LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january12.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَتَخَلَّوا عَن ثِقَتِكُم، فإِنَّ لَهَا ثَوابًا عَظِيمًا. وأَنْتُم بِحَاجَةٍ إِلى ثَبَات، لِتَعْمَلُوا بِمَشِيئَةِ الله فَتَنَالُوا الوَعْد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان دولة فاشلة ومارقة

الياس بجاني/زمن ايران وأذرعتها في المنطقة إلى نهاية حتمية..دورهم انتهى

الياس بجاني/دور ملالي إيران الإقليمي إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 11/1/2020

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 11 كانون الثاني 2020

سلامة يطلب صلاحيات استثنائية للمركزي: حماية لمصالح المودعين والعملاء

يا رب علمنى أن أمارس نعمة التأمل

الأب سيمون عساف

الفرد رياشي: لإعلان لبنان "دولة فاشلة" والذهاب لنظام جديد

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الخارجية نشرت مراسلتين طلبت فيهما من المالية صرف المساهمات العائدة للمنظمات الدولية

الخارجية تشرح مسألة الاشتراكات المتوجبة للامم المتحدة

توضيح من المالية عن مستحقات الامم المتحدة

حزب الله من إيران: نصرالله سينتقم لدماء سليماني

الطرابلسيون يعودون إلى ساحة النور: تجديد الثورة؟

“الثنائي الشيعي” يُغلق الباب أمام دياب برفضه حكومة الاختصاصيين

الرئيس المكلف: سأواصل مهمتي الدستورية لتشكيل حكومة "تكنوقراط" مهمتها الوحيدة إنقاذ لبنان

فرنجية: وزيران للمردة أو لن نشارك… وبري: لا أشارك في الحكومة إلا إذا اتّبعَت القواعد المعمول بها

مصادر سياسية لـ”السياسة”: حكمة قائد الجيش واجهت الفتنة

من “فضائح” العهد القوي: لبنان لم يسدد اشتراكاته في الأمم المتحدة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

محتجون مزقوا صورًا لـ"سليماني" في إيران

إيران تعترف بإسقاط الطائرة الأوكرانية... وكييف تطالب بتعويضات

"نيويورك تايمز": إيران فاجأت الأميركيين في "عين الأسد" ولديها المزيد من الأسلحة الفتاكة!

إيران تعترف بإسقاط الطائرة الأوكرانية والمحتجون لخامنئي: الموت للكاذبين

كييف تنتظر اعتذاراً رسمياً وتعويضات من طهران... وماكرون بدأ إجراءات رسمية لفتح تحقيق دولي

روحاني: خطأ لا يُغتفر… وظريف: يوم حزين… و”الحرس الثوري”: نتحمل المسؤولية كاملة

“الحرس الثوري”: أبلغنا المسؤولين و”الأركان” تلكأت

“الأوكرانية” توقف رحلاتها فوق إيران

 الإيرانية” تعلق رحلاتها إلى السويد

أوكرانيا تنفي بالخرائط رواية إيران بانحراف الطائرة

الولايات المتحدة ترفض طلب العراق بدء مفاوضات سحب القوات وبغداد تشكو طهران لمجلس الأمن... والسيستاني: الصراع على أراضينا انتهاك لسيادتنا

أميركا تعاقب شمخاني وكبار مسؤولي النظام الإيراني وتحرم طهران من عائدات اقتصادية

ترامب: سليماني أحد أسوأ الإرهابيين في التاريخ

الولايات المتحدة فشلت في اغتيال قائد في “فيلق القدس” في اليمن في عملية تزامنت مع مقتل سليماني

ترامب يعلق على سحب القوات من العراق.. 'لدينا 35 مليار دولار من أموالهم'

لم يكن في صدارة الترشيحات.. من هو سلطان عُمان الجديد؟!

وفاة سلطان عُمان قابوس أكثر الحكّام العرب بقاءً في السُلطة و هيثم بن طارق آل سعيد أدى اليمين القانونية سلطاناً جديداً

السعودية تعلن الوقوف إلى جانب العراق وتسعى لتجنيبه خطر الحرب وتقرير سري أممي عزّز مسؤولية إيران عن هجمات سبتمبر على منشآت "أرامكو" في بقيق وخريص

الجيش الليبي: قواتنا تتقدم إلى مصراتة… ولا تراجع

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران تحذّر نصرالله من عملية اغتيال.. واستنفار أمني بنيويورك/سامي خليفة/المدن

بيروت عودة الروح.. الناس إلى الشارع/نادر فوز/المدن

خلال العام 2020: لا هاتف ولا إنترنت في لبنان/خضر حسان/المدن

التحرك الشعبي: اللاعفوية والحيرة اليسارية/أحمد جابر/المدن

فضيحة لبنان في الأمم المتحدة: انتهت صلاحية العهد والنظام/منير الربيع/المدن

 فضيحة دبلوماسية: لبنان يخسر صوته في الأمم المتحدة/طوني بولس/انديبندت عربية

بري يكشف المستور: حكومة عون السياسية في جيبي/نقولا ناصيف/الاخبار

نظرية الجيوميتافيزيقية ودورها في تجنيب إيران الكارثة/سعيد اليعقوبي

إسقاط الطائرة الأوكرانية يزيد انكشاف نظام إيران/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

ليبيا: هل تلتهم نيران الحرب أحلام السلام/جمعة بوكليب/الشرق الأوسط

أبعد من ردّ عسكريّ/حازم صاغية/الشرق الأوسط

استراحة وهميّة في المواجهة الأميركية – الإيرانية/راغدة درغام/ايلاف

كأس أخرى من السمّ/خيرالله خيرالله/العرب

ارتباك إيراني بعد مسرحية الرد على مقتل سليماني/د. خطار أبودياب/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

إدي معلوف في الذكرى الأولى لرحيل اللواء معلوف: تنتظرنا أيام صعبة سوف نتخطاها معا

سامي الجميل زار عائلة أبو فخر: هدفنا تحقيق حلم الشهداء ببلد أجمل

جعجع: الأكثرية الحاكمة أعجز من تحمل مسؤولية شعب وإدارة بلد

إعادة نظر قضائية في جريمة فيلا نانسي عجرم..

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا تَتَخَلَّوا عَن ثِقَتِكُم، فإِنَّ لَهَا ثَوابًا عَظِيمًا. وأَنْتُم بِحَاجَةٍ إِلى ثَبَات، لِتَعْمَلُوا بِمَشِيئَةِ الله فَتَنَالُوا الوَعْد

الرسالة إلى العبرانيّين10/من23حتى39/:”يا إِخوَتي، تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ الأُولى، الَّتي فيهَا ٱسْتَنَرْتُم، وَصَبَرْتُم عَلى الآلامِ في جِهَادٍ طَوِيل، وصِرْتُم تَارةً مَشْهَدًا في ٱحْتِمَالِ التَّعْيِيرِ والضِّيقَات، وتَارةً شُرَكَاءَ لِلَّذِينَ ٱحْتَمَلُوا مِثْلَ ذلِكَ. فقَدْ شَارَكْتُمُ الأَسْرَى في آلامِهِم، وتَقَبَّلْتُم بِفَرَحٍ نَهْبَ مُقْتَنَيَاتِكُم، عَارِفِينَ أَنَّ لَكُم مُقْتَنًى أَفْضَلَ وأَبْقَى. إِذًا فلا تَتَخَلَّوا عَن ثِقَتِكُم، فإِنَّ لَهَا ثَوابًا عَظِيمًا. وأَنْتُم بِحَاجَةٍ إِلى ثَبَات، لِتَعْمَلُوا بِمَشِيئَةِ الله، فَتَنَالُوا الوَعْد. فبَعْدَ قَلِيلٍ قَلِيل، سَيَأْتِي الآتِي ولا يُبْطِئ. أَمَّا البَّارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ٱرْتَدَّ فلا تَرْضَاهُ نَفْسِي! أَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا أَبْنَاءَ ٱرْتِدَادٍ لِلهَلاك، بَلْ أَبْنَاءُ إِيْمَانٍ لِلخَلاص”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان دولة فاشلة ومارقة

الياس بجاني/11 كانون الثاني/2020

عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان هو دولة فاشلة ومارقة ومن واجب الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيها بل من التزاماتها القانونية وضع لبنان في هذه الخانة ووضع اليد على حكمه وتسليم القوات الدولية الموجودة في الجنوب السلطات الأمنية ووضع القوى الأمنية اللبنانية تحت أمرتها وذلك لإعادة تأهييل اللبنانيين على كيفية حكم انفسهم. هذا الأمر تم العمل به في العديد من الدول.. ربما هذا هو المخرج الوحيد المتوفر حالياً لمواجهة ما يجري في لبنان من عهر حكام وسلبطة احتلال وفساد حكم وكفر أصحاب شركات أحزاب.

 

زمن ايران وأذرعتها في المنطقة إلى نهاية حتمية..دورهم انتهى

الياس بجاني/10 كانون الثاني/2020

ممكن فطاحيل كذبة المقاومة والتحرير يخبرونا كيف بدون يكنسوا الأميركي من المنطقة والسيد من خوفه منون قاعد تحت الأرض من 14 سنة؟

 

دور ملالي إيران الإقليمي إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2020

انتهى الزواج السعودي والسوري باغتيال رفيق الحريري واليوم انتهى زواج أميركا وإيران باغتيال سليماني. نهاية دور إيران الإقليمي حتمي وكذلك دور اذرعتها الإرهابية وفي مقدمهم دور حزب الله في لبنان

 

إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2020

إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة ونظامها مجرم وحزبها اللاهي (حزب الله) في لبنان هو سبب كل المصائب والكوارث ولا خلاص للبنان قبل تفكيكه وانهاء دوره المسلح

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 11/1/2020

وطنية/السبت 11 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحكومة على قاب قوسين أو أدنى، لكن ما هي مسافة هذا القوس؟. الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة حسان دياب قال إن مسودة التشكيلة الوزارية جاهزة، لكنه لا يعرف نيات الآخرين تجاه موقفه، الذي بات معلوما من الجميع، وهو ان الحكومة تضم ثمانية عشر وزيرا خبيرا مستقلا. و"التيار الوطني الحر" قال إنه لن يكون له أي وزير. ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي أكد الحق الدستوري للرئيس عون في التكليف والتأليف. وتحدث جريصاتي عن بكائيات، دون أن يسمي الرئيس المكلف. ويصر رئيس البرلمان نبيه بري على حكومة تكنو- سياسية، قادرة على التعاطي مع تطورات المنطقة وعلى النهوض بلبنان.

وسط ذلك، المنطقة بين محورين: الأول روسي- تركي بخصوص هدنتين في إدلب وطرابلس الغرب. والثاني: توسيع الوجود الأميركي في سوريا والعراق.

وفي المنطقة تطوران أيضا: الأول: اعتراف إيران بإسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية عن طريق الخطأ. والثاني: وفاة سلطان عمان قابوس بن سعيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

التأليف الحكومي يتأرجح على حبال الإرتباك، مدفوعا بمقاربات متذبذبة للطباخين على مستويات عديدة، ليس آخرها المعايير المتحركة واخيتار الأسماء المرشحة لدخول جنة الحكومة.

هذا الواقع دفع الرئيس نبيه بري إلى رفع الصوت، إذ إن صفة الاختصاصيين غائبة لدى الكثير من الأسماء المطروحة، ولذلك قال: يبدو أنني الوحيد الذي تعاطى بجدية وعن قناعة في موضوع الاختصاصيين.

الطباخون الحكوميون يطرحون معايير متناقضة، كما يلاحظ رئيس المجلس، الذي يقول إننا اختلفنا على المعايير منذ اليوم الأول. ويضيف بالتالي: أن الحكومة بالصيغة التي يركبونها فيها لست مقتنعا بها.

وعلى نحو مباشر، يوضح الرئيس بري: إذا أرادوا أن يشكلوا حكومة بالصورة التي يحضرونها فأنا خارجها. لكنه، من باب الحرص على مصلحة البلاد، يؤكد أنه لن يعطل مسار تلك الحكومة، مشيرا إلى أنه سيمنحها الثقة لأنه إن لم يفعل ستسقط.

الرئيس بري يبدو مصرا على تأليف حكومة لم شمل تكنو- سياسية انقاذية. ويفضل حكومة أقطاب تكون قادرة على تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الصعبة.

اما موقفه من الحكومة التكنو- سياسية، فليس صحيحا أنه يندرج في سياق رغبته في عودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، وكلامه واضح- كما يؤكد- لناحية تشكيل حكومة لم شمل برئاسة حسان دياب.

الرئيس المكلف كان قد أطل قبل أن ينتصف الليل، على متن بيان أعلن فيه أنه سيواصل مهمته الدستورية، لتشكيل حكومة تنسجم مع ما وصفه بالاطار العام المتفق عليه، أي حكومة تكنوقراط مصغرة. وقال إنه لن يرضخ للتهويل، وسيتابع اتصالاته بالجميع، رافضا أن تصبح رئاسة الحكومة مكسر عصا.

وفي موقف "تويتري"، سأل زعيم "الحزب التقدمي" وليد جنبلاط: إلى متى سيبقى فريق العهد يلعب بمصائر الناس، ويتسلط على كل شيء، ويدمر كل شيء؟.

في الخارج، برز حدثان، الأول عماني تمثل برحيل السلطان قابوس عن تسعة وسبعين عاما، وتعيين ابن عمه هيثم بن طارق خلفا له. السلطان الجديد تعهد بالعمل على النأي بالمنطقة عن الصراعات والخلافات وتحقيق التكامل الاقتصادي.

أما الحدث الثاني فتمثل بإقرار جريء من جانب ايران بسقوط الطائرة الأوكرانية نتيجة إصابتها بصاروخ من طريق الخطأ. وقد اعتذرت الجمهورية الإسلامية عن المأساة، فيما طالبت أوكرانيا بتعويضات، ودعت كندا لمحاسبة طهران.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إنها الجمهورية الاسلامية في ايران، محط القيم والأنظار، لم يشغلها شأن عن شأن، ولا الضرورات عن سمو القواعد والضوابط الأخلاقية والانسانية والقانونية والشرعية. فبعد رسمها قواعد استثنائية في العلاقة مع الاستكبار الأميركي، واستهداف قواعده بصواريخ عن سابق اصرار وتصميم وفخر الاعلان، والتوعد بالمزيد، أعلنت اليوم تحمل المسؤولية عن خطأ أدى إلى سقوط الطائرة الأوكرانية في طهران.

خطأ بشري كان مكلفا لها قبل غيرها، لم تخفه تحت عنوان أعلى درجات الاستنفار التي فرضتها أوضاع كادت تلامس حربا عليها في المنطقة، بل قدمت نتائج التحقيق التي توصلت إليها حول سقوط طائرة الركاب الأوكرانية قبل أيام. قدمتها بكل شفافية ومسؤولية إلى الرأي العام الايراني والعالمي، غير آبهة بكل محاولات الاستثمار الأميركي وبعض الدولي بكثير من الغباء للحادث الانساني.

الامام السيد علي الخامنئي طلب نشر التحقيق، ومتابعة موارد التقصير المحتملة في هذا الحادث المفجع، وتقديم العزاء لأهالي الضحايا. وكذلك فعل رئيس الجمهورية ووزير خارجيته. بل لم يكتف الايرانيون بذلك، فخرج قائد القوة الصاروخية في "الحرس الثوري" الايراني على الملأ، وهو الذي أذل الجيش الأميركي قبل أيام في "عين الأسد"، خرج أمام العالم معتذرا، واضعا نفسه قبل مرؤوسيه أمام المساءلة، متحملا كامل التبعات.

وللتذكير انه ليس الحادث الأول من نوعه في هذا العالم، لكن قيم الجمهورية الاسلامية الايرانية جعلته ثقيلا عليها.

في المقلب الآخر، لا زالت ضربة "الحرس الثوري" الايراني للجيش الأميركي في "عين الأسد" في العراق، تثقل كاهل دونالد ترامب وادارته مع تكشف المزيد، ودخول الاعلام الأميركي إلى قلب القاعدة الأميركية، ناقلا صورة الدمار الكبير. فيما نقل المحللون الصهاينة صورة الرعب في كيانهم، مع تأكيدهم على دقة الصواريخ الايرانية، واندهاشهم لجرأة الجمهوية الاسلامية بالهجوم على قواعد الدولة العظمى في العالم، ولسكوت دونالد ترامب وجيشه.

في لبنان لا تشكيلة حكومية إلى الآن، بل سجالات أعادت خلط الأوراق من نوع الحكومة إلى توزيع حقائبها.

في عمان، وبعد حقبة من الحكم دامت نحو خمسين عاما، غيب الموت السلطان قابوس بن سعيد، ليخلفه هيثم بن طارق آل سعيد، مؤكدا على سياسة الانفتاح وحسن الجوار التي أرساها سلفه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

تشكيل الحكومة في مهب الريح. أما المسؤولية، فتحديدها على عاتق البيانات والتغريدات والمقابلات والمصادر التي تدفقت اليوم على أكثر من جبهة سياسية.

فبعد التصريح الليلي لرئيس الحكومة المكلف، رد صباحي من رئيس مجلس النواب، وهجوم مكرر على العهد وحليفه الرئيسي من النائب السابق وليد جنبلاط، في وقت انصب هم رئيس تيار "المردة" على معرفة حجم جبران باسيل في الحكومة المقبلة، لتحديد حصته بوزير أو إثنين، كما قال في تغريدة، تزامنا مع تراشق بالبيانات والمصادر بين وزارتي الخارجية والمالية، حول حرمان لبنان من حق التصويت في الأمم المتحدة، لعدم تسديد المستحقات.

كل ذلك فيما الهم المعيشي يتعاظم، والمآسي الحياتية تزداد، على وقع الأزمة الاقتصادية المستفحلة والوضع المالي غير المسبوق.

وفي الموضوع الحكومي، لفت اليوم ما صدر عن وزير الدولة لرئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، الذي أكد ان رئيس الجمهورية ليس ساعي بريد أو صندوق اقتراع في عملية التكليف والتسمية، وليس أيضا مجرد موثق بتوقيعه لوثيقة تأليف الحكومات. ليضيف: ضنا بالوطن والشعب والوقت الغالي الذي يهدر والنزف يوهن شرايين لبنان، كفانا حرب صلاحيات ومهاترات وبكائيات ونصرة مزعومة لمواقع في الدولة هي من أحجار الزاوية في النظام الدستوري اللبناني وليست قطعا "مكسر عصا".

هذا في الداخل. أما خارجيا، فانشغال بمأساة الطائرة الأوكرانية وايران، وبوفاة سلطان التفاهمات الاقليمية وعمان قابوس بن سعيد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أيها اللبنانيون، فلنتوقف عن الكذب على أنفسنا، ولو لمرة واحدة، ولنعترف بالحقيقة الصعبة. نعم، لقد تحولت دولة لبنان الكبير التي أعلنت قبل مئة عام، دولة فاشلة. لكن الفشل، للأسف، لا يقتصر على الدولة فقط. نظامنا أيضا فاشل، والمسؤولون عنا فاشلون. والأهم: نحن أيضا فاشلون، لأننا راضون، مسلمون، خاضعون خانعون. نعم لقد سكتنا كثيرا، ورضخنا طويلا، وكرسنا الأمر الواقع عميقا، فانهارت الدولة فوق رؤوسنا وسقط الوطن.

آخر مظاهر فشلنا الموصوف: أن نفقد حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، نتيجة مراكمة دولتنا الفاشلة الكثير من المتأخرات المالية. هكذا فإن لبنان شارل مالك، وإدوار غرة وغسان تويني أصبح بلا صوت في الأمم المتحدة. وبدلا من أن تسكت الوزارتان المعنيتان وتحاولان لململة الموضوع بالتي هي أحسن، فإنهما خاضتا حربا كلامية، وغاية كل وزارة الدفاع عن نفسها واتهام الوزارة الأخرى بالفشل والتقصير.

باختصار: لقد تحولت "البهدلة بهدلتين" والفضيحة فضيحتين. فالمسؤولون العباقرة لم يكتفوا بإخراجنا من أكبر محفل دولي أممي، بل استكملوا "الجرصة" العالمية عبر تقاذف الإتهامات ونشر غسيلنا الوسخ فوق السطوح. فهل نحن في دولة فاشلة فحسب، أم أننا في غابة حيث لا قانون ولا شورى ولا دستور؟.

أيها اللبنانيون، فشلنا واضح حكوميا أيضا. فحركة التأليف شبه متوقفة، وقد حل مكانها سجال بطلاه رئيس الحكومة المكلف ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية. فبعد تغريدة حسان دياب عن رفضه تحويل رئيس الحكومة مكسر عصا، رد سليم جريصاتي داعيا دياب، من دون أن يسميه، إلى الكف عن حرب الصلاحيات والمهاترات والبكائيات، ومؤكدا أن رئاسة الحكومة ليست قطعا مكسر عصا.

السجال بين دياب وجريصاتي يثبت أن عملية التأليف لا تزال متعثرة، وخصوصا أن أطرافا سياسية كثيرة لا تريد ل"التيار الوطني الحر" أن يحصل على الثلث المعطل.

وكما في البر كذلك في البحر: الفشل يتمدد. إذ فيما كان من المتوقع وصول فريق شركة "توتال" إلى لبنان منتصف الشهر الجاري، تمهيدا لبدء الحفر الاستكشافي في البلوك النفطي رقم 4، طرأ تأخير ما يوجب ارجاء العملية إلى موعد لم يعلن عنه بعد. فهل التعثر النفطي هو لأسباب تقنية فقط، أم أن هناك أسبابا وعوامل أخرى أدت إلى الإرجاء؟.

في الموازاة، أهل الانتفاضة عادوا إلى الشوارع والساحات، بعدما أعطاهم الطقس المشمس فسحة في عطلة نهاية الأسبوع. وقد أثبتت الحشود في بيروت والشمال والجنوب، أن نبض الانتفاضة لا يزال في النفوس والعقول، وأن كل ما يحكى عن انطفاء شعلة الرفض لكل ما يحاك في الغرف السوداء، مجرد كلام لا يعبر عن الحقيقة والواقع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لبنان "فقاسة" مشاكل وأزمات ومآزق، كل يوم أزمة أو أكثر، تؤدي إلى مأزق أو أكثر، وكأن لبنان "لا يكفيه الذي فيه" فتتراكم فوق رأسه المشاكل: الجديد أزمة في تفسير بعض مواد الدستور المتعلقة بتشكيل الحكومة. الرئيس المكلف "فتح الردة"، فقال في بيان مسهب إن "الضغوط مهما بلغت لن تغير من قناعاتي، وأنني لن أرضخ للتهويل، لن أقبل أن تصبح رئاسة الحكومة مكسر عصا". هذا الكلام يبدو أنه استفز القصر الجمهوري، فكان بيان لوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، أعلن فيه "أن رئيس الجمهورية ليس ساعي بريد أو صندوق اقتراع في عملية التكليف والتسمية، وليس مجرد موثق بتوقيعه لوثيقة تأليف الحكومات.

جريصاتي أنهى بيانه بالغمز من بعض أداء الرئيس دياب، فقال: "كفانا حرب صلاحيات ومهاترات وبكائيات ونصرة مزعومة لمواقع في الدولة". لكن يبدو أن رياح الصلاحيات قد تجري بما لا تشتهي سفن الوزير جريصاتي، فالرئيس المكلف أمامه مهمة صعبة في الحفاظ على موقع الرئاسة الثالثة، ولهذا قال: "لن أقبل أن تصبح رئاسة الحكومة مكسر عصا". هذا الكلام موجه إلى دار الفتوى التي امتنعت عن استقباله إلى الآن، وإلى "بيت الوسط" حيث الشارع السني يعتبر أن الشرعية الشعبية تعود إليه.

أكثر من ذلك، حتى لو شكل دياب حكومته، كيف سيكون تعاطيه مع الوزير جبران باسيل، حيث أن كل مفاوضات التشكيل كانت تتم معه، وأبرزها لقاء الساعات الست؟.

الأمور حكوميا ليست على ما يرام، فالصدام بدأ باكرا، حتى قبل التشكيل، بين الرئيس المكلف وبعبدا وبينه وبين عين التينة، فهل هكذا سيكون تعاون السلطات؟.

عنصر خلافي آخر دخل على خط التشكيل، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ومن منصة تيار "المستقبل"، صوب على الوزير باسيل، فقال ل"المستقبل ويب": إذا شكلت حكومة وفاق وطني أو تمثل فيها الحراك، فإن حجمنا يقتضي أن نتمثل بوزير. أما اذا كان التمثيل المسيحي يقتصر على "التيار الوطني الحر" فقط، فنحن لا نرضى بوزير واحد وإنما نطالب بوزيرين، نريد حقيبة الأشغال ومعها حقيبة ثانية نتوافق عليها، فيتولى كل وزير حقيبة لا وزير واحد بحقيبتين".

هذا الطرح المتقدم من جانب تيار "المردة" الذي سمى الرئيس المكلف، يرجح ألا يكون عاملا مساعدا في تسهيل ولادة الحكومة. وعليه يمكن الإفتراض أن الحكومة الجديدة عادت إلى المربع الأول، وأن تصريف الأعمال "عمره طويل".

أما فضيحة الفضائح فتتمثل في تواني لبنان عن سداد مستحقاته للأمم المتحدة، ما حرمه من حق التصويت في الجمعية العمومية. اللبناني ينتظر من ستعلنه نتائج التحقيق الرسمي مسؤولا: في المالية أم في الخارجية؟. وفي الإنتظار يتحسر اللبناني على زمان مجيد كان فيه لبنان "المفخرة" في الأمم المتحدة، حيث ساهم بفكر الراحل شارل مالك في وضع الشرعة العالمية لحقوق الإنسان، ليصل اليوم إلى متعثر أو مقصر في سداد ما عليه.

مؤسف الدرك الذي وصل إليه البلد.

في الأثناء، الشارع يجدد شبابه ويعيد نبضه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لبنان دولة متخلفة والبقية تفاصيل. متخلفة عن دفع مستحقاتها للأمم المتحدة، عن دفع أموال الناس في مصارف التعذيب، عن وقف نزيف الليرة أمام دولار بالستي، عن الدفع باتجاه تأليف حكومة تنقذ اللبنانيين.

وفي بحر هذا التخلف، يصبح ضياع المسؤليات أمرا لا يستدعي الغرابة. فبين خارجية ومالية جاءت "جرصتنا" عالمية. وتبادلت مصادر الوزارتين نشر البيانات من فوق سطوح الأمم، على زمن تسرح فيه حكومة تصريف الأعمال وتعطل نفسها، خلافا للقانون، فيما رئيسها سعد الحريري "يتسكع" بين العواصم، منتظرا انهيار حكومة لم تقم من رمادها السياسي بعد.

ولم يكن نزاع لبنان الدولي بمسألة مستهجنة، فسواء دفعت وزارة المال أم تأخرت وزارة الخارجية، فإن الصراع بين جبران باسيل وعلي حسن خليل، خرج هذه المرة إلى العلن وبصيغة أممية. وإذا كان أنطونيو غوتيرش قد كشف عن خلاف لبناني اليوم، فإن الأزمة عمرها من عمر حكومات متعاقبة، كان يحتجز فيها وزير المال أموال مشاريع ويعطل أخرى، لاسيما تلك المتعلقة بوزرات "التيار"، وتحديدا ما يتصل بجبران باسيل.

ومشاريع الدولة بالنسبة إلى وزير المال هي "عالقطعة"، ولكل قطعة حصة. ومعمل دير عمار شاهد على "بيعة" العمولات، عندما تقاضي السيد غسان غندور مبلغا وصل إلى سبعة عشر مليون دولار لمصلحة وزير المال. وعندما قبض الغندور، سلكت معادلة دير عمار بسرعة الضوء. ويتبين من خلال الفوائد المالية، أهمية تمسك الرئيس نبيه بري بوزارة المال، وإبقائها مع الوزير الأمين على بيت المال.

اليوم يهدد بري بعدم المشاركة في الحكومة. ويلوح زعيم تيار "المردة"، من جهته، بعدم الدخول إلا بوزيرين، أو بمعرفة حصة باسيل أولا.

كل ذلك يجري وكأن لبنان بألف خير، حيث لا انهيار ولا حصار مالي ولا أزمات تخنق اللبنانيين. وهذا الاهتراء دفع اللبنانيين مجددا اليوم إلى الشارع، لقول كفى كبيرة على استهتار تمارسه الطبقة السياسية، في التعامل باستخفاف مع المواطنيين، وفي التفاوض على حكومتهم، ونهب وجودها قبل أن تولد.

وحدها الناس في الشوارع، قادرة اليوم على تعطيل كل هذا اللعب بمصائرها. فما إن خفت وهج الطرقات، حتى ظن الحاكمون أنهم مستحكمون، وأن بإمكانهم طرح الحكومة السياسية، سواء عبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أو من خلال إشارات جبران باسيل التي تلقفها الرئيس نبيه بري وظن أنه يمكن فرضها.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 11 كانون الثاني 2020

وطنية/السبت 11 كانون الثاني 2020

النهار

يعتقد مستشار رئاسي سابق ان اغتيال اميركا اللواء سليماني يؤشر الى اتجاه المنطقة نحو التسوية الشاملة معتبرا ان تحقيقها يتطلب دفع اثمان وسقوط ضحايا لان هناك من يدفع دائما ثمن تسويات الكبار.

بدأت مؤسسات اجتماعية وثقافية وأندية رياضية تعلن إفلاسها وتتخذ إجراءات الصرف في ظل انهيار طاول الوسط الرياضي، ما يطرح التساؤلات حول استحقاقات الأندية الرياضية آسيوياً وعربياً ودولياً.

لوحظ أنّ التوتر السياسي انحسر بين "تيار المستقبل" والحزب التقدمي بعد سلسلة تغريدات وحملات بين الطرفين وذلك مرده إلى اتصالات جرت بعيداً عن الأضواء بينهما قد تترجم بلقاءات قريبة.

اللواء

لا يُبدي مسؤول كبير أية حماسة للعودة إلى التأليف، ما لم يحصل تفاهم والتزام بمسار تسوية ما بعد الثقة.

نصح الرئيس المكلف بوضع برنامج زمني لمساره التأليفي، قبل التلويح بالاعتذار!

خلافاً لأي تأويل، يلاحظ مراقبون ان أيّ لقاء لم يعقد بين مرجعين حول تأليف الحكومة.

نداء الوطن

حمّل موظفون أحد المدراء المعنيين في "تلفزيون لبنان" مسؤولية توقّف التأمين الصحي عنهم جراء تعمده تأخير إجراء استدراج عروض الشركات، في محاولة منه لفرض شركة دون غيرها، ما سبّب أزمة مع نقابة موظفي التلفزيون.

تردد أن الرئيس المكلف حسان دياب يحاول تقديم أوراق اعتماد للأميركيين، وهو ما أوحى به مرشح وزاري تمّ استبعاده عن التشكيلة المرتقبة.

نُقل عن رئيس تيار بارز من الأكثرية النيابية قوله في مجلس خاص رداً على سؤال عن سبب تأخير تشكيل الحكومة: "عشو مستعجلين الثورة خلصت".

الأنباء

أحد وجوه الوصاية السورية سابقاً يتولى نقل معلومات تفصيلية حول الحكومة المقبلة من حيث شكلها وحقائبها، الأمر الذي يقطع الشك باليقين حول الدور الذي تقوم به هذه الشخصية في التأليف.

ربط مقصود بين دعوة حكومة تصريف الأعمال للعودة إلى الانعقاد وجلسة مناقشة موازنة ???? تسهيلا لتمريرها وإقرارها ووضعها موضع التنفيذ اذا تأخرت ولادة الحكومة الجديدة.

تردّ شخصية سياسية تم تكليفها مؤخراً بمهمة أساسية على منتقديها لناحية التأخير في إتمام المهمة، بالقول التأخير طبيعي وتذكّر أن شخصيات سابقة كانت يستغرقها إنجاز هذه المهمة شهوراً عدة.

الجمهورية

كاد النقاش حول مسألة حساسة بين مسؤول كبير وممثل رئيس أحد الأحزاب أن يتطور الى إشكال كبير.

تبين أن بعض تجار الجملة يحتسبون سعر البضائع على أساس الدولار 3000 ليرة، في غياب الأجهزة الرقابية المختصة.

تمنى حزب نافذ خلال زيارته مرجعية روحية إعادة النظر في تركيبة التشكيلة الحكومية.

 

سلامة يطلب صلاحيات استثنائية للمركزي: حماية لمصالح المودعين والعملاء

وطنية - السبت 11 كانون الثاني 2020

وجه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كتابا إلى وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، موضوعه "طلب إتخاذ إجراءات إستثنائية"، مؤرخ في التاسع من كانون الثاني الجاري، جاء فيه:

"إستنادا إلى أحكام المادة 71 وما يليها من قانون النقد والتسليف التي تنظم علاقة مصرف لبنان مع الدولة، وبما أن الظروف الإستثنائية الحالية حملت المصارف العاملة في لبنان على اتخاذ بعض التدابير المؤقتة لجهة فرض قيود على بعض العمليات المصرفية وعلى التحاويل المصرفية إلى الخارج وعلى سحب الأوراق النقدية، وبما أن تطبيق هذه القيود أدى في مناسبات متعددة إلى إجحاف بحقوق بعض العملاء سيما لجهة المقاربة غير المتساوية مع عملاء آخرين، وبما أنه يقتضي تنظيم هذه الإجراءات وتوحيدها بين المصارف بغية تطبيقها بشكل عادل ومتساو على المودعين والعملاء جميعا،

وبما أن النصوص القانونية المرعية الإجراء لا تولي مصرف لبنان، صراحة،، صلاحية تنظيم أو تحديد أو تعديل هذا النوع من الإجراءات الإستثنائية المؤقتة التي فرضتها الظروف الحالية للبلاد،

لذلك، وتأمينا للمصلحة العامة، وحفاظا على الاستقرار النقدي والمصرفي الذي يشكل أحد المهام الأساسية المنوطة بالمصرف المركزي، وحماية للمصالح المشروعة للمودعين والعملاء، نطلب من دولتكم السعي لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة من قبل السلطة ذات الصلاحية لتكليف مصرف لبنان بالصلاحيات الإستثنائية اللازمة لإصدار الأنظمة المتعلقة بمعالجة الأوضاع المشار إليها أعلاه".

 

يا رب علمنى أن أمارس نعمة التأمل

الأب سيمون عساف/11 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82209/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%8a%d8%a7-%d8%b1%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%85%d9%86%d9%89-%d8%a3%d9%86-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%86%d8%b9/

- حياة التأمل تحتاج الى فترة هدوء وسكينة، فأن اعمال الله العظيمة يعملها فى النفوس الهادئة.

السيد المسيح مثلنا الأعلى في التأمل

كان السيد المسيح يقضى اوقاتاً فى الصلاة والتأمل: فقد كان يعتزل فى البراري والأماكن الهادئة مصلياً ومتأملاً “ فكان يعتزل في البراري ويصلي." (لو16:5)،

لذلك نلمس أهمية الخلوة فى الصلاة والتأمل من حياة السيد المسيح، الذي ترك لنا مثالاً لنتبع خطواته.

قال القديس اغسطينوس: "لا يوجد شيء نافع مثل التأمل كل يوم فيما احتمله ابن الله لأجلنا".

الآباء القديسون والتأمل

يسمى الآباء التأمل الروحي بالتاوريا وهى:

التاوريا الأولى: وهى التأمل فى المخلوقات والطبيعة ويطلقون عليها الهذيذ بالمخلوقات.

التاوريا الثانية: وهى التأمل فى السماويات وما فيها والأرواح والملائكة والله فوق الكل.

التاوريا الثالثة: وهى التأمل فى الثالوث القدوس وعظمته وجلاله ويطلق عليه الدهش.

موهبة روحية: أحياناً يكون التأمل موهبة روحية، يستقبل بها الإنسان معرفة فوق المعرفة العادية.

قال القديس اغسطينوس "عند الوقوع فى درجة الدهش الروحى الكامل، يفقد الانسان مشاعر الجسد ويُحمل الى الله، ثم يعود لحالته.."

سمات التأمل المسيحي

قال القديس مار اسحق،"إن التدبير الروحي الكامل حيث يتأمل العقل فى حب الخالق وعنايته وإرادته الصالحة ويبطل من الإنسان حينئذ كل الشكوك والخوف، ونحس بالعقل إننا بنو الأب السماوي وورثه مع المسيح".

قال القديس مار اسحق،"الصلاة يسبقها خلوة، والتأمل يمكن التمرن عليه بالصلاة، ومن الاثنين نكتسب حب الله، لأن في كليهما أسباباً تدعو لحبه والحب ثمرة الصلاة."

تأمُّل مع العمل

يشمل العمل الروحى الخدمة والتعليم والعمل الصالح والعطاء...الخ

وأهمية ذلك كقول المسيح،"من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات."(متى 06/10)

الانسان في الخدمة، لا يدعه يستغنى عن الهدوء للتأمل، ولا التأمل يمنع الانسان عن الخدمة.

كما أيضا التأمل العملي هو تطبيق عملى للوصايا الالهية، وهو يعطى خبرة روحية فى الخدمة ومصداقية فى التعليم للخادم.

قال القديس غريغوريوس الكبير، "حن نصعد الى مرتفعات التأمل على درجات حياة العمل والخدمة."

وقال القديس اغسطينوس، "ن عظمة التأمل لا تمنح إلا للذين لهم حب لله."

مجالات التأمل الروحي

قال القديس غريغوريوس،"على الإنسان الكامل أن يتتلمذ أولاً على اعتياد الفضائل وممارستها، وبعد ذلك يرتاد المرتقيات فيدخل الى راحة التأمل."

قال القديس غريغوريوس،"حينما أتأمل عظمة السعادة التى يربحها الإنسان بالموت وتفاهة ما يخسر بفقدان الحياة، لا استطيع احتمال شوقي الى السماء، فأهتف نحو الله قائلا: "تى يا الهي تنتشلني من هذه "الوادي" وتسكنني وطني العزيز"

قال القديس اغسطينوس، "أملت فى الحياة فإن كل ما فيها يفنى ويزول فاشتقت إليك يا إلهى لأحيا إلى الأبد ولن أزول."

قال القديس مار اسحق، "الهذيذ فى الكتب المقدسة ينير العقل ويعلم النفس الحديث مع الله." وبالتأمل العملي اى بالسلوك والعمل بحسب الإنجيل والوصية يشهد لحضور الله.

قال القديس ابيفانيوس، "إن التأمل فى الكتب المقدسة حرز (كنز) عظيم، يحفظ الإنسان من الخطية، ويستميله الى عمل البر."

قال القديس غريغوريوس الكبير، "عندما يتذوق العقل حلاوة التأمل يشتعل بالحب." !

قال القديس يوحنا كاسيان الذي ولد ما بين 350 و360 م، وتأثر بالقديس يوحنا ذهبي الفم الذي سامه شماساً، قال، "بقدر ما يتقدم عقل الإنسان ويمتد نحو الصفاء والنقاوة فى التأمل كلما يظهر له دنسه وعدم نقاوته، عندها يرى ذاته فى مرآة الطهارة الحقة."

وقال القديس غريغوريوس، " كلما تقدم القديسون فى فضيلة التأمل احتقروا ذواتهم وعرفوا أنهم لا شيء." قال ايضا، "من نعمة التأمل وجود صوت التمييز السماوي فى العقل".

القديس أغسطينوس (354- 430 م)

بعد ان تغيرت حياته وتاب على يد القديس امبروسيوس وصار اسقفاً على هيبو بشمال افريقيا واعتزل الى حياة التأمل والكتابة والصلاة . أكتشف حياة التأمل واهميتها.. فأخرج لنا درراً من كنوز تأملاته. حتى فى كتاب اعترافاته وجَّهه الى الله متأملاً. وقد مزج تأملاته فى صلاته، فكانت صلوات راقية وتأملات رائعة، وهذه أجزاء من تأملاته:

الهى... ليتنى أعرفك كما أنت تعرفنى

يا قوة نفسى، أكشف لى عن ذاتك يا مُعزىني.!

أسرع لأتأمل فيك يا سرور قلبى.

الهمنى حبك، فأنت هو حياتى.!

أشرق علىّ ففيك يكمن فرحى الحقيقى.

فيك راحتى، فيك حياتى، فيك كمال مجدى ليتنى أجدك يا مُنية قلبى أنت تحتضن وجودي برعايتك.

التأمل فى صليب المسيح هو أقوى مصدر لإدراك حب الله لنا، ففى هذا الصليب كُسرت شوكة الموت، التى هى الخطية وفتح لنا الفردوس.

يارب علمنى أن أتأمل

 

الفرد رياشي: لإعلان لبنان "دولة فاشلة" والذهاب لنظام جديد

مواقع الأكترونية/11 كانون الثاني/2020

دعا الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي من المجتمع الدولي اعلان لبنان "دولة فاشلة" نظراً لعدم قدرة القوى السياسية جمعاء وفشلها الذريع من إدارة أبسط أمور الدولة لدرجة ذهب البعض كأمين عام حزب الله الشيخ حسن نصرالله الى اعلان الحروب على الدول الكبرى في مسائل لا تمت للبنان اللبنانيين بصلة والتي من المفترض ان تدخل في صلاحيات الدولة اللبنانية... وصولاً  لعدم تمكن اي ممن يطرحون انفسهم كبدائل عن اجتراح اي حلول عملية تحاكي بيئة لبنان التعددية. لذلك، ندعو لإعلان لبنان "دولة فاشلة" والذهاب لمؤتمر عام بعيداً عن الشعارات الرنانة والغوغائية كطرح إلغاء "الطائفية السياسية" طوراً "والعلمانية الشاملة" تارةٍ اخرى والذهاب لتبني نظام عملي يحاكي النسيج التعددي للبنان اي "النظام الفدرالي". كما نحذر انه اذا لم يتم أخذ قرارات مصيرية، فأننا ذاهبون إلى المزيد من التدهور والانهيار الذي لن يرحم أحد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الخارجية نشرت مراسلتين طلبت فيهما من المالية صرف المساهمات العائدة للمنظمات الدولية

وطنية - السبت 11 كانون الثاني 2020

نشرت وزارة الخارجية والمغتربين نسخة عن مراسلتين تعودان لعامي 2018 و2019 توجه فيهما الوزير جبران باسيل الى وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل يطلب فيهما تسديد مساهمات لبنان في المجالس الاقليمية والهيئات الدولية. وجاء في هاتين المراسلتين: "لما كانت مساهمات لبنان في المجالس الاقليمية والهيئات الدولية تشكل نفقات سنوية ودورية ينعكس التأخير لتسديدها سلبا على سمعة لبنان وعلى تخصيصه بمشاريع تنموية ويؤدي عدم الإيفاء بها الى عدم تمكن ممثلي لبنان من التصويت في الهيئات ومتابعة قضايا ترشيحات لبنان ومصالحه الدولية. ولما كانت هذه الوزارة ترسل تباعا معاملات تصفية هذه المساهمات، فاننا نرجو إعطاء تعليماتكم والإيعاز لمن يلزم بإعطاء الأولوية القصوى لتصفية معاملات المساهمات الدولية، وقد سبق لهذه الوزارة ان أحالت التصفيات التي تحمل الأرقام التالية:( 9003 - 9005 -9008 -9009 -9010-9011 - 9012 -9013 -9014 - 9015 - 1016 - 9017 - 9018 - 9019 - 9020 - 9021 - 9022 - 9023 - 9024 - 9025 - 9026 - 9027 - - 9028 - 9029 - 9030 - 9031 - 9032 - 9033- - 9034 - 9035 -)، راجيا الإطلاع واتخاذ ما ترونه مناسبا تأمينا لحسن سير عمل المصالح اللبنانية لدى المؤسسات الدولية والهيئات الدولية والإفادة".

 

الخارجية تشرح مسألة الاشتراكات المتوجبة للامم المتحدة

وطنية - السبت 11 كانون الثاني 2020

أسفت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لإعلان الأمم المتحدة أن "لبنان هو من بين الدول التي لا يحق لها المشاركة في التصويت في الهيئة العامة، لانه لم يسدد الاشتراكات المتوجبة". واكدت الخارجية أنها من جهتها "قامت بكل واجباتها وأنهت المعاملات كافة ضمن المهلة القانونية، وأجرت المراجعات اكثر من مرة مع المعنيين دون نتيجة". ورات انه "بغض النظر عمن هي الجهة المسؤولة، فإن لبنان هو المتضرر بمصالحه وبهيبة الدولة وسمعتها"، وأملت أن "تتم معالجة المسألة في أسرع وقت ممكن، لأنه يمكن تصحيح الأمر".

 

توضيح من المالية عن مستحقات الامم المتحدة

وطنية - السبت 11 كانون الثاني 2020

اصدرت وزارة المالية توضيحا عن المستحقات المتوجبة للجمعية العامة للامم المتحدة، مؤكدة انها "لم تتلق اي مراجعة او مطالبة بتسديد اي من المستحقات المتوجبة لأي جهة، علما ان كل المساهمات يتم جدولتها بشكل مستقل سنويا لتسديدها وفق طلب الجهة المعنية". وأشارت الى ان "التواصل دائم مع الإدارات المختلفة بخصوص مستحقاتهم والمراجعة الوحيدة تمت صباح اليوم، وأوعز الوزير بدفع المبلغ المتوجب صباح الاثنين".

 

حزب الله من إيران: نصرالله سينتقم لدماء سليماني

وكالات/11 كانون الثاني/2020

أعلن نائب أمين عام "حزب الله"، نعيم قاسم، الجمعة، أن أمين عام الحزب حسن نصر الله، سينتقم لدماء قائد "فيلق القدس"، الذي اغتالته واشنطن بغارة جوية في العراق الأسبوع الفائت. وكان قاسم زار على رأس وفد من "حزب الله"، منزل عائلة سليماني في طهران، لتقديم التعازي لأسرته، بتكليف من نصر الله. وأكد قاسم أن "سليماني لم يكن لإيران فقط، بل لكل العالم الإسلامي، ولكل مقاومة ضد عدو أو احتلال"، مشيرا إلى أن "أميركا ستكتشف أنها ارتكبت حماقة كبرى، وأن حساباتها لتغيير المعادلة هي حسابات خاطئة".

 

الطرابلسيون يعودون إلى ساحة النور: تجديد الثورة؟

جنى الدهيبي/المدن/12 كانون الثاني/2020

كانت عطلة السبت حافلة في طرابلس، وكأن سطوع الشمس بعد أيامٍ من البرد والعواصف، مدّ المئات من أهالي المدينة بالطاقة للنزول إلى الشارع مجددًا، بعد غيابٍ لأسابيع، لتجديد عهد الثورة ضدّ السلطة ونظامها الفاسد سياسيًا ومصرفيًا. يبدو أن "عطلة" الثورة انتهت. نهارًا، نفذ مئات الثوّار نساءً ورجالًا وشبانًا وأطفالًا مسيرة كبيرة جابت شوارع المدينة وأحياءها، إثر دعوة عدد كبير من القوى المستقلة الناشطة في الثورة، تحت شعار "رفضًا لحكومة مكونة من الطبقة السياسية وتأكيدًا على استمرار ثورتنا المعيشية". وفي المسيرة، قرع المتظاهرون والمتظاهرات الطناجر، ورددوا شعارات ضدّ كل الطبقة السياسية وضدّ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، حسان دياب، بل وحتّى ضدّ الرئيس سعد الحريري قطعًا لكل محاولات تسييس المسيرة فهتفوا "سعد سعد سعد ما تحلم فيها بعد". ومع تقدّم ساعات الليل، توافد إلى وسط ساحة النور مئات المتظاهرين أيضًا، رفعوا الأعلام اللبنانية وهتفوا وغنوا سويًا، وأعاد المشهد النبض إلى الساحة، بعد أن كادت أن تتحول إلى مساحة مهجورة، نتيجة التململ الذي أصاب الناس مع تردي الأوضاع الاقتصادية إلى أسوأ حال. وعليه، بدأ يلوح في أفق المدينة استعداد أبنائها إلى استئناف اندفاعهم من جديد لملء الساحات، لا سيما مع ارتفاع نسبة الفقر المدقع بشكل دراماتيكي، واضطرار معظم المؤسسات إلى إغلاق أبوابها، أو طرد جزء من عمالها. بينما ترتفع أسعاد المواد الغذائية والاستهلاكية، ويشهد السوق على حال من التفلت من دون رقيب ولا حسيب، في وقت يتهافت فيه الناس مجبرين نحو المصارف استجداءً للحصول على رواتبهم، وودائعهم بمشهد مذلٍ يعمّ كلّ لبنان. الخوف الحقيقي في طرابلس، هو من استمرار تدهور الليرة اللبنانية أمام الدولار. في وسط الساحة، يقف أبو عمر (54 عامًا) الذي طرد من عمله قبل أسابيع ويقول لـ"المدن": "لم يعد مقبولًا حجم الذل الذي نعيش به، وقد طردنا من أعمالنا ونحلم يوميًا بسبيل تأمين رغيف الخبز لأولادنا. ولم يعد مقبولًا السعي الدائم لشيطنة طرابلس وقمعها، بينما نحن كنا ننزل إلى الشارع للمطالبة أن نعيش بكرامة على الأقل"، ويسأل مستنكرًا: "بعد لازم ننطر يوصل الدولار للخمسة آلاف حتّى نفيق يعني؟". وتقول عائشة حلواني التي شاركت في المسيرة: "نهتف في مسيرتنا ضدّ كل الطبقة السياسية، ولن نقبل بإنهاء ثورتنا من دون تحقيق مطالبنا المحقة، كما لن نقبل بتسييسها من قبل أيّ طرف في المدينة".

 

“الثنائي الشيعي” يُغلق الباب أمام دياب برفضه حكومة الاختصاصيين

الرئيس المكلف: سأواصل مهمتي الدستورية لتشكيل حكومة "تكنوقراط" مهمتها الوحيدة إنقاذ لبنان

فرنجية: وزيران للمردة أو لن نشارك… وبري: لا أشارك في الحكومة إلا إذا اتّبعَت القواعد المعمول بها

بيروت ـ”السياسة”/11 كانون الثاني/2020

بعدما أغلق “الثنائي الشيعي” الباب أمام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب، برفضه السير بتشكيلة من الاختصاصيين المستقلين، في انقلاب موصوف أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، يترقب اللبنانيون ما سيقوله “ناظم الجمهورية”، الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، بشأن الملف الحكومي، اليوم، بعد أسبوع على اغتيال قاسم سليماني، ليبنى على الشيئ مقتضاه، في ما يتصل بمصير المشاورات الحكومية. فإما أن يراجع “حزب الله” خياراته، ويعمد إلى تسهيل مهمة دياب، وإما سيجد الأخير نفسه في موقف بالغ الصعوبة ولن يكون أمامه إلا الاعتذار، في ضوء ما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأنه لن يشارك إلا في حكومة تكنو سياسية. ولا تخفي أوساط نيابية بارزة، القول لـ”السياسة”: إن “الرئيس المكلف محبط، بعدما تخلى عنه الذين دعموه وسموه لتشكيل الحكومة، فهو بات في وضع حرج للغاية، فلا هو مغطى من طائفته التي لم تعترف به، ولم يعد يحظى بأي دعم من صانعيه، وبالتالي فإنه مضطر لاتخاذ موقف مصيري في الأيام القليلة المقبلة، بعد الكلام الذي سيقوله نصرالله، اليوم. وبعد الصدمة التي تلقاها من حلفائه الذين أداروا ظهورهم لحكومة الاختصاصيين، ونكثوا بالعهود التي قدموها له، نشر الرئيس المكلف حسان دياب على حسابه عبر “تويتر” بيانًا، تطرق فيه الى آخر التطورات في ملف تشكيل الحكومة، حيث قال: “سأواصل مهمتي الدستورية لتشكيل حكومة تنسجم مع الاطار العام المتّفق عليه وهي حكومة تكنوقراط مصغّرة تؤمن حماية اللبنانيين في الزمن الصعب وتنسجم مع تطلعاتهم ومهمتها الوحيدة انقاذ لبنان”. واضاف، “مهما بلغت الضغوط فهي لن تغيّر من قناعاتي ولن ارضخ للتهويل، لانني مؤتمن على مهمة اعتبرها مقدسة وسأبذل في سبيلها كل التضحيات وهي شرف لي لأن لبنان اهم منّا”. ولفت الى أن “الكتل النيابية وسائر النواب، سياسيين ومستقلين، قد كلفوني تشكيل حكومة على قاعدة أني مستقل ومن فئة التكنوقراط، وقد تم الاتفاق منذ البداية مع الافرقاء كافة على الإطار العام للحكومة، والذي يتضمن حكومة مصغرة من 18 وزيراً ووزيرة، وفصل النيابة عن الوزارة، وان تكون حكومة اختصاصيين غير حزبيين، ومشاركة المرأة بحصة وازنة، وإلغاء منصب “وزير دولة”، وعدم مشاركة وزراء حكومة تصريف الأعمال التي أسقطها الحراك الشعبي.

وزاد دياب في بيانه: “منذ لحظة التكليف، أطلقت ورشة البحث عن الكفاءات والخبرات اللبنانية، في الوطن والخارج، وسعيت لأن تكون هذه الكفاءات ضمن فريق عمل حكومي متجانس يتلائم مع المعايير التي تم الاتفاق عليها في الإطار العام، ليس لأننا ضد الأحزاب وإنما لأننا نلمس غليان الشارع ونسعى للتجاوب مع هواجسه في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخه. وقد يكون عدم انغماس أعضاء هذا الفريق في السياسة وصراعاتها هو شهادة لهم وليس عليهم وفرصة في هذه المرحلة الدقيقة لادارة الدولة بحكمة وجدارة وشجاعة لوقف الانهيار والنهوض بالبلد”.

وجدد التزامه بالمعايير التي وضعها لتشكيل الحكومة، استنادا إلى الإطار العام المتّفق عليه، “لأنني مقتنع بأنها قد تشكل خشبة خلاص لوقف الانهيار الحاد الذي نشهده على كل المستويات في لبنان”. وأكمل: “انطلاقا من ذلك، لن أتقاعس عن استكمال مهمتي ومتابعة اتصلاتي بالجميع، ولن أقبل ان تصبح رئاسة الحكومة مكسر عصا، وسأواصل مهمتي الدستورية لتشكيل حكومة تنسجم مع الإطار العام المتفق عليه: حكومة تكنوقراط مصغرة تؤمن حماية اللبنانيين في الزمن الصعب وتنسجم مع تطلعاتهم، ولديها مهمة محدّدة عنوانها إنقاذ لبنان”. وفي رد على بيان الرئيس المكلف، قال وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي، إن “رئيس الجمهورية هو الذي يسمي الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استنادا إلى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسميا على نتائجها (المادة 53 الفقرة الثانية من الدستور)، ما يعني صراحة ان الرئيس يستشير ويتشاور ويسمي، وهذه صلاحية تجعل منه مبادرا في عملية التسمية ومكملاً لها وشريكا أساسيا فيها، من التكليف مروراً بالتثبيت (بدليل انه يصدر منفردا مرسوم تسمية رئيس مجلس الوزراء عملاً بالمادة 53 الفقرة الثالثة من الدستور) وحتى التأليف أو الاعتذار”. واعتبر ان “رئيس الجمهورية ليس ساعي بريد أو صندوق اقتراع في عملية التكليف والتسمية وليس هو مجرد موثّق بتوقيعه لوثيقة تأليف الحكومات”.

الى ذلك، قالت مصادر التيار الوطني الحر، أنه “بالوقت الذي يصر فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري على تسمية وزرائه آخر لحظة بالقصر، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه حدّد مطلبه بوزيرين، سهّل التيار الوطني الحر للرئيس المكلف ‏المهمة لاقصى الحدود، فلم يتمسك بأي حقائب ولا باسماء ولا حتى بالمشاركة، ولو تمسك بحصة كان تمسك بأسماء، والرئيس المكلف حسان دياب يعرف ذلك”.

وفيما كشفت ل”السياسة”، معلومات أن الرئيس بري لا يمكن أن يقبل بإعطاء “التيار الوطني الحر” الثلث المعطل في الحكومة الجديدة، وهو ما أبلغة للرئيس المكلف والمعنيين بالملف الحكومي الذي يواجه منعطفاً حاسماً، كان لافتاً ما نقل عن رئيس المجلس النيابي، بقوله: “لا أشارك في الحكومة إلا اذا اتّبعَت القواعد المعمول بها، واذا ارادوا ان يشكلوا حكومة بالصورة التي يريدونها، فأنا خارجها، الّا انني لن أعطّل مسار هذه الحكومة، بل اذا شكّلوها سأنزل الى المجلس النيابي وأمنحها الثقة، لأنني مدرك تماماً انني إن لم امنحها الثقة ستسقط. واضاف: لا أحد يقيّدني كيف سأسمّي او من سأسمّي، أسمّي شخصية سياسية او اختصاصية هذا شأني وحدي. واستغرب بري وضع فيتو على توزير نواب في الحكومة الجديدة، وقال: هذه استهانة بمجلس النواب الذي انتخب منذ سنة ونصف، والمعلوم انّ الحكومات في معظم دول العالم هي مرآة المجلس النيابي، فلماذا استبعاد النواب وفيهم الكثير من الكفاءات والاختصاصات في كل المجالات؟

وفي موقف تصعيدي، سيعقد مهمة الرئيس المكلف، أكد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أنه “أبلغ دياب وكل المعنيين بتشكيل الحكومة منذ بداية الطريق موقفاً واضحاً لا لبس فيه ولا تراجع عنه”. وأوضح أن “هذا الموقف مفاده أنه إذا شكلت حكومة وفاق وطني أو تمثّل فيها الحراك فان حجمنا يقتضي أن نتمثّل بوزير، أما اذا كان التمثيل المسيحي يقتصر على التيار الوطني الحرّ فقط فنحن لا نرضى بوزير واحد وإنما نطالب بوزيرين”. وأكد فرنجية، أنه “في هذه الحال نريد حقيبة الأشغال ومعها حقيبة ثانية نتوافق عليها فيتولى كل وزير حقيبة لا وزير واحد بحقيبتين”. من جهته، اعتبر رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي ” وليد جنبلاط، عبر “تويتر”، أنّ “الحراك منذ 17 اكتوبر نجح في حرق جميع المراحل وأسقط الطبقة السياسية لكنه لم يقدم خطة لاستبدالها والإمساك بالحكم من الداخل”. وتابع، “أما الحكم فقد تمادى في التذاكي وتضييع الفرص، أما العهد وحليفه الرئيسي فأصروا على الإستكبار غير مبالين بعناء المواطن والانهيار فأصبحت البلاد بدون أي مخرج”. وفي تغريدةٍ أخرى، كتب جنبلاط: “والسؤال المطروح إلى متى سيبقى لبنان يعاني من الأحداث الإقليمية كذريعة لتجميد الأمور والى متى سيبقى فريق العهد يلعب بمصائر الناس ويتسلط على كل شيء و يدمر كل شيء، كفى نظريات مؤامرة وكفى تضييع وقت وتجارب وزارية فاشلة، ان البلاد على مشارف الهاوية”. وختم، “لولا كارلوس غصن لما تذكروا لبنان”. وفي نشاط الحراك، نظم عدد من المتظاهرين، تظاهرة، أمس، انطلقت من مستديرة الدورة باتجاه ساحة النجمة، رفضا لعملية تشكيل الحكومة على أساس المحاصصة. وجابت المسيرة أحياء برج حمود ومار مخايل والجميزة مروراً بجمعية المصارف.

 

مصادر سياسية لـ”السياسة”: حكمة قائد الجيش واجهت الفتنة

بيروت ـ “السياسة” /11 كانون الثاني/2020

 أكدت مصادر سياسية أن “الانتقادات التي يتعرض إليها قائد الجيش العماد جوزاف عون، سياسية بالدرجة الأولى وغايتها التأثير على المهام الجسيمة التي تقوم بها المؤسسة العسكرية في هذه الظروف الضاغطة”، مشددة لـ”السياسة”، على أن “حكمة العماد عون، هي التي مكنت من مواجهة الفتنة التي كانت تحضر للبنان، وبفضل حنكته ودرايته في كيفية التعامل مع الأزمات، تمكن لبنان من تجاوز هذا القطوع الكبير الذي كاد يودي بالبلاد والعباد”. وأكدت أن “العماد عون لن يتوقف عند كل هذه المهاترات من جانب من هم في السلطة وخارجه، وهو مصمم على القيام بالواجب الذي يمليه عليه قسمه العسكري من أجل الحفاظ على وحدة البلد، في مواجهة الضغوطات الهائلة التي يتعرض إليها، فيما وللأسف هناك من يريد تصفية حسابات مع القيادة العسكرية لغايات ضيقة، على حساب مصلحة البلد والنَّاس”.

 

من “فضائح” العهد القوي: لبنان لم يسدد اشتراكاته في الأمم المتحدة

بيروت ـ “السياسة” /11 كانون الثاني/2020

 في انعكاس لحالة الاهتراء والتسيب في أجهزة الدولة اللبنانية، وفي ما يمكن تسميته، بإحدى “فضائح” العهد القوي في لبنان، والتي أثارت ردود فعل مستنكرة ورافضة لهذا التصرف، أعلنت الأمم المتحدة أن “لبنان لا يحق له المشاركة في التصويت في الهيئة العامة، لأنه لم يسدد الاشتراكات المتوجبة”. وأثار إعلان الأمم المتحدة أن لبنان هو من بين الدول التي لا يحق لها المشاركة في التصويت في الهيئة العامة لانه لم يسدّد الاشتراكات المتوجّبة عليه، جدلاً كبيرًا بين وزارتي المالية والخارجية. ولم تستبعد مصادر سياسية، كما أبلغت “السياسة” أن “تكون هذه الفضيحة نتيجة صراع تصفية الحسابات بين التيار الوطني الحر وحركة “أمل”، بعد استفحال الخلافات بين الطرفين بشأن الملف الحكومي وغيره، ما جعل الأمور تصل إلى هذا الحد الذي بات يهدد عمل المؤسسات اللبنانية، ويسيء إلى سمعة لبنان الخارجية” . وسأل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، “ماذا بقي بعد من صورة لبنان ودوره على أثر فقدان الدولة اللبنانية حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟”. وقال: “فقدان لبنان حق التصويت في الجمعية العامة ممكن أن يبدو للبعض وكأنه مجرد أمر إداري روتيني، ولكنه بالفعل وعلى أرض الواقع يحمل في طياته معان سلبية كثيرة أهمها أن المجموعة الحاكمة في الوقت الحاضر ينتابها قصور كبير جدًا وفساد ولا مبالاة إلى حد تدمير ممنهج لصورة لبنان التاريخ في رؤوس مواطنينا واجيالنا الصاعدة”.  وفي الخصوص، غرد النائب شامل روكز عبر “تويتر”، قائلاً: “خسر لبنان حقّ التصويت بالجمعية العمومية للأمم المتحدة بسبب تخلّفه لأول مرة بتاريخه عن دفع متوجباته المالية لسنتين”. واضاف “نتخلف عن دفع المستحقات، بينما تهدر الأموال بكل اتّجاه وتسرق”. وغرد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب فيصل الصايغ على “تويتر” بالقول: “لبنان محرج دوليا مع القرار المهين بمنعه من التصويت في الأمم المتحدة، نتيجة تخلفه عن تسديد المطلوب منه لصندوقها في السنتين الماضيتين، ولعلمكم، فان قيمة المستحقات توازي فقط نصف تكاليف سفر الوفد المرافق لرئيس الجمهورية الى الأمم المتحدة في شهر سبتمبر الفائت، انه فشل جوهري جديد وغير مبرر لوزير الخارجية، يضاف إلى فشله السابق والمستمر في قطاع الكهرباء، والنتيجة في الحالتين، خسائر معنوية ومادية كبيرة يتحمل تبعاتها الشعب اللبناني بأسره” وقال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ريشار قيومجيان: “بدل ما يدفع لبنان متوجباته حتى يصوت بالامم المتحدة، ركزوا على الحصص والصفقات والمحاسيب، شو نحنا أحسن من فنزويلا واليمن وتونغا وغامبيا والصومال؟ بعد التجربة ألقي اللوم على تقصير الإدارة في الوزارات المعنية، إدارة معقدة، عفنة، غبية ومتخلفة”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

محتجون مزقوا صورًا لـ"سليماني" في إيران

رويترز/11 كانون الثاني/2020

أفاادت وكالة "رويترز"، اليوم السبت، بأن وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء تقول في "تقرير نادر إن محتجين مزقوا صورًا لقائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني". وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن "المحتجين رددوا شعارات مناوئة لكبار المسؤولين بعد الاعتراف بإسقاط الطائرة". ونقلت الوكالة، التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها قريبة من الحرس، صورًا للتجمع وراية ممزقة تضمنت صورة لسليماني، كما أوضحت أن عدد المحتجين يتراوح بين 700 و1000 شخص. وجاء تجمع المتظاهرين بعد اعتراف طهران صباح اليوم بأن الطائرة الأوكرانية أسقطت في إيران، يوم الأربعاء الماضي، "عن غير قصد"، ونتيجة "خطأ بشري"، وأنها دخلت بطريقة خاطئة في دائرة "هدف معاد" بعد اقترابها من "مركز عسكري حساس" تابع للحرس الثوري، الأمر الذي أدى إلى استهدافها.

 

إيران تعترف بإسقاط الطائرة الأوكرانية... وكييف تطالب بتعويضات

وكالات/11 كانون الثاني/2020

بعد التكهّنات حول الأسباب الحقيقة التي أدّت إلى تحطّم طائرة تابعة لشركة الخطوط الدولية الأوكرانية من طراز "بوينغ 737-800" بعد دقائق من إقلاعها من مطار "الإمام الخميني" في طهران ليل فجر يوم الأربعاء، كشف التلفزيون الإيراني نقلا عن مصدر عسكري، اليوم السبت، أن الطائرة قُصفت نتيجة خطأ بشري غير مقصود. وأوضح المصدر العسكري أن الطائرة الأوكرانية قصفت عن طريق الخطأ، مشيرا إلى أن الطائرة تعرضت للقصف بعدما حلقت بالقرب من موقع عسكري. وأشار البيان إلى أنه ستتم محاسبة الأطراف المسؤولة عن ذلك. وكشفت إيران موقف المرشد الأعلى آيه الله علي خامنئي، بعد إطلاعه على نتائج تحقيقات رئاسة الأركان المسلحة، بخصوص الطائرة الأوكرانية المنكوبة، وبحسب وكالة "فارس" الإيرانية، "أمر خامنئي المسؤولين بالإعلان عن نتائج التحقيقات بشفافية وصدق بعد إطلاعه صباح أمس الجمعة على نتائج تحقيقات الأركان بخصوص الطائرة ". وقالت الوكالة إن "المرشد أمر بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي الذي التأم أمس الجمعه، وقرر الإعلان صباح اليوم السبت، عن إسقاط الطائرة بشكل غير متعمد". من جهته، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أسف بلاده الشديد لـ"الخطأ الكارثي الذي أدّى إلى إسقاط طائرة الركاب الاوكرانية". وجاء في بيان أصدره روحاني، ونشرته وكالة أنباء "فارس": "بمنتهى الحزن والاسف اطلعت قبل ساعات على نتيجة فريق التحقيقات للاركان العامة للقوات المسلحة المتعلقة بحادثة سقوط طائرة نقل الركاب الأوكرانية". وأضاف: "انه وفي اجواء التهديد والترهيب من قبل النظام الأميركي المعتدي ضد الشعب الإيراني وبهدف الدفاع امام الهجمات المحتملة للجيش الاميركي بعد استشهاد القائد قاسم سليماني، كانت القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية الايرانية في حالة الانذار (القصوى) 100% وللاسف إنّ خطأ بشرياً واطلاقا خاطئاً قد اسفر عن كارثة كبرى راح ضحيتها العشرات من الافراد الابرياء". وتابع: "إيران آسفة جداً لهذا الخطأ وانني اعرب نيابة عن الجمهورية الاسلامية عن المواساة العميقة لاسر ضحايا هذه الكارثة الاليمة واوعز الى جميع الاجهزة المعنية باتخاذ الاجراءات اللازمة للتعويض والتعاطف والمواساة لهم". أما وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، فقال عبر تويتر: "يوم حزين. النتائج الأولية للتحقيق الداخلي من قبل القوات المسلحة أنه خطأ بشري في وقت الأزمة الناجمة عن المغامرة الأميركية أدت إلى كارثة".وأضاف: "نأسف بشدة واعتذارنا وتعازينا لشعبنا ولأسر جميع الضحايا وللأمم المتضررة الأخرى".

 موقف اوكرانيا

عقب الإعلان الايراني، أصدر رئيس أوكرانيا، فلاديمير زيلينسكي، بيانا قال فيه إن بلاده تنتظر اعتذارات رسمية عبر القنوات الدبلوماسية ودفع تعويضات. وأضاف زيلينسكي أنه يتوقع تحقيقا كاملا من إيران في حادث الطائرة، كما يتوقع اعترافا كاملا بالذنب وتقديم من هم وراء الحادث للعدالة، حسبما نقلت رويترز. وفي سياق متصل، صرّح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي كونستانتيت كوساتشيف، أن على إيران التي اعترفت بإسقاط الطائرة الأوكرانية عن غير عمد، "استخلاص العبر" من هذه المأساة. وقال كوساتشيف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس": "إذا لم يثبت تحليل الصندوقين الأسودين وأعمال التحقيق أن الجيش الإيراني فعل ذلك عمدا، وليس هناك سبب لذلك، يجب إغلاق الحادث. على أمل أن يكون قد تم استخلاص العبر وأن تتخذ كل الأطراف إجراءات"، حسبما نقلت "فرانس برس". وتأتي الخطوة الإيرانية بعدما رجحت عدة دول غربية أن تكون الطائرة وهي من طراز "بوينغ 737" قد سقطت من جراء التعرض لصاروخ إيراني، بشكل غير مقصود. وتحطمت طائرة البوينغ الاوكرانية، صباح الأربعاء، أثناء قيامها برحلة من طهران إلى كييف بعد إقلاعها من مطار طهران، وأسفر الحادث عن مقتل 176 شخصا. وكانت الطائرة تقل 167 مسافرا من مواطني إيران وأوكرانيا وكندا وألمانيا والسويد وأفغانستان، إضافة إلى الطاقم المؤلف من 9 أشخاص.

 

"نيويورك تايمز": إيران فاجأت الأميركيين في "عين الأسد" ولديها المزيد من الأسلحة الفتاكة!

عربي 21/11 كانون الثاني/2020

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين تفاجأوا بدقة وحجم وجرأة الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق. وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن الهجوم لم يسبب الكثير من الأضرار، مضيفة أن "إيران لديها المزيد من الأسلحة الفتاكة".

 وفيما يلي نص التقرير الذي ترجمته "عربي21":

تفاجأ المسؤولون العسكريون والاستخباراتيون الأمريكيون بدقة وحجم وجرأة ما خلصوا فيما بعد إلى أنه كان هجوما إيرانيا. قبل أربعة أشهر، انهال سرب من الطائرات المسيرة المسلحة والصواريخ الموجهة لتضرب بعد أن كانت تحلق على ارتفاع منخفض خزانات النفط في عقر الصناعات البترولية السعودية، آخذة بذلك واشنطن على حين غرة، ومعطلة بشكل مؤقت انسياب ما يقرب من خمسة بالمائة من إمدادات النفط العالمية. لا يوجد في المنطقة بلد واحد – ربما باستثناء إسرائيل – كان بإمكانه الحيلولة دون وقوع ذلك الهجوم.

وفي وقت مبكر من يوم الأربعاء، شنت إيران هجوما على مواقع عسكرية أمريكية في العراق مستخدمة صواريخ بالستية لم تحدث أضرارا تذكر، علما بأن ذلك كان هو الهجوم المباشر الوحيد على الولايات المتحدة أو أي من حلفائها الذي تعلن إيران مسؤوليتها عنه، منذ احتجاز السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.

ولكن مع وصول التوترات بين الولايات المتحدة وإيران إلى أعلى مستوى لها منذ أربعة عقود، جاء النجاح غير المتوقع لهجوم أيلول/ سبتمبر على المرافق النفطية السعودية، ليذكر بأن طهران لديها تشكيلة من الأسلحة الأكثر خفية في ترسانتها، يمكن أن تشكل تهديدا أكبر بكثير فيما لو تجددت الأعمال العدوانية وتصاعدت.

أنكرت إيران مسؤوليتها عن الهجوم على السعودية، إلا أن المسؤولين الأمريكيين خلصوا إلى أنها تقف من ورائه، وذلك بإطلاقها الطائرات المسيرة والصواريخ من داخل إيران أو من جنوب العراق.

لقد تردت بشدة قدرات إيران العسكرية التقليدية خلال العزلة النسبية التي فرضت على البلاد منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. إلا أن طهران أمضت تلك العقود في تطوير قدرات غير تقليدية، باتت الآن من أشد القدرات فعالية في العالم، ومناسبة تماما لشن حرب غير متماثلة ضد قوة عظمى مثل الولايات المتحدة.

تمتلك إيران واحدة من أضخم ترسانات الصواريخ البالستية والموجهة في المنطقة، ولديها شبكة من مجموعات المليشيات المتحالفة معها حول المنطقة يبلغ تعدادها ما يقرب من ربع مليون مقاتل، وتوظف فرقا من لصوص الكومبيوتر (الهاكرز) ممن يعتبرهم حتى المسؤولون الأمريكيون من بين الأخطر في العالم.

كما طورت أيضا طائرات مسيرة بالغة التعقيد مصممة للقيام بمهام عسكرية أو لأغراض المراقبة والتجسس. ونظرا لأنها لا تملك سلاحا بحريا تقليديا قويا، فقد سعت للجوء إلى وسائل أخرى لوقف إمدادات النفط من الخليج الفارسي، وذلك باستخدام أسطول من القوارب السريعة الصغيرة ومخزون من الألغام البحرية.

يقول جاك واتلينغ، الباحث في المعهد الملكي للخدمات الموحدة، وهو مركز أبحاث أمني في لندن، "إن قدرتهم الهجومية أكبر بكثير من القدرة الدفاعية المحشودة ضدهم. ولذلك فإن قدرتهم على إلحاق أذى بالغ يجعل تكلفة الحرب مع إيران عالية جدا".

ما يظهره هجوم الأربعاء الهزيل هو المدى الذي يمكن أن تصل إليه صواريخ إيران البالستية – حيث قطع بعض منها مسافة تزيد عن ستمائة ميل، ولكنه يظهر كذلك تدني دقتها، فقد سقط العديد منها على مسافة بعيدة من الأهداف المفترضة لها. ذكر بعض المحللين أن القائد الأعلى لإيران أية الله علي خامنئي قد يكون أمر عن قصد بشن هجوم رمزي لكن غير ضار نسبيا، لكي يري المواطنين الإيرانيين رد فعل صارم، ولكن دون التسبب في إشعال حرب شاملة مع واشنطن.

وفي ذلك يقول ساجد بور، العالم المتخصص في الشؤون الإيرانية داخل مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "لا بد لخامنئي من تعيير الرد بحيث يكون كافيا، لئلا تفقد إيران ماء وجهها، ولكن ليس بالقدر الذي يطير بسببه رأسها". إلا أن طهران وحلفاءها لربما مازالوا يخططون أشكالا أقل ظهورا من الانتقام لمقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني على يد الأمريكيين في الأسبوع الماضي. ويرى كثير من المحللين أن إيران وحلفاءها المتشددين سيستأنفون شن الهجمات الخفية أو غير المباشرة، التي لا تترك أثرا يدل على تحمل الإيرانيين المسؤولية عنها. ويوم الأربعاء، قالت المليشيات المدعومة إيرانيا في العراق، التي فقدت هي الأخرى واحدا من قادتها في هجوم الطائرة المسيرة الذي أودى بحياة الجنرال سليماني، إنها بصدد رد انتقامي خاص بها. وهذا ما توعد به أيضا حسن نصرالله، زعيم مليشيات حزب الله اللبنانية المدعومة إيرانيا.وطالما أبدت إيران اهتماما بالاغتيالات، ذلك التكتيك الذي قد ينسجم مع توعد المسؤولين الإيرانيين باتخاذ إجراءات "متناسبة" انتقاما للجنرال سليماني. وفي هذا الصدد، قال عدد من الخبراء المختصين بالشأن الإيراني إن قتل مسؤول أمريكي، ربما داخل المنطقة، قد يكون ثأر العين بالعين الذي تسعى إليه طهران. يقول جون جينكنز، السفير البريطاني السابق لدى المملكة العربية السعودية: "من المؤكد أنه لا يُنصح بالخروج إلى كثير من الأماكن العامة، لأن خطر التعرض للضرب أو حتى الخطف بات كبيرا".

ولكن معدل نجاح إيران في اغتيال المسؤولين الأجانب ضئيل جدا.

حاولت إيران اغتيال دبلوماسيين إسرائيليين في تايلندا وجورجيا والهند ولكنها أخفقت، وحاولت تفجير تجمع حاشد بالقرب من باريس كان يلقي فيه رودولف دبليو جولياني، عمدة نيويورك السابق، خطابا. وفي عام 2011، أحبط الأمن الأمريكي مخططا إيرانيا جسورا، ولكنه أخرق لاستئجار بلطجية من إحدى عصابات المخدرات المكسيكية بمليون ونصف المليون دولار لتفجير مطعم إيطالي في واشنطن من أجل قتل دبلوماسي سعودي. يقول إيلان غولدنبيرغ، المسؤول السابق في البنتاغون الذي كان حينها يترأس فريق وزارة الدفاع المكلف بالشأن الإيراني: "لم نكد نصدق ذلك. فكل من اطلع على المعلومات الاستخباراتية ظن أن ذلك كان مجرد ضجيج جنوني، إلى أن ظهرت الدفعة المالية الأولى في أحد الحسابات البنكية وقيمتها 150 ألف دولار." بدا هجوم أيلول/ سبتمبر ضد المملكة العربية السعودية وكأنما يقدم بديلا مرعبا، جزئيا لأنه كشف نقطة الضعف في أنظمة الدفاع الصاروخية، التي أقيم معظمها لتوفير الحماية من الصواريخ البالستية، ولا يوجد بينها تقريبا ما هو مجهز لكشف وتوقيف عدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة التي تنطلق بسرعة عالية وتحلق على ارتفاع منخفض. قال المسؤولون إن الهجوم كشف عن أن التكنولوجيا الإيرانية أكثر تقدما مما كانت الوكالات الاستخباراتية الأمريكية تتوقع. في مقابلة حديثة، يقول الجنرال كينيث إف ماكنزي، رئيس القيادة المركزية في البنتاغون: "كان الهجوم على حقول النفط السعودية مذهلا من حيث العمق ومن حيث الجرأة." أما تال إنبار، المدير السابق لمركز أبحاث الفضاء في معهد الدراسات الاستراتيجية للطيران والفضاء، الذي بات الآن منظمة أبحاث إسرائيلية مغلقة، فيقول إن دقة الهجوم ما كان لها أن تتحقق إلا باستخدام نظام جي بي إس (نظام التموضع العالمي). ويضيف: "تم في هذا الهجوم استخدام قدرات أفضل بكثير، من الممكن أن يشمل ذلك كاميرات مثبتة على الصواريخ وعلى الطائرات المسيرة لديها القدرة على مقارنة الواقع بصورة الهدف."

على النقيض من الطائرات المسيرة الأمريكية أو الصينية لا تملك الطائرات المسيرة الإيرانية إطلاق الصواريخ من الجو، ولكن يمكن تحميلها بالمتفجرات، كما يُعتقد أنه حصل في حالة الهجوم على السعودية، وبذلك تصبح صواريخ موجهة عن بعد. بإمكان صواريخ إيران الموجهة الأبعد مدى أن تضرب أهدافا على مسافة تزيد عن ألف وخمسمائة ميل خارج الحدود الإيرانية، وبذلك تصل إلى أي مكان في منطقة الخليج تقريبا. وكانت الصين وروسيا وكوريا الشمالية قد زودت إيران بالتكنولوجيا والذخيرة، وقامت إيران محليا بإنتاج طائرات مسيرة يمكن التحكم بها عن بعد. ومع ذلك، وحتى وقت قريب، فضلت إيران الاعتماد على شبكة حلفائها من المتشددين في أرجاء المنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان، وتشكيلة من المليشيات العراقية التي تنتظم حاليا ضمن قوات الحشد الشعبي، والحوثيون في اليمن، ومجموعات أخرى في أرجاء المنطقة. بعض هذه التشكيلات، مثل حزب الله أو القوات العراقية، باتت الآن ضخمة جدا وجيدة التجهيز ومؤسسية التنظيم، حتى إنها أكثر شبها بالمؤسسات العسكرية المهنية منها بالمليشيات غير الرسمية. يقول أفشون أوستوفر، المتخصص في الشؤون العسكرية الإيرانية في كلية الدراسات البحرية العليا في مونتيري، كاليفورنيا: "وذلك ما يمكن إيران من مد نفوذها بعيدا خارج حدودها." أسفرت العقوبات الاقتصادية الشاملة التي فرضتها إدارة ترامب على إيران خلال العام الماضي، عن إلحاق أضرار جسيمة باقتصادها، وقلصت قدرتها على تمويل حلفائها من المتشددين. إلا أن تقريرا صدر هذا الأسبوع عن مركز الشؤون الاستراتيجية والدولية، خلص إلى أن العدد الإجمالي للمقاتلين في كل شبكة المتشددين الذين تدعمهم إيران، استمر في النمو بشكل منتظم، فارتفع ليبلغ تقريبا ربع مليون. وعلى الرغم من كل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أن إيران استمرت في تهريب الصواريخ من مختلف الأحجام والقدرات إلى وكلائها في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وذلك طبقا لما يقوله مسؤولو الدفاع في كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

بدأت الدورة الأخيرة من الهجمات بين الولايات المتحدة وإيران بهجوم صاروخي قتل مقاولا أمريكيا في العراق، فانتقمت الولايات المتحدة بتوجيه ضربة لمليشيا مدعومة إيرانيا، فبدأت بذلك دورة من التصعيد. ولكن بدلا من التوقف عن مثل هذه الهجمات الصاروخية، قالت بعض المليشيات في العراق، إنها تنوي حتى دون تشجيع من الإيرانيين تصعيد هجماتها هي ضد القوات الأمريكية لحملها على مغادرة البلد.

يقول السيد أوستوفر: "أظن أننا سندخل فيما قد يكون فترة صراع شديدة الوعورة."

الهجمات السيبرانية – ذلك السلاح الذي يمكن أن يسبب أضرارا جسيمة حول العالم بتكاليف منخفضة والقليل من بصمات الأصابع – يمكن أن يكون الورقة التي ستلعبها إيران عند اللزوم. اكتشف خبراء الأمن السيبراني والمسؤولون الحكوميون زيادة في النشاطات التخريبية من قبل لصوص الإنترنيت (الهاكرز) ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الموالين لإيران، مما يدفع على الاعتقاد بأن تلك النشاطات قد تخفي وراءها هجمات حاسوبية أكثر خطورة تشن من طهران. يقول المسؤولون وخبراء الأمن السيبراني في الولايات المتحدة، إن الهجمات الفيروسية الإيرانية التي استهدفت المملكة العربية السعودية، كانت من بين أكثر الهجمات تخريبا في التاريخ، حيث تسببت بأضرار تقدر في حدها الأدنى بعشرات الملايين من الدولارات. في هجوم وقع عام 2012 ونسبه المسؤولون الأمريكيون إلى إيران، تم مسح محركات الأقراص الصلبة في شركة أرامكو المملوكة للدولة واستبدال ما كان عليها من مواد بصورة العلم الأمريكي وهو يحترق. وفي هجوم ثان وقع في عام 2016 وفي عام 2017 تم تدمير الملفات في البنك المركزي السعودي، وفي بعض وزارات الحكومة وفي عدد من الشركات الخاصة. حينها، ظهرت على شاشات الكومبيوتر الصورة الشهيرة لطفل سوري لاجئ كان قد لقي حتفه غرقا. يصنف المدير السابق للمخابرات الوطنية دان كوتس إيران على أنها واحدة من أربعة أخطر مصادر للتهديد السيبراني في العام الماضي، إلى جانب روسيا والصين وكوريا الشمالية. ويقول، "إن بإمكانها إحداث أضرار تنجم عنها أعطال مؤقتة في مواقع محددة، مثل تعطيل شبكات التواصل في الشركات الكبرى لأيام أو أسابيع – وهذا شبيه بالهجمات التي أدت إلى مسح البيانات في عدد من الشبكات الحكومية وشبكات القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية." سعى واحد من الهجمات الإيرانية منخفضة المستوى إلى الانتقام لمقتل الجنرال سليماني، حيث قام الهاكرز الإيرانيون بالاستيلاء مؤقتا على موقع برنامج مكتبة الإيداع الفيدرالية التابعة لحكومة الولايات المتحدة، واستبدلوه برسالة رثاء حول الجنرال. ظهرت على الموقع العبارة التالية: "تم الاختراق من قبل هاكرز مجموعة الأمن السيبراني الإيرانية. وهذا جزء ضئيل من قدرة إيران السيبرانية."

 

إيران تعترف بإسقاط الطائرة الأوكرانية والمحتجون لخامنئي: الموت للكاذبين

كييف تنتظر اعتذاراً رسمياً وتعويضات من طهران... وماكرون بدأ إجراءات رسمية لفتح تحقيق دولي

روحاني: خطأ لا يُغتفر… وظريف: يوم حزين… و”الحرس الثوري”: نتحمل المسؤولية كاملة

طهران، كييف، عواصم – وكالات/11 كانون الثاني/2020

 بعد طول إنكار ومماطلة في التحقيقات ورفض لتسليم الصندوقين الأسودين لها، تراجعت إيران واعترفت أمس أن طائرة الركاب الأوكرانية التي سقطت فوق طهران يوم الأربعاء الماضي، بعد دقائق من إقلاعها من مطار الخميني الدولي مما تسبب في مقتل 179 راكبا كانوا على متنها، أُسقطت قرب طهران “عن غير قصد”، نتيجة “خطأ بشري”. ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن بيان عسكري، الزعم إن الطائرة أسقطت بعد أن حلقت قرب منطقة عسكرية حساسة للحرس الثوري الإيراني. من جانبه، أعلن قائد القوات الجوية في “الحرس الثوري” الإيراني أمير علي حاجي زادة، أن قواته تتحمل بالكامل مسؤولية إسقاط الطائرة الأوكرانية، مؤكدا استعداد القوات الجوية لتنفيذ أي قرار يتخذه المسؤولون. وقال زادة “إن ظروف المنطقة خلال الأسبوع الماضي كانت خطيرة للغاية، واحتمال المواجهة مع الولايات المتحدة كان الأكبر”، مضيفا أن “الأميركيون كانوا على أهبة الاستعداد، وقواتنا المسلحة كانت مستعدة بنسبة 100 في المئة، والأميركيون هددوا باستهداف 52 موقعا داخل البلاد”. وأوضح أنه تم إبلاغ المنظومات الدفاعية بالاستعداد لأي احتمال، كما تمت إضافة دفاعات صاروخية إلى العاصمة طهران، مشيرا إلى أنه تم إطلاق صواريخ “كروز” نحو أهداف في إيران بعد الهجوم الصاروخي، منوها بأن قواته طلبت وقف الرحلات الجوية في أجواء البلاد، وأن الدفاعات الجوية اعتقدت أن الطائرة الأوكرانية صاروخ “كروز” معادي على بعد 19 كيلومترا. وأكد أن من أسقط الطائرة الأوكرانية كان أمامه 10 ثوان لاتخاذ القرار، وكان عليه الاتصال لاتخاذ القرار لكن واجه مشكلة في شبكة الاتصال واتخذ بنفسه القرار بإطلاق الصاروخ.

وعلى الفور، أطلق محتجون في شوارع طهران الشعارات معادية للمرشد الإيراني علي خامنئي و”الحرس الثوري”، احتجاجا على إسقاط الطائرة الأوكرانية. وردد طلاب تظاهروا أمام جامعة “أمير كبير” شعارات منها “نعم لإقالة المسؤولين غير الأكفاء”، و”اخجل من نفسك أيها الحرس الثوري ودع البلاد وشأنها”، و”لم نقدم الضحايا لنتصالح ونعبد المرشد القاتل”، و”استقل يا عديم الشرف”، و”الموت للكاذبين”.

وجاء تجمع المتظاهرين بعد اعتراف طهران صباح أمس، بأن الطائرة الأوكرانية أسقطت في إيران يوم الأربعاء الماضي، “عن غير قصد” ونتيجة “خطأ بشري”، وأنها دخلت بطريقة خاطئة في دائرة “هدف معاد”، بعد اقترابها من “مركز عسكري حساس” تابع للحرس الثوري، الأمر الذي أدى إلى استهدافها.

وكان علي خامنئي، أمر في وقت سابق من يوم أمس، القوات المسلحة بمتابعة التحقيق في “التقصير المحتمل” في حادث تحطم الطائرة الأوكرانية، وضمان “عدم تكرار مثل هذا الحادث المفجع” مستقبلا. ووجه باتخاذ الاجراءات اللازمة، إثر ثبوت الخطأ البشري للدفاع الجوي الإيراني، والذي أسفر عن إسقاط الطائرة الأوكرانية ومصرع جميع ركابها وطاقمها، صباح الأربعاء الماضي. وذكرت وكالة أنباء “فارس” “أنه بعد سقوط طائرة الركاب الاوكرانية، بدأ المسؤولون على الفور بالتحقيقات اللازمة لمعرفة اسباب الحادث، وبعد أن ثبت لكبار القادة العسكريين حدوث خطأ بشري بعد نحو 48 ساعة من الحادث، تم اطلاع خامنئي والرئيس حسن روحاني بالامر”. وأضافت أن خامنئي أمر بعقد اجتماع عاجل للمجلس الأعلى للأمن القومي ودراسة القضية، وأكد أنه فور الانتهاء، سيتم الإعلان عن أساس الحادث ونتائج التحقيقات بصورة صريحة وصادقة من قبل المؤسسات المعنية للشعب. وبينما نفى مصدر في الحكومة الإيرانية استقالته، مؤكدا أنه في مكتبه منذ صباح أمس، وهو من أصدر بيان التعزية ، أعرب الرئيس حسن روحاني عن “أسفه الشديد”، متوعدا بمحاسبة المقصرين عن هذا الحادث “الكارثي”، وقال عبر “تويتر” إن “التحقيقات تتواصل لتحديد هوية المسؤولين عن المأساة الكبيرة، والخطأ الذي لا يغتفر ومحاكمتهم”. وقال لاحقا في بيان إنه “في اجواء التهديد والترهيب للادارة الاميركية ضد الشعب الايراني، بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وبغية الدفاع عن الهجمات الاميركية المحتملة دخلت قواتنا المسلحة في أهبة الاستعداد القصوى، لكن وللأسف الشديد أدى الخطأ البشري والاستهداف الخاطئ الى العشرات من الضحايا الابرياء”، مضيفا أن “ايران تعرب عن أسفها الكبير وتعزي أسر الضحايا وتتعاطف معهم”. ودعا إلى محاسبة الجهات التي تسببت بالحادث، قائلا انه “لا يمكن التغاضي بسهولة عن هذا الحادث الأليم ويجب استكمال التحقيقات، لتحديد الأسباب التي أدت الى وقوعه وملاحقة المسببين بهذا الخطأ الذي لا يغتفر”. بدوره، أعرب وزير الخارجية محمد جواد ظريف عن “اعتذاره الشديد”، قائلا “إنه يوم حزين.. لقد خلصت النتائج الأولية لتحقيق داخلي أجرته القوات المسلحة، أن خطأ بشريا في وقت أزمة نجمت عن النزعة الأميركية إلى اتخاذ قرارات سريعة مغامرة، أدى إلى وقوع الكارثة”. في المقابل، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باعتذار رسمي عن الحادث ودفع تعويضات. وقال: “إن كييف تنتظر من طهران تقديم اعتذرات رسمية عبر القنوات الديبلوماسية ودفع تعويضات عن إسقاط الطائرة ومقاضاة المسؤولين عن هذا الحادث، وذلك بعد أن اعترفت بذنبها، بأنها أسقطت الطائرة الأوكرانية بشكل غير متعمد، حتى قبل انتهاء أعمال اللجنة الدولية للتحقيق”. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو، أن بلاده ستطالب بمقاضاة المسؤولين ودفع تعويضات مالية. من جهته، أعلن جهاز أمن الدولة الأوكراني، أن الصاروخ الذي أسقط الطائرة، أطلق يدويا. في غضون ذلك، تعالت الأصوات المطالبة بمحاسبة دولية، حيث أعلن مكتب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدأ إجراءات رسمية لفتح تحقيق دولي في تحطم الطائرة، مضيفا أن الرئيس اتفق مع ماكرون على أن يساعد خبراء فرنسيون في فك شفرة الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة. من جانبه، اعتراف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اعتراف طهران بإسقاط “الحرس الثوري” للطائرة خطوة أولى مهمة، مشدداً على ضرورة إجراء تحقيق دولي شامل وشفاف ومستقل لإعادة حق من لقوا حتفهم”، ومؤكدا أن بلاده ستعمل عن كثب مع كندا وأوكرانيا والشركاء الدوليين الآخرين المتضررين بالحادث. وطالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ “الشفافية” لإجراء “تحقيق تام ومعمق” حتى يتم تحديد المسؤوليات بعد اعتراف إيران بإسقاط الطائرة عن طريق الخطأ.

 

“الحرس الثوري”: أبلغنا المسؤولين و”الأركان” تلكأت

طهران – وكالات/11 كانون الثاني/2020

قال قائد القوة الجو فضائية في “الحرس الثوري” الإيراني، أمير علي حاجي زادة، إنه أبلغ السلطات في بلاده بأن الطائرة الأوكرانية المنكوبة قد تكون أصُيبت بصاروخ بالخطأ، إلا أن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة تلكأت في إعلان الخبر لوسائل الإعلام. وقال حاجي زادة في مؤتمر صحافي، “لقد أبلغت المسؤولين هاتفيًا صباح يوم الأربعاء بأننا قد نكون من أصاب الطائرة خطأ، والأمر بعد ذلك كان في عهده هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة”. وأضاف ان “هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة تلكأت في إعلان الخبر لوسائل الإعلام”. وتابع زادة أن “إدارة الطيران المدني لم ترتكب أي خطأ، نحن كنا المقصرين والطائرة كانت في مسارها الصحيح”. كما ذكر أن “واشنطن تتحمل مسؤولية جزئية عن كارثة تحطم الطائرة الأوكرانية بتصعيدها حالة التوتر بالمنطقة وتهديداتها لنا واغتيالها للقائد السابق بالحرس قاسم سليماني”.

 

“الأوكرانية” توقف رحلاتها فوق إيران

موسكو – وكالات/11 كانون الثاني/2020

 أوقفت الخطوط الجوية الأوكرانية أمس رحلاتها فوق إيران، حسبما ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء. وكان قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زادة قد أعلن، اليوم السبت، عن تحمل هذه القوة كامل المسؤولية عن الخطأ البشري الذي اسفر عن اسقاط الطائرة الاوكرانية صباح يوم الاربعاء الماضي، بعد اقلاعها بقليل من مطار “الامام الخميني” جنوب غرب العاصمة طهران.وقال العميد حاجي زادة: إن موقع الدفاع الجوي الذي اصاب الطائرة الاوكرانية، كان حدد الطائرة بالخطأ على أنها صاروخ كروز، لذا فقد اطلق صاروخا قصير المدى اصاب الطائرة التي اشتعلت النيران فيها ولم تنفجر، وحاول الطيار الدوران والعودة بها الى المطار إلا أنها انفجرت بعد ارتطامها بالارض.

 

 الإيرانية” تعلق رحلاتها إلى السويد

طهران – وكالات/11 كانون الثاني/2020

أعلنت شركة الخطوط الجوية الإيرانية “إيران إر” الناقل الرسمي للبلاد، عن تعليق رحلاتها المتجهة إلى السويد حتى إشعار آخر. ونقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، عن الشركة قولها في بيان، إن رحلاتها المتجهة لمدينتي ستوكهولم وجوتنبرغ توقفت موقتا على خلفية المشاكل المعلنة من قبل هيئة الطيران السويدية، مشيرة إلى أنه سيتم استئناف الرحلات بمجرد الحصول على التصاريح اللازمة. وكانت وكالة النقل السويدية أعلنت تعليق رحلات شركة الخطوط الجوية الإيرانية بين إيران والسويد موقتا، بسبب وجود شكوك حول أسباب سقوط الطائرة الأوكرانية في طهران.

 

أوكرانيا تنفي بالخرائط رواية إيران بانحراف الطائرة

كييف – وكالات/11 كانون الثاني/2020

نفت الخطوط الجوية الأوكرانية أمس، عبر الخرائط، رواية إيران بانحراف الطائرة المنكوبة التي أسقطتها طهران يوم الأربعاء وقتل كل من كان على متنها وعددهم 176 شخصا. وقال متحدث باسم الخطوط الأوكرانية في مؤتمر صحافي إن اعتراف إيران بإسقاط الطائرة الأوكرانية يبرئ كييف من أي مسؤولية، مؤكداً أنه كان يجب على إيران إغلاق المطار. وأكد أنه لم تصلهم أي معلومات من كييف أو طهران عن مخاطر في المطار، مشدداً على أنه على إيران (البلد الصعب والمعقد)، تحمل المسؤولية الكاملة عن الحادث. ورفضت الخطوط الأوكرانية تلميح إيران لتقصير من طاقم الطائرة المنكوبة، مؤكدة أن الطاقم قام بواجبه على أكمل وجه دون أي تقصير. كما أوضحت أنها دخلت في عملية تقاضي، لافتة إلى أنها تحاول معرفة نتائج التحقيق.

 

الولايات المتحدة ترفض طلب العراق بدء مفاوضات سحب القوات وبغداد تشكو طهران لمجلس الأمن... والسيستاني: الصراع على أراضينا انتهاك لسيادتنا

بغداد، طهران، عواصم – وكالات/11 كانون الثاني/2020

 رفضت الولايات المتحدة طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبدالمهدي، بدء محادثات حول انسحاب القوات الأميركية من العراق، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها منفتحة على بحث “وضع قواتها ” في البلاد و”الشراكة” المالية بين الدولتين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورجان أورتاجوس، إن “أي وفد يتم إرساله إلى العراق سيكون مخولا لبحث أفضل طريقة لإعادة الالتزام بشراكتنا الستراتيجية، وليس لبحث انسحاب القوات، ولكن الوضع الملائم والمناسب لقواتنا في الشرق الأوسط”. من جانبها، اعتبرت السفارة الأميركية في بغداد، أن الوجود العسكري لبلادها في العراق، هو لمواصلة القتال ضد عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، مضيفة في بيان “وكما قال وزير الخارجية مايك بومبيو، نحن ملتزمون حماية مواطنين الولايات المتحدة”. وأضافت أنه “اليوم، يوجد وفد من حلف الناتو في وزارة الخارجية لمناقشة زيادة دور الناتو في العراق، تماشياً مع رغبة الرئيس في تقاسم الأعباء في جميع جهودنا الدفاعية الجماعية”.بدوره، أكد وزير الخارجية مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة مستعدة لمواصلة الحوار مع العراق حول “الهيكلية المناسبة” للتواجد العسكري الأميركي في البلاد، قائلا إن واشنطن تعتزم “المضي قدما بهذه المهمة”. من جهته، اعتبر مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر، أن بلاده هي “رأس الحربة” في قتال تنظيم “داعش”، وبأنه سيكون من الصعب أن يتمركز التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم في العراق دون وجود أميركي. في المقابل، وجه العراق رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، يشكو فيها إيران، معتبرا أن قصف الأراضي العراقية بحجة دفاع إيران عن نفسها مرفوض بتاتاً، وينتهك مبادئ حسن الجوار.

كما شجبت الشكوى العراقية لمجلس الأمن، إقحام البلاد في صراعات إقليمية أو دولية. بدوره، وصف المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، الصراع الايراني الأميركي في بلاده، بأنه انتهاك للسيادة العراقية واعتداء خطير، منتقدا “ضعف السلطات في مواجهة تلك الانتهاكات”.

كما انتقد في خطبة الجمعة التي ألقاها معتمد المرجعية الشيعية العليا أحمد الصافي، تأخر الطبقة السياسية في معالجة أزمات البلاد السياسية، داعيا للتوصل إلى رؤية جامعة يكون العراق فيها سيد نفسه يحكمه ابناؤه ولا دور للغرباء في قراراته. ميدانيا، شهدت ساحات الاعتصام والتظاهر في بغداد وعدد من المحافظات الاخرى في الوسط والجنوب، توافد آلاف المحتجين استجابة لدعوات لتظاهرة مليونية، أطلقها ناشطون بهدف احياء زخم الاحتجاجات بعد مرور نحو مئة يوم على انطلاقها. ونشر ناشطون صورا ومقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، لحشود كبيرة تقدر بعشرات الالاف من المتظاهرين، وهم يدخلون ساحة التحرير عبر نفق التحرير حاملين الاعلام العراقية. وهتف آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير، ضد النظام الإيراني وأذنابه في العراق، مرددين “إيران لمي چلابچ.. هذا الشعب مايهابچ” أي “يا إيران لمي كلابك هذا الشعب ما يهابك”. وفي محافظة ذي قار جنوبا، ذكر مصدر في الشرطة أن ساحة الحبوبي معقل الاحتجاجات في مدينة الناصرية، غصت بآلاف المحتجين وهم يهتفون بشعارات مطالبة بالاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة. وفي محافظة البصرة، نقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لقوات مكافحة الشغب وهي تفرق المحتجين في ساحة أم البروم، باستخدام الهراوات وتعتقل عددا من المحتجين.

كما نقلت محطات تلفزة محلية عبر تغطيات واسعة، صورا عن احتجاجات ضخمة في محافظات بابل وميسان وواسط وكربلاء والنجف والديوانية والمثنى. وبينما أدان السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي، مقتل مراسل قناة “دجلة” أحمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي، مطالباً السلطات ببدء التحقيق، أدانت المفوضية العليا لحقوق الانسان اغتيال الصحافيين واعتقالهم، مضيفة أنها وثقت اعتقال 15 متظاهرا في محافظة البصرة، تم إطلاق سراحهم لاحقا. بدوره، كشف رئيس مرصد الحريات الصحافية زياد العجيلي، عن وجود تهديدات تطال الصحافيين العراقيين من “جماعات مُسلحة” مجهولة، قائلا “لم نر أي تحرك حكومي جاد تجاه عمليات الإغتيال والإختطاف والتهديدات التي تطالهم”. وبينما وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي إلى محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، على رأس وفد كبير، أعلن رجل الدين الشيعي الشيخ قاسم الطائي، أنه يدرس ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة خلفا لعبد المهدي، زاعما في بيان لمكتبه أنه “تلقى مطالبات كثيرة من المتظاهرين بالترشح”. من جهة أخرى، أعلن رئيس “ائتلاف الوطنية” في البرلمان إياد علاوي، استقالته من عضوية البرلمان، احتجاجا على أدائه وعدم التعامل بجدية وإيجابية مع مطالب الحراك. من ناحية أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل ثمانية من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، في غارات جوية على شرق سورية، مضيفا أن طائرات مجهولة قصفت مستودعات ذخيرة وآليات للميليشيات الموالية لإيران في منطقة البوكمال، حيث دوت عدة انفجارات في المنطقة بالقرب من الحدود العراقية السورية.

 

أميركا تعاقب شمخاني وكبار مسؤولي النظام الإيراني وتحرم طهران من عائدات اقتصادية

ترامب: سليماني أحد أسوأ الإرهابيين في التاريخ

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/11 كانون الثاني/2020

 انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، دفاع الديمقراطيين عن قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أميركية في الثالث من يناير الجاري، ووصفه بأنه “أحد أسوأ الإرهابيين في التاريخ”. وتساءل ترامب على “تويتر”، “أين اختفى صوت الديمقراطيين عندما أمضوا الأيام الثلاثة الأخيرة في الدفاع عن قاسم سليماني، أحد أسوأ الإرهابيين في التاريخ وصاحب العبوات الناسفة؟ الذي كان يخطط أيضًا إلى إلحاق ضرر كبير في المستقبل”. وكان ترامب قال أول من أمس، إن إيران كانت تنوي استهداف أربع سفارات أميركية قبل أن يأمر بقتل سليماني، مضيفا أن إيران “كانت تدرس تفجير” السفارة الأميركية في بغداد بدون تحديد السفارات الثلاث الأخرى. من جانبها، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات جديدة على طهران، ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدتين عراقيتين تحتضنان جنودا أميركيين وقوات تابعة للتحالف الدولي في العراق. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية مايك بومبيو في البيت الأبيض، “نعلن فرض عقوبات إضافية على النظام الإيراني نتيجة للهجوم على القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها”، مضيفا أن “عقوبات اليوم هي جزء من التزامنا بوقف الأنشطة الإرهابية للنظام العالمي الإيراني”. من جانبها أوضحت وزارة الخزانة في بيان، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها “اتخذ إجراء ضد ثمانية من كبار مسؤولي النظام الإيراني الذين طوروا أهداف النظام المزعزعة للاستقرار، وكذلك أكبر مصنعين للصلب والألومنيوم والنحاس والحديد”، في إيران مشيرة إلى أن هذه القطاعات تدر “مليارات الدولارات سنويا” على إيران. وكشفت الوزارة أن من بين المسؤولين الثمانية أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ونائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد رضا اشتياني، مؤكدة أنها فرضت عقوبات أيضا على “17 شركة منتجة للمعادن وشركات تعدين إيرانية وشبكة من ثلاثة كيانات” مقرها في الصين وسيشل. وبالتزامن مع هذه العقوبات أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر أمرا تنفيذيا يستهدف عائدات رئيسية للاقتصاد الإيراني. وحسب نص رسالة موجهة إلى الكونغرس نشرها البيت الأبيض، فإن الأمر التنفيذي “يتخذ خطوات لحرمان إيران من الإيرادات بما في ذلك الإيرادات الآتية من تصدير المنتجات من القطاعات الرئيسية لاقتصاد إيران، والتي يمكن استخدامها لتمويل ودعم برنامجها النووي وتطوير الصواريخ وشبكات الإرهاب بالوكالة والنفوذ الإقليمي الخبيث”. بدوره، أكد المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية برايان هوك، استعداد واشنطن لإجراء محادثات بشأن الملف الإيراني، قائلا إن الرئيس ترامب فتح الأبواب مجددا أمام الديبلوماسية الأميركية للتفاوض في هذا الملف. في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس من احتمال حدوث تصعيد جديد في النزاع بين الولايات المتحدة وإيران، قائلا إن “النزاع العسكري المباشر تم تجنبه في الوقت الراهن، لكن خطر حدوث تأجج جديد لم ينته”. من جانبه، أبدى مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عدم تفاؤله بصمود الاتفاق النووي الإيراني، معترفا بأن جهود الاتحاد الأوروبي لتخفيف آثار العقوبات الأميركية على إيران لم تنجح. بدورها، دعت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي إلى “اغتنام” الفرصة لفتح المجال من جديد أمام المفاوضات حول الملف النووي مع إيران، مؤكدة أن فرنسا تسعى إلى تجنب العودة لأزمة الانتشار النووي.

 

الولايات المتحدة فشلت في اغتيال قائد في “فيلق القدس” في اليمن في عملية تزامنت مع مقتل سليماني

عواصم – وكالات/11 كانون الثاني/2020

 كشفت صحيفة “واشنطن بوست”، أن الجيش الأميركي نفذ مهمة سرية أخرى في اليمن، لقتل القيادي في “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني، عبدالرضا شهلائي، في اليوم نفسه الذي قتلت فيه قاسم سليماني، لكن عملية اليمن باءت بالفشل. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم أول من أمس، إن الضربة “لم تؤد إلى مقتل شهلائي”، الممول والقائد البارز بـ “فيلق القدس”، الذي ينشط في اليمن، مشيرين إلى أن العمليات العسكرية الأميركية باليمن تُحاط بغطاء من السرية، كما لا تزال العملية التي استهدفت شهلائي سرية للغاية، وهو ما حال دون كشف العديد من المسئولين عن تفاصيل متعلقة بالهجوم أكثر من كونه قد فشل. وأضافوا إنه “جرى منح الإذن بتنفيذ الهجومين في الليلة نفسها، لكن لم تعلن واشنطن عن عملية اليمن لأنها لم تجر وفق الخطة”، من دون أن يستبعدوا أن يتم اغتيال شهلائي لاحقاً.من ناحية ثانية، أعلن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، أن فريقي الحكومة الشرعية في اليمن و”المجلس الانتقالي الجنوبي” ناقشا تنفيذ المرحلة الثانية من “اتفاق الرياض”، واتفقا على نقاط عدة بدأ تنفيذها بدءاً من أول من أمس، تشمل الخطوات العسكرية والأمنية وتعيين محافظ ومدير لأمن عدن والوقت المحدد لتنفيذها بموجب “اتفاق الرياض” تحت إشراف قوات التحالف، بقيادة السعودية. وقال: إن “المرحلة الثانية في اتفاق الرياض تتضمن عودة جميع القوات التي تحركت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وأبين وشبوة منذ بداية أغسطس العام 2019، إلى مواقعها السابقة بكامل أفرادها وأسلحتها على أن تحل محلها قوات الأمن التابعة للسلطة المحلية خلال 15 يوماً في كل محافظة من تاريخ التوقيع”. من جانبه، أكد مستشار الرئيس اليمني أحمد بن دغر، إن “اتفاق الرياض” بلغ “مرحلة متقدمة على طريق التطبيق الشامل” بتوقيع “مصفوفة ترتيبات عسكرية وأمنية وسياسية للتنفيذ الفعلي المزمن”. بدوره، قال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن التوقيع على اتفاق مصفوفة الإجراءات العسكرية والأمنية لتنفيذ “اتفاق الرياض” يضع مدينة عدن وقاطنيها كمدينة خالية من السلاح، أمام مرحلة جديدة بعد عقود طويلة من دورات الصراع والعنف وعدم الاستقرار السياسي. ميدانياً، أعلن الجيش اليمني أول من أمس، إحباط محاولة تقدم للحوثيين في محافظة الحديدة، فيما ذكرت “قوات العمالقة”، ‏أن “مؤذن مسجد في منطقة بيت مغاري بمديرية حيس جنوب شرق الحديدة، قتل برصاص الحوثيين أثناء أداء صلاة الجمعة”.

 

ترامب يعلق على سحب القوات من العراق.. 'لدينا 35 مليار دولار من أموالهم'

وكالات/11 كانون الثاني/2020

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع محطة فوكس نيوز الأميركية إن على الحكومة العراقية دفع الأموال لدافعي الضرائب الأميركيين إذا رأدت سحب القوات الأميركية من هناك، وأشار إلى أن الهجوم الذي استهدف قاسم سليماني منع حدوث "بنغازي" أخرى. وفي لقائه مع الصحفية لورا إنغراهام، كشف ترامب عن تفاصيل جديدة للمخطط الذي كان ينوي قائد "فيلق القدس" تنفيذه باستهداف أهداف أميركية بالخارج. وردا على سؤال في برنامج "The Ingraham Angle" عن ماهية تلك الأهداف، قال "يمكنني أن أكشف أنها كانت حسب اعتقادي أربع سفارات، من المحتمل أن السفارة في بغداد. وهناك احتمالات أخرى مثل قواعد عسكرية وأشياء أخرى أيضا". وأشار إلى أن السفارة في بغداد كانت في مقدمة تلك الأهداف، موضحا أن مشهد المتظاهرين الذين أحاطوا بالسفارة وحاولوا دخولها، دفعه إلى استدعاء المسؤولين العسكريين الذين أبلغهم أننا "لا نريد حدوث عملية مشابهة لاقتحام القنصلية الأميركية في بنغازي". وقال ترامب في المقابلة: "كنا سنشهد بنغازي أخرى لو لم نمنع حدوث ذلك".

وقال ترامب إن الاتفاق النووي الموقع مع إيران خلال ولاية الرئيس السابق باراك أوباما سمح لطهران بالحصول على 150 مليار دولار استخدمتها في "تمويل أنشطة أرهابية في اليمن وسوريا"، واتهم إدارة أوباما بأنها دفعت نقدا لإيران 1.8 مليار دولار. وكان الرئيس الأميركي قد أبلغ الصحفيين الخميس أن سليماني قتل لأنه كان يستهدف السفارة الأميركية في بغداد. وأكدت الإدارة الأميركية مرارا أن الضربة كانت بمثابة دفاع عن النفس لمنع ما وصفته بـ "تهديد وشيك" ضد المصالح والقوات الأميركية. وفي وقت سابق من يوم الجمعة، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للصحفيين "كانت لدينا معلومات محددة حول تهديد وشيك، يشمل هجمات على السفارات الأميركية". وفي المقابلة مع فوكس نيوز، قال ترامب إنه لم يبلغ قادة الكونغرس بالعملية مسبقا خشية حدوث تسريبات من جانبهم. وقال إن النائبة الديمقراطية من أصل صومالي إلهان عمر اعتبرت العقوبات على إيران "حربا اقتصادية"، وقال بأنها "تكره إسرائيل واليهود". وخلال المقابلة سئل الرئيس عما إذا كان رد الفعل العراقي على ضربة سليماني قد يؤدي إلى مغادرة القوات الأميركية للعراق، فقال: "لا مشكلة لي مع ذلك". وعن الدعوات الأخيرة من المسؤولين العراقيين للبدء بالتخطيط لسحب القوات الأميركية من العراق، قال "هذا ما يقوله العراقيون علنا. لكنهم لا يقولون ذلك في الجلسات الخاصة".

وأضاف: "أنشأنا في العراق إحدى أغلى منشآت المطارات في العالم. إذا غادرنا فعليهم (العراقيون) أن يدفعوا الأموال مقابل ذلك"، مشيرا إلى أن دولا مثل السعودية وكوريا الجنوبية تدفع ملايين الدولارات مقابل انتشار الجنود الأميركيين هناك.

وأوضح أنه أبلغ المملكة أن عليهم دفع الأموال مقابل نشر المزيد من الجنود، وقد وضعوا بالفعل مليار دولار في حساب بنكي. وعن الطريقة التي يمكن من خلالها جمع الأموال من العراقيين، قال ترامب: "لدينا الكثير من أموالهم. هناك 35 مليار دولار في حساب". واعتبر الرئيس ترامب أن الأوضاع في الشرق الأوسط أصبحت في ظل إدارته "أكثر ترويضا" فقد تم القضاء على داعش وزج بعشرات الآلاف من مقاتليه في السجون. وعن حلف الناتو، قال إنه جمع 130 مليار دولار لتمويل الحلف من ميزانيات الدول الأعضاء، بعد أن كانت الولايات المتحدة فقط هي من تموله قبل توليه الرئاسة. واقترح تدخل الحلف في الشرق الأوسط: "في حال الحاجة إلى قوات دولية، يمكن أن يتولى حلف الناتو هذه المسألة وليس الولايات المتحدة". ووجه ترامب انتقادات لعمدة إنديانا بيت بوتيدجادج وغيره من المتنافسين الديمقراطيين الساعين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة بعد أن وجهوا اللوم له على سقوط الطائرة الأوكرانية بسبب التوتر مع إيران، وقال ترامب إن بوتيدجادج "عمدة رديء لمكان لا يسير على ما يرام". وكشف الرئيس في المقابلة أنه قد يستخدم صلاحياته الرئاسية لمنع مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون ومسؤولين آخرين من الإدلاء بشهاداتهم في محاكمته أمام مجلس الشيوخ. وجاء هذا التعليق في أعقاب إعلان رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي أنها سترسل الأسبوع المقبل مادتي العزل إلى مجلس الشيوخ، حيث من المقرر أن تبدأ إجراءات محاكمته قريبا. وقال ترامب لإنغراهام إن من بين المسؤولين الذين قد يتدخل لمنعهم من الشهادة كبير موظفي البيت الأبيض بالإنابة ميك مولفاني ووزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الطاقة السابق ريك بيري. وأوضح أنه ليس لديه مشكلة من شهادة بولتون لكنه أعرب عن مخاوف بشأن السماح لمسؤول انخرط في مسائل الأمن القومي بالحديث علنا: "لا يمكن السماح له أن يشرح البيانات حول الأمن القومي فيما يتعلق بروسيا والصين وكوريا الشمالية". ووجه ترامب انتقادات لبيلوسي لأنها سترسل مادتي العزل بعد تأخرها عن ذلك لمدة أسابيع، وبررت ذلك بسعيها لضمان إجراء محاكمة عادلة لترامب في المجلس الذي يهيمن عليه الجمهوريون. واعتبر ترامب أن قرار الأمير هاري وزوجته الممثلة الأميركية ميغان ماركل "اعتزال الحياة الملكية" في بريطانيا ليصبحا مستقلين ماليا "أمرا سيئا".

 

لم يكن في صدارة الترشيحات.. من هو سلطان عُمان الجديد؟!

وكالات/11 كانون الثاني/2020

أعلن التلفزيون الرسمي العُماني تنصيب هيثم بن طارق سلطاناً للبلاد خلفاً للسلطان قابوس آل سعيد الذي توفّي، مساء الجمعة، عن عمر ناهز 79 عاماً. وأكّد مجلس الدفاع العماني أنّه "تم عقد جلسة لفتح رسالة السلطان قابوس الخاصة باختيار خليفة له".  وكانت وسائل إعلامٍ عُمانية أعلنت عن تعيين هيثم بن طارق آل سعيد سلطاناً جديداً للبلاد وقد أدّى اليمين القانونية أمام "مجلس عُمان"، صباح اليوم السبت، سلطاناً لعُمان وذلك بموجب النظام الأساسي للدولة، بحسب ما أفادت كلّ من صحيفتَيْ "الوطن" و"الرؤية".  وعقد مجلس الدفاع في عُمان جلسة طارئة في مقره بالبستان، حيث تمّ أداء القسم.

 من هو السلطان الجديد؟

وبحسب المعلومات المتوافرة عن السلطان الجديد، فهو ابن عمّ السلطان قابوس، وكان يشغل منصب وزير التراث والثقافة في البلاد منذ أوائل الألفية الثالثة. وُلد في عام 1954، وهو رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية "عُمان 2040"، كما أنّه الرئيس الفخري لـ"جمعية رعاية الأطفال المعوقين" و"نادي السيب الرياضي". تولّى منصب وزير التراث والثقافة من شباط 2002 إلى حين تعيينه سلطاناً، كما شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية منها الأمين العام ووكيل الوزارة للشؤون السياسية، ووزير مفوض.  تولّى رئاسة الاتحاد العماني لكرة القدم بين عامَيْ 1983 و1986، وترأس اللجنة المنظمة لـ"دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الثانية" التي أقيمت في مسقط عام 2010، كان رئيساً فخرياً لـ"جمعية الصداقة العمانية اليابانية"، كما كان عضواً في مجلس إدارة "نادي السيب".

لم يكن في صدارة الترشيحات

وكانت بدأت التكهّنات بشأن خليفة السلطان قابوس منذ تدهور حالته الصحية الذي عانى منذ العام 2014 من سرطان القولون، وخضع للعلاج لفترات طويلة في دول أوروبية عدة، أبرزها بلجيكا، وبعد إعلان ديوان البلاط السلطاني في عُمان وفاة السلطان قابوس. إلا أنّ اللافت في الترجيحات الإعلامية أنّ السلطان الجديد لم يكن على رأس لائحة الأسماء المتوقّعة لخلافة السلطان، فكانت صحيفة "الشرق الأوسط" قالت إنّ أبرز المرشحين لخلافة السلطان قابوس هم طارق بن تيمور (عمّ السلطان قابوس)، لكنّ حظوظ نجله أسعد بن طارق أوفر. وبعد ذلك أتى الأخوان غير الشقيقين: هيثم بن طارق (السلطان الجديد) وشهاب بن طارق، إضافة إلى تيمور بن أسعد بن طارق الذي يبلغ من العمر نحو 38 عاماً.  وبحسب الصحيفة، فإنّ اسم أسعد بن طارق ظلّ متقدماً في التوقعات من بين جميع الأسماء. ومن المرشحين الذين ذكرتهم الصحيفة أيضاً فهد بن محمود آل سعيد (80 عاماً) نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.

كما أشارت إلى أنّ تيمور بن أسعد بن طارق، يحظى بحظوظ لافتة، خصوصاً كخيار ثانٍ بعد والده أسعد بن طارق، كونه أصغر المرشحين سنّاً وكان مقرباً من السلطان قابوس.

اسم الحاكم في مظروف

وكانت مجلة "فورين بوليسي" كشفت في تقرير آلية اختيار سلطان جديد خلفاً للسلطان الراحل، موضحة أنّه تمّ وضع الإسم في مظروف بواسطة السلطان الراحل، ويمكن العثور على هذا المظروف في "قصر الحُكم" في العاصمة مسقط. كما إن هناك رواية أخرى تشير إلى وجود مظروف آخر في "قصر صلالة"، ورواية ثالثة تؤكّد أنّ مظروف "قصر مسقط"، ومظروف قصر صلالة كل منهما يحتوي على اسمين مختلفين، هما الخيار الأول والثاني للسلطان الراحل، ولن يتم اللجوء إلى فتح أيّ مظروف إلا بعد مرور 3 أيام تحصل خلالها العائلة الحاكمة على فرصة اختيار الحاكم الجديد.وفي حال لم يتم الإتفاق على هويته، فسوف يتم اللجوء إلى المظروف تنفيذًا لوصية السلطان قابوس.

 أسعد بن طارق

وكانت المجلة أشارت إلى أنّ أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد البالغ 65 عامًا هو الأقرب لخلافة السلطان قابوس.  وأسعد بن طارق يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، كما إنّه الممثل الشخصي للسلطان قابوس منذ عام 2002.

 منافسون لأسعد بن طارق

وكانت المجلّة وضعت السلطان الجديد في إطار المنافس للسلطان المفترض أسعد بن طارق، إلى جانب أخيه غير الشقيق شهاب بن طارق قائد البحرية السابق. وكان ديوان البلاط السلطاني السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، معلناً الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة 3 أيام وتنكيس الأعلام في الأيام الـ 40 القادمة. ودعا مجلس الدفاع في البلاد العائلة للانعقاد لتحديد من تنتقل إليه السلطة، وذلك تنفيذًا للمادة الثانية (أ) من المرسوم السلطاني رقم 105/ 96 في شأن مجلس الدفاع.

 

وفاة سلطان عُمان قابوس أكثر الحكّام العرب بقاءً في السُلطة و هيثم بن طارق آل سعيد أدى اليمين القانونية سلطاناً جديداً

وكالات/11 كانون الثاني/2020

توفّي سلطان عُمان قابوس مساء امس عن عمر يناهز الـ79 عامًا بعد نصف قرن في الحُكم بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العُمانيّة الرسميّة عن البلاط السلطاني، ما يفتح البلاد على فترة من عدم اليقين في مرحلة من التوتّرات الإقليميّة مع إيران. وقابوس الذي تولّى الحكم في 23 تمّوز 1970 بعدما انقلب على أبيه، كان يتلقّى العلاج من سرطان في القولون بحسب دبلوماسيّين. وقالت وكالة الأنباء العُمانيّة الرسميّة على موقعها وحسابها عبر "تويتر": "ينعي ديوان البلاط السلطاني المغفور له بإذن الله تعالى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم" الذي توفي مساء الجمعة 10 كانون الثاني".

وقد عقدَ مجلس الدفاع العُماني جلسةً له بُعيد وفاة قابوس، وفق الوكالة. وأشارت الوكالة إلى أنّ ديوان السلطان يُعلن "الحداد وتعطيل العمل الرسميّ للقطاعَين العام والخاص لمدّة ثلاثة أيّام وتنكيس الأعلام في الأيّام الأربعين القادمة". وكان الإعلام العماني نقل الثلاثاء عن ديوان البلاط السلطاني قوله إنّ "حال السلطان قابوس مستقرّ" منذ ملازمته المستشفى مؤخّرًا. وأشارت وكالة الأنباء العُمانيّة الرسميّة إلى أنّ "وفاة السلطان جاءت "بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50عاما منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من شهر تموز عام 1970 وبعد مسيرة حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة وأسفرت عن سياسةٍ متّزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا". والسلطان قابوس غير متزوج ولا ابناء واشقاء له. وتكثفت الشائعات حول وضعه الصحي في الأسابيع الأخيرة منذ عودته من بلجيكا حيث خضع لفحوص طبّيّة. وكانت زياراته المتكرّرة لألمانيا بدافع العلاج قد أثارت القلق حول خلافته واستقرار البلاد التي تؤدّي بانتظام دور الوسيط للحفاء الغربيين خصوصا في العلاقات مع إيران. وبحسب الدستور، يقوم مجلس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم. وإذا لم يتم الاتفاق، تُفتح رسالة تركها السلطان قابوس وحدّد فيها اسم خليفته، ثم يجري تثبيته في منصب السلطان. ويُشترط في من يختار لولاية الحكم في عمان أن "يكون مسلما رشيدا عاقلا وابنا شرعيا لأبوين عمانيين مسلمين". وُلد السلطان قابوس في 18 تشرين الثاني سنة 1940 في صلالة في الجنوب حيث تابع تعليمه المدرسي، إلى أن التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا وهو في العشرين من عمره. وتخرّج السلطان منها بعد عامين برتبة ملازم، ثم خدم في المانيا ضمن فرقة عسكرية بريطانية لمدة عام. لدى عودته إلى بلاده سنة 1964، اصطدم السلطان بسياسة متشددة كان يعتمدها والده الرافض لأي تحديث، إلى أن تولى الحكم في 23 تموز 1970 بعدما انقلب على أبيه، ليطلق مرحلة من التحديث بدأت بتصدير النفط. وأعلن قابوس نفسه "سلطان عمان" بعدما كان لقب الحاكم "سلطان مسقط وعمان"، وأصبح الحاكم الثامن في سلالة آل سعيد منذ أن تولت الحكم في 1749، فقام فورا بتغيير العلم والعملة. قالت صحيفة الوطن العمانية إن هيثم بن طارق آل سعيد أدى اليمين القانونية أمام مجلس عمان، صباح اليوم السبت، سلطانا لعمان خلفا للراحل قابوس بن سعيد، وذلك بموجب النظام الأساسي للدولة. وعقد مجلس الدفاع في عمان جلسة طارئة في مقره بالبستان، حيث تم أداء القسم.

 

السعودية تعلن الوقوف إلى جانب العراق وتسعى لتجنيبه خطر الحرب وتقرير سري أممي عزّز مسؤولية إيران عن هجمات سبتمبر على منشآت "أرامكو" في بقيق وخريص

الرياض، عواصم – وكالات/11 كانون الثاني/2020

 أكدت السعودية أمس، أنها تنظر إلى الأوضاع في العراق باهتمام وحرص، مشيرة إلى أنها ستقف مع العراق حتى تحقيق الأمن والاستقرار فيه.

وأعرب وزير الخارجية االسعودي الأمير فيصل بن فرحان، في تغريدة على “تويتر” عن دعم المملكة للعراق، مؤكدًا أنها “ستقف دومًا مع كل جهود تحقيق الأمن والاستقرار في البلد الشقيق، لتمكينه من تحقيق تطلعات شعبه”. وقال إنَّ العراق “أحوج ما يكون اليوم لتكاتف أبنائه الحكماء لتجنيبه الحرب، وأن لا يكون ساحة لمعركة هو الخاسر الأكبر فيها”، مضيفا أنَّ المملكة “ستقف كما هو عهدها دومًا مع كل جهود تحقيق الأمن والاستقرار للعراق وتمكينه من تحقيق تطلعات شعبه”. من جانبه، أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، أن المملكة تنظر للأوضاع في العراق باهتمام وحرص، وتعمل لإبعاده عن منزلقات الاقتتال والحرب، وليحيا أبناؤه بما يستحقه من تنمية وازدهار وأمن، وستقف المملكة إلى جانب العراق ليتجاوز كل ما يهدد أمنه واستقراره وانتمائه لعروبته. بدوره، أكد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، أن المملكة وقيادتها تقف دوماً مع العراق ومع شعبه، وستبذل ما في وسعها لتجنيبه خطر الحرب والصراع بين أطراف خارجية، وأن يحيا شعبه في رخاء بعد ما عاناه من ويلات في الماضي. وأضاف على “تويتر” أن “كل محب للعراق يريد له اليوم أن يتجنب الاضطرابات وكل ما يؤثر سلباً على أمنه واستقراره، وأن يستنهض همة شعبه لتعزيز دوره في عمقه العربي، وبلوغ المكانة التي تليق بما حباه الله من إمكانيات وطاقات”. في غضون ذلك، خلص تقرير سري مستقل تابع للجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة، إلى عدم مسؤولية المتمردين الحوثيين عن الهجمات التي استهدفت منشآت شركة “أرامكو” السعودية في سبتمبر الماضي، وهو ما يعزز الاتهامات السعودية والأميركية والأوروبية في مسؤولية طهران عن الهجمات. وأكد التقرير أن الحوثيين مازالوا يحصلون على كل أنواع الأسلحة عن طريق التهريب بما في ذلك الصواريخ البالستية، وقال إنه “على الرغم من ادعاءاتهم، فإن الحوثيين لم ينفذوا الهجمات على أبقيق وخريص في 14 سبتمبر 2019”. وقال محققو الأمم المتحدة إنهم يشكون في أن الطائرات بلا طيار وصواريخ كروز الهجومية البرية المستخدمة في الهجمات، “لديها القدرة الكافية ليتم إطلاقها من الأراضي اليمنية تحت سيطرة الحوثيين”، موضحين أنهم لا يعتقدون أن “تلك الأسلحة المتطورة نسبيا تم تطويرها وتصنيعها في اليمن”. وخلص التقرير إلى أن “قوات الحوثي تواصل تلقي الدعم العسكري على شكل بنادق هجومية وقاذفات قنابل صاروخية وصواريخ مضادة للدبابات بالإضافة إلى أنظمة صواريخ كروز أكثر تطوراً، كما أكد التقرير أن بعض هذه الأسلحة لها خصائص تقنية مماثلة للأسلحة المصنعة في إيران”.

على صعيد آخر، تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز،

أوراق اعتماد سفراء كوستاريكا فرانسيسكو شاكون هيرنانديز، وتشيلي خورخي داكاريت، وكوسوفا لولزيم مييكو، والمجر بالاش شلماسي، والجبل الأسود دوشانكا جينيتش، وتنزانيا علي جابر مواديني، وموريتانيا سيدي عالي سيدي عالي، وموريشيوس شوكت علي سودهن. من جانبه، سلّم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة للشؤون الأفريقية أحمد قطان، رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى الرئيس التونسي قيس سعيد. من جهة أخرى، وقع الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب المكلف محمد المغيدي بمقر التحالف بالرياض أمس، مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، مذكرة تعاون مشترك تشمل العديد من المبادرات والبرامج التدريبية المشتركة، إضافةً إلى تبادل التقارير والدراسات في محاربة الإرهاب والتطرف العنيف. من ناحية أخرى، أكد وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان، أهمية مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، معتبرا إياه ضرورة ستراتيجية لمواجهة الأخطار التي تحدق بدوله. وقال إن ميثاق تأسيس المجلس سيدخل حيز التنفيذ بعد 90 يوما من تاريخ تصديق أربع دول عليه، كما سيكون مقر أمانته العامة في الرياض، وسيكون أول أمين عام له سعودياً.

 

الجيش الليبي: قواتنا تتقدم إلى مصراتة… ولا تراجع

طرابلس – وكالات/11 كانون الثاني/2020

 جدد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد المحجوب، تأكيده أمس، أن “الجيش لن يتراجع عن معركته ضد الإرهاب”. وقال في مقابلة بثها المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة على فيسبوك، إن الجيش لن يتراجع والقوات المسلحة تتقدم الآن إلى مصراتة. وكان الجيش الليبي أعلن أول من أمس، أن القوات المسلحة تتقدم إلى محمية الهيشة شرقي مصراتة، مؤكداً أنه كبد ميليشيات الوفاق مزيدا من الخسائر. وأضاف أن رئيس أركان القوات البحرية وجه مصلحة الموانئ والنقل البحري بمنع السفن المبحرة إلى ميناءي مصراتة والخمس، محذرا من أنها قد تصبح هدفا مشروعا للقوات المسلحة نظرا لرفع الحالة القصوى وحالة النفير العام. ومن جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده تأمل من الجانب الروسي أن يقنع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بوقف إطلاق النار في ليبيا. وأضاف أوغلو في تصريحات صحفية، أمس: “لا مشكلة لدينا في مشاركة الجميع عندما يتعلق الأمر بالحل السياسي، وهذا يشمل حفتر أيضا، لكن عليه أولا الالتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا”. وفي السياق، بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، أمس، مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، القضية الليبية. وجاء في بيان الدائرة الإعلامية بالكرملين في هذا الصدد: “تم بحث المسألة الليبية​​​. وأطلع الرئيس الروسي ولي عهد أبوظبي على نتائج مباحثاته مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي جرت في 8 يناير الجاري في إسطنبول، وأعرب عن تأييده لتفعيل الجهود الرامية إلى الوقف السريع لإطلاق النار في ليبيا وتعزيز العملية السلمية بين أطراف النزاع”. ومن المقرر أن تقوم المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، بزيارة إلى موسكو، حيث تلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليبحثان خلالها الأزمة الليبية والوضع في الشرق الأوسط على ضوء تزايد التوتر بين طهران وواشنطن.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيران تحذّر نصرالله من عملية اغتيال.. واستنفار أمني بنيويورك

سامي خليفة/المدن/12 كانون الثاني/2020

يطرح مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، عدة أسئلة محورية تتعلق بحدود رد حزب الله على عملية الاغتيال، وبمستقبل التأثير الأميركي والإيراني في منطقة الشرق الأوسط، على خلفية التوتر المتصاعد، واتباع واشنطن سياسة الاغتيالات لتحسين شروط المفاوضات، بينما يدق الرئيس الأميركي دونالد ترامب طبول الحرب، متوعداً إيران إذا أضرت بالمصالح الأميركية.

تحذير لنصر الله

يفتخر الرئيس الأميركي بأنه لا يمكن التنبؤ بخطواته. ويرى ذلك عامل قوة، وينتقد كثيرون في الولايات المتحدة حقيقة أنه لا توجد استراتيجية حقيقية أو إطار عمل مشترك. لذلك يتم اتخاذ القرارات التكتيكية من الفراغ، أو تكون غير مرتبطة بأهداف الأمن القومي الأميركية الأوسع. وانطلاقاً من خطوات تصعيدية قد يقدم عليها ترامب في مقبل الأيام، أشارت القناة 13 الإسرائيلية، إلى أن إيران حذرت أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، من أنه قد يكون الهدف التالي للولايات المتحدة. ونصحته بتعزيز الإجراءات الأمنية بعد أن قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني في 3 كانون الثاني الجاري.كما زعم تقرير القناة الإسرائيلية أن إسرائيل نظرت مراراً وتكراراً في قتل سليماني منذ عام 2011، وسنحت لها العديد من الفرص للقيام بذلك. لكنها لم تتصرف، بسبب المخاوف من الرد الانتقامي من إيران وحزب الله.  وتعليقاً على التقرير، أشار يوآف غالانت، وهو عسكري سابق وسياسي إسرائيلي يمثل حزب الليكود، إلى أن الشخصية الأبرز المتبقية على لائحة الاغتيالات الأميركية في الشرق الأوسط بعد أبو بكر البغدادي وقاسم سليماني، هي بلا شك نصر الله. وبالتالي فإن تقييم إيران الحالي من البديهي أن يشير إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر.

الرد في أميركا اللاتينية؟

يعتقد الأميركيون أن الرد الإيراني ليس سوى الدفعة الأولى من الحساب. ويفترضون أن حزب الله سيقوم بعمل انتقامي قد تكون ساحته أميركا اللاتينية. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية، أن الخبراء والساسة في الولايات المتحدة، لطالما أصدروا تحذيرات بشأن حزب الله، وغيره من التنظيمات، التي تشكل تهديداً خطيراً في أميركا اللاتينية. واكتسبت مهمة تقييم المخاطر الحالية، حسب الصحيفة، طابعاً ملحّاً جديداً هذا الأسبوع، عندما تعهدت إيران بالانتقام لمقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. وقد علق إيمانويل أوتولنغي، وهو زميل في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، بالقول: "لن أتفاجأ إذا وقع هجوم في أميركا اللاتينية، إذ أن مستوى التهديد ارتفع بشكل واضح". المخاوف بشأن انتقام حزب الله في أميركا اللاتينية لها أسس تاريخية؛ فبدعم من إيران، يُعتقد أنه نفذ تفجيرين داميين في الأرجنتين في تسعينات القرن الماضي، استهدفا مركز الجالية اليهودية والسفارة الإسرائيلية، وأسفرا عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات.

تهديد مبالغ فيه

يجادل بعض الخبراء، كما تشير الصحيفة، بأن هذه التحذيرات مبالغ فيها. ويقولون إن الحزب ليس له هيكل منظم في أميركا الجنوبية. ومن المحتمل أنه لا يملك القدرة على شن هجمات كبيرة. كما يضيفون أن الحزب قد يشارك في عمليات تهريب أو غسيل أموال بالمنطقة، لكن كثيراً من الناس الذين وجهت إليهم اتهامات تتعلق بمثل تلك الأنشطة يبدون كمجرمين ساذجين، وأن الاشتباه بصلتهم بالإرهاب ترجع بسبب أصولهم الشرق أوسطية. من جهته، قال فرناندو برانكولي، الأستاذ بجامعة ريودي جانيرو الفيدرالية، للصحيفة، إن حزب الله قد يستخدم هذه المنطقة على نطاق ضيق في غسيل الأموال، لكن التهديد الحالي الذي يتداول في وسائل الإعلام الأميركية مبالغ فيه.

استنفار في نيويورك

بدوره، نقل معهد "أتلانتيك كاونسيل" الأميركي، عن مسؤوليّن سابقيّن في قسم الاستخبارات في إدارة شرطة نيويورك، مكلفيّن بتقييم احتمال قيام إيران وحزب الله بالانتقام في مدينة نيويورك، قولهما بأن هناك سبباً مهماً لليقظة الشديدة في المدينة الأميركية. في عام 2017، قال نيكولاس راسموسن، المدير السابق للمركز القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب، أن الحزب اللبناني مصمم على إدخال الأراضي الأميركية في صلب معركته العسكرية والسياسية. لذلك يرى المعهد، بأن الأجهزة الاستخباراتية تأخذ بعد اغتيال سليماني هذا الأمر على محمل الجد. إن ما يثير المخاوف الأمنية في مدينة نيويورك هو ثلاثة عمليات اعتقال حديثة ومنفصلة لـ"عملاء حزب الله" في المدينة. هذه الاعتقالات التي قامت بها شرطة نيويورك وفرقة العمل المشتركة المعنية بالإرهاب، كانت مرتبطة بمنظمة الأمن الخارجي التابعة لحزب الله، واعتقل فيها على التوالي: علي كوراني الذي جمع معلومات حول أهداف محتملة داخل الولايات المتحدة، وسامر الدبق الذي تلقى تدريبات على التكتيكات العسكرية الأساسية، والتعامل مع مختلف أساليب الأسلحة والمراقبة، وأليكسي صعب الذي خدم كضابط في حزب الله وأجرى مراقبة للمواقع، كاستعداد لهجمات مستقبلية محتملة ضد الولايات المتحدة.

رمز القوة الأميركية

يعتبر الحزب، حسب المعهد، مدينة نيويورك هدفاً مميزاً للهجمات الإرهابية المحتملة، حيث يُنظر إليها على أنها الرمز النهائي للقوة الأميركية. والأهم من ذلك، هناك تشابه ملحوظ بين مدينة نيويورك والعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. حيث يوجد في المدينتين تجمعات سكانية لبنانية شيعية كبيرة، يمكن للخلايا النائمة أن تتوغل فيها، كما أن وجود بعثة إيران للأمم المتحدة في مدينة نيويورك يسمح لمسؤولي وزارة الاستخبارات الإيرانية بالعيش والعمل في نيويورك بغطاء دبلوماسي رسمي. ويقول المعهد أنه بين عاميّ 2002 و 2010، اكتشفت شرطة نيويورك والسلطات الفيدرالية ما لا يقل عن ستة حوادث تورط فيها موظفون دبلوماسيون إيرانيون، تم تقييمهم على أنهم يقومون باستطلاع عدائي في المدينة. مع وضع كل هذا في الاعتبار، وكذلك التحقيقات السابقة في شعبة الاستخبارات في شرطة نيويورك، يجزم المعهد نقلاً عن معلومات موثوقة أن تهديد حزب الله بالانتقام في مدينة نيويورك يشكل تهديداً حقيقياً يجب التعامل معه بيقظة شديدة. خصوصاً أن نصر الله،  كان قد صرح بأنه سيواصل السير على طريق قاسم سليماني، ودعا ناشطي حزب الله على الصعيد العالمي إلى تنفيذ "العقوبة المناسبة"، مشيراً إلى أن هذا سيكون مسؤولية ومهمة كل مقاتلي المقاومة في جميع أنحاء العالم.

 

بيروت عودة الروح.. الناس إلى الشارع

نادر فوز/المدن/12 كانون الثاني/2020

حمّودي على الأكتاف يردّد شعارات الثورة. ابن السنوات السبع يهتف لإسقاط النظام، ضد حكم المصرف والفاسدين. "مش سلمية مش سلمية، هيدي ثورة مش غنّية"، يصرخ فيردّد الجمهور من حوله. يغني للمولوتوف على أبواب شركة كهرباء لبنان. طالما الكهرباء مقطوعة ما الحاجة إلى هذا المبنى وإلى دفع رواتب العاملين فيه؟ تساؤل أكثر من منطقي: "مش شايفين الدولة شو عم يصير فيها؟ الدولة سرقت المصاري، أخذوهم، سرقهم رياض سلامة"، يقول حمّودي قطيش. وهو لا يردّد هذه الشعارات في المدرسة "لأنّ لكل مكان أجواؤه". كل هذا يؤكد أنّ جيل الثورة بخير. وطالما أنّ هذا الجيل بخير، فإنّ الثورة بخير أيضاً.

عودة الزخم

عاد الزخم إلى شوارع بيروت، بعد أسابيع من الرخاء الثوري. فسار آلاف المنتفضين في تظاهرة انطلقت من منطقة الدورة وصولاً إلى شارع ويغان حيث مدخل البرلمان، مروراً بمناطق برج حمود ومار مخايل والجميزة. ولكل من هذه المناطق رمزية ما، عملت المسيرة على إعادة الاعتبار لها. لكن الأهم أنها جاءت لتؤكد أنّ الثوار لا يزالون في الشارع، ومستعدون لإعادة إحياء ما انطفأ في فترات الأعياد والعُطل الاستثنائية، نتيجة الصراعات الإقليمية وآثارها. لكن الأكيد أنّ الجمود الشعبي في الأسبوعين الأخيرين استغلته السلطة بشكل كامل. فهذه القيادات تمتهن الاستغلال أينما كان وكيفما كان. فنفذت ثورتها المضادة عبر الإطلالات الإعلامية لإعادة الاعتبار لزعاماتها ومناصبها حيناً، وعبر الاستدعاءات والتوقيفات للاستفراد بالناشطين حيناً آخر. وذلك لم يملأ انتهازيّتها طبعاً. فكان الوقت مناسباً لإعادة الانقضاض على الشارع ومطالبه وشعاراته. إذ أعادت السلطة بازار التشكيل الحكومي إلى المربّع الأول من خلال ما يتم تسريبه عن ضرورة قيام حكومة "لمّ الشمل"، تكون الوجوه السياسية ضرورية لمواجهة ما يحصل في المنطقة والوقوف عند تحدّياتها. وهنا معضلة جديدة أمام السلطة، في إيجاد مخرج دستوري لإقصاء الرئيس المكلّف، حسان دياب. معضلة من بين معضلات عديدة على السلطة مواجهتها آخرها إطفاء الثورة. ففي رصيد هذه السلطة كمّ من الفشل والفساد وسوء الإدارة، يغذّي الثورة ويمدّ ثوارها بالعناوين تباعاً. فبين أزمة صرف الدولار وانقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية وجيش البطالة المتنامي وأداء المصارف وإدارتها، لن تخمد ثورة 17 تشرين. ستشتعل من جديد وهذه المرة بعناوين الجوع والفقر قبل محاكمة الفاسدين واستعادة المال المنهوب وإدارة الدولة. باقتباس روسو "إذا الشعب جاع بياكل حكامه"، الذي رفعه المتظاهرون أمس، ستكمل الثورة طريقها.

شعارات وهتافات

بين الدورة وشارع ويغان، تنوّعت شعارات المسيرة. هتف المنتفضون ضد رئيس البرلمان نبيه بري وزوجته، "51 بالمية، رندة وِحدة حرامية". هتفوا ضد المجلس النيابي مجتمعاً، "مية و28، ضحكوا علينا باسم الدين" و"28 ومية، كلهم قرطة حرامية". ولامست الهتافات شركة سوليدير أيضاً، "سوليدير وسخة وسخة، مجلسنا عنها نسخة". وردّيات كثيرة غيرها طالت العديدين من رموز هذه السلطة، مثل "يا رياض ويا سلامة انت أكبر حرامي، يلا ثوروا على المصرف... يا نقولا ويا شماس، ما عندك ذرة إحساس، إنت أساس الإفلاس، يلا ثوروا على المصرف... يا صفير ويا سليم، عاملي حالك فهيم، وانت بالسرقة سقيم، يلا ثوروا على المصرف". والأهم من كل ذلك، كانت عودة أغنية "هيلا هو" بنسختها الأصلية ضد رئيس التيار الوطني الحرّ، الوزير جبران باسيل. وهذه مناسبة للقول إنه طالما الـ"هيلا هو" بخير، فإنّ الثورة بخير أيضاً. فهذا يعني أنّ ما تمّ كسره معنوياً منذ الساعات الأولى لثورة 17 تشرين لا تزال مفاعيله سارية إلى الآن. فذكر أسماء السياسيين، كلهم، مرافقة بالشتم والنقد ودلالات فسادهم، يعني أنّ الشارع لم يتراجع عن شعاراته وأولها "كلن يعني كلن".

محطّات المسيرة

كانت الدعوة لانطلاق التظاهرة من منطقة الدورة مفاجأة للبعض. لكن فيها ما يكفي من رسائل وأولها الانفتاح الطبيعي على منطقة المتن، وأولها جل الديب التي لا يزال ناشطوها يحاولون استعادة زخم شارعهم. وفيها أيضاً محطة أساسية في منطقة برج حمود وما فيها من دلالات. إحدى أحزمة الفقر المحيطة بالعاصمة، إحدى أكثر الأحياء تنوّعاً على المستوى الاجتماعي وخليط الهوية الثقافية، وأكثر المناطق تضرراً من فساد الدولة في ملفات البيئة والنفايات. فكان تفاعل أهل برج حمود طبيعياً مع الناس التي تهتف ضد السلطة في الشارع. وبين مار مخايل والجميّزة، كانت محطة شركة كهرباء لبنان. هذه المغارة الكبيرة في خزينة الدولة نالت نصيبها من الهتافات. وبينما كانت عناصر وحدات مكافحة الشغب تنتشر داخل حرم الشركة، لم يوفّر عشرات المتظاهرين المناسبة لطرق الحجارة على أسوار الشركة علّ ضجيجهم يصل إلى آذان من لا يريد أن يسمع. وثم كانت محطة عند جمعية المصارف بين شارع الجميزة ومدخل وسط البلد، حيث باتت الشعارات معروفة ضد حكم المصرف. ومع وصول المتظاهرين إلى شارع ويغان حيث مدخل البرلمان ومقر بلدية بيروت، باتت الشعارات ضد حكم الأزعر.  تؤكد مسيرة الدورة- البلد أنّ الثورة بخير. وأنه ما أن انزاحت العاصفة خرج اللبنانيون إلى الشارع مجدداً بحثاً عن الضوء والأمل في ثورتهم. هؤلاء سيواجهون الثورة المضادة ولن توقفهم حملات السلطة المتتالية ووقاحتها. والمفيد في هذا الصراع المستمرّ أن اسم حسان دياب يغيب عن الجهتين. عسى من يتفقّده في منزله لأنّ غيابه طال، وكذلك صمته. أم تراه يخطّ مجلّد "أيام في التكليف"، وفيه إنجازات رئيس حكومة مكلّف منسي.

 

خلال العام 2020: لا هاتف ولا إنترنت في لبنان

خضر حسان/المدن/12 كانون الثاني/2020

دقّت القطاعات الاقتصادية ناقوس الخطر، مع بدء التماس شح الدولار في السوق إلى حد فقدانه، بعد أن كانت حذّرت من خطورة الوضع، بالتوازي مع بدء انحدار خط التصنيف الائتماني للبنان. لكن المعنيين بإدارة البلاد، لم يحركوا ساكناً، فاتسعت دائرة الأزمة حتى وصلت إلى القطاع العام ومؤسسات الدولة. وبعد التلويح بتفاقم أزمة الكهرباء والتحذير من انقطاعها، بسبب عدم القدرة على تأمين الدولار لشراء الفيول، ها هي هيئة أوجيرو تُشعِل الضوء الأحمر، إنذاراً بوقوع أزمة إنترنت ستطال القطاعين العام والخاص.

لا دولار للمورّدين

تعود هيئة أوجيرو إلى واجهة الأحداث من باب التحذير من توقف بعض خدمات الهاتف وتراجع أعمال الصيانة في المناطق. ليس السبب ذاتياً، ولا هو نتيجة التجاذبات السياسية التي كانت أجيرو مسرحها لسنوات، وإنما نتيجة شح الدولار وعدم إمكانية تحويل ما توفّر منه إلى الخارج، بسبب قرارات مصرف لبنان، التي تعطي الأولوية لبعض القطاعات دون الأخرى. وجرّاء أزمة الدولار "يعتذر عدد من المورّدين عن إعطاء هيئة أوجيرو التجهيزات اللازمة للقيام بأعمال الصيانة وتركيب خطوط جديدة للمواطنين. فالمورّدون يريدون ثمن المعدات بالدولار، ولا قدرة لدينا على تأمين الدولار أو تحويله إلى الخارج"، وفق ما تقوله مصادر في وزارة الاتصالات خلال حديث لـ"المدن". وهذا الواقع يعني، حسب المصادر، اضطرار أوجيرو لتقليص أعمال الصيانة ومتابعة مهامها كالمعتاد تجاه المواطنين. وبالتالي "ستتراجع نسبة إصدار الفواتير، ومعها ستنخفض إيرادات وزارة الاتصالات، أي ستتراجع مالية الدولة"، ومن المعلوم أن قطاع الاتصالات يساهم بنسبة كبيرة في رفد خزينة الدولة وزيادة موجوداتها.

إمكانية انقطاع الانترنت

المشكلة الأكبر بنظر المصادر، هي مواجهة لبنان بأفراده وومؤسساته في القطاعات العامة والخاصة، أزمة توقف خدمات الإنترنت. وتشرح المصادر أن "لبنان يحصل على الإنترنت من خلال مقدمي خدمات في مختلف دول العالم، وعبرهم يتم وصل لبنان على الشبكة العنكبوتية التي توزع الإنترنت. ولاستمرار تزويدنا بالإنترنت، علينا تحويل مستحقات مقدمي الخدمات، بالدولار، وحسب الاوقات المتفق عليها. وفي حال العجز عن تأمين ما يلزم، سيتم إخراج لبنان عن الشبكة العنكبوتية". وعملية الحصول على الإنترنت بكافة تفاصيلها، تكلف لبنان نحو 4 مليون دولار سنوياً، موزّعة بين "2 مليون دولار كلفة تشغيل وصيانة للكابلات البحرية، و2 مليون دولار كلفة استجرار الإنترنت، يدفعها لبنان على دفعات فصلية كل 3 أشهر". وتقول المصادر أن "هناك شركات قد تغض النظر قليلاً، وتسكت عن بعض التأخير في تحويل الأموال، لكنها لن تسكت عن عدم الدفع نهائياً". والأصعب من ذلك، أن الإنترنت قد يتوقف في مطار بيروت، وهو حالة لم تشهدها أي دولة في العالم. فالخدمات في المطارات تُعتَبَر صورة تعكس اهتمام البلد بزواره. لكن في لبنان، ليس هناك من يكترث بالمواطنين، فكيف بالزوار؟ والتوقف عن الدفع أمر وارد، أولاً بسبب شح الدولار، وثانياً بسبب تفشّي الفساد واختفاء أموال الدولة من دون حسيب أو رقيب. فإذا كانت مساهمة لبنان في الأمم المتحدة لم تُدفَع لسنتين متتاليتين، فهل هناك ما يمنع من التوقف عن دفع مستحقات مقدمي خدمات الإنترنت؟ وعليه، فإن لبنان أمام استحقاق كبير يهدد وجود الكثير من الشركات الخاصة والمستثمرين في البلاد، إلى جانب عرقلة جملة من الخدمات العامة. وتحقُق هذا الخطر ليس بعيداً جداً "فخلال العام الحالي علينا تأمين الدولار وتحويله لمستحقيه، وإلا سنشهد وقوعاً في أزمة لا تُحمَد عقباها".

 

التحرك الشعبي: اللاعفوية والحيرة اليسارية

أحمد جابر/المدن/12 كانون الثاني/2020

مرَّت أيام التحرك الشعبي الغنية بدلالاتها، وحافظ المعترضون في الشارع على وتيرة متابعة الضغط على المشهد السياسي العام. في سياق الاستمرارية الشعبية، بات ضرورياً الخروج بخلاصات وعناوين قراءة لما حصل حتى تاريخه، ولواقع الحال الراهن، ولما يمكن أن يكون متصلاً باستمرارية التحرك في المستقبل، استمرارية قد تكون مفتوحة على استقامة أحوال حركة شعبية لبنانية جديدة. جملة من المواضيع باتت مطروحة على بساط البحث، ولعل الأبرز منها، أو أكثر ما يدعو إلى التفكير المواضيع الآتية:

موضوع أول: سقوطان

سقط من صاغ فذلكة إدعاء العفوية وألصقها بالتحرك الشعبي، الصحيح أن اللاعفوية الكامنة كانت سياستها الترويج للعفوية. الأسباب كثيرة، ومن أراد ذكر ما يراه منها سيجد الكثير مما يمكن قوله وشرحه، بإيجاز وبإسهاب.

كذلك سقط إدعاء التشكيلة الطائفية باستجابتها لـ "صوت" التحرك الشعبي، والصحيح أنها تراجعت دفاعياً لبرهة، ثم استأنفت هجومها ومناورات التفافها على أيام الشارع الحافلة.

سقوط التحرك الشعبي عن حافة زخمه واندفاعه مرئي الآن من خلال مشهد ساحاته، ومن خلال "نمطية" مجموعات متفرقة تنوب عنه وتختزل كل حركاته، وسقوط السلطة السياسية عن حافة استجابتها مرئي أيضاً، من خلال مشهد المكلف بتأليف الحكومة وتحركاته، ومن خلال مشهد كل طالب حصة وحركاته وخزعبلاته.

حصيلة السقوطين في ملعب السياسة الآن

ربح للساقط الحاكم والمتحكم الذي عاد فأمسك بقوانين إدارته، وخسارة للساقط المعترض الذي لم يحاول صياغة قوانين اعتراضه، وأشكال حشد وصياغة وتنظيم برامجه، وأساليب إدارة سياساته. ماذا في اليد الشعبية للتأسيس للغد الشعبي؟ ما صلة الوصل بين اليوم المعارض والغد المعارض؟ فاتت فرصة عظيمة، فكيف يعوض مستقبل الفرص من حال الفوات؟ الأسئلة ليست بلا أجوبة، هذا من الثوابت، ومن الثوابت أيضاً، أن لا أهلية سياسية للكثيرين من اللاعفويين الذين قادوا "عفوية" التحرك الشعبي. اللاأهلية السياسية صفة مشتركة اليوم بين الحاكم وبين "قيادة" الجمهور التي انتدبت ذاتها للاعتراض على لا أهلية هذا الحاكم.. ومن الثوابت، أن حزمة من القضايا غير المفكر فيها، أو المسكوت عنها، هي القضايا الأهم من بين كل العناوين التي تدور عليها ثرثرات التكرار.

موضوعٍ ثانٍ: قراءة مكونات التحرك الشعبي

الحديث عن بنية التحرك الشعبي تمليه ضرورات سياسية وعملية، إذ على تبين حال التحرك وقواه، من جمعيات معلنة وحزبيات مضمرة وجمهور عادي من دون انتماء، يُبني تقدير الموقف الذاتي، وتُقترح السياسات، وتُبتكر الأطر الانتظامية المناسبة، وتُعتمد الشعارات والأساليب التي تتواءم وحال التحرك، لجهة نقاط قوته وكيفية تطويرها، ولجهة الثغرات المتوقعة وكيفية تلافيها، أو الحد من سلبياتها، ولجهة ردود السلطة وصيغة وأساليب التعامل معها. لقد بات ممكناً الآن نقاش البنية التي اجتمعت في ساحات، وعبرت عن "صورة حالها" في تجمعات، وهي مستمرة في التعبير عن هذه الصورة من خلال تحركات يومية متفرقة.

يجب طرح سؤال عن النقاط المشتركة بين ساحة وساحة، وطرح السؤال عن ما يميز ساحة عن زميلتها. ربما يسمح القول أن كل ساحة تشبه الثانية من جوانب، ولا تشهبهها من جوانب أخرى، وأن الخيوط السياسية والاجتماعية والأهلية التي تشد انتظام ساحة هنا، ليست نسخة مطابقة لخيوط انتظام ساحة قريبة أو بعيدة. على سبيل الأسماء الساحاتية، طرابلس ليست البقاع، وساحة الشهداء ليست ساحة رياض الصلح، وصيدا ليست صور، والنبطية ليست الجية، وهذه كلها ليست ساحة الذوق أو الشيفروليه.. هذا الواقع الحقيقي يضع كل مهتم بشؤون التحرك أمام سؤال: هل الواقع هذا تنوع ضمن فضاء تنسيقي واسع، أم هو تنوع ما زال خارج هذا الفضاء؟ الجواب يتصل مباشرة بأسئلة برامج الحد الأدنى المشترك، وأسئلة التنسيق الضروري المتصل بالتحرك في ظل هكذا برنامج، ودائماً وفق صيغ انتظامية مبتكرة تتلاءم وطبيعة القوى المشاركة، وباقي المكونات الشعبية.

النقاش، إذا ذهب إلى مداه، يدور كما هو واضح على وقع هتافات مجموعات ما زالت في الشارع، لذلك تقتضي المسؤولية السؤال: أي تفاهم تنسيقي يقف خلف هكذا تحركات؟ ولماذا هذه السياسة المطلبية دون غيرها؟ وهل صحيح ترك "السياسي" في غرفة الانتظار، وترك أركان التشكيلة الحاكمة طلقاء الأيدي في إعادة تكوين "الحياة" السياسية؟

عودة إلى البنية للقول، إن التمايز الأكيد بين ساحة وساحة، صار واضحاً أكثر منذ تكليف السيد حسان دياب بتشكيل الحكومة. أين برز التمايز ولماذا؟ لماذا غابت "الذوق والشيفروليه"؟ ومن صاحب الكلمة العليا في بعض "الخيم" أو في التنسيقية التي تجمع أكثر من خيمة؟ وبعد كل ما ذكر: هل يمكن الحديث عن "تنسيقية" واسعة، تستطيع ببنيتها وبوزنها في الشارع وبوضوح برنامجها المشترك... تشكيل نواة صلبة تستمر في لعب الدور المبادر إلى التحرك؟ وتستطيع تأمين حضور حاشد يشكل حلقة قوية في سلسلة تستكملها مجموعة إضافية من الحلقات؟ باختصار، معرفة وضع التحرك الفعلي الآن، ضروري للانتقال بالنقاش إلى موضوع كيف يكون التحرك غداً وفي المستقبل القريب، وضروري لصياغة الجواب الملح حول هواجس المرحلة الانتقالية بين حاضر التحرك وغده، هذا لأننا نظن أن من يتابع بمسؤولية، يوجه عنايته الشاملة إلى مسألة ديمومة التحرك، وتعزيز صفوفه، وتطوير أدائه، وتعظيم قوته، وترسيخ أقدامه في رحلته التغييرية الشاملة، الشاقة والطويلة.

موضوع ثالث: فقر الحزبية، وحيرة اليسارية الشاملة

تختص الحزبية بكل الأجسام التي ما زالت تتحرك من خلف رايات اشتراكية وشيوعية وقومية، أي أنها ذات طبيعة مؤطرة، وصاحبة برامج متفرقة، وتتحرك وفق نمط تنظيمي محدد تضطبه تراتبية هرمية، وتراكم حصيلة تحركه أساليب عمل متنوعة ومتبدلة. هذه الحزبية المؤطرة نزلت إلى ساحة المساهمة الاجتماعية من خلال عناوين مموَّهة، فكانت لها خِيَم مثلها مثل غيرها من جمعيات العمل المدني، وانضبطت تحت السقف الذي حدده المدنيون، فكان انضباطها مجرد تكرار عملي لما يرسمه سواها، وكان تحركها، غالباً استجابة لدعوات لا تصدر عنها، ومن ضمن رؤية يعوزها كثير من السياسة التي تعطي للمطلبي بعده الاجتماعي، بحيث يأخذ هذا الأخير تراكمه المتدرج إلى عناوين متقدمة تمسّ الركائز الأساسية للنظام الذي اندلعت نار الاحتجاج الشعبي على وجوه سياساته العامة. عدم الابتكار، وعدم المبادرة، وعدم التمسك بالمضامين الجوهرية التي تأخذ التحرك الشعبي إلى محطات ناجحة متوالية، وعدم التصدي لما بدا من ثغرات وأساليب عملية خاطئة، كل ذلك كان من إشارات الفقر الحزبي، ومن علامات تردده وإحجامه، أي من جوهر دوره الحقيقي القائم على التقاط اللحظة، والتفاعل معها والفعل فيها... على طريق العبور مع قوى اللحظة إلى أوقات نضالية متقدمة عليها. الفقر المنوَّه عنه، ليس أحادي المصدر، وليس مجهول المنبع والمجرى، بل هو منبثق من يسارية أشمل، تتجاوز البنى الحزبية لتطال كل المرجعيات الإيديولوجية والثقافية التي قالت يساراً، اليسارية التي هي مشروع جديد يقابل اليمينية الشاملة التي ما زالت تمسك بمقاليد اللعبة التي تشدّ لبنان إلى قعر هاويته. الحيرة اليسارية؟ صحيح، فبعد مرور ثلاثين من الأعوام على وقف الحرب الأهلية، لم تتحرك آلة اليسارية إلى الأمام، بل هي توقفت عند زمن وقف الحرب التي شاركت في اندلاعها، وقد كان من نتائج الوقوف على مفارق الحيرة، هذه النسخة المنتهية الصلاحية من النظام، وهذه التجربة الشعبية التي تغذيها لا أهلية السلطة، وهذا التحرك الأخير الذي يلقي مسؤولية مضاعفة على كل اليسارية، مسؤولية العمل من أجل نجاحه ومسؤولية منع فشله، ودائماً من موقع التجديد الحيوي الذي يدمج بين خبرة وعبرة الاستفادة من الماضي الشعبي الكفاحي، وبين تطوير صيغ التجدد وصيغ العمل مع نسخة النضال الراهنة، التي تتلمس من خلال تحركها، طريقها الجديد. تحدي الجديد، مسؤولية الجميع، فلا انفصال ولا انقطاع بين أجيال الحركة الشعبية اللبنانية، إذن ليتوقف الحديث عن التمييز العمري بين مختلف القوى الاجتماعية.

 

فضيحة لبنان في الأمم المتحدة: انتهت صلاحية العهد والنظام

منير الربيع/المدن/12 كانون الثاني/2020

تهاوت آخر ادعاءات العصرنة والحداثة اللبنانية: العلاقة العضوية التي تربط لبنان بالأمم المتحدة. فمن أبرز مفاخر الدبلوماسية اللبنانية التاريخية، أن هذا البلد الصغير كان شريكاً في تأسيس الأمم المتحدة، ومن الدول الأولى الموقعة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، طالما أن أحد أبنائه (شارل مالك) كان من المساهمين في صياغته. اليوم، خسر لبنان تلك المفخرة على نحو معيب. وكأن ما كتب على البلد الصغير، هو أن تنهار كل منظومته بكليتها دفعة واحدة. انتهت الفرادة اللبنانية المتمايزة عن دول المنطقة. تغلّبت الرجعية على الحداثة. لم يعد لبنان يثير غيرة الدول المجاورة. وهو، بالحدّ الأدنى، غير قادر على التشبّه بها، على الرغم من جحيمها. لبنان اليوم، يعادل الصومال.. حيث لا دولة. مجرد مجموعات تتناحر وتتقاتل فيما بينها. الإرث القديم الذي تفوّق فيه اللبنانيون على غيرهم من شعوب المنطقة تبدد.

حديثو النعمة السياسية

نشرُ الغسيل بين وزارتي الخارجية والمالية على خلفية فقدان لبنان لصوته في الأمم المتحدة، بسبب عدم دفع المساهمة المتوجبة عليه، من أبرز الدلائل على سقوط ما يسمى الدولة في لبنان أو المؤسسات. صراع بين وزيرين أو وزارتين. وكأن واحدة منهما تابعة لجماعة مختلفة عن الأخرى، من أوضح الإشارات على صوملة لبنان، والصورة الأبهى على انتهاء "النموذج" بكل صيغته وتركيبته المعروفة، لصالح الذوبان في نظريات قبلية تقوم على العماء الطائفي والمذهبي. وربما يبدو المشهد أسوأ وأحقر مع بعض حديثي النعمة السياسية الذين يعتمدون ألعاباً بهلوانية في محافل دولية، غير آبهين بسمعة لبنان وموقعه أو دوره أو صورته. لأنهم يهتمون فقط بالشعبوية الخاوية، وسياستها المعروفة بإلقاء التهم على الآخرين أو قذف المسؤوليات باتجاه خصومهم.. تماما كحال السجال الذي اندلع على خلفية عدم تسديد المستحقات ونشر وزارة الخارجية وثيقة المطالبة بالتسديد، لتحميل المسؤولية لوزارة المال، فتبين أنها قديمة.

"سيلفي" في الأمم المتحدة

الهشاشة والجشع والسقوط

لم يعد سقوط النموذج اللبناني ينحصر في صورته الخارجية وعلاقاته مع الدول. حتى البنية الداخلية التي تترهل منذ سنوات وصلت إلى القاع العميق. وقد فجّرت ثورة 17 تشرين كل مكامن الخلل والهشاشة في بنية التركيبة، حتى أصابت أبناء التحالف الواحد في مقتل التقاتل على التحاصص والتقاسم للمغانم في تشكيل حكومتهم. وهي التي أصبحت معروفة بأنها حكومة اللون الواحد. فوصلت الهشاشة إلى حدّ عدم التوافق بين الحلفاء على حكومتهم. وعلى هذا المنوال، تتمادى حالات الجشع السياسي، في أزمنة السقوط. فلا يجد أي طرف ملجأه إلا بما يحققه لنفسه دون شركائه، كمن يريد وضع الخيمة فوق رأسه وحده.

قام لبنان على النموذج الغربي في المنطقة العربية. شعبه يتمتع بالحرية السياسية والاقتصادية، ويؤمن بحقوق الإنسان. هذه كلها أصبحت من الهباء المتناثر. وبدل حقوق الإنسان والديموقراطية ودولة القانون حلّت العنصرية والطائفية والمذهبية، وهيمنت على "ثقافة" البلاد والعباد، إلى حد أن النظام فقد قيمته وصلاحياته وقدرته على الاستمرار، وسط انعدام أي أفق للجم الانهيار، أو الحدّ مما يحيطه من تدهور اقتصادي مالي.

ثلاثة احتمالات

يدفع الشعب اللبناني حالياً ثمن أزمات متتالية، مستمرة كنتاجات الحرب الأهلية، وكفشل لكل السياسات المتعاقبة منذ التسعينيات. وها هو اليوم يُنحر في مدخراته ولقمة عيشه. وفي الأصل، كانت ميزتا لبنان الحديث الدستور والنظام المصرفي. هذه الثنائية التي قام عليها لبنان انهارت اليوم. فالنظام الديمقراطي تحلل لصالح نظام أوتوقراطي مغلف بما يسمى الديموقراطية التوافقية. وهي عبارة عن إلزامية سياسية يفرضها الطرف الأقوى، جسدّه حزب الله منذ العام 2006 إلى اليوم. بينما النظام المصرفي انهار. ومن غير المعلوم أي وجهة سيسلكها. لكن الأكيد أن لبنان لن يقوم بسهولة ومن دون عملية جراحية مستعصية. وهذا يفرض ثلاثة احتمالات لا بديل منها: أن تستمر القوى السياسية بقمع الثورة الشعبية والرهان على منطق القوة وأمر الواقع، لتفرض نفسها مجدداً بناء على معطيات خارجية عنوانها الاستقرار. فتتمكن من استعادة دورها. وفي هذا الاحتمال ستكون النتيجة التسليم بوصاية حزب الله على البلد لتكريس هذه الأوتوقراطية. وقد يرتضيها المجتمع الدولي باسم الاستقرار. أو الاحتمال الثاني، تسليم هذه القوى بما اقترفته وتسببت به، والموافقة على تشكيل حكومة مغايرة لكل الطروحات التي جرى تقديمها، لصالح حكومة تحظى بوصاية ورعاية دولية، على غرار سياسة صندوق النقد والبنك الدوليين. أما الاحتمال الثالث، فهو أن يستعيد الشباب اللبناني زخم انتفاضته في الثورة لإعادة فرض قواعد جديدة، يتمكن من خلالها إنتزاع حقوقه بيده، وعدم ترك فرصة للقوى التي أدت إلى انهيار لبنان لتستعيد قوتها مجدداً. وهذا يفترض الاستعداد لصراع طويل على غرار تجارب كثيرة.. قد لا يخلو من العنف أو الفوضى المديدة. 

 

 فضيحة دبلوماسية: لبنان يخسر صوته في الأمم المتحدة

طوني بولس/انديبندت عربية/11 كانون الثاني/2020

للمرة الأولى منذ تأسيس الأمم المتحدة في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 1945، يفقد لبنان حقه بالتصويت في الجمعية العامة بسبب امتناعه منذ عامين عن سداد ما يتوجّب عليه من اشتراكات إلزامية في موازنتي العامين 2019 و2018 العاديتين لمنظمة الأمم المتحدة. وتشير المصادر إلى أن المبلغ المستحق على لبنان ضمن ميزانية المنظمة لعام 2019 يبلغ 1.31 مليون دولار أميركي، في حين يبلغ المبلغ الأدنى العاجل لسحب تعليق التصويت 459 ألف دولار.

مفاعيل المادة 19 من الميثاق

وفي التفاصيل، أعلن الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي، أن لبنان وتسع دول أخرى خسروا حقهم بالتصويت في الجمعية العامة للمنظمة لتخلفهم عن تسديد مساهمتهم المالية منذ سنتين متتاليتين، مضيفاً أن هذه الدول باتت خاضعة منذ 9 يناير (كانون الثاني) لمفاعيل المادة 19، التي يخسرون بموجبها حقهم في التصويت في الجمعية العامة. وتنصّ المادة 19 من الميثاق على أنه "لا يكون لعضو الأمم المتحدة الذي يتأخّر عن تسديد إشتراكاته المالية في الهيئة حق التصويت في الجمعية العامة، إذا كان المتأخّر عليه مساوياً لقيمة الإشتراكات المستحقة عليه في السنتين الكاملتين السابقتين أو زائداً عنها، وللجمعية العامة مع ذلك أن تسمح لهذا العضو بالتصويت إذا اقتنعت بأن عدم الدفع ناشئ عن أسباب لا قبل للعضو بها".

تقصير وزارة الخارجية

أثارت خسارة لبنان حقه في التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة انتقادات واسعة تجاه السياسة الخارجية المتبعة فيه والتي دفعت بمصدر وزاري إلى القول إنه "في عهد الرئيس ميشال عون يسجّل سابقة جديدة لم يعهدها لبنان على مستوى الإساءة لصيته الدولي، فالسياسة المتبعة باتت تشكّل إحراجاً دولياً وعنواناً للانحدار المستمر على المستويين المحلي والدولي، وهذا أمر مسيء لمصالح وهيبة الدولة وسمعتها". وحمّل المصدر المسؤولية المباشرة في التقصير الإداري لوزارة الخارجية ولمندوب لبنان في الأمم المتحدة، إذ تمّ الاستهتار بوجوب تأمين المبلغ المطلوب عبر الأطر الإدارية معتبراً ما حصل "فضيحة دبلوماسية مدوية لا يجب أن تمرّ مرور الكرام". وأشار المصدر ذاته إلى رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي سبق أن حذّر مجموعة من الدول في العالم ومن ضمنها لبنان، إضافةً إلى نشر قائمة بأسماء الدول التي لم تدفع حصصها المالية للمنظمة الدولية. وعلى الرغم من الأزمة الإقتصادية التي يعيشها لبنان، شدّد المصدر على أن بيروت قادرة على تسديد المبلغ المطلوب ولم يكن هناك حاجة لوضعها على لوائح المقصّرين بواجباتهم بعدما كان لبنان في عهد الدبلوماسي شارل مالك من المؤسّسين والمشاركين بوضع الشرعة الدولية لحقوق الإنسان. وانتقد كذلك سياسة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بالقول "بدل أن ينفق أموال الوزارة على الوفود الفضفاضة وبالبزخ في السفر والفنادق على حساب الدولة اللبنانية، كان من الأفضل الانتباه إلى الأولويات ودفع استحقاقات لبنان للمنظمات الدولية والإقليمية". في المقابل قالت مصادر في وزارة الخارجية اللبنانية إن "لبنان يحاول تعديل الوضع وبدأ بدفع مستحقاته المالية لعدد من المؤسسات التابعة للأمم المتحدة ولكنه متأخر بتسديد جزء آخر"، وتابع أن "ذلك التأخير يعود بشكل جزئي لتحديات في النظام المصرفي اللبناني بسبب الأوضاع المحلية. ونتوقّع أن يتم تدارك الأمر خلال فترة وجيزة".

سجال" بين وزارتي المالية والخارجية

كذلك علّقت وزارة الخارجية اللبنانية على بيان الأمم المتحدة، وأسفت لمنع لبنان من التصويت في الهيئة العامة للمنظمة الدولية. وأكّدت أنها من جهتها قامت بكل واجباتها وأنهت جميع المعاملات ضمن المهلة القانونية، وأجرت المراجعات أكثر من مرّة مع المعنيين من دون نتيجة، في إشارة إلى تحميل مسؤولية التقصير إلى وزارة المال. فردّت الأخيرة بدورها وقالت "توضيحاً لما صدر عن مستحقات للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكّدت وزارة المالية أنها لم تتلق أي مراجعة أو مطالبة بتسديد أي من المستحقات المتوجبة لأي جهة، علماً أن كل المساهمات يتم جدولتها بشكل مستقل سنوياً لتسديدها وفق طلب الجهة المعنية". وأشارت "المالية" إلى أن "التواصل دائم مع الإدارات المختلفة بخصوص مستحقاتهم والمراجعة الوحيدة تمت صباح السبت وقد أوعز الوزير بدفع المبلغ المتوجب صباح الاثنين". ورداً على بيان "المالية"، نشرت وزارة الخارجية نسخةً عن مراسلتين تعودان لعامي 2018 و2019 توجّه فيهما باسيل إلى وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل يطلب فيهما تسديد مساهمات لبنان في المجالس الإقليمية والهيئات الدولية.

نواب غاضبون: بئس الزمن.. ارحلوا

وفي سياق المواقف، لفت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب فادي سعد، في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن "لبنان العضو المؤسّس في الأمم المتحدة لا يسدّد إشتراكه السنوي لسنتين على التوالي، ويستغرب البعض انعدام الثقة بطبقة سياسية فاسدة فاشلة وغير مبالية. إرحلوا غير مأسوف عليكم".

كذلك غرّد النائب شامل روكز، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، عبر حسابه الخاص على "تويتر" قائلاً "خسر لبنان حقّ التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب تخلّفه لأول مرة بتاريخه عن دفع متوجباته المالية لسنتين. من عضو مؤسّس إلى عضو متخلّف عن دفع مستحقاته! نطلب الدعم الخارجي، بينما يتباهى كلّ سياسي بعقاراته وممتلكاته في الدول الخارجية... نتخلف عن دفع المستحقات، بينما تهدر الأموال بكل اتجاه وتسرق! بئس الزمن الذي تشوّهت فيه صورة لبنان المجد والسيادة والريادة".

اليمن والصومال... أيضاً

وبلغ عدد الدول التي فقدت حقها بالتصويت بالأمم المتحدة نتيجة عدم سداد مستحقاتها المالية للمنظمة 11 دولة بينها ثلاث دول عربية، هي لبنان واليمن والصومال. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قراراها رقم 1/74، الصادر في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)، سمحت لكل من جزر القمر وسان تومي وبرينسيبي والصومال بالتصويت في الجمعية حتى نهاية دورتها الـ74، والتي تنتهي في الأسبوع الثالث من أيلول (سبتمبر) 2020.

الأمم المتحدة في أزمة مالية... وارتفاع في موازنة 2020

وكان أمين عام الأمم المتحدة أعلن أن المنظمة تعاني عجزاً قدره 230 مليون دولار، ما يهدّد ضمان دفع رواتب نحو 37 ألف شخص يعملون في أمانة الأمم المتحدة. ووفق الموقع الرسمي للمنظمة، اعتمدت الجمعية العامة ميزانية تشغيلية لعام 2020 بقيمة 3.07 مليار دولار مقارنة بميزانية 2019 التي بلغت 2.9 مليار، وتشمل ميزانية الأمم المتحدة 33 برنامجاً ومنظمة ووكالة تتبع لها، وتُموّل عبر اشتراكات الدول الأعضاء، إضافة إلى التبرّعات الإضافية لبعض البرامج في أوقات الأزمات وحالات الطوارئ، وهذه الميزانية منفصلة تماماً عن ميزانية حفظ الأمن والسلم الدولي.

وتشير الأرقام إلى أن أكبر 10 مزودين للإشتراكات المقدّرة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام لعام 2019 هم: الولايات المتحدة (27.89 في المئة)، الصين (15.2 في المئة)، اليابان (8.56 في المئة)، ألمانيا (6.09 في المئة)، المملكة المتحدة (5.79 في المئة)، فرنسا (5.61 في المئة)، إيطاليا (3.30 في المئة)، الاتحاد الروسي (3.04 في المئة)، كندا (2.73 في المئة)، كوريا الجنوبية (2.26 في المئة).

 

بري يكشف المستور: حكومة عون السياسية في جيبي

نقولا ناصيف/الاخبار/11 كانون الثاني/2020

بين صيغتين يرفضهما وثالثة وسطى يقبل بها، حدّد الرئيس نبيه برّي موقعه في السجال الدائر من حول تأليف الحكومة: ضد حكومة سياسية اقترحها رئيس الجمهورية، وضدّ حكومة تكنوقراط يطلبها الرئيس المكلّف. الحل الوسط المربح للجميع عنده حكومة تكنوسياسية.

أكثر ما يثير استغراب رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أن ما يرافق تأليف الحكومة الجديدة ليس جديداً. سبق أن خبر هذا الجدال المسهب في التأليف مع تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف حكومته في كانون الثاني 2011: حكومة اللون الواحد الذي مثلته قوى 8 آذار آنذاك، رفض تيار المستقبل والقوات اللبنانية وحزب الكتائب الانضمام إليها، جمعت سياسيين وتكنوقراط على غرار عشرات الحكومات التي سبقتها.

مع أن تأليفها طال، إلا أن الخلاف لم يقع على المعايير على نحو الحكومة الجاري تأليفها. بُتّت المعايير حينذاك سلفاً بعدما أخذ الأفرقاء المعنيون بالتأليف في الحسبان تطورات استثنائية في المنطقة، مع اندلاع موجة الربيع العربي وتدهور الأنظمة وعلى أبواب ما حدث سنتذاك في سوريا.

اليوم، يقول برّي: «اختلفنا على المعايير منذ اليوم الأول. مرة اختصاصيين وأخرى مستقلين وثالثة سياسيين فقط. عندما بلغت حكومة ميقاتي مأزق التمثيل تنازلتُ عن مقعد شيعي لمصلحة وزير سنّي، وكانت سابقة ربما في تاريخ حكوماتنا. سبعة وزراء سنّة في مقابل خمسة وزراء شيعة. كان فيها سياسيون ونواب وتكنوقراط».

امتعاضه من الأسلوب المتّبع في تأليف الحكومة، يحمله على القول: «ليتأكدوا جميعهم، لن أقف في طريق تأليف الحكومة. لن أعرقلها، ولن أُؤخرها. إذا لم يعجبهم رأيي في الحاجة إلى حكومة تكنوسياسية، فليخرجوا حكومتهم هم بالطريقة التي يريدون، وكيفما يريدون إذا كانوا مقتنعين بها. أنا لن أشارك في حكومة كهذه، لكنني سأذهب وكتلتي إلى مجلس النواب، وأمنحها الثقة من دون أن أتمثل فيها».

عندما يُسأل هل المقصود حكومة سياسية أم حكومة تكنوقراط يريدونها، يجيب: «لديهم حكومتهم، وركّبوها، وهي معي هنا في جيبي». ثم يضيف: «سأفعل ما لم أفعله قبلاً بتأييد حكومة لم أقتنع بها. سأفعل ذلك لأن هذه الحكومة ستحتاج إلى ثقتي وثقة كتلتي كي تحكم، وإلا فلن تنال أي ثقة وستسقط».

يصرّ على تمسكه برأيه في حكومة تكنوسياسية مذْ أطلق هذا الموقف على إثر استقالة الرئيس سعد الحريري في تشرين الأول الفائت، ومن ثم تداول اسم الحريري كمرشح لترؤس الحكومة الجديدة. يقول برّي: «أنا ضد الحكومة السياسية ومع الحكومة التكنوسياسية التي هي حال متكرّرة في تجارب حكوماتنا. لسنوات طويلة نعرف حكومات من هذا الطراز. فيها سياسيون وفيها تكنوقراط. لست أنا صاحب الطرح. قبل ستة أيام جاءني اللواء عباس إبراهيم موفداً من رئيس الجمهورية ميشال عون يقترح عليّ حكومة سياسية، إلا أنني أبلغت إليه أنني أحبّذ حكومة تكنوسياسية. فقيل لي ماشي الحال. وجهة نظري عدم تقييدنا بسياسيين حصراً في وقت قد نحتاج إلى الاستعانة بتكنوقراط من غير السياسيين. ثم ما لم أوافق عليه للرئيس الحريري لن أوافق عليه لحسان دياب».

هل هذه هي المخرج؟

يضيف: «لا أفهم كيف يطرحون معايير متناقضة. عندما يقول الرئيس المكلّف بأنه لا يريد وزراء سابقين، هل يفوته أنه هو أيضاً وزير سابق؟ لم أمانع في حكومة من 18 وزيراً مع أنني في السابق، قبل تكليف حسان دياب، كنت ميّالاً مع الأسماء التي طُرحت لترؤس الحكومة إلى حكومة من 24 وزيراً بينهم ستة وزراء سياسيين من ضمن اقتناعي - وكنا قبل التطورات الخطيرة المتسارعة في المنطقة بكثير - بأن المطلوب للتحصين حكومة تكنوسياسية. حدثوني عن وزراء مستقلين، فلم أفهم ماذا يقصدون ومن؟ من أين آتي بهم وكيف يكونون مستقلين وهم الذين يحتاجون إلى ثقة مجلس النواب، أي إلى الكتل النيابية؟. أمضينا ثلاثة أشهر نختلف على جنس الحكومة وكيف تكون. عندما قالوا نريد اختصاصيين سمّيت غازي وزني لحقيبة المال، وهو ليس من حركة أمل وليس حزبياً، وجلّ ما يربطه بنا أنه مستشار مالي للجنة المال والموازنة وليس مستشاري أنا. إذ بي أفاجأ بأفرقاء يسمون مساعديهم ومستشاريهم وجماعاتهم وأزلامهم. هذا يعني أنهم يعودون إلى الحكومة بطريقة غير مباشرة. يعني أن من يخرج من الباب يُدخِل نفسه من الشباك. طلبوا أن لا يكون فيها نواب، وبدأوا يطعنون في مجلس نيابي بالكاد عمره سنة ونصف سنة، وهو الذي يمنح الثقة. الكتل هي التي تسمي، وهي المعنيّة باختيار الوزراء. حكومة من غير تفاهم مع مجلس النواب مفادها أنه لن يبقى على جسمها ريش، عندما تمثل أمامه. الكتل هي التي ستمنحها الثقة».

يقول برّي: «لا أفهم لماذا هذه التصنيفات؟. مرة حكومة مستقلين، ومرة حكومة سياسية، ومرحلة حكومة اختصاصيين. سمّوها حكومة وكفى. البعض فكّر في حكومة شباب على غرار حكومة 1970 - وكانت حكومة اختصاصيين ما خلا رئيسها الرئيس صائب سلام - التي بدأ عقدها ينفرط بعد ثلاثة اشهر فقط عندما بدأ وزراؤها يستقيلون تباعاً. أولهم غسان تويني، تلاه هنري إده وإميل البيطار وحسن مشرفية. إذاً تجربتها لا تشجع. أضف أننا في ظروف مختلفة تماماً. اقترحت حكومة أقطاب فقالوا لا يريدون. أنا أفضل حكومة أقطاب لأنها قادرة على تحمّل مسؤولية الحكم في هذه المرحلة الصعبة، في الداخل وفي الخارج. أنا جرّبتها عام 1984، وكنت وزيراً في حكومة الأقطاب برئاسة الرئيس رشيد كرامي، وأنجزت الكثير في الأمن والإصلاحات، وكانت قادرة على أن تفعل أكثر لولا معاكسة الظروف لها. وهي ليست أول حكومة أقطاب تنجح. قبلنا نجحت حكومة أقطاب في عهد الرئيس فؤاد شهاب عام 1958. لكنهم لا يريدونها بحجة أن ثمة أفرقاء لا يعتزمون المشاركة في الحكومة، بل معارضتها. أعتقد أن من واجبات الرئيس المكلّف الاتصال بالأطراف جميعاً من دون استثناء، ويقترح عليهم الانضمام إلى حكومته. أما الذي لا يريد، أو يستثني نفسه منها، فهذا شأنه. على الأقل نكون أجرينا المحاولة».

عن مغزى مطالبته بتفعيل حكومة تصريف الأعمال، وتأويل هذا الموقف على أن لا حكومة في مدى قريب، يجيب برّي: «سلّمني رئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان صباح الأربعاء مشروع موازنة 2020، فدعوت في اليوم نفسه إلى جلسة لهيئة مكتب المجلس لتعيين جلسة مناقشتها. طلبت أن يسألوا سعد الحريري عن موعد عودته إلى بيروت كي أتمكن من تحديد جلسة يحضرها بصفته رئيس حكومة تصريف الأعمال. اتصلوا به فطلب التحدث إليّ. سألته متى يعود كي أحدد الجلسة، وكنت أفكر في عقدها الثلاثاء المقبل. استمهلني بعض الوقت. عاد بعد ساعتين يخابرني ويخطرني بأنه سيكون في بيروت خلال أيام قليلة. هذا ما حصل، ولم نأتِ في حديثنا القصير على ذكر الشأن الحكومي من قريب أو من بعيد. الموضوع لا يستحق أي تأويل وليس أكثر من ذلك».

                      

نظرية الجيوميتافيزيقية ودورها في تجنيب إيران الكارثة.

سعيد اليعقوبي/11انون الثاني/2020

ان الهدف من عملية اغتيال القائدين الكبيرين قاسم سليماني والمهندس وثمانية من مرافقيهما برتب عالية، كانت من أجل استفزاز الإمام المهدي الغائب،  لعله يتجرأ على الخروج  للعلن أو اصدار بيان ادانة، فيتم تحديد مكان تواجده على الاقل.

لكن إيران بذكاءها وعلم عباقرتها من ايات الله العظمى الذين ورثوh علمهم عن علم الامام فهمت لعبة المخابرات الأمريكية القذرة والخطيرة، ففوتت عليها فرصة التعرف على الإمام المهدي الغائب أو امكانية تحديد مكان اختباءه، وما يستتبعه من اعتقاله او خطفه وحرمان طائفة مسلمة لا باس بها من بركاته العظيمة وتغييب وجهه الشريف عن رؤيته إلى يوم القيامة.

ويجدر بالذكر ان الإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري عجل الله فرجه الشريف يبلغ من العمر1178 سنة  قضى منه 1173 سنة من الحكم والامامة لكونه تولى الإمامة وعمره خمس سنوات.

فذكرت بعض الروايات المتشيعة انه كان يكبر خلال اليوم شهرا وخلال الشهر سنة.

صدرت في حقه مئات مذكرات البحث الوطنية والدولية منذ عهد العصر العباسي ويتعرض لمطاردة هوليودية وبحث ميداني عميق من أغلب الأجهزة المخابراتية العالمية وخصوصا المخابرات الأمريكية والسعودية كما صرح بذلك احد كبار ايات الله قبل سنوات، كما رصدت مكافاءات مادية مغرية بملايين الدولارات لكل من يدلي بمعلومات تساعد في تحديد مكان اختباءه أو من اجل إلقاء القبض عليه، لكونه الامام المسؤول عن جميع الهجمات التي شنتها الطائفة منذ عهد الحشاشين.

وأطالب الأمة الإسلامية في العالم مليار و500 مليون سني أن يساعدوا إخوانهم الشيعة بالدعاء خلال صلواتهم وبالاخص صلاة التراويح بأن يعجل الله فرجه وتنتهي المحنة والمأساة وتتوحد الأمة خلفه.

فهو المطلب  النضالي الوحيد المشترك بين الأمة السنة والطائفة الشيعية.

 

إسقاط الطائرة الأوكرانية يزيد انكشاف نظام إيران

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/2020

إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية فوق محيط العاصمة الإيرانية من شأنه أن يزيد انكشاف طبيعة نظام طهران. لكن الحقيقة، أن ما حدث في موضوع الطائرة لا يضيف جديداً لما يعرفه المتابعون المتجرّدون والموضوعيون الذين تابعوا مسيرة «الثورة الخمينية» منذ 1979.

الذين يتذكّرون الصراعات الدامية والإعدامات والتفجيرات القاتلة ومحاكم صادق خلخالي، والتنكيل بالعديد من أوائل المشاركين في «الثورة»، وتحوّل القيادة تدريجياً إلى «مافيا» ميليشياوية بوليسية توسعية بقيادة «الحرس الثوري»... يعرفون جيداً طبيعة هذا النظام.

هنا ثقافة الحياة لا تعني شيئاً في ظل تبجيل ثقافة الموت. الحريات لا قيمة لها أمام سطوة سلطة تعلو على المُساءلة. الديمقراطية واجهة خالية من أي مضمون، وتُستخدَم حصراً من أجل العلاقات العامة والمزايدات الخارجية... لأن مركز الحكم في مكان آخر. الدولة كيان فضفاض وشبه فارغ إلا من بُعده القومي العرقي، حيث لا دور للأقليات إلا الطاعة. وداخل هذه الدولة تقوم دويلة أكبر منها، تنهى وتأمر، وتكتنز وتنفق، وتشتري وتبيع، وتفتح لها فروعاً في الخارج هي نسخ «طبق الأصل» عنها، مهمتها أن تكون ولاية حصرية لمنظومة «ولاية الفقيه».

لا أحد يجادل في حق أن تلعب إيران دوراً يليق بها. هذا أمر طبيعي جداً. فإيران بلاد عريقة ذات تراث عظيم وثقافة رائعة وفنون مبهرة. ثم إنها بلاد يقارب تعداد سكانها الـ84 مليون نسمة - أي توازي ألمانيا التي هي ثاني أكبر دول أوروبا - بينما تمتد على مساحة ضخمة هي أقل بقليل من مليون و650 ألف كلم مربع. أما بالنسبة إلى ثرواتها الطبيعية فإنها في مجال الطاقة وحده - ناهيك من ثرواتها العديدة الأخرى - تمتلك رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم وثاني أكبر احتياطي غاز طبيعي.

ألمانيا، بالمناسبة، استطاعت أن تغدو قوة اقتصادية وحضارية وسياسية عالمية رغم تاريخها المشتت وكياناتها المتناثرة وشبه المستقلة... وأيضاً، رغم هزيمتها في حربين عالميتين. وهذا يعني أنه ليس هناك ما كان سيمنع إيران من أن تكون «ألمانيا الشرق الأوسط»، فتلعب دور «قاطرة قيادة» سلمية عاقلة... كما كانت ألمانيا مع أوروبا تحت رؤيوية كونراد أديناور، ومعجزة لودفيغ إيرهارد الاقتصادية، وحكمة فيلي برانت في ضبط إيقاع «الأوستبوليتيك» في العلاقات بين الشرق والغرب من قلب القارة الأوروبية.

كان بمقدور إيران أن تكون عامل حداثة و«مشروع نهضة» إقليمياً، بدلاً من أن تدفع ثمن فجاجة طموحها الإمبريالي المكشوف... بدايةً مع حلم الشاه محمد رضا بهلوي بدور «شرطي الخليج»، وانتهاءً بكارثة جموح الملالي وإصرارهم الانتحاري على «تصدير ثورة» ظلامية تعيش في الماضي وتنأى عن المستقبل، وتستنهض كل أحقاد التاريخ... الصحيح منه والمزوّر!

للأسف، بينما قادت ألمانيا المشروع الأوروبي وبنت أحد أعظم اقتصادات العالم من دون مغامرات عسكرية توسعية، فعلت إيران العكس... فزجّت إيران الشرق الأوسط في عدة حروب مكلفة بشرياً وسياسياً واقتصادياً.

بدأ مسلسل هذه الحروب مع الحرب العراقية – الإيرانية رداً على قرع طهران طبول «تصدير الثورة». وبعد «تجرّع» القيادة الخمينية - كما نعلم - «كأس السم» تغير التكتيك في طهران، ولكن من دون أن يتغير الهدف الاستراتيجي. وهكذا بدأ «الحرس الثوري» زرْع الميليشيات التابعة في الدول العربية المجاورة وتأجيج المذهبية، وتشجيع العسكرة والعنف، وتدمير الانفتاح والاعتدال، ومصادرة تُراث الشيعة العرب واسترهانه و«فرسنته».

أصلاً، الدفع باتجاه العسكرة من منطلق استعلائي انغلاقي، للثأر من التاريخ والتوافق، دخيلٌ على التشيّع الحقيقي. كذلك كان مناقضاً للتشيّع رفعُ شعارات المظلومية لتبرير الاستكبار، وادّعاء حصرية حب أهل البيت من أجل تهميش هويّتهم العربية وإبعادهم عن بيئتهم ومحيطهم.

ومن ثم، كان الشيعة هم الضحية الأولى لما حصل في لبنان، ثم العراق واليمن، بل حتى إيران نفسها... بفعل استراتيجية النظام وحرسه الثوري. لقد صودر القرار الشيعي المستقل واختُطف وشُوِّه. ولذا كان من الطبيعي، في يوم من الأيام بعدما استهلكت هذه الحالة الشاذة نفسها وتجاوزت حدها أن يبدأ التململ... وبدأ حقاً. بدأ من إيران، قبل أن يُقمع غير مرة، أحدثها في أواخر 2019، وقبلها عام 2009 مع «الحركة الخضراء». وكذلك رأيناه في ساحات لبنان، وبيئته الشيعية بالذات، في النبطية وصور وبعلبك وكفررمان وغيرها. وتناقل العالم صوره وتداعياته في كربلاء والنجف والناصرية... وأيضاً البصرة والحلّة والديوانية في العراق.

ما عاد ممكناً احتواء مارد الانتفاضة ضد هيمنة «الحرس» وأتباعه حتى في قلب معاقل الشيعة. ما عادت العين تخشى مخرز البلطجة والفاشية.

قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» صُفّي بقرار من القيادة الأميركية بناءً على اعتبارات أميركية، مع أن التخلص منه كان مطروحاً منذ مدة من دون أن يترجَم على الأرض. وبالتالي، ثمة ظروف ومعادلات دولية يتوجب على إيران أولاً، وعلى ضحايا نظامها ثانياً، أن يقرأوها بتمعن.

لقد ظل سليماني موجوداً لأنه لفترة غير قصيرة كان يشكّل حالة «تقاطع مصالح» مع مشاريع إقليمية أخرى. وبمجرد تغيّر الأولويات والحاجات، اتُّخذ قرار إزالته من المعادلة. والمبدأ نفسه ينطبق على كل أتباعه داخل العراق وخارجه.

المسألة إذاً ليست أن «محور المقاومة» جبّار لا يُقهر في وجه خصومه، بل لأن هذا المحور - عن دراية أو جهل - يخدم مصالح آنيّة معينة.

وبالأمس كشفت مأساة الطائرة الأوكرانية مجدداً العيوب القاتلة للنظام الإيراني... حكومةً وتكنولوجيا. فهناك أكثر من سلطة وأكثر من خطاب، في بلد لا يرقى تقنياً لتحدي القوى الكبرى. ثم إن القدرة النووية ستكون كارثية أولاً وأخيراً على إيران.

ذلك أن بلداً يقع على فوالق زلزالية نشطة تشكّل فيه المفاعلات النووية قنابل موقوتة أضرارها على المدنيين لا تعد ولا تحصى. وهي إذا كانت قد ألحقت أضراراً في دول متقدمة كالولايات المتحدة (ثري مايل آيلاند) واليابان (فوكوشيما)... فكيف يمكن احتواء التسرّب منها في إيران... حيث لا تميِّز الصواريخ «الذكية» الطائرات المدنية عن الطيران المعادي؟

 

ليبيا: هل تلتهم نيران الحرب أحلام السلام؟

جمعة بوكليب/الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/2020

انقضى، أخيراً، موسم عطلات أعياد الميلاد، ونهاية السنة، وبداية العام الجديد في العالم الغربي المسيحي، وعاد أناسه إلى سابق سيرهم الحياتية، مستقلين قطارات روتينهم اليومي، واستأنفت عجلات الزمن إيقاع دورانها الرتيب، ولم تنتهِ بعد فظائع الحرب الأهلية التي تجري في طرابلس الغرب منذ شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي. الحرب، مؤخراً، ازدادت ضراوة وعنفاً ودماراً، وتضاعفت أعداد النازحين، وفُتحت، على مصاريعها، أبوابُ احتمالات جديدة تنذر بتطورات خطيرة، غير مسبوقة، بدأت، فعلياً، بانزلاق أطراف إقليمية، بقضها وقضيضها، إلى ميادين المعارك، ما قد يؤدي، ضمنياً، وقريباً، إلى انجرار أطراف إقليمية أخرى، الأمر الذي سيقود إلى تحوّل ليبيا، أرضاً وبحراً وجواً، إلى ساحات وميادين لمعارك بين جيوش أجنبية، وخروج النزاع الليبي من دائرته المحلية نهائياً، ودخوله إلى ساحة التدويل عسكرياً وسياسياً، وبذلك يفقد قادة الأطراف الليبية نهائياً ما ظل باقياً في أياديهم - على قِلتِه - من خيوط سيطرة على مقاليد أمور تزداد سوءاً يوماً تلو آخر. فهل سيكون عام 2020 عام الحل والحسم العسكري، كما يتمنى، ويتوقع الكثيرون، أم أننا سنشهد فيه دخول ليبيا والليبيين إلى نفق أشد عتمة وضيقاً مما سبقه من أنفاق عرفتها خلال الأعوام الماضية، أم سنشهد، فجأة، حدوث تصدع في جدار الرفض للحل السياسي، يؤدي إلى إحداث ثغرة مطلوبة في ذلك الجدار، من خلال اجتماع برلين المقرر عقده في الربع الأول من هذه السنة، ونرى أطراف الصراع كلها تقبل بمبادرة سياسية تستهدف وضع حد للحرب، والالتقاء، أخيراً، حول مناضد التفاوض وراء أبواب مغلقة؟

الساحة الليبية، بعد قرار تركيا الدخول في المعارك، لم تعد سهلة القراءة على المستويين السياسي والعسكري، لكنها، أيضاً، وفي الوقت نفسه، ليست مستعصية حد الانغلاق. وذلك، لوضوح أطرافها المتنازعة محلياً، ولوضوح، أيضاً، القوى الخارجية التي تقف وراء كل طرف منهم بالدعم السياسي والعسكري عربياً، وإقليمياً، وأوروبياً، ووضوح اختلاف وتباين مواضع حسابات مصالح تلك القوى وتوجهاتها.

وفي المسافة بين العام 2014 الذي يؤرخ لعملية فجر ليبيا بقيادة التيار الإسلامي وتمكنه من الاستحواذ على العاصمة بقوة السلاح، بعد هزيمته في الانتخابات النيابية، والعام 2020 حدثت تغييرات كثيرة على الأرض، أدت إلى انبثاق اتفاق الصخيرات، وتلاه حدوث تغيرات سياسية في الاصطفافات، وعسكرية في المحاور القتالية. كما أدت، كذلك، إلى اختفاء الكثير من الشخصيات والقيادات، وظهور أخرى. ومالت الموازين العسكرية على محاور جبهات القتال، ومن أهم نتائجها تمدد سيطرة قوات المشير خليفة حفتر، ومن يقف وراءها، على مساحات كبيرة من البلاد شرقاً وجنوباً وغرباً. ومؤخراً، تمكنت قواته من الاستحواذ على مدينة سرت، في ساعات قليلة، وأعلنت مدينة مصراتة، القوة الضاربة، وقاعدة المقاومة ضد حفتر، حالة الطوارئ القصوى. وحالياً، فإن المسافة الفاصلة بين القوتين 300 كيلومتر، في طريق صحراوي، مفتوحة على كل الاحتمالات، باستثناء احتمال التفاوض بغرض السلام. السؤال: مَنْ مِنَ القوتين سوف يجرؤ على قطعها أولاً، باتجاه إشعال فتيل معركة ستكون نتائجها مهلكة للبلاد والعباد على المدى الطويل، بغض النظر عمن يخرج منها فائزاً؟

تصاعد وتيرة وشدة الحرب، وتمدد رقعتها وأطرافها، قد يدفعان بالمجتمع الدولي إلى طريق من اثنين:

1 - التمهل في انتظار أن يتمكن طرف من حسم الصراع عسكرياً، وهذا أمر قابل للنقاش.

أو...

2 - أن يهرع، على وجه السرعة، إلى التحرك لتدارك الأمر قبل استفحاله وخروجه بالكامل عن السيطرة، ويتمدد الاقتتال والفوضى إلى أراضي الدول المجاورة.

وفي رأينا، فإن الطريق الثاني يعد الأكثر منطقية وواقعية. ويتم ذلك بسعي المجتمع الدولي إلى البحث عن حل سياسي مؤقت، يبدأ بفرض هدنة لوقف الأعمال الحربية، يليها السعي إلى وضع ضغوط على الدول الداعمة لأطراف النزاع، لتقبل بالجلوس إلى منضدة التفاوض، والخروج بحلول توافقية، تضمن مصالحها، في سياق سلمي، دائم.

وأعتقد أن ما يحدث من مشاورات ولقاءات وراء الكواليس، مؤخراً، بقيادة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع نظرائها الأوروبيين وغيرهم من قادة الدول المجاورة لليبيا، وتناقلتها وسائل الإعلام، مؤخراً، تسير في هذا الطريق، لكن بخريطة ذات تفاصيل، وفقاً لبعض تقارير إعلامية، لا تتسم بوضوح كاف ومشجع لكل الأطراف. بعض من المحللين القريبين من المشهد الليبي يرون أن التدهور الخطير الذي وصلته العلاقات الأميركية - الإيرانية مؤخراً، عقب مقتل الجنرال قاسم سليماني، سيؤدي ضمنياً، وفقاً للظروف الجديدة، إلى تراجع المسألة الليبية في قائمة الأولويات الأميركية. وفي نفس الوقت، فإن الانشغال الأميركي بإيران سوف يزيد في حجم الضغوط على القادة الأوروبيين للتحرك حفاظاً على أمن بلدانهم، وضماناً لاستمرار وصول إمدادات الطاقة إليها، والتخلص نهائياً من منصات انطلاق المهاجرين الأفارقة المنتشرة على طول الساحل الليبي.

التمسك بخيوط الأمل حتى وإن بدت، حالياً، واهنة في وصول الأطراف المتصارعة إلى سلام وتوافق آخر ما تبقى لدى أغلب الليبيين من أحلام في قلوبهم، وفي دنياهم، لم تطلها بعد نيران الحرب.

 

أبعد من ردّ عسكريّ!

حازم صاغية/الشرق الأوسط/12 كانون الثاني/2020

تعاقبت الردود الإيرانيّة غير الموفّقة على مقتل قاسم سليماني ورفاقه. جنازته التي أريد لها أن تكون ردّاً جماهيريّاً مُدوّياً على الأميركيين انتهت إلى مأساة إنسانيّة. الصواريخ التي أُطلقت على موقعين عسكريين أميركيين لم تقتل أحداً. رواية الثمانين قتيلاً أميركيّاً التي عُممت وتلاها اتّهام واشنطن بإخفاء قتلاها، ما لبثت أن سُحبت من التداول. الحجج التي ذُكرت في التمييز بين قتل الجنود وإصابة المواقع أقنعت سامعيها بقدر اقتناع أصحابها بها. كارثة الطائرة المدنيّة الأوكرانيّة صار من شبه المؤكّد أنّها أهمّ ما أنجزته الصواريخ. الردود الكلاميّة على الأميركيين كانت أقوى. اللسان بدا أنشط من الذراع. العبارات التي نُقلت عن المرشد علي خامنئي وعن بعض القادة العسكريين في إيران، والتصريحات الملتهبة التي أدلى بها صحافيّون وسياسيون و«استراتيجيّون» عرب تابعون لطهران، فاقت الصواريخ التعيسة صاروخيّة. لقد وعدتنا بردّ يُنهي الوجود الأميركي في المنطقة ويمهّد لما لا يقلّ عن تحرير فلسطين وإزالة الدولة العبريّة. بالمناسبة، كان هذا خطأ «تكتيكيّاً» فادحاً، إذ رَفَع سقف التوقّعات إلى حدّ يعجز أي ردّ جدّي عن اللحاق به. كيف، إذاً، والردّ لم يكن جدّيّاً؟

لقائل أن يقول: لكنّ إيران ستردّ بعد حين، وسوف يكون ردّها مؤلماً للأميركيين. ربّما. لكنّ ما حصل حتّى الآن، وقبله تراث الردود المشابهة التي عرفناها في تاريخ المنطقة الحديث، يقطعان بضرورة المراجعة لفكرة «الردّ». إنّها أبعد من عمل عسكري، فاشلاً كان أو ناجحاً. هي أبعد في الخلفيّات التي تتحكّم بها، وأبعد في النتائج التي تفضي إليها. بلغة أخرى، ومنذ عشرات السنين، نحن موعودون بـ«ردّ» على الغرب وأميركا: «ردّ حضاريّ». «ردّ ثقافيّ». «ردّ اقتصاديّ». «ردّ سياسي وعسكريّ». البعض يريد أن يردّ على السنوات الإمبرياليّة في الـ150 سنة الأخيرة، وفي القلب منها نشأة إسرائيل عام 1948. بعض آخر تذهب به الرغبة إلى الحروب الصليبيّة والصراع على إسبانيا – الأندلس. التواريخ المختَلف عليها ليست مهمّة. الحماسة الجامعة هي المهمّة. طلب «الردّ»، الذي تطمح الأعمال العسكريّة لأن تكون ترجمته التنفيذيّة، هو من أكثر الأفكار التي تناولها ودار عليها الفكر العربي والإسلامي منذ «عصر النهضة». مع هذا، لم يتحقّق أي نجاح حقيقي على أيٍّ من جبهات الردّ العتيد. ما حصل كان بالعكس تماماً: لقد بتنا أسوأ «حضاريّاً» وثقافيّاً وسياسياً واقتصادياً وعسكريّاً دفعة واحدة. التقهقر هو وحده ما يتقدّم.

هذا التثبّت عند الردّ مَرض مؤلم بما فيه الكفاية، إلاّ أنّه ناجم عن مرض آخر لا يقلّ إيلاماً وسطوة علينا: إنّه العجز عن استيعاب أسباب «تفوّق الغرب»، وبالتالي عن التعامل العقلاني مع هذا الواقع. إرجاع تلك الأسباب إلى «القوّة العسكريّة» أو إلى «النهب» أو إلى «المؤامرات» لا يمهّد لمثل ذاك الاستيعاب. إنّه يجعله أبعد وأصعب منالاً. ذاك أنّ ما لجأنا إليه هو تغييب شريط تاريخي مديد ومزدوج، يمتدّ، من جهة، من الثورة الزراعيّة فالثورة الصناعيّة وربط أجزاء العالم اقتصادياً، وصولاً إلى الثورة ما بعد الصناعيّة، كما يمتدّ، من جهة أخرى، من الإصلاحات الدينيّة والتنوير إلى الديمقراطيّة البرلمانيّة. هذا التغييب غيّبنا نحن، إذ لم يعمل لصالح إدراك أعلى لدينا، ولم يخدم عيشنا على نحو متصالح مع هذا العالم. لكنْ فيما اعتصمت شعوبنا بحبل الغضب الذي لا يسكّنه إلاّ «الردّ»، راح الحكّام يجنون ثمار الغضب و«الردّ» في آن معاً. أنظمة استبداد تعاقبت مسلّحة بشرعيّة هزيلة هي أنّها سوف «تردّ». في هذه الغضون، كانت المسافة تتّسع يوماً بيوم «بيننا» –نحن الذين سنردّ– و«بينهم» –هم الذين سنردّ عليهم. نظرة سريعة إلى التواريخ الكبرى في منطقتنا تُظهر أي شكل تتّخذه خريطة ردودنا على تنوّعها والاختلاف بينها: مع جمال عبد الناصر وصدّام حسين وحافظ الأسد والخميني وخامنئي، فضلاً عن «القاعدة» و«داعش». وجهة الانحطاط، انحطاطنا، التي سلكتها تلك الخريطة لا يرقى إليها الشكّ.

ولأنّ الردّ عزيز علينا إلى هذا الحدّ، فيما افتقارنا لأدواته فادح إلى هذا الحدّ، باتت التضحية بالبشر، انتحاراً أو نحراً، إحدى أهمّ صناعاتنا القليلة. بموجبها يموت الناس الموعودون بالردّ، ويغدو الزعماء الواعدون به أبطالاً تاريخيين.

إنّ ما حصل قبل أيّام قليلة بين الولايات المتّحدة وإيران يستحقّ أن يشكّل مناسبة أخرى تحضّ على مراجعة هذا الحصاد الرديء. فأنْ نتصالح مع هذا العالم، أنْ نعيش بشيء من السعادة فيه، أنْ نقلّل عدد من يموتون إرضاءً لتوقنا إلى الردّ، وإشباعاً لاستبداد من يقولون به، أمور تستحقّ وقفة تفكير.

 

استراحة وهميّة في المواجهة الأميركية - الإيرانية؟

راغدة درغام/ايلاف/11 كانون الثاني/2020

قرار التريّث وتعديل السياسات المتشدّدة في طهران ما زال لم ينضج بالرغم من مؤشرات احتواء المواجهة العسكرية المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية في أعقاب قتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني والرد الإيراني الأوّلي عليه بإطلاق صواريخ باليستية ضد قاعدتين أميركيتين في العراق لم تسفر عن قتل أميركيين، بحسب تأكيد واشنطن. الانقسام في الصفوف الرسمية الإيرانية يقع بين منطق الإصلاحيين – على نسق تأكيد وزير الخارجية محمد جواد ظريف ان قصف القاعدتين هو الرّد على قتل سليماني - وبين توعّد المتشدّدين بـ "عملية ضخمة" ضد القوات الأميركية في كل أنحاء منطقة الشرق الأوسط تقول المصادر انها ستأخذ شكل "عمليات" وليس عملية واحدة وستكون "متزامنة" Simueteneous في أكثر من بلد وأهداف مختلفة. المحرّك للجولة المقبلة من المواجهة هو قرار الرئيس الأميركي تشديد العقوبات الخانقة على الصناعات الإيرانية، اضافة الى الصناعات النفطية، واستهداف أفراد في النخبة الإيرانية الحاكمة بعقوبات "شديدة للغاية"، حسب تعبير الرئيس دونالد ترامب.

بالمقابل، تتوعّد قيادات "الحرس الثوري" وذراعه الإقليمي "فيلق القدس" بـ"انتقام أشد" أعطى فكرةً عن منفذيه – وربما مواقعه – قائد القوة الصاروخية أمير علي حاجي زاده عندما عقد مؤتمره الصحفي وسط أعلام القوات غير النظامية المتعدّدة الجنسيات في العراق ولبنان وفلسطين واليمن الى جانب ميليشيات أفغانية وباكستانية وأعلن العزم على إطلاق "عمليات كبيرة تهدف الى طرد القوات الأميركية من المنطقة".

القيادات الأميركية، المدنية والعسكرية، تأخذ على محمل الجد التهديدات الإيرانية ولذلك وضعت خُططاً عسكرية ترافق العقوبات الجديدة قالت المصادر انها ستضرب عصب البرنامج النووي داخل إيران سيما وأن طهران أعلنت عزمها على مضاعفة تخصيب اليورانيوم وهي تلوّح باحتمال انسحابها ليس من الصفقة النووية Jcpon فحسب وإنما من معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل NPT. فالقرار في واشنطن هو منع إيران وأذرعتها من تحقيق وعدها بطرد القوات الأميركية من المنطقة وسحق من يتوعّد الأميركيين الذين يأتون الى المنطقة "عامودياً" إعادتهم الى بلادهم "أفقياً" في "نعوش" كما صرح الأمين العام لـ"حزب الله" في لبنان حسن نصرالله. كذلك ان أنظار إدارة ترامب منصبّة على السفارات الأميركية في مختلف العواصم العربية وأبرزها في العراق وفي لبنان وذلك على ضوء المعلومات بأن "فيلق القدس" ينوي ايعاز أذرعته بتأجيج الحركة الشعبية ضد السفارات على نحوٍ يشابه ما حدث في السفارة الأميركية في طهران عام 1979 باستيلاء "شعبي" عليها واحتجاز موظفيها لفترة 444 يوماً.

فالخطط العسكرية الأميركية لا تنتظر الى ما بعد وقوع الاعتداءات التي تعتقد إدارة ترامب انها في صدد الإعداد والتنفيذ وإنما تستبقها ضمن السياسة الجديدة القائمة على الاستباقية والردع. ولذلك تقول المصادر، ان جزءاً من الاستعدادات العسكرية الأميركية يتم الإعداد له سويةً مع إسرائيل تحسّباً لقرارات إيرانية تصعيدية في الساحة اللبنانية، وتهيئةً لعمليات أميركية – إسرائيلية ضد المواقع النووية داخل إيران انتقاماً من عمليات إيرانية كبرى بما فيها ضد القواعد الأميركية الأساسية في البحرين والكويت، أو تلك التي تدخل في نطاق التصعيد النووي. لذلك من المبكّر القفز الى الاستنتاج ان صفحة المواجهة طُويَت، أو ان المفاوضات اقتربت، أو ان الانقسامات الإيرانية حُسِمَت لصالح التعديل والإصلاح بدلاً من المغامرة المتهوّرة نحو الانتحار.

هناك أمل بأن تكون الحِكمة هي التي أسفرت عن إطلاق صواريخ باليستية نحو القاعدتين الأميركيتين ضمن خطوات مدروسة تجنّبت عمداً سقوط القتلى كي لا يأتي الرد الأميركي الساحق الذي وعد به دونالد ترامب. رئيس هيئة الأركان الأميركية، الجنرال مارك ميلي، أشار الى ان القصف بالصواريخ الإيرانية على قواعد يتمركز فيها جنود أميركيون كان "هدفه القتل". وبحسب مسؤولين آخرين أميركيين ان عدم وقوع قتلى أتى بفضل المعلومات الاستخبارية والإنذارات المسبقة، وإلاّ لاستعرّت الحرب، لو أسفر القصف عن قتل أميركيين. فهذا هو الخط الأحمر الذي كان وضعه دونالد ترامب منذ البداية ولم يتراجع عنه بعدما انهالت عليه أوصاف الجبن والضعف لأنه لم يردّ على استفزازات إيرانية مثل اسقاط طائرة "الدرونز" والهجوم غير المسبق على "أرامكو" في السعودية.

المشهد الآن بات مُختلفاً: حالة التأهب العسكري مستمرة بالرغم من تنفّس الصعداء إزاء احتواء الجولة الأولى من المواجهة. الاستعدادات العسكرية الأميركية، الاستباقية منها والردعية، يجب أخذها على محمل الجد وهي تتمثل بحركة انتشار وإعادة انتشار للقوات والقدرات الأميركية الجوية والبرية والبحرية تذكّر بأن هذه الدولة العظمى الوحيدة في العالم، وهي ليست في مزاج كسر هيبتها. والرئيس الأميركي يشعر بالثقة بعدما نُفِذت عملية قتل ثاني أهم رجل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد مرشد الجمهورية علي خامنئي. ذلك ان قتل قاسم سليماني أنجز لدونالد ترامب قطع الرأس الاستراتيجي المنفّذ عسكرياً لإيديولوجية التوسّع الإيراني في الجغرافيا العربية ورفض الاكتفاء بالقوة العسكرية والعظمة الإقليمية وراء الحدود الإيرانية. وقاسم سليماني لم يكن فقط رجلاً فوق العادة بنفوذه العسكري وإنما أيضاً بنفوذه السياسي علماً انه كان أهم أقطاب حياكة سجّادة الخلافة لمرشد الجمهورية. وثالثاً، لقد كان قاسم سليماني ثاني أهم رجل في إيران يليه رئيس الجمهورية حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، وهو الذي أدار السياسة الخارجية المتشدّدة.

هذا المشهد، إذن، يوحي بأن لا مناص أمام "فيلق القدس" الآن من الاختيار بين التعديل والإصلاح وبين الانهيار والانتحار. فأما يتأقلم "فيلق القدس" مع واقعه الجديد ويدرك أن مع غياب رأس الهرم، لن تجري الأمور على عادتها، سيّما في وجه التأهب العسكري الأميركي، أو يجاذف بالانتحار. فإدارة ترامب اليوم قررت اتخاذ الإجراءات لاستكمال الفكرة الأساسية من وراء قتل قاسم سليماني، وهي، قتل المشروع الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن بعد إضعافه بنيوياً. إذا قررت القيادة في إيران انها ستخوض الحرب الشاملة مع الولايات المتحدة من أجل الاحتفاظ بمشروع التوسّع الإقليمي، سيكون عليها دراسة الحسابات العسكرية جيداً. فنعم، انها تمتلك قدرات عسكرية من شأنها أن تُلحق الأذى الكبير والبنيوي في ساحات المعارك بالنيابة في الجغرافيا العربية، لكن مواجهة أميركا عسكرياً مُكلِفة. وإذا صدقْت الأخبار عن تنسيق أميركي – إسرائيلي عسكري في حال الاضطرار، فإن المنطق يؤشّر فقط الى انتحار عسكري وانهيار.

المشهد الآخر له علاقة بالانتخابات الرئاسية الأميركية والتي كانت تراقبها القيادات الإيرانية بأمل أن تُسفر محاولات عزل دونالد ترامب عن إسقاط حظوظه بولاية ثانية. اليوم، على طهران أن تُعيد حساباتها لأن ما فعله دونالد ترامب يكاد يرقى الى مرتبة حسم وضمانة الولاية الثانية – وبالتالي سيكون على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التعايش مع دونالد ترامب لأربعة سنوات أخرى. الحكمة تقتضي التفكير مليّاً بهذا المشهد بدلاً من الحلم ببديل عنه والرهان على الأوهام. الحكمة تقتضي استعادة المفاجأة الكبرى التي أتى بها آية الله الخميني عندما أعلن وقف النار في الحرب مع العراق متجرِعاً "كأس السم" لأنه اضطر الى ذلك من أجل بلاده. فلعل القيادة الإيرانية تفكّر في مصلحة الشعب الإيراني الذي سيدفع ثمن عناد القيادات المتشدّدة بكل أبعاد ذلك الثمن الاقتصادية منها والعسكرية.

المشهد الثالث له علاقة بالأوضاع الاقتصادية المُترتِبة على عناد القيادات الإيرانية الرافضة للتأقلم وتعديل مشروع التوسّع الإقليمي والرافضة أيضاً للعرض الأميركي المدعوم أوروبياً لخوض المفاوضات على صفقة نووية جديدة تشمل كذلك الصواريخ الباليستية. فإذا استمر العناد، ازدادت العقوبات المكبِّلة والمُكلفة ولدفع ذلك بالقيادات الإيرانية الى إجراءات عسكرية انتقامية تطلق مواجهة قاتلة. فلا عيب بوضع الأولوية القاطعة في مصلحة الشعب والبلد والدولة ولا عيب في الإصلاح وفي تعديل منطق أثبت عدم جدواه، وإيديولوجية أساءت لدولة إيران العريقة.

وهذا يوصل الى المشهد الرابع وهو ذلك الرهان الفاشل على شق الصفوف الأميركية – الأوروبية، أو ذلك الابتزاز الذي ظن بعض المتشدّدين أنه سيجر الأوروبيين التحايل على العقوبات والقفز عليها عبر آلية مالية تتيح لإيران بيع نفطها. وحسب المصادر، ما زال بين القيادات الإيرانية من يهدد الأوروبيين بأن عليهم إجبار الولايات المتحدة على التراجع وعليهم تفعيل الآلية المالية، وإلا، أمامهم عزم إيران على تمزيق الاتفاق النووي وربما الانسحاب من معاهدة منع الانتشار NPT. هذه المغامرة خطيرة للغاية لأنها ستؤدي بالتأكيد الى إجراءات عسكرية أميركية وإسرائيلية داخل إيران، حسب المصادر المطّلِعة.

يبقى إذن أن خيار العودة الى المفاوضات هو خيار الحكمة. مستحيل أن تقبل واشنطن بالجلوس الى طاولة المفاوضات بموجب الشرط الإيراني بأن يتم رفع أو تعليق العقوبات ريثما تتم المفاوضات. أمام طهران فرصة الحكمة والموافقة على مفاوضات على صفقة نووية جديدة – سيما وأن أوروبا اصطفت وراء أميركا في هذا الموقف ولم يعد هناك خلاف أو اختلاف. عليها التدقيق بالوضع الميداني والبنيوي في أعقاب قتل قاسم سليماني. عليها بدء التعايش مع فكرة بقاء دونالد ترامب في البيت الأبيض لسنوات أربع آتية وبسلاحه الحاد المُتمثل في عقوبات خانقة وفي تأهب عسكري لأهم الجيوش في العالم.

 

كأس أخرى من السمّ

خيرالله خيرالله/العرب/12 كانون الثاني/2020

ارتباك في طهران مع نظام مفلس

ليست عودة الروح إلى ثورة الشعب العراقي الذي نزل مجددا بمئات الآلاف إلى الشوارع، خصوصا في بغداد، سوى دليل على الرغبة من التخلّص من الوصاية الإيرانية. لم يتغيّر شيء. لا يزال هناك طموح لدى العراقيين، بكل طوائفهم، إلى استعادة العراق، أي استعادة بلدهم، بغض النظر عمّا حلّ بقاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني.

كان سليماني الذي جرت تصفيته مع أبومهدي المهندس نائب رئيس “الحشد الشعبي” العراقي خارج مطار بغداد يعتقد أنّه المفوض السامي الإيراني الذي يستطيع التنقل في كلّ العراق من أجل فرض هيمنة “الجمهورية الإسلامية” عليه.

أكثر من ذلك، كان يظنّ أنّ لديه ما يكفي من النفوذ على الأجهزة والأحزاب والميليشيات العراقية للقضاء على تطلعات العراقيين. جاء مقتله ليؤكد أنّ العراقيين لم يكونوا يوما متعاطفين معه، هذا إذا وضعنا جانبا الميليشيات المذهبية التابعة لأحزاب معروفة، وأنّ كلّ ما جرى من عراضات في مختلف المدن العراقية مباشرة بعد اغتياله كان أمرا مصطنعا لا أكثر. من سار في جنازة سليماني في العراق إنّما فعل ذلك مرغما ولم يعبّر عن حقيقة الشعور العراقي تجاه إيران ورجالها، خصوصا في أوساط الطائفة الشيعية.

أثبت العراقيون أنّ العراق ما زال يقاوم وأنّ النظام القائم منذ العام 2003 غير قابل للحياة نظرا إلى أنّه ليس لديه ما يقدّمه إلى العراقيين باستثناء تسهيل وضع اليد الإيرانية على البلد عن طريق “الحشد الشعبي”، وهو النسخة العراقية لـ”الحرس الثوري” في إيران.

الأهمّ من ذلك كلّه أنّ تصفية سليماني أثبتت أنّ “الجمهورية الإسلامية” التي أسّسها آية الله الخميني في العام 1979 ليست سوى نمر من ورق في غياب المشروع السياسي أو الاقتصادي الذي تستطيع تقديمه. رفض المرجع الشيعي الأعلى في النجف علي السيستاني تغطية إيران وردّها العسكري على اغتيال سليماني والمهندس داخل الأراضي العراقية. على العكس من ذلك، وفّر الغطاء المطلوب لاستمرار الثورة الشعبية في العراق. ربّما استفاق العراقيون على واقع يتمثّل في أنّ من حرّرهم من النظام السابق لم يكن إيران، بل القوات الأميركية وأنّ إيران ليست قادرة سوى على تصدير البؤس والتخلّف والفقر والبطالة. دفعت هذه الاستفاقة بحكومة عادل عبدالمهدي المستقيلة إلى تقديم شكوى ضدّ إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ردّا على انتهاك السيادة العراقية ومبادئ حسن الجوار… عاجلا أم آجلا، سيتبيّن أن الولايات المتحدة باقية عسكريا في العراق وأن ذلك يعود إلى رغبة عراقية بذلك. رغبة شيعية وكردية وسنّية. ليس طلب عادل عبدالمهدى من الإدارة الأميركية وضع خطط لسحب قواتها من العراق سوى من باب رفع العتب. إنّه تأكيد لبحث غير مجدٍ عن توازن معيّن بين أميركا وإيران وهو توازن أقرب إلى سراب.

يُفترض لما يحدث في العراق حاليا أن يكون درسا لبلدان أخرى في المنطقة من بينها لبنان. فالتظاهرات في بغداد والاشتباكات في كربلاء ليست سوى تأكيد آخر لوجود وعي شعبي للواقع، أي للحال التي يعاني منها العراق. هناك بلد غنيّ بكلّ شيء يعاني من كلّ نوع من أنواع المشاكل بما في ذلك الفقر والبطالة والتخلّف والنقص في المياه والكهرباء والغرق في النفايات. ثمّة عجز لدى السلطات العراقية عن معالجة أيّ مشكلة من المشاكل. يعود ذلك بكلّ بساطة إلى رغبة إيران في نهب العراق وثرواته واستخدامه ورقة في مساومات وصفقات مع “الشيطان الأكبر” الأميركي. هناك وعي شعبي عراقي للواقع. متى يصبح هناك وعي شعبي لبناني يأخذ في الاعتبار أنّ في أساس مشاكل لبنان حاليا وإفلاس الدولة وجود رغبة إيرانية في فرض وصاية على البلد عبر ميليشيا مذهبية باتت تقرّر من هو رئيس جمهورية لبنان ومن هو رئيس الحكومة فيه.

كشف اغتيال قاسم سليماني الكثير. كشف إفلاس المشروع التوسّعي الإيراني. هناك حال ارتباك على كلّ صعيد في طهران. لعلّ أفضل تعبير عن حال الارتباك هذه سقوط طائرة الركاب الأوكرانية بعيد إقلاعها من مطار العاصمة الإيرانية. أدّى ذلك إلى مقتل كلّ الركاب وأفراد الطاقم وعددهم 176. اعترف الإيرانيون أخيرا بإسقاط الطائرة عن طريق “الخطأ”. هذه فضيحة تؤكد لمن لا تزال لديه أيّ أوهام أنّ إيران ليست سوى دولة متخلّفة يعتقد النظام فيها أنّ في استطاعته ممارسة لعبة التحايل إلى ما لا نهاية.

لا تشبه المرحلة الراهنة سوى تلك التي سبقت وقف إيران الحرب مع العراق صيف العام 1988 بعدما تبيّن أنّ العناد والإصرار على متابعة الحرب ليسا سياسة قابلة للحياة. جاء وقف الحرب بعيد سقوط طائرة ركّاب إيرانية عن طريق الخطأ نتيجة صاروخ أطلقته البارجة الأميركية “فينسينز” التي كانت تبحر في مياه الخليج. أربك الحادث إيران التي لم تعد تعرف ما عليها عمله، خصوصا بعد إغراق الأميركيين منشآت ومنصات نفطية في موانئها الخليجية ردّا على تهديدات صدرت عن مسؤوليها. في نهاية المطاف اضطر الخميني في 18 تموز   يوليو 1988، إلى الموافقة على مضض على قرار مجلس الأمن الرقم 598 قائلاً “كانت الموافقة على القرار مريرة حقاً ومسألة مأساوية للجميع، خصوصا بالنسبة إليّ. في هذه المرحلة، أرى أنّ ذلك يصبّ في مصلحة الثورة والنظام. الموت والشهادة أهون عليّ من ذلك. كم أنا حزين، لأنني تجرعت كأساً من السم حين وافقت على القرار”.

بين العقوبات الأميركية التي تزداد يوما بعد يوم وبين رفض العراقيين الانصياع لرغبات إيران، يبدو واضحا أنّ على “الجمهورية الإسلامية” تجرّع كأس أخرى من السمّ. هناك بكلّ بساطة مشروع توسّعي شارف على نهاياته. كانت تصفية قاسم سليماني بمثابة إشارة إلى أنّ هذا المشروع الإيراني الذي جدّد شبابه في العام 2003، بفضل الولايات المتحدة وليس بفضل أحد غيرها، اقترب من الإفلاس وأنّ لا مكان سوى لحال من الارتباك والضياع في طهران.

من الطبيعي في ظلّ هذه المعطيات أن يأخذ اللبنانيون الذين يعانون قبل غيرهم من السلوك الإيراني علما بذلك. صار لبنان على قاب قوس أو أدنى من الانتهاء من “عهد حزب الله” الذي بدأ في 31  تشرين الأوّل – أكتوبر من العام 2016. تبيّن أن التسوية التي جاءت بميشال عون رئيسا للجمهورية لم تكن تسوية بمقدار ما كانت انتصارا لـ”حزب الله”، أي لإيران. كانت انتصارا على لبنان واللبنانيين. لماذا لا يشمل التراجع الإيراني لبنان بعدما بلغ إيران نفسها وبعد ظهوره واضحا في العراق، فيما عرفت روسيا كيف تملأ الفراغ الإيراني في سوريا على وجه السرعة؟

 

ارتباك إيراني بعد مسرحية الرد على مقتل سليماني

د. خطار أبودياب/العرب/12 كانون الثاني/2020

إيحاء بالتماسك الوطني

باريس – تفادت طهران الذهاب نحو مجابهة شاملة مع واشنطن واختارت الرد المحدود والمقنّن على عملية قتل قاسم سليماني وأبومهدي المهندس. لكن تداعيات هذا التصعيد، أوائل هذا العام، لم تنته إن كان في الداخل الأميركي كما في الشرق الأوسط الملتهب وعلى الأخص في “الجمهورية الإسلامية” الإيرانية التي تواجه عدة تحدّيات بالنسبة لمشروعها الإمبراطوري وخصوصاً على الساحة العراقية التي لم تنطفئ فيها انتفاضة “النهوض الوطني” أو في بقية المشرق مع رد الفعل المتوقع من حزب الله في لبنان والتحركات الإسرائيلية.

وتبرز أمام الحكام في طهران تحديات ملحة أبرزها مصير الاتفاق النووي وتطور الوضع الداخلي لجهة الركود الحاد في الاقتصاد والخشية من تجدد الاحتجاجات بالرغم من الإيحاء بالتماسك الوطني واللحمة حيال سقوط قاسم سليماني بعد إبرازه “رمزاً وبطلاً قومياً”.

وسط هذه الملفات الشائكة يزداد الارتباك الإيراني ويطال دائرة صنع القرار لأن وصفة بعض العقلانية والمرونة تتعارض مع الغلبة الأيديولوجية حيث مصير نظام “الثورة” يطغى على الاستقرار الإقليمي وعلى مستقبل إيران بمكوّناتها ودولتها.

انتقل الاحتدام والصراع الإقليمي – الدولي انطلاقاً من العراق إلى مصاف أعلى بعد رحيل الجنرال سليماني منفذ التمدد وفق مبدأ “تصدير الثورة”، وصانع سياسات إيران في العراق وسوريا ولبنان، والمقرب جداً من المرشد علي خامنئي الذي ربّما راهن على قائد “فيلق القدس” كمرشح أساسي في الانتخابات الرئاسية القادمة في 2021.

هذه “الهزة الداخلية” متصلة أيضا بفقدان إيران مهندس وناظم علاقاتها مع موسكو كما مع الساسة العراقيين ونظام دمشق وقيادة حزب الله في لبنان.

بالفعل، يصعب تعويض هذا الفراغ وكان لا بد من رد إيراني لترميم الهيبة، بيد أن الاكتفاء بهجمة صاروخية محدودة يتم التركيز على أنها أولية، يترجم الارتباك في صعوبة أخذ القرار لأن خطأ الحسابات في تقدير ردة فعل الرئيس دونالد ترامب، حدا بالقيادة الإيرانية للقيام بردّ مدروس يتعمد عدم قتل أميركيين والتعويض عبر التسويق الإعلامي للردّ المزلزل ورفع السقف إلى حد طلب إنهاء الوجود الأميركي في غرب آسيا.

كما تريد القيادة الإيرانية إعطاء الانطباع عن متانة الوحدة الوطنية وراء سليماني الذي منح لقب “سيّد شهداء المقاومة الإسلامية العالمية”، والتركيز على احتمالية انتهاء انتفاضتي العراق ولبنان جراء “توحيد الصفوف بوجه العدوان”.

إلا أن الرهانات تكون على أرض الواقع، وهنا يبدو الارتباك جليّا بخصوص الإعلانات عن القصف الصاروخي ونتائجه الحقيقية أو عن الثأر المطلوب من قبل “الحلفاء” أو الشخصيات الموالية لطهران والذين عدّدتهم زينب ابنة قاسم سليماني حسب التسلسل الآتي: حسن نصرالله، بشار الأسد، هادي العامري، إسماعيل هنية، زياد نخالة وعبدالملك الحوثي.

وللتأكيد على ذلك وقف قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني ووراءه أعلام حزب الله والحشد الشعبي العراقي (المصنف رسميّا بمثابة تابع للجيش العراقي) وحماس والجهاد والحوثيين، ممّا يعني أن إيران تراهن على هذه الميليشيات ضمن “محور المقاومة والممانعة” كي تلعب أدوارها، ولو أن نائب الرئيس الأميركي يبدو مقتنعا بتقييم أجهزة استخباراته عن تعليمات أصدرتها طهران إلى “أدواتها” بعدم القيام بأي ردّ إضافي على ضربة قاعدتي “عين الأسد” و”حرير”.

ردّ لا يرتقي لحجم الخسارة

لكن نظرا إلى التداخل بين إسرائيل والولايات المتحدة حسب الرؤية الإيرانية، لا يستبعد أن تكون إسرائيل “الحلقة الضعيفة” التي يمكن أن تتعرض للثأر أو أن يحصل العكس بضربة إسرائيلية “استباقية” تأتي في وقت ملائم لحسابات نتنياهو الداخلية.

يتصل التحدي الخارجي أمام إيران بالملف النووي في أكثر من مجال. وليس من الصدَف تماماً أنه بعد يومين على قتل سليماني، في 5 يناير 2020، تقرر طهران اعتماد الخطوة الخامسة والأخيرة لتقليص وخفض الالتزامات المتعلقة بالاتفاق النووي، ووفقاً لذلك، يزيل النظام الإيراني البند الرئيسي والأخير من القيود التشغيلية المتعلقة بالاتفاق النووي، أي “القيود المفروضة على عدد أجهزة الطرد المركزي”، ولم يعد يعترف بأي قيود في المجال العمليّاتي والتشغيلي الذي يشمل “قدرة التخصيب، ونسبة التخصيب، وكمية المواد المخصبة، والبحث والتطوير”.

وبالرغم من أن هذه الخطوة الإيرانية كانت منتظرة قبل “عملية البرق الأزرق” (أطراف أوروبية كانت تعمل على تأجيل إعلان إيران عنها)، فإن الإصرار عليها في هذا الظرف يترجم المأزق وإغلاق نافذة الأمل الأخيرة المتعلقة بالأوروبيين لإحياء الاتفاق النووي. وهذه الملامسة للخط الأحمر مع الأوروبيين ردّا على الاستهداف الأميركي، أحرجت فرنسا ودورها الوسيط كما يمكن أن تدفع ببريطانيا بوريس جونسون للاقتراب من إدارة ترامب. وللتدليل على خطورة الموقف إعلان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أنه إذا استمرت إيران في خرق الاتفاق النووي الموقع في العام 2015، فقد تتمكن من الحصول على قنبلة نووية خلال سنة أو اثنتين.

سيصعب على النظام في طهران قبول أي طرح للتفاوض قبل ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، لأن ذلك يعني الاستسلام أو شرب “الكأس المرة”. ولذا يركز ترامب على منع إيران من إنتاج قنبلة نووية وتزداد الصعوبة في ظل ميزان القوى الحالي لأن الصين وروسيا لن تغطيا استمرار الخرق، ولأن الترويكا الأوروبية ستقترب من واشنطن.

وهذا الاستحقاق حول “الاتفاق النووي” وتحوله بشكل عملي إلى حرف ميت، يترافق مع استمرار العقوبات ممّا سيزيد من الاختناق الاقتصادي والتخوف من انفجار اجتماعي وهاجس عودة اندلاع الانتفاضة. وفي هذا الصدد، لا ترحم الأرقام، إذ أن الميزانية الإيرانية للعام 2020 التي طرحها الرئيس حسن روحاني لا تتجاوز ما يراوح 37 مليار دولار (أي ربع ميزانية العراق).

ترتسم هذه الاستحقاقات في السنة الانتخابية الأميركية ويظن البعض في طهران أن حرب استنزاف مع واشنطن في الإقليم ستكون لصالح طهران، لكن خلاصة مواجهة يناير تدل على تقدم أميركي في الردع وأن تحريك الأذرع يمكن أن يرتد على إيران. ولهذا تبدو 2020 سنة إيران بامتياز، ويتراوح الأمر بين بلورة الصفقة الجديدة مع واشنطن أو بدء أفول منظومة “ولاية الفقيه”.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

إدي معلوف في الذكرى الأولى لرحيل اللواء معلوف: تنتظرنا أيام صعبة سوف نتخطاها معا

وطنية - السبت 11 كانون الثاني 2020

أحيت عائلة الوزير والنائب السابق إدكار معلوف، و"التيار الوطني الحر"، الذكرى السنوية الأولى لرحيله بقداس أقيم في كنيسة سيدة البشارة للروم الكاثوليك في الربوة، واحتفل به النائب القضائي في أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للكاثوليك الأب أندره فرح، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، ممثل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب، وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال فادي جريصاتي، النواب: حكمت ديب، سليم عون، أنطوان بانو وروجيه عازار، النائبين السابقين نبيل نقولا وناجي غاريوس، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن جميل داغر، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد ايلي الديك، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، ممثل المجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك الأمين العام للمجلس لويس لحود، حشد من الأساقفة والآباء والرهبان والراهبات، ومن رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والاختيارية، ومن ممثلي الأحزاب، فاعليات قضائية وعسكرية واجتماعية ولتربوية، ممثلي مؤسسات اعلامية واعلاميين، ومحازبين في "التيار الوطني الحر".

 

سامي الجميل زار عائلة أبو فخر: هدفنا تحقيق حلم الشهداء ببلد أجمل

وطنية - السبت 11 كانون الثاني 2020

زار رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل، عائلة الشهيد علاء أبو فخر، وكان في استقباله أرملته لارا وولداه وأخوه إيهاب وعدد من أفراد العائلة. وأكد الجميل أن "الشهيد علاء أبو فخر هو نموذج للإنسان اللبناني الذي يطمح الى بلد أجمل، شعرنا أنه أخ لكل واحد منا وأنه استشهد عنا وبذل حياته من أجلنا، لهذا السبب تأتي هذه الزيارة لكي نعبر لكم عن محبتنا واحترامنا، ونتمنى أن يكون هذا الاستشهاد فرصة لنا لنعود عائلة واحدة يمكن لأفرادها الاعتماد على بعضهم البعض، وأن يكون لبنان المستقبل على صورة علاء وعائلته، ونأمل من خلال تعاضد اللبنانيين ان نقدم أجمل هدية لعلاء وبيار وكل الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان ونعمل على تحقيق أحلامهم ببلد أجمل". وشدد على أن "هدفنا الإنسان اللبناني، بمعزل عن طائفته وتاريخه وانتمائه، وأن يعيش حياة أفضل مع أولاده برفاهية وببلد مستقر فيه سلام وانفتاح". وقال: "كنت أرغب بزيارتكم هنا منذ اليوم الأول للاستشهاد، وأنتم سبقتمونا وقمتم بزيارتنا، واليوم أنا هنا لتقديم واجب العزاء وللتأكيد على أننا الى جانبكم، فهذا هو حزب الكتائب وكل كلام غير ذلك هو مجرد أوهام وجل ما نريده هو بناء لبنان سويا". ثم ألقى إيهاب أبو فخر كلمة قال فيها للجميل: "أنت أخ شهيد وشاءت الظروف أن تلتقي صورة الشهيدين في أماكن عدة وأن يلتقيا في السماء. الشعب اللبناني مظلوم وبحاجة الى ما هو أفضل، وطالما هنالك فكر نظيف في البلد سنكمل الرسالة ونجتمع شعبا واحدا". وفي ختام اللقاء قدم الجميل الى عائلة أبو فخر عريضة حملت تواقيع وكلمات دونت عليها أثناء تنظيم وقفة تضامنية مع العائلة أمام بيت الكتائب المركزي في الصيفي ليلة استشهاد علاء.

 

جعجع: الأكثرية الحاكمة أعجز من تحمل مسؤولية شعب وإدارة بلد

وطنية - السبت 11 كانون الثاني 2020

قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في بيان، تعليقا على قرار الامم المتحدة: "ماذا بقي بعد من صورة لبنان ودوره على أثر فقدان الدولة اللبنانية حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ إن المؤسف والملفت للنظر هو أنه في كل مرة أوقعوا مصيبة على رأس الشعب اللبناني تبدأ قوى الأكثرية النيابية برمي الاتهامات على بعضها البعض، ولكن ما هم المواطن اللبناني اذا كان التأخير في تسديد المبالغ المترتبة على لبنان من مسؤولية وزارة الخارجية أم وزارة المال، طالما أن دولته أظهرته بأنه يعيش في دولة فاشلة لا حول ولا قوة لها ولا قدرة على إدارة نفسها". اضاف: "إن فقدان لبنان حق التصويت في الجمعية العامة ممكن أن يبدو للبعض وكأنه مجرد أمر إداري روتيني، ولكنه بالفعل وعلى أرض الواقع، يحمل في طياته معاني سلبية كثيرة، أهمها أن المجموعة الحاكمة في الوقت الحاضر ينتابها قصور كبير جدا وفساد ولا مبالاة إلى حد تدمير ممنهج لصورة لبنان التاريخ في رؤوس مواطنينا واجيالنا الصاعدة.

لم يعد الأمر يقتصر على سقطة من هنا وخطأ من هناك وتقصير من هنالك، بل أصبح واضحا أن الأكثرية الحاكمة أعجز من تحمل مسؤولية شعب وإدارة بلد".

 

إعادة نظر قضائية في جريمة فيلا نانسي عجرم..

المدن/12 كانون الثاني/2020

السوري محمد الموسى على يد الدكتور فادي الهاشم، زوج الفنانة نانسي عجرم، داخل منزل الأخير بمنطقة نيو سهيلة في قضاء كسروان، التي وقعت فجر الأحد في الخامس من الشهر الحالي، إثر محاولة سطو وسلب مسلّح فاشلة نفّذها القتيل، ودفع حياته ثمنها. قطبة مخفيّة؟ في الشكل، لا خلاف على أن منفّذ العملية أقدم على مغامرة خطيرة، وهدد حياة أصحاب المنزل، وأن الطبيب القاتل كان في موقع الدفاع عن النفس، وهو ما حمل النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، إلى الإفراج عن الهاشم بعد ثلاثة أيام من توقيفه على ذمة التحقيق. لكن في المضمون، ثمة قطبة مخفية يتحدّث عنها ذوو القتيل، ولا تزال محور التحقيقات التي تجريها مفرزة جونية القضائية، وتتركز على أمور فنيّة تتعلّق بـ"داتا" الاتصالات، وتحليل محتوى كاميرات المراقبة في محيط منزل فادي الهاشم وداخله، مروراً بعملية المطاردة التي حصلت من قبل الحرّاس داخل غرف المنزل، وصولاً إلى عملية الاجهاز عليه بـ 16 طلقة نارية، زرعها الهاشم في أنحاء جسد القتيل.

ذوو القتيل

كان يمكن للتحقيق أن يصبح بمتناول قاضي التحقيق في جبل لبنان، لولا الشكوى المباشرة التي تقدّم بها والد القتيل وزوجته وشقيقه، واتخذوا فيها صفة الادعاء الشخصي، ضدّ الهاشم وكلّ من يظهره التحقيق فاعلاً أو شريكاً أو مسهّلاً أو متدخلاً في جريمة قتل الضحية. وطلبوا التوسّع بالتحقيق مع الطبيب الجاني، وتفريغ الهواتف الخليوية العائدة للقتيل والمدعى عليه والعمال الذين يشتغلون في منزل الهاشم وزوجته، وسحب كاميرات المراقبة الموجودة داخل المنزل التي تكشف مكان حصول عملية القتل. ويكفي التسجيل الصوتي لزوجة محمد موسى، التي أعلنت في تسجيل صوتي أنها أعطت إفادتها وقدمت للتحقيق ما لديها من معلومات ستكشف حقيقة ما حصل مع زوجها.

استنابة قضائية

بناء على هذه الشكوى، تريثت القاضية عون في عميلة الادعاء على الهاشم، وقررت تسطير استنابة قضائية إلى مفرزة جونيه القضائية، كلّفتها بموجبها الاستماع مجدداً إلى الهاشم، وتفريغ مضمون هاتف القتيل وهواتف الهاشم والعمال في منزله، واستجواب هؤلاء والكشف عن جميع الكاميرات، وتحديد أسباب إصابة نانسي عجرم وعرضها على طبيب شرعي، والكشف على المنزل وتبيان موقع الخروج منه، وما اذا كان المغدور دخل بالفعل إلى ممر غرفة نوم الأولاد كما يظهر في الصور. وقد عكفت المفرزة القضائية على تنفيذ مضمون هذه الاستنابة، وسط تكتّم شديد عن المعطيات التي تمّ التوصل اليها.

روايات متناقضة

حتى الآن، لا تزال المعلومات متضاربة حول حقيقة ما حصل، فيما أفردت مساحات كبيرة للشائعات والروايات المتناقضة، التي نجحت في تشويش ذهن الناس، خصوصاً مع ضخ الكثير من المعلومات والصور، التي تفيد بأن القتيل كان على معرفة سابقة بفادي الهاشم وزوجته نانسي عجرم، وهناك صور تجمعهم. إلّا أن مصادر قضائية مواكبة للتحقيقات جزمت لـ"المدن"، بأن "الشخص الذي يظهر في إحدى الصور ويتوسّط هاشم وزوجته ليس القتيل إطلاقاً، بل شخص آخر"، مؤكداً أن "لا معطيات جديدة سوى التي توفرت من التحقيق الأولي الذي حصل إثر وقوع عملية القتل وتسليم الهاشم نفسه للقوى الأمنية".

وشدد المصدر على أن "القضاء ينتظر "داتا" الاتصالات، ومضمون الكاميرات ونتائج التحقيقات الإضافية، ليكوّن القناعة التي تحدد وجهة الحادث، وما إذا كان القتل حصل في سياق الدفاع عن النفس، أو أن ثمّة جريمة وقعت عن قصد أو عمد"، داعياً إلى "الكفّ عن الخوض والتحليلات في هذه الحادثة، التي تستغلّ بأبشع الصور، بما يوحي بعملية ابتزاز كون نانسي فنانة مشهورة، وزوجها طبيب ناجح ويحظى بسمعة طيبة".

لكلّ حادث حديث

ثمة تمسّك برواية تبرر اقتحام "اللص" لفيلا نانسي عجرم وزوجها، وتتحدث عن خلافات مالية حالت دون قبض القتيل أجره، مقابل عمله لأيام عدّة في حديقة منزل نانسي عجرم وزوجها. وأشارت المصادر المواكبة للتحقيق، إلى أن "لا شيء يبرر تسلل لصّ بعد منتصف الليل إلى منزل وتهديد أصحابه ومحاولة السطو عليه بقوة السلاح". ورأى أنه "إذا كان القتيل صاحب حقّ، عليه أن يتقاضى حقّه من متعهّد الأشغال في حديقة منزل نانسي الذي كان يعمل لحسابه، وليس بدخول المنزل وهو مقنّع، ويشهر السلاح في وجه أصحابه"، مشيراً إلى أن "المعطيات المتوفرة حتى الآن، تفيد بأن لا معرفة سابقة بين الطرفين، إلّا إذا أثبتت "داتا" الاتصالات، عكس ذلك، عندها لكلّ حادث حديث".

إبتزاز لا سرقة

في هذا الوقت، جزمت مصادر فريق الادعاء لـ"المدن"، بأن "القتيل على معرفة سابقة بفادي الهاشم وزوجته". وأوضحت أن "مفاوضات حصلت بينهما حول الأجر الشهري الذي سيتقاضاه محمد الموسى، بالإضافة الى تأمين مسكن له ولعائلته"، لافتة إلى أن المغدور "لم يدخل منزل فادي الهاشم ليسرقه أو يهدده، بل ربما ليبتزه ويضغط عليه في موضوع تشغيله". ونفى المصدر أن يكون المجني عليه قتل في غرفة أولاد نانسي عجرم، بل في غرفة خاصة، وإنه جرى إطلاق النار عليه لثلاث مراحل، وهذا ما يجب أن يبني عليه التحقيق في المرحلة المقبلة". وأمام هذه التناقضات، تبقى الأنظار مشدودة إلى طبيعة ورقة الطلب، والادعاء الذي يساق ضدّ فادي الهاشم، ويحدد ما إذا كان عملية القتل حصلت نتيجة خلافات بين الطرفين، أو لم تخرج عن نطاق الدفاع المشروع عن النفس.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  11-12 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان دولة فاشلة ومارقة

الياس بجاني/11 كانون الثاني/2020

عملاً بكل قوانين الأمم المتحدة لبنان هو دولة فاشلة ومارقة ومن واجب الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيها بل من التزاماتها القانونية وضع لبنان في هذه الخانة ووضع اليد على حكمه وتسليم القوات الدولية الموجودة في الجنوب السلطات الأمنية ووضع القوى الأمنية اللبنانية تحت أمرتها وذلك لإعادة تأهييل اللبنانيين على كيفية حكم انفسهم. هذا الأمر تم العمل به في العديد من الدول.. ربما هذا هو المخرج الوحيد المتوفر حالياً لمواجهة ما يجري في لبنان من عهر حكام وسلبطة احتلال وفساد حكم وكفر أصحاب شركات أحزاب.

 

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for January 11/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82203/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-january-11-2020/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For January 11-12/2020 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 87th Day

Compiled By: Elias Bejjani

January 12/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82221/a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-january-12-2020-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-lebanon-in-its-87th-day/

 

يا رب علمنى أن أمارس نعمة التأمل

الأب سيمون عساف/11 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82209/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d9%8a%d8%a7-%d8%b1%d8%a8-%d8%b9%d9%84%d9%85%d9%86%d9%89-%d8%a3%d9%86-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%86%d8%b9/

 

 

حسان حيدر(من أرشيف عام2016) حزب الله يحوّل لبنان دولة فاشلة

حسان حيدر/الحياة/08 نيسان/16

http://eliasbejjaninews.com/archives/38973/%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%8a%d8%af%d8%b1-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ad%d9%88%d9%91%d9%84-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d8%a7%d8%b4/

 

 

ارتباك إيراني بعد مسرحية الرد على مقتل سليماني/د. خطار أبودياب/العرب/12 كانون الثاني/2020

كأس أخرى من السمّ/خيرالله خيرالله/العرب/12 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82224/%d8%af-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d9%83-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a/