LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january17.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء. إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/لا حلول في لبنان بغير بحل حل حزب الله واستئصال سرطان احتلاله الإيراني

الياس بجاني/لبنان دولة فاشلة والثورة لن تنجح ما دامت تتملق حزب الله الإرهابي

الياس بجاني/ثورة تتعامى عن سرطان حزب الله وتتملقه تحمل بنفسها كل مقومات الفشل

الياس بجاني/حزب الله يحتل لبنان وكل الحكام والسياسيين اللبنانيين هم دمى بأمرته

الياس بجاني/عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان دولة فاشلة ومارقة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 16/01/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة الخميس يوم في 16 كانون الثاني 2019

الهيئة الوطنية لحقوق الانسان: لوقف انتهاكات اجهزة انفاذ القانون ومنع تكرار أحداث 15 ك2

كوبيش: ألا تكفي الازمة الاقتصادية لإيقاظ السياسيين؟

بالأسماء- هذه مسودة حكومة دياب المنتظرة/ آخر بورصة التوزير.. باسيل الفائز الأكبر!

سفير دولة كبرى لا يستبعد “انفجاراً اجتماعياً” في لبنان

الثوار: سنسقط حكومة دياب إذا فاحت منها رائحة المحاصصة

انتقادات أممية وحقوقية لرفض السلطة الاستماع لمطالب اللبنانيين واستخدام العنف ضد المتظاهرين

الاحتجاجات تتواصل في المناطق اللبنانية والقضاء يخلي سراح عدد من الموقوفين والحسن تعتذر للصحافيين

السنيورة : لبنان في الهاوية ويحتاج لدعم عربي ودولي… وجنبلاط : تدمير المصارف ضربة وجودية للدولة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حكومة ”تكنوقراط التحالف الحاكم” هل ترضي الانتفاضة ؟

7 أيار” في الحمراء… وقلق من الإنزلاق إلى الفوضى

سعر صرف الدولار إلى انخفاض... لهذا السبب

الحريري يطوي صفحة التسوية مع باسيل

متى يتصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا للإعلان عن حكومة دياب؟

“المركزي” يطلب معلومات عن تحويلات السياسيين للخارج

هل تلبي كميات الغاز حاجة اللبنانيين؟... الشركات المستوردة توضح

اعلاميون من أجل حرية» يستنكرون الاعتداء على الاعلام: انتهاك سافر!

بعد تداول اسمه للداخلية.. من هو طلال اللادقي حصة السيد في الحكومة؟

الدكتور علي عزالدين ووعلي عيد وتحديات الـ92 يوماً: حراك صور مستمر تحت الخطر والحصار

فورين أفيرز: مقتل سليماني وضع حزب الله في مواجهة جديدة مع أمريكا.. فكيف سيرد؟

نقلاً عن موقع بيروت اوبزارفير/16 كانون الثاني/2020

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

روحاني: لا قيود على مشروع إيران النووي

أميركا تطوي صفحة اغتيال قاسم سليماني وتستأنف عملياتها في العراق

بغداد نفت الاتفاق على إنشاء قواعد عسكرية جديدة... والصدر استنفر أنصاره لتظاهرة مليونية

البحرين تبدأ إجلاء مواطنيها من العراق عبر مطار النجف

“العصائب”: جاهزون لهزيمة أميركا إذا رفضت الخروج

علاوي: إيران تسعى للعودة إلى لعب دور شرطي الخليج

الحية يدافع عن علاقة حماس” مع إيران

بهلوي يتوقع انهيار النظام و”الجنائية” لن تحقق بمقتل سليماني

خامنئي يؤم صلاة الجمعة... وألبانيا تطرد ديبلوماسيين إيرانيين... وواشنطن تسجن جاسوسين

تركيا تنشئ قنصليات جديدة في العراق وتعيد افتتاح القديمة

أردوغان يرسل جنوده لليبيا ويكلف “المخلب الأسود” قيادة العمليات وحفتر والسراج وماكرون أعلنوا المشاركة في مؤتمر برلين

البرلمان العربي يؤكد خيار السلام باليمن ومرجعيات الحل السياسي و"الشرعية" أحبطت تهريب وقود طائرات مسيرة للحوثيين

الإمارات وألمانيا وكندا تتفق على خفض التصعيد في المنطقة

مصر: الاتفاق المبدئي لملء سد النهضة لا يضر بمصالحنا المائية

القاهرة: النظام التركي أحد أسوأ الأنظمة انتهاكاً لحرية الرأي والصحافة

مجلس النواب الأميركي يُسلِّم ملف عزل ترامب لـ “الشيوخ” وهبة "جمهورية" للدفاع عن الرئيس وتعهد بمحاكمة عادلة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مجزرة المصارف/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

تصدُّع الأدوار الإقليمية وإمكانيات التغيير/رضوان السيد/الشرق الأوسط

انتقام حزب الله من أميركا: بداية حرب الأشباح/سامي خليفة/المدن

حكومة النظام السوري في لبنان.. حكومة الانتقام من اللبنانيين/منير الربيع/المدن

ليلتا القمع والسحل تدشيناً لحكومة مستشاري المستشارين/نادر فوز ة/المدن

حزب الله: "فشّوا خلقكم" بالمصارف.. واتركوا السياسة لي/منير الربيع ة/المدن

حكومة ”الباشكاتب/علي حماده/النهار

استهتار السلطة بالانتفاضة زادها اشتعالاً واستمراراً/اميل خوري/النهار

المصرف وحزب الله ...وظف الحزب المصارف في مشروعه. وأكثر من ذلك، فقد تولت هذه المصارف مهام إقليمية موازية لمهامه ومتماهية معها في سوريا وفي العراق/حازم الأمين/الحرة

سجعان قزي/الــضــحــيّــتــان…. لبنانُ لا يحتمِلُ حكمًا يَنتظر احتضارَ الثورةِ على الطريقةِ السوريّة، ولا ثورةً تَنحرِفُ عن مسارِها على طريقةِ ما سُمِّيَ بثوراتِ الربيع العربي/سجعان قزي/جريدةُ النهار

عيد مار انطزنيوس/الأب سيمون عساف

الأخ اسطفان/الأب سيمون عساف

الميثاقية:قناع الطائفيات السياسية لحرف الثورات المدنية وتأبيد الطبقة الحاكمة/وجيه كوثراني/المدن

إيران ونهاية زمن التذاكي على أميركا/خيرالله خيرالله/العرب

ثلاثية الكذب “الممانعة” تحت المجهر الدولي/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

خطأ بشري/محمد قواص/العرب

إيران: لماذا لم تنفع الوصفة القديمة؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

ليبيا وكواليس موسكو وبرلين/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري استقبل دياب وقنديل خليل: اصبحنا على عتبة تأليف حكومة اختصاصيين من 18 وزيرا تمثل اوسع الشرائح الممكنة

الحريري عرض مع عثمان الاوضاع الامنية واجراءات قوى الامن

الحريري عقب الاجتماع المالي: الخلل الأساسي أن الدولة لم تنجز اصلاحات كان يجب أن تقوم بها

تكتل الجمهورية القوية استنكر التعرض للصحافيين: المطلوب حكومة اختصاصيين مستقلين لا مستشارين لدى القوى السياسية

الحسن التقت المصورين الصحافيين: ما تعرض له الاعلاميون مرفوض بكل المعايير الانسانية والاخلاقية

وزيرة الداخلية للاعلاميين: ما تعرضتم له ليس مقبولا والعناصر الامنية تعبت بعد 3 اشهر من الجهوزية

الراعي عرض التطورات مع حبيش والتقى مجموعة من الناشطين المستقلين

الراعي لوفد نقابة الصحافة برئاسة الكعكي:الطرف الاضعف في لبنان هو الدستور

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء. إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة

إنجيل القدّيس متّى09/من09حتى13/:”فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، رَأَى رَجُلاً جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، إِسْمُهُ مَتَّى، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي». فقَامَ وتَبِعَهُ. وفيمَا يَسُوعُ مُتَّكِئٌ في البَيْت، إِذَا عَشَّارُونَ وخَطَأَةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاؤُوا وٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وتَلامِيذِهِ. ورَآهُ الفَرِّيسِيِّوُنَ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ لِتَلامِيْذِهِ: «مَا بَالُ مُعَلِّمِكُم يَأْكُلُ مَعَ العَشَّارِيْنَ والخَطَأَة؟». وسَمِعَ يَسُوعُ فَقَال: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء. إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني: رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

لبنان دولة فاشلة والثورة لن تنجح ما دامت تتملق حزب الله الإرهابي/الياس بجاني/16 كانون الثاني/2020

http://al-seyassah.com/%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d9%86-%d8%aa%d9%86%d8%ac%d8%ad/

 

لا حلول في لبنان بغير بحل حل حزب الله واستئصال سرطان احتلاله الإيراني

الياس بجاني/16 كانون الثاني/2020

إلى الثوار وكل السياديين والشرفاء في وطن الأرز: سموا المحتل باسمه الذي هو حزب الله الإرهابي والمجرم وكفاكم ذمية وطأطأة رؤوس وتعامي

 

ثورة تتعامى عن سرطان حزب الله وتتملقه تحمل بنفسها كل مقومات الفشل

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

ثورة تتملق حزب الله الإيراني وتداهنه وتتعامى عن احتلاله ودويلته وإرهابه وتسوّق لكذبة ونفاق مقاومته هي ثورة فاشلة وأداة تدمير وخراب.

 

حزب الله يحتل لبنان وكل الحكام والسياسيين اللبنانيين هم دمى بأمرته

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

جميل السيد متل ما خبرنا جنبلاط عم يشكل الحكومة والبيك بدو رضاه، ولكن الحقيقة أن كل حكامنا من كبيرهم لصغيرهم دمى يحركها حزب الله

 

لبنان دولة فاشلة والثورة لن تنجح أن لم تجعل أمر احتلال حزب الله من أولوياتها

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82259/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%84/

منذ 89 يوماً والشعب اللبناني غاضب وثائر وهو يتظاهر في عدد كبير من المدن والبلدات مطالباً بدولة عادلة، وبحكومة من متخصصين وشرفاء تتحسس أوجاعه وتعمل على خدمته، وبمجلس نيابي فاعل يمثل فعلاً تطلعاته وأماله، وبحكام كفهم نظيف ويلتزمون الدستور، وبقضاء عادل يطبق القانون، وبخدمات حياتية ومعيشية وإنسانية وبأن واستقرار وفرص عمل والخ..

كل هذه المطالب محقة، ومن حق الناس المطالبة بها والسعي لتحقيقها.

ولكن، لتحقيق حتى ولو جزء قليل من كل هذا المطالب، ومنها تشكيل حكومة من مستقلين وخبراء وأكفاء وشرفاء، وليتفعل القضاء ويقوم بدوره، وللوصول للخدمات كافة لا بد من قيام دولة ممسكة بقرارها وتعمل من خلال الدستور وتحت سقف كل ما هو استقلال وسيادة ودستور وقرار حر وقانون.

ولأن لبنان هو بلد محتل، وحزب الله يحتله منذ العام 2005، ويصادر استقلاله وسيادته، ويتحكم برقاب وقرار كل الحكام فيه، ويعين ويقيل المسؤولين غب ما يناسب أجندته الإيرانية، فإن الثورة مهما طال بقائها في الشوارع، فهي عملياً لن تحقق أي مطلب من مطالبها إن لم تسمى مرض الاحتلال باسمه، وتسعى لتحرير البلد من احتلاله، وهو الذي يدمر ويعهر ويعطل كل شيء ويحول دون نجاح أي مسعى ثوري وإصلاحي.

من هنا، فإن كل ما تطالب به الثورة لا يمكن أن يتحقق منه أي شيء ما دام حزب الله يحتل البلد ويتاجر بكذبتي المقاومة والتحرير، ويرهب الناس ويسوّق لثقافة الموت وليس لثقافة الحياة، وأولويته هي مشروع إيران التوسعي والإرهابي والحربي والعدائي.

جدير ذكره بأن حزب الله ومنذ اليوم الأول للثورة وهو يعاديها علناً ويخونها ويتهمها بالعمالة وبالارتهان للقوى المعادية له (أميركا والسعودية وإسرائيل) ومن خلال شبيحته اعتدى جسدياً ومعنوياً وسمعة ولا يزال يعتدي على الثوار ويستعمل ضدهم كل وسائل التخويف والإرهاب والبلطجة.

وبالتالي، على الثورة إن كانت فعلاً تسعى لتحقيق مطالبها أن تسمي الاحتلال باسمه، وأن لا تكتفي فقط بالشكوى من أعراضه، والأهم أن تتوقف عن تحييده وعن ذمية التملق له.

مطلوب منها أن تفضح هرطقات تجارته بكذبتي المقاومة والتحرير.

ولتنجح الثورة عليها فوراً أن تدرج مطلب تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان على رأس قائمة مطالبها وهي اتفاقية الهدنة والقرارين 1559 و1701…

يبقى أنه وعملاً بكل قوانين الأمم المتحدة، لبنان في وضعيته الراهنة هو دولة فاشلة ومارقة، وبالتالي من واجب مجلس الأمن فيها، بل من التزاماته القانونية إدراجه في هذه الخانة، ووضع اليد عليه تحت البند السابع، وتسليم القوات الدولية الموجودة في الجنوب المهام الأمنية كافة، ووضع القوى الأمنية اللبنانية تحت أمرتها، وذلك لإعادة تأهيل اللبنانيين على كيفية حكم أنفسهم. هذا الأمر تم العمل به في العديد من الدول التي كان وضعها شبيه بوضع لبنان الحالي.

على الثورة أن تفكر ملياً بهذا الخيار الدولي، وأن تسعى لتحقيقه في الوقت المناسب عملاً بالقوانين والإجراءات المرعية الشأن.

هذا، وقد يكون عملياً هو المخرج الوحيد المتوفر راهناً لمواجهة ما يجري في وطن الأرز من إفقار للناس، وتهجير، وفوضى، وإرهاب، وعهر حكام، وسلبطة احتلال، وفساد حكم، وكفر وجحود وإبليسية أصحاب شركات أحزاب.

في الخلاصة، لا خلاص للبنان وللبنانيين، ولا تقدم على أي مستوى، ولا خروج من أي أزمة من مالية وحياتية ومعيشية وخدماتية وصحية وغيرها في أي مجال كان ما دام احتلال حزب الله قائماً، وما دام الحزب ممسكاً بالبلد، وبحكامه، وبمؤسساته، ويأخذه رهينة بالقوة والسلبطة، ويتصرف به على أساس أنه ملك له ومعسكراً وساحة ومحزن أسلحة وأداة كلها مسخرة في خدمة مشروع حكام إيران التوسعي والعدائي والمذهبي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 16/01/2020

وطنية/الخميس 16 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

استنادا الى أجواء إجتماع الرئيس بري والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، فإن ولادة الحكومة منتظرة في الساعات المقبلة، لكن سبق ذلك بيان من الحراك يقول إن الحكومة المرتقبة وفق أسماء الوزراء المتداولة هي حكومة سياسيين مقنعة باسم اختصاصيين، ولذا فإن يوم غد سيكون يوم إضراب عام وقطع للطرق، وإذا صح ذلك، فإن مسلسل الأزمات سيتواصل طالما أن الحراك يريد وزراء إختصاصيين مستقلين، في حين تقول المراجع السياسية إنه ليس في الإمكان أكثر مما سيكون على صعيد حكومة تسير أمور البلد والناس وتحقق فرملة انحدار الوضع الإقتصادي والمالي لكن يبقى الأساس ثقة اللبنانيين بالحكومة أولا وثقة الدول فيها ثانيا.

وبعد الذي حصل ليل أمس أمام ثكنة الحلو تعالت أصوات الإعلاميين مطالبة بوقف هذا التعامل العنيف، وقد شرح المدير العام لقوى الأمن الداخلي ذلك وقال إن ثلث عناصر مكافحة الشغب مصابون من جراء استهداف المتظاهرين لهم.

في الضغون، أفادت مذكرة جرى اطلعت عليها رويترز أن لجنة الرقابة على المصارف في لبنان، طلبت من البنوك تواريخ وأحجام التحويلات إلى سويسرا منذ يوم 17 تشرين الأول عندما اندلعت احتجاجات، وفيها إن على البنوك تقديم المعلومات خلال أسبوع.

بداية من الملف الحكومي، واخر ما نتج عن المشاورات واللقاءات في هذا الشان مع الزميلة ميرنا الشدياق.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

على مقياس التشكيل تم رصد سحب من الإيجابيات إثر لقاء جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالرئيس المكلف حسان دياب.

هذا اللقاء أمن المناخات للاتفاق على تشكيل حكومة من الإختصاصيين وفق معايير موحدة على أن تتكون من 18 وزيرا وتمثل أوسع الشرائح الممكنة.

وبإنتظار "روتوش" أخير بات الملف الحكومي عند عتبة التأليف بإتجاه الإعلان عن صدور المراسيم في أسرع وقت ممكن.

وفي معلومات الـNBN أن الأمور وصلت إلى خواتيمها والتشكيلة اصبحت جاهزة بانتظار نقطة واحدة تتعلق بإمكانية دمج حقيبتين لترك مساحة لموقع نائب رئيس الحكومة وقد طلب الرئيس المكلف بعض الوقت لتذليل هذه النقطة.

في المقابل سقف الحراك في الشارع ظل مرتفعا وسجل الليلة الماضية فصلا آخر من فصول المواجهات كان أعنفها في كورنيش المزرعة ومحيط ثكنة الحلو والكولا حيث هاجم المحتجون فروعا مصرفية وعاثوا فيها تخريبا على غرار ما فعلوا في الحمرا.

القوى الأمنية استخدمت قبضتها القاسية فلم تستثني حتى الجسم الصحافي الذي نفذ وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية.

الوزيرة ريا الحسن نزلت بين الاعلاميين المحتجين حيث قالت إن تعرض قوى الأمن للاعلاميين مدان وغير مقبول مؤكدة أن ما حصل لا ينبغي أن يمر مرور الكرام وأن هناك آليات محاسبة للعناصر المتورطة لكنها أشارت في المقابل إلى أن العناصر الأمنية تعبت في غياب الراحة منذ فترة لأنه مطلوب منها أن تكون بكامل الجهوزية.

وفي شأن متصل بما حصل في الحمرا من تكسير لواجهات المصارف كان رد عسكري على سؤال الرئيس سعد الحريري: أين كان الجيش؟.

مصدر رفيع المستوى في الجيش قال في رده عبر صحيفة الجمهورية إن قوى الأمن الداخلي لم تطلب أي مؤازرة من الجيش الذي كان مستعدا للتدخل لو طلبت منه ذلك وسأل المصدر: هل كان المطلوب أن نقول لقوى الأمن: زيحوا.

على أي حال فإن الحريري وفي دردشة قال: إذا بيقدروا "يشيلوا اللواء عماد عثمان... يشيلوه... شو أنا حبتين؟.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

على النية الايجابية تبقى المسارات الحكومية..

زيارة الرئيس المكلف حسان دياب الى عين التينة اليوم، عززت العين التفاؤلية على الموعد القريب لولادة الحكومة، على ان بعض النقاط العالقة تحتاج الى مزيد من الاتصالات، على امل أن يتم ايجاد العلاج السريع لها..

لقاء أكثر من ايجابي بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف حسان دياب، بحسب الوزير علي حسن خليل، جعلنا على عتبة تشكيل الحكومة كما قال ..

حكومة أوضح لقاء الرئيسين صورتها النهائية كحكومة من الاختصاصيين فيها ثمانية عشر وزيرا، تمثل اوسع شرائح ممكنة..

ولكي لا يكذب الوقاتون، فانه متى حلت آخر النقاط العالقة كان الاعلان ، والمأمول ألا يكون بعيدا..

وعلى بعد امتار من تولد الحكومة، كانت وزيرة الطاقة ندى البستاني عبر المنار تؤكد على الطاقة الايجابية التي تحكم مسار التنقيب عن النفط، مؤكدة ان الامور تسير وفق المرسوم لها، والمنتظر قدوم بواخر الحفر التابعة للشركة الفرنسية من مصر..

والى مصر وصل اليوم طلب فرنسي رسمي للانضمام الى منتدى غاز الشرق الاوسط، الذي تحوم حوله شبهات تنافسية، مع احتضانه للكيان العبري كشريك اساسي فيه الى جانب مصر والاردن وقبرص واليونان..

في ملف الطاقة النووي كان الخبر ايرانيا، حيث اقرت المانيا على لسان وزير دفاعها بان واشنطن هددتها بفرض رسوم على البضائع الالمانية ان لم تستجب للموقف الاميركي من الملف النووي الايراني ..

شهادة المانية تؤكد ما قاله الرئيس الشيخ حسن روحاني من ان اوروبا ترضخ بالكامل للارادة الاميركية في الملف الايراني.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

وفي اليوم التسعين على نشوب حراك غير مسبوق تحركت عجلات حكومة العهد الثالثة من تلة الخياط الى عين التينة قبل ان يستقر بها المطاف في بعبدا في مهلة لا يفترض ان تتجاوز الساعات ال 48 المقبلة ليقدم حسان دياب توليفته المنتظرة من حكومة اختصاص لامتصاص النقمة ومواجهة الازمة.

معبر عين التينة وان كان الدستور لا يلزم الرئيس المكلف به الا من باب التشاور والاستئناس الا ان الواقع السياسي وموزاييك الامر الواقع حتمتا على حسان دياب ان يطرق الباب ليسمع جواب الموقع الثاني والتوقيع الثالث والخروج بتفاهم الضرورة كي لا تنتهي الولادة القيصرية بموت الحكومة ودخول الام اي الدولة في غيبوبة الاحتضار.

كان الرئيس بري يتحدث ويطالب من دون حرج بحكومة تكنوسياسية لا تستثني احدا تعيد لم الشمل بعدما انفخت الدف وتفرق العشاق وانتهوا الى الافتراق وقاب قوسين او ادنى من الطلاق. صدم باستقالة الحريري ولم يستسغ مقاربة دياب في التأليف.

دلل الحريري الذي عرف قدره فتدلل اكثر واختار الخروج والبدء باجتياز الصحراء لكنه - اي الرئيس بري - اراد لهذه الحكومة ان تتخطى سن الرشد اي ال18 وزيرا لتبلغ ال24 فيدخلها جنبلاط الركن القوي في الزعامة الدرزية واعطاء هامش تحرك وحضور اوسع للبيئة المحيطة والملتزمة بالرئيس الحريري لكن الاخير لم يساعده.

الماراتون الحكومي في اللفة ما قبل الاخيرة ومرسوم التأليف يتوجه الى مضيق جبل بعبدا ليس للعلم والخبر بل للدستور والاحتماء من الخطر السباق الحكومي في امتاره الاخيرة. لم يعد المتبارون قادرين على الجري لدولار سبقهم صعودا والليرة تأخرت عنهم نزولا

القطاع الخاص يناضل للبقاء والقطاع العام مهدد بالشلل. الايرادات شحت والموارد نضبت والناس تتألم والشارع يغلي والدولار تحول من عملة صعبة الى عملة نادرة والليرة تلبس قبعة الاخفاء وجنى عمر اللبنانيين في المصارف قد يتبخر والطارئون وامراء الفساد يتبخترون كالطاووس في الشكل والصوص في الوزن.

باختصار انتهى الوقت. الانتظار يعني المزيد من الانهيار. الشكل لم يعد مهما المضمون هو المهم.الاسماء لن تبهر اللبنانيين مهما حملت من شهادات وخبرات وانجازات. اجندة وقف النزيف المخيف هي المطلوبة. الاولوية للمشروع والخطة والاجراءات الفورية الانقاذية وليس الاستعراضات الاعلامية والعاطفية والانفعالية والكيدية والعنترية لتنتهي في نهاية المطاف كما انتهت الحكومات السابقة بالفشل والخذلان وتقاذف المسؤوليات وتبادل الاتهامات. ليكن شعار هذه الحكومة ما قاله يوحنا السابق منذ الفي عام : الان وقد وضعت الفأس على اصل الشجرة فكل شجرة لا تؤتي ثمرا فلتقطع ولترم في النار. حتى اليوم بقي لبنان كعليقة ابراهيم في جبل حوريب في طور سيناء: تشتعل ولا تحترق.على المخلصين الا يتركوها تحترق.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

إنها "حكومة الميمات الخمس": مستقلون، مستشارون، مساعدون، مناصرون، واحتمال محازبين. "فإذا صحت الأسماءالتي سربت على أنها الحكومة المرتقبة، فكيف سيكون الرئيس المكلف قادرا على الدفاع عن إستقلالية الوزراء الذين منهم المناصر والمستشار وبالتأكيد غير المستقل؟

إنها أيضا "حكومة اللون الواحد من السداسي": حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والمردة والطاشناق والديموقراطي اللبناني .

وفي مقابلها "معارضة الالوان" التي لم ترق إلى العودة لونا واحدا، وتضم : تيار المستقبل، القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الإشتراكي، وحزب الكتائب.

وبين سلطة اللون الواحد، ومعارضة الألوان، أين يقف الحراك؟

معظم الأسماء المسرَّبة لا تحمل معايير الحراك، فكيف سيعبِّر عن اعتراضه عليها؟ هذه المرة سيكون الشارع شارعين: شارع الممثلين في الحكومة وشارع المعارِضين لها ومنهم الحراك، فكيف سيكون المشهد بعد صدور مرسوم التأليف.

في مجلس النواب سيكون ضابط الإيقاع الرئيس نبيه بري، ولكن في الشارع وفي المعارضة، من سيتقدم المسيرات ؟

أسئلة من دون إجابات، مع تسجيل مفارقة أن الحكومة يمكن أن تولد غدا، أي مع بدء الشهر الرابع على الثورة.

من خارج سياق الحكومة تلاحقت الإجتماعات النقدية والمالية، وابرزها هذا المساء في بيت الوسط، وهي ضمت الرئيس الحريري ووزير المال وحاكم مصرف لبنان ومستشاري الرئيس الحريري، الذي أوضح أن استحقاق اليوروبوندز من مسؤولية الحكومة المرتقبة .

ماليا أيضا، مصرف لبنان يطلب درس تحاويل إلى الخارج والإفادة عن الشبهات، فيما سجِّل انخفاض في سعر الدولار بلغ 250 ليرة اليوم، فهل خفَّ الطلب وازداد العرض؟ ام أن القرار لدى الصيارفة بصرف النظر عن العرض والطلب، وهم قرروا اليوم خفض السعر.

وفي الوقت الذي يتجادل فيه الأطراف السياسيون في التشكيلة الحكومية وغيرها، كان هناك مواطن " آخر همه " الحكومة، يطلق صرخة عن تأمين الدواء لأحد أفراد عائلته.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

أوكلت القوى الأمنية الى وزيرة الداخلية ريا الحسن والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان تقديم الدفوع الشكلية عن ليلة الاعتداء على الصحافيين والناشطين، لكن عبارات محددة كانت كافية لاستعراض القوة أو للاحتكام إلى الأمر السياسي فما إن انتهى عثمان من مؤتمره الصحافي حتى وضع نفسه في تصرف رئيس حكومة تصريف الأعمال،

وقال إن أحدا لا يستطيع إقالته " وخلي حدا يحاول شو حبة وحبيتن انا ؟" أما وزيرة الداخلية فكشفت عن تلقيها ضغوطا عدة للتعامل مع الشارع بطريقة مختلفة، لكنها أوضحت أنها لم تصدر أوامر بالقمع والعنف وفي كلا المؤتمرين فإن الصحافة والناشطين على حد سواء كانوا تحت العصا الأمنية الغليظة..

وجرحهم الأعمق أن لهم نقيبا للصحافة حضر فأدلى بدلوه.. وركن موقفه الى جانب الأجهزة الأمنية.

وفي خلاصة مشهد الاعتداء على مواطنيين وصحافيين أن ريا ارتدت ثوب " سكينة ".

عثمان خرج شاهرا عضلاته الأمنية من بيت الوسط.. والنقيب أقام الحد على الصحافة مبايعا الامن ضد الثورة. وعلى وقع شارع يتقدم في الساحات وأمام الثكنات، وضعت لمسات سياسية على حكومة حسان دياب وبعدما ظل رئيس مجلس النواب نبيه بري مبقيا الرئيس المكلف على لائحة الانتظار اياما طويلة، " مد" له طاولة غداء اليوم لائحتها من أصناف التشكيلة الوزارية واللقاء الشهي أعقب جولات سياسية أجراها رئيس المجلس مع وليد جنبلاط وجبران باسيل وسليمان فرنجية، وسعى لتنفيذ الانقلاب بحكومة سياسية، ثم تكنو سياسية، ثم أربعة وعشرين وزيرا، لكنه لما اصطدم بالشارع من جديد سعى لترتيب معادلة " قوموا تنهني " وأمام كل هذه المحاولات ظل حسان دياب على قواه الحكومية.. ويسجل له أنه صمد ليس في وجه الضغوط من الزعماء السياسين الكبار بل لكونه تحمل عناء لقاءات يحضرها كل من علي حسن خليل وجبران باسيل..

وتلك معجزة إذا تمكن من تجاوزها ودياب لغاية الآن جهز تشيكلة لكنها لم تبلغ القصر بعد.. وآخر معطياتها أن عراقيل اللحظات الأخيرة عادت لتضع العصي في الطريق إلى بعبدا وإذا كان لأهل السلطة ملاحظاتهم فإن للشارع والرأي العام اعتراضا على بعض ما ورد من أسماء، وتحديدا إسناد وزارة الطاقة إلى مستشار في وزارة الطاقة هو ريمون غجر ولدى البحث في العلامات الفارقة لدى هذا الاسم سيظهر أنه عراب فساد البواخر.

لذلك فإن حمولته ستكون زائدة على التشكيلة وقد يغرق من فيها قبل وصولها الى شاطىء الثقة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

تسعون يوما سكن فيها اللبنانيون الساحات والشوارع وتحدوا الخريف ويواجهون صقيع الشتاء، والحكومة التي طالبوا بولادتها لم تر النور بعد رغم اقتراب الولادة من خواتيمها.

رؤية النور لا تعني أن يخرج لهم سحرة مطابخ التشكيل أي حكومة، فهم يصرون على ان تكون لهم الحكومة التي بها يطالبون : حكومة اختصاصيين مستقلين.

اما وقد اقتربت الولادة واتفق أهل السلطة على التشكيلة الخلاقة، وتجاوزوا خلافاتهم الكبرى ولم يبق سوى الخلافات الصغرى المحصورة باقتسام الحصص، فإن الأمر وللغرابة اقلق الناس وشد أعصابهم، لأنهم قرأوا في التشكيلات الموزعة، والتي تتقارب فيها هويات الموزرين الى حد بعيد.

قرأوا أسماء توحي بما لا يقبل الشك بأن أهل السلطة احتجبوا الى ما وراء الستائر وقدموا من يمثلهم ويمثل آراءهم ويلتزم توجيهاتهم لتولي الوزارات.

ورب قائل من المقربين من أهل السلطة، إن على المنتفضين إعطاء الحكومة الوليدة فترة سماح واختبار، مستندا الى المقولة التي صارت شهيرة : من أين نأتيكم بحكومة اختصاصيين معقمين لا ميول لهم ولا انتماءات ؟ أمن المريخ ؟

يضيف المقربون من السلطة انفسهم بأن الوضع الاقتصادي -المالي المنهار ما عاد يحتمل الترف، وقد عمل بعض خفافيش الليل على إلحاق أكبر الأذى في هذين القطاعين كي يضيقوا على المنتفضين هوامش تحركهم، وصولا الى تحميلهم مسؤولية الانهيار.

هذه المعطيات دفعت الناس الى الشارع وارتفعت الدعوات الى الاضراب الشامل غدا وفي ال"ويك أند"، عل هذا التحرك يؤثر في طباخي الحكومة فيأخذون في الاعتبار مطالب الناس الذين اثبتوا انهم يسقطون حكومات ويضغطون للتعجيل في تأليف حكومات، وبالتالي لا يمكن تجاهلهم والتركيز على أن يرضي أهل السلطة بعضهم بعضا فقط.

في الآني من يوميات المخاض، زار الرئيس المكلف وبتسهيل ضاغط من حزب الله على حليفيه في ثلاثي السلطة، زار عين التينة وعرض تشكيلته على الرئيس بري، لكن دياب لم يكمل طريقه الى بعبدا للقاء الرئيس، في دلالة واضحة على أن التشكيلة لم تكتمل بعد.

ورغم أن المعلومات أشارت الى تبديلات في الأسماء تخضع لها التشكيلة، والعقدة محصورة في حصتي المردة وارسلان، إلا أن انباء المساء أفادت أن القضية أعقد من ذلك، وبأن تيار المردة يهدد بعدم المشاركة، إذ تبين له أن الحكومة هي حكومة باسيلية مقنعة، وهو لن يعرقلها لكنه لن يشارك فيها.

في أي حال، الساعات المقبلة ستكشف صحة هذه المعطيات، وبالتالي لا يزال امام الرئيس المكلف حتى الغد، لتبيان ما إذا كان سيتغلب على المطبات المستجدة ليعلن حكومته.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة الخميس يوم في 16 كانون الثاني 2019

وطنية/الخميس 16 كانون الثاني 2020

النهار

عُلم أنّ غالبية السفارات العربية والغربية في لبنان قلّصت عديدها الديبلوماسي واتُّخذت إجراءات وقائية تحسباً لأي تطورات أمنية بعد نجاحها في ترحيل رعايا لها مع بداية الانتفاضة وبعد اغتيال قاسم سليماني.غضب شيعي...

يقول مرجع سياسي بارز في مجالسه إنّ طلب حاكم مصرف لبنان صلاحيات استثنائية أغضب مرجعاً نيابياً واعتُبر أنّه يحد من صلاحيات وزير المال ويحمّله تبعة الانهيار المالي في البلد.

تعمل مصارف على إعفاء مقترضين من نسب مئوية من قمة قروضهم شرط سدادها حاليا من دون انتظار بلوغ تاريخ استحقاقها.

الجمهورية

عمّم مرجع أمني على القيادات التابعة له برفض أي مراجعة في شأن الإجراءات الأخيرة التي اتخذت وخصوصاً المتصل منها بالمناقلات.

يحرص مسؤول رفيع كُلّف بمهمة كبيرة على إبقاء لقاءاته الدبلوماسية والسياسية بعيدة من الأضواء حرصاً على ما يجري بناؤه تحضيرًا للمرحلة المقبلة.

للمرة الأولى يجمع عدد من المستشارين أمتعتهم من مكتب وزير سيادي تمهيداً للعودة الى عملهم الخاص بعد سنوات.

اللواء

ستواجه المحاولات التي ستجري لمساءلة مسؤول مالي كبير بعوائق تقنية وسياسية داخلية، وتحفّظ يصل إلى درجة الرفض دولياً.

تسعى بعض المصارف الصغرى والوسطى لتكوين سمعة جيدة، توفّر لها زبائن من المصارف الكبرى!

يتجه مرجع كبير إلى تجاوز المعاتبة، والسير قدماً في ملء الفراغ الوزاري، منعاً لأية تأويلات!

نداء الوطن

تردد أن الرئيس ميشال عون كان مستاء أمس الأول من المشهد المأزوم في الشارع قائلاً للمحيطين: "خلصونا بقى أعطوني أي حكومة كي أوقع مرسومها".

على رغم الخلاف السياسي الكبير بينهما، إلا أن "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" يتفقان على عدم إجراء تغيير جذري يطال جوهر قانون الإنتخاب النسبي.

سأل رئيس تيار سياسي وزيرة في حكومة تصريف الأعمال عن شخصيات كفوءة في وزارتها يمكن تسميتها للتوزير في الحكومة الجديدة فأجابت بتهكّم: "بالكاد يعرفون توقيعهم".

الأنباء

يُعيد تيار سياسي تحديد أولوياته وخياراته في مختلف المستويات؛ بعد فشل كل الخيارات التي سبق واتخذها.

يعزو مراقبون الحركة اللافتة لممثل الأمم المتحدة، في الملف الداخلي اللبناني، إلى عدم قدرة سفراء الدول الغربية في هذه المرحلة على لعب الدور الذي اعتادوا عليه.

البناء

قالت مصادر نيابية مالية إنه في كل مرة تكون فيها إجراءات مالية مطلوبة دولياً ويكون حاكم المصرف المركزي عنواناً لها تتدفق الرسائل الدبلوماسية الشديدة اللهجة والتي تحذّر وتهدّد، لكن هذه المرة كان التهديد علنياً، وربما هذا مؤشر على أن الوضع صار أشدّ استقلالاً ويستدعي ضغطاً أعلى.

قالت مصادر أوروبية دبلوماسية إن الإعلان الأوروبي عن تفعيل الآلية المحددة في التفاهم النووي للخلافات يشكل قفزة في المجهول، لأنه يفتح الباب للمزيد من الخطوات الإيرانية التصعيدية طالما أن أوروبا لا تملك الجزرة ولا العصا. فهي ملتزمة بالعقوبات الأميركية وعاجزة عن تقديم حوافز بتنفيذ موجباتها.

 

الهيئة الوطنية لحقوق الانسان: لوقف انتهاكات اجهزة انفاذ القانون ومنع تكرار أحداث 15 ك2

وطنية - الخميس 16 كانون الثاني 2020

اشارت "الهيئة الوطنية لحقوق الانسان" المتضمنة "لجنة الوقاية من التعذيب" في بيان اليوم، الى "مجموعة من الانتهاكات الخطيرة قامت بها قوى مكافحة الشغب وغيرها من القوى التابعة للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي، مورست اثناء الاحتجاجات التي شهدتها بيروت، خلال الـ 48 ساعة الماضية، كان اخطرها تلك التي حدثت مساء 15 الجاري والتي امتدت حتى ساعات الفجر". واعلنت الهيئة انها "وثقت مئات الحالات التي تضمنت الاستخدام المفرط للقوة من قبل اجهزة انفاذ القانون منذ اندلاع الاحتجاجات في 17 تشرين الأول 2019 ولغاية اليوم"، وجددت مطالبتها "السلطات اللبنانية بضمان احترام الحق في التظاهر السلمي وعدم استخدام العنف المفرط بحق المتظاهرين المطالبين بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية المشروعة والامتناع فورا عن التوقيفات العشوائية المخالفة للقانون".

ولفتت الى ان "حوادث اطلاق الرصاص المطاطي والرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع قد ادت في السابق الى وقوع العديد من الاصابات، لكن اخطر ما تم تسجيله خلال احداث 15 كانون الثاني الجاري، اداء وتصرفات عشرات من رجال انفاذ القانون بثياب عسكرية ومدنية بطريقة انفعالية مفرطة وغير مهنية".

ووثقت الهيئة واحدة من الانتهاكات امام ثكنة الحلو في بيروت حيث اصيب عدد من "المحتجين بالعصي في اماكن يحظر التصويب اليها كالرأس والرقبة والصدر، ما ادى الى وقوع اصابات خطيرة وحرجة"، لافتة الى ان "هذه التصرفات تستوجب فتح تحقيق فوري ومحاسبة المخالفين".

واكدت أن "تعرض عدد كبير من الصحفيين والمصورين العاملين في لبنان للعنف والمضايقة والترهيب بما في ذلك الضرب والاحتجاز التعسفي والمراقبة اللاقانونية ولضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة فضلا عن تعرض الصحفيات للتحرش والعنف الجنسي اللفظي والجسدي، امر مدان ومستنكر وينبغي ضمان عدم تكراره في اي ظرف او بالاستناد الى اي مبرر". واشار الى انه "تقدم ما يزيد عن 20 شخصا، منذ اندلاع الاحتجاجات، امام القضاء اللبناني بدعاوى شخصية حول مزاعم التعذيب الذي ارتكب ضدهم اثناء التوقيف والحجز الاحتياطي، ما يستدعي التطبيق الفوري للمادة الرابعة من القانون 65 التي عدلت في اصول تطبيق المادة 24 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، داعيا "النيابات العامة في مختلف المناطق الى التعجيل في اتخاذ قرارتها بهذه الدعاوى ان لجهة حفظها او الادعاء أمام قاضي التحقيق دون اجراء اي استقصاء او تحقيق أولي في هذا الصدد الا من قبلها شخصيا، باستثناء القرارات الضرورية للمحافظة على الادلة وضبطها وتكليف طبيب شرعي للكشف على ضحية التعذيب المفترضة اذا لم تكن مرفقات الشكوى او الاخبار تضم تقريرا طبيا من هذا القبيل. وعلى قاضي التحقيق الناظر في الدعوى أن يتولى بنفسه القيام بجميع اجراءات التحقيق في شأن الأفعال المنصوص عليها في المادة 401 من قانون العقوبات، دون استنابة الضابطة العدلية أو أي جهاز أمني آخر للقيام بأي إجراء باستثناء المهمات الفنية".

 

كوبيش: ألا تكفي الازمة الاقتصادية لإيقاظ السياسيين؟

المركزية/16 كانون الثاني/2020

غرد المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش على احتجاجات الاربعاء: يوم آخر من الاحتجاجات وخاصة الشباب الغاضبين من أن مطالبهم بالمستقبل اللائق يتم تجاهلها ومع تزايد عدد الأشخاص اليائسين غير القادرين على مواجهة الأزمة الاقتصادية لا يكفي ذلك لإيقاظ السياسيين"؟

 

بالأسماء- هذه مسودة حكومة دياب المنتظرة/ آخر بورصة التوزير.. باسيل الفائز الأكبر!

المركزية/16 كانون الثاني/2020

أفادت المعلومات  أن اخر العقد الحكومية حلت هذا المساء بموافقة الوزير جبران باسيل على مشروع الحل الذي حمله شادي مسعد من الرئيس المكلف بتوزير دميانوس قطار في وزارة العمل التي لم تكن من حقائب التيار. واشارت الى ان من المتوقع أن تشكل الحكومة يوم الجمعة، علمًا أن القرار اكتمل داخلياً وخارجياً والباقي تفاصيل تخضع لـ”روتوش اخير“. واضافت: “لقاء عين التينة غدًا بين بري وحسان دياب سيتضمن جوجلة على مسودة التشكيلة والبت باسماء الوزراء الشيعة بعد ما ثبتت الحقائب في حصة  كل طائفة ووزعت على القوى الحكومية.  وبات من المؤكد أنّ التشكيلة ستكون من ١٨ وزيراً وليس٢٤ وحسان دياب اختار وزراء حكومته من اسماء رشحتها الاحزاب المشاركة في الحكومة. وتضم التشكيلة اربع سيدات، واعطي الثنائي الشيعي ٥ حقائب بعد دمج الزراعة مع الثقافة او الاعلام، علمًا أنّ جنبلاط لن يكون شريكاً ولن يمنح الحكومة الثقة. والوزراء السياديون هم: غازي وزني لوزارة المالية، وناصيف حتي للخارجية، وطلال اللادقي للداخلية مبدئياً ويحسم بعد التشاور مع بري، وميشال منسى للدفاع مع توليه منصب نائب رئيس حكومة. وحقائب رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر أسقطت عليها الأسماء:

الطاقة: لاورثوذكسي على الأرجح انه ريمون غجر عميد سابق لكلية الهندسة في LAU

الاقتصاد: لشخص من آل حداد يُبت باسمه الليلة.

العدل: ماري كلود نجم

البيئة: منال مسلم

أما تيار المردة فحصل على حقيبة الأشغال التي ستتولاها لميا يمين الدويهي .

والطاشناق سيحصل على السياحة والثقافة او السياحة والإعلام حسب المبادلة وستتولاها فارني اوهانيان.

وتوزع الحقائب بحسب الطوائف هو:

الحصة السنّية:

حسان دياب

طلال اللادقي للداخلية

طلال حواط لوزارة الاتصالات

طارق مجذوب لوزارة التربية والشباب والرياضة.

الحصة المارونية:

ناصيف حتي

ماري كلود نجم

دميانوس قطار

لميا يمين الدويهي

الحصة الدرزية:

رمزي مشرفيه لوزارة الشؤون الاجتماعية والمهجرين وملف النازحين

الحصة الشيعية:

المالية لغازي وزني

الصحة

الصناعة

الزراعة والثقافة او الاعلام

الحصة الاورثوذكسية:

ميشال منسى وريمون غجر

الحصة الكاثوليكية:

منال مسلم

ومثلما وزعت الحقائب على كل من القوى الحكومية، كل فريق سمى وزراءه يقول احد العاملين على إنضاج الطبخة.” من جهتها، افادت ال”ام تي في” ان “المسار الذي تسلكه المشاورات الهادفة الى تأليف الحكومة بلغ شوطه الأخير، وسيكون يوم الخميس حاسماً على صعيد إزالة ما تبقّى من عُقد، على أن تبصر الحكومة النور يوم الجمعة أو السبت في أقصى حدّ. ومن الواضح أنّ توزّع القوى داخل الحكومة لن يكون مختلفاً أبداً عنه في حكومة تصريف الأعمال، مع فارقٍ وحيد هو خروج المكوّن السنّي المتمثّل بتيّار المستقبل لصالح شخصيّات مستقلّة اختارها، أو شارك في اختيارها، رئيس الحكومة المكلّف حسان دياب، واقتصار التمثيل الدرزي على وزير واحد اختاره النائب طلال ارسلان وغياب تمثيل “القوات اللبنانيّة” مع تقليص عدد الوزراء الى ١٨. لكنّ اللافت قدرة الوزير جبران باسيل على الاحتفاظ بالحقائب الأساسيّة التي يتولاها حاليّاً أعضاء في تكتل “لبنان القوي”. فوزارة الطاقة والمياه ستنتقل من مستشارته السابقة ندى بستاني الى مستشاره السابق ريمون غجر. ووزارة العدل ستؤول الى ابنة شبطين في البترون ماري كلود نجم، التي زكّاها خالها الوزير السابق ناجي البستاني والوزير سليم جريصاتي، وهي التقت باسيل ودياب. أما وزير الاقتصاد والتجارة فيرجّح أن يكون مدير عام وزارة المال الان بيفاني، المحسوب أيضاً على باسيل، في حين سيستبدل وزير الدفاع الياس بو صعب بالعميد المتقاعد ميشال منسى. ويبقى حسم وزارة الخارجيّة التي تتراوح بين اسمين أحدهما يدعمه رئيس الجمهورية والثاني يفضّله باسيل. يجعل ذلك كلّه من جبران باسيل الفائز الأكبر في الحكومة المقبلة…”. وبحسب معلومات ” المركزية” فان بري سيستضيف دياب غدا الى الى مائدة غداء يصار في خلالها الى اجراء جوجلة شبه نهائية للتشكيلة ووضع اللمسات الاخيرة قبل ان يزور بعبدا للتوافق مع رئيس الجمهورية في شأنها واعلان المراسيم في اليومين المقبلين.

 

سفير دولة كبرى لا يستبعد “انفجاراً اجتماعياً” في لبنان

الشرق الاوسط/16 كانون الثاني/2020

لم يستبعد سفير دولة كبرى تشغل بلاده عضوية في المجموعة الدولية لدعم استقرار لبنان «وقوع انفجار اجتماعي وشيك تصبح السيطرة عليه أمراً صعباً إذا استمر تجاهل السلطة والفاعليات السياسية المعرقلة لتشكيل الحكومة». وذهل للمشاركة الشعبية التي شملت كل المناطق تقريباً، وتعبّر عن الجوع الناجم عن البطالة وانعدام فرص العمل”، وحرص على أن تترجم له الشعارات المكتوبة وبالصوت وعلى الحماس الذي ساد جميع المناطق وعلى الفئات الشعبية التي شاركت في التحركات المتجددة. وفي أول تعليق له خلال مقابلته مسؤولاً لبنانياً بارزاً، نصح السفير بالعمل الممنهج بوضع خطة طريق تخرج الناس من الشارع وتشعرهم بأن السلطة تسمع مطالبهم وتجهد لتلبيتها. وأبلغ وزارة خارجية بلاده بهذه التفاصيل. وانتقد السفير بقوة في مشاوراته مع زملائه في المجموعة الدولية، العراقيل التي افتعلتها معظم القوى السياسية التي أيدت اختيار الرئيس المكلف حسان دياب بوضع شروط جديدة كان قد تجاوزها قبل إنهاء التشكيلة الوزارية التي سلمها إلى الرئيس ميشال عون وسميت بأنها لائحة اسمية وليست مسودة تأليف للحكومة. واستغرب البنود الجديدة المطلوب من دياب التقيد بها، ووحدة المعايير ومعرفة مشروعه لحل الأزمة الاقتصادية وخريطة الطريق لحل الأزمة النقدية وفي مقدمها التفاوت في سعر صرف الدولار، والمطلب الآخر هو أن الحكومة يجب أن تضم سياسيين بعد اغتيال قاسم سليماني.

 

الثوار: سنسقط حكومة دياب إذا فاحت منها رائحة المحاصصة

انتقادات أممية وحقوقية لرفض السلطة الاستماع لمطالب اللبنانيين واستخدام العنف ضد المتظاهرين

الاحتجاجات تتواصل في المناطق اللبنانية والقضاء يخلي سراح عدد من الموقوفين والحسن تعتذر للصحافيين

السنيورة : لبنان في الهاوية ويحتاج لدعم عربي ودولي… وجنبلاط : تدمير المصارف ضربة وجودية للدولة

بيروت ـ”السياسة” /16 كانون الثاني/2020

على وقع الانتقادات الدولية والأممية لرفض السلطة الحاكمة الاستماع لمطالب المتظاهرين، ولتعامل القوى الأمنية بشدة مفرطة مع المحتجين ووسائل الإعلام، تواصلت حركة التظاهرات والاحتجاجات في الكثير من المناطق، استكمالاً لـ”أسبوع الغضب” في يومه الثالث، أمس، في ظل إصرار من الثوار على رفع وتيرة تحركاتهم على نطاق أوسع، بانتظار ترجمة مضمون الخطة التي تم وضعها بعد انتهاء المهلة المعطاة للرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب، مساء أمس، لإنجاز مهمته، وإلا سيكون للثوار كلام آخر.

وقالت مصادر الثوار لـ”السياسة”، “إننا بانتظار حكومة دياب للحكم عليها، والتحقق ما إذا كانت تضم اختصاصيين مستقلين، كما وعد، وإذا لم تكن كذلك وفاحت منها رائحة المحاصصة والمحسوبية، فسوف نعمل على إسقاطها، وهذا سيزيد بالتأكيد من قوة الثورة وتماسكها، رفضاً لهذه الحكومة وما تمثل” .

الى ذلك، علق ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش، عبر “تويتر”، على الأحداث التي شهدها محيط ثكنة الحلو – مار الياس مساء أول من أمس.

وأشار، الى أن “أمسية أخرى من التخريب والعنف والحوادث الأمنية المتصاعدة ، ويوم آخر من الاحتجاجات وخاصة الشباب الغاضبين من أن مطالبهم بالمستقبل اللائق يتم تجاهلها بإيجاز ، مع تزايد عدد الأشخاص اليائسين غير القادرين على مواجهة الأزمة الاقتصادية”. من جهتها، جددت منظمة العفو الدولية مطالبتها “السلطات اللبنانية بضرورةِ احترام الحق في التظاهر السّلمي وعدم استخدام العنف المُفرط بحق المُتظاهرين المطالبين بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المشروعة، والامتناع فوراً عن التوقيفات العشوائية المخالفة للقانون”. وشهد يوم أمس، عودة الحركة الطبيعية الى مناطق كورنيش المزرعة- مار الياس، ومستديرة وجسر الكولا وشارع الحمراء في بيروت، وبعض قرى البقاع الاوسط، بعد التوتر الشديد الذي شهدته ليل أول أمس.

وقد أُعيد فتح طرقات التحويطة – فرن الشباك، وجل الديب، توازياً مع تسجيل اعتصام طالبي في جونيه قرب السنترال، وما لبث الطلاب أن انتقلوا الى مصلحة تسجيل السيارات وقصر العدل وأقفلوا أبوابهما مانعين المواطنين من الدخول.

وانطلقت تظاهرة في جبيل عمد بعض المشاركين فيها الى اقفال مكتب شركة “تاتش” للهاتف الخلوي. وقد جرى فتح طرقات البقاع الاوسط من شتورة حتى جديتا ومكسة، مرورا بجلالا وتعلبايا وسعدنايل جرى فتحها من قبل الجيش على مسربين، بعد الاتفاق بين فعاليات المنطقة على اعادة فتح الطرقات بمسربين يميناً ويساراً، مع الابقاء على خيام المعتصمين وسط الطريق، فيما بقيت طرقات ساحة حلبا والمحمرة والبيادر والمنية مفرق عرمان والبحصاص والبداوي وساحة النور ودوار السلام وجسر البالما، وضهر العين- كفرعقّا في الكورة مقفلة .

وفي صيدا استمر اعتصام المحتجين في ساحة ايليا لكن جرى فتح الطريق. وفي حاصبيا، دخل محتجون شركة “كهرباء لبنان” مستنكرين التقنين القاسي في التيار.

وتوجهت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن الى الإعلاميين والمصورين الذين اعتصموا أمام وزراة الداخلية، رفضاً للممارسات العنيفة التي قامت بها القوى الأمنية ضدهم، بالقول، “غير مقبول ما حصل مع الصحافيين وأتحمل المسؤولية لأنني رأس الهرم لكنني لم أعط أمراً بالتعامل بعنف”.

وأشارت، الى أن ” لدينا أكثر من 100 جريح من عناصر قوى الأمن الداخلي ولكن من غير المقبول ما جرى وأنا أتحمل المسؤولية ولكني لست من أصدر الأمر بذلك”.

ولفتت الحسن، الى أن ” العناصر تعبت كثيرا وذلك لا يبرر العنف لكنهم خائفون على انفسهم ويواجهون بالضرب والحديد وضعوا أنفسكم مكان العناصر”.

وتوجهت الى الإعلاميين بالقول، “قلت للأجهزة الأمنية ألا تتصرف بعنف معكم مع العلم أن ضغوطات كثيرة كانت تمارس علينا لكي نتعامل مع المتظاهرين بشكل مختلف”.

واعتبرت أن “الحالة اليوم صعبة جداً وما حصل البارحة مدان ولا يجب ان يمر مرور الكرام”. وأضافت، “أنا سوف أرحل غداً و”إن شاء الله تجي حكومة تتعامل بطريقة أحسن يا ربّ”.

ونفذ عددٌ من الإعلاميين والصحافيين والمصورين وقفة أمام وزارة الداخلية – الصنائع، احتجاجًا على ما تعرَّض له الإعلاميون والمصورون ليل الأربعاء خلال أحداث ثكنة الحلو – مار الياس من ضرب على يدّ بعض العناصر في قوة مكافحة الشغب.

وفي الإطار، أعطى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات، إشارة الى الأجهزة المختصة بتخلية جميع الموقوفين في احداث الشغب في شارع الحمرا وامام ثكنة الحلو باستثناء عدد قليل، إما لقيامهم بأعمال عنيفة أو لأسباب أخرى مثل وجود مذكرات توقيف في حقهم. وكانت مجموعة من المحتجين نفذت اعتصاما، أمام قصر العدل في بيروت، احتجاجا على ما وصفوه ب”التوقيفات التعسفية التي حصلت على خلفية أحداث الشغب في شارع الحمرا، والأعمال المماثلة أمام ثكنة الحلو، وبلغ عدد الموقوفين 110 من بينهم أربعة قصر. واستنكرت الدائرة الإعلامية في “القوات اللبنانية”، “الاعتداء على الإعلاميين في معرض ممارستهم لمهنتهم في نقل الصورة والوقائع والأحداث وتسليط الضوء على وجع الناس ومعاناتهم”.

وتمنت في بيانٍ، على “الجميع تحييد الجسم الإعلامي تمسكًا بالحريات العامة وحرصًا على إيصال الصورة والكلمة للناس”.

وكان شهد محيط ثكنة الحلو، حالة من الكرّ والفرّ بين عناصر مكافحة الشغب والمتظاهرين، حيث أطلقت قوات مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع لتفرقة المتظاهرين، ما أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى.وفي السياق، اعتبر رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أنَّ لبنان اليوم بين “مطرقة العقوبات الأميركية والسدانة الإيرانية تنهال الضربات من كل ميل”.

وعقّب جنبلاط، عبر “تويتر” على أحداث الليلتين الماضيتين، والتي شهدت أعمال تخريب طالت المصارف، قائلًا: “تدمير المصارف يشكل ضربة وجودية للكيان اللبناني”.وفي هذا الصدد، أكد جنبلاط أنَّ “المصرف المركزي سار بتعليمات السلطة السياسيّة بتمويلِ دولةٍ ينخُرُها الفساد”، لافتًا الى أنَّ أحدًا لم يعترض “إلى أن أتى من طلب الإصلاح ورفضه العهد ولا يزال”. من جهته، قال رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أنَّ “المشكلات الكبيرة التي يعاني منها لبنان الآن تتعلق بالقصور والتقصير وكذلك الإنكار الكبير الذي تتميّز به ممارسة أركان السلطة وممارسات الأحزاب الطائفية والمذهبية”. وأشار الى أنَّ “الأداء الحكومي الذي ساد خلال الفترة الماضية تسبب بذلك الخلل الكبير في التوازنات الداخلية والخارجية للبنان، وكذلك في هذا الانحسار الخطير للثقة بين المواطنين والحكومات والطبقة السياسية”. وشدد على أنَّ “هناك اصلاحات ضرورية يجب أن يقوم بها لبنان، ولكنّها على أهميتها وضرورتها، لن تكون كافية، إنما يحتاج لبنان أيضًا للخروج من الهاوية التي أصبح في داخلها إلى دعم من الأشقاء العرب ومن الأصدقاء الدوليين”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حكومة ”تكنوقراط التحالف الحاكم” هل ترضي الانتفاضة ؟

النهار/16 كانون الثاني/2020

لم تحجب التوقعات المتفائلة باقتراب ولادة الحكومة الموعودة في وقت وشيك، الاصداء البالغة السلبية التي ترددت أمس على مختلف المستويات عقب ليلة الهجمات الكثيفة على فروع مصرفية عدة في شارع الحمراء ليل الثلثاء – الاربعاء والتي اثارت ردود فعل واسعة كان بعضها من قلب الجماعات المنخرطة في الانتفاضة التي تناهض توسل العنف والانزلاق الى الشغب. ولعل ما زاد طين الاصداء السلبية حيال هذه الهجمة بلة، أن بعض الجوانب المتصلة بالاعتداءات التي بررت بالاحتـجـاجـات علـى الســـياســات المصرفية والاجراءات المتشددة التي تتخذ في معاملات المودعين والزبائن ربط بايحاءات طائفية ومذهبية، الامر الذي فاقم المناخ الذي اشاعه هذا التطور السلبي واستدعى مواقف مستنكرة من معظم المسؤولين. وخلّفت التوقيفات التي حصلت خلال المواجهات التي دارت بين المعتدين على المصارف في شارع الحمراء وقوى مكافحة الشغب تداعيات اضافية أمس اذ دارت مواجهات جديدة وعنيفة بين متظاهرين أمام ثكنة الحلو حيث يحتجز نحو 48 موقوفاً واعداد من المتظاهرين طالبوا باطلاق هؤلاء وسجلت اصابات خلال المواجهة التي تعرض خلالها افراد قوى الامن الداخلي للرشق بالحجارة فيما اطلقت هذه قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لتفريقهم وابعادهم.

واذ مر اليوم الثاني من “اسبوع الغضب” الذي أعلنته الانتفاضة الشعبية بدءاً من الثلثاء بتحركات متفاوتة من قطع طرق وفتح معظمها واستمرار التظاهرات في بعض المناطق، فان الانظار ستتجه ابتداء من عصر اليوم الى طبيعة التحركات الجديدة التي قد تطلقها الانتفاضة في ظل الاتجاهات المنتظرة لبت استحقاق تاليف الحكومة، علماً ان الانتفاضة كانت حددت مهلة 48 ساعة للرئيس المكلف حسان دياب تنتهي بعد ظهر اليوم لانجاز تشكيلة حكومة اختصاصيين مستقلين والا الاعتذار. ويسود اعتقاد واسع بأنه في حال بلورة الطبيعة النهائية لتشكيلة حكومة دياب اليوم ولو قبل ولادتها في الفترة الفاصلة عن نهاية الاسبوع، فان الحكومة الجديدة ستكون أولاً أمام امتحان حاسم يشكله موقف الانتفاضة منها وتبين ما اذا كان ممكناً قيام مرحلة اختبارية انتقالية بين الحكومة الموعودة والانتفاضة ناهيك برصد مواقف القوى السياسية والهيئات الاقتصادية والمصرفية والمالية الداخلية منها ومن ثم مواقف الخارج العربي والغربي منها. وهي اختبارات شديدة الدقة والحرج لان الحكومة يفترض ان تشكل على الاقل انجازا من شأنه لجم سياقات الانهيار والتدهور المالي والاقتصادي واقناع المجتمع الدولي بمد يد العون الى لبنان لتجنيبه اخطار الانهيار.وما لم تأت تركيبتها ملائمة ومقنعة للانتفاضة الشعبية وشرائح واسعة داخلية وكذلك للاسرة الدولية الداعمة تقليدياً للبنان، فان الازمة ستأخذ وجوهاً أخطر من السابق لان مناعة لبنان على الصمود أمام موجات التردي المالي والاقتصادي والاجتماعي ستزداد ضعفا وتراجعاً، علماً انه من الواضح ان نقطة الضعف “التكوينية” للحكومة ستكون عبر ولادتها على وقع موافقات ومحاصصات اللون الواحد بين قوى تحالف العهد و8 آذار.

معادلة الحكومة

في غضون ذلك، لخصت الاوساط القريبة من طبخة تشكيلة حكومة دياب المعادلة السياسية التي أدت الى تقدم عملية انضاج الولادة الحكومية بالآتي: “حزب الله” ضغط لتعويم تكليف دياب والرئيس نبيه بري تحرك في هذا الاتجاه والوزير جبران باسيل “كوع” عن موقف سلبي كان يزمع اتخاذه ولكنه سيخرج بحصة وازنة جدا لتياره في الحكومة، والرئيس المكلف دياب رضخ لتعديل عدد من الاسماء. ولن يكون الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلا فيهاً. وقالت هذه الاوساط انه جرى مساء امس اسقاط الأسماء على الحقائب الوزارية وحلت مبدئيا آخر العقد بموافقة الوزير باسيل على مشروع حل متعلق بتوزير دميانوس قطار في وزارة العمل وقد نقل شادي مسعد الى باسيل هذا الاقتراح الذي وافق عليه. وتحدثت الاوساط عن امكان ولادة الحكومة غداً على أبعد تقدير وقالت إن الغداء الذي سيجمع ظهر اليوم الرئيس بري ودياب في عين التينة سيشهد عرض مسودة التشكيلة الحكومية وبت اسماء الوزراء الشيعة بعدما وزعت الحقائب بين كل القوى الحكومية وبت توزيع الحقائب السيادية الاربع. وأوضحت ان التشكيلة الحكومية ستكون من 18 وزيرا وليس من 24 وان دياب اختار وزراءه من اسماء رشحتها الاحزاب المشاركة في الحكومة وبينهم أربع سيدات وقد سمى كل فريق وزراءه. وأعطي الثنائي الشيعي خمس حقائب بعد دمج الزراعة بالثقافة أو الاعلام. وستخصص لرئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” وزارات الطاقة التي ستمنح لارثوذكسي يرجح انه ريمون غجر العميد السابق لكلية الهندسة في الجامعة الاميركية اللبنانية والاقتصاد ( من آل حداد) والعدل لماري كلود نجم والبيئة لمنال مسلم. أما الوزارات السيادية فستوزع على غازي وزني للمال وناصيف حتي للخارجية وطلال اللادقي للداخلية وميشال منسى للدفاع وربما كان أيضاً نائباً لرئيس الوزراء. وستعطى الاشغال للميا يمين الدويهي من المردة والسياحة والثقافة أو السياحة والاعلام للطاشناق، كما ستعطى الشؤون الاجتماعية والمهجرين لرمزي مشرفية. ولكن تبت بعد حقيبة الطاشناق وستبت اليوم قبل زيارة دياب لعين التينة.

الحريري

في غضون ذلك أكتسب موقف جديد للرئيس سعد الحريري من التطورات دلالات بارزة اذ اتسم بنبرة متشددة في شأن ما حصل في شارع الحمراء كما حيال “التيار الوطني الحر”. وقد استهجن الحريري الأحداث التي شهدتها منطقة الحمراء وقال: “بيروت ليست مستباحة، ومنطق أن نكسر شوارع الحمراء والصيفي وغيرهما هو منطق مرفوض. وأهل بيروت، وأنا واحد منهم، طفح الكيل لديهم من هذا الأمر، وانتهى… إن كانت هناك تظاهرات سلمية فأهلاً وسهلاً، أما غير ذلك فهو أمر مرفوض. نحن كتيار “قاعدين ساكتين وضابين حالنا في بيوتنا”، لكن أين هي القوى الأمنية والجيش اللبناني؟ على القوى الأمنية أن تقوم بواجبها لتحمي الناس والمؤسسات وكل مواطن أو مؤسسة تتعرض للعنف”. ورد الرئيس الحريري على الحملات التي يتعرض لها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قائلاً: “كل الناس يريدون أن يلوموا البنك المركزي على كل المصائب المالية الحاصلة في البلد. لكن علينا أن نعرف أمراً واحداً، أن هناك 47 إلى 50 مليار دولار استدانتها الدولة اللبنانية من أجل الكهرباء، فلو أنجزنا الإصلاحات المطلوبة للكهرباء منذ اليوم الأول لكان هناك اليوم 47 ملياراً في جيوب اللبنانيين، ولكن في المقابل، هذه المليارات هي اليوم في جيوب أصحاب المولدات غير الشرعية، وما أدراك من هم أصحاب المولدات غير الشرعية”.

ولاحظ أنه “قبل أن يتم إلقاء المسؤوليات على عاتق هذا أو ذاك، علينا أن نرى أين ذهبت هذه الأموال وكيف ذهبت وما هي مسؤولية الأحزاب السياسية في ضياع هذه المبالغ”.

 وأضاف: “البعض يقول إني رئيس حكومة ومسؤول. هذا مؤكد، لكن كان هناك من كان “لا شغلة ولا عملة” له إلا أن يعطل عمل الحكومة، والجميع يعرف من هم”.

وسئل: من هم؟ فأجاب: “التيار الوطني الحر هو من كان يعطل عمل الحكومة”

أما في شأن الحديث عن نيّة الحكومة الجديدة إقالة حاكم مصرف لبنان والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، فقال الرئيس الحريري: “ليشكلوا الحكومة أولا، وفي الأساس الحاكم لديه حصانة ولا أحد يستطيع أن يقيله، ولتتحمل أي حكومة مسؤولياتها. أنا لن أستبق الأمور، وكأي فريق سياسي، سنعطي الحكومة الجديدة فرصة للعمل ونرى ما الذي ستنتجه، ومن ثم نقرر موقفنا منها. ألم يكن الرئيس الشهيد يفعل الأمر نفسه؟”.

وكان الحريري التقى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وعرض واياه الأوضاع المالية والنقدية في البلاد.

 

7 أيار” في الحمراء… وقلق من الإنزلاق إلى الفوضى

النهار/16 كانون الثاني/2020

تقمَّص السابع من أيار 2008 في شارع الحمراء الذي ذاع صيته في العالم، لا بل يُنقل عن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد أنّ والده وعده إذا نجح في مدرسته عندما كان شابًا يافعًا بأن يأخذه إلى لبنان وتحديدًا إلى شارع الحمراء. لكنّ هذا الشارع لم يشهد في الحرب عنفاً كالذي شهده ليل الثلثاء من تكسير وتخريب، ما يطرح السؤال: هل دخل لبنان في الفوضى؟ في السياق تقول مصادر سياسية عليمة لـ”النهار” إن ما جرى في الحمراء إنّما هو سيناريو معدّ سلفاً سياسياً وأمنياً من خلال الفريق الذي سمّى حسان دياب رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة العتيدة، وبمعنى آخر انّ هؤلاء، أي “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر”، اصطدموا بجدار “تلة الخياط” وتفاجأوا بصلابة الرئيس المكلف وإصراره على حكومة من اختصاصيين ومن 18 وزيراً بالتمام والكمال، ولمّا لم يتمكنوا من إقناعه بضرورة تشكيل حكومة تكنوسياسية، ولا سيما بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني، إذ وفق ما يرون أنّ وضع المنطقة يحتاج إلى مشاركة الأحزاب السياسية لمواجهة التحديات المرتقبة، ولمّا كان “حزب الله” من خلال أمينه العام السيد حسن نصرالله وسائر قادته منهمكين بتداعيات مقتل سليماني، هنا أخذ رئيس مجلس النواب نبيه بري المسألة على عاتقه، وهو خبير محلّف في إخراج الأرانب واجتراح الحلول، فتحدث عن ضرورة “لمّ الشمل”، خصوصاً أنّ جمهور الثامن من آذار مصدوم لعدم قدرة زعاماته وقياداته وأحزابه على تشكيل حكومة، فكان أن التقى بري حليفه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بغية إقناعه بالسير في عملية لمّ الشمل وتوسيع الحكومة، وأن يتمثل بوزير مقابل وزير آخر للنائب طلال ارسلان، ناهيك بأنّ جنبلاط “الحرّيف” في توجيه الرسائل كشف عن دور للنائب جميل السيد في عملية التأليف ومن عين التينة بالذات، في وقت استُدعي رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي لم يبقَ سلاح خفيف ومتوسط وثقيل إلا استخدمه تجاه رئيس المجلس وحركة “أمل”. لكنّ المصيبة تجمع والمصلحة السياسية اقتضت حصول هذا اللقاء الذي وُصف بالإيجابي جداً على إيقاع البسمات، إن مصطنعة أو جدية، وأيضاً كان رئيس المجلس يهدف إلى إقناع باسيل بالمشاركة في الحكومة، وهنا اكتملت “السيبة” ليُتوَّج لمّ الشمل بعملية تكسير وتخريب تركزت على مصرف لبنان وعدد من المصارف وما هبّ ودبّ في شارع الحمراء ومتفرعاته، وصولاً إلى الاعتداء على بعض الإعلام، وأعلن هؤلاء جهاراً أنّهم ينتمون إلى “حزب الله” وحركة “أمل”. وفي هذا الإطار يكتفي مرجع سياسي سابق بالقول إنّ “السابع من أيار في الحمراء هو رسالة الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والدلالة ما كُتب في اليوم التالي في بعض الصحف التي تصب في حارة حريك، ومن ثم إلى الرئيس المكلف بمعنى دفعه إلى السير بأجندة من سمّوه وتغيير تشكيلته وفق ظروف الوضع الحالي، وإلا هناك عمليات أخرى وأساليب قد تدفعه الى الاعتذار وأكثر من أرنب جاهز حول هذه المسألة”.

وفي غضون ذلك، كان “الثنائي الشيعي” ومعه الحليف “التيار البرتقالي” يحاولون سلوك طريق آخر بعد لمّ الشمل وميني – حرب شارع الحمراء، أي قمع الانتفاضة التي ما زالت تقضّ مضاجعهم، في حين برز موقف لافت هو الأبرز الصادر عن المجتمع الدولي عبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي لام المسؤولين بشكل قاسٍ لما أقدموا عليه في الساعات الماضية، وهذا ما يدل على استياء أممي ودولي من السلطة برمتها، وهذه الرسالة تنطوي على الكثير من الدلالات التي تنبئ بأنّ المجتمع الدولي غير متحمس لا بل سيحجم عن دعم لبنان ومساعدته في الظروف الراهنة بفعل ممارسات السلطة القمعية. وبناءً عليه فإنّ ما حصل ليس مسلسل “قطط شارع الحمراء” الذي عُرض على شاشات السينما في منتصف سبعينات القرن الماضي، بل عمليات تخريب وتكسير تنبئ بدخول لبنان على خط الفوضى بعدما سلك “حزب الله” وحركة “أمل” هذا المسار من خلال دفع محازبيهم الى التكسير، وكان في مقدور مسؤوليهم لجمهم على اعتبار أنّ أعمال العنف استمرت حتى الفجر وأمام أعين اللبنانيين والعالم بأسره، وتالياً فإنّ الانتفاضة في الشارع أظهرت انضباطاً غير مسبوق وثقافة وسلمية وأكدت أنّها لن تتوقف ومَن يعش يرَ لأنّ هناك أجواء عن تحركات متسارعة وذات أهمية، وقد صار الوقت لتغيير الواقع السياسي الحالي برمته، وهو ما ستُظهره الأسابيع القليلة المقبلة.

 

سعر صرف الدولار إلى انخفاض... لهذا السبب

المركزية/16 كانون الثاني/2020

تنحبس الأنفاس ترقباً لتصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا في الساعات الـ48 المقبلة كما يؤمَل، إعلاناً لولادة حكومية علّها تكون إنقاذية تروي غليل الثورة في أيامها الـ92... وما أن شاعت إيجابية المناخ السياسي السائد اليوم، حتى انخفض سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي ليقفل اليوم بين 2100 و2175 ليرة، بحسب ما كشف نقيب الصيارفة محمد مراد لـ"المركزية"، عازياً تراجعه من 2500 ليرة إلى "الأخبار الإيجابية حول اقتراب موعد تشكيل الحكومة، ما ينعكس إيجاباً على سعر صرف الدولار في السوق المحلية". وقال: لا شيء يحرّك السوق سوى التطورات السياسية الإيجابية، أبرزها اللقاءات المعقودة في عين التينة تمهيداً لإبصار الحكومة العتيدة النور، حيث بدأت رائحة التشكيلة الحكومية تفوح بالأسماء الموزّعة على الحقائب الوزارية. واعتبر أن "كل تلك التطورات ترتدّ إيجاباً على السوق ما يدفع الناس إلى عرض الدولار للإفادة من الأسعار إلى أقصى درجة، فينخفض سعر الصرف". وعن توقعاته لإقفال سعر الصرف في حال تشكّلت الحكومة في الساعات المقبلة كما يُشاع، قال: كل ذلك يعود إلى الحالة النفسية لدى المواطنين، إذا كانوا مرتاحين فسيبادرون إلى إخراج الدولارات المخبّأة في منازلهم، وعرضها ليوازي سعر الدولار 2000 ليرة ويقف عند هذا الحَدّ أو أدنى إن شاء الله، كما سبق وطُلب منا في الاجتماع الأخير مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود والمدّعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، وأعضاء نقابة الصرافين. وعن مصدر كميات الدولار المتداولة في سوق الصيرفة، قال مراد: سحب اللبنانيون كميات من الدولارات من المصارف بما يقارب 4 مليارات ووضعوها في المنازل، ها هي بدأت تظهر في سوق الصيرفة في الفترة الأخيرة، تُضاف إليها العملات الأجنبية التي تأتينا من الخارج يومياً جراء شحن الأموال من لبنان لتحويلها إلى عملات أجنبية. كما هناك أيضاً تحويلات تصل إلى لبنان للأفراد لتحويلها إلى الليرة. وأكد أن "هذه العملية طبيعية روتينية، وبالتالي لا نتعاون إطلاقاً مع المصارف في هذا الموضوع، ولا تواصل معها بتاتاً كوننا أقفلنا حساباتنا المصرفية منذ 5 سنوات". وإذ قال "نقوم اليوم بدور المصارف التي لا تستطيع تلبية طلب السوق"، اعتبر مراد أن أيّ "تحرّك سلبي في اتجاه الصرافين سيخلق حالة استثنائية تُضرّ بالبلاد إلى درجة الانهيار".

 

الحريري يطوي صفحة التسوية مع باسيل

المركزية/16 كانون الثاني/2020

متحررا من كل قيود الاتفاقات السياسية المبرمة قبل 17 تشرين الأول 2019، يبدو رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، العائد إلى بيروت، بنبض سياسي مطبوع بإرادة المواجهة بعد تسويات دفع التيار الأزرق بسببها أثمانا سياسية وانتخابية باهظة تشهد عليها صناديق الاقتراع في استحقاق أيار 2018، وحكومة "إلى العمل" أسقطتها الثورة الشعبية، دافعة الحريري إلى الاستقالة وقذف كرة النار السياسية في وجه الحلفاء والخصوم على السواء، ولكن أيضا العهد وفريقه والتيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل. وإذا كانت ردة الفعل البرتقالية العنيفة إزاء استقالة الحريري قد أعطت إشارة واضحة إلى أن التيار العوني طوى صفحة التسوية الرئاسية المبرمة مع الحريري إلى غير رجعة، فإن مصادر سياسية مطلعة تلفت عبر "المركزية" إلى أن الصورة لدى الرئيس الحريري نفسه ما عادت مختلفة كثيرا، بدليل السهام المباشرة التي أطلقها أخيرا في اتجاه باسيل والفريق الرئاسي، حيث أعلن في دردشة مع الصحافيين قبيل عيد الميلاد أن "الحكومة المقبلة ستكون حكومة جبران باسيل". وقد بلغت به الأمور أمس حد اتهام العونيين مباشرة بتعطيل خطط حكومته، لا سيما في ملف الكهرباء، الذي تدل كل المؤشرات المتجمعة في الأفق الحكومي إلى أنه باق في يد التيار الوطني الحر.

وفي محاولة لتفسير هذا التبدل الجذري في نبرة الحريري تجاه الشريك الباسيلي، تلفت المصادر إلى "أن الاهتزازات الكثيرة التي تعرض لها اتفاق الشراكة بين الطرفين كانت تدل إلى أنه آيل إلى السقوط عاجلا أم آجلا، علما أن الضغط الشعبي سرّع وتيرة هذا الانهيار"، مشيرة إلى أن الحريري بات اليوم يلعب "صولد"، بعدما خسر معركة العودة إلى السراي مفتقرا إلى غطاء مسيحي حرمه إياه الشريك السابق جبران باسيل والحليف التاريخي سمير جعجع. أمام هذه الصورة، وفي وقت تستعد البلاد لطي صفحة حكومة الحريري لتنطلق أخرى يكتبها الرئيس المكلف حسان دياب بحبر مطالب الحراك الشعبي، تنقل أوساط بيت الوسط لـ"المركزية" عن الحريري قوله إن ضميره مرتاح وقد عمل كثيرا محليا وخارجيا لإبقاء التسوية الرئاسية قائمة، لكنها اليوم ما عادت قابلة للحياة، بعد ضربات قاسية من الحلفاء والخصوم على السواء. لكن الأوساط عينها تؤكد أن الأهم يكمن في أن الحريري حدد أولويته في المرحلة المقبلة، بعيدا من محاولات جره إلى المواجهة مع الفريق الرئاسي: الاهتمام بالشأنين المالي والاقتصادي. ولا تجد الأوساط أبلغ إلى ذلك دليلا من اللقاء الذي جمعه أمس بحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، معطوفا على الموقف العالي السقف من الحملة على هذا الأخير، حيث أكد الحريري أن "سلامة يتمتع بحصانة ولا أحد يستطيع إقالته". ولا يخفى على أحد أن بين سطور هذا الموقف سهما في اتجاه معارضي سلامة، الذي تلقت بعض سياساته انتقادات من الفريق الدائر في فلك الوزير باسيل". على أي حال، فإن معلومات ترددت عن أن الحريري يستعد للاستفادة من المرحلة الراهنة، التي من المفترض أن يكون خلالها خارج السراي ليعزز تموضعه العربي، في وقت يتوقع كثيرون أن يدخل مبتكر المخارج، رئيس مجلس النواب نبيه بري على خط تحسين العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري، نظرا إلى حاجة لبنان إلى علاقات الأخير الخارجية.

 

متى يتصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا للإعلان عن حكومة دياب؟

بيروت ـ”السياسة” /16 كانون الثاني/2020

هل يتصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا، اليوم، ويتم الإعلان عن حكومة حسان دياب؟ التفاؤل الحذر بدا مسيطراً في الساعات الماضية، دون الجزم بأن الولادة قد انجزت، باعتبار أن باب المفاجآت سيبقى مفتوحاً حتى اللحظات الأخيرة، وبانتظار معرفة طبيعة النقاش الذي جرى في اللقاء الذي جمع، أمس، الرئيس المكلف برئيس مجلس النواب نبيه بري، وما إذا جرى تذليل ما بقي من عقبات على طريق تشكيل الحكومة، في وقت قال الوزير علي حسن خليل “أننا صرنا على عتبة تشكيل حكومة مؤلفة من 18 وزيراً”. أما خارطة الحكومة وبالأسماءِ التي حُسِمَ بعضها حتى ساعات مساء أمس، فتوزعت على ميشال منسّى لوزارة الدفاع، ونيابة رئاسة الحكومة، وريمون غجر (ارثوذكسي) الى وزارة الطاقة والمياه، ومنال مسلّم وقع الاختيار عليها كوزيرة للبيئة. وعُلِمَ أيضًا، أنّ وزارة العدل ستكون من نصيب ماري كلود نجم، فيما آلت الى طلال لادقي وزارة الداخلية والبلديات، والاتصالات الى طلال حواط.

هذا، وسيُصار الى دمجِ وزارة النازحين مع المهجرين على أن يتولّاها رمزي مشرفية القريب من النائب طلال ارسلان. وعلم كذلك، أنّ اسمَ وزير الاقتصاد لم يُحسَم بعد، بينما بات من المعروف أن وزارة المالية انتقلت الى الخبير الاقتصادي غازي وزني، ولميا الدويهي للأشغال، والسياحة لفارتيه اوهانيان، كما تمَّ إختيار طارق المجذوب لوزارة التربية والشباب والرياضة. وغرد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ريشار قيومجيان، على “تويتر”: أن “المطلوب هو حكومة إنقاذ مستقلة عن إرادة السلطة، وليس حكومة محاصصة ومحاسيب تلبس قناع الاختصاصيين، فيما هي مستتبعة لحزب الله وحركة أمل وتيار رئيس الجمهورية”. واضاف: “الآتي حكومة إفلاس وقهر فاقدة لثقة الناس والمجتمع الدولي، لا تفتشوا عن كبش محرقة، فيما المسؤول فسادكم وحروبكم وفشل سياساتكم وخططكم”. ورأت النائب بولا يعقوبيان أنَّ “ثقة الناس أهم من ثقة المجلس النيابي، الذي أصلًا لن تصل اليه لكي تنالها مع حكومة تلتف على مطالب الثورة، وتعيد تدوير وزراء العار، والصفقات”. وتوجهت يعقوبيان الى الرئيس المكلف حسان دياب، عبر “تويتر”: “وعدت بحكومة مستقلين وليس فقط غير حزبيين”، معتبرةً أنَّ “بعض المناصرين اضر من الحزبيين”. وختمت بقولها: “حذار”.

 

“المركزي” يطلب معلومات عن تحويلات السياسيين للخارج

بيروت ـ “السياسة” /16 كانون الثاني/2020

طلب البنك المركزي، من المصارف معلوماتٍ عن تحويلات السياسيين المالية للخارج منذ بدء الحَراكِ، والتحقيق بمصادر هذه الأموال المحوّلة. وأوعز مصرف لبنان إلى المصارف، تحديد مصدر الأموال المودعة فيها وإفادة هيئة التحقيق الخاصة في حال وجود أي شبهة على الحسابات.

وفي التفاصيل، أنَّ هيئة التحقيق الخاصة، مكتب مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في مصرف لبنان، طلبت من كل المصارف العاملة في لبنان، وعلى مسؤوليتها، وخلال مهلة أقصاها31 يناير الجاري، إعادة دراسة الحسابات المفتوحة لديها و التي جرت عليها تحاويل الى خارج لبنان، وإفادة الهيئة في حال وجود أي شبهة على الحسابات. في المقابل، أرسل النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، أمس، كتابًا الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، طلب فيه تزويده بمعلوماتٍ عن كيفية إنفاق هبات خارجية وردت الى الدولة اللبنانية، والتي فتحت حسابات خاصة بها في مصرف لبنان. إلى ذلك، اعتبر وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال محمد شقير، ان “هناك جو تضليل والجميع يعلم ان اي زيادة بحاجة الى قرار من مجلس الوزراء وقانون من مجلس النواب”.وأكد انه “في 15 فبراير قدمت دفتر الشروط لمجلس الوزراء بكامل التفاصيل وبلغات عديدة ومجلس الوزراء طلب مني تجديد عقود شركتي الفا وتاتش لغاية 31 ديسمبر الفائت”. وأضاف شقير: “في 3 ديسمبر، طلبت اما تجديد العقد كما هو او ابقاء المصاريف للدولة لحكم تسيير المرفق العام او تغيير بنود العقد وحين انتهت مهلة العقد اضطررت لتجديد العقد وحين رأيت الرأي العام ضد التجديد، قررت عدم تحمل المسؤولية”. وأضاف: “توجهت الى سليم جريصاتي الذي قال لي يمكن تجديد العقد من دون اللجوء الى مجلس الوزراء ومن دون مرسوم ومن دون قرار استنسابي”.

 

هل تلبي كميات الغاز حاجة اللبنانيين؟... الشركات المستوردة توضح

المركزية/16 كانون الثاني/2020

أكد "تجمع الشركات المستوردة للنفط"، في بيان، "أن الشركات المستوردة للغاز تسلم الاسواق يوميا، كميات تعادل 1300 طن من الغاز السائل، وهي تفوق الكميات المسلمة في نفس الفترة من العام الماضي بنسبة 50% اضافية. وستقوم نهار السبت بتسليم كميات اضافية لتأمين حاجة السوق المحلي وتلبية كل طلبات معامل الغاز، وصولا الى تأمين حاجة المستهلك، وأكدت أن هناك كميات كافية لتلبية حاجة البلاد من مادة الغاز السائل وان البواخر تصل تباعا ولا داعي للهلع بهذا الخصوص".

 

اعلاميون من أجل حرية» يستنكرون الاعتداء على الاعلام: انتهاك سافر!

جنوبية/16 كانون الثاني/2020

بعد الأحداث التي شهدها محيط ثكنة حلو من اعتداءات من قبل القوى الأمنية على اعلاميين ومصورين وصحافيين اثناء تأدية عملهم، استنكر “إعلاميون من أجل الحرية” ما جرى ، واعتبرته مرفوضا رفضا باتا. وصدر عن “إعلاميون من أجل الحرية” ما جرى أمام ثكنة الحلو بالأمس مرفوض رفضاً باتاً فقد تعرض إعلاميون ومصورون صحفيون للاعتداء السافر على يد القوى الأمنية، وشاهد الرأي العام بالصوت والصورة، انتهاكات سافرة بحق اعلاميين عرفوا عن هويتهم ببطاقاتهم الرسمية، ورغم ذلك تعرضوا للضرب، وهنا نسأل وزارة الداخلية وقيادة قوى الأمن الداخلي، ما هي الأوامر المعطاة للقوى الأمنية كي تتصرف على هذا النحو. إننا اذ نؤكد على إدانة ما حصل، نتوجه بالتحية إلى الزملاء المعتدى عليهم، ونحيي المصور نبيل اسماعيل، مصور ال MTV جوزيف نقولا المصور عصام عبدالله رويترز المصور شادي العقدة تلفزيون الجديد المراسل طارق حسين ابو زينب قناة 24 سعودي. كما نحيي مصوري تلفزيون الجديد خالد النعيمي زكريا الخطيب وسمير العقدة. كما نحيي مراسل تلفزيون الجديد حسان الرفاعي،والاعلامي رامز القاضي الذي منع من تأدية مهمته، ومراسلة تلفزيون ال MTV جويس عقيقي والمصور مروان طحطح. وفي إطار الدفاع عن الحريات نستنكر استدعاء الإعلامية ميرنا رضوان قبل ظهر اليوم للمباحث الجنائية، ونعتبر أن أي مس بحرية التعبير تطال الجسم الإعلامي بكامله. شارك هذا الموضوع:

 

بعد تداول اسمه للداخلية.. من هو طلال اللادقي حصة السيد في الحكومة؟

جنوبية/16 كانون الثاني/2020

فيما يمضي رئيس الحكومة المكلف، حسان دياب، بتشكيل حكومته، يتم تداول مسودات لأسماء شخصيات مرشحة للتوزير في الحكومة الجديدة، وكان اللافت اسم العميد طلال اللادقي المرشح لوزارة الداخلية والبلديات. فمن هو؟ تشير المعلومات بأن دياب هو من رشّح إسم العميد اللادقي لستلم الداخلية التي وبحسب عرف المحاصصة من حصة الطائفة السنية، الا ان اللافت ان الوزير المختار هو من المقربين جدا باللواء المتقاعد النائب جميل السيد. العميد طلال اللادقي فهو ضابط متقاعد في الجيش اللبناني، شارك سابقًا مع حركة” أمل” باجتياح بيروت في 6 شباط عام 1984، حين كان اللادقي برتبة مقدم ورئيسًا لأركان اللواء السادس برئاسة العميد لطفي جابر في حينها. الى ذلك كان اللواء السادس مواليًا لأمل مع رئيس أركانه طلال اللادقي رغم معارضة العميد لطفي جابر، الذي هدده بري حينها بالاعتقال، ما دفعه لأن يترك الأمر للمقدم طلال اللادقي وقتها للتنسيق مع حركة أمل وهي تجتاح بيروت وتخطف وتعتقل وتقتل أبناء العاصمة، وبخاصة أبناء الطريق الجديدة، بحجة أنهم عملاء لحركة فتح ورئيسها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بدعم مباشر من المخابرات السورية والعميد غازي كنعان، وقد احتلت حركة أمل حينها مسجد الإمام علي بالطريق الجديدة ومسجد عبد الناصر بكورنيش المزرعة ومسجد البسطة الفوقا. هذا وبقي العميد اللادقي مواليًا لحركة أمل وقوى الثامن من آذار حتى تاريخه، كما ويتولى الآن العميد طلال اللادقي نائب رئيس اللقاء الإسلامي الوطني الذي يرأسه عمر غندور، الموالي منذ سنوات لحزب الله. وهو الآن قريب سياسيًا من الثنائي حزب الله وحركة أمل. واليوم، ان اصبح اللادقي وزيرا للداخلية فهذا سيكون انتصارا ثانيا لجميل السيد والنظام السوري، بعد الانتصار الأول مع وصول السيد الى البرلمان اللبناني.

 

الدكتور علي عزالدين ووعلي عيد وتحديات الـ92 يوماً: حراك صور مستمر تحت الخطر والحصار

جنوبية/16 كانون الثاني/2020

التحديات التي يواجهها الحراك جنوباً وخصوصاً في صور كثيرة. وخلال 92 يوماً يؤكد الناشطون ان الخوف من التعرض لهم في بيئة "معادية" للثورة واهدافها كبير. ويكشفون عن حالة حصار وتضييق غير مسبوقة يعيشونها بشكل يومي. حراك صور هو “فاكهة” الثورة في الجنوب، ولبنان ويعمل تحت الحصار والخطر والتهديدات الامنية وقطع الارزاق، وهو جزء لا يتجزأ من حراك لبنان و”ساحة أمل” للجنوبيين ولـ”الصوريين” تحديداً. هكذا يلخص الناشط في حراك صور ولبنان الدكتور علي عزالدين لـ”جنوبية” على اعتاب اليوم الـ92 للثورة، التحديات التي واجهت ناشطي صور والمستقبلية ايضاً.  ويقول عزالدين : نحن نعمل في منطقة ترفض سياسياً الثورة واهدافها، ونحن تحت خطر دائم وداهم، أكان من قبل الاحزاب المسيطرة هنا واتباعها ومناصريها. او عبر القوى الامنية التي تنتمي سياسياً اليها. فنحن نتهدد بشكل دائم ومحاصرون في عملنا وتحركاتنا، وليس لدينا حرية التحرك كما غيرنا من الثوار في لبنان والساحات الاخرى.

ينفي علي عيد ان يكون اي هناك توجه “عنفي” للثوار على غرار اقتحام المصارف وتخريبها وتكسير الاملاك العامة ويضيف: رغم ذلك نحن لسنا ضعفاء ومستمرين ضد هذا الامر الواقع، ولن نتوقف عن المضي قدماً. ونحن ننسق اليوم مع حراك الجنوب ككل لتنسيق النشاطات وتزخيمها، وليس لدينا برنامج خاص ومنعزل عن حراك لبنان كله، بل نحن جزء لا يتجزأ منه ولدينا الرؤية والاهداف نفسها. وعن حكومة الرئيس المكلف حسان دياب والتي تم تسريب بعض الاسماء من وزرائها اليوم، فيقول عزالدين: إنها لم تخرج عن السياق التقليدي للسلطة وهي على شاكلة الحكومات السابقة، لا ثقة فيها ومرفوضة. فماذا هو الجديد فيها؟

علي عيد

رفض الحكومة المزمع إعلانها من الناشط عزالدين، يقابله رفض أشد وطأة من الناشط في حراك صور ايضاً علي عيد والذي يؤكد ان ما نشهده حكومياً يؤكد اننا امام سلطة جائرة، لا تتعلم من اخطائها ولا “تتربى” او “ينصلح” حالها، والحكومة التي ستعلن هي كناية عن تحالفات بين اقطاب السلطة ومحاصصة واضحة ولا إستقلالية للوزراء المعينين فيها. ويشير الى ان بعض الاسماء مستفزة وتشكل سقطة واضحة، على غرار الاتيان بمستشارين حاليين او سابقين للوزراء في الحكومة المستقيلة في وزارتي الطاقة والبيئة على سبيل المثال.  وهذا قمة الغباء والتذاكي من اهل السلطة والقوى الاساسية فيها.    ويقول عيد اننا نرفض هذه الحكومة ويبدو اننا سنلجأ للخطة ج بعد تنفيذ الخطتين الف وباء من المطالبة بإسقاط حكومة سعد الحريري الى محاسبة الفاسدين والتحرك في الشارع تجاه المصارف والمؤسسات العامة والرسمية. والخطة ج هي المطالبة برحيل حكومة دياب وإسقاط كل النظام من رئيس الجمهورية الى رئيس مجلس النواب والإتيان بسلطة جديدة على اساس انتخابات نيابية جديدة. ويقول اننا سنزداد شراسة في الدفاع عن اهداف الثورة، الا وهي مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة المال المنهوب. وينفي عيد ان يكون اي هناك توجه “عنفي” على غرار اقتحام المصارف وتكسيرها وتكسير الاملاك العامة فهذه الاعمال التخريبية في الحمرا وغيرها من تنفيذ احزاب السلطة وبتوجيهات منها للتغطية على الحراك السلمي بعدما  فرض وجوده  واجندته. علي عزالدين

 

فورين أفيرز: مقتل سليماني وضع حزب الله في مواجهة جديدة مع أمريكا.. فكيف سيرد؟

نقلاً عن موقع بيروت اوبزارفير/16 كانون الثاني/2020

نشر بريان كاتز، الزميل ببرنامج الأمن الدولي بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، مقالا بموقع “فورين أفيرز” عن ردة فعل حزب الله اللبناني على مقتل قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، بغارة أمريكية يوم 3 كانون الثاني (يناير) الحالي بعد خروج موكبه من مطار بغداد الدولي.

وتساءل تحت عنوان “يجهز حزب الله لهذه اللحظة منذ عقود” حول خطاب حسن نصر الله بعد يومين من مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس قائد الحشد الشعبي “ما هو القصاص العادل؟”، وأجاب أنه في ظل عدم وجود مسؤول أمريكي يوازي أهمية سليماني فيجب الانتقام من الوجود الأمريكي في كل منطقة الشرق الأوسط. ودعا لتجنب قتل المدنيين الأمريكيين بل وضرب القواعد العسكرية والبوارج الحربية، والجنود والضباط الأمريكيين.

وفي ظل خطاب نصر الله الداعي للانتقام، لن يكون حزبه الطرف الذي سيبدأ الحرب مع الولايات المتحدة، فلديه إسرائيل ليقلق منها ومشاكل محلية تعرض سيطرته على السياسة الداخلية في لبنان للخطر. وعانى الحزب من خسائر فادحة في سوريا حيث قاتل إلى جانب القوات الموالية لنظام بشار الأسد. إلا أن عدم الرغبة بالحرب مختلف عن عدم الاستعداد لها. فحزب الله كما يقول كاتز يحضر لهذا اليوم منذ عقود، وبنى قدرات عسكرية وإرهابية وتكنولوجية إلكترونية في لبنان والشرق الأوسط وحول العالم لكي يضرب الولايات المتحدة وأيا من حلفائها الذين سينضمون إليها في ضرب إيران.

ويجد الحزب نفسه الآن في وضع يجبره على الدخول بالمواجهة مع أمريكا نظرا لتبعيته واعتماده على إيران. ففي الأسبوع الماضي شنت إيران سلسلة من الهجمات الصاروخية على قاعدتين عسكريتين في العراق في رد رمزي على مقتل سليماني، إلا أن الرد الحقيقي لن يظهر إلا بعد شهور وسنوات وسيلعب فيه حزب الله دور “النجم”. وفي محاولة لاستخدام قوته وتجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، قد يقوم حزب الله وفيلق القدس بتدبير حرب منسقة بالمنطقة أو خارجها على الأرجح. والهدف من هذه الحملة هو التخريب وتهديد وتقييد عمليات الجنود والدبلوماسيين وضباط المخابرات الأمريكية لدرجة تزيد فيها مساوئ وجودهم في الشرق الأوسط على منافعه.

ويقول الكاتب إن الحزب الذي أنشأه فيلق القدس في الثمانينيات من القرن الماضي حاول أن يوثق العلاقة ويوازن بين هويتين، الأولى هي كلاعب لبناني قوي عسكريا واقتصاديا ودينيا وأجهزة اقتصادية واجتماعية لتعزيز الأهداف المحلية وتقوية الشيعة في لبنان. أما الهوية الثانية فكجماعة وكيلة وحليف لإيران ملتزم بما يطلق عليه محور المقاومة، والذي يضم النظام السوري وحماس والميليشيات الشيعية المتعددة مثل الحشد الشعبي.

إلا أن الحزب وجد صعوبة في الموازنة بين هاتين الهويتين، فقد وجد نفسه خلال العقود الماضية عندما كانت تشتعل المواجهات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران في الوسط، حيث كان يسير بحذر دونما أن يستفز الولايات المتحدة للرد بطريقة تهدد إنجازاته في لبنان. ففي حرب 2006 التي اندلعت نتيجة لمواجهات حدودية، ردت إسرائيل بغارات جوية مدمرة على الضاحية الجنوبية في بيروت التي تعتبر معقله. ومنذ ذلك الوقت تجنب الحزب مواجهات عدوانية غير ضرورية مع إسرائيل، وركز على الردع وبناء ترسانته من الصواريخ المتقدمة ورد بطريقة متناسبة وحذرة على الغارات الإسرائيلية.

ولكن الحزب وبعد الضربة القاصمة التي أودت بسليماني وقائد الحشد الشعبي، حليفه، قد يجد نفسه مضطرا للرد والثأر لراعيه القتيل. ولن يكون الرد مدفوعا فقط بتبعية الحزب لإيران ولكن الحاجة لإظهار صموده وقوته أمام أتباعه وأعدائه على حد سواء.

وربما شعر الحزب بأن إسرائيل والولايات المتحدة تحضران لهجوم عليه ولهذا قد يقوم بعملية ردع لهما وتذكيرهما بقدراته لإدارة حرب غير منسقة. وربما ظهرت أية حملة ضد الولايات المتحدة بعدة أشكال، ولكنها ستحتوي على سلسلة من أعمال العنف المحسوبة بطريقة تحدد من قدرة الولايات المتحدة على الرد وردع الهجمات الأمريكية بطريقة تشبه الغارة على سليماني.

وربما استخدم حزب أدوات عسكرية وأمنية وإرهابية وإلكترونية ومعلوماتية، سرا وعلنا، وعلى مستويات متعددة حسب أهدافه التي يريد من خلالها توصيل الرسالة وتعطيه الفرصة للنفي والإنكار. وستأخذ الردود بعين الاعتبار طبيعة وكثافة التهديد الأمريكي والإسرائيلي والرد بنفس الطبيعة. وربما بدت العمليات في الساحة التي يعرفها حزب الله، لبنان، حيث سيتم استهداف الوجود الأمريكي القليل والمتمثل بأعداد من القوات الأمريكية التي تقوم بتدريب قوات الجيش اللبناني.

وحتى لا يستفز بشكل مدمر فقد يركز الحزب في عملياته على محاولات تعطيل العمليات الجوية أو زرع العبوات في الطرق لتحميل الجماعات السنية المتشددة مسؤوليتها وتقييد حركة القوات الأمريكية على الأرض. قد يقوم الحزب بهجمات إلكترونية للتشويش على الاتصالات الأمريكية والكشف عن هوية المسؤولين الأمنيين الأمريكيين ومصادرهم اللبنانيين. وهناك طريقة أخرى للإضرار بالأمريكيين من خلال حملة تضليل إعلامية ونشر المعلومات المزيفة التي تؤدي إلى رد شعبي عفوي يقيد حركة الدبلوماسيين الأمريكيين وضباط الاستخبارات في المجمعات التي يعيشون فيها. وهناك إمكانية لقيام حزب الله باختطاف أو اغتيال مسؤولين أمريكيين. وهذا خيار لن يلجأ إليه إلا في حالة تزايد التوتر مع الولايات المتحدة.

وبالإضافة لتحييد الولايات المتحدة في لبنان فقد يلجأ لضرب المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. وبعيدا عن مناطقه ومصالحه المهمة فقد تلجأ الجماعة لعمل عسكري قوي، وذلك بالتنسيق مع فيلق القدس. وبهذه الطريقة سيكشف حزب الله عن قدرات “محور المقاومة” وتشتيت القوى الأمريكية في المنطقة وإشغالها بأكثر من جبهة. ولدى الحزب مقاتلون في سوريا واليمن حيث يمكنه توجيههم للقيام بعمليات ضد الأمريكيين.

ويستطيع الحزب العمل مع القوى الأخرى في المحور سواء الحشد الشعبي أو المتمردين الحوثيين في اليمن أو الميليشيات الشيعية في سوريا المكونة من الأفغان وباكستانيين للقيام بهجمات يمكنهم إنكارها ضد المصالح الأمريكية. ولدى هؤلاء المقاتلين الخبرة والترسانة العسكرية للقيام بهذا، وهم أيضا موالون لقادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ولديهم الدافعية للقتال والموت بعد مقتل سليماني.

وسيكون من الصعب على الولايات المتحدة العمل لو واجهت حملة منسقة وواسعة ضد منشآتها ومراكز اتصالاتها وجنودها، خاصة لو ارتفعت درجة التوتر. ولدى حزب الله ورقة تهديد إقليمية يمكنه لعبها وهي تهديد حليفة أمريكا بالمنطقة: إسرائيل. وكقاعدة متقدمة للمصالح الإيرانية بالشرق الأوسط، فقد تلقى مقاتلو الحزب تدريبهم وسلحوا للمواجهة العسكرية مع إسرائيل، سواء كانت مباشرة كما في عام 2006 أو من خلال الحرب الإقليمية بين إسرائيل وإيران.

وبالتأكيد لا يريد حزب الله مواجهة مع إسرائيل، خاصة في ظل حالة التوتر الأمريكية- الإيرانية لكن لا خيار له. ولدى الحزب قوة عسكرية ضاربة وصواريخ دقيقة ليست قادرة على الوصول إلى إسرائيل فقط ولكن المصالح الأمريكية فيها وكذا ضرب البوارج الأمريكية في البحر المتوسط أيضا. وربما لجأ لتفعيل علاقاته مع حماس والجهاد الإسلامي لفتح جبهة صغيرة ولكن قاتلة ضد إسرائيل حالة اندلعت مواجهة شاملة بين أمريكا وإيران.

ولدى الحزب خيار للضرب خارج الشرق الأوسط وإحياء خلاياه التابعة لمنظمة الأمن الخارجي الناشطة في القارات الخمس. وبنى الحزب هذه بهدوء وصبر ودعم إيراني تحسبا ليوم كهذا. وعندما أرادت قيادة حزب الله والقيادة الإيرانية الانتقام في المكان والزمان الذي يختارونه.

وأشار تقييم أمريكي أمني العام الماضي إلى أن حزب الله لديه القدرة للحفاظ على قدرة تنفيذ مدى واسع من العمليات ضد المصالح الأمريكية حول العالم. وربما توصل حزب الله وإيران إلى أن الرد على مقتل سليماني يجب أن يكون قاتلا واستعراضيا وبدون نسبة المسؤولية لهم. ففي عام 1992 كان رد حزب الله على مقتل عباس موسوي، زعيم الحزب، بشاحنة متفجرات قادها شخص إلى السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأرجنتينية، بيونس آيرس، وقتل في العملية 29 شخصا وجرح المئات. وتظل الأرصدة الخارجية جاهزة للاستخدام عند الضرورة، وستأخذ منظمة الأمن الخارجي وقتها وتبحث عن مكامن الضعف الأمريكية. وفي منطقة الشرق الأوسط يمكن للحزب البحث عن أهداف ونسبتها لتنظيم الدولة أو القاعدة.

ولو زاد التوتر بشكل كبير فقد تقرر منظمة الأمن الخارجي الضرب مباشرة في العمق الأمريكي حيث تحتفظ بخلايا نائمة هناك. لكن حملة انتقامية لحزب الله لن تكون بدون مخاطر. فهناك إمكانية لإحباط الأمريكيين وحلفائهم أي محاولة في ظل حالة التأهب التي اعقبت مقتل سليماني. وربما تجنبت الميليشيات الأخرى الرد خوفا من التداعيات رغم رغبة إيران بالانتقام. ولا يريد الحزب القيام بحملة واسعة ضد أمريكا في ظل الاحتجاجات التي يشهدها لبنان احتجاجا على الوضع الاقتصادي المتردي. ويواجه نصر الله وحزبه اليوم عدوا مختلفا هو الولايات المتحدة. ففي العقود الماضية ظلت إستراتيجية الحزب قائمة وموجهة لمحاربة إسرائيل.

ومنذ عام 2006 طور الحزب إستراتيجية ردود محسوبة وإدارة التصعيد دون الانجرار لحرب شاملة. ويعرف الحزب وإسرائيل الخطوط الحمر الواجب تجنبها ويصممان الرد بطريقة يزعم فيها كل طرف النصر. ولا يمكن لحزب الله معرفة إن كانت إدارة دونالد ترامب ستلتزم بالخطوط التي تمسك بها الحزب وإسرائيل.

ولو أخطأ الحزب الحسابات بشأن استيعاب الولايات المتحدة الضربات، فهذا سيقود إلى تصعيد آخر بشكل يهدد مصالح الحزب في لبنان. وما كشفت عنه عملية قتل سليماني هو أن ترامب على خلاف أسلافه مستعد لاستخدام القوة العسكرية القاتلة ضد إيران وقادة محور المقاومة. ولكن على الرئيس أن يكون مستعدا للعمليات الانتقامية التي تتبع، “وتوابيت الجنود الأمريكيين” كما هدد نصر الله في خطابه يوم 5 كانون الثاني (يناير)، وربما أرسل توابيت الدبلوماسيين وضباط الاستخبارات الأمريكيين أيضا، وحتى المواطنين الأمريكيين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

روحاني: لا قيود على مشروع إيران النووي

طهران، عواصم – وكالات/16 كانون الثاني/2020

 أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أنه لم تعد هناك قيود على إيران فيما يتعلق بمشروعها النووي. وقال روحاني إنه “إذا قرر الآخرون خفض التزاماتهم بشأن الاتفاق النووي، فلن نقف مكتوفي الأيدي وسنواصل خفض التزاماتنا”. واتهم الإدارة الأميركية بالتخطيط للقضاء على النظام الإيراني، قائلا إن الرئيس دونالد ترامب “يثير المشاكل ليس معنا فحسب وإنما مع الجميع” . من جانبه، زعم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا انصاعت للتهديدات الأميركية، قائلاً “تأكد الاسترضاء. الدول الأوروبية الثلاث أسلمت ما تبقى من الاتفاق لتحاشي رسوم ترامب الجديدة. لن يفلح ذلك يا أصدقائي. فأنتم تفتحون شهيته فحسب..” من جانبها، أعلنت فرنسا أنها وأوروبا رفعتا بعض العقوبات عن إيران بعد توقيع الاتفاق النووي، لكن الاتحاد الأوروبي اختار الاستمرار باتخاذ تدابير ضد قطاعات وكيانات وأشخاص إيرانيين محددين بسبب أنشطتهم. بدوره، حذر وزير الخارجية الفرنسى جان لودريان، من أن الاتفاق النووي بات في خطر، بعد الانتهاكات الإيرانية المتكررة لبنوده. من جهتها، رفضت الحكومة الألمانية الانتقادات الإيرانية لآلية فض النزاع، وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية “نعتقد أننا دائما ما التزمنا بالاتفاق”. وأعربت الصين عن الأسف للقرار الأوروبي، داعية إلى ضبط النفس وحل الخلافات عبر الحوار مع الحفاظ على الاتفاق وتنفيذه بشكل كامل.

 

أميركا تطوي صفحة اغتيال قاسم سليماني وتستأنف عملياتها في العراق

بغداد نفت الاتفاق على إنشاء قواعد عسكرية جديدة... والصدر استنفر أنصاره لتظاهرة مليونية

بغداد – وكالات/16 كانون الثاني/2020

 كشف مسؤولون أميركيون أمس، أن الولايات المتحدة استأنفت عملياتها العسكرية المشتركة مع القوات العراقية، التي توقفت في أعقاب اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، بغارة جوية أميركية في بغداد مطلع يناير الجاري.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” تريد أن تستأنف في أسرع وقت ممكن، تعاونها مع الجيش العراقي في مجال مكافحة “داعش”، كي لا يستغل التنظيم الوضع الحالي وحرمانه من أي انتصار دعائي قد يدعيه، بسبب وقف الولايات المتحدة عملياتها في العراق. من جانبه، قال نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جوي هود أمس، إن الإدارة الأميركية تتطلع إلى تعزيز الشراكة الستراتيجية، نافياً “أي حديث حالياً بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق”. ودعا العراق إلى التعجيل في تعيين رئيس وزراء قوي، معتبرا “الوقت الحالي الأنسب للولايات المتحدة والعراق من أجل الجلوس معاً، للحديث عن الالتزام بالشراكة الستراتيجية”، مضيفاً أن “الوقت الحالي ليس وقت الحديث عن الانسحاب”. من ناحيتها، أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية أمس، عدم وجود أي اتفاق لإنشاء قواعد أميركية على الأراضي العراقية، مشددة على “عدم شرعية وجود القوات الأميركية على أراضينا وبهذ العدد”. وقال عضواللجنة علي الغانمي، إن “القوات الأميركية كانت متواجدة بنحو 250 ألف مقاتل وبدباباتهم، واستطاعت الحكومة العراقية إخراجهم في ظل اتفاق ستراتيجي مع الولايات المتحدة”، مضيفا أن “العراق مر بظرف صعب استطاع بقواته الأمنية والحشد الشعبي القضاء على داعش”، مستغرباً “مواقف بعض الكتل السياسية والردود الشعبية على خروج القوات الأميركية، التي لم يكن لها أي موقف في استباب أمن البلاد”. في غضون ذلك، أكدت الرئاسات الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان) في اجتماع مشترك، أهمية الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.وقال المجتمعون إنه “سيتم تلبية متطلبات الإصلاح، بما يحفظ سيادة العراق وأمن العراقيين من تحديات الإرهاب”، مشددين على أهمية تبني مواقف متوازنة إزاء الأزمات الإقليمية والدولية، “ينأى بالعراق عن الصراعات والتأكيد على التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد”.

على صعيد آخر، دعا زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر أنصاره مجدداً، إلى النزول في تظاهرة مليونية، رفضاً للفساد والاحتلال، في إشارة إلى الوجود الأميركي. وقال: “أيها الشعب العراقي ويا أيها الثوار ضد الفساد… استمروا ونحن معكم فلا وطن مع الاحتلال ولا سيادة مع الفساد”. في المقابل، هدد مسؤول العلاقات في “الحشد الشعبي” علي الحسيني، بإزالة ساحات الاحتجاجات الشعبية عبر اقتحامها، ومواجهة التظاهرات المليونية التي تمت الدعوة لها. وكال الشتائم للمتظاهرين الذين ملأوا الساحات في بغداد ومحافظات الجنوب احتجاجاً على الفساد ومحاصصة الأحزاب، مطالبين بحكومة مستقلة وانتخابات نيابية مبكرة، ووصفهم بالخونة والمتآمرين، فضلاً عن توجيه كلمات نابية إليهم، ومتوعداً بطردهم من الساحات بل من العراق بأكمله. وفي سياق آخر، شهدت ساحة التحرير ببغداد، ليل أول من أمس، تظاهرات، تنديداً بخطف الناشطين، وعمليات الاغتيال التي باتت تطال كل صوت معارض بارز يصدح في ساحات التظاهرات، وذلك في اعقاب اختفاء الناشط عبدالقاهر العاني، بعد خروجه من منزله باتجاه ساحة التحرير. وفي وقت لاحق، أفادت مصادر أمس، باغتيال الناشط أحمد سعدون المرشدي برصاص مجهولين قرب منزله في حي المهندسين وسط الحلة.

إلى ذلك، أصيب ستة من منتسبي حرس الحدود في انفجار قرب الحدود مع السعودية، فيما قتلت قوات الأمن ثمانية من عناصر تنظيم “داعش”، ودمرت مضافات تابعة للتنظيم. وفي نينوى، قتل جندي عراقي وأصيب آخر، في هجوم لـ “داعش” قرب الحدود مع سورية، في حين ألقت القوات الأمنية القبض على قيادي كبير في التنظيم على الطريق بين كركوك والسليمانية، بينما أعلنت خلية الإعلام الأمني اعتقال “مفتي داعش” في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، شفاء النعمة، والمكنى أبوعبدالباري في حي المنصور، مشيرة إلى مسؤوليته عن إصدار “فتوى” تفجير مسجد النبي يونس. وفي كردستان، بحث وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، مع رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، في سبل تهدئة التوترات في المنطقة. وقال بارزاني، إن “العراق يجب ألا يتحول إلى ساحة لحسم الصراعات”، مضيفاً أنه “على الأطراف كل العمل لحماية المنطقة التي مازالت تتعرض لخطر وتهديد داعش”. من جانبه، قال عبدالرحمن إن “الإقليم يتمتع بمكانة تمكنه من المساعدة في تهدئة التوترات”، مشيراً إلى “اهتمام قطر بالعلاقات مع الإقليم في مختلف المجالات”.

 

البحرين تبدأ إجلاء مواطنيها من العراق عبر مطار النجف

المنامة – وكالات/16 كانون الثاني/2020

 أعلنت الخطوط الجوية البحرينية، أنها ستشغل رحلاتها من مطار النجف الدولي إلى مطار البحرين الدولي، لنقل مسافريها الموجودين حالياً في العراق. وأفادت أنباء صحافية ليل أول من أمس، بأن شركة “طيران الخليج”، الناقلة الوطنية لمملكة البحرين، أعلنت في بيان، أنها ستشغل رحلاتها من مطار النجف إلى المنامة لنقل مسافريها الموجودين في العراق، خلال الفترة بين 16 و21 يناير الجاري. وذكرت “طيران الخليج”، أن معظم هذه الرحلات ستكون بنفس أرقام الرحلات، وفي الوقت نفسه للجدولة الأصلية.

 

“العصائب”: جاهزون لهزيمة أميركا إذا رفضت الخروج

بغداد – وكالات/16 كانون الثاني/2020

 أكدت حركة “عصائب أهل الحق” أمس، جهوزيتها لإلحاق الهزيمة بالقوات الأميركية إذا رفضت قرار خروجها بالطرق القانونية والديبلوماسية. وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة محمود الربيعي: إن “فصائل المقاومة بتشكيلاتها كافة جاهزة تماماً لإلحاق هزيمة كبيرة بالقوات الأميركية في حال رفضت الرضوخ لإرادة العراقيين حكومة وشعباً”. وأضاف: “أعتقد أن الولايات المتحدة تخشى المواجهة المباشرة مع حركات المقاومة التي سبق وأن خاضت معها تجربة مريرة”.

 

علاوي: إيران تسعى للعودة إلى لعب دور شرطي الخليج

بغداد – د ب أ/16 كانون الثاني/2020

 أعلن زعيم “ائتلاف الوطنية” رئيس الوزراء العراقي الأسبق أياد علاوي، أمس، أن إيران تسعى لأن تكون شرطي الخليج كما كانت أيام شاه إيران، الذي سقط بإرادة الشعب الإيراني. وقال علاوي في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: إن “إيران تريد منازلة أعدائها انطلاقاً من أرض العراق وعلى حساب شعبه بهدف أن تكون شرطي الخليج، كما كان أيام الشاه الذي سقط بإرادة الشعب”. وأضاف، إن “إيران ستفشل، لأن الشعب الإيراني وقواه الوطنية ترفض هذا الأسلوب وتهدف لإقامة أفضل العلاقات مع شعوب بالمنطقة”.

 

الحية يدافع عن علاقة حماس” مع إيران

غزة – وكالات/16 كانون الثاني/2020

 دافع عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية خليل الحية عن علاقات الحركة مع إيران، فيما أكد وجود “قطيعة” مع السعودية. وقال الحية “نحن شعب لا ينسى مَن يمد لنا يد العون والنصح، فإيران داعمة للمقاومة بلا حدود، ومؤيدة للحق الفلسطيني”، مضيفا ان زيارة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية لإيران والمشاركة في تشييع جثمان قاسم سليماني، “جاءت وفاء للرجل الذي دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، ووقوفًا إلى جانب دولة صديقة لنا ولشعبنا ولمقاومتنا”. وزعم أن “سليماني كان محور ارتكاز الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية وكتائب القسام، ولذلك كان من الواجب علينا التعزية برجل صادقناه عقودًا من الزمان مدّنا خلالها بالعون والسلاح، خاصة أنه كان في دائرة الاستهداف الإسرائيلي واغتالته الإدارة الأميركية الظالمة”. ونفى الحية أن تكون زيارة هنية إلى إيران على حساب أي دولة أخرى، مشيرًا إلى أن الزيارة ليست الأولى لقيادة حركة “حماس” إلى طهران. من جهة أخرى، أعرب الحية عن أسفه إزاء فرض السعودية “قطيعة” في علاقاتها مع “حماس”، مؤكدا “نحن معنيون بعلاقة مع الرياض على قاعدة احتضان القضية الفلسطينية ودعمها، وعلى قاعدة إبقاء العلاقات مع جميع الدول”. وتابع قائلا إن “حماس لا تقبل أن يُفرض عليها إقامة علاقة مع دولة مقابل مقاطعة الدولة الأخرى، وهو ما لم يقبله الشعب الفلسطيني أيضًا على مدار التاريخ”.

 

بهلوي يتوقع انهيار النظام و”الجنائية” لن تحقق بمقتل سليماني

خامنئي يؤم صلاة الجمعة... وألبانيا تطرد ديبلوماسيين إيرانيين... وواشنطن تسجن جاسوسين

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/16 كانون الثاني/2020

 توقّع نجل شاه إيران رضا بهلوي، انهيار النظام الحاكم في طهران في غضون أشهر، وحضّ القوى الغربية على عدم التفاوض معه. وقال بهلوي إن التظاهرات التي اندلعت في نوفمبر وتجدّدت هذا الشهر، ذكّرته بالانتفاضة التي أطاحت بوالده عام 1979، مضيفا “إنها فقط مسألة وقت حتى تصل إلى ذروتها الأخيرة. أعتقد أنّنا في هذه الوضعية”، ومتابعا “إنها مسألة أسابيع أو أشهر تسبق الانهيار النهائي، ولا تختلف عن الأشهر الثلاثة الأخيرة عام 1978 قبل الثورة”. في غضون ذلك، أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، عن عدم اختصاص المحكمة بإجراء تحقيق في قتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، مشيرا إلى أن إيران والعراق والولايات المتحدة لا تعتبر أطرافا في المحكمة الجنائية الدولية، ولم تعترف باختصاصها وفق المادة 12.3 من ميثاق روما، وبالتالي فإن النظر في هذه المسألة خارج اختصاص المحكمة. على صعيد آخر، كثّف الأمن الإيراني من تواجده حول جامعتي طهران وأمير كبير، تخوفاً من استمرار الاحتجاجات، وخروجها عن السيطرة. وقال شهود عيان إن القوات الأمنية المكثفة مدججة بالأسلحة الخفيفة والهراوات، وترافقها قوات أمنية بأزياء مدنية، تحوم حول الجامعتين في طهران، بينما نقل موقع “إيران” على “تويتر” عن بيان لاتحاد الطلاب الجامعيين، إن “هناك أجواء أمنية حول جامعة أمير كبير، ويتم منع الطلاب من مغادرة الجامعة، وذلك بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الباسيج والطلاب”.

من جانبها، أكدت منظمة العفو الدولية أن هناك أدلة على استخدام قوات الأمن الإيرانية رصاص الصيد والرصاص البلاستيكي والهراوات ورذاذ الفلفل في تفريق المتظاهرين.

وذكرت أن الأمن الإيراني اعتقل بشكل تعسفي عددا غير معروف من المتظاهرين الذين خرجوا منددين بإسقاط الطائرة الأوكرانية. كما أشارت إلى أن بعض المصابين لم يراجعوا المراكز الطبية أو المستشفيات خشية الاعتقال. وأكد المسؤول في منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيليب لوثر، أنه “من الفظيع قمع قوات الأمن بهذا الشكل العنيف تظاهرات سلمية لأشخاص يطالبون بالعدالة…ويعبرون عن غضبهم من السلطات”، مضيفا أن “الاستخدام غير القانوني للقوة في التظاهرات الأخيرة، تقليد قديم لقوات الأمن الإيرانية”. بدورها، عمدت عائلة أحد الضحايا إلى رفض تلقي تابوت أحد أفرادها إلا بعد نزع العلم الإيراني، وعليه علامة “الجمهورية الإسلامية”. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعاً مصوراً يظهر قيام مجموعة من الأفراد الملكومين بنزع العلم الإيراني عند استلام الجثمان في مطار مهرآباد، غرب إيران. من جهة أخرى، أعلنت ألبانيا طرد اثنين من الديبلوماسيين الايرانيين، بسبب قيامهم بانشطة تتعارض مع وضعهما الديبلوماسي، وذلك على خلفية ضبط شبكة ايرانية خططت لشن هجمات في البانيا ضد منظمة “مجاهدي خلق” الايرانية المعارضة. من جانبها، قضت محكمة أميركية بسجن شخصين بتهمة التجسس لحساب الحكومة الإيرانية. وأوضحت وزارة العدل الأميركية، أن المحكمة قضت بسجن أحمد رضا محمدي دوستدار (39 عاما)، وهو يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية، لمدة 38 شهرا، وماجد غرباني (60 عاما)، وهو إيراني مقيم في كاليفورنيا لمدة 30 شهرا. من جانب آخر، يؤم المرشد علي خامنئي صلاة الجمعة للمرة الأولى، منذ فبراير 2012 بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين للثورة الإسلامية، وفي خضم الأزمة الدولية حول ملف إيران النووي.

 

تركيا تنشئ قنصليات جديدة في العراق وتعيد افتتاح القديمة

أنقرة – وكالات/16 كانون الثاني/2020

 أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، نية بلاده افتتاح قنصليات جديدة في عدد من المحافظات العراقية وإعادة العمل في القنصليات القديمة. وقال أردوغان: “نعتزم إعادة فتح قنصليتنا في البصرة والموصل بالعراق خلال النصف الأول من العام 2020، وكذلك إنشاء قنصليتين جديدتين في النجف وكركوك”. وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أعلن في وقت سابق من العام الماضي، أن حكومة بلاده اقتربت من إعادة افتتاح قنصليتها في البصرة بعد إغلاقها لمدة خمسة أعوام.

 

أردوغان يرسل جنوده لليبيا ويكلف “المخلب الأسود” قيادة العمليات وحفتر والسراج وماكرون أعلنوا المشاركة في مؤتمر برلين

طرابلس، عواصم- وكالات/16 كانون الثاني/2020

 استبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤتمر برلين الدولي حول الأزمة الليبية المقرر يوم الأحد المقبل، وأعلن عن بدء بلاده في إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، بهدف دعم ميليشيات حكومة “الوفاق” في طرابلس. وقال أردوغان، خلال الاجتماع التقييمي السنوي لعام 2019: “سنبدأ بإرسال قواتنا العسكرية إلى ليبيا من أجل تحقيق الاستقرار في هذا البلد”، معيدا للأذهان: “تمرير مذكرة التفويض من البرلمان لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا”. وكشف اعتزامه إصدار تراخيص للمناطق البحرية المشمولة في الاتفاق مع ليبيا، والبدء بأعمال التنقيب فيها خلال 2020. في غضون ذلك، أعلن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المشاركة في مؤتمر برلين، في حين وصل وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أمس، إلى مدينة بنغازي شرق ليبيا للقاء القائد العام للجيش خليفة حفتر. وكان ماس، أكد في وقت سابق أن رسالة المؤتمر المزمع عقده واضحة وهي أن لا حل عسكريا في ليبيا، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى استغلال هذه الفرصة لفتح المجال أمام عملية سياسية بقيادة الأمم المتحدة بعيدا عن التدخلات الخارجية. كما وصل رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، إلى العاصمة الجزائر، أمس، في زيارة عمل رسمية تدخل في إطار مساعي الدول المتوسطية لحل النزاع في ليبيا.

ومن جانبه، وجّه تجمع القوى الوطنية الليبية رسالة إلى المشاركين في مؤتمر برلين، بأن تركيا لا يمكن أن تكون وسيطا نزيها في ظل انتهاكاتها لقرارات مجلس الأمن الخاصة بحظر السلاح ومكافحة الإرهاب وانحيازها لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

وأكد التجمع، في رسالته، أن “المشكلة الحقيقية في ليبيا أمنية وليست سياسية ولا يمكن حلها إلا بإنهاء وجود الميليشيات ونزع سلاحها وتسريحها وفق جدول زمني محدد”. وأضاف أن القوات المسلحة بقيادة خليفة حفتر هي الضامن الوحيد لوحدة ليبيا واستقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها. وبعد قرار أنقرة إرسال قواتها إلى ليبيا، سرت شائعات كثيرة عن الشخصية العسكرية التي ستتولى قيادة القوات التركية في ليبيا، قبل أن تكشف وسائل إعلام تركية أخيرا النقاب عن اسم تلك الشخصية وهو العميد خليل صويصل. وأكدت مصادر تركية مطلعة أن العميد صويصل تولى قيادة العمليات في ليبيا، وهو ضابط معروف في القوات المسلحة التركية، تولى قيادة فرقة مشاة شرناق، يفضل تكتيك “الصقر” في عملياته العسكرية، وهي تسمية متبعة في بعض وحدات الجيش التركي، وفي بعض الوحدات الأخرى تسمى تكتيكاته “المخلب الأسود”. إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام تركية أنه كان يدرب فصائل سورية مسلحة موالية لتركيا في شمال سورية.

 

البرلمان العربي يؤكد خيار السلام باليمن ومرجعيات الحل السياسي و"الشرعية" أحبطت تهريب وقود طائرات مسيرة للحوثيين

عواصم – وكالات/16 كانون الثاني/2020

أكد البرلمان العربي، خيار السلام في اليمن، المبني على مرجعيات الحل السياسي المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وشدد البرلمان العربي في قرار بشأن مستجدات الأوضاع في اليمن، ليل أول من أمس، على موقفه الثابت والداعم للشرعية في اليمن، “لمواجهة انقلاب الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة ودعم أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة وسيادة أراضيه”. ورحب بـ “اتفاق الرياض” بين الحكومة و”المجلس الانتقالي الجنوبي”، مشيداً بالجهود السعودية، وحض الطرفين على تنفيذ الاتفاق وتوحيد جهود القضاء على الانقلاب. وطالب الأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي بالتحرك الفوري والعاجل بإلزام الحوثيين بالتوقف عن الاجراءات “غير القانونية” بحق أعضاء منتخبين من الشعب اليمني. ودان “المحاكمات الصورية وغير القانونية” التي تجريها المحاكم الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين لقيادات الدولة ورؤساء الأحزاب وشيوخ القبائل. من ناحية ثانية، أحبطت الأجهزة الأمنية أول من أمس، تهريب شحنة وقود طائرات في محافظة الجوف كانت في طريقها إلى الحوثيين. وقالت مصادر أمنية، إن قوى أمنية وموظفين في الجمارك أوقفوا شاحنتين تحملان 256 برميل وقود يستخدم في تموين الطائرات المسيرة وأنواع من الصواريخ، بعد الاشتباه في الشحنة التي كانت مسجلة في الإقرار بأنها مادة “تينار”. وأشارت إلى أن الشحنة كانت آتية عبر خطوط التهريب الممتدة في الصحراء، وتتجه إلى مناطق سيطرة الحوثيين، مؤكدةً إحالة الأشخاص المسؤولين على نقل الحمولة إلى التحقيق. على صعيد آخر، أطلقت السلطات الصحية في الحديدة، نداء استغاثة للمنظمات الدولية لتزويدها بالأدوية اللازمة بسبب التفشي الكبير لحمى الضنك والملاريا وتزايد أعداد المصابين والوفيات.

 

الإمارات وألمانيا وكندا تتفق على خفض التصعيد في المنطقة

أبوظبي، عواصم – وكالات/16 كانون الثاني/2020

 أجرى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، اتصالا هاتفيا مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ناقشا خلاله تطورات الأوضاع في المنطقة وأهمية خفض التصعيد. وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الكندي، أن ولي عهد أبوظبي عزى ترودو في ضحايا كندا في الطائرة الأوكرانية، كما ناقشا الحاجة إلى تحقيق دولي شامل وموثوق وأهمية احترام احتياجات ورغبات أسر الضحايا. واتفق رئيس الوزراء الكندي وولي عهد أبوظبي على أهمية التخفيف من حدة التصعيد والحوار لتخفيف التوترات وتعزيز الأمن والاستقرار، ومواصلة التعاون في مسائل الأمن الإقليمي. من جانبها، بحثت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، في اتصال هاتفي مع الشيخ محمد بن زايد، التطورات والأحداث في المنطقة والسبل الكفيلة باحتوائها ومعالجة تداعياتها، حيث أكد الجانبان أهمية بذل مزيد من الجهود والعمل على تعزيز أسس الأمن والاستقرار في المنطقة. بدوره، بحث وزير الخارجية والتعاون الدولي الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم القضايا الاقليمية والدولية والعلاقات بين البلدين. في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة مشاركتها في (اكسبو دبي 2020)، الذي سيقام في شهر أكتوبر القادم بصفته الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقالت الخارجية الأميركية في بيان “أصبح الجناح الأميركي ممكنا بفضل سخاء الحكومة الإماراتية، تقديرا للشراكة القوية بين الولايات المتحدة والإمارات”. وتوقع البيان “25 مليون زيارة خلال الحدث الذي يستمر ستة أشهر”، مضيفا انه “سيكون للقطاع الخاص الأميركي فرصة ذهبية لعرض إبداعه وابتكاره وكذلك متابعة الشراكات التجارية والأسواق الجديدة مع قادة الشركات من جميع أنحاء العالم”.

 

مصر: الاتفاق المبدئي لملء سد النهضة لا يضر بمصالحنا المائية

القاهرة: النظام التركي أحد أسوأ الأنظمة انتهاكاً لحرية الرأي والصحافة

القاهرة- وكالات/16 كانون الثاني/2020

 قالت مصر أمس، ان البيان الختامي المشترك الصادر عن اجتماع واشنطن حول سد النهضة الاثيوبي تضمن عناصر ومحددات رئيسية لاتفاق نهائي “يؤمن عدم الاضرار بالمصالح المائية المصرية”.واوضحت وزارة الخارجية ان البيان الختامي المشترك تضمن العناصر والمحددات الرئيسية للاتفاق النهائي حول سد النهضة والتي “تشمل القواعد المنظمة لملء وتشغيل السد وكذلك الاجراءات الواجب اتباعها للتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد”. وذكرت الوزارة أن البيان الختامي تضمن اتفاق الدول الثلاث على عقد اجتماع وزاري في واشنطن خلال الفترة 28 – 29 يناير الحالي “للتوصل لاتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة” على ان يسبقه اجراء مشاورات بين الخبراء الفنيين والقانونيين بالدول الثلاث بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولي. ونقل البيان عن وزير الخارجية المصري سامح شكري اعتزام بلاده مواصلة العمل لإبرام اتفاق نهائي حول السد خلال اجتماع واشنطن المقبل “يتسم بالتوازن والعدالة ويؤمن المصالح المشتركة للدول الثلاث ويحفظ حقوق مصر ومصالحها المائية”. الى ذلك، رفضت الخارجية المصرية، أمس، بيان نظيرتها التركية بشأن احتجاز السلطات في مصر عددا من العاملين في مكتب إعلامي تركي داخل القاهرة، قالت عنه أنقرة إنه يتبع وكالة “الأناضول” الرسمية بتركيا، فيما وصفته الداخلية المصرية بأنه خلية إلكترونية تركية هدفها إعداد تقارير لتشويه صورة مصر. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، “نؤكد رفض مصر، جملة وتفصيلا، لما ورد في بيان وزارة خارجية تركيا حول الإجراءات القانونية التي اتخذتها السلطات المصرية في التعامل مع إحدى اللجان الإلكترونية الإعلامية التركية غير الشرعية في مصر”.وأضاف أن هذه اللجنة، “عملت تحت غطاء شركة أسستها عناصر لجماعة الإخوان الإرهابية بدعم من تركيا، لنشر معلومات مغلوطة ومفبركة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والحقوقية في مصر، وإرسالها لأوكارها في تركيا، سعيا لتشويه صورة البلاد على المستويين الداخلي والدولي”. وأكد “أن جميع الإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية المعنية في هذا الشأن تمت وفقا للقوانين والضوابط، المعمول بها حيال التصدي لمثل تلك الحالات الشاذة والخارجة عن القانون”.وشدد حافظ على استهجان مصر لصدور بيان الخارجية التركية، مؤكدا أن النظام “التركي” يتربع بامتياز على مؤشرات حرية الصحافة حول العالم، كأحد أسوأ الأنظمة انتهاكا لحرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة وغيرها من الحقوق والحريات الأساسية”.

 

مجلس النواب الأميركي يُسلِّم ملف عزل ترامب لـ “الشيوخ” وهبة "جمهورية" للدفاع عن الرئيس وتعهد بمحاكمة عادلة

واشنطن – وكالات/16 كانون الثاني/2020

 سلم نواب ديمقراطيون ملف عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى مجلس الشيوخ، بعد مصادقة غالبية المشرعين وتوقيع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. وذكرت صحيفة “ذا هيل” الأميركية، ليل أول من أمس، أن سبعة من الديمقراطيين، المعروفين باسم “مديري العزل”، الذين صادق على تعيينهم مجلس النواب، سلموا الملف الذي يضم مادتين إلى مجلس الشيوخ.من جانبه، أعلن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أن المحاكمة الرسمية ستبدأ الثلاثاء المقبل، من دون أن يفصح عن المدة التي ستستغرقها المحاكمة، لكن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يتوقعون أنها لن تنتهي قبل الموعد المقرر لإلقاء ترامب خطاب حالة الاتحاد في الرابع من فبراير المقبل. وستجرى المحاكمة التاريخية بإشراف رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، الذي أدى اليمين الدستورية أمس، رئيساً لهيئة المحكمة البرلمانية، قبل أن يؤدي أعضاء مجلس الشيوخ المئة اليمين الدستورية أمامه بصفتهم أعضاء هيئة المحلفين. في المقابل، هاجم السيناتور الجمهوري تيد كروز في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، إجراءات عزل ترامب، معتبراً أنها استندت إلى تلاعب حزبي ولم ترق إلى المعايير الدستورية، ومتعهداً بإنهاء العزل سريعاً وتوفير محاكمة عادلة للرئيس والشعب الأميركي. وقال: “لقد كان محبطا أن نرى الديمقراطيين في مجلس النواب ينتهكون إجراءاتنا الدستورية بشكل خطير، وسط تلاعب حزبي لأغراض سياسية صارخة، لن يستمر هذا النمط في مجلس الشيوخ”. وأكد أن “مجلس الشيوخ سيمنح الرئيس والشعب الأميركي محاكمة عادلة، وسيحترم الإجراءات القانونية، على عكس مجلس النواب سنكون منصفين، ونمنح الجانبين الفرصة الكاملة لعرض قضيتهم، والسماح للرئيس بالدفاع عن نفسه”. من جهته، انتقد السيناتور الجمهوري توم تيليس، إجراءات العزل، وتعهد بتقديم العدالة للرئيس بعد أن أنكرها الديمقراطيون في مجلس النواب. بدوره، هاجم تود يونق إجراءات العزل، معتبراً أنها “محاولة يائسة من اليسار المتطرف للتخلص من ترامب منذ توليه السلطة وليس لها علاقة بأي تهمة”، موضحاً أن المحاكمة في مجلس الشيوخ، ذي الغالبية الجمهورية، ستكون سريعة وعادلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مجزرة المصارف

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

القول إن عنف المحتجين ضد المصارف له هوية طائفية أو وجهة حزبية، يشبه الادعاء بأن المنتفضين من يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) مموَّلون من سفارات غربية، وأنهم لا يتحركون من تلقاء أنفسهم. وكلّ يحاول أن يحرف معنى الغضب الشعبي عن وجهته عندما لا يلائمه لونه، أو الهدف الذي يسعى إليه.

ومع أن أحزاب السلطة، على تنوع مشاربها، لم تقصّر منذ بدء الاحتجاجات في الدسّ هنا، والتأثير هناك، وتجييش جماعاتها، والدفع بهم إلى الساحات، لمكاسب تتوق إليها، فإن هذا لا يحجب كمّ الغضب العارم عند الناس، الذي بدأ رقصاً وغناء وأناشيد وكثيراً من الطرف والنكات، لكنه تحوّل إلى موجة ثانية أكثر قسوة، بعد أن أدار المسؤولون الآذان الصمّاء لمطالب تبدأ من ربطة الخبز، ولن تنتهي بتشكيل حكومة.

تحاول الأحزاب التي تمسك بالسلطة أن تتحايل على الجموع الهائجة، لكن الأمور في بلد صغير، مكشوفة أكثر مما يمكن أن يحتمل. ثمة مجموعات محتجة كانت تعتصم أمام المصارف منذ تسعين يوماً دون توقف. بُحّت حناجر المنتفضين أمام «مصرف لبنان» الرئيسي وفروعه، لكن البنوك بقيت تقتّر على سحوبات ذوي الدخل المحدود، وتخفض في المبالغ التي تتيحها للناس من ودائعهم، وكأنما كل الهتافات تذهب سدى، والمطالب لا أحد يريد أن يفهمها.

كمّ الوعي عند الإنسان العادي، صار يسمح له بأن يعرف جيداً أن لعبة إفقاره تدور بين أهل السياسة والمال، حتى صار يصعب الفصل بينهما. لهذا حين يوجه المنتفضون غضبهم إلى المصارف، فذلك لأنهم يعرفون أن ما اختُلس منهم تم تذويبه هنا أو تسفيره عبر هذه المؤسسات التي صُنّفت دائماً على أنها درّة التاج اللبناني. ومحزن أن نرى ما بُني من ثقة، عبر عقود طويلة من الجهد، يتحول إلى أداة بيد من أساءوا الأمانة، وانقضّوا على إرث وطني هو موضع اعتزاز كل اللبنانيين وتقديرهم.

اجتازت المصارف اللبنانية كل الحروب، لم تنحنِ أبداً. عملت حين انقسم الجيش اللبناني، وبقيت صامدة. تكيفت يوم أصبح للبنان حكومتان، وكأنه دولتان، وبقيت شامخة تفتح أبوابها للمودعين لتأمين حاجاتهم، في أحلك اللحظات وأكثرها دموية وتراجيدية. في تلك الفترات السوداء، لم تكن بطاقات الائتمان قد اختُرعت، ولا الكومبيوترات قد وجدت، لتسهيل المعاملات، عن بُعد. مع ذلك عرفت تلك المؤسسات العريقة أن تنجو بنفسها من الفوضى، والسلاح يشهر في كل اتجاه. انهارت الليرة بفعل جنون الوحشية والقتل، وبقيت البنوك، التي بفضلها استعادت العملة الوطنية ألقها. تشظى كل شيء، تفتتت العائلات، هاجرت الأدمغة، قطعت أوصال المناطق، تبدلت الخرائط، ولم ينقذ لبنان إلا أمران: صلابة نظامه التعليمي مع حرص العائلات على توفير أفضل مدارس لأبنائهم، ونظام مصرفي يحفظ حقوق العباد وبه تنتظم معاملاتهم.

وهو ما انهال عليه أصحاب السلطة طوال السنوات الماضية دون رحمة، كما قرروا أن وسائل الإعلام لهم، وصار لكل منهم جامعة ومدرسة، وربما لأصدقائهم أيضاً، كذلك فعلوا بالمصارف، وسخروها لنهمهم. وحين يخلط أصحاب القرار بين جيوبهم الخاصة، وحسابات الدولة، وصناديق البنوك، التي فيها جنى أعمار المواطنين، حينها تكون الجريمة قد وقعت. مشهد هجوم المحتجين على المصارف وتحطيم الواجهات والانتقام من الصرافات الآلية، يبقى رمزياً، على بشاعته، ويعبر عن غضب عميق من طريقة إدارة الدولة، التي بقدر ما أفادت المصارف، وكبرت من أرباحها، غررت بها أيضاً. الجميع واقعون فريسة نهج استمر أكثر مما ينبغي. أن تصبح نصف الودائع ملكاً لواحد في المائة فقط من الناس، فهذا يدين كلّ مَن تداول السلطة، ويستحق أكثر من ثورة.

تضخم عدد المصارف حتى صارت 62 مصرفاً فيما يقتصر عددها في سويسراً على 13. هذا غريب. والأظرف، أن النظام المصرفي اللبناني، بما له من سمعة رنانة اجتذب ليس فقط أموال السكان الذين توقفوا عن الاستثمار بفضل الفوائد القياسية على إيداعاتهم، وإنما أيضاً أموال المغتربين التي تجاوزت الثلاثين مليار دولار، وكبار التجار السوريين ومتوسطيهم بمبلغ مماثل من المليارات، حتى صارت الأزمة الحالية التي وقعت فيها البنوك لها تشعباتها الممتدة بعيداً في الجغرافيا، وضاربة عميقاً في حياة الناس.

من السهل فهم غيظ المحتجين وحنقهم على مصارفهم، التي تعيد إليهم أموالهم بالقطارة، ومن الصعب مسامحة سلطة ترى انهيار الهيكل، وتتصرف ببطء السلحفاة، ولا تدرك أن ثمة شعباً يطالبها بإعادة نظر في كل المرحلة السابقة؛ فأن تصرف الدولة 300 مليون دولار على الطرقات سنوياً، في بلد لم يعد فيه من طرقات، و40 مليار دولار على الكهرباء، أي نصف الدين العام، ولا يصل التيار إلى البيوت، وأن يتخرج سنوياً 16 ألف جامعي لا يجد أكثر من ثلاثة آلاف منهم عملاً، هذا قبل اندلاع الاحتجاجات، بينما أصبح الإيقاف عن العمل هو الأكثر بداهة، فهذا له اسم واحد، هو: «الفشل».

ما حدث في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية إلى اليوم نسخة جدّ مشوهة، عما شهدته دول عديدة؛ حيث بدت الليبرالية وسيلة المتنفذين للانقضاض على المال العام، واستسهال مراكمة الصلاحيات، والتشجيع على الربح السريع، والاستهلاك المتوحش.

كم كان بعيد النظر أمين معلوف حين كتب عن «اختلال العالم»، وعن تحولات صعبة تجتاح المعمورة تعطي انطباعاً بأن لا بد للذكاء البشري أن يجترح المعجزة ليخرج منها، لكن النتائج تأتي دائماً مفاجئة، حتى لتتساءل عما إذا لم نكن قد انحدرنا إلى عتبة القصور الخلقي، وبدأ البشر برحلة تراجع القهقرى المرير.

 

تصدُّع الأدوار الإقليمية وإمكانيات التغيير

رضوان السيد/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

من وجوه الاشتراك بين حركات الإسلام السياسي السنية والشيعية: إنشاء ميليشيات «عقائدية» واستخدامها. ولذلك انقضى زمن الميليشيات المسلّحة إلا في ديار العرب والمسلمين. فالمعروف أنّ الميليشيا هي من صناعة حركات التحرر من الاستعمار، وقد دعمها السوفيات والصينيون والكوبيون بعد الاستقلالات، لتكون شوكات إزعاج ونفوذ، يستطيعون المساومة عليها مع الأنظمة ومع الولايات المتحدة. وقد كان مفهوماً أن يلجأ الإسلاميون إلى هذه الأساليب عندما كانوا في المعارضة. لكنهم ثابروا على إنشائها ودعمها بعد وصولهم إلى السلطة في إيران، والأمر نفسه لجأت تركيا إلى القيام به في السنوات الأخيرة. فالإيرانيون اعتبروا أنفسهم أولياء أمر الشيعة في العالم، ومن حقهم استخدامهم على النحو الذي يخدم مصلحتهم، غير آبهين لسيادة الدول، كما للاستقرار وبديهيات الأمن والعيش في جوارهم القريب والبعيد. ولم يتورع إردوغان وعَلَناً عن استخدام الدواعش، وهو يستخدم الآن متفرعاتهم، بل وميليشيات محترفة من تجار الحروب والمستفيدين منها. وهو يلعب دور الحامي العثماني التاريخي تارة، ودور النهضوي الإخواني تارة أُخرى!

كيف أمكن للإيرانيين والأتراك اعتبار المشرق العربي والخليج مسرحاً لميليشياتهم دونما خوفٍ أو تردد؟ حصل ذلك أولاً بالشراكة مع الولايات المتحدة، وفي السنوات الأخيرة مع روسيا الاتحادية. وبسبب الخوف على السلطة أو على النفس سارع حكامٌ ومتنفذون ومعارضون في عدة بلدانٍ منها لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان وليبيا واليمن وغزة، للزحف الذليل نحو الإيرانيين أو الأتراك وأحياناً بشكلٍ مباشرٍ نحو القوى الكبرى مثل روسيا الاتحادية والولايات المتحدة والصين والهند. ولأنّ الثقافة ثقافة ميليشيات، وأدنى في تنظيمها وأعمالها إلى مجموعات الجريمة المنظمة وإنتاج المخدرات والاتجار بها؛ فإنّ سائر البلدان التي ذكرناها، شاع فيها الدمار، والقتل، وخراب العمران، والتهجير القسري للإنسان والحيوان!

كيف ولماذا أقنع الإيرانيون أنفسهم، وكذلك الإردوغانيون، أنّ في الخراب والتهجير والقتل بالجوار حتى البعيد مصلحة لهم؟ هذا ما لا يمكن استيعابه بالعقل ولا بالحسابات الدقيقة حتى من دون الاعتبارات الإنسانية. إنما هذا هو السحر الذي تمارسه الكلمة اللعينة: المصلحة الاستراتيجية أو ما شابه. فإذا ضمت إيران العراق أو سوريا أو لبنان ولو خراباً إلى مناطق نفوذها فإنّ ذلك يجعل منها قطباً دولياً كبيراً وشريكاً لروسيا والصين... وأميركا!

إنما هل أزعج ذلك الخراب الروس والأميركان؟ أبداً لم يزعجهم. بل إنّ بوتين يفتخر تارة بتجربة الأسلحة الجديدة وفعاليتها، وطوراً يفتخر بحماية المسيحيين الأرثوذكس، وقبل ذلك وبعده: مكافحة الإسلام «الجهادي»!

لكنْ في الأسابيع الأخيرة حصل تحولٌ بارزٌ أظهر أمرين؛ الأول أنّ الإيرانيين والأتراك يعملون عند الروس والأميركان، وليسوا حتى شركاء صغار، بل هم أدواتٌ وحسب. والأمر الثاني أنّ كل دعاواهم في القوة والعظمة طوال سنوات مديدة تتحطم على صخرة الطائرات والصواريخ الروسية والأميركية إذا شعر أولئك أنّ مصالحهم مهدَّدة بأي شكلٍ كان، أو إذا وجدوا مَنْ يدفع لهم الثمن الملائم لطرد الميليشيات الإيرانية أو التركية أو هما معاً!

لقد قررت الإدارة الأميركية أنّ الحصار على إيران ليس كافياً لجلبها إلى طاولة المفاوضات والخضوع، ولذلك ضربتها ضربات قاصمة. وأدرك إردوغان أنه من دون الروس وغضّ الطرف من الأميركان لن يكون له نفوذ لا في سوريا ولا في ليبيا. والطريف أنه بعد الضربات الأميركية مباشرة جاء بوتين إلى سوريا كأنما ليجني ثمار ضرب ترمب لإيران، ومضى إلى تركيا ليدشّن خطّ أنابيب الغاز عبر تركيا إلى أوروبا، وليقول لإردوغان إنه لا يستطيع التدخل في ليبيا، وينبغي أن يقبل بحفظ ماء الوجه من طريق مشاركة وزير خارجيته في اجتماع موسكو لوقف إطلاق النار، وانتهى الأمر!

وهكذا فالأميركيون والروس هم الشركاء، وينضم إليهم الصينيون في العقد الأخير، وقد تأتي الهند أيضاً. أما الفريسة فهم العرب بلداناً وشعوباً وحضارة وعمراناً وموقعاً استراتيجياً. فحتى إسرائيل في استعمارها لفلسطين، وفي حروبها ضد العرب، ما استطاعت إحداث الخراب الشامل الذي أنتجه الإيرانيون والأتراك، ومن ورائهم سادتهم الدوليون في أميركا وروسيا.

يقول الخبراء الدوليون دائماً إنّ الإيراني صانع سجّاد متأنٍ، وإنه لا يضرب رأسه بالحائط ولا ينتحر. فهل تكون الضربات الأخيرة درساً يجعلهم يخفّضون القبضة على العراق وعلى لبنان مثلاً، ويسمحون بقيام حكوماتٍ رشيدة تلئم الجراح، وتعيد البلدين إلى الحياة الطبيعية؟ وهل يعتبر إردوغان المتكبر بما حصل له حتى الآن في سوريا وليبيا، فيدع قتل الناس وتهجيرهم أو التسبب في تهجيرهم مثلما فعل بشار الأسد والإيرانيون من قبل؟ هناك رأيان عند الخبراء الذين نقرأ لهم؛ الأول أنّ الإيرانيين لا يستطيعون القيام بمراجعاتٍ جذرية الآن. لأنّ عندهم ثوراناً بالداخل، وسيزداد خصوم سياساتهم بالداخل وبالعراق ولبنان جرأة إذا أظهروا ضعفاً أو مراجعة الآن. وهم يستدلون باستمرار حسن نصر الله زعيم الحزب في المزايدة والافتخار دون أن يذكر شيئاً طبعاً عن إسرائيل. كما يستدلون بعلوّ صوت أنصار الممانعة وهناك الآن إسماعيل هنية زعيم «حماس» يرثي «الشهيد» سليماني! أما إردوغان فلن يتراجع لأنه يعتبر نفسه منتصراً، ومتاعبه الداخلية أقلّ من متاعب الإيرانيين. أما الفريق الآخر وبينه إعلاميون كبار وخبراء فيقولون إنّ الإيرانيين لا يستطيعون الاستمرار لا هم ولا ميليشياتهم في التحدي والمناطحة. والجيش التركي مثل «الحرس الثوري» الإيراني صار عنده عدة قواعد خارج تركيا فيما بين الصومال وسوريا وليبيا وقطر وشمال قبرص. وهكذا تكون المراجعة ضرورية.

إنّ هذا التصدع الذي نال من همم ومطامع الإيرانيين والأتراك، يجعل السؤال عن الدور أو الفرصة التي ينبغي أن ينتهزها العرب أو ينظروا فيها ضرورياً. ففي الاجتماعات من حول سوريا، ومن حول ليبيا، ليس هناك طرف عربي واحد. وما يحدث في سوريا من سنوات يشكّل خطراً داهماً. أما ليبيا فإنّ أوضاعها خطر داهم على مصر وتونس والجزائر، فضلاً عن أوروبا القريبة. ولبنان ينجرُّ الآن إلى انهيار مالي واقتصادي ومعيشي. والكل يعرف أنّ السلطات في البلدان الثلاثة بل وفي العراق، أبعد ما يكون عن الاهتمام الحقيقي. لا بد من دورٍ عربي من خلال مجموعة استراتيجية صغيرة للتفكير والتدبير، وتطوير الخطط، والتشاور مع الأميركان والروس والأوروبيين. لقد رأينا عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني يرفع الصوت، ويعيد التذكير بمقولة الهلال الشيعي من عام 2004. فهل تكون هناك استجابة؟

 

انتقام حزب الله من أميركا: بداية حرب الأشباح

سامي خليفة/المدن/17 كانون الثاني/2020

لا تزال الصحافة ووسائل الإعلام الأميركية منكبة على تحليل عواقب اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني. والحديث بات يتكرر أن لبنان قد يكون واحداً من المسارح التي يمكن أن تلجأ إليها إيران في الرد على الأميركيين. ما يجعل كل الاحتمالات واردة، خصوصاً أن هذا الاغتيال جمّد كل نشاط سياسي في بيروت وطغى على خطاب حزب الله بعيداً عن الأولويات اللبنانية.

تنفيذ استراتيجية إيران

رغم أن الأولوية يجب أن تُعطى للانكباب على معالجة أزمات الناس الاقتصادية والمعيشية، ووضع لبنان على سكة النهوض، وإعادة ضخ الحياة في العروق، إلا أن معهد " أتلانتيك كاونسيل" الأميركي يرى أن حزب الله لن يخضع لضرورة الركون الجدّي والفاعل في اعتماد سياسة النأي بالنفس عن صراعات المحاور. قبل حوالى عامين، ألقى قاسم سليماني خطاباً في حفل أقيم في طهران بمناسبة مرور عشر سنوات على مقتل عماد مغنية، القيادي البارز في حزب الله. متوجهاً لجمهور من كبار المسؤولين الإيرانيين، فضلاً عن ممثلي الميليشيات الإيرانية في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية وسوريا واليمن، أشاد سليماني بمغنية "الأسطورة" المسؤول عن جميع إنجازات ما يُسمى محور المقاومة الإيراني، والتي شملت تأسيس حزب الله وحركة  "حماس" وتفجير شاحنة عام 1983 في مجمع لمشاة البحرية الأميركية في بيروت، والذي تسبب بمقتل 241 من أفراد الخدمة العسكرية الأميركية. نفذ سليماني ومغنية وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، حسب المعهد، إستراتيجية إيران في الشرق الأوسط تحت قيادة المرشد الأعلى علي خامنئي. ولذلك، فمن الصعب وصف وتقدير حجم الضربة التي أحدثها موت سليماني. وكما هو الحال بالنسبة لمقتل مغنية، فإن الرد على مقتل الجنرال الإيراني لن يقتصر على هجوم صاروخي وحيد أو ضربة متبادلة، فإيران لن تتوقف عند هذا الحد بعد هذه الضربة القاسية.

حرب الأشباح

في صيف عام 2012، قتل مهاجم انتحاري من حزب الله خمسة سياح إسرائيليين وسائق بلغاري في هجوم في مدينة بورغاس البلغارية. واشتبه المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون حينذاك أن هذا الهجوم الذي وقع بعد مقتل مغنية بأربع سنوات، كان انتقاماً لاغتيال القائد العسكري لحزب الله، وكذلك لاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، الذين اتُهمت إسرائيل بتصفيتهم. يشير المعهد أنه وبسبب المشاكل التي تعاني منها إيران، فمن المرجح أن تركز في المدى القصير، على تقييم تأثير مقتل سليماني، وسد الثغرات ومواطن الضعف في جهاز الاستخبارات والأمن، وإعادة تقييم استراتيجيتها ونهجها، وتبسيط عملياتها في جميع أنحاء المنطقة. كما ستحاول طهران التقرب من المملكة العربية السعودية، والعرب السنّة في المنطقة، الذين تفاقم العداء معهم، بعد أن تعاونت مع الرئيس السوري بشار الأسد لسحق انتفاضة سوريا. ومع مرور الوقت، ستواجه الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤها، وجميع الذين يُنظر إليهم على أنهم يضرون باستراتيجية إيران الإقليمية، الانتقام، في شكل عمليات وأفعال سرية يكون من الصعب نسبها إلى طهران. إذ ستعود، بطريقة ما، إلى الأعمال "التقليدية" كالتفجيرات والاغتيالات وأساليب حرب الأشباح المنسوبة منذ فترة طويلة إلى مغنية.

حملة الاغتيالات والتفجيرات

أكد الأمين لحزب الله حسن نصرالله، في مناسبة ذكرى الأسبوع على اغتيال قاسم سليماني، أن الردّ على اغتيال سليماني ليس عملية واحدة بل مسار طويل. وانطلاقاً من خطاب نصر الله، يرى المعهد الأميركي، أن الحزب لن يخجل من القيام بعمليات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، بل وربما يلجأ إلى حملة الاغتيالات والتفجيرات التي شهدها لبنان ابتداءً من عام 2005، عندما شعر بالحصار واضطر للدفاع عن وجوده. وعلى الجانب المقابل، يمكن لطهران بعد المصالحة مع حماس، إثر الخلاف حول دعم إيران للأسد، اللجوء إلى هذه المجموعة لتصعيد المواجهة مع إسرائيل في غزة. وفي سوريا، ستسعى إيران وحزب الله إلى الحفاظ على وجودهما ونفوذهما. فالأسد يعرف أن بقاءه يتوقف على رعايته من إيران وروسيا؛ وتنظر طهران إلى سوريا كثاني أهم بلد في محور مقاومتها، بعد إيران نفسها. أما في العراق، فإن "الميليشيات العميلة لإيران" لديها ما يكفي من الإمكانات والخبرة لتصعيد الوضع وتسديد ضربات مؤلمة للولايات المتحدة. ويمكن أن تركز على حشد فرق الاغتيالات وشن عمليات خاصة أخرى، بدلاً من شن الهجمات التقليدية على القوات الأميركية.

جيل يواصل القتال

روى سليماني باعتزاز، في مقابلته التلفزيونية الأخيرة في شهر تشرين الأول 2019، كيف سافر في عام 2006 عبر الطرق الوعرة للوصول إلى بيروت من دمشق خلال حرب تموز، التي استمرت 33 يوماً بين إسرائيل وحزب الله، وكيف أشرف على المعركة مع مغنية ونصر الله من الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويذكر المعهد في الختام بما ألمح إليه سليماني في المقابلة ذاتها، بقوله أنه حتى لو فارق الثلاثي الذي قاد معركة حرب تموز الحياة، فإنه قد أعد جيلاً كاملاً لمواصلة القتال، في حرب غير متماثلة، محذراً من أنه لا توجد جبهات تقليدية، وأنه يجب على العدو أن يتعامل مع مجال واسع وذكي من الألغام الأرضية.

الرد في لبنان؟

من جهتها، رأت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، أن الحزب قد يجد نفسه مضطراً للرد خشية استعداد الولايات المتحدة وإسرائيل لمهاجمته، وقد تتخذ حملة الحزب ضد الولايات المتحدة أشكالاً كثيرة، من المحتمل أن تتكون من سلسلة من أعمال العنف المحسوبة التي تتصاعد بمرور الوقت.

يمكن للحزب، وفق المجلة، استخدام الأدوات العسكرية والمخابراتية والإلكترونية، ويمكنه القيام بذلك بشكل علني أو سري، عبر مجالات متعددة، اعتماداً على أهداف المراسلة الاستراتيجية أو الحاجة إلى إمكانية الإنكار المعقولة. من المرجح أن تبدأ مثل هذه الهجمات على أرض الحزب في لبنان، حيث يوجد عشرات الجنود الأميركيين في قواعد متعددة، في جميع أنحاء البلاد، لتدريب ومساعدة الجيش اللبناني. وبدلاً من مهاجمة هذه القوات مباشرة والتعرض لرد فعل مدمر، يمكن للحزب أن يستخدم الصواريخ التي يُنكر علاقته بها لتعطيل العمليات الجوية الأميركية، واستخدام العبوات الناسفة، التي يمكن اتهام الجماعات المتشددة بزرعها، لتقييد التحركات الأميركية على الأرض. إضافةً إلى ذلك، يمكن أن تُستخدم الهجمات الإلكترونية للتشويش على الاتصالات الأميركية وفضح هويات مسؤولي المخابرات الأميركية ومصادرهم في لبنان. كما يمكن للحزب محاولة خطف أو اغتيال مسؤولين أميركيين، إذا تصاعدت التوترات بشكل كبير.

سوء التقدير

وتوسعاً في تحليل مجالات الرد، تضيف المجلة الأميركية، أنه يمكن للحزب أن يختار الانتقام في الشرق الأوسط أو خارجه، حيث يمتلك عشرات الخلايا في القارات الخمس. وتذكّر بتقييم مجتمع الاستخبارات الأميركي العام الماضي، الذي أشار لاحتفاظ الجماعة اللبنانية بالقدرة على تنفيذ مجموعة من خيارات الهجوم ضد المصالح الأميركية في جميع أنحاء العالم. قد يكون الحزب مُحفزًا بشكل خاص على الانتقام، لاحباط الاحتجاجات التي شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين اللبنانيين، اعتراضاً على دوره ودور الطبقة السياسية الحاكمة في تفكك اقتصاد البلاد. لذلك توجه "فورين أفيرز" تحذيراً للحزب بأنه يواجه خصماً في الولايات المتحدة لا يمكن التنبؤ به. إذ أنه من غير المعروف ما إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستلتزم بالقواعد غير الرسمية للعبة بين الحزب وإسرائيل. بالتالي أي سوء تقدير حول استعداد الولايات المتحدة لاستيعاب الهجمات، يمكن أن يؤدي إلى تصعيد سريع يهدد مصالح المجموعة في لبنان.

 

حكومة النظام السوري في لبنان.. حكومة الانتقام من اللبنانيين

منير الربيع/المدن/17 كانون الثاني/2020

إذا ما كانت المعارك السياسية التي خيضت ما بعد التسوية الرئاسية 2016، انحصرت بمعركة "استعادة الصلاحيات" للرئيس المسيحي القوي، ومعركة المحاصصات المذهبية والطائفية التي توجّها رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، ليكرس نفسه مرشحاً أوحد لرئاسة الجمهورية، عبر تطويق كل الشخصيات والأحزاب المسيحية الأخرى... فإن حكومة حسان دياب، ستكون مرحلة متقدمة من فتح الصراعات على كل الرئاسات مستقبلاً.

صورة التكنوقراط

أولاً، رئاسة الحكومة التي انتزعت من سعد الحريري، وسيكون خاضعاً لضغوط كثيرة من خصومه. وثانياً، رئاسة مجلس النواب، بعد الحملات التي تعرض لها نبيه بري، ربطاً بمحاولات إبعاده عن المشاركة الأساسية في الطبخة الحكومية، باستثناء اليوم الأخير من تشكيل الحكومة، حين زاره رئيسها المكلف للتوافق معه. فحاول برّي تحسين شروطه بتعديل بعض الحقائب والوزراء، ما دفع بدياب لإجراء جولة اتصالات أخيرة لإتمامها. وثالثاً، أراد باسيل من هذه الحكومة استعادة لانفاسه، بعد نقمة اللبنانيين عليه في ساحات الانتفاضة. فحفظ حصته في الحكومة من خلال امتلاكه للثلث المعطل، وتكريس نفسه مرشحاً وحيداً للرئاسة.

أريد لهذه الحكومة، أن تأخذ صورة التكنوقراط. لكنها، عملياً، حكومة الفريق الواحد واللون الأوحد. ولا بد من الاعتقاد هنا، ولو مجازاً، أن الاستثناء الوحيد فيها سيكون حضور حركة أمل برئاسة نبيه برّي، الذي أصبحت نقمة النظام السوري عليه واضحة. لكن لا يمكن تجاوزه في لبنان بالنسبة إلى حزب الله. عدا عن برّي، فإن الحكومة برمّتها هي حكومة النظام السوري، وما يعنيه ذلك من تطابق بين الحزب وهذا النظام في لبنان، على قاعدة منح النظام بعضاً من نفوذه في لبنان مقابل احتفاظ حزب الله بدوره وتأثيره ومن خلفه إيران في سوريا.

الصورة التجديدية التي حاول البعض وسم الحكومة بها، كان يراد لها أن تكون حكومة مقنّعة، وأنها خارجة عن الطبقة السياسية التقليدية، على طريقة الترويج أنها استجابة لمطالب المنتفضين اللبنانيين. لذلك كان استبعاد "المستقبل" و"الاشتراكي" و"القوات" ثابتاً بالنسبة إلى باسيل، فكانت هناك حسابات أخرى لبعض رعاة حسان دياب ومساعديه. وهذه جزء من هندسات النائب جميل السيد، في تصفية حسابات كثيرة، مع خصوم ومنافسين.

الانتقام من 14 آذار

سينتقم السيد رمزياً وعملياً ومعنوياً من حقبة 14 آذار ورموزها في الدولة. وهو طبعاً يفتح باباً جديداً لمعاركه المستقبلية في الوصول إلى رئاسة مجلس النواب. ولذا، تشبث أكثر في مساعيه لإنجاح دياب، لإثبات قدرته وفعاليته في منافسته التي يفتحها مع اللواء عباس ابراهيم، الذي اعتبر أنه كان أبرز رعاة المرشح سمير الخطيب لتشكيل حكومة. في المعادلة الجديدة، ومن مفارقاتها، خروج "إبن الشهيد" من المعادلة، ليدخل أحد الذين اتهموا ذات يوم باغتياله. يدخل السيد بقوة مستعيداً دوراً كان يلعبه في حقبة سابقة، ليس مسيطراً على وزارة الداخلية وحسب، بل صانعاً للحكومة بكليتها. في الشكل هي حكومة الانتقام من اللبنانيين، وتحديداً الذين خرجوا منتفضين في العام 2005، أو الأكثر منهم الذين خرجوا في 17 تشرين. حكومة استكمال الإطباق على لبنان وسلطته، وفق مسار الانقلاب الذي بدأ ما بعد العام 2006، والـ 2008، و2011، و2016. إذا ما كانت مشاركة الحريري بالتسوية الرئاسية، مسهلة للانتقام من اللبنانيين بفعل تنازلاته، فإن الانتقام سيشمله في المرحلة المقبلة. ستكون الحكومة أمام اختبار تحقيق جزء من الاستقرار، والحصول على المساعدات لمنع الانهيار. وطبعاً، من عمل على تشكيلها لا يريد لها أن تخوض مواجهة مع الخارج، لأن غايتها مواجهة الداخل لتطويعه وضربه، بالإستناد على غض نظر من الخارج. معركتها الأساسية ستكون كيفية الحصول على غطاء خارجي. فيما تبقى الأنظار على ثورة 17 تشرين وكيفية تعاطيها مع هذه الحكومة، لا سيما أن هذه الثورة ستكون أمام تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة.

 

ليلتا القمع والسحل تدشيناً لحكومة مستشاري المستشارين!

نادر فوز ة/المدن/17 كانون الثاني/2020

وصلت الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب. ومن المنتظر أن يتفتّح الدولار كالورود، وتشرق شمس الإنقاذ من الانهيار، حتى لو كنّا في كانون الثاني. أجمعت قوى السلطة على السير في هذه الحكومة لإنقاذ واقعها ومحاولة انتشال نفسها من الفشل. ومن ليس منها مشاركاً في إعداد التشكيلة وخوض نقاشاتها، منحها الغطاء اللازم قبل ساعات، خوفاً أولاً وأخيراً من تنامي الصرخة والفعل تجاه المصرف المركزي والمصارف عموماً. فجاءت مباركة زعيم المعارضة البرلمانية المفترض، سعد الحريري، في هذا الإطار وبسرعة فائقة حتى لا يسقط أهم أركان السلطة وأحجارها منذ انتهاء الحرب الأهلية. غير أنّ قوى التحالف في 8 آذار، الحاكمة للبلد في برلمانه وحكومته، استغلت "جوكر" سلامة ولعبته فخرجت التشكيلة إلى النور. فعندما قامت احتجاجات ثورة 17 تشرين بواجبها تجاه المصارف، تكسيراً وتخريباً للردّ على كل الذل اليومي التي يعيشه المواطنون فيها، أحسّت السلطة بـ"قرصة" قوية. كمن أيقظها من سبات الفساد والحكم والتنّعم به. فهبّت مكوّناتها لنصرة بعضها وتغطية تسوياتها، على أمل صياغة تسويات أخرى تعيد التحكّم في النهب وتحاصصه.

ليلة القمع 1

يفضح إعلان التشكيلة كل القمع الوحشي التي شهدته الساحات في الساعات الأخيرة. كان المطلوب من مشاهد القمع في شارع الحمرا أولاً، إخراج ورقة مواجهة المصارف من حسابات الثوار. هذا خط أحمر رسمته السلطة لنفسها منذ عقود. والمسّ بهذه البنوك يعني المسّ بالسلطة شخصياً. وكشف مؤامرة هذه المصارف على الناس يعني انكشاف خطة القيادات السياسية لتجويع المواطنين والضغط عليهم للتخلي عن شعارات الثورة. نموذج جديد للأنظمة الديكتاتورية التي تبيع شعوبها الأمن مقابل الطعام، والطعام مقابل السكوت عن المطالبة بالحرية. وتقايض هذه الحرية بتشكيل منظومات الطوائف تحت عنوان الخوف من الآخر وصيانة حقوق الطائفة. وهو ما يظهر جلياً في مواقف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، المتضرّر الأكبر من هذه التشكيلة أساساً. إلا أنه سارع إلى لقاء حاكم المصرف، واجتمع بحلفائه القدماء الجدد حوله وتمّ الأمر. لكن على أحد المحيطين بالحريري من فريقه الضيّق أن يهمس في أذنه أنّ هذه التسوية ستضعفه أكثر، لأنّ أبناء بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع يعرفون جيداً أنه شريك هذه السلطة، في الفساد وفي القمع أيضاً، وفي التسوية الأخيرة التي أتت بحكومة حسان دياب.

ليلة القمع 2

وإذا كان المطلوب من ليلة القمع الأولى في شارع الحمرا تحييد سلامة والمصارف، فإنّ ليلة القمع الثانية، ليلة السحل في شارعي المزرعة ومار إلياس، أتت لتدشين عهد الحكومة. كان المطلوب منها إفراغ الشارع من الثوار كيفما كان، تعبيداً لطريقها والتسويق لها بأنها القادرة على تقديم الحلّ. فتم سحل الناس أمام ثكنة الحلو حيث مقر اعتقال ضحايا قمع الليلة السابقة. وتكررت حملات الاعتقال المتلاحقة لكل من يمشي على رجليه في الشارع أو يجلس في المطاعم المجاورة لساحة الاشتباك. ففي عهد الحكومة العتيدة لا مجال للاعتراض، ولفريق السلطة اهتمامات كبرى في المنطقة عليه التعاطي معها والتكيّف مع مفاعيلها. لا يريد التلهي بلقمة عيش المواطنين ومطالبهم التي تدينه. وهذه فرصته الذهبية لإسكات الناس في كل لبنان والتحايل عليهم من خلال هذه التشكيلة الحكومية.

"أعطونا فرصة"

وبعد موجتَي القمع، وربما غيرها من الموجات المقبلة، لسان حال السلطة ومن معها طلب إعطاء فرصة للحكومة حتى تتمكّن من العمل والسير في إنقاذ البلد من الانهيار. هذا ما تقوله كل أفرقائها. بغضون ساعات، ستعيد هذه السلطة اللعب بسعر صرف الدولار، وستعيده درجات إلى الوراء. ستحاول بيع الناس وهم صرف الدولار كخطوة أولى من إيجابيات تشكيل هذه الحكومة العتيدة. ستعمل وفق أجندات الديكتاتوريات وتطبيقها حرفياً. وكل من يبقى في الشارع سيكون فوضوياً يريد الخراب وسيتم سحله مباشرة على شاشات التلفزة. المطلوب إعطاء فرصة لحكومة تتمثّل فيها القيادات السياسية من خلال مستشاري مستشاريها. يعني حتى السمسرات التي كان ستتمّ في جلساتها ستتطلّب عودة الوزير إلى المستشار الأول ومنه إلى الزعيم، ولنا تخيّل الباقي.  حكومة تباشيرها السحل في الشوارع، معروف مستقبلها ومسار عملها. إعطاؤها فرصة أشبه بالانتحار. لأنّ سلطتنا ستقمعنا فرادى في بيوتنا أو مجموعين في ساحاتنا، ولذلك ثورة 17 تشرين مستمرة بمطالبها وبشغبها، والـ"هيلا هو" أولها.

 

حزب الله: "فشّوا خلقكم" بالمصارف.. واتركوا السياسة لي

منير الربيع ة/المدن/17 كانون الثاني/2020

استعجل حزب الله يوم الثلاثاء تشكيل الحكومة في لبنان. فهو يريد التخفف من الأعباء السياسية الداخلية، للتفرغ لما هو أهمّ. وجود حكومة خاضعة له أفضل من حال الضياع والتجاذب المستمرة. لذا، وفي موازاة الضغط الذي مارسه الحزب على حلفائه للتفاهم على التشكيلة الحكومية، كانت وجهة الاحتجاجات في بيروت تتغير، أو يعمل حزب الله على تغييرها، عبر الاختراقات التي سجّلها في صفوف الثورة.

"كلن.." تعني المصرف فقط

طبعاً، اللبنانيون موجوعون من إجراءات المصارف، ومن هذا النظام المصرفي والاقتصادي الذي كان فقط في خدمة القوى السياسية. والاحتجاجات ضد المصارف مبررة، بعد الذلّ الذي ألحقته باللبنانيين. ويعرف حزب الله مدى وجع اللبنانيين من المصارف. فاختار النقر عليه بذكاء، لتحييد وجهة الاحتجاجات عن "الستاتيكو" السياسي الذي يتم رسمه، وتحميل مصرف لبنان والقطاع المصرفي مسؤولية كل ما أصاب لبنان. يعرف الحزب أن الأزمة الخانقة لا يمكن حلّها بسهولة. وهي تحتاج إلى فترة طويلة. ولذلك، لا يمكن تجنّب الانفجار الشعبي الآخذ بالتوسع، كلما ازدادت الأوضاع الاقتصادية سوءاً. ولذلك، كل محاولاته في إجهاض التظاهرات والاحتجاجات وإنهائها فشلت. ففضل إعادة جمهوره إلى الساحات، لجرف الاحتجاجات وتحويرها أو تركيزها على وجهة واحدة، بدلاً من صيغة "كلن يعني كلن"، والتي تشمل المصارف والقوى السياسية الحاكمة. خصوصاً، أن كل هذه المصارف تابعة للقوى السياسية، وسياسة حاكم مصرف لبنان كانت تصب في خدمة السياسيين. الاختراقات التي سجلها الحزب في صفوف الانتفاضة، استثمر فيها مساء الثلاثاء أمام مصرف لبنان. وهي عكست التحول الذي يريده الحزب، في أن يضع المصرف المركزي وجمعية المصارف كمتهمين وحيدين بما آل إليه الوضع الاقتصادي السيء الذي يعيشه اللبنانيون. ففي السياسة، يعرف الحزب كيف يستخدم هذه الأساليب. وقد خبره اللبنانيون في مجالات عديدة، كإتهام خصومه بالفساد والادعاء بمحاربته، بينما يتشارك معهم في السلطة، أو اتهام خصومه السياسيين بالعمالة لتحقيق أهداف سياسية، ودفعهم إلى تقديم تنازلات. الآن، اللعبة واضحة. أولاً، هناك من يجب أن يدفع الثمن، لتصفية الحساب معه. وثانياً، ليكون المتنفس الوحيد أمام احتقان الناس الغاضبة.

مواجهة مع الأميركيين!

تتوجه الأنظار إلى المصارف فقط، بينما يكون العمل جار على تشكيل حكومة، لن تكون بعيدة عن الحكومات السابقة في مضمونها، إنما بالشكل قد تكون مختلفة. وسيتم تصويرها أنها حكومة تكنوقراطيين. المعركة أصبحت أبعد من الحكومة وتفاصيلها. أصبح الصراع على وجهة لبنان المالية والاقتصادية. ولا يمكن فصل ما يجري عن الموقف الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، بعيد اغتيال قاسم سليماني، حول مواجهة الأميركيين وحلفائهم في لبنان. ومعروف أن الحزب لا يريد مواجهة عسكرية، مكتفياً بالمواجهة السياسية المفتوحة. وحاكم مصرف لبنان أحد أبرز المحسوبين على الأميركيين، من دون إغفال ملف العقوبات التي تلتزم بها المصارف على حزب الله. هنا، يبرز بعض التناقض. الحزب يريد تشكيل حكومة ليتعاطى المجتمع الدولي والأميركيين معها بواقعية، علماً أنها بنظرهم ستكون حكومته، وفي الوقت نفسه يريد استهداف الأميركيين أو حلفائهم. لكن الهجوم على المصرف المركزي وحاكمه لم يمرّ بسهولة في نظر المجتمع الدولي. فكان أول المتحركين المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش، الذي حمل مسؤولية ما يجري للقوى السياسية، متهماً إياها بأنها تريد أن تضع رياض سلامة ككبش محرقة. سارع كوبيتش إلى لقاء الرئيس نبيه بري وإجراء اتصالات ولقاءات مع مختلف المسؤولين. وهو تحرك بناء على طلب دولي عاجل لتوجيه رسالة تحذير للبنان. وهذا ما دفع برّي إلى الاستنكار الشديد لما جرى في الحمرا، ودفع الحريري إلى القول إنه لا يريد أن يكون شاهد زور على إجراءات مشبوهة. وأكد كوبيتش بعد لقائه بري أن سلامة هو الوحيد الذي يعمل على معالجة الأزمة الاقتصادية. ما يعني منحه الغطاء الدولي.

حاكم المصرف وقائد الجيش

تحرك كوبيتش لم يكن مختلفاً عن تحركات عدد من السفراء، وخصوصاً السفيرين الفرنسي والبريطاني، واللذين يتماهيان في طروحاتهما معاً، ويعتبران أنه لا بد من تشكيل حكومة، لتنقذ الوضع من الانهيار. هنا تدور تساؤلات كثيرة حول إذا ما ستتمكن هذه الحكومة من الحصول على دعم ومساعدات دولية، أم ستتعقد الأمور أكثر. الرأي الفرنسي يتحدث عن إعطائها مهلة ثلاثة أشهر بانتظار ما سيظهره أداؤها. بينما الأساس يبقى لدى الأميركيين وتوجهاتهم. وهذا لا ينفصل عن الاهتمام الفرنسي والبريطاني الدائم بعهد عون وبالحرص على "الستاتيكو" القائم مع حزب الله، أو مع إيران. ومعروف أن الدورين الفرنسي والبريطاني هما أكثر من عمل على إقناع الحريري بالتسوية الرئاسية. مواجهة حزب الله مع المصرف المركزي سيكون لها تداعيات سياسية. هذا، مع تثبيت حق المعارضة لأداء المصارف والنظام المالي برمّته. والتقاء الحزب مع رئيس الجمهورية على مواجهة رياض سلامة، ستكون خاتمتها، إقالته وتعيين بديل منه. هنا يجب مراقبة الموقف الدولي والأميركي، وهل سيكون موقف كوبيتش هو نفسه وستمنع إقالة سلامة أم لا؟ هذه المواجهة لا تنفصل أيضاً عن مساعي باسيل لفرض تعيين بديل من قائد الجيش جوزاف عون، بعد الحملات التي شنّت عليه. لكن هناك من يعتبر أن الوضع المالي والاقتصادي المنهار قد يسمح بإقالة سلامة. أما الاستقرار الذي يمثل الأساس للبنانيين وللمجتمع الدولي، فسيمنع أي إجراء يمسّ قائد الجيش أو يمس الأمن. في هذه المعادلة، الحكومة التي يسعون لتشكيلها بشكلها ووزرائها وملابسها، ستكون تفصيلاً أمام ما ستفعله في هذا الشأن.

 

حكومة ”الباشكاتب

علي حماده/النهار/16 كانون الثاني/2020

اذا صحت الروايات المتواترة عن قرب ولادة الحكومة برئاسة الدكتور حسان دياب، واذا صحت المعلومات المسربة حول الأسماء التي جرى اختيارها لشغل المواقع الوزارية، والطريقة التي اعتمدت لتقسيم “الجبنة”، يمكن القول ان الثلاثي الحاكم، والذي يقوده “حزب الله”، يكون وجه ضربة كبيرة ل”ثورة ١٧ تشرين ” على ثلاثة مستويات:

الأول، بأسلوب اختيار الأسماء حيث جرى استخدام الرئيس المكلف كصندوقة بريد يستلم الأسماء ليوزعها على الحقائب المقررة أساسا على قاعدة طائفية.

وبذلك يكون الدكتور حسان دياب لعب دوره كاملا ك”حصان طرواده” جرى نفخ الغبار عنه، ليكون مطيّة حكم “حزب الله” في اطار مزيد من تمريغ موقع رئاسة الحكومة في الوحل.

فدياب الذي يتفق أصلا كثير من المراقبين على انعدام اهليته لتولي رئاسة الحكومة ما كان من خلال اختياره بالطريقة المعروفة مستقلا، ولا كان يوما ليشكل حكومة مستقلة، ولا حتى كان ليتمتع بمواصفات أدبية تجعله يشكل حكومة اختصاصيين رفيعي المستوى من المستقلين من تلقاء نفسه، ويصعد باللائحة الى رئيس الجمهورية ويقدمها له على قاعدة اما هذه الحكومة او لا حكومة.

حسان دياب مجرد “باشكاتب” عند “باشكاتب” صغير عند”حزب الله” ولا يزال يؤلف في الحكومة اكثر منه.

ثانيا، ان تشكيلة حكومة “الباشكاتب” الدكتور حسان دياب، كما جرى تسريبها تمثل إهانة للشعب الذي طالب منذ اليوم الأول بحكومة من خارج المحاصصة السيئة الصيت، والمستقلين، فهي حكومة حزبية يتحاصص فيها فريق يقوده “حزب الله” الذي يمثل وجها أساسيا من وجوه الازمة التي يتخبط فيها لبنان، ويمعن فيها فريق رئيس الجمهورية في وضع اليد على قطاعات تمثل في مكان ما ما تبقى من امن الشعب اللبناني الاقتصادي في المستقبل، عنينا بذلك قطاع الطاقة بوجوهه كافة الذي سيكون من الصعب بمكان إنقاذه من عملية النهب الكبرى التي تُهيَأ له من قبل حديثي النعمة المعروفين.

ثالثا، عندما ندقق بمرجعيات الأسماء المطروحة نقول ان الحكومة ستكون القطيعة مع الخارج، كون العالم سيراها على حقيقتها: حكومة “حزب الله”، او قل حكومة الرد على قتل قاسم سليماني بقوت اللبنانيين ودمائهم!

لقد خرج اللبنانييون من بيوتهم في “ثورة ١٧ تشرين” ليضعوا مداميك وطن جديد متحرر من القيود الطائفية، التبعية للخارج، والفساد.

لم يخرجوا لكي يزيحوا الحكومة السابقة فحسب.

ويخطئ من يتباكون عليها عندما يعتبرون انها كانت حكومة سعد الحريري، فالرجل كان يرأس حكومة الأكثرية التابعة ل”حزب الله”، وكان مع وليد جنبلاط وسمير جعجع اقلية غير مقررة من الناحية العملية.

ولذلك نقول ان استقالة الحريري كانت خلاصا له من حالة غير سوية، وهو كان كبيرا عندما رمى الاستقالة في وجه ميشال عون وحسن نصرالله معا.

ان الحكومة من خلال أداء حسان دياب خلال التأليف وتكالب الممانعين على “الجبنة” ستكون حتما حكومة لا يصح وصفها بأقل من حكومة “الباشكاتب” كي لا نقول اكثر!

 

استهتار السلطة بالانتفاضة زادها اشتعالاً واستمراراً

اميل خوري/النهار/16 كانون الثاني/2020

غريب أمر هذه السلطة الفاسدة والفاشلة فيما لبنان يمر في أدقّ الظروف. فهي لا تتحرّك إلّا تحت ضغط الشارع ولا تقوم حتّى بأبسط واجباتها إلّا تحت هذا الضغط وقد نسيت أو تناست ماعليها من استحقاقات كما حصل أخيراً مع منظّمة الأمم المتحدة فذهبت بما تبقى لها من ثقة. فالحكومة لم تستقل إلّا تحت ضغط الشارع، والاستشارات النيابية لتسمية رئيس يشكّل حكومة جديدة لم تبدأ إلّا تحت الضغط ولا تمّ تشكيل حكومة جديدة على رغم مرور ثلاثة أشهر على انتفاضة الشارع بل استهترت بها وبمطالبها في حين الأوضاع الاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة المتردّية لم تعد تحتمل مزيداً من الانتظار والمماطلة وهدر للوقت. والسلطة لم تغيّر ذهنيّتها ولا نهجها في مواجهة الأزمات وكأن لا شيء يجري على الأرض أو كأن ما بعد 17 تشرين هو كما قبله… لقد استخفّت السلطة بانتفاضة الشعب فلم تستجب لمطالبه المُحقّة ظنّاً منها أنّهاانتفاضة ينهيها التعب، فكانت ردّة فعلها غضب عارم أقفل كل الطرق حتى انها سلطة إذا استجابت مطلباً فإنّها تفعل بقرارات مرتجلة كما حصل في سلسلة الرتب والرواتب التي كان إقرارها بداية الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي، وكان إقرارها لكسب شعبي دفع الشعب ثمنه غالياً بؤساً وفقراً وجوعاً. إن الهيئات الاقتصاديّة التي التي اجتمعت للبحث في التطوّرات التي تشهدها البلاد وانعكاساته السلبيّة على الأوضاع الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة والمعيشيّة والإجراءات المطلوبة للجم التدهور واستعادة زمام المبادرة وتحريك العجلة الاقتصاديّة، أبقت اجتماعاتها مفتوحة لمواكبة التطوّرات واتخاذ القرارات المناسبة.

وفي المعلومات أنّ الهيئات الاقتصاديّة بالاتفاق مع الهيئات العماليّة قد تدعو إلى إضراب عام شامل ومنوّع إلى أن يتحقّق التغيير الشامل في كل السلطات من أعلى إلى أسفل. حتّى إذا لم تكن الانتفاضة الشعبيّة كافية لتحقيق ذلك فإنّ إعلان هذا الإضراب سيكون مكمّلاً لأهداف الانتفاضة. ولن ينتهي ما لم ينتهِ وجود سلطة فاسدة وفاشلة، علماً أنّ للإضرابات العامة المفتوحة تجارب ناجحة في عهود ماضية كان لها ما أرادت، خصوصاً أن الإضراب العام بات اليوم أقلّ كلفة من الاستمرار في فتح المحال التجاريّة ولا حركة بيع ولا شراء بل صرف الموظّفين والعمّال أو دفع نصف رواتب في ظل ارتفاع الدولار ارتفاعاً جنونياً نسبة لليرة. إن الخوف من احتمال مواجهة السلطة مثل هذا الإضراب للهيئات الاقتصاديّة والعمّاليّة، جعل السلطة تأخذ أمر تشكيل الحكومة بجديّة والخروج من لعبة التأخير والمماطلة لخلاف على حصص أو تنافس على وزارات دسمة. إنّ تشكيل حكومة ليس أي حكومة لا تكون قادرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة، لذلك فإنّ الشارع سوف يظل مستنفراً لمواكبة أعمالها التي عليها أن تسرع في تنفيذ مشاريع “مؤتمر سيدر” بشفافيّة، وإلّا فرض الشارع إقامة الجمهوريّة الجديدة بنظام جديد ووجوه سياسيّة جديدة تحكم البلاد بذهنيّة جديدة، ولا تتفرّج على الأزمات حتّى تكبر ولا يعود علاج ناجع لها. إنّ أمام السلطة أيّاماً معدودة فإمّا مع حكومة جديدة توحي الثقة في مجلس النواب أو تنقضّ “الانتفاضة” على السلطات في لبنان.

 

المصرف وحزب الله ...وظف الحزب المصارف في مشروعه. وأكثر من ذلك، فقد تولت هذه المصارف مهام إقليمية موازية لمهامه ومتماهية معها في سوريا وفي العراق

حازم الأمين/الحرة/16 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82349/%d8%ad%d8%a7%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%81-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%b8%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8/

ثمة أصوات على ضفاف الانتفاضة اللبنانية تشعر بالخوف من أن يستثمر “حزب الله” حركة الاحتجاجات، وأن يوظفها في وجهة واحدة هي مصرف لبنان، والمصارف التجارية!

وهذا الادعاء ينطوي على قناعة مفادها أن المصارف لم تخدم موقع الحزب وأن رياض سلامة قاوم رغباته عبر إقراره بضرورة التعامل مع العقوبات الدولية بصفتها جزءا من النظام المالي اللبناني.

والحال أن هذا التفصيل الأخير، وإن كان صحيحا، إلا أنه لا يخفي حقائق أخرى تؤدي كلها إلى أن النظام المصرفي اللبناني كان، وطوال السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل، في خدمة دولة “حزب الله”، وموظفا بكامله لإطالة عمر هذه الدولة.

ولا يخفى على أحد أن المصارف في لبنان هي أيضا شبكة علاقات أهلية وطائفية تمتلك فيها الجماعات المذهبية حصصا وتراعي المصالح، وهذه الأخيرة تمتد إلى خارج الحدود، هناك حيث تعود لتعقد صفقاتها مع أنظمة حليفة للحزب وملتصقة بموقعه الإقليمي، وبوظيفته المذهبية.

لبنان اليوم في موقع من المستحيل فيه انتظار تظاهرة نقية

استهداف المصارف، هو استهداف لوظيفتها التي لم نشهد يوما افتراقا بينها وبين “حزب الله”، باستثناء “تجاوب” رياض سلامة مع متطلبات العقوبات على مسؤولين في “حزب الله” وعلى مؤسسات قريبة منه. والحزب على هذا المستوى يملك من الواقعية ما لا يدفعه إلى الطلب من سلامة ما لا يستطيع الأخير فعله.

وهنا تحديدا، في قلب هذه القناعة جرت مياه كثيرة، خاض سلامة خلال جريانها محاولات كثيرة لتعويض العقوبات بفرص التفافية تم توثيقها من قبل مؤسسات رقابة دولية.

استهداف المصارف بحركة الاحتجاجات يعني استهداف للموقع الذي أراده “حزب الله” للنظام السياسي اللبناني. كيفما سددت في لبنان، ستصيب طلقاتك “حزب الله”. وهنا لا بد من التذكير مجددا بوثبة الحزب فور بدء حركة الاحتجاجات، ذاك أنه شعر أن التظاهرات تستهدفه، من دون أن تكون الأخيرة قد أعلنت أنها تستهدفه. لقد وظف الحزب المصارف في مشروعه. وأكثر من ذلك، فقد تولت هذه المصارف مهام إقليمية موازية لمهامه ومتماهية معها في سوريا وفي العراق.

ثم أن الطلب من الانتفاضة أن تميز بين المصرف وبين السلطة في وقت تحجز فيه المصارف ودائع أكثر من مليون لبناني، ينطوي على سذاجة كبرى، إذ أن السؤال الفعلي هو: لماذا هذا التأخر في التوجه نحو المصارف؟

أي لبناني يدخل هذه الأيام إلى مصرف سيعاين اختناقا هائلا أمام مكاتب موظفيها. دموع وأصوات هادرة، ومرضى جاءوا يستجدون الموظفين، ومبالغ زهيدة.

الناس فعلا تأخروا في تحويل غضبهم إلى أفعال، وما شهدناه في الأيام الأخيرة هو أول الغيث، ولن تحد منه أصوات المشككين والمرتابين بوقوف “حزب الله” خلف استهداف المصارف.

“حزب الله” شريك المصارف في نظام النهب اللبناني. المناوشات التي شهدتها العلاقة بين الحزب والمصرف خلال السنوات الفائتة لم ترق يوما إلى مستوى مواجهات افتراق في المصالح.

ونحن إذ شهدنا مشاركة لشبان من أزقة الحزب في التظاهرات أمام المصرف، وسمعنا أصواتا ذكرتنا بـ”شيعة شيعة شيعة” فإن ذلك يجب أن لا يقودنا إلى التصورات التي راح يطلقها “حريصون” على الانتفاضة من شبهة الشارع ومن شبهة الشعبوية.

استهداف المصارف، هو استهداف لوظيفتها التي لم نشهد يوما افتراقا بينها وبين “حزب الله”

لبنان اليوم في موقع من المستحيل فيه انتظار تظاهرة نقية. إنه الشارع وهو “الجمل بما حمل”، والأهم من هذا أن لا يأخذنا الحذر إلى موقع نبدو فيه وكأننا نحمي المصارف. علما أن هذه المهمة حتى لو طرحناها على أنفسنا ستكون مستحيلة. فعملية سوء الأمانة الكبرى ارتكبتها هذه المصارف بالدرجة الأولى، وعبرها تولت تمويل دولة الفساد والمقاومة، وعبرها أيضا امتصت مدخرات اللبنانيين، وضاعفت من أرباحها.

ربما يكون “حزب الله” قد قرر أن يحول المصارف إلى كبش فداء في هذه المواجهة، ولكنه إذا فعل ذلك سيكون قد أطلق رصاصة على قدم النظام الذي يحتضنه، لا بل إنه سيكون في مواجهة النظام المالي الذي أنجده في سوريا وفي العراق، وسيتولى بنفسه قطع أوردة أساسية ساهمت في الالتفاف على نظام العقوبات الدولية في إيران والعراق وسوريا ولبنان. ومن المنطقي والحال هذه أن يستبعد المرء أن يقدم الحزب على استهداف نفسه عبر استهداف مصارفه.

وفي هذا الوقت لم تعد الانتفاضة تملك ترف السعي نحو “تظاهرة نقية”، ذاك أن حال الاختناق يخترق كل مستويات عيشنا، ويصيب بالتساوي من يرغب في مواجهة مع الحزب ومع المصرف ومن لا يرغب في هذه المواجهة.

 

سجعان قزي/الــضــحــيّــتــان…. لبنانُ لا يحتمِلُ حكمًا يَنتظر احتضارَ الثورةِ على الطريقةِ السوريّة، ولا ثورةً تَنحرِفُ عن مسارِها على طريقةِ ما سُمِّيَ بثوراتِ الربيع العربيالــضــحــيّــتــان

سجعان قزي/جريدةُ النهار/16 كانون الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82345/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%80%d9%80%d8%b6%d9%80%d9%80%d8%ad%d9%80%d9%80%d9%8a%d9%91%d9%80%d9%80%d8%aa%d9%80%d9%80%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

إذا كانت الثورةُ تستطيعُ أن تَقتلعَ الطبقةَ السياسيّةَ الحاكمةَ ولا تَفعل، فهي جَبانة. وإذا كانت الطبقةُ السياسيّةُ الحاكمةُ تَستطيعُ أن تواصلَ الحكمَ من دونِ أخذِ الثورةِ بالاعتبار، فجَبانةٌ هي أيضًا. أمّا إذا كان الطرفان يدركان أنّهما محكومان بالتعاونِ لإنقاذِ لبنان، ويمارسان التعطيلَ المتبادَل لمصلحةِ طرفٍ ثالثٍ، فتلك جريمةٌ في حقِّ الثورةِ والحكمِ والشعب.

تُخطِئُ الثورةُ إذا ظنَّت أنها قادرةٌ على طردِ كلِّ الطبقةِ السياسيّةِ برجالاتِها ونسائِها وأحزابـِها وتيّاراتـِها وطوائِفها ومذاهِبها، حتى لو سَقط الحكمُ والعهدُ والحكومة.

هذا لبنان. بعدَ مئةِ يومٍ على انطلاقِها الرائع، لم تُقدّم الثورةُ بعدُ أوراقَ اعتمادِ أيِّ شخصيّةٍ جديدةٍ يَهِفُّ لها القلبُ. الأسماءُ المتداوَلةُ “آوْت لِت” (outlet). وكلمةُ اختصاصيّين، التي تَعني كلَّ شيءٍ ولا شيءَ، تحتاجُ أن تَتجسّدَ في فريقِ حكمٍ جديدٍ قادرٍ على ممارسةِ الحكمِ بمعناه السياسيِّ والإداريّ.

النزاهةُ جُزءٌ من الحوكمةِ الرشيدةِ وليست كلَّ الحوكمة. والحكمُ ليس مدرسةً إعداديّةً للاختصاصيّين، بل قيادةُ شعبٍ نحو التقدّمِ والعُلى وتقريرِ المصير. غريبٌ أن يَجدَ الثوّارُ من يُنظّمُ نزولَـهم إلى الشارعِ ولا يَجدون من يُـمثّلُهم للوصولِ إلى السلطة؟ قدرُ الثورةِ أن تَصل إلى السلطةِ حتى لو انقَسَمت، فالثوراتُ تَنقسِمُ، سَواءَ أَوَصَلت إلى السلطةِ أم بَقيت تَدور حولَ نفسِها.

إذا كانت الطبقةُ السياسيّةُ أساءت إلى البلادِ، فما بالُ فئاتٍ ثائرةٍ تَــتَشَبّهُ بها وتُكمِلُ الـمَهمّة؟ نرى جماعاتٍ دَبِقَت بالثورةِ الجميلةِ وتقوم بتصرّفاتٍ فيها تطاولٌ على الكراماتِ والأملاكِ الخاصّةِ والمؤسّسات والرموز، وفيها حِقدٌ على الآخَرين كأنَّ الأمرَ لها، والحكمَ لها، والقضاءَ لها، والمعرفةَ لها، وكأنّها تَحتكِرُ الحقيقةَ والصَحَّ فتُصدِرُ أحكامًا مَيدانيّة. لقد شَكر اللبنانيوّن الساعةَ التي خَرجوا فيها من حكمِ الميليشياتِ وانقساماتِها وتجاوزاتِها. ألا قليلًا من التواضعِ وكثيرًا من الوِحدةِ لئلا يَهْشَلَ الرأيُ العامُّ عن الثورةِ البهيّة.

ليس كلُّ من شاركَ في تحمّلِ مسؤوليّةٍ فاسدًا وليس كلُّ من ركِبَ الثورةَ حُبِلَ به بلا دَنَس. إيّانا أن نَزرعَ الحِقدَ في المجتمعِ اللبناني وأنْ نُقيمَ محاكمَ تفتيشٍ متنقِّلةً تقودُها الظنون. نحن اللبنانيّين شعبٌ طيّبٌ وعائليٌّ. كما لَفظْنا العقائدَ المستورَدةَ نَلفِظُ السلوكَ المستورَد أيضًا.

إنَّ القِوى الإيديولوجيّةَ نَفسَها التي ارتكَبت التجاوزاتِ أثناءَ الحربِ اللبنانيّةِ، تُكرّر تجاوزاتِها اليوم وتسيءُ إلى الثورة، فيما الثورةُ الأساسيّةُ منها بَراءٌ. إنَّ معيارَ نجاحِ الثورةِ ليس في الاعتداء على ممتلكاتِ الناس، بل في تبديلِ الطبقةِ السياسيّة. المـحبّةُ بين اللبنانيّين أهمُّ من محبةِ لبنان.

ولبنانُ أهمُّ من السلطةِ والثورةِ معًا. واللافتُ كذلك أنَّ الّذين يحاولون إجهاضَ الثورةِ وتحويلَها عن مسارِها السلميِّ، هم ذاتُهم الّذين ضربوا استقامةَ الدولةِ ودستورَها وشرعيّتَها وهجَّروها عن ثوابتِها وشلّوا علاقاتِها العربيّةَ والدوليّة. لا بل هم ذاتُهم الّذين يَـمنعون لقاءَ الدولةِ والثورة.

نحن نعيش اليوم حَراكًا آخَر في وجهِ الثورة، وسلطةً أخرى في وجه الدولة. وفي ظلِّ غيابِ القرارِ السياسيِّ يتساوى عَجزُ الدولةِ بعجزِ الثورة. وما شَهِدناه في اليومين الماضيَين خُير دليلٍ على الانحرافِ والطلاقِ والعجزِ. أنْ نكونَ أصبحنا أمامَ دولةٍ بديلةٍ وثورةٍ بديلةٍ ومطالبَ بديلةٍ وحكومةٍ بديلةٍ وقيمٍ بديلة، يَدفعنا إلى البحثِ عن ثورةٍ تصحيحيّةٍ مثلما نَبحثُ عن حكمٍ تصحيحي.

اللااستقرارُ عدوُّ لبنان. الحروبُ كانت أرحمَ بلبنان من اللااستقرار. أمراءُ الحروب خلقوا اقتصادًا خاصًّا ولو كان غيرَ شرعيٍّ، واستقرارًا مناطقيًّا ولو كان بالهيمنة. ورغمَ تَعلّقِنا نحن اللبنانيّين بالاستقلالِ نظريًّا، فَقدْ عِشْنا في ظلِّ الاستقرارِ أكثرَ ممّا عشنا في ظل الاستقلالِ والسيادة. حتى أنَّ الاحتلالَ السوريَّ خَلق “استقرارًا عسكريًّا” ليَصبُرَ عليه اللبنانيّون ثلاثينَ سنة (أتذكرون؟).

من هنا أنَّ تعميمَ الأزَماتِ والاتّهاماتِ، ونشرَ الإشاعاتِ، وتسويقَ الأرقامِ المغلوطةِ، والتلاعبَ بالدولار، وافتعالَ النقصِ في الحاجاتِ الحياتيّةِ، والتركيزَ على الشرِّ، وتحويلَ جميعِ قطاعاتِ المجتمعِ ومؤسّساتِه إلى بؤرٍ شريرةٍ، تُشكّل بمجموعِها الـمُنسَّق مخطَّطًا ـــ لئلا نقولَ مؤامرةً ـــ على لبنان لا تميّز بين نزيهٍ وفاسِد، ووطنّيٍ وخائنٍ، وثورويٍّ وسلطوي. لذلك إنَّ سُرعةَ التغييرِ وصولًا إلى الاستقرارِ تُنقذ الثورةَ والدولة. وخلافًا لمساراتٍ تاريخيّةٍ سابقة، الاستقرارُ اليومَ هو الطريقُ إلى الاستقلالِ الجديدِ ولبنانَ الجديد وليس العكس.

لبنانُ لا يحتمِلُ حكمًا يَنتظر احتضارَ الثورةِ على الطريقةِ السوريّة، ولا ثورةً تَنحرِفُ عن مسارِها على طريقةِ ما سُمِّيَ بثوراتِ “الربيع العربي”.

إنَّ تطوّرَ الصراعِ الداخليِّ، معطوفًا على تطوّرِ الصراعِ الإقليميّ، كَشف أنَّ الأحداثَ تَخطّت تغييرَ حكومةٍ، ما وضعَ السلطةَ، واجهةَ الدولة، والثورةَ، واجهةَ الشعب، وجهًا لوجهٍ من دون مفاوضات، وبالتالي من دون حلول. أخطرُ ما في هذه المواجهةِ المفتوحةِ أن تُصبح الثورةُ ضحيّةَ مشروعٍ دوليٍّ فيما هي أمَلُنا الباقي، وأن تصبحَ السلطةُ ضحيّةَ مشروعٍ إقليميٍّ فيما هي مُلتقانا الدستوريّ. وَوَفقَ قاعدةِ السببيّة: حين يَسقُط الشعبُ والدولةُ تَسقط معهما ضحيّةٌ ثالثةٌ: النَموذجُ اللبناني.

إشكاليّةُ اللبنانيّين أنّنا نؤمن بالتغييرِ لدى سِوانا ونَستَغربُه لدينا. نَتحدّث بثقةِ العالِـمِ بالأسرارِ عن تغييراتِ الأنظمةِ والحدودِ والكِياناتِ في دولِ الشرق الأوسط، ونَظنُّ، بالمقابل، أنّنا نَنتمي إلى كُرةٍ أرضيّةٍ أخرى، وأنَّ الثوراتِ والحروبَ عندَنا تَنقضي كلَّ مرّةٍ بتغييرٍ حكوميٍّ أو بإطاحةِ مسؤولٍ أو بتسويةٍ مخادِعةٍ أو بدستورٍ ملتَبِس. تَبدّلت المعطياتُ وأصبحنا أمام خِياراتٍ صعبةٍ.

وإذا كانت تلك الخِياراتُ مستحيلةً سابقًا، فقد صارت ممكنةً في سياقِ انتفاضةِ اللبنانيّين وأحداثِ المِنطقةِ والانقلاباتِ الآتية. لذلك، إنَّ مَهمّةَ الحكومةِ الجديدة، عدا إجراءِ إصلاحاتٍ فوريّةٍ تُوقِف الانحدارَ وتَستَدِّر المساعداتِ الماليّة، هي أن تَجوبَ على الأشقّاءِ العرب ومراكزِ القرارِ الدوليِّ من أميركا إلى الصين مرورًا بفرنسا وأوروبا وروسيا، وتلتقي فيها الملوكَ والرؤساءَ وصُنّاعَ القرار، فلا نعرفُ مصيرنَا من خلالِ موفدين دوليّين من رُتبةِ رئيسِ مصلحةٍ أو دائرةٍ في وزارة. فحمايةُ الكيانِ اللبناني لا تَقلُّ أهميّةً عن مكافحةِ الفساد.

 

عيد مار انطزنيوس

الأب سيمون عساف/16 كانون الثاني/2020

بالدير مار أنطونيوس صلَّى وعيدو بأحبَّة شرّفو تجلَّى

ولْكِل مين حامل إسم أنطون منقول عيد مبارك انشالله

بعيدك يا بي الرهبني العفت الدِني وبالباديه نسَّكت عطرك بالربيع

وزَّعت عالمحتاج مالك يا غني بالطهر بالتسبيح بالقدر الرفيع

عرفت الغِنى فقر المْكمَّش بالدَني وكل الغِنى بفردوس خالقنا الوسيع

علمتنا بالنفس كيف منغتني من هيك جينا نعتني بنفوسنا

ونسأل شفاعة توبك تلفّ الجميع

عيد التُقى ملقى وصلاتو فرض عيد النفوس المؤمني هِيي

عيد الترفّع عن مشاهي الأرض والغوص بالعزِّه الإلهيي

عيد اللقا بالدير شبعة جوع ونعمه وفرح يوحي ازدرى الطلسم

الجرح بلقاكم طاب مش موجوع إنتو دوا المجروح والبلسم

يا مار مطانوس أرضنا اشفيها وصون بعصاتك موطني وقَومو

وخلي الجرس المعلقو فيها يفيق ضمير الحُكم من نَومو

صون الشمل من غدرة الأزمان بركة صلاتك للمحن حربِهْ

زيد الحراره بصحة الإيمان ودفّي الأحبه بصقعة الغربِهْ

إسكيمك بيرمز تلات ندور الطاعه العفِّهْ الفقر يا قديس

متلك اجعلنا بالفضيلِهْ بْدور وبالتجربه ندعس على إبليس

إنت الشفيع، ودير ورعيِّهْ بْيِتْيَمَّنو بنعمة ذكر إسمَك

خلي وجوه الكل مرعيِّهْ بنظرات عينيك ولمس رسمَك

وخيي الأبونا المرتقي اعطينا من قلبك القاطر حلا زيادي

ألحان صوره عن أماسينا تغني الجبل والسهل والوادي

ترجِّع لنا زهوة ليالينا الضاعت بغربه جوها رمادي

ونحنا إذا بهالسانحه جينا حتى سوى نلاقي أهالينا

بْسَهره تُراثيه من بلادي

ترتيلِهْ

إنونو نوهرو شريرو

أنطونيوس يا رمز الكمَّال درب النقص تداركتو

للقدوُّس من أحسن عمَّال كنت وزُهدك باركتو

قلبك عن قصدك ما مال لحظَهْ الفادي ما تركتو

بالصحرا زرعت الآمال الصمت الساكن حرَّكتو

بْمَجدو الفادي شاركتو

للإنجيل يا فخر النسَّاك عشتو وتمجَّد ألله

وجيل وجيل شعبك ما نَسَّاك بالشِّدِهْ تعينو صلَّى

كل ما تغرق بالقربان بقلب الرؤيا تكون موضوع

تْشَفَّع يا بي الرهبان وأهِّلنا نلاقي يسوع

فينا النعمه بتتجلَّى

بالأديار رهبانك صلُّو تكون الحارس للبِيعَهْ

ودِيرِهْ ودار إسكيمك خلُّو يرش البركِهْ توزيعَهْ

بقفرك سنَّيت القانون الفقر العفِّه والطاعه

يسوعك مِنَّك ممنون بِعْت الدنيا اللمَّاعه

ومِن قلبك رحت تجُّلو

2-1-2005-الأب سيمون- مونتريال

*دير مار يوسف البرج 16/1/2020

مار انطونيوس الكبير والبادواني

يـــا راهـبـيــن بـمـوجـب الانجـيل عـشــتــو الــخـلــود بـعــالــم الــفــانـــي

ذروة قــداســـة كـل عصر وجيل ومـــسلــــك الاول نــهـــج للــتـــــانــــي

بـمـصـر الـصعـيـد الراهب الأول الــرهـــبـــان حــولـــو شــكـلــو دوحــه

نـهجـو عـلـى ايــطــالـيــا تـحــول وبـــالـبـــادوانــي اكــتــمــلـت اللــوحــه

أنـطـونـيوس يـا كبير ابن الشرق مـعـطــر حــيـــاة الــرهـــبــنــه شــتــلك

انطـونـيوس الـزغـير شال الفرق تــيـمّــن بـــاســــمــك وارتــقـــى مـتـلك

والـيـوم عـيـد الـبـادوانـي وعـيـد كــل مـيـن حـمـل اسـمـو وشفـيعو صار

انـشــالله عـلـيـنـا كـل عـام يـعـيـد ويـضـرب عـلــى الــشر الـمـكيد حْصار

انـطـونـيـوس يـا راهـب الــسـيّــد بـوعـظــك نــفــوس كــتـــار مـتــصـيّــد

من خبـزك الـمـؤمن شبـع جوعو وغِــلـو ارتـــوى مــن خــمــرك الجـيّــد

كـان الـجـرس مـن فــرد تـربـيعه يــصلــي وشـــذى بــخّـــورك مـعـــبَّــق

تــقــواك قــدوه كـــان للـبــيــعــه وطــهــرك بــقـــي عــنــوان للـــزنـبــق

كـنـت الـبـلـيـغ بـكـلمـتــك للـنـاس الــعـفــه الــفـضـيــلـه تــيـــاب قـــداسك

ونحـنــا عمـلـنـا كـل كلـمـه كـاس نــروي عـطـشــهــا مــن خـمــر كــاسك

عـنـدي طـلب مـنـك شفيـعـي انت بـيــتــي وقــصيــدو صـــون والــرفـقــه

ومـتـل مـا بحـالك شـفعت وصنت فــيـنـــا تـشــفـــع وبـــــــارز لــبــنــــان

مــع نـعـمــة الله وشـربـل ورفـقــا

انـطــونـيــوس مَـلْـكُوتـنــا بـيـتـك ومــا اشـــرف الـمــتــلك ســـمــا بـيـتـو

وسـعـة سمــانـا شعـرنـا وزيـتــك جــــوّ الـــوعـــظ بــــالـشــعر ضويــتــو

مـن الـقـلـب يـا قـديـس حـبـيـتــك عــن أمــر ضــــاع الـــســـؤل لــبــيـتـو

بْـمَـلْكُـوت شـعـري بـس سمـيـتـك الضـــايــع طلــبـتـــو ومــنــــك لــقـيـتـو

 

الأخ اسطفان

الأب سيمون عساف/16 كانون الثاني/2020

“وكان يكلمهم بامثال، وبغير امثال لم يكن يكلمهم” (مرقس 4: 33-34)! أنتم نور العالم لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل... فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ"، أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. (متى ٥: ١٣- ١٦)، أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا (يوحنا 15: 5) الخ....في الواقع ومنذ اولى صفحات الكتاب المقدس نجد الدعوة الى القداسة باساليب مختلفة، هكذا قدمها الرب لإبراهيم:"سِر امامي وكن كاملا" (تك 17/1)

قراءة من المقدمة.... في ملكوت الرب اسطفان عظيم رفيع الشأن وعالي المقام

هل ساكون في ضريحي مثل اخ اسطفان المصلي في العمل في الدير في السلوك في كل مناحي حياته؟؟؟

اسئلة احيانا عسيرة الفهم للمؤمنين (مت 11 : 11) (لو24:7-28)

يوحنا عظيم جدًا بين البشر، وليس أعظم منه سوى المسيح! ويقصد بالأصغر في ملكوت السماوات، أي الأصغر بين الملائكة، فالأصغر بين السماويّين أعظم من يوحنا. بهذا يكون قد عرض الرب صورة عن عظمة ملكوت السماوات ليشوّقنا إليه.

تنسب ولادة يوحنا إلى امرأة، مثله مثل الآخرين الذين سبقوه، أمّا الذين قبلوا الإيمان بالمسيح فليسوا أبناء نساء، بل أبناء الله، "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله..." (يو 1: 11-12).

الأخ اسطفان في هذا النص قرين يوحنا يشبهه في الشهادة اعطاه سلطان قهر النفس وحب الآخر

"مولودون ثانية لا من زرع يفنى، بل ممّا لا يفنى بكلمة الله الحيّة الباقية إلى الأبد" (1 بط 1: 23).

إذن كل من ولد لا من زرع فانٍ بل من كلمة الله الباقية يفوق المولود من امرأة... طوباك يا اخ اسطفان!

قبيل قيامة المسيح من الأموات وصعوده إلى السماء لم يوجد بين الناس روح التبنّي ولا دُعي أحد ابنًا لله (يو 7: 39)...

بيوحنا المعمدان كسابق للسيّد المسيح انفتح طريق الملكوت، ليستطيع كل مؤمن أن يسرقه، مختطفًا إيّاه بالجهاد الحيّ.

حقًا أن الملكوت هو عطيّة الله المجّانيّة، لكنها لا تقدّم للمتهاونين المتراخين، إنّما للمجاهدين كمن يسرقها.

تقتضي البطولة الكفاح على شاكلة المعلم والنضال في ميادين الجهاد

قال القديس يوحنا الدرجي ( ولد في فلسطين سنة 525، اختير رئيسًا لدير جبل سيناء حوالي سنة 639.

دُعي بيوحنا الدرجي أو يوحنا السُلّمي او السينائي او كليماكوس، نسبة إلى كتابه "سلم السماء" كتاب السلم إلى الله، أو "درجات الفضائل" أو "سُلم الفردوس"، هذا الذي يُعتبر تراثًا آثاره ظاهرة في الحياة الرهبانية.

عن ضرورة الجهاد والتغصّب: (كل الذين يبدأون النضال الصالح الذي هو صعب وضيق لكن في نفس الوقت سهل، يليق بهم أن يدركوا أنه يجب عليهم أن يقفزوا في النار، إن كانوا يودّون أن تمكث النار السماويّة فيهم فعلًا. ليفحص كل إنسانٍ نفسه، ويأكل خبزه بأعشاب مرّة، ويشرب الكأس بدموع، لئلا تؤدي خدمته إلى دينونة الذات.

أما المخلّص، فكان عليه أن يؤكّد كلامه أمام معارضين، ويدافع عن أعماله أمام رقابة معادية، ويتعرّض للتعذيب أمام مستهزئين، ويموت وسط الشتائم. إلى هذا الحد أحبّنا.

وكما يقول القديس يوحنّا الإنجيلي في رسالته الأولى: "وما تَقومُ عَلَيه المَحَبَّة هو أَنَّه لَسنا نَحنُ أَحبَبْنا الله بل هو أَحَبَّنا فأَرسَلَ ابنَه كَفَّارةً لِخَطايانا" (1يو 4: 10). باختصار، أحبنا قبل أن نُخلق وأكثر من ذلك أحبّنا عندما تصالحنا معه كما يقول لنا القديس بولس: "لقد صالَحَنا اللهُ بِمَوتِ َابِنه ونَحنُ أَعداؤُه، فما أَحرانا أَن نَنجُوَ بِحَياتِه ونَحنُ مُصالَحون!" (رو 5: 10). `الحب سر الله في الأرض، لا يستخف به إلا عليل الروح..

وعى الأخ اسطفان هذه المفاهيم بتربية مارونية وانتخاب سماوي بحواسه الخمس لملم ورق الخلاص

تفسير انجيل الخمس العذارى

فالرقم 5 من الأرقام الهامــة في الكتاب المقدس يرمز الى عدد حواس الإنسان، أعني بها: النظر، والسمع، والشم، والذوق، والحس.

- الأنسـان يعـيش في حـياته بخـمس حـواس وفي نـهايـة أطـرافـه (الـيديــن والرجــلين ) خمســــة أصابـــع .

- انجيل متي الأصحاح (25) نجــــــد في مثل العذارى أن:

· الخـمس عـذاري الحكـيمات يـرمـزن الى الناس الحكمـــاء.

· الخـمس عـذاري الجاهلات يـرمـزن الي الناس الجهـــلاء.

- وفي نفس الأصحاح نجـد مثل الوزنات أن:

· الخمس وزنـات هي أقصي ما يعـهد بـه مـن مسـؤليـات للبـشر.

· الخمس وزنـات الاخر (الرابحــة) ترمز الي الربح البشري الممكن.

- انجيل لوقا الأصحاح (9) في معجزة اشباع الجمــــوع نجد أن:

· اقصي ما قدمه البشر خمسة ارغفــــــة

(يو4: 18) كان يرمز رقم 5 عن خطايا الأنسان في قصة السامرية

قال السيد المسيح لتلك المرأة الخاطئة: كان لك خمسة أزواج.

- الشريعة التي سلمها الله للبشر تمثلت ايضا في خمسة أسفار وهي اسفار موسي

الخمسة: التكوين / الخروج / اللاويين / العدد / التثنية، والأمثلة كثيرة ....

مفاهيم حيّة للملكوت الذي ننتظره، ليس كشيء خارج عنّا إنّما نتقبّله امتدادًا للعربون الذي فينا.

مثَلُ الفَعَلة فى الكرْم (مت٢٠:١-١٦)

ما أجمل تعبير المسيح له المجد عن ملكوت السماوات وهو يشبهه برجلٍ رب بيت يخرج من ساعة إلى ساعة عبر النهار كلّه يستأجر فعَلَة من السوق ليعملوا في كرمه.

إنه يخرج في الساعات الخمس حسب الترتيب اليهودي باكرا والثالثة والسادسة والتاسعة والحادية عشر للعمل طوال اليوم خلال الفَعَلة في كرْمه.

الساعات هي مراحل حياة الإنسان، فباكر تُشير إلى الطفولة، والثالثة إلى الصبوّة، والسادسة حيث وقت الظهيرة تُشير إلى الشباب، والتاسعة تُشير إلى الرجولة، والحادية عشر إلى الشيخوخة، أي إلى الساعة الأخيرة من حياتنا.

عندما سقط البشر في هوّة الخطيئة، لم يقطع الله العلاقة معهم، بل اعاد الارتباط من خلال رأفته

هو يقود الإنسان بما هو مرئي لمعرفة خالق الكون.

رجلً رب بيت= هو المسيح كلمة الله الحي، رب السماء والأرض. الخليقة السماوية والأرضية هي بيته الذي يدبر أموره ويهتم به.

كرمه= هي الكنيسة التي بخمرها يفرح الله. والله يدعو الكل لكنيسته. وما أجمل أن نرى السيد يدعو الكل لكنيسته، طوال ساعات النهار، فهو يدعو الجميع ليخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون (1تى 4:2).

خرج = الله هو الذي يبادر بالحب، والدليل على إهتمامه بهذا العمل. فهل كان أحد يتصور أن هناك حلًا للموت.

الفعلة = هم كل البشر الذين يدعوهم الله للحياة معه وخدمته.

بطالين =إشارة للأمم وقد صاروا بطالين كآلهتهم الباطلة وإشارة لكل من يسير وراء شهواته وخطاياه فهو بطال استأجره الشيطان.

* ولنأخذ مثالًا، فالمسيح دعا بولس الرسول في منتصف حياته بعد أن كان بطالًا مضطهدًا للكنيسة، كان آخِرًا فصار أولًا إذ استجاب.

* لقد إنحطت البشرية وسقطت بسبب الخطية ولكن الله في محبة لم ينتظر أن تصعد إليه البشرية، بل هو الذي يبادر بالخروج ليدعوها فترتفع إليه.

* الدينار= هو إنفتاح الملكوت أمام البشر، فصار لنا إمكانية دخول الملكوت والبقاء فيه في حياة أبدية والتمتع بشخص المسيح.

تمت سيامة فون بالتازار السويسري كاهنًا عام 1936فسعى للعمل مع كارل راينر، من أجل تقديس العالم وحاول الاثنان تقديم استجابة فكرية ومخلصة للحداثة الغربية مع الاحتفاظ بروحية التقاليد الكنسية

(عينه يوحنا بولس الثاني كاردينالا في عام 1988، لكنه توفي في منزله في بازل في 26 يونيو 1988، قبل يومين من الحفل الذي يمنحه فيه هذا المنصب) وابَّنه البابا بنوا السادس عشر.

بالتازار انتقائي للغاية في نهجه ومصادره ومصالحه وما زال من الصعب تصنيفه.

وهذا ليس لبرٍ فينا إنما هو عطية من الله لأنه صالح =لأني أنا صالح، أي كريم أعطى بسخاء هذه عطيته تعبيراً عن جوده الإلهي وكرمه.. وهذه العطية ليست عائدة على أعمالنا بل عائدة على كرمه، فالنعمة هي عطية مجانية لا تعطى لأعمالنا بل هي محبة من الله ورحمة "ولكن الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8). فمهما عملنا، هل كان أحد يستحق أن يتجسد المسيح ويموت لأجله ويفتح له باب السماء. هذا معنى حصول الكل على نفس الدينار، فدخول السماء باستحقاق دم المسيح لا علاقة له بأعمالنا.

* ولكن نكرر 1) النعمة الآن أي عمل الروح القدس فينا وامتلائنا به متوقف على جهادنا، فالنعمة لا تعطى إلاّ لمن يستحقها، حقاً.. المسيح مات لأجل الكل مجاناً.. لكن الخلاص والتمتع بثمار صليبه يحتاج للجهاد المستمر كما يقول بولس الرسول "بل اقمع جسدي واستعبده حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا" (1كو9: 27) . 2) لن يكون الكل متساوون في المجد، بل كل واحد سيكون له بحسب عمله. الكل يدخلون (المؤمنون التائبون) ولكن نجماً يمتاز عن نجم في المجد.

آية (11):- تذمروا= إشارة لتذمر اليهود على قبول الأمم، وتذمر الأخ الأكبر على قبول الأب للابن الضال.

آية (15):- أم عينك شريرة =إشارة لحسدهم. ولاحظ أن تذمرهم معناه أنهم لم يجدوا لذة في العمل لحساب الله بل هم عملوا فقط لأجل الأجر. وكان هذا هو منطلق التفكير اليهودي والفريسي، ومن يتشبه بهم حتى الآن، أن هؤلاء يعملون ويخدمون الله ويطلبون الأجر المادي ويحسدون من يكافئه الله ويعطيه أكثر منهم، وهذا راجع لحب الذات. هؤلاء لا يرجع تذمرهم لحرمانهم من شيء وإنما يرجع للخير الذي ناله الغير. عينك شريرة =حقود، وكما رفض الابن الأكبر أخاه الضال حينما عاد، علامة الحسد

آية(12):- إحتملنا ثقل النهار والحر= وماذا يساوى هذا التعب بجانب المجد المعد لأولاد الله. المشكلة أن هؤلاء كانوا يعملونه بروح العبودية فلم يشعروا بأى تعزية، بل شعروا بثقل النهار وحره.

ملخص التعاليم التي في المثل :-

هدف المثل أن الرب أراد أن لا يكون لتلاميذه الفكر الفريسي فيرفضوا الخطاة، وأن يطالبوا بأجر عن كل عمل أو خدمة يقدمونها للملكوت.

عند الفكر اليهودي أن عطاء الله بحسب العمل وبحسب الاستحقاق، أما في المسيحية فعطاء الله بحسب محبته ورحمته وهذا ما نسميه النعمة. بل أن الله يُسَّر بأن يعطى - لذلك فعطايا الله أكثر مما نظن أو نفتكر.

. أصحاب الساعة الحادية عشر (العشارين والزناة الذين أضاعوا حياتهم في الخطية لكنهم أتوا أخيرا) ظنوا أنهم غير مستحقين لكنهم في رحمة الله وسخاءه في العطية أخذوا كثيرا من نعمته. وهذا منطق كنيستنا التي لا تكف عن ترديد "كيريي ليسون" بشعور حقيقي من عدم الاستحقاق.

الإنجيل المقدّس بحسب القدّيس متّى ٢٠ : ١ - ١٦

هكذا يدعونا الله للعمل منذ طفولتنا المبكّرة مشتاقًا أن يكون كل العمر مكرسًا لحساب ملكوته

ويبقى يدعونا فاتحًا ذراعية بالحب لنا حتى اللحظات الأخيرة من عمرنا فإنه لا ييأس قط منّا،

مشتاقًا أن نستجيب لدعوته، ونعمل لحسابه.

يعتبر كارل راهنر واحد من أعظم اللاهوتيين الكاثوليكيين في القرن العشرين. ولد في مطلع القرن العشرين في المانيا ودخل الرهبنة اليسوعية سنة 1922 ورسم كاهنا سنة 1932. عمل مستشاراً أثناء إنعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني. وحتى وفاته في سنة 1984 كتب عدداً لا يحصى من المقالات والكتب .

مسيرة الكنيسة وهي تجتاز فترة تحول العالم من العصرنة الى ما بعد العصرنة، وتأثيرات العولمة

صحيح هي كنيسة القديسين، ولكنها أيضاً كنيسة الخطاة الساعين لله. وكي تستطيع الكنيسة العمل، هي بحاجة الى توسيع أفق رؤياها للأمور. إن الإيمان بالمسكونية، أي العمل الجماعي الواسع، يفتح الباب واسعاً للروح القدس. الكنيسة اليوم بحاجة الى وسائل جديدة لتنمية العلاقة بين المؤمنين، وهذا يعني عالمية الكنيسة لأن مؤمنوا كل كنيسة أصبحوا منتشرين في بقاع الأرض. إن حقيقة عالمية الكنيسة تعني تعدد وتنوع اشكال الممارسات الدينية وسط العلمنة الرافضة لها ولكنه يؤكد إنه حتى العلمنة بحاجة الى الأنسنة.

إن الصوت الإلهي لهو موجه للبشرية كلها خلال كل الأيام وكل مراحل العمر. الصوت الإلهي لا يتوقف ما دام الوقت يُدعى اليوم (عب 13:3). ولكن إذا كان المثل يُفهم منه أن الله يقبل أصحاب الساعة الحادية عشرة، فهذا لا يعنى أن نؤجل توبتنا لسن الشيخوخة فمن يعلم متى تكون نهاية عمره، الساعة الحادية عشرة هي التي تسبق الموت مباشرة ولا تعني سن الشيخوخة. وأيضًا لماذا نؤجل التوبة وفيها أفراح وتعزيات.

 

الميثاقية:قناع الطائفيات السياسية لحرف الثورات المدنية وتأبيد الطبقة الحاكمة

وجيه كوثراني/المدن/الأربعاء15/01/2020

الميثاقية:قناع الطائفيات السياسية لحرف الثورات المدنية وتأبيد الطبقة الحاكمة

I – الميثاقية في مرحلة التأسيس: ميشال شيحا شاهدًا

عند كل منعطفٍ تمر به الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، ولا سيما عندما يستحكم الصراع بين أطرافها ويتفاقم على حلبة توزيع مراكز القرار ومفاتيح أبواب السلطات المؤدية إلى التحكم بقرارات المحاصصة وتوزيع الخدمات والوظائف أو استرضاء سياسات إقليمية أو دولية أو الانصياع لها، يبرز أول ما يبرز سلاح الطائفيات السياسية المسمّى بعلم الكلام اللبناني السياسي "صيغة الميثاق" و"الميثاقية"، فيشهر في وجه بعضهم البعض لتأكيد "الحق الميثاقي" لكل طرفٍ باسم "كامل طائفته" أو "أكثريتها" المدَّعاة. كما أن لهذا السلاح وظيفة أخرى أكثر أهمية ونفعًا: ضبط جمهور الطائفة إذا ما حصل خرق له، واستعادته إلى حظيرة الولاء والطاعة، بل استخدامه قوى مضادّة لانتفاضات مدنية يُعتقد انها تهدد مصالح الزعامة المتماثلة في وعيهم المستلب مع "مصالح الطائفة"، بل مع وجودها ومصيرها كما أوهموا.

فما هو سر هذا السلاح الذي اختبره تاريخ لبنان المعاصر خلال مئة عام، أي خلال حركة قرنية كاملة عرفت مراحل وانقطاعات ومشاهد وتجارب، اختلطت فيها وعبرها التسميات والمصطلحات والعناوين. فمن إعلان لدولة لبنان الكبير، إلى إعلان جمهورية ودستور، إلى استقلال فثورة، فحرب أهلية، أو حروب أهلية، إلى تحرير (بالمفرد أو الجمع).

والحاصل أن لبسًا يتلبّس كل هذه المصطلحات فتختلف معانيها ودلالاتها في الذاكرات الجماعية الطوائفية للشعب اللبناني، فيصار إلى استخدامها في الخطاب السياسي بأوجه مختلفة بل متناقضة، ثم يسكت عليها.

ولكن وللمفارقة التاريخية، يبقى مصطلح الميثاق والميثاقية، واحدًا موحدًا في الاستخدام الوظائفي لدى الطبقة السياسية اللبنانية المتشكلة من زعماء ظهروا واستظهروا البأس والقوة والجاه في طوائفهم ويبدو أنهم اتفقوا ضمنًا أو عرفًا أو فرضًا، أن الميثاق يعني في ما بينهم "عقد شراكة" باسم طوائفهم، ويقوم هذا الميثاق كما توهموا وأوهموا طوائفهم أنه هو العقد الاجتماعي الذي يقوم في نظرية "الدولة الديمقراطية" بين الدولة والمجتمع (مجتمع المواطنين).

وبهذا المعنى المحرّف لمعنى العقد الاجتماعي تصرف ويتصرّف اليوم أطراف الطبقة السياسية اللبنانية. فإذا ابتعد أو أُبعد أحد الأطراف عن المشاركة بنصابٍ من أنصبة السلطة (أيًا كانت المرتبة)، فقدت الدولة "ميثاقيتها" أي شرعيتها، وسمح هذا الطرف أو ذاك لنفسه، جَعْلَ مقاطعته أو تخليه عن المشاركة (في برلمان أو حكومة...)، حالةً غير ميثاقية (تنسف ميثاقية الآخر)، الأمر الذي يسمح له بتعطيل أوالية الحكم بشتى الوسائل، بدءًا بالتشكيك بشرعية السلطة أيًا كانت (تنفيذية أو تشريعية أو قضائية) إلى تعبئة جمهور الطائفة التي يتزعمها (أو يهيمن عليها) ضد الآخر المنعوت (مستوليًا أو مستأثرًا أو فاقدًا الشرعية...).

هذا الواقع بدأنا نعانيه ونعاينه، وبشكل درامي يتفاقم بعد العام 2000، وعلى وجه أكثر تحديدًا بعد العام 2005. فهل كان هذا الفهم القطعي الطائفي للميثاق والميثاقية قائمًا قبل ذلك؟.

نرجح أن مرحلة الحرب الأهلية وتداعياتها بعد الطائف (1975-2005)، هي مرحلة وسيطة شهدت خلالها صيغة الميثاق والميثاقية تحوّلًا خطيرًا في معناها ودلالاتها وأشكالها واتجاهات ممارستها الاجتماعية والسياسية والثقافية. ألخص هذا التحوّل انه تحوّل من حالة الميثاقية الطائفية المرنة المنفتحة كإمكان على الأفق المدني – المواطني، إلى حالة الميثاقية الطائفية الصلبة المنغلقة على ذاتها والممتنعة إلى حد كبيرعن التحول إلى اجتماع وطني مدني.

من هنا يسوَّغ السؤال: هل كان هذا الفهم، الأحادي للميثاق والميثاقية، قائمًا في المرحلة التأسيسية، (أي منذ 1943 وحتى 1975)؟ نستذكر من المرحلة التأسيسية بشارة الخوري ورياض الصلح، وميشال شيحا، وهذا الأخير هو أبرز المعبرين عن نظرية الميثاق وفلسفته كما جرى فهمه ومرتجى تطوّره في أفق مستقبلي.

في البيان الحكومي الأول الذي ألقاه رياض الصلح ترد المبادئ والمفاهيم الأولى للميثاق. ومع أن تلك المبادئ انطلقت من "أساس توافقي بين الطوائف"، يأمل رئيس أول حكومة استقلالية في لبنان بما يلي: "إن الساعة التي يمكن فيها إلغاء الطائفية، هي ساعة يقظة وطنية شاملة مباركة في تاريخ لبنان، وسنسعى لكي تكون هذه الساعة قريبة بإذن الله".

نقرأ أيضًا في أدبيات ميشال شيحا انتظارات في تطوّر تدريجي للصيغة الميثاقية "التشاركية بين الطوائف" لتتحوّل إلى وعي بالمواطنية المستقلة حيث يخرج الفرد من "تبعيته للزعيم"، وتخرج الطائفة من أسر عصبيتها الكلانية. يتساءل شيحا في أحد مقالاته: "متى تصبح البلاد غير طائفية"؟ ويجيب: "يوم تنعقد النية بجد على الا يبقى لبنان بلادًا طائفية، سيكون لزامًا على كل طائفة القبول دون كثير من الصياح، أن يكون تمثيلها في بعض الأحيان أدنى من حجمها، ويكون التعويض جعل تمثيلها أكبر من حجمها في أحيان أخرى...". ويضيف: "وأي خير في أن تغيب عن الحكومة طائفتان أو ثلاث في وقتٍ من الأوقات"؟ (مقالة: لبنان الطائفي، 1945، في كتاب: السياسة الداخلية".

بالنسبة لأمل رياض الصلح و"الوعد بما سماه الوقت القريب"، كنا قد علقنا في مقالة قديمة. "لا ندري إن كان اغتيال الرئيس رياض الصلح قد أطاح بتلك "الساعة" الموعودة، أم أن  الطائفية كانت (ولا تزال) أكبر من عزم الإرادات وأصعب من طيب التمنيات وأمنع من احتمال الأمل. ويبدو لي أن محنةً ظلّت قائمة من ذلك الحين وحتى اليوم بين المواطنية والطائفية. وأما النصوص الدستورية والقانونية فتحاول أن توفق بين الحقلين. ولكن يبدو لي أن التوفيق الذي يجري معرفيًا من حقل الاجتماع السياسي – القانوني لدى المشرّع، لا يزال يصطدم بمنطق السلطة وبمنطق الاستقواء بالطائفة لدى زعماء الطوائف وأحزابها وبمنطق الاستخدام الوظيفي والذرائعي الاستنسابي: سواء تعلقت النصوص بنصوص ما قبل الطائف أو النصوص المعدّلة وفقًا"لمبادئ ولنصوص وثيقة الطائف، (من مقالة بعنوان القراءة الاستنسابية للدستور بين حقوق المواطن وحقوق الطائفة 1980 – النهار)_ (نشرت في كتاب المسألة اللبنانية: مقالات في مسائل، 2019).

أما ميشال شيحا، فإن أمله في حصول تغيُّر في العقلية القائمة بين "السياسي" والمواطن المفترض أو المرتجى (أو المتخيل بمصطلح أندرسن) خاب سريعًا. فبعد سنوات قليلة يكتب شيحا بين أعوام الثمانية والأربعين والخمسين من القرن الماضي مقالات تصل إلى حد اليأس. في مقالة بعنوان "المستوى الخلقي" (1948) يستدخل شيحا معيار الأخلاق في تقييم العمل السياسي، فيتحدّث عن "التقويض الحاصل في العمل السياسي"؛ سبب هذا التقويض علاقة فاسدة تربط بين السياسي و"تابعه": تتمثل في "تدبر أمر المهرّب، وأمر الموظف الفاسد" لأن هؤلاء "من الذين يضمنون التأييد الشعبي"... ويضيف شيحا: "إذا لم يتحرر اللبنانيون من هذه الوصايات فإنهم يضيعون ثلاثة أرباع حيويتهم وقوتهم"، وإذ يربط رهانه على التغيير ب"الإلزام الخلقي"، يتوجّه إلى الخاضعين لذاك السلوك السياسي، فيقول" ولكنهم على ما يظهر لا يحبون إلا القامات المنبطحة والظهور المنحنية". ينتفض ميشال شيحا أمام هذا المشهد: "أنا رجل فلان ورجل علان، أيها العبيد وأبناء العبيد، قولوا أنكم رجال مبدأ أو فكرة أو مثل أعلى، أو رجال أنفسكم، ولا تقولوا أنكم مربوطون كما الكلب بزمامه، إلى مصير فلان من الناس أيًا كان". وفي مكان آخر ينعتهم "بالقطيع" (Troupes).

يعبر ميشال شيحا في عام 1950 عن هذا التعثر في تصحيح العلاقة بين المواطن (التابع) والسياسي، بقوله: "إذا ظلت نوعية المواطن اللبناني تتردى، فبلادنا هذه لا مستقبل سياسيًا لها...". ويستشرف ما سيكون عليه رأي المؤرخين في المستقبل في الحال التي يصفها والرجال الذي يتحدّث عنهم، فيكتب بذهنية المستشرف: "الأسباب واضحة للعيان سيكون مؤرخو الغد أبعد عن مودتنا وأقل رأفةٍ بنا من دبلوماسيي اليوم". فهل كان هذا الاستشراف المستقبلي الذي عبّرت عنه كلمته الأخيرة (توقع رأي قاس من المؤرخين) يعبر عن موقف متشائم بإمكانات التطوير واحتمالاته في لبنان؟؟؟ وقد مضى حتى اليوم سبعون عامًا على هذا الكلام وكأن شيئًا لم يتغير، بل زاد سوءأً!

يتوقّع شيحا أن يُدين مؤرخ اليوم حال الأمس. لكن ما يلفت في كلام شيحا تلك الأداة الشرطية: إذا ظلّت "نوعية المواطن"... في حين أن مؤرخ اليوم يفضل التعامل البحثي والمعرفي مع الأسباب البنيوية للعلاقات. فإعادة إنتاج علاقات الاستتباع بين السياسي والمواطن، واستمرارها بل تجددها وتمكينها وتعميقها وتوسيعها لتصبح آفةً جماهيرية شعبوية وأداة قمع وتعمية واستلاباً، بل "استحمارًا"، بتوصيف المفكر علي شريعتي، أي استغباءً وتجهيلًا، فإن اللوم الذي ينتظره شيحا من "مؤرخي المستقبل" أي مؤرخي اليوم، يصبح لومًا بسيطًا "للماضي" معقولًا ومفهومًا في زمنه، إذا ما قورن بمدعاة النظر في أحوال الطبقة السياسية اليوم والحكم عليها مقابل ثورة مدنية كانت تبشر منذ أسابيع بخير كبير، وتغيير مرتجى.

ولكن ما الذي حصل بين المرحلتين، ليسوء الحال ويهترئ، "والناس سكارى وما هم بسكارى"!؟ يتفرجون على أول "ثورة مدنية" يصنعها مواطنون في تاريخ لبنان المعاصر، أقول: "مواطنون" لا رعايا طوائف؛ ذلك أن المتفرجين أو المشككين أو المعتدين من هؤلاء ينطبق عليهم قولة السيد المسيح "لا يدرون ماذا يفعلون" أو أنهم "مستلبون فحسب بأفيون الطائفية" الطائفية التي سمّوها "ميثاقًا" وميثاقية.

II – الميثاقية بين مرحلتين

من الطائفية الرخوة إلى الطائفية الصلبة

على ضوء استحضار ذاكرة ميشال شيحا "للميثاقية"، كما فهمها وتمثلها في المرحلة التأسيسية، وهو في الأصل من أهل البيت المؤسس الذي كان يأمل بالتطوير والتجاوز، تستيقظ ذاكرات أخريات عاصرها جيلنا وكتب عن بعضها باحثون وكتّاب وسياسيون كثر: بعضها عُبّر عنه بصيغة "المذكرات" وبعضها الآخر بصيغة مباحث وأطروحات أو مقالات. ومهما تكن أشكال التعبير عنها، وغناها كمصادر للتأريخ للحياة السياسية المعاصرة في لبنان، فإن مقالة "قصيرة" كهذه، لا بد من أن تكتفي بلقطات مشاهد مقارنة بين "زعماء" ما قبل الحرب الأهلية التي اندلعت بدءًا من العام 1975، من جهة (زعماء خمسينيات وستينيات القرن العشرين) وزعماء الحرب الأهلية وما بعدها من جهة ثانية. وموضوع المقارنة ما أضحى يُسمّى على لسان السياسيين وفي طليعتهم جبران باسيل: " الأكثرية في الطائفة الواحدة"؛ إذ هي "الأقوى" التي تقرر من هو رئيسها" الذي هو حكمًا رئيس أحد أطراف المثلث الرئاسي في النظام السياسي اللبناني.

- في المشهد الأول: صحيح جدًا ما كان يلاحظه ميشال شيحا عن تردّي العلاقة بين الزعيم وتابعه لدرجة أمست فيها علاقة المنفعة الشخصية والعائلية هي أساس معيارية العلاقة المتبادلة؛ وهي التي أدّت إلى تعميم سيستام الزبائنية. غير أن مفهوم الطائفية واستدخاله عنصرًا عقائديًا شرطيًا لإستقامة الميثاقية في شرعية الحكم ودستوريته، لم يكن واردًا آنذاك ولم يكن متصورًا كشرطٍ منوطٍ بزعيمٍ تبايعه أكثرية طائفته بزعامته و"رئاسته" معًا كما يحصل اليوم في أحد أطراف المثلث الرئاسي. ولنلاحظ من المشهد الأول الظاهرات التالية:

- على صعيد رئاسة الجمهورية: لم يدّعِ واحدٌ من الذين تلي أسماؤهم تمثيل الأكثرية في طائفته: بشارة الخوري، كميل شمعون، فؤاد شهاب، شارل الحلو، الياس سركيس،سليمان فرنجية...

- على صعيد رئاسة الحكومة: لم يدّعِ أحدٌ من هؤلاء الذين مروا برئاسة مجلس الوزراء تمثيل أكثرية السنة بدءًا من رياض الصلح، إلى سامي الصلح، إلى تقي الدين الصلح إلى رشيد كرامة إلى صائب سلام إلى عبدالله اليافي وصولًا إلى سليم الحص...

- على صعيد رئاسة مجلس النوّاب: تناوب عليها: أحمد الأسعد، عادل عسيران، صبري حمادة...

فهل يصح التساؤل ومن قبيل الافتراض أن نسمّي تلك الطائفية - مع نقدنا لها آنذاك وأملنا السابق في تجاوزها – "طائفية رخوة أو مرنة"؟ حيث كان يمكن تجاوزها بإصلاح ممكن؟؟

- في المشهد الثاني: بعد الحرب الأهلية وتداعياتها حتى اليوم تشكل نوع من طائفية صلبة. كان ذلك بفعل الأعمال العنفية والعدوانية المتبادلة بين الميليشيات الطائفية، الأمر الذي أدى وبفعل عوامل أخرى إعلامية وثقافية وسياسية واقتصادية (داخلية وخارجية) إلى تجذر مفهوم أحادي للسلطة التشاركية القديمة – أي مفهوم الميثاقية انبثق بشكل أساسي عن واقع جديد هو التالي: مشاريع زعماء جدد طلعوا من بؤر قيادات شعبوية وأمسى لهم – بفعل عوامل كثيرة أهمها: المال والسلاح – أحزابٌ طائفية وجمهور معوز مستلب، وبيئات طائفية حاضنة. اكتسبت الطائفية الجديدة (النيو طائفية) عبر ذلك أبعادًا أيديولوجية (وأحيانًا عقائدية) تحاكي المفاهيم والمقولات، أو تجنح إلى استخدامها وترسيخها حقوقًا ومكتسبات تاريخية. شجع على ذلك شيوع الإحساس الصحيح أو الموهوم في الوعي الشقي للطوائف أي في مخيالها وإدراكها المتخيل، أن كل واحدة منها "مهددةٌ بالإلغاء" أو "محرومةٌ"، أو "محبطةٌ". وإذ تنتقل هذه المشاعر من طائفة إلى أخرى، (ولا تزال في حال التجوال حتى اليوم)، تتصلّب أكثر فأكثر "أعصاب الطوائف" وأوتارها، فيحلو "للقائد" آنذاك، وهو الزعيم الجديد، لكنه العارف والملهم والبصير والحكيم والأستاذ أو "الأب" الأدرى والأذكى أن يستخدم الوتر المناسب. وقد أحسن الإعلاميون – في المناسبات – استخدام تعبير "شد عصب الطائفة". فالشد هنا قوة استقواء بالطائفة من أجل السلطة، والنتيجة يُغيب أو يَغيب "المواطن" ليعود "تابعًا" و"مصفقًا" و"متظاهرًا" و"قاطع طريق"، "وبالدم يفدي زعيمه"، أي "عبدًا محاربًا"، وكما كان الحال في نظام العبودية. وللمقارنة، كان الحال – والحق يقال – أرحم وأكثر رأفةً في عهد ميشال شيحا، فلو قدر لمؤرخ اليوم الذي تخيله ميشال شيحا ناقدًا لمرحلته، أن يخاطبه آسفًا على حال التردي. فـ "التقويض" السياسي الذي شكوت منه يا أستاذ ميشال شيحا، أمسى اليوم "نهايةً" للحياة السياسية اللبنانية برمتها، فتأمّل:

- وزراء الشيعة يستقيلون من حكومة السنيورة؛ إذًا خلل ميثاقي، بل إسقاط للميثاق بغياب أربعة وزراء!

- يرد السنيورة بدعوة المفتي لأداء صلاة الجمعة في السراي، مقر مجلس الوزراء، باعتبار رئاسة الحكومة منصبًا سنيًا، أيضًا تأكيد ميثاقي سني للشرعية القائمة!

- يفتي رجل دين شيعي (معمم) بتحريم قبول بديل شيعي في الوزارات الشاغرة وتأكيد أيضًا على صفة "اللاميثاقية" لأي تعيين بديل.

هذا ويتطوّر الأمر إلى تعميم المعيار على كل شيء: في القطاع العام، من تعيين موظف صغير إلى وزير؛ وفي المجتمع والقطاع الخاص، أضحت القيمة والأفضلية لمن ينتظم في قطيع طائفي.

على أنه يبقى "للميثاقية" دورها الأيديولوجي الأخطر: حرف الثورات والانتفاضات والحركات الاحتجاجية عن مضمونها المدني والاجتماعي والمواطني عبر اختراقها أو تفكيكها أو توظيفها لمطالب أو مطامع أو طموحات يُحرص على إدراجها في باب الميثاقية دائمًا وأبدًا. كأن يعود سعد الحريري ليستمر بعد كل هذا، رئيسًا للحكومة بصفته ممثلًا "لأكثرية سنيّة"، أي بالمنطق نفسه الذي تكرّس فيه نبيه برّي رئيسًا أبديًا للبرلمان، وبالمنطق نفسه الذي أتى وفقه الجنرال عون رئيسًا للجمهورية؛ يعني ذلك أن يستمر الحال كما كان عليه، وكأن ما جرى ويجري من انهيارات كارثية، لا علاقة لهم به لا من قريب أو بعيد. بل ان اعترافاتهم بأحقية مطالب الحراك الشعبي واستعداداتهم لتبنيها، تبخّرت، وأضحت المشكلة الكبرى في مطلب "حقوقهم الميثاقية" بعد أن نجحوا في تفكيك أجزاء من هذا الحراك، فمارسوا عليه وعلى جماهيره عبر وحدة الحلف بين الطغمة المالية المصرفية والطبقة السياسية الحاكمة، أبشع أنواع الحرمان والنهب والتعذيب والإذلال.

كانت تلك على الدوام محنة العمل السياسي في لبنان. منذ صيحة ميشال شيحا "اليائسة" من إمكان التطوير إلى سلسلة من الحركات المطلبية التي تنادي بالإصلاح والدولة المدنية خلال عقود من تاريخ لبنان المعاصر، كانت الأجيال الشابة تتحدى وتطالب وتأمل، ولكن تصدّها لعبة الميثاقية.

فهل سيكون مصير ثورة 17 تشرين مصير غيرها من الاحتجاجات؟

أرجح أن تلك بداية لمرحلة جديدة يقوم فيها جيل جديد متجاوز للطائفية ثقافةً وتطلعًا وتكوينًا، يقوم بتأسيس مشروع جديد للبنان، بنت لبنته الأولى ثورة الشباب والشابات وبأسلوب القلب والعقل معًا، وبأسلوب الحب والمعرفة معًا، وبأسلوب الجمال وروعة التعبير معًا. إنها وكما عبّر عن ذلك كثر "ثورة قيم وأخلاق". أما المشاهد الظرفية لهذا الحراك، فكانت من قبل، هامشيته والمؤكد من جراء اختراقات طائفية حاولت استثماره.

الرهان أن يبقى الحراك وشبابه وشاباته عينًا ساهرة وعقلًا مفكرًا وناقدًا ومبدعًا وملاحقًا، وموحّدًا على قاعدة التنوع، ومنسجمًا على طريق الثورة التي أطلقها. وعمر الثورة لا يقاس بأيام وشهور ولا سنوات. المهم بل الأهم أن قناع "الميثاقية" الذي هو الاسم الآخر للطائفية، سقط بفضل الثورة وانفضح الوجه القبيح، القبيح جدًا جدًا: "القبيحون كلن يعني كلن".

 

إيران ونهاية زمن التذاكي على أميركا

خيرالله خيرالله/العرب/16 كانون الثاني/2020

ليس في استطاعة النظام الإيراني تغيير جلده. يعود ذلك إلى أنّ هذا النظام قام أصلا على فكرة “تصدير الثورة” وعلى رفض الاعتراف بالشعب الإيراني وطموحاته. تؤكّد ذلك الكوارث التي حلّت بالمنطقة كلّها وبإيران نفسها. وفي مقدّم هذه الكوارث تأتي الحرب العراقية – الإيرانية.

اندلعت تلك الحرب في أيلول – سبتمبر 1980 وانتهت صيف العام 1988 بإعلان آية الله الخميني “المرشد” وقتذاك تجرّع كأس السمّ.

كان هناك دائما خلاف على التاريخ الحقيقي لاندلاع تلك الحرب. يعتبر العراق، حين كان صدّام حسين رئيسا للجمهورية أنّها اندلعت في الرابع من أيلول – سبتمبر، عندما راحت “الجمهورية الإسلامية” المعلنة حديثا تتحرّش بالعراق عسكريا على طول الحدود بينهما. في المقابل تعتبر إيران أنّ البداية كانت بالهجوم الواسع الذي باشره الجيش العراقي في الثاني والعشرين من ذلك الشهر، وهو هجوم ظنّ صدّام حسين بخبرته السياسية المحدودة بما يدور خارج حدود العراق، أنّه سيؤدي إلى هزيمة عسكرية سريعة لإيران وسقوط النظام الجديد.

ما حدث، عمليا، أنّ “الجمهورية الإسلامية” كانت المستفيد الأوّل من تلك الحرب نظرا إلى أن الخميني الذي كان قام بانقلابه على الليبراليين والمعتدلين من الذين شاركوا في الثورة على الشاه وتخلّص منهم الواحد تلو الآخر، استغلّ الهجوم العراقي إلى أبعد حدود. لا حاجة إلى استعادة لتفاصيل الأحداث التي شهدتها إيران منذ عودة الخميني ورحيل الشاه، بما في ذلك التخلّص من حكومة مهدي بازركان بموازاة احتلال السفارة الأميركية في طهران واحتجاز دبلوماسييها طوال 444 يوما ابتداء من تشرين الثاني – نوفمبر 1979.

استثمرت إيران في الخراب. على الرغم من ذلك، يظلّ نظامها غير قابل للتغيير، خصوصا أنّها تعتقد أن لدى "الجمهورية الإسلامية" ما تقدّمه لجيرانها وما هو أبعد من جيرانها

لا يستطيع النظام الإيراني إلا أن يكون متشددا. لا لشيء سوى لأنه ليس لديه أيّ خيار آخر، أي خيار أن تكون إيران دولة طبيعية. لو كانت دولة طبيعية، لكانت عثرت على صيغة تعايش مع العراق بدل متابعة زرع الخراب والدمار طوال تلك السنوات الثماني للحرب من أجل إحياء الروح الوطنية الفارسية والتخلّص من الجيش النظامي، جيش الشاه، عن طريق إرساله إلى جبهات الحرب.

منذ انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية، وهي حرب انتهت بشبه انتصار عراقي، لم يتغيّر شيء في “الجمهورية الإسلامية” التي اعتقدت أنّ في استطاعتها دائما التذاكي على الإدارات الأميركية المتلاحقة. أكثر من ذلك، لا يمكن لإيران التراجع عن كلّ ما حقّقته من انتصارات منذ العام 2003 تاريخ الاجتياح الأميركي للعراق وإسقاط نظام صدّام حسين. كان العراق الجائزة الكبرى بالنسبة إلى إيران. حققت إيران حلما تاريخيا بالانتقام من العراق، خصوصا بعد انتقال قادة ميليشيات مذهبية عراقية حاربت إلى جانب “الحرس الثوري” إلى بغداد على ظهر دبابة أميركية.

في ظلّ هذه المعطيات، يستحيل على إدارة دونالد ترامب التعاطي مع إيران كما لو أنّها تتعاطى مع دولة طبيعية يمكن الأخذ والرد معها. تعود المشكلة في إيران، في هذه الأيّام بالذات، إلى أنّ ليس هناك في طهران من يريد الاعتراف بأنّ زمن التذاكي على الأميركيين انتهى. ما خسرته إيران من خلال تصفية الأميركيين لقاسم سليماني هو خسارة لجوهرة التاج في الإمبراطورية التي حلم “الحرس الثوري” بإقامتها في المنطقة. هذا الحلم تجدّد في العام 2003 إثر تسليم جورج بوش الابن العراق على صحن من فضّة إلى إيران.

ليس أصعب من أن تتصالح إيران مع الواقع، بما في ذلك مع أن العراق الذي تريد تحويله إلى محميّة إيرانية، من منطلق مذهبي قبل أيّ شيء آخر. ليس العراق بلدا سهل المراس، كما أنّ لدى العراقيين من الشيعة العرب ما يكفي من الشعور الوطني كي ينتفضوا في وجه الاستعمار الإيراني بكل أشكاله وكلّ أدواته.

ليس العراق وحده الذي يستعصي على إيران. هناك استثمار كبير في سوريا لا يبدو أنّ ثمّة فائدة منه في المدى الطويل. هذا الاستثمار حمل إيران على صرف مليارات الدولارات من أجل بقاء بشّار الأسد في دمشق. ليس سرّا أن رئيس النظام السوري وضع نفسه منذ خَلَفَ والده في الجعبة الإيرانية من منطلق الإعجاب الشديد بشخص الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله والشعارات التي يطلقها. في نهاية المطاف، ما نتيجة الاستثمار الإيراني في سوريا الذي شمل إرسال مقاتلين من “حزب الله” للدفاع عن نظام بشّار الأسد وتغيير التركيبة الديموغرافية في مناطق معيّنة، على رأسها دمشق ومحيطها وكلّ الشريط الحدودي اللبناني – السوري، فضلا عن الذهاب إلى حلب وجوارها؟ الجواب أن فلاديمير بوتين، جاء إلى دمشق في لحظة معيّنة ليقول بكلّ صراحة إن سوريا باتت في عهدة روسيا ولا أحد غيرها، وأنّ كل الضمانات المطلوبة إسرائيليا هي في عهدة موسكو ولا أحد غيرها.

حان وقت المواجهة الحقيقة

استثمرت إيران في الخراب. على الرغم من ذلك، يظلّ نظامها غير قابل للتغيير، خصوصا أنّها تعتقد أن لدى “الجمهورية الإسلامية” ما تقدّمه لجيرانها وما هو أبعد من جيرانها، أي إلى اليمن على سبيل المثال وليس الحصر.

جاء وقت مواجهة الحقيقة. هناك ما هو أبعد من تصفية قاسم سليماني. هناك عودة لإيران إلى أخذ حجمها الطبيعي والتخلّي عن وهم القوة العظمى في المنطقة. لا يبدو أن ذلك مقبول في طهران ذات الشهيّة المفتوحة على المزيد من النشر للبؤس في غير بلد عربي.

نعم، لا يمكن لإيران أن تتغيّر لأنّ أي تغيير يعني اعترافا بالفشل من جهة، واعترافا بالشعب الإيراني وطموحاته من جهة أخرى. إنّ آخر ما يهمّ الشعب الإيراني هو الانتقام لقاسم سليماني الذي تبيّن أن كلّ استثماراته خارج الحدود الإيرانية كانت من النوع الذي لا فائدة تذكر منه. حسنا، خاضت إيران الحرب على الشعب السوري إلى جانب بشّار الأسد، أي مستقبل لبشّار بعد كلّ الذي حلّ بسوريا. بل أي مستقبل لسوريا؟ لنضع العراق جانبا، ما الفائدة من استثمار مليارات الدولارات في “حزب الله” غير إيصال لبنان إلى حال الانهيار التي وصل إليها، في حين أنّه كان يستطيع الاستفادة من موقعه الجغرافي ومن احتضان العرب له بدل أن يكون بلدا معزولا يبحث عن أصدقاء كما الحال الآن. لا شيء ينجح مثل النجاح. هذا ما لم تستطع “الجمهورية الإسلامية” استيعابه. لم تستوعب خصوصا أن نشر الخراب والبؤس لا يمكن أن يكون سياسة، وأن إنشاء ميليشيات مذهبية في هذا البلد أو ذاك لا يمكن إلا أن يرتدّ على صاحب فكرة هذه الميليشيات. ليس ما ينفع إيران “الجمهورية الإسلامية” في شيء قبل التصالح مع شعبها أوّلا.

 

ثلاثية الكذب “الممانعة” تحت المجهر الدولي

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/16 كانون الثاني/2020

آن الأوانُ كي يعملَ المجتمعُ الدوليُّ على تطبيق قراراته في حماية الشعوب المضطهدة من أولغارشية ديكتاتورية فاسدة في كل من لبنان والعراق وإيران، بعدما بدأت تلك المافيات المستترة بالشرعية الدستورية تارة، أو الشرعية الدينية طورا، إعادة تعويم نفسها عبر ألاعيب هزلية، وصل بعضها إلى حد ارتكاب جرائم ضد الانسانية كما هي الحال في قضية الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري. لاشك أن الانتفاضة الشعبية المستمرة في إيران منذ ديسمبر العام 2018، والتي بلغ عدد ضحاياها حتى اليوم نحو 2000 قتيل، وما يزيد على عشرة آلاف معتقل، وضعت نظام الملالي في موقف لا يحسد عليه، ما دفعه لارتكاب حماقات موصوفة في الأشهر الماضية، فاتجه لنقل أزمته إلى الخارج من خلال التصويب على أن ما يجري في لبنان والعراق هو بفعل مؤامرة خارجية، هربا من الاعتراف بأحقية مطالب المنتفضين على الوضع البائس، إضافة إلى ممارسات النظام التي زادت من عزلته الدولية وانعكست على الشعب.

كل ذلك فشل في ظل اصرار الملايين المحتجين على مطالبهم، بل تصاعدها في الأيام الأخيرة إلى حد المطالبة بتنحي أركان النظام بدءاً من رأس الهرم إلى أدنى مسؤول في الحرس الثوري. المشهد لم يختلف في العراق حيث الانتفاضة المستمرة منذ 120 يوماً، جعلت الطبقة الحاكمة في وضع مرتبك جدا، فلا هي قادرة على إخمادها، ولا تستطيع تنفيذ مطالب الشعب التي تعني زوالها، لا سيما بعد التخبط في اختيار رئيس جديد للحكومة، بعدما فشلت سياسة القمع الدموي التي أدت إلى سقوط نحو 2900 قتيل، وزيادة حدة المواجهات بعد الانتهاك السافر للسيادة العراقية من الحرس الثوري وقصف قاعدتي عين الأسد وأربيل،، ورفضهم أي حجج تقدمها الحكومة المستقيلة، والحض على رحيل الطغمة العميلة لإيران.

في لبنان ليست الصورة أفضل مما هي في إيران والعراق، بل تبدو اكثر مأساوية خصوصا بعدما أسقط في يد السلطة تأمين المخرج التجميلي لها، إذا صح التعبير، عبر حكومة لا تلبي مطالب الناس، بينما يزداد الوضع المعيشي والاقتصادي تعقيدا، فيما الطبقة السياسية تمعن بممارسة الاحتيال السياسي.

لهذا كله فإن التظاهرات التي تشهدها مدن إيران والعراق ولبنان، والاحتجاجات الآخذة طابعاً عنيفاً ليست إلا مقدمات طبيعية لإسقاط الطبقات الحاكمة في هذه الدول، العاجزة عن قمعها بفعل الرقابة الدولية اللصيقة، والتحذيرات من أكبر المنظمات الأممية أو غيرها، وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية التي أيدت على لسان كبار مسؤوليها مطالب المحتجين، وطالبت السلطات في هذه الدول بعدم المس بالمتظاهرين. كل هذا منع تمادي الديكتاتوريات بالقمع، في إيران تحديدا حيث كان النظام يعتبر أن الكذب والتدليس ممر نجاته من العقاب لسنوات، فيما هو اليوم عاجز عن قطع وسائل التواصل الاجتماعي والتعتيم على مجازره ضد المحتجين. ولقد رأينا في الاحتجاجات التي اندلعت بعد مسرحية الكذب والتزييف في حادثة الطائرة الأوكرانية، مدى ضعف الـ”باسيج” وقوات الأمن، فالتحذيرات الدولية مفادها أن إيران تحت المجهر، لذا فإن القبح الذي حاولت هذه الطغم ستره عبر مساحيق تجميل شعاراتية جعلها أقبح من ذي قبل.

الأمور واضحة حالياً إزاء مستقبل ثلاثية الهيمنة الإيرانية في المنطقة، وهي أن الانقلاب الشعبي عليها وصل إلى نقطة اللارجعة، والقتل المجاني للمتظاهرين لحماية الطغمة الحاكمة، في أي من تلك الدول، سيقابله العقاب الشديد من المجتمع الدولي الذي ضاق ذرعا بكل الألعاب البهلوانية، أكان لنظام الغرور الطاووسي في طهران، أو أصابعه العابثة في بغداد، أو وكيله حسن نصرالله، خاطف لبنان، ما يعني أن على المجتمع الدولي عدم الدخول مجددا في تسويات من خلف الكواليس تُعيد الروح إلى هذه الطغم الميتة سريرياً.

 

خطأ بشري!

محمد قواص/العرب/16 كانون الثاني/2020

لا يهتم نظام الجمهورية في إيران بمصلحة إيران والإيرانيين. تعتبر الأنظمة الأيديولوجية نفسها “حقيقة مطلقة” وأنها لا تنتظر شرعية العامة (الجماهير) فهي طليعتهم والأقدر على تقرير مصائرهم. هكذا كانت أنظمة الاستبداد في العالم على مدى التاريخ، وخصوصا ذلك الحديث، فما بالك حين يتقدم النظام بصفته مقدسا يقوده وليّ فقيه هو نائب صاحب الزمان. ما يهمّ هذا النظام هو سلامة ذاته ومناعة بقائه حتى لو كان ذلك على حساب راهن البلد ومستقبله وعلى حساب الإيرانيين في مساراتهم ومصائرهم. والمعادلة بسيطة. النظام ليس آلية لإدارة البلد، وهو ليس وسيلة من أجل تحقيق برامج الرخاء والازدهار، وهو ليس وسيلة لتحقيق الهدف، بل هو الهدف بذاته الذي من أجله يصبح البلد وأهله تفاصيل هامشية. لم يكن إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية خطأ بشريا. الأمر يأتي نتاج قيادة بشرية تَسُوقُ إيران إلى الاصطدام بالجدار تلو الجدار. لم تكن تلك القيادة في إيران مهتمّة بأمر المواطنين في إيران، على الأرض أو في الجو. أطلق الحرس الثوري صواريخه الباليستية ضد قاعدتي عين الأسد وأربيل في العراق مستهدفا قوات أميركية. وبغضّ النظر عن الشكل “المدبّر” للرد الإيراني على اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني، إلا أن احتمال أن يُقابل الرد الإيراني بردّ أميركي كان واردا. وجرى منذ أيام أن أقفلت الخرطوم أجواءها ومطارها بسبب إطلاق نار صادف بالقرب من ذلك المطار. المسألة بديهية ومن أبجديات الأمن والأمان، فما بالك أن الأمر في إيران كان إطلاقا لصواريخ عابرة للحدود.

خرج الناس في شوارع إيران ضد نظام يسهل فيه ارتكاب "خطأ بشري"، وضد نظام يكذب على البلد والعالم. خرجوا بعد أن استنتجوا أنّ الحرس الثوري الذي يَعِدُ بإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة قد أصيب بارتباك

ومع ذلك اتخذت القيادة الإيرانية، وربما من قبل أعلى سلطة في البلاد، قرارا بشريا بعدم إغلاق الأجواء في البلاد والاستمرار في فتح مطاراتها أمام حركة الإقلاع والهبوط وكأن شيئا لم يكن. وعلى هذا فإن سقوط أي طائرة مدنية هو شبه حتمي في هذه الظروف سواء كان ذلك عبر نيران إيرانية، كما حصل مع الطائرة الأوكرانية، أو عبر صواريخ العدوّ “الحرام” الذي قد يَردُ احتمالا على صواريخ “حلال”.

استقلّ الركاب طائرتهم بسلام. كانوا واثقين، كما في مطارات العالم قاطبة، بأن في مطار الخميني من يعرف قواعد الأمان. لم يكن في خلد هؤلاء بأن قرارا بشريا -سيُلبس لاحقا لبوس الخطأ البشري- اتخذ لإعدام كل ركاب الطائرة الإيرانية المنكوبة. قيلَ في تفسير أمر هذا القرار إن طهران تعمّدت المحافظة على أنشطة مطاراتها لعل في حركة الملاحة المدنية ما يشكل دروعا بشرية تقي مواقع البلاد العسكرية شرور قرار تأخذه الولايات المتحدة بردّ مزلزل على ردّ أرادته طهران خجولا غير مزلزل ضد القاعدتين الأميركيتين. في ثنايا تلك الفرضية أن “أخلاق” العدوّ ستردعه عن شن هجمات صاروخية قد تصيب طائرات مدنية تحلق من وإلى مطارات إيران. وفي تلك الثنايا أيضا ما اتضح لاحقا من أن “أخلاق” جمهورية الولي الفقيه تبيحُ عبر “خطأ بشري” تفجير طائرة مدنية في سماء عاصمة البلاد، ذلك أن منظومة الدفاع لا تملك موهبة التفريق بين طائرة مدنية وبين طائرة عسكرية أو صاروخ باليستي خبيث.

يكتشف الإيرانيون مرة أخرى هزال دولتهم وركاكة نظامهم. بدا تلعثم طهران في تفسير لغز سقوط الطائرة جبانا يشبه سلوك صغار اللصوص وهُواتهم. دفع النظام الذي عرف منذ اللحظة الأولى هوْلَ فعلته الشنيعة بنسخ عفنة من كذب يتوالى. خرجت مؤسسته المعنية بالطيران المدني تدبّج الحجج التي تنفي تماما أيّ مسؤولية إيرانية عن مقتل 176 راكبا (بينهم 15 طفلا) غالبيتهم العظمى من المواطنين الإيرانيين. أثبتت القيادة البشرية في إيران أنها تستغفل هذا العالم وتخدع مواطنيها، ولا تدرك أن “حبل الكذب قصير” وأن “سهر” أجهزة المخابرات الدولية وانتشار الأقمار الصناعية الدولية في فضاء البلد سيرصدان بدقة ماذا حدث للطائرة ويكشفان أسباب الكارثة.

لم تعترف إيران بخطيئتها جرّاء صحوة ضمير استغرقت ولادتها أياما وليالي. جرى أن طهران تبلغت من عواصم دولية تقارير حاسمة في هذا الصدد، ونُصحت بصفقة ما تتطلب الجلوس على كرسي الاعتراف. قرار ذلك الاعتراف اتخذه المرشد علي خامنئي. كان وزير الخارجية الإيراني قد تبلغ من المرشد قبل أيام قرارا آخر يقضي بأن يُبلغ العالم بشكل رسمي أن رد إيران في عين الأسد وأربيل هو رد نهائي يقفل ملف اغتيال قاسم سليماني. غرّد محمد جواد ظريف بذلك مستجيبا. كان ذلك قبل أن يزهق “خطأ بشري” أرواح ركاب الطائرة الأوكرانية.

في معالم الصفقة التي لاحت أن الاعتراف الإيراني سيجنب طهران ذهاب الملف نحو مجلس الأمن الدولي. من شأن ذلك أن يفرض على إيران عقوبات دولية لن تستطيع دول كالصين وروسيا شهر الفيتو ضدها. من شأن ذلك أن يحوّل حياة نظام إيران إلى كابوس. ذلك أن عقوبات العالم ستضاف إلى تلك الأميركية التي تثقل كاهل البلد ومؤسساته، وذلك أن الأمر يذكّر بالموقف الدولي الذي اتخذه مجلس الأمن ضد ليبيا إثر الكارثة التي حلت بالطائرة التي سقطت في لوكيربي بأسكتلندا (21 ديسمبر 1988).

قرار بشري اتخذ لإعدام كل ركاب الطائرة الإيرانية المنكوبة

تعترف إيران بذنبها شأنها في ذلك شأن اختيار مذنب أن يعترف بذنبه مقابل صفقة قضائية. وعادة ما تعرض الصفقة أثمانا أقل قسوة من حكم المحكمة في ما إذا ثبت بالدليل ذنب المذنب. تودّ إيران من خلال هذا الاعتراف تجنب مجلس الأمن والعقوبات الدولية وإرضاء الدول المتضررة مباشرة، وتلافي انقلاب مواقف بلدان ظلت معتدلة وسطية محايدة داخل صراع طهران وواشنطن. تريد إيران تجريد القضية من أي أبعاد سياسية تمثل هدية مجانية لدونالد ترامب المرشح والرئيس، وحصرها بإطار قانوني صرف يناقش مسألة التعويضات المالية لأهالي الضحايا.

خرج الناس في شوارع إيران ضد نظام يسهل فيه ارتكاب “خطأ بشري”، وضد نظام يكذب على البلد والعالم. خرجوا بعد أن استنتجوا أنّ الحرس الثوري الذي يَعِدُ بإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة قد أصيب بارتباك، وفق تعبير قائده اللواء حسين سلامي، وأن إيران التي تناكف الولايات المتحدة تحوك معها ردا مدبرا، وتتصرف بخوف من غضب قد ينزل بها إذا ما طرأ طارئ على مزاج الحاكم في البيت الأبيض. خرجوا من جديد بعد أن خبروا قوة القمع الذي مُورس ضدهم قتلا وسجنا، مقابل الوهن والارتباك والتصدع والخواء لنظامهم الحاكم، سواء في “ابتلاع” علقم الانقلاب الأميركي الذي أطاح بقائد الحرس الثوري العزيز على قلب الولي الفقيه، أو في مسرحية الرد الهزلية الهزيلة، أو في التلعثم السوقي في تبرير سقوط طائرة الموت الأوكرانية. خرج الإيرانيون في إيران يكشفون كذب الإجماع الوطني الذي أراد نظام طهران إبرازه من خلال تنظيم جنازة عملاقة لسليماني ذهب أمين عام حزب الله في لبنان لمقارنتها بجنازة الخميني. وقد يعود الإيرانيون من جديد إلى بيوتهم بانتظار موجات اعتراض أخرى. بَيْدَ أن من ارتكب “الخطأ البشري” يتأمل بقلق مسار خطيئة لوكيربي التي أسست تاريخيا لسقوط نظام ليبيا ولو بعد حين.

 

إيران: لماذا لم تنفع الوصفة القديمة؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

مهما حاولت طبقة رجال الدين الحاكمة في إيران تزيين الأحداث الجارية في البلاد وطرحها في إطار إيجابي، يبقى الأمر الواضح للعيان أن: جمهوريتهم الإسلامية ليست في «مأزق» فحسب؛ وإنما في «مأزق عميق». وبطبيعة الحال؛ ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها النظام؛ الذي جرى تشكيله على عجل على أيدي مجموعة من الملالي وأنصارهم اليساريين، عقبة في طريقه نحو المجهول؛ ذلك أنه حتى خلال عامها الأول، واجهت «الجمهورية الإسلامية» حركة مظاهرات ضخمة في طهران وعدد من المدن الكبرى الأخرى، واضطرت لاستخدام القوة لسحق حركات تمرد في صفوف الأكراد والتركمان داخل إيران.

وتبعاً لأفضل التقديرات المتاحة، فإنه كي تضمن بقاءها، أعدمت «الجمهورية الإسلامية» أكثر من 15 ألف شخص، ودفعت بأكثر من 8 ملايين إيراني نحو المنفى، ناهيك بحرب الأعوام الثمانية التي أشعلها آية الله الخميني مع العراق في ظل قيادة صدام حسين. ورغم كل هذا، فإن النظام نجح في البقاء بفضل عدد من العوامل. كان أول هذه العوامل امتلاك الجمهورية الإسلامية قدراً ضخماً من النقد من عائدات صادرات النفط. ونتيجة الارتفاع المستمر في أسعار النفط، حصدت الجمهورية الإسلامية على مدار الأعوام الـ30 الأولى من تاريخها ما يفوق ما حصلت عليه إيران منذ أن بدأت التنقيب عن النفط عام 1908 بمقدار يتجاوز 20 ضعفاً. وبفضل هذا المصدر المتاح للنقد، لم يجد حكام إيران الجدد أنفسهم بحاجة إلى المواطنين بصفتهم مصدراً للدخل عبر الضرائب مثلما الحال في البلدان الطبيعية.

في الوقت ذاته، لم يكن الحكام الجدد بحاجة إلى المواطنين كي يفوزوا في الانتخابات، نظراً لأن المرشحين كانوا ينالون الموافقة مسبقاً. ولم تكن الحكومة بحاجة إلى مواطنين كي يعملوا على استمرار الاقتصاد، خصوصاً أن أكثر من 4 ملايين لاجئ من أفغانستان والعراق وأذربيجان التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي، وفّروا مصدراً ضخماً للأيدي العاملة الرخيصة.

وحول ما يتعلق بقتال المواطنين من أجل النظام، لم يكن الأخير بحاجة ملحة للمواطنين مرة أخرى نتيجة نجاحه في الاستعانة بمرتزقة من الدول المجاورة، خصوصاً أفغانستان والعراق وسوريا واليمن ولبنان. وكانت خطط الحروب بالوكالة هي التي جعلت من الجنرال قاسم سليماني بطلاً في الجمهورية الإسلامية. في الواقع، لم يكن سليماني بحاجة إلى أي خبرة عسكرية، وإنما كل ما احتاج إليه العمل آلة لضخ المال من أجل مقاتليه العاملين بالوكالة. إلا إن الوضع تبدل اليوم، وتضاءلت العائدات النفطية عن ذي قبل. ويأمل النظام الإيراني في الحصول على نحو 60 مليار دولار سنوياً لتغطية نفقاته الأساسية. أما الاحتياطي الحالي المخصص للحرب، والذي جرى بناؤه على مدار سنوات عدة، فلن يتمكن من تغطية تلك النفقات الأساسية لأكثر من عام من الآن. وتمثل عنصر آخر مهم في استراتيجية النظام الإيراني في ثقته بأنه مهما فعل في الداخل أو الخارج، فإن الدول الأخرى ستتحاشى دوماً اتخاذ إجراءات قوية ضده، وستفضل الحوار والتوصل إلى تسوية. إلا إنه اليوم بدأ هذا الخيار هو الآخر في التلاشي. وأشك في أنه حتى الأوروبيون الذين لطالما كانوا ضعاف القلوب في تعاملهم مع الملالي، سيرضون اليوم بمجرد ابتسامة ودّية ووعد بسلوك حسن مستقبلاً من طهران. وربما لا يزال الأمل يداعب الرئيس حسن روحاني ومن يطلق عليهم «فتية نيويورك» المحيطين به، في أن يصل مرشح عن الحزب الديمقراطي إلى البيت الأبيض قريباً. لكن حتى لو حدث ذلك، فإنني أشك في أن أي رئيس أميركي في المستقبل سيكرر الأخطاء التي اقترفها باراك أوباما.

حتى قوة براغماتية مثل روسيا لم تَعُد تبدو على استعداد لخوض اللعبة تبعاً للقواعد التي صاغها الملالي. في الواقع، التجاهل الكامل من جانب الملالي للقوانين والأعراف الدولية للسلوك، والذي تجلى على نحو مأساوي في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في طهران، يجعل من الصعب حتى على ألدّ أعداء أميركا في الغرب وغيره الاستمرار في طرح الأعذار والمبررات لنظام فاسد وقاسٍ ويفتقر إلى الكفاءة.

ودارت الخطوة التالية في سيناريو الملالي حول تصوير أنفسهم على أنهم أشخاص وطنيون، ومطالبة الإيرانيين بغفران الهفوات التي يقعون فيها باسم الوطنية الخالصة. الملاحظ أن معاون روحاني المقرب، جواد ظريف والذي يتقلد منصب وزير الخارجية، كثيراً ما يتحدث عن «حضارة إيران الممتدة لـ7 آلاف عام» ويدّعي أنه «كنّا سادة العالم قبل أن يظهر الأميركيون على الخريطة». ومع ذلك، يبدو أن هذه الحيلة لم تفلح هي الأخرى، ذلك أن غالبية الإيرانيين، بمن فيهم كثير ممن يسوّقون المبررات للنظام داخل الغرب، يدركون جيداً أن الآيديولوجيا الجوهرية التي يقوم عليها النظام (الخمينية) تحمل في طياتها كراهية عميقة لكل ما هو إيراني. والملاحظ أن محاولة الملالي الأخيرة لتسويق الجنرال سليماني على أنه بطل إيراني، وأيقونة قومية، أثبتت فشلها مع إقدام متظاهرين إيرانيين على تمزيق صوره. الحقيقة أن سليماني كان مجرد آلة لتوزيع المال؛ لم يفكر يوماً في أن يطلب من الإيرانيين الإذن في إنفاق أموالهم بالخارج. ولم تجرِ مناقشة الخطط التي كان يتولى الإشراف على تنفيذها في أي مكان، ولا حتى داخل المؤسسات التابعة للنظام ذاته، ناهيك بأي منتدى عام. كما أنه لم يكن مسؤولاً أمام أي شخص سوى «المرشد الأعلى» علي خامنئي الذي، تبعاً لما ورد في المقابلة الصحافية الوحيدة التي أجراها سليماني، لم يعبأ يوماً بالخوض في أي تفاصيل. ويدور ملمح آخر في سيناريو البقاء الذي ينتهجه النظام في إثارة آمال كاذبة من خلال الدفع بشخصيات يفترض أنها «إصلاحية» وقادرة على أن تضع على وجهها ابتسامة بدلاً من الوجه العابس للنظام، وذلك لإرضاء بعض الإيرانيين وكثير من الأجانب السذج.

ومع ذلك، أصبح من الصعب اليوم تكرار هذه الخدعة، خصوصاً أن المزيد والمزيد من الفاعلين داخل لعبة «السعي وراء الإصلاح» أدركوا أنه يجري التلاعب بهم لكسب مزيد من الوقت فحسب. وعندما أخفقت جميع الخيارات الأخرى، أدرك الملالي أن بإمكانهم التشبث بالسلطة من خلال تنفيذ عمليات قتل وإلقاء قبض واسعة النطاق. وفي كل مرة استغلوا فيها هذه الحيلة، نجحوا في كسب بضع سنوات إضافية. إلا إن الأمر قد يكون مختلفاً هذه المرة.

يذكر أن الموجة الحالية من المظاهرات اشتعلت في غضون أيام قليلة من سحق الانتفاضة الوطنية السابقة. وبدت الجولة السابقة من المظاهرات منقسمة بين المطالبة بتغيير في النظام، والمطالبة بإجراء تغييرات شكلية؛ بينها استقالة عدد من كبار المسؤولين. ومع هذا، تركز المظاهرات الأخيرة بوضوح على المطالبة بتغيير النظام، حتى من جانب بعض «الساعين نحو الإصلاح» سابقاً. ويعني كل ذلك أن الوصفة الكلاسيكية للبقاء التي ينتهجها النظام لم تعد فاعلة؛ على خلاف ما كانت عليه سابقاً. وللمرة الأولى، بدأت أعداد متزايدة من الإيرانيين في النظر إلى تغيير النظام على أنه ليس فقط شعاراً مرغوباً، وإنما كذلك استراتيجية عملية لإنقاذ البلاد من المأزق الذي صنعته الخمينية.

 

ليبيا وكواليس موسكو وبرلين

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2020

مفاوضات موسكو فشلت لأنها بنيت على جرفٍ هارٍ، كان أساسه تقاسم مصالح تركية روسية تتقاطع من إدلب السورية إلى طرابلس الليبية وغاز المتوسط على حساب الليبيين، في مقابل إعطاء «الإخوان المسلمين» بالتفاوض ما خسروه في الحرب، في ظل تجاهل تام للدور العربي الإقليمي، كما حدث في الصخيرات، حيت تم إعطاء «الإخوان» بالتفاوض ما خسروه في الانتخابات، لأن مسودة موسكو لوقف إطلاق النار كتبت بحبر إخواني. فشلت مفاوضات موسكو بسبب نقاط خلافية جوهرية، من أبرزها مطلب السراج بانسحاب قوات الجيش الوطني الليبي من مواقعه التي سيطرت عليها في معركة طرابلس، وهو ما رفضه المشير حفتر، بينما رفض السراج تسليم الميليشيات سلاحها للجيش الليبي، كما رفض تجميد الاتفاقية مع تركيا، وطالب وفد حكومة الوفاق غير المعترف بها من قبل البرلمان بانسحاب قوات الجيش الليبي إلى ما قبل 4 أبريل (نيسان)، إضافة إلى إصراره على التمسك بمنصب «القائد الأعلى للقوات المسلحة» وهو المهزوم في المعركة، وهي سابقة تاريخية أن يشترط المهزوم على المنتصر شروط وقف إطلاق النار. فشل مساعي موسكو قد يكون سببها سوء إدارة موسكو للمفاوضات، على أساس أنها صفقة مصالح بين روسيا وتركيا، متقاطعة بين سوريا وليبيا، بمعنى آخر إدلب مقابل طرابلس. فليس فقط التباينات الكبيرة حول بنود وثيقة تثبيت الهدنة وآليات مراقبتها ما أفشل تفاهمات موسكو، بل محاولة بيع ليبيا في مزاد روسي تركي، حيث رفض الجيش الليبي أن تكون تركيا مراقباً على وقف إطلاق النار؛ لكونها طرفاً في الحرب بتدخلها السافر في الأزمة الليبية لصالح جماعة «الإخوان»، وخاصة بعد تصريحات إردوغان الاستفزازية وقوله إن «ليبيا إرث عثماني قديم نسعى لاستعادته»، معللاً ذلك بشعار خادع وكاذب وهو: «حمايته لليبيين من أصول تركية»، مما يؤجج النعرات والإثنية وتمزيق النسيج، وهو الهدف الحقيقي من تصريحات إردوغان غير المسؤولة.

الأزمة الليبية ما بين موسكو وبرلين كانوا يسعون فيها دائماً نحو تفتيت الأزمة، بدءاً بتثبيت وقف إطلاق النار، ثم تمرير المشروع الإخواني بإعادة إنتاج «اتفاق الصخيرات 2»، بتعديل الأعداد وحصص المحاصصة دون المضمون في برلين القادم.

فالبعض يعول على مؤتمر برلين كخريطة طريق جديدة للحل في ليبيا، وإعادة الحياة لاتفاق الصخيرات بعد مرحلة الموت السريري، فالنظام التركي يطمح لتمكين جماعة «الإخوان» الضالة وباقي جماعات الإسلام السياسي، وأرسل الأسلحة وعلى رأسها الطائرات المُسيّرة إلى ليبيا لحماية هذه الجماعة من السقوط الوشيك، فالدعم التركي للمجموعات الإسلاموية وإغراق ليبيا بالسلاح، جاهر به إردوغان نفسه أكثر من مرة، وقال إن بلاده «ستُسخر إمكاناتها كافة، وستقف بحزم لمنع تقدم الجيش نحو العاصمة طرابلس».

في موسكو، جاء وزراء «السلطان التركي» تصطحبهم غطرستهم وهم يظنون أن إردوغان استطاع أن يجبر المشير حفتر على الحضور إلى موسكو وتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار والرجوع من حيث أتى، ولكن المشير لم يخيب ظن أهله وجنوده ورفض التوقيع المذل ورجع إلى بلاده تاركاً أتباع السلطان التركي وذيوله يتخبطون وتصطك أسنانهم وترتعش أجسامهم من الخوف والبرد في صقيع موسكو. الذهاب بالأزمة الليبية إلى برلين عجل بفشل مفاوضات موسكو، فرئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، يرى أن مؤتمر برلين لا يزال قائماً. ورغم رفض المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع حكومة الوفاق، تبقى حقيقة لا يمكن القفز عليها هي أنه لا يمكن لليبيا أن تستقر إلا بدحر الميليشيات، وأن لا مهادنة معهم، فالمهادنة تعني أن ليبيا تصبح عبارة عن حارات كل عصابة تحكم شارعاً.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري استقبل دياب وقنديل خليل: اصبحنا على عتبة تأليف حكومة اختصاصيين من 18 وزيرا تمثل اوسع الشرائح الممكنة

وطنية - الخميس 16 كانون الثاني 2020

استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة، الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الدكتور حسان دياب، بحضور وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل. وتخلل اللقاء الذي استمر لاكثر من ساعتين، غداء جرى فيه عرض للاوضاع العامة والمراحل التي قطعها دياب للوصول الى التشكيلة الحكومية. بعد اللقاء، قال خليل: "اللقاء بين الرئيس بري والرئيس المكلف كان ايجابيا بشكل كبير وهو استكمال للتواصل المستمر، وقد أمن المناخات للاتفاق على تشكيل حكومة من الاختصاصيين، تمثل اوسع الشرائح الممكنة. واعتقد اننا اليوم حققنا تقدما الى حد كبير جدا، بما يمكننا القول اننا اصبحنا على عتبة تأليف حكومة جديدة". وختم: "المهم انها حكومة من الاختصاصيين من 18 وزيرا كما طرح الرئيس المكلف اعتمد فيها معايير موحدة، المهم اننا على العتبة باتجاه التأليف بأسرع وقت ممكن".

قنديل وكان رئيس المجلس النيابي قد استقبل النائب السابق ناصر قنديل الذي قال بعد اللقاء: "كما في كل مرة يكون لبنان امام مفصل وامام مجموعة من المخاوف والهواجس ومصادر القلق كالتي نعيشها اليوم، يكون دولة الرئيس نبيه بري بوليصة التأمين التي يبحث عنها اللبنانيون ويحتاجها اللبنانيون. ولذلك في هذه المرحلة دولة الرئيس يؤكد ان المهم ان تكون لنا حكومة الاولوية هي لتسريع ولادة الحكومة، التفاصيل طبعا تحتاج الى بحث عند المعنيين من فخامة الرئيس الى دولة الرئيس المكلف الى القوى المعنية، لكن دولة الرئيس بما له من مكانة معنوية وما له من مكانة دستورية وكرئيس لكتلة نيابية اساسية، يبذل كل ما يستطيع ان يفعله من اجل تحقيق هذين الهدفين ان تكون لنا حكومة وان يتم التسريع باستيلاد هذه الحكومة والباقي بنظره تفاصيل. لذلك نأمل خيرا ان تكون خلال الساعات المقبلة ان شاء الله قبل نهاية الاسبوع نكون امام حكومة جديدة نزف بشرتها للبنانيين، وان تكون هذه الحكومة قادرة على الاقل أن تشكل المؤسسة الدستورية التي تتصدى للمشاكل والهموم والتي تكثر سواء على الصعيد الاقتصادي او الصعيد الامني او ما ينتظرنا من تحديات على مستوى المنطقة".

 

الحريري عرض مع عثمان الاوضاع الامنية واجراءات قوى الامن

وطنية - الخميس 16 كانون الثاني 2020

استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط"، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، واطلع منه على الأوضاع الأمنية في البلاد والإجراءات التي تتخذها وحدات قوى الأمن، للحفاظ على الأمن والاستقرار.

 

الحريري عقب الاجتماع المالي: الخلل الأساسي أن الدولة لم تنجز اصلاحات كان يجب أن تقوم بها

وطنية - الخميس 16 كانون الثاني 2020

اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أن "الخلل الأساسي في ما هو حاصل اليوم أن الدولة لم تنجز الإصلاحات التي كان يجب أن تقوم بها"، لافتا إلى "ضرورة أن نكون صادقين مع الناس في الأسباب التي أوصلتنا إلى هنا"، مشيرا إلى أن "من حارب الحريرية السياسية هو من أوصل البلد إلى ما نحن عليه اليوم". كلام الرئيس الحريري جاء في دردشة مع الإعلاميين عقب الاجتماع المالي، الذي ترأسه مساء اليوم في "بيت الوسط"، بحضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

وقال ردا على سؤال حول إمكانية استبدال سندات اليوروبوند أو إعادة جدولة الدين: "الآن ستكون هناك حكومة جديدة ستتعامل مع هذا الموضوع بما ترتئيه مناسبا، لكن النقاش اليوم مع الوزير خليل وحاكم مصرف لبنان كان حول تقييم الوضع المالي والمصرفي في البلاد".أضاف: "أود أن أجدد التأكيد أنه علينا أن نكون صادقين مع الناس في الأسباب التي أوصلتنا إلى هنا. الخلل الأساسي هو أن الدولة لم تنجز الإصلاحات التي كان يجب أن تقوم بها. فقد عقدت مؤتمرات باريس 1 و2 و3. وفي باريس 2، حصل لبنان على 10 مليارات دولار، كانت تشكل يومها ثلث الدين العام للبنان، وكان بإمكاننا أن نسدد كل المستحقات المتوجبة علينا آنذاك. ولولا أن البعض يريد أن يحارب الحريرية السياسية، لما كنا وصلنا إلى هنا اليوم. فمن حارب الحريرية السياسية هو من أوصل البلد إلى ما نحن عليه اليوم، وفهمكم كفاية".

قيل له: هناك من اتهمك بالدفاع عن المصارف والتخلي عن الناس.

أجاب: "أنا لست لا في هذا الطرف، ولا في ذاك. أنا مع أن يكون الشخص صادقا مع المواطن اللبناني، ويقول له الحقائق كما هي. يجب ألا نكذب على المواطن اللبناني ونقول له إن الحق على البنك المركزي والمصارف، فهي تتحمل جزءا من المشكلة، نعم تتحمل جزءا من المشكلة، لكن هل هي المشكلة كلها؟ كلا".

سئل: يقال إن الحكومة الجديدة ستعمد إلى إقالة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، فهل هذا صحيح؟

أجاب: ليحاول أحد إقالته..."شو أنا حبتين؟".

 

تكتل الجمهورية القوية استنكر التعرض للصحافيين: المطلوب حكومة اختصاصيين مستقلين لا مستشارين لدى القوى السياسية

وطنية - الخميس 16 كانون الثاني 2020

التأم تكتل "الجمهورية القوية" مساء، برئاسة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في المقر العام للحزب - معراب، في سياق الاجتماعات المفتوحة والاستثنائية التي يعقدها ، من أجل متابعة آخر المستجدات على مستوى تشكيل الحكومة العتيدة في ظل التساؤلات عن أسباب التأخير في التأليف، رغم التدهور السريع للأوضاع المالية والإقتصادية في البلاد. وأعلن التكتل في بيان، أن "أعضاء التكتل أبدوا عدم ارتياحهم لكل ما تسرب، حتى الآن، من أجواء التأليف، وشددوا على أن المطلوب هو حكومة اختصاصيين مستقلين، وليس مستشارين لدى القوى السياسية. كما أن ما تسرب عن بعض الأسماء الأخرى يعيدنا بالذاكرة إلى حقبة الوصاية السورية"، وقال: "في الأحوال كافة، إن تكتل الجمهورية القوية لن يقدم على اتخاذ أي موقف من الحكومة العتيدة قبل صدور تشكيلتها النهائية لأن لا أفكار مسبقة لديه سوى رغبته في الوصول إلى حكومة إنقاذ فعلية على قدر تطلعات اللبنانيين والتحديات الحالية التي يعيشها لبنان".

وفي هذا السياق، أكد التكتل أن "أي محاولة للتذاكي على الرأي العام اللبناني سيكون مصيرها الفشل المحتوم، باعتبار أنه أصبح واضحا لدى الرأي العام اللبناني أن البلاد في أمس الحاجة إلى حكومة جديدة من اختصاصيين مستقلين، بالفعل مستقلين، قادرين على وضع خطة إنقاذ فعلية للخروج من الأزمة الراهنة".

من جهة أخرى، استنكر التكتل "التعرض للصحافيين خلال تأديتهم لواجباتهم المهنية"، مبقيا "اجتماعاته مفتوحة لمناقشة التشكيلة الحكومة الجديدة واتخاذ الموقف المناسب بشأنها".

 

الحسن التقت المصورين الصحافيين: ما تعرض له الاعلاميون مرفوض بكل المعايير الانسانية والاخلاقية

وطنية - الخميس 16 كانون الثاني 2020

استقبلت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال ريا الحسن في مكتبها، بعد ظهر اليوم، وفدا من نقابة المصورين الصحافيين في لبنان برئاسة النقيب عزيز طاهر، وتم البحث في ما تعرض له المصورون امس، اثناء تغطيتهم للاحداث والتطورات الامنية امام ثكنة الحلو. واكدت الحسن ان "ما تعرض له الاعلاميون مرفوض بكل المعايير الانسانية والاخلاقية"، مثنية على دورهم في "نقل الصورة الحقيقية للمواطنين والمشاهدين وتعريض انفسهم لشتى انواع المشقات لإيصال هذا العمل النبيل الى المشاهد اللبناني والعالمي". وأشارت الى ان "العناصر الامنية يبلون بلاء حسنا في التعاطي مع المتظاهرين منذ ثلاثة اشهر وحتى اليوم، ولا يجوز ان يتعرضوا للتعديات والشتائم والسباب ورمي الحجارة والحديد"، مؤكدة على "دورهم الوطني في حفظ الامن وسلامة المواطنين"، رافضة "التعديات التي حصلت على الممتلكات العامة والخاصة والتي تؤثر في الحركة الاقتصادية والمالية المتصدعة والتي تحتاج الى المعالجات الجذرية للانقاذ". كما استنكرت مجددا "الاعتداءات التي طالت عناصر قوى الامن الداخلي والتي ادت الى اصابة نحو 100 عنصر في يومين فقط". بدوره، شكر طاهر للحسن مبادرتها في لقاء نقابة المصورين، مؤكدا "ضرورة التفاعل الايجابي بين النقابة والقوى الامنية خدمة للوطن والمواطن اللبناني".

 

وزيرة الداخلية للاعلاميين: ما تعرضتم له ليس مقبولا والعناصر الامنية تعبت بعد 3 اشهر من الجهوزية

وطنية - الخميس 16 كانون الثاني 2020

أكدت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال ريا الحسن، انه "من غير المقبول التعرض للصحافيين وهو أمر لا يمكن تبريره، لكن القوى الامنية تعبت والجهوزية ترتفع احيانا الى نسبة 100%، فالعناصر تبقى من دون نوم وتتعرض للشتائم ورمي الاحجار والحديد".

وقالت الوزيرة الحسن، خلال لقائها أمام مدخل وزارة الداخلية، في حضور مستشارها العميد فارس فارس وكبار ضباط الوزارة، اعلاميين ومصورين صحافيين اعتصموا احتجاجا على ما تعرض له الاعلاميون امس الاربعاء مقابل ثكنة الحلو في كورنيش المزرعة ويوم الثلاثاء في شارع الحمرا: "انا أقدر وقفتكم هنا اليوم، وأنتم تعرفون موقفي جيدا من التظاهرات السلمية منذ انطلاق الحراك في 17 تشرين الاول. منذ البداية أنا معكم، ومع تسلمي لمهامي في الوزراة أصدر الاوامر بعدم التعامل العنفي، وهذا ما أصريت عليه منذ بداية الثورة". اضافت: "لقد كان التعامل حضاريا منذ 3 اشهر على الرغم من الضغوطات التي تطالب بتعامل أشد قسوة. فأرجوكم، لا تظنوا ان ما حصل بالامس نابع من أوامر عليا، فلم يصدر عني او عن أي من قادة الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية أي أمر بالتعرض العنفي لاي متظاهر او صحافي او مصور، لكن ما أردت قوله هو ان العناصر الامنية تعبت وهذا الأمر لا يبرر ما حصل، وهم خائفون كما انتم، والجهوزية ترتفع الى مئة بالمئة أحيانا وتبقى العناصر من دون نوم وتتعرض للشتائم ورمي الاحجار والحديد، ما يجعل الاحتكاك أقرب وأقوى، ورغم ذلك نحن لا نبرر التعرض لاي انسان. اتمنى ان تضعوا انفسكم مكان هؤلاء العناصر الذين يتعرضون لهذا الضغط بحيث اصيب منهم 100 عنصر".

وتابعت: "ما حصل بالامس لا يمكن تبريره وغير مقبول التعرض للصحافيين، وانا أتحمل المسؤولية كاملة لانني رأس الهرم، لكنني لم أصدر أي أمر ولا نية لأحد من قادة الاجهزة الامنية بإعطاء أوامر في هذا الخصوص".

شحرور

بدوره، قال الصحافي جاد شحرور: "ان ما حصل بالامس موثق بالصور وعبر شاشات التلفزة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه ليس المشهد الاول للقوى الامنية منذ 17 تشرين الاول 2019. لقد ذكرت ان تعاملا حضاريا كان سائدا، لكن كل مراكز حقوق الانسان الموجودة في بيروت ولبنان وثقت ما تعرض له زملاؤنا الصحافيون من تكسير للمعدات وتهديدهم، وهذا امر غير مقبول. قد يكون لديك معطيات، لكن معطيات الشارع واضحة جدا، وهذا ما تم نقله عبر شاشات التلفزة، والملفات موجودة في القضاء". اضاف: "ما أود قوله، انه من الحسن ألا تكون هناك أوامر كما ذكرت، لكن يجب ان تكون هناك محاسبة شفافة وواضحة لتحديد المعتدي على الصحافي، وادانة من أصدر الاوامر لهذه القوى الامنية، فلم يكن هناك تصرف حضاري".

الحسن

وردت الوزيرة الحسن: "برأيك، ان الدور الذي لعبته القوى الامنية طوال 3 اشهر لم يكن حضاريا؟". وقالت: "ان القوى الامنية منكم ولكم، وهم بشر، وأكرر القول ان ما حصل بالامس غير مقبول ومدان ولا يجب ان يتكرر، وأنا سأغادر الوزارة قريبا وأتمنى على الحكومة المقبلة ان تتعامل بشكل أفضل".

يذكر ان الوزيرة الحسن أوفدت في بداية الاعتصام مستشارها العميد فارس، الذي فاوض المعتصمين، طالبا منهم تشكيل وفد للقاء الوزيرة الحسن، الا ان الصحافيين المعتصمين رفضوا طلبه، شارحين له ما تعرضوا له من إهانات وشتائم وضرب مبرح غير مبرر وإساءة معنوية وجسدية. وطالبوه بإبلاغ الوزيرة الحسن الانضمام اليهم ولقاءهم لشرح ما حصل معهم ودعوتها الى اتخاذ الموقف المناسب بحق المعتدين عليهم.

وفد نقابة الصحافة

ثم استقبلت الوزيرة الحسن في مكتبها وفدا من نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، الذي دعا القوى الامنية الى "ضرورة التعامل مع الصحافيين برأفة واحترام لانهم يقومون بواجبهم المهني ويعرضون أنفسهم للمخاطر لايصال الحقيقة وتغطية الاحداث في لبنان والعالم".

 

الراعي عرض التطورات مع حبيش والتقى مجموعة من الناشطين المستقلين

وطنية - الخميس 16 كانون الثاني 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في بكركي، النائب هادي حبيش، وجرى "عرض للأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية التي تستوجب ضرورة الاسراع في تأليف حكومة لإخراج لبنان من الأزمة التي يعيشها، وهذا هو موقف "تيار المستقبل"، كما أعلن النائب حبيش بعد اللقاء.

مجموعة من الناشطين المستقلين

وبعد الظهر، التقى البطريرك الراعي، وبمبادرة من "إتحاد أورا" الذي يضم جمعيات "لابورا"، "أوسيب لبنان"، "نبض الشباب" و"أوليب"، في حضور المطران بولس الصياح، مجموعة من الناشطين الإجتماعيين والسياسيين المستقلين ومندوبين للأحزاب اللبنانية وممثلين لشباب انتفاضة 17 تشرين الأول، إقتصاديين وتربويين وغيرهم. كان اللقاء مناسبة لاطلاع الراعي على أجواء الإجتماعات التي عقدت حتى الآن و"أفضت إلى خطوات عملية أقرتها المجموعة وبدأ تنفيذها وهي تتلخص بالوضعين الإجتماعي والإقتصادي والحوار بين مكونات المجتمع اللبناني على المسلمات الأساسية، ومواكبة الحراك والتحاور معه".

وأثنى الراعي على هذا العمل الذي بارك انطلاقته كرئيس لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، معتبرا انه "يساهم في الوقوف إلى جانب الناس وتشجيع مبادرات التلاقي والحوار".

 

الراعي لوفد نقابة الصحافة برئاسة الكعكي:الطرف الاضعف في لبنان هو الدستور

وطنية - الخميس 16 كانون الثاني 2020

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، مجلس نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي الذي قال بعد اللقاء:" هنأنا البطريرك بالعام الجديد وطلبنا بركته، ثم تداولنا في الشؤون الوطنية العامة في ضوء المستجدات وكان لغبطته جولة أفق شاملة". وقال الكعكي بعد اللقاء: "ان البطريرك الراعي دعا بداية الجميع الى التحرر من المصالح الذاتية لأن لبنان على المحك، وان مشكلتنا اقتصادية وسياسية قبل أي اعتبار. وردا على سؤال عن طريقة تشكيل الحكومة، قال غبطته: "بموجب الدستور فان تأليف الحكومة من صلاحية الرئيس المكلف بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. والواقع ان رؤساء الاحزاب والكتل هم الذين يشاركون في التأليف، وهذا خطأ. فلماذا لا يدخل هؤلاء الى الحكومة مباشرة بدلا من ان يكونوا بواسطة ممثليهم؟. وحذر غبطته من الاستهتار بالناس ومطالبهم المحقة، وقال من المؤسف ان الجميع يستقوي، والطرف الاضعف في لبنان هو الدستور. وطالب غبطته الرئيس المكلف ان يبقى ثابتا في مطلبه وفي موقفه". واوضح الكعكي "ان البطريرك الراعي حذر من "ان لبنان في خطر، ودخلنا فعلا في الخطر، ويجب ان نتكاتف ونشبك ايدينا. وعندما رفعنا يدنا عن وطننا رفعت الدول يدها عن لبنان". وردا على سؤال عن المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية، نقل الكعكي عن الراعي قوله "ان الموضوع طرح مرة واحدة ولم يعد مطروحا، اما اذا اعيد طرحه فموقفنا واضح جدا، نحن ضد استقالة رئيس الجمهورية في المبدأ وفي المطلق". وأعلن الكعكي ان الراعي حمل "عدم الدقة في قانون سلسلة الرتب والرواتب المسؤولية المباشرة في ما آلت اليه الاوضاع المالية والاقتصادية من تدهور".واشار الى ان البطريرك قال: "إذا تأخر تشكيل الحكومة فسنعقد قمة مسيحية - مسيحية، اما القمة المسيحية - الاسلامية فمؤجلة. وأما لقاء القيادات المسيحية فقد فكرت فيه، ولكنه غير متيسر".

وانتقد الراعي "غياب الخطة الحكومية بالنسبة الى النازحين".

واستقبل الراعي النائب هادي حبيش في زيارة للتهنئة بالاعياد، وكانت مناسبة لعرض التطورات.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  15-16 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

لا حلول في لبنان بغير بحل حل حزب الله واستئصال سرطان احتلاله الإيراني

الياس بجاني/16 كانون الثاني/2020

إلى الثوار وكل السياديين والشرفاء في وطن الأرز: سموا المحتل باسمه الذي هو حزب الله الإرهابي والمجرم وكفاكم ذمية وطأطأة رؤوس وتعامي

 

No solutions in Lebanon without Dismantling Hezbollah and eradicating its Iranian cancerous occupation
 
Elias Bejjani/16 January/2020
 http://eliasbejjaninews.com/archives/82321/elias-bejjani-the-occupier-hezbollah-stands-behind-all-acts-of-violence-chaos-corruption-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%87%d9%88-%d9%88%d8%b1
 To the revolutionaries, high rank clergymen, and to all those who are patriotic, sovereign and honourable in occupied Lebanon, the Land Of the Cedars: for heavens sake address and name loudly the occupier which is the terrorist and criminal Iranian Hezbollah, and stop your cowardice and Dhimmitude approaches. Witness for the truth and lead, or resign and let those who are courageous and capable to take the lead.

 

 

الياس بجاني: رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

لبنان دولة فاشلة والثورة لن تنجح ما دامت تتملق حزب الله الإرهابي

الياس بجاني/16 كانون الثاني/2020

http://al-seyassah.com/%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d9%86-%d8%aa%d9%86%d8%ac%d8%ad/

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for January 17/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82355/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-january-17-2020/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For January 16-17/2020 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 92th Day

Compiled By: Elias Bejjani

January 17/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82357/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-january-17-2020-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-92th-day/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For January 16-17/2020 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 92th Day

Compiled By: Elias Bejjani

January 17/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82357/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-january-17-2020-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-92th-day/

 

المصرف وحزب الله ...وظف الحزب المصارف في مشروعه. وأكثر من ذلك، فقد تولت هذه المصارف مهام إقليمية موازية لمهامه ومتماهية معها في سوريا وفي العراق

حازم الأمين/الحرة/16 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82349/%d8%ad%d8%a7%d8%b2%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%81-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%b8%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b2%d8%a8/

 

سجعان قزي/الــضــحــيّــتــان…. لبنانُ لا يحتمِلُ حكمًا يَنتظر احتضارَ الثورةِ على الطريقةِ السوريّة، ولا ثورةً تَنحرِفُ عن مسارِها على طريقةِ ما سُمِّيَ بثوراتِ الربيع العربيالــضــحــيّــتــان

سجعان قزي/جريدةُ النهار/16 كانون الثاني 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82345/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%80%d9%80%d8%b6%d9%80%d9%80%d8%ad%d9%80%d9%80%d9%8a%d9%91%d9%80%d9%80%d8%aa%d9%80%d9%80%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

 

حكومة الباشكاتب/حسان دياب يلعب دور حصان طرواده/علي حماده/النهار/16 كانون الثاني/2020

بالأسماء- هذه مسودة حكومة دياب المنتظرة/المركزية/16 كانون الثاني/2020

حكومة ”تكنوقراط التحالف الحاكم” هل ترضي الانتفاضة؟/النهار/16 كانون الثاني/2020

ولادة مرتقبة لحكومة دياب وسط احتقان الشارع/العرب/16 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82351/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%af%d9%87-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%b4%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d9%86/