدف أساسي يتطلب لبناناً آمناً ومستقراً، فيما يرتبط السبب الثاني بوجود «حزب الله»، حيث أن مواجهة أنشطة إيران تطال  أنشطة «الحزب» كأحد  المنظمات الإرهابية بالوكالة. وهذا الحزم يتطلب من لبنان الرسمي، قيادات ومؤسسات، التعامل بجدّية مع قرارات دونالد ترامب الذي تختلف طريقة عمله عن سلفه باراك أوباما. والجدّية هنا، في فَهْم من التقوا هيل، ومَن هم على إطلاع على نظرة الإدارة الأميركية  إلى الواقع اللبناني، ترتبط بالتقيّد بمضامين القوانين والقرارات التي تصدر وعدم محاولة الالتفاف عليها، سواء تلك المتعلقة بالعقوبات على إيران أو على «حزب الله».

ورغم خلو اللغة التي استخدمها هيل من الدبلوماسية، ورغم فجاجة التوصيف ومباشرة الاستهداف، فإن الانطباع على ضفة هيل بأن استراتيجية ترامب لا تزال ترتكز بالدرجة الأولى على استخدام الضغط الاقتصادي كأداة للوصول إلى أهدافها، وهي غالباً أكثر فعالية وأقل كلفة وخطر من الضغط العسكري، لكن نجاحها رهن التزام الأطراف المعنية بها، والتشدد في محاسبة المتخلفين من الدول والحكومات والأفراد والكيانات والشركات.

لم يخرج مَن التقى الموفد الأميركي بانطباع أن ثمّة تغييراً أساسياً حيال التعامل الأميركي مع لبنان. فالموقف رغم اللهجة التصعيدية لا يزال تحت سقف «ربط النزاع» الذي يعيش لبنان في ظلّه منذ تأليف حكومة الرئيس تمّام سلام عام 2014. ربط النزاع هذا هو ربط نزاع أميركي - إيراني ينسحب على حلفاء الطرفين سواء الإقليميين أو الدوليين. وفي إطاره حصلت التسوية الرئاسية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وأعادت سعد الحريري إلى الرئاسة الثالثة، وجرت الانتخابات النيابية التي كان المجتمع الدولي يضغط باتجاهها في إطار الحفاظ على انتظام عمل المؤسسات الدستورية.

لكن الوقائع التي سُجّلت خلال سنوات «التعايش»، وما رافق إنجاز قانون الانتخابات النيابية الذي أحدث خللاً فاضحاً في موازين القوى السياسية، وما تلاه من تعقيدات في عملية تأليف الحكومة، آل إلى اقتناع بأن «حزب الله» يستفيد من «ربط النزاع» القائم لتعزيز نفوذه داخلياً، وتصليب الأرضية السياسية التي تؤمّن له مزيداً من الإمساك بالقرار اللبناني في حرب النفوذ الدائرة في المنطقة. في رأي متابعين أن السؤال المحوري يتعلق راهناً بالدور الذي يلعبه «حزب الله» في لبنان، في ظل انتهاجه سياسة تغيير قواعد اللعبة، وبالأهداف الكامنة وراءه، والتي لا يمكن إدراجها إلا في سياق فرض مزيد من الهيمنة وصولاً إلى الهيمنة الكاملة على الدولة. فإزاء المسار الانحداري للقوى السياسية المناهضة لـ«حزب الله» وضعفها، يعمل «الحزب» على القضم التدريجي وعلى وتكريس معادلات جديدة، على غرار تعاطيه مع وزارة الصحة التي أصرّ عليها غير آبه بما سيخلّفه توليه لها من اصطدام مع المجتمع الدولي ووقف المساعدات المخصصة لها وعبرها إلى لبنان. الرسالة التي أراد هيل إيصالها إلى «حزب الله» بالمباشر مفادها أن واشنطن لن تُسلّم بسياسة الإخلال بقواعد اللعبة، وبالتالي فإن ثمّة خطوطاً حمر لا يمكن للحزب تجاوزها، ولا بدّ تالياً من العودة إلى مندرجات «ربط النزاع» والالتزام بها. والطريق إلى ذلك هو بوقف «الحلفاء» تقديم مزيد من التنازلات التي لن تؤول إلى حماية البلد، بل إلى دفعه أكثر نحو السقوط الكليّ في الفلك الإيراني، ما يُعرّضه للانكشاف. فالمسؤول الأميركي يُدرك بعمق واقع حلفاء بلاده وأن لا قوة لديهم ولا رغبة في خوض غمار أي مواجهة، وهو لم يأتِ ليحثهم على التصعيد بل على الثبات حيث هم ليس أكثر، أقله في المرحلة الراهنة، ولو تطلب الأمر إحياء حكومة تصريف الأعمال، فذلك أفضل من حكومة تكرّس خسائرهم من جهة، وأرباح «حزب الله» ومَن يمثل من جهة ثانية!.

 

اللقاء الماروني...ما له وما عليه؟!

فؤاد ابو زيد/الديار/17 كانون الثاني 2019

بين كلمة البطريرك الماروني بشارة الراعي، التي افتتح فيها اللقاء الماروني الموسّع في بكركي، وبين المقررات التي توصلت اليها لجنة الصياغة، اختلاف واضح، يحسن التوقف عنده لمعرفة خيبة الامل التي اصابت العديد من المسيحيين، الذين راهنوا على صدور مقررات شجاعة تفقأ دمّل الشعور عندهم، بأنهم اصبحوا بالكاد فئة من الدرجة الثانية، لا يكفي انهم خسروا الكثير من الصلاحيات والحقوق التي كانت لهم، ليكتشفوا انه حتى ما اعطاهم اياه اتفاق الطائف المجحف، لا يتم تنفيذه بالكامل، والمنفّذ منه يتمّ تقاسمه او التحايل عليه.

النقاط الـ 13 التي تضمنها البيان الختامي، باستثناء النقطة الاولى التي تؤكد تبنّي المجتمعين لكلمة البطريرك الراعي، كانت تردادا مملا للمطالب المسيحية المستمرة منذ العام 1992 ولم يأخذ الشريك بالوطن اي اعتبار لها او اهتمام بها، ونأتي اليوم، بأول مؤتمر مسيحي ماروني موسّع، نردّدها، وكأننا اكتشفنا البارود، مع ان المطلوب كان، اخذ خطوات عملية ومن وحي ما قاله يوما البطريرك التاريخي مار نصرالله صفير: «اذا خيّرنا بين الحرية والعيش المشترك، فخيارنا هو الحرية» لكننا مع الاسف، وعلى الرغم من ان البطريرك الراعي، فتح الباب امام المجتمعين ليرتفعوا الى مستوى القلق الكبير الذي يعيشه المسيحيون، بسبب استبدال الدستور بالاعراف والممارسات الشاذة، وبسبب تملّك المؤسسات الاساسية، والدفع بتغيير النظام وهوية لبنان، عن طريق مؤتمر تأسيسي، او فرض المثالثة، وكيفية الخروج من الاخطار المهددة، ومن طروحات غير مكتملة، مثل طرح الدولة المدنية او الغاء الطائفية السياسية، دون التوسع المنطقي والضروري، والكلام عن لا مركزية ادارية وليس سياسية ورفض كل كلام عن تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، والاصرار دائما عن اثلاث معطّلة، واعطائها زورا صفة الاثلاث الضامنة، وفي كلمة الراعي، ايضا تذكير بموقف للبطريرك الحويك، تاريخه 19/1/1926 اي عندما كان عدد المسيحيين ثلثي عدد سكان لبنان، حيث يؤكد على «احترام الحرية الدينية، والمساواة بين الطوائف وعدم طغيان طائفة على طائفة، واحقاق العدل، وعدم التساهل في تجاوز القانون...» هذه هي المارونية السياسية التي دمّر لبنان من اجل استئصالها. كان من الافضل لو تجلّت الوحدة المسيحية في لقاء بكركي، بوجود النواب الارثوذكس والكاثوليك والارمن، ومندوب عن مذاهب الاخوة السريان والكلدان والاشوريين والاقباط، وهم قدموا شهداء في الدفاع عن لبنان، ولا خوف من العدد لأنه لا يتجاوز السبعين شخصا، ولكن يشعر الجميع بأننا عائلة واحدة لأب واحد هو يسوع المسيح. في النهاية هناك دعوة للقيادات المسيحية: اذا انتم عاجزون عن انقاذ لبنان، عل الاقل اعملوا على انقاذ المسيحيين.

 

دفاعاً عن موقع الرئاسة لا عن ميشال عون

طوني أبي نجم/IMLebanon Team /18 كانون الثاني/19

كاتب هذه السطور هو من أشد المعارضين للرئيس ميشال عون سياسياً، بشهادة الجميع. لم أكن ولن أكون يوماً من مؤيديه أو المعجبين به وبأدائه، لا تاريخياً ولا حالياً. هذا أمر محسوم لاعتبارات لا مجال لتعدادها في المقالة الحالية. وما زاد في الطين بلّة دور الوزير جبران باسيل وأدائه وطبيعة شخصيته، فكان الالتحام بين دوري عون وباسيل مدعاة لنفور إضافي في ظل رفضي لكل الأداء والتموضع السياسيين للاثنين، أقله اعتباراً من 6 شباط 2006 في المرحلة الحديثة وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية. ولا تزال كتاباتي تشهد على ما اعتبرته ولا أزال “خطيئة” سياسية ارتكبتها “القوات اللبنانية” عبر “اتفاق معراب” والترويج لانتخاب الرئيس عون، وليس اعتراضاً على المصالحة التي لم تحصل فعلياً بل شكلياً إذ بُنيت على تقاطع مصالح ظرفي وما لبثت أن انهارت، وكان انهيارها عظيماً.

لكن ميشال عون اليوم هو رئيس الجمهورية اللبنانية، ورأس هذه الجمهورية. الموقف السياسي من رئيس الجمهورية شيء، والقبول بأن ينكسر من موقعه أمام وهج السلاح الذي يمثله الثنائي الشيعي شيء مختلف تماماً، والدور الذي يلعبه الرئيس نبيه بري في هذا السياق لا يمكن أن يكون إلا بالتنسيق اللصيق مع “حزب الله” وحتى بتوجيه منه. ما جرى ويجري على هامش القمة العربية، وعملية ضرب سمعة لبنان وصورته وموقع رئاسة الجمهورية التي مارسها الثنائي الشيعي حركة “أمل” علناً ومواجهة و”حزب الله” سراً ومواربة، إنما يشكل خطراً كيانياً على موقع الرئاسة في لبنان وما يمثله من رمزية للحفاظ على “الطائف” والشراكة والمناصفة! إن الحرب التي شنّها ويشنّها الثنائي الشيعي الخارج عن القانون وخلافاً للدستور والصلاحيات، على موقع الرئاسة إنطلاقاً من استهداف القمة العربية، إنما هي حرب على “الطائف” والدستور وموقع رئاسة الجمهورية، والهدف واضح لا لُبس فيه: محاولة الإنقلاب لتغيير النظام اليوم قبل الغد، عبر إسقاط الدولة وإظهارها بمظهر العاجزة كلياً وعزل لبنان عن علاقاته العربية والدفع نحو مؤتمر تأسيسي قبل تبدّل الموازين الإقليمية وتراجع النفوذ الإيراني في المنطقة.

إن كسر رئيس الجمهورية وموقع الرئاسة اليوم، وبغض النظر عن اسم الرئيس، إنما يعني تكريس واقع أن يصبح أي رئيس للجمهورية في لبنان عاجزاً عن استقبال ضيف أو حتى دعوته أو حماية قمة في لبنان.

والأسوأ في كل ما يحصل، أن ثمة أطرافاً مسيحية تحديداً تتلهى بمنطق تصفية الحسابات السياسية وتتلذذ بانكسار ميشال عون، فيما هي تبدو كمن بلحس المبرد وتتلذذ بـ”دماء” الموقع المسيحي الأول في لبنان، في حين أن المطلوب اليوم هو حماية هذا الموقع لا الشخص، في مواجهة تتخذ طابعاً سيادياً ودستورياً بامتياز بين من يحاول الإبقاء على هيبة الدولة وعلاقات لبنان العربية من خلال استضافة القمة الاقتصادية والتنموية العربية في بيروت، وبين من يسعى لضرب هيبة الدولة وكسرها وإعلان أن لبنان بات أسير محور الممانعة عبر فعل كل شيء لضرب القمة وتقزيمها. إن الصراع الدائر اليوم على خلفية القمة العربية هو صراع سيادي بامتياز بين منطق الدولة وهيبتها ومنطق الدويلة التي تسعى إلى القضاء على الدولة، وأي تقاعس اليوم في حماية الموقع المسيحي الأول ورمز الدولة في مواجهة تفلّت الممارسات الميليشيوية للثنائي الشيعي ستعني حتماً انهيار الدولة والإجهاز على ما تبقى للمسيحيين في السطلة ضمن شراكة “الطائف”. كل الأمل ألا تكون المماحكات المسيحية التي شهدت بكركي في اللقاء الماروني الأخير جانباً منها، وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من فصولها، أشبه بنقاشات القسطنطينية حول جنس الملائكة يوم كانت أسوارها تُدكّ، فيبكي الكثيرون كالنساء مناصفة وشراكة وصلاحيات ضائعة لم يعرفوا كيف يحافظوا عليها كالرجال!

 

بيتي الذي نذرتُه لأبي الفضل العبّاس

بادية فحص/درج/19 كانون الثاني/19

لم يخطر في بالي حين قرأت طلب وزارة المالية اللبنانية المحترمة، بوضع إشارة امتياز، أي حجز، على بيتي الصغير في النبطية، سوى مشهد الجنود الصهاينة وهم يصادرون منازل الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ويخرجون أهلها منها بقوة السلاح والاحتلال.

قد تبدو المقارنة قاسية نوعا ما، إذ لا يجوز تشبيه القيّمين على وزارة وطنية محترمة وموظفيها، بمغتصبي الأرض، لكن الصدمة التي اعترتني إثر قراءة الإشعار، حملتني على الفور إلى أحياء القدس العتيقة. تخيلت نفسي أمام بيتي في حي سلوان، وقد استقيظتُ صباحا، لأبدأ أعمال الحب، فخرجت أولا إلى الشرفة، لأسقي ورودا زرعتها يد أمي الخضراء ذات ربيع، فتفاجأت بجنود الاحتلال يحاصرون منزلي، ويدعونني عبر مكبر الصوت إلى إخلائه فورا. ربما لا يعرف معالي وزير المالية، أن امرأة مطلّقة مثلي، كم كدحتْ وكدّت، وقطّرت على أطفالها وعلى نفسها، لتحصل على خيمة تستر بها عريّها الاجتماعي! وأن بيوت نساء مثلي، ليست حجارة وأبواباً وأثاثاً فقط، هي قلوب مجروحة، مفتوحة، على ألف عذاب وعذاب. وأظنه يعرف أن موظفي القطاع العام من الفئات الدنيا مثلي، بما أنه موظف في القطاع العام، يتقاضون رواتب لا تكاد تشبع طيراً يطير ولا نملة في وكر، وأنهم يلجأون، حين يحرجهم أطفالهم بالطلبات البريئة، إلى ألف حيلة غير مقنعة، من قبيل أصبحنا كباراً على التنزه في العطل وشراء ثياب العيد سنة تلو سنة، والتذرع بأن التلفزيون لهو والإنترنت مفسدة كبرى، كي يتخففوا من ثقل فواتير آخر الشهر.

وربما لا يعرف معالي الوزير، أن البيوت الصغيرة الباذخة بالبساطة والعادية هي ملاجئ، لمن يشعرهم وحش الضرائب الباهظة، مقابل الخدمات غير المتوفرة كالتعليم والطبابة والضمان الصحي وحق السكن، والمقتطعة من غلالهم القليلة أساساً، بغياب الأمان وفقدان نعمة الاستقرار.

أكثر ما أحزنني وخلّف في قلبي غصّة، في هذه الزوبعة التي هبت عليّ من جهتكم، هو أن تختصر بضعة أرقام تافهة، طُبعت على صفحة الإشعار، بخط أسود بلا قلب، حياة أناس، ولدوا في هذا البيت، نموا، درسوا، نجحوا، ركضوا، رقصوا، لعبوا، تعبوا، ناموا، حلموا، كبروا، غادروا، وما زالوا يؤوبون إليه كل عام، كما تؤوب السنونوات البرية إلى الثقوب سعيا وراء الدف؟! البيوت مدافئ أيضاً، يا معالي الوزير!

ربما يا معالي الوزير، وأنت تمثل وزارة المالية في الحكومة التي تصرّف الأعمال، أن الأموال التي يجنيها من هم مثلي، لا تكاد تغطي مصاريف الأسبوع الأول من الشهر، وأننا في الأسابيع الباقية، نصرف من لحمنا وعظمنا ودموعنا ودمنا، وأننا لولا بعض القيم البسيطة التي تربينا عليها، وما زلنا متمسكين بها، لأنها التفسير الوحيد لصبرنا الجميل، لكنّا تحوّلنا جميعا، إلى لصوص، إلى وحوش يلتهم بعضها بعضاً…كم هو على حق ذلك الذي كتب يوما، أن القيم والمبادئ هي الطريقة الأسهل لسيطرة الأقوياء على الضعفاء؟ّ!

لا، يا معالي الوزير، بيتي الصغير في النبطية، ليس رقماً عقارياً؟! أتعرف، أن أكثر ما أحزنني وخلّف في قلبي غصّة، في هذه الزوبعة التي هبت عليّ من جهتكم، هو أن تختصر بضعة أرقام تافهة، طُبعت على صفحة الإشعار، بخط أسود بلا قلب، حياة أناس، ولدوا في هذا البيت، نموا، درسوا، نجحوا، ركضوا، رقصوا، لعبوا، تعبوا، ناموا، حلموا، كبروا، غادروا، وما زالوا يؤوبون إليه كل عام، كما تؤوب السنونوات البرية إلى الثقوب سعيا وراء الدف؟! البيوت مدافئ أيضاً، يا معالي الوزير!

لا، يا معالي الوزير، بيتي ليس رقماً، ليس عقاراً، وليس ضماناً لتسديد ضريبة غير محقة. الضرائب المحقة، لو قلبت نظرك قليلاً، ستجبيها الوزارة، من عقارات مترامية، متمادية، في الجبال والوديان، من أملاك نهرية وبحرية، ومن مزارع ومقالع ومصانع ومعامل وكسارات، وجبال نفايات يتقاتل على قممها وحوش المال والإثراء غير المشروع ومحدثو النعم قديمو النقم. بيتي الصغير في النبطية، يا معالي الوزير، هو بيت أطفالي الخمسة، هو كل ما يملكونه في هذه الدنيا، مجتمعين، هو حبل وصال يربطنا ببعضنا بعضا، ويربطنا بهذه الحياة، أليست غاية القانون تنفيذ العدالة؟ أين العدالة في مصادرة حضن؟

أتعرف يا معالي الوزير، أنه حين استقر بنا الحال بين أحضان بيتنا الصغير في النبطية، صرنا نقول: لو أن فيروز رأته، لغنت له بدل أن تغني لبيت مجهول في كندا! رغم أنه هو ليس قصراً منيفاً، ولا شقة باذخة مطلة على البحر، ولا يسد ثمنه كوّة صغيرة في عجز الموازنة، أو يثري خزينة الدولة، هو مثل “بيتنا في بيسان”، باب وشباكان، لكنهما مفتوحان على المودة والرحمة والكرم والدفء والحياة، أيام كانت النبطية مهجورة، منسية، متروكة لمصيرها في مواجهة صواريخ الاحتلال، وجور الحرمان! ربما يا معالي الوزير، لستَ على علم بالقرار الجائر الذي اتخذته مالية النبطية بحق بيتي، وربما حين تُنشر هذه المقالة، تكون قد أصابتك بعض شظايا قضيتي. أنا يا معالي الوزير، لست متهربة من دفع الضرائب المتوجبة عليّ، ومنذ أكثر من سنة وأنا أتردّد على وزارة المالية لتصحيح الخطأ، الذي أوقعني فيه أحد الموظفين المستهترين، وقد قدمت كل الوثائق والمعلومات المطلوبة التي تثبت مظلوميتي، ولكن ما من مجيب! وكوني مواطنة صالحة وسجلي العدلي نظيف، لا حكم عليه، يحق لي أن أسألك: كم من موظف غير كفوء ولا يفهم في الإدارة، افترى ظلما على مواطن ضعيف، وألزمه بدفع ضريبة غير مستحقة؟ أليس من المعيب أن لا يعرف موظف ذو رتبة عالية في المالية الفرق بين نقابة الصحافة ونقابة المحررين؟ هل من الممكن أن يحمل مواطن رقمين ماليين؟ أليس قرار مصادرة بيت مقابل ضريبة دخل، عقاب فضفاض على مخالفة محدودة؟ وأخيرا سأخاطبك بلغة “المتاولة” كما كانت جدتي تخاطب من يأكل حقها: بيتي الصغير في النبطية نذرته وقفاً لأبي الفضل العباس!  

 

قصة الرجل الذي طارد قاسم سليماني 

نيويورك تايمز: New York Times - ترجمة (موقع درج) 19 يناير، 2019

“لقد أصبنا آلاف الأهداف من دون أن نعلن عن مسؤوليتنا أو نطلب التقدير من أحد”.

هكذا يقول غادي أيزنكوت متحدثاً عن الحملة العسكرية غير المعلنة وغير المكتملة التي قامت بها الدولة اليهودية ضد إيران ووكلائها في سوريا ولبنان. إذ قرر الجنرال خلال مقابلته الأخيرة بصفته رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قبل أن يتقاعد هذا الشهر، إعلان مسؤوليته عن تلك الحملة، وأن يحظى على الأقل ببعض الفضل والتقدير. تُمثل مساهمة أيزنكوت الفكرية الرئيسية في خوض غمار الحرب خلال تلك الحملة في مفهوم “الحملة بين الحروب” – الفكرة القائلة بأن الجهود الحركية المستمرة التي ترمي إلى إضعاف قدرات العدو، تعمل على إطالة أمد الوقت بين الحروب وتحسن من فرص الفوز بها عندما تحين. كما أنه يعتقد أيضاً أن إسرائيل بحاجة إلى تركيز جهودها على عدوها الأخطر والأشد فتكاً، وهو إيران، بدلاً من التركيز على الأعداء الثانويين مثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة. وقد عبر عن ذلك قائلاً، “عندما تقاتل لسنوات ضد عدو ضعيف، فإن ذلك يصيبك أيضاً بالضعف والوهن”.

هذا التفكير هو ما جعل إيزنكوت يصبح أول جنرال إسرائيلي يتخذ إجراء مباشراً لمواجهة إيران، إضافة إلى محاربة وكلائها في لبنان وفي أماكن أخرى. وهكذا تمكن على الأقل حتى الآن، من “إذلال” قاسم سليماني، القائد المحنك لقوات فيلق القدس الإيرانية، التي قادت طموحات طهران في سعيها إلى الهيمنة الإقليمية.

أوضح إيزنكوت قائلاً “لقد عملنا ضمن إطار معين لم نتجاوزه إلى ما قبل سنتين ونصف السنة مضت”، مشيراً إلى السياسة الأولية التي انتهجتها إسرائيل، والمتمثلة بصفة رئيسية في ضرب شحنات الأسلحة المتجهة إلى “حزب الله” في لبنان. وأضاف: “وبعد ذلك لاحظنا تغيراً كبيراً في استراتيجية إيران. فقد تجسدت رؤيتهم في أن يكون لهم تأثير كبير في سوريا من خلال بناء قوة تصل إلى 100 ألف مقاتل شيعي من باكستان، وأفغانستان، والعراق. ولذا فقد بنوا قواعد استخباراتية وقواعد جوية تابعة لهم داخل كل قاعدة جوية سورية. وأحضروا المدنيين لتعبئتهم إيديولوجياً”.

بحلول عام 2016، وبحسب تقديرات أيزنكوت، نشر سليماني 3000 من رجاله في سوريا، إضافة إلى 8000 من مقاتلي حزب الله و11000 مُقاتل آخر من القوات الشيعية الأجنبية. وبلغت قيمة الأموال الإيرانية التي وُجهت نحو تحقيق هذا الهدف 16 مليار دولار على مدى سبع سنوات. وعلى رغم أن إسرائيل صرحت منذ فترة طويلة، بأنها لن تتسامح مع الوجود الإيراني على حدودها، فقد صارت سوريا في هذه المرحلة، مكاناً بدا فيه أن الخطوط الحمر المُعلنة للدول الأخرى يمكن تجاوزها بسهولة.

في كانون الثاني/ يناير عام 2017، حصل أيزنكوت على موافقة الحكومة بالإجماع على تغيير قواعد اللعبة. وأصبحت الهجمات الإسرائيلية أحداثاً شبه يومية. ففي عام 2018 وحده، أسقطت القوات الجوية 2000 قنبلة مفاجئة. وفي أيار/ مايو الماضي، حاول سليماني شن هجوم مضاد  للانتقام، بإطلاق “أكثر من 30 صاروخاً باتجاه إسرائيل” (ما لا يقل عن 10 صواريخ مقارنةً بما أُعلن عنه مسبقاً). بيد أن أياً منها لم يصل إلى هدفه، ما دفع إسرائيل إلى الرد بهجوم عنيف أصاب 80 هدفاً منفصلاً تابعاً للجيش الإيراني ونظام الأسد في سوريا.

فلماذا أخطأ إذاً سليماني، وهو المهندس الحاذق لجهود إيران الناجحة إلى حد كبير لترسيخ هيمنتها في العراق، واليمن، وغزة، ولبنان؟ يقترح أيزنكوت أن السبب في ذلك يُعزى إلى مزيج من الثقة المفرطة، استناداً إلى نجاح إيران في إنقاذ نظام الأسد من الانهيار، والتهوين من عزم إسرائيل على التصدي له، استناداً إلى تاريخ الغرب في التراجع أمام استفزازات طهران. يقول أيزنكوت، “لقد تمثل الخطأ في اختيار ساحة قتال حيث اتسمت قواته بالضعف نسبياً. إذ إننا نتمتع بتفوق استخباراتي كامل في هذا المنطقة. كما أننا نتمتع بالسيادة الجوية الكامل. فقد كان لدينا رادع قوي، ولدينا مبررات للقيام بهذه الأنشطة”.

وأردف قائلاً بسخرية، “لقد اتسمت القوة التي واجهناها على مدى العامين الماضيين، بأنها قوة حازمة، لكن قدراتها لم تكن مثيرة للإعجاب بدرجة كبيرة”.

يبدو أن أيزنكوت يشعر بالمثل تجاه حزب الله وقائده منذ مدة طويلة، حسن نصر الله. فقد وضعت الجماعة استراتيجية ثلاثية المحاور لغزو على الأقل جزء من منطقة الجليل الواقعة شمال إسرائيل واحتلالها(حتى ولو لفترة وجيزة)، وهي: بناء مصانع في لبنان يمكنها إنتاج صواريخ موجهة بدقة، وحفر أنفاق هجومية تحت الحدود الإسرائيلية، وإقامة جبهة ثانية على الجانب السوري من هضبة الجولان. بيد أنه حتى الآن، باءت هذه الخطة بالفشل. فقد فُضح أمر هذه المصانع علانيةً، ودُمرت الأنفاق. وواصلت إسرائيل هجومها على مواقع حزب الله في الجولان، وكان آخرها في الشهر الماضي، حين شنت إسرائيل هجوماً ضد موقع استخباراتي في قرية تل القُدني (الذي لم يُعلن عنه من قبل). يقول إيزنكوت: “أستطيع أن أقول بثقة إنه بينما نتحدث الآن، لا يمتلك حزب الله قدرات [صاروخية] دقيقة باستثناء بعض القدرات الصغيرة والتافهة، في حين أنهم كانوا يأملون بالحصول على مئات الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى”. وهذا يعني أن حزب الله من غير المحتمل أن يشرع قريباً في شن حرب أخرى ضد إسرائيل. وقد تراجع سليماني بقواته من على الحدود مع إسرائيل، وسحب بعضها تماماً. كما أدى استئناف العقوبات الأميركية إلى فرض المزيد من الضغوط على قدرة إيران على تمويل مغامراتها الإقليمية. واعتقدت إسرائيل أيضاً أنها حصلت على مهلة من نوع ما، عندما أشار جون بولتون إلى أن الولايات المتحدة لن تنسحب بسرعة من سوريا، ما سيعرقل جهود إيران لبناء جسر بري إلى دمشق، على رغم أن هذا التراجع يبدو أنه قد اتخذ اتجاهاً عكسياً مرة أخرى. يقول أيزنكوت، قد تتحول إيران الآن إلى مكان آخر، “بينما نضيق عليهم الخناق في سوريا، سينقلون جهودهم إلى العراق”، حيث لا تزال لدى الولايات المتحدة آلاف القوات. وبفضل غادي إيزنكوت، على الأقل نعرف الآن أن الإيرانيين تمكن هزيمتهم.

 

الانسحاب الاميركي يغيّر المعادلات في المنطقة

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/18 يناير 2019

كان على المسؤولين العرب الذين استقبلوا وزير الخارجية الأميركي أن يتناسوا مخاوفهم وشكوكهم ليتعاملوا مع الأفكار القديمة - الجديدة التي جاء بها. غير أن الواقع أمامهم يناقض الى حدّ كبير الصورة التي عرضها مايك بومبيو، فالكلّ يتفق معه على محاربة الإرهاب ولا يتفق معه حين تمتنع واشنطن عن تحديد الدول الراعية للمجموعات الإرهابية. وقد يبدي الجميع، باستثناء العراق، تضامناً مع الولايات المتحدة في التعبئة التي تجريها ضد ايران، إلا أنهم ليسوا على مقاربة واحدة للخطر الإيراني أو على استعداد متساوٍ للمساهمة في مواجهته. وإذ يوافق الجميع على بناء عملية سياسية كحلٍّ لصراع في اليمن إلا أن متابعة الموقف الأميركي المتخفّي وراء الموقف البريطاني تظهر أن واشنطن لا تدرج اليمن في صلب استراتيجيتها المضادة لإيران. كما أن الجميع يرحّب بـ «وحدة الموقف» وبالأخصّ الحفاظ على «تماسك» مجلس التعاون الخليجي لكنهم متيقّنون بأن واشنطن غلّبت إدارة الأزمة الخليجية على حلّها.

يضاف الى كلّ ذلك أن أميركا بادرت الى تغيير المعادلة في سورية، مهما ادّعت العكس، ولا تزال سياسة باراك اوباما هي نفسها سياسة دونالد ترامب، مع تنقيحات طفيفة وسيّئة، فكلاهما صمّم على محاربة الإرهاب، وكلاهما أراد ويريد الانسحاب ليس فقط من سورية بل من المنطقة بعد توزيع الأدوار على اللاعبين الدوليين والاقليميين فيها. وقد أوحت جولتا وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي بأن الإدارة الأميركية في صدد تصحيح قرار ترامب لكن مع التأكيد والإصرار على تنفيذه وعلى أن الانسحاب «لن يغيّر شيئاً» وأن ما يُشاع في شأنه هو «من صنع الاعلام» (الأميركي المعادي لترامب)!.. لكن بومبيو نبّه، وبمعزل عن ذلك الاعلام، الى أن «الفوضى» هي ما يملأ أي فراغ تخلفه اميركا، وهذا صحيح. فهو لم يقدّم أي حصيلة لمراجعة تجربتَي أفغانستان والعراق حيث أخفقت الأهداف (إنهاض الدولة وبناء نظام ديموقراطي)، ولا أي حصيلة لاستراتيجية دعم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين حيث أفشل التواطؤ الأميركي - الإسرائيلي، وليس العرب، كل مشاريع السلام.

بلى هناك الكثير الذي سيغيّره الانسحاب والمهم ألّا يتحول وصفة فوضى تضاف الى الفوضى الحاصلة، فيترك المنطقة لاجتهادات روسيا وايران وإسرائيل وتركيا في تحصيل مصالحها ونفوذها. كلٌّ من هذه الدول برهنت سابقاً ما تستطيعه وليست بينها واحدة يمكن أن تكون معنيّة بسلام واستقرار يتطلع إليه السوريون والعراقيون أو اليمنيون والفلسطينيون واللبنانيون. وفيما تستعد هذه الدول لمرحلة صراعات في ما بينها فإنها كيفما استدارت ستصطدم بـ «إرث الأخطاء» الأميركي، خصوصاً إذا تُرك إرهاب «داعش» من دون حسم كما تُرك العراق تحت رحمة هيمنة الملالي وميليشياتهم وكما يُترك سوريو الداخل والشتات ضحايا لنظام اجرامي وكما يُترك الفلسطينيون لمشيئة حكومات يتبارى أعضاؤها على مَن يكون أكثر توحّشاً. وإذا صحّ أن مَن يتحكّم بسورية والعراق يتحكّم بخريطة الشرق الأوسط، فمن المؤكّد أن مَن يتخلّى عن سورية في هذه اللحظة التاريخية من محنتها قد يكون حارب «داعش» ولم يعرف من أين أتى هذا التنظيم ومَن أنشأه وسمّنه واستفاد من ارهابه أو أنه يعرف ومع ذلك فهو مصمّم على ترك سورية لـ «داعش» ولمن يريد للإرهاب أن يستمر فيها كأداة لنفوذه، وهذ ما ينطبق تحديداً على النظامَين السوري والايراني.

تستعدّ روسيا لادارة اللعبة الجديدة وخيوطها، لكن اميركا التي لا تريد مساومات لم تبدِ تعجّلاً للتفاوض معها على ما بعد الانسحاب. كانت كل مشاريع المساومة في شأن سورية قد فشلت، والأسباب معروفة لكن يجدر التذكير بأهمّها وهو أن لا مصالح حيوية تسعى اميركا اليها في سورية. ولذلك فقد تقلّبت منذ التدخّل الروسي في صياغة أهدافها المعلنة، من ضمان «أمن إسرائيل» الى اخراج ايران وتقليص نفوذها وصولاً الى حماية «الحلفاء» الأكراد ولو تطلّب ذلك «ضرب الاقتصاد التركي»، مع الاشارة أحياناً الى أنها مهتمّة بـ «حل سياسي» للأزمة السورية. ليس فقط أن أمن إسرائيل لم يكن مهدّداً، ولا أن التخريب الإيراني توقف بل تعمل طهران حالياً على استثمار نتائجه، ولا أن التحالف الأميركي مع تركيا لم يبدُ فاعلاً أو مفيداً وايجابياً بالنسبة الى سورية والسوريين، بل ان اختلالاته المتواصلة والتقلّبات في واشنطن نفسها (في عهد الادارتَين، السابقة والحالية) انعكست سلباً بإحباطها أي دور عربي أو أوروبي ممكن في سورية. باستثناء الاستبعاد العلني للبحث في مصير رئيس النظام السوري لم ترفض روسيا أيّاً من الأهداف الأميركية لكنها سعت دائماً الى مساومة على «كل شيء أو لا شيء» (سورية وأوكرانيا والسياسة الدفاعية الأطلسية...)، وربطت توظيفها الأزمة السورية بصفقة شاملة لم تُعرض عليها أبداً. ومع الانسحاب الأميركي تتراجع حظوظ المساومات ولن تجد روسيا صعوبة في طبخ حل سياسي مع شريكيها في مسار استانا، من دون أن تكون مضطرّة لأي تنازلات للاميركيين والأوروبيين الذين لم يستجبوا إلحاحها على تفعيل ملف إعادة الإعمار. وعلى رغم مكاسب كبيرة حقّقتها موسكو مع العرب في سياق الأزمة فإنها تتمسّك بتحالفها مع ايران وتراهن بقوة على تحالف مع تركيا لقاء رقعة نفوذ في سورية. أما محافظتها على درجة معينة من التنسيق مع إسرائيل لضرب ايران فتبدو بمثابة دعوة دائمة الى الولايات المتحدة لفتح البازار للمساومة.

مع ذلك لن يطول الوقت قبل أن يحصل اتصال اميركي - روسي لمناقشة الانسحاب، لأن ما بعده مرتبط بموسكو. لن تكون هناك مساومة ولا صفقة، بل احتكام الى الوقائع على الأرض واضحة. لن تفرض واشنطن شروطاً بل ستعرض سياستها وتترك لموسكو حسم خياراتها في ضوء المستقبل الذي تتصوّره لدورها في سورية: 1) اميركا ستمضي في استراتيجية احتواء ايران وبإمكان روسيا أن تتكيّف معها باحتواء النفوذ الإيراني في سورية إذا أرادت فعلاً انهاء الصراع وصون مصالحها، وبالتزامن ستواصل اميركا من العراق ضرب مواقع «داعش» ومحاولات الميليشيات الموالية لإيران للسيطرة على الحدود مع سورية، وستواصل أيضاً حماية قاعدة التنف جنوباً لمنع الإيرانيين من تهديد الأردن واسرائيل. 2) اميركا ستمضي في الانسحاب ولا تمانع عودة شمال شرقي سورية الى النظام السوري لكن بإشراف روسي مباشر، سواء لضمان حماية الأكراد أو لدعم استمرارهم في محاربة «داعش». 3) اميركا لا تعارض، وكذلك روسيا، انشاء «منطقة آمنة» لإرضاء تركيا شرط عدم احتكاكها بالأكراد ووضع حدٍّ لطموحاتها وأطماعها. 5) اميركا ستستمر على مواقفها من الحل السياسي في سورية وإنْ لم تتدخّل، فإذا استبعدت روسيا أي انتقال سياسي وتمسّكت ببشار الأسد ونظامه فعلى عاتقها المسؤولية والنتائج، لكن اميركا لن تبارك أي دستور عبثي أو انتخابات مزوّرة ولن تساهم في تمويل إعادة الإعمار أو تمنح ضمانات لمشاريعه.

ليس واضحاً كيف يمكن أن تُطبَّق هذه السياسة الأميركية واقعياً «من دون أن تغيّر شيئاً» ولا كيف ستتفاعل روسيا معها فهي لا تخفي تعجّلها، عبر الكرملين وعبر تزكية الخلاف الأميركي - التركي، حصول الانسحاب من سورية ومن دون أن يخلف وقائع على الأرض أو وجوداً رمزياً مزعجاً.

كانت موسكو وافقت مبدئياً على «المنطقة الآمنة» وأرادتها طُعماً يجتذب تركيا نهائياً الى المحور الروسي - الإيراني ويبعدها أكثر فأكثر عن اميركا، لكن أنقرة فضّلت التوافق مع واشنطن على تلك «المنطقة» وبالتالي فضّلت ألّا تجازف بالعلاقة مع الأطلسي. ستكون المصارحة صعبة بيت فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان، فحسابات الأول قد تتغيّر طالما أن اردوغان يحاول اللعب معه ومع ترامب في آن. إدلب ستكون مجدّداً محك التقارب بين الرئيسين، خصوصاً أن أنقرة تركت «هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً» تمدّ سيطرتها وتتوسّع. هذه هي المرة الأولى التي يتوصّل فيها تنظيم «القاعدة»، منذ نشوئه، الى فرض سلطته على رقعة من الجغرافية السورية تساوي مساحة لبنان، وما دام الأتراك سمحوا بذلك فإن تغيير هذا الأمر الواقع يقع على عاتقهم.

 

الشمال السوري: رهانات أردوغان بين تقلبات ترامب وخطط بوتين

د. خطار أبودياب/العرب/19 كانون الثاني/19

على مسافة شهرين من الذكرى الثامنة لانطلاق شرارتها، تبدو “الحروب السورية” الكبيرة والصغيرة وكأنها لا تنتهي، وتتركز الحلقة الراهنة منها على شمال البلاد وشرقها مع رقصة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين منبج وإدلب وشرق الفرات، حيث يحاول إعادة كتابة التاريخ، بعد قرن على نهاية الإمبراطورية العثمانية، والمشاركة في رسم خرائط جديدة في إقليم ملتهب عبر منع الأكراد من تركيز أي وضع جغرافي جديد لهم، ولعب دور أحد صناع الوضع السوري الجديد برمته.

لكن الطموح التركي الفضفاض سيصطدم بعوامل تفجير في منطقة مليئة بالانهيارات، وترتبط مآلاته بخيارات أطراف مسار أستانة وخاصة خطط ومناورات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدير “اللعبة الكبرى الجديدة” في سوريا، وليس بعيداً عن القرارات النهائية للولايات المتحدة الأميركية التي لا تزال تتمتع بالموقع القيادي في الشرق الأوسط حتى إشعار آخر بالرغم من ضبابية وتقلبات مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب. احتدم الجدل والتزاحم حول توزيع النفوذ في المناطق الاستراتيجية لشمالي سوريا وشرقها بعد قرار الرئيس ترامب الانسحاب الأميركي منها، والذي تحول تدريجيا إلى “إعادة تموضع” مع قدر غير يسير من الغموض أو التخبط بسبب تحفظ المؤسسات الأميركية واستقالة وزير الدفاع نفسه. وبعد جولتين في المنطقة لوزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، برز التصحيح وإعادة النظر بما يشبه الترتيب بين ترامب وأردوغان لجهة “التهديد بتدمير الاقتصاد التركي في حال ضرب الشركاء الأكراد”، وإرفاق ذلك بتصور عن “منطقة آمنة بعرض 20 ميلا (32 كلم)” تضمن مصالح تركيا الأمنية في جوارها السوري وتحمي الأكراد حسب وجهة نظر سيد البيت الأبيض. لكن سرعان ما انتهز الرئيس التركي الفرصة واتصل بنظيره الأميركي ونقل عنه تأكيد انسحاب القوات الأميركية من المنطقة و”التوصل إلى تفاهم له أهمية تاريخية كبيرة”، لأن تركيا ستتولى إنشاء المنطقة الآمنة بعد التشاور مع الأطراف المؤثرة بما فيها الدول الضامنة لمسار أستانة.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن مسألة المنطقة الآمنة ستُطرح على أجندة لقاء القمة المتوقع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في وقت لاحق من يناير الجاري. لكن ما تعتبره تركيا “منطقة آمنة” في شمال سوريا، يعتبره الأكراد “مكمنا” ينذر بحروب طويلة، حيث تصر أنقرة على استبعاد “وحدات حماية الشعب الكردي (نواة قوات سوريا الديمقراطية الحليف الرئيسي لواشنطن والتحالف الدولي في الحرب ضد تنظيم داعش) من الترتيبات الأمنية المستقبلية”. ويتم ذلك بسباق مع الزمن وبموازاة مسار آخر تشرف عليه قاعدة حميميم الروسية بين النظام في دمشق وممثلي أبرز الأطراف الكردية السورية من أجل بلورة ترتيب يتيح إعادة سيطرة الدولة السورية على هذه المنطقة.

قبل كل هذه المناورات كان بعض المراقبين يتحدثون عن تركيز مناطق نفوذ أميركية وروسية وتركية وإيرانية على خلفيات استراتيجية وعلى تقاسم موارد الغاز والنفط والمياه والزراعة من عفرين والزيتون فيها إلى دير الزور والنفط حولها. لكن الضبابية السائدة حاليا لا تتصل حصرا بجوار حلب الشهباء وإقليم الجزيرة وفراتها، بل تمتد أيضا إلى إدلب الخضراء وحماة وبالقرب من الساحل حيث سجلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا المرتبطة بتنظيم القاعدة) تقدما حاسما في ظلال اتفاق 17 سبتمبر 2018 المتعارف عليه باسم “هدنة بوتين – أردوغان في إدلب”.

لا بد من التذكير بأن محافظة إدلب كانت معقل المعارضة السورية المسلحة ودارت فيها حرب مع القوات الموالية، لكن دخول النصرة وداعش على الخط غيّر من طبيعة النزاع الذي أخذ يتوسع منذ العام 2012 مع زيادة حدة كل أنواع التدخلات الخارجية في ظل استباحة حدود سوريا وتقويض استقرارها، وخاصة من ناحية الاندفاع الإيراني لحماية النظام السوري جسر المشروع الإمبراطوري نحو البحر المتوسط في لبنان، أو لناحية الانخراط التركي في إطار التوجهات الغربية والذي أخذ يتأقلم مع الاختراق الروسي الاستراتيجي وبالضبط منذ معركة حلب أواخر العام 2016.

بيد أن رجب طيب أردوغان الذي عزز على وقع “الحروب السورية” صعوده الداخلي من رئيس للوزراء إلى رئيس للجمهورية في ظل نظام “رئاسي سلطاني” كان يلعب على الساحة السورية لعبته الخاصة ومصلحة بلاده العليا حسب رؤيته.

من اللافت أنه في موازاة احتضان المعارضات السورية وممارسة وصاية على بعضها (سهّلتها قرابة أيديولوجية وأموال بعض العرب) فتحت تركيا حدودها بشكل طوعي أو بتغاض أو بعجز، أمام المتشددين من أنصار “الأمميات الإسلامية” أو من جماعات الإرهاب المصنوعة والجاهزة عند الطلب تحت غطاء محاربة النظام السوري. وكل ذلك مهّد لإرسال الجيش التركي إلى داخل الأراضي السورية في عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” تحت عنوان “مكافحة الإرهاب” و”الأمن القومي”، لكن الهدف الأساسي الدائم كان إجهاض حلم الأكراد بما يشبه الإقليم، ولتأمين الحضور إلى أي طاولة ستقرر لاحقا مستقبل سوريا.

تبعاً للتطورات الأخيرة المتصلة بقرار ترامب وتغيّر موازين القوى في إدلب، يصح التساؤل عن اقتراب أردوغان من تحقيق رهاناته. وتقول مصادر من الشمال السوري إن “المنطقة الآمنة التي تعتزم الحكومة التركية إقامتها على طول الحدود مع سوريا ستضم بلدات من 3 محافظات، هي حلب والرقة والحسكة. ووفقا للمسح فإن المنطقة الآمنة تمتد على طول 460 كيلومترا، على طول الحدود التركية السورية، وبعمق 20 ميلا”.

 لكن للوهلة الأولى لن تسمح واشنطن وموسكو بذلك، ولن ترضى دمشق بتمرير رسم مثل هذه المنطقة، وأمامها عقبات جمة ومتنوعة. ووفق مصادر أوروبية وأميركية فإن “واشنطن تخاطر بشدة بإسناد مهمة القضاء على داعش لتركيا لأن أنقرة لا تهتم بمحاربة التنظيم، وإنما تصب كل تركيزها على القضاء على الأكراد شمال سوريا”. وتستطرد هذه المصادر بخصوص إدلب “أن أولوية تركيا في هذه المرحلة، ليست محاربة النصرة، بل الأكراد وتحديدا وحدات حماية الشعب الكردية في شرقي الفرات، وعليه لم تتحرك تركيا ضد النصرة”، من دون أن يعني ما سبق أن احتمال خلط الأوراق غير وارد على مدى قريب أو متوسط إن عبر المواجهة مع النصرة أو تسهيل ضربها.

وهذه السيطرة لـ”هيئة تحرير الشام” في قطاع واسع تدلل على صعوبات تركية لفرض احترام أو تطبيق اتفاق سوتشي، لكن ربما يصبح الفرز الحاصل أفضل طريقة للتخلص منها لاحقا، من خلال عملية عسكرية مشتركة تقودها روسيا على شاكلة معارك حلب والغوطة الشرقية، وحينها تبيّن أن لكل شيء ثمنه في مساومات اللاعبين الخارجيين المتقاطعة على حساب السوريين، إذ حصلت صفقات غير معلنة في معارك حلب وجوار دمشق والقنيطرة ودرعا بين عدة لاعبين تحت رعاية العراب الروسي وموافقة المايسترو الأميركي. يسود الاعتقاد، أحيانا، بأن المهمة الأردوغانية سهلة المنال بسبب عدم وجود مصالح حيوية وسياسة متماسكة لواشنطن في الملف السوري من جهة، والإدارة الروسية البراغماتية لهذا الملف من جهة أخرى. لكن الارتباك الموجود سيزيد من عوامل الالتهاب في الشمال السوري لأن الأولويات في دائرة “الفوضى الدولية” لا تحد من الأطماع الإقليمية المكشوفة في سوريا، إذ لا يقتصر التدخل الإيراني على دعم النظام في دمشق والمبارزة المقننة مع إسرائيل، بل يمتد إلى الشرق والشمال السوريين ليس فقط للتقاسم مع تركيا وروسيا بل للتصارع معهما أحيانا. إزاء هذه اللعبة المعقدة ستكون الخاصرة الرخوة لأردوغان ليس فقط في الجوار السوري إذا ترك قواته تتوغل كثيرا فيه، بل في الداخل التركي أيضا حيث يقوى عضد معارضيه الذين لا تدغدغهم الأحلام السلطانية.

*د. خطار أبودياب/أستاذ العلوم السياسية، المركز الدولي للجيوبوليتيك - باريس

 

نحن واليمن: التفسيرات المغلوطة لتدخل مشروع

تركي الفيصل/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19

دأبت وسائل إعلام كثيرة وجهات، معادية وغير معادية، محلية وإقليمية ودولية، على تقديم ما يجري في اليمن - من حرب أهلية وصراع سياسي داخلي - على أن هناك حرباً سعودية - يمنية، أو أن هناك حرباً تشنها المملكة وحلفاؤها على اليمن، وأن ما يتعرض له الشعب اليمني، منذ بدء عاصفة الحزم في الرابع من جمادى الآخرة 1436هـ الموافق 25 مارس (آذار) 2015، من معاناة إنسانية، وما تتعرض له الدولة اليمنية من تفكك سياسي واجتماعي واقتصادي ومذهبي، هو من تداعيات تلك الحرب المزعومة. وليس هناك تفسير يجافي الحقيقة مثل هذا التفسير الذي يأخذ الأزمة اليمنية القائمة بعيداً عن أسبابها الموضوعية، وهي أسباب يمنية بحتة، ولا يسمح أيضاً بالوصول إلى حلول تتعامل مع هذه الأسباب، وتؤدي إلى حل وطني مستدام للأزمة الوطنية اليمنية.

لقد خرجت جموع من اليمنيين في عام 1432هـ الموافق 2011، كما خرج غيرهم في دول عربية أخرى في سياق ما سمّي «الربيع العربي»، تطالب بالتغيير، وكان يحدوهم طموح إلى تغيير يقوم على عقد اجتماعي جديد ينتقل بالدولة اليمنية والشعب اليمني إلى مستقبل أفضل. ولم ينزلق اليمنيون - في حينه - إلى ما انزلقت إليه دول عربية أخرى من فوضى وصراع مسلح، وتغلبت الحكمة اليمانية بقبول جهود الأشقاء في السعودية ودول الخليج الأخرى في تحقيق تحوّل سلمي في السلطة وإقامة سلطة انتقالية، لفترة محددة، يتم خلالها صوغ هذا العقد الاجتماعي الجديد الذي يرتضيه اليمنيون جميعاً.

وكانت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي وقّعت عليها القوى السياسية اليمنية كافة، بمن فيها الحوثيون، هي المرجعية المعتمدة لهذا التحول السلمي في السلطة، وقد شكلت خريطة طريق لمستقبل اليمن السياسي. تضمنت هذه المبادرة وآليتها التنفيذية عقد مؤتمر للحوار الوطني لوضع رؤية جديدة لمستقبل البلاد وصياغة دستور والاستفتاء عليه، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بناء على الدستور الجديد. نجح اليمنيون من جديد، وعقدوا حوارهم الوطني الشامل، الذي استمر من 6 جمادى الأولى 1434هـ إلى 23 ربيع الأول 1435هـ (18 مارس 2013 إلى 25 يناير (كانون الثاني) 2014). لقد اتفق اليمنيون على عقدهم الاجتماعي الجديد، وعلى مخرجات هذا الحوار، والبدء في تنفيذ ما اتفقوا عليه. وقد غلب التفاؤل على الجميع بهذا الإنجاز الحضاري، وأن اليمن في طريقه إلى النجاة من مأزق «الربيع العربي». ولم يكن هناك من هو أسعد من المملكة العربية السعودية بهذا الإنجاز الوطني اليمني، الذي كان سيفرز شرعية جديدة في اليمن، يتم من خلالها استمرار دعم اليمن ودعم تنميته وأمنه واستقراره. لكن، لا تجري الرياح دائماً بما تشتهي السفن، فالحوثيون، وبتواطؤ من الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأتباعه - وجميعهم شركاء في الحوار الوطني وموقّعون على مخرجاته - كانوا يتربصون بهذا الإنجاز ويتحيّنون الانقلاب عليه لأسبابهم النفعية، وقد يكون منها سبب «مذهبي» غير وطني، وكأنهم لا يريدون لليمن أن يستقر ويتقدم نحو المستقبل بتوافق ومشاركة جميع أبنائه. لقد استغل هؤلاء هشاشة وضعف سلطة المرحلة الانتقالية للانقلاب على السلطة الانتقالية الشرعية والذهاب باليمن إلى منحى آخر.

لم يترك انقلاب الحوثيين وأنصارهم واحتلالهم صنعاء في ذي القعدة 1435هـ الموافق سبتمبر (أيلول) 2014، وحبسهم رموز السلطة الشرعية، خياراً لهذه السلطة إلا بمواجهة هذا العدوان على الشرعية، ولا سيما بعدما تبيّن أن هدف هؤلاء أكبر مما يعلنون، إذ بدأوا بالتوسع في مناطق أخرى في اليمن وإقامة سلطتهم الخاصة. لقد أرادوا اختطاف الدولة اليمنية وفرض رؤيتهم ونظامهم وعقيدتهم المذهبية التوسعية المرتبطة بإيران على اليمن، وعلى حساب الإجماع الوطني اليمني المتمثل في مخرجات الحوار الوطني. إن هذا هو السبب الرئيسي لما يجري في اليمن، ويتحمل مسؤوليته - أولاً وأخيراً - هؤلاء الانقلابيون، ولن يكون هناك مخرج من هذه الأزمة إلا بنكوص هؤلاء عن انقلابهم، واستعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها بكل الوسائل.

لم يكن لدى الشرعية اليمنية، المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، من وسيلة تكفل ردّ هذا العدوان واستعادة الدولة إلا طلب المعونة من الشقيق الأقرب، وهو المملكة العربية السعودية المرتبط أمنها الوطني بأمن اليمن واستقراره. لقد طلب الرئيس هادي رسمياً من المملكة مساعدة السلطة الشرعية على رد العدوان واستعادة الدولة اليمنية، وقد طلبت منه المملكة تحرير رسالة رسمية بطلبه وإرسالها، وإرسال نسخة منها إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية. وكان الرئيس هادي، حسب قوله، أمام خيارين: «إما تسليم اليمن لإيران، أو طلب التدخل من الإخوة في الخليج». لم يتأخر إخوته الخليجيون، ومن ساندهم في التحالف العربي، عن مدّ يد العون لاستعادة الدولة اليمنية والسلطة والمؤسسات الشرعية، ومنذ أربعة أعوام والمساندة مستمرة باستمرار مشروعيتها، وباستمرار حاجة الشرعية اليمنية إلى هذه المساندة المدعومة بالشرعية الدولية المتمثلة بقرار مجلس الأمن رقم (2216) الذي يؤكد دعم الشرعية اليمنية واستعادة مؤسسات الدولة، ودعم جهود مجلس التعاون الخليجي في اليمن. إن مساندة المملكة ودعمها الشرعية اليمنية، جزء من تاريخ العلاقات السعودية - اليمنية، يرتبط مباشرة بالسياسة الخارجية للمملكة وأمنها الوطني. وعليه، يمكن اختزال هذه السياسة المعتمدة نحو اليمن منذ عهد الملك عبد العزيز، بالقول إن أمن اليمن واستقراره، هو من أمن المملكة واستقرارها، وإن زعزعة أمن اليمن واستقراره تؤثر مباشرة على أمن المملكة الوطني، وتشكل تهديداً لها. وعليه، ينبغي أن يسود الأمن والاستقرار في اليمن في ظل أي نظام سياسي يرتضيه اليمنيون، ويحفظ التوازن المجتمعي اليمني، ويضمن أمن اليمن واستقراره وأمن الحدود مع المملكة، وفي الوقت نفسه ضمان ألا يكون أي نظام أو قيادة تحكم اليمن في وضع عدائي تجاهها. ومن هنا، كانت المملكة دائماً في مقدمة مؤيدي الشرعية في اليمن.

وإذ يعيد التاريخ نفسه - بشكل أو بآخر - مع اختلاف الظروف والأزمان، فإن المملكة دعمت الشرعية اليمنية في أعقاب ثورة ربيع الآخر 1382هـ الموافق سبتمبر 1962 المتمثلة بالملكيين مقابل الجمهوريين الذين كانوا يناصبون المملكة العداء، واستمرت المملكة في دعم الشرعية طوال سني حربهم الأهلية الثماني، حتى توصل الفريقان المتنازعان إلى تسوية سياسية ارتضاها اليمنيون، فدعمت المملكة الشرعية الجديدة المنبثقة عنها. إن دعم الشرعية القائمة في اليمن هو جزء من السياسة السعودية الثابتة على مرّ الدهور، ودعم مفهوم الشرعية اليوم هو في سياق هذه السياسة. ولن تتوانى المملكة أبدا عن دعم ما يتفق عليه اليمنيون في أي تسوية تعيد الأمور إلى الشرعية، أو تفضي إلى شرعية جديدة قائمة على مخرجات الحوار الوطني، واتفاقاً مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. والمملكة لم تتأخر قط عن دعم الجهود الدولية التي تسعى إلى توافق اليمنيين بالعودة إلى الحالة الشرعية. وأول هذه الجهود، هو دعم مؤتمر الكويت، وآخرها مشاورات استوكهولم الأخيرة. ولكن، سيبقى موقف المملكة واضحاً وصريحاً بأنه لا بديل عن عودة الشرعية إلى الدولة اليمنية ومشاركة جميع القوى اليمنية، بمن فيها الحوثيون، في العودة إلى مخرجات الحوار الوطني، وعدم السماح لأي قوى مسلحة أو ميليشياوية خارج سلطة الشرعية بأن تهدد أمنها واستقرارها وأمن المملكة واستقرارها. إن تجاهل القوى المحلية والإقليمية والدولية حقيقة تدخل المملكة في اليمن وأسبابه وظروفه، ومحاولة تحميلها مسؤولية المعاناة اليمنية، هو افتيات على الواقع وظلم لجهود المملكة. ففي وقت تدعم المملكة وحلفاؤها الشرعية اليمنية، إنما تدافع عن أمنها واستقرارها في الوقت نفسه. وهي، وإن دعمت الشرعية عسكرياً، فليست في حرب مع اليمن ولا تشنّ عليه حرباً. إنها تستضيف ملايين اليمنيين، وقدمت مساعدات إغاثية وتنموية وإنسانية تجاوزت 11 مليار دولار منذ عام 1436هـ الموافق 2015. إن المسؤولية عن استمرار هذه المعاناة تقع على من قام بالانقلاب على إجماع اليمنيين في حوارهم الوطني خدمة لأهداف غير يمنية، وليس على المملكة أو أشقائها في التحالف العربي.

 

الحوثي حسن زيد: الله يخارجنا!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19

ثمة مقولة قديمة لدى سكان الجزيرة العربية، وهي: «خذْ علم القوم من سفهائهم». والبعض يقول «صغارهم»، لا فرق، ويبدو أن هذا الأمر ينطبق على ما باح به أحد الرموز «الثقافية» للجماعة الحوثية اليمنية، حول مأزق «أنصار الله»! تجاه اتفاق السويد أو اتفاق استوكهولم أو اتفاق الحديدة، صفه بما شئت.

الاتفاق الذي حضره الوفد الحوثي في تلك الأرض الاسكندنافية الباردة، مع وفد الشرعية اليمنية، ركّز على الجانب الأمني والإنساني، ولم يخُض غمار السياسة، بعد حملات إعلامية «غربية» كثيفة، تخصصت في تصوير التحالف العربي الإسلامي والقوات الشرعية بصورة «الوحش» الإنساني.

الورقة الإنسانية هذه، كانت تلعب بوعي وذكاء و«لؤم» من قبل الجماعة الحوثية، ومن يناصرها في الخارج، من يسار غربي موتور، وجماعات ضغط إخوانية «غربية» -نعم غربية- وطبعاً قوى الضغط الإيرانية «الغربية» أيضاً.

الرمز الثقافي «التربوي» الحوثي الذي نتحدث عنه، والذي كشف المستور الحوثي عن الاستخدام الانتهازي للورقة الإنسانية، هو حسن زيد، وزير الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب الحوثية، والأمين العام لحزب الحق، الذي هاجم اتفاق استوكهولم بالسويد، الموقَّع عليه في 13 أغسطس (آب) الماضي.

زيد كتب في منشور على حسابه بـ«فيسبوك»: «ما بعد مشاورات السويد ليس كما قبلها». لماذا؟ لأن: مشاورات استوكهولم امتصّت الحملة الإعلامية والحقوقية التي كانت قائمة ضد ما سماها «جرائم» التحالف في اليمن، على مختلف وسائل الإعلام والاتصال العالمية، وكذا في أروقة المنظمات والهيئات الرسمية والأممية والجماهيرية. وأشار الوزير الحوثي إلى أنه بعد الاتفاق، لم يعد التركيز على حجم «الكارثة»، فالتركيز حالياً على العراقيل والطرف المعرقل لتنفيذ الاتفاق وتفاصيل الاتفاق وكيفية تنفيذه، يعني اتفاق السويد حول الحديدة. واختتم زيد منشوره قائلاً: «لقد أدخلنا الشيطان بحسن نوايانا في نفق مظلم، نسأل الله أن يخارجنا منه». هذا بالضبط نهج العمل الحوثي، وهو التضليل والتشويش والهروب إلى الإمام وإثارة المعارك الجانبية التي تصرف النظر عن المعركة الأساسية والقضية الجوهرية، التي هي: ثمة جماعة إرهابية انقلابية اغتصبت السلطة والدولة في اليمن، ونعتُها بالإرهابية هو مقتضى القرار الدولي، وليس القرار السعودي أو الإماراتي وبقية دول التحالف. نُقلت الكرة الآن إلى الملعب الحوثي، بإشراف الأمم المتحدة نفسها، صارت معركة «الإنسانية» في الحديدة، بتصرف الشرعية الدولية الأممية، لتفقد ورقة الدعاية الحوثية «العالمية» قيمتها، وهي الورقة التي سمّنها وخطّ فيها الكلمات الداميات حلفاء الحوثي في دنيا الغرب. هذه جماعة تتقن التضليل، والفتن، وتهرب من منطق الدولة والعلاقات الطبيعية مع الإقليم، ولولا «لؤم» بعض الغربيين، وفجور بعض الصحافيين والنشطاء اليساريين في بلاد الخواجات، لطويت صفحة الحوثي التعيسة، منذ زمن!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نصر الحريري لـ«الشرق الأوسط»: المنطقة الآمنة على حدود تركيا أمر إيجابي ورئيس «الهيئة» المعارضة يطالب بجدول زمني للحل السياسي عشية لقائه المبعوث الأممي الجديد في الرياض

الرياض: فتح الرحمن يوسف/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19/يجتمع المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا غِير بيدرسون، اليوم في أولى جولاته مع رئيس «هيئة التفاوض السورية» المعارضة نصر الحريري في ظل منعطفات كثيرة؛ منها مسألة الانسحاب الأميركي، والاتفاق الأميركي - التركي حول منطقة آمنة على الحدود. وقال الحريري لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر لنتدارس مع المبعوث الجديد آخر التطورات السياسية والميدانية، للوقوف على السلبيات والانطلاق مجددا بجدول زمني واضح، بغية الوصول إلى الحل السياسي». وأنهى بيدرسون، الخميس، زيارته الأولى إلى دمشق، مؤكداً الحاجة للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة، ينهي النزاع المستمر في البلاد منذ نحو ثمانية أعوام. ووفق الحريري، يبحث اللقاء اليوم مآلات مخرجات العمليات التفاوضية منذ أيام الراحل كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق، والأخضر الإبراهيمي، مرورا بستيفان دي ميستورا، والمراحل التي مرت بها، والعثرات التي تعرضت لها العملية السياسية، والمعوقات الرئيسية أمام تقدم هذه العملية. وأضاف: «نريد أن نعرف من المبعوث الجديد ماهية رؤيته لمستقبل العملية السياسية وكيفية انطلاقه بها مجددا، مؤكدين أن لدينا رغبة وهدفا ونأمل أن يكون عاملا مشتركا، وهو أن نعود بالعملية السياسية نحو الطريق والاتجاه الصحيح الحقيقي».

وأشار الحريري إلى أن «هناك عددا كبيرا من اللاجئين والمهجرين تم تهجيرهم من هذه المنطقة، بنية التغيير الديمغرافي، وتغيير التركيبة السكانية، فهؤلاء لهم حقهم في العودة إلى أراضيهم، ولا نريد أن نرى أي أجانب في سوريا محملين بأجندات وآيديولوجيات خارج الفكر الوطني السوري. الآن ما تم التوصل إليه كفكرة أولية إنشاء هذه المنطقة الآمنة على الحدود السورية – التركية، والتي تعالج هواجس جميع الأطراف... نعتقد أنها فكرة إيجابية، وتمثل خطوة في الاتجاه الصحيح».

وهنا نص الحديث:

> المبعوث الأممي الجديد سيكون في الرياض بعد زيارته دمشق، ما الحيثيات التي يمكن الخروج بها؟

- نعم هناك زيارة للمبعوث الأممي الجديد لسوريا، الذي تسلم مهامه حديثا خلفا لدي ميستورا، وسيكون اجتماعنا غدا معه في الرياض، للوقوف على السلبيات والانطلاق مجددا بجدول زمني واضح، بغية الوصول إلى الحل السياسي، وننتظر لنتدارس مع المبعوث الجديد آخر التطورات السياسية والميدانية.

> ماذا تنتظرون منه؟

- نأمل أن نعود بالعملية السياسية نحو الطريق والاتجاه الصحيح الحقيقي؛ إذ إنه رغم تفاعلنا وإيجابيتنا وتعاوننا المثمر مع الأمم المتحدة من أجل إطلاق العملية الدستورية عبر تشكيل اللجنة الدستورية، علماً بأننا قدمنا قائمة من 50 مرشحا، وشاركنا في نقاشات دستورية مهمة، سيكون لها بالغ الأثر في مستقبل العملية السياسية، فإننا مع ذلك نؤمن بأنه من دون الذهاب إلى مناقشة جوهر الموضوع، وجوهر تطبيق القرار «2254»، وهو المرحلة الانتقالية بكل تفاصيلها، فلا يمكن أن يكون للعملية الدستورية ولا الانتخابية معنى. وهناك قضية أساسية تم تجاهلها أو التقصير في متابعتها من قبل كل الأطراف الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، وهي موضوع المعتقلين، حيث يعلم جميعنا أن الأرقام المؤكدة لدينا 250 ألف معتقل لدى النظام في مواقع معروفة؛ ومنها السرية ومنها العلنية، غير أن الرقم يتجاوز ذلك بكثير، والانتهاكات التي تعرضوا لها واضحة، ومثبتة بتقارير أممية، ولكن الشيء الوحيد الذي لم يجرِ حتى هذه اللحظة، هو أن تكون هناك إجراءات حاسمة، تؤدي إلى حلحلة هذا الملف، وإطلاق سراح المعتقلين وإيقاف الانتهاكات التي ترتكب في حقهم، ومحاسبة مرتكبيها.

> على وجه التحديد؛ ماذا ستحملون للمبعوث الجديد؟

- نستثمر ما تم التوصل إليه في محطات الجولات التفاوضية السابقة، فاتفاقنا في «سوتشي» يهمنا في الحفاظ على منطقة خفض التصعيد الأخيرة في الحدود الشمالية لسوريا، لأنها تحمي المدنيين وتفتح فرصة القضاء على التنظيمات الإرهابية، وتحقيق تقدم في العملية السياسية، وأن تصان منطقة شمال شرقي سوريا من الميليشيات المتعددة، حتى يعود المهجرون إلى مناطقهم، وإيجاد أدوات ضغط حقيقية على النظام للتوجه في اتجاه العملية النظامية... تلك المفاوضات التي تجري حول شمال شرقي سوريا مهمة.

> المبعوث الجديد تناول مع النظام في دمشق موضوع اللجنة الدستورية. فما رؤيتكم التي يمكن أن تحدث اختراقا فيه في اجتماعكم؟

- حتى الآن لا يوجد تصور فيما يتعلق بالمبعوث الجديد حول هذا الملف المعني باللجنة الدستورية، لكن كون أننا نتعامل مع الأمم المتحدة من خلاله، فأعتقد أنه لا بد من أن يبني على ما تم الوصول إليه سابقا، مع سابقه. ولكن عموما حاليا اللجنة الدستورية أمامها معوقات... هي النظام، وقد استهلكت وقتا طويلا، أكثر من عام ونصف العام، في مناقشتها، وحتى الآن لم يتم الانتهاء من تشكيلها، وبالتالي ينبغي علينا جميعا أن نتفاعل مع المبعوث الأممي الجديد، في إيجاد طريقة إلى أساس تطبيق القرار «2254»، الذي يتضمن عوامل رئيسية، تشمل موضوع الحكم بمصداقية؛ الشامل للجميع، غير الطائفي، كما وصفها القرار... هيئة حكم كاملة الصلاحية، كما وصفها «بيان جنيف»، ووضع مسودة جديدة للدستور السوري، ويتم الاستفتاء عليه من قبل الشعب السوري، والأخير من المفترض التوصل إليه خلال 6 أشهر من المفاوضات.

> واشنطن وأنقرة توصلتا أخيراً إلى اتفاق حول منطقة آمنة. ماذا يعني ذلك للمعارضة السورية؟

- حتى هذه اللحظة لا توجد توافقات نهائية، بمختلف التفاصيل؛ إذ إن المفاوضات ما زالت جارية، وهي متعددة الأطراف، سواء المفاوضات الأميركية - التركية، أو التركية - الروسية، أو الأميركية - الروسية، وفي اعتقادي أن هناك حزمة من المبادئ يتحتم احترامها في كل الأحوال في هذه المفاوضات؛ أولا الحفاظ على وحدة سوريا، إذ لا يمكن أن يتم التوصل إلى أي حل سياسي إلا باحترام وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وسلامة شعبها، والحفاظ على سيادتها واستقلالها.

كذلك هناك عدد كبير من اللاجئين والمهجرين، تم تهجيرهم من هذه المنطقة، بنية التغيير الديمغرافي، وتغيير التركيبة السكانية، فهؤلاء لهم حقهم في العودة إلى أراضيهم، ولا نريد أن نرى أي أجانب في سوريا، محملين بأجندات وآيديولوجيات خارج الفكر الوطني السوري. الآن ما تم التوصل إليه كفكرة أولية، بإنشاء هذه المنطقة الآمنة، على الحدود السورية - التركية، والتي تعالج هواجس جميع الأطراف... نعتقد أنها فكرة إيجابية، وتمثل خطوة في الاتجاه الصحيح... نعم لوحدها لن تحل المشكلة، ولكن إذا أنجزت هذه الخطوة، فستمكننا في المستقبل من إكمال المشروع من ناحية الاعتماد على القوات المحلية، والسكان المحليين وتمكينهم من إدارة مناطقهم كمرحلة مؤقتة، للوصول للحل السياسي الذي يتم بالتطبيق الكامل للقرار «2254».

> أين موقع المعارضة مما يحدث في منبج؟

- الأمور في منبج واضحة، ونستغرب أنه تم التأخر في تطبيق خريطة الطريق المتعلقة بها، والسؤال: هل تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تمثل «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري أو الجزء الأساسي منها، ولا يمكن لنا وللشعب السوري أن يقبل بأن تقوم هذه العصابات بالسيطرة أو إدارة الحكم في هذه المناطق، في حين أنه تم التوصل إلى خريطة طريق بمنطقية معقولة، تعالج الهواجس كما أسلفت، بين أميركا وتركيا، وهذه الخريطة تم التأخر في تطبيق بنودها.

> هل فتح قرار الانسحاب الأميركي شهية الميليشيات، خصوصاً الإيرانية، لمزيد من الحشد في سوريا؟

- بعد قرار الانسحاب الأميركي، فتحت شهية الإيرانيين، وكانت هناك تحشيدات عسكرية كبيرة؛ من ناحية العدد والعتاد، ومن ناحية الإشاعات التي بدأ الإيرانيون ونظام الأسد الترويج لها بهدف التقدم إلى هذه المنطقة، ولا شك في أنها كانت لقمة سائغة شهية للقوات الإيرانية، وذلك لأنها منطقة منبع للنفط والغاز ومصادر للثروات الباطنية، بجانب العدد الكبير من السكان، وتمثل قلب المشروع الإيراني في الممر البري الممتد من طهران إلى بيروت، والحرس الثوري الإيراني صرح (اليوم) بأنهم باقون في سوريا؛ مستشارين عسكريين وقواتٍ عسكريةً وأسلحةً، ما دامت رغبت الحكومة السورية. والعالم أجمع يعلم أن الجهة التي أنقذت النظام بشكل أساسي هي إيران من جهة؛ وروسيا من جهة أخرى، فهذا النظام أصبح عقدة في قطعة النظام الإيراني، لا يستطيع الفكاك منها بأي حال من الأحوال.

> قبلتم بـ«اتفاق سوتشي» فيما يتعلق بإدلب... ما السرّ؟

- بالفعل فرحنا عندما حدث اتفاق في سوتشي حول إدلب... السبيل لحماية مواطنينا هناك، لأن بها من 4 ملايين إلى 4.5 مليون من السكان الأبرياء، قسم كبير منهم هجر من المناطق السورية المختلفة، إلى هذه المنطقة، وقسم كبير من أهالي المنطقة عذبوا وشردوا، وقتلوا ببراميل الموت الأسدية حتى الآن، فكان حرصنا على أرواح سكان إدلب هو سبب توافقنا واتفاقنا، لأنه احتوى على نقاط يتم تطبيقها بحيث تمنح تركيا وفصائل «الجيش الحر»، الوقت الكافي من أجل معالجة موضوع «هيئة تحرير الشام»، ويحمي حياة المدنيين، ويشكل فرصة للعملية السياسية بأن تصل إلى نتيجة ذات مصداقية ومقنعة لكثير من السوريين. وسلوك «هيئة تحرير الشام» هو عكس كل ذلك؛ فالإيرانيون والروس والنظام يحاولون إيجاد ذرائع لفتح جبهة عسكرية بهذه المنطقة، ويستخدمون الإرهاب ذريعة لذلك، في ظل ارتباط «القاعدة» بنظام إيران.

> ما تقييمك لما تم إنجازه سابقاً في المفاوضات؟

- ما تم إنجازه سابقاً قليل، ولكنه مهم... تضمن 12 مبدأ تم التوصل إليها في مفاوضاتنا مع الأمم المتحدة، ولم يكن النظام موجودا فيها، وتم إقرارها في «مؤتمر سوتشي»، وما تم التوصل إليه في اللجنة الدستورية... يجب أن تستمر المفاوضات من أجل إتمام عملية تشكيل العملية الدستورية، وبدأت عملها برعاية الأمم المتحدة في جزء من تطبيق القرار «2254»، لكن الأهم من ذلك كله، أن يتم الذهاب إلى الموضوعين الآخرين، المضمنين في قرار مجلس الأمن، وهما المرحلة الانتقالية، وعملية الانتخابات البرلمانية والرئاسية بإشراف الأمم المتحدة. وحتى يتم الانطلاق في كل هذه القضايا فلا بد من البدء من تأسيس البيئة الآمنة «المحائدة» التي وصفها بيان جنيف سابقا، وفصل فيها قرار «2254»، والتي من دونها لا يمكن أن يتم التقدم في مختلف المسارات الموجودة في القرار الدولي.

هناك 12 مبدأ... مجموعة من المبادئ العامة تصف المعايير المنظمة للشكل النهائي للدولة السورية، من ناحية وحدة وسيادة الدولة على أراضيها واستقلال إرادة الشعب السوري، وحق النضال لتحرير الأراضي المحتلة، لدولة مدنية تعددية ديمقراطية مبنية على تداول السلطات والفصل بينها، ودولة القانون، والاتساع لكل مكوناتها، والمساواة بين أفراد الشعب بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللون أو المعتقدات السياسية.

لا بد من إعادة بناء للأجهزة العسكرية والأمنية، بما يمكنها من أداء وظيفتها الأساسية، دون التدخل في حياة المواطنين وممارسة القمع عليهم؛ فالجيش وظيفته حماية البلد والحدود، وفق الدستور والقانون، والأجهزة الأمنية مهمتها الدفاع عن أمن البلاد، ضد أي تهديدات خارجية، والحفاظ على أمن الوطن والمواطن دون تسلط أو تدخل في شؤونه. هذه المبادئ تم التوصل إليها عام 2017 عبر مفاوضات بين المعارضة والأمم المتحدة، وتم إقرارها في «مؤتمر سوتشي»، وضمنت في البيان الختامي للمؤتمر، وبالتالي أصبحت أساساً للعملية الدستورية والسياسية عموما.

 

شكري من بيت الوسط: لبنان عبر استقراره يسهم في استقرار المنطقة العربية وهو أمر لا يتحقق إلا بتشكيل حكومته

الجمعة 18 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، مساء اليوم في "بيت الوسط"، وزير الخارجية المصري سامح شكري، يرافقه السفير المصري نزيه النجاري، وتركز البحث حول المواضيع المطروحة أمام القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، ومجمل الأوضاع العربية والدولية وآفاق التعاون بين لبنان وجمهورية مصر العربية. بعد اللقاء، قال شكري: "تشرفت بأن استقبلني الرئيس الحريري، وكان لقاء مثمرا، حيث أجريت مع دولته حوارا مفصلا في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية التي تربط بين مصر ولبنان، كما تناولنا الأوضاع العربية والإقليمية. وكما تعلمون، فإننا في مصر نحرص ونعمل على الاستقرار الإقليمي، عبر استعادة دور الدولة ومؤسساتها. لا شك أن أزمات المنطقة، سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، تتطلب عودة الدولة ومؤسساتها، ونحن نسعى لإيجاد الحلول السياسية التي تحقق ذلك، من خلال أطر الحوار والتوافق، ووفقا لقرارات الشرعية الدولية".

وأضاف: "على الصعيد اللبناني، أكدت على موقف مصر الداعم لأمن لبنان واستقراره، ولتشكيل حكومة وفاق لبنانية في أسرع ما يمكن، ليس لأن ذلك مطلب خارجي، بل لأنه يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين أولا. ومن جانب آخر، هناك مسؤولية على لبنان أن يسهم في استقرار المنطقة العربية، وهذا عبر تحقيق الاستقرار في لبنان، وهو أمر لا يتحقق إلا بتشكيل حكومته ودعم مؤسسات الدولة واضطلاعها بمسؤولياتها كاملة. وقد ثمنت الجهود المتواصلة لدولة الرئيس، على مدى الأشهر لتحقيق هذه الغاية". وتابع: "اتفقنا كذلك على تكثيف التعاون الثنائي بين مصر ولبنان، إذ أن في التعاون الحالي بين البلدين ما يمثل دعما مهما لاقتصاد الدولتين، وهناك إمكانات لتطوير هذا التعاون في قطاعات حيوية مثل الطاقة وغيرها، ونحن نعمل سويا على استكشاف آفاق جديدة ومجالات للتعاون، على أرضية إرادة سياسية أكيدة وأهمية دعم متبادل". وختم قائلا: "نقلت لدولة الرئيس تحيات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتقديره واستمرار التواصل على الجبهات كافة، الوزارية منها وبين رؤساء الوزراء وعلى مستوى القيادة بين البلدين".

سئل: هل تعتبرون أن غياب حكومة في لبنان أثر على أعمال القمة؟

أجاب: "نحن نسعى الى أن تكون قمة ناجحة وتسفر عن قرارات تدعم الجهود التنموية للدول العربية. فكل هذه الدول بحاجة للانطلاقة الاقتصادية، وذلك يتم من خلال التعاون والتضامن في ما بينها. ومصر تعمل على إنجاح القمة وأن تكون مخرجاتها ملموسة لدى الشعوب العربية.

إبراهيم

كما استقبل الرئيس الحريري سفير لبنان في الأرجنتين جوني إبراهيم وزوده بالتعليمات اللازمة.

 

بري بحث مع وزير خارجية مصر العلاقات الثنائية

الجمعة 18 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، وزير الخارجية المصرية سامح شكري يرافقه السفير المصري نزيه نجاري، وكان عرض للعلاقات اللبنانية - المصرية والتطورات في المنطقة. بعد الزيارة قال شكري: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري، ونحن نحرص دائما على هذا اللقاء في إطار دعم العلاقات المصرية - اللبنانية على كل الصعد، سواء مع رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس النواب أو رئيس الحكومة". أضاف: "العلاقات المصرية - اللبنانية متميزة بوجود إرادة قوية لدى الطرفين لاستمرار العمل على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وكان بحث في سبل تعزيز هذه العلاقات وما يوفره الرئيس بري دائما من رعاية ودعم لهذا التوجه. ونقلت له تحيات وتقدير السيد الرئيس والتطلع لاستمرار التواصل في ما بينهما. كانت أيضا مناسبة لتناول كل القضايا الإقليمية والتحديات المشتركة التي تواجه البلدين واستمرار العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات".

وختم: "أكدت مرة أخرى اهتمام مصر باستقرار لبنان وسيادته وتجاوزه كل التحديات بما يصب في مصلحة الشعب اللبناني وفي مصلحة الاستقرار وسوف نستمر بالتواصل بشكل وثيق مع كل الأطياف السياسية اللبنانية في دعم استقرار لبنان والعمل على توثيق العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح الشعبين".

 

نائب وزير الدفاع الروسي استقبل جورج شعبان

الجمعة 18 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال ألكسندر فومين، مستشار رئيس الحكومة اللبنانية للشؤون الروسية جورج شعبان. وحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع في روسيا الاتحادية، أنه "تم خلال اللقاء بحث المسائل الأمنية في الشرق الأوسط، وكذلك موضوع عودة النازحين السوريين إلى مكان إقامتهم الدائمة في الجمهورية العربية السورية". كما تطرق البحث أيضا أثناء اللقاء إلى الوضع الحالي وإمكانات تطوير علاقات التعاون العسكري والتقني بين البلدين. وختم البيان بالقول ان "اللقاء جرى في جو من الصداقة، وكان تأكيد على الاستمرار في تطوير التعاون العسكري بين المؤسسات الأمنية".

 

الراعي عرض التطورات مع سفيري فرنسا وبريطانيا

الجمعة 18 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، السفير الفرنسي برونو فوشيه، وكان عرض لعدد من المستجدات اللبنانية والفرنسية.

بعد اللقاء قال فوشيه: "قدمت لغبطة البطريرك التمنيات بعام جيد باسم الحكومة الفرنسية وباسم السفارة الفرنسية وباسمي، كما هنأته بكل الجهود الملفتة التي يبذلها لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء لكي تتألف الحكومة اللبنانية التي ننتظرها بأسرع وقت. إن إتمام عملية تشكيل الحكومة أمر بغاية الأهمية بالنسبة إلينا، لأن وجود حكومة ضرورة ملحة، فهناك خريطة طريق وضعت للبنان منذ تسعة أشهر ونحن جاهزون لوضعها قيد التطبيق ولكن لا يمكننا المباشرة بها في ظل غياب أصحاب القرار. حملت هذه الرسالة الى غبطته وهنأته بإطلاقه المبادرات بهدف تقريب وجهات النظر".

سفير بريطانيا/ثم التقى السفير البريطاني كريس رامبلينغ الذي قال بعد اللقاء: "لقد التقيت اليوم غبطة البطريرك وهو اللقاء الثاني الذي يجمعنا منذ ان توليت مهامي الدبلوماسية في لبنان، والبطريرك يلعب دورا مهما في هذا البلد، وتناقشنا في الاوضاع الداخلية اللبنانية وتبادلنا وجهات النظر بما فيها الاوضاع الاقليمية وسوف نتابع كل هذه الامور".

 

القوات: أسوأ مرحلة عرفها لبنان هي حقبة الاحتلال السوري فكيف لنا ان نترحم عليها؟

الجمعة 18 كانون الثاني 2019 /وطنية - صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية"، بيان نفت فيه "نفيا تاما وقاطعا" ما ورد اليوم في خبر موقع elnashra.com نقلا عن مصادر قواتية، بأنها "تأسف للمرحلة التي وصلنا اليها في عملية شد الحبال في الملف الحكومي، الأمر الذي يجعلنا نترحم على الاحتلال السوري حين كانت الحكومات تتشكل بلمح البصر". وتؤكد الدائرة ان "هذا المصدر لا يمت إلى القوات بصلة، لأن أسوأ مرحلة عرفها لبنان في تاريخه هي حقبة الاحتلال السوري"، وتساءلت "كيف للقوات ان تترحم على مرحلة كانت فيها في المعتقلات وتتعرض لحملة ملاحقات متواصلة بسبب هذا الاحتلال الذي ناضلت من أجل إخراجه من لبنان؟ ولذلك هذا الخبر مختلق ومفبرك من أساسه".وتتمنى الدائرة الإعلامية على وسائل الإعلام "التعامل بمهنية وموضوعية والتواصل معها لاستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة".

 

صهيوني رئيسا فخريا للطائفة الإنجيلية وقصاب رئيسا للمجمع الأعلى

الجمعة 18 كانون الثاني 2019 /وطنية - عقدت الهيئة العامة للمجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية، اجتماعا في الرابية برئاسة القس سليم صهيوني ومشاركة كل مندوبي الكنائس من مختلف المحافظات اللبنانية والسورية. بعد خدمة العبادة، وكلمة لصهيوني الذي قدم تقريرا عدد فيه إنجازات المجمع وخدماته الرعوية والكنسية والتربوية والتنظيمية في سوريا ولبنان طوال 35 عاما، وكان أبدى رغبته بعدم الترشح لدورة أخرى، مما أطلق عملية الترشيح والانتخاب التي أسفرت عن فوز: القس جوزيف قصاب رئيسا للمجمع الاعلى، القس صموئيل حنا نائبا للرئيس، القس ماكرديج كراكوزيان امينا للسر، القس ميلاد داغر امينا للمال، القس صموئيل خراط مقررا، الشيخ القاضي فوزي داغر مستشارا حقوقيا للطائفة، القساوسة النائب ادكار طرابلسي والدكتور حبيب بدر وعماد زعرب وليون مقصوديان واندراوس سلامة وفؤاد المصري وابراهيم نصير وسليم صابونجي أعضاء، وصوتت الهيئة العامة بالاجماع على ان يكون صهيوني رئيسا فخريا للطائفة مدى الحياة. وتقرر ان يعلن المجمع الاعلى إجراءات التسليم والتسلم خلال شهرين من تاريخه. والرئيس الجديد للطائفة الانجيلية يحمل بكالوريوس في الكيمياء التطبيقية من جامعة حلب والماجستير في الالهيات من كلية اللاهوت للشرق الادنى في بيروت والماجستير في اللاهوت العملي من معهد برينستون اللاهوتي. رسم قسيسا في العام 1992 وشغل مناصب عديدة في السينودس الانجيلي الوطني في سوريا ولبنان وهو حاليا امينه العام ورئيس الجمعية الانجيلية اللبنانية وعضو اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الاوسط وعضو مجلس أمناء الجامعة اللبنانية - الاميركية LAU.

 

نواف الموسوي: التعديلات على مواد قانون اللامركزية الإدارية حافظت على وحدة الدولة والمجتمع

الجمعة 18 كانون الثاني 2019/وطنية - أكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، خلال اجتماع اللجنة الفرعية للامركزية الإدارية، أن "التعديلات التي أدخلناها على مواد القانون، حافظت على وحدة الدولة والمجتمع في لبنان، وحالت دون اي تفسير أو تأويل للمواد على النحو الذي يؤدي بها إلى صيرورة اللامركزية الإدارية طريقا مختصرة إلى الفدرالية، وتم هذا الأمر بإجماع أعضاء اللجنة كافة بعد حوارات مكثفة اتسمت بالإيجابية الكاملة". وقال: "إن الناظر اليوم إلى مواد اقتراح قانون اللامركزية الإدارية بعد التعديلات عليها، لا يساوره القلق على مستقبل لبنان الوطن والدولة والشعب، لأن النصوص كما توصلنا اليها، هي نصوص تؤمن نهضة إنمائية للأقضية دون أن تمس بأي حال الوحدة الوطنية على جميع الصعد". وتابع النائب الموسوي: "النقطة الثانية التي أثرتها في النقاش، هي المسألة المتعلقة بضرورة الحفاظ على اتحاد البلديات في اطار الأقضية، فكان اقتراح القانون ينص على إلغاء اتحاد البلديات، بحيث يحل محله مجالس الأقضية، ولذلك قلت إنه لا بد من الحفاظ على خصوصيات البلديات في داخل الأقضية، بحيث نجمع بين وحدة السكان في القضاء وخصوصية السكان في البلديات واتحاد البلديات".

 

مؤتمر صحافي مشترك للامين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية أبو الغيط: رفعنا للقمة قرارات جيدة للغاية ولم ينضج الموقف من سوريا بعد باسيل: عودة سوريا بحاجة الى آليات وصيغ ولتضامن حقيقي لتقاسم أعباء النزوح

الجمعة 18 كانون الثاني 2019 /وطنية – عقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل مؤتمرا صحافيا مشتركا في فندق فينيسيا بعد انتها الجلسة الافتتاحية للاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة العربية لاتنموية:الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة. وقال أبو الغيط: " لقد شاركت اليوم في احد الاجتماعات الجيدة جدا والتي اتسمت بالموضوعية والسرعة واقرار كل القرارات التي بحثت على مستوى المندوبين الدائمين. هذه القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية لها حوالي 29 مشروع قرار او بند، تم اقرارها بالكامل ورفعها الى القمة سواء البنود الاقتصادية او الاجتماعية". وختم: " الملحوظة الاساسية انه  لم يكن هناك أي خلافات حادة او صعوبة في اقرار هذه القرارات، وأعتقد أن الرئاسة واسلوب ادارتها والضيافة الكريمة للبنان ووضوح المقصد ادى الى ان نرفع للقمة  قرارات جيدة للغاية في  المجالات الاقتصادية والاجتماعية كافة".

باسيل

أما الوزير باسيل فقال: "نحن سعيدون جدا اليوم، ان يستضيف لبنان اليوم اجتماع القمة العربية والاجتماع الوزاري التحضيري لاجتماع القمة يوم الاحد، دائما بمعية وحكمة ورعاية الامين العام استطعنا اليوم ان ننجز هذا الاجتماع، واقرينا البنود ال29 المطروحة في جلستنا بتوافق، وبقي طبعا موضوع البيان الختامي والنقاش والعمل عليه في اليومين المقبلين. وهناك توافق على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها الدول العربية، ومشاكلنا كثيرة، مشاكل الفقر وسوء التغذية والبطالة والهجرة. وهي مشاكل لا تتعلق فقط بالدول ضمن حدودها انما هي مشاكل مشتركة. وطبعا نحن نرغب ونعمل لأن يتوسع اطارنا الاقتصادي ويشهد نجاحا اكبر لسوق اكبر ولمعالجات اشمل وانجع عندما تكون مشتركة". أضاف: "وطبعا لا يمكننا ان نتشارك في مؤتمر اقتصادي واجتماعي ونغفل أهم ازمة انسانية ولو كانت في اساسها ازمة سياسية، انما تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية كبيرة للغاية ولا يمكن التفكير بحلول اقتصادية واجتماعية والتعايش مع ازمة انسانية كبرى وهي الاكبر في هذا القرن،  الا وهي ازمة النازحين واللاجئين بحجمها العالمي وهي عربية وفي منطقتنا". وتابع: " ان لبنان طرح في كلمته موضوع عودة سوريا الى الحضن العربي، وبالتالي عودتها الى الجامعة العربية. وهذا موضوع لا يقرره بلد بمفرده فهو بحاجة الى آليات وصيغ، ولكن لا يمكننا ان ننأى بأنفسنا عنه ونبقى بعيدين عن معالجته ومقاربته لنسد فجوة في العالم العربي، وحتى لا تبقى الفجوة فجوة. وطرحنا من جانبنا موضوع المرأة لأنه لا يمكن أن يكون هناك تطور  من دون المرأة التي هي نصف المجتمع، ولا يمكن أن تبقى في ظل الرجل ولا تأخذ حقوقها في ايامنا هذه، ونتكلم عن تطور اقتصادي واجتماعي ويبقى نصف مجتمعنا معطلا". أردف: "على مستوى الطاقة وانشاء سوق عربية مشتركة ، كل هذه المواضيع التي طرحناها إطار جيد للبناء عليه، وهي مناسبة عربية جديدة نلتقي فيها، إما أن نعززعملنا المشترك ووحدتنا وإما ان نفشل وهذا تحد مطروح علينا جميعا، ليس على دولة واحدة من دولنا، ولبنان يستضيف هذه القمة ولكن لا يقرر الا برأي واحد من الدول الاخرى المشاركة في الجامعة العربية". أكد أن "واجبات لبنان ودوره ان يسعى ويجهد للجمع وللعمل المشترك واقل واجباته، والتي هي سمته كرم الضيافة والاستقبال وما قمنا به اليوم، هو اقل واجباتنا تجاه اخوتنا العرب. انما تبقى الدول تملك سيادتها وهي تقرر بنفسها الى اي اتجاه تأخذ الجامعة ومصير الجامعة وانتاجيتها. اذا الموضوع لا يعود الى لبنان لوحده، فهو عبر عن رغبته ومسعاه وعمله، وتبقى النتيجة التي نأمل أن تأتي يوم الاحد، كما كانت عليه اليوم، فنكون قد خطونا خطوة الى الامام في عملنا المشترك".

حوار

ثم كان حوار استهله الوزير باسيل بالرد على سؤال عما تضمنته كلمته من عتب على العرب بشأن مستوى التمثيل خصوصا وان رئيس الجمهورية سيفتتح قمة على مستوى وزراء، اجاب: "ان مستوى المشاركة هو حق لكل دولة وليس لأحد منا ان يعلق على هذا الموضوع، لأنه في المؤتمرات الإقتصادية والقمم السابقة كان يشارك فيها خمسة او سبعة رؤساء، وهذا لا يعني ان هنالك 17 دولة قاطعت، هذا الأمر يعود لكل دولة ولكل رئيس دولة، وبصراحتي المعهودة اتفهم أن يبادر اي رئيس دولة لفعل ما فعل، ولبنان يجب ان يتحمل مسؤوليته في ما حصل، والخطأ الذي ارتكب يرتكب على مستوى الدولة، فالدولة تقرر على مستوى ما يعنيها وليس على مستوى ما يعني غيرها، وعلى هذا الأساس، لا يمنع اي دولة ان تتنازل عن اي حق تجاه اي دولة عربية ثانية انما مكان التعبير عنه له اصوله ضمن اي عمل مشترك وضمن الجامعة العربية، كان لبعض الدول ان تتصرف كما تصرفت وهذا حقها، كما ان لبعضها ان تتضامن اكثر وتعبر عن موقف اكثر وهذا لا يقرره لبنان. وفي ما يخص رئيس الجمهورية ودوره في القمة، فهو يقرر ما يريد وهذا حق لرئيس الجمهورية وللدولة المضيفة". عما ستقدمه القمة لدعم الإقتصاد اللبناني قال الوزير باسيل: "هذه القمة ليست موجهة لدعم  الإقتصاد اللبناني، انها قمة اقتصادية لمناقشة امور مشتركة تخص الدول العربية. يعتقد البعض ان القمة العربية هي لمساعدة لبنان ولتقديم الدعم له، ولكن لها جدول اعمالها الدوري وليس هناك على برنامجها مساعدة اي دولة بشكل خاص. وفي هذه الحال  لبنان يستضيف القمة وينظمها على ارضه، ولكن القمة هي للجامعة العربية وليس للبنان الذي يستضيف الجامعة العربية ان يتغيير دوره الا بالمعنى الشكلي، ولا انتظار من القمة لمساعدة لبنان. ما يهمنا ان القمة عقدت في بيروت بالرغم من بعض المطالبات بعدم عقدها، تنفيذا لإلتزامات لبنان تجاه الجامعة العربية واخوانه العرب الذين اوكلوا له هذه المهمة والتي قام بها بقرار من مجلس الوزراء، ولا يمكن التراجع عنه ضمن اي ظرف من الظروف الا بقرار من مجلس الوزراء اللبناني او برغبة من الجامعة العربية. وطالما انه لم يحصل اي من الأمرين بقيت القمة قائمة وعقدت في بيروت بمشاركة الدول المعنية، وصدر قرار بالتوافق والإجماع وهذا امر جيد جدا وهذا نجاح للبنان وللقمة العربية".

ابو الغيط متدخلا

وهنا تدخل ابو الغيط وقال: "القمة هي قرارات واستراتيجيات ومنهج وفكرة واسلوب معالجة للمشاكل الإقتصادية والإجتماعية والتنموية والبيئية للمجتمع العربي، من اول المغرب الى مسقط في الشرق، ومن يقرأ مجموعة القرارات ويطلع على الدراسات في ما يتعلق بالغذاء وتوفيره  ومكافحة الفقر والزراعة وتوفير الغلال للأمة العربية ودور المرأة وتشغيل الشباب والأطفال وعملهم والقواعد الحاكمة في ذلك، والفلسطينيون والقدس والبعد الإقتصادي والإجتماعي والنازحون في البعد الإقتصادي والإجتماعي وليس السياسي، المسألة ان العرب توافقوا على منهجية معينة للربط الكهربائي ومنطقة التجارة الحرة وازالة التعريفات الجمركية، والكثير الذي تحقق هو نتيجة لهذا التوافق اليوم بين الوزراء ثم بعد غد الاحد على مستوى القمة، وطبعا يتمنى الانسان ويرغب ان يكون هناك الكثير من القادة وهذه مسألة صحية ولكن مع افتراض غياب عدد كبير منهم، اذا اقرت هذه الدول لأن للدول ممثليها وليسوا اشخاصا صغارا، هم مسؤولون على مستوى عال، فاذا اقروا مجموعة من القرارات والإستراتيجيات والدراسات فالتنفيذ يتم".

باسيل

وعما تردد بأن الولايات المتحدة تتدخل مع لبنان في مسألة اعادة اعمار سوريا والمشاركة في هذه العملية، قال الوزير باسيل: "انا لم اقل سوى أن هذا الأمر هو قرار سيادي، ولكل دولة أن تمارسه، وما يمنع الازدهار عن وطنه بقرار غير ذاتي أي من الخارج يكون يضر بوطنه وبالمجتمع المحيط فيه".

ابو الغيط

ورد ابو الغيط على سؤال يتعلق بالموقف العربي من مقاطعة سوريا وعدم تفهم الجامعة بضرورة عودتها الى الجامعة فقال: "الجامعة العربية هي محصلة كل الرؤى العربية لل21 دولة الموجودة فيها الان، وبالتالي اذا اختلفت هذه الدول العربية فمعنى ذلك عدم وجود توافق، فالجامعة العربية لا تتخذ موقفها الا من خلال النقاش، ومحصلة النقاش يكون في التوجه في هذا او ذاك الاتجاه، وحتى هذه اللحظة لم ينضج بعد الموقف فيما يتعلق بعودة الشقيقة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، وهي نتيجة لرؤى وتصورات مختلفة، واذا استمعنا بدقة لمواقف الدول العربية، فنجد أنها تقول فلنطبق قرار الامم المتحدة رقم كذا، ودولة اخرى تقول يجب التوصل الى تفاهمات مع الحكم في دمشق في ما يتعلق بكذا وكذا، وبالتالي ان المحصلة النهائية هي انه لا اتفاق عربيا  عليه بعد، ولا أقول اكثر من ذلك".

اما الوزير باسيل فقال: "نحن سندفع داخليا وخارجيا لتكوين توافق على عودة سوريا الى الجامعة العربية ودورنا  القيام بذلك".

قيل للوزير باسيل:  قلتم، ان سوريا خرجت بقرار اجنبي فهل ستعود بقرار اجنبي؟ وهل يعني ذلك انك تتهم كل الدول العربية أنها خضعت لجهة اجنبية باتخاذ هذا القرار؟

أجاب: "انا اعتقد انه لا يوجد احد ينكر تأثير العالم الغربي على الدول العربية والشواهد على هذا الامر عديدة، وانا اشجع الدول ضمن الجامعة  أن تتخذ القرارات التي تعود بالمصلحة لاجتماعنا العربي، وطبعا لكل دولة الحرية في اي قرار تحدده، وما اردت قوله ان كلمة الجامعة العربية هي أن تجمع، لا تجمع على الخطأ بالطبع، انما في النهاية،  النتيجة لا يجب ان تكون تفرقة وتقسيما وتخفيضا، بل يجب ان تكون تعزيزا في كل اجتماع واجتماع وفي كل مرحلة ومرحلة. فوحدتنا وتضامننا هي الاساس واعتقد هذا هو ميثاق وروحية الجامعة العربية".

وردا على سؤال عن امكانية زيارة الوزراء المختصين الى الجزائر، كونها بلدا نفطيا وزراعيا بامتياز، اجاب:  "قمت سابقا كوزير خارجية بزيارة للجزائر ونحن نتعامل معها في موضوع النفط ونشتري منها بعقود موقعة وهناك مجالات زراعية واعدة جدا، اخترنا السفير اللبناني في الجزائر على اساس إلمامه بالموضوع الزراعي وتطوير النشاط والتبادل الزراعي بين البلدين".

سئل: هل تعتبر كل ما يحصل تقاطع مصالح داخلية وخارجية لتفشيل القمة التي يترأسها رئيس الجمهورية؟

اجاب: "اي فشل او اي نجاح لا يصيب شخصا في لبنان ولو كان رأس الدولة انما يصيب لبنان وكل اللبنانيين، واذا اعتقد احدهم ان هذه الحسابات تكون الربح والخسارة فهو واهم، والدولة هي كل، في الداخل نتصارع كأحزاب انما تجاه الدول لبنان هو واحد، لذلك بمقاربتنا للموضوع السوري هناك اصول نتبعها مع الجامعة العربية حرصنا على عدم القيام بأي امر يشكل اي انشقاق داخلي او انشقاق في الجامعة، اذا الموضوع هو كل لبنان عندما تصيب الإساءة لأي دولة من قبل لبنان يصاب لبنان كله بالإساءة او عندما ينجح رئيس جمهورية او رئيس حكومة او رئيس مجلس او اي لبناني في اي قطاع في العالم كل لبنان يفرح. فالنجاح هو للجميع والفشل هو للجميع".

ابو الغيط

وسئل ابو الغيط: الا تشعر بحزن عميق لعدم وجود الرؤساء العرب، والعراق حارب داعش واًصيب بدمار كبير هل هناك على جدول اعمالكم مشاريع تنموية لهذه المناطق؟

اجاب: لا تنسوا ان هناك قمة عربية سياسية اقتصادية اجتماعية في نهاية شهر اذار في تونس، التاريخ لم يحدد، هذه القمة تتناول كل المسائل بما فيها الوضع العراقي والنظرة الى العراق، القمة الحالية تنموية اقتصادية اجتماعية ايضا الكثير من الدول تتقدم بمشاريع هذه المشاريع اما تقدم لهذه القمة او للقمة المقبلة في تونس".

باسيل

سئل الوزير باسيل: هل يزعج بعض الدول موقف لبنان الذي اعلنه بأنه يريد المشاركة في اعادة اعمار سوريا؟

اجاب: "من الطبيعي لبنان الذي كان موجودا ببناء واعمار الدول البعيدة منذ ايام الفينيقيين، كيف نتصور ان تكون عملية اعادة اعمار في سوريا ولبنان غير مشارك فيها؟ من يستطيع ان يمنع اللبنانيين وحذاقتهم وبراعتهم ومبادرتهم الفردية من المشاركة في عملية الإزدهار والعمران لشعب عانى وعانينا معه ونريد ان ينهض وننهض معه.

وختم الوزير باسيل: "ان موضوع النزوح السوري سنتحدث عنه لاحقا انما طبعا سنعمل على تضامن عربي حقيقي لتقاسم الأعباء والهموم والمفردات لكي لا يشعر لبنان انه يفرض عليه في اي موقع وما لم يقبل به في غير هذا المكان والزمان لن يقبل به لبنان في موضوع النازحين واللاجئين على ارضه".

 

جديد موقعي الألكتروني ل 17 و18 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

اضغط على الرابط في أسفل لقراءة نشرة أخبار المنسقية العامة المفصلة، اللبنانية والعربية ليوم 18 كانون الثاني/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/71196/%D9%86%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A7%D8%AA-250/

 

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for January 18/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/71188/71188/

 

انتهت "المارونية السياسية" ... وانتهى لبنان

توفيق شومان/موقع مون ليبون/17 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71179/%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/

 

«البليارد» اللبناني

بات خطيراً الوضع وكل ما يجري مخيف، لا سيما مع هذا الغياب الرسمي عن تحمل الحد الأدنى من المسؤولية

حنا صالح/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71164/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%8b/

 

Analysis/In First, Arab Countries Admit Israel Into a Regional Alliance. But There Is a Price
 
تحليل سياسي بقلم اورا كورين من الهآرتس: الدول العربية تقبل بدخول اسرائيل كحليف اقليمي ولكن بثمن
 Ora Coren/Haaretz/January 17/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71167/ora-coren-haaretz-in-first-arab-countries-admit-israel-into-a-regional-alliance-but-there-is-a-price-%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d8%a8%d9%82%d9%84%d9%85-%d8%a7/

 

Arafat and the Ayatollahs
 
طوني بدران: عرفات والملالي
 Tony Badran/Tablet/January 17/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71171/tony-badran-tablet-arafat-and-the-ayatollahs-%D8%B7%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A/

 

Pompeo’s tour provokes differing reactions inside Iran
 
د. ماجد ربيزاده/جولة بومبيو تثير ردود فعل متباينة داخل إيران
 
Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/January 17/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71185/dr-majid-rafizadeh-pompeos-tour-provokes-differing-reactions-inside-iran-%D8%AF-%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D9%88/