LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january13.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن. إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان دولة فاشلة ومارقة

الياس بجاني/زمن ايران وأذرعتها في المنطقة إلى نهاية حتمية..دورهم انتهى

الياس بجاني/دور ملالي إيران الإقليمي إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/1/2020

لقمان سليم يُهاجم «مرثية» نصرالله.. سليماني شريكٌ في الجرائم لا الإنتصارات

حسن نصرالله يظهر الإفلاس السياسي بخطاب عن القوة الإيرانية

غصن” يتحدث عن وضع لبنان السياسي واحتمال توليه منصبا

الاحتجاجات تعمّ لبنان والهوة تتسع بين دياب و”الثنائي الشيعي” والعهد

المتظاهرون رددوا الهتافات ضد السلطة واتهموها بالفساد والمسؤولية عن الانهيار وطالبوا بمحاكمتها

الراعي: كيف نفهم أن من أتوا بالرئيس المكلف لا يُسهِّلون مساعيه لتشكيل حكومة لنجاة سفينة الوطن؟

حاكم مصرف لبنان: نستهدف ضمان تطبيق الإجراءات بشكل عادل ومتساوٍ على المودعين والعملاء كافة

“المستقبل”: التركيز على وجوب تشكيل الحكومة والحريري لم يتخلف عن تحمُّل مسؤولياته في أية لحظة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هتافات المتظاهرين تستعيد حيويتها.. ما أحلى الرجوع إلى الشتيمة

قناة “الجديد” تتهم وزير “أمل” بالفساد

روكز: فضائح الاتصالات تتوالى

من الأرشيف/داعش ليس صناعة أميركية باعتراف نصر الله؟!

طرد يوسف فنيانوس من أحد المقاهي في جل الديب

طرد وزير ونائبين من مطعمين

حقوقيون وخبراء لـ«جنوبية»: حجز المصارف للأموال تعسفي ويُوجب التعويض

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

احتجاجات في إيران لليوم الثاني والمتظاهرون يهتفون ضد النظام

“سي إن إن”: العسكريون الأميركيون دخلوا الملاجئ قبل ساعتين من الهجوم الإيراني

انفجار الاحتجاجات في وجه خامنئي والمعارضة تطالبه بالتنحي

الجامعات تنتفض: "الحرس يقتل والمرشد يدعم"... وترامب للشعب الإيراني: أقف إلى جانبكم

أزمة ديبلوماسية بسبب احتجاز السفير البريطاني… ولندن: طهران أمام مفترق طرق… عدم التصعيد أو العزلة

جيش من الجواسيس كشف تحركات سليماني الإقليمية وقاد إلى قتله

خطة اغتياله بدأت قبل 18 شهراً... وإسرائيل ترصدته... وقوة أميركية تأكدت من جثته

فريق أميركي عطّل رادارات مطار بغداد قبل الاستهداف بيوم وجيش الجواسيس غطى سورية والعراق

قوات خاصة أميركية تابعت سيارة سليماني قبل اغتياله ووصلت إلى جثته بعد دقيقتين من استهدافه

بطلة تايكوندو إيرانية تفر من بطش نظام الملالي

أميركا تؤكد بقاء قواتها في العراق وتُهدد بحجب عائداته النفطية/قتلى وقطع طرق في كربلاء ... وإضراب شامل في الجامعات ... ورفض لترشيح عبدالمهدي مجدداً

نتانياهو يشيد بشجاعة الإيرانيين: يستحقون الحرية والعيش بأمان

“النجباء” مجدداً: سنثأر لسليماني

7 صواريخ على قاعدة “بلد” التي تضم جنوداً أميركيين

18 قتيلاً في قصف جوي على إدلب .. والنظام يعزز قواته في حلب والمعارضة استهدفت مطار النيرب بالصواريخ ... والأمم المتحدة قدمت المساعدات عبر الحدود

وفد سوري في طهران يبحث في تطورات المنطقة

تركيا تبدأ “الفخ” ضد “حزب العمال الكردستاني”

آبي: السعودية زعيمة العالم العربي والإسلامي ونتطلع للتعاون معها/خادم الحرمين ورئيس وزراء اليابان بحثا رؤية 2030 والتعاون في مجال الطاقة

سلطان عُمان... هيثم بن طارق آل سعيد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران«فُقاعة» أميركية «تفقع» في المنطقة/علي الأمين/نداء الوطن

دياب ألعوبة القصر أم عنيد أقوى من الحريري؟/منير الربيع/المدن

استسهال التنكيل ببؤساء البداوي: الجنود يعتقلوننا ويضربوننا ويشتموننا طائفياً/جنى الدهيبي/المدن

لبنان بين التصريف والتأليف والانفجار العنيف/عديد نصار/العرب

هل بداية الحل بتنحي عون؟/ علي حماده/النهار

دياب نموذج ”الوقت الضائع”… هل يعود الحريري حكومياً؟/مجد بو مجاهد/النهار

عون و”حزب الله” يعلّقان تأليف الحكومة… هل ترتبط المعادلة الجديدة بالمواجهة الإيرانية؟/ابراهيم حيدر/النهار

إنتصارات إيران المقدسة/وجيه قانصو/المدن

وقف إطلاق النار أم التصعيد في ليبيا؟/بين فيشمان/معهد واشنطن

رحيل سليماني وارتباك المخططات الإيرانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

صاروخ “الأوكرانية” يشعل الثورة الإيرانية/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

الرحلة الهولندية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

العراق وعتمة التاريخ/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

الطائرة الأوكرانية وجنون دولة الملالي/فاروق يوسف/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في قداس الاحد: نأمل من المسؤولين ان يصغوا الى الشباب قبل ان تتحول انتفاضتهم الى ثورة هدامة

د. مصطفى علوش : الإحتجاجات الشعبية لن تؤدي إلى تقليص نفوذ حزب الله والحزب سيكون له دور في أي عمل عسكري او استراتيجي بالنسبة لإيران

نص خطاب حسن صرالله: على الأميركيين الخروج من منطقتنا وهي مسألة وقت

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن. إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ

إنجيل القدّيس يوحنّا14/من08حتى14/:”قالَ فيليبُّس لِيَسوع: «يَا رَبّ، أَرِنَا الآبَ وحَسْبُنَا». قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم كُلَّ هذَا الزَّمَان، يَا فِيلِبُّس، ومَا عَرَفْتَنِي؟ مَنْ رَآنِي رَأَى الآب، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْت: أَرِنَا الآب؟ أَلا تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا في الآب، وأَنَّ الآبَ فِيَّ؟ أَلكَلامُ الَّذي أَقُولُهُ لَكُم، لا أَقُولُهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلِ الآبُ المُقِيمُ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ أَعْمَالَهُ. صَدِّقُونِي: أَنَا في الآبِ والآبُ فِيَّ. وإِلاَّ فَصَدِّقُوا مِنْ أَجْلِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وأَعْظَمَ مِنْهَا يَعْمَل، لأَنِّي أَنَا ذَاهِبٌ إِلى الآب. كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن. إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان دولة فاشلة ومارقة

الياس بجاني/11 كانون الثاني/2020

عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان هو دولة فاشلة ومارقة ومن واجب الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيها بل من التزاماتها القانونية وضع لبنان في هذه الخانة ووضع اليد على حكمه وتسليم القوات الدولية الموجودة في الجنوب السلطات الأمنية ووضع القوى الأمنية اللبنانية تحت أمرتها وذلك لإعادة تأهييل اللبنانيين على كيفية حكم انفسهم. هذا الأمر تم العمل به في العديد من الدول.. ربما هذا هو المخرج الوحيد المتوفر حالياً لمواجهة ما يجري في لبنان من عهر حكام وسلبطة احتلال وفساد حكم وكفر أصحاب شركات أحزاب.

 

زمن ايران وأذرعتها في المنطقة إلى نهاية حتمية..دورهم انتهى

الياس بجاني/10 كانون الثاني/2020

ممكن فطاحيل كذبة المقاومة والتحرير يخبرونا كيف بدون يكنسوا الأميركي من المنطقة والسيد من خوفه منون قاعد تحت الأرض من 14 سنة؟

 

دور ملالي إيران الإقليمي إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2020

انتهى الزواج السعودي والسوري باغتيال رفيق الحريري واليوم انتهى زواج أميركا وإيران باغتيال سليماني. نهاية دور إيران الإقليمي حتمي وكذلك دور اذرعتها الإرهابية وفي مقدمهم دور حزب الله في لبنان

 

إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2020

إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة ونظامها مجرم وحزبها اللاهي (حزب الله) في لبنان هو سبب كل المصائب والكوارث ولا خلاص للبنان قبل تفكيكه وانهاء دوره المسلح

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/1/2020

وطنية/لأحد 12 كانون الثاني 2020 

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ولادة الحكومة متعثرة، والأزمة المالية والنقدية في المصارف ولدى المواطنين المعوزين والميسورين، ما زالت شديدة.

وفي الجو السياسي، أن الرئيس المكلف حسان دياب أكد ل"تلفزيون لبنان" أنه لن يعتذر، وسيستمر في تخطي العقبات. وأوضح أن لديه مسودة تشكيلة وزارية كاملة، وأن العراقيل المفتعلة بحاجة إلى معالجة.

وعلى الصعيد المصرفي، كلام الناس يدور حول المئتي دولار أسبوعيا. كما يدور حول تآكل رواتب الموظفين والعاملين ووصولها إلى نسبة تراوح بين الربع والنصف، إذا ما تم احتساب سعر الدولار الذي يقفز إلى 2600 ليرة للدولار الواحد. وحاكم مصرف لبنان شدد على كتابه إلى وزير المال باعطائه صلاحيات استثنائية.

وفي ارتدادات المواجهة الأميركية- الإيرانية، إعلان "الحرس الثوري" الإيراني أن طهران ستتحدث عن الإنتصار الكبير على الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة. في المقابل أعلن البنتاغون استعداد ترامب للتفاوض مع إيران من دون شروط مسبقة. وأوضح وزير الدفاع الأميركي أن ترامب ما زال منفتحا لإجراء محادثات مع إيران حول طريق جديد للأمام.

وفي كلمة للأمين العام (لحزب الله) السيد حسن نصرالله في ذكرى أسبوع سليماني ورفاقه، توضيح فيه: لسنا أداة لإيران بل نحن حلفاء وأصدقاء لها، وأن الهجوم الإيراني على القواعد الأميركية صفعة، وليس هو الرد على مقتل سليماني. أضاف: عملية "عين الأسد" رسالة لكيان العدو الإسرائيلي، فالقصف على "عين الأسد" والعزاء لدى الإسرائيلي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أقل ما يقال في ملف التأليف الحكومي، أنه في غيبوبة حاليا، بحيث لا اتصالات معلنة ولا مشاورات بين المعنيين. الجميع أدلى بدلوه في الساعات القليلة الماضية، ما أظهر تباعدا بين اللاعبين، ولذلك فإن الأمور الحكومية ليست على ما يرام. فهل يحدث اختراق قريبا بقدرة قادر؟.

أحدث فصول التباعد عكسه قصر بعبدا وتلة الخياط. فمصادر مقربة من رئاسة الجمهورية رمت الكرة في ملعب الرئيس المكلف حسان دياب، قائلة إن الأمور عادت إلى المربع الأول، وأن ثمة حاجة لإعادة تقييم للعملية بأكملها. أما المصادر القريبة من دياب، فجددت تأكيد موقفه من تأليف حكومة تكنوقراط من غير الحزبيين. وقالت: إذا كان هناك نصوص دستورية تسمح للبعض بسحب التكليف فليفعلوا.

انطلاقا من هذا الإنسداد على المستوى الحكومي، يبدو أن تصريف الأعمال عمره طويل.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، أطلق البطريرك الماروني موقفا انتقاديا سأل فيه: كيف نفهم ان حكومة تصريف الأعمال المسؤولة حاليا، لا تمارس مسؤولياتها، وتترك سفينة الوطن عرضة للأمواج العاتية والرياح العاصفة ومن دون ربان؟.

في الشأن المالي والمصرفي، برز طلب حاكم مصرف لبنان صلاحيات استثنائية، تحت شعار ضمان تطبيق إجراءات المصارف بشكل عادل على المودعين والعملاء. فهل يتم التجاوب مع هذا الطلب، ولا سيما أن الأمر قد يحتاج إلى قرارات سياسية؟.

الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أكد خلال خلال إحياء الحزب ذكرى أسبوع الشهيد قاسم سليماني، أن سليماني كان شريكا كاملا في تحرير لبنان عام 2000، وبقي في الضاحية خلال عدوان تموز 2006. وأوضح أن العملية الإيرانية ضد قاعدة "عين الأسد" خطوة أولى، وصفعة في طريق طويل لإخراج أميركا من المنطقة.

إقليميا أيضا، كان بارزا زيارة أمير قطر لطهران، ولقاؤه مرشد الثورة الإيرانية، والتأكيد على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين وتبادل الزيارات دوريا، مع التذكير بالدعوات الإيرانية للتعاون بين دول المنطقة.

وعلى وقع سقوط عدد كبير من قذائف الهاون على قاعدة عسكرية أميركية في العراق، جدد مستشار الأمن القومي الأميركي موقف بلاده حول مغادرة القوات الأميركية للعراق، مؤكدا أنها ستغادر وفقا لاتفاقها مع بغداد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

سيكتشف دونالد ترامب وادارته خطأهم بالدم، وعلى محور المقاومة أن يبدأ العمل. هكذا يكون التأبين عندما يكون الشهداء بحجم القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. وهكذا يصبح للموقف بعد آخر عندما يكون مهندسه وبانيه قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله. فكانت ذكرى أسبوع الشهيدين القائدين ورفاقهما، في البقاع والجنوب اللبنانيين، بعض وفاء للشريك الكامل في كل الانتصارات، ولداعم المقاومة إلى أن أصبحت تشكل خطرا وجوديا على الصهاينة.

ومن ذكراهم، رسم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله صورة العالم الجديد بعد استشهادهم، وهو بالتأكيد ليس عالما أكثر أمنا للأميركيين وحلفائهم كما يدعي دونالد ترامب. فما صفعة "عين الأسد" التي كسرت الهيبة الأميركية في عيون أصدقائها وأعدائها سوى البداية، والرد على اغتيال القائد الحاج قاسم سليماني ورفاقه ليس عملية واحدة، بل مسار طويل سيفضي إلى إخراج الأميركيين من منطقتنا، كما وعد السيد نصرالله، والمسألة تحتاج بعض الوقت.

إنه عصر جديد إذا، وكلام محور المقاومة ليس للاستهلاك المحلي أو لإعطاء المعنويات، بل ان قوى المقاومة جادة، حسم السيد نصرالله، وعلى الأميركيين أن يخرجوا جيشهم من منطقتنا، والبديل عن الرحيل عموديا هو الرحيل أفقيا، وهذا ما ستأتي بأخباره الأيام.

أما ما خبره الأمريكيون، كما الصهاينة، من دقة الصواريخ المصنعة إيرانيا والموجهة إيرانيا، والتي أصابت أهدافها بقرار إيراني، يعني أن كل القواعد الأميركية في المنطقة هي تحت مرمى تلك الصواريخ وأخواتها، بل انها رسالة لكل من يتآمر مع أميركا على الجمهورية الاسلامية، وهي رسالة أيضا للكيان الصهيوني، الذي عندما نزلت الصواريخ في "عين الأسد" الأميركي أقام العزاء في تل ابيب.

في طهران الحاضرة على مساحة المواجهة مع الأميركيين بكل استعداد، كانت حركة لوفود رسمية وديبلوماسية. أمير قطر تميم بن حمد، الذي التقى القادة الإيرانيين، وتوج لقاءاته بالامام السيد علي الخامنئي، سمع منه أن وضع المنطقة حساس وغير جيد بسبب سياسات أميركا وبعض حلفائها، فيما ظروف المنطقة تتطلب تعزيز العلاقات بين بلدانها ورفض الاملاءات الأجنبية، كما أكد الامام الخامنئي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لم يتمكن الرئيس المكلف حسان دياب، حتى الساعة، من تخطي عتبة الأسماء وعقبة الانتماء في توليفته المنتظرة. بدأ بعناصر قوة وإسناد متمثلة بدعم غير مباشر من المجتمع الدولي، وتأييد مباشر من أطراف مؤثرة سمته ومدته بمقومات مواجهة ومجابهة، إضافة إلى عامل أساسي وهو حاجة جميع اللبنانيين، باختلاف مشاربهم ومضاربهم، إلى حكومة انقاذ توقف الانحدار والانهيار.

بعد اغتيال قاسم سليماني تغير المشهد وقد يتغير أكثر. لم تكن حكومة التكنوقراط مطلوبة ومرغوبة، لأنها قد تؤدي إلى مواجهة داخلية، لكن حكومة سياسية مطعمة باختصاصيين قد تكون المخرج والمنفذ في وضع اقليمي متوتر ومتفجر، وقد تصلح لأن تكون حكومة مواجهة للتحديات الناشئة عن ارتفاع منسوب الغليان في منطقة تعيش على فوهة بركان. ولعل أكثر المؤشرات دلالة على هذا التوجه، يكمن في موقف الرئيس نبيه بري المتمسك بحكومة وحدة وطنية، أسماها حكومة لم الشمل لتكون قد الحمل والثقل.

تبين للرئيس المكلف، بعد قرابة الشهر، أنه بالغ في الرهان على استمالة الحراك الشعبي، الذي لم يقابل احتضانه له بالموقف المناسب، وأنه استحضر أسماء ووجوها عفا عليها الزمن وطواها النسيان ومحتها الأيام من لوح ذاكرة اللبنانيين، لأنها أصلا لم تنجز ما يحفظها في الذاكرة والدنيا والآخرة.

لكن الثغرة الكبيرة التي عمل الرئيس المكلف جاهدا لسدها، تمثلت في سور السنة العظيم الذي ارتفع في وجهه، من الرئيس سعد الحريري إلى المفتي دريان، إلى رؤساء الحكومة السابقين المهجوسين والممتعضين من دخول وافد جديد إلى ناديهم، إلى القاعدة السنية التي لا تنظر إليه نظرتها للحريري، إلى غياب أي دعم أو موقف من أي دولة عربية أو خليجية.

وفي سياق متصل، علمت ال otv أن موقفا نوعيا متقدما لتكتل "لبنان القوي" سيعلن عنه الثلثاء المقبل، بعد اجتماعه برئاسة الوزير جبران باسيل. وأن هذا الموقف سيأتي نتيجة متابعة متأنية لما جرى في الأسابيع والأيام الماضية، وثمرة مراجعة واقعية وعملية للأحداث والمواقف التي رافقتها وواكبتها.

في هذا الوقت، يستمر التفلت النقدي بلا ضوابط ولا قيود ولا حدود، في ظاهرة غير مسبوقة من انعدام المسؤولية وغياب الشفافية، وسط معلومات عن تواطؤ وصفقات وسمسرات مغطاة بعباءات وغض طرف، لتحقيق أرباح غير شرعية ومضاربات غير قانونية وأخلاقية بحق الليرة اللبنانية.

وإلى أن يحين أوان المحاسبة التي استحالت والاجراءات التي طالت، فرمل السيد حسن نصرالله اندفاعة تسريبات وسيناريوهات ترسم مخارج هادئة وباردة، لأزمة متفجرة سببها اغتيال الفريق قاسم سليماني، وأن المفاوضات الإيرانية- الأميركية آتية، فأكد أن الرد الإيراني بداية وليس نهاية، وأن الأمور بخواتيمها، وأن الخواتيم لن تكون كما في الأفلام- سعيدة- بل بعكس ما تخطط له واشنطن، وأن المرحلة المقبلة ستبين ذلك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

هذا لا يؤلف وذاك لا يصرف. الاثنان، أي الرئيس الحريري والرئيس حسان دياب، باتا فعليا في مرمى مدافع الرئيس ميشال عون. الأول يعالجه عون بقذائف سياسية بصاعق دستوري، والثاني بدأ يتعرض لقذائف معنوية سياسية، وقد بدأت دوائر القصر اللصيقة بعون تستعد لتخريجة معززة بفذلكة دستورية، تقول إن الرئيس دياب لم يرتق بعمله إلى مستوى التأليف، ما يمنح رئيس الجمهورية الحق بتجريده تفويض التكليف.

ويستند دستوريو القصر في تعليلهم القرار، إلى أن البلاد دخلت مرحلة الانهيار الشامل، والناس باتوا على عتبة المجاعة، ما يعطي قرار الرئيس صفة مصلحة الدولة العليا أو الـ raison detat، والسؤال، هل يستبق دياب هذه الحركة باعلانه الاستقالة من التكليف، أم سيظل متمسكا به كما أعلن أمس؟، وبالتالي هل ينجح الرئيس عون في تبرئة نفسه وفريقه من أي مسؤولية عن عرقلة التأليف؟، وهل من رابط بين تصلبه المتوقع والمعلومات التي نقلت عن "التيار" بأنه سيكون له موقف هام يتعلق بالحكومة الثلثاء؟.

كل هذا يشي بأن الامور لم تنحدر إلى النقطة الصفر فقط، بل انزلقت إلى ما دون ذلك بكثير. كما تدلل إلى أن المعركة انحرفت كليا عن واقع التأليف النظري، إلى مرحلة الصراع الفعلي بين أهل السلطة أنفسهم، وقد انتقلوا من الخلاف على الصغائر ودخلوا مرحلة الاقتتال على الكبائر.

والأسوأ، أن أهل الحكم ما عادوا يمارسون أنانياتهم على أرض ثابتة، بعدما أغرقوا الدولة في معمعة الأزمات، بل يمارسونها على صفيح وطني ملتهب، وأوصال الدولة تفككت كليا بل تحللت. ولا ننسى أبدا أن أهل الحكم لم يعملوا، رغم ثلاثة أشهر من الانتفاضة، على ما يرضي الناس ولو بقرار واحد، وتحديدا في مسألة تأليف الحكومة، والكل يعرف أنهم يؤلفون حكومتهم وليس حكومة الناس، ولما اختلفوا إنما قاموا بذلك بفعل جشعهم في اقتسام المغانم والحقائب، وليس لتعارض بين برامجهم حول كيفية انقاذ الدولة مما هي فيه.

توازيا، البلاد تتقلب على نار الفوضى الشاملة، والمنتفضون عادوا إلى الساحات ويعدون بالمزيد، وقد وضعتهم وقاحة المتحكمين أمام خيار واحد أحد عنوانه: "لم يعد لدينا ما نخسره"، وهذا يمنحهم شرعية الانتقال إلى أنواع جديدة وخطرة من التعبير عن الغضب، و النماذج التي رأيناها في الأيام الأخيرة أقلقت الجميع في لبنان والعالم إلا أهل السلطة.

وتكبر المسؤولية الجرمية عن إهمال مطالب الناس، ليس لتدهور الوضع المالي إلى درجات خطرة جدا فقط، بل لأن ما يجري في الإقليم، وتحديدا على خط الكباش الأميركي- الإيراني، قد يفضي إلى كارثة من ثلاث: اتفاق براغماتي بين الدولتين، توتر طويل الأجل، أم حرب مدمرة. وفي أي من هذه الحالات سيدفع لبنان الثمن.

حمانا الله من رعونة القيمين على أمورنا، وعجل الفرج.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ماذا يعني أن يطلب حاكم مصرف لبنان صلاحيات استثنائية من الحكومة، لتنظيم الاجراءات المصرفية وتوحيدها، فتكون عادلة على المودعين والعملاء؟.

يقول خبراء اقتصاديون، إن ما يطالب به الحاكم فعليا، هو منحه صلاحية إذن تحويل الـcapital control إلى اجراء شرعي، بهدف تحقيق غايات ثلاث: تنظيم السحوبات والتحويلات وكيفية اجرائها، أضف إلى الغاء استنسابيتها. تنظيم مشكلة الاستيراد وتحديد السلع التي يتوجب على المصارف فتح اعتمادات لها. إعطاء غطاء قانوني للعملية، يحول دون ملاحقة المصارف قانونيا في لبنان والأهم خارجه، وصولا إلى حجز أموال بعض المصارف في الخارج.

مطالبة الحاكم بهذه الصلاحيات حال دونها، في الأشهر الماضية، التخوف من وقف إرسال المغتربين وغيرهم من المودعين أموالا إلى لبنان، وهو الأمر الذي أصبح واقعا، أضف إليه توقيف المصارف المراسلة خطوط الائتمان للمصارف اللبنانية، الأمر الذي أصبح أيضا واقعا، ما فتح للحاكم مجال المطالبة بالصلاحيات الاستثنائية.

في المقابل، يتساءل خبراء آخرون عن توقيت رسالة الحاكم، التي جاءت بعد المعلومات عن تدفق المليارات إلى خارج لبنان، ويتخوفون على رغم تأكيد رياض سلامة أن لا نية لديه باتخاذ اجراءات إضافية، من أن تؤدي قراراته إلى حماية رؤوس أموال المصارف، وتحويل المودع إلى الخاسر الأكبر.

كل هذه الأسئلة وهذه الاجراءات، لم تخفف قلق اللبنانيين. ففي كل ما تقدم، لبنان في قعر الهاوية، وهو باصلاحات استثنائية أو من دونها بحاجة إلى قرارات جريئة، وإلى حكومة ترسم المسار الصعب والطويل للخروج من المأزق، فيما الحكومة عادت إلى نقطة الصفر، أضف إليها عقد جديدة دقيقة. فإعلان الرئيس بري عدم المشاركة في الحكومة، يعني عمليا أن "حزب الله" لن يشارك فيها، وتمسك جبران باسيل بحصة الأسد في الحكومة العتيدة، حسب مصادر مطلعة على التأليف، يعني عمليا أيضا فتح اشتباك جديد عنوانه هذه المرة باسيل- دياب.

في المقابل، وفيما تنفي أوساط باسيل وضعه أي شروط على تأليف الحكومة، علمت الـ LBCI أن موقفا نوعيا بشأن الحكومة سيصدر عن تكتل "لبنان القوي" و"التيار الوطني الحر"، في اجتماعه يوم الثلاثاء المقبل.

عودة الأمور إلى نقطة الصفر الحكومية، تفتح الباب أمام تصريف الأعمال لحكومة الرئيس سعد الحريري المستقيلة، ومعها البحث لدى البعض على الأقل عن الفرصة السانحة لاخراج حسان دياب، في وقت المنطقة حولنا في خطر، وفي مسار معقد وطويل تحدث عنه الأمين العام ل"حزب الله"، في ذكرى الأسبوع على اغتيال الجنرال قاسم سليماني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في "أحد الطرد"، أضاف الثوار إلى لائحة غير المرغوب بهم في الأماكن العامة، وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، والنائب سامي أحمد فتفت ومعه النائب طارق طلال المرعبي.

في يوم الملاحقة أيضا، استعاد وسط البلد والساحات الأخرى زخم التظاهر. وامتد الاعتصام إلى أمام منزل وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال محمد شقير، الذي ضرب عرض الحائط رغبة الدولة، ومدد بطريقة ملتبسة شهرين للشركتين المشغلتين للهاتف الخلوي، على الرغم من اعتراض لجنة الاتصالات النيابية، ورفض رئيس الجمهورية ميشال عون توقيع مرسوم التمديد. فما المانع القضائي من استدعاء شقير للمساءلة، وحتى زجه في السجن في حال العصيان هو وكل من ثبت تورطه من الوزراء في فساد الاتصالات، لكونه وزيرا لا نائبا ولا يتمتع بالحصانة؟، أم أن طريق العدلية سالكة وآمنة فقط للادعاء على من يكشف الفساد والفاسدين.

وإلى هؤلاء نقول: نعدكم بالمزيد وفي حينه، خصوصا وأن المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، استعرض قواه العسكرية، وقصف في أول أيام الثورة صواريخ بلا حشوات اتهامية، وقرر الاعتكاف عن مزاولة مهنة المحاسبة في منتصف الطريق.

في السياسة، فإن سياسة وضع العصي في دواليب تأليف الحكومة، كشفت أن التاريخ توقف عند السياسيين في السادس عشر من تشرين، في وقت صرنا في قعر الانهيار المالي والاقتصادي لا على مشارفه. وبعد خسارة لبنان حق الصوت في الأمم المتحدة، فإن لبنان مهدد بالعزلة عن العالم وعن الشبكة العنكبوتية، بعد انكفائه عن دفع مستحقاته في ظل فقدان الدولار. وللتواصل عودوا إلى الحمام الزاجل، وعلى المراسلات، بيان من حاكم مصرف لبنان إلى وزير المال، طلب فيه صلاحيات استثنائية لإصدار أنظمة تتعلق بالتدابير الموقتة التي تتخذها بعض المصارف، لجهة فرض قيود على بعض العمليات المصرفية وعلى التحاويل المصرفية إلى الخارج وعلى سحب الأوراق النقدية.

طلب الحاكم من وزير المال وليس من رئيس الحكومة، طرح جملة تساؤلات قالت عنها مصادر اقتصادية ل"الجديد" إنها جاءت لنيل غطاء شرعي سياسي، وتلبية لمراجع سياسية رأت أن الحريري لا يقوم حتى بتصريف الأعمال، وهو ما نفته أوساط "المستقبل" ل"المستقبل ويب" بالقول: إن رمي الكرة في ملعب حكومة تصريف الأعمال، خطوة في الاتجاه الخطأ، لأن الملعب الحقيقي موجود حيث يتقرر مصير الحكومة العتيدة وليس في "بيت الوسط".

يمسك الفراغ الحكومي بمفاصل الحكم، في وقت تمتلئ المنطقة بالتطورات المتسارعة على أكثر من جبهة، حتى وإن كنا مهددين بالعزلة، ومن هنا جاء كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، حيث قال في ذكرى مرور أسبوع على اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس: إن القرار قاطع، وعلى الأميركيين أن يخرجوا قواتهم وجنودهم وضباطهم وبوارجهم من المنطقة. وأضاف إن المسألة مسألة وقت ولا تهاون فيها، وإن البديل عن الرحيل عموديا هو الرحيل أفقيا. وقال نصرالله إنه بعد استشهاد سليماني سيكون عالما آخر لا أمان فيه، وبداية تاريخ جديد، ونعدكم بالمزيد.

كلام نصرالله جاء في أعقاب كلمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لم يتوان فيها عن تعميق الحفرة للعرب، فبلاده احتلت العراق وسرقت نفطه، وتضع العراقيين أمام خيارين: إما البقاء في العراق، وإما فرض عقوبات وحرمانه عائدات ذهبه الأسود، وفي كلا الحالتين: هي عبرة للعرب وللخليج، إما مواجهة مصير العراق وإما الرضوخ ل"الكاوبوي".

 

لقمان سليم يُهاجم «مرثية» نصرالله.. سليماني شريكٌ في الجرائم لا الإنتصارات

جنوبية/13 كانون الثاني/2020

 بعد كلمة الامين العام لــ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اليوم الأحد، في ذكرى اسبوع اللواء قاسم سليماني وابي مهدي المهندس، قال الناشط لقمان سليم في مداخلة عبر قناة “الحدث” أنه: “عندما يقول نصرالله ان قاسم سليماني بمجيئه الى لبنان للمرة الاولى عام 1998 بات شريكاً في تحرير جنوب لبنان وانه شريكاً في حرب 2006 وشريكاً في حرب الجرود، فهذا يدفعني للتساؤل بسذاجة مطلقة كيف يريدني نصرالله ان أصدق ان قاسم سليماني كان شريكاً في كل هذا ولم يكن شريكاً ايضاً في اغتيال الحريري عام 2005 وفي كل مسلسل الاغتيالات الذي تلا وفي حرب 2008 الذي شنّها حزب الله على خصومه ولم يكن شريكاً في تنظيم القمصان السود وغيرهم من المرتزقة”. أضاف: “اظن بأن هذا هو إنطباعي بعد الاستماع الى هذه المرثية التي يحاول نصرالله من خلالها ان يبيّض صفحة قاسم سليماني اليوم اكثر من اي وقت مضى، ويبدو لي انه شريكاً في كل الجرائم التي ارتكبت وليس شريكاً في اي انتصار مزعوم”.

 

حسن نصرالله يظهر الإفلاس السياسي بخطاب عن القوة الإيرانية

العرب/13 كانون الثاني/2020

بيروت - رأى سياسيون لبنانيون أن الخطاب الأخير لحسن نصرالله الأمين العام لحزب الله عكس حالة من الإفلاس السياسي والعسكري. وأوضح هؤلاء أن ما ميّز الخطاب، الذي جاء في ذكرى مرور أسبوع على اغتيال الإدارة الأميركية قاسم سليماني قائد فيلق القدس وأبومهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق، إصرار نصرالله على القوة الإيرانية والقدرات العسكرية الضخمة التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية. ولاحظت مصادر سياسية لبنانية المبالغات التي لجأ إليها الأمين العام لحزب الله في تقديره للأضرار التي ألحقتها الصواريخ الإيرانية بقاعدة عين الأسد الأميركية في داخل الأراضي العراقية وتشديده على أنّ الردود على اغتيال سليماني والمهندس التي بدأت بقصف عين الأسد كانت “صفعة وليس ردا” وأنّ هذه “الصفعة” تندرج  في “مسار طويل”. وقالت إن هدف هذه المبالغات طمأنة أنصار حزب الله في لبنان بأن شيئا لم يتغيّر في إيران منذ اغتيال قاسم سليماني. واعتبر سياسي لبناني مخضرم أنّ أكثر ما لفت نظره في الخطاب العتب الظاهر لنصرالله على أكراد العراق. وأشار في هذا المجال إلى أن الأمين العام لحزب الله تحدّث عن مجيء سليماني إلى أربيل في العام 2014 مع مجموعة من قادة حزب الله لطمأنة مسعود البارزاني الذي كان “يرتعد خوفا” بأنّ داعش لن يتمكن من اجتياح أربيل. ودعا البارزاني إلى “رد الجميل” لسليماني، الذي حمى من وجهة نظره أربيل من هجوم لداعش، بإعلان رفضه بقاء أيّ قوات أميركية في العراق. وأشار سياسي لبناني في هذا المجال إلى أن لدى نصرالله مخاوف كبيرة من تراجع المسؤولين العراقيين عن أي خطوة تصبّ في الخروج العسكري الأميركي من العراق. وأوضح أن هذا ما دفعه إلى التعظيم من شأن القوة العسكرية الإيرانية في المنطقة والتفاف الإيرانيين حول النظام بدءا بالأهواز وخوزستان. وكان لافتا استخدامه التسميتين الفارسيتين، أي الأهواز بدل الأحواز وخوزستان بدل عربستان.

 

غصن” يتحدث عن وضع لبنان السياسي واحتمال توليه منصبا

النهار/12 كانون الثاني/2020

علق رجل الأعمال اللبناني الأصل، كارلوس غصن، في حديث صحفي، على الأوضاع السياسية في البلاد، وإمكانية توليه منصبا. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة “النهار”، قال غصن: “لست برجل سياسي ولا أحب السياسة”، وتابع قائلا “لو كانت خبرتي تستطيع أن تنفع لبنان، فلن أتردد”.

إلا أن رجل الأعمال، الذي فر إلى البلاد مؤخرا من اليابان، حيث يواجه تهما بالفساد، أكد أنه يستطيع مساعدة أي وزير في الحكومة. وتابع: “لكن المسؤولية السياسية ينبغي أن تكون لديهم شرعية منتخبة”. وشدد غصن على وجود حل للأزمة، وأنه “ليس صعبا”، موضحا بالقول: “على الورق حل أزمة لبنان ليس صعبا، ولكن الأزمة كيف يمكن تطبيقه، فأزمة لبنان سياسية بشكل أساسي وليس اقتصادية وهي قضية إرادة”. وأضاف: “القضية كيف تقنعي الشعب اللبناني بتلك البرامج حتى يقبلوا بها، وأن تضع أمامهم الحلول قصيرة الأمد وأن يخرج المسؤولين باستمرار لتوضيح التقدم في تلك الخطط”. وكلف الرئيس عون، في 19 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، حسان دياب، وهو وزير سابق للتربية والتعليم العالي، بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد حصوله على تأييد غالبية نواب البرلمان.

 

الاحتجاجات تعمّ لبنان والهوة تتسع بين دياب و”الثنائي الشيعي” والعهد

المتظاهرون رددوا الهتافات ضد السلطة واتهموها بالفساد والمسؤولية عن الانهيار وطالبوا بمحاكمتها

الراعي: كيف نفهم أن من أتوا بالرئيس المكلف لا يُسهِّلون مساعيه لتشكيل حكومة لنجاة سفينة الوطن؟

حاكم مصرف لبنان: نستهدف ضمان تطبيق الإجراءات بشكل عادل ومتساوٍ على المودعين والعملاء كافة

“المستقبل”: التركيز على وجوب تشكيل الحكومة والحريري لم يتخلف عن تحمُّل مسؤولياته في أية لحظة

بيروت ـ “السياسة” /12 كانون الثاني/2020

عادت الاحتجاجات “العارمة” في لبنان الى الحياة مجددًا، وغصت شوارعه بالمتظاهرين الذين هتفوا بمطالب ثورة “17 تشرين” نفسها، وفي مقدمتها حكومة اختصاصيين مستقلين تنتشل البلد من أوضاعه الاقتصادية الخانقة. ومن “عروس” الثورة طرابلس، غصت ساحة عبدالحميد كرامي “النور”، بالمحتجين ومؤيدي الحراك الشعبي الذين وفدوا إليها من مختلف المناطق الشمالية، حاملين الأعلام اللبنانية، ومؤكدين تصميمهم على مواصلة التظاهر “حتى تحقيق المطالب كافة”. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بحكومة إنقاذ وطني “تتمتع بالنزاهة ونظافة الكف”، وبـ”تعيين قضاة محايدين لاسترجاع الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين”. وفي وسط بيروت، تجمع المتظاهرون أمام مدخل مجلس النواب في شارع بلدية بيروت، ورفعوا الشعارات المطلبية وترديد الهتافات الرافضة “لحكومة الرئيس المُكلّف حسان دياب”. وفي صيدا، تجمع عدد كبير من المحتجين وسط ساحة ايليا، وقطعوا السير بشكلٍ جزئيٍ، رافعين الشعارات المطلبية التي رفعوها منذ انطلاق ثورة 17 تشرين. وهتف المشاركون “ضد السلطة القائمة واتهموها بالفساد وبالمسؤولية عن الانهيار في البلد”، مطالبين “القضاء بمحاسبتها”. وفي السياق نفسه، جدد حراك النبطية وكفررمان، نشاطه، ونظم مسيرة احتجاجية على التقنين القاسي للتيار الكهربائي في النبطية ومنطقتها، وتوقفت المسيرة لفترة أمام سراي النبطية، لتكمل سيرها باتجاه مقر مؤسسة الكهرباء وسط السوق. وعلى مستوى تشكيل الحكومة.. تتسع الهوة أكثر فأكثر بين الرئيس المكلف تشكيلها حسان دياب، و”الثنائي الشيعي” وحلفائه الذين سموه، خلافاً لرغبة الطائفة السنية لهذا المنصب، حيث بات من المتعذر تحديد موعد لتأليف الحكومة، في ظل تباعد الموقف بين دياب من جهة، وبين العهد وحركة “أمل” و”حزب الله” من جهة ثانية. فالرئيس المكلف الذي أكد في بيانه الأخير أنه لن يعتذر، وهو مصر أكثر من أي وقت مضى على تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، في الوقت الذي لا يرى “الثنائي الشيعي” والتيار “العوني”، أن الوضع بات يسمح بتأليف حكومة اختصاصيين بعد اغتيال قاسم سليماني، وأن المطلوب تشكيل حكومة سياسية أو تكنوسياسية، لمواجهة تطورات المرحلة، لحماية لبنان من حرائق المنطقة .

وعلقت اوساط تيار المستقبل ، على الدعوات المتتالية الى تفعيل حكومة تصريف الاعمال وتحميلها تبعات المرحلة الاقتصادية والسياسية بالقول، ان هذه الدعوات يفترض ان تركز على وجوب تأليف الحكومة من المعنيين بتأليفها واصدار مراسيم تشكيلها.

واضافت، ان رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس سعد الحريري لم يتخلف عن تحمل مسؤولياته الدستورية والوطنية في أية لحظة، وقد غادر في اجازة عائلية بفرضية ان الحكومة ستولد عشية رأس السنة كما أعلن الرئيس ميشال عون بعد قداس الميلاد في بكركي لتكون هدية اللبنانيين في السنة الجديدة.

من جانبه، اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انه “منذ 3 أشهر وانتفاضة الشباب اللبناني تخاطب ضمائر المسؤولين”، آملا في أن “يصغي المسؤولون اليهم قبل ان تتحوّل انتفاضتهم الى ثورة هدامة، فلا بد من مصارحة ومصالحة عامة لاستعادة الوحدة الوطنية بكل مكونات المجتمع اللبناني بحيث لا يشعر احد انه مقصى”.

وسأل الراعي، في عظة قداس الاحد: “هل تعطيل شؤون الدولة والشعب أضحى وسيلة للكيدية السياسية؟ وكيف نفهم ان حكومة تصريف الاعمال لا تمارس مسؤوليتها وتترك سفينة الوطن عرضة للامواج العاتية والرياح العاصفة وكيف نفهم أن الذين اتوا بالرئيس المكلف حسان دياب لا يسهلون مساعيه الحثيثة الى تشكيل حكومة من اجل نجاة سفينة الوطن؟”. بدوره، كشف نائب “حزب الله” علي فياض، عن “تشكيل لجنة فرعية منبثقة من لجنة المال والموازنة النيابية لمتابعة مصير اموال المودعين مع المصارف، ومن المفترض ان تباشر هذه اللجنة عملها مطلع الاسبوع المقبل، اضافة الى كل ما يتصل بوضعية المصارف والوضع المالي والعلاقة بين المجلس النيابي والتشريعات المطلوبة لمواكبة هذه التحديات”. من جانبه، نفى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، نيته “استخدام الصلاحيات الاستثنائية التي طلبها في كتاب لوزير المال علي حسن خليل، في استحداث إجراءات جديدة”. وأكد أن الهدف هو ضمان تطبيق الإجراءات بشكل عادل ومتساوٍ على المودعين والعملاء. وفي وقتٍ سابق، أرسل سلامة كتابًا إلى وزير المال ونسخًا منه إلى كبار المسؤولين يطلب فيه منحه صلاحيات تجيز له إصدار تعاميم تشرع التدابير التي تتخذها المصارف حاليا لجهة تعاطيها مع المودعين، وأن الأمر لا يتعلق بتدابير جديدة. وسأل الوزير وائل أبو فاعور، عبر تويتر: “كيف يتوفر الدولار لدى الصيارفة ولا يتوفر لدى المصارف؟”، مضيفًا: “اما ان المصارف تمتنع عن إعطاء المواطنين أموالهم وتتقصد إذلالهم وإفقارهم وبالتالي تجب ملاحقتها قضائيا وأما ان الصيارفة يمارسون عمليات تبييض أموال غير مشروعة ويجنون الأرباح الفاحشة من اللبنانيين”.

وأشار الى أنه “يجب محاسبتهم من قبل الجهات الرقابية المصرفية ومن قبل الجهات القضائية، وبكل الحالات المواطن اللبناني هو الضحية والحكومة القادمة مستبعدة ولا مرجعية تحمي المواطن”. إلى ذلك، عقدت مبادرة “وعي” ومجموعات من الحراك المدني مؤتمراً صحافياً، للحديث عن التمديد لشركتي “ألفا” و”تاتش”، أمام منزل وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال محمد شقير في الحمرا، شارع بلس، بالقرب من مخفر حبيش. في سياق آخر، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحاج قاسم سليماني لم يكن يمثل نفسه، بل ممثل للجمهورية الإسلامية وقيادتها في المنطقة.

وخلال الاحتفال التكريمي الذي يقيمه حزب الله في ذكرى أسبوع الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما، والذي يقام بالتوازي في كل من بعلبك، الهرمل، النبطية، البقاع الغربي، صور، وبنت جبيل، لفت نصرالله إلى أن الشهيد سليماني كان أحد أسباب التطور الكمي والنوعي في عمل المقاومة في نهاية التسعينيات، وأن اهتمامه وعمله أدى إلى انتصار عام 2000، والتي تحولت بعدها المقاومة إلى قوة تملك قدرة وردع لقطع يد العدو “الإسرائيلي” عن لبنان بمواكبته. وذكر نصر الله أنه خلال عدوان تموز 2006 جاء الحاج قاسم سليماني إلى الضاحية الجنوبيّة وظلّ إلى جانب المقاومة كلّ أيّام الحرب في غرفة العمليّات رغم الخطر الشديد وتحت القصف، وصولاً إلى نهاية الحرب حيث أخبرنا أننا بحاجة إلى مبالغ كبيرة من أجل التعويض على الناس وهو أمن هذا الدعم. وشدد نصر الله على أن كل ما تملكه المقاومة اليوم من قوة ردع وإمكانات وخبرات وتطوير باتت تهديد وجودي لـ”إسرائيل”، قائلاً: “نحن لم نكن نتوقع أن يأتي يوم ينظر فيه العدو إلى مقاومتنا اللبنانية أنها تشكل تهديد وجودي له وهذا ببركة ايران قيادة الإمام الخامنئي والحاج قاسم سليماني”. وأضاف أن “الإدارة الأميركية ستدفع الثمن غالياً ولن تمر هذه الجريمة وتنسى”، قائلاً هم “يقولون أن العالم بعد سليماني أكثر أماناً ونحن نقول لهم أنهم سيكتشفون خطأهم بالدم، وأن العالم بعد استشهاد سليماني سيكون مختلفاً ولا مكان فيه للمستبدين”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هتافات المتظاهرين تستعيد حيويتها.. ما أحلى الرجوع إلى الشتيمة

وليد حسين/المدن 13 كانون الثاني/2020

عادت الاعتصامات والتظاهرات في وسط بيروت إلى استخدام لغة الشتائم الساخرة في تحقير منظومة السياسيين وتهزيئهم. هذا بعدما كان خطيب "الممانعة" التلفزيوني قد حملهم على "تهذيبها" عقب تهديداته ووعيده.

التشويه الساخر

ومساء يوم الأحد 12 كانون الثاني الجاري عادت الجموع إلى الساحات، ولو بوتيرة وحشود لا تقارن بالتظاهرات السابقة.

"خوذ، خوذ"، راح أحد الناشطين الذي اعتلى الأكتاف يهتف في وجه النظام، رافعاً يده ومشيراً بها في اتجاه البرلمان، ومكرراً هتافه مرات. هذا فيما راح آخر يهتف ساخراً بالعامية المصرية: "طز فيهن عشرين وميه/ ومية وعشرين". كأنما هذه الهتافات وغيرها تريد استعادة الشتائم سلاحاً في تهزيء السياسيين واستكمال تشويه صورهم على خطى  الثورة المستمرة.

قبالة محميّة الخواء

وبعد التظاهرات الحاشدة في بيروت وصيدا وطرابلس يوم أمس السبت 11 كانون الثاني، اعتصم مئات المتظاهرين في شارع ويغان، عند منعطفه المقفل المؤدي إلى محمية الخواء في ساحة النجمة، حاملين "الشماسي" في هذا اليوم الماطر.

وجاء الاعتصام هذا، بعد كلام حاكم مصرف لبنان عن أن المصارف غير ملزمة بتسليم الدولار للمودعين، وطلبه صلاحيات استثنائية من وزير المالية. وفي سلسلة الفضائح المتناسلة منذ عشايا الانتفاضة، ظهرت فضيحة عدم تسديد لبنان مساهمته للأمم المتحدة، والتي لاقت انتقادات واسعة من جميع اللبنانيين.

وعاد المتظاهرون إلى هتافهم: "حرامي حرامي/ رياض سلامة حرامي". وطالت هتافاتهم السياسيين في معظمهم: "إقطاعي إقطاعي/ وليد جنبلاط اقطاعي"، و"صهيوني صهيوني/ سمير جعجع صهيوني"، و"بلطجي بلطجي/ نبيه بري بلطجي"، و"نصابي نصابي/ رندة بري نصابي"، و"مسطولي مسطولي/ ندى البستاني مسطولي".

ولم يسلم رئيس الحكومة المكلف، فهتفوا: "جابولنا واحد كذاب/ وما بدنا حسان دياب". وابتدعوا هتافات ضد رئيس الجمهورية: "تحت الشتي/ وتحت البرد/ بدنا نسقط العهد".

قطع جسر الرينغ

ولاحقاً أنضم عدد من هؤلاء المتظاهرين إلى آخرين تجمعوا على جسر الرينغ وقطعوا الطريق بالإتجاهين، في محاولة لاستعادة نبض الثورة في قطع الطرق. واستمر الاعتصام لساعات عدة إلى أن وصلت تعزيزات من الجيش اللبناني وعملت قوات مكافحة الشغب على إعادة فتح الطريق. ثم انتقل عدد كبير من المتظاهرين وقطعوا الطريق عند بيت الكتائب اللبنانية في الصيفي.

 

قناة “الجديد” تتهم وزير “أمل” بالفساد

بيروت ـ”السياسة” /12 كانون الثاني/2020

غرّد وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، عبر “تويتر”: “مرة جديدة تحاول قناة الجديد استكمال مسلسل ابتذالها المهني المكشوف وخلق اتهامات مدفوعة الأجر والغايات للتغطية على الحقائق والتي أصبحت معروفة للجميع وأزعجت اصحاب الجديد المستفيدين من قطاع الكهرباء وأزماته ووقوف وزارة المال في وجه المخالفات الواضحة في الملف التي تناولته والذي منع هدر عشرات الملايين من الدولارات”. واضاف: “أما ما يتعلق بالحديث عن صفقة وعمولات فهي مردودة عليهم وعلى من يغطون عليه في عملية كنا وما زلنا نطالب كما كل الناس لماذا لم تنجز حتى الان وفق الأصول وشبكة المستفيدين منها”.

 

روكز: فضائح الاتصالات تتوالى

بيروت ـ”السياسة” /12 كانون الثاني/2020

أكد النائب شامل روكز، أن “فضائح الاتصالات تتوالى! بعد عدم توقيع رئيس الجمهورية مرسوم تمديد عقود الخليوي وبعد إصدار اللجنة النيابية توصياتها، يمضي الوزير كأن الوزارة إمارة خاصة به، فضرب بعرض الحائط القانون والاصول”. وقال: “تمديد عقدي شركتي الخليوي كأمر واقع بهذا الشكل مدان ومرفوض، وتبرير الخطوة ادانة اضافية للوزير عبر التقصير قبلاً بهدف منع استعادتها من الدولة للوصول تعسفياً لهذا التمديد المخالف”. وأضاف: “شبعنا من دواوين الفساد والهدر في هذا القطاع: من مبنى تاتش إلى تمديد العقود الآن مروراً بكل الملفات التي وثقتها لجنة الاتصالات النيابي”.

 

من الأرشيف/داعش ليس صناعة أميركية باعتراف نصر الله؟!

الشيخ عباس حطيط (عن الفيسبوك) في 24 أكتوبر، 2017

قبل بدء أيام عاشوراء سنة 2015 بأيام، حضرت كلمة ألقاها أمين عام حزب الله "الحالي" السيد حسن نصر الله . ألقى كلمته من خلال بث تلفزيوني مغلق لعدة تجمعات علمائية في عدة مناطق لبنانية، وأنا حضرتها في إحدى القاعات في مدينة النبطية الجنوبية . تحدث السيد نصر الله عن المعركة مع التكفيريين وظروفها، وقال “بضرس قاطع”، أقول : بضرس قاطع، أن داعش ليس لها أي علاقة بالأمريكيين ولا علاقة للأمريكيين بنشوءها لا من قريب ولا من بعيد على الإطلاق، على الإطلاق، وأن داعش هي وليد “مستقل” للفكر السلفي الوهابي، وأن جل ما تفعله أمريكا هو “الإستفادة” من وجود داعش وتوجيه حركتها العسكرية من خلال غارات جوية تقفل عليها طريقا لتتوجه إلى طريق آخر يناسب الأمريكيين . كرر نصر الله ذلك في ذلك اللقاء وأكده، جازما قاطعا بأن أمريكا لا شأن لها “بتاتا” بإيجاد هذه المنظمة (داعش) !! أشهر قليلة، وإذا بنصر الله “البصير الحكيم” يتوجه باللوم الشديد -الذي يصل إلى حد الإستهزاء- إلى كل من لا يقول أن داعش صنيعة أمريكية، طالبا “بشدة” من الناس والباحثين والسياسيين أن يراجعوا تصريحات “هيلاري كلينتون” والصحافي الأمريكي “ويسلي كلارك” وما يقولونه عن من أنشأ داعش وأنها من صنع المخابرات الأمريكية إلخ .. لم يكن حضوري لهذا اللقاء نتيجة قناعة مني بفائدة مرجوة مما يقوله، فأنا أعرف معدن تفكيره ورؤيته السطحية للأمور جيدا، وبعيدا عن بروباغندا الغرف الإعلامية الدعائية التي صورته بأنه وحيد دهره وفريد عصره . إنما حضرت ﻷستمر بربط الأحداث التي أقرأها كما هي لا كما يراد لنا أن نقرأها . فهذه الألاعيب السحرية لا تمر على واحد مثلي . ماهي السياسات التي اعتمدها نصر الله ومجموعته الحاكمة “حاليا” في حزب الله بناء على اعتقاده “الأول” بأن داعش ليست صنيعة أمريكية كما بات يردد اليوم و”يذم” كل من لا يعتقد بذلك، وما هي السياسة التي يعتمدها اليوم بناء على “بصيرته” المستحدثة والتي بات من خلالها يؤمن بأن داعش صناعة أمريكية ويلوم ذاما كل من لا يعتقد بذلك ؟!! فماذا ترتب على قناعته الأولى من سياسات علاقاتية وعسكرية، وماذا سيترتب حاليا على هذه “البصيرة” الجديدة ؟!! مثلا، عندما كانت داعش ببصيرته الأولى ليست صناعة أمريكية، وعندما كانت أمريكا وحلفاؤها الغربيون والعرب “يزعمون” أنهم يقصفون الدواعش في العراق وسوريا، كنا نمدهم بمعلومات عن أمكنة تواجد مقرات داعش ومعسكراتها في هذين البلدين، بينما اليوم بتنا -وبحسب البصيرة الجديدة لنصر الله- نخفي ما لدينا من معلومات عن مواقع داعش عن الأمريكيين وحلفائهم حتى لا يخبروا “صنيعتهم” داعش ويطلبوا منها الإحتراز منا !!. وبين البصيرة الأولى والبصيرة الثانية حصلت هنات وهنات وويلات وويلات بسبب “البصيرة” الأولى بحقيقة داعش . سقط من سقط من شهداء في سوريا والعراق بسبب تلك “البصيرة”، قبل أن يكتشف “ببصيرته” الثانية حقيقة داعش ويحاول أن يبني على هذا الأساس سياسته . وسيسقط الكثير الكثير من القتلى وسيكون عندنا المزيد من الأيتام والأرامل والجرحى والمفقودين والأسرى والعداوات والثارات الكبرى إلخ ، بسبب هذه “البصيرة الثانية” المستحدثة قبل أن تنفتح عين “بصيرته” الثالثة في المرحلة المقبلة التي أعتقد أنها لن تكون بعيدة كثيرا، والتي سيعلن نصر الله من خلالها أن كل ما حصل في سوريا كان “الجزء الأول ” من المخطط الشيطاني الكافر بالله العظيم، وسيتوجه مجددا باللوم والذم لكل من لا يرى ذلك حينها، محاولا بهذا الأسلوب البائس أن يغطي على الكوارث المتلاحقة التي يوقع بها شيعة لبنان، والتي ستتجلى قريبا عند بداية الجزء الثاني “الأخطر” من مخططات شياطين الشرق والغرب الذي هو الغرض -أساسا- من الجزء الأول !!

وسأذكر لاحقا -إن شاء الله- ما هو الجزء الثاني من ذلك المخطط الذي (الجزء الثاني) هو الغاية الأساس مما يجري الآن في الجزء الأول الذي بات في نهاياته . عندها سنرى العجب العجاب، وسنرى أي “بصائر” كارثية قد أدارت أمورنا وأورثتنا ورثة ثقيلة لا طاقة لنا بها، وأن ما جرى كان مجرد فتنة شيطانية عمياء قد تم تصويرها لجميع أطراف القتال في سوريا بأنهم يقاتلون في معركة الله ضد الشيطان !!

 

طرد يوسف فنيانوس من أحد المقاهي في جل الديب

مواقع الأكترونية/12 كانون الثاني/2020

تعرض وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال يوسف فنيانيوس لموقف محرج في احد المقاهي في جل الديب حيث طلب منه عدد من المحتجين مغادرة المكان. وبعد مناوشات، اضطر فنيانوس للمغادرة وسط هتافات الثورة و"كلن يعني كلن فنيانوس واحد منن".

 

طرد وزير ونائبين من مطعمين

بيروت ـ “السياسة” /12 كانون الثاني/2020

اعترض محتجون وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس في محل “Aishti” – جل الديب، وأجبر المحتجون فنيانوس على المغادرة من المكان على الفور. كما أجبر محتجون النائبين طارق المرعبي وسامي فتفت على مغادرة أحد مطاعم بيروت.

 

حقوقيون وخبراء لـ«جنوبية»: حجز المصارف للأموال تعسفي ويُوجب التعويض

جنوبية/12 كانون الثاني/2020

ما يعيشه لبنان من ازمة مالية واقتصادية تعود اسبابها الى ما قبل ثورة 17 تشرين الاول حيث بدأ الانهيار الفعلي للاقتصاد والليرة اللبنانية منذ مطلع 2019، لكن الاثار الكارثية بدات تظهر مطلع آب- وايلول من العام نفسه. هل دخل لبنان في المحظور الاقتصادي والمالي فعلاً؟ وهل هو امام إفلاس مالي رسمياً؟ واين هي اموال المودعين البالغة 170 مليار دولار؟ وماذا فعل بها مصرف لبنان؟ وكيف السبيل للخروج من الازمة؟ وما هي اسباب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ للاجابة على هذه الاسئلة وامام هذا الواقع المستجد، إستطلع موقع “جنوبية” آراء خبراء قانونيين واقتصاديين للوقوف على قانونية حجز الودائع، وكيفية مواجهته بالقانون، وعدم التعرض الجسدي لا للمودعين ولا للموظفين، الذين يواجهون الوضع الاقتصادي الصعب نفسه بالاضافة الى وضع حلول اقتصادية ومنها الحد من ارتفاع سعر الدولار ممقابل الليرة وتصورات للخروج من هذا المأزق. واليوم يتعرض المودعون في البنوك لحملة تعسفية من المصارف والتي تقنن لهم بشكل غير طبيعي حجم السحوبات اليومية من 1000 دولار في الاسبوع في مطلع تشرين الثاني الى 500 دولار في منتصفه الى 200 دولار في كانون الاول 2019 وصولاً الى 100 $ اليوم.

رفيق غريزي

وفي الجانب الحقوقي، نشأت حملة حقوقية للدفاع عن المودعين في المصارف اللبنانية وهي تتألف من مجموعة من المحامين الناشطين في هذا المجال، ومن بينهم المحامي رفيق غريزي والذي يؤكد لـ”جنوبية” انه، لا يجوز للمصارف وضع حد لسقوف السحب، وهذه الإجراءات هي مخالفة للقانون، ولا يصح التذرع بالأوضاع الاستثنائية لأن هذه الأوضاع الاستثنائية سببها بجزء كبير منه يعود على المصارف كونها مساهمة بحد كبير بالسياسات المالية التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة. كما أن وضع السقوف يحتاج إلى قانون، وحاليا ليس هنالك قانون بهذا الشأن. اما عن السداد بالعملة اللبنانية، فهي العملة الرسمية والمادة 192 من قانون النقد والتسليف تعاقب على من يتمنع عن قبول الإيفاء بالليرة اللبنانية. وهناك المادة 301 من قانون الموجبات والعقود التي تفرض الإيفاء بعملة البلد. وعن إغلاق حساب أي مودع، يؤكد المحامي غريزي انه خطأ غير مبرر من المصرف وهو إجراء غير قانوني ويرتب ضرراً على المودع ويفرض على البنك تعويض عن الضرر. وهو تعسف في إستعمال الحق وينتج عنه مسؤولية على المصرف وتعويض للمودع. أما عن حالة الايفاء بالليرة اللبنانية فإن ما نقوم به هو عرض وإيداع فعلي ونذهب الى كاتب العدل ونوضع الاموال ونبلغ ويكون الايداع صحيحاً. وعن العلاقة بين الناس وموظفي المصارف، هؤلاء هم مواطنون مثلنا ووجعهم وجعنا وهم لا يستطيعوا الا ان يسحبوا بسقوف محددة وما ينتج من تشنجات غير مقبول وليس مسموحاً لا التعدي على اموال المودعين ولا على الموظفين. من يتحمل المسؤولية هو من يرسم السياسات الخاطئة ويفرضها على الناس وهو في مكان ىخر غير عابىء بما يحصل.

حملة الدفاع وموظفي المصارف

وكانت حملة الدفاع عن المودعين في المصارف ردت في بيان على بيان اتحادات نقابات موظفي المصارففي لبنان، وقالت ان القطاع المصرفي في لبنان مصان طالما يحمي حقوق وايداعات المودعين، والقيمة الوطنية للقطاع صنعت بواسطة ثقة الشعب في هذا القطاع. واضافت: “دخول المواطنون الى المصارف ومطالباتهم بإيداعاتهم هو حق طبيعي مصان في كل القوانين ورفض المصارف إعطاء الحقوق للناس هو المظهر غير القانوني، ونحن نعلم أن الموظفين الصغار في المصارف قد لا يتحملون مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، إلا أن الموظفين الكبار ومسؤولي الوحدات لهم مسؤولية قانونية وطبيعية فهم شركاء في المسؤولية فيما آلت إليه أموال المودعين وكيف تم التصرف بها، لماذا لم يقوموا بتنويع المحافظ الإستثمارية؟ لماذا لم يحموا أموال المودعين؟ لماذا وضعوا أموال المودعين في جيوب دولة فاسدة مرتهنة من قبل سياسيين جشعاء فاسدين؟ أليست أموالنا أمانة وضعت في صناديقكم وعليكم حمايتها؟

المحامي غريزي: لا يجوز للمصارف وضع حد لسقوف السحب وهذه الإجراءات هي مخالفة للقانون ولا يصح التذرع بالأوضاع الاستثنائية لأن هذه الأوضاع الاستثنائية سببها بجزء كبير منه يعود على المصارف

وطالبت موظفي مصرف لبنان، ولجنة الرقابة على المصارف والهيئات الأخرى، أين كانوا من عمليات تهريب الأموال؟ أين كانت أعينكم على استثمارات المصارف؟ وعدم وضعها مؤونة كافية لحفظ أموالنا؟ أنتم تتحملون مسؤولية مشتركة مع رياض سلامة فيما آلت إليه الأوضاع. واذ أكد البيان أن موظفي المصارف الصغار لا يتحملون الإدارة السيئة لمصارفهم، وإن مشكلتنا كمودعين ليست معهم، ونأمل منهم تفهم واستيعاب غضب الناس وخوفهم على أموالهم، ناشد القضاء اللبناني وقضاته الذين يدفعهم ضميرهم إلى الوقوف صفاً واحدا مع المودعين الخائفين على تعبهم وعلى عرق جبينهم.

فرحات فرحات

وفي ظل إستمرار المصارف بتعسفها وظلمها للناس والمودعين، يقول المستشار الاقتصادي فرحات فرحات لـ”جنوبية” انه لا يمكن للمصارف ومصرف لبنان القول ان اموال المودعين تبخرت وليست لدينا. اولاً لان رئيس جمعية المصارف سليم صفير اعلن في ايار 2019 ان حجم الودائع في المصارفي اللبنانية هو 176 مليار دولار. ولنأخذ في الحسبان ما قيل عن خروج 6 مليارات دولار خارج لبنان في ايلول وتشرين الاول 2019 لكبار المتمولين والسياسيين فيبقى لدينا 170 مليار دولار. ويلفت الى مسؤولية مصرف لبنان في كل ما يجري ، فالمصارف مجبرة ان تضع احتياطياً او مؤونة احتياطية  ملزمة عند المصرف المركزي وهدفها استخدام الاحتياطي لتنشيف السوق من السيولة وتمنع المصارف من استخدام الاحتياطي هذا بدافع الجشع لتديينها. المصرف المركزي لا يمكنه التصرف بهذه المؤونات لحفظ السوق النقدي في البلد وحماية حقوق المودعين ولا يحق له او للمصارف القول ان اموال المودعين خارجهما! وبالتالي ان كانت الاموال بالدولار او بالعملة الوطنية وتودع كما هي وممنوع ان يتم المتاجرة بها او التصرف فيها. والمصرف ملزم قانوناً ان يسهر على حماية اموال المودعين كالاب الذي يسهر على اولاده وبالتالي عليه ان يؤمنها عند طلبها.

ويشير فرحات الى أن علينا التمييز بين حالتين بالنسبة لاموال المودعين: الحالة الاولى التي يكون فيها الحساب مجمداً والمودع متفق مع المصرف على فائدة محددة لهذا الاجل وهنا لا يمكن للمودع سحب الوديعة قبل انتهاء فترة التجميد. الحالة الثانية ويكون فيها الحساب المودع جارياً وعندها لا يمكن للمصرف ان يحتجز اموال المودع عند طلبها. ما يحدث اليوم ان هناك قراراً اليوم من مصرف لبنان بتطبيق “كابيتال كونترول” وهو حجز الودائع المصرفية ولا يمكن للمودع نقلها الى مصرف آخر الا بشك مصرفي كما لا يمكنه إخراجها خارج لبنان. فرحات فرحات: هناك دافع لبعض السياسيين لاثارة حالة من الخوف لدى الناس لفرض امر واقع سياسي وخلق حالة من التذمر لدى الناس القبول بأي حل سياسي او حكومة تفرض على الناس وهذا القرار ناتج عن الازمة المالية التي بدأت قبل 17 تشرين الاول 2019 لان هناك قرارات من المصرف المركزي بتمويل الغذاء والدواء والنفط وصعد سعر الدولار الى 1950 ومن ثم نزل الى 1650 وهذا يؤكد ان من خربها يجب ان يصلحها. وعن إرتفاع سعر الصرف للدولار مقابل الليرة الى اسعار قياسية كما جرى في اليومين الماضيين، يقول فرحات ان الاوضاع الجيوسياسية في المنطقة تثير الذعر لدى المودعين ولدى من يمتلكون ودائع في المنازل اكانوا جنسيات لبنانية او غير لبنانية ويعتقدون ان هناك حرب او ازمة قادمة فيهرع هؤلاء الى تغيير عملاتهم اللبنانية الى دولار منعاً لاي انهيار للعملة الوطنية حسب معتقداتهم. ونرى ايضاً ان هناك دافعاً لبعض السياسيين لاثارة حالة من الخوف لدى الناس لفرض امر واقع سياسي وخلق حالة من التذمر لدى الناس القبول بأي حل سياسي او حكومة تفرض على الناس. شارك هذا الموضوع:

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

احتجاجات في إيران لليوم الثاني والمتظاهرون يهتفون ضد النظام

الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/2020

أشارت تغريدات كثيرة على موقع «تويتر» اليوم (الأحد)، إلى أن عشرات المحتجين احتشدوا لليوم الثاني على التوالي في إيران، مرددين هتافات مناهضة للسلطات، في أعقاب إقرار الجيش بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ، بعدما ظل لأيام ينفي مسؤوليته.وحسب التغريدات، هتف المحتجون الذين احتشدوا في شارع أمام جامعة في طهران: «يكذبون ويقولون إن عدونا أميركا، عدونا هنا».  وتجمع المحتجون في مدن أخرى أيضاً منها أصفهان، جنوب طهران. وكانت وسائل إعلام مرتبطة بالدولة أفادت بخروج احتجاجات مساء أمس (السبت)، بعد قليل من إقرار الجيش بإسقاط الطائرة يوم الأربعاء، واعتذاره.

وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية، في تقرير نادر، السبت، عن احتجاجات مناوئة للحكومة، أن محتجين رددوا هتافات ضد السلطات العليا للبلاد في طهران، وذلك بعد إقرار «الحرس الثوري» بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية. وقالت «فارس» إن المتظاهرين في الشارع مزقوا أيضاً صوراً لقاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري» الذي قتلته واشنطن في ضربة بطائرة مسيرة. وعرضت الوكالة التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من «الحرس الثوري»، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، صوراً لمجموعة من الناس وصورة ممزقة لسليماني. وذكرت وكالة «فارس» أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص. وحذَّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب النظام الإيراني من ارتكاب «مجزرة أخرى بحق متظاهرين سلميين»، بعد تفريق تجمع لطلاب في طهران مساء السبت، إحياءً لذكرى ضحايا الطائرة الأوكرانية. وأطلق الرئيس الأميركي التحذير الذي أشار فيه إلى طريقة تعاطي السلطات الإيرانية مع حركة الاحتجاجات التي خرجت في نوفمبر (تشرين الثاني)، إثر قرار زيادة أسعار الوقود، والتي شهدت قمعاً دامياً بحسب منظمة العفو الدولية. وكتب ترمب على «تويتر» باللغتين الإنجليزية والفارسية، متوجهاً إلى الشعب الإيراني بالقول إنه يقف «إلى جانبه». وأضاف: «نحن نتابع تظاهراتكم عن كثب، وشجاعتكم تُلهمنا».

 

“سي إن إن”: العسكريون الأميركيون دخلوا الملاجئ قبل ساعتين من الهجوم الإيراني

واشنطن – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 أكدت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية أمس، أن قوات الولايات المتحدة المتمركزة في قاعدة “عين الأسد” في العراق كانت على دراية مسبقاً بشأن خطط إيران بشأن مهاجمتها. ونقلت الشبكة، التي وصل فريقها الصحافي إلى تلك القاعدة بأول زيارة إليها منذ الهجوم الصاروخي الإيراني عليها، عن ضباط أميركيين قولهم، إن معظم العسكريين ذهبوا إلى الملاجئ الآمنة في الساعة الـ11 مساء الثلاثاء الماضي، أي قبل 2.5 ساعة من الهجوم الإيراني، واستمر نحو ساعتين. وذكرت أن القوات الأميركية “كانت على دراية بأن قاعدتها ستتعرض لهجوم، لكنها لم تكن على علم بشأن طبيعته”.

 

انفجار الاحتجاجات في وجه خامنئي والمعارضة تطالبه بالتنحي

الجامعات تنتفض: "الحرس يقتل والمرشد يدعم"... وترامب للشعب الإيراني: أقف إلى جانبكم

أزمة ديبلوماسية بسبب احتجاز السفير البريطاني… ولندن: طهران أمام مفترق طرق… عدم التصعيد أو العزلة

طهران، عواصم – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 خرجت حشود الطلاب في جامعات إيرانية عدة أمس، مرددين شعارات ضد النظام الحاكم، وذلك ضمن احتجاجات كبيرة تفجرت منذ أول من أمس، في أعقاب اعتراف “الحرس الثوري” بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ، ووسط تهديدات من “الحرس” باستخدام القوة في إنهاء هذه الاحتجاجات.

وتجمع طلاب وطالبات جامعة “بهشتي” في طهران، مرددين عبارات منددة بإسقاط الطائرة الأوكرانية، وأطلقوا هتافات: “عدونا هنا وليس أميركا… لا نريد متفرجين انظموا لنا”، و”الطلاب يقظون.. من خامنئي مستاؤون”، وفقا لفيديوهات نشرتها وكالة “إيران إنترناشيونال”. كما اندلعت احتجاجات في جامعة أمير كبير في طهران، وفي جامعة دامغان شمال إيران، وجامعة أصفهان وسط البلاد، وتركزت الهتافات على المرشد علي خامنئي “الحرس الثوري يقتل، والمرشد يدعمه”.وكثّف المحتجون الإيرانيون في عموم  البلاد الضغوط على قادة البلاد، بينما عززت شرطة مكافحة الشغب وجودها في طهران، بعدما أقر الجيش بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ. من جانبه، هدد “الحرس الثوري” الإيراني، على لسان ممثل المرشد الأعلى علي شيرازي، بفض الاحتجاجات بالقوة في حال لم تتوقف، كما وصف المحتجين بالتبعية لأميركا وإسرائيل، وفقا لوسائل إعلام إيرانية. بدورها، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على آلاف الإيرانيين الذين خرجوا إلى الشوارع في وقت متأخر من ليل أول من أمس، في العاصمة ومدن أخرى، فيما ردد الكثيرون منهم شعار “الموت للديكتاتور”، موجهين غضبهم إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.

ونشرت وكالات أنباء مرتبطة بالدولة تقارير عن الاحتجاجات، بينما جرى تداول مقاطع مصورة للتظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت صحيفة “اعتماد” الإيرانية في عنوان رئيسي أمس: “اعتذروا واستقيلوا”، مضيفة أن “مطلب الشعب” هو استقالة من هم وراء سوء إدارة أزمة الطائرة. ووصلت التظاهرات إلى أصفهان وشيراز، وقام المحتجون بتمزيق صور لقاسم سليماني، رئيس “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي قتل في غارة أميركية بالعاصمة العراقية بغداد، والمرشد علي خامنئي.

بدورها، أشارت تغريدات على “تويتر” إلى أن عشرات المحتجين احتشدوا لليوم الثاني، مرددين هتافات مناهضة للسلطات. وهتف المحتجون الذين احتشدوا في شارع أمام جامعة في طهران “يكذبون ويقولون إن عدونا أميركا، عدونا هنا”.

كما علت الهتافات المنددة بخامنئي والسلطات، وطالب المحتجون المرشد بالرحيل، وهتفوا: “النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر”، و”الموت للولي الفقيه”، و”قاتل وحكمه باطل”، وفق مواقع إيرانية. في غضون ذلك، طالب زعيم “المعارضة الخضراء” في إيران مهدي كروبي في رسالة، المرشد علي خامنئي بالتنحي وترك منصبه.

وقال كروبي القابع تحت الإقامة الجبرية في منزله منذ أعوام لخامنئي: “لا تمتلك صفات القيادة وعليك التنحي، لأن لا أحد يعلم حضرتك كقائد عام للقوات المسلحة أين كنت صبيحة حادث إسقاط الطائرة، لماذا لم تصرح بشيء، لم الإنكار وكيل الأكاذيب لثلاثة أيام؟”. وأضاف أن “هذه ليست الفضيحة الوحيدة التي تتحمل فيها المسؤولية المباشرة، هناك فضائح أخرى، لماذا لم تفتح تحقيقات بالاغتيالات المتسلسلة (في التسعينات)؟، وتزوير الانتخابات عام 2009 والقمع الدموي للمتظاهرين حينها؟، وكذلك قمع احتجاجات 2018 و2019؟، أي قائد عديم المسؤولية أنت”. وختم بالقول: “أرى أنك تفتقر إلى الحكمة والشجاعة والإدارة والقوة اللازمة للريادة وعليك التنحي”. من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مخاطبا الشعب الإيراني: “أقف إلى جانبكم منذ بداية رئاستي، وإدارتي سوف تستمر في الوقوف معكم”. وغرد مضيفا على “تويتر” باللغتين الانجليزية والفارسية”: “نتابع احتجاجاتكم عن كثب، ونستمد الإلهام من شجاعتكم”، ومتابعا “يجب على الحكومة الإيرانية أن تسمح لجماعات حقوق الإنسان بالمراقبة والإبلاغ عن الحقائق من على أرض الواقع”، موضحا أنه “لا يمكن أن تحدث مذبحة أخرى ضد المتظاهرين المسالمين، ولا إغلاق للإنترنت. العالم يراقب”. من جهته، انتقد السيناتور الجمهوري توم كوتون اليسار الأميركي وتغطيته الإعلامية الملمّعة للنظام الإيراني القاتل، كما أشاد بالشعب الإيراني الشجاع الذي خرج إلى الشوارع احتجاجاً على النظام الإيراني. كما أعرب السيناتور الجمهوري تود يونغ عن إعجابه الشديد بخروج الشعب الإيراني، قائلا على “تويتر”: “ألهمتني شجاعة الشعب الإيراني الذي يحتج بسلام في الشوارع”.

وتسبب احتجاز السلطات الإيرانية السفير البريطاني في طهران، بتهمة تواجده في الاحتجاجات، أزمة دولية.وزعمت قوى الأمن الداخلي، أن السفير البريطاني تم توقيفه مؤقتا عقب حضوره تجمعا غير قانوني أمام جامعة “أمير كبير”، متسترا بصفة مجرد شخص أجنبي. في المقابل، أكد السفير البريطاني، روب ماكير، أنه لم يشارك في أي تظاهرات، مشددا على أن توقيف الديبلوماسيين عمل غير قانوني”. وأوضح: “تم احتجازي لنصف ساعة بعد مغادرة المنطقة. واحتجاز الديبلوماسيين بالطبع عمل غير قانوني، في جميع الدول”.وبينما أعلنت الخارجية الإيرانية أنها تنتظر تقريرا من قوات الأمن، أكدت الخارجية البريطانية أن احتجاز سفيرها يتعارض مع القوانين الدولية.واعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الاعتقال “انتهاكا للقانون الدولي”، قائلا إن “الحكومة الإيرانية في مفترق طرق، يمكنها أن تتجه نحو العزلة أو أن تتخذ خطوات نحو عدم التصعيد”. من جانبها، دعت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورجان أورتاغوس النظام الإيراني، إلى الاعتذار من بريطانيا، مشددة على ضرورة احترام طهران حقوق جميع الدبلوماسيين. بدوره، أعرب منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن “قلقه الشديد”.

 

جيش من الجواسيس كشف تحركات سليماني الإقليمية وقاد إلى قتله

خطة اغتياله بدأت قبل 18 شهراً... وإسرائيل ترصدته... وقوة أميركية تأكدت من جثته

فريق أميركي عطّل رادارات مطار بغداد قبل الاستهداف بيوم وجيش الجواسيس غطى سورية والعراق

قوات خاصة أميركية تابعت سيارة سليماني قبل اغتياله ووصلت إلى جثته بعد دقيقتين من استهدافه

عواصم – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 كشفت تقارير صحافية تفاصيل جديدة بشأن الضربة “الموجعة” التي نفذتها الولايات المتحدة في الثالث من يناير الجاري، على موكب قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني في مطار بغداد، وأدت إلى مقتله.وتناولت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، الأسئلة الرئيسية المتعلقة بالعملية، مشيرة إلى أن سليماني وصل إلى دمشق في الثاني من يناير الجاري، قبل أن يتوجه إلى بيروت، حيث أظهرت صور نشرت بعد وفاته تفيد بأنه التقى زعيم “حزب الله” حسن نصرالله، لبضع ساعات كانا يناقشان التوتر المتزايد في العراق، الذي تشعله الميليشيات الطائفية الموالية لإيران، التي حاولت قبل ذلك بيوم واحد اقتحام السفارة الأميركية في بغداد. ونقلت الصحيفة عن مصدر عراقي قوله، إن سليماني عند وصوله إلى مطار بغداد “لم يمر عبر صالة السفر”، حيث استقبله ذراعه اليمنى نائب رئيس “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس، الذي يرأس ميليشيا كتائب “حزب الله”، التي قتلت مقاولًا أميركيا في قاعدة عراقية، قبل ذلك ببضعة أيام. من جهته، قال نائب عراقي، إن “فريقاً من الأميركيين توجه في الثاني من يناير، إلى مطار بغداد لإيقاف الرادارات المدنية”، فيما أضاف متخصص في الطيران، إنه “ربما أراد الأميركيون فصل ذاكرة الرادارات لمحو كل آثار ضربات الطائرة المسيرة”. وفي السياق، أشار أحد الخبراء الأمنيين إلى مساعدة إسرائيلية في رصد تحركات سليماني، مضيفاً “قد تكون المساعدة الإسرائيلية مهمة، في منطقة يقل فيها عدد وسائل الاستشعار الأميركية أو في منطقة يحتاجون فيها إلى نشر موارد استخباراتية بشرية، وهو ما لا ينطبق على العراق ولبنان”. من ناحيتها، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن رحلة تعقب سليماني، انطلقت قبل نحو 18 شهراً، حيث تم وضع اغتياله في قوائم القيادة الأميركية في حال تم تصعيد النزاع مع إيران. وأضافت إنه “تم وضع تصور أنه سيكون من الصعب للغاية ضربه في إيران، ففكر المسؤولون في ملاحقته خلال إحدى زياراته المتكررة إلى سورية أو العراق، وركزوا على تطوير عملاء في سبعة كيانات مختلفة للإبلاغ عن تحركاته”، موضحة أن “هذه الكيانات كانت الجيش السوري، وقوة القدس في دمشق، وميليشيات حزب الله في دمشق، ومطاري دمشق وبغداد، وكتائب حزب الله والحشد الشعبي في العراق”. وأوضحت أن “العناصر التي تم تجنيدها في سورية والعراق (جيش من الجواسيس) أبلغت من وقت لآخر عن تحركات سليماني”، مضيفة إن حملة تعقبه كشفت أنه يسافر على عدد من شركات الطيران، وأحياناً يتم شراء تذاكر لرحلات عدة لتشتيت تعقبه، “وأحياناً كان يصعد إلى طائرته في آخر لحظة ممكنة، ثم يجلس في الصف الأمامي من درجة رجال الأعمال، حتى يتمكن من الخروج أولاً والمغادرة بسرعة”.

في غضون ذلك، أفاد موقع شبكة “فوكس نيوز”، بأن مجموعة من القوات الخاصة الأميركية كانت تتابع السيارة التي أقلت سليماني، قبل دقائق من اغتياله، وان هذه القوة وصلت إلى جثة سليماني بعد دقيقتين من استهدافه، وشدته بعيداً عن النيران كي تتأكد أنها تعود له، والتقطت بعض الصور لمتعلقاته، التي شملت محفظته وبعض الأموال وكتاباً للشعر، كما كان يحمل أيضاً سلاحاً، بالإضافة إلى هاتفه المحمول، وكان محترقاً بالكامل تقريباً، إلا أن بياناته من أرقام وأسماء، كما ورسائل نصية وصوتية وصور، قد تكون محفوظة فيما لو كانت شريحته الإلكترونية صالحة بعد احتراقه.

وبعد مقتل سليماني، قال موظف في البيت الأبيض إن واشنطن أعدت “رداً هائلاً ومكلفاً للجانب الإيراني”، لو كان قد أصيب أميركيون في قصف إيران للقواعد العراقية التي تستضيف قوات أميركية. وأكد أن “الولايات المتحدة ما زالت جاهزة للرد في أي وقت وكل الخيارات على الطاولة”، مشدداً على أن واشنطن تريد التأكد من أن إيران لن تحصل على السلاح النووي. في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، إن طهران لم توصِ قوى المقاومة في المنطقة بالرد نيابة عنها على مقتل سليماني. وكانت الولايات المتحدة أرسلت فاكساً مشفراً عبر السفارة السويسرية في طهران للمسؤولين في إيران يحذر بشأن عدم التصعيد، وتلاه موجة من الرسائل المتبادلة. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أنه بعد ساعات من مقتل سليماني، أرسلت الإدارة الأميركية رسالة عاجلة إلى طهران مفادها “لا تصعدوا”.

 

بطلة تايكوندو إيرانية تفر من بطش نظام الملالي

طهران – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 أعلنت كيميا علي زاده لاعبة التايكوندو وصاحبة الميدالية الأولمبية الوحيدة في إيران، أنها غادرت بلادها بشكل دائم لأنها لم تعد قادرة على تحمل “نفاق” نظام يستخدم الرياضيين لغايات سياسية، ولا يقوم سوى بـ”إذلالهم”. وكتبت على حسابها في “انستغرام”: “هل ابدأ بالترحيب، أو الوداع، أو تقديم التعازي؟”، في حين تعيش البلاد صدمة جراء كارثة إسقاط طائرة للخطوط الجوية الأوكرانية في طهران بوساطة صاروخ، ما ادى الى مقتل 176 شخصا، معظمهم من الإيرانيين والكنديين. ووجّهت الرياضية اتهامات الى سلطات بلادها، قائلة: “أنا واحدة من ملايين النساء المضطهدات في إيران”، مضيفة “لقد ارتديت كل شيء طلبوا مني أن أرتديه” في إشارة إلى الحجاب. وتابعت: “لقد كررت كل ما طلبوا مني أن أقوله (…) وأكدوا ان ميدالياتي كانت بفضل احترام الحجاب الإلزامي”، موضحة ان “لا أحد منا يهمهم أمره”.

 

أميركا تؤكد بقاء قواتها في العراق وتُهدد بحجب عائداته النفطية/قتلى وقطع طرق في كربلاء ... وإضراب شامل في الجامعات ... ورفض لترشيح عبدالمهدي مجدداً

عواصم – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 حذرت الإدارة الأميركية، العراق، من إمكانية خسارته الوصول إلى حساب مصرفي حيوي في حال إقدامه على طرد القوات الأميركية من البلاد. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، عن مسؤولين عراقيين قولهم، ليل أول من أمس، إن “وزارة الخارجية الأميركية أبلغت السلطات في بغداد بأنها قد تفقد الوصول إلى حساب في البنك الاحتياطي الفيدرالي بنيويورك، يتضمن عائدات مبيعات النفط، الأمر الذي يهدد بتوجيه ضربة مؤلمة للاقتصاد العراقي المترنح”. وأشار أحد المسؤولين إلى أن التحذير بشأن الحساب المذكور “جاء عبر اتصال هاتفي أجرته الخارجية الأميركية الأربعاء الماضي، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي، ضمن بحث الطرفين ملفات أخرى من الشراكة العسكرية والمالية والسياسية بين واشنطن وبغداد”. وأضاف إن العراق يحتفظ، مثله مثل البلدان الأخرى، بحسابات حكومية في “الاحتياطي الفيدرالي” في نيويورك، كجزء من إدارة الشؤون المالية للبلاد، بما في ذلك عائدات مبيعات النفط، “ويمكن أن تؤدي خسارة الوصول إلى الحساب إلى تقييد استخدام العراق لتلك الإيرادات، الأمر الذي يثير أزمة نقدية في النظام المالي ويحد من الموارد المهمة للاقتصاد”. وأشار إلى أنه “سبق للولايات المتحدة أن منعت وصول بغداد إلى الحساب المذكور لمدة أسابيع عدة، على خلفية شبهات بأن جزءاً من أمواله يستخدم لسد احتياجات إيران، وكذلك لتمويل تنظيم داعش”. وذكرت “وول ستريت جورنال”، أن “الآثار الاقتصادية والمالية المحتملة لإخراج القوات الأميركية من البلاد تلقي بثقلها على المسؤولين العراقيين الذين يحاولون معالجة المسألة من دون إثارة رد فعل عنيف”.

وفي وقت لاحق، أكد عبدالمهدي خلال لقائه في السليمانية، أول من أمس، مع رئيس المجلس السياسي لـ”الاتحاد الوطني الكردستاني” كوسرت رسول علي، سعيه للتهدئة والعمل على إدارة الأمور في البلاد بشكل قوي. وشدد على أن العراق صديق لجميع دول الجوار، وكذلك الولايات المتحدة ودول العالم الأخرى أيضاً، مضيفاً “نريد تعزيز علاقات الصداقة مع الجميع، ونسعى للتهدئة ونعمل على إدارة الأمور في البلاد بشكل قوي ومتوازن يحفظ سيادتنا ويمنع خطر داعش والإرهاب”. وفي وقت لاحق، بحث عبدالمهدي أمس، مع سفيري بريطانيا ستيفن هيكي وفرنسا برونو أوبير، في آخر التطورات وجهود التهدئة ومنع التصعيد في العراق والمنطقة. وعلى صعيد التظاهرات، أعلن مصدر أمني أمس، ارتفاع أعداد المصابين جراء الاشتباكات التي اندلعت بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب جامعة واسط، إلى 59 شخصاً. وقال إن الاشتباكات اندلعت عقب توجه العشرات من المتظاهرين إلى مبنى قيادة شرطة المحافظة، وأن أعداد المصابين قابلة للارتفاع. وفي كربلاء، قال ناشطون ليل أول من أمس، بتجدد الاشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، مؤكدين سقوط قتيلين وعدد من الجرحى بعد أن استخدم الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي، ومشيرين إلى أن المحتجين قطعوا طرقات رئيسية وجسوراً.

وقالوا إن “متظاهرين حاولوا اقتحام مبنى محافظة كربلاء وفرقتهم القوات الأمنية بإطلاق الرصاص لمنع وصولهم إلى المبنى، ما تسبب بمقتل متظاهرين اثنين وجرح نحو عشرة آخرين وسط كربلاء”. وأمر عبدالمهدي، أمس، بتشكيل لجنة للتحقيق في استهداف المتظاهرين في كربلاء، لإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة”. وفي بغداد، تواصلت أمس، الاحتجاجات والاعتصامات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب لتدخل يومها الرابع بعد المئة، فيما شل الاضراب معظم الجامعات والكثير من الدوائر الحكومية في وسط البلاد وجنوبها في الوقت الذي باشرت السلطات الامنية تحقيقا في عدد من حوادث الاغتيال والاستهدافات التي تطال المحتجين. وقال ناشطون وطلبة جامعات، إن الاحتجاجات متواصلة في ساحة التحرير وسط بغداد، فيما توافد العديد من طلبة الجامعات الى الساحة في اصرار على التمسك بالاضراب لحين تحقيق المطالب. ورفع المحتجون على المطعم التركي، القريب من الساحة، صورة كبيرة لرئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي ومكتوب عليها (عودتك مرفوضة)، وذلك في اشارة لرفض المحتجين للتسريبات التي تتحدث عن سعي بعض القوى السياسية لاعادة تكليفه بالمنصب مرة اخرى. وفي ذي قار، قال مصدر في الشرطة، إن المحتجين قطعوا أمس، ثلاثة جسور حيوية في مدينة الناصرية كبرى مدن المحافظة.

وأضاف إن الدوام في المدارس الابتدائية والثانوية عاد بشكل تدريجي، فيما استمر الإضراب في جميع الجامعات والكليات الحكومية والأهلية في المحافظة، مع انضمام الطلبة الى المحتجين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية. وفي النجف، قال ناشطون وشهود عيان، إن المحتجين قطعوا الطريق المؤدي إلى مطار النجف بالإطارات المحترقة، فيما قطع آخرون الجسر الذي يربط المدينة بقضاء الكوفة المجاور قبل أن يعيدوا فتحهما لاحقاً. وفي سياق آخر، لقي القيادي في “الحشد الشعبي” آمر “لواء كربلاء” عباس الساعدي مصرعه في بغداد، أول من أمس.

 

نتانياهو يشيد بشجاعة الإيرانيين: يستحقون الحرية والعيش بأمان

القدس – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالشعب الإيراني، قائلا في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته: “أود أن أشير إلى شجاعة الشعب الإيراني الذي يتظاهر في الشوارع مرة أخرى ضد هذا النظام. الشعب الإيراني يستحق الحرية ويستحق أن يعيش بأمان وبسلام بعدما حرمهما النظام منهما”. وعلق على طريقة تعامل النظام الإيراني مع حادثة سقوط الطائرة الأوكرانية، بالقول: إن “إيران لا تقمع شعبها وتركز على ممارسة الإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط فحسب، بل تسببت أيضا في مقتل 176 شخصا، ثم أخفت ذلك وكذبت على المجتمع الدولي”. كما رحب بقيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات جديدة على إيران، ودعا “بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى الانضمام إلى الجهود الأميركية” للضغط على طهران. وجدد التأكيد على أن “إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير الأسلحة النووية”

 

“النجباء” مجدداً: سنثأر لسليماني

بغداد – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 أعلن الأمين العام لـ”حركة النجباء” أكرم الكعبي أمس، أن “العراق لن يكون آمناً بعد الآن للأميركيين ومرتزقتهم والموالين لهم”. ووجه الكعبي، الذي زار منزل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، خطاباً لابنته زينب، قائلاً، إن “جبهة المقاومة ستثأر قريباً لمرتكبي هذا العمل الإرهابي”، مضيفاً إن “العراق لن يكون آمنا بعد الآن للأميركيين وعملائهم ومحبيهم”. ثم تذكر موقفاً مع سليماني، عندما رأى الأول ابنة سليماني مع أبيها وسأله مستغرباً لما جلبها إلى هذا المكان الخطر فأجاب سليماني، “ابنتي متعلقة بي كثيراً وتطلب مني في أكثر الاوقات أن ترافقني ولذلك أنا أضطر في بعض الأحيان إلى أن أسمح لها بأن تأتي معي”.

 

7 صواريخ على قاعدة “بلد” التي تضم جنوداً أميركيين

بغداد – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 سقطت سبعة صواريخ على قاعدة “بلد” الجوية في شمال بغداد، والتي تضم جنوداً أميركيين، بحسب مسؤول عسكري عراقي. وأسفر القصف عن إصابة 4 عسكريين عراقيين، وفق بيان للجيش العراقي. في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، إن الرئيس دونالد ترامب مستعد للحوار مع إيران بدون شروط مسبقة، مضيفا أن الولايات المتحدة مستعدة لمحاورة إيران حول “مسار جديد، وسلسلة تدابير تجعل من إيران بلداً طبيعياً أكثر”. وقال إن واشنطن لا تتوقع المزيد من الهجمات العسكرية الإيرانية، مشيرا إلى أن الحكومة الإيرانية تتعرض لتهديد داخلي بعد إسقاطها طائرة الركاب الأوكرانية. في غضون ذلك، سقط 59 جريحاً في مصادمات قربجامعة واسط في مدينة الكوت بمحافظة واسط، حيث علق آلاف الطلبة في مختلف الجامعات الدراسة. وفي ذي قار، أقيل قائد الشرطة بسبب “الفوضى” الناشبة في المحافظة.

 

18 قتيلاً في قصف جوي على إدلب .. والنظام يعزز قواته في حلب والمعارضة استهدفت مطار النيرب بالصواريخ ... والأمم المتحدة قدمت المساعدات عبر الحدود

دمشق – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 نفذت طائرات النظام السوري، غارات جوية بصواريخ عدة، استهدفت سوقاً شعبياً في مدينة بنش شرق محافظة إدلب، ما تسبب بسقوط 18 قتيلاً وعدد من الجرحى. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل أربعة سوريين من عائلة واحدة، بينهم طفلتان، وإصابة نحو ثمانية آخرين، جراء غارات جوية نفذتها طائرات النظام السوري، ليل أول من أمس، استهدفت بلدة النيرب قرب إدلب. وذكر أن طائرات النظام نفذت غارات جوية على محيط المركز الثقافي وسط مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل مواطنين وإصابة عشرة آخرين. وأفاد بأن قوات النظام قامت بخروقات متكررة خلال الساعات الأولى لوقف إطلاق النار في إدلب، والذي اتفقت عليه روسيا وتركيا. وأضاف إن حالة من الهدوء الحذر تسود المنطقة في المجمل، إلا أن “قوات النظام عمدت إلى خرق الهدوء عبر استهدافها بالقذائف الصاروخية لمدينة معرة النعمان وقرية معرشمشة و كفرباسين ومعرشورين وتقانة وتلمنس بريف إدلب، وذلك بشكل متقطع”.

وجاء ذلك بعد إعلان النظام تجهيز ثلاثة معابر لخروج المدنيين من إدلب نحو مناطق سيطرتها، وتوزعت الممرات على مدينة الهبيط جنوب إدلب، وأبو الظهور شرق إدلب، والحاضر في ريف حلب الجنوبي، مشيراً إلى أن العمل في المعابر سيبدأ اعتباراً من ظهر اليوم الاثنين. وذكر أن المعابر مزودة بطواقم طبية لتقديم المساعدة للمرضى، إضافة إلى مراكز لتوزيع مياه الشرب ومحطة لتأمين مركبات النقل الى مختلف المناطق السورية. من ناحيتها، ذكرت وزارة الدفاع التركية في بيان، أمس، أن تطبيق وقف إطلاق النار في إدلب يعد خطوة هامة باتجاه إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، وحفظ الأرواح ومنع موجات النزوح وعودة الحياة إلى طبيعتها. في غضون ذلك، كشفت أنباء صحافية أمس، أن النظام السوري استقدم تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الخطوط الأمامية على الجبهات الغربية من مدينة حلب وريف المحافظة الجنوبي. ونقلت صحيفة “الوطن”، المقربة من النظام، عن مصادر قولها، إن “الجيش استقدم أرتالاً عسكرية بينها صواريخ حديثة لم تستخدم في حلب من قبل”، مضيفة إن “التعزيزات السابقة التي أرسلت في وقت سابق إيذاناً ببدء عملية عسكرية متوقعة في أي لحظة، لا تتنافى مع وقف إطلاق النار”. وأشارت إلى أن “الجيش نفذ أمس (أول من أمس)، رميات صاروخية ومدفعية استهدفت مقرات وتحركات الإرهابيين في ريفي حلب الغربي والجنوبي، ودمرت منصات إطلاق القذائف والصواريخ التي أطلقت على منطقة منيان في الجهة الغربية من المدينة، وقتلت وجرحت عدداً من إرهابيي جبهة النصرة​​”. من جهته، قال مصدر عسكري أمس، إن المعارضة المسلحة، التي تدعمها تركيا، استهدفت محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري بقذائف صاروخية من نوع “غراد”. وفي السياق، ذكرت وكالة أبناء النظام “سانا” أن مدنيين اثنين قتلا قتل وأصيب ثلاثة آخرون، بينهم طفلان، أمس، “جراء قيام مجموعات إرهابية باستهداف عدد من أحياء حلب بالقذائف الصاروخية”. إلى ذلك، جدد مجلس الأمن الدولي، عملية بدأت قبل ست سنوات لتسليم المساعدات عبر الحدود لملايين المدنيين السوريين، ولكن تم تقليص عدد المعابر ومدة الترخيص لتفادي استخدام روسيا حق النقض “الفيتو”. وسمح المجلس باستمرار تسليم المساعدات عبر الحدود من موقعين في تركيا ولكنه استبعد معبرين من العراق والأردن، مجدداً أيضاً هذه العملية لمدة ستة أشهر فقط بدلا من سنة.

 

وفد سوري في طهران يبحث في تطورات المنطقة

دمشق – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 توجه رئيس مجلس وزراء النظام السوري عماد خميس، أمس، على رأس وفد رفيع المستوى إلى طهران، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأحداث في المنطقة. وذكرت صحيفة “الوطن”، المقربة من النظام، نقلاً عن مصادر ديبلوماسية قولها، “يبدأ اليوم (أمس)، وفد حكومي رفيع المستوى برئاسة رئيس مجلس الوزراء عماد خميس بزيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، يبحث خلالها مع كبار المسؤولين هناك في العلاقات الثنائية بين البلدين والعمل على تعزيزها على الصعد كافة، وكذلك في التطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية”. وأضافت الصحيفة، إن الوفد يضم في عضويته نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم، ووزير الدفاع العماد علي عبد الله أيوب.

 

تركيا تبدأ “الفخ” ضد “حزب العمال الكردستاني”

أنقرة – د ب أ/12 كانون الثاني/2020

 أعلنت وزارة الداخلية التركية أمس، بدء عملية “كابان 2” أو “الفخ” للقضاء على عناصر “حزب العمال الكردستاني” جنوب البلاد. وذكرت الوزارة في بيان، أن “قيادة الدرك بدأت العملية المناهضة للإرهاب في المنطقة الريفية بإقليم هاتاي”، مضيفة “يشارك في العملية 623 فرداً من قوات الأمن، بينهم قوات الدرك وقوات الشرطة”. وأشارت إلى “إطلاق قوات الدرك عملية الفخ ضد المنظمة في ولاية “ماردين (جنوب شرق)، بهدف تحييد الإرهابيين في المنطقة”. وأضافت إنه حتى الآن تم تدمير مأوى مكون من ثلاث غرف وثلاثة مستودعات وعبوة ناسفة بدائية الصنع وكمية كبيرة من الاغراض التي يستخدمها عناصر الحزب في الحياة اليومية. وكانت الوزارة أعلنت ليل أول من أمس، انتهاء عملية “الكاسر” ضد “حزب العمال الكردستاني”، مشيرة إلى “اكتمال عملية الكاسر، التي أسفرت عن تحييد 144 إرهابياً ـ وتدمير عدد كبير من مواقع وملاجئ ومخابئ تابعة للإرهابييين”. وأوضحت أن “الكاسر” أطلقت في أغسطس العام 2029، في أرياف ولايات هكاري وشرناق ووان جنوب شرق البلاد، وأتبعتها بعمليات متتالية حملت الاسم نفسه. على صعيد آخر، أفادت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء أمس، بأن فرقاً من الدرك ضبطت 35 مهاجراً غير نظامي بولاية أدرنة، على الحدود مع اليونان. وأوضحت أنه تم ضبط المهاجرين خلال دوريات بقضاء مريج وقرى حدودية، مضيفة ان الموقوفين كانوا يستعدون لمغادرة البلاد بطرق غير قانونية، ومشيرة إلى أنهم يحملون الجنسيات العراقية والسورية والباكستانية والبنغالية.

 

آبي: السعودية زعيمة العالم العربي والإسلامي ونتطلع للتعاون معها/خادم الحرمين ورئيس وزراء اليابان بحثا رؤية 2030 والتعاون في مجال الطاقة

الرياض، عواصم – وكالات/12 كانون الثاني/2020

 بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، تعزيز العلاقات بين البلدين، وآفاق التعاون وفق الرؤية السعودية اليابانية 2030. كما بحث الجانبان التعاون في مجالات السياحة وأمن الإمدادات والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وكان آبي بدأ أمس، زيارته للشرق الأوسط بلقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في دار الضيافة بالرياض، بعد وصوله إلى العاصمة السعودية أمس. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “إن.إتش.كيه”، عن آبي القول إنه “قلق بشدة بشأن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط”، مضيفا أن اليابان ستواصل جهودها الديبلوماسية لوقف التوترات وتحقيق الاستقرار في المنطقة، فيما تعمل مع الدول الأخرى المعنية. ووصف آبي السعودية بأنها زعيم العالم العربي والإسلامي، مضيفا أنه يريد التعاون عن كثب مع البلاد. وقال إن السبب في إرسال اليابان طائرات ومدمرة تابعة لقوات الدفاع الذاتي إلى المنطقة، يهدف إلى جمع معلومات لضمان سلامة السفن التي لديها علاقات مع اليابان. من جانبه، رحب الأمير فيصل بن فرحان بقرار اليابان، وقال إن البلدين لديهما مسؤولية ضمان سلامة الملاحة، مؤكدا أن تحقيق الاستقرار في الوضع الإقليمي هو أمر مهم للبلدين، وأنه يريد مواصلة العمل مع اليابان. وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، إن “حرية الملاحة مسؤوليتنا جميعا، ومساهمة اليابان لها قيمة، ومهمة للمساعدة في تأمين الممر المائي العالمي المهم للغاية في المنطقة”. وتابع أن “الجيش السعودي سيعمل مع قوات الدفاع الذاتى اليابانية التي ستأتي إلى الخليج، للتنسيق وتبادل المعلومات”. كما عقد آبي اجتماعا مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، حيث بحثا التعاون المشترك في مجال الطاقة”. في غضون ذلك، تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رسالة من ملك البحرين الملك حمد بن عيسى، قام بتسليمها سفير البحرين لدى السعودية الشيخ حمود بن عبدالله، خلال استقبال خادم الحرمين له أمس. على صعيد آخر، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، آخر مستجدات الأزمة السورية. كما بحث وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير مع جيفري، مستجدات الأزمة السورية، والملفات الإقليمية ذات الصلة. وبحث الجبير مع وزير خارجية تايلاند دون برامودويناي، العلاقات الثنائية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. من جهة أخرى، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه أبلغ السعودية بضرورة دفع تكاليف أي قوات أميركية إضافية في المنطقة، وإن السعوديين استجابوا. وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، قال ترامب: “أبلغت السعوديين بأنهم بلد غني جدا، وعليهم أن يدفعوا مقابل القوات الإضافية، وقاموا بالفعل بإيداع مليار دولار لدينا”، مضيفا “إنها دول غنية، وعليها أن تدفع مقابل ذلك”. من جانبها، كشفت تقارير عن عزم الولايات المتحدة، طرد نحو عشرة من الجنود السعوديين الذين يتدربون في المنشآت العسكرية الأميركية، بعد مراجعة لحادث إطلاق النار الذي أسفر عن سقوط قتلى في قاعدة للقوات الجوية في بينساكولا بولاية فلوريدا. وقال مصدران مطلعان لشبكة “سي إن إن” الأميركية، أنه لم يتم توجيه اتهامات بمساعدة الملازم الثاني في سلاح الجو السعودي الذي نفذ إطلاق النار إلى الجنود السعوديين المرحلين. ومع ذلك، يقال إن البعض منهم مرتبط بما يسمونه “الحركات المتطرفة”، وفقا لأحد المصادر.

 

سلطان عُمان... هيثم بن طارق آل سعيد

الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/2020

سلطان عُمان الجديد، هيثم بن طارق آل سعيد، من مواليد 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1954 في مسقط عاصمة سلطنة عُمان، وهو من الأعضاء البارزين في عائلة آل سعيد العمانية الحاكمة. بعد تخرجه من جامعة «أكسفورد» البريطانية الشهيرة سنة 1979 تابع دراسات عليا في كلية «بيمبروك»، وتدرج السلطان هيثم بن طارق، في مناصب عديدة في الدولة العمانية. وقبل تنصيبه، أمس السبت، سلطاناً لعمان، حمل هيثم بن طارق حقيبة وزارة التراث والثقافة مدة 18 عاماً (2002 - 2020).

كان له مرور على قطاع الرياضة والشباب سنوات الثمانينات، إذ كان أول رئيس للاتحاد العماني لكرة القدم بين عامي 1983 و1986، وهو السبب كذلك في تعيينه سنة 2010 رئيساً للجنة الوطنية المنظمة للألعاب الآسيوية.

انتقل بن طارق من قطاع الرياضة للمجال الدبلوماسي سنة 1986، حيث تولى منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ثماني سنوات (1986 - 1994). وفي سنة 1994، عينه السلطان قابوس أميناً عاماً لوزارة الخارجية، قبل أن يعين سنة 2002 وزيراً للتراث والثقافة، وهو المنصب الذي بقي فيه حتى تنصيبه سلطاناً لعمان في 11 يناير (كانون الثاني) 2020.

إلى جانب حقيبة وزارة الثقافة، تولى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، لجنة الرؤى المستقبلية التي ألقى السلطان الراحل على عاتقها مسؤولية التخطيط لمستقبل عمان حتى عام 2040. ويركز السلطان هيثم بن طارق، على عنصر الشباب، لإعادة بعث سلطنة عمان، ففي تصريح صحافي سابق، قال خلال لقاء جمعه بشباب في إطار مشروع رؤى عُمان 2040، إنه ستتم إعادة النظر في العديد من التشريعات بعد اعتماد الرؤية، وأن البرنامج الذي تقوم عليه رؤى مستقبل عُمان هو خلاصة «ما يتطلع إليه الشباب العُماني».

وعلى خلاف السلطان الراحل، الذي لم يكن لديه أبناء أو أشقاء يرثون العرش، فالسلطان الجديد هيثم بن طارق بن تيمور لديه ولدان وبنتان. ووفق جريدة «الرؤية» العمانية، فلدى السلطان هيثم: ذي يزن، وبلعرب، وثريا، وأميمة، وزوجته عهد بنت عبد الله بن حمد البوسعيدية، وأمه شوانة بنت حمود بن أحمد البوسعيدية. وإخوة السلطان هيثم بن طارق ثمانية، هم: طلال، وأسعد، وقيس، وشهاب، وأدهم، وفارس، وكاملة، وأمل. ونظام الحكم في سلطنة عُمان، وفق المادة 5، «سلطاني وراثي في الذكور من ذرية السيد تركي بن سعيد بن سلطان، ويشترط فيمن يختار لولاية الحكم من بينهم أن يكون مسلماً رشيداً عاقلاً وابناً شرعياً لأبوين عمانيين مسلمين». وقال عضو هيئة تدريس في قسم التاريخ في جامعة الكويت والزميل في مركز «كارنيغي» بدر السيف، إن اختيار السلطان قابوس لهيثم بن طارق مرده «أنه ببساطة الأكثر قرباً لشخصيته. السلطان الجديد معروف بهدوئه وتأثره بالثقافة البريطانية، كما كان الحال مع السلطان الراحل». وأكد السيف لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «شغف السلطان الجديد بعالم التجارة والاقتصاد سيكون محل ترحيب، خصوصاً مع ضرورة انتهاج عُمان إصلاحات اقتصادية مهمة. سيسير الخلف على طريق سلفه، ولكن تبقى خطواته القادمة محط أنظار الكثير». من جهته، قال كريستيان أولريشسن من معهد «بيكر» للسياسة العامة بجامعة «رايس» الأميركية، إن حقيقة تولي هيثم لرؤية 2040 «أمر مهم». وأكد أن رؤية 2040 «هي خطة إصلاح اقتصادي طويلة الأمد ستحدد ما إذا كانت سلطنة عمان ستنجح في التحول إلى اقتصاد مرحلة ما بعد النفط في السنوات والعقود المقبلة». ويرى محللون أن الانتقال السريع والسلس للسلطة، يظهر أن السلطان الجديد يحظى أيضاً بالدعم الذي يحتاجه لقيادة السلطنة في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران«فُقاعة» أميركية «تفقع» في المنطقة!

علي الأمين/نداء الوطن/13 كانون الثاني/2020

ليس سرّاً أنّ التمدّد الذي حقّقته ايران وقوى الممانعة للسيطرة على اربعة عواصم عربية، جاء في سياق تناغم اميركي-ايراني في بعضها، ونتيجة غضّ نظر اميركي حيال هذا التمدد في البعض الآخر، اذ لم تشهد الجغرافيا الممتدة على طول ما سمي “الهلال الشيعي”، بالاضافة الى اليمن، اي مواجهة بين واشنطن وطهران منذ الدخول الاميركي الى افغانستان اثر احداث ١١ ايلول الشهيرة في اميركا عام ٢٠١١ وصولا الى نهاية ٢٠١٩.

لقد كان التمدد الايراني يتناغم مع مقولة رئيسية راجت على لسان العديد من المسؤولين الاميركيين الذين اشرفوا على احداث انقلاب تاريخي في العراق، ان الارهاب الذي آذى اميركا هو الارهاب الذي مثلته “القاعدة ” بما هي امتداد ل”ثقافة اسلامية” مصدرها المدرسة السنّية او “الوهابية” على وجه التحديد. وهذا تطلب اعادة الاعتبار ل “المدرسة الشيعية” و للمدرسة الشيعية من خلال دعم استلامها السلطة، بتنسيق ايراني اميركي عشية احتلال العراق في العام ٢٠٠٣.

حيث قال جون بريمر حاكم العراق آنذاك، ان “الاكثرية الشيعية طالما كانت مضطهدة في العراق تاريخيا، وكان علينا ان نصحح هذا الخلل”.

في اليمن لم تواجه القوات الاميركية التمدد الايراني في اليمن والذي كان ينشط ويتمدد منذ التسعينيات من القرن الماضي، من خلال بناء نفوذ ثقافي وتربوي وعسكري لاحقاً عبر الحوثيين أو ما سمي “انصار الله”، في الوقت الذي كانت الغارات الجوية الاميركية تطال عشرات المعسكرات التابعة لتنظيم القاعدة طيلة الفترة التي امتدت على سنوات العقد الأول من القرن العشرين، ولم تكن واشنطن لترى في النفوذ الايراني وتمدّده خطراً يجب مواجهته كما كان الحال مع تنظيم القاعدة. في الشأن السوري، ومنذ انطلاقة الثورة السورية عام ٢٠١١ كان دخول مقاتلي “حزب الله” وجنود قائد فيلق القدس قاسم سليماني سلساً، لناحية عدم وجود اي اعتراضى اميركي او اسرائيلي، فعشرات الاف المقاتلين تدفقوا من لبنان والعراق وايران وافغانستان وباكستان، دعما لنظام بشار الأسد، من دون ان يتعرض ايّ من هؤلاء لاستهداف اميركي واسرائيلي خلال قتالهم وقمعهم الثورة السورية على امتداد الجغرافيا السورية. وفي مرحلة لاحقة مع نشوء تنظيم داعش وتمدده في العراق وسوريا ضمن ما سمي دولة الخلافة الاسلامية في سوريا والعراق، كان مقاتلو سليماني والحشد الشعبي العراقي، يقاتلون بحماية الطائرات الاميركية، التي قلبت موازين المواجهة مع تنظيم داعش في العراق ثم في سوريا، وبتناغم واضح وجلّي مع قائد فيلق القدس آنذاك سليماني.

اما في لبنان، فلم يكن الأمر شديد الاختلاف وان كان له خصوصية تتمثل في ان واشنطن كانت تأخذ دوما الحسابات الاسرائلية الاستراتيجية في أولى اهتماماتها في الشأن اللبناني، لذا كانت اسرائيل تقارب المسألة اللبنانية من زاوية استراتيجية تتمثل في ضمان الاستقرار على حدودها الشمالية، وظلّ “حزب الله” ودوره افضل الخيارات السيئة، طالما انه يضمن عدم وقوع الفوضى على هذه الحدود، باعتبار ان الخيارات الاخرى غير مضمونة في ظل دولة ضعيفة سعى “حزب الله” دوما الى حماية هذا الضعف وادامته، باعتباره مصدر وجود الدور والفاعلية والحضور لنفوذه ولايران بطبيعة الحال. الخلاصة ان المواجهة الاميركية الايرانية عسكرياً لم تقع على طول هذه المنطقة رغم الخطاب العدائي الذي شغل المنطقة بين الطرفين، فيما التناغم كان غالبا في الميدان بين الطرفين منذ العام ٢٠٠٣ في الحد الأدنى، ما جرى منذ الغى الرئيس الاميركي الاتفاق النووي مع ايران، كان ذلك ايذانا بأن الادارة الاميركية لن تسمح بان تنتقل ايران من دولة اقليمية مؤثرة ومقبول دورها من قبل واشنطن الى دولة نووية.

المسألة النووية هي الاساس في المشكلة القائمة بين واشنطن وطهران، اكثر مما هو نفوذ اقليمي ظلّ ولا يزال منضبطا ومتناغما مع متطلبات واشنطن، ولكن ما فاقم المشكلة اخيراً ان ايران وامام مرحلة تقاسم النفوذ وترتيبه اقليمياً ودولياً، عمدت الى تقديم دورها في المتطقة باعتباره مقرر وليس وظيفة دولية اقليمية، وهذا ربما ما جعل صاحب القرار في ايران يتوهم أنه قادر ان يحمي نفوذه ويعززه عبر مقارعة المصالح الاميركية في المنطقة، وربما توهم ان الانتصارات التي حققها على الثوار السوريين او بعض الجماعات العراقية، تؤهله لمقارعة واشنطن وفرض شروطه، متناسيا ان جلّ نفوذه في المنطقة تم بمعزل عن مواجهتها مباشرة ان لم يكن بعونها ولحسابات اميركية في المنطقة.  كما سقط الدور الايراني الموهوم، في فخ السياسات الاسرائيلية التي عمدت الى تضخيم خطر ايران وميليشياتها، على وجودها لمزيد من تحصين دورها بل تمدده الاستراتيجي الذي كان وهم الخطر الايراني جسره باتجاه كل من كانت ايران تهدد وجودهم في العالم العربي. ربما تدرك القيادة الايرانية واذرعتها في المنطقة ومنها لبنان، انها وصلت الى خط النهاية، فالزخم الفعلي لهذه القوى الممانعة على امتداد “الهلال الشيعي”، ربما حقّق بعض الانتصارات في اماكن لم تكن واشنطن طرفا فيها، اليوم واشنطن هي الطرف المباشر من داخل ايران عبر العقوبات الى العراق الذي شهد قتلاً علنياً لقائد التمدد الايراني، وحتى الطائرة المدنية الاوكرانية، واشنطن من كشف ان سقوطها لم يكن نتيجة خطأ من قائدها. المواجهة لم تعد تحتمل انصاف الحلول من لبنان الى ايران، اما المواجهة التي ستؤدي الى ضربة قاتلة للمشروع الايراني او البحث في ما يمكن ان تقدمة واشنطن من دور، لن تكون الميليشيا والسلاح غير الشرعي عنواناً من العناوين التي يمكن ان تستمر في زمن ما بعد سليماني في المدى المتوسط او القصير.

 

دياب ألعوبة القصر أم عنيد أقوى من الحريري؟

منير الربيع/المدن/13 كانون الثاني/2020

يوم رُشّح سمير الخطيب لرئاسة الحكومة، كان اللواء عباس ابراهيم عرّاب جولاته ومفاوضاته لتكليفه تشكيل الحكومة. وكان الرئيس نبيه بري لا يزال مصرّاً على سعد الحريري. لكنه وافق على مضض على الخطيب، إذا ما حظي بغطاء رئيس تيار المستقبل.

ألعوبة مضاعفة

اعتذر الخطيب، فأخرج مدير عام سابق للأمن العام اسم حسان دياب، معتبراً أنه قريب من برّي ويرضيه، وأقنع به رئيس الجمهورية وقوى 8 آذار. قدّم دياب على أنه أستاذ في الجامعة الأميركية، ولديه بعض العلاقات العربية والغربية. النائب جميل السيد هو عرّاب حسان دياب. وهذا ما ظهر في إحدى تغريداته التي دافع فيها عن الرئيس المكلف. تبدو الصورة سوريالية، في آلية تكليف رؤساء الحكومة وتشكيلها. للسيد خبرة مديدة في خوض مثل هذه المعارك وصناعة "أساطير". وقد يستفيد المرء من إحدى تغريداته: "قصقص ورق ساويهم ناس". هو الأذكى في صناعة كائنات من ورق.

وأصبح حسان دياب ورقة قوية في يد العهد، والسيد بداية. اليوم يُصور وكأنه عبء على من اختاروه، بسبب ما يفتعل من خلافات معهم. وذلك لإظهاره بأنه لا يتنازل ولا يتراجع عن شروطه، ولتقديمه على  صورة مغايرة للصورة التي كُرست للحريري، صاحب التنازلات الكبرى.

بري يستعد للانقلاب

صوّت الرئيس بري لتكليف حسان دياب، لكنه لم يتأخر في إعلان رفضه المشاركة في حكومته، طالما أن مسار التشكيل يسلك عبر قنوات بعيدة منه. فجر موقفه بعدم موافقته على ما يجري. فقال لمن التقاه يوم السبت 11 كانون الثاني الجاري، إن جبران باسيل أصبح يمتلك 9 وزراء بدلاً من 7. وهذا ما يرفضه برّي وسليمان فرنجية، اللذان يشددان على عدم حصول أي فريق على الثلث المعطّل، ويحاولان فرضه على حزب الله كي لا يتساهل مع باسيل. ولا يخفي الحزب عتبه الشديد على باسيل، الذي أخّر ولادة الحكومة، ويريد اختزالها كلها وفرض شروطه في تشكيلها.

نظراً إلى الوقائع والمواقف الحالية، يظهر أن الحكومة بعيدة التشكيل، بسبب الخلافات وعدم استعداد أي طرف لتقديم تنازلات. موقف برّي هو الأعنف لأنه يجد نفسه بعيداً من دائرة التشكيل، فيشدد على ضرورة تفعيل تصريف الأعمال. وهو تواصل مع الحريري ليعود سريعاً. وتُفترض عودته هذا الأسبوع، ليحضر لقاء تيار المستقبل، يجمع النواب والوزراء الحاليين والسابقين. وهذا ينطوي على فتح مسار سياسي جديد في إطار المواجهة التي يستعد لها الحريري. اتصال برّي بالحريري، هدفه استعداده للانقلاب على الذين يريدون تطويقه، منسقاً لذلك مع الحريري وفرنجية لقلب الطاولة في وجه باسيل. والحريري أبلغ برّي أنه عائد، بعد زيارته الولايات المتحدة الأميركية. أشد ما أثار برّي ودفعه إلى اتخاذ هذا الموقف، جاءه الأسبوع الماضي من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، بواسطة اللواء عباس ابراهيم: يتجه القصر إلى تشكيل حكومة سياسية، فوافق برّي وحزب الله سريعاً على ذلك، تحت عنوان أنه خيارهما الأساسي، للتمكن من مواكبة التطورات في لبنان والمنطقة. في الوقت نفسه كان باسيل يتواصل مع حسان دياب، الذي اعتبر أن طرح عون وصهره حكومة سياسية، هدفه الضغط عليه لانتزاع تنازلات منه. قدّم دياب التنازلات، وسلّم بوزارات الطاقة، العدل، الخارجية، الدفاع، والاقتصاد للتيار العوني، واستبعاد دميانوس قطار من الخارجية. وعندما حصل باسيل على مطالبه هذه، تبدّل موقفه مع عون من الحكومة السياسية، وعادا إلى حكومة التكنوقراط. هذا ما أثار برّي، معتبراً أنه تعرّض لطعنة أو خديعة. فيما تظهر صورة حسان دياب بأنه نجح في تثبيت شروطه، ولم يتنازل عن حكومة التكنوقراط.

تلميع دياب

في المقابل، افتُعل السجال بين دياب والقصر الجمهوري، على خلفية الصراع على الصلاحيات. أعلن دياب موقفاً يرفض فيه التنازل، وتحويل رئاسة الحكومة إلى مكسر عصا. وهذا ما استدعى رداً من وزير القصر سليم جريصاتي. واستمرت حملة التيار العوني على دياب، وهي بالتأكيد تفيده في الشارع السنّي.

الحكومة تبدو بعيدة جداً، فيما يستشعر البعض احتمال حصول مفاجأة تشكيلها، بعد تذليل التباين بين أركان التحالف الواحد. دياب يتشبث في موقعه. لن يتراجع أو يعتذر. مشكلة من لا يريدونه أن لا بديل منه. لذا لن يتنازل للضغوط. وقد يخدم هذا صورته في بيئته التي ترفضه، فيظهر متشبثاً رافضاً الإملاءات، وشكّل حكومته ولم يعتذر، فأعاد الاعتبار لصلاحيات رئيس الحكومة. هنا تكمن اللعبة التي يصنعها معاونوه. لكن مهما يكن، لن تستمر حكومته طويلاً أمام الضغوط المحلية والخارجية.

 

استسهال التنكيل ببؤساء البداوي: الجنود يعتقلوننا ويضربوننا ويشتموننا طائفياً

جنى الدهيبي/المدن/13 كانون الثاني/2020

في 27 تشرين الأول 2019، أيّ بعد مرور 10 أيام على انتفاضة الشعب اللبناني، وقعت أول جولة اشتباكٍ عنيفة بين عناصر الجيش اللبناني ومتظاهرين عند أوتوستراد منطقة البداوي شمالًا. كان ذلك الاشتباك الصفعة الأولى التي تلقتها الانتفاضة، في الشمال بعد ما اكتسبت عاصمتها لقب "عروس الثورة". وذكّرت الحادثة بمرحلة "المحاور" ولغتها القتالية، وكانت دافعًا لتلافي الوقوع في مستنقع الفتنة بين المواطنين والجيش.

رواية الجيش الرسمية

بعد مرور أسابيع على الثورة التي كانت تشتدّ حينًا وتخفت أحيانًا أخرى، بقي أوتوستراد البداوي شاهدًا على غضب أبنائه. ولم يعد للعبور العادي نحو مناطق المنية وعكار، بل تحوّل إلى مكان رئيسي للغضب وقطع الطرق. لذا صارت له مكانة رمزية في نفوس شبانه المتعبين والعاطلين عن العمل، والذين تعاهدوا على وصل ليلهم بالنهار عند أطرافه. وقبل أيام، ليلة الخميس الفائت 9 كانون الثاني الجاري، تحول أوتوستراد البداوي مجدداً ساحة مواجهة عنيفة بين مئات المتظاهرين وعناصر الجيش. وذلك على خلفية مداهمات واعتقالات عشوائية طالت عشرات الشبان الناشطين، بتهمة "قطع الطرق". وفي تلك الليلة، أثار تصرف الجيش ردود فعل غاضبة، فاتهمته شريحة واسعة في المنطقة وألوف المغردين - تبادلوا فيديوهات المواجهة تحت وسم "طرابلس تحت القمع" - باستخدام القوّة المفرطة ورمي القنابل المسيلة للدموع، بينما أطلق المحتجون مفرقعات وقنابل مولوتوف وحجارة. بيان قيادة الجيش ربط الاشتباك - أسفر عن أكثر من 50 إصابة نال 14 منها العسكريون - بتدخل مشروعٍ لفضّ قطع أوتوستراد البداوي، فاعتقل 8 أشخاص بتهمة ارتكابهم أعمال شغب.

رواية البؤس والعتمة

قصدت "المدن" أوتوستراد البداوي، فإذا بكلّ ما على جانبه من محالٍ ومتاجر ومقاه ونساء وشبان عابرين يشي بالبؤس والفقر والحاجة وانعدام الأمان الاجتماعي. أمّا السيارات التي كانت تعبر بطريقةٍ جنونية في ذهابها وإيابها، فقد زادها جنوناً تفادي وقوعها في مصيدة قطع الطريق. وهي لم تعد تحظى بإجماعٍ شعبي كوسيلةٍ ثورية. وتتراصف على رصيفي الأوتوستراد محال تجارية بائسة من قلّة العمل. وهناك مقهيان متقابلان كل على رصيف، وصارا مُلتقى شباب المنطقة في أيام الثورة. خليل نعمان (54 عامًا)، صاحب كشك بيع القهوة الذي نصبه على رصيف الأوتوستراد قبل 30 عامًا، أب لأبناء خمسة، ويوميته لا تتجاوز 30 ألف ليرة، بعدما كانت 100 ألف ليرة قبل الأزمة الاقتصادية. وهو يروي معاناة أهالي المنطقة من انقطاع التيار الكهربائي طوال أيام الأسبوع الماضي، ما دفع الشباب إلى الخروج غضبًا لقطع الأوتوستراد: "بعد كلّ هذا العمر الذي قضيته على الأوتوستراد من الثالثة فجرًا - يقول الرجل - أدركُ أن قطع الطرق يعود بالضرر علينا وعلى المناطق المحيطة. لكن السلطة الفاسدة في المقابل تعاقبنا بقطع الكهرباء".

عنف واعتقالات عشوائية

لم يكن خليل على الأوتوستراد ليلة الحادثة. يقاطعه صديقه أبو علي (50 عامًا) قائلاً: "فتى قاصر (15 عاماً) يعمل في المقهى، سحبه عناصر الجيش بغتة من المقهى في تلك الليلة، وانهالوا عليه ضرباً مبرحاً وإهانات، ثم قبضوا عليه مع الشباب الذين أطلقوا سراحهم جميعًا في اليوم التالي بعدما ثبت عدم قيامهم بأي عمل". تدمع عينا الحاج خليل، ويخبرنا أنّ عناصر الجيش هجموا على  ابنه (35 عامًا) قبل مدة لإلقاء القبض عليه، فتعرض لعنف مبرح وسحل في الشارع، بتهمة قطع الطريق. وبعد الإفراج عنه انعزل في البيت مهاناً مصدوماً. يشارك في الحديث أحد الجيران، فيسأل غاضبًا: "من قال إنّ شبابنا من هواة قطع الطرق؟ ولماذا لا يسألون عن السبب؟ بل لماذا يتعاطون دومًا معنا على أننا مهانون سلفاً ولا يستأهل شبابنا وأطفالنا سوى الإهانات، فيما لا يمكن المزايدة علينا في محبتنا للجيش؟!". وحسب شهادات شباب البداوي، ليس الطفل علي وحده من تعرّض إلى العنف في الشارع. يدلّونا على الشاب مصطفى مراد، صاحب صالون حلاقة سبق أن ألقى الجيش القبض على ابنه (17 عاماً) في بداية الثورة، لمشاركته في قطع الطرق. ويقول مصطفى: "في بداية الثورة طلبت مخابرات الجيش ابني عزمي للتحقيق معه، فسلمته. بقي 10 أيام معتقلاً. جالوا به على مراكز كثيرة في بيروت، وصولاً إلى وزارة الدفاع. تعرض لتعنيف جسدي ومعنوي مبرحين. ولم يفرجوا عنه إلّا بعد زوال آثار العنف عن جسده النحيل، من دون أن يثبتوا عليه أيّ تهمة".  وفي هذا الفيديو، يخبرنا عمر العويك عن ظروف اعتقاله، وطريقة التعنيف التي تعرض لها.

قاطعو الأوتوستراد

ننتقل إلى المقهى المقابل لنستمع إلى القصّة الكاملة للمداهمات التي نفذها الجيش ليلة الخميس. يجلس عمر العويك على الكرسي متعباً، ومعه مجموعة الشبان الذي اعتقلوا تلك الليلة، وأفرج عنهم. عمر صُرف من عمله في إحدى المؤسسات بداية الثورة. أب لولدين صغيرين. واظب على المشاركة في قطع الطريق مع رفاقه الذين يشددون على استقلاليتهم وعدم ارتباطهم أو تأييدهم لأيّ جهة سياسية. ليلة الخميس كان عمر في المقهى ويشاهد مع الشباب مباراة فريق برشلونة. بعدها قرر مع صديقه عبدالله كريمة - اعتقل وعُنّف - أن يلعبا "بلاستايشن". ويروي عمر: "أعطينا ظهرنا للباب. فجأة، سمعنا صراخاً، فالتفتنا فإذا بعسكري يحمل عصاً يصرخ بشباب إلى طاولة أخرى يلعبون الورق: قوموا قوموا. ظننتُ أنه يريد أن نذهب إلى المنزل ليغلق المقهى. بعد خروجي، بدأ يضربني بقوة بالعصا، فحاولت الهرب، فاصطدمنا على رصيف الأوتوستراد بمئات العساكر يحملون العصي. حاولتُ أن أهرول. انهالوا عليّ بالعصي وكعب البواريد. وقعت أرضاً على بقايا دواليب، فسحلوني بأقدامهم".

عسكر وشتائم طائفية

وتابع عمر: "اقتادونا جميعًا في الجيب. وأخذونا إلى ثكنة جبل البداوي. فوجئنا بمئات العساكر يحملون العصي. انهالوا علينا بالضرب والشتائم الطائفية. سال دمي على الأرض. كأنهم كانوا يضربونا بهدف قتلنا. ولم يتركوا شتيمة طائفية إلا شتمونا بها. أخذونا إلى ثكنة بعد زغرتا. وفي اليوم التالي أطلقوا سراحنا بعد التحقيق معنا". محمود العبد شاب مغترب، جاء قبل شهر إلى لبنان. لا علاقة له لا بالثورة ولا بقطع الطرق. كان يجلس في المقهى مع رفاقه. يكرر الرواية نفسها، ويضيف: "لم أصدق حتّى اللحظة حجم الإهانات والشتائم والإذلال الذي صبته علي عناصر الجيش". ويسأل غاضبًا: "من يعوض لنا عن كلّ هذا الضرر المعنوي؟ ووفق أيّ منطق أو قانون تتعاطى معنا عناصر الجيش؟". عمر خدوج يروي إنّ ضابطًا من عائلة ط. يشتهر بين جميع شباب البداوي بانحيازه ضدّهم بصورة متطرفة. يضيف: "من حقّنا أن نسأل عن سبب انزلاق بعض عناصر الجيش إلى مستوى الشتائم الطائفية والتحريضية، وشتم نسائنا وأعراضنا ورموزنا الدينية، بينما الإعلام المحلي غائب عن منطقتنا ولا يجرؤ على نقل صوتنا". خالد مصطفى بريص - من أبرز الوجوه على الأرض في البداوي - يشدد على مخاطر انزلاق الجيش إلى "شيطنة مناطقنا لحرف مسار الثورة"، وأكد أنّ البداوي تغزوها شبكة من المندسين والمخبرين والمتواطئين مع بعض التيارات والأحزاب السياسية".

مصدر عسكري

في الواقع، لا شكّ في أنّ مسألة قطع الطريق أصبحت مسألة خلافية كبرى على المستوى الشعبي، بين مؤيدٍ ومعارضٍ. لكن في منطقة مثل البداوي، هناك أسئلة كثيرة يطرحها الناس حول سلوك الجيش. وهذا ينذر بمخاطر كبيرة. ويشدد أهل المنطقة على وفائهم للمؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها ألوف من أبنائهم. تواصلت "المدن" مع مصدرٍ في وزارة الدفاع للحصول على توضيح حول ما يجري في البداوي. أرسلنا للمصدر عددًا من الفيديوهات وعرضنا الوقائع والشهادات. فاستغرب كلّ ما يُحكى، وشدد على أنّ قيادة الجيش لا يمكن أن تقبل بمثل هذه الممارسات العنيفة والشتائم الطائفية. وهي ليست على علم بذلك، لأنّ توجيهاتها واضحة في حماية المتظاهرين من جهة، وفتح الطرق للناس من جهة أخرى. وقال المصدر العسكري: "لا يمكن أن نعطي موقفًا الآن. نتحقق من كلّ هذه الأمور بعد التواصل مع الجهات المعنية في المنطقة. وفي حال ثبت ذلك نفتح تحقيقًا كاملًا حول هذه الملابسات"!

 

لبنان بين التصريف والتأليف والانفجار العنيف

عديد نصار/العرب/13 كانون الثاني/2020

حراك قد يقلب الطاولة على الجميع

في ما يشبه تحدي المهمة، وبعد ثلاثة أسابيع على تكليفه مهمة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، أصدر الرئيس المكلّف حسان دياب بيانا يؤكد فيه على إصراره الاستمرار في العمل على تشكيل حكومته، حيث كانت عدة جهات تتوقع اعتذاره. ثلاثة أسابيع حفلت بالكثير من الاتصالات والمشاورات في الغرف المغلقة، كما حفلت بما يشبه الوقفات اليومية الاحتجاجية على مدخل منزله تطالبه بالاعتذار والتراجع عن المهمة التي كلّف بها من قبل رئيس الجمهورية بعد استشارات نيابية ملزمة تأخرت أكثر من 50 يوما حصل فيها حسان دياب على تأييد نواب الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) ونواب التيار الوطني الحر وحلفائهم، أي بنتيجة تأييد 69 نائبا، بعد أن امتنع الرئيس سعد الحريري عن ترشيح نفسه لهذه المهمة، نظرا إلى امتناع القوى ذاتها عن تأييد تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسته. ثلاثة أسابيع قلّما تحدث فيها حسان دياب إلى الإعلام فيما امتنع عن إصدار أي بيان. فما الذي دفعه لأن يصدر السبت بيانه الذي أعلن فيه رفضه للتهويل والضغوط، وأكد عزمه على المضيّ بتشكيل حكومته وفقا لـ”لإطار العام” المتفق عليه؟

هذا “الإطار العام” الذي كان أعلن عنه يوم تكليفه، ثم كرّره بوضوح في بيانه الأخير “حكومة مصغرة من ثمانية عشر وزيرا، فصل النيابة عن الوزارة، حكومة اختصاصيين غير حزبيين، مشاركة المرأة بحصة وازنة، إلغاء منصب وزير دولة، عدم مشاركة وزراء من حكومة تصريف الأعمال التي أسقطها الحراك”.

واضح أن هذا التوضيح الذي جاء في بيان موجّه إلى الرأي العام، هو موجّه في الحقيقة إلى القوى السياسية التي اختارته للتأليف، والتي يبدو أنها تنصلت من هذا الإطار العام بعد التطورات الأخيرة في المنطقة واستنادا إليها، متعامية تماما عن الوقائع المحلية التي كانت السبب في إسقاط الحكومة السابقة، إذ أنّ ما صدر عن رئيس مجلس النواب رئيس حركة أمل نبيه برّي الأربعاء الماضي، وما جاراه فيه رئيس الجمهورية بعد ذلك وما يتداوله حزب الله بشكل غير معلن، هو العودة إلى حكومة هي نسخة مطابقة للحكومة المستقيلة في ما أسماه نبيه برّي “حكومة لمّ الشمل”، وما يطلق عليه حزب الله “حكومة سيادية”، وما يعبّر عنه التيار الوطني الحر بـ”حكومة قوية قادرة على مواجهة المتغيرات الإقليمية”. وهو رد على رفض جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر لتوزير اثنين من الذين سبق لهم أن تولّوا حقائب وزارية في حكومات سابقة، هما دمينوس قطار وزياد بارود، بدعوى أنهما وزيران سابقان، في حين أن الإطار الذي وضحه دياب في بيانه يقول إن الحكومة ينبغي أن تكون خالية من وزراء تصريف الأعمال وليس من أي ممن سبق له أن كان وزيرا في أيّ حكومة سابقة.

غير أن المتغيرات الإقليمية يبدو أنها لا تصب في مصلحة هذا التحالف السياسي. فقد رأينا أنّ وفدا من حزب الله إلى بكركي قبل بضعة أيام برئاسة إبراهيم أمين السيد، حمل مواقف ذات سقوف متدنية قياسا على مواقف الحزب السابقة، فهل يأتي ذلك التراجع انحناء أمام تلك المتغيرات التي تجلّت في مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وفي الرد الإيراني الخلبي على ذلك في العراق والذي ترافق مع إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ إيراني مخلفا أكثر من 170 قتيلا، لم تستطع إيران أن تستمر في إنكار مسؤوليتها عنه بعد ثلاثة أيام من حدوثه فاعترفت بجريمتها المروّعة تلك متذرعة بخطأ بشري. هل التقط حسان دياب الإشارة، خصوصا بعد الرد الشعبي العراقي العارم يوم الجمعة الماضي على استباحة السيادة العراقية من إيران وأميركا في إصرار على إسقاط منظومة الفساد الملتحفة بالنظام الإيراني والمتحكمة بموارد العراق وبحياة العراقيين، حيث هبط ملايين العراقيين إلى ساحات بغداد والناصرية والبصرة وكربلاء وسواها من المدن العراقية يهتفون “لا أميركا ولا إيران.. العراق للعراقيين”.

وفي ظل استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وافتضاح أشكال وحالات الفساد المتفشي في دوائر الدولة ومؤسساتها كافة، والعجز المتفاقم عن تلبية حاجات المواطنين والانهيار المتسارع للعملة الوطنية دون أي محاولة لإنقاذ القوة الشرائية للمواطنين وبالأخص الموظفين في مختلف الأسلاك ومنها الأمنية والعسكرية والتربوية، وفي ظل تطورات دراماتيكية تشهدها المنطقة، يصدر دياب بيانه في ما يشبه التحدي للقوى السياسية ذاتها التي اختارته، يؤكد فيه على استمراره في الاتصالات وإصراره على تشكيل حكومته وفق “الإطار العام” المتفق عليه، مشيرا إلى الضغوط التي يتعرض لها رافضا التهويل وأن يكون موقع رئاسة الحكومة “مكسر عصا”. يمكن القول إن إصدار حسان دياب لهذا البيان بعد هذا الصمت الطويل وبعد هذه المشاورات المتشعبة جاء ليقول إن الرئيس المكلّف يقاوم ضغوطا كبيرة عليه، وبالتالي إن تشكيل الحكومة يمر بأزمة، كما أن إصراره على المضيّ في تشكيل الحكومة لم يكن لولا تلقي الرئيس المكلّف الإشارات التي توحي بدعم غير معلن من بعض الجهات الخارجية، واستشعاره أن المتغيرات الإقليمية سوف تساعده ولو بعد حين. لكن اللبنانيين الذين يرون بأم العين كيف تنهار أوضاعهم بتسارع مخيف هم في مكان آخر، حيث لم يعودوا يطيقون انتظارا. وها هم في حراكهم الثوري اليومي مستمرون، ولا نعرف بالتحديد متى تأتي اللحظة التي يشهد فيها لبنان الانفجار الشعبي الكبير الذي ربما يقلب الطاولة على الجميع.

 

هل بداية الحل بتنحي عون؟

 علي حماده/النهار/12 كانون الثاني/2020

دعونا نخرج من حلقة تشكيل الحكومة العتيدة المفرغة. فالازمة كبيرة، لا بل كبيرة جدا. ولبنان على أبواب انفجار مالي اقتصادي شامل سينعكس حكما على الامن الاجتماعي، وفي النتيجة سيجر معه البلاد الى دائرة الخطر الأمني بحد ذاته. فمنذ تكليف الدكتور حسان دياب، ونحن ندرك ان تكليف الرجل ليس حلا لاسباب عدة ليس هنا مجال الحديث عنها. هكذا كان وضع الرئيس سعد الحريري الذي ما كان ممكنا له ان يقبل تكليفا مع تأييد “القوات اللبنانية” او بدونه، لان الحريري مدرك ما وصلت اليه الأمور، وان تكليفه ليس حلا بحد ذاته، كما ان تشكيله حكومة بالمواصفات التي كانت متاحة امامه لا يفتح الأبواب امام عودة المجتمع الدولي لمساعدة لبنان بشكل جدي. فالازمة اكبر من ذلك بكثير. وأي حل ذا طابع اقتصادي – تقني غير كاف، ما لم يقترن بجانب سياسي يؤدي الى تعديل في تموضع لبنان السياسي ليدخل دائرة الحياد إزاء النزاعات الإقليمية. فبكل بساطة يمكن القول ان التوازن الوطني فقد مع انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية كنتيجة لـ”التسوية الرئاسية”، وباتت البلاد بحكم تموضع رئيس الجمهورية ضمن محور تقوده ايران إقليميا، و”حزب الله” محليا، مما فاقم عزلة لبنان الاقليمية وحتى الدولية مع توسع نطاق نفوذ ذراع ايران في لبنان، أي “حزب الله” داخل الدولة اللبنانية ومؤسساتها، فضلا عن انتزاع الحزب قرار لبنان السيادي في مختلف المجالات. من السلم والحرب، الى الامن الداخلي، وصولا الى السياسة الخارجية.

واليوم بعد ان سقط لبنان في اخطر ازمة مالية – اقتصادية عرفها في تاريخه، تبين ان الخارج العربي والدولي وحده قادر على اخراج البلاد من الازمة، على مستويين، الأول مالي -استثماري، والثاني إصلاحي، بعد ان ظهر كم ان لبنان عاجز بحكامه عن اتخاذ قرار تاريخي لإنقاذ اللبنانيين من الفاقة التي تقترب منهم بخطوات سريعة، ولم تظهر مؤشرات على تكوّن وعي وطني حقيقي يهدف الى تحرير لبنان من هذا الواقع المخيف، وأحد وجوهه إضافة الى الفساد المستشري على مختلف المستويات، هو هذه الحالة الشاذة التي يمثلها “حزب الله” كنقيض لمفهوم الدولة، والفكرة اللبنانية بشكل عام.

والإشكالية الكبرى تتمثل أيضا بالواقع المزري على المستويات العليا ككل. ولعل اصطفاف رئاسة الجمهورية بجانب المحور الذي تقوده طهران بهذا الشكل المفضوح، إضافة الى سوء الإدارة السياسية المخيف منذ اليوم الأول للولاية الرئاسية ما لا يشجع على التفاؤل بأن لبنان يمكن ان يرى بصيص نور في هذه العتمة الموحشة قبل ان يخرج الرئيس ميشال عون من بعبدا. فاذا كان كثيرون يعتقدون ان الدكتور حسان دياب غير اهل لموقع رئاسة الحكومة، فما من شك ان الذين يعتبرون الجنرال ميشال عون كشخص وكفريق غير أهل لموقع رئاسة الجمهورية لا يقلون عنهم عددا، وبينهم خصوم وحلفاء!

ثمة رأي عام حقيقي في البلد يعتبر ان لبنان لن يبدأ مسيرة الإنقاذ الحقيقي قبل ان يخرج عون من بعبدا اليوم او بعد ثلاثة أعوام!

 

دياب نموذج ”الوقت الضائع”… هل يعود الحريري حكومياً؟

مجد بو مجاهد/النهار/12 كانون الثاني/2020

“الوقت الضائع”، عبارة من شأنها تلخيص مرحلة تكليف الرئيس حسان دياب تشكيل حكومة جديدة. ورغم الوعود التي أُطلقت والأجواء التي خيمت مدى اسابيع عن أن ولادة الحكومة باتت “قاب قوسين أو ادنى”، إلا أن العودة مجددا إلى مربع الصفر، تطرح تساؤلات جلية عن قدرة دياب على الخروج من ساعة المراوحة الرملية التي تغرقه في دهاليزها يوما بعد يوم. يأتي ذلك في وقت عادت أجواء داعمي دياب انفسهم إلى ترداد اسم الرئيس سعد الحريري حكوميا.

لا يبدو ان الغزل سينفع مع الحريري، وفق مقاربة أوساط “تيار المستقبل”، ذلك أنه يدرك الطريق المباشرة للإنقاذ، وهي مهمة غير سهلة ومرتبطة أولاً بإقناع المنتفضين بطرح حكومي. ويعني ذلك أن موافقة الحريري على تولي أي مهمة حكومية جديدة مرتبطة بشرط أن يؤلف الحكومة التي يراها مناسبة وقادرة على الإنقاذ. وبعبارة أخرى، فإن ترؤسه أي حكومة جديدة مسألة مرتبطة بالاتفاق المسبق مع القوى السياسية على تشكيله حكومة من اختصاصيين مستقلين. ويعلم الحريري أن دعم خيار توليه رئاسة حكومة سياسية أو من اختصاصيين مدعومين من الكتل النيابية، لا يعدو كونه محاولة إنتاج حكومة فاشلة. لم تقتصر محاولات محور الممانعة للاستنجاد بالحريري وسط الظروف الاقتصادية والاجتماعية الكارثية التي تشهدها البلاد، على الرسائل “الغامزة واللامزة” لتشجيعه على العودة، بل تم الاحتكام إلى استراتيجية الضغط والحض على تفعيل تصريف اعمال الحكومة المستقيلة، وهو سيناريو مرفوض لأنه يعني وضع الحريري مجددا في مواجهة المنتفضين من دون القدرة على القيام بأي عمل أو إحداث أي تغيير جذري. وتدفع هذه المشهدية الأوساط إلى التذكير بأن مسألة مشاركة القوى المحسوبة استراتيجياً على محور الرابع عشر من آذار حكوميا تتخطى الخلافات والسجالات الحاصلة حاليا بين القوى الداعمة لدياب حول كيفية المشاركة وعدد الحقائب ونوعيتها، بل إن مشاركة “تيار المستقبل” تتوخى ضرورة التوافق على سياسة الحكومة العامة، الدولية والإقليمية والمحلية. الاهم أنه، وفي معلومات لـ”النهار”، لن يغيب الحريري عن المشهد السياسي في المرحلة المقبلة، وأن الامور ستتخذ دينامية جديدة الأسبوع الطالع، اذ سيباشر “تيار المستقبل” تفعيل الاجتماعات المكثفة التي ستجمع بين كتلته النيابية والوجوه القيادية والسياسية المنتمية إلى “التيار الأزرق” لدراسة الخطوات السياسية المقبلة. في غضون ذلك، تشهد بورصة تشكيل الحكومة تقلبات غير مسبوقة، ما يجعل من الرئيس المكلف أقرب إلى نموذج “الوقت الضائع” المتخبط بين محاولات بائسة لإقناع الانتفاضة بحكومته ومطالب القوى الداعمة له. وتدفع هذه المشهدية إلى إعلاء سقف الخطاب المنتقد لدياب وأسلوبه “الهش” في التعامل مع الأزمات المتدحرجة. وترى أوساط “المستقبل” ان “دياب لو أراد حفظ ماء وجهه ما كان ليوافق على أن يكلف بالطريقة التي كُلف فيها، وكان لا بد له من ان يعي الصعوبات التي تواجهه، وأنه نموذج غير قادر على إقناع الشارع عبر خدعة حكومة الاختصاصيين التي يروّج لها، وفي ظل غياب اي مؤشر داعم له خارجيا او قابل ان يمده بالمساعدات المطلوبة. وكان لا بد لدياب من أن يدرك قبل قبوله المهمة أنه سيواجه ما يواجهه”.

نموذج “الوقت الضائع” يعزز إشكالية عدم قدرة “حزب الله” على اتخاذ القرار الجريء بتشكيل حكومة غير قادرة على بلورة الحد الأدنى من الإنقاذ المالي والاقتصادي. وتؤكد أوساط “المستقبل” ان “الأشقاء العرب لن يبادروا الى تقديم اي مساعدات في ظل اقتناع راسخ لديهم بأن أي دعم إضافي للبنان في هذه اللحظة هو مساعدة لحزب الله تساعده على استمرار الوضع غير السوي القائم كما كان حصل سابقا”. ويدرك “المستقبل” معادلة من هذا النوع، فيما الدول الغربية الصديقة كفرنسا وألمانيا كانت تتخوف من موجات هجرة جديدة، وعلاقتها مع الحريري تسمح لها بأن تذهب الى مغامرة تقديم مساعدات، لكن في هذه اللحظة الراهنة لا يستطيع حسان دياب أن يقنع الغرب او ان يؤلف. ولم يعد في استطاعة أي مكون ان يستجلب المساعدات، ومن هنا عادت نغمة حكومة الوحدة الوطنية او الحكومة السياسية الى التداول مجددا.

 

عون و”حزب الله” يعلّقان تأليف الحكومة… هل ترتبط المعادلة الجديدة بالمواجهة الإيرانية؟

ابراهيم حيدر/النهار/12 كانون الثاني/2020

أياً تكن الصورة التي يقدمها رئيس الحكومة المكلف #حسان_دياب لتثبيت موقعه في الرئاسة الثالثة، فإن الخلاف بين قوى ممانعة 8 آذار التي سمّته سياسياً قبل استشارات التكليف الملزمة تجعله عاجزاً عن ترجمة ما يعلنه عن حكومة التكنوقراط. بات رئيس الحكومة المكلف اليوم نقطة لا تقدم ولا تؤخر في ما يريده العهد بالتحالف مع “حزب الله”، وقد أخذت التطورات الإقليمية البلد بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني واشتعال المواجهة الأميركية – الإيرانية إلى أولويات جديدة، هي وفق سياسي متابع مشاريع وترسيم للنفوذ في الداخل حتى بين القوى التي تعمل تحت “محور المقاومة”. الامور اليوم بالنسبة الى “حزب الله” مرتبطة مباشرة بالقرار الإيراني وكيف يبقى لبنان كما العراق منطقة نفوذ أساسية للتحكم بالقرار السياسي انطلاقاً من فائض القوة العسكرية واستمرار الإمساك بكل الاوراق التي تعني الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. لذا بات تأليف الحكومة مرتبطاً أيضاً بالملفات التي تحدد الصراع والتأثير وتستخدم في إطار الضغط وتحسين المواقع، بما فيها ملفات تدخل ضمن نطاق القرار 1701 وترسيم الحدود والنفط والغاز، حيث تأجل بدء الحفر الاستكشافي، وإسرائيل.

بعد التطورات الاخيرة في المنطقة والمرشحة لمزيد من التوتر، بدأ “حزب الله” إعادة النظر بالمعادلة الداخلية. الوجهة الرئيسية هي فرض توازنات جديدة أكثر تماهياً مع إيران، طالما أن المعركة التي يخوضها “محور المقاومة” اليوم هي للدفاع عن الجمهورية الإسلامية وتصعيد المعركة ضد الأميركيين من سوريا الى العراق، فيما يتركز الضغط في لبنان على تأمين ظروف داخلية متماهية، لعل تشكيل الحكومة أساسي فيها لتكريس النفوذ. وبدا، وفق السياسي الخبير، أن الحزب الذي سهل بداية مطلب الرئيس المكلف تشكيل حكومة يغلب عليها أهل الاختصاص ولكن مطعمة بسياسيين خصوصاً في الوزارات السيادية، ها هو اليوم يعود إلى سياسة مختلفة تتماهى مع آليات المواجهة للأميركيين في المنطقة، وهو غير عابئ بارتداداتها على لبنان الذي يعاني حالة انهيار مالي واقتصادي، ما دامت الأولوية هي لدعم إيران. وهذه السياسة تعني بالتالي أن لا تنازلات في الداخل اللبناني في الموضوع الحكومي أساسا ثم في ملفات أخرى، بل التشدد أكثر سياسياً، وحشد كل الامكانات للمواجهة. فما الذي يبرر التصعيد مجدداً وبروز مطالب جديدة حول طبيعة الحكومة وهويتها قبل التأليف؟ علماً أن المشاورات كانت وصلت الى نقطة حاسمة باتجاه حكومة اختصاصيين يتمثل فيها الجميع بأسماء غير سياسية. وقد تماهى هذا الموقف مع عودة العهد الى التصعيد في موضوع الصلاحيات، أولا للقول إن ما حققه الرئيس ميشال عون بفرض أعراف جديدة وتقاليد أمر واقع لا يمكن التراجع عنها، ثم إفهام الرئيس المكلف حسان دياب أن من طرح اسمه يمكن أن يرفع الغطاء عنه، خصوصاً أنه لا يمثل حيثية في البيئة السنّية السياسية، وعليه أن يكون مطواعاً للوجهة التي تريد حكومة تكنو – سياسية، وان كان البعض رفع السقف وطرح حكومة سياسية أو حكومة “لمّ الشمل” اذا سارت الأمور بطريقة معاكسة واعتذر الرئيس المكلف، أو تفعيل حكومة تصريف الأعمال.

المعادلة الجديدة التي يحدد خريطتها “حزب الله”، تقوم على التحالف مع الرئيس عون و”التيار الوطني الحر”. في حين أن لدى الوزير جبران باسيل حساباته أيضاً في الحكومة، والمهم بالنسبة اليه، وفق السياسي الخبير، أن تكون له حصة كبرى في الحقائب والتأليف، وان كانت بأسماء غير سياسية. وبالتالي فإن الثلث المعطل لا يزال مطلباً يغطيه الرئيس عون المتمسك بالصلاحيات وفرضها وتخطي ما يتيحه الدستور لصلاحيات رئيس الجمهورية. وهو أمر لا يقف عند توضيح الوزير في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي الذي استند الى نص دستوري، بل في الممارسة وما أُرسي على الأرض، حيث يتصرف رئيس الجمهورية وكأنه السلطة التنفيذية مستنداً الى فائض القوة والتحالفات السياسية، علماً أن التركيز على الصلاحيات في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به البلد يزيد حجم المشكلة، وهو أيضاً يتجاوز ما طالب به الناس في انتفاضتهم المستمرة ولا ينقذ البلد اذا كان الأمر لا يسير في اتجاه حكومة مستقلة يكون عنوانها الانقاذ ويطرح خطة انتقالية تساهم في إعادة الاستقرار. تكرّس المعادلة نتائج تشير الى أن الرئيس المكلف لم يعد هو محور التأليف، ودوره بات هامشياً، سواء بقي مكلفاً ولم يعتذر، أو تمكن من التأليف وفق الشروط الجديدة. لكن السؤال يبقى وفق السياسي، ما إذا كان عون و”حزب الله” سيذهبان الى النهاية في حكومة اللون الواحد، أم أن الظروف تستدعي اعادة نظر حتى في الرئيس المكلف ذاته. هنا يكمن الارتباك الذي فرضته التطورات في المنطقة، إذ بقدر ما يريد “حزب الله” شحذ عناصر المواجهة للمشروع الأميركي في المنطقة، بقدر ما يريد توفير عناصر التغطية الداخلية له من كل الطوائف، وان اقتضى الامر عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، إنما بفرض توازنات يكون فيها الحزب هو الأقوى والمقرر وان في شكل غير مباشر.

سيبقى اغتيال سليماني وما تشهده الساحة العراقية من مواجهة إيرانية – أميركية، وأيضاً المأزق الداخلي الإيراني، عوامل تترك تداعيات كثيرة على الوضع اللبناني، لكن لبنان سيبقى محيّداً عن المعركة المباشرة حتى اشعار آخر، والسبب هو أن “حزب الله” صاحب القوة فيه والقادر على فرض القوة في الداخل ليس بوارد التصعيد، انما ضبط السياسة اللبنانية بالتماهي مع المشروع الإيراني، وهو موقف يجري تقديمه باسم محور المقاومة ويغطيه تحالف العهد و”حزب الله”. فإذا جرى تعليق التأليف الحكومي فهو للتماهي مع التطورات التي تحتاج الى مواكبة من حكومة سياسية أو “تكنو” مضبوطة بالسياسة، ولا تتأثر بمطالب اللبنانيين ولا بانتفاضتهم المجيدة. وهذا يعني أن الحكومة لن تبصر النور قريباً، فيما الخلاف على الحصص ما زال عقدة اساسية بين قوى اللون الواحد.

 

إنتصارات إيران المقدسة

وجيه قانصو/المدن/12 كانون الثاني/2020

من المؤكد أن الجولة الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة غيرت قواعد الاشتباك بينهما لصالح الطرف الأمريكي، الذي لم يضطر إلى خوض معارك أو جولات كثيرة ليخرج منتصراً، أو استعمال تقنية فائقة، أو استعراض كامل قوته لتحقيق ذلك،  بل لم يكن بحاجة إلى تهويل كلامي مبالغ به وتهديد ووعيد مثلما فعل ويفعل الطرف الإيراني باستمرار، بل اكتفى بضربة سريعة وخاطفة (قتل سليماني) ذات دلالة مكثفة، أظهرت حقيقة موازين القوى، وبينت الفرق الهائل في كفاءة وذكاء الآلة العسكرية التكنولجي بين الطرفين، ورسمت خطوطاً حمراً جديدة على الطرف الإيراني ضيقت عليه هامش مناورته وأفقدته الكثير من الرهانات وأوراق المواجهة التي بذل لأجلها الكثير من المال والجهد التعبوي والأيديولوجي.

جاء مقتل سليماني ليقول أن الولايات المتحدة لن تُفرِّق بعد الآن بين الأصيل والوكيل، وكل ما يصدر عن فصائل الوكيل (الحشد، حزب الله، الحوثيون...) ضدها يتحمل مسؤوليته الأصيل (إيران).  هذه الفصائل، رغم تشبثها بعناوين وطنية وصفة تمثيلية لاكتساب مشروعية سياسية داخل بلادها، فإنها لم تتوقف عن إثبات تبعيتها الكاملة للحرس الثوري وائتمارها بأوامره، ما ينفي عنها صفة المستقل أو الوكيل، ويؤكد اللحمة العضوية بينها وبين النظام الإيراني، ليس فقط في تكوينها الأيديولوجي وتطلعها السياسي، وإنما في بنيتها التنظيمية ومرجعية قرارها وحصرية ولائها.

التزم الطرف الإيراني حرفياً بمفاد الرسالة الأمريكية بطريقتين: أنه منع من جهة وكلاءه العراقيين واللبنانيين من الرد خوفاً من خطوات متهورة وغير محسوبة، ومنعاً من خروج الأمور عن السيطرة، تضع إيران أمام مغبة الرد الأمريكي المدمر ضدها، والذي يعرضها لشلل داخلي كامل. وأنه نفَّذ من جهة أخرى، بعد إعلام الطرف الأمريكي مسبقاً باتخاذ كامل احتياطاته، ضربة شكلية ضده تحفظ ماء وجهه، وسارع أثناء أو بعد إطلاق صواريخه، إلى الإعلان عبر وزيره الخارجية جواد ظريف، أن إيران نفذت رداً متناسباً مع حجم مقتل سليماني، وأن مشهد المواجهة العسكرية قد انتهى وملف الانتقام لسليماني قد أقفل.

أما الداخل العراقي، وبعد توصيات مجلس النواب العراقي بخروج القوات الأمريكية التي كان واضحاً فيها قوة الإملاء والضغط الإيرانيين، فإن الليونة الأمريكية السابقة بالإنسحاب من العراق، تحولت إلى تشدد وإصرار أمريكي على البقاء العسكري وحتى السياسي فيه، بخاصة وأن هذا الخروج يفرض على العراق دفع فاتورة كلفة مساعدة الأمريكيين للجيش العراقي في القضاء على داعش، إضافة إلى دفع الديون المتوجبة عليه لدولة الكويت جراء احتلال صدام لها. وهي ديون تضع الدولة العراقية في حالة إفلاس شبه كامل لسنوات طويلة.  هذا إضافة إلى ظهور الأمريكيين بمظهر المدافع عن الأقلية السنية والكردية، التي لم تعد تكتم قلقها وخوفها من فساد وتمذهب المكون السياسي الشيعي ومن تضخم النفوذ الإيراني داخل العراق، ما يشي بوفرة أوراق المساومة والضغط وعناصر القوة التي يملكها الأمريكيون فيه، وأنه (العراق) بات ساحة مواجهة معنوية لهم ويحظى بأهمية استراتيجية لوجودهم في المنطقة.

صار مشهد المواجهة ماضياً، لكن تبعات المشهد وتداعياته باقية ومكلفة معنوياً ومادياً للطرف الإيراني.  فإيران التي تجهزت للتعويض عن هزيمة حرب الخليج الأولى، وغسل عار العجز عن الإنتقام للطائرة الإيرانية التي أسقطها الأمريكيون حينها، إذا بها بعد ثلاثين عاماً، ورغم جسامة إنفاقها العسكري وضخامة ترسانتها الصاروخية وكثافة حملاتها الدينية والإنفاق السخي على أذرعها العسكرية في الخارج، والإستعراض الإعلامي الصاخب لقدراتها المدمرة،  إذا بها، رغم كل ذلك تخرج منهزمة بسرعة قياسية عند أول مواجهة فعلية ضد عدوها الأمريكي، وتكشف عن هشاشة أمام قدراته، وأبانت عن خلل وعطب في إيقاع ودقة آلتها العسكرية، كان إسقاط الطائرة الأوكرانية أحد مؤشراتهما.

حين يُزج بالمقدس في كل حدث سياسي أو عسكري، ويتم تصوير إرادة القادة السياسيين والعسكريين على أنها تجليات لإرادة الله، فإن في ذلك مسعى لتعميم وعي مهلوس منفصم عن إدراك ودراية وإدارة الواقع الفعلي، وجهد منسق الإيقاع لترسيخ سلطة تُمجَّد وتُعَظَّم في حالات تخبطها وأسوأ لحظات أدائها بدلا من أن تُحاسَب وتُسائَل.    

 

وقف إطلاق النار أم التصعيد في ليبيا؟

بين فيشمان/معهد واشنطن/12 كانون الثاني/2020

خلال الأسبوع الماضي، زادت الجهات الفاعلة الإقليمية والأوروبية نشاطها الدبلوماسي حول ليبيا استجابةً لتزايد حدة العنف في الحرب الأهلية المندلعة منذ تسعة أشهر. ففي 8 كانون الثاني/يناير، أي بعد أقل من أسبوع على إقرار البرلمان التركي إرسال قوات لدعم "حكومة الوفاق الوطني" التي تتخذ من طرابلس مقرّاً لها، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيرة الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول ودعيا إلى وقف إطلاق النار في ليبيا ابتداءً من 12 كانون الثاني/يناير. وسواء توصّلت موسكو وأنقرة إلى وقف العنف موقّتاً أم لا، يمثّل نفوذهما المتنامي في ليبيا فشلاً ذريعاً للمساعي الغربية الرامية إلى حل النزاع دبلوماسيّاً.

ويتطلّب الجهد الطويل الأمد الذي يهدف إلى تعزيز العملية الانتقالية السياسية في ليبيا جهداً دوليّاً أوسع نطاقاً لتحقيق السلام والمصالحة - وهو أمر يمكن أن تدعمه تركيا وتركيا وليس أن تقوداه. وبدا أن بوتين وأردوغان أدركا هذا الواقع في قمتهما، فأيّدا عقد مؤتمر متعدد الأطراف يُخطَّط له منذ وقت طويل في برلين ويرمي إلى إعادة التزام كافة الجهات الفاعلة المعنية بدعم إنهاء الأعمال العدائية واحترام قرار حظر الأسلحة الإلزامي الصادر عن "مجلس الأمن الدولي" والذي يجري تجاهله على نطاقٍ واسع. فحتى لو افترضنا أن بوتين كان جدّيّاً وسحبَ المرتزقة الروس من الجبهة، إلّا أن وقف إطلاق النار الكامل والدائم لا يمكن أن يحدث إلا حين توافق الجهات الفاعلة الأخرى التي تدعم ما يُسمّى بـ "الجيش الوطني الليبي" بقيادة اللواء خليفة حفتر على سَحب معداته وأفراده لفترة زمنية محددة عند إطلاق المفاوضات - وخاصة الإمارات العربية المتحدة، التي تمنح "الجيش الوطني الليبي" تفوّقاً جوّيّاً مهمّاً. وفي الوقت نفسه، سيتعيّن على تركيا اتخاذ خطوات متناسبة من جانبها لوقف التصعيد.

وتُعتبر الولايات المتحدة الجهة الفاعلة الوحيدة التي تتمتّع بالمكانة اللازمة لدى جميع الأطراف الأجنبية للتوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق نارٍ. ورغم انغماس واشنطن بالأزمتيْن في إيران والعراق، عليها توسيع نطاق جهدها الدبلوماسي اللازم لتحقيق استقرارٍ دائم في ليبيا قبل أن تنزلق البلاد إلى المزيد من الفوضى العارمة.

عواقب تدخل تركيا

بعد التعرض للضغط من جرّاء انضمام متعاقدين عسكريين خاصين روس إلى معسكر حفتر في أيلول/سبتمبر، لجأت "حكومة الوفاق الوطني" إلى تركيا، حليفتها الإقليمية الموثوقة، بهدف الحصول على المساعدة في تشرين الثاني/نوفمبر. ففي السابق، زوّدت أنقرة القوات المنتمية إلى صفوف "حكومة الوفاق الوطني" بالمركبات المدرّعة وبطائرات من دون طيّار من طراز "بيرقدار" في وقتٍ مبكرٍ من الحرب الأهلية، إلا أنها أبطأت الإمدادات وعملياتها خلال الصيف. ولكن في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، وقّعت تركيا اتفاقيْن مثيريْن للجدل مع "حكومة الوفاق الوطني" هما: مذكّرة التفاهم التي وافقت تركيا بموجبها على توفير المعدات العسكرية والأفراد والتدريب عند الطلب، والاتفاق البحري الذي رسم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة ممدّداً المياه الإقليمية الخاصة للبلدين في البحر الأبيض المتوسط، مما أثار غضباً شديداً لدى قبرص ومصر واليونان.

وفي كانون الأول/ديسمبر، طلبت "حكومة الوفاق الوطني" دعماً عسكريّاً مباشراً على أساس مذكّرة الدفاع، ووفت أنقرة بتعهدها عبر الموافقة على نشر الجنود في 2 كانون الثاني/يناير. ويبقى نطاق التدخل التركي ومهمته غير واضحيْن - فقد صرح أردوغان في 6 كانون الثاني/يناير أن قواته ستؤدي دوراً تنسيقيّاً وتدريبيّاً، مشدداً على أنها لن تقاتل. وفي غضون ذلك، نشرت تركيا ميليشياتٍ من سوريا للمحاربة إلى جانب "حكومة الوفاق الوطني"، مضيفةً إلى الخليط المزيد من المقاتلين الأجانب (وقد نفت أنقرة إرسالهم، لكن السفارة الأمريكية في طرابلس، التي تعمل حالياً من تونس، أكدت وجودهم).

بالإضافة إلى إثارة ارتدادات سياسية ملحوظة من دول "الاتحاد الأوروبي" التي تعارض تدخّل أنقرة، ساهم الطابع المطوّل والبارز للمشاركة بين "حكومة الوفاق الوطني" وتركيا في التصعيد العسكري الأخير. وزادت القوات المنتمية إلى صفوف حفتر من غاراتها في خلال الأشهر القليلة الماضية، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين. كما أنها استهدفت المطاريْن في مصراتة وطرابلس، بما في ذلك هجوم صاروخي دقيق ضد وحدة متخرّجة من الطلّاب العسكريين الجويين قيد الإعداد أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين شخصاً. وفي الآونة الأخيرة، استولت هذه القوات على سرت في وقتٍ سابق من هذا الشهر بعد أن غيرت ألوية سلفية متعددة وما تبقّى من جهات موالية للقذافي ولاءها.

إنّ سقوط سرت أمر سيء للغاية بشكل خاص، لأنه في عام 2016 أمضت الولايات المتحدة ستة أشهرٍ في مساعدة القوات الموالية لـ"حكومة الوفاق الوطني" من مصراتة على طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من المدينة. بالإضافة إلى ذلك، توفّر سرت بعداً استراتيجيّاً لمصراتة، لذا يتعيّن الآن على هذه القوات نفسها أن تدافع عن مدينتها من الشرق، مما يحد من قدرتها على تعزيز "حكومة الوفاق الوطني" في طرابلس غرباً.

جعل وقف إطلاق النار قابل للتطبيق

في ظل كل هذا النشاط العسكري، ازدادت وتيرة النشاط الدبلوماسي. فبعد زيارة الرئيسيْن الجديديْن في البلديْن المجاوريْن تونس والجزائر في الأسابيع الأخيرة، سافر رئيس "حكومة الوفاق الوطني" فايز السرّاج إلى بروكسل في 8 كانون الثاني/يناير، حيث تعهّد الممثّل السامي "للاتحاد الأوروربي" جوزيف بوريل "بضمان التنفيذ الكامل للتدابير العملية من أجل ضمان وقفٍ مستدامٍ لإطلاق النار ومواكبة العملية السياسية". ثمّ أصدر بوريل بياناً مشتركاً مع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا دعا إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات عبر عقد مؤتمرٍ مستقبليٍّ في برلين. وأدان البيان أيضاً "الاتفاقات الأحادية الجانب"، خاصّاً بالذكر الاتفاق بين "حكومة الوفاق الوطني" وتركيا (على الرغم من أنه لم يذكر الترتيبات المختلفة غير الرسمية التي تقرر الدعم الأجنبي لحفتر).

على الرغم من أن الجهات الفاعلة الأوروربية الرئيسية تبدو الآن موحَّدةً أكثر بشأن ليبيا مما كانت عليه في الماضي، إلا أن تحقيق الاستقرار على المدى الطويل سيستلزم إقناع كافة الداعمين الخارجيين لحفتر أو الضغط عليهم لوقف دعم هجومه على طرابلس. وسيطرح إقناع حفتر وحده بعض التحديات نظراً إلى عدم استعداده في السابق لقبول أي شكل من أشكال التسوية السياسية مع "حكومة الوفاق الوطني". إلا أن الصعوبة تتضاعف حين يبقى داعموه الأساسيون - أي الإمارات العربية المتحدة ومصر - بنفس القدر من التعنّت. وبالفعل، لا تزال أبوظبي والقاهرة مقتنعتيْن تماماً أن "حكومة الوفاق الوطني" المعترف بها دوليّاً مدينة بالفضل "للميليشيات الإسلامية"، في حين يلائمهما تجاهل العدد الكبير من العناصر السلفية ضمن صفوف "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر. ويعزز دعم أردوغان لـ "حكومة الوفاق الوطني" وجهة النظر هذه، بما أن المسؤولين الإماراتيين والمصريين يعارضون سياسات القائد التركي إقليميّاً ويعتبرونه راعي خصومهم الإسلاميين المحليين.

بناءً على ذلك، لا بدّ من أن تشكّل الإمارات العربية المتحدة نقطة انطلاق واشنطن. وستبقى احتمالات تحقيق السلام في ليبيا ضعيفة إلى حين قيام أبوظبي بسحب طائراتها المسيّرة بدون طيّار وعملائها والأشكال الأخرى من الدعم العسكري الأساسي الذي تقدّمه. وإلى جانب واقع أن الإماراتيين هم الذين يحققون المنفعة الأكبر لقوات حفتر، من المنطقي أيضاً التركيز عليهم لأن الجهات الفاعلة الأجنبية الأخرى لديها حاليّاً بعض الأسباب للّجوء بأنفسها إلى التهدئة. فقد يقرر بوتين الآن سحب مرتزقة "فاغنر" الروسية، ولو كإجراء موقّت للوفاء باتفاقه مع أردوغان والحد من احتمالات التصادم بين تركيا وروسيا. ولم تلتزم أنقرة بَعد بقواتها بالكامل وتستطيع بالتالي الحد من مساهماتها، خاصّةً إذا اعتبرت أن طرابلس لم تعُد تحت التهديد المباشر (من وجهة نظر تركيا، فإن سقوط المدينة سيهدد مصالحها الاستراتيجية في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط الكبير). وبالنسبة إلى مصر، لا يُرجَّح توفير المزيد من الدعم إلى حفتر في طرابلس، لأن مصلحتها الأساسية تكمن في ضمان أمن حدودها مع ليبيا.

بإمكان واشنطن وحدها أن تُفسّر للإمارات العربية المتحدة بأن المغامرة في أقصى شمال أفريقيا هي تصرّفٌ طائش في وقتٍ يشهد أزمةً استثنائيةً في الخليج العربي، في حين يجب أن تركّز أبوظبي مواردها على الأمن الإقليمي المشترك. كما أنّ الدور الدبلوماسي الأمريكي سيعطي الإماراتيين ضمانة بأن آراءهم ستؤخذ على محمل الجد خلال المفاوضات.وفي الوقت نفسه، يجب على المسؤولين الأمريكيين أن يكونوا مستعدين لشجب مساهمة الإمارات العربية المتحدة في التصعيد - وهو أمر رفضوا القيام به بشكل ملحوظ في تصريحات سابقة مستشهدين بأطراف محاربة أخرى. كذلك، على واشنطن أن تساعد أبوظبي في تبديل ذهنية الحالة المتعادلة حول ما يسمى بالإسلاميين عموماً، وتشكّل ليبيا مكاناً مناسباً للانطلاق منه. وبهدف تعزيز هذه الجهود الثنائية، يجب أن تعمل الإدارة الأمريكية مع روسيا لإصدار قرارٍ في "مجلس الأمن الدولي" يدعم وقف إطلاق النار. وسبق أن اعترضت إدارة ترامب على هذا الإجراء المهم في نيسان/أبريل وأيار/مايو الماضييْن، لكنها تحظى الآن بفرصة أخرى للدفع باتجاهه نظراً إلى دعوة بوتين بنفسه إلى وقف إطلاق النار.

*بين فيشمان هو زميل أقدم في معهد واشنطن والمدير السابق لشؤون شمال إفريقيا في "مجلس الأمن القومي" الأمريكي.

 

رحيل سليماني وارتباك المخططات الإيرانية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/2020

في الوقت الذي تتزاحم فيه تكهنات المحللين وصناع السياسات بشأن التدابير التي ربما تتخذها حكومة الملالي الإيرانية أخذاً بثأر قتيلهم العزيز على قلوبهم، فإن التساؤل الحقيقي الأولي بمزيد من التفكير يكمن في زاوية قَصِيّةٍ تماماً. والتساؤل هو: ما تداعيات مقتل سليماني على صراع السلطة المحتدم داخل أروقة الحكم والسياسة في طهران، وهو الأمر الذي من المؤكد أن تُستأنف مجرياته وفعالياته بصورة أكثر اشتعالاً في الآونة المقبلة داخل إيران؟ تحاول ماكينات الدعاية والإعلام الإيرانية الموجهة تسويق صورة سليماني على أنه الرجل ذو القدرات الخارقة الذي - وبمفرده - قد تمكن من سحب العراق وسوريا ولبنان وغزة وبضعة أجزاء من أفغانستان مع اليمن تحت العباءة الإيرانية المهيبة، مع نجاحه الباهر منقطع النظير في طرد الأميركيين مهرولين خارج حدود الشرق الأوسط الكبير، فضلاً عن سحقه القوي الشديد لخلافة «داعش» المزعومة التي تجرأت في محاولة منابزة الجمهورية الإسلامية الفتية في طهران! ولم يدّخر سليماني نفسه جهداً ولا طاقة في الترويج لنفسه ولتعزيز تلك الصورة في مخيلة مريديه، متلقياً إثر ذلك كثيراً من الزخم الإعلامي الغربي، لا سيما من الولايات المتحدة، ومن إسرائيل، التي اعتمدت في طرحها الإعلامي عن الرجل على ما عرضته طهران وإعلامها من بضاعة مزجاة.

بيد أن حقائق الواقع تطرح، رغم ذلك، صورة مغايرة تماماً عن الجنرال الإيراني الراحل. انضم قاسم سليماني إلى صفوف الثورة الإسلامية الإيرانية بدءاً من عام 1980 وكان عمره وقتذاك لا يجاوز 27 عاماً، في وقت كان فيه ملالي إيران منشغلين تماماً بتشكيل كتائب وألوية «الحرس الثوري» الجديد المعني بالحماية والدفاع عن ثورتهم الناشئة ونظام الحكم الوليد. وبعد ذلك ببضعة أشهر قليلة، تحرك جيش الدهماء المهلهل، الذي كان سليماني من جنوده الحدثاء، في مهمة مساندة الجيش الإيراني النظامي الذي تمزقت أوصاله في قتال القوات العراقية الغازية على حدود البلاد الغربية. وضمن 8 آلاف من الضباط وصف الضباط من مقاتلي الجيش الإيراني الوطني الذين زج بهم الخميني في تلك الحرب الضروس، تهيأت أولى فرص التسلق السريع لأشخاص على شاكلة قاسم سليماني، الذين انخرطوا في صفوف الجيش من دون تدريب أو تأهيل مناسب مع الطفيف من التعليم الرسمي وربما من دونه على الإطلاق. ومن ثم، وفي غضون ثلاث سنوات فحسب منذ انضمامه لصفوف «الحرس الثوري» الجديد، وجد الشاب اليافع سليماني نفسه قائداً لفرقة من المجندين الجدد. وكابدت القوات الإيرانية تحت قيادته ثلاثاً من أكبر الهزائم العسكرية المهينة في عمليات حملت أسماء «الفجر الثامن»، و«كربلاء الأولى»، و«كربلاء الثانية»، على التوالي. ويصف محسن رضائي، قائد «الحرس الثوري» الإيراني آنذاك، المعارك المزرية الثلاث بأنها سلسلة من الكوارث العسكرية الشديدة التي شهدتها القوات الإيرانية في تلك الحرب.

ومع ذلك، فإن قاسم سليماني، الذي كان معنياً قبل كل شيء بمواصلة إظهار عبقريته الفذة وقدراته الذاتية الخارقة، سجل فوزاً نوعياً - وربما مستداماً - عندما ألحق نفسه بحاشية الملا علي خامنئي، الذي كانت دلائل الأمر الواقع تشير إلى توليه منصب المرشد الإيراني الأعلى في الجمهورية الإسلامية.

وبدأ خامنئي حياته السياسية في منصب نائب وزير دفاع الجمهورية الإسلامية، وارتقى الدرجات سريعاً ليجري ترشيحه لتولي منصب رئيس الجمهورية الإسلامية، في حين أن قاسم سليماني، الذي لطالما وصفه نقّاده بـ«حامل حقيبة الملا»، لم يكن يُشاهد إلا بجانب علي خامنئي أينما حلّ أو ارتحل. وبحلول تسعينات القرن الماضي؛ أي في الآونة التي مهد فيها خامنئي الأجواء لنفسه على أنه صاحب الكلمة الوحيدة في تقرير مصير الأمة الإيرانية، اغتنم الداهية سليماني كل الفرص السانحة لتأمين موطئ قدم راسخة ضمن الزمرة الخامنئية الجديدة.

وجاء دور سليماني البارز المنتظر إثر صياغة مشروع جديد معني بتصدير الثورة الإيرانية الإسلامية إلى بلدان إسلامية أخرى. وبادئ ذي بدء، ولشرعنة المشروع الإيراني الجديد، جرى اعتبار تصدير الثورة الإسلامية أحد الواجبات الدينية المقدسة المنصوص عليها صراحة في دستور النظام الإيراني. ومع إيلاء أهمية قصوى للدعاية وإعادة تنظيم صفوف المتعاطفين مع الثورة الإسلامية في مختلف البلدان العربية المجاورة من خلال تنظيم جديد يحمل اسم «حزب الله»، أوكلت تلك المهمة إلى مكتب خاص ضمن دهاليز الخارجية الإيرانية تحت رئاسة آية الله هادي خسروشاهين. وإثر الضغوط المركزة التي مارسها سليماني جرى نقل التكليف بالمهمة من وزارة الخارجية إلى صفوف «الحرس الثوري» الإسلامي. ولكن حتى ذلك الوقت، لم يتمكن سليماني من حيازة المنصب الرفيع الذي كان يتوق إليه، وإنما تولاه العقيد إسماعيل قاآني، وهو الرجل الذي يخلف قاسم سليماني الآن على قيادة «فيلق القدس» في «الحرس الثوري». فكانت الخطوة التالية اللازمة من جانب سليماني تتمثل في إزاحة إسماعيل قاآني عن الصورة وتأمين المنصب الرفيع لنفسه، ليتولى العقيد قاآني منصب نائب القائد منذ ذلك الحين! وحتى هذه الخطوة لم تكن لترضي نهم سليماني المطلق للسلطة والنفوذ، الذي كانت «تعشش» في مخيلته أحلام طموحات كبرى. وبما أنه كان عضواً بارزاً ذا سطوة ضمن تراتب السلطة والقيادة في صفوف «الحرس الثوري» الإسلامي، فقد تعين عليه، رغم ذلك، طاعة أوامر كبار القادة الذين كان يزدريهم أيما ازدراء.

وبفضل دعم علي خامنئي وتأييده له، تمكن سليماني من تأمين إقطاعية سلطوية لنفسه تمثلت في «فيلق القدس» الذي - رغم أنه جزء لا يتجزأ من قيادة «الحرس الثوري» الإيراني - استقل بميزانيته الخاصة، وتراتبه القيادي الخاص، ولا يتلقى قائده أوامره إلا من قبل المرشد شخصياً دون غيره.

وبعد ذلك، انتقل سليماني إلى بسط سيطرته على سياسات طهران الخارجية فيما يتعلق بملفات ذات أهمية قصوى: البلدان العربية، وأفغانستان، وكوريا الشمالية، وأميركا الجنوبية، وكذلك روسيا، فيما يتصل ببعض الزوايا السياسية ذات الحساسية. ومنذ ذلك الحين، لم يسبق لأي من رؤساء الجمهورية الإسلامية ولا وزراء خارجيتها أن تمكنوا من إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كمثل ما كان يفعل قاسم سليماني. وصار من المعتاد لدى قاسم سليماني أن يدلي برأيه النافذ في اختيار سفراء الجمهورية الإسلامية إلى عواصم عربية ذات أهمية مثل بغداد، ودمشق، وبيروت، والدوحة، وغيرها من العواصم العربية الأخرى. وجاء عرض دراماتيكي باهر لمدى الاستقلال والنفوذ الواسع الذي يملكه قاسم سليماني في إيران عندما سمح بدخول الرئيس السوري بشار الأسد إلى العاصمة طهران على متن طائرة خاصة من دون مجرد إبلاغ الحكومة الإيرانية أو رئيسها حسن روحاني ناهيكم بوزير خارجيتها الذي لم يكن من بين الحاضرين حال لقاء الرئيس السوري مع المرشد الإيراني! وأصر سليماني، المهووس بالحكم والسيطرة، على اتخاذ القرار بنفسه حتى في أدنى المسائل أو أدق التفاصيل. ففي مقابلة شخصية - تعدّ الأخيرة - أجريت معه في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، تحدث الجنرال سليماني حول أن حسن نصر الله، زعيم الفرع اللبناني من «حزب الله»، لا يتخذ من قرار أو يخطو من خطوة إلا بمراجعة وموافقة قاسم سليماني بنفسه. وفي داخل إيران، تمكن سليماني من تكوين دولة داخل الدولة. ووفقاً لبيانات مكتب الجمارك الإسلامي، يسيطر «فيلق القدس» وحده على 25 رصيفاً بحرياً - داخل أكبر خمسة موانئ إيرانية - مخصصة لواردات وصادرات «الفيلق» دون غيره، ومن دون أي تدخل يُذكر من جانب السلطات الإيرانية المختصة. وهناك ضريبة بنسبة خاصة مفروضة على واردات السيارات الأجنبية لصالح صندوق خاص تحت سيطرة «فيلق القدس» من أجل تغطية نفقات العمليات الجارية في العراق وسوريا ولبنان فضلاً عن مساندة الجماعات الفلسطينية الموالية لإيران. وكان سليماني يملك شبكة خاصة من جماعات الضغط في كثير من البلدان العربية وبعض من الديمقراطيات الغربية كذلك. ولقد التحق المئات من المتشددين الإيرانيين والعرب بكثير من الجامعات والكليات الغربية بمنح دراسية مباشرة من «فيلق القدس» الإيراني.

كما تمكن «الفيلق» من تسجيل مساحات شاسعة من الأراضي العامة تحت ملكيته، زاعماً الحاجة الماسة إلى تأمين المساكن لأفراد «الفيلق» في المستقبل. وتدير قيادة «الفيلق» أيضاً أكثر من 20 شركة ومصرفاً مع كثير من خطوط الشحن وشركة للطيران.

ولم يكن قاسم سليماني، الذي كان عاشقاً لالتقاط الصور الذاتية (السيلفي) مع رجاله بالقرب من مختلف ساحات القتال في الشرق الأوسط، حاضراً بنفسه مطلقاً في أي ميدان من ميادين القتال المشتعلة، وكان يفضل دائماً الحضور والظهور بعد هدوء الأوضاع واستقرارها لالتقاط الصور التذكارية والإنعام بالفضل والإحسان على المقاتلين الموالين! وحصل سليماني، المولع بالترويج لنفسه، على رتبة اللواء من دون ارتقاء سلم التسلسل القيادي العسكري المعتاد على غرار القادة الـ12 الآخرين في السلطة (ولقد ترقى إلى رتبة الفريق بعد مقتله مباشرة). يعتقد بعض المحللين في طهران أن خامنئي كان يعتزم الترويج لترشيح قاسم سليماني لتولي منصب رئيس الجمهورية الإسلامية في عام 2021، ولقد بدأت حملة الترويج لذلك الأمر في العام الماضي مع التسويق لصورة قاسم سليماني على أنه «القائد الصوفي»، وهي الصفة التي كانت تُمنح لملوك الدولة الصفوية في القرن السادس عشر. كما شرعت لجنة من الإيرانيين في ولاية فلوريدا في تنظيم حملات لتأييد ترشيح سليماني لرئاسة إيران. فإن كانت تلك هي الخطة التي كان خامنئي يعتزم فرضها، فما من شك في أن رحيل سليماني المفاجئ سوف يسفر عن مزيد من انعدام اليقين فيما يتعلق بمسار السياسات الإيرانية في المستقبل المنظور.

 

صاروخ “الأوكرانية” يشعل الثورة الإيرانية

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/12 كانون الثاني/2020

سقط نظامُ إيران في أول امتحانات المُواجهة المُباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وتحوَّلت عملية القصف الصاروخي الباليستي التي نفذها الحرس الثوري، درة تاج قوته العسكرية، ضد قاعدتين أميركيتين في العراق فضيحة على المستويات كافة، العسكرية والأمنية والاستخباراتية والسياسية، وبدلا من تحقيق ولو هدف صغير، فقد جلب على نفسه غضبا دوليا بقصفه طائرة مدنية في محيط مطار طهران، لتتجدد الانتفاضة الشعبية أقوى مما وصلت إليه في الاسابيع الاخيرة، وليصبح الحرس هدف المحتجين الذين طالبوا برحيله ووصفوه بـ”الداعشي”. هذا الارتباك الذي أصاب القيادة الايرانية في الايام الاخيرة، خصوصا بعد اكتشاف ان الدائرة المحيطة بقاسم سليماني كانت تعج بالجواسيس، بل إن شبكات تجسس عدة تنخر في النظام من الداخل، ما ينطبق عليه المثل الشامي”سوس الخشب منه وفيه”، إضافة إلى أن تعدد مصادر القرار، جعل الإدارة السياسية تبدو كالأبله في السوق، تتصارع دوائرها بين بعضها بعضا وتبتكر السيناريوهات الكاذبة، خصوصا في محاولتها التغطية على إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية، وهي جريمة ضد الإنسانية، بكل المقاييس.

صورة الضعف والارتباك والتردد إزاء ما حدث، تؤكد ان كل التهديدات والشعارات التي أطلقتها طواويس طهران طوال الأربعين عاما الماضية كانت بمثابة فقاعات، وأن النظام مجرد ظاهرة صوتية، اتخذ من أذرعه الإرهابية في لبنان والعراق واليمن وسورية والبحرين، وخلاياه في السعودية والكويت منبرا لاستعراض عضلاته، وممارسة الابتزاز السياسي، وليس خافيا أن مخططاته بتواطؤ من عصاباته الإرهابية في تلك الدول دفعتها إلى صف الدول الفاشلة، كما هي الحال في لبنان، وإلى الفتنة المذهبية، كما في العراق مستفيدا بذلك من التناقضات التي تفرزها الاحداث اليومية ما يزيد من تحكمه بالقوى السياسية في تلك الدول، وبذلك يطيل عمر أكاذيبه عن قوة ما يسمى زورا وبهتانا محور المقاومة. لا شك أن بعض الرعاع أعجب في البداية بتلك الشعارات، لكنهم اكتشفوا لاحقا مدى زيفها لا سيما بعد الانفجار المعرفي وتطور وسائل التواصل بين الناس، وأن الطغمة الحاكمة مجرد تجار شعارات يقتاتون على وجع الناس، وهو ما أدى في النهاية الى الانفجار الشعبي ودفع بالايرانيين الى الشوارع احتجاجا على إنفاق النظام ملياراتهم على حركات وأحزاب وجماعات إرهابية في الخارج، فيما لا مردود له إلا المزيد من العزلة الدولية والجوع والفقر، كما اكتشفوا أنهم رهينة لطغمة تعيش في كهوف العصور الوسطى تسعى إلى فصلهم عن العالم، وحبسهم في قوقعة مصالح قادتها كي تبقى هي المسيطرة على ثروات البلاد.

لذلك حين يخرج اليوم طلاب جامعات في طهران وعدد من المحافظات يهتفون ضد أركان الحكم، والحرس الثوري، ويرفضون الدوس على علم الولايات المتحدة الأميركية، فذلك دليل على مدى ضعف النظام، بعد انكشاف زيف دعايته التي فاقت كذب النازيين.

هذا المشهد أدى إلى اشتعال الخلافات بين أركان الحكم ومؤسساته لتظهر إلى العلن في الايام القليلة الماضية بعد الارتباك الكبير في معالجة أزمة الطائرة الأوكرانية، ما يعني أن “السوس” قد تمكن من نخره الى الحد الذي لا يمكن معه مداواة الأزمة بغير الكي، لا سيما بعد فشل سياسة القمع والقتل والزج بالسجون، وانكشاف مخططه لافتعال أزمات مع الخارج للتغطية على الوضع الداخلي، لأن أي خطوة في هذين الشأنين تعني السير في حقل ألغام لابد أن تتوالى انفجاراتها بوجهه. ربما نجحت السياسة الأميركية والأوروبية مع نظام الملالي، لجهة ترك مصيره للشعب الايراني كي يقرره، وها هي تؤتي اليوم أُكُلها، ما يزيد ضعفه، لذا فإن سياسة الرقص على حافة الهاوية لم تعد تنفع، بل الواضح انه خطا خطوة انتحارية انزلق معها الى القاع، ولم يعد أمام المجتمع الدولي إلا دعم الانتفاضة الجديدة التي أشعلها صاروخ الحرس الثوري الذي أسقط الطائرة الأوكرانية.

 

الرحلة الهولندية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/2020

لا أعرف عدد الرحّالة الذين جاءوا إلى الشرق والجزيرة أو إلى المغرب الذين عرفوه باسم أفريقيا الشمالية. لكنّه بالتأكيد عددٌ كبيرٌ جداً. وما أنا متأكدٌ منه أنّ الأكثرية الساحقة من تلك الرحلات تشكّل وصفاً اجتماعياً وجغرافياً وسياسياً بالغ الأهمية لأنحاء الأمّة العربيّة. وبحكم الواقع السياسي والظروف الإمبراطورية، فقد كان معظم أولئك الرحّالة من البريطانيين والفرنسيين، لأن الدولة كانت تموّل رحلاتهم وتمدهم بما يحتاجونه من تكاليف ومن مساعدين. وبين حينٍ وآخر كان هناك رحّالة من بلادٍ «أجنبية»، كما في حال ليالين الفنلندي والهولندي ليونهارت راوولف. وقد قام راوولف في القرن الثالث عشر برحلة حملته إلى طرابلس، ودمشق، وحلب، والرّقة، ودير الزور، وبغداد، وعانة، والفلّوجة، وهيت، وكركوك وأربيل. مثل معظم الرفاق عاد الدكتور راوولف (الدار العربية للموسوعات) بثروة من المعلومات التي كانت تبحث عنها دول أوروبا وتحوّلت فيما بعد إلى ثروة في متاحفنا ومعاهدنا. وعلى سبيل المثال فهو يصف كيف كانت حلب في تلك المرحلة فيقول إنها حافلة «بالتجارة والبضائع التي يتبادلها السكان مع غيرهم من أفراد الأمم الأخرى كالإغريق، والأرمن، والكرج، والعرب، والفرس، والهنود». وعثر راوولف في حلب على عددٍ كبيرٍ من النباتات والأزهار التي لم يكن يعرفها من قبل، ولذا قرر أن يمضي في رحلته بين أراضي الخصب، متجاوزاً المصاعب التي يواجهها: «ولمّا كنا أغراباً فليس من المستبعد أن يعتبرنا القوم (وهم كثيرو الشك) من المتشردين أو الجواسيس وإذ ذاك سينتهزون الفرصة فوراً (مثلما اعتاد الأتراك أن يفعلوا) فيفرضون علينا إتاوات أو ضرائب فادحة. ولذلك تظاهرنا بأننا من التجار كي نستطيع السفر بأمان مع التجّار الآخرين».

وكان لا بدّ له أيضاً من ارتداء الملابس التركية. كيف كان الزي آنذاك؟ إليك ما أفادنا به الرحّالة في هذا الباب: «وقد بدأنا أول الأول بارتداء قباء طويل أزرق اللون مزرر من الأسفل ومفتوح عند الرقبة، وهو لا يشبه النوع الذي يستعمله الأرمن، وسراويل مصنوعة من القطن تتحدر إلى حد الكعبين ثم تلف وتربط حول أجسامنا، وفوق ذلك قمصان من دون بنائق. واعتمرنا بعمائم بيضاء ذات شريط أسود من النوع الذي يستعمله المسيحيون عادة، ثم انتعلنا أحذية صفراء ثقيلة مدعمة بمسامير من الأمام وبمهماز حصان من الخلف. وما خلا ذلك لبسنا نوعاً من صدرية سوداء مصنوعة من نسيج خشن يسمونها في لغتهم باسم (مسكا)، وهي شائعة الاستعمال لدى المسلمين وهي تصنع من شعر الماعز أو الحمير عادة وتكون ضيقة نوعاً ما وبلا أردان وقصيرة لا تصل إلى أسفل من حد الركبة. والأنسجة التي تصنع منها لا تكون متشابهة ولعل أحسن صنف منها (وهو مخطط بخطوط بيضاء وسوداء) يستعمل بمثابة رداء، في حين يستعمل النوع الخشن منه في صنع الخيام والأكياس التي تنقل بها المؤن عبر الصحراء كما ينقل فيها علف إبلهم وبغالهم حيث يعلقونها في أعناقها».

 

العراق وعتمة التاريخ

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/2020

الفوضى ليست غريبة على العراق يا للأسف، وقد عانى منها شعب العراق الأمرّين؛ فتاريخه القديم والحديث يحكي ملاحم متلاطمة وأساطير راسخة وصراعاً عتيقاً بين الخير والشر، ولئن كان هذا شأن البشرية جمعاء فقد نال العراق منه وافر الحظ والنصيب.

حضارات العراق المتعاقبة على مرّ التاريخ أفادت الإنسانية وقادت البشرية إلى الخير، وكل هذا بالتوازي مع جرائم كبرى لا تنسى في تاريخ البشرية بين العراقيين أنفسهم وبينهم وبين خصومهم من الخارج، ولكل مرحلة تفاصيلها ودلالاتها وصولاً لحقبة الاستعمار الحديث ثم حقبة الاستقلال والملكيات الوطنية التي أسقطها حكم العسكر في العراق وفي باقي الجمهوريات العربية، ولم تخرج من حكم العسكر الذين كانوا ينقلبون على بعضهم بعضاً إلا بعد إسقاط حكم صدام حسين بالقوة العسكرية الأميركية لينتهي حكم العسكر ويبدأ حكم جماعات الإسلام السياسي، وبخاصة في شقها الشيعي الذي يرى أغلبه الكمال في النموذج الإيراني، نموذج «الولي الفقيه» الذي يحكم باسم الله واسم الإسلام. ظنّ العراقيون في 2003 أنهم انتهوا من حكم العسكر وديكتاتورياتهم إلى الحرية والديمقراطية، لكنّهم وبعد عقودٍ من حكم العسكر جرّبوا نموذجاً آخر من حكم الملالي ورجال الدين، وفي أقل من عقدين ثاروا على هذا الحكم الجديد وبدأوا يفتشون عن الحرية والاستقلال من حكم إيران للعراق؛ فملأوا ساحات العراق تظاهراً، والمتظاهرون هذه المرة ليسوا من المكوّن السني أو الكردي، أو غيرهما من الأقليات في العراق، بل هم تحديداً من المكوّن الشيعي الذي يشكل الأكثرية.

الشعب العراقي الذي تحمّل لعقود حكم العسكر من شيوعيين وبعثيين لم يستطع تحمل حكم الإسلام السياسي لعقدٍ ونصف العقد تقريباً، وثار عليه؛ ولذلك أسباب منها: طبيعة حكم الإسلام السياسي الذي يقمع الناس باسم الله والإسلام والمذهب، وكذلك سيطرة إيران على غالب الأحزاب الشيعية وقياداتها في العراق، وأيضاً القسوة الزائدة عن الحدّ والتخويف الدائم ونهب ثروات العراق من قبل المشروع الإيراني، وأخيراً، انسداد أفق المستقبل أمام شباب العراق الباحث عن استقلال بلاده والرافض لأي تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية والذي يفتش عن مستقبله مع دول العالم المتحضر.

كان الموقف الخليجي والسعودي تحديداً مدافعاً وداعماً للدولة العراقية والشعب العراقي، وبخاصة في حرب الخليج الأولى بين العراق ونظام الخميني في إيران، وانقضى عقد الثمانينات والدعم مستمرٌ حتى وقّع الخميني على إيقاف الحرب وهو «يتجرع السم» بحسب وصفه، ولم يتغير ذلك إلا بعد قرار صدام العشوائي والغريب باحتلال دولة الكويت الشقيقة، وهو قرارٌ عجيبٌ فعلاً لمن يقرأ تلك الحقبة من تاريخ العراق الحديث، لقد عادى أقرب حلفائه وداعميه من دول الخليج العربي دون أي مبررٍ إلا نزوات شخصية وأطماع اقتصادية.

والسعودية كانت ولم تزل وستبقى داعمة للشعب العراقي والدولة العراقية بغض النظر عمن يحكمها، ولم يبدأ هذا بقضية رشيد الكيلاني ودفاع الملك عبد العزيز عنه ومنحه اللجوء السياسي الكامل، ولم ينته بالصراع الإيراني - الأميركي داخل العراق الذي شهد مؤخراً مقتل قاسم سليماني، والقصف الإيراني الذي استهدف مواقع قريبة من قاعدتين أميركيتين، واحدة في الأنبار وأخرى قرب أربيل. موقف السعودية واضح دائماً، وهو سياسة مستقرة للسعودية؛ فالسعودية تلتزم بمبادئ الأمم المتحدة الراسخة، تعترف بسيادة الدول ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، وبيانات وزارة الخارجية السعودية وتصريحات مسؤوليها وزيارات نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان لأميركا وبريطانيا بعد اندلاع الأزمة تؤكد جميعاً أن جهود السعودية منصبّة على إطفاء أي صراعٍ قد يضر بالشعب العراقي ويضر بالمنطقة ككلٍ.

كان صدام حسين عادلاً في ظلمه، أو عادلاً في توزيع ظلمه على الشعب العراقي كافة بكل مكوناته؛ فهو ظلم السنة والشيعة والكرد وغيرهم من طوائف العراق وأقلياته، وجاءت حقبة جماعات الإسلام السياسي لتفقر العراق وتبعثر ثرواته، إما خدمة للمشروع الإيراني في المنطقة، وإما بكل بساطة بسبب الفساد والتكسب غير المشروع لبعض القيادات السياسية في العراق. تجارب جماعات الإسلام السياسي في الحكم لا تختلف كثيراً عن بعضها بعضاً، فحكم «طالبان» لا يختلف كثيراً عن حكم إيران، وحكم «الإخوان» في السودان لا يختلف عن حكم تلاميذهم الإرهابيين في الصومال، وحكم حركة «حماس» لقطاع غزة في فلسطين يشابه هيمنة «حزب الله» وحلفائه للبنان، والعراق واحدٌ من هذه الدول التي عانت ولم تزل من حكم الإسلام السياسي. قبل 2003 رفضت السعودية الدخول العسكري الأميركي وإسقاط الدولة في العراق، وحذرت بصراحة من المصير الذي سيؤول له العراق، وبعد 2003 حدث ما حذرت منه السعودية، واقتحمت إيران العراق بميليشياتها وتنظيماتها وسيطرت على الأحزاب والقادة السياسيين، ومن عارض الوجود الإيراني من العراقيين الوطنيين من كل المكونات كان مصيره القتل داخل العراق أو الهرب خارجه، حتى وصل العراق إلى هذه الفوضى والضياع.

الصراع الإيراني - الأميركي في العراق صراعٌ كبيرٌ في المنطقة والعالم، والدور الذي تضطلع به السعودية اليوم هو ألا تكون تبعة ذلك الصراع منصبّة على الشعب العراقي الشقيق، بل أن يتم توفير العيش الكريم لكل العراقيين، وأن تستقر الدولة العراقية، وهو ما تصنعه السعودية طوال تاريخها من دعم استقرار الدول في المنطقة والعالم. كما كان متوقعاً، كان الرد الإيراني على مقتل سليماني رداً أقلّ بكثير من الشعارات التي أطلقتها إيران، وأعلنت إيران أنها بإطلاق الصواريخ في المناطق الخالية بالقرب من وجود الأميركيين قد انتهت من الرد على تصفية سليماني، وقد تفهم الرئيس الأميركي ترمب ذلك وهدد بصرامة أنه لن يسمح لإيران بأي تلاعب جديد في المنطقة، وأنه لا يشبه تنازلات سلفه أوباما بأي حال من الأحوال، ويبدو أن إيران قد فهمت الدرس جيداً. هل ستتوقف إيران فعلياً عن استراتيجيتها وحلفائها والجماعات المتحالفة معها كجماعة «الإخوان» والتنظيمات الإرهابية التي تدعمها مثل تنظيمَي «القاعدة» و«داعش»؟ الجواب هو لا بالتأكيد، فهي ستعتمد عليهم مستقبلاً في صراعها مع أميركا حتى لا تكون كدولة ونظامٍ في وجه المدفع الأميركي والقوات الأميركية ضاربة القوة والتأثير. أخيراً، كتب الشاعر والأديب والفيلسوف الألماني غوته قائلاً: «الذي لا يعرف أن يتعلم دروس الثلاثة آلاف سنة الأخيرة، يبقى في العتمة».

 

الطائرة الأوكرانية وجنون دولة الملالي

فاروق يوسف/العرب/13 كانون الثاني/2020

لا أحد في إمكانه أن يصدّق أن دولة ما تلجأ إلى إسقاط طائرة مدنية. إنه نوع من الجنون. وهو جنون يقع على ضفة المستحيل. غير أنّ ذلك ما حدث فعلا. هناك صاروخ أرض - جو أُطلقَ من الأراضي الإيرانية وأسقط طائرة أوكرانية بعد دقائق من تحليقها من مطار طهران. ولأن ذلك الحدث كان مروّعا وغير مسبوق، فإن هناك من يأمل أن لا يكون حقيقيا. هو أشبه بالكابوس الذي يرغب المرء في أن ينتهي. ولكن إيران التي أنكرت لأيام مسؤوليتها عن الحادثة المأساوية ثم عادت واعترفت، هي ليست محلّ ثقة من جهة ما يشكله نظامها السياسي من أخطار على السلم العالمي.

لقد سبق لها وأن قصفت المنشآت النفطية السعودية وكلّفت أتباعها في اليمن بتبنّي ذلك الاعتداء الذي تبيّن في ما بعد أنه كان إيرانيّا. كما أن الاعتداء على السفارة الأميركية ببغداد كان مدبّرا من قبل إيران، وهو ما كان السبب المباشر في مقتل قاسم سليماني الذي كُتبَ اسمه على جدار السفارة “سليماني قائدنا”. خرجت إيران من أزمة مقتل سليماني من خلال ثأر صوري مارسته حين سمحت لها الولايات المتحدة بإلقاء عدد من صواريخها على الأراضي العراقية من غير أن تقع أيّ أضرار بشرية أو مادية على الجانب الأميركي. تلك صفحة طُويت كما صرّح وزير خارجية النظام الإيراني محمد جواد ظريف. غير أنّ صفحة قصف المنشآت النفطية السعودية لم تُطوَ بعد. لذلك يعدُّ فتح صفحة جديدة للإرهاب من خلال إسقاط الطائرة الأوكرانية نوعا من الجنون. وما يُقال من أن الطائرة قد أسقطت بشكل غير متعمّد لا يمكنه أن يتستّر على الجريمة التي قد يكون النظام الإيراني قد ارتكبها متعمدا.

هل تحتاج إيران إلى أن يمتلئ سجلها العالمي بجرائم جديدة؟ شيء من هذا القبيل يمكن أن يكون صحيحا. إيران ليست دولة سوية. يكفي أن تكون دولة للوليّ الفقيه لكي يُحكم عليها بالتخلّف والانحطاط والانفصال عن العالم المعاصر. وهو ما سعت أوروبا إلى التغاضي عنه في محاولتها التخفيف من تأثير الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي من أجل إبقاء إيران في دائرة السيطرة. تلك محاولة فيها الكثير من النفاق السياسي والكذب المفضوح. وهو ما سيصطدم الأوروبيون به حين يسعون إلى فهم أسباب إسقاط الطائرة الأوكرانية.

فإذا ما كانت إيران قد اعترفت رسميا بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة المدنية، فإن ذلك الاعتراف انطوى على تبرير ملفّق ألقى باللائمة على الولايات المتحدة التي هددت كما يقول بيان الاعتراف بأنها ستضرب الأراضي الإيرانية إذا ما لجأت إيران للانتقام لمقتل سليماني. ذلك عذر أقبح من ذنب كما يقال. وهو عذر ليس صحيحا. ما حدث يمكن أن يفتح صفحة جديدة عنوانها “حظر التحليق في الأجواء الإيرانية” بمعنى أن يغلق الفضاء على الإيرانيين. تلك دولة لا أمان لها. فهي من الممكن أن ترتكب من الجرائم ما لا يمكن توقعه وضد بشر أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم اقتربوا منها.

إيران، على غرار نظامها، هي دولة ممسوسة بالشر ولا يمكن التعامل معها بنوايا حسنة. لا لشيء إلا لأنها لا ترى في العالم الخارجي إلا عدوا. ومهما حاول الآخرون أن يهدّئوا من روعها فإن توحشها يزداد ضراوة. ما حدث للطائرة الأوكرانية المنكوبة يمكن أن يتكرر في أيّ لحظة. فدولة لا تكتشف حسب بيانها الرسمي أن دفاعاتها قد أسقطت طائرة مدنية إلا بعد أيام، لا ينفع أن تبقى ضمن الخارطة التي تتحرك فيها الطائرات بأمان. وهو ما يلقي على دوائر القرار العالمية مسؤولية فرض حظر جوي على إيران التي صارت لا تستثني أحدا من تداعيات جنونها. لقد آن للمجتمع الدولي أن يتفق على أن إيران هي معقل التطرف والتشدد الأعمى الذي يسمم هواء العالم بالإرهاب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي في قداس الاحد: نأمل من المسؤولين ان يصغوا الى الشباب قبل ان تتحول انتفاضتهم الى ثورة هدامة

وطنية - الأحد 12 كانون الثاني 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس الاحد في بكركي، وعاونه المطران بيتر كرم، في حضور الوزيرة السابقة اليس شبطيني، المجلس العام، المرشدين، الاباء وأعضاء الحركة الرسولية المريمية.

وألقى الراعي عظة بعنوان: "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم"، قال فيها: "1. يوحنا المعمدان المستنير بأنوار الروح القدس تنبأ على يسوع أنه حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم (يو29:1). هذه النبوءة - الشهادة جعلته يرى في يسوع، بعد حدث معموديته، أنه حمل الفصح الجديد الذي يحمل على عاتقه خطيئة العالم ويزيلها. وهذا ما فعله يسوع إذ حمل مع صليبه خطيئة العالم وهو بريء، فافتدى الجنس البشري بأسره، وغسل خطيئة العالم بدمه. إليه ننظر وإلى نعمته نلتجئ لكي ننال مغفرة الخطايا وحياة جديدة بالروح القدس.

2. يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، في هذا الأحد الأول بعد عيد الغطاس أو الدنح الذي نتذكر فيه معموديتنا بالماء والروح، وبولادتنا الثانية أبناء لله وبناته، وبالتالي إخوة بعضنا لبعض. بالمسيح نلنا البنوة لله، والأخوة الشاملة لجميع الناس. هذه هي ثقافتنا المسيحية التي تنشأنا عليها، وننشرها من أجل عالم أفضل.

3. ويطيب لي أن أحييكم جميعا، مرحبا على الأخص بالحركة الرسولية المريمية المنتشرة في كل لبنان. لقد عرفناها عن قرب أثناء خدمتي ككاهن في رعايا ثم كأسقف في أبرشية جبيل. وتعاونا معها في تنشيط الرسالة على مستوى الرعية والابرشية. إسمها يدل على طبيعتها ورسالتها.

إنها حركة ذات دينامية وحياة، وتعمل بيقظة وتتحرك بدون جمود. وهي رسولية لكونها ملتزمة بالرسالة المسيحية في الكنيسة بعامة وفي كنيسة الشرق بخاصة. وهي مريمية لأنها تعمل تحت حماية سيدتنا مريم العذراء وتستشفعها لدى المسيح ابنها، رسول الآب (دليل نور وحياة، البنود 33-35 و 37).

4. هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم (يو29:1). يختصر يوحنا الرسول خطيئة العالم بثلاث (راجع 1يو 16:2): شهوة العين التي تسعى بنهم وجشع الى الامتلاك مالا وعينا وسلطة ونفوذا؛ و "شهوة الجسد" التي تتعبد للأميال الجسدية من دون أية شريعة أخلاقية تميز بين الخير والشر، وبين الطهر والدنس. وكبرياء الحياة التي هي أم جميع الرذائل، لأن المتكبر لا يرى إلا ذاته، ويتفلت من كل مبدأ وقاعدة، ولا يسمع لصوت الله وتعليم الكنيسة، ويحتقر جميع الناس؛ لا يسمع أنين الموجوع، ولا يشعر مع المحتاج، ولا يرى مأساة الفقر.

5. المشكلة تكبر إذا كان المسؤول صاحب سلطة في الكنيسة والدولة. نحن نعتقد أن الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية عندنا وما يتفرع عنها هي نتيجة هذه الخطايا الثلاث. بشهوة العين كان نهب المال العام بشتى الطرق، والتمسك بهذه الوزارة وتلك، وبهذا الشخص وذاك، والاحتفاظ المستميت بالسلطة ورفض تداولها. بشهوة الجسد فقدت القاعدة الأخلاقية بين ما هو صالح وما هو عاطل. فكان التفلت حتى من نداء الضمير الذي هو صوت الله في أعماق الإنسان، ومن الكرامة والشعور بالحياء. بكبرياء الحياة كان التصرف بإقصاء الغير والتفرد بالسلطة، واحتقار الآخرين وإمكاناتهم، واحتكار المعرفة والفهم والرأي. وإلا كيف نفهم أن حكومة تصريف الأعمال المسؤولة حاليا، لا تمارس مسؤولياتها وتترك سفينة الوطن عرضة للأمواج العاتية والرياح العاصفة ومن دون ربان؟ وكيف نفهم أن الذين أتوا بالرئيس المكلف لا يسهلون مساعيه الحثيثة إلى تشكيل حكومة من أجل نجاة سفينة الوطن؟

6. هل تدرك حكومة تصريف الأعمال، التي تهمل واجبها، وهل يدرك معرقلو تشكيل الحكومة الجديدة وولادتها، وهل تدرك القوى السياسية والأحزاب والكتل النيابية المتباعدة والمعطلة لأي حوار مسؤول، حجم الخسارة المالية والاقتصادية والتجارية والمعنوية التي يتكبدها لبنان شعبا وكيانا ومؤسسات؟ أهكذا تمارس السياسة كفن شريف لخدمة الخير العام عندنا؟ هل تعطيل شؤون الدولة والشعب أضحى وسيلة للكيدية السياسية؟ منذ ثلاثة أشهر وانتفاضة الشباب اللبناني تخاطب ضمائر المسؤولين. فنأمل أن يصغوا إليهم قبل ان تتحول إنتفاضتهم إلى ثورة هدامة! فلا بد من مصارحة ومصالحة عامة لإستعادة الوحدة الوطنية بكل مكونات المجتمع اللبناني، بحيث لا يشعر أحد أنه مقصى.

7. بفضل أنوار الروح القدس، التي ظللت يوحنا المعمدان استطاع أن يرى في يسوع ثلاثا: أنه حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم، وأنه يعمد بالروح القدس وبالتالي يفوق يوحنا ومعموديته، وأنه إبن الله. نحن المسيحيين الذين اعتمدنا بالروح القدس والماء، وولدنا ثانية، قد أشركنا الرب يسوع في بنوته الإلهية، وفي رسالته الخلاصية. فلنجدد اليوم مفاعيل معموديتنا، ونلتزم رسالتنا في الكنيسة والمجتمع والوطن.

إننا نلتمس عطية الروح القدس لنا ولكل إنسان ولكل مسؤول في الكنيسة والعائلة والدولة. فهو المعلم الروحي الهادي إلى الحقيقة ومالئ القلوب بالمحبة، والمحرر من كل عبودية، والمانح حرية أبناء الله. بهذا الروح نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وبعد القداس، استقبل الراعي شبطيني والمشاركين في الذبيحة الالهية.

 

د. مصطفى علوش : الإحتجاجات الشعبية لن تؤدي إلى تقليص نفوذ حزب الله والحزب سيكون له دور في أي عمل عسكري او استراتيجي بالنسبة لإيران

موقع الفكر العربي/12 كانون الثاني/2020

حاوره من لبنان/ مصطفى عمارة

على الرغم من تكليف السيد حسان دياب بتشكيل حكومة لبنانية جديدة خلفا لحكومة الحريري

على الرغم من تكليف السيد حسان دياب بتشكيل حكومة لبنانية جديدة خلفا لحكومة الحريري إلا أن الكثير من المراقبين شككوا في إمكانية نجاح الحكومة اللبنانية في حل الازمة اللبنانية المتفاقمة خاصة في ظل التعقيدات السياسية والأمنية التي تشهدها لبنان والمنطقة في ظل الدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني في تنفيذ اجندة إيران في لبنان والمنطقة. وفي ظل تلك الأوضاع المعقدة أدلى السيد/ مصطفى علوش القيادي بتيار المستقبل اللبناني بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه الأوضاع التي يعيشها لبنان .  ما هي رؤيتك لاختيار حسان دياب لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة؟  وما هي إمكانية نجاحه في حل الازمة السياسية ؟إن كان اختبار إنشاء الحكومة مع الدكتور حسان دياب صعب للمعطيات المعروفة بسبب الأوضاع المعقدة المرتبطة بالإقتصاد والسياسة والأمن وتشابك تلك الأمور مع الحراك الشعبي ووالوضع الإقليمي ووجود الميليشيات المسلحة تحت اسم حزب الله، هو اختبار صعب وقريب من المستحيل، لكن تعقيد الوضع الإقليمي الطارىء باغتيال قاسم سليماني يضيف صعوبات جديدة لجهة تشكيل الحكومة أولا، وإمكانية نجاحها ثانيا.القضية اليوم هي إمكانية تأمين كتلة مالية وازنة من العملة الصعبة لإعادة التوازن إلى المالية وسعر صرف الدولار وتوفر السيولة للمواطنين وإمكانية تحريك الإقتصاد الاني والمباشر، ومن بعدها إقناع المواطنين اللبنانيين بأن الإصلاحات المطلوبة في البنية الإدارية والسياسية المتهالكة في لبنان. لكن حتى الآن لا يبدو أن الدكتور دياب سيتمكن من إقناع لا الداخل ولا الخارج بأنه قادر على القيام ولو بالجزء القليل من المهمة الصعبة. فالحكومة النتظرة ستبقى تحت إدارة التيار الوطني الحر وبالضبط تحت لواء زعيمه جبران باسيل الذي فشل هو إيضا في كل الملفات التي تولاها على مدى سنوات طويلة وهو لا يحظى باي مصداقية في الساحة اللبنانية والدولية. المعضلة الأخرى هي وضع حزب الله ووجوده في الحكومة ووقوع لبنان بسببه تحت تأثير اتلعقوبات الأمريكية، وهي ستزداد حتما بعد إصرار حسن نصر الله على وضع لبنان في صدارة المواجهة الإنتحارية مع المجتمع الدولي وبالأخص مع الدول العربية الفاعلة. لذلك فإن احتمال النجاح لأي حكومة الآن، وبغض النظر عن رئيسها، سيكون صفراً.— مع استمرار التظاهرات والاحتجاجات في لبنان . ما مدى تأثير استمرار تلك الإحتجاجات على الأوضاع السياسية والاقتصادية ؟ والعامل المستمر في الأزمة هو تواصل الإحتجاجات الشعبية في مناطق متعددة، وقد زادت فوقها الإحتجاجات المرتبطة بخرق الميثاقية بالنسبة لرئاسة الوزراء وبالتالي مقاطعة الشخصيات السنية الوازنة للحكومة. وبذ1لك فإن استمرار الإحتجاجات ، وإن كانت ضرورية في سبيل تحقيق أهداف الحراك، لكنها بالتأكيد ستزيد تفاقم تعقيد الوضعين السياسي والإقتصادي، واحتمال تطور ذلك إلى تعقيدات أمنية هو وارد بشكل واضح من خلال تزايد عمليات الشغب والسرقة وغيرها من الأمور التي تتزايد عادة مع تفاقم الوضع الإقتصادية.   - وهل ترى أن تلك الإحتجاجات موجهة في المقام الأول إلى هيمنة حزب الله على الأوضاع اللبنانية ورفض الأجندة الإيرانية في لبنان ؟ على الرغم من أن تأثير إيران السلبي من خلال حزب الله على الأوضاع الأمنية والإقتصادية والسياسية في لبنان، لكن الحراك الشعبي تجنب توجيه الإحتجاجات نحو إيران وأتباعها، أملا في تحييد الحراك واستدراج المواطنين الشيعة للمشاركة فيه، ولكن أعداد المشاركين من الشيعة بقي ضئيلا، وبرأيي فإن تحييد حزب الله وإيران عمل لن ينجح لا في تحشيد اللبنانين حول قضية الإصلاح ولا في تخفيف تأثير إيران السلبي على لبنان.   - هل ترى أن تلك الإحتجاجات سوف تقلص نفوذ حزب الله في لبنان والمنطقة ؟ لا أعتقد أن الإحتجاجات ستؤدي إلى تقليص نفوذ حزب الله في لبنان، فنفوذه مرتبط بوجوده ضمن طائفته وهيمنته عليها، وبسلاحه وقدرته على استعماله والتهديد به، ولكن الأهم ارتباطه بإيران. وأظن بشكل موضوعي أن نفوذ هذا الحزب بالمدى المنظور مرتبط بشكل أساسي بصمود النظام في إيران.— ما هي انعكاسات اغتيال امريكا لقاسم سليماني على الساحة اللبنانية في ظل إمكانية قيام إيران بتوظيف حزب الله في أعمال انتقامية ؟بما أن إيران قد استثمرت عشرات مليارات الدولارات في تمويل وتسليح حزب الله، وكون الحزب فيلقاً أساسياً في الحرس الثوري الإيراني فإن هذا الحزب سيكون له دور أكيد في أي عمل عسكري تكتي أو استراتيجي بالنسبة لإيران. وقد صرح حسن نصر الله بوضوح بأن دول الممانعة عليها ان ترد على اغتيال سليماني وهو يعتبر لبنان جزءا من تلك الدول. بالمحصلة فإن سلبيات الصراع القائم ستكون بالتاكيد مضاعفة على لبنان.   - ما هي توقعاتك للسيناريوهات المحتملة بالنسبة للبنان والمنطقة في المرحلة القادمة؟ السيناريوهات المتوقعة مرتبطة بحجم وطبيعة الإنتقام الذي ستلجأ إليه إيران للرد على مقتل سليماني، وبالمحصلة فإن إيران محشورة الآن بين الرد القوي للمحافظة على هيبتها بين أتباعها، والخوف من حرب مفتوحة لا قدرة لها على تحمل تبعاتها. بالنسبة للبنان فإن الخسارة ستكون حتمية في الحالتين. لكن الواقع هو أنه لا سبيل للخروج من الدوامة العنيفة للمنطقة من دون إجراءات شديدة التدمير لأن الأمور لبم تعد تتحمل الحلول الجزئية والمؤقتة.   - ما هو المطلوب عربيا تجاه لبنان في المرحلة المقبلة؟ حاجة لبنان لأشقائه ملحة اليوم أكثر من ي وقت آخر وهي تتمحور حول الدعم المادي والإجتماعي، ومع تفهمنا لقضية الإحجام عن دعم حكومة يسيطر عليها حزب الله والوزير جبران باسيل، لكنه من الضروري والملح في هذه الظروف الصعبة هو دعم مباشر للشعب اللبناني من خلال المنظومات غير الحكومية. 

إلا أن الكثير من المراقبين شككوا في إمكانية نجاح الحكومة اللبنانية في حل الازمة اللبنانية المتفاقمة خاصة في ظل التعقيدات السياسية والأمنية التي تشهدها لبنان والمنطقة في ظل الدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني في تنفيذ اجندة إيران في لبنان والمنطقة. وفي ظل تلك الأوضاع المعقدة أدلى السيد/ مصطفى علوش القيادي بتيار المستقبل اللبناني بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه الأوضاع التي يعيشها لبنان وفيما يلي نص الحوار :—

— ما هي رؤيتك لاختيار حسان دياب لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة؟ وما هي إمكانية نجاحه في حل الازمة السياسية ؟

إن كان اختبار إنشاء الحكومة مع الدكتور حسان دياب صعب للمعطيات المعروفة بسبب الأوضاع المعقدة المرتبطة بالإقتصاد والسياسة والأمن وتشابك تلك الأمور مع الحراك الشعبي ووالوضع الإقليمي ووجود الميليشيات المسلحة تحت اسم حزب الله، هو اختبار صعب وقريب من المستحيل، لكن تعقيد الوضع الإقليمي الطارىء باغتيال قاسم سليماني يضيف صعوبات جديدة لجهة تشكيل الحكومة أولا، وإمكانية نجاحها ثانيا.

القضية اليوم هي إمكانية تأمين كتلة مالية وازنة من العملة الصعبة لإعادة التوازن إلى المالية وسعر صرف الدولار وتوفر السيولة للمواطنين وإمكانية تحريك الإقتصاد الاني والمباشر، ومن بعدها إقناع المواطنين اللبنانيين بأن الإصلاحات المطلوبة في البنية الإدارية والسياسية المتهالكة في لبنان. لكن حتى الآن لا يبدو أن الدكتور دياب سيتمكن من إقناع لا الداخل ولا الخارج بأنه قادر على القيام ولو بالجزء القليل من المهمة الصعبة. فالحكومة النتظرة ستبقى تحت إدارة التيار الوطني الحر وبالضبط تحت لواء زعيمه جبران باسيل الذي فشل هو إيضا في كل الملفات التي تولاها على مدى سنوات طويلة وهو لا يحظى باي مصداقية في الساحة اللبنانية والدولية. المعضلة الأخرى هي وضع حزب الله ووجوده في الحكومة ووقوع لبنان بسببه تحت تأثير اتلعقوبات الأمريكية، وهي ستزداد حتما بعد إصرار حسن نصر الله على وضع لبنان في صدارة المواجهة الإنتحارية مع المجتمع الدولي وبالأخص مع الدول العربية الفاعلة. لذلك فإن احتمال النجاح لأي حكومة الآن، وبغض النظر عن رئيسها، سيكون صفراً.

— مع استمرار التظاهرات والاحتجاجات في لبنان . ما مدى تأثير استمرار تلك الإحتجاجات على الأوضاع السياسية والاقتصادية ؟

 والعامل المستمر في الأزمة هو تواصل الإحتجاجات الشعبية في مناطق متعددة، وقد زادت فوقها الإحتجاجات المرتبطة بخرق الميثاقية بالنسبة لرئاسة الوزراء وبالتالي مقاطعة الشخصيات السنية الوازنة للحكومة. وبذ1لك فإن استمرار الإحتجاجات ، وإن كانت ضرورية في سبيل تحقيق أهداف الحراك، لكنها بالتأكيد ستزيد تفاقم تعقيد الوضعين السياسي والإقتصادي، واحتمال تطور ذلك إلى تعقيدات أمنية هو وارد بشكل واضح من خلال تزايد عمليات الشغب والسرقة وغيرها من الأمور التي تتزايد عادة مع تفاقم الوضع الإقتصادية.

— وهل ترى أن تلك الإحتجاجات موجهة في المقام الأول إلى هيمنة حزب الله على الأوضاع اللبنانية ورفض الأجندة الإيرانية في لبنان ؟

على الرغم من أن تأثير إيران السلبي من خلال حزب الله على الأوضاع الأمنية والإقتصادية والسياسية في لبنان، لكن الحراك الشعبي تجنب توجيه الإحتجاجات نحو إيران وأتباعها، أملا في تحييد الحراك واستدراج المواطنين الشيعة للمشاركة فيه، ولكن أعداد المشاركين من الشيعة بقي ضئيلا، وبرأيي فإن تحييد حزب الله وإيران عمل لن ينجح لا في تحشيد اللبنانين حول قضية الإصلاح ولا في تخفيف تأثير إيران السلبي على لبنان.

— هل ترى أن تلك الإحتجاجات سوف تقلص نفوذ حزب الله في لبنان والمنطقة ؟

لا أعتقد أن الإحتجاجات ستؤدي إلى تقليص نفوذ حزب الله في لبنان، فنفوذه مرتبط بوجوده ضمن طائفته وهيمنته عليها، وبسلاحه وقدرته على استعماله والتهديد به، ولكن الأهم ارتباطه بإيران. وأظن بشكل موضوعي أن نفوذ هذا الحزب بالمدى المنظور مرتبط بشكل أساسي بصمود النظام في إيران.

— ما هي انعكاسات اغتيال امريكا لقاسم سليماني على الساحة اللبنانية في ظل إمكانية قيام إيران بتوظيف حزب الله في أعمال انتقامية ؟

بما أن إيران قد استثمرت عشرات مليارات الدولارات في تمويل وتسليح حزب الله، وكون الحزب فيلقاً أساسياً في الحرس الثوري الإيراني فإن هذا الحزب سيكون له دور أكيد في أي عمل عسكري تكتي أو استراتيجي بالنسبة لإيران. وقد صرح حسن نصر الله بوضوح بأن دول الممانعة عليها ان ترد على اغتيال سليماني وهو يعتبر لبنان جزءا من تلك الدول. بالمحصلة فإن سلبيات الصراع القائم ستكون بالتاكيد مضاعفة على لبنان.

— ما هي توقعاتك للسيناريوهات المحتملة بالنسبة للبنان والمنطقة في المرحلة القادمة؟

السيناريوهات المتوقعة مرتبطة بحجم وطبيعة الإنتقام الذي ستلجأ إليه إيران للرد على مقتل سليماني، وبالمحصلة فإن إيران محشورة الآن بين الرد القوي للمحافظة على هيبتها بين أتباعها، والخوف من حرب مفتوحة لا قدرة لها على تحمل تبعاتها. بالنسبة للبنان فإن الخسارة ستكون حتمية في الحالتين. لكن الواقع هو أنه لا سبيل للخروج من الدوامة العنيفة للمنطقة من دون إجراءات شديدة التدمير لأن الأمور لبم تعد تتحمل الحلول الجزئية والمؤقتة.

— ما هو المطلوب عربيا تجاه لبنان في المرحلة المقبلة؟

حاجة لبنان لأشقائه ملحة اليوم أكثر من ي وقت آخر وهي تتمحور حول الدعم المادي والإجتماعي، ومع تفهمنا لقضية الإحجام عن دعم حكومة يسيطر عليها حزب الله والوزير جبران باسيل، لكنه من الضروري والملح في هذه الظروف الصعبة هو دعم مباشر للشعب اللبناني من خلال المنظومات غير الحكومية.

*حاوره من لبنان/ مصطفى عمارة

 

نص خطاب حسن صرالله: على الأميركيين الخروج من منطقتنا وهي مسألة وقت

وطنية/الأحد 12 كانون الثاني 2020

أحيا "حزب الله"، ذكرى أسبوع ضحايا الغارة الأميركية على محيط مطار بغداد، وفي مقدمهم قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، باحتفالات تأبينية في الهرمل وبعلبك وسحمر والنبطية وصور وبنت جبيل.

وأطل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، عبر شاشات، على المشاركين في هذه المناطق، ملقيا كلمة استهلها "بالتعزية بمناسبة ذكرى شهادة الصديقة الكبرى سيدة نساء العالمين السيدة الزهراء فاطمة بنت محمد رسول الله". ثم جدد "التعزية والتبريك لعوائل الشهداء، كل الشهداء الذين مضوا وقضوا في هذه الجريمة الأميركية البشعة في بغداد قبل أيام، وبالأخص إلى عائلة الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني وإلى عائلة الشهيد القائد الحاج أبو مهدي المهندس".

وأعلن أن خطابه يتضمن "عناوين مرتبطة بشكل أساسي بمناسبة احتفالنا هذا"، وان العنوان الأول هو للحديث "عن الشهيدين وبالأخص عن الشهيد الحاج قاسم، لما له صلة بلبنان وبالمقاومة في لبنان (...) من باب أن يعرف الناس بعضا من صفات وفضل وقيمة وعظمة هذين القائدين الشهيدين وماذا قدما، لنشكر أيضا، والله سبحانه وتعالى يطلب منا أن نشكر المخلوقين كما نشكر الخالق، الله سبحانه وتعالى في بعض الآيات القرآنية يقول لنا"أن أشكر لي ولوالديك"، في رواياتنا هذا الأمر من الواضحات ومن المسلمات، أن الإنسان يشكر من يتفضل عليه ومن يمن عليه، يشكر والديه ويشكر استاذه ومعلمه، من يدافع عنه، من يعينه، فأولا من أجل أداء واجب الشكر تجاه هؤلاء الشهداء الأعزاء وما قدموا لنا في لبنان وفي فلسطين وفي سوريا وفي العراق وفي أفغانستان وفي اليمن وفي كل منطقة، ولأنه بالشكر تدوم النعم وتحفظ النعم، وبالشكر الله سبحانه وتعالى يعوضنا عن هذه الخسارة أو تلك الخسارة، بمثلها أو بأحسن منها".

أضاف: "أما إذا كنا ناكري جميل وجاحدي معروف، فهذا الأمر حتى بالميزان الإيماني والأخلاقي له نتائج أخرى، والحمدلله لقد وجدنا يعني اليوم، حتى اليوم سمعنا خلال هذا الأسبوع أو العشرة أيام من أكثر من بلد في فلسطين وفي سوريا، قبل قليل أيضا كان يوجد حفل في سوريا وتكلم فيه قادة ومسؤولون، في العراق وفي اليمن وفي أفغانستان، في كثير من هذه الدول التي كان له بشكل أو بآخر حضور مباشر فيها، في البحرين وفي باكستان وفي أفريقيا وفي نيجيريا وفي الهند وفي كثير من دول العالم، لكن بشكل خاص أنا أقصد أولئك الذين كانوا على صلة خصوصا مع الحاج قاسم سليماني الشهيد، وعلى صلة عمل ويعرفون جيدا ماذا قدم لهم وكيف وقف إلى جانبهم وكيف ساندهم وكيف دعمهم وكيف كانت علاقته بهم، أن يخرجوا إلى الناس لأن هذا كله كان في السر وفي الخفاء وبعيدا عن العيون والأنظار إلا قليلا، أن يقولوا لشعوبهم هذه الحقائق، وأن يشرحوا للعالم ماذا فعل هذا القائد الشهيد الكبير، وبالتالي من خلفه الجمهورية الإسلامية وقيادة الثورة الإسلامية في إيران، لأن الحاج قاسم لم يكن يمثل شخصه ولا يمثل عائلته، وإنما كان يمثل هذه الثورة وهذا النظام المبارك وهذه القيادة المباركة والحكيمة، وكان خير رسول وخير ممثل وخير حامل لرايتها إلى شعوبنا وإلى دولنا وإلى حركات المقاومة في منطقتنا، فكل بلد يتحدث عن بلده، أنا سوف أتحدث عن لبنان وقليلا لمدخلية الحديث عن الحاج أبو مهدي المهندس عن العراق".

وتابع: "هذا التعريف الموجز نقصد أيضا منه أن نقدم لأمتنا وللعالم نموذجا ورمزا ومصداقا للقائد الجهادي الإسلامي الحقيقي، الذي يصنعه الإسلام وتصنعه مدرسة الإمام الخميني- قدس سره الشريف، وتصنعه قيم ومفاهيم هذه الثورة الإسلامية المباركة".

وقال: "في لبنان، نتكلم عن لبنان، معرفتنا كحزب الله، يعني أنا شخصيا وكل إخواني بالحاج قاسم بدأت في العام 1998، عندما تولى قيادة قوة القدس في الحرس، وعندما تحمل المسؤولية هو بادر بالمجيء إلى لبنان، يعني مثلما يقولون منذ البداية كان واضحا ماذا ينتظرون من خير ومن بركات، لم ينتظر حتى نذهب نحن إلى إيران، لنتعرف عليه ولنبارك له في المسؤولية ولنتفق على آليات وأسس العلاقة، هو الذي بادر وجاء إلينا، وبسرعة استطاع أن يؤسس مع القادة الجهاديين، مع قيادة حزب الله عموما ومع القادة الجهاديين خصوصا، وحتى مع مستويات مختلفة من المجاهدين في المقاومة في لبنان، أن يؤسس لعلاقة مختلفة ومميزة ومتينة حتى شهادته".

واستطرد: "سريعا، وبكل صدق، شعرنا أنه واحد منا، مع العلم أنه للوهلة الأولى يوجد حاجز اللغة، سريعا صار يتعلم عربي، يوجد حاجز اللغة، هو عمبد في الحرس وقائد قوة في الحرس، وجنرال كبير في إيران، ومندوب نظام كبير في المنطقة، ولكن مع الحاج قاسم منذ الساعات الأولى لم نشعر لا بالشكليات ولا بالبروتوكلات ولا بالنجوم ولا بالدرجات ولا بالرتب ولا بالمجاملات ولا بالحواجز، على الإطلاق، واحد منا كأخ من إخواننا المجاهدين والطيبين والعاديين، وكان حضوره بيننا دائما وكبيرا، حتى في الميدان، وحتى في الخطوط الأمامية، وحتى في السواتر الترابية، هذا الذي في ما بعد من الممكن إذا كانت توجد أفلام أن نطلعها، لكن مشاهد الحضور في السواتر الترابية في العراق أكبر، وواضحة وموجودة ومنشورة.

وصلت العلاقة مع اخواننا في المقاومة في لبنان إلى درجة يحبهم ويحبونه، يأنسون به ويأنس بهم، ويشتاقون إليه ويشناق إليهم، وهو كان بحق يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا، هكذا كان الحاج قاسم علاقته معنا وعلاقته مع المقاومة في لبنان، طبعا هذه العلاقة نموذجية، عندما أكمل بها أختم بالجانب النموذجي، بدلا أن نذهب إليه كان دائما يأتي إلينا. مع تولي الحاج قاسم سليماني لمسؤولية قوة القدس لم نعد نحن بحاجة أن نرسل وفودا إلى إيران لنطلب الدعم أو المساعدة أو نشرح الأوضاع أو الظروف أو الصعوبات، هو دائما كان يحضر ويأتي في أوقات متقاربة جدا، وكان يحمل كل آلامنا وكل أوجاعنا وكل نواقصنا وكل طلباتنا وكل حاجاتنا، ويتابعها في الجمهورية الإسلامية، ويقوم بتأمينها لنا حتى أكثر مما كنا نطلب أو كنا نتوقع، لذلك كان دائما يساعدنا ويدعمنا ويفكر معنا ويقوينا، يعني المساعدة التي كان يقدمها لنا هي مساعدة فكرية ومساعدة مادية ومساعدة معنوية وحضور دائم إلى جانبنا، هذا الذي لم يكن يشعر به أحد في لبنان، ولم يتحدث عنه أحد في لبنان في السابق".

وتابع شارحا: "البداية كانت في سنة 1998، عندما ترجعون بالذاكرة إلى سنة 1998 و1999 و2000 كان ذروة وقمة عمل المقاومة في جنوب لبنان، في بداية مجيء الحاج قاسم إلى قوة القدس، أحد أسباب هذا التطور الكمي والنوعي في عمليات المقاومة في 1998 و1999 الذي أدى إلى الانتصار في العام 2000، أحد الأسباب الرئيسية هو متابعة ومواكبة ودعم الحاج قاسم سليماني كمندوب وحامل الراية، الراية من قبل الجمهورية الاسلامية في إيران. ولذلك الحاج قاسم كان شريكا كاملا في تحرير لبنان في 25 أيار 2000، ونحن لم نتحدث عن ذلك سابقا وهو لم يتحدث عن هذا أبدا في يوم من الأيام، لكن اليوم بعد شهادته من واجبنا أن نقول هذه الحقيقة".

أضاف: "بعد العام 2000 كان يمكن أن يقول أحد هذه "إسرائيل" انسحبت من جنوب لبنان ولا تزال توجد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وليس معلوما أفق هذا الموضوع، فهم المقاومة في لبنان الحمدلله ارتاح، وبالتالي الحاج قاسم سوف يتجه إلى أولويات أخرى، هو كان معنا في الفكرة نفسها أننا بعد تحرير جنوب لبنان، لبنان لا زال في دائرة الخطر، والتهديدات الإسرائيلية والأطماع الإسرائيلية بل والانتقام الإسرائيلي، لأن كبار المفكرين والقادة الإسرائيليين تحدثوا عن إنتصار المقاومة في العام 2000 بأنه إنتصار إستراتيجي وله تداعيات خطيرة على داخل الكيان، وهذا ما شهدناه سريعا في داخل فلسطين وفي انتفاضة الأقصى، ولذلك كانت الحاجة إلى تطوير قدرات المقاومة لتتحول من مقاومة تنفذ عمليات استنزافية في الشريط الحدودي اللبناني المحتل، إلى مقاومة تملك قدرة عالية للردع لمنع العدوان الإسرائيلي على لبنان، ولقطع يد "إسرائيل" وأحلام "إسرائيل" عن لبنان، ولذلك دخلنا في مرحلة جديدة من العلاقة، وبدأ التطور النوعي إضافة إلى إستكمال التطور الكمي والبشري والتطور النوعي في الإمكانيات.

وهنا دخل ما يسمى بالقدرات الصاروخية التي تحدثنا عنها في أكثر من مناسبة، سواء أرض- أرض أو أرض- بحر أو في مجالات أخرى عادة لا نتحدث عنها، والحاج قاسم كان يواكبنا بشكل يومي وبشكل دائم. وأنا أعترف لكم حتى عندما نحن أحيانا نمل أو أحيانا نتعب أو نحتاج إلى قسط من الراحة، كان الحاج قاسم يقول: أيها الأخوة ليس لديكم الكثير من الوقت وليس لديكم ترف الوقت، هذه "إسرائيل" هذه "إسرائيل".

وتابع السرد: "في العام 2006 عندما بدأ العدوان على لبنان، الحاج كان في طهران، "حمل حالو" وأتى إلى الشام، واتصل بنا أريد أن أنزل إلى بيروت، قلنا له يا حاج كيف تريد أن تنزل إلى بيروت؟ الطرقات تقصف والجسور تقصف، أصلا لا توجد إمكانية أن تصل، قال: لا أفهم، أنا لا أستطيع أن أتحمل أن أبقى في طهران أو في دمشق، يجب أن أصل إليكم، وبالفعل بعثنا الإخوان ووصل الحاج لعندنا في الضاحية الجنوبية، بقي معنا كل أيام الحرب، اليوم نحنا في 2019- 2020، هل ذكر أحد سيرة الحاج قاسم على سبيل المثال حتى نفاخر بإنجازاته وعطائه أنه كان معنا في حرب تموز، أبدا، لا هو تحدث عن ذلك ولا نحن تكلمنا الا قبل أشهر قليلة، كان هناك مناسبة وذكر الموضوع.

حسنا، بقي معنا تحت القصف، كان يستطيع البقاء في الشام أو في طهران، يرسل لنا إمكانات وأموالا وسلاحا ومددا، وتواصلا مع القيادة، وتنسيقا مع القيادة السورية والقيادة الإيرانية، لكن لم يكن يحتمل إلا أن يكون معنا في غرفة العمليات، أنا كنت أجادله فيقول لنا سيدي إما أن أحيا أو أموت معكم، وبقي معنا كل أيام الحرب بكل صعوباتها، إلى 14 آب عندما اصبح واضحا وقف إطلاق النار والحرب وضعت أوزارها وقبلها بعدة أيام أصبح واضحا بأن الحرب ستتوقف".

وأردف عن تلك الفترة: "حصل نقاش بيني وبينه ومع الاخوان، قال: حسنا الحرب ستتوقف وانا بعد انتهاء الحرب سأغادر إلى طهران، ماذا تطلبون مني؟ قلنا له يا حجي عندما تضع الحرب أوزارها أول استحقاق سيكون أمامنا هو المهجرين، والبيوت المهدمة، والناس التي ستعود ولن تجد بيوتا، نحن نحتاج إلى مبلغ كبير وسريع جدا لأنه لدينا مشروع ما سمي في ذلك الوقت بمشروع "الإيواء"، حتى لا تبقى الناس في الطرقات، أنه ثاني يوم وثالث يوم من انتهاء الحرب نعطي للناس إمكانية مالية معينة ليستأجروا منازل خلال سنة ويؤمنوا أثاث منزل ولو كان أثاثا متواضعا، ونبدأ بعملية ترميم المنازل المتضررة.

وبالفعل كانت هذه أولويته المطلقة، ووصل الى طهران، في اليوم الثاني كان يؤمن لنا هذا الدعم الذي حفظ ماء وجوهنا جميعا، ولم يبق أحد منا جميعا في الشوارع والطرقات، وفي أماكن التهجير، وعدنا الى بيوتنا ورممناها، ولاحقا كانت المساهمة الايرانية الكبيرة في الإعمار سواء عن طريق الدول أو بالمباشر من خلال مؤسساتنا، هذا الحاج أيضا في الـ 2006".

أضاف: "بعد الـ 2006 أيضا واصل جهده بمزيد من الأمل ومزيد من اتساع أفق جديد وكبير، إلى عن عصفت الأحداث في المنطقة في سوريا ولاحقا في العراق وما كان يجري حولنا، لا زلت أتكلم عن لبنان، لا أتكلم عن فلسطين، الحمدلله قادة الفصائل الفلسطينية، مشكورين خلال الأيام الماضية، تكلموا وكانوا منصفين وواقعيين، والبعض أساء لهم لأنهم كانوا عارفي جميل وليسوا ناكري جميل، أنا أتكلم عن لبنان، حسنا، أيضا هنا الحاج جاء وحضر بشكل مباشر.

ما يجري في سوريا منذ البداية كانت قراءتنا واحدة، أود أن أقول للبنانيين أيضا في الشق اللبناني، البعض عندما ينظر إلى المعركة في السلسلة الشرقية أو في إخراج داعش واخوات داعش من جرود عرسال وجرود البقاع الشمالي، يحاول أن يسخف، تعلمون يوجد أشخاص سخفاء هم سخفاء في الأساس، ولكن يسخفون بالإنجازات الكبيرة، يقول ماذا كان يوجد في الجرود 1000 مقاتل نصفهم من داعش ونصفهم من جبهة النصرة، أقل، أكثر، ما هذه العظمة ما هذا الإنجاز؟- إستهزاء- هذا تضليل، في الحقيقة لو لم يتم إلحاق الهزيمة بداعش في شرق حمص، وتدمر، والسخنة والبادية، هل كان يمكن إخراجها من جرود عرسال ومن السلسلة الشرقية؟ هذه كانت معركة واحدة".

واستطرد: "نحن اللبنانيين لأننا نريد أن نحاول مخاطبة عقولنا ونفهم على بعضنا وهناك اناس لا تستوعب الا بهذه الطريقة، تحاول أنت أن تقول الحدود اللبنانية والحدود السورية، ولكن المعركة مع داعش التي دفعت الأخطار عن لبنان وعن اللبنانيين، عن كل مناطقهم وطوائفهم وقراهم ومدنهم، لم تكن معركة في السلسلة الشرقية أو في جرود عرسال التي نسميها التحرير الثاني، بل كانت هي معركة واحدة ممتدة من الجرود والسلسلة الشرقية إلى شرق حمص إلى شرق حلب إلى دير الزور وإلى شرق الفرات".

وكشف أيضا: "كان الحاج قاسم في معركة داعش معنا ومع اخواننا السوريين، خاطر بشخصه. وبعد الانتهاء من معركة داعش، كل ما تملكه المقاومة اليوم من قوة ردع، من إمكانات، من تجربة، من خبرات، من تطوير، بحيث ترقى بحسب تصريح المسؤليين الإسرائيلين، وأنا لا أريد أن أقول أنا أوافقهم على هذا التقييم أو لا، لبنان الذي كان ينظر إليه كما تسمعون دائما في المناسبات، أنه أضعف حلقة في المنطقة، وأنه يمكن أن يعالجه العدو الإسرائيلي بفرقة موسيقية، تطور قبل الـ 2000 وبعد الـ 2000 إلى رتبة التهديد الأمني للمستعمرات الإسرائيلية، وبعد الـ 2006 إلى ما يسمونه التهديد المركزي أو التهديد الإستراتيجي لهذا الكيان، وصولا في الأشهر الماضية، أعطونا رتبة جديدة بعد مسألة وقضية الصواريخ الدقيقة، إلى مستوى ورتبة التهديد الوجودي.

المقاومة اليوم، ليس فقط في نظر العدو، تستطيع أن تصنع توازن ردع، بل تستطيع أن تحمي لبنان وتحمي خيرات لبنان، ونفط لبنان، وغاز لبنان، ومياهنا اللبنانية، بل ينظر إليها العدو على أنها تهديد وجودي له، لبقائه، لكيانه، أنا أقول لكم بكل صدق، نحن ما كنا نتوقع ان يأتي يوم ينظر فيه العدو إلى مقاومتنا اللبنانية، إلى مقاومتنا اللبنانية بحدودها اللبنانية، بقدراتها، وطاقاتها اللبنانية، البشرية والمادية، أنها تشكل تهديدا وجوديا، هو لا "يهبط حيطان" على نفسه هو يقول نوعا من الحقيقة، هذا ببركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالدرجة الاولى وقيادتها وقيادة سماحة الإمام الخامنئي الذي كان رسوله الأمين، وحامل هذه المسؤولية، وهذه المهمة، بإخلاص وحب وصدق وتفاني، الحاج قاسم سليماني".

وتابع: "حسنا، مع كل هذا الذي قدمه لنا وكان معنا، العلاقة القائمة على أساس المودة والأخوة والحب والتواضع، الحاج قاسم سليماني لا يوجد يوم من الأيام من علينا أو أظهر أنه هو متفضل علينا أو ذكر أي عبارة أو أي إشارة يمننا بها، انا أحضرت لكم مالا، وسلاحا، قمت بتدريبكم، حولتكم إلى القوة الفلانية، ساعدتكم، كنت معكم في حرب تموز. أبدا أبدا أبدا أبدا لم يذكر هذا في يوم من الأيام لا في السر ولا في العلن، لا أمامنا ولا أمام غيرنا، بل دائما كان يقول: أنا أفعل هذا، أنا أؤدي واجبي، وهذا أفعله في سبيل الله ومن أجل رضا الله سبحانه وتعالى، وأرجو أن يكون هذا ذخيرة لي يوم القيامة عندما القى الله سبحانه وتعالى. واكثر من ذلك كان يقول انا خادمكم، وهذه العبارة معروفة عنه في لبنان وفي العراق وفي سوريا مع الكل ومع الفلسطينيين، انا بخدمتكم، أنا خادمكم، ما الذي يمكنني أن اخدمكم به؟ هذا عندما نتكلم عن نموذج!".

وأكد "طيلة هذه السنوات، أكثر من 20 سنة، لم يطلب منا الحاج قاسم سليماني شيئا ولم يوجه لنا أمرا، ولم تطلب منا الجمهورية الإسلامية شيئا لإيران على الإطلاق، نعم في يوم من الأيام جاء الحاج قاسم سليماني وطلب منا قادة عمليات من أجل الدفاع عن الشعب العراقي في بداية الأيام المتعلقة بمحنة داعش في العراق، يعني طلب للعراق ولم يطلب لايران شيئا. طبعا هذا المنطق بالنسبة للدول، للأنظمة، للجيوش، لأجهزة المخابرات في العالم، للأحزاب، للشخصيات، للنخب التي تقيم علاقات مع دول ومع أنظمة، هذا الكلام الذي تقوله لنا تقول لنا حكي سماوي؟ حكي خيالي؟ تحدثنا بكلام من عالم الطهر والقداسة، نعم، انا أحدثكم عن هذا العالم، لا يمكن لأحد أن يستوعب أنه نعم يوجد قيادة في إيران في زمن الإمام الخميني، في زمن سماحة الإمام الخامنئي، في هذه الجمهورية الإسلامية أن هذه القيادة وأن هذا النظام وأن هذه الدولة، يفكرون تجاه الشعوب المستضعفة والمضطهدة والمحتلة أرضها والمظلومين، أننا نحن كدولة إسلامية لدينا مسؤوليات تجاه هذه الشعوب، مسؤوليات دينية، وإيمانية، وإنسانية، وأخلاقية، ومن واجبنا أن نمد لها يد المساعدة ولا نمن لها ولا نتفضل عليها ولا نتوقع منها حتى شكرا، ولا نطلب منها شيئا ولا نأمرها بشيء.

هذا الذي لا يستطيع أن يستوعبه الأميركيون و كثيرون في العالم، ولذلك عندما ينظرون إلى حركات المقاومة في المنطقة يقولون أدوات إيرانية، لا، هي ليست أدوات إيرانية، هؤلاء أصدقاء إيران، حلفاء إيران، أحباء إيران، وليسوا أدوات إيران، إيران ترفض أن تنظر إليهم كأدوات أو أن تتعاطى معهم كأدوات. إستمعتم إلى العديد من قادة الفصائل الفلسطينية، أنا كنت أقول هذا في السر هم الحمدلله قالوه في العلن، قالوا نحن منذ 1998/1999 على علاقة مع الحاج قاسم بالزمن نفسه معنا، وخلال 20 سنة إيران لم تطلب منا شيئا، لم تطلب من المقاومة الفلسطينية شيئا، نعم كانت تطلب منهم أن يقاوموا، أن يتحدوا، أن ينسجموا، أن يجعلوا أولويتهم تحرير أرضهم، هذا الذي كان هو قضيتهم، أما أن تطلب إيران شيئا لها، حتى أن ندافع عنها، حتى أن نقاتل عنها، حتى أن نشكرها، هي لم تطلب من أحد شيئا على الإطلاق، هذه هي الدولة الإسلامية، هذا هو النظام الإسلامي، هذا هو الإسلام السياسي الذي يحاول الكثيرون أن يشوهوه نتيجة تنظيمات مثل داعش وأخوات داعش، هذا هو الإسلام الذي جاء به رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم، أن يقف الإنسان أو الدولة أو النظام أو الشعب إلى جانب بقية المستضعفين والمظلومين والمضطهدين ويمد لهم يد العون بقدر سعته وطاقته، طبعا لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، هذا ما فعلته الجمهورية الإسلامية وهذا ما فعله الحاج قاسم سليماني معنا، هذا هو النموذج، عندما أتحدث عن القائد الإسلامي الجهادي العسكري".

وقال: "هذا هو، الجنرال الكبير، تواضع، حب، تراحم، أخوة، حضور في الميدان، إستعداد للشهادة، حضور في الخطوط الأمامية عند السواتر الترابية، هذا النموذج. هذه الأيام ترون ما ينشر في وسائل الإعلام سواء عن الحاج قاسم أو عن الحاج ابو مهدي، كيفية تعاطيهم مع الناس، تواضعهم للناس، عوائل الشهداء، الأطفال، الأيتام، المقاتلين العاديين، حضورهم في الجبهات، هذا كله يقدم هذا النموذج، طبعا نحن نحتاج الى تقديم هذا النموذج.

في تاريخنا الإسلامي شخصيات عظيمة جدا، شخصيات عسكرية أيضا عظيمة جدا، ولكن نقرأ عنها في التاريخ، لكن ما يقدمه لنا اليوم الإسلام ومدرسة الإمام الخميني، عبر الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني وعبر الشهيد القائد أبو مهدي المهندس نموذج قدوة حية، عايشناها، شاهدناها ونراها وموثقة أمامنا وفي ساحات عديدة وفي أصعب الظروف والأيام".

ثم تحدث عن أبو مهدي المهندس، مشيرا إلى تشابه كبير في الصفات بينه وبين سليماني "ولذلك كانت علاقته مع الحاج قاسم علاقة الروح والحب، كان يعتبر نفسه تلميذا للحاج قاسم، كان يعتبر نفسه جنديا عند الحاج قاسم، في يوم من الأيام هو نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، وفي الحشد الشعبي في العراق يوجد اكثر من 120,000 مقاتل عراقي، ولكن في مقابلة تلفزيونية قال الحاج أبو مهدي، أنا ابن الحاج قاسم- والحاج أبو مهدي أكبر منه بالسن- أنا جنديه، أنا تلميذه، بعض العراقيين لاحقا عاتبوه- للحاج أبو مهدي- أنه أنت كيف تقول هكذا، الحاج قاسم إيراني وأنت نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق، قال أنا إنسان صادق وأعبر عن مشاعري، أنا مشاعري تجاه الحاج قاسم أنني ابنه وتلميذه وجندي عنده، تقبلونني هكذا فاقبلوني وإن لم تقبلون هذا شأنكم".

أضاف: "هذا التواضع، هذا الحب، هذه الأخوة، هذا التراحم، ولذلك كل مرحلة الجهاد- طبعا قبل الجهاد في مواجهة داعش- مرحلة الجهاد مع داعش كانا سويا، واختار الله سبحانه وتعالى لهما أن يستشهدا سويا، هذه ليست صدفة، ليست خطأ في التقدير، ليست أن أبو مهدي لم ينتبه، لماذا ذهب أبو مهدي إلى المطار ليستقبل الحاج قاسم؟ لماذا؟ مع العلم أنه اتصل والحاج قاسم كان موجودا عندنا واتصل أبو مهدي وقال له يا حاج لا تأتي إلى بغداد الجو متوتر، قال له لا أنا قادم، وهو يعرف أن الجو متوتر ولكن ذهب إلى الحاج قاسم إلى المطار، أنا رأيي أن الله سبحانه وتعالى اختار لهذين القائدين الحبيبين الأخوين اللذين عاشا معا وكانت تربطهما علاقة روحية ممتازة واستثنائية أن يستشهدا معا، وأن يكون لهذه الشهادة بعدها الكبير في الأمة، بعدها في إيران، وخصوصا بعدها في العراق، عندما شعر الشعب العراقي أن أحد قياديه الكبار أيضا قد قتل وقد استشهد وقادة آخرون، الذين استشهدوا مع الحاج قاسم ومع الحاج ابو مهدي من الإيرانيين والعراقيين أيضا كان بعضهم ضباطا وكانوا مجاهدين كبارا، الآن عادة أسماؤهم غير مشهورة، نحن مقصرون بحقهم في كل الأحوال".

ثم تحدث عن دوري سليماني والمهندس في العراق، قائلا: "عندما نذهب إلى النموذج العراقي أيضا قبل سنوات عندما قامت داعش بعد سيطرتها على شرق الفرات في سوريا وعلى مناطق واسعة من سوريا، سيطرت على عدد كبير من المحافظات العراقية وأصبحت على مقربة من بغداد عدة كيلومترات وعلى مقربة من كربلاء، وأصدرت المرجعية الدينية الرشيدة والمباركة في النجف الأشرف الفتوى الجهادية التاريخية المعروفة، هذه الفتوى كانت تحتاج إلى قادة وإلى رجال ليطبقوها ويجسدوها في ميادين القتال، الحاج قاسم سليماني كان يستطيع أن يبقى في طهران ويرسل ضباطه ويرسل إمكانات ويرسل سلاحا، لكن الحاج قاسم في اليوم الثاني كان في مطار بغداد، هو وضباطه وفتح الحدود من أجل نقل الإمكانات، وكانت مؤامرة هائلة على العراق.

داعش في تلك الأيام- أود أن أذكر المشاهدين والأخوة الحاضرين والشعب العراقي خصوصا- في تلك الأيام داعش كانت وما زالت صنيعة أميركية ومدعومة من عدد من الدول الإقليمية في المنطقة، وإذا تستحضرون الأسابيع والشهور الأولى الإعلام الخليجي الذي كان يتحدث عن "الثورة المباركة" التي كانت تنفذها داعش، المال والسلاح والحدود والإعلام والفتاوى والغطاء والتحريض الطائفي والمذهبي، من أخطر ما مر على العراق وعلى المنطقة عموما هي مشروع داعش".

أضاف: "جاء الحاج قاسم إلى بغداد، أبو مهدي المهندس باعتبار تاريخه العسكري، تاريخه الجهادي، تسلمه لمسؤوليات سابقة في العمل الجهادي والمقاومة، ثقة المسؤولين العراقيين به، علاقته القوية مع فصائل المقاومة، كان من القادة المركزيين في هذه المعركة- حتى الساعة الأخيرة- عندما استشهد الحاج أبو مهدي المهندس كانت قوات الحشد الشعبي تقوم بتنفيذ عمليات تطهير أمنية في بعض المحافظات العراقية لأن داعش استغلت الأحداث الداخلية العراقية في الآونة الأخيرة لتستعيد عملياتها وقتلها وكمائنها ومجازرها بحق العراقيين.

إذا هؤلاء هذا هو فضلهم، وهزيمة داعش في العراق، لو لم تهزم داعش في العراق لسيطرت على العراق، ولو انتصرت داعش في العراق كان هذا سيهدد كل دول المنطقة، سوريا كان التهديد سيصبح كبيرا وهائلا، هزيمة داعش في العراق ساعد بدرجة كبيرة على إلحاق الهزيمة بداعش في سوريا، لولا هزيمة داعش في العراق كان الأردن في خطر، كانت الكويت في خطر، كانت دول الخليج التي قدمت المال والسلاح والإعلام والفتاوى والانتحاريين والقتلة لداعش كانت حكوماتهم وشعوبهم في خطر، كانت إيران في خطر، كانت تركيا في خطر، حتى الذين دعموا داعش كان السحر سينقلب على الساحر، كان السم سيقضي على طابخيه وصانعيه، ولكن قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وكثير من القادة الإيرانيين والعراقيين ومنهم من إخواننا اللبنانيين والكثير من المقاتلين العراقيين ومن بقية المناطق، لكن هم بالدرجة الأولى الأخوة العراقيين أنفسهم الذين ألحقوا الهزيمة بداعش".

ورأى أن "كل شعوب المنطقة، ليس فقط الشعب العراقي، يجب أن تشكر الحشد الشعبي ويجب أن يشكر قادة الحشد الشعبي وقادة القوات العسكرية والأمنية، كل شعوب المنطقة، كل دول المنطقة يجب أن تشكر قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وإخوانهم من الشهداء ومن الذين ما زالوا أحياء ولم يبدلوا تبديلا، لأنه في معركتهم في مواجهة داعش دافعوا عن كل شعوب المنطقة، من لبنان إلى كل شعوب المنطقة وحفظوا أمن المنطقة واستقرار المنطقة".

وتابع: "إنظروا إلى بقايا داعش ماذا تفعل؟ في أفغانستان ما زال هناك بقايا لداعش، ما زال بعض البقايا في العراق، بقايا لداعش في نيجيريا، بقايا لداعش في شمال أفريقيا، ماذا نسمع عن داعش غير القتل والمجازر والعمليات الانتحارية في مساجد المسلمين وكنائس المسيحيين وأسواق الناس، من الذي وقف وقاتلهم؟ هذه من جملة أكاذيب ترامب التي سأعود إليها بعد قليل".

وختم العنوان الأول بالقول: "نحن أمام- مع الحاج قاسم مع الحاج أبو مهدي- هذا النموذج للقائد الإسلامي المسؤول المحب الذي يحمل الهم، العامل في الليل وفي النهار، الدؤوب الذي لا يمل ولا يكل ولا يتعب، الذي يتواضع، الذي يعمل في سبيل الله ومن أجل رضا الله عز وجل وعينه على آخرته، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوضنا، والحمد الله في الجمهورية الإسلامية وفي العراق قادة كبار، قادة عسكريون وغير عسكريين كبار سيتمكنون إن شاء الله مع الوقت من أن يملأوا هذا الفراغ، وإن كان لكل قائد خصوصيته وشخصيته ومميزاته الشخصية".

وحدد مضمون العنوان الثاني، ب"بعض تداعيات ونتائج هذه الشهادة العظيمة، بشكل سريع، واحد، مشاهد التشييع في العراق ودلالاته- وتكلمت عنها يوم الأحد الماضي فلا أعيد- وتأثيرها في إعادة اللحمة وإعادة استنهاض الوضع العراقي في مواجهة ما كان يحضر له ويخطط له.

بمشاهد التشييع المليوني في إيران، من الأهواز إلى مشهد إلى طهران إلى قم إلى كرمان- هذا التشييع- وأما في بقية المدن والمحافظات الإيرانية المظاهرات الضخمة التي خرج فيها أبناء الشعب الإيراني إلى الشوارع والميادين. سأقف قليلا عند تشييع طهران وتشييع الأهواز، في تشييع طهران كنا دائما نقول أن تشييع الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه هو حالة فريدة في التاريخ، يعني منذ أن خلق الله آدم عليه السلام، مع أنه في التاريخ هناك عظماء ماتوا واستشهدوا، الأنبياء، الرسل، الأئمة أو الأولياء إلى آخره.. لكن لم نشهد في تاريخ البشرية تشييعا بعظمة وجلالة وحجم ونوع تشييع الإمام الخميني قدس سره الشريف قبل أكثر من ثلاثين عاما، يعني بالحجم الملايين وبالمضمون هذه حالة العطف والبكاء والحزن والألم والأسى على رحيل هذا القائد، هذا الفيض الهائل من الحب الذي عبر عنه الشعب الإيراني في تشييع الإمام الخميني قدس سره الشريف.

في تشييع الحاج قاسم سليماني، ماذا شاهد العالم في طهران؟ الآن خمسة ملايين، سبعة ملايين، على كل كان حشدا بشريا هائلا، مثل تشييع الإمام، أقل أو أكثر هذا يحتاج إلى دقة، لكن تشييع لا مثيل له في التاريخ بعد تشييع الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه. الملفت أكثر- لأنه أنا كنت أتابع مثل الناس- منذ ما قبل طلوع الشمس وبعد طلوع الفجر الشوارع والميادين الأساسية في طهران مملوءة بالناس، يعني الناس صلوا صلاة الصبح ونزلوا إلى الميادين والساحات والطرقات، وبقيوا طوال النهار إلى ما بعد مغيب الشمس، إلى حين وصول جنائز الشهداء إلى ميدان آزادي ونقلها إلى مدينة قم، إلى ما بعد مغيب الشمس لساعات طويلة في البرد القارس، عائلات بكاملها ويبكون ويعبرون عن غضبهم وعن حزنهم وعن تأثرهم لم يغادروا إلى أن مشت الجنازة من طهران".

أضاف: "في الحقيقة أود أن أقول ليس فقط هذا التشييع لا مثيل له في التاريخ، اسمحوا لي أن أقول أيضا هذا الشعب الإيراني ليس له مثيل في التاريخ، أنا لست أجامل ولا "أمسح جوخا" لأحد، أين يوجد شعب الآن في الكرة الأرضية إذا مات قائده أو جنرال من جنرالاته أو عزيز من أعزائه هو حاضر أن يخرج إلى الطرقات في اليوم الشديد البرودة من بعد صلاة الفجر ويبقى مع زوجته وأطفاله وعائلته إلى ما بعد مغيب الشمس واقفا على قدميه، من أجل أن يشيع هذه الجنازة وفي هذه الزحمة الهائلة بين الملايين.

وهذا المشهد نفسه الذي تكرر قبلها بأهواز ومشهد وقم وكرمان، حتى في هذه المحافظات الكل يقول هذا الشيء غير مسبوق، في تاريخ الثورة الإسلامية في إيران، مظاهرات أيام الثورة، بعد انتصار الثورة، في يوم القدس، في مناسبات متنوعة لم تشهد المحافظات الإيرانية شيئا من هذا القبيل، الناس الذين جاؤوا الكبار، الصغار، النساء، الرجال، محزونين، باكين، متأثرين، غاضبين، لم تأت بهم الحكومة، لم تصدر تعميما لملء الساحات، هم ملأوا الساحات، يمكن أن تستقدم الناس إلى الشارع، لكن هل بإمكانك أن تدفعها للبكاء وتبكي لساعات وتعبر عن حزنها وعن غضبها، هذه رسالة عظيمة جدا".

واستطرد قائلا: "رسالة التشييع في كل المدن الايرانية عظيمة جدا، رسالة تشييع في طهران، أنا قرأت لبعض الخبراء الأميركيين الكبار يقول أن التشييع في طهران أرعب ترامب وإدارته- وهذا أعود إليه بعد قليل في موضوع الضربة على عين الأسد- لكن اسمحوا لي أن أقف قليلا عند تشييع جنازة الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي والشهداء في مدينة الأهواز، عندما جاءت محافظة خوزستان إلى مدينة الأهواز، الأخوة في الأهواز يقولون لم يسبق في تاريخ خوزستان حشد بشري بهذا النوع، أبدا أبدا أبدا، في تاريخ خوزستان، في حاضرها وفي ماضيها، أبدا. ما هي دلالة هذا الحشد المليوني الهائل في خوزستان، رسالته قوية جدا، رسالته لبعض أنظمة الخليج التي تتآمر على الجمهورية الإسلامية في إيران من خوزستان ومن الأهواز، وتحاول أن تستغل الموضوع العرقي والموضوع القومي والموضوع العربي وحتى الموضوع المذهبي والطائفي وتتآمر على إيران وتحاول أن تستغل بعض الظروف الصعبة الموجودة في خوزستان، الآمال الكبيرة المعقودة لديهم ولدى سادتهم الأميركيين والغربيين، أنا عندما شاهدت تشييع جنازة الحاج قاسم في خوزستان قلت لآل سعود وقلت لهذه الأنظمة الخليجية البائسة ولسادتهم الأميركيين والغربيين اليوم أيضا ينطبق على الجمهورية الإسلامية قوله تعالى "اليوم يئس الذين كفروا من دينكم"، إذا أريد أن أطبقها، أقول اليوم يئس الذين تآمروا من دولتكم ومن حكومتكم ومن إمكانية الغلبة عليكم.. هذه رسالة خوزستان لا يستهين بها أحد، رسالة قوية ومهمة جدا وبالغة الدلالة".

وأردف: "أمام هذا المشهد الذي شهدناه في إيران يشعر الإنسان كأننا أمام ولادة جديدة للثورة الإسلامية في إيران، لمفاهيم الثورة، لمشاعرها، لأحاسيسها، لآمالها وقيمها، ببركة هذه الدماء الزكية، وهذا ليس فقط من خوزستان وإنما أيضا من كل إيران، أستطيع أن أقول لكم إن مشهد التشييع في إيران، وبركات هذه الدماء الزكية، جعلت الأميركي وغير الأميركي يشعر بيأس قاتل، أولئك الذي يراهنون على الداخل الإيراني، على العقوبات والحصار والفتنة والتحريض، ترامب مثلا، اليوم أو أمس خرج المئات في إحدى الجامعات الإيرانية يحتجون على موضوع إسقاط الطائرة الأوكرانية وإدارة الموقف، مع العلم أنه في كل دول العالم لم يحصل سابقا وبعد سقوط طائرة نتيجة خطأ بشري أن تعترف أي دولة وتقول الحقيقة من دون أن تخفي ولا تجامل ولا تجادل ولا شيء، هذه الشفافية وهذه الجرأة وهذا الوضوح لا مثيل له في العالم، ومع ذلك حاول البعض أن يستغل، ترامب كتب تغريدة، لم ير الملايين الضخمة التي نزلت تنادي بالموت له ولإدارته ولقتلته المجرمين، في كل الأحوال، بهذه المشاهد دلالات على أن هذا الدم حصن الجمهورية الإسلامية في الداخل وأحياها من جديد، وقواها من جديد، ووحدها من جديد، وأعطاها حصانة قوية وعالية من جديد، وهذا مهم جدا في إطار الصراع القائم والاستهداف القائم، وخصوصا في السنوات الأخيرة من قبل الولايات المتحدة الأميركية. كما ان هذه الشهادة العظيمة أعطت زخما كبيرا وقويا لقيم الجهاد والصمود والشهادة والمقاومة والفداء والتضحية والأخلاق والقيم والإخلاص والتفاني في سبيل المستضعفين والمظلومين، هذه القيم التي عملوا على إماتتها وعلى تسخيفها خلال عشرات السنين الماضية".

وقال: "أيها الأخوة والأخوات، أنتم تعرفون أن هناك جهدا ثقافيا وإعلاميا هائلا في العالم للتسخيف والسخرية والإستهزاء بكل شيء إسمه جهاد ومجاهد وشهادة وشهيد ومقاومة وممانعة. بعض التافهين عندنا في لبنان، عندما يريدون ان يسخروا منا، يقولون قوى الممانعة، وكأن هذه العبارة صارت للإستهزاء، وكأن التفاني والتضحية من أجل الآخرين أصبح للاستهزاء، إذهب وانظر إلى نفسك وعيالك وبيتك، أنت تقدم الإسلام والثورة الإسلامية ومدرسة الإمام الخميني، الحاج قاسم سليماني الذي قل ما كانت تراه عائلته وزوجته وأولاده وبناته، وهو كان على علاقة عاطفية شديدة ومحبة شديدة لعائلته، كان يستطيع أن يبقى ويجلس عند عائلته ولكن أغلب عمره الشريف قضاه في الجبهات، وفي الساحات، وفي خدمة المجاهدين والمظلومين والدفاع عن المستضعفين، وكذلك الأمر بالنسبة الى الحاج أبو مهدي، زوجته وبناته كان يستطيع أن يبقى عندهن، ولكنه أيضا قضى الجزء الأكبر من عمره الشريف في الجهاد. هذا الذي نقدمه اليوم، بالمقابل ما هي الثقافة التي أتى بها الأميركيون وجماعة الأميركيين في عالمنا العربي، أن ما شأن للبنان في فلسطين وما من شأن للبنان في سوريا ولسوريا في العراق وإيران بالعراق والعراق بفلسطين، وفلان ما دخله بفلان والإنسان الفلاني ما دخله بالإنسان الفلاني، وأنت حبيبي في لبنان أنت من كلفك أن تدافع عن لبنان وتحرض على أرض لبنان وتخرج المعتقلين من لبنان، أليست هذه هي الثقافة التي تريد أن تشيعها وتمشيها؟ هذه الشهادة العظيمة أعادت إحياء ثقافة المقاومة والجهاد والتضحية والتفاني والعطاء، حتى عندنا في لبنان، وصلتني خلال هذا الأسبوع رسائل كثيرة من إخوة ومن قياديين ومن مسؤولين في المقاومة يطلبون الإذن لهم بتنفيذ عمليات إستشهادية، هذه صنعتها من جديد أو دفعتها من جديد أو بالحد الأدنى أخرجتها إلى السطح، إلى العلن، هذه الشهادة العظيمة والمظلومة".

أضاف: "من أهم دلالات وتداعيات هذه الشهادة العظيمة أنها أعادت الصورة الواضحة الحقيقية لأميركا إلى شعوبنا وإلى حكوماتنا وإلى دولنا، فدائما وعلى الرغم من كل ما تفعله أميركا في منطقتنا، يصر البعض على أنها سند للدول وللشعوب، وضمانة للأمن والاستقرار، وهي بعكس ذلك تماما، هذه الشهادة المظلومة والعظيمة في آن، والتي قام بها الجيش الأميركي وتبناها ترامب والإدارة الاميركية علنا، عندما يقتلون كبار قادتنا وخيرة إخواننا وبهذا الشكل الإجرامي الوحشي، فهذا يفتح الباب على كل جرائم أميركا في منطقتنا ويسلط عليها الضوء ويعيدها إلى مكانها الصحيح ومكانها الطبيعي، وهو أنها العدو الأول والعدو الحقيقي والشيطان الأكبر ورأس الطغيان والاستبداد والفساد والهيمنة والظلم والاستكبار، هذا الذي يجب أن يعود بقوة إلى ثقافة الناس وإلى وعي الناس وإلى فهم الناس".

وتابع: "جرائم أميركا، حتى خلال القرن الماضي والقرن الحالي، والحروب التي شنتها أميركا ولا أريد أن أسرد قائمة بها فأي أحد يستطيع أن يجدها على المواقع الإلكترونية، عدد الحروب التي شنتها والملايين التي قتلتها أميركا في العالم، تظهر ان المجرم الأكبر في هذا العالم هي الولايات المتحدة الأميركية والحكومات الأميركية المتعاقبة، وفي منطقتنا أيضا إسرائيل التي تحتل فلسطين، إسرائيل التي شنت الحروب وارتكبت المجازر قبل ال1948 وبعد ال1948 وإلى اليوم، كل المظالم التي تلحق بالشعب الفلسطيني وبشعوب المنطقة من قبل الكيان الصهيوني، المسؤول الأول عن حمايته وبقائه ودعمه هي الحكومات الأميركية المتعاقبة، الشيطان الأكبر، الإرهاب التكفيري في منطقتنا جاءت به أميركا بإعتراف ترامب نفسه، داعش صنعتها أميركا وجاءت بها أميركا لتدمر شعبونا ومجتمعاتنا وجيوشنا وحكوماتنا ودولنا وحضاراتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، كل عملية انتحارية نفذت في أي مكان في العالم الإسلامي، كل مجزرة في مسجد أو كنيسة يجب أن يكتب عندها صنع في أميركا، لأن داعش هي أداة أميركا للهيمنة والسيطرة والعودة إلى المنطقة والحروب الأهلية والفتن والنزاعات الداخلية، هذه صنيعة الولايات المتحدة الأميركية، ويجب أن لا يغيب هذا عن بال الشعوب، يجب أن لا نخطئ في تشخيص العدو الحقيقي لشعوبنا ولأمتنا، يجب على كل بلد عندما يريد أن يناقش الأمن القومي ألا يغيب عن باله أن أميركا خطر وتهديد لأمنه القومي، وإلا فهو لا يعرف مقتضيات أمنه القومي، إما جاهل أو يختبئ لخوفه وجبنه، أميركا هي التهديد الأول وإسرائيل هي مجرد أداة أميركية، ثكنة عسكرية أميركية مزروعة في منطقتنا، الولايات المتحدة الأميركية هي التهديد الاول للأمن القومي لكل بلد ولكل شعب، هي الناهب الأول للنفط والغاز والخيرات في بلادنا وفي منطقتنا، وهذه من تداعيات ويجب أن تكون من تداعيات هذه الشهادة العظيمة ونتائجها".

القصاص العادل

وعن "الرد" أو "القصاص العادل" الذي كان قد تكلم عنه الأحد الماضي "والذي تكلم عنه سماحة القائد والمسؤولون في إيران والمسؤولون في العراق وفصائل المقاومة في كل المنطقة، سنعيد ونضيء قليلا على هذا الموضوع. ففي جملة محددة، الرد على الجريمة الأميركية التي أدت إلى استشهاد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وإخوانهما، ليست عملية واحدة، وإنما هي مسار، مسار طويل يجب أن يفضي إلى إخراج الوجود العسكري الأميركي من منطقتنا، من منطقة الشرق الأوسط، أو كما يحب أن يصطلح عليها سماحة السيد القائد، منطقة غرب آسيا، هذا هو الرد، الرد إذا ليس عملية واحدة، ما حصل في عين الأسد هو صفعة، وليس الرد على استشهاد الحاج قاسم سليماني، ومن يريد أن يناقش أو يقارب عملية الهجوم على قاعدة عين الأسد من زاوية أن هذا هو الرد، فهو مخطئ تماما، هذه العملية، كما سماها سماحة السيد القائد، صفعة للقوات الأميركية والقواعد الأميركية، صفعة في هذا المسار الطويل، هي بداية قوية، بداية عسكرية قوية، هي خطوة أولى وقوية ومزلزلة على طريق طويل للرد على هذه الجريمة التي تأتي في رأس الجرائم التي ارتكبتها أميركا في المنطقة، والتي يجب أن تفضي إلى إخراج الوجود العسكري الاميركي وإنهائه في منطقتنا".

وقال: "أود ان أقف قليلا عند هذه الصفعة، فهذه الصفعة حصلت عندما قامت القوة الصاروخية في الحرس الثوري الإسلامي قبل أيام في الليل بإستهداف، وكان الهدف الأساسي قاعدة عين الأسد، في أربيل ضربوها بصاروخ او إثنين كرسالة معنوية، أما في قاعدة عين الأسد، فعدد من الصورايخ وعلى بعد مئات الكيلومترات وصل إلى قلب القاعدة بإعتراف وزير الدفاع الأميركي وأصاب أهدافه، هذا الحدث كان ضخما ومزلزلا، ونحن كنا نواكب كل الليل وكل النهار، المنطقة كلها كانت على حافة الحرب، أريد أن أقف قليلا عند دلالة هذه الصفعة، وهذه الضربة، طبعا، منذ الساعات الأولى، الإعلام، بعض الإعلام الاميركي، والإعلام الخليجي والعربي الذي هو أميركي أكثر من الأميركيين أنفسهم، بدأ يحضر للموقف الاميركي، وأنا من وقتها فهمت أن ترامب سيبلع الموضوع وسيسكت، عندما بدأ يقول انه لا يوجد قتلى ولا يوجد جرحى وبدأوا يسخفون الصفعة ويوهنوا بها، هذا أمر هم معتادون عليه، لكن إذا أردنا أن نكون منصفين ونقف قليلا عند هذه الصفعة، فنقول إن هذه الضربة العسكرية العظيمة تدل على شجاعة منقطعة النظير لدى القيادة الإيرانية ولدى الشعب الإيراني الذي يقف خلف قيادته، شجاعة لا يمكن وصفها، أنت تتكلم عن من؟ أنت تضرب بالصواريخ قاعدة أميركية، قوات أميركية، هذا الأمر كما قال كل الخبراء خلال الأيام الماضية والمحللون، هذا الأمر لم يحصل منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية".

أضاف: "نتحدث هنا عن دولة، وليس عن منظمة، تنظيم، حركة مقاومة، نتحدث عن دولة، دولة لها نظام ومسؤولون وجيش وحرس ومصاف ومصانع ومطارات وموانئ، لديها ما تخسره كما يقولون. هذا الإقدام، هذا القرار يعبر عن شجاعة وجرأة منقطعة النظير ولا مثيل لها. من يجرؤ في الكرة الأرضية، من يجرؤ في هذا العالم منذ انتهاء الحرب العالمية أن يقف في وجه أمريكا ويضربها بالصواريخ، يضرب أحد قواعدها بالصواريخ، من يجرؤ؟ وبالأخص خلال الأيام الماضية، المسؤولون الأمريكيون هددوا، وترامب، تذكرون تغريدته، إذا ضربتم، إذا عملتم، أنا سأرد بشكل سريع وعنيف وقوي، وحدد 52 موقعا إيرانيا ومن بينها مواقع ثقافية، "مبين بلع كل كلامه"، هذا كان حاضرا عند القيادة الإيرانية عندما اتخذت هذا القرار. إذا أول دليل على هذه الصفعة والضربة، هي هذه الجرأة، هذه الشجاعة، هذا الإقدام، وهذا له ما قبله وله ما بعده. يا أمريكان ويا جماعة الأمريكان في المنطقة، أنتم تواجهون هذه القيادة وهذا النظام وهذا الشعب، إذا كنتم تفترضون أنه قد خاف أو ضعف أو وهن أو جبن أو تراجع أو يشعر بالهزيمة، أبدا على الاطلاق. هذا كان القرار الأقوى، قمة عالية في الشجاعة، أنا وأنتم نعرف ماذا يعني اتخاذ قرار من هذا النوع، قد يستدعي ردات فعل خطيرة، قد يذهب إلى الحرب".

وتابع: "الأمر الثاني، هو أن هذه الضربة وهذه الصفعة كشفت عن قوة القدرات العسكرية الإيرانية، لأنه دائما هناك أحد يحاول التوهين، هناك أناس أصلا هم حقراء ويحبون أن يكونوا حقراء ويحتقرون أنفسهم ولا يقبلون أن في هذه الأمة أقوياء وأن في هذه الأمة مقتدرين وأن في هذه الأمة من إذا قال فعل، لأنهم "مش هيك". هذه الضربة كشفت عن حقيقة القدرة العسكرية الإيرانية، الصواريخ صناعة إيرانية مئة بالمئة، ليست مشتراة من شركات السلاح في الولايات المتحدة الأمريكية وليس مدفوع ثمنها مئات ملايين الدولارات من أموال الشعب الإيراني، هذه صناعة إيرانية. الخبراء إيرانيون، دون الحاجة إلى أي خبير أجنبي. تحديد الأهداف، التموضع، العملية الاجرائية نفذها ضباط وجنود إيرانيون وليسوا مستأجرين من أمريكا ومن غير أمريكا مثلما هو حال بعض الدول. القرار إيراني، السلاح إيراني، التنفيذ إيراني، والصواريخ أصابت أهدافها بدقة، ونزلت، وقال وزير الدفاع الأمريكي أن هناك 11 صاروخا سقط داخل القاعدة على بعد مئات الكيلومترات من إيران. ماذا يعني هذا لأمريكا؟ يعني أن كل القواعد الأمريكية في المنطقة هي تحت مرمى الصواريخ الإيرانية وبدقة. مع العلم أن الجمهورية الاسلامية تملك صواريخا أدق من هذه الصواريخ ولم تستخدمها، اتركوها جانبا.

الأمريكيون رغم أنهم بحالة استنفار كبير وشديد ولديهم توقع بحصول رد إيراني، لم يستطيعوا إسقاط هذه الصواريخ، وهذه حال كل قواعدهم.

هذه رسالة إلى كل من يتآمر مع أمريكا على إيران، وهذه رسالة قوية للكيان الصهيوني الذي كان يفكر دائما باللعب مع إيران. نتنياهو الذي كان يحلم دائما أن يرسل سلاح جو لضرب بعض التأسيسات أو المفاعلات النووية في إيران وكان يخالفه العسكريون والأمنيون في الكيان الصهيوني، هو يريد أن يصنع مجدا لكنه "الأهبل" لا يعرف إلى أين يأخذ كيانه. هذه الضربة هي رسالة قوية للصهاينة عندما يستمعون إلى تهديدات سماحة السيد القائد حفظه الله، تجاه إسرائيل الكيان. هذا ما قرأه المحللون والخبراء الإسرائيليون في الأيام القليلة الماضية. القصف الصاروخي نزل في عين الأسد في العراق، ولكن العزاء كان في الكيان الصهيوني، هذا ما ينتظركم إذا اعتديتم على إيران، أو تآمرتم على إيران، أو هددتم إيران، إيران تملك هذه القدرة وهذه القوة. لذلك هذه الضربة عظيمة جدا ومهمة جدا. الآن "في قتلى ما في قتلى، في جرحى ما في جرحى"، هذا تبينه الأيام".

وأردف: "أمس مراسلة الcnn عندما دخلت وشاهدت وقدمت مشاهد، قالت هذا مشهد صاروخ واحد، الدمار الهائل الموجود في القاعدة. حسنا، إذا العسكر أنزلوهم إلى الملاجئ أو حيدوهم، ألم يكن هناك حراس، ألم يكن هناك مراقبون؟ إن حجم الأضرار العسكرية هائل، حديث عن رادارات متطورة جدا، عن تجهيزات، عن طائرات، عن قواعد، على كل حال، وبحال كان هناك قتلى أم لا، فهذه الضربة بحد ذاتها، بهذا الشكل الذي حصل، لها هذه الدلالات. ومن دلالاتها، كسر الهيبة الأمريكية. هيبة أمريكا بضربة عين الأسد كسرت في عيون الأصدقاء وفي عيون الأعداء. نعم، الأمريكان انضبوا، نعم، انضبوا بالأيام القليلة الماضية. وقفوا على رجل ونصف، نعم وقفوا على رجل ونصف. هؤلاء هم الأمريكان، هذا ما فعلته إيران في الأيام القليلة الماضية.

ثم ما هو الرد الأمريكي على كسر هيبة أميركا؟ بلعها. بحجة ماذا؟ أن كونوا سعداء أيها الأمريكيون لا يوجد قتلى. أنت مين؟ أنت أمريكا، قاعدة أميركية، آلاف الجنود الأميركيين اختبأوا وانسحبوا وضبضبوا ونزلوا إلى الملاجئ، عاشوا حالة رعب شديدة. صواريخ تنزل على قاعدتك، تتبناها دولة، تجهيزاتك، طائراتك، راداراتك، ثم انتهى الموضوع، هو بلع الموضوع. أنتم أصلا انظروا للشكل، نحن في لبنان لدينا تجربة طويلة بهذا العالم، انظروا شكل المؤتمر الصحافي الذي عقده صباحا. أوقف نائب الرئيس ووزير الخارجية ووزير الدفاع وقادة الجيوش الأميركية ودخل هو. ماذا توحي الوجوه، هل توحي لكم بأميركا منتصرة، بأميركا مقتدرة، بأميركا في موقع العلو، بأميركا ألحقت هزيمة، أو كان هناك مشهد عزاء في البيت الأبيض؟ هذه وجوههم، ارجعوا واستعيدوا وجوههم، وثم هو عندما تحدث عن الموضوع، ذهب إلى مكان آخر "ما دمت رئيسا، إيران لن تملك السلاح النووي، لن تمتلك، لن تحصل على السلاح النووي". إيران لا تريد سلاحا نوويا، ما هذه السخافة! ذهب إلى مكان آخر، وبلع الموضوع، وبشكل واضح "لن نستخدم القوة العسكرية، سنذهب إلى العقوبات". حسنا لماذا؟ لماذا؟ ببساطة لأن إيران قوية، ولأن إيران شجاعة، ولأن إيران مقتدرة. أنا متأكد أنه ليلتها عندما اجتمع العسكريون قالوا له "إذا كنت الآن تريد الرد على إيران فنحن كل قواعدنا بالمنطقة، الإيرانيون جهزوا صواريخهم وكل قواعدنا بالمنطقة ستضرب، والإيرانيون أبلغوا عبر وسطاء الأمريكيين، وأعلنوا ذلك، إذا رديتم علينا سنضرب كل قواعدكم في المنطقة وسنضرب إسرائيل. والعسكريون قالوا، نحن لسنا قادرين على حماية قواعدنا، هذا نموذج عين الأسد وقد تتدحرج الأمور إلى حرب، وترامب الآن، من يقول أنه يريد الذهاب إلى حرب، أضف إلى ذلك التشييع في إيران، هذا جزء عليكم عدم الاستهانة به، جزء من رسالة القوة الهائلة، أن قرار الرد الإيراني ليس قرار القائد أو المسؤولين في الدولة، هذا قرار الشعب الإيراني، هذه تطلعات الشعب الإيراني الحاضر للذهاب إلى الحرب من أجل ان يدافع عن كرامته وأن يثأر لدم شهيده الكبير والعظيم الحاج قاسم سليماني".

أضاف: "لذلك بكل بساطة، انضب وانكفأ وتراجع، وخرج ليتلو خطابا ليس فيه تهديد، وطبعا يكرر أكاذيبه "أنا أدعو إيران إلى المفاوضات، أنا أدعو إيران إلى التعاون"، من يتحدث بهذه الطريقة، قبل ليلة أكل 11 صاروخا ضخما على قواته في قاعدة عين الأسد، "أدعو إيران إلى التعاون في المناطق المشتركة كمحاربة داعش"، أيها المنافق الكبير، أنت تريد أن تحارب داعش وقمت بقتل أكبر قائدين في المنطقة قاتلا داعش وألحقا بها الهزيمة وأقمت الأفراح لداعش بقتلهما، أو يقول للشعب الإيراني انا اريد لكم الازدهار! ما هذا الكذاب! تريد الازدهار للشعب الإيراني وأنت تفرض عليه العقوبات والحصار كأشد حصار في تاريخ إيران؟ ثم في مكان آخر، ليس في المؤتمر الصحافي، في خطاباته ومقابلاته يكرر أكاذيبه على الأمريكيين، لأنه يريد تقديم حجة، الأمريكيون يسألونه: إلى أين أخذتنا؟ إلى أين أوصلتنا؟ في كل الأحوال، الزي الذي أرتديه، وأنا طالب علوم دينية وغير مناسب أن أجلب لكم الصورة، لكن أنا أنصح بمشاهدة الكاريكاتير الذي نشرته صحيفة الواشنطن بوست، تعليق كاريكاتير الواشنطن بوست على الصواريخ الإيرانية على عين الأسد وموقف ترامب.

انظروا من أجل أن يقدم الحجة، يقول أنا أمرت بقتل سليماني لأنه كان يخطط لتفجير سفارات أميركية في المنطقة. كذاب يكذب على شعبه، ومعروف أنه أكبر كذاب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر رئيس كذاب، كلهم كاذبون، لكن أكثر رئيس كذاب في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية هو ترامب. الحاج قاسم سليماني لم يكن أبدا يخطط لتفجير سفارات أميركية، أبدا أبدا أبدا. لم يكن، لا في خطته ولا باله على الإطلاق، هذه أكاذيب ترامب للتغطية على الأسباب الحقيقية التي تقف خلف ارتكابه لهذه الجريمة. على كل، هذا الانكفاء الأمريكي وهذه الصفعة الإيرانية، هي أيضا درس للجميع، ليكونوا شجعانا، ليكونوا واثقين من قدراتهم ومن إمكاناتهم، وليكونوا أيضا مؤمنين وواعين أن القوة الأميركية مهما كانت كبيرة وجبارة، لكن هناك ضوابط، هناك حدود، هناك ظروف يخضع لها صاحب القرار الأميركي هنا أو هناك. على كل حال، هذه صفعة في المسار".

العراق

ثم انتقل "لأتحدث عن أمرين: الأمر الأول يرتبط بالعراق، لماذا العراق؟ لأن العراق هو الساحة التي نفذت فيها الجريمة. بعد إيران، أولى الساحات المعنية بالرد على الجريمة، هي العراق. بالأولويات أولا، لأن الجريمة حصلت على الأرض العراقية وفي ظل السيادة العراقية وعلى طريق مطار بغداد، وثانيا لأن الجريمة استهدفت أيضا قائدا عراقيا كبيرا رسميا هو نائب رئيس الحشد الشعبي، وقادة في الحشد الشعبي، أي القوات الرسمية، وثالثا لأنه استهدف الحاج قاسم سليماني واخوانه من الإيرانيين المدافعين والمضحين دفاعا عن الشعب العراقي. العراق هو الأولى بعد إيران بأن يرد على هذه الجريمة، الرد الأول كان في تشييع الشهداء وفي مواقف المرجعية الدينية والعلماء والقوى السياسية والحوزات العلمية والشعب العراقي. الرد الثاني كان في موقف رئيس الوزراء والبرلمان العراقي، وهنا بين هلالين، أتمنى على السيد مسعود البارزاني أن يكون شاكرا لجميل الحاج قاسم سليماني، وهو الذي اعترف قبل سنوات بهذا الجميل. اليوم، يجب ان تعترف له بهذا الجميل عندما كانت داعش على مقربة من اربيل، عندما كاد اقليم كردستان أن يسقط في يد داعش واتصلت بكل اصدقائك فلم يعينوك، واتصلت بالإيرانيين فجاءك في اليوم الثاني، باعترافك الحاج قاسم سليماني ومعه أخوة، وأنا أزيدكم، كان معه أخوة من حزب الله أيضا ذهبوا معه إلى أربيل، والحاج قاسم الذي ذهب إلى اربيل واخواني الذين كانوا معه قالوا لي ان مسعود البارزاني كان يرتجف، كانت يداه ترتجفان من الخوف ومن الهلع. ولكن الحضور السريع للحاج قاسم سليماني وللجمهورية الاسلامية إلى جانبكم هو الذي أبعد هذا الخطر عنكم، الذي لم يكن له مثيل في تاريخكم في المنطقة الكردية هناك. اليوم أنتم مسؤولون أيضا عن أن تعترفوا بهذا الجميل، وأنتم مسؤولون ان تكونوا جزءا من الرد إلى جانب بقية المسؤولين في الحكومة العراقية وفي البرلمان العراقي وفي القوى العراقية.

على كل، من أهم نماذج الرد الحقيقي هو إخراج القوات الأمريكية من العراق، هذه الخطوة أخذ البرلمان العراقي فيها قرارا مشكورا، قرارا عظيما، شجاعا، جريئا، مهما، رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي الذي يتابع بكل شجاعة وصدق تنفيذ هذا القرار، طلب علنا من بومبيو إرسال موفدين للتفاوض حول آليات انسحاب القوات الأميركية، هذا الأمر يتابعه القادة العراقيون، المسؤولون العراقيون والشعب العراقي، وإذا أوصلوه إلى النهاية سيكون هذا القدر المتيقن، بل الرد الأجمل على هذه الجريمة النكراء، هذا ما كان يتطلع إليه الحاج قاسم وأبو مهدي، أن يأتي يوم يكون فيه العراق حرا من الإحتلال، نظيفا من قوى الإرهاب التي يرعاها ضباط الإحتلال ومروحيات الإحتلال التي تنقل ضباط داعش وقادتها من محافظة إلى محافظة، هذه أغلى أمانيهم، والشعب العراقي هو الذي يتحمل هذه المسؤولية، وإذا لم يخرج الأميركيون، الشعب العراقي هو الذي سيقرر كيف يتعاطى مع قوات الإحتلال، وفصائل المقاومة هي التي تعرف كيف ستتعاطى مع قوات الإحتلال، طبعا علينا أن نعلم أن الإدارة الأميركية ستحاول تعطيل هذا الموقف التاريخي للعراقيين من خلال اللعب على التناقضات الداخلية، من خلال التهويل بالعقوبات وبمصادرة الودائع العراقية في أميركا، أميركا تضع الشعب العراقي أمام خيارين، إما أن تفرضوا علي الخروج فأعاقبكم وأصادر أموالكم، وإما أن تسمحوا لي بالبقاء، بإحتلالكم ونهب نفطكم وخيراتكم، فإختاروا أيها العراقيون، هذا الذي يريده ترامب في العراق، يريد نفطكم وخيراتكم والسيطرة على بلدكم، والعراقيون هم الذين سيختارون".

محور المقاومة

أضاف: "الأمر الآخر هو بقية مسار محور المقاومة، محور المقاومة بعد صفعة عين الأسد، وبعد التطورات القائمة في العراق، بات على محور المقاومة أن يبدأ العمل، ما قيل قبل أيام على لسان الجميع، هو ليس كلاما للإستهلاك المحلي، ليس لإستعاب الضربة التي لحقت بمحور المقاومة، ليس لإعطاء المعنويات للناس، لا، هو: المقاومة جادة وصادقة وهادفة في الهدف الكبير الذي طرحته، والأيام المقبلة والأسابيع والشهور المقبلة، وقلت هذا مسار طويل، هذا مسار طويل، على الأميركيين أن يخرجوا قواعدهم وجنودهم وضباطهم وبوارجهم من منطقتنا، عليهم أن يرحلوا، وسأتكلم بالعكس وبشكل مختلف عن الذي تكلمت عنه الاحد الماضي، البديل عن الرحيل عاموديا، هو الرحيل أفقيا، هذا هو البديل، وهذا قرار قاطع وحاسم في محور المقاومة، المسألة هي مسألة وقت، هذه المسألة لن يحصل أي تهاون فيها، من يتصور أن هذه الحادثة العظيمة وهذه الشهادة العظيمة وهذه الدماء الزكية المسفوكة ستنسى خلال اسابيع وشهور وسنين، لا، نحن نتحدث عن بداية المرحلة، عن معركة جديدة، عن عصر جديد في المنطقة، وهذا هو الذي ستأتي بأخباره الأيام، لست بحاجة إلى تأكيد هذا الموقف أكثر من هذا المقدار، وهذه مسؤولية الأمة، كل الأمة، وأنا أثق وأعلم اليوم، الروحية والنفس وعلو الهمة والشجاعة والجرأة الموجودة اليوم على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، والاستعداد الكبير، والوعي والفهم لحجم المخاطر القائمة، الإدارة الاميركية والقتلة الذين ارتكبوا هذه الجريمة ويرتكبون غيرها من الجرائم في منطقتنا وفي بلادنا ستدفع ثمن غاليا، وسيكتشفون أنهم أخطأوا التقدير. بعد إستشهاد الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي، أنا سمعت ترامب وبينز نائب الرئيس ووزير الخارجية الأميركي ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي ومجموعة شيوخ في مجلس الشيوخ الأميركي من الجمهوريين يقولون إن العالم أكثر أمانا بعد قتل سليماني، أنتم مشتبهون ومخطئون وستكتشفون خطأكم وإشتباهكم، ستكتشفون ذلك بالدم، أي عالم أكثر أمانا، عالم المحتلة أرضهم، عالم المستضعفين، عالم الشعوب، الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي والأفغاني والباكستاني واليمني والبحريني وشعوب المنطقة، هؤلاء، أنتم تتحدثون عن عالم الصهاينة عن عالم المستبدين والمستكبرين، ستكشف لكم الأيام انه بعد إستشهاد سليماني العالم سيكون عالما آخرا، لا أمان فيه لهؤلاء الطغاة والقتلة والمجرمين والمستبدين.

وختم نصرالله: "سأكتفي بهذا المقدار اليوم، فهذه مناسبة مستمرة مع الوقت ومع الأحداث ومع التطورات، ليست مناسبة عادية، هي بداية تاريخ جديد في منطقتنا، نتحدث بالمزيد لاحقا إن شاء الله، ونعاهد على المضي في هذا الطريق حتى تحقيق هذه الأهداف، هذه الدماء لن تذهب هدرا، لن تذهب هدرا، ستحقق أهدافها وستصل رسالتها إلى كل العالم".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  11-12 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان دولة فاشلة ومارقة

الياس بجاني/11 كانون الثاني/2020

عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان هو دولة فاشلة ومارقة ومن واجب الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيها بل من التزاماتها القانونية وضع لبنان في هذه الخانة ووضع اليد على حكمه وتسليم القوات الدولية الموجودة في الجنوب السلطات الأمنية ووضع القوى الأمنية اللبنانية تحت أمرتها وذلك لإعادة تأهييل اللبنانيين على كيفية حكم انفسهم. هذا الأمر تم العمل به في العديد من الدول.. ربما هذا هو المخرج الوحيد المتوفر حالياً لمواجهة ما يجري في لبنان من عهر حكام وسلبطة احتلال وفساد حكم وكفر أصحاب شركات أحزاب.

 

Iran: “ Death to the Dictator “
 
شارل الياس شرتوني: المتظاهرون يهتفون في إيران فليسقط الدكتاتير الخامنئي
 Charles Elias Chartouni/January 12/2020
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/82242/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%88%d9%86-%d9%8a%d9%87%d8%aa%d9%81%d9%88%d9%86-%d9%81/

 

رحيل سليماني وارتباك المخططات الإيرانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/2020

The General’s Death Upsets Iran’s Plan/Amir Taheri/Asharq Al-Awsat/January 12/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82238/amir-taheri-the-generals-death-upsets-irans-plan-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%84-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d8%b1/

 

 

The DEA’s (Drug Enforcement Administration) Targeting of Hezbollah’s Global Criminal Support Network
 John Fernandez/The Washington Institute/January 12/2020
 
جون فرناندس/معهد واشنطن/إدارة مكافحة المخدرات الأميركية تلاحق شبكة الدعم الإجرامية العالمية التابعة لحزب الله
 http://eliasbejjaninews.com/archives/82234/%d8%ac%d9%88%d9%86-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%a7%d9%86%d8%af%d8%b3-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%ad%d8%a9-%d8%a7/