LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january15.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

تعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ثورة تتعامى عن سرطان حزب الله وتتملقه تحمل بنفسها كل مقومات الفشل

الياس بجاني/حزب الله يحتل لبنان وكل الحكام والسياسيين اللبنانيين هم دمى بأمرته

الياس بجاني/عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان دولة فاشلة ومارقة

الياس بجاني/زمن ايران وأذرعتها في المنطقة إلى نهاية حتمية..دورهم انتهى

الياس بجاني/دور ملالي إيران الإقليمي إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 14/01/2020

مصدر في صندوق النقد: لم يسبق أن لمسنا هذا المستوى من لامبالاة المسؤولين في لبنان

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 14 كانون الثاني 2020

حكومة في الساعات المقبلة... أو الإنهيار!

ثوار لبنان يتوعدون: هذه المرة ستكون نهاية الطبقة الحاكمة

"أسبوع الغضب" ينفجر في وجه السلطة الفاسدة... ومهلة لدياب 48 ساعة لتشكيل الحكومة أو الاعتذار

اشتباكات بين الجيش والمتظاهرين وسقوط جرحى في طرابلس والرينغ وأحد المنتفضين حاول إحراق نفسه

“الرقابة على المصارف” تسأل عن التحويلات إلى سويسرا

مصدر عسكري لـ”السياسة”: لا خوف من عودة الاقتتال بين اللبنانيين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

طار حسان دياب لأنه لم يقرأ قصيدة لا فونتان عن الضفدع

عودة الاحتجاجات إلى شوارع لبنان في «أسبوع الغضب» ونشر الجيش والشرطة لمحاولة فتح طرق أغلقها متظاهرون في بيروت

عون: يقول إن بعض العراقيل» حالت دون تشكيل حكومة جديدة ويؤكد أن «عوامل عدة» وراء أسوأ أزمة اقتصادية تضرب البلاد

لبنان يستعيد حقّه بالتصويت في الأمم المتحدة بعد سداد المتأخرات المستحقة للمنظمة الدولية

«الانكفاء الإعلامي» عن تغطية الحراك يستفزّ الناشطين

طرابلس تطلق "أسبوع الغضب": لا شيء نخسره إلا الثورة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

طائرات إسرائيلية تستهدف مطار التيفور السوري والإعلام الرسمي في دمشق يعلن أن الأضرار اقتصرت على الماديات

اجتماع زعماء دول ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة في لندن الخميس 

انتشار أمني مكثف في طهران... والطلاب يواصلون الاحتجاجات المنددة بالحرس

إيران تنفي إطلاق النار على متظاهرين رغم سقوط جرحى رصدتهم تسجيلات في شبكات التواصل الاجتماعي

طهران تعلن اعتقال 30 شخصاً في الاحتجاجات المنددة بإسقاط الطائرة

جونسون يدعم «اتفاق ترمب» بديلاً لـ«النووي» الإيراني/بريطانيا وفرنسا وألمانيا ستفعّل آلية «فض النزاع» مع طهران

فرنسا وألمانيا وبريطانيا تفعّل آلية فض النزاع النووي مع إيران رداً على انتهاكات إيران المستمرة للاتفاق الموقع عام 2015

اعتقالات في إيران بقضية الطائرة الأوكرانية وروحاني اعتبر الحادث «خطأ لا يغتفر» وتعهد بعدم تكراره

الإيرانيون يواصلون الاحتجاج و”الكونغرس” يدعم وبومبيو يحذّر

اعتقالات في صفوف "الحرس الثوري"... وتوقيف نجل كروبي بعد مطالبته خامنئي بالتنحي

أوروبا تستعد لإعادة فرض العقوبات على طهران لانتهاكها “النووي” ,تفعيل آلية فض النزاع... وجونسون دعا إلى "اتفاق ترامب"

أميركا عرفت مسبقاً بهجمات إيران على “عين الأسد”

صحف بريطانية: التوتر بين روحاني و”الحرس الثوري” خرج إلى العلن

الحكومة العراقية: لا تراجع عن قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد

"الحشد الشعبي" جدد دعمه قرار البرلمان... وتواصل الاحتجاجات في كربلاء... ومعركة بالسلاح الأبيض بالناصرية

السعودية: نقف مع العراق ضد كل ما يهدد أمنه وعروبته

ملاجئ صدام حمت الأميركيين من الصواريخ

اعتقال منفذي تفجيرات كركوك

“الحرة” الأميركية تغلق مكتبها وتسرّح موظفيها

واشنطن تدرس الأسس القانونية لإدراج “الإخوان” على قائمة المنظمات الإرهابية ,سقوط مقاتلة مصرية في مهمة تدريبية ومصرع قائدها

روسيا: وقف إطلاق النار في ليبيا مستمر «لأجل غير محدد»

إطلاق نار بمقر هيئة تابعة للمخابرات السودانية في الخرطوم

واشنطن تلوح بـ «أقصى ضغط» على دمشق... وموسكو تراهن على «الصبر الاستراتيجي»

10 إجراءات أميركية ـ أوروبية للحصول على «تنازلات جوهرية» من روسيا وحلفائها

نشر قوات من الجيش والشرطة في كربلاء مع تواصل الاحتجاجات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سقوط حكم الطائف وغياب البدائل والفوضى المتنامية/شارل الياس شرتوني

لبنان بين نهب الداخل واحتلال الخارج/علي حماده/النهار

هل كلّف المرشد نصرالله قيادة أذرع إيران خلفاً لسليماني؟/أحمد عياش/النهار

موجة الثورة الثانية.. عُدنا وهذا بديلنا/نادر فوز/المدن

أنا جائعٌ/عقل العويط/النهار

هل نظام المرشد في مهب الريح؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

روحاني والدولة «التي تحمل البندقية»/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

هل يملك ترمب خطة ضد إيران أم لا؟/د. وليد فارس/انديبندت عربية

اختراق الاختراقات الإيرانية/حمد الماجد/الشرق الأوسط

طائر أوكرانيا الحزين في سماء طهران/داود الفرحان/الشرق الأوسط

حنق الغوغاء وسليماني: تحديات الهيمنة والتحولات الجيوسياسية/يوسف الديني/الشرق الأوسط

أسعار النفط في ضوء الصراعات الجيوسياسية الشرق أوسطية/وليد خدوري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون أمام السلك الديبلوماسي: سنبذل الجهود لتشكيل حكومة مقدمين المصلحة الوطنية العليا على سواها

مدللي في الامم المتحدة: للاقلاع عن سياسة ازدواجية المعايير

كتلة المستقبل اجتمعت برئاسة الحريري: لولادة الحكومة بأسرع وقت والتوقف عن الدوران في حلقات المحاصصات الوزارية

الحريري: أساس الحل تشكيل حكومة جديدة واقوم بتصريف الأعمال بشكل كامل بحسب الدستور

بري استقبل باسيل:الاجواء ايجابية

باسيل طالب الرئيس المكلف بالاسراع في تشكيل الحكومة: إذا وضع التكليف في جيبه يمكن للناس ان تنتزعه

التيار المستقل: ألا يكفي كل هذا التدهور؟

الراعي عرض ووفد اتحاد موظفي المصارف أوضاع القطاع حواط: من لا يريد حكومة اختصاصيين مستقلين هو من يعرقل

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

تعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم

إنجيل القدّيس متّى11/من25حتى30/:”قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال! نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت! لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ. تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ثورة تتعامى عن سرطان حزب الله وتتملقه تحمل بنفسها كل مقومات الفشل

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

ثورة تتملق حزب الله الإيراني وتداهنه وتتعامى عن احتلاله ودويلته وإرهابه وتسوّق لكذبة ونفاق مقاومته هي ثورة فاشلة وأداة تدمير وخراب.

 

حزب الله يحتل لبنان وكل الحكام والسياسيين اللبنانيين هم دمى بأمرته

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

جميل السيد متل ما خبرنا جنبلاط عم يشكل الحكومة والبيك بدو رضاه، ولكن الحقيقة أن كل حكامنا من كبيرهم لصغيرهم دمى يحركها حزب الله

 

لبنان دولة فاشلة والثورة لن تنجح أن لم تجعل أمر احتلال حزب الله من أولوياتها

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82259/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%84/

منذ 89 يوماً والشعب اللبناني غاضب وثائر وهو يتظاهر في عدد كبير من المدن والبلدات مطالباً بدولة عادلة، وبحكومة من متخصصين وشرفاء تتحسس أوجاعه وتعمل على خدمته، وبمجلس نيابي فاعل يمثل فعلاً تطلعاته وأماله، وبحكام كفهم نظيف ويلتزمون الدستور، وبقضاء عادل يطبق القانون، وبخدمات حياتية ومعيشية وإنسانية وبأن واستقرار وفرص عمل والخ..

كل هذه المطالب محقة، ومن حق الناس المطالبة بها والسعي لتحقيقها.

ولكن، لتحقيق حتى ولو جزء قليل من كل هذا المطالب، ومنها تشكيل حكومة من مستقلين وخبراء وأكفاء وشرفاء، وليتفعل القضاء ويقوم بدوره، وللوصول للخدمات كافة لا بد من قيام دولة ممسكة بقرارها وتعمل من خلال الدستور وتحت سقف كل ما هو استقلال وسيادة ودستور وقرار حر وقانون.

ولأن لبنان هو بلد محتل، وحزب الله يحتله منذ العام 2005، ويصادر استقلاله وسيادته، ويتحكم برقاب وقرار كل الحكام فيه، ويعين ويقيل المسؤولين غب ما يناسب أجندته الإيرانية، فإن الثورة مهما طال بقائها في الشوارع، فهي عملياً لن تحقق أي مطلب من مطالبها إن لم تسمى مرض الاحتلال باسمه، وتسعى لتحرير البلد من احتلاله، وهو الذي يدمر ويعهر ويعطل كل شيء ويحول دون نجاح أي مسعى ثوري وإصلاحي.

من هنا، فإن كل ما تطالب به الثورة لا يمكن أن يتحقق منه أي شيء ما دام حزب الله يحتل البلد ويتاجر بكذبتي المقاومة والتحرير، ويرهب الناس ويسوّق لثقافة الموت وليس لثقافة الحياة، وأولويته هي مشروع إيران التوسعي والإرهابي والحربي والعدائي.

جدير ذكره بأن حزب الله ومنذ اليوم الأول للثورة وهو يعاديها علناً ويخونها ويتهمها بالعمالة وبالارتهان للقوى المعادية له (أميركا والسعودية وإسرائيل) ومن خلال شبيحته اعتدى جسدياً ومعنوياً وسمعة ولا يزال يعتدي على الثوار ويستعمل ضدهم كل وسائل التخويف والإرهاب والبلطجة.

وبالتالي، على الثورة إن كانت فعلاً تسعى لتحقيق مطالبها أن تسمي الاحتلال باسمه، وأن لا تكتفي فقط بالشكوى من أعراضه، والأهم أن تتوقف عن تحييده وعن ذمية التملق له.

مطلوب منها أن تفضح هرطقات تجارته بكذبتي المقاومة والتحرير.

ولتنجح الثورة عليها فوراً أن تدرج مطلب تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان على رأس قائمة مطالبها وهي اتفاقية الهدنة والقرارين 1559 و1701…

يبقى أنه وعملاً بكل قوانين الأمم المتحدة، لبنان في وضعيته الراهنة هو دولة فاشلة ومارقة، وبالتالي من واجب مجلس الأمن فيها، بل من التزاماته القانونية إدراجه في هذه الخانة، ووضع اليد عليه تحت البند السابع، وتسليم القوات الدولية الموجودة في الجنوب المهام الأمنية كافة، ووضع القوى الأمنية اللبنانية تحت أمرتها، وذلك لإعادة تأهيل اللبنانيين على كيفية حكم أنفسهم. هذا الأمر تم العمل به في العديد من الدول التي كان وضعها شبيه بوضع لبنان الحالي.

على الثورة أن تفكر ملياً بهذا الخيار الدولي، وأن تسعى لتحقيقه في الوقت المناسب عملاً بالقوانين والإجراءات المرعية الشأن.

هذا، وقد يكون عملياً هو المخرج الوحيد المتوفر راهناً لمواجهة ما يجري في وطن الأرز من إفقار للناس، وتهجير، وفوضى، وإرهاب، وعهر حكام، وسلبطة احتلال، وفساد حكم، وكفر وجحود وإبليسية أصحاب شركات أحزاب.

في الخلاصة، لا خلاص للبنان وللبنانيين، ولا تقدم على أي مستوى، ولا خروج من أي أزمة من مالية وحياتية ومعيشية وخدماتية وصحية وغيرها في أي مجال كان ما دام احتلال حزب الله قائماً، وما دام الحزب ممسكاً بالبلد، وبحكامه، وبمؤسساته، ويأخذه رهينة بالقوة والسلبطة، ويتصرف به على أساس أنه ملك له ومعسكراً وساحة ومحزن أسلحة وأداة كلها مسخرة في خدمة مشروع حكام إيران التوسعي والعدائي والمذهبي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

زمن ايران وأذرعتها في المنطقة إلى نهاية حتمية..دورهم انتهى

الياس بجاني/10 كانون الثاني/2020

ممكن فطاحيل كذبة المقاومة والتحرير يخبرونا كيف بدون يكنسوا الأميركي من المنطقة والسيد من خوفه منون قاعد تحت الأرض من 14 سنة؟

 

دور ملالي إيران الإقليمي إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2020

انتهى الزواج السعودي والسوري باغتيال رفيق الحريري واليوم انتهى زواج أميركا وإيران باغتيال سليماني. نهاية دور إيران الإقليمي حتمي وكذلك دور اذرعتها الإرهابية وفي مقدمهم دور حزب الله في لبنان

 

إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2020

إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة ونظامها مجرم وحزبها اللاهي (حزب الله) في لبنان هو سبب كل المصائب والكوارث ولا خلاص للبنان قبل تفكيكه وانهاء دوره المسلح

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 14/01/2020

وطنية/الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

يومان ثلاثة على ما يبدو: مسافة زمنية دقيقة وحساسة وصعبة على مسار العمل لتأليف الحكومة واستطرادا أمام الرئيس المكلف تأليف الحكومة العتيدة الدكتور حسان دياب الذي طالبه المتظاهرون عصر اليوم من أمام منزله في تلة الخياط هاتفين بالآتي :"إمض في كل شجاعة نحو تقديم تشكيلة حكومية تؤمن بها أنت من تكنوقراط مستقلين الى رئيس الجمهورية العماد عون ونحن ندعمك وعندها فليتخذ رئيس الجمهورية أي قرار يرتأيه ويريده وبعدها ستجدنا نحن في دعمك كرئيس حكومة من 18 وزيرا من التكنوقراط المستقلين، ومهما كان المسار الدستوري الذي سيظهر إذاك..إنما هناك تطور ميداني سياسي برز مساء اليوم ويتمثل إذا صحت المعلومات بأن متظاهرين من خندق الغميق والباشورة إنضموا الى متظاهرين في الرينغ سلميا" هاتفين : ثوار أحرار ح نكمل المشوار".

في أي حال هذا المسار في الأيام القليلة المقبلة يبدو بقوة - محفوفا أكثر من أي وقت مضى من الأيام التسعين للانتفاضة الشعبية المطلبية منذ 17 تشرين بضغط متجدد من الشارع المطلبي على الطرق اللبنانية وقطعها في مسارب العاصمة وضواحيها وعلى أوتوسترادات جونية - جبيل - الشمال وبعض من طرق إقليم الخروب امتدادا الى صيدا وما بعد بعدها ... ناهيك بضغوط الطرق الاقليمية الدولية التي تلف المنطقة في جوار لبنان من الخليج والعراق فسوريا - تركيا - موسكو امتدادا الى ليبيا والطريق الأوروبي الوسيط الذي يحاول إعادة الوصل بين واشنطن وطهران...مع ما تحمل هذه الظروف الاقليمية من ملفات صاخبة وشائكة تنعكس بجوانب عدة منها في الساح اللبنانية.

دولة الفرزلي كان له تلويح محلي معاكس...يلامس الانذار في اتجاه طريقة التأليف الحكومي.

إذن الأوضاع تتسم بغضب شعب عارم إلى التفلت النقدي والإرباك السياسي الجاثم.

هذه حال البلد والناس اليوم وسط تصعيد الحراك وتقلب سعر الدولار الضاغط على الوضع المعيشي وأيضا وسط تكليف دونه صعوبة في التأليف الحكومي.

وفي محاولات الهروب من الإرباك السياسي يندرج البحث في حض حكومة تصريف الأعمال على معاودة جلساتها.

ولقد برز كلام رئيس الجمهورية العماد عون أمام السلك الدبلوماسي على خطوات الإنقاذ في وقت زار الوزير جبران باسيل الرئيس بري في عين التينة التي وصفت اللقاء بالبناء والتنسيقي، ثم رأس باسيل عصرا تكتل لبنان القوي معلنا وجوب الإستعجال بتأليف الحكومة لأن كل يوم تأخير هو قاتل.

لكن رئيس التيار الوطني الحر أحجم عن أي تلميح لموقف كانت أوساط سياسية متابعة تتوقعه لجهة إعلان التكتل عدم المشاركة في الحكومة العتيدة فاكتفى باسيل بالقول إنه يدعم أي حكومة يرى فيها شروط النجاح نافيا كل كلام عن حصص أو ثلث معطل طلبه كما تحدث بإسهاب عن الظروف النقدية والمالية والاقتصادية.

أما رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري العائد الى بيروت فقد رأس اجتماع كتلة المستقبل مؤكدا مسار تصريف الأعمال، ومشددا على أن مهمة الرئيس المكلف هي تأليف الحكومة العتيدة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

الأفق مسدود أمام التأليف الحكومي بعد مضي شهر إلا قليلا على التكليف من دون أن تلوح ملامح اختراق.

أما المطلوب بالأمس واليوم وغدا وأحد عشر كوكبا فهو واحد حكومة تكنوسياسية قادرة على التصدي للكم الهائل من التحديات السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية.

هذا المطلب يركز عليه الرئيس نبيه بري الذي يستعجل تشكيل حكومة بالمواصفات المطلوبة وإلا فإنه لن يشارك في الحكومة التي يريدونها غير أن كتلته النيابية مستعدة لمنحها الثقة علما بأن الرئيس المكلف حسان دياب قيد نفسه بشروط لم تكن مطلوبة منه أصلا ما عقد عملية التشكيل.

هذا الواقع المعقد لامسه رئيس الجمهورية ميشال عون في مخاطبته السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي عندما أشار إلى عراقيل حالت دون الولادة الحكومية التي كانت منتظرة في الأسبوع الماضي.

وإذ أكد أن تشكيل الحكومة يتطلب اختيار أشخاص جديرين يستحقون ثقة الناس والمجلس النيابي قال رئيس الجمهورية إننا سنبقى نبذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى تشكيلها مقدمين المصلحة الوطنية العليا على سواها.

وبينما كان عون يطلق هذه المواقف في قصر بعبدا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يستقبل في عين التينة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، حيث جرى بحث معمق حول الأوضاع واتسمت أجواء اللقاء بالإيجابية.

هذه الإيجابية انسحبت إنفتاحا لدى التيار الوطني الحر بعد الاجتماع الذي عقده تكتل لبنان القوي وعرض لمشاركة التيار في الحكومة أو عدمها وهذا الموقف ربطه رئيسه الوزير جبران باسيل بأن تلحظ الحكومة الجديدة لخطة مالية واقتصادية تكون مغايرة للسياسة المالية التي كانت سائدة وتخرج البلاد من الأزمة الحالية وأرجأ موقفه بما ستكون عليه الصيغة الحكومية المقبلة.

ونفى باسيل بشكل قاطع أن يكون التيار قد طرح أي اسم أو تدخل بشكل الحكومة مضيفا بأن موقف التيار معروف ولم يتبدل وهو الدفع باتجاه حكومة غير سياسية أو حزبية أو تضم وجوها قديمة.

وفور عودته إلى بيروت صرف الرئيس سعد الحريري مواقفه من الملف الحكومي مشددا أنه مع تعويم حكومة جديدة وهناك رئيس مكلف مهمته التشكيل مع القوى التي سمته.

وإذ نفى أن يكون تصريف الأعمال متوقفا أعلن الحريري أنه سيتواصل مع الرئيس بري بخصوص جلسة الموازنة وقال: "أكيد سألتقيه".

في انتظار التخصيب المطلوب حكوميا والأفضل معجزة التأليف شهر الحراك سيف أسبوع غضب استهله باعتصامات وتظاهرات وقطع طرقات وإقفال مرافق عامة في بيروت كما في العديد من المناطق.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بالتزامن مع فتح الطرقات السياسية لتسهيل مرور الحكومة الاكثر من ضرورية مع تفاقم الازمة الاقتصادية، اعيد قطع الطرقات امام المواطنين بفعل فاعلين. والواضح من الشعارات انها تظاهرات بتعدد الاجندات، بعضها بفعل الوجع الاقتصادي والمالي، وآخر بحساب وبعد سياسي.

ووسط هذه الحال من أزمة مرهقة وقطع لاوصال البلاد، يدفع المواطن الضريبة مرتين.

في هذه المرة السياسية يبدو ان امكانية الحلول جدية، ابرز المؤشرات ما رشح عن لقاء عين التينة المطول بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل، لقاء أكثر من صريح، بحسب مصادر متابعة، تم خلاله تنسيق الموقف في ما يتعلق بتأليف الحكومة، وفتح مسار إيجابي جديد في ملف التأليف يتمثل بتغيير مبدئي في المعادلة السابقة التي كانت تقول: لا نشارك، ولكن نسهل التأليف ونعطي الثقة.

وعلى امل الوصول الى الخواتيم، فان لقاءات مكثفة رافقت لقاء عين التينة، منها ما جمع الرئيس المكلف حسان دياب بالمعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، وقبله بالامس لقاء مماثل جمع الرئيس دياب بالوزير علي حسن خليل.

وعلى خط الايجابية نفسها كان كلام الوزير جبران باسيل بعد اجتماع تكتل لبنان القوي، متحدثا عن انه لا مطلب لديه لا بعدد ولا باسماء في الحكومة الجديدة، وانه لم يختر ولن يختار اي اسم من التيار او قريبا منه، والمهم ان نتساعد من اجل الانقاذ كما قال..

وعلى امل الاسراع بتشكيل حكومة الانقاذ وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امام السلك الدبلوماسي انه سيبقى يبذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى الحكومة الموعودة، مقدما المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار آخر.

في الاقليم لا شيء يتقدم على ضربة عين الاسد التي ما زالت ارتداداتها تصيب ساكن البيت الابيض، وما سيزيده ارباكا التظاهرات المليونية التي يتحضر لها العراقيون ضد الوجود الاميركي في بلادهم.اما ما لم يكن بحسبان ترامب وادارته، فقد جاء من جاره الشمالي رئيس وزراء كندا “جاستن ترودو” الذي اشار الى مسؤولية الولايات المتحدة الاميركية عن التصعيد الذي ادى الى اسقاط الطائرة الاوكرانية في طهران عن طريق الخطأ.

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

هل من مفاجأة حكومية في الأيام القليلة المقبلة؟ الأكيد أن الباب لم يعد موصدا، من دون أن يعني ذلك أن قطار الحل بات على السكة.

فاللقاء المطول الذي جمع الرئيس نبيه بري بالوزير جبران باسيل في عين التينة اليوم، ثم مضمون المؤتمر الصحافي الذي عقده الأخير في ميرنا الشالوحي، أوحيا بوجود أفكار جديدة قابلة للبحث بين المعنيين بالتشكيل، في وقت أكد الرئيس سعد الحريري الذي عاد إلى لبنان وترأس اجتماعا لكتلة المستقبل، أن الأساس هو تشكيل حكومة، من دون أن يفوته استغراب ما يقال عن تقصيره في تصريف الأعمال.

أما على المستوى الشعبي، فعاد المتظاهرون إلى الشوارع، وقطعوا الطرقات وأحرقوا الإطارات، ما أدى في أحيان كثيرة إلى مواجهات بينهم وبين المواطنين الذين تضررت أشغالهم وصودرت حريتهم في التنقل، من دون أن يعني ذلك إعفاء السياسيين الذين يحولون دون الخروج بحلول من تحمل المسؤولية كاملة عما وصلت إليه الأحوال.

واليوم جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الإشارة إلى أن التظاهرات شكلت فرصة حقيقية، خصوصا في بداياتها، لتحقيق الاصلاح المنشود لأنها هزت المحميات الطائفية والسياسية وقطعت الخطوط الحمر، بحيث باتت المحاسبة ممكنة. لكنه اعتبر أن محاولات استغلال بعض القوى السياسية للتحركات أدت الى تشتت بعضها وإغراقها في راديكالية رافضة، "لكنني لا أزال أعول على اللبنانيين الطيبين في الشوارع والمنازل لمحاربة الفساد"، قال الرئيس عون.

وقدم رئيس الجمهورية أمام السلك الديبلوماسي شرحا للأزمة الراهنة، معتبرا أن عوامل عدة، منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي، تضافرت لتنتج أسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية ضربت لبنان، مشيرا إلى أن تشكيل الحكومة يتطلب اختيار أشخاص جديرين يستحقون ثقة الناس والمجلس النيابي، ولافتا إلى مؤشرات إيجابية متوقعة مع بدء لبنان أعمال التنقيب عن ثرواته الطبيعية في مياهه الاقليمية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

الانتفاضة نظمت صفوفها من جديد وبدأت أسبوع الغضب، واركان السلطة يحاولون رص صفوفهم لمواجهة الغضب الاتي. من تابع بدقة ما يحصل في الشارع تأكد من أمرين. الاول: ان المنتفضين في الشارع عادوا الى زخمهم الاول. صحيح ان العودة جاءت بعدد اقل، لكنها عودة بغضب اكبر ونقمة اعمق. فثمة من حاول ان يحرق نفسه. وثمة من حاول ان يفجر قارورة غاز تعبيرا عن رفضه الواقع الاسود الذي يعيشه. كما ان التوتر بدا بوضوح على الوجوه وفي الاعين وفي الكلمات والمداخلات والتعليقات.انه الغضب الذي ينتشر ويتكثف ويقوى يوما بعد يوم. وكيف لا يشعر الناس بالنقمة على اركان السلطة وهم يشاهدون لقمة عيشهم تسرق من امامهم؟ وكيف لا ينتفض الناس وهم يعانون الذل حتى لو ارادوا استرداد بعض جنى عمرهم من المصارف؟ الامر الثاني: ان القوى الامنية على اختلافها تركت المتظاهرين، في معظم الاحيان، يقطعون الطرق والاوتسترادات حتى في مواقع منعوا من قطعها من زمان. فما السبب؟ وهل من كلمة سر للتخلص من الوجود الثقيل الذي اضحى يمثله بقاء حسان دياب في موقع رئيس الحكومة المكلف الذي لا يؤلف؟ السؤال مشروع، وخصوصا ان المنتفضين لم يستهدفوا من منازل المسؤولين الا منزل دياب، مطلقين الشعارت المنددة به والمطالبة بأن يحسم أمر تأليف الحكومة خلال 48 ساعة.

اذا ، بعد ستة وعشرين يوما من تكليفه تشكيل الحكومة اصبح حسان دياب امام الخيار الصعب والمر. فالمهلة المعطاة له من المنتفضين تنتهي عند الخامسة من عصر الخميس ، وهو الى ذلك الحين أمام خيارين صعبين ان لم نقل مستحيلين . فاما ان يشكل حكومة مستقلين، واما ان يعتذر . فاذا لم يسر باحد الخيارين فان المنتفضين سيزحفون من كل المناطق اللبنانية بقوة باتجاه بيروت. فهل دياب قادر حقا على تشكيل حكومة مستقلين فيما الرئيس بري يدعو الى حكومة لم شمل؟ وهل دياب قادر حقا على تشكيل حكومة مستقلين فيما معظم اطراف السلطة تسمي علنا اسماء الوزراء، وهي لا تختلف الا على الحصص والحقائب والوزارات؟ المعلومات تشير الى ان دياب اصبح أسير مهلتين .الاولى اعطاها له المنتفضون .اما المهلة الثانية فهي من القوى السياسية التي سمته والتي تريده ان يتخذ موقفا نهائيا، ايضا خلال 48 ساعة. فماذا سيفعل؟ هل يسير بالحكومة كما قررها السياسيون ما يسقطه شعبيا؟ ام يستمر في رفض ما يمليه عليه السياسيون ما يسقطه نيابيا وبرلمانيا؟ الاجابة عن هذه الاسئلة لم تعد بعيدة ، فلننتظر،علما ان معلومات ال "أم تي في" تشير الى ان التأليف قد لا يكون بعيدا بعدما قبل دياب بأن تكون وزارة الخارجية لناصيف حتي مقابل ان تكون وزارة الاقتصاد لدميانوس قطار.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

سقطت الهدنة بين الثورة والسلطة ويمكن القول إن 14 كانون الثاني 2020 هو نسخة غير منقحة من 17 تشرين الاول 2019.

هل تكون الثانية ثابتة؟ وهل ما لم يتحقق في 17 تشرين الأول يمكن أن يتحقق بدءا من 14 كانون الثاني؟ من السابق لأوانه الإجابة لكن ما هو شبه مؤكد أن ما بعد 14 كانون الثاني لن يكون كما قبله. تماما كما بعد 17 تشرين لم يكن كما قبله.

أين استقر الوضع اليوم؟ الثورة في الشارع والسلطة في المأزق. الثورة رفعت السقف فيما السلطة تقف عاجزة عن التقدم خطوة إلى الأمام على رغم كل محاولات تدوير الزوايا الحكومية: رئيس الجمهورية قال كلمته فأجرى مراجعة للفترة التي مرت وعدّد الصعوبات والإخفاقات.

رئيس مجلس النواب كان بدوره يجري مراجعة مع الوزير جبران باسيل، لكن الجميع عيونهم على الرئيس المكلف حسان دياب، فبعدما كان نقطة التقاء بين الجميع أصبح نقطة خلاف بينه وبين الجميع. فهل ينضم الرئيس المكلف إلى النادي الذي أصبح يضم الوزير الصفدي والوزير طبارة والمهندس سمير الخطيب؟ الرئيس المكلف في وضع لا يُحسد عليه، معظم الذين سموه سحبوا التسمية علنا أو ضمنا. لكن أين الدستور في كل ما يجري ؟ دستوريا لا يمكن سحب التكليف. فهل من سيناريو معد لإيجاد فتوى دستورية لسحبه؟

رئيس حكومة تصريف الأعمال وفي أول كلام له بعد العودة قال إنه من اول الاستقالة وهو يصرف الاعمال وليس متوقفا وسيعمل اكثر.

في الانتظار، الشارع اليوم التهب ويبدو أن قرار التصعيد لن يعود إلى الوراء وهذا المساء فجر رئيس تكتل لبنان القوي قنبلة سياسية ومالية فطالب حاكم مصرف لبنان بالاعلان عن الارقام والتحويلات إلى الخارج، كما طالب بوضع قواعد حازمة للحد من إجراءات التحويلات المالية إلى الخارج.

نشير الى ان الرئيس المكلف التقى المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل بعدما كان التقى امس المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

إن لم تستح فأحكم ما شئت وبعد ثلاثة أشهر من انهيار البلد البلد لا يحكمه ولا حتى ولد سلطة لا تشعر بالسقوط ولا تتحسس إلا رقابها ومن مقاعدهم وقصورهم ومنتجعاتهم السياسية يشترطون ويتفننون في تعذيب الناس يختبئون خلف عدم التدخل لكنهم يتدخلون وبالمعجل المكرر ويساومون ويفرضون ثم يطالبون بـ"لم الشمل" فعذرا شملكم هو السم السياسي الذي يتجرعه اللبنانيون يوميا ولم يعد الناس يصدقون أن التئامكم هو لمصلحتهم بل تلتئمون على لؤم وعلى غرز الألم في جسد الوطن من جديد وعلى حماية مكتسابتكم السياسية التي عمرت مجدها في ثلاثين عاما وعلى هذا الوجع ضرب الشارع موعدا مع ثلاثاء غاضب فأقفل شوارع وأقام تجمعات واعترض وأحرق وتمادى في استعمال كل ما يمت إلى الرفض من دون أن يلام على غضبه الناس أفرغت احتقانها لكن كيف تلقفت السلطة اهتزاز الأرض من جديد؟ لا قلق وكأن الريح ليست تحتها فرئيس الجمهورية استقبل السلك الدبلوماسي بأسلاك سياسية شائكة وضعها أمام التأليف وهو قال إن تأليف هذه الحكومة يتطلب اختيار أشخاص جديرين يستحقون ثقة الناس والمجلس النيابي ما استلزم بعض الوقت ويؤشر هذا التوصيف إلى أن تشكيلة حسان دياب لم تحصل على المعدل الرئاسي بعد وأن لدى عون ملاحظات على أسماء قدمها الرئيس المكلف وإذا كان خطاب عون يحمل دبلوماسية السلك فإن رئيس التيار الوطني جبران باسيل كان يمرر رسائل غير مشفرة الى دياب، وبما يشبه التهديد طالب باسيل الرئيس المكلف بأن يقوم بواجباته " وما يحط التكليف بيجبتو ويقول ما حدا بيقدر ياخدو مني فالناس تستيطع أن تأخذه والثقة في مجلس النواب أيضا ونفى رئيس التيار أن يكون قد تدخل أو أن يكون له أي مطلب أو أنه وضع شرط الثلث المعطل والحصص، معتبرا أن كل ذلك افتراء وإذ لمح باسيل الى موقف تصعيدي كان بصدد اتخاذه اليوم فإن اوساط التيار اشارت الى مهلة لا تتعدى الايام القليلة لحكومة دياب والمهلة صودف أنها منحت بعد لقاء جمع باسيل بالرئيس نبيه بري حيث كانت الأجواء إيجابية. ولم يتضح من هذه الإيجابية سوى كلام كان يردده رئيس المجلس أمام ضيفه قائلا: "قاعدين حد هالحكومة والحكومة قاعدة حدنا وبموجب هذا المشهد السياسي فإن الارض تغلي وبري يرسم حدودها حكوميا باسيل يعطي دياب البيان رقم واحد عون ينتظر تبديل الاسماء وسعد رجع لا ليصرف الاعمال إنما ليشهد على تنفيذ الانقلاب الحي ضد الخلف اما الرئيس المكلف فقد كلف الصمت ايضا لكن مصادره قالت إنه أسس للائحة وزارية كانت مبنية على اتفاق واضح وشفاف مع من التقاهم وبينهم المكونات السياسية أي حكومة اختصاييبن ووعلى مبدأ الاختصاص المناسب في المكان المناسب تشكيلته جاهزة وتنتطر اشارة ايجابية والى تاريخه فإنه لا يعتزم الاعتذار وثابت على موقفه غير أنه قد يخرج ببيان رقم اثنين ليطالب بوقف "القضم".

 

مصدر في صندوق النقد: لم يسبق أن لمسنا هذا المستوى من لامبالاة المسؤولين في لبنان

وكالات/14 كانون الثاني/2020

في سياق يؤكد مدى تمادي المسؤولين اللبنانيين في لعبة استنزاف الوقت والحلول، برز خلال الساعات الأخيرة ما كشفه مصدر مطلع على قنوات التواصل اللبناني الرسمي مع صندوق النقد الدولي (IMF) لـ”نداء الوطن” أنّ الهيئات المختصة في الصندوق “تفاجأت بطلب الجانب اللبناني تأجيل انعقاد اجتماع كان مقرراً عقده مع المسؤولين في صندوق النقد منتصف الشهر الجاري لبحث سبل مساعدة لبنان على النهوض والخطط المتاحة لإنقاذه من الانهيار الشامل”، وقال المصدر: “رغم أنّ الجميع يعلم بأنّ لبنان لن يكون بمقدوره الوقوف مجدداً على قدميه إلا من خلال ضخّ ما بين 10 إلى 12 مليار دولار في خزينته، وأنّه من دون الـ”IMF” والدول المانحة سيصبح هذا الموضوع مستعصياً، صُدمت بعثة صندوق النقد جراء طلب التأجيل اللبناني الذي يؤكد استمرار سياسة التسويف والمماطلة من قبل السلطات اللبنانية غير المبالية لا بالإصلاح ولا بالإسراع في وضع خطط الإنقاذ الفاعلة”. ورداً على سؤال، شدد المصدر على أنّ “صندوق النقد الذي تعامل مع العديد من الدول التي كانت قد مرت بأزمات اقتصادية ومالية مشابهة، لم يسبق له أن لمس هذا المستوى من قلة المسؤولية التي يلمسها المجتمع الدولي اليوم في لبنان حيث جميع المسؤولين يحاولون التنصّل من مسؤولياتهم لا بل ويسعى بعضهم إلى عرقلة أي بوادر حلول إنقاذية للبلد طالما أنها لا تحقق مصالح شخصية لهذا الفريق السياسي أو ذاك”، مؤكداً أنّ الدولة اللبنانية باتت مطالبة بـ”إصلاحات موجعة” تتراوح بين “تخفيض نفقات الموازنة بطريقة راديكالية، وحل مسألة رأسمال المصارف، ومعالجة سعر صرف الليرة، وغيرها من الإجراءات التي توقف النزف المالي في القطاعات الرسمية، وإلا في حال عدم التزام السلطات اللبنانية بالشروع فوراً ودون مزيد من التأخير في عملية الإصلاح و”شدّ الأحزمة” فإنّ ذلك سيؤدي حكماً إلى نقطة اللاعودة حيث سيكون الانهيار سريعاً جداً جداً”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 14 كانون الثاني 2020

وطنية/الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020

النهار

ينقل عن مصدر بارز ان تهريب بعض الاموال تم نقدا وعبر يخوت خاصة باتجاه تركيا ولم يتم تحويلها عبر ‏المصارف الى سويسرا كما يتردد.

لوحظ أنّ احزابا عدة توقفت عن لقاءاتها الدورية إذ ليس لديها ما تقوله بعد الهوة الكبيرة الحاصلة بينها وبين ‏محازبيها وأنصارها واللبنانيين بشكل عام.

شكك عدد من السياسيين في المبررات والاسباب التي ادت الى تأجيل الموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك في ‏دورة التراخيص الثانية من 31/1/2020 الى 30/4/2020 ضمناً.

يرتفع منسوب هجرة العائلات اللبنانية وثمة عائلات كانت استقرت في لبنان منذ اعوام عادت إلى الخارج مجدداً.

الأخبار

وادي لامرتين الأثري مطمر للنفايات

أثار مشهد رمي النفايات في وادي لامارتين الأثري سخط أهالي القرية المطلة عليه والمهتمين بحماية البيئة. ‏يتحدث البعض عن وقوعهم ضحية "الدعاية البلدية"، وتسويق رئيس بلدية بيت مري روي أبو شديد لمسألة تحول ‏البلدة الى بلدة صفر نفايات، وتلزيمه عقارين في الوادي لإحدى الشركات بحجة إقامتها معمل فرز، قبل أن يتبيّن ‏أن الفرز هو مجرد خدعة وطريقة لجني المزيد من الأموال، في حين أن المتعهد يعمد الى رمي النفايات في الوادي، ‏وهناك من يتحدث عن نفايات تأتي من خارج البلدة لترمى في هذه البقعة حيث يتم إلقاء التراب فوقها وطمرها.

‎‎إخلاءات السبيل بـ"شيكات مصرفية"

من جرّاء امتناع المصارف عن صرف سيولة نقدية للمودعين، ومن جرّاء عدم تمكن الموقوفين من توفير مبلغ ‏الكفالات والغرامات إذا كانت محددة بعشرات ملايين الليرات، استعاضت المحاكم بقبول شيكات مصرفية تحرر ‏لصالح قلم المحكمة في قبول بدل الكفالات بعدما كان يُطلب دفعها نقداً في السابق. وفي هذا السياق، علمت ‏‏"الأخبار" أنّ المحكمة باتت تقبل إيداع مبلغ الكفالة على هيئة شيك مصرفي يُحرر لصالح الخزينة العامة. وإن ‏كانت هذه الكفالة لإخلاء سبيل موقوف بموجب شيك من دون رصيد، يُحرّر الشيك المصرفي لصالح النيابة ‏العامة.

البناء

خفايا

حذرت مصادر سياسية متابعة للملف الحكومي في الغالبية النيابية من التفكير بسابقة دستورية تسمّى نزع التكليف ‏عن الرئيس المكلّف حسان دياب الذي بدأ يحظى برضا الشارع بسبب وقوفه ضد ما تعتبره الناس محاصصة ‏حزبية وأن تمسكه برفض الاعتذار سيحول أي عبث بإعادة النظر بالتكليف قفزة في المجهول دستورياً وسياسياً ‏وطائفياً وسيجعله رمزاً في طائفته ويزيد تعقيد الأمور دون طائل.

كواليس

وضعت مصادر عراقية معادلة عودة الرئيس المستقيل للحكومة العراقية عادل عبد المهدي مقابل عودة الرئيس ‏برهم صالح بتفاهم نيابي على اعتبار الاستقالتين كأنهما لم تكونا شرطاً للاستقرار السياسي ومدخلاً للتمهيد ‏لانتخابات نيابية مبكرة ينتج عنها مجلس نيابي جديد ورئيس جديد وحكومة جديدة. وقالت المصادر إن عبد المهدي ‏هو عنوان المرحلة لضمان الانسحاب الأميركي.

الجمهورية

وصف مرجع مسؤول شكل البلد بأنه "هجين وعجيب غريب".

أكدت شخصية سياسية مكلفة بمهمة داخلية أنها تلقمت كل تسهيل وتفهم من طرف حزبي معني بالتطورات ‏الإقليمية الأخيرة.

تلقى أحد الوزراء تحذيرا من المضي في بعض الإجراءات التي بدأ بها لتجاوزه مبدأ "تصريف الأعمال" وهو ‏يبحث عمن وشى به.

اللواء

أعاد قطب وسطي تموضعاً في سياق خيارات، دأب عليها في السنوات العشر الماضية.

قابل الرئيس المكلف عشرات الأكاديميين من مختلف الطوائف، في محاولة لاختيار الأسماء الممكنة...

ثمة خلاف جدّي بين الوزراء لجهة تصريف الأعمال في الوزارات المباشرة، عبر الحضور، أو المتابعة من بعيد.

نداء الوطن

نصح نائب عوني رئيس الحكومة المكلف حسان دياب بأن يضع "بعض الماء في نبيذه" كي ‏يُسهّل ولادة الحكومة، والتعامل مع فكرة التشكيلة الاختصاصية باعتبارها "ليست معياراً أكيداً ‏للنجاح".

يؤكّد النائب ميشال معوض في مجالسه أنه لن ينسحب حالياً من تكتل "لبنان القوي" طالما أنه ‏يتمتع بالإستقلالية وعدم التقيّد التام بتوجهات التكتل السياسية والحكومية.

يصرّ السفير الفرنسي برونو فوشيه خلال جولاته الأخيرة على وجود فرص مهمة لإنقاذ ‏الوضع اللبناني "لكن الأساس يبقى تغيير ذهنية إدارة الدولة".

الأنباء

موقف جديد

بعد الحديث عن العودة الى تصريف الأعمال؛ يُتوقع أن يصدر موقف جديد عن الرئيس ‏المكلّف ينسجم مع التطورات الأخيرة.

بوابة العودة

مصادر نيابية تشير إلى أن إعادة تفعيل الحكومة المستقيلة سيبدأ من بوابة الجلسة ‏التشريعية لمناقشة مشروع موازنة 2020، التي يُفترض ان تنعقد بحضور الحكومة ‏التي أقرتها المسؤولة بالتالي عن تطبيقها.

حركة اتصالات

حركة اتصالات سيشهدها بيت الوسط بعد عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت ‏خلال ساعات بعد تقديمه واجب العزاء بالسطان قابوس.

 

حكومة في الساعات المقبلة... أو الإنهيار!

سلام ناصر/موقع أليسار/14 كانون الثاني/2020

شاب مواقف القوى السياسية شابها في الساعات القليلة الماضية الكثير من الإلتباس، وبدا الواقع المأزوم جالبا للإرباك، في وقت بلغت الأوضاع حدا خطيرا مع تفلت الشارع ودخول قوى وجماعات على خط التظاهرات، ولا سيما أمام مصرف لبنان في شارع الحمرا، ما طرح جملة من الأسئلة، من يحركها؟ من يمولها؟ ولماذا تحركت في هذا الوقت بالذات؟ وأيضا لماذا الاستهداف الواسع لمصرف لبنان ولسائر المصارف التجارية؟ وفيما تكثر الأسئلة، تردد أن التشكيلة الحكومية باتت "جاهزة"، لكن دون معرفة موقف الرئيس المكلف حسان دياب من بعض الأسماء المطروحة للتوزير، وما إذا كان سيقبل أن تفرض عليه أسماء خلافا لما سبق وأعلنه منذ لحظة التكليف بأنه لن يخضع للضعوط، لكن حتى وإن تم تذليل العقبات يبقى السؤال الأهم، كيف سيلاقي جمهور الإنتفاضة الشعبية الحكومة العتيدة؟ خصوصا وأنه بالاستناد إلى ما خلصت إليه الصيغة شبه النهائية فلا شيء تغير، إذ لا حكومة تكنوقراط بقدر ما هي حكومة تحاصص مموهة بأسماء جديدة. وبينما توجهت الأنظار أمس إلى لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، لم يدل الأخير بأي تصريح بعد اجتماعه المطوّل بالرئيس برّي، لا بل وتراجع عن الإعلان عن "الموقف المتقدم" الذي كان لوح به، عازياً سبب ذلك إلى "تطورات حصلت دفعته لتحمل المسؤولية"، ويبدو أن موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وراء تراجع باسيل عن موقفه "المتقدم"، نظرا إلى أن الرئيس عون أبدى رغبته بتأليف سريع للحكومة اليوم قبل الغد، في وقت أشارت فيه بعض المصادر إلى ان التطورات التي سجلت مؤخرا على صعيد اللقاءات السياسية وما صدر عنها اوحت بأن لا ضوابط أمام مهمة الرئيس المكلف لجهة انجاز تشكيلته وتقديمها الى رئيس الجمهورية، وبالتالي تسهيل هذه المهمة، معلنة في الوقت عينه ان كل ما تم الإتفاق عليه قي لقاء بري - باسيل واعلن عنه سيترجم في الساعات المقبلة على ان الكلمة الفصل تكون في مجلس النواب.

وتردد في أروقة التشكيل أن ثمة توجها لتسهيل مهمة دياب، لكن هذه المرة سيكون لبنان أمام خيارين، حكومة في الساعات المقبلة أو الإنهيار!

 

ثوار لبنان يتوعدون: هذه المرة ستكون نهاية الطبقة الحاكمة

"أسبوع الغضب" ينفجر في وجه السلطة الفاسدة... ومهلة لدياب 48 ساعة لتشكيل الحكومة أو الاعتذار

اشتباكات بين الجيش والمتظاهرين وسقوط جرحى في طرابلس والرينغ وأحد المنتفضين حاول إحراق نفسه

بيروت ـ”السياسة” /14 كانون الثاني/2020

أعاد تلكؤ المسؤولين وتعاميهم عن وقف انزلاق البلد نحو الانهيار، وإصرارهم على تقاسم الحصص والنفوذ في تشكيلة الحكومة حتى قبل أن تولد، ضخ شريان انتفاضة اللبنانيين بالدماء، من حيث يدرون أو لا يدرون، فاستعادت الساحات وهجها وبريقها، واندفع الثوار بزخم وقوة منذ ساعات صباح أمس، مهددين ومتوعدين، وأعادوا رص صفوفهم، عدة وعدداً، حيث صوب المحتجون على تأخير تشكيل الحكومة وعلى تردي الوضع المعيشي والخدماتي، في بداية ما وصفوه بـ”أسبوع الغضب” الذي أشعل لبنان من أقصاه إلى أقصاه، وقطعوا الطرقات لفترات من الوقت في أغلب المناطق من بيروت وضواحيها، الى الشمال والبقاع الاوسط وصيدا، وانتشرت وحدات كبيرة من الجيش على الطرقات لمنع قطعها ومنع الاحتكاكات بين المحتجين والمواطنين العابرين، وتمكنت من فتح بعضها عند الظهر.

وأكد الثوار لـ”السياسة”، أن “هذه المرة ستكون نهاية الطبقة الحاكمة، إن هي لم تستجب للثورة وتسارع إلى تشكيل حكومة نظيفة خالية من الفاسدين الذين سرقوا البلد على مدى ثلاثين سنة”، مشددين على أنه “لا حكومة حسان دياب، ولا حتى حكومة برئاسة سعد الحريري، يمكن أن تلاقي قبولاً من المنتظاهرين، لأنهما سيان، باعتبار أن المطلوب حكومة اختصاصيين مستقلين برئاسة شخصية مستقلة مشهود لها بالكفاءة”، ولافتين الى أن “المرحلة المقبلة، ستشهد تصعيداً أكثر من أي وقت مضى ضد هذه السلطة الفاسدة والمارقة، حتى تحقيق كامل أهداف الثورة التي انطلقت في السابع عشر من تشرين الأول الماضي”، ومؤكدين على أن “لا رجعة إلى الوراء مهما كان الثمن، ومهما اشتدت الضغوطات”. وتحت شعار الإنذار الأخير، وصلت مسيرة انطلقت من جسر الرينغ الى امام منزل الرئيس المكلّف حسان دياب في تلة الخياط في ظل إجراءات أمنية مشددة.

وندّد المتظاهرون بتكليف دياب، واشاروا الى ان “تسميته تمت بفضل أحزاب السلطة” الا انهم أمهلوه 48 ساعة لتشكيل حكومة مستقلين وتقديمها الى الرأي العام او الاعتذار وإلا فالاتجاه الى مرحلة جديدة. وتحت عنوان “أسبوع الغضب”، اشتعلت المناطق اللبنانية، بالهتافات والشعارات والمطالب المحقة، حيث أطلقت مجموعات الحَراك موجة تصعيدية جديدة تعيد الى الاذهان بدايات “ثورة 17 تشرين”.

وقطع المتظاهرون الطرقات والشوارع بالإطارات المشتعلة، واقفلوا العديد من مراكز الدولة، مثل أوجيرو – جبيل ومبنى وزارة المالية – بيروت، ونظموا وقفات إحتجاجية أمام فروع مصرف لبنان رفضًا للسياسات المالية التي أوصلت لبنان الى ما هو عليه اليوم.

وقطع الثوار الطريق المحاذية لأوتوستراد نهر الموت بالإطارات المشتعلة، كما قطعت الطرقات ضمن نطاق محافظة البقاع، وهي مستديرة زحلة، جب جنين، كامد اللوز، جديتا العالي، تعلبايا وسعدنايل، وكذلك قطع طريق صيدا بيروت عند الناعمة بالاتجاهين، إضافة إلى قطع اتوستراد المدينة الرياضية.

ونظم أبناء حاصبيا والمنطقة مسيرة انطلقت من ساحة السرايا الشهابية نحو السوق، مرورًا بالمؤسسات العامة والمصارف، رافعين الاعلام اللبنانية، مطالبين بـ”التغيير واسترداد المال المنهوب ومحاسبة الفاسدين”، مستنكرين تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، كما قطعَ المتظاهرون طريق البحصاص في طرابلس بالاطارات المشتعلة، حيث تشهد المنطقة انتشارًا كثيفًا للجيش اللبناني.

وتجمع عددٌ من المواطنين على طريق عام جونيه، وعمدوا الى قطع الطريق بسياراتهم، بالتوازي مع قطع الطريق الدولية التي تربط بيروت بالشام في منطقة عاليه . وفي صيدا، اعتصمَ محتجون أمام فرع مصرف لبنان في صيدا رفضًا للسياسات المالية واجراءات المصارف. ورفضاً لسياسة مصرف لبنان، تجمع عددٌ من المتظاهرين أمام مبنى مصرف لبنان في الحمرا، وسط هتافات ضد سياسةِ الحاكم رياض سلامة المالية ودعوته للاستقالة، في وقت اقتحم عددٌ من المحتجين الباحة الرئيسيّة للمصرفِ وكتبوا شعارات على جدران المصرف قبل أن تتمكَّن القوى الامنية من اخراجهم. واستقدم المحتجّون بعضًا من الحجارة والمعدات التي كانت تُستخدَم لترميم درج المصرف ورموها في الشارع خارج المصرف. كذلك اعتصم عدد من المحتجين أمام مدخل فرع مصرف لبنان في بعلبك، ومنعوا الموظفين من الدخول إلى المصرف لمزاولة عملهم، ورفعوا شعارات منددة بالسياسة المصرفية. وأقفل عددٌ من المتظاهرين ، مبنى مديريّة الواردات في وزارة المالية بالسلاسل الحديدية. ودخل عددٌ كبيرٌ من الطلاب الى مركز اوجيرو – جبيل، وعملوا على اقفال المركز ومنع الموظفين من ممارسة عملهم، هاتفين : “كلن يعني كلن وأجيرو واحد منن”. وفي طرابلس، وقع إشتباك بين عناصر الجيش اللبناني ومتظاهرين عمدوا إلى قطع الطريق في البحصاص- طرابلس. واشتبك المحتجون مع عناصر الجيش، بعدما سهل الأخير، مرور أحدى السيارات تزامنا مع اصرار المحتجين على قطع الطريق.

وسجل في الإشكال، إصابة اثنين من المتظاهرين، نقل احدهما إلى المستشفى، إضافة إلى اصابة احد عناصر الجيش بجروح في الرأس، بعدما رمى المحتجون الحجارة باتجاه الجيش. وفي وقت لاحق، أعاد الجيش الهدوء إلى المكان، فيما بقيت الطريق مقطوعة من قبل المحتجين.كما حصل إشكالٌ كبيرٌ بين عددٍ من المتظاهرين وعناصر القوى الامنية على جسر الرينغ – بيروت، بعدما استقدمَ أحد الشبان قارورة غاز إلى وسط الطريق، فسارعت العناصر الأمنية الى محاصرته، لكنّه أصيبَ بحالةِ إغماءٍ. وعلى المقلب الآخر من الجسر، حاول شابٌ إحراق نفسه عبر سكبِ مادة البنزين على جسده، فهرعَ إليه المحتجون ورشوه بالمياه إلا أنّه أصرَّ على الاستمرار في محاولة احراق نفسه فتوجه إلى إحدى الحاويات المشتعلة، لكن سرعة العناصر الأمنية والمحتجين حالت دون وصوله الى الحاوية، ونجحت في ثنيهِ عن الإقدام على خطوتهِ. وعمد ثوار منطقة تعلبايا البقاعية، إلى منعِ النائب ميشال ضاهر من العبور. وفي صرخة تحذيرية من معاناة القطاع الصحي، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، أن “الوضع الصحي يعاني من مشكلات كثيرة”. وقال: “وصلنا الى مرحلة حساسة جدا، المستلزمات الطبية اصبحت مفقودة والواقع اصبح صعبا. فالمستلزمات الطبية مهمة خصوصا بالنسبة للعمليات الجراحية، وكطبيب قلب أتحدث عن موضوع “الراسور” والصمامات، حصل اتفاق مع حاكمية مصرف لبنان بأن تؤمن الحاكمية 50 بالمئة من الدولارات و50 بالمئة على عاتق الشركات المستوردة، ولم يتم الاخذ بالاتفاق، وهناك نقص في اجهزة الصمامات الاصطناعية التي تستورد من الخارج، لقد وصلنا الى مرحلة صعبة والى الخط الاحمر بالنسبة للقطاع الصحي”.

 

“الرقابة على المصارف” تسأل عن التحويلات إلى سويسرا

بيروت ـ “السياسة” /14 كانون الثاني/2020

 طلبت لجنة الرقابة على المصارف في مذكرة، من “المصارف تزويدها ضمن مهلة أسبوع بالمعلومات عن حجم التحاويل إلى المصارف السويسرية، بما فيها التحاويل إلى الفروع والوحدات الأخرى التابعة للمصارف اللبنانية في سويسرا، لودائع الزبائن والشركاء والودائع والتي مَنْشَؤها عقود ائتمانية التي أجريت منذ تاريخ 17 أكتوبر الماضي، ضمنًا ولغاية تاريخ صدور هذه المذكرة”. وأدت الاحتجاجات الشعبية وقطع الطرقات في العديد من المناطق اللبنانية، أمس، الى ارتفاع سعر صرف الدولار لدى الصرافين.، حيث تراوح سعره بين 2450 و2500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، بعدما كان قد سجَّلَ الاثنين 2400 ليرة لبنانية، أما سعر الصرف الرسمي، فما يزال 1515 ليرة لبنانية في المصارف.

 

مصدر عسكري لـ”السياسة”: لا خوف من عودة الاقتتال بين اللبنانيين

بيروت ـ”السياسة” /14 كانون الثاني/2020

 أكد مصدر عسكري رفيع لـ”السياسة”، أن “الوضع الأمني في البلد تحت السيطرة، وأن الجيش المتأهب لكل الاحتمالات لن يسمح بزعزعة الاستقرار الأمني مهما كلف الأمر”. وقال المصدر العسكري، أن “لا خوف من عودة الاقتتال بين اللبنانيين، لان هناك حرصاً على عدم عدم تعريض الأمن الداخلي لأي اهتزاز، باعتبار أن الجميع سيخسر في حال اهتز الوضع الأمني، وهذا ما لن يحصل” . وشدد على أن “هذا الاستقرار أولوية على ما عداها، في ظل الأزمة الخانقة التي يمر بها البلد منذ أشهر”، ومشيراً إلى أن “التدابير التي يتخذها الجيش حمت اللبنانيين من فتن واضطرابات، وبالتالي فإن المؤسسة العسكرية المؤتمنة على سلامة اللبنانيين، مستمرة في أداء مهماتها على أكمل وجه، حرصاً على السلم الأهلي وعلى مرتكزاته، بالرغم من كل الضغوطات التي تواجهها”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

طار حسان دياب لأنه لم يقرأ قصيدة لا فونتان عن الضفدع

الدكتور نادر بسترس/14 كانون الثاني/2020

ما يجري اليوم هو نتيجة اتفاق شيطاني بين جبران باسيل ونبيه برّي، وهما يتصرفان على قاعدة لا شرف في الخصومة ولا شرف في التحالف "إنها المصالح يا عزيزي، والسياسة لا تعرف المبادئ" ... صدر القرار بإنهاء مغامرة حسان دياب، وتم توجيه التعليمات لقائد الجيش بعدم التدخل وهو بدوره تلقف هذه الخطوة لإعادة إعلاء رصيده الشعبي. الحريري اعلم نبيه بري انه مستعد لتقديم التنازلات لمصلحة باسيل وتأمين الغطاء السني والحكومي لحزب الله في خضم الهجمة الشرسة التي يتعرض لها. وهو يحضر نفسه لاعادة ارتداء الجاكيت نفسها التي خلعها في مهرجان ١٣ اذار ٢٠١١، ولكنه هذه المرة سيدخل في المجهول الذي سيطيح بمستقبله السياسي بشكل نهائي كون القرار الدولي قد اتخذ بتحجيم حزب الله مع التخلي عن تكتيك العمليات الجراحية. رياض سلامة جرى تطويقه من عصابة المصارف لعزمه على اقتطاع جزء كبير من الارباح، وهي باتت مصممة على إزالته بالإضافة الى كارتيل التجار الممنوعين من تهريب أموالهم للخارج، ما استتبع تفاقم أزمة الليرة في الأيام الأخيرة المفتعلة بالتواطؤ مع الصرافين، بالإضافة إلى العديد من الإضرابات في القطاعات المهنية وقد تقاطع حزب الله مع هذا المسار لرغبته التخلص من رياض سلامة الذي طبق سياسة العقوبات الأميركية بشكل عالي التشدد، وقد كان لحزب الله الدور الأبرز في إدارة المظاهرات أمام مصرف لبنان مع بعض المجموعات اليسارية الملحقة به والحزب القومي.

 

عودة الاحتجاجات إلى شوارع لبنان في «أسبوع الغضب» ونشر الجيش والشرطة لمحاولة فتح طرق أغلقها متظاهرون في بيروت

بيروت/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

عاود المحتجون المناهضون للنخبة السياسية في لبنان النزول إلى الشوارع اليوم (الثلاثاء) للمشاركة فيما وصفوه بـ«أسبوع الغضب» يهدفون منه إلى الضغط على السياسيين، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.وبدأت الاحتجاجات في لبنان في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، وقادت إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري. وبعد تراجع حدة الاحتجاجات لأسابيع، تجددت هذه التحركات في ظل تعثر تشكيل الحكومة وتدهور الأوضاع الاقتصادية. وأشعل المحتجون الإطارات لإغلاق الشوارع الرئيسية ومنع الموظفين من الذهاب لأعمالهم، كما أغلق المحتجون طرقا رئيسية في الجنوب والشرق والشمال. وتم نشر قوات من الجيش والشرطة لمحاولة فتح الطرق الرئيسية. وكان الرئيس اللبناني ميشال عون كلف الأستاذ الجامعي حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة، إلا أنه لم يتمكن من ذلك حتى الآن بسبب التجاذبات بين الكتل السياسية المختلفة. وبعد سنوات من نمو متباطئ مع عجز السلطات عن إجراء إصلاحات بنيوية، يشهد لبنان منذ أشهر أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه وسط أزمة سيولة حادة وارتفاع في أسعار المواد الأساسية وخسارة الليرة أكثر من نصف قيمتها أمام الدولار في السوق الموازية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. والسبت، سار مئات المتظاهرين في بيروت مروراً بمبنى شركة الكهرباء، احتجاجاً على الانقطاع الدائم في التيار الكهربائي، ثم جمعية المصارف رفضاً للقيود التي تفرضها المصارف على سحب الأموال، وصولاً إلى وسط المدينة حيث مقر البرلمان. ومنذ 17 أكتوبر، اتخذت الاحتجاجات أشكالاً عدة وبدأت بتظاهرات ضخمة لم تستثن زعيماً، وتركزت مؤخراً على المصارف التي تفرض قيوداً مشددة على سحب الأموال. وفيما لا يزال سعر صرف الدولار محدداً رسمياً بـ1507 ليرات لبنانية، فإن السعر تخطى في السوق الموازية الـ2400 وسط توقعات بأن تخسر الليرة اللبنانية أكثر من قيمتها.

 

عون: يقول إن بعض العراقيل» حالت دون تشكيل حكومة جديدة ويؤكد أن «عوامل عدة» وراء أسوأ أزمة اقتصادية تضرب البلاد

بيروت/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

قال الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الثلاثاء) إن «بعض العراقيل» حالت دون تشكيل حكومة لبنانية جديدة الذي كان متوقعا الأسبوع الماضي، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال عون إن لبنان يدفع الآن ثمن 30 عاما من السياسات المالية الخاطئة. وعن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تشهده البلاد، أوضح رئيس الجمهورية خلال لقائه أعضاء السلك الدبلوماسي ومديري المنظمات الدولية المعتمدين في لبنان أن «‏عوامل عدة تضافرت، منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي، لتنتج أسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية ضربت لبنان»، بحسب ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام. وتابع عون: «حروب الجوار حاصرت لبنان وأغلقت بوجهه مده الحيوي وأسواق التصدير، كما أفرزت أثقل أزمة على اقتصاده المنهك، أعني أزمة النزوح التي أدخلت إليه ما يقارب نصف عدد سكانه الأصليين. وليكتمل المشهد جاء الحصار المالي، فحد من انسياب الأموال من الخارج، وتسبب بأذى كبير للاقتصاد وللسوق المالية». وأشار عون إلى أن التظاهرات، وخصوصا في بداياتها، «شكلت فرصة حقيقية لتحقيق الإصلاح المنشود لأنها هزت المحميات الطائفية والسياسية وقطعت الخطوط الحمر وباتت المحاسبة ممكنة، وأعطت دفعا قويا للقضاء فتحرك في أكثر من اتجاه، وأقرت الحكومة السابقة ورقة إصلاحات كان يستحيل إقرارها في السابق». وقال: «إن محاولات استغلال بعض الساسة التحركات الشعبية أدت إلى تشتت بعضها، وأفقدتها وحدتها في المطالبة بالتغيير، كذلك نمط الشائعات المعتمد من بعض الإعلام وبعض المتظاهرين، حرف بعض الحراك عن تحديد الفساد بصورة صحيحة. وما زلت أعول على اللبنانيين الطيبين في الشوارع والمنازل لمحاربة الفساد». وأشار عون في حديثه أيضاً إلى أن «الوضع الحالي في لبنان فاقم الأزمة الاقتصادية كما انعكس سلبا على الأمن، وقد أدى إلى ارتفاع معدل الجريمة بأنواعها». وعاود المحتجون المناهضون للنخبة السياسية في لبنان النزول إلى الشوارع اليوم للمشاركة فيما وصفوه بـ«أسبوع غضب» يهدفون منه إلى الضغط على السياسيين، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية. وبدأت الاحتجاجات في لبنان في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، وقادت إلى استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري. وبعد تراجع وتيرة الاحتجاجات لأسابيع، تجددت التحركات في ظل تعثر تشكيل الحكومة وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

وكان عون قد كلف الأستاذ الجامعي حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة، إلا أنه لم يتمكن من ذلك حتى الآن بسبب التجاذبات بين الكتل السياسية المختلفة.

 

لبنان يستعيد حقّه بالتصويت في الأمم المتحدة بعد سداد المتأخرات المستحقة للمنظمة الدولية

نيويورك/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

أعلنت الأمم المتحدة أمس (الاثنين) أنّ لبنان استعاد حقّه بالتصويت في الجمعية العامّة بعد أن سدّد كامل المتأخّرات المستحقّة في ذمّته للمنظمة الدولية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمره الصحافي اليومي: «لقد دفع لبنان للتوّ. بهذه الدفعة، أعيدت للبنان حقوق التصويت بالكامل». ولم يحدّد دوجاريك المبلغ الذي دفعه لبنان أو مقدار ما يدين به هذا البلد من متأخرات للأمم المتحدة، لكنّ مصدراً دبلوماسيا قال لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ المبلغ الذي سدّده لبنان هو مليون و310 آلاف و466 دولاراً. وهي المرة الأولى في تاريخ لبنان التي يتم فيها تعليق حقوقه في التصويت. وكان الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أرسل إلى رئيس الجمعية العامة الأسبوع الماضي خطاباً يقول فيه إنّ على لبنان أن يدفع 459 ألف دولار لاستعادة حقه في التصويت. وأضاف دوجاريك: «ندرك تمام الإدراك أنّ الأحداث الأخيرة في لبنان أدّت إلى صعوبات في النظام المصرفي». وكانت سفيرة لبنان لدى الأمم المتحدة أمل مدللي قالت إنّ لبنان دفع ما يتوجب عليه بعد ثلاثة أيام من تعليق حقه في التصويت في الجمعية العامة جراء تخلّفه عن السداد. وكتبت مدللي على «تويتر»: «دفع لبنان الرسوم المتأخرة عليه لأيام عدة نتيجة الوضع الحالي في لبنان، وكل شيء عاد إلى طبيعته»، مضيفة: «لم يعد لبنان يخضع للمادة 19». وبموجب المادة 19 من ميثاق الأمم المتحدة «لا يكون لعضو الأمم المتحدة الذي يتأخر عن سداد اشتراكاته المالية في المنظمة حقّ التصويت في الجمعية العامة إذا كانت قيمة المتأخّر عليه مساوية لقيمة الاشتراكات المستحقّة عليه في السنتين الكاملتين السابقتين أو زائدة عنها». وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أنّ عشر دول، بينها لبنان الذي يعاني منذ أشهر من انهيار اقتصادي يُهدد مواطنيه في لقمة عيشهم ووظائفهم، خسرت حقّ التصويت لعدم تسديدها المساهمات اللازمة.

 

«الانكفاء الإعلامي» عن تغطية الحراك يستفزّ الناشطين

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

لا يخفي عدد كبير من ناشطي الحراك اللبناني امتعاضهم مما يقولون إنه «انكفاء إعلامي» في الأسابيع القليلة الماضية عن تغطية تحركاتهم، بعدما شكلت وسائل الإعلام المرئية على وجه الخصوص مع اندلاع الانتفاضة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) رأس حربة فيها أسهمت إلى حد كبير بنجاحها واستمراريتها.

وفيما يربط البعض هذا الانكفاء بتراجع التطورات والأحداث وزخم الحراك نتيجة أحوال الطقس والأعياد، يرى آخرون أن قوى السلطة عادت لتفرض نفسها على وسائل الإعلام، إن كان من خلال ضخّ الأموال التي تحتاجها المحطات لاستمراريتها أو من خلال تأثيرها المتجدد عليها. ويعتبر الناشط في الحراك المدني لوسيان أبو رجيلي أنه «مع بداية العام 2020 عادت التلفزيونات لتستضيف نفس الوجوه التي حكمت البلد وأوصلته إلى الإفلاس، في محاولة لتبيض صورتها من خلال مواصلة الكذب على اللبنانيين للمرة الألف»، لافتاً إلى أن ذلك «يرد إلى الأذهان ما حصل خلال الانتخابات النيابية حين احتكر السياسيون الشاشات بأموالهم ليطلقوا الوعود الكاذبة». ويرفض رئيس تحرير أخبار محطة «إم تي في» اللبنانية وليد عبود الحديث عن «انكفاء إعلامي»، مؤكداً أن الشاشة التي يعمل فيها على الأقل «لا تزال تواكب الأحداث التي تراجع زخمها لأسباب متعددة منها الطقس والأعياد وسواها، وبالتالي نحن لسنا في موقع اختلاق أو افتعال حدث إنما في موقع تغطيته عندما يحصل». وقال عبود لـ«الشرق الأوسط» إنه «رغم ذلك فإن التعديلات التي طرأت سواء على البث المباشر الذي كان يُفتح خلال الشهرين الأولين لـ18 ساعة يومياً من أصل 24، أو على نشرات الأخبار كما البرامج التلفزيونية، لا تزال مستمرة باعتبار أن أياً منها لم يعد إلى ما كان عليه قبل 17 أكتوبر». وأضاف أن «البث المباشر أسهم إلى حد ما في بحث الناس على الانضمام إلى الثوار نتيجة المشهد الجميل والمعبر الذي كنا ننقله». ورجح أن يعود زخم الحراك في الأيام المقبلة، مؤكداً أن قناته «ستعود إلى التغطية بنفس الزخم الذي كان عند الانطلاقة، رغم الاقتطاع الذي طال رواتبنا بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية الكبيرة التي تعصف بالمؤسسات». وعمدت غالبية وسائل الإعلام المحلية، خصوصاً المرئية منها، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلى خفض رواتب موظفيها، بسبب التراجع الهائل الحاصل في سوق الإعلانات، كما أقدمت مؤسسات إعلامية أخرى على صرف عدد من موظفيها لعدم قدرتها على صرف رواتبهم. ويعزو الناشط في الحراك المدني الدكتور وليد العلمي تراجع التغطيات الإعلامية للتحركات الشعبية إلى عاملين أساسيين، هما تراجع الزخم وسعي وسائل الإعلام وراء مصادر مادية في غياب الإعلانات. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عندما كانت الثورة تصنع الحدث كانت محطات التلفزة مجبرة على أن تغطيه لتستقطب المشاهدين، ونحن نرجح أن تعود إلى التغطية مع عودة زخم الثورة المتوقع أن يحصل قريباً». وقالت دراسة لمؤسسة «مهارات» المعنية بالعمل الإعلامي، عن «حرية التعبير والإعلام خلال ثورة 17 أكتوبر»، إن هذه الحرية «بلغت خلال الثورة حداً لم يعرفه لبنان سابقاً، وتخطت حدود التعبير التقليدي الذي كان سائداً، فبلغ النقد الموجّه إلى الطبقة السياسية حد التشهير والاتهام العلني بالفساد والسرقة، وبات هذا النقد خطاباً يومياً للثوار يعبّرون عنه علناً عبر مختلف وسائل الإعلام والاتصال من دون خوف ومن دون تعابير منمّقة». وأشارت الدراسة إلى أن «وسائل الإعلام والاتصال، على تنوعها، هي أيضاً كسرت الكثير من القواعد المهنية والأخلاقية من خلال فتح الهواء للثائرين من دون ضوابط أو مراقبة، أو من خلال نقاشات عنيفة، وبعض المرات من خلال صمتها غير المبرر»، كما كانت الحال مع تلفزيون لبنان. واعتبرت الدراسة أن «تغطيات المظاهرات والحراك جاءت واسعة جداً وأخذت حيّزاً رئيسياً في بثّ بعض محطات التلفزيون، فبدت هذه المحطات جزءاً من الثورة، وتحولت إلى امتداد للشارع المنتفض ومرآة له».

 

طرابلس تطلق "أسبوع الغضب": لا شيء نخسره إلا الثورة

جنى الدهيبي/المدن/14 كانون الثاني/2020

انطلق أسبوع الغضب الذي أعلن عنه ثوار لبنان، بزخمٍ كبير في عاصمة الشمال، منذ ساعات الصباح الأولى لليوم الثلاثاء. فالمشهد العام في المدينة، ذكّر بالأيام الأولى لاندلاع الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين الأول 2019.

ومنذ الفجر، تشهد طرابلس إقفالاً كاملًا للطرق الرئيسة، وتحول دوار البحصاص إلى نقطة رئيسة لاعتصام مئات المواطنين من النساء والرجال والشبان والطلاب، وقاموا بقطع كلّ مسارب الدوار بالسيارات وحاويات النفايات، وافترش آخرون الأرض بأجسادهم.

وصباحًا، وقع تدافع في البحصاص بين المحتجين والجيش، تطور إلى رشق شبان الوحدات العسكرية بالحجارة، على خلفية محاولة مرور سيارة رفض المعتصمون السماح لها بذلك، ثم عاد الهدوء لاحقًا إلى المنطقة، وسجّل ثلاث إصابات في صفوف المدنيين، وإصابة واحدة في صفوف الجيش.

كذلك، عمد المتظاهرون إلى قطع مختلف أوصال المدينة ومحيطها، بدءًا من الأوتوستراد الدولي عند نقطة البالما بالاتجاهين ومستديرة الملولة والطريق العام بمنطقة التبانة بالاتجاهين، والبولفار وطريق القبة – زغرتا. وفي الكورة، قطعت مجموعة من المتظاهرين طريق البحصاص بالقرب من الجامعة اللبنانية، واوتوستراد كفرحزير بالمستوعبات وطريق وادي هاب بالحجارة. وفي عكّار، قطع ثوار خيمة اعتصام حلبا طريق عام حلبا بالكامل بالإطارات غير المشتعلة والعوائق وجلسوا على كراسٍ في وسط الشارع العام، وسمحوا فقط بمرور الصليب الأحمر والحالات الطارئة والآليات العسكرية، فيما كانت طرق حلبا الفرعية الداخلية سالكة.

شعبيًا، حالة من الغضب العارم عبّر عنها المواطنون الذين وجهوا نداءات لجميع أبناء المدينة من أجل النزول إلى الشارع. وفي البحصاص، حيث توافد المئات، رفع المتظاهرون شعاراتهم ضدّ السلطة وأركانها، وضدّ الرئيس المكلف حسان دياب، وطالبوا بالإسراع في تشكيل حكومة من الاختصاصيين من دون أن تضمّ أيًّا من الوجوه السياسية. محمد الباي (23 عامًا)، واظب على المشاركة في كلّ التظاهرات وقطع الطرقات في طرابلس من أول يومٍ للثورة، يقول لـ"المدن": "أعاني من كهرباء في الرأس، ووضعي الصحي يحتاج لتكاليف باهظة للعلاج، ونزلت إلى الشارع ضدّ كلّ الطبقة الحاكمة المسؤولة عن إذلالنا وتجويعنا ولا تؤمن لنا أدنى مقومات العيش بكرامة، وعلى هذه السلطة التي تستخف بنا أن تحذر من غضبنا الذي بدأ يتعاظم في الشارع، لأنه لم يعد لدينا ما نخسره بعد اليوم". آدم العظم (17 عامًا)، وهو شاب يشارك في طرابلس بإقفال المدارس والمهنيات، وسبق أن قام بإغلاق مهنيته مع رفاقه، يقف في البحصاص ويتنقل بين بمجوعةٍ وأخرى للمشاركة في هتافتها ونشاطتها، يقول: "أحرض جميع طلاب لبنان أن ينزلوا إلى الشارع، لأننا نحن عصب الثورة وقوّتها. وأنا كشاب لا أجد مستقبلًا لي في هذا البلد، بينما أهلي يتكبدون تكاليف تعليمي مع أخوتي. ومطالبنا لا تقتصر على تشكيل حكومة فحسب، وإنّما نريد بناء دولة حقيقية، تحترمنا وتؤمن حقوقنا حتّى تكسب حكومتنا وثقاتنا". أمّا أم علي (50 عامًا)، فتقول: "لقد وصل الدولار إلى رقمٍ قياسيٍ لم نعهده ولم نعد نحتمل هذا الغلاء المعيشي"، وتسأل مستنكرة: "بدهم يانا نموت من الذل والجوع؟"، وتؤكد أنّ الشارع في الأيام المقبلة سيفاجئ السلطة ويصفعها من جديد وبقوّةٍ أكبر.

هذا، وتنطلق مسيرة طلابية حاشدة من ساحة النور لتجوب مختلف شوارع المدينة عند الثالثة والنصف عصرًا، فيما وحدات الجيش وملالاته تآزر المدينة تأمينًا لسلامة المتظاهرين، ولفضّ الإشكالات التي تقع بينهم وبين بعض العالقين في سياراتهم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

طائرات إسرائيلية تستهدف مطار التيفور السوري والإعلام الرسمي في دمشق يعلن أن الأضرار اقتصرت على الماديات

وكالات/14 كانون الثاني/2020

أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أنّ الدفاعات الجوية السورية تصدّت ليل الثلاثاء لـ "عدوان جوي جديد"، نفذته الطائرات الإسرائيلية، على مطار التيفور في منطقة التنف، بريف حمص الشرقي بوسط البلاد. وأشارت الوكالة إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت عدداً من الصواريخ، في حين وصلت أربعة منها إلى المنطقة المستهدفة، واقتصرت الأضرار على الماديات. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن الدفاعات الجوية تصدت لضربات يحتمل أن طائرات مسيرة وصواريخ شنتها على مطار التيفور العسكري. وقال "أنباء تتحدث عن أن العدوان على مطار التيفور تم بطائرات مسيرة وصواريخ وجرى إسقاط عدد منها".

وقصفت إسرائيل مراراً أهدافاً تابعة لجماعات مسلحة تدعمها إيران في سوريا. وفي 8 ديسمبر (كانون الأول) 2019، قتل خمسة مقاتلين موالين لإيران إثر غارات استهدفت محيط البوكمال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ووفق المصدر نفسه، قتل 28 مقاتلاً موالين لإيران في سبتمبر (أيلول) 2019، بينهم 10 عراقيين على الأقل، في غارات مشابهة. وفي يونيو (حزيران) 2018، نسب مسؤول أميركي في واشنطن المسؤولية عن غارات وقعت في أقصى الشرق السوري إلى إسرائيل. وكانت الغارات أسفرت عن مقتل 55 مقاتلاً من القوات الموالية للنظام، خصوصاً من السوريين والعراقيين، بحسب المرصد السوري.

 

اجتماع زعماء دول ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة في لندن الخميس 

لندن - مونتريـال/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

أعلن وزير خارجية أوكرانيا عن اجتماع مرتقب الخميس المقبل بين الدول الخمس التي قُتل رعايا لها في طائرة أسقطتها إيران الأسبوع الماضي، لبحث اتخاذ إجراء قانوني، فيما قالت كييف إنها سترسل خبراء للحصول على بيانات الصندوقين الأسودين، ووصفت تصريحات إيرانية عن عبور الطائرة من موقع عسكري بأنها «هراء».وقال فاديم بريستايكو على هامش زيارة يقوم بها لسنغافورة أمس لوكالة «رويترز» إن الدول الخمس ستبحث التعويضات والتحقيق في الواقعة. ورد في السياق نفسه، على تصريحات لقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زادة، حول عبور الطائرة فوق موقع عسكري حساس ما أدى إلى تعرضها لإطلاق صواريخ من الدفاعات الجوية. واعتبر تصريحات إيرانية من هذا النوع بأنها «هراء». من جانب آخر، نقلت «رويترز» عن سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، أن إيران سيكون لها الكلمة الفصل بخصوص مكان فك شفرات بيانات الصندوقين الأسودين. وعرض تفسيرا لأحد المصادر المبكرة التي أحدثت ارتباكا بخصوص الحادث، وهو البيان الذي أصدرته سفارة أوكرانيا لدى إيران في يوم الحادث الذي أشار إلى أن عطلاً في المحرك هو سبب الحادث. وقال إن البيان، الذي أُلغي في وقت لاحق يوم الأربعاء واستبدل ببيان آخر يقول إن السبب غير معلوم، صدر في محاولة للسماح بالوصول لمكان تحطم الطائرة. وأضاف: «لو كنا قلنا مباشرة إنهم أسقطوها فلم أكن على يقين من أنهم سيسمحون لنا بالوصول للحطام أبداً، دعونا نفعل ما كنا نفعله». واستدعت الخارجية السويدية السفير الإيراني في ستوكهولم اليوم الاثنين بعد اعتراف إيران بإسقاطها لطائرة الركاب الأوكرانية قبل أيام. وفي أعقاب زيارة السفير الإيراني للخارجية السويدية، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، قولها على «تويتر» إن بلادها طالبت الجانب الإيراني بالتعاون والسرعة والشفافية، بالإضافة إلى تحمل إيران المسؤولية حيال أقارب الضحايا. وأوضحت أن فريقاً من العاملين سيتوجه من السويد اليوم إلى طهران لمساعدة السفارة السويدية في إيران في أعمال الاستشارات. وأجرى السفير الإيراني، ساجد رسول مهاجر، مباحثات مع سكرتير مجلس الوزراء السويدي، روبرت ريدبرج. وحسب الخارجية السويدية، فإن هناك 17 شخصاً بين الضحايا كانوا يقيمون في السويد منهم 7 مواطنين سويديين وعشرة أشخاص مدرجون في السجل الشعبي السويدي الذي يضم أشخاصاً لديهم تصريح إقامة دائم في السويد. في كندا، وعد رئيس الوزراء جاستن ترودو عائلات ضحايا تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران بالعمل «بلا توقف حتى إحقاق العدالة»، وذلك خلال حفل تأبين في إدمونتون في غرب كندا مساء الأحد. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن ترودو قوله لعائلات الضحايا: «ربما تشعرون أنكم بمفردكم، لكنكم لستم كذلك». وأضاف أن «البلاد بأكملها إلى جانبكم، هذا المساء وغداً، ولسنوات مقبلة». وكان أكثر من نصف ضحايا تحطم الطائرة الكنديين يعيشون في مقاطعة ألبيرتا، بينهم 13 من مدينة إدمونتون وحدها، وفق الإعلام الكندي. وأضاف ترودو لجمهور يذرف الدموع في أغلب الأحيان: «أنتم تمنحوني العزم لأطالب باسمكم بإحقاق العدالة ومحاسبة المسؤولين»، مؤكداً من جديد: «سنواصل العمل مع شركائنا للقيام بتحقيق شفاف وكامل»، مؤكداً: «لن نتوقف حتى نحصل» على أجوبة. ويطالب ترودو منذ أيام بـ«تحقيق كامل وشفاف» بعد تحطم طائرة البوينغ 737 - 800 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية، الذي أسفر عن مقتل 176 شخصاً كانوا على متنها بينهم 57 كندياً. وكان ترودو قد أعرب السبت عن «غضبه وصدمته» بعدما اعترفت إيران بإسقاطها الطائرة عن طريق الخطأ. وطالب ترودو الرئيس الإيراني بـ«إلقاء الضوء» على جميع الأسباب التي أدت إلى هذه المأساة، و«تحمل المسؤولية كاملة» بما في ذلك دفع تعويضات مالية للعوائل. أكد ترودو الأحد: «قلوب جميع الكنديين مكسورة» وجميعهم «تحت الصدمة»، مشيراً إلى أن «هذه المأساة ضربت الجالية الإيرانية - الكندية، وتركت مدناً مثل إدمونتون تحت وقع الصدمة، لكنها بالفعل كانت مأساة كندية» وطنية.

وقبل ساعات في تورونتو، تجمع الآلاف في جامعة المدينة الواقعة في جنوب شرقي كندا، للمشاركة في حفل تأبين آخر لضحايا الطائرة المنكوبة الذي أعرب خلاله الكثير من أقارب الضحايا عن غضبهم وحزنهم. وقال علي إسناشاني (30 عاماً) إن «هذه قصة تحفز الناس، كالمهاجرين الذين لديهم آمال وأحلام. لقد عملوا بجد كبير، كانوا أفراداً ناجحين، ووصلوا إلى هذه المرحلة من حياتهم، حتى يقتلوا بصاروخ وهم في الجو». وأكد أنه يشعر «بغضب وحزن»، لكنه شدد قائلاً: «أجد نفسي أيضاً بروح معنوية عالية لرؤية مجتمعنا موحداً بهذه الطريقة». وتضم كندا أكبر جالية إيرانية في أميركا الشمالية، ويعيش فيها 210 آلاف كندي من أصول إيرانية، وفق بيانات رسمية لعام 2016. وعلى المنصة، بكى مهرداد أريان نجاد، رئيس منظمة الحوار الإيراني الكندي، في بداية خطابه الذي قال فيه إن «الصدمة الآن حلت محل الحزن والغضب». وأضاف: «علينا أن نطالب سلطات إيران بإحقاق العدالة، وبأجوبة، وبتعويضات عن الإهمال وعدم احترام حياة الناس، اللذين قادا إلى هذه المأساة».

 

انتشار أمني مكثف في طهران... والطلاب يواصلون الاحتجاجات المنددة بالحرس

إيران تنفي إطلاق النار على متظاهرين رغم سقوط جرحى رصدتهم تسجيلات في شبكات التواصل الاجتماعي

لندن - طهران/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

وسط انتشار أمني مكثف وأجواء أمنية غير مسبوقة، بالعاصمة طهران، أظهرت مقاطع فيديو نشرت من داخل إيران على مواقع التواصل الاجتماعي احتشاد محتجين إيرانيين أمس في كبريات الجامعات الإيرانية بالعاصمة الإيرانية، وذلك لليوم الثالث على التوالي جراء غضب عام من اعتراف «الحرس الثوري» بإسقاط طائرة ركاب الأسبوع الماضي. وهيمن الحراك الطلابي على ثالث أيام الاحتجاجات الإيرانية بنسختها الجديدة. وكانت جامعة بهشتي في شمال طهران وجامعة علامة للعلوم الإنسانية وجامعتا شريف وأمير كبير الصناعيتان أبرز نقاط تجمع الطلاب الذين رددوا هتافات تندد بالمسؤول الأول في النظام علي خامنئي ودعمه لقوات «الحرس الثوري» الذي أعلن مسؤوليته السبت عن إسقاط الطائرة الأوكرانية ما أدى إلى مقتل 176 شخصا أغلبهم من الإيرانيين. وفي أصفهان اجتمع طلاب الجامعة الصناعية ورصدت تسجيلات متداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي هتافات تندد بقمع الاحتجاجات، وتشير إلى تلقيهم تهديدات. وأفادت «رويترز» بأن العشرات رددوا في إحدى جامعات طهران هتافات «قتلوا نخبتنا واستبدلوهم بواسطة رجال دين»، في احتجاج على إسقاط الطائرة. كما أظهرت اللقطات وجود العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب في منطقة أخرى من طهران. وعاشت طهران ليلة الأحد الاثنين لحظات ملتهبة. وتدفق آلاف الأشخاص باتجاه ساحة آزادي، مرددين هتافات ضد المرشد الإيراني وكبار المسؤولين. وأحرق المحتجون الغاضبون لافتات وسط شوارع المدينة تحمل صور مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني. وبموازاة حركة حشود المحتجين أظهرت تسجيلات فيديو، وجودا مكثفا للقوات الخاصة. وكان لافتا حركة الدراجات النارية للقوات الخاصة في وسط المناطق الفاصلة بين وسط وغرب طهران.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء الأحد إطلاق أعيرة نارية والغاز المسيل للدموع في محيط الاحتجاجات في ميدان آزادي بطهران وبرك الدماء على الأرض وصور مصابين يحملهم آخرون، بالإضافة لأشخاص يعتقد أنهم أفراد أمن يركضون وبحوزتهم بنادق. وأظهرت منشورات أخرى الشرطة في زي مكافحة الشغب تضرب المحتجين بالعصي في الشارع في حين يصيح الناس على مقربة قائلين «لا تضربوهم». وأظهرت لقطات بعض المحتجين وهم يرددون «الموت للديكتاتور» موجهين غضبهم للمرشد الإيراني. ورددت مجموعة أخرى أمام جامعة في طهران هتافات تقول: «يكذبون ويقولون إن عدونا أميركا، عدونا هنا». وتحول حفل تكريم للضحايا في جامعة طهران مساء السبت إلى مظاهرة مناهضة للسلطات، هتف فيها المحتجون عبارة «الموت للكاذبين». وهتف المتظاهرون منذ اللحظات الأولى «الموت للديكتاتور» إضافة إلى شعارات مناهضة للحرس الثوري، واعترفت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» بنزول الإيرانيين للشارع.

وحاولت الشرطة الإيرانية قطع الطريق على تدفق المحتجين إلى الساحة رغم نجاح آلاف منهم بالتجمهر في أطراف الساحة التي تعتبر رمزا لحراك الإيرانيين الذي أطاح بالنظام السابق، قبل شهور من إقامة نظام ولاية الفقيه في البلاد، ما منح رجال الدين نفوذا غير مسبوق في أركان الدولة الإيرانية. ومع ذلك سارعت الشرطة الإيرانية أمس بنفي تقارير عن استخدام العنف ضد المحتجين، وذلك بعدما تداولت تسجيلات تظهر إصابة ثلاث نساء في طلقات نارية بالقرب من ساحة آزادي. وأقرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، في خطوة نادرة، بتمزيق لافتات تحمل صورة سليماني بعد أقل من أسبوع على تنظيم السلطات جنازة كبيرة، اعتبرها كثيرون محاولة للرد على الاحتجاجات الدموية التي شهدتها البلاد في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت مصادر حكومية لوكالة «رويترز» إنها أسفرت عن مقتل 1500 شخص، وذلك في وقت تمتنع فيه السلطات عن نشر الإحصاءات، فيما بدا أنها أكثر الحملات دموية على احتجاجات مناهضة للحكومة منذ الثورة عام 1979. ونشرت منظمة العفو الدولية صورا لرصاص مطاطي، بعد تداول صور عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تتهم قوات الشرطة باستخدامه. وأظهر أحد التسجيلات رجلا بملابس الشرطة وهو يحمل سلاحا ناريا ليلة أول من أمس في موقع وسط العاصمة طهران. بدوره، قال قائد شرطة طهران، حسين رحيمي في بيان نشرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية على موقعها: «الشرطة لم تطلق النار على الإطلاق خلال الاحتجاجات لأن ضباط شرطة العاصمة تلقوا أوامر بضبط النفس».

كما قال رحيمي في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، إن «الشرطة عاملت الأشخاص الذين تجمعوا بصبر وتسامح. الشرطة لم تطلق النار على التجمعات لأن أمرا بضبط النفس أعطي لرجال الشرطة في العاصمة».

وتأتي المواجهة الأخيرة مع الولايات المتحدة في وقت محفوف بالمخاطر على السلطات في إيران وحلفائها في الشرق الأوسط خاصة بعدما أحدثت العقوبات التي فرضها ترمب ضررا كبيرا للاقتصاد الإيراني. ونشر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عدة تغريدات ثاني أيام المظاهرات الإيرانية، طالب فيها السلطات هناك بعدم قتل المحتجين. والاحتجاجات في الداخل هي أحدث حلقة في إحدى أكبر المواجهات بين الولايات المتحدة وإيران منذ الثورة الإيرانية. وأشاد ترمب أمس بتجنب المحتجين الإيرانيين المشي فوق العلم الأميركي، وذلك بعدما أظهر تسجيل فيديو رسم العلمين الأميركي والإسرائيلي في أحد شوارع طهران.

وقبل ذلك بساعات قال ترمب على «تويتر» إن مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين «أشار اليوم إلى أن العقوبات والاحتجاجات جعلت إيران تختنق مما سيجبرها على التفاوض». وأضاف «حقيقة لا يهمني إذا تفاوضوا. الأمر يعود إليهم تماما ولكن لا أسلحة نووية ولا تقتلوا المحتجين عليكم»، مكررا تغريداته السابقة التي دعا فيها السلطات الإيرانية لعدم إطلاق النار. وصعّد ترمب المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في عام 2018 بانسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية، ورُفعت بموجبه العقوبات عنها مقابل تقليص برنامجها النووي. وقال إن الهدف هو إجبار إيران على الموافقة على اتفاق أكثر تقييدا، يشمل الدور الإقليمي لإيران وتهديدات الصواريخ الباليستية. وقالت إيران مرارا إنها لن تتفاوض إلا بعد رفع العقوبات، رافضة التنازل عن برنامج الصواريخ الباليستية والدور الإقليمي. ونفت الحكومة الإيرانية أي محاولة «للتكتم» بعدما استغرق اعترافها بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية الأسبوع الماضي عدّة أيام، وسط مظاهرات تنديدا بالكارثة ودعوات لتحقيق شفاف. وجاء إسقاط الطائرة التي كانت متوجّهة إلى كييف بعد ساعات على إطلاق طهران سلسلة صواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين في العراق يتمركز فيهما جنود أميركيون، رداً على قتل واشنطن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني في بغداد.

ونفت السلطات الإيرانية في البداية الاتهامات الغربية التي استندت إلى معلومات استخباراتية بأن صاروخاً أصاب طائرة الركاب، قبل أن تقر بالأمر السبت.

وفي هذه الأثناء، تحدّث موقع «نتبلوكس» الذي يراقب اضطرابات الإنترنت عن تراجع القدرة على الاتصال بالشبكة الاثنين في جامعة شريف قبيل أي مظاهرات جديدة محتملة. وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي في مؤتمر صحافي: «في هذه الأيام الحزينة، وُجّهت انتقادات إلى مسؤولي البلاد وسلطاتها. واتهم بعض المسؤولين بالكذب وبمحاولة التكتم على القضية، وفي الواقع، وبصراحة، لم يحصل ذلك». وأضاف «الحقيقة هي أننا لم نكذب. الكذب يعني تزوير الحقيقة عن قصد وعن علم. الكذب يعني التكتم على معلومات. الكذب يعني إدراك أمر ما وعدم قوله أو تشويه حقيقته». وتابع أن جميع التفاصيل التي قدمها المسؤولون قبل اعتراف السبت كانت مبنية على المعلومات المتاحة آنذاك. وأفاد «كل من أعربوا عن آراء في تلك الأيام، في ذروة الحرب النفسية الأميركية على الأمة الإيرانية (...) قاموا بذلك بناءً على المعلومات التي كانت متاحة في ذلك الوقت». وأفاد مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنه تعهد خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن بأن طهران ستُجري «تحقيقاً معمّقاً» في الكارثة. وصرّح «علينا السعي لضمان عدم تكرار أي حادثة صادمة كهذه في أي مكان بالعالم». وأشار الرئيس إلى أن الكارثة وقعت في ظل تصاعد حدة التوتر في المنطقة بعد مقتل سليماني بغارة نفّذتها طائرة أميركية مسيّرة ببغداد في الثالث من يناير (كانون الثاني). وأضاف «علينا جميعاً التكاتف لإعادة الأمن إلى المنطقة والسماح للسلام بأن يسود» وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ويذكر أن معظم من كانوا على متن الرحلة «بي إس 752» المنكوبة هم من الإيرانيين والكنديين أو من حملة الجنسيتين. وكان باقي الضحايا من الأوكرانيين والأفغان والبريطانيين إلى جانب سبعة سويديين وعشرة أشخاص يقيمون في البلد الاسكندنافي.

 

طهران تعلن اعتقال 30 شخصاً في الاحتجاجات المنددة بإسقاط الطائرة

لندن/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي، اليوم (الثلاثاء)، أنه تم اعتقال 30 شخصاً في الاحتجاجات المتواصلة منذ أيام في أعقاب اعتراف طهران بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية. ونسبت وكالة «تسنيم» للأنباء لإسماعيلي تأكيده «اعتقال نحو 30 شخصا في احتجاجات تتعلق بتحطم الطائرة».

وخرج متظاهرون في إيران إلى الشوارع، أمس، في اليوم الثالث من المظاهرات بعد أن أقرت السلطات بإسقاط طائرة الركاب بطريق الخطأ، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها وعددهم 176 شخصا، بعد ساعات من إطلاق إيران صواريخ على قواعد أميركية في العراق رداً على مقتل قائد «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني بهجوم بطائرة مسيرة أميركية في بغداد. إلى ذلك، قال التلفزيون الإيراني الرسمي في منشور إلكتروني إن مسؤولين في مجال الطيران من إيران وأوكرانيا وكندا عقدوا اجتماعا في طهران اليوم الثلاثاء تناول التحقيق في تحطم الطائرة. وتحطمت طائرة الركاب الأوكرانية، التي كانت في طريقها إلى كييف وعلى متنها عشرات الكنديين وكثير من الإيرانيين مزدوجي الجنسية، بعد الضربات الإيرانية بقليل. وبعد نفي المسؤولية طوال أيام، قدم الحرس الثوري اعتذارات جمة عن قصف الطائرة بالخطأ. واليوم تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني بمعاقبة جميع المتورطين في الحادث الذي وصفه بأنه «خطأ لا يغتفر».

 

جونسون يدعم «اتفاق ترمب» بديلاً لـ«النووي» الإيراني/بريطانيا وفرنسا وألمانيا ستفعّل آلية «فض النزاع» مع طهران

لندن/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم (الثلاثاء)، الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إيجاد بديل للاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا ضرورة «منع إيران من حيازة سلاح نووي». وقال جونسون عن الاتفاق النووي «إذا كنا سنتخلص منه فلنجد بديلا له وليحل اتفاق ترمب محله... ذلك سيقطع شوطا كبيرا». وتابع: «لا أرغب في صراع عسكري بيننا، بين الولايات المتحدة وإيران، دعونا نخفف حدة الأمر»، مضيفاً: «لا نتصور أي تصعيد آخر للتوتر بسبب إيران».من جانب آخر، قال دبلوماسيان أوروبيان إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستبلغ الاتحاد الأوروبي اليوم (الثلاثاء) بأنها ستقوم بتفعيل آلية فض النزاع النووي مع إيران بعدما أقدمت طهران على انتهاكات جديدة للاتفاق النووي المبرم عام 2015، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الدبلوماسيان إن القرار يهدف إلى إنقاذ الاتفاق من خلال التحاور مع إيران بشأن ما ينبغي أن تفعله للعدول عن قرارات اتخذتها. وأضافا أن الهدف ليس إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة. وأمس، دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، إلى توحيد الجهود في التعامل مع طهران، مشيرا إلى أن إيران بإمكانها الانزلاق إلى مزيد من العزلة إذا أرادت ذلك، في حين صدر تحذير إيراني لبريطانيا من رد فعل قوي إذا ارتكبت ما وصفتها طهران بـ«أخطاء جديدة». وقال راب: «يجب علينا العمل مع جميع شركائنا الدوليين وإظهار وحدة الهدف في ظل المناخ السياسي في طهران، بحيث لا يوجد أدنى شك إزاء أسلوب المجتمع الدولي في التعامل مع إيران. لقد كنا واضحين بشكل مستمر أن الخيار يعود للنظام الإيراني... بإمكانهم أن ينزلقوا إلى المزيد من العزلة وما يترتب عليها من تبعات تؤثر على الشعب الإيراني». وكان متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قال إن بريطانيا استدعت السفير الإيراني في لندن لإبداء اعتراضاتها القوية على احتجاز السفير البريطاني بطهران لفترة وجيزة يوم السبت. وقال المتحدث: «هذا انتهاك غير مقبول لاتفاقية فيينا ويجب التحقيق في الأمر». وأضاف «نسعى للحصول على تأكيدات من الحكومة الإيرانية بأن هذا لن يحدث مرة أخرى أبدا».وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قد قال في وقت سابق أمس، إن السفير البريطاني في طهران تصرف بطريقة «غير مهنية وغير مقبولة بالمرة»، وذلك بعد احتجازه لفترة وجيزة قرب احتجاج. من جهته، قال السفير البريطاني لدى طهران، روب ماكير، إن السلطات احتجزته  بعدما حضر وقفة احتجاجية وانصرف بعدما أخذت منحى سياسيا. ونفى السفير، الذي ندّدت لندن باعتقاله في إيران، مشاركته في أي تظاهرة ضد السلطات، كما أفادت وسائل إعلام إيرانية قبلها بيوم.

 

فرنسا وألمانيا وبريطانيا تفعّل آلية فض النزاع النووي مع إيران رداً على انتهاكات إيران المستمرة للاتفاق الموقع عام 2015

لندن/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا اليوم (الثلاثاء)، أنها قامت بتفعيل آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي مع إيران في ضوء انتهاكات طهران المستمرة للاتفاق، لكنها قالت إنها لم تنضم إلى حملة الضغوط القصوى الأميركية على إيران، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت الدول الأوروبية الثلاث في بيان مشترك: «لذلك لم يعد أمامنا خيار، في ضوء تصرفات إيران، إلا تسجيل مخاوفنا اليوم من أن إيران لا تفي بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النوي، وإحالة هذا الأمر إلى اللجنة المشتركة بموجب آلية فض النزاع المنصوص عليها في الفقرة رقم 36 من خطة العمل الشاملة المشتركة». وكان دبلوماسيان أوروبيان قد أكدا في وقت سابق اليوم أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستبلغ الاتحاد الأوروبي اليوم بأنها ستقوم بتفعيل آلية فض النزاع النووي مع إيران، بعدما أقدمت طهران على انتهاكات جديدة للاتفاق النووي المبرم عام 2015. وقال الدبلوماسيان إن القرار يهدف إلى إنقاذ الاتفاق من خلال التحاور مع إيران بشأن ما ينبغي أن تفعله للعدول عن قرارات اتخذتها. وأضافا أن الهدف ليس إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.

 

اعتقالات في إيران بقضية الطائرة الأوكرانية وروحاني اعتبر الحادث «خطأ لا يغتفر» وتعهد بعدم تكراره

لندن/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

قال المتحدث باسم الهيئة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي، اليوم (الثلاثاء)، إن السلطات اعتقلت أشخاصا لدورهم في حادث الطائرة الأوكرانية. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أكد في وقت سابق اليوم أن جميع المتورطين في حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية قرب طهران «سينالون العقاب»، واصفاً الحادث الذي أودى بحياة 176 شخصا بأنه «خطأ لا يغتفر» و«يجب التحقيق فيه بحرص». ونقلت وكالة «رويترز» عن روحاني قوله إن «الحكومة مسؤولة أمام إيران والدول الأخرى التي فقدت رعايا في الحادث»، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحميل شخص واحد المسؤولية عن إسقاط الطائرة. وفيما بدا أنه محاولة لتهدئة الاحتجاجات التي اندلعت في أرجاء البلاد في أعقاب اعتراف «الحرس الثوري» بإسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ قصير المدى الأسبوع الماضي، قال روحاني «على الأمة الإيرانية أن توقن بأن حادث الطائرة لن يتكرر»، معتبراً اعتراف القوات المسلحة الإيرانية بخطئها في حادث الطائرة «خطوة أولى طيبة». وأقرت طهران السبت بأنها أسقطت «عن طريق الخطأ» طائرة بوينغ 737-800 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية بعيد إقلاعها الأربعاء من طهران، ما أسفر عن مقتل ركابها الـ176 ومعظمهم إيرانيون وكنديون، وسط توتر عسكري متصاعد في المنطقة.وكانت إيران استهدفت قبل ساعات من الحادث بصواريخ بالستية قاعدتين في العراق يستخدمهما الجيش الأميركي رداً على مقتل قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد في 3 يناير (كانون الثاني).

 

الإيرانيون يواصلون الاحتجاج و”الكونغرس” يدعم وبومبيو يحذّر

اعتقالات في صفوف "الحرس الثوري"... وتوقيف نجل كروبي بعد مطالبته خامنئي بالتنحي

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/14 كانون الثاني/2020»

 واصل الإيرانيون الغاضبون أمس، احتجاجاتهم المنددة بطريقة تعامل الحكومة الإيرانية مع حادث إسقاط “الحرس الثوري” الطائرة الأوكرانية، التي أسقطها صاروخ قبل أيام مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها. وبينما خرج طلاب جامعة طهران لليوم الرابع على التوالي، مرددين الشعارات التي تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة، أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، احتشاد محتجين في العاصمة طهران. كما أظهرت اللقطات وجود العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب في منطقة أخرى من طهران، وردد العشرات في إحدى جامعات طهران هتافات “قتلوا نخبتنا واستبدلوهم برجال دين”. في غضون ذلك، أعلن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي، عن عزمه تقديم مشروع قانون إلى المجلس يدعم الاحتجاجات في إيران، موضحا أَن الهدف إظهار الدعم للشعب الإيراني في مواجهة النظام. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن إيران ستفعل كل ما بوسعها لإنهاء التظاهرات، مجدّداً تحذيراته لطهران من شنّ المزيد من حملات القمع. وقال إن الإيرانيين يخرجون إلى الشوارع بأعداد ضخمة رغم المخاطر الهائلة التي يواجهونها، مضيفا أن الولايات المتحدة تقف إلى جانبهم في مطالبتهم بالحرية والعدالة، وفي غضبهم المبرر من المرشد الأعلى علي خامنئي، داعيا حلفاء الولايات المتحدة إلى توجيه تحذير مماثل. بدورها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورجان أورتاغاس، أن السبب الرئيسي وراء التظاهرات في إيران هو أن الحكومة الإيرانية كذبت على شعبها، مشيرة إلى أن “النظام الإيراني كذب على العالم حول إسقاط الطائرة الأوكرانية، نافياً تورطه”.

وذكرت أن “إيران أجبرت على الاعتراف بمسؤولية إسقاط الطائرة الأوكرانية”، مضيفة أن “الخارجية الأميركية تدعو إلى تحقيق شامل وشفاف في الحادثة”. وأشارت إلى أن تغريدات الرئيس دونالد ترامب بالفارسية “تجد استحسانا داخل إيران”، مضيفة أن “رسالتنا بتأييد الشعب الإيراني تصل إلى هدفها”، وموضحة أن “الرئيس ترامب يسلط الضوء على قتل النظام وسجنه للمتظاهرين الإيرانيين”. من جهتها، أكدت متحدثة باسم الخارجية الألمانية أن الشعب الإيراني يجب أن تكون لديه إمكانية الاحتجاج سلمياً وبحرية، داعية قوات الأمن الإيرانية إلى التحلي بأكبر قدر ممكن من ضبط النفس. في غضون ذلك، اعتقلت السلطات الإيرانية حسين كروبي، بعد يومين من دعوة والده زعيم الحركة الخضراء مهدي كروبي، الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ 2011، للمرشد علي خامنئي للتنحي بسبب أسلوب معالجته لحادث إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية. على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي، أن السلطات اعتقلت أشخاصا لدورهم في حادث الطائرة الأوكرانية، موضحا أنه “أجريت تحقيقات واسعة النطاق”، بينما كشف أيضا عن اعتقال نحو 30 شخصا في الاحتجاجات المنددة بتحطم الطائرة. وجاء إعلان إسماعيلي، بعدما جدد الرئيس حسن روحاني التأكيد أنه ستتم معاقبة المسؤولين عن إسقاط الطائرة، أيا كانت مناصبهم، قائلا إن “من المهم أن يحال أي شخص كان على خطأ أو ارتكب إهمالا على أي مستوى” إلى القضاء، مضيفا “كل الذين يجب أن يعاقبوا، سيعاقبون”، وداعيا إلى إنشاء محكمة خاصة للتحقيق في الحادث، متابعا أنه”يجب أن نطمئن الناس إلى أن ذلك لن يتكرر”.

وأمر روحاني بتطبيق القانون الصادر باعتبار وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” تنظيما إرهابيا، والذي وافق البرلمان الإيراني عليه يوم الثلاثاء الماضي. على صعيد متصل، أعلن إسماعيلي أن السفير البريطاني في طهران غير مرغوب فيه وفق القوانين الدولية، زاعما ان مشاركته في تجمع غير قانوني، وتصوير مكان التجمع وتأدية دور المحرض لتشكيل تجمعات واستمرارها بشكل غير قانوني، يعتبر أمراً غير مقبول بأي شكل من الأشكال. من جانبهم، طالب 21 نائبا من التيارين الأصولي المتشدد والإصلاحي، بطرد السفير البريطاني، وقال النائب علي أدياني “لا يمكن أن نكتفي بالكلام والإدانة، وعلينا أن نبادر بطرد السفير الذي أهان كرامة الشعب الإيراني، بحضوره غير القانوني في احتجاجات بطهران، وعلى البرلمان أن يصدر بيانا في هذا الشأن يعلن خلاله عن موقفه” بدورها، حذرت الخارجية الايرانية في بيان ردا على الاجراءات البريطانية والتصريحات غير المناسبة، من أن اي خطا جديد لبريطانيا سيواجه برد شديد ومتناسب، واذا ما استمرت مثل هذه التصرفات فلن يجري الاكتفاء باستدعاء السفير. على صعيد آخر، دعت إيران منظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو”، لدعم التحقيق في إسقاط الطائرة الأوكرانية، وقالت المنظمة إنها قبلت دعوة الحكومة الإيرانية وسترسل فريقا تقنيا من الخبراء لتقديم المشورة والمراقبة في التحقيق.

 

أوروبا تستعد لإعادة فرض العقوبات على طهران لانتهاكها “النووي” ,تفعيل آلية فض النزاع... وجونسون دعا إلى "اتفاق ترامب"

عواصم – وكالات/14 كانون الثاني/2020»

 أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أمس، تفعيل آلية فض النزاع النووي مع إيران، وقالت الدول الثلاث في بيان إنها أخذت قرارها بسبب عدم احترام إيران لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي. وقالت الدول الثلاث في بيانها إنها لم تنضم لحملة الضغوط القصوى التي تمارسها الولايات المتحدة على إيران، مشيرة إلى أنها لا تقبل القول بأن إيران لها الحق في تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي. وكان ديبلوماسيان أوروبيان قالا إن قرار تفعيل الآلية، يهدف إلى إنقاذ الاتفاق من خلال التحاور مع إيران بشأن ما ينبغي أن تفعله للعدول عن قرارات اتخذتها، مضيفين أن الهدف ليس إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة. يأتي ذلك، بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إيجاد بديل للاتفاق النووي مع إيران، قائلا عن الاتفاق النووي “إذا كنا سنتخلص منه فلنجد بديلا له، وليحل اتفاق ترامب محله… ذلك سيقطع شوطا كبيرا”. وأضاف جونسون “لا أرغب في صراع عسكري بين الولايات المتحدة وإيران، دعونا نخفف حدة الأمر”، مؤكدا على ضرورة منع إيران من حيازة سلاح نووي، ونافيا أن يكون للندن أي ارتباط بعملية قتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني. من جانبه، دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، إلى توحيد الجهود في التعامل مع طهران، مشيرا إلى أن إيران بإمكانها الانزلاق إلى مزيد من العزلة إذا أرادت ذلك. من جهتها، دعت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، إيران إلى الالتزام ببنود الاتفاق النووي واتباع تفاصيله. بدوره، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أمل بلاده في أن تبدأ جميع الأطراف المعنية حوارا لتخفيف حدة التوتر في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن موسكو على استعداد للمساعدة في إقامة حوار بين الولايات المتحدة وإيران، إذا أبدى الجانبان اهتماما حقيقيا. من ناحيته، حذر رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، من أنه إذا فرضت الولايات المتحدة العقوبات على إيران، فلن يتوقف تأثيرها على إيران وحدها، بل الأمر يهم دولاً أخرى من بينها ماليزيا التي سوف تتأثر أيضاً لأنها ستفقد سوقاً من أسواقها. وفي السياق، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن التوتر حول إيران تسبب بتحطم الطائرة الأوكرانية، مشيرا إلى أن المطلوب من إيران في هذه الحالة “الاعتراف بالمسؤولية وشكل من أشكال التعويض.

 

أميركا عرفت مسبقاً بهجمات إيران على “عين الأسد”

بغداد – وكالات/14 كانون الثاني/2020»

 كشف ضابطان عراقيان، أنه قبل ثماني ساعات تقريبا من الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في الثامن من يناير الجاري، سارع الجنود الأميركيون والعراقيون في قاعدة “عين الأسد” لنقل الأفراد والسلاح إلى مخابئ حصينة. وقال أحد المصادر، وهو ضابط بالمخابرات، إنه بحلول منتصف الليل لم تكن هناك أي طائرة مقاتلة أو طائرة هليكوبتر في العراء. من جهته، أشار مصدر آخر بالمخابرات العراقية، إلى أن القوات الأميركية بدت وكأنها على علم بتوقيت الهجوم قائلاً، إنهم كانوا على “دراية تامة”، على الأرجح بأن القاعدة ستتعرض للهجوم “بعد منتصف الليل”. وأضاف إنه عندما سقطت الصواريخ وأصابت “مواقع كان قد تم إخلاؤها قبل ساعات”.

 

صحف بريطانية: التوتر بين روحاني و”الحرس الثوري” خرج إلى العلن

لندن – وكالات/14 كانون الثاني/2020»

 واصلت الصحف البريطانية أمس، تغطيتها المكثفة للتطورات في إيران ولاسيما التوتر مع الغرب والأزمة المتفاقمة داخلياً. ونشرت “ديلي تلغراف” موضوعات عدة عن الوضع في إيران، منها تقرير بعنوان “التوتر بين الرئيس روحاني والحرس الثوري الإيراني يخرج إلى العلن”. ويستدل التقرير على ذلك، بالانتقادات التي وجهها مكتب الرئيس حسن روحاني للحرس الثوري، واتهامه بخداعهم بخصوص إسقاط الطائرة الأوكرانية. وقال إنه “مع اليوم الثالث من التظاهرات في مختلف المدن الإيرانية، بدا واضحاً أن روحاني يوجّه الغضب الشعبي باتجاه أكثر أعدائه تشدداً في الحرس الثوري”، مشيرا إلى “تسجيل مسرب لأحد قادة الحرس الثوري، يشكو من أن حكومة روحاني تركتهم عرضة للغضب الشعبي، نشره موقع تابع للمعارضة، ويظهر فيه قائد بارز في الحرس الثوري يتحدث في غرفة مليئة بالضباط، مطالباً بامتصاص الغضبة السياسية. وقال إن الحكومة كان من الممكن أن تنتظر شهرين أو ثلاثة قبل أن تعلن الحقيقة، لتسمح للحرس الثوري بالحصول على دعم وتعاطف شعبي أكبر، على خلفية اغتيال قائد “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني، وما تلاه من قصف لقاعدتين في العراق، مضيفاً أن حكومة روحاني لم تظهر أي نوع من التقدير للحرس الثوري الذي قمع تظاهرات معادية لها قبل أسابيع.

 

الحكومة العراقية: لا تراجع عن قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد

"الحشد الشعبي" جدد دعمه قرار البرلمان... وتواصل الاحتجاجات في كربلاء... ومعركة بالسلاح الأبيض بالناصرية

بغداد – وكالات/14 كانون الثاني/2020»

 أكدت الحكومة العراقية أمس، أنها لن تتراجع عن قرار مجلس النواب القاضي بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية. وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء وليام وردة، أنه لا يوجد اتفاق مع الولايات المتحدة بهذا الشأن، مشيراً إلى أن العراق لن يوقع على اتفاق يتعلق بإبقاء القوات الأجنبية للقتال ضد تنظيم “داعش”. وأكد أن الحكومة ستدعم تصويت البرلمان الخاص بانسحاب القوات الأميركية من البلاد، وذلك على خلفية اغتيال قائد “فيلق القدس” في “الحرس الإيراني” قاسم سليماني، والقيادي في “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس. وأوضح أنه “حتى هذه اللحظة، تلتزم الحكومة العراقية بتنفيذ قرار البرلمان العراقي، الذي ينص على أن جميع القوات الأجنبية يجب أن تنسحب من العراق، القوات الأجنبية لا تعني فقط وجود القوات الأميركية، ولكن جميع القوات الأجنبية الأخرى الموجودة في العراق”. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أكد في ندوة بجامع ستانفورد، ليل أول أمس، أن “جميع القادة العراقيين أبلغوه في مجالس خاصة بأنهم يؤيدون الوجود العسكري الأميركي في بلدهم، رغم المطالبات العلنية بخروج الجنود الأميركيين من العراق”. وقال: إن “ما سمعه خلال محادثات أجراها مع نحو 50 مسؤولاً عراقياً منذ مطلع يناير الجاري، يتعارض مع ما يعلنه هؤلاء في العلن”، مضيفاً: “لن يقولوا ذلك علناً، لكنهم في المجالس الخاصة يرحبون كلهم بوجود أميركا هناك وبحملتها لمكافحة الإرهاب”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتزم العمل مع القيادة العراقية على تحديد أنسب مكان لنشر القوات الأميركية هناك.

وفي السياق، بحث رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي، مع المدير السياسي بوزارة الخارجية الألمانية فيليب اكرمان، قرار العراق بانسحاب القوات الأجنبية، فيما أعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو”، أمس، أنه ينوي مواصلة تدريب القوات العراقية فور استتباب الأوضاع الأمنية.

في غضون ذلك، جددت هيئة “الحشد الشعبي” أول من أمس، دعمها لموقف البرلمان والحكومة العراقيين بشأن تواجد القوات الأميركية في العراق.

وشددت على ضرورة استمرار وتطوير آليات التدريب وتعزيز التنسيق المشترك مع القوات الأمنية، فيما تم تجديد الدعم لقرار مجلس النواب والقائد العام للقوات المسلحة بشأن تواجد القوات الأجنبية في العراق. وعقدت قيادات عمليات “الحشد” اجتماعاً موسعاً في مقر نائب رئيس الهيئة لبحث أبرز الأولويات الأمنية والعسكرية. من جهتها، أكدت مصادر في “تحالف الفتح” أول من أمس، أن أي التفاف من قبل القوات الأميركية على قرار خروجها من العراق سيؤدي إلى تصعيد شعبي ومواجهاتٍ عسكرية. وعلى صعيد التظاهرات، تواصلت أمس، التظاهرات الاحتجاجية في كربلاء، للمطالبة بتشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن تدخل الاحزاب. وقال شهود عيان، إن التظاهرات تواصلت، حيث خرج طلاب عدد من المدارس وموظفي الدوائر الحكومية في مسيرات. في سياق متصل، نظم طلاب جامعة كربلاء اعتصاماً داخل الحرم الجامعي للمطالبة بالكشف عن المتورطين في جرائم الاغتيالات التي تطال الناشطين والمتظاهرين.

وأفاد شهود عيان، بأن مصادمات اندلعت بين الشرطة وعدد من الملثمين الذين حاولوا حرق مبنى مدرسي، ما تسبب في إصابة شرطي بحروق. من ناحيتها، أعلنت وزارة الدفاع في بيان، نشر قوات من الجيش والشرطة في كل أنحاء محافظة كربلاء. وفي البصرة، أفاد شهود عيان أمس، بأن متظاهرين قطعوا طرقاً وأحرقوا إطارات في شوارع المدينة، احتجاجاً على اتساع أعمال الاغتيالات التي تطال المتظاهرين والناشطين والإعلاميين، إلى جانب تأخير تشكيل الحكومة الجديدة، فيما انتشرت القوات الأمنية بشكل كثيف في الشوارع وفي محيط أماكن التظاهر والاعتصام. وفي الناصرية، أصيب أربعة عراقيين بجروح في معركة طاحنة بالسلاح الأبيض وقعت قرب ساحة التظاهر في المدينة. وفي الكوت، قال متحدث باسم الشرطة أول من أمس، إن 60 من عناصرها أصيبوا بجروح جراء استخدام متظاهرين الحجارة ضد القوات الأمنية. على صعيد آخر، أكدت لجنة التعديلات الدستورية، أمس، أن “هناك توافقاً على بعض المقترحات المراد تعديلها، منها مقترحاً تقليل أعضاء مجلس النواب، وكيفية تشكيل الحكومة”. وقال نائب رئيس لجنة التعديلات الدستورية يوسف محمد، إن اللجنة توصلت إلى اتفاق على بعض مقترحات تعديل الدستور، ومنها تقليل أعضاء مجلس النواب وكيفية تشكيل الحكومة. وأضاف ان “هنالك جملة من المسائل الخلافية مازالت قيد المناقشة حتى التوصل لاتفاق حسب المادة 142 من الدستور، التي أوجبت التوافق على المواد الدستورية بين جميع المكونات والشرائج المجتمعية”.

 

السعودية: نقف مع العراق ضد كل ما يهدد أمنه وعروبته

الرياض، عواصم – وكالات/14 كانون الثاني/2020»

 أكد مجلس الوزراء السعودي أمس، وقوفه إلى جانب العراق حتى يتجاوز كل ما يهدد أمنه واستقراره وانتماءه العربي. وحض مجلس الوزراء خلال اجتماعه برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المجتمع الدولي، على ضرورة العمل لإلزام إيران باحترام سيادة الدول في الشرق الأوسط واحترام القوانين والمعاهدات الدولية، والكف عن زعزعة أمن المنطقة. وأدان الاعتداءات الإيرانية وانتهاكها للسيادة العراقية، وذلك باستهداف قاعدتين عسكريتين عراقيتين توجد فيهما قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”. كما عبر مجلس الوزراء عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتفجير الذي استهدف مسجداً جنوب غرب باكستان، وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، مشدداً على رفض المملكة لانتهاك حرمة بيوت الله، وسفك الدماء وترويع الآمنين. في غضون ذلك، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديم اختبارات الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الحالي للطلاب والطالبات، لتكون بداية الاختبارات في الثالث من مايو المقبل، وبداية إجازة نهاية العام الدراسي 14 من نفس الشهر.

 

ملاجئ صدام حمت الأميركيين من الصواريخ

واشنطن – وكالات/14 كانون الثاني/2020»

 أفادت شبكة “سي أن أن” الإخبارية الأميركية، بأن العسكريين الأميركيين في قاعدة “عين الأسد” العراقية، احتموا بملاجئ بنيت في عهد صدام حسين من الصواريخ الإيرانية التي انهالت عليهم فجر الثامن من يناير الجاري. وكشفت الشبكة في تقرير، أول من أمس، أن الاستخبارات الأميركية أرسلت إلى القوات الأميركية تحذيرات أولية في السابع من يناير الجاري، ودخل القسم الأكبر من العسكريين الأميركيين في عين الأسد إلى الملاجئ، فيما نقل عدد صغير آخر إلى مكان آمن. ووصفت الملاجئ بأنها “هياكل بشكل هرمي متربة منتشرة في أرجاء القاعدة، وتتميز بجدران سميكة مائلة، وبنيت في عهد صدام حسين خلال الحرب الدامية مع إيران”.

 

اعتقال منفذي تفجيرات كركوك

بغداد – وكالات/14 كانون الثاني/2020»

 ألقت الأجهزة الأمنية العراقية أمس، القبض على عنصرين من تنظيم “داعش”، كانا ينقلان العبوات الناسفة، وتفجيرها في كركوك. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان، عن تمكن قوات الأمن من إلقاء القبض على عنصرين ينتميان إلى “داعش”، موضحة أن “عملية الاعتقال تمت استناداً إلى معلومات استخبارية، في منطقة دوميز بمحافظة كركوك”، مشيرة إلى أن العنصرين كانا يقومان بنقل، وتفجير العبوات داخل مركز المحافظة.

 

“الحرة” الأميركية تغلق مكتبها وتسرّح موظفيها

بغداد – وكالات/14 كانون الثاني/2020»

 أفادت أنباء صحافية، بأن قناة “الحرة” الأميركية أغلقت مكتبها في بغداد، وسرحت موظفيها بسبب “تهديدات” تعرضت لها. وقال موظفون في القناة، “وصلنا بريد إلكتروني من الإدارة في واشنطن يفيد بإغلاق مكتب بغداد وتسريحنا من العمل”. وأضافوا إن “مضمون البريد يشير إلى أنه بسبب تزايد القلق على حياتكم، قررنا أن يكون 15 فبراير المقبل، آخر يوم عمل لكم، ونشكركم على جهدكم، وإذا قررنا إعادة العمل في بغداد سنتصل بكم، كما أن حقوقكم ستكون مضمونة”. وكانت “الحرة” أصدرت بياناً في وقت سابق، أفاد فيه مديرها ألبرتو فرنانديز، بأن “الشبكة تلقت معلومات جدية عن احتمال شن الميليشيات هجوماً على مكتبها”.

 

واشنطن تدرس الأسس القانونية لإدراج “الإخوان” على قائمة المنظمات الإرهابية ,سقوط مقاتلة مصرية في مهمة تدريبية ومصرع قائدها

واشنطن، القاهرة، عواصم – وكالات/14 كانون الثاني/2020»

 كشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أنه كان واحداً من ثمانية نواب قدموا مشروع قانون في الكونغرس، مطالبين الإدارة الأميركية السابقة بإدراج جماعة “الإخوان” على قائمة الإرهاب. وقال خلال جلسة حوارية بمعهد “هوفر” بجامعة “ستانفورد”، إن الإدارة الحالية مازالت تنظر في ذلك وتقيّم الخطوة، لضمان أن تتم “بصورة صحيحة”، معتبرا أن “الأمر أكثر دقة في تقديري بالمقارنة عما كنت أراه كممثل كانساس في الكونغرس”، شارحاً أن النظر للأمر من داخل الإدارة يختلف عن النظر إليه من خارجها، وهو الأمر الذي أيدته فيه وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس التي كانت تدير الجلسة الحوارية. وأضاف بومبيو: “ما زلنا نحاول معرفة كيفية تحقيق ذلك، هناك عناصر داخل الإخوان لاشك في أنهم إرهابيون، وهم مدرجون على قائمة الإرهاب.. نحن نحاول أن نضمن أننا نقوم بالإدراج بشكل صحيح، ونحدد الموضوع بشكل صحيح، وضمان الأساس القانوني لذلك”. وقال “نحاول أن ننتهي من العملية… ولا أعرف متى ستنتهي، إلا أنني أعرف أن هناك خطراً حقيقياً من الإخوان في العديد من الدول في الشرق الأوسط”، مضيفا “يجب أن نقوم بدورنا ونأمل مشاركة أصدقائنا الأوروبيين”. من جانبها، انتقدت الخارجية الأميركية، وفاة الأميركي من أصل مصري مصطفى قاسم الذي كان مسجونا في مصر، منذ عام 2013 على خلفية قضية فض اعتصام “رابعة”، حيث فارق الحياة بعد نحو عام من إضرابه عن الطعام. بدوره، أمر النائب العام المصري حمادة الصاوي، بندب الطب الشرعي لتشريح جثمان قاسم للوقوف على أسباب وفاته، وطلب ملفه الطبي وسؤال الأطباء المشرفين والمعالجين له بمستشفى سجن طرة. في غضون ذلك، أعلنت القوات المسلحة المصرية عن سقوط مقاتلة ومصرع قائدها أمس، في إطار تنفيذ نشاط تدريبي للقوات الجوية المصرية ضمن مناورات “قادر 2020” في البحر المتوسط وشمال البلاد. من جانبه، وافق البرلمان المصري بأغلبية ثلثي أعضائه، على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بمد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر، تبدأ من يوم الاثنين الموافق 27 يناير الجاري. على صعيد آخر، شارك وزيرا الخارجية سامح شكري والموارد المائية والري محمد عبدالعاطي، في اجتماع بوزارة الخزانة الأميركية برئاسة وزير الخزانة ستيفن منوشن، وبحضور رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، لمناقشة مستجدات المفاوضات الجارية حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ، إن الاجتماعات تضمنت لقاءات مطولة ومعمقة بين الجانبين المصري والأميركي تم خلالها شرح الرؤية المصرية للقواعد والآليات التي يتعين أن تحكم ملء وتشغيل سد النهضة، كما أعقب ذلك لقاء مجمع لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان وأثيوبيا والوفود المرافقة، تم خلاله التباحث حول الأسس والضوابط الفنية اللازمة للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، مضيفا أنه من المقرر أن تستأنف المفاوضات الفنية على المستوى الوزاري لمراجعة وبحث نتائج المشاورات الفنية.

 

روسيا: وقف إطلاق النار في ليبيا مستمر «لأجل غير محدد»

موسكو/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020»

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الثلاثاء)، أن وقف إطلاق النار في ليبيا يبقى سارياً إلى أجل غير محدد رغم رفض قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، توقيع اتفاق رسمي لأنه بحاجة إلى «يومين» إضافيين لدرسه. وأكدت الوزارة أن اجتماع موسكو، أمس (الاثنين)، بين الأطراف الليبية أفضى إلى «التوصل لاتفاق مبدئي بين الأطراف المتنافسة للإبقاء على وقف الأعمال العدائية وتمديده إلى أجل غير محدد». ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية، اليوم، عن وزارة الدفاع قولها إن حفتر كان إيجابياً إزاء اتفاق لوقف إطلاق النار صوغ في محادثات بموسكو. وتابعت وزارة الدفاع أن استعداد طرفي الصراع الليبي لدعم وقف لإطلاق النار أشاع أجواء إيجابية وسط مسعى دبلوماسي لإرساء الاستقرار في ليبيا، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان المشير خليفة حفتر قد غادر موسكو، أمس، من دون التوقيع على اتفاق لوقف لإطلاق نار وقعته حكومة الوفاق لإنهاء تسعة أشهر من القتال. وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى غياب «نتيجة نهائية» لكنه أكد «مواصلة الجهود» مع أنقرة. وجرت هذه المفاوضات التي تعكس التأثير المتزايد لموسكو في هذا الملف الشائك، نتيجة اتفاق روسي تركي أعلنه في إسطنبول الرئيسان رجب طيب إردوغان وفلاديمير بوتين، في الثامن من يناير (كانون الثاني). أطلق الجيش الوطني الليبي، هجوماً على العاصمة طرابلس حيث مقر حكومة السراج منذ أبريل (نيسان) الماضي. وكان من المقرر أن يتفق الطرفان على شروط وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منتصف ليل السبت - الأحد، في محادثات عززت الآمال بشأن وضع حد لآخر موجة من القتال التي تهزّ البلد الغني بالنفط منذ اندلاع انتفاضة في 2011 دعمها حلف شمال الأطلسي وأدت إلى مقتل معمر القذافي. ولعبت تركيا وروسيا دور الوسيط، لكن الوفدين المتخاصمين لم يلتقيا وجهاً لوجه.

 

إطلاق نار بمقر هيئة تابعة للمخابرات السودانية في الخرطوم

الخرطوم/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020تردد دوي إطلاق رصاص اليوم (الثلاثاء) في مبنيين يستخدمهما جهاز المخابرات العامة السوداني في العاصمة الخرطوم، حسبما أفاد شاهدان من وكالة رويترز. وقال أحد الشاهدين إن قوات الأمن أغلقت الطريق المؤدي إلى أحد المبنيين. ويقع الحي الذي تردد فيه دوي إطلاق الرصاص بالقرب من مطار العاصمة. إلى ذلك، كشفت تقارير سودانية عن وقوع إطلاق النار قرب هيئة العمليات التابعة للمخابرات السودانية في ضاحية كافوري بولاية الخرطوم. وقال مصدر لوكالة «باج نيوز» الإخبارية إن قوة تابعة لهيئة العمليات بقطاع كافوري أطلقت أعيرة نارية وأغلقت الطرق المجاورة لمباني القطاع بسبب تذمر أفراد من هيئة العمليات من قيمة حقوقهم المالية بعد هيكلة الهيئة. وأشار المصدر إلى تذمر منسوبي الهيئة بقطاع الأبيض والذين رفضوا استلام حقوقهم المالية باعتبار أن الحقوق غير مجزية لهم، كما قاموا بحبس اللجنة المختصة. وذكرت مصادر أن منسوبي هيئة العمليات طالبوا بحقوق مجزية قبل القرار النهائي بشأن إعادة هيكلتهم بضمهم لإحدى القوات الأمنية أو إحالتهم للتقاعد. إلى ذلك، تحدث «تجمع المهنيين السودانيين» الذي كان له دور كبير في الإطاحة بالرئيس عمر البشير عن وجود «تمرد» من جانب قوات تتبع هيئة العمليات، مشيراً إلى أن سكان أحياء في الخرطوم هُلعوا بأصوات ذخيرة حية من مباني جهاز الأمن والمخابرات العامة. وأضاف أن أصوات الرصاص ما زالت متواصلة مع إغلاق الشوارع المؤدية إلى تلك المناطق. وتضم هيئة العمليات، الذراع العسكري لجهاز الأمن إبان نظام الرئيس السابق عمر البشير، نحو 14 ألف جندي، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وأصدر المجلس العسكري السوداني في يوليو (تموز) الماضي قراراً بتبعيتها إلى الدعم السريع ثم سرعان ما صدر قرار بتبعيتها إلى الجيش وتسريح جزء منها. وهناك فترة انتقال سياسي في السودان مدتها ثلاث سنوات يشرف عليها الجيش ومدنيون بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.

 

واشنطن تلوح بـ «أقصى ضغط» على دمشق... وموسكو تراهن على «الصبر الاستراتيجي»

10 إجراءات أميركية ـ أوروبية للحصول على «تنازلات جوهرية» من روسيا وحلفائها

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

يسعى مسؤولون أميركيون لإقناع نظرائهم الأوروبيين بنسخ «التجربة الإيرانية» في سوريا، عبر اتباع نهج جديد يقوم على فرض «الضغط الأقصى» على دمشق بتطبيق 10 إجراءات سياسية وعسكرية واقتصادية، لدفع موسكو إلى ممارسة ضغوط على دمشق وتقديم «تنازلات جوهرية» تتعلق بملفين هما: تحديد النفوذ الإيراني في سوريا، وإجراء إصلاحات سياسية وفق القرار «2254» كافية لعودة اللاجئين وتحقيق الاستقرار في سوريا. الموجة الأولى من الخيبة الغربية الجديدة جاءت بعد انتهاء أعمال اللجنة الدستورية في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي؛ إذ حمّلت واشنطن ودول أوروبية الحكومة السورية مسؤولية الفشل في تحقيق أي تقدم في أعمال اللجنة باتجاه البدء بإصلاحات دستورية وتنفيذ خريطة الطريق في القرار «2254»، وتشمل إصلاحات دستورية وتوفير «بيئة محايدة» وصولاً إلى انتخابات بإدارة من الأمم المتحدة.

الموجة الثانية من الخيبة جاءت بسبب عدم قيام موسكو بممارسة ضغوط، كما تريد دول غربية، على دمشق لاستقبال المبعوث الأممي غير بيدرسن للاتفاق على «أجندة» أعمال اللجنة الدستورية ودفع أعضاء الوفد الممثل للحكومة إلى التعاطي بإيجابية مع الاجتماعات.

عليه؛ فإن واشنطن باتت أكثر ميلاً إلى دفع دول أوروبية لتبني نهج «الضغط الأقصى» و«الصبر الاستراتيجي» مع دمشق وموسكو، وفق الأدوات المتوفرة في حقيبة الإدارة الأميركية، وهي تشمل التالي:

أولا: البقاء العسكري في شمال شرقي سوريا وتحديداً قرب حدود العراق لقطع طريق طهران - بغداد - دمشق – بيروت، ومنع الحكومة السورية من السيطرة على منابع النفط والثروات الاستراتيجية شرق الفرات.

ثانياً: تقديم نصائح لدول عربية بعدم البدء في أي عملية تطبيع سياسي ودبلوماسي ثنائي أو جماعي مع دمشق وعدم المساهمة في الإعمار والمشاريع الاقتصادية.

ثالثاً: دفع الدول الأوروبية إلى الحفاظ على وحدة موقفها القائم على ربط المساهمة في إعمار سوريا بتحقيق تقدم ذي صدقية في العملية السياسية، إضافة إلى عدم فتح سفارات أوروبية في دمشق.

رابعاً: فرض سلة جديدة من العقوبات الأميركية على دمشق، عبر البدء قريباً بتنفيذ «قانون قيصر» الذي أقره الكونغرس ووقع عليه الرئيس دونالد ترمب.

خامساً: تشجيع دول أوروبية على فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على رجال أعمال منخرطين في الإعمار، وقد جرى الاتفاق بين الدول الأوروبية على مسودة القائمة.

سادساً: تجميد مقاربة المبعوث الأممي القائمة على «خطوة مقابل خطوة»، أي استعداد دول أوروبية للإقدام على خطوات تتعلق بالتطبيع وتخفيف العقوبات، أو عدم فرضها في حال أقدمت دمشق على خطوات إيجابية بالعملية السياسية.

سابعاً: تشجيع المبعوث الأممي على البحث عن بوابات جديدة لتنفيذ القرار «2254» مثل العمل على توفير «البيئة المحايدة» وإطلاق معتقلين وسجناء.

ثامناً: تشجيع دول أوروبية على استضافة مؤتمر المانحين في بروكسل، بحيث تبقى هذه الدول تملك منبراً يتعلق بتمويل المساعدات الإنسانية والإمساك بملف اللاجئين. عملياً، استمرار الدول الغربية (أميركا والأوروبية) في استخدام 3 أوراق للضغط، هي: العقوبات، والتطبيع - الشرعية، والإعمار. تاسعاً: البحث عن وسائل للإفادة من الأزمة الاقتصادية في لبنان لحرمان دمشق من مصادر القطع الأجنبي لتوفير خفض إضافي في سعر صرف الليرة، الذي تجاوز أمس جدار الألف ليرة للدولار الأميركي. عاشراً: السماح بتعاطٍ انتقائي بين «قوات سوريا الديمقراطية» شرق الفرات ودمشق فيما يتعلق بالموارد الطبيعية مثل النفط، بحيث يوفر ذلك موارد لحلفاء واشنطن من القطع الأجنبي وليس لتوفير فائض من القطع الأجنبي في دمشق.

في المقابل، تتبع موسكو نهجاً مختلفاً تعزز بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة إلى واشنطن وعودته بخيبة جراء عدم تجميد الرئيس ترمب «قانون قيصر» وعدم إقرارها بـ«خطوات إيجابية في سوريا».

مقاربة روسيا تراهن أيضاً على «الصبر الاستراتيجي» وفق فهمها، ذلك أن مسؤوليها يعتقدون بإمكانية «شراء الوقت والانتظار» لأن تكلفة الحرب في سوريا منخفضة. كما أن الكرملين ليس رهن مواعيد الانتخابات والتغيير في النظام السياسي ولا هو أسير الأجندات المحلية. يتضمن الرهان الروسي أيضاً بروز تحديات في أوروبا جراء الهجرة والإرهاب وظهور أزمات جديدة تعطي فرصاً لها في الشرق الأوسط من جهة؛ وتراجع الاهتمام بالملف السوري من جهة ثانية، وتمكن السلطات السورية من استعادة السيطرة والقدرة في جغرافيا البلاد ومؤسساتها من جهة ثالثة. وفي هذا السياق، يمكن وضع إشارات الخطاب الرسمي الروسي عن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى دمشق؛ إذ إنه ركز على وجود «الأمن في دمشق وبينها وبين مطارها الدولي» وعلى استعادة «الدولة إمكاناتها»، إضافة إلى وجود «الاستقرار في البلاد». أيضاً؛ جاء تمسك الجانب الروسي بفرض شروطه في مجلس الأمن على الدول الغربية؛ بحيث ألغيت معابر حدودية مع الأردن والعراق لتسليم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، والتمديد للقرار الدولي بالاكتفاء بمعبرين بين تركيا وشمال سوريا، في سياق مساعي موسكو لدفع الدول الغربية إلى العمل في دمشق والتطبيع معها من بوابة المساعدات الإنسانية، إضافة إلى استمرار رهان بوتين على العمل مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان لتحقيق تفاهمات ومقايضات في سوريا مقابل تعزيز التعاون الثنائي الاستراتيجي وخلق تحديات إضافية لأوروبا وضغوطات على «حلف شمال الأطلسي (ناتو)».

 

نشر قوات من الجيش والشرطة في كربلاء مع تواصل الاحتجاجات

بغداد/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020»

أعلنت وزارة الدفاع العراقية اليوم (الثلاثاء) نشر قوات من الجيش والشرطة في كافة أرجاء كربلاء، وذلك لبسط الأمن والاستقرار داخل المحافظة التي تشهد احتجاجات.

وذكرت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني أنها قامت بهذه الخطوة «بغرض ديمومة الأمن والاستقرار وحماية المنشآت العامة وممتلكات المواطنين واستمرار دوام الطلبة والدوائر الحكومية ولاستمرار عجلة الحياة بشكل أفضل ومنع جميع العابثين بالمساس بأمن المواطن». وتابع البيان «ما زالت الخطة مستمرة لمنع العابثين من تعكير صفو الحياة بمحافظة كربلاء». إلى ذلك، تواصلت اليوم المظاهرات الاحتجاجية في كربلاء للمطالبة بتشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن تدخل الأحزاب. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن التظاهرات تواصلت صباح اليوم حيث خرج طلاب عدد من المدارس وموظفي الدوائر الحكومية في مسيرات لدعم المظاهرات الاحتجاجية، وقد اكتظت بهم ساحة التظاهر. وفي إطار متصل، نظم طلاب جامعة كربلاء اعتصاما داخل الحرم الجامعي للمطالبة بالكشف عن المتورطين في جرائم الاغتيالات التي تطول الناشطين والمتظاهرين. وأفاد شهود بأن مصادمات اندلعت في ساحة زيد وبعض الشوارع المحيطة بها بين قوات الشرطة وعدد من الملثمين الذين حاولوا حرق مبنى مدرسة الزهراء للبنات في كربلاء التي تقع على مسافة 118 كلم جنوب العاصمة بغداد، مما تسبب في إصابة شرطي بحروق. وذكر الشهود أن مجهولين ألقوا قنبلة يدوية على مركبة تابعة للشرطة، من دون أن تقع إصابات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سقوط حكم الطائف وغياب البدائل والفوضى المتنامية

شارل الياس شرتوني/14 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82302/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81-%d9%88%d8%ba%d9%8a%d8%a7/

يكفي مشهد المواطنين الوافدين الى المصارف ارهاطا ارهاطا لسحب المتيسر من ودائعهم وجنى أعمارهم، والتنصت الى ارهاصات حسن نصرالله الابوكليبتية، وتخوفات ابرز النهابين في البلاد، نبيه بري ووليد جنبلاط، من الانهيار المالي، وتوقع إسقاط تكليف حسان دياب الوشيك من قبل من كلفه، ودخول الحراكات المدنية في دوامات اعتراضية دون أفق سياسي وتحت وطأة ضغط التدهور الدراماتيكي للأحوال المعيشية، وتعمم مناخات اليأس والإحباط، وشيوع اجواء نهيلية سياسية مستخدمة من قبل فرقاء سياسيين، داخليين وإقليميين، للتيقن اننا على مشارف مرحلة حاسمة سوف تأخذنا اما باتجاه ديناميكية تحلل مضطردة، أم باتجاه تسويات سياسية كبرى تخرجنا من حالة انسداد الأفق المطبقة التي تسود البلاد.

لا إمكانية بعد اليوم للتعايش مع المفارقات السيادية القاتلة التي أحلنا اليها على كل المستويات كنتيجة منطقية لنظام الطائف الذي أرسى لبنان على خط تقاطع سياسات النفوذ الإقليمية والداخلية، والذي حول الدولة اللبنانية الى صندوق إيقاع لتفاهماتها ونزاعاتها، والى مصدر لتمويل ريوعها، وتبييض أموالها، وترفيد محسوبياتها من خلال تدمير الرباطات المواطنية والمدنية لحساب نظام الزبائنيات والولاءات المسخرة.

ما نعيشه اليوم هو المؤدى المباشر لسياسات النفوذ السنية والشيعية بحبكاتها السورية والسعودية والإيرانية، ولاداءات الاوليغارشيات السياسية-المالية التي أنشأتها، وشبكات المصالح والتداخلات الاستراتيجية التي أوجدتها فحولت لبنان الى مركز لتصريف هذه السياسات بمكوناتها السياسية والمالية والاقتصادية، وتردداتها على المستويات البنيوية للاجتماع السياسي اللبناني على اختلاف مندرجاته.

ان أي مقاربة للأزمات البنيوية القاتلة التي نعيشها خارجاً عن واقع هذه التداخلات وإملاءاتها ومؤدياتها الفعلية يندرج اما في إطار الأخطاء المنهجية الشائعة عند كل الافرقاء، اما من منطلق الاداء النزاعي الإرادي الذي يتوخى ارساء ديناميكيات انقلابية تغير ماهية الكيان اللبناني، أم تنهيه مع بدايات مئويته الأولى.

ان أزمات الحكم الدورية، والمفارقات الناشئة عن صورية المؤسسات الدستورية واستخدامها من قبل مراكز القوى القائمة بامتداداتها الداخلية والخارجية، والنهب المبرح للأموال العامة، واستعمال النفوذ السياسي من اجل الإثراء الشخصي وترفيد السياسات الريعية والزبائنية في الأوساط الشيعية والسنية والدرزية وملحقاتها في الأوساط المسيحية، ليس بالأمر العارض.

لقد ادى حكم الطائف الى إنشاء اوليغارشيات مالية-سياسية احتضنتها مظلاته الإقليمية، والى تكوين تحالفات مرحلية بينها وبين الاوليغارشيات المالية القديمة، على قاعدة تبادل الخبرات وارساء الشراكات، وتقاسم سياسات اعادة الإعمار بالتراضي بين مختلف مواقعها، وتحويل النظام المصرفي الى مرتع لتبييض الأموال، ولسياسات الهندسة المالية المنفصلة عن أية سياسة إنمائية تهدف الى تفعيل العمل الاقتصادي على قاعدة الاقتصاد المعرفي، والتوازن الانمائي، والاستثمارات الخلاقة في المجالات الزراعية والصناعية والخدماتية، وتوسيع مروحة تقسيم وإيجاد فرص العمل .

لقد استعيد النموذج المالي والاقتصادي الذي فرضه رفيق الحريري على البلاد من قبل الاوليغارشيات السنية التي ورثته، ومن قبل سياسات النفوذ والاوليغارشيات الشيعية الناشئة والوافدة من أفريقيا واميركا اللاتينية ومن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وها نحن اليوم نحصد بعد ثلاثين سنة مؤدياته الكارثية.

السؤال هل من مخرج من دائرة التلازم بين الواقع السياسي النزاعي والانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي أودى اليها ؟

إمكانية الخروج متوافرة في حال تفعيل ديناميكيات سياسية وإصلاحية تنعقد حول المحاور التالية:

أ- ان أي استراتيجية للخروج من الأفق المسدود الذي نعيشه تفترض استعادة الحيثية الأولى للوجود الدولاتي المستقل، المبدأ السيادي بكل تطبيقاته الداخلية والخارجية .

من غير المقبول ان يضع حزب الله يده على القرارات السيادية دون تحفيز الانقسامات الداخلية التي تعرض الاستقرار الدخلي والسلم الأهلي في ظل واقع إقليمي متفجر، وان يأخذ البلاد رهينة لتأزم سياسات النفوذ الإيرانية اقليميا، وتهاوي شرعيتها داخليًا.

ناهيك ان واقع الارتهانات النزاعية المترابطة وإملاءاتها وما نشأ عنها من مصالح واداءات سياسية ومالية واقتصادية، سوف يحيلنا الى استحالات على مستوى ايجاد الحلول الملحة للمشاكل المالية البالغة الخطورة، والى احكام سياسات العقوبات والعزل الملازمة لوضعية ودور حزب الله على تقاطع خطوط النزاعات الاقليمية والعمل الاقتصادي المنحرف.

كما ان استعادة الاعتبارات السيادية يفترض اعادة القرار في السياسة المالية والمصرفية الى الآليات الدستورية، واخراجها من دائرة السياسات الاستنسابية للمصارف وتشابكاتها المصلحية مع الاوليغارشيات المالية-السياسية.

ب- لا بد من حسم مسألة تشكيل الحكومة على اساس توافقي بحده الأقصى وليس الأدنى، الأمر الذي يعني انه ينبغي تأليف حكومة ائتلافية تجمع الكفاءة المهنية والتمثيل السياسي المتوازن، الذي يحفظ التوازنات البنيوية للاجتماع السياسي، والخارج عن إقفالات وإملاءات الاوليغارشيات القائمة، من اجل المباشرة الفورية بمعالجة الطوارئ المالية والاقتصادية والاجتماعية.

حكومة حسان دياب المزمعة هي تعبير عن تسوية بالحد الأدنى ينقصها التماسك المهني والسياسي والاستقلال المعنوي تجاه مراكز النفوذ القائمة.

هذه المقاربة تملي على الحراكات المدنية التوصل الى قاعدة تفاوض توافقية فيما بينها تتجاوز الاختلافات الأيديولوجية باتجاه التفاهم حول المحاور التالية:

1- استعادة الأموال العامة،

2- الإدارة الإصلاحية للشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتربوية،

3- التحضير لانتخابات نيابية مبكرة تنهي أزمة الشرعية العميقة والشرخ القائم بين الواقع الاوليغارشي الحاضر والتطلعات الإصلاحية للحراكات المدنية، وتدفع بمجلس نيابي ذات تمثيل فعلي للتنوع السياسي في البلاد، ومهمة تأسيسية تتوخى وضع الخيارات القيمية والسياسية والدستورية التأسيسية للجمهورية الثالثة،

4- فتح باب المشاركة الديموقرطية من خلال ايجاد السلطات المهنية الناظمة، والبرلمانات البلدية، والمشاركة العضوية في اعمال اللجان النيابية.

ان أي اداء سياسي ينأى عن موجبات العمل الاصلاحي بمكوناته السياسية والدستورية والمؤسسية والمهنية، يندرج ضمن سياق التسيب الإرادي القائم الذي يستهدف التوزانات البنيوية للاجتماع السياسي، والأولويات الإصلاحية الملحة، وضرورة استئصال البلاد من إملاءات سياسات النفوذ القائمة، بمتغيراتها السياسية والمالية، التي ترخي بظلالها على المستقبل الآني والمتوسط، وتدفع بالانهيارات المتسارعة.

هذا المسار يتطلب مداخلات دولية محفزة وضامنة لديناميكيات الاستقرار والإصلاح المتلازمتين، من خلال تطبيق الفصل السابع من قانون الأمم المتحدة، واعتماد الإصلاحات الهيكلية لصندوق النقد الدولي والسياسات الشرطية للدول المانحة، وإلا فنحن في سباق مفتوح بين الانهيارات المدغمة، والنزاعات الإقليمية والدولية المفتوحة، وتردداتها الكارثية على اوضاعنا الحياتية.

 

لبنان بين نهب الداخل واحتلال الخارج

 علي حماده/النهار/14 كانون الثاني 2020 | 00:00

بعد مرور تسعين يوما على اندلاع شرارة " ثورة ١٧ تشرين"، يشعر مراقب الواقع اللبناني ان ثمة مناعة حقيقية للتغيير على مستوى القوى السياسية الرئيسية. فتأليف الحكومة الجديدة من قبل الدكتور حسان دياب يجري ضمن قواعد تقليدية تبدو معها علامات عدم الاكتراث بالزلزال الذي حصل منذ السابع عشر من تشرين، ثم بالانهيار المالي - الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد كما لم يحصل منذ ولادة الكيان اللبناني. فالمشكلة ان أحدا لم يلحظ خروجا على المعالجات الجامدة، ولا على اللعبة القديمة في اطار تناتش الحصص الوزارية في زمن الانهيار الشامل. كل ما يلاحظ هو انعدام حس المسؤولية الذي أصاب الجميع من دون استثناء من اعلى الهرم الى اسفله. كل ذلك تزامنا مع اكبر عملية سطو جماعية يتعرض لها المواطنون اللبنانيون اكان في قوتهم اليومي، او في القليل مما بقي لهم من زاد مادي في المصارف او خارجها. ثمة جريمة كبرى ترتكب يوميا في حق اللبنانيين. وثمة مجرمون في السلطة اكانت سياسية ام مالية قرروا ان يدفعوا الناس بالملايين نحو الحضيض على الصعيد المعيشي، تاركين شعبا باسره من دون ادنى مظلة اجتماعية يحتمون بها. فما يحصل على مستوى المصارف، والغياب المخيف لمصرف لبنان عن واجب حماية امن الشعب الاقتصادي، اقله في ما يتعلق بممتلكاته المالية المحتجزة في المصارف، والتي يجرى السطو على جزء كبير منها يوميا بشكل منهجي، لا نسمع مسؤولا واحدا يخرج امام الشعب متحملا مسؤوليته.

في موقفنا الأخير قلنا ان احد أوجه الأزمة اللبنانية تمحور في خلو موقع رئاسة الجمهورية من شخص على قدر المسوؤلية التاريخية التي يفترض تحملها في هذه المرحلة. فاذا كان غياب رئيس حكومة تصريف الاعمال طوال أسبوعين مسألة سلبية فإن حضور رئيس الجمهورية بالواقع يكاد يكون مثل غيابه، وثمة ( ونحن منهم ) من يعتبر ان وجود الجنرال ميشال عون في سدة الرئاسة هو في حد ذاته احد عوامل الازمة ا، أولا من خلال القصور الفاضح في ممارسة المسؤوليات، وثانيا من خلال الانعكاسات الكارثية التي يتسبب بها اصطفاف رئاسة الجمهورية ضمن محور تقوده ايران إقليميا، و"حزب الله" محليا بوصفه ذراعا للسياسة الإيرانية في المنطقة. في مكان آخر يجب القول وبصراحة متناهية ان تكليف الدكتور حسان دياب بالشكل الذي حصل، يجعل من الصعب عليه ان يتقدم خطوة جدية الى الامام في اتجاه تشكيل حكومة ترضي الشعب، وتحوز ثقة الخارج. فالكل يعلم ان دياب يتلقى الأسماء من القوى الحزبية المتهمة بنهب البلد ، وبإيصاله الى الحضيض. ودياب لا يتمتع بصدقية كافية لا على الصعيد الشخصي، ولاعلى الصعيد التقني، ولا السياسي بما يمكنه من ان يكون رئيسا معقولا لحكومة انقاذ وطني. ان طريقة تكليف دياب، وقبوله بالتكليف بهذه الطريقة المعيبة حشرته منذ البداية في زاوية ضيقة، وألصقت به صورة الرجل الذي اختاره رئيس الجمهورية و"حزب الله" ليكون مطية لهما. ومن هنا انعدام الثقة بدياب.

ان المرحلة صعبة جدا محليا وإقليميا، ولبنان في وضعه الحالي، وباعتباره واقعا تحت سيطرة "حزب الله" فإن الفساد المجرم الذي ينخره، والنهب المنظم الذي يتعرض له أبناؤه، يضاف اليهما خضوعه شبه التام لاجندة "حزب الله" سيبقي المجتمع الدولي بعيدا يدير الظهر للكارثة التي وقع فيها لبنان.

 

هل كلّف المرشد نصرالله قيادة أذرع إيران خلفاً لسليماني؟

أحمد عياش/النهار/14 كانون الثاني/2020

مَن استمع الى الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في تأبين قائد “فيلق القدس” الراحل الجنرال قاسم سليماني، أدرك ان الاول دخل مرحلة جديدة في عمله ضمن المشروع الايراني الخارجي. فهو اليوم صار عمليا يمثل الرقم الاول في هذا المشروع، ما يعني انه أصبح فعليا حامل رايته من دون منازع. فما هي نتائج هذا التطور في المنطقة عموما، ولبنان خصوصا؟

قبل الذهاب الى عرض المعطيات المتصلة بالفراغ الذي نشأ عن غياب سليماني عن مسرح الاحداث، لا بد من التوقف عند التطور الذي أدى الى إقدام الادارة الاميركية على تصفية الجنرال الايراني وتبنّيها ذلك علانية. وفي جديد هذه المعطيات، كما علمت “النهار” من مصادر ديبلوماسية، ان مناخا من التشدد يهيمن حاليا على البيت الابيض، لم يكن موجودا قبل أسابيع قليلة. حتى ان ديبلوماسيا أميركيا أبلغ محدّثه اللبناني بعد أيام من تصفية سليماني، ان وزارة الخارجية الاميركية يسيطر عليها حاليا مناخ الصقور الذي وصل الى وزير الخارجية مايك بومبيو نفسه. أما الاصوات التي كانت تنادي بالاعتدال، وأوردت هذه المصادر بعض أسماء السفراء الكبار، فلم يعد لها نفوذ في الوقت الراهن في دوائر هذه الوزارة.

في ظل مثل هذا المناخ الاميركي، أطل نصرالله الاحد بخطاب متشدد ضد الولايات المتحدة مشحونا بتوتر أكثر مما كان عليه في إطلالته قبل الاخيرة منذ أسبوع في تشييع سليماني. فهل ستكون ثمة تبعات لهذا الصدام بين مناخ الصقور الاميركي والتشدد الايراني بلسان نصرالله؟

في تقدير المراقبين ان المنطقة عموما، ولبنان خصوصا، دخلا عمليا في نفق مجهول مشحون بالاحتمالات من الآن حتى موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني المقبل. وما يزيد خطورة الاشهر العشرة التي تفصلنا عن الاستحقاق الانتخابي الاميركي، ان الدور الجديد الذي سيناط بالامين العام لـ”حزب الله” سيضع لبنان على صفيح ساخن، على رغم الجهود التي تبذلها جهات دولية كي يتجنّب لبنان تبعات المواجهة الاميركية – الايرانية التي تتجه الى تصعيد على كل المستويات، والذي لن يتراجع إلا إذا ذهبت الاحداث نحو المفاوضات.

حول السؤال عن المهمة الجديدة التي ناطها المرشد الايراني علي خامنئي بنصرالله كي يملأ الفراغ الذي نشأ عن غياب سليماني، تقول اوساط شيعية معارضة لـ”النهار”، ان مقارنة بين الكلمة الاخيرة لنصرالله وتلك التي القاها بعد اغتيال قائد “فيلق القدس”، تظهر ان الامين العام للحزب قد انتقل من مرحلة انتظار ما ستقرره طهران بعد ان تتولى بنفسها الرد المباشر على تصفية سليماني، الى مرحلة القرار حول دور التنظيمات التابعة لإيران بعدما أنجزت الاخيرة خطوة الرد عبر قصف قاعدتين عسكريتين في العراق في الايام الأخيرة.

عندما يتحدث نصرالله عن ان العراق سيكون مسرح المواجهة بين إيران وحلفائها من جهة، وبين الولايات المتحدة من جهة اخرى، يعني بحسب الاوساط نفسها ان “حزب الله” سيكون رأس حربة في هذه المواجهة بفضل الامكانات والخبرات التي يتمتع بها منذ ان دخلت إيران الى العراق في أعقاب الغزو الاميركي لبلاد ما بين النهرين عام 2003. وهكذا، سيوجّه نصرالله امكانات حزبه الى الساحة الجديدة بعدما كانت سوريا المسرح لأعوام عدة خلت وتكبّد فيها “حزب الله” نحو 2000 قتيل وآلاف الجرحى.

ماذا عن الدعم الذي كان يوفره سليماني مباشرة للذراع اللبنانية منذ أكثر من عقدين، كما صرّح نصرالله بنفسه؟

في مقال كتبه أمير طاهري في صحيفة “الشرق الاوسط ” في العاشر من الجاري، تحت عنوان “رحيل سليماني وارتباك المخططات الإيرانية” جاء فيه: “… في داخل إيران، تمكّن سليماني من تكوين دولة داخل الدولة. ووفقاً لبيانات مكتب الجمارك الإسلامي، يسيطر “فيلق القدس” وحده على 25 رصيفاً بحرياً – داخل أكبر خمسة موانئ إيرانية – مخصصة لواردات وصادرات “الفيلق” دون غيره، ومن دون أي تدخّل يُذكر من جانب السلطات الإيرانية المختصة. وهناك ضريبة بنسبة خاصة مفروضة على واردات السيارات الأجنبية لمصلحة صندوق خاص تحت سيطرة “فيلق القدس” من أجل تغطية نفقات العمليات الجارية في العراق وسوريا ولبنان، فضلاً عن مساندة الجماعات الفلسطينية الموالية لإيران”. فهل ستستمر هذه الامكانات التي كانت تتدفق أيام سليماني الى الاذرع الايرانية على حالها بعد رحيله؟

من المرجح ان المرشد الايراني الذي كان يحتضن سليماني سيكون حاضرا الآن لكي تبقى آلة المشروع الايراني الخارجي قيد العمل، بما ذلك توفير الامكانات اللازمة لها لكي تستمر في أداء مهماتها، علما ان سليماني كان موجودا مباشرة على مسرح هذا المشروع بما في ذلك لبنان، كي يلبي حاجاته سريعا. فهل سيأتي مَن يوفر هذه الصلة بدلا منه؟ في مرحلة جديدة من عمل “حزب الله” بعد سقوط سليماني، يبدو ان الملف الداخلي المتعلق بتشكيل الحكومة سيتأثر بدوره بهذا التطور. وتقول اوساط مرجع نيابي لـ”النهار” ان الحزب لا يضيره ان ينتصر حليفه “التيار الوطني الحر” في معركة تشكيل حكومة حسان دياب في مواجهة الرئيس نبيه بري وافرقاء آخرين، إنطلاقا من حسابات تتعلق بضمان تغطية عهد الرئيس ميشال عون للحزب في المواجهة على المستوى الخارجي. في كلمته الاخيرة يقول نصرالله: “ستكشف لكم الأيام ان بعد استشهاد سليماني العالم سيكون عالماً آخر، لا أمان فيه لهؤلاء الطغاة والقتلة والمجرمين والمستبدين”. لكن ما لم يقله نصرالله هو ان لبنان الذي يستخدمه المرشد الايراني منصة، سيكون بكل تأكيد بلا أمان أيضا!

 

موجة الثورة الثانية.. عُدنا وهذا بديلنا

نادر فوز/المدن/14 كانون الثاني/2020

يوم السبت الماضي، قالت ثورة 17 تشرين إنها لم تخمد. وقال الثوار ما معناه: "سنعود بعد قليل". اليوم الثلاثاء 14 كانون الثاني، قال الثوار "عُدنا". من المسيرات الحاشدة في بيروت وطرابلس والنبطية قبل أيام، استعادت شوارع الثورة زخمها، فعاد مشهد قطع الطرق في مناطق كثيرة. وهذا ما يبشّر بموجة ثانية من الانتفاضة، لأن أحزاب السلطة والطوائف لم تفهم بعد أنها فاشلة، وغير مرحّب بها في إدارة البلد واستكمال نهبه وسرقة الناس وقطاعاتها ومؤسساتها الرسمية. وفي ظلّ الأزمة الاقتصادية والنقدية والفضائح اليومية التي يستيقظ عليها اللبنانيون - بدءاً من انقطاع الكهرباء وسعر صرف الدولار وتمثيل لبنان في الأمم المتحدة، ومروراً بأزمة الإنترنت وفضيحة تشكيل الحكومة ومحاولة السلطة الانقلاب على صيغتهم السياسية من التكنوقراط، وعودة أجواء تشكيل حكومة سياسية - عاد عشرات الآلاف إلى الشارع.

مسيرات متفرّقة

وبعد نجاح الدعوات إلى قطع الطرق صباحاً في بيروت، يكمن التحدّي الفعلي أمام مجموعات الثورة في استكمال الحركة الميدانية في الساعات والأيام المقبلة. انطلق "أسبوع الغضب" بنجاح، والعبرة طبعاً في إتمام التعبير عن هذا الغضب ونتيجته. برزت توجهات عدة للمجموعات في بيروت، الأمر الذي يؤكد وجود تشتّت في الحركة الميدانية، أو أقله اختلافاً وتنوّعاً فيها. فكانت دعوة من مجموعات يسارية وشيوعية، وأخرى مدنية مثل "لحقي" إلى مسيرات في اتجاه مصرف لبنان. وأخرى من "بيروت مدينتي" و"حزب سبعة" في اتجاه منزل الرئيس المكلف. وثالثة في اتجاه شارع ويغان، حيث مدخل مجلس النواب. طبعاً هذه الدعوات لا يلغي بعضها البعض الآخر، ولا تنتقص واحدتها من الأخرى. فهي "ليست لبن وسمك"، كما يقال في العامية. فكثرة الحركة وتنوّعها مطلوبان اليوم أيضاً، كما كانت الحال في الشهرين الماضيين.

سلطة الفشل

لكن المسيرات في اتجاه منزل دياب ترتسم حولها وبتلقائية علامات لاستفهام كثيرة، على اعتبار أنها تحمل مطلب تشكيل الحكومة في غضون أيام. وهذا ما يوحي بأنّ المجموعات التي دعت إلى هذه الخطوة، لا تزال تؤمن بإمكان الرئيس المكلف تلبية مطلبها بتشكيل حكومة تكنوقراط. وكأن هذه المجموعات راضية بدياب ومن كلّفه وبقدرتهما على إنقاذ البلد من الفشل الذي يخنق مؤسساته. والمسيرات إلى تلة الخياط لم تحمل مطالب إسقاط دياب ومَن خلفه. وهذه تساؤلات تعجز هذه المجموعات عن الإجابة عليها. وقد تكون من دعاة إعطاء دياب فرصة التشكيل، بعد فرصة التأليف الفاشلة حتى الساعة، والمتخبّطة بوحول أطماع أحزاب وقيادات السلطة وتمسّكها بالمناصب. لقد أصبح التمسّك بدياب كالتمسّك بالسلطة، هو منها وهي منه، وكلاهما نابعان من الجهة نفسها، سلطة الفشل.

أيام الغضب

ولا تملك مجموعات بيروت صيغة واضحةً لسيناريو أسبوع الغضب. لكن الأكيد أنّ الغضب لا يمكن أن يتمثّل إلا بتحركات ميدانية وقطع طرق واعتصامات طيّارة أمام مقار ومؤسسات رسمية وقطاعات منهوبة وغير منتجة. هذا إضافة إلى حركة في اتجاه المصارف التي تحرم اللبنانيين من أموالهم، تبعاً لقرار مغطّى من السلطة وحاكم مصرف لبنان. فقرار قطع الطرق صباحاً اتخذته هذه المجموعات التي تعلم جيداً أنّ خنق الشرايين الحيوية لساعات في الصباح، يكفي لموت الحركة في بيروت اليوم وغداً.  ثم توجّه جديد لإعادة خيام الاعتصام إلى نقاط قطع الطرق في الساعات المقبلة، بهدف استعادة نقاط التجمّعات في بيروت ومحيطها. وفي ذلك عودة إلى الأيام الأولى من ثورة 17 تشرين، وتعبير عن استعداد متواصل ودائم لقطع الطرق عند كل ساعة. والتحركات الموضعية الأخرى مطروحة في بنك أهداف المنتفضين، في اتجاه وزارة المال ومتفرّعاتها والمصارف وشركة الكهرباء. على أن تكون طرق الرينغ ومصرف لبنان وشارع ويغان محطات شبه ثابتة في بيروت. وهذا إضافة إلى توجّه للانقضاض على محال الصيرفة فيها، استنكاراً للنهب المنظّم الحاصل فيها لليرات اللبنانيين. في المناطق ستكون مسيرات أيضاً، في تجاه المقار والمؤسسات الرسمية، مثل مراكز مصرف لبنان و"النافعة" و"السرايا" وغيرها، مع التأكيد على استعادة الساحات العامة في كل منطقة، بعيداً عن التشبيح الرسمي والحزبي.

بدائل الثورة

لا تلغي العودة إلى الشارع الجهد الذي على مجموعات بيروت والمناطق بذله، لتجسيد صيغة بديلة عن إدارة الأزمة. ليس بديلاً للسلطة فقط، بل لمشروع إنقاذي واضح، وتكريسه من خلال الشارع. فالمشاريع العديدة التي سوّقت لها المجموعات منذ الأسابيع الأولى لثورة 17 تشرين، تحتاج إلى إعادة صوغ ووضع ما يشبه "المراسيم التنفيذية" لها، بعيداً عن العناوين الفضفاضة والتركيز على المطالب والحقوق الفعلية. هنا لا بد لهذه المجموعات أن توظّف خبراءها لتقديم البديل الفعلي للفشل الحاصل منذ عقود. لا يكفي أن تقول الثورة اليوم "عُدنا"، بل "عُدنا والعود أحمد"، "عُدنا وهذا بديلنا".

 

أنا جائعٌ

عقل العويط/النهار/14 كانون الثاني/2020

الجوع في كلّ مكان، يربّي.

الجوع هنا، كما في كلّ مكان، يربّي مواهب الألم. الحرّيّة. التواضع. الإمّحاء. الصداقة. الحبّ. الألفة. التضامن. الكرم. التضحية. ومواهب البذل السرّيّ الكتوم الخفِر، حيث لا تعرف يمناكَ ما صنعتْ يسراك. الجوع يربّي مواهب النبل. الفروسيّة. البطولة. الأنفة. الإباء. التمرّد. الرفض. عدم الرضوخ. والجوع يضع المرء الجائع على سكّة البحث الأصيل عن اللقمة الأصيلة. عن حبّة الزيتون. عن أوراق الزوفى. الخبّيزة. وعن الأسس الأصيلة. والمعايير النبيهة. والحقوق المهدورة. الجوع يربّي مواهب الأمل والصلابة. يطحن الصخور. يمهّد الجلول. يرتّب الحفافي. يغرس. يبذر. وينتظر. الجوع يربّي الجائع على تحمّل الجوع. على عدم الاستعطاء. على رفض مدّ اليد أمام الوحش طلبًا لرغيفٍ مستحَقّ. الجوع يربّي الجائع على تفجير مواهب الهزء. والسخريّة. والهجاء المقزع. والتجرّؤ الذي إذا تفجّر وأفلت من عقاله، لا يقف عند حدّ. الجوع يربّي مواهب البراكين. الزلازل. ومواهب الجبال والثلوج التي تتشلّق. مثلما يربّي مواهب الحقد. والبغض. والكراهة. والضغينة. والاحتقار. والازدراء. والانتقام. والثأر. والثورة. الجوع يقضّ المضاجع. يقتحم الأبواب المغلقة. يردم جدران الفصل الطبقيّ والعنصريّ. يهدم الحصون المنيعة. يخرّب الأسرّة الهانئة. يمرّغ أصحاب المال. يسمّم ولائم الفحش والاستعلاء واللامبالاة. يهزّ العروش. يقلب الكراسي. ويشعل الليل الاستبداديّ البهيم بالنار التي لا تنطفئ. الجوع هنا، كما تحت كلّ سماء، لا ينتهي الجوعُ فيه على خير. تحت أمرة الجوع، القوانين تتغيّر. الأنظمة تتغيّر. القواعد تتغيّر. المفاهيم تتغيّر. الأصول تتغيّر. الأخلاق تتغيّر. الأفعال تتغيّر. وردود الأفعال تتغيّر.

تحت أمرة الجوع، الآمن لن يعود آمنًا. الهانئ لن يعود هانئًا. السيّد لن يعود قادرًا على فرض سيادته. الغنيّ لن يعود متمكّنًا من غناه. المستبدّ، هنا، كما في كلّ مكان، هل يعود قادرًا على مواصلة استبداده؟! تحت الجوع، تحت سلطة الجوع، الحرُّ الوحيدُ هو الجائع، لأنّه لا يهاب أحدًا، ولا شيئًا. جوعُهُ هو طعامُهُ، وهو رئيسُهُ وأميرُهُ وملكُهُ ومفتيُّهُ وبطريركُهُ، وهو بوصلتُهُ، وهو حرّيّتُهُ، وهو ثورتُهُ، وهو قانونُهُ، وهو نظامُهُ، وهو دستورُهُ، وهو أمنُهُ، وهو جيشُهُ، وهو شرطتُهُ، وهو قواهُ المسلّحة. وهو منارتُهُ إلى البرّ الأمين. تحت الجوع، تحت سلطة هذا الجوع، هنا، خصوصًا، الجائعُ هو الحرُّ الطليقُ الوحيدُ المتحرّرُ من كلّ شرط، والأقوى من كلّ شرط. ففي مقدوره، آنذاك، وتحت سلطة جوعه التي لا تُرَدّ، ولا تُقهَر، في مقدوره أنْ يسنّ "قانونًا" يبطش بالبطّاشين، ويستبدّ بالمستبدّين، وينغّص حياة أهل السلطة الفاسدين السرّاق الناهبين، ويبيح المحظورات، كلّ المحظورات. آمين. تحت الجوع، تحت أمرة هذا الجوع الجائع الحرّ، كلُّ شيءٍ مستحيلُ الحدوث والتوقّع، سيكون ممكنًا ومتاحًا ومباحًا. الجوع هنا خصوصًا، يربّي. أنا جائعٌ، قال أحدهم، مُنذِرًا بالويل والثبور. وقال: لقد أُعذِر مَن أنذر!

 

هل نظام المرشد في مهب الريح؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

التساؤلات حول تطورات الأحداث في إيران تلحّ في استكشاف مصير النظام، ما الذي يمكن أن يحدث؟

الهجوم الأميركي المباغت والمتكرر عليهم في العراق، وقتل أبرز قادتهم العسكريين، فعلياً هو أول امتحان حقيقي لصلابة النظام وقدراته منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية في أواخر الثمانينات.

عجزهم في طهران عن الرد المكافئ، وإسقاطهم الطائرة الأوكرانية، وعودة الاحتجاجات إلى شوارع طهران رافعة سقف مطالبها باستقالة المرشد الأعلى... كلها مصائب تراكمت على طهران. وهي ليست مجرد حظ سيئ مع مطلع العام ولا مصادفات، بل نتيجة طبيعية لنظام متهالك ومتغطرس، معاً.

فهذا الذي يبدو أمامنا أسداً من زئيره العالي ليس إلا نظاماً هرماً غير قادر على التكيف مع تبدلات الداخل ولا التأقلم مع محيطه والعالم. وسبق أن كتبت قبل الأزمة أن عدو دولة المرشد الأعلى ليست الولايات المتحدة ولا السعودية أو إسرائيل بل شعبها في الداخل الذي تتجاهله.

السؤال يتكرر وبإلحاح الآن: ما الاحتمالات مع الضغوط الداخلية والخارجية الهائلة عليه؟

أهون الاحتمالات، ولن يفعل، أن يسارع ويغيّر سياسته الداخلية والخارجية وينجو. الثاني، أن يتغير رأس النظام، فيستولي على السلطة أحد الجنرالات من الجيش أو «الحرس الثوري»، أمر مرهون بحجم التحركات في الشارع. وعليه أن يعيد إنتاج نفسه من جديد داخلياً وخارجياً. والاحتمال الثالث أن ينهار النظام تحت الضغوط الهائلة من الشارع ويقفز على السلطة من يتقدم الصفوف بدعم من المؤسسة العسكرية وينتهي نظام آية الله كما نعرفه. والاحتمال الرابع أن تستمر الاحتجاجات ويزيد القمع، وفي الأخير يسيطر النظام وسط بحر من الدماء كما فعل في سوريا، وسيقدم تنازلات كبيرة للخارج، وهو خيار قد لا يدوم طويلاً، لأن إيران بلد كبير ويعاني. والاحتمال الأخير أن ينهار النظام في لحظة وتدب الفوضى، وهذا خيار لا يتمناه أحد نظراً إلى خطورته على إيران والمنطقة. الحديث عن مصير النظام ليس نتيجة مقتل سليماني وما تلاه من كوارث على النظام، بل أمر متوقع منذ زمن، ولا شك أن الاتفاق النووي الذي تبنته الإدارة الأميركية السابقة منح قُبلة الحياة لطهران بعد أن كانت تعاني من العقوبات والعزلة. إلا أنها بدلاً من أن تصحح أخطاءها أمعنت فيها ورفعت مستوى مغامراتها في المنطقة وزاد قمعها للداخل وجاءت إدارة أميركية لتعيد العقوبات وتتحداه.

النظام تفكيره قديم ومؤسساته الخدمية متآكلة، ولا يزال يمارس سياسته بنفس الأساليب والأدوات البائسة؛ القتل والخطف والتنظيمات العميلة وآيديولوجيا التطرف الطائفي. لهذا ليس غريباً أن يفقد السيطرة؛ يُسقط طائرة بالخطأ، ويخسر أهم قادته العسكريين، وتنهار قدراته التموينية الضرورية لحياة الناس، ويعجز عن بيع بتروله في السوق العالمية! ورغم ذلك تريد أن تواجه قوة ضخمة كالولايات المتحدة، والسيطرة على أربع دول عربية. سياسة النظام العدائية الشرسة تديرها ثلة من الكهول في طهران، بكفاءات إدارية واقتصادية محدودة. أما قدرته على استخدام الصواريخ الباليستية، وطائرات الدرونز، وشنه بعض الهجمات المتطورة مثل هجومه على «أرامكو»، فإن معظمها يعود لدعم حلفائه له مثل كوريا الشمالية، وأخرى معادية للقطب الأميركي. النظام منذ وصوله للحكم لم يبنِ دولة حديثة وصناعية بل بنى آلة عسكرية ودعائية كبيرة توهم شعبه والخارج أنه قادر على الاستقلال والإنتاج والحرب. لديه منظومة عسكرية ضخمة، من قوات نظامية، وميليشياوية واحتياط، ربما تعطيه قوة هائلة، مع هذا ها هو لا يستطيع تدبّر أمره حتى في تطوير مصافي النفط التي ورثها من عهد الشاه مع ما ورث.

 

روحاني والدولة «التي تحمل البندقية»

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

قبل عام، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استقالته من عمله في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». كان سبب الاستقالة تجاهل قيادات «الحرس الثوري» له بعدم إبلاغه بزيارة بشار الأسد الذي فوجئ بوجوده في طهران. عاد ظريف عن استقالته بعدما رفضها الرئيس الإيراني حسن روحاني. هذا قبل سنة مضت. أما قبل أيام فقد هدد روحاني نفسه بتقديم استقالته ما لم يعترف «الحرس الثوري» بمسؤوليته المباشرة عن تفجير الطائرة الأوكرانية التي أقلعت من مطار الخميني في طهران.

الذين ينتقدون سياسة إيران في المنطقة، خاصة في العراق ولبنان، بأنها تشكل لنفسها حكومة ظل تهيمن في الواقع على مؤسسات الدولة، عليهم أن يشاهدوا التركيبة السياسية داخل إيران نفسها. وصفة حكومة الظل، أو كما سماها حسن روحاني «الدولة التي تحمل البندقية» بدأت في إيران أولاً قبل تصديرها للخارج. وكذلك بدأت بعد نحو عامين من الثورة الخمينية عام 1979 لكن اتخذت قالبها واتضحت معالمها ومهامها بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، حيث برزت قوة مسلحة سميت «الحرس الثوري» وكذلك القوات التطوعية المسماة الباسيج، موازية للجيش، أخذت على عاتقها مهام تشكيل كتل مسلحة خارجية مثل «حزب الله» وحزب «الدعوة الإسلامية» و«فيلق القدس» وغيرها. وهذه القوى شكلت برعاية المرشد علي خامنئي استراتيجية الحكومة الموازية للحكومة الرسمية الممثلة دولياً، ومع الوقت، تفوقت عليها وأصبحت الحكومة الرسمية واجهة هشة لنظام عسكري متسلط التهم مقدرات الدولة وهيمن على القرار. روحاني وحكومته ووزراؤه في صدام مع الدولة العميقة منذ توليه الرئاسة، صدام سياسي واقتصادي. سياسياً يفخر روحاني أن حكومته أبرمت الاتفاق النووي مع الغرب واستردت عافيتها بعد مقاطعة اقتصادية دولية طويلة، لكن «الحرس الثوري» الذي يضم الطيف المتشدد المحافظ ينظر لهذا الإنجاز الحكومي بازدراء واستخفاف. ومع أن الاتفاق النووي لم يتطرق لوقف إيران لنشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة إلا أن «الحرس الثوري» لم يكتفِ بذلك واستمر في استفزاز المجتمع الدولي والحكومة الإيرانية بنشاطات الصواريخ الباليستية التي كانت محرّضاً مباشراً على انقلاب إدارة الرئيس دونالد ترمب على الاتفاق. انسحاب واشنطن من الاتفاق ضربة لحكومة روحاني، ودلالة على ضعف قوته الداخلية، وأنه مثل وزير خارجيته آخر من يعلم وآخر من يُستشار وآخر من يقرر. اقتصادياً الرئيس روحاني يردد للناس خلال المنابر أن نحو نصف اقتصاد بلاده في يد شركات «الحرس الثوري» وأهمها «خاتم الأنبياء»، التي هي بمثابة شركة قابضة استولت على قطاعات مهمة كالإنشاءات والنفط والاتصالات بعد خصخصة 80 في المائة من القطاع العام.

خلال الأيام الماضية اتضح حجم اتساع الشق بين روحاني و«الحرس الثوري» في قضية الطائرة الأوكرانية، وتعددت الاستقالات من الحكومة من شخصيات رفضت البقاء في حكومة ضعيفة بلا قرار، واشترط روحاني اعتراف «الحرس الثوري» بإسقاط الطائرة. وتم الاعتراف خوفاً من استقالة الرئيس التي قد تثير الإيرانيين في الداخل على المرشد خامنئي في توقيت سيئ، مع ذلك اشتعلت الاحتجاجات ضد «الحرس الثوري» الذي تسبب في جلب غضب دولي مضاعف على إيران. والحقيقة أنه بمراجعة سياسة نظام الملالي منذ قيام الثورة وحتى اليوم، يمكن جدولة الأعمال الإرهابية التي قام بها النظام عمداً ضد خصومه، ولا أريد أن أخسر مساحة هذا المقال في تعدادها، لكن من أبرزها مقتل أكثر من 300 أميركي عسكري ومدني في لبنان في تفجير السفارة الأميركية وثكنة للمارينز، وتفجيرات الكويت في عام 1983 فقط. تعاقبت بعد ذلك الأعمال الإجرامية من تفجيرات وخطف طائرات واغتيالات وعمل مافياوي منظم يعمل من خلال المقار الدبلوماسية ورجال الأعمال. العالم كله كان يعرف أن هذا النظام بعقيدته السياسية وليس بشخوصه، هو نظام إرهابي ولن يتغير، مع ذلك حاول الغرب استمالته للحد من جنونه، فكان الاتفاق النووي. ولم يدرك الغرب خصوصاً الأوروبيين الكبار؛ فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلا اليوم حقيقة مهمة وهي: أن الاتفاق تم توقيعه مع حكومة مهمشة وليس مع الدولة التي تحمل البندقية! الإدارة الأميركية بصقورها الحاليين أدركت هذه الحقيقة وكما قال مايك بومبيو وزير الخارجية: «هدفنا صناع القرار الفعليون». منهم قاسم سليماني الذي كان مقتله بمثابة زلزال هز كيان الثورة الخمينية ولم يسبق له مثيل منذ أربعين عاماً. هذا الزلزال كما بررت قيادة «الحرس الثوري» هو الذي أربك إصبع الضابط فضغط زر إطلاق الصاروخ بالخطأ وأصاب الطائرة الأوكرانية. خطة مقتل سليماني بغارة جوية، ونشر مشهد الاستهداف أراح قلوب الكثيرين في إيران والدول العربية ممن كانوا ضحايا لإجرامه، وأظهر إيران بحرسها ومرشدها في وضع الصدمة، وكشف الوجه الحقيقي للقوة الوهمية التي كانت تتخذ الإرهاب قناعاً. هذه المرحلة هي من أكثر المراحل حساسية في التعامل مع هذا النظام. هذا ما دفع واشنطن لفرض مزيد من العقوبات قبل يومين على كيانات وشخصيات إيرانية، والتأكيد على معاقبة أي دولة تتجاوز هذه العقوبات. لن أذهب بعيداً لأقول إن النظام الإيراني آل للسقوط، ولكن الواقع أنه يمر بأسوأ أيامه على الإطلاق، في الداخل والخارج.

 

هل يملك ترمب خطة ضد إيران أم لا؟

د. وليد فارس/انديبندت عربية/14 كانون الثاني/2020

معظم تفاعلات الرئيس الأميركي مع أزمات المنطقة المرتبطة بالتحركات الإيرانية لا تزال مجرد ردود أفعال

منذ هجوم الميليشيات المؤيدة لإيران في العراق على مواقع أميركية مروراً بقصف قاعدة في كركوك والرد الأميركي المضاد والأعمال التخريبية ضد السفارة في بغداد ووصولاً إلى عملية قتل قاسم سليماني، ورد الفعل الإيراني الذي استهدف قاعدة عين الأسد في الأنبار. تفجرت أزمة داخلية إيرانية تجسدت بتظاهرات متعاظمة في طهران ومدن عدة أخرى، وانطلق المنتفضون إلى الشوارع بعد إسقاط صواريخ النظام الإيراني من طريق الخطأ طائرة الركاب الأوكرانية وقتل كل مَن فيها.

هذه التظاهرات توسعت لتطالب بتنحي مرشد الثورة علي خامنئي عن السلطة كمرحلة أولى عملياً في إسقاط النظام، وفي خضم المسيرات المعارضة التي توسعت في الساعات الماضية، صدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل مفاجئ تغريدات عدة نصفها باللغة الفارسية تتحدث لأول مرة منذ بداية عهده عن وقوف إدارته مع المتظاهرين والشعب الإيراني ضد النظام حيث طالبه بعدم اعتراض المسيرات الشعبية، والسماح للهيئات غير الحكومية الدولية بمراقبة ما يجري داخل إيران. وأضاف في إحدى تغريداته كلمة "وإلا"، والسؤال اليوم ماذا عنى بهذه الكلمة؟

إن العارفين بالمطبخ السياسي للشؤون الخارجية في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والدفاع، يعلمون أنه ومنذ أشهر لم تكن هناك خطط إستراتيجية جاهزة لما يجري في الداخل الإيراني، ومعظم ردود ترمب حيال أزمات المنطقة المرتبطة بالتحركات الإيرانية كانت ولا تزال ردود فعل بحتة، فأمام تمدد النظام الإيراني في دول عربية عدة ردت إدارة ترمب عام 2017 بالتوجه إلى الرياض بخطاب يدعو التحالف العربي إلى مقاومة طهران، وفي العام الذي تلى أي 2018، ردت الإدارة الأميركية على تحركات الإيرانيين المتطورة التي استهدفت حلفاءه العرب في اليمن والسعودية والخليج بالانسحاب من الاتفاق النووي، وتصنيف الحرس الثوري وكياناته على لائحة الإرهاب وصولاً إلى وضع أقسى العقوبات على معظم مسؤولي النظام.

مع الضربات الصاروخية الإيرانية في منطقة الخليج وإسقاط الطائرة المسيّرة الأميركية، رد البيت الأبيض عبر "البنتاغون" بنشر حاملة طائرات وقطع أخرى وإرسال المشاة إلى المنطقة، ومع تحركات ميليشيات "الحشد الشعبي" عززت القوات الأميركية قواعدها على الرغم من إعلان ترمب سابقاً سحب كل قواته من المنطقة، وبالتالي ما بين الإعلان الرسمي بالانسحاب من سوريا والمنطقة من جهة، ثم تعزيز الوجود العسكري من ناحية ثانية، أصبح البعض يعتقد بوجود تناقض بين المبدأ والفعل، إلا أن إستراتيجية ترمب مبينة على رد الفعل على أفعال الخصوم في المنطقة.

خطوط حمر

كل التحركات الميدانية الأميركية لم تخرق أي خط أحمر وضعته الإدارة لنفسها، وأهم تلك الخطوط "عدم التدخل في شؤون المستعمرات الإيرانية في اليمن والعراق ولبنان وسوريا"، على الرغم من تمدد الميليشيات الإيرانية كان رد الأميركيين يقتصر على الدفاع الذاتي من دون أن يتطور التحرك إلى التدخل في شؤون "جمهوريات المرشد الأعلى"، واستمرت هذه السياسة مع تفجر التظاهرات في لبنان والعراق وإيران. وعلى الرغم من تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو الداعمة لتحركات المجتمعات المدنية، إلا أن سيد البيت الأبيض لم يتخل عن عقيدة إدارته المبنية على الاكتفاء بالرد العسكري وعدم القيام بهجوم سياسي داخل إيران، ولكن هذا الأمر تغير بعد مقتل سليماني وإطلاق الصواريخ الإيرانية ثم تفجر التظاهرات الشعبية إثر سقوط الطائرة الأوكرانية فماذا يعني كلام ترمب الذي ورد في تغريداته لا سيما التي وضعت باللغة الفارسية.

أن يكتب ترمب أن "على النظام عدم قمع المتظاهرين وإلا"، يعني التزاماً بالدفاع عن هؤلاء المحتجين في إيران مع كل ما يترتب على ذلك عملياً، والسؤال ماذا يمكن للإدارة أن تقوم به في حال اعتدى النظام، وهو يعتدي على المتظاهرين أكثر مما فعله في الأشهر الماضية التي تتلخص بأقسى العقوبات والحشد العسكري والتنديد السياسي، وهل تعني أن الإدارة ستنتقل من الدفاع الحاسم إلى الهجوم المركز، وما هي السيناريوهات الممكنة، فهل تتخذ واشنطن إجراءات ميدانية وهل هذا ممكن منذ الآن وحتى الانتخابات الرئاسية الأميركية (نوفمبر/تشرين الثاني 2020) مع وجود معارضة داخلية شرسة لترمب، أم أن ذلك يعني أن واشنطن ستعمل على دعم المعارضة الإيرانية والسؤال الذي يُطرح هنا هو "أي معارضة ستكون أقوى؟ الداخلية أم الخارجية؟ والأهم، هل هناك خطة متكاملة حول كيفية دعم الانتفاضة الشعبية في إيران؟ ووصولاً إلى أي مرحلة؟ حكومة جديدة أم نظام جديد؟ وماذا بعد ذلك؟

نطرح الأسئلة وربما لا نملك الأجوبة لأنه وباعتقادي ليس تهناك خطة واضحة ومبرمجة بل دعم سياسي مبدأي وفتح الباب أمام أي عمل براغماتي تفرضه الظروف وهذا يأتي في سياق ما رأيناه حتى الآن، فمثلاً، القيادة الإيرانية اعتقدت عندما تواجهت مع ترمب في العراق بأنه لن يرد بسبب انهماكه وانشغاله بالانتخابات الرئاسية، وهذا كان خطأً إذ إن الرئيس الأميركي بإمكانه التحرك والرد وتقديم خطة جديدة إذا سمحت الظروف بذلك. وإذا طبقنا ما جرى في العراق على ما يمكن أن يجري داخل إيران، ففي حال قيّم ترمب الأوضاع المتفجرة في الداخل الإيراني ورأى أنه ضمن قدرته ومن مصلحة واشنطن دعم الانتفاضة من دون أن يؤثر ذلك في وضعه الداخلي، فقد يعطي الضوء الأخضر لهذا التحرك، وفي المرحلة الحالية لا يمكن الجزم بوجود هكذا خطة، ولكنها يمكن أن تصبح واقعاً مع تطور الأوضاع في إيران ما يعني أن ثبات المتظاهرين قد يفرض على إدارة ترمب الانتقال إلى مرحلة أخرى أو تبقى على ما هي عليه حتى الانتخابات وهذا ما سنراه في الأيام المقبلة.

 

اختراق الاختراقات الإيرانية

حمد الماجد/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

الموقف المخزي لقادة «حماس» وعدد من الفصائل «الجهادية» الفلسطينية من مقتل قاسم سليماني؛ الجنرال العسكري الإيراني الإرهابي وزعيم ميليشيا الاغتيالات الجماعية والتهجير، انكشف بقوة، لأنها لم تكتفِ ببيان عزاء «مجاملة» براغماتي نظير ما تتلقاه من دعم عسكري ومالي من نظام إيران الطائفي الإرهابي، بل تجاوزته إلى فتح سرادقات العزاء وتسيير المسيرات، ثم بعث وفود التعزية إلى طهران، ضاربة عرض الحائط بالمجازر الرهيبة التي ارتكبها مجرم الحرب سليماني بأشقائهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

من العار السياسي أن الحركة التي تقاوم احتلالاً إسرائيلياً عنصرياً هي ذاتها التي تبارك بهذا البيان المخزي احتلالاً إيرانياً طائفياً لـ4 دول عربية (العراق وسوريا ولبنان واليمن)؛ الاحتلال الأكثر وحشية وعنفاً ودموية. أين تذهب «حماس» بوجهها من أمام مئات ألوف القتلى وملايين الجرحى والمشردين من العراقيين والسوريين واليمنيين؟ الذي قاد هذه الحملة الطائفية العنصرية باقتدار وجَلَد الجنرال قاسم سليماني؛ الرمز الاحتلالي التمددي التوسعي الذي تندد «حماس» بعملية تصفيته. والمؤلم أن البعض يحتقر مبدأ توجيه الانتقاد إلى القادة الحماسيين بحجة أن «حماس» على الثغور ومنتقديها في نعيم وحبور... أن «حماس» على الجبهات مع العدو تقدم النفس والنفيس؛ ومنتقديها لا همّ لهم إلا القصور الرحبة والمراكب الفارهة والموائد الباذخة. وهذه للأسف الحجة ذاتها التي قيلت في الدفاع عن فصائل الجهاد الأفغاني إبان الاحتلال السوفياتي لأفغانستان حين كان المخلصون يوجهون انتقادات ثبت مع مرور الزمن صدقيتها ووجاهتها... هذا النوع من الدفاع المستميت عن مواقف «حماس» من إيران؛ من دعوى العصمة، التي لا تصح إلا للأنبياء؛ حتى ولو لم يقولوا إنهم معصومون. وفي الوقت ذاته؛ من المهم النظر بتأنٍ وعقلانية بعيداً عن التجاذبات السياسية، إلى أسباب اختراقات إيران عدداً من الجبهات في منطقتنا، ومحاولة صدّ هذه الاختراقات أو مقاومتها وتذويبها. إن علاقة «حماس» المريبة بالنظام الطائفي الإرهابي، والتناغم القطري - الإيراني، والانسجام التركي - الإيراني، والعلاقة الدافئة بين مسقط وطهران، والتلاحم بين العراق وإيران... هذه في تقديري اختراقات إيرانية ماكرة ومدروسة، فقد استغل دهاء النظام الإيراني وكيده تناقضات الأوضاع السياسية والنزاعات البينية في منطقة الشرق الأوسط وتسلل وتمكن من ضحاياه. النظام الإيراني مثل سوس الأسنان الذي يخترق صلابة الأسنان؛ فقط حين تتلوث بالبكتيريا، وكذلك النظام الإيراني؛ فهو «سوسة» تنخر في الجسد العربي حين تلوث ببكتيريا الخلافات والنزاعات البينية، فيتواصل النظام الإيراني مع كل دولة أو حركة تختلف مع الدول المحورية في المنطقة. وهذا ليس تبريراً لمن اختار أن يرتمي في حضن ذئب ماكر شرس لا يؤمَن عدوانه، بل محاولة وقائية تحجز من خارت قواه عن أن ينجرف للتحالف مع عدو متربص.

 

طائر أوكرانيا الحزين في سماء طهران

داود الفرحان/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

كيف أقنعت إيران نفسها بأن أهالي ضحايا كارثة الطائرة الأوكرانية التي أسقطها صاروخ إيراني «بالخطأ» سيغفرون لها هذه الخطيئة التي تعدّ أكبر جريمة جوية في التاريخ عن طريق «الخطأ»؟ لقد استمرأت إيران الملالي القتل حتى أصبح الموت المتعمد أو غير المتعمد «عادة» مألوفة لا ترمش لها عين أحد من قادة هذا النظام المجنون. 176 رجلاً وامرأة وطفلاً من جنسيات مختلفة، بينهم إيرانيون، شاءت حظوظهم العاثرة أن يكون زمان ومكان تحليق طائرتهم المدنية في ساعة شيطانية، أطلق فيها معتوه أو جاهل من «الحرس الثوري» صاروخاً في اتجاه الطائرة، «ظناً» منه أنها طائرة أميركية معادية.

الحرب هي وجهة نظر تتحمل أن تحدث فيها أخطاء، لكن الأخطاء مهما بلغت من آفاق الجريمة في نظر ملالي إيران يجب أن تُغتفر لأجل عيون ولي الفقيه خامنئي والتمدد الفارسي على جغرافية وحدود الدول المجاورة بلا إذن ولا استئذان.

لم يحدث أن انهارت صورة النظام الإيراني الحالي في العراق ولبنان وسوريا واليمن كما انهارت اليوم. واسودت صورته أيضاً في دولة غير جارة لجار السوء ولا علاقة لها بالملالي ولا قاسم سليماني ولا ولي الفقيه ولا «الحشد الشعبي» ولا «الحرس الثوري» ولا الحوثيين ولا حزب حسن نصر الله... هي أوكرانيا.

هذه الدولة التي تقع في شرق أوروبا شهيرة بكنائسها الأرثوذوكسية، عاصمتها كييف، واستقلت عن الاتحاد السوفياتي المنهار في عام 1991. والرقم الرسمي لتعداد المسلمين فيها نحو 400 ألف شخص، أما تعداد الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا فهو بحدود مليوني نسمة، معظمهم من التتر الذين أسلموا في زمن الفتوحات الإسلامية الرشيدة، ويشكلون نحو 15 في المائة من تعداد سكان الدولة. بعد ساعة واحدة من مظاهرة الصواريخ الإيرانية التي أطلقها «الحرس الثوري» على قاعدة الأسد الأميركية في محافظة الأنبار غرب العراق وقاعدتين أميركيتين في محافظة أربيل شمال العراق، قطعت قنوات التلفزيون العالمية أخبارها عن القصف الإيراني بخبر عاجل استثنائي هو تحطم طائرة ركاب أوكرانية من نوع «بوينغ 737» بعد دقائق من إقلاعها من مطار طهران في طريقها إلى العاصمة الأوكرانية كييف. ولأن تحطم الطائرة حدث في ذروة «الانتقام» الإيراني من «الشيطان الأكبر» الولايات المتحدة بعد مقتل قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» ومن معه، فإن كل الشكوك اتجهت إلى الصواريخ الإيرانية التي حاد معظمها عن أهدافه وتساقط في البريّة، وهو أمر استدعى اهتمام كل المتابعين في ذلك الوقت المتأخر من الليل، وأثار تساؤلاً واحداً هو: هل أصاب صاروخ إيراني «ضال» الطائرة الأوكرانية وتسبب في مقتل 176 راكباً بينهم عدد كبير من الإيرانيين والبريطانيين والكنديين وجنسيات أخرى؟ وهو سؤال يثير تساؤلاً آخر: لماذا لم توقف طهران حركة الطائرات القادمة والمغادرة في فترة إطلاق الصواريخ على القواعد الأميركية في العراق؟ بل لماذا لم توقف طهران حركة الطائرات في النهار التالي تحسباً من قيام الولايات المتحدة بالرد على صواريخ «الحرس الثوري»؟ وهي لم تفعل ذلك لأن هذا النظام لا تهمه أرواح البشر وخاصة المدنيين، وأكبر مثال على ذلك رصاص القنص الذي أطلقه «الحرس» والميليشيات الموالية له على المتظاهرين المسالمين في إيران نفسها والعراق واليمن وما يفعله «حزب الله» اللبناني. وكان مطار طهران أعلن فور وقوع الحادث أو «الجريمة» أن الطيار لم يوجه نداء استغاثة. ومعنى ذلك أن الطيار لم يجد وقتاً للاستغاثة بعد أن هوت الطائرة محترقة ومحطمة. سقوط الطائرات الكارثي أمر يتكرر بين حين وآخر، ولكن ما حدث على بعد دقائق من مطار طهران جريمة مكتملة الأركان. والجاني هو الصاروخ الإيراني المتعمد الذي تم إطلاقه على الطائرة الأوكرانية بدم بارد مع ترديد الشعارات الطائفية المعتادة. والجريمة في هذا السلوك الإيراني الشائن تستدعي أولاً إدانة صريحة وقوية من مجلس الأمن ووضع إيران تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بتهمة تهديدها للسلم الدولي والأمن والأمان جواً وبحراً وبراً. ما الذي يجنيه أهالي وأقارب ومعارف وأصدقاء ركاب الطائرة الأوكرانية من الاعتراف الإيراني المتأخر أو المتقدم؟ وكيف سيطمئن المسافرون مستقبلاً إلى هذه الدولة الخارجة عن القانون، أو إليها، أن رحلتهم ستكون سعيدة؟ بعد هذا الاعتراف، ندرك الآن أن صواريخ إيران فشلت في مهمتها في «الانتقام» لقاسم سليماني بضرب قاعدة عين الأسد وقاعدتين أميركيتين في شمال العراق، لكنها نجحت في إسقاط طائرة ركاب مدنية أوكرانية تقلّ 176 راكباً بريئاً لا يعرفون من هو قاسم سليماني ولا من هو خامنئي نفسه. إيران دولة لا تملّ من تشويه سمعتها في الداخل والخارج.

 

حنق الغوغاء وسليماني: تحديات الهيمنة والتحولات الجيوسياسية

يوسف الديني/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

تصدعات عميقة وانكشاف مروع في حلف الأزمات الذي تقوده دولة الملالي ويستثمر فيه إردوغان وحلفاؤه الذين يشعرون بأن مقتل سليماني لم يكن إلا فصلاً جديداً في المنطقة بعد عقد من الحرب على الإرهاب السني منذ 2001. ليبدأ العقد الجديد باستهداف الوجه الآخر من عملة العنف الإرهاب الشيعي الأكثر تجذراً وعمقاً، بحكم أنه ينتمي إلى رعاية نظام الملالي الذي تأسست هويّته السياسية في الداخل والخارج على فكرة تصدير الثورة. مشكلة القراءة السياسية اليوم باتت مرهونة بالمناخ العام للتفاعل الذي يتسم بـ«اللحظية» وتتجلى في أكثر صورها في الحروب الكلامية على شبكات التواصل التي يقودها حساب الرئيس ترمب على «تويتر» الذي بات مصدراً لردود الفعل بعيداً عن قراءتها في سياقها الزمني وتفاصيلها الطويلة. وبغض النظر عن ظاهرة «ترمب المغرّد» فإن حلف الأزمات منذ صراع ما بعد سليماني الصاخب بين «الصفعة» و«الصفقة»، وقّع اليوم ما تصفه مارتا بيريرو الباحثة في تحليل المحتوى واللغة السياسية على منصات التواصل الاجتماعي بـ«حنق الغوغاء»؛ وهي نظرية تعتمد على إغراق الإعلام الرقمي والمتلفز بالمحتوى الصاخب المبتذل بهدف إغراق الشبكة بالصراعات اللفظية وخلق سوق سياسية قائمة على تكرار التضليل دون فحصه وتمحيصه المثير في هذا الابتذال المجاني للمحتوى السياسي ما يعكسه من بلوغ الكيانات التي تستثمر فيه من الانفصال عن الواقع والرغبة الملحة في ترحيل الأزمات؛ سواء كانت أزماتها الداخلية أو طريقة تعاملها مع التحولات الجيوسياسية الجديدة. وبحسب بحثها، فإن منصة «تويتر» باتت في معظمها ملاذ الغوغائية السياسية الحانقة بسبب بنية ومناخ المنصة القائم على التحشيد وفق ثنائية «مع» و«ضد»، والدوران حول ردود الفعل المنفصلة عن الواقع، ما يتسبب في خلق حالة زخم وهمية وسامّة.

الشيطان يقبع في التفاصيل، والتفاصيل أن عملية استهداف قاسمي بحسب تقارير مراكز الأبحاث الاستراتيجية وخزانات التفكير تؤكد أنه تم الإعداد لها على مدى سنة ونصف السنة بمتابعة دؤوبة من استخبارات عدة دول في عواصم كان يتردد عليها سليماني لدراسة «نمط» تحركاته، وأنه كان في قبضة اليد لولا أن اختيار التوقيت كان هو الدافع المرتقب الذي ولد مع الاحتجاجات الواسعة في العراق ولبنان ضد نظام الملالي وأذرعه وحالة السأم في الداخل الإيراني، إضافة إلى تحرّكات إيران في اختراق السيادة بعد عمليات قامت بها في الخليج ومناطق أخرى، بهدف الضغط على الولايات المتحدة وإظهار القوة لدفعها على تخفيف العقوبات الاقتصادية أو العدول عن مسألة الاتفاق النووي والذهاب إلى الحوار. الأزمة الأساسية في إيران هي أنها تعتقد أن الاستثمار في الإرهاب ورعاية الميليشيات المسلحة وخلق كيانات آيديولوجية ومنظمات تابعة لها في دول أخرى بهدف الهيمنة لا يمكن أن تكون له تبعات أو خسائر. الإرهاب كأداة يمكن أن تمنحك النفوذ المؤقت ويمكن أن يتحول مع الوقت إلى أداة تدمير. حدث هذا ليس فقط مع إيران، بل مع تجارب أخرى منذ أفغانستان ووصولاً إلى تجربة «داعش» والتنظيمات المقاتلة في شمال أفريقيا، وحتى محاولات نظام صالح في اليمن الاستثمار في ميليشيا الحوثي ليلقى حتفه قتيلاً على يدها.

تداعيات الاستثمار في الإرهاب على دولة الملالي بدأت مع تصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية و«فيلق القدس» الذي كان يديره قاسمي بصلف وجرأة وتظاهر فجّ أمام عدسات الكاميرات في عواصم عربية كان يزورها أسهمت في تسليح وتدريب ميليشيات مسلحة خطرة في دول كثيرة كأفغانستان والعراق وسوريا واليمن وفلسطين. هذه الرعاية مثلت وجهاً قاتماً من تجليات سياسة دولة الملالي منذ ثورتها 1979. لكن هذا الدعم كان يتخذ شكل الرعاية والدعم، لكنه بعد حرب العراق 2003 اتخذ شكلاً جديداً أقرب إلى الانصهار والتماهي، حيث استثمرت طهران في عدد من الكيانات السياسية غير الحكومية لتهيئتها في مشروع مناكفة الولايات المتحدة صاحبة اليد الطولى في تمكين النخبة العراقية الشيعية ما بعد صدام، إلا أن الحرب على الإرهاب واستهداف تنظيم داعش كانا سببين في حالة الصمت تجاه تمدد إيران وفق منظور الأولويات بغض النظر عن صوابيته، ما دفع إيران إلى الاستثمار في تحويل لحظة الحرب على «داعش» إلى فرصة هائلة للاستثمار في الواقع والاندماج داخل مكونات الحكم في العراق، وكان خروج ممثلين داخل النظام في مسيرات باتجاه السفارة الأميركية تتويجاً لحالة غير مسبوقة من تحول نخب سياسية إلى مجرد بيادق إرهابية تدار من طهران تحميها من المواجهة المباشرة ويمكن أن تكون كوادر انتحارية بالمعنى السياسي في سبيل إطالة عمر الملالي وأمدهم بعد العقوبات الاقتصادية الأكثر تأثيراً من أي أنشطة ردع عسكرية، كما أن الحرب بالوكالة عدا أنها تجنب النظام الإيراني المساءلة الدولية هي من جانب آخر أقل تكلفة على المستوى المالي في ظل تراجع القوة الاقتصادية وكثير من المبالغة في تصوير القوة العسكرية لإيران التي بدت أشبه بالمزحة في ردة الفعل ما بعد سليماني. ورغم أنها كانت صفقة لا صفعة، فإن الوثائق التي نشرت لاحقاً عن المراسلات السرية التي تحدثت عنها صحيفة «وول ستريت جورنال» وكيف تم استخدام رسائل الفاكس المشفّرة للتفاهمات بين الطرفين، أكدت وجود واقع موازٍ من التفاهمات السياسية السرية في ضبط ردود الفعل مع واقع ثالث متمثل على تدخلات المجتمع الدولي والزيارات الدبلوماسية بهدف الدعم أو التأييد أو التهدئة وضبط النفس. كانت الرسائل الكثيرة التي تصل إلى السفارة السويسرية، وهي تقع في مبنى يمثل أحد القصور من عهد الشاه في تلك الغرفة المغلقة المعدة بأجهزة وشبكات أمنية تربط بين طهران وبرن وواشنطن ولا يحمل بطاقات الدخول إليها سوى كبار المسؤولين، قام السفير السويسري ماركوس ليتنر، وهو دبلوماسي محترف يبلغ من العمر 53 عاماً يزور البنتاغون بانتظام في اجتماعات خاصة بتسليم الرسالة الأميركية باليد إلى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة، الرسالة التي أوقفت تداعيات الأزمة والصراع على امتلاك العراق الغارق في الخيبات والمأساة؛ البلد العربي الذي ينقسم بين إدانة انتهاك سيادته تجاه أميركا أو طهران ليعكس حالة التشظي الطائفي والسياسي، وهو ما يجعلنا نتذكر بأسى كلمة الكاتب السياسي الساخر بي جي أوروك «لماذا بات من السهل جداً إيذاء العراق، بينما تصعب مساندته»!

 

أسعار النفط في ضوء الصراعات الجيوسياسية الشرق أوسطية

وليد خدوري/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

أدى تصاعد النزاع الأميركي - الإيراني إلى زيادة أسعار نفط برنت، الأسبوع الماضي، إلى نحو 70 دولاراً للبرميل، للمرة الأولى منذ مايو (أيار) 2019، وذلك إثر اغتيال الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم السليماني في بغداد.

وبناء على القرار غير الملزم لمجلس النواب العراقي بإجلاء القوات الأجنبية من العراق، أعلنت واشنطن، التي تنوي الإبقاء على قواتها في العراق، أنها بصدد دراسة فرض عقوبات اقتصادية على العراق. ولم يتم حتى كتابة هذه السطور الإعلان عن تفاصيل هذه العقوبات، التي لا بد أن تشمل، حال إقرارها، صادرات النفط الخام والصناعة النفطية العراقية، ومن ثم، ردود فعل الأسواق بزيادة الأسعار إلى 70 دولاراً للبرميل، وكان مستواها السابق يتراوح بين 60 و65 دولاراً للبرميل. سيشكل فرض الحصار على النفط العراقي ضربة موجعة للبلاد، خصوصاً أن ريع الصادرات النفطية يقدر بنحو 90 في المائة من واردات الموازنات السنوية. والعراق لا يزال يعاني من 40 سنة متواصلة من الحروب والحصار الدولي والإرهاب وأسوأ ظواهر الفساد العام والبطالة. يثير الكلام عن حصار واشنطن أسئلة عدة: ما سبب فرض حصار على دولة لا تعتبر الولايات المتحدة عدوة لها؟ هل أصبحت سياسات الحصار النفطي جزءاً لا يتجزأ من السياسة الخارجية الأميركية تُفرض على من يختلف مع سياساتها؟ وهل ستستطيع واشنطن الحصول على تأييد الدول الصناعية، (أقطار السوق الأوروبية، الصين وروسيا) لسياسات الحصار، كلما قررت اتخاذ قرارات المقاطعة والحصار بمفردها خارج إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؟

من المعروف أن الأحزاب الإسلامية والميليشيات المهيمنة على الحكم ومجلس النواب في بغداد حالياً، رجعت للعراق بمباركة أميركية خلال الأشهر الأولى للاحتلال. والأنكى من ذلك، أن الحاكم الأميركي بول بريمر أصدر قرار حل جميع المؤسسات العسكرية والأمنية لبلد يزيد عدد سكانه على 30 مليون نسمة.

إن الفوضى والفراغ الناتجين عن تفكيك المؤسسة العسكرية العراقية يتحمل مسؤوليتهما الاحتلال الأميركي. فقد نتج عن هذا القرار الفوضى والفراغ اللذان فتحا الباب على مصراعيه للمنظمات الإرهابية للتعشعش في العراق. الأمر الذي أدى إلى تخريب مدن الأنبار واحتلال الموصل وتهديمها على بكرة أبيها عند تحريرها وحصار بغداد. لقد شاركت القوات الأميركية، المؤسسة العسكرية العراقية وقوات الحشد الشعبي والبيشمركة في دحر «داعش» عند معركة الموصل.

سيترك الحصار بصماته على الصادرات النفطية العراقية، ما سيعني انخفاض الصادرات العراقية نحو 3.2 مليون برميل يومياً. كما سيعني الحصار على العراق واشتداد المعارك على أراضيه، انسحاب الشركات النفطية العاملة هناك حالياً. وبالفعل، فقد بدأت بعض الشركات الأميركية العاملة سحب موظفيها الأجانب، مثل «إكسون موبيل» من الجنوب و«شيفرون» من الشمال. الأمر الذي سيؤخر من تطوير طاقة العراق الإنتاجية البالغة حالياً نحو 5 ملايين برميل يومياً (ثاني أكبر دولة منتجة في منظمة «أوبك»).

يتوقع أن ترتبك أسواق النفط العالمية حال فرض حصار نفطي على العراق، نظراً للعقوبات النفطية المفروضة في الوقت نفسه أيضاً على كل من روسيا وفنزويلا وإيران. إن احتمال شمول العراق بعقوبات اقتصادية سيحد جداً من سعة الطاقة الإنتاجية الإضافية المتوفرة لدى أقطار منظمة «أوبك»، ما قد يربك الأسواق ويؤدي إلى زيادة الأسعار مرة أخرى إلى نحو 70 دولاراً للبرميل، خوفاً من أي انقطاعات مفاجئة لأسباب سياسية أو صناعية في ظل انخفاض الطاقة الإنتاجية الإضافية لمنظمة «أوبك».

تحددت أطر الصراع الأميركي - الإيراني حتى الآن بالآتي: تبني واشنطن كخطوة أولى وأساسية سياسة الحصار والمقاطعة للنفط لإنهاك الاقتصاد الإيراني. وهذا ما هو حاصل فعلاً حتى الآن. استمرار محدودية ردود الفعل العسكرية الإيرانية يرافقها ضجيج إعلامي ضخم، مثل قصف الطائرة الأميركية من دون طيار والناقلات العابرة في بحر عمان والخليج العربي وقصف نحو 20 صاروخاً باليستياً على قاعدتين عسكريتين أميركيتين في الأنبار وأربيل، دون أي إصابات بشرية.

وهذا الأمر أصبح معتاداً عليه في الصراع الأميركي - الإيراني، إذ تتجنب إيران خرق قواعد اللعبة كي لا تنجر إلى عواقب وخيمة على أراضيها، كما تتجنب واشنطن بدورها، بعد تجارب حروب أفغانستان والعراق، الانزلاق في حرب واسعة ومفتوحة الأفق على الأراضي الإيرانية. وطبيعة ردود الفعل الأميركية شاهدة على ذلك حتى الآن. إن المهم لدى الطرفين هو عدم نقل النزاع إلى أراضي أي من الدولتين، وعدم الاعتداء على المواطنين الأميركيين المدنيين منهم أو العسكريين. وهكذا يستمر على ضوئه الصراع في هذه الحال، لكن على الأراضي العربية المنهكة حيث انهيار مجموعة من الدول اقتصادياً وسياسياً الواحدة بعد الأخرى وقتل الآلاف من السكان وتشتت وتهجير الملايين من المواطنين، دون اكتراث واشنطن أو طهران في المآسي التي تلحق بهذه الدول المنكوبة بسبب قواعد النزاع هذه. وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن الضربة الجوية الأميركية للحشد الشعبي (قوات حزب الله العراقي) في سوريا وغرب العراق، كانت رد فعل على مقتل نورس حميد المواطن الأميركي من أصل عراقي، المترجم في شركة «فاليانت» التي توفر عمليات الترجمة في القاعدة العسكرية الأميركية في كركوك التي قصفتها قوات حزب الله في أواخر الشهر الماضي.

من المتوقع في حال استمرار هذه السياسات الاستفزازية من قبل الطرفين دون تصعيدها إلى حروب كبرى، أن تتراجع الأسعار إلى مستواها السابق من 60 إلى 65 دولاراً للبرميل في المستقبل المنظور، حيث يبقى النزاع الأميركي - الإيراني في الأطر الحالية، مناوشات عسكرية هنا وهناك يرافقه تضخيم إعلامي، دون نوايا جدية لتوسيعها إلى حروب مفتوحة طويلة الأمد. وشاهدنا في نهاية الأسبوع الماضي بداية التراجع هذا، حتى بعد قصف إيران الصواريخ الباليستية على القواعد الأميركية في العراق.

أما في حال اختلاف قواعد اللعبة وتصاعد وتنفيذ التهديدات التي تطلق، ثم يتم إما التراجع عنها دبلوماسياً أو عدم تنفيذها، كتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضرب عشرات الأهداف الإيرانية؛ منها الأماكن الأثرية، أو التهديد الإيراني بضرب حيفا، فإن هذه التهديدات والخطابات النارية التي ترافقها تخلق مزيداً من الذعر في أسواق النفط لفترة وجيزة، ثم تتراجع الأسعار إلى مستواها السابق كما هو حاصل فعلاً الآن. وقد تؤدي هذه التهديدات في حال تنفيذها إلى حروب مفتوحة وارتفاع أسعار النفط إلى مستويات عليا.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون أمام السلك الديبلوماسي: سنبذل الجهود لتشكيل حكومة مقدمين المصلحة الوطنية العليا على سواها

وطنية - الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "عوامل عدة، منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي، تضافرت لتنتج أسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية ضربت لبنان". وأوضح انه "منذ بداية هذا العهد شكل الوضع الاقتصادي والمالي الهم الأكبر، و"بذلت جهودا كبيرة للمعالجات الاقتصادية، ولكنها لم تأت بكل النتائج المأمولة لأن الوضع كان سيئا والعراقيل كثيرة. وقد أدى الضغط الاقتصادي المتزايد الى نزول الناس الى الشارع بمطالب معيشية محقة وبمطلب جامع لكل اللبنانيين وهو محاربة الفساد."

واعتبر في كلمة له أمام أعضاء السلك الديبلوماسي ومديري المنظمات الدولية قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الذين جاءوا لتهنئته بالاعياد، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والأمين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي، ان التظاهرات خصوصا في بداياتها، "شكلت فرصة حقيقية لتحقيق الاصلاح المنشود لأنها هزت المحميات الطائفية والسياسية، وقطعت الخطوط الحمر وباتت المحاسبة ممكنة"، ولكن محاولات استغلال بعض القوى السياسية للتحركات الشعبية أدت الى تشتت بعضها وإغراقها في راديكالية رافضة، كذلك نمط الشائعات المعتمد من بعض الإعلام وبعض المتظاهرين، حرف بعض الحراك عن تحديد مكامن الفساد الحقيقي وصانعيه بصورة صحيحة، ولا زلت أعول على اللبنانيين الطيبين في الشوارع والمنازل لمحاربة الفساد"، فيما عمل الجيش والقوى الامنية على تأمين حق التظاهر وسلامة المتظاهرين. لكن هذا الوضع فاقم الأزمة الاقتصادية كما انعكس سلبا على الوضع الأمني، وقد أدى الى ارتفاع معدل الجريمة بجميع أنواعها بعد أن كنا حققنا تقدما لافتا في خفضه في العامين المنصرمين". وشدد رئيس الجمهورية على ان ولادة الحكومة "كانت منتظرة خلال الاسبوع الماضي، ولكن بعض العراقيل حال دون ذلك. وعلى الرغم من اننا لا نملك ترف التأخير، فإن تشكيل هذه الحكومة يتطلب اختيار أشخاص جديرين يستحقون ثقة الناس والمجلس النيابي مما تطلب بعض الوقت"، وقال: "سنبقى نبذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى الحكومة الموعودة، مقدمين المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار آخر".

وتحدث الرئيس عون عن الاعباء التي خلفتها مسألة النزوح السوري الى لبنان ونتائجها السلبية على المجتمع اللبناني، لكنه لفت الى "مؤشرات إيجابية نتوقعها في الآتي من الأيام مع بدء لبنان أعمال التنقيب عن ثرواته الطبيعية في مياهه الاقليمية، وهنا نجدد التأكيد على تمسكنا بحقنا باستثمار حقولنا النفطية كافة، ورفضنا لأي محاولة إسرائيلية للاعتداء عليها، وتشديدنا على ضرورة تثبيت الحدود البرية وترسيم البحرية". وأكد "تمسكنا بالقرار 1701 وبالقرارات الدولية والشرعية الدولية القائمة على العدالة والحق بتأمين استعادة حقوقنا وأرضنا ومنع التوطين في لبنان، وكذلك تمسكنا بمبدأ تحييد لبنان عن مشاكل المنطقة وإبعاده عن محاورها لإبعاد نيرانها عنه، من دون التفريط بقوة لبنان وحقه في المقاومة وقيام استراتيجية دفاعية تعزز هذه الفرصة بالتفاهم بين كل اللبنانيين". وأعرب عن ثقته بأن ذكرى مئوية اعلان "دولة لبنان الكبير" ستشكل فرصة ملائمة، وسط جميع عوامل القلق وضبابية الرؤية، لإعادة اكتشاف دور لبنان ومكانته، وتجديد الالتزام من قبل جميع اللبنانيين بتحدي بناء وطن يليق بالإنسان وكرامته".

من جهته، شدد عميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتيري، على أهمية الحوار وخصائصه التي تحترم الآخر ورأيه ولا تقصي احدا من المعارضين او الموالين او غير الراغبين بأخذ اي طرف. وأكد ان "آفة الفساد، التي لطالما لقيت شجبا من فخامتكم، تعرقل عمل الدولة في خدمة جميع مواطنيها بشكل فعال". وقال: "ان الحوار مستحيل إذا لم نعتبر بعضنا البعض متساوين. هذا الحدس الأساسي يكمن في عمق مبادرة فخامتكم في إنشاء "أكاديمية اللقاء والحوار"، التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 أيلول 2019. نرجو فخامتكم قبول أصدق تهانينا، وأفضل تمنياتنا لتنفيذ سريع لهذا المشروع الخير في خدمة الأخوة الإنسانية في لبنان وفي العالم كله." ولفت الى ان "المجتمع الدولي، الممثل هنا برؤساء البعثات الدبلوماسية ومسؤولي المنظمات الدولية، لا زال يشدد على ضرورة حوار صادق قائم على الإحترام بين القادة السياسيين أنفسهم، كما بينهم وبين أولئك الذين يطالبون بالتغيير الحقيقي." وأمل أن "يؤدي الحوار إلى تشكيل سريع لحكومة يكتب لها الحياة، لكي تقر الإصلاحات الطارئة والضرورية وتوضع حيز التنفيذ، ولكي تستعاد الثقة لدى جميع اللبنانيين ولدى جميع أصدقاء لبنان".

وكان الحفل بدأ بتوافد السفراء يتقدمهم المونسنيور سبيتري الى القصر الجمهوري على وقع موسيقى الجيش التي عزفت ألحانا خاصة بالمناسبة. وبعد اكتمال الحضور، انتقل السفراء الى قاعة 22 تشرين الثاني حيث صافحهم الرئيس عون، فيما قدموا له التهاني باسم رؤساء دولهم.

سبيتيري

في بداية اللقاء، ألقى السفير البابوي كلمة هنأ فيها الرئيس عون بحلول الاعياد، وقال: "بداية، اسمحوا لي أن أعبر لفخامتكم عن الشكر الصادق لاستقبالكم لنا، نحن السفراء وممثلي المنظمات الدولية، في مناسبة التبادل التقليدي للأمنيات، في بداية السنة الجديدة. إنه لشرف لي أن أمثل زملائي المحترمين، إذ نوجه إلى فخامتكم والى كل الشعب اللبناني أصدق وأفضل أمنياتنا بالسلام وبالعيش الهنيء في سنة 2020. عسى أن تكون هذه السنة اليوبيلية سنة تجدد للبنان". أضاف: "صاحب الفخامة، لقد تسنى لي، كما لكثيرين من السفراء الحاضرين هنا، زيارة مؤسسات انسانية وخيرية عدة في بلدكم الجميل. إن غالبية هذه المؤسسات تابعة لمنظمات دينية، وهي تستقبل الجميع بدون تمييز. تشهد كل هذه المؤسسات للتضامن العميق الذي يحرك المجتمع اللبناني، والذي ينبع من القلب. يذهلنا، جميعا، كرم اللبنانيين وصلابتهم. باستطاعة لبنان أن يكون، عن حق، فخورا بأبنائه وبناته الذين يجهدون لتأمين العناية والمساعدة الضروريتين للأطفال، والشباب، والراشدين، والمسنين، وخصوصا لذوي الاحتياجات الخاصة منهم". وتابع: "في المقابل، يعتري غالبية اللبنانيين انزعاجا عميقا بسبب ظاهرة مضادة في المجتمع اللبناني تتمثل بآفة الفساد، التي لطالما لقيت شجبا من فخامتكم. للأسف، إن هذه الظاهرة المضادة تعرقل عمل الدولة في خدمة جميع مواطنيها بشكل فعال. إن الفساد يعيق الحكومة في تأمين تعليم جيد، وعناية طبية، وضمان اجتماعي، ومياه وكهرباء.إن هذه الآفة تحد من الحماية ومن الضمانات التي تؤمنها سيادة القانون. لذا، ذهلنا بالدعوة الصادقة إلى التجديد القائم على الأخلاقيات في البلد، التي أطلقها الشباب خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث عمت الاحتجاجات جميع الربوع اللبنانية. إن الشباب، مصحوبين من الأجيال السابقة، ومدفوعين من روح تضامن عميق، اجتمعوا حول العلم اللبناني، مطالبين بالاحترام لحقوقهم الثابتة. لقد طالبوا أيضا باصلاحات سياسية، واجتماعية، واقتصادية. فهم ضد الفساد، وهم يطالبون بغد أفضل، وإنهم لمستحقونه".

ورأى ان "الفساد يبيد التضامن. فهو يسمم قلوبنا وأفكارنا وأعمالنا ويعمينا، فلا نعود نعتبر الآخرين مساوين لنا في الكرامة. إنه يحملنا على الاعتقاد بأن الآخرين هم مجرد أشياء متوفرة لنا، بإمكاننا التصرف بها ورميها حين نريد. إن الفساد يعيق الحوار الحقيقي والمشاركة الفعالة للكفاءات. إن الحوار والمشاركة، عمليا، يشكلان جوانب أساسية للتضامن. وبالتالي، يمكننا اعتبار التضامن ترياقا للفساد. فالحوار مستحيل إذا لم نعتبر بعضنا البعض متساوين. هذا الحدس الأساسي يكمن في عمق مبادرة فخامتكم في إنشاء "أكاديمية اللقاء والحوار"، التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 أيلول 2019. نرجو فخامتكم قبول أصدق تهانينا، وأفضل تمنياتنا لتنفيذ سريع لهذا المشروع الخير في خدمة الأخوة الإنسانية في لبنان وفي العالم كله".

وقال: "لا أخوة انسانية ممكنة بدون حوار. إن المجتمع الدولي، الممثل هنا برؤساء البعثات الدبلوماسية ومسؤولي المنظمات الدولية، لا يزال يشدد على ضرورة حوار صادق قائم على الإحترام بين القادة السياسيين أنفسهم، كما بينهم وبين أولئك الذين يطالبون بالتغيير الحقيقي. لا يستطيع الحوار أن يقصي أي أحد: المؤيدين، والمعارضين، وغير الراغبين بأخذ موقف مع أي طرف. لكل مواطن الحق في أن يسمع صوته. إن أي نوع من العنف، نفسيا كان أم جسديا، يدمر امكانية الحوار، تماما كما يدمرها إلقاء اللوم، بشكل دائم، على الطرف الآخر. والحوار الصادق يتطلب انفتاحا، وإرادة صالحة، ورغبة في الوصول إلى اتفاق، من خلال التضحية ببعض المواقف والأفكار. كل ذلك، من أجل الخير العام. نجدد اليوم التعبير عن أمنيتنا الحارة بأن يؤدي الحوار والإرادة الصالحة عند جميع الفرقاء المعنيين، إلى تشكيل سريع لحكومة يكتب لها الحياة، لكي تقر الإصلاحات الطارئة والضرورية وتوضع حيز التنفيذ، ولكي تستعاد الثقة لدى جميع اللبنانيين ولدى جميع أصدقاء لبنان".

أضاف: "فخامة الرئيس، يبدو أن احتفالات المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير محجوبة بالثورة اللبنانية، وبالأزمة المالية والإقتصادية، وبالمشاكل المرتبطة بتشكيل الحكومة الجديدة. ليست هي المرة الأولى التي يمر بها لبنان بأوقات شديدة الصعوبة. كل ضائقة شديدة تنذر بنهاية حقبة، ولكنها ليست أبدا نهاية التاريخ. إن اللبنانيات واللبنانيين سوف يتابعون، كمواطنين أحرار في بلد حر، كتابة فصول جديدة في تاريخهم. نحن مقتنعون أن اللبنانيين يحسنون أخذ الموقف الصائب لاكتشاف الفرص الجديدة التي تتظهر من خلال الأزمة الحالية. اللبنانيون غير خائفين من الجراحات التي قد تسببها اللقاءات الصادقة بين البشر، لأنهم يؤمنون أيضا أن التضامن يشفي كل جرح. في هذا الصدد، أود أن أحيي، بإجلال، دور المرأة اللبنانية في المجتمع وفي الإدارة، وخصوصا في الثورة الحالية، لأنها لا تطلب فقط تجديدا جذريا، بل لأنها تشهد أيضا للتضامن الفعال. عسى أن يلهم مثلها جميع الذين يمسكون بزمام السلطة، خصوصا في القطاع المصرفي وفي السياسة، لكي يكونوا موضع مساءلة، ولكي يأخذوا القرارات الصائبة والأخلاقية الآيلة إلى خدمة لبنان ومواطنيه، خصوصا في هذا الوقت العصيب. إن أصدق تمنياتنا هي أن تشكل هذه المئوية فرصة سانحة لإعادة اكتشاف الحدس الأساسي الذي كان وراء تأسيس لبنان الوطن، ليس أولا كوطن يجمع أقليات، بل كجماعة من المواطنين الأحرار، ينص الدستور عن الطابع الثابت لكرامتهم، ولمساواتهم، ولحقوقهم".

وتابع: "من غير الممكن إنهاء كلمتنا، بدون ذكر الوضع الحالي في الشرق الأوسط. إننا جميعنا مرتبطون ثقافيا، بطريقة أو بأخرى، بهذه المنطقة من العالم، هذه المنطقة التي ما زالت تعاني من حروب لا تنتهي، والتي تواجه اليوم تشنجات متجددة. نتمنى الاستقرار والنمو الإنساني الكامل لجميع شعوب المنطقة. نريد، اليوم، حث جميع اللبنانيين على المثابرة الجلودة على الالتزام بالحرية، وبالحقوق الأساسية، وبالديموقراطية، وبالتضامن، لكي يظل اللبنانيون مصدر إلهام ورجاء عن امكانية العيش المشترك والمتناغم، وعن التطور، ليس فقط في بلاد الأرز، بل أيضا في البلدان المجاورة".

وختم: "فخامة الرئيس، نرجوكم أن تقبلوا أصدق وأفضل الأمنيات للسنة الجديدة، من كل رأس دولة من دولنا. إن لنا شرف تمثيل كل منهم لديكم. جميعهم يجددون صداقتهم مع لبنان، والتزامهم، النابع من القلب، بدعم بلدكم الرائع. نسأل الله الكلي القدرة، في حكمته ورحمته، أن يغدق بركاته، على فخامتكم وعلى عائلتكم، كما على جميع اللبنانيين، خلال سنة 2020، التي هي سنة مئوية وسنة رجاء. بارك الله لبنان. وباركنا جميعا نحن الحاضرين هنا".

عون

ثم ألقى الرئيس عون الكلمة الآتية: "إنها لمناسبة طيبة أن نلتقي مطلع كل عام، وفقا لتقليد عريق يجمع ما بيننا، لتبادل التهاني بحلول العام الجديد، واستشراف آفاق الآتي من الايام وما تحمله من تحديات وعناصر رجاء في آن. وإذ أشكركم، سعادة القاصد الرسولي، على كلمتكم الطيبة وما عبرتم عنه، باسم أعضاء السلك الدبلوماسي، من تمنيات ومشاعر محبة وتضامن، لي شخصيا وللشعب اللبناني، أعرب عن أملي في أن يأتي العام الجديد، عليكم وعلى دولكم وقادتكم وشعوبكم بالخير والسلام".

وأخص بالذكر قداسة البابا فرنسيس، ورسالته القيمة في اليوم العالمي للسلام. فملفت اعتبار قداسته ان "السلام هو طريق الرجاء"، رجاء مشترك بين الشعوب في وجه الحروب والاضطهاد واللاعدالة، فالرجاء هو جوهر إيماننا، ونحن نرقد تحت التراب على رجاء القيامة. وإذا كان السلام هو رجاء الشعوب فهذا يعني انه جوهر حياتها. وليت المتحكمين بمفاصل السلام العالمي يلتفتون الى هذه الحقيقة عند اتخاذهم قرارات قد تهدد السلم والاستقرار في بقع مختلفة من عالمنا".

وإذا كان العالم كما يقول قداسته "لا يحتاج الى كلمات فارغة، بل الى صانعي سلام منفتحين على الحوار"، فلا شك أن البابا فرنسيس هو أولهم وأشجعهم، وله في قلوب اللبنانيين كل التقدير والمحبة".

لقد تضافرت عوامل عدة، منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي، لتنتج أسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية ضربت لبنان، خارجيا كان للأزمات الاقتصادية في العالم انعكاس سيء على اقتصادنا، أضيفت اليها حروب الجوار التي حاصرت لبنان وأغلقت بوجهه مده الحيوي وأسواق التصدير ولما تزل، ما أثر بشكل كبير على القطاع التجاري والصناعي والزراعي فيه، كما أفرزت أثقل أزمة على اقتصاده المنهك أصلا وأعني أزمة النزوح التي أدخلت إليه ما يقارب نصف عدد سكانه الأصليين. وليكتمل المشهد جاء الحصار المالي الذي حد من انسياب الأموال من الخارج، وتسبب بأذى كبير للاقتصاد اللبناني وللسوق المالية.

داخليا، يدفع لبنان ثمن تراكم ثلاثين عاما من سياسات اقتصادية ومالية خاطئة اعتمدت على الاقتصاد الريعي والاستدانة، على حساب الانتاج خصوصا في ميدان الصناعة والزراعة، إضافة الى فساد وهدر في الإدارة على مدى عقود.

منذ بداية هذا العهد شكل الوضع الاقتصادي والمالي الهم الأكبر، فكان إقرار مراسيم استخراج النفط والغاز البند الأول على جدول أعمال الجلسة الحكومية الأولى، وتم وضع خطة اقتصادية وطنية شاملة، وأقرت مشاريع لتحديث البنى التحتية، وتمويلها من الجهات المانحة في إطار مؤتمر سيدر. إلا أن الخطط بقيت من دون تنفيذ.

ماليا، سعيت بقوة لعودة المالية العامة لكنف الدستور وقانون المحاسبة العمومية، فأقرت 3 موازنات بعد 12 عاما على انقطاعها، وعلى الصرف العشوائي المخالف للدستور. نعم، بذلت جهودا كبيرة للمعالجات الاقتصادية ولكنها لم تأت بكل النتائج المأمولة لأن الوضع كان سيئا والعراقيل كثيرة. وقد أدى الضغط الاقتصادي المتزايد الى نزول الناس الى الشارع بمطالب معيشية محقة وبمطلب جامع لكل اللبنانيين وهو محاربة الفساد. لقد شكلت التظاهرات خصوصا في بداياتها، فرصة حقيقية لتحقيق الاصلاح المنشود لأنها هزت المحميات الطائفية والسياسية وقطعت الخطوط الحمر وباتت المحاسبة ممكنة، وأعطت دفعا قويا للقضاء فتحرك في أكثر من اتجاه، وأقرت الحكومة السابقة ورقة اصلاحات كان يستحيل اقرارها في السابق. ولكن محاولات استغلال بعض القوى السياسية للتحركات الشعبية، أدت الى تشتت بعضها وإغراقها في راديكالية رافضة، وأفقدتها الوحدة التي انطلقت منها للمطالبة بإحداث التغيير، كذلك نمط الشائعات المعتمد من بعض الإعلام وبعض المتظاهرين، حرف بعض الحراك عن تحديد مكامن الفساد الحقيقي وصانعيه بصورة صحيحة، ولا زلت أعول على اللبنانيين الطيبين في الشوارع والمنازل لمحاربة الفساد. من ناحية أخرى، تعامل الجيش والقوى الأمنية بحكمة كبيرة مع هذه الحركة الشعبية، فأمنوا أمن المتظاهرين وسلامتهم، وحفظوا حريتهم في التعبير، كما سعوا للمحافظة أيضا على حرية المواطنين وحقهم في التنقل والذهاب الى أعمالهم ومنازلهم. لكن هذا الوضع فاقم الأزمة الاقتصادية كما انعكس سلبا على الوضع الأمني، وقد أدى الى ارتفاع معدل الجريمة بجميع أنواعها بعد أن كنا حققنا تقدما لافتا في خفضه في العامين المنصرمين.

لقد كانت ولادة الحكومة منتظرة خلال الاسبوع الماضي، ولكن بعض العراقيل حالت دون ذلك. وعلى الرغم من أننا لا نملك ترف التأخير، فإن تشكيل هذه الحكومة يتطلب اختيار أشخاص جديرين يستحقون ثقة الناس والمجلس النيابي مما تطلب بعض الوقت، فالمطلوب حكومة لديها برنامج محدد وسريع للتعامل مع الأزمة الاقتصادية والمالية الضاغطة، ومجابهة التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان وكل المنطقة. وسنبقى نبذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى الحكومة الموعودة، مقدمين المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار آخر.

إضافة الى كل الصعوبات الحالية، لا تزال أزمة النازحين تضغط بكل ثقلها على جميع الصعد، في وقت لم يتحمل المجتمع الدولي فعليا مسؤولياته، لا في دعم العودة، ولا في دعم لبنان للتخفيف من تأثير هذا النزوح، فقدم بعض المساعدات للنازحين لم ينل لبنان منها الا القليل، مع كلام الإطراء للدور الانساني الذي يقوم به، وكلام سياسي عن ربط العودة بالتوصل الى حل سياسي.

لقد تفهمنا أسباب النزوح، وقدمنا كل ما يمكن من تعاون ومساعدة طوال سنوات، ولكننا اليوم لا نفهم المواقف الضاغطة لعرقلة العودة، ويحق لنا أن نرسم علامات استفهام كبرى تجاه هذه اللامبالاة الدولية، خصوصا بعدما حملت معي هذه الأزمة الى جميع المنابر الدولية والعربية، شارحا كل الأعباء والتداعيات المترتبة عنها على لبنان. ووسط كل هذه الأجواء الضاغطة، ثمة مؤشرات إيجابية نتوقعها في الآتي من الأيام مع بدء لبنان أعمال التنقيب عن ثرواته الطبيعية في مياهه الاقليمية، وهنا نجدد التأكيد على تمسكنا بحقنا باستثمار حقولنا النفطية كافة، ورفضنا لأي محاولة إسرائيلية للاعتداء عليها، وتشديدنا على ضرورة تثبيت الحدود البرية وترسيم البحرية، لما للأمر من فائدة على الاستقرار والهدوء، تأمينا لحقوق لبنان وللمناخ الاستثماري اللازم.

على الرغم من أن العام 2019 انتهى بأزمة كبيرة، إلا أنه شهد محطات دولية مهمة للبنان، أولها تكريس وطننا مساحة تلاق وحوار بين الحضارات والديانات والثقافات، من خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على إنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" على أرضنا. فمع كل الغليان حولنا يتأكد أكثر فأكثر ان الانفتاح والحوار والتعرف الى الآخر، هي أسس بناء السلام والاستقرار ومواجهة أفكار التطرف والعزلة والانغلاق. وتأتي أيضا استضافة لبنان للمقر الاقليمي للمنظمة الدولية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط، والذي نصبو إلى افتتاحه في بيروت بالتنسيق مع المنظمة، والبدء بعمله خلال العام الحالي، للتأكيد على دور لبنان في محيطه والعالم. قدر لبنان ورسالته أن يكون أرض سلام وحوار وتسامح، ولذلك وجب الحفاظ على الاستقرار والتعايش فيه، من هنا تمسكنا بالقرار 1701 وبالقرارات الدولية والشرعية الدولية القائمة على العدالة والحق بتأمين استعادة حقوقنا وأرضنا ومنع التوطين في لبنان، وكذلك تمسكنا بمبدأ تحييد لبنان عن مشاكل المنطقة، وإبعاده عن محاورها لإبعاد نيرانها عنه من دون التفريط بقوة لبنان وحقه في المقاومة وقيام استراتيجية دفاعية تعزز هذه الفرصة بالتفاهم بين كل اللبنانيين. إن لبنان يحيي هذا العام الذكرى المئوية الاولى لإعلان "دولة لبنان الكبير"، واني لواثق ان هذه المئوية ستشكل فرصة ملائمة، وسط جميع عوامل القلق وضبابية الرؤية، لإعادة اكتشاف دور لبنان ومكانته، واكثر: فرصة ملائمة لتجديد الالتزام من قبل جميع اللبنانيين بتحدي بناء وطن يليق بالإنسان وكرامته، ويرتقي الى ما منحه الله من عطية لأرضنا كي تكون رسالة، تتحقق بالفكر والعمل وارادة أبناء هذا الوطن."

وفي ختام الحفل، أقيم حفل كوكتيل للمناسبة.

 

مدللي في الامم المتحدة: للاقلاع عن سياسة ازدواجية المعايير

وطنية - الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020

دعت مندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة أمل مدللي مجلس الامن الدولي الى "الاقلاع عن سياسة ازدواجية المعايير ومباشرة تنفيذ القرارات التي من شأنها تثبيت السلم والأمن وإنهاء الاحتلالات وتطبيق حقوق الإنسان". واعتبرت، في خلال جلسة عقدت أمس بشأن شرعة الامم المتحدة حول صون الأمن والسلم في مجلس الأمن الدولي، أن "لبنان واقع في أزمة لكنه سينهض منها مثل طائر الفينيق". وشددت على "وجوب توحيد الصوت بين أعضاء المجلس وان تكون أفعالهم أشد وقعا من أقوالهم". وقالت ان "مجلس الامن حين يكون معطلا وممنوعا عليه اتخاذ قرارات حاسمة، لا يتحمل مسؤولياته لجهة تنفيذ القرارات المتعلقة بالسلام العالمي". ورأت ان "المجتمع الدولي ينشغل بالازمات الناشبة بدل ان يعمل على تفاديها كونه أسهل وأقل تكلفة من النزاعات ومواجهة تداعياتها".

 

كتلة المستقبل اجتمعت برئاسة الحريري: لولادة الحكومة بأسرع وقت والتوقف عن الدوران في حلقات المحاصصات الوزارية

وطنية - الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020

ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، عصر اليوم في "بيت الوسط" اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية في حضور عدد من الوزراء والنواب السابقين في الكتلة، تناول آخر المستجدات والأوضاع العامة. وفي نهاية الاجتماع صدر بيان، تلته النائبة رلى الطبش، أكدت فيه الكتلة أن "العودة إلى نغمة التجاذب حول الصلاحيات والمعايير المطلوبة لتأليف الحكومة، تشكل ذروة الإنكار للمخاطر الاقتصادية والمالية التي تواجه البلاد، وإصرارا على ممارسة سياسات الهروب من المتغيرات التي فرضتها التحركات الشعبية في كل المناطق". واعتبرت أن "الأولوية يجب أن تتركز على تأمين ولادة الحكومة بأسرع وقت، والتوقف عن الدوران في حلقات المحاصصات الوزارية وما يترتب عليها من إخفاقات يدفع ثمنها المواطن اللبناني من استقراره الاجتماعي ومستوى معيشته". واعربت عن استغرابها "ان لا تكون الكتل النيابية التي أجمعت على تسمية الدكتور حسان دياب لتأليف الحكومة، قادرة على التوصل إلى تشكيلة وزارية تنهي مسلسل المراوحة".

اضافت: "في ضوء ذلك ترى الكتلة إن التخبط القائم حول ولادة الحكومة، يضع المسؤولية كاملة على عاتق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، المعنيين دستوريا بالاتفاق على التشكيلة وإصدار المراسيم، وهي مسؤولية يجب أن تتحرر من ضغوط السياسة والأحزاب، وان تقرأ في المقابل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنقدية التي تتفاقم، والتطورات الإقليمية التي تضع لبنان أمام لهيب المنطقة وصراعاتها. فالحاجة الملحة هي لتأليف الحكومة، ولا يصح العودة إلى دفع البلاد وأزماتها نحو تصريف الأعمال الى ما لا نهاية، مع التأكيد على ان الرئيس سعد الحريري لم يتخلف ولن يتخلف عن تحمل مسؤولياته الدستورية والوطنية في هذا الشأن، وقد راهن على ولادة الحكومة قبل رأس السنة وفقا لكل المواقف الرئاسية والقيادية التي أجمعت على هذا الأمر". وأملت "الخروج من نفق التعطيل"، داعية إلى "كف الأيادي المشبوهة التي تتولى مهمات التوزير، والذهاب وفقا للأصول إلى حكومة تتولى واجباتها الدستورية أمام المجلس النيابي، وتسارع إلى مناقشة القضايا ومشاريع القوانين الملحة". وسجلت الكتلة "ارتياحها لانكفاء خطاب التصعيد العسكري في المنطقة"، وأكدت أن "الحوار السياسي السبيل الوحيد لتجنب دخول المنطقة في موجة جديدة من موجات الكوارث والحروب". وإذ شددت على "أهمية التزام لبنان، الرسمي والحزبي، موجبات النأي بالنفس والكف عن سياسات التورط في الصراعات الخارجية والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية"، نبهت إلى "ضرورة التزام الدولة اللبنانية والوزارات المختصة قبل سواها بهذه الموجبات، واعتماد التوازن المطلوب في مقاربة التطورات، فلا يتم استنكار اعتداء على العراق والعزوف عن اعتداء آخر".

ورأت انه "قد يكون من الأجدى في هذا الشأن لو أن المواقف اللبنانية قد قاربت المخاطر الإقليمية مقاربة القيادة العراقية لأزماتها والتي أجمعت بألسنة رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي والمرجع الروحي آية الله السيستاني على رفض تحويل العراق إلى ساحة للصراع الأميركي - الإيراني، وتغليب لغة العقل والتقيد بالمواثيق الدولية واحترام الدولة العراقية وقرارات حكومتها ومساعدتها على احتواء وتجاوز هذه الأزمة الخطيرة التي تهددها والمنطقة والعالم بحرب مدمرة شاملة". وعزت الكتلة "الشعب العماني الشقيق وجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد بوفاة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، وأملت أن تواصل سلطنة عمان مسيرة النهوض والتقدم والاستقرار التي أسسها الراحل الكبير، الذي سيظل اللبنانيون يذكرونه لما كان له من مواقف داعمة للبنان وأياد بيضاء في المساهمة بإعادة الإعمار".

 

الحريري: أساس الحل تشكيل حكومة جديدة واقوم بتصريف الأعمال بشكل كامل بحسب الدستور

وطنية - الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أن "أساس الحل هو تشكيل حكومة جديدة، وليس تعويم حكومة استقالت بطلب من الشارع"، لافتا إلى أنه "يقوم بتصريف الأعمال بشكل كامل بحسب الدستور، أما إذا كان المطلوب أكثر فلا مشكلة". وقال في دردشة مع الصحافيين عقب ترؤسه اجتماع كتلة "المستقبل" النيابية عصر اليوم في "بيت الوسط": "منذ أن قدمت استقالتي وأنا أصرف أعمالا، وأستغرب حقيقة الكلام عن تصريف الأعمال لأني لا أرى شيئا متوقفا على هذا الصعيد. أما إذا كان المطلوب أكثر فلا مشكلة، ولكن الأساس هو تشكيل حكومة جديدة. كفانا "لف ودوران" حول أساس الحل. أساس الحل هو تشكيل حكومة جديدة. هناك الرئيس المكلف حسان دياب الذي لديه مهمة تشكيل حكومة مع من أسموه لهذه المهمة، فليشكل الحكومة مع فخامة الرئيس ونقطة على السطر. إذا كان هناك مكان قصرت فيه بتصريف الأعمال فليخبروني أين هو".

قيل للحريري: لكن الرئيس بري يطالب باجتماع الحكومة، فأجاب: "حكومة تصريف الأعمال لديها عدة صلاحيات ونحن نستخدم هذه الصلاحيات في حدودها. لكن إذا فرضنا أني تحدثت مع البنك الدولي واتفقنا على أمر ما، فهل بإمكاني أن أنفذ هذا الاتفاق ضمن حكومة تصريف أعمال؟ كلا، لا يمكن. فمن يستطيع أن ينفذ مثل هذه الأمور هي حكومة تحوز على الثقة من مجلس النواب وتعمل بشكل طبيعي. الأساس اليوم إذا هو تشكيل حكومة. فهل المطلوب ضرب الدستور؟ علينا حل الأمور كما يجب أن تحل. الدستور واضح جدا، يستقيل رئيس الحكومة، ثم تحصل استشارات ملزمة وتتم تسمية رئيس حكومة مكلف يشكل حكومة جديدة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. هل المطلوب أن نتذاكى على الشعب اللبناني؟ أنا أقوم بعملي كاملا".

سئل: هل ستشارك في جلسة برلمانية لمناقشة الموازنة أو لتشريع الضرورة في هذه الفترة؟

أجاب: "سأجتمع مع الرئيس نبيه بري ونتفق على ذلك".

سئل: هل ستجتمع به اليوم؟

أجاب: "لا أعرف إن كنت سأجتمع به اليوم".

سئل: هل أنت مع تعويم حكومة تصريف الأعمال؟

أجاب: "أنا مع تشكيل حكومة جديدة ولست مع تعويم حكومة استقالت بطلب من الشارع".

سئل: ألا يمكن للحكومة الحالية اتخاذ أي قرار في الملف الاقتصادي؟

أجاب: "كلنا نعرف أن أي أمر نريد أن نقوم به في الملف الاقتصادي بحاجة لأن نتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى. فهل يمكن لحكومة تصريف أعمال أن تتعاون مع هذه المؤسسات أم يجب أن تكون هناك حكومة عادية لديها ثقة برلمانية؟ وإلا فلنلغ الدستور".

سئل: بما ترد اليوم على من يتهمونك بالعرقلة؟

أجاب: "هناك من يقول أني أقيم سدا سنيا طويلا عريضا. فمن يعرقلون يتهمونني أنني أعرقل تشكيل الحكومة".

سئل: هل هناك ضوء ما في نهاية النفق الأسود الذي يعيش داخله اللبنانيون اليوم؟

أجاب: "هناك دولة اسمها لبنان فيها شعب عانى الكثير. يمكننا أن نخرج من هذا النفق، لكن شرط أن نضع خلافاتنا جانبا ونعطي الحقائب الوزارية لمن يعرف فعليا أن يديرها ضمن اختصاصه. هل هناك دولة في العالم غير لبنان تعين غير اختصاصيين في الوزارات؟".

سئل: هل تعتبر مواقف الرئيس بري تجاهك مقدمة لإعادتك إلى رئاسة الحكومة؟

أجاب: "حين أرى الرئيس بري أتحدث معه مطولا".

 

بري استقبل باسيل:الاجواء ايجابية

وطنية - الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020 

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، حيث جرى بحث معمق في الاوضاع. وكانت اجواء اللقاء ايجابية بحسب المكتب الاعلامي للرئيس بري.

 

باسيل طالب الرئيس المكلف بالاسراع في تشكيل الحكومة: إذا وضع التكليف في جيبه يمكن للناس ان تنتزعه

وطنية - الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020

عقد تكتل "لبنان القوي"اجتماعه الأسبوعي في مقره في "ميرنا شالوحي" برئاسة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وحضور الأعضاء، وبحث في التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية.

بعد الاجتماع اكد باسيل أن "التكتل وقع على كتاب موجه لحاكم مصرف لبنان يتعلق بالتحويلات المالية التي حصلت الى الخارج خاصة بعد 17 تشرين الاول من العام 2019، وفي العام 2019 بشكل عام، وما تشكله بالأرقام التي كان قد أعلن عنها الحاكم في وسائل الإعلام، إضافة إلى الأخبار والإخبار الذين صدروا والذين يشكلون استنسابية في التعامل مع المواطنين بشكل غير مقبول، بحيث أن البعض منهم يقف طويلا في الصف للحصول على مبلغ قليل من المال، كذلك يحرمون من تحويل اموال بسيطة إلى الخارج لاولادهم كأقساط، في حين ان آخرين يحولون عشرات الملايين او حتى مئات الملايين من الدولارات".

اضاف: "طالبنا الحاكم بصفته رئيسا للهيئة المصرفية العليا وهيئة التحقيق الخاصة، وعلى ضوء الخطوة التي قام بها وزير العدل بمخاطبة الجهات السويسرية وطلب وزير الخارجية من عدة جهات دولية لمساعدة لبنان بهذا الخصوص، ولجنة المال والموازنة التي بحثت هذا الموضوع في اجتماعاتها مع الحاكم، وبموجب صلاحياته وواجباته، كذلك بالافصاح والاعلان عن هذه الارقام والمصارف والحوالات التي تمت، وابدينا كل استعداد للتعاون والمساعدة وهذه خطوة أولى نتمنى التجاوب معها لعدم اللجوء إلى خطوات اخرى، كطلب لجنة تحقيق برلمانية،او القيام بخطوات قانونية في هذا الصدد".

وشدد باسيل على "أهمية هذا الموضوع لأنه يلغي الاستنسابية في التعاطي، لان الهدف هو وضع إجراءات صارمة لوضع حد لهذه التحويلات المالية، خصوصا اذا ما حصلت من قبل السياسيين او المتعاطين بالشأن العام او الموظفين في الدولة أو المنكوبين الكبار وأصحاب الحسابات الكبرى".

وأكد "ملاحقة هذا الموضوع لأنه يتسبب بظلم الناس ويشكل بداية حماية المودعين الصغار".

وذكر باسيل بأن التكتل "وضع عدة اوراق اقتصادية، كما سلم بعض المعنيين ورقة تطالب بوضع خطة مالية سريعة تحمل عناوين واضحة تساعد على تخليص البلد وحماية المودعين الصغار الذين يشكلون 85 بالمئة من المودعين ولديهم عشرة بالمئة من حجم الايداعات كلها، وهذا يعني حماية 90 إلى 95 بالمئة من المودعين، خصوصا وان هناك إمكانية كبيرة لهذه الاجراءات".

واذ شدد على "ضرورة تغيير السياسات المالية القائمة طالب بخطة جديدة وهو ما يسمح به قانون النقد والتسليف ويسمح لحاكم مصرف لبنان بأخذ هذه الإجراءات، خصوصا وان ما يطلبه من غطاء سياسي موجود على كل المستويات في حال كان إجراءاته واضحة ولا تهدف الا إلى حماية المودعين وابعاد الاستنسابية".

وعن موضوع الحكومة، قال باسيل: "أردنا ان نعلن اليوم موقفا متقدما لناحية تأكيدنا اننا لم نطلب اي مطلب خاص غير تشكيل حكومة ناجحة لانقاذ الوضع المالي الذي نمر به، انما حصلت تطورات عديدة اليوم تدفعنا لتحمل المسؤولية اكثر فأكثر، لأن أسهل شيء في ظل هذا الوضع ان نتصرف كسوانا ونقول اننا غير معنيين، ومن مصلحتنا الحزبية والسياسية ان نقول اننا غير معنيين بهذه الحكومة طالما اننا منذ البداية دفعنا باتجاه حكومة خالية من سياسيين وحزبيين ومن وجوه قديمة وان تكون حكومة من أصحاب الكفاءة والجدارة يتمكن كل وزير فيها من ان يحمل مسؤولية وزارته ليقوموا بعمل جماعي يقدمون فيه خطة إنقاذ ويخرجون البلد من الوضع الاقتصادي والمالي. ولكننا بحكم مسؤولياتنا النيابية إما ان نعطي هذه الحكومة الثقة وإما نحجبها عنها، وهذا الامر مرتبط بعامل واحد بالنسبة إلينا هو إمكانية النجاح لهذه الحكومة وتحقيق الإنقاذ، وغير ذلك لا مطلب لنا لا من ناحية العدد ولا من ناحية الأسماء، ولن نختار اي اسم من التيار الوطني الحر او قريب منه". أضاف: "كل همنا كان المساعدة في اختيار الافضل والاقدر للانقاذ وكل باختصاصه في الوزارة التي يمكنه ان يخدمها بسرعة، ووضع خطة موحدة تعتمد من الدولة لان الخطر الأكبر اننا نعيش في ظل وضع فيه حكومة تصريف اعمال لا يقوم رئيسها وبعض وزرائها بواجباتهم، وهناك تعطيل للاعمال وليس تصريفا للاعمال وهذا لا يعني تعويم الحكومة ولا نطلب ذلك، ولا يعني السماح بتأخير ولادة حكومة جديدة ابدا، ولكن بالمقابل حكومة تصريف الاعمال لا تصرف كما يجب وعليها مسؤوليات ويجب أن تتخذ قرارات لانقاذ الوضع المالي. بالمقابل هناك حكومة قيد التأليف لم تبصر النور بعد، وتدور حولها شائعات غير الحقيقة التي هي أكبر شائعة تقول بأننا بدلنا رأينا ونريد حكومة سياسية او تكنوسياسية في حين اننا لم نغير رأينا ولا لحظة، حتى بعد مقتل قاسم سليماني قلنا ان الحرب لم تأت بعد الى لبنان ويجب أن تعتمد سياسة منع وصول الحرب الى لبنان، عندما تصل الحرب سنرى كيف سيكون التعاطي معها انما اليوم مطلوب حكومة تحصل على ثقة الناس الغاضبين من عدم تشكيلها، وكذلك تحصل على ثقة المجلس النيابي وعلى ثقة المجتمع الدولي لفك الحصار المالي المفروض على لبنان".

وتابع: "هذه هي اولويتنا ولا شروط أخرى، الا ان لا مجال للتأخير لان كل يوم هو قاتل بالنسبة إلينا. المطلوب من رئيس الحكومة المكلف ان يقوم بواجباته بعد الاستشارات التي قام بها، ونحن من جهتنا ابدينا رأينا لتكون هذه الحكومة ناجحة وعلى أساسها الموقف اليوم أمام غضب الناس الا يضع التكليف في جيبه ويقول لا يمكن أن ينزعه احد مني، فالناس يمكن أن تنتزعه وكذلك عدم إعطاء الثقة في المجلس النيابي. لذلك من الواجب اليوم، ان نذهب إلى صيغة ويشكل الرئيس المكلف الحكومة في أسرع وقت ممكن لتنال الثقة في المجلس النيابي، ونحن بدورنا نعطيها الثقة في المجلس اذا ما توافرت فيها شروط النجاح وأهمها وضع خطة مالية اقتصادية تخرجنا من الوضع الحالي، وإلا تكون استمرارا للسياسة المالية القائمة منذ ثلاثين سنة".

وختم: "لا يمكن إصلاح الوضع بالسياسة نفسها لذلك نحن مجبرون على تغيير هذه السياسة وهذا كان مطلبنا الأساسي عشية التسمية وبعدها وعشية الاستشارات النيابية وبعدها، وهذه هي اولويتنا اليوم، واي كلام آخر عن عدد وحصص ونسب في الحكومة غير صحيح وهو افتراء وتشويه للواقع. ننجح جميعا عندما تنجح الحكومة بإخراجنا من هذا الوضع، ونفشل جميعا عندما تفشل الحكومة، فهذا هو مطلبنا وأمنيتنا اليوم ان يتحقق ما يطالب به الناس ونذهب الى تشكيل الحكومة وعلى ضوئها يتقرر موقفنا".

 

التيار المستقل: ألا يكفي كل هذا التدهور؟

وطنية - الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020

رأى المكتب السياسي في "التيار المستقل" ببيان، بعد اجتماعه الأسبوعي في مقره ببعبدا برئاسة الرئيس اللواء عصام أبو جمرة، أنه "قبل أن يصل العماد رئيس التيار الوطني الحر إلى رئاسة جمهورية لبنان، أخر التأليف لأربع حكومات متتالية 28 شهرا لايصال وزير من حزبه. وللوصول الى كرسي الرئاسة، أحجم حتى بقي فراغ الكرسي 30 شهرا متتالية. ولما وصل إليها، أطلق على عهده اسم العهد القوي، لكن بعد ثلاث سنوات في الحكم تأكد فشله في قيادته، بتمادي الفساد انتشارا، وازدياد الكهرباء ضعفا، والنفايات تراكما، والطرق طوفانا، والبطالة انتشارا، والدولار ارتفاعا إلى 2500، وأسعار السلع تصاعدا، والمحاصصات على الوزارات اختلافا، ووضع الدولة الاقتصادي انهيارا". وسأل: "ألا يكفي كل هذا التدهور؟"، لافتا إلى أن "الشعب منذ 17 تشرين الأول 2019 في الشوارع بمئات الألوف، ثائرا على السلطة الحاكمة، حتى يرفع رئيس هذه السلطة رأسه من الرمل ويقول: انا آسف لفشلي، وأترك السلطة لحكومة عسكرية انتقالية من 12 وزيرا لستة أشهر فقط، كما فعل الرئيس السابق الشيخ أمين الجميل في عام 1988 بعد أن تعذر انتخاب رئيس خلفا له، حكومة تعيد تكوين السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتسلمها الحكم بالطرق الديموقراطية الصحيحة، كما يجب مشكورة، فيرتاح الشعب من المعاناة ويتخلص البلد من الفوضى".

 

الراعي عرض ووفد اتحاد موظفي المصارف أوضاع القطاع حواط: من لا يريد حكومة اختصاصيين مستقلين هو من يعرقل

وطنية - الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من اتحاد نقابات موظفي المصارف لتقديم المعايدة بحلول السنة الجديدة، وتم التطرق الى وضع القطاع المصرفي في ظل الأزمة التي يعيشها لبنان.

واكد اعضاء الوفد أن "عددا من المصارف بدأ بصرف الموظفين وهناك أكثر من 25 ألف عائلة لبنانية تعمل في هذا القطاع"، لافتين الى ان "أزمة السيولة في المصارف كانت قد بدأت قبل 17 تشرين الأول ولا تزال مستمرة حتى اليوم، وقد تشكل خطرا حقيقيا على أموال المودعين إذا لم تتشكل حكومة في أسرع وقت ممكن، لأن لبنان منذ اتفاق الطائف وهو يستدين لسد العجز المالي، واليوم نحصد هذه النتائج".

حاج

من جهته، قال رئيس الاتحاد جورج حاج: "لقد نقل الوفد الى صاحب الغبطة هموم موظفي المصارف، في ظل التجاوزات التي تحصل مؤخرا، وكأن الموظف داخل المصرف هو المسؤول عن الأزمة الراهنة، بينما هو مودع مثله مثل أي مواطن لبناني وما يقوم به هو بتوجيه من إدارته، ولا يجوز تحميله أكثر من طاقته".

أضاف: "على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في موضوع التجاوزات التي تحصل في المصارف، بدءا من الأجهزة الأمنية، التي تحاول جاهدة التواجد في المصارف، ولكن على القضاء أيضا التحرك ومعاقبة كل من أوصل الاقتصاد اللبناني الى هذه الحالة، لأننا فعلا أمام أزمة كبيرة لم يمر لبنان بأي مثيل لها من قبل".

وختم:" جمعية المصارف لا تتحمل منفردة مسؤولية الوضع الذي وصلنا إليه، بل السياسة المالية التي هي من مسؤولية الدولة اللبنانية وكل رؤساء الحكومات المتعاقبين، ووزراء المالية، وحاكم مصرف لبنان وفريقه الاداري، فالمسؤولية مشتركة وليست فقط على جمعية المصارف".

حواط

ثم التقى الراعي النائب زياد حواط في زيارة تهنئة بالأعياد، صرح على اثرها حواط: "كان تشديد على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين لإخراج البلد من الأزمة التي يعيشها الشعب اللبناني والدولة اللبنانية. هذا هو موقف تكتل الجمهورية القوية، فما نشاهده اليوم على الطرقات والمشاكل التي يعاني منها يوميا الشعب اللبناني، كل هذا يؤكد على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة من اصحاب الكفاءة والإختصاصيين المستقلين الذين لا يرتبطون بأجندات الا بتلك الإقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب اللبناني". أضاف: "الضرورة اليوم كبيرة بالإسراع في التشكيل، وهذه الصرخة نطلقها من بكركي الى كافة المسؤولين بدءا من فخامة رئيس الجمهورية مرورا بكافة المواقع الرسمية، وندعو الى ضرورة العمل بشكل متواصل لتأليف هذه الحكومة وإنقاذ ما تبقى واطلاق العجلة الإقتصادية في البلد". وتابع: "زرنا البارحة، رئيس مجلس النواب نبيه بري واكدنا له ايضا على مطلبنا الضروري بالإسراع في تشكيل حكومة اختصاصيين، واليوم نلتقي تماما مع صاحب الغبطة حول ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة. واكدنا للرئيس بري انه لا يمكن لاي حكومة ان تنقذ لبنان ما لم تكن مؤلفة من اختصاصيين. واليوم عامل الثقة مفقود بين الشعب اللبناني والمسؤولين وبين المجتمع والمسؤولين اللبنانيين ولا يمكن ان يحل هذا المشكل الا اصحاب الكفاءة، لدينا كفاءات كثيرة في الداخل والخارج وهم من افضل اللبنانيين في كافة الإختصاصات وليس من الضروري ان يكونوا مرتبطين بأجندات داخلية وخارجية وحزبية او غير حزبية. يمكننا اعطاء الرئيس المكلف فترة سماح لمدة سنة مع وزراء اختصاصيين من اجل انقاذ لبنان. لقد جربنا الآخرين ورأينا الى اين وصلت البلاد، يمكننا اعطاء الحكومة العتيدة سنة ونمدها بالدعم المطلوب من اجل انقاذ لبنان". وقال: "إن الحكومات التي كان للخارج قرار بتشكيلها، قد أوصلت الى ازمات معيشية وسياسية لا يمكننا الخروج منها الا بأعجوبة إلهية. وحان الوقت لان نتعاطى كمسؤولين لبنانيين، وانا اولهم، ونتحمل مسؤولياتنا ونعمل يدا بيد من اجل اطلاق حكومة بحجم المرحلة تكون انقاذية وعلى قدر من المسؤولية لنتمكن من معالجة الازمة، فالغرب لن يهتم بنا ان لم نهتم بأنفسنا. حان الوقت للاتكال على انفسنا، هناك رئيس مكلف يصرح يوميا بأنه يود ان يشكل حكومة اختصاصيين مستقلين اصحاب كفاءة، علينا جميعنا تقديم كل الدعم له من اجل تأليف مثل هذه الحكومة".

أضاف: "لسنا نحن ابدا سواء كنا من التكتل ام من القوات اللبنانية، من يعرقل عملية التشكيل بل نحن نطالب دائما بحكومة اختصاصيين والرئيس المكلف يؤكد في كل لحظة انه لن يشكل الا حكومة اختصاصيين مستقلة وان اي فريق سياسي لا يريد هذه التركيبة فهو يعرقل تشكيل الحكومة. للأسف هناك مسؤولون لا يعرفون حجم المصيبة الإجتماعية المعيشية التي يعانيها الشعب اللبناني، الناس على الطرقات والتلامذة خارج مدارسهم. البلد يتجه نحو اسفل الهاوية، في وقت لا يزال فيه البعض متمسكا بحقيبة من هنا ووزارة من هناك، ولكن البلد بحاجة الى اعجوبة وصدمة ايجابية لإطلاق العجلة من جديد بعيدا عن سياسة المحاصصة والتقاسم". وختم: "كل فريق سياسي لا يريد حكومة اختصاصيين مستقلين غير حزبيين هو من يعرقل عملية التشكيل. لقد اكدنا للرئيس بري بوضوح هذا الأمر، وهو بدوره قال: ان لم يلتزم الرئيس المكلف بالتصور الذي نطرحه فنحن لا نريد حقائب، ولكننا سنعطيه الثقة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  14-15 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

ثورة تتعامى عن سرطان حزب الله وتتملقه تحمل بنفسها كل مقومات الفشل

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

ثورة تتملق حزب الله الإيراني وتداهنه وتتعامى عن احتلاله ودويلته وإرهابه وتسوّق لكذبة ونفاق مقاومته هي ثورة فاشلة وأداة تدمير وخراب.

 

حزب الله يحتل لبنان وكل الحكام والسياسيين اللبنانيين هم دمى بأمرته

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2020

جميل السيد متل ما خبرنا جنبلاط عم يشكل الحكومة والبيك بدو رضاه، ولكن الحقيقة أن كل حكامنا من كبيرهم لصغيرهم دمى يحركها حزب الله

 

 

سقوط حكم الطائف وغياب البدائل والفوضى المتنامية

شارل الياس شرتوني/14 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82302/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81-%d9%88%d8%ba%d9%8a%d8%a7/

 

ليتمكن تلفزيون الثورة اللبنانية من البث على اليوتيوب ودون مقابل يلزمه ما يزيد عن 350 مشترك/اضغط على الرابط واشترك.Click On The Subscribe word

https://www.youtube.com/channel/UCRJvDPQuS5jc31_4va5FZDQ?fbclid=IwAR3k_MSmV0ifK88UVf6DTRLZ9tIUdRfI7XRiActqiLCMYIWtKHW0uXckgGM

 

هل يملك ترمب خطة ضد إيران أم لا؟

د. وليد فارس/انديبندت عربية/14 كانون الثاني/2020

معظم تفاعلات الرئيس الأميركي مع أزمات المنطقة المرتبطة بالتحركات الإيرانية لا تزال مجرد ردود أفعال.

http://eliasbejjaninews.com/archives/82305/%d8%af-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%85%d9%84%d9%83-%d8%aa%d8%b1%d9%85%d8%a8-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%b6%d8%af-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%85/

 

 

 

Turkey: Still among the World's Worst Jailers of Journalists/ by Uzay Bulut/Gatestone Institute/January 14/2020
 
أوزاي بولوت/معهد كايتستون: تركيا هي من أسوأ البلدان في العالم في اضطهاد واعتقال الصحافيين
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/82296/%d8%a3%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%88%d8%aa-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d9%87%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a3/

 

هل نظام المرشد في مهب الريح؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 كانون الثاني/2020

Is the regime in Tehran in danger of falling?/Abdulrahman Al-Rashed/Arab News/January 14/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82298/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b4%d8%af-%d9%87%d9%84-%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%b4%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%87%d8%a8/