المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january18.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

منْ هُوَ مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلامَ الله. وأَنْتُم لا تَسْمَعُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة: البيان الختامي للقاء بكركي

الياس بجاني/قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

الياس بجاني/التوقعات من لقاء بكركي الوجداني: صفر مكعب لأن فاقد الشيء لا يعطيه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة اللبنانية: نشأت الجبهة اللبنانية

إمّا يكون هذا اللبنان أو لا معنى لوجوده./رفيق غانم/فيسبوك

حقيقة دوافع رفض "الثلث المعطّل"/الياس الزغبي/فايسبوك

اللواء ابراهيم: لم أعد معنياً بملّف التشكيل

متسلل من إسرائيل في قبضة الجيش اللبناني.. وهذه هويته

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 17/1/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 17 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان: انطلاق القمة الاقتصادية وسط غياب معظم القادة العرب ولجنة المتابعة أقرّت جدول الأعمال

علوش لـ«جنوبية»: نعم أسلوب أمل في التهديد… بلطجي/نورا الحمصي/جنوبية

خلوات الطوائف وخوافها.. أو أفول "العهد"/منير الربيع/المدن

لقاء بكركي.. كأن باسيل خسر معركة الرئاسة باكراً/باسكال بطرس/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

 مقتل جنود أميركيين يختبر قرار الانسحاب من سوريا

«داعش» تبنى الهجوم الانتحاري في منبج... والتحالف يشن غارات مكثفة على التنظيم شرق الفرات

ألمانيا تحتج رسمياً لدى إيران وتبلغها القلق من أنشطتها الجاسوسية وطهران نفت تعليق تأشيرات سائحي بولندا

براين هوك: محاولات طهران مستمرة لزعزعة استقرار البحرين

العراق ينفي دخول قوات أميركية كانت متمركزة في سورية

محامي ترامب يقر بالتواطؤ مع روسيا واعتقال مخطط مهاجمة البيت الأبيض بقذيفة دبابات

الأوروبي” يوسّع عقوباته ضد سورية ويضيف 11 شخصاً و5 مؤسسات

اعتقال خلية إرهابية في منبج تعمل لصالح تركيا... وواشنطن تعهدت عدم السماح باستعادة "داعش" قوته

صفقة القرن: دولة فلسطين في معظم الضفة الغربية وجزء من القدس/البيت الأبيض اعتبر التسريبات غير دقيقة والفلسطينيون رفضوها

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انتهت "المارونية السياسية" ... وانتهى لبنان/توفيق شومان/موقع مون ليبون

عن "خصوصية" لبنان التي يتفهمها العالم/محمد قواص/العرب

لقاء بكركي أمام الحقيقة: أُكلت يوم أُكل الثّور الأبيض/علي الأمين/جنوبية

«البليارد» اللبناني/بات خطيراً الوضع وكل ما يجري مخيف، لا سيما مع هذا الغياب الرسمي عن تحمل الحد الأدنى من المسؤولية/حنا صالح/الشرق الأوسط

عندما تحضر الميليشيات وتغيب الدولة/رضوان السيد/الشرق الأوسط

المجلس السياسي العوني «الثاني»: إنتظرونا/كلير شكر/جريدة الجمهورية

بكركي تنجح في امتحان «الأبوّة» وتنتزع تواقيع الموارنة/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

علامَ تفاهَمت روسيا وإســرائيل بعد إسقاط «إيل 20»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

لبكركي أن تحافظ على مجد لبنان/غسان حجار/النهار

فرنجية لباسيل: تُريد الثلث الضامن لتذبحنا/ليا القزي/الاخبار

في هوامش الاستراتيجيا/علي نون/المستقبل

الانعزالية الأميركية بين ضجيج فوقية ترامب وخبث أوباما الخفي/راغدة درغام

مأساة السوريين أبعدُ من القتل والتهجير/فايز سارة/الشرق الأوسط

إيران تستغل العقوبات الأميركية لتهجير المهاجرين الأفغان/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

في فرنسا... أنا غاضب إذن أنا موجود/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية إستقبل أمين عام جامعة الدول العربية أبو الغيط: عبرت عن إعجابي بتنظيم القمة وإذا جرى التوافق على دعوة سوريا ننفذ فورا

عون التقى وفد اتحاد الغرف العربية: عالمنا يعاني من صعوبات أبعدت المسافات بين دولنا وعلى القطاع الخاص العربي ان يعيد لم شملها

الحريري استقبل وفدا فلسطينيا ووزير خارجية البوسنة الأحمد: أبو مازن لن يشارك في القمة لوجوده في نيويورك

الحريري عرض مع جنبلاط ونجله تيمور مستجدات تأليف الحكومة

بري استقبل حمود وابراهيم وشماس الاحمد: الوضع متفجر في الداخل ويزداد سخونة بما يهدد عملية السلام كلها

اجتماع للمجلس المذهبي الدرزي حسن: لوحدة الصف جنبلاط: اللقاء ليس للرد على أحد

الوفاء للمقاومة: لبنان مهما أحرز من مكتسبات لن يكون رابحا ما لم يظفر بحكومة تمثل كل ما فيه من مكونات

عون واللبنانية الاولى شاركا الانطونية الاحتفال بعيد مار انطونيوس: لن نترك السفينة وسننقذ من هم على متنها ولن نجعل احدا يسيطر على لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ هُوَ مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلامَ الله. وأَنْتُم لا تَسْمَعُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ الله

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من46حتى50/”قالَ الرَبُّ يَسوع لِليَهود: «مَنْ مِنْكُم يُوَبِّخُنِي على خَطِيئَة؟ إِنْ كُنْتُ أَقُولُ الحَقَّ فَلِمَاذَا لا تُصَدِّقُونَنِي؟ مَنْ هُوَ مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلامَ الله. وأَنْتُم لا تَسْمَعُون، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ الله». أَجَابَ اليَهُودُ وقَالُوا لَهُ: «أَمَا حَسَنًا نَقُولُ إِنَّكَ سَامِرِيّ، وبِكَ شَيْطَان؟». أَجَابَ يَسُوع: «لَيْسَ بِي شَيْطَان، ولكِنِّي أكَرِّمُ أَبِي، وأَنْتُم تَحْتَقِرُونِي!وأَنَا لا أَطْلُبُ مَجْدِي، فَهُنَاكَ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِين.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

البيان الختامي للقاء بكركي/الياس بجاني/18 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D9%83%D8%B1%D9%83%D9%8A/

 

قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/16 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71143/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84/

كما كان معلوماً ومتوقعاً فقد جاء بيان لقاء بكركي الماروني التشاوري الختامي منمقاً ورمادياً وانشائياً ودون جدوى عملية حيث استفاض واضعوه في شرح أعراض المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه وبدستوره وبمؤسساته وبهويته وبتاريخه وبرسالته وبالقرارات الدولية الخاصة به وبأمنه وبدوره وبلقمة عيش بنيه... لكنهم للأسف قد تعاموا عن سابق تصور وتصميم ذميين عن تسمية المرض الذي هو "الاحتلال الملالوي" ودون الإشارة إليه بشجاعة وعلنية دون خوف أو تردد، والأهم دون ذمية وتقية، وكذلك دون خلفيات نرسيسية لحسابات سلطوية ونفعية وأرباح شخصية وغير وطنية.

لم يأتي البيان لا من قريب ولا من بعيد، ولا مباشرة ولا حتى مواربة أو تلميحاً، على ذكر كارثة احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي للبنان، والذي هو واقعاً معاشاً على الأرض "المرض السرطاني" المسبب الأساسي وربما الوحيد حالياً لكل الأعراض التي ذكرها البيان وتفنن في جردها بمفردات رمادية ومموهة...

أليس هذا التعامي المتعمد هو ما تعنيه الآية الإنجيلية: "مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا المَطْلُوبُ وَاحِد" (لوقا10/38حتى42)؟!!.

عملياً ما معنى قول البيان بأن على لبنان أن يلتزم بالشرعتين الدولية والعربية دون أن يوضح ما يعنيه تحديداً، ودون التطرق بجرأة ودون لف ودوران "لاتفاقية الهدنة الدولية بين لبنان وإسرائيل"، وللقرارين الدوليين رقم 1559 و1701، اللذين يطالبان ببنود واضحة ومحددة بتجريد سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها (وحزب الله ميليشيا) وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية؟

وعملياً ما فائدة وجدوى المطالبة بضرورة سرعة تشكيل الحكومة وبالبكاء على الوحدة الوطنية، والعويل على الوضع الاقتصادي الدركي، ما لم يُسمى جهاراً من يقف وراء كل هذه العراقيل والذي هو الاحتلال الإيراني الإرهابي؟

وما جدوى ونفع تشكيل لجنة متابعة من نواب قرار بعضهم ليس ملكهم وهم ينفذون ولا يقررون، ووطنياً لا يجمع بينهم أي رابط فكري أو سيادي أو استقلالي أو دستوري أو أية رؤيا إستراتجية واحدة، في حين أن بعضهم يقدس سلاح المحتل ويشكل غطاءً له؟

وأليس هذا التصرف الإستعمائي هو قمة في التناقض وينطبق عليه قول رسول الأمم، بولس: "لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين". (رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24)؟

وهل ما جاء في البند الثامن من البيان مصداقية حيث تم التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان دون التطرق لدور حزب الله الذي يسبب هذه الانتهاكات؟

وهل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية دون القول "القرارات الخاصة بلبنان" وذكر هذه القرارات وأرقامها أي معنى عملي؟

وهل المطالبة بدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بواجبهم في الدفاع عن لبنان وحفظ أمنه وسيادته بوجود دويلة وجيش احتلال رديف يشارك نيابة عن إيران في كل الحروب الإقليمية وينفذ عمليات إرهابية في العديد من الدول؟

وهل الوجدان الماروني الذي طالب البيان الالتزام به يسمح ويقر ويبرر المواقف الرمادية التي جاءت في البيان ؟

وهل واضعو البيان على معرفة بالآية الإنجيلية القائلة: "لأنك لست ساخناً ولا بارداً، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي". (الرؤيا03/15و16)

يبقى أن اللقاء كان مشهديه مسرحية ليس إلا ولن يكون له عملياً أية نتائج سيادية أو استقلالية كما أن مفاعيله حقيقة انتهت مع انفضاضه.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي/الياس بجاني/16 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A/

 

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

الياس بجاني/16 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/71092/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7-2/

(الفيلسوف والمؤرخ كمال الحاج: “لقد جئت لأقول وبرصانة إن إلغاء الطائفية جريمة ترتكبها حيال لبنان، بل حيال العروبة. جئت لأقول بصراحة وبصوت عالٍ وباقتناع مسؤول: أنا طائفي”.)

يتحفنا نفر كبير من طاقمنا السياسي والحزبي والرسمي وعلى مدار الساعة بأطروحات انكشارية ومهرطقة تركز على القول بأن النظام اللبناني غير صالح وأنه لم يعد يتماشى لا مع العصر ولا مع التطور ولا مع الديموغرافيا… وذلك لأنه نظام طائفي..علماً أن معظم هؤلاء الجهابذة طائفيون ومذهبيون قلباً وقالباً وفكراً وممارسات وينتمون لمجموعات مذهبية وطائفية ولا يعترفون لا بلبنان الكيان والهوية، ولا بالعلمانية ولا بأي مفهوم من مفاهيم الدولة المدنية.

الهدف الأول من كل هذا الضجيج  النفاقي هو ضرب النظام اللبناني الحضاري والتوافقي والرسالة والذي هو الأنسب والأفضل للمجتمعات المتعددة المذاهب والطوائف والإثنيات كما هو حال لبنان.. وكذلك تهميش وجود كل الأقليات التي تميز لبنان بتنوعها وإبعادها عن أي دور سياسي وتحويلها إلى رهائن لا أكثر ولا أقل، كما هو الحال في كل دول الشرق الأوسط.

وثانياً تحويل لبنان إلى دولة مذهبية تابعة لإيران تكون قاعدة للمشروع المذهبي الملالولي الإمبراطوري التوسعي، أو مسرحاً ومنطلقاً للجماعات الأصولية الجهادية.

حالياً، هذا بالتحديد ما يسعى إليه حزب الله علنية ومنذ قيامه سنة 1982، في حين أن قادته الكبار ومنظريه من مثل السيد نصرالله والشيخ نعيم قاسم يجاهرون بسعيهم لقيام الدولة الإسلامية الخالصة كما هو الحال في جمهورية إيران الإسلامية.

من هنا فإن كل ما يقوم الحزب الملالوي هذا من إرباكات للنظام وضرب للاقتصاد وتجويف للمؤسسات وللقوى الأمنية وللدستور وللأعراف يندرج في هذا السياق الجهنمي الممنهج.

والأخطر من مخطط حزب الله في هذا الإطار هو “موضة” أي تقليعة الإدعاء ليلاً نهاراً من قبل غالبية طاقمنا السياسي والحزبي بأن نظامنا هو وراء كل ما يعاني منه الوطن والشعب من صعاب على المستويات المعيشية والإستراتجية كافة..

هؤلاء وعلى خلفية ذميتهم وثقافتهم التجارية وفكرهم الطروادي وقلة إيمانهم وخور رجائهم وصفر وطنيتهم ولبنانيتهم يؤدون دور الأدوات والأبواق الرخيصة والمأجورة التي يستخدمها حزب الله.

عملياً وواقعاً وعلمياً ودستورياً، فإن النظام اللبناني هو من أفضل وانجح الأنظمة في العالم حيث مكونات الوطن هي من مذاهب وأديان واثنيات وحضارات متعددة…ولهذا سماه قداسة البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني “وطن الرسالة”.

وعملياً ودستورياً وحضارياً فإن نظام لبنان قائم على الطائفية السياسية، أي مبني على تقاسم السلطة بين الطوائف كافة (المعترف بها وعددها 18) علماً أن لا دين رسمي للدولة اللبنانية، وهذا أمر تفتقد إليه كل أنظمة دول الشرق أوسطية، ومؤخراً التحقت إسرائيل بكل هذه الدول بعد إقرارها قانون يهودية الدولة العبرية.

إن النظام اللبناني الطائفي هو تعايشي وحضاري بامتياز عملاً بالمعايير الحقوقية والإنسانية كافة.

نظام لبنان الطائفي يميز لبنان إيجابياً عن كل أنظمة دول الشرق الأوسط الدكتاتورية والدينية والقمعية والجهادية والعسكرية.

في لبنان فقط هناك وجود سياسي ومشاركة سياسية فاعلة ومنظمة وواضحة للمذهب الدرزي وللمذاهب المسيحية كافة.

وفي لبنان فقط في ما عدا الجمهورية الأرمينية للأرمن كقومية وكمذهب مشاركة فاعلة في الحكم.

كل دول الشرق الأوسط للدولة دين فيما عدا لبنان.

من هنا فإن كل السياسيين الذميين ومنهم كثر من أهلنا الموارنة الذين ينتقدون النظام اللبناني الطائفي هم جماعة من المنافقين وتجار الهيكل وما كان ليكن لهم وجود في الحياة السياسية لولا النظام هذا.

وفي نفس هذا السياق فإن كل من يدعي بأن المارونية السياسة كانت عنصرية أو قمعية هو 100% متجني وغير صادق لأنه أولاً لا وجود لمارونية سياسية، بل لحكم دستوري 100%.

 ويوم بدأ ضرب الدستور أي التوافق بين المذاهب على احترام النظام الطوائفي راحت تحل الكوارث على لبنان ولا تزال تتولى وتتكاثر.

وفي هذا الإطار فإن اتفاقية الطائف كانت ضرباً ونقضاً واضحا للاتفاق الاستقلالي الدستوري التي عقد بين اللبنانيين يوم نال استقلاله من الانتداب الفرنسي.

وكذلك فرض الهوية العربية (من خلال اتفاقية الطائف) على لبنان واللبنانيين كان عملاً قمعياً لأن الشرائح اللبنانية في غالبيتها العظمى ليست عربية.

يبقى أن الطاقم السياسي اللبناني الفريسي وخصوصاً الفريق المسيحي منه هو منافق وذمي ولا يهمه غير تأمين مصالحه الخاصة.

والمضحك المبكي أن من يطالب في لبنان بإلغاء النظام الطائفي هم الطائفيون مليون بالمائة فكراً وثقافة وأهدافاً وممارسات.. وما يطالب به هؤلاء ويسعون إليه عملياً هو قمع كل الأقليات كما هو الحال في كل دول الشرق الأوسط ومعاملتها كأهل ذمة.

في الخلاصة، فإن العلة ليست في النظام اللبناني الطائفي، ولا في الدستور الذي تم التوافق عليه يوم نال البلد استقلاله، بل هي في نوعية وخامة وفكر وثقافة الطاقم السياسي العفن من سياسيين تجار وأصحاب شركات أحزاب دكتاتورية ومافياوية.

يبقى إنه من المحزن أن شرائح كثيرة من شعبنا هي أغنام في ممارساتها السياسية وتسير خلف السياسيين الطرواديين وأصحاب شركات الأحزاب الفجار بغباء وجهل وقلة إيمان..

واخطر هذه القطعان هم أولئك المنطوون داخل الأحزاب الشركات وهنا هم كلهم سواسية في العهر والنفاق والذمية والكذب والنفاق.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*الفيلسوف كمال يوسف الحج: ابعاد القومية اللبنانية/اضغط هنا لقراءة الدراسة
*الفيلسوف كمال الحاج/ابعاد الطائفية في لبنان والعالم العربي/اضغط هنا لقراءة الدراسة


التوقعات من لقاء بكركي الوجداني: صفر مكعب لأن فاقد الشيء لا يعطيه
"إياكم وخمير الفريسيين الذي هو الرياء. فما من مستور إلا سينكشف" (لوقا 12/01-12)

الياس بجاني/15 كانون الثاني/19
http://eliasbejjaninews.com/archives/71107/71107/
يوم
طلب الكتبة والفريسيين من السيد المسيح إسكات تلاميذه وهو يدخل اورشليم رد عليهم قائلاً: "لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة" (لوقا 19/40).

وحجارة صرح بكركي "الذي أعطي له مجد لبنان" سوف تتكلم وترفع الصوت عالياً بغضب وتأنيب ورذل بوجه غالبية من دعاهم البطريرك الراعي للقاء وجداني يبحث في حال الموارنة التعيس والدركي على مستوى الحكام والقيادات والأحزاب والسياسيين. من هنا ودون لف ودوران، ودون قفازات أو أقنعة ومسايرة أو تملق لا بد من الشهادة للحق وتسمية الأشياء بأسمائها مرددين مع مار بولس رسول الأمم: "فلو كنت إلى اليوم أطلب رضا الناس، لما كنت عبدا للمسيح." (غلاطية10/01)

والحقيقة المحزنة هي أن من دعاهم البطريرك الراعي من الطاقم السياسي والحزبي والسياسي الماروني للقاء في بكركي هم في غالبيتهم العظمى عملياً وواقعاً ملموساً ومعاشاً تابعين إما لإيران وملاليها ويبخرون ويسوّقون دون حياء لسلاح ودويلة حزبها الإرهابي، أو مرتبطين حتى العظم بنظام الأسد الكيماوي، أو قد نعسوا كحراس للوطن وداكشوا الكراسي بالسيادة وقفزوا فوق دماء الشهداء وتلحفوا بهرطقتي الذمية الواقعية، أو متطفلين على السياسة وحربائيين، أو أقزام ذميين، أو جماعة من تجار الهيكل ..

وبالتالي لا أمل ولا رجاء منهم لا اليوم ولا في أي يوم.

وقمح بدا تاكل حني من هيك معاجن!!!

هؤلاء لم يتركوا معصية وفاحشة إلا واقترفوها لأنهم اختاروا على خلفية قلة إيمانهم وخور رجائهم السير في مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

مع سيدنا المسيح نقول لهؤلاء: "تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا، ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين». (متّى02/من20حتى28)

حبذا لو يتعلم ويتعظ زوار بكركي من الآية الإنجيلية: "يا إخوَتِي، ذَكِّرْهُم بِذلِك ونَاشِدْهُم في حَضْرَةِ الله أَنْ يَتَجَنَّبُوا المُمَاحَكاتِ الَّتي لا نَفْعَ مِنْهَا، والتي تَهْدِمُ السَّامِعِين". (طيموتاوس02/من14حتى26)

في الخلاصة، فاقد الشيء لا يعطيه.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة اللبنانية: نشأت الجبهة اللبنانية

(يكثر الحديث اليوم عن ضرورة وجود "جبهة لبنانية" تواجه الأخطار والتحديات التي يواجهها لبنان، النائب إدوار حنين يروي كيفية إنشاء "الجبهة اللبنانية" في العام ١٩٧٦)

لم يكن تكوين الجبهة اللبنانية منوطاً بتفكير سابق، على ما أعلم أن نشأت الجبهة اللبنانية كانت هكذا:

كنا قد أصبحنا في الكفور، الرئيس فرنجية وكارلوس خوري وأنا. وكان يمرّ بنا الشيخ بيار الجميل الذي كان وحزبه يقومان بالمهام العسكرية، وكان يمرّ بنا كل يوم الشيخ بطرس الخوري وناصيف جبّور والأباتي شربل قسيس وسواهم...

وبقينا هكذا إلى أن جاء المبعوث الأميركي دين براون، الذي تكلم بأشياء كثيرة، وقد جرت مقابلته الأولى للرئيس فرنجية بحضوري، وبعدما غادر براون المكان سألني الرئيس فرنجية: ماذا جاء يعمل الرجل وماذا يريد؟ فكان إستنتاجات لا تتطابق كلّياً بين ما أعطى هو لهذه المقابلة من غايات وما أعطيتها أنا، عندها قلت للرئيس فرنجية ، وكان طلب من براون أن يعود في يوم لاحق عيّن له: طالما الرجل عائد، وعائد في يوم معيٌن، فلماذا لا نقول لهؤلاء المتردّدين علينا أو لبعضهم أن يحضروا معنا هذه المقابلة فتتضحّ لنا شخصيته وغاياته. فوافق الرئيس فرنجية على الفكرة وقرٌر أن يدعو إلى المقابلة المقبلة: شمعون والجميل والأباتي قسيس. يوم إجتمعنا ببراون كان البيت يعجّ بالصحافيين، عندما خرجوا تكلّم هؤلاء عن"جبهة الكفور"، وبعدما تدارسنا ما قيل وما دار من أحاديث في هذا اللقاء ووضحت لنا صورة المهمة التي جاء براون من أجلها وهي إستطلاع في سبيل معرفة إلى أي مدى يستطيع أن يقاوم اللبنانيون الحرب المشنونة عليهم... وقد كانت من وراء ذلك فكرة تهجيرهم... وتسهيل سبل هذا التهجير. وفي خلوة، عصر ذات نهار، قلت للرئيس فرنجية: طالما مجلس الوزراء منفرط لا يجتمع، رشيد كرامي خارج الإجتماعات وقسم من الوزراء خارج الإجتماعات، فلماذا لا تحيط نفسك بأشخاص دون أن تكون لهم الصفة الوزارية فتكون لهم صفة المستشارين، فتستدعي إلى إجتماعاتنا المقبلة جواد بولس، شارل مالك وفؤاد إفرام البستاني علماء في التاريخ وفي السياسة وفي علم الإجتماع، فنستفيد من علمهم وخبرتهم وإخلاصهم... وهو ما كان.

وفي أول مرة حضر بولس ومالك والبستاني وإجتمعوا مع شمعون والجميل والقسيس، حوّل الصحافيون إسم"جبهة الكفور" إلى إسم "الجبهة اللبنانية".

نشأت الجبهة اللبنانية كان على ما رأيت، ولم تكن للجبهة اللبنانية مهيّآت إلا هذه الإقتراحات الفورية التي وضعت في التنفيذ.

(حديث للنائب إدوار حنين إلى جريدة الأحرار ٣١-٢-١٩٨٢)

 

إمّا يكون هذا اللبنان أو لا معنى لوجوده.

رفيق غانم/فيسبوك/17 كانون الثاني/19

لبنان قضيّة الشرق والمسيحيّون في لبنان قضيّة مسلمي لبنان الذين عليهم أي على المسلمين أن لا يحاولوا أن ينتقصوا من حقوقهم لأنّ لبنان دون مسيحيّين أقوياء فيه يفقد تميّزه ويفقد فرادته في هذا الشرق وبالتالي يفقداللبنانيّون وخاصّة مسلمو لبنان الانتماء الى هذا الوطن الفريد الوطن الرسالة الذي لا مثيل له في الشرق والعالم بفعلِ الرهان على تكامل الحضارات وليس على تناقضها ويفقد الشرق كنزاً حضاريّاً إنسانيّاً عالميّاً. ليس بقوّة الزند نحمي هذا اللبنان الفريد بل بقّوّة الوعي لحقيقته وقوّة العقل. لا تدمّروا لبنان بالطائفيّة والمذهبيّة. لا تخسروه. حرامٌ أن يُدمّر هذا الوطن النور في شرق الظلام. إذا خسر الشرق لبنان وإذا خسره العرب سيأتي يومٌ يبكون عليه دماً يوم لا ينفع البكاء. ثروتنا الكبرى هي نحنُ في وعينا وليست في التعصُّب والتجاذب الأعمى. هذا كلامٌ صادقٌ نابع من معاناة وخوفٍ على مصير أهمّ رهانٍ في العالم اليوم

الرهان على الانسان في لبنان مهما كان عرقه أو لونه أو دينه. إمّا يكون هذا اللبنان أو لا معنى لوجوده.

 

حقيقة دوافع رفض "الثلث المعطّل"

الياس الزغبي/فايسبوك/17 كانون الثاني/19

يجب أن يُطرح السؤال بشكل علني واضح وصادق: لماذا يريد فريق رئيس الجمهورية "الثلث المعطّل"؟ إن الدافع المنطقي لهذا الثلث (البدعة أصلاً، دستوراً وعرفاً)، هو منع خطر أي قرار استراتيجي في مجلس الوزراء يمسّ بالأساسيات (الدستور، السيادة، استقلال القرار في السياسة الخارجية، العيش المشترك، التوازنات التاريخية...). وفي هذه الحالات سيكون مع الرئيس عدد وزراء يفوق بكثير الثلث، وتحديداً من مجموع الوزراء المسيحيين، وفي مقدمهم وزراء القوى السيادية، فضلاً عن القوى السيادية المعروفة في الوسط الإسلامي. هنا، تصبح الشكوك مشروعة في دوافع الإصرار على "الثلث المعطل"، لجهة استخدامه حصراً ضد القوى المسيحية الأخرى (في تعيينات الفئة الأولى مثلاً والمشاريع الكبرى والاستئثار بالسلطة)... وليس في وجه أيّ فريق آخر. لذلك، هناك معارضات مسيحية واسعة لهذه المسألة، برزت في اجتماع بكركي أمس، وفي منتديات البيئة المسيحية، ولدى قادة الرأي بينهم.

أمّا رفض "حزب الله" فهو لدوافع أخرى تتصل بمشروع محوره في الهيمنة واستتباع بعض الدول العربية، وأقل هذه الدوافع فرض "المثالثة". ولا تخفى أو تنطلي محاولة توظيف الرفض الشيعي في تمرير "الثلث"، ولا محاولة تصوير "الفريق العوني" كأنه "سيف النصارى" أو حامي حماهم! إن حماية المسيحيين هي من حماية كل اللبنانيين، ومن حماية لبنان كوطن ودولة قوية، وهوية "ليس لأحد أن يصنع هوية مغايرة لحقيقتها"، وفقاً لوثيقة بكركي. والدولة القوية تكون بحكم قوي لا يسمح بتجويف قراره في استضافة قمة عربية، ولا في تعطيل حكومته، ولا في استباحة الأمن الداخلي والسيادة الخارجية. وكل ذلك لا يحتاج إلى "ثلث معطّل"، بل إلى إرادة غير معطَّلة!

 

اللواء ابراهيم: لم أعد معنياً بملّف التشكيل

الجمهورية/17 كانون الثاني/19/إلتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي صرح بعد  اللقاء ردًا على سؤال عن حجب تأشيرات الدخول عن الوفد الليبي: "ما يهمني هو امن البلد بالدرجة الاولى فقط".

وعن المبادرة الحكومية، قال:"لم اعد معنياً على الإطلاق بهذا الموضوع".

 

متسلل من إسرائيل في قبضة الجيش اللبناني.. وهذه هويته

دبي- العربية.نت/17 كانون الثاني/19/تمكنت مخابرات الجيش اللبناني الخميس من إلقاء القبض على مشتبه به كان قد دخل لبنان، عبر التسلل من داخل الأراضي المحتلة قبل يومين. وقد تم إلقاء القبض على المشتبه به في مدينة #صور ، جنوب لبنان، وهو في عهدة مخابرات الجيش، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للأنباء. إلى ذلك، أصدرت قيادة الجيش، بياناً أوضحت فيه، أنه "بعد عمليات بحث مستمرة من الجيش، تمكّنت دورية من مديرية المخابرات من العثور على المواطن الأميركي "COLIN EMERY" متخفياً في أحد أحياء صور". وأكدت أنه تم توقيفه بعد الاشتباه بدخوله بتاريخ 15/ 1/ 2019 من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى داخل الأراضي اللبنانية وقد بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص. يذكر أن كولين كان دخل بزي الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، إلى بلدة عيتا الشعب الحدودية في جنوب لبنان، ومعه صندوق، إلا أنه فوجئ ببعض الأهالي، فما كان منه إلا أن فر هارباً، تاركاً الصندوق وأوراقا ثبوتية، باللغة العبرية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 17/1/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

تتدافع الأخبار من كل حدب وصوب وتكاد تحصى عبر الدقائق وليس الساعات، وفي مجملها حتى الآن:

- إنفراج حال الطقس ومراوحة العبور على ضهر البيدر بين الفتح والإقفال.

- إنطلاق فاعليات القمة العربية الاقتصادية والتنموية في قلب بيروت.

- تأكيد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ثقته بنجاح القمة.

- تشديد الرئيس عون على عدم السماح لأحد بالسيطرة على لبنان.

- لقاء بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

- مبايعة درزية متجددة على نطاق واسع في دار الطائفة في بيروت.

- إعلان اللواء عباس ابراهيم من عين التينة أنه لم يعد له علاقة بالمبادرة الحكومية على الاطلاق.

وفي الاخبار ايضا،

- تأكيد قائد الجيش للملحقين العسكريين في السفارات على الاستقرار وعلى الجهوزية التامة لصون لبنان.

- إعلان مخابرات الجيش عن العثور على المواطن الاميركي الذي كان عبر من فلسطين المحتلة الى صور.

- إقفال المدارس في بيروت والجوار غدا وبعد غد لمناسبة انعقاد القمة العربية وسط تدابير مشددة.

تفصيل كل ذلك بعد التوقف مع حق لبنان في نقل مباريات مجموعات آسيا في كرة القدم.

وقد شدد على هذا الحق السيادي القانوني وزير الاعلام ملحم رياشي في مواجهة الاتحاد الآسيوي الذي حذر تلفزيون لبنان من نقل المباريات.

وقد نقل تلفزيون لبنان مباراتين على البث الارضي والثالثة الليلة التي فاز فيها لبنان على كوريا الشمالية بأربعة أهداف مقابل هدف واحد لكوريا الشمالية.

لكن ذلك لن يغير من معادلة عدم تأهل لبنان للدور الثاني من كأس آسيا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

#NBN إلى ضرورة التأجيل تنبه و نبه، نصح وتمنى.حفاظا على مستوى الحضور في القمة وصورة لبنان ومكانته.نبيه إسم على مسمى. والتاريخ سيشهد مرة جديدة.لم يستمعوا إليه عندما كانت النصيحة ببلاش.بأن التأجيل ودعوة سوريا يشد عضد الاقتصادية العربية فترتفع أسهم لبنان بين أشقائه ولا تأتي القمة هزيلة.

كلما إقترب الموعد زاد التصحر وتراكمت المزيد من اعتذارات القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب. وآخرهم اليوم الرئيس التونسي و بحسب ما تردد أيضا أمير دولة الكويت. ليقتصر الحضور على رئيسين العراقي والموريتاني.

فعن أية قرارات يتحدثون في ظل منخفض التمثيل الذي ضرب القمة متسببا بتدني مشاركة أصحاب القرار من ناحية ومن ناحية ثانية تغييب دمشق واسطة عقد قمة من المفترض ان تحمل في رقبة جدول اعمالها ملفات إعادة الإعمار والنزوح وما بينهما، وهو يتضمن خمسة وعشرين بندا وفق معلومات ال NBN ولكنه خال من أي بند يتعلق بالبلد،المضيف والمستضيف لأكثر من مليون نازح.

وفي ظل عدم تراجع الجامعة العربية عن الخطيئة بحق سوريا فإن السفير السوري اعتذر من الرئاسة الأولى عن عدم تلبية الدعوة لحضور حفل افتتاح القمة من ضمن الدعوات التي وجهت للسفراء المعتمدين في لبنان.

وإذا كان من صفات قمة بيروت أنها ستكون باهتة وهزيلة فإن من السلبيات المصاحبة لها أنها ستحول العاصمة وبعض الضواحي الى بقعة مغلقة تشل فيها المدارس والجامعات التي بالكاد نهضت من عطل الأعياد والعواصف تماما كما تشل سائر المؤسسات ولا سيما التجارية التي تعاني أصلا من ركود قاتل وكساد شامل

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

كلمة قمة لم تعد تنطبق على القمة الاقتصادية التنموية التي تنعقد في بيروت وقد أقفلت بورصة الرؤساء المشاركين فيها حتى الساعة على 2 فقط، لا أيها اللبنانيون ليست أميركا السبب وليست دول الخليج هي السبب ولا اسرائيل وإن كان من أدوار لهذه الدول فأي دور لعبه لبنان لإفشال هذه المساعي، السبب هو المهرجان الميليشياوي الذي غطته الشاشات مدى أيام بلياليها والذي وضع لبنان في مصافي دولة مفككة لا حكم فيها ولا حكم، بل مجموعة متحكمين أطاحوا المؤسسات ونشروا الفوضى في أرجائها، ومن الطبيعي والحال كذلك أن يفقد الرؤساء والملوك والأمراء رغبتهم في المجيء، فأي داع طارئ يلزمهم على الارتماء في حلبة المصارعة من هذا النوع؟ أهي حاجة اللبنانيين لتطوير بلادهم وقد أظهر بعضهم كل ما يختزنه من إزدراء بمصالح وطنهم وبالأخوة العربية.

والمؤسف فيما يحصل أن لا أسف ولا ندم لدى المسؤولين، والمؤسف أكثر أن لبنان الدولة سيحتاج الى سنوات ضوئية لاستعادة نفسه من براثن خاطفيه الى التخلف، هذا إن بدأ مسيرة الإصلاح اليوم، الرئيس عون في حال غضب وقرف شديدين ولا ندري إن كان بين مقربيه من سينصحه بأن يطلب الى رئيسي موريتانيا والصومال عدم المشاركة في القمة كي يصبح في حل من المشاركة فيها لكي يتفرغ لإعادة النظر في تحالفاته التي صارت التزاما وحبا من جانب واحد، لما لا وقد سبقه الرئيس ميشال سليمان الى هذه الخطوة المنقذة فقرر الوقوف الى جانب الحق ولم يعبئ بالنتائج هيك هيك الجمهورية والعهد معطلان، توازيا كل المؤشرات تدل على أن الحكومة صارت من الماضي وقد عززت السجالات العنيفة المسجلة بين القيادات المعنية بالتأليف هذا الاعتقاد، في الاثناء جددت القيادتان الدرزيتان الدينية والسياسية البيعة لوليد جنبلاط.

* مقدمة نشرة اخبار" تلفزيون المستقبل"

مع انطلاق أعمال القمة العربية الاقتصادية في بيروت: باقرار مشروع برنامج عمل اجتماع اللجنة المعنية بالمتابعة والاعداد للقمة: كانت المتابعة حثيثة لحجم التمثيل العربي: بعدما تزايدت لائحة رؤساء الدول المعتذرين عن عدم الحضور، ومن بينهم أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي : وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

والاهتمام الرسمي بفعاليات القمة؛ لم يحل دون المزيد من المشاورات والمواقف المتصلة بالوضع العربي؛ وبتاليف الحكومة الجديدة .

فرئيس الجمهورية ميشال عون؛ وأمام وفد من اتحاد الغرف العربية، اكد أن عالمنا العربي يعاني من صعوبات كبرى أبعدت المسافات بين الدول العربية و أن على القطاع الخاص العربي أن يحافظ على الوعي الذي لديه ويعيد لم شمل الجميع. كما دعا اللبنانيين في كلمة في احتفال اقامته الرهبانية الانطونية في بعبدا الى عدم الخوف.

حكوميا وفيما سجلت اليوم تغريدة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ينتظر ان يعقد في هذه الاثناء في بيت الوسط لقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للتباحث في القضايا الداخلية ومن بينها الاتصالات بشان الحكومة الجديدة.

اما في الاحول الجوية فالعاصفة ميريام انحسرت مخلفة اضرارا وخسائر في عدد من المناطق فيما الماساة تجلت بسقوط صخرة على مسكن عائلة سورية ووفاة طفل في التاسعة من العمر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

من القمة إلى القاع.. فماذا فعلتم بلبنانكم اعتذارات كالانهيارات الصخرية المتدحرجة من أعلى جبل إلى سفح سهل. "دعيناهم" رؤوساء وملوكا وأمراء. فوصلونا على مستوى منخفض ربما يقل عن وزراء الخارجية وبعضهم آثر التمثيل بمندوبين آخر المعتذرين الباجي قايد السبسي رئيس تونس التي تستضيف القمة العربية في آذار المقبل ليستقر الحضور لغاية كتابة هذه السطور على رئيسين عربيين فقط العراقي والموريتاني وإذا ما اعتذرا .

فإن الرئيس اللبناني ميشال عون سيكون وحيدا. رئيسا على قمة لا رؤوس أولى فيها لكن لن نسأل عن أسباب الغياب. ولا عن الأعذار التي دفعت العرب إلى هذا القرار. فالمسببات "منا وفينا" وقد غاب عن ذهن المنظمين أن التحضيرات لانعقاد أي قمة ليست فقط باللجان اللوجسيتية وتجهيزات الفنادق وتوفير القرطاسية وإشهار سيوف الضيافة والكرم مرفقا بالميجانا والدلعونا إذ إن التحضيرات تستلزم أولا وجود دولة لا تفوض أمرها إلى دولة رئيس وعلى ما نحن عليه من حكم "مهلهل " فإننا "بالكاد" سلطة تنظم مؤتمر قمامة لا مؤتمر قمة فإلى أي بلد سوف يأتي الزعماء العرب. وأي لبنان كان يستقبلهم؟

أهو لبنان الذي أداره رئيس مجلس نوابه. أم البلد الذي لم يتفق على حكومة.أم الوطن الذي أخاف أبناءه والاغتراب والأسواق العالمية بنبأ هيكلة الدين العام لبنان الذي انقلب على الطائف أم البلد "الطايف". لبنان الثلث المعطل. أم وطن العطلة الدائمة لقد نجح الرئيس نبيه بري مرة جديدة. وفعلت تهديداته فعلها في نفوس العرب فانسحبوا تضامنا وعمموا موقفا واحدا بعد إهانة تعرضت لها ليبيا على الأرض اللبنانية وبنجاح بري سقطت الدولة برؤوسائها مجهولي باقي الهوية والذين أثبتوا أنهم لا يلوون على قرار وغير قادرين إلا على إبداء الأسف وبصوت منخفض فيما يجري تصدير الأوامر الى الأجهزة الأمنية لتنفيذ قرارات سلطة نبيه بري لا أحد في الدولة سطر محضرا مخالفا أو ارتكب جرم الاعتراض.

رؤوساء ووزراء ومديرو أجهزة أمنية ارتضوا لانفسهم أن يكونوا سلطة تنفيذية "لسلبطة" سياسية صاردة من أعلى الهرم التشريعي فمن منهم تجرأ على الشكوى؟ من منهم خالف القرار؟ يصل وفد ليبي بموجب تأشيرة دخول الى مطار بيروت فيجري رده على أعقابه من دون أن يكون لوزارة الخارجية حق الرد فيما يحفظ الأمن العام الخطوط مع عين التينة فيؤكد اللواء عباس إبراهيم أنه منع دخول الوفد "لأجل أمن البلاد".فأي أمن هذا الذي يهدده وفد؟ وكل بات على علم وخبر بأن من حذر من تظاهرات على طريق المطار كان المجلس الإسلامي الشعي الأعلى الذي جاء إعلانه بمثابة النفير العام وعليه فقد ارتكبنا بأنفسنا جريمة تحويل البلد إلى غير آمن.. والى حارة كل مين امنو الو.

وبالتالي تخويف العرب من الوصول إليه وبتنا أمام قمة هزيلة واهنة مريضة ومن غير الواضح أنها ستتماثل للشفاء اقتصاديا قمة في عهد تصريف الأعمال وبرئيس حكومة مترنح القرار. وبرئيس مجلس نواب يفترض أنه يمثل القانون فيقرر أن يأخذ حقه في الشارع خلافا لأي قانون أو تشريعات قمة ندعو اليها السفير السوري في بيروت فيما بلاده سوريا مغيبة عن الحضور. عيوننا على ركامها لإعادة إعماره وقلبنا ليس معها سياسيا وبعد ذلك نطلب حضورا عربيا على مستوى زعماء؟ هذا مؤتمر مندوبين. لفريق لبناني لا يعرف سوى لغة "المعطلين". يقرر على مواقيت القمة الاقتصادية أن يذكر العرب بقضية هنيبعل القذافي. الذي خطف من سوريا واقتيد الى لبنان وسجن بتهمة كتم معلومات لا يعرفها ودولتنا وقفت امام قضيته عاجزة عن تقرير مصيره وهو المحكوم "بريا" وجندت له نيابات عامة وقضاة ومحامون لاستمرار حجزه هذه هي التحضيرات للقمة. ومن يقول غير ذلك فهو مزور حقائق أو بالحد الادني يخاف المجاهرة بها. و"زينوا الساحة" لقمة كتبت بيانها الختامي قبل أن تنعقد.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون ال بي سي"

أعجوبة الدولة اللبنانية أنها دولة مقرصنة ومقرصنة فوق سطح واحد:

دولة مقرصنة لأن أحدا "قرصن" لها دورها في استضافة القمة العربية الإقتصادية، فانخفض مستوى تمثيل إثنتين وعشرين دولة، من رؤساء وقادة، إلى رئيسين فقط، وهي سابقة لم تحدث لا في القمم الإقتصادية الثلاث السابقة، ولا في القمم العربية العادية والطارئة التي قاربت الأربعين قمة.

فهل هي مصادفة أن يضرب لبنان بسمعته الدبلوماسية؟ وهل ابتعاد العرب ولاسيما الدول الفاعلة والمؤثرة والمقتدرة هو ابتعاد عفوي؟ وما هي الرسالة أو الرسائل التي يريد العرب توجيهها إلى لبنان.

ولئلا يكون كل الحق على العرب، هل من مسؤولية داخلية في هزالة التمثيل؟ هل إنزال العلم الليبي ورفع علم حركة أمل، أحد أسباب الإنكفاء العربي؟ هل التهديد بإقفال المطار ومنع دخول الوفد الليبي، جعل بعض العرب، المترددين أصلا يتذرعون بهذا التهديد، ليحسموا خيارهم في اتجاه خفض التمثيل؟

أيا تكن الأسباب والمسببات، فإن النتيجة واحدة، أو بالأحرى الضربة واحدة: قمة عربية في بيروت يحضرها رئيسان ضيفان فقط .

ومن الدولة المقرصنة إلى الدولة المقرصنة : الدولة تخرج عن الأعراف والقوانين الدولية فتقرر قرصنة مباراة رياضية.

ويقول وزير الإعلام في هذا المجال: "أتكلم عن حقنا السيادي في نقل المباراة، شاء من شاء وأبى من أبى". وعلل قراره بأن "الدستور اللبناني يكفل الحق السيادي للبنانيين بالمشاهدة، والدستور اللبناني يؤمن هذا الحق".

في المحصلة، هذه قرصنة، وإن جرى تغليفها بحق اللبنانيين بالمشاهدة. فهذه السابقة قد تتخذ في المستقبل ذريعة لمزيد من أعمال القرصنة، فيضاف إلى سمعة لبنان السيئة، عامل سلبي إضافي يفترض بلبنان أن يكون في غنى عنه.

وبين المقرصن والمقرصن، هم جديد أضيف إلى هموم اللبنانيين: إجتماع بكركي الذي كان يهدف إلى أن يكون عامل جمع، تحول إلى عامل قسمة، بعد التباينات العميقة التي سادته والمواقف التي أعقبته.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

عندما أدخلت عبارة "الرئيس القوي" في التداول السياسي، لم يكن المقصود بها طبعا أن يكون بطلا في الملاكمة، بل أن يتمتع بالصفة التمثيلية الأوسع على المستويين المسيحي والوطني، ليصحح انتخابه خللا على مستوى الشراكة، بدأ عام 1990. وهذه الصفة بالتحديد، صودف أنها عام 2016 لم تكن تنطبق إلا على شخص واحد، ولذلك، كان واجبا إيصاله إلى سدة الرئاسة، تكريسا للحق، وتمهيدا لاعتماد القاعدة عينها في أي استحقاق رئاسي مقبل.

أما عندما قيل "العهد القوي"، فلم يكن المقصود طبعا رئيس الجمهورية حصرا. فالرئيس، وإن كان يرأس الدولة لمدة من الزمن تمتد ست سنوات، غير أن المرحلة المذكورة يتولى فيها المسؤولية ويتحمها، إلى رئيس الدولة بصلاحياته المحددة بعد الطائف، حكومة ومجلس نيابي، لكل منهما رئيس وأعضاء، ومن مسؤولين آخرين على مختلف المستويات، ومن شعب له حقوق وعليه واجبات.

وانطلاقا من هنا، فإن نجاح العهد لا يعني أبدا نجاحا حصريا لرئيسه القوي وللفريق السياسي الذي انبثق منه فقط، بل هو نجاح للجميع، والعكس صحيح في حال الفشل. أما إذ طار العهد، على ذمة الشعار والهاشتاغ الشهير، فلا يكون رئيس العهد فقط قد طار.

ووفق هذا المنطق، إذا نجحت القمة الاقتصادية العربية، يكون رئيس الجمهوية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة المكلف وجميع المسؤولين والمواطنين قد نجحوا. أما في حال العكس، فالعكس صحيح.

أما إذا اعتذر رؤساء الدول الذين سبق وأكدوا الحضور، فليست الخطوة نكسة للرئيس القوي. وإذا اعتبرها البعض نكسة للعهد، فالمتضررون هم جميع مسؤولي العهد، وقبلهم جميع اللبنانيين، وفي الطليعة من وتر الأجواء، فأوحى بمناخ سلبي، هو المسبب الوحيد لما جرى، وليس عدم تشكيل الحكومة كما يروج البعض، لأن الأمر لم يكن مشكلة يوم أكد عدد كبير من القادة العرب الحضور، على اعتبار أن الحكم استمرار، وأن لبنان يستحق التكريم على الاعداد الملفت للقمة، وفق ما اعلنها الامين العام لجامعة الدول العربية من بعبدا اليوم.

طار العهد. ما أسهل ترداد هذه العبارة عند البعض، حقدا أو جهلا، لا فرق.

فلم يكد لقاء بكركي ينتهي أمس، حتى فوجئ اللبنانيون بحملة تحت هذا العنوان، مرفقة بهاشتاغ، ومدعومة بتعبئة وتجييش وتمويل، لتأتي النتيجة تعليقات "ع مد عينك وقصر النظر"...

هذا على مستوى طار العهد كشعار. أما على مستوى العهد الذي طار، كواقعة سياسية حدثت قبل سنتين، ومن دون أن ينجح في تخطيها بعض معروف، فما اعترف به هذا البعض تحديدا من على كرسي بكركي أمس، أنكره اليوم.

أمس قال سليمان فرنجية ان حزب الله يرفض الثلث الضامن للرئيس، واليوم تراجع.

لكن تراجع اليوم لم يكن فقط في موضوع حزب الله، بل أيضا على جبهة تيار المستقبل. فقد نسب فرنجية لجريدة المستقبل ما لم يرد فيها، وقال: اذا كان الحريري متمسكا بمنح الثلث الضامن للرئيس والتيار فليمنحه من حصته. ثم محا التغريدة.

اللبنانيون جميعا يتفهمون ردود فعل فرنجية، ويقولون في السر والعلن: ليته يتقبل الديمقراطية ويفتح صفحة جديدة. أما ما لم يفهموه أمس، ولن يفهموه أبدا، فهو أين المصلحة في نقل المشكلة السنية- السنية حول تمثيل اللقاء التشاوري في الحكومة، الى اشكالية على الساحة المسيحية، وبطلب من من؟

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيةدون المنار"

لم يعد الخطر القادم من الشمال نبوءات تلمودية لدى الصهاينة، بل حقائق عسكرية وفق دراساتهم الاستراتيجية.

الجبهة الشمالية اخطر التحديات للعام الفين وتسعة عشر، بحسب تقرير معهد ابحاث الامن القومي الصهيوني، الذي رسم صورة قاتمة للواقع العبري في ظل تحديات وخطر المواجهة المشتركة مع سوريا وايران وحزب الله.

بين صواريخ حزب الله الدقيقة كما اسماها التقرير، والعمليات المعقدة ضد ايران، بات الجيش العبري ملزما بالمحافظة على ثقة الجمهور، رغم الظروف التي باتت تولد صعوبات على مستوى امكانية تحقيقه انتصارات سهلة وبتكاليف قليلة كما جاء في التقرير، ما سينعكس سلبا على نظرة الجمهور الاسرائيلي وتقويمه.

قيمة التقرير الاستراتيجي انه رد على كل العنتريات السياسية الاسرائيلية والاميركية وتوابعها في المنطقة، وبمنطق الدراسات العسكرية والحسابات الميدانية فان جبهة الجنوب ستكون توأم جبهة الشمال، والاسرائيلي بات بين المطرقة والسندان .

مستندا الى وقائع الميدان وتجارب الايام، فان الاميركيين سيمضون من المنطقة ونبقى نحن لاننا اهل الارض قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، فعلاقات ايران مع الكثير من دول المنطقة وتحديدا العراق أكبر من التحريض الاميركي.

في لبنان انتهت مفاعيل الزيارة التحريضية لمساعد وزير الخارجية الاميركية ديفد هيل، وقبيل ان تدخل البلاد فترة القمة الاقتصادية، كان كلام رئيس الجمهورية: لا تخافوا، نحن لن نترك السفينة، وسنقوم بعملية انقاذ للجميع وعد الرئيس ميشال عون.

اما من كان على خط الانقاذ السياسي، اي المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، فقد لفت كلامه اليوم من عين التينة، انه لم يعد معنيا بالملف الحكومي لا من قريب ولا من بعيد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 17 كانون الثاني 2019

النهار

تردّد أن وزيراً سابقاً من فريق الممانعة يقصد باريس باستمرار حيث يلتقي مسؤولين استخباراتيّين.

سحب مكتب أحد الرؤساء بياناً جوابيّاً على رئيس آخر تجنّباً لمزيد من التصعيد وادّعى أنّه لم يصدر عنه.

يدعم رئيس تيّار فاعل نائباً سابقاً في تكتّله لترؤّس الرابطة المارونيّة في انتخاباتها المقبلة.

خرج أحد النّواب من مؤتمر كبير في حالة عصبيّة بعد تلقيّه رسالة عبر هاتفه لم يكشف عن مضمونها.

الجمهورية

يستعد أحد السفراء العرب لإجراء حملة إتصالات واسعة النطاق بعد القمة العربية مباشرة دون أن يحسم عما إذا كان ذلك نتيجة مبادرة تُطلقها بلاده.

لاحظت أوساط سياسية أن قضية حسّاسة تفاعلت إعلامياً قد تُفسد العلاقة بين مرجعين بارزين.

أبلغ سفير خليجي مَن التقاهم في الساعات الماضية أن مَن يُراهن على حلّ قضية عربية شائكة عليه أن ينتظر عبور أكثر من قمة.

اللواء

يرّوج حزبيون أن تأليف الحكومة قد يطول إلى فترة بعيدة، تتخطى أيار المقبل؟!

حرص مسؤول رفيع على الإشارة إلى أن زيارة سفير دولة نافذة إليه، كانت مخططة قبل زيارة زائر غربي.

لم يُفاجئ قطب ماروني سامعيه في اجتماع بكركي، عندما أعلن عن معارضته أن يكون لمرجع كبير وفريقه الثلث المعطّل!

المستقبل

يقال إنّ الموفد الأميركي ديفيد هيل أكد أمام المسؤولين اللبنانيين أن قرار واشنطن الإنسحاب العسكري من سوريا لا يعني انسحابها من الإهتمام بلبنان ومتابعتها لقضاياه واستقراره.

البناء

قالت مصادر عسكرية في سورية إنّ تعليقات البيت الأبيض على مقتل الجنود الأميركيين الخمسة في منبج والتي نقلها نائب الرئيس بقوله إنّ قرار الإنسحاب نهائي ولا رجعة فيه تؤكد أنّ قرار الإنحساب لم يكن نزوة انفعالية للرئيس دونالد ترامب، فمقتل الجنود منح الرئيس الفرصة للتراجع عنه وتأكيد البقاء طالما أنّ المعركة مع داعش تستدعي ذلك وهذا يعني أنّ كلّ الغموض حول المهل يهدف لرفع معنويات حلفاء واشنطن وخوض حرب نفسية على أعدائها.…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان: انطلاق القمة الاقتصادية وسط غياب معظم القادة العرب ولجنة المتابعة أقرّت جدول الأعمال

بيروت ـ “السياسة/17 كانون الثاني/19/في رسالة سياسية وأمنية واضحة تسلمتها بيروت، ووسط توقعات بغياب معظم القادة العرب عن حضورها لأسباب عديدة، من بينها رفض لبنان دخول الوفد الليبي أراضيه وإحراق علم ليبيا، وعجز القوى الأمنية عن القيام بدورها المطلوب، انطلقت أمس، أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، في فندق فينيسيا في بيروت، بجلسة للجنة المتابعة والاعداد على مستوى كبار المسؤولين، لمناقشة مشروع بنود جدول أعمال القمة. وترأس الجلسة وكيل وزارة المالية المساعد للشؤون المالية الدولية في السعودية حسين الشويش، وحضرها الامين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في القمة هيفاء ابو غزالة، والامين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية السفير كمال حسين علي، ومندوبو مصر القائم بأعمال رئيس قطاع الاتفاقات التجارية والتجارة الخارجية في وزارة التجارة والصناعة أماني الوصال، ولبنان مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة عليا عباس، والسودان وكيل وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي عمر دفع الله، والعراق مدير عام دائرة العلاقات الاقتصادية الخارجية عادل عباس، وسلطنة عمان السفير علي العيساني، والمغرب السفير أحمد التازي، وممثل تونس مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير نجيب المنيف. وناقشت اللجنة الوثائق التحضيرية للقمة، والتي تشمل مشروع جدول الاعمال وتقرير الامانة العامة حول متابعة تنفيذ قرارات القمة السابقة. وكانت الوفود العربية على مستوى الوزراء والسفراء والمندوبين التي ستشارك في القمة بدأت منذ الصباح الوصول إلى مطار رفيق الحريري الدولي حيث وصل أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، ووفد من كبار الموظفين في الحكومة المغربية ترأسه سفير المملكة لدى مصر وممثلها الدائم لدى الجامعة العربية أحمد التازي، الذي قال لدى وصوله الى ارض المطار إن القمة توازي بين العمل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، مشيراً الى أن بلاده ستتمثل بوزير خارجيتها ناصر بوريطة في القمة. كما وصل إلى مطار الحريري الدولي، نائب وزير المالية السعودي الدكتور حمد البازري، وأعلن السفير بخاري، أن وزير المالية السعودي محمد الجدعان سيرأس الوفد السعودي الذي يضم مسؤولين في وزارتي المالية والخارجية. وبلغت سبحة الاعتذارات الرئاسية حدها الأقصى أمس، مع الابلاغ عن عدم مشاركة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، ليقتصر الحضور على 19 دولة على مستوى وزراء ووكلاء وزراء. وفي السياق، شدّد منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو، عبر “تويتر”، على أنّ “غياب نحو ثلاثة أرباع قادة الصف الأول العرب وحضور 5 منهم فقط القمة، دليل جديد لفشل عهد العماد ميشال عون وانعدام وزنه السياسي!”، معتبرا “هذه القمة من أكثر القمم العربية تدنيا في التمثيل!”، مشيراً الى أنّه “في الزمن الرديء لبنان يفتقد رؤساء ووزراء أعطوه حجمه وحضوره ودوره!”. إلى ذلك، وبعد تداول الأخبار والمعلومات عن دعوة السفير السوري علي عبد الكريم علي وحضوره مؤتمر القمة العربية الاقتصادية، الامر الذي كاد يسبب احراجا لكثيرين، قرر السفير السوري عدم الحضور لكي لا يتسبب بمشكلة جديدة. وكانت مصادر، اعتبرت أن تلبية علي للدعوة سيشكل إحراجاً لعدد من المدعوين واولهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي يتذكر الجميع كيف كان يترك صف الرؤساء اثناء التهاني بعيد الاستقلال وينسحب حتى يمر السفير السوري تفادياً لمصافحته، كما أن عدداً من المدعوين قد يكون محرجاً، كما اعتبر آخرون أن حضوره كان سيكون احراجاً للامين العام وللجامعة العربية التي لم تقرر بعد عودة سورية اليها.

 

علوش لـ«جنوبية»: نعم أسلوب أمل في التهديد… بلطجي

نورا الحمصي/جنوبية/17 يناير، 2019

 سجال بين مؤيدي حركة أمل والنائب السابق مصطفى علوش بعد وصف الاخير لأنصار الحركة بالبلطجية.

لم يمر تصريح النائب السابق والقيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش مرور الكرام خصوصاً بعد وصفه رئيس حركة أمل نبيه بري وحركة أمل “بالبلطجية”، حيث قال في حديثه التلفزيوني ان” رئيس مجلس النواب نبيه بري لديه القدرة ان يكون رئيس ” حركة أمل ” عندما يريد، ورئيس مجلس نواب عندما يريد”، مشيراً الى أن “بري وأنصار أمل كان من المفترض ان يقوموا بإحتجاجهم المعهود على حضور الوفد الليبي الى القمة وان لا يهبّا الى العملية الأشبه بالبلطجة”. كلام علوش دفع مانصار أمل ومؤيديها  للرد على كلامه حيث كتب الناشط في حركة امل حسن طليس: “ردّاً على النائب السابق القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش الذي وصف حركة أمل والرئيس نبيه بري البلطجية… #روح_راجع_تاريخك”.أما أبو علي حجازي فقد قال “مصطفى علوش انت وجماعتك بلطجية”. وفي هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش الذي أكد ان “احتلال طريق المطار واسلوب التهديد الذي تم استخدامه من امل لا يعبر عن اسلوب حضاري انما عن اسلوب “بلطجي”. وفي سؤال حول رده على الانتقادات التي طالته وابرزها “روح راجع تاريخك” فقد قال علوش “تاريخي معروف، وان كنت قد مارست في يوم من الايام البلطجية فليعلموني. وختم القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش قائلاً “اذا كانوا يعتبرون ان تاريخي في المقاومة الفلسطينية ليس تاريخ مشرفا فعلينا مناقشتهم”. ومن جهته أكد الناشط في حركة أمل حسن طليس في حديث لـ”جنوبية” أن “حركة أمل لم تقم بإحتلال المطار، ولكن ما حصل هو  ان مؤيدي نهج أمل قد وضعوا فقط صوراً للامام المغيب موسى صدر كمبايعة لقضية الامام التي تمثل جميع الطوائف”. واضاف طليس “كما قال دولة الرئيس نبيه بري الأسف كل الأسف ليس لغياب الوفد الليبي بل لغياب الوفد اللبناني عن الإساءة الأم منذ اكثر من اربعة عقود الى لبنان كل لبنان.” وفي الختام أكد الناشط حسن طليس ان “نبيه بري هو صمام الامان ومع الوحدة الوطنية ويعمل دائماً لمصلحة لبنان”.

 

خلوات الطوائف وخوافها.. أو أفول "العهد"

منير الربيع/المدن/الجمعة 18/01/2019

يعمّ الشعور بالخطورة على الصيغة اللبنانية، من قبل مختلف الأفرقاء. الجميع يتحسس المخاطر ويهجس بها. والشعور بالخطر هذا، لا يعبّر عن نفسه بسياق وطني أو إصلاحي، بل يعزز الخوف الطوائفي، من إعادة طرح قسمة جديدة لجبنة تركيبة النظام.

اجتماع الملّة

لذلك، شهد لبنان طوال الأيام السابقة، جملة لقاءات واجتماعات طائفية السمة، متوجسة من هذه المخاطر. قد يجتمع المسيحيون والسنّة والدروز بدافع الحفاظ على الثوابت القائمة منذ ميثاق 1943، والمتعززة في اتفاق الطائف. وهم يخشون في الوقت عينه من رغبة "باطنية" شيعية في إحداث تغيير على هذه التركيبة، لتصبح متلائمة مع ما يناسب حجم الشيعة وتعاظم دورهم، بعد تحولات كثيرة، خاضوا خلالها معارك جمّة. وهم (الشيعة) يتوقعون، بداهة، ما يكافئ وزنهم و"تضحياتهم"، من خلال تثبيت حضورهم وتعزيزه في التركيبة. غالباً، ما تتخذ اللقاءات الطوائفية من حدث (تفصيلي، أو هامشي وعابر) سبباً لتعقد خلواتها، وتبحث في الأفق والمصير وفقاً لما تنبئ به التحولات. هذا ما فرض على كلّ ملّة، منذ أيام، أن تنعقد على نفسها وتبحث في مصائرها. على هذا المنوال، اتخذ الشيعة من دعوة ليبيا إلى الجامعة العربية حجّة لعقد مجمعهم. وهو ما فهمته الجماعات الأخرى أن "المسألة الليبية" تمويه وذريعة، وأن الحافز الأصلي متصل بالأزمة السياسية المستفحلة، التي قد تؤسس وتفرض قواعد جديدة في النظام. وهكذا، سارع لقاء الساسة الموارنة إلى الردّ على هذه الفرضية،رافعين "لا" قاطعة، بمواجهة محاولات تكريس أعراف جديدة في التركيبة اللبنانية.

الثلث والموارنة

المشكلة عند الموارنة لها أكثر من معنى وتفسير، حاجة "العهد" إلى الدعم المسيحي والكنسي، وتثبيت منطق المناصفة خوفاً من المثالثة. وتحت هذا السقف، تتعدد المطالبات من قبل القوى المتضاربة مارونياً، لتعزيز كل طرف لحصّته. وقد كشف سليمان فرنجية حقيقة المشكلة، وربما يكون هنا قد تحدّث بلسان حزب الله، الذي لا يريد منح "التيار الوطني الحرّ" الثلث المعطّل. وبالتالي، أكد فرنجية أن أصل المشكلة هو الخلاف المسيحي مع الحزب. وردُّ التيار عليه كان مؤكِدّاً لوجهة النظر هذه، بإصراره على تحصيل ثلث الوزراء. عندما طرح جبران باسيل شعار: الثلث للمسيحيين، ومن لا يوافق على ذلك لا يكون مسيحياً. رفض القادة الآخرون هذا المنطق، واعتبروا الثلث عونياً وليس مسيحياً. كان باسيل يحاول كسب الدعم من بكركي، لكن الموقف كان مغايراً، خصوصاً أنه وجد تكتلاً في وجهه، يرفض التسليم له بأعراف جديدة، أراد تكريسها بمواجهة الأعراف التي يبتدعها حزب الله. فتمسك المسيحيون الباقون بالطائف، والدستور، وليس بتكريس عرف مسيحي جديد، يشكل عملية التفاف على هذا الدستور. بنظر البعض، فإن اللقاء يمثّل صورة أساسية على انتهاء عهد ميشال عون، أو نظرية "الرئيس القوي". ولو لم يكن كذلك، لما احتاجت الكنيسة إلى دعوة القادة والسياسيين الموارنة، ولما حاول المحسوبون على العهد أن يضعوا اللقاء في خانة دعم الرئيس وتوجهاته.

الوزير السني

على الضفّة السنية، استبق السنّة تخوفهم منذ ما قبل نتائج الانتخابات النيابية، وأيقن الرئيس سعد الحريري أن هناك محاولة لخلق ثنائية سنية، هدفها خرق بيئته وحجب تسيّده عليها. وهذا، تُرجم في عملية تشكيل الحكومة، من خلال فرض وزير سنّي من الخارجين على تيار المستقبل. يواجه الحريري ذلك في طلب الحماية من رئيس الجمهورية، متنازلاً له عن بعض الصلاحيات، راضياً بمنحه الثلث المعطّل. لكن الردّ يأتي سريعاً عليه، إن أراد منح الثلث المعطّل لعون، فعليه التنازل عن وزير سنّي من حصته لصالح سنة 8 آذار. وبالتالي المقصود هو منع أي طرف من الإخلال بما يريد حزب الله تكريسه، في لعبة توزيع الأدوار على مختلف القوى.

ثوابت الدروز

الدروز أيضاً تحسسوا بعضاً من الخطر الداهم عليهم. يتمسكون بالطائف، وبالتركيبة القائمة، لا خيار أمامهم سوى إعلان الثبات على الثوابت، لمواجهة أي محاولات جديدة، تفرض تحوّلات في التوازنات السياسية والبيئات الطائفية. بدأ استشعار هذا الخطر من خلال محاولة استيلاد جبهة درزية معارضة للمختارة. وبدأت تلعب على وتر زرع الشقاق في مشيخة العقل، واستهداف الأوقاف. هذه الأخطار حّتمت عقد لقاء المجلس المذهبي. وكان الردّ من جنبلاط (على طريقته) على كل الرسائل التهديدية السورية، بأن اجتمع بسفراء دول الخليج للتأكيد على عروبة الدروز وعمقهم التاريخي.

ثنائية الحريري - عون

المعادلة التي يريد البعض إرساءها، أوضحها الحريري بشكل لا لبس فيه، حين تحدّث عن التحالف بينه وبين التيار الوطني الحرّ، وغايته الإشارة إلى تعزيز هذه الثنائية، لمواجهة صيغة المثالثة. ولكن هل سيكون بإمكان ثنائية الحريري عون، إعادة التوازن في لبنان، على صعيد المؤسسات؟ بلا شك، أن لعب هذا الدور سيكون صعباً ومكلفاً، لكنه أيضاً إذا ما حصل، سيمثّل رمزية تاريخية تؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ لبنان. تسليم الحريري لعون بأحقية الحصول على الثلث المعطّل، يمكنها الإشارة إلى عمق التحالف السياسي بينهما، على قاعدة تحولهما بدلاً من الاستمرار في سياسة التبعية للحزب، إلى قطبين أساسيين في التركيبة السياسية، يوازيان بها القطبية الشيعية التي فرضها حزب الله. هناك مصلحة تجمع ما بين الحريري وعون عند هذه النقطة، خصوصاً أن العهد ينحدر إلى هاوية التعطيل والعرقلة. فرملة هذا الإنحدار، يعتبرها بعض المتحمسين لهذا التحالف، أنها ستؤسس للجم جموح حزب الله، المتحكم بإدارة الدولة وإدارة البلد. لا بديل أمام الحريري وعون عن هذا السياق، سوى الاستمرار في التبعية، والسير في خيارات تمثّل المزيد من التدهور. الموقف يحتاج إلى جرأة سياسية، تتخطّى كل الحسابات الآنية والمصلحية، وتنتظر لحظة ما تجتمع فيها قوى طائفية وحزبية متعددة، وعلى تقاطع المصالح فيما بينها، لمواجهة أي محاولة لتحجيمها، كما لمواجهة أي محاولة لـ"مؤتمر تأسيسي" جديد.

حزب الله والطبقة الفاسدة

إذا ما بقي المسار على حاله، فهو سيوصل إلى خلاصة واحدة: توجيه الاتهام في تدهور حال البلاد إلى كل القوى الأخرى غير الحزب. فسيدخل هؤلاء في سوق الاتهامات بالفساد بحق بعضهم البعض، يحمّل الحريري مسؤولية التدهور الاقتصادي، بينما يتحمل برّي وباسيل وجنبلاط مسؤولية الفساد. وبالتالي لا بد لهؤلاء من اتخاذ خطوة دفاعية، تحتاج إلى جرأة، تضع حزب الله أمام تحمّل المسؤولية. ما يجري حالياً، هو التحضير لمرحلة جديدة ترتكز على أن تدهور الوضع في البلد هو نتاج هذه الطبقة الفاسدة، والتي سيكون حزب الله قادراً على الوقوف خارجها، والقادر على إسداء النصائح لها، طالما أنه بعيد عن أي اتهام بالفساد أو التورط في التفاصيل اللبنانية، لاهتماماته الاستراتيجية بشكل دائم.

 

لقاء بكركي.. كأن باسيل خسر معركة الرئاسة باكراً

باسكال بطرس/المدن/الجمعة 18/01/2019

أكثر ما استوقف كلّ من تابع مجريات الاجتماع "الوجداني" الماروني يوم الأربعاء الماضي، هو غياب مصير الحكومة العتيدة، محور اللقاء، عن مشهديّة بكركي. ليطغى عليه الصراع الماروني على كرسي الرئاسة الأولى. وهو ما جعل من كلّ من الوزيرين جبران باسيل وسليمان فرنجية، مدعوماً من القوات اللبنانية والكتائب والمستقلين، نجمي الحدث، بعد سجال سياسي دار بينهما، دعا خلاله فرنجية "التيار الوطني الحر" إلى التخلّي عن "الثلث المعطّل"، لوضع حدٍّ للأزمة الحكومية.

التباعد

لا يختلف اثنان على أنّ البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي قد نجح بجمع القادة الموارنة على طاولة واحدة، إلا أنّ المتاريس السياسية، التي ارتفعت خلال اللقاء، أدّت إلى صدور بيان تقليدي لم يقدّم جديداً، مع مفارقة واحدة تمثّلت بوضع الراعي الأصبع على الجرح في كلمته الاستهلالية، و"التأكيد الماروني على الالتزام بالدستور واتفاق الطائف وتطبيقه نصاً وروحا"، وفق البيان الختامي. ترى مصادر مطّلعة على مداولات اللقاء، أنّه " كشف باختصار، مدى التباعد بين الكتل المسيحية، خصوصاً بين تيار "المردة" و"التيار الوطني الحر"، وإن من كان البيان الذي صدر عن المجتمعين، والذي جاء بمثابة "إعلان نيّات شامل وجامع"، يمكن التعويل عليه للانطلاق في تحديد موقف مسيحي وطني أكثر وضوحاً في المرحلة المقبلة". غير أنّه يمكن الحديث في اللقاء، وفق المصادر نفسها، عن ثلاثة رابحين، أوّلهم راعي اللقاء، الذي نجح في جمع الموارنة تحت سقف بكركي، فبات حديث الساعة، وخرج ببيان ختامي يؤكد على ثوابت الكنيسة، وبلجنة متابعة تعطي طابع الاستمرارية للقاء ولدور البطريرك.

مصادر كنسية

في هذا الإطار، تعتبر مصادر كنسية أنّه "على رغم من الاختلاف في وجهات النظر حول مواضيع البحث، إلا أن جوّ النقاش كان هادئاً، وجرى التوافق خلاله على أن الخطر الذي يواجهه لبنان بات داهما، ولا يحتمل ترف التأجيل والانتظار، وإن كان المشاركون يختلفون في توصيف أسباب التعطيل الراهن"، مؤكدة أنّ "اللقاء شكّل فرصة متاحة للاستماع إلى مختلف وجهات النظر، وبالتالي البناء على الأرضية المشتركة التي ظهّرها البيان الختامي، بحيث كان هناك إجماع على الدور التاريخي للمسيحيين عموماً، وبكركي خصوصاً، في تثبيت فرادة الصيغة اللبنانية وتأسيس دولة لبنان الكبير التي يُحتفل بمئويتها بعد عام". وهنا توضح المصادر أنّ "معظم الكلمات ركّزت على أن لا يُمكن حلّ المشكلات التي تعصف بالبلد دفعةً واحدة، لأن لكل واحدة ظروفها ولاعبيها، إلا أنه متى عالجنا معضلة الحكومة، فلا شكّ أنّ ذلك سيساهم بحلّ الأزمات المعيشية الاقتصادية، المالية والاجتماعية تباعاً".

القوات اللبنانية

بدورها، خرجت "القوات اللبنانية" منتصرة من اللّقاء، حسب المصادر، وذلك من دون الصّدام مع "التيار"، ومع بيان ختامي يؤكّد ثوابتها الوطنية، وينسجم مع مشروعها السياسي. فكانت مداخلات نوابها مطابقة لنداء بكركي وكلام الراعي عن رفض خلق أعراف جديدة. وبذلك تكون قد أسقطت أي احتمال بأن يشكّل اللقاء غطاء لطرف من الأطراف، بل أصرّت أن يكون الغطاء لكلّ من يلتزم بثوابت الكنيسة. وفي هذا السياق، تشير مصادر القوات إلى أنّها "أثبتت بأنّها اللاعب الأقوى الذي يقف على مسافة واحدة من الوزيرين باسيل وفرنجية، من أجل تمرير المرحلة بوحدة موقف مطلوبة حفاظا على الدستور والدور الوطني المسيحي".

وإذ تؤكد أنّ "البيان الختامي أظهر أن بكركي تبقى صوت القضية اللبنانية في المنعطفات الوطنية، ووجود فريق رابح وخاسر لا يؤثر على جوهر البيان لجهة اتفاق الجميع على رفض أي تعديل دستوري"، تكشف أنّ "الهاجس الفعلي اليوم هو من تكريس الأعراف أو إسقاط المناصفة لمصلحة المثالثة كما أشار الراعي في كلمته، والخطر الفعلي في المثالثة أنها تعني الثلثين للمسلمين وثلث للمسيحيين، لافتة إلى أنّ "تشكيل لجنة متابعة أمر جيد لجهة أن اللقاء ليس لرفع العتب والمشهدية، بل لمتابعة التنسيق حرصا على وحدة الصف رغم التنوع، كما توجيه رسالة أن الخلاف في الأمور السلطوية لا يعني إطلاق الخلاف في الأمور الجوهرية."

جبران باسيل

أما رئيس تكتل "لبنان القوي" فتعتبره المصادر المتابعة الخاسر الأكبر، الذي لم يتمكن من تسويق طرحه بدعم رئاسة الجمهورية، لأن منطلقاته ذاتية وغير مسيحية، ولم ينجح بتقديم تصوّر جامع ولا الاستفادة من اللقاء من أجل توظيفه لمصلحته، في مواجهته التكتيكية مع "حزب الله". غير أنّ مصادر قريبة من التيار لا توافق هذا التوصيف بل تعتبر اللقاء "خطوة ممتازة ولم يقع خلاله أي اشتباك، بل شكّلت لجان للعمل على حل المشاكل المطروحة". وإذ ترى أنه " لولا موقف فرنجيه لكان لقاء بكركي نجح بالمئة في المئة"، تؤكد أن "الثلث ليس هدفاً، لكن الحصول عليه ضمانة للشراكة ولكل المسيحيين فيما بعد"، لافتة إلى "وجود أساسيات لا يجب أن نختلف عليها أهمها حصة رئيس الجمهورية في الحكومة وتكريسها كعرف في حكومات المستقبل، إضافةً إلى "نوعية" الرئيس، لناحية أن تكون له حيثية وتمثيل شعبيان". وتختم المصادر: "الاجتماع كان بداية مصارحة وجهاً لوجه، وسيصار إلى متابعة ما تم نقاشه، وان شاءالله تكون نتائجه ايجابية على المدى القريب".

سليمان فرنجية

في المقابل، تصنّف المصادرُ فرنجية رابحاً. وهو الذي فاجأ الجميع بصراحته المعهودة، وأعلن "أنّنا لم نأت لدعم الثلث المعطل لرئيس الجمهورية الذي لا يعترف بنا"، مبديا خشيته من أن "يستخدم هذا الثلث ضدنا"، ولافتا الانتباه إلى أن "العهد يكون قويا معنا وفينا، ولا يجوز زجّ رئيس الجمهورية في ملفات من هذا النوع". وتلفت المصادر إلى أن "موقف فرنجية هذا لاقى استحسان ودعم القوات والكتائب والنواب المستقلين، على اعتبار أنه كسر على باسيل في اللقاء، وأسقط بالمنطق السياسي حجة أنّ الثلث المعطّل لباسيل مكسبا مسيحيا". "الجلسة لم تشهد سجالاً حادّاً، تقول أوساط المرده، بل دار فيها نقاش بدا فيها الوزير باسيل يغرّد خارج سرب المجتمعين، مصرّاً على تصوير مطالبته بالثلث في الحكومة، نابعة من رغبة في تعزيز دور رئاسة الجمهورية، وبالتالي المسيحيين في لبنان، فيما هو يسعى جاهداً للحصول على ثلث الحكومة بغية الانقضاض على حقوق وأدوار بقية المسيحيين، لحسابات مستقبلية رئاسية باتت مكشوفة". وتشدد الأوساط على أن "الوطن لا يُفصّل على قياس فريق واحد وانما بالشراكة المتوازنة بين مختلف اطيافه"، معتبرة أن "ما يُعطّل تشكيل الحكومة هو معارضة الثنائي الشيعي حيازة فريق الرئيس الثلث".

الكتائب اللبنانية

هذا الموقف تؤيده أيضا "الكتائب"، التي تحدّث باسمها النائب سامي الجميل ،عارضاً للمخاوف من المرحلة المقبلة إذا ما بقينا "نتلهى" بالتفاصيل، مكرراً دعوته إلى تشكيل حكومة اختصاصيين تنشل البلد من الازمة الراهنة. وتؤكد مصادر "الكتائب" في هذا الاطار، أن "الوجود المسيحي لم يكن يوماً بهذا الحجم الكبير في السلطة، ومع ذلك لم يشعر المسيحيون يوماً باليأس كما يشعرون به اليوم، لأن وجودهم في لبنان مرتبط مباشرة بوجود دولة سيدة حرة، مستقلة، حضارية ومتطورة، تتمتع باقتصاد قوي وقضاء مستقل". وتكشف المصادر أن "كلمة البطريرك الراعي أيضا لم تخل من إشارات حول عدم رضاه عن حصول باسيل وتياره على الثلث المعطل، عندما تحدث عن رفض كل الاعراف المستحدثة، وذلك في إشارة إلى محاولة البعض إدخال حصة رئيس الجمهورية الحكومية في صلب الدستور اللبناني".

المستقلين

أما مصادر المستقلين الموارنة فتكفي بالقول أن "اللقاء كان بنّاء وموضوعياً، ونجح في النأي بنفسه عن القضايا السياسية الضيقة، فتجاوز سجال الوزيرين باسيل وفرنجية عن الاستحقاق الرئاسي والحصص الحكومية"، موضحة أنّه "على رغم من أن "اللقاء كان تشاوريا وغير موجّه ضد أي طرف سياسي، إلا أنه أعاد التشديد على أهمية دور المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً في حراسة هيكل الكيان اللبناني المتنوّع في وحدته انطلاقاً من دورهم التاريخي في تثبيت دعائمه عشية مئوية إعلان دولة لبنان الكبير". في المحصّلة، يمكن القول إن خلوة بكركي دفعت الفرقاء الموارنة إلى تأكيد التزامها بالثوابت، لكنها أدت في الوقت نفسه، إلى توسيع الهوة السياسية بين التيارات المسيحية. فكان واضحا أن هدف سيّد بكركي يختلف عن حسابات ضيوفه، فلم يخلُص المجتمعون إلى أيّ تقارب يمكن البناء عليه حكومياً، في حين دفعت المناكفات التي رُصدت على هامش اللقاء، إلى تسليط الضوء على الصراع الماروني الأزلي. وخير دليل على فشل الأفرقاء في الخروج بصيغة لخرق جدار الأزمة الحكومية، هو ما أعلنه النائب آلان عون عبر تويتر، فور انتهاء اللقاء، قائلا: "لقاء النواب الموارنة في بكركي: تقارب في المشكلة العامة للنظام، وتباعد في المشكلة الخاصة بالحكومة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

 مقتل جنود أميركيين يختبر قرار الانسحاب من سوريا

«داعش» تبنى الهجوم الانتحاري في منبج... والتحالف يشن غارات مكثفة على التنظيم شرق الفرات

واشنطن: هبة القدسي - أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/19/شكل الهجوم الانتحاري الذي وقع في مدينة منبج بشمال شرقي سوريا أمس وأسفر عن مقتل جنود أميركيين ومدنيين سوريين، اختباراً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من سوريا.

وجاء التفجير، الذي تبناه تنظيم داعش، بعد أقل من شهر على إعلان ترمب سحب القوات الأميركية من سوريا بعدما حققت هدفها بـ«إلحاق الهزيمة» بالتنظيم. ووقع التفجير في مطعم في وسط مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي ائتلاف مقاتلين عرب وأكراد مدعوم من واشنطن، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال «المرصد» إن «انتحارياً أقدم على تفجير نفسه عند مدخل المطعم أثناء وجود عناصر دورية أميركية داخله». وتحدث «المرصد» عن مقتل 16 شخصاً على الأقل بينهم «تسعة مدنيين، وخمسة مقاتلين محليين تابعين لقوات سوريا الديموقراطية كانوا يرافقون دورية أميركية» تابعة للتحالف. وتضاربت الأنباء حول عدد القتلى الأميركيين بين ثلاثة وخمسة. وقال متحدث باسم التحالف في بيان، إن «عناصر من القوات الأميركية قتلوا خلال انفجار أثناء قيامهم بدورية روتينية في سوريا». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «إنه الهجوم الانتحاري الأول الذي يطال بشكل مباشر دورية للتحالف في مدينة منبج منذ عشرة شهور». وعلق نائب الرئيس الأميركي مايك بنس قائلاً، إن «بلاده ستقاتل لتضمن هزيمة (داعش)». وأضاف: «سنبقى في المنطقة وسنواصل القتال لضمان ألا يطل (داعش) برأسه البشع مرة أخرى». وأفاد «المرصد» بأنه سُجَّل أمس «تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي في أجواء الريف الشرقي لدير الزور، مع تنفيذها غارات وضربات استهدفت ما تبقى للتنظيم حيث حققت قوات (سوريا الديمقراطية) مزيداً من التقدُّم» في شرق سوريا. يذكر أن الهجوم الانتحاري في منبج جاء في وقت أبدى الأكراد رفضهم إقامة «منطقة آمنة» تحت سيطرة تركية في شمال البلاد، بموجب مبادرة اقترحتها واشنطن. وقال ألدار خليل، أحد أبرز القياديين الأكراد وأحد مهندسي الإدارة الذاتية، إن «تركيا ليست مستقلة بل هي طرف ضمن هذا الصراع».

 

ألمانيا تحتج رسمياً لدى إيران وتبلغها القلق من أنشطتها الجاسوسية وطهران نفت تعليق تأشيرات سائحي بولندا

طهران، عواصم – وكالات/17 كانون الثاني/19/قدمت ألمانيا شكوى رسمية إلى إيران، وذلك احتجاجاً على اعتقال جاسوس ألماني من أصول أفغانية كان يعمل بالجيش الألماني، ويشتبه بأنه كان يتجسس لصالح طهران. وأعلنت الخارجية الألمانية أنها “خاطبت بشكل صريح ممثل إيران في برلين، وعبرت عن قلقها الشديد إزاء الأنشطة المزعومة لهذا العميل الإيراني”. وأضافت الوزارة “سنتابع الآن المراحل المتقدمة في التحقيق عن كثب.” وكان تم اعتقال الشخص الذي يشتبه بأنه يعمل جاسوسا للاستخبارات الإيرانية يوم الثلاثاء الماضي في ولاية راينلاند غربي ألمانيا. وذكرت السلطات الألمانية أنه صدرت مذكرة توقيف في 6 ديسمبر الماضي بحق المشتبه به البالغ من العمر 50 عاما، والذي كان يعمل منقحا لغوياومستشارا بالجيش الألماني. في غضون ذلك، نفت الخارجية الإيرانية تعليق إصدار تأشيرات دخول البلاد للسياح البولنديين، حيث نفى المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي ما تناقلته وسائل الإعلام البولندية في هذا الشأن.

وكانت إذاعة “زيت” البولندية الخاصة ذكرت أن إيران أوقفت إصدار تأشيرات سياحية للبولنديين، وذلك ردا على استضافة بولندا قمة عالمية، بالاشتراك مع الولايات المتحدة تركز على الشرق الأوسط، ولا سيما إيران، من المقرر عقدها في فبراير المقبل. على صعيد آخر، أعلن متحدث باسم الاتحاد الأوروبي أمس، عن أن الآلية المالية الأوروبية مع إيران أصبحت “على وشك التفعيل”.ونقلت وكالة أنباء “إرنا” عن المتحدث، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، القول إن “الاتحاد الأوروبي يلتزم بتنفيذ الاتفاق النووي في سياق احترام القوانين الدولية والأمن المشترك”، مضيفا أنه “يُتوقع من إيران أيضا أن تقوم بدور بناء في هذا الإطار وأن تواصل التزامها بالتعهدات النووية كافة”، ومعتبرا أنه “لا يمكن استبدال الاتفاق النووي بأية آلية سلمية أخرى”. وأضاف أن الأطراف الأوروبية في الاتفاق، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، “ملتزمة بالحفاظ على التعاون المالي مع إيران، ولا سيما في سياق تفعيل الآلية المالية الخاصة”، لافتا إلى أن هذه الآلية المالية باتت في مراحلها الأخيرة لتدخل حيز التنفيذ. من جانبها، جددت فرنسا دعمها للاتفاق النووي بالتزامن مع حلول الذكرى الثالثة لدخوله حيز التنفيذ. لكنها دانت بشدة التجارب الصاروخية، لافتة إلى أنها تمارس ضغوطا على طهران للحد من تلك التجارب.

 

براين هوك: محاولات طهران مستمرة لزعزعة استقرار البحرين

المنامة – وكالات/17 كانون الثاني/19/أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران ورئيس مجموعة العمل حول إيران براين هوك، أهمية تعزيز التعاون والعمل المشترك بين الولايات المتحدة والبحرين بما يعزز الاستقرار ويدعم الأمن. وخلال زيارته إلى مركز البحرين للدراسات الستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات”، قدم هوك عرضًا شاملاً حدد خلاله أهم ملامح السياسة الخارجية تجاه إيران، وذلك ضمن مائدة مستديرة ضمت عددًا من المعنيين والمهتمين بالقضية. وقال “إن الجميع على دراية بمحاولات إيران المستمرة إضعاف الهوية الوطنية في البحرين، وكيف خلقت انقسامات طائفية داخل المملكة، إلا أن النخبة الحاكمة في المملكة بقدرتها وحنكتها استطاعت الحفاظ على سيادة الدولة وأمنها وهويتها بتنوعها الديني والثقافي، وكذلك تعزيز التعايش السلمي والحرية الدينية”. وأكد أن البحرين تعد شريكاً أساسياً للولايات المتحدة ضمن ستراتيجيتها تجاه إيران، وأن إيران تعد العامل الأساسي في زعزعة الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أنه يتعيّن على إيران التوقف عن تطوير صواريخ بعيدة المدى بإمكانها حمل رؤوس نووية، فضلاً عن ضرورة التوقف عن دعم وتمويل ميلشياتها في كل من سورية ولبنان والعراق واليمن والبحرين.

 

العراق ينفي دخول قوات أميركية كانت متمركزة في سورية

بغداد – وكالات/17 كانون الثاني/19/نفى العراق أمس، دخول قوات أميركية كانت متمركزة في سورية إلى أراضيه. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع تحسين الخفاجي إنه “من غير الممكن أن يتم أي شيء إلا بالتنسيق مع الجانب العراقي وهذا الأمر لم يحدث، لا يوجد أي دخول للقوات الأميركية من الجانب السوري باتجاه العراق”. وأشار إلى وجود “تنسيق عالي المستوى مع الجانب الأميركي من خلال التحالف الدولي وقيادة العمليات المشتركة، وموضوع انسحاب القوات الأميركية من سورية بالنسبة لنا فقد تم اتخاذ كل الاحتياطات على الحدود”. وأكد عدم وجود قواعد عسكرية أميركية في العراق، مشيراً إلى وجود مستشارين من قوات التحالف الدولي، تساعد في تدريب الجيش العراقي وفي العمليات الجوية. وأشار إلى أن هناك تعاوناً عسكرياً مع روسيا والولايات المتحدة، مضيفاً ان القوات العراقية لديها القدرة والإمكانية للحفاظ على أمن البلاد وحدودها، وسياستها واضحة بتنويع مصادر الأسلحة، حيث تستفيد من الجانب الروسي فيما يخص الدفاع الجوي والسلاح المدرع. وأوضح “علاقتنا جيدة مع روسيا من خلال مركز العمليات الأمني الذي يضم الجانب الروسي والذي يشاركنا في تبادل المعلومات بشأن محاربة التنظيمات الإرهابية”. في سياق متصل، رفعت قوات “الحشد الشعبي” أول من أمس، من حالة الجهوزية على الحدود العراقية- السورية، وذلك بعد تعرض “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) إلى هجوم شنه تنظيم “داعش” في مناطق هجين وسوسة في سورية. من ناحية ثانية، دعا رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي عقب حضوره اجتماع الرئاسات الثلاث (مجلس النواب ومجلس الوزراء رئاسة الجمهورية)، ليل أول من أمس، الأطراف السياسية كافة إلى تغليب لغة الحوار والمصالح العليا للبلاد وتجنب إثارة الخلافات. على صعيد آخر، وافق مجلس الأمن الوطني أول من أمس، على إقرار مشروع سور العراق الرقمي وعلى ستراتيجية مكافحة التطرف العنيف المؤدي للإرهاب، بعد أن أبدى عبدالمهدي “ملاحظاته وتوجيهاته بأن يكون المشروع متكاملاً وفعالاً”. في غضون ذلك، اندلع حريق في أحد مخيمات وزارة الهجرة والمهجرين في محافظة أربيل، أول من أمس، ما أدى إلى احتراق 14 كرفاناً للنازحين. وذكرت الوزارة في بيان، أن “حريقا اندلع في مخيم هرشم في مركز محافظة أربيل من دون وقوع أية إصابات بشرية”، موضحة ان الحادث أسفر عن احتراق 14 كرفانا للنازحين. وعزت أسباب الحادث إلى حدوث تماس كهربائي، مشيرة الى ان سيارات الاطفاء سيطرت على الحريق. إلى ذلك، أعلنت الحكومة العراقية أول من أمس، أنها اتفقت مع حكومة إقليم كردستان، على توحيد الرسوم الجمركية وإلغاء جميع نقاط التفتيش بين الطرفين.

 

محامي ترامب يقر بالتواطؤ مع روسيا واعتقال مخطط مهاجمة البيت الأبيض بقذيفة دبابات

واشنطن – وكالات/17 كانون الثاني/19/بعد نحو عامين من الإنكار، أقر المحامي الخاص للرئيس الأميركي رودي جولياني، بأن حملة ترامب تواطأت مع روسيا للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية العام 2016، في إقرار هز واشنطن، ويوحي بأن سيد البيت الأبيض يحاول النأي بنفسه عن خمسة من مساعديه، كشفت التحقيقات أنهم كانوا على علاقة بموسكو. وقال جولياني في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” الأميركية، ليل أول من أمس، “لم أقل أبداً أنه لم يكن هناك تواطؤ بين الحملة أو بين أعضائها مع روسيا، إنما ما أقوله هو أن الرئيس بشخصه غير متورط”. وأضاف إنه “لا يوجد دليل واحد على أن رئيس الولايات المتحدة ارتكب جريمة التواطؤ، إذا كان هناك تواطؤ فهو من أعضاء في الحملة، وحدث هذا منذ زمن طويل لاختراق أجهزة الحاسوب الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي”. وأشار إلى أنه لم “يرَ جريمة في تزويد رئيس حملة ترامب السابق بول مانافورت مواطناً روسياً ببيانات الاقتراع الأميركية، فمثل هذا التبادل ليس تواطؤاً”. على صعيد آخر، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أول من أمس، أن أعداداً ورقية مزيفة تحمل اسمها يتم توزيعها في واشنطن، تشير إلى مغادرة ترامب البيت الأبيض. وجاءت الصحيفة المزيفة تحت عنوان “ترامب لم يعد رئيساً”، أو ترامب يغادر أو يستقيل من البيت الأبيض، وبأن “الخبر مطبوع على ورق صحيفة حقيقي وبنفس الحجم والشكل، ولكن الخبر نفسه مزيف”. من ناحية ثانية، ألقت السلطات الأميركية القبض على حشر جلال (21 عاماً) من ضاحية كامينغ في أتلانتا، بتهمة التآمر لشن هجمات على البيت الأبيض ومعالم معروفة في واشنطن. وقال المدعي العام للمنطقة الشمالية في جورجيا بيونغ باك، إن جلال اعتقل في مقاطعة غوينيت، ومثل أمام محكمة اتحادية في أتلانتا، مضيفا “يعتقد أن نيته كانت مهاجمة البيت الأبيض وأهداف أخرى في واشنطن، باستخدام عبوات ناسفة وقذيفة مضادة للدبابات”، مشيراً إلى أن “الرجل كان لديه رسم تخطيطي باليد” للطابق الأرضي من الجناح الغربي بالبيت الأبيض. في غضون ذلك، قررت مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي الأميركية، تكريم أسطورة الملاكمة العالمية محمد علي بإطلاق اسمه على مطارها، تخليداً لذكراه.

 

الأوروبي” يوسّع عقوباته ضد سورية ويضيف 11 شخصاً و5 مؤسسات

اعتقال خلية إرهابية في منبج تعمل لصالح تركيا... وواشنطن تعهدت عدم السماح باستعادة "داعش" قوته

بروكسل، دمشق، عواصم – وكالات/17 كانون الثاني/19/أعلن مصدر أوروبي رفيع المستوى في بروكسل أمس، أن مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية، يعتزم خلال جلسته يوم 21 يناير الجاري، توسيع قائمة العقوبات ضد سورية، مضيفا أنه ستتم إضافة 11 شخصا و5 منظمات إلى القائمة الأوروبية السوداء ضد سورية. وقال المصدر قبيل لقاء وزراء خارجية الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي: “من المتوقع، تجديد قائمة العقوبات ضد سورية”. ورفض الكشف عن أسماء الأشخاص والمؤسسات التي ستشملها العقوبات، وقال: “سيتم نشر الأسماء في المجلة الرسمية للاتحاد الأوروبي، بعد اتخاذ قرار رسمي بذلك يوم الاثنين، بينما كشفت مصادر أن المضافين على صلة بالهجمات الكيماوية التي شهدتها سورية. في غضون ذلك، دان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الهجوم الذي وقع في منبج، وسقط من جرائه أربعة قتلى أميركيين، متعهداً “بألا تسمح الولايات المتحدة بأن يستعيد تنظيم داعش دولة الخلافة الشريرة والدموية”. وقال بنس في بيان، ليل أول من أمس، إن “الولايات المتحدة “دمرت خلافة داعش وقدراته ولن تسمح ببقايا التنظيم أن تعيد استجماع خلافتها الشريرة والدموية ليس الآن ولا في أي وقت آخر”. من جهتها، أعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، عن “التعاطف العميق مع عائلات الأبطال الأميركيين الشجعان الذين قتلوا في سورية”، فيما اعتبر عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن قرار سحب القوات الأميركية من سورية أثار حماس “داعش” هناك، آملا “في أن يفكر الرئيس ملياً في ما هو مقبل عليه في سورية”. على صعيد آخر، أشاد مؤسس شركة “بلاك وتر” للخدمات الأمنية إريك برنس، بقرار سحب القوات الأميركية، مقترحاً إمكانية استبدال متعهدي خدمات عسكرية خاصة بالقوات المنسحبة، ومضيفاً إن “متعهدينا قد يحمون حلفاء الولايات المتحدة ويتصدون للنفوذ الإيراني بعد مغادرة الولايات المتحدة البلاد”. في غضون ذلك، أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أمس، أن بلاده تراقب عن كثب تنفيذ قرار سحب القوات الأميركية، معتبراً أنه “قرار صائب من جانب الإدارة الأميركية”. من ناحية ثانية، تراجعت لهجة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) ليل أول من أمس، مظهرة ليونة أكبر تجاه تركيا.

وأعلنت “قسد” في بيان، “استعدادها لتقديم الدعم اللازم لإقامة منطقة آمنة شمال وشرق سورية”، مشيرة إلى أملها في الوصول إلى حلول تؤمن استقرار المناطق الحدودية، وأن مهمتها كانت على الدوام “حماية جميع مكونات المنطقة، ولم تشكل يوماً عامل تهديد خارجي ضد أي من دول الجوار، خصوصاً تركيا التي نتطلع ونأمل الوصول إلى تفاهمات وحلول معها تؤمن استمرار الاستقرار والأمن في المناطق الحدودية معها”. في المقابل، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أمس، إن المنطقة الآمنة في شمال سورية مهمة للاستقرار. في غضون ذلك، أعلن مجلس منبج العسكري، اعتقال خلية مؤلفة من سبعة أشخاص، مضيفاً إن التحقيقات أظهرت “أنهم يخططون لأعمال عدة من تفجيرات وأعمال إرهابية، بتوجيه مباشر من فصائل درع الفرات والاستخبارات التركية”. وفي الأثناء، أعلن المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، أنه سيلتقي أعضاء “هيئة التفاوض السورية”. وقال “ستتواصل مناقشاتنا بشأن مختلف جوانب عملية جنيف للسلام، اتفقنا على أن أزور دمشق بشكل منتظم لمناقشة نقاط الاتفاق وتحقيق تقدم في تناول المسائل الخلافية، سألتقي قريبا مع هيئة التفاوض السورية”، من دون أن يحدد ما إذا كان سيلتقيها في الرياض أو في مكان آخر.

في سياق متصل، قال المتحدث باسم “هيئة التفاوض السورية” إبراهيم الجباوي أمس، إنه من المقرر أن يلتقي بيدرسون ممثلين عن الهيئة، في السعودية، مضيفاً إن اللقاء سيعقد في الرياض، اليوم الجمعة.

ونعى المجلس، القتلى الأميركيين الذي قضوا في تفجير انتحاري بمنبج. وكانت قد انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق، صورة قال ناشطون إنها تظهر الشخص الذي فجر نفسه في السوق الشعبية بمنبج، بينما لم تؤكد أية جهة رسمية صحة هذه المعلومات. من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بخروج نحو ألفي شخص، بينهم عشرات من مقاتلي “داعش” من المعقل الأخير للتنظيم في شرق سورية في الساعات الـ24 الأخيرة.

 

صفقة القرن: دولة فلسطين في معظم الضفة الغربية وجزء من القدس/البيت الأبيض اعتبر التسريبات غير دقيقة والفلسطينيون رفضوها

القدس – وكالات/17 كانون الثاني/19/أفادت أنباء صحافية إسرائيلية، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط ستقترح إقامة دولة فلسطينية على نحو 90 في المئة من الضفة الغربية، على أن تكون عاصمتها في القدس الشرقية، ولا تشمل الأماكن المقدسة. وذكرت محطة “ريشيت 13” التلفزيونية، ليل أول من أمس، أن أميركيين أبلغوا أحد المصادر بأن الخطة تتضمن ضم إسرائيل لتكتلات استيطانية يهودية في الضفة، في حين سيتم إخلاء أو وقف بناء المستوطنات المنعزلة. وأوضحت أن ترامب يرغب في استكمال الإجراءات الإسرائيلية المقترحة بتبادل للأراضي مع الفلسطينيين، وأن تكون المدينة القديمة في القدس الشرقية، ويوجد بداخلها المقدسات اليهودية والإسلامية والمسيحية تحت السيادة الإسرائيلية، لكن بإدارة مشتركة من الفلسطينيين والأردن. وأضافت أن “معظم الأحياء العربية” في القدس الشرقية ستكون تحت السيادة الفلسطينية وستكون بها عاصمة الدولة الفلسطينية في المستقبل.

ولم يشر التقرير إلى مصير اللاجئين الفلسطينيين، كما لم يتناول وضع قطاع غزة في هذه الخطة. وفي رسالة على حسابه بموقع “تويتر”، قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط وأحد مهندسي الخطة الرئيسيين جيسون غرينبلات، إن التقرير “غير دقيق”، مضيفا أن “التكهنات بشأن محتوى الخطة لا تفيد، قلة على الكوكب تعرف ما تنطوي عليه حالياً”، مشيراً إلى أن “نشر أخبار كاذبة أو مشوهة أو منحازة غير مسؤول ويضر بالعملية”.

من جانبه، توقع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، بألا يتم الكشف عن خطة ترامب قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من أبريل المقبل، مضيفاً “مما نفهمه أنها لن تطرح قبل الانتخابات، إنه قرار ذكي لأننا لا نريد أن تصبح هذه قضية الانتخابات”. في سياق متصل، وصف البيت الأبيض التسريبات بأنها “تكهن غير دقيق، ولن يكشف عنها قبل شهور”، فيما أكدت الرئاسة الفلسطينية أن أي خطة سلام لا تتضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها كامل القدس الشرقية على حدود العام 1967 سيكون مصيرها الفشل. من جهة أخرى، جددت روسيا أمس، موقفها الداعي الى ضرورة استعادة الوحدة الفلسطينية وتحقيق تسوية سياسية للمسألة الفلسطينية على قاعدة الشرعية الدولية المعروفة. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أن هذا التأكيد جاء في اتصال هاتفي أجراه المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع رئيس “حماس” إسماعيل هنية. من ناحية ثانية، أعلنت حركة “حماس” أمس، مقتل ناشط ثان من عناصرها خلال يومين في حوادث داخلية. في غضون ذلك، اقتحمت قوة من الجيش والوحدات الخاصة أمس، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ودهمت المصلى المرواني ومسجد قبة الصخرة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

انتهت "المارونية السياسية" ... وانتهى لبنان

توفيق شومان/موقع مون ليبون/17 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71179/%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/

يرفض الموارنة الحاليون الإعتراف بأنهم ورثة غير ناجحين لأسلافهم الموارنة الناجحين الذين أسسوا لبنان الحديث.

ويرفض المسلمون الإعتراف بأنهم خلفاء غير ناجحين ل "المارونية السياسية " التي انتهت في العام 1975.

لم ينجب الموارنة فطاحل ولا رؤيويين بعد الحرب الأهلية ، كابروا وعاندوا وكابدوا الأوهام ومن دون أن ينتجوا فعلا سويا ومرضيا، كما فعل آوائل الموارنة الذين بنوا الدولة الأكثر حداثة في الشرق الأوسط.

ولم يفعل "الخلفاء المسلمون" أكثر من الندب على مظلومية سابقة، فظنوا أن "الطائفية السياسية" التي ابتدعها الموارنة، يستعاض عنها ب "طائفيات سياسية" متعددة، تعيد لهم حقا مسلوبا وشراكة مغبونة، فاستقرت الحال على ما هي عليه الأحوال، طائفيات ترث الطائفية، ومتشرذمات ومتفرقات ترث المحاولات الضنينة لبناء دولة ووطن ومواطنين.

منذ عقود لم نقرأ نصا لمفكر سياسي ماروني؟

هل هذا المفكر موجود؟ أم أصيب الموارنة بالنضوب؟

ومنذ انتهت "المارونية السياسية" (بعد الطائف على الأقل) لم ينجب المسلمون مفكرا بديلا؟

هل يفكر المسلمون بالبدائل؟

هل المسلمون لديهم البديل بالأصل؟

حتى الآن لا يجيب الموارنة (والمسيحيون عموما) على هذا الأسئلة .

وأغلب الظن أن المسلمين يفتقدون الإجابة.

أنتجت مرحلة "المارونية السياسية" مفكرين وسياسيين غير عاديين، موارنة وغير موارنة، قد يختلف البعض معهم أو يتفق مثل ميشال زكور وميشال شيحا وشارل مالك، وفؤاد إفرام البستاني، ويوسف السودا وكمال يوسف الحاج وغيرهم .

وأنتج المسيحيون اللبنانيون فكرتين ديناميتين غير مسبوقتين: العروبة مقابل العثمانية، ثم الوطنية اللبنانية مقابل العروبة.

وحين آلت العروبة إلى المسلمين العرب دمروها (انظروا إلى أحوال العرب وبلاد العرب)، وحين آلت الوطنية أو الكيانية اللبنانية إلى المسلمين بعثروها.

نبقى في لبنان

لنعترف أنه لا يوجد مفكر مسلم مثل ميشال شيحا يهمس في أذني الرئيس بشارة الخوري بضرورة الذهاب إلى "عقد اجتماعي" مع رياض الصلح، إسمه "الميثاق الوطني".

ولنعترف أنه لا يوجد بين المسلمين مفكر بوزن شارل مالك (بصرف النظرعن بعض أفكاره)، استطاع أن يُلهم الرئيس كميل شمعون، بفلسفته ورؤيته، وإلى حدود تعيينه وزيرا للخارجية.

ليس من مهمة السياسيين إنتاج الأفكار

تلك مهمة المفكرين الذين يبتكرون التصورات ويصوغون الأفكار ويقدمونها بقوالب مقنعة ومقبولة لأهل السياسة وأصحاب القرار.

هكذا كان أرسطو مع الإسكندر

وهكذا كان كونفوشيوس مع ملوك الصين

وهكذا كان بوذا مع ملك ماغادا

وهكذا كان الإمام الغزالي مع نظام الملك، وإبن سينا مع فخر الدولة، والكندي مع المأمون والمعتصم، والفارابي مع سيف الدولة الحمداني، والسهروردي مع صلاح الدين الأيوبي، وإبن خلدون مع ملوك وأمراء زمانه.

وهكذا في كل عصر ومصر، وصولا إلى العصر الذهبي ل "المارونية السياسية"، حيث شهد لبنان:

قضاء معتبرـ أمن مقبول ـ فن راق ـ صحافة طليعية ـ قطاع مصرفي رائد ـ حركة نقابية فاعلة ـ عملة محلية توازي العملات الصعبة ـ فائض مالي مقداره 13 مليار ليرة لبنانية ـ بيئة نظيفة ـ قطاعا التعليم والطبابة يتصدران القطاعات المماثلة في المنطقة.

كانت "المارونية السياسية"، مع عيوبها ونواقصها، تدرك ما تريد، وتعرف إلام تطمح، كانت تريد لبنان وطنا ودولة لتحافظ على استمرارها وتجديد نفسها من خلال إنجازات ملموسة ونجاحات على الأرض، ولذلك كان:

الضمان الصحي والإجتماعي

مجلس الخدمة المدنية

وزارة التخطيط

بحيرة القرعون

مشروع نهر الليطاني

مؤسسة كهرباء لبنان

استجرار المياه إلى مختلف القرى والأرياف اللبنانية

تعميم المدارس الرسمية على كل لبنان

الجامعة اللبنانية كحاضنة للتعليم العالي للفقراء والطبقة المتوسطة ، وبمستوى كاد يوازي الجامعتين اليسوعية والأميركية.

أيضا، كانت "المارونية السياسية" واضحة المعالم في خطابها وخطواتها، وكانت تقول:

نظامنا السياسي ديمقراطي برلماني

نظامنا الإقتصادي رأسمالي حر

منفتحون على الشرق والغرب

في السياسة الخارجية، كان ثمة رؤية واضحة للعمل الدبلوماسي اللبناني، وفي ذلك كتب فؤاد عمون وزير الخارجية الأسبق، معالم السياسة الخارجية اللبنانية، فقال:

"إن مبادىء السياسة الخارجية اللبنانية تقوم على: الأخوة والتعاون مع الدول العربية ـ لا امتياز ولا مركز ممتاز لأي دولة ـ لاحماية أجنبية ـ تنسيق السياسة الخارجية اللبنانية مع سياسة الدول العربية والتعاون معها عسكريا، وعلى الصعيد الدولي لا أحلاف ولا امتيازات ولا مراكز ممتازة لأي دولة كبرى"، (راجع كتابه : سياسة لبنان الخارجية ـ دار النشر العربية ـ بيروت ـ 1959).

وبرأي فؤاد عمون، أن الرئيس كميل شمعون خرق الميثاق الوطني في تحالفه مع الغرب، والرئيس فؤاد شهاب أحيا الميثاق الوطني.

أيضا يمكن أن نقرأ لوزير الخارجية الأسبق جورج حكيم، محاضرة عن سياسة لبنان الخارجية في العام 1965، يقول فيها: "إن سياسة لبنان الخارجية تتأثر بالعومل الإقتصادية، فهي تعكس بصورة عامة أفكار ومصالح الطبقة الوسطى، ومن مصلحة لبنان التوفيق بين الدول العربية لأن الوفاق العربي ضروري لتأمين الوفاق بين الطوائف اللبنانية".

كان ذاك في الماضي

كانت "المارونية السياسية" تعرف أي لبنان تريد

سعت ـ كما تفعل الرأسماليات ـ إلى تجديد نفسها بأفعال وإنجازات ملموسة وملحوظة وغير مسبوقة في الشرق الأوسط كله.

وربما تطرفت لبنانيا إلى حد الغلو، فأشعل غلوها عود الثقاب الأولى في غابة الطوائف اللبنانية

وأما في الحاضر

فأي لبنان يريده المسلمون؟

أي لبنان يريده السنة؟

أي لبنان يريده الشيعة؟

وفي الطريق نحو الإجابة الضائعة ، تنبت أسئلة شائكة تبحث بدورها عن كيفية:

إنعاش العمل النقابي

وإنقاذ التعليم الرسمي

وإحياء الأنهار اللبنانية وفي مقدمتها نهر الليطاني

وإعادة الإعتبار للصحافة والإعلام

والحفاظ على الضمان الإجتماعي

واستعادة حقوق المواطنين بقروض الإسكان

ومنع انهيار الإقتصاد الوطني

هذه الأسئلة، كانت إجابات أو نصف إجابات في مرحلة "المارونية السياسية"، أي أنها كانت تجري فعلا على الأرض أو نصف فعل أو في الطريق إلى جريان الفعل، وأما الآن فالأسئلة غير موجودة والإجابات مفقودة، فلا نجد نصا رؤيويا، ولا مشروعا واعدا، ولامفكرا يقدح فكرة، ولا مفكرا يتخيل صورة، ولا كاتبا يلهج سطرا

ما السبب  لا إجابة

الإجابة المقنعة والمفحمة:

أن "المارونية السياسية" انتهت ولم يرثها الموارنة الجدد

وأن "المارونية السياسية" انتهت ولم يرث المسلمون إلا مساوئها

يعيبون نواقصها وهذا حق لهم

يغيبون نجاحاتها وهذا إثم عليهم

يغفلون عن إنجازاتها وهذه من كبائر خطاياهم وأخطائهم

ليس بالتأثيم تحيا الأوطان

وليس بتخليد الخطايا تُبنى الأوطان

أي لبنان بعد "المارونية السياسية"؟ الإجابة مجهولة

أي لبنان بعد خمس سنوات؟ الإجابة مجهولة

أي لبنان بعد عشر سنوات أو عشرين سنة؟ الإجابة مجهولة

أي لبنان نريد؟ الإجابة مجهولة

عشتم ... وعاش لبنان

 

عن "خصوصية" لبنان التي يتفهمها العالم..

محمد قواص/العرب/18 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71175/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%b9%d9%86-%d8%ae%d8%b5%d9%88%d8%b5%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d9%8a%d8%aa%d9%81%d9%87%d9%85%d9%87/

الخصوصية اللبنانية التي يتفهمها العالم، فيمعن بحقنها بجرعات إضافية تمعن في خصوصيته، تسلم بأن قوة السلاح في لبنان هي من ثوابت البلد بما يتطلب تفهم الجامعة العربية والأمم المتحدة والولايات المتحدة.

"طرد" ليبيا من قمة بيروت إكراما لـ"الخصوصية" اللبنانية

لم تدعُ الولايات المتحدة لبنان لحضور المؤتمر الدولي الذي دعت إليه في بولندا الشهر المقبل. قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن المؤتمر سيناقش مسائل الشرق الأوسط لا سيما كيفية التصدي للحالة الإيرانية. وسرّبت مصادر الموفد الأميركي ديفيد هيل الذي زار لبنان أنه لم يحمل تلك الدعوة بسبب تفهم واشنطن لخصوصية لبنان.

هذه الخصوصية، نفسها، هي التي يتفهمها أيضا العرب الذين سيحضر قادتهم القمة الاقتصادية العربية في بيروت، على الرغم من أن الدولة المضيفة قد ارتكبت إثم “منع” عضو في جامعة الدول العربية من حضور هذه القمة بقوة التخويف والتهويل. احترمت ليبيا نفسها. امتنعت عن الحضور. حفظ ذلك ماء وجه السلطة الرسمية في لبنان. أُقفل هذا الملف كرمى لعين الخصوصية اللبنانية.

والخصوصية المقصودة، والتي باتت من الصلب الكياني المعترف به عربيا ودوليا، اسمها وهج السلاح. ولئن خاض رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري المعركة، وتولّت قيادات حركة أمل التهويل، ولاحت إمكانات قطع طريق المطار بشكل ميليشياوي، فإن أمر ذلك جرى على قاعدة “فائض السلاح” الذي تمتلكه الطائفة (لا فرق إن كان بيد أمل أو حزب الله)، والذي على أساسه، يُحكم البلد في تفصيلاته الوزارية والإدارية والبلدية، كما في تحديد سياسته الخارجية في مقاطعة دول، وهنا ليبيا، وفي المطالبة بالوصل مع دول، وهنا سوريا.

هذه الخصوصية اللبنانية التي يتفهمها العالم، فيمعن بحقنها بجرعات إضافية تمعن في خصوصيته، تسلّم بأن قوة السلاح في لبنان هي من ثوابت البلد بما يتطلب تفهّم الجامعة العربية والأمم المتحدة والولايات المتحدة. جاء المُوفد الأميركي، الذي يعرف لبنان ولبنانييه، كونه كان سفيرا لبلاده في بيروت، حظي بترحيب رسمي لافت في “دولة حزب الله”. ألقى عظات ضد الحزب وسلاحه وأنفاقه. تنقل يزور القوى “السيادية” دون كثير تعويل من قبلها على مواقف أميركية لم تعد تحظى في بيروت بأي مصداقية مطمئنة.

حزب الله، نفسه، غير قلق من زيارات الأميركيين وجولات موفديهم في المنطقة. اعتبر نفسه غير معني بحراك هيل وتصريحاته، فالأمر يندرج في حسابات واشنطن خارج حدود لبنان. كان الحزب حاضراً، من خلال ما يملكه من نفوذ داخل الطبقة السياسية اللبنانية، الحليفة والمناوئة، لمعرفة ماذا أسرّ رجل أميركا الزائر في مجلسه. الأمر بالنسبة للحزب نزال بين واشنطن وطهران، فلا عجب من أن الرد ضد “استفزازات” هيل جاء من السفارة الإيرانية في بيروت.

يلتئم العرب داخل قمة بيروت الاقتصادية معتبرين أن أمر “طرد” ليبيا عام 2019، والقبول بحضورها في قمة 2002، أمر يقرره الشارع في بيروت. تطالب طرابلس بيروت بالاعتذار عن سلوك نالَ من كرامة ليبيا، دون أن يعتبر العرب أن الأمر يعنيهم، وأن من واجب جامعة الدول العربية أن تطلب هذا الاعتذار، أو أن تعلق قمة أوصدت بيروت باب حضورها على أحد أعضائها.

ليس في الأمر غرابة. سبق للعرب أن تفهموا الخصوصية اللبنانية حين منع الرئيس اللبناني الأسبق، أميل لحود، في قمة بيروت 2002 الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من التوجه نحو القمة عبر الأقمار الصناعية. جرى أمر ذلك لحساب دمشق. نفذت بيروت المغلوبة على أمرها أمر عمليات سوري كاره لعرفات، فيما تمتثل بيروت هذه الأيام لأمر عمليات يعاقب العرب جميعا، من خلال المناسبة الليبية، بسبب ارتكابهم إثم تعليق عضوية سوريا داخل الجامعة العربية، وإثم عدم رفع هذا التعليق حتى الآن.

يجول ديفيد هيل في لبنان داخل “دولة حزب الله”. يعرف الرجل أن أمن زيارته وأمانها مرتبط بقرار الحزب. بمعنى آخر فإن طهران هي من تقرر طبيعة العلاقة التي تربط بيروت بواشنطن وهي التي، وحتى إشعار آخر، لا تضيرها المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني. يعرف هيل أن أيادي إيرانية هي التي سبق لها تفجير السفارة الأميركية في بيروت، وهي التي فجرت ثكنة المارينز في لبنان. حينها سكتت واشنطن. سحبت قواتها. وتفهمت الخصوصية اللبنانية.

تستقبل “دولة حزب الله” القادة العرب، فيما تعلن مجددا، ومن خلال جولة وزير الخارجية مايك بومبيو في المنطقة، أن ثماني دول عربية، من تلك التي تحضر قمة بيروت، ستشكل تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي (ميسا) الذي يطلق عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب اسم “ناتو العرب”. يعلن بومبيو، وقبله ترامب، أن هدف الحلف هو مواجهة إيران. سبق لقادة أركان الدول الثماني أن اجتمعوا في الكويت وسبق لوزراء خارجية هذه الدول أن التقوا في واشنطن. وعليه فإن طهران، التي جاهرت بعدم إيمانها بأي مصداقية لتحالف عسكري إقليمي ضدها، لا يضيرها أن ترعى بيروت قمة تأخذ بالاعتبار الخصوصية اللبنانية، في بعدها الإيراني على ضفاف البحر المتوسط.

بات خصوم إيران وحزب الله اللبنانيون يتعايشون مع هذه “الخصوصية”. شهدوا بأم العين سقوط قادة لهم، بدءا من رفيق الحريري، واحدا تلو الآخر. عايشوا هجوم “7 أيار” وتعايشوا مع واقعة أن يقوم حزب الله وحلفاؤه بالانقلاب على حكومة سعد الحريري عام 2011، فيما الرجل مجتمعاً، في البيت الأبيض، مع باراك أوباما، زعيم أقوى دولة في العالم. عرف خصوم الحزب ذلك. باتوا مقتنعين بعجز العواصم الكبرى، غير آبهين بتصريحات ديفيد هيل ومواقفه عنهم قبل أيام.

يقرّ العالم والعرب أن “فائض القوة” عند حزب الله وليس قوة الدولة هو ما يحكم لبنان. بكلمة أخرى، وحتى إشعار آخر، يساق لبنان وفق منطق الميليشيا وليس وفق قواعد النظام الدولي. تعتبر واشنطن أن دعم الجيش اللبناني هو دعم للدولة ضد الميليشيا، وتعتبر دول مؤتمر “سيدر” أن دعم لبنان اقتصاديا هو دعم للدولة ضد دويلات الميليشيات. وعلى أساس تفهّم الخصوصية اللبنانية، يتموضع العالم أجمع، متخلياً عن قواعد وأصول وأعراف وتقاليد، للإقرار بحالة التعايش ما بين الدولة والميليشيا في هذا البلد بالذات، وربما دون غيره.

على هذا تقرر الميليشيا انتخاب رئيس للجمهورية من عدمه. وتحدد الميليشيا هوية هذا الرئيس مقفلة الطرق على غيره. وتحدد الميليشيا اسم رئيس الوزراء وشكل حكومته، وهي التي بيدها الإفراج عن الصيغة الحكومية العتيدة وتوقيت ولادتها وموقع السلاح في بيانها الوزاري. على هذا تتعايش كل مؤسسات الدولة اللبنانية، كما كل المنابر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مع هذه الحقيقة بصفتها أصلا بنيويا، على النحو الذي تتعايش معه المؤسسات العربية والدولية الكبرى.

كان للإمام السيد موسى الصدر مقولته الشهيرة “السلاح زينة الرجال”. بات السلاح مرادفاً لصورة لبنان في الخارج يُمثّل داخل المحافل الدولية ويتم تفهمه داخل النصوص الرسمية للمؤسسات السياسية العربية والدولية. وعليه بات السلاح متناً، فيما تصريحات هيل و“طرد” ليبيا من قمة بيروت، تفاصيل تُلقى على الهامش إكراما لـ“الخصوصية” اللبنانية.

محمد قواص/صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

لقاء بكركي أمام الحقيقة: أُكلت يوم أُكل الثّور الأبيض

علي الأمين/جنوبية/17 يناير، 2019

اجتمع أمس في بكركي بدعوة من البطريرك الراعي عدد من أقطاب السياسة المسيحيين للبحث حول تفاهمات يمكن ان تُخرج لبنان مما هو فيه، ولكن ألم يفت الأوان بعد على انقاذ الدولة من الدويلة؟

لقاء رؤساء الكتل النيابية والنواب الموارنة، الذي انعقد في بكركي اليوم (الأربعاء) بدعوة من البطريرك بشارة الراعي وبرئاسته، حكمه اتجاهين، واحد تكتيكي قاده رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، هدف الى خلق التفاف ماروني خلف مطلب الثلث المعطل في الحكومة، الذي يعمل على تحقيقه التيار الوطني الحر بدعم من رئيس الجمهورية، والثاني استراتيجي يتمثل بالمخاوف التي أشار اليها البطريرك الراعي في خطابه الافتتاحي حيال ما يطرح في السر والعلن :عن تغيير في النظام والهوية، وعن مؤتمر تأسيسي، وعن مثالثة في الحكم تضرب صيغة العيش المشترك المسيحي – الإسلامي.

وليس سرا أن رئيس الجمهورية كان أشار ومن بكركي نفسها نهاية الشهر المنصرم، الى تغيير أعراف في عملية تشكيل الحكومة، والمح في لقاءات عدة الى ضغوط خارجية وداخلية تعطل مسيرة الحكم، لذا جاءت الدعوة من قبل البطريرك الراعي، والذي الغى زيارة كانت مقررة له الى واشنطن في العشرين من الجاري حتى الخامس من شهر شباط المقبل، لرفع الصوت على ما بات يتردد في الأوساط المسيحية واللبنانية عموما عن تغيير في هوية الدولة، وهذا ما نبّه منه البيان الصادر عن المجتمعين في بكركي باشارته الى “محاولات لصناعة هوية جديدة مغايرة لحقيقته”.

لم يلق الوزير جبران باسيل تجاوباً، فالمردة والقوات اللبنانية لم يجاريانه في مطلبه، الوزير السابق سليمان فرنجية أحال الازمة الى مشكلة عدم تنازل التيار الوطني الحر عن مقعد وزاري، ولم تكن القوات اللبنانية التي غاب رئيسها عن اللقاء بسبب وجوده خارج البلاد، بعيدة عن موقف فرنجية. في المقابل فان المقاربة الاستراتيجية التي طرحها الراعي في خطابه، لم تلقى حماسة لدى معظم النواب، بل يمكن القول ان ثمة تهيب من التقدم خطوات قد لا تكون محسوبة النتائج في مواجهة اصل المشكلة والتي بات الحديث علنيا عنها في الشارع المسيحي هو ماذا يريد حزب الله؟

طيلة السنوات التي سبقت وصول العماد ميشال عون، ولا سيما مع وصول البطريرك الراعي الى سدة البطريركية، لم تكن البطريركية ولا الجنرال عون وحلفائه من المسيحيين، يعتبرون في سلاح حزب الله وسلوكه السياسي، تهديدا للبنان ولا للدور المسيحي، كان الخطاب المسيحي الطاغي ان قوة حزب الله هي للجم السنة، وتغنى الكثيرون بمقولة حلف الأقليات، معتقدين أن حزب الله يمكن أن يكون رافعة لثنائية شيعية مسيحية، في مواجهة الحريرية أو السنية السياسية، والشواهد كثيرة على تجاوز الأعراف والدستور منذ اقالة الحريري عن رئاسة الحكومة وتشكيل حكومة ميقاتي، الى تعطيل الانتخابات الرئاسية لعامين ونصف تقريبا، الى تغطية دخول حزب الله الى سوريا وغيرها من العناوين التي ينطبق عليها اليوم مقولة “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.

نجح حزب الله في تهميش او تحجيم السنية السياسية، ولكن ليس كرمى لعيون الموارنة او المسيحيين، وهذا ما اثبتته الوقائع اللاحقة بعد انتخابات الرئاسة الأخيرة، المسيحيون ليسوا حلفاء ولا شركاء للشيعية السياسية التي استحكم بها حزب الله وحكم الجميع باسمها. لقاء بكركي كان مسكونا بالخوف مما ينتظر الدولة عموما من تهديد لهويتها وصيغة النظام فيها، ولكن مسكون بالتهيب من رفع الصوت عاليا للذود عن الجمهورية، فمعظم الجالسين شاركوا وتواطأوا جهلاً، أو متوهمين بشراكة ونفوذ في ظل سطوة الدويلة، من هنا فان ثمة شكوكا من قدرة القيادات المسيحية من حمل صليب المسيحيين والدولة في مواجهة من يصلبها، ذلك أن هذه المهمة التاريخية تتطلب شخصيات وتيارات قادرة على انقاذ لبنان والدور المسيحي فيه.

 

«البليارد» اللبناني/بات خطيراً الوضع وكل ما يجري مخيف، لا سيما مع هذا الغياب الرسمي عن تحمل الحد الأدنى من المسؤولية

حنا صالح/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71164/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%8b/

في ساعات الصباح قامت وحدة عسكرية من الحرس الجمهوري برفع أعلام الدول العربية المشاركة في القمة الاقتصادية العربية، من المطار الدولي إلى البيال في وسط بيروت حيث ستنعقد القمة، وفي ساعات المساء قام خليط من المجموعات قيل إنهم من «ألوية الصدر» التابعة لـ«حركة أمل»، التي يرأسها الرئيس نبيه بري، بإنزال علم الثورة الليبية ورفع العلم الحزبي لـ«الحركة» مكانه، وانتشرت في بيروت مع العلم الحزبي الخاص صور الرئيس نبيه بري والرايات السود... وافتقد المواطن السلطة الرسمية والأمن.

وبين الحدثين كان الشيخ حسن المصري قد هدد بأن الوفد الليبي لن يدخل لبنان، وأن «ألوية الصدر» قادرة على احتلال المطار والمرافئ والحدود ومنع دخول الوفد الليبي، ورفض المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بهيئتيه الدينية والزمنية (نواب ووزراء الطائفة الشيعية) أي مشاركة ليبية، وفي مطار بيروت الدولي تم حجب التأشيرات عن وفد ليبي ضم رجال أعمال واقتصاد وأُعيد الوفد من حيث أتى (...) بالمقابل اعتصمت السلطات بالصمت. الوزارات المعنية الداخلية والدفاع والخارجية اكتفت بمراقبة الحدث، ورئاسة الحكومة تجاهلت، ورئاسة الجمهورية لم تعلق!

قبل 40 سنة تم تغييب الإمام موسى الصدر لدى زيارة رسمية قام بها إلى ليبيا، ولغز الاختفاء لم يحل بعد والتهمة تقع على الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، ولم تصل المطالبات بمعرفة مصير الشخصية اللبنانية البارزة إلى أي نتيجة، وانعكس ذلك سلباً على العلاقات بين البلدين، لكن هذا الحدث الجلل لم يمنع ليبيا القذافي من المشاركة في القمة العربية التي استضافها لبنان عام 2002 بوفد رفيع. يومها لم يعترض الرئيس بري الذي قال بالأمس «لا تجربوننا»، ولم نشهد تحركات «الألوية»، ولم يجتمع استثنائياً المجلس الشيعي. هذا مع العلم أن السلطات الليبية اليوم هي التي قلبت حكم القذافي وأنهت المرحلة السابقة.

عود على بدء. في سياق الصراع على تأليف الحكومة، ومع أجندة شروط «حزب الله» للإفراج عن التأليف، وبعدما مضى على تكليف الرئيس سعد الحريري 231 يوما دون طائل، طُرح موضوع القمة العربية التنموية التي كان يمكن أن تشكل فرصة للبنان وبوابة للاستثمار في بعض القطاعات، فوجد الفريق الممانع الفرصة مواتية لفرض دعوة رأس النظام السوري والتطبيع مع سوريا، مع أن الأمر بيد الجامعة العربية وليس بيد بيروت، ورغم ذلك قال فريق الرئيس بري لا قمة من دون سوريا، وتتالت بهذا الاتجاه المواقف الصادرة عن الفريق المؤيد لـ«حزب الله». وجرت رهانات على الاجتماع العربي على مستوى المندوبين، لكن مصر بلسان وزير خارجيتها حسمت الأمر بأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية تتطلب قرارا تتخذه الجامعة ويوافق عليه القادة العرب، وأن الموضوع غير مطروح لأنه مطلوب من دمشق السير خطوات جدية في الحل السياسي وفق القرار الدولي 2254 حتى يكون بالإمكان حسم الأمر.

سقطت المحاولة فتم «تذكر» قضية الإمام المغيب، وكالعادة شهد لبنان حفلة استثمار طائفي، بدا معها البلد طاولة بليارد. إنه «البليارد» اللبناني، يتم ضرب كرة الوفد الليبي فتُسجل إصابات مباشرة في مرمى رئاسة الجمهورية والحكومة الممنوعة والدستور ومكانة البلد وأمنه وسلمه ومصالح أبنائه. كل المواقف المتشنجة وما شهدته بعض شوارع بيروت والضواحي كان رسالة إلى الداخل، وتحديداً إلى رئاسة الجمهورية. ويبدو أن الفريق الممانع، والحديث هنا عن «أمل» و«حزب الله»، انتقل علانية إلى مرحلة عرقلة العهد وإفشاله، وهما يواصلان الكباش السياسي لفرض الإملاءات، فبعد تعثر فيلم النواب «السنة» أتباع الحزب في الإمساك بكل قرار البلد واستتباعه، يبدو أن الكباش سيتمدد ليطال كل الملفات، وعلى الآخرين أن ينصاعوا لمرحلة جديدة انتهت فيها الصيغة اللبنانية «لا غالب ولا مغلوب» لإحلال صيغة الغلبة الطائفية مكانها. والدليل الجديد أنه بعد جريمة القمصان السود «حزب الله» واحتلال بيروت في السابع من مايو (أيار)، 2008، التي أدت في اجتماع الدوحة الشهير إلى فرض البدع والأعراف وأهمها الثلث المعطل في إدارة الحكم، شهدنا جماعات القمصان الخضر (أمل) تستبيح الشارع دون وجل غير عابئة باحتمال انفلاته وتهديد السلم الأهلي في أي لحظة!!

إنه الانهيار، لأنه ليس هناك ما هو أكثر دلالة في بلد الأقليات الطائفية، من أن يقوم أحد الأطراف من خلال ممارساته بإبلاغ الجامعة العربية أن دخول أي طرف عربي إلى بيروت مشروط بموافقتنا (...) وإذا تذكرنا جيداً أن طهران تبجحت مراراً بالسيطرة على بيروت بصفتها واحدة من العواصم العربية الأربع التي تهيمن عليها، وأنها أعلنت بعد الانتخابات النيابية في مايو العام الماضي أن «حزب الله» بات يسيطر على أغلبية نيابية من 74 نائباً، فهذا يعني أن المجيء إلى لبنان يتطلب بعد الآن تأشيرة من نظام الملالي!!

بات خطيراً الوضع وكل ما يجري مخيف، لا سيما مع هذا الغياب الرسمي عن تحمل الحد الأدنى من المسؤولية. هناك انهيار وغياب لأي شبكة أمان. المؤسسات الدستورية من رئاسة جمهورية ورئاسة مجلس نيابي ورئاسة حكومة وكل المؤسسات التي تليها، لم تعد ملك الدولة ووسيلة حماية للناس والبلد، بل باتت ملك متسلطين على الطوائف، وحال الخيبة تعم أكثر الأوساط وبدأ يتردد في غير مكان تعابير من نوع: لا نريد أن نعيش معهم (!!) ودون أي مبالغة هذا الحديث يشمل كل البيئات اللبنانية.

فيما قضية العيش معاً تبقى مسؤولية محورية، لأنه تحديداً في هذه البقعة المتفجرة من العالم والمتشظية اجتماعيا، حظي العيش المشترك بأهمية غير مسبوقة، استناداً لدور لبناني سابق أثبت أن هذا النمط من العيش شكل مصدر غنى ولم يكن مجرد ضرورة فرضتها الحياة المشتركة، على حدِّ ما ذهب إليه سمير فرنجية أبرز مفكري «انتفاضة الاستقلال 2005» الذي يرى في العيش المشترك أبعد من مجاورة ومساكنة أو «أمان» زائف.

في هذه اللحظة ما عاد نموذج حكومة «الوحدة الوطنية» يشفي لبنان، لأنه لا يعبر عن وحدة ولا عن وطنية، في مرحلة هناك من يأخذ البلد المنكوب بالتبعية والفساد إلى التلاشي والأفول. النخب اللبنانية الرافضة للواقع المهين هي أمام تحدي العودة إلى السياسة للتأثير في عملية إعادة تكوين السلطة الجارية حالياً، لأن كل ما شهده لبنان من محطة التسوية في عام 2016 حتى تاريخه، معطوفا على أرجحية تراجع الحضور الإيراني في سوريا، يفسر كثيرا من الضغوط التي يمارسها «حزب الله» لإحداث تعديل في تركيب النظام السياسي بحيث يضمن سلطة تنفيذية طيّعة «ضامنة» لمصالح الخارج وتحديداً نظام الولي الفقيه. لبنان له أهله على اختلاف مشاربهم ويجب ألا يكون بمثابة التعويض لأحد.

 

عندما تحضر الميليشيات وتغيب الدولة

رضوان السيد/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19

تقرر في الجامعة العربية عام 2011 أن يكون مؤتمر القمة الاقتصادية والاجتماعية المقبل في لبنان. وقد كان اللبنانيون وقتها شديدي الاعتزاز بهذا القرار؛ رئيساً وجهاتٍ سياسية واقتصادية. وما أظهر أحدٌ انزعاجه آنذاك غير النظام السوري، الذي كانت الاضطرابات الشعبية قد بدأت عنده. بينما كان الرئيس اللبناني ميشال سليمان يخشى التداعيات، ولذلك صدر إعلان النأي بالنفس، وعدّ القمة العربية دعماً للاقتصاد اللبناني الذي بدأت أمائر الأزمة فيه، والأهمّ - كما قال لي - إنه احتضانٌ عربي للبنان، كما يحدث خلال الأزمات منذ الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، ووصولاً إلى إعادة الإعمار بعد حرب عام 2006.

إنما عندما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي اعتراضه على عقد القمة قبل أسابيع، ذكر لذلك سببين: عدم دعوة سوريا، وعدم تشكل الحكومة اللبنانية. وردَّت عليه أوساط رئاسة الجمهورية، بأن الرئاسة والوزراء المختصين يستطيعون تنظيم اجتماع القمة حتى لو لم تكن هناك حكومة، أما سوريا فتدعوها أو لا تدعوها الجامعة العربية وليس لبنان، وقد قررت الجامعة عدم توجيه الدعوة للرئيس الأسد، لحين اتخاذ قرار في الجامعة بإيقاف تعليق العضوية الذي صدر أواخر عام 2011. وهكذا كان لا بد للاعتراض من أسبابٍ أقوى إن لم يكن في نظر العرب؛ ففي نظر الجمهور الشيعي: دعوة ليبيا رغم إخفاء سلطاتها الإمام موسى الصدر ورفيقيه عام 1978! اجتمع المجلس الإسلامي الشيعي وأصدر أمراً بذلك، أي إلغاء الدعوة، وهدَّد بأسوأ العواقب (ليس على ليبيا بالطبع، بل على الرئيس اللبناني!). وعندما بدا كأنما الرئيسان؛ رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، لا يأبهان، صعّد برّي بالقول إنه يمكن للأمر أن يصل إلى حدود احتلال العاصمة اللبنانية من جديد كما حصل عام 1984، وعام 2008! وفي الوقت الذي كان فيه رئيس مجلس النواب يصدرُ هذا التهديد، ويردُّ الليبيون بأن الحاكمين اليوم في ليبيا هم الذين ثاروا على القذافي ونظامه فقتلوه وأسقطوا النظام، فهم ليسوا مسؤولين عن خطف الإمام الصدر - كانت ميليشيا «حركة أمل» تنزل إلى الشارع على طريق المطار، وعلى الواجهة البحرية للمدينة التي ينعقد فيها المؤتمر، فتُزيلُ العَلَم الوطني الليبي، وتضع في مكانه عَلَم «حركة أمل»، فيردُّ الليبيون بمهاجمة السفارة اللبنانية في طرابلس الغرب، وإزالة العَلَم اللبناني عنها!

بيد أن الغرائب لا تنتهي عند هذا النزاع المتبادَل، والشتائم المصاحبة... فالغريبة الأولى أن القائم على هذه الحركة هو ركنٌ من أركان النظام اللبناني، أو إنه الممثّل الأهم للطائفة الشيعية في النظام والدولة. وهو يستخدم في ذلك ميليشيا بالسلاح والموتوسيكلات. وقد كان يستطيع، لو أراد التصرف ضمن النظام، أن يجمع مجلس النواب، أو مكتب المجلس، ويقول أو يقرر ما يشاء، باعتبار الشيعة طائفة ميثاقية كما يقولون دائماً عندما يريدون تعطيل شيء! لكنه، وهو ركنٌ رئيس في النظام، قصد إلى التخويف، وبماذا؟ باحتلال العاصمة، كما فعل الإسرائيليون، وكما فعلت بعدهم الميليشيات الشيعية، وفي المرة الأولى عام 1984 كانت النتيجة طرد الجيش اللبناني من غرب بيروت، وفي المرة الثانية (2008) عدم تدخل الجيش لحماية العاصمة خشية انقسامه كما قيل!

أما الغريبة الثانية، فهي أن الجيش وقوى الأمن الداخلي ما تدخلت لمنع إزالة الأعلام. إنما الأفظع؛ باستثناء تأسف وزير الخارجية، أن أي طرفٍ سياسي ممثَّل بمجلس النواب، ما احتج على التصرفات الميليشياوية لبرّي وألويته الموتوسيكلية. وأقصد هنا وبالدرجة الأُولى فريق رئيس الحكومة المكلف، ورؤساء الوزارة السابقين. فهم؛ شاءوا أم أبوْا، الفريق العربي الباقي في البلاد، أو إنهم الفريق السياسي المحسوب على العرب على الأقلّ. البعض خشي من «حزب الله» لأن له علاقاتٍ به لا يريدها أن تنقطع. والبعض الآخر خشي من برّي الذي يترأسهم في مجلس النواب، ويقبل باستقبالهم عند تعذَّر لقاء «المجاهدين» الذين لا وقت لديهم إلا لمواجهة العدو الصهيوني!

أما الغريبة الثالثة، وبعد إعراض ليبيا عن الحضور، فهو ما سرَّبهُ مدير الأمن العام، من أنه أمر بعدم تمكين الليبيين من الدخول إلى لبنان عبر المطار إذا ارتأوا الحضور! ومدير الأمن العام شيعي، وهو يفخر بعلاقاته الحسنة بالجميع من النظام السوري إلى الحزب، وإلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. لكنه فيما يبدو لا يخشى غضبهما، وإنما أطاع الذين يريد إرضاءهم لأنهم هم الذين وضعوه في منصبه. وهكذا يكون الفريق الشيعي موحَّداً، وليس كذلك جهاز الدولة اللبنانية العتيدة.

ما هدف حركيات رئيس مجلس النواب على مشارف القمة؟ هو مكلَّف أو كلَّف نفسه بتعطيل انعقاد القمة إن أمكن؛ ولماذا؟ الهدف المعلن إزعاج رئيس الجمهورية، واستطراداً رئيس الحكومة المكلف للخلاف العلني أيضاً على تشكيل الحكومة: رئيس الجمهورية يريد أحد عشر وزيراً. والحزب وبرّي يريدان وزيراً سنياً من مُحازبيهم في حكومة الحريري. إنما السبب الحقيقي لعدم محبة برّي والحزب مؤتمر القمة، فهو أنه مؤتمر عربي، وفي نظر إيران ليس هناك عربي تعترف به إلا بشار الأسد. وقد قال سليماني مراراً وتكراراً: إيران تسيطر على أربع عواصم عربية، فكيف تُقامُ قمة عربية في بيروت من دون استئذان الجمهورية الإسلامية؟ فهذا يعني تجديد الثقة بلبنان، وبانتمائه وهويته، ودعمه اقتصادياً، واحتضانه، وسط إبعاد الأسد وتماثيله وتمثيلياته. وإلى بيروت يأتي مساعد وزير الخارجية الأميركي، فيهدد منها إيران و«حزب الله»، ويعلن أن الجيش اللبناني وحده هو القوة الشرعية، وأن أنفاق الحزب على الحدود مع فلسطين المحتلة تخرق القرار الدولي رقم «1701»، وأن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة لبنان ومساعدة الجيش؛ إنما إذا كانا مسيطرين على الأرض، وليس في هذه الحالة.

هاتان رسالتان: رسالة القمة العربية، ورسالة الولايات المتحدة، وهما تأتيان من بيروت حيث يظن الإيرانيون وحلفاؤهم والأسديون أنهم مسيطرون. ولذلك كانت هذه المحاولات التي قادها الرئيس برّي فأساء إلى صورته وإلى منصبه، وذكّر بالوقائع السابقة حيث كانت الميليشيا التابعة له تنفذ الأعمال المخالفة للقانون على الأرض بمفردها أو بقيادة الحزب. ولكي لا يبقى هناك وهمٌ بشأن الآمِر بهذه الاستهانة للمرة الألف بالدولة اللبنانية، زار السفير الإيراني الجديد الموجود في لبنان منذ شهر أغسطس (آب) الماضي، للمرة الأولى الرئيس الحريري في دارته، واستنكر، كما استنكرت طهران، تصريحات مساعد وزير الخارجية الأميركي، إنما المهم ما قاله عن مسألة تشكيل الحكومة برئاسة الحريري، وأن طهران تعمل كل ما بوسعها من أجل التشكيل. وبالطبع ينبغي فهم هذا الكلام بالعكس: ما دمتم تزعمون أنكم عرب، وتستقبلون أعداءنا منهم؛ فإنّ الحكومة لن تتشكل!

لدى لبنان شرعياتٌ ثلاثٌ، وبكلّها يلعب الإيرانيون، ويلعب الحزب، وتلعب أطرافٌ أخرى لبنانية ودولية: الشرعية الوطنية القائمة على العيش المشترك والدستور. والشرعية العربية القائمة على نظام المصلحة العربية واحتضان لبنان منذ الأربعينات. والشرعية الدولية ومن ضمنها إنفاذ القرارات الدولية التي تحمي لبنان. وإذا كان الموالون لإيران في لبنان وسوريا يعملون على زعزعة الشرعية العربية والدولية؛ فإنّ أطرافاً كثيرة داخلية لا تقتصر على الحزب، تعمل على التلاعُب بها بحججٍ طائفية ومصلحية. ويبقى الأمر كما هو الآن: إذا حضرت الميليشيات غابت الدولة. وهذا الداء قوي في لبنان وسوريا والعراق وليبيا واليمن. ويا للعرب!

 

المجلس السياسي العوني «الثاني»: إنتظرونا !

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الخميس 17 كانون الثاني 2019

تكثر الخطوات التنظيمية في «التيار الوطني الحر»، لكنّ الضمور الشعبي واحد. تتعدد الأسباب التي حوّلت الموجة البرتقالية من «تسوناني» جارف أكلَ الأخضر واليابس مع عودة زعيمها ومؤسسها الجنرال ميشال عون من المنفى، إلى حزب ذي امتداد جماهيري محصور، ولو أنه لا يزال الأول مسيحياً، لكن النتيجة واحدة: إهتمام مبالغ فيه بالشكل، لكن المضمون في خطر. لا شكّ في أنّ تحدي التراجع الشعبي يؤرق قياديي التيار، وهو لا يزال طري العود، لكن ثمة تحديات أخرى لا تقل أهمية، لا يبدو أنها تحتل مساحة هامة على جدول اهتمامات القيّمين، ومنها على سبيل المثال لا الحصر هوية التيار الوجدانية.

يوم انطلقت هذه الحركة، كانت عبارة عن تداعي عدد من الطلاب والأكاديميين الذين اتخذوا من النضال السلمي عنواناً لحراكهم وهدفاً له. كانوا متمرّدين على كل ما هو موروث سياسياً يتصرفون على أساس أنهم لا يريدون شيئاً لأنفسهم. ومع انتشار بقعة حضورهم في عمق النخب المسيحية، أخذت طروحاتهم أشكالاً متطورة تحاكي هموم المجتمع الاجتماعية والاقتصادية وتطلعاته.

لكنّ «التيار» اليوم وبعد وصول زعيمه إلى قمة الهرم الرئاسي، وبعد تجارب أكثر من 10 سنوات في قلب السلطة، شهد تبدّلات جذرية في هويته. بات جمهوره يشبه جماهير الأحزاب والتيارات التقليدية الأخرى. لا تمايز فعلياً بين أسلوب تفكير ذلك المنتمي الى حزب عمره 50 سنة وبين ذلك الحامل للبطاقة الرتقالية.

صارت المنفعة الشخصية خبزاً يومياً، والخدمة الفردية هدفاً أولياً، والموقع السلطوي أقصى الطموح. في المقابل على الحزبي أن يُتقن فنون التصفيق لزعيمه الذي صارت مواقفه «مُنزَلة» غير قابلة للنقاش أو الاعتراض.

ثاني تلك التحديات، وأصعبها، هي جنوحه وبشكل سريع نحو النظام الرئاسي الفردي، مهما حاولت القيادة تجميل التحديثات التنظيمية وتطويرها. فقبضة التيار بيد رئيسه، باعتراف العونيين، والهامش المتبقي لمَن هم حوله يكاد يكون معدوماً.

الأهم من ذلك، هو أنّ هذا النظام لا يشبه تركيبة «التيار» ومناقض لـ»حمضه النووي». ولهذا هناك من يقول إنّ حزب «التيار الوطني الحر» هو غير «التيار العوني» الذي نشأ من رحم حركة نضالية عفوية.

إذ يمسك رئيس التيار جبران باسيل بكل مفاصله الرسمية وغير الرسمية بحجة أنه نظام القرار الواحد. فيحتفظ لنفسه بكل الملفات السياسية الدقيقة، كالعلاقة مع «حزب الله»، وكذلك العلاقة مع الرئيس سعد الحريري، وكأن ليس في «التيار» قيادي آخر يستطيع مواكبة هذه الملفات والتخفيف عن كاهل رئيس الحزب بعض الشيء.

حجج وقرائن

ورغم هذه الملاحظات، يمكن لمسؤولي «التيار» سرد سيل من الحجج والقرائن التي تثبت برأيهم سلامة العمل الحزبي داخل مؤسستهم، وتحمي روح الديموقراطية التي تبث في شبكة العلاقات الممسكة بالهيئات الحزبية، ومنها المجلس السياسي الذي جرى تجديده منذ أسابيع قليلة.

لم يكتب للمجلس، الأول، النجاح في تجربته. ويفترض أن يعوّض المجلس الجديد هذا المطلب، كما يأمل أعضاؤه بعد تأكيد أحدهم أنه كان يؤمل أن تكون التجربة الماضية أفضل، خصوصاً أنّ الانتخابات النيابية التهمت حيّزاً واسعاً من اهتمامات مكوناته كون معظمهم كانوا مرشحين.

يعترف أنّ المجلس لا يتمتع بسلطة تنفيذية ودوره استشاري يقوم على أساس وضع السياسات العامة وتطوير مقاربات التيار واستراتيجياته، فيما تتولى الهيئة السياسية المؤلفة من رئيس الحزب (التيار) ووزرائه ونوابه الحاليين متابعة السياسة اليومية كون هؤلاء على تماس مباشر مع الأحداث اليومية.

ويقرّ بوجود تفاوت بين مكوناته، وتحديداً بين أصحاب المواقع الرسمية وبين بقية الأعضاء إضافة الى النواب والوزراء السابقين. للفئة الأولى القدرة على الوصول إلى قنوات المعلومات والمعطيات بطريقة أسرع وأسهل، فيما الآخرون ينتظرون الموعد الشهري للحصول على «فتات» المستجدات.

ومع ذلك، يعتقد المسؤول العوني أنّ المبادرة الفردية تؤدي دوراً بارزاً في تفعيل مهمة المجلس. ويقول: «ثمة مسؤولية ملقاة على الأفراد لتقديم اضافة في حضورهم من خلال متابعة ملفات متخصصة. ويمكن لهم المساهمة في نقل صورة «التيار» الى القاعدة والمناطق». وهي واحدة من نقاط ضعف المجلس القديم.

ولهذا هناك «توجّه لدى رئيس التيار لتخصيص الأعضاء بملفات محددة، لكي تكون لكل مسؤول القدرة في المساهمة في تفعيل دور المجلس وعمله. كما يسعى لتكون كل المناطق حاضرة في المجلس.

فقد بيّنت الانتخابات الأخيرة أنّ ثمة مناطق بحاجة الى رعاية أكثر كون حضور «التيار» فيها لا يزال طرياً وغير ثابت، وتحديداً في الأطراف كالجنوب والبقاع حيث سجّل التيار كتلة ناخبة لامست عتبة التمثيل، وبالتالي إنّ وجود أشخاص يحملون صوت هذه المناطق قد يساعد نوعاً ما في تثبيت الأرضية العونية وتحسينها».

اذاً، ثمة عامل شخصي وآخر موضوعي يتحكمان بفاعلية المجلس، وقد تمّت مناقشة هذا النقص خلال الخلوة التنظيمية التي جرت الأحد الماضي، حيث سيحاول «التيار» معالجة مكامن الخلل من خلال «توسيع مروحة التفاعل الداخلية ومبادرة الاعضاء للتخصص في ملفات محددة، وهو تحد لكل شخص لإثبات نجاحه أو فشله. وسيكون التعويض من خلال مدّ كل الأعضاء بخلاصات سياسية ومعطيات تساعدهم على المتابعة اليومية والظهور الاعلامي». وعلى الرغم من الطابع الاستشاري الموثّق في كتاب «التيار»، الّا أنّ أعضاء المجلس السياسي يفاخرون بالهامش المُتاح لهم. يقول أحد المسؤولين: «ثمة نقاش صحي في المجلس فيما يقدّم رئيس الحزب عرضاً لآخر المستجدات والمعطيات ضمن حدودها والظروف المتاحة، وهو يطرح الأمور بشكل عام باستثناء بعض القضايا الدقيقة التي لا يمكن كشف تفاصيلها». ويؤكد أنّ «باسيل يطلب رأي المجلس على الدوام، وعادة ما يستفتيه خصوصاً في القضايا الاشكالية، وهو يعود دوماً الى المجلس لاستشارته احتراماً لدوره وينتظر في المقابل من أعضائه تقديم مداخلات قيّمة ومنتجة تغني النقاش. فجسم التيار الذي يمثّله المجلس لا ينفصل عن رأسه». ويذهب الى حدّ استعراض استحقاق التأليف الحكومي «حيث سأل باسيل أعضاء المجلس خلال الاجتماع الأخير عن رأيهم بأدائه في هذا الملف وما اذا كان هناك ما يستدعي التغيير أو التعديل في مقاربته؟ وإذ بالجواب يأتيه من غالبية الأعضاء بأنهم إيجابيون ومقتنعون بما يقوم به، وأكدوا أمامه أنّ «التيار» ليس مضطراً للخضوع لابتزاز قد يكرّس سوابق مرفوضة قد تصير أعرافاً في المستقبل».

في خلاصة ما تقدم، يعتبر هؤلاء أنّ تجربة التيار التنظيمية لا تزال في بدايتها وهي خاضعة للتجارب والنقاش، وكل ذلك في سبيل التطوير والتحسين.

 

بكركي تنجح في امتحان «الأبوّة» وتنتزع تواقيع الموارنة

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الخميس 17 كانون الثاني 2019

المشهد في بكركي اختلف هذه السنة في الشكل والمضمون، وكان ينقصه حضور رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وجلوسه قرب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية لتكتمل الصورة المعاكسة للمشهد القديم، فيصح القول إنّ لا شيء ثابتاً في السياسة، فلا نزاعات سياسية دائمة بل مصالح دائمة.

المشهد في «الجَمعة المارونية» كان مثيراً للإهتمام هذه السنة. فالرئيس ميشال عون يحرس قصر بعبدا وترك للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لعب دور «الأبوة المارونية» ورعايتها، بالتنسيق مع وريثه في «التيّار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل. «الجلسة المارونية» الموسّعة افتقدت أيضاً حضوراً وازناً للرئيس السابق أمين الجميّل، الذي اختار طوعاً وباكراً الخروج من المعادلة الرئاسية والحزبية، فيما اقتحم وريثه الشيخ سامي الجميّل رئاسة «حزب الكتائب» ولعب دور أبيه «العنيد». وامّا الثابتان في اللقاءات الماضية، الحالية، والمستقبلية فهما جعجع - فرنجية، اللذان شكّلت عداوتهما وتلاقيهما المفاجأة الأكبر والأمثولة السياسية الأنسب داخل المجتمع المسيحي، هما الزعيمان المارونيان «المتفقان اليوم في التنسيق»، حسب قول النائب طوني فرنجية، «والمختلفان في السياسة»، حتى اليوم، «بعكس العلاقة بين باسيل- فرنجية» المتفقان حتى الساعة ظاهريّاً في السياسة والمتصارعان في التنسيق بسبب تنافسهما على موقع الرئاسة وليس فقط على أحقيّة الثلث المعطّل. نجح الراعي في جمع بعض الأقطاب الذين يتنافسون على كرسي الرئاسة، تحت قبة بكركي، للضرورة الوطنية. ولكن «السلام الفاتر» بين المرشَحين الأبرَزين في مستهل الإجتماع كان نافراً، وأكّد التباعد بين الرجلين، فيما غاب «الحكيم» بداعي السفر، لكن ملائكته حضرت بقوة في الصف الأمامي، وكان لافتاً مقعد مُستجدّ لرئيس «حركة الإستقلال» النائب ميشال معوّض.

آخر الواصلين وأوِّل المغادرين كان الوزير باسيل، لكن أعضاء كتلته كانوا قد سبقوه وبدأوا بالعمل، فعقد النائب ابراهيم كنعان خلوة مع ممثل قائد «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان قبل بدء الجلسة لتفادي التطرّق الى الامور الخلافية داخل الجلسة والتنسيق في طرح الأفكار المشتركة للبناء عليها مع مختلف الفرقاء.

سليمان فرنجية «نحن هنا» وصول زعيم «المردة» كان له وقعه الخاص، في وقت ردّد البعض ممن واكب التغطية للنهار التاريخي، بأنّ حضور فرنجية خفّف من وطأة هيمنة حضور باسيل الذي اتٌهم بتدبير الإجتماع، وبأنّه المتحمّس الأكبر له، الّا انّ قرار فرنجية الحضور قبل يوم واحد من الإجتماع فاجأ المتابعين وفاجأ حتى البعض من الأقطاب الذين توقعوا عدم حضوره، في وقت يبدو أنّ أسباب المشاركة برأي زعيم المردة ونوابه ومناصريه متعددة، تطلّبت التعالي على الخلافات وتلبية دعوة بكركي. هذه الدعوة المستعجلة والطارئة التي لا يمكن لفرنجية تحديداً تحمّل تداعيات عدم تلبيتها برأي البعض، الذي عزا أيضاً قرار فرنجية الحضور، للقول بكل بساطة «نحن هنا» وليس لدعم مطالب التيّار، بعد رواج معلومات عن مسودّة مطالب لـ«التيار الوطني الحر» تمّ التحضير لطرحها وبحثها مع الحاضرين. لكن هذا لا يعني انّ كلّا من باسيل او فرنجية لم يستشعر الخطر الوجودي للمسيحيين وضرورة تحصين مواقعهم في الدولة وحقوقهم المكتسبة الموثقة في الدستور، بعد استشعار الخطر الذي يدق أبواب أسوارهم المسيحية! الأمر نفسه ينسحب على مختلف الأقطاب والفاعليات والوزراء والنواب الموارنة، التي لبّت نداء الراعي، بسبب الأجواء السياسية العاصفة ولم تردعها حالة الطقس في يوم «كانوني» بارد وعاصف بامتياز .فيما اعتذر النائب جان عبيد عن الحضور لأسباب صحيّة معلناً إستعداده لوضع نفسه وموقفه في تصرّف أي قرار يتّخذه المجمع البطريركي.

مشاهدات

الممثل الرئيسي لجعجع جلس مكانه، وطالت خلوته العفوية وقوفاً مع زعيم تيار المردة قبل بدء الإجتماع، وكانت الضحكات خلال حوارهما واضحة كذلك المشاورات التي دارت بين الرجلين خلال عقد اللقاء.

الراعي: «الوديعة الثمينة» في خطر

بدأ اللقاء بصلاة للقديس انطونيوس لمناسبة عيده، الذي يُصادف في مثل هذا اليوم، تلاها البطريرك الراعي الذي جلس باسيل عن يمينه وفرنجية عن يساره، من ثم افتتح الراعي النقاش بكلمة أكّد فيها انّ اللقاء المُنعقد اليوم هو من اجل لبنان وكل اللبنانيين ...ولأنّ «الوحدة اللبنانية»، التي سمّاها البطريرك الياس الحويك «الوديعة الثمينة» مهدّدة اليوم . كما حيّا الراعي الحضور باسم أسرة الكرسي البطريركي الذي وصفه البطريرك انطون بطرس عريضة بالصرح الوطني حسب تعبير الراعي.

تميّزت كلمة البطريرك باستحضار ملفت للبطاركة الأسلاف، مستشهداً بمواقفهم الوطنية. امّا البيان الختامي، فقد تمّت صياغته بشكل متبنياً كلام الراعي من حيث المضمون، لجهة المحافظة على الدولة التي تتم من خلال تطبيق الدستور، كما تناول البيان شؤوناً بنيوية للنظام وتعثر تشكيل الحكومة.

النقاش

من حيث الشكل، نجح الاجتماع في خلق مشهد جامع استطاع استصدار بيان له طابع وطني متفق على الثوابت، ويعتبر بياناً قويّاً في المضمون، والأهم انّه استطاع نزع تواقيع كافة الأطراف المسيحية المتباعدة عليه في ختام اللقاء. لكن، هذا لا يعني انّ الأجواء المسالمة، هي وحدها التي سادت خلال النقاش.

تحدث اكثر من 20 شخصية مارونية، الأبرز فيها كلمة رئيس تيار «المردة» الذي تطرّق غير مرة الى الوضع السياسي، فيما لفت البعض قول فرنجية:

«الأهم من المضمون ان نتذكر بعد اللقاء الذي حصل بين المسيحيين عند البطريرك عام ١٩٧٨ الى اين أدّى ؟ مستذكراً حادثة اهدن التي حصلت بعد اسبوعين من اللقاء. فيما تساءل البعض ممن شارك في الإجتماع عن سبب استحضار فرنجية لهذا الحدث.

وفيما لاحظ البعض في كلمة الراعي خوفاً على الثوابت أكثر من خوفه على الحكومة، استحضر فرنجية في مداخلته الثانية الوضع الحكومي، محمّلاً مسؤولية التعطيل الى سوء الادارة للأوضاع المسيحية، بعد اعتباره انّ المطالبة بحقوق المسيحيين وتخويفهم من سقوط مبدأ الشراكة، هي شعارات شعبوية تؤدي الى «تفويت المسيحيين بالحيط.

اما الوزير باسيل، الذي تكلّم بعد فرنجية، فتجنّب الرد عليه بالمباشر واكتفى بكلمة وجدانية. وتلاه بالكلام النائب جورج عدوان الذي كان كلامه موضوعيّاً ولاقى تأييد جميع الحاضرين ...بعدها تحدث النائبان نعمة افرام وميشال معوض، وركّزا بكلامهما على هواجس البطريرك.

وقال النائب نعمة افرام: بغضّ النظر عن الأعداد، فميثاق لبنان ارتكز في فلسفته على قيام دولة، يرتبط ثبات بنائها بتوازن التعدديّة المسيحيّ – الإسلاميّ. المسيحيّ: الموارنة والأرثوذكس والكاثوليك وسائر الطوائف المسيحيّة الأخرى. والإسلاميّ: السنّة والشيعة والدروز وسائر الطوائف الإسلاميّة الأخرى. فلا ثنائية ولا ثلاثية، بل سداسية. وأي طرح مختلف، يناقض مجمل المواثيق الوطنيّة. وأضاف: إذا خُيّر الموارنة بين الحريّة والعيش المشترك، فليكن معلوماً للجميع أنهم سيختارون الحريّة. أما خيارهم الأول والأكيد، فهو مثلث الحريّة والعيش المشترك والإنتاجيّة. وإذا كان من تطوير مطلوب للنظام، فهو لتحفيز الإنتاجيّة فقط لا غير. انّ تجربة الشلل الدستوريّ والقانونيّ والاقتصاديّ في آليات اتخاذ القرار، هو السبب الرئيسيّ في مديونية الدولة وتدهور مستوى حياة الانسان.

الّا انّ النائب فرنجية تدخّل بقوله انّه «يسمع في الآونة الأخيرة كلاماً نظرياً ليس منه فائدة، فلندخل الى الإساس وصلب المشكل وطرح المواضيع كل واحد على حدة، وكل موضوع نتفق عليه نضعه جانباً وننتقل الى موضوع آخر بعد ان يأخذ كل طرف موقفاً نهائياً منه» ... وطلب فرنجية من الحضور البدء بالموضوع الحكومي.

لكن المتكلمين من بعده لم يتطرّق احد منهم الى الموضوع الحكومي بل فضّلوا مناقشة كلمة البطريرك التي صُنّفت بالأقوى بين الكلمات لناحية التصويب على هدف اللقاء واعلانه التصدّي لكل محاولات تبديل هوية لبنان التاريخية التي طبعت دستوره، محذراً من صنع هوية جديدة للبنان مغايرة لحقيقته.

كلمات الحضور دعمت الرئاسة ومؤسسة الجيش والشراكة ودور المسيحيين في الدولة، الا انّ رئيس تيار «المردة» عاد الى طرح موضوع الأزمة الحكومية وقال: «بصراحة نقرأ منذ مدة في الصحف انّ هذا الاجتماع عُقد لدعم العهد، فلم نفهم الأمر، هل يعني اننا اذا لم نسر بـ ١١ وزيراً لا نكون داعمين للعهد ؟ وهل يـُختصر عملنا ودورنا على تغطية ١١ وزيراً لكم ؟»، وأضاف: «انّ إصراركم على الحصول على ١١ وزيراً لا نعتبره في وجه الطائفتين السنّية والشيعية بل هو بوجهنا، اي الأطراف المسيحية التي لم تمشِ معكم، لذلك تريدون الغاءها من المعادلة. ولو انّكم تحسبوننا الى جانبكم كنتم اعتبرتم انّ لكم في الحكومة ١٥ وزيراً».

وأضاف بموقف متشدد: «اذا بيتنازل جبران باسيل عن وزير بتركب الحكومة وانا بعرف انو انتو كتيّار شاطرين بتحمّل الضغط واللعب على عامل الوقت للحصول على ما تريدونه لكن حزب الله أشطر منكم». وهنا، حاول البطريرك احتواء النقاش وتهامس مراراً مع فرنجية لتبريد الأجواء، كما لعبت «القوات» دوراً إيجابيّاً عبر عدوان الذي قال انّه في النتيجة هناك مكتسبات مسيحية نحن نريد المحافظة عليها، واذا وصلنا الى ما وصلنا اليه بغض النظر عن خلافاتنا، لدينا اليوم للمرة الأولى هذا الحجم من التمثيل لذلك، يجب الحفاظ على هذا الحجم. وكان لافتاً ما طرحه عدوان حين قال: «اتينا اليوم لنعرف ان كنّا ندخل في أجندة حزبية في هذا الإجتماع أم أجندة مسيحية ؟ وعليه، هناك مقاربتان، اذا كنا ندخل في اجندة حزبية فكل حزب يحق له طلب ما يريد، ولكن اذا كانت الأجندة مسيحية يجب علينا المحافظة على المكتسبات المسيحية بغض النظر عمّن يحصل على هذه المكتسبات المسيحية». وفيما لوحظ انّ باسيل أومأ بنظراته تجاه نواب «لبنان القوي» لثنيهم عن الرد على فرنجية، فضّل النائب زياد اسود الإجابة على طريقته بقوله: «التيار لم يطالب بوزير اضافي، واذا حصل ذلك فهو مكسب للمسيحيين». ثم سارع باسيل للرد بدبلوماسية، فقارب الدور المسيحي وما هو مطلوب منه وكيف ادّت المعركة الإنتخابية الى تحسين التمثيل المسيحي، بمعنى انه كان هناك ١٥ نائباً مسيحيّاً في الماضي فيما اصبح عددنا اليوم ٣٦ ونحن هنا جميعاً».

واضاف: «لا افهم كيف الربط بين الثلث المعطل؟ موضحاً اننا لم نطالب يوماً بالثلث المعطل بل هو جاء نتيجة حجم التكتل! فهل اصبح ممنوعاً لأنه حدّد نتيجة حجمنا؟». واضاف: «المشكل في الاساس هو في السياسة سنّي- شيعي. فلماذا المطلوب من الرئيس المسيحي ان يتنازل عن الحقوق المسيحية والحصِّة المسيحيّة لمعالجة ازمتهم. وإلاّ ما في حكومة؟! في الوقت الذي يجب ان تكونوا انتم الذين تدافعون عن الحقوق المسيحية». بدوره، لفت النائب معوض الى انّ المعركة اليوم ليست في وجه ميشال عون كشخص بل في وجه الرئاسة القوية والرؤساء جعجع، باسيل، فرنجية أو غيرهم ممن قد يصلون الى الرئاسة المارونية.

وتطرّق معوض الى موضوع سلاح «حزب الله»، وكذلك فعل النائب سامي الجميل الذي اعتبر انّ سلاح الحزب هو المشكلة الأساسية التي يجب إدراجها ضمن أولويات المواضيع المطروحة. ولفتت مداخلة النائب فريد هيكل الخازن الذي عارض إصدار بيان موحّد عن اللقاء، مبرراً انّ لا لزوم للبيان والإكتفاء بكلمة مؤيّدة لكلام البطريرك، لأنّ الفرقاء مختلفون، ونعتبر الأولوية اليوم ليست في استحضار الحلول، بل المطالبة بتشكيل الحكومة، لانّ الناس جائعة ولا يهمها وزيراً بالزائد او بالناقص ولا يعنيها طموح البعض لانّ بيوتها خربانة والمؤسسات تُقفل ابوابها. الا انّ الراعي احتوى الموقف وأصرّ على اصدار بيان بالإجماع.

عملياً، اللجنة التي تشكّلت استلهمت افكارها من مسودة البيان التي خطتها بكركي وتجاوبت كافة الأطراف المشاركة في اللجنة عند كتابة صيغة البيان النهائية، فيما لوحظ غياب التشنج الذي رافق المناقشات اثناء اللقاء الذي تحوّل عند صياغة البيان الى توافق وإجماع إيجابي.

علامَ تفاهَمت روسيا وإســرائيل بعد إسقاط «إيل 20»؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 17 كانون الثاني 2019

منذ 17 أيلول الماضي تاريخ إسقاط طائرة «ايل 20» الروسية قبالة الشواطىء السورية وتحميل موسكو اسرائيل مسؤولية إسقاطها باستغلال خطها الجوي في طريقها الى «قاعدة حميميم» الجوية، باتَ للغارات الإسرائيلية على سوريا معنى آخر. فقد رضخت تل أبيب لتحذيرات موسكو ثلاثة أشهر تقريباً قبل ان تستأنف غاراتها. ولذلك طرح السؤال: ألم يعد هناك من مانع روسي؟ والى متى ستضرب اسرائيل في سوريا؟ بمعزل عن الربط الذي حصل طوال الفترة التي غاب فيها الطيران الإسرائيلي عن السماء السورية بعد إسقاط الطائرة الروسية، إنشغلت الأوساط الديبلوماسية والعسكرية بمراقبة نتائج أعمال لجان التحقيق العسكرية المشتركة التي شكلت بين موسكو وتل ابيب لمعالجة ذيول إسقاط الطائرة على اعلى المستويات من ضباط الأركان وسلاحي الجو الروسي والإسرائيلي سَعياً الى ما سمّي في حينه «قواعد سلوك جديدة» للطيران الحربي الإسرائيلي فوق سوريا، ومن ضمنها في الأجواء اللبنانية وبنحو أوضح في نطاق أجواء الحماية التي فرضتها شبكة صورايخ الـ (S400) الروسية ومنصّات الـ (S300) التي قالت روسيا انها سلّمتها الى الجيش السوري النظامي في غضون الأيام العشرة الفاصلة عن تاريخ إسقاط الطائرة الروسية.

وكشفت تقارير ديبلوماسية وعسكرية دقيقة تسرّبت من موسكو الى عواصم غربية انّ التفاهم الروسي ـ الإسرائيلي الجديد الذي حكم مرحلة ما بعد إسقاط طائرة «ايل 20» لم يحمل أي مفاجأة. فالتفاهم الأساسي الذي رافَق الدخول الروسي المباشر في الأزمة السورية نهاية ايلول 2015 كان أصلب واقوى من ان تُنهيه حادثة الطائرة. ولذلك، فقد تم التفاهم سريعاً على آلية التنسيق بين تل ابيب وموسكو وفق قواعد جديدة بنيت على تفاهمات آنية أُشيرَ اليها بالنقاط الآتية:

1 - لا يمكن أي عملية عسكرية اسرائيلية ان تجري على الأراضي السورية بعد ذلك التاريخ من دون إبلاغ القاعدة الروسية في حميميم بتوقيتها والخطوط الجوية التي يجب اعتمادها وضمن مهلة كافية لتعميمها، منعاً لأي صدام بين طائرات الطرفين ولمنع تكرار ما حصل في ايلول الماضي.

2 - التريّث الروسي في بدء تشغيل شبكة صواريخ الـ (S300) التي قيل إنها باتت في حوزة القيادة السورية، وإبقائها الى فترة معينة يجري تحديدها في عهدة القوات الروسية الجوية وخبرائها.

وهو ما شكّل اعترافاً روسياً ضمنياً بأنّ خطأ إرتكب في الوحدة 44 من القوة الصاروخية الجوية السورية التي تدير شبكة الصواريخ المنصوبة في جوار مدينة اللاذقية (S200)، التي أسقط أحد صواريخها الطائرة الروسية نتيجة التحقيقات المعمّقة التي جَرت بين الجانبين الروسي والإسرائيلي.

3 - وقف استخدام الخطوط الجوية القريبة من شبكة الـ (S400) الروسية المنصوبة في «قاعدة حميميم» شمال مدينة حمص. علماً انّ مجالها الجوي يمكن ان يمتد شعاعه الى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة جنوباً وتركيا شمالاً وعمق العراق شرقاً وأعمق من المياه الإقليمية السورية غرباً وصولاً الى أطراف المياه الإقليمية اليونانية والقبرصية.

وهو البند الذي قاد الى بدء استخدام اسرائيل في غاراتها الثلاثة التي شنّتها بعد إسقاط الطائرة الروسية على سوريا خطاً جوياً يمتد من عمق البحر المتوسط جنوب بيروت بـ 12 كيلومتراً تقريباً بدلاً من اعتماد الخط الممتد من جرود كسروان وصولاً الى بعلبك ـ الهرمل، كذلك الحدود البحرية للمياه الإقليمية السورية قبالة طرطوس واللاذقية التي استخدمت في غارة أيلول.

4 - إعطاء الحق لإسرائيل بقصف القواعد الإيرانية وتلك التابعة لحلفائها في سوريا ما لم تلتزم هذه القوى الإنسحاب بعمق الـ 85 كيلومتراً المتّفق عليه شمال خط الجولان السوري المحتل، والذي تعهدت موسكو تنفيذه عقب التسوية التي أعادت تسليم الجيش السوري المناطق المقابلة للجولان المحتل وفتح معبر «نصيب» البري مع الأردن.

وهو ما ظهر جلياً في تركيز الغارات الجوية الإسرائيلية أخيراً على المنطقة الواقعة في نطاقها من العاصمة السورية الى ريفَيها الغربي والجنوبي، وتحديداً القواعد الإيرانية في منطقة الكسوة ومحيط مطارَي دمشق المدني والمزة العسكري من دون أن تطاول الشمال السوري منذ ذلك الحين الى الآن.

والى هذه المعطيات التي تحدثت عنها تقارير تمّ تبادلها في نطاق ضيق، فإنّ تل ابيب إستخدمت في غاراتها الأخيرة طائرات (F35) المتطورة منعاً لأيّ خطأ يمكن ان ترتكبه أي جهة في سوريا على رغم معرفتها أنّ شبكة الصواريخ الـ (S300) لم تسلّم الى القيادة السورية بعد، وهو أمر اتّبعته القوات الأميركية التي كانت تجري ما بين نهاية ايلول وبداية كانون الأول من العام الماضي مَسحاً يومياً للأراضي السورية بواسطة هذه الطائرات عينها والتي تسمّى «الشَبَح»، وهو ما يعني تعويضاً عن غياب الطيران الإسرائيلي عن الأجواء السورية.

وكشفت هذه التقارير انّ اسرائيل أبلغت الى من يعنيهم الأمر من روس واميركيين ودول الحلف الدولي ضد الإرهاب انها ماضية في توجيه ضرباتها الجوية في سوريا بلا هوادة الى القواعد الإيرانية وتلك التابعة لحلفائها، ومن بينهم «حزب الله» و«كتائب ابو الفضل العباس» العراقية والقوات «الأفغانية» والفصائل الأخرى التي تمّ تشكيلها بإشراف الحرس الثوري الإيراني. وتشير التقارير نفسها الى انّ الإستراتيجية الإسرائيلية أبعدت لبنان في هذه المرحلة كونه مصدراً للأخطار المباشرة عليها وتلك الناجمة ممّا يجري في غزة، وتوافقت مع القوى الدولية على حصر المخاطر من الجانب الشرقي لحدودها من سوريا الى العراق، وهو أمر لقي تفهّم جميع الأطراف. ولذلك، فإنّ الغارات الإسرائيلية على سوريا مستمرة بلا أُفق والى أمد غير منظور، ولا علاقة لها بما يُحكى عن تعويض الانسحاب الاميركي من سوريا، فهو لا يعنيها بمقدار ما يعني القوى الأخرى التي تؤدي أدواراً على الأراضي السورية والدول المحيطة بها كتركيا والعراق، على قاعدة مواجهة النفوذ الإيراني وتقليصه في المنطقة.

 

لبكركي أن تحافظ على مجد لبنان

غسان حجار/النهار/17 كانون الثاني 2019

خرجت بكركي عن صمتها، وأخرجت معها الوزراء والنواب الموارنة بعدما وضعتهم امام مخاوفها وفي مواجهة التحديات الكبيرة التي يحاولون غض النظر عنها. المواجهة حتمية بين مشاريع لا تلتقي، ورؤى تتباعد ما بين اصحاب نظريات تقليدية، بل متخلفة، الى واقع البلد ومستقبله، وتغييريين غير رؤيويين، لا يملكون الاسس ولا الخبرة في بناء الدول وتفعيل المؤسسات. والمواجهة لا تعني شارعا في مقابل شارع، بل هي مواجهة بالحسنى، لئلا ينزلق البلد الى ما لا تحمد عقباه. المناصب السياسية تعني أصحابها، والجموح الماروني نحو الرئاسة ليس جديدا، لكنه يجب ان يحافظ على أرجحية العقل، والحكمة، والوطنية، فلا يباع الغالي ويضحى به لرئاسة زائلة حتما بزوال البلد. واذا كان البلد باقيا شكلا، فان الرئاسة تصبح شكلية، والرئيس الماروني يصبح مكسر عصا إذا ما اختلف الطرفان المسلمان، ويصبح عصا اذا ما اتفقا عليه وعلى محاصرته، والتحالف الرباعي لا يزال ماثلا امام من يتذكرون.

في رده على طرح الرئيس نبيه بري اقامة الدولة المدنية، قال النائب "القواتي" السابق ايلي كيروز "إن الدولة اللبنانية الحالية، دولة لبنان الكبير، دولة الدستور والجمهورية، دولة الميثاق والاستقلال، هي دولة مدنية". وليسمح لنا النائب الكريم لانه لم يصب في كل وصف، بل اعتمد سياسة معظم الموارنة في دفن رؤوسهم بالرمال، وقصر رؤيتهم على المساحة الممتدة من الاشرفية الى المدفون وقرى بشري. فالدولة اللبنانية الحالية هي اللادولة، وإلا كيف يمكن تفسير الانقسام الحاصل حول القمة الاقتصادية العربية ومحاولة جزء من الدولة تعطيل انعقادها بكل الوسائل؟ ودولة لبنان الكبير صارت دويلات صغيرة. ودولة الدستور والجمهورية، يداس فيها الدستور كل يوم، وتخالف القوانين، وتنتهك المؤسسات، ولم يبق من الجمهورية الا "لقاء الجمهورية" الصوت المنادي في البرية. اما دولة الميثاق والاستقلال فحدث ولا حرج. بالامس طلع نائب يسمي ابطال الاستقلال من عندياته، والميثاق ضرب في بيت ابيه وانتهك، وابرز وصف لوضعه قالته بنت الاستقلال ليلى الصلح: "الوطن أبطاله في القبور وناهبوه في القصور". وبعد، هل لبنان دولة مدنية؟ دولة يجتمع فيها المجلس الدرزي اليوم، بعد لقاء بكركي الماروني امس، وقبلهما اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى، واجتماع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى. وكل هذه اللقاءات تتحدث في السياسة وتحكم في ابناء طوائفها او يستعملونها في السياسة لا فرق في منظومة مصالح متبادلة. بالامس، خرج بيان بكركي ليؤكد الثوابت فيدعو الى "وجوب تطبيق الدستور، نصًا وروحًا، ورفض تحويل اي استباحة له الى عرف جديد واعتبار المؤسسات الدستورية الإطار الوحيد لمناقشة الأزمات السياسية وحلِّها ورفض جميع الأساليب التي تهدّد بالانقلاب على الدولة او السطو على قرارها". بيان جيد، بل ممتاز، استدعى زيارة موفد من رئيس المجلس للبطريركية المارونية، لاعادة لملمة الامور. ولم يكن الامر ليحصل لولا رفع الصوت. ولبكركي، التي قيل ان مجد لبنان اعطي لها، ان لا تتنازل، او تتراجع، امام الانقلاب الممنهج على الدولة، والذي لم يعد خافيا على احد، فتبقى مستحقة ذلك المجد.

 

فرنجية لباسيل: تُريد الثلث الضامن لتذبحنا

ليا القزي/الاخبار/17 كانون الثاني 2019

النقطة الأساسية في الاجتماع «الماروني» في بكركي، حديث النائب سليمان فرنجية عن أزمة تأليف الحكومة ومسألة الثلث الضامن. حصل نقاشٌ مُباشر بينه وبين التيار الوطني الحرّ، ولكنّه ظلّ «هادئاً»، إلى أنّ قرر «التيار» ليل أمس الهجوم على فرنجية من خلال نشر موقفٍ على الموقع الإلكتروني الحزبي. في النتيجة، أدّى الاجتماع «الماروني» في بكركي، إلى تعميق الخلاف أكثر فأكثر بين التيار الوطني الحرّ وتيار المردة.

جمع الكاردينال بشارة الراعي، في بكركي أمس، رؤساء الكتل النيابية والأحزاب والنواب الموارنة، من أجل التباحث في «توحيد الرأي حول كيفية الخروج من حالة الخطر السياسي والاقتصادي والمالي، وحول مفاهيم ذات طابع دستوري من مثل: الدولة المدنية، وإلغاء الطائفية السياسية، واللامركزية، وحياد لبنان، والثلث المعطِّل، والائتلاف الحكومي وارتباطه بقانون الانتخابات الجديد». أراد البطريرك أن يظهر بصورة القادر على «جمع» كلّ المسؤولين الموارنة تحت عباءته، بمعزلٍ عن خلافاتهم وتناقضاتهم، حتى يخرجوا بموقفٍ موحّد من قضايا عديدة. إلا أنّ الكلام داخل القاعة، وتحديداً بين تيار المردة والتيار الوطني الحرّ، وما عَمد التيار العوني لاحقاً إلى تعميمه، من موقف هجومي ضدّ النائب السابق سليمان فرنجية، كان بمثابة سهمٍ موجّه إلى صلب اللقاء التشاوري «الروحي»، أدّى إلى تعميق الخلافات في وجهات النظر بين «الأقطاب» عوض التخفيف منها. أيضاً، كان يُفترض بكلمة البطريرك قبل انطلاق الجلسة، أن تُمثّل خريطة الطريق للمجتمعين، وتحديد تصوّر عملي لكلّ العناوين. لكنّ البيان الختامي الذي صدر عن اللقاء، تناول الأمور بسطحية، وعكس نقاشاً «عمومياً»، مع إعادة التذكير بنقاط يكاد يكون هناك إجماع على تكرارها بين معظم القوى السياسية: «التعلّق بالوحدة الوطنية وبالميثاق الوطني، التمسك باستقلالية القرار الوطني، تطبيق الدستور، حضور المسيحيين ودورهم الفاعل فيه هي شروط لاستمرار «لبنان الرسالة»، الدعوة إلى الإسراع في تشكيل حكومة وفق الدستور وآلياته، التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، تأمين عودة النازحين السوريين إلى أرضهم بأسرع وقت، التعاطي بمسؤولية بالشأنين الاقتصادي والمالي»... أما مكمن الأزمة الحالية، أي عدم تأليف الحكومة والاختلاف على الحصص فيها، التي بناءً عليها قرّر الراعي توجيه دعوته إلى «السياسيين الموارنة»، وغيرها من المسائل الخلافية، رُحّلت إلى لجنة المتابعة المُنبثقة من اللقاء.

تناوب النواب، داخل القاعة في بكركي، على الكلام. الأكثرية لجأت إلى توصيف الوضع، فيما اختار آخرون الحديث عن وضع النظام وتطبيق اتفاق الطائف والمشاكل الاقتصادية. إلا أنّ المداخلة الأبرز، والأكثر مباشرة في التصويب على المشكلة الحكومية، كانت لسليمان فرنجية. قدّم قراءة شاملة للوضع، وقال إنّ أي إصلاح أو تطوير سيكون بحاجة إلى تشكيل حكومة، مؤكداً أنّه «إذا كان حضورنا لدعم رئيس الجمهورية بحصول على الثلث المُعطّل، فنحن ضدّ». من وجهة نظر تيار المردة، إنّ «الحصول على الثلث هدفه إقصاء القوى المسيحية الأخرى، وللحصول على كلّ التعيينات في الدولة. أنت تطلب الثلث لتذبحنا به». وأضاف فرنجية أنّ الحكومة لن تتشكّل ما دام هناك عناد في البلد، «حزب الله لن يقبل إلا بتمثيل نواب اللقاء التشاوري، والتيار الوطني الحرّ لن يقبل بالتنازل عن المقاعد الـ11. تخلوا عن وزير، تتألف الحكومة غداً». وانتقد فرنجية حصول رئيس الجمهورية على كتلة وزارية، مُعتبراً أنّه «كلنا كتلة الرئيس، شرط أن تُشركونا في القرار. ونحن معكم إذا كنتم أنتم معنا، وخذوا حينها ثلثين وليس ثلثاً واحداً. ولكن من خلال تشكيل الحكومة تسعون لتنفيذ طموحات شخصية ورئاسية». أتى الردّ على فرنجية من الوزير جبران باسيل، بنفي وجود طموحات شخصية خلف تشكيل الحكومة، وبتأكيد أنّ العرف يُعطي رئيس الجمهورية 4 أو 5 وزراء تبعاً لحجم الحكومة. وأعاد التذكير بأنّ الهدف من التمسّك بالثلث الضامن «تحسين شروط أي رئيس جمهورية سيأتي. إذا لم نُعانِد (المسيحيين) لا نقدر أن نُحسّن وضعنا. لماذا لا يأتي الاعتراض علينا إلا من فريق مسيحي؟».

يقول أحد نواب «التيار» لـ«الأخبار»، إنّه «يبدو أنّ الهدف لرئيس تيار المردة كان فقط طرح موضوع الحكومة». وعمّم التيار الوطني الحرّ ليلاً، عبر موقعه الإلكتروني، موقفاً هجومياً ضّد فرنجية، نقلاً عن «مصادر متابعة»، فوصف كلام الوزير السابق بأنّه «تضمّن تناقضات واستفزازات، وأظهر بوضوح رغبته في تفشيل اجتماع بكركي والإيحاء بأنّ اللقاء لا يدعم الرئيس عون. وأوحى بوجود عقدة شخصية لديه تجاه الرئيس والوزير باسيل، ونية سيئة تجاه اجتماع بكركي؛ حتى إنّ النائب في كتلته فريد الخازن طالب بعدم صدور بيان رسمي عن الاجتماع». واستخدم «التيار» الورقة الطائفية للردّ على فرنجية، فجاء في الخبر أنّه «ظهر فرنجية وكأنه يتنازل عن حقوق المسيحيين فقط للوصول إلى منصب الرئاسة كما كان المسترئسون يفعلون في الحقبة السورية».

لم يكن منطق القوات اللبنانية بعيداً عن منطق فرنجية، إلا أنّ أسلوب التعبير عنه اختلف. عبّر نوابها عن «دعم بناء الدولة والمؤسسات»، مؤيدين «أن تتألف الحكومة إن كان بوزير بالزائد أو وزير بالناقص». يوضح أحد نواب «القوات» لـ«الأخبار» أنّه «حاولنا قدر الإمكان حرف النقاش عن البحث في مشاكل آنية، لوضع خطة استراتيجية لـ30 أو 40 سنة». من جهته، قال النائب سامي الجميّل إنّ «كلّ التجاوزات للمؤسسات والمفاهيم هي نتيجة وجود السلاح. وعدنا الناس ببناء دولة، فتخلينا عن ذلك لنصل إلى السلطة. وصلنا إلى السلطة، فخسرنا مشروع الدولة ولم نعد قادرين على ممارسة السلطة». وجدّد المطالبة بتأليف حكومة اختصاصيين، فردّ عليه باسيل بالتزام عدم تعيين إلا أصحاب الاختصاص في الحقائب الوزارية. ولكنّ الكتائب تعتبر أنّ هذا تحريف للمطلوب، لأنّ «الهدف الأساسي وقف منطق المحاصصة».

خلاصة «اللقاء الروحي» الوحيدة هي الاتفاق على جعل اللقاءات دورية، وعلى إنشاء لجنة متابعة من أجل البحث بالمسائل الخلافية. على الرغم من ذلك، يُصرّ معظم النواب المُشاركين في اجتماع بكركي، على «إيجابيته»، وأنّه كان مُناسبةً حتّى يتحدث فيها كلّ طرف بصراحة عن وجهة نظره، «تبقى العبرة بمدى القدرة على المتابعة في المستقبل، وأن لا يكون مصير اللقاء كغيره من الاجتماعات السابقة». ويقول أحد نواب التيار الوطني الحرّ إنّه «ليس مطلوباً من بكركي أكثر ممّا قامت به: تأكيد الثوابت، وجمع النواب الموارنة على مفهوم الدولة والدستور وعدم فتح باب تغيير النظام». وردّاً على سؤال، يقول إنّ النقطة الأخيرة غير موجهة ضدّ أحد، «بل إلى كلّ من يطرح أموراً من خارج الآليات الدستورية البرلمانية، حتى ولو كنا نحن».

 

في هوامش الاستراتيجيا

  علي نون/المستقبل/17 كانون الثاني/19

لم يجد السفير الإيراني في بيروت حَرَجاً في إيراد موقف بلاده الداعي الولايات المتحدة إلى أن "تلملم نفسها وتخرج بشكل نهائي من كل هذه المنطقة"، في الوقت نفسه الذي يرمي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قفازات التحدّي في وجه طهران مباشرة ويدعوها إلى "الانسحاب بسرعة" من سوريا.. وإلا!

الفارق بين الدعوتين هو ذاته الفارق بين الأرض والسماء والحكي والفعل.. نتنياهو يطلق دعوته على وقع سريان مفاعيل تنفيذها عملياً والتهديد بتصعيد ذلك التنفيذ. ومتابعة العمل لتحقيق هدف منع ترسيخ أو تثبيت أو "لبننة" الوجود والنفوذ الإيرانيَّين في سوريا، في حين "يردّ" الإيرانيون بكلام هوائي كبير بعيد عن الموضوع! وبمتابعة التصرف في الساحة السورية وفق جدول الأعمال القائل بأن "الأعداء" هم السوريون وليسوا الإسرائيليين، وأن المهم والأهم هو تأكيد "الانتصار" عليهم أولاً وأخيراً! والواضح أن نتنياهو يُحرج الجماعة الإيرانية ميدانياً وسياسياً! ولا يريد استيعاب "الرسالة" ولا حتى أخذ العلم بها! ولا استلامها، ولا التسليم بها! وهي القائلة في سوريا وفي غيرها وعلى امتداد ساحات النزاع الفتنوي الإسلامي الذي أطلقته إيران، أن "العدو" الذي تهون في سبيل دحره كل الأثمان بشرياً ومادياً هو الآخر العربي والمسلم الأكثري.. أو بالأحرى هو الأَولى في أجندة "الجهاد" والسعي التثويري والتنويري وليس غيره، أكان هذا إسرائيلياً أو أميركياً أو أوروبياً أو روسياً أو صينياً.. إلخ! .. وإن ذلك يُفترض أن يكون قد صار معلوماً ومفهوماً في دوائر "التفكير الاستراتيجي" الغربي والدولي في الإجمال، وفي المحور الأليف الأميركي – الإسرائيلي تحديداً! خصوصاً، (وخصوصاً جداً) أن الجانب الممانع قدّم ويحاول جاهداً تقديم كل ما يلزم من "أدلة" و"شواهد" لتأكيد ذلك عملياً وفعلياً، حتى وإن اقتضت عدّة التبليغ والإرشاد والتعبئة اعتماد التوريَة المألوفة الخاصة بفلسطين وقضيّتها ومركزيّتها وأولويّتها!

.. وحتى لو اقتضى ذلك استنساخ الأداء الأسدي الاستراتيجي الذي "دعم" المقاومة خارج أرضه! وجعل منها ستاراً ناجحاً لتغطية "وظيفته" الفعلية بحماية "حدود" إسرائيل الواصلة إلى الجولان! ومنع أي تهديد أو مشروع تهديد عميق أو مؤثر لها..

"تقاتل" إيران بعيداً عن أرضها، ولا تتردّد في الانصياع لموجبات طمأنة إسرائيل إلى بقاء "أرضها" بعيدة عن الاستهداف.. حتى لو اقتضى ذلك التطنيش عن عشرات الغارات الجوية على مواقعها ومخازنها وقوافلها السلاحية في سوريا، و"القبول" من دون إعلان، بطلب عدم الاقتراب من حدود الجولان! ثم بالمعنى التعبوي، التراجع عن شعارات "الإمحاء" و"الغدّة السرطانية" وما شابه ذلك من مفردات وتهديدات وعنتريات بقيت مشلوحة في الهواء من دون أن تحطّ ولا مرّة على أي أرض ولا على أي واقع ولا في أي "معركة". تحت هذا السقف يتصرف الإيرانيون في سوريا باعتبارها كعكة، لهم فيها حصّة مثلما لغيرهم.. ويردّون بالأمس على لسان قائد "الحرس الثوري" محمد علي جعفري على "دعوة" نتنياهو لهم بالخروج السريع من سوريا، بالقول إنهم باقون فيها ولن يغادروا وأن عليه "أن يخشى من اليوم الذي تنزل فيه صواريخنا الموجّهة على رأسه وتنتقم من الدماء المظلومة".. وذلك "اليوم" الذي لم يشهده أحد برغم كل الغارات الإسرائيلية لا يبدو قريباً ولا معقولاً ولا "مرغوباً"، في حين أن "القريب" والواضح والقائم والقاعد هو أن نتنياهو "يعمل" وغيره "يحكي"! وأن مليون ضحية سورية سقطت على "هامش" ذلك الفارق بين الأمرين.. والذي لا يغطي افتراقه في كل حال، على التلاقي في استراتيجية العداء للمجموع العربي والإسلامي الأكثري!

 

الانعزالية الأميركية بين ضجيج فوقية ترامب وخبث أوباما الخفي

راغدة درغام/17 كانون الثاني/19

حاول مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو استيعاب شطحات الرئيس دونالد ترامب وإصلاح تداعيات اعتباطية تغريدته حول الانسحاب من سوريا وارتجاليته العشوائية في العراق. جولتهما في الشرق الأوسط هذا الأسبوع سعت وراء طمأنة الحلفاء وبلبلة الأعداء وزعزعة تمادي الشركاء الذين لا ثقة بهم مثل رئيس تركيا رجب طيب أردوغان. إنما العنوان الأهم الذي يمكن استنتاجه في المرحلة الحالية من السياسة الأميركية المتقلّبة طبقاً لمزاجية رئيسها هو أن ادارة ترامب تعتمد اليوم للشرق الأوسط نموذج شركة تجارية تحتلّ موقع الرئيس المشرف التنفيذي لها ceo وتوكل delegate الى المساهمين فيها المهام الميدانية بصورة تعاقديةsubcontract . أسلوب التفويض كان واضحاً في خطاب بومبيو في القاهرة عندما قال "نحن ندعم بقوة جهود مصر لتدمير (داعش) في سيناء. واننا ندعم بقوة الجهود التي تبذلها اسرائيل لمنع طهران من تحويل سوريا الى لبنان التالي". تحدث بلغة الاستمرار في "مساعدة شركائنا" للتصدي للتحديات وليس بلغة القيادة والريادة. هكذا هبط بعض الظلام على تعهّد إدارة ترامب "القيادة من الأمام" الذي تحدّى به مبدأ الرئيس الأسبق باراك أوباما والذي قام على "القيادة من الخلف". ليس واضحاً اليوم ما هو الفارق الرئيسي بينهما في ظل تغريدة ترامب الشهيرة حول الانسحاب من سوريا في أعقاب مخابرة هاتفية بينه وبين أردوغان سوى أن تلك كانت المرة الثانية التي يرمي فيها ترامب طابة "القيادة" في سوريا الى غيره – المرة الأولى الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والثانية الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. الأرجح أن في ذهنه أن يوكل اليهما المهام الصعبة في سوريا بما يشمل تفويضهما subcontract بالإنتهاء من "داعش" و"النصرة" وكذلك تقويض إيران لـ"حزب الله". الشكوك تراود القيادات الروسية والتركية ليس فقط لجهة العزم الأميركي على غسل الأيادي من سوريا والانسحاب العسكري منها وانما أيضاً لجهة "الفخ" الذي تخشى هذه القيادات من أنه سياسة توريط مدروسة وليس مجرد تغريدات اعتباطية.

نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، شكّك في جدّية خطط واشنطن للانسحاب الفعلي من سوريا معلناً أنه "من الصعب تخيّل انسحاب الولايات المتحدة بالكامل من سوريا في ظل الظروف الراهنة". وأضاف "أرى أن في واشنطن موقفاً قوياً لدى أولئك الذين يعتقدون أن من الضروري الإبقاء على الوجود العسكري الأميركي" الذي وصفه بأنه "غير القانوني".

تركيا أيضاً شكّكت بشدة بالذات بعد زيارة بولتون الى أنقرة ورفض أردوغان الاجتماع به لبحث قرار الانسحاب الأميركي بعدما طالب بولتون بضمانات تركية لحماية الأطراف الكردية السورية التي تعتبرها تركيا "إرهابية". وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو قال أمام البرلمان "نرى أن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في الانسحاب من سوريا" معتبراً ان "الخروج يكون صعباً بعد كل هذا التقارب مع (وحدات حماية الشعب) الكردية وحزب العمال الكردستاني". لَفت الى أصوات فاعلة وعالية من مؤسسات أميركية متعددة في شأن تغريدة الرئيس للانسحاب من سوريا صدمت أنقرة.

رجب طيب أردوغان ذاق طعم ما سبق وذاقه فلاديمير بوتين عندما افترض كل منهما ان كلمة الرئيس الأميركي لا يُعلى عليها. بعد قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين ظنّ الكرملين ان نقلة نوعيّة حدثت في العلاقة بين الرئيسين وأن ترامب أوكل الى بوتين مهمة إدارة الحلول السياسية في سوريا وأكد عزمه على سحب الـ2000 عنصر عسكري منها. تلك النشوة بالإنجاز التاريخي ما لبثت أن انحسرت بعدما أمسكت المؤسسة العسكرية والسياسية – أو ما يسمونه في روسيا بالدولة العميقة إشارة الى دور المؤسسة الاستخبارية أيضاً – أمسكت زمام الأمور ولجمت جماح الرئيس ووضعت الموضوع السوري على مساره الرئيسي وسلّمته الى فريق مهني يأخذ تعليماته من وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي. طار صواب القيادة الروسية وأخذت الى لغة تصعيدية شملت اتهام الولايات المتحدة برعاية الإرهاب في سوريا، لكن العلاقات ما بين العسكريين استمرت حرصاً على التنسيق الضروري تجنباً للأخطاء الخطيرة.

أردوغان استعجل الافتراض بأنه توصّل الى اتفاق مع "أميركا ترامب" – كما يستخدمون التعبير في أنقرة – ظنّ أنّه اتفاقاً نصّب الرئيس التركي ملك القرار في سوريا وأعطاه صلاحية التصرّف كما يشاء مع الأكراد. النشوة التركية كانت أقصر عمراً من النشوة الروسية إذ قفزت الإدارة الأميركية ليس فقط الى لجم الرئيس في واشنطن وإنما الرئيس الآخر في أنقرة.

لعل ذلك أتى كعملية انقاذ غير مقصودة لأن فخ التوريط بدا مكتملاً لكل من أردوغان وبوتين في سوريا. ذلك ان مع الانسحاب الأميركي تقع مسؤولية محاربة "داعش" عليهما وكذلك مَهمّة ماذا سيفعلان بـ"هيئة تحرير الشام" – أي "جبهة النصرة" سابقاً – والتي عقدت اتفاقاً هذا الأسبوع أتاح لها أن تسيطر على 75 في المئة من محافظة ادلب وجوارها بنحو 9 آلاف كيلومتراً مربعاً من مساحة خارجة عن سيطرة النظام. ثم ان أطراف استانة – روسيا وتركيا وإيران – ليسوا في تطابق كامل على سوريا ولا هم في وضع مادي يمكّنهم من اعادة بناء سوريا. فكلفة البقاء في سوريا اليوم مكلف للدول الثلاث، إنما هناك في الأفق كلفة التورّط في مستنقع سوريا المفككة، غير الخالية من الإرهاب، الواقعة بين أنياب الأجندات التركية والإيرانية، ذات الحكومة التي تزعم الانتصار وهي عملياً بلا سيادة.

أردوغان يعتقد أن في وسعه الانتقام من "الإهانة" الأميركية له بتحدّيه لواشنطن ولحلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يضم الولايات المتحدة وتركيا، وذلك من خلال صفقة شراء منظومة "اس 400" الدفاعية من روسيا التي تعاقدا عليها أواخر 2017. وزير الخارجية التركي هدد واشنطن قائلاً انه لا يحق لها الحديث عن صفقة "اس 400" وان املاءاتها مرفوضة، ثم أضاف أن "من المستحيل الاتفاق مع أميركا على شراء صواريخ باتريوت إذا أجبرت تركيا على عدم شراء منظومة اس 400". هذا التصعيد أتى بعد أنباء أفادت أن واشنطن عرضت على أنقرة التخلي عن شراء الأنظمة الروسية للدفاع الجوي مقابل توريد أنظمة الباتريوت اليها. فالتوتر سيزداد بين الولايات المتحدة وتركيا بعدما بدا بالأمس القريب ان الرئيس التركي حصل على الجائزة الكبرى من الرئيس الأميركي اثر مخابرة هاتفية بينهما.

سوريا، إذن، لم تنتقل الى مرتبة جديدة كما تخيّل البعض بعد تغريدة الانسحاب الأميركي منها، ولا هي على عتبة التعافي السريع، ولا في خانة استعادة السيادة كاملة. لذلك ان القفز الى نصب الرئيس السوري بشار الأسد "منتصراً" يزهو بإنجازاته يفتقد الجدية. والأسوأ من ذلك هو استعجال اعادة تأهيله ليس عبر جامعة الدول العربية التي علّقت عضوية سوريا فيها، وانما عبر استدعاء الوصاية السورية على لبنان مجدداً، كما تفعل عدة جهات لبنانية تتأهب لخدمة هذه الوصاية.

لبنان بات بلداً يفتقد الجدية بعدما ازداد تجاذباً واستقطاباً في دولة مركّبة ومفكّكة غير قادرة على استضافة قمة اقتصادية انمائية تفيده تدعو اليها جامعة الدول العربية. فلقد تسابق أفرقاء على رفض انعقاد القمة في غياب النظام السوري مصرّين على حضور الأسد للقمة الاقتصادية في بيروت، أو لا تنعقد. والأسوأ، ان اللبنانيين الموالين للنظام في دمشق لا يكتفون بدعم جهود اعادة تأهيل النظام داخل الجامعة العربية أو غيرها، وانما هم يتأهّبون لعودة الوصاية السورية على لبنان بكل افتخار وبكل استعدادات الانتقام وتلقين الدروس لمن عارض الوصاية ويعارض عودتها.

روسيا والولايات المتحدة مسؤولتان عن منع هذا التطوّر احتراماً لاستقلالية لبنان وضمانة للأمن فيه عبر وقف الاندفاع الى الانتقام من كل من يقف ضد استدعاء الوصاية السورية مجدداً. روسيا مسؤولة وعليها ان تبلّغ حليفها في دمشق رفضها لعودة الوصاية أو لتفعيل الانتقام في لبنان. والولايات المتحدة مسؤولة وعليها ان لا تكتفي باعتبار لبنان ملحقاً لإيران عبر "حزب الله" وانما تتخذ اجراءات وقائية جدّية تمنع النظام في دمشق من سوء الحسابات.

واشنطن، حسبما قال بومبيو في خطاب القاهرة، ستصعّد ضغوطها على "حزب الله" عبر "العقوبات الصدامية ضد ايران والموجّهة أيضاً ضد هذا التنظيم الإرهابي وقادته" مخصّصاً نجل زعيم حزب الله بالذكر. قال ان "إيران تعتقد انها تملك لبنان، لكن إيران مخطئة". تحدّث عن الترسانة الصاروخية التي وفّرتها إيران لحزب الله وقال ان هذا "أمر غير مقبول" وان الولايات المتحدة "ستعمل على الحدّ من التهديد الذي تمثّله الترسانة"، دون أن يوضّح ان كانت اسرائيل هي التي ستقوم بذلك.

قد ترى ادارة ترامب ان مصلحتها تقتضي اليوم القيادة عبر التفويض بالوكالة. اسم ذلك هو "الانعزالية" التي ميّزت عهد باراك أوباما لكنها كانت خفيّة ونمطيّة. الفارق بينهما هو ان انعزالية عهد دونالد ترامب تتّسم بالفوقية والضجيج وارباك الآخرين ورفض التخلي عن قيادة العالم من باب العظمة الأميركية.

 

مأساة السوريين أبعدُ من القتل والتهجير

فايز سارة/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19

مرة جديدة، يغرق السوريون أكثر بالمعاناة من أوجاع ومرض وإفقار وجوع وصولاً إلى موت في موجة السيول والثلج التي غمرت سوريا وجوارها مؤخراً، وتركت بصماتها في مختلف الأنحاء سواء لسكان مخيمات بلدان الجوار، أو في شقيقاتها مخيمات الداخل، دون استثناء مقيمي المدن والقرى، سواء في مناطق سيطرة النظام أو خارجها، فضربتهم في أساسيات حياتهم، وإن كان بقدر أقل مما أصاب سكان المخيمات. ففي الأسابيع الماضية، اجتاحت موجة السيول الناتجة عن الأمطار والثلوج مخيمات السوريين وخاصة في شمال سوريا ولبنان، فحاصرتهم ببرد الثلوج، وبقوة السيول، وقد تساعدتا في اقتلاع الخيام وتدميرها، وإتلاف محتوياتها المتواضعة من أثاث ولباس ومواد تموينية، وتشريد أغلب سكانها، ومنعت وصول فرق الإنقاذ والمساعدة المحلية إلى المخيمات، بل إن مخيمات بكاملها في الشمال السوري جرفتها مياه السيول، وأخرى في عرسال شمال لبنان دمرتها الثلوج المتراكمة فوق خيامها، فيما كانت المياه تجتاح أرضياتها، وهذه بعض صورة إجمالية عن تدقيق جرى، لما أصاب سبعين مخيماً في المنطقتين من تدمير كلي أو جزئي، وما لحق بسكانهما الذين يشكلون بعضاً من سكان مخيمات الشمال السوري وشمال لبنان، وفيهما قرابة مليون فرد من النازحين واللاجئين موزعين على نحو 500 مأوى بين مخيم وملجأ.

وتقارب حالة المخيمات الأخرى في سوريا ولبنان والأردن، وإلى حد ما في تركيا، حالة مخيمات الشمالين السوري - اللبناني، لأن موجة الثلوج والأمطار كانت عامة، والمخيمات في غالبيتها عشوائية، وهشة في بناها، وضعيفة بإمكانياتها، وتكاد تغيب عنها بصورة كاملة أنشطة منظمات الإغاثة الدولية والإقليمية، إضافة لما يحيط بوضع عموم المخيمات من أوضاع أمنية، تضيف المزيد من صعوبات العيش، وترديات الحياة لسكانها، ويندرج في إطار ذلك ما تتابعه السلطات اللبنانية من حملات أمنية واعتقالات في مخيمات لبنان وخاصة مخيمات عرسال، وما شهدته مخيمات الشمال السوري من تداعيات حرب هيئة تحرير الشام («النصرة» سابقاً) على شقيقاتها من تشكيلات مسلحة في المنطقة، فيما يعاني مخيم الركبان القريب من الحدود الأردنية من حصار قوات النظام وامتناع السلطات الأردنية والمنظمات الدولية عن مساعدة سكانه في حد أدنى من تأمين الغذاء والدواء، فصار الموت بسبب غيابهما أحد ملامح المخيم قبل أن تضاف إليهما موجة البرد الشديدة.

ولا تبدو حالة السوريين في المناطق الأخرى أحسن حالاً بالنسبة لأكثرية سكانها. ففي المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة والخارجة عن سيطرتها، لا تبدو الفروق كبيرة؛ ففي كل المناطق ارتفاع في معدلات البطالة، وفقر متصاعد قالت تقارير دولية، إنه قارب ما نسبته تسعون في المائة من السوريين، وسط تردي ظاهر للخدمات، وارتفاع هائل في أسعار المواد وخاصة أسعار وقود التدفئة والمواد الغذائية والأدوية، ليس بسبب سياسة الاحتكار التي يطبقها تجار الحرب، وإنما أيضا بسبب عجز النظام عن توفير الطاقة الكهربائية والمواد البترولية والسلع الضرورية الأخرى، إضافة لغياب سياسة ضبط الأسواق والفساد الشائع والرشاوى، وكلها عوامل زادت في معاناة السوريين بمن فيهم سكان دمشق، التي طالما سعى النظام لتأكيد أن مسار الحياة فيها يجري بصورة طبيعية، وكان بين أبرز تعبيرات تدهور حياة سكان المدينة في ظل هجمة الثلوج والأمطار، قيام عدد من شخصيات فنية وإعلامية من مؤيدي النظام بإطلاق منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن البرد والجوع، وفقدان المواد الأساسية وارتفاع الأسعار، وفساد الحكومة، وضرورة تدخل رئيس النظام لمعالجة تدهور الأحوال وسوء حياة السوريين!.

لقد جعلت مصادفة مجيء هجمة الثلوج والأمطار مع تراجع الدعم الدولي للاجئين الوضع أسوأ بكثير؛ إذ قلصت الأمم المتحدة في الفترة الأخيرة جهودها نتيجة ما قالت إنه ضعف في تمويل برامجها، فخفضت مساعداتها وخدماتها للنازحين داخل سوريا واللاجئين في بلدان الجوار ومنها وقف المساعدات المالية الشهرية لعائلات اللاجئين الأكثر فقراً، كما أوقفت ما كانت تقدمه من قسائم طعام، كانت تساعد اللاجئين في تدبير أمورهم، وتم تعليق كثير من المساعدات الطبية والبرامج التعليمية المخصصة لهما، بالتزامن مع تخفيض عدد المنح التعليمية من قبل مانحين دوليين، وكله أثر بصورة سلبية في حياة اللاجئين والنازحين وخاصة بتزامنه مع التطورات البيئية الأخيرة.

الصورة الإجمالية للوضع، تكشف عمق ما صارت إليه مأساة السوريين، التي بدأها النظام عام 2011 بالقتل والاعتقال والتهجير والتدمير، وتابعها لاحقاً بمساعدة حلفائه، قبل أن تتحول إلى مأساة مركبة، تتشارك في صنعها ومفاقمتها الظروف الطبيعية وسياسات دول ومنظمات دولية وجماعات مسلحة وتجار حروب.

إن الأسوأ في مأساة السوريين الراهنة، يقترب مع بدء هجمة جديدة من الثلوج والأمطار لاجتياح بلدان شرق المتوسط بالتزامن مع استمرار أجواء حرب «هيئة تحرير الشام» في إدلب وجوارها، مع احتمال بدء تركيا حرباً مفتوحة في شرق الفرات ضد ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي النواة الصلبة لقوات سوريا الديمقراطية، فيما يستمر مع غياب أي حل للقضية السورية إثبات نظام الأسد عجزه عن تأمين احتياجات السكان من الكهرباء ووقود التدفئة وضبط الأسعار ومحاربة الفساد، وعجز الأمم المتحدة عن الوفاء بالتزاماتها حيال النازحين واللاجئين السوريين.

كارثة السوريين المستمرة تتصاعد مع اقترابها من بداية عامها التاسع بإضافة عوامل جديدة إلى جرائم القتل والتعذيب والتهجير، بإضافة هجمات الثلوج والأمطار، وعجز نظام الأسد الذي يقول كثيرون إنه باق ولو مرحلياً في السلطة، وإنهم سيعيدون العلاقات معه، وتقصير المجتمع الدولي في معالجة أوضاع السوريين التي تختصر مأساويتها حالات تجمد عشرات الأطفال بمخيمات اللاجئين، وقيام السورية سندس فتح الله بإحراق نفسها وثلاثة من أطفالها لعدم توفر الغذاء لهم طوال أيام في مخيم الركبان.

 

إيران تستغل العقوبات الأميركية لتهجير المهاجرين الأفغان

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19

بعدما سخّرتهم في لواء «فاطميون» ليقاتلوا في سوريا مع التنظيمات الشيعية مقابل وعود بتوفير إقامة وعمل لهم في إيران، ها هم الأفغان الذين هاجروا إلى إيران يعود منهم 730 ألفاً؛ وفق تقرير للأمم المتحدة. وقد هرب كثيرون بسبب نقص الفرص الاقتصادية في إيران التي تقول، فقط بالنسبة إلى الأفغان، إن ذلك يرجع إلى حد كبير إلى قرار الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات التي كان تم رفعها في جزء من الاتفاقية النووية عام 2015.

مشكلة الأفغان العائدين إلى بلدهم أنه من غير المحتمل أن يواجهوا ظروفاً أفضل لهم، فأفغانستان تواجه وضعاً أمنياً متفاقماً، تساهم إيران في جزء منه، وجفافاً شديداً. هناك تاريخ معقد للهجرة الأفغانية إلى إيران، وموجة هجرة العودة الحالية يجب أن تكون مصدر قلق للمجتمع الدولي بأكمله.

تعود الهجرة الجماعية من أفغانستان إلى إيران إلى زمن الغزو السوفياتي عام 1979. ومنذ ذلك التاريخ وإيران تتأرجح بين كرم الضيافة والعداء تجاه المهاجرين الأفغان. بين عامي 1979 و1989 دخل نحو 2.6 مليون أفغاني إيران التي كانت في ذلك الوقت تمارس سياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين. الموجة المبكرة من المهاجرين الأفغان وصفتها إيران بمجموعة «المهاجرين»، أو «المهاجر الديني اللاإرادي»، وذلك عندما دخل هؤلاء إيران زمن الثورة الخمينية وكانوا يفرون من قوة احتلال ملحدة. منحت إيران أولئك «المهاجرين» الإذن بالبقاء فيها لفترة غير محددة، وكان بإمكانهم الوصول إلى الخدمات الصحية المدعومة، وإلى التعليم الابتدائي والثانوي المجاني، إلا إن مشاركتهم في سوق العمل كانت مقتصرة بشكل أساسي على العمل اليدوي منخفض الأجرة.

لكن، نتيجة للتباطؤ الاقتصادي الإيراني في منتصف التسعينات والضغط السياسي اللاحق، سحبت الحكومة الدعم الأساسي الذي كانت توفره للأفغان، واعتمدت سياسة هجرة مزدوجة الوجه: قبول اللاجئين الأفغان الجدد، وإن كان ذلك على أسس أكثر صرامة، وفي الوقت نفسه تشجيع عمليات إعادتهم إلى وطنهم.

تمت تسمية الموجة الثانية من الأفغان الذين التمسوا اللجوء إلى إيران، والتي سببها اندلاع حرب أهلية في أفغانستان عام 1992 وسقوط كابل بيد طالبان عام 1996، بـ«اللاجئين» وليس «المهاجرين»، وبالتالي افتقروا إلى الوضع المميز للمهاجرين؛ إنما أُعطوا بطاقات تسجيل مؤقتة صالحة تصل إلى مدة عام واحد.

كما شرعت الحكومة الإيرانية في بذل الجهود المتضافرة مع أفغانستان ووكالة الأمم المتحدة للاجئين لتيسير عمليات الإعادة الطوعية، وقامت في الوقت نفسه بترحيل المهاجرين غير الشرعيين بمعدلات أعلى، وفي الوقت نفسه قامت بتقييد خيارات التوظيف وخفض الخدمات المتاحة للأفغان، بمن في ذلك المهاجرون. ونتيجة لحملتي الإعادة الطوعية والترحيل، عاد نحو 800 ألف أفغاني إلى بلادهم خلال التسعينات. بعد سقوط «طالبان» عام 2001 زادت إيران من جهودها لتسريع عمليات الإعادة إلى الوطن، وبين عامي 2002 و2004 غادر 750 ألف أفغاني.

الهجرة الجماعية الحالية للأفغان هي نتيجة لكل من؛ الوضع الاقتصادي المتدهور، وزيادة المشاعر المعادية لأفغانستان في إيران. لدى الإيرانيين إحساس قوي بالهوية الثقافية، يصل في أحيان كثيرة إلى الاعتقاد بـ«التفوق الحضاري» الخاص بهم. وبسبب وضعهم الفعلي بوصفهم مواطنين من الدرجة الثانية، لا يحصل الأفغان على التعليم ولا يتأهلون لكثير من الوظائف، لذا يلجأون أحياناً إلى الأنشطة الإجرامية، مثل تهريب الأفيون والمخدرات الأخرى عبر الحدود. كما يجد كثير من الأفغان عملاً في القطاعات غير الرسمية، وغالباً ما يسافرون ذهاباً وإياباً عبر الحدود بين البلدين، ويبعثون برواتبهم إلى أسرهم في أفغانستان. هؤلاء العمال هم الأكثر عرضة للتغيرات في الظروف الاقتصادية. يمكن أيضاً تحميل سبب عودة اللاجئين الأفغان لبلادهم، إلى تفاقم انخفاض قيمة الريال؛ إذ أدت أزمة العملة إلى ارتفاع كبير في معدلات البطالة والتضخم، مما يعني أن أجور العمال الأفغان صارت أقل قيمة مما كانت عليه من قبل، وفي مواجهة هذا الوضع قرر العمال الأفغان، خصوصاً غير المسجلين، العودة إلى أفغانستان، كما حاول آخرون الهروب إلى أوروبا، ليصلوا فقط إلى الحدود ما بين إيران وتركيا، ثم ليتم ترحيلهم إلى أفغانستان. ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، فقد تم ترحيل 277.735 من الأفغان إلى أفغانستان حتى عام 2018.

إن لهذا عواقب وخيمة على الاقتصاد الأفغاني؛ إذ بالإضافة إلى انخفاض التحويلات المالية، يتعين على أفغانستان الآن استيعاب أعداد متزايدة من الشباب العاطلين عن العمل الذين يعودون إلى بلد يواجهون فيه وضعاً أمنياً سيئاً ومتفاقماً، وجفافاً هائلاً دمر قطاعه الزراعي هذا العام. تمثل هذه العوامل مجتمعة تحدياً تصعب معالجته حتى بالنسبة إلى دولة صحية تعمل بشكل كامل، وهذا لا ينطبق بالتأكيد على أفغانستان.

في الماضي لم يكن لموضوع «المهاجرين» الأفغان العائدين إلى أفغانستان تأثير كبير على العلاقات الإيرانية ـ الأفغانية الأوسع، وفي حين أن هذه العودة الجماعية الأخيرة تضع ضغوطاً على حكومة كابل الضعيفة، فإن الاحتمال ألا تتأثر العلاقات الشاملة بين البلدين بشكل كبير؛ إذ تشترك إيران وأفغانستان في ما أبعد من الحدود الطويلة بينهما، ثم إن علاقتهما معقدة ومتعددة الأوجه. وتاريخياً؛ فإن حدثاً في واحد من هذين البلدين يترك تأثيره على البلد الآخر، مع كون أفغانستان هي الجانب الأضعف بسبب تاريخها المضطرب من غزوات أجنبية وزعزعة استقرارها الداخلي.

تستفيد إيران من بقاء أفغانستان شريكاً ضعيفاً. ويوم الاثنين الماضي وبعدما أبلغنا وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف كم كان سعيداً باستعادة ذكرياته في بغداد العربية، أكد أن على الشعبين الأفغاني والسوري؛ وليس واشنطن، أن يقرروا مصيرهم ومستقبلهم، وقال: «إنه من غير المقبول رؤية أميركي (ويقصد زلماي خليل زاد الأميركي الأفغاني) يصل إلى هنا ويقول إنه من يقرر مستقبل أفغانستان».

من المؤكد أن إيران لا ترغب في تشكيل حكومة أفغانية مقربة من الولايات المتحدة، ثم إن أفغانستان في أزمة؛ فمن جانب هي في حاجة إلى الاستثمارات الإيرانية، في الوقت الذي تشكو فيه من تدخل طهران في شؤونها الداخلية من جانب آخر. إن تدفق المهاجرين الأفغان من إيران قد يتطور ليشكل مشكلة كبيرة... إذا عجز الشباب الباحث عن عمل عن التأقلم مع سوق الوظائف الضعيفة في أفغانستان، فسوف تشدهم الجماعات المتطرفة مجندين في صفوفها، وهذا احتمال وارد جداً سيواجهه في المستقبل المجتمع الدولي بأسره وإيران بالذات.

ورغم كل الصعوبات التي سيواجهها الأفغان العائدون إلى بلادهم المدمرة، فإنهم قد يكونون أنقذوا أنفسهم من مستقبل أكثر قتامة؛ إذ إن القيادة الإيرانية تعيش الآن مرحلة إدخال جميع المواطنين إلى السجون: النساء المقاتلات من أجل الحرية، والعمال الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر، والمدرسون، وسائقو الشاحنات المضربون، وعلماء البيئة. وقد تضطر قريباً إلى بناء سجن يتسع لثمانين مليون شخص!

 

في فرنسا... أنا غاضب إذن أنا موجود

أمير طاهري/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/19

«نحن غاضبون!»... تلك هي العبارة التي تناهت إلى مسامعي مراراً من متظاهري «السترات الصفراء» الفرنسيين، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مع اتساع رقعة المظاهرات، وارتفاع الزخم السياسي الموازي لها لأقصى حد ممكن في الآونة الأخيرة. ويبدو أن هذه العبارة تتناقض تماماً مع أول رأي طرحته الشهر الماضي بشأن المظاهرات الفرنسية، وأن حركة «السترات الصفراء» السترات الصفراء لا تعبر إلا عن حالة من الملل الاجتماعي السخيف، وليس الغضب السياسي الكبير. وبعد الحديث إلى كثير من مثيري الشغب في الشوارع، وملاحظة بعض من أعمالهم المشينة، بما في ذلك حرق إطارات السيارات، وقلب السيارات المتوفقة رأساً على عقب، وتحطيم نوافذ المتاجر في الشوارع الفخمة، صرت على استعداد تام للإقرار بأن الحالة المزاجية الراهنة للاحتجاجات الفرنسية الجارية، تعكس مزيجاً غريباً من الغضب والملل في آن واحد.

وأول شيء أثار انتباهي، أنها ليست انتفاضة الجماهير الفقيرة الجائعة المشردة، على فرض جدلي بأن مثل هذه الطبقة المتواضعة من المواطنين لها وجود بالأساس، في واحدة من أكثر دول العالم ازدهاراً وثراء؛ بل كان مثيرو الشغب ممن التقينا بهم في الشوارع ينتمون للطبقة الوسطى ذات المدخول الجيد، والطبقة الأدنى من الوسطى ممن هم في عمر الشباب والفتوة. وأغلبهم يعيشون في المقاطعات الفرنسية، ولا سيما مقاطعة بريتاني ذات البلدات والقرى من الكثافة السكانية المتوسطة والمعقولة.

وأشارت تقديرات الشرطة الفرنسية إلى أن أعداد المتظاهرين ومثيري الشغب في العاصمة باريس و12 مدينة أخرى، لا تتجاوز 50 ألفاً إجمالاً. وهو رقم منخفض للغاية عند مقارنته بما كانت عليه الأوضاع قبل 9 أسابيع مضت، مع بدء اشتعال الاحتجاجات في البلاد. ولكن ما الذي يريدونه بالفعل؟

يصعب كثيراً الوقوف على إجابة محددة لهذا السؤال. وحيث إن الاحتجاجات الراهنة تفتقر إلى وجود بنية قيادية واضحة، وليس هناك متحدث رسمي واحد باسم حركة السترات الصفراء، فلا بد للمرء من أن يتعقب آثار الأدلة السردية المتاحة على الملأ.

تتضمن مذكرتي الخاصة لتلك الأحداث بعضاً من مطالب تلك الحركة التي تدعو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تقديم «إجابات حقيقية عن أسئلتنا»، ثم مطالبته بالاستقالة من منصبه. كما أنهم يطالبون بأن يجري اتخاذ القرار بشأن المسائل ذات الأهمية العامة من خلال الاستفتاء الشعبي، أو ما يروق للبعض تسميته «الديمقراطية المباشرة»، مما يجعل الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) منبتة الصلة بالواقع العام في البلاد. أما بالنسبة إلى مجلس الشيوخ الفرنسي، فقد استمعنا لدعوات بإلغائه تماماً من هيكل الجمعية الوطنية.

ومن المطالب الأخرى المطروحة: إرساء آليات تسمح للمواطنين بحق إقالة وزراء الحكومة وأعضاء الجمعية الوطنية، وفق رفع التماسات بذلك الشأن في أي وقت يريدون، ومن دون انتظار الانتخابات.

وهناك مطلب آخر يتمثل في إنشاء ما يسمى «دخل الإعاشة» بقيمة لا تقل عن 1700 يورو على أساس شهري، مما يعني رفع الحد الأدنى الحالي للأجور الفرنسية بمقدار 300 يورو دفعة واحدة.

وبعد ذلك، لدينا «أنصار القضية الواحدة»، بمن في ذلك أولئك المعارضون لزواج المثليين، وأولئك الذين يرغبون في إعادة العمل بعقوبة الإعدام، وأولئك الذين يرغبون في حظر كافة أشكال المهاجرين من دخول البلاد. والبعض - وإن كانوا بأعداد أقل - يصفون أنفسهم بأنصار «الفريكست»، أو مغادرة الدولة الفرنسية لعضوية الاتحاد الأوروبي، على غرار المملكة المتحدة. ومما يؤسف له، أن الرئيس ماكرون، الذي هو حديث العهد بعالم السياسة ودهاليزه، والذي يحب التعامل مع التكنوقراط، والذي يعتبر السياسة عائقاً من العوائق، ربما قد وقع في الفخ المنصوب له بإحكام. فنراه يحاول إدارة اللعبة الراهنة بأسلوب سياسات الشوارع، من خلال الشعار الرنان القائل: «الحوار الوطني الكبير» خارج إطار المؤسسات الرسمية في الجمهورية الفرنسية.

وربما يكون ازدراء السياسة ومقت الساسة من التوجهات السائدة في الآونة الراهنة. ولكنه توجه لا يفضي أبداً إلى المسار السليم. ويجب ألا ينخدع المرء بأكذوبة شعار «الشعبوية» الممنوح في غالب الأحيان لحفنة صغيرة من الجماعات الصاخبة من البورجوازيين الغارقين في الملل و/ أو الغضب، ومن يتبعهم من اللصوص والمخربين ومثيري الشغب في كل مكان. ففي فرنسا الحديثة، كانت تيمة «الغضب الشعبي» أقدم من الجمهورية الفرنسية ذاتها.

والزعم بأن هناك «معاناة فرنسية شعبية» حقيقية وخفية، والتي نيابة عنها، يمكن لأحدهم تقويض أركان الديمقراطية، إن لم يكن العصف التام بها، ليس بالزعم الجديد على الحياة الفرنسية.

فلقد زعم الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران من قبل، أنه جاء متحدثا عن «المُهمَلين» من أبناء الشعب الفرنسي. ونذكر جاك شيراك الذي تعهد بجبر «الصدع» الاجتماعي الفرنسي العميق. ووصف نيكولا ساركوزي نفسه بأنه زعيم «الأغلبية الصامتة» من الفرنسيين. ولا ننسى فرنسوا هولاند الذي قال عن نفسه إنه «رئيس عادي» جاء ممثلاً عن «المُتجاهَلين» من الشعب الفرنسي.

وحتى إن تمكنت حركة «السترات الصفراء» من تشكيل حزب سياسي يمثلها، فليست هناك ضمانات أن ينجح مزيجهم السخيف من الملل والغضب البورجوازي، فيما أخفق فيه حزب سيريزا الشعبوي في اليونان، أو حزب بوديموس القومي في إسبانيا، وحفنة أخرى من الجماعات السياسية الشعبوية المماثلة في غير بلد من البلدان الديمقراطية الأوروبية الأخرى. يكمن جمال الرأسمالية في مقدرتها على إدرار الأموال من أي موقف كان. فقد كان أحد المتاجر القريبة من مسرح الأحداث في الشارع الفرنسي الشهير، يبيع نسخة حديثة التصميم من السترات الصفراء بسعر يبلغ 125 يورو للقطعة الواحدة، مقارنة بسعر 20 يورو فقط للقطعة الأصلية العادية. ونفد كل ما لدى المتجر من منتجات حتى الآن، وصرنا نتوقع وصول مزيد بحلول يوم السبت القادم!

وفوجئنا أيضاً بصدور كتاب جديد يحمل عنوان «السماء الفرنسية الصفراء» من تأليف إحدى المراسلات، التي لا بد أنها أسرع النساء كتابة على قيد الحياة في فرنسا، كي تُصدر كتاباً عن الأحداث وأعمال الشغب والمظاهرات، التي بدأت قبل خمسة أسابيع فحسب، ولا تزال مستمرة، قبل أن تحاول تلك السيدة الوصول إلى لوحة المفاتيح في حاسوبها الشخصي! كان المطعم الذي قصدناه مليئاً بالضيوف، ولكننا نجحنا في العثور على مائدة في مطعم صغير مجاور. ولاحظنا أن هناك كثيرين من أصحاب السترات الصفراء المنهكين يتناولون غداءهم هناك، استعداداً للمواجهة الكبيرة مع شرطة مكافحة الشغب الفرنسية، والمقرر اندلاعها في تمام الساعة الخامسة من عصر ذلك اليوم في ساحة قوس النصر. ومن ثم، توجهنا بسؤال لسيدة تحتل المنضدة المجاورة لنا: ما الذي تنصحنا بتناوله من قائمة المطعم لذلك اليوم «المشهود»؟ فاقترحت علينا تناول طبق نقانق جبن الأليغو الفرنسي المذاب مع البطاطا المهروسة. وجبن الأليغو الفرنسي مشهور بلونه «الأصفر» الزاهي! ولقد أخذنا بنصيحتها، وكان طبقاً لذيذاً أضفى على أمسيتنا قدراً من السرور والسعادة، مما يؤكد أن أصحاب السترات الصفراء قد تكون بحوزتهم أفكار جيدة للغاية، فقط، إن أدركوا ما الذي يريدونه وما الذي يتحدثون عنه حقاً.

والمشكلة أنهم في غالب الأمر لا يفعلون ذلك!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية إستقبل أمين عام جامعة الدول العربية أبو الغيط: عبرت عن إعجابي بتنظيم القمة وإذا جرى التوافق على دعوة سوريا ننفذ فورا

الخميس 17 كانون الثاني 2019 /وطنية - إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في الرابعة بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بعيد وصوله اليوم الى بيروت للمشاركة في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، يرافقه الامين العام المساعد السفير حسام زكي والمتحدث الرسمي بإسم الجامعة محمود عفيفي. شكر أبو الغيط الرئيس عون على الترتيبات المتخذة من النواحي التقنية والتنظيمية والامنية والاعلامية، مؤكدا على نجاح القمة، كما وتطرق البحث الى المواضيع المدرجة على جدول الاعمال.

أبو الغيط

بعد اللقاء، قال أبو الغيط في تصريح صحافي: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس العماد ميشال عون وعبرت له عن عميق الشكر لاستضافة لبنان لهذه القمة الاقتصادية التنموية الرابعة، وعبرت له أيضا عن عميق الاعجاب للتنظيم اللبناني البالغ المهارة، ونحن شهدنا على تنظيم جيد للغاية وتأمين يفوق أي تصور، والحقيقة أنني كلما أمضيت ولو ساعة إضافية، كلما تيقنت بأن هذه القمة ستكون ناجحة." أضاف: "لقد تحدثت مع فخامة الرئيس حول بنود القمة بما فيها البعدين الاقتصادي والاجتماعي، وأكدت له إقتناعي بأن التحضيرات من ناحية الجامعة العربية أصبحت كاملة، وغدا سيكون هناك إجتماع لوزراء الخارجية والاقتصاد، واليوم كان هناك إجتماع على مستوى المندوبين الدائمين، وسنتحرك بعدها بإتجاه القمة التي ستنعقد يوم الاحد وليوم واحد."

سئل: "الا يستحق لبنان الذي نظم هكذا قمة، وعلى المستوى الذي تحدثتم عنه أن يكون مستوى التمثيل العربي فيها أكبر وأكثر فاعلية؟."أجاب: "إن شكل الحضور لم نتبينه بعد وهو لم يحسم بعد، دعونا ننتظر لنرى كيف سيكون الحضور، ولكن بالتأكيد فإن لبنان يستحق جدا كل التكريم لأنه بذل وهو مستعد للبذل."

سئل: لقد أسفتم لما حصل في الموضوع الليبي، هل أثرتم مع الرئيس عون هذا الامر؟."

أجاب: "لقد تم تناول الامر، وفي ما يتعلق بالشأن الليبي لن نتدخل، وآمل ان تنجح القمة وأن يحقق الجهد المحترم الذي بذله لبنان ما هو مأمول منه، ذلك لأن المسألة لا تتعلق بلبنان فحسب، بل بالامة العربية والوطن العربي والدول العربية، هذه قمة تنموية إقتصادية تسعى الى تهيئة مناخ مناسب في الاقتصاد والتجارة والاستثمار، كما في قضايا الطفل والمرأة والشيخوخة، وفي البعد الاجتماعي، كل هذه الامور هي لخدمة المواطن، والجميع يتنبه اليها."

وردا على سؤال حول الموقف من عودة سوريا الى الجامعة العربية، أجاب: "إن للمسألة السورية جوانب مختلفة، كما لها حساسية، ويجب الاعتراف أن سوريا هي دولة عربية مؤسسة للجامعة العربية، وعندما يتم توافق عربي ونتأكد انه لا توجد إعتراضات من هذا الطرف أو ذاك، فما أسهل أن يطرح الامر كبند على جدول أعمال مجلس وزاري في اي لحظة، مع التحضير الجيد له، وإذا توافقت الدول العربية الى دعوة سوريا من أجل شغل مقعدها، فمن جانبنا كأمانة عامة وكأمين عام نحن في خدمة الدول العربية، فالامين العام هو الذي يسعى للحفاظ على المصالح العربية، ونحن ننفذ فورا هكذا قرار ومن دون تأخير."

سئل: "نفهم من كلامكم أن لا توافق عربيا بعد على عودة سوريا؟."

أجاب: "هذه حقيقة، وأنا تحدثت بذلك، وإلا ما أسهل أن يتوصل الامين العام الى خلاصة ويقول: هذه هي الخلاصة، وحتى الآن لم أتبين أن هناك حسما نهائيا في أي من الاتجاهين."

 

عون التقى وفد اتحاد الغرف العربية: عالمنا يعاني من صعوبات أبعدت المسافات بين دولنا وعلى القطاع الخاص العربي ان يعيد لم شملها

الخميس 17 كانون الثاني 2019/وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "عالمنا العربي يعاني اليوم من صعوبات كبرى ابعدت المسافات بين الدول العربية، وهذه المرحلة لم تنته بعد"، آملا ان "يحافظ القطاع الخاص العربي على الوعي الذي لديه ويعيد لم شمل الجميع"، مشيرا الى "ان دولنا العربية كافة بحاجة الى مثل هذا الحضور الجماعي الموحد لكي نتكاتف ونساهم في تذليل الصعوبات كافة". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد "اتحاد الغرف العربية" برئاسة رئيس الاتحاد محمد عبده، وحضور وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر غادة والي والرئيس الفخري للاتحاد الوزير السابق عدنان القصار.

عبده

وفي مستهل اللقاء تحدث عبده، فشكر رئيس الجمهورية على الاستقبال، عارضا نتائج "منتدى القطاع الخاص العربي" الذي نظمه الاتحاد في بيروت، ورسالة القطاع الى القمة العربية التنموية الاقتصادية التي ستنعقد يوم الاحد المقبل في دورتها الرابعة في بيروت، والمتضمنة توصيات المنتدى". وقال: "نأمل ان يتم الاخذ بهذه التوصيات، لا سيما وانها اتخذت في لبنان، هذه الارض الطيبة التي كانت على الدوام منبعا للفكر ومنهلا للاقتصاد على المستوى العربي".

القصار

بدوره، أشار القصار الى "ان المنتدى العربي انعقد، في بيروت، وسط ظروف صعبة يعاني منها العالم العربي. وان يجتمع رجال وسيدات الاعمال العرب في لبنان ويكونوا يدا واحدة، فهذا انجاز كبير لسياسة الانفتاح والتعاون التي اعتمدها فخامتكم، ونحن اليوم نقطف ثمارها في عهدكم الذي نشهد فيه الاستقرار والامان. وإننا نشكر فخامتكم على هذه الرعاية، وعلى ما تمنحونه من اطمئنان للبنان في الظروف الصعبة التي تحيط بعالمنا العربي. ونأمل المزيد من السلام برعايتكم".

والي

ثم تحدثت الوزيرة والي، فشكرت للرئيس عون استقباله الوفد واستضافة لبنان الارض العزيزة علينا جميعا للقمة العربية التنموية والاقتصادية". وقالت: "من المهم جدا ان يشارك القطاع الخاص في وضع توصيات يتم رفعها الى القمة العربية في توقيت تاريخي للامة العربية".

وعرضت الوزيرة والي أبرز التوصيات، لا سيما منها: "اهمية مشاركة المرأة العربية في مختلف القطاعات الاقتصادية وخصوصا في الشركات التجارية، وضرورة انفتاح سوق العمل امام حضور اكبر للمرأة فيه لكي تساهم اكثر في عملية التنمية، اضافة الى وجوب ان يلحق العالم العربي بالثورة الصناعية الحالية وتكون للقطاع الخاص فيه الريادة". واثنت على المداخلة التي تقدمت بها رئيسة هيئة شؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز في المنتدى، واصفة اياها "بالقوية جدا"، الى جانب تقديم نماذج عربية متعددة لمشاركة المرأة الفاعلة في القطاعات الاقتصادية. وقالت: "كان هناك توافق على وجوب ان تنضم المرأة بشكل اكبر في دفع اقتصاديات الدول العربية، لأن الامر اصبح ضروريا وملحا وليس فقط مجرد وجه من وجوه الرفاهية".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالحضور، معربا عن سعادته بلقاء وفد "يضم ممثلين من القطاع الخاص من مختلف الدول العربية"، مشيرا الى "اهمية هذه المساهمة في بناء الاقتصاد الدولي". وقال: "إن الامور تسير بسرعة في عالم اليوم وبشكل يسبق اي تصور ممكن للانسان، وفي كل الميادين. ونحن كلما حلمنا بأمر نرى انه تحقق. من هنا وجوب ان تواكب دولنا العربية هذا التطور الهائل، والقطاع الخاص اكبر داعم له، ذلك ان التنافس الموجود فيه يساهم في الاسراع في انجاز النمو". واكد رئيس الجمهورية "نعول عليكم كثيرا وبصورة خاصة فإننا نولي اهمية بالغة لدور المرأة العربية التي تشكل نصف مجتمعاتنا. ومن هنا نتطلع الى مشاركتها الاكبر في القطاع الخاص وعلى مستوى اوطاننا"، لافتا الى "اننا امام تحديات كبرى ونأمل سعي كل فرد منا في نشر هذا الوعي المطلوب منا جميعا، والذي حملته توصياتكم الينا".

 

الحريري استقبل وفدا فلسطينيا ووزير خارجية البوسنة الأحمد: أبو مازن لن يشارك في القمة لوجوده في نيويورك

الخميس 17 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مساء اليوم، في "بيت الوسط"، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، بحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني الدكتور حسن منيمنة.

بعد اللقاء، قال الأحمد: "تشرفنا بلقاء الرئيس الحريري، كما هي عادتنا في كل زيارة للبنان الشقيق، في إطار التنسيق المستمر والمتواصل بين القيادتين الفلسطينية واللبنانية. وقد وضعنا دولته في صورة التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، في ظل تلاحق الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، حول الوضع الفلسطيني، وفي ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير لابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة وضمها إلى كيان الاحتلال، خصوصا عاصمة دولة فلسطين القدس الشرقية، التي تسعى إسرائيل إلى تغيير معالمها التاريخية وتركيبتها الديموغرافية، في ظل الدعم الأميركي اللامحدود، وتبني إدارة ترامب سياسة اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو". أضاف: "عبرت للرئيس الحريري عن ارتياحنا لموقف لبنان الشقيق بقيادته وشعبه وقواه وطوائفه، وهو موقف موحد ملتصق تماما بشكل كامل مع الموقف الفلسطيني، ويتصدى لخطة ترامب وكل محاولات تجاوز الحق الفلسطيني في القدس وحقوق اللاجئين الفلسطينيين ورفض الاستيطان ورفض أي انتقاص من حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وتجسيد قرار الأمم المتحدة عام 2012 حول هذا الموضوع. كما بحثنا مع دولته في كيفية تعزيز وحدة الموقف العربي، ونحن على أبواب القمة. ورغم أنها قمة اقتصادية، لكنها لن تخلو، كما هي العادة، من البعد السياسي، فكيف ونحن بتنسيق لبناني فلسطيني، رغم أنني أبلغت دولته أن الرئيس أبو مازن اضطر رغما عن رغبته، لعدم المشاركة في القمة، بسبب وجوده في نيويورك، لاستلام فلسطين رئاسة المجموعة 77 زائد الصين، وهذا حدث سياسي مهم. فهذه المجموعة أصبحت تضم 134 دولة زائد الصين، وقد عدِّلت أنظمة الأمم المتحدة لكي تتلاءم مع الوضع الفلسطيني. وقد قدر الرئيس الحريري، كما فعل الرئيس ميشال عون أيضا، أهمية مشاركة الرئيس أبو مازن في استلام رئاسة هذه المجموعة، وقد حل رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله مكان الرئيس أبو مازن، وهو سينوب عنه في رئاسة الوفد الفلسطيني الذي بقيت تركيبته كما هي و من دون أي تغيير. حتى أن وزير الخارجية الفلسطيني وصل من نيويورك مباشرة، للمشاركة في القمة العربية، وذلك لأننا في لبنان، وحرصا من الرئيس أبو مازن على استمرار التواصل. وأنا على ثقة بأن الرئيس الفلسطيني سيزور لبنان لاحقا، لأن العلاقات اللبنانية - الفلسطينية تهمنا أولا، كما هو الشأن الفلسطيني بالنسبة إلى القيادة اللبنانية".

سئل: بالمقارنة بين الوضع الفلسطيني أثناء قمة بيروت التي عقدت في عام 2002 وبينه اليوم، حيث تشارك فلسطين في القمة الاقتصادية، وتتولى في الوقت نفسه رئاسة أكبر مجموعة دولية، هل يمكن القول إن السحر انقلب على الساحر منذ عام 2002؟

أجاب: "لأكن صريحا، بعض الأشقاء يقول إن القضية الفلسطينية تراجعت، فيما أنا أقول بملء فمي، إن القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي في أعلى مستوى بالتأييد والدعم. وحققنا إنجازات هائلة، حيث قبلنا دولة عضوا في الأمم المتحدة كمراقب عام 2012، لكن للأسف، التراجع هو عند أميركا وحلفائها. لقد ألهت أميركا وإسرائيل الأمة العربية بحروب داحس والغبراء لتقسيم أمتنا العربية وتشتيت وحدتها، لكننا نأمل في أن تكون الأمة العربية قد بدأت تصحو. صحيح أن اهتمام الزعماء العرب انخفض، لكن كلمة ككلمة الرئيس عون التي ألقاها أخيرا أمام السلك الديبلوماسي في لبنان تجعلنا نقول إن لبنان تفوق على الفلسطينيين في كلامه عن القضية الفلسطينية".

وزير خارجية البوسنة والهرسك

كما استقبل الرئيس الحريري وزير خارجية البوسنة والهرسك ايغور شرناداك على رأس وفد، وتركز البحث حول الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.

 

الحريري عرض مع جنبلاط ونجله تيمور مستجدات تأليف الحكومة

الخميس 17 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يرافقه نجله النائب تيمور جنبلاط، في حضور الوزير غطاس خوري، وجرى استعراض آخر المستجدات السياسية، ولا سيما ما يتعلق منها بتأليف الحكومة.

 

بري استقبل حمود وابراهيم وشماس الاحمد: الوضع متفجر في الداخل ويزداد سخونة بما يهدد عملية السلام كلها

الخميس 17 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، في عين التينة، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الاحمد وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور وامين سر "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، ودار الحديث حول التطورات على الساحتين العربية والفلسطينية. وقال الاحمد بعد اللقاء: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس بري كما هي عادتنا في كل زيارة للبنان الشقيق. ونحن نعتبر دولته احد الاعمدة الراسخة في العلاقات الفلسطينية اللبنانية ووحدة الشعبين اللبناني والفلسطيني في ظل الرعاية التي يلقاها الفلسطينيون الضيوف من لبنان واهتمامات الدولة اللبنانية والشعب اللبناني في متابعة الاوضاع الفلسطينية". أضاف: "وضعت دولته في صورة التطورات الراهنة في فلسطين وخارجها حول القضية الفلسطينية في ظل خطة ترامب سيئة الصيت وما يسمى بصفقة القرن او غيرها التي يدعي البعض انها لم تطرح، ولكن نحن الفلسطينيين نتصدى لها بقوة من خلال قطعنا لكل اشكال العلاقة السياسية مع الولايات المتحدة الاميركية حتى على مستوى القنصلية في القدس، وتصادمنا مع الاحتلال الاسرائيلي للتصدي للمخطط المتواصل لتهويد القدس وفصلها عن الضفة الغربية".

وتابع: "ان الوضع متفجر في الداخل ويزداد سخونة بما يهدد عملية السلام كلها في المنطقة. كذلك ناقشنا كيف توحد الموقف العربي في ظل تعافي سوريا الشقيقة من المؤامرة التي تعرضت لها تحت ما سمي تزييفا الربيع العربي، وقد ثبت انه مخطط اميركي صهيوني لنشر الانقسام في عموم الدول العربية وخصوصا في سوريا والعراق ومصر وحتى لبنان وفلسطين وغيرها. وعبرنا عن ارتياحنا لتعافي سوريا خصوصا انني قادم منذ يومين من دمشق، وكيف تعزيز الوضع العربي حتى نقطع الطريق على محاولات تفتيت امتنا ونتصدى معا للمخطط الصهيوني الاميركي".

وأردف: "كما تطرقنا الى وضع المخيمات الفلسطينية، وعبر الرئيس بري عن ارتياحه لحالة الهدوء فيها وضرورة استمرار ذلك وبذل الجهود حتى نقطع الطريق على كل قوى التخلف والارهاب. كذلك كيف انتصرنا في المحافظة على الاونروا التي اراد ترامب شطبها من اجل رعاية اللاجئين الفلسطينيين حتى يعودوا الى بيوتهم وقراهم وفق قرارات الشرعية الدولية. وعبرنا عن شكرنا للرئيس بري على رعايته والجهد الذي بذله من اجل الوثيقة المشتركة اللبنانية الفلسطينية لرعاية اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الحياة الكريمة لهم".

شماس

واستقبل الرئيس بري وفدا من جمعية تجار بيروت برئاسة رئيسها نقولا الشماس، وكان عرض للوضع الاقتصادي.

حمود

وكان استقبل مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود.

ابراهيم

وبعد الظهر، استقبل مدير العام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، وعرض معه للاوضاع العامة والوضع الامني.

وسئل ابراهيم بعد اللقاء عن مبادرة تشكيل الحكومة وما اذا كانت قد ماتت، فأجاب: "الان نحن نتكلم عن غير الحكومة".

سئل: هل ما زالت المبادرة قائمة؟

اجاب: "لم أعد معنيا بهذا الموضوع ابدا لا من قريب ولا من بعيد".

سئل: يقال إنك ساهمت بالشرخ بين الرئاستين الاولى والثانية في موضوع تأشيرات الدخول للوفد الليبي؟

اجاب: "أنا يهمني أمن البلد بالدرجة الاولى فقط".

 

اجتماع للمجلس المذهبي الدرزي حسن: لوحدة الصف جنبلاط: اللقاء ليس للرد على أحد

الخميس 17 كانون الثاني 2019 /وطنية - عقدت الهيئة العامة لطائفة الموحدين الدروز اجتماعها الدوري في بيروت، برئاسة رئيس المجلس شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن، وناقشت عددا من المواضيع المتصلة بعمل المجلس ولجانه، وشؤونا عامة وقضايا وطنية.

وشدد المجتمعون في بيان على "أهمية تحصين عمل مؤسسة المجلس المذهبي ونفعيله بصفته المؤسسة الرسمية الشرعية المنتخبة التي تمثل كل أبناء الطائفة، وبان الرد على كل الحملات هو بمزيد من العمل لخدمة الطائفة والوطن. وتم تقويم التحضير للمؤتمر الاغترابي الثاني العام ليجمع كل أبناء الطائفة في بلاد الانتشار، بهدف وضع استراتيجية توحد جهود أبناء الطائفة المقيم والمغترب لتوفير الإمكانات اللازمة للمجلس المذهبي، للقيام بدوره الاجتماعي والانمائي على كل المستويات.

كما تم الاتفاق على عقد جلسات متتالية من اجل تفعيل ودراسة الخطة الخماسية للمجلس المتعلقة بكل الملفات، ولا سيما منها الاجتماعية التي تلامس هموم أبناء الطائفة".

شيخ العقل

وبعد الاجتماع ادلى شيخ العقل بكلمة قال فيها: "إن ما جمعَنا اليوم قائم على الاسس الثابتة، روحيا ومدنيا، لبني معروف. روحيا بمباركة ومساندة دائمة من مرجعياتنا الروحية ومن زعامة وطنية عربية بحجم الإرث التاريخي، وتمثيل منبثق من شرعية الانتخاب في مستويات عدة، ورؤية متطلعة إلى تثبيت أسس الأليات المؤسساتية تحت سقف القانون والأنظمة المرعية والشفافية المالية والتعاون المشترك بين كل النخب المخلصة للخروج من عتمة العصبيات الضيقة إلى رحاب العمل الإيجابي البناء. وبيتنا المعروفي طالما كان عبر التاريخ البيت الوطني، والدوحة الإنسانية، والعقل الذي يبقى ثابتا في مبادئه مهما اشتدت عواصف الأزمات. وكل الأزمات عابرة، وبنو معروف صامدون في ثوابتهم الوطنية والقومية والإسلامية لا يحيدون عنها على الإطلاق".

أضاف: "إننا نثق بسياسة وليد بك الوطنية الحكيمة ودورها التاريخي المسؤول لحماية لبنان وطائفتنا المعروفية. وإن لمشيخة العقل والمجلس المذهبي اللذين نهجا منذ البدايات نهجا متطلعا إلى تحقيق المصالح العليا للموحِدين الدروز، وإلى توطيد موقعهم الوطني من حيث أن نهضتهم هي في الآن عينه تعزيز لمكانة الدولة، وصونا للوحدة الوطنية، ودعما وفق الطاقة لمقوِمات صمود وطننا جنبا إلى جنب مع كل فئات الشعب اللبناني، نعتبر لكل ما تقدم من الثوابت التي لا محيد عنها".

وتابع: "واجهنا العديد من المشاكل والعقبات وعالجنا ما أمكن، وقدمنا ضمن الإمكانيات.

واليوم مع تزايد تردي الأوضاع ومع بداية المجلس المذهبي في ولايته الثالثة سيكون هناك خطة خمسية لتطوير الأوقاف والقيام بالواجب الممكن اجتماعيا اتجاه أبنائنا وحماية مستقبلهم ودعمهم في ظل تقصير الدولة، وهذا لا يكون إلا بدعمكم ودعم الخيرين للنهوض وتقدم الطائفة. وإن توحيد الرؤى وزرع المحبة والمشاركة والثقة والتكاتف والتعاضد وهو السبيل الوحيد لنهوض المجتمع وتقدم الطائفة. وستبقى أبواب هذه الدار مفتوحة أمام الطامحين إلى جمع الشمل وحفظ الأخوان، ورايتها خافقة فوق رؤوس الجميع بالمحبة والتسامح وحفظ الكرامة والإيمان. ولن تثنينا عن هذا الدور وهذا الواجب وهذا الالتزام أي محاولات للفرقة بل سنقابلها بمزيد من العمل لجمع الصف ووحدة الموقف والكلمة درءا للأخطار وإستعدادا لمواجهة التحديات الجسام التي تحيق بنا جميعا دون إستثناء. هكذا كانت وهكذا ستبقى طائفة الموحدين الدروز صوتا للعقل ومعقلا للحكمة ونبراسا للكرامة وموئلا للتلاقي".

جنبلاط

من جهته قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط: "لقد دعانا سماحة الشيخ الى اجتماع المجلس المذهبي في دورته الثانية، وشاركنا من اجل تفعيل بعض القضايا والمواضيع، وسيتم وضع جدول اعمال في ما يتعلق بالشؤون الاجتماعية والتنموية والاغترابية والتربوية وغيرها، بغية الاستمرار وتفعيل العمل اكثر في مواجهة التحديات الاجتماعية المتعددة. كما ان هذا الاجتماع لا علاقة له بلقاء الامس في بكركي كاجتماع سياسي او غير سياسي، ولا ببعض التظاهرات التي ظهرت هنا او هناك ذات طابع سياسي. انه اجتماع دوري للمجلس المذهبي هدفه تفعيل المؤسسات وهذه الندوة هي الشرعية الأساسية الواحدة من اجل استمرار في دعم السياسي والثقافي، وعندما يأتي الاستحقاق بعد سنتين او اكثر فالانتخابات مفتوحة لمن يريد ان يستمر في هذه المؤسسة الواحدة الموحدة".

 

الوفاء للمقاومة: لبنان مهما أحرز من مكتسبات لن يكون رابحا ما لم يظفر بحكومة تمثل كل ما فيه من مكونات

الخميس 17 كانون الثاني 2019 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، وأصدرت بيانا رأت فيه أن "الارتباك الفاضح الذي أحاط التعاطي الرسمي في البلاد خلال الاسبوع المنصرم لم يكن الا عينة كاشفة عن المدى الذي بلغته الازمة التي تتمدد مظاهرها الى مختلف المستويات والابعاد في المجتمع والدولة، وتعبر عن مفاعيلها عند كل استحقاق او مفترق. وفي ظل الغياب الحكومي وما ينجم عنه من بعد في التواصل وندرة في التناصح، حينذاك لا يستطيع أصحاب النوايا الحسنة في المجالس الملية إلا أن يدلوا بدلوهم للفت النظر أو للتنبيه الى مخاطر أو لاقتراح مسارات ومخارج". واعتبرت أن "المحصلة من كل هذا المناخ، أن الأولوية التي ينبغي الآن ان تكون حاكمة على الجميع هي تشكيل حكومة تنهض بمسؤوليات إدارة شؤون البلاد وحماية مصالحها ورعاية ابنائها، ولن يكون مبررا على الاطلاق اي تهاون او تباطؤ او استخفاف بهذه الاولوية. إن لبنان مهما أحرز من جوائز ومكتسبات لن يكون رابحا ما لم يظفر بحكومته التي تمثل كل ما فيه من مكونات".

وعرضت الكتلة الاوضاع المحلية والاقليمية، وتوقفت عند المجريات وطرق متابعتها وخلصت الى ما يأتي:

"1- ان حفظ السيادة الوطنية هو واجب وطني على جميع اللبنانيين مسؤولية حمايتها والسهر عليها، سواء عند حدود التراب الوطني او عند تطبيق النصوص الدستورية والقانونية.

ان السيادة الوطنية كل لا يتجزأ، لا تقبل تغافلا ولا تسامحا، ولا مناص من التصدي للعدو المنتهك للسيادة أيا يكن حجم الانتهاك، والدولة بمجتمعها وسلطاتها معنية بأداء هذا الواجب، بمختلف الطرق والوسائل المتاحة حفظا لأرضنا ومياهنا وأجوائنا وصونا لتضحيات جيشنا وشعبنا ومقاومتنا وزودا عن كرامتنا الوطنية.

2- إن الكتلة اذ تشكر الله وتحمده على عظيم نعمه وفيض عطاءاته، تؤكد ان الاهتمام بالاجراءات والاحتياطات الموسمية لدرء المخاطر المحتملة ومنع حصول كوارث جراء العواصف او الثلوج ينبغي ألا يصرف اهتمامنا عن وجوب تهيئة البنى اللازمة والقادرة على حسن الاستفادة والاستثمار للأمطار والثلوج بدل ان نهدرها دون التمكن من ادخارها وحسن توظيفها.

إن كمية المتساقطات التي حظي بها بلدنا هذا العام هي رحمة وبركة إلهية، ندعو الى التأمل في ما ينبغي لنا ان نفعله لنحفظها من أجل تطوير معيشتنا وحياة أجيالنا المقبلة، واداء هذه المسؤولية سوف يسهم في تخفيض الكلفة وزيادة النمو والتطوير.

3- ان قرار الانسحاب الاميركي من سوريا, وبغض النظر عن الآليات والوسائل التجميلية التي تحاول الادارة تزيينه بها، هو اعلان هزيمة استراتيجية لمشروع دولي عدواني أرادت منه اميركا اسقاط سوريا وتغيير موقعها ودورها السياسي في المنطقة، وحرضت في سبيل انجاز اهدافه دولا وقوى وعصابات إرهاب، واستحضرت التكفيريين من كل انحاء العالم مستخدمة اياهم في خططها الاجرامية، وورطت زعامات وجماعات في الانخراط بذاك المشروع لتسويقه وتأييده والترويج له، وهي لا تزال تخادع وتناور وتراهن على من صدقوا وعودها وراهنوا على قدراتها لتستنزف آمالهم وجهودهم ولتتمادى في تحريضهم ضد الشرفاء المقاومين من ابناء وطنهم وضد الجمهورية الاسلامية الايرانية التي ما كانت يوما الا سندا وعضدا داعما ودائما للبنان بوجه الصهاينة وحماة ارهابهم وعدوانهم المتواصل.

إن كتلة الوفاء للمقاومة يهمها ان تؤكد للبنانيين جميعا أنها على عهدها لهم أن تبقى وفية للمقاومين ولأهدافهم ولتضحياتهم, وأن تصون السلم الأهلي والاستقرار الداخلي للبلاد وأن تحرص كل الحرص على الوحدة الوطنية، وأن تسهم عبر الحوار والعمل السياسي على حسن تطبيق وتطوير قوانيننا حتى يأمن المواطنون في دولتهم ويصل كل ذي حق الى حقه من دون تمييز أو استجداء. وتأمل الكتلة من الجميع تعاونهم ومشاركتهم لتحقيق هذه الاهداف الوطنية، وتؤكد أن الرهان على رعاة العدو الاسرائيلي وحماته الدوليين لن يؤدي إلا الى المزيد من الإحباط والخيبة واستلاب الحس الوطني النبيل".

 

عون واللبنانية الاولى شاركا الانطونية الاحتفال بعيد مار انطونيوس: لن نترك السفينة وسننقذ من هم على متنها ولن نجعل احدا يسيطر على لبنان

الخميس 17 كانون الثاني 2019 /وطنية - دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين، الى عدم الخوف، وقال: "لا تخافوا، نحن لن نترك السفينة وسنقوم بعملية انقاذ لجميع من هم على متنها"، وأكد "نحن موجودون هنا ولسنا معتادين على التخلي عن مسؤولياتنا"، وشدد على انه "في زمن سابق، واجهنا الدبابة والطائرة والمدفع ولم نخف. وكنت هنا في بعبدا الى جانبكم. نحن لن نترك بعبدا ولن نجعل احدا يسيطر على لبنان".

مواقف الرئيس عون جاءت خلال كلمة القاها خلال مأدبة غداء اقامتها الرهبانية الانطونية بعد القداس الالهي الاحتفالي بعيد شفيعها القديس انطونيوس في دير مار انطونيوس الكبير في بعبدا، شارك فيهما رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون.

القداس

وترأس القداس الرئيس العام للرهبنة الاباتي مارون ابو جودة وعاونه فيه رئيس الدير رئيس المعهد الأنطوني الاب جورج صدقة وعدد من المدبرين العامين، في حضور الوزيرين في حكومة تصريف الاعمال الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعقيلته والشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، النائبين الان عون وحكمت ديب، النائب السابق ناجي غاريوس، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، قائد الجيش العماد جوزاف عون وعقيلته، روي الهاشم وعقيلته المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، محافظي بيروت القاضي زياد شبيب والشمال القاضي رمزي نهرا، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، قائد لواء الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد، رئيس بلدية الحدث جورج عون، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج، مدير الوقاية الصحية الدكتور جوزف الحلو وقائد القوى السيارة العميد فؤاد خوري وعدد من الرهبان الانطونيين.

عظة الاباتي ابو جودة

بعد الانجيل المقدس، القى الاباتي ابو جودة كلمة، استهلها بالترحيب بالرئيس عون والسيدة الاولى، وقال: "بكثير من الغبطة نستقبلكم يا فخامة الرئيس برفقة السيدة الاولى مع صحبكم الكريم، في ديرنا مار انطونيوس الكبير، هذا الدير الرابض على تلة تواجه القصر الجمهوري، وتنير مسيرة العاصمة بالوطنية والتربية والروحانية. شرفتمونا يا فخامة العماد عون بزيارتكم لنا، التي تلقي على عاتقنا مسؤولية جديدة، نحن في الرهبانية الانطونية المارونية وكل الكنيسة، للاسهام في بناء الوطن. ففي حين اختار الكثيرون مسارات متعددة في الوطن، اختارت الكنيسة القضايا التربوية والصحية والاجتماعية والانسانية لاعلاء شأن الوطن من جهة، ولردم تلكؤ الدولة من جهة اخرى، ولم تنكفىء يوما على الرغم من الصعوبات والازمات التي المت بنا من جراء الحروب او المشاكل الامنية او الضائقة الاقتصادية، عن تأدية دورها في بناء الوطن. ولقد دفعت رهبانياتنا الانطونية، من البشر والحجر، ما يشهد عليه الكثيرون لفداء وطننا. وارى ان الكنيسة، صمام الامان في الوطن، اعطت للبنان وجها في العلم والعمل الانساني يحسدنا عليه جيراننا باجمعهم. وعلى الرغم من الانتقادات المتكررة لبعض السقطات الصغيرة، فان نور لبنان وفكره يشعان على المشرق وعلى العالم، مضيئا صفحة مجلية من تاريخه الحضاري".

اضاف: "فيما نحتفل اليوم بذكرى مار انطونيوس ابي الرهبان، يلفتنا كيف قرن هذا القديس الكلمة الى العمل، فصار علما في تجسيد الانجيل، سار في اثره الكثيرون. وما زال انطونيوس يلهم الكثيرين في اختيارهم والتزامهم الحياة على مختلف المستويات.

وتابع: "بالعودة الى الانجيل، يستوقفني موقف قائد المئة الذي، وبسبب مزاولته مهنته بشكل جيد، يعرف ان له سلطة وعليه سلطة، ولكن تفهمه وحده لا يكفي ليشفي عبده، فكان لا بد من تدخل يقوم به المخلص، ولو بكلمة، ليحدث الشفاء. وهذا هو وضعنا اليوم امام مأزق الصحة والتعليم، فلا يكفي يا فخامة الرئيس، ان نفهم الوضع، ونتحاور ونحدد المسؤوليات، بل ان نجد حلا لاهلنا وابنائنا المنتظرين جوابا على شفائهم وتعليمهم. فاللبنانيون منذ ما يقارب الثلاثة عقود دفعوا كل انواع الضرائب التي يتكلف بها مواطنو الدول العالمية، ولكنهم بالمقابل لم يحصلوا على الخدمات الاجتماعية المحقة لهم من طبابة وتعليم وضمان شيخوخة. والحل برأينا انه آن الاوان لكي تصدر الدولة البطاقة المدرسية والبطاقة الصحية للجميع، بدل عرض حلول جزئية عابرة لن يتمكن المواطنون من مواجهتها في الغد القريب. بذلك تشهد الدولة على التكامل بين القطاع العام والقطاع الخاص، وعلى حق المواطنين بان يؤمنوا تعليم اولادهم والطبابة لذاتهم".

واردف: "نحن يا فخامة الرئيس، نحتاج الى حل دائم للمضي قدما في بناء وطن حديث. وعلى الرغم من ان الكثيرين يقولون بان القطاع المصرفي وحده ثابت في البلد، اود ان الفت خاطركم بان القطاع التعليمي والجامعي في لبنان هو القطاع الاثبت في الوطن، وهو وحده الذي يبني للبنان غدا، لذا اوجه تحية الى كل العاملين في هذا القطاع الذين صقلوا لبنان اليوم، وخرجوا اجيالا نفخر بها اينما حللنا، في العالم. فلا يمكن يا فخامة الرئيس، ان نتغاضى عن هذه النتيجة المشتركة، وتاليا لا بد من دعمها لان كلفتها ليست عالية على ما تدفعه الدولة اليوم على هذا القطاع، فيكفي ان يدار الملف التربوي بشفافية لنحصل على نتيجة مرضية للجميع، رحمة بلبناننا وبأبنائنا وبأهلنا وبأبنائنا وبغدنا الذي نريده دوما مشرقا".

وقال: "فخامة الرئيس، لقد خضت هذا الموضوع اليوم على خلفية تدخل مار انطونيوس في حياة عالمه، وقد كان ناسكا في البرية، بعيدا عن حياة العالم، وعن مشاكل عصره، ولكن لما سمع عن القلاقل والهرطقات في الاسكندرية، ترك صومعته ليصوب الاداء. وانا اليوم اضع هذه الوديعة بين ايديكم لتصوبوا الاداء، وخصوصا لنخرج من الفهم والتلاسن نحو الحل، فنعمل على شفاء، ليس ابن قائد المئة، انما لنعطي الكثيرين من اهلنا وابنائنا الذين يقفون كقائد المئة ينتظرون من يغير حياتهم ومستقبلهم. واتمنى ان تكونوا "بي الصبي" ليس فقط في قانون الانتخاب وفي الحلول الكثيرة التي اوجدتموها حتى الان في فترة رئاستكم، انما على مستوى التعليم والصحة، لكي لا نواجه في السنوات المقبلة من عهدكم اقفالا جماعيا للمدارس الجبلية والريفية ومرضى ينتظرون من سيداويهم. ولما ثبت عدم قدرة الدولة المالية على القيام بتنفيذ القانون 46، نرجو ان يعاد النظر فيه من اجل صالح الجميع لكي لا نجد عددا كبيرا من الاساتذة، وقد نال بعضهم حقوقهم، مدفوعين الى البطالة وتاليا نحرم رعيلا من الشباب من الجودة التعليمية والتربوية، في حين ان المدارس الرسمية في المدى المنظور عاجزة عن استقبالهم فيما اعداد كثيرة من النازحين يشاركون اولادنا اروقتها ومواردها. فتعليم ابنائنا هو شرط اساس لوطن حضاري نعيش فيه المحبة والحوار والتنوع".

وعن موضوع تأليف الحكومة، قال: "إننا يا فخامة الرئيس نضم صوتنا الى صوت صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الكلي الطوبى والى سائر الاساقفة والرؤساء العامين الموارنة، وقد اصدرنا بيانا اثر اجتماعنا في التاسع من هذا الشهر مطالبين، القيمين على شؤون الدولة بتخطي كل العوائق السياسية وغير السياسية التي تحول دون تشكيل الحكومة، والتوافق سريعا على صيغة لها تكون قادرة على مواجهة التحديات. كما اكدنا اهمية تولي المهمة الانقاذية المطلوبة قبل انهيار الهيكل على الجميع. نعم يا فخامة الرئيس نحن بحاجة الى حكومة تشبهكم في نظافة كفكم وضميركم الحي لينهض الوطن من كبوته. واسمحوا لي، يا فخامة الرئيس، في ختام هذه الكلمة ان اعايد اخوتي الرهبان وجميع الانطونيين العاملين في مؤسساتنا، والذين يرتادون اديارنا ورعايانا في لبنان وبلدان الانتشار، واعيد كل مكرس يترجم انجيل ربنا في حياته اليومية على مثال القديس انطونيوس، متمنيا الثبات في ادائهم النبوي وسعيهم في ايقاظ العالم. كما اشكر الاب جورج صدقة رئيس هذا الدير المبارك، الذي يسهر، مع جماعة الدير، على هذه المؤسسة التعليمية والرعوية والرهبانية الرائدة، والذي يسر لنا لقاءكم الكريم، مجددا ترحيبي بكم وبالسيدة الاولى وبصحبكم الكريم وبجميع اصدقاء الدير، طالبا ان يكون هذا العيد مناسبة لتوطيد الشراكة وتعزيز الثقة المتبادلة".

وختم: "ليسدد الله بشفاعة مار انطونيوس ابي الرهبان خطاكم وخطانا لما هو مصلحة ابنائنا، في وطن نفخر انه يحمل ستة الاف سنة من الحضارة، ونريد بقيادتكم ان يستمر ويصبح اكثر عدالة في زمن يكثر فيه الهراطقة والمعطلون والمشككون في الصيغة اللبنانية: الوحدة في التنوع التي يقوم عليها وطن الرسالة، كما كان يحلو للبابا القديس يوحنا بولس الثاني تسميته. وكل عيد وانتم بخير".

مأدبة غداء

بعد القداس، تقبل الرئيس عون واللبنانية الاولى والاباتي ابو جودة التهاني بالعيد، قبل ان يشاركوا والحضور في مأدبة الغداء التي اقامتها الرهبانية للمناسبة، وانضم اليها نائب رئيس الحكومة وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني.

صدقة

والقى الاب صدقة كلمة، فقال: "اهلا بكم، يا فخامة الرئيس، في دير مار انطونيوس الكبير الذي تحبون، والذي يحبكم لما لكم من علاقات وصداقات متنية مع الرهبانية الانطونية، ترسخت على حب الله والوطن، وتعززت بالروح العائلية الصادقة. الدير ديركم، فمعكم ومع قدس الاب العام، نتأهل بالضيوف الكرام، ونتمنى للجميع عيدا مباركا. ان الامواج العاتية تلاطم سفينة الوطن من كل الجهات، وكلنا يعرف الصعوبات والضيقات التي تمر بها البلاد. هناك الكثيرون الذي يعرقلون مسيرة الوطن والعهد، من اقربين وابعدين ومن محليين واقليميين".

اضاف: "لقد عاهدناكم، يا فخامة القبطان القدير الذي يقود سفينة لبنان الى ميناء الخلاص والامان، معولين على عهدكم بان يكون عهد الاصلاح وعهد الامن وعهد الحرية وعهد التحرير الكامل للارض وعهد السيادة، عهد القرار الحر. فقلبنا معكم وصلاتنا من اجلكم كي تتحقق هذه الاحلام وتعيش اجيالنا القادمة بكرامة. فخامة الرئيس، انتم حارس الدستور، وقد اقسمتم اليمين بالحفاظ عليه. فبالله عليكم لا تدعوا احدا يمس هذا الدستور، لان الجمر تحت الرماد، والقلوب مليئة والنفوس مشحونة تكاد ان تنفجر، وبخاصة هناك من يغذيها، بالاعلام والاعمال، وكلنا يعرف كم كلف هذا الدستور من اثمان باهظة بالارواح والممتلكات. ولنقلها بصراحة ان التلويح بالمثالثة هو دعوة الى حرب اهلية، وتغليب فئة على فئة، وتشويه لصورة لبنان التعايش والخصائص الفريدة المميزة. واخيرا نبارك سعيكم بان تبقوا "بي الكل"، بان تجمعوا المسيحيين لما لهم من دور فاعل عندما يتوحدون، وان تجمعوا اللبنانيين جميعا، ولو اقتضى ذلك التضحيات فانتم "بي الصبي".

وتابع: "وللمناسبة، لا يسعني الا ان اشيد بما قام به عهدكم، واسمحوا لي بان اثني على بعض الوزراء، خصوصا الموجودين بيننا، على ما قاموا به من تنظيم وتطوير وتقدم، وخدمات جلى، كنائب رئيس الوزراء معالي الوزير حاصباني، على ما قدم لوزارة الصحة من خدمات. وكم نرجو ان تطبق البطاقة الصحية التي اعدها، خدمة لكل مواطن. كما انوه بالدور الكبير الذي اداه معالي وزير الخارجية جبران باسيل الديناميكي، في هذه الوزارة، حيث اسهم بارجاع اللبنانيين في عالم الانتشار الى وطنهم، واستعادة الجنسية اللبنانية التي هي حقهم. والمزيد من الثناء لمعالي الوزير بيار بو عاصي، على ما انجز من اعمال خيرة للفقراء والمعوزين وللانعاش الاجتماعي. اما نواب المنطقة، فلهم الشكر الجزيل، ونرجو منهم المزيد المزيد. ولا بد لي ان اشكر رئيس بلدية الحدث الهمام الاستاذ جورج عون على جعل بلديته نموذجا يحتذى به لبلديات لبنان. واحيي السيدات ميراي وكلودين وشانتال على كل اعمالهن".

واردف: "اسمحوا لي ان احيي قائد الجيش الجنرال جوزف عون على قيادته الحكيمة، العادلة، واحلاله الامن في ربوع الوطن. فله وللجيش اللبناني كل الدعم والتأييد كي لا يبقى الا سلاحه الشرعي على ارض الوطن. فباسم الرهبانية الانطونية ورئيسها الاباتي مارون ابو جودة، اتوجه بالشكر الجزيل لكم، على حضوركم ومحبتكم وصداقتكم الغالية. واخيرا، نرفع الصلاة من اجلكم ومن اجل عائلتكم، ومن اجل الوطن، طالبين من القديس انطونيوس ان يبارك مسعاكم ويسدد خطاكم ، لما فيه خير الشعب والوطن".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون بكلمة، شكر فيها الاب صدقة على كلمته، وقال: "ايها الحضور الكريم. عندما اصغيت اليكم تتحدثون عن القيادة الحكيمة للسفينة، استذكرت قصة تلك السفينة التي كان يقود ربان وعلى متنها ابنته، فيما كانت الانواء تعصف بها، وبدأ الجميع باخلائها. وحيث كان البحارة يفتشون الغرف تمهيدا لاخلائها، وجدوا ابنة صغيرة لا تزال نائمة. واذ طلبوا منها الاسراع بالمغادرة، سألتهم: الا يزال القبطان موجودا في القيادة؟ وهل لما يزل والدي هو القبطان؟ فاجابوها: نعم. فعادت الى النوم. لذلك اقول لكم: لا تخافوا، نحن لن نترك السفينة، وسنقوم بعملية انقاذ لجميع من هم على متنها. نحن موجودون هنا، ولسنا معتادين على التخلي عن مسؤولياتنا. في زمن سابق، واجهنا الدبابة والطائرة والمدفع، ولم نخف. وكنت هنا في بعبدا الى جانبكم. نحن لن نترك بعبدا ولن نجعل احدا يسيطر على لبنان".

وفي الختام، قدم الاب الدكتور ميشال روحانا الانطوني للرئيس عون، النسخة الاولى من كتابه: "ألخلق من الحب، جسر منير بين العلم والدين، محاولة في اللاهوت الرازائي".

 

جديد موقعي الألكتروني ل 17 و18 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

انتهت "المارونية السياسية" ... وانتهى لبنان

توفيق شومان/موقع مون ليبون/17 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71179/%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/

 

«البليارد» اللبناني

بات خطيراً الوضع وكل ما يجري مخيف، لا سيما مع هذا الغياب الرسمي عن تحمل الحد الأدنى من المسؤولية

حنا صالح/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71164/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%8b/

 

Analysis/In First, Arab Countries Admit Israel Into a Regional Alliance. But There Is a Price
 
تحليل سياسي بقلم اورا كورين من الهآرتس: الدول العربية تقبل بدخول اسرائيل كحليف اقليمي ولكن بثمن
 Ora Coren/Haaretz/January 17/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71167/ora-coren-haaretz-in-first-arab-countries-admit-israel-into-a-regional-alliance-but-there-is-a-price-%d8%aa%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a-%d8%a8%d9%82%d9%84%d9%85-%d8%a7/

 

Arafat and the Ayatollahs
 
طوني بدران: عرفات والملالي
 Tony Badran/Tablet/January 17/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71171/tony-badran-tablet-arafat-and-the-ayatollahs-%D8%B7%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A/

 

Pompeo’s tour provokes differing reactions inside Iran
 
د. ماجد ربيزاده/جولة بومبيو تثير ردود فعل متباينة داخل إيران
 
Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/January 17/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71185/dr-majid-rafizadeh-pompeos-tour-provokes-differing-reactions-inside-iran-%D8%AF-%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D9%88/