المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january17.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لأَنِّي لا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ يُؤَنِّبُنِي، لكِنَّ هذَا لا يُبَرِّرُني، إَنَّمَا دَيَّانِي هُوَ الرَّبّ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

الياس بجاني/التوقعات من لقاء بكركي الوجداني: صفر مكعب لأن فاقد الشيء لا يعطيه

الياس بجاني/نوابنا الموارنة بغالبيتهم: ريتون ما يكونوا بديار حدا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سمعت ضجيجا وضوضاء فرنت اذناي/الأب سيمون عساف/فايسبوك

التجمع من أجل السيادة: سقطت مقولة العهد القوي ولبنان مهدد بتصنيفه دولة فاشلة وعاجزة عن الوفاء بالتزاماتها

الياس الزغبي: بعد سقوط هيبة الدولة وشعار "العهد القوي" يقتضي الخروج من انحراف ١٣ سنة في السياسة الوطنية

المقاومة الثقافية/ميشال ابو عبود/فايسبوك

البيان الختامي للقاء بكركي: متمسكون بالوحدة الوطنية والعيش مع شركائنا وليس لأحد أن يصنع للبنان هوية جديدة مغايرة لحقيقته

الراعي من بكركي: الوحدة اللبنانية مهددة واجتماعنا من أجل توحيد الرأي حول كيفية الخروج من حال الخطر

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 16/01/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 16 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

كلام هيل عكس رغبةً دولية جامعة بكسر الجمود اللبناني وتزخيم العمل المؤسساتي

توجّه نحو تفعيل تصريف الاعمال وسط تقدّم معادلة "لاحكومة قبل اتضاح الصورة اقليميا

رسالة الى "الشيعية السياسية"/الفراد الرياشي/الكلمة اولاين

فارس سعيد لـ”السياسة”: لقاء بكركي إعلان عن قلقها وليس تكريساً لزعامة أحد

هذه أسباب الخلوة الدرزية غداً بحضور جنبلاط/ كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

هل استخدم السفير الإيراني "منصة الحريري" للردّ على هيل؟

أرى نفسي به/محمد يوسف بيضون/اللواء

صاحب الحزام الناسف يروي خفايا معارك عرسال وخطف العسكريين/قاتل ضمن «كتيبة الفاروق» بسوريا والتحق بـ«النصرة» في لبنان/يوسف دياب/الشرق الأوسط

طهران تهاجم مواقف هيل... وباسيل يبحث مع لافروف عودة النازحين ولبنان يدخل منطقة التجاذب الأميركي ـ الإيراني

هيل لم يوجه دعوة إلى لبنان لحضور قمة وارسو «تقديراً لخصوصيته»

واشنطن تعتبر وجود الحريري على رأس الحكومة ضرورة للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي

هيفاء أبو غزالة: قمة بيروت تستهدف النهوض بالشباب

مساعدة الأمين العام للشؤون الاجتماعية قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها ستشهد إطلاق إطار عربي للقضاء على الفقر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 4 جنود أميركيين بهجوم لـ«داعش» في منبج

العراق ينفي تسلمه طلباً أميركياً بتجميد الميليشيات وحل “الحشد”

اتفاق مبدئي بين الأحزاب الكردية على تقاسم المناصب في الرئاسات الثلاث لإقليم كردستان

التحالف الدولي”: ندرب 173 ألف رجل أمن عراقي

بومبيو حذّر بغداد من قصف إسرائيل فصائلها المقاتلة بسورية

تفجير “داعشي” في منبج يقتل 19 بينهم 5 عسكريين أميركيين

إيران أكدت بقاء قواتها... والأكراد رفضوا المنطقة الآمنة... وروسيا طالبت واشنطن بتقديم خطة انسحابها

تركيا تسرق زيتون عفرين وتبيعه لأوروبا

إسرائيل تزوِّد المعارضة السورية بالسلاح

الأكراد يرفضون «منطقة آمنة» تحت سيطرة تركيا شمال سوريا

إردوغان يتفاهم مع ترمب حول المنطقة الآمنة ويلتقي بوتين قريباً ووصف الاتفاق مع الرئيس الأميركي بأنه «تاريخي»

عباس يطلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة/تسلم رئاسة {مجموعة الـ77 والصين} متعهداً الدفاع عن مصالح دولها

رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يواجه 4 تحديات خارجية وداخلية

ظريف في كردستان العراق بحثاً عن مهرب من العقوبات

مجلس الأمن يقرر نشر 75 مراقباً لمتابعة الهدنة بالحديدة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحريري يستجير من غلو الأميركيين بـ"الانتصار" الإيراني/منير الربيع/المدن

لغط حول أداء بكركي وسيدها وكواليس العلاقة بالفاتيكان/المدن - لبنان

الدعم الأميركي مستمرّ «على أن يدعم لبنان نفسه»/أسعد بشارة/الجمهورية

إستياءٌ أميركي من لبنان: كَذِبتم علينا كثيراً/طوني عيسى/الجمهورية

برقية سرية من واشنطن إلى بيروت: ممنوع المُشاركة في إعمار سوريا/ ليا القزي/الأخبار

 عن بيان الحريري ونزار زكا/حسن عليق/الأخبار

طبول الحرب تقرع مجدداً: هل تهاجم أميركا إيران/وليد شرارة/الأخبار

حلف بومبيو العربي ضد طهران/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

بومبيو بين إيران وقطر/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

ضرورة مواجهة الخطر الإيراني في المنطقة/د. خالد بن نايف الهباس/الشرق الأوسط

خمسون درساً/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تابع التحضيرات للقمة الاقتصادية وتسلم رسالة اعتذار من عباس لعدم حضورها لترؤسه الوفد الفلسطيني الى مجموعة ال77 زائد الصين

رئيس الجمهورية شكر وزير الدفاع الاسترالي على دعم بلاده الثابت للجيش تدريبا وتجهيزا

عون: اجتماع بعبدا أعاد ضبط اللغط حول الواقع المالي للدولة

بري رد على الحريري وأكد في لقاء الأربعاء: نحن في أمس الحاجة للحكومة بدلا من سياسة المناكفة

بري رد على الحريري وأكد في لقاء الأربعاء: نحن في أمس الحاجة للحكومة بدلا من سياسة المناكفة

الرابطة المارونية: لقاء بكركي ضروري لإعادة إنتاج منظومة من الثوابت تكون الركيزة لوحدة الصف

اللجنة العليا المنظمة للقمة العربية عقدت اجتماعا موسعا للمفارز السباقة للدول المشاركة واعلنت عن برنامج عمل القمة بدءا من غد الخميس وحتى الأحد

قاسم: جولة هيل برسم الأرشيف الإعلامي ومتاحف التاريخ ومفتاح الحل الحكومي داخلي بامتياز

العلاقات الاعلامية في حزب الله دانت اعتقال السلطات الاميركية زميلة في قناة برس تي في

التنمية والتحرير حذرت من الأبعاد الخطيرة للعدوان الإسرائيلي بإنشاء الجدار الحدودي

الرئيس أمين الجميّل: برّي كان ضحيّة "6 شباط"...

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لأَنِّي لا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ يُؤَنِّبُنِي، لكِنَّ هذَا لا يُبَرِّرُني، إَنَّمَا دَيَّانِي هُوَ الرَّبّ

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس04/من01حتى13/”يا إِخوتي، فَلْيَحْسَبْنَا كُلُّ إِنْسَانٍ مِثْلَ خُدَّامٍ لِلمَسِيح، ووُكَلاءَ عَلى أَسْرَارِ ٱلله. وكُلُّ مَا يُطلَبُ مِنَ الوُكَلاءِ هوَ أَنْ يَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُم أَمِينًا. أَمَّا أَنَا فأَقَلُّ شَيْءٍ عِنْدِي أَنْ تَدِينُونِي أَنْتُم أَوْ أَيُّ مَحْكَمَةٍ بَشَرِيَّة، بَلْ وَلا أَنَا أَدِينُ نَفْسِي؛ لأَنِّي لا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ يُؤَنِّبُنِي، لكِنَّ هذَا لا يُبَرِّرُني، إَنَّمَا دَيَّانِي هُوَ الرَّبّ. إِذًا فلا تَدِينُوا قَبْلَ الأَوَان، إِلى أَنْ يَأْتِيَ الرَّبّ. فَهوَ الَّذي يُنِيرُ خَفَايَا الظَّلام، وَيُظْهِرُ نِيَّاتِ القُلُوب، وحينَئِذٍ يَنَالُ كُلُّ وَاحِدٍ مَدِيْحَهُ مِنَ ٱلله. وأَنَا لأَجْلِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، جَعَلْتُ مِنْ نَفْسِي وَمِنْ أَبُلُّوسَ مِثَالاً، لِتَتَعَلَّمُوا بِنَا مَعنَى هذَا القَوْل: «لا شَيءَ فَوقَ مَا هُوَ مَكْتُوب»، فلا يَنْتَفِخَ أَحَدٌ مِنَ الكِبْرِيَاءِ مُتَحَزِّبًا لِوَاحِدٍ ضِدَّ الآخَر. فَمَنِ الَّذي يُمَيِّزُكَ عَنْ غَيْرِكَ؟ وأَيُّ شَيءٍ لَكَ وَلَمْ تَأْخُذْهُ هِبَةً؟ وإِنْ كُنْتَ أَخَذْتَهُ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ هَا قَدْ شَبِعْتُم! هَا قَدِ ٱغْتَنَيْتُم، وَمَلَكْتُم مِنْ دُونِنَا! ويَا لَيْتَكُم مَلَكْتُم حَتَّى نَمْلِكَ نَحْنُ أَيْضًا مَعَكُم! فإِنِّي أَرَى أَنَّ اللهَ قَدْ أَظْهَرَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ أَدْنَى النَّاس، كأَنَّنَا مَحْكُومٌ عَلَيْنَا بِالمَوت، لأَنَّنَا صِرْنَا مَشْهَدًا لِلعَالَمِ والمَلائِكَةِ والبَشَر. نَحْنُ حَمْقَى مِنْ أَجْلِ المَسِيح، وأَنْتُم عُقَلاءُ في المَسِيح! نَحْنُ ضُعَفَاء، وأَنْتُم أَقْوِيَاء! أَنْتُم مُكَرَّمُون، وَنَحْنُ مُهَانُون! ولا نَزَالُ حَتَّى هذَهِ السَّاعَةِ نَجُوعُ ، ونَعْطَشُ، ونُعَرَّى، ونُلْطَمُ، ونُشَرَّدُ، ونَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا! وحَتَّى الآنَ نُشْتَمُ فَنُبَارِك، نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِل، يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنُعَزِّي! لَقَدْ صِرْنَا مِثْلَ أَقْذَارِ العَالَم، وَنِفَايَةِ النَّاسِ أَجْمَعِين”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/16 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71143/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84/

كما كان معلوماً ومتوقعاً فقد جاء بيان لقاء بكركي الماروني التشاوري الختامي منمقاً ورمادياً وانشائياً ودون جدوى عملية حيث استفاض واضعوه في شرح أعراض المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه وبدستوره وبمؤسساته وبهويته وبتاريخه وبرسالته وبالقرارات الدولية الخاصة به وبأمنه وبدوره وبلقمة عيش بنيه... لكنهم للأسف قد تعاموا عن سابق تصور وتصميم ذميين عن تسمية المرض الذي هو "الاحتلال الملالوي" ودون الإشارة إليه بشجاعة وعلنية دون خوف أو تردد، والأهم دون ذمية وتقية، وكذلك دون خلفيات نرسيسية لحسابات سلطوية ونفعية وأرباح شخصية وغير وطنية.

لم يأتي البيان لا من قريب ولا من بعيد، ولا مباشرة ولا حتى مواربة أو تلميحاً، على ذكر كارثة احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي للبنان، والذي هو واقعاً معاشاً على الأرض "المرض السرطاني" المسبب الأساسي وربما الوحيد حالياً لكل الأعراض التي ذكرها البيان وتفنن في جردها بمفردات رمادية ومموهة...

أليس هذا التعامي المتعمد هو ما تعنيه الآية الإنجيلية: "مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين! إِنَّمَا المَطْلُوبُ وَاحِد" (لوقا10/38حتى42)؟!!.

عملياً ما معنى قول البيان بأن على لبنان أن يلتزم بالشرعتين الدولية والعربية دون أن يوضح ما يعنيه تحديداً، ودون التطرق بجرأة ودون لف ودوران "لاتفاقية الهدنة الدولية بين لبنان وإسرائيل"، وللقرارين الدوليين رقم 1559 و1701، اللذين يطالبان ببنود واضحة ومحددة بتجريد سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها (وحزب الله ميليشيا) وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية؟

وعملياً ما فائدة وجدوى المطالبة بضرورة سرعة تشكيل الحكومة وبالبكاء على الوحدة الوطنية، والعويل على الوضع الاقتصادي الدركي، ما لم يُسمى جهاراً من يقف وراء كل هذه العراقيل والذي هو الاحتلال الإيراني الإرهابي؟

وما جدوى ونفع تشكيل لجنة متابعة من نواب قرار بعضهم ليس ملكهم وهم ينفذون ولا يقررون، ووطنياً لا يجمع بينهم أي رابط فكري أو سيادي أو استقلالي أو دستوري أو أية رؤيا إستراتجية واحدة، في حين أن بعضهم يقدس سلاح المحتل ويشكل غطاءً له؟

وأليس هذا التصرف الإستعمائي هو قمة في التناقض وينطبق عليه قول رسول الأمم، بولس: "لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين". (رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24)؟

وهل ما جاء في البند الثامن من البيان مصداقية حيث تم التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان دون التطرق لدور حزب الله الذي يسبب هذه الانتهاكات؟

وهل المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية دون القول "القرارات الخاصة بلبنان" وذكر هذه القرارات وأرقامها أي معنى عملي؟

وهل المطالبة بدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بواجبهم في الدفاع عن لبنان وحفظ أمنه وسيادته بوجود دويلة وجيش احتلال رديف يشارك نيابة عن إيران في كل الحروب الإقليمية وينفذ عمليات إرهابية في العديد من الدول؟

وهل الوجدان الماروني الذي طالب البيان الالتزام به يسمح ويقر ويبرر المواقف الرمادية التي جاءت في البيان ؟

وهل واضعو البيان على معرفة بالآية الإنجيلية القائلة: "لأنك لست ساخناً ولا بارداً، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي". (الرؤيا03/15و16)

يبقى أن اللقاء كان مشهديه مسرحية ليس إلا ولن يكون له عملياً أية نتائج سيادية أو استقلالية كما أن مفاعيله حقيقة انتهت مع انفضاضه.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي/الياس بجاني/16 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A/

 

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

الياس بجاني/16 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/71092/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7-2/

(الفيلسوف والمؤرخ كمال الحاج: “لقد جئت لأقول وبرصانة إن إلغاء الطائفية جريمة ترتكبها حيال لبنان، بل حيال العروبة. جئت لأقول بصراحة وبصوت عالٍ وباقتناع مسؤول: أنا طائفي”.)

يتحفنا نفر كبير من طاقمنا السياسي والحزبي والرسمي وعلى مدار الساعة بأطروحات انكشارية ومهرطقة تركز على القول بأن النظام اللبناني غير صالح وأنه لم يعد يتماشى لا مع العصر ولا مع التطور ولا مع الديموغرافيا… وذلك لأنه نظام طائفي..علماً أن معظم هؤلاء الجهابذة طائفيون ومذهبيون قلباً وقالباً وفكراً وممارسات وينتمون لمجموعات مذهبية وطائفية ولا يعترفون لا بلبنان الكيان والهوية، ولا بالعلمانية ولا بأي مفهوم من مفاهيم الدولة المدنية.

الهدف الأول من كل هذا الضجيج  النفاقي هو ضرب النظام اللبناني الحضاري والتوافقي والرسالة والذي هو الأنسب والأفضل للمجتمعات المتعددة المذاهب والطوائف والإثنيات كما هو حال لبنان.. وكذلك تهميش وجود كل الأقليات التي تميز لبنان بتنوعها وإبعادها عن أي دور سياسي وتحويلها إلى رهائن لا أكثر ولا أقل، كما هو الحال في كل دول الشرق الأوسط.

وثانياً تحويل لبنان إلى دولة مذهبية تابعة لإيران تكون قاعدة للمشروع المذهبي الملالولي الإمبراطوري التوسعي، أو مسرحاً ومنطلقاً للجماعات الأصولية الجهادية.

حالياً، هذا بالتحديد ما يسعى إليه حزب الله علنية ومنذ قيامه سنة 1982، في حين أن قادته الكبار ومنظريه من مثل السيد نصرالله والشيخ نعيم قاسم يجاهرون بسعيهم لقيام الدولة الإسلامية الخالصة كما هو الحال في جمهورية إيران الإسلامية.

من هنا فإن كل ما يقوم الحزب الملالوي هذا من إرباكات للنظام وضرب للاقتصاد وتجويف للمؤسسات وللقوى الأمنية وللدستور وللأعراف يندرج في هذا السياق الجهنمي الممنهج.

والأخطر من مخطط حزب الله في هذا الإطار هو “موضة” أي تقليعة الإدعاء ليلاً نهاراً من قبل غالبية طاقمنا السياسي والحزبي بأن نظامنا هو وراء كل ما يعاني منه الوطن والشعب من صعاب على المستويات المعيشية والإستراتجية كافة..

هؤلاء وعلى خلفية ذميتهم وثقافتهم التجارية وفكرهم الطروادي وقلة إيمانهم وخور رجائهم وصفر وطنيتهم ولبنانيتهم يؤدون دور الأدوات والأبواق الرخيصة والمأجورة التي يستخدمها حزب الله.

عملياً وواقعاً وعلمياً ودستورياً، فإن النظام اللبناني هو من أفضل وانجح الأنظمة في العالم حيث مكونات الوطن هي من مذاهب وأديان واثنيات وحضارات متعددة…ولهذا سماه قداسة البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني “وطن الرسالة”.

وعملياً ودستورياً وحضارياً فإن نظام لبنان قائم على الطائفية السياسية، أي مبني على تقاسم السلطة بين الطوائف كافة (المعترف بها وعددها 18) علماً أن لا دين رسمي للدولة اللبنانية، وهذا أمر تفتقد إليه كل أنظمة دول الشرق أوسطية، ومؤخراً التحقت إسرائيل بكل هذه الدول بعد إقرارها قانون يهودية الدولة العبرية.

إن النظام اللبناني الطائفي هو تعايشي وحضاري بامتياز عملاً بالمعايير الحقوقية والإنسانية كافة.

نظام لبنان الطائفي يميز لبنان إيجابياً عن كل أنظمة دول الشرق الأوسط الدكتاتورية والدينية والقمعية والجهادية والعسكرية.

في لبنان فقط هناك وجود سياسي ومشاركة سياسية فاعلة ومنظمة وواضحة للمذهب الدرزي وللمذاهب المسيحية كافة.

وفي لبنان فقط في ما عدا الجمهورية الأرمينية للأرمن كقومية وكمذهب مشاركة فاعلة في الحكم.

كل دول الشرق الأوسط للدولة دين فيما عدا لبنان.

من هنا فإن كل السياسيين الذميين ومنهم كثر من أهلنا الموارنة الذين ينتقدون النظام اللبناني الطائفي هم جماعة من المنافقين وتجار الهيكل وما كان ليكن لهم وجود في الحياة السياسية لولا النظام هذا.

وفي نفس هذا السياق فإن كل من يدعي بأن المارونية السياسة كانت عنصرية أو قمعية هو 100% متجني وغير صادق لأنه أولاً لا وجود لمارونية سياسية، بل لحكم دستوري 100%.

 ويوم بدأ ضرب الدستور أي التوافق بين المذاهب على احترام النظام الطوائفي راحت تحل الكوارث على لبنان ولا تزال تتولى وتتكاثر.

وفي هذا الإطار فإن اتفاقية الطائف كانت ضرباً ونقضاً واضحا للاتفاق الاستقلالي الدستوري التي عقد بين اللبنانيين يوم نال استقلاله من الانتداب الفرنسي.

وكذلك فرض الهوية العربية (من خلال اتفاقية الطائف) على لبنان واللبنانيين كان عملاً قمعياً لأن الشرائح اللبنانية في غالبيتها العظمى ليست عربية.

يبقى أن الطاقم السياسي اللبناني الفريسي وخصوصاً الفريق المسيحي منه هو منافق وذمي ولا يهمه غير تأمين مصالحه الخاصة.

والمضحك المبكي أن من يطالب في لبنان بإلغاء النظام الطائفي هم الطائفيون مليون بالمائة فكراً وثقافة وأهدافاً وممارسات.. وما يطالب به هؤلاء ويسعون إليه عملياً هو قمع كل الأقليات كما هو الحال في كل دول الشرق الأوسط ومعاملتها كأهل ذمة.

في الخلاصة، فإن العلة ليست في النظام اللبناني الطائفي، ولا في الدستور الذي تم التوافق عليه يوم نال البلد استقلاله، بل هي في نوعية وخامة وفكر وثقافة الطاقم السياسي العفن من سياسيين تجار وأصحاب شركات أحزاب دكتاتورية ومافياوية.

يبقى إنه من المحزن أن شرائح كثيرة من شعبنا هي أغنام في ممارساتها السياسية وتسير خلف السياسيين الطرواديين وأصحاب شركات الأحزاب الفجار بغباء وجهل وقلة إيمان..

واخطر هذه القطعان هم أولئك المنطوون داخل الأحزاب الشركات وهنا هم كلهم سواسية في العهر والنفاق والذمية والكذب والنفاق.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*الفيلسوف كمال يوسف الحج: ابعاد القومية اللبنانية/اضغط هنا لقراءة الدراسة
*الفيلسوف كمال الحاج/ابعاد الطائفية في لبنان والعالم العربي/اضغط هنا لقراءة الدراسة


التوقعات من لقاء بكركي الوجداني: صفر مكعب لأن فاقد الشيء لا يعطيه
"إياكم وخمير الفريسيين الذي هو الرياء. فما من مستور إلا سينكشف" (لوقا 12/01-12)

الياس بجاني/15 كانون الثاني/19
http://eliasbejjaninews.com/archives/71107/71107/
يوم
طلب الكتبة والفريسيين من السيد المسيح إسكات تلاميذه وهو يدخل اورشليم رد عليهم قائلاً: "لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة" (لوقا 19/40).

وحجارة صرح بكركي "الذي أعطي له مجد لبنان" سوف تتكلم وترفع الصوت عالياً بغضب وتأنيب ورذل بوجه غالبية من دعاهم البطريرك الراعي للقاء وجداني يبحث في حال الموارنة التعيس والدركي على مستوى الحكام والقيادات والأحزاب والسياسيين. من هنا ودون لف ودوران، ودون قفازات أو أقنعة ومسايرة أو تملق لا بد من الشهادة للحق وتسمية الأشياء بأسمائها مرددين مع مار بولس رسول الأمم: "فلو كنت إلى اليوم أطلب رضا الناس، لما كنت عبدا للمسيح." (غلاطية10/01)

والحقيقة المحزنة هي أن من دعاهم البطريرك الراعي من الطاقم السياسي والحزبي والسياسي الماروني للقاء في بكركي هم في غالبيتهم العظمى عملياً وواقعاً ملموساً ومعاشاً تابعين إما لإيران وملاليها ويبخرون ويسوّقون دون حياء لسلاح ودويلة حزبها الإرهابي، أو مرتبطين حتى العظم بنظام الأسد الكيماوي، أو قد نعسوا كحراس للوطن وداكشوا الكراسي بالسيادة وقفزوا فوق دماء الشهداء وتلحفوا بهرطقتي الذمية الواقعية، أو متطفلين على السياسة وحربائيين، أو أقزام ذميين، أو جماعة من تجار الهيكل ..

وبالتالي لا أمل ولا رجاء منهم لا اليوم ولا في أي يوم.

وقمح بدا تاكل حني من هيك معاجن!!!

هؤلاء لم يتركوا معصية وفاحشة إلا واقترفوها لأنهم اختاروا على خلفية قلة إيمانهم وخور رجائهم السير في مسالك الأبواب الواسعة التي تؤدي إلى نار جهنم ودودها.

مع سيدنا المسيح نقول لهؤلاء: "تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا، ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين». (متّى02/من20حتى28)

حبذا لو يتعلم ويتعظ زوار بكركي من الآية الإنجيلية: "يا إخوَتِي، ذَكِّرْهُم بِذلِك ونَاشِدْهُم في حَضْرَةِ الله أَنْ يَتَجَنَّبُوا المُمَاحَكاتِ الَّتي لا نَفْعَ مِنْهَا، والتي تَهْدِمُ السَّامِعِين". (طيموتاوس02/من14حتى26)

في الخلاصة، فاقد الشيء لا يعطيه.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نوابنا الموارنة بغالبيتهم: ريتون ما يكونوا بديار حدا

الياس بجاني/14 كانون الثاني/19

غالبية نوابنا الموارنة الذين سيجتمعون وجدانياً في بكركي الأربعاء هم غرباء عن المارونية بقيمها ورسالتها ودورها وهويتها والتاريخ ومنسلخين عن عنفوانها ومستزلمين لقوى احتلالية ارهابية هي عدوة لكل ما هو لبناني..اجتماعهم عبثي ومضيعة للوقت ولن يثمر غير المزيد من الذمية والإستسلام. ريتون ما يكونوا بديار حدا!

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سمعت ضجيجا وضوضاء فرنت اذناي!

الأب سيمون عساف/فايسبوك/16 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71148/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D8%B3%D9%85%D8%B9%D8%AA-%D8%B6%D8%AC%D9%8A%D8%AC%D8%A7-%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%AA/

حمل الأثير لي بشارة ان هناك اجتماع عُقد في "صرح الصنوبرات" فارتجف كياني وعوى البوم في الغابات من حولي.

اضافة الى ريح تولولُ وصقيع يقرص وامطار تنهمر وثلوج تتساقط.

بالله منك يا شهر كانون الثاني انك قاسٍ قارس!!!

يا ليت المسؤول الأول اطلق من على المشارف النداء من دون العجقه التي خضّت ومضّت وان غابت ام حضرت لا تضر ولا تنفع.

هم انفسهم كانوا السبب والبلوي!

اخجل من هذه المواربات لأن المرض يتفشى والعلاج مفقود.

لم اتلقّف شيئا جديدا بل ان الأسطوانة نفسها تدور وتتكرر الأغاني التي تدقّ على مسامع الطرشان.

يعني لا الدواء الناجع هو هذا ولا الداء العضال بعد ممكنٌ ان يضمحل.

كل ما اودّ ان اقول لم ولن نلحظ محاسبة لِذات الذوات الذين ارتكبوا اغلاطا فادحة فاضحة لن تمحى ولن تنتسى، واصحابها يتشبّث تمسُّكهم بادارة الأزمة المأزقية الخانقة.

نعم انهم عُجّز ولكن حاكمُك وربّك، والأدهى ان الهامة التي ترتمي التِبعَة على عاتقها لا قرار حاسم لديها ولا جزم يفصل فيبصم تاريخا جديدا ويريح.

الى الآن نراوح مكاننا والمراوغة بين اطياف البلد هي عينها، لا قناعة عند البعض بالبعض الآخر.

لماذا هذا الخوف لماذا هذه المداورة فلنقُلها بصراحة ونطرحها على العلن، ما لم يتكوّن نظام جديد لقيام دولة فسلام على الجميع.

ولا تعتقدن شريحة من شرائح مجتمعنا مهما اتسع حجمُها او انكمش، انها قادرة على الاطاحة بالأخرى، فهذا ضربٌ من المحال وامرٌ من امور مستحيل.

اكتفي بالإشارة والتنويه، وعلى أَلألِبّاءُ ان يفهموا مع الممنون والشكران يا قرَّائي الميامين.

وكل عيد مار انطونيوس اب الرهبان وانتم بخير سيما من يتيمّن بالاسم الجليل

ا.د. سيمون عساف 16/1/2019

 

التجمع من أجل السيادة: سقطت مقولة العهد القوي ولبنان مهدد بتصنيفه دولة فاشلة وعاجزة عن الوفاء بالتزاماتها

16 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71141/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%B3%D9%82%D8%B7%D8%AA-%D9%85%D9%82%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF/

عقد التجمع من أجل السيادة إجتماعه الدوري الأسبوعي وناقش التطورات السياسية والأمنية، وأصدر البيان الآتي:

1- إن ما سبق موعد انعقاد القمة العربية الإقتصادية في بيروت من مواقف سياسية وأعمال شغب على الأرض يؤكد أن لا مجال لأية حلول إدارية أو سياسية أو اقتصادية، بمعزل عن استعادة الدولة اللبنانية سيادتها كاملة على قرارها وأرضها. إن منع أي وفد عربي من حضور القمة بالقوة، بعدما قررت المؤسسات الدستورية اللبنانية استضافة القمة، بمعزل عن الأسباب والتبريرات، خطوة لا دستورية تتعارض مع مقدمة الدستور التي تنص على أن لبنان عضو في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، وبالتالي فإن صدقية الدولة اللبنانية وواجباتها تقتضي من كل الأجهزة المعنية الإلتزام بقرار المؤسسات الدستورية وتنفيذه بحذافيره.

2- إن تمادي حزب الله وحلفاءه المحليين والإقليميين في المحاولات الهادفة الى تزوير هوية لبنان الثقافية والحضارية والسياسية، تشهد فصلا جديدا من فصولها من خلال محاولات تعطيل انعقاد القمة الإقتصادية العربية في بيروت، وتأجيلها والتشويش عليها. إن العمل الدؤوب والممنهج والمستمر لحزب الله وحلفائه من أجل عزل لبنان عن الشرعيتين العربية والدولية، وإلحاقه بالمحور الإيراني سيؤدي الى مزيد من الضغوطات السياسية والإقتصادية والأمنية على لبنان، وسيفاقم الأزمات الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية التي يعاني منها الشعب اللبناني.

3- يحذر التجمع من أجل السيادة من أن عجز المؤسسات الدستورية اللبنانية عن تحمل مسؤولياتها السيادية، في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والإقتصادية والمالية، والرضوخ للمشروع الإيراني وسلاح حزب الله في الداخل وعلى الحدود الجنوبية وفي السياسة الخارجية، يدفع بالدول الفاعلة إقليميا ودوليا إلى زيادة الضغوط على الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية والأمنية والعسكرية، وبالتالي فإن القيمين على المؤسسات الدستورية اللبنانية مدعوون الى مراجعة سياساتهم لتتلاءم مع متطلبات الشعب اللبناني وتطلعاته وحقوقه في حياة آمنة وكريمة ومستقرة وفي تنمية مستدامة، لا مع مشاريع الحروب والتدمير والإفقار التي تعتمدها إيران لفرض سيطرتها على دول المنطقة وشعوبها.

4- يوما بعد يوم، تسقط نظرية العهد القوي، وتثبت صفقة التسوية التي أبرمتها الأحزاب والتيارات والقوى السياسية التي تقاسمت السلطة وتحاصصت مفاصلها، أنها مصدر للأزمات وسبب لها. لقد بات إداء القيمين على الدولة اللبنانية وقراراتها يهدد بتصنيف لبنان عربيا وعالميا دولة فاشلة، عاجزة عن تحمل مسؤولياتها تجاه شعبها وتجاه المجتمعين العربي والدولي، مما يستدعي من الرأي العام اللبناني الإنتقال من مرحلة الشكوى الى ممارسة الضغوطات السياسية والإعلامية اللازمة على أركان السلطة لإجبارهم على التخلي عن سياسات الإستسلام وصفقات مبادلة السيادة بالمناصب الرئاسية والحكومية والنيابية وحتى الإدارية، كسبيل لا بد منه لإنقاذ لبنان من سطوة سلاح حزب الله الإيراني المصدر والقرار والأهداف ومشاريعه التدميرية، ومن الممارسات الميليشياوية التي تزرع الفوضى والرعب وعدم الإستقرار في الداخل.

 

الياس الزغبي: بعد سقوط هيبة الدولة وشعار "العهد القوي" يقتضي الخروج من انحراف ١٣ سنة في السياسة الوطنية

وطنية/16 كانون الثاني/19/رأى الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي أن "تراكم الأزمات بلغ ذروته بكسر هيبة الدولة وإسقاط شعار العهد القوي، بعد تفريغه من أدوات الحكم عبر تعطيل الحكومة، ومعاكسة قمة بيروت".

وقال في تصريح "لم تعد التسوية السابقة بمقايضاتها في السلطة قادرة على انتاج استقرار سياسي واقتصادي وربما أمني، خصوصاً بعد اعتماد إيران لبنان ساحة للرد المباشر على السياسة الأميركية، وبات على الحكم تعديل خياراته بالتحرر من ثقل أجندا "حزب الله" وطهران ودمشق".

وأضاف: "إن هذا التحرر يفرض رفع الغطاء عن السلاح غير الشرعي، والتزام الشرعيتين العربية والدولية، وإعادة النظر بالتحالف مع "٨ آذار" الذي كان في أساس الانحرافات الوطنية التي يدفع لبنان ثمنها الآن، بدلاً من طلب غطاء بكركي لسياسات ثبت عقمها وضررها"

 

المقاومة الثقافية

ميشال ابو عبود/فايسبوك/16 كانون الثاني/19

إنّ الأرض اللبنانيّة هي "إرث تكوّنت من خلاله وعليه الهويّة التاريخيّة المارونيّة" والموارنة مهما فعلوا في العالم "يبقون بحاجة إلى الأرض التي تجسّد هويّتهم الخاصة والتي تربطهم بتاريخهم العريق،  تاريخ قداسة وصراع من أجل البقاء والشهادة على الإيمان والقيم الإنسانيّة". فلقد ارتبط التاريخ الماروني بلبنان

 أرضاً ووطناً.. والأرض هي الوطن والكيان،  وقيمتها هي في ما تجسّده من قيم وخبرة وبُعد حضاري ووجودي. ولقد ارتبط اسم لبنان  بالموارنة باعتبارهم "جزءاً أساسياً من كيانه التاريخي والسياسي"،  وحيثما ارتحل الموارنة وحلّوا،  وتفاعلوا مع أوطانهم لجديدة،  فإنّهم لن ينسوا أرض المنشأ،  أرض لبنان التي تبقى في وجدانهم أرض أجدادهم وقديسيهم ومرجعيّتهم البطريركيّة ... ولأنّ "الحفاظ على الأرض هو حفاظ على الهويّة،  ولأن الحفاظ على الهويّة هو حفاظ على الكيان والديمومة". الموارنة مجد لبنان

 

البيان الختامي للقاء بكركي: متمسكون بالوحدة الوطنية والعيش مع شركائنا وليس لأحد أن يصنع للبنان هوية جديدة مغايرة لحقيقته

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019

وطنية - صدر عن الصرح البطريركي في بكركي، البيان الختامي للقاء رؤساء الكتل النيابية والنواب الموارنة، وجاء فيه: "بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفي لحظة وطنية دقيقة، وانطلاقا من قناعة الموارنة الراسخة بأن لبنان ليس لهم بل هم للبنان، انعقد في الصرح البطريركي في بكركي يوم الاربعاء في السادس عشر من كانون الثاني 2019، لقاء لرؤساء الكتل النيابية والنواب الموارنة للبحث في ما آلت اليه الاوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية في لبنان وما يجب القيام به لدرء المخاطر وطمأنة جميع اللبنانيين.

ان هذا اللقاء هو ذو بعد وطني. فالصرح البطريركي كان المجاهد والعامل الاول على قيام لبنان، وهو ضنين به.

وبعد نقاش معمق، أكد المجتمعون النقاط الآتية:

اولا: تبني مضمون الكلمة الإفتتاحية لصاحب الغبطة والنيافة.

ثانيا: ان لبنان المجتمع والدولة نشأ من التلاقي الحضاري والانساني العميق بين المسيحيين والمسلمين من ابنائه، وذلك منذ تلاقي هاتين الديانتين على ارضه. وهوية لبنان التاريخية هذه، التي تعكس كيانه الروحي العميق، هي التي طبعت دستوره، وليس لاحد ان يصنع للبنان هوية جديدة مغايرة لحقيقته.

ثالثا: تعلقهم بالوحدة الوطنية وبالميثاق الوطني والعيش مع شركائهم في الوطن وبحسن ادارة التعددية على اساس الشراكة الوطنية العادلة والمحقة والمتوازنة وتمسكهم باحترام الدستور وسيادة الدولة ورفض كل ما من شأنه المس بتوازن المؤسسات الدستورية وصلاحيات كل منها، وفي مقدمها رئاسة الجمهورية، بما هي رئاسة للدولة ورمز لوحدة الوطن، لان احترام الصلاحيات المنوطة بمسؤولي الدولة والتعاون المتكافىء بين السلطات الثلاث يحمي الدستور ويخدم مصلحة الوطن والناس ويعزز مناعة الدولة وهيبتها.

رابعا: التمسك باستقلالية القرار الوطني وبمصلحة لبنان العليا في صياغة علاقاته الخارجية والتزام مقتضيات انتمائه الى المنظومتين العربية والدولية حتى لا تتشوه هوية لبنان ويصبح في عزلة عن محيطه العربي والدولي.

خامسا: وجوب تطبيق الدستور، نصا وروحا، ورفض تحويل اي استباحة له الى عرف جديد واعتبار المؤسسات الدستورية الإطار الوحيد لمناقشة الأزمات السياسية وحلها ورفض جميع الأساليب التي تهدد بالانقلاب على الدولة او السطو على قرارها.

سادسا: ان حضور المسيحيين في لبنان ودورهم الفاعل فيه، ومحافظتهم على الارض وعلى الحرية هي شروط لاستمرار "لبنان الرسالة" كنموذج للتعددية والتنوع والحرية والديمقراطية.

سابعا: الدعوة الى الاسراع في تشكيل حكومة وفق الدستور وآلياته تكون منتجة وتشكل حافزا لدى المجتمع الدولي لمساندة لبنان. والتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف اللذين اناط بهما الدستور عملية التأليف حتى لا يبقى لبنان عرضة للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ثامنا: التنديد بالانتهاكات الاسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان ومواجهة خطرها بمزيد من التضامن الوطني تحت سقف الدولة والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية، ورفض أي محاولة لتوطين اللاجئين الفلسطنيين في لبنان وتأكيد حقهم في العودة.

تاسعا: دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بواجبهم في الدفاع عن لبنان وحفظ أمنه وسيادته.

عاشرا: القيام بكل ما من شأنه تأمين عودة النازحين السوريين الى ارضهم بأسرع وقت والتأكيد على حقهم في العودة الآمنة الى أرضهم، لان النزوح بات يمثل تحديا وجوديا جديا ويعرض هوية لبنان وكيانه لخطر بالغ، وقد اصبحت معالجته ملحة.

حادي عشر: التعاطي بمسؤولية بالشأنين الاقتصادي والمالي لمواجهة ما يهدد امن المواطنين الاجتماعي. والسعي المشترك الفاعل لضبط حسابات المالية العامة ووقف الهدر ومكافحة الفساد لخفض العجز في الموازنة، فالناس تئن من البطالة والفقر والمؤسسات تقفل ابوابها، وشبابنا يهاجر مرغما.

ثاني عشر: تشجيع الشباب المسيحي ومساعدته على الانخراط في مؤسسات الدولة والادارات العامة المدنية والعسكرية والامنية.

ثالث عشر: أكد المجتمعون التزامهم الوجدان الماروني وثوابته الوطنية التاريخية وخصوصا لجهة العلاقات التي تجمعهم على قواعد المسالمة والغفران والتعاون بالرغم من تعدد الخيارات السياسية وتعهدوا مواجهة التحديات المقلقة المذكورة أعلاه وتنظيم وتنسيق أطر وآليات لمواجهتها عبر تشكيل لجنة متابعة تضم ممثلين عن الكتل النيابية المشاركة في اللقاء، تباشر اعمالها فورا لاستكمال البحث في النقاط التي طرحت في خلاله على ان تعقد اجتماعات موسعة لاحقا في ضوء نتائج عملها. واللجنة مؤلفة من النواب السادة: ابراهيم كنعان، جورج عدوان، سامي الجميل، اسطفان الدويهي، ميشال معوض، فريد هيكل الخازن، وهادي حبيش.

وأخيرا جدد المجتمعون التزامهم "شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان" الصادرة عن البطريركية المارونية".

 

الراعي من بكركي: الوحدة اللبنانية مهددة واجتماعنا من أجل توحيد الرأي حول كيفية الخروج من حال الخطر

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019

وطنية - أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في كلمة خلال افتتاح اللقاء التشاوري مع رؤساء الكتل النيابية والنواب الموارنة في الصرح البطريركي في بكركي، أن "اجتماعنا كموارنة من أجل لبنان وجميع اللبنانيين"، لافتا إلى خطورة الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية وخطورة وجود النازحين السوريين، مؤكدا أن "الأزمة السياسية الراهنة تكمن في أساس هذه الأوضاع الخطيرة ومن أسبابها عدم تطبيق اتفاق الطائف والدستور المعدل بموجبه"، موضحا أن "الاجتماع اليوم هو للتباحث من أجل توحيد الرأي حول كيفية الخروج من حال الخطر السياسي والاقتصادي والمالي والمواضيع كافة"، معتبرا أن "الوحدة اللبنانية اليوم مهددة"، داعيا إلى أن يكون "هذا اللقاء ملتئما بصورة دائمة لدرء الخطر عن الوطن الحبيب".

وجاء في كلمة البطريرك الراعي الآتي:

1 - أحييكم بإسم أسرة هذا الكرسي البطريركي الذي وصفه سلفنا المثلث الرحمة البطريرك أنطون بطرس عريضه "بالصرح الوطني الذي ليس وقفا على الطائفة المارونية فحسب، بل هو بيت جميع اللبنانيين، ووقف للمصلحة اللبنانية لا فرق فيه بين طائفة وأخرى" ، (راجع خطابه في مؤتمر بكركي بتاريخ 25 كانون الأول 1941). ومع إخواني السادة المطارنة أرحب بكم.

2 - إني أسارع فأوضح أن اجتماعنا كموارنة هو من أجل لبنان وكل اللبنانيين. وليس في نيتنا إقصاء أحد أو التباحث في أمور خاصة بنا دون سوانا. وجل ما نرغبه أن تشركوا زملاءكم في الحكومة والبرلمان والتكتلات النيابية والأحزاب بكل ما نتداوله، وأن تعملوا مع جميع المسؤولين في لبنان بيد واحدة وقلب واحد وفكر واحد على حماية لبنان من الأخطار المحدقة به، التي استدعت وجوب عقد هذا "اللقاء التشاوري".

3 - لا أحد منكم يجهل خطورة الوضعين الإقتصادي والمالي، المنذرين بالتهاوي، وخطورة وجود 1.500.000 نازح سوري، وقد تبسط في هذا الموضوع فخامة رئيس الجمهورية، في خطابه إلى أعضاء السلك الديبلوماسي يوم الأربعاء الماضي التاسع من الشهر الجاري، وعبر عن القلق عند اللبنانيين من موقف الأسرة الدولية بهذا الشأن.

كما أن لا أحد يجهل خطورة الوضع الاجتماعي والمعيشي المذريين اللذين يعاني منهما شعبنا، وهو يعبر عن وجعه في مظاهرات وإضرابات، وقد بدأ يفقد الثقة بالدولة وبحكامها، ولا سيما شبابه الطالع والحامل شهاداته الجامعية، ولا يجد وظيفة ومستقبلا وحقوقا أساسية تمكنه من تحفيز مهاراته في وطنه، فيتوجه إلى أوطان أخرى أفضل منه. إنها لخسارة جسيمة لا تعوض.

4 - كلكم تعلمون أن الأزمة السياسية الراهنة تكمن في أساس هذه الأوضاع الخطرة. وهي أزمة تتفاقم يوما بعد يوم، متأثرة بالحروب والنزاعات الجارية في منطقتنا الشرق أوسطية، ومرتبطة بشؤون داخلية خلافية تتأجل وتتراكم، حتى بات الرأي العام يتخوف من إنفجار يطيح بالكيان والخصوصية اللبنانية التي جعلته صاحب رسالة ودور بناء في منطقتنا. من أجل هذه الخصوصية لبنان محبوب من بلدان المنطقة ومن المجتمع الدولي. والدليل على ذلك مشاركة هذه البلدان في ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان في شهرَي آذار ونيسان الماضيين. كما أنه يشكل علامة رجاء لمسيحيي الشرق الأوسط.

5 - من أسباب هذه الأزمة السياسية عدم تطبيق إتفاق الطائف والدستور المعدَل بموجبه، بنصهما وروحهما، لأكثر من سبب داخلي وخارجي. بل أدخلت أعراف وممارسات مخالفة لهما، وسواها مما جعل من المؤسسات الدستورية ملك الطوائف لا الدولة، فأضعفت بالتالي هذه الأخيرة حتى باتت كسفينة في عرض البحر تتقاذفها الرياح. ونشأت مخاوف حيال ما يطرح في السر والعلن :عن تغيير في النظام والهوية، وعن مؤتمر تأسيسي، وعن مثالثة في الحكم تضرب صيغة العيش المشترك المسيحي - الإسلامي المشبه بنسر ذي جناحين، وعن غيرها، فيما تفصلنا سنة وسبعة أشهر عن الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. فمن المؤسف أن يتراجع نحو الوراء بعد ما حقق من إنجازات إقتصادية ومالية وثقافية.

6 - أمام هذا الواقع المقلق، وتجاه رغبة العديد من اللبنانيين المطالبين هذا الصرح العمل على القيام بمبادرة إنقاذية، رأيت من واجب الضمير أن أدعوكم إلى هذا اللقاء التشاوري المسؤول. فيجب أن نتباحث من أجل توحيد الرأي حول كيفية الخروج من حالة الخطر السياسي والاقتصادي والمالي، وحول مفاهيم ذات طابع دستوري من مثل: الدولة المدنية، وإلغاء الطائفية السياسية، واللامركزية، وحياد لبنان، والثلث المعطِل، والائتلاف الحكومي وارتباطه بقانون الانتخابات الجديد.

7 - الوحدة اللبنانية مهدَدة اليوم. وقد سماها خادم الله البطريرك الياس الحويك "الوديعة الثمينة" التي بذل الجهود في سبيلها، لأنها بنظره "ترسي أسس الميزة اللبنانية، وهي الأولى في الشرق، إذ تحل المواطنة السياسية محل المواطنة الدينية. بسبب هذه الميزة يمتلك لبنان وجها خاصا، وشخصية يتمسك بالمحافظة عليها فوق كل شيء".

واعتبر أن "الوحدة اللبنانية استبقت الميثاق الوطني وهيأت له". (راجع رسالته إلى رئيس مجلس وزراء فرنسا Georges Clémenceau بموضوع "مطالب لبنان" في 25/10/1919؛ ورسالته إلى السيد Léon Cayla حاكم لبنان الكبير، في 19/1/1926). وعندما سأله أحد المسؤولين السياسيين في فرنسا: "إلى أية طائفة أنتم تنتمون؟" أجاب: "طائفتي لبنان".

تقوم الوحدة اللبنانية، في رؤيته، على "احترام الحرية الدينية وتحقيق المساواة بين الطوائف بحيث لا تطغى طائفة على طائفة أخرى، وعلى إحقاق العدل، وعدم التساهل مع متجاوزي القانون" (هذا يظهر في مجموعة من الوثائق).

8 - إبتغيت من هذا العرض، الذي ليس خفيا عليكم، أن نفكر معا في الدور المطلوب منا كمسؤولين اليوم، مثلما فعل قبلنا رجالات من طائفتنا، فتضامنوا في مسيرة طويلة منذ تأسيس البطريركية المارونية مع البطريرك الأول القديس يوحنا مارون سنة 686، وجابهوا المصاعب على أنواعها حتى قيام دولة لبنان الكبير في أول أيلول 1920. ثم واصلوا هذه المسيرة بتوحيد الكلمة ورص الصفوف وتقدمة الشهداء الغالين والتضحيات الجسام. وهكذا استطاعوا، مع سواهم من المواطنين، التغلب على مخططات كادت تودي بالدولة اللبنانية. نحن نريد يقظة وطنية موحدة، منها وبها ننطلق مع كل مكونات المجتمع اللبناني لحماية الجمهورية.

9 - ونرغب أن يكون هذا اللقاء التشاوري ملتئما بصورة دائمة لكي ندرأ الخطر عن الوطن الحبيب، ونعمل مع كل مكوناته المسيحية والإسلامية على حمايته كيانا ومؤسسات وشعبا، فيستعيد مكانته ودوره في الأسرتين العربية والدولية.

هذه هي أطر لقائنا التشاوري، وهذا هو واجبنا تجاه شعبنا اللبناني العزيز الذي يتطلع إلينا بثقة.

باركنا الله، وبارك أعمالنا، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، وأبينا القديس مارون، وسائر قديسينا الموارنة. أهلا بكم وشكرا لحضوركم ولإصغائكم ومشورتكم".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 16/01/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

الخامسة فجرا تتوقف العاصفة وبعيد الصباح تشرق الشمس مع غيوم حتى الظهر.

حتى ذلك الحين العاصفة أسقطت ثلوجا كثيفة على المرتفعات إعتبارا من منطقة بحمدون مما أبقى طريق ضهر البيدر مقفلا. وقد ازدادت موجة الصقيع وبلغت درجات الحرارة ساحلا أقل من عشر، وفي زحلة ثلاث درجات تحت الصفر هذاالمساء فيماأطاحت العاصفة بمنطقة السان سيمون في بيروت.

سياسيا البارز الاجتماع الماروني في بكركي والذي أطلق صرخة لتأليف الحكومة الى جانب مواقف اهمها ليس لاحد ان يصنع للبنان هوية جديدة ورفض المس بتوازن المؤسسات الدستورية وصلاحيات كل منها

وبرزت مساء زيارة النائب أنور الخليل بكركي موفدا من الرئيس بري الذي أثنى على كلمة البطريرك الراعي.

وعلى صعيد القمة العربية الاقتصادية والتنموية فإنها تنطلق في منتديات غدا على ان تنعقد على مستوى وزراء الخارجية بعد غد ليصل رؤساء الدول يوم السبت لتتويج القمة ببيان إقتصادي تنموي.

ويترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القمة فيما يترأس الرئيس الحريري الوفد اللبناني.

وبعيدا عن هذه الاجواء خفت حدة الموقف بين الرئيسين بري والحريري حول الموضوع الليبي وتم سحب المكتب الاعلامي للرئيس بري بيانا نسب إليه وفيه رد على كلام الرئيس الحريري حول التفاهم مع التيار الوطني الحر.

وفي رأي أوساط سياسية أن الاسبوع المقبل أي بعد القمة ستكون هناك جولة مشاورات واسعة النطاق في اتجاه تشكيل الحكومة وتردد ان موقفا بارزا للرئيس عون مرتقب إثر ذلك.

وغدا إجتماع مهم للهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي في دار الطائفة وينتظر ان يكون للزعيم وليد جنبلاط مواقف مهمة.

إذن إجتماع بكركي الموسع حدد الثوابت وشدد على تأليف الحكومة.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون ان بي ان"

لم تقتصر الفيضانات على ما ولدته العاصفة ميريام من مياه بل انتقلت الى عمق السياسة التي سجلت ارتفاعا في منسوب التصريحات والمواقف.

في كلام القمة الاقتصادية الموضوع الليبي وحضور الوفد الى لبنان انتهى بالنسبة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري وما أراده حصل ونقطة على السطر.

أما إثارة الرئيس المكلف سعد الحريري هذا الأمر مجددا من باب الأسف، فدفع رئيس المجلس الى أن يرفع النقطة ويفتح القوسين عند أول سطر جديد: الأسف كل الأسف ليس لغياب الوفد الليبي بل لغياب الوفد اللبناني عن الإساءة الأم منذ أكثر من أربعة عقود الى لبنان كل لبنان.

وعلى سيرة القمة التي كان تمنى الرئيس بري ألا تأتي هزيلة فإن رئيسا جديدا اعتذر عن عدم حضورها هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما كشفت برقية أميركية طلب واشنطن استبعاد دمشق من قمة بيروت.

وبالعودة الى الهم الأساسي أي الحكومة شدد الرئيس بري مرة أخرى على وجوب تشكيلها في أسرع وقت بدلا من سياسة المناكفة والمراوحة.

موقف لقاء الأربعاء لاقاه موقف سيد بكركي الداعي الى الاجتماع على نية توحيد الرأي حول كيفية الخروج من حال الخطر الذي يتهدد الوحدة اللبنانية الأمر الذي حظي بإشادة من رئيس المجلس الذي تمنى للقاء التشاوري الماروني إستخلاص النتائج من كلمة البطريرك بشارة الراعي لمصلحة لبنان واللبنانيين.

في البيان الختامي للقاء دعوة للإسراع بتشكيل الحكومة وفق الدستور وآلياته وبالتعاون بين رئيسي الجمهورية والمكلف الذي اناط بهما الدستور عملية التأليف وتعلق بالوحدة والميثاق الوطنيين وتمسك بإستقلالية القرار الوطني حتى تتشوه هوية لبنان بحسب ما ورد. وقبل بعض الوقت زار الأمين العامة لكتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل الصرح البطريركي موفدا من الرئيس بري.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

من حيث لا ندري، وجدنا أنفسنا في الساعات الأخيرة، نتسابق على نشر صور قديمة لنا على مواقع التواصل، لنقارنها بأخرى جديدة، تحت عنوان موحد هو هاشتاغ Ten Years Challenge .

لدى البعض الفرق واضح، أما عند البعض الآخر فلم تنجح السنوات العشر في إحداث تغيير كبير، على عكس الحال على مستوى الوطن.

فأين كان لبنان قبل عشر سنوات، وأين أصبح اليوم؟

صحيح أنه متعثر على مستويات عدة، أبرزها اقتصادي واجتماعي، لكنه في مجالات أخرى، حقق تقدما غير مسبوق، من العيب والظلم عدم الإقرار به.

فالرئيس الضعيف بات مستحيلا، وأي رئيس بعد الرئيس ميشال عون لن يكون إلا رئيسا قويا، بتمثيله الشعبي الأكيد. وهذا الأمر، ثمرة Ten Years Challenge واكثر.

وقانون الانتخاب الإلغائي للأقليات السياسية والطائفية والمذهبية، لم يعد ممكنا، بفعل إقرار القانون النسبي إلى جانب منح المنتشرين حق الاقتراع. وهذان الخرقان نتيجة Ten Years Challenge واكثر.

وانتخاب غالبية النواب المسيحيين بأصوات المسيحيين، تماما كما تسمية جميع وزراء المسيحيين من الجهات المسيحية المعنية، انجازان ضخمان في مسار استعادة الشراكة، وقد كلفا Ten Years Challenge واكثر.

أما الميثاقية والمناصفة والتوازن الوطني، فلم تعد مجرد كلمات، أو عبارات مدونة حبرا على ورق، بل بات لها حراس فعليون، لا يميزون بين طائفة وطائفة، أو مذهب ومذهب، والأدلة كثيرة، غير أن ما تحقق في السنوات العشر الماضية على الأقل، أي بين عامي 2009 و2019، شاء البعض أن يغيبه عن اجتماع بكركي اليوم، حتى ولو كان هذا البعض بالتحديد، شريكا في جزء من تلك المرحلة.

فاجتماع اليوم، كاد ان يكون ايجابيا مئة في المئة، لولا استحضار سليمان فرنجية مشكلة لم يطرحها سائر المجتمعين، وهي موضوع الأحد عشر وزيرا لرئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي.

فمن خارج السياق، رفض فرنجية منطق الشراكة والتوازن، وقال: " لن نقبل بأن يكون هدف هذا الاجتماع دعم رئيس الجمهورية، الذي لا يعترف بوجودنا، علما أن التيار يريد الأحد عشر وزيرا في وجه خصومه المسيحيين وليس في وجه الآخرين"، وختم متقمصا جهاد الصمد، ومكررا كلامه الذي نفاه السيد حسن نصرالله حول الثلث المعطل أو الضامن أو المرجح، بالقول: "على اي حال، فإن حزب الله لن يعطيهم ذلك".

ووصل الأمر إلى حد مطالبة النائب في تكتل فرنجية فريد هيكل الخازن بعدم صدور بيان رسمي عن الاجتماع، غير أن أغرب ما في مواقف فرنجية اليوم، سعيه إلى تحويل مشكلة توزير اللقاء التشاوري من قضية سنية- سنية الى أخرى سنية – مسيحية، حيث أخذ يطالب الرئيس وفريقه بالتنازل عن الحق لحل مشكلات الآخرين.

لكن، مهما يكن من أمر، وفي موازاة الاسئلة التي اخذ اللبنانيون يطرحونها حول تلك التناقضات ربطا بطموحات مكشوفة وربما مشروعة، وطالما رسم كلام البطريرك الاطار، وحدد كلام الوزير جبران باسيل الرد، فلنضع جانبا ما جرى اليوم، ولنصب الجهود على Ten years challenge جديد في حياتنا الوطنية، بفكر للمستقبل، واستراتيجي للحلول، بدل المزيد من الغرق في مستنقع المصالح الصغيرة، لأصحابها الصغار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

انجلى الصخب الاعلامي لزيارة الدبلوماسي الاميركي ديفد هيل الى بيروت، فاحالها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى الارشيف ومتاحف التاريخ.

لا أثر عمليا لهذه الزيارة جزم الشيخ قاسم من قناة المنار، وللتاريخ القريب والبعيد، فان مصلحة لبنان عدم الانسياق وراء الخطة الأمريكية الإسرائيلية الفاشلة، التي خربت المنطقة.

الاميركي المهزوم في سوريا، والذي يجول في المنطقة لاعطاء شحنة معنوية لحلفائه المحبطين، يعلم موفده الى بيروت انه ليس في موقع الاملاء على لبنان ومسؤوليه، قال الشيخ قاسم، فمن لا يرى الخروقات الإسرائيلية المتكررة يوميا على لبنان، ومن كان إلى جانب الإرهاب التكفيري ورعاه، ليس مؤهلا لنصائح المواطنة ومستقبل لبنان، بحسب نائب الامين العام لحزب الله.

وبحسب كل المعطيات الحكومية، فان مفتاح الحل داخلي بامتياز، أكد الشيخ قاسم، ومحل هذا المفتاح وطريقه معروف تماما للجميع، اما عدم الاكتراث في البحث عن الحل فيؤدي إلى أزمات جديدة تضاف إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

ومن خطورة هذه الازمات كانت دعوة بكركي اليوم للنواب والوزراء الموارنة، فجمعتهم من اجل لبنان كل لبنان كما قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وبين كم التباينات والخلافات كان التأكيد على العلاقات التي تجمعهم على قاعدة المسالمة والغفران والتعاون بالرغم من تعدد الخيارات.

فالوحدة اللبنانية مهددة بحسب البطريرك الراعي والازمة السياسية مستفحلة، ومن اسبابها عدم تطبيق اتفاق الطائف. المجتمعون طافوا على شتى الازمات، وامها اليوم الحكومة، التي يجب الاسراع في تشكيلها كما جاء في البيان.

توصية هي لازمة عين التينة في كل لقاء، ومن لقاء الاربعاء النيابي كان لزاما الرد على الاسف الحريري لغياب ليبيا عن القمة الاقتصادية العربية، فالاسف كل الاسف بحسب الرئيس بري ليس لغياب الوفد الليبي، بل لغياب الوفد اللبناني عن الإساءة الأم منذ اكثر من اربعة عقود الى لبنان كل لبنان، في اشارة الى قضية الامام موسى الصدر ورفيقيه.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

يقف لبنان على بعد ساعات من انطلاق فعاليات القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت، التي ستبدأ غدا وبعد غد باجتماعات تحضيرية في فندق فينيسيا، على ان تتوج باجتماع القمة الرسمي يوم الاحد المقبل عند الواجهة البحرية لبيروت.

التحضيرات للقمة، لم تخطف الاضواء من لقاء الاربعاء الماروني في بكركي، الذي رعاه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي: معتبرا ان احد أسباب الأزمة السياسية هو عدم تطبيق إتفاق الطائف والدستور المعدل بموجبه، بنصهما وروحهما، بل أدخلت أعراف وممارسات مخالفة لهما، مما جعل المؤسسات الدستورية ملكا للطوائف لا للدولة.

ووسط العواصف السياسية المتنقلة، بلغت العاصفة ميريام ذروتها مساء اليوم، فأرخت بثقلها على لبنان ساحلا وجبلا، بشكل فاق التوقعات في بعض المناطق.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

ستعقد القمة العربية التنموية في بيروت الاحد المقبل، وهي شئنا ام أبينا ضعيفة الحضور الرسمي، فمن اصل إثنين وعشرين رئيس دولة عربية، سيحضر الى القمة خمسة فقط.

من وضع النقطة على السطر في موضوع الحضور الليبي الى بيروت ومن خلف من وضع هذه النقطة، أضعف الدولة اللبنانية التي أسف باسمها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لعدم حضور ليبيا اعمال القمة، فأتاه الجواب سريعا من نواب الرئيس بري، الموضوع انتهى ونقطة على السطر.

وضع النقطة على السطر في موضوع القمة، يذكر بوضع النقطة على السطر في موضوع تأليف الحكومة، فهذه الحكومة لن ترى النور من دون تمثيل اللقاء التشاوري، ولن ترى النور من دون ان تخفض حصة رئيس الجمهورية ومعه التيار الوطني الى ما دون الثلث، اي اقل من 11 وزيرا حسب ما اكد اليوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه في لقاء بكركي.

من يضع النقاط على السطور ومن خلفه، يوجه رسائل في اكثر من اتجاه، وهو يقرأ تماما تطورات المنطقة المتسارعة من لبنان الى سوريا الى العراق ودول الخليج وصولا الى ايران.

ففي لبنان وبعد زيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركية ديفيد هيل، قالت مصادر مطلعة ان هيل نبه عددا من المسؤولين اللبنانيين الى عدم التهافت الى سوريا، حتى ولو تهافت العرب اليها للجم التمدد الايراني، لأن ذلك سيؤدي حتما الى عودة سوريا الى لبنان سريعا وزيادة نفوذها فيه، الامر الذي لا يصب في مصلحة اللبنانيين الذين يبدون خائفين من الانسحاب الاميركي.

هذا الامر نفته أغلبية الجهات الرسمية التي التقاها هيل، مؤكدة انه لم يتطرق اطلاقا الى هذا الموضوع على الاقل خلال اللقاءات الرسمية، على الرغم من انه اوضح لماذا والى اين ستنسحب قوات بلاده الموجودة في الداخل السوري، كما شدد على ان من يقرأ الانسحاب بانه انتصار واهم، مشددا على ان بلاده ستقتلع ايران من سوريا.

من وضع النقاط على السطور ومن خلفه، لا بد انه يترقب بدقة ايضا، اجتماع وارسو المقرر عقده في الثالث والرابع عشر من شباط المقبل، بدعوة من الولايات المتحدة وبولندا، والذي سيضم بلدانا من جميع انحاء العالم ويهدف الى خلق شرق اوسط اكثر سلاما واستقرارا.

الاجتماع سيتناول، بحسب الصفحة الرسمية للخارجية الاميركية، مجموعة من القضايا الهامة بما في ذلك الإرهاب والتطرف، اضافة الى التهديدات التي تطرحها مجموعات proxy groups في المنطقة والمقصود بها فعليا حزب الله وحماس وغيرها من المجموعات.

هذا الاجتماع الذي وصفه معنيون بلقاء العالم ضد ايران، دعي اليه لبنان، الذي وبحسب معلومات الـ LBCI، ابلغ ديفيد هيل اعتذاره رسميا عن عدم الحضور.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، والسجال الذي انتقل حولها اليوم من التيار الوطني الحر وامل ، الى سجال بين امل وتيار المستقبل نشير الى ان لقاء عقد في بيت الوسط يضم الى الرئيس الحريري كلا من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزير المالية علي حسن خليل جرى خلاله متابعة الاوضاع المالية في البلد والتنسيق بين وزارة المال ومصرف لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

طبيعي أن يكون لقاء بكركي أشبه بتلاقي الجبال من فرط ما يتوزع الموارنة أحزابا وميولا، وكان خوف العقال كبيرا من أن ينزلق اللقاء الى قوقعة الطائفة أو ينجح بعضهم في خطفه لينطق كلاما فئويا ضيقا يعزز الاصطفاف المشؤوم الذي يعطل الدولة.

لكن البطريرك والاكثرية الكاسحة من الحضور قاوموا هذا السحل وقابلوه بالتمسك بالأسهل والأسلم أي الدستور بما هو حامي ديمومة الدولة والمؤسسات وتمسكوا بالأسهل والأعقل لتثبيت وجود المسيحيين وتعزيز دورهم فاستلهموا الخطاب التاريخي لبكركي واستعادوا سطورا مضيئة من المجمع الماروني الأخير الذي قال بانفتاح المسيحيين على الآخر وبريادتهم في تعزيز التنوع وحمايته، فالرئيس القوي بحسب روحية البيان الختامي يستمد قوته من الدستور، وما يعطيه اياه من صلاحيات، فلا يحتاج الأعراف التي هي بمثابة بحث عن هوية جديدة للبنان العبور اليها يمر حتما بحرب خبرنا ويلاتها.

الشق الثاني من بيان التشاوري الماروني تضمن رسائل واضحة الى من يعنيهم الأمر بأن لا بندقية تعلو بندقية الجيش ولا شريك للدولة السيدة في رسم سياستها الخارجية وعامودها الفقري العلاقات الأخوية الصادقة مع المحيط العربي وليس أي محيط آخر.

أما في شأن تأليف الحكومة فكان الكلام واضحا فمن يشكلها هو الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية ولا ثالث لهما، البيان وكلمة البطريرك تلقيا ثناء سريعا من عين التينة، كما أثارا ارتياحا لبنانيا عاما وأشعرا القلقين بأن صدمة إيجابية حصلت ردعت اللاعبين المنفردين والمستفردين ومنعتهم من الاستئثار بالقرار الماروني تحت أي عذر أو مسمى، وأكدت للمشككين بأن لا شيء ولا أحد يمنعان بكركي من الحكي صح.

لقاء بكركي حصل في حمى مريم سيدة الصرح البطريركي فيما لبنان كله في عين العاصفة ميريام التي نشرت صقيعها وأمطارها وسيولها من فقش الموج الى رأس الجرد ورحابة السهل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

ثبت بالوجه الكنسي أن ما فرقته السياسة تجمعه كنيسة. حول كرسي الاعتراف تحلق زعماء الرعية في لقاء تشاوري غسل قلوبا بمياه مقدسة وصفى نيات بالصلوات على دفن الخلافات ورمى الحرم على تحويل استباحة الدستور عرفا ومن هنا اكتسب اللقاء أهميته الوطنية.

في أربعاء الصرح البطريركي كان تأكيد الشراكة الوطنية العادلة والمتوازنة انطلاقا من تطبيق الدستور نصا وروحا لا من استحداث أعراف مرة تحت مسمى الثلث الضامن وأخرى بنسب حصة الرئيس إلى الدستور.

وهنا برز جوهر الخلاف بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية غريمه على درب الرئاسة الطويل.

في تسريبات السجال العوني والمردة فإن باسيل أراد أن يجير اللقاء لتجميع الحاصل الحكومي بالاستحواذ على الثلث المعطل كحصيلة طبيعية لكتلته النيابية وعلى قاعدة أن التجربة أثبتت والقول لباسيل "أننا في بلد لا نأخذ حقنا الا في المعارك السياسية والمعارك كرقصة التانغو بحاجة الى شريك"، فجاءه الرد من فرنجية مدعوما من فيلق الكتائب والقوات والشخصيات المستقلة، فرأى فرنجية أن المشكلة واضحة وصريحة في أخذ الوطني الحر الثلث المعطل والخوف هو في استخدام ذلك ضدنا وليس لحماية حقوق المسيحيين بل هو لحماية مطالب الوطني الحر فقط لا غير.

ورأى فرنجية أن العهد القوي يكون قويا معنا وفينا ولا يجب التلطي وراء رئيس الجمهورية ومهما تأزم الوضع يجب ألا يزج موقع الرئاسة في هذه الملفات.

وختم فرنجية متوجها الى التيار: "أنتم تعطلون التشكيل ولا أحد غيركم تنازلوا عن وزير لكي تولد الحكومة".

خرج باسيل من اللقاء بخفي حنين لم يأخذ موقفا ضامنا ولم يسحب اعترافا داعما لموقف عون والحصة الرئاسية وبشهادة مارونية مارونية لم يلصق المجتمعون تهمة التعطيل بحزب الله ولم يأتوا على ذكره.

والقمة المارونية بالقمة الاقتصادية تذكر حيث أسف الرئيس المكلف سعد الحريري من على منبر رجال الأعمال للاساءة التي تعرض لها الوفد الليبي، فأتاه الرد من أربعاء بري النيابي وفي بيان قال "الأسف كل الأسف ليس لغياب الوفد الليبي بل لغياب الوفد اللبناني عن الإساءة الأم منذ أكثر من أربعة عقود إلى لبنان كل لبنان".

وإذا ما وضعنا جانبا إساءة بري لهيبة الدولة فإنه صدق حين وصف القمة العربية الاقتصادية بالهزيلة إذ انخفض مستوى التمثيل الرئاسي في القمة إلى أربع دول هي الكويت العراق تونس موريتانيا. وقد اعتذر أمير قطر عن عدم الحضور.

فيما أبلغ الرئيس محمود عباس الدولة اللبنانية أنه موجود في نيويورك لترؤس اجتماع مجموعة السبعة والسبعين زائد الصين لكنه سيوفد رئيس حكومته رامي حمد الله. وعلى ما يقدر الله ستنعقد قمة بيروت بمن حضر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 16 كانون الثاني 2019

النهار

قضت تعليمات بعدم رد أي من نواب "اللقاء الديموقراطي" أو الحزب التقدمي الاشتراكي على المواقف التي يطلقها ‏البعض، والتي تحمل أبعاداً إقليمية ورسائل واضحة، لتفويت الفرصة على فتنة مطلوبة في الجبل....

غرد النائب السابق حسن يعقوب ونجل الشيخ محمد يعقوب المغيب مع الامام موسى الصدر بالآتي: كل ما يجري في ‏موضوع القمة وليبيا والقذافي جوابه عندي بالتفصيل......

بعد اتهامه باستغلال علاقته بوزير والضغط على القضاء لاطلاق ابنه، تعامل مستشار وزاري بكثير من الشفافية ‏عندما تحدث عن تورط ابنه مع زملائه في تدخين الحشيشة وخضوعه للتحقيق واطلاقه لعدم ثبوت الادلة. ...

استجابت مجموعة من الحراك المدني لطلب البطريرك الماروني بعدم الاعتصام اليوم امام بكركي "لان لقاء ‏الوزراء والنواب افضل من عدم اجتماعهم" على رغم انهم اصل العلة كما يدعي الحراك.

البناء

توقعت مصادر أوروبية استمرار المأزق البريطاني طويلاً وتأثيره على مستقبل العلاقة البريطانية الأوروبية ‏وانعكاسه على الاقتصاد في بريطانيا وأوروبا، وبالتالي في العالم، وأبدت المصادر خشيتها من أن يكون الفشل ‏البريطاني في إقرار الانسحاب المنسّق من الاتحاد الأوروبي بداية لمسارات انعزالية للشعوب في الغرب تتحوّل ‏إلى نزعات عنصرية وتهدّد وحدة الدول التي عرفها العالم بشكلها الراهن منذ مئات السنين وهي تجمع لعرقيات ‏واتنيات بدأت وحدتها بالتفكك

الجمهورية

علّق دبلوماسي مخضرم على بيان رسمي أكد العزم على تنفيذ إصالحات ووقف الهدر بالقول: إسمع تفرح.. جرب ‏تحزن.

اعتبرت جهة حزبية ان العجز في تأليف الحكومة هو أحد نتائج المواجهة االميركية - الايرانية حيث دخلت ‏المنطقة مرحلة حاسمة.

طلب مسؤول بارز من جهة إقليمية كبرى التدخل لترتيب إنضمام جهة ثالثة إلى إجتماع إقليمي كبير لكن طلبه لم ‏يلق أذانا صاغية.

اللواء

تهتم أوساط دبلوماسية بمعرفة الجهة التي أقنعت مرجعية روحية بتنظيم لقاء من لون طائفي واحد؟

نقل عن قيادي في تيّار موالٍ أن لا مشكلة كبيرة من تأخير وجود حكومة، ما دامت القرارات المصيرية تتخذ ‏وتطبّق؟

تفاعلت، في بعض الأوساط قضية التوظيف العشوائي، بانتظار قرار يعالج هذا الموقف الشاذ!

المستقبل

يقال إنّ متابعين للاتصالات الجارية بعيداً من الأضواء بين المعنيين بالملف الحكومي يترقبون أن تثمر هذه ‏الاتصالات نتائج إيجابية ملموسة بعد انتهاء أعمال القمة العربية الاقتصادية في بيروت.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

كلام هيل عكس رغبةً دولية جامعة بكسر الجمود اللبناني وتزخيم العمل المؤسساتي

توجّه نحو تفعيل تصريف الاعمال وسط تقدّم معادلة "لاحكومة قبل اتضاح الصورة اقليميا"

المركزية/16 كانون الثاني/19/كل شيء يدلّ الى ان حكومة "استعادة الثقة" تتجه نحو تفعيل نشاطها في المرحلة المقبلة. فمواقف الداخل والخارج تقاطعت في الاسابيع القليلة الماضية على الدعوة الى تكثيف تصريف الاعمال، وسط الشلل التام الذي يصيب عملية تأليف الحكومة.

فبعد حمْل رئيس مجلس النواب نبيه بري لواء عقد اجتماعات وزارية ضرورية لاقرار مشروع موازنة العام 2019، وفيما كانت القوات اللبنانية السباقة في المطالبة بجلسات "حكومية للضرورة" على غرار جلسات "تشريع الضرورة" في البرلمان، لتسيير امور المواطنين في ظل تعثّر جهود تشكيل الحكومة، أتى كلام وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل من بيت الوسط منذ يومين، ليشكّل دافعا قويا في هذا الاتجاه، وفق ما تقول مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية". فوفق معلوماتها، لم يكن الدبلوماسي الاميركي يتحدث باسم بلاده فحسب، بل عكس كلامُه موقفا دوليا جامعا، يطالب بيروت بالخروج من الجمود السياسي والاقتصادي الذي يسيطر عليها منذ ايار الماضي، واطلاق عجلة المؤسسات الدستورية، وإن بالحد الادنى، لإظهار التزامها بتعهداتها للدول المانحة فلا تضيّع على نفسها، المساعدات التي أقرت لصالحها في مؤتمرات الدعم وأهمها مؤتمر سيدر.

وقد كان هيل واضحا في هذا الشأن، حين قال "هناك إصلاحات اقتصادية حاسمة تتراجع، فيما العوائق تثقل على الاقتصاد وتعرض البلاد للخطر. نحن نثق بقدرة قادة لبنان على ادارة البلاد خلال هذه الاوقات الصعبة، ونشجع حكومة تصريف الاعمال على المضي قدما حيث يمكنها، وخصوصا على الصعيد الاقتصادي، لتجنب المزيد من الضرر والحفاظ على الثقة الدولية". واذ تشير الى ان القرار في هذا الشأن سيكون مدار بحث في الايام القليلة المقبلة، بعد هدوء "عاصفة" القمة العربية التنموية الاقتصادية، بين الجهات الرسمية المعنية في بعبدا وعين التينة وبيت الوسط، مرجّحة ان يتم إنضاج اتفاق بين الاطراف الثلاثة على عقد جلسات حكومية لـ"الضرورة"، نظرا الى الحاجة المحلية لها وتجاوبا ايضا مع الرسائل الدولية الداعية الى وضع قطار الاصلاحات على السكة، تقول المصادر ان الرئيس الحريري سيرضى على مضض بهذا الخيار، اذ سيشكّل تسليما بأن لقب "الرئيس المكلّف" لن يفارقه قريبا.

وفيما الاتصالات مقطوعة تماما على خط التشكيل، مواقف القوى السياسية على حالها: الرئيس الحريري يتمسك بالصيغة التي وضعها (3 عشرات) ويرفض التنازل من حصته لتمثيل اللقاء التشاوري، الاخير مدعوما من حزب الله يصر على وزير محسوب عليه فقط لا يتشاركه مع احد، التيار الوطني يتمسك بأن يكون وزير التشاوري "شكلا" مع "اللقاء"، و"تصويتا" من ضمن حصة الرئيس والتيار، بما يعطيه الثلث المعطل. غير ان العقد لم تعد محصورة هنا، بل باتت مرتبطة ايضا بالتطورات الاقليمية، حيث أنه وفي ظل الكباش الاقليمي المستعر بين واشنطن وطهران والذي ظهرت فصوله فوق الساحة اللبنانية في اليومين الماضيين، يبدو ان حزب الله لن يرضى الا بحكومة تعكس تفوّق فريقه وتسير بخياراته... الامر الذي، بطبيعة الحال، لن يقبل به الرئيس المكلف المتمسك بالنأي بالنفس. وقبل جلاء مصير المواجهة الخارجية هذه، لا يمكن الحديث عن حكومة. والانتظار بحسب المصادر، قد يطول الى الربيع المقبل وربما أكثر...

 

رسالة الى "الشيعية السياسية"

الفراد الرياشي/الكلمة اولاين/16 كانون الثاني/19

صحيح انه "للشيعية السياسية" السلاح، ونفوذها الواسع في الاجهزة الامنية...

والصحيح ايضاً انه كان "للمارونية السياسية" قواها الغير نظامية كما السيطرة شبه الكليّة والمونة على جميع القوى الامنية...

صحيح انه "للشيعية السياسية" وجود وحلفاء داخل الطوائف الاخرى...

والصحيح ايضاً، انه كان للمارونية السياسية، تحالفاتها كما لرجالات من الطوائف الاخرى...

صحيح انه "للشيعية السياسية" تحالفاتها الاقليمية من نظام سوريا الاسد الى نظام ولاية الفقيه في ايران...

والصحيح ايضاً كان "للمارونية السياسية" تحالفاتها مع الغرب، من فرنسا الى الولايات المتحدة ويزيد علاقاتها الجيدة مع معظم اعضاء دول الجامعة العربية...

صحيح ان "للشيعية السياسية" المال...

والصحيح ايضاً انه "للمارونية السياسية" والتي كان لها معظم الاقتصاد كما ايضاً المدارس والجامعات...

صحيح انه قد يكون للشيعية السياسية" مشروعها...

والصحيح ايضاً انه كان "للمارونية السياسية" العديد والعديد من المشاريع التنموية والاقتصادية كما البنى التحتية...

ولكن...اين هي "المارونية السياسية" اليوم...؟

اظن بان معظمنا يعلم الجواب...

لذلك، ندعو المنضويين بي"الشيعية السياسية" بأن لا يكرروا الخطاء ذاته عبر محاولة الاستحواذ على السلطة المركزية محاولات الغاء او تطويع الاخرين... وليتحلوا بالشجاعة الكافية والاهم الحكمة كما (ايضاً الطوائف الاخرى) والذهاب للاعتراف بخصوصية المكونات الاخرى من خلال النقاش الجديّ لتبنّي النظام الفدرالي...ولتجنيب "الشيعية السياسية" اي مصير سيء يمكن ان تكون نتائجه وخيمة ليس فقط على "الشيعية السياسية" بل لا سمح الله جميع اخوتنا الشيعة وعلى لبنان ال 10452كم...

لذلك، لا نريد ان نجد انفسنا مكرهين على المطالبة بالتقسيم بدلاً من العمل على بناء اسس لاتحاد حقيقي اتحاد لبنان الفدرالي...

 

فارس سعيد لـ”السياسة”: لقاء بكركي إعلان عن قلقها وليس تكريساً لزعامة أحد

بيروت – “السياسة” /الأربعاء 16 كانون الثاني 2019/مع اختلاف الآراء حول الهدف الحقيقي للقاء النواب الموارنة، الذي عقد في بكركي بدعوة من البطريرك مار بشارة الراعي، لا تزال بعض القوى المشاركة ترى فيه تدعيماً لمواقف رئيس الجمهورية ميشال عون، فيما البعض الآخر يعتبره تعويماً لزعامة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل.وفي السياق، اعتبر النائب السابق فارس سعيد في تصريح لـ “السياسة”، أن “لقاء بكركي هو إعلان عن قلق بكركي حيال الأوضاع المعقدة التي يمر بها لبنان”. وقال: “إن تبادر بكركي باتجاه جمع النواب الموارنة لاستمزاج رأيهم حيال ما يجري، يعبر بوضوح عن قلق البطريرك من الأوضاع التي يمر بها البلد”، مضيفا: “لو كانت الطبقة السياسية بشكل عام والمارونية بشكل خاص تقوم بواجبها كما هو مطلوب، لما اضطرت بكركي لتوجيه هذه الدعوة، لأنه معروف عن بكركي تمسكها بالشرعيات ودفاعها المستمر عن سيادة واستقلال لبنان”. وحول ما يتردد عن أن اللقاء أتى لتدعيم مواقف الرئيس عون، وتكريس زعامة الوزير باسيل، أعرب سعيد عن “عدم معرفته بالضبط ما هي مصالح القوى السياسية المشاركة في اللقاء، فقد يكون هناك من يريد أن يأخذ الأمور باتجاه مصالحه الشخصية، ولكن مصلحة بكركي هي لبنان والدفاع عن لبنان”. ولفت إلى أن “باسيل يحاول الحصول على غطاء ماروني كنسي لزعامته، بعد الغطاء النيابي الذي حصل عليه في الانتخابات النيابية الأخيرة، لكن بكركي لاتتدخل في مثل هذه الأمور”.

 

هذه أسباب الخلوة الدرزية غداً بحضور جنبلاط

 كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/الأربعاء 16 كانون الثاني 2019 

بعد الدعوة إلى اللقاء الماروني الموسع الذي يعقد برئاسة غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بكركي ويجمع رؤساء الاحزاب والنواب والوزراء الموارنة. يعقد اجتماع موسع يوم غد الخميس للهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي بكامل أعضائه، وسيحضر اللقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونواب اللقاء الديمقراطي الدروز. وكشف مصدر في الحزب التقدمي الاشتراكي لموقع "ليبانون فايلز" أن الدعوة وجهت لكل النواب الدروز ولا ترابط بين إجتماع بكركي والإجتماع الدرزي الذي كان يحصل بشكل دوري، ولكن اجتماع الخميس هو اجتماع استثنائي لبحث ملفات درزية وشوؤن وطنية ينبغي بحثها في هذه المرحلة الحساسة جداً. وعما إذا كان هذا اللقاء الموسع هو رد على ما حصل في الجاهلية وعلى ما قيل على لساني النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب، أكد المصدر الاشتراكي لموقعنا أن هذا الاجتماع هو للتصويب وللتذكير بالمؤسسات القانونية الدرزية، وبأن هناك مجلس مذهبي شرعي منتخب وفق القوانين والاصول، وهو المرجعية المؤسساتية الوحيدة المعترف بها قانونياً لدى الطائفة الدرزية... وردأعلى سؤال عن الاخطار الامنية التي قد تهدد استقرار الجبل. أكد المصدر أن المحاذير الامنية موجودة، "ولكن نحن لا نتعاطى بالشان الوطني انطلاقا من هذه المحاذير والمخاوف، وسنؤكد في الاجتماع أن هناك خطوطاً حمر لن نسمح لاحد بتخطيها، ونحن عقدنا الصلح مع قوى خضنا معها حروباً لطي صفحة الماضي الاليم، ولن نسمح اليوم لاي فريق أن يصطاد في الماء العكر مهما حاول ذلك، كما اننا لن نسمح لأزلام النظام السوري بالعودة الى اللعب بالاستقرار وخصوصاً في الجبل".

وكانت منطقة الجبل شهدت توتراً وغلياناً كبيرين بعد حادثة الجاهلية التي هددت الاستقرار الأمني وشغلت البلد لايام عدة، ثم وجّه كل من الامير طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب رسائل بنبرات عالية جداً إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في ذكرى أربعين محمد أبو دياب، ونوّها بمواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وأشادا بالرئيس السوري بشار الاسد.

 

هل استخدم السفير الإيراني "منصة الحريري" للردّ على هيل؟

الجمهورية/الأربعاء 16 كانون الثاني 2019/قالت مصادر "بيت الوسط" انّ زيارة السفير الايراني محمد جلال فيروزنيا لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا علاقة لها بزيارة وكيل الشؤون السياسية الأميركي ديفيد هيل للبنان، ولا تشكّل رداً عليه حسب ما ربطها البعض. وأضافت المصادر أنّ "موعد زيارة فيروزنيا حُدّد قبل فترة سبقت زيارة الموفد الاميركي، وانّ استخدام السفير الايراني المنصّة ذاتها في الرد على المواقف الاميركية لا يعني شيئاً".

 

أرى نفسي به

محمد يوسف بيضون/اللواء/ 16 كانون الثاني 2019/لا أظن أن في تاريخ لبنان لقاء غير رسمي يجمع شعبه من مختلف مناطقه وطوائفه ومذاهبه في بوتقة واحدة اختارت السياسة موضوعاً رئيسياً له تتناوله في كل اجتماع دوري اسبوعي بعد ظهر كل يوم أربعاء. من خصائص هذا اللقاء ان كل عضو فيه قد اكتشف شخصية خاصة له وتعايش مع الآخر وأصبح يشعر تجاهه انه أصبح أخاً له وتجاوز ما كان عليه من فكر واستعاض عنه بفكر منفتح وأكثر تأثيراً من جوه ومناخه السابقين. ومن خصائص هذا اللقاء انه المرة الأولى التي يترأسه رئيس جمهورية سابق انشأه ليكون صورة مصغرة عن حقيقة بلده في اعتداله وحريته وديمقراطيته. لبنان، في موقعه الجغرافي المميز بين ثلاث قارات وحضارات عديدة هو همزة وصل بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب وسر بقائه هو اعتدال من استوطنه بتأثير من طبيعته الجغرافية. من هنا أهميته البالغة في عالم الاتصالات والتواصل. ان اللبنانيين المنتشرين في مختلف بلاد الشرق والغرب يلعبون ادواراً هامة في الحياة السياسية والاقتصادية حيث يتواجدون من قديم الزمن وكلمة فينيقي هي ما تدل عليه وقد أصبح لهم اليوم مؤسسات رسمية تجمع في ما بينهم ولها اهميتها ودورها في المنطقة وملتقى مجتمعات مختلفة في العالم. لقاء الجمهورية عنوان يجمع وحدة الأرض والشعب ويوحد تطلعات أبنائه. انه الشعلة التي لا تنطفئ مهما طال الزمن. هوذا لقاء الجمهورية الذي لا أرى نفسي إلا به.

 

صاحب الحزام الناسف يروي خفايا معارك عرسال وخطف العسكريين/قاتل ضمن «كتيبة الفاروق» بسوريا والتحق بـ«النصرة» في لبنان

يوسف دياب/الشرق الأوسط/16 كانونه الثاني/19

أعاد السوري خضر جمعة الموقوف لدى القضاء العسكري، رسم صورة مؤلمة للمعارك التي اندلعت بين الجيش اللبناني والمجموعات المسلّحة، التي اجتاحت بلدة عرسال في البقاع اللبناني، مطلع شهر أغسطس (آب) 2014، وروايته لعملية خطف عشرات العسكريين على يدّ تنظيم «جبهة النصرة» من مخفر عرسال، واقتيادهم إلى الجرود، قبل تصفية البعض منهم، مفنّداً المهمات الأمنية التي كلّفه التنظيم بتنفيذها، بدءاً من مراقبة مواقع الجيش اللبناني المنتشر في المنطقة، وصولاً إلى استدراج مدنيين سوريين ولبنانيين وتسليمهم إلى التنظيم، وكيفية تصفية البعض منهم بعد إجراء محاكمات ميدانية لهم. وخلال استجوابه أمام المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن حسين عبد الله، بحضور وكيل الدفاع عنه، فنّد الموقوف جمعة الأدوار العسكرية التي اضطلع بها، بدءاً من معارك مدينة القصير السورية وصولاً إلى عرسال، حيث اعترف بانتمائه بداية إلى «كتيبة الفاروق» التابعة لـ«الجيش السوري الحرّ»، والقتال في صفوفها داخل مدينة القصير السورية ضدّ «حزب الله» وقوات النظام السوري. وأوضح أنه قبل سقوط القصير نقل عائلته إلى لبنان وتركها في مخيم اللاجئين في عرسال، وعاد إلى القتال في القصير، بعد شراء أسلحة رشاشة وذخائر من لبنان ونقلها إلى القصير لصالح «كتيبة الفاروق»، لكن بعد سقوط القصير انتقل إلى لبنان بشكل نهائي. وبعد انتقاله لعرسال، أعلن الموقوف جمعة، أنه عمل تحت إمرة شقيقه عبد الرزاق جمعة المعروف باسم «أبو همّام»، وكان الأخير مسؤول العمليات الأمنية في «جبهة النصرة» ومقرّباً جداً من قائد التنظيم في منطقة القلمون «أبو مالك التلّة»، وقد سلّمه «أبو همام» حزاماً ناسفاً يزن كيلو غراماً واحداً ليضعه على خصره ويتجوّل به بشكل دائم. وطلب منه تفجير نفسه حال وقع بيد عناصر أمنية، وكلّفه مراقبة مراكز ودوريات الجيش اللبناني وإعلامه بتحركاته، مشيراً إلى أنه كان يرتدي الحزام أثناء تنقله ما بين عرسال والجرود التي يتحصّن فيها المسلّحون.

وفيما نفى جمعة أي دور له بمعارك عرسال بين الجيش والمسلّحين، روى وقائع حصولها وكيف جرى الهجوم على كلّ مراكز الجيش اللبناني دفعة واحدة، وأكد أنه عاين عملية خطف العسكريين، أثناء سيطرة «النصرة» على مخفر قوى الأمن داخل مدينة عرسال، وكيفية إخراج العناصر منه ووضعهم داخل شاحنة «بيك آب» ونقلهم إلى الجرود، مؤكداً أنه لم يشارك في المعارك ولا بعملية خطف العسكريين ولا باستهداف مراكز للجيش.

وقال: «قبيل انتهاء معارك عرسال كلّفني شقيقي (أبو همام) بمهمة استقبال وفد (هيئة العلماء المسلمين)، ونقلتهم بسيارتي الخاصة نوع (لاند كروزر) من مدخل عرسال، إلى مكان إقامة أبو مالك التلّة وبدأت عملية التفاوض على وقف القتال، وإطلاق سراح العسكريين المخطوفين، بعدها اضطررت للخروج مع عائلتي من عرسال إلى الجرود، لأن الوضع في البلدة لم يعد آمناً بسبب التصفيات التي تحصل يومياً». ورغم إنكار توليه أي مهمّة أمنية، عاد الموقوف خضر جمعة ليعترف بأن شقيقه «أبو همّام» كلّفه باستدراج ثلاثة مدنيين سوريين إلى الجرود، حيث جرى التحقيق معهم وتركهم، معترفاً بأن بعض الذين استدرجهم تنظيم «جبهة النصرة» من مدنيين سوريين ولبنانيين أجريت محاكمات ميدانية لهم وتصفيتهم بعد إدانتهم بالتجسس لصالح الجيش اللبناني، كاشفاً عن خلاف وقع بينه وبين شقيقه «أبو همام» بعد انتقال الأخير مع «أبو مالك التلّة» إلى جرود عرسال، بسبب هجوم شنّته «النصرة» على «كتيبة الفاروق»، و«أبلغتهم أن معركتي ليست مع الجيش اللبناني بل مع قوات النظام السوري». وكشف المتهم جمعة، أن شقيقه «أبو همام» انشق عن «النصرة» في وقت لاحق، والتحق بتنظيم داعش، وانتقل إلى مدينة الرقة، حيث خاض القتال إلى جانبه، وهو الآن معتقل لدى القوات الكردية، ومصيره مجهول، كما نفى أي دور له بخطف معاون من الجيش اللبناني إلى جرود عرسال وتصفيته هناك.

 

طهران تهاجم مواقف هيل... وباسيل يبحث مع لافروف عودة النازحين ولبنان يدخل منطقة التجاذب الأميركي ـ الإيراني

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/اتخذت إيران أمس منحى تصعيدياً رداً على مواقف وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل في بيروت الذي تجنب التطرق إلى ملف مشاركة لبنان في قمة وارسو الشهر المقبل خلال لقاءاته مع الرؤساء اللبنانيين، منعاً لإحراج بيروت التي دخلت منطقة التجاذب الأميركي - الإيراني. وردت السفارة الإيرانية في بيروت على هيل في بيان وصفت فيه زيارته بـ«الاستفزازية والتحريضية»، عادّة أنها «تندرج في إطار التدخل السافر في شؤون الغير وإملاء القرارات»، كما قالت. وإذ هاجمت السفارة تصريحات هيل وسياسة الولايات المتحدة، قالت إن «لبنان، كما نراه، أصبح اليوم بفضل قيادته الحكيمة وحكومته وشعبه وجيشه ومقاومته المسؤولة، رقما صعبا في المعادلات الإقليمية بحيث أصبح حصينا وعصيا على إملاءات الآخرين وأعدائه، فلا يسمح لأي طرف بأن يملي عليه القرارات الخاطئة».

وقالت إنها «في إطار العلاقات الثنائية مع الحكومة اللبنانية والتواصل معها والتعاون المشروع مع كل الأحزاب والتيارات السياسية والاجتماعية، تواصل دورها البناء في المساعدة على تكريس الاستقرار والأمن في لبنان وازدهار هذا البلد الشقيق ورقيه، وتستمر في العمل في إطار العلاقات الثنائية والإقليمية لترجمة هذا الواقع». كما قالت إن طهران «لن تدخر جهدا لأي تعاون مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني والمقاومة». وسبقت البيان التصعيدي ضد واشنطن زيارة قام بها السفير الإيراني في بيروت محمد جلال فيروزنيا أمس إلى الرئيس الحريري، وتناول اللقاء آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تقوية العلاقات بين البلدين. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة «زيارة تعارف بروتوكولية للسفير الجديد» الذي عين سفيراً لإيران لدى لبنان في أغسطس (آب) الماضي، مشيرة إلى أنها «كانت مقررة قبل أن يتبلغ لبنان بزيارة هيل إلى بيروت، وغير مرتبطة بها ولا بالبيان السياسي الصادر عن السفارة، الذي هاجمت فيه واشنطن». وخلال اللقاء سلم الرئيس الحريري للسفير الإيراني مذكرة موجهة للرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني تطالبه بالإفراج عن السجين اللبناني نزار زكا. وبدا واضحاً أن الطرفين الأميركي والإيراني، ورغم تجاذبهما، لم يقحما لبنان في الخلافات وشددا على «الاستقرار» في البلاد.

وبدا لافتاً أمس دخول روسيا على الخط، حيث تلقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اتصالا مطولا من نظيره الروسي سيرغي لافروف، تم البحث فيه في موضوع الأمن في لبنان وأهمية المحافظة على الاستقرار من دون ربطه بمشكلات المنطقة، خصوصا لجهة تأليف الحكومة. كما بحثا ملف الأزمة السورية، وضرورة السير بالحل السياسي، وأهمية إنشاء لجنة وضع الدستور، وعدم ربط عودة النازحين السوريين إلى سوريا بأي أمر آخر، خصوصا في ظل التقارير التي ترد عن محاولات ثني النازحين عن العودة، رغم توفر ظروف العودة لكثيرين منهم، كما تلقى باسيل وعداً من لافروف باستمرار دعم روسيا لتسهيل العودة مع جميع الجهات المعنية. كذلك تم البحث بإعادة إعمار سوريا والدور المهم الذي يمكن أن يقوم به لبنان. ويقول الباحث السياسي والخبير في الملف الإيراني الدكتور طلال عتريسي، إن «لبنان أساسا يعد ضمن منطقة التجاذب»، لكنه يرى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن واشنطن «غير قادرة على الطلب من لبنان أكثر من قدرته»، موضحاً أنها «تمارس ضغوطاً اقتصادية، لكنها غير قادرة على جذب لبنان أكثر باتجاه رؤيتها وموقفها بالنظر إلى أن لبنان لا قدرة له على الخروج من توازناته الهشة». وإذ يعرب عتريسي عن اعتقاده بأن دعوة لبنان إلى مؤتمر وارسو «مستبعدة»، يرى أن واشنطن «لن تترك (حزب الله) مرتاحاً، وتحاول ممارسة ضغوط إضافية ليبقى الوضع ضمن نطاق التجاذب والضغوط».

 

هيل لم يوجه دعوة إلى لبنان لحضور قمة وارسو «تقديراً لخصوصيته»

واشنطن تعتبر وجود الحريري على رأس الحكومة ضرورة للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/أتاحت المحادثات التي أجراها وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل، مع أركان الدولة اللبنانية وعدد من الشخصيات السياسية الفاعلة في الشأن العام، الفرصة لاستقراء العناوين السياسية الرئيسة للتوجّه الأميركي حيال الأزمة التي يتخبّط فيها لبنان وارتباطها المباشر مع التأزم الذي تمر فيه المنطقة، تحديداً في دول الجوار، خصوصاً أن زيارته لبيروت جاءت تعويضاً عن عدم شمولها بالجولة التي قام بها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو على عدد من الدول العربية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر لبنانية رسمية رفيعة مواكبة عن كثب للعناوين التي تناولت محادثات هيل في بيروت، أن الأخير لم يتطرّق في معظم لقاءاته بأركان الدولة إلى موقف لبنان من الدعوة الأميركية لعقد مؤتمر دولي وغربي في وارسو عاصمة بولندا في فبراير (شباط) المقبل بغية تأمين أكبر حشد دولي وعربي وإقليمي لمواجهة الأنشطة الإيرانية لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

وكشفت المصادر نفسها أن هيل تطرّق إلى مؤتمر وارسو في معظم لقاءاته غير الرسمية، ولم يتناولها في محادثاته مع أركان الدولة، وهذا ما أكدته أوساط سياسية مقرّبة من رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. واعتبرت هذه الأوساط هذه أن هيل يدرك جيداً دقة الوضع الداخلي في لبنان، وعدم قدرته على أن يتحمل ما سيصدر عن مؤتمر وارسو، وهذا ما دفعه إلى عدم استحضاره كبند أساسي في محادثاته في بيروت. وكشفت المصادر المواكبة أيضاً أن هيل تناول ما آلت إليه الاتصالات لتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، والأسباب التي حالت دون ولادتها، وقالت إنه شدد على ضرورة قيام حكومة متوازنة تحظى بدعم المجتمع الدولي، ولا تقحم لبنان في صدام معه. ولفتت إلى أن هيل لم يتحدث عن وجود فيتو أميركي على إسناد وزارة الصحة العامة إلى وزير ينتمي إلى «حزب الله» في حال أدت المشاورات إلى تشكيل الحكومة لاحقاً، لكنه أشار إلى أن واشنطن ومعها الدول الأوروبية لن تكون مرتاحة لمثل هذه الخطوة على خلفية أن هناك عقوبات مفروضة على «حزب الله»، وأن وزارة الصحة ستكون مضطرة للتعاون مع المؤسسات الدولية المعنية بالشأن الصحي، وبالتالي قد تتردد بالتعاون مع وزارة يشغلها وزير من «حزب الله»، وإن كان القرار يعود للبنان.

وأكدت المصادر المواكبة أن هيل تحدث عن نبرة عالية في معرض تأكيد دعم بلاده للبنان لمساعدته على النهوض بوضعه الاقتصادي، ليكون في وسعه التغلب على أزماته في هذا الخصوص. وقالت إنه مع تفعيل الحكومة الحالية في حال أن توفير البديلة سيصطدم بعقبات من شأنها أن تدخل لبنان في أزمة تأليف مديدة. ورأت المصادر أن حرص هيل على تفعيل حكومة تصريف الأعمال، ومن خلال البيان المكتوب الذي تلاه بعد اجتماعه بالرئيس الحريري، ينم عن موقف أميركي داعم للأخير الذي تتعامل معه واشنطن على أن وجوده على رأس حكومة جديدة أكثر من ضرورة، ليس للإدارة الأميركية فحسب، وإنما للمجتمع الدولي بأسره. ورداً على سؤال، قالت المصادر المواكبة إن هيل توقف مطولاً أمام الوضع في الجنوب في ضوء التطورات الأخيرة، وأبرزها مواصلة إسرائيل تشييد الجدار العازل، ولاحظت أنه لم يحمل تهديداً للبنان بمقدار ما أنه ركّز على ضرورة التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية «يونيفيل» في جنوب الليطاني لتطبيق القرار الدولي رقم 1701. لكن الجانب اللبناني أثار مع هيل - كما تقول المصادر - أن إسرائيل تجاوزت الخط الأزرق مع استمرار إقامتها الجدار العازل، خصوصاً في 13 نقطة يتحفظ عليها لبنان باعتبارها تقع في المنطقة المتنازع عليها، وأن هذه القضية ما زالت مطروحة من الجانب اللبناني في محادثات الناقورة التي ترعاها القوات الدولية، ويشارك فيها لبنان إلى جانب إسرائيل.

ورد هيل - بحسب المصادر - بقوله إن «حزب الله» يواصل خرقه للقرار 1701، وسأل كيف يحق لميليشيا أن تشق أنفاقاً من داخل الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل؟ وهنا قيل لهيل إن إسرائيل تواصل خرقها للبنان جواً وبحراً وبراً، وإن لبنان ضد الخروقات من أي جهة أتت. كما تطرّق هيل إلى مبادرة بعض الدول العربية إلى إعادة فتح سفاراتها في سوريا، ورأى أنه من الأفضل للدول العربية التي كانت أغلقت سفاراتها في دمشق أن تتريث، لأنه لا مصلحة لها قبل إنضاج الظروف التي تؤدي للوصول إلى حل سياسي.

وتناول هيل مسألة الرغبة الأميركية في الانسحاب من سوريا، ونقلت عنه المصادر المواكبة أن قرار سحب نحو 2300 جندي وضابط أميركي يوجدون حالياً في مناطق معينة داخل الأراضي السورية قد اتخذ منذ فترة، وأن انسحاب هذه القوات لا يعني أن واشنطن قررت أن تدير ظهرها لما يجري فيها.

وأضاف هيل - حسب المصادر ذاتها - أن الانسحاب سيبدأ تدريجياً، وأن واشنطن حريصة على دعم حلفائها «وبالتالي لا أرى من مبرر لأي توتر من قبل حلفائنا لأنه ممنوع على الجيش السوري الدخول أو التمركز في المناطق التي سنخليها، لأن مجرد دخوله يعني من وجهة نظرنا أنه يتجاوز الخطوط الحمر المرسومة له، وهذا ما سيعرضه إلى الرد من قبلنا بالتعاون مع حلفائنا».

واعتبر هيل أن المنطقة المعروفة بشمال سوريا، التي توجد فيها القوات الأميركية ستكون خاضعة لحلفائها، وهي تعمل حالياً بالتفاهم معهم لترتيب الوضع فيها، وقال إن واشنطن تعزّز حالياً وجودها العسكري داخل العراق، وإن قواتها تمكنت من دحر المجموعات الإرهابية، على رأسها تلك التابعة لـ«داعش»، وبمجرد أن تتوفر لديها معلومات أمنية واستخباراتية عن أن تلك المجموعات ستقوم بتحريك خلاياها النائمة ستبادر القوات الأميركية إلى ضربها فوراً. وكرّر هيل - كما تقول المصادر - أن هناك صعوبة أمام الجيش السوري للدخول إلى المناطق الواقعة في شرق سوريا، بذريعة أنه يفتقد إلى الإمكانات اللوجستية والبشرية التي تسمح له بالتمدُّد إلى هذه المناطق، وأنه «في حال قرر اللجوء إلى استخدام أسلحة ثقيلة سيضطرنا إلى الرد، وهذه المسألة هي من النقاط التي تُبحث حالياً بين واشنطن وموسكو، لأن النظام في سوريا في حاجة ماسة إلى الأخيرة لتوسيع رقعة انتشاره». لذلك شدّد هيل في محادثاته مع معظم القيادات اللبنانية التي التقاها في زيارته لبيروت على تفعيل وتشديد العقوبات المفروضة على إيران و«حزب الله»، لكنه في المقابل يقدّر حساسية الوضع الداخلي في لبنان، ولا يطلب منه القيام بما لا يستطيع، وبالتالي فإن المواجهة الأميركية - الإيرانية يُنتظر أن تشهد تصعيداً من قبل واشنطن ضد طهران، وأن ساحته ستشمل دول الجوار المحيطة بلبنان، باعتبار أن مجرد التوصّل إلى تجفيف أنشطة النفوذ الإيراني في المنطقة سيضعف «محور الممانعة» على الساحة اللبنانية، حتى في ظل غياب بيروت عن لقاء وارسو، الذي لم توجه دعوة للبنان للمشاركة فيه، منعاً لإحراجه وتقديراً لخصوصيته.

 

هيفاء أبو غزالة: قمة بيروت تستهدف النهوض بالشباب

مساعدة الأمين العام للشؤون الاجتماعية قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها ستشهد إطلاق إطار عربي للقضاء على الفقر

القاهرة: سوسن أبو حسين/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/أيام وتنطلق أعمال القمة العربية الاقتصادية التنموية في بيروت، التي تبدأ في 20 من يناير (كانون الثاني) الحالي تحت شعار «الإنسان العربي محور التنمية». وفي حوار مع «الشرق الأوسط» تحدثت السفيرة هيفاء أبو غزالة، مساعدة الأمين العام للشؤون الاجتماعية، عن أبرز ملفاتها والموضوعات المطروحة على جدول أعمالها، ونوّهت بشكل خاص بأن القمة «تستهدف النهوض بالشباب باعتبارهم المحرك الرئيسي للتنمية». وعدّت أبو غزالة، أن «القمة ستكون مختلفة عن الفعاليات السابقة؛ إذ سيتم إطلاق إطار عربي استراتيجي للقضاء على الفقر المتعدد الأطراف وإعادة البناء، مع الاهتمام بالدول التي تواجه نزاعات». الطابع الخاص والتركيز على الملفات الاقتصادية والاجتماعية، ينعكس مباشرة على موضوعاتها، وردت أبو غزالة على سؤال بشأن ما إذا كان مطروحاً على أعمال القمة مناقشة مسألة إنهاء تعليق عضوية سوريا بالجامعة، قائلة: «لن يتم بحث أي موضوع سياسي خلال قمة بيروت، في حين سيتم التركيز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية؛ لأن بعض الدول التي حدثت بها صراعات ونزاعات تحتاج إلى التنمية وإعادة البناء».

وتوضح مساعد الأمين العام للجامعة العربية، أن «التمثيل سيكون رفيع المستوى خلال القمة، خصوصاً أن سبق الإعداد الجيد لها عبر منتديات للشباب والمجتمع المدني، وخرجت برسائل مهمة تؤكد على تلاحم المواطنين مع القادة العرب، وتحقيق مبدأ الحوار في التعامل مع قضايا المنطقة، وسوف يقدم ممثلون عن الشباب والمجتمع المدني رسائل إلى القمة، تتضمن كل المحاور التي يفكرون فيها».

ووفق جدول أعمال القمة المنتظرة، تشرح أبو غزالة، أن «المجلس الاقتصادي والاجتماعي سينعقد يوم الجمعة المقبل، في حين يخصص اليوم التالي لوصول القادة العرب ورؤساء الوفود، على أن تكون القمة ليوم واحد هو الموافق 20 يناير، ويتم التسليم والتسلم من السعودية إلى لبنان».

«ثلاثة أهداف رئيسية من الاستثمار في الإنسان» حددتها أبو غزالة في «بناء الطلب على استثمارات أكبر وأفضل في البشر، ومساعدة بلدان العالم على تعزيز استراتيجياتها واستثماراتها المتعلقة برأس المال البشري؛ وذلك لتحقيق تحسينات سريعة في النتائج؛ وأخيراً تحسين كيفية قياس رأس المال البشري».

وترى أبو غزالة، أن «نتائج هذه القمة ستؤثر على الأولويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية الإقليمية لسنوات مقبلة، فمن الضروري التركيز على التعامل مع طبيعة جدول الأعمال ذي المجالات الخمس، التي تعتبر ذات أهمية جوهرية للبشرية ولكوكب الأرض تتجسد في (الناس، والكوكب، والازدهار، والسلام، والشراكة) وترجمتها إلى سياسات جريئة على المستويين الإقليمي والوطني؛ مما يؤكد وضع الإنسان محوراً للتنمية».

وبشأن ما تستهدف القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت تعزيزه، أكدت أنها ترتكز على دفع «روح الابتكار والمشاركة لتعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ فالعام العربي رغم مرور عشر سنوات على القمة التنموية الأولى التي عقدت بالكويت 2009، لا يزال يواجه تحديات كبيرة في مجال الصحة والتنمية، والفقر المدقع، والأمراض الحادة والمزمنة وتغير المناخ، والحكم الرشيد، إضافة إلى الكوارث البيئية والاجتماعية نتيجة الحروب والنزاعات والأزمات والاحتلال التي تعاني منها الكثير من الدول العربية، والكثير من التحديات الأخرى».

وتستند قمة بيروت، بحسب ما تؤكد أبو غزالة «إلى نتائج القمم العربية التنموية السابقة والإعلانات والاستراتيجيات والخطط العربية ذات الصلة بأبعاد التنمية المختلفة، بالإضافة إلى المؤتمرات الدولية التنموية بما فيها أجندة التنمية المستدامة 2030، حيث سيوفر هذا الحدث العربي مشاركة لطائفة واسعة من المؤسسات الإقليمية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والشباب الذين يعملون في قضايا التنمية والصحة». كما تضع غزالة قضية «زيادة تمكين المرأة كأحد الأولويات المتقدمة للمضي قدماً من مسيرة التنمية العربية، وكذلك حماية الأطفال وتعزيز دور الأسرة كعناصر متداخلة تجب مراعاتها لتحقيق المنظور المتكامل للتنمية المستدامة، حيث ستقدم الأجهزة المتخصصة للأمانة العامة والمجالس والمنظمات العربية المتخصصة المحاور ذات الأولوية للمنطقة العربية، مع الأخذ في الاعتبار أهمية دور القطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب كلاعبين رئيسيين بالعملية التنموية»، وسينعكس ذلك في إطار انعقاد «منتديات عدة في إطار القمة ومنها منتدى الشباب للمشاركة في عملية صنع القرار لوضع أولوياتهم واهتماماتهم، ومنتدى القطاع الخاص ليضع الشركاء تصورهم لاستكمال ما يقدمونه من دعم». وتقول الأمين العام المساعد: إن «القمة ستناقش ضمن المحور الاجتماعي، إطلاق إطار عربي استراتيجي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، ومنهاج العمل للأسرة في المنطقة العربية في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، وأجندة التنمية للاستثمار في الطفولة في الوطن العربي، وكذلك الاستراتيجية العربية لحماية الأطفال في وضع اللجوء في المنطقة العربية، وعمل الأطفال في المنطقة العربية، ومبادرة إقليمية لمكافحة سرطان الثدي في المنطقة العربية، والدورة الرياضية العربية الرابعة عشرة للألعاب الرياضة العربية عام 2021».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 4 جنود أميركيين بهجوم لـ«داعش» في منبج

بيروت/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/أفاد مسؤول أميركي اليوم (الأربعاء) بمقتل أربعة جنود أميركيين وإصابة 3 آخرين في التفجير الانتحاري الذي استهدف دورية للتحالف الدولي بمدينة منبج شمال سوريا وتبناه تنظيم «داعش». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق بقتل 15 شخصاً بينهم تسعة مدنيين وعنصر أميركي على الأقل من التحالف الدولي، جراء الهجوم. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة الصحافة الفرنسية بارتفاع حصيلة قتلى التفجير الانتحاري إلى «15 قتيلاً بينهم تسعة مدنيين على الأقل بالاضافة إلى خمسة مقاتلين محليين تابعين لقوات سوريا الديموقراطية كانوا يرافقون دورية التحالف الدولي». واستهدف التفجير الانتحاري، وفق المرصد، مطعماً في وسط مدينة منبج، التي يسيطر عليها مقاتلون عرب وأكراد ينضوون في صفوف مجلس منبج العسكري، التابع لقوات سوريا الديموقراطية. وتضم المدينة ومحيطها مقرات لقوات التحالف لا سيما الأميركية.

وقال عبد الرحمن إن «انتحارياً أقدم على تفجير نفسه عند مدخل المطعم أثناء وجود عناصر دورية أميركية تابعة للتحالف داخله». وأضاف «إنه الهجوم الانتحاري الأول الذي يطول بشكل مباشر دورية للتحالف الدولي في مدينة منبج منذ عشرة أشهر». وبعد وقت قصير من وقوعه، تبنى تنظيم «داعش»، عبر وكالته «أعماق» الهجوم.وتقدم قوات التحالف الدولي التي تستهدف التنظيم المتطرف في سوريا منذ العام 2014، الدعم لقوات سوريا الديموقراطية التي تقود آخر معاركها ضد المتطرفين شرق سوريا. وفي تغريدة باللغة الإنجليزية على تويتر، كتب المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش "الإرهاب يضرب مدينة منبج  الآمنة. انفجار في سوق المدينة المزدحم». ويأتي هذا التفجير بعد أسابيع عدة من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره المفاجئ بسحب كافة قواته من شمال سوريا بعدما حققت هدفها بـ«إلحاق الهزيمة» بالتنظيم على حد قوله. ورغم الخسائر الميدانية الكبرى التي مني بها خلال العامين الأخيرين، لا يزال «داعش» قادراً على شن هجمات داخل سوريا وخارجها. ويقتصر حضوره حالياً على البادية السورية الممتدة من وسط البلاد حتى الحدود العراقية. كما يتصدى لهجوم تشنه قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف في آخر جيب له في محافظة دير الزور شرقاً. وفي المناطق التي تمّ طرده منها، يتحرّك التنظيم من خلال «خلايا نائمة» تقوم بوضع عبوات أو تنفيذ عمليات اغتيال أو خطف أو تفجيرات انتحارية تستهدف مواقع مدنية وأخرى عسكرية.

 

العراق ينفي تسلمه طلباً أميركياً بتجميد الميليشيات وحل “الحشد”

اتفاق مبدئي بين الأحزاب الكردية على تقاسم المناصب في الرئاسات الثلاث لإقليم كردستان

بغداد – وكالات/26 كانون الثاني/19/ نفى رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، وجود طلب أميركي بتجميد ميليشيات وسحب السلاح منها، مشدداً على أن هذا الملف عراقي بحت. وأكد عبدالمهدي فى مؤتمر صحافي، ليل أول من أمس، أن “الحديث عن مهلة لحل الحشد الشعبي غير صحيح”، نافياً كذلك أنباء صحافية عن وجود زيادة في أعداد القوات الأجنبية في العراق، وقال إن “الحديث عن زيادة القوات الأجنبية في العراق غير صحيح”.وقال إن “الحديث عن مهلة لحل الحشد الشعبي غير صحيح”، مضيفاً إنه “لم يرد أي طلب رسمي بسحب السلاح من الفصائل المسلحة، وهذا أمر عراقي”

وعلق على معلومات حول ازدياد القوات الأميركية في العراق بأن “هناك اهتمام متزايد بالعراق، وتغيير في مناخ التعامل مع الدول القريبة والبعيدة”. واشار إلى أن التعددية العراقية مصدر قوة يمكن استثمارها لصالح البلاد، مضيفاً إن العراق هو الدولة الوحيدة التي تستطيع الاتصال مع الجميع من دون خطوط حمراء. كما نفى امتلاكه أي جنسية أخرى غير العراقية. وفي سياق آخر، قال عبدالمهدي إن العراق سيشارك في المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في لبنان، الأسبوع المقبل. وأضاف إن هناك اهتماماً متزايداً بالعراق وتغييراً في مناخ التعامل من الدول القريبة والبعيدة. من ناحية ثانية، أفادت أنباء صحافية أمس، بأن الأحزاب الثلاثة في إقليم كردستان توصلت إلى اتفاق مبدئي على تقاسم المناصب في الرئاسات الثلاث في الإقليم. وأوضحت أن الاجتماعات التي عقدتها الأحزاب الثلاثة (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير) أفضت إلى اتفاق مبدئي على أن يتسلم نائب رئيس “الحزب الديمقراطي الكردستاني” نيجيرفان بارزاني منصب رئاسة الإقليم، فيما سيكون القيادي في “حركة التغيير” وزير البشمركة السابق مصطفى سيد قادر نائباً له. وأشارت إلى أن مستشار مجلس أمن كردستان مسرور بارزاني سيتولى رئاسة وزراء الإقليم، وسيبقى قباد طالباني في منصبه نائباً لرئيس الوزراء. وأضافت إن منصب رئيس برلمان كردستان سيسند إلى القيادي في “الاتحاد الوطني الكردستاني” بيكرد طالباني، بينما سيتولى منصب نائب رئيس البرلمان رئيس كتلة “الديمقراطي الكردستاني” هيمن هورامي. على صعيد آخر، أصيب سبعة من عناصر “الحشد الشعبي” جراء انفجار عبوة ناسفة على دورية تابعة لهم في جنوب غرب كركوك، فيما أعلنت مصادر أمنية مقتل المسؤول في “الحزب الديمقراطي الكردستاني” جبار عارف رشيد، على يد مسلحين مجهولين. وفي الموصل، عثرت السلطات الأمنية أمس، على مخزن معدات ومواد تفجير وأسلحة وذخائر في منزل مهجور يعود لأحد عناصر تنظيم “داعش”.وفي الأنبار، تمكنت مديرية الاستخبارات العسكرية من  السيطرة على إحدى معامل التفخيخ، التي كان يستخدمها “داعش” في قضاء راوة.

 

التحالف الدولي”: ندرب 173 ألف رجل أمن عراقي

بغداد – وكالات/26 كانون الثاني/19/أعلنت قيادة قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، ازدياد أعضاء التحالف من 70 دولة وأربع منظمات إلى 74 دولة وخمس منظمات، مشيرة إلى أن “كوادرها تدرب نحو 173 ألف منتسب ضمن القوات الأمنية”. وذكر التحالف في بيان، أول من أمس، أنه “يواصل عمله من خلال الاستمرار بالتدریب التكتیكي لقوات الأمن العراقیة، وسيعزز برنامج التدریب الذي تم توفیره بالفعل لنحو 173 ألف منتسب من قوات الأمن العراقیة”. وأضاف: “ستضطلع بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق بزمام القیادة في مهمة تدریب العسكریین العراقیین في نقل المهارات الأساسیة”.

وأشار إلى أن “التدريب سيكون على مكافحة العبوات الناسفة والتخطیط المدني والعسكري وصیانة المركبات المدرعة والطب العسكري للمتدربین، كما ستقوم بعثة الناتو بتدریب قوات الأمن العراقیة في مجالات عدة لبناء القدرات وتطویر الأكادیمیات العسكریة المهنیة، إلى جانب مدارس عسكریة مهمة أخرى”.

 

بومبيو حذّر بغداد من قصف إسرائيل فصائلها المقاتلة بسورية

بغداد – د ب أ/26 كانون الثاني/19/ كشف مصدر سياسي عراقي أمس، عن تحذير أميركي تلقاه العراق، بشأن نوايا إسرائيلية، لمهاجمة أهداف على أرضه تابعة لفصائل مسلحة تقاتل في سورية. وقال المصدر إن “وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أبلغ لدى زيارته العراق، رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، بأن إسرائيل قد تقصف في أي وقت، أهدافاً داخل الأراضي العراقية، ترتبط بفصائل مسلحة تقاتل في سورية”. وأضاف ان “الولايات المتحدة مقتنعة بالتفسير الاسرائيلي، لكنها ما زالت ترفض السماح لتل أبيب بتنفيذ غارات داخل الأراضي العراقية”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة تقدر عواقب تعرض أي هدف داخل الأراضي العراقية، لاعتداء إسرائيلي، بغض النظر عن السبب”. وأوضح أن “الرسالة التي نقلها بومبيو، سبقتها رسالة أخرى صادرة من السفارة الأميركية ببغداد، ونُقلت إلى زعماء بعض الفصائل العراقية، عبر وسطاء”. وأضاف أن “مضمون الرسالة يشير إلى أنه إذا تعرض مبنى السفارة الأميركية في بغداد للقصف، سيهاجم الجيش الأميركي جميع مقرات الفصائل العراقية”.

 

تفجير “داعشي” في منبج يقتل 19 بينهم 5 عسكريين أميركيين

إيران أكدت بقاء قواتها... والأكراد رفضوا المنطقة الآمنة... وروسيا طالبت واشنطن بتقديم خطة انسحابها

عواصم – وكالات/26 كانون الثاني/19/قتل 19 شخصاً، بينهم خمسة جنود أميركيين، بالإضافة إلى إصابة العشرات بصفوف “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، في تفجير انتحاري تبناه تنظيم “داعش”. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التفجير الانتحاري استهدف مطعماً يرتاده عناصر من القوات الأميركية.

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن جيش النظام السوري يجب أن يسيطر على شمال البلاد، وذلك بعد مقترح من الولايات المتحدة بإقامة “منطقة آمنة” تحت سيطرة تركية. وقال لافروف في مؤتمره الصحافي السنوي، “نحن على قناعة بأن الحل الوحيد والأمثل هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية والهياكل الإدارية”. وأضاف إن روسيا تعتبر من الضروري إنهاء محاربة الإرهاب، خصوصاً في منطقة إدلب، مشيراً إلى أن المسلحين مستمرون في محاولات الهجوم على قاعدة حميميم. وأوضح “نحن مهتمون بتحقيق الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين روسيا وتركيا بشأن منطقة إدلب، وهي لا تخول الإرهابيين على الحركة بحرية بشكل كامل، الذين يستمرون بإطلاق النار من منطقة إدلب والمنزوعة السلاح على مواقع الجيش السوري ومواقع مدنية ويحاولون مهاجمة القاعدة الجوية الروسية حميميم”، مشيراً إلى أن “المنطقة الآمنة” على أجندة قمة بوتين – أردوغان. وأوضح أن موسكو ستقيّم المبادرة التركية بشأن إنشاء منطقة آمنة شمال سورية على ضوء تطورات الوضع في سورية عموماً. من جهته، طالب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أول من أمس، الولايات المتحدة بتقديم خطة مرحلية للخروج من سورية، مشيراً إلى أن ذلك يجعل روسيا تأخذ تصريحات واشنطن عن الانسحاب من سورية على محمل الجد. وقال إن “تصريحات الجانب الأميركي بشأن الانسحاب من سورية ستكون جديرة بالاهتمام فقط عندما تقدم الولايات المتحدة خطة مرحلية لانسحابها من سورية، حيث ستضح آنذاك دقة التوقيت والإطار الجغرافي وتسلسل تنفيذ هذه العملية”. من ناحية ثانية، قال قائد “الحرس الثوري” الإيراني محمد علي جعفري أمس، إن إيران ستبقي على وجودها العسكري في سورية في تحد للتهديدات الاسرائيلية باستهدافها ما لم تخرج من هناك، واصفاً التهديدات الإسرائيلية بأنها “مزحة”، ومحذراً من أن إسرائيل “تعبث بذيل الأسد”. في غضون ذلك، وفي أول رد على إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تنظر إقامة “منطقة آمنة” في شمال سورية، عبر أكراد سورية عن رفضهم القاطع لهذا المقترح. وقال القيادي الكردي الدار خليل إنه “يمكن رسم خط فاصل بين تركيا وشمال سورية عبر استقدام قوات من الأمم المتحدة تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام أو الضغط على تركيا لعدم القيام بمهاجمة مناطقنا”. من جهته، رفض مستشار الإدارة الذاتية للأكراد بدران جيا كورد، إقامة منطقة آمنة في شمال سورية. وقال إن “ما تسمى بالمنطقة الآمنة ستكون بمثابة احتلال تركي بغطاء جديد”، داعياً مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى اتخاذ تدابير وإجراءات إضافية لحماية مناطق شمالي وشرق سورية من التهديدات التركية ومرتزقتها. ميدانياً، سيطرت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) على بلدة سوسة (شرق).

 

تركيا تسرق زيتون عفرين وتبيعه لأوروبا

جنيف – وكالات/26 كانون الثاني/19/اتهم نائب سويسري، الحكومة التركية بسرقة زيت الزيتون من سورية، ثم بيعه على أنه تركي المنشأ في دول الاتحاد الأوروبي، بينها إسبانيا. وحذر عضو الحزب الديمقراطي المحافظ في سويسرا بيرنهارد غوهل الحكومة من استغلال زيت الزيتون، الذي “تنهبه” تركيا من سورية لتبيعه في السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، مدعية أنه منتج تركي، مضيفاً إن “أموال تلك المبيعات تستخدم في تمويل الميليشيات المسلحة التابعة لأنقرة”. وأشار “يتم نهب بساتين الزيتون من قبل القوات التركية والميليشيات الموالية لها في عفرين التي تحتلها تركيا”.

وأضاف إن “الزيتون الذي يسرقونه يتم بيعه إلى إسبانيا، ومن المتوقع أن تتواصل عمليات النهب والبيع لدول الاتحاد الأوروبي”. وجاءت تحذيرات غوهل في سياق اقتراح مقدم إلى البرلمان الوطني في سويسرا، يسأل عن الإجراءات التي يجري اتخاذها للتحقيق في التجارة والإيرادات التي يمكن جنيها نتيجة لتلك الجرائم.

 

إسرائيل تزوِّد المعارضة السورية بالسلاح

تل أبيب – وكالات/26 كانون الثاني/19/أقر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته غادي إيزنكوت، للمرة الأولى بتزويد إسرائيل مجموعات معارضة سورية في مرتفعات الجولان بالأسلحة خلال الحرب الجارية منذ نحو سبع سنوات. وقال إيزنكوت في مقابلة مع صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، قبل إنهاء ولايته كرئيس هيئة الأركان: إن “إسرائيل فعلاً وفرت أسلحة خفيفة لمجموعات معارضة سورية، مخصصة للدفاع عن النفس”. وأشار إلى أن إسرائيل نفذت مئات الغارات الجوية في سورية، مضيفاً: “نفذنا آلاف الهجمات من دون تبني المسؤولية، ومن دون طلب أن تنسب إلينا”. في سياق متصل، أفادت صحيفة “فورين بوليسي” بأن إسرائيل وفرت سراً أسلحة وأموالاً لـ 12 مجموعة معارضة سورية على الأقل من أجل منع القوات المدعومة من إيران ومقاتلي تنظيم “داعش” من إنشاء قواعد عند الحدود. وذكرت أن دعم إسرائيل لمجموعات المعارضة بدأ العام 2013، بتمويل مجموعات في أماكن مثل القنيطرة ودرعا.

 

الأكراد يرفضون «منطقة آمنة» تحت سيطرة تركيا شمال سوريا

بيروت/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/أعلن أكراد سوريا اليوم (الأربعاء)، رفضهم لاقتراح إقامة «منطقة آمنة» تحت سيطرة تركية على طول الجانب السوري للحدود بين البلدين، فيما أكدت موسكو أن شمال سوريا يجب أن يخضع لسيطرة النظام. وقال القيادي الكردي الدار خليل لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «يمكن رسم خط فاصل بين تركيا وشمال سوريا عبر استقدام قوات من الأمم المتحدة تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام أو الضغط على تركيا لعدم القيام بمهاجمة مناطقنا»، مضيفاً «أما الخيارات الأخرى فلا يمكن القبول بها لأنها تمس سيادة سوريا وسيادة إدارتنا الذاتية». من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، إن قوات النظام السوري يجب أن تسيطر على شمال البلاد وذلك بعد مقترح من الولايات المتحدة لإقامة "منطقة آمنة" تحت سيطرة تركية. وقال لافروف للصحافيين «نحن على قناعة بأن الحل الوحيد والأمثل هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية والهياكل الإدارية». وروسيا حليف لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وقال لافروف إن مستقبل الأكراد يمكن ضمانه تحت سيطرة النظام. وأضاف لافروف في المؤتمر الصحافي السنوي «نرحب ونؤيد الاتصالات التي بدأت الآن بين ممثلين عن الأكراد والسلطات السورية كي يتمكنوا من العودة إلى حياتهم تحت حكومة واحدة دول تدخل خارجي».

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن أمس (الثلاثاء) أن أنقرة مستعدة لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا، اقترحها نظيره الأميركي دونالد ترمب. وجاءت تصريحات إردوغان غداة مكالمة هاتفية مع ترمب في محاولة للتخفيف من حدة التوتر بعدما هدد الرئيس الأميركي بـ«تدمير» الاقتصاد التركي في حال هاجمت أنقرة القوات الكردية في سوريا. وكانت تركيا رحبت بقرار واشنطن سحب قواتها من سوريا البالغ عددهم نحو ألفي جندي، إلا أن الخلاف مع واشنطن حول مستقبل القوات الكردية في شمال سوريا التي تعتبرها أنقرة «إرهابية» وتدعمها الولايات المتحدة، أثار توترا في العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.ووصف إردوغان المكالمة الهاتفية التي جرت مع ترمب مساء الاثنين بأنها كانت «إيجابية للغاية»، مضيفاً أن الرئيس الأميركي «تطرق إلى منطقة آمنة بعرض 20 ميلا، أي نحو 30 كلم، سنقيمها على طول الحدود مع سوريا».

ورداً على أسئلة الصحافيين في وقت لاحق أعلن إردوغان أن تركيا ستطلب دعماً لوجستياً من التحالف الدولي المناهض لـ«داعش» والذي يضم نحو 60 بلدا بينها الولايات المتحدة وفرنسا. وانتزعت «قوات سوريا الديمقراطية»، تحالف فصائل عربية - كردية تدعمه واشنطن، أمس، من تنظيم داعش بلدة السوسة الواقعة في شرق البلاد، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلن المرصد أن «قوات سوريا الديمقراطية» تمكّنت من «السيطرة على كامل بلدة السوسة ومحيطها»، مضيفا أن سيطرة التنظيم باتت تقتصر على «بلدة الباغوز فوقاني»، وعلى «قرى وتجمعات سكنية متصلة معها، تبلغ مساحتها مجتمعة نحو 15 كلم مربعا». وشن الجيش التركي عمليتين واسعتين في سوريا أطلق عليهما «درع الفرات» في 2016 و«غصن الزيتون» في 2018 لمواجهة المقاتلين الأكراد السوريين وعناصر تنظيم داعش. لكن العملية الأخيرة هدفت للقضاء على المكاسب التي حققها المقاتلون الأكراد في سوريا الذين يتولون إدارة أجزاء من شمالها منذ عام 2012. من جهته، أكد المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين أمس أن هذه «المنطقة ستكون تحت سيطرة تركيا»، موضحاً أن رئيس الأركان التركي سيجتمع مع نظيره الأميركي اليوم، في بروكسل لتحديد «الآليات». كما أكد أن «السكان المحليين» سيشاركون في إنشاء هذه «المنطقة الآمنة» مقارناً إياها بمناطق مثل جرابلس والباب وعفرين الخاضعة لسيطرة معارضين مدعومين من أنقرة. وتابع كالين: «حتى إذا لم نستخدم هذا المصطلح، فهناك بالفعل (منطقة آمنة) تحت سيطرة تركيا (...) يمكن بسهولة نقل نموذج مماثل لها إلى الأجزاء الحدودية الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية».

 

إردوغان يتفاهم مع ترمب حول المنطقة الآمنة ويلتقي بوتين قريباً ووصف الاتفاق مع الرئيس الأميركي بأنه «تاريخي»

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا ستنشئ منطقة آمنة في شمال سوريا تم بحث إقامتها في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، مشيرا إلى أن إدارة الإسكان التركية الحكومية قد تتولى الأعمال الإنشائية في هذه المنطقة حال تلقي الدعم المالي. وأضاف إردوغان، في كلمة أمام اجتماع نواب حزبه (العدالة والتنمية الحاكم) بالبرلمان التركي أمس، أنه بحث مسألة إقامة تركيا منطقة آمنة في شمال سوريا خلال الاتصال الهاتفي مع ترمب، مساء أول من أمس، واصفا الاتصال بأنه «كان إيجابياً». وجاء الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والأميركي، بعد أن هدد ترمب تركيا، في تغريدة على «تويتر» ليل الأحد، بتدمير اقتصادها إذا هاجمت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن في شمال سوريا. وقال إردوغان: «توصلنا إلى تفاهم تاريخي بشأن إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، أثناء المكالمة الهاتفية، يمكننا إنشاء المنطقة الآمنة التي تهدف إلى توفير الأمن للسوريين، في حال تلقينا الدعم المالي». وأضاف أن ترمب تحدث أثناء الاتصال الهاتفي عن إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري من قبل تركيا، وأكد له انسحاب القوات الأميركية من المنطقة، «أعتقد أننا توصلنا إلى تفاهم يحمل أهمية تاريخية كبيرة، وتركيا ستفعل كل ما بوسعها».

وذكر الرئيس التركي أنه ينظر بإيجابية إلى خطة ترمب إنشاء منطقة آمنة بعرض 20 ميلا (32 كلم) في شمال سوريا، مؤكدا إمكانية توسيعها. ووصف إردوغان اختلاف مواقف أنقرة وواشنطن حول سوريا بأنه «أمر محزن»، لافتا إلى ضرورة أن تقام المنطقة الآمنة بالتشاور مع جميع الأطراف المؤثرة، بما فيها الدول الضامنة في مفاوضات آستانة (تركيا وروسيا وإيران)، مع التشديد على رفضه مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي لما يسمى بتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الحليف للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، في هذه العملية. وأكد إردوغان أن بلاده لن تسمح أبدا بوجود عناصر تنظيم داعش و«وحدات حماية الشعب» الكردية (التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا) قرب حدودها، قائلا: «سندفنهم في حفرهم». وأشار إلى أن «وحدات حماية الشعب» الكردية في منبج وشرق الفرات وكذلك بقايا «داعش» تواجه الدولة التركية، معتبرا أن مقارنة الوجود التركي في سوريا مع وجود قوى أخرى «إهانة لتاريخ تركيا». وتابع: «بينما كانت القوى التي أغرقت سوريا في بحر من الدماء والدموع تسرح وتمرح في المنطقة، ظهرت جهات تطالب تركيا بالتزام الصمت حيال ما يجري في سوريا، وهذه الجهات كانت تخطط لنقل الأحداث الدموية إلى الداخل التركي، فلم نسمح ولن نسمح بذلك مستقبلاً... وكما نحمي حقوقنا سنحمي أيضا حقوق إخوتنا السوريين حتى النهاية». وقال الرئيس التركي: «نأمل أن نكون قد توصلنا إلى تفاهم مع ترمب (حول سوريا)».

وفي تصريحات عقب اجتماعه مع نواب حزبه، قال إردوغان إنه من المحتمل جدا أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 23 يناير (كانون الثاني) الجاري، كما ستعقد قمة ثلاثية بينه وبين بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني في إطار مسار آستانة.

في سياق متصل، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر وصفها بالموثوقة أن الولايات المتحدة «تفضل أن يسيطر الجيش التركي على منطقة شرق نهر الفرات، وأنها تواصل التحضير لذلك مع تركيا، على الرغم من معارضة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية الشعب الكردية لذلك».

وبحسب تلك المصادر، فإن الولايات المتحدة تسعى إلى أن تفرض تركيا سيطرتها الكاملة على المنطقة التي تمتد من ضواحي منبج إلى الحدود السورية العراقية، تحت اسم «منطقة الإدارة الذاتية»، يديرها المجلس الوطني الكردي في سوريا مع انتشار عسكري لقوات وحدات بيشمركة روجافا وإدارة تابعة للائتلاف الوطني للمعارضة السورية تشمل جميع مكونات المنطقة، ستكون تحت إشراف تركي مباشر. ولفت المرصد إلى أن الولايات المتحدة فوجئت بطلب قسد المساعدة من النظام السوري، والتشاور مع روسيا من أجل التوصل إلى اتفاق حول مستقبل منطقة شرق الفرات.

كان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أعلن أول من أمس في ختام مباحثاته في الرياض، أن هناك محادثات تتعلق بشكل المنطقة الآمنة، التي اقترح ترمب إنشاءها لتفادي هجوم تركي ضد مناطق سيطرة الوحدات الكردية في شمال وشمال شرقي سوريا (منبج وشرق الفرات). وأعلنت تركيا أنها لا تعارض منطقة كهذه بين حدودها والمناطق المقابلة في سوريا. وأوضح بومبيو أن دعوة ترمب لإقامة منطقة عازلة لمسافة 20 ميلا بين القوات التركية والوحدات الكردية يتسق مع ما تحاول الولايات المتحدة تحقيقه في المفاوضات مع الأتراك. وأكد أن العمل على هذه النقطة لا يزال جاريا. وأضاف: «نريد التأكد من أن الزملاء الذين قاتلوا معنا لإسقاط (داعش) لديهم الأمن... ونريد أيضاً التأكد من أن الإرهابيين في سوريا لا يستطيعون مهاجمة تركيا. هذان هما الهدفان هنا... إذا استطعنا إيجاد مسافة، لندعوها منطقة عازلة، وترتيبات أمنية صحيحة، سيكون هذا في صالح الجميع في المنطقة».

ووصلت تعزيزات جديدة للجيش التركي، إلى ولاية هطاي جنوب البلاد، مساء أول من أمس بهدف توزيعها على الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا. وتضمنت التعزيزات قوات خاصة وشاحنات محملة بمركبات عسكرية مدرعة مستقدمة من وحدات عسكرية مختلفة داخل تركيا، وصلت إلى منطقة «ألتن أوزو» في هطاي الحدودية مع «إدلب» السورية، التي شهدت مناورات للقوات التركية يومي السبت والأحد الماضيين. وكثّف الجيش التركي من تعزيزاته في المنطقة الجنوبية، وسط ترقب لإطلاق عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية في منبج وشرق الفرات. في الوقت ذاته، قالت صحيفة «ناشونال إنترست» الأميركية إن تركيا غير قادرة على هزيمة تنظيم داعش، المتمركز حالياً في الشمال السوري، دون اللجوء إلى مساعدة القوات الأميركية الموجودة في المنطقة. وأضافت الصحيفة أنه في ضوء تخطيط ترمب للانسحاب من سوريا، اقترحت الإدارة الأميركية أن تتولى تركيا مهمة إنهاء «داعش»، لكن تركيا طلبت من الولايات المتحدة تقديم دعم عسكري كبير، ومن ضمن ذلك الضربات الجوية والنقل والخدمات اللوجيستية، للسماح للقوات التركية بتحمّل المسؤولية الرئيسية عن محاربة مقاتلي التنظيم. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنظر إلى هذه الطلبات التركية، يمكن افتراض أن تركيا غير قادرة إطلاقاً على تولّي مهمة صعبة كهذه، وأنه قد تتم الاستعانة بحلف شمال الأطلسي (ناتو) من قبل أنقرة إذا لزم الأمر؛ نظراً لكون معظم الدول الأعضاء في هذا الحلف ترى في تنظيم داعش تهديداً لا يُستهان به.

 

عباس يطلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة/تسلم رئاسة {مجموعة الـ77 والصين} متعهداً الدفاع عن مصالح دولها

نيويورك: علي بردى رام الله/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/تسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئاسة مجموعة الـ77 والصين لعام 2019. معبراً عن «التصميم القوي» دفاعاً عن مصالح المجموعة وتعزيز مواقف دولها. ورأى في هذه الخطوة دليلاً على أن الشعب الفلسطيني «يستحق كل الاستحقاق» العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، معلناً أنه سيبدأ على الفور الإجراءات الضرورية وصولاً إلى هذا الهدف. وأجريت مراسم تسليم رئاسة المجموعة بين فلسطين ومصر التي تولت هذه المهمة خلال عام 2018، في احتفال أقيم في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش ورئيسة الدورة السنوية الـ73 للجمعية العامة ماريا فرنانديز أسبينوزا وعدد كبير من المسؤولين الدوليين والدبلوماسيين وممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وعبر شكري، في مراسم التسليم عن «الثقة في فلسطين لتمثيل وتعزيز مصالح المجموعة» التي تضم 134 دولة والصين أي أكثر من 80 في المائة من دول العالم، مضيفاً أن لدى المجموعة «رؤية واضحة بشأن إصلاح المنظومة التنموية للأمم المتحدة». أما الرئيس عباس فقال إن «تسلم رئاسة المجموعة بلا شك مسؤولية كبيرة ستتحملها دولة فلسطين بكل تواضع وإخلاص وتفانٍ، إلى جانب الالتزام والتصميم القوي دفاعا عن مصالح المجموعة وتعزيز مواقف دولها الأعضاء في الأمم المتحدة». وأضاف: «سنعمل وإياكم خلال ترؤسنا للمجموعة على تعزيز التعاون بين الجنوب - جنوب واستكمال المبادرات البناءة لتنفيذ أجندة التنمية 2030، بما فيها المبادرة المتعلقة ببرامج تمويل التنمية والتضامن من خلال التنمية، كمكمل لا كبديل عن التعاون بين الشمال والجنوب، والتعاون الثلاثي المشترك». وأكد أن «تعزيز الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، سيفتح المجال واسعاً أمام تحقيق تنمية مستدامة ومستقرة لكل دول المنطقة وفق الاتفاقات والمعاهدات الدولية». ودعا إلى «ضمان وحماية هذا الحق للشعوب الواقعة تحت الاحتلال الأجنبي والاستعماري، عملاً بقرارات المجموعة بما فيها، خطة جوهانسبرغ للتنفيذ، ووفقاً لأحكام القانون الإنساني الدولي. وهنا فإن فلسطين يجب ألا تكون استثناءً، نحن أيضاً تحت الاحتلال الاستعماري». وذكر بأن الدول الأعضاء لمجموعتنا «لعبت دوراً مهماً ومبدئياً، في صون وحماية الحقوق غير القابلة للتصرف للشعوب، بما فيها حقها الراسخ في تقرير المصير والاستقلال الوطني، ولا تزال كثير من بلدان الجنوب تعاني من النزاعات والحروب، والعنف والإرهاب، والعدوان والاحتلال، وستواصل دولة فلسطين العمل مع دول المجموعة كافة لمواجهة هذه التحديات». وشدد على أن «مواصلة الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين تعيق برامج التنمية والتعاون والربط الإقليمي لجميع شعوب المنطقة». وعبر عن «التزام دولة فلسطين بالقانون الدولي والشرعية الدولية، وحل الصراع سلمياً، وصولا إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام على حدود عام 1967، إلى جانب دولة إسرائيل، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها مسألة اللاجئين والأسرى استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية لعام 2002».

وقبيل إلقائه كلمته، سئل الرئيس عباس عما إذا كان سيطلب العضوية لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، فأجاب: «سنطلب ذلك بالتأكيد، بدءاً من اليوم». وقد اعتبر أن تسلم فلسطين رئاسة مجموعة الـ77 والصين «خطوة مهمة جداً تجاه استقلال دولة فلسطين». وأضاف: «نحن سعداء جداً بهذه المهمة، وحريصون جداً على القيام بها، وحريصون على النجاح، لنثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني قادر على أشياء كثيرة من أهمها هذه المجموعة، ولذلك هو يستحق كل الاستحقاق الدولة الفلسطينية المستقلة والعضوية الكاملة على الأقل في الأمم المتحدة». وسيسمح ترؤس فلسطين للمجموعة بالمشاركة في دورات الجمعية العامة والمؤتمرات الدولية المنعقدة تحت رعايتها أو الأمم المتحدة، بما في ذلك الحق في الإدلاء ببيانات وتقديم المقترحات والتعديلات نيابة عن المجموعة، من ضمن حقوق أخرى.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت منح دولة فلسطين حقوقا وامتيازات إضافية وفق قرار اعتمد عام 2018 بأكثرية 146 صوتاً، وامتناع 15 عضوا عن التصويت، وتصويت أستراليا وإسرائيل والولايات المتحدة ضد القرار.

وفي كلمتها، قالت إسبينوزا إن فلسطين «ستسترشد من روح الوحدة في هذه المجموعة وستحقق النجاح، على رغم التعقيدات وحالة الاستقطاب التي يعيشها العالم». وهنأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيس الفلسطيني على تولي رئاسة المجموعة. وكرر في اجتماع مع عباس «التأكيد على أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام المستدام». في هذا السياق، رحبت السلطة بهذه الخطوة واصفةً إياها بالحدث التاريخي المهم. وقال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، إن فلسطين «تلتزم بالكامل بالقيام بواجباتها ومسؤولياتها بشرف ونزاهة واقتدار، والالتزام بالعمل عن كثب مع جميع الوفود الأعضاء، والسكرتارية التنفيذية للمجموعة، وكذلك مع الشركاء وهيئات الأمم المتحدة الأخرى من أجل تحقيق أهداف المجموعة». وأضاف: «هذا التنصيب يمثل إنجازاً وطنياً وانتصاراً لدولة فلسطين، وهو دليل على الإجماع والثقة التي يمنحها أغلب دول العالم لفلسطين ومقدرتها على إدارة ملفات مهمة، كقضايا التنمية والفقر والمناخ والتعليم والبيئة وغيرها». وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أنها أتمّت الترتيبات اللازمة لضمان نجاح دولة فلسطين في أداء مهامها كرئيس لمجموعة الـ77 + الصين على أكمل وجه، بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات الفلسطينية المعنية. وكانت الخارجية قد شكّلت طواقم من الخبراء والمختصين القادرين على أداء هذه المهمة بالتنسيق مع الخبرات العربية الشقيقة، مستعينةً بالتجربة الأممية المتراكمة في عمل ونشاط هذه المجموعة، كما جاء في بيان.

 

رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يواجه 4 تحديات خارجية وداخلية

نظير مجلي: تل أبيب/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/تولى الجنرال أفيف كوخافي منصب رئيس الأركان الثاني والعشرين في الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، خلفاً للفريق غادي آيزنكوت، وتمت ترقيته من رتبة جنرال إلى رتبة فريق. وأشارت التحليلات إلى أنه سيواجه تحديات جمة في هذا المنصب، أولاً لأن الساحة في الشرق الأوسط تغلي كالمرجل وتهدد بحروب شبه مؤكدة، وثانياً بسبب وجود حكومة يمينية متطرفة، طلباتها كثيرة وضغوطها شديدة. والجنرال كوخافي يبلغ من العمر 55 عاما، وقد بدأ حياته العسكرية في سنة 1982 ووصل إلى لواء المظليين جنديا نفرا، وتدرج في جميع المناصب حتى أصبح قائدا له، ثم عين قائدا لمفرزة القوة النارية، وقائدا لفرقة غزة، ورئيسا لشعبة العمليات في هيئة الاستخبارات العسكرية، ومن ثم رئيسا للهيئة ذاتها، فقائدا للمنطقة الشمالية في الجيش، ثم نائبا لرئيس هيئة الأركان. ويحمل كوخافي شهادة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة هارفارد الأميركية. وتم تعيينه في مايو (أيار) 2017 نائبا لرئيس أركان الجيش، وصادقت الحكومة على تسليمه رئاسة الأركان في جلستها خلال مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2018. وقد اختار كوخافي لرئاسة الأركان، وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، على عكس رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي رشح سكرتيره العسكري، الجنرال إيلي زمير، للمنصب. ولذلك، فإن أول تحد سيكون لكوخافي هو امتحان نتنياهو، وإن كان سيتعاون معه ويحترم خصوصيته. وتسلم كوخافي درجته الجديدة، أمس، في حفل كبير بمقر وزارة الدفاع في قلب تل أبيب، حضره أعضاء هيئة الأركان، ورئيس الدولة، ورئيس الحكومة، وعدد من الوزراء والنواب، وعدد من كبار الجنرالات السابقين، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان المنتهية ولايته، غادي آيزنكوت، وعائلتي الرئيسين المحتفى بهما. وبعد الحفل مباشرة قام كوخافي بزيارة لـ«حائط المبكى» (البراق)، حيث وضع ورقة أمنياته وصلواته. ومن ثم توجه إلى مقر رؤساء إسرائيل. ثم توجه إلى مقر رئاسة الأركان وعقد أول اجتماع للهيئة.

ويشير المراقبون إلى أن كوخافي يواجه 4 تحديات داخلية وخارجية؛ أولها إحباط مخطط إيران التموضع في سوريا وبناء قوة تمكنها من شن عمليات ضد إسرائيل، وكذلك إحباط محاولات نقل أسلحة دقيقة لـ«حزب الله» دون التورط مع روسيا، ودون الانجرار إلى حرب تخلف الدمار والضحايا. ويرون أنه تقع على عاتق كوخافي مسؤولية تجهيز الجيش الإسرائيلي لمواجهة عسكرية ضد إيران، في حال قرر المستوى السياسي اللجوء إلى حرب لتدمير المشروع النووي العسكري الإيراني. وهناك تحد ثان هو حركة «حماس» في قطاع غزة، حيث يرى المحللون الإسرائيليون أن معضلة حكم الحركة ستشغل رئيس الأركان الجديد إلى أن يقرّر بين خيارين؛ الأول القضاء على «حماس» في القطاع عبر دخوله وتدمير البنى التحتية للحركة وتسليم القطاع إلى فصيل آخر، في حين أن الخيار الثاني هو «التعايش» مع «حماس»، مما يعني الحفاظ على التهدئة مع الحركة، ومواصلة الجهود الإنسانية من أجل تحسين حياة سكان القطاع. وستكون مشكلته الكبرى هنا ما ستقرره الحكومة. ومن ضمن التحدي الثاني توجد قضية مواصلة الجهود الاستخبارية والعسكرية الإسرائيلية لإحباط مخططات تنفيذ عمليات فلسطينية في الضفة الغربية. أما التحدي الثالث؛ فهو الوضع الإسرائيلي الداخلي، حيث تستعد إسرائيل لإجراء انتخابات في 9 أبريل (نيسان) المقبل، وهذا يعني أن كوخافي سيعمل في ظروف سياسية غير مستقرة، لا سيما أن حقيبة الأمن موجودة مع رئيس الحكومة نتنياهو، الذي يواجه تحقيقات في قضايا فساد وربما لائحة اتهام في القريب. وآخر هذه التحديات؛ هو انخفاض حماس الشباب الإسرائيليين فيما يتعلق بالتجنّد في الوحدات القتالية بصفوف الجيش.

 

ظريف في كردستان العراق بحثاً عن مهرب من العقوبات

أربيل: إحسان عزيز/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/شهد إقليم كردستان العراق خلال اليومين الماضيين نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً، تمثل في زيارة وزيري خارجية فرنسا وإيران اللذين أجريا محادثات مكثفة ومنفصلة مع زعيم الحزب الحاكم رئيس الإقليم السابق مسعود البارزاني، ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها نيجيرفان البارزاني المرشح لرئاسة الإقليم، ورئيس وكالة الاستخبارات مسرور البارزاني المكلف تشكيل الحكومة الجديدة. وأكد وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان الذي أمضى ليلة أول من أمس في أربيل، أن بلاده «ستبقى إلى جانب إقليم كردستان، وستواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي له، وعازمة على توثيق وتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية مع الإقليم ودفعها قدماً». وأضاف في مؤتمر صحافي عقده قبيل مغادرته أربيل، صباح أمس، أن زيارته للإقليم «ودية، وتأتي للتأكيد على أن باريس تثمن عالياً تضحيات الشعب الكردي وقوات البيشمركة في حربها ضد مسلحي تنظيم داعش الإرهابي طوال السنوات الأربع الماضية». وشدد على أن بلاده «ستواصل دعمها قوات البيشمركة بالوتيرة السابقة نفسها»، مشيراً إلى أن «تحقيق الاستقرار في العراق والمنطقة والقضاء على الإرهاب يتطلبان احترام خصوصيات مكونات وأطياف الشعب العراقي كافة، واحترام مكانة وخصوصية إقليم كردستان على وجه التحديد».

وقال لودريان إن «فرنسا ستواصل مساندة الشعب الكردي، وتتطلع إلى تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية والثقافية مع إقليم كردستان، بموازاة رغبتها الجادة في الإسهام في عمليات الإعمار بالعراق». وتابع أن «علاقات بغداد وأربيل تحسنت كثيراً، سيما بعد الانتخابات التشريعية في العراق والإقليم وتشكيل حكومتيهما الجديدتين، وتسود أجواء ملائمة لاستئناف الحوار البناء بين الطرفين». وفي ما يتعلق بالأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، قال الوزير الفرنسي إنها «جيدة من حيث إن تنظيم داعش لم يعد مسيطراً على مساحات من الأرض في سوريا والعراق، رغم أنه ما زال موجوداً في المنطقة، ومن ناحية أخرى الأوضاع معقدة وغامضة بسبب الخشية من تدهورها مجدداً، لا سيما إذا لم يتم إيجاد حلول سياسية شافية للوضع القائم في شمال غربي سوريا».

ووصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أربيل من بغداد، صباح أمس، على رأس وفد اقتصادي كبير ضم أكثر من 40 مستثمراً ورجل أعمال. وبعد سلسلة مباحثات مقتضبة مع المسؤولين في الإقليم، حضر الوزير الإيراني أعمال الملتقى الاقتصادي الذي عقدته غرفة التجارة والصناعة في الإقليم، بمشاركة مندوبين عن أكثر من 70 شركة كردية وإيرانية. وقال في كلمة له إن «طهران وأربيل اتفقتا على إقامة منطقة صناعية مشتركة بين الجانبين، والعلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية وطيدة العرى، ولا يمكن لأي طرف النيل منها». وخاطب رجال الأعمال الحاضرين بالقول إن «العقوبات الأميركية المفروضة على إيران لن تؤثر على أنشطتكم التجارية والاقتصادية، ويمكن للجميع الاعتماد على إيران التي هي شريك مؤتمن وموثوق به، لا سيما بالنسبة إلى إقليم كردستان». وأشاد رئيس حكومة الإقليم المنصرفة نيجيرفان الالبارزاني بالعلاقات «التاريخية والمصيرية» مع إيران. وقال: «إضافة إلى علاقاتنا التاريخية المشتركة، هناك حدود جغرافية مشتركة أيضاً تمتد لنحو ستمائة كيلومتر، ونحن ممتنون لرجال الأعمال والمستثمرين الإيرانيين الذين واصلوا العمل وإنجاز المشروعات في الإقليم». وبعدها توجه الوزير الإيراني إلى مدينة السليمانية لحضور ملتقى اقتصادي مماثل، قبل أن يعود إلى بلاده. ويرى مراقبون أن الوزير الإيراني يسعى إلى إيجاد منفذ اقتصادي مع الإقليم ومع العراق، في محاولة عسيرة للتخفيف من وطأة العقوبات الاقتصادية الأميركية الخانقة التي بدأت تنهك الاقتصاد الإيراني وأسفرت خلال فترة قصيرة عن إفلاس عشرات الشركات الإيرانية وأصحاب رؤوس الأموال.

 

مجلس الأمن يقرر نشر 75 مراقباً لمتابعة الهدنة بالحديدة

نيويورك/الشرق الأوسط/26 كانون الثاني/19/وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع اليوم (الأربعاء)، على نشر ما يصل إلى 75 مراقباً في مدينة الحديدة اليمنية لمدة 6 أشهر لمتابعة وقف إطلاق النار والإشراف على انسحاب القوات المتحاربة. وسيتم إرسال المراقبين غير المسلحين إلى مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون ومينائها، إضافة إلى ميناء الصليف وراس عيسى لفترة أولية هي ستة أشهر. وفي سياق متصل، وافق الأردن على استضافة اجتماع برعاية الأمم المتحدة بين الشرعية في اليمن وميليشيات الحوثي بهدف التفاوض حيال تبادل الأسرى في اليمن والذي من شأنه سيسمح بلم شمل آلاف العائلات اليمنية. يحدث ذلك فيما جدّد قادة ميليشيات الحوثي ندمهم على قبول اتفاق السويد الشهر الماضي، وذلك في الوقت الذي استمر ممثلو الجماعة في اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار، في تعطيل عمل اللجنة ورفض المقترحات الإجرائية لتنفيذ الاتفاق الخاص بالانسحاب من الحديدة والموانئ الثلاثة.

واعتبر وزير حكومة الانقلاب غير المعترف بها حسن زيد، موافقة جماعته على اتفاق السويد خطأ استراتيجياً لجهة أن جماعته خسرت الكثير من الأوراق الإنسانية التي كانت تزايد بها في أروقة المجتمع الدولي والأمم المتحدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحريري يستجير من غلو الأميركيين بـ"الانتصار" الإيراني

منير الربيع/المدن/الخميس 17/01/2019

الضياع يسود المشهد السياسي اللبناني، بعد زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركي ديفيد هيل، ولقائه مختلف المسؤولين. هيل الذي حضر بخطاب قديم جديد، لم يقدّم أي رؤية سياسية واضحة للمواجهة، التي تحدّث عنها باسم إدارته. وهو في بعض اللقاءات، شدد على وجوب تشكيل الحكومة سريعاً. ولكن، بشرط أن لا تكون الغلبة فيها لحزب الله. بينما في لقاءات أخرى، هناك من استشف منه أن بقاء حكومة تصريف الأعمال أفضل من تشكيل حكومة جديدة، في ظل عدم وضوح التوجهات الدولية من جهة، وطالما أن الحكومة الجديدة ستمنح الحزب انتصاراً صرفاً، تأبى واشنطن التسليم به، في لبنان كما في سوريا.

تمايز فرنسي

اختلف الأفرقاء اللبنانيون في تقييمهم لزيارة هيل. البعض اعتبرها في إطار رفع العتب، والاستعاضة عن زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو. والبعض الآخر، وضعها في إطار التصعيد السياسي، الذي خلا من أي خطّة واضحة، مع إعادة التذكير بالعقوبات، وبمواكبتها، وبأن المواجهة الأميركية الإيرانية مستمرة، ولبنان إحدى ساحاتها. لكن التحرك الإيراني كان سريعاً، ردّاً على التحرك الأميركي. وما كان لافتاً، حسب ما تكشف مصادر متابعة لـ"المدن"، هو اللقاء الذي عقد بين السفيرين الفرنسي والإيراني قبيل زيارة الأخير لبيت الوسط ولقائه الرئيس سعد الحريري. ومعروف أن الحريري يفضّل تشكيل الحكومة سريعاً، لجملة أسباب. وهو يرتكز على علاقته الممتازة مع الفرنسيين، الذين يتفهمون ظروفه، وحيثيات قراراته، وتفاهماته مع القوى اللبنانية، بما فيها حزب الله. كما أن باريس لا تريد القطيعة مع إيران، وحريصة على استمرار التفاهم معها. وصل الأمر ببعض المراقبين إلى حدّ اعتبار أن اللقاء الفرنسي الإيراني يهدف إلى تطويق الزوبعة الأميركية. وموقف باريس معروف من العقوبات الأميركية على إيران، والخروج من الإتفاق النووي. هكذا، وإثر اللقاء الفرنسي الإيراني، جاءت الزيارة السريعة، والمفاجئة في المضمون والتوقيت، للسفير الإيراني إلى بيت الوسط ولقائه الحريري. صحيح أن مصادر الحريري تحدّثت عن تسليمه مذكرة للإفراج عن نزار زكا. لكن الأهم، هو ما ورد في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للحريري، وتحدّث عن استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في سبل تطويرها.

معركة سوريا

ليس بسيطاً أن يصدر هكذا بيان عن مكتب الحريري، فيما الزيارة حصلت بعد ساعات على لقاء الرجل بديفيد هيل، وبعد فترة قصيرة على إصدار السفارة الإيرانية بياناً يدين الزيارة الأميركية للبنان، ومضمون كلام وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية. وما هو لافت أكثر، كان كلام السفير الإيراني، الذي أكد الحرص على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، والتمسك بالحريري. وهذا يفيد بأن إيران تستعجل تكريس انتصارها في لبنان، الذي تحاول واشنطن عرقلته، في فرض شروط صعبة ومحرجة، ليس من السهل تجاوزها ولا قبولها، من أجل إنجاز التشكيلة الحكومية.

لا يمكن فصل الموقف الأميركي داخل لبنان، عن المواقف الأميركية مع الدول العربية. إذ أسهم الضغط الأميركي في فرملة الإندفاعة العربية تجاه النظام السوري، وأنتج هذا الضغط  وقف أي محاولة لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. وكان الأميركيون قد تقصدوا أن تشير مصر إلى هذه الفرملة، من خلال مطالبة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، النظام السوري بتقديم مواقف واضحة، وملتزمة بتطبيق القرار الدولي 2254، في مقابل الاستعجال الروسي والإيراني لإعلان الانتصار في سوريا، ولبنان  ضمناً، عبر إثارة ملف إعادة الإعمار أو عودة اللاجئين.

ما تؤكده واشنطن هو أن المعركة مستمرة. ولن تسلّم بالإنتصار النهائي لصالح إيران وروسيا في سوريا. وهذا يرتبط بجملة حسابات، لا تخلو منها الأسباب الداخلية الأميركية، في ظل الضغط الذي يتعرض له دونالد ترامب، والتحقيق الذي يجري حول تورطه في علاقات مع الروس. لذلك، يجد نفسه مضطراً إلى التشدد والتصعيد، وعدم التسليم بالإنتصار الروسي.

الاستنجاد بإيران؟

لبنان، وبجناحيه الأساسيين في هذه المرحلة، أي جبران باسيل وسعد الحريري، يستعجلان الشروع في إعادة الإعمار في سوريا. وليس تفصيلاً أن يعود الحريري إلى تأكيد عمق علاقته مع التيار الوطني الحرّ، معتبراً أن هناك قوى عديدة متضررة من هذا التفاهم والتقارب. وهذا يدلل على مدى الترابط في الرؤى بين الطرفين، خصوصاً حيال الوضع في سوريا، والمشاركة في عملية إعادة الإعمار فيها، التي تفرملت أميركياً. من هنا يمكن قراءة التطورات التي حدثت أخيراً بعد زيارة هيل إلى لبنان، وزيارة السفير الإيراني إلى بيت الوسط. هذه الزيارة (الإيرانية) جاءت بعد كلام فحواه البحث عن بديل من الحريري، لصعوبة دخوله في علاقة مع النظام السوري، ما يمثّل رعباً لدى الرئيس المكلف. لذا، اندفع إلى تأكيد أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وإيران. ليبدو المشهد، وكأن الحريري يستنجد بالإيرانيين على أي محاولة إلتفافية، قد يقوم بها من هم تابعون لها في لبنان. بينما التفسير الأبرز لهذه المسألة، يندرج في إطار الضغط الممارس من قبل حلفاء حزب الله على الحريرين لدفعه إلى التنازل والإسراع في تشكيل الحكومة، وعدم الرضوخ إلى الشروط الأميركية. في مقابل الضغط الأميركي من جهة، والإيراني من جهة أخرى، ثمة ضغوط أخرى يتعرض لها الحريري، من التيار الوطني الحرّ من ناحية، عبر فرض الثلث المعطل، والتحرك المسيحي لاستعادة الصلاحيات وتعزيز دور الرئاسة، ومن القوى المتمسكة باتفاق الطائف، والرافضة لتقديم تنازلات عن الصلاحيات من ناحية مقابلة. وهذه الأخيرة تتمثل بلقاءات متعددة، بدأت مع لقاء رؤساء الحكومات السابقين، ولم تنته في اللقاءات الدينية أو السياسية، التي كان آخرها بين وليد جنبلاط وفؤاد السنيورة. وارتكز عنوانها الأساسي على مبدأ حماية اتفاق الطائف.

 

لغط حول أداء بكركي وسيدها وكواليس العلاقة بالفاتيكان

المدن - لبنان/07 كانون الثاني/19

"استعاد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في الآونة الأخيرة، حيوية سياسية كانت مجمّدة منذ انتخاب الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية"، حسب مصادر مطّلعة على نشاط رئيس بكركي. ولفتت الأخيرة إلى أنّ "حراك البطريرك الراهن، قد يكون مرتكزاً على معطيات معيّنة، دفعته إلى تنشيط ماكينته السياسية، بعد عودته من زيارته الأخيرة إلى الفاتيكان، ولقائه البابا فرنسيس، الذي دعاه إلى تنشيط أداء الكنيسة المارونية ومحاربة داء الترهّل الذي يصيبها".

واقع "فلكلوري"!

وإذا كان الراعي قد حرص على إرساء علاقة جيّدة مع سائر الأطراف السياسية، غير أنّ مواقفه السياسية في الفترة الأخيرة، لم تكن تتوافق جميعها مع أي فريق. فقد انتقد أداء "حزب الله " التعطيلي، وردّ على الرئيس نبيه بري، معترضاً على تفعيل حكومة تصريف الأعمال، وعقد الجلسة النيابية لإقرار الموازنة. ودعا إلى استبدال الأعراف السياسية بالنصوص الدستورية، مطالباً بـ "حكومة تكنوقراط"، متجاهلاً بذلك موقف كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس "لبنان القوي". غير أنه في الوقت التي تحاول الكنيسة المارونية إعادة تأكيد تموضعها في الحياة السياسية اللبنانية، تعرب مصادر كنسية موثوقة عن استياءها من هذا الواقع "الفولكلوري"، لبكركي. وتسأل: "ألم يكن من الأجدى ترتيب وحلّ مشاكل بيتها الداخلي، التي تضرب العصب الماروني، وتؤدّي إلى حالة من اليأس في صفوف رعاياها، قبل الاندفاع لحلّ أزمة الحكومة الميؤوس منها راهناً؟".

دور آل غيّاض

وإذ تردد المصادر على أن "البابا فرنسيس سبق أن استدعى الراعي والمطارنة إلى روما لمحاسبتهم وتأنيبهم على أدائهم المخزي"، تكشف عن امتعاض معظم المطارنة الموارنة من "الصلاحيات التي يمنحها سيّد بكركي إلى زوج ابنة أخيه، محامي الطلاق الأول في المحكمة الروحية، الأستاذ وليد غيّاض، الذي عُيّن المسؤول الإعلامي في الصرح منذ انتخاب البطريرك. فبات غيّاض ينوب عن البطريرك في لقاءاته واجتماعاته، ويتلو أيضا البيانات والمقررات رغم كونه مدنيّاً. وهذه سابقة لم تشهد مثلها بكركي سابقا". وتكشف المصادر عن أنّ "غيّاض ليس مجرّد موظّف في البطريركية. فعائلته كلها تقطن في منزل داخل الصرح. وقد عيّن والده مسؤولاً عن هاتف البطريركية، ووالدته مدبّرة للبطريركية. أما شقيقه فكان سائقاً للبطريرك قبل أن يصبح مسؤولاً عن أمنه".

تشير المصادر إلى "مظاهر الترف والرفاهية الواضحة على غياض وزوجته، وإلى القصر الذي شُيّد لصالحه فوق عقار تابع للبطريركية. الأمر الذي وضع بكركي في موقع حرج، وبات عرضة لحملة انتقادات، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي". وتستطرد متسائلة: "هل يمكن لأحد أن يدّعي أنّ الواقع الماروني بخير وعلى أحسن ما يرام؟ وتضيف، على مستوى الواقع التربوي والتعليمي تسيطر الرهبنة المارونية، وتضغط على أولياء الطلبة، من خلال فرض أقساط مدرسية غير معقولة. وعلى مستوى المستشفيات والمؤسسات المارونية، مثل الرابطة المارونية، والمجلس العام للجمعيات الخيرية المارونية في بيروت، والمؤسسة المارونية للانتشار، هناك تجاوز للصلاحيات في العمل، وتغطية على الفشل بالتحوّل إلى العمل السياسي. على مستوى المؤسسة البطريركية للإنماء الشامل، لم تسجل الأخيرة أي عمل إنمائي واحد. أما اللجان الاقتصادية التابعة للبطريركية والمطرانيات فلا أثر لها. ناهيك عن تجمّع المؤسسات المارونية، الذي كان أسّسه البطريرك وعيّن عليه منسقاً عاماً، وكانت نتيجته الفشل الذريع".

شائعات مغرضة؟

لا تنفي بكركي حصول بعض الأمور غير المستحبّة داخل الجسم الكنسي، "فالمعنيّون بشر في نهاية المطاف"، لكنّ كل ذلك يبقى في إطاره الطبيعي وتتّخذ تدابير في حقّه سريعاً. لكن البطريرك الراعي هو من البطاركة القلائل الذين يثيرون كل هذا الجدل حولهم: "فهناك دائما من يقف له بالمرصاد"، يقول النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح. ويضيف: "غير أنّ كل التجارب الماضية تؤكّد أنّ جميع هذه الاتهامات مغرضة، وكل ما يُحكى من قبل هؤلاء لا يتعدّى إطار الشائعات، لأنه لم يصحّ، حتى الساعة، أي شيء منه".

يشدّد صياح على أنّ "أكثر ما ميّز زيارة البطريرك والوفد المرافق الفاتيكان، كانت حفاوة الاستقبال التي خصّه بها البابا فرنسيس. وكانت كفيلة بإنهاء كل الشائعات التي تحدّثت عن أنّ الكرسي الرسولي يستدعي الكنيسة من أجل محاسبتها". ويؤكد أنّ "البابا أعاد تجديد الثقة بالكنيسة المارونية وهرميّتها. ورغم الضجيج الذي يثار في لبنان، إلّا أنّ أجواء روما مغايرة تماماً، إذ إنّ البطريرك الراعي يحظى باهتمام وثقة خاصتين في الدوائر الفاتيكانية".

وإذ تلفت المصادر إلى أنه "منذ انتخابه، والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي يسافر  كثيراً، فلا ينفك يرجع إلى لبنان حتى يعود ليطير من جديد"، مؤكدة أن "البطريرك الماروني "يُزار ولا يزور"، فيما تكرار الزيارات إلى الخارج أو حتى في الداخل تقلّل من قيمة الموقع البطريركي". وتستطرد: "إذا سلّمنا جدلاً بأن زيارات الراعي المتكررة، هي بهدف حضّ المغتربين على الانخراط في الحياة السياسية اللبنانية، فإن هذا الدور يجب أن تلعبه المؤسسة المارونية للانتشار". ويرد المطران صياح: "من واجب البطريرك القيام بزيارة أبرشياته، وتفقدها في لبنان والخارج، مرة كل خمس سنوات، وبالتالي يحتّم عليه ذلك السفر المتكرّر"، مشدّداً على أنّ "البطريرك يشجع الجاليات اللبنانية على ضرورة الحفاظ على هويتهم اللبنانية، وتسجيل أسمائهم في السفارات، لأنهم يتراجعون ديمغرافيا". على أي حال، وفيما يخص حركة البطريركية السياسية، راهناً، يوضح صياح أنّ "الكنيسة المارونية، لا يمكن أن تتعدى على صلاحية الدولة ومؤسساتها ورئيسها وحكومتها على الإطلاق، إنما تلعب دورها الأساسي، في ما يتعلق بكل الشؤون، التي هي من مبادئها الأفقية والعمودية، وهذا هو تاريخها منذ وجودها في لبنان".

بدورها، تفيد مصادر كنسية: "تبيّن أن الماكينة التي روّجت أخباراً عن نيّة الفاتيكان إلزام البطريرك بالاستقالة، تتبع جهات سياسيّة متضرّرة من مواقف البطريرك الأخيرة".

 

الدعم الأميركي مستمرّ «على أن يدعم لبنان نفسه» 

أسعد بشارة/الجمهورية/الأربعاء 16 كانون الثاني 2019

مقالات خاصةإنفجر الخلاف الاميركي ـ الايراني على ارض لبنان!زيارة فيروز نيا للحريري لها علاقة بزيارة هيل؟هذا الأمر يمكن ان يؤدي الى سقوط الهيكل على رؤوس الجميعالمزيدأيام قليلة أمضاها مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل في بيروت التي خبرها جيداً، فهو أمضى عشر سنوات من حياته الديبلوماسية فيها، وسنوات أُخرى طويلة في المنطقة، بحيث بات من أبرز الديبلوماسيين الخبراء في الشأن اللبناني والشرق أوسطي، وانتقل من خدمة إدارة الرئيس باراك أوباما التي وقّعت الاتفاق النووي مع ايران الى خدمة إدارة الرئيس دونالد ترامب التي مزّقت الاتفاق وأقرّت أقسى عقوبات على ايران بدءاً بتصدير النفط، ولعب هيل دوراً أساسياً أواخر تلك المرحلة في الترتيب لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية على إيقاع شهر العسل الأميركي ـ الإيراني الذي أسقطه انتخابُ ترامب.

في حصيلة زيارة هيل إشارات كثيرة ولافتة في الشكل والمضمون. اللقاء الأول كان مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، واللقاءات على مستوى الرئاسات الثلاث، والوزير وليد جنبلاط وصولاً الى العشاء في منزل النائب ميشال معوض الذي شاركت فيه معظم القوى السياسية وفعاليات اقتصادية، وقبل هذا وذاك كانت لهيل لقاءات لم يعلن عنها في السفارة الأميركية في عوكر حيث أسمع واستمع وخرج بخلاصات وأوصل الرسائل.

تلخص أوساط مطّلعة على الزيارة الموقف الاميركي من لبنان والمنطقة بالآتي:

- أولاً، بات الملف الايراني الاهم على جدول الادارة الاميركية، التي أقرّت عقوبات هي الاولى من نوعها في التأثير على النظام الايراني، ويعتبر الاميركيون أنّ إضعاف النظام في ايران يعني إضعاف أذرعه في لبنان والعراق واليمن وتقليص دوره في سوريا الى الحدّ الأدنى، وإعادة ايران كمرحلة أولى الى داخل حدودها، ووضعها تحت المجهر بالنسبة الى أيّ حركة احتجاجية قد تحصل في المدن الإيرانية.

- ثانياً، تنتظر ادارة ترامب اشهراً عدة لتقييم فعالية العقوبات الجديدة وخصوصاً العقوبات في ملف تصدير البترول، وسط تقدير دقيق يفيد أنّ ايران ستدخل مرحلة صفر تصدير خلال ثلاثة اشهر ولن تتمكن من تصريف انتاجها من البترول بطريقة التهريب لا عبر العراق ولا عبر أيّ دولة أخرى. وتتوقع الاوساط أن يبدأ النظام الايراني التعامل مع هذه الحقيقة سواءٌ بالنسبة الى تقليص مساعداته لأذرعه المختلفة، أو بالنسبة الى احتمال استئناف حوار فوق الطاولة او تحتها مع الولايات المتحدة الاميركية، لكن لن يكون الحوار على اساس العودة الى الاتفاق النووي الذي أُلغي بل سيشمل ملفات اضافية منها ملف الصواريخ البالستية وملف التدخل الإقليمي للنظام الايراني في دول الجوار.

- ثالثاً، في ما يتعلق بـ»حزب الله» اكدت الاوساط أنّ زيارة هيل حملت تأكيداً للتحذير من مسألة خرق القرار 1701 وحفر الأنفاق وارتدادها على لبنان، وشدّد على وقف الدور الإقليمي لـ»حزب الله» الذي يشكل «أداةً تنفيذية» للحرس الثوري الايراني، وهذا الدور يستفيد من كون «حزب الله» مغطى بغطاء رسمي لبناني يجب أن لا يستمرّ.

- رابعاً، في التعاطي مع الدولة اللبنانية تقول الأوساط إنّ هيل عبّر عن موقف واضح في أحد لقاءاته في عوكر عن عدم القدرة على الاستمرار في دعم لبنان الى ما لا نهاية إذا لم تقم الدولة بوضع خطٍّ فاصلٍ بينها وبين «حزب الله»، والمقصود بهذا الكلام دعم المؤسسات الأمنية والعسكرية والمالية، وخلال اللقاء في منزل النائب ميشال معوض الذي تمّ التطرق فيه الى مسألة الحدود والسلاح والقرارات الدولية وعودة النازحين، أكد هيل استمرارَ الدعم للبنان على أن يدعم لبنانُ نفسَه، وهذا موقف اميركي ليس بجديد، لكنه يحمل في طيّاته تنبيهاً من استمرار «حزب الله» في خرق القرار1701 (الأنفاق) واستمراره في التدخل في دول المنطقة، وما ينتج عن هذا التدخل من ضرر للبنان واقتصاده وعلاقاته الدولية.

 

إستياءٌ أميركي من لبنان: كَذِبتم علينا كثيراً! 

طوني عيسى/الجمهورية/الأربعاء 16 كانون الثاني 2019

مقالات خاصةإنفجر الخلاف الاميركي ـ الايراني على ارض لبنان!زيارة فيروز نيا للحريري لها علاقة بزيارة هيل؟هذا الأمر يمكن ان يؤدي الى سقوط الهيكل على رؤوس الجميعالمزيدأبعد من التساؤل لماذا غاب لبنان عن جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أو ما الهدف من زيارة هيل لبيروت، يجدر التأكيد أولاً أنّ أيّاً من أركان السلطة في لبنان لا يستطيع ادّعاءَ البراءة في مسألة التحذيرات الأميركية للبنان من مغبّة استمراره في «التشاطر» على العقوبات الأميركية ضد «حزب الله»، وما يمكن أن تقود إليه من مخاطر قاتلة. كلّهم تبلّغوا لفترات طويلة تحذيرات واضحة. «كُلُّهم يعني كُلُّهم»!

تزامَن وصول دونالد ترمب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة (20 كانون الثاني 2017) مع بدء العماد ميشال عون ولايته الرئاسية وتشكيل الحكومة الحريرية.

ولم تكن قد مضت 5 أشهر على الإدارة الأميركية الجديدة حتى أبلغت الى الحكومة اللبنانية، بكل مؤسساتها وأجهزتها، وفي شكل واضح، أنّ نهج الرئيس باراك أوباما في الشرق الأوسط، وخصوصاً في ما يتعلق بإيران والقوى الموالية لها، كـ»حزب الله» و»حماس»، قد انتهى، وأنّ العدّ التنازلي لـ»تصحيح الخلل» ومحو الآثار السلبية قد بدأ، وأنّ على الحكومة اللبنانية أن تأخذ العلم بذلك وتحدّد خياراتها.

وفي المعلومات أيضاً، أنّ النظامَ المصرفي اللبناني تبلّغ قبل عام على الأقل أن لدى وزارة الخزانة تحديداً، والإدارة الأميركية عموماً، شكاوى من عمليات التفافٍ وتحايلٍ على قانون العقوبات الأميركية على «حزب الله»، يقوم بها بعض المصارف اللبنانية، بموافقة مصرف لبنان المركزي، على رغم وضوح هذه العمليات.

وقيل للبنانيين يومذاك: «نحن نريد مساعدتكم للحفاظ على متانة قطاعكم المصرفي، ولكن، أوقفوا التشاطر على الطريقة اللبنانية لأنكم أنتم الخاسرون منه في النهاية. وعليكم أن تساعدونا وتساعدوا أنفسكم أولاً، ولا تضطرونا إلى «تأديب» هذا القطاع بأسلوب الصدمة. فنحن قد لا نستخدم أسلوبَ الضغط التدريجي الطويل الأمد بل الضربة السريعة الساحقة الماحقة. (تمّ استخدام تشبيه «القنبلة النووية» مالياً).

ما يشكو منه الأميركيون حتى اليوم هو أنّ الوفود اللبنانية المتعددة التي زارت واشنطن طوال العام الفائت، في محاولة لتدارك الأسوأ، كانت تتبلّغ التحذيرات الأميركية إياها، لكنها تعود إلى لبنان وتمضي في اعتماد سياسة المناورة، وتراهن على تأجيل المواجهة مع الحقيقة، لاعتقادها أنّ المراوغة ستنقذها وأنّ الوقت سيحلّ المشكلات. وقد أثار ذلك دائماً انطباعاتٍ لدى كثيرين في واشنطن، بأنّ عدداً من المعنيين بالملف وأركان الطبقة اللبنانية الحاكمة غير كفوئين، فيما الآخرون يمارسون الكذب في استمرار. وثمّة مَن «يتمتع» بالصفتين في آن معاً. ولذلك، كان طبيعياً أن يجد اللبنانيون أنفسَهم وجهاً لوجه مع الضربة المحتملة، والتي ربما تكون ملامحُها الأولى في الدعاوى التي قدمها متضرّرون في الولايات المتحدة بحق مؤسسات مصرفية لبنانية.

والدعوى الأكبر، الأولى (610 صفحات) والتي قبلتها المحكمة في 1-1- 2019)، تشمل نحو 1000 شخص، ومحورها أنّ 11 مصرفاً لبنانياً ساهمت في نقل أموال ملوّثة بالإرهاب («حزب الله») وتبييض الأموال والتجارات الممنوعة عن سابق تصوّر وتصميم، وأدخلتها إلى النظام المصرفي الأميركي. وقد أبلغ المدّعون كل مصارف المراسلة في نيويورك بالدعوى.

المتابعون للملف، في واشنطن، يتوقعون أن تتجه القضية نحو واحدٍ من سيناريوهين أو نحو هذين السيناريوهين في آن معاً:

- الأول، أن تعلن مصارف المراسلة بعد فترة معينة (ربما أقل من شهر) أنّ لبنان بلد خَطِر وأنها ستوقف تعاملها مع السوق اللبنانية.

- الثاني، سيعيّن القاضي أوّل جلسة في القضية المرفوعة، وقد يتم تحديد التاريخ بعد 6 أشهر مثلاً. لكنّ محامي المدَّعين قد يطالبونه بتجميد الأرصدة بحجة عدم إتاحة المجال لهروبها من الولايات المتحدة خلال الفترة الفاصلة. وقد يستجيب القاضي هذا الطلب.

ويقول المتابعون: «إذا تمّ اعتماد السيناريو الأول فسيكون الوضع مؤلماً للمصارف اللبنانية لأنّ أيَّ تحويل بالدولار من خارج لبنان إليه، ولو كانت قيمته ضئيلة، سيصبح متعذّراً. وأما اعتماد السيناريو الثاني فيشكل إعاقةً حقيقيةً للقطاع المصرفي اللبناني. واعتماد السيناريوهَين معاً يعني الكارثة.

وفي الأثناء، ثمّة كلام يتردّد عن أنّ تحويلة مالية من أحد المواطنين اللبنانيين العاملين في الخليج العربي قد ارتُجعت لأنّ البنك المراسل في نيويورك رفض تحويلها إلى مصرف معيّن في بيروت، بناءً على الدعوى التي قبِلت بها المحكمة هناك.

ولكن، في الموازاة، يسأل البعض: إذا نفّذت الولايات المتحدة سياسة العقاب الجماعي ضد لبنان، وأصابته بانهيار خطر، فما الذي ستحققه من فوائد لها أو للبنان؟ وإلى أيِّ حدّ ستتضرّر إيران- وهي المستهدَف بالعقوبات- من هذه الإجراءات القاسية؟

في اعتقاد هؤلاء أنّ إيران ربما تتدخل لمساعدة النظام المصرفي اللبناني على الصمود والاستمرار، وقد تسارع إلى استغلال عملية العزل التي تعرّض لها لبنان فتضمّه كلياً إلى محورها. وفي هذه الحال، ماذا ستستفيد واشنطن، وإلى أيِّ حدّ سيقع لبنان كله ضحية لفئة لبنانية محدّدة؟

الأشد سوءاً هو اعتقاد البعض أنّ خياراً من هذا النوع قد لا يكون مربكاً للأميركيين. فأيُّ اختناق يتعرض له النظام المصرفي اللبناني لن يؤثّر إطلاقاً على حركة المال والاقتصاد في الولايات المتحدة. وعلى العكس، قد يجد الأميركيون أنّ انخراط لبنان الكامل تحت جناح إيران، وفي شكل واضح، مبرِّرٌ لاستهدافه بلا تردّد، كما سائر منظومة إيران.

المهم في الأمر هو: لماذا اليوم؟ فلم يكن سرّاً أنّ مصارفَ لبنان تتعايش مع «حزب الله» وأمواله.

بعض الخبراء في الولايات المتحدة يعتقدون أنّ القرار بدحرجة نفوذ إيران في الشرق الأوسط قد اتُخِذ، وأنّ من الصعب تصوُّر ذلك من دون وقوع حرب، وأنّ من الأنسب إنهاك الخصم وإضعافه قبل شنّ الحرب عليه!

وفي الانتظار، هناك فرصة للبنان لكي ينأى بنفسه عن النار ويصون استقراره السياسي والمالي والمصرفي الذي بات هشّاً إلى حدّ الحاجة إلى استدعاء أركان المال والاقتصاد في شكل طارئ، يوم الأحد الفائت، وتحضير بيان مكتوب مقتضب، لإنهاء الملابسات الهائلة التي نتجت من تصريح.

والفرصة، وفق الخبراء، هي في تسليم «المفاتيح» المالية والاقتصادية والإدارية الحسّاسة، في الوزارات والمؤسسات والمرافق كلها، إلى فريق عملٍ مشهود له بالكفاية والشجاعة والنظافة، تحت إشراف صندوق النقد الدولي، لإظهار الصدقية أمام العالم، على أن تواكبَه القوانين التي ترعى الشفافية وتزرع الثقة لدى الجهات الداعمة.

وعندئذ، يمكن المراهنة على ثقة الأميركيين والعالم، وعلى تدفُّق سليم لأموال المؤتمرات، من «سيدر» إلى سواه. فأيُّ نموذج سيختار لبنان قبل دخوله في اللحظات القاتلة: الإنقاذ أم الخراب؟

ما يشكو منه الأميركيون أنّ الوفود اللبنانية التي زارتهم كانت تتبلّغ التحذيرات الأميركية لكنها تمضي في اعتماد سياسة المناورة قد يجد الأميركيون أنّ انخراط لبنان كلياً تحت جناح إيران، مبرِّر لاستهدافه من دون تردّد، كما سائر منظومة إيران أيُّ نموذج سيختار لبنان قبل دخوله اللحظات القاتلة: الإنقاذ أم الخراب؟

 

برقية سرية من واشنطن إلى بيروت: ممنوع المُشاركة في إعمار سوريا!

 ليا القزي/الأخبار/الأربعاء 16 كانون الثاني 2019

حصلت «الأخبار» على نسخة من برقية سرية بعثت بها السفارة اللبنانية في واشنطن إلى بيروت، تتضمّن موقف الولايات المتحدة الرافض لدعوة سوريا إلى القمّة الاقتصادية، والمهدّد بالعقوبات على لبنان في حال مشاركته في إعادة إعمار سوريا.

سوريا خارج القمّة الاقتصادية، بطلب من الولايات المتحدة الأميركية. والأخيرة هدّدت لبنان بفرض عقوبات عليه، في حال مُشاركته في إعادة إعمار «الشام». الموقف الأميركي، أُبلغ رسمياً إلى وزارة الخارجية والمغتربين، بأكثر من طريقةٍ، كتولّي السفارة الأميركية في بيروت نقل رسالة إدارتها، مُباشرةً، إلى المسؤولين المعنيين في قصر بسترس. أما القناة الأخرى، فتمثلت بإبلاغ وزارة الخارجية الأميركية موقفها إلى سفارة لبنان في واشنطن. ولكن، في الحالة الثانية، لم يكن الأمر «تبليغاً»، بل لبنان هو الذي دقّ الباب طالباً «النصيحة».

الرسالة الأميركية، أتت ردّاً على طلب البعثة الدبلوماسية في الولايات المتحدة الأميركية، معرفة «وجهة نظرها» من دعوة سوريا إلى القمّة التي ستُعقد في بيروت يوم الأحد المُقبل. فقد حصلت «الأخبار»، على نسخةٍ من برقية سرية (الملّف 6/4، فاكس رقم 4/11، تاريخ 3/1/2019) مرسلة من البعثة اللبنانية لدى الولايات المتحدة الأميركية إلى وزارة الخارجية في بيروت، تحت عنوان «رصد المواقف من احتمال دعوة سوريا إلى المشاركة في القمة العربية التنموية: الاقتصادية الاجتماعية في بيروت». وورد في البرقية، ما حرفيته: «أَبْلَغَنا مكتب لبنان في وزارة الخارجية الأميركية، خطياً عبر البريد الإلكتروني، بعد مراجعة الموظف لرؤسائه في الوزارة (الخارجية الأميركية) تبعاً لسؤالنا، بما يأتي: «نحثّ لبنان وجميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية على الإحجام عن توجيه الدعوة إلى سوريا. كما نحثّ لبنان على عدم اتخاذ أية خطوات تُساهم في تأمين الموارد المالية للنظام السوري، وعلى سبيل المثال إجراء استثمارات أو إرسال تمويل لإعادة البناء. وإنّ أي دعم مالي أو مادي لنظام الأسد أو الداعمين له قد يكون خاضعاً للعقوبات الأميركية»».

قرار تعليق عضوية سوريا في الـ2011، نفّذه يومها وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، لمصلحة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ورغم كلّ بوادر الانفتاح العربي - الخليجي على الدولة السورية، يبدو أنّ «زرّ» عودة الأخيرة إلى «الجامعة»، لن يُضغط اليوم أيضاً إلا بقرارٍ أميركي. كلّ المؤشرات تُشير إلى ذلك، وآخرها «حثّ» واشنطن للبنان والدول العربية على الإحجام عن دعوة سوريا إلى القمّة الاقتصادية. فهل هذا هو السبب الفعلي خلف غياب دمشق عن قمّة 20 كانون الثاني، وليس ما يُقال بأنّ لبنان مُجرّد مُنظِّم للقمّة وهو يوجّه الدعوات باسم جامعة الدول العربية؟ خاصة أنّ اللغة التي كُتبت بها البرقية المُرسلة من واشنطن في 3 كانون الثاني الجاري، توحي بأنّ لبنان طلب معرفة التوجّه الأميركي، ليبني على الشيء مقتضاه، في تناقض تامّ مع المواقف المُعلنة للوزير جبران باسيل.

ينفي مسؤولٌ في «الخارجية» اللبنانية أن يكون عدم دعوة سوريا إلى القمّة نتيجة لقرار أميركي، «فهذه مسألة عربية ولا دخل للولايات المتحدة بها». يقول إنّ الموقف الأميركي من مُشاركة سوريا «معروف وقد أبَلَغنا إيّاه مسؤولون في السفارة الأميركية في بيروت خلال زيارة للوزارة، وعبر طُرق أخرى». إلا أنّ المسؤول يُشدّد على أنّ «رأي واشنطن غير مُلزم لنا. العديد من الدول تُبدي وجهة نظرها من مسائل عدّة، لا يعني ذلك أن نكون مُلزمين بتنفيذها». ولماذا إذاً بادرت البعثة اللبنانية لدى الولايات المتحدة إلى طلب معرفة موقفها من مسألة عربية، إذا كنّا غير آبهين لما يصدر عن واشنطن؟ يردّ المسؤول بالقول إنّه «قد تكون البرقية مُصوغة بشكل خاطئ، فنحن لم نطلب من بعثتنا في واشنطن سؤال المسؤولين الأميركيين عن موقفهم، ولا يجوز أصلاً القيام بذلك».

«الخارجية»: لم نطلب من بعثتنا في واشنطن سؤال الأميركيين عن موقفهم

النقطة الثانية الخطيرة في البرقية الواردة من واشنطن، هي التهديد بفرض عقوبات على لبنان في حال المُشاركة في إعادة إعمار سوريا، مع ما يُحكى عن تحذيرات أميركية تلقّتها رسمياً شخصيات سياسية لبنانية. والسؤال المطروح هو إن كان لبنان سيخنع للضغوط الأميركية، ويفوّت على نفسه فرصة إعادة علاقته مع دمشق إلى السكّة الصحيحة، لما فيها من مصلحة سياسية واقتصادية. تصريحات الوزير جبران باسيل العلنية، لا توحي بأنّه سيكون مُنفّذاً للتوجهات الأميركية. فهو أكّد يوم الجمعة الماضي: «لقد خنقتنا الحرب في سوريا وأقفلت الأسواق العربية في وجهنا، فمن غير المقبول أن نخنق أنفسنا في زمن السلم. نحن طليعة المطالبين بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ولن نكون مجرد تابع لغيرنا نلحق به إلى سوريا عندما يقرر هو ذلك. بعد الحرب هناك عمران، فهل من المعقول أن نعاقب أنفسنا ولا نشارك، لأن هناك دولة تمنعنا وتفرض عقوبات إذا شاركنا؟». وتعمّد باسيل تظهير هذا الموقف، بعد اجتماعه أوّل من أمس بوكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية دايفيد هيل، مُبلغاً إياه بأنّ «لبنان مهتم بالانخراط في إعادة إعمار سوريا، ولا بد من مراعاة ذلك». فهل الخارجية اللبنانية قرّرت «مُسايرة» واشنطن في موضوع عدم دعوة سوريا إلى القمّة الاقتصادية، مُقابل التمسّك بأن يكون لبنان شريكاً أساسياً في إعادة إعمارها؟ أم أنّ ما حصل هو فعلاً «صياغة خاطئة» من السفارة اللبنانية لدى الولايات المتحدة للتقرير الذي أرسلته؟ بالنسبة إلى مصادر دبلوماسية مُعارضة لباسيل، موقفه من الانفتاح على سوريا «موجّه إلى الدول العربية، وتحديداً السعودية، وليس الولايات المتحدة الأميركية، والدليل الطلب من السفارة في واشنطن استمزاج رأي وزارة الخارجية الأميركية، فمن المُستبعد أن يلجأ السفير إلى هكذا خطوة من دون تكليف إدارته له بذلك». وتجدر الإشارة إلى أنّ البعثة الدبلوماسية لم تكتفِ بسؤال المسؤولين الأميركيين عن موقفهم من دعوة سوريا إلى القمّة الاقتصادية، فقد طلبت معرفة وجهة نظر سفراء دول عربية، منها مصر والكويت وتونس. وَضَع السفراء العرب الكرة في ملعب جامعة الدول العربية، مُتلطين خلف موقفها في هذا المجال. أما السفير المصري في واشنطن، فقد لفت إلى أنّ بلاده لم تقطع علاقتها بدمشق، طوال فترة الأزمة. في حين أنّ السفير التونسي أعلم السفارة اللبنانية بأنّ تونس لم تتخذ موقفاً نهائياً بعد من دعوة سوريا إلى القمة العربية التي ستُعقد في آذار، أو الإحجام عن ذلك، إذا لم تُقرّر الجامعة العربية إعادة تفعيل عضوية سوريا.

 

 عن بيان الحريري ونزار زكا

حسن عليق/الأخبار/الأربعاء 16 كانون الثاني 2019

«استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ظهر اليوم في «بيت الوسط» سفير الجمهورية الإيرانية في لبنان محمد جلال فيروزنيا، وتناول اللقاء عرض آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تقوية العلاقات بين البلدين. وخلال اللقاء سلم الرئيس الحريري السفير الإيراني مذكرة موجهة إلى الرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني، تطالبه بالإفراج عن السجين اللبناني نزار زكا. لا حدّ للنفاق في الخبر الذي نشرته الوكالة الوطنية للإعلام أمس. يريد رئيس الحكومة تبرير لقائه السفير الإيراني، فيعلن تسليمه رسالة إلى روحاني، تطالبه بالإفراج عن زكا، المسجون في إيران منذ سنوات، بتهمة التجسس لمصلحة الاستخبارات الأميركية. من منظور الدولة، يجب على الحريري، وعلى غيره من المسؤولين، المطالبة بالإفراج عن زكا، مهما كانت الجريمة التي ارتكبها، أو التهمة الموجهة إليه. كذلك يجب عليهم المطالبة بإقفال ملف المعتقلين في السجون السورية، بعيداً عن أكاذيب العميل الإسرائيلي الذي سُجن في دمشق لسنوات، وخرج بعدها ليخبر اللبنانيين بخرافات عن أشخاص موجودين في تلك الزنازين وبات مرجعاً دولياً في هذا الملف.

على الدولة أن تطالب بنزار زكا. لا جدال في ذلك. لكننا لن نملّ من تكرار السؤال: وماذا عن الآخرين؟ هذا السؤال، ولو أصبح مستهلكاً حتى صار المرء منا يخجل من طرحه، يجب أن يبقى مرفوعاً في وجه من يستخدمون قضية نزار زكا وغيره (بصرف النظر عن أحقيتها أو عدمه)، لتوجيه رسالة لا صلة لها بحقوق اللبنانيين حول العالم. سنبقى نذكّر الحريري، كما باقي المسؤولين، بقاسم تاج الدين الذي خُطِف من المغرب، واحتُجِز رهينة في الولايات المتحدة، ليقبل مرغماً بدفع فدية قيمتها 50 مليون دولار لقاء تحريره بعد نحو سنتين. لم يكلّف الحريري نفسه عناء إجراء اتصال بصديقه الملك المغربي المتهرّب من ممارسة مهماته في بلاده، للاحتجاج على الجريمة التي ارتُكِبت بحق تاج الدين. ولن نكفّ عن ترداد السؤال: ماذا عن أسعد بركات الموقوف في البرازيل بانتظار تسليمه للباراغواي؟ وماذا عن نادر فرحات الموقوف في الباراغواي ومحمود بركات الذي أصرّ على أن تسلمه السلطات في أسانسيون للولايات المتحدة، إيماناً منه ببراءته، ولم يبعث الحريري برسالة إلى ترامب بشأنه؟ وماذا عن الموقوفين في الإمارات؟ وماذا قبلهم عن الذين طُردوا من أبو ظبي وغيرها وفقدوا أعمالهم وجنى أعمارهم؟ ماذا فعلت لهم الدولة؟ افتتحت مستديرة في بيروت، وزرعت في وسطها، بكل نفاق أيضاً، تمثالاً لزايد بن سلطان. في دول الخليج، تماثيل البشر محرّمة. في الإمارات نفسها، لا يصنعون التماثيل لزايد. يرون في ذلك شركاً وكفراً. أما دولتنا، فتنصب تمثالاً له، من دون أن تسأل عن أبنائها المسجونين ظلماً في زنازين طحنون ومحمد بن زايد. يتجاوز الأمر هنا النفاق. الدولة لا تقيم أي وزن لمشاعر أهالي الرهائن.

ما يجدر التنبيه منه أن هذا النفاق الذي تمارسه الدولة لا هوية طائفية له. ليس الأمر متصلاً بكون غالبية المذكورة أسماؤهم أعلاه ينتمون إلى الطائفة الشيعية التي يحلو لبعض أبنائها على وسائل التواصل الاجتماعي تصوير الأمر كما لو أنه إهمال من الدولة لـ«أبناء الطائفة». كثير من الملاحَقين ليسوا من الشيعة. جورج عبد الله ليس شيعياً ولا سنياً ولا مسيحياً أيضاً. يرفض أن يعرّف عن نفسه بهوية طائفية. ومنذ 6 سنوات على الأقل، هو رهينة لا أكثر. بكل المعايير القانونية، هو رهينة القرار الأميركي. النفاق الذي جُبل به بيان مكتب الحريري أمس هو ما يمنع الأخير من البعث برسالة إلى الرئيس الفرنسي، تطالبه بالإفراج عن جورج عبد الله. النفاق ممزوجاً بالذعر من ردّ فعل السجان الأميركي الذي يرفض فتح الباب لسجين البيرينيه. والنفاق الممزوج بالخوف والذل، هو ما يحول دون صدور بيان يقول إن الحريري حمّل حمد الشامسي رسالة إلى محمد بن زايد يطالبه بكشف مصير اللبنانيين المسجونين في الإمارات، وبحقوق المبعدين المهدورة هناك. النفاق في بيان الحريري أمس يكمن تحديداً في أن الرسالة ليست موجّهة إلى الرئيس الإيراني، بل إلى المهتمين بقضية زكا في واشنطن، في مختلف أجهزة الإدارة الأميركية وفي الكونغرس. ولأجل هؤلاء تحديداً، لن يسأل الحريري عن تاج الدين، ولا عن جورج عبد الله، ولا عن أي لبناني تريد الولايات المتحدة تلفيق تهمة له، أو فرض خوّة عليه.

 

 طبول الحرب تقرع مجدداً: هل تهاجم أميركا إيران؟

وليد شرارة/الأخبار/الأربعاء 16 كانون الثاني 2019

طلبُ مستشار الأمن القومي جون بولتون من «البنتاغون» إعداد خطة لعملية عسكرية ضد إيران يكشف عن نية الجناح الذي يمثله في الإدارة، والذي بات أغلبياً بعد خروج العسكريين منها، محاولة المضي قدماً بأجندته الخاصة في الشرق الأوسط والتي تُقدم للرئيس الأميركي باعتبارها مقدمة ضرورية يفترض أن تسبق التركيز على التصدي للصعود الصيني الذي يشكّل هاجساً أولوياً بالنسبة إلى ترامب. هذا الأخير لم يحسم موقفه بعد نظراً للمخاطر والأكلاف الكبرى المترتبة عن مثل هذا الخيار وانعكاساته السلبية المحتملة على المستوى الداخلي الأميركي.

المعلومات التي كشفتها «وول ستريت جورنال» عن طلب مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون لـ«البنتاغون» إعداد خيارات لضربة عسكرية ضد إيران، رداً على قصف صاروخي لمحيط السفارة الأميركية في بغداد لم ينجم عنه ضحايا، ليس مستغرباً. لو قيض لبولتون أن يكون في موقع الرئيس دونالد ترامب، لكانت الحرب قد شنت على إيران منذ تسلّمه السلطة في بداية 2017. يشعر بولتون بأنّ «المهمة تجاه إيران لم تنجز»، تماماً كما كان فريق بوش الابن يعتبر أن المهمة الخاصة بتغيير النظام في العراق لم تنجز خلال حرب 1991 بذريعة تحرير الكويت، فعمل على إنجازها عبر غزوه سنة 2003. إيران، بنظره، هي الدولة الوحيدة «الباقية وتتمدد»، بين لائحة الدول المستهدفة بعملية «تغيير الأنظمة»، والحقيقة تدميرها كدول كما ذكرت شيرين هانتر، الأستاذة في جامعة جورج تاون والمتخصصة بالشؤون الإيرانية. دُمر العراق عام 2003 وتلته ليبيا عام 2011، وباتت سوريا دولة منكوبة بعد المواجهة المحلية/ الإقليمية/ الدولية التي دارت على أراضيها. وهو ممن يعتبرون أن غزو العراق «قصة نجاح»، ليس انطلاقاً من الذرائع والأهداف التي استخدمت لتبريره، كنزع أسلحة الدمار الشامل أو دمقرطة الشرق الأوسط، بل استناداً إلى غايته الفعلية، وهي اجتثاث الدولة المركزية واستبدال فدرالية الطوائف والإثنيات بها. لكن بولتون ليس رئيساً للولايات المتحدة. صحيح أن موازين القوى داخل الإدارة قد تحسنت لمصلحته مع رحيل «آخر العقلاء»، وزير الدفاع السابق جايمس ماتيس، وأنه أكثر أفرادها تواصلاً مع الرئيس وتأثيراً عليه، إلا أن لهذا الأخير رأيه وحساباته التي قد لا تتطابق مع رغبات مستشاره للأمن القومي. الأكيد أن ترامب اليوم، حسب عدة مصادر تواصلت معها «الأخبار»، بعضها في الولايات المتحدة وأخرى مطلعة على النقاش في الإدارة، يستمع جيداً للآراء المؤيدة والمعارضة لعملية عسكرية ضد إيران والقرار يعود إليه.

رأي جديد - قديم

تحريض بولتون، وائتلاف واسع يضم تيارات أيديولوجية وجماعات مصالح متعددة في أميركا، على ضرب إيران، أمر قديم يتصاعد أو يتراجع ارتباطاً بالظروف السياسية. تصاعد هذا التحريض مثلاً قبل انتخاب ترامب عند إعلان الرئيس السابق باراك أوباما «استدارته» الشهيرة نحو آسيا، وهي خطوة أصابت بالهلع الأوساط المذكورة نظراً لتداعياتها الإقليمية المحتملة على حلفاء الولايات المتحدة في إسرائيل وبعض الأنظمة الخليجية. تشير مصادر مطلعة في الولايات المتحدة إلى أن السؤال الأبرز الذي طرحه المعارضون لخطوة أوباما هو: «من سيملأ الفراغ الناجم عن انسحاب أميركي جزئي أو كلي من الشرق الأوسط الناتج من قرار الاستدارة؟». بعض المعارضين للقرار، والمؤثرين بين النخب السياسية والأكاديمية، مثل أستاذ علم الاجتماع الأميركي - الإسرائيلي في جامعة كولومبيا أميتاي اتزيوني ذهبوا لدرجة الدفاع عن ضرورة الشراكة مع الصين بدلاً من العمل على مواجهتها والتفرغ لاستكمال تغيير الوقائع في الشرق الأوسط. يشرح اتزيوني في كتاب أصدره سنة 2012 بعنوان «نقاط ساخنة: السياسة الخارجية الأميركية في عالم ما بعد حقوق الإنسان»، أي في السنة نفسها التي أعلنت فيها الاستراتيجية الأميركية الجديدة، «أن الصين يجب أن تعامل في المدى القريب كشريك محتمل في نظام عالمي متغيّر بدلاً من احتوائها وتحويلها إلى عدو.

هدف ترامب الأول أن يعاد انتخابه وتجنّب أي خطوة تحول دون ذلك

في الوقت ذاته، تبقى النقاط الساخنة الفعلية في الشرق الأوسط، لا في العراق وأفغانستان وحدهما، بل في إيران وباكستان». وتذكر المصادر بأن اتزيوني الذي يعتبر أن إيران هي الدولة المرشحة لملء الفراغ الناجم عن انسحاب أميركي من الشرق الأوسط ينبغي أن تمنع من ذلك عبر إضعافها بنيوياً، لا عبر حصارها والسعي لزعزعة استقرارها الداخلي من خلال دعم حركات المعارضة. المطلوب برأي ايتزيوني عطبها بنيوياً من خلال القصف التدميري لبناها التحتية المدنية، كمقدمة تمهّد لمشروع تقسيمي عبر دعم الحركات المعارضة والانفصالية المسلحة فيها. واللافت أن الأستاذ الإسرائيلي الأميركي لا ينظر إلى حركات المعارضة «الديمقراطية» كحليف لأنها «قومية» ومتمسكة بحق إيران بالتطور من خلال امتلاك التكنولوجيا النووية. المطلوب نكبها وتقسيمها. ولا شك في أن المعلومات المتواترة عن مساندة أميركية متزايدة للمجموعات الانفصالية الكردية والأهوازية ولمنظمة مجاهدي خلق ترجمة لهذا المنطق حسب المصادر. هي ترى حالياً أن بولتون أصبح متحرراً من الضوابط بعد رحيل العسكريين من الإدارة، وأنه يخاطب «البنتاغون» والاستخبارات وبقية المسؤولين باعتباره ممثلاً للرئيس، ما يثير استياءً متصاعداً عند قسم منهم، وما يفسر التسريبات التي سُرِّبَت في وسائل الإعلام أخيراً عن نمو حالة قلق وامتعاض في صفوفهم. على الرغم من ذلك، تضيف المصادر، لم تُسمع مواقف علنية معترضة على توجهاته حتى الآن. وبطبيعة الحال، إن الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة يرمون بثقلهم خلف بولتون من خلال جماعات الضغط الموالية لهم والنافذة في واشنطن.

مغامرة شديدة الخطورة

مصادر أخرى تحدثت لـ«الأخبار» تجزم بأن الرئيس الأميركي لم يحسم موقفه بعد من هذا الخيار، على الرغم من ميله إلى محاولة توظيف المعلومات الواردة عنه في وسائل الإعلام كوسيلة لترهيب إيران والضغط عليها من دون الموافقة بالضرورة على وضعه موضع التنفيذ. الحجة الأقوى بنظر هذه المصادر التي يمتلكها معارضوه، وأولهم العسكريون، أثمانه غير المعروفة ونتائجه غير المحسومة. «لا أحد يمكنه التكهن بردّ فعل إيران ولا بمدى اتساعه. ترامب يريد استسلامها لشروطه، لكنه لا يرغب أبداً في التورط في عملية متدحرجة قد تبدأ بحملة قصف جوي مدمّرة، لكنها من الممكن أن تتحول، بعد رد إيراني عنيف ومستمر في أكثر من ساحة حيث لإيران حلفاء، إلى انزال قوات ومعارك برية مع ما يعني ذلك من أكلاف باهظة مادياً وبشرياً. ترامب مغامر، لكنه يعلم جيداً تبعات مثل هذه الخيارات على شعبيته في الولايات المتحدة، حيث يعارض القطاع الأعظم من الرأي العام التورط مجدداً في حروب مديدة، وفي مقدمته الكتلة الموالية للرئيس التي انتخبته أيضاً لرفضه المضي بمغامرات عسكرية خارجية. وما إعلانه مجدداً قراره سحب قواته من سوريا وخفض عددها في أفغانستان سوى ترجمة لإدراكه للانعكاسات الإيجابية لمثل هذه القرارات على معدلات شعبيته في سياق يتعرض فيه لحملة شرسة داخل البلاد هدفها ضرب صدقيته».

«هو يستمع إلى بولتون وبومبيو، لكنه لا يتجاهل تحذيرات العسكريين، ولا قيام البعض بتحويل نقاش من المفترض أن يدور في غرف مغلقة إلى نقاش علني في وسائل الإعلام لتعبئة الرأي العام ضد التداعيات الوخيمة للخيار العسكري في مواجهة إيران. القرار يعود إليه، وهو ليس مجرد دمية بيد مستشاريه أو وزرائه، وهدفه الأول أن يعاد انتخابه لولاية ثانية وتجنب أي خطوة قد تحول دون ذلك» تختم المصادر.

 

حلف بومبيو العربي ضد طهران

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/19

مثل رياضة قفز الحواجز، جال مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي، المنطقة يحاول تخطي العقبات المتزايدة وعينه على هدفه الأخير وهو مواجهة إيران. عقبات مثل الأكراد، والأتراك، والسوريين، حكومةً وفصائل، والإسرائيليين، والعراقيين، والسعوديين، والقطريين، وغادر قبل أن يكمل القائمة.

كيف تمكن محاصرة إيران، وهي حجر الرحى في السياسة الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط، من دون إخراجها من سوريا، وإضعاف نفوذها في العراق، وتحديها في لبنان، واستخدام سلاح الجو الإسرائيلي للضغط عليها، ومنع تركيا من الانفتاح عليها، والأخذ على يد قطر عندما تمد يد التعاون إليها، وإقناع السعودية بإنتاج المزيد من البترول لسد حاجة العالم من دون بترول إيران؟ هذه مهام الوزير بومبيو، والحق أنه أبلى بلاءً حسناً رغم التناقضات والاعتراضات وحتى تقلُّب قرارات رئيسه في البيت الأبيض. لقد أنجز بومبيو مشروعاً كبيراً في ظروف صعبة، وهذا ما يُغضب النظام في طهران. وما يزيد من غضبه المؤتمر الكبير الذي يقوم بومبيو بالدعوة إليه ليُعقد في بولندا منتصف الشهر المقبل. هدفه بناء تحالف دولي ضخم ضد إيران والضغط عليها بإشراك أكثر من سبعين حكومة. لقد كانت الحكومة الإيرانية واثقة بأن الجهود الأميركية مصيرها الفشل، لأن كل شركاء واشنطن تقريباً رفضوا الانضمام إليها في إعادة العقوبات، واعتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن واشنطن صارت وحيدة ومعزولة في التعامل مع إيران.

جهود بومبيو تكاد تصل إلى مرحلة غير مسبوقة في ترتيباتها ضد إيران التي عليها أن تقلق كثيراً. وقد وجدت الحكومات الأوروبية نفسها في موقف محرج الشهرين الماضيين مع ظهور المزيد من التفاصيل عن عمليات إيرانية قتلت معارضين اثنين، وتم إجهاض هجوم في طور الإعداد من ترتيب المخابرات الإيرانية ضد المعارضة الإيرانية في فرنسا كان يمكن لو نجح أن يتسبب في مذبحة كبيرة. لم تفلح المهادنة الأوروبية مع النظام الإيراني، ولا تبريرات بروكسل في استمرارها في تطبيق الاتفاق النووي مع إيران. النظام في طهران لم يتغير، لا يزال نظاماً شريراً خطيراً على العالم لا على السعوديين والبحرينيين والسوريين واليمنيين فقط. لهذا، الاحتمالات كبيرة في نجاح مؤتمر بولندا المخصص للتدارس العالمي في كيفية مواجهة طهران، الأحداث الأخيرة في أوروبا وفي سوريا والعراق واليمن غيّرت من قناعات الكثيرين وتقلص عدد المدافعين عنها.

التحدي أمام الوزير بومبيو أنه يريد أن يبني حلفاً قوياً ضد إيران، من دول مجلس التعاون الخليجي الست مع مصر والأردن، ويريد في الوقت نفسه تنقية الأجواء المسمومة في المنطقة. وهذه عملية شبه مستحيلة كما نرى. لهذا عليه أن يفكر فيها بطريقة مختلفة، ثنائية أو جماعية أخرى.

 

بومبيو بين إيران وقطر

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/19

رسائل لافتة بجولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأخيرة على الدول الخليجية كافة، ما عدا الكويت، التي سيعود لها بعد ظرف عابر أعاده لواشنطن.

العنوان الأكبر للوزير المقرّب من الرئيس ترمب، هو محاصرة إيران، وحشد أكبر حلف دولي وإقليمي لبتر النشاط الإيراني «الخبيث» على حدّ وصف الوزير بومبيو، المتفق مع الوصف السعودي أيضاً.

جال بومبيو بعواصم الخليج، بما فيها سلطنة عمان ودولة قطر، وطبعاً كان الحديث الأوضح من الرياض، حيث التقى خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

في الدوحة، تحدث الوزير عن أمرين قد يظهر للمتابع للوهلة الأولى عدم انسجامهما مع بعضهما بعضاً، حين ألحّ على محاصرة النفوذ والنشاط الإيراني، وفي الوقت نفسه قال كلاماً يفهم منه «التهوين» من خلاف الرباعية العربية، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مع الخلاف الحقيقي مع السياسات القطرية، ووجوب الوحدة الخليجية على علاّتها!

كيف يلتئم الكلام مع بعضه هنا؟

قطر تعلن صراحة انحيازها للمعسكر الإيراني وترفض العقوبات الأميركية عليها، وتعتبر مواقف إيران السياسية مواقف «شريفة» وتساند كل الجماعات التي تغذيها إيران في المنطقة، «حماس» و«حزب الله» مثلاً.

ربما نفهم موقف سلطنة عمان موقفاً خاصاً، فهي لم تنخرط في صراعات إيران على «كامل» الإقليم العربي، وترى أن لديها اعتبارات خاصة، بحكم التلاصق الجغرافي تقريباً، بينهما شريط مائي ضيق، وقد ارتضى الخليجيون والغربيون، تقريباً، دور الوسيط وقناة الاتصال الخلفية مع إيران.

يعني - اتفقت أو اختلفت مع مشروعية الدور العماني تجاه إيران - لكنه قطعاً أقدم وأعقل وأكثر إقناعاً بتفسيراته، من الموقف القطري، الذي لا يوجد له أي مسوّغ في «التدروش» بالمقام الإيراني.

فلا مسوغ جغرافياً ولا ثقافياً ولا اجتماعياً... ولا مذهبياً ولا سياسياً. في العاصمة القطرية الدوحة التي زارها بومبيو أعلن عن خطة الولايات المتحدة «تشكيل تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة إيران، يضم إضافة إلى دول الخليج مصر والأردن» وعن الأزمة القطرية قالت التقارير الصحافية إن واشنطن ترى إمكانية القفز على الأزمة و«المضي في العمل دون حلّها اعتماداً على مبدأ الفصل بين القضايا وتجزئتها». إيران تحسّ بخطر التحرك الأميركي، والتحضير لمؤتمر حاشد ضد إيران في بولندا، ولذلك اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي أن بومبيو يعمل من خلال جولته على «نشر العداء لإيران».

السؤال الموجّه للإدارة الأميركية، هو أن لجم النفوذ الإيراني يعني لجم «حلفاء» إيران... حسناً لا ندري كيف تشخّص المقاربة الأميركية موقع سياسات قطر من كل هذا المهرجان السياسي العجائبي، الذي يقول الشيء ونقيضه، بكل يقين وسكينة بال وابتسام!

 

ضرورة مواجهة الخطر الإيراني في المنطقة

د. خالد بن نايف الهباس/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/19

إيران دولة جارة نتقاسم معها التاريخ والجغرافيا والثقافة والمصير المشترك. وقدَر العلاقات بين الدول العربية وإيران أن تظل رهينة «الحتمية الجغرافية»، حيث تتغير السياسة لكن تبقى الجغرافيا ثابتة؛ فلا تستطيع الدول العربية الهجرة إلى منطقة أخرى ولا تستطيع إيران تغيير مكانها أيضاً.

لكن المؤسف هو عدم التعايش الواضح، سياسياً وأمنياً، بين غالبية الدول العربية مع الجارة إيران نظراً إلى اعتبارات مرتبطة بشكل مباشر بسلوك إيران في المنطقة، لا سيما منذ الثورة الإيرانية عام 1979. ولسنا بحاجة إلى التذكير أن النظام الإيراني يرتكز في تدخلاته في شؤون المنطقة على قواعد دستورية وآيديولوجية، تغلّفها نزعة قومية فارسية، ورغبة في استخدام ما لديه من أوراق ضغط جناها من استراتيجيته التوسعية في المنطقة، وتوظيفها في علاقاته الإقليمية والدولية.

قد لا نبالغ إذا قلنا إن إيران أكثر دولة سعت إلى التدخل في شؤون المنطقة، الأمر الذي قاد إلى قدْر أكبر من التأزم في الشؤون الإقليمية، وأسهم في اتساع دائرة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، وسلكت في تنفيذ استراتيجيتها العبثية والتوسعية طرقاً شتى، من التدخل المباشر في شؤون بعض الدول العربية إلى خلق الميليشيات وفق أسس مذهبية، وزرع الخلايا النائمة في بعض الدول للنيل من استقرارها عند الحاجة، وانتهاءً بتهديدها للسلم والأمن الإقليمي من خلال برنامجها النووي وتطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية، وكذلك الطائرات من دون طيار وتزويد الميليشيات التابعة لها بذلك، واحتلالها الجزر الإماراتية الثلاث ورفضها الدعوات الكثيرة والمتكررة لحل هذا الخلاف عبر الطرق الدبلوماسية من خلال التحكيم الدولي وقواعد القانون الدولي.

ومع أن المنطقة العربية لا تجني فوائد من التأزم الإقليمي، إلا أنها متضررة أيضاً من إطلاق يد إيران في المنطقة، والذي تزايد بشكل ملحوظ منذ التوصل إلى الاتفاق مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي في يونيو (حزيران) 2015. ومنذ انسحاب واشنطن من هذا الاتفاق في شهر مايو (أيار) الماضي، وتبنيها خطاً متشدداً حيال سلوك إيران الإقليمي، تتصاعد حالياً الضغوط على إيران داخلياً وخارجياً، ولا يزال النظام الإيراني يكابر ويعاند ويتمسك بنهجه المتصلب في التعامل مع العديد من القضايا المهمة، لا سيما ما يتعلق بالعلاقة مع الجوار العربي وتطوير صناعة إيران الصاروخية وطبيعة برنامجها النووي، في ظل الحديث عن تهديد إيراني ببدء تخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز نسبة 3.6% المسموح بها في الاتفاق النووي.

غنيٌّ عن القول أيضاً أن الولايات المتحدة هي الدولة الأقدر على تغيير مسار الأمور في المنطقة وأجزاء أخرى من العالم عندما تصل إلى قرار فعلي حول ذلك؛ فلديها الأذرع الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية لعمل الكثير، كونها القوة الأكبر على الساحة الدولية، والمعنية بشكل أكثر بشؤون الشرق الأوسط. ومهما يكن لديها من حسابات تتعلق بمصالحها، وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من قضايا المنطقة وفق معادلة استراتيجية تتماشى مع المصالح الأميركية، إلا أن موقفها الأخير المعارض والضاغط على إيران شكَّل ضربة موجعة للنظام الإيراني من دون أدنى شك.

وقد تضمنت وثيقة «استراتيجية الأمن القومي» الأميركية الصادرة في سبتمبر (أيلول) 2017، مجموعة من الأهداف، منها السعي لشرق أوسط خالٍ من الإرهاب والإرهابيين، ولا تسوده قوة معادية للولايات المتحدة. ومعروف أن إيران متهمة بدعم الإرهاب، وآوت بعض رموز «القاعدة»، وتحاول التوسع في المنطقة والسيطرة عليها بشكل أو آخر.

ويمكن القول في هذا الشأن إن القيادة الإيرانية تدرك تشدد الموقف الأميركي تجاهها، لكنها تكابر وتعاند، وبدلاً من تغيير سلوكها العبثي في المنطقة، تراهن على عامل الوقت كما هي عادتها، وقد أثبتت براعة في عملية شراء الوقت في العقود الماضية خلال خلافها مع المجتمع الدولي، ويتوقع أن تفعل نفس الشيء الآن، خصوصاً في ظل قرب دوران عجلة الحملة الانتخابية الأميركية منتصف هذا العام، وما يصاحبها من احتمالات وسياقات كثيرة.

الواضح أن الأمور مع إيران تتأزم على أصعدة عديدة، لدرجة جعلت حتى الدول الراغبة في علاقات وثيقة مع إيران، مثل الدول الأوروبية، تطالبها بالكف عن تدخلاتها الإقليمية وتطوير صناعتها الصاروخية، وأهمية مراعاة هموم الدول العربية وغير العربية في هذا الشأن.

إمكانية أن تستجيب إيران لذلك محل شك كبير، عطفاً على تاريخ النظام الإيراني في المنطقة خلال العقود الأربعة الماضية، ولاعتبارات تتعلق بالسياسة الداخلية والتوازنات داخل النظام الإيراني.

هنا يمكن القول: إن هناك حاجةً ماسةً إلى استراتيجية «احتواء فعال» لإيران ونفوذها في المنطقة، تسخَّر فيه الإمكانيات المتاحة كافة، وبما يتطلبه ذلك من بناء تحالفات وتوظيف أمثل لجميع الموارد، وصوغ خطط بديلة لكل الاحتمالات. حيث إن بقاء المنطقة في دوامة عدم الاستقرار الذي يعود، من بين جملة أمور أخرى، إلى النزعة التوسعية الإيرانية ونشر التأزم المذهبي داخل المجتمعات العربية وبين الدول، ونشر الميليشيات المسلحة، أصبح أمراً لا يمكن تحمله، بل تجب مواجهته بكل قوة. وقد كان الموقف العربي واضحاً في رفض وإدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية في مناسبات ومنابر عدة.

* الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في جامعة الدول العربية

 

خمسون درساً

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/16 كانون الثاني/19

كتاب الشيخ محمد بن راشد «قصتي في 50 عاماً» لا يكتب عنه لأنه لا يلخص. الطريقة الوحيدة هي أن تقرأه، لأنك لن تجد بين المذكرات العربية في غنى مثل هذه التجارب وفرادتها ودلالاتها: زعيم عربي بلا أعداء، بلا حروب، بلا صراعات، ورحلة نصف قرن في البناء والعمران. وآخر أخبار أمس أن موانئ دبي اشترت موانئ بلد خارجي. أين؟ في تشيلي، نهاية الأرض.

طبعاً مذكرات مثيرة لكنها كاشفة أيضاً لأسباب الفشل العربي المدمّر. خذ حكايته مع القذافي يوم أراد ملك ملوك أفريقيا أن يقلد تجربة دبي. أرسل إليه الشيخ موفده محمد القرقاوي، فاستقبله بعد أيام في خيمته الزاهرة وهو يتظاهر بالعمل على كومبيوتر، دلالة المعرفة بالتكنولوجيا. وتبين للقرقاوي أن المسرحية سقيمة، وأن الأخ العقيد مكتف بتغيير وجه العالم عبر نظريته الثالثة.

جرِّب في المقابل أن تقرأ مذكرات لي كوان يو، صانع التجربة السنغافورية المذهلة. استدعاه الزعيم الصيني دنغ كسياو بنغ، وقال له، علمنا. نريد الخروج من التخلف. وكان صادقاً، لأنه يعرف الفارق الرهيب بين النظريات وبين التقدم والحياة.

سافر الشيخ محمد بنفسه إلى ليبيا لكي يدرس الوضع ويقدم نصائحه إلى الأخ القائد: «في اليوم الأول ذهبنا إلى المدينة القديمة التي تشعرك بالحزن. كيف لبلد بمثل هذه الثروة أن يكون هكذا؟ مجارٍ على الطرقات. نفايات مرمية هنا وهناك. حتى دبي في الخمسينات عندما كانت الموارد محدودة والمياه شحيحة والناس بلا كهرباء، لم تكن بهذا البؤس أبداً. بعدها قمت بزيارة القذافي في خيمته بمدينة سرت وكما في المرة السابقة تولى الحديث طوال الوقت».

يروي حاكم دبي، من مقره في هذه البقعة من العمران والرفه، كيف شهد تدهور لبنان الذي أحبه، أمام التدخلات الخارجية الضارية، وكيف قاد صدام العراق إلى الغزو والخراب، وكيف بدأ بشار الأسد بنوايا إصلاحية، محاولاً هو أيضاً الإفادة من تجربة دبي، ثم انتهت سوريا إلى الحرب والدمار.

طلبوا نصيحته ولم يصغوا إليه. يقول الشيخ محمد إنه عندما رأى نتائج الفساد في ليبيا أدرك أن لا أمل. فيما مضت دبي في مسيرتها. ذهب ذات مرة بالبحر إلى البصرة، ومنها إلى مقابلة صدام حسين، وعرض عليه الإقامة الآمنة في دبي. لكن صدام كان يريد إنقاذ العراق. كما جرى.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون تابع التحضيرات للقمة الاقتصادية وتسلم رسالة اعتذار من عباس لعدم حضورها لترؤسه الوفد الفلسطيني الى مجموعة ال77 زائد الصين

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019 /وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التحضيرات الجارية لانعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، التي تبدأ فعالياتها يوم غد الخميس في فندق "فينيسيا"، على ان يليها اجتماع وزراء الخارجية والاقتصاد والتجارة والاجتماع العرب يوم الجمعة المقبل، في حين سيشهد يوم السبت وصول القادة العرب الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث تعقد القمة اجتماعها يوم الاحد في الواجهة البحرية لمدينة بيروت المعروفة ب"سي سايد ارينا". وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور بيار رفول، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الوزير عزام الاحمد، يرافقه السفير الفلسطيني في بيروت اشرف دبور وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" وامين سر الفصائل في لبنان فتحي ابو العردات، وقد نقل الوزير الاحمد الى الرئيس عون رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ضمنها تحياته وتقديره والشعب الفلسطيني "للمواقف التي يتخذها الرئيس عون دفاعا عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وعن القدس، في كل المناسبات سواء داخل لبنان او خارجه". واعرب الرئيس عباس عن اعتذاره عن عدم تمكنه من حضور القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي ستعقد في بيروت، نظرا لوجوده في نيويورك مترئسا مجموعة الـ77 + الصين، وقد كلف رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور رامي الحمد الله ترؤس وفد فلسطين الى القمة. وابدى الرئيس عباس رغبته بالقيام بزيارة اخوية للبنان في الوقت الذي يراه الرئيس عون مناسبا. وحمل الرئيس عون الوزير الاحمد تحياته الى الرئيس عباس، متمنيا له "التوفيق في رئاسته المجموعة الـ77 + الصين في نيويورك". وكانت جولة افق تناولت التطورات في فلسطين والمنطقة.

مخزومي

الى ذلك، كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات تناولت مواضيع عامة. وفي هذا الاطار استقبل رئيس الجمهورية رئيس "حزب الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي وعرض معه الأوضاع في لبنان والمنطقة.

مخزومي

بعد اللقاء قال مخزومي إنه هنأ الرئيس عون بالسنة الجديدة "التي نتمنى أن تكون سنة خير على اللبنانيين، وأن تحمل معها حلولا للملفات العالقة وفي مقدمها الملف الحكومي". وجدد الدعوة إلى "الإسراع بتشكيل حكومة لمواجهة التحديات الداخلية، وتحسين صورة لبنان في الخارج، على الرغم من أنه كان من الأفضل أن تكون هناك حكومة فاعلة عشية القمة العربية الإقتصادية التي نرحب بانعقادها". وأكد "ضرورة تنفيذ مقررات المؤتمرات الدولية والقيام بالاصلاحات المطلوبة لا سيما تلك المتعلقة بالشفافية والرقابة والمحاسبة". وعلى الصعيد الأمني، أكد مخزومي أن "التعديات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية ليست مقبولة وتشكل تكرارا لخرق القرار 1701"، مثمنا "تقديم شكوى أمام مجلس الأمن"، ومحذرا من أن "إسرائيل تستغل الأوضاع الداخلية اللبنانية لتهدد الاستقرار في لبنان".

سليم عون

نيابيا ايضا، استقبل الرئيس عون، النائب سليم عون، الذي اطلعه على اجواء الاجتماع الذي عقد في بكركي قبل ظهر اليوم، وعرض معه حاجات منطقة زحلة خصوصا والبقاع عموما. واكد النائب عون "اهتمام رئيس الجمهورية بالانماء المتوازن وباوضاع منطقة البقاع".

مدعي عام التمييز

وعرض الرئيس عون مع المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود عددا من الشؤون القضائية بالإضافة إلى عمل النيابات العامة.

 

رئيس الجمهورية شكر وزير الدفاع الاسترالي على دعم بلاده الثابت للجيش تدريبا وتجهيزا

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019 /وطنية - نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ب"علاقات الصداقة التي تربط بين لبنان واستراليا وبالتعاون القائم بين البلدين في مجالات عدة". وابلغ الرئيس عون وزير الدفاع الاسترالي الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور الوزيرين في حكومة تصريف الاعمال الدفاع الوطني يعقوب الصراف والدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول والوفد المرافق، ان "الجالية اللبنانية الكبيرة في استراليا تلعب دورا ملحوظا ضمن المجتمع الاسترالي، وهي موضع تقدير المسؤولين الاستراليين دائما". واكد ان "لبنان يشجع تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالرغم من بعد المسافات الجغرافية التي تشكل عائقا كبيرا امام التبادل التجاري"، مركزا على "اهمية تعزيز نشاطات غرفتي التجارة والصناعة اللبنانية الاسترالية في سيدني وملبورن". وشكر رئيس الجمهورية استراليا على "الدعم الثابت والمستمر للجيش اللبناني لجهة التدريب والتجهيز، اضافة الى مشاركتها في هيئة الامم المتحدة لمراقبة الهدنة "UNTSO"، مستذكرا "دور الجنود الاستراليين في لبنان خلال الحرب العالمية الثانية". وشرح الرئيس عون للوزير الاسترالي ما حققه الجيش اللبناني من "انتصارات في محاربته للارهاب على الحدود الشرقية وفي القضاء على الخلايا الارهابية في الداخل"، عارضا "موقف لبنان من مسألة النازحين السوريين الداعي الى عودتهم الامنة الى بلدهم من دون ربط تلك العودة بالحل السياسي، لا سيما وان مناطق واسعة من سوريا اصبحت آمنة ومستقرة". وتمنى رئيس الجمهورية "دعم استراليا للمبادرة التي اطلقها لبنان لانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، بالتعاون مع الامم المتحدة"، لافتا الى ان "العمل قائم لوضع اسس هذه الاكاديمية ومهامها".

باين

وكان الوزير باين اعرب عن سعادته لوجوده في بيروت في زيارة هي الاولى له كوزير، علما انه كان يتابع التطورات اللبنانية وكانت له مواقف عدة تدعم لبنان وتوجهات الرئيس عون منذ وجوده في فرنسا ثم عودته الى لبنان، واكد ان استراليا "تدعم لبنان وتعتز بوجود لبنانيين كثر منتشرين في ولاياتها يلعبون دورا مهما وفاعلا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيها". كما اكد "الدعم سيتواصل للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بدوره"، لافتا الى ان بلاده "ستدرس بعناية مبادرة انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار"، لا سيما ان لبنان كان وسيبقى ملتقى الحضارات والطوائف والاعراق".

 

عون: اجتماع بعبدا أعاد ضبط اللغط حول الواقع المالي للدولة

بيروت: «الشرق الأوسط/16 كانون الثاني 2019/أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، أن الاجتماع المالي الذي رأسه في قصر بعبدا الأحد الماضي «أعاد ضبط اللغط الذي نشأ نتيجة تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام حول الواقع المالي للدولة وعادت الأمور إلى طبيعتها».

وخلال استقباله رئيس مجلس إدارة جمعية تجار بيروت، نقولا شماس، طرح عون تصورا لإطلاق حملة استهلاكية وطنية تهدف إلى تفعيل الدورة الاقتصادية في البلاد. وتناول أهمية القطاع السياحي في هذا المجال مجددا دعوته اللبنانيين لتشجيع السياحة الداخلية ما يزيد من واردات الخزينة ويساهم بالتالي في تحسين الوضع الاقتصادي، ومشددا على أن «أي أزمة تطرأ على لبنان لا تحل إلا عبر تعاون جميع اللبنانيين وليس فقط عبر القرارات التي تتخذها الحكومة في مختلف القطاعات، أو عبر جهود رجال الأعمال والتجار». ودعا من جهة ثانية إلى تنفيذ الاتفاقيات التي أبرمها لبنان مع الدول العربية، ولا سيما اتفاقيات التيسير وتنمية التبادل التجاري، كما دعا جمعية التجار إلى البحث مع وزارة الصناعة لمعرفة الحاجات الأساسية التي يجب استيرادها إلى لبنان. وعبر عن خشيته من عدم إدراك البعض لدقة الوضع في لبنان، وهذا ما يتبين من خلال المسار الذي يسلكه موضوع تشكيل الحكومة. وأكد رئيس الجمهورية أن «الاقتصاد لا يبنى وفقا لبعد واحد، بل هو تفاعل لمختلف وسائل الإنتاج، إضافة إلى التجارة وكثير من المكونات التي يجب أن نحترمها والالتزام بها»، مشددا على أنه «يتم بذل كل الجهود لتطوير الاقتصاد ومواجهة الواقع الراهن الذي نتج من الأزمات المتراكمة على لبنان».

 

بري رد على الحريري وأكد في لقاء الأربعاء: نحن في أمس الحاجة للحكومة بدلا من سياسة المناكفة

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019 /وطنية -أشاد الرئيس نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي اليوم بكلمة غبطة البطريرك الراعي في اللقاء التشاوري الماروني، متمنيا أن يستخلص اللقاء من هذه الكلمة النتائج لمصلحة لبنان واللبنانيين. وشدد الرئيس بري مرة اخرى على "وجوب العمل لتشكيل الحكومة في أسرع وقت، وقال:"نحن في أمس الحاجة للحكومة بدلا من سياسة المناكفة والمرواحة". وعن لقائه مع مساعد وزير الخارجية الأميركية نقل النواب ان الرئيس بري، اكد للمسؤول الاميركي على وضع الملف البري والبحري على طاولة اللجنة الثلاثية، وقال: "حين يتم التفاهم على كافة الامور ننتقل الى التنفيذ".

وكان الرئيس بري إستقبل في اطار لقاء الاربعاء النيابي النواب : هادي أبو الحسن، حسن فضل الله، علي عمار، علي بزي، قاسم هاشم، ايوب حميد، ابراهيم الموسوي، بلال عبدالله، عدنان طرابلسي، علي خريس، الوليد سكرية، فادي علامة، هاني قبيسي، فيصل الصايغ، علي المقداد، محمد نصرالله، محمد خواجة، امين شري، انور الخليل، ياسين جابر وعلي فياض.

رد على الحريري

من جهة اخرى، وردا على ما قاله رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في كلمته في منتدى القطاع الخاص العربي، أدلى الرئيس بري بالتصريح الآتي:

"الأسف كل الأسف ليس لغياب الوفد الليبي بل لغياب الوفد اللبناني عن الإساءة الأم منذ اكثر من اربعة عقود الى لبنان كل لبنان".

وزير الدفاع الاوسترالي

كما إستقبل الرئيس بري ظهر اليوم في عين التينة وزير الدفاع الأوسترالي كريستوفر باين Christopher Pyne على رأس وفد عسكري، ودار الحديث حول التطورات الراهنة.

وقال وزير الدفاع الأوسترالي بعد اللقاء: انا سعيد للغاية لوجودي في لبنان انها الزيارة الاولى لي للبنان، ولدينا علاقة قوية مع الجيش اللبناني في محاربة داعش والإرهاب، وإن تبادل المعلومات الأمنية كان مهما للغاية في محاربة داعش في لبنان وايضا في اوستراليا. ونحن نقدم المساعدات المالية والإنسانية للنازحين في لبنان نتيجة الحرب في سوريا، سعداء لمشاركتنا في قوات اليونيفيل في الجنوب".

المسجدين في طرابلس والتورط السوري في ما عرف بقضية ميشال سماحة". ودعا الرئيس الجميل الى "مقاربة جديدة لاحداث المنطقة تتجاوز البعد العسكري باقامة نظام تعاون دولي ينهي الحرب التي لا تزال دائرة في اليمن والجيوب الارهابية في سوريا والعراق ويؤسس لتعاون انساني اجتماعي ومعالجة مسألة الفقر".

 

النائب زياد الحواط في لقاء بكركي: إنقاذ لبنان الكيان والصيغة والدولة ينطلق من تأكيد التزام اتفاق الطائف

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019/وطنية - أدلى عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط بمداخلة خلال لقاء بكربكي، وقال: "في الأزمات الكبيرة ينبغي ان تكون الدرسات والتحاليل والحلول عميقة. يعيش لبنان اليوم مرحلة مصيرية خطيرة شبيهة بمرحلة اعلان لبنان الكبير، يتحدد فيها مصيره في العقود المقبلة. وكما كان الموارنة بقيادة بكركي قبل 99 سنة الرواد في قيام دولة لبنان الكبير، فانهم مدعوون اليوم الى دور تاريخي لا يقل اهمية عن دورِهم السابق. عليهِم ان يكونوا ابطال تثبيت الكيان اللبناني، وتعزيز دورِه القائم على الحوار والانفتاح، وان يكونوا حلقة الوصل بين الجميع، يجمعون ما هو مشتت، ويوحدون ما هو مفرق. وبكركي بما تمثل من صرح وطني، قادرة على قيادة هذا الدور ونحن دائما الى جانبها. ولأن يدا واحدة لا تصفق، فان المسؤولية الوطنية تفرض في المقابل التوجه الى الشريك في الوطن لنطرح عليه السؤال التاريخي: اي لبنان نريد؟ اذ لا يمكن ان يستمر لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وتحقيق مصالح الخارج على ارضه. علينا كلبنانيين التوصل الى تصور مشترك حول دور لبنان، وطرح الأمور الأساسية على الطاولة، وعلى رأسها سيادة الدولة على كامل اراضيها، وانهاء المربعات الأمنية، بحيث لا يبقى في لبنان الا سلاح الجيش اللبناني. وهنا اسأل: اين اصبح الوعد باستكمال البحث في الاستراتيجية الدفاعية الذي أعطي قبل الانتخابات النيابية؟ هناك حدود تتغير، ودول مهددة بوحدتها، وعلينا ان نتصدى مباشرة للمشاكل. الطائف في خطر. فاما هناك رغبة لدينا جميعا" بقيام دولة قادرة ، والا على الدنيا السلام". وأضاف: "إن انقاذ لبنان الكيان والصيغة والدولة ينطلق من تأكيد التزام اتفاق الطائف واحترام الدستور والقوانين والقرارات الدولية، ولا سيما القرار 1701، ومقررات جامعة الدول العربية. ان مصلحة اللبنانيين جميعا من كل الطوائف، تكمن في التمسك بالطائف، وفي العمل على قيام دولة القانون والمؤسسات. ان الخطر الوجودي لا يخفي المشكلة المباشرة التي نواجهها اليوم وهي الفراغ الحكومي وانعكاساته على الاصعدة الوطنية والدستورية والاقتصادية والحياتية والمعيشية كافة . ننتظر اليوم من فخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلف ان يمارسا الصلاحيات المنصوص عنها في الدستور وان يطبقوا القوانين، وان يصدرا مراسيم تأليف الحكومة، وطرحها امام مجلس النواب حتى يتحمل النواب مسؤولياتهم. واذا تعذر التأليف بسبب المحاصصة، وسعي قوى الامر الواقع الى فرض هيمنتها الداخلية بقوة السلاح غير الشرعي وخارجيا من خلال التزام اجندات غير لبنانية، حين إذ من الضروري تفعيل حكومة تصريف الاعمال تحت عنوان جلسات الضرورة ، تأمينا للمصلحة العامة وتوفيرا لحاجات الناس". وأشار الى أن "علينا تجاوز العقبات والترفع عن المحاصصة والانانية وتأليف الحكومة سريعا حتى تنصرف الى معالجة الملفات الشائكة، وعلى رأسها النزوح السوري الذي يشكل قنبلة حقيقية تهدد الوجود. وعلينا رفع الصوت عاليا والتواصل مع الأمم المتحدة والأطراف الدولية الفاعلة لانهاء هذا الملف وفق المصلحة اللبنانية. وعلينا البدء جديا بوقف الهدر تطبيقا لمؤتمر سادر لا سيما في قطاع الكهرباء، ووقف التوظيف العشوائي، من اجل اعادة الثقة الاقتصادية تدريجا بلبنان ومؤسساته. كما علينا العمل لتفعيل الوجود المسيحي في ادارات الدولة وفق معيار الكفاية. هذه المشاكل، وغيرها بحاجة الى مواكبة. واقترح في هذا المجال انشاء "المؤسسة المسيحية للحوار الدائم" على ان تضم ممثلين روحيين وللقوى السياسية المسيحية تجتمع دوريا بشكل منتظم، وتوحد الرأي من القضايا الوطنية والسياسية المطروحة".

 

الرابطة المارونية: لقاء بكركي ضروري لإعادة إنتاج منظومة من الثوابت تكون الركيزة لوحدة الصف

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019 /وطنية - أكدت الرابطة المارونية، في بيان، أنها تؤيد لقاء النواب الموارنة في بكركي، وتدعمه، وتدعو لأن يتحول الى "لقاء دوري يأخذ على عاتقه حماية لبنان والدور المسيحي. وان ما قامت به البطريركية المارونية يندرج في إطار مسؤولياتها التاريخية في الدفاع عن الوطن، ورسالته، وحضوره المميز". واعتبرت أن "اللقاء في هذه الاحوال الدقيقة ضروري، ومناسبة لإعادة انتاج منظومة من الثوابت تكون الركيزة الاساس لوحدة الصف على قاعدة وطنية، ميثاقية، تعيد التذكير بما يجب أن يعيه اللبنانيون من أجل استمرار بلدهم، وصون العيش الواحد في إطار التنوع والتعدد، والتكافؤ، فلا يستقوي فريق على آخر بفائض القوة، ولا يعطل فريق آخر مسيرة الدولة لأمر لا يرغب في تحقيقه. كما لا ينصرف المسؤولون فيه عن المشكلات التي تعصف به، وكأن شيئا لا يحصل". ورأت أن "ما يواجه لبنان اليوم هو في منتهى الخطورة، ويهدد بمضاعفات كبيرة ستكون لها إنعكاساتها على النسيج الوطني، اذا لم يعد كل الاطراف الى جادة المنطق والعقل، ويغلبوا المصلحة العامة على المصالح الخاصة، ويتجاوزوا الحساسيات المذهبية، ويكفوا عن استخدام لبنان صندوقة بريد لبعث الرسائل في كل الاتجاهات". ودعت الرابطة الى "وقف التعرض لهيبة الدولة، من أي طرف كان، لأن الدولة ليست لفئة دون أخرى، بل لجميع مواطنيها. وهي إذ تكرر تأييدها لاهداف لقاء بكركي الذي يتم تحت عناوين وطنية يجب عدم تجاوزها، فإنها تؤكد مجددا أن هذا الصرح كان وما زال صرحا وطنيا جامعا بقيادة سيده وأحباره الذين لا تتقدم لديهم مصلحة على مصلحة لبنان الحاضن لجميع ابنائه بالعدل والمساوا

 

اللجنة العليا المنظمة للقمة العربية عقدت اجتماعا موسعا للمفارز السباقة للدول المشاركة واعلنت عن برنامج عمل القمة بدءا من غد الخميس وحتى الأحد

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019 /وطنية - في إطار التحضيرات الجارية لانعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت بكل فعالياتها ابتداء من غد الخميس، عقد اليوم في مقر القمة في الواجهة البحرية في بيروت (Sea Side Arena) اجتماع موسع ضم أعضاء المفارز السباقة للدول المشاركة في القمة الذين وصلوا إلى بيروت، حيث اطلعوا من رئيس اللجنة الاعلامية والناطق باسم القمة رفيق شلالا والمنسق العام للقمة العميد جوزف نحاس على الترتيبات المتخذة والاجراءات المتصلة بالقمة اللوجستية والأمنية والتنظيمية والاعلامية.

وجال أعضاء المفارز السباقة التي تضم ممثلين عن المراسم والأمن والاعلام في قاعات القمة بدءا من مكان استقبال الرؤساء وصالون الانتظار الخاص بهم والصالون الكبير والقاعة الكبرى ومركز الاعلام، إضافة إلى الغرف التي ستضم اللقاءات الثنائية.

وقد ابدى أعضاء المفارز السباقة ارتياحهم للاجراءات والتدابير التنظيمية المتخذة.

برنامج فعاليات القمة

وأذاعت اللجنة الإعلامية برنامج فعاليات القمة ابتداء من يوم الخميس 17 كانون الثاني وحتى الأحد 20 منه، وفق الآتي:

* يوم الخميس 17/1/2019: اجتماع اللجنة المعنية بالمتابعة والاعداد للقمة على مستوى كبار المسؤولين في فندق فينيسيا وفق البرنامج التالي:

- من الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 12 ظهرا: مناقشة بنود مشروع جدول الاعمال.

- من الساعة 14 وحتى الساعة 14،30: الجلسة الافتتاحية التحضيرية للقمة وهي جلسة علنية للمندوبين وكبار المسؤولين للقمة، تتخللها كلمات لكل من: رئيس وفد المملكة العربية السعودية (رئاسة الدورة الثالثة للقمة)، رئيس الوفد اللبناني (رئاسة الدورة الرابعة للقمة)، والامانة العامة لجامعة الدول العربية.

- من الساعة 14،30 وحتى الساعة 17،30 مساء: الجلسة الثانية (جلسة مغلقة)، يتم فيها اعتماد مشروع جدول الاعمال ومناقشة بنوده ومشاريع القرارات.

* يوم الجمعة 18/1/2019: اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالمتابعة والاعداد للقمة في فندق "فينيسيا" وفق البرنامج التالي:

- من الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 11 قبل الظهر: مناقشة بنود مشروع جدول الاعمال.

- من الساعة 14 وحتى الساعة 14،30: الجلسة الافتتاحية وهي جلسة علنية لوزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة، تتخللها كلمات لكل من: رئيس وفد المملكة العربية السعودية (رئاسة الدورة الثالثة للقمة)، رئيس الوفد اللبناني (رئاسة الدورة الرابعة للقمة)، كلمة الامين العام لجامعة الدول العربية السيد احمد ابو الغيط. (نقل تلفزيوني مباشر).

- من الساعة 14،30 وحتى الساعة 17،30 مساء: الجلسة الثانية (جلسة مغلقة)، يتم فيها اعتماد مشروع جدول الاعمال ومناقشة بنوده ومشاريع القرارات ومراجعة مسودة اعلان بيروت.

- مؤتمر صحافي في فندق مونرو لكل من وزير الخارجية اللبناني والامين العام لجامعة الدول العربية لعرض نتائج اجتماع اللجنة الوزارية.(نقل تلفزيوني مباشر).

* يوم السبت 19/1/2019: وصول القادة العرب الى مطار رفيق الحريري الدولي (نقل مباشر).

* يوم الاحد 20/1/2019: مؤتمر القمة في الواجهة البحرية لبيروت، يتخلله جلسة افتتاحية، تليها جلستان علنيتان، وجلسة مغلقة للتداول في البيان الختامي، واخرى علنية لاعلان القرارات.(الجلسات العلنية تنقل مباشرة عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة).

ثم يعقد وزير الخارجية اللبناني وامين عام جامعة الدول العربية مؤتمرا صحافيا للاعلان عن "اعلان بيروت" في ختام اعمال القمة.(نقل مباشر).

 

قاسم: جولة هيل برسم الأرشيف الإعلامي ومتاحف التاريخ ومفتاح الحل الحكومي داخلي بامتياز

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019 /وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في لقاء مع العاملين في تلفزيون "المنار"، أن "أميركا فشلت في سوريا فشلا ذريعا، ولم تستطع خلال كل هذه الفترة أن تحدد خيارها للمستقبل بسبب حجم الخسائر وعدم وجود أي ضوء لمكاسب فعلية تأخذها هي أو حلفاؤها، هنا جاءت جولة بومبيو كمحاولة لتغطية هزيمة أميركا في سوريا، وإعطاء شحنة معنوية لحلفاء أميركا المحبطين، الذين يرون كيف تتخلى عنهم أميركا في وسط الطريق، وهذا ما أعلنه بوضوح ترامب الذي أكد أنه هزم وسينسحب وأنه لا يتحمل مسؤولية الحلفاء، وبالتالي جولة بومبيو لا جديد فيها إلا محاولة تأثير في ملفات المنطقة، ولكن هذا لا يحجب الفشل والاضطراب في المواقف المختلفة".

وأضاف: "أما ديفيد هيل، فهو يعلم تماما أنه ليس في موقع الإملاء على لبنان ومسؤوليه، ومن لا يرى الخروقات الإسرائيلية المتكررة يوميا على لبنان اعتداء عليه، ومن كان إلى جانب الإرهاب التكفيري ورعاه في كل المنطقة على امتدادها، ليس مؤهلا لنصائح المواطنة ومستقبل لبنان، وبالتالي فليعلم أن مستقبل لبنان وخياراته هو بيد أبنائه، وأن حصانة لبنان بيد ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وأن مصلحة لبنان هي عدم الانسياق إلى الخطة الأمريكية الإسرائيلية الفاشلة التي خربت المنطقة من جوانبها المختلفة".

ورأى أن "جولة هيل هي برسم الأرشيف الإعلامي ومتاحف التاريخ، ويمكنكم أن تحتفظوا بها عند كتابة مقال أو صياغة ملف، ولكن لا أثر عمليا لها".

وقال: "بالنسبة الى الحكومة، مفتاح الحل داخلي بامتياز، ومحل هذا المفتاح وطريقه معروف تماما لكل اللبنانيين، وعدم الاكتراث في البحث عن الحل يؤدي إلى أزمات جديدة تضاف إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والوضع المتدهور اقتصاديا في لبنان، المطلوب إنجاز تشكيل الحكومة للانصراف إلى قضايا الناس. لا يجوز انتظار المجهول، ولا يجوز هذا التأخير الكبير الذي لا ثمرة منه إلا تعقيد الدولة، نحن ندعو إلى الإسراع في إنجاز هذه الحكومة".

واعتبر أن "البعض قد نسي أن إسرائيل هي المشكلة الكبرى في منطقتنا، لاحظوا كيف تتدخل إسرائيل في قضايا العالم وكيف تدخل في المنتديات الكبرى، وكيف تساعدها أميركا وأوروبا من أجل التطبيع مع بعض الدول العربية، كل هذا لتصبح إسرائيل مألوفة في الجو الدولي وفي جو المنطقة، ليقال إن المشكلة في ما تقوله إسرائيل بينما المشكلة هي إسرائيل نفسها، لأن وجودها هو وجود خاطئ وعدواني كان على حساب الشعب الفلسطيني بتآمر دولي، يجب أن نسلط الضوء دائما أن المشكلة هي إسرائيل، وجود إسرائيل مشكلة، عدوان إسرائيل مشكلة، مواقف إسرائيل مشكلة، الاعتداءات اليومية على الفلسطينية مشكلة، الاختراقات للأجواء اللبنانية مشكلة، إسرائيل هي المشكلة في المنطقة، وهي وراء الكثير من الأزمات الموجودة، علينا أن نسلط الضوء عليها وأن لا ندع مجالاَ لتبرأتها أو جعلها في موقع طبيعي في خيارات المنطقة، ستبقى هذه المنطقة تعاني من الأزمات المتتالية والمتراكمة ما دامت إسرائيل موجودة وتتصرف بهذه الطريقة العدوانية وبإشراف أميركي دولي. علينا دائما أن نحذر من أن إسرائيل هي الخطر وأن على الدول العربية والإسلامية أن تتفاهم مع بعضها، وأن تجد السبل المناسبة للتعاون، أقول لتلك الدول الساعية إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي: اعلموا أن سلوككم هذا سيخرب بلدانكم بيد إسرائيل لأنها تحاول أن تأخذكم إلى خيارات لا تنسجم مع منطق شعوبكم وخياراتهم، ولا تلتزم مع منطق المنطقة بشكل عام، ولذلك احذروا فإن المسار مع إسرائيل كله خسائر، فاعملوا بشيء من الشرف والكرامة وحماية الاستقلال في بلدانكم في أن تكونوا ضد إسرائيل ولا تسهلوا لها".

 

العلاقات الاعلامية في حزب الله دانت اعتقال السلطات الاميركية زميلة في قناة برس تي في

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019 /وطنية - دانت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" في بيان اليوم، "الاعتقال التعسفي للزميلة في قناة "برس تي في" مرضية هاشمي من قبل السلطات الأميركية والإساءة إلى معتقداتها الفكرية وقيمها السلكوية والاجتماعية.

واعربت العلاقات الإعلامية عن "تضامنها مع الزميلة هاشم وأسرتها والزملاء الكرام في قناة "برس تي في"، داعية إلى "إطلاق سراحها فورا"، كما دعت "وسائل الإعلام الحرة في العالم إلى كشف التجاوزات الأميركية العنصرية وانتهاكها الدائم لحقوق الانسان".

 

التنمية والتحرير حذرت من الأبعاد الخطيرة للعدوان الإسرائيلي بإنشاء الجدار الحدودي

الأربعاء 16 كانون الثاني 2019 /وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، اجتماع كتلة "التنمية والتحرير"، بحضور الوزيرين علي حسن خليل وعناية عز الدين والنواب: ابراهيم عازار، انور الخليل، ايوب حميد، ياسين جابر، علي بزي، هاني قبيسي، قاسم هاشم، علي خريس، علي عسيران، محمد نصرالله، فادي علامة ومحمد خواجة. وبعد الإجتماع تلا امين عام الكتلة النائب انور الخليل بيانا قال فيه: "عقدت كتلة التنمية والتحرير اجتماعها الدوري الاسبوعي برئاسة دولة الرئيس نبيه بري. في مستهل اجتماعها حذرت الكتلة من الابعاد الخطيرة لاستمرار العدو الاسرائيلي في مشروعه انشاء الجدار الاسمنتي على طول الحدود وطالبت الامم المتحدة بوقفه خصوصا ان اسرائيل تعتدي على النقاط اللبنانية الحدودية الـ13 وتقوم بأعمال الانشاءات عليها. كما طالبت بنزع السواتر الترابية التي اقامها العدو في منطقة الوزاني ونقل الاتربة الى جهة بلدة الغجر. كما طالبت بوقف الانتهاكات الاسرائيلية للمجال الجوي اللبناني والاعتداء منه على سوريا ودعت الدولة الى اتخاذ الاجراءات لحماية الاجواء الجوية اللبنانية. وطالبت الكتلة الامم المتحدة بسرعة ترسيم الحدود البحرية ووقف سرقة اسرائيل للثروات اللبنانية الطبيعية من البحر". أضاف: "برلمانيا، تابعت الكتلة المشاريع والاقتراحات المدرجة على جدول اجتماع اللجان المشتركه غدا الخميس، واتخذت ما يناسب من مواقف. كما تابعت وضع القانون المتعلق بقروض الإسكان موضع التنفيذ. وناقشت الملاحظات المشتركة المقدمة من اللجنة النيابية المشكلة من الكتلة وكتلة الوفاء للمقاومة وخبراء من وزارة المال بشأن اقتراح قانون الصفقات العمومية". وتابع: "كما تابعت الكتلة بقلق استدعاء رئيس الاتحاد العمالي العام الى التحقيق على خلفية رأيه بموضوع المولدات والعدادات". وختمت: "وجهت كتلة التنمية والتحرير التحية لكل من وقف بجانب حركة أمل في دفاعها عن كرامة لبنان وعدم التمادي في تجاهل قضية الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه".

 

الرئيس أمين الجميّل: برّي كان ضحيّة "6 شباط"...

الراي الكويتية/16 كانون الثاني 2019/... لا تخشى بكفيا المرفوعة على كتف ألف متر عن سطح البحر العاصفةَ المناخية، ربما لأنها تعوّدت العواصف السياسية منذ زمن. وبقرميد بيوتاتها الصخرية تَمضي إلى الحياة رغم أوجاع الزمن اللبناني الصعب وأزماته المترامية والمتوالية.

في «بيت المستقبل» الذي يفاخر بماضَويّةٍ جميلة تفوحُ من بنائه التراثي، يجلسُ رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل في مكتبه، كأنه يقيم فوق تجربةٍ يتعايش فيها الماضي بحُلوه ومُرّه مع مستقبلٍ دامس... لولا فسحة الأمل.

في عرينه التقت «الراي» الرئيس الذي لاعَبَ طويلاً كرة النار يوم قذَفها القدَرُ إليه مع إنتخابه خلَفاً لأخيه بشير الجميل الذي إغتيل قبل أن يتسلّم مقاليد السلطة، ويوم نَصَبَ الغدرُ فخاً لنجله بيار «عريس إنتفاضة الإستقلال الثاني».

أَرَدْناه حواراً خاطفاً عشية لقاءٍ لرؤساء الأحزاب والنواب والوزراء الموارنة بدعوةٍ من الكنيسة وفي كنفها، وفي عزّ إنكشاف الدولة على «عوْراتٍ» لم يكن أقلّها إثارةً دفْع ليبيا لمقاطعة القمة العربية التنموية في بيروت، ومع بلوغ مأزق تشكيل الحكومة حالَ استعصاءٍ بعد ثمانية أشهر من الكرّ والفرّ.

يبدأ الجميّل برسْم «المسرح السياسي» الذي يحوط بدعوة الكنيسة المارونية (بكركي) لاجتماع اليوم، قائلاً: «لا يَخفى على أحد أن لبنان يمرّ بمرحلة بالغة الصعوبة شبيهة بحالٍ عبثية، فمن جهة أزمةٌ مالية خانقة ذات نتائج قد تكون خطرة، وأزمة سياسية تتمثل في عدم تشكيل الحكومة، وصراعات ذات طابع إستراتيجي بين المَحاور المتمثلة خير تمثيل وتتناحر على الأرض اللبنانية وعلى حساب لبنان، إضافة إلى الوضع على الحدود الجنوبية والتهديدات الإسرائيلية المباشرة وما تعتبره تل أبيب إستفزازات إستراتيجية لها»، مضيفاً: «أخطر ما في الأمر إزاء كل ذلك أن ما من مُحاوِر مأذون في لبنان يحاول من موقع المسؤول أو القادر إيجاد حلول للمشكلات. فرئيس الجمهورية دوره مُعَطَّل ألى حد بعيد، ورئيس الحكومة معتكف ورئيس مجلس النواب في حيرة من أمره».

ويوضح أنه في «ظل هذا الواقع المأسوي وجد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه لا بد من حلقة تشاوُر تبدأ من البيت الأقرب، وهو لذلك دعا إلى هذا الإجتماع، وأعتقد إنه ما من جدول أعمال محدّد له أو أفكار مسبقة، وتالياً هو لقاء تشاوُر بإمتياز. ورغم اقتناعنا بأن البطريرك دائماً على حق، فهذا لا يمنع ان نتساءل عما يمكن أن يصدر من نتائج، وخصوصاً أن التناقضات الموجودة على الساحة ستكون حاضرة على الطاولة في اللقاء، فهناك أفكار متضاربة للقوى السياسية المشارِكة والتي هي جزء من المشكلة. وإلى أي حد يمكن البطريرك أن يصل إلى قواسم مشتركة أو إلى حلول الحد الأدنى؟ الجواب رهن نتائج هذا الإجتماع». ولو أراد توجيه توصية لـ «لقاء بكركي»، فماذا يمكن ان يقول؟ يجيب الجميل: «أتوجّه، ليس لغبطة البطريرك، فهو ليس جزءاً من المشكلة انما يبحث عن حلّ، بل للمشارِكين لأقول لهم إنهم مسؤولون عن مصير البلاد ولا يمكنهم التنصل، وتالياً عليهم أن يترفّعوا وأن يكون هاجسهم الوصول إلى أفكار تجمع اللبنانيين وإلى حلول تكون قاسماً مشتركاً بين الجميع، وهو ما يَفْترض التواضع والترفع عن المصالح الآنية الذاتية كي تتحقق مصلحة البلاد».

لا يخشى الجميّل إظهار لقاء بكركي وكأنه يعالج مشكلة مسيحية - مسيحية أو التعاطي معه على أنه لقاء مسيحي بمواجهة الآخرين، ويقول: «رغم أنني أفضّل دائماً حصول اللقاءات على المستوى الوطني والإبتعاد عن لقاءات ضيقة طائفية ومذهبية، لا مانع أن يجتمع بعض الأفرقاء من منطلق الواجب الوطني. وأعتقد أنه سيُطرح في الإجتماع ضرورة توسيع الحلقة والقيام بإتصالات على جميع المستويات لإستكمال البحث. ومعرفتي بغبطة البطريرك والعديد من المجتمعين تجعلني أقول إنهم ليسوا من الإنعزاليين أو المُنْغلقين على أنفسهم، وعلى العكس اللقاء هو بداية للمساهمة في ورشة أكبر ولن يقتصر على إجتماع اليوم بل ستنتج عنه قرارات للإنفتاح وتوسيع التشاور».

وعندما نسأل فخامته عن الهواجس الحقيقية التي دفعتْ الكنيسة المارونية لأخذ المبادرة بالدعوة إلى هذا اللقاء، لا يتردّد في الحديث عن أخطارٍ ما فوق سياسية: «الكيان على المحكّ، والنظام على المحكّ، والوحدة على المحكّ، والميثاق على المحكّ، والطائف على المحكّ، والدستور على المحك... ولبنان أصبح على مفترق طرق، يكون أو لا يكون. الوضع الإقتصادي خطير، الواقع الاستراتيجي والوضع على الحدود خطير، أما بالنسبة إلى الواقع السياسي والمأزق الحكومي فحدّث ولا حرج. ومن الخطيئة المميتة التستّر على هذا الواقع الخطر وعدم القيام بهذه الوقفة الوجدانية (لقاء بكركي) لمحاولة إنقاذ الوطن الذي أصبح مأزوماً في جوهره. لذا على بعض القادة إبتداع المخارج لتثبيت الكيان اللبناني ووحدته ونظامه».

وبمرارةٍ يقارب الرئيس الجميل ما جرى في الطريق إلى القمة الإقتصادية - التنموية العربية المقررة في بيروت في العشرين من الجاري، عندما أُرغمت ليبيا على المقاطعة بعد الضغوط التي مارَسها رئيس البرلمان (رئيس حركة أمل) نبيه بري وبمؤازرةِ «حزب الله» لمنع مجيء الليبيين للمشاركة في إحدى مؤسسات الجامعة العربية، ومن خارج القرار الرسمي اللبناني، وهو عبّر عن ذلك، بقوله: «ما شهدناه في شأن الحضور الليبي إلى لبنان للمشاركة في القمة، أمر معيب بحق لبنان، ويَطرح حقيقةً وفي العمق هل نحن ما زلنا شعباً واحداً؟ وهل ما زلنا نعترف بسيادة الدولة؟ هل ما زلنا معنيين بوحدة هذا البلد؟... يمكن أن تحدث أخطاء من هنا أو هناك وتُعالَج في إطار المصلحة الوطنية، لكن ليس بكسْر الجرّة أو بممارساتٍ تنم عن عدمِ إيمانٍ بالقيم ولا بالمؤسسات ولا بأي مفهوم يحفظ لبنان».

وعن رأيه بـ «الإستعارة» التي إستخدمها الرئيس بري في تلويحه بمنع مشاركة الوفد الليبي في القمة بالقوة وفي الشارع عندما قال إنه لن يتوانى عن القيام بـ«6 فبراير - فبراير» سياسية وغير سياسية، في إشارةٍ الى ما يوصف بـ «الإنتفاضة» التي قادها زعيم «أمل» وآخرين ضد حكم الرئيس أمين الجميل العام 1984، قال الجميّل: «إنها إستعارة في غير محلّها، لا في الشكل ولا في المضمون، لأنه إذا عدْنا إلى تلك الحقبة فأعتقد أنه لن يخرج أحد سالماً من السهام والجروح والمعاناة، فالكل يعلم ما كانت عليه الظروف آنذاك. فلبنان كان كله معلَّقاً بحبْل الهوا في ظل تدخّل البُعد الخارجي. وتالياً هذا التشبيه ليس في محله على الإطلاق، ولست راغباً بالدخول في سجال مع الرئيس بري، الذي أكنّ له كل الإحترام، إنما هو يعرف، وأقولها بمنتهى المسؤولية إنه كان من ضحايا أحداث»6 فبراير - فبراير«ومن ضحايا منطقها».

وهل من بُعد آخر لإعتراض المكوّن الشيعي على مشاركة الوفد الليبي غير إتهام طرابلس الغرب بعدم التعاون في ملف الإمام موسى الصدر؟... يرد الجميّل «بالتأكيد. أعتقد أن الهدف الأساسي الذي تجمّعت من أجله كل الحجج هو فرض مشاركة سورية في القمة وكشرطٍ لإنعقادها. وكل ما تبقى مجرد ذرائع بما في ذلك الموضوع الليبي، لمعرفتنا أن النظام الحالي في ليبيا إنقلب على معمر القذافي وأطاح بكل رموز عهده، ولعلْمنا أيضاً أنه لا يمكن أن نطلب من ليبيا العمل أكثر مما في وسعها، وهي المنقسمة على نفسها جغرافياً وسياسياً، ولا يمكن أن ننتظر من مؤسساتها أن تكون فعالة بقدر ما نتمناه... ولذا فإن الأمر لم يكن يستدعي كل هذه النقمة وهذه الممارسات. وإن كان منطلقُها قضية حق، فهي شكّلت جرحاً كبيراً في الجسم اللبناني و»شرْشحة«للمؤسسات الدستورية والرموز الضامنة لها. ولا شك انه لكان لهذا العمل، أياً كانت مبرّراتُه، تأثير على صدقية الدولة اللبنانية. وكذلك الأمر بالنسبة الى التذكير بمرحلة الحرب التي اعتقدنا إننا تجاوزناها، فهذا الأمر ليس من مصلحة أحد».

وحين نقول له إن ثمة انطباعاً بوجود تسليمٍ بتطبيع العلاقة مع دمشق وربْط ذلك بصدور قرار عن الجامعة العربية بعودة سورية إليها، علماً ان المشكلة اللبنانية - السورية سابقة لِما حصل في سورية بدءاً من 2011، يردّ: «لا بد في مرحلة ما أن تسوى العلاقات بين الشعبين اللبناني والسوري، ولا يمكن ان نغيّر الجغرافيا ولا مبدأ الجيرة بين لبنان وبين سورية ولا الروابط التاريخية ولا العنصر العربي الذي يجمعنا. ومن هنا لا بد ان نصل يوماً ما إلى إقامة علاقات ندّية على قاعدة الإحترام المتبادل لحقوق كل دولة وسيادتها وخصوصيتها ونظامها. ويجب أن يسبق ذلك إنتظامُ الوضع في سورية. فاليوم يمكن ان نتحدّث عن سورية الأسد، وسورية الأميركيين والأكراد، وسورية الأتراك، وسورية الروس، وسورية إيران، أي هناك موزاييك نفوذ أكان على الصعيد السياسي أو الجغرافي. وبقدر ما يهمّنا في لبنان، وقد سعينا في مراحل عدة إلى ذلك خلال عهدي حيث عقدتُ 13 قمة مع الرئيس حافظ الأسد، أن تُستكمل الجهود اللبنانية - السورية لتصحيح العلاقات، نرى ضرورة ان يترافق ذلك مع معالجة الوضع السوري الداخلي المأزوم، اذ أن أي إتفاق قد لا يدوم أو يجدي نفعاً ما دام الواقع في سورية ما زال على هذه الهشاشة».

وعن إدراج النظام السوري أخيراً كلاً من الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع وشخصيات أخرى على «لائحة الإرهاب»، يقول الجميل: «ونحن أيضاً لدينا لائحة إرهاب، لها علاقة بقضية ميشال سماحة التي تَبَيّن أن ثمة عناصر سورية متورطة فيها، وهذا أمر بات موثقاً بموجب حكم عن السلطة القضائية في لبنان أي عن مؤسسة رسمية لبنانية منزَّهة وليس من باب الإتهامات السياسية. وتالياً هذا موضوع يحتاج الى علاج بكثير من الحس بالمسؤولية ويتطلّب أكثر من جهد. وسورية في رأيي مخطئة في ما قامت به، وإذا أردْنا الدخول في هذا النوع من السجال، فإن للبنان الكثير عند سورية، هي التي تسبّبت بالكثير من المآسي على الساحة اللبنانية، ناهيك عن آلاف المخفين قسراً في سجونها. ولا ننسى قضية إغتيال بشير الجميل التي أصدر فيها المجلس العدلي وهو أعلى هيئة قضائية في لبنان حكماً أقرّ بضلوع سورية في الجريمة بإعتبار أن الحزب السوري القومي الإجتماعي معروفة إرتباطاتُه بالمخابرات السورية. إلى جانب جريمة تفجير المسجدين في طرابلس والتورط السوري فيها».

وحول كلام ديفيد هيل الذي اعتُبر بمثابة إطلاق مرحلة مواجهة «حزب الله» في لبنان من ضمن الإستراتيجية الأميركية للتصدي لإيران والحزب في المنطقة، والى أين يتجه الوضع اللبناني ضمن هذه الاستراتيجية؟ يجيب: «بقدر ما ان الموقف الأميركي صارمٌ وواضح في توجيه أصابع الإتهام، فإن هذا الأمر ليس جديداً، وهو من عمر سياسات إداراتٍ أميركية سابقة، وإن كان ربما أسلوب الرئيس ترامب وفريق عمله يختلف، ولكن الخط واحد. وبمقدار ما ان هذا صحيح، فالسؤال يبقى حول مدى قدرة واشنطن على التحرك والتأثير، قياساً الى تجارب سابقة مثل فيتنام وأفغانستان حيث أن سياستها في هذا السياق على صرامتها ووضوحها، لم تؤد الى النتائج التي كانت تتوخاها، وفي العراق حدّث ولا حرج بعد ظهور»داعش«وما إستتْبعه. وهنا أيضاً تحضرني التجربة الأميركية في لبنان، حين حضرت قوات المارينز من ضمن القوة المتعددة الجنسية، وبمجرّد أن وقع التفجير الذي استهدف السفارة الأميركية ومقر المارينز (قرب مطار بيروت)، لم تستطع الولايات المتحدة مواجهة الوضع فانكفأت، وتالياً نتمنى وجود تصور واضح وان يكون جامعاً بمعنى أن تتفاهم مجموعة من القوى عليه، شرط الثبات، اذ ان التجربة لم تكن مشجّعة على هذا الصعيد».

وحين نقول له: ولكن ثمة محاولة حالياً لبناء تَحالُف إقليمي - دولي عبر مؤتمر في بولندا لمواجهة إيران و«حزب الله»، وهذا ما يزيد الموقف اللبناني الرسمي إحراجاً، يردّ: «موقعي معروف، وأنا متطرّفٌ في التمسك بسيادة لبنان. ولا شك في أن لديّ الكثير من المآخذ على انتهاكاتٍ تحصل لسيادة البلد وللسلطات الدستورية، وفي الوقت نفسه، يبقى السؤال إلى أي حد هذا التجمع الذي سيحصل في بولندا سيكون له تأثيرٌ عمليّ، علماً ان هناك حروباً في المنطقة لم تنته بعد، كما هو الحال في اليمن حيث تتعاون الولايات المتحدة مع القوات الحكومية في حربٍ تحوّلت حرب استنزاف. وكذلك الحرب على»داعش«في ظل بقاء جيوب هنا وهناك، سواء في سورية او العراق. وتالياً هناك ضرورة لمقاربة جديدة اذا كان فعلاً المطلوب الوصول الى الاستقرار بالمعنى العالمي، وذلك بما يتجاوز المنطق العسكري والأمني الذي لا يجدي نفعاً على المدى الطويل وهو أشبه بحبة»أسبرين«. أي المطلوب تعاوُن صادق بين الدول الكبرى التي يفترض أن يسودها وعي أكبر إلى أن»جرثومة«الإرهاب والتطرف لن توفّر أحداً. وربما يحتاج الأمر الى العمل على تحقيق إنجازاتٍ على المستوى الإنساني الإجتماعي وحق الشعوب بتقرير مصيرها وحتى معالجة مسألة الفقر».

وهل من أفق لمحاولة واشنطن تدويل المواجهة مع إيران و«حزب الله»؟ يقول: «يكون لها أفق إذا ترافقتْ مثلاً مع إيجاد حل للقضية الفلسطينية التي ستبقى جرحاً في المنطقة، إلى جانب القضية الكردية التي يمكن في أي وقت أن تشعل الأوضاع أكان في العراق أو سورية. لأن هذا النوع من القضايا يولّد مشاعر يسهل إستخدامها وإستغلالها لتغذية التطرف والإرهاب، وكم من جرائم تُرتكب بإسم القضية الفلسطينية مثلاً، هي التي استُعملت لإشعال حرب لبنان وتحقيق مآرب الأنظمة وبعض المصالح الإقليمية على حساب القضية الفلسطينية بالذات. علماً أنني مع هذه القضية بلا قيد او شرط ولكن مع رفض إستخدامها لأغراض لا علاقة لها بها». وفي ظل الإستراتيجية الأميركية الواضحة في الشرق الأوسط وعنوانها مواجهة إيران و«حزب الله» والمراكمة الإسرائيلية الدعائية ضدّ الحزب ولبنان... هل يخشى تفجيراً ما في ظل التحولات في المنطقة؟ يجيب الجميل: «سبق أن أشرتُ إلى أننا لا نتوقف بما فيه الكفاية عند الوضع الإستراتيجي المحيط بلبنان والتهديدات الاسرائيلية. وأخشى أنه في حال حصول صدام لبناني - اسرائيلي ان تعتمد إسرائيل إستراتيجية إستخدام وسائل تكنولوجية حديثة وأسلحة متطورة، ويمكن ان تلجأ الى سياسة الأرض المحروقة لتجنّب أي خسائر بشرية في مقلبها كما لمحاولة إنهاء الحرب في أسرع وقت، وهما عنصران تخشاهما (إسرائيل). ولا أعرف في سياقِ مثل هذا السيناريو إن كانت إسرائيل يمكن ان تربح أو لا، فحزب الله يدّعي أنه يملك قدرة على الإنتصار، ولكن ماذا يكون بقي من لبنان. هذا سيكون انتصاراً a la Pyrrhus أي بمعنى أنه ينقلب على صاحبه ولا يمكن قطف ثماره».

وفي ضوء كلام هيل عن مراقبة المجتمع الدولي موضوع الحكومة وتأكيده أن «نوعها يهمّنا»، هل يؤشّر ذلك الى مزيدٍ من التأزم في مسار التأليف؟ يؤكد الرئيس الجميل ان «هيل يصف من حيث لا يدري الواقع الذي يَشعر به كل لبناني. ونعرف تماماً ان مشكلة الحكومة مزدوجة تتصل أولاً بالمصالح وكيفية تقاسم الجبنة والوزارات الدسمة، وثانياً وهنا بيت القصيد بالمعادلة الإقليمية، أي مَن سيسيطر على الحكومة فيما لبنان يواجه استحقاقات وقرارات ذات طابع وطني - إستراتيجي مثل العلاقة مع سورية وغيرها. وربما مستقبلاً يكون لبنان أمام ضرورة اتخاذ موقف من العقوبات على إيران وحزب الله، وثمة فارق بين أن يكون موقف الحكومة في هذا الإتجاه أو ذاك. وهنا صوتٌ بالزائد أو الناقص يكون له تأثير، ومن هنا الصراع على النِسَب... مَن يُمسك بالثلث المعطل، او الثلث المكمل، والأكثرية».

 

جديد موقعي الألكتروني ل 16 و17 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

 

قراءة في البيان الختامي للقاء بكركي: تجاهل لمرض الاحتلال واستفاضة في توصيف أعراضه

الياس بجاني/16 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71143/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84/

 

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي/الياس بجاني/16 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A/

 

 

العلة ليست في نظام لبنان الطائفي، بل في الاحتلال الإيراني وفي ذمية الطاقم الحزبي والسياسي

الياس بجاني/16 كانون الثاني/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/71092/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7-2/

 

 

الأب سيمون عساف/فايسبوك/16 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71148/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D8%B3%D9%85%D8%B9%D8%AA-%D8%B6%D8%AC%D9%8A%D8%AC%D8%A7-%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%AA/

 

 

التجمع من أجل السيادة: سقطت مقولة العهد القوي ولبنان مهدد بتصنيفه دولة فاشلة وعاجزة عن الوفاء بالتزاماتها

16 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71141/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%B3%D9%82%D8%B7%D8%AA-%D9%85%D9%82%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF/

 

A Set Of Reports Addressing The Maronite Consultative Meeting
 
Agencis/January 16/19
http://eliasbejjaninews.com/archives/71152/a-set-of-reports-addressing-the-maronite-consultative-meeting/

 

 

Nasrallah, Iran, and Israel's end game
 
تحليل بقلم شمتريت مئير/يديعوت أحرونوت: نصرالله، إيران، ونهاية لعبة إسرائيل
 Shimrit Meir/Ynetnews/January 16/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71150/shimrit-meir-ynetnews-nasrallah-iran-and-israels-end-game-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%B4%D9%85%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AA-%D9%85%D8%A6%D9%8A%D8%B1-%D9%8A%D8%AF%D9%8A/