المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january12.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

انَا وَهَبْتُ لَهُمُ المَجْدَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ممانون يتقاسمون الأدوار

الياس بجاني/حزب الله ارهابي ومحتل للبنان

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى عيد "الغطاس".. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: الحرب_على_القبيات

كيف يمكن أن نصدق بعد تجربة 31 سنة أن تحالفات جماعة تيار رئيس الجمهورية ثابتة/خليل حلو/فايسبوك

الأرانب تقفز من أكمام برّي ونصرالله.. والضحية عهد عون/علي الأمين/جنوبية

مصدر استخباراتي: إدخال حسن نصرالله إلى المستشفى في بيروت بحالة حرجة

تغريدات جديدة لنوفل ضو

هذا ما كشفته اللجنة المنظمة لـ"القمة العربية"

كيف ردّ مكتب بري على اللجنة المنظمة للقمة الاقتصادية؟

سندات لبنان الدولارية تنخفض بعد تقرير عن إعادة جدولة الدين

أزمتان لبنانيتان في أزمة واحدة بعد توقف صدور "المستقبل"

اليونيفيل: نتواصل مع كافة الاطراف لايجاد حل للأعمال على الحدود

 اللواء ابراهيم يزور دمشق

مقدمات نشرات الاخبار ليوم الجمعة 11/1/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الثنائي الشيعي” يطلق 7 أيار سياسيا بوجه عون

"الخارجية" تتحرك لتقديم شكوى أمام مجلس الامن ضد اسرائيل

الأحرار: لتشكيل الحكومة قبل انعقاد القمة العربية الإقتصادية

عون غير متحمس لتفعيل «تصريف الأعمال»... والحريري: كل شيء ممكن ومحركات تأليف الحكومة متوقفة كلياً والعونيون يلوّحون بالتصعيد

قضية هنيبعل القذافي: تدخل روسي وضغوطات سورية توتّر علاقة بري بالأسد/أحمد شنطف/جنوبية

هيل في بيروت لاحتواء التوتر على الحدود الجنوبية بعد أزمة «الأنفاق»

اجتماع أمني لبناني بحث استئناف إسرائيل تشييد الجدار في مناطق متنازع عليها

محاذير دستورية» حول تفعيل عمل الحكومة المستقيلة

القمّة العربية الاقتصادية تعمّق الخلافات بين القوى السياسية اللبنانية والوفود التحضيرية للقمة بدأت الوصول إلى بيروت

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

 بومبيو يصل البحرين في محطته الأولى بالخليج

واشنطن تعلن عقد قمة دولية حول إيران والشرق الأوسط الشهر المقبل

الولايات المتحدة تبدأ سحب قواتها من سوريا وموسكو شككت في جدية الانسحاب الأميركي

محادثات عسكرية أميركية تركية الأسبوع المقبل حول أكراد سوريا

أنقرة تؤكد أن التوغل شرق الفرات ليس رهناً بالانسحاب الأميركي

الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على محتجين في الخرطوم وأم درمان

فرنسا تدعو إيران لوقف أنشطة الصواريخ الباليستية المصممة لحمل أسلحة نووية

مصر ترحل ألمانياً حاول الانضمام لـ«داعش»

قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة بمدينة القائم العراقية والسعودية أدانت الهجوم وأكدت وقوفها إلى جانب العراق ضد الإرهاب والتطرف

الولايات المتحدة تبدأ سحب قواتها من سوريا وموسكو شككت في جدية الانسحاب الأميركي

إدانات دولية لمقتل محتجين في الخرطوم... و«الصحة» السودانية تعتذر/غوتيريش «يتابع بقلق»... والاتحاد الأوروبي يحث الخرطوم على ضبط النفس ... وإضراب للأطباء

الحكومة المغربية تتجنّب الصدام مع التجار ووزير الداخلية يواصل مشاوراته مع النقابات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحقد لا يبني دولاً/الكولونيل شربل بركات

جنبلاط لـ«الجمهورية»: أترحّم على قدامى الفاسدين واذا دعا العرب سوريا يلتزم لبنان/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

أبعد من الحكومة بكثير.. هذا ما يريده «حزب الله»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

دولة الحنان على الحيوان/جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية

القمة الهزيلة .. ومخرج برِّي/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

الحريري - الثنائي الشيعي... تقاطعات «في الجرم المشهود»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

نواب يحملون المواطنين مسوؤلية أضرار "نورما"/أكرم حمدان/المدن

الطائفية في لبنان/فارس خشّان/الحرة

بري يسترضي سوريا وبومبيو يخاطب إيران: تدويل الأزمة اللبنانية/منير الربيع/المدن

الانسداد السياسي: بوادر ملامسة الاشتباك حدود اللاعودة أو «كسر الإرادات»/رلى موفّق/اللواء

مستقبل من الماضي/ايمن شروف

الصراع على سوريا... عود على بدء/أكرم البني/الشرق الأوسط

مسالك التذمر والانكفاء وهواجس المؤامرة/رضوان السيد/الشرق الأوسط

إلى المريخ... مع التحيات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ترمب وعالم بلا غاري كوبر/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع التطورات على الحدود واطلع على المعلومات والاتصالات لمواجهة التحركات الاسرائيلية

الحريري عرض الاوضاع مع الرياشي واستقبل قائد الجيش مخزومي: الوضع الاقتصادي لم يعد يتحمل ولا بد من تشكيل الحكومة في أسرع وقت

بري إستقبل وديع الخازن ومحمد الحوت ضاهر: يجب أن يجتمع مجلس النواب للبحث في سحب التكليف

 باسيل ينتقد من يريد تحسين علاقته الخاصة بسوريا على حساب لبنان

 المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى يحذر من تداعيات دعوة ليبيا الى قمة بيروت

مساعد الامين العام للجامعة العربية: قمة بيروت في موعدها

 باسيل ينتقد من يريد تحسين علاقته الخاصة بسوريا على حساب لبنان

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

انَا وَهَبْتُ لَهُمُ المَجْدَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد

إنجيل القدّيس يوحنّا17/من20حتى23/"قالَ الرَبُّ يَسوع: «يا أبتِ، لا أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاءِ وَحْدَهُم، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذينَ بِفَضْلِ كَلِمَتِهِم هُمْ مُؤْمِنُونَ بِي. لِيَكُونُوا كُلُّهُم وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ فيَّ، يَا أَبَتِ، وأَنَا فِيك، لِيَكُونُوا هُم أَيضًا وَاحِدًا فِينَا، لِكَي يُؤْمِنَ العَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. أَنَا وَهَبْتُ لَهُمُ المَجْدَ الَّذي وَهَبْتَهُ لي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِد. أَنَا فِيهِم، وأَنْتَ فيَّ، لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ في الوَحْدَة، فَيَعْرِفَ العَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي، وأَنَّكَ أَحْبَبْتَهُم كَمَا أَحْبَبْتَنِي.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ممانون يتقاسمون الأدوار

الياس بجاني/11 كانون الثاني/19

ارانب الإستيذ نبيه الحالية موحى بها من حزب الله وربما منسقة مع باسيل وهي قرداحية وملالوية هدفها فرض التطبيع مع بشار، والله أعلم

 

حزب الله ارهابي ومحتل للبنان

الياس بجاني/10 كانون الثاني/19

سلاح حزب الله لا شرعي ولا دستوري ولا لبناني ولا مقاوم ولا ممانع ولا رادع وإنما هو سلاح مذهبي وارهابي وأداة احتلال فارسية معادية.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود/الياس بجاني/07 كانون الثاني/19/اضغط  هنا أوعلى الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%ad%d9%88%d8%af/

 

عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود

الياس بجاني/07 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70816/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86/

"أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى الـمَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ(رومية06/من12حتى23)

في الصلاة الربانية "الأبانا" علمنا السيد يسوع المسيح وهو الإله المتجسد أن نقول " وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي التَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ"..

أراد الرب المتجسد أن يحذرنا من أنفسنا لأنه وهو الخالق جل جلاله يعرف طبيعتنا الترابية والغرائزية الهشة والمعرضة باستمرار للغرق في إغراءات ونزوات الاستكبار وعشق الأبواب الواسعة التي تقودنا للعودة إلى مفهوم وطبيعة الإنسان العتيق واقتراف الخطيئة.

ترى، من منا نحن البشر لا تستهويه مغريات المال والسلطة والنزوات، وكذلك سهولة الطرق السهلة والمغرية التي تؤدي إلى الأبواب الواسعة؟

بالطبع لا أحد، وكلنا معرض للوقوع في التجربة.

ولكن الفارق الكبير والأساسي في هذا المضمار هو أن هناك من يخاف الله ويوم حسابه الأخير، وضميره الذي هو صوت الله حي بداخله، وقد اختار عن إيمان وقناعة تحمل الصعاب والشهادة للحق ومناصرة الحقيقة والتواضع وحب العطاء والأبواب الضيقة رغم صعوبة الدخول منها..

في حين أن البعض الآخر ولقلة الإيمان وخور الرجاء والأنانية الفاقعة قد قتلوا ضمائرهم أي اسكتوا صوت الله بدواخلهم، وعبدوا تراب الأرض الذي هو المال والسلطة والشهوات الغرائزية، واختاروا على خلفية المصالح والأرباح الخاصة والجشع الدخول من الأبواب الواسعة متعامين عن حتمية عواقب حساب اليوم الأخير حيث لا زوادة تنفع غير الزوادة الإيمانية.

في هذا السياق من الجحود ونكران المعروف والانسلاخ عن كل هو ثوابت ومعايير قيمية عندنا أخ وصديق حالياً هو في غربة عن ذاته النقية والوجدانية التي كانت تعطيه لونه الأخلاقي والإنساني والشفاف المتميز، كما أنه بات يخجل من أصحابه القدامى ويتجنبهم بعد أن اعتلى موقعاً ما مرموقاً وأمسى من الأثرياء وأصحاب السلطة والنفوذ.

ولأن البشر كلهم إخوة وأخوات والرب هو الأب الكلي له نقول مع سيدنا المسيح: "فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السماوات، ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات" (متى10/32و33)

نحك ذاكرة صديقنا هذا لعلى في التذكير لنلفته إلى أنه هو مثل كل البشر من التراب جبل وإليه سيعود ليكون طعاماً لدود الأرض مهما ارتفع شئناً ومهما زاد ثراءً.

نذكر الصديق نفسه أن كل ما يمتلكه الآن من مال وسلطة وعزوة هو من تراب الأرض، وكله عليها سوف يبقى عندما يسترد الله منه وديعة الحياة، حيث في تلك اللحظة لن يتمكن من أن يأخذ معه من ثروات الأرض الفانية أي شيء إلى العالم الآخر غير أعماله.

قد يسأل هذا الصديق الشارد عن طرق الوفاء من نكون نحن وما هي إمكانياتنا "وشو بيطلع منا" ومقارنا باستكبار مقزز وضعيته المستجدة مع وضعيتنا المتواضعة..

وكيف لا، وهو المتوهم بقوته وبأهميته الفائقة حيث التلذذ في عطايا التبجيل والتكريم من كل من هم حوله الآن من الجماعات والأفراد الانتهازيين والوصوليين وماسحي الجوخ؟

مسكين هذا الصديق فهو في غيبوبة جهل وتخدر وجدانية، وفي حالة نشوة غرائزية كاذبة.. وفي وضعية إنكار وتنكر مدمرة!!

مؤسف أمره فقد أغرق نفسه في أوحال المال والسلطة، وفقد ذاته النقية والطيبة، وقفز بجحود فوق حقبة عمل ونضال ومبادئ صادقة وجميلة.

لقد تنكر لكل من أحبه بصدق وسانده ووقف إلى جانبه في أوقات الشدائد، ودخل في نفق غربة عن الوفاء والصدق والعرفان بالجميل.

يبقى أنه بالغالب لن يقرأ هذه الرسالة، وحتى وإن صادف وقرأها، أو لفته أحدهم إليها فإنه سوف يسخر بها ولن يعيرها أي اهتمام لأنه واقع في التجربة ويعيش في عالم آخر وهمي وترابي هو على الأكيد عالم إلى زوال حتمي..

يا أيها الأخ والصديق نحن حقا لا نحسدك على ما أنت فيه، لا، بل نشفق عليك ونصلي من أجل شفائك وخروجك من هذه الغيبوبة وعودتك إلى ذاتك التي عرفناه وأحببنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية: الحرب_على_القبيات

في ٤ آذار ١٩٧٦ تدهور الوضع فجأة في عكار، وفي منطقة القبيات بالذات التي قيل أن عناصر الرائد معماري(منشقّ عن الجيش اللبناني إلتحق بجيش لبنان العربي) طوّقتها، مما أحدث ردود فعل في ساحل كسروان حيث يقطن عدد من مهجّري عكار، إضافة إلى عناصر عسكرية من القبيات خرجت من ثكنة صربا وقطعت طريق طرابلس-صربا بآلياتها.

تفاصيل حادثة القبيات: تعرّض أحد الجعافرة لحادث سلب على الطريق العام قرب القبيات، فتبيّن أن جندياً هارباً من الجيش يدعى أحمد العسّ، وهو ليس من القبيات، قطع الطريق على الجعفري وسلبه مبلغ عشرة آلاف ليرة و١٧ شولاً من البطاطا، فإنطلق الجعفري إلى الجرود طارحاً الصوت وظانّاً أن الذي سلبه هو من بلدة القبيات، فإنتشر الخبر في منطقة جرود عكار وتجمّع عدد من المسلحين في الرويحة وفنيدق وسواهما وإستعدّوا للهجوم، في غياب رئيس العشيرة علي حمد جعفر عن المنطقة. وإنتشرت أخبار أخرى في الجرد مفادها أن أهالي القبيات أقاموا حواجز عدّة ردّاً على إحتجاز جنديين من القبيات على طريق عكار وأن عائلة من الجعافرة هوجمت من السهل. وفي الصباح أقام هؤلاء المسلحون مكامن عدّة في السفوح المطلّة على القبيات بين قريتي الشنبوق والقطلبة. وعلى الطريق بين القريتين وقعت سيارة في فخّ أحد المكامن وكان فيها أربعة من القبيات هم الجندي المتقاعد يوسف عبود أنطون، جورج جمعة، شفيق أنطون والفتى إيلي نادر.

وهناك روايتان للحادث. الأولى أن المسلحين أطلقوا النار من رشاشاتهم على السيارة فقتلوا يوسف أنطون وجورج جمعة. وإحتجزوا شفيق أنطون وإيلي نادر، والثانية أن المسلحين أنزلوا ركاب السيارة وقتلوا منهم إثنين.

وقرابة السابعة صباحاً بدأ الإشتباك وإستمرّ حتى العاشرة وإستخدمت فيه الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون والصواريخ وأصيب شخص يدعى إيلي فريد ساسين. وقد تدخلت قوة من الجيش اللبناني وجيش التحرير الفلسطيني في محاولة لفكّ الإشتباك. وإهتمّت اللجنة العسكرية العليا بالحادث فأوفدت اللجنة الفرعية لإقناع الطرفين بوقف القتال، فتمّ ذلك في العاشرة ولمدة ساعة فقط سلّمت خلالها جثة جورج جمعة وعندما وصلت إلى القبيات مشوّهة تجدّد الإشتباك وإستمرّ حتى الرابعة بعد الظهر حين هدأ، وظلّت تُسمع طلقات متفرّقة حتى الثامنة مساء.

وعقب وقف إطلاق النار أجريت إتصالات أثمرت إتفاقاً للتفاوض بين وجهاء الطرفين.(...) وفي المساء إنتقلت سريتان من جيش التحرير الفلسطيني والجيش اللبناني في ناقلات جنود إلى القبيات للفصل بين الطرفين.

 (من كتاب الحرب في لبنان- أنطوان خويري)

 

كيف يمكن أن نصدق بعد تجربة 31 سنة أن تحالفات جماعة تيار رئيس الجمهورية ثابتة

خليل حلو/فايسبوك/11 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70983/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D8%A3%D9%86-%D9%86%D8%B5%D8%AF%D9%82-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-31-%D8%B3%D9%86%D8%A9/

بدأنا نرى حملة فيسبوكية من قبل تيار فخامة الرئيس تقول بالحرف أن "الجميع يتآمرون عليه ويريدون تفشيله" ... الملفت هو كلمة الجميع؟ وفي المقابل نسمع الحديث عن علاقة سوريا بالعهد تتكرر وتتكرر عن لسان معالي وزير الخارجية والنائب آلان عون وبالأمس النائب سليم عون الذي اتهم الجيش السوري الحر بحصار زحلة في العام 1981. أمام هذه المواقف التي من شأنها إضاعة البوصلة لدى الجيل الجديد نوضح ما يلي:

أولاً: نتسائل بقوة لماذا أعلن العماد عون حرب التحرير ضد سوريا في 14 آذار 1988 والتي كلـّفت مئات الشهداء العسكريين وآلاف الشهداء من المواطنين وعشرات الآلاف من المهاجرين ومليارات من الخسائر حتى يصبح تياره اليوم وبعد 31 سنة من هذه الحرب التي خضناها بقناعة تامة صديقاً للنظام نفسه الذي كنا نخوض حرب تحرير ضده خسرنا خلالها من خيرة ضباطنا وجنودنا؟

ثانياً: إذا كان الجميع يتآمرون فعلاً على العماد عون لتفشيله فلماذا لا يسموهم واحداً واحداً هؤلاء الجميع؟ أم هناك محرمات؟ أم خوف؟ أم هي مناورة؟ وهل من بين هؤلاء من هو مرتبط معهم بحلف استراتيجي؟ وهل حركة أمل وحزب الله من بين هؤلاء الجيع؟

ثالثاً: كيف يمكن أن نصدق بعد تجربة 31 سنة أن تحالفات جماعة تيار رئيس الجمهورية ثابتة؟ تارة حرب تحرير وحرب ضد الميليشيات!؟ ثم صداقة وتحالف مع الذين كنا نخوض ضدهم حرب التحرير!؟ وتحالف مع ميليشيا غير شرعية؟؟؟؟ ... وجماعة تيار الرئيس يقولون أن الخارج أيضاً يتآمر على الرئيس فمن هو أو من هم هؤلاء الخارج؟ ... اليوم نرى فجراً جديداً لم نفهمه بعد فهل هو تثبيت وتقوية التحالف مع النظام السوري؟ أم تحضير الرأي العام العوني على فك التحالف الإستراتيجي مع حركة أمل وحزب الله؟ أم خبط عشواء؟

عندما يكون العهد قوياً لا تكون النتائج هكذا ولا تكون المواقف هكذا.

ونحن ثابتون في نضالنا للبنان السيد الحر والمستقل والموحد

عاش لبنان

 

الأرانب تقفز من أكمام برّي ونصرالله.. والضحية عهد عون

علي الأمين/جنوبية/11 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70985/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%AA%D9%82%D9%81%D8%B2-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D9%91%D9%8A-%D9%88/

يبدو أن فرص عقد القمة العربية الاقتصادية في بيروت تتجه نحو "البهدلة" فلبنان على ما يبدو بات عاجزا عن فعل شيء غير ابتداع التعطيل، فرئيس الجمهورية الذي لا يزال يصر على عقد القمة في موعدها، لن يستطيع فعل شيء إزاء التشبيح السياسي والطائفي، بل ربما يدرك أن "البلطجة" هو الأسلوب الذي يتم رميه في وجهه.

طرح قضية الامام موسى الصدر باتت، كما اتضح لنا طيلة السنوات الماضية، مادة لتغطية إهمال وتقصير الأحزاب الشيعية، وسوريا، ولطالما كانت العلاقة مع معمر القذافي متينة وقوية من قبل سوريا الأسد كما يحب أن يسميها القادة الشيعة من أبناء الامام الصدر كما ويحبون ان يوصفوا، أيضا كانت ممتازة بين قادة ايران الإسلامية والرئيس معمر القذافي المتهم الأول بخطف الامام الصدر وتغييبه وربما قتله.

رغم ذلك فان القادة الشيعة اللبنانيين لم يفعلوا شيئاً، حتى ادانة العلاقة بين الأسد الاب والابن من جهة والقذافي من جهة أخرى لم تجر ادانتها، بل كانت رسائل المديح والولاء تتوالى من أبناء الامام الصدر الى هذين الرئيسين، وكذلك الحال مع ايران التي بقيت قبلة القادة الشيعة من حركة أمل ومن حزب الله، ولم يتجرأ واحد من هؤلاء القادة الذين انهم يشعرون بقساوة وخسارة تغييب الصدر، أن يتوجهوا بمطالبة الولي الفقيه أن يفعل شيئا من أجل عودة أحد أبنائه المخطوفين في ليبيا، باعتباره الوالد الرحوم والرؤوف بشيعة العالم وشيعة العرب على وجه الخصوص.

لا نريد أن نزيد، في حجم التقصير السياسي والأخلاقي من قبل من يحملون لواء قضية الصدر، الذين حصدوا الثروات والمواقع الرسمية باسم الصدر، والذين طيلة 41 عاما تعاملوا مع هذه القضية كوسيلة ابتزاز، ولم يتجرأ رموزهم على القيام بأي خطوة تظهر أنهم مهتمون بعودة الامام أو جلاء قضيته، خاضوا الحروب من أجل سوريا الأسد ومصالحها، وقدموا الآلاف من الضحايا في سبيلها، ولم يجرؤا على مطالبة الأسد الأب والابن ان يوجّها ولو رسالة الى القذافي عن مصير الصدر، قد يقال أن مصالح الدول تبقى أقوى، أو أن الأسدين يعرفان أن لا فرصة لعودة الصدر من غيابه، وغيرها من التبريرات المقنعة وغير المقنعة، لكن يبقى السؤال لماذا على لبنان المتهالك وحتى ليبيا المتداعية يجب أن يدفعا ثمن هذا السلوك الذي ينم عن بلطجة سياسية؟

ببساطة لا قضية الصدر ولا جريمة القذافي الذي صار ترابا هو الموضوع، وكالعديد من المرات هذه القضية تتحول الى العوبة ووسيلة لتعطيل الدولة ولبهدلة لبنان، البلطجة ليست من المجلس الشيعي ولا من حركة امل أو حزب الله، البلطجة إيرانية بامتياز. فكما التعطيل الحكومي وسيلة لاستدراج الاميركيين والأوروبيين للعبة مساومة لا علاقة فعلية للبنان بها، كذلك اليوم يأتي تعطيل القمة العربية كوسيلة إضافية للرد على عنتريات واشنطن في القاهرة ضد حزب الله، وكما أخرج السيد حسن نصرالله ارنب النواب الستة من كمه بعدما كانت الحكومة على وشك الإعلان، يُخرج الرئيس نبيه بري مسألة حضور ليبيا القمة بعدما كان صامتا عنها، وكان جلّ اهتمامه قبل أيام مشاركة سوريا. وهكذا دواليك التعطيل والتخريب هو السائد، ومهما فعل الرئيس ميشال عون فلن يستطيع ان يترأس مجلس وزراء…فكيف سيترأس القمة العربية في بيروت؟

 

مصدر استخباراتي: إدخال حسن نصرالله إلى المستشفى في بيروت بحالة حرجة

راديو صوت بيروت إنترناشونال/11 كانون الثاني/19/تعود إلى العلن قضية مرض أمين عام ميليشيا “حزب الله” حسن نصر الله من جديد, ويأتي هذه بعد أن تحدثت تقارير وتسريبات عدة منذ سنوات عن إصابة “نصرالله” بمرض السرطان وتلقيه العلاج بادء الأمر في مستشفيات إيران.

ونشر الإعلامي والسياسي اللبناني جيري ماهر تغريدة له على موقع التواصل الإجتماعي تويتر يتحدث فيها عن إدخال حسن نصر الله إلى إحدى مستشفيات بيروت. وجاء في تغريدة جيري ماهر نقلاً عن مصدر إستخباراتي “معلومات هامة عن نقل شخصية مهمة في حزب الله الى احد مشافي العاصمة اللبنانية بيروت في حالة حرجة وأنباء تشير الى ان الشخص المذكور هو امين عام حزب الله “حسن نصرالله” الذي يصارع مرض السرطان منذ سنوات.” والأمين العام لميليشيا “حزب الله” حسن نصر الله كان قد توجه توجه إلى إيران وقد نقل إلى أحد مستشفيات محافظة شيراز جنوب البلاد لمواصلة علاج مرض السرطان.

و تساءل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، السبت، عن سبب صمت الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، منذ إطلاق حملة “درع الشمال” ضد أنفاق الحزب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

 وفي حسابه على موقع “تويتر”، كتب أفيخاي: “لو كسر نصر الله صمته المربك منذ أن أصابته الصدمة في أعقاب انطلاق حملة درع الشمال ماذا سيقول؟ وهل سيطلب المساعدة التليفونية من صديقي الفارسي قاسم سليماني؟”، داعيا متابعيه إلى التغريد عبر المشاركة في وسم “#ليش_ساكت”.

وفي عام 2016 قامت مواقع إيرانية عدة بالتحدث عن قيام “حسن نصر الله” بتلقي العلاج في مستشفيات إيران.

وكان موقع “أخبار معاصر” المقرب من التيار المتشدد في إيران قد تطرق لهذا الأمر حينها وتحدث عن تلقي نصر الله العلاج في محافظة شيراز. إلا أن الموقع سريعاً ما قام بحذف الخبر دون إبداء أي سبب لذلك أو إعادة نشر نفي عن هذا الأمر.

وذكر موقع “جام نيوز” الإخباري الإيراني في حينها أيضاً بأن “حسن نصر الله يرقد في أحد مستشفيات إيران لتلقي العلاج”، من دون أن يفصح عن اسم المستشفى والمحافظة التي يرقد فيها. وما أكد فرضية زيارة حسن نصر الله إلى طهران حينها، هو غيابه عن الإعلام وعدم قيامه بإلقاء خطبة في ذكرى ما يُسمى “انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية”، والتي دأب “حزب الله” على تنظيمها كل عام. وكما أفاد موقع “كلمة” التابع للمعارض الإيراني مير حسين موسوي ـالذي يخضع للإقامة الجبرية منذ العام 2009- إن “هناك معلومات تتحدث عن زيارة سرية لحسن نصر الله إلى إيران جرت قبل أيام لمتابعة العلاج من السرطان ولقاء مع القيادة الإيرانية”. https://www.sawtbeirut.com/lebanon-news/%D9%85%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A-%D8%A5%D8%AF%D8%AE%D8%A7%D9%84-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A5%D9%84%D9%89/

 

تغريدات جديدة لنوفل ضو

11 كانون الثاني/19

* الحملة المطالبة بعدم انعقاد القمة العربية الاقتصادية التنموية في بيروت تهدف الى تحقيق خطوة اضافية على طريق تغيير هوية لبنان بسلخه عن كل ما هو عربي والحاق قراره بإيران. تغيير هوية لبنان مشروع استراتيجي ايراني ينفذه حزب الله على مراحل سياسيا وثقافيا وعقاريا وديموغرافيا واجتماعيا...

*الرئيس بري يرفض دعوة ليبيا الى القمة الاقتصادية في بيروت بسبب اخفاء نظام القذافي للإمام الصدر مع ان ليبيا اسقطت نظامه. في المقابل،يريد بري دعوة بشار الاسد الى القمة مع انه كان يحمي نجل القذافي هنيبعل في سوريا التي تطالب باطلاقه واعادته الى حيث خطف عندها! في حدا يفهمنا بري شو بدو؟

*مشروع "صفقة التسوية" بين احزاب السلطة الحالية وسلاح حزب الله فشل:لبنان معزول،اللبنانيون يجوعون،الإقتصاد ينهار ! الحل بمشروع آخر وبوجوه لم تشارك في هذه الصفقة لا رئاسيا ولا وزاريا ولا نيابيا... وكل ما عدا ذلك مضيعة للوقت! علينا الإختيار: الإنهيار أو رحيل أسباب الإنهيار!

*أثبتت سنتان من الصفقة التي تحاصص فيها الرؤساء عون وبري والحريري بغطاء ومباركة وتخطيط من حزب الله أن الحل الذي يعيد لدولة لبنان حقوقها وللدستور هيبته وللشرعية التي يصادرها حزب الله دورها، أن أي حل جدي مستحيل بوجودهم وفي ظل سياساتهم الحالية! ولأنهم لن يغيروا سياساتهم فعليهم الرحيل!

لحديث عن حكومة اختصاصيين مصغرة يجب أن يستكمل بآلية دستورية تصحح إداء رئاسات الجمهورية ومجلس النواب والحكومة    من خلال استبدال شاغليها برؤساء من أصحاب الإلتزام بالدستور ومن رافضي الصفقات التي تغيبه وتستبدله بمحاصصات المصالح الشخصية والتنازل للسلاح غير الشرعي على حساب السيادة.

 

هذا ما كشفته اللجنة المنظمة لـ"القمة العربية"

موقع الجمهورية/الجمعة 11 كانون الثاني 2019/أوضحت اللجنة الإعلامية المنظمة لـ"القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية" بعض النقاط التي أثيرت حول الدعوات التي وجّهت لـ"القمة العربية":

- أوّلاً: ان التحضيرات للقمة بدأت منذ شهر آب الماضي بالتنسيق بين مختلف الإدارات الرسمية.

- ثانياً: زار رئيس اللجنة العليا المنظمة للقمة الدكتور انطوان شقير ورئيس اللجنة التنفيذية الدكتور نبيل شديد كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلّف سعد الحريري والوزراء المختصين واطلعوهم على كل الترتيبات المتعلقة بالقمة والدول المشاركة فيها والمواضيع المقترحة لوضعها على جدول الاعمال، والموازنة التقديرية الخاصة بها وغيرها من المواضيع، ووافق الجميع على النقاط التي عرضت وصدرت في وقت لاحق المراسيم الخاصة بالقمة.

- ثالثاً: أمّا في ما خص دعوة ليبيا الى حضور القمة، فقد أبلغ الرئيس برّي عضوي اللجنة العليا موافقته على دعوة ليبيا على أن توجه الدعوة عبر القنوات الديبلوماسية، فتم ذلك بواسطة مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية.

أمّا في ما يتعلق بدعوة سوريا، فقد أوضح عضوا اللجنة للرئيس برّي أن هذه المسألة مرتبطة بقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وليس قراراً لبنانياً.

- رابعاً: تجدر الإشارة الى أنه خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت في العام 2002، شاركت ليبيا في القمة بوفد رفيع المستوى.

 

كيف ردّ مكتب بري على اللجنة المنظمة للقمة الاقتصادية؟

موقع الجمهورية/الجمعة 11 كانون الثاني 2019

صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس نبيه بري ما يلي: "توضيحا لما ورد في بيان اللجنة الاعلامية المنظمة للقمة الاقتصادية التنموية من معلومات، وتحديدا حول موضوع دعوة ليبيا الى القمة وعدم دعوة سوريا اليها، يهم المكتب الاعلامي للرئيس نبيه بري التأكيد بأن هذه المعلومات تحديدا هي مختلقة وعارية من الصحة تماما. ويبدي المكتب استغرابه الشديد ان يصل هذا الاسلوب من الاختلاقات والتلفيقات لهذا المستوى من القضايا والمقام. لا بل على العكس فقد زار وزير المال رئيس الجمهورية بناء لطلب الرئيس بري محتجا على توجيه دعوات الى الليبيين. ونكتفي بذلك".

 

سندات لبنان الدولارية تنخفض بعد تقرير عن إعادة جدولة الدين

الجمهورية/11 كانون الثاني/19/انخفضت السندات السيادية اللبنانية المقومة بالدولار لثاني يوم على التوالي اليوم الجمعة عقب تقرير لوكالة بلومبرغ نقل عن وزير المالية قوله إن خطة الإصلاح المالية العامة التي يجري إعدادها تتضمن إعادة جدولة للديون. ونقلت بلومبرغ عن وزير المالية علي حسن خليل قوله إن إعادة الجدولة سيجري تنفيذها بالتنسيق مع الدائنين والبنك المركزي. وأضافت أن الخطة لا تتضمن أي تغيير في سعر الصرف الثابت لعملة البلاد. وعانت السندات اللبنانية الدولارية انخفاضات كبيرة في كافة الآجال مع تكبد بعض الإصدارات خسائر تزيد عن أربعة سنتات. وفي أحدث التداولات، وهبط الإصدار المستحق في 2026 بمقدار 3.9 سنت إلى مستوى قياسي منخفض عند 72.750 سنت للدولار. وبحسب ملخص لتعليقاته التي أدلى بها إلى بلومبرغ وزعته وزارة المالية في بيان إلى وسائل الإعلام، نُقل عن خليل قوله "لا نية لإعادة الهيكلة والمس بحقوق حاملي أدوات الدين السيادي بأي شكل من الأشكال... كما أنه ليس من ضمن المقترحات إعادة النظر بتثبيت قيمة العملة اللبنانية التي يشكل استقرارها عاملا مهما".

 

أزمتان لبنانيتان في أزمة واحدة بعد توقف صدور "المستقبل"

العرب/12 كانون الثاني/19/بيروت - عكس إعلان إدارة صحيفة “المستقبل” عن توقف طبعتها الورقية واستمرارها كموقع إلكتروني، ابتداء من مطلع فبراير المقبل، عمق الأزمة المالية التي تعاني منها الصحافة اللبنانية منذ سنوات عدّة من جهة، والأزمة المالية لدى رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى. ووصف سياسي لبناني توقف “المستقبل” بأنه “أزمتان في أزمة واحدة هي أزمة لبنان”. ولخص السياسي في تصريح لـ”العرب” أزمة لبنان في جانب منها بالقناعة العربية بأنّ البلد “ساقط عسكريا وسياسيا” في يد إيران. وعزت إدارة جريدة “المستقبل” قرار إيقاف الطبعة الورقية إلى التحولات التي تشهدها الصناعة الصحافية في لبنان والعالم، والتراجع المتواصل الذي تشهده السوق المحلية في المبيعات والمداخيل الإعلانية. وصدرت “المستقبل” بشكل منتظم من بيروت ابتداء من مارس 1998 وذلك تتويجا لرغبة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري في إيجاد موقع له في الساحة الإعلامية اللبنانية، عبر صحيفة ومحطة تلفزيونية.

ولجأ رفيق الحريري في البداية إلى تعيين شخص موال كلّيا للنظام السوري كي يتمكّن من إصدار الصحيفة في ظلّ اعتراض دمشق على ذلك وإصرارها على أن تكون لوحدها الآمر الناهي في لبنان.

وكان رفيق الحريري اشترى امتياز صحيفة “المستقبل” من الراحل نبيل خوري الذي كان يصدرها من باريس كمجلة أسبوعية. وسيترك غياب “المستقبل” فراغا كبيرا في مجال الإعلام اللبناني نظرا إلى أنّها كانت صوتا من الأصوات المعترضة على الدور الذي يلعبه حزب الله ومن خلفه إيران من أجل فرض وصايتها على البلد. ولاحظت مصادر سياسية أنّه في وقت تعمل فيه إيران بقوة على تركيز وجودها اللبناني على كلّ الصعد، بما في ذلك المجال الإعلامي، يتراجع خصومها يوميا أمامها لأسباب عدّة. ومن بين هذه الأسباب غياب الدعم العربي للإعلام اللبناني المستقل عن إيران. وأشارت هذه المصادر إلى أن إيران تتعامل مع الوضع اللبناني بدقّة وذكاء وأعطت مثلا على ذلك توقف صحيفة “السفير” عن الصدور قبل عامين. وأوضحت في هذا المجال أنه إذا كانت “السفير” محسوبة على الخط الإيراني، فإن توقفها سمح لإيران بتركيز دعمها على صحيفة واحدة هي “الأخبار” وزادت فعاليتها، بل صارت تمارس شبه احتكار للصحافة المكتوبة، في ظل غياب “السفير”. وأبدت المصادر نفسها تخوفها من أن ينسحب توقف “المستقبل” وصدورها الإلكتروني على وسائل إعلامية أخرى ما زالت تسعى إلى البقاء خارج الهيمنة الإيرانية كلّيا مثل “النهار” و”الشرق” و”اللواء” وذلك بعد توقف “الأنوار” قبل أشهر قليلة. وأثرت الأزمة المالية على معظم الصحف اللبنانية وأدت إلى إقفال بعضها وتقليص نفقات بعضها الآخر، إلا أن أزمة صحيفة “المستقبل” مرتبطة بالأزمة المالية التي أصابت مؤسسات الحريري الاقتصادية والسياسية، وأن قرار وقف الطبعة الورقية للصحيفة يأتي بعد تأخر إدارة صحيفة وتلفزيون “المستقبل” عن دفع أجور العاملين منذ مدة. وعاهدت إدارة جريدة “المستقبل” في بيان لها قراء نسختها الورقية الذين رافقوها طوال عشرين عاما، ومستخدمي منصتها الرقمية الحاليين والمستقبليين على “مواصلة العمل لتقديم أفضل خدمة إعلامية لهم، بروح الرسالة الوطنية والعربية التي حملتها منذ تأسيسها، وبمواكبة التطورات العميقة التي تشهدها الصناعة الإعلامية في العالم”.

 

اليونيفيل: نتواصل مع كافة الاطراف لايجاد حل للأعمال على الحدود

نهارنت/11 كانون الثاني/19/أكد الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي أن "قيادة اليونيفيل على تواصل تام مع الأطراف لتفادي أي سوء فهم وإيجاد حل مشترك لمسألة الاعمال الاسرائيلية على الحدود. وقال "جنودنا متواجدون على الأرض لمراقبة الوضع والحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق". ودانت وزارة الخارجية والمغتربين "الاعتداء الإسرائيلي الجديد على السيادة اللبنانية عبر القيام ببناء حائط وإنشاءات داخل الأراضي اللبنانية في نقاط التحفظ على الخط الأزرق بالقرب من المستعمرة المسماة مسكاف عام". وأعلطى وزير الخارجية جبران باسيل تعليماته، إلى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى أمام مجلس الامن بالخروقات الإسرائيلية البرية، والتي تشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1701، وتهدد الاستقرار في الجنوب والمنطقة.وأمس الخميس استأنفت القوات الاسرائيلية أعمال حفر وتركيب بلوكات اسمنتية في محاذاة السياج التقني في خراج بلدة العديسة.

 

 اللواء ابراهيم يزور دمشق

نهارنت/11 كانون الثاني/19/زار المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم سوريا في خطوة لافتة جاءت بالتزامن مع السجال الحاصل حول دعوتها الى القمة العربية الاقتصادية التي ستنعقد في بيروت الشهر الجاري. وقالت صحيفة "الجمهورية" الجمعة أن "المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم زار دمشق لساعات، وتناول البحث خلالها ملفات أمنية مشتركة لاسيما منها ملف النزوح السوري". ومن المعروف أن اللواء ابراهيم يأخذ دور الوسيط في العديد من القضايا والملفات العالقة، آخرها كان دوره في حل العقدة السنية. وجاءت زيارة ابراهيم الى دمشق وسط سجال سياسي حاصل حول دعوة دمشق الى قمة بيروت. ومؤخرا اقترح رئيس مجلس النواب نبيه بري إرجاء انعقاد القمة بحجة أنها ستكون ضعيفة في ظل عدم تشكيل حكومة، مشددا على ضرورة انعقادها بوجود سوريا. وينتظر البعض الذين يطالبون بإرجاء القمة، جلسة انعقاد الجامعة العربية في تونس الربيع المقبل كي يبت بمسألة عودة سوريا الى الجامعة، عندها يتوجب على لبنان دعوتها كونه يستضيف القمة ولا يدعو اليها، وفقا لتقارير.

 

مقدمات نشرات الاخبار ليوم الجمعة 11/1/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

زحمة سير في مراكز التزلج وتدابير خاصة لعطلة الاسبوع التي تنتهي مساء الأحد بوصول العاصفة "تريسي" التي تستمر حتى يوم الخميس وترافقها موجة برد شديدة.

في الجنوب انسحبت القوة الاسرائيلية المحتلة من منطقة متنازع عليها في العديسة قبالة مستعمرة مسكافعام. وأكدت اليونيفيل ان الوضع مستقر. وقالت مصادر عسكرية لبنانية إن جدار الاسمنت الذي رفعه جنود الاحتلال سيبقى موضوع متابعة واهتمام في اجتماعات الناقورة.

وتشير محافل دبلوماسية الى انعكاس التغييرات الاقليمية على الوضع في الجنوب اللبنانية وتلفت الى مجيء الدبلوماسي الاميركي دايفيد هيل الى بيروت بعد غد الأحد.

وأعطت هذه المحافل أهمية لما أعلنه وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو عن ان واشنطن ستستضيف قمة دولية في بولندا حول إيران والشرق الاوسط في الفترة ما بين الثالث عشر والرابع عشر من شباط المقبل.

في غضون ذلك ذكرت أنباء عن واشنطن أن لا انسحاب من سوريا وأن الموضوع متصل بإعادة تموضع للقوات الاميركية وأن كل ما في الأمر أنه تم سحب بعض الآليات العسكرية من سوريا الى العراق.

ومع ذلك أعلن التحالف الدولي مع أميركا أنه بدأ الانسحاب عسكريا من سوريا.

وفي الحديث عن سوريا نشير الى أن الخارجية الإيطالية أعلنت أنها تبحث عن إمكان استئناف عمل هيئاتها الدبلوماسية في سوريا.

على الصعيد السياسي الداخلي اللبناني وصل الى بيروت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي للإطلاع على التحضيرات الجارية للقمة العربية الاقتصادية التي تستقطب تجاذبا جديدا حول عدم دعوة سوريا واعتراض الرئيس بري والمجلس الشيعي الاسلامي الأعلى على دعوة ليبيا للمشاركة في القمة.

نشير الى أن الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، أكد أن القمة ستعقد في موعدها في بيروت.

نبقى الآن مع التجاذب حول القمة وعدم دعوة سوريا والاعتراض على دعوة ليبيا.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون ان بي ان"

مهلا ايها السادة، لا تعبثوا كثيرا فكروا مليا قبل الاقدام على دعسات ناقصة لبنان لا يحتمل المغامرات ولا يتحمل المنازلات اي السقطات غير المحسوبة فمن المعيب استضافة لبنان لقمة عربية وسوريا ليست على رأس لائحة المدعوين ومن الجنون دعوة الليبيين الى ارضنا وامام الوطن مخفي على اراضيهم.

"موسى الصدر ليس امام طائفة" قالها يوما الرئيس بري ويقولها كل يوم. موسى الصدر قائد لحركة المحرومين كل المحرومين كافح من اجلهم واعتصم وقاوم من اجل لبنان واستقراره ومنعته وسيادته وهل المطلوب اليوم تخطي التاريخ والجغرافيا وادارة الظهر لسوريا التي وقفت الى جانب لبنان ودعمت المقاومة وحاربت الارهاب؟ وهل المطلوب ايضا مكافئة المسؤولين الليبيين واستفاضتهم وتكريمهم فيما هم ماضيا وحاضرا يديرون الظهر ولا يتعاونون في ملف التحقيقات لكشف مصير الامام ورفيقيه؟

اما ما روجت له اللجنة الاعلامية المنظمة للقمة التنموية من معلومات حول دعوة ليبيا وعدم دعوة سوريا فحاشرها المكتب الاعلامي للرئيس بري في خانة المخترقة والعارية من الصحة تماما مع الاستغراب بان يصل اسلوب التلفيقات لهذا المستوى من القضايا والمقام.

وبعكس ما ادعته هذه اللجنة فان وزير المال زار رئيس الجمهورية موفدا من الرئيس بري للاحتجاج على توجيه دعوات الى الليبيين وبلغة جازمة حذر المجلس الشيعي الاعلى بعد اجتماع طارىء لهيئتيه الشرعية والتنفيذية من تجاهل ردات الفعل الشعبية التي يمكن ان تنتج عن الاصرار على دعوة الوفد الليبي مذكرا ان نفعت الذكرى بالالتزام بما نصت عليه البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة لجهة قضية امام الصدر ودعم عمل لجنة المتابعة الرسمية.

عملا بمقولة على المدعي البينة يا للجرصة تبين ان الرسالة التي استند اليها وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي من المنظمة الدولية في جينيف متابعة لقضية هنيبعل القذافي لا تتضمن اي ذكر للاخير الامر الذي دفع النائب علي بزي الى رد part2 على جريصاتي، لقد أكد ما قلناه لان الموعد المطلوب للمنظمة الدولية هو مع كل المسؤولين اللبنانيين ولا يختص لا من قريب او بعيد بقضية هنيبعل ومازاد الامر بلة على جريصاتي ان المدير العام للمنظمة الدولية جورج غالي اتصل بالنائب بزي ليؤكد المؤكد من ان زيارة المنظمة لبيروت لا تتعلق باي ملف خاص بموقوفين معينين ولا بالقذافي نفسه وكفى الله ميزان العدل اي اختلال.

عند حدود العديسة وشجرتها المقاومة واصل جيش العدو اقامة الحائط الاسمنتي في المنطقة المتحفظ عنها لبنانيا وسط استنفار شديد من الجيش اللبناني على المستوى المالي تطمينات من وزارة المال بأن خطة الاصلاحات لن تتضمن اعادة هيكلة للدين العام والمس بحقوق حاملي ادوات الدين السيادي فيما أكد الوزير علي حسن خليل للnbn ان احتياجات الخزينة لتغطية النفقات الداخلية مؤمنة وتدفع بشكل منتظم.

مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

على اعتدائه ابقى العدو الصهيوني، وعلى موقفه بقي لبنان، وسط استنفار عسكري وسياسي ودبلوماسي لازالة الخرق الصهيوني ..

الجيش اللبناني عزز وحداته مقابل نقطة الخرق في العديسة، والاسرائيليون خففوا من حركتهم الاستفزازية، بعد عراضات صباحية للجنود والآليات..

هي ملامسة استفزازية لمنطقة متنازع عليها عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، فيما المعادلة المتفق عليها بين الاسرائيليين انفسهم، والتي اطلقها رئيس اركانهم غادي ازنكوت تؤكد حقيقة الازمة والرعب الذي تعيشه جبهتهم الداخلية. ازنكوت الذي تحدث عن خطط لحزب الله في اي حرب مقبلة ستشوش القدرة الاسرائيلية وتؤدي الى زلزال في مجتمعها كما قال..

في لبنان مجتمع اعتاد على اعلى درجات الزلازل السياسية وكل ارتداداتها التي لا تنتهي، ويكاد السياسيون يظهرون غير متفقين على شيء، سوى ان البلد في واقع سياسي واقتصادي ومالي أكثر من صعب..

اما الحكومة ففالج لا تعالج، كما نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه، ومعه كان نقاشهم الدستوري حول الانعقاد الضروري لحكومة تصريف الاعمال، مستندين الى المادة الرابعة والستين من الدستور، والعنوان التعامل مع الشيء الضروري والملح، والضروري الملح بحسب الرئيس بري: الموازنة..

وبالموازاة كانت العلاقة مع سوريا عنوانا على منبر الوزير جبران باسيل من زحلة، الذي اعتبر انه من طليعة المطالبين بعودة سوريا الى الجامعة العربية، معتبرا ان الحرب السورية خنقت اللبنانيين باقفال الاسواق العربية بوجههم، ومن غير المقبول ان نخنق انفسنا زمن السلم ..

كلام على اعتاب قمة اقتصادية في بيروت وسجال حول دعوة سوريا اليها، فيما كان للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى اعتراض على دعوة ليبيا التي لم تتعاون لكشف مصير الامام المغيب السيد موسى الصدر ورفيقيه.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون او تي في"

القمة في موعدها. والتجاذبات سياسية داخلية ولا تخص الجامعة العربية، فالجامعة معنية بانعقاد القمة، ونحن هنا". بهذا الكلام، ومن على ارض بيروت التي وصلها اليوم لمتابعة التحضيرات، حسم الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية الجدل الذي أثير أخيرا حول مصير القمة الاقتصادية التنموية المرتقبة في التاسع عشر والعشرين من كانون الثاني الجاري.

وفي غضون ذلك، كان وزير الخارجية جبران باسيل يتحدث من زحلة عن طرف يريد أن يحسن علاقته الخاصة بسوريا، فيزايد على حساب لبنان، مشددا على أن لبنان الذي حوصر واختنق جراء الأزمة السورية والنزوح، لا ينبغي أن يخنق ويحاصر نفسه اليوم، فبعد الحرب... اعمار، ولا يجوز أن يدفع لبنان ثمن السلم، كما دفع ثمن الحرب.

حرب لم تعد إسرائيل تجرؤ على شنها ضد لبنان، جراء معادلة القوة المعروفة، وبفعل المواجهة الديبلوماسية المستمرة، ولو تكررت الاستفزازات والاعتداءات، وآخرها معاودة بناء الجدار الاسمنتي.

استفزازات لفظية واعتداءات معنوية من نوع آخر، شغلت اللبنانيين اليوم، بعدما انتشر بشكل كثيف على مواقع التواصل فيديو يظهر طلابا حزبيين يشتمون رئيس التيار الوطني الحر، في شكل اعاد طرح السؤال عن الغاية من تكرار بث الاحقاد في اوساط الجيل الجديد، في وقت يفترض بالشباب ان يعملوا لمستقبلهم الشخصي ومستقبل الوطن، لا ان يتحولوا وقودا لمعركة لا يزال البعض مصرا على العيش في تفاصيلها المرة، التي ينبغي تجاوزها الى مرحلة من التحالف او التنافس لا يهم، لكن تحت سقف الاحترام والديموقراطية، والحرية التي يبقى شرطها الأول والأخير قبول الآخر وحقه بالاختلاف، من دون زيادة ولا نقصان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

كرة ثلج السجال الكلامي بين قصر بعبدا وعين التينة كبرت لتبلغ اعلى مستوياتها اليوم في ضوء تاكيد اللجنة المنظمة للقمة العربية الاقتصادية انه تم اطلاع الرئيس نبيه بري على الترتيبات المتعلقة بالقمة والدول المشاركة فيها. واوضحت اللجنة ان رئيس المجلس ابلغها موافقته على دعوة ليبيا. وفي ما يتعلق بدعوة سوريا، فقد تم التوضيح للرئيس بري ان هذه المسألة مرتبطة بقرار مجلس جامعة الدول العربية.

وفي موزاة المعلومات التي اوردتها اللجنة المنظمة جاء الرد السريع من المكتب الاعلامي للرئيس بري مؤكدا أن هذه المعلومات تحديدا مختلقة وعارية من الصحة تماما.

اما المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وبعد اجتماع لهيئتية الشرعية والتنفيذية فقد حذر من دعوة ليبيا الى القمة ومن تجاهل ردات الفعل الشعبي.

وعلى وقع التحضيرات للقمة الاقتصادية العربية وفي سياق السجال والاشتباك السياسي الدائر تحشد الحركة النقابية لتحركات في الشارع بعدما برز في اليومين الماضيين استحضار قطاع النقل البري الذي يقوده احد المسؤولين البارزين في حركة امل لتنظيم اضراب خلال الاسبوع المقبل في وقت لوحظ ايفاد ثلاثة نواب من حركة امل للاجتماع التضامني مع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر.

واليوم ايضا دخول لوزير الخاجية جبران باسيل على خط السجال مع عين التينة معتبرا ان العلاقة مع سوريا تصب في مصلحة لبنان بكل مكوناته وهي لا يمكن أن تكون موضع مزايدة داخلية.

جنوبا توتر بفعل الخروقات الاسرائيلية للخط الازرق. وقد عملت قوات الاحتلال على تركيب بلوكات اسمنتية بمحاذاة السياج التقني في خراج بلدة العديسة – قابلها استنفار للجيش اللبناني فيما كانت قيادة اليونيفيل تؤكد انها على تواصل مع الأطراف لتفادي أي سوء فهم وإيجاد حل مشترك لهذه القضية.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون ال بي سي"

الأسبوع المقبل الإمتحان، فمن سيكرم؟ ومن سيهان؟ الأسبوع المقبل القمة العربية الإقتصادية، كل الإستعدادات تشي بأن القمة قائمة، ولكن في المقابل كيف سيتدرج اعتراض الرئيس بري؟

هناك مستويان من الإعتراض: مستوى الإعتراض على مشاركة ليبيا، ومستوى الإعتراض على انعقاد القمة من دون مشاركة سوريا.

الإصرار على انعقاد القمة جاء من اللجنة المنظمة، أي من قصر بعبدا، وكشف عن موافقة الرئيس بري على دعوة ليبيا. هذا الموقف رد عليه رئيس مجلس النواب، ونفاه.

فإلى أين ستصل القطيعة بين عين التينة وقصر بعبدا في ظل تمسك كل موقع بموقفه؟

هذا الإشتباك ألقى بظله على سائر الملفات، الحكومية منها والنقدية: حكوميا، الجليد يضرب، وعطلة التأليف فاقت عطلة المدارس، وهي متواصلة، ومرشحة لأن تستمر الاسبوع المقبل وحتى إلى ما بعد القمة الاقتصادية في آخر الأسبوع المقبل.

الإنعكاس الثاني للتأزم هو البلبلة التي أحدثها الكلام عن إعادة جدولة الديون اللبنانية، ما انعكس سلبا على قيمة السندات الدولية.

في غضون ذلك تتوالى النقمة على الإدارات المعنية بسبب ما خلفته العاصفة، والناجمة من عيوب في تنفيذ الأعمال والمشاريع.

لبنان غارق في هذه الملفات فيما التطورات في الجنوب تتسارع لجهة الأعمال التي تقوم بها إسرائيل على الحدود، والتي استدعت تحركا عاجلا على المستوى اللبناني.

* مقدمة نشرة اخبار "نلفزيون ام تي في"

القمة العربية الاقتصادية في موعدها، هذا ما أكده الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الذي أتى من القاهرة لمتابعة الإجراءات اللوجستية بالقمة، الموقف العربي الرسمي المؤكد جاء ليحسم حيرة داخلية وسؤالا تردد كثيرا في المحافل السياسية اللبنانية فحواه، هل تنعقد القمة أم لا، لكن حسم انعقاد القمة لا ولن يخفف من حدة التوتر الداخلي المرتبط بانعقادها، بل ان التوتر يزداد يوما بعد يوم، وآخر التجليات السجال الحاد بين الرئيس بري واللجنة المنظمة للقمة العربية الاقتصادية وهي لجنة تابعة لرئاسة الجمهورية، فهل يقضي ملف القمة العربية على ما تبقى من علاقة بين الرئاستين الأولى والثانية؟ وما موقف حزب الله مما يجري؟ وهل صحيح في هذا السياق ان التوتر بين عون وبري هو الوجه الظاهر للتوتر الخفي بين حزب الله والرئيس عون؟

والتصعيد بين أركان الحكم على خلفية الموقف من القمة العربية جاء ليقضي نهائيا على الآمال بإمكان تشكيل حكومة قبل القمة، ومن خلال رصد المواقف والتحركات يمكن التأكيد أن الأطراف المعنية بالتشكيل تبدو وكأنها سلمت بالأمر الواقع وبإيقاف المساعي والاتصالات الجدية الى أجل غير محدد، وثمة من يراهن أن لا حكومة قبل الربيع المقبل لأن عوامل اقليمية كثيرة دخلت على الخط، من هنا تتركز المساعي على اعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال، لكن هل يرضى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بما يطرحه الرئيس بري على هذا الصعيد أم أن تفعيل حكومة تصريف الأعمال سيتحول مادة خلافية أيضا بين الرئاسات الثلاث تعقد الأمور بدلا من أن تحلها.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون الجديد"

قبل ان يجني ثمارها الاقتصادية سجل لبنان معدلات خسارة سياسية من قمة بيروت، ومن حيث لا يقرر كان البلد المضيف يجري نقاشا عالي السقوف حيال دعوة كل من ليبيا وسوريا الى القمة، لكن لبنان على بعضه ليس في مقدوره تغيير المكتوب عربيا، فلا هو مخول استبعاد ليبيا من الحضور وليس من صلاحياته دعوة سوريا الى مشاركتنا في أفراحنا الاقتصادية حتى ولو كان كل العرب طامحين الى اعادة اعمار بلد شاركوا في تدميره.

وانتفاء الصلاحية ينطبق ايضا على انعقاد القمة وتأجيلها، فالأمر ليس ترفا ولا يشبه لعب تأليف الحكومات، انما يتخطى ذلك الى تحمل المسؤولية أمام الجامعة العربية، التي أكدت اليوم انعقاد القمة وفي موعدها.

وعلى مرمى أقل من 10 ايام على الموعد العربي ظهر اللبنانيون خلافاتهم من اعلى سطوحهم الرئاسية، فصدرت المراسيم السياسية الجوالة من بعبدا الى عين التينة وبينت الرئاسة الأولى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ عضوي اللجنة العليا موافقته على دعوة ليبيا، فما كان من الرئاسة الثانية إلا ان اصدرت بيان نفي مصفح العبارات التي تتحدث عن اختلاقات وتلفيقات.. الاسلامي الشرعي الاعلى هيئته التنظيمية ونوابه الشيعة الحكميين فيما لم يمتثل النائب جميل السيد ولم ينفذ ورقة الجلب وانتهى بيان المجلس الواقع جغرافيا على طريق المطار الى تحذير من تحريك الشارع اذا ما دعيت ليبيا الى قمة بيروت.

تأهب الشيعي الأعلى كانت ترجمته في كلام النائب هاني قبيسي للجديد الذي قال إذا وصل الأمر الى مستوى 6 شباط كبرى فنحن جاهزون واستغرب قبيسي طرح قضية هنيبعل القذافي في هذا التوقيت وبطريقة استفزازية، وعن السجال مع بعبدا ومدى تطوره قال قبيسي في موضوع الامام موسى الصدر نصل الى أبعد مدى.

وعلى فرع النائب علي بزي وبعدما تحدى نائب بنت جبيل وزير العدل سليم جريصاتي اظهار دليله الدولي في مراسلات تتعلق بالقذافي نشر جريصاتي مراسلة من إحدى المنظمات غير الدولية في جنيف قبل أيام تطلب لقاء وزير العدل ونواب ووزراء لمتابعة التزام لبنان الحقوق المدنية والسياسية بموجب العهد الدولي الخاص بلجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة. وقال جريصاتي للجديد انه يوجه دعوة مفتوحة الى علي بزي لحضور اجتماع المنظمة اواخر الشهر الحالي.

وفي دعوة أكثر انفتاحا على لبنان يبدأ وكيل وزارة الخارجية الأميركية دايفيد هيل جولة لقاءات سياسية في بيروت على هدير المقاتلات الحربية الاسرائيلية وطائرات التجسس التي تواصل خرق الأجواء اللبنانية، وتأتي زيارة الرجل الثالث في الدبلوماسية الاميركية والذي يعرف لبنان عن كثب ويحتفظ بعلاقات وثيقة مع بعض اركانه منذ أن كان سفيرا في بيروت عام 2003 مترافقة مع زيارة وزيره مايك بومبيو للمنطقة الذي استثنى لبنان من زيارته على الرغم ان حزب الله ولبنان نالا نصيبا وافرا من تهديداته في مختلف محطاته من لبنان الى القاهرة مرورا بدول الخليج.

واستبقت اسرائيل زيارة المسؤول الأميركي باستئناف بناء الجدار الحدودي في مناطق حدودية متنازع عليها مع لبنان وبكيل التهديدات للمقاومة والحكومة والجيش اللبنانيين وبتضخيم ملف الأنفاق وسلاح حزب الله علما أنه يفترض ان ينطلق لبنان بالتنقيب عن النفط والغاز في مياهه الاقتصادية مطلع شباط المقبل وتحديدا في البلوك البحري رقم 9 الواقع على الحدود البحرية الجنوبية المختلف عليها مع اسرائيل، فهل جاء هيل بوقا اضافيا في جوقة التهويل الاسرائيلية الاميركية على لبنان ولفرض تنازلات على البلد بالتهديد والوعيد؟

وأبعد من هلع النفط والغاز كان الهلع المالي يدار عشوائيا من بيت المال اللبناني، فإعلان الوزير علي حسن خليل عن اعادة هيكلة الدين العام ثم ترطيب الهلع بالحديث عن جدولة كان كفيلا بإحداث المجموعة السوداء للمالية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 كانون الثاني 2019

النهار

تقول مصادر على بيّنة مما يجري من صراع وإقالات في صفوف حزب عقائدي عريق إن ذلك يأتي على خلفية المتغيرات السورية وانسجاماً معها.

لوحظ أن النائب شامل روكز ناقض كلام الوزير جبران باسيل فاعتبر أن حكومة من 32 أو 36 جرصة.

يعتقد نائب ووزير سابق أن الافراج عن الحكومة قد لا يسبق صدور قرار عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في شباط المقبل.

تباعد في المواقف ما بين الوزراء في ما بينهم وبينهم ومع حاكم مصرف لبنان في شأن الوضع المالي وفي اعادة هيكلة الديون.

الجمهورية

تبلّغت سفيرة دولة كبرى رواية كاملة عمّا يحول دون تشكيل الحكومة وعبّرت عن دهشتها من حجم العقد التي جمدت الإتصالات بهذا الشأن.

تخوّف نائب بعد زيارته عاصمة مؤثرة عالمياً وإجتماعه بمسؤولين معنيين من ضياع قضية النازحين السوريين على غرار ضياع قضية اللاجئين الفلسطينيين.

فوجئت مراجع دبلوماسية عربية بمجموعة مواقف عبّر عنها قادة لبنانيون من موضوع دعوة سوريا الى القمة الإقتصادية وسألت ألا يعلمون أن الدعوات وُجّهت بإسم الجامعة العربية وليست بإسم لبنان.

اللواء

عدِّد مرجع نيابي جملة من المآخذ على الأداء الرسمي، مشدداً أن لا تراجع عن خطوط حمراء مرسومة!

 

يتعرّض رئيس حزب مسيحي لانتقادات، بسبب غيابه عن البلاد، في مرحلة حسّاسة، وهو خلاف لما كان يتعيّن عليه فعله.

توجّه، في مجالس خاصة، انتقادات إلى دولة كبرى، نظراً لسياسات عدم الحسم، والتردُّد في لعبة التوازنات القائمة.

المستقبل

يقال إن ديبلوماسياً عربياً أبدى أمام مسؤولين لبنانيين استغرابه افتعال أزمة داخلية لبنانية من موضوع عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، في حين أن السوريين أنفسهم يتعاطون مع هذا الموضوع بلا توتر وانفعال.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الثنائي الشيعي” يطلق 7 أيار سياسيا بوجه عون

الراي/12 كانون الثاني/19/مع بدء العدّ التنازلي للقمة التنموية الاقتصادية العربية التي تنعقد في بيروت في 19 و20 الجاري، انزلق الوضعُ اللبناني وعلى نحو دراماتيكي الى مواجهة “بلا قفازات” يخوضها المكوّن الشيعي بوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحت عنوان معلَن هو رفْض دعوة ليبيا وحضورها القمة ربْطاً بدور نظامها السابق في قضية تغييب الإمام موسى الصدر وعدم تعاون السلطات الحالية في كشف مصيره.

وتَشابكتْ مجموعة تطورات الجمعة مكرّسةً رسْم الطائفة الشيعية، بمرجعيّتيْها الدينية والسياسية، “خطاً أحمر” حول مشاركة ليبيا في القمة، بدءاً من الاجتماع الاستثنائي الطارئ الذي عقده المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بهيئتيه الشرعية والتنفيذية ووصل الى حدّ تأكيد “خيار الشارع” لفرْض منْع حضور الوفد الليبي عبر التحذير “من تَجاهُل ردات الفعل الشعبية التي يمكن أن تنتج عن الإصرار على دعوته”، وصولاً الى التراشق بالبيانات بين رئيس البرلمان نبيه بري ومنظّمي القمة التي يتم الإعداد لها بإشراف مباشر من رئيس الجمهورية على خلفية ملابسات توجيه الدعوة.

وقد طغى “لغم” دعوة ليبيا على العنوان الإشكالي الموازي الذي كان أثاره بري ودعا على أساسه الى إرجاء القمة (الى جانب عدم وجود حكومة لبنانية كاملة المواصفات) والمتمثّل في غياب سورية عنها بفعل التزام لبنان بعدم وجود قرار عربي رسمي يعيدها الى مقعدها في الجامعة العربية، وسط علامات استفهام كبرى حول تداعيات هذه “الهبّة” الساخنة على القمة في ذاتها ومستوى المشاركة فيها كما على الوضع اللبناني برمّته الذي بدا أنه يتّجه نحو نفق أشدّ قتامةً في ظل انسداد أفق مسار تأليف الحكومة بالكامل، والخشية من رغبةٍ باسترهان الواقع الحكومي لملفات إقليمية قد لا تنجلي قبل مجموعة استحقاقات بينها مصير سورية ضمن الحاضنة العربية وآفاق الصراع المتعاظم بين الولايات المتحدة وبين إيران وأذرعها في المنطقة وعلى رأسها حزب الله.

وفيما لاحظت أوساطٌ سياسية أن الاندفاعة على خطّ الإصرار على دعوة سورية من خارج الإجماع العربي والمطالبة بتأجيل القمة بما تنطوي عليه من تأكيد المظلة العربية للواقع اللبناني، تزامنتْ مع “التوتر” المتنامي على خط علاقة حزب الله بحليفه “التيار الوطني الحر” بفعل رفْض الحزب حصول فريق عون على “الثلث المعطّل” في الحكومة، لم تتوانَ عن اعتبار ما يشهده لبنان أشبه بـ 7 أيار سياسي في استعارةٍ من أحداث 7 أيار 2008 التي “انقضّ” فيها الحزب على خصومه في قوى 14 مارس بعملية عسكرية في بيروت وبعض الجبل انتهت الى كسْر قواعد اللعبة وانتزاع الثلث المعطّل عبر تفاهماتٍ “اضطرارية” كرّسها “اتفاق الدوحة”. وترى هذه الأوساط ان هذه “الانتفاضة” من الثنائي الشيعي، بري وحزب الله، التي تستمدّ زخمها من رمزية قضية الإمام الصدر، تأتي هذه المرة بوجه الرئيس عون، الذي كان قبل 11 عاماً “في الخنْدق نفسه” مع الحزب وشريكاً له، معتبرةً أن مآل هذه المواجهة بات يرتّب أثماناً مكلفة باعتبار أنه صار محصوراً بين إما أن ينكسر رئيس الجمهورية، سواء بتطيير القمة او تسجيل حضور هزيل فيها أو إفشالها بتحرُّكٍ في الشارع، وإما أن تنهزم طائفة ضربت بيدها على الطاولة.

ولم يكن ممكناً بحسب الأوساط نفسها الفصْل بين المشهد اللبناني المستجدّ والذي انتقل فيها حزب الله، ولو عبر “القيادة من الخلف”، للقول “الأمر لي” في “بلاد الأرز”، وبين ملامح الاستراتيجية الأميركية للمرحلة المقبلة في المنطقة التي يعبّر عنها وزير الخارجية مايك بومبيو في جولته بالمنطقة وتحديداً لجهة التصدي لإيران “التي تعتقد انها تملك لبنان، لكنها مخطئة” ولـ حزب الله “الذي لا يزال له وجود كبير في لبنان لكننا لن نقبل بهذا الوضع الراهن”. وكانت تقارير في بيروت أشارت إلى ان القادة العرب الذين أكدوا حضورهم هم: سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر، ورؤساء تونس ومصر وفلسطين وموريتانيا والسودان، في حين أكّد الباقون حضورهم من دون ان يحددوا مستوى مشاركتهم، ولم تبلغ أي دولة عدم مشاركتها.

 

"الخارجية" تتحرك لتقديم شكوى أمام مجلس الامن ضد اسرائيل

نهارنت/11 كانون الثاني/19/دانت وزارة الخارجية والمغتربين "الاعتداء الإسرائيلي الجديد على السيادة اللبنانية عبر القيام ببناء حائط وإنشاءات داخل الأراضي اللبنانية في نقاط التحفظ على الخط الأزرق بالقرب من المستعمرة المسماة مسكاف عام ورأت الخارجية في بيان صدر عنها أنه "من الاجدر أن يلتئم مجلس الأمن، وأن يتعامل المجتمع الدولي مع هذا الخرق الواضح والصريح للقرار 1701، كما فعل مع الشكوى المقدمة من قبل العدو الاسرائيلي". ولفتت الى أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل قد أعلطى تعليماته، بعيد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، إلى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى أمام مجلس الامن بالخروقات الإسرائيلية البرية، والتي تشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1701، وتهدد الاستقرار في الجنوب والمنطقة.كما دعا كل البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج لشرح الموقف اللبناني من هذا التعدي الإسرائيلي الجديد.

 

الأحرار: لتشكيل الحكومة قبل انعقاد القمة العربية الإقتصادية

الجمعة 11 كانون الثاني 2019 /وطنية - عقد المجلس السياسي لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. وجدد في بيان إثر الاجتماع مطالبته بتشكيل الحكومة قبل انعقاد القمة العربية الإقتصادية التنموية في بيروت كون الفشل في إنجازها يبعث برسالة سلبية عن الوضع السياسي اللبناني برمته ويضعف اهتمام العالم به". وأكد انه "آن الأوان للخروج من مقولة حكومة الوحدة الوطنية والذهاب الى خيار الحكومة المصغرة المؤلفة من اختصاصيين أكفياء وحياديين يتفرغون لمواجهة التحديات خصوصا الإقتصادية والمالية". وقال: "هذا الحل أصبح ضرورة قصوى في ظل الخلافات المستحكمة والتي تزداد حدة، على ان يتولى رئيس الجمهورية إدارة حوار وطني لتضييق الخلافات والتوصل الى حد ادنى من الوحدة الوطنية. ونقول ان عدم الأخذ بهذا الخيار معناه إضاعة مزيد من الوقت وتعميق الأزمات والأخطار المحدقة بالوطن". ودعا الحزب الى "إجراء مسح شامل للأضرار التي تسببت بها العاصفة والى التعويض على المتضررين الذين لا قدرة لهم على تحمل أعبائها، علما ان هذه الاضرار تمتد على مساحة الوطن". وأهاب بالأجهزة المعنية "استباق حصول مثل هذه الأضرار خصوصا على الطرقات للحد من زحمة السير ذات الكلفة المرتفعة على كل الصعد. وفي هذا السياق يندرج دور البلديات بالرغم من تواضع إمكاناتها اذ يمكنها التنسيق في ما بينها من جهة، ومع الإدارات المختصة من جهة أخرى". وذكر ان "المهمات المشار اليها تكون اسهل لو تم تطبيق اللامركزية الإدارية والذي طال انتظاره". وكرر تحفظه عن "استثمار الشارع وعن الذهاب الى الإضرابات في ظل الظروف الإستثنائية التي يمر بها الوطن والتي تستدعي التحلي بأقصى حالات ضبط النفس والإحجام عن زيادة المشكلات القائمة. هذا مع تأكيد حق التعبير وصولا الى التظاهر السلمي الذي يكفله الدستور وأحقية أكثر المطالب المطروحة".

ودعا الى "تفعيل الحوار والتنسيق حول كل المواضيع مع الإشارة الى واقع حكومة تصريف الأعمال المدعوة الى المضي في تحمل المسؤولية، كون الحكم استمرارية مما يعني قيامها بدورها بدءا بإقرار الموازنة وصولا الى مواجهة المشكلات الطارئة من ضمن مفهوم تصريف الأعمال بحده الأدنى".

 

عون غير متحمس لتفعيل «تصريف الأعمال»... والحريري: كل شيء ممكن ومحركات تأليف الحكومة متوقفة كلياً والعونيون يلوّحون بالتصعيد

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/19/ رأى أكثر من فريق سياسي بالاجتماع الوزاري الموسع الذي ترأسه، أمس، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للبحث في الأضرار التي تسببت بها العاصفة «نورما» في الكثير من المناطق اللبنانية، أنه تمهيد لإعلان تيار «المستقبل» عن موافقته على الدعوة التي كان قد توجه بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل نحو أسبوع، لتفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال بهدف درس الموازنة العامة وإقرارها. ورد الحريري على سؤال عما إذا كان الاجتماع الذي ترأسه هو مقدمة لانعقاد حكومة تصريف الأعمال، قائلاً: «كل شيء ممكن»، لافتاً إلى أن عقد جلسات لحكومة تصريف الأعمال لبحث الموازنة «موضوع قيد التشاور». وكان قياديون في «المستقبل» أرسلوا إشارات متلاحقة توحي بإمكانية موافقة الحريري على هذا الاقتراح على مضض، وبخاصة بعدما تبين أن المشاورات لتشكيل حكومة جديدة توقفت كلياً، وبالتحديد بعدما تقدم وزير الخارجية جبران باسيل بسلسلة اقتراحات للحريري لم يجد فيها الأخير جديداً، واعتبرها غير قابلة للنقاش، وأبرزها طرح التوسعة لتصبح الحكومة من 32 أو 36 وزيراً. وقالت مصادر قريبة من «حزب الله» أمس لـ«الشرق الأوسط»: إن لا جديد البتة في ملف الحكومة، وإن المشاورات متوقفة كلياً، لافتة إلى أن القمة الاقتصادية هي اليوم في الواجهة. وإذا كان «المستقبل» يتريث في إعلان موقفه النهائي من اقتراح تخصيص جلسات حكومية لدراسة الموازنة، ويتجه لبحث الموضوع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلا أن الأخير لا يبدو أنه متحمس لطرح مماثل. وقالت مصادر قريبة منه لـ«الشرق الأوسط»: «ما يهمّ الرئيس راهناً هو تشكيل الحكومة، ولهذا التشكيل الأولوية».

وأوضحت عضو كتلة «المستقبل» النائب رولا الطبش أن أي قرار سيُتخذ من قبل الكتلة والرئيس الحريري في هذا المجال، سيوازن ما بين مقتضيات الدستور والمصلحة العامة للبلد، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها شخصيا تفضل أن يتم إقرار الموازنة بعيد تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن، كي لا يتم خلق أعراف جديدة. وتربط مصادر نيابية في «التيار الوطني الحر» بين الموقف الذي سيُتخذ من «تعويم حكومة تصريف الأعمال» تحت عنوان «دراسة الموازنة» والموقف النهائي الذي سيصدر عن رئيس الحكومة المكلف، مشددة على أنه رغم كل ما يتم التداول به، فإن الرئيس الحريري لم يحسم أمره به. وأشارت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تكتل «لبنان القوي» كما الرئيس عون لن يقفا متفرجين على المراوحة الحكومية الحاصلة وإصرار الفرقاء على رفض طروحات الوزير باسيل من دون اقتراح أي مخارج أخرى. وأضافت: «سيكون لنا موقف مناسب قريباً أقرب إلى التصعيد، وموقفنا هذا ينسجم مع أحكام الدستور». وبخلاف الرئيس عون الذي ينقل عنه زواره أنه ضاق ذرعاً بعملية التعطيل المستمرة لعملية تشكيل الحكومة، يبدو الحريري صاحب نفس أطول. وهو ما عبّر عنه الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري، معتبراً أن «اللحظة السياسية التي نعيشها في لبنان والمنطقة لحظة صعبة، وتتطلب التروي»، لافتاً إلى أن «كل الحملات على الرئيس الحريري لن تقدم ولن تؤخر، وأي اقتراحات أو أفكار تخرج عن خريطة الطريق التي حددها فهي تولد ميتة، ولا حياة لها، كتلك التي يتم ترويجها مؤخراً عن حكومة الـ32 والـ36». وقال في تصريح له: «المهم الثبات، والتحلي بالنفس الطويل، الرئيس الحريري عبّد الطريق لولادة الحكومة، وتحميله مسؤولية التأخير ليس إلا محاولة لحرف الأنظار عن حقيقة الخلاف الذي تصاعد في الفترة الأخيرة بين (حزب الله) والتيار الوطني الحر». وعقد «اللقاء التشاوري» الذي يضم النواب السنة الـ6 المقربين من «حزب الله»، الذين يطالبون بتمثيلهم في الحكومة، أمس، اجتماعاً أكدوا خلاله أنهم غير معنيين بأي أفكار أو طروحات قبل أن تطرح عليهم ويناقشوها، وأشاروا إلى أن المفتاح الوحيد هو بيد الرئيس المكلف. وقال النائب فيصل كرامي، الذي تحدث باسمهم: إن «اللقاء لم يطالب رئيس الجمهورية ميشال عون بالتنازل عن وزير من حصته، بل المبادرة أتت منه، لكننا فوجئنا بأن التنازل كان مشروطاً؛ ما ينفي عنه صفة التنازل». وأضاف: «نحن لا نزال عند موقفنا الإيجابي من المبادرة الرئاسية على الرغم من تعطلها، ونستغرب إصرار الرئيس المكلف سعد الحريري على عدم ممارسة صلاحياته الدستورية».

 

قضية هنيبعل القذافي: تدخل روسي وضغوطات سورية توتّر علاقة بري بالأسد!

أحمد شنطف/جنوبية/11 يناير، 2019

يبدو أن ملف سجن هنيبعل معمر القذافي في لبنان سيفتح من جديد، فبعد ما سرب منذ 3 أسابيع عن وجود ضغوطات سورية شديدة تمارس على السلطات اللبنانية من أجل إطلاق سراحه، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، دار سجال بين النائب عن كتلة التنمية والتحرير علي بزي ووزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي إثر توجيه الأخير كتابا الى رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد حول قضية القذافي الإبن. وتضمن كتاب جريصاتي معلومات عن مراسلات وردت الى الوزارة، لا سيما الرسالة الموجهة من نائب رئيس الفريق العامل المعني بالاعتقالات التعسفية والمقرر الخاص المعني بالتعذيب في جنيف. مما استدعى رد بزي على “الفرمان الذي أصدره وزير العدل” على حد وصفه.  وقال بزي: “نتحدى جريصاتي بإثبات اية مراسلة جديدة من جنيف كما يزعم. الصحيح الوحيد في كلام جريصاتي هو وجود “حملة” تقف وراءها في لبنان وليس في جنيف تلك الليبية ريم الدبري التي تتجول مع حقيبة خضراء. ويبقى السؤال من يحاسب عند اختلال ميزان العدل؟”. وتزامناً مع ما سرب عن ضغوط سورية، قاد مدير عام الأمن العام عباس ابراهيم، وساطة في هذا الملف، لكنها تكللت بالفشل بعد موقف متشدد للرئيس نبيه بري دافع فيه عن توقيف القذافي الابن بجرم كتم معلومات وإهانة القضاء. هذا الموقف فتح الباب أمام رسائل “تحذيرية” من دمشق لبري، بحيث نقلت صحيفة الأخبار، التي تخصص ملفاً عن قضية القذافي بعنوان “هنيبعل القذافي.. أوقفوا هذا التعسف” منذ أكثر من أسبوع، تحذيرا باسم “ما يدور في الأروقة ” بتدهور علاقة بري مع الرئيس بشّار الاسد في حال لم يستجب للمطلب السوري بإطلاق سراح هنيبعل القذافي. وتطالب دمشق بالقذافي كونه لاجئاً سياسياً عندها، وتم خطفه من على أراضيها في آب من العام 2015 على يد مجموعة مسلحة تتبع للنائب السابق حسن يعقوب، إلا أن حركة أمل تستبعد وقوف سورية فقط وراء تحريك الملف مجدداً، فمن دخل على خط الملف؟ في هذا الشأن، كتبت جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية، أمس الأربعاء، إن روسيا دخلت على الخط للمرة الأولى في قضية هنيبعل القذافي المحتجز “احتياطيًّا” في لبنان منذ ثلاث سنوات بتهمة إخفاء معلومات عن اختفاء مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر. وتشير التسريبات أن تدخل موسكو بقضية هنيبعل القذافي أتى بطلب من شقيقه سيف الإسلام المرشح لأن يكون أحد رجال روسيا في ليبيا ما بعد التسوية، إضافة إلى استخدام موسكو أبناء القذافي في ملف تتبع آثار مليارات الدولارات كان قد أودعها سرّاً والدهم الراحل معمر القذافي في بنوك أوروبية، في حين يتهم الروس هذه البنوك بالتصرف بالأموال الليبية خلافا لقرارات مجلس الأمن بتجميدها.

ولفتت المصادر إلى أن مسؤولين لبنانيين استجابوا لرغبة موسكو وأجروا اتصالات بقيت طي الكتمان، للاستفسار عن الأسباب الكامنة وراء استمرار توقيف القذافي الابن، الذي طلب من محاميه الذين تناوبوا للدفاع عنه، التنحي. وقالت مصادر محلية للشرق الأوسط إنه رغم الدخول الروسي على خط الاتصالات في القضية، لكن بري الذي يعتبر “حامل الأمانة”، لا يستطيع التدخل للإفراج عن هنيبعل، أو أن يعطي الضوء الأخضر لتركه طليقًا ولو بالواسطة، لما لهذه الجريمة من حضور شعبي كبير في الوجدان الشيعي، وبالتالي ينأى بنفسه عن التدخّل ويترك الأمر بيد القضاء، لعل الاتصالات الجارية تتوصل إلى قناعة بأن لا علاقة مباشرة أو غير مباشرة للقذافي الابن بجريمة إخفاء الصدر، على يد نظام كان يتزعّمه والده.

القضية سياسية

تذهب مصادر سياسية لاعتبار القضية سياسية بامتياز، خصوصًا أن المحقق العدلي في جريمة إخفاء الصدر لم يحقق معه منذ أكثر من سنة، وبالتالي لم يصدر قراره الظني. ويؤكد فريق الدفاع عن القذافي، أنه لم يثبت عليه أي جرم يُدرج على خانة كتم معلومات، باعتبار أن عمره كان أقل من عامين عندما ارتكب والده جريمة إخفاء الصدر.  وأشار محامٍ من الفريق إلى أن هنيبال علم للمرة الأولى بالجريمة العام 1997 عندما كان يمضي إجازته في المغرب، إضافة إلى أنه لم يكن يبحث في الشأن السياسي مع والده، رغم أنه كان يلتقيه باستمرار.

تدخل للرئيس عون

كشف أحد محامو القذافي السابقين أنه حاول التواصل مع الرئيس ميشال عون من خلال تسطير رسالة له يشرح فيها الوضع الذي هو فيه من حالة نفسية سيئة وعدم رؤيته لعائلته، لكن تعذر ذلك حتى الساعة. إلا أن مصادر متابعة لقضية الصدر، وفقا لصحيفة الأخبار، تحثت عن معلومات لديها تفيد بتدخل عون شخصيا في هذه القضية، وتنكر على جريصاتي أن إحالة الملف على التفتيش القضائي كان بدافع التأكد من خلوه “من أيّ “مخالفات أو تجاوزات.

من هي ريم الدبري؟

ذكر النائب بزي في رده على بيان جريصاتي، اسم ريم الدبري، وهي سيدة ليبية تدير حملة في لبنان وليس في جنيف. وهي تتجول بحقيبة خضراء. وما يلفت هو اتهام جريصاتي بأنه جزء من حملة مدفوعة الأجر تديرها هذه السيدة. وخلال البحث تبين أنها قد تكون ابنة اللواء الليبي يوسف الدبري، وهو صديق مقرب للرئيس الراحل معمر القذافي الذي كان “لا يأكل إلّا ما تقدمه له ريم يوسف الدبري”.

 

هيل في بيروت لاحتواء التوتر على الحدود الجنوبية بعد أزمة «الأنفاق»

اجتماع أمني لبناني بحث استئناف إسرائيل تشييد الجدار في مناطق متنازع عليها

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/يصل وكيل وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية دايفيد هيل إلى بيروت بعد غد الأحد، حيث سيجدد التأكيد على ضرورة حفاظ الأطراف اللبنانية على سياسية الانفكاك عن النزاعات الإقليمية، وتجنب تصعيد التوتر على الحدود الجنوبية بعد أزمة الأنفاق، في وقت استبقت إسرائيل زيارة المسؤول الأميركي باستئناف بناء الجدار الحدودي في مناطق حدودية متنازع عليها مع لبنان. وهيل، يعتبر ثالث أكبر مسؤول في الخارجية الأميركية الآن، ويتولى موقعاً أساسيا في الوزارة منذ أشهر، وكان في وقت سابق في العام 2013، سفيراً للولايات المتحدة الأميركية في لبنان. وقالت مصادر القصر الجمهوري لـ«الشرق الأوسط»، إنه إذا كان هيل سيبحث ملف التوترات جنوباً، «فمن الطبيعي أن يسمع إيضاحات حول الموقف اللبناني» في إشارة إلى الخروقات الإسرائيلية، علما بأن اجتماعاً طارئاً لمجلس الدفاع الأعلى عقد في القصر الجمهوري، أمس، لبحث ملف الخروقات والتوترات جنوباً واستئناف إسرائيل لبناء الجدار العازل في مناطق حدودية متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل أوقفت تل أبيب بناءه، بعد شكوى لبنانية إلى مجلس الأمن أحيلت إلى الاجتماعات الثلاثية في الناقورة بين لبنان وإسرائيل واليونيفيل. ويحط السفير هيل في بيروت في 13 يناير (كانون الثاني) الجاري في بيروت، في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين، حيث سيؤكد دعم الولايات المتحدة الأميركية القوي للدولة اللبنانية والمؤسسات الأمنية الشرعية، ويجدد التأكيد على ضرورة استمرار جميع الأطراف اللبنانية بسياسة النأي بالنفس في لبنان عن النزاعات الإقليمية، وتجنب تصاعد التوترات على طول حدود الخط الأزرق مع إسرائيل. وتعد هذه الزيارة الثالثة في جولة هيل الخارجية التي بدأت، أول من أمس، وتشمل رومانيا وألمانيا.

وقالت مصادر لبنانية غير رسمية، مواكبة للزيارة الدبلوماسية، لـ«الشرق الأوسط»، إن هيل «سيرافقه وفد دبلوماسي رفيع، وسنشهد خلال الأيام المقبلة زيارة أكثر من بروتوكولية، ستتضمن جانباً تقييمياً لملف الأنفاق، وتناقش موضوع حزب الله أيضاً». وتأتي الزيارة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي في 4 ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن انطلاق عملية عسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان، تستهدف «كشف وإحباط هجمات حدودية عبر أنفاق حفرها حزب الله من لبنان إلى إسرائيل»، بحسب إعلان إسرائيل في وقت سابق. وأكدت قوات حفظ السلام الدولية المؤقتة العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، العثور على ثلاثة أنفاق تعبر الضفتين من الحدود، ونفق رابع لم يثبت عبوره الخط الأزرق. وأمس، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بأن القوات الإسرائيلية استأنفت أعمال حفر وتركيب بلوكات إسمنتية في محاذاة السياج التقني في المحلة عند نقطة المحافر في خراج بلدة عديسة - قضاء مرجعيون. وأضافت: «بالموازاة، نشر العدو عدداً من جنوده في مقابل تسيير الجيش اللبناني دورية مع قوات الطوارئ الدولية، بالإضافة إلى قيام فريق من وحدة الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني بإجراء مسح وتحديد نقاط في المحلة مقابل الأعمال التي تقوم بها قوات العدو الإسرائيلي».

وتحمل الزيارة دلالات كثيرة، بالنظر إلى موقع هيل في الخارجية الأميركية الآن، فمن الناحية الأميركية، «تتمثل دلالتها الأساسية في كونها استكمالاً لجولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المنطقة، لتعيد تأكيد الثوابت الأميركية بالنسبة للبنان التي تتمثل في دعم الجيش اللبناني والقوى الشرعية اللبنانية، والحفاظ على الاستقرار على الحدود»، كما يقول مدير مركز «أمم» للأبحاث لقمان سليم لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «قضية الحفاظ على الاستقرار على الحدود، تنقلنا إلى البعد اللبناني للزيارة، ويكشف أن لبنان لم يتعاطَ بشكل راشد مع ما جرى على الحدود لناحية اكتشاف الأنفاق العابرة للخط الأزرق، بل بقي لبنان ينتهج سياسة الإنكار وبقينا نتحدث عن أنفاق مزعومة رغم أن اليونيفيل أكد أن بعضها يخرق الخط الأزرق». وقال سليم: «الواضح أن هيل يأتي ليذكر اللبنانيين بأن سياسة الإنكار قد تؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه، وأن الاستمرار بالسكوت على حزب الله، وعدم التمييز بين المقاومة والدولة، قد يرتدّ وبالاً على لبنان واللبنانيين». ورأى سليم أن الزيارة «أبعد من أن تكون زيارة احتواء للتوتر على الحدود الجنوبية، كون احتواء التوتر يتم عندما تنفصل الدولة عن حزب الله، بل من المرجح أن تحمل الزيارة رسالة تنبيه للدولة اللبنانية من مغبّة التماهي مع حزب الله، بالنظر إلى أن سكوت الدولة وتماهيها مع الحزب أحياناً يمثل مشكلة كبيرة».

وهيل، يعتبر من أبرز الملفين في الملف اللبناني في الخارجية الأميركية، كونه عمل سفيراً سابقاً لواشنطن في بيروت، ورغم أن زيارته تتزامن مع زيارة بومبيو الذي لن يزور بيروت، كما هو واضح في جولته الإقليمية، ينطلق اختيار هيل من تجربته وخبرته في الملفات الإقليمية في الشرق الأوسط. ويقول سليم إن هيل «يمثل المؤسسة الأميركية العميقة، فهو دبلوماسي مهني من مدرسة دبلوماسية، وهو ما يجعل زيارته ذات معانٍ كبيرة، كونه يمثل سياسة المؤسسة الدبلوماسية الأميركية». وتأتي الزيارة في ظل نزاع حدودي بري مع إسرائيل في 13 نقطة حدودية، إضافة إلى نزاع على ترسيم الحدود البحرية، علما بأنه يفترض أن ينطلق لبنان بالتنقيب عن النفط والغاز في مياهه الاقتصادية في مطلع شهر فبراير (شباط) المقبل، وتحديداً في البلوك البحري رقم 9 الواقع على الحدود البحرية الجنوبية.

 

محاذير دستورية» حول تفعيل عمل الحكومة المستقيلة

بيروت/الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/حذرت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع من أن تفعيل حكومة تصريف الأعمال «دونه محاذير دستورية»، لافتة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الاجتماع الذي عقد في «بيت الوسط»، أمس، لم يتطرق إلى ملف تفعيل الحكومة «الذي يدور حوله الخلاف ولم يتخذ الحريري موقفاً حاسماً منه». وحذرت المصادر من أن الموافقة على تفعيل حكومة تصريف الأعمال «ستكون بمثابة استرخاء في عملية البحث في تشكيل الحكومة الجديدة، وتعني عملياً تمديداً لأزمة تأليفها»، لافتة إلى أن الحجة الدستورية «لا تأخذ بعين الاعتبار أن الظروف الآن مختلفة عن السابق». وأضافت المصادر أنه من المفروض أن تكون هناك حكومة جديدة، وأنه لن يقبل رئيس الجمهورية بتفعيل عمل حكومة مستقيلة؛ «كي لا يتكيف أحد مع تمديد أزمة تشكيل الحكومة»، لافتة إلى أن هناك استشارات دستورية على مختلف المستويات وتشمل أطرافاً سياسية عدة، للبت في الموضوع. وتطرقت المصادر إلى السند الدستوري الذي جرى البناء عليه لإعادة تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال، وهو إقرار الموازنة العامة في عام 1969 إبان حكومة الرئيس الراحل رشيد كرامي، قائلة: «الظروف السابقة غير موجودة الآن، وتختلف الظروف بين الأمس واليوم». وتابعت المصادر تصريحاتها بالقول: «الظرف السياسي اختلف بين عام 1969 واليوم، ففي فترة حكومة الرئيس رشيد كرامي، كان الوضع الاقتصادي في أحسن أحواله، أما الآن، للمرة الأولى يشهد لبنان أزمة حكومية مديدة بعد انتخابات نيابية جديدة، وهو مثقل بالديون ويرزح تحت أعباء اقتصادية». وقالت المصادر: «كيف يمكن لحكومة مستقيلة أن تقر الموازنة العامة، علما بأن الموازنة هي البند التشريعي رقم واحد في سلم التشريع؟». وأضافت: «هل تلتزم الحكومة الجديدة بموازنة وضعتها حكومة مستقيلة، في وقت يمكن فيه أن يكون للحكومة تصور جديد للوضع الاقتصادي والمالي؟».

 

القمّة العربية الاقتصادية تعمّق الخلافات بين القوى السياسية اللبنانية والوفود التحضيرية للقمة بدأت الوصول إلى بيروت

بيروت: يوسف دياب/ الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/تفاعلت دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، إلى تأجيل انعقاد القمة العربية الاقتصادية المقرر انعقادها في بيروت في التاسع عشر من الشهر الحالي، وأثارت المخاوف من تفويت فرصة انعقادها في بيروت، وحصد نتائجها السياسية والاقتصادية. وفيما عزا برّي طلب التأجيل إلى معالجة مسألة حضور سوريا، تباينت المواقف حيال خلفيات موقف رئيس البرلمان، لكنّ مصادر القصر الجمهوري أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن القمة «لا تزال مقررة في زمانها ومكانها». وقالت: «حتى الآن لم تتبلغ اللجنة المنظمة للقمّة، أي بلاغ من الأمانة العامة للجامعة العربية، ولا من أي جهة عربية معنية بالأمر بتأجيلها أو إلغائها، وبالتالي فإن القمة لا تزال قائمة في موعدها ولم تطرأ عليها أي تعديلات». وعمّا إذا كان هذا التباين بشأن هذه القمة ولّد شرخاً في العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، اكتفت مصادر قصر بعبدا بالقول: «ليس لدينا تعليق على موقف الرئيس برّي». ويعوّل المسؤولون اللبنانيون على هذه القمّة انطلاقاً من ثلاثة ثوابت: الأول تكريس الاهتمام العربي بلبنان، والثاني عدم إضاعة فرصة حضور دول الخليج العربي المساهمة في مؤتمر «سيدر» إلى لبنان، والثالث تفعيل الاستثمارات العربية التي يحتاج إليها البلد في خضم أزمته، وهو ما أشار إليه وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري، الذي استبعد أي تعديل في موعد انعقاد القمة أو مكانها، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «القمة تشكل فرصة سياسية واقتصادية للبنان يجب تلقفها وعدم التفريط بها». وقال: «لبنان جزء من العالم العربي والجامعة العربية، وهو في الحضن العربي، وأهمية هذه القمّة أنها ستُعقد في بلد يتمتّع بنظام اقتصادي حرّ، وبالتالي لا يمكن التفريط بالقمة أياً كانت الأسباب والمسوغات التي يسوقها البعض».

وأضاف وزير الاقتصاد وهو من فريق الرئيس عون الوزاري: «إخواننا العرب يحبون لبنان ولديهم استثمارات فيه، والبلد بحاجة إلى دعم وتضامن أشقائه العرب الذين كانوا مساهمين أساسيين في مؤتمر (سيدر)، وهناك مشاريع سياحية واستثمارية بين لبنان ودول الخليج العربي، إضافة إلى وجود آلاف اللبنانيين الذين يعملون في دول الخليج، عدا عن الترابط التاريخي والثقافي مع كلّ الدول العربية، وبالتالي يجب أخذ كل هذه الأمور بعين الاعتبار وعدم التفريط بالقمة». ويعاني الوضع الاقتصادي والمالي تراجعاً كبيراً، لجهة غياب النمو وارتفاع العجز في الموازنة وزيادة البطالة، وتراكم الدين العام الذي تجاوز عتبة الـ80 مليار دولار، وأمام هذه التحديات دعا وزير الاقتصاد رائد خوري إلى «الاستفادة من الاهتمام العربي بلبنان، خصوصاً أن الدول العربية تريد أن يكون لبنان منصّة في عملية إعادة إعمار سوريا من خلال موقعه الجغرافي، ومن خلال قدرة القطاع الخاص اللبناني على لعب دور أساسي في إعادة الإعمار، وكلّ هذه الأمور تدعونا إلى عدم تفويت انعقاد القمة العربية ببيروت في موعدها المحدد». وسأل: «هل يُعقل أن نجعل من لبنان بلداً لتلقي الضربات فقط، ولا نستفيد من الأشياء الإيجابية؟». ويرى الخبير المالي والاقتصادي الدكتور مروان إسكندر، أن «ثمة خوفاً لدى الرئيس برّي وقوى سياسية أخرى من فشل القمّة، بسبب غياب الرؤساء والقادة العرب عنها، وحصر التمثيل بالسفراء أو وزراء الخارجية». وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «دعوة سوريا ربما تشكّل عقدة أساسية، لأن ذلك يصعّب عودتها إلى الجامعة العربية»، لافتاً إلى أن الرئيس برّي «يحاول تفادي مشكلات قد تنتج عن غياب سوريا عن القمة». إلى ذلك, تسلم الوزراء اللبنانيون أمس دعوات لحضور جلسات القمة التنموية الاقتصادية العربية المزمع عقدها في بيروت في 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، فيما بدأ المعنيون باستقبال الوفود العربية تدريبات في مطار رفيق الحريري في بيروت استعداداً لاستقبال الوفود العربية المشاركة في القمة. وبالموازاة، قالت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفود السباقة التي عادة ما تصل لإجراء تحضيرات لوجيستية وتستبق أي قمة أو اجتماعات عربية «بدأت الوصول إلى بيروت منذ أمس الخميس»، لافتة إلى أن هذه الفرق تجري التحضيرات اللوجيستية والإدارية والأمنية. وقالت المصادر إن اللجنة التحضيرية للقمة الاقتصادية «لم تتلق أي إشارة من مجلس الجامعة العربية أو الدول العربية باحتمال تأجيل انعقاد القمة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

 بومبيو يصل البحرين في محطته الأولى بالخليج

المنامة: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى البحرين، اليوم (الجمعة)، في أول محطة خليجية ضمن جولته الإقليمية التي بدأها الثلاثاء . وكان في استقبال بومبيو بالمطار، وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، والسفير الأميركي في المنامة جاستن سيبيريل. واستقبل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وزير الخارجية الأميركي، بعد ذلك. واستهل بومبيو جولته في الشرق الأوسط بزيارة الأردن وبغداد ثم مصر، وسوف يستكمل هذه الجولة بزيارة الإمارات و قطر والسعودية وسلطنة عمان والكويت. ومن المقرر أن تستمر الجولة حتى منتصف يناير (كانون الثاني)، الحالي لبحث دعم التعاون وآخر التطورات في المنطقة، والتصدي للتدخلات الإيرانية.

 

واشنطن تعلن عقد قمة دولية حول إيران والشرق الأوسط الشهر المقبل

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة تعتزم استضافة قمة دولية تركز على الشرق الأوسط، وتحديداً إيران، الشهر المقبل في بولندا. وفي مقابلة مع محطة «فوكس نيوز» التلفزيونية نشرتها اليوم (الجمعة)، أشار بومبيو إلى أن القمة الدولية ستعقد يومي 13 و14 فبراير (شباط) في بولندا «للتركيز على الاستقرار فاي الشرق الأوسط والسلام والحرية والأمن في هذه المنطقة، وهذا يشمل عنصراً مهماً، وهو ضمان ألا يكون لإيران تأثير مزعزع للاستقرار». واستعرض بومبيو في خطاب ألقاه بالجامعة الأميركية في القاهرة، أمس (الخميس)، استراتيجية بلاده تجاه الشرق الأوسط، مؤكداً أن واشنطن تعمل على «إقامة تحالف استراتيجي في المنطقة لمواجهة الأخطار»، داعيا للتصدي للنظام الإيراني. وفي حديثه عن النظام الإيراني والاتفاق النووي الذي انسحب منه ترمب العام الماضي، أفاد بومبيو بأن «إيران تحلم بالسيطرة على الشرق الأوسط»، مضيفاً: «ترمب فتح عينه ورفض التغاضي عن ذلك الاتفاق النووي... لم يكن ينبغي أن ترفع العقوبات... النظام الإيراني استغل الاتفاق لزرع الإرهاب ونشره». ودعا بومبيو كل الدول الشريكة إلى مواصلة العمل «لاحتواء أنشطة إيران الخبيثة، ومنعها من نشر الإرهاب في العالم».

ووصل وزير الخارجية الأميركي اليوم إلى البحرين، في إطار جولة يقوم بها في الشرق الأوسط. وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن الشراكة مع دول الخليج ضرورية من أجل حماية إمدادات الطاقة العالمية ومحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى «مواجهة العدوان الإيراني».

 

الولايات المتحدة تبدأ سحب قواتها من سوريا وموسكو شككت في جدية الانسحاب الأميركي

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن اليوم (الجمعة)، بدء انسحاب القوات الأميركية من سوريا، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم التحالف. وقال الكولونيل شون رايان إن التحالف «بدأ عملية انسحابنا المدروس من سوريا. حرصا على أمن العمليات، لن نعلن جداول زمنية أو مواقع أو تحركات محددة للقوات». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عشر آليات أميركية جرى سحبها من قاعدة الرميلان في الحسكة باتجاه العراق. إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية قالت اليوم إن لديها انطباعا بأن الولايات المتحدة تريد البقاء في سوريا رغم إعلانها سحب جنودها من  هناك، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية. وكان مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية أكد في وقت سابق اليوم، أن الجيش الأميركي بدأ بسحب معدّات من سوريا، في وقت لا يزال الجدول الزمني لانسحاب ألفَي جندي أميركي تمّ نشرهم في هذا البلد غير واضح. وأفاد المسؤول: «يُمكنني أن أوكّد حصول نقل لمعدّات من سوريا. ولأسباب أمنيّة، لن أعطي تفاصيل إضافيّة في الوقت الحالي». وكانت قناة «سي إن إن» قد تحدّثت أمس (الخميس) عن سحب تلك المعدّات خلال الأيام الأخيرة. ونقلت عن مسؤول في الإدارة الأميركيّة على علم مباشر بالعمليّة، قوله إنّ سحب المعدّات مؤشّر إلى بداية الانسحاب الأميركي من سوريا. ولم يصف ذلك المسؤول بالضبط ما كانت تحتويه تلك الشحنة، أو كيف تمّ نقلها. وأفاد وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو بأنّ الانسحاب الأميركي من سوريا سيتمّ، مؤكّداً أنّ واشنطن ستعمل بـ«الدبلوماسية» على «طرد آخر جندي إيراني» من هذا البلد. والأحد، أكّد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون أنّ الانسحاب الأميركي من سوريا يجب أن يتمّ مع «ضمان» الدفاع عن الحلفاء.ويوجد حالياً نحو ألفي جندي أميركي في سوريا التي تشهد حرباً أهليّة مدمّرة، معظمهم يعملون على تدريب قوات محلّية تُقاتل تنظيم داعش الإرهابي.

 

محادثات عسكرية أميركية تركية الأسبوع المقبل حول أكراد سوريا

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون اليوم (الجمعة) إن المحادثات بين مسؤولين عسكريين أميركيين وأتراك حول الأكراد وسوريا ستتواصل الأسبوع المقبل على أمل التوصل إلى نتائج مقبولة من البلدين. وأضاف بولتون في مقابلة إذاعية أن الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو يدركان أن تركيا ملتزمة "بعدم الإضرار بالأكراد الذين قاتلوا معنا ضد تنظيم داعش". ويأتي ذلك على خلفية بدء انسحاب القوات الأميركية من سوريا وتهديد تركيا بعملية عسكرية ضد المواقع التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد تدعمهم واشنطن.

 

أنقرة تؤكد أن التوغل شرق الفرات ليس رهناً بالانسحاب الأميركي

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/19/أكدت تركيا أن العملية العسكرية التي تعتزم القيام بها ضد مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية في شرق الفرات لا تتوقف على انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الرئيس رجب طيب إردوغان كان أعلن اعتزام بلاده دخول شرق الفرات وإطلاق عملية هناك قبل قرار الولايات المتحدة بشأن الانسحاب من سوريا... «لم نكن نعلم في ذلك اليوم أن الولايات المتحدة ستنسحب... تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة ضد التنظيم الإرهابي (وحدات حماية الشعب الكردية) الذي يهدد أمنها القومي، سواء انسحبت الولايات المتحدة أم لم تنسحب». وعدّ أن الانخراط في علاقات مع ما وصفه بـ«تنظيم إرهابي» يجعل التخلص من تأثيراته صعباً بسبب الخضوع لسيطرته بشكل تدريجي، قائلا إنه ليس من الصواب أن تتحدث دول كبيرة كالولايات المتحدة كداعم لـ«تنظيم إرهابي»، وتحاول إيجاد الذرائع لعدم الانسحاب، رغم تحالفها مع تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) ووجود تعاون طويل بين البلدين. وأضاف أنه «من غير الواقعي توقع أن تسحب الولايات المتحدة كل الأسلحة، التي أعطتها لحليفها»؛ «وحدات حماية الشعب» الكردية. يأتي ذلك فيما أكد مستشار الأمن القومي، جون بولتون، أنه أبلغ نظيره مستشار الرئيس التركي إبراهيم كالين، خلال لقائهما في أنقرة الثلاثاء الماضي، بأن الولايات المتحدة ستعارض أي معاملة سيئة من القوات التركية لحلفاء واشنطن الأكراد في سوريا.

وعدّ جاويش أوغلو أن هناك مساعي على الأرض لعدم تنفيذ الانسحاب الأميركي، قائلا إن «السلطات الأمنية في الولايات المتحدة تسعى لدفع الرئيس دونالد ترمب إلى التراجع عن قرار الانسحاب».

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أول من أمس، إنه لن تكون هناك أي معوقات أمام انسحاب القوات الأميركية من سوريا، رغم التهديدات التركية ضد «الوحدات» الكردية. واجتمع بومبيو أول من أمس مع المسؤولين في بغداد وإقليم كردستان، لطمأنتهم مجددا، بشأن خطط واشنطن في أعقاب إعلان ترمب المفاجئ الشهر الماضي عن انسحاب غير متوقع من سوريا. وحين سئل في أربيل عما إذا كان موقف إردوغان بشأن حماية الأكراد يعرض الانسحاب للخطر، قال بومبيو: «لا. نحن نجري محادثات معهم وفي الوقت نفسه نتحدث عن كيفية تنفيذ هذا بطريقة تحمي قواتنا... من المهم أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان حماية تلك العناصر التي تحارب معنا، وإردوغان قدم تعهدات وهو يعي ذلك». من ناحية أخرى، وبشأن خريطة طريق منبج المتفق عليها في يونيو (حزيران) الماضي بين أنقرة وواشنطن، قال جاويش أوغلو إن «الولايات المتحدة بدأت تنظر بإيجابية أكثر من قبل إلى تطبيقها»، مؤكدا ضرورة تطبيق خريطة منبج في أقرب وقت وانسحاب «الوحدات» الكردية بشكل كامل من شرق الفرات كذلك. وأضاف أنه «لو طبقت خريطة الطريق في منبج كما هو متفق عليه مع واشنطن، لكانت إدارة المنطقة بيد سكانها الآن».

وتابع جاويش أوغلو أنه يجب عدم السماح لمن سماهم «الإرهابيين» بالاستفادة من الفراغ الذي سيحصل خلال انسحاب القوات الأميركية من سوريا... «أخبرنا الولايات المتحدة بأننا سنوفر كل أشكال الدعم اللوجيستي خلال عملية الانسحاب، كما أن تركيا لديها القدرة على محاربة تنظيم داعش الإرهابي بمفردها». وأشار إلى أنه يعتزم إجراء اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي مايك بومبيو. وعن سياسة روسيا تجاه «الوحدات» الكردية، قال جاويش أوغلو إن «(التنظيم الإرهابي) حاول استغلال الجميع حتى اليوم، والنظام السوري يعلم أيضاً ما يسعى إليه هذا التنظيم».

وحول التطورات في إدلب، قال الوزير التركي: «الجماعات المتشددة تهاجم المعارضة السورية، واتخذنا خطوات ضرورية لوقف هذه الهجمات»، لافتا إلى أنه «تم التخطيط للقاء بين إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك لعقد قمة ثلاثية تركية - روسية - إيرانية في إطار (مسار آستانة)». وأضاف أن روسيا أبلغت تركيا وإيران رغبتها في استضافة القمة الثلاثية التي سيشارك فيها الرؤساء خلال الأسابيع المقبلة... «وننتظر مقترحات روسيا بشأن الموعد».

وأكد جاويش أوغلو وجود «منظمات إرهابية» في إدلب، «نقلها النظام السوري بالحافلات من باقي المناطق التي خضعت له خلال العام الماضي، لكن الاتفاق مع الروس في سوتشي في سبتمبر (أيلول) الماضي، تم بطريقة إيجابية».

وأشارت تقارير إلى بدء تركيا إعادة هيكلة فصائل الجبهة الوطنية للتحرير في إدلب، بعد المواجهات التي شهدتها المحافظة في الأيام الماضية، وأنها طلبت من بعض الفصائل، من بينها «جيش النصر»، إعادة ترتيب الصفوف والمحافظة على كيانها، على أن تستأنف إرسال الأموال إليها بعد الانتهاء من هذه الخطوة.

وبحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ليل الأربعاء - الخميس، في اتصال هاتفي، مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، آخر التطورات في إدلب. وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن أكار تناول مع شويغو القضايا الأمنية الإقليمية في إطار اتفاقية سوتشي.

وجاء الاتصال الهاتفي بين أكار وشويغو عقب لقاء الرئيس رجب طيب إردوغان أمس مع أكار ورئيس أركان الجيش التركي يشار جولار بالقصر الرئاسي في أنقرة، الذي تركز على بحث التطورات في سوريا.

كما بحث إردوغان الملف نفسه في اجتماع، أمس الخميس، مع رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان.

 

الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على محتجين في الخرطوم وأم درمان

الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/أطلقت شرطة مكافحة الشغب السودانية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين خرجوا إلى الشوارع في الخرطوم ومدينة أم درمان عقب صلاة الجمعة. وهتف المتظاهرون الذين خرجوا في منطقتين في الخرطوم وأم درمان الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل: «حرية، سلام، عدالة»، بحسب شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية، قبل أن تطلق شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع عليهم. وجاءت مظاهرات الجمعة بعدما دعا المنظمون للخروج في مسيرات في أنحاء البلاد الأسبوع المقبل. وانطلقت الاحتجاجات في السودان في 19 ديسمبر (كانون الأول) إثر قرار الحكومة رفع أسعار الخبز بثلاثة أضعاف ثمنها، وسط أزمة اقتصادية وارتفاع معدلات التضخم. وكانت الشرطة السودانية قد أقرت بمقتل ثلاثة متظاهرين على الأقل في احتجاجات مدينة أم درمان أول من أمس (الأربعاء). وفي وقت أعربت الأمم المتحدة عن قلقها لسقوط قتلى بين المتظاهرين، حث الاتحاد الأوروبي الحكومة السودانية على منح المواطنين حق التظاهر، معرباً عن قلقه من وقوع ضحايا في وسطهم، مؤكداً أنه يتابع عن قرب الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة وعدد من مدن الولايات المختلفة، وتوقيف قيادات سياسية ونشطاء، مشدداً على ضرورة ضبط النفس.

 

فرنسا تدعو إيران لوقف أنشطة الصواريخ الباليستية المصممة لحمل أسلحة نووية

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/دعت فرنسا إيران، اليوم (الجمعة)، إلى الوقف الفوري لكل الأنشطة المرتبطة بالصواريخ الباليستية التي يمكن أن تحمل أسلحة نووية، وذلك بعد أن قالت طهران إنها قد تعتزم إطلاق قمرين صناعيين في الأسابيع المقبلة. وقالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي: «تُذكّر فرنسا بأن البرنامج الصاروخي الإيراني لا يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2231)». وأضافت أن فرنسا «تدعو إيران إلى الوقف الفوري لكل الأنشطة المرتبطة بالصواريخ الباليستية التي يمكن أن تحمل أسلحة نووية، بما في ذلك التجارب التي تستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية». كانت فون دير مول ترد على تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الخميس قال فيها إنه سيتم إرسال قمرين صناعيين إلى الفضاء باستخدام صواريخ مصنوعة في إيران.

 

مصر ترحل ألمانياً حاول الانضمام لـ«داعش»

القاهرة - برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/أفادت وسائل إعلام مصرية بأن السلطات رحلت أمس (الخميس)، رجلاً ألمانياً من أصل مصري إلى ألمانيا، عقب ضبطه لدى وصوله مطار القاهرة الدولي. ونقلت صحيفة «الأهرام» المصرية، عن مصدر أمني، قوله إن الرجل الألماني، ويدعى محمود عمرو محمد عزت عبد العزيز (24 عاما)، «تم ضبطه منذ عدة أيام حال وصوله للبلاد، وتوفر معلومات بأنه يحاول الانضمام للعناصر الإرهابية الداعشية الموجودة في سيناء». وأضاف المصدر أنه «نظراً لعدم ارتكابه إحدى الجرائم المنصوص عليها قانوناً، وتنازله عن الجنسية المصرية، فقد تم ترحيله إلى دولة الجنسية الخاصة به، ألمانيا، وذلك بالتنسيق مع السفارة الألمانية». وأوضحت السلطات المصرية أنه بفحص موقف عبد العزيز، تبين قناعته بمفاهيم تنظيم داعش الإرهابي في ألمانيا، وارتباطه إلكترونياً ببعض عناصره هناك، وقدومه إلى مصر بغرض الانضمام إلى صفوف العناصر الإرهابية في شمال سيناء، وفق المصدر نفسه. وعلى صعيد آخر، أعلنت السلطات المصرية ضبط ألماني آخر من أصل مصري (19 عاماً)، ويدعى عيسى إبراهيم الصباغ، قادماً من ألمانيا عبر مطار الأقصر الجوي، وعثرت بحوزته على خرائط لمحافظة شمال سيناء.وكانت الخارجية الألمانية قد ذكرت في بيان لها أمس (الخميس) أن الألماني عيسى مختفٍ منذ عدة أسابيع في وطنه الأصلي مصر، وموجود حالياً تحت تحفظ السلطات المصرية. وتابعت بأن السفارة الألمانية في القاهرة تبذل «مساعي دبلوماسية مكثفة، وسوف تواصل إشرافها على حالته». وأضاف البيان أن السفارة تتواصل مع كل من السلطات المصرية وأقارب الشاب. وأفادت إذاعة هيسن التي تبث من الولاية الألمانية التي يعيش فيها الشاب المفقود استناداً إلى والده، أنه ربما ألقي القبض عليه للاشتباه في أنه إرهابي؛ لكن الخارجية الألمانية لم تعلق على هذا الأمر.وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن الشاب يحمل الجنسيتين الألمانية والمصرية، وكان قد سافر إلى مصر منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من أجل زيارة جده في القاهرة، بعد أن أمضى بعض الوقت في مدينة الأقصر، وفقاً لما ذكرته مصادر من أسرة الشاب.

 

قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة بمدينة القائم العراقية والسعودية أدانت الهجوم وأكدت وقوفها إلى جانب العراق ضد الإرهاب والتطرف

بغداد - الرياض: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/قتل أربعة أشخاص وأصيب آخرون بعدما انفجرت سيارة مفخخة في سوق شعبية بمدينة القائم العراقية على الحدود مع سوريا، اليوم (الجمعة). وجاء في بيان لمركز الإعلام الأمني العراقي، أن «اعتداء إرهابياً بواسطة عجلة مفخخة، من نوع (كيا - حمل) كانت مركونة قرب إحدى الأسواق بقضاء القائم في محافظة الأنبار، ما أدى إلى وقوع ضحايا». وأضاف البيان، أن الانفجار أسفر عن مقتل 4 مدنيين، وإصابة 25 آخرين، و4 عناصر من الأجهزة الأمنية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وعبّر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن إدانة السعودية واستنكارها الشديدين للتفجير. وقدّم المصدر العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب العراقي، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل، ومؤكدا وقوف السعودية إلى جانب جمهورية العراق الشقيقة ضد العنف والإرهاب والتطرف. وجرت استعادة القائم من قبضة تنظيم داعش في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017. وكانت آخر معقل للتنظيم المتطرف في العراق يسقط العام الماضي.

 

الولايات المتحدة تبدأ سحب قواتها من سوريا وموسكو شككت في جدية الانسحاب الأميركي

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 كانون الثاني/19/أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن اليوم (الجمعة)، بدء انسحاب القوات الأميركية من سوريا، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم التحالف. وقال الكولونيل شون رايان إن التحالف «بدأ عملية انسحابنا المدروس من سوريا. حرصا على أمن العمليات، لن نعلن جداول زمنية أو مواقع أو تحركات محددة للقوات». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عشر آليات أميركية جرى سحبها من قاعدة الرميلان في الحسكة باتجاه العراق. إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية قالت اليوم إن لديها انطباعا بأن الولايات المتحدة تريد البقاء في سوريا رغم إعلانها سحب جنودها من  هناك، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية. وكان مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية أكد في وقت سابق اليوم، أن الجيش الأميركي بدأ بسحب معدّات من سوريا، في وقت لا يزال الجدول الزمني لانسحاب ألفَي جندي أميركي تمّ نشرهم في هذا البلد غير واضح. وأفاد المسؤول: «يُمكنني أن أوكّد حصول نقل لمعدّات من سوريا. ولأسباب أمنيّة، لن أعطي تفاصيل إضافيّة في الوقت الحالي». وكانت قناة «سي إن إن» قد تحدّثت أمس (الخميس) عن سحب تلك المعدّات خلال الأيام الأخيرة. ونقلت عن مسؤول في الإدارة الأميركيّة على علم مباشر بالعمليّة، قوله إنّ سحب المعدّات مؤشّر إلى بداية الانسحاب الأميركي من سوريا. ولم يصف ذلك المسؤول بالضبط ما كانت تحتويه تلك الشحنة، أو كيف تمّ نقلها. وأفاد وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو بأنّ الانسحاب الأميركي من سوريا سيتمّ، مؤكّداً أنّ واشنطن ستعمل بـ«الدبلوماسية» على «طرد آخر جندي إيراني» من هذا البلد. والأحد، أكّد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون أنّ الانسحاب الأميركي من سوريا يجب أن يتمّ مع «ضمان» الدفاع عن الحلفاء. ويوجد حالياً نحو ألفي جندي أميركي في سوريا التي تشهد حرباً أهليّة مدمّرة، معظمهم يعملون على تدريب قوات محلّية تُقاتل تنظيم داعش الإرهابي.

 

إدانات دولية لمقتل محتجين في الخرطوم... و«الصحة» السودانية تعتذر/غوتيريش «يتابع بقلق»... والاتحاد الأوروبي يحث الخرطوم على ضبط النفس ... وإضراب للأطباء

نيويورك: علي بردى - لندن: مصطفى سري - الخرطوم: «الشرق الأوسط»/11 كانون الثاني/19/أقرت الشرطة السودانية، بمقتل ثلاثة متظاهرين، على الأقل في احتجاجات مدينة أم درمان أول من أمس، التي واجهتها بترسانة مسلحة، مستخدمة الرصاص الحي، أصيب جراه اثنا عشر شخصا آخرون، وهو ما دفع مراقبين إلى وصف تلك الأحداث بـ«الأربعاء الدامي».وأعلن الأطباء إضراباً شاملاً عن العمل، احتجاجاً على اقتحام الأجهزة الأمنية لمستشفاهم، وإطلاق الرصاص، والغاز المسيل للدموع داخله، مما دفع وزارة الصحة للاعتذار. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، أنه «يتابع بقلق» أعمال العنف التي أدت إلى سقوط قتلى بين المتظاهرين في السودان، داعياً إلى «ضبط النفس» وإجراء «تحقيق واف» فيما جرى، بينما ازدادت المخاوف من تأثير الأحداث على المساعدات الإنسانية التي ترسلها المنظمات الدولية لملايين المحتاجين في كل أنحاء البلاد.

ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» في شأن المظاهرات التي تشهدها مناطق ومدن عدة في السودان وإطلاق الذخيرة الحيّة ضد المحتجين، أجاب الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش «يتابع بقلق التطورات في جمهورية السودان، بما في ذلك ما يفاد عن العنف والقتلى»، داعياً إلى «الهدوء وضبط النفس» ومطالباً السلطات بـ«إجراء تحقيق واف في خصوص القتلى والعنف». وعبر عن «تعازيه إلى جميع أولئك الذين فقدوا أحباء لهم في أعمال العنف». وشدد على «ضرورة صون حرية التعبير والتجمع السلمي» في البلاد.

وفي شأن المساعدات التي توزع على المحتاجين في بعض الولايات، أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأنه «حتى تاريخه، لم تحصل مظاهرات كبرى، تعيق العمليات الإنسانية الكبرى، مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق». غير أنه أشار إلى أن تردي الوضع الاقتصادي الذي أشعل هذه الاحتجاجات، والارتفاعات الحادة في أسعار المواد الغذائية، أثرت على قدرة الناس على شراء ما يكفي من الأغذية... فضلا عن وجود نحو 5.5 مليون شخص يحتاجون أصلاً إلى المساعدة الإنسانية. وأكد أن الوضع الاقتصادي أدى أيضاً إلى نقص متقطع في الوقود والنقود، مما أثر على قدرة المنظمات على إيصال المساعدات إلى المجتمعات الضعيفة.

من جانبه، حث الاتحاد الأوروبي الحكومة السودانية على منح المواطنين حق التظاهر، معرباً عن قلقه من وقوع ضحايا في وسطهم، مؤكداً أنه يتابع عن قرب الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة وعدداً من مدن الولايات المختلفة، وتوقيف قيادات سياسية ونشطاء، مشدداً على ضرورة ضبط النفس.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان أمس، إن الاحتجاجات الشعبية المستمرة بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في السودان تثير القلق خاصة الأعداد المتزايدة في أوساط الضحايا. وأضاف: «من المهم إظهار ضبط النفس والعمل ضمن القانون»، داعياً الحكومة إلى احترام حق المواطنين في التعبير عن مخاوفهم والاستجابة لشكاويهم، وقال البيان: «يجب على جميع الأجهزة إنفاذ القانون بما يتفق مع التزامات السودان الدستورية والدولية». وأكد بيان الاتحاد الأوروبي أنه سيثير هذه القضايا في إطار الحكومة السودانية ومع الخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان.

وكانت دول الترويكا «المملكة المتحدة والولايات المتحدة والنرويج» إضافة إلى كندا، قد أعربت عن شعورها بالقلق العميق إزاء تعامل الحكومة السودانية مع الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى واحتجاز عدد من السياسيين والناشطين والمتظاهرين، وحثت الحكومة على إطلاق سراح المعتقلين فوراً وإجراء تحقيق كامل وشفاف ومستقل في أقرب وقت بشأن مقتل كثير من المتظاهرين.

واعترفت الشرطة من جهتها، بمقتل ثلاثة متظاهرين، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» عن الناطق الرسمي هاشم عبد الرحيم، تلقي ثلاثة بلاغات بحالات وفاة وعدد من الإصابات في «أحداث شغب» بأم درمان ويجري التحقيق حولها تحت إشراف النيابة العامة، دون أن تحدد طريقة وسبب قتلهم.

وقال مصدر طبي، طلب حجب اسمه، إن نحو 5 أشخاص أصيبوا بالرصاص مباشرة في أحداث أم درمان إلى جانب القتلى، إضافة إلى 7 أصيبوا بالرصاص في احتجاجات أخرى، ما يزال بعضهم طريح المستشفيات.

وأوضح أن هناك ثلاثة مصابين بالرصاص في مستشفى «فضيل» أجريت لهم جراحات وأوضاعهم حرجة، إضافة إلى مصابَين إصابتهما خفيفة، تم تقديم العلاج لهم وخرجوا من المستشفيات، وفي مستشفى أم درمان أجريت عمليتان جراحيتان لاثنين، أحدهما الناشط هشام الشوالي، وثلاثة مصابين بطلق ناري في مستشفى الأربعين أجريت لهم جراحات وأوضاعهم مستقرة. ويرجح المعارضون أن يكون الرصاص الذي قتل وجرح المتظاهرين السلميين، أطلق استجابة لتوجيهات مبطنة أطلقها النائب الأول السابق للرئيس علي عثمان محمد طه، بزعمه أن هناك قوات خاصة بالنظام تعرف كودياً باسم «الأمن الشعبي»، وتدافع عنه حتى الموت، حين قال في مقابلة تلفزيونية، إن «الإنقاذ نظام تحميه كتائب ومجموعات يعرفونها، حتى ولو أدى الأمر للتضحية بأرواحهم».

الحكومة السودانية اعترفت على استحياء بمقتل 19 شخصاً في الاحتجاجات، مرجعة القتل إلى عمليات «تخريب وعنف»، وبقتلى أم درمان الثلاثة يكون عدد القتلى الرسمي 22، لكن قتلى أم درمان لم يقتلوا في أحداث عنف أو تخريب، بل جاء العنف «غير المبرر» من القوات النظامية نفسها، في الوقت الذي تقول فيه المعارضة إن القتلى تجاوز عددهم الأربعين قتيلاً حتى الآن. وبحسب الشهود، واجه المتظاهرون الرصاص بصدورهم العارية، وقتل جراه كل من صالح عبد الوهاب، ومحمد الفاتح، والحذيفة محمد، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية، التي تابعت القول إن أجهزة الأمن لم تكتف بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، بل اعتدت على المستشفيات، وأطلقت داخلها الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع. وبحسب بيانها، فإن سلطات الأمن «لم تراع حرمة المكان وقدسيته، وحرمة الأطفال والمرضى، والأطباء والعاملين بالمستشفيات، والتجاوز اللامحدود باعتقال طبيب امتياز واقتياده من مكان عمله».

وبسبب الاعتداء على المرضى في المستشفيات، قرر الأطباء الدخول في إضراب مفتوح، مشترطين للعودة إلى ممارسة عملهم أن يلاحق المعتدين، وإطلاق سراح زميلهم، وإيكال حراسة المستشفيات لرجال الجيش، واعتذارا مكتوبا من وزارة الداخلية وجهاز الأمن مع التعهد بعدم تكرار ذلك.

بيد أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم، أدانت على لسان وزيرها مأمون حميدة، اقتحام قوات الأمن مستشفى أم درمان لمطاردة محتجين، ووصفت دخول القوات الأمنية للمستشفى بأنه «غير مقبول»، وأعلنت فتح «تحقيق حول ملابسات الأمر مع الجهات المعنية»، وأكدت نشر عناصر شرطة لحراسة المستشفيات وتأمين الأطباء والكوادر الصحية والمرضى.

من جهته، لم يبد الصحافي والمحلل السياسي فيصل محمد صالح، دهشته للعنف المفرط الذي استخدمته القوات الأمنية ضد العزل، وقال: «هذا ليس سلوكاً جديداً للنظام، فهو جزء من طبيعته وتركيبته، فمنذ تسلمه للسلطة في انقلاب يونيو (حزيران) 1989، لم يكن يتورع عن استخدام العنف المفرط ضد خصومه السياسيين». وأضاف صالح أن الانقلاب يستهين عادة بأرواح الناس، ففي بداية عهد النظام قتل مجموعة من الضباط بدم بارد، وأخفى مواطنين في ظروف غامضة، وقتل بعضهم تحت التعذيب في «بيوت الأشباح»، ولقي آلاف المدنيين في حرب دارفور مصرعهم، في علميات حرق للقرى الآمنة، وقصف العزل بالطيران. ويشير صالح إلى أن النظام قتل في انتفاضة سبتمبر (أيلول) 2013 عدداً كبيراً من المحتجين، قدرته منظمات حقوقية بأكثر من مائتي قتيل، واعترف هو بمقتل 80. ويتوقع أن يتزايد العدد كثيراً أثناء استمرار الاحتجاجات، ويقول: «لم يبلغ عدد القتلى في المظاهرات الأخيرة قتلى سبتمبر، لكن يمكن أن يصل إليه ويزيد عليه». ويوضح صالح أن الأجهزة الأمنية غير مقيدة ولا يحدها دليل لاستخدام العنف وتحديد نوع الفعل اللازم، ويتابع: «التقديرات متروكة للأجهزة الأمنية، فقد أُلغي النظام الذي كان متبعاً، ويعطي سلطة تقدير استخدام العنف لقاض مرافق للشرطة، لكن النظام ترك تلك التقديرات لأجهزته الأمنية دون مراقبة أو حساب». ويقطع صالح بأن ما حدث في المظاهرات الأخيرة من قتل ودم «سياسة منهجية» للنظام تجوز له استخدام أقصى حالات العنف في مواجهة المعارضين بما في ذلك القتل، حسب تقديرات الأجهزة الأمنية.

من ناحية أخرى، ينتظر أن تتواصل الاحتجاجات في البلاد، وتتزايد وتيرتها، وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، عن ترتيب خطوات لاحتجاجات منظمة قادمة، وقال في بيان صادر أمس: «تجري المشاورات من دون كلل ولا راحة، للترتيب لخطوات قادمة، تشبه أحلامنا وتطلعاتنا، فصبراً... إن موعدنا الحرية والتغيير».

 

الحكومة المغربية تتجنّب الصدام مع التجار ووزير الداخلية يواصل مشاوراته مع النقابات

الرباط: لطيفة العروسني/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/19/قررت الحكومة المغربية، أمس، تعليق العمل بنظام الفواتير الإلكترونية الذي أدى إلى احتجاجات التجار في عدد من المدن، مهددين بشن إضراب عام قصد المطالبة بإرجاء تنفيذه. وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إنه سيجري إيقاف الإجراءات التي أثارت ردود فعل التجار والمهنيين وأصحاب المهن الحرة في عدد من المدن، إلى حين التواصل المباشر بين القطاعات الحكومية المعنية، وجميع الأطراف الممثلة لهذه الفئة، من أجل الوقوف على حقيقة الصعوبات والبحث على الحلول المناسبة لها. وأوضح العثماني، خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أنه يتابع الموضوع شخصياً وعن كثب مع وزير الاقتصاد والمالية ووزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي ووزير الداخلية، مشدداً على أنه مستعدّ للتدخل، وإيجاد الحل المناسب لأي تجاوز غير مقبول.

كما أعلن العثماني أنه من المقرر عقد اجتماع الاثنين المقبل بين الإدارة العامة للضرائب، وإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة مع ممثلي التجار، فضلاً عن اجتماع آخر مرتقب، الأربعاء المقبل، بمقر وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار الرقمي، قصد مناقشة جميع المواضيع ومعالجة كل الإشكالات في هذا الباب. وقال بهذا الخصوص: «نريد أن نقف على الضرر والعمل على إيجاد الحلول المناسبة». في غضون ذلك، كشف العثماني عن تلقيه مذكرات من جمعيات ومنظمات ونقابات مهنية، مؤكداً استعداده لدراسة جميع المقترحات للوصول إلى حلول متوازنة، تراعي مصلحة التجار والمقاولات والاقتصاد الوطني، عبر حوار صريح وبنّاء. وأوضح العثماني أن التجار الصغار غير معنيين بالإجراءات الأخيرة، ما داموا يخضعون لنظام التصريح الضريبي الجزافي، مشدداً على أن كثيراً مما يروِّج في بعض المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي «أخبار غير صحيحة ومضخمة، كما أننا نولي اهتماماً كبيراً للتجار والمهنيين لدورهم الكبير، ولأنهم عصب الاقتصاد الوطني». وكان التجار قد احتجوا على اعتماد نظام فوترة جديد، دخل حيز التنفيذ، مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، يعتبر الفاتورة الإلكترونية وثيقة إلزامية في التصريح الضريبي، ورفض الفواتير المحررة بخط اليد، وطالبوا بإجراءات مواكبة لتنفيذه. وفي موضوع منفصل، رفض مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، أمس، التعليق على الانقلاب الفاشل الذي عرفته جمهورية الغابون، الاثنين الماضي، وما جرى تداوله بشأن وجود قوات عسكرية مغربية هناك، ودور المغرب في إفشال عملية الانقلاب التي شهدتها البلاد في غياب رئيسها علي بانغو، الذي يمضي فترة نقاهة في أحد المستشفيات بالرباط. واكتفى الخلفي بالقول خلال لقاء صحافي عقده أمس عقب اجتماع الحكومة إن «موضوع الغابون لم يجر التطرق إليه في اجتماع الحكومة حتى أجيب عن سؤال بشأنه». في سياق آخر، ورداً على سؤال بشأن مطالب الحركة الأمازيغية باعتماد السنة الأمازيغية عطلة رسمية في البلاد، التي يحتفل بها الأمازيغ، غداً (السبت)، وتأخر إخراج القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، قال الخلفي إن مطلب السنة الأمازيغية أحيل في مرحلة سابقة على رئيس الحكومة، وهو بصدد دراسته، وأي قرار سيتخذه سيعلن عنه. وأوضح الخلفي أن تأخّر صدور القانون يتحمل مسؤوليته البرلمان، مشيراً إلى أن الحكومة حرصت على أن يكون هناك تقدم في إخراج هذا النص، باعتباره خطوة أساسية باللغة والثقافة الأمازيغيتين، وتفعيل الطابع الرسمي لها في مختلف مجالات الحياة العامة. وسرد الخلفي في هذا الإطار عدداً من الإجراءات العملية التي قال إنه جرى تنفيذها، ومن بينها كتابة عناوين الإدارات والمؤسسات العامة باللغتين العربية والأمازيغية، والتدريس في المعاهد العليا، واعتماد الأمازيغية والعربية في الوثائق الإدارية. أما بخصوص مستجدات حوار الحكومة مع النقابات، الذي وصل إلى باب مسدود، فقال الخلفي إن العثماني كلّف عبد الوفي لفتيت وزير الداخلية مواصلة لقاءاته مع رؤساء الاتحادات العمالية إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي وحلول ترضي جميع الأطراف، وذلك بعد تشبث النقابات بمطالبها وعلى رأسها الزيادة في الأجور والتعويضات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحقد لا يبني دولاً

الكولونيل شربل بركات (من أرشيف علم 2013)

19 آذار/2013

http://eliasbejjaninews.com/archives/70969/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D8%AF-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D9%84/

لم يكن الحقد مرة أساسا كافيا لبنأ الأمم ولا لتنظيم الشعوب بل كان دوما السبب الرئيسي في انحدار القيم وتفتت المجتمعات من هنا لا بد لنا من قراءة في الأحداث التي لا تزال تجري في وطن الأرز منذ أكثر من نصف قرن. فوحدة اللبنانيين لم تقم ، على ما يبدو، على التكامل في بناء الوطن ولا على التطلعات الحقيقية التي ترتكز عليها آمال الفئات المختلفة منهم والتي تشكل هذا المزيج المفترض بأنه متجانس نوعا ما بسبب ما مر على المجموعات الحضارية التي يتالف منها نسيجه والتي كان لا بد لها من الانصهار في بوتقة ما سمي بوطن التعايش. ففي الجهة المسيحية نجد تنافرا كبيرا خلال حقبات التاريخ بين الكنائس المختلفة عقائديا وصل في بعض الحقبات إلى التقاتل باسم الدين كما نجد نفس هذه الخلافات بين مركبات المذاهب الاسلامية ولكن التفتيش عن جامع لكل هذه الفئات ليس بالأمر المستحيل ولا هو بعيد عن الواقع لأن الامبراطوريات الكبرى التي تحكمت بشؤون الناس خلال التاريخ أظهرت للجميع بأن الكأس المرة يشربها كل الجيران مهما اختلفت الوانهم والقهر والظلم يبدوان دائما أكثر تعميما من الرحمة أو توزيع الثراء والرفاه.

المراقب للأمور في بناء الدول الحديثة في منطقة الشرق الأوسط يجد بأن ما حاول التشديد عليه كافة الحكام في هذه الدول للتمكن من قيادة شعوبها كان توجيه الحقد لجهة خارجية قد يسهل اقناع الأغلبية بمعاداتها فكان الكلام على الاستعمار كعنصر غريب يسهل توجيه الحقد عليه ثم على الصهيونية بعد قضية فلسطين وعلى الاقطاعية والرأسمالية الجشعة في الأنظمة اليسارية التي توالت على الحكم. وقد نجحت هذه نوعا ما بتشكيل اجماع على توجيه الحقد ما مكن المجتمعات في هذه الدول الناشئة من الاستمرار بالعيش "المؤقت". ولكن مشاكل الناس لا تحل فقط بخلق أنواع من الحقد والعمل على توجيهها لأن للناس حاجات يومية لا ترتبط فقط بالاعداء "الوهميين" الذين يعمل الحكام على ابرازهم والمشكل هو عندما يصدق هؤلاء الحكام بأن مهمتهم الوحيد هي الاستمرار باللعب على زرع الحقد وتغذيته بدل التفتيش عن أفكار إيجابية تسهم في تحفيذ الناس على الخلق والابداع اللذين يساعدان على حلحلة المشاكل المعيشية وزيادة الانتاجية وتأمين نوع من العدالة الحقيقية والفرص لكل المواطنين بدون تمييز قد تسهم مجتمعة في انماء الروح الوطنية وتقدم البلاد نحو التكامل في تعاون أبنائها ومن ثم التكامل والتعاون مع الدول الجارة في سبيل خير البشرية جمعاء.

 لقد ركزت دول الشرق الأوسط على عداوة إسرائيل وتنمية الحقد تجاهها مدة سبعين عاما ونيف تغيرت خلالها الأنظمة والحكام في هذه الدول عدة مرات وظل الحقد عينه وبقيت مشاكل الشعوب نفسها بالرغم من تطور التكنولوجيا وتبدل العلاقات الدولية وسقوط الجدران الحديدية والأنظمة التوتاليتارية وانفتاح الأسواق العالمية وبالرغم من الثراء الذي طال أغلب دول المنطقة من جراء فورة النفط. وبدل من أن يعي الحكام وقادة الراي في دول المنطقة أهمية بناء الأنسان المنفتح والمتعاون بقي التشديد على الحقد حتى وقعت هذه الدول في دوامته لتتآكل من الداخل ويصبح هذا الحقد الذي أعتقد البعض بأنه الدواء الناجع للإلهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية هو المشكلة الأساسية التي تقضي على الأحلام وعلى العلاقات الاجتماعية وعلى بنية هذه الدول.

في لبنان الذي كان بدا وكأنه بلد التعايش بين الحضارات المختلفة صب زيت ما سمي بالثورة الفلسطينية على نار الخلافات الداخلية لينفجر حروبا طائفية مزقت الوطن وشتت بنيه ولم نعي بعد بأننا قد صنعنا بأيدينا مئات المآسي التي فاقت بمرات مأساة الفلسطينيين. ولم يفهم القادة مقدار الخسائر التي ولدت في حروب لبنان واعتقد البعض بأنها الباب لمزيد من التحكم والسيطرة فإذا بالنار نفسها تدخل كل البيوت وتحرق كل الهشيم الذي تألفت منه هذه المجتمعات. وصارت الحروب تتنقل في كل أنحاء المنطقة ولم تسلم منها بلاد فقيرة أو غنية على السواء وإذا بالنار تشتعل من الصومال الأفريقي والسودان مرورا باليمن "السعيد" لتصل دول الجليج الغنية وتهز مجتمعاتها وتنتقل إلى العراق قلب العروبة النابض فيتخلخل بنفس نار الحقد المتوهج ويحط في بلاد الشام التي اخترع أبناؤها وأجج حكامها سياسات الحقد هذه.

اليوم يقف لبنان المجرّح والمعذب على أبواب حرب المذاهب التي تذكرنا بأيام المماليك وفتاوى ابن تيمية وغيره بينما لا يزال من يعتقد بأنه يمسك الأرض متشبثا بالسلاح متباهيا بالسلطة مبتعدا عن الواقع متناسيا بأن للظلم والقهر حدودا لا بد أن تضعها السماء إن لم يبادر أهل الأرض لوضع مثلها، هذه الحرب التي عرفناها سابقا ونرى أشكالا منها كل يوم يجب أن يتجنبها العقلاء ويسعى لمنعها من يدعي بأنه يعرف الله.

 فالحقد الذي رعته الأنظمة المتتالية في دول الجيران ارتد على الداخل وبدأ ينهش من جسد الأمة فهل من يفقه بأن المزيد من الحقد يزيد من الدمار؟ وهل سنرى قبل فوات الأوان من ينادي بوقف العنف والاعتراف بكل الآخرين وحقهم بالحياة الكريمة والعمل على التعاون في سبيل الخير الذي يمكن أن يطال الكل بدل ذلك الشر الذي يطالهم اليوم بدون أي شك؟

 سياسات الحقد هذه ليست فقط بين المذاهب والطوائف ونحن نراها في البيت الواحد حيث يبنون انتماءاتهم على الحقد ففي الجانب المسيحي مثلا أغلب من يسير في خطى الجنرال عون اليوم هو ممن يحقد على الدكتور جعجع والعكس صحيح وهذا ليس حرية رأي أو ممارسة للديمقراطية لأن الديمقراطية الحقيقية هي تأييد لطروحات سياسية "مرحلية" نقتنع بها فنتبناها وقد يعجبنا أو لا الشخص الذي يطرحها والقضية ليست قضية تزلم لأشخاص أو مخاصمة لآخرين من هنا فإن الوضع السياسي غير طبيعي ولا يدعو إلى التفاؤل بتغيير إيجابي من هذه الجهة أو تلك وما نقوله في الحركات الدينية "الأصولية" شيعية كانت أم سنية يصح أيضا في التجمعات السياسية التي تدعي "العلمانية".

دعوتنا إلى اللبنانيين جميعا أن يبصروا ما آلت إليه الأمور ويستوعبوا بأن الحقد لن يبني لهم ولا لغيرهم بيوتا لا تحرقها النيران وكما كانت الحرب التي لم تنته بعد الشرارة لحروب "الأخوة" في كافة أرجاء المنطقة فلتكن محاسبتهم الذاتية بداية لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة بأسرها وليرجع كل واحد إلى نفسه فيعرف بأن لا رابح من كل لعبة الحقد هذه.

دعوتنا إلى الأهل في الجنوب بعد أن رأى الكل وللمرة الخامسة من على شاشات التلفزة كيف يعامل من صمد في أرضه يوم هربت الدولة ومعها الكثير ممن يدعون البطولة اليوم، وكيف يمنع عليهم حتى تسجيل أبنائهم ويحرمون من حقوقهم المدنية في وقت يمارس المتسلطون قصر نظر كبير باشتراكهم في حروب خارج الحدود لا ناقة لهم فيها ولا جمل، دعوتنا أن نبدأ بفحص ضمير إن كان هناك من ضمير ونتلوا فعل ندامة حقيقي عن كل الحقد الذي نشرنا ولنمزق أحكام الظلم وندعو اخوتنا الذين اتهمناهم بالخيانة إلى المصالحة والمسامحة ولنتعاون على طي صفحات العنف التي انطلقت من هذا الجنوب وها هي تشعل المنطقة بأسرها عل هذه البادرة تكون مثالا يحتذى فتنطلق موجة جديدة من الواقعية المغلفة بالتسامح والتعاون لتطفيء نيران الحقد هذه وتخنق الشر الذي سيدمرنا جميعا.

 الدول الكبرى تعرف أن تحل مشاكلها وعندما يحين الوقت ستجلس إيران وتركيا والدول الكبرى ومن تبقى من دول المنطقة على طاولة واحدة وتتقاسم المصالح ولكن الشرخ العميق الذي يحدثه التعنت والتجبر واللجوء إلى العنف وتحكيم السلاح في البيت الواحد لا يزول بسهولة وستبقى آثاره لسنين طويلة وينعكس على الحالة السياسية للبلد وسيصبح من الصعب التفاهم على الحكم ولو زادت الثروات وعم السلم المناطق المجاورة. فهل نعي إلى أين نحن سائرون وهل نملك الشجاعة الكافية للاعتراف بالخطأ والعودة عنه؟

 

جنبلاط لـ«الجمهورية»: أترحّم على قدامى الفاسدين واذا دعا العرب سوريا يلتزم لبنان

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الجمعة 11 كانون الثاني 2019

إستفاقت الدولة بعد فوات الأوان على عاصفة «نورما»، فلم تتنبه اليها إلّا بعد انتهائها، ولم تستنفر اجهزتها إلّا بعد وقوع الأضرار. دائماً تصل الدولة متأخرة الى مواعيدها مع المواطن، والأكيد أنّ الاجتماع الموسّع الذي ترأسه الرئيس سعد الحريري أمس للجهات الرسمية المعنية كان سيفيد أكثر لو أنه حصل عشية هبوب العاصفة التي لم تُخفِ تاريخ وصولها الى ربوعنا، بل كان معروفاً بالساعة والدقيقة. وعلى طريقته، قارب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هذا الملف، ومنه أطلّ على أزمة التأليف الحكومي وصولاً الى مسألة حضور سوريا من عدمه للقمة الاقتصادية العربية في بيروت.

يتحسّر جنبلاط في حواره مع «الجمهورية» على ما آل اليه طموح الاصلاح ومكافحة الفساد حتى الآن، ملاحِظاً «انّ وضعنا بات أسوأ ممّا كان عليه في الماضي».

وفي معرض انتقاده للوضع المهترئ منذ زمن طويل، يستعين جنبلاط بصور للسيول في لبنان من السبعينات، كذلك يستشهد بمقالة قديمة للصحافي الراحل ميشال ابو جودة يشير فيها الى انّ لبنان هو «بلد صيفي»، قائلاً: «بعدنا محلنا، بل إننا نتقهقر الى الوراء»..

ويلفت جنبلاط الى انه «لم يعد يوجد للاسف حدّ أدنى من المناقصات النزيهة والمدروسة، والبنى التحتية غير مؤهّلة، فكيف إذا هطلت كميات كبيرة من الامطار دفعة واحدة كما حصل خلال عاصفة نورما».

ويضيف: «من جهة العاصفة كانت قوية، ومن جهة أخرى الفساد قديم ومستمر، والنتيجة أضرار في مناطق عدة، والمواطن يدفع الثمن». ويعتبر جنبلاط انّ منظومة الفساد الحالية توسّعت، كمّاً ونوعاً، قياساً الى الماضي، «ونحن أصبحنا نترحّم على طبقة الفاسدين القديمة التي كانت أكثر رقيّاً وأقلّ نهماً في السابق، بينما يبدو أنّ النماذج الحالية شهيتها مفتوحة ولا تعرف أن تقف عند حدّ». ويضيف: «كم يبدو سليم الخوري «بريئاً» امام حيتان الفساد التي تلتهم الاخضر واليابس».

ويتوقف جنبلاط عند دلالات بعض الاسماء المرشّحة للتوزير، لافتاً الى «انّ هناك وجوهاً لا تبشّر بالخير وملامحها توحي مسبقاً بأنها من محترفي السرقة، اما بعض المتعهّدين فمصيبتُنا معهم أعظم وارتكاباتُهم تدلّ عليهم».

وإذا كان غياب الحكومة الأصيلة قد أدّى الى تفاقم تداعيات العاصفة وتمييع المسؤوليات، بحيث تعذّر تصريف المياه في مرحلة تصريف الأعمال، إلّا انّ جنبلاط يلفت الى أنه كان ممكناً تشكيل الحكومة بأقل الخسائر عندما طُرحت التسوية الشهيرة حول الوزير السني المستقل، «لكن لم يتم التقاط هذه الفرصة التي ضاعت في متاهة تحديد تموضع الوزير، وضمن أيِّ حصة سيكون، ثم دخل العامل السوري على الخط مع اقتراب انعقاد القمة الاقتصادية، وظهرت اعتراضات متصاعدة لدى جبهة الممانعة على عدم دعوة دمشق، الامر الذي أدّى الى مزيد من التعقيد في الملف الحكومي».

وماذا عن موقف الرئيس نبيه بري الذي طالب بتأجيل انقعاد القمة الاقتصادية في بيروت إذا لم تُدع سوريا اليها؟ يجيب جنبلاط: «انا أتفهّم موقف صديقي الرئيس بري، وقبل أن تصبح كلمة «الممانعة» المزعجة قيد التداول، كان بري من أوائل المقاومين مع حركة «أمل» ضد الاجتياح والاحتلال الإسرائيليّين للبنان».

واين انت من الخلاف الداخلي حول دعوة سوريا الى القمة؟ يجيب جنبلاط لافتاً الى انّ موقف الحزب التقدمي الاشتراكي معروف من النظام السوري، لكنه يشدّد في الوقت نفسه على «أنّ القرار في هذا الشأن يعود الى ما يُعرف بالجامعة العربية التي إذا قرّرت استعادة سوريا الى صفوفها وبالتالي دعوتها الى حضور القمة الاقتصادية فإنّ لبنان لا يستطيع سوى ان يكون جزءاً من هذا القرار، ولو أنني اشعر بأنّ الجامعة العربية باتت شبه معدومة ومن الأفضل استبدالها بالجامعة الاقليمية، لتضمّ تركيا وإيران».

 

أبعد من الحكومة بكثير.. هذا ما يريده «حزب الله»!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الجمعة 11 كانون الثاني 2019

بدأ يتبلور في بعض الأوساط تَصوُّرٌ أعمق لطبيعة الأزمة الحكومية. فالأرجح، أن لا حكومة في المدى المنظور. وستبقى العقدة الحكومية قائمة في الشكل، فيما الأزمة الحقيقية هي الآتية: هل يكتفي «حزب الله» وإيران بنفوذٍ محدودٍ في الحكومة أم سيستفيد من الفرصة لتركيب السلطة كلها، وفق معادلات جديدة للقوة؟ وتالياً، هل وجد «حزب الله» أنّ الوقت قد حان ليُطْلِق «مؤتمره» التأسيسي على أنقاض «إتفاق الطائف»؟

في بيئة «حزب الله»، ليس هناك أي حراك جديد في الملف الحكومي. كما أنّ التوقعات بولادة حكومة جديدة، ضمن مدى زمني منظور، لم تعد قائمة. وبدأ يُسمَع كلامٌ عن خلط الأوراق السياسية كلها في الداخل، وإعادة رسم التوازنات على أسس جديدة. يتردّد في أوساط «الحزب» أنّ أزمة تأليف الحكومة، بعد أزمات أخرى خطرة تعرّضت لها المؤسسات الدستورية، كشفت أنّ نظام «الطائف» يحتاج إلى إعادة نظر في العمق. فالبلد بقي عامين ونصف عام يتعثّر حتى تمّ انتخاب رئيس للجمهورية، وبقي يمدِّد لنواب العام 2009، 5 سنوات، حتى تمكّن من إجراء انتخابات نيابية في 2018.

واليوم، مضت 8 أشهر، وقد تمضي أشهر أخرى، قبل التمكّن من تأليف حكومة، فيما الاستقرار الاقتصادي والمالي على شفير اهتزازات خطرة. فهل يجوز استمرار التعاطي مع هذه التفسّخات بمنطق الترقيع؟

بالنسبة إلى هذه الأوساط، بات محسوماً أنّ «إتفاق الطائف» الذي وُلِد قبل 20 عاماً لتأدية وظيفة معيّنة هي إنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة، بات يحتاج اليوم إلى نقاش في العمق، في ضوء المتغيّرات الهائلة التي طرأت خلال هذه الفترة والعثرات التي ظهرت، بحيث يتمّ تنفيذ البنود التي تستوجب التنفيذ وتعديل ما يحتاج منها إلى تعديل، فلا تبقى المؤسسات في وضعية التعثّر الدائم. أكثر من ذلك، يجرؤ البعض على كشف الأمور في شكل أكثر وضوحاً، فيقول: «نريد أن نكون شركاء حقيقيين في تركيب السلطة التنفيذية. ففي المفهوم المتّبع حالياً، لا وجود لشراكة شيعية حقيقية في عملية التأليف. ويجب تصحيح هذه الثغرة. والدليل هو أنّ التمثيل المطروح لحركة «أمل» و«الحزب» في الصيغ الثلاثينية كلها تعطيهما أقلّ بكثير مما تعطي الشرائح السياسية في طوائف أخرى.

فالنواب الشيعة الـ27 مطروحٌ تمثيلهم بـ6 وزراء، فيما نواب «التيار الوطني الحر» وفريق رئيس الجمهورية الـ29 سيُمثَّلون بـ10 وزراء، وهم يطالبون بأكثر، ونواب «القوات» الـ15 لهم 4 وزراء، ونواب الحريري الـ19 لهم 6 وزراء. ولذلك، يريد «الحزب» أن يكون شريكاً حقيقياً وفاعلاً في السلطة التنفيذية، بدءاً من تأليف الحكومة». وبين المحللين مَن يعتقد أنّ الوجه الآخر من هذا الاستياء الشيعي عبّر عنه الرئيس نبيه بري صراحةً، إذ دعا إلى فتح حوار حول فكرة الدولة المدنية، معتبراً أنّها الحلّ الوحيد للأزمة.

وقد أوضح الوزير السابق وئام وهّاب بعضاً من مضامين الفكرة بعد زيارته عين التينة قبل أيام، مؤكّداً أنّ هذا الطرح أشدّ أهمية من موضوع الحكومة، وأنه انتقل إلى «مرحلة متقدّمة جداً».

ووفق وهاب، يرى رئيس المجلس أنّ التجربة أثبتت، بعد 2005، أنّ هذا النظام لا يستطيع إدارة نفسه. ويقوم تصوُّرُه على تشكيل المجلسين معاً: «مجلس الشيوخ الذي يكون ضامناً لحقوق الطوائف، ومجلس النواب الذي يكون مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ولكن داخل المذاهب يجب أن لا ندخل في التفاصيل». ولم يتبلور حتى اليوم ما إذا كان طرح بري منسّقاً مع الحلفاء أو أي قوى سياسية أخرى، وخصوصاً «حزب الله» شريكه في «الثنائي»، إلا أنّ انطلاق النقاش حوله سيقود حتماً إلى بحثٍ شامل وعميق في مختلف الأفكار والمشاريع المطروحة تحت عنوان «تطوير النظام».

عملياً، سيؤدي ذلك إلى وضع «إتفاق الطائف»، نصّاً وتطبيقاً، على طاولة التشريح. وستكون فرصة لكل القوى لكي تطرح تصوّراتها. وفي الدرجة الأولى، سيكون «الحزب» مستعداً لطرح «المؤتمر التأسيسي» الذي لطالما نادى به. لكن المشكلة التي سيواجهها هي أنّ حلفاءه ستكون لهم تصوّرات أخرى حول الثغرات والاعتراضات والطموحات.

ويبدو «حزب الله» راغباً في تسريع الدخول في هذه الورشة لضرورات إقليمية. فتراجع الحضور الإيراني، مقابل نمو الحضور الروسي في نظام الرئيس بشّار الأسد، سيضطر إيران و«الحزب» إلى الإسراع في تركيب سلطة تنفيذية «ضامنة» لهما، ليس فقط في الحكومة، أي على مدى سنوات عدّة مقبلة، بل أيضاً في تركيبة النظام بشموليته، وفي شكل دائم. وسيؤكّد «الحزب» بذلك مقولة أنّ إيران لن تتخلّى عن نفوذٍ وازنٍ لها في لبنان، أياً كانت نتائج معاركها في الشرق الأوسط. فهي إذا ضعفت في المنطقة ستحتاج إلى التعويض بامتلاك أكبر مقدار من السلطة في لبنان، وأما إذا انتصرت في المنطقة فطبيعي أن تتوِّج انتصارها بامتلاك أكبر مقدار من السلطة فيه. والواضح أنّ «الحزب» الذي يعتبر نفسه منتصراً في معارك سوريا والعراق واليمن، وفي القتال ضد «داعش» في جرود عرسال ومناطق لبنانية أخرى، وقاوم إسرائيل في العامين 2000 و2006، يرغب اليوم في تثمير انتصاراته سياسياً في الداخل اللبناني، وفي أقرب ما يمكن، لئلا تذهب بها التحولات المرتقبة في سوريا. وعلى الأرجح، ليس هناك وقتٌ لدى «حزب الله» لكي يضيّعه، وليست هناك فُرَص سوى الأزمة التي تتخبّط فيها عملية تأليف الحكومة. ولذلك هو لن يهدر الفرصة. وعلى الأرجح سيجد أنّ من المناسب أن «يطبخ» المؤتمر التأسيسي على نار الحكومة. ولكن، في لبنان، حيث الحلول تُطبخ بتغطيات عربية وإقليمية ودولية دائماً، وتُترجِم مصالح الأقوى على حساب الأضعف، يمكن السؤال: هل من الواقعي إنضاج المؤتمر التأسيسي في ظل هذه المعطيات… وعدم إحراق الحكومة؟

 

دولة الحنان على الحيوان

جوزف الهاشم/جريدة الجمهورية/الجمعة 11 كانون الثاني 2019

أنتم... إيها المسؤولون والأحزاب والنواب والسياسيون، يا من ترتكبون جريمة إسقاط الجنـين تلو الجنـين من رَحِم الحكومة.. وفي مستشفى بعبدا الحكومي...

أنتم.. أيها الذين تمارسون سياسة الكذب والدََجل والجشع والإستخفاف بعقول الناس وأرواح الناس، وبكلِّ ما تبقّى لهم من أمل يعلّقونه على قيام دولةٍ ووطن.

أنتم... يا من احتفلتم سكارى في العِلَب الحمراء وليالي العيد الصاخبات، هل سمعتم: أنَّ والداً سرق ربطة خبز ليطعم أولاده الجياع فأودع السجن، وأن زوجته حملت أطفالها الى القاضي تستعطفه إطلاق سراح زوجها لأنها لا تملك البدل الماديّ للعقوبة...؟

هل شاهدتم مِـنْ على الشاشات ذلك البائس الذي يعيش في هيكل سيارة وتلك المرأة التي تنام تحت الجسر، وكلاهما يقتات من كرم المحسنين، والمحسنون: منهم من أصبح يحتاج الى محسن، ومنهم من أصبح يحتاج الى الرحمة...؟

وهل سمعتم بذلك الوالد الذي قتل طفليه وانتحر تملّصاً من مرارة الحياة وذُلِّها، وتبصّرتم بتلك الأيدي المرتجفة وهي تغافل المارة لتلتقط من مستوعبات القمامة بقايا موائدكم الباذخة..؟

وماذا تعلمون عن مآسي العائلات المقهورة والأكواخ المستورة...؟ حتى الأرملة لم تعد تملك ذلك الفِلْس الذي تبرعت به أمام المسيح. وهل تستبعدون تسلّل بعض الأمهات الشريفات تحت أجنحة الليل لبيع أنفسهنّ قهراً مقابل ما يسدّ رمقاً لطفل قد يموت..؟

وأنتم تصفِّقون للطير وهو يرقص مذبوحاً من الألمِ، هل تقرأون الأخطل الصغير القائل: تقضي المروءةُ والأجفانُ واقفةٌ    وسط المآتمِ أنْ لا تُظهرَ الفَرحَا وهل يفرحكم ما آلت إليه حال شعب لبنان العظيم، هذا الشعب كما يقول «لينين»: «.. الذي أعطى أصواته ببطونه الجائعة وأقدامه الحافية...» لمن أصبحوا حكاماً وأحزاباً وزعماء، لينتقلوا بسحر الكراسي من بؤرة العسر الى نعمة اليسر، ومن تواضع الدور الى فخامة القصور وحولها الجنائن المفاتن، وحدائقُ لأجناسٍ من الحيوان تنعم بالمأكل والمشرب بما هو أشهى مما يأمله المساكين من الناس. ومع أنَّ قباب القصور الشامخات تظهر من نوافذ قصر العدل فلا القضاء يعاقب ولا المجلس النيابي يحاسب، إنهم محصنون، وبقوة سلاحهم يغتالون قوة القانون وينهبون ولا يشبعون، على ما يقول أنَس بن مالك نقلاً عن النبي: «لو أنّ لابن آدم وادياً من الذهب أحبَّ أن يكون له واديانِ ولن يملأ فاه إلا التراب». هذه دولتك يا شعب لبنان العظيم، تنهزم أمام رجالها الميامين وأمام المستكبرين وتستقوي على انهزام المستضعفين، هي سلطة الدولة القوية العادلة التي تتعامى عن قانون عذاب الإنسان وتحرِّك النيابة العامة في الشمال ضد المدعو يحيى سليمان سنداً الى قانون الحيوانات الأليفة لإنه كان يعذّب هـرّة.

إنها معادلة اعتمدتها دول النظام البوليسي... هتلر أيضاً أصدر قانوناً ضد العدوانية تجاه الحيوانات، فيما كان أحد أبرز الأبطال التاريخيين في ارتكاب المجازر ضد الإنسانية، والشاعر أحمد شوقي يشرح ما كانت تحظى به كلاب الأستانة العثمانية فيقول:

قالوا فروقُ الملْكِ دارُ مخاوفٍ    لا ينقضي لنزيِلهـا وسـواسُ

وكلابُها في مأْمَنٍ فاعجِبْ لها    أَمِـنَ الكلابُ بِها وخافَ الناسُ

أخطر ما قد يصل إليه الإنسان في هذا الزمان، هو أن يحسد حياةَ الهـرَرَة والكلاب.

 

القمة الهزيلة .. ومخرج برِّي!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الجمعة 11 كانون الثاني 2019

ثمة ظاهرة مثيرة للدهشة في لبنان، هي في الواقع خليط بين ظاهرتين، هما الإصرار على إنكار الحقائق، حتى الجليّ منها، والرغبة الدائمة في ابقاء البلد «حرفاً ناقصاً» في التحوّلات التي يشهدها الإقليم، والتي تنسحب، كما هي الحال منذ القِدم، على الداخل.

واضح ان الطبقة الحاكمة في لبنان قد اختارت تطبيق «ساديتها» على شعبها، وهو امر لم يعد أحد، حتى من رموز السلطة الحالية، ينكره، هو في الحقيقة مرض عضال يتجلى بأوضح ارباكاته وأعراضه السلوكية، سواء حول الملف الحكومي، أو حول التطورات الإقليمية، التي تشهد يوماً بعد يوم تحوّلات ومتغيّرات دراماتيكية، يُخشى أن تجعل لبنان يدفع ثمن السلم، تماماً كما دفع ثمن الحرب. مرضٌ، استولد توصيفات لاذعة على ألسنة الناس؛ عاصفة مناخية حضرت ليومين فقط، فجعلت الدولة مسخرة، وحوّلت لبنان دولة برمائية كئيبة لم تعد تحتاج الى حكومة تصريف اعمال تدير شؤونها، بقدر ما صارت تحتاج الى حكومة تصريف مياه! والأنكى من كل ذلك أنّ العاصفة مرّت مع ما خلّفته من اضرار ووجع، وكأن شيئاً لم يحصل؛ وفي النتيجة أسقطت «نورما» الطاقم الحاكم في الامتحان، وها هي شقيقتها «ترايسي» مقبلة بعد يومين لتضعه أمام امتحان آخر، أو بمعنى أدق، تقوده الى سقوط آخر.

واذا كان هذا الطاقم قد فشل في عبور نفق عاصفة مناخية مؤقتة ومتوقعة أصلا، فمن الطبيعي لهذا الطاقم ان يعلق في لعبة حكومية فاشلة منذ منتصف العام الماضي؛ إحداث نفق لتصريف المياه تمّ بشقّ النفس، فكيف لنفق حكومي مسدود بالكامل، يتطلّب فتحه توافر العدد الكثير من آليات الحفر، للنفاذ منها الى تشكيل حكومة، وهذه الآليات غير متوافرة حتى الآن، أو بالأحرى ممنوع أن تتوافر!

صارت الحكومة فعلاً ماضياً ناقصاً على حد تعبير الرئيس نبيه بري، وصاحب «الفضل» الأول في جعلها تذهب الى هذا المكان، هو السلوك السائد منذ ايار الماضي، بمعاييره العشوائية التي اعتُمدت في توزيع الوزارات، وبشعور بعض الأطراف بالزهو الرئاسي و«فائض قوة» مكّنه من فرض «قواعد تعطيل» لكلّ ما هو في غير مصلحته، وعلى سائر المكونات السياسية - بلغة تشبه الأمر - الإلتزام بها، و«الثلث المعطّل» أغلى من الحكومة كلّها، والحصّة الرئاسية مقدّسة، ويدعم هذا المنطق بولادات متتالية لأفكار وطروحات تطلب الخبز من افران الآخرين، واما خبزنا فلنا وحدنا. هنا تكمن المصيبة.

ثمة من يسأل: «إذا كان الفريق الحاكم قد فشل في تجاوز استحقاق الحكومة، فماذا عن الاستحقاق الأكبر والإستثنائي المتعلق بالقمّة الاقتصادية المُزمع عقدها في لبنان بعد عشرة ايام؟». ويجيب: « مع بقاء هذا السلوك التعطيلي، فمن الأكيد أنّ لبنان سيذهب إلى القمّة التي ستُعقد في بيته - هذا إذا عُقدت- كغريب عنها، وسيدخل إليها أعرجَ، بسلطة تنفيذية ناقصة حتى لا نقول اكثر من ذلك. فتأليف الحكومة، حتى ولو تمّ على باب القمة، يحقن لبنان بشيء من المعنوية، لا بل ببعض «الهيبة» في القمة وأمام من سيحضر إليها من القادة العرب، ويمنحه فرصة جديدة لاستعادة نفسه، وكذلك دوره في المشهد العربي، لكن خلاصة الامر أن لا حكومة في المدى المنظور، في ظل الاصرار على السلوك ذاته وتعطيل تشكيل الحكومة، بألاعيب سياسية صبيانية، تجعل التنازل عن حقيبة وزارية لتحقيق المصلحة الوطنية العليا أمراً من سابع المستحيلات.

قد تبدو دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تأجيل القمّة، آتية من موقع الحث على التعجيل بتشكيلها، الحكومة، على اعتبار انّ الفرصة ما زالت سانحة لهذا الامر على باب القمّة، بما يُدخل لبنان إليها بكامل معنوياته وهيبته السياسيّة والرسمية. الا أنّ هذه الدعوة في حقيقتها، كما يقول بري:

- جاءت رافدا لموقف رئيس الجمهورية، وليست، كما حاول البعض تصويرها على انها موجهة ضده، فهي ليست كذلك على الإطلاق. - جاءت كمخرج لتوفير ظروف إنجاح هذه القمّة، وخصوصاً على مستوى المشاركة فيها، لكي لا تأتي هذه المشاركة هزيلة، والمعلومات المتوافرة تفيد بعدم حضور قادة عدد من الدول، وفي الوقت نفسه مجيء رؤساء الحكومات متعذر لأن لا وجود لنظير لهم بكامل صلاحياته في لبنان، نظرا لعدم وجود حكومة كاملة المواصفات، وبالتالي قد يكون الحضور دون هذا المستوى، ما يعني اننا سنكون امام حضور هزيل، وهذا لا يسيء فقط للبنان، بل للقمة نفسها، ما يعني انه ينسفها سلفاً.

- جاءت من قناعة أنّ الشرط الأساس لنجاح أي قمّة، هو توفير الحد الأدنى من التضامن العربي الذي لا يبدو متوافراً قبل أيام من انعقادها في بيروت. ومن هنا كانت دعوتي الى تأجيل القمة الاقتصادية شهرين، لأنني أملك معلومات اكيدة بأن تونس التي ستستضيف القمة العربية في آذار المقبل، ستوجّه الدعوة الى سوريا للمشاركة فيها بمعزل عن اي اجراء متخذ من قبل بعض الدول في الجامعة العربية. إضافة الى ان الاتحاد البرلماني العربي الذي سينعقد في اذار المقبل في الاردن، سيوجه الدعوة ايضا الى سوريا للمشاركة في اجتماعاته.

- جاءت لكي لا يقع لبنان في المحظور بعقد قمّة اقتصادية تغيب عنها سوريا. وتناقش فيها مسـألة اعادة اعمار سوريا، فكيف يمكن عقد قمة تعني سوريا وفي غياب سوريا، التي يجب ان تدعى اليها. ومصلحة لبنان لا تكمن فقط في دعوتها الى القمة، بل مصلحته الكبرى هي في الانفتاح عليها، وهو امر لا مفرّ منه في نهاية المطاف. يتقاطع موقف بري هذا، مع ما يُنقل عن أحد كبار رجال الأعمال اللبنانيين حيث يقول: قد تشكّل إعادة اعمار سوريا فرصة ذهبية للبنانيين، وكثيرون يعتقدون ذلك، حتى خصوم سوريا في لبنان.ولعاب الكثير من الشركات بدأ يسيل على ما تسمى مرحلة الاعمار، ولكن، ثمة إشارة غير مطمئنة وردت على لسان مسؤولين سوريين قبل أشهر، تقول بأنّ شركاء سوريا في عملية إعادة الإعمار هم من قدّموا الدعم لها في معركة صمودها، ولن ينال الآخرون سوى الفتات.

هذا الكلام، يضيف رجل الأعمال المذكور، لا يجوز المرور عليه مرور الكرام، بل ينبغي التعمق فيه ومحاولة استدراك الموقف من قبل الدولة اللبنانية. لذلك، وحتى لا يكون لبنان من بين من قد يحصلون على الفتات، فثمة حاجة إلى تعديل مسار البوصلة اللبنانية في اتجاه الإنفتاح على دمشق. فكما هو واضح وأكيد، انّه من دون التفاهم معها، لن يكون للبنانيين وشركاتهم، تواجد فيها لحظة جني ثمار الإعمار».

 

الحريري - الثنائي الشيعي... تقاطعات «في الجرم المشهود»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/الجمعة 11 كانون الثاني 2019

يدرك رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ مسألة إقرار الموازنة العامة بما تحمله من فرص ولو محدودة لإعادة تحريك العجلة الاقتصادية، تحظى بجاذبية شعبية، سيتجاوز مؤيّدوها من الرأي العام منتقديها، في ظلّ الأزمة الاقتصادية المتعاظمة التي تأكل من جيوب الناس ولا تعطيهم فلساً وتثير الرعب في نفوسهم من المستقبل القاتم. ولكنّ هذا الاعتبار، لا يشكّل السببَ الأساس في دفع «أبو مصطفى» إلى المطالبة بإعادة احياء حكومة تصريف الأعمال لكي تملأ الشغور... وتغطّي عجزَ القوى السياسية عن التفاهم على تأليف حكومة سعد الحريري الثانية في عهد الرئيس ميشال عون. وثمّة اعتبارات سياسية أكثرُ أهمية تدفع برئيس المجلس إلى المناداة ببعث الحياة في «حكومة أليعازار». يبدو جلياً، وفق المطلعين، أنّ بري بات مقتنعاً بأنّ جهودَ التأليف تواجِه جداراً مقفلاً، على رغم المبادرات والأفكار التي يبتكرها وزير الخارجية جبران باسيل ويحاول تقديمها على أنّها أهونُ الشرور.

ولكن لا ترجمة فعلية لهذه الطروحات التي انتهت جميعُها في «سلّة المهملات»، بعدما نأى الحريري بنفسه عن الردّ على الأفكار الخمسة التي وضعها باسيل أمامه في لقائهما الأخير.

صار ثابتاً بما لا يقبل الشك أنّ زعيم تيار «المستقبل» يلتزم الهدوءَ والسكينة ليس من باب التخلّي عن صلاحياته، وإنما على أساس أنّ العقدة في ملعب الآخرين الذين عليهم البحثُ عن علاج يسهّل عملية التأليف. أكثر من ذلك، يفضّل الحريري البقاء في صفوف المتفرّجين على أساس أنه لا يملك أيَّ قدرة على التنازل للمساعدة على حلّ العقدة السنية. وبالتالي إنّ التحرك يعني في نظره تقديمَ شيءٍ ما. وفاقدُ الشيء لا يستطيع تقديمه. ولهذا يفضّل البقاء في موقع ردّة الفعل لا الفعل. حتى ردّة الفعل صارت مكلفة بالنسبة إليه، كما يقول مطلعون على موقفه. إذ إنّ إقتراح توسيع الحكومة إلى 32 وزيراً كما طرحه باسيل يقضي في أنّ يقتطع الحريري من حصته مقعداً لـ«اللقاء التشاوري» السني مقابل حصوله على الوزير العلوي بعد التخلّي عن الوزير المشترَك مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لمصلحة وزيرٍ «حريريِّ» الانتماء، على أن يؤول الوزير المسيحي من الأقليات إلى تكتل «لبنان القوي» لتصبحَ حصته 12 وزيراً. الأمر الذي يرفضه رئيس الحكومة جملةً وتفصيلاً. في المقابل فإنّ الطروحات التي ابتكرها باسيل لا تتضمّن تنازلاً فعلياً من شأنه معالجة خلل تمثيل السنّة من خارج «المستقبَليين». وبينما كان يعوّل على المبادرة الرئاسية ليكون جواد عدرا حلّاً وسطياً يؤمّن تقاطع القوى المعنية، أطاح الإخراج السيّئ بالمبادرة التي بلغت حلق المعنيين وسُحبت منه في اللحظة الأخيرة.

ليلةُ القبض على المبادرة

ويقول أحد المعنيين إنه لو كُتبت مراسيم الحكومة في «ليلة القبض على المبادرة»، وتلاها الحريري، لكان «ضرب مَن ضرب وهرب ومَن هرب». لكنّ المماطلة وإيقاظ عفاريت الحقائب الوزارية غير المحسومة أعاد الأمورَ الى مربّعها الأوّل. وبهذا المعنى، تشير التطورات إلى أنّ العصا عَلِقَت في دولاب الحكومة. ولا مؤشرات جدّية قد تشي بإمكانية سحبها في القريب العاجل. ناهيك عن مؤشرات إقليمية بدأت تتسلّل إلى كواليس الطبخة الحكومية، من شأنها أن تثيرَ السؤال حول تأخير ساعة الولادة. هكذا، استحضر بري الأرشيف العتيق للمؤسسات الدستورية، ليعودَ إلى اجتهادٍ سجّل عام 1969 أيام حكومة الرئيس الراحل رشيد كرامي عندما كانت في مرحلة تصريف الأعمال بعد أن تعذّر تشكيلُ حكومة جديدة بعد 7 أشهر من التكليف، وقضى الاجتهاد بإقرار الموازنة العامة، ليخلص إلى التأكيد أنّ «اعتبار الموازنة مسألة ضرورة فرض هذا الاجتهاد وأنّه يمكن اعتماده اليوم أيضاً».

اللافت أنّ كتلة «المستقبل» كانت أول مَن سارع الى تلقّف الدعوة وإبداء استعدادِها لدرس المسألة، مع العلم أنّ مسؤولين في «التيار الأزرق» قالوا صراحة إنّ «الحريري لا يمكن أن يقف عقبةً أمام إقرار الموازنة». وهذا ما ذهب بالبعض إلى حدّ توصيف الاجتماع الوزاري الذي استضافه «بيت الوسط» أمس تحت عنوان البحث في تداعيات العواصف المناخية، بأنه تمهيدٌ لإعادة تفعيل العمل الحكومي. إلّا أنّ أحد الوزراء المشاركين في الاجتماع نفى لـ«الجمهورية» هذا الاحتمال نفياً قاطعاً، مشيراً إلى أنّ الحاجة هي التي أملت عقد الاجتماع، ولا علاقة بينه وبين أيِّ سيناريو لا يزال قيدَ الدرس، حول مسار حكومة تصريف الأعمال ومصيرها.

عين التينة - بيت الوسط

ومع ذلك، فإنّ التقاطع بين «عين التينة» و«بيت الوسط» حول طرح «شدشدة» حال حكومة تصريف الأعمال، بات موضعَ تساؤل. وفق المطّلعين على موقف الحريري، الأمور لا تأخذ أبعاداً معقّدة ومثيرة للجدل. هو فقط يرفض الإصطدامَ بـ«سقف الممانعة» الذي ترفعه رئاسة الجمهورية إزاء العقد الحكومية، كذلك يتجنّب الاشتباك مع الثنائي الشيعي، وتحديداً «حزب الله»، إزاء مطالبته بتمثيل السُنّة المستقلين، ربطاً بالمتغيرات الإقليمية المتسارعة التي بدّلت في موازين القوى. وطالما أنّ الحريري عاجز عن تقديم أيِّ تنازلات اضافية، فهو مجبَر لا بطل، في البحث عن مخارج بديلة توقف حالة الشلل التي تصيب الحكومة، ولا خيارَ أمامه سوى إعادة تفعيل العمل الحكومي، على رغم أنّ خطوة من هذا النوع قد تُعدّ انتقاصاً من صلاحياته، وتقليصاً لفرص تأليف حكومة جديدة، وقد تفتح في وجهه جبهة اعتراض تحت عنوان التفريط بصلاحيات رئاسة الحكومة ومقامها. ومع ذلك، يبدو الحريري غيرَ مكترث لهذا التقاطع «المثير للريبة» على حدّ قول أحد المطلعين، الذي يجمع بين الضفة الحريرية وتلك الشيعية، ويعيد التذكير بسيناريو مشابه شهده المسرح اللبناني عشية التفاهم على قانون الانتخابات. يومها، بدت المساحة المشترَكة بين الفريقين حول النظام النسبي، جليّةً للعيان، في ردّ واضح على الطروحات التي كان يتولّى رئيس «التيار الوطني الحر» تقديمَها، ما أدّى الى تعطيل إحتمالات التمديد و«قانون الستين». بهذا المعنى، يؤكد أحد المعنيين إنّ التلويحَ بورقة حكومة تصريف الأعمال، يهدف خصوصاً إلى مواجهة السقوف العالية التي يرفعها «التيار الوطني الحر»، من خلال «التهديد» بسيناريو بقاء الحكومة الحالية إلى أجل غير مسمى في حال استمرت حال المراوحة والتصادم بين الطروحات الحكومية، خصوصاً وأنّ قانون الموازنة العامة هو «بيّ القوانين»، واذا ما انعقدت الحكومة «المبتورة» دستورياً لإقرار هذا المشروع، ففي إمكانها اذاً أن تقرّ أيَّ مشروع آخر ولو كان أقل أهمية وفاعلية. ولا داعي بالتالي إلى البحث عن مخارج حكومية جديدة تذلّل عراقيل التأليف. ولكن حتى اللحظة، لا يزال رئيس الجمهورية ممانعاً لخيار تعويم حكومة «منتهية الصلاحية»، خصوصاً وأنّ القبولَ به ولو موقتاً يعني تجميد حراك التأليف، الأمر الذي يُعتبر بمثابة ضربة مؤلمة في حقّ العهد.

 

نواب يحملون المواطنين مسوؤلية أضرار "نورما"

أكرم حمدان/المدن/الجمعة 11/01/2019

هدأت العاصفة "نورما". وينتظر اللبنانيون عاصفة جديدة خلال الأيام المقبلة، من دون معرفة ما إذا كانت العواقب الآتية ستكون شبيهة بما خلفته "نورما"، التي استنفرت "نواب الأمة" بعد هدوئها، خصوصاً في لجنة الأشغال العامة والطاقة والمياه. وكالعادة، عندما تقع الواقعة تتحرك مختلف السلطات، لكي تقوم بواجبها من أجل "سلامة المواطن"، وإصدار التوصيات المناسبة وفقاً للواقعة. وبما أن العاصفة "نورما" تتحمل مسوؤلية الإنهيارات التي حصلت في بعض الطرقات والأوتوسترادات الرئيسية العامة، وكذلك الفيضانات، التي ربما تشترك في المسؤولية بسبب ارتفاع نسبة المتساقطات غير المتوقعة، حسب توصيف بعض النواب لواقع حال إجتماع اللجنة، الذي خُصص للبحث في نتائج العاصفة "نورما"، في ساحة النجمة. وهنا يسري الرأي القائل إن المواطن يتحمل المسوؤلية، نتيجة المخالفات والتعدي على الأملاك العامة في أماكن كثيرة، وفقاً لتصنيف وتحديد المسوؤليات خلال الاجتماع. إلا أن المفارقة كانت في تجاهل أو ربما نسيان بعض نواب الأمة ومشرعيها لاقتراح قانون إنشاء هيئة إدارة الكوارث، المقدم من الرئيس والنائب السابق للجنة الأشغال محمد قباني، منذ العام 2012، والذي تحول إلى اللجان النيابية المشتركة ثم شُكلت له لجنة فرعية وبُحث ودُرس حتى العام 2013، حين توقف، بسبب الخلاف على رئاسة الهيئة، التي اقترح البعض أن تكون برئاسة رئيس الجمهورية، فيما ينص الاقتراح على أن تكون برئاسة رئيس مجلس الوزراء.

توصيات وتجاهل لـ"هيئة الكوارث"

وحسب رئيس اللجنة، النائب نزيه نجم، فقد أوصت اللجنة بعد اجتماع "نورما" بتشكيل لجنة دائمة لتوقع أخطار الكوارث وإدارتها، تتمثل فيها كل الوزارات والإدارات المعنية،ووضع خطة للتوقعات والمعالجة على المستوى العاجل، والبعيد المدى، لمعالجة أسباب الفيضانات، والتأكيد على ضرورة إجراء التحقيقات اللازمة في الفيضانات التي حصلت، وملاحقة المسببين والمذنبين ومحاكمتهم، وإعلان الحقائق للمواطنين، سواء على مستوى الخلل المحتمل في التخطيط أو التنفيذ، أو لجهة الاعتداءات على مجاري الأنهر. وشكلت اللجنة لجنة فرعية تضم النواب: نزيه نجم، حسين الحاج حسن، شامل روكز، حسين جشي. مهمتها المتابعة على الأرض، مع وزير الأشغال، ومتابعة الإجراءات من الضرر ومنع تكرار ما حصل ومحاسبة المقصرين.  وانتهى تصريح رئيس اللجنة من دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى إقتراح قانون إنشاء هيئة إدارة الكوارث، الذي يتضمن في مواده ما هو أوسع وأكبر من توصيات اللجنة، لجهة تفادي تكرار هكذا أضرار، فيما لو أصبح قانوناً نافذاً الآن.

روكز والمتابعة الميدانية

عضو اللجنة الفرعية لمتابعة الإجراءات، وعضو تكتل "لبنان القوي"، النائب شامل روكز قال لـ"المدن": "جرى خلال الاجتماع تحديد للمسوؤليات، على مستويين. الأول، وهو مسؤولية المواطن عن المخالفات في البناء والتعدي على الأملاك العامة، الذي قد يساهم في الفياضانات. والثاني، كمثل حال ما جرى في الضبية مثلا، فهو ربما يكون شبيه بما حدث في الرملة البيضاء. ولكن، قد يكون عن طريق الخطأ وليس مقصوداً. وهو ما ستكشفه التحقيقات، إضافة إلى عامل كميات المياه الغزيرة التي لم تكن عادية". وتابع روكز:" إن الجهد والعمل اللذين ظهرا من قبل الوزارات والإدارات كان فردياً، وبطريقة غير منظمة. بينما المطلوب في هكذا حالات، هو تشكيل خلية أزمة بإدارة رئاسة مجلس الوزراء لمتابعة كل الوزارات والإدارات" وأكد أنه من موقعه في اللجنة الفرعية سوف يتابع ميدانياً، للتأكد من حسن سير وتنفيذ التوصيات، التي أقرت في اللجنة خصوصاً في الأيام المقبلة. وما هو متوقع بالنسبة للطقس.

تقاذف المسوؤلية والمرامل والكسارات

أما عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب محمد خواجة، فقد ألمح لـ"المدن" بأنه ربما يكون الحق على "نورما"! مؤكداً أنه طالب بإجراء تحقيق لتحديد المسوؤليات، على الرغم من السرد الذي قدمه النواب عن الأضرار، كل في منطقته. وكذلك، ما عرضه وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس عن الطرقات العامة، التي تضررت، والإصلاحات التي قامت بها فرق وزارة الأشغال في هذه الطرقات. لكن خواجة لفت إلى ثمة دور ربما للمرامل والكسارات في التسبب بإقفال المجاري. ما ساهم في تفاقم أزمة الفيضانات. أما النائبة المعترضة بولا يعقوبيان فقد قالت لـ"المدن" : "كل طرف يرمي المسوؤلية على الآخر. ويبدو أن الشعب هو المسوؤل الأكبر، والمسوؤلين غير مسوؤلين، لأن الجميع يتحدث عن ورثات ثقيلة في الوزارات والإدارات. والبعض يتحدث عن ارتفاع نسبة المتساقطات غير المتوقعة، والتي لم تحصل في لبنان منذ أكثر من ثلاثين سنة. وبالتالي فإن الحق على الطبيعة" (بلهجة استغراب). وكانت يعقوبيان قد غردت، عند بداية جلسة لجنة الأشغال، على حسابها على تويتر قائلة: "لم يكن في ضهر البيدر أثناء العاصفة إلا عشرة عناصر أمنية فقط، حسب وزير الأشغال". وأردفت: "حمل الشماسي وأكياس التسوق ومرافقة عائلات المحظيين، ليست من إختصاص القوى الأمنية. ألف تحية ودعم لهم في مهامهم الوطنية. ومن يريد مواكب تشبيح فليعملها على حسابه". وحدها ربما عضو كتلة "المستقبل"، النائبة ديما جمالي، التي شاركت في جانب من اجتماع اللجنة، قد تكون غردت خارج السرب، لأنها حضرت إلى المجلس وهي ليست عضواً في اللجنة، بهدف إطلاق ما أسمتها صرخة باسم المواطن بعد العاصفة "نورما"، متسائلة كما المواطن: من هو المسوؤل عما جرى؟ وداعية في مؤتمرصحافي عقدته في مجلس النواب، إلى "وقف تعطيل المؤسسات والإهمال والحرمان، بحجج غير منطقية، لأن المواطن لم يعد يهمه الإستماع إلى السياسة، بل همه الوحيد تأمين أبسط حقوقه الخدماتية".

اقتراح قباني

في الثاني من شهر شباط عام 2012 تقدم النائب أنذاك محمد قباني، ورئيس لجنة الأشغال في حينها، باقتراح قانون لإنشاء هيئة إدارة الكوارث، يتضمن عشر مواد إلى جانب الأسباب الموجبة. ومن أبرز مواد هذا الإقتراح عمل هذه الهيئة على مواجهة جميع أنواع الكوارث الطبيعية، وتلك الناتجة من النشاط البشري وتداعياتها، بمراحلها كافة. أي من مرحلة الدراسة والتخطيط والتجهيز والإستعداد، لمنع حصول الكارثة، والحد من مخاطرها، إلى مرحلة الاستجابة للكارثة وإدارتها،وصولاً إلى مرحلة النهوض المبكر وإعادة التأهيل. و ترتبط الهيئة، وفقا لإقتراح قباني، برئيس مجلس الوزراء مباشرة وتتألف من: مجلس أعلى يترأسه رئيس مجلس الوزراء، ويضم وزراء الدفاع الوطني، الداخلية والبلديات، الصحة العامة، الشؤون الاجتماعية، الأشغال العامة والنقل، البيئة، الطاقة والمياه والزراعة والمالية. وتعتبرهيئة إدارة الكوارث الهيئة الرسمية الوحيدة المعتمدة لكل اعمال الكوارث والإنقاذ، وتلغى سائر اللجان والهيئات والمديريات، التي أنشئت في السابق لهذا الهدف، ولا سيما الهيئة العليا للاغاثة، والمديرية العامة للدفاع المدني. وتنتقل إلى الهيئة جميع مهماتهما وأعمالهما وموجوداتهما العينية والمالية والبشرية. وقد أعد هذا الإقتراح بعد كارثة إنهيار مبنى فسوح في الأشرفية في العام 2012. لكن الخلافات السياسية، والخلاف على الصلاحيات، أوقفه في فرعية اللجان المشتركة، التي خُصصت له منذ العام 2013. إذ قدم عضو كتلة نواب "حزب الله" آنذاك نواف الموسوي جملة ملاحظات أبرزها :"ينشأ مجلس أعلى لإدارة الكوارث يكون برئاسة رئيس الجمهورية، على أن يضم رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الدفاع والداخلية والصحة والأشغال والطاقة والإتصالات والشؤون الإجتماعية والإقتصاد والإعلام والزراعة والخارجية والمال" .

وطالب الموسوي بأن "يعيّن الأمين العام للهيئة لمدة ست سنوات، غير قابلة للتجديد، على أن تضم الأمانة العامة للهيئة المدير العام للدفاع المدني والأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية ورئيس مجلس الإنماء والإعمار".

تبقى الإشارة أخيراً إلى أن اقتراح قباني، كان سبقه إقتراح شبيه منذ عام 2001 للنائب الراحل بيار أمين الجميل، يتعلق بانشاء الجهاز الترقبي للحوادث. وقد درس حينها في لجنة الأشغال وقتاً طويلاً من دون نتيجة، وكانت آخر جلسات اللجنة في 14 تشرين الثاني 2006، في حضور الجميل نفسه.

 

الطائفية في لبنان

فارس خشّان/الحرة/11 كانون الثاني/19

أكثر ما يلفت انتباه من يجوّل في لبنان هو نمو الطائفية، بشكل غير مسبوق. مفارق الطرق تنبئ بذلك، والتلال ومرافئ الصيادين، كما أنّ بعض الصاغة استغنى، ترويجا لمجوهراته، عن خدمات النجوم بشفاعة القديسين.

ويثير ذلك شكوكا كبيرة في إمكان أن يجد العلمانيون، أي أولئك الذين يفصلون بين ملكوت السماوات وبين "ممالك الأرض"، موطئ قدم لهم، في" بلاد الأرز"، حيث اللغة الوطنية لا تستقيم بلا أبعاد طائفية، لأنه في مسار مماثل، لا يمكن أن تدخل في رحاب الوطن، من دون مفتاح طائفي.

والطوائف يتعاون بعضها مع البعض الآخر، فالسياسيون، وبمباركة من القادة الدينيين، يقسّمون اللبنانيين ويتقاسمونهم، ويعتبرون أنهم بذلك يحفظون استقرار الوطن وكرامة المواطن ويضمنون المستقبل ويزرعون في دربه الورود.

والتوزيع الطائفي الذي اعتمده "بناة الاستقلال"، مؤقتا، وأكد على "مؤقته" واضعو اتفاق الطائف الذي على أساسه جرى تعديل الدستور لوقف الحرب التي استمرت من ربيع العام 1975 حتى خريف العام 1990، ـ هذا التوزيع ـ أصبح واقعا دائما، إذ إنه بدل إلغائه من النصوص أصبح راسخا في النفوس.

وكل من حاول تقديم مرتبة الوطن على الطائفة، جوبه بموجة من الويل والثبور وعظائم الأمور، واتهم بأنه من العاملين على إعادة لبنان إلى الحرب. هذه الحرب التي كانوا قد أجمعوا على اعتبارها صناعة خارجية بأهداف إقليمية، وأنها لم تكن أبدا بين أبناء الوطن الواحد "المتعايشين منذ أبد الآبدين".

والاعتدال في لبنان الذي يشيد به الجميع ويدّعيه الجميع، لا يعدو كونه تعاونا بين المكونات الطائفية التي تلغي كل مساحة يمكن أن ينمو فيها من قرّر، لسبب أو لآخر، أن يخدم وطنه من خارج المعايير الطائفية.

والاعتدال بالمفهوم اللبناني لا يعني بأي حال من الأحوال خروجا عن القواعد المتجمدة التي يضعها عتاة المتدينين، فانتسابك إلى السياسة، كما مدخلها كذلك بيت قصيدها، هو الطائفة بقواعدها تلك.

ولهذا فأنت لا يمكنك، مهما كان مبررك، أن تخطو خطوة في اتجاه الآخر، من دون أن تلتزم بالقواعد المفروضة، كما لا يمكنك أن تتراجع عنها، من دون أن تراعي القواعد النقيضة التي لا تقل قسوة.

وفي بيت العنكبوت هذا وجدت النائبة رلى طبش، وهي من المذهب السني، نفسها.

على قاعدة الصلاة من أجل السلام، ذهبت إلى الكنيسة وشاركت في قداس، وفق الطقس الماروني، واقترفت "خطيئتها المميتة" عندما تقدمت من الكاهن، في أثناء المناولة، وتباركت من الكأس التي تحمل "جسد المسيح".

وكأنها شيخ دين، وليست نائبا في البرلمان "يمثل الأمة جمعاء ولا يجوز أن تربط وكالته بقيد أو شرط من قبل منتخبيه"(وفق النص الدستوري)، استدعيت، بعد حملة شعواء عليها، إلى دار الفتوى (مرجعيتها الدينية) حيث "اعتذرت من الله"، في بيان ديني بليغ، عمّا فعلته في الكنيسة.

ومن يقرأ "أدبيات الاعتذار"، يشك في أن هذه النائبة التي اندمجت في الطقس الماروني حتى تباركت بكأس القربان، تعرف أن تصوغها، فلغة البيان وسبكته ومضامينه، تشبه إماما وليس نائبا في مقتبل عمرها، تحاول أن تنقذ نفسها، كما التيار السياسي الذي تنتمي إليه، من تخوين لم يعد يحتمله، بعدما اضطرته التطورات المتلاحقة أن يترك موقع قيادة طائفته إلى موقع الالتحاق بها.

والتدقيق يُظهر قبول النائبة طبش بالبيان، من دون أن تكون "والدته"، فهي، مثلا، لم تضعه على صفحاتها المتوافرة في مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من أنّها نشرت أمورا كثيرة تتصل بالدفاع عن مشاركتها في القداس، من جهة واعتزازها، في آن بإسلامها، من جهة أخرى.

ولكانت "المشكلة" قد هانت لو أن "الاضطراب" الطائفي قد توقف عند هذا الحد، بحيث يبدي جمهور "القداس" تفهمه لخلفيات اضطرار " النائبة المباركة" على الاعتذار.

لكن عكس ذلك حصل، فغيرة الدين، هبت هذه المرة عند الطائفيين المسيحيين، فلعنوا بعدما باركوا، وغضبوا بعدما حلموا، وهجوا بعدما مدحوا، وقسوا بعدما حنوا.

وهكذا تحوّل القداس من محطة صلاة من أجل السلام، إلى خطوة جديدة في مسار صناعة النزاع، وبدل أن يَجمع المختلفين طائفيا في حضرة إلههم الواحد ليصبحوا واحدا أحدا على صورته ومثاله، زرع التنافر بينهم وقسّم الواحد الأحد على صورتهم ومثالهم.

وما حصل مع النائبة رلى الطبش، ليس سوى نموذج عن واقع مؤسف يفتقد إلى مقوّمات راسخة للعيش المشترك مع المختلف، سواء دينيا أم اجتماعيا، إذ أنه تبرز في هذا السياق مفاهيم شاذة للانفتاح، ولكن من موقع آخر، فإذا أراد البعض أن يقول عن مسلم بأنه غير متعصّب يستدل على ذلك من تعلقه بالكحول، وإذا شاء أن يتحدث عن "حضارية" مسلمة يستدل على ذلك بثيابها الجريئة، في المقابل إذا رغب أحدهم أن يقول عن مسيحي بأنه منفتح يلفت إلى أنه يحفظ آيات قرآنية، ويمتنع عن الكحول إذا حضر المسلمون، ويصون لسانه إذا رأى مسلمة.

وبذلك، يبدو أن الانفتاح هنا، مجرد خمر وعري، وهناك مجرّد لياقة وكياسة.

إنّ استخلاص دروس انقاذية من كل ذلك لا قيمة له، لأنّ وعظ من امتهنوا الوعظ لا يُجدي نفعا.

 

بري يسترضي سوريا وبومبيو يخاطب إيران: تدويل الأزمة اللبنانية

منير الربيع/المدن/الجمعة 11/01/2019

يكاد كلام وزير الخارجية الأميركي، خلال جولته في منطقة الشرق الأوسط، حول وجود نفوذ كبير لحزب الله في لبنان، يعبّر عن أن واشنطن ترفض التسليم بالأمر الواقع. ما يوحي بحقيقة عرقلة كل المسار السياسي اللبناني الداخلي.  يقول بومبيو: "حزب الله المدعوم من إيران شنّ اعتداءات شكّلت خرقًا للقرار 1701، ولن نقبل بالوضع الحالي، الّذي يمرّ به لبنان، بسبب حزب الله. ولن نقبل بسياسات الحزب في لبنان"، معلنًا "إننا نعمل على تقليل تهديد ترسانة "حزب الله" الصاروخية على إسرائيل". الكلام واضح، ويحيل لبنان إلى التجاذب بين الأميركيين والإيرانيين.

لا حرب

لا يعني هذا الكلام، بأبعاده ومعانيه، أن واشنطن ستأتي بجيوشها الجرارة إلى منطقة الشرق الأوسط لمواجهة النفوذ الإيراني. ما سيحصل سيكون شبيه بما حدث في الإتفاق النووي في العام 2015، والمسار الذي سلكه الأميركيون والإيرانيون طوال السنوات التي سبقت توقيع الإتفاق، أي العودة إلى سياق تفاوضي بين الطرفين. وهو لطالما أكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكل الضغوط الأميركية على إيران تصب في سياق واحد هو الجلوس على طاولة المفاوضات. بمعنى آخر، لا حرب في الأفق. وفحوى الرسالة الأميركية، التي تعترف بقوة إيران وحزب الله في لبنان، كما في كل المنطقة، هو أن واشنطن جاهزة للتعاون والتنسيق، ولو كان بشكل غير مباشر، بل وحتى في ظل خطاب إيران وحلفائها المعادي للسياسة الأميركية، طالما أن المصالح ستبقى محفوظة. التوافقات هي التي ستكون سيدة الموقف. والمعروف عن الأميركيين هو سعيهم إلى التعاون مع الأقوى، أو مع الأمر الواقع، أو مع القوى القادرة على الإلتزام باتفاقات أو بعمليات ضبط الحدود.

اجتماعات مسقط

لكن أي نوع من التعاون لا يمكن إلا أن يقترن بتفاهم أوسع وأكبر بين الطرفين. والوصول إلى ذلك، سيمرّ في عقبات وخلافات عديدة، لن تكون التفاصيل خارجة عنها، كمثل مناطق النفوذ وكيفية رسم حدود هذه المناطق ومدى تأثيرتها، تماماً كما هو حال الاختلاف بين أي طرفين متحالفين، وهذا مشهود بين الأتراك والأميركيين في سوريا، وبين الأتراك والروس، وبين الأتراك والإيرانيين. فليس هناك مانع أن يكون الأمر مشابهاً للوضع الأميركي العراقي. وفي انسحاب الكلام الأميركي على الواقع اللبناني الداخلي، فمن الجلي أن عرقلة تشكيل الحكومة أصبحت أوضح بعد كلام بومبيو، وبعد جملة معطيات محلية وخارجية، ليثبت مجدداً أن تعطيل عملية تشكيل الحكومة خاضعة للتجاذب الأميركي الإيراني. وهي جملة من مجموعة ملفات يتم بحثها بين الأميركيين والإيرانيين بشكل غير مباشر. مع التأكيد، بأن هناك ثلاث لقاءات حصلت بين الطرفين في سلطنة عمان لبحث ملفات المنطقة.

بري: إرضاء سوريا

المؤشر الآخر على الإستحكام الدولي والإقليمي في الإستحقاقات اللبنانية من الحكومة إلى ما يتعداها، هو التجاذب الآخذ في التوسع حول القمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في بيروت، والتي لم ينجح لبنان بمساعيه مع بعض الدول في دفع الجامعة العربية، إلى دعوة النظام السوري للمشاركة بهذه القمة. وبالتالي سيكون لعدم دعوة سوريا مفاعيل سياسية متعددة، بدأت بموقف الرئيس نبيه برّي، الذي عبّر عن عدم المشاركة بأي لقاء عربي، ما لم تكن سوريا مدوعة إليه. كما ارتأى وجوب تأخير القمة الاقتصادية طالما سوريا لم تدع، وما من حكومة منجزة، وصولاً إلى إستمرار المزايدة في هذا المجال لإرضاء النظام السوري، بإمتناع تغطية فعاليات القمة من قبل الجانب الإعلامي المحسوب على برّي. هذا المسار استكمل أيضاً بضغط مماثل من قبل حركة أمل، إلى حدّ التلويح باللجوء إلى تسيير تظاهرات وتحركات شعبية لقطع الطريق على الوفد الليبي لمنعه من المشاركة في القمة، كردّ على اختطاف السيد موسى الصدر، لتكون المعادلة الواضحة هي أن لا قمّة، أو قمّة فاشلة في ظل عدم دعوة سوريا إليها. واستكمل الموقف ببيان نواب اللقاء التشاوري، الذين طالبوا أيضاً بإرجاء القمة بما أن سوريا لم تدع إليها. ولا يمكن الفصل هنا بين الحكومة ومشاركة سوريا في القمة. وبمجرّد التلويح باللجوء إلى الشارع، لقطع الطريق على أحد الوفود العربية، لمنعه من المشاركة في القمّة، فهذا يعني إيصال رسالة سلبية إلى الدول الأخرى، التي قد تتخذ إجراءات تتحسّب لهذا الوضع الأمني. ما قد ينعكس سلباً على مسار القمة. وبلا شك أن ما يجري يصيب بشكل أو بآخر عهد الرئيس ميشال عون. وربما هي جزء من رسائل العتب التي يتلقاها من قبل النظام السوري، وهدفها الضغط كي يتخذ لبنان المواقف التي تريدها دمشق. وما بين كلام بومبيو والموقف السوري، المعبّر عنه لبنانياً حول القمة الإقتصادية، أصبح من الواضح أن الوضع في لبنان يذهب باتجاه التدويل أكثر فأكثر، فيما المؤشر الداخلي تمثّل في الدعوة الطارئة لعقد إجتماع لمجلس الدفاع الأعلى في بعبدا. وحسب المعطيات، فإن العنوان لتلك الجلسة كان مواكبة التحركات الإسرائيلية على الحدود. وهو بلا شك سيرخي بظلاله في المرحلة المقبلة، لا سيما في ضوء الرسائل الأميركية التي يتلقاها لبنان، حول وجوب إيجاد تسوية حدودية برية وبحرية شاملة. وفي هذا السياق سيزور موفد اميركي لبنان، بعد أيام قليلة، للبحث في التطورات الحدودية.

بينما السياق الآخر لإجتماع مجلس الدفاع الأعلى فكان إنجاز الترتيبات اللازمة لمواكبة القمة الإقتصادية، خصوصاً بعد الكلام عن التحضير لتظاهرات. ما يعني أن عقد هكذا اجتماع يدل على إصرار رئيس الجمهورية على إجراء القمة، بعكس دعوات الآخرين لتأجيلها.

 

الانسداد السياسي: بوادر ملامسة الاشتباك حدود اللاعودة أو «كسر الإرادات»!

رلى موفّق/اللواء/11 كانون الثاني/19

لم تعد مُجدية المُسكّنات للتخفيف من حجم الأزمة السياسية في البلاد. يرتفع منسوب التفاؤل بقرب ولادة الحكومة في اليوم الأول ويخبو في اليوم التالي. يتسم المشهد العام بـ«المهادنة» تارة وبـ«التأزيم» تارة أخرى. ليس من المبالغة القول إن الواقع اللبناني يُواجه راهناً انسداداً في الأفق على المستويات كافة.

فالكلام الحاسم عن تأليف قريب جداً للحكومة، الذي سرى في أوساط رئاسة الجمهورية وعززه موقف وفد «حزب الله» من أمام الصرح البطريركي، تبخّر لمصلحة البحث الجـدّي عن إمكانية تفعيل حكومة تصريف الأعمال وانعقادها تحت عنوان «جلسة طوارئ مالية» لإقرار مشروع موازنة العام 2019. دَفْعُ رئيس مجلس النواب نبيه برّي بهذا الاتجاه يُعزز الاستنتاج بأن القوى السياسية تُعدّ عدّتها للتعامل مع المرحلة المقبلة بأن لا حكومة في المدى المنظور.

على أن واقع لبنان بلا حكومة يمكن احتواء تداعياته، رغم حال الاختناق المعيشي والاقتصادي والتحدّيات المالية أمام الدولة ومخاوف انهيار الوضع النقدي، إذا تحقق «توافق الحدّ الأدنى» بين مكوّناته السياسية، أو تعايش الضرورة بينها. لكن الخطورة تصبح حتمية مع الانقسام الحاد بين تلك المكوّنات في لحظة انكشاف للساحة الداخلية.

ما يُقلق، هو بوادر ملامسة الاشتباك السياسي الراهن حدود «كسر الإرادات» و«اللاعودة». فالعلاقة بين القوى السياسية الرئيسية المُمَثِلة لطوائفها بلغت مستوى متوتراً، حيث الجمر تحت الرماد. «الثنائي الشيعي» غير مرتاح لما يُطلق عليه «ثنائية باسيل - الحريري»، وعلاقة «حزب الله - باسيل» واستطراداً العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، متوترة ويشوبها حال من اللاثقة، ووضع الرئيس المكلف سعد الحريري مع رئيس مجلس النواب يعتريه اهتزاز كبير على خلفية ما حمله إليه في لقائه الأخير من اقتراح «تبديل الحقائب»، وحاله مع «حزب الله» ليست بأفضل.

المأزق اليوم مرتبط بعناصر عدّة: عنوان تأليف الحكومة هو أحدها، وسيبقى مستعصياً ما دام يتم، في خلفية الأزمة، ربطه بترتيبات الاستحقاق الرئاسي، وبالتركيبة السياسية التي ستنتج عنها.

لكن عنصراً آخر يتقدّم المشهد، يتمثل بالعلاقة المستقبلية مع سوريا، وهي المعركة التي يرفع لواءها بري من بوابة القمة الاقتصادية المحدد انعقادها في لبنان في التاسع عشر والعشرين من الشهر الحالي. كان يُنظر إلى كلام فريق بري حول ضرورة حضور سوريا القمة، على أنه إعادة «تقديم أوراق اعتماد» لنظام بشار الأسد بعدما تمايزت حركة «أمل» في موقفها عن موقف «حزب الله» لجهة الانخراط في الحرب السورية، ولكن هناك مَن يرى أن بري خطا خطوة أبعد من ذلك، عنوانها الانخراط في المرحلة الجديدة مهما تطلب ذلك من أفعال. وأفاد من مسألة دعوة ليبيا إلى القمة وطَـلَـبْ وزير العدل سليم جريصاتي تفعيل قضية هنيبعل القذافي الموقوف في لبنان، والذي للمفارقة جرى اختطافه من سوريا، لرفع وتيرة مواقفه ورفع جهوزية الشارع الذي يستطيع أن يُحرّكه تحت عنوان عاطفي يتعلق بمسألة تغييب الإمام موسى الصدر.

اقتراح بري بتأجيل القمة إذا لم تكن سوريا حاضرة، وإذا لم تكن هناك حكومة، يصيب رئيس الجمهورية مباشرة، والذي يعتبر أن القمة هي قمة رئاسية، وأن «التشويش» عليها يُضعف مكانته كرئيس، خصوصاً أنه يتوق إلى إدراج الحدث العربي في خانة إنجازات العهد. فكيف سيكون مسار الأيام الفاصلة عن استحقاق القمة؟ وهل أن تأكيد رئاسة الجمهورية بأنها ستعقد في موعدها وبأن التحضيرات متواصلة يعتبر رداً كافياً قادراً على أن يُقدّم إجابات مقنعة للدول المشاركة فيها؟ ومَن يستطيع أن يضمن عدم حدوث فوضى في الشارع؟ هذا إذا سلمنا جدلاً بأن القوى المناوئة للأسد ليس لديها القدرة في منع مجيئه لو قُدّر أن يُعاد معقد سوريا إلى الجامعة عشية القمة.

ليس مِن وهم بأن ما يجري على الساحة الداخلية ليس انعكاساً لما يجري في الإقليم. فتأليف الحكومة عنوان مواجهة، وانعقاد القمة من عدمها هو عنوان مواجهة أيضاً. وستبرز غداً وبعد غد عناوين أخرى للمواجهة.

الاقتناع السائد أن المرحلة المقبلة مفتوحة على التصعيد. يمكن القول أن المشهد اللبناني اليوم أكثر ضبابية من أي وقت مضى منذ التسوية الرئاسية. أحد عناوين المأزق الراهن يراها حلفاء محور سوريا - إيران أنها ترتبط بحالة انتظار الحريري لموقف النظام العربي الرسمي والمملكة العربية السعودية في المواجهة الكبرى الدائرة، وبانتظار ترتيب البيت العربي الذي من شأنه أن يحدد موقع لبنان في قلب المشهد العام.

فالمنطقة تعيش مخاضاً صعباً ستتبلور معه معالم نفوذ اللاعبين الكبار، لكنه قد يحمل معه آلاماً على الساحة اللبنانية التي تشكل  أحدى ساحات التواجد الإيراني القوي بفعل نفوذ «حزب الله» فيه، فضلاً عن تواجد طهران على الساحة السورية، في وقت يعتبر حلفاء سوريا أن أولى علامات تعافي نظام الأسد ستكون التمدّد إلى لبنان بوصفه حديقته الخلفية. فالنظام السوري بطبيعته لا يقبل البقاء داخل حدوده، وهو ينتظر التسويات الكبرى ليحدد مداه الحيوي ودوره الوظيفي الإقليمي!.

وإزاء مناخات الانقسام الداخلي، فإن ثمة مخاوف جدية من أن لا يَعْبر موضوع انعقاد القمة الاقتصادية العربية في بيروت بهدوء، من دون ارتطامه بأمواج عاتية، ما دامت في حسابات الحلفاء اللبنانيين للأسد أنهم يريدون عودته إلى حديقته الخلفية من هذه البوابة.

 

مستقبل من الماضي

ايمن شروف/11 كانون الثاني/19

جريدة المستقبل ستتوقف عن الصدور في الأول من شباط المقبل. الخبر ليس عادياً، أقلّه بالنسبة لي. الخبر ككل، أي وقف صدور النسخة الورقية والتحول إلى منصة رقمية وتوكيل عملية التحول هذه إلى جورج بكاسيني يقول كل شيء. بيع الأوهام حرفة، يُتقنها بعض الفارغين ويشتريها بعض من لم يتعوّد على مشقة البحث عن سبل النجاح أو التطور. الخبر يعني بكل الأحوال أن الحقبة التي أساساً انتهت حين أُخرج نصير الأسعد من الجريدة، صارت حقيقة عملية. انتهت المستقبل. انتهى مستقبل كان في يوم من الأيام يبدو مشرقاً، حياً، فيه روح تُبعث كل يوم من صدق من حمل على كتفه مواجهة ميليشيات الحقد والرجعية. انتهى المستقبل وصاحبه يوكل التطور لرجعيين. على أي حال٫ الخبر محزن، ولكنه ليس بغريب. الخبر محزن. غداً يوم آخر، تصبح فيه المستقبل من الماضي الـذي يمضي. ويبقى لنا، نحن الذين سمحنا لأنفسنا بأن نحلم، أن نسترجع ذاكرة زمننا الجميل، بحلوه ومرّه، بقساوته ومشقاته، بالمواجهة التي قلنا أنها سبيلنا الوحيد كي نكون نحن. ونحن، مجرد بشر حلموا حلماً جميلاً يوماً ما. وأنا شخص عادي، تشاركت الحلم وكثر، حلم نسجته بين جدران ”جريدة مضت“ يا سيد هاني.

تتوقف جريدة المستقبل عن الصدور. وأنا أعود بالزمن سنوات إلى الوراء، حاملاً الكثير من الحب للبيك نصير والعزيز نبيل أبوغانم وهما يبردان خوفنا من رصاصات تناثرت حولنا نحن المختبئين في ممر طابقنا الثالث. الكثير من الحب لكثيرين، لقاسم خليفة وهو يلهث باحثاً عن الدولة، لوسام سعادة وهو يفتح باب المواجهة مع قوى الغدر، لفؤاد حطيط وقلبه الطافح محبة، لفاطمة حوحو وإيمانها بغد كانت تراه أفضل، لزياد فايد وخيرية حنون وهما واقفان على ناصية الحقيقة. لكثر من زملاء تشاركنا سوياً أيام العمر الماضي سريعاً إلى المجهول.

تتوقف جريدة المستقبل عن الصدور. وكل الحب لعبد السلام موسى الجالس بهدوء في قلوب من يعرفه عن قرب ويعرف كيف تكون طينة الناس الطيبة. عبد الذي كدنا أن نموت سوياً في يوم من الأيام، لكننا هربنا من موت بالرصاص إلى حياة مديدة ملؤها الحب والفرح.

تتوقف جريدة المستقبل عن الصدور. وكل الحب للحبيب الأول. لعمر حرقوص الإنسان الذي لا يشبه أحداً. لقلب يصر على الحب وهو الذي ذاق طعم الغدر. غدر متنوع طاله ويطاله، وهو في كل مرة، يخرج من بعده بابتسامته العريضة وقدرة غريبة على الحياة. عمر الذي يتوعد بمحبة من استغنى عن الحلم، الوحيد الذي يجعلني أخرج من يأسي الممتد والمتمدد.  تتوقف جريدة المستقبل عن الصدور. المطبوعة باقية صورة عن ماضٍ جميل. الرقمية انعكاس للبنان اليوم.

 

الصراع على سوريا... عود على بدء!

أكرم البني/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/19

في كتابه الشهير «الصراع على سوريا» لم يستند باتريك سيل فقط، إلى موقع هذا البلد المفصلي في منطقة حساسة من العالم أو بالتعبير الاستراتيجي «منطقة المصالح الحيوية» الغنية بالثروات الطبيعية وأهمها النفط، والتي لم تعرف الاستقرار طيلة عقود بسبب التنافس الشديد للهيمنة عليها وبسبب التحديات التي خلفها تنامي الدور الصهيوني بعد قيام دولة إسرائيل، وإنما أيضاً إلى حالة الضعف والتهميش التي كان يعانيها المجتمع السوري بعد الاستقلال في عام 1946، وإلى الدور المتعاظم للجيش في الحياة السياسية، حيث بدت الانقلابات العسكرية التي تناوبت على السلطة في سوريا منذ انقلاب حسني الزعيم عام 1949 وحتى انقلاب حافظ الأسد عام 1970 كأنها محصلة لصراع القوى العربية والإقليمية والعالمية للسيطرة على هذا البلد والتحكم في موقعه وسياساته.

ومع أن معظم السوريين يعترفون، ضمناً أو جهراً، بالنجاح الذي حققته السلطة منذ مطلع السبعينات في إخراج بلادهم من لعبة صراع الأمم، بل وفي تنمية نفوذها ودورها التدخلي في المشرق العربي، والأمثلة كثيرة، سيطرتها المديدة على الوضع اللبناني، اللعب بالورقة الفلسطينية واستثمارها لابتزاز الآخرين، توسل الأكراد للضغط على حكومة أنقرة... فإنهم يستشعرون اليوم بأن المشهد قد تبدل تماماً، وأن السلطة نفسها، التي دمرت المجتمع وغدت منهكة ومرتهنة، هي من دشن عودة جديدة ومظفرة لما كان يعرف في خمسينات وستينات القرن المنصرم بـ«الصراع على سوريا»، وذلك عندما أنكرت الدوافع الحقيقية لحراك الناس ومشروعية مطالبهم، وصمت أذنيها إزاء كل الدعوات لإبقاء الأزمة وحلولها في الإطار الوطني، وتوغلت منذ اللحظة الأولى في سفك الدماء وتدمير البلاد، مستسهلة استجرار أي دعم خارجي يضمن بقاءها وامتيازاتها، ما أفضى إلى فتح الباب على مصراعيه أمام مختلف الطامعين للتأثير في الوطن السوري والعبث بمصيره، وتالياً تحويله إلى مسرح للتدخلات والصراعات الخارجية، التي لم تتخذ فقط وجوهاً دبلوماسية وسياسية واقتصادية، وإنما الأسوأ، وجهاً عسكرياً سافراً تجلى في حيازة الكثير من الأطراف الدولية والإقليمية، إنْ بالأصالة وإنْ بالوكالة، موقعاً وركيزة عسكريين في خريطة الاقتتال السوري.

إشهار المسؤولية الأساس للسلطة في عودة «الصراع على سوريا» بات ضرورياً وملحاً للرد على من يحمّل الثورة السورية هذه المسؤولية، على أنها من شاغل النظام ودفعه للالتفات إلى همومه الداخلية على حساب تنمية نفوذه وردع التدخلات الخارجية، وتالياً للرد على من لا يريد أن يرى الأسباب البنيوية العميقة التي حفزت الشعب السوري على النهوض وشجعت أكثريته المهمشة على كسر حاجز الخوف والمطالبة بحريتها وكرامتها، والأهم للرد على من يهمل التراكمات السلبية لدى السوريين ومجتمعات الجوار على حد سواء، التي خلفها نهج مؤذٍ لنظام تواطأ بشكل سافر مع مرامي الهيمنة الإيرانية، وتوسل منطق القوة والغلبة والأساليب الأمنية والإرهابية، لتأكيد دوره الخارجي وتحسين نفوذه على حساب صحة الوضع الداخلي وعافيته، وما يزيد الأمر وضوحاً أن تنامي منافسات الآخرين وتدخلاتهم في شؤون بلدان المشرق العربي، كان سابقاً لانتفاضة السوريين، ربطاً بتداعيات الاحتلال الأميركي للعراق وتوافق المصالح الغربية على تخليص النظام دوراً إقليمياً عانوا منه كثيراً، كان أبرز محطاته كف يده عن لبنان وإجباره على سحب جيشه من هناك بعد اغتيال رفيق الحريري.

والحال، فقد بدأت الثورة السورية كحركة سلمية، وظهرت في مختلف مفاصل تطورها، كمسألة داخلية تتعلق بحقوق البشر في الحرية والكرامة، وليس بأي حسابات أو ارتباطات إقليمية أو دولية، والدليل أنها استمرت وحيدة أمام آلة قمع لا ترحم، قبل أن تتقدم ردود الفعل الخارجية وتتضح مواقف الأطراف المساندة للنظام كروسيا وإيران ومن يدور في فلكهما، في مقابل أطراف انحازت بعد تردد، نحو دعم مطالب الناس وحقوقهم المشروعة، كالدول الغربية وتركيا وأكثرية البلدان العربية، ولكن في ظل مناخ دولي مضطرب لم تتضح معالمه بعد، ونظام إقليمي لا يزال في طور الصياغة، يحدوهما سياسة روسية نشطة، والسلبية في المواقف الغربية والأميركية، ووضوح مطامع إيران وتركيا وإسرائيل، يمكن تفسير هذه الحمية التنافسية عند مختلف الأطراف الدولية والإقليمية في استثمار بؤرة التوتر السورية لتحسن حضورها ومواقعها، ولنقل لتصفية حسابات كل طرف مع خصومه، وحتى آخر قطرة دم سورية! ولا يغير هذه الحقيقة بل يؤكدها الدور الخجول للمنظمة الأممية في التعاطي مع المأساة السورية، ثم حالة التهتك والضعف للسلطة والمعارضة، وشدة ارتهانهما لحماتهما وداعميهما، وتؤكدها أيضاً قوة المصالح البغيضة التي جمعت هؤلاء المتنافسين في مواجهة تنظيم «داعش» والجماعات الإسلاموية الإرهابية، والتي لا تثير عندهم أدنى خجل من تبديل اصطفافاتهم وتحالفاتهم وخوض معارك التنازع المكشوف على الحصص والمواقع، ويصح النظر من هذه القناة إلى سلوك حكومة أنقرة التي لم تتردد بحثاً عن قطعة أكبر من الكعكة السورية وفرصة أفضل لردع الأكراد، بتسخير دورها لخدمة المخطط الروسي، بدءاً من معارك مدينة حلب إلى تطويع الوجود المعارض في الشمال، حتى اتفاقات آستانة، وأيضاً النظر إلى التردد الأميركي في اتخاذ موقف حاسم من وجودها العسكري في سوريا، وإلى تصاعد التنافس بين طهران وموسكو للهيمنة على سياسة البلد ومقدراته، ترافقها الضربات الجوية التي تكيلها إسرائيل للمواقع العسكرية الإيرانية وميليشياتها في سوريا.

أخيراً، وعلى الرغم مما خلفه العنف المنفلت والشحن المذهبي من تمزيق لاجتماع السوريين ولحمتهم الوطنية، ورغم تنوع معاناتهم وتفاوتها كضحايا أو كمعتقلين أو كمشردين أو كفقراء معوزين، ثمة، بين هذا الركام، خيط من الأمل للخلاص، يتنامى مع تنامي مخاوف السوريين المشتركة على هويتهم الوطنية ومستقبل أطفالهم من الضياع، ومع تنامي ما يعتمل في نفوسهم من رفض لعبث الأجنبي في ديارهم، فكيف الحال إن تمكنوا من تمثل درس محنتهم الثمين، بأن الاستبداد والفساد المزمنين، وشيوع العنف والتمييز السلطويين، وتغييب دور الناس وحرمانها من حقوقها، هي ما خصب التربة الحاضنة للتنابذ والاقتتال الأهلي وأيضاً للصراع على البلد والسيطرة عليه، والأهم إن آمنوا بأن وحدتهم كمواطنين أحرار هي وحدها القادرة على الإطاحة، مرة وإلى الأبد، بمقولة «الصراع على سوريا»!

 

مسالك التذمر والانكفاء وهواجس المؤامرة

رضوان السيد/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/19

رلى الطبش محامية معروفة في بيروت، ومن عائلةٍ محترمة ومحافظة في المدينة. وقد اختارها الحريري على قائمته الانتخابية في الانتخابات الأخيرة، وفازت بعضوية مجلس النواب. وهي خالية الذهن من الناحية الدينية، ما عرف الجمهور عنها غير بعض التذمرات لصالح النساء وتحسين التعامل معهنّ أمام المحاكم الشرعية. إضافة إلى دعوتها مع ديما الجمالي، زميلتها على لائحة الحريري، للدولة المدنية والزواج المدني؛ وهما أمران مختلفان بالطبع، لكنْ هكذا صرَّحتا. المهم بعد هذا الاستطراد، أنّ النائبة الطبش خطر لها بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، أن تحتفل مع ناخبيها المسيحيين عن طريق الدخول إلى إحدى الكنائس وحضور القُدّاس، حيث يخيل للمشاهد أنها مارست بعض الطقوس. وما إن انتشرت صورتها في الكنيسة (التي ربما نشرتها هي لأنها خالية الذهن بالفعل!) على وسائل التواصل حتى ثارت العامة عليها ثورةً عنيفةً استغربتها هي أولاً، لكنها ما لبثت أن خضعت لذاك الهول الهائل، فمضت إلى المفتي الذي استتابها وأنطقها بالشهادتين، وأرسلها إلى أمين الفتوى ليعلّمها أمور دينها، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر. كل السياسيين في لبنان والجيران والرفاق الذين تربوا مع بعضهم في المدرسة أو الجامعة من المسيحيين والمسلمين، يحضرون احتفالات وتعازي وجنازات الطرف الآخر، جزءاً من الودّ ومن المواضعات الاجتماعية. وهذا الأمر ليس خاصاً بالعائلات العريقة أو الفئات المتعلمة؛ بل هناك حيوات مشتركة بين المسيحيين والمسلمين في بلاد الشام ومصر منذ قرونٍ وقرون. وقد شاهدتُ في صِغَري جيراننا المسيحيين يقفون على باب المسجد مع بعض الطعام يقدمونه للمسلمين الخارجين من صلاة المغرب في رمضان، والذاهبين إلى بيوتهم للإفطار، للتودد والحصول على الأجر. وهذا إلى الملازمة لأيام في حالات الوفيات، أو مناسبات الزواج والأفراح. وهذا كله يعني أن رلى الطبش ما ارتكبت أمراً إدّاً، ولا كفرت أو ارتدّت، وما كانت تحتاج إلى توبةٍ أو استتابة، وإنما ما يمكن أن يقال لها إنه يكون عليها في المستقبل التنبُّه إلى حساسيات الجمهور والرأي العام. والطريف أنه عندما جاء في تصريحاتها بعد الواقعة أنها «اعتذرت من الله»، غضب المسيحيون وقالوا: نحن أيضاً نعبد الله!

هذا مظهر من مظاهر التصلب والانكفاء لدى المسلمين في السنوات الأخيرة. ونحن نشهد مظاهر مختلفةً لذلك في لبنان، لكنني شهدتُ مثله في الأردن ومصر والمغرب والسودان. وعندما تجد كهلاً متديناً لا يريد حضور ندوةٍ للحوار، لأنه يجد في ذلك غضاضةً في دينه؛ إذ إن «المرشدين» أو منسّقي الحوار هم أجانب، و«جاءوا ليعلِّموا المسلمين الاعتدال» (!) تُحسُّ أنّ في هذا الموقف جديداً. والجديد ليس لدى النُخَب بقدر ما هو لدى العامة. فهؤلاء شديدو الخوف على دينهم، ويعتبرون أنّ الأنظمة والهيئات الدينية، تقدم تنازُلاتٍ صارت مع الوقت مُخِلّةً بالأصول والقواعد، وما يجب أن يسود من احترامٍ وحفظ مسافةٍ مع الديانات الأخرى.

وقد ناقشت بالمغرب ومصر أُناساً بسطاء بعد صلاة الجمعة، كانوا يعرفونني لأنهم يشاهدونني في التلفزيون، وهم جميعاً يتذمرون من الإقبال الشديد لعلماء المؤسسات الدينية على زيارة واستقبال أهل الديانات الأخرى، وعلى تأكيد المودة والأخوة؛ في حين يبدو الآخرون أقل حماساً وإقبالاً، ويمضون إلى أميركا وأوروبا يريدون ضمانةً وأماناً منا. وقلت: وجهنا أسود من جرائم المتطرفين والإرهابيين الذين أوقعوا بنا أشدّ الأضرار ديناً وأوطاناً، كما نشروا الرعب والخوف في العالم، وإلى جانب مكافحة الإرهابيين والمتطرفين بالقوة والدعوة، يكون علينا التواصُل مع الخائفين ومع الذين يقبلون الحديث معنا على طريقة ومنهج: لا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منا! لكنّ المغاربة على وجه الخصوص ما قبلوا، وقالوا إنّ أشدّ ما يزعجهم تلك اللهجة الاعتذارية، كأنما نحن نعتذر من أننا مسلمون، وقد جاء في القرآن: «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم». فكل العنف مستنكَر، وينبغي أن يُقاتَلَ كما حصل حتى الآن، لكنّ هذا الإحساس بالذنب لا مبرر له. ثم إننا لم نعد آمنين في ديارنا التي يقال إننا كثرةٌ كاثرةٌ فيها، وعلةُ ذلك هذا البغي علينا من جانب القريب والبعيد.

ولكي نوضح تعقيدات هذه الحالة من التذمر وعدم الرضا والإحساس بتواطؤ القريب والبعيد أذكر بعض الحالات من سوريا، ومن نواحي حمص وحلب بالذات. فمجتمع المهاجرين السوري الآن يموج باضطرابٍ شديدٍ بشأن العودة من عدمها، حتى لدى أولئك الذين لم تتهدم منازلهم، وليست عندهم مشكلات قانونية مع النظام. هؤلاء ما كانوا مواطنين ذوي مرجعياتٍ وحقوق، وهم اليوم أضعف. يقول لي أَخوان؛ طبيبٌ ومهندس، إنّ الذي يعود يحتاج إلى «حماية» لأمنه الشخصي والديني. والأمن الشخصي يمكن إحقاقه عن طريق العسكريين العلويين أو الروس. أما الأمن الديني فشيء آخر، فالإيرانيون حاضرون في كل مكان، وهناك مساجد تشيّعت أو بُنيت حسينيات، واكتُشفت آلاف المزارات القديمة لآل البيت، التي يُزعَم أنّ السنة طمسوها، ولا أمن حقيقياً لك في حمص ونواحيها إذا كنتَ سنياً إلا بالتشيع. ثم كما تعرف، في السنوات الأخيرة، ظهرت فئات سنية معتبرة موالية للإيرانيين في سوريا والعراق، وهؤلاء يكون عليهم أن يثبتوا ولاءهم في كلّ آن، وأن يسكتوا عن أكل حقوقهم وأراضيهم ومنازلهم في مقابل حياتهم وعدم تهجيرهم؛ كما يحصل ويحصل في دمشق وضواحيها.

قال لي رجل دينٍ بارز: هناك إحساس لدى العامة والمتعلمين غير الحزبيين، في سائر دول الكثرة السنية بعدم الأمان الديني، أو الشعور بأن دينهم مستضعَف، وساعة من جانب المسيحيين واليهود، وساعة من جانب الشيعة. وأنت تقول إن المؤسسات الدينية مظلومة بما يُوجَّهُ إليها من اتهامات سواء من الناس أو الأنظمة باعتبار أنها لا تقوم بما فيه الكفاية في مجال الإصلاح، وفي كثرة مجاملتها للآخرين (!). وهذ صحيحٌ في جانبٍ منه، لكنّ هذه المؤسسات تحظى بتأييدٍ هائل عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على تقليدٍ أو حكم ديني، مثل بيانات الأزهر في استنكار تغيير أحكام المواريث بتونس. ومثل دفاع شيخ الأزهر عن السنة النبوية. ومثل قضايا الزواج العرفي. ويتصل مئات الناس بوسائل الإعلام لاستنكار حملة الدكتور جابر عصفور الحالية على البرامج التعليمية بالأزهر. ولا تزال الجمعيات النسوية وجمعيات المجتمع المدني تحمل على التدخل الديني في الشؤون العامة، لكنّ جمهرة كبيرة من الموطنين تريد من الزيتونة أن تتدخل حتى لو كانت صوتاً ضمن أصوات متعددة. كل هذا الحديث عن التذمر والكآبة لا علاقة له بتيارات الإسلام السياسي. فهؤلاء يدعون - ظاهراً على الأقل - لدولةٍ دينيةٍ تطبق الشريعة، وإنْ بطُرُقٍ محدَّثة. والجمهور العامّ صار يرى أنّ تدخل الدين في إدارة الشأن العام، مضرٌّ بالدين قبل الدولة، كما ثبت في السنوات الخمس الأخيرة. بيد أن هذا الجمهور ذاته صار يشعر أن دينه من دون حماية، وتارةً تحت وطأة الإحساس بالذنب وضرورة الاعتذار من الأقليات، والوقوف عند خاطرها، وطوراً تحت وطأة هجمة التشيع الإيراني عليه. وهذان الأمران يستدعيان تفكيراً آخر وعملاً مختلفاً من جانب المؤسسات الدينية، وأهل إدارة الشأن العام الذين يفكرون بالمستقبل.

 

إلى المريخ... مع التحيات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/19

كنت يوماً عائداً من باريس إلى لندن في سيارتي. وفي نحو منتصف الطريق قبل بحر الشمال، بدأ المطر يهطل غزيراً وثقيلاً كأنه يطاردني عمداً. وتطلعت إلى جوانب الطريق إلى يميني، فوجدتها بدأت تفيض مثل نهر أفاق فجأة واندفع يقطع الدرب على أهل اليابسة. وحصل لي تماماً ما حدث لرجال طارق بن زياد: البحر من أمامكم والطوفان من ورائكم. وقررت أن البحر أعقل من هذا الفيضان المحيق، فأعقلت بدوري وتوكلت ومضيت نحو الميناء تزفني عاصفة مطرية مثل التي نراها في الأفلام. تكرر المشهد في بيروت قبل يومين. الثلوج تتساقط سريعة في الجبال، والأمطار تزخ مجنونة على السواحل، والرياح تحمل هذه وتلك، وتنسفها على الرؤوس التي تجرأت على الظهور. وعلى الوجوه والأجسام. خطر لي وأنا أقطع مسافة نصف ساعة عادية في سيارة تاكسي أن الرحلة ستدوم إلى الأبد. وسألت السائق إن كانت سيارته تنطفئ في مثل هذه الحالات من العبور البرمائي. وبدل أن يحاول طمأنتي قرر أن يحافظ على نزاهته واستقامته، فقال: «بدك الحقيقة، ما بعرف. لم يمرّ بي شيء من هذا قبلاً». ولما لاحظ أن لوني امتقع، رمى إليّ بطرف حبل من التشجيع قائلاً: «بس الكوري (السيارات الكورية) عادة قبضاي». منذ أن انتقلنا إلى منزلنا هذا قبل نحو عقد، لم أترك الشرفة الزجاجية إلى الداخل، سوى هذه المرة. انهالت علينا جميع درجات الرعود والبروق، وألح المطر مثل لجاجة السياسيين. وفي الخارج كانت الأشجار تتلوى تحت أسواط الريح وتكاد تلامس الأرض. وبعضها هوى وتكسّر. وفي رحلة العودة إلى المنزل، رأيت واجهات المحال مقفلة رغماً عنها، فالطرقات مقفرة من المارة، ومن اضطره الأمر، غرق في المياه، وحطمت الريح مظلته وأهانت ملبسه ومظهره.

وعلى الجانب الآخر من العاصفة، قدَّم الفلاحون الشكر والحمد. فالمطر خير ولو هطل غاضباً. والشتاء الماضي كان شحيحاً ومقلاً، فلم تتفجر الينابيع ولم تخضر الأودية، ولم تلمع سطوح البحيرات الصغيرة. ولكي يكون الربيع ملوناً والصيف مثمراً، لا بد من الخير ماطراً. فالخلق سر يتكرر. وما لنا إلا أن نتأمل ونضرع.ففي الأيام الماضية أيضاً، هبطت عربة صينية على القمر، وأميركية على المريخ. ولست أدري عمّ يبحثون. يقال عن بضعة غالونات مياه وشيء من الأكسجين.

 

ترمب وعالم بلا غاري كوبر

أمير طاهري/الشرق الأوسط/11 كانون الثاني/19

على غرار كثير من القرارات السريعة التي أعلنها عبر «تغريدات»، أثار إعلان الرئيس دونالد ترمب، الشهر الماضي، حول انسحاب القوات الأميركية من سوريا، عاصفة هوجاء من التعليقات التي جاءت سلبية في معظمها. واستشاط أنصار فكرة الانسحاب الأميركي من الساحة العالمية؛ لأن ترمب أقدم على فعل ما لم يجرؤ على التفكير فيه باراك أوباما نفسه. أما أنصار السياسات الانعزالية المتشددون، فهللوا للقرار باعتباره بداية العودة إلى ما يطلق عليه «عقيدة مونرو»، بينما وصف كارهو سياسة ترمب القرار بأنه نموذج آخر لانقياده المزعوم خلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولو أن جميع الأطراف تمهلت ولو قليلاً، فربما وجدوا أن التغريدة التي أثارت العاصفة بدت مختلفة من زوايا أخرى. ولو أن الأسبوع فترة طويلة على الصعيد السياسي، فإن شهراً لا بد أنه فترة أطول بمقدار أربعة أضعاف. إذن، كيف يبدو اليوم ذلك «القرار» السريع الذي أعلن ترمب عنه عبر تغريدة؟ تكمن الملحوظة الأولى في أن لفظ «انسحاب» تراجع، ليحل محله آخر: «تقليص». وتتمثل الملحوظة الثانية في أن عدداً من الظروف أضيفت إلى ما بدا من قبل أنه قرار حاسم ومباشر بالانسحاب الفوري.

اليوم، تتحدث الأنباء عن ضرورة إقرار جدول زمني، والحصول على تعهد تركي بعدم مهاجمة حلفاء واشنطن من الأكراد داخل سوريا. علاوة على ذلك، فإنه لن يجري إنهاء الوجود العسكري الأميركي دون إلحاق «هزيمة كاملة» بفلول تنظيم «داعش». أيضاً، تتحدث أنباء عن إجراء عملية «تقليص» للوجود العسكري، تعتمد على النجاح في حسم مصير أكثر من 800 من مقاتلي «داعش» ينتمون إلى 48 دولة، بينهم 10 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، يحتجزهم الأكراد المتحالفون مع واشنطن. الأهم من ذلك أن وزير الخارجية مايك بومبيو، انطلق في جولة عبر العواصم الإقليمية الحليفة، لتوفير مزيد من الطمأنينة في نفوس حلفاء أميركا وتهدئة شكوكهم؛ لكن ماذا عن القرار المبدئي السريع المعلن عبر تغريدة؟ في الواقع، يمكن تفهمه، إن لم يكن بالضرورة تبريره، عبر ثلاث سبل مختلفة. تتمثل الزاوية الأولى في أنه في ظل وجود 2000 جندي، معظمهم من الفنيين وضباط التدريب، فإن الوجود الأميركي في سوريا يعد رمزياً في معظمه من المنظور العسكري. ومع هذا، فإن هذا الوجود الرمزي يمنح واشنطن قولاً في صياغة مستقبل سوريا، التي يجب النظر إليها حالياً باعتبارها أرضاً تخلو من حكومة عاملة. السؤال هو: ما حجم هذا القول أو النفوذ؟

على النقيض مما يعتقده بعض كارهي سياسة ترمب، فإن بوتين سيود لو أن الأميركيين يبقون داخل سوريا، ما داموا يضطلعون بدور ثانوي محدود، ذلك أن هذا الوجود الأميركي الرمزي، بمقدوره تمكين موسكو من المطالبة بأن تشارك الولايات المتحدة في تحمل بعض تكاليف إعادة بناء سوريا، على النحو الذي يرغبه بوتين. أيضاً، فإن الأوروبيين الذين يتأثرون على نحو مباشر بالمشكلات التي خلقها بشار الأسد وحلفاؤه الروس، سيرغبون في الإبقاء على المشاركة الأميركية، للمعاونة في دعم الموقف الأوروبي.

على مدار سنوات طويلة، سمعت كثيراً من المسؤولين الأوروبيين يؤكدون أنه إذا تمادى، على سبيل المثال، صدام حسين في العراق، أو الملالي في إيران، فإن الأميركيين سيتعاملون مع الأمر. داخل سوريا، يوجد أكثر من 2000 «جهادي» من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي وروسيا؛ لكن ليس بينهم من ينتمي إلى الولايات المتحدة. ومع هذا، أصبحت مهمة تطهير المنطقة اليوم من ذلك الوباء الذي أصابها مهمة الأميركيين، بينما تكمن مهمة الجانب الروسي في سحق خصوم بشار الأسد من خارج هؤلاء «الجهاديين». ويعني ذلك أن أسوأ الأنظمة على مستوى العالم يمكنها التمادي في أعمالها الوحشية؛ لكن ليس على نحو مبالغ فيه، وإلا جرى استدعاء الوحش الأميركي للتعامل معها. من ناحية أخرى، فإن ترك سوريا في أيدي بوتين ربما لا تكون فكرة سيئة، ذلك أنه بالنظر إلى الظروف المتردية التي يعايشها الاقتصاد الروسي، والضغوط الهائلة المفروضة على الموارد العسكرية للبلاد، فإن بوتين ربما لا يستمتع بأن يجري تقييده بمهمة ترتيب الأوضاع داخل سوريا التي تعتمل بالفوضى منذ سنوات، إن لم يكن عقوداً. وربما يؤدي تقييده بسوريا إلى كبح جماح مغامراته في مناطق أخرى من العالم، خاصة أوكرانيا ودول البلطيق.

منذ عقود، كتب روائي فرنسي يدعى رومان غاري رواية بعنوان «وداعاً غاري كوبر» تخيل في ثناياها عالماً دون أميركا، والتي جرى الرمز إليها ببطل فيلم «هاي نون». ودارت الرواية حول عالم ليس فيه بطل يحارب من أجل العدالة ويحمي الضعفاء، حتى في أكثر اللحظات التي لا يأبه بهم فيها أحد، ويكبح جماح القتلة والمتنمرين. اليوم، لا أحد يدري الصورة التي سوف ينتهي إليها القرار الذي أعلنه ترمب عبر تغريدة، فربما يتحول بمرور الوقت إلى أمر مغاير تماماً، أو مثلما الحال مع كثير من التغريدات الأخرى، يطويه النسيان في عصر يتسم بضعف الذاكرة.

الحقيقة المحزنة أن المناخ العام الحالي الذي تسيطر عليه مشاعر الكراهية الشديدة، يحول دون عقد نقاش هادئ ومفصل للدور الأميركي في نظام دولي، اضطلعت واشنطن بدور كبير في تأسيسه وإدارته، على امتداد ما يقرب من سبعة عقود. في الواقع، موجة الغضب الزائفة إزاء تخلي ترمب المزعوم عن حلفاء أميركا من الأكراد، تتظاهر وكأن الولايات المتحدة لم يسبق لها قط تبديل مسارها السياسي. جدير بالذكر أنه عند نهاية الحرب العالمية الأولى، كسب الرئيس الأميركي وودرو ويلسون، قلوب الملايين بمختلف أرجاء العالم؛ خاصة داخل أوروبا والشرق الأوسط، بإعلانه دعمه لمبدأ «حق تقرير المصير» لدى الشعوب التي تعاني القمع. إلا أنه في غضون عام واحد، طوى النسيان كل هذا، ولم يقدم خليفة ويلسون على الاقتراب، ولو من بعيد، من شؤون الشعوب الأخرى.

قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، في مؤتمر يالطا، نقل الرئيس فرانكلن روزفلت مسألة مصير كثير من شعوب وسط وشرق أوروبا إلى جوزيف ستالين. كما طعن الرئيس جون إف كيندي حلفاء أميركا من الفيتناميين في الظهر، عبر التخطيط لانقلاب عسكري ضد نظامهم. وفي وقت لاحق، قرر الرئيس جيرالد فورد ببساطة الانسحاب من فيتنام، متخلياً عن عشرات الملايين الذين أصبحوا لاجئين أو أسرى داخل أراضيهم. عام 1975، أوقف هنري كيسنجر الدعم الأميركي للأكراد العراقيين، ليطلق بذلك يد صدام حسين في قمع تطلعاتهم القومية. وفي الفترة الأخيرة، صدَّر أوباما لنفسه صورة المدافع عن حقوق الإنسان؛ لكنه رفض التحرك قيد أنملة نحو دعم الإيرانيين الذين هبوا مطالبين بالديمقراطية، والسوريين الذين يقاتلون من أجل الكرامة. وبذلك، يتضح أن ترمب يتعرض لانتقادات شديدة عن أمر ربما يفعله؛ لكنه لم يقدم عليه فعلياً بعد، بينما أقدم عليه كثير ممن سبقوه. من ناحيتهم، يبدو الأميركيون بحاجة لعقد نقاش حول الذي يرغبون في الاضطلاع به داخل عالم يزداد تعقيداً وتوتراً، يوماً تلو آخر. ولا يمكن أن يتحول الصراخ إلى بديل لوجود استراتيجية واضحة المعالم. اليوم، يقف غاري كوبر أمام خيارين: إما الصمود والقتال أو الفرار بعيداً.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئيس الجمهورية تابع التطورات على الحدود واطلع على المعلومات والاتصالات لمواجهة التحركات الاسرائيلية

الجمعة 11 كانون الثاني 2019 /وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطورات الميدانية على الحدود الجنوبية، في ضوء التعديات الاسرائيلية المتمثلة بتشييد الجدار العازل في النقاط المتنازع عليها قبالة مستعمرة مسكاف عام، والتي كانت محور درس ومتابعة في الاجتماع الذي عقده المجلس الأعلى للدفاع أمس برئاسته. واطلع الرئيس عون على المعلومات المتوافرة حول التحركات الاسرائيلية على الحدود الجنوبية والاتصالات التي بدأها لبنان لمواجهة هذه التحديات. إلى ذلك، كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات تناولت مواضيع مختلفة، إضافة إلى لقاءات ديبلوماسية.

مطر والخازن وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا، رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، اللذين وجها اليه دعوة لحضور قداس عيد مار مارون في التاسع من شهر شباط المقبل. كما جرى عرض الأوضاع العامة في البلاد.

سفير هنغاريا

ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون، سفير هنغاريا جيزا ميهاليه، الذي جاء مستطلعا تفاصيل المشروع الذي تقدم به رئيس الجمهورية إلى الأمم المتحدة، لإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في لبنان".

عزام

كما استقبل الرئيس عون، سفير لبنان لدى جمهورية كوريا انطوان عزام، الذي أطلع رئيس الجمهورية على الدور الذي تقوم به الكتيبة الكورية العاملة ضمن اطار قوات ال"يونيفيل" في حفظ السلام والأمن في الجنوب، ودعم كوريا الدائم للبنان في المحافل الدولية.

وجرى عرض سبل تطوير العلاقات بين البلدين، حيث أكد السفير عزام "اهتمام كوريا بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع دول منطقة الشرق الاوسط، واعتبارها لبنان بوابة عبور إلى دول الجوار". وقد زود الرئيس عون السفير عزام بتوجيهاته.

ابراهيم

كذلك، استقبل الرئيس عون، سفير لبنان في الارجنتين جوني ابراهيم وعرض معه العلاقات اللبنانية - الأرجنتينية وسبل تطويرها في المجالات كافة.

 

الحريري عرض الاوضاع مع الرياشي واستقبل قائد الجيش مخزومي: الوضع الاقتصادي لم يعد يتحمل ولا بد من تشكيل الحكومة في أسرع وقت

الجمعة 11 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مساء اليوم في "بيت الوسط"، قائد الجيش العماد جوزاف عون ومدير المخابرات العميد طوني منصور ورئيس فرع التحقيق العميد وليد العبد. وتناول البحث الأوضاع الأمنية عموما، ولا سيما التطورات على الحدود الجنوبية، وما يقوم به الجيش من مهمات في هذه المنطقة، للحفاظ على الأمن والاستقرار والسيادة، في مواجهة التهديدات والخروقات الإسرائيلية. وخلال اللقاء، قدم العميد العبد للرئيس الحريري نسخة من كتاب إنجازات مديرية المخابرات للعام 2018، الذي يتضمن كل ما قامت به المديرية على صعيد مكافحة الإرهاب والتجسس وملاحقة المخلين بالأمن طوال العام الماضي.

الرياشي

كما التقى الرئيس الحريري وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي وعرض معه آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة.

مخزومي

ثم استقبل الحريري النائب فؤاد مخزومي الذي قال على الأثر: "التقيت مع دولة الرئيس لكي أقدم له بداية التهنئة بالعام الجديد، وطبعا كانت فرصة للتحدث عن آخر التطورات الحكومية. ونحن موقفنا كان ولا يزال بأن الحكومة يجب أن تتشكل في أسرع وقت، ونتمنى على كل من يفاوض أن يصل إلى مرحلة يدرك فيها أن الوضع الاقتصادي لم يعد يتحمل، وأن هذه الحكومة لا بد من أن تتشكل في أسرع وقت ممكن، خصوصا ما نسمعه من أمور مثل إعادة هيكلة الدين، ولكي لا نخسر ما وعدنا به في "سيدر". إن مجلس النواب يقوم بواجبه من ناحية إقرار القوانين التي حولتها الحكومة له قبل الانتخابات، ولا بد من الإسراع في هذه العملية، لكي نظهر أننا حاضرون للعمل". أضاف: "كما بحثنا آخر تطورات الأمور مع هذه العواصف التي تأتي إلى لبنان، ومشاريع البنى التحتية التي يحتاجها البلد. ونحن في هذا الخصوص نتمنى على البلديات وعلى المسؤولين في وزارة الأشغال أن يكونوا حاضرين، لأننا اليوم لا نتفاجأ بهذه العواصف، بل نعرف قدومها سلفا. من هنا نتمنى أن تكون هناك حركة جدية، لكي لا نظهر وكأن المواطن تفاجأ بهذه العاصفة". وختم قائلا: "ختاما، وفي ما خص الوضع الاقتصادي الذي نسمعه من كل التقارير الدولية، يجعل المرء أكثر حذرا من ذي قبل. لا شك أن لبنان يحميه الله، وفي الوقت نفسه هناك نوع من القرار الدولي في هذا الشأن، لكننا يجب أن نكون أيضا حذرين وأن نعمل جميعا معا، لأننا لا نستطيع أن نرسل الرسالة الخطأ في الجو الحاصل على صعيد تطورات المنطقة، خاصة في الموضوع الإسرائيلي. جميعنا نعلم أن إسرائيل تستخدم الوضع الذي نمر فيه لكي تهددنا أكثر فأكثر. أنا أعتقد أنه علينا أن نأخذ التهديد بشكل جدي، لكن يجب ألا نخاف منه، بل أن نركز على الوضع الاقتصادي. من هنا تمنيت على الرئيس الحريري أن يسرع في تشكيل الحكومة، لأن الجميع لديه مصلحة ان تكون لدينا حكومة لكي نواجه الاستحقاقات المقبلة وتكون سنة خير على الجميع إن شاء الله".

حمود

كما استقبل الرئيس الحريري ممثل دار الفتوى في كندا الشيخ جمال حمود على رأس وفد، وعرض معه أوضاع الجالية اللبنانية وشؤونها.

 

بري إستقبل وديع الخازن ومحمد الحوت ضاهر: يجب أن يجتمع مجلس النواب للبحث في سحب التكليف

الجمعة 11 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، الوزير السابق مخايل ضاهر الذي قال بعد اللقاء: "بحثت مع دولته في الموضوع الذي أثاره بالنسبة الى اجتماع مجلس الوزراء لتحويل الموازنة الى المجلس النيابي، وقد استعان باجتهاد عام 1969. هذا كان قبل الطائف، وكنا في حاجة الى اجتهاد، ولكن بعد الطائف المادة 64 قالت ان الحكومة المستقيلة او المعتبرة مستقيلة لا تمارس صلاحياتها الا بالمعنى الضيق لتصريف الاعمال، أي انها تمارس صلاحياتها بشكل محدود، ولم تتكلم المادة عن آلية ممارسة الصلاحيات او تعاطت بالطريقة التي تمارس الحكومة صلاحياتها فيها. فمجلس الوزراء والوزراء يتعاملون مع الشيء الضروري والملح. اذا رئيس حكومة تصريف الاعمال يمكنه ان يدعو مجلس الوزراء متى يشاء ويضع الموازنة على جدول الاعمال. هل الموازنة من القضايا الضرورية؟ نعم، هي من القضايا الضرورية والملحة جدا لان الدستور اعطاها كل الاهمية وتحدث كيف تحضر الموازنة بين الوزارات ووزارة المال، وكيف يجب ان تحول الى المجلس قبل افتتاح الدورة العادية في تشرين، وكيف على المجلس ان يدرسها خلال الدورة العادية من دون اي عمل آخر، وسمح بفتح دورة استثنائية لمدة شهر (كانون الثاني) لكي ينتهي المجلس من درس الموازنة. بالاضافة الى ان المادة 86 من الدستور تنص على انه اذا ارسلت الحكومة الموازنة قبل 15 يوما من افتتاح الدورة العادية ولم يصدقها مجلس النواب بنهاية الدورة الاستثنائية، عندها من حق الحكومة ان تصدر الموازنة كما ارسلتها الى مجلس النواب. وفي المادة 65 من الدستور كانت الحكومة تستطيع ان تحل مجلس النواب ساعة تشاء، لكن بعد الطائف لم تعد تستطيع ذلك الا بحالتين فقط: الاولى اذا لم يجتمع مجلس النواب خلال عقد عادي او خلال عقدين استثنائيين متتاليين، والثانية اذا رد مجلس النواب الموازنة بقصد شل عمل الحكومة، بمعنى انه في الدستور اذا لم يكن هناك موازنة يعني ان عمل الحكومة مشلول".

وأضاف: "ماذا نريد ضرورة اكثر من هذه الضرورة؟ من المفترض ان يدعو رئيس مجلس الوزراء اليوم قبل الغد مجلس الوزراء واحالة الموازنة على مجلس النواب لدرسها واقرارها".

وتابع: "الموضوع الثاني هو قضية التكليف والتأليف، فقد كلف مجلس النواب الرئيس الحريري تأليف الحكومة بشبه إجماع، وكان يعتقد ان الحكومة ستؤلف خلال أيام او في ابعد تقدير بضعة اسابيع، وقد مرت شهور دون تأليفها، يتكلمون عن عقد. رئيس الحكومة حر في ان يؤلف الحكومة التي يريدها، ولكن المهم ان يؤمن بأن هذه الحكومة ستأخذ ثقة مجلس النواب ويوافق عليها رئيس الجمهورية، فإذا لم يحصل ذلك فإن العقدة عنده، وهو يقف امام حائط مسدود. لا يستطيع ان يقف امام الحائط المسدود ويقول انني لا استطيع تأليف الحكومة. لا يجوز ذلك لأن البلد ذاهب الى الهاوية، وعلى رئيس الحكومة ان يتخذ موقفا. قرأت اليوم ان رئيس حكومة سابقا يقول اننا لا نقبل ان يعتذر رئيس الحكومة المكلف، ونحن ندعمه. لا احد يطلب منه ان يعتذر، هو حر، ولكن عندما لا يستطيع ان يؤلف حكومة فالموقف الاكبر والاشرف هو ان يعتذر، أما أن يستمر امام حائط مسدود فهذا لا يجوز. من هو المسؤول؟ هو مسؤول بالدرجة الاولى عن استمرار الفراغ منذ 8 اشهر، والمسؤول الثاني مجلس النواب لانه هو الذي كلف، والمجلس النيابي من المفروض ان يسحب التكليف، فاذا لم يفعل ذلك يكون متواطئا وموافقا على استمرار الفراغ. لذلك يجب ان يجتمع مجلس النواب ان من خلال رسالة من رئيس الجمهورية او بطلب من رئيس مجلس النواب للبحث في موضوع التكليف وسحبه، باعتبار اننا لا نستطيع ان نستمر بهذا الفراغ. المبدأ العام يقول إنه حر ان يعود عن التكليف ساعة يشاء، كما الذي يعمل وكالة بشكل آخر فهو حر ان يعزل الطرف الآخر ساعة يشاء، الا اذا نصت الوكالة على انها غير قابلة للعزل، عندها تبقى الى ما لا نهاية. فلو نصت المادة الدستورية المتعلقة بالتكليف على ان التكليف لا يمكن الرجوع عنه، عندها لا نستطيع العودة عن التكليف، لكن هذه المادة لم يرد فيها شيء من هذا القبيل، وهناك حق مطلق للمكلف ان يعود عنه ساعة يريد".

وتحدث ضاهر عن تمثيل الاقليات والعلويين في الحكومة، فأشار الى ان المادة 95 من الدستور "تقول بأن الطوائف تمثل بصورة عادلة في تشكيل الحكومة. اذا يجب ان تمثل هذه الطوائف، ولا نحتاج الى حكومة من 30 او 32 لتمثيلها، ويمكن ان تتمثل بحكومة من 26 وزيرا، وتكون حكومة ميثاقية دستورية مئة بالمئة وتمثل كل الطوائف".

الحوت

ثم استقبل بري رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت الذي هنأه بالعام الجديد، وقال بعد اللقاء: "تشرفت بزيارة دولة الرئيس بري وأطلعته على اوضاع الشركة ومشاريعها المستقبلية، وكان مرتاحا لأن الشركة ستتسلم 15 طائرة جديدة من طراز أيرباص بين العامين 2020 و2021، واخذت توجيهاته للمرحلة المقبلة، وشكرته على كل الدعم الذي يقدمه للشركة منذ 20 عاما وما زال مستمرا".

الخازن

واستقبل بعد الظهر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس نبيه بري وتداولنا الاوضاع العامة، وعلى رأسها المساعي لتشكيل الحكومة، وأعرب دولته عن ان الوضع معقد للغاية، بعدما وصلت الاتصالات القائمة الى دوامة الدوران حول نفسها، مما حمله على القول "فالج لا تعالج". لكنه ما زال يراهن على عامل النقزة الضميرية لدي المعنيين لتدارك منحى التدهور الاقتصادي الذي شارف الخط الاحمر، ولم يعد بالامكان البقاء رهينته، لئلا ينجرف البلد الى توترات على الارض تزيد الطين بلة. وأكد الرئيس بري أنه لا يزال على تواصله الدائم مع فخامة الرئيس عون ودولة الرئيس الحريري، لحرصهم المشترك في المحافظة على التماسك الوطني بوجه التحديات".

وختم الخازن: "انني على يقين بأن لا مشكلة الا ولها حل، وسيستمر الرئيس بري في حض الافرقاء للخروج من هذه الازمة بحد أدنى من التفاهم، لأن لبنان اليوم في خطر حقيقي ومن الاولى انقاذه قبل فوات الاوان، وقبل ان تتوارى المساعدات الموعودة التي قررها مؤتمر "سيدر" لانهاض البنى التحتية واصلاح دوائر الدولة وتطهيرها من الفساد والمفسدين".

كذلك استقبل بري الوزير السابق عدنان القصار والسيدين عادل ونديم القصار الذين هنأوه بالعام الجديد ونوهوا بجهوده الوطنية مؤكدين اهمية تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن.

 

 باسيل ينتقد من يريد تحسين علاقته الخاصة بسوريا على حساب لبنان

نهارنت/11 كانون الثاني/19/شدد وزير الخارجية جبران باسيل على أن العلاقة مع سوريا هي لمصلحة لبنان بكل مكوناته، منتقدا الاطراف التي تريد تحسين علاقتها مع دمشق على حساب على لبنان. وقال باسيل في كلمة له من زحلة الجمعة "علاقتنا مع سوريا هي لمصلحة لبنان بكل مكوناته ولا يمكن أن تكون العلاقات مع سوريا موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرف ما يريد أن يحسن علاقته الخاصة بسوريا فيزايد على حساب لبنان". وذكَّر "نحن اعترضنا من الأساس على تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وحافظنا على أفضل العلاقات معها ومن الطبيعي أن نساعد اليوم على عودتها"، قائلا "نحن طليعة المطالبين بعودة سوريا إلى الجامعة العربية ولن نكون مجرد تابع لغيرنا نلحق به الى سوريا عندما يقرر هو ذلك". وأضاف "لقد خنقتنا الحرب في سوريا وأقفلت الأسواق العربية في وجهنا فمن غير المقبول ان نخنق انفسنا في زمن السلم". وفيما أكد حرصه على الوحدة الوطنية، أعرب باسيل عن رفضه "تعريض مصلحة لبنان الوطنية للاذى ولن ننتظر قراراً من الخارج". وتابع "عندما كانت سوريا في لبنان واجهناها حتى خروجها وعندما أصبحت سوريا في أرضها أعلنا بالجراة نفسها عن عزمنا على اقامة افضل العلاقات معها فلا نستحي بذلك ولا يغير أي شيء من تاريخنا".وخلص الى القول "انتهينا من السياسة الخارجية المستلحقة و التابعة نحن أصحاب سياسة مستقلة تقوم على المعاملة بالمثل لمصلحة لبنان".

 

 المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى يحذر من تداعيات دعوة ليبيا الى قمة بيروت

نهارنت/11 كانون الثاني/19/طلب المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى عدم دعوة الوفد الليبي الى القمة الاقتصادية التي ستنعقد في بيروت الشهر الجاري، مشددا على ضرورة منع حضوره، وذلك على خلفية تحميل النظام الليبي مسؤولية إختفاء الامام موسى الصدر. وحمل المجلس في اجتماع طارىء عقده الجمعة "السلطات اللبنانية مسؤولية التقاعس عن القيام بواجباتها في هذه القضية"، محذرا من "تجاهل ردات الفعل الشعبية التي قد تنتج عن الاصرار على دعوة الوفد الليبي"". وقد أثارت دعوة ليبيا الى المشاركة في القمة حفيظة حركة "امل" والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى.

وتحمل عائلة الصدر معمر القذافي مسؤولية اختفاء الامام الصدر الذي شوهد للمرة الاخيرة في ليبيا في 31 اب 1978 بعدما وصلها بدعوة رسمية في 25 اب مع رفيقيه، لكن النظام الليبي السابق دأب على نفي هذه التهمة، مؤكدا ان الثلاثة غادروا طرابلس متوجهين الى ايطاليا. ونفت الاخيرة دخولهم الى أراضيها. وتضاف الى القمة الاقتصادية مواد سجالية أخرى تتعقد بدعوة سوريا الت أثارت ردود فعل مستنكرة من قبل الجهات المعارضة للنظام، وسط تقارير عن مساع يقوم بها وزير الخارجية جبران باسيل على المستوى العربي لعودة دمشق الى الجامعة العربية كي يستطيع لبنان بدوره دعوتها الى القمة. ومن المفترض أن تنعقد القمة في 19 الجاري، الا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري طالب منذ أيام بتأجيلها، مشددا على ضرورة انعقادها بحضور دمشق.

 

مساعد الامين العام للجامعة العربية: قمة بيروت في موعدها

نهارنت/11 كانون الثاني/19/أكد مساعد الامين العام لجامعة دول العربية السفير حسام زكي أن القمة العربية الاقتصادية التي ستنعقد في بيروت الشهر الجاري، باقية في موعدها، لافتا الى أن الجامعة لا علاقة لها بالتجاذبات السياسية التي تدور حولها. وقال زكي الذي وصل الى بيروت بعد ظهر اليوم آتيا من القاهرة "القمة في موعدها". وأضاف "التجاذبات سياسية داخلية ولا تخص الجامعة العربية، فالجامعة معنية بانعقاد القمة ونحن هنا لوضع الترتيبات مع السلطات اللبنانية لانعقادها، والقمة في موعدها إن شاء الله". وجاء زكي على رأس وفد ضم مدير ادارة المراسم في الجامعة الوزير المفوض عبد الحميد حمزة ومدير ادارة المؤتمرات وشؤون المقر الوزير المفوض احمد مصطفى لمتابعة الاجراءات اللوجستية الخاصة بالقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة التي من المقرر ان تستضيفها بيروت في 19 الحالي و20 منه. وتشهد قمة بيروت المرتقبة سجالا سياسيا حادا حولها، اولى السجالات بدأت حول دعوة سوريا اليها، وأضيفت مؤخرا مواد سجالية أخرى تتعلق باعتراض حركة "أمل" و المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى على دعوة ليبيا الى القمة على خلفية مسؤولية النظام الليبي عن قضية اختفاء الامام موسى الصدر.

ويطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بتاجيل القمة الى حين البت بعودة سوريا الى الجامعة العربية كي يتاح للبنان دعوتها.

 

 باسيل ينتقد من يريد تحسين علاقته الخاصة بسوريا على حساب لبنان

نهارنت/11 كانون الثاني/19/شدد وزير الخارجية جبران باسيل على أن العلاقة مع سوريا هي لمصلحة لبنان بكل مكوناته، منتقدا الاطراف التي تريد تحسين علاقتها مع دمشق على حساب على لبنان. وقال باسيل في كلمة له من زحلة الجمعة "علاقتنا مع سوريا هي لمصلحة لبنان بكل مكوناته ولا يمكن أن تكون العلاقات مع سوريا موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرف ما يريد أن يحسن علاقته الخاصة بسوريا فيزايد على حساب لبنان". وذكَّر "نحن اعترضنا من الأساس على تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وحافظنا على أفضل العلاقات معها ومن الطبيعي أن نساعد اليوم على عودتها"، قائلا "نحن طليعة المطالبين بعودة سوريا إلى الجامعة العربية ولن نكون مجرد تابع لغيرنا نلحق به الى سوريا عندما يقرر هو ذلك".وأضاف "لقد خنقتنا الحرب في سوريا وأقفلت الأسواق العربية في وجهنا فمن غير المقبول ان نخنق انفسنا في زمن السلم". وفيما أكد حرصه على الوحدة الوطنية، أعرب باسيل عن رفضه "تعريض مصلحة لبنان الوطنية للاذى ولن ننتظر قراراً من الخارج". وتابع "عندما كانت سوريا في لبنان واجهناها حتى خروجها وعندما أصبحت سوريا في أرضها أعلنا بالجراة نفسها عن عزمنا على اقامة افضل العلاقات معها فلا نستحي بذلك ولا يغير أي شيء من تاريخنا".وخلص الى القول "انتهينا من السياسة الخارجية المستلحقة و التابعة نحن أصحاب سياسة مستقلة تقوم على المعاملة بالمثل لمصلحة لبنان".

 

**بعض جديد موقعي الألكتروني ل 11 و12 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

الحقد لا يبني دولاً

الكولونيل شربل بركات (من أرشيف علم 2013)

19 آذار/2013

http://eliasbejjaninews.com/archives/70969/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D8%AF-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D9%84/

 

 

كيف يمكن أن نصدق بعد تجربة 31 سنة أن تحالفات جماعة تيار رئيس الجمهورية ثابتة

خليل حلو/فايسبوك/11 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70983/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D8%A3%D9%86-%D9%86%D8%B5%D8%AF%D9%82-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-31-%D8%B3%D9%86%D8%A9/

 

الأرانب تقفز من أكمام برّي ونصرالله.. والضحية عهد عون

علي الأمين/جنوبية/11 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70985/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%AA%D9%82%D9%81%D8%B2-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D9%91%D9%8A-%D9%88/

 

 

How Critical Are American Boots On The Ground In Syria For Israel
 
جيرازلم بوست: ما مدى أهمية وجود القوات الأمريكية في سوريا بالنسبة لإسرائيل
 Jerusalem Post/January 11/19
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/70981/jerusalem-post-how-critical-are-american-boots-on-the-ground-in-syria-for-israel-%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%84%D9%85-%D8%A8%D9%88%D8%B3%D8%AA-%D9%85%D8%A7-%D9%85%D8%AF%D9%89-%D8%A3%D9%87%D9%85/

 

Behind The Lines: Will Turkey Invade Northeast Syria?
 
جوناثان سبايرمن الجيروزاليم بوست: هل ستقوم تركيا بغزو شمال شرق سوريا؟
 Jonathan Spyer/Jerusalem Post/January 11/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/70979/jonathan-spyer-jerusalem-post-will-turkey-invade-northeast-syria%D8%AC%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B2/