LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january18.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

اللهَ أَرْسَلَ إِلى قُلُوبِنَا رُوحَ ٱبْنِهِ صَارِخًا: «أَبَّا، أَيُّهَا الآب!».فأَنْتَ إِذًا لَمْ تَعُدْ عَبْدًا، بَلْ أَنْتَ ٱبْنٌ، وإِذَا كُنْتَ ٱبْنًا، فأَنْتَ أَيْضًا وَارِثٌ بِنِعْمَةِ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/شبيحة امل وحزب الله الإرهابيين وبسبب عماهم الوطني  يتوهمون بأن طريق القدس تمر من شارعي الحمرا والمصارف

الياس بجاني/زعران أمل وحزب الله هم عسكر من المرتزقة والشبيحة التابعين لملالي إيران

الياس بجاني/مقالة منشورة في جريدة السياسة/لا حلول في لبنان بغير بحل حل حزب الله واستئصال سرطان احتلاله الإيراني

الياس بجاني/لبنان دولة فاشلة والثورة لن تنجح ما دامت تتملق حزب الله الإرهابي

الياس بجاني/ثورة تتعامى عن سرطان حزب الله وتتملقه تحمل بنفسها كل مقومات الفشل

الياس بجاني/حزب الله يحتل لبنان وكل الحكام والسياسيين اللبنانيين هم دمى بأمرته

الياس بجاني/عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان دولة فاشلة ومارقة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 17/1/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 17 كانون الثاني 2019

بريطانيا تعتبر «حزب الله» منظمة إرهابية وتقر تجميد أمواله

إجراءان بريطانية وأميركية ضد "حزب الله"

عدوى«أشرف الناس» تتفشى.. جريصاتي يُصنّف الثوار: طاهرين..غير طاهرين!

بالأسماء.. هذا ما رست عليه «التوزيعة» الحكومية!

ريتشارد مارفي في بيروت

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مستشار باسيل الأسبق مرشحه لـ«الطاقة».. من هو ريمون غجر؟

إجراء قبرص".. هل تُسيطر البنوك على جزءٍ من الودائع؟

مستشار باسيل الأسبق مرشحه لـ«الطاقة».. من هو ريمون غجر؟

بعد رفض الراعي لأيّ طلب لاستقالة رئيس الجمهورية.. قطيش يرد: اذا مكمل هيك رح نطالبك كمان بالاستقالة!

أبو كسم ردا على قطيش : هيئتك مش دارس تاريخ بكركي ولبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تلوّح بمعركة خارج أراضيها للرد على مقتل سليماني

الجيش الأميركي يعترف للمرة الأولى: 11 جندياً أصيبوا بالرد الإيراني..

اجتماع وزير الخارجية الكندي ونظيره الإيراني في سلطنة عمان لبحث كارثة الطائرة

بريطانيا تعتبر «حزب الله» منظمة إرهابية وتقر تجميد أمواله

خلاف شيعي - كردي حاد بسبب الوجود الأميركي في العراق

رسائل خامنئي في أول خطاب عام بعد مقتل سليماني

خامنئي: إيران وجهت «صفعة» لأميركا... ولا نثق بالأوروبيين

مقابل 2000 دولار أميركي ووعد بالجنسية التركية... 2000 مقاتل سوري ينتقلون إلى ليبيا

بوتين يشارك في مؤتمر السلام بليبيا في برلين... وحفتر يصفه «بالصديق العزيز»

تصعيد دبلوماسي مصري ـ تركي بعد توقيف «خلية تحريض» والقاهرة أطلقت سراح 4 بعد توقيفهم

«السيادة» السوداني يعين مديراً جديداً للمخابرات العامة بعد إخماد تمرد ورفض التجديد لقضاة المحكمة الدستورية المعينين من قبل النظام السابق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة خامنئي اللبنانية والحفر في الهوّة/فارس خشان/الحرة

حكومة النظام السوري في لبنان.. حكومة الانتقام من اللبنانيين/منير الربيع/المدن

نظريّتان لـ”الثلث” الحكوميّ… والقومي يخلط الأوراق/مجد بو مجاهد/النهار

خسارة الثلث أفضل من خسارة الرئاسة/حسن سعد/ليبانون فايلز

إرباك حزب الله بين خصومه وغياب الاستراتيجية الداخلية/هيام القصيفي/الاخبار

مأساة طرابلس السّعيدة بالانتفاضة.. المرثاة الوداعيّة للبنان/محمد أبي سمرا/المدن

هذه السلطة لم تتعلم شيئاً/مهند الحاج علي/المدن

المأزق الكبير: الثأر لقاسم سليماني أم حكومة مقبولة دولياً؟/منير الربيع/المدن

ليلة الحمرا والانتفاضة: عود على بدء في مسألة "العنف"/وسام سعادة/المدن

هل هذا مصير حاكم مصرف لبنان؟/ مروى غاوي/ليبانون فايلز

هل تكون الفيديرالية نظاماً للبنان بعد موت "الطائف"/سركيس نعوم/النهار

احجزوا الفاسدين هنا او هنا لا فرق/راجح خوري/جريدة النهار

هذه الطبقة السياسيّة ليست قَدَرًا. أَسقِطوها/عقل العويط/النهار

كيف يمكن أن يؤثّر مصرع قاسم سليماني في مسار الأحداث بحسب مجال اختصاصك خلال العام الجاري/مايكل يونغ/مركز كارنيغي

مرحلة تصفية الحسابات في إيران/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

هجرة الشوام (الجديدة) إلى مصر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

إيران: لماذا لم تنفع الوصفة القديمة/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية وعقيلته شاركا في قداس الرهبانية الانطونية ابو جودة: الشعب يتطلع إليكم كخشبة خلاص صدقة: بانتظار حكومة فاعلة

الحريري عرض الاوضاع مع سفراء اليابان وايطاليا وبريطانيا

الاحرار دعا الى تفويت الفرصة على المندسين وعزلهم عن فعاليات الحراك

الراعي: معرقلو ولادة الحكومة هم اعداء لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

اللهَ أَرْسَلَ إِلى قُلُوبِنَا رُوحَ ٱبْنِهِ صَارِخًا: «أَبَّا، أَيُّهَا الآب!».فأَنْتَ إِذًا لَمْ تَعُدْ عَبْدًا، بَلْ أَنْتَ ٱبْنٌ، وإِذَا كُنْتَ ٱبْنًا، فأَنْتَ أَيْضًا وَارِثٌ بِنِعْمَةِ الله

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية04/من01حتى07/:”يا إِخوَتِي، إِنَّ الوَارِثَ، مَا دَامَ قَاصِرًا، لا يَخْتَلِفُ عنِ العَبْدِ بِشَيء، معَ أَنَّهُ سَيِّدٌ على كُلِّ شَيء . لكِنَّهُ يَبقَى تَحْتَ الأَوْصِيَاءِ وَالوُكَلاء، إِلى الوَقْتِ الَّذي حَدَّدَهُ الأَب. وهكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِين، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَركَانِ العَالَم. ولكِنْ، لَمَّا بَلَغَ مِلْءُ الزَّمَان، أَرْسَلَ اللهُ ٱبْنَهُ مَولُودًا مِنِ ٱمْرَأَة، مَولُودًا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، لِكَي يَفْتَدِيَ الَّذِينَ هُم في حُكْمِ الشَّريعَة، حتَّى نَنَالَ التَّبَنِّي. والدَّليلُ على أَنَّكُم أَبْنَاء، هُوَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ إِلى قُلُوبِنَا رُوحَ ٱبْنِهِ صَارِخًا: «أَبَّا، أَيُّهَا الآب!».فأَنْتَ إِذًا لَمْ تَعُدْ عَبْدًا، بَلْ أَنْتَ ٱبْنٌ، وإِذَا كُنْتَ ٱبْنًا، فأَنْتَ أَيْضًا وَارِثٌ بِنِعْمَةِ الله”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

شبيحة امل وحزب الله الإرهابيين وبسبب عماهم الوطني  يتوهمون بأن طريق القدس تمر من شارعي الحمرا والمصارف

الياس بجاني/17 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82379/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d8%a8%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7/

زعران وشبيحة أمل وحزب الله مضيعين طريق القدس متل دايماً.

اليوم هالزعران والمأجورين والمتأيرنين 100% شايفين ان طريق تحرير القدس تمر من شارع الحمرا وعبر البنوك اللبنانية وذلك بعد تدمير البنك المركزي واخضاع الدولة لمشيئة ولي الفقيه ومواجهة العقوبات الأميركية الصارمة على كل من إيران وحزب الله.

والله وحده بس بيعرف من وين راح بتمر هالطريق “الكذبة” بكرا وبعده.

باختصار: لبنان بلد تحتله إيران بواسطة ذراعها الإرهابي المسمى زوراً حزب الله، وبالتالي لا حلول في وطن الأرز أكانت كبيرة أو صغيرة وعلى أي مستوى وفي أي مجال كان قبل حل الحزب ومنعه وتفكيك دويلته ومحاكمة قادته ومصادرة املاكه وأملاك قادته وتطبيق القرارات الدولية الثلاثة الخاصة بلبنان وهي:

اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل

القرار الدولي رقم 1559

القرار الدولي رقم 1701.

وإلا فالج لا تعالج.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

زعران أمل وحزب الله هم عسكر من المرتزقة والشبيحة التابعين لملالي إيران

الياس بجاني/17 كانون الثاني/2020

غزوة زعران امل وحزب الله الهمجية والبربرية يوم أمس للمصارف في بيروت هي لإرهاب اصحابها واخراج البنوك اللبنانية من النظام العالمي المصرفي وذلك لتحدي العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله. في الحصيلة لبنان هو بلد محتل وحكامه ادوات ليس إلا وفاقدة لقرارها

 

الياس بجاني: رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

لبنان دولة فاشلة والثورة لن تنجح ما دامت تتملق حزب الله الإرهابي/الياس بجاني/16 كانون الثاني/2020

http://al-seyassah.com/%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d9%86-%d8%aa%d9%86%d8%ac%d8%ad/

 

لا حلول في لبنان بغير بحل حل حزب الله واستئصال سرطان احتلاله الإيراني

الياس بجاني/16 كانون الثاني/2020

إلى الثوار وكل السياديين والشرفاء في وطن الأرز: سموا المحتل باسمه الذي هو حزب الله الإرهابي والمجرم وكفاكم ذمية وطأطأة رؤوس وتعامي

 

ثورة تتعامى عن سرطان حزب الله وتتملقه تحمل بنفسها كل مقومات الفشل

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

ثورة تتملق حزب الله الإيراني وتداهنه وتتعامى عن احتلاله ودويلته وإرهابه وتسوّق لكذبة ونفاق مقاومته هي ثورة فاشلة وأداة تدمير وخراب.

 

حزب الله يحتل لبنان وكل الحكام والسياسيين اللبنانيين هم دمى بأمرته

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

جميل السيد متل ما خبرنا جنبلاط عم يشكل الحكومة والبيك بدو رضاه، ولكن الحقيقة أن كل حكامنا من كبيرهم لصغيرهم دمى يحركها حزب الله

 

لبنان دولة فاشلة والثورة لن تنجح أن لم تجعل أمر احتلال حزب الله من أولوياتها

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82259/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%84/

منذ 89 يوماً والشعب اللبناني غاضب وثائر وهو يتظاهر في عدد كبير من المدن والبلدات مطالباً بدولة عادلة، وبحكومة من متخصصين وشرفاء تتحسس أوجاعه وتعمل على خدمته، وبمجلس نيابي فاعل يمثل فعلاً تطلعاته وأماله، وبحكام كفهم نظيف ويلتزمون الدستور، وبقضاء عادل يطبق القانون، وبخدمات حياتية ومعيشية وإنسانية وبأن واستقرار وفرص عمل والخ..

كل هذه المطالب محقة، ومن حق الناس المطالبة بها والسعي لتحقيقها.

ولكن، لتحقيق حتى ولو جزء قليل من كل هذا المطالب، ومنها تشكيل حكومة من مستقلين وخبراء وأكفاء وشرفاء، وليتفعل القضاء ويقوم بدوره، وللوصول للخدمات كافة لا بد من قيام دولة ممسكة بقرارها وتعمل من خلال الدستور وتحت سقف كل ما هو استقلال وسيادة ودستور وقرار حر وقانون.

ولأن لبنان هو بلد محتل، وحزب الله يحتله منذ العام 2005، ويصادر استقلاله وسيادته، ويتحكم برقاب وقرار كل الحكام فيه، ويعين ويقيل المسؤولين غب ما يناسب أجندته الإيرانية، فإن الثورة مهما طال بقائها في الشوارع، فهي عملياً لن تحقق أي مطلب من مطالبها إن لم تسمى مرض الاحتلال باسمه، وتسعى لتحرير البلد من احتلاله، وهو الذي يدمر ويعهر ويعطل كل شيء ويحول دون نجاح أي مسعى ثوري وإصلاحي.

من هنا، فإن كل ما تطالب به الثورة لا يمكن أن يتحقق منه أي شيء ما دام حزب الله يحتل البلد ويتاجر بكذبتي المقاومة والتحرير، ويرهب الناس ويسوّق لثقافة الموت وليس لثقافة الحياة، وأولويته هي مشروع إيران التوسعي والإرهابي والحربي والعدائي.

جدير ذكره بأن حزب الله ومنذ اليوم الأول للثورة وهو يعاديها علناً ويخونها ويتهمها بالعمالة وبالارتهان للقوى المعادية له (أميركا والسعودية وإسرائيل) ومن خلال شبيحته اعتدى جسدياً ومعنوياً وسمعة ولا يزال يعتدي على الثوار ويستعمل ضدهم كل وسائل التخويف والإرهاب والبلطجة.

وبالتالي، على الثورة إن كانت فعلاً تسعى لتحقيق مطالبها أن تسمي الاحتلال باسمه، وأن لا تكتفي فقط بالشكوى من أعراضه، والأهم أن تتوقف عن تحييده وعن ذمية التملق له.

مطلوب منها أن تفضح هرطقات تجارته بكذبتي المقاومة والتحرير.

ولتنجح الثورة عليها فوراً أن تدرج مطلب تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان على رأس قائمة مطالبها وهي اتفاقية الهدنة والقرارين 1559 و1701…

يبقى أنه وعملاً بكل قوانين الأمم المتحدة، لبنان في وضعيته الراهنة هو دولة فاشلة ومارقة، وبالتالي من واجب مجلس الأمن فيها، بل من التزاماته القانونية إدراجه في هذه الخانة، ووضع اليد عليه تحت البند السابع، وتسليم القوات الدولية الموجودة في الجنوب المهام الأمنية كافة، ووضع القوى الأمنية اللبنانية تحت أمرتها، وذلك لإعادة تأهيل اللبنانيين على كيفية حكم أنفسهم. هذا الأمر تم العمل به في العديد من الدول التي كان وضعها شبيه بوضع لبنان الحالي.

على الثورة أن تفكر ملياً بهذا الخيار الدولي، وأن تسعى لتحقيقه في الوقت المناسب عملاً بالقوانين والإجراءات المرعية الشأن.

هذا، وقد يكون عملياً هو المخرج الوحيد المتوفر راهناً لمواجهة ما يجري في وطن الأرز من إفقار للناس، وتهجير، وفوضى، وإرهاب، وعهر حكام، وسلبطة احتلال، وفساد حكم، وكفر وجحود وإبليسية أصحاب شركات أحزاب.

في الخلاصة، لا خلاص للبنان وللبنانيين، ولا تقدم على أي مستوى، ولا خروج من أي أزمة من مالية وحياتية ومعيشية وخدماتية وصحية وغيرها في أي مجال كان ما دام احتلال حزب الله قائماً، وما دام الحزب ممسكاً بالبلد، وبحكامه، وبمؤسساته، ويأخذه رهينة بالقوة والسلبطة، ويتصرف به على أساس أنه ملك له ومعسكراً وساحة ومحزن أسلحة وأداة كلها مسخرة في خدمة مشروع حكام إيران التوسعي والعدائي والمذهبي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 17/1/2020

الجمعة 17 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

كان يتوقع إعلان الحكومة اليوم إلا أن مطالبات حزبية بحصص فرملت الإعلان الى حين إتمام المعالجات والرئيس المكلف على موقفه من ثمانية عشر وزيرا، فيما المطالبات تذهب الى عشرين أو أربعة وعشرين وزيرا..

وتقول أوساط سياسية: حتى لو اعلنت ولادة الحكومة فإن الحراك يعتزم التصعيد لأن من سمى الوزراء هم الحزبيون، كما ان الثلث المعطل بيد الوزير جبران باسيل.. وفي هذا السياق تنتظر الاوساط ما سيعلنه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مؤتمره الصحافي غدا في ضوء اعتراضه على طريقة التأليف.

ولقد استمر الحراك في خطواته التصعيدية بينما فتحت المصارف والمدارس والجامعات أبوابها.

وينتظر ان يجتمع الرئيس المكلف والوزير باسيل إذا كان الجو مؤاتيا أي إذا ما عولجت المطالبات.. وثمة خلاف على الحصص من حيث الاعداد وكذلك من حيث الحقائب.

ولقد أعرب سفراء أوروبيون بعد ممثل الامين العام للامم المتحدة عن دهشتهم مما يحصل في لبنان وقالوا إن أي حكومة لا تحظى بثقة اللبنانيين أولا وثقة الدول ثانيا لن تتمكن من معالجة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية المالية..

مزيد من الأجواء حول عملية التشكيل في التقرير الآتي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزين ان بي ان"

استفاقت شياطين التفاصيل وكالعادة فرملت اندفاعة التشكيل واستطدمت الحكومة العتيدة بطريق مقطوع، اشعلت فيه مطالب اندرجت في إطارات حصص طائفية وحقائبية وتمثيلية جرت بعضها تحت سقوف تصريحات وتغريدات، أما الواقع فهو أن التشكيلة الحكومية شبه منتهية والنقطة الوحيدة العالقة والتي يفترض عند حلها أن تفتح الطريق مجددا إلى قصر بعبدا تتعلق بحقيبة الإقتصاد التي يرفض الوزير باسيل دمجها مع الدفاع، ويصر على إسنادها لأيمن حداد فيما يصر الرئيس المكلف على إسناد حقيبة الإقتصاد إلى آمال حداد أو دمج الإقتصاد مع حقيبة أخرى للتيار وإعطاء حداد منصب نائب رئيس حكومة فتحل عقد المردة والقومي معا.

مصادر متابعة لمشاورات التأليف أكدت للـNBN أن الرئيس المكلف لن يتراجع عن الصيغة الشبه نهائية لشكل الحكومة وتوزيع الحقائب، وأكدت أن البحث يحصل حاليا حول نقطة أو أثنتين يمكن أن يؤدي حلهما إلى تعديلات بسيطة من دون المساس بالجوهر.

وأشارت المصادر إلى أن الرئيس المكلف لا يزال ضمن المهلة الزمنية التي حددها بعد تكليفه أي الستة اسابيع، وعندما يصبح جاهزا يحمل دياب تشكيلته إلى القصر الجمهوري من دون أي تأخير وتفتح لها الطريق إلى الولادة الطبيعية.

أما طرقات لبنان فبقيت أسيرة لعبة القطع والفتح وبقي المواطن ضحية المزاجية لقاطعيها يحبس في سيارته لساعات بإذلال متعمد ومعاناة لا تنتهي، فأصبح من اجتاز الطريق قبل قرار الإقفال يقول "الحمدالله زمطنا" وهذا ما حصل اليوم مجددا على أتوستراد الجية حيث الإعتداء على المواطنين وحبسهم على الطرقات لساعات طويلة كما استمر قطع الطريق عند نقطة الرينغ وفي الحمرا أمام مصرف لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

في ايام الله، طغى دفء الثورة على صقيع الطقس، فجدد الايرانيون زمن روح الله مع نداء الامام السيد علي الخامنئي، فكانت طهران امواجا بشرية امام محراب الثورة المتجددة، لتصلي خلف قائدها صلاة العارفين بان ارادة اهل الحق اقوى من كل الاستكبار العالمي..

وباللغة الجامعة للعالمين العربي والاسلامي خطب الامام السيد علي الخامنئي، مضيفا الى رمزية المشهد ودلالاته أقوى المواقف التي ما بدلت تبديلا ..

العالم الاسلامي لا بد أن يفتح صفحة جديدة، ومصير المنطقة يتوقف على التحرر من الهيمنة الاميركية وتحرير فلسطين، هي القاعدة التي ارساها الامام الخامنئي، وكل شعوب المنطقة مسؤولة للوصول الى تحقيق هذا الهدف. اما اساس هذا العمل فازالة عوامل التفرقة في العالم الاسلامي واتحاد القوى الاقتصادية والعسكرية والثقافية بين دول المنطقة وشعوبها. فالاميركي يريد تحقيق اهدافه ببث الفتن من سوريا الى العراق ومن فلسطين الى لبنان ومن اليمن الى افغانستان كما قال الامام الخامنئي. اما الدول الاوروبية الثلاث-بريطانيا وفرنسا والمانيا – فقد ثبت انها فعلا اذيال لاميركا، وتريد من ايران ان تركع كما قال الامام الخامنئي، وهو ما لن يحدث..

اما الولايات الاميركية المصفوعة في عين الاسد، والمصابة بهيبتها التي كسرها الحرس الثوري، فقد ظهرت اليوم مكسورة بكذب رئيسها الذي اعلن الا اصابات، وعادت بلاده بعد ايام للتحدث عن احد عشر مصابا في صفوف جنوده في تلك الضربة..

في لبنان لا زالت صنوف شياطين التفاصيل اقوى من كل النوايا، ولا زالت الحكومة الاكثر من ملحة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد معلقة على مطالب لا تحتملها حساسية المرحلة اقتصاديا واجتماعيا.. وفيما المساعي متواصلة أملا بتحقيق اختراق قريب، فان المعلومات أن تلك التفاصيل لا تزال عصية على جوهر الهدف الى الآن، اي الاسراع بالتشكيل..

ولا يمكن ايجاد اي حل قبل تشكيل الحكومة، كما قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي راى أن السياسات التي اعتمدت في الحكومات المتعاقبة وضعت لبنان في قلب المشكلة، محملا الإدارة المالية السيئة لحاكم مصرف لبنان والمصارف المسؤولية ايضا..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

وضعت العصي السياسية أمام دواليب دياب .. فتوقفت العجلات الحكومية في انتظار إجراء صيانة طائفية سياسية تؤهل التركيبة للصعود الى قصر بعبدا، وفي مراجعة لآخر المعطلين يتبين أن السلطة انقضت على مسار التأليف فاستحلت وتوسعت ولعبت بتوزيع المقاعد لكأنها في ظرف عادي يحمل كل ترف "البغددة" السابقة، فرئيس المجلس نبيه بري رمى بفخ توسيع الحوض الحكومي ..

المردة التي يتحدث رئيسها سليمان فرنجية غدا، وضعت حصة التيار شرطا للموازنة السياسية في المقاعد .. القومي استفاق حردانه على حصة بعدما رأى آخرين " يتزاحمون".. المير أطلق النفير صونا لطائفة الموحدين ... وطائفة الروم الكاثوليك خرجت بصوت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوسف العبسي، فاشتكت اجحافها من الوزير الواحد.

لكن حسان دياب كان بصوت واحد وأكد أن محاولة لتشويه صورة التشكيلة الحكومية إنما ستؤدي إلى إضعاف قدرتها على التصدي للكارثة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وأن القفز فوق انتفاضة اللبنانيين هو تجاهل للوقائع وجهل بالواقع، والرئيس المكلف لن يقبل بإدارة الظهر لها ولا بتمييع مطالب اللبنانيين الذين يعبرون عن غضب صادق على ما وصلت إليه أحوال وطنهم.

موقف الرئيس المكلف ممهور بعبارة " لا تهددوني بالثقة" وبموجب هذا الخط المعاند لأي خرق فإن كل من يطالب بحصة ولم يجدها لن يكون عليه سوى تسجيل رأيه في مجلس النواب وجلسة الثقة .. فإما منحها لحكومة دياب وإما الذهاب الى خيار المعارضة وهذا يشكل قمة الديمقراطية، ومطلبا صحيا يحتاج إليه الشارع، وهو الشارع الذي اصبح في سباق اليوم مع حكومة تقضم سياسيا وطائفيا وتأخذ الجميع الى انهيار سريع.

ومع انقضاء مهلة الثماني والاربعين التي حددتها الثورة بدا أن أحدا لم يتعلم أي درس من هذا الانهيار .. وربما كان البطريرك الراعي في صلاة المسبحة الوردية هذا المساء، أصدق من أطلق الأوصاف عندما قال إن من يعرقلون الحكومة هم أعداء لبنان وهم من جعل شبابنا عرضة للاذلال والقهر، وما من بلد في العالم يتعمد المسؤولون فيه الى خرابه كما يحدث في لبنان ... صلى الراعي لتوبتهم لكن يبدو أن الصلاة وحدها لا تشفع لشياطين .. لمجموعة قابضة على الأنفاس لا تزال تتنفس حصصا ومغانم وتلتف على التأليف لتعزف على أوتار سياسية ..

فيما الدولار " هربان " .. الشركات تقفل تباعا .. الموظفون في أكبر نسبة عطالة عن العمل .. صرف جماعي من المؤسسات ..طلاب خارج مدارسهم ومدارس خارج التعليم ..مستشفيات تشكو نقص المستلزمات.. أطباء خرجوا الى الشارع اليوم بالثوب الأبيض وفي المقابل فإن هناك من يقترح حكومة الأربعة والعشرين .. وتشكيلة التمثيل الطائفي يستدعي الرئيس بري الرئيس المكلف على طاولة غداء ليسلمه الاسمين الشعيين .. فيحتفظ بالاسماء ويمتنع عن التسمية ليبقي باب السراي مفتوحا على عودة سعد الحريري وآخرون.. يندسون في فراش التأليف ويفضون ما تبقى من تشكيل الحكومة .. يزرعون اسماء ووجوها مقنعة لنصبح امام توليفة " هاشلي بربارة " .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

للرقم 17 رنة خاصة في آذان الثورة ... اليوم 17 كانون الثاني ، ومع هذا التاريخ يبدأ الشهر الرابع على الثورة التي اندلعت في 17 تشرين الأول ، ولم يكن احد ليتوقع ان تصل إلى اليوم ، مع ما حملته وتحمله من متغيرات وتفرضه من وقائع ... في 17 كانون الثاني يستذكر الثوار أن 17 تشرين الأول أدت الى استقالة الحكومة بعد اسبوعين على اندلاعها ... و17 تشرين الأول استهلكت ثلاثة مرشحين محتملين لتشكيل الحكومة ، واستقرت على الرابع الذي يطوي بعد يومين شهره الأول على التكليف ، وهو قد أعطى نفسه بين اربعة وستةأسابيع ليشكل ، مرت المهلة الأولى ، أي شهر ، وكان يفترض ان تولد الحكومة أواخر هذا الاسبوع لكن عراقيل الحلفاء في ما بينهم حشر الولادة في عنق الزجاجة ، وبدا أن المعركة هي معركة تثبيت نفوذ داخل الحكومة ، علما ان الأوضاع على كل المستويات لم تعد تتحمل ترف المماحكات ... ومع ذلك استمرت عملية شد الحبال ولاسيما داخل الحصص المسيحية ، وتحديدا بين التيار الوطني الحر والمردة ... في هذا السياق ، أعلن أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه يعقد غدا مؤتمرا صحافيا يتحدث فيه عن تطورات الملف الحكومي ...

مصدر مسؤول في التيار الوطني الحر ‏اعتبر أن الذين يتعاطون مع الملف الحكومي بمنطق العدد و الحصص ‏معروفون وقد كشفوا عن نفسهم بمطالبتهم بعدد محدد من الوزراء، فيما لم يتعاط التيار بهذه العقليه لا من قريب ولا من بعيد وتشهد الوقائع ‏أن الذين دعم التيار توزيرهم، هم من أهل الاختصاص ولا يمتون إليه سياسيا بأي صله بل أنهم مستقلون ويتمتعون بالجدارة والنزاهة التي دفعت بالتيار لتأييد وصولهم ... ودائما بحسب مصدر مسؤول في التيار الوطني الحر .

في سياق منفصل ، خطوة بريطانية لها أكثر من دلالة ، فقد اعلنت اليوم وزارة المال البريطانية أنها اضافت حزب الله اللبناني بأجنحته كافة الى لائحتها للتنظيمات الارهابية وبات خاضعا لمقتضيات تجميد اصوله في المملكة المتحدة... ولم يعرف مغزى هذا التوقيت وما إذا كان مرتبطا بتطورات المنطقة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

لمصلحة من تأخير الحكومة أكثر؟

سؤال لا يجد له المواطنون أي جواب، في ضوء التدهور المستمر على المستويين الاقتصادي والمالي، والقلق العارم مما يمكن أن تؤول إليه الأمور فيما لو استمرت الاوضاع على ما هي عليه.

وفي انتظار المؤتمر الصحافي الذي يعقده النائب السابق سليمان فرنجية غدا، وعلى أمل حلحلة ما تبقى من عقد في القريب العاجل، تتواصل التحركات الاحتجاجية في عدد كبير من المناطق، مع تلويح برفع وتيرتها في الأيام المقبلة، طالما يماطل المعنيون في تشكيل حكومة تنتشل البلاد مما تتخبط فيه جراء ثلاثين سنة وأكثر من السياسات الخاطئة.

واليوم، عاد شبح العقوبات الغربية ليطل برأسه، ولكن من النافذة اللندنية هذه المرة، حيث صنفت الخزانة البريطانية حزب الله بالكامل- أي ليس فقط الجناح العسكري- منظمة إرهابية، وذلك في إطار تطبيق قانون تجميد أصول الجماعات الإرهابية الصادر عام 2010.

لكن، في مقابل الجو الملبد على أكثر من مستوى، بارقة أمل مصدرها مجددا وزارة الطاقة، حيث أعلنت الوزيرة ندى البستاني أنها وقعت قرارا يقضي بتكليف منشآت النفط باستيراد الغاز المنزلي الى لبنان، استكمالا لخطوة استيراد الدولة لمادتي البنزين والمازوت، وذلك بعد اجراء التحضيرات الفنية اللازمة التي ستستغرق حوالى أربعة أشهر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

ماذا يمنع حكومة اللون الواحد ان تبصر النور؟ هل هو الرفض الكاثوليكي للاجحاف اللاحق بالطائفة، او عدم تحقيق المطالب الدرزية، أم غضب تيار المردة ؟ هل هي رغبة الوزير باسيل في الاستئثار بالثلث المعطل ام عدم اقتناع بري في العمق بحكومة التكنوقراط؟

هل لأن حزب الله لم يتخذ قراره النهائي بعد ولم يفعل كل قدراته للتوسط بين حلفائه، ام لأن الكيمياء اضحت شبه مفقودة بين الرئيس المكلف وبين رئيس الجمهورية؟ حتى الان لا جواب واضحا عن هذه الاسئلة كلها.

لكن الثابت ان الحكومة التي لم تبصر النور اليوم قد لا تبصر النور في نهاية الاسبوع ايضا, بعدما برزت عقد كثيرة وتفاصيل تستلزم جهودا كبيرة لتحل. والاهم من العقد الجمود الذي تحكم فجأة في المساعي والمشاورات والاتصالات. وهو جمود نتيجة عاملين اثنين. الاول اصرار رئيس الحكومة المكلف على حكومة من ثمانية عشر وزيرا في حين ان فريق رئيس الجمهورية يريدها من اربعة وعشرين. اما العامل الثاني فيتعلق بعقدة الحدادين. ففيما يريد دياب امل حداد لحقيبة الاقتصاد، فان رئيس الجمهورية يطرح ايمن حداد للمنصب عينه. فهل يطيح الاختلاف بالرأي بين عون ودياب بتشكيل الحكومة؟ ام ان ما نشهده هو الفصل الاخير الذي لا بد منه لولادة كل حكومة، ودائما تحت شعار: اشتدي ازمة تنفرجي؟

اذا، كرة النار أصبحت من جديد بين يدي حزب الله الذي عليه ان يتلقفها تمهيدا لتبريدها، والا احترقت الطبخة الحكومية كلها. هذا سياسيا. أما شعبيا فاسبوع الغضب مستمر، والتحركات الاحتجاجية في معظم المناطق لا تتوقف، وهي الى تصاعد في نهاية الاسبوع رغم الطقس الماطر والعاصف. واللافت اليوم ان الطلاب والمحتجين نظموا مسيرات وتجمعات واعتصامات تحت الشتاء الغزير، ما يؤكد ان شعلة الرفض لما يحاك في الغرف المغلقة لن يمر بسهولة، كما يثبت مرة جديدة ان تشكيل الحكومة كما هو مقترح لن يكون حلا لمشكلة بل سيولد مشكلة جديدة، لأن الشارع لن يعطيها ثقته.

توازيا، حزب الله تعرض لضربة جديدة، مصدرها هذه المرة بريطانيا. اذ صنفت الخزانة البريطانية الحزب بالكامل منظمة ارهابية، ملغية بذلك الفصل بين جناحه العسكري وجناحه السياسي، وهي في هذا حذت حذو الولايات المتحدة الاميركية. القرار، بتوقيته وغاياته ومراميه، يأتي في سياق دولي متكامل ويندرج في سياق الحرب المفتوحة بين ايران والمنظمات الحليفة لها في المنطقة وبين المجتمع الدولي. وهذا يعني في القراءة السياسية ان لبنان لا يزال في عين العاصفة، وان الاتي قد يكون اصعب مما نعيشه اليوم..

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 17 كانون الثاني 2019

وطنية/الجمعة 17 كانون الثاني 2020

النهار

يقول وزير سابق ان زيارة النائب فؤاد مخزومي موسكو رتبت على عجل بعد تعثر المفاوضات الحكومية مع الرئيس المكلف بغية تلقف الفرصة والتوسط لازالة الفيتو عليه من "حزب الله".

يُنقل عن شخصية سياسية لبنانية مخضرمة قولها إنّ أحد الذين تمت تسميتهم لحقيبة سيادية على علاقة سيئة مع دول خليجية ومنها السعودية عندما كان موظفا في إحدى الدول الأوروبية البارزة.

يسأل محازبون قدامى زعيمهم عن الإصلاح السلحفاتي في حزبه وعدم الالتزام بإبعاد البعض من الحرس القديم، مما سيكون له تأثيرات سلبية على مسيرة الحزب وفي الانتخابات النيابية المقبلة.

الجمهورية

أكد قيادي في حزب بارز أن تهديد جهة خارجية بتصفية شخصية مهمة ليس جديداً إنما هذه المرة يتعلّق الأمر بالتوقيت.

طلب رئيس تكتل من مرجع بارز خلال اجتماع دام قرابة الساعتين ونصف الساعة إسماً ليُسوقه المرجع للحكومة العتيدة.

لاحظ مصدر دبلوماسي الإصرار على توزير أسماء لها علاقة سلبية مع إحدى المؤسسات العدلية الدولية عند تأليف كل حكومة.

اللواء

يُردد مصدر مخضرم أنه حتى إذا خرجت الحكومة اليوم أو غداً أو بعده، فإن شرخاً شخصياً بين مسؤول كبير ووزير سيادي وقع، وترك تأثيرات بعيدة.

وصف مراقبون تغريدة وزيرة الداخلية تجاه السلطة الرابعة بالذكية كونها نالت استحساناً، وخففت من غضب الإعلاميين قبيل ملاقاتهم أمام وزارة الداخلية.

يُبدي مرجع سابق تشاؤماً إزاء ما يُمكن أن تحققه الوزارة، حتى لو ضمّت نخبة من الأخصائيين.

نداء الوطن

تبدي رهبانيات مارونية غضباً شديداً على جمعية المصارف لعدم إعطائها أموالها المخصصة للمساعدات الإنسانية والمؤسسات التربوية.

تردد أن أحد نواب الثنائي الشيعي قال في مجلس خاص: "يجب أن يتخلى المسيحيون عن أحد منصبي حاكمية مصرف لبنان أو قيادة الجيش".

نُقل عن مرجعيات كاثوليكية انتقادات حادة بحق الوزير سليم جريصاتي على اعتبار أنه "يؤثر في سياسة بعبدا لكنه لم يؤثر في حفظ حقوق الكاثوليك".

الأنباء

بعد انتهاء المهلة التي أعطتها مجموعات الحراك للرئيس المكلف لتشكيل حكومته او الاعتذار؛ يجري التحضير والتنسيق لتحركات كبيرة في عطلة نهاية الاسبوع.

يتردد اسم شخصية ذات تاريخ سابق في أكثر من ملف؛ وجديدها قطع الطرقات.

البناء

قالت مصادر على صلة بمفاوضات تشكيل الحكومة إن ثمة قطبة مخفيّة في العقد التي تظهر في اللحظات الأخيرة لتشكيل الحكومة تتصل بتوازنات العدد بين التيارات الممثلة في الحكومة، وكأن هناك معادلة رياضيات صعبة تحكم عدد الوزراء الإجمالي وفي قلبه نصاب صعب التحقيق بين المكوّنات.

قال مصدر عراقي إن المرحلة المقبلة ستكرّس جبهة سياسية شعبية تشكل المقاومة وقواها ذراعها الميداني في مواجهة الاحتلال، لكن هذه الجبهة ستتولى تسمية موحّدة لرئاسة الحكومة يرجّح أن تكون للرئيس عادل عبد المهدي مجدداً، بينما سيلعب السيد مقتدى الصدر دوراً محورياً في هذه الجبهة.

 

بريطانيا تعتبر «حزب الله» منظمة إرهابية وتقر تجميد أمواله

الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

قالت الخزانة البريطانية اليوم (الجمعة) إنها صنفت جماعة «حزب الله» اللبنانية بالكامل منظمة إرهابية بموجب قواعد الإرهاب والتمويل الإرهابي، وبالتالي سيتم تجميد أصولها. وفي السابق، كان الجناح العسكري فقط لـ«حزب الله» هو المستهدف بتجميد الأصول بموجب قواعد الحكومة البريطانية، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وتصنف الولايات المتحدة أيضاً جماعة «حزب الله» منظمة إرهابية. وكانت تقارير إعلامية بريطانية قد ذكرت في وقت سابق، أن لندن تكتمت على «مخطط إرهابي» لـ«حزب الله» اللبناني؛ تفادياً لإفشال المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015. وكانت بريطانيا قد أعلنت العام الماضي، أنها تعتزم فرض حظر كلي على أجنحة «حزب الله» اللبناني العسكرية والسياسية، باعتبار أن الحزب «يشكل تأثيراً مشجعاً على زعزعة الاستقرار» في منطقة الشرق الأوسط. وقالت وزارة الداخلية البريطانية، إنها قررت اعتبار «حزب الله» تنظيماً إرهابياً. وبررت الحكومة البريطانية القرار، آنذاك، بأن «حزب الله» يخزّن الأسلحة رغم قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأن دعمه للرئيس السوري بشار الأسد «قد أطال الحرب في سوريا وساند قمع النظام الوحشي والعنيف للشعب السوري». وصنفت لندن وحدة الأمن الخارجي للجماعة وجناحها العسكري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في عامي 2001 و2008 على التوالي.

 

إجراءان بريطانية وأميركية ضد "حزب الله"

مواقع ألكترونية/17 كانون الثاني/2020

أعلنت وسائل إعلام بريطانية، اليوم الجمعة، أن لندن قررت إدراج تنظيم "حزب الله" اللبناني بالكامل تحت قانون تجميد أصول الجماعات الإرهابية لعام 2010. وذكرت وكالة عالمية أن وزارة الخزانة والأموال البريطانية قررت إدراج "حزب الله" اللبناني بالكامل تحت قانون تجميد أصول الجماعات الإرهابية.

وبحسب الوكالة قامت الخزانة البريطانية بتصنيف الحزب اللبناني بشقيه العسكري والسياسي كمنظمة إرهابية. من جهة ثانية، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري تحت قانون تجميد أصول الجماعات الإرهابية".

 

عدوى«أشرف الناس» تتفشى.. جريصاتي يُصنّف الثوار: طاهرين..غير طاهرين!

جنوبية/17 كانون الثاني/2020

في “تطور لغوي” وزيادة على مفردات التهميش والغبن المسيحي واسترجاع الحقوق، يستعين التيار الوطني الحر من حليفه جزء من ادبيات “حزب الله”. وفي تصريح لافت ضنف وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال، سليم جريصاتي، عبر حسابه الخاص على “تويتر” الثوار بين “طاهرين” و”غير طاهرين”. وقال جريصاتي :”الثوار الأطهار نعرفهم إذ هم منّا وفي بيوتنا، هم أولادنا وأنسباؤنا وأصدقاؤنا، أما من يدّعي الثورة، فهو المحنّك والمرتكب الذي يتّهم سواه بالكذب والدجل وتركيب الحكومات ويلتفّ على الشعب المُسالم والمُطالب بحقوقه البديهية. نحن أشرف الناس وأنقاهم وأنتم، مستغلو ألم الأطهار، أذلّ من وتدٍ

 

بالأسماء.. هذا ما رست عليه «التوزيعة» الحكومية!

جنوبية/17 كانون الثاني/2020

في وقت كانت الحكومة قاب قوسين او ادنى من الولادة، برزت عدة عقد في اللحظات الأخير مع اعتراض بعض القوى السياسية على تمثيلها في الحكومة العتيدو، وقالت مصادر مطلعة على المعطيات الحكومية والاتصالات الحاصلة حولها لـ»الجمهورية»، مؤكدة انّ التوزيعة الحكومية من حصص وحقائب واسماء أنجزت باستثناء مشكلة صغيرة بقيت، ولم يتمكن الاتصال الطويل المَفتوح بين المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل من تذليلها أثناء الغداء الذي جمع بري مع الرئيس المكلف حسان دياب.

وعلمت «الجمهورية» انّ التوزيعة الحكومية رَست على الشكل الآتي:

الحصة المسيحية: حصة التيار: الخارجية (ناصيف حتي-ماروني) الطاقة (ريمون غجر- ارثوذكسي) العدل (ماري كلود نجم-مارونية) البيئة (منال مسلم -كاثوليك). حصة رئيس الجمهورية: الدفاع والاقتصاد (ميشال منسى- ارثوذكس).

حصة المردة (الاشغال: لميا يمين الدويهي- مارونية)

حصة الارمن (السياحة والاعلام: السيدة فرتينيه اهانيان)

حصة دياب (وزير العمل والتنمية الادارية: دميانوس قطار-ماروني)

حصة الشيعة: لحركة «أمل»: المال (غازي وزني)، الزراعة والثقافة (لم يحسم وتردد اسم سالم درويش). لـ»حزب الله»: الصحة والصناعة ولم تحسم الاسماء.

حصة السنة: حسان دياب (رئيس حكومة) الداخلية (محمد فهمي) التربية والشباب والرياضة (طارق المجذوب) الاتصالات (طلال حواط)

الحصة الدرزية: وزارة الشؤون الاجتماعية والمهجرين (رمزي مشرفية قريب من دياب والنائب طلال ارسلان).

اما العقدة المتبقية فهي اصرار الرئيس المكلف تدعمه حركة «أمل» وتيار «المردة» والحزب السوري القومي الاجتماعي على إسناد منصب نائب رئيس الحكومة الى امل حداد، ودَمج وزارة الاقتصاد بحقيبة من حقائب «التيار» والمرجّح ان تكون وزارة الدفاع، ليصبح وزيرهما واحد بما يكسر معادلة «الثلث المعطّل» والصبغة الباسيلية عن الحكومة. ورجّحت المصادر ان تعالج العقد المتبقية في ظل اجواء ايجابية تسمح بإعلان ولادة الحكومة وشيكاً.

 

ريتشارد مارفي في بيروت

وطنية/الجمعة 17 كانون الثاني 2020 

وصل مساء اليوم الى مطار رفيق الحريري بيروت مساعد وزير الخارجية الاميركية السابق ريتشارد مارفي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مستشار باسيل الأسبق مرشحه لـ«الطاقة».. من هو ريمون غجر؟

جنوبية/17 كانون الثاني/2020

في إطار التسريبات المتتالية لأسماء الوزراء الجدد، تردد إسم مستشار وزير الطاقة الاسبق جبران باسيل ومرشحه الحالي لتولي وزراة الطاقة والمياه وهو واضع خطة الكهرباء التي اقرها مجلس الوزراء في العام 2010. فمن هو ريمن غجر؟

تولى غجر منصب نائب الرئيس لشؤون الموارد البشرية والخدمات الجامعية في الجامعة اللبنانية الأميركية من 2005 إلى 2007، ومنصب عميد مشارك لكلية الهندسة من 2013 إلى 2018، وعميد بالوكالة لكلية الهندسة لمدة عام واحد (2019). ويعمل منذ عام 1992 مستشاراً مهنياً وخبيراً فنياً في كندا والولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط في مجالات تقديم الدعم الاستراتيجي للرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة والمنظمات غير الحكومية، وتنسيق المشاريع وإدارتها.

وقد شغل في شباط 2008 منصب كبير مستشاري وزير الطاقة لشؤون السياسات، وتولّى في هذا الإطار قيادة مجموعة صغيرة من الخبراء، وكانت مهمتها توجيه عمل المستشارين والتنسيق مع الجهات المعنية الأساسية، مثل مؤسسة كهرباء لبنان، ومجلس الإنماء والإعمار، والمجلس الأعلى للخصخصة، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي. ووضع الدكتور غجر سياسة الطاقة التي أقرّها مجلس الوزراء في 21 حزيران 2010. واسمه مدرَج أيضاً في قائمة البنك الدولي للخبراء المتخصصين بالدراسات في مجال الطاقة.

 

إجراء قبرص".. هل تُسيطر البنوك على جزءٍ من الودائع؟

مواقع ألكترونية/17 كانون الثاني/2020

قال كبير محللي التصنيف السيادي في وكالة فيتش إن مالية لبنان غير المستقرة تعني أن البلد الذي يعاني أزمة يبدو من المرجح أنه سيتخلف بطريقة ما عن سداد ديونه بل ومن غير المستبعد أن يعمد إلى سيطرة على جزء من الودائع المصرفية للمدخرين على غرار ما حدث في قبرص. وقال مصدر لبناني لرويترز إن وكالات للتصنيف الائتماني أبلغت السلطات أن الخطة ستشكل تخلفا "انتقائيًا أو "محدودًا" عن السداد، وهو ما ينهي سجلا بلا شائبة حتى الآن للتصنيف ومن المحتمل أن يثير المزيد من المشاكل. وقال رئيس محللي التصنيف السيادي لدى فيتش جيمس مكورماك لرويترز إن حالة الديون المتعثرة تعرّف بأنها عندما يكون هناك تغيير جوهري في شروط السداد. ويشمل ذلك مد أجل الاستحقاق (الموعد النهائي للسداد) لتجنب تخلف عن السداد. وأضاف قائلا في مقابلة "وقت الإعلان، من المرجح خفض التصنيف إلى C. وعند اكتمال التبادل، من المرجح خفض التصنيف إلى تعثر محدود RD". وتصنيفها الحالي للبنان عند CC. وقال مكورماك "نعتقد أن المالية غير مستقرة وأن نوعا من إعادة الهيكلة هو أمر محتمل". واضاف: "عندما ننظر في وضع الحكومة في ما يتعلق بالسداد، يبدو تحت السيطرة بالنسبة لحجم احتياطيات النقد الأجنبي لدى المصرف المركزي، هو يبدو على ما يرام .. سنقول إنه شحيح بعض الشيء، لكن إذا لم تتحقق التدفقات، سيصبح الأمر بالفعل أكثر إلحاحا". ولدى لبنان سندات دولية بقيمة 2.5 مليار دولار تُستحق هذا العام، بما في ذلك سندات بقيمة 1.2 مليار دولار يحين موعد استحقاقها في آذار. وهناك تكهنات بين المصرفيين ووسائل الإعلام المحلية، لكن يستبعدها المصرف المركزي، بأن لبنان قد يستنسخ إجراء اتخذته قبرص عندما أخذت أموالا من كبار المدخرين أثناء أزمة الديون التي مرت بها.

 

مستشار باسيل الأسبق مرشحه لـ«الطاقة».. من هو ريمون غجر؟

جنوبية/17 كانون الثاني/2020

في إطار التسريبات المتتالية لأسماء الوزراء الجدد، تردد إسم مستشار وزير الطاقة الاسبق جبران باسيل ومرشحه الحالي لتولي وزراة الطاقة والمياه وهو واضع خطة الكهرباء التي اقرها مجلس الوزراء في العام 2010. فمن هو ريمن غجر؟

تولى غجر منصب نائب الرئيس لشؤون الموارد البشرية والخدمات الجامعية في الجامعة اللبنانية الأميركية من 2005 إلى 2007، ومنصب عميد مشارك لكلية الهندسة من 2013 إلى 2018، وعميد بالوكالة لكلية الهندسة لمدة عام واحد (2019). ويعمل منذ عام 1992 مستشاراً مهنياً وخبيراً فنياً في كندا والولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط في مجالات تقديم الدعم الاستراتيجي للرؤساء التنفيذيين ومجالس الإدارة والمنظمات غير الحكومية، وتنسيق المشاريع وإدارتها.

وقد شغل في شباط 2008 منصب كبير مستشاري وزير الطاقة لشؤون السياسات، وتولّى في هذا الإطار قيادة مجموعة صغيرة من الخبراء، وكانت مهمتها توجيه عمل المستشارين والتنسيق مع الجهات المعنية الأساسية، مثل مؤسسة كهرباء لبنان، ومجلس الإنماء والإعمار، والمجلس الأعلى للخصخصة، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي. ووضع الدكتور غجر سياسة الطاقة التي أقرّها مجلس الوزراء في 21 حزيران 2010. واسمه مدرَج أيضاً في قائمة البنك الدولي للخبراء المتخصصين بالدراسات في مجال الطاقة.

 

بعد رفض الراعي لأيّ طلب لاستقالة رئيس الجمهورية.. قطيش يرد: اذا مكمل هيك رح نطالبك كمان بالاستقالة!

مواقع ألكترونية/17 كانون الثاني/2020

علق الإعلامي نديم قطيش على موقف البطريرك بشارة الراعي الرافض لأيّ مطلب لاستقالة رئيس الجمهورية، فكتب على حسابه على تويتر: نحن بلد حر ورأيك سيادة البطريرك حق طبيعي. بس اذا مكمل هيك رح نطالبك كمان بالاستقالة. ما تواخذنا البابا بنديكتوس واستقال.. مرقلنا اياها قصة الرئيس المسيحي..

 

أبو كسم ردا على قطيش : هيئتك مش دارس تاريخ بكركي ولبنان

وطنية - الجمعة 17 كانون الثاني 2020

رد مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم على الاعلامي نديم قطيش الذي تناول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد موقفه امام مجلس نقابة الصحافة الرافض استقالة رئيس الجمهورية،  وقال أبو كسم: "نحن بلد حر ولكن رأيك نديم قطيش غير طبيعي، وإسمحلنا ما فيك لا انت ولا الاكبر منك تتوجهوا لمقام وطني وديني كبير يمثله غبطة البطريرك بأي كلام يعبر عن قلة احترام وينم عن غياب الروحية المهنية التي يجب أن يتمتع بها أي اعلامي، وما رح نمرقلك ياها لا اليوم ولا بكرا، هيئتك مش دارس تاريخ لبنان ولا تاريخ بكركي".

 

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تلوّح بمعركة خارج أراضيها للرد على مقتل سليماني

العرب/18 كانون الثاني/2020

خامنئي: بريطانيا وفرنسا وألمانيا خدم أميركا

بيروت - عكس ظهور علي خامنئي، المرشد الأعلى في إيران، في أول خطبة جمعة يلقيها منذ 2012، حالة من القلق داخل السلطات بعد الفشل في تقديم ردّ مناسب على مقتل القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني منذ أسبوع بما يتماشى مع الشعارات التي ترفعها طهران ومع الصورة التي تقدمها لنفسها بشأن الوقوف بوجه النفوذ الأميركي في المنطقة. وقالت أوساط إيرانية إن لجوء خامنئي إلى صلاة الجمعة، لطمأنة الإيرانيين وأتباعهم في المنطقة بتوظيف البعد الديني، يؤكد أن المرشد الأعلى والمحيطين به يشعرون أن الشارع الإيراني لم يعد يثق في خطاباتهم بشأن العداء للولايات المتحدة، وهو العنوان الذي ظلت السلطات توظفه لإسكات الخصوم عبر تهم التخوين والعمالة والتآمر على الثورة. ودفع الارتباك الداخلي، الذي بات يسيطر على المؤسسات داخل إيران ويغذي الصراعات داخلها، بالمرشد الأعلى إلى التلويح بنقل المعركة مع الأميركيين إلى الخارج. وأعلن خامنئي، الجمعة، أن “الحرس الثوري يمكن أن ينقل معركته خارج حدود إيران”، متعهدا باستمرار “المقاومة حتى تتحرر المنطقة تماما من طغيان العدوّ”، مكررا مطالبته القوات الأميركية بالانسحاب من العراق والشرق الأوسط. واعتبرت مصادر دبلوماسية عربية أن المرشد الأعلى في إيران اختار الهروب إلى الأمام من خلال التأكيد على أن الحرس الثوري، الذي وصف أعضاءه بأنهم “مقاتلون بلا حدود”، سينقل المواجهة إلى خارج إيران، وهو أمر قائم منذ سنوات، حيث ظل سليماني يدير العمليات المختلفة من دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن عن طريق وكلاء طائفيين. لكن المصادر نفسها استبعدت أن يبادر الحرس الثوري إلى تنفيذ عمليات ضد الوجود الأميركي في دول أخرى لمعرفة القادة الإيرانيين أن الولايات المتحدة متحفزة للرد القوي في حال تم استهداف قوات أو أهداف أميركية في المنطقة، فضلا عن مسعاها الجاد لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة عبر محاصرة الوكلاء والتضييق عليهم عبر إجراءات متعددة. وخرج خامنئي عن هدوئه المعتاد في الخطابات السابقة، واعتمد على كلمات تتضمن شتما وسبّا مثل وصفه مسؤولين أوروبيين بأنهم “أذيال للولايات المتحدة”، و”خدم لها”. وندد خامنئي بالحكومات البريطانية والفرنسية والألمانية. وقال إنّها “في خدمة مصالح الولايات المتحدة ولا يمكن الوثوق بها”، لافتا إلى أنه حذر “في وقت سابق من هذه الدول الأوروبية الثلاث في موضوع الاتفاق النووي باعتبارها أذيالا لأميركا”.

نصرالله أدار اجتماعا مع زعماء ميليشيات عراقية لتدارس ما بعد مقتل سليماني

كما وصف التظاهرات المناهضة للنظام التي اندلعت عقب إسقاط الطائرة الأوكرانية بأنها “لا تمثّل مجمل الشعب الإيراني”، في محاولة لإخفاء الأزمة الداخلية التي تتوسع يوما بعد آخر مع كل مناسبة.

وتراهن إيران على الدفع بوكلائها في المنطقة إلى تنفيذ هجمات محدودة على مصالح أميركية أو مصالح حلفائها في المنطقة، أو استهداف الملاحة البحرية لإظهار قدرتها على تنفيذ الوعود، وهي خطوة قد يبادر إليها حزب الله اللبناني الذي يسعى أمينه العام حسن نصرالله للعب دور رأس الحربة الإيرانية في الشرق الأوسط. وقالت مصادر لبنانية مطلعة على شؤون حزب الله إن نصرالله بدأ منذ مقتل سليماني بتوسيع مهامه لتشمل ميادين النفوذ التي تمتلكها إيران في المنطقة، وأن عمليات تنسيق يقودها شخصيا لإعادة ترتيب “البيت الإيراني” في العراق وسوريا واليمن بعد الضربة التي تلقاها “محور المقاومة” جرّاء الإطاحة بسليماني الذي كان يشرف على كل ميليشيات طهران في تلك البلدان. ورفضت المصادر تأكيد ما إذا كان نصر الله سيكلّف بمهام سليماني وفق ما ذكرت بعض المصادر القريبة من طهران، إلا أنها قالت إن حزب الله بات متخوفاً من أن يؤدي غياب سليماني إلى تصدّع البيئة الإيرانية الحاضنة في المنطقة على نحو قد يهدد قوة حزب الله نفسه في لبنان. وكانت “العرب” قد كشفت في عددها الصادر في الثالث عشر من يناير الحالي أن حسن نصرالله أدار اجتماعا في بيروت حضره زعماء أهم الميليشيات العراقية المدعومة من إيران لتلقي توجيهات صريحة من طهران بشأن خطط التحرك بعد مقتل سليماني.

ويروي شهود عيان في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله، لاسيما في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي منطقة البقاع، أن أجواء الحزب تبدو مشحونة متوترة، وأن كثيرا من تحركات ميليشياته غير عادية، وخصوصا في حركة الانتقال الحدودية بين سوريا ولبنان.

وتضيف الروايات أن التحرك العسكري للحزب يشوبه حذر وسرية شديدان دون أن يعني ذلك أن الحزب يعدّ لعمليات عسكرية فورية. ويقول خبراء في الشؤون الإيرانية إن خامنئي يعتبر أن حزب الله يمكن أن يكون مرجعية ذات مصداقية لكافة الجماعات المسلحة الموالية للولي الفقيه في طهران، وأن نصرالله هو الشخصية الوحيدة التي يمكن الركون إليها كعامل موحد لتلك الجماعات. ويوحي الرد الصاروخي الذي استهدف القوات الأميركية في قاعدتي عين الأسد وأربيل بأن إيران ستعود لاستخدام نهجها السابق الذي اعتمد في ثمانينات القرن الماضي في تنفيذ هجمات لا تحمل بصماتها المباشرة وقد تجري في مناطق بعيدة عن الشرق الأوسط، إضافة إلى ضربات تنفذها ميليشياتها في المنطقة. ويرجّح مراقبون أن قرار إيران الحتمي بالذهاب إلى طاولة المفاوضات في توقيت ما قد يحتاج إلى تذكير الولايات المتحدة بقدراتها في استهداف مصالح واشنطن في العالم.

وكانت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية قد أشارت قبل أيام إلى أنه من المحتمل أن تتجنب إيران اتخاذ إجراءات صارمة يمكن أن تؤدي إلى الحرب. وسوف تستمر بدلاً من ذلك في المسار نفسه الذي أشعله سليماني، أي معادلة لا مواجهة مباشرة مع خصومها الرئيسيين، بل محاولة جادة لتأمين النفوذ المؤسسي لها في المنطقة. وهذا من المرجح أن يفعله حزب الله، أحد شركاء إيران الإقليميين الرئيسيين، والذي وعد في الأيام الأخيرة بحملة لإطلاق النار والغضب. ويرى خبراء غربيون أن محاولة إيران إعادة الإطباق الكامل على شؤون لبنان والعراق يهدف إلى تقوية أوراقها داخل غرف المفاوضات المقبلة، غير أنهم يحذّرون من أن طهران قد تدفع حزب الله للقيام بمغامرة عسكرية إذا ما تدهورت أوضاعها الداخلية واحتاجت إلى رافد خارجي، خصوصا أن أيّ ردّ ضد تحركات الحزب العسكرية أو الأمنية قد يستهدف لبنان وليس إيران. ويضيف هؤلاء أن أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية تكثف هذه الأيام مراقبتها لتحركات الحزب في لبنان وسوريا، كما تراقب التغيّرات التي طرأت على الخارطة التنظيمية لمشهد الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة.

 

الجيش الأميركي يعترف للمرة الأولى: 11 جندياً أصيبوا بالرد الإيراني..

وكالات/17 كانون الثاني/2020

رُغم نفي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اعترف الجيش الأميركي أنّ 11 جندياً من جنوده تلقوا علاجاً من أعراض الارتجاج بالدماغ، وذلك نتيجة الرد الإيراني على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني. وأصدر المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكابتن بيل أوربان بياناً بعد مرور 10 أيام على الرد الإيراني الذي طال قاعدتي عين الأسد والحريري في العراق. وجاء في البيان: "بينما لم يُقتل أي عسكريين أميركيين في الهجوم الإيراني في الثامن من الشهر الحالي على قاعدة عين الأسد الجوية، فقد عولج العديد من أعراض الارتجاج بالدماغ بسبب الانفجار ولا تزال حالاتهم قيد التقييم". وأوضح بيان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" أنه "تم نقل أفراد الخدمة من قاعدة الأسد الجوية في العراق إلى مركز لاندستول الطبي الإقليمي في ألمانيا لمتابعة الفحص"، مضيفاً: "عندما يُعتبروا لائقين للخدمة، من المتوقع أن يعودوا مرة أخرى إلى العراق بعد فحصهم". وقال مسؤول عسكري أميركي لـCNN، إن 11 من أفراد الخدمة أصيبوا في الهجوم، الذي شُن ردًا على الغارة الجوية الأميركية قرب مطار بغداد، التي أدت إلى اغتيال فيها سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، يوم 2 كانون الثاني. وبعد الرد الإيراني، قال البنتاغون إنه لم تقع إصابات نتيجة الصواريخ الـ 16 التي أطلقها الحرس الثوري الإيراني. والأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إنه لم تقع إصابات أو إصابات طفيفة، سواء أكانت في صفوف القوات الأميركية أو التحالف الدولي أو متعاقدين، وما إلى ذلك. وقال جوناثان هوفمان، كبير المُتحدثين باسم البنتاغون لـ CNN: "لقد صححنا السجل اليوم، تعرف مكتب وزير الدفاع على هذه الإصابات اليوم، وأصدر بيانًا على الفور".

 

اجتماع وزير الخارجية الكندي ونظيره الإيراني في سلطنة عمان لبحث كارثة الطائرة

مواقع ألكترونية/17 كانون الثاني/2020

يجتمع اليوم الجمعة، وزير الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبين، مع نظيره الإيراني، جواد ظريف، في سلطنة عمان؛ لبحث كارثة الطائرة الأوكرانية. ونقلت وكالة عالمية، عن متحدث باسم شامبين، قوله إن وزير الخارجية الكندي يلتقي نظيره الإيراني؛ لمناقشة تحطم الطائرة الأوكرانية، التي سقطت بصاروخ إيراني، الأربعاء الماضي، ما تسبب بمصرع 176 شخصا من جنسيات مختلفة. وقال آدم أوستن المتحدث باسم شامبين "إن الوزيرين سيلتقيان في مسقط بسلطنة عمان، وستكون هذه هي المرة الثالثة التي يتحدثان فيها منذ وقوع الكارثة، على الرغم من أن كندا قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في عام 2012". وتحطمت طائرة مدنية أوكرانية من طراز بوينغ، صباح الأربعاء الماضي، بعد دقائق من إقلاعها من مطار الإمام الخميني الدولي بطهران متوجهة إلى كييف. وأسفر الحادث عن مصرع كل من كان على متن الطائرة، وهم 167 راكبا من مواطني إيران وأوكرانيا وكندا وألمانيا والسويد وأفغانستان، بالإضافة إلى الطاقم المؤلف من 9 أشخاص. وأقر قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، في مؤتمر صحافي السبت الماضي، بمسؤولية الحرس عن سقوط الطائرة بقصفها عن طريق الخطأ، وأكد أن الواقعة حدثت في أجواء التأهب لحرب غير مسبوقة مع الولايات المتحدة. وأشار إلى أن "واشنطن تتحمل مسؤولية جزئية عن كارثة تحطم الطائرة الأوكرانية بتصعيدها حالة التوتر بالمنطقة وتهديداتها لنا واغتيالها لـ (قائد فيلق القدس بالحرس الثوري) قاسم سليماني".

 

بريطانيا تعتبر «حزب الله» منظمة إرهابية وتقر تجميد أمواله

لندن/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

قالت الخزانة البريطانية اليوم (الجمعة) إنها صنفت جماعة «حزب الله» اللبنانية بالكامل منظمة إرهابية بموجب قواعد الإرهاب والتمويل الإرهابي، وبالتالي سيتم تجميد أصولها. وفي السابق، كان الجناح العسكري فقط لـ«حزب الله» هو المستهدف بتجميد الأصول بموجب قواعد الحكومة البريطانية، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وتصنف الولايات المتحدة أيضاً جماعة «حزب الله» منظمة إرهابية. وكانت تقارير إعلامية بريطانية قد ذكرت في وقت سابق، أن لندن تكتمت على «مخطط إرهابي» لـ«حزب الله» اللبناني؛ تفادياً لإفشال المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015. وكانت بريطانيا قد أعلنت العام الماضي، أنها تعتزم فرض حظر كلي على أجنحة «حزب الله» اللبناني العسكرية والسياسية، باعتبار أن الحزب «يشكل تأثيراً مشجعاً على زعزعة الاستقرار» في منطقة الشرق الأوسط. وقالت وزارة الداخلية البريطانية، إنها قررت اعتبار «حزب الله» تنظيماً إرهابياً. وبررت الحكومة البريطانية القرار، آنذاك، بأن «حزب الله» يخزّن الأسلحة رغم قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأن دعمه للرئيس السوري بشار الأسد «قد أطال الحرب في سوريا وساند قمع النظام الوحشي والعنيف للشعب السوري». وصنفت لندن وحدة الأمن الخارجي للجماعة وجناحها العسكري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في عامي 2001 و2008 على التوالي.

 

خلاف شيعي - كردي حاد بسبب الوجود الأميركي في العراق

أربيل/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

أكد رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أن قرار مجلس النواب بإخراج القوات الأميركية من العراق لم يكن قراراً جيداً، فهو اتُّخِذ من قبل الكتلة الشيعية فقط، دون التشاور مع المكونات الرئيسية الأخرى في البلاد. وقال بارزاني في مقابلة مع موقع «المونيتور» حول تأثير مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في غارة جوية أميركية من دون طيار، على العراق وإقليم كردستان: «هذا الحدث أثار طوفاناً من العواطف في العراق والولايات المتحدة». وأضاف: «وكذلك رد فعل البرلمان ورئيس الوزراء. وعلى المنوال ذاته، فإن رد واشنطن على أن القوات الأميركية ستبقى في العراق بغض النظر عما يقوله البرلمان أو الحكومة وما شابه ذلك، في رأيي تم التعبير عنه أيضاً بحماسة اللحظة الحالية، ويجب أن تكون الأولوية وضع العواطف جانباً، لأننا نحتاج الآن إلى احتواء الموقف، للسيطرة عليه». وتابع: «رأينا هو أن القرار الذي اتخذه البرلمان لم يكن قراراً جيداً، وأن الكرد والسنّة لم يشاركوا فيه، علاوة على ذلك، فإنه يشكل سابقة سيئة، حيث اتخذ القرار من قبل الكتلة الشيعية دون التشاور مع أي من المكونات الرئيسية لهذا البلد، الكرد والعرب السنّة، لقد كانت خطوة حاسمة للغاية تم اتخاذها دون السعي للحصول على إجماع، وبالتالي تنتهك روح الدستور العراقي. هذا ليس جيداً للعراق؛ سواء الآن أو للمستقبل».

وأشار بارزاني إلى أن «السؤال الذي يجب أولاً معالجته هو: لماذا القوات الأميركية موجودة هنا؟ إنهم هنا بناء على دعوة من الحكومة العراقية في عام 2014 وبالتشاور مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عندما كان (داعش) على مشارف بغداد». وأضاف: «السؤال الثاني هو: هل الوضع الحالي في العراق يبرر انسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف بالنظر إلى مهمتها، وهي المساعدة في هزيمة (داعش)؟ بقدر ما نحن حكومة إقليم كردستان، نشعر بالقلق لأن الإجابة (لا) بوضوح؛ حيث تشير جميع المعلومات الاستخباراتية إلى أن (داعش) أعاد تجميع نفسه وأنهم يقومون بهجمات ضد أهداف عراقية بشكل يومي».

 

رسائل خامنئي في أول خطاب عام بعد مقتل سليماني

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

بعد أسبوعين «استثنائيين» مليئين بـ«الأحداث»، بدأ المرشد الإيراني علي خامنئي خطبة الجمعة بإشادة قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، وإطلاق الصواريخ على الأراضي العراقية، وهاجم مئات الأشخاص الذين مزّقوا صور قاسم سليماني، وأشار ضمناً إلى تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، واعتبر ما تردده الإدارة الأميركية من وقوفها إلى جانب الشعب الإيراني أقوالاً «كاذبة»، قبل أن يهاجم بأشد العبارات الدول الأوروبية على تفعيلها آلية فضّ النزاع في الاتفاق النووي.

فما أبرز النقاط التي وردت في خطاب خامنئي؟

1- وصف خامنئي مقتل قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» بـ«يوم الله» وقال إنها «أيام يرى الإنسان يد الله القوية فيها».

وقدم خامنئي تفسيراً آيديولوجياً لمقتل سليماني، قبل أن يصف الخطوة الأميركية بـ«الفضيحة» لدولة «فاقدة القيمة»، واعتبر أن مسؤول العمليات الخارجية لـ«الحرس» الإيراني «أقوى قائد مقاتل ضد الإرهابيين في المنطقة»، و«أقوى وأشهر قيادي عسكري».

وقارن بين طريقة الولايات المتحدة في اغتيال سليماني وطريقة إسرائيل في استهداف قادة الفصائل الفلسطينية.

وقال خامنئي: «قتلوا كثيرين في العراق وأفغانستان، لكنهم لم يعترفوا بتنفيذ الاغتيالات».

وعن إعلان الولايات المتحدة مسؤوليتها عن اغتيال سليماني، قال خامنئي إن «الرئيس الأميركي أعلن، بلسانه، الله يضرب هؤلاء على ظهورهم لكي يعترفوا، اعترفوا أنهم إرهابيون، هل توجد فضيحة أكبر من هذه؟!».

2- أشاد خامنئي بالهجوم على القاعدتين الأميركيتين في الأراضي العراقية، قائلاً إنه «في غاية التدبير»

ووصف الرد الإيراني على القواعد الأميركية الذي وصف بـضربة حفظ ماء الوجه بأنها «ضربة عسكرية مؤثرة، لكن ما هو أهم... الضربة، ضربة لمكانة أميركا». وجدد وصف الضربة بـ«الصفعة الصاروخية». وهي التسمية التي أثارت سخرية واسعة بين الإيرانيين، بعد تسريبات عن توجيه رسائل إيرانية أخبرت القوات الأميركية بموعد الضربة.

وأشاد خامنئي بجنازة سليماني، واعتبر المشاركين بجنازة سليماني بالمدن الإيرانية والعراقية بـ«الملايين».

3- دعا خامنئي إلى اعتبار سليماني و«فيلق القدس» المكلف تنفيذ العلميات الاستخباراتية والعسكرية خارج الحدود الإيرانية بأنه «مكتب». وأطلق عليه تسمية «مقاتلون بلا حدود». واعتبر الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» عنصراً مهماً للأمن والمصالح الإيرانية.

4- خامنئي اعتبر أن الولايات المتحدة وراء ظهور تنظيم «داعش»... «ليس من أجل السيطرة على العراق فقط، إنما الهدف الأساسي والنهائي هو إيران».

5- هاجم خامنئي مَن يرددون شعار «لا غزة ولا لبنان» في الاحتجاجات الأخيرة، ووصفهم بـ«المخدوعين»، وقال إنهم «لم يقدموا أرواحهم لإيران فحسب، بل إنهم ليسوا مستعدين للتضحية بالرفاه، ومصالحهم من أجل البلد».

واعتبر هؤلاء مسؤولين عن تمزيق صورة سليماني في الاحتجاجات الأخيرة.

وبالمقابل، قال إن الشعب الإيراني «يناصر المقاومة»، وفي إشارة ضمنية إلى المطالبين بالتفاوض، قال: «الشعب يريد المقاومة ضد الأعداء، هؤلاء المهرجون الأميركيون، يكذبون بكل وقاحة ويقولون إنهم إلى جانب إيران». وأضاف في هذا الصدد: «بعض المئات الذين أساءوا للجنرال (سليماني) ويتفاخرون بالإساءة، هل هم إيرانيون؟ أو الإيرانيون مَن نزلوا للشارع بملايين (جنازة سليماني)؟».

6- عن حادث الطائرة قال خامنئي إنها «أحرقت قلوبنا بمعني الكلمة... لكن البعض يتحكم من وسائل الإعلام البريطانية يحاولون تصميم القضية بطريقة لنسيان سليماني وأبو مهدي المهندس».

انطلاقاً من ذلك، حذر خامنئي من تحوُّل القضية إلى «مستمسك لإضعاف (الحرس الثوري) والقوات المسلحة»، وأضاف: «الأعداء فرحوا من الحادث بقدر ما تألمنا».

7- خامنئي انتقد الموقف للدول الأوروبية ووصف فرنسا وبريطانيا وألمانيا بـ«الدول الحقيرة»، متهماً إياها بـ«السعي لتركيع إيران». وقال: «أميركا أكبر منكم، تتقدمكم وسيدتكم لم تتمكن من تركيع إيران... أنتم أصغر من أن تتمكنوا من تركيع الشعب الإيراني».

8- في جزء الثاني من هجومه على الدول الأوروبية، قال خامنئي: «هؤلاء الذين يتفاوضون، الأشخاص الذين يجلسون على طاولة المفاوضات، الرجال الجنتلمان... إنهم الإرهابيون ذاتهم في مطار بغداد، لا يختلفون، يبدلون أزياءهم ويغطون أيديهم المصنوعة من الصلب بقفازة مخملية»، وقال إن المفاوضات «مليئة بالخداع والاحتيال»، واتهم تلك الدول بتكرار «تفاهات» بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

9- دعا خامنئي الإيرانيين إلى جعل الانتخابات البرلمانية المقررة في 21 فبراير (شباط) المقبل، مناسبة لـ«إظهار القوة» الإيرانية.

ولم يبتعد خامنئي كثيراً عن نظرته التقليدية لمناسبات مثل الاستحقاقات الانتخابية نظراً لربطها بـ«مشروعية النظام»، في وقت يطالب فيه الإيرانيون باستفتاء عام لتقرير مصير «الجمهورية الإسلامية».

وجدد خامنئي اتهاماته للأعداء، وقال: «يحاولون منع مشاركة الإيرانيين في الانتخابات عبر أصناف الِحيَل»، مشيراً إلى أنه سيصدر توصيات بهذا الصدد.

 

خامنئي: إيران وجهت «صفعة» لأميركا... ولا نثق بالأوروبيين

بيروت/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، في خطبة الجمعة، اليوم، إن الضربات الصاروخية التي شنتها إيران على أهداف أميركية في العراق مؤخراً وجَّهت «صفعة على وجه الولايات المتحدة، وأظهرت أن الله معنا». ووفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء، وصف خامنئي توجيه تلك الضربات بأنه «من أيام الله»، وقوبلت كلماته بهتافات: «الموت لأميركا». وقال المرشد الإيراني إنه «لا يمكن الوثوق بالدول الأوروبية الثلاث المشاركة في الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، وإن سعيها لممارسة ضغوط على إيران لن تفلح»، وأوضح: «الدول الأوروبية لا يمكن الوثوق بها بعد أن فعّلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية تسوية النزاعات في الاتفاق النووي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة». واتهم خامنئي «أعداء إيران»، وهو تعبير يشير عادة إلى واشنطن وحلفائها، بمحاولة استخدام مسألة إسقاط إيران طائرة أوكرانية بالخطأ للتغطية على مشاهد الحزن العامة التي أعقبت اغتيال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري» الإيراني. وأطلقت إيران صواريخ في 8 يناير (كانون الثاني)، على أهداف أميركية في العراق وسط تصاعد التوتر إثر مقتل قاسم سليماني المقرب من خامنئي في ضربة أميركية بطائرة مسيرة في الثالث من الشهر نفسه. وتُعتبر تلك المرة الأولى منذ 2012، التي يؤم فيها خامنئي صلاة الجمعة في طهران، ويأتي ذلك في سياق من التوترات الشديدة مع الولايات المتحدة. والمرة الأخيرة التي أم فيها مرشد إيران صلاة الجمعة كانت في مسجد المصلى في طهران بمناسبة الذكرى الـ33 لـ«الثورة»، وفي خضم الأزمة الدولية حول ملف إيران النووي.

 

مقابل 2000 دولار أميركي ووعد بالجنسية التركية... 2000 مقاتل سوري ينتقلون إلى ليبيا

إسطنبول/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

أكدت مصادر سورية رسمية في ثلاث دول مختلفة أن نحو ألفي مقاتل سوري انتقلوا من تركيا إلى ليبيا لدعم قوات حكومة الوفاق، وأوضحت أن 650 مقاتلاً سورياً ينتمون إلى ما يُسمى بـ«الجيش الوطني»، انتقلوا إلى تركيا في 24 و29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قبل أن ينتقلوا إلى ليبيا للانخراط في القتال مع قوات فايز السراج. وأشارت المصادر أن نحو 1350 مقاتلاً آخر دخلوا تركيا في الخامس من الشهر الحالي، عقب توقيع عقود لستة شهور مع حكومة الوفاق تشمل حصولهم على أجر شهري يصل إلى 2000 دولار شهرياً. وامتدت الامتيازات إلى وعد تركيا لهؤلاء المقاتلين بمنحهم الجنسية التركية، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية. وترتفع أجور المقاتلين السورين في ليبيا عما كانوا يتقاضونه في سوريا خلال الانخراط في صفوف الجيش السوري الحرّ المدعوم من أنقرة بنحو 40 ضعفاً، حيث بلغت أجورهم الشهرية نحو 52 دولاراً فقط في سوريا. وتعهدت أنقرة بدفع الفواتير الطبية للجنود الجرحى، وإعادة القتلى منهم إلى سوريا. ورأت الصحيفة أن هذا التحرُّك والدعم العسكري التركي سيزيد من تعقيد الأزمة الليبية، بينما أكَّدت الباحثة كلوديا جازيني، المحللة البارزة في الشأن الليبي بمجموعة الأزمات الدولية أن التدخل التركي خلق مشاعر معادية لها قد تنمو مستقبلياً»، مؤكدة أن الوضع السوري مختلف عما يحدث في تركيا. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المقاتلين السوريين سيتجمعون تحت لواء يحمل اسم زعيم المقاومة الليبية «عمر المختار»، وفقاً لمصدر تحدث لها.

 

بوتين يشارك في مؤتمر السلام بليبيا في برلين... وحفتر يصفه «بالصديق العزيز»

موسكو/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

أعلن الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشارك في المؤتمر الرامي لإحلال السلام في ليبيا الذي تستضيفه ألمانيا الأحد. وجاء في بيان للكرملين، أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور برلين في 19 يناير (كانون الثاني) للمشاركة في المؤتمر الدولي بشأن ليبيا»، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. في سياق متصل، أعلن الكرملين اليوم (الجمعة)، أن المشير خليفة حفتر، شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جهوده لإنهاء الحرب في بلاده. وقال حفتر في رسالة وجّهها لبوتين ونشرها الكرملين «فلاديمير بوتين، صديقي العزيز! أعرب عن امتناني الشخصي وتقديري لجهود روسيا الاتحادية لإحلال السلام والاستقرار إلى ليبيا».

 

تصعيد دبلوماسي مصري ـ تركي بعد توقيف «خلية تحريض» والقاهرة أطلقت سراح 4 بعد توقيفهم

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

في تطور لافت لواقعة توقيف «خلية إلكترونية» مدعومة من تركيا، متهمة بـ«التحريض ضد السلطات المصرية»، استدعت الخارجية المصرية، أمس، القائم بالأعمال التركي في القاهرة. وأعربت بحسب وسائل إعلامية رسمية عن «استهجانها الشديد لبيان الخارجية التركية، وتصريحات أخرى تركية حول التدابير القانونية، التي اتخذتها مصر حيال (الخلية)». وكانت مصر قد صعّدت ضد تركيا، ورفضت الخارجية المصرية أمس «تصريحات تركية رسمية، تتعلق بالإجراءات القانونية عند توقيف (الخلية)». وقالت في بيان، إن «(الخلية) عملت تحت غطاء شركة أسسها عناصر تنظيم (الإخوان) بدعم من تركيا، لنشر معلومات مغلوطة ومفبركة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والحقوقية، وإرسالها لتركيا؛ سعياً لتشوية صورة البلاد على المستويين الداخلي والدولي». وقال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «توقيف المتهمين نتيجة تحريات جهاز الأمن الوطني، ومتابعة منه لأفراد (الخلية)، التي كانت تقوم بجمع المعلومات لنشر الإشاعات، بقصد الإساءة للدولة المصرية، بالتعاون مع القنوات الموجودة في الخارج، خاصة بتركيا». وأكد مصدر مطلع، بحسب بوابة «أخبار اليوم» الرسمية في مصر، أن وزارة الخارجية المصرية «استدعت القائم بالأعمال التركي أمس... وشددت على رفض القاهرة حملة البيانات والتصريحات»، التي وصفتها بـ«العدوانية التركية»، مؤكدة «ضرورة احترام القوانين المصرية، وعدم الالتفاف عليها أو خرقها». وكانت الخارجية التركية قد استدعت في وقت سابق القائم بالأعمال المصري للاستفسار منه حول سبب مداهمة ما قالت إنه «مقر لوكالة الأناضول»، وضبط أعضائها في مصر. وسبق أن أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها مساء أول من أمس، أن «قطاع الأمن الوطني رصد اضطلاع إحدى اللجان الإلكترونية التركية الإعلامية باتخاذ إحدى الشقق في منطقة باب اللوق وسط القاهرة، مركزاً لنشاطها، وتم توقيف مواطن تركي، وثلاثة عناصر من تنظيم (الإخوان)».

وقبل إطلاق سراح الموقوفين مساء أمس، فتحت نيابة أمن الدولة العليا بمصر تحقيقات موسعة مع المتهمين، ووجهت إليهم تهم «التحريض على ضرب الاقتصاد القومي، والانضمام لجماعة أُسّست على خلاف القانون، الغرض منها تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والتحريض ضد الدولة، وقلب نظام الحكم، وهدم الدولة المصرية، وتلقي تمويلات بغرض الإرهاب».

ووفقاً للتحريات الأولية، فإن «قطاع الأمن الوطني رصد مخططاً لقيادات (الإخوان) الهاربة بتركيا، يستهدف الإضرار بمقدرات الدولة المصرية الاقتصادية، وتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية، تستهدف المنشآت والمرافق الحيوية، والقوات المسلحة والشرطة والقضاء؛ بهدف إشاعة حالة من الفوضى في البلاد».

وأضاف اللواء المقرحي، أنه «نتيجة التحريات الأولية التي قامت بها السلطات تبين أن المكتب (مقر الشركة سالفة الذكر) يعمل من دون ترخيص في ممارسة عمله الإعلامي، وفي جمع المعلومات».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلنت الداخلية المصرية توقيف 16 من عناصر «الإخوان»، عقب رصد ما قالت عنه إنه «مخطط لقيادات التنظيم الهاربة إلى تركيا، لإشاعة الفوضى في البلاد». وقد تدهورت العلاقات بين مصر وتركيا منذ عزل الرئيس «الإخواني» محمد مرسي عن الحكم عام 2013؛ حيث وصفته تركيا بأنه «انقلاب على الشرعية»، كما قامت باستضافة المئات من قيادات التنظيم، الذي تعتبره مصر إرهابياً، والمطلوبين في قضايا جنائية بمصر.

وتدار علاقات البلدين على مستوى قائم بالأعمال، منذ أن استدعت مصر سفيرها من تركيا في أغسطس (آب) 2013؛ احتجاجاً على التصريحات التركية المعادية للنظام الحالي. كما أبلغت تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته، أن سفيرها في القاهرة «شخص غير مرغوب فيه».

من جهته، أكد المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن «جميع الإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية في شأن توقيف (الخلية)، تمت وفقاً للقوانين والضوابط المعمول بها، حيال التصدي لمثل تلك الحالات، الخارجة عن القانون». واستهجن حافظ ما جاء في بيان الخارجية التركية حول الواقعة، مؤكداً أن «النظام التركي يتربع بامتياز على مؤشرات حرية الصحافة حول العالم كأحد (أسوأ) الأنظمة انتهاكاً لحرية الرأي، والتعبير وحرية الصحافة، ويقوم بدعم وتمويل جماعات متطرفة و(ميليشيات) إرهابية في عدد من دول المنطقة، رغبة في تمكينها من التحكم في مصائر شعوبها بقوة السلاح، وباتباع أساليب مارقة للترهيب والترويع؛ وذلك في مسعى يائس من نظام أنقرة لتحقيق تطلعات شخصية ومآرب خاصة». ووفق بيان حافظ أمس، فإن «تركيا تحتل موضعاً متقدماً عالمياً في معدلات سجن الصحافيين، وتقبع في المرتبة الـ157 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019». وبخصوص ما تحدثت عنه تركيا بشأن توقيف المتهمين، قال اللواء المقرحي، إن «مصر دولة مؤسسات، وهذه المؤسسات تعمل وفق الدستور؛ فبيانات وتصريحات تركيا تغالط الحقيقة بقصد الإساءة إلى القائمين على الضبط، وإلى النيابة العامة المصرية»، لافتاً إلى ما يتبعه جهاز الأمن الوطني المصري خلال هذه الوقائع عبر «جمع المعلومات، وإعداد محضر بما توصلت إليه تحريات الجهاز، ثم العرض على نيابة أمن الدولة العليا، وتتم متابعة الأمر على مراحل عدة بين جهاز الأمن الوطني، والنيابة العامة المصرية، إلى أن تأذن النيابة العامة بتفتيش المكان، واتباع الإجراءات القانونية في هذا الشأن».

 

«السيادة» السوداني يعين مديراً جديداً للمخابرات العامة بعد إخماد تمرد ورفض التجديد لقضاة المحكمة الدستورية المعينين من قبل النظام السابق

الخرطوم: محمد أمين ياسين/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

عيّن مجلس السيادة السوداني، الذي يتولى الحكم خلال المرحلة الانتقالية، مديراً جديداً لجهاز المخابرات العامة، وهو الفريق ركن جمال عبد المجيد، بدلاً من الفريق أول أبو بكر مصطفى دمبلاب، الذي قدم استقالته بعد اتهامه بالتقصير في احتواء تمرد قوات هيئة العمليات بالجهاز، الذي أثار الرعب بين السودانيين يوم الثلاثاء الماضي. كما رفض المجلس التجديد لقضاة المحكمة الدستورية المعينين من قبل النظام السابق. وفي بيان مقتضب نشر على صفحته الرسمية على «فيسبوك»، قال المجلس، إنه اتخذ قرار التعيين، خلال اجتماع بالقصر الجمهوري، تم فيه أيضاً قبول استقالة الفريق دمبلاب. وكان عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة أعلن أن مدير المخابرات العامة تقدم باستقالته بعدما تصدى الجيش لحركة «تمرد» قامت بها عناصر في الجهاز رفضاً لخطة بالتقاعد، اقترحتها السلطات الجديدة. وقتل 5 أشخاص، بينهم جنديان، خلال تصدي الجيش السوداني لحركة «التمرد» التي نفذتها عناصر من جهاز المخابرات العامة.

وقال عضو مجلس السيادة، والمتحدث باسمه، محمد الفكي سليمان، إنه «بعد التشاور مع الجهات المعنية كافة، تم تعيين الفريق جمال عبد المجيد مديراً لجهاز المخابرات العامة». وأضاف الفكي، في تصريح صحافي، أن المجلس وافق على استقالة الفريق أبو بكر دمبلاب من منصبه في إدارة المخابرات. وأكد المجلس في اجتماع أمس على عدم تجديد عقود قضاة المحكمة الدستورية، المنتهية فترة ولايتهم (7 سنوات)، في توجه لاستيعاب قضاة جدد. وأصدر البرهان، في مايو (أيار) الماضي، قراراً بإعادة الفريق الركن جمال عبد المجيد للخدمة العسكرية، وتعيينه مديراً لهيئة الاستخبارات العسكرية.

أثناء ذلك، أوضح جهاز المخابرات العامة أن القوات التي قامت بإغلاق الطرق وإطلاق الرصاص في العاصمة الخرطوم والولايات، يوم الثلاثاء الماضي، قامت بذلك بتحريض من وحدة العمليات بمدينة الأُبَيّض، حاضرة ولاية شمال كردفان. وأضاف البيان أن اللجنة المكلفة بإعادة هيكلة جهاز المخابرات، تسلمت الأسلحة الثقيلة والعربات المدرعة، إلا أنها أبقت على الأسلحة الصغيرة والرشاشات في عهدة هذه القوات لتأمين المرافق الاستراتيجية ومنشآت الجهاز. وأشار البيان إلى أن الوساطات التي قادها مديرو الهيئات بالجهاز، بالتنسيق مع الجيش والقوات النظامية الأخرى، نجحت في إجلاء القوات من الأحياء السكنية إلى مقار الجهاز وتشجيعها على تسليم أسلحتها، ما أدى إلى تقليل الخسائر. وتسلمت القوات النظامية 45 مدرعة، وأسلحة مضادة للطائرات، و80 عربة محملة بالأسلحة الثقيلة في المقار الأمنية التي كانت تتحصن فيها القوات المتمردة.

في غضون ذلك، شكل مجلس السيادة لجنة تحقيق في تمرد عناصر المخابرات برئاسة ضابط رفيع في الجيش السوداني، ومنحت صلاحيات واسعة. وأدت اللجنة أمس القسم أمام رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، ورئيس القضاء نعمات عبد الله. وكوّنت اللجنة بموجب مرسوم سيادي لتقصي الحقائق في الأحداث التي شهدتها العاصمة الخرطوم وولايات أخرى، والتي أوقعت نحو 7 قتلى وجرحى وسط العسكريين والمدنيين. وقال الأمين العام لمجلس السيادة، أسامة جاد الله، في تصريحات صحافية، إن من مهام اللجنة إلقاء القبض وتفتيش أي شخص يشتبه بمشاركته في الأحداث المعنية.

ومنح المرسوم اللجنة صلاحيات دخول جميع المقار العامة والخاصة، والاطلاع على المستندات كافة، واستدعاء أي شخص للمثول أمامها. وأضاف جاد الله: «ستباشر اللجنة الاستماع إلى الشهود وجمع البيانات، وحصر الخسائر البشرية والمادية، لتحديد المسؤولين عن الأحداث». وتابع: «التحقيق سيطال كل من شارك وساهم وحرض على تلك الأحداث، على أن ترفع اللجنة تقريرها النهائي إلى مجلس السيادة بعد أسبوع». وتتكون اللجنة من 5 أعضاء يمثلون الجيش والشرطة والنيابة العامة.

وتمردت قوات أمنية الثلاثاء الماضي، وسيطرت على عدد من مقار جهاز المخابرات بالعاصمة الخرطوم والولايات، وأطلقت الرصاص الحي بكثافة في الهواء وسط الأحياء السكنية. وتعهد رئيس مجلس السيادة، بالتحقيق في الأحداث ومحاسبة أفراد هيئة العمليات المتورطين في استخدام السلاح، وكل من يثبت تورطه بجهاز المخابرات. وحمّل نائب رئيس المجلس محمد حمدان دلقو، قيادة إدارة المخابرات العامة مسؤولية التقصير في تمرد قواتها. وأعلن الجيش السوداني، أول من أمس (الأربعاء)، السيطرة على كل المقار بعد استسلام القوات المتمردة، عقب اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة. وأسس مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، صلاح قوش، قوات هيئة العمليات، ولاحقته الاتهامات بالوقوف وراء المخطط التخريبي. وعلى خلفية تلك الأحداث، تقدم مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أبو بكر دمبلاب باستقالته. في سياق متصل، اتهمت قوى إعلان الحرية والتغيير، قوات هيئة العمليات، بفض اعتصام القيادة في 3 يونيو (حزيران) الماضي، الذي راح ضحيته العشرات من القتلى ومئات الجرحى والمفقودين. وقال المتحدث باسم المجلس المركزي لـ«قوى التغيير»، إبراهيم الشيخ، في مؤتمر صحافي: «طالبنا بإعادة هيكلة جهاز الأمن وإبعاد قياداته الموالية للنظام المعزول». وأضاف أن تمرد قوات هيئة العمليات اختبار للقوات الأمنية، ولم يستبعد أن يكون من بين أهدافه الانقضاض على السلطة. ومن جانبه، قال القيادي بـ«قوى التغيير» وجدي صالح، إن ما حدث تمرد سياسي ذو طابع عسكري، غرضه قطع الطريق أمام تفكيك النظام المعزول، وإعاقة الثورة من تحقيق أهدافها. وأكد صالح أنه لا تراجع عن تفكيك كل أجهزة وواجهات نظام الرئيس المخلوع عمر البشير. وأشار إلى أن القوات المسلحة والدعم السريع، تصدت لهذه المؤامرة الانقلابية على الثورة، التي تواجه تحديات كبيرة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حكومة خامنئي اللبنانية والحفر في الهوّة

فارس خشان/الحرة/17 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82376/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%ae%d8%a7%d9%85%d9%86%d8%a6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad/

في الطب، ثمة أدوية لا بد منها لمعالجة مشكلة صحية يعاني منها المريض، لكن الأطباء يمتنعون عن وصف هذه الأدوية له، لأسباب متعددة من بينها عدم قدرته على تحمّل عوارضها الجانبية المحتملة والحساسية التي قد تتسبب بها بعض مكونات هذه الأدوية.

وكما في الطب، كذلك في لبنان حاليا، فالدواء الذي يجمع "الأطباء" على صفه، هو تشكيل حكومة جديدة تأخذ على عاتقها التصدي للانهيار المالي والاقتصادي والحياتي ومعالجة أسباب الغضب التي أطلقت ثورة 17 أكتوبر.

ولكن الجميع خائف من التأثيرات السلبية لهذا الدواء على حاضر لبنان ومستقبله، نظرا للحساسيات الكثيرة التي ستتسبب بها مكوناته، ذلك أن صنّاع الحكومة العتيدة لا ينظرون الى المأزق اللبناني بل يهتمون بالمأزق الإيراني ويعملون، بتوجيهات "حزب الله"، من أجل تشكيل حكومة تنصاع لما فرضه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي في أحدث خطبة له، إذ قال إن "أميركا تريد أن تجعل سوريا ولبنان تحت سيطرة الحكومات التابعة لها والعميلة".

في الواقع إن الحل متوافر، ولكن اعتماده ممنوع

وهذا يعني أن الحكومة اللبنانية العتيدة يجب أن تكون من عدّة المواجهة الإيرانية مع الولايات المتحدة الأميركية وليس أداة حل للمشاكل اللبنانية التي تفاقمت.

ويعرف جميع المعنيين في لبنان، يتقدمهم أولئك الذين يقدمون المصلحة الإيرانية على أي مصلحة وطنية، أن حكومة، وفق المواصفات الخامنئية، هي حكومة ستعمّق هوة الكارثة التي وقع فيها لبنان وشعبه، لأن البلاد بحاجة الى مساعدات خارجية كبيرة وعاجلة كما هي بحاجة إلى ضخ ثقة داخلية صلبة بالسلطة التنفيذية.

ويستحيل أن تتمكن حكومة "اجتثاث أميركا" من أن تؤدي وظائفها، حتى بالحد الأدنى، لا بل فإن هكذا حكومات، كما بيّنت التجارب، ومنها التجربة الفنزويلية على سبيل المثال لا الحصر، تُسقط دولا لا تعاني سوى من مشكلات كلاسيكية وتتمتع، خلافا للبنان، بثراء كبير.

وعقلية تثبيت لبنان في "المحور الإيراني" حيث "بات حزب الله يده وعينه بمساعدة قاسم سليماني" كما قال خامنئي في الخطبة الأخيرة نفسها، أوقعت الحكومتين اللبنانيتين الأخيرتين اللتين ترأسهما سعد الحريري في الفشل ودفعت بلبنان إلى الهاوية، على الرغم من أنهما كانتا حكومتي "وحدة وطنية"، وتتمتعان بالقدرة على إيصال الصوت إلى المجتمع الدولي، وفي ظل الأولى منهما انعقد مؤتمر "سيدر" في باريس، ووفّر وعودا بما يفوق الـ 11 مليار دولار أميركي لمساعدة الاقتصاد اللبناني.

إن إدراك الفشل الحتمي لأي حكومة تندرج في إطار تثبيت لبنان في "المحور الإيراني" قبل أي سبب آخر، (هذا الإدراك) هو الذي دفع بالحريري وقبله برئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، إلى الاستقالة من الحكومة التي تصرّف الأعمال حاليا، والإصرار على تشكيل حكومة جديدة تضم خبراء مستقلين ونزيهين، أي حكومة غير مكوّنة بعقلية "التمحور الإقليمي" الذي يجعل لبنان مجرد واجهة في حروب الآخرين.

وإذا كانت حكومتا "الوحدة الوطنية" قد خارتا تحت عبء "الأهداف الإيرانية" وقادتا إلى ثورة اجتماعية غير مسبوقة، فماذا تستطيع، والحالة هذه، أن تفعله حكومة "اجتثاث أميركا"؟

لا شيء أبدا. إن التعتيم على الفشل بفرض ظلال فشل جديد، لا يحل المشكلة، ولبنان أصبح أفقر من أن يتمكن من دفع الكلفة الغالية جدا "شراء" للوقت.

وهذا يدركه المدعوون إلى توفير ظروف ولادة الحكومة الجديدة، ولذلك فهم يرفعون أثمانهم إلى حدّها الأقصى، فيما يقبل طبّاخوها بأن ترتفع الحواجز المعرقلة، كلّما قيل إن ولادتها أصبحت وشيكة.

الحل موجود في حكومة تبعد لبنان عن أجندات التمحور الإقليمي

ومهما كان صوت خامنئي مؤثرا في لبنان ربطا بالدور الطاغي الذي يلعبه "حزب الله"، إلا أنه لا يمكن أن يطغى على الأصوات الدولية، وكان آخرها صوت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، بعد صوت وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان.

ويقف المسؤولون اللبنانيون صامتين أمام ما يتلقوه من لوم وتوبيخ و"بهدلة"، بسبب ما يقوله هؤلاء عن لهوهم وقصورهم وعدم فهمهم للأولويات الواجبة في تشكيل الحكومة الجديدة، في حين أن الحرائق المالية والاقتصادية والاجتماعية، تنتشر بسرعة الحرائق التي أتت على الغابات الأسترالية.

ولكن، في ضوء أمر خامنئي فإن اللهو يبقى أفضل الخيارات، لأن آخر مخرج للطبقة السياسية الممسكة بالقرار السياسي هو الحكومة، ولكن إذا كانت الحكومة التي سوف تتشكل، كما بات واضحا، من أقنعة تخفي الوجوه السياسية للفريق المتمحور مع إيران، فإن هذا سيكون أسوأ المخارج وأخطرها على الإطلاق.

إن "حكومة الأقنعة"، بالفشل المدوي التي ينتظرها، سوف تتسبب بخسائر لا تعوّض ليس للبنان فحسب بل للمنظومة التي سوف تشكلها، وفي مقدم هؤلاء "حزب الله" الذي يقف عائقا كبيرا أمام التغييرات الجذرية التي يطالب بها "ثوّار 17 أكتوبر"، وهي تغييرات تطال وظيفة لبنان الإقليمية كما تطال الفساد المحمي سياسيا.

حكومتا "الوحدة الوطنية" خارتا تحت عبء "الأهداف الإيرانية"

بعد كل تشخيص تحليلي للواقع اللبناني، ثمة من يذهب إلى أبعد ويسأل عن الحل، وكأنّ هذا الحل غير متوافر ويحتاج إلى سحرة مبدعين!

في الواقع إن الحل متوافر، ولكن اعتماده ممنوع.

الحل موجود في حكومة كفاءات تستطيع أن تنجز ملفاتها بفاعلية، وخبرات تدرك أبعاد القرارات التي تتخذها، واستقلالية تبعد لبنان عن أجندات التمحور الإقليمي.

الحل يتجسّد في نقل لبنان من مجرد واجهة في الصراعات التي تقودها إيران إلى دولة تستحق هذه التسمية، حيث المؤسسات مؤسسات والقضاء قضاء والحكومة حكومة.

الحل يكون باعتماد لغة لبنانية يفهمها المجتمع الدولي وليس لغة تحتاج إلى مترجم محلّف، كالقول بالنأي بالنفس، فيما "حزب الله" المشارك في الحكومة، يخوض المعارك في سوريا والعراق واليمن وغيرها، تحت راية "فيلق القدس".

وحتى تحين ساعة فرض الحل، وفي انتظار ولادة "حكومة اجتثاث أميركا" وفشلها المدوي، تبقى العين على الشارع و...الثورة.

 

حكومة النظام السوري في لبنان.. حكومة الانتقام من اللبنانيين

منير الربيع/المدن/18 كانون الثاني/2020

إذا ما كانت المعارك السياسية التي خيضت ما بعد التسوية الرئاسية 2016، انحصرت بمعركة “استعادة الصلاحيات” للرئيس المسيحي القوي، ومعركة المحاصصات المذهبية والطائفية التي توجّها رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، ليكرس نفسه مرشحاً أوحد لرئاسة الجمهورية، عبر تطويق كل الشخصيات والأحزاب المسيحية الأخرى… فإن حكومة حسان دياب، ستكون مرحلة متقدمة من فتح الصراعات على كل الرئاسات مستقبلاً.

صورة التكنوقراط

أولاً، رئاسة الحكومة التي انتزعت من سعد الحريري، وسيكون خاضعاً لضغوط كثيرة من خصومه. وثانياً، رئاسة مجلس النواب، بعد الحملات التي تعرض لها نبيه بري، ربطاً بمحاولات إبعاده عن المشاركة الأساسية في الطبخة الحكومية، باستثناء اليوم الأخير من تشكيل الحكومة، حين زاره رئيسها المكلف للتوافق معه. فحاول برّي تحسين شروطه بتعديل بعض الحقائب والوزراء، ما دفع بدياب لإجراء جولة اتصالات أخيرة لإتمامها. وثالثاً، أراد باسيل من هذه الحكومة استعادة لانفاسه، بعد نقمة اللبنانيين عليه في ساحات الانتفاضة. فحفظ حصته في الحكومة من خلال امتلاكه للثلث المعطل، وتكريس نفسه مرشحاً وحيداً للرئاسة.

أريد لهذه الحكومة، أن تأخذ صورة التكنوقراط. لكنها، عملياً، حكومة الفريق الواحد واللون الأوحد. ولا بد من الاعتقاد هنا، ولو مجازاً، أن الاستثناء الوحيد فيها سيكون حضور حركة أمل برئاسة نبيه برّي، الذي أصبحت نقمة النظام السوري عليه واضحة. لكن لا يمكن تجاوزه في لبنان بالنسبة إلى حزب الله. عدا عن برّي، فإن الحكومة برمّتها هي حكومة النظام السوري، وما يعنيه ذلك من تطابق بين الحزب وهذا النظام في لبنان، على قاعدة منح النظام بعضاً من نفوذه في لبنان مقابل احتفاظ حزب الله بدوره وتأثيره ومن خلفه إيران في سوريا. الصورة التجديدية التي حاول البعض وسم الحكومة بها، كان يراد لها أن تكون حكومة مقنّعة، وأنها خارجة عن الطبقة السياسية التقليدية، على طريقة الترويج أنها استجابة لمطالب المنتفضين اللبنانيين. لذلك كان استبعاد “المستقبل” و”الاشتراكي” و”القوات” ثابتاً بالنسبة إلى باسيل، فكانت هناك حسابات أخرى لبعض رعاة حسان دياب ومساعديه. وهذه جزء من هندسات النائب جميل السيد، في تصفية حسابات كثيرة، مع خصوم ومنافسين.

الانتقام من 14 آذار

سينتقم السيد رمزياً وعملياً ومعنوياً من حقبة 14 آذار ورموزها في الدولة. وهو طبعاً يفتح باباً جديداً لمعاركه المستقبلية في الوصول إلى رئاسة مجلس النواب. ولذا، تشبث أكثر في مساعيه لإنجاح دياب، لإثبات قدرته وفعاليته في منافسته التي يفتحها مع اللواء عباس ابراهيم، الذي اعتبر أنه كان أبرز رعاة المرشح سمير الخطيب لتشكيل حكومة. في المعادلة الجديدة، ومن مفارقاتها، خروج “إبن الشهيد” من المعادلة، ليدخل أحد الذين اتهموا ذات يوم باغتياله. يدخل السيد بقوة مستعيداً دوراً كان يلعبه في حقبة سابقة، ليس مسيطراً على وزارة الداخلية وحسب، بل صانعاً للحكومة بكليتها. في الشكل هي حكومة الانتقام من اللبنانيين، وتحديداً الذين خرجوا منتفضين في العام 2005، أو الأكثر منهم الذين خرجوا في 17 تشرين. حكومة استكمال الإطباق على لبنان وسلطته، وفق مسار الانقلاب الذي بدأ ما بعد العام 2006، والـ 2008، و2011، و2016. إذا ما كانت مشاركة الحريري بالتسوية الرئاسية، مسهلة للانتقام من اللبنانيين بفعل تنازلاته، فإن الانتقام سيشمله في المرحلة المقبلة. ستكون الحكومة أمام اختبار تحقيق جزء من الاستقرار، والحصول على المساعدات لمنع الانهيار. وطبعاً، من عمل على تشكيلها لا يريد لها أن تخوض مواجهة مع الخارج، لأن غايتها مواجهة الداخل لتطويعه وضربه، بالإستناد على غض نظر من الخارج. معركتها الأساسية ستكون كيفية الحصول على غطاء خارجي. فيما تبقى الأنظار على ثورة 17 تشرين وكيفية تعاطيها مع هذه الحكومة، لا سيما أن هذه الثورة ستكون أمام تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة.

 

نظريّتان لـ”الثلث” الحكوميّ… والقومي يخلط الأوراق

مجد بو مجاهد/النهار/17 كانون الثاني/2020

يكمن التوصيف الأكثر دقّة الذي يمكن إلباسه لمستجدات تأليف الحكومة، في أن التشكيلة تخضع إلى جراحة دقيقة ومن شأن نتائج العملية أن تظهر إلى العيان عند انتهاء المفاوضات المستمرّة بوتيرة متسارعة ولحظة بلحظة، للتوصل إلى صيغة تسهم في نيل موافقة القوى السياسية المشاركة في “الفريق الطبي” لعملية التأليف. ويمكن إضفاء طابع من الإيجابية الحذرة على الملف الحكومي، علماً أنه لا يمكن التعامل بحسم أو جزم مع أي مطلب حكومي قبل التصديق على المسوّدة الختاميّة. ما هو مؤكّد أن التجربة الحكومية كان لها أن أكّدت خلطاً في أوراق تحالفات الأقطاب السياسية، رغم أن كلاً من هذه الأقطاب لا يزال محسوباً استراتيجياً على محوري الثامن والرابع عشر من آذار. لكن التباينات العاصفة بقوى الثامن من آذار في ملف التشكيل رغم التوافق على اسم الرئيس المكلف حسان دياب، والتي كانت عصفت بقوى الرابع عشر منه في وقت سابق، أثبتت أن قوى فاعلة في المحورين ترتاح إلى فكرة عقد تحالفات في الشأن الداخلي مع قوى من الفريق المقابل، وهذا ما كانت فرضته توازنات الحكومة المستقيلة. اذ ثبت انسجام “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي مع حركة أمل وتيار المردة في ملفات كثيرة، وترجم تحالفاً “ثنائياً” بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحرّ” في طروح عدّة، وبقي “حزب الله” بمثابة مايسترو اللعبة الحكومية.

لم تتبدّل الوقائع كثيراً رغم خروج محور 14 آذار من المشهد الحكومي، إذ بقي كلّ فريق على سلاحه. وتثبت المفاوضات أن ثمة تقارباً – ربما موضوعياً – بين حركة “أمل” و”تيار المردة” والحزب السوري القومي الاجتماعي الذي انضم إلى الحلبة الحكومية من جهة، وفريق “التيار الوطني الحرّ” من جهة أخرى، مع حفاظ “حزب الله” على موقع “المايسترو” الحكومي.

وهناك نظريتان في شأن الفرز الوزاري. الأولى تقول إن هناك 6 وزراء محسوبون بشكل أو بآخر على “التيار الوطني الحرّ” ما يجعله يحصل على “الثلث” إذا ما ولدت الحكومة بالطريقة التي كانت تسلكها المفاوضات مقابل وزير يسميه المردة وآخر يسميه النائب طلال أرسلان و4 وزراء يسميهم دياب و4 وزراء من تسمية “الثنائي” الشيعي. والثانية يتبناها “التيار البرتقالي” باعتبار أن الأسماء التي طرحها منها تربطه علاقة سطحية به.

وتقول أوساط “التيار الحرّ” لـ”النهار” إنه “تمّ الاتفاق على ابقاء التوازنات على ما كانت عليه، وفي عملية التأليف جميع القوى حاضرة ومواكبة للمستجدات. الوزير جبران باسيل كان مرتاحاً في مؤتمراته الصحافية وفي طريقة التفاوض وحلّ العقد، والأسماء المقترحة لتولي مناصب وزارية تمثّل في أكثريتها شخصيات لا تربطها علاقة وطيدة بالتيار الوطني الحرّ ما لا يخوّله التأثير عبرهم لفرض ثلث معطّل من خلالهم. ومن الأمثلة على ذلك، ناصيف حتّي وماري كلود نجم اللذان تربطهما معرفة سطحيّة بالتيار، وهما يحظيان بقبول شريحة واسعة في الحراك. وقد خاضت منال مسلم تجربة واسعة في مجال البيئة على مدى سنوات طويلة وإدارة مشروع للـ(undp) ما يجعل من تجربتها دليلاً على كفايتها. ويبقى موقف التيار الوطني واضحاً من قضية البواخر، في اعتباره مصدر الطاقة الأقلّ ثمناً نسبة إلى المعامل أو استجرار الطاقة من سوريا”.

يتبنى “التيار الحرّ” مقاربة مختلفة عن نظرة دياب إلى التأليف. وتشير الأوساط إلى أن “التيار كان يتمنى أن يرتفع عدد الوزراء عن 18 وزيراً، خصوصاً أن تولّي أي وزير حقيبتين أو أكثر في وضعٍ مأزوم في البلاد مسألة غير صحيّة. وإذا ارتفع عدد الوزراء من 18 إلى 20 وزيراً مثلاً احتراماً لمطالب الكاثوليك والدروز – طائفتان أساسيتان في لبنان – لن تؤثّر العملية على هيكلية الدولة مع الحفاظ على التوازنات نفسها (اختصاصيين). ولا يجد التيار الوطني ما هو مقنع في مقاربة الرئيس المكلف نسبة إلى موضوع زيادة عدد الوزراء. وإذا كان بالإمكان رفع عدد الوزراء إلى 24 وزيراً، إلا أن الموضوع من شأنه أن يحلّ عبر 20 وزير خصوصاً أنه لا بدّ من معالجة المشكلة الكاثوليكية مع التأكيد على أن المفاوضات مستمرة في ظل عدم التوصل إلى نتائج نهائية أو حاسمة”.

إلى ذلك، تؤكّد مصادر الحزب القومي لـ”النهار” أن “المسألة ليست مسألة مطالب بل لها علاقة باللوحة السياسية العامة والحزب القومي قوّة سياسية مدنية غير طائفية غير محصورة في نطاق معين على مستوى البلاد وتحظى بتثميل في مجلس النواب. وتالياً، من السياق الطبيعي للمسار الحكومي أن يكون هناك آليات يحكم تشكيلها لنيلها الثقة. ويفرض للقوة السياسية للحزب القومي أن يكون لها رأي في الاطلاع على التشكيلة الحكومية وفي تسمية أسماء في هذا الاتجاه. ومن حقّ الحزب القومي أن يسمي وأن يزكّي في هذا الموضوع. التصويب لا يرتبط بوزير أورثوذكسي وفي الاتجاه العام التمثيل القومي في كلّ المذاهب، لكن الحزب سمّى شخصية أورثوذكسية ويفاوض في هذا الإطار. وزكّى الحزب القومي نقيبة المحامين السابقة أمل حدّاد. لا يزال اقتراح الأسماء قائماً ويفترض في الاتجاهات القائمة أن تحصل حداد على منصب نائبة رئيس الحكومة. والنقيبة حداد مطروحة من رئيس الحكومة المكلف والقومي زكّى هذا الاسم والموقف من التزكية يفترض أن يأخذ مكانه الطبيعي، وعدم الأخذ به يترتّب على موقف مختلف. لم يتم التسليم حتى اللحظة بأنه سيتمّ الأخذ بالمطالب ولا تزال وضعية الحكومة غير ثابتة وقابلة للتبديل والمعالجة. وإذا لم يؤخذ بمطالب الحزب القومي عندها تحدّد الكتلة النيابية الموقف الذي يمكن أن يطاول منح الحكومة الثقة من عدمها. على مقلب “تيار المرده”، لعلّ المؤتمر الصحافي الذي سيعقده النائب السابق سليمان فرنجيه في تمام الثانية عشرة من ظهر السبت من شأنه أن يضع النقاط على الحروف. وتشير المعلومات إلى أن المفاوضات مستمرّة مع فرنجيه – دقيقة بدقيقة – وفق معلومات “النهار”، على أمل التوصل إلى “حلحلة” على الطريق. وتبقى عبارة الرئيس نبيه برّي الأنسب للتعامل مع الملف الحكومي اللبناني: “ما تقول فول تيصير بالمكيول!”.

 

خسارة الثلث أفضل من خسارة الرئاسة

حسن سعد/ليبانون فايلز/17 كانون الثاني/2020

في ظل، وبسبب، كثرة التعقيدات والحسابات السياسيّة والتحاصصيّة والشخصيّة، غير المتناسبة مع ضرورة الإسراع في إطلاق عمليّة الإنقاذ المنشود، التي تعرقل عمليّة التأليف بعد المعاناة الطويلة مع التكليف، والتي باتت "مؤخراً" معالجتها ومسؤوليّة حسمها محصورة بالرئيس المُكلَّف حسَّان دياب والفريق الرئاسي "رئيس الجمهوريّة ميشال عون ورئيس التيّار الوطني الحر رئيس كتلة لبنان القوي الوزير جبران باسيل". وفي حال لم يبادروا إلى تسهيل ولادة الحكومة العتيدة، يبدو أنّ العديد من القوى السياسيّة، ممن سمَّوا دياب أو لم يسمّوه، قد تلجأ إلى الاستفادة من تلبية مطلب الحراك "إجراء انتخابات نيابيّة مبكرة"، خصوصاً مع توافر الدوافع السياسيّة والامكانيّات النيابيّة والنصاب الشرعي والغطاءين الشعبي والميثاقي. من القوى السياسيّة، الممثّلة نيابيّاً، المرشحة لخوض هذا الغمار "عند الضرورة"، والموزّعة ما بين من يطالب بانتخابات مبكرة ومن يتمنّى ومن أبدى استعداده ومن لا يبدي ممانعة ومن لن يتوانى، على الأقل الكتل النيابيّة التالية:

كتلة الكتائب اللبنانيّة 3 نوّاب، كتلة الجمهوريّة القويّة 15 نائباً، كتلة المستقبل 20 نائباً، كتلة التنمية والتحرير 17 نائباً، كتلة اللقاء الديمقراطي 9 نوّاب وكتلة التكتل الوطني "المردة" 5 نوّاب. مجموع نوّاب هذه الكتل: (69 نائباً)، قادرون على تأمين النصَابين العددي القانوني والميثاقي لإنعقاد جلسة نيابيّة شرعيّة يمكن خلالها إقرار قانون تقصير ولاية المجلس النيابي، وإقرار قانون انتخاب جديد. وبنتيجة إجراء الانتخابات المبكرة، يتحقق التالي:

- إسقاط تكليف الرئيس حسان دياب دستوريّاً من دون تبعات طائفيّة.

- تعويم حكومة تصريف الأعمال برئاسة الرئيس سعد الحريري.

- انعدام قيمة وفعاليّة الثلث المعطّل الحالي في حكومة الحريري كونها مستقيلة أساساً.

- إجراء الانتخابات المبكرة بإشراف وزارة الداخليّة، المحسوبة على الحريري.

- انتخاب الرئيس المقبل للجمهوريّة من نوّاب المجلس النيابي الجديد، لا الحالي.

هل يستمر الرئيس دياب وباسيل في التصلّب غير المدروس؟

خسارة الصوف أفضل من خسارة الخروف، "مثل إيطالي"

 

إرباك حزب الله بين خصومه وغياب الاستراتيجية الداخلية

هيام القصيفي/الاخبار/17 كانون الثاني/2020

ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي تؤلّف فيها حكومة، ولا هي المرة الأولى التي يتعثر فيها تأليف الحكومة.

لكن من المفيد التذكير بأن الأزمة السياسية والمالية والاقتصادية انفجرت خلال وجود حكومة سياسية جامعة تضم كل المكونات الرئيسية، وفي ظل عهد رئاسي وتسوية متكاملة.

هذا يعني أن أي حكومة بالأسماء المطروحة حالياً، وهي كناية عن مجموعة مستشارين صف أول أو ثانٍ، وليست حكومة اختصاصيين مستقلين من درجة رفيعة، نسخة طبق الأصل عن القوى السياسية المسؤولة بالتكافل مع السلطة المالية والمصرفية عن هذا المسار الذي أوصل لبنان واللبنانيين الى الإفلاس.

واستطراداً يعني أن المتظاهرين متجهون الى تصعيد موقفهم الأساسي الذي انطلقوا منه في رفض المسار السياسي والمالي، في مقابل تضافر معظم القوى السياسية والأمنية والإعلامية لمواجهتهم والدفاع فقط عن سياسات المصارف ومصرف لبنان بحجة الحفاظ على صورة الكيان وتاريخه.

هكذا كشفت القوى السياسية عن وجهها في اليومين الماضيين، بعدما تيقّنت أن هناك حركة جدية في رفض الحكومة المزيفة الجديدة، وفي استهداف المصارف.

وبدأت تحركاً مضاداً لتخفيف الأضرار والشروط والشروط المضادة لفرض حكومة بالتي هي أحسن.

هكذا تناغم الخصمان اللدودان الرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وهكذا جرت محاولات إقناع الرئيس المكلف حسان دياب. لكن السؤال المركزي يبقى حول موقع حزب الله من كل ما يجري.

كل المعلومات الموثوقة تتحدث عن «جفاء» بين حزب الله والتيار الوطني الحر، واستياء الحزب من أداء التيار في مقاربة ملف الحكومة، يعززه أيضاً أن رئيس الجمهورية ميشال عون لم يأخذ في الاعتبار الوضع الإقليمي، ولا حساسية وضع الحزب حالياً في الانصراف الى متابعة تطورات المنطقة، قبل اغتيال الفريق قاسم سليماني وبعده.

بالنسبة الى التيار الوطني الحر، فإن عون سلّف الحزب كثيراً، لكن الحزب ردّ جميل عون أكثر من مرة، ليس أقلها إبقاء الفراغ الرئاسي أشهراً طويلة حتى انتخابه رئيساً للجمهورية.

لكن هناك من يعتبر أن الحزب لا يزال مديوناً له وأنه، أي عون، لا يزال قادراً في لحظة حساسة كالتي يمر بها الحزب حالياً، على استمرار المكابرة ورفع سقوف الشروط، مطمئنّاً الى أن حلفاءه لن ينقلبوا عليه.

ويلتقي العهد مع بري عند هذه النقطة، لأن كل واحد منهما لديه توقيت مناسب لفرض آليته في تحصيل «حقوقه»، وهكذا يستفيد الطرفان في شكل متواز من الوضع الإقليمي والأخطار الآتية على المنطقة لتعزيز أوراقهما الداخلية.

في المقابل، لم يحدد الحزب بوضوح ما هي خطته للخروج من الأزمة الحالية، بعدما ظهر في لحظات أساسية متراجعاً عن مقاربة الملف الداخلي بالحزم الذي وعد به.

مسار الحزب منذ أن أصبح في قلب إدارة الحكم، لم يعد في القوة نفسها التي يتحول فيها لاعباً إقليمياً منذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، ثم دخوله الى سوريا وتوسّع دوره في المنطقة.

فهو حين قرر أن يعود الى الداخل ويحدد استراتيجيته قبل الانتخابات النيابية وفرض شروطه في الحكومة وتغيير معادلة ترك الاقتصاد للقوى السياسية الأخرى التي يحمّلها مسؤولية التدهور الحالي، والاكتفاء بدور المقاومة، والقيام بدور في الملف الاقتصادي والمالي والمحاسبة ومحاربة الفساد، إنما رفع السقف عالياً في إظهار بنية متكاملة لمستقبل اقتصادي، تزامناً مع بدء الحديث عن العقوبات الأميركية عليه وفرض آليات مصرفية لتطويقه.

حتى إنه بتمسكه بوزارة الصحة حدد أيضاَ مساراً مختلفاً في التعامل مع وزارة خدماتية من الدرجة الأولى، إضافة الى كلام عن ضرورة الانفتاح الاقتصادي على أسواق جديدة كإيران والصين.

مع انفجار الأزمة الحالية قبل ثلاثة أشهر، بدت هذه الاستراتيجية مبهمة، كما ظهر الإرباك على مواقف الحزب في تعامله مع التطورات الشعبية، رغم أنه ظل يردّد تبنّيه المطالب من دون السماح بقطع الطرق.

لكن التعامل مع المتظاهرين أمر يختلف عن وضع إطار شامل لحل الأزمة الكبرى المتفرعة منها أزمات معيشية خانقة تطاول جميع اللبنانيين من دون استثناء، على اختلاف انتماءاتهم السياسية بما فيها جمهوره، بغض النظر عن مسار الحزب المالي الخاص الذي سبق أن تحدث عنه الأمين العام للحزب.

إرباك الحزب قابلته اتهامات معارضيه له ولا سيما المنتمين الى صفوف فريق 14 آذار بأن الحراك الشعبي أفشل مخططه في استهداف المصارف التي تنفذ شروطاً أميركية في شأن العقوبات عليه.

وقد تكررت هذه الاتهامات في الساعات الأخيرة بأنه وراء التعرض للمصارف لغاية في نفس يعقوب، رغم كل محاولات المتظاهرين الحقيقيين (ما عدا قلة منهم أظهرت حقيقة ولائها ومعارضتها) تبني التظاهرة في الحمرا ورفضهم تعدّي رجال قوى الأمن ضد المتظاهرين مهما كان انتماؤهم المذهبي والطائفي.

رغم تحول الأزمة إلى أزمة سياسية كبرى باستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري والمطبات التي رافقت تسمية خلف له، لم يتطور موقف الحزب في الخروج من دائرة وضَعه فيها حلفاؤه قبل خصومه، ولا سيما أنه ترك لهم ملف إدارة المفاوضات الحكومية، لتقديم صورة سياسية واقتصادية أوسع، على غرار ما فعل في الملف الإقليمي.

تكاد تصبح مشكلة حقيقية أن يصبح الحزب أسير هذا الملف وحده من دون أن يتطور موقعه السياسي في الوضع الحكومي والمالي والاقتصادي، بالاندفاعة نفسها، وبتقديم أفق للحل، تتعدى تحقيق مصالح فئة سياسية مهما كانت الصلة بها قوية.

إذ يصبح دوره محصوراً بالرفض والتعطيل ليس إلا، وخصوصاً إذا ترافق ذلك مع حلفاء طامحين لفرض إيقاعهم الخاص، وتأمين استمرارية وجودهم في الحكومات والوزارات ومنابع الثروات.

 ومراوحة الحزب في هذا المكان تكشف خللاً داخلياً، يقربه من بعض قوى السلطة، ويعيده خطوة الى الوراء، فيتقلص دوره الداخلي، المتهم من خصومه بأنه مؤثّر كامل في الملف اللبناني، الى حدود التأثير في مناطق نفوذه فحسب.

لأن ما يجري في الشارع، حدد منذ 17 تشرين الأول مناطق نفوذ جديدة، ودوائر سياسية وشعبية أكثر فعالية، كما كشف عورات أحزاب وقوى سياسية لم ترقَ الى مستوى الحدث السياسي والاقتصادي والمالي، إن في تقديمها مصالحها على مصالح البلد أو في تجاهلها وضعَ الناس ومآسيهم المتزايدة على أبواب المستشفيات والمصارف وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل والمسارعين الى تقديم طلبات هجرة من كل الطوائف.

 

مأساة طرابلس السّعيدة بالانتفاضة.. المرثاة الوداعيّة للبنان

محمد أبي سمرا/المدن/18 كانون الثاني/2020

على مثالٍ شعري إعلاني راجَ في كتابات نزار قباني المتأخرة، وبعدها في كتابات محمود درويش، شاعت في أثناء حركة 17 تشرين الأول 2019 الاحتجاجية اللبنانية تسمية مدينة طرابلس "عروس الثورة". وفي شهادة شاب عن مشاركته في يوميات الحركة منذ بدايتها في بيروت - وهو ناشط يساري ديموقراطي في حركات احتجاجية بيروتية منذ 2011، وفي "شبكة مدى" لتأطير انخراط الطلاب وخريجي الجامعات في لبنان في النشاط السياسي، منذ تأسيس الشبكة عام 2013 - روى الشاب أن الحشود وحركتها اليومية في ساحة "النور" (عبد الحميد كرامي) الطرابلسية، ذكّرته بالثورة في مدينة حمص السورية في العام 2011.

لم يزر الشاب اللبناني حمص الثورة بالتأكيد، بل أبصر صورها على الشاشات التلفزيونية، أو على أشرطة الفيديو المصورة بكاميرات الهواتف المحمولة، سلاح الثورة السورية الإعلامي الأمضى والأبرز، قبل السلاح الناري. لكن الشاب ذهب إلى طرابلس مستطلعاً انتفاضتها التي بهرت يومياتها المصورة تصويراً تلفزيونياً مباشراً، شطراً واسعاً من اللبنانيين والناشطين في سائر ساحات انتفاضات المناطق اللبنانية. فأخذ بعضهم يزور "عروس الثورة" أو يرغب في زيارتها ليشهد الزائرون والمستطلعون ويعيشوا حسياً ذلك "العرس الثوري" الطرابلسي الباهر وغير المسبوق في تاريخ المدينة، على ما قيل كثيراً وتردد طوال أيام الانتفاضة.

لحظة من 14 آذار

أنا لا أدري حقا أيهما أقوى وقعاً وإبهاراً في انتفاضة 17 تشرين كلها: صورها المتدفقة على الشاشات التلفزيونية المنزلية، وتلك الفيديو كليبات الممنتجة فنياً في استديوهات المحطات التلفزيونية لمشاهد مظاهراتها في الساحات والشوارع، أم مشاهدها الحية أثناء حضور المتظاهرين والمعتصمين في ساحاتها وشوارعها مغمورين بالحشود، وسائرين وسط الحشود؟ لكنني فيما أفكر الآن في حالتي أثناء انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 - وقد ترددت مرات كثيرة على ساحاتها في وسط بيروت مستطلعاً ومشاركاً محايداً أو فاتراً، ومشيت في تظاهرات خمس أو ست من مظاهراتها البيروتية مؤيداً ومراقباً - أجدني أميل إلى قوة الإبهار التلفزيوني لمشاهد هذه الانتفاضة. وقد يحتاج تعليل ترجيحي هذا إلى توسيع النظر والمعالجة، ليس هنا مجاله أو سياقه. أكتفي، إذاً، بالعودة إلى ما أتذكره من نهار 14 آذار 2005. ذلك النهار الفريد في تاريخ لبنان الحديث، والذي شهد ذروة ما سُمّي "انتفاضة الاستقلال" أو "ثورة الأرز".

حتى اليوم لا أزال أحسب أن شيئاً ما فيَّ تغيّر في ذلك النهار. ولا أدري أكان ذلك التغيّر آنيٌ، زال وانطوى، أم لا أزال أحتفظ منه بشيء ما، لا أعلم ماذا يكون. حدث ذلك عندما شعرتُ أنني صرت فجأة غريباً عني بعض الشيء. والغربة تلك، على معنى الانفصال عن النفس أو الذات، والانسياب التلقائي وزوال الحدود، فيما كنت أمشي في مكاني طوال ساعتين أو ثلاث وحدي، ولا أعرف أحداً من أمواج الحشود البشرية، وتغمرني الحشود في حركتها البطيئة الهادئة، من دون أن أدرك مداها وامتدادها وحدودها. وقد توقف الزمن، وتلاشى العالم والمكان تماماً، واللحظات صارت سكونيّة، فيما أخطو في مكاني الذي يسير بي بلا إرادة مني، وتراءى لي أنني في بلاد غريبة وأليفة، لا أعرفها ولا تعرفني. وخرجت من الحشد الكبير، ومشيت وحدي مبتعداً، ليس إلى هدف ولا مكان في البلاد الغريبة الأليفة التي خلتُ أنها صارت بلادي. وظللت أمشي لوقت لم أدرِ حينذاك ولا الآن كم مشيت ولا أين مشيت. وحتى المقهى الذي وجدتني أدخل اليه كان جلاّسه الكثيرون سعداء، وكلهم مثلي مدركون أنهم في لحظات من التاريخ واقفةٍ في الزمن الذي لا يعلمون أيجري بهم أم تجمد.

مأساة طرابلس

أستعيد تلك اللحظات الآن، لظني أن أهالي طرابلس عاشوا مثلها في أيام احتشادهم في ساحة مدينتهم التي صاروا غرباء عنها، وغريبة عنهم، بعض الشيء. لكن تلك الغربة لم يعشْها كلٌ منهم بمفرده وسط الحشد الذي يتهيأ لي في صورة حشدٍ أهلي جامع ومتماسك، على ما تراءى لي في صور البث التلفزيوني اليومي طوال أيام انتفاضتهم الكثيرة. لقد كانوا منضوين في شخصية معنوية أو رمزية، أو في هوية جمعية عامة مفترضة لمدينتهم. هذا ما أوحت لي به مشاهد احتشادهم اليومي، شبه الثابتة والمتكررة، في ساحة النور. وقد تكون المنصّة المركزية العالية، الواحدة والثابتة، التي نصبوها في جهة من الساحة، واحتشدوا على أرض الساحة المنبسطة قبالتها، مسلطين أبصارهم إليها من أسفل، فيما راحت الكاميرات التلفزيونية تصوّر احتشادهم من على دكّة المنصة العالية - قد يكون هذا ساهم في إظهارهم على تلك الصورة الجمعية المتماسكة.

أما ما غيّره فيهم احتشادهم على هذا النحو، فيتراءى لي أنه ليس تغيّراً فردياً أو شخصياً، ولم يُشعِرْ كلاً منهم بمفرده أنه يتغيّر على هذا القدر أو ذاك، أو يخرج ويبتعد بعض الشيء من نفسه وذاته. وهم في خروجهم إلى الساحة الواحدة ومداومتهم على الاحتشاد فيها، كأنما كانوا يقولون لأنفسهم وللبنانيين الآخرين المنتفضين: ها نحن اجتمعنا وتوحدنا، انظروا. طرابلس كلها هنا في الساحة منتفضةٌ مثلكم. وهي على صورتها الشائعة عنها تنتفض، لأنها ليست على تلك الصورة. بل إن ما تشاهدونه الآن هو صورتها الحقيقية التي نصنعها زاهية هازجة، فرحة ونابضة بالحياة. انظروا ها نحن ننتفض كلنا ونثور، ونكسر تلك الصورة الكئيبة الشوهاء التي أُشيعت عنا وعن مدينتنا، وسُجنّا وسُجنت فيها المدينة، ونحن وهي براءٌ منها. وكانت طرابلس سعيدة بصورتها الجديدة سعادة غامرة يصنعها أهلها المنتفضون على صورتها المكرّسة عنها مدينةً تقليدية محافظة، وموصومة بالتطرف الديني. وهي وأهلها ينتفضون أيضاً على هامشية مدينتهم في الجغرافيا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية اللبنانية. وطرابلس في هذا انتفضت لتكون في قلب الحدث الجديد الجميل وصدارته، ولم تعد حائرة إلى أي اتجاه تدير وجهها، وهي تقول إنها مدينة لبنانية كاملة ومكتملة، وغير منقوصة أو مثلومة اللبنانية.

لكن مأساة طرابلس قد تكمن في أنها تصل دائماً متأخرة. فهي يممت وجهها جنوباً في اتجاه لبنان وعاصمته بيروت، بعدما ابتعد لبنان عن نفسه وصار غريباً عنها، ولم يعد يتعرف عليها.

الانتفاضة مرثاةٌ وداعية؟

وقد تكون مأساة طرابلس هذه في وصولها متأخرة، مثالاً لمأساة انتفاضة 17 تشرين الأول 2019. فالانتفاضة في وجه من وجوهها ووجوه قولها المضطرب، المتدافع والمتلعثم، أرادت استئناف صورة ما فائتة للبنان وتجديدها في لحظة غروب لبنان وأفول صوره كلها. فما صبّته الانتفاضة من عتب وتذمر وغضب وسخط وشتائم على منظومة الزعماء اللبنانيين الذين قال المنتفضون ورددوا أنهم قادوا البلاد وأهلها إلى الهاوية، إنما ينطوي على ما يشبه الرثاء لحالهم وحال بلدهم، ويشي برغبتهم المستحيلة في استعادة زمن لبناني فات وانطوى عهده، وصار من الذكريات. وكان شطر من ذلك الزمن وليد مخيلةٍ رومنطيقية طروبة آفلة. وقد يكون جيل الانتفاضة الشاب ورثها عن أجيال سابقة، ومزجها بطموحاته الجديدة. وقد تكون انتفاضة 17 تشرين الأول في هذا المعنى، وفي وجه من وجوهها، مرثاة وداعية للبنان، واتخذت شكل كرنفالات فرحة، دامعة وزاهية، وتنطوي على حزن رومنطيقي دفين.

وهذا كله محاولة يائسة للخروج من الجمود والتخثر والضيق والاختناق الذي ألمَّ بلبنان وأهله منذ سنوات زئبقية يصعب تحديدها. أما ذلك الزمن اللبناني الآفل، فكان على شيء من التفتح واليسر والسعة، ويسمح لفئات واسعة باحتمالات نجاح يولّده الجهد، وينجم عنه ارتقاء اجتماعي في جيل واحد أو جيلين. وهو في الحقيقة والواقع كان زمناً يجعل البلد الصغير، المؤتلف من بلدان وجماعات، على شيء من سعة ورحابة واتصال، تتيح للمخيلة والرغبة والإرادة الحرة في هذا البلد الصعب والسهل معاً، أن تتجول وتنسرح وتتدخل في صوغ سبل الحياة ومساراتها على مثالات ومعايير واختيارات وخُبرات مفهومة، تمكّن من شاء وأراد اجتياز الفواصل بين بلدان البلد الصغير وجماعاته الفسيفسائية القلقة الكثيرة.  لم يبقَ في لبنان شيء من هذا تقريباً. وقد تكون انتفاضة 17 تشرين الأول آخر ما تبقى منه.

 

هذه السلطة لم تتعلم شيئاً

مهند الحاج علي/المدن/18 كانون الثاني/2020

مرة جديدة، نسمع عن اقتراب لتشكيل الحكومة العتيدة لرئيس الوزراء المكلف حسان دياب. لكن هذه المرة، بإمكاننا الاستنتاج أن شيئاً لم يتغير على الصعيد السياسي نتيجة الثورة منذ 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لا بل يلوح في الأفق سلوك سياسي من حقبات سابقة يبدو أن الطبقة الحاكمة لم تطوها.

في الشق الأول، كذبت السلطة السياسية في إدعاءاتها بأن سلوكها تبدل بعد صدمة الثورة وأنها سمعت أصوات الناس ومظالمهم حيال الأداء الرديء خلال العقود الماضية. والكذب هنا علني وموثق، إذ أن الأقطاب السياسية رفضت سلوك طريق وسطي من خلال مشاركة السلطة مع شخصيات مستقلة تحظى بقبول الشارع. ما رأيناه منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، مروراً بتكليف حسان دياب، هو عودة الى القاعدة الأساسية في التشكيل، أي المحاصصة، وما يرافقها من مفاوضات تشمل أدواتها العنف والتهديد بالفتنة المذهبية، وحتى التلويح بالسلاح واعادة التذكير بالحرب الأهلية.

لم تفقد السلطة نظرتها إلى الحقائب بصفتها غنائم، ولم ترتق الى ضرورة تحمل المسؤولية حيال الملفات العالقة. لم يشمل الخطاب السياسي خلال الشهور الماضية، أي نقاش فعلي في خصوص الأزمات المستفحلة في البلد، من سعر صرف الدولار، إلى قيود المصارف، وتراجع واردات الدولة، والاصلاحات المنشودة. كان الخطاب السياسي يتطرق إلى هذه القضايا الملحة، فقط من بوابة تقاذف المسؤولية، ومحاولة التنصل منها. كل الأطراف السياسية دون استثناء تبنت خطاباً مؤيداً للثورة والاحتجاجات، وبدأت تسحب من أرشيفها تصريحات من الصنف "التحذيري". دخلت الطبقة السياسية بأسرها في حفلة تنكرية، يرتدي أقطابها القابعين في مناصبهم منذ نهاية الحرب، رداء الثورة والنضال. بين ليلة وضحاها، لم تعد هناك سلطة ومسؤولون، بل تحول الجميع إلى "شارع". وهذا سر "نجاح" هذه الطبقة السياسية، إذ أن أقطابها لا يرتكزون في سلطتهم إلى مؤسسات الدولة أو مناصبها، بل يقع جوهر نفوذهم في كونهم قادة الطوائف وميليشياتها. والطوائف والميليشيات من المقدسات التي يحاول الثوار تجنب المس بها، كي لا يسحقهم عنفها، إذ لا توازن قوى هنا بينهم وبين مؤسسة ينصهر فيها الدين والسياسة والاعلام وآلة القتل الجاهزة دوماً للتنفيذ. المهم أن سلوك الطبقة السياسية لم يتبدل، لكن هناك مؤشرات إلى تدهور فيه. ذاك أن الأسماء المطروحة في حكومة دياب فيها مستشارون (غير رسميين) لأقطاب سياسيين يشكو الناس أصلاً من أدائهم في الحقائب. عملياً، اختار أقطاب الفساد شخصيات من الصف الثاني، ويريدون تكليفهم لا بوزارة واحدة، بل بحقيبتين وربما ثلاث حقائب دفعة واحدة. الأهم هو التمثيل السياسي. أيضاً يلوح صراع مذهبي-سياسي مفتعل، مع خروج رئيس الوزراء سعد الحريري من المعادلة ومعه حليفيه السابقين وليد جنبلاط وسمير جعجع من التركيبة المقبلة للحكومة. يملك هؤلاء الأقطاب القدرة على تحريك الشارع، ورفع منسوب التوتر في البلاد تحت ضغط الأزمة الاقتصادية التي لم نر نهايتها بعد. يعني عملياً، أننا أمام تشكيل حكومة لم يكتف من يُشكلها بحرمانها من الكفاءة والاستقلالية المطلوبة لإنجاز مهماتها الصعبة، بل أيضاً فخخها بلون واحد استفزازي.

 ليست حكومة دياب جدية، بل هي حصراً أداة للسلطة بطرفيها (المشارك وغير المشارك) لإعادة انتاج صراع مذهبي - سياسي يرفع المسؤولية عن الطبقة السياسية، ويعيد النقاش إلى مربعه الأول.

 

المأزق الكبير: الثأر لقاسم سليماني أم حكومة مقبولة دولياً؟

منير الربيع/المدن/18 كانون الثاني/2020

شدد حزب الله أكثر من مرّة، بعد اغتيال قاسم سليماني، على ضرورة تشكيل الحكومة. ولم يطالب بأن تكون حكومة سياسية، إنما بقي متمسكاً بمبدأ حكومة التكنوقراط، ليس لإرضاء المتظاهرين اللبنانيين، إنما لأن الحزب يعرف جيداً أن "الرجال أدوار". وعندما يتم استبعاد مسؤول معين، معنى ذلك تغيير الأداء الذي كان يقوم به، أو تغيير الوجهة بكاملها. يعرف الحزب أنه مقبل على ضغوط كبيرة سياسياً معنوياً ومالياً، لجرّه مع إيران إلى طاولة المفاوضات. اغتيال سليماني يأتي في هذا السياق، الذي استكمل في التصنيفات الاميركية والبريطانية للحزب بشقيه السياسي والعسكري على لائحة الإرهاب.

الحكومة والعقوبات الجديدة

سابقاً كانت الولايات المتحدة الأميركية تصنف حزب الله إرهابياً، ولكنها تصدر العقوبات على شخصيات محددة، بالأمس صنفت واشنطن الحزب تحت قانون تجميد أصول الجماعات الإرهابية، وهذا يعني رمزياً ومعنوياً توسيع مروحة العقوبات لتشمل الحزب برمّته، ويصل هذاالإجراء إلى حدّ مصادرة أموال وممتلكات. طبعاً من الناحية الواقعية سيكون لهذا القانون تأثيره المباشر سياسياً، ربطاً بالموقف البريطاني الذي صنّف الحزب أيضاً بشقيه السياسي والعسكري على لائحة الإرهاب، بعد ضغوط أميركية مورست على لندن، وتمارس على ألمانيا أيضاً التي أصبحت قريبة من هذا القرار، بخلاف فرنسا التي لا تزال تمانع ذلك، وتحرص على علاقة سياسية مع الحزب ومن خلفه إيران.

هذه الإجراءات من شأنها تأكيد استمرار المواجهة الأميركية مع الحزب وإيران بعد مقتل سليماني. وتتخذ هذه المواجهة الطابع السياسي والمالي، وسط معلومات تفيد أن الأميركيين قد يصدرون لوائح جديدة من العقوبات على الحزب وبعض حلفائه، في سبيل شدّ الخناق. وهذا ما سيدفع الحزب إلى تشدد أكثر مالياً في لبنان. هنا بالذات يكمن مبدأ "الرجال أدوار" الذي يقرأه الحزب، وهو الذي يحرص على أن يتمثل في الحكومة، لكن بوزراء اختصاصيين وليس حزبيين، لأن الإصرار على التمثل بالوزراء السياسيين سيكون له تبعاته على هذه الحكومة بعدالقرارين الأميركي والبريطاني.

ما بعد الاغتيال

باغتيال سليماني، أرادت واشنطن ومن معها إنهاء دور الرجل في منطقة الشرق الأوسط، طمعاً بتدشين مرحلة المفاوضات السياسية. وللوصول إلى تلك المرحلة ستقع صدامات كثيرة وعنيفة، مشابهة لاغتيال قائد فيلق القدس، والذي - على ما يبدو- بعد اغتياله، سيضطّلع أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، بدور أبرز وأفعل على صعيد المنطقة ومع حلفاء إيران. خصوصاً، أن نصر الله عمل قبل سنوات على أكثر من مبادرة لحلّ الخلافات بين الفصائل العراقية التابعة لإيران، على غرار الاجتماعات التي عقدها في الضاحية الجنوبية لبيروت، بين مقتدى الصدر ونوري المالكي وغيرهما، في محاولة لتقريب وجهات النظر بينها. وأيضاً، تولى نصر الله بنفسه توجيه النصائح لفصائل الحشد الشعبي في العراق بعد اغتيال سليماني. وسيكون له دور مستقبلاً في جمع حلفاء طهران المشتتين هناك. هذا الدور بلا شك سيكون له تأثيرات وتداعيات سياسية على الساحة اللبنانية. ما يريده الأميركيون، وفق قاعدة "الرجال أدوار"، هو الانتقال إلى مرحلة جديدة. وعلى ما يبدو أن موسكو (التي لم تدن اغتيال سليماني) سارعت إلى تحضير نفسها لهكذا مرحلة، من خلال إقالة حكومة ميدفيدف وتعيين بديل منه. هذا التغيير الحكومي من شأنه أن يستبعد وزير الخارجية سيرغي لافروف، صاحب المواقف المتشددة والمعروفة لصالح إيران. طبعاً، الإستراتيجية الروسية لن تتغير، لكنها لن تكون بعيدة عن التوجهات الأميركية. وهي تتطلع إلى مرحلة التفاوض السياسي، الذي سينعكس على الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في إيران.

تريث حزب الله

محلياً، هذه التحولات التي يعرفها الرئيس نبيه بري ويقرأ بين سطورها، هي التي دفعته إلى حماية دوره وموقعه، عبر مواجهة الوزير جبران باسيل وتعطيل الحكومة التي يريد باسيل تفصيلها على مقاسه. لم يكن أي موقف ليصدر عن سليمان فرنجية، وطلال ارسلان، والحزب السوري القومي الإجتماعي، من دون غض نظر من برّي أو من حزب الله. خصوصاً، أن اللعبة التي تعرقل تشكيل الحكومة هي لعبة الثلث المعطل لصالح باسيل. فطالب فرنجية بمقعدين، وارسلان بتعزيز حصته، وأسعد حردان بموقع نائب رئيس الحكومة. وهذا ما أخر ولادة الحكومة اللبنانية، التي حتماً لا بد لها أن تنظر بواقعية لكيفية تعاطيها مع المجتمع الدولي بعد القرارات الأميركية والبريطانية. حزب الله قادر على حلّ معضلة الحكومة سريعاً، عندما يريد التدخل مع حلفائه. لكن الأمر يحتاج إلى تريث، بانتظار بقعة ضوء تأتي من مكان ما، وهي ترتبط بتحركات العديد من السفراء والديبلوماسيين على الساحة اللبنانية.

 

ليلة الحمرا والانتفاضة: عود على بدء في مسألة "العنف"

وسام سعادة/المدن/18 كانون الثاني/2020

عنف تختزنه مقالة محمد أبي سمرا "الحمرا والمصارف: أحفاد علي شعيب وثوار ما بعد الحداثة". من النوع الكافي لإشعال  واجهة مصرف. فالأوصاف تتوالى ضدّ شباب في سن العشرين، من المتّسع الوقوف على عيّنة منهم في الأسماء الخمسين أو الستين التي أوقفت وأفرج عن معظمها، بعد أن امتدت الحركة الاحتجاجية "من أمام" المصرف المركزي إلى "من أمام" الثكنة. "أحفاد علي شعيب – الدونكيشوتيّون – ثوار ما بعد الحداثة – مرتزقة الممانعة – المسحورون"، وسواها.

هجاء "انثروبولوجي" غنائي

سياسياً، مشكلة أبي سمرا مع هؤلاء الشباب يفترض أن تكون أنّهم "عنّفوا" واجهات المصارف، واستفزهم حديث حاكم "المركزي" الجاثم منذ 28 عاماً هي هي عمر نبيه بري في رئاسة "النواب". حديثه عن حق المصارف في تسديد الحساب الذي بالدولار بالليرة، فيما سعر صرف الليرة الفعلي يتهاوى، وسعرها الرسمي يقترن بسحب معظم أموال الناس عن الناس، وإفساد في الأرض تمارسه السوق السوداء في لعبة تضخّم متفاقم. لنفترض أن شباب الحمرا لبسوا الثياب إياها، بغيفارا إياه، لكنّهم توّجوا صوب أقرب مركز لـ"حزب الله" وهاجموه وكتبوا بالأحمر "خذها من حسين مروة ومهدي عامل". لو فعلوا ذلك هل كان أبي سمرا ليصفهم بالنعوت الهجائية المتتالية التي أخرجها من جعبته؟ أراهن أنه لو حصل ذلك، كذلك، لما وجد أبي سمرا، في وصف المهاجم منهم غير "قاومت لتحرّر دمك".

إذاً، مشكلة أبي سمرا هي مع هذا الشبح في أبي سمرا نفسه. بما أنّ الثائرين لم يتوّجهوا لأقرب مركز لـ"حزب الله" لإخضاعه، فإنهم على ضلالة. ليست المشكلة إذاً مع "العنف في ذاته" بل المشكلة في وجهته. المصارف بدلاً من "حزب الله". فيما المنهاج الصحيح "حزب الله" قبل المصارف.

لماذا يتوجه الشباب لمهاجمة المصارف بدلاً من مهاجمة مراكز "حزب الله"؟ هذا هو السؤال "الأرق" الذي يخفيه عنف اللوحة الأمامية للنص. الجواب السريع الذي هو النص نفسه، لأنّ هؤلاء هوّامون ومسحورون. يريد أبي سمرا أن يفكّ السحر عنهم "من حرقة قلبه".

النتيجة، أن نصّه يكابر على الباعث السياسي له. لو اكتفى بهذا الباعث لقال: المشكلة يا شباب مع حزب الله وليست مع المصارف، وليتكم صرفتم هذا الجهد الكفاحي ضدّ حزب الله. لكن لا، الكاتب يريد أن يقرن باعثه هذا بقول هجائي في العنف ذي الجذور الريفية المؤدلجة. هجاء "انثروبولوجي" غنائي في آن.

لا تكاد تسأل نفسك ما الذي يفرّق بين أوصاف ثوار بعد الحداثة والدونيكشوتية والمسحورية والإرتزاقية وما يجمعها، حتى يخبرك أبي سمرا بأن اسم علي شعيب الذي "رشّه" أحد الشبان على أحد الجدران كان منسياً في ذاكرته، واحتاج لجهد كي يخرج هذا الإسم من غياهب النسيان. 

والحال هذه، يبدو أن أبي سمرا لم يقرأ هذه المرة مقالة وضاح شرارة في "المدن"، شباط الماضي: "قيام الساعة على باب مصرف أميركي في بيروت" أو غفل عنها. اختزل شرارة صورة شعيب كما هي بادية في "مدوّنة" رواية عباس جعفر الحسيني "26 ساعة: بنك أوف أميركا" على أنها ثلاثية "جروح نفسه وموت أخته وحصره الجنسي". بدوره يحمل أبي سمرا على "تهاويم أمثال علي شعيب الطبقية وأحقادهم المستلة من كلمات ومحفوظات مدرسيّة فقيرة. وهي تهاويم وأحقاد تختلط بشهواتهم وأحلامهم المقموعة المستحيلة، الخلّبية والملتهبة". الفارق أنّ ما أرّق شرارة في مقالته هو شيوع علي شعيب لا غيابه. يقول: "على خلاف اليساريين التقدميين، وانقطاع ذريتهم تقريباً واقتصار إرثهم على معالم (سياحية) خاوية لا يقف عليها أو بها غير بعض أحفادهم، تملأ "ذراري" مقاتلي الحركة الثورية الاشتراكية، من غير انتساب ولا انتماء، أنحاء واسعة من بلانا، وتنزل أفكارهم ومعاييرهم ومثالاتهم في العقول والقلوب وعلى الألسنة و"تستعمرها" أو تكاد".

ما بعد الحداثة؟

لا يكاد يمرّ يوم واحد لا نرى فيه احتجاجات خشنة لمتظاهرين على امتداد العالم، وقد داومت "القمصان الصفر" لأسابيع متتالية على ذلك في وسط باريس. كوكبية الظاهرة لا تخطر على بال أبي سمرا، مع أنّه يصف المهاجمين بـ"ثوار ما بعد الحداثة". فقط لأنهم كتبوا علي شعيب، يلهو عن "الجيلي جون" وأخواتها.

ترى ما الذي يقصده كتاب صحفنا ومواقعنا حين يغدقون صفة "ما بعد الحداثة" على كل ما غمض أو نفر؟ ما تقسيمهم للزمان؟ هل للزمان من تقسيم عندهم؟ ما فهمهم للحداثة، ووجه علاقتها بالتنوير؟ ما فهمهم للتحديث وعلاقته بالتغريب؟ هل ما بعد الحداثة حداثة ثانية أو عود أبدي أو عماء أو آخر الزمان؟ أو هي الراهن والسلام؟

على ما يظهر من نص محمد أن ما بعد الحداثة عنده شيء هجين، مرذول لهجانته، وأنّها تخبّط يعود بشكل أساسي إلى "تمازج الأعراق": عرق المدينة، وعرق الريف. مشكلته أنّه ينظر إلى الحداثة نفسها كـ"نقاء"، أو لإستعادة المضمر "الشراريّ": كسويّة.

تطبيقياً، ما هي السويّة في الحالة التي أمامنا؟ أن يقعد المتظاهرون في منازلهم؟ أن يذلوا أمام كونتوارات المصارف؟ أن يتوجهوا إلى أقرب مركز لـ"حزب الله" لإخضاعه؟ أن ينتظروا الفرج من متغيرات في السياسة العالمية؟ ربّما كان الإبتعاد عن السوية في مثل هذه الأسئلة. في أي أسئلة تفترض "الحقيقة" قبل "الفعل". لا حقيقة إلا التي ينتجها الفعل نفسه، أو التي تعيد إنتاج نفسها على محك هذا الفعل. أن تتنامى الاحتجاجات "الخشنة" على الصعيد العالمي، وأن تكون مثالات "العمل المباشر" حاضرة، على اختلافها على مدار العالم، من دون أن يكون هذا الاستحضار هو إحياء للوقائع نفسها المنعزلة عن الجموع، بل هذه المرة من خلال حركة الجموع نفسها. فهذا يجعلنا أمام جيلين عالميين مختلفين إلى أبعد حد. ومع أنّ أبي سمرا يتكلم عن "ثوار ما بعد الحداثة" فإنّ هكذا مقابلة لا تعنيه، لأنها ستفسد عليه لعبة الغميضة "القرية المعدية – المدينة المصابة بالعدوى".

"تصحيح" علي شعيب

لو شئنا الاستئناس بشيء من "السوية" لقلنا مع مؤرخ الأفكار الفرنسي فرنسوا كوسيه أن العنف الانتفاضي لا يكفي لوحده لتشكيل الذات الجماعية الكفاحية، وتبجيل العنف كعنف يضرّ عملية هذا التشكيل أكثر مما يفيدها، لكن تشكيل أي ذات جماعية كفاحية فعلية لا يمكن أن يحدث من دون عنف ما، طالما أنّها ذات تناضل من أجل إعادة توزيع كل من الثروة والعنف في مجتمعها، انطلاقاً من مثالات عن المساواة أو العدالة. ليست ظاهرة شعيب ورفاقه في السبعينيات هي نفسها في الذاكرة وفي التاريخ، وليست هي نفسها في جيلها وفي الاستحضار لها ضمن الانتفاضة حالياً، بنتيجة التصادم الفعلي حالياً بين المصارف والمودعين، وبين المصارف وذوي الأجر ككل. وإذا كان ثمة شباب في الانتفاضة يشعرون بـ"سحر" علي شعيب ورفاقه، فالأحرى الإنصات إلى هذا لفهمه، وليس الإغلاظ عليه. ما لم ينتبه إليه محمد أن شباب الحمرا يستعيدون وهج علي شعيب، وراهنية المواجهة مع المصارف أولاً، لكنهم أيضاً "يصحّحون" شعيب، ذلك أنّهم لا يقومون مثله بعمل "بلانكي" معزول عن الجماهير، بل عمل احتجاجي في الإطار الجماهيري، وهو ما تجلّى في واحدة من أجمل مشهديات الانتفاضة: الاحتجاج أمام "ثكنة" وليس "مصرف". هذه نقطة نوعية استعجل أبي سمرا كتابة مقالته قبل انتظارها. الشيء نفسه، بالنسبة للشباب و"حزب الله". قد يكون قسم أساسي منهم "معلّقاً" لمسألة "حزب الله، أو مرجئاً، أو مسوّغاً، لكنهم بالمحصلة ينتجون طاقة، من التعسف ردّها إلى طاقة "حزب الله" نفسه.

العنف والحقد

ومن مشكلات مقالة أبي سمرا وسواها في اليومين الأخيرين، استسهال الدمج بين العنفية والحقد. والحال أنّه لو حظي المرء بمتعة قراءة "تفكرات حول العنف" (1908) لجورج سوريل (ت1922) لظهر له أنّ الإشكال التأسيسي لمقولة العنف الثوري انعقد بشكل مختلف كلياً. حارب سوريل مذهب جان جوريس في الاشتراكية البرلمانية و"التطور" الجوريسي الذي هو ثورة متدرجة قوامها سلسلة إصلاحات. قال سوريل بـ"النقابية الثورية" الساعية وراء تحقيق ما سمّاه "الإضراب العام" في سياق حرب اجتماعية هي كأي حرب بالنتيجة، ترسم فيها خطط لإغارات وكرّ وفرّ ومحاصرة. الإضراب عند سوريل فعل حربي. في الوقت نفسه كان سوريل عدوّاً لمقولة "الحقد"، ويأخذ على الثورة الفرنسية الكبرى أنّها غرقت في الأحقاد، وعلى الديموقراطية بشكل عام أنّها فكرة حقودة. كان يجد في الحقد شيئاً غير نبيل، وغير حربي. هذا بخلاف جوريس نفسه، الذي كان على سلاميته وبغضه للعنف غالباً ما يثني على ما كان ينعته بـ"الحقد الخلاق". وأنا أقرأ مقالة أبي سمرا لحّ عليّ هذا السؤال: هل يفضّل صديقنا الحقد الخلاق أم العنف اللاحقد؟ العنف بلا حقد هو عنف أكثر تركيزاً. هو عنف بذهنية حربية.

لربما كانت السجالية القديمة بين جوريس وسوريل من "المحفوظات المدرسية القديمة" بموجب قاموس أبي سمرا الطريف. ولربما اعتبر "نظرية العنف" (مكتبة فرين الفلسفية، 2007) للفيلسوف الماركسي الفرنسي جورج لابيكا أيضاً من جملة هذه المحفوظات، علماً أن الراحل لابيكا يشدّد فيه على أنه كثيراً ما ينعت الحقد بأنه أعمى للتعمية على أصناف من الاضطهاد شتى، ولم يتردّد في الدعوة إلى "واجب الحقد الكفيل بتحويل أنواع الغضب الذي يستثيرها نظام (السيطرة) ضدّه من كل حدب إلى أنواع غضب منتجة". أيضاً كتاب الفيلسوفة النسوية السا دورلين "المدافعة. فلسفة للعنف" (2018). هذا يصعب تسجيله "قديماً". تنقض فيه دورلين التبرير اللاعنفي القائل بأنّ العنف عدوى ينقلها المسيطِرون إلى المسيطَر عليهم، والأقوياء للضعفاء، وترى في هذا التبرير جزء من العمل على نزع سلاح المضطهدين، وترى في اللاعنفية مركب ذكورية. تنطلق دورلين من فلسفات العقد الاجتماعي عند هوبز ولوك، مشدّدة على أنّ الدفاع الذاتي لا يلتغي عندهما حتى مع الانتقال من حال الطبيعة إلى حال المجتمع المنظم أو المدولت. وهي تعرّف المدافعة على أنّها أن يحتفظ المرء بقدرته على إلحاق الضرر بالآخرين، وأنّ هذه إشكالية صميمة في العصور الحديثة، ذلك أنه كان يمكن لكل الناس أن تكون مسلّحة في العصور الوسيطة. حملت الحداثة معها مشروع صناعة أجسام معزولة من السلاح. وحمل هذا المشروع بدوره معه مشروع مصادرة هذه الأجسام نفسها، لأنّ الجسم هو بحد ذاته سلاح للدفاع الذاتي. ليس يمكن لأي منظومة دولة أن تسحب كل هذه الطاقات العنفية الدفاعية من أجسادنا وصدورنا. وفي كل نطاق مجتمعي، هناك دائماً مسعى لتجريد قسم من الناس من أسلحتهم، بل ومن كل قدرة على الدفاع عن أنفسهم، في مقابل صيانة هذه القدرة عند قسم آخر، والإغداق عليها بعد أكثر، سواء من معين الدولة نفسها، أو بمعية الشركات الأمنية الخاصة و"الأمن الذاتي".

واقعة كونية مزدوجة

ولو التفتنا إلى كل هذا التراكم الفكري حول العنف، من سوريل إلى دورلين، لربما امتلكنا مداخل أفضل لتفكير التفاوت في العنف في كل مجتمع، وبشكل أساسي في الوضع اللبناني، حيث مركز تمركز العنف خارج نطاق الدولة، محوره منظومة "حزب الله" المسلّحة، لكن مركز تمركز الثروة محوره الأوليغارشية المصرفية، في حين تستجيب منظومة العنف الشرعي التي هي الدولة، لهذين التمركزين المختلفين، المتواطئين حيناً، والمتشنجين حيناً آخر، مع فارق أساسي يغيّبه أبي سمرا تماماً، وهو أخطر ما حصل في تاريخ الدولة اللبنانية منذ عقود، وهو إيثار وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال حماية المصارف برجال الدرك أنفسهم الذي تقيّد هذه المصارف السحوبات على معاشاتهم وعلى ودائعهم وتتسبب سياسة وسلوكيات المصرف المركزي والمصارف والصيارفة في تبديد القوة الشرائية لمعاشاتهم بما أخذ يتخطى الثلث، مع ارتفاع التشكيك بالقدرة على دفع هذه الأجور نفسها في الأشهر المقبلة. هذا الإنحياز بهذا الشكل، من قبل وزيرة داخلية مصرفية في الوقت نفسه، لحماية المصارف من المودعين في وقت تحبس فيه هذه المصارف أموال المودعين، وتضرب عرض الحائط بمبدأ الملكية الخاصة المكرس في مقدمة الدستور اللبناني، هو فعل عنف. إنكار ذلك هو تغليف عنيف لفعل عنيف.

وفي آخر الأمر، لنا في ليلة المصارف حالة. فهي تكثف واقعة كونية مزدوجة، وهي أن كل شيء يمكن أن يقاس إما بالسعر وإما بالسعرة. إما بقانون القيمة وإما بقانون الطاقة. الكهرباء التي هي في كل واحد منا هي طاقة، هي عنف. إخراج ما في الصدور وما في الأجساد هو إخراج لهذا العنف. هذه الكهرباء لا تأتي من حقد ولا من تهويم. إنها قانون الطاقة المحفوظة، والمحتبسة، والمنبعثة، والمتشابكة. وعندما يعتدي قانون القيمة، في واحدة من الإعتداءات الضمنية على منطق قانون القيمة نفسه، على العدد الأكبر من الناس، فالعجب أن لا يتحرك في الناس قانون الطاقة!

 

هل هذا مصير حاكم مصرف لبنان؟

 مروى غاوي/ليبانون فايلز/17 كانون الثاني/2020

ما جرى في شارع الحمرا من تكسير وجولات عنف امام مصرف لبنان والمصارف المجاورة، حمل مؤشرات كثيرة أبعد من الاحتجاجات الشعبية المتنقلة بين الرينغ وجل الديب والمناطق اللبنانية كافة.

المستهدف الأساسي في شارع الحمرا كان مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامه، اذ طالب المحتجون باسقاط سلامه، الا ان أهم مؤشر كان ان التوجه الى مصرف لبنان تزامن مع ما حكي عن تسهيلات لولادة الحكومة وعشية اجتماع حاكم مصرف لبنان مع نقابة الصرافين، وطلب سلامة تثبيت سعر صرف الدولار على ٢٠٠٠ ليرة، فهل هناك قرار باستهداف الحاكميه؟ ينقسم الرأي العام في تقييم أداء سلامة، فمنهم من يعتبره شخصية استثنائية في العالم المصرفي وضامن النقد الوطني وحامي الليرة اللبنانية. ومنهم من يحمّله مسؤولية الانهيار المالي ويتهمه بالتبعية لواشنطن. الا ان نظرية الثوار والمحتجين تتهم الحاكم بالتواطؤ مع المصارف وغضّ النظر عن الاجراءات التي تقوم بها المصارف. سواء كان من اعتدى على المصارف هم شباب الخندق الغميق او من ينفذون أجندات حزبية، فإن هناك شعوراً عارماً بالنقمة على المصارف، وهناك حالة عامة تتهمهم بالسطو على أموال المودعين، وعن نية سيئة او من دون قصد تم وضع اسم رياض سلامة في التداول في الأزمة الاخير. فهل ينجو حاكم مصرف لبنان من القطوع الحالي، حيث هناك من يتربص لإقالته؟ وهذا الأمر دفع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري لإستضافته ووضع مظلة حماية فوق رأسه.

بالنسبة للكثيرين ليس سهلا على أحد ان يقترب من شخص وموقع الحاكم الحالي، فلا يمكن عزله او اقالته كأي مدير او موظف فئة أولى، فحاكم مصرف لبنان نجح في تجاوز مطبات كثيرة منها الحملة لعدم تجديد ولايته الخامسة بحجة تعريض النظام المصرفي للسقوط.

رياض سلامة حاكم لمصرف لبنان منذ العام ١٩٩٣، وهي المدة الأطول في تاريخ الحاكمية في لبنان. وقد حظي اسمه بتأييد اللبنانيبن حيث عاد اليه ازدهار القطاع في السنوات الأخيرة، ومحافظته لأكثر من عقدين على ثبات سعر الليرة. واستطاع جذب الرساميل الخارجية، وهو ما أعطاه لقب افضل حاكم مركزي.

ومع ذلك فالانقسام واضح لدى الطبقة السياسية الحالية، حيث يسعى بعض اطراف "فريق ٨ اذار" لعزله، فيما يدافع "فريق ١٤ اذار" عن بقائه لارتباط اسمه بالحفاظ على العملة الوطنية. وقد برز موقف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الرافض لاستهدافه. فبالنسبة الى "المستقبل" فإن رياض سلامه استطاع ان يحمي النقد الوطني في أزمات كثيرة، وفي الأزمة الاخيرة وضع خطة تمويل لاستيراد المواد الأساسية من قمح وبنزين وأدوية لتجيب لبنان سيناريو فنزويللا.

لكن اقالة الحاكم التي لا نصوص قانونية تسمح بها، هي من دون شك قضية تحتاج الى قرار سياسي كبير. أزمة ١٧ تشرين ألقت بتأثيراتها وانفجرت بوجه حاكم مصرف لبنان.هذه المرة. فهل ينجح سلامه بمهاراته وهندساته المالية بتجاوز المحنة وانقاذ لبنان من أزمة مالية حادة نشأت من جراء وجود سعرين للدولار الاميركي، استتبعها حجز أموال المودعين.

 

هل تكون الفيديرالية نظاماً للبنان بعد موت "الطائف"?

سركيس نعوم/النهار/17 كانون الثاني/2020

النظام الذي سيخلُف نظام "اتفاق الطائف" في لبنان يُرجِّح سياسيّون بارزون متنوّعو الانتماء الطائفي والمذهبي أن يكون الفيديراليّة.

لكنّهم يتحاشون الحديث علانية عنه لأنّ النظام الحالي في حال موت سريري، ويتعذَّر الآن اتخاذ الإجراءات المناسبة لإعلان وفاته لأسباب متنوّعة بعضها داخلي وبعضها إقليمي وبعضها دولي.

علماً أن الترابط بينها قائم.

وهم يعزون ذلك إلى جملة اعتبارات منها أنّ "الشعب" أو بالأحرى المكوِّن المسيحي كان أوّل من آمن بهذا النظام ولا سيّما في أثناء الحروب الأهليّة وغير الأهليّة التي عصفت بالبلاد بين 1975 و1990. ودوافعه كانت مُتنوّعة، أوّلها تعذُّر قيام دولة المواطنة المدنيّة في لبنان لأسباب معروفة. وثانيها الديموغرافيا التي كانت في مصلحته وإنْ بنسبة ضئيلة عام 1932، والتي صارت بعد السنوات الأولى للاستقلال في مصلحة المسلمين إجمالاً الأمر الذي دفعهم مُجتمعين وقبل "نموّ" سوسة المذهبيّة للاعتبارات المعروفة إلى المطالبة بالإحصاء.

لكن رفض المسيحيّين كان قاطعاً لتأكُّدهم أنّ نتائجه ستُغيِّر معادلة الحكم وربّما جوهر النظام وستضعهم أمام احتمالات صعبة منها تقلُّص الدور الرسمي والفعلي ثم انتهائه، ومنها الذوبان في حال انطلقت الدعوات لتوحيد العالم العربي سواء من منطلق قومي أو من منطلق إسلامي، ومنها الهجرة.

وعندما نشبت الحرب عام 1975 ظنَّ المسيحيّون أنّ انتصارهم ممكن لاعتبارات متنوّعة منها "التعاون مع الشيطان". لكنَّ ظنَّهم كان في غير محلِّه لأنّ الشيطان بقي شيطاناً وتسبّب بهزيمتهم في "الجبل" أوّلاً عام 1983، وكان الشقيق السوري تخلّى عنهم بعدما رفضوا الاستزلام له في مقابل حماية دورهم المميَّز.

علماً أنّه كان يعرف أنّ ذلك مستحيل على المدى المُتوسَّط وليس الطويل.

وتأكَّد من ذلك بعد ذهاب الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي. فتصرَّف على نحو يحفظ مصالحه ودوره ونظامه. لكنّه جنَّب المسيحيّين هزيمة مدوّية ومروَّعة وتعاطى مع الدول العربيّة المُهتمّة بلبنان ومع أميركا على نحو سهَّل إدخال تغيير أساسي على النظام اللبناني برعاية هؤلاء كلّهم اتفاقاً لبنانيّاً على دستور جديد مُنبثق من اجتماعات نوّاب لبنان أو من تبقّى منهم في الطائف السعوديّة.

لكن بعد نحو 29 سنة من انتهاء الحروب أي الآن وحتّى قبل الآن رأى المسيحيّون انقلاب موازين الداخل ولكن في مصلحة المسلمين رغم انقسامهم.

فبعد إخراج الفلسطينيّين وسلاحهم من المعادلة اللبنانيّة عام 1982 حلّ مكانهم السلاح الشيعي الذي استُعمل لمقاومة إسرائيل المُحتلّة وإخراجها من لبنان، وقد تحقَّق ذلك.

وكان في السابق مدعوماً سوريّاً واستعملته "حركة أمل" وأحزاب مُوالية لها، ثم وفّرت له إيران الإسلاميّة الدعم الأكبر بعدما رعت تأسيس "حزب الله" وتدريبه ومدِّه بكل ما يحتاج إليه، وبعدما ذلَّلت تحفُّظات سوريا عليه لانتقاصه من دورها اللبناني خلال ثلاث سنوات من التقاتل معها بواسطة الشيعة.

طبعاً دفع ذلك سُنَّة لبنان إلى الاقتراب من المسيحيّين في مرحلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ودافِع الإثنين كان الخوف من الراديكاليّة الشيعيّة التي كانت تتكلَّم في أدبيّاتها عن ضرورة إقامة جمهوريّة إسلاميّة في لبنان، وإن لأسباب مختلفة عند كل منهما.

لكن لاحقاً وبعد انسحاب سوريا من لبنان (2005) تفاهم قسم مُهمّ من المسيحيّين مع شيعة "حزب الله" ولاحقاً شمل التفاهم وإن على نحو غير مباشر "شيعة أمل" من خلال ما سُمّي ولا يزال يُسمّى "الثنائيّة الشيعيّة".

هذه التطوّرات دفعت إلى موقفَيْن غير مُعلنَيْن سُنيّاً ومسيحيّاً.

فالسُنّة غير مُرتاحين إلى تعاظم الدور الشيعي في البلاد والدولة والشارع، وإلى تحقيق إيران الإسلاميّة داعمتهم الأولى انتصارات إقليميّة مُهمّة ساهموا هم فيها.

وربّما يُفضِّلون إذا استمرّت هذه الحال نظاماً فيديراليّاً يحفظهم في مناطقهم.

والمسيحيّون غير المُتحالفين مع "الثنائيّة" كانوا من روّاد الفيديراليّة وربّما يكونون عادوا إليها.

أمّا الذين منهم حلفاء لها فإنّ "منتعتهم" مع الأقوى فيها أي "حزب الله" تُشير وفي وضوح إلى أنّهم يتشاركون عملياً وأخصامهم المسيحيّين الخوف من الذوبان وضمور الدور، وإلى أنّهم يحاولون الإفادة من حليفهم الشيعي ليس فقط لتقاسم السلطة الفعليّة لا الرسميّة معه على حساب الآخرين بل لاستعادة وضع سُلطويّ قويّ في مواجهته. وإذا تعذَّر ذلك فإنّ الفيديراليّة قد تكون خياراً لهم.

ماذا عن الشيعة؟ لم يصدر حتّى الآن عن "الثنائيّة" التي تُمثِّل أكثريّتهم الساحقة ولا سيّما بعدما صارت سمة الصراع في لبنان والمنطقة مذهبيَّة موقف من هذا الموضوع.

لكن يتذكّر "الموقف هذا النهار" أنّ "حزب الله" أعرب في جلسات نقاش عدّة عن تفهُّمه لاقتراح فريق حليفه "التيّار الوطني الحر" برئاسة العماد ميشال عون مشروع قانون الانتخاب الذي اقترحه والذي سُمّي مجازاً "الأرثوذكسي".

طبعاً لم يصل التفهُّم إلى التبنّي لكنّه أوصل اللبنانيّين إلى مشروع قانون انتخاب يُحقِّق، وقد حقَّق، الكثير من أهداف المشروع المذكور.

كما أنه (أي "الموقف") فوجئ قبل مدّة قصيرة بحلقة تلفزيونيّة في إعلامه تناولت الفيديراليّة تفصيلاً وبلسان داعٍ رسميّ لها وعلانية. طبعاً أبدى محاوره وهو صديق اعتقاده أنّ الدولة المدنيّة هي الأفضل من الفيديراليّة ولم يُجامل ضيفه.

لكن ذلك لا يمنع التساؤل ولا سيّما أن تناول "الفيديراليّة" كان من المُحرّمات لأنّ الدعوة إليها ارتبطت بأفرقاء عملوا مع إسرائيل في مرحلة الحروب في البلاد.

كما أنّه لا يمنع الترحيب بالتعاطي العقلاني مع هذا الموضوع رغم عدم تبنّيه وعدم ظهور إشارات إلى أنّه قد يُصبح خياراً. ولا يمنع القول أنّ تفاقم المذهبيّة في المنطقة سيجعل نهائيّة الكيان اللبناني التي كرّسها الطائف والتي رفعها علماء الشيعة ومنهم الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين أكثر نهائيّة.

لكنّها لم تبلغ بعد درجة تبنّي نظام بعينه يحميها جراء الظروف غير الثابتة في الإقليم. هل تصلُح الفيديراليّة نظاماً للبنان أم تُنهيه؟

 

احجزوا الفاسدين هنا او هنا لا فرق !

راجح خوري/جريدة النهار/17 كانون الثاني/2020

باب واحد للخروج من جحيم الأزمة التي دخلها لبنان، بالأحرى حل واحد لمنع الإفلاس الكامل للبلاد واستطراداً الوقوع في الفوضى الشاملة التي تطل بصماتها من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب.

ان نستقيظ غداً على سيناريو واحد:

أولاً: إقفال المطار والمرافئ وكل الحدود وإعلان حال الطوارئ.

ثانياً: إعتقال السياسيين والمقاولين المشتبه في تورّطهم في السرقة والفساد والنهب، وسوقهم الى فندق "الفينيسيا" أو غيره كي لا نقول الى سجن رومية، ووضعهم في الحفظ والإقامة الجبرية ومنع الإتصال بهم.

ثالثاً: تشكيل محكمة من العسكريين والقضاة الشجعان والنظيفين، وبدء التحقيق معهم ليعيدوا فوراً المليارات التي سرقوها على مدى ثلاثين عاماً وأودعوها المصارف والشركات والأملاك في الخارج.

رابعاً: إبلاغ كل الدول أن تتعاون فوراً في عملية إعادة الأموال المنهوبة، والتي اعترف بها الفاسدون المعتقلون.

خامساً: تشكيل حكومة إنتقالية من أربعة من الضباط والقضاة النزيهين لمدة لا تتجاوز أربعة أشهر، تعمل خلالها بالتعاون من خبراء دستوريين على وضع قانون إنتخابي جديد عادل ومنصف يلائم طبيعة النسيج اللبناني، إنطلاقاً من بعض قواعد الدستور الراهن.

سادساً: الدعوة الى انتخابات عامة خلال ستة أشهر، تعيد تأسيس السلطة التشريعية التي يفترض ان تقوم بتشكيل سلطة تنفيذية، تبدأ ببناء الجمهورية الثالثة.

سابعاً: تشكيل هيئات قضائية نظيفة تبدأ بالتحقيق في كل مزاريب الفساد في الوزارات والإدارات والتلزيمات المشبوهة.

هذا من الخيال الجامح والواهم، لأن النسيج الطائفي والمذهبي والولاءآت الحزبية والمناطقية، ستحول دون ذلك أصلاً، إذا لم تعدنا الى المتاريس والحروب التي بالكاد خرجنا منها، خصوصاً ان المرحلة دقيقة وخطرة فليس خافياً ان التطورات الإقليمية توحي بوجود خطط لإعادة تشكيل المنطقة!

وعلى افتراض ان هذه المحاذير والعوائق ليست موجودة، من يقوم بهذا ومن أين لنا مثلاً بمهاتير محمد الذي سجن سلفه في رئاسة وزراء ماليزيا وعدد من الوزراء والنواب وكبار الضباط، وتمكن من إعادة ٦٠ ملياراً من الدولارات التي نهبوها، وكانت ماليزيا قبل ذلك في تعاسة الوضع اللبناني الراهن؟

ومن أين لنا بالأمير محمد بن سلمان الذي استعاد مبالغ طائلة من مسؤولين ونافذين سعوديين كانوا قد نهبوها، وحتى من أين لنا بالرئيس السوري بشار الأسد الذي إعتقل عدداً كبيراً من الذين أثروا خلال الحرب وقبلها وبينهم انسباء له، وتمكن على ما تردد من ان يعيد عجز الموازنة السورية الى صفر، من أين لنا ما جرى في الجزائر وحتى في السودان وفي البرازيل ودول كثيرة؟ هذا الكلام لا يصرف في لبنان، ويا للأسف، إذ يكفي أن نتأمل في التناقض المعيب الذي نشهده منذ إندلاع الثورة في ١٧ تشرين الأول الماضي، بين سلطة تواصل الإنكار أو التعامي عن صراخ الشعب في الشارع، وتغرق في خلافاتها على شكل الحكومة ولونها ومن له الأرجحية في تشكيلها، يتقاتلون على السلطة وينادون بمحاربة الفساد والنهب، لكننا لا نجد فاسداً واحداً في السجن، لأنهم كلهم من الملائكة!

يتقاتلون على السلطة والحكومة وحصصها ومقاعدها، في حين يقاتل الشعب على دولار في المصرف، أو على منقوشة في الفرن، ولا من يسمع او يقشع لانهم يقولون إن هذا الشعب هو الذي إنتخبنا والفساد مسؤولية الذين سبقونا!

 

هذه الطبقة السياسيّة ليست قَدَرًا. أَسقِطوها

عقل العويط/النهار/17 كانون الثاني 2020

لا رجاء في هذه الطبقة السياسيّة. لا هي في مقدورها أنْ تغيّر طبيعتها، وأنْ تغيّر جلدها، ولا هي تريد أنْ تتغيّر. استيقظنا أمس، كما أوّل من أمس، كما في أوّل هذا الأسبوع، كما في آخر الأسبوع الفائت، على مشاريع حكومات مركّبة كأحجار البازل والداما، ومطبوخة بالدسم المخلوط بالسمّ الزعاف، من خلال تجميع ما لا يُجمَع، وطرح ما لا يُطرَح، وتبويس لحى وتدوير زوايا وتذليل عقبات وتبادل حصص وإعادة تدويرها وتوزيعها بين أطراف أهل الحكم، ليتبيّن بعد قليل، أنّ كلّ شيءٍ من هذا القبيل وسواه، هباءٌ منثورٌ بهباءٍ منثور. لماذا؟ "لأنّ الثلم الأعوج من الثور الكبير"، على ما يقول المثل اللبناني، الذي لا يزال معناه ومفعوله صالحَين ليُعمَل بهما، ما لم يتمّ إسقاط هذه الطبقة السياسيّة برمّتها. أكرّر: لا خلاص ما لم يتم إسقاط هذه الطبقة السياسيّة برمّتها. لا حلول قابلة للحياة مع هذه الطبقة السياسيّة. من أعلى هذه الطبقة إلى أدناها. أطرافُها جميعُهُم أَكَلَة جبنة، ولا همّ عند أيٍّ منهم إلّا اقتناص القطعة الكبرى، أو القطعة المناسبة له، بحسب "حجمه" و"مرتبته" و"منزلته" و"علوّ كعب حذائه". وهكذا دواليك. كلّ مَن يراهن – في الداخل وفي الخارج – على رجاء إيجاد حلولٍ موقّتة أو مستديمة للبنان وللبنانيّين، إنّما يضيّع وقته، ويعجّل في اقتراب موعد النهايات الجحيميّة. كلّ مَن يراهن - من اللبنانيّين الأوادم والأحرار والثوّار والإصلاحيّين والمستقلّين والاختصاصيّين والإداريين المحنّكين والنزيهين والزاهدين، وخصوصًا الأجيال الجديدة والشابّة - على مثل هذا الرجاء، كمَن يراهن على جمع الماء بين أصابع يديه.

ملعونٌ كلُّ شيء. باطلٌ كلُّ شيء. باطل الأباطيل. كلّ شيءٍ باطلٌ، وقبضُ ريح، مع هذه الطبقة السياسيّة اللبنانيّة.

فلتنزل اللعنات على هذه الطبقة السياسيّة. ولتكن ملعونةً، هي ومَن يشدّ على مشدّها، الآن وإلى الأبد. لعن الله السلطة وأهلها – هذه السلطة وأهلها بالذات – ولعن... طالبيها والطامحين إليها في ضوء المعطيات والمعادلات القائمة. كلّ قبولٍ بهذا الوضع السياسيّ والوطنيّ القائم، وبمعادلاته، وبموازين القوى فيه؛ كلُّ إطالةٍ لحياته، تحت ذرائع الإنقاذ وفرملة التدهور، ومنع الانهيار المطلق، يُعتبر اشتراكًا في الجريمة اللبنانيّة الموصوفة. هذه الحياة الضائعة عبثًا، حرامٌ أنْ تضيع عبثًا. هذا اللبنان الجدير بأنْ تُجترَح من أجله كلُّ أعجوبةٍ ومعجزة، طبقتُهُ السياسيّة التي تستولي على مقدّراته ومصائر مواطنيه، تهرس المعجزات والأعاجيب هرسًا، وتمعسها معسًا، وتغتالها اغتيالًا تحت ضوء الشمس الفاجر... من أجل الحفاظ على كرسيّ، ومنصب، ووظيفة، وصفقة. ترى، أإلى هذا الحدّ يهزأ أهل السلطة بالتغييريّين والثوّار والمنتفضين والأوادم والأحرار والمستقلّين والاختصاصيّين والإداريّين المحنّكين والنزيهين والزاهدين؟!

أإلى هذا الحدّ يستخفّون بهم؟! من جهة ثانية، ترى، أإلى هذا الحدّ نُعيَّر بأنْ هؤلاء التغييريّين والثوّار والمنتفضين والأوادم والأحرار والمستقلّين والاختصاصيّين والإداريّين المحنّكين والنزيهين والزاهدين... لا يستطيعون أنْ يفعلوا شيئًا، أو أنْ يقلبوا هذه المعادلات الجهنّميّة؟!

لقد بات الصباح في لبنان مؤلمًا، والنهار مؤلمًا، والليل مؤلمًا، والفجر مؤلمًا، والحياة فيه مؤلمةً، إلى الحدّ الذي أسمع فيه صراخ أحدهم يهتف بي: لا علاج لهذه الحياة على الأرض اللبنانيّة، مع هذه الطبقة السياسيّة. لا علاج للحياة على أرض لبنان!

لَهون وبس. مش صحيح ها الحكي. ومش مقبول. ليس صحيحًا، ولا مقبولًا، أنّه لا علاج لحياتنا، لوجودنا، لمصيرنا، لمستقبلنا، على أرض لبنان.

هذا ليس صحيحًا. وليس مقبولًا. هذه الطبقة السياسيّة ليست قَدَرًا. أسقِطوها.

 

كيف يمكن أن يؤثّر مصرع قاسم سليماني في مسار الأحداث بحسب مجال اختصاصك خلال العام الجاري؟

مايكل يونغ/مركز كارنيغي/17 كانون الثاني/2020

حارث حسن | باحث أول غير مقيم في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، تركّز أبحاثه على العراق

قد لايؤدّي مقتل سليماني تلقائياً إلى انحسار كبير في النفوذ الإيراني في العراق، لكنه سيُغيّر حكماً نوعية هذا النفوذ والطرائق التي يُمارَس بها. كان سليماني استثنائياً على مستويَين: أولاً، كان محط ثقة من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وكان حائزاً على تفويض واسع للتصرف على نحوٍ مستقل من دون الخضوع لقيود الآلية البيروقراطية. وثانياً، كانت تجمعه روابط شخصية قوية بالقادة العراقيين السياسيين وشبه العسكريين، تمكّن من بنائها من خلال تدخله المباشر على امتداد عقود عدّة في الأزمات السياسية والعمليات الميدانية.

حرص سليماني على أن يصنع لنفسه بعناية صورةً مبالغاً فيها أظهرته بأنه رجلٌ لاغنى عنه، وساهمت هذه الصورة في تحديد مدركات الأفرقاء المحليين وتوقعاتهم. إنه لم يكن مجرد موظّف في آلة النفوذ الإيراني، بل كان جزءاً تأسيسياً في هذه الآلة. وسيكون من الصعب ملء الفراغ الذي تركه، ولاسيما أن الرجل الأقرب إليه والأكثر شبهاً به، أبو مهدي المهندس، لقي مصرعه هو أيضاً في الهجوم نفسه. ويمكن أن يُفضي هذا الوضع إلى مزيد من التنافس بين المؤسسات الإيرانية في العراق، خصوصاً بين فيلق القدس ووزارة الاستخبارات (التي كانت توجّه انتقادات إلى النهج الذي يعتمده سليماني)، وإلى احتدام الخصومة بين مختلف الميليشيات المتحالفة مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والتي تسعى إلى الإفادة من أي عملية محتملة قد تجري لإعادة ضبط آلة النفوذ الإيرانية في العراق.

زها حسن | باحثة زائرة في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي

ماكُشِف مؤخراً عن أن إسرائيل قدّمت المعلومات الاستخبارية التي ساعدت الولايات المتحدة على استهداف الشخصية السياسية الثانية الأكثر نفوذاً في إيران، قائد فيلق القدس قاسم سليماني، يزيد من منسوب الضغوط على حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، وكلتاهما تدوران في فلك إيران، من أجل الثأر من خلال شن هجمات على أهداف إسرائيلية. وبالتالي، لن تكون اتصالات التعزية وخيَم العزاء على غرار تلك التي أقيمت في غزة بعد مقتل سليماني،كافية.

وهذا يطرح مشكلة لحركة حماس. فالحركة تتطلّع قدماً إلى إبرام هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل بوساطة مصرية، بما يتيح توسيع منطقة صيد الأسماك التابعة لها، ومزاولة التجارة كما كانت تفعل في السابق، والشروع في بناء خط أنابيب الغاز وغير ذلك من مشاريع البنى التحتية الضرورية. أما إذا لبّت حماس الدعوة الإيرانية للانتقام، فستقع مواجهة عسكرية جديدة غير متكافئة مع إسرائيل، وتصبح الحياة في غزة أشد استعصاء مما هي عليه الآن.

تجد حماس صعوبة في عدم الرد، وليس السبب فقط أن القتيل هو سليماني. بل السبب أيضاً هو الطريقة التي قُتِل بها. فـصاروخ هيلفاير الأميركي الصنع الذي قُتِل به سليماني تستخدمه إسرائيل في الأراضي المحتلة منذ سنوات. وفي العام 2014، خلال القصف الإسرائيلي لغزة في إطار ماسُمّي بعملية "الجرف الصامد"، أطلقت القوات الإسرائيلية صواريخ هيلفاير على مدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤمّن ملاذاً لنحو 3000 فلسطيني، ماأسفر عن مقتل 20 مدنياً ودفعَ بإدارة أوباما، في خطوة نادرة، إلى إدانة الهجوم، وعمدت مؤقتاً إلى تعليق تسليم صواريخ هيلفاير جديدة إلى إسرائيل. هذا الهجوم هو الآن موضوع قضية مرفوعة أمام المحكمة الجنائية الدولية.

لقد سبق لحركة حماس أن انتقدت السلطة الفلسطينية لالتزامها التعاون الأمني مع إسرائيل، كما عابت على حركة الفتح التي تتولى الحكم تخلّيها عن سلاحها، ولذلك لايمكنها أن تبدو في صورة مَن يهادن في ردّه على مقتل سليماني بهدف الحفاظ على إمكانية التوصل إلى هدنة مع إسرائيل.

قبل عامٍ، وعلى إثر قيام إسرائيل بشن قصف مكثّف على أهداف إيرانية في سورية، تعهّد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بأن الجمهورية الإسلامية سوف تستخدم وكلاءها كي تفتح "نار جهنم" على إسرائيل. شئنا أم أبينا، ربما حان الوقت كي تفي حماس بذلك الوعد.

أحمد ناجي | باحث غير مقيم في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، تركّز أبحاثه على اليمن

على الرغم من أن مقتل قاسم سليماني سدّد ضربة قوية لإيران وتدخّلها في الشرق الأوسط، إلا أنه أتاح لطهران وحلفائها أن يهمّشوا إلى حد ما مطالب التيارات الشعبية التي تريد التغيير في إيران والعراق ولبنان واليمن. فقد استخدموا مقتله لتأليب المزاج العام على "العدو الخارجي"، مايؤدّي إلى إضعاف الدعوات للإصلاح في الداخل.

كجزء من المحور الإيراني، دعت حركة الحوثيين في اليمن إلى الثأر لمقتل سليماني، وفقاً للقيادي في الحركة محمد الحوثي الذي صرّح قائلا: "الرد المباشر والسريع ضد المواقع العسكرية [للولايات المتحدة] في المنطقة هو الحل المناسب"، ثم نُظِّمت تظاهرة كبرى في صنعاء لإدانة الحادثة. علاوةً على ذلك، سلّط مقتل سليماني الضوء على مدى عمق العلاقات بين الحوثيين وإيران.

قد يمارس ذلك تأثيراً على المفاوضات الجارية بين السعودية والحوثيين، إذ إن إيران قد تطلب من الحوثيين مواصلة نزاعهم مع المملكة بغية ممارسة ضغوط عسكرية عليها – علماً بأن تحقيقاً أجرته الأمم المتحدة مؤخراً كشف أن الهجوم على منشأة أرامكو النفطية في أيلول/سبتمبر الماضي لم يُشَن من اليمن، على الرغم من تبنّي الحوثيين المسؤولية عنه. لكن، إذا استمرت المحادثات مع السعوديين، فقد يستخدم الحوثيون حادثة سليماني لتحسين شروطهم والسعي إلى التوصل إلى اتفاق أفضل.

خضر خضور | باحث غير مقيم في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، تركّز أبحاثه على سورية

اعتباراً من العام 2012، ومع تحوّل سورية خطاً أمامياً في النزاع الإقليمي والصراعات على النفوذ، عمل قاسم سليماني وزملاؤه مع الحرس الجمهوري في سورية لبناء القوات شبه العسكرية في البلاد. وقد تمكّن نظام الأسد، من خلال هذه المجموعات، من استنباط صيغة ناجحة لمواجهة قوى المعارضة، فاستعادت القوات شبه العسكرية السيطرة على مناطق أساسية من أيدي المقاتلين الثوّار، ومنها شرق حلب في العام 2016، وجنوب سورية في العام 2018، وأجزاء عدة من شرق سورية. إذن، كان سليماني شخصية محورية في أوج النزاع من 2012 إلى 2018. ومع أنه لم يتولَّ مباشرةً قيادة الميليشيات، إلا أنه كان مهندساً أساسياً لصعودها. فقد كان بمثابة المبعوث المباشر للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وكان له مدخل مباشر أيضاً إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

على الرغم من الدور المحوري الذي أدّاه سليماني في هندسة استراتيجية النظام، إلا أنه من غير المرجّح أن تكون لوفاته تداعيات كبيرة على الحسابات الاستراتيجية الفورية. فالميليشيات التي ساهم في بنائها فقدت دورها في المناطق حيث رسّخ النظام سلطته، علماً بأنها لاتزال ناشطة إلى حد كبير في شرق سورية. فضلاً عن ذلك، قلةٌ من هذه الميليشيات كانت موالية مباشرةً لسليماني، أو ربما لم يكنّ أيٌّ منها ولاءً مباشراً له. بل كانت موالية للأسد، والمشروع الإيراني في المنطقة عموماً، ولمختلف القادة المحليين. كان لسليماني دورٌ قوي في مساعدة نظام الأسد على الصمود في مواجهة الحرب الأهلية. لكن في حين أن مسار الأحداث في المستقبل قد يتأثر بشخصية خلفه ومؤهلاته ورؤيته الاستراتيجية، يبدو الآن أن المنظومة التي ساهم القيادي الراحل في إرسائها سوف تصمد لفترة طويلة بعد وفاته.

مهند الحاج علي | مدير الإعلام والاتصالات وباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، مؤلف "القومية والرابطة العابرة للقومية والإسلام السياسي: هوية حزب الله المؤسسية" (Nationalism, Transnationalism, and Political Islam: Hizbullah’s Institutional Identity) (بالغريف مكميلان، 2018)

سيكون لمقتل قاسم سليماني تأثير على مكانة إيران وحزب الله ودورهما الإقليميين، وكذلك على النفوذ الروسي والتركي المتنامي في المنطقة. لقد كانت خبرة سليماني وشبكته وصورته بمثابة رافعة للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وحتى لو افترضنا أن سليماني عمد إلى مأسسة العلاقة مع جزء كبير من الشبكة الإقليمية الإيرانية، سوف يكون لمقتله تأثير بسيكولوجي عميق على البنية بأكملها. وقد قال نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله، في تصريح له من طهران إثر مصرع سليماني، إن مقتله يُرتِّب مزيداً من المسؤوليات على عاتق حزب الله. وعلى الأرجح أن ذلك سيُترجَم باضطلاع الحزب بدور إقليمي أوسع نطاقاً في المرحلة المقبلة. هذا فضلاً عن أن مقتل سليماني يمنح موسكو هامش تحرك أكبر في المنافسة الروسية-الإيرانية في الملف السوري. وغالب الظن أن روسيا سوف تسعى إلى مزيد من التحجيم لما تبقّى من الميليشيات الإيرانية والنفوذ الإيراني في سورية.

 

مرحلة تصفية الحسابات في إيران

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

اعتدْنَا على مدَى أربعةِ عقود على كل أنواع المواجهات الإيرانية – الأميركية، في ظلِّ عهود أميركية مختلفة وظروف إقليمية مختلفة. وشهدنا حشوداً إيرانية تنزل إلى الشوارع احتجاجاً على تزوير الانتخابات أو عنف السلطة. غير أنَّنا يمكن أن نغامر بالقول إنَّ المرحلة الحالية من المواجهة بين إدارة دونالد ترمب وحكام إيران هي مرحلة استثنائية، ستترك انعكاساتِها على علاقات البلدين وعلى العلاقات الإيرانية – الغربية عموماً، ويأمُلُ المرءُ أنْ تتركَ انعكاسات كذلك على الوضع الداخلي في إيران.

المرحلة استثنائية لأنَّها من المرات القليلة التي يجد النظام الإيراني نفسه فيها في قفص الاتهام، ليس أمام العالم فقط، بل أهم من ذلك أمام الشعب الإيراني. وهو ما أيقظ الأصوات التي كانت خجولة في انتقاداتها داخل إيران، لأنَّها أصوات مهمَّشة عادةً في عملية اتخاذ القرار.

وهي من المرات القليلة أيضاً التي تصعِّدُ فيها إدارة أميركية إلى هذا الحد مع النظام الإيراني، وصولاً إلى قرار القضاء على قاسم سليماني، الموصوف حقاً بأنَّه كان «الرجل الثاني» في هذا النظام، بعدما تردَّدت إدارات أميركية سابقة في اتخاذ هذا القرار.

مرحلة جديدة إذن داخل إيران وفي علاقاتها الدولية. الرئيس الإيراني حسن روحاني، كان في طليعة من قالوا إنَّ إسقاط «الحرس الثوري» للطائرة الأوكرانية كان «خطأ لا يُغتفر»، ودعا إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية في طريقة إدارة إيران. كما انتقد أسلوب إخفاء الحقائق عن الإيرانيين.

من الجهة الأخرى، كان الرئيس ترمب ووزير خارجيته مايك بومبيو، يؤكدان أنَّه لا نيةَ لدى واشنطن لإسقاط النظام الإيراني، وأنَّ المطلوب هو أنْ تتحولَ إيران إلى «دولة طبيعية» في علاقاتها مع جيرانها ومع العالم، وهو ما كان على كل حال هدف جيران إيران منذ قيام نظامها الحالي. فيما دعتِ الإدارة الأميركية والدول الأوروبية إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، بعدما أعلنت أنَّها لم تعد ملتزمة بالاتفاق الحالي، في ردِّها على مقتل سليماني.

ليست هذه أفضل أيام «الحرس الثوري». خسر أحد أبرز قادته الذي قاد أهم عملياته الخارجية في العراق ولبنان واليمن وغيرها من الامتدادات الإيرانية. ثم تعرض لأكبر ضربة لمعنوياته الداخلية بالحملة القائمة عليه بعد اعترافه المتأخر بإسقاط الطائرة الأوكرانية. وفوق ذلك هناك الهجوم الذي يتعرض له من قوى سياسية في الداخل. ويبدو كأنَّ روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، وهما صاحبا اليد المغلولة في صناعة القرار الإيراني، وجدا الفرصة مناسبة لشن هذه الحملة على «الحرس» فيما هو محشور في الزاوية، ومتهم بقلة الخبرة في الرد العسكري، وبالكذب بعد تعمُّدِه إنكارَ إسقاط الطائرة حتى عن قيادة بلده، وبعدم الاكتراث بمصير المدنيين من إيرانيين وسواهم، وذلك بعدم إقفال مطار طهران أمام الملاحة الجوية، فيما كانت القواعد العسكرية لـ«الحرس» مرابطة إلى جانب المطار بعد تنفيذها «الغارات الإعلامية» على القاعدتين في العراق.

كان يمكن لـ«الحرس الثوري» أن يوظف مقتل قاسم سليماني لحشد التأييد واستعادة الهيبة والمتاجرة بصورة «الضحية» أمام «الاستكبار الأميركي». غير أنَّ غرور القوة لم يترك مجالاً لكسب الأوراق في هذه المواجهة المديدة بين الولايات المتحدة وإيران. التخبط في السلوك السياسي انعكس بأبهى صوره على التخبط العسكري، فلم يعد رجل «الحرس» الذي يطلق العنان لقذيفته قادراً على التمييز بين صاروخ «كروز» وطائرة «بوينغ».

لم يعد الحديث الآن عن انتقام وفتح حسابات مع دونالد ترمب. الحديث اليوم هو عن ترتيب البيت الداخلي بين رئاسة الجمهورية وقيادة «الحرس» ومحاولة ضبط عملية اتخاذ القرار في دولة تفاخر بحصافة قادتها وحسن تدبيرهم للأمور. نحن نشهد اليوم صراعاً علنياً على الصلاحيات بين حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف من جهة، وقادة «الحرس الثوري» من الجهة الأخرى. الفريق الأول يتهم الثاني بعدم إبلاغه بإسقاط الطائرة الأوكرانية، أما قادة «الحرس» المسؤولون عن الجريمة فلم يجدوا أمامهم سوى الولايات المتحدة ليتهموها بالمسؤولية، على أساس أنَّها لو لم تقتل سليماني لما كان «الحرس» مضطراً للرد على القواعد الأميركية في العراق، ليجلس بعدها منتظراً الرد الأميركي الذي تخيّله آتياً على صورة طائرة مدنية!

هكذا غرق «الحرس الثوري» في أزمة داخلية لطَّخت سمعته. والإيرانيون الذين نزلوا إلى شوارع المدن الإيرانية يشيعون سليماني، عاد القسم الأكبر منهم بعد أيام قليلة لينزع صور سليماني عن الجدران، متحدياً هيبة «الحرس» والقيادة الإيرانية، بما فيها المرشد علي خامنئي بشعار «يسقط الديكتاتور». وكان السؤال على لسان كثيرين من المحتجين والمتظاهرين: إذا كنتم تستطيعون تجنُّبَ قتل عسكريين أميركيين في غاراتكم على العراق انتقاماً لمقتل سليماني فلماذا عجزتم عن تجنب قتل 145 مدنياً إيرانياً كانوا بين ركاب الطائرة الأوكرانية؟

إعادة تلميع صورة «الحرس الثوري» وما يمثله في إيران لن تكون سهلة. ليس فقط بسبب المكانة التي احتلها قاسم سليماني والتي يصعب تعويضها. ودموع خامنئي أمام الجثمان أكبر شاهد. الصراع الداخلي التقليدي بين قوى «الثورة» وقوى «الدولة» لا بد أن يحتدم قبل شهر من الانتخابات النيابية، فيما الرئيس روحاني يدعو السلطات التي تشرف على الانتخابات، وبصراحة استثنائية، إلى عدم رفض طلبات المرشحين الذين لا يتفقون مع أهواء السلطات، وحجة روحاني، كما قال، أن «الشعب يريد التنوع».

من جهة أخرى، هناك الكباش المحتدم مع ترمب، الذي تجد إيران نفسها أمامه عاجزة عن أي ردٍّ يتجاوز السقف الذي يسمح ترمب لها به. لقد أكد الرئيس الأميركي امتلاكه قوة الردع تجاه الغطرسة الإيرانية في أي وقت يشاء. وردّ إيران الباهت يؤكد أنَّ الرسالة الأميركية وصلت وسقف التهديدات الإيرانية بالتالي صار منخفضاً ومحسوباً. يبقى طبعاً الجانب المتعلق بدور «الحرس» في المنطقة. وبقدر ما يمكن القول إنَّ لبنان في مرحلة أزمته المستعصية هو إحدى ضحايا النفوذ الإيراني، لا بدَّ من الانتباه إلى الأصوات المرتفعة في العراق، وخصوصاً من المرجعية الشيعية، والتي تدعو إلى استعادة السيادة العراقية، ووقف التدخلات الخارجية. مرحلة إعادة حسابات وقراءات جديدة في إيران. مع أنَّ من الصعب توقع نتائج باهرة في إقليم لا يحسن القراءة ولا يتعلم من التاريخ.

 

هجرة الشوام (الجديدة) إلى مصر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

كلَّما أزعلتنا بيروت وأزعلت نفسها واكفهرّ وجهها الباسم، رحنا نبحث عن المدينة الأقرب إليها شبهاً لا موقعاً. وفي الحرب توزّعنا على أبعد الأمكنة كما فعل جدودنا من قبل: أميركا وكندا وأفريقيا والخليج وأوروبا. والهجرات البعيدة لا تعيد المهاجرين. معظمهم يستقرّ ويتلبّد ويكتفي من الحنين بالحنين. ثمّة فريق عبقري أدرك ضرر البعد فبحث (أيام البواخر) عن مهجر يعاد منه بين الحين والآخر. وبدل البرازيل والتشيلي، ورحلة الشهرين، حلّوا في مصر: خدماً أو باشاوات وأساتذة وعمّالاً وصناعيين وفنّنين وصحافيين أباطرة أو صحافيين غلابة.

كانت مصر آنذاك اقتصاداً مزدهراً وورشة مفتوحة وتنافساً بين الجنسيّات. وفي هذا المناخ من الازدهار والفيض، كان هناك مكان للجميع: يونان وطلاينة من حوض المتوسط المشترك، ومعهم الشوام، كما عُرف السوريون والفلسطينيون واللبنانيون والعراقي نجيب الريحاني، أسطورة المسرح الضاحك وشاشة الأسود والأبيض. تزوّجت ملكة الكباريهات بديعة مصابني من العراقي نجيب الريحاني، وتزوّج الكردي أنور وجدي من اليهودية ليلى مراد وأصبح صوت الدرزية أسمهان صدّاح مصر. ولم يجد استيفان روستي الإيطالي أيّ ضرورة في اختيار اسم عربي، بينما غيّرت بولا لطفي التي من أب فلسطيني، اسمها الأوّل إلى نادية، لتكتسح الشاشة مثلها مثل السورية سعاد حسني. وبعد التأميم وعدوان السويس والمناخ القومي، تراجع إلى حدّ بعيد الوجود الأجنبي في مصر. لكن القاهرة ظلّت هي جامعة العرب في التعليم وفي حقول كثيرة. وبقيت إلى زمن السينما عربية، ثم التلفزيون. وبقيت القاهرة على كثير من رونقها برغم علامات التعب وزحمة القادمين إليها من الأرياف والسواحل. والآن كلّما أزعلتني بيروت أو أخافتني، أقول في نفسي، المسألة محسومة، ليس هناك سوى الزمالك والدقّي والمعادي والعشاء على النيل. الهجرة إلى مصر ليست غربة. أفكّر في القاهرة كثيراً كلّما اضطربت بيروت في توحّش السياسة والسياسيين. في امتهان الدولة. في جشع السلطة الذي لا نهاية له. في عجرفتها المشينة. وأعترف طائعاً أنني لست في حاجة إلى سبب لكي أحنّ إلى القاهرة أو أشتاق إليها. هي السبب. تعجبين من سقمي، صحّتي هي العجب.

 

إيران: لماذا لم تنفع الوصفة القديمة؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82373/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d9%85-%d8%aa%d9%86%d9%81%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b5%d9%81%d8%a9-%d8%a7/

مهما حاولت طبقة رجال الدين الحاكمة في إيران تزيين الأحداث الجارية في البلاد وطرحها في إطار إيجابي، يبقى الأمر الواضح للعيان أن: جمهوريتهم الإسلامية ليست في «مأزق» فحسب؛ وإنما في «مأزق عميق».

وبطبيعة الحال؛ ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها النظام؛ الذي جرى تشكيله على عجل على أيدي مجموعة من الملالي وأنصارهم اليساريين، عقبة في طريقه نحو المجهول؛ ذلك أنه حتى خلال عامها الأول، واجهت «الجمهورية الإسلامية» حركة مظاهرات ضخمة في طهران وعدد من المدن الكبرى الأخرى، واضطرت لاستخدام القوة لسحق حركات تمرد في صفوف الأكراد والتركمان داخل إيران. وتبعاً لأفضل التقديرات المتاحة، فإنه كي تضمن بقاءها، أعدمت «الجمهورية الإسلامية» أكثر من 15 ألف شخص، ودفعت بأكثر من 8 ملايين إيراني نحو المنفى، ناهيك بحرب الأعوام الثمانية التي أشعلها آية الله الخميني مع العراق في ظل قيادة صدام حسين. ورغم كل هذا، فإن النظام نجح في البقاء بفضل عدد من العوامل. كان أول هذه العوامل امتلاك الجمهورية الإسلامية قدراً ضخماً من النقد من عائدات صادرات النفط. ونتيجة الارتفاع المستمر في أسعار النفط، حصدت الجمهورية الإسلامية على مدار الأعوام الـ30 الأولى من تاريخها ما يفوق ما حصلت عليه إيران منذ أن بدأت التنقيب عن النفط عام 1908 بمقدار يتجاوز 20 ضعفاً. وبفضل هذا المصدر المتاح للنقد، لم يجد حكام إيران الجدد أنفسهم بحاجة إلى المواطنين بصفتهم مصدراً للدخل عبر الضرائب مثلما الحال في البلدان الطبيعية.

في الوقت ذاته، لم يكن الحكام الجدد بحاجة إلى المواطنين كي يفوزوا في الانتخابات، نظراً لأن المرشحين كانوا ينالون الموافقة مسبقاً. ولم تكن الحكومة بحاجة إلى مواطنين كي يعملوا على استمرار الاقتصاد، خصوصاً أن أكثر من 4 ملايين لاجئ من أفغانستان والعراق وأذربيجان التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي، وفّروا مصدراً ضخماً للأيدي العاملة الرخيصة.

وحول ما يتعلق بقتال المواطنين من أجل النظام، لم يكن الأخير بحاجة ملحة للمواطنين مرة أخرى نتيجة نجاحه في الاستعانة بمرتزقة من الدول المجاورة، خصوصاً أفغانستان والعراق وسوريا واليمن ولبنان.

وكانت خطط الحروب بالوكالة هي التي جعلت من الجنرال قاسم سليماني بطلاً في الجمهورية الإسلامية. في الواقع، لم يكن سليماني بحاجة إلى أي خبرة عسكرية، وإنما كل ما احتاج إليه العمل آلة لضخ المال من أجل مقاتليه العاملين بالوكالة.

إلا إن الوضع تبدل اليوم، وتضاءلت العائدات النفطية عن ذي قبل. ويأمل النظام الإيراني في الحصول على نحو 60 مليار دولار سنوياً لتغطية نفقاته الأساسية. أما الاحتياطي الحالي المخصص للحرب، والذي جرى بناؤه على مدار سنوات عدة، فلن يتمكن من تغطية تلك النفقات الأساسية لأكثر من عام من الآن.

وتمثل عنصر آخر مهم في استراتيجية النظام الإيراني في ثقته بأنه مهما فعل في الداخل أو الخارج، فإن الدول الأخرى ستتحاشى دوماً اتخاذ إجراءات قوية ضده، وستفضل الحوار والتوصل إلى تسوية. إلا إنه اليوم بدأ هذا الخيار هو الآخر في التلاشي. وأشك في أنه حتى الأوروبيون الذين لطالما كانوا ضعاف القلوب في تعاملهم مع الملالي، سيرضون اليوم بمجرد ابتسامة ودّية ووعد بسلوك حسن مستقبلاً من طهران. وربما لا يزال الأمل يداعب الرئيس حسن روحاني ومن يطلق عليهم «فتية نيويورك» المحيطين به، في أن يصل مرشح عن الحزب الديمقراطي إلى البيت الأبيض قريباً. لكن حتى لو حدث ذلك، فإنني أشك في أن أي رئيس أميركي في المستقبل سيكرر الأخطاء التي اقترفها باراك أوباما.

حتى قوة براغماتية مثل روسيا لم تَعُد تبدو على استعداد لخوض اللعبة تبعاً للقواعد التي صاغها الملالي. في الواقع، التجاهل الكامل من جانب الملالي للقوانين والأعراف الدولية للسلوك، والذي تجلى على نحو مأساوي في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في طهران، يجعل من الصعب حتى على ألدّ أعداء أميركا في الغرب وغيره الاستمرار في طرح الأعذار والمبررات لنظام فاسد وقاسٍ ويفتقر إلى الكفاءة.

ودارت الخطوة التالية في سيناريو الملالي حول تصوير أنفسهم على أنهم أشخاص وطنيون، ومطالبة الإيرانيين بغفران الهفوات التي يقعون فيها باسم الوطنية الخالصة. الملاحظ أن معاون روحاني المقرب، جواد ظريف والذي يتقلد منصب وزير الخارجية، كثيراً ما يتحدث عن «حضارة إيران الممتدة لـ7 آلاف عام» ويدّعي أنه «كنّا سادة العالم قبل أن يظهر الأميركيون على الخريطة». ومع ذلك، يبدو أن هذه الحيلة لم تفلح هي الأخرى، ذلك أن غالبية الإيرانيين، بمن فيهم كثير ممن يسوّقون المبررات للنظام داخل الغرب، يدركون جيداً أن الآيديولوجيا الجوهرية التي يقوم عليها النظام (الخمينية) تحمل في طياتها كراهية عميقة لكل ما هو إيراني. والملاحظ أن محاولة الملالي الأخيرة لتسويق الجنرال سليماني على أنه بطل إيراني، وأيقونة قومية، أثبتت فشلها مع إقدام متظاهرين إيرانيين على تمزيق صوره. الحقيقة أن سليماني كان مجرد آلة لتوزيع المال؛ لم يفكر يوماً في أن يطلب من الإيرانيين الإذن في إنفاق أموالهم بالخارج. ولم تجرِ مناقشة الخطط التي كان يتولى الإشراف على تنفيذها في أي مكان، ولا حتى داخل المؤسسات التابعة للنظام ذاته، ناهيك بأي منتدى عام. كما أنه لم يكن مسؤولاً أمام أي شخص سوى «المرشد الأعلى» علي خامنئي الذي، تبعاً لما ورد في المقابلة الصحافية الوحيدة التي أجراها سليماني، لم يعبأ يوماً بالخوض في أي تفاصيل.

ويدور ملمح آخر في سيناريو البقاء الذي ينتهجه النظام في إثارة آمال كاذبة من خلال الدفع بشخصيات يفترض أنها «إصلاحية» وقادرة على أن تضع على وجهها ابتسامة بدلاً من الوجه العابس للنظام، وذلك لإرضاء بعض الإيرانيين وكثير من الأجانب السذج.

ومع ذلك، أصبح من الصعب اليوم تكرار هذه الخدعة، خصوصاً أن المزيد والمزيد من الفاعلين داخل لعبة «السعي وراء الإصلاح» أدركوا أنه يجري التلاعب بهم لكسب مزيد من الوقت فحسب. وعندما أخفقت جميع الخيارات الأخرى، أدرك الملالي أن بإمكانهم التشبث بالسلطة من خلال تنفيذ عمليات قتل وإلقاء قبض واسعة النطاق. وفي كل مرة استغلوا فيها هذه الحيلة، نجحوا في كسب بضع سنوات إضافية. إلا إن الأمر قد يكون مختلفاً هذه المرة.

يذكر أن الموجة الحالية من المظاهرات اشتعلت في غضون أيام قليلة من سحق الانتفاضة الوطنية السابقة. وبدت الجولة السابقة من المظاهرات منقسمة بين المطالبة بتغيير في النظام، والمطالبة بإجراء تغييرات شكلية؛ بينها استقالة عدد من كبار المسؤولين. ومع هذا، تركز المظاهرات الأخيرة بوضوح على المطالبة بتغيير النظام، حتى من جانب بعض «الساعين نحو الإصلاح» سابقاً. ويعني كل ذلك أن الوصفة الكلاسيكية للبقاء التي ينتهجها النظام لم تعد فاعلة؛ على خلاف ما كانت عليه سابقاً. وللمرة الأولى، بدأت أعداد متزايدة من الإيرانيين في النظر إلى تغيير النظام على أنه ليس فقط شعاراً مرغوباً، وإنما كذلك استراتيجية عملية لإنقاذ البلاد من المأزق الذي صنعته الخمينية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية وعقيلته شاركا في قداس الرهبانية الانطونية ابو جودة: الشعب يتطلع إليكم كخشبة خلاص صدقة: بانتظار حكومة فاعلة

وطنية - الجمعة 17 كانون الثاني 2020

شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، قبل ظهر اليوم، في القداس الالهي الاحتفالي الذي أقامته الرهبانية الانطونية لمناسبة عيد القديس انطونيوس الكبير في كنيسة دير مار انطونيوس الحدث، وترأسه الرئيس العام للرهبانية الاباتي مارون ابو جودة وعاونه فيه رئيس الدير والمعهد الانطوني الاب جورج صدقة، والاب القيم بيار صفير. حضر القداس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النواب: بيار أبو عاصي، الان عون وحكمت ديب، الوزير السابق ناجي البستاني، النائب السابق ناجي غاريوس وزوجته، قائد الجيش العماد جوزاف عون وزوجته، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، مدير المخابرات العميد طوني منصور، مدير مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، رئيس بلدية الحدث جورج عون وزوجته وعدد من الرهبان الانطونيين.

ابو جودة

وبعد الانجيل المقدس، ألقى الاباتي ابو جودة كلمة استهلها بالترحيب بالرئيس عون والسيدة الاولى وقال: "بكثير من الغبطة نستقبلكم، يا فخامة الرئيس، برفقة السيدة الأولى، مع صحبكم الكريم، في ديرنا، مار أنطونيوس الكبير، الحدت. هذا الدير الرابض على تلة تواجه القصر الجمهوري، وتنير مسيرة العاصمة لا بل تنير الوطن كله بالوطنية والتربية والروحانية. شرفتمونا، يا فخامة الرئيس، بحضوركم المحبب بيننا".

اضاف: "فرحتي كبيرة اليوم أن نتشارك معا في الذبيحة الإلهية لمناسبة عيد مار أنطونيوس في دير مار أنطونيوس الكبير في الحدت - بعبدا، هذا الدير قد تأسس سنة 1764، على اسم القديس أنطونيوس الكبير، أب الرهبان، وقد تميز منذ إنشائه بالانفتاح الديني والوطني والعلمي، كما كان ولا يزال منارة روحية واجتماعية وتربوية وواحة صلاة وتأمل ومكان راحة للنفوس. فمنذ التأسيس، والرهبان الأنطونيون يعملون جاهدين لأن يكون حضورهم مميزا على مساحة الوطن في السلم كما في الحرب. "إن شئت أن تكون كاملا، امض فبع كل مقتناك وأعطه للمساكين، وهلم فاتبعني، فيكون لك كنز في السماء." متى 19/20".

وتابع: "كلام يسوع، سمعه أنطونيوس الشاب، ودون أي تردد، عمل به، فترك كل شيء وتبع المسيح، مؤمنا بأن كنزه في السماء كبير جدا وغير زائل. لذلك نراه يقطع علاقته مع العالم، ويعطي أخته نصيبها من الميراث الوالدي، ويوزع حصته حتى آخر فلس على المحتاجين ليعيش الفقر المطلق والتجرد الكامل متحررا من كل رباط دنيوي، كي يتفرغ لعبادة الله وحده في حياة نسكية وتقشفية. هذا "الترك" جذب الكثيرين ليعيشوا على غرار أنطونيوس، مكرسين حياتهم للرب، متحررين من كل القيود الدنيوية، ملتزمين بعيش القيم الإنجيلية من فقر وطاعة وعفة وتواضع وغفران وتوبة".

وأكد "اننا نجهد النفس اليوم لنحافظ على هذه الروحانية في الحياة الرهبانية على الرغم من أن المعايير والمعطيات والمفاهيم قد تغيرت تغيرا جذريا، غير أن الأساس واحد باق هو هو: "اللحاق بيسوع المسيح".

وقال: "من عاداتنا الرهبانية في هذه المناسبة، أن نعيد النظر في التزامنا بدعوتنا، فنصوب الاتجاه إذا شردنا، ونقوم الاعوجاج، ونطلب الغفران، ونجدد التزامنا بتركنا العالم لنربح المسيح. من هنا ندائي لكل راهب أنطوني، بأن يقوم بفحص ضمير، ويجدد التزامه بالحياة الرهبانية، التي اعتنقها بكامل وعيه وحريته، والقائمة على الصلاة والعمل. كما أدعو كل مسيحي إلى أن يجدد التزامه بمواعيد معموديته، حتى يعيش تعليم يسوع ويزرع الأمان والسلام في محيطه كانعكاس للسلام الذي يستقيه من علاقته بالله تعالى".

اضاف: "صاحب الفخامة، أيتها السيدة الأولى، أيها الحضور الكريم، لقاؤنا السنوي هذا، محطة مقدسة نرفع فيها معا صلاتنا إلى الله العلي ليحفظكم ويحفظ عائلتكم العزيزة وكل عائلات الوطن بشفاعة " كوكب البرية" القديس أنطونيوس الكبير. على الرغم من أن المناسبة فرحة، لكن في قلوبنا غصة كبيرة، إذ نرى كيف ينهار الوطن وكأننا أصبحنا عاجزين عن إيجاد الحلول الناجعة حتى نوقف الهدر والسرقة ونبدأ ببناء وطن "نظيف"، خال من كل سياسي فاسد، وبعيد عن هدر المال العام الذي يخص كل مواطن لبناني".

وتابع: "فخامة الرئيس، الشعب اللبناني، ما زال يتطلع إليكم كخشبة خلاص له، مستذكرا جرأتكم ضد الفساد ومستغربا ما آلت إليه الظروف اليوم. الكل يناديكم يا فخامة الرئيس لإيجاد الحلول ولقطع يد كل سارق وناهب المال العام مهما علا شأنه وارتفع مركزه. الآمال الكبيرة ما زالت معقودة عليكم، وكل لبناني، لأي عائلة دينية انتمى، يعلم أن لا ملجأ له سوى سيد بعبدا، "بي الكل"، حامي الدستور الذي ينتهك يوما بعد يوم من مسؤولين يفترض بهم أن يؤازروكم في حمل مسؤولية الوطن، غير أن مصالحهم الشخصية والضيقة تتحكم بقراراتهم وتشغلهم عن التفكير بالمصلحة العامة التي تقتضي أن يضحوا بذواتهم من أجلها".

واردف ابو جودة: "نعم يا فخامة الرئيس، نحن نعلم أنكم تكافحون وتجاهدون للحفاظ على الوطن وتعملون ليل نهار ضد أعداء يتربصون للاطاحة بهذا الوطن الرسالة. نحن نعلم أنكم تقفون شامخين كي تردوا الطامعين بأرض لبنان وموارده والذين يعملون على تركيع شعب عظيم ليضعوا أيديهم على ثرواته الطبيعية التي هي من حق كل لبناني أن يتنعم بها".

وقال: "اللبنانيون كلهم منتفضون على واقع حياتهم المعيشية، الذين خرجوا إلى الطرقات والساحات كما الذين بقوا في بيوتهم، هم على يقين بأن لبنان سيعود يوما إلى "عزه" ولكن يتمنون العودة القريبة ليتمتعوا به ويكملوا مسيرة حياتهم بكرامة ودون تسول. الشعب اللبناني ينتظر من فخامتكم أن تضمنوا له العيش الكريم والأمان والسلام، الشعب اللبناني يتمنى عليكم مسك زمام الأمور المالية لتحافظوا لهم على جنى عمرهم الذي ادخروه بعرق جباههم، الشعب اللبناني يحلم أن يتوقف يوما ما عن المطالبة بحقوقه الطبيعية من طبابة وتربية وضمان شيخوخة وغيرها... الشعب اللبناني يحلم بأن لا يبقى سلعة بيد السياسيين الذين يبيعونه ويشترونه بحسب منفعتهم الخاصة، فيذلونه ويهددونه بلقمة عيشه".

وتابع: "فخامة الرئيس، اللائحة ما زالت طويلة، وأنا، كما كان مار أنطونيوس ينقل شكاوى الناس وهمومهم إلى المسؤولين، أنقل بدوري شكاوى الناس وهمومهم إليكم. أطلقوا أيدي القضاة الشرفاء، ارفعوا الصوت عاليا بوجه كل السياسيين المنافقين، أيا كانوا، افتحوا أبواب السجون لتستوعبهم، أخرجوا منها المظلومين ليدخل هذا الطقم السياسي الذي دفع بهم إلى السجن، ففخامتكم تعلمون علم اليقين من هم الذين أوصلوا البلاد والعباد إلى الحضيض، تعرفونهم بأسمائهم وأنتم وحدكم تملكون الجرأة لتسميتهم ومحاكمتهم. أنتم أمل اللبنانيين فلا تخذلوهم".

اضاف: "فخامة الرئيس، كم كان بودنا اليوم أن نبارك لكم وللبنان بولادة الحكومة العتيدة التي طال انتظارها. فاللبنانيون كلهم ينتظرون بفارغ الصبر تأليفها لتكون جسر العبور بالوطن من حالة الفوضى والغليان إلى حالة الاستقرار والأمان. كم كنا نرغب بأن تكون فرصة تشكيل الحكومة مناسبة للمسؤولين ليتصالحوا مع ذواتهم ومع بعضهم بعضا ومع شعبهم. غير أنه وللأسف، كشفت هذه المسألة عورة السياسيين والمسؤولين غير المسؤولين الذين ما زالوا يتعاطون مع شؤون الوطن كقطعة "جبن" للتقاسم. نرى كل واحد منهم يتمترس في خندقه ويختبئ وراء محازبيه، ضعاف النفوس، محاولا المحافظة على مكتسباته وحصصه، وكأن الوطن بألف خير ولا يعاني من أزمة مالية واقتصادية، لا بل أقول من أزمة وجودية قد تطيح بهم. لقد بدأنا نخاف من سقوط الهيكل على رؤوس الجميع".

وختم ابو جودة شاكرا حضور الرئيس عون والسيدة الأولى "لنحتفل سويا بعيد شفيع رهبانيتنا وشفيع ديرنا. إنني أشكر كل الحاضرين اليوم معنا للصلاة. كما أشكر حضرة الفاضل الأب جورج صدقة رئيس الدير، وجماعة الرهبان على اهتمامهم بتنسيق هذا اللقاء، وأرفع صلاتي وصلاة رهبانيتنا الأنطونية على نيتكم لتبقوا رافعين راية الحرب، الحرب على الفساد والفاسدين وعلى نية وطننا الغالي لبنان سائلين رب السلام أن يمنحه السلام الذي لا يزول ويحمي كل لبناني مخلص بشفاعة القديس أنطونيوس وبركة الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس. آمين. كل عيد وأنتم بخير".

الاب صدقة

ثم ألقى الاب صدقة كلمة جاء فيها: "ككل سنة يجمعنا عيد القديس انطونيوس في ديره، فأهلا وسهلا بفخامتكم، فأنتم اصبحتم من اهل البيت، لا بل من جمهور الرهبان الذين يحاولون ان يتبعوا مسيرة القديس انطونيوس بالايمان والشجاعة والتجرد. قد يتساءل البعض عن اللقاء هذه السنة حيث تمر البلاد في نفق مظلم، فإننا من اجل ذلك نصر على اللقاء لان ايماننا يدفعنا ان نتحدى الحدث والظلمة ونزرع الرجاء في القلوب، فالمسيح سيد الرجاء حيث لا رجاء. نلتقي لنصلي مع انطونيوس الذي بالصلاة حارب الشرير وانتصر ليعطينا الشجاعة، ونصبر ونجاهد حتى ينتصر لبنان على الشر والظلام والموت".

اضاف: "ومن فضائل مار انطونيوس الموقف الحازم والشجاع عندما سمع صوت الرب بالانجيل: اذا اردت ان تكون كاملا اذهب وبع كل شيء واعطه للفقراء وتعال اتبعني. لبى القديس الدعوة بموقف حازم وصارم دون تراجع، وكثيرون فهموه خطأ واعتبروا ان استقالته من حياة العالم هي هروب من مواجهة الحياة وخوف وجبن، بينما ذهاب هذا القديس الى الصحراء التي ترمز الى الشر والفراغ، هو موقف شجاع وبطولي لانه ذهب الى محاربة الشرير في عقر داره، وهذا الايمان وهذه الشجاعة وهذا الحزم جعلوه ينتصر. زد اللهم الشجاعة والحزم لرئيسنا لينهض بهذا البلد ويعود الى ازدهاره".

وتابع: "فخامة الرئيس، اسمحوا لي ان اضيء على الازمة التي تمر بها المدارس وهي حالة خطيرة لانه متى فقد البلد العلم والثقافة، فقد مقومات الحياة والتقدم. فخامة الرئيس، نحن بانتظار تشكيل الحكومة لان الوقت بدأ ينفذ والجوع على الابواب والمرض لا يرحم والمصارف تتعثر.. لا يكفي ان تشكل الحكومة بل ان تكون فاعلة ومن اصحاب الضمير، واعطاء دور للشباب، لان الثورة اشتعلت كالنار في الهشيم، ونخاف ان تأكل الاخضر واليابس وتصل الينا جميعا. فحكمتكم ورأيكم السديد هو الخلاص".

وتوجه الاب صدقة "بالتحية الى القوى الامنية وخصوصا الى الجيش اللبناني وعلى رأسه القائد العماد جوزاف عون، على كل الجهود التي تبذلها بتوجيه من فخامتكم، من اجل الحفاظ على الامن وتجنيب البلاد الفوضى والحرب الاهلية والطائفية التي تلوح في بعض المناطق. فلكم كل الشكر والدعم ليبقى سلاحكم الشرعي وحده على ارض لبنان الحر المستقل. لكن اسمحوا لي ان الفت النظر ولو بخجل، الى تصرفات بعض الافراد الذين يسيئون الى المؤسسة والقيادة قبل الاساءة لبعض الناس او الطلاب. واسمحوا لي، فخامة الرئيس، ان اكرر التركيز على اهمية المصالحة المسيحية التي هي اساس المصالحة الوطنية، اخذ الله بيدكم. واسمحوا لي ايضا، ان اشكر امامكم معالي الوزير باسيل، والنواب الكرام، وقدس الاب العام، وبنوع خاص رئيس بلدية الحدت السيد جورج عون على جهوده واعماله ومواقفه المشرفة، وكل الفعاليات الحاضرة والمحبين".

ثم قدم الاباتي ابو جودة والاب صدقة الى الرئيس عون ايقونة السيدة العذراء من صنع المعهد الانطوني في الدكوانة كهدية تذكارية.

بعد القداس، تقبل الرئيس عون واللبنانية الاولى والاباتي ابو جودة التهاني بالعيد، قبل ان يشاركوا والحضور في مأدبة الغداء التي أقامتها الرهبانية في رحاب الدير للمناسبة، والتي انضم اليها محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي.

 

الحريري عرض الاوضاع مع سفراء اليابان وايطاليا وبريطانيا

وطنية - الجمعة 17 كانون الثاني 2020

استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عند الساعة الثالثة والنصف عصرا في "بيت الوسط"، السفير الياباني في لبنان takeshi okubo، وعرض معه آخر المستجدات والعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم استقبل سفير إيطاليا ماسيمو ماروتي، في زيارة وداعية تخللتها جولة أفق حول مجمل الأوضاع المحلية والإقليمية. واجتمع الرئيس الحريري مع سفير بريطانيا كريس رامبلنغ وتباحث معه في آخر التطورات السياسية.

 

الاحرار دعا الى تفويت الفرصة على المندسين وعزلهم عن فعاليات الحراك

وطنية - الجمعة 17 كانون الثاني 2020

رأى المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان اثر اجتماعه الأسبوعي، في البيت المركزي للحزب في السوديكو، برئاسة رئيس الحزب دوري شمعون، ان "مفبركي الحكومة العتيدة الموعودة وصناعها، ما زالوا منغمسين بالتحاصص في ما بينهم، ومستمرين في تحدي الشعب الصارخ في ميادين الوطن وساحاته،المطالب بتشكيل حكومة إنقاذية، بعيدة عن تبعية اهل السلطة، من اختصاصيين مستقلين نظيفي الكف"، معتبرا أن "التأخير في تأليف هذه الحكومة، يضع مصير الكيان اللبناني في خطر محدق وفي مهب الصراعات والاخطار الاقليمية والدولية المشتعلة، ويزج باللبنانيين في لهيب مأساتهم المالية والاقتصادية المتفجرة". وشدد على أن "الروح الوطنية الجامعة التي تجلت في انتفاضة اللبنانيين على مدى الشهور الثلاثة المنصرمة، والوعي والسلمية التي رافقت تحركاتها في كافة الميادين، تتناقض مع ممارسات بعض المندسين من احزاب السلطة في صفوف الثورة، والتي مورست في غزوة المصارف الاخيرة والتعدي عليها وتحطيم واجهاتها، وما رافقها من اعمال شغب في الشوارع والأحياء السكنية، فهي بعيدة كل البعد عن اخلاقيات الانتفاضة، وتظهر جليا نوايا السلطة بحرف الثورة عن اهدافها وزجها في أتون الانقسامات والمواجهة مع الاجهزة الامنية".

وأكد "الثقة بأبطال الانتفاضة ووعيهم بتفويت الفرصة على المندسين وعزلهم عن فعاليات الثورة المحقة، وبعناصر الاجهزة الامنية في المحافظة على امن الثوار وعدم التورط بقمع المتظاهرين السلميين ولا سيما الطلاب منهم المطالبين بمستقبل واعد يرونه ينهار من امامهم".

 

الراعي: معرقلو ولادة الحكومة هم اعداء لبنان

وطنية - الجمعة 17 كانون الثاني 2020

واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صلاة المسبحة الوردية على نية لبنان من كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وقال في تأمله لصلاة مساء اليوم: "كانت الوعود البشرية تشير الى ولادة الحكومة خلال هذا الاسبوع ولكنها لم تبصر النور لانه - وكما يعلم الجميع - عاد المعرقلون الى منطق الحصص، اي عدنا الى ما كنا عليه في السابق. ان ممارستهم هذه تجبر شبابنا وصبايا على البقاء في الطرقات والساحات بالرغم من تضحياتهم ومعاناتهم". أضاف: "اريد الليلة ان اعلن ان كل من يعرقل ولادة الحكومة المنتظرة يمعن في إغراق لبنان أكثر فأكثر في ازمته المالية والاقتصادية بشكل يحول دون خروجه منها. بأسلوبهم هذا انما يعادون الشعب اللبناني الذي يهاجر، ويعادون لبنان ومؤسساته. انني اسميهم "اعداء لبنان". يقول الرب يسوع: "صلوا من اجل اعدائكم"، ونحن سنصلي من اجلهم الليلة. ان الذين يعرقلون ولادة الحكومة انما يعرقلون قيام لبنان ونهوض الشعب اللبناني من معاناته وقد فقد الامل في كل شيء. وهم من يجعل من شبابنا المطالب بحكومة نزيهة تنهض بلبنان، عرضة للاذلال والقهر على الطرقات وفي الساحات. انهم يطالبون بكرامتهم المسلوبة وبخير لبنان. لا تكون المرجلة في ان من يعرقل هو نفسه من يذهب الى دس من يقوم بأعمال شغب من خلال تكسير عدد من المؤسسات العامة والمصارف والتعدي على الاملاك العامة والخاصة. هؤلاء لا يريدون دولة لبنان ولا خير شعبه. نصلي من اجل كل هؤلاء، "اعداء لبنان"، كي يخافوا الله ويعودوا اليه، ولكي يتحملوا مسؤولياتهم ويقوموا بواجباتهم في خدمة لبنان وشعبه". وختم: "ما من بلد في العالم يتعمد المسؤولون فيه خرابه كما يحصل في لبنان. نصلي من اجلهم ومن اجل توبتهم وعودتهم الى ضميرهم. ونصلي من اجل الشباب والصبايا الذين يضحون ويعانون على الطرقات وفي الساحات كي يحافظوا على سلمية وحضارة الانتفاضة وان يوحدوا مطالبهم لخير لبنان. والله وحده يعلم كيف يستجيب لمطالب ابنائه وبناته وسيدة لبنان التي تبسط يديها فوق لبنان هي الكفيلة بحمايته وحماية شعبه".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  17-18 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

شبيحة امل وحزب الله الإرهابيين وبسبب عماهم الوطني  يتوهمون بأن طريق القدس تمر من شارعي الحمرا والمصارف/الياس بجاني/17 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82379/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d8%a8%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7/

 

 

Blinded Amal and Hezbollah terrorists and Thugs Are missing the Jerusalem road and acting as if it passes through the Hamra and Al-Masraf Streets
 Elias Bejjani/January 17/2020
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/82385/elias-bejjani-blinded-amal-and-hezbollah-terrorists-and-thugs-are-missing-the-jerusalem-road-and-acting-as-if-it-passes-through-the-hamra-and-al-masraf-streets-%d8%b4%d8%a8%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%a7/

 

زعران أمل وحزب الله هم عسكر من المرتزقة والشبيحة التابعين لملالي إيران

الياس بجاني/17 كانون الثاني/2020

غزوة زعران امل وحزب الله الهمجية والبربرية يوم أمس للمصارف في بيروت هي لإرهاب اصحابها واخراج البنوك اللبنانية من النظام العالمي المصرفي وذلك لتحدي العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله. في الحصيلة لبنان هو بلد محتل وحكامه ادوات ليس إلا وفاقدة لقرارها

 

 

لا حلول في لبنان بغير بحل حل حزب الله واستئصال سرطان احتلاله الإيراني

الياس بجاني/16 كانون الثاني/2020

إلى الثوار وكل السياديين والشرفاء في وطن الأرز: سموا المحتل باسمه الذي هو حزب الله الإرهابي والمجرم وكفاكم ذمية وطأطأة رؤوس وتعامي

 

بريطانيا تعتبر «حزب الله» منظمة إرهابية وتقر تجميد أمواله/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

UK Expands Hezbollah Asset Freeze, Targets Entire Group/Asharq Al-Awsat/January 17/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82371/%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d8%aa%d8%a8%d8%b1-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%85%d9%86%d8%b8%d9%85%d8%a9-%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%a9/

 

 

إيران: لماذا لم تنفع الوصفة القديمة؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

Iran: Why the Old Recipe Does Not Work/Amir Taheri/Asharq Al-Awsat/January 17/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82373/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d9%85-%d8%aa%d9%86%d9%81%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b5%d9%81%d8%a9-%d8%a7/

 

حكومة خامنئي اللبنانية والحفر في الهوّة

فارس خشان/الحرة/17 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82376/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%ae%d8%a7%d9%85%d9%86%d8%a6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad/