LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january11.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/زمن ايران وأذرعتها في المنطقة إلى نهاية حتمية..دورهم انتهى

الياس بجاني/دور ملالي إيران الإقليمي إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

التامل/الآباتي سيمون عساف/11

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 10/01/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 10 كانون الثاني 2019

دياب: سأواصل مهمتي الدستورية لتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة تؤمن حماية اللبنانيين في الزمن الصعب

حزب الله هو المسؤول الأول لتدهور الوضع الإقتصادي في لبنان

المتغيرات الإقليمية تؤجل إعلان الحكومة اللبنانية

عناوين المتفرقات اللبنانية

إرجاء جلسة دعوى حبيش ضد القاضية عون الى 14 ك2

الجيش: اصابة 14 عسكريا اثناء فتح طريق البداوي وتوقيف 8 اشخاص

المجتمع الدولي ينتقد تعثر تشكيل الحكومة

بري يدفع للعودة إلى حكومة «تكنو ـ سياسية» و«حزب الله» يتعاطى بمرونة و«الوطني الحر» لا يعارض «اختصاصيين»

جيسيكا خزريق طالبت بأموالها.. فاحتجزها المصرف ثم المخفر!

إلى "بلطجية" بلدية بيروت: أزعر على مين؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هكذا سقطت الطائرة الأوكرانية "بصاروخ إيراني"

واشنطن ترجّح سقوط الطائرة الأوكرانية بصاروخ... وطهران ترفض وفريق أوكراني يبحث 7 فرضيات... ومطالب بريطانية كندية بتحقيق موثوق

مقتل ثمانية من «الحشد الشعبي العراقي» في غارات على شرق سوريا

مخاوف من استمرار استخدام العراق مسرحاً للصراع الأميركي الإيراني

طهران تهدد بـ«انتقام أشد» وتتوعد بـ«عملية ضخمة» ضد القوات الأميركية

واشنطن تتمسك بالردع... وأوروبا تواصل الضغط على إيران لاحترام «النووي»

إيرانيون أميركيون قلقون إزاء التوتر بين البلدين

ثلاث «رسائل» في زيارة بوتين إلى دمشق

المرصد السوري: غارات جوية وعمليات قصف تخرق وقف النار في إدلب

دير الزور..لا استقرار ولا سلام إلا بطرد الأسد وإيران

افتتاح جامعة روسية في دمشق

كييف: تلقينا «معلومات مهمة» من واشنطن بشأن تحطم طائرتنا في إيران

السيستاني: الصراع الأميركي - الإيراني في العراق انتهاك لسيادته

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيلي الفرزلي/روحاً للدولة/مازن السيّد/ميغافون نيوز

رسالة على أجنحة صواريخ: هذا كل شيء، الرجاء التفهّم وعدم الرد/د. مصطفى علوش/الجمهورية

إزاحة سليماني فرصة؟/علي حماده/النهار

آخر المطاف نحو لبنان واحد/سيزار معوض

الطفيلي: نأمل بأن يأتي مقتل سليماني بالفرج على الشعوب المسحوقة/سوسن مهنا/انديبندنت عربية

إفلاس يسابق إفلاساً/نبيل بومنصف/النهار

كارلوس اللبناني/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

رحيل سليماني وارتباك المخططات الإيرانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الصراع الأميركي الإيراني: المجالات والمآلات/رضوان السيد/الشرق الأوسط

ترمب الذي أحرج خبراء الشأن الإيراني/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

رجل غير عادي: ذهاباً وعودة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ارتباك إيراني بعد مسرحية الرد على مقتل سليماني/د. خطار أبودياب/العرب

مَن المتغطرس الأقوى؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

وجوه التغيير الديموغرافي في سوريا/أكرم البني/الشرق الأوسط

قاسم سليماني.. ملك الحسابات الخاطئة/القبس/مترجمة عن النيويورك تايمز/ توماس فريدمان

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

والد كارلوس غصن قتل قسيساً مهووساً بحب المطربة صباح/كمال قبيسي/الشرق الأوسط

الرئيس عون عرض مع سلامة الاوضاع المالية

وزير العدل ألبرت سرحان سرحان: حريصون على العلاقات الودية مع اليابان وكارول غصن ستمثل أمام القضاء فور ورود نشرة الإنتربول

تكتل الجمهورية القوية أبقى اجتماعاته مفتوحة

اجتماع كاثوليكي في زحلة دعا الى تشكيل حكومة اختصاصيين

الراعي عرض مع سلامة الأزمة الاقتصادية واستقبل ماروتي ووفدا من المركز الماروني للتوثيق

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي.

إنجيل القدّيس يوحما15/من15حتلا21/:”قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي. لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي. بِهذَا أُوصِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. إِنْ يُبْغِضْكُمُ العَالَم، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُم. لَوْ كُنْتُم مِنَ العَالَمِ لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ مَا هُوَ لَهُ. ولكِنْ، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَم. تَذَكَّرُوا الكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُم أَيْضًا. وإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَوْفَ يَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُم أَيْضًا. غَيرَ أَنَّهُم سَيَفْعَلُونَ بِكُم هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لأَنَّهُم لا يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

زمن ايران وأذرعتها في المنطقة إلى نهاية حتمية..دورهم انتهى

الياس بجاني/10 كانون الثاني/2020

ممكن فطاحيل كذبة المقاومة والتحرير يخبرونا كيف بدون يكنسوا الأميركي من المنطقة والسيد من خوفه منون قاعد تحت الأرض من 14 سنة؟

 

دور ملالي إيران الإقليمي إلى نهاية حتمية

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2020

انتهى الزواج السعودي والسوري باغتيال رفيق الحريري واليوم انتهى زواج أميركا وإيران باغتيال سليماني. نهاية دور إيران الإقليمي حتمي وكذلك دور اذرعتها الإرهابية وفي مقدمهم دور حزب الله في لبنان

 

إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة

الياس بجاني/08 كانون الثاني/2020

إيران دولة كرتونية ومارقة وفاشلة ونظامها مجرم وحزبها اللاهي (حزب الله) في لبنان هو سبب كل المصائب والكوارث ولا خلاص للبنان قبل تفكيكه وانهاء دوره المسلح

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

التامل

الآباتي سيمون عساف/11 كانون الثاني/2020

- حياة التأمل تحتاج الى فترة هدوء وسكينة ، فأن اعمال الله العظيمة يعملها فى النفوس الهادئة.

السيد المسيح مثلنا الأعلى في التأمل :

+ كان يقضى اوقاتاً فى الصلاة والتأمل: فقد كان يعتزل فى البراري والأماكن الهادئة مصلياً ومتأملاً “ فكان يعتزل في البراري ويصلي." (لو16:5) لذلك نلمس أهمية الخلوة فى الصلاة والتأمل من حياة السيد المسيح ، الذي ترك لنا مثالاً لنتبع خطواته .

قال القديس اغسطينوس

"لا يوجد شيء نافع مثل التأمل كل يوم فيما احتمله ابن الله لأجلنا".

الآباء القديسون والتأمل :

يسمى الآباء التأمل الروحي بالتاوريا وهى :

+ التاوريا الأولى: وهى التأمل فى المخلوقات والطبيعة ويطلقون عليها الهذيذ بالمخلوقات.

+ التاوريا الثانية: وهى التأمل فى السماويات وما فيها والأرواح والملائكة والله فوق الكل.

+ التاوريا الثالثة: وهى التأمل فى الثالوث القدوس وعظمته وجلاله ويطلق عليه الدهش.

+ موهبة روحية: أحياناً يكون التأمل موهبة روحية ، يستقبل بها الإنسان معرفة فوق المعرفة العادية. قال القديس اغسطينوس "عند الوقوع فى درجة الدهش الروحى الكامل ، يفقد الانسان مشاعر الجسد ويُحمل الى الله ، ثم يعود لحالته.."

سمات التأمل المسيحي :

قال القديس مار اسحق " إن التدبير الروحي الكامل حيث يتأمل العقل فى حب الخالق وعنايته وإرادته الصالحة ويبطل من الإنسان حينئذ كل الشكوك والخوف، ونحس بالعقل إننا بنو الأب السماوي وورثه مع المسيح .

قال القديس مار اسحق "الصلاة يسبقها خلوة، والتأمل يمكن التمرن عليه بالصلاة، ومن الاثنين نكتسب حب الله ، لأن في كليهما أسباباً تدعو لحبه والحب ثمرة الصلاة."

3- تأمُّل مع العمل: يشمل العمل الروحى: الخدمة والتعليم والعمل الصالح والعطاء...الخ وأهمية ذلك كقول المسيح "من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات."(مت6: 19) فإن نشاط الانسان في الخدمة ، لا يدعه يستغنى عن الهدوء للتأمل ، ولا التأمل يمنع الانسان عن الخدمة. كما أيضا التأمل العملي هو تطبيق عملى للوصايا الالهية ، وهو يعطى خبرة روحية فى الخدمة ومصداقية فى التعليم للخادم ... قال القديس غريغوريوس الكبير" نحن نصعد الى مرتفعات التأمل على درجات حياة العمل والخدمة." وقال القديس اغسطينوس" إن عظمة التأمل لا تمنح إلا للذين لهم حب لله."

مجالات التأمل الروحي :

قال القديس غريغوريوس "على الإنسان الكامل أن يتتلمذ أولاً على اعتياد الفضائل وممارستها ، وبعد ذلك يرتاد المرتقيات فيدخل الى راحة التأمل ."

قال القديس غريغوريوس "حينما أتأمل عظمة السعادة التى يربحها الإنسان بالموت وتفاهة ما يخسر بفقدان الحياة، لا استطيع احتمال شوقي الى السماء، فأهتف نحو الله قائلا: متى يا الهي تنتشلني من هذه "الوادي" وتسكنني وطني العزيز"

قال القديس اغسطينوس "تأملت فى الحياة فإن كل ما فيها يفنى ويزول فاشتقت إليك يا إلهى لأحيا إلى الأبد ولن أزول."

قال القديس مار اسحق "الهذيذ فى الكتب المقدسة ينير العقل ويعلم النفس الحديث مع الله." وبالتأمل العملي اى بالسلوك والعمل بحسب الإنجيل والوصية يشهد لحضور الله .

قال القديس ابيفانيوس "إن التأمل فى الكتب المقدسة حرز (كنز) عظيم ، يحفظ الإنسان من الخطية، ويستميله الى عمل البر."

قال القديس غريغوريوس الكبير " عندما يتذوق العقل حلاوة التأمل يشتعل بالحب. " !

قال القديس يوحنا كاسيان وٌلد ما بين 350 و360 م، تأثر بالقديس يوحنا ذهبي الفم الذي سامه شماسًا " بقدر ما يتقدم عقل الإنسان ويمتد نحو الصفاء والنقاوة فى التأمل كلما يظهر له دنسه وعدم نقاوته ، عندها يرى ذاته فى مرآة الطهارة الحقة. "

و قال القديس غريغوريوس" كلما تقدم القديسون فى فضيلة التأمل احتقروا ذواتهم وعرفوا أنهم لا شيء. " !

قال ايضا: "من نعمة التأمل وجود صوت التمييز السماوي فى العقل

القديس أغسطينوس (354- 430 م)

بعد ان تغيرت حياته وتاب على يد القديس امبروسيوس ، وصار اسقفاً على هيبو بشمال افريقيا، واعتزل الى حياة التأمل والكتابة والصلاة . أكتشف حياة التأمل واهميتها.. فأخرج لنا درراً من كنوز تأملاته . حتى فى كتاب اعترافاته وجَّهه الى الله متأملاً. وقد مزج تأملاته فى صلاته ، فكانت صلوات راقية وتأملات رائعة، وهذه جزء من تأملاته :

الهى... ليتنى أعرفك كما أنت تعرفنى

يا قوة نفسى ، أكشف لى عن ذاتك يا مُعزىني .!

أسرع لأتأمل فيك يا سرور قلبى

الهمنى حبك ، فأنت هو حياتى .!

أشرق علىّ ففيك يكمن فرحى الحقيقى

فيك راحتى ، فيك حياتى ، فيك كمال مجدى ليتنى أجدك يا مُنية قلبى أنت تحتضن وجودي برعايتك

التأمل فى صليب المسيح ، هو أقوى مصدر لإدراك حب الله لنا...، ففى هذا الصليب كُسرت شوكة الموت ، التى هى الخطية وفتح لنا الفردوس

يارب علمنى أن أتأمل

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 10/01/2020

وطنية/الجمعة 10 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

هل بدأت التحضيرات فعليا لجلوس الأميركيين والإيرانيين الى مائدة المفاوضات..؟

السؤال باتت تطرحه بإلحاح مجمل الوقائع على الأرض سواء تلك المتعلقة بالمواجهة العسكرية التي انتهت دون أن تبدأ بتأكيد المبعوث الأميركي برايان هوك الذي قال قبل قليل: يبدو أن الرد الايراني على مقتل سليماني قد انتهى.

وبإشارة مسؤول أميركي آخر الى أن واشنطن لن تقبل بأي شروط إيرانية مسبقة قبل بدء المحادثات. وكذلك بعودة الخزانة الأميركية الى لعبة العقوبات على مسؤولين كبار في إيران.

كل ذلك يحصل على وقع ترجيح الغرب وأوكرانيا مسؤولية طهران عن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في الأجواء الايرانية.. فهل تفضي كل هذه الضغوط الى جلوس الايرانيين الى الطاولة؟

في لبنان مصير الحكومة المقبلة يغيب خلف عتمة التيار الكهربائي وفوضى القطاع المصرفي وارتداداتها الامنية، وارتفاع سعر الدولار ليلامس 2500 ليرة اليوم وتحت وطأة التمسك بحكومة تكنوقرط او الدعوة لحكومة تكنوسياسية بصيغة 24 وزيرا او حكومة سياسية..

بالانتظار وزيرة الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ندى بستاني تحدثت ل"تلفزيون لبنان" عن اجراءات استثنائية، وعزت ما حصل لعدم وجود حكومة، واكدت ان كميات المازوت كافية، الا ان المواطن يلجأ لتخزين المادة خوفا وهلعا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

لا جديد طرأ في بورصة صرف تشكيل الحكومة التي كان من المفترض أن تبصر النور خلال 15 يوما من تكليف الرئيس حسان دياب وسبب التأخير شروط مقنعة وغير مقنعة حالت دون التشكيل هذا بالإضافة إلى التفاف على المعايير التي تم وضعها للتأليف ما يعني أن العملية برمتها باتت أمام ضرورة إعادة النظر بتلك المعايير من أجل حسن سير العمل الحكومي.

الرئيس نبيه بري الذي قدم للرئيس المكلف كل التسهيلات التي كان قدمها أيضا

لمن سبقه لا يزال متمسكا بحكومة تكنو سياسية تكون على قدر المسؤولية الوطنية.

مصادر الرئيس المكلف حسان دياب أشارت إلى أنه سلم رئيس الجمهورية ميشال عون في لقائهما الأخير في بعبدا مسودة تشكيلة حكومية وأنه بانتظار رد الرئيس عون النهائي عليها.

فيما مصادر بعبدا تشير إلى أن رئيس الجمهورية ينتظر بدوره رد دياب على التعديلات الجوهرية التي أدخلها عون على التشكيلة الحكومية.

وإزاء هذا الواقع فإن تصريف أعمال البلاد والعباد لا يشكل فقط واجبا دستوريا يجب القيام به وإنما حاجة وضرورة لوقف التدحرج من السيء إلى الأسوأ والأشد سوءا وبناء عليه لا بد من تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال بانتظار ولادة الحكومة الجديدة.

في الإقليم لا تزال الأنظار تتجه نحو العراق حيث سجل اليوم إتصال أجراه رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يطلب فيه إرسال مندوبين لوضع آليات الانسحاب الأميركي تطبيقا لقرار مجلس النواب العراقي.

هذا في وقت اعتبر فيه ممثل المرجعية الدينية أن الإعتداءات الخطيرة والإنتهاكات المتكررة للسيادة العراقية التي حصلت في الأيام الأخيرة ما هي إلا جزء من تداعيات الأزمة الراهنة.

إرتدادات أحداث العراق ترددت في قاعة مجلس النواب الأميركي الذي تبنى قرارا يحد فيه من سلطات ترامب العسكرية والعودة إلى الكونغرس وذلك بناء على مشروع قانون قدم بعد إغتيال الشهيدين الفريق سليماني والمهندس لكن البيت الأبيض رأى في هذا القرار لعبة سياسية فيما ترامب تعهد بتكرار الخطوة دون العودة إلى الكونغرس ولجأ مجددا إلى ورقة العقوبات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

ما فينا. يكفينا! لبنان في انتظار حكومة. ولكن، ليس أي حكومة.

فالمطلوب اليوم ليس التشكيل للتشكيل، بل التشكيل للتفعيل. تفعيل المواجهة التي يفترض ان تكون وطنية شاملة، لأزمة بدأت صناعتها منذ ثلاثين عاما على الاقل، بفعل سياسات باتت تحتمل اعادة نظر، وربما اكثر.

والحكومة التي ينتظرها اللبنانيون اليوم، يفترض ان تتصدى للمخاطر الآتية:

اولا: خطر اصابة الوطن بشظايا الانفجار الاميركي -الايراني، "فما فينا يكفينا"، وحماية لبنان من نار المحيط هي اقل الواجب.

ثانيا: خطر الأزمة المالية التي تقض مضاجع اللبنانيين، الخائفين على ما تبقى لهم من وظائف واموال.

ثالثا: خطر تدهور اقتصادي اكبر، بسبب العوامل الداخلية المعروفة، التي يضاف اليها عدم المبادرة الى التواصل مع سوريا للبحث في ملف النزوح وقضية المعابر الحدودية.

رابعا: خطر على الميثاق، من خلال استعداد البعض للانقضاض من جديد على منطق الشراكة الوطنية وقوة التمثيل الشعبي، لمصلحة معايير اخرى تطلب تجاوزها مرحلة امتدت بين عامي 2005 و2016.

خامسا: خطر اخلاقي، بفعل استمرار ظاهرة الشائعات المتنقلة وتحريف الحقائق والتطاول على المبادئ قبل الشخصيات والمقامات والرموز، من دون حسيب او رقيب.

اما في تفاصيل التشكيل، وفيما تؤكد المعلومات ان المراوحة سيدة الموقف لأكثر من اعتبار، لفتت تغريدة مسائية للواء جميل السيد، اكد فيها ان رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، خلافا لكل ما يشاع، مصر على حكومة تكنوقراط، ولن يعتذر عن التكليف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

لبنان بين نارين، عفوا بل بين حكومتين. الاولى لتصريف الاعمال ولا تقوم بأي عمل مفيد، والثانية منتظرة بحرارة وقوة، لكنها لا تتشكل.

هكذا وفيما سعر صرف الدولار يقترب من عتبة ال 2500، فان الحكومة العتيدة يبتعد امكان تأليفها يوما بعد يوم.

في المقابل فان المعالجات للواقع الاقتصادي والاجتماعي متوقفة بصورة شبه كلية. فحكومة تصريف الاعمال لا تجتمع، ورئيسها في الخارج في اجازة تردد انها عائلية.

اما بالنسبة الى الوزارات المعنية بالازمة الاقتصادية، فمعالجاتها لا ترقى بتاتا الى مستوى الازمة والتحديات التي تطرحها. وعليه، فان اخطر ما في الازمة التي نعيش، يتجلى في غياب المسؤولين الذين يحاولون التصدي لها والحد من تداعياتها ونتائجها المدمرة. فكأننا في قارب يبحر بصعوبة في خضم الامواج المتلاطمة، وما من قبطان او بحار للقارب المترنح الذي تأخذه الامواج كما تريد، والانكى ان الازمات تتناسل يوما بعد يوم.

وآخر الازمات، امكان ظهور ازمة محروقات من جديد في ظل تواصل ارتفاع سعر صرف الدولار، وفي ظل غياب اي رؤية رسمية لما يحصل. انه اذا عصر الازمات التي لا حلول لها. وكيف يكون هناك حلول والحكومة مستقيلة من كل ادوار المسؤولية، وعاجزة حتى من ممارسة الحد الادنى من تصريف الاعمال؟

هذا بالنسبة الى الحكومة المغادرة، اما بالنسبة الى الحكومة الاتية فالامر ليس افضل حالا، لأن الصمت الملتبس حولها صار سيد الموقف.

رئيس الحكومة المكلف نادرا ما يظهراو يتكلم او يفصح عما يضمره. طبعا هو يقوم بتحركات ويجري محادثات، لكنها في معظمها بعيدة من الاعلام حتى بات تشكيل الحكومة بمثابة لغز معقد.

على اي حال الانتظار من الان الى الاحد هو المسيطر، فبعد الموقف اللافت للرئيس نبيه بري الاربعاء عبر دعوته الى حكومة لم شمل، فان الجميع في انتظار موقف السيد حسن نصر الله الاحد. فهل يأتي موقف الامين العام لحزب الله متطابقا مع موقف رئيس مجلس النواب؟

وفي هذه الحالة، ألن نكون أمام واقع حكومي وسياسي جديد، بحيث يضطر معه حسان دياب

الى اعادة النظر في موقفه وموقعه، وصولا ربما الى الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة؟

اقليميا، الطائرة الاوكرانية المنكوبة قد تتحول كابوسا بالنسبة الى السلطات الايرانية، وخصوصا بعد اعلان الرئيس الاوكراني انه لا يستبعد ان يكون سقوط الطائرة بسبب صاروخ. فهل تضيف الطائرة الاوكرانية ازمة جديدة الى مسلسل الازمات الايرانية؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لن يستطيع دونالد ترامب وفريقه على ما يبدو تعداد الخسائر التي حققتها ضربة عين الاسد الايرانية، ومع كل تصريح او اطلالة اعلامية، يتكشف المزيد من العمى السياسي الذي اصاب ادارة ترامب، والنزف الحاد في هيبتها..

اصابت الصواريخ الايرانية القاعدة الاميركية بشكل دقيق،فكان التعتيم الاعلامي الاميركي ومحاولات التشكيك، لكن عصفها السياسي كشف مدى دقة اصابتها حتى داخل الكونغرس، حيث المشاريع المعدة لتحديد صلاحية ترامب بالذهاب الى الحرب مع ايران،مع تمرد لاعضاء جمهوريين ضد رئيسهم، في مشهد نادر في السياسية الاميركية.

اما الشارع الاميركي فعلى غليانه، والاصوات تزداد ارتفاعا ضد رئيس يقامر بارواح ابنائهم..

ومع ارتدادات القصاص الايراني لدماء القائد الشهيد قاسم سليماني والشهيد القائد ابو مهدي المهندس ورفاقهما، طلب عراقي رسمي لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي من وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو بإرسال مندوبين الى العراق للتنسيق في تطبيق قرار البرلمان ووضع آليات لانسحاب القوات الاميركية ..

ضربة سياسية عراقية اصابت ادارة ترامب، توازي تلك الصاروخية الايرانية، اما الرد الاميركي فكان اعلان عقوبات اقتصادية اضافية، في مشهد يؤكد حجم التخبط والضياع الذي يصيب ادارة ترامب..

حتى المحاولة الاميركية الاستثمار بارواح الذين قضوا بسقوط الطائرة الاوكرانية في طهران، املا بالتشويش على لهيب الرد الايراني، افشلها الاوكرانيون المعنيون بالقضية، مع حديث وزير خارجيتهم عن اعلى درجات التعاون الايراني للتحقيق في القضية، رافضا التكهنات التي تستبق التحقيقات..

لم يسبق لادارة اميركية ان وقعت بشر فعلتها كما الادارة هذه، فالى اين مصيرها؟ وكيف سيكون مسارها وسط تخبط خطير؟ بدأ يخشاه حلفاؤها الاسرائيليون والخليجيون..

لبنانيا الخشية من مسار الازمة المالية المتفاقمة كانت محط لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، للبحث في التعامل غير السوي الذي يعيشه القطاع المصرفي، لا سيما مع زبائنه.. اما سياسيا فلا جديد بعد كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بالامس عن حكومة تكنوسياسية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

على ارتفاع ألفين وخمسمئة دولار عن سطح بحر المصارف، حلقت العملة الصعبة من دون ضوابط تعيدها إلى سعرها الرسمي سوى الإسراع في دوران العجلة الحكومية.

الصرافون آلهة على الأرض، ووزارة الاقتصاد لا تضرب بيد من حديد وتكتفي بتسطير محاضر غير قابلة للصرف.

ومع استمرار عمليات الصعود وإصابة الليرة بوهن الهبوط، كان تداول العملة الحكومية يستقر على "لا تأليف"، ولم يخرج من تلة الخياط ما يؤشر الى قرب صدور التشكيلة، مع اكتفاء الرئيس المكلف بإرسال إشارات البقاء على قيد الحياة الحكومية، وأنه لن يعتذر، وسوف يشكل حكومة اختصاصيين وفقا لما وعد به. لكن ما الموانع التي حالت دون ذلك ؟

تبعا لما كشفه النائب اللواء جميل السيد، فقد جرى التوافق على ثمانية عشر وزيرا تكنوقراط بلا وزراء من الحكومة السابقة، لكن الرئيس نبيه بري جنح الى حكومة مختلطة، مؤكدا ان دياب خلافا لكل ما يشاع، مصر على تكنوقراط، ولن يعتذر عن عدم التكليف.

هذا الكشف الميداني للنائب السيد، يثبت على رئيس المجلس تهمة التعطيل أو التراجع إلى التكنوسياسية، بذريعة استشعار الخطر في المنطقة .

وكان لافتا ما أعلنه موقع "المستقبل" هذا المساء، وفيه أن بري قد يصوت لهذه الحكومة لتجنب اتهامه بعرقلتها، لكنه لن يشارك بالتأكيد في حكومة كهذه تعتمد معايير لا تركب على قوس قزح.

يتفيأ بري ظلال المنطقة لفرض حكومة تعيد السياسيين الى مقاعدهم الوزارية، لكن أميركا وإيران أنفسهما لا تريدان الحرب وتتبادلان رسائل التسويات من فوق البحار.

وقد ارتفعت إشارات التهدئة من طهران إلى واشنطن مرورا بإدلب، أكثر المدن التهابا بنيران الحرب التي أعلن فيها وقف إطلاق النار.

بعد جولة فلاديمير بوتن من سوريا إلى تركيا، وبموجب ذلك فإن الاحتقان التزم حدوده، فيما المرجعية الدينية العليا في العراق آية الله السيد علي السيستاني وجه انتقادا لكل من أميركا وإيران بضرورة احترام سيادة العراق.

أما مجلس النواب الأميركي، فقد حجر على دونالد ترامب عسكريا، وأصدر قرارا يمنع الرئيس القيام بعمل عسكري جديد ضد إيران.

هذا التطويق السياسي والميداني، لا يترك للبنان ذريعة للسير في حكومة يقبض عليها السياسيون، إلا إذا كانت السلطة على قناعة بأن دخولها في لعبة تغيير المواقف سوف يعطيها فرصة جديدة للهرب من المساءلة .

وعلى هذا التقدير، فإن الشارع الذي ترنح قليلا وصوب معركته باتجاه بنك أهداف محددة بين الاتصالات والمصارف، بات عليه اليوم العودة الى الضغط بقوة التظاهرات من دون أن تسرق وجهها الأحزاب.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

ورم الأرقام وتضخمها ، يعكس عمق المأزق، سواء لدى السلطة أو لدى الإنتفاضة، ما يوصل إلى تضخم في الأرقام المالية والنقدية:

السلطة في اليوم الرابع والستين من تصريف الأعمال، وحتى تصريف الأعمال لا يطبق حتى في النطاق الضيق، مما أوقع السلطة التنفيذية في شلل دخلت فيه شهرها الثالث.

والحراك أو الثورة أو الإنتفاضة في يومه السادس والثمانين، وقد يستمر ثمانين يوما إضافية، ولكن إلى متى على هذا المنوال ؟ الحراك خلق واقعا لم يعد بالإمكان تجاهله أو القفز فوقه ولكن كيف يمكن تثميره في الخطوات السياسية؟

ومرحلة التكليف، في الطريق إلى التأليف، دخلت أسبوعها الرابع، ولا شيء في الأفق يشير إلى قرب ولادة الحكومة.

هكذا من أرقام أيام الثورة، إلى أرقام ايام تصريف الأعمال، إلى أرقام التكليف فالتأليف، نصل إلى الرقم الرابع، الدولار الأميركي في 10 كانون الثاني 2020 ب 2500 ليرة لدى الصيارفة، بزيادة ألف ليرة عن دولار الخميس 17 تشرين الأول 2019، حين اقفل على نحو 1500 ليرة حتى لدى الصيارفة.

هنا الأرقام لا تخطئ وليست وجهة نظر، بل تعكس حجم المأزق الذي يمر به البلد، وهو المأزق الأخطر منذ انتهاء الحرب. وإذا كان مطلوبا معالجة الأرقام، فإن الترتيب يكون من المسببات لا من النتائج.

المسببات أن في البلد أزمة سياسية تلقي بتداعياتها على كل شيء، ومن دون معالجة هذه الأزمة، تبقى المعالجات مسكنات. فإذا استمرت السياسة تدار بتصريف الأعمال، يبقى المال يدار من عند الصيارفة .

هذه هي المعادلة: تصريف في السياسة - صيرفة في النقد، وعدا ذلك تضييع وقت، والإمعان في ترف الجدل البيزنطي وغير البيزنطي. تفضلوا إلى حكومة جديدة ليعرف الشعب من يحاسب.

أما اليوم فمن يحاسب ؟ هل يحاسب حكومة سقطت تحت ضربات الثورة ؟ وهل يحاسب حكومة لم تولد بعد ؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 10 كانون الثاني 2019

وطنية/الجمعة 10 كانون الثاني 2020

 النهار

بعد تعرضه لحادثة اعتبرها اهانة بحقه تحدى احد المسؤولين الحراك في عرض قوته في مقابل الشارع الآخر الاقوى منه والاكثر عدداً.

لوحظ أنّ تغريدات "ساخرة" لأمراء ومسؤولين خليجيين من أداء بعض المسؤولين اللبنانيين تكاثرت في الآونة الأخيرة، ما يؤكد أنّ الموقف الخليجي في هذه المرحلة هو في خانة ترقب الوضع في لبنان من دون تدخلات أو مساعدات في المرحلة الراهنة.

يتجه حزب مسيحي تاريخي، إلى تفعيل دوره على اعتبار أنّه يتناغم مع مبادئ الحراك الشعبي وأهدافه ولا ملفات فساد لديه وقد يقدم رئيسه في وقت قريب إلى إطلاق ورشة حزبية تليها خطوات على مستوى كبير داخلياً واغترابياً.

الجمهورية

هدّدت شخصية بكشف المستور على هامش السعي الى تأليف الحكومة العتيدة بعدما تبخرت وعود تلقتها من مرجع رسمي.

بيّن اللغط الذي رافق الحديث عن إلغاء زيارة كان سيقوم بها رئيس حركة حزبية غير لبنانية الى بيروت أن أياً من المعنيين لم يتقدم بطلب لزيارة لبنان.

إقتربت الأجهزة المختصة من تحديد الجهة التي لجأت الى بث أخبار وشائعات تطاول شخصية إقتصادية من خلال فبركة تصريحات منسوبة الى كبار المسؤولين.

اللواء

تكاد معطيات مسؤول كبير، لا تشجعه للعودة إلى المسرح، بانتظار مرحلة جديدة..

تقرر سحب نقطة خلافية من التداول، بسرعة، منعاً لإرباكات، لا جدوى منها في هذه المرحلة..

أدرجت ممانعة جهة سياسية بكشف أسماء مرشحيها، بأنه إجراء احتياطي، للضغط من جهة، وحماية وضعها الداخلي بالأساس.

نداء الوطن

سُمع من أحد الموظفين المصرفيين تساؤلات عن كيفية اعتماد تقنية قطع إرسال الهواتف في المصارف بهدف منع المحتجين من استخدام الانترنت لتصوير "الفيديوات المباشرة" من داخل المصرف.

على الرغم من تأكيد وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ندى البستاني توافر مادة المازوت لدى المحطات لا تزال الأخيرة تمتنع عن تعبئة الغالونات للمواطنين إلا لمن يدفع "البقشيش"، ما يطرح تساؤلات عن دور الرقابة.

بدأ أصحاب المولدات الكهربائية عملية تقنين في تشغيل مولداتهم ما دفع المواطنين المتضررين إلى الاستعداد للأسوأ عبر شراء مصابيح تعمل على البطارية والتزود بالشمع.

الأنباء

يتردد أن شخصية سياسية تم تكليفها مؤخراً بمهمة أساسية؛ تعيش حالة من الخيبة بعد اصطدام مساعيها بعراقيل غير مبررة بالنسبة لها.

تتحدث مراجع غير مدنية عن علاقة خفية متشابكة الأضلاع بين جهات محلية وأخرى دولية؛ ساهمت في خروج شخصية قيد الملاحقة القضائية من البلد التي كانت فيه.

البناء

قالت مصادر مصرفية إنّ الضغط المستمرّ على الدولار رغم عدم تخطيه حدود التأثير على سعرالصرف الـ 10% منذ مطلع العام ناجمة كما الضغط الذي سبقها عن سحوبات بالليرة اللبنانية يتمّ تحويلها كمدّخرات الى الدولار تحت تأثير القلق من الوضع في المنطقة هذه المرة وليست نتيجة أسباب طلب اقتصادي، وتوقعت تراجعها مع التهدئة التي أعقبت التصعيد.…

قالت مصادر أمنية في كيان الاحتلال لمواقع عبرية متخصّصة بالشؤون العسكرية والأمنية انّ ماجرى بين واشنطن وطهران تسبّب بقلق شديد لتل أبيب، فإنْ كان ماجرى غير منسّق فهوعلامة انكسار الهيبة الأميركية سينعكس حكماً على المواجهة المفتوحة مع طهران، وإنْ كان منسّقاً فستدفع ثمنه تل أبيب ويكون بداية تغييرات على حسابها…

 

دياب: سأواصل مهمتي الدستورية لتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة تؤمن حماية اللبنانيين في الزمن الصعب

وطنية - الجمعة 10 كانون الثاني 2020

صدر عن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب البيان التالي: "بعد مرور ثلاثة أسابيع على تكليفي تشكيل الحكومة، لا بد لي من مصارحة اللبنانيين بجردة حساب الأيام التي مضت على تكليفي لإنجاز مهمة التشكيل، خصوصا أن شبح الانهيار الكبير يهدد لبنان، وأن اللبنانيين يشعرون بضغوط اجتماعية واقتصادية ومالية لم يعرفوا مثيلا لها في تاريخهم بالرغم من تطمينات مرجعيات عديدة، وان مخاوفهم تكبر في ظل تحلل الدولة. ان الكتل النيابية وسائر النواب، سياسيين ومستقلين، قد كلفوني تشكيل حكومة على قاعدة أني مستقل ومن فئة التكنوقراط. وقد تم الاتفاق منذ البداية مع الافرقاء كافة على الإطار العام للحكومة،والذي يتضمن العناوين التالية:

- حكومة مصغرة من 18 وزير ووزيرة.

- فصل النيابة عن الوزارة.

- حكومة اختصاصيين غير حزبيين.

- مشاركة المرأة بحصة وازنة.

- إلغاء منصب "وزير دولة".

- عدم مشاركة وزراء حكومة تصريف الأعمال التي أسقطها الحراك الشعبي.

وتابع البيان :" منذ لحظة التكليف، أطلقت ورشة البحث عن الكفاءات والخبرات اللبنانية، في الوطن والخارج، وسعيت لأن تكون هذه الكفاءات ضمن فريق عمل حكومي متجانس يتلائم مع المعايير التي تم الاتفاق عليها في الإطار العام، ليس لأننا ضد الأحزاب وإنما لأننا نلمس غليان الشارع ونسعى للتجاوب مع هواجسه في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخه. وقد يكون عدم انغماس أعضاء هذا الفريق في السياسة وصراعاتها هو شهادة لهم وليس عليهم وفرصة في هذه المرحلة الدقيقة لادارة الدولة بحكمة وجدارة وشجاعة لوقف الانهيار والنهوض بالبلد . أنا اليوم أجدد التزامي بالمعايير التي وضعتها لتشكيل الحكومة، استنادا إلى الإطار العام المتّفق عليه، لأنني مقتنع بأنها قد تشكل خشبة خلاص لوقف الانهيار الحاد الذي نشهده على كل المستويات في لبنان. وفقا لذلك، أؤكد أن الضغوط مهما بلغت لن تغير من قناعاتي، وأنني لن أرضخ للتهويل، لأنني مؤتمن على مهمة أعتبرها مقدسة، وسأبذل في سبيلها كل التضحيات وهي شرف لي لأن لبنان أهم منا جميعا، ولا معنى لوجودنا إذا انهار لبنان لا سمح الله. انطلاقا من ذلك، لن أتقاعس عن استكمال مهمتي ومتابعة اتصلاتي بالجميع، ولن أقبل ان تصبح رئاسة الحكومة مكسر عصا. سأواصل مهمتي الدستورية لتشكيل حكومة تنسجم مع الإطار العام المتفق عليه: حكومة تكنوقراط مصغرة تؤمن حماية اللبنانيين في الزمن الصعب وتنسجم مع تطلعاتهم، ولديها مهمة محدّدة عنوانها "إنقاذ لبنان". على الله نتوكل، فهو حسبي ونعم الوكيل".

 

حزب الله هو المسؤول الأول لتدهور الوضع الإقتصادي في لبنان

The Unsaid Lebanon/الجمعة 10 كانون الثاني 2020

حزب الله هو المسؤول الأول لتدهور الوضع الإقتصادي في لبنان. حيث أنه إستجلب العقوبات الأمريكية وعزل لبنان دوليا" وعربيا" وتحديدا" عن بلاد مجلس التعاون الخليجي. من جهة أخرى، غطى حزب الله فساد القيادات السياسية الرئيسية مقابل تغطيتهم لمشروع الثورة الإسلامية الإيرانية التي يجسدها في لبنان وخارجه، بحجة أنه حزب لبناني له حيثيته الشعبية والسياسية. حكومة حسان دياب، مهما كان شكلها وتركيبتها، سوف تكون حكومة حزب الله وبالتالي لن تتمكن من إستجلاب المساعدات الخارجية الضرورية للحيلولة دون ذهاب لبنان إلى الإفلاس، أو أقله من تخفيف سرعة تدهور الأوضاع الإقتصادية-المالية، ريثما تتغير الأوضاع المتفجرة في المنطقة وتفسح بالمجال إلى التغير السياسي التي تسعى اليه إنتفاضة الشعب اللبناني.

*مقتل قاسم سليماني اربك القيادة الإيرانية بشكل كبير، مما سيقوي دور حزب الله في فيلق القدس وبشكل خاص سيقوي دور حسن نصرالله في محور الممانعة. غياب قاسم سليماني سيحدث فراغ في القيادة الإيرانية ليس من السهل ملؤه، مما سيفسح في المجال ليلعب حسن نصرالله دورا" إقليميا"أكبر.

تصاعد دور حزب ألله في المنطقة سيضع لبنان في دائرة خطر الحرب ، وسيكون لبنان كما جرت العادة ، درعا" للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

المتغيرات الإقليمية تؤجل إعلان الحكومة اللبنانية

العرب/11 كانون الثاني/2020

يسعى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف حسان دياب إلى إدارة التوازنات بين الفرقاء السياسيين حتى تستجيب تركيبة حكومته لإكراهات الداخل من دون تجاوز الخطوط الحمراء الدولية الضاغطة باتجاه تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، فيما انطلق حزب الله في مناورات جديدة لتقطيع الوقت حتى وضوح معالم خارطة الطريق في إيران. بيروت – تؤكد مصادر سياسية لبنانية أن جهود رئيس الحكومة المكلف حسان دياب تراوح مكانها وسط حالة انتظار لافتة تنتهجها كافة الأطراف، قبل أن يصار إلى أي حسم في مسألة الذهاب إلى حكومة اختصاصيين مستقلين، وفق الصيغة التي يريدها دياب بطبيعتها وعدد وزرائها، أو الذهاب إلى خيارات أخرى. وتقول مصادر إعلامية إن دياب ما زال مصرا على تشكيل حكومة غير سياسية من 18 وزيراً، مع إمكانية نقاش أمر تبديل يطرأ على بعض الأسماء التي طرحت في الأيام الماضية وعلى توزيع الحقائب، وأن الرئيس المكلف لم يتلق من رئيس الجمهورية أي تبدّل في الموقف المتوافق عليه مبدئيا في هذا الشأن، كما أنه لم يتبلغ قرارا حاسما من القوى السياسية، لاسيما حزب الله، بشأن ما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري من دعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تحتاجها المرحلة الراهنة. وتضيف ذات المصادر أن رد حزب الله على استفسار دياب حول حكومة “لمّ الشمل” التي طالب بها بري، جاء مطمئنا لجهة تشجيع الرئيس المكلف على المضي في جهوده وفق ما اتفق عليه وما أراده من تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين. غير أن بعض المراقبين دعوا إلى عدم التعويل كثيرا على ثبات موقف الحزب، واعتبروا أن رد حزب الله قد يكون لتقطيع الوقت بانتظار وضوح معالم المرحلة وجلاء خارطة الطريق في إيران للتعامل مع المستجدات الخطيرة التي طرأت منذ اغتيال الجنرال قاسم سليماني. ونقل عن مقربين من بري أن موقف الأخير لا يمثل انقلابا، فهو لم يدعم يوما حكومة تكنوقراط، وهو أساسا يعتبر الفكرة غير ديمقراطية كونها لا تأخذ بعين الاعتبار العملية السياسية والانتخابات والمجلس النيابي وروح الديمقراطية التي تفرض أن تكون الحكومة مرآة للبرلمان.  وأضافوا أن بري يعيد طرح هذه الفكرة تحت عنوان “لمّ الشمل” بسبب ما أصاب البنيان السياسي والاجتماعي من انقسام وتصدع وجبت المسارعة إلى ترميمه في أسرع وقت. وتقول بعض الأوساط إن فكرة “لمّ الشمل” توحي بأن المطلوب حكومة سياسية تمثل جميع الفرقاء على النسق التقليدي، غير أن صيغة هذه الحكومة ليست بالضرورة أن تكون سياسية حصريا، بل إنه بالإمكان التفكير في صيغة معدّلة تطور تشكيلة الرئيس المكلف من خلال رفع عدد الوزراء مثلا من 18 إلى 24 وزيرا، أي بزيادة 6 وزراء سياسيين على طاقم الوزراء التكنوقراط. وتخلص هذه الأوساط إلى أن تأكيد بري أنه داعم لدياب وما يطرحه ليس ضد مهمته، يعني أيضا أن الصيغة المعدلة لا تعني الاستغناء عنه، بل أن تكون الحكو

العواصم الدولية تعمل على دراسة الوضع منذ عملية اغتيال سليماني قبل الخروج بموقف بإمكان بيروت الاسترشاد به

ويلاحظ مراقبون أن فكرة حكومة الاختصاصيين المستقلين تتراجع دون أن تسقط لعدة أسباب؛ أولها أن هذه الصيغة التي طرحت استجابة للحراك الشعبي لا تحظى بثقة هذا الحراك الذي عبر أساسا عن رفضه للطريقة التي تم بها تكليف دياب بتشكيل الحكومة على نحو يوحي بأن الحكومة العتيدة لن تهدأ من الشارع ولن تعتبر إنجازا للحراك. وتشي المداولات حول هذه الصيغة بأنها واجهة للقوى السياسية، ولاسيما للتيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل. ويرى متابعون أنه لا يمكن لبيروت أن تستمر داخل وتيرة تفكير سياسي سابقة لحدث اغتيال سليماني، وأن على الحكومة المقبلة أن تتحلى بمناعة ولا يمكن أن تكون إلّا وطنية سياسية جامعة. وتؤكد مصادر دبلوماسية أن الأجواء الدولية باتت تميل لتشكيل أي حكومة قادرة على تمرير هذه المرحلة، وليس بالضرورة أن تكون من التكنوقراط حصراً، وأن طرح بري قد يكون قد استند على معطيات جديدة في هذا الصدد. وتقول ذات المصادر إن العواصم الدولية بدورها تعمل على دراسة الوضع المستجد منذ عملية اغتيال سليماني والرد الإيراني على قواعد القوات الأميركية في العراق (عين الأسد وأربيل) قبل الخروج بموقف بإمكان بيروت الاسترشاد به. ويتساءل مراقبون حول موقف قوى سياسية مثل تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية التي سبق أن أعلنت رفضها المشاركة في حكومة دياب، وعما إذا كان بالإمكان تشكيل حكومة وطنية دون إقناع هذه القوى الأساسية في البلد بالمشاركة فيها. ويتساءلون أيضا عمّا إذا كان سقوط فكرة حكومة التكنوقراط والعودة إلى حكومة سياسيين بحتة يتطلب عودة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة. ويتساءلون أيضا عمّا إذا كان الفيتو المفترض، الداخلي أو الخارجي، الذي أطاح بالحريري أثناء الاستشارات النيابية التي كلفت دياب بمهمة تشكيل الحكومة، قد زال فعلاً. وتؤكد مصادر برلمانية أن الأمور لن تبقى على ضبابيتها، وأن المواقف المحلية والإقليمية والدولية تتطور ساعة بعد ساعة، وأن عملية إعلان ولادة الحكومة ما زالت واردة، وأن موقف أمين عام حزب الله حسن نصرالله، الأحد، (في كلمة بمناسبة أسبوع على مقتل سليماني) كما عودة الحريري المرتقبة مطلع الأسبوع المقبل قد تكون مؤشرات حاسمة حول المصير الحكومي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

إرجاء جلسة دعوى حبيش ضد القاضية عون الى 14 ك2

وطنية - الجمعة 10 كانون الثاني 2020

أرجأ النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي عماد قبلان، أمس، الجلسة في الدعوى المقامة من النائب هادي حبيش ضد النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون الى يوم الثلاثاء الواقع في 14 كانون الثاني الحالي، للاستماع الى إفادة وكيل النائب حبيش المحامي مروان ضاهر.

 

الجيش: اصابة 14 عسكريا اثناء فتح طريق البداوي وتوقيف 8 اشخاص

وطنية - الجمعة 10 كانون الثاني 2020

 صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: "بتاريخ 9/1/2020، أقدم عدد من الشبان على قطع الطريق العام في منطقة البداوي بواسطة الحجارة الاسمنتية، وعلى الفور تدخلت الوحدات المنتشرة في المنطقة لفتح الطريق، فأقدم هؤلاء على رشق عناصر الجيش بالحجارة وقنابل المولوتوف، ما أدى إلى إصابة 14 عسكريا بجروح مختلفة، وقد تم توقيف 8 أشخاص لارتكابهم أعمال شغب والتسبب بإصابة العسكريين أثناء قطع الطرقات في المحلة.

بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص".

 

المجتمع الدولي ينتقد تعثر تشكيل الحكومة

بيروت: خليل فليحان/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

استغرب ممثلو «المجموعة الدولية لدعم استقرار لبنان السياسي» المعتمدون لدى لبنان عدم تأثر القوى السياسية بالدعوة العلنية لها بالكف عن العراقيل التي حالت حتى الآن دون تشكيل الحكومة. وأوحى أحد السفراء الأوروبيين أن هناك مهلة أسبوعين يعطيها المجتمع الدولي لتشكيل الحكومة وإلا فسيكون هناك موقف آخر لم يكشف عن طبيعته لكن من المحتم أنه سيكون سلبيا.

وشرح سفير دولة كبرى عضو في «المجموعة» لـ«الشرق الأوسط» الانزعاج الدولي من استمرار حالة المراوحة في إنجاز تشكيل الحكومة وقال إن سببه هو «الاستخفاف بالموقف العلني الذي أبلغه المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيتش إلى رئيس الجمهورية ميشال عون بضرورة تشكيل الحكومة نظرا إلى الأوضاع الداخلية المتردية والأوضاع غير المستقرة في المنطقة على الأخص التوتر بين واشنطن وطهران». ولفت السفير إلى أن كوبيتش خرج عن صمته عندما وجد أنه كلما طالب بالإسراع في تشكيل الحكومة برزت عقبات وهذا ما دفعه إلى التشدد في التعبير عن انزعاجه فقال: «إن إبقاء لبنان من دون حكومة فعالة وذات مصداقية هو عمل غير مسؤول بشكل متزايد». وبرّر المسؤول الدولي بصفته عضواً في المجموعة الدولية إلحاحه على ضرورة الإسراع في التأليف بأن التطورات في المنطقة تستدعي ذلك مثل المواجهة بين أميركا والعراق نتيجة اغتيال قاسم سليماني في بغداد والرد الإيراني على ذلك بقصف قاعدة عين الأسد.

وأضاف السفير أن المجموعة الدولية تدعو ضمنا ومن دون أن تسميها الفاعليات السياسية إلى التخلي عما تعتبره حصصها في عملية التشكيل لأنه لم يعد من الجائز تعريض البلاد إلى مزيد من التدهور النقدي والاقتصادي والخلل في الأمن الاجتماعي كظاهرة تفشي السرقة من داخل المنازل ومن الطرقات وبقوة السلاح. كما أن أهل السلطة لا يأخذون في الاعتبار ما حققته الثورة. وقيل للسفير إن موقف كوبيتش هو تدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، فأوضح أن المنسق الخاص للأمم المتحدة يمثل المنظمة الدولية التي هي عضو في المجموعة الدولية التي كانت قد تشكلت منذ أكثر من ثماني سنوات من أجل دعم لبنان سياسيا وأمنيا. وتتابع هذه اللجنة مهمتها بواسطة سفراء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الأمن المقيمين في بيروت ومن بينهم أيضا ألمانيا وإيطاليا والأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

 

بري يدفع للعودة إلى حكومة «تكنو ـ سياسية» و«حزب الله» يتعاطى بمرونة و«الوطني الحر» لا يعارض «اختصاصيين»

بيروت/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

أعطى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس دفعاً باتجاه عودة البحث في تشكيل حكومة تكنو - سياسية، وسط إعلان «التيار الوطني الحر» تأييده لتشكيل حكومة تكنوقراط، بموازاة تسهيل لافت من «حزب الله» الذي قال إنه يؤيد «أي حكومة تشكل بسرعة ويتوافق عليها الجميع»، وسط تصاعد الأزمات المعيشية والتطورات الإقليمية ودفع دولي عبر عنه السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ الذي أعلن بعد لقائه بري «أننا توافقنا على أهمية تشكيل حكومة بأقرب فرصة للتعامل مع التحديات التي تواجه البلد»، مؤكداً على أهمية أن ينأى لبنان بنفسه عما يدور في المنطقة. وأعاد بري أمس تصويب ما فُسّر من تصريحاته في لقاء الأربعاء النيابي، إذ نفى أمس في دردشة مع الصحافيين كل ما يشاع عن عدم حماسه لحكومة برئاسة الدكتور حسان دياب قائلاً: «ليس صحيحاً كل ما يشاع. لقد قدمت كل الدعم والمؤازرة له». وقال بري إن الوضع في المنطقة غير جيد على الإطلاق وإن الوضع في لبنان للأسف يتدحرج من سيئ إلى أسوأ مشدداً على أن الحل على المستوى اللبناني يتطلب أن يكون هناك حكومة، وكان من المفترض أن يستفاد من التجارب السابقة وتشكل في غضون خمسة عشر يوماً، سائلاً: «لماذا التأخير ولماذا طرح قواعد جديدة في التشكيل مخالفة للأعراف؟» وقال: «ليكن معلوماً أن كل الحكومات في العالم هي مرآة للمجلس النيابي وطوراً يطرحون حكومة مستقلين فهل تفسر الاستقلالية عدم الانتماء؟ لماذا تصوير الأحزاب والحزبيين وكأنهم «بعبع»؟ فعلاً الأمر غريب فالأحزاب لديها كفاءات وقدرات». وأعلن بري أن «ما طرحته واقترحته هو نفسه منذ أن ترشح الرئيس الحريري وبعده الأستاذ محمد الصفدي والدكتور بهيج طبارة والسيد سمير الخطيب وأيضاً الأمر لم يتغير مع الدكتور حسان دياب، ما اقترحته هو حكومة تكنوسياسية وأنا أرفض حكومة سياسية صرف»، سائلاً: «أليست الحكومة الحالية حكومة تكنوسياسية؟».

وأكد أن المهم بأي حكومة مهما كان شكلها الانسجام والبرنامج، «سيما أن أي حكومة سوف تشكل لا تتحمل أي تأخير في هدر الوقت حتى أن معظم السفراء أبلغوا بأن أي حكومة لو تألفت لم يعد لديها أكثر من أسبوعين لمعرفة برنامج عملها». وجدد رئيس المجلس التأكيد على وجوب أن تشمل الحكومة الجديدة ممثلين عن الحراك. وتتباين المواقف بين الكتل السياسية حول شكل الحكومة، رغم إعلان جميع الأطراف الرغبة في استعجال تشكيلها. وأكد أمين سرّ تكتل «لبنان القوي» النائب إبراهيم كنعان أن «التيار الوطني الحر» مع حكومة اختصاصيين و«موقفنا لم ولن يتغير ودعم الرئيس المكلف لإنجاز مهمته مفروغ منه وعلى الحكومة أن تحمل خطة إنقاذية والمعايير تسري على الجميع». وشدد كنعان، بعد اجتماع التكتل الأسبوعي، على «أننا نريد حكومة اليوم قبل الغد تجسد إرادة الناس»، مشيراً إلى أن «المسألة ليست موضوع سلطة بل تتعلق بوقف الانهيار وبحل جذري لوضع حد للمسار الانحداري ونحن نسهل ومستعدون للتسهيل لآخر الحدود على أن تحترم وحدة المعايير». غير أن تشكيل حكومة تكنوسياسية، لا يرضي الأطراف الأخرى، إذ حذر عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص من تفاقم الأمور في الداخل حيث نشهد اهتزازا أمنيا - اجتماعيا يتمدد كبقعة الزيت على الأراضي اللبنانية، لافتا في حديث إذاعي إلى أن «التطورات تدفعنا إلى التشديد على مطلبنا بحكومة حيادية إنقاذية تنصرف لإيجاد حلول شاملة للمشاكل التي نعاني منها». وبدا لافتاً إبداء «حزب الله» مرونة في التعاطي مع الملف الحكومي، حيث أكد رئيس المجلس السياسي في الحزب إبراهيم أمين السيد بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس «أننا نحاول مع الأطراف الأخرى أن تتشكل هذه الحكومة بأسرع مما تشكلت به الحكومات السابقة، لأن الظروف في المراحل السابقة كانت تسمح أن يطول وقت تشكيل الحكومات إلا أن الظروف الآن غير مناسبة»، وقال: «نحن مع أي حكومة تشكل بسرعة ويتوافق عليها الجميع».

واعتبر رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي «أن كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة يتسبب بأضرار للاقتصاد وللمالية وللمجتمع برمته، وأن الذهنية المستحكمة في تأليف الحكومة تشبه ذهنيات ما قبل الانتفاضة الشعبية وما قبل الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة، ما يؤشر إلى فقدان أفق الحلول والرؤية لدى من يشكل هذه الحكومة».

 

جيسيكا خزريق طالبت بأموالها.. فاحتجزها المصرف ثم المخفر!

المدن/10 كانون الثاني/2020

إرتفع هتاف "من الجنوب الى الشمال.. تسقط سلطة رأس المال" امام مخفر مينا الحصن في رأس بيروت، تضامناً مع الناشطة جيسيكا خزريق التي أوقفت في المخفر، إثر محاصرتها في أحد فروع مصرف "فرنسبك" في منطقة الحمراء ظهر اليوم.

وأعلنت جيسيكا ظهر اليوم الجمعة انها في FRANSABANK في الحمراء منذ ساعتين، قائلة انها لن تغادر قبل أن يعطوها أموالها. وقالت ان ادارة البنك احتجزتها في غرفة 2*2 مع 5 عناصر أمن وموظفين. وقالت: "إذا لم يعطوني اموالي، لن يستطيع أخي أن يُسجل في الجامعة، وأخسر أموالي".

ولاحقاً، أعلنت أن احدى زبائن المصرف هددتها، وبلغ عدد عناصر الأمن 7 في الغرفة، وقالت ان انه تم احتجازها في "سجن مصرفي قديم"، مشيرة الى ان عناصر أمن المصرف احتكت مع عناصر قوى الأمن، قبل أن يتم الاعلان عن أنها اقتيدت الى مخفر مينا الحصن. وأمام المخفر، تجمع العشرات مطالبين بإطلاق سراحها. ورددوا هتافات ضد "سلطة رأس المال"، ومن بينها "نحن الثورة الشعبية، وانتو الأزمة المالية".

 

إلى "بلطجية" بلدية بيروت: أزعر على مين؟

المدن/10 كانون الثاني/2020

"الـnon-بيارتي ممنوع يتظاهروا أمام بلدية بيروت. الطرابلسية ما إلن شغل ببيروت. البقاعية يرجعوا عالسهل مش إلن بيروت. الجنوبية مش ضروري يجوا عبيروت. مين طوّب بيروت بإسم البيارتة بس؟ حطوا حواجز عالمداخل و خدوا باسبورات مش أحسن؟؟"، تقول إحدى المغردات تعليقاً على الإشكال الذي حصل اليوم أمام مبنى بلدية بيروت، بين مجموعتين متظاهرتين.  وفي حين طالبت المجموعة الأولى من المتظاهرين باستقالة البلدية والمحافظ، نزلت المجموعة الثانية المؤلفة من مناصرين لـ"تيار المستقبل" للوقوف في وجه الثوار، رفضاً لتحركهم ودفاعاً عن البلدية، في ما اعتبروه "مساساً بالطائفة السنية"، إذ صرخ أحدهم قائلاً: "أنتم لستم من بيروت شو ألكن ببيروت روحوا على مناطقكم"، ما دفع أحد الثوار للرد عليه قائلاً: "بيروت لكل اللبنانيين". وسرعان ما تطور النزال الكلامي إلى إشكال بين الطرفين، تخلله تضارب ورمي قناني المياه ورشق الحجارة، قبل أن تحضر القوى الأمنية والجيش اللبناني لفضّ الإشكال والتفريق بين المتظاهرين. واعتبر مغردون أن التحرّك المضاد الذي نفذّه المدافعون عن البلدية لا يمكن أن يكون عفوياً، إذ بات مكشوفاً، منذ انطلاقة الثورة، استعانة أحزاب السلطة بمناصريها لتخريب أي تظاهرة أو تحركّ مطلبي، بل وحثّهم على الاشتباك مع المتظاهرين وترهيبهم والاعتداء عليهم. وفي السياق كتبت إحدى المغردات قائلة: "بلطجيّة بلديّة بيروت بعد رمي القناني البلاستيكية على المتظاهرين، ينسحبون باتجاه الباب الخلفي للبلدية حيث تم تزويدهم بمكبّر صوت و أوراق عليها إهانات للمتظاهرين". وكتب آخر: "أكتر شي بيبسط السلطة إذا شافوا المواطنين علقانين مع بعضهم، المشهد أمام بلدية بيروت مخزي". وقال آخر: "علواه لو هل الشباب يلي عم يدافع عن بلدية بيروت، نزل ودافع عن بيروت لما تم الاعتداء عليها، أزعر على مين؟". ودفع نزول عناصر داعمة للبلدية بمغردين آخرين إلى التذكير بـ"فساد بلدية بيروت"، كونها مقراً لـ"السرقات والهدر" و"المحسوبيات" و"الانجازات الفارغة". إلى ذلك، أقدم عدد من الشبان على التهجم على مراسل تلفزيون "الجديد"، غدي بو موسى، خلال تغطيته الإشكال أمام مبنى بلدية بيروت. وقاموا بانتزاع شعار المحطة عن الميكروفون الخاص بالقناة، مطلقين عبارات ضدّها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هكذا سقطت الطائرة الأوكرانية "بصاروخ إيراني"

المدن/10 كانون الثاني/2020

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقطع فيديو قصير يظهر انطلاق صاروخ من الارض واصابة طائرة في الجو، قائلة ان الصاروخ أصاب طائرة الركاب الاوكرانية التي سقطت أول أمس الاربعاء. ويعزز هذا المقطع تصريحات أدلى بها مسؤولون أميركيون قالوا الخميس إن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت الطائرة على الأرجح بطريق الخطأ. وخلصت أوكرانيا إلى أربعة سيناريوات محتملة منها إصابة الطائرة بضربة صاروخية أو عمل إرهابي. وأكدت الصحيفة أنها تحققت من التسجيل، وقالت إنه يُظهر صاروخاً إيرانياً يصطدم بطائرة بالقرب من مطار طهران، المنطقة التي تحطمت فيها طائرة أوكرانية. ونفت طهران هذه الفرضية. وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن رئيس هيئة الطيران المدني بالبلاد نفى الخميس "الشائعات غير المنطقية" التي تقول إن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت قرب طهران أسقطت بصاروخ. ونقلت الوكالة عن علي عابد زادة قوله "من الناحية العلمية، من المستحيل أن يضرب صاروخ الطائرة الأوكرانية ومثل هذه الشائعات غير منطقية".  وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة إنه لا يستبعد احتمال سقوط طائرة شركة الخطوط الدولية الأوكرانية في إيران هذا الأسبوع نتيجة إصابتها بصاروخ مما أدى لمقتل جميع من كانوا على متنها لكن ذلك لم يتأكد حتى الآن. وأضاف أنه سيتناقش مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن التحقيق في وقت لاحق اليوم الجمعة. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أمس الخميس إن الطائرة الأوكرانية أسقطت على الأرجح بصاروخ إيراني وذلك استنادا إلى مصادر كندية وغيرها.

 

واشنطن ترجّح سقوط الطائرة الأوكرانية بصاروخ... وطهران ترفض وفريق أوكراني يبحث 7 فرضيات... ومطالب بريطانية كندية بتحقيق موثوق

لندن/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

طالبت أطراف دولية بتحقيق موسع أمس بشأن تحطم الطائرة الأوكرانية، قرب طهران، في حادث مأساوي أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها، فيما قال مسؤولون أميركيون من المحتمل بقوة إن إيران أسقطت طائرة الركاب. وأعلنت السلطات الإيرانية أن الطائرة استدارت للعودة نحو المطار بعيد إقلاعها إثر مواجهتها «مشكلة» لم يتم تحديدها، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. ودعت كل من كندا والولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق شامل لتحديد أسباب حادثة الأربعاء التي وقعت بعد وقت قصير من إطلاق طهران صواريخ باتجاه قواعد عسكرية تضم قوات أميركية في العراق، رداً على اغتيال قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد. لكن لا يوجد بعد ما يشير إلى أن هذه الأحداث مترابطة، بينما حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من إطلاق أي «تكهنات». وأوضح رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زاده أنه يمكن للأوكرانيين المشاركة في التحقيق، لكنه تدارك «لن نعطي الصندوقين الأسودين للمصنّع (بوينغ) والأميركيين». ووصل نحو 45 خبيرا في مجال الطيران ومسؤولا أمنيا أوكرانيا إلى طهران صباح أمس للمشاركة في التحقيق، بما في ذلك قراءة البيانات الواردة على الصندوقين الأسودين اللذين عثرت السلطات الإيرانية عليهما في موقع الكارثة، بحسب ما أفاد الرئيس الأوكراني. وقال مسؤول أمني أوكراني إن المحققين ينظرون في سبع فرضيات محتملة بشأن الحادث. وأفاد وزير مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا أوليكسي دانيلوف، لوكالة الصحافة الفرنسية أن الفرضيات التي تتم دراستها تشمل أعطالا تقنية وعملية مدبّرة، لكنه أكد عدم وجود فرضية مرجّحة أكثر من غيرها بعد، مضيفا أنه لا سبب لديه حتى اللحظة للاعتقاد بأن الطائرة تعرّضت لضربة صاروخية.

وتشمل الفرضيات المطروحة اصطداما بجسم آخر في الجو وصاروخا من منظومة إيران الدفاعية وانفجار محرّك ناجم عن عطل تقني وانفجارا على متن الطائرة جرّاء «عمل إرهابي»، بحسب ما كتب دانيلوف على «فيسبوك». وأقلعت الطائرة الأوكرانية عند الساعة 2:40 ت غ من مطار الخميني جنوبي طهران، متجهة إلى مطار بوريسبيل في كييف. واختفت عن شاشات الرادار بعد دقيقتين من تحليقها عندما بلغت ارتفاع ثمانية آلاف قدم (نحو 2400 متر)، بحسب منظمة الطيران المدني الإيرانية. ووفقا لقانون الملاحة الجوية الدولي فإن إيران هي المسؤولة عن إدارة التحقيق في ملابسات تحطم طائرة الخطوط الأوكرانية بوينغ 737 - 800 الذي قتل فيه جميع ركابها. وبحسب الخارجية الأوكرانية، فإن الطائرة كانت تقل 82 إيرانيا و63 كنديا و10 سويديين وأربعة أفغان وثلاثة بريطانيين. وأعلنت المنظمة التي نشرت نتائج تحقيقها الأولّي على موقعها الإلكتروني ليل الأربعاء الخميس أن «الطيار لم يبعث بأي رسالة بشأن ظروف غير طبيعية». وأضافت أنه «بحسب شهود العيان (...) شوهد حريق بالطائرة، ازدادت حدّته». وأوضحت المنظمة أن «الطائرة التي كانت تتجه في البداية غربا للخروج من منطقة المطار (الجوّية)، استدارت إلى اليمين بعدما واجهت مشكلة وكانت تتوجه للعودة إلى المطار» عند تحطمها فوق متنزه في شهريار المدينة الواقعة على بعد عشرين كلم غرب العاصمة الإيرانية. من جهتها، دعت الولايات المتحدة إلى «التعاون الكامل مع كل تحقيق حول الأسباب» وذلك بعدما أعلنت طهران رفضها تسليم الصندوقين الأسودين لشركة بوينغ المصنعة للطائرة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس إن لديه «شكوكاً» حول تحطم الطائرة. وصرح «لدي شكوكي..... كانت تحلق في أجواء صعبة للغاية وكان من الممكن أن يرتكب شخص ما خطأ»، مضيفا «يقول البعض إنه كان (عطلاً) ميكانيكيا. أنا شخصيا لا أعتقد أن هذا أصلاً ممكن»، مضيفا «لدي شعور بأن شيئا رهيباً حدث». ويعتقد مسؤولون أميركيون أن إيران أسقطت بطريق الخطأ طائرة الركاب الأوكرانية التي تحطمت فجر الأربعاء ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا، حسبما ذكرت وسائل إعلام أميركية الخميس. ونقلت مجلة نيوزويك ومحطتا سي بي إس وسي إن إن عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم قولهم إنهم يزدادون ثقة بأن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أسقطت الطائرة بطريق الخطأ، بناءً على بيانات الأقمار الاصطناعية والرادار والبيانات الإلكترونية. لكن وكالة إيسنا الحكومة نقلت عن رئيس هيئة الطيران المدني علي عابد زادة قوله «من الناحية العلمية، من المستحيل أن يضرب صاروخ الطائرة الأوكرانية ومثل هذه الشائعات غير منطقية». وذكر مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس أن الرئيس بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني التحقيق في تحطم طائرة أوكرانية في إيران. وأضاف المكتب في بيان أن «حسن روحاني شدد على أن إيران ستطلع مجموعة الخبراء الأوكرانيين فورا على كل البيانات الضرورية». وطالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ«تحقيق معمق» بشأن الكارثة الأكثر دموية التي تطال كنديين منذ الاعتداء على طائرة بوينغ 747 التابعة لـ«إر انديا» عام 1985 والتي قتل فيها 268 كنديا. وقطعت كندا، الدولة التي تستضيف جالية إيرانية كبيرة، علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 2012، آخذة على الجمهورية الإسلامية دعمها لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. من جانبه، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس إن بريطانيا تريد تحقيقا نزيها في حادث تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران وذلك عقب اتصال هاتفي بين جونسون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ونقل المتحدث عن رئيس الوزراء تأكيده على ضرورة «إجراء تحقيق كامل ونزيه في ملابسات الحادث». وعندما سئل عن تقارير عن أسباب التحطم أشارت إلى ضربة صاروخية أو عمل إرهابي قال المتحدث «لا أتكهن لكن التقارير التي سمعناها مقلقة للغاية».

 

مقتل ثمانية من «الحشد الشعبي العراقي» في غارات على شرق سوريا

بغداد/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

قتل 8 مقاتلين على الأقل من «الحشد الشعبي العراقي» جراء غارات نفذتها طائرات مجهولة، ليل الخميس - الجمعة، على مواقع تابعة للفصيل الموالي لإيران في شرق سوريا، قرب الحدود العراقية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم (الجمعة)، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «طائرات مجهولة استهدفت مستودعات وآليات لـ(الحشد الشعبي) في منطقة البوكمال» في محافظة دير الزور «محدثة انفجارات عدة». وأسفر القصف عن مقتل «8 مقاتلين عراقيين على الأقل»، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجروح، وفق المرصد. ونفى متحدث باسم التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن تكون قواته قد شنّت أي ضربات في المنطقة. ومنذ الأربعاء، تعرضت 3 قرى على الأقل في ريف البوكمال، لضربات شنتها طائرات مسيّرة مجهولة الهوية، ولم توقع خسائر بشرية، وفق المرصد. وتتنشر في ريف البوكمال مجموعات مسلحة موالية لطهران، التي تتمتع بنفوذ داخل مؤسسة «الحشد الشعبي» والفصائل المنضوية تحت لوائها. وتعرضت فصائل «الحشد» لصفعة قوية مع مقتل نائب رئيس هيئتها أبو مهدي المهندس الذي كان يُعد رجل طهران الأول في العراق، إلى جانب الجنرال الإيراني قاسم سليماني، بضربة أميركية قرب مطار بغداد، في الثالث من الشهر الحالي. وكان سليماني يعدّ مهندس السياسة الإيرانية في دول المنطقة، ولا سيما العراق وسوريا، وتقاتل المجموعات الموالية لإيران في سوريا إلى جانب قوات النظام. وأطلقت إيران، الأربعاء، 22 صاروخاً على قاعدتي عين الأسد في غرب العراق، وأربيل في الشمال، رداً على اغتيال واشنطن لسليماني ورفاقه، على وقع تصاعد التوتر في المنطقة.

 

مخاوف من استمرار استخدام العراق مسرحاً للصراع الأميركي الإيراني

بغداد - لندن/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

يبقى العراق، الذي أنهكته الحروب والدمار والانقسامات، في عين العاصفة التي هبت بفعل الضربة الأميركية وعمليات الانتقام الأخيرة الإيرانية أو تلك الصاروخية المحدودة، حتى لو بدا أن الولايات المتحدة وإيران تسلكان مسار خفض التصعيد، بحسب ما يؤكد خبراء. وتقول الباحثة من معهد الشرق الأوسط للأبحاث، رندة سليم، إن العراق الذي دخل حرباً دامية ضد إيران عام 1980 ولم يخرج أبداً من دوامة العنف منذ ذلك الحين، «سيبقى منطقة نزاع» بالوكالة. كما تقول إيريكا غاستون من مركز «نيو أميريكا فاونديشن» إن «أي خفض تصعيد حقيقي غير مضمون، وبالتالي هناك خطر بأن تستمر عمليات الرد من الجانبين في العراق». ويجد العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، نفسه عالقا بين حليفيه الرئيسيين الخصمين بين بعضهما، الجارة إيران التي تتمسك بتوسيع نفوذها في العراق، والولايات المتحدة التي غزته في عام 2003 واحتلته لثماني سنوات، لكنها في الوقت ذاته قدمت مساعدات عسكرية ودعما للقوات الحكومية.

وبدا أن ميزان القوى تغير بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وفقدان واشنطن الدعم الأخير الرسمي الذي كانت تحظى به في البلاد. وقال عضو معهد السلام بالولايات المتحدة، رمزي مارديني، لوكالة الصحافة الفرنسية إن بغداد «يمكنها انتقاد الولايات المتحدة علانية، لكن ليس إدانة إيران، لأن هذا يمكن أن يجعلها تدفع الثمن غالياً أمام الرأي العام الوطني». وينطبق الأمر نفسه داخل المؤسسات الحكومية لأن الموالين لإيران يواصلون توسيع نفوذهم، واضعين السلطة في حالة شلل من خلال إعداد مرشحين لتولي منصب رئاسة الوزراء بدلاً من رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي بعد الاحتجاجات المتواصلة منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول). وحتى خارج الساحة السياسية، تقوم الفصائل المسلحة التي تدربها وتمولها إيران بتهديد القواعد التي يوجد فيها جنود أميركيون، بينها ما يقع في مناطق صحراوية في غرب العراق، وأخرى في إقليم كردستان الشمالي. ودعت هذه الفصائل إلى تشكيل جبهة موحدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، فيما تتهمها واشنطن بالوقوف وراء عشرات الهجمات الصاروخية التي استهدفت جنوداً ودبلوماسيين خلال الأشهر الأخيرة. وأعلنت الفصائل أن إيران انتقمت لمقتل سليماني، وعليها هي الآن الانتقام للمهندس.

وتقول غاستون إن «قيام إيران بالبدء بإطلاق (النار) مباشرة على القوات الأميركية، لا يبعد فرضية قيام الحشد برد خاص عليها». وأضافت الباحثة المختصة في حروب الوكالة إن «سلسلة القيادة والسيطرة ليست مثالية داخل الحشد، الذي يضم عدداً كبيراً من الفصائل الغاضبة المصممة على الانتقام من الولايات المتحدة». ولا يقف بوجه تلك الفصائل غير «لاعبين في المنظومة العراقية، ممن يحاولون إبقاء الباب مفتوحاً مع واشنطن»، كرئيس البلاد الكردي ورئيس البرلمان السني محمد الحلبوسي، أو المتظاهرين الذين يواصلون احتجاجات للحصول على مطالب بينها وقف النفوذ الإيراني، وفق الباحثة.

ويؤكد الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد، توبي دودج، لوكالة الصحافة الفرنسية «إذا كان الليل مسرحاً لأعمال انتقامية، فإن اليوم التالي يمثل تعزيزاً سياسيا وهيمنة الفصائل الموالية لإيران». وفوض البرلمان العراقي الأحد الماضي رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بالعمل على إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد. واستنكر عبد المهدي الذي يعتبر البعض أنه بات بحكم المنتهي على الساحة السياسية العراقية، الضربة الجوية الأميركية ووصفها بـ«الاغتيال السياسي»، واعترض على تصريحات صدرت من البنتاغون الذي أرسل «عن طريق الخطأ» رسالة للحكومة العراقية لإعلان انسحاب قواته من العراق «احتراماً للسيادة العراقية». يرى دودج أن «إيران تمكنت من تسريع رحيل القوات الأميركية»، سواء على المدى القريب أو البعيد، بعد توجيه ضربة بـ22 صاروخا في وقت واحد، ضد قاعدتين يتمركز فيهما جنود أميركيون في العراق، انتقاما لمقتل سليماني. وهذه القوات المستهدفة الآن، هي التي غزت العراق قبل 17 عاما، وأسست لنظام سياسي جديد. وقالت الباحثة سليم إنه بعد حرب أهلية في لبنان في عام 1975 لمدة 15 عاماً خاض لبنان حروباً متلاحقة مع إسرائيل، و«لبنان الآن هو المسرح الذي تتواصل فيه سوريا مع إسرائيل». ولذلك، فإن «العراق قد يصبح مسرحاً مشابهاً بين إيران والولايات المتحدة».

 

طهران تهدد بـ«انتقام أشد» وتتوعد بـ«عملية ضخمة» ضد القوات الأميركية

واشنطن تتمسك بالردع... وأوروبا تواصل الضغط على إيران لاحترام «النووي»

لندن - طهران/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

غداة إطلاق صواريخ باليستية متوسطة المدى على قاعدتين جويتين للقوات الأميركية في الأراضي العراقية، ثأراً لمقتل قاسم سليماني قائد «فيلق القدس»، اعتبر قائد القوة الصاروخية أمير علي حاجي زاده «ضبط النفس» من الطرفين الأميركي والإيراني، بداية «عمليات كبيرة تهدف إلى طرد القوات الأميركية من المنطقة». وجدد حاجي زاده مزاعم قواته عن خسائر في الأرواح بين القوات الأميركية، قائلاً إن الضربات الصاروخية التي حملت اسم سليماني «بداية عمليات كبيرة ستستمر في كل المنطقة». وقال حاجي زاده إن قواته أطلقت 13 صاروخاً باليستياً من طراز قيام وفاتح 313 باتجاه قاعدة عين الأسد في الأنبار، مضيفا أن «مئات الصواريخ كانت جاهزة للإطلاق». وأصر على وقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الأميركية رغم أنه «لم نكن نسعى وراء قتل أحد في هذه العملية»، مشيرا إلى «تورط» أربع قواعد أميركية هي التاجي وعين الأسد في العراق وشهيد معفر في الأردن وعلي السالم في الكويت. وكان حاجي زاده يتحدث أمس في مؤتمر صحافي بطهران وسط أعلام الميليشيات المتعددة الجنسيات، التي تحظى برعاية إيرانية، وتخوض معارك تحت لواء «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، وذلك في مشهد غير مألوف، يدل على السيناريو المتوقع بعد الرد الصاروخي على القاعدتين الأميركيتين.

وبث التلفزيون الإيراني مشاهد من المؤتمر الصحافي في طهران. ويظهر خلف حاجي زاده أعلام ميليشيا «فاطميون» الأفغانية و«الحشد الشعبي» العراقي والميليشيات الحوثية وجماعة «حزب الله» اللبنانية وحركة «حماس»، إضافة إلى ميليشيا «زينبيون» التي تضم مقاتلين من الجنسية الباكستانية. واقتبس القيادي عبارة سابقة من المرشد الإيراني علي خامنئي، للقول إن العملية الصاروخية ضد قاعدة عين الأسد في الأنبار «تظهر أن زمن الإفلات من العقاب قد ولى»، مضيفاً أن «ما يحدث في المنطقة اليوم يظهر هذه الحقيقة». وحاول قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أن يوجه رسالة للرأي العام الإيراني الذي بدا منقسماً بين الإشادة والسخرية حول خطوة «الحرس»، عقب هدوء الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال ترمب إن إيران «تتراجع» فيما يبدو، عقب الهجمات الصاروخية التي لم تلحق ضرراً بالقوات الأميركية في العراق. وتراجعت المخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، بعد كلمة لترمب أحجم فيها عن الأمر بعمل عسكري آخر. لكن لم تتضح الخطوة التالية لأي من الطرفين. وقال ترمب للأميركيين: «حقيقة امتلاكنا لهذا الجيش العظيم وهذه المعدات لا تعني أنه يتعين علينا استخدامها. لا نريد استخدامها». لكن حاجي زاده خاطب الإيرانيين، قائلاً: «لقد سمعتم في فترات مختلفة تصريحات من قادة ومسؤولين في القوات المسلحة بشأن بلوغ إيران مستوى من القدرات لا يمكن للأعداء تهديدنا». وأضاف: «لم نكن نسعى وراء قتل أحد في هذه العملية لكن على أي حال خلفت عشرات القتلى وحرج كثيرون»، معرباً عن ثقته بـ«تسريب» الإحصائية لاحقاً.

وقال القائد الجديد لـ«فيلق القدس» إسماعيل قاآني إنه سيواصل السير على النهج الذي حدده سلفه سليماني الذي قُتل في ضربة جوية بطائرة مسيرة أميركية الأسبوع الماضي.

وعلى هامش مراسم تأبين، برعاية المرشد الإيراني علي خامنئي، وحضره كل أركان النظام وممثلون من الميليشيات المتحالفة مع طهران، قال قاآني: «سنواصل على هذا الطريق المنير بقوة»، مشيراً إلى أن الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران على أهداف أميركية في العراق سيؤدي في نهاية المطاف إلى طرد الولايات المتحدة من المنطقة. أما القيادي في «الحرس الثوري» عبد الله عراقي، فقال إن بلاده ستنفذ «انتقاماً أشد قريباً» بعد هجماتها الصاروخية على أهداف في العراق. ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس» عن علي فدوي نائب قائد «الحرس الثوري» قوله إن الهجمات الصاروخية الإيرانية على أهداف أميركية كانت بمثابة استعراض للقوة العسكرية، وإن القوات الأميركية «لم تستطع أن تحرك ساكناً». وتناقضت مواقف قادة «الحرس الثوري»، مع رسائل أميركية للتهدئة. كما تتعارض مع ما قاله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء عن أن طهران لا تريد تصعيداً. وأفادت «رويترز» نقلاً عن محللين بأن إيران على الرغم من التصريحات النارية للعسكريين والساسة أرادت تجنب نشوب حرب مع القوات الأميركية الأكثر تفوقاً، رغم أن لديها قوات في مختلف أرجاء المنطقة يقولون إنها تستخدمها في حروب بالوكالة. في هذا الصدد، قال أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إنّ الولايات المتحدة تلقت معلومات استخبارية «مشجّعة» تفيد بأن إيران أمرت الميليشيات الموالية لها بعدم استهداف المصالح الأميركية. وردّاً على سؤال عمّا إذا كان متخوّفاً من هجمات قد تنفّذها ميليشيات تابعة لإيران، قال بنس في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية: «بصراحة، نحن نتلقّى بعض المعلومات الاستخبارية المشجّعة بأنّ إيران ترسل رسائل إلى تلك الميليشيات ذاتها لعدم استهداف أهداف أو مدنيين أميركيين، ونأمل أن يستمر صدى هذه الرسالة بالتردّد».

تزامناً مع ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أول من أمس، إن الولايات المتحدة «استعادت مستوى من الردع» بمواجهة إيران. وتابع إسبر إنّه «بالضربات التي نفّذناها ضدّ كتائب (حزب الله) في أواخر ديسمبر (كانون الأول) ثم بعمليتنا ضدّ سليماني، أعتقد أننا استعدنا مستوى من الردع معهم»، مضيفاً: «لكنّنا سنرى. المستقبل سيخبرنا». لكنّ الوزير لم يستبعد أن تشنّ ميليشيات، «سواء أكانت تقودها إيران مباشرة أم لا»، مزيداً من الهجمات ضدّ القوات الأميركية في العراق. وأكّد إسبر أنّه سيتعين على القوات الأميركية «الردّ بحزم لضمان الحفاظ على هذا المستوى من الردع». بالمقابل، بدا رئيس هيئة الأركان الأميركية، الجنرال مارك ميلي، أكثر تحفّظاً من إسبر بشأن الأثر الرادع لاغتيال سليماني. وقال: «أعتقد أنّه من السابق لأوانه قول ذلك»، مشيراً إلى أنّ الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على قواعد يتمركز فيها جنود أميركيون في العراق كانت قصفاً «هدفه القتل».

وأوضح رئيس الأركان الأميركي أنّ طهران أطلقت 16 صاروخاً باليستياً من 3 مواقع في إيران، أصاب 11 صاروخاً منها القاعدة الجوية في عين الأسد (غرب) وصاروخ واحد قاعدة حرير في أربيل (شمال)، في حين فشلت الصواريخ الأربعة المتبقية.

وأظهرت صور بالأقمار الصناعية لقاعدة الأسد قبل وبعد الهجوم أضراراً شملت حظائر طائرات. لكن محللين قالوا إن الصور لا تكشف كثيراً عن دقة أو فعالية تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية. وأضاف الجنرال ميلي: «أعتقد أن هدفها كان التسبب بأضرار هيكلية، وتدمير مركبات ومعدات وطائرات، والقتل». واعتبر رئيس الأركان أنّ واقع عدم تسببها بإصابات بشرية «مرتبط بالأساليب الدفاعية التي استخدمتها قواتنا أكثر من ارتباطه بنيّة» إيران.وفي وقت سابق، رفضت إيران دعوة ترمب لاتفاق نووي جديد. وفيما بدا أنه أول رد فعل رسمي من إيران على خطاب ترمب بعد هجوم صاروخي إيراني، نقلت «رويترز» عن سفير طهران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانتشي، قوله: «لا يمكن تصديقها» في ظل عقوبات أميركية على إيران، متهماً واشنطن بـ«بدء سلسلة جديدة من التصعيد والعداء تجاه إيران» بقتل سليماني. جاء ذلك بعد تصاعد التوترات على مدى شهور، منذ أن انسحب ترمب عام 2018 من الاتفاق النووي، وأعاد فرض العقوبات التي قلصت صادرات إيران النفطية، وأدت إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية. ويريد ترمب توقيع اتفاق يتضمن قيوداً جديدة على البرنامج النووي، إضافة إلى وقف تهديداتها الإقليمية وبرنامج الصواريخ الباليستية.

 

إيرانيون أميركيون قلقون إزاء التوتر بين البلدين

واشنطن/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

على الرغم من الارتياح الذي أثاره خفض التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران والذي بلغ حدوداً قصوى، ما زال أفراد في الجالية الإيرانية الأميركية في مدينة فيينا بولاية فيرجينيا، متشائمين إزاء إمكانية حصول انفراج دائم بين بلديهم المتعادين، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».وقال مسعود مسدد الذي يملك متجر «عسل» المتخصص ببيع المنتجات الإيرانية والشرقية: «آمل وأتمنى ألا تحدث حرب وأن يتمكنوا من بدء الحوار». وأضاف الرجل البالغ من العمر 63 عاماً، ويقيم في الولايات المتحدة منذ أربعين عاماً، بعدما فرّ من إيران: «للأسف إذا حدث ذلك، تصوروا كم من الأشخاص سيفقدون زوجاً أو طفلاً أو قريباً». وتضم مدينة فيينا الصغيرة التي تقع على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً إلى الغرب من واشنطن، جالية إيرانية أميركية كبيرة تتألف من أكثر من ثمانين ألف شخص في محيط العاصمة الأميركية. وكادت واشنطن وطهران تدخلان في حرب مباشرة بعد مقتل قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» قاسم سليماني، الأسبوع الماضي، في ضربة جوية أميركية. وردّاً على ذلك أطلقت إيران عدداً من الصواريخ الباليستية على قواعد تضم جنوداً أميركيين في العراق، لم تسفر عن سقوط ضحايا. ولجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء إلى التهدئة لكنه بقي صامتا حول احتمال حدوث رد عسكري. لكن في هذه البقالية كما في غيرها من المتاجر في المدينة، يطغى التشاؤم على الأحاديث. وقالت طبيبة الأسنان ميترا داواني (37 عاماً): «أشعر بخوف كبير منذ أسبوعين لأن أمي ستذهب قريباً إلى إيران لزيارة العائلة». وأوضحت هذه السيدة المولودة في إيران وتعيش في فيينا منذ 2005. إنها صدمت خصوصاً بتهديدات دونالد ترمب بمهاجمة مواقع ثقافية إيرانية. أوضحت داواني: «هذا يثير خوفاً فعلاً، لأن عائلتي تأتي من مدينة قريبة من بيرسيبوليس». وأضافت وقد بدا عليها التأثر أنه إذا أصيب الموقع المدرج على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) «فسيشكل ذلك كارثة». ولا تزال السيدة الإيرانية تشكك في تصريحات التهدئة التي صدرت عن الرئيس الأميركي الجمهوري. وقال ترمب، أول من أمس (الأربعاء)، إن الولايات المتحدة «مستعدة للسلام مع كل الذين يريدونه». وقالت: «لم ينبع ذلك من القلب»، معبرة عن أملها في أن «يقدم له مستشاروه نصائح جيدة، وأن تهدأ الأمور». أما بروين غرقوي التي كانت في أحد المطاعم الإيرانية في المدينة، فقد قالت أيضا إنها «تشعر بخوف كبير». وهي تأخذ على البلدين عدم اهتمامهما بالسكان المدنيين «العالقين بين طرفي كماشة»، واعترفت بأنه «ليس لديها أي أمل» في المستقبل.

وتبلغ هذه السيدة من العمر 37 عاماً، وتعيش في الولايات المتحدة بموجب إقامة دائمة منذ 2009 بفضل نظام القرعة، الإجراء الذي يريد ترمب إلغاءه. ومنذ ذلك الحين، منعت واشنطن الإيرانيين من دخول الأراضي الأميركية في إطار مرسوم لمكافحة الهجرة، وهي تشعر بأنها مواطنة من الدرجة الثانية. وقالت: «لديّ عائلة كبيرة هناك خصوصاً شبان في سن الجندية، ولا أستطيع استقدامهم إلى هنا بسبب المرسوم. إذا لم أكن قادرة على جلب عائلتي فلستُ مواطنة فعلاً». ويُعدّ الثمانيني إيدي شريفي، أحد الأشخاص القلائل الذين يحتفظون بهدوئهم وبتفاؤلهم، معتبراً أن إيران ستخسر كثيراً من نزاع مفتوح وستجري مفاوضات في الكواليس. وأوضح شريفي الذي يدير متجراً لبيع السجاد الشرقي ووصل كلاجئ إلى الولايات المتحدة في 1984: «لن يحدث شيء وأميركا لن تهاجم إيران أبداً». وأقال الرجل المعجب بترمب: «إنه أفضل رئيس رأيتُه في حياتي»، مؤكداً أنه يثق بسيد البيت الأبيض الذي «يتحرك بقوة ويعرف ماذا يفعل».

 

ثلاث «رسائل» في زيارة بوتين إلى دمشق

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

تختلف «رسائل» أول زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دمشق الثلاثاء الماضي منذ 2011، عن مضامين زيارته إلى القاعدة الروسية في حميميم في اللاذقية نهاية 2017، ذلك أن نتائجها بدأت تتراكم بمجرد مغادرته العاصمة السورية. هي، جاءت بعد أيام من اغتيال أميركا لقائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني وقبل أيام من توجهه إلى إسرائيل في «زيارة تاريخية». كانت إحدى النتائج المباشرة، للقاء بوتين والأسد قبل ساعات من اجتماعه بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إعلان هدنة هشة في إدلب بتفاهم بين موسكو وأنقرة، لكن الأبعاد الأعمق ترتبط بمرحلة «ما بعد» سليماني. وحسب مسؤولين غربيين، يمكن الحديث عن ثلاث «رسائل»:

1 - «سوريا الروسية»: كان يفترض أن يحط الرئيس الروسي في القاعدة الروسية في اللاذقية لمعايدة جنوده في الساحل السوري، لكن غياب «المهندس الإيراني» أتاح فرصة لبوتين لم يتردد في اغتنامها كعادته. استعجل الانتقال إلى دمشق للتجول في معالمها التاريخية والدينية للقاء الرئيس الأسد في مركز العمليات الروسية للاستماع إلى تقارير عن سير العمليات العسكرية بحضور مسؤولين في الجيش من الطرفين وغياب أي مسؤول سياسي.

أراد بوتين، حسب مسؤولين غربيين، إرسال «رسالة» إلى أطراف مختلفة بأن سوريا باتت أكثر تحت النفوذ الروسي مع احتمالات تراجع النفوذ الإيراني بغياب سليماني، «مهندس» دور تنظيمات طهران بعد 2012. يجوز القول إن طهران لم تكن مرتاحة لـ«رسائل» بوتين، الأمر الذي عبر عنه النائب الإيراني علي مطهري، إذ قال: «سلوك الرئيس بوتين في زيارته إلى سوريا كان مهيناً مثل سلوك (الرئيس دونالد) ترمب في زيارتيه إلى أفغانستان والعراق. بوتين بدلاً من زيارة الأسد في مقر الإقامة (الرئاسة)، جلس في القاعدة العسكرية الروسية في سوريا كي يلتقيه. قدم الآخرون الشهداء، وروسيا المستفيدة».

2 - «خط الفرات»: أراد بوتين، حسب المسؤولين، التأكد من الرئيس السوري بعدم الانخراط بأي خطة إيرانية للانتقام عبر ميلشياتها شرق سوريا من قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا شرق الفرات واحترام التفاهمات بين واشنطن وموسكو التي تعود إلى مايو (أيار) 2017، ونصت على أن شرق الفرات لأميركا وحلفائها وغرب الفرات لروسيا وحلفائها.

جرت ترجمة ذلك في شكل فوري بأمرين: الأول، اتفاق عسكريين روس وأميركيين على فتح معبر الصالحية في محافظة دير الزور في شمال سوريا، الذي كان مغلقاً لبضعة أشهر لتأكيد التفاهمات الكبرى واتفاق «منع الصدام» بين الجيشين. الثاني، استئناف إسرائيل غاراتها على «مواقع إيرانية» في دير الزور وسط صمت روسي وسوري. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «طائرات مجهولة» يعتقد أنها إسرائيلية، استهدفت مستودعات وآليات لـ«الحشد الشعبي» في منطقة البوكمال في محافظة دير الزور، أسفرت عن مقتل «ثمانية مقاتلين عراقيين على الأقل». كان هذا القصف أول اختبار، بعد اغتيال سليماني، الذي كان «مهندس» فتح معبر البوكمال بين سوريا والعراق لتأمين خط الإمداد الإيراني البديل من ذاك الذي قطعته القاعدة الأميركية في التنف.

3 - «فك الاشتباك»: في 6 يناير (كانون الثاني)، تحدث علي شمخاني الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني عن 13 مسرحا للثأر الإيراني بعد اغتيال سليماني، أحدها كان عبر هضبة الجولان السورية المحتلة. وقال مسؤولون غربيون إن «رسالة» بوتين إلى دمشق كانت بعدم القيام بأي «تحركات مفاجئة أو إجراءات غير مرغوب فيها عبر الانخراط في خطط الثأر الإيرانية ما دامت إسرائيل لا تستهدف القوات السورية».كانت إسرائيل تجنبت استهداف القوات السورية، لكنها أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أنها «استهدفت القوات السورية ومواقع إيرانية ردا على قصف من سوريا باتجاه الجولان»، حسب المسؤولين. وأوضح أحدهم أن بوتين «أراد تثبيت التفاهمات السابقة بعدم التدخل الروسي في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا، ما دامت العمليات العسكرية بعيدة كل البعد عن القوات السورية». وليست صدفة تزامن قصف «مواقع إيرانية» في البوكمال مع إعلان تل أبيب إطلاق سراح سجينين أحدهما مسجون بتهمة التجسس لصالح سوريا. وأعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه وافق على إطلاق سراح الأسيرين صدقي المقت وأمل أبو صالح كـ«بادرة حسن نية بعد استعادة جثمان الجندي زخاريا باومل من سوريا إلى إسرائيل» بوساطة روسية.قبل زيارته القريبة إلى إسرائيل بعد أيام، أراد بوتين الحصول من الأسد على تأكيدات وأجوبة إزاء توجهات دمشق في هذا المنعطف بعد أول مواجهة مباشرة بين أميركا وإيران لتحييد سوريا عنها ورغبة موسكو في الإفادة جيوسياسيا من الفرص الممكنة لتعزيز نفوذها من بوابة «سوريا الروسية».

 

المرصد السوري: غارات جوية وعمليات قصف تخرق وقف النار في إدلب

نيودلهي/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات حربية سورية استهدفت مواقع في مدينة معرة النعمان وقرية معرشورين وطريق دمشق - حلب الدولي، إضافة إلى قصف القوات الحكومية السورية لمناطق في خلصة والحميرة في ريف حلب الجنوبي، وبلدة بابيلا في ريف إدلب الجنوبي. وكان المرصد قد ذكر صباح اليوم (الجمعة) أنه رصد قصفاً صاروخياً نفذته قوات النظام بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة وفجر اليوم، استهدف مناطق في مدينة معرة النعمان وقرى معرشمشة وتلمنس ومعصران ومعرشورين والدير الشرقي والدير الغربي في ريف المدينة. وجاء القصف ليخرق وقف إطلاق النار في منطقة إدلب الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع تركيا، ودخل حيز التنفيذ ليل أمس (الخميس). وجاء وقف اطلاق النار بعد هجمات للقوات السورية بدعم جوي روسي بدأت في أبريل (نيسان) الماضي للقضاء على المسلحين في إدلب، آخر معقل لهم في شمال غرب سورية. وقد نزح عشرات الآلاف إلى مناطق أكثر أماناً في إدلب هرباً من القصف.

 

دير الزور..لا استقرار ولا سلام إلا بطرد الأسد وإيران

المدن/10 كانون الثاني/2020

متحدّين القصف الأسدي والانتشار المسلح للميليشيات التابعة لإيران والمؤيدة لقوات نظام بشار الأسد، خرج مئات المتظاهرين في دير الزور، للمطالبة برحيل تلك الميليشيات. وحملت المظاهرات عنوان "لا استقرار ولا سلام إلا بطرد الأسد وإيران". وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان خروج تظاهرات في محافظة دير الزور غربي سوريا الجمعة، للمطالبة بخروج المليشيات الإيرانية من المنطقة، وإظهار الدعم لمحافظة حلب التي تتعرض لقصف من النظام السوري وحليفه سوريا. وقال المرصد السوري إن المتظاهرين تجمعوا عند دوار المنطقة الصناعية و توجهوا إلى دوار المعامل شمال مدينة ديرالزور. وخرجت تظاهرات مماثلة في بلدتي الشحيل و أبو حمام بريف دير الزور الشرقي. وحسب المرصد، طالب المتظاهرون بإسقاط النظام السوري، وطرد المليشيات الموالية لإيران، وإصلاح ما أفسدته الحرب. وحمل المتظاهرون صوراً أيضاً لضحايا مجزرة الشعيطات الذين قضوا على يد تنظيم "داعش" قبل خمس سنوات. نادوا لنصرة محافظة إدلب. وكانت الميليشيات الموالية لإيران قد استنفرت في سوريا بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في بغداد. وتتواجد ميليشيات إيرانية لدعم النظام السوري في مناطق عديدة، بينها دير الزور. ولعب سليماني دوراً في تدريب هذه الميليشيات وخلق دوراً لها في سوريا، وقتلت العديد من المدنيين السوريين.

وفي دير الزور أيضا، قالت مصادر أمنية إنّ فصائل عراقية مسلّحة ترابط على الحدود مع سوريا دخلت في حال استنفار، فجر الجمعة، على خلفية القصف الجوي الذي تعرضت له شاحنات ومقرات تابعة لمليشيات موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في منطقة البوكمال. ونقلت "العربي الجديد" عن المصادر أن عناصر مليشيات "كتائب حزب الله" العراقية والفصائل المسلحة الأخرى التي توجد في المناطق الحدودية قلصت من حركتها بشكل واضح، وألغت بعض الدوريات التي كانت تسيرها على الحدود فور سماع أنباء القصف في الجانب السوري من الحدود. وأشارت إلى أن التعليمات تضمنت توجيهات بعدم المبادرة في إطلاق النار إلا في حالات الضرورة القصوى للدفاع عن النفس. وفجر الجمعة، قصفت طائرات مجهولة الهوية مقرات وأماكن سيطرة المليشيات التابعة لإيران شرق دير الزور وقرب الحدود السورية/العراقية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من أفرادها. وذكرت شبكة "دير الزور24" المحلية، أن غارات جوية استهدفت شحنات أسلحة قدمت من العراق إلى مقرات المليشيات التابعة لإيران قرب مدينة البوكمال، أسفرت عن حدوث انفجارات ضخمة هزت معظم أرجاء الريف الشرقي لدير الزور. وقالت مصادر محلية، إن مستودعات الأسلحة التي استهدفتها الغارات الجوية كانت تحتوي على صواريخ بالستية، فيما رجحت بعض المصادر أن يكون القصف تم من جانب طائرات إسرائيلية.

 

افتتاح جامعة روسية في دمشق

دمشق/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

بعد نحو قرن على إغلاق مدارس روسيا القيصرية في منطقة الشرق الأوسط، عادت موسكو لتحضر في المجال التعليمي عبر البوابة السورية؛ حيث أعلنت موسكو عزمها افتتاح جامعة روسية في دمشق، تكون فرعاً لجامعة موسكو الحكومية. وقال رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، سيرغي ستيباشين، إن الأرض التي سبق وخصصتها الحكومة في دمشق لإنشاء مدرسة روسية، ستبنى عليها جامعة روسية. وبحسب صحيفة «إزفيستيا» الروسية، كانت الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية تنوي إنشاء مدرسة في دمشق، حسبما أعلن عام 2018، على أن يتم تشكيلها من وحدات منعزلة ستنقل إلى سوريا بحراً من ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، ليتم افتتاحها بنهاية العام الماضي؛ لكن الجمعية تحولت عن الفكرة لصالح افتتاح جامعة روسية في دمشق، وذلك بعد أن تقوم الجمعية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية بإعمار مبنى إحدى المؤسسات التعليمية السورية بريف دمشق. وأفاد سيرغي ستيباشين بأنه بحث مشروع افتتاح فرع لجامعة موسكو مع رئيس الجامعة فيكتور سادوفنيتشي، بصفته عضواً في الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وبدوره أيد الفكرة. ويشار إلى أن المدارس الروسية في منطقة الشرق الأوسط التي كان يدرس فيها نحو عشرة آلاف طالب، منها ثلاث مدارس في دمشق، قد أغلقت عقب ثورة عام 1917، لتعود عام 2014 وتفتتح أول مدرسة في مدينة بيت لحم الفلسطينية. وعملت روسيا منذ تدخلها العسكري المباشر في الحرب السورية عام 2015 على تعزيز نفوذها الثقافي في مجال التعليم؛ حيث تم إدخال اللغة الروسية في المناهج الدراسية، كلغة أجنبية ثانية إلى جانب الإنجليزية والفرنسية للمرحلتين الثانية والثالثة من التعليم الأساسي. إلى جانب افتتاح عشرات المراكز لتعليم اللغة الروسية، إضافة إلى إيفاد معلمين إلى موسكو لتعلم تدريس اللغة الروسية. ولاقت اللغة الروسية إقبالاً من الشباب السوريين؛ حيث يقدر عدد الطلاب الدارسين للغة الروسية بـ24 ألف طالب، إذ يتطلع السوريون إلى إتمام دراستهم في روسيا، التي يرون فيها دولة قوية يمكن أن تكون هدفاً للهجرة، في حال استمر تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد جراء الحرب. وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد زار دمشق الأسبوع الماضي، حاملاً معه هدية إلى الجامع الأموي، نسخة فريدة من المصحف، تعود إلى القرن السابع عشر الميلادي، مغلفة بغلاف جلدي مصنوع في آسيا خلال القرون الوسطى. كما زار الكنيسة المريمية مقر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق.

 

كييف: تلقينا «معلومات مهمة» من واشنطن بشأن تحطم طائرتنا في إيران

كييف/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

أعلن وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو، اليوم (الجمعة)، أن مسؤولين أميركيين سلّموا لكييف معلومات مهمة تتعلق بالطائرة التي تحطّمت في إيران. ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال بريستايكو، عبر موقع «تويتر»: «التقينا أنا والرئيس فولوديمير زيلينسكي بممثلين عن الولايات المتحدة، حصلنا على معلومات مهمة سيحللها خبراؤنا». ويقول مسؤولون أميركيون وبريطانيون وكنديون إن مصادر استخباراتية تشير إلى أن إيران أسقطت الطائرة، ما تسبب بمقتل 176 شخصاً، هم جميع ركابها، لربما بشكل غير مقصود. وأفاد وزير مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا، أوليكسي دانيلوف، في وقت سابق، بأن المحققين ينظرون في عدة فرضيات عقب الحادث، بما في ذلك احتمال أن يكون نَجَم عن صاروخ أرض - جو أو اصطدام بطائرة مسيّرة أو عطل في المحرك أو عملية «إرهابية». وفي سياق متصل، طالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق «مستقل وذي مصداقية» بشأن حادثة تحطم الطائرة الأوكرانية. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، شتيفان دي كيرسمايكر، للصحافيين: «من المهم جداً بالنسبة إلينا أن تأخذ التحقيقات شكل تحقيق مستقل وذي مصداقية يجري بشكل يتناسب مع قواعد منظمة الطيران المدني الدولي»، بعدما أشارت حكومات غربية إلى أن الطائرة أُسقطت، ربما عن طريق الخطأ، بصاروخ إيراني.

 

السيستاني: الصراع الأميركي - الإيراني في العراق انتهاك لسيادته

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

ندد المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، اليوم (الجمعة)، بالهجمات التي تبادلتها الولايات المتحدة وإيران على أرض العراق، وحذر من تدهور الأمن في البلد والمنطقة على نحو أشمل نتيجة المواجهة بين واشنطن وطهران. وقال السيستاني، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، إن «هذه الهجمات تنتهك سيادة العراق، وإنه لا ينبغي السماح للقوى الخارجية بتحديد مصير البلد»، وتابع بأن «الصراع الإيراني - الأميركي في العراق انتهاك للسيادة العراقية واعتداء خطير». وأضاف: «ما وقع في الأيام الأخيرة هي اعتداءات خطيرة واعتداءات متكررة للسيادة العراقية مع ضعف من السلطات في مواجهة تلك الانتهاكات، وكفى الشعب ما عاناه من شدائد طوال عقود من الزمن». وأدلى السيستاني بتصريحاته في خطبة الجمعة التي ألقاها عبر ممثل له في مدينة كربلاء.\ وفي هذا السياق أكد عضو البرلمان العراقي حسين عرب لـ «الشرق الأوسط» إنه «برغم كل مايصدر من تأكيدات ودعوات من قبل المرجعية الدينية كل جمعة من أجل التنازل عن المصالح الضيقة للكتل والأحزاب والأطراف السياسية فإنها سوف تكتفي فقط ببيانات التأييد ولكنها ليست مستعدة للتنازل والإلتزام بمخرجاتها». وأضاف أن«جميع الأطراف تنتظر خطبة المرجعية لكنها تبدأ بتفسيرها وفق ماتشتهي وليس طبقا لمضمونها».كانت إيران شنت هجوماً صاروخياً، الأربعاء، على قاعدتين أميركيتين في العراق رداً على قيام واشنطن بقتل قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري» الإيراني، في هجوم جوي، الجمعة الماضي، كما قُتل مع سليماني في الهجوم الأميركي أبو مهدي المهندس، نائب رئيس «الحشد الشعبي» العراقي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إيلي الفرزلي روحاً للدولة

مازن السيّد/ميغافون نيوز/10 كانون الثاني/2020

في مقابلتين مع الجديد والأو تي في، يختار إيلي الفرزلي أن يقحم النص القرآني في سجاله مع الثورة: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ولأي غاية؟ لإثبات عدم تساويه مع الشابات والشبان الذين طردوه من المطعم البيروتي، ومع الثورة إجمالاً. فهؤلاء بنظره غير قادرين على تمييز الصالح من الطالح. وحده إيلي الفرزلي إذاً، ومعه أصدقاؤه في النادي الحاكم، يستطيع معرفة ما إذا كان إيلي الفرزلي وأصدقاؤه فاسدين أم لا… ممتع.

الاقتباس القرآني هذا لا مبرّر له في السياق، كمصحف على رأس رمح. مجرّد إيحاء بامتلاك القائل شرعية المقدّس، وتفوّقه عبر اجتزاء الآية (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) بشكل أقلّ ما يقال فيه أنه سطحي. فعن أي علم تتحدّث الآية؟ وعن استواء أمام مَن وفي أي ميزان؟ لكن أي هيبة لتأويلات الفرزلي القرآنية في بحر الفضائيات الإسلامية وبرامج الإفتاء المباشر! أرشيف يعيد إنتاج نفسه إلى ما لا نهاية في صورة استعلاء واستخفاف بعقول الناس. مقام بين التلفزيونَيْن الحكوميَّيْن اللبناني والسوري.

يعتقد الفرزلي نفسه بليغاً محنّكاً قويّ الحجّة. وهو فعلاً كذلك… بمعايير النصف الأول من القرن العشرين، وذلك في أكثر الاعتبارات تفاؤلاً.

يقول إنه يستند إلى شرعية تمثيله «منطقته»، واصفاً الثوّار في المقابل بأنّهم قادمون من اللامكان. هذا اللامكان الذي يتحدّث عنه هو في الحقيقة: لبنان. ما يصفه بـاللامكان ليس إلا اجتماع لبنانيّين من كل المناطق في معركة مشتركة على ظروف عيشهم وواقعهم اليومي. هو اللامكان لأنّه لا مكان القبيلة ولا الطائفة ولا الحزب، لأن الفرزلي بعدما أفتى بعدم رشد عقول الثوّار وفساد موازينهم، يريد تجريدهم من الانتماء.

وبعد التحقير والإقصاء يدقّ ناقوس الضرورة الأمنية مطالباً بـالزجر والردع (هناك اعتداء يومي على المواطنين وحرق للدواليب في الأنفاق وإغلاقها ورمي للمسامير على الطرق وإقفال للطرقات العامة، والاعتداء على كرامات الناس وممتلكاتها وقد رأينا انه آن الآوان لتفعيل دور المؤسسات الامنية بطريقة رادعة زجرية)، مكملاً بذلك أركان التكفير بحق الثوّار. لن يحتاج إيلي الفرزلي بعد اليوم لتهمة فساد أو نهب آو استغلال نفوذ كي يحتلّ مكانةً خاصةً في مشهد السلطة وقلوب الثوّار. فقد توّج نفسه آيةً وروحاً لسلطة منعدمة الكفاءة ومتكبّرة في آن، يختلط الأرشيفي فيها بالاستبدادي. قمعٌ مثير للشفقة، كأن يسقط نصف قنابل الغاز المسيل على سطوح المباني المجاورة. فوقيّة صادمة بلاأخلاقيّتها، كأن تحتجز مديرةُ بنك أموال مودعيها وتسخر من المسنّ فيهم وتستضعفه.

تستيقظ البلاد على وقع اعتقال عشرات الثوّار واستدعائهم في مختلف المناطق اللبنانية وتحديداً في الشمال. تصعيد قمعي ملحوظ مهّد له أسبوع طويل من الزمجرة السلطوية الوقحة، على شاشات تلفزة لم ترَ في الثورة يوماً إلا مادة تسويقية تتفاوت ربحيتها بتفاوت إغراءات الانتفاع من رأس المال الحاكم. شاشات تغازل فارّاً من العدالة مثل كارلوس غصن الذي يعترف بلا خجل بزيارته العدو الاسرائيلي وتعاونه المهنيّ مع دولته، فيما يعتقل الجيش والقوى الأمنية مواطنين عزّل أرادوا حقّهم في الكهرباء أو في ودائعهم المسروقة.

من إيلي الفرزلي إلى جبران باسيل إلى رياض سلامة، نحن أمام سلطة تستعيد جبروتها أو تحاول. لكنّ الوجه الأزليّ لإيلي الفرزلي يختصر وحده جوهر الإهانات التي نتلقّاها يومياً على أبواب المصارف، وفي مناورات سعد الحريري السياسية الطائفية على حساب اللبنانيين، وفي دموية شرطة المجلس، وفي استهزاء الأمين العام لحزب الله، وفي «شلاعيط» جبران.

نستيقظ على سلطة مقتنعة في قرارة نفسها بأنها من جنس النبوّة. مؤمنة ومعها شبكة اجتماعية تسمّي نفسها نخبة، بأنها النور والناس ظلام. بأنها الحضارة في شعب همجيّ.

نستيقظ على من رنّت أذنه من صفعات العامّة في ساحات البلاد ومطاعمها وغرفها التجارية ومصارفها، ومَن لن يتهاون في رغبته تكسير رأسنا. لن يتغيّر هؤلاء ولن تعرف هذه البلاد عدلاً إلا بكسر شوكتهم. فللثورة هدف أعلنته في لغتها: نريد في الدولة وفي سائر السلطات خدّاماً أكفّاء للمصلحة العامة، لا أبطالاً وهميّين من اللازمان.

«وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون». (البقرة ١١-١٢)

 

رسالة على أجنحة صواريخ: هذا كل شيء، الرجاء التفهّم وعدم الرد

د. مصطفى علوش/الجمهورية/10 كانون الثاني/2020

بصراحة، وفي كل مرة كان يخرج أحد قادة الحرس الثوري، إبتداء بالمرشد، وصولاً إلى أدنى الرتَب في فيالق الحرس المتعددة، وحتى ذاك الجيش الذي لا يحصى عدد متطوّعيه، ممّن يصول ويجول دائماً في مواجهة العدو على مساحات التواصل الاجتماعي، كنتُ أتمنى أن يخيب ظني، ولو مرّة واحدة، ليذهب مَن صال وجال، من أعلى القمة إلى أدناها، لينفّذ ما قال إنه قادر على فعله، وهَدّد العالم من قاصٍ ودانٍ بأنه سيقوم به، لو أنّ الطرف الآخر تجرّأ على القيام بفعل استفزازي ما.

لسنوات وعقود طوال، كنّا نسمع من قادة عرب ميامين وملهمين أنّ المعركة محسومة سلفاً مع العدو، وأنّ العدو خائف، لكنه دائماً مستعد للغدر! لذلك فإنّ شعار «كل شيء للمعركة» كان المخَدّر الدائم الذي أدمَنت عليه شعوبنا في سبيل التعالي عن شَظف العيش وظلم السلطان وغياب النمو والتخلّف والعجز عن السير في ركب الحداثة واحترام حقوق الإنسان والانتخابات الشفافة... وفي كل مرة كان العدو يتطاول على تخطّي الخطوط الحمر الذي حدّدها حكامنا الميامين، كان يخرج قائد عظيم مُلهم ليقول: «نحن من يحدد زمان المعركة ومكانها، وليس العدو الذي يستدرجنا إلى معركة لم نستعد لها»، مع أنّ الكلام كان دائماً عن الاستعداد التام لتدمير العدو ومَحوه عن الخريطة، ورَميه في البحر من حيث أتى!

عقود من التضحيات والصبر مضَت على شعوبنا حتى تمكن البعض منّا من الخروج من إدمان مورفين «كل شيء للمعركة»، وبدأوا يسألون ويشككون، فيقتلون أو يدخلون السجون كخونة ومتآمرين مع العدو بتهمة هزلية هي «إضعاف الروح القومية»، أو يهاجرون كافرين بالوطن إلى غير رجعة.

كان هذا أيام القادة القوميين الميامين الذين خسروا كل الحروب، ولم يجدوا السبيل يوماً لاختيار لا الزمان ولا المكان للمعركة الحاسمة مع العدو. لكنهم بالتأكيد كانوا مظفرين في استهداف البشر العزّل الذين كانوا ينزلون إلى الشوارع مطالبين باسترجاع كرامة المواطن والوطن. فدمّروا المدن وهجّروا الشعب وقتلوا الأبناء في سبيل البقاء على رقاب الناس، ونجحوا في هزيمة الناس بالرغم من فشلهم الكامل في تحقيق ولو بعض الوعود والتعهدات بخصوص العدو.

عندما انتصرت الثورة الإيرانية سنة 1979 وأغلق قادتها سفارة إسرائيل، ظننّا أنه أتى من يواجه العدو للمرة الأولى بروح ثورية تتخطى مبدأ ديبلوماسية مجرد البقاء في السلطة للحاكم. تخطّينا وتفهّمنا كل الوحشية التي واجَه بها الحكم الجديد الشركاء الثوريين، من مذاهب لا تتبع الولي الفقيه، يساراً ويميناً ووسطاً، واعتبرنا أنّ كل «الشكليات»، ولو كانت وحشية، تهون في سبيل تَعهّد قادة الثورة بتنفيذ وعود قادة آخرين كانت كاذبة.

لكنّ الزمان لم يطل كثيراً حتى ظهر الوجه الحقيقي من تحت برقع القداسة والنذور العقائدية، بأنّ مشروع ولاية الفقيه هو مجرد مشروع سلطة جديد، أضاف الى الهيمنة على وطن بحد ذاته، مشروعاً عابراً للأوطان عنوانه الجمهورية الإسلامية الكبرى، بدلاً عن الإمبراطورية الساسانية أو الأخمينية أو الصفوية. ما لاحظناه أيضاً هو أنّ هذا المشروع الجديد الذي وضعنا فيه آمالنا، ولاستيلائه على القدسية والمشروعية الدينية، جعل من تلك القدسية رخصة روحية لاستباحة أرواح البشر ولدمار البنيان تحت لواء شرعة الشهادة والمظلومية! هذه الممارسة انتقلت من طهران، وتنقّلت بين العراق وسوريا ولبنان واليمن، وعَرّجت عند اقتدارها على مناطق أخرى في العالم، تحت أسماء مغفلة. بالنتيجة، فإنّ شعوب المنطقة تدفع بسبب ذلك ما لم تشاهده حتى في أسوأ كوابيسها من مآس وذل وهو ان لم يقم باقترافها حتى العدو الأساسي في عز انتصاراته الكبيرة.

ولكن، مع كل ذلك، فلا بأس لو أنّ الوعد الصادق بتدمير العدو، هكذا، ولو لمرة واحدة، كان صادقاً في الحد الأدنى، فكانت بضعة صواريخ بعيدة المدى، انطلقت من ضواحي طهران أو تبريز أو أصفهان في اتجاه موقع عسكري في إسرائيل؟ لكنّ ذلك لم يحدث أبداً، ولا يبدو أنه سيحدث في المدى المنظور. ونحن نتفهّم ذلك بكل موضوعية، فموازين القوى لا يمكن تحديدها بالأرقام والأعداد، بل بالعدّة المائلة من دون منازع تجاه العدو وشيطانه الأكبر. وما فهمناه من عقم حكّامنا عن فعل أي شيء، سنقبله من الحرس الثوري إذا اعترف بالعجز عن المواجهة انطلاقاً من البلد الأم. لكن ما زنب شعوب المنطقة لتغريمها ثمن ذاك العجز وتحميلها الموت والدمار على أراضيها؟ وهذه المرة ليست لحساب قائد وطني فذ، بل لحساب امبراطور مقدّس يجلس اليوم على عرش داريوس الكبير؟

ما هو واضح مما حدث في الايام السابقة، من قتل وقصف في العراق، هو أنّ إيران ليس لديها لا القدرة ولا الرغبة بالانتحار في حرب معروفة النتائج، وأنّ جل ما تبغيه هو المحافظة على النظام هناك مع بعض مستعمراته. فمهما بالغَ الحرس الثوري في تصوير القصف الرومنسي لقاعدة الأسد الأميركية بأنه انتصار مبين مَرّغ أنف الشيطان الأكبر بالتراب، لكنّ العاقل يفهم من كلام رجال الدولة في إيران، المغلوب على أمرهم، بقولهم بعدم الرغبة بالدخول في حرب، وانّ القصف الصاروخي هو الرَد الوحيد والنهائي على الجريمة بحق قائد فيلق القدس، وكأنّ روحاني يقول للأميركي: «رجاء لا ترد!» ولا أحد منّا يدري حقيقة ما دار في الأروقة الديبلوماسية من رسائل تطمينية من إيران تجاه أميركا. لكنّ المشكلة تكمن في أنّ الشيطان الأكبر اليوم، ربما، ولأسباب خاصة به، قرر الذهاب إلى أبعد من عملية اغتيال لتحجيم إيران وعقلنة مشاريعها الكبرى. وما يهمّنا نحن في بلدنا هو أن يقرر الحرس الثوري، ولو لمرة واحدة، الامتناع عن جعل لبنان ساحة بديلة عن إيران للرد على العدو.

 

إزاحة سليماني فرصة؟

علي حماده/النهار/10 كانون الثاني/2020

شكّل قتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني نقمة كبيرة على فريق من النظام الإيراني، في الوقت الذي تشكل نعمة لفريق آخر منه ! فالتخلص من سليماني على رغم كل ما رافق العملية وما بعدها من مظاهر غضب إيراني وتهديدات، وشعارات كبيرة في الاعلام الحربي الإيراني والعربي لـ”فيلق القدس” شكل فرصة لجزء من النظام في إيران كان يعاني من تسلط الفريق الذي يتصدره سليماني الى جانب المرشد الأعلى علي خامنئي على مسار الدولة الإيرانية العميقة، التي استطاعت في مرحلة ما ان تسجل خرقا كبيرا في جدار الحصار الذي تتعرض له ايران منذ أربعة عقود، من خلال انتزاع اتفاق نووي من ادارة الرئيس السابق باراك أوباما بما حمله من “وعود” كبيرة بعودة ايران الى مسرح الدول المقبولة في لعبة الأمم التقليدية، وبالتالي خروجها من ازمتها الاقتصادية. لكن الفريق الذي يتصدره سليماني، استغل الاتفاق النووي لكي يوسع نفوذه في الإقليم بوسائل أدت في مكان ما الى وضع المنطقة على فوهة بركان، وجعلت دولا عظمى “حليفة” مثل روسيا تتضايق من السياسات التوسعية الإيرانية غير العقلانية وهي التي تتجاوز حجمها الحقيقي بكثير ، كما جعلت دولا خصمة لها مثل الولايات المتحدة تشعر بوجود تهديد لمصالحها في الإقليم، تقوم به قوة إقليمية بدأت تمارس سياسات تفوق حجمها وطاقاتها الحقيقية. هذا ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى نقض الاتفاق النووي، والمطالبة بإتفاق جديد أوسع واكثر شدة في الجانب النووي، فضلا عن اشتماله على حل لسلوك ايران في الإقليم، ولا سيما عبر “حرس الثورة” وملحقاته مثل “فيلق القدس” الذي يقود العمليات الخارجية للاذرع المنتشرة في المنطقة وخارجها ومن بينها الفصائل العراقية التابعة لها، و”حزب الله” الى ما هنالك من تنظيمات وميليشيات مذهبية من أفغانستان الى شمالي افريقيا.

اذا ربما كان شطب سليماني من المعادلة بالطريقة التي حدثت فرصة منحها الاميركيون، ويستفيد منها الروس لتقوية وجودهم، وتوسيع مروحة مصالحهم، لا سيما في سوريا، وفرصة سنحت لفريق إيراني في النظام ان يدرك ان السياسات الإيرانية التي اعتمدت بقوة دفع من المرشد و”حرس الثورة” لا يمكن إلا ان توصل البلاد الى كارثة اقتصادية، وربما في لحظة، وبخطأ ما الى حرب تتورط فيها البلاد مع قوة عظمى مثل الولايات المتحدة تتنهي بسقوط النظام برمته. فالواضح ان الفريق العقلاني في النظام الإيراني ومن ضمنه الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف يعرف تمام المعرفة ان قدرات ايران تراجعت، وان البلاد – اذا جاز التعبير – على شفير المجاعة، والنقمة الشعبية ضد النظام برمته باتت كبيرة جدا، وتتجلى على هيئة تظاهرات صاخبة وعنيفة تتجدد بشكل دوري، وباتت اكثر جرأة في تحديها لأسس النظام الأيديولوجية والتنظيمية ، ولهيبة “ولاية الفقيه” بشكل علني، وتضطر معها أدوات القمع، مرة بعد مرة الى إراقة الدماء بشكل اكبر. ان قتل الاميركيين قاسم سليماني ربما فتح امام فريق في النظام نافذة لكي يعبر منها الى فرض تحول ملموس في السياسة الإيرانية الإقليمية. وقد يكون الرد المسرحي على قواعد أميركية خالية في العراق بداية لعمل جدي عبر القنوات الخلفية بين عقلانيي ايران والمجتمع الدولي.

 

آخر المطاف نحو لبنان واحد..

سيزار معوض/10 كانون الثاني/2020

ان الحكم أو ما تبقى منه، مدعو اليوم قبل أي وقت مضى، إلى العمل على استعادة لبنان أي الأرض شبرا شبرا، واستعادة ثقة اللبنانيين مواطنا مواطنا للبنان واحد واحد.. من هنا نبدأ... فمن دون الانتماء للبنان الكيان ليس هناك من لبنان انما لبنانات.. انطلاقا من هذا المنطلق ومن هذا المنطق، فإن الخطوة الأساس للولوج إلى لبنان الذي به نحلم، تكون بمصالحة ومصارحة وطنية حقيقية ننتظرها من هذا العهد.. عهد ميشال عون، بل من ميشال عون تحديدا. والمصالحة أو المصارحة لا نريدها بين الزعامات أو الأحزاب أو التيارات أو الفاعليات أو الميليشيات، وهي ليست دعوة إلى وحدة صفوف أمراء الحرب وراء الحكم أو أمامه.. إنما المصالحة يجب أن تكون بين الحكم والمواطنين، كل المواطنين في سبيل العودة إلى لبنان واحد وبناء الدولة المنشودة.. من هنا فعلى العهد، أو ما تبقى منه وما بقي من صدقه ومصداقيته، الا ينتظر ضوء المصالحة بينه وبين المواطنين الحالمين، من الخارج او من ميليشيات الداخل، بل الإشارة يجب أن تأتي من أروقة قصر الشعب كما يحلو للرئيس عون تسميته.. أي ألا تمر المصالحة بين ما تبقى من العهد واللبنانيين بعواصم العالم والمحاور التي أضحى لبنان رهينة لها وحولت اللبنانيين إلى فرقا فرقا، فيالق فيالق، شيعا شيعا، مجموعات مشرذمة ومشتتة بين مذاهب وطوائف ومناطق.. بل المطلوب أن تكون المصالحة لبنانية محض، للبنانيين بين لبنانيين دون سواهم، مصالحة جامعة متراصة هادفة إلى تأمين مصالح لبنان ومصالح اللبنانيين الحياتية اليومية.. من الضروري تصفية القلوب والنوايا تجنبا لكارثة اقتصادية، اجتماعية ومالية باتت قريبة، خاصة أن لبنان عاد ليكون ساحة لتصفية حسابات المحاور على أرضه. ما يعيشه اللبنانيين اليوم هو حرب اقتصادية لا تزال في بدايتها، نتاجها سياسة حروب حزب الله التوسعية في اليمن والبحرين وفنزويلا وانحاء العالم أجمع الذي بات ينظر للحزب على أنه منظمة إرهابية لا بل ميليشيات مسلحة. الحرب الجهنّمية أدخلها حزب الله في بيوتنا ونفوسنا حتى بات الجوع يضرب ولو من بعيد.. نحن بحاجة اليوم الى حكم يستعيد ما تبقى من لبنان، ولا يتخذ من أجسادنا متاريس، ولا يجعل من بيوتنا خنادق مواجهة لبعضها بعضا، منها ما هو عقائدي ومناطقي، ومنها خنادق اقتصادية واجتماعية وسياسية.. أما بعد.. لبنان الواحد يعود باستعادة الأرض من خلال فرض السلطة سيطرتها على كامل أراضيها فلا يكون هنا وهناك أمن ذاتي ومربعات أمنية فيعود الناس ليكونوا شعبا واحدا لا مجموعة شعوب متناحرة ووطنا واحدا لا أوطان مقسمة ودولة واحدة قادرة على الحكم لا دويلات وميليشيات تفاوض باسم الشعب والدولة.. اسرعوا باستعادة لبنان قبل فوات الأوان!!

 

الطفيلي: نأمل بأن يأتي مقتل سليماني بالفرج على الشعوب المسحوقة

سوسن مهنا/انديبندنت عربية/10 كانون الثاني/2020

أول أمين عام لـ “حزب الله” اللبناني الشيخ صبحي الطفيلي الذي عُرف بمواقفه الرافضة للسياسة التي ينتهجها الثنائي الشيعي في لبنان (حركة أمل وحزب الله)، والتدخل الإيراني في العراق، كان له موقف بارز بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، بضربة أميركية في العراق، حين قال “على العراقيين طرد الأميركيين وعملائهم من العراق… وعلى إيران أن تتأدب”.

الشيخ الطفيلي، الذي انتُخب أول أمين عام لحزب الله عام 1989 قبل أن يتسلم قيادة الحزب الشيخ عباس الموسوي عام 1991، قاد “ثورة الجياع” عام 1997 ما دفع بالحزب إلى إصدار قرار بفصله لإعلانه العصيان المدني على الدولة اللبنانية احتجاجاً على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة في لبنان.

“اندبندنت عربية” كان لها لقاء مع الأمين العام السابق لـ “حزب الله” في بيته في مدينة بعلبك (البقاع الشمالي)، فكيف علق على مقتل اللواء قاسم سليماني؟ وماذا يقول بعد مرور 23 سنة تقريباً على ثورته الاحتجاجية.

حول مقتل سليماني

يقول الشيخ الطفيلي عن قراءته لحدث مقتل سليماني، “أنا لا أعرف سليماني شخصياً. وربما جاء اغتياله بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كي يدعم موقفه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. مقتل سليماني في هذا الوقت لا يعكس المشهد الذي يحدث في العراق، باعتبار أن مقتل متعاقد أميركي لا يبرر هذا الرد المبالغ به”.

وعن المعلومات التي سرت في الإعلام عن أن عملية الاغتيال جاءت بعلم إيران أو بالتنسيق معها، يجيب الطفيلي: “لا أعتقد أن الإيرانيين مجانين حتى يفكروا بالمشاركة أو التآمر على قتل سليماني، لأنه من أهم جنرالاتهم ويعتزون به، وهو كان قدم لإيران خدمات كثيرة بغض النظر إن كنا نؤيد ما فعله في المنطقة أو نعارضه”.

لا اعتقد أن الأمور ستصل بين أميركا وإيران إلى حد تدمير ما وصلا إليه من تفاهمات ضمنية

خدمات متبادلة

وحول تداعيات الحدث، واحتمالات أن يكون لبنان ساحة للرد الإيراني، يقول أمين عام حزب الله السابق: “في ما يتعلق بالرد في لبنان، أعتقد بشكل عام أن توسع إيران وتمددها في المنطقة جاء بسبب تناغم مواقفها مع الولايات المتحدة، وهما تبادلا الخدمات. ولا اعتقد أن الأمور ستصل بينهما إلى حد تدمير ما وصلا إليه من تفاهمات ضمنية، فهما حتماً سيسعيا إلى حفظ ماء الوجه أمام أتباعهم داخل إيران وخارجها، بالتفاهم مع الأميركيين على صيغة ومخرج لائق. كما حصل قبل فترة حين ضرب الصهاينة في بيروت المركز الإعلامي لحزب الله، حينها جرى التفاهم مع الإسرائيليين على مسرحية رد. الرد سيكون من هذا القبيل… ونأمل بأن يأتي مقتل سليماني بالفرج على المساكين والشعوب المسحوقة تحت الغطرسة الأميركية وجنون العظمة الإيرانية”.

“حزب الله” جزء من الفساد

وللشيخ صبحي الطفيلي رأي لافت حول دور حزب الله وموقفه من الانتفاضة الشعبية في لبنان، إذ يقول: “حزب الله جزء من النظام، بالتالي هو يتحمل جزءاً أساسياً من الفساد، خصوصاً أنه الأقدر على الإصلاح ويُعتبر الأكثر مسؤولية في هذا الشأن، ولكن انهيار الفساد يعني انهيار حزب الله. حينما نقول انتصار الانتفاضة أو انتصار العدالة أو هزيمة الفساد، يعني هزيمة كل أركان الفساد، ولا يستطيع هنا الحزب أن يدافع عن نفسه ويقول أنا لست جزءاً من الفساد وهو المدافع الأساسي عن المفسدين. عام 1997 وقف في وجه ثورة الجياع والدعوة إلى الإصلاح هو وإيران وسوريا. حينها كانت الدولة اللبنانية قريبة من أن تستجيب للمطالب، ولو نجحت ثورتنا حينها، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم. كما أن حزب الله يحمي الفساد خارج منظومته وداخلها، التي تضم الكثير من المفسدين، وإن كانت أسماؤهم غير ساطعة مثل الآخرين، لذا نراه يتمسك بهذه المنظومة ويرعاها، وهو أصر بشكل لافت على بقاء الحكومة ومنع استقالتها، ثم حاول أن يجددها وبقي شهرين تقريباً مصراً على الرئيس سعد الحريري، وأن يعود بحكومة كسابقتها. هو الوحيد الذي أصر بشكل لافت على بقاء الحكومة والدفاع عنها”.

ولا يتوانى الطفيلي عن تسمية جميع من هم خارج المنظومة، والذين يحميهم حزب الله، ففي رأيه: “كل الأسماء اللامعة، الزعامة الدرزية والسنية والمارونية وعلى رأسهم الزعامة الشيعية، كلها من دون استثناء متأصلة في ممارسة الفساد”.

وعما إذا كان يقصد الثنائية الشيعية عندما يتحدث عن زعامة الطائفة، يقول: “لا ليس الثنائية، أقصد أن الراعي الأول والحامي للفساد في البلد هو حزب الله، كلهم يرغبون أن يكونوا سباقين في ممارسة الفساد، لكن ما يمنعهم هو ضعفهم. بعضهم لديه رغبة جامحة للنهب لكن سيفه قصير، ولكن من ينهب أكثر هو الذي يملك سيفاً طويلاً، كزعامة حركة أمل”.

إيران تحمي الفاسدين

وكان الطفيلي قد وصف الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي بأكبر حام للفساد في العراق ولبنان، وأن من قتل أكثر من 250 شخصاً وجرح 11 ألفاً، هم مسلحوه، وأضاف”كما قتلنا مسلحوك في لبنان”، وعن ذلك يقول: “الحزب يأتمر مباشرة وبشكل كامل بالأوامر الإيرانية، باختصار السياسة التي يتبعها حزب الله في لبنان هي سياسة تعتمدها إيران، وطهران تريد حماية الفاسدين في لبنان وليس من مصلحتها أن تكون هناك دولة أو اقتصاد ناجح، أو أن تكون هناك لحمة بين اللبنانيين. المعادلة واضحة كلما ضعف لبنان كلما استطاعت إيران أن تمسكه والعكس صحيح، كلما تمتع البلد بالقوة على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، كلما ضعُفت قبضة الخارج. إذاً من مصلحة إيران أن تتلاشى قوة لبنان بشكل نهائي وهذا ما فعلته”.

“الأمر الثاني، لا أحد ينكر أن في سوريا ديكتاتورية فاسدة وطاغية وقاتلة، والشعب السوري حاول أن يتحرر، وأن يبني دولة كريمة، وأن يلحق ركوب العدالة. إيران وعلى لسانها أعلنت أن رئيس النظام السوري بشار الأسد كان يفكر بالرحيل، لكنها ضغطت عليه وطلبت منه البقاء، وجهزت لحرب أهلية في سوريا، وقالت إنها تتحمل كامل المسؤولية عما جرى لاحقاً، وهي التي زجت بشيعة لبنان تحت عنوان حزب الله في الحرب السورية، هذه الحرب الظالمة على الشعب السوري وعلى المنطقة، وعندما فشلت اضطرت للاستعانة بالروسي الذي قضى على البلد. طهران تتحمل مسؤولية قذرة عما حصل في سوريا”.

“أما في العراق الذي يشبه لبنان، ونحن لا نتحدث عن احتمالات أو تصورات أو تكهنات أو تحليلات أو ما قيل لي، أنا كنت شاهداً، الإيرانيون هم أنفسهم سعوا جاهدين للتحالف مع الأميركيين، وأرغموا الحركات السياسية الشيعية المعارضة في ذلك الوقت لصدام حسين، على تقديم الطاعة والولاء للولايات المتحدة. وبالفعل لم يدخل الأميركيون إلى العراق إلا بالتفاهم والضمانة من إيران على أن يكون الشيعة في خدمة الغزو الأميركي وهذا ما حدث. إذاً فقد دخلت الولايات المتحدة إلى العراق بالتعاون والتنسيق مع الإيرانيين وكانوا حلفاء عملياً على الأرض. والحشد الشعبي الذي تستغيث منه أميركا اليوم هو ربيب التفاهم بينها وبين الإيرانيين. العراق بلد غني جداً، ثاني أكبر احتياط بترول في المنطقة، وإمكاناته الاقتصادية هائلة، وها هو منهوب بالكامل وباعتراف الجميع، وظلم وقُتل أبناؤه بشكل مروّع. واليوم هناك تظاهرات ليست أميركية ولا إيرانية، هذا صراخ الناس من جوعهم. من قتل حوالى 500 عراقي و200 ألف جريح من المتظاهرين؟ من يقوم بخطفهم واغتيالهم أمام بيوتهم؟ هناك مجازر في الساحات وإلى الآن السلطات العراقية لم تكشف في أي من تحقيقاتها حول ما يجري لإنها جزء من منظومة الفساد. بماذا يطالب العراقيون، يطالبون بدولة عدالة ودولة قانون وبحكومة غير فاسدة؟ لمَ يقف الإيرانيون في وجه الانتفاضة ولمَ يطالبون السلطات العراقية بالحزم؟

وكما الولايات المتحدة ليس من مصلحتها أن يكون لدينا دول قوية عزيزة وعادلة وشعوب منيعة، كذلك إيران يهمها أن يبقى العراق ضعيفاً كي تتمكن منه، مثله مثل لبنان… آلامنا وجوعنا وقهرنا وإذلالنا يصبون في مصلحة هاتين الدولتين. هناك نوع من الغزل بين الأميركيين والإيرانيين، جاء على ظهر العراقيين والعاصمة بغداد، ومن قام بضرب السفارة الأميركية وبعض المواقع الأميركية، رداً على الهجوم الصاروخي في كركوك والذي أسفر عن مقتل أميركي وإصابة العديد منهم. إنها السياسة الإيرانية، من مصلحتها إشغال العراقيين علهم ينسوا جوعهم وآلامهم تحت عنوان الأميركي المحتل، كي يأخذوهم إلى مكان آخر لإفشال التظاهرات، عندها يستطيع الإيراني أن يتابع ما بدأه على الأراضي العراقية تحت عنوان الصراع مع الولايات المتحدة. أميركا تتصرف بالطريقة نفسها، كلاهما يريد السوء للبلد، الإيراني يقتل المتظاهرين والأميركي يقتل الحشد الشعبي وكلاهما من الشعب العراقي المظلوم”.

الشيعية السياسية تأخذ منحى متطرفا

ولا يوفر أمين عام حزب الله السابق الدول العربية من سهام انتقاده، بسبب غياب المشروع العربي الذي يستطيع أن يواجه الهيمنة الإيرانية، ووقف تدخلات الولايات المتحدة، فيقول: “لا توجد دول عربية، هناك أقزام صهاينة، هناك من يفتخر أن صديقه هو بنيامين نتنياهو. الأنظمة الحاكمة في بلادنا، أنظمة مدعومة من الغرب، بلادنا مباحة، ولهذا عندما تنتفض الشعوب تُقمع ويُدعم القامع.

هذا بالنسبة للأنظمة، أما الشعوب فكريمة وتدفع دماء. في فلسطين كل القهر وكل الظلم وكل الاستباحة، والنساء والأطفال والرجال داخل وخارج السجون لم يستكينوا، هذا شعب كريم. الشعب السوري دُمر وهجر وأُذلَ في كل بلد هُجِّر إليه، ووضعه في لبنان شاهد على ذلك وما زال السوريون صابرين. في لبنان وفي العراق مع كل القهر والقتل، شعب يقف في الشارع يُقتل ويُجرح ويبقى صامداً، هناك مشهد لشاب عراقي يحمل رايةً، والرصاص من حوله، لم يتحرك من مكانه بقي صامداً بوجه الرصاص. الشعب الليبي يتحمل أيضاً الكثير. في السودان أيضاً تظاهرات لإسقاط النظام، أدخلوا الجيش وأتوا بالحاكم الحقيقي من الجيش، ممنوع على الشعوب أن تحكم. شعوب المنطقة شعوب حية قوية تضحي، وهي شجاعة واعية على الرغم من الظلم والقهر والبطش والعدوان والفساد”.

على الرغم من كل الانكسارات العربية نرى أن إيران تستطيع تحقيق مطامعها. ماذا يعني أن تكون شيعياً في هذه الأيام؟ في وقت تأخذ الشيعية السياسية في المنطقة منحى متطرفاً، بخاصة بعد تدخل حزب الله في الحرب السورية؟ سأتكلم عن حادثة جرت بين وزيرَي خارجية الولايات المتحدة (مايك بومبيو) وإيران (محمد جواد ظريف)، قال الأميركي نحن لا يوجد لدينا مانع من تعزيز وجودكم في المنطقة. يجب أن يُفهم بوضوح أن التمدد الإيراني في المنطقة بالشكل الذي حصل في لبنان وسوريا واليمن والعراق حتى في بعض دول أفريقيا، كان يحصل تحت أعين الأميركيين. لو كنا مكان الأميركيين وعيوننا على منطقة غنية اقتصادياً وحضارياً، وتشكل قوة مرعبة إذا ما نهضت، كنا مارسنا السياسة الأميركية نفسها، أي تشجيع جهة لا تستطيع أن تكون مستقبل المنطقة، الشيعة لا يمكن أن يكونوا مستقبل المنطقة، إذ إنهم طائفة جانبية في العالم الإسلامي وفكرها ليس مقبولاً، ولا يمكن لأحد أن يدافع عن هذا الفكر، يوجد جوانب في الفكر الشيعي لا علاقة له بالإسلام ولا بأهل البيت ولا بالإمام علي بن أبي طالب ولا بأحد. هذا الفكر قدم من ديانات غريبة عن المنطقة، لا يمكن له أن يسوق، فضلاً على أنه نحنا مجموعة عددية ووجودياً متواضعين، لا يمكن لنا أن نشكل مستقبل المنطقة، مستقبل المنطقة يشكل من قبل السواد العام للمسلمين وهو ما يعرف اليوم بالعالم السني. الوجود الشيعي مجرد معيق، حيث أن هذه الوجود إذا كبر وأصبح ذي فعالية، فإن فعاليته سوف تكون ضارة للأمة وليس نافعة على الإطلاق. من هنا تأتي مصلحة الولايات المتحدة بتمكين الشيعة”.

لست سنيا ولا شيعيا

ويبرر الطفيلي كلامه هذا رغم انتمائه للطائفة الشيعية، بالقول: “نعم، لكن أنا لست سنياً ولا شيعياً، أنا أعمل ما يقوله القرآن، لأن ما يفعله السنة اليوم لا علاقة له بالصحابة وبرسول الله، وما يفعله الشيعة لا علاقة له برسول الله وبأهل البيت والقرآن، بل له علاقة بمشاريع أخرى. نحن لا نتاجر بالدين، مَن يتعامل مع ربه ليس بحاجة للتصفيق والتهليل. الإيراني يتاجر بالدين، ومن هنا فتح له الأميركي الأبواب، فدمّر لبنان وسوريا واليمن.

كل مَن يريد أن يدخل إلى المنطقة يستخدم إيران المذهبية لتحقيق أهدافه ومآربه. بغض النظر عن أن صدام حسين ديكتاتور وفاسد، لكن لولا الدعم الإيراني ما كانت الولايات المتحدة قادرة على الدخول إلى العراق وإسكات الشيعة وجعلهم في خدمة المركبة العسكرية الأميركية. هذه حقيقة، واليوم لا يحق لأحد من الإيرانيين أو من حلفائهم، أن يهاجموا الأميركيين، أنتم المسؤولون أو أنتم المجرمون، إذا الأميركي قتل عراقي فأنتم شركاء، وإذا الأميركي أساء إلى فلسطيني أنتم شركاؤه، وإذا الأميركي ضرب سوريا فأنتم شركاء، لأنكم أنتم مَن أتيتم بهم إلى المنطقة، وأنتم تآمرتم على المنطقة، وأنتم مَن دمَّر المنطقة. أنا قاتلت الأميركيين بضراوة، وأقف ضدهم (الإيرانيين) كوقوفي بوجه الأميركي”.

الإيراني استخدم لبنان تحت عنوان المقاومة

وعن الذي تغيّر في سياسة حزب الله بعدما غادره، وأين أصبح مساره الآن؟ هل ما زال مقاومة؟ أو أنه تسيّس وأصبح من أحزاب السلطة؟ يجيب: “الحزب، مؤسسة بُنيت على ضوء أفكار، لا أحد في هذا العالم يخطو خطوة من دون أن يخطط لما يفعل. بعدما انهار لبنان وسقط بيد الإسرائيليين واستسلم كل الجهابذة في لبنان، وعلى رأسهم رئيس حركة أمل نبيه بري، وجدنا أن البلد احتُل وانتهى الأمر وأصبحنا جزءاً من الفلك الصهيوني، وأصبح لبنان نجمةً تدور حول إسرائيل. اضطررنا حينها، وأنا رجل دين ولست جنرالاً، لكن الضرورة لها أحكام، وكانت لنا علاقة حسنة بالإمام الخميني حينها، وكانت هناك ثورة في إيران، وكنت في إيران قبل الثورة وبعدها، فاستفدنا من هذه العلاقة، كي يقدموا لنا دعماً. العمل العسكري والتحرير يحتاج إلى إمكانيات. لكن مثل كل الدول ومثل كل الناس التي تملك مشاريع دنيوية ومصلحية، الإيراني حاول أن يستخدم لبنان ويقبض على الناس تحت عنوان المقاومة. في تلك الأيام كنت على بينةٍ، فأنا لست بأعمى، وكنت أعرف أنني لست فقط أقاتل العدو الإسرائيلي. أريد أيضاً أن أحمي اللبنانيين من مشاريع هيمنة ليست لمصلحتهم، أذكّر في هذا الإطار أنه كانت للإيرانيين مشاريع عسكرية بعيدة عن المقاومة، هم دخلوا في حروب مذهبية في زواريب بيروت وعمليات اغتيال”.

وبصراحة معهودة عنه، يشرح الطفيلي من هم وسائل الإيرانيين لتحقيق غاياتهم، بالقول: “أشخاص لبنانيون، نحن استعنا بكوادر عسكرية إيرانية وبخبرات، هؤلاء الكوادر كانوا موجودين مع شبابنا حينها، وكان لدينا بعض الضباط نستعين بخبرتهم في موضوع التخطيط والتوجيه وما شابه ذلك في قتال العدو الإسرائيلي. استغل هؤلاء مكانهم وهاجموا مدينة النبطية (جنوب لبنان) في بداية الاقتتال بين أمل وحزب الله، إذ كان للإيرانيين مشروع إقامة دويلة في النبطية، مقابل دويلة حركة أمل في مدينة صور، ويصبح بالتالي لهم نفوذ خارج السيطرة السورية. اشتبكنا معهم حينها، وقاد الإيرانيون فتنةً لثلاث سنوات بين حزب الله وحركة أمل. الإيرانيون يتحملون كامل المسؤولية. أحلنا قيادة العسكر إلى المحاكمة لأن المعارك أتت مخالِفة لأوامري، لكن الإيرانيين أتوا بوفد وذهبوا إلى أعضاء الشورى وطلبوا ألا يُحاكَم مواطنيهم، وكان معهم رسالة من طهران موجهة إليّ، مفادها بأنهم لا يريدون محاكمة العسكر، لكني بقيت مصرّاً على رأيي بالمحاكمة. وتبيّن لاحقاً أنه وبطريقة دنيئة وغير محترمة، كلّف الإيرانيون حسن نصر الله بقيادة العسكر، من دون علمي، وما كنت أحسبه تمرداً عسكرياً ليس بتمرد، بل أنهم بالحقيقة كانوا يطيعون أوامر القيادة المتمثلة بحسن نصرالله وخامنئي. نحن كنا ضد مشروع الفتنة الإيرانية، نعم أنا كنت الأمين العام لحزب الله في ذاك الزمان، لكن مَن قتل ومَن فتن كنت أريد أن يحاكَم، وفي جلسة مع لجنة أتت من إيران تحت عنوان علاج الفتنة مع حركة أمل، راوغوا بدايةً، وأخيراً قالوا طلبهم، وهو أن ننسحب وينتهي مشروع المقاومة. الإيراني صاحب الإمكانيات كلها، ومن يمّول مشروع المقاومة، هو مَن طلب وقفها، إذ قال لنا: لا يوجد مال للشهر المقبل، يعني انتهينا. وافقت حينها ولكن بشرط، الوفد كان يضم سفيرهم في بيروت وسفيرهم في الشام وأشخاصاً من وزارة الحرس ووزارة الأمن ووزارة الخارجية وعلى رأسهم الدكتور بشارتي، شرطي كان أن تقف المعارك بين حركة أمل وحزب الله، لأنها من دون سبب، قلت لهم أنتم أدخلتمونا في هذه المعارك، أريد ضمانة، لكنهم رفضوا إعطائي ضمانة، وأخيراً قلت، إما وقف الحرب وإما يكون رئيس الوفد وسيطاً بيني وبين نبيه بري وينقل رسائله لي من دون تدخل منكم، رفضوا أيضاً، حينها قلت: أنا الأمين العام لحزب الله وأعرف أن الأمانة بيدكم، أنا لا أريدها. نحن نعرف سياستهم منذ ذلك الزمان، ونعرف تلاعبهم وحيلهم، هم لا يخافون الله”.

وعما إذا كان الهدف الإيراني هو  تسليم لبنان للقيادة الشيعية أي أن يصبح الحكم شيعياً كما هو حاصل في العراق، يقول الطفيلي: “هل بهذا الأسلوب وهذه الطريقة يصل الشيعة إلى الحكم، ماذا لديهم ليقدموه؟ كما يحصل في العراق الآن؟ جوع وقهر وإذلال، المداورة والمجلس التأسيسي الذي يُحكى عنه، مَن سيصبح رئيس جمهورية نبيه بري أو السيد حسن، هؤلاء فاسدون وهم مَن خرب البلد. في العراق رئيس الحكومة إيراني ماذا جنى العراقيون؟ الموت والقهر والنهب والإذلال. سيذهبون وسيُشتمون من الشيعة قبل غيرهم، وسيُلعنون كما يُلعَن الشيطان. الدول والحضارات لا تُبنى باللصوص ولا بالأرذال، تبنى بالرجال الكرام وبالعدل. لا أعتقد أنهم يريدون تغيير شكل النظام في البلد، هدفهم إضعاف المنطقة من حولهم، فتصبح متهتكة وهم الأسياد. إنها أمة محمد وأمة القرآن وأمة الإسلام وأمة حكمت البشرية أكثر من 1300 سنة، ليس بهذه السهولة يُقضى عليها، تارةً نتعاون مع الأميركيين عليها وتارةً أخرى مع الروس وطوراً مع الإسرائيلي”.

مشكلة لبنان سرطانية

وحول التحديات التي يواجهها لبنان بعد الانتفاضة الشعبية، يقول: “لو لم تُستفرد ثورة الجياع عام 1997 لكنا وفرنا على أنفسنا كل هذه السنوات من الألم والعذاب، والذي وصلنا له اليوم. الفساد في لبنان كبير جداً، أكبر مما يظن كل اللبنانيين. اللبناني البسيط لا يدرك فعلاً حجم الفساد الحقيقي، وكيف ينظر هؤلاء الحكام إلى الشعب اللبناني. قد يظن اللبنانيون أنه ببضع تظاهرات يمكن أن يعالج المشكلة، ولكن لا، لبنان مشكلته سرطانية، يحتاج إلى جهود وصبر وثبات، ومَن نظن أنهم على خلاف، هم في الحقيقة متفقون. الساسة زعماء الطوائف متفقون، ويمارسون خطة مجرمة لإكراه اللبنانيين وإخضاعهم لرغباتهم. أعتقد أن الأمور إلى الآن جيدة، قطعنا خطوات لا بأس بها، الانتفاضة يجب أن تستمر بزخم أكبر وبوعي أكثر وبضغط. كلما بقينا في الشارع، وكلما بقيت عيوننا مفتوحة على أخطائهم، نتقدم خطوة. ولبناء بلد عزيز وكريم ومحترم وعادل وحيوي، لا يمكن بناؤه بعقد أو عقدين من الزمن، هذا يحتاج إلى شعبٍ واعٍ وناضج، وأعتقد إن شاء الله أن غالبية اللبنانيين على هذا الطريق”.

ويستبعد الشيخ صبحي الطفيلي حصول حرب أهلية في لبنان، ويقول: “أنا مطمئن، لا يوجد حرب أهلية، لأن الإيرانيين عزيز عليهم أن يضيعوا السلاح الذي يحموا به إسرائيل بحرب أهلية داخلية. السلاح الذي نعتقد أنه يحمينا يحمي حقيقةً الحدود الإسرائيلية، والأميركي حماهم في لبنان طوال هذه الفترة ودعمهم لأنهم يحمون إسرائيل. لنفترض أن حزب الله خرج من الحدود، مَن سيؤمّن حماية بديلة كحماية حزب الله، لا الإيراني مستعد أن يفرّط بسلاح حزب الله، ولا الأميركي ولا الإسرائيلي. ولهذا اطمئنوا لا حرب أهلية لبنانية. الإيراني يعلم أيضاً أن حرباً أهلية داخلية ليست كلمة سهلة، في سوريا كان الإيراني ومعه اللبناني والعراقي والهندي والباكستاني والأفغاني والجيش السوري، ووصلت أرواحهم إلى رؤوس أنوفهم، ما اضطرهم إلى الاستعانة بالجيش الروسي، سلاح الدمار، حتى يمنعوا عن أنفسهم الموت. فالحرب الداخلية ليست كما يتخيل أحدهم أنه يستطيع أن يحسم النتائج، وإنها في جيبته ومضمونة”.

 

إفلاس يسابق إفلاساً!

نبيل بومنصف/النهار/10 كانون الثاني/2020

مع ان “الضرب” بالقوى السياسية الداخلية لم يعد مجديا عقب الكوارث التي تسببت بها للبنان ودفعته الى مصير مأسوي لم يكن ليرتسم حتى في الخيال فان مجريات المخاض الحكومي تحفزنا على مقاربة وجه مضاف من وجوه الافلاس السياسي في البلاد . الواضح بعد استئثار قوى تحالف الاكثرية الذي رشح الرئيس المكلف حسان دياب بقرار صناعة السلطة الانتقالية بعد استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري ان مصير هذه القوى كما تحالفها بدأ ينزلق بدوره الى طبعة مماثلة تماما لاندثار معسكر خصومها السابقين في تحالف 14 آذار بل ربما أسوأ . خرجت قوى 14 آذار من المشهد السياسي والسلطوي على وقع دفعها باحد اكبر خصومها الى رئاسة الجمهورية اولا وبواقع تبدل طبيعة الصراع الاقليمي والمصالح العربية والغربية المتصلة بالحرب السورية ثانيا . كان خروجها مماثلا في بعض جوانبه بالكلفة الباهظة التي كانت تكبدتها “الجبهة اللبنانية” إبان حقبات الحرب بفعل تبدلات هائلة في موازين القوى بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار جدار برلين الامر الذي قاد تدريجيا الى اتفاق الطائف . كما ان الوقائع الكبيرة لا تحجب الأثر الأخطر للوقائع الصغيرة والتفصيلية المتصلة بأخطاء قيادات 14 آذار والخلل في حساباتها ومعارك الطموحات المتصادمة بين بعضها الامر الذي أفضى الى انهيار تحالفها انهيارا مزلزلاً للتوازن الداخلي . كان طبيعيا والحال هذه ان يفيد التحالف المتصل بما يسمى محور الممانعة من ثورة 17 تشرين الاول 2019 للقبض على ناصية القرار السياسي ما دام معظم هذا المحور يتصرف بعدائية مكشوفة او مضمرة لهذه الثورة ويفيد من اخطاء الاخيرة وتراجعاتها اسوة بتغييب المحور الخصم تماما بعد استقالة الحريري وتكليف دياب تأليف الحكومة . غير ان الاضطراب المكشوف الذي باتت عوارضه تتصاعد من تحالف العهد وقوى 8 آذار بدأ يرسم صورة مخالفة تماما للواقع التقليدي المألوف لهذا التحالف الذي لم يعد يشده او يقوى على شده حتى طابع الارتباطات الاقليمية سواء بايران او بالنظام السوري كآخر عروة ممكنة لاستمرار استقوائه وسطوته السياسية . بات ممكنا منذ الخلجات الاولى للاضطراب الذي ساد صفوف هذا التحالف استقراء التحلل الذي بدأ يزحف اليه مع انكشاف التضارب المزمن في مصالح وحسابات كل من العهد والثنائي الشيعي تحديدا وهو تضارب سيمضي قدما كلما ضربت معالم الاهتراء الاقتصادي والمالي والاجتماعي البلاد على يد “سلطة الانتظار” التي عجزت قواها حتى الساعة عن تحديد المشتركات في تركيبة الحكومة فكيف ببرنامج انقاذ البلاد من الانهيار الكبير المفزع؟ ولعل المفارقة الأسوأ بالنسبة الى هذا التحالف انه في حين لا يزال يسكر على زبيبة اندثار تحالف خصومه الداخليين ويراهن على هزيمة الخصوم الخارجيين لمحوره الاقليمي نراه يقدم أسوأ الأسوأ في عرض الاستئثار باكثرية انفرط عقدها في اول الطريق بفعل تراكمات مزمنة من الحسابات المتناقضة كانت تتخفى وراء الشراكة الحكومية مع الخصوم في الحكومة المستقيلة فلما صارت قوى “تحالف الاحباء” وحدها وجها لوجه في بيت السلطة الخالي من المنافسين انفجرت حقيقة انتهاء مفاعيل المخدر الاقليمي المانع لفرط هذا التحالف وتصاعدت عوارض الهوان والتحلل داخل صفوفه . فهل ثمة من ينتظر بعد حكومة انقاذية مع هذا الافلاس السياسي المسابق للافلاس المالي؟

 

كارلوس اللبناني

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

أكثر من عشرين كتاباً سطرت عن كارلوس غصن، وقريباً مؤلّف آخر يذهب إلى حيث لم يخطر ببال أحد، وهو البحث عن سرّ كلامه القليل عن أبيه. ويكشف الكتاب الذي سيصدر بالفرنسية عن جانب بقي الرجل يتكتم عليه، وهو تورط والده في جريمة قتل حكم بسببها بإعدام لم ينفذ، لكنه سجن لفترة طويلة. وهو ما يجعل الابن يذكر باستمرار جده بشارة، المهاجر اللبناني الفقير إلى البرازيل، الذي صار تاجراً ناجحاً يعتدّ به، بدلاً من الوالد المسكوت عنه. هذه المعلومات، لا تغير شيئاً من أمر الاتهامات الموجهة إلى غصن في اليابان، لكنها تدلل على محورية دوره، ومدى الاهتمام الجارف بشخصيته، ومطاردة كل تفصيل ولو صغيراً عن حياته. «إمبراطور صناعة السيارات» بات ظاهرة في نجاحه المدّوي، كما في محاولة إسقاطه التي وصفت في فرنسا بـ«الزلزال». مخطط لا بل مفكر فذّ، آت من ثقافات متعددة، يحمل جنسيات من ثلاث قارات. مهاجر أباً عن جد، يتحدث الفرنسية والإنجليزية والبرتغالية والعربية بالطلاقة ذاتها. بروفايله الشخصي كما في أساليبه التي اتبعها في العمل، يعتبر تجسيداً حياً ونادراً في أوروبا وآسيا، لمهندس الشركات التجارية المعولم، القادر على إدارة عدة شركات ضخمة، في وقت واحد، وبنجاح منقطع النظير، ويحقق أرباحاً بعشرات مليارات الدولارات، في زمن وجيز، ويشرف على مئات آلاف الموظفين دون أن يرف له جفن، ويحيك علاقات اجتماعية وسياسية أخطبوطية حول الكوكب، من الطرز الأول. كثيرون جداً هم من قابلوا كارلوس غصن أو رأوه صدفة، من رؤساء جمهوريات إلى مواطنين صغار. فالرجل في حركة مكوكية لا تهدأ، وبحالة تنقل عجائبية لإنسان دخل ستيناته، ولا يزال متوقداً ومتحمساً كشاب في العشرين. يمكنك أن تضيف إلى ما سبق صداقات يصعب حصرها، وإصراراً على حياة عائلية لا مساومة عليها. فأول أولوياته «الأبوة» الناجحة. وما دفع به إلى الهرب من اليابان سببان: إحساسه بجور النظام القضائي، وحرمانه من رؤية زوجته. وهو ما اعتبره كسراً مقصوداً لإرادته، وامتحاناً في موضع لا يمكن أن يقبل به.

ألقابه كثيرة: «سوبر ستار»، «نابليون السيارات» أو «الفرنسي الأشهر في اليابان». مشكلته الرئيسية أنه يعرف قدر نفسه، واعتقد دائماً أن الذين عمل معهم لما يكافئوه مادياً بالمبالغ التي يستحقها. وبقدر ما أنجز كان يثير الحنق حوله، بقراراته التي نادراً ما لا تنفذ. توسعت سلطاته بعد سنوات من ابتكاره هندسة لا سابق لها لاتحاد «نيسان - رينو»، وبقي كل طرف يتهمه بأنه رجح كفة الطرف الآخر، وهو في النهاية ما عجّل في تحرك السلطات اليابانية للكشف عن تجاوزات قديمة، يرجح أن يكون سببها اقتراب موعد دمج الشركتين. ما اعتبرته «نيسان» تذويباً لهويتها. ولم يكن إيقاف المشروع ممكناً دون الإطاحة بـ«العقل المدبر».

هذا لا يعني أن غصن بريء من كل ما نسب إليه، لكنه لا يثبت أيضاً أن من رفع إلى مصاف «بوذا» ذات يوم، يستحق بلمح البصر وضعه في زنزانة انفرادية وتضطر السفارة اللبنانية هناك، لأن تشتري له فراشاً كي يتمكن من قضاء ليله. ومن المبالغة أن ينتظر موعد المحكمة حتى عام 2021 ويعامل إلى حينها كمجرم مرتكب. إنه صنف مستجد ومعقد من القضايا، تختلط فيها الحروب التجارية بالحسابات السياسية، في اليابان كما في فرنسا. فما اعتبر تهرباً ضريبياً هو على تعويضات لم تصل إلى جيب الرئيس التنفيذي لـ«نيسان» بعد، والمنازل الرافهة التي اشترتها الشركة ليتنقل بينها، ليست سرية ولم تكتب باسمه، كي يثار موضوعها اليوم. كان ثمة سكوت عما اعتبره غصن حقاً له، مقابل جهوده «السوبرمانية» التي أتت بنتائج خارقة. كان مقياسه أميركا ورجالات أعمالها، خاصة بعد أن عرضت عليه إدارة «جنرال موتورز» برغبة من أوباما مقابل 35 مليون دولار في السنة، أي بزيادة 20 مليون دولار عما يتقاضاه، ورفض «لأنني لا أستطيع أن أترك السفينة من دون ربّان». قرار مصيري خاطئ يندم عليه اليوم. هل ظن غصن أن من حقه تعويض بعض مما خسره، بمزيد من الإنفاق؟ هل أخطأ كثيراً حين سمح لنفسه أن يخلط بين الشخصي، وما هو مهمات ضمن الوظيفة؟ تباين كبير بين رؤية غصن لدوره الاعتباري واستحقاقاته المالية، وحسابات مشغليه في البلدين. رأى إلى نفسه صاحب المشروع وقبطانه، وبقيت فرنسا واليابان تنظران إليه كمجرد موظف تجاوز حدوده. عاش دائماً، كمواطن عابر للجنسيات، لكن تعدد انتماءاته صار لعنة عليه، وجعله غريباً أينما حلّ. امتحان صعب لرجل آمن بليبرالية متوحشة يحق لها أن تغلق المصانع براحة ضمير، وتسرّح العمال بالآلاف، لتراكم الأرباح بعشرات المليارات. ذاك كان محبباً ومحبذاً في السنوات العشرين الأخيرة. ونُظر إلى غصن وهو يقفز بالأرقام، وينبش الشركات الميتة، ويخرجها من القبور على أنه صانع «المعجزات». احتفل الجميع بتتويج اتحاد «نيسان - رينو» كرقم واحد على عرش صناعة السيارات، دون انتباه للآثار الإنسانية والندوب التي تركها على حياة كثيرين. لكنّ ثمة عهداً آخر يبدأ، إنه زمن الانتفاضات، والسترات الصفراء، وصرخات الحناجر البشرية المتألمة. كارلوس غصن لم يرتكب جديداً يعاقب عليه، لكن الظروف تغيرت، وما كان يستحق التبجيل بالأمس، أصبح ممجوجاً، يراد التخلص منه. وليس هيناً أن ترى أحد أبرز رموز العولمة التجارية في القرن الحادي والعشرين، يهرب في صندوق بعد أن تخلى عنه العالم أجمع، ولا يجد السكينة إلا في أرض أجداده.

 

رحيل سليماني وارتباك المخططات الإيرانية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

في الوقت الذي تتزاحم فيه تكهنات المحللين وصناع السياسات بشأن التدابير التي ربما تتخذها حكومة الملالي الإيرانية أخذاً بثأر قتيلهم العزيز على قلوبهم، فإن التساؤل الحقيقي الأولي بمزيد من التفكير يكمن في زاوية قَصِيّةٍ تماماً. والتساؤل هو: ما تداعيات مقتل سليماني على صراع السلطة المحتدم داخل أروقة الحكم والسياسة في طهران، وهو الأمر الذي من المؤكد أن تُستأنف مجرياته وفعالياته بصورة أكثر اشتعالاً في الآونة المقبلة داخل إيران؟ تحاول ماكينات الدعاية والإعلام الإيرانية الموجهة تسويق صورة سليماني على أنه الرجل ذو القدرات الخارقة الذي - وبمفرده - قد تمكن من سحب العراق وسوريا ولبنان وغزة وبضعة أجزاء من أفغانستان مع اليمن تحت العباءة الإيرانية المهيبة، مع نجاحه الباهر منقطع النظير في طرد الأميركيين مهرولين خارج حدود الشرق الأوسط الكبير، فضلاً عن سحقه القوي الشديد لخلافة «داعش» المزعومة التي تجرأت في محاولة منابزة الجمهورية الإسلامية الفتية في طهران! ولم يدّخر سليماني نفسه جهداً ولا طاقة في الترويج لنفسه ولتعزيز تلك الصورة في مخيلة مريديه، متلقياً إثر ذلك كثيراً من الزخم الإعلامي الغربي، لا سيما من الولايات المتحدة، ومن إسرائيل، التي اعتمدت في طرحها الإعلامي عن الرجل على ما عرضته طهران وإعلامها من بضاعة مزجاة.

بيد أن حقائق الواقع تطرح، رغم ذلك، صورة مغايرة تماماً عن الجنرال الإيراني الراحل. انضم قاسم سليماني إلى صفوف الثورة الإسلامية الإيرانية بدءاً من عام 1980 وكان عمره وقتذاك لا يجاوز 27 عاماً، في وقت كان فيه ملالي إيران منشغلين تماماً بتشكيل كتائب وألوية «الحرس الثوري» الجديد المعني بالحماية والدفاع عن ثورتهم الناشئة ونظام الحكم الوليد. وبعد ذلك ببضعة أشهر قليلة، تحرك جيش الدهماء المهلهل، الذي كان سليماني من جنوده الحدثاء، في مهمة مساندة الجيش الإيراني النظامي الذي تمزقت أوصاله في قتال القوات العراقية الغازية على حدود البلاد الغربية. وضمن 8 آلاف من الضباط وصف الضباط من مقاتلي الجيش الإيراني الوطني الذين زج بهم الخميني في تلك الحرب الضروس، تهيأت أولى فرص التسلق السريع لأشخاص على شاكلة قاسم سليماني، الذين انخرطوا في صفوف الجيش من دون تدريب أو تأهيل مناسب مع الطفيف من التعليم الرسمي وربما من دونه على الإطلاق. ومن ثم، وفي غضون ثلاث سنوات فحسب منذ انضمامه لصفوف «الحرس الثوري» الجديد، وجد الشاب اليافع سليماني نفسه قائداً لفرقة من المجندين الجدد. وكابدت القوات الإيرانية تحت قيادته ثلاثاً من أكبر الهزائم العسكرية المهينة في عمليات حملت أسماء «الفجر الثامن»، و«كربلاء الأولى»، و«كربلاء الثانية»، على التوالي. ويصف محسن رضائي، قائد «الحرس الثوري» الإيراني آنذاك، المعارك المزرية الثلاث بأنها سلسلة من الكوارث العسكرية الشديدة التي شهدتها القوات الإيرانية في تلك الحرب.

ومع ذلك، فإن قاسم سليماني، الذي كان معنياً قبل كل شيء بمواصلة إظهار عبقريته الفذة وقدراته الذاتية الخارقة، سجل فوزاً نوعياً - وربما مستداماً - عندما ألحق نفسه بحاشية الملا علي خامنئي، الذي كانت دلائل الأمر الواقع تشير إلى توليه منصب المرشد الإيراني الأعلى في الجمهورية الإسلامية.

وبدأ خامنئي حياته السياسية في منصب نائب وزير دفاع الجمهورية الإسلامية، وارتقى الدرجات سريعاً ليجري ترشيحه لتولي منصب رئيس الجمهورية الإسلامية، في حين أن قاسم سليماني، الذي لطالما وصفه نقّاده بـ«حامل حقيبة الملا»، لم يكن يُشاهد إلا بجانب علي خامنئي أينما حلّ أو ارتحل. وبحلول تسعينات القرن الماضي؛ أي في الآونة التي مهد فيها خامنئي الأجواء لنفسه على أنه صاحب الكلمة الوحيدة في تقرير مصير الأمة الإيرانية، اغتنم الداهية سليماني كل الفرص السانحة لتأمين موطئ قدم راسخة ضمن الزمرة الخامنئية الجديدة.

وجاء دور سليماني البارز المنتظر إثر صياغة مشروع جديد معني بتصدير الثورة الإيرانية الإسلامية إلى بلدان إسلامية أخرى. وبادئ ذي بدء، ولشرعنة المشروع الإيراني الجديد، جرى اعتبار تصدير الثورة الإسلامية أحد الواجبات الدينية المقدسة المنصوص عليها صراحة في دستور النظام الإيراني. ومع إيلاء أهمية قصوى للدعاية وإعادة تنظيم صفوف المتعاطفين مع الثورة الإسلامية في مختلف البلدان العربية المجاورة من خلال تنظيم جديد يحمل اسم «حزب الله»، أوكلت تلك المهمة إلى مكتب خاص ضمن دهاليز الخارجية الإيرانية تحت رئاسة آية الله هادي خسروشاهين. وإثر الضغوط المركزة التي مارسها سليماني جرى نقل التكليف بالمهمة من وزارة الخارجية إلى صفوف «الحرس الثوري» الإسلامي. ولكن حتى ذلك الوقت، لم يتمكن سليماني من حيازة المنصب الرفيع الذي كان يتوق إليه، وإنما تولاه العقيد إسماعيل قاآني، وهو الرجل الذي يخلف قاسم سليماني الآن على قيادة «فيلق القدس» في «الحرس الثوري». فكانت الخطوة التالية اللازمة من جانب سليماني تتمثل في إزاحة إسماعيل قاآني عن الصورة وتأمين المنصب الرفيع لنفسه، ليتولى العقيد قاآني منصب نائب القائد منذ ذلك الحين! وحتى هذه الخطوة لم تكن لترضي نهم سليماني المطلق للسلطة والنفوذ، الذي كانت «تعشش» في مخيلته أحلام طموحات كبرى. وبما أنه كان عضواً بارزاً ذا سطوة ضمن تراتب السلطة والقيادة في صفوف «الحرس الثوري» الإسلامي، فقد تعين عليه، رغم ذلك، طاعة أوامر كبار القادة الذين كان يزدريهم أيما ازدراء.

وبفضل دعم علي خامنئي وتأييده له، تمكن سليماني من تأمين إقطاعية سلطوية لنفسه تمثلت في «فيلق القدس» الذي - رغم أنه جزء لا يتجزأ من قيادة «الحرس الثوري» الإيراني - استقل بميزانيته الخاصة، وتراتبه القيادي الخاص، ولا يتلقى قائده أوامره إلا من قبل المرشد شخصياً دون غيره.

وبعد ذلك، انتقل سليماني إلى بسط سيطرته على سياسات طهران الخارجية فيما يتعلق بملفات ذات أهمية قصوى: البلدان العربية، وأفغانستان، وكوريا الشمالية، وأميركا الجنوبية، وكذلك روسيا، فيما يتصل ببعض الزوايا السياسية ذات الحساسية. ومنذ ذلك الحين، لم يسبق لأي من رؤساء الجمهورية الإسلامية ولا وزراء خارجيتها أن تمكنوا من إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كمثل ما كان يفعل قاسم سليماني. وصار من المعتاد لدى قاسم سليماني أن يدلي برأيه النافذ في اختيار سفراء الجمهورية الإسلامية إلى عواصم عربية ذات أهمية مثل بغداد، ودمشق، وبيروت، والدوحة، وغيرها من العواصم العربية الأخرى. وجاء عرض دراماتيكي باهر لمدى الاستقلال والنفوذ الواسع الذي يملكه قاسم سليماني في إيران عندما سمح بدخول الرئيس السوري بشار الأسد إلى العاصمة طهران على متن طائرة خاصة من دون مجرد إبلاغ الحكومة الإيرانية أو رئيسها حسن روحاني ناهيكم بوزير خارجيتها الذي لم يكن من بين الحاضرين حال لقاء الرئيس السوري مع المرشد الإيراني! وأصر سليماني، المهووس بالحكم والسيطرة، على اتخاذ القرار بنفسه حتى في أدنى المسائل أو أدق التفاصيل. ففي مقابلة شخصية - تعدّ الأخيرة - أجريت معه في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، تحدث الجنرال سليماني حول أن حسن نصر الله، زعيم الفرع اللبناني من «حزب الله»، لا يتخذ من قرار أو يخطو من خطوة إلا بمراجعة وموافقة قاسم سليماني بنفسه. وفي داخل إيران، تمكن سليماني من تكوين دولة داخل الدولة. ووفقاً لبيانات مكتب الجمارك الإسلامي، يسيطر «فيلق القدس» وحده على 25 رصيفاً بحرياً - داخل أكبر خمسة موانئ إيرانية - مخصصة لواردات وصادرات «الفيلق» دون غيره، ومن دون أي تدخل يُذكر من جانب السلطات الإيرانية المختصة. وهناك ضريبة بنسبة خاصة مفروضة على واردات السيارات الأجنبية لصالح صندوق خاص تحت سيطرة «فيلق القدس» من أجل تغطية نفقات العمليات الجارية في العراق وسوريا ولبنان فضلاً عن مساندة الجماعات الفلسطينية الموالية لإيران. وكان سليماني يملك شبكة خاصة من جماعات الضغط في كثير من البلدان العربية وبعض من الديمقراطيات الغربية كذلك. ولقد التحق المئات من المتشددين الإيرانيين والعرب بكثير من الجامعات والكليات الغربية بمنح دراسية مباشرة من «فيلق القدس» الإيراني.

كما تمكن «الفيلق» من تسجيل مساحات شاسعة من الأراضي العامة تحت ملكيته، زاعماً الحاجة الماسة إلى تأمين المساكن لأفراد «الفيلق» في المستقبل. وتدير قيادة «الفيلق» أيضاً أكثر من 20 شركة ومصرفاً مع كثير من خطوط الشحن وشركة للطيران.

ولم يكن قاسم سليماني، الذي كان عاشقاً لالتقاط الصور الذاتية (السيلفي) مع رجاله بالقرب من مختلف ساحات القتال في الشرق الأوسط، حاضراً بنفسه مطلقاً في أي ميدان من ميادين القتال المشتعلة، وكان يفضل دائماً الحضور والظهور بعد هدوء الأوضاع واستقرارها لالتقاط الصور التذكارية والإنعام بالفضل والإحسان على المقاتلين الموالين! وحصل سليماني، المولع بالترويج لنفسه، على رتبة اللواء من دون ارتقاء سلم التسلسل القيادي العسكري المعتاد على غرار القادة الـ12 الآخرين في السلطة (ولقد ترقى إلى رتبة الفريق بعد مقتله مباشرة). يعتقد بعض المحللين في طهران أن خامنئي كان يعتزم الترويج لترشيح قاسم سليماني لتولي منصب رئيس الجمهورية الإسلامية في عام 2021، ولقد بدأت حملة الترويج لذلك الأمر في العام الماضي مع التسويق لصورة قاسم سليماني على أنه «القائد الصوفي»، وهي الصفة التي كانت تُمنح لملوك الدولة الصفوية في القرن السادس عشر. كما شرعت لجنة من الإيرانيين في ولاية فلوريدا في تنظيم حملات لتأييد ترشيح سليماني لرئاسة إيران. فإن كانت تلك هي الخطة التي كان خامنئي يعتزم فرضها، فما من شك في أن رحيل سليماني المفاجئ سوف يسفر عن مزيد من انعدام اليقين فيما يتعلق بمسار السياسات الإيرانية في المستقبل المنظور.

 

الصراع الأميركي الإيراني: المجالات والمآلات

رضوان السيد/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

اختلفت أنظار المراقبين في طبيعة وأهداف الضربتين الأميركيتين لإيران في العراق. فالمتفائل قال إنها الذروة التي بلغها الرئيس الأميركي في «الحرب» على إيران. وهي حربٌ ذات خطة جيدة تشبه الخطة الأميركية ضد عراق صدام. فقد فرضت الولايات المتحدة عليه الحصار أكثر من عشر سنوات، ثم هاجمته عسكرياً وأسقطت نظامه. ويبدو حسب وجهة النظر هذه أنّ الخطة كانت هي هي: الحصَار والإضعاف ثم الضرب. إنما الفارق أنّ عهد بوش الابن كان يريد إسقاط نظام صدام، بينما الولايات المتحدة في عهد ترمب تريد أن تُجبر النظام الإيراني على تغيير سياساته وسلوكه فيما يتعلق بإعادة التفاوض على النووي، وضبط التسلح بالباليستي، والتوقف عن زعزعة الاستقرار في محيط إيران العربي على وجه الخصوص؛ وإن كانت إيران وبواسطة سليماني تدعم حركة «طالبان» في أفغانستان أيضاً، وربما حركات أخرى في آسيا الوسطى والقوقاز وباكستان! ولذلك يظن هؤلاء أن الضربات ستتوالى حتى تخضع إيران وتصيخ السمع وتجلس إلى طاولة التفاوض، ليس مع الأميركان فقط؛ بل مع دولٍ أخرى عديدة أكثرها عربي، وهي الأشدّ تأذياً من الجمهورية الإسلامية!

وجهة النظر الأخرى متشائمة، أو واقعية، كما تسمي نفسها. وهي تستند في تشاؤمها إلى التاريخ. فمنذ عام 1979 تتخاصم أميركا مع إيران، وإيران في كل جولة من جولات النزاع الطويل تصمد أو تُطاول أو تفوز. ولماذا الانصراف لتعداد الميليشيات الإيرانية أو المتحوِّلة إيرانية، وتُعدُّ بعشرات العشرات في بلدانٍ معظمها سنية؟ فلنذهب مباشرةً إلى عهد ترمب وصراعه مع إيران على الاتفاق النووي وضرورة إعادة النظر فيه، ثم مضايقتها في تصدير نفطها، وفي صناعتها وتجارتها، وحركة مواطنيها، وتعاملاتها المالية مع العالم. ورغم الأضرار البالغة التي وقعت بها من حيث الاقتصاد والمال والهيبة؛ فإنّ مناطق نفوذها ما تصدعت بعد، ولا تصدعت الميليشيات التابعة لها في تلك البلدان. بل إنها ما اكتفت بالصمود، بل انصرفت للتحرش بالملاحة البحرية، وبحلفاء الولايات المتحدة من دول الخليج؛ وذلك عبر أذْرُعِها الميليشياوية، وربما من خلال «الحرس الثوري» مباشرةً. وفيما عدا الحصار الذي لم يكن محكَماً أيضاً؛ فإنّ إيران ما فقدت أصدقاءها، والمقتنعين بأهميتها. فالأوروبيون والروس والصينيون يريدون إنقاذ الاتفاق النووي، والروس والصينيون يصبحون حلفاء استراتيجيين لإيران وكانوا يُجرون معها مناورات بحرية عشية الهجمات الأميركية على حلفائها بالعراق. ثم إنّ حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة والذين تضرروا جداً من إيران عبر ثلاثين عاماً، لا يستطيعون معرفة مدى «استراتيجية» الحصار واستدامته. فكل أسبوع تقريباً يقول ترمب إنه سينسحب من المشرق، ومن العراق وسوريا بالذات. ثم إنه لم يُشعر بالاستعداد الثابت للإجابة عن التحرشات الإيرانية في الشهور الأخيرة. وقيل إنه لن يردّ لأنه لن يخاطر بإثارة حربٍ في عام الانتخابات الرئاسية.

بيد أن هؤلاء المتشائمين يعترفون بأنهم فوجئوا بالعزيمة المفاجئة لترمب، وهذه الضربات الصاعقة. فقد التهى المراقبون بمقتل سليماني وهو حدثٌ عظيمٌ بالفعل. لكنّ الحدث العسكري الذي سبقه بالإغارة على مراكز «حزب الله – العراق»، خطيرٌ أيضاً. ويمكن أن يفتح الباب على مواجهة أذرُع إيران الأخرى، في بلدانٍ أخرى غير العراق. إنما بعد التعبير عن المفاجأة بهذا التغيير غير المتوقَّع، يعود هؤلاء وأولئك للقول: هي سياسة قصيرة الأمد والنَّفَس، وسيغادر الأميركيون المنطقة في النهاية وتبقى إيران وأطماعها وطموحاتها، فالأفضل عدم الاغترار والمهادنة، والحفاظ على علاقات وثيقة بروسيا والصين باعتبارهما الوسيط مع إيران، والصديق في وقت الضيق!

لا شكّ أنه من بين دول العالم جميعاً، وحتى الكيان الصهيوني؛ فإنّ العرب كانوا ولا يزالون الأكثر تضرراً من سياسات إيران العدوانية. ففي أربع دولٍ عربية تعمل الميليشيات الإيرانية علناً ومن سنوات على التخريب والاستيلاء وحتى التحويل الديني، وتفكيك المجتمعات والدول. وفي دولٍ عربية أخرى تشكل إيران خطراً أمنياً داهماً على الأفراد والسلطات والمرافق، ولذلك تضطر الجهات الأمنية للاستعداد الدائم، إذ بعد الخطر القاعدي والداعشي، والذي لم ينقضِ تماماً، استمر وتصاعد الخطر الميليشياوي الإيراني عبر أَذرُع «الحرس الثوري» من الخارج، أو عبر الميليشيات المشكَّلة بالداخل!

ولا يحسبنّ أحدٌ أنّ الدول العربية المتأذية من إيران، «كبَّرت راس» كما يقال، وسعتْ للمجابهة والمواجهة دفاعاً عن أمنها واستقرارها، أو عن أمن شقيقاتها العربيات؛ بل سعت للتفاوض بكل سبيل، وبشكلٍ مباشرٍ أحياناً، وبالوساطة والتوسيط أحياناً أخرى. وقد عاش نظام حافظ الأسد وابنه بشار لأكثر من عشرين عاماً على ابتزاز الدول العربية، باعتباره يمتلك علاقات متميزة مع إيران ويستطيع «استعطافها واستلطافها»؛ وهذا التعبير للرئيس حسني مبارك في اجتماعٍ عام 2008 فيما أذكر. ومنذ سنوات تُصرُّ وسائل إعلامية عالمية كبرى وأخرى شرق أوسطية على أنّ العرب المتضررين من إيران أو بعضهم الذين «أغروا أو أقنعوا» الرئيس ترمب وإدارته بمواجهة إيران، بينما كانوا قد عجزوا عن إقناع أوباما! وبالطبع فإنّ الإدارة الأميركية - أياً تكن آراء وسائل الإعلام المخاصمة لترمب - لا تخضع، وهي الدولة العظمى، للإغراء إذا كان خوض الحرب لصالح آخرين، وإلاّ لكان علينا أن نصدّق أنّ أحمد الجلبي استطاع إقناع إدارة بوش بغزو العراق!

إنّ المصالح الاستراتيجية الأميركية هي التي اقتضت المواجهة مع إيران، والتي صارت استقطاباً بعد أن انحاز الروس والصينيون إلى جانب إيران بعض الشيء. وإذا كنا نحن العرب لا نشعر بالتهديد المباشر الآن من النووي الإيراني؛ فإننا جميعاً نشعر بتهديد الصواريخ الباليستية، وتهديد الميليشيات التي تُصدّع الدول، وتخرّب المجتمعات. ولذلك فنحن مستفيدون من إضعاف الميليشيات الإيرانية، وإزالة تغوُّلها عن بلداننا. وهؤلاء الذين قُتلوا في العراق سواء أكانوا من أصول إيرانية أو عراقية، كثيراً ما قَتلوا واغتالوا وهَجَّروا وافتخروا بذلك علناً!

ومرة أخرى، إنّ ذلك لا ينبغي أن يدفع أحداً إلى الزعم أنّ الأميركيين إنما يفعلون ذلك بالإغراء أو التحريش. لقد رأوا أنّ مصالحهم الاستراتيجية وهيبتهم تضرّرت كثيراً، نتيجة الاعتداءات المتكررة على سفاراتهم وقواعدهم وطائراتهم... وأجواء وأراضي وبحار حلفائهم. وهكذا تغير التكتيك، فبدلاً من تأمل الانتصار بتجنب الحرب، صار السعي للانتصار ولو بالردع هو الأكثر تقريباً من الفوز بالرئاسة. كيف تتطور الأمور؟ إذا أصرت إيران على التحرش فستكون هناك ضربات متبادَلة. فهل تكون هناك حرب شاملة؟ هذا أمرٌ مستبعَد، لأن الإيرانيين لا يستطيعونها هم وميليشياتهم، والأميركيون لا يريدونها! أما نحن العرب فلا ينبغي أن نخاف، لأنّ دُعاة الهزيمة الدائمة هم من خوف الموت في موت!

 

ترمب الذي أحرج خبراء الشأن الإيراني!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

قال صديق يحب متابعة الميديا الأميركية، خاصة قناة «سي إن إن»: ما تفعله هذه القناة الأميركية اليسارية أو الليبرالية المتياسرة، أو «الأوبامية» تجاه أخبار إيران ومقتل قاسم سليماني ورفاقه، لو دفعت الدولة الإيرانية المال عليه، لما أتقنته (سي إن إن) بهذه الجودة والحماس في الدفاع عن إيران ومهاجمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهذه الضراوة! الحق أن هذا الصديق ليس الوحيد الذي يملك هذا الشعور تجاه انحراف التغطية الإعلامية الأميركية و«مراهقتها» في التنكيد على ترمب، وجعله في كل وقت ومكان وقرار وظروف، رجل الشر والجنون والأخطاء.

نعرف كلنا الحرب العوان بين الرئيس ترمب والميديا، أو «الكيديا» من الكيد، الأميركية اليسارية، لكن أن يصل بهم الحال، وهم في نهاية الأمر من مواطني أميركا، إلى الوقوف ضد بلادهم وهي تتعرض للحرب والضرب من عصابات إيران وحرسها الثوري، وفي يد قاسم سليماني دم أميركي غزير منذ عقود طويلة، فهذا - أظنه - لا يصنف في خانة الخلاف في الرأي... العادي، بل يصنف في مكان آخر! كتب الكاتب الأميركي جوناثان توبين في صحيفة «نيويورك بوست» ناقداً لهذا الإعلام الأميركي الموتور، ودوره في هذه المواجهة الأميركية الكبرى مع إمبراطورية الشر الخمينية: «وسائل الإعلام في يسار الوسط (أي معظم وسائل الإعلام) كانت تعشق أوباما لدرجة أن أحد مساعديه وصفهم بغرفة الصدى». وفنّد توبين جدلية اليسار الأميركي ضد ترمب بأن سبب التوتر مع إيران هو انسحاب ترمب من الاتفاقية الخبيثة مع إيران التي أبرمها معشوقهم باراك أوباما؛ لأن إرهاب سليماني ورفاقه في العراق وسوريا ولبنان واليمن تجاه أميركا ومصالحها وحلفائها، لم يتوقف أصلاً قبل وأثناء وبعد الاتفاق الأوبامي العظيم. ليس ذنب ترمب أنه رجل واقعي، وحازم، وهم حالمون ضائعون واهمون، لقد «اختار ترمب التعامل مع الواقع كما هو». وفي خلاصة ملهمة قال توبين: «لم يكن ترمب خبيراً في السياسة الخارجية، لكن ارتيابه الغريزي تجاه هؤلاء الخبراء المزعومين كان أكبر عونٍ له، حيث يبالغ الخبراء في تقدير قوة النظام الإيراني». ثم يختم واضعاً يده على موضع الداء في المرض الأميركي الإعلامي والسياسي: «عزم ترمب على الدفاع عن المصالح الأميركية هو الخطوة الأولى نحو إصلاح الضرر الذي ألحقه أوباما ومشجعوه في وسائل الإعلام بالقوة والهيبة الأميركية».

قنوات مثل «سي إن إن» و«سي إن بي سي» وصحف مثل «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، وأشباهها في الخدمات الأوروبية، بما فيها الناطقة بالعربية مثل «بي بي سي» و«فرانس 24» هي منابر تخذّل من مواجهة الشر الإيراني وتنفخ في كير الوهم الأوبامي اليساري القاتل. ميزة الموجة الترمبية الكبرى، هي تجاوزها لتلال الضلال هذه... حان وقت اليقظة لا وقت الحالمين الضائعين الواهمين.

 

رجل غير عادي: ذهاباً وعودة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

يقول المثل الأميركي «المهم المغني، وليس الأغنية». بعد ظهر الأربعاء قررت مسبقاً أنني سوف «أتفرج» على مؤتمر كارلوس غصن الصحافي، وليس «سأحضره». يحدث ذلك في حالات كثيرة، خصوصاً عندما يكون الرجل «نجماً»، وعندما يكون المتهِم (بكسر الهاء) دولة كبرى تلاحق متهمها إلى دولة صغيرة، في قضية لا شبيه لها من قبل. في الوقائع: المتهم رجل لبناني مولود في البرازيل (محافظة لبنان)، درس في فرنسا، نجح فيها نجاحه الكبير، ثم في اليابان نجاحه الأكبر، وفيها سجّل نجاحه الأسطوري بالفرار من خلال كل الشبكات الإلكترونية.

هل يبقى مهماً ماذا سوف يقول؟ الجميع يعرف ماذا سوف يقول. لكن كيف؟ يصل كارلوس غصن إلى نقابة الصحافة عريض الكتفين، فولاذي العصب، يلقي بالإنجليزية دفاعاً عن النفس يزيد على الساعة، ثم يتطلع في الصحافة العالمية: الأسئلة من فضلكم. يجيب عن أسئلة الفرنسيين بالفرنسية. على العرب بالعربية. على الإنجليز بالإنجليزية. على البرازيليين بالبرتغالية. على اليابانيين باليابانية. وعلى روبرتو الإيطالي بالإيطالية. لا أعرف عدد الأسئلة التي طرحت على كارلوس غصن. كل إجابة حاضرة وسريعة. سواء عن غصن الياباني، أو البرازيلي، أو الفرنسي. حتى عندما سئل عن زيارته إلى إسرائيل لم يتلعثم. ماذا أريد أن أقول؟ هذه ليست تغطية لمؤتمر صحافي أو ما جاء فيه. هذه دعوة إلى مشاهدة Leader من زعماء الصناعة في العالم. هذا هو «المدير». ساعتان دون توقّف. دون تمهل. دون انهزام أمام أي سؤال. لكي تعرف كيف لابن مهاجر لبناني بسيط أن يتقدّم كبار الصناعيين الغربيين واليابانيين، يجب أن تتفرج عليه في مؤتمر بعد ظهر الأربعاء 8 يناير (كانون الثاني) 2020. Leader. ثم Leader. يقارع قانون اليابان. واقتصاد اليابان وثعالب الشركات الكبرى. عريض الصدر عالي الصوت، عالي المعنويات كأنما كارلوس غصن هذا ليس كارلوس غصن الذي مرّت أعصابه في رحلة خفية من اليابان إلى لبنان. في صندوق موسيقى. في طائرتين خاصتين. في أجواء المحيطات. حاولت البحث عن ملامح إرهاق على وجهه، عن علامة هبوط نفسي. لكنه مقلع أبداً وعريض الصدر، ويتنقل من لغة إلى أخرى، كما كان يعدو يوم كان فتى في فريق كرة القدم، في فرن الشباك، يومها، ضاحية من ضواحي الناس العاديين في بيروت.

ما من مرة كان هذا الرجل عاديا بعد فريق الكرة الذي يضم أبناء الحي، من دون لباس رياضي. كان اللباس الرياضي فوق الإمكانات. «صندوق فرجة»، مواطننا العزيز. برازيل. فرنسا. اليابان. والآن، الأشرفية، قرب المطعم الياباني.

 

ارتباك إيراني بعد مسرحية الرد على مقتل سليماني

د. خطار أبودياب/العرب/11 كانون الثاني/2020

باريس – تفادت طهران الذهاب نحو مجابهة شاملة مع واشنطن واختارت الرد المحدود والمقنّن على عملية قتل قاسم سليماني وأبومهدي المهندس. لكن تداعيات هذا التصعيد، أوائل هذا العام، لم تنته إن كان في الداخل الأميركي كما في الشرق الأوسط الملتهب وعلى الأخص في “الجمهورية الإسلامية” الإيرانية التي تواجه عدة تحدّيات بالنسبة لمشروعها الإمبراطوري وخصوصاً على الساحة العراقية التي لم تنطفئ فيها انتفاضة “النهوض الوطني” أو في بقية المشرق مع رد الفعل المتوقع من حزب الله في لبنان والتحركات الإسرائيلية. وتبرز أمام الحكام في طهران تحديات ملحة أبرزها مصير الاتفاق النووي وتطور الوضع الداخلي لجهة الركود الحاد في الاقتصاد والخشية من تجدد الاحتجاجات بالرغم من الإيحاء بالتماسك الوطني واللحمة حيال سقوط قاسم سليماني بعد إبرازه “رمزاً وبطلاً قومياً”. وسط هذه الملفات الشائكة يزداد الارتباك الإيراني ويطال دائرة صنع القرار لأن وصفة بعض العقلانية والمرونة تتعارض مع الغلبة الأيديولوجية حيث مصير نظام “الثورة” يطغى على الاستقرار الإقليمي وعلى مستقبل إيران بمكوّناتها ودولتها.

انتقل الاحتدام والصراع الإقليمي – الدولي انطلاقاً من العراق إلى مصاف أعلى بعد رحيل الجنرال سليماني منفذ التمدد وفق مبدأ “تصدير الثورة”، وصانع سياسات إيران في العراق وسوريا ولبنان، والمقرب جداً من المرشد علي خامنئي الذي ربّما راهن على قائد “فيلق القدس” كمرشح أساسي في الانتخابات الرئاسية القادمة في 2021. هذه “الهزة الداخلية” متصلة أيضا بفقدان إيران مهندس وناظم علاقاتها مع موسكو كما مع الساسة العراقيين ونظام دمشق وقيادة حزب الله في لبنان. بالفعل، يصعب تعويض هذا الفراغ وكان لا بد من رد إيراني لترميم الهيبة، بيد أن الاكتفاء بهجمة صاروخية محدودة يتم التركيز على أنها أولية، يترجم الارتباك في صعوبة أخذ القرار لأن خطأ الحسابات في تقدير ردة فعل الرئيس دونالد ترامب، حدا بالقيادة الإيرانية للقيام بردّ مدروس يتعمد عدم قتل أميركيين والتعويض عبر التسويق الإعلامي للردّ المزلزل ورفع السقف إلى حد طلب إنهاء الوجود الأميركي في غرب آسيا.

كما تريد القيادة الإيرانية إعطاء الانطباع عن متانة الوحدة الوطنية وراء سليماني الذي منح لقب “سيّد شهداء المقاومة الإسلامية العالمية”، والتركيز على احتمالية انتهاء انتفاضتي العراق ولبنان جراء “توحيد الصفوف بوجه العدوان”.

إلا أن الرهانات تكون على أرض الواقع، وهنا يبدو الارتباك جليّا بخصوص الإعلانات عن القصف الصاروخي ونتائجه الحقيقية أو عن الثأر المطلوب من قبل “الحلفاء” أو الشخصيات الموالية لطهران والذين عدّدتهم زينب ابنة قاسم سليماني حسب التسلسل الآتي: حسن نصرالله، بشار الأسد، هادي العامري، إسماعيل هنية، زياد نخالة وعبدالملك الحوثي.

وللتأكيد على ذلك وقف قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني ووراءه أعلام حزب الله والحشد الشعبي العراقي (المصنف رسميّا بمثابة تابع للجيش العراقي) وحماس والجهاد والحوثيين، ممّا يعني أن إيران تراهن على هذه الميليشيات ضمن “محور المقاومة والممانعة” كي تلعب أدوارها، ولو أن نائب الرئيس الأميركي يبدو مقتنعا بتقييم أجهزة استخباراته عن تعليمات أصدرتها طهران إلى “أدواتها” بعدم القيام بأي ردّ إضافي على ضربة قاعدتي “عين الأسد” و”حرير”. لكن نظرا إلى التداخل بين إسرائيل والولايات المتحدة حسب الرؤية الإيرانية، لا يستبعد أن تكون إسرائيل “الحلقة الضعيفة” التي يمكن أن تتعرض للثأر أو أن يحصل العكس بضربة إسرائيلية “استباقية” تأتي في وقت ملائم لحسابات نتنياهو الداخلية.

يتصل التحدي الخارجي أمام إيران بالملف النووي في أكثر من مجال. وليس من الصدَف تماماً أنه بعد يومين على قتل سليماني، في 5 يناير 2020، تقرر طهران اعتماد الخطوة الخامسة والأخيرة لتقليص وخفض الالتزامات المتعلقة بالاتفاق النووي، ووفقاً لذلك، يزيل النظام الإيراني البند الرئيسي والأخير من القيود التشغيلية المتعلقة بالاتفاق النووي، أي “القيود المفروضة على عدد أجهزة الطرد المركزي”، ولم يعد يعترف بأي قيود في المجال العمليّاتي والتشغيلي الذي يشمل “قدرة التخصيب، ونسبة التخصيب، وكمية المواد المخصبة، والبحث والتطوير”.

وبالرغم من أن هذه الخطوة الإيرانية كانت منتظرة قبل “عملية البرق الأزرق” (أطراف أوروبية كانت تعمل على تأجيل إعلان إيران عنها)، فإن الإصرار عليها في هذا الظرف يترجم المأزق وإغلاق نافذة الأمل الأخيرة المتعلقة بالأوروبيين لإحياء الاتفاق النووي. وهذه الملامسة للخط الأحمر مع الأوروبيين ردّا على الاستهداف الأميركي، أحرجت فرنسا ودورها الوسيط كما يمكن أن تدفع ببريطانيا بوريس جونسون للاقتراب من إدارة ترامب. وللتدليل على خطورة الموقف إعلان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أنه إذا استمرت إيران في خرق الاتفاق النووي الموقع في العام 2015، فقد تتمكن من الحصول على قنبلة نووية خلال سنة أو اثنتين.

سيصعب على النظام في طهران قبول أي طرح للتفاوض قبل ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، لأن ذلك يعني الاستسلام أو شرب “الكأس المرة”. ولذا يركز ترامب على منع إيران من إنتاج قنبلة نووية وتزداد الصعوبة في ظل ميزان القوى الحالي لأن الصين وروسيا لن تغطيا استمرار الخرق، ولأن الترويكا الأوروبية ستقترب من واشنطن. وهذا الاستحقاق حول “الاتفاق النووي” وتحوله بشكل عملي إلى حرف ميت، يترافق مع استمرار العقوبات ممّا سيزيد من الاختناق الاقتصادي والتخوف من انفجار اجتماعي وهاجس عودة اندلاع الانتفاضة. وفي هذا الصدد، لا ترحم الأرقام، إذ أن الميزانية الإيرانية للعام 2020 التي طرحها الرئيس حسن روحاني لا تتجاوز ما يراوح 37 مليار دولار (أي ربع ميزانية العراق). ترتسم هذه الاستحقاقات في السنة الانتخابية الأميركية ويظن البعض في طهران أن حرب استنزاف مع واشنطن في الإقليم ستكون لصالح طهران، لكن خلاصة مواجهة يناير تدل على تقدم أميركي في الردع وأن تحريك الأذرع يمكن أن يرتد على إيران. ولهذا تبدو 2020 سنة إيران بامتياز، ويتراوح الأمر بين بلورة الصفقة الجديدة مع واشنطن أو بدء أفول منظومة “ولاية الفقيه”.

 

مَن المتغطرس الأقوى؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

كل شيء متوقَّع في المنطقة، لكنّ هذه الأحداث الجديدة غير اعتيادية، وستكون لها تبعات لاحقة.

هي المواجهة الأولى أميركياً مع إيران، وصدمتها مفاجئة باغتيال الجنرال قاسم سليماني، جنرال الحروب في المنطقة. ما أصاب طهران من جروح بليغة، لهيبتها وقيادتها، نتيجة القراءات الخاطئة من جانبها. فقد اعتادت الأنظمة الشريرة في المنطقة، ومنها إيران، على الاستهانة بالقوة الأميركية واحتقار الرؤساء الأميركيين، وهو ما أدى إلى القضاء على صدام وبن لادن والبغدادي. معظم أنظمة المنطقة لا تحترم إلا القوة، تخاف روسيا وتتحاشى التعرض لها أو مصالحها. إيران اتهمت صحافية روسية بالتجسس واعتقلتها وبعد تهديد موسكو سارعت لإطلاق سراحها في أيام، في حين يقبع المعتقلون الأميركيون والأوروبيون في سجون إيران لسنين ويستخدمهم النظام للضغط والمساومات. الاحترام والأخلاق ربما ليسا من أولويات مبادئ العلاقات الدولية، لكنّ هيبة الدول تتقدم على غيرها. لقد تمادت طهران في تعاملها مع دول العالم بما فيها واشنطن وهددت مصالحها لعقود، وقد تحاشى الرؤساء الأميركيون استخدام قدراتهم واكتفوا بملاحقة عملائها من تنظيمات تابعة لها.

لأن إيران عاملت الرئيس الحالي دونالد ترمب مثل سابقيه، أصبحت في شقاء بتطبيقه العقوبات الاقتصادية الأقسى في تاريخ المنطقة، وعندما تجرأت على قتل أميركي في كردستان العراق ودبّرت محاصرة السفارة في بغداد دفعت أغلى ثمن؛ قتل ترمب أهم عسكري إيراني، كان يظن أنه محصّن ولا يتجرأ أحد على أن يمس شعرة من رأسه. لهذا كانت مسرحية الصواريخ الإيرانية التي استهدفت القاعدة الأميركية من دون إصابات، خوفاً من الرد الأميركي. القيادات الإيرانية تعلم الآن جيداً أن ترمب رئيس مختلف، يملك العزيمة والجرأة ولن يتردد في إنهاء القوة العسكرية الإيرانية لو تجرأت على الهجوم بعنف. أربعون سنة من القوة العسكرية والصناعية يمكن أن يدمّرها ترمب في ظرف أيام، وتصبح إيران بعدها مجرد دولة لا تستطيع لا حماية أراضيها ولا نظامها.

كلنا ندري أن إيران لا تحترم إلا لغة القوة وهذا ما يجعل اللجوء الأميركي إلى القوة بلا حدود ولا خطوط حمر ضدها عملاً سياسياً بامتياز، قادراً على تغيير الأوضاع في المنطقة إلى الأفضل. الجنرال سليماني صار يدير منطقة واسعة من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن وغزة ويهدد الحكومات الأخرى. والذين يتهمون ترمب بالبلطجة والغطرسة ينسون أن نظام إيران هو من يمارس البلطجة والغطرسة منذ أربعين عاماً حتى جاء من يستطيع أن يكون أكثر غطرسة وبلطجة منه. منذ توليه الرئاسة وهو يمد يده لحكومة إيران يدعوها للتفاوض، إلا أن من في طهران كانوا يظنون أنها يد الضعف وقرروا أن يلووا ذراعه بقتل بضعة أميركيين أو حرق سفارته. جربوها وكانت النتيجة دموعاً في طهران. ويهددهم صراحةً بأنه مستعدّ للرد وتدمير قدرات إيران، والآن فقط كلنا ندرك أنه سيفعل دون أن يرفّ له جفن وسيعلن عن تدميرها في واحدة من تغريداته.

طهران لم تتعظ مما حولها، فدولة كبرى كالصين قبلت بالعودة للتفاوض ومن منطلق التنازل، وكذلك تفعل المكسيك وكندا، وحتى دول «الناتو». ورئيس تركيا تجرع الإهانة وسافر إلى واشنطن ساعياً لحل مشكلاته. الخاتمة ستكون إيجابية. بعد هذه الضربات الموجعة لنظام المرشد الأعلى يصبح العمل الدبلوماسي متاحاً في إطار معقول من سقف التوقعات لصالح المنطقة بما فيها إيران نفسها.

 

وجوه التغيير الديموغرافي في سوريا...

أكرم البني/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

أربعة وجوه يصح التوقف عندها في رصد عمليات التغيير الديموغرافي في سوريا، وهي ترتبط بأربع جهات، تمتلك ليس فقط حضوراً سياسياً وأدوات عسكرية في الصراع الدائر، وإنما أيضاً خططاً مبيَّتة لتبديل التركيبـة السـكانية في بعض المدن والمناطق، متوسلة مختلف أساليب الترغيب والترهيب، لإكراه جماعات بشرية من عرق أو دين أو مذهب معين، على الهروب وترك مساكنهم وأراضيهم، لتستولي عليها جماعات لها عرق أو دين أو مذهب مختلف. أولاً، ثمة دور قديم للنظام السوري في تدشين التغيير الديموغرافي، تجلى، فور استيلائه على الحكم، في مشروع الحزام العربي، حيث نقل السكان العرب ممن غمرت مياه سد الفرات قراهم عام 1974 ليتم توطينهم شمالاً على حساب الأكراد، في شريط حدودي بطول 300 كلم وعرض 15 كلم، تلاه تشجيع عشرات الألوف من أبناء الطائفة العلوية على الاستيطان في مدينتي دمشق وحمص، ربطاً بتوفير فرص عمل لهم في المؤسستين الأمنية والعسكرية، وتسهيل استيلائهم على أراضٍ للدولة لتمكينهم من بناء مساكن متفرقة صارت مع الزمن أحياء واسعة ومكتظة، كأحياء عش الورور وتشرين والسومرية وحي الـ86 في دمشق وحيي عكرمة والزاهرة في حمص، وتجدد هذا الدور مع انطلاق ثورة السوريين بتركيز النظام على تدمير جزء كبير من أحياء المعارضة في مدينة حمص وتهجير من بقي فيها، وإحلال موالين له بدلاً منهم، بحيث غدت غالبية التركيبة السكانية للمدينة من أبناء الطائفة العلوية، خصوصاً بعد حصار طويل لحي الوعر الذي أصبح مكتظاً بأبناء المدينة الفارين من عنف النظام، وإخلائه من سكانه عام 2017، وازداد هذا الدور وضوحاً بعد تراجع نفوذ النظام عسكرياً وتقدم خيار ما سمي «سوريا المفيدة»، حين عدّ نهر العاصي حاجزاً طبيعياً بين كتلة النظام الاجتماعية والنسيج السكاني القديم، ليطال التغيير العديد من المناطق في ريف حماة، مثل قرى العشارنة وقبر فضة والرملة، حيث تم تهجير أهلها بفعل القصف والمجازر وتوطين عائلات علوية مكانهم.

ثانياً، لإيران وميليشياتها دور كبير وخطير في عمليات التغيير الديموغرافي الممنهج في سوريا، وأوضحها في العاصمة دمشق، نظراً إلى أهميتها السياسية ولوجود عدد من المراقد الدينية الشيعية فيها، وقد استغلت طهران، إلى جانب التهديد والترهيب، تنامي العوز والفقر عند كثير من السوريين في أحياء دمشق القديمة، لإجبارهم على بيع ممتلكاتهم، ما جعل الأحياء المحيطة بالجامع الأموي وبمرقد الست رقية وشارع الأمين، منطقة شيعية بامتياز وأشبه بساحة أمنية للإيرانيين وميليشياتهم، وتحت الذريعة ذاتها امتد التغيير الديموغرافي إلى داريا في ريف دمشق، حيث مرقد الست سكينة، فتم إكراه 700 مسلح ومن تبقى من عائلاتهم، وبعد حصار طويل، على الانتقال إلى إدلب، وإحلال أكثر من 300 عائلة عراقية شيعية مكانهم، بينما بقيت منطقة السيدة زينب منذ عام 2012 مقراً للميليشيا الإيرانية، وتكرس هذا المخطط مع استيلاء «حزب الله» على بلدات تقع على الحدود اللبنانية السورية، كما حال مدينة القصير في حمص التي هُجِّر أهلها عـام 2013 ومُنعـوا مـن العـودة إليهـا، وحل مكانهـم سوريون شيعة شكّلوا ميليشيا طائفيـة باسم «لواء الرضا» ليشهد عام 2018 أخطر عملية تهجير وتغيير ديموغرافي بترحيل الآلاف من السوريين السنّة من بلدتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق واستبدال الآلاف من السوريين الشيعة والعلويين بهم، تم نقلهم من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، ضمن ما عُرف باتفاق المدن الأربع.

ثالثاً، منذ عام 2016 وبعد أن تمكن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من مد نفوذه في شمال وشرق البلاد، قامت أذرعه العسكرية كوحدات حماية الشعب، بتهجير السكان من عشرات القرى لمجرد أنهم عرب، ليستقر بدلاً منهم أكراد موالون للحزب من تركيا والعراق وإيران، تمهيداً لفرض فيدرالية كردية في شمال البلاد، وفي المقابل لم تتردد أو تتأخر الفصائل الإسلاموية المتطرفة، كـ«داعش» و«النصرة»، في طرد أو تصفية كل من يختلف عنها دينياً أو يخالفها عقائدياً، لتدمر، في مناطق نفوذها، دور عباداتهم، وتمكِّن أنصارها من الاستيلاء على ممتلكاتهم وبيوتهم وأراضيهم.

رابعاً، ثمة عملية تغيير ديموغرافي خطيرة تعمل عليها تركيا في هذه الآونة لخلق واقع جديد على حدودها الجنوبية من خلال إعادة صياغة تلك المنطقة، سياسياً واجتماعياً، واضعةً نصب عينيها تهجير وتفكيك الوجود الكردي الكثيف فيها، فاستثمرت النتائج العسكرية لعمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، لممارسة مختلف أساليب الترهيب وأشنع وسائل الفتك والتنكيل لإفراغ مناطق غرب نهر الفرات وشمال مدينة حلب من سكانها، مثل قرى ومدن عفرين ومدينة جرابلس والخط السكاني الواصل منها إلى مدينة الباب ومنبج، وإحلال النازحين السوريين مكانهم. زاد الطين بلة، الإعلان التركي الأخير عن السعي لتوطين مليون سوري في مناطق تل أبيض ورأس العين بعد أن أفضت عملية «نبع السلام» العسكرية، لنزوح نحو 500 ألف من سكانها الأكراد، الأمر الذي ينذر ليس فقط بتغيير معالم تلك المناطق، بل بوجود مخطط مغرض لحكومة أنقرة تطمع فيه لضم وامتلاك مزيد من الأراضي السورية، كما فعلت بلواء الإسكندرون إبان الانتداب الفرنسي لسوريا عام 1939. واستدراكاً، يضع غالبية السوريين أياديهم على قلوبهم خوفاً من تأثير محاولات التغيير الديموغرافي على تعايشهم ووحدة وطنهم ومستقبلهم، ولا يخفف من ثقل هذا الخوف ووطأته ما يعتقده بعض المتفائلين أن ما يجري يحمل في أحشائه أسباب دماره وهو مجرد عبث طارئ لن يدوم طويلاً فرضته حاجة سياسية مؤقتة لا بد أن يزول بزوالها، تحدوهم حقيقة أن التغيير الديموغرافي ملفوظ دولياً كجريمة ضد الإنسانية، حسـب اتفاقيـات جنيـف عـام 1949، ويصعب تمريره في عصر الاتصالات والمعلوماتية، ومع وجود مؤسسات توثّق ما يحدث بعناية ودقة، وأيضاً لكون تلك الكيانات المصطنعة لا تزال محاطة بإصرار سكانها القدامى على استرداد حقوقهم وممتلكاتهم، وبمحطات مهمة في التاريخ نجح خلالها السوريون في إحياء تعايشهم والمحافظة على تنوعهم وتعدديتهم وإفشال غير محاولة لتقسيمهم وتفكيكهم والنيل من هويتهم الوطنية.

 

قاسم سليماني.. ملك الحسابات الخاطئة

القبس/مترجمة عن النيويورك تايمز/ توماس فريدمان/11 كانون الثاني/2020

بعكس العديد من المقالات التي نشرت عن الجنرال قاسم سليماني ووصفته بأنه اقوى رجال ايران ومهندس توسعها في المنطقة، الا ان الكاتب الاميركي الشهير توماس فريدمان كان له رأي مخالف فكتب في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز يقول: قد يُطلق الإيرانيون ذات يوم، اسم دونالد ترامب على أحد شوارع طهران، لأن ترامب أمر باغتيال أغبى رجل في إيران وأكثر من تمت المبالغة في أهميته الاستراتيجية في الشرق الأوسط: انه اللواء قاسم سليماني. ولننظر الى الحسابات الخاطئة التي أقدم عليها سليماني.

ففي عام 2015، وافقت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الكبرى على رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران، والتي يعود الكثير منها إلى عام 1979، في مقابل أن توقف إيران برنامجها النووي،على أن تحتفظ بحقها في بناء برنامج نووي سلمي. لقد كانت صفقة رائعة لإيران. وحقق اقتصادها نمواً بنسبة 12 في المئة في العام التالي. فماذا فعل سليماني بهذا المكسب المفاجئ؟ أطلق سليماني والمرشد الأعلى مشروعًا امبرياليا إقليميًا عدوانيًا جعل من إيران ووكلائها، القوة المسيطرة الفعلية في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. هذا الأمر أزعج حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي وإسرائيل، فضغطوا على إدارة ترامب للرد. ترامب نفسه، كان يتوق لتمزيق أية معاهدة أبرمها الرئيس أوباما، لذا، انسحب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات نفطية على إيران، أدت الى انكماش اقتصادها بنسبة 10 في المئة تقريبًا وارتفاع معدل البطالة الى 16 في المئة.

حدث كل هذا لكي تقول طهران انها تسيطر على بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. فما الفائدة؟ مع حرمان نظام طهران من الأموال، اضطر آيات الله إلى رفع أسعار البنزين في الداخل، مما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات. وهذا ما استدعى حملة قمع من قبل رجال الدين ضد شعبهم، أسفرت عن قتل واعتقال الآلاف، مما أضعف من شرعية النظام. سمك في برميل ثم قرر «العسكري العبقري» (سليماني) أنه، بعد دعم نظام بشار الأسد، والمساعدة في قتل نصف مليون سوري، محاولة ممارسة الضغط المباشر على إسرائيل، من خلال محاولة نقل الصواريخ الموجهة ذات الدقة العالية من إيران إلى وكلائها في لبنان وسوريا. لكنه اكتشف، أن محاربة إسرائيل بما تمتلكه من قوة جوية وقوات خاصة ومخابرات إلكترونية- ليس كالقتال ضد جبهة النصرة أو «داعش». فقد رد عليه الإسرائيليون بقوة، وقتلوا عددا كبيرا من الإيرانيين في سوريا وهاجموا عملاءهم في أماكن وصلت الى غرب العراق. في الواقع، اخترقت المخابرات الإسرائيلية قوات فيلق القدس ووكلاءه إلى درجة أن الطائرة المحملة بذخائر دقيقة كانت تهبط في سوريا عند الساعة الخامسة مساءً، فيقصفها سلاح الجو الإسرائيلي عند الساعة الخامسة والنصف مساءً. كان رجال سليماني كالسمك في برميل.

لو كان لإيران صحافة حرة وبرلمان حقيقي، لتم عزل سليماني لسوء إدارته الفاضح. لكن الأمور أصبحت أفضل، أو-بالأحرى- أسوأ، بالنسبة لسليماني. فقد ورد في العديد من اعلانات نعيه إنه قاد الحرب ضد «داعش» في العراق، في تحالف ضمني مع أميركا. وهذا صحيح. لكن ما أغفلوه هو أن تجاوزات سليماني وإيران في العراق هي التي ساعدت على نشوء «داعش»، في المقام الأول. قوة امبريالية لقد كان سليماني وزملاؤه في فيلق القدس هم الذين دفعوا رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لطرد السنة من الحكومة والجيش، والتوقف عن دفع رواتب الجنود السنة، وقتل أعداد كبيرة من المتظاهرين السنة المسالمين وتحويل العراق إلى دولة طائفية يهيمن عليها الشيعة. ولم يكن «داعش» سوى الرد على ذلك. أخيرًا، كان مشروع سليماني بجعل إيران القوة الإمبريالية في الشرق الأوسط هو الذي حول إيران إلى أكثر قوة مكروهة في الشرق الأوسط بالنسبة للعديد من الشباب والقوى المؤيدة للديموقراطية في كل من السنة والشيعة، في لبنان وسوريا والعراق. وكما أشار الباحث الأميركي من أصول إيرانية، راي تاكيه في مقالة في مجلة بوليتيكو، «بدأ سليماني في السنوات الأخيرة في توسيع حدود إيران الإمبريالية. لأول مرة في تاريخها، أصبحت إيران قوة إقليمية حقيقية، تمتد نفوذها من ضفاف البحر المتوسط إلى الخليج العربي.

لقد أدرك سليماني أن الفُرس ليسوا مستعدين للموت في ساحات القتال البعيدة من أجل العرب، لذلك ركز على تجنيد العرب والأفغان كقوة مساندة.

كان يتفاخر في كثير من الأحيان بأنه قادر على إنشاء ميليشيا في وقت قصير ونشرها ضد مختلف أعداء إيران».

دولة داخل الدولة هؤلاء بالضبط، هم وكلاء سليماني-حزب الله في لبنان وسوريا وقوات الحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن-هم الذين أنشأوا دولًا موالية لإيران داخل هذه الدول. وهذه الدول داخل الدول هي التي ساعدت في منع أي من هذه البلدان المحافظة على وحدتها أو محاربة الفساد، وحالت دون تطوير البنية التحتية كالمدارس والطرق والكهرباء. وبالتالي، أصبح يُنظر لسليماني ووكلائه من «صانعي الملوك» في لبنان وسوريا والعراق، بشكل متزايد، كقوى إمبريالية بالمنطقة، أكثر من أميركا ترامب. وقد أدى ذلك إلى انطلاق حراك ديموقراطي شعبي من القاعدة إلى القمة، في لبنان والعراق ضمت السنة والشيعة الذين توحدوا للمطالبة بحكم ديموقراطي غير فاسد وغير طائفي. وفي 27 نوفمبر، قام الشيعة العراقيون بإحراق القنصلية الإيرانية في النجف، ونزع العلم الإيراني من المبنى ورفع العلم العراقي. كان ذلك بعد أن أشعل العراقيون، في سبتمبر 2018، النار في القنصلية الإيرانية في البصرة، وهتفوا ضد تدخل إيران في السياسة العراقية. Volume 0%   ومن المؤكد ان عملية «الاحتجاج» برمتها، ضد مجمع سفارة الولايات المتحدة في بغداد الأسبوع الماضي كانت من تدبير سليماني لجعلها تبدو كما لو أن العراقيين يطالبون بخروج القوات الأميركية، بينما كان العراقيون، يطالبون بانسحاب إيران. فالمتظاهرون كانوا من افراد الميليشيات المؤيدة لإيران. ولم ينخدع أحد في بغداد بهذا.

ترامب لم يأكل الطُعم لقد كان ذلك -بطريقة ما- هو سبب مقتل سليماني. فقد أراد أن يغطى إخفاقاته في العراق، فقرر أن يبدأ في استفزاز الأميركيين هناك بقصف قواتهم، على أمل أن يبالغوا في رد فعلهم وقتل العراقيين لكي ينقلبوا على الولايات المتحدة. وبدلاً من أن يأكل ترامب الطُعم، قرر قتل سليماني. لا أعرف إن كان هذا القرار حكيماً أم ستكون له تعقيدات طويلة المدى. ولكن هناك شيئين عن الشرق الأوسط. الأول، في كثير من الأحيان في الشرق الأوسط، يكون عكس كلمة «سيئ» ليس «جيدًا». وغالبًا ما يتبين أن عكسها هو «فوضى». فلمجرد أن تحيّد عنصرا سيئًا مثل سليماني لا يعني ان يحل محله عنصر جيد، أو أن تغييرا جيداً سيحدث في سياسة إيران. سليماني هو جزء من نظام يسمى الثورة الإسلامية. وهذه الثورة تمكنت من الاحتفاظ بالسلطة باستخدام أموال النفط والعنف منذ عام 1979.

هذه هي مأساة إيران، وهي مأساة لن يغيرها مقتل سليماني. إيران اليوم هي وريث حضارة عظيمة وشعب موهوب للغاية وثقافة لها اهميتها.

وحقيقة أن سليماني الإيراني الأكثر شهرة في المنطقة تقول الكثير عن الفراغ المطلق لهذا النظام، وكيف أنه أهدر حياة جيلين من الإيرانيين من خلال البحث عن الكرامة في جميع الأماكن الخاطئة وبكل الطرق الخاطئة. انتصارات وهمية الشيء الثاني هو أنه في الشرق الأوسط، تحدث كل السياسات المهمة في صباح اليوم التالي للغد. نعم، في الأيام المقبلة سيكون هناك احتجاجات صاخبة في إيران، وحرق الأعلام الأميركية والبكاء على «الشهيد». وفي صباح اليوم التالي، سيكون هناك ألف محادثة هادئة داخل إيران لن يُعلن عنها. سيتحدثون عن مأساة حكوماتهم وكيف أهدرت الكثير من ثروات إيران ومواهبها في مشروع إمبريالي جعل إيران مكروهة في انحاء الشرق الأوسط. نعم، في صباح اليوم التالي، سيحتفل حلفاء أميركا العرب بهدوء بوفاة سليماني، لكن يجب ألا ننسى أبدًا أن الخلل في الكثير من الدول العربية، هو افتقارها إلى الحرية والتعليم الحديث وتمكين المرأة، وهو ما جعلها ضعيفة لدرجة أن تتمكن إيران من الاستيلاء على دولهم من الداخل بواسطة وكلائها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

والد كارلوس غصن قتل قسيساً مهووساً بحب المطربة صباح

كمال قبيسي/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

لو بحثت في الإنترنت عن مذكرات نشرتها المطربة اللبنانية صباح في مجلة "الشبكة" اللبنانية بالماضي، لعلمت من حلقتها العاشرة، أن لبنانياً اسمه جورج غصن، حرمها من أحدهم كان مهووسا بحبها، وكان يمكن أن يتزوجها، مع أن اللبناني بولس مسعد كان راعيا في خمسينات القرن الماضي بأبرشية في القاهرة كانت صباح تتردد عليها، إلا أن جورج غصن قتله في 1960 بلبنان بعد خلاف بين الاثنين، فاعتقلوه وحكموا عليه بالإعدام، ثم خففوه إلى 15 سنة سجنا، وبعدها عاش غصن في البرازيل، حيث توفي في 2006 ودفنوه في مقبرة بمدينة ريو دي جنيرو، وترك أرملة و4 أبناء.. أحدهم هو الشهير كارلوس غصن.

قالت صباح في الحلقة العاشرة، إنها كانت تتردد على الأبرشية في حي شبرا بالقاهرة "وكان أحد رعاتها المرحوم الأب بولس مسعد الذي قتل في 1960 على طريق "مجدل" بلبنان، واتهموا بقتله كلا من الصيرفي جورج غصن وسليم عبد الخالق"، وقالت إنها أصبحت تستعذب لقاءه، مع ذلك أخبرته أن في حبه صعوبة "فعصر قلب أبونا العذاب، وطلب نقله من القاهرة للبنان، وكنت أتصور كل شيء في هذه الحياة إلا أن أغيب عنه 15 سنة، فأعود لأجده مقتولا على درب مهجور في إحدى قرى لبنان" وفق روايتها.

وبعد 60 سنة تقريبا، تذكر مجلة Le Nouvel Observateur المعروفة في فرنسا بأحرف L'Obs اختصارا، أن مراسلها في اليابان، ريجي أرنو، أجرى تحقيقا حول مقتل ذلك الراهب في لبنان، سيضمه إلى كتاب يصدره في 5 فبراير المقبل باسم "الهارب" عن كارلوس غصن، ويتحدث في فصل منه عن قاتله والد الرئيس السابق لتحالف نيسان- رينو، مستندا إلى ما ذكرته صحيفةL’orient الصادرة في الستينات بالفرنسية في بيروت عن الجريمة، مع أن "العربية.نت" وجدت الكثير عنها في تحقيق قديم نشره الصحافي أياد موصلي، ثم ضمه في 2015 إلى كتاب أصدره بعنوان "سيفنا هو القلم" عن الصحافة والصحافيين، وفيه يتحدث عنها وعما حدث لجورج غصن، من دون أن يتطرق في الكتاب إلى ابنه كارلوس.

موضوع يهمك?تحدث قطب صناعة السيارات كارلوس غصن بعد ظهر الأربعاء خلال مؤتمر صحافي عقده، بمقر نقابة الصحافة في بيروت وذلك في أول ظهور...كارلوس غصن يكشف بالأسماء: 3 يابانيين متورطون! كارلوس غصن يكشف بالأسماء: 3 يابانيين متورطون! شركات

كان كارلوس غصن، ولا يزال، يتجنب الحديث دائما عن أبيه، ويكثر الحديث عن جده، وفي كتاب أصدره عن نفسه باسم "مواطن من العالم" يذكر أن والده عاش في البرازيل "وكان يجني الكثير من المال لينقل عائلته إلى دولة أخرى، حيث التعليم جيد وظروف الحياة أسهل". إلا أن الحقيقة مختلفة في الواقع، لأن والده كان سجينا حتى 1975 في لبنان، عن جريمة ارتكبها في إبريل 1960 حين كان عمره 37 تقريبا، فيما كان عمر ابنه كارلوس 6 أعوام فقط.

وقتله بالرصاص في مصيف بالجبل

كان العنوان الذي وضعته "لوريون" الفرنسية اللغة في بيروت عن الجريمة: "جثة صوفر الغامضة لراهب مُهرّب... توقيف 5 متورطين بينهم جورج غصن" مشيرة بكلمة صوفر، إلى مصيف جبلي عثروا فيه على القسيس بولس مسعد قتيلا، وكتبت الصحيفة وقتها أنه "كان بمساعدة شركاء، بينهم الصراف جورج غصن، مختصاً بتهريب الماس والذهب والعملات الصعبة والمخدرات" وأن مقتله كان في 17 إبريل 1960 رمياً بالرصاص "فاعتقلوا جورج غصن بعد 3 أيام، وقال للمحققين إن العملية "كانت محاولة تخويف انتهت بطريقة سيئة" فنقلوه إلى "سجن بعبدا" حيث بدأ منذ وصوله "بتوزيع الرشى على حراس السجن، متذرعا أنه أشفق لحالهم، بحسب ما زعم لقاضي التحقيق.

كارلوس غصن في ريو دي جنيرو، وربما واحد من الاثنين الى اليمين هو والده

كارلوس غصن في ريو دي جنيرو، وربما واحد من الاثنين الى اليمين هو والده

ذكروا في الصحف اللبنانية عن جورج غصن أيضا "أنه أصبح راعي السجن، ويقضي نهاره خارجه ويبيت فيه بحكم قضائي، وغالبا ما كان السجناء والحراس يقيمون حفلات في وكر قمار غير بعيد (..) وكان يستخدم في صمت أمواله لتدبير عملية هروبه التي تمت فجر 4 أغسطس ذلك العام، حيث تمكن 11 من أفراد عصابته من الهرب، بينهم شريك له بعملية القتل، وفقا لما تلخص "العربية.نت" مما نقلته "القبس" الكويتية أمس من رواية L’orient ذلك الوقت، وهي الرواية التي سترد في الكتاب الموعود بعد أقل من شهر بالصدور.

وانتهز الحرب الأهلية فغادر الى البرازيل

ولم يهرب جورج غصن مع الفارين الذين اعتقلتهم الشرطة فيما بعد، فاعترف أحدهم بأنه ومن فر معه "حاولوا اغتيال النائب العام وقاضي التحقيق ورئيس محكمة الجنايات في بعبدا بتحريض من جورج غصن"، لذلك حكموا على غصن في 9 يناير 1961 بالإعدام، وأقفلوا التحقيق الذي ظهر منه أن غصن، تعرف قبل 20 سنة إلى القسيس مسعد في العاصمة النيجيرية، لاغوس، وأعطاه قسما من أرباح شبكة تهريب كان يديرها، إلا أن شهية القسيس على الربح زادت كشراهته، فحاول خداع شريكه، إلى درجة دفعت الأخير لاغتياله، ثم خففوا حكم الإعدام على غصن إلى السجن 15 عاما، فغادر محبسه في 1970 لحسن سلوكه، لكنهم اعتقلوه بعد 4 أشهر.

كان يحمل عند اعتقاله 34 ألف دولار مزورة، واكتشفوا بعد التحقيق معه أنه تمكن من بيع مليون دولار مزورة أيضا، لذلك واجه السجن 15 عاما من جديد، فحاول الانتحار بقطع شرايين معصمه بقطعة ألمنيوم خلعها من أبواب السجن الذي أمضى فيه 3 أعوام، ثم تمكن جورج غصن الذي لم تجد "العربية.نت" أي صورة له من مغادرة بيروت إلى البرازيل، منتهزا في بدايات 1975 فرصة الفوضى التي عمّت لبنان في الحرب الأهلية، وأقام في مدينة ريو دي جنيرو، وفيها غاب في 2006 عن الدنيا.

 

الرئيس عون عرض مع سلامة الاوضاع المالية

وطنية - الجمعة 10 كانون الثاني 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة وعرض معه الاوضاع المالية والنقدية في البلاد وعمل المصرف المركزي في هذا الصدد، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي.

 

وزير العدل ألبرت سرحان سرحان: حريصون على العلاقات الودية مع اليابان وكارول غصن ستمثل أمام القضاء فور ورود نشرة الإنتربول

وطنية - الجمعة 10 كانون الثاني 2020

أكد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال القاضي ألبرت سرحان أن "الدولة اللبنانية تحرص أشد الحرص على العلاقات الودية مع دولة اليابان، وأن قضية رجل الأعمال كارلوس غصن لن تؤثر على التعاون القائم في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين".

وجاء كلام الوزير سرحان خلال سلسلة أحاديث أدلى بها لوسائل إعلام أجنبية، حيث أشار الى أن "إستدعاء غصن من قبل النيابة العامة التمييزية للتحقيق معه، سندا الى مذكرة التوقيف الدولية أي النشرة الحمراء التي وردت عبر الإنتربول، وكان من واجب القضاء اللبناني أن يحقق في هذا الموضوع، فتم إستدعاء غصن الى التحقيق ، وبنتيجته صدر قرار منعه من السفر ومصادرة جواز سفره الفرنسي، وهذه المذكرة ترتبط بطلب الحكومة اليابانية استرداد غصن، وبالتالي اذا لم تبادر السلطات اليابانية الى إرسال هذا الطلب خلال مهلة 40 يوما، يسقط قرار منع السفر".

وعن الإخبار الذي تقدم به محامون الى النيابة العامة التمييزية وتضمن تهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي والتطبيع الإقتصادي معه، أشار سرحان الى أن "هذا الملف منفصل عن الملف الأول وليس له علاقة بالأعمال الملاحق بشأنها غصن من قبل القضاء الياباني، فالقوانين اللبنانية تجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي، وقد إستدعي غصن في هذا الخصوص من قبل النيابة العامة وجرى التحقيق معه ومنعه أيضا من السفر، وتُرك قيد التحقيق بإنتظار أن يقدم الوثائق والإثباتات التي تؤكد أقواله بأنه زار الأراضي المحتلة في العام 2008 بطلب من شركة "رينو" التي كان يترأس إدارتها في ذاك الوقت، وقد جرى استجوابه في هذا الملف، على أن يمثل أمام القضاء لمتابعة المحاكمة".

أما بالنسبة الى كارول زوجة غصن فإنها "ستخضع للاجراءات والأصول ذاتهاةالتي اتبعت في حقه فور تسلم النشرة الحمراء، بحيث سيتم استدعاؤها لإستجوابها والإستماع الى أقوالها حول التهم الموجهة اليها، وهذه الإجراءات تتدرج من منع السفر الى التوقيف والكفالة المالية وهي بمثابة إجراءات إحترازية".

وعن مضمون ما ورد في المؤتمر الصحافي الذي عقده غصن في نقابة الصحافة، قال سرحان إنه "تابع وقائع المؤتمر والشكوى التي تحدث عنها غصن من طريقة التعامل معه والتسويف والمماطلة في التحقيقات من قبل القضاء الياباني"، واعتبر ان "لغصن الحق بقول ما يريد شرط أن لا يضر بأشخاص أو دول". وأشار سرحان الى أنه "بحث مع السفير الياباني خلال لقاء جمعهما في إطار زيارة بروتوكولية قام بها السفير تاكيشي أوكوبو الى وزير العدل العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين والحرص على روابط الصداقة والمودة والتعاون، وكان توافق على أهمية قضية غصن بالنسبة للشعب الياباني وقضائه"، مؤكدا أن "القضاء اللبناني سيقوم بواجبه بإستقلالية وشفافية، والدليل على ذلك ما حصل خلال التحقيق والتدابير التي اتخذت من قبل مدعي عام التمييز".

 

تكتل الجمهورية القوية أبقى اجتماعاته مفتوحة

وطنية - الجمعة 10 كانون الثاني 2020

عقد تكتل "الجمهورية القوية" اجتماعه الدوري برئاسة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب.

وأوضح المكتب الإعلامي ل"القوات" أن "المجتمعين أجروا بحثا معمقا في كل جوانب الأزمة المستفحلة في البلاد، حيث رفع الإجتماع بعد ثلاث ساعات ونصف ساعة، بعد أن قرر التكتل إبقاء اجتماعاته مفتوحة نظرا لحدة الأزمة ودقتها".

 

اجتماع كاثوليكي في زحلة دعا الى تشكيل حكومة اختصاصيين

وطنية - الجمعة 10 كانون الثاني 2020

التقى بعد ظهر اليوم رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش النائبين ميشال ضاهر وجورج عقيص، وتباحث المجتمعون في الشؤون الوطنية والمحلية واتفقوا، وفق بيان، على النقاط التالية:

"- وجوب تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن بالنظر الى الضرر الفادح الذي يلحقه التأخر في تشكيلها بمصلحة الشعب اللبناني، مع التشديد على ضرورة أن تكون حكومة انقاذية من الإختصاصيين تعمل على وقف الإنهيار الإقتصادي والمالي ووضع خطة طوارئ عاجلة تؤمن حق المواطنين بالعيش الكريم ووقف ما يتعرضون له من اذلال متماد للحصول على مدخراتهم وأبسط حقوقهم، ووقف تآكل القدرة الشرائية.

-الإلتفات الى حق طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في أي تشكيلة حكومية وتحت أي ظرف، والإستفادة في هذا المجال من الكفاءات الكاثوليكية الزحلية على وجه الخصوص، سيما وأنه سبق لزحلة وقضائها أن رفدا الحكومات اللبنانية بكفاءات مميزة.

- مناشدة القوى الأمنية في منطقة زحلة والبقاع تكثيف الجهود لحماية المواطنين في ظل تنامي ظاهرة السرقة والسلب، سواء للمنازل او الأشخاص، وفي ظل توقع ظروف اقتصادية ومعيشية أصعب.

- ابقاء اجتماعاتهم متواصلة بشكل دوري، ولقاء كل البلديات والفاعليات الأمنية والعسكرية والإدارية، لمواجهة التحديات المعيشية".

 

الراعي عرض مع سلامة الأزمة الاقتصادية واستقبل ماروتي ووفدا من المركز الماروني للتوثيق

وطنية - الجمعة 10 كانون الثاني 2020

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة، الذي هنأه بالأعياد. وكان عرض للأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة وسبل الخروج منها، وفي طليعتها الإسراع في تشكيل حكومة اختصاصيين تعيد الثقة إلى اللبنانيين.

ماروتي

كما استقبل الراعي سفير إيطاليا ماسيمو ماروتي في زيارة وداعية مع انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان.

المركز الماروني للتوثيق

وكان الراعي استقبل، قبل الظهر، وفدا من المركز الماروني للتوثيق والأبحاث برئاسة المطران سمير مظلوم للتهنئة بالأعياد المجيدة ومناقشة الأوضاع الاقتصادية والسياسية والمعيشية. وألقى مظلوم، في بداية اللقاء، كلمة أثنى فيها على "جهود أعضاء اللجان، إذ يكرسون وقتهم وعملهم للتكاتف والتضامن مع الكنيسة في مواجهة الظروف التي تمر بها البلاد". بدوره، شكر الراعي ل"الوفد جهوده وتضحياته، خصوصا في مجالي الدراسات والاستشارات واقتراحات الحلول، في ظل الأوضاع المأسوية الراهنة، من بطالة وإفلاس، بانتظار الخروج من هذه الأزمة وتشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن". ثم دار نقاش تمحور حول الوضع السياسي والاقتصادي والمعيشي ومدى تأثيره على الحياة اليومية للبنانيين، ومدى أهمية صلاة مسبحة الوردية اليومية التي يترأسها الراعي. كما تم التطرق إلى موضوع ارتفاع نسبة هجرة الشباب لمتابعة تعليمهم في الخارج ووجود بلدان جديدة تستقطب الشباب، وهو أمر في غاية الخطورة إذ سيساهم في ارتفاع نسبة هجرة الشباب اللبناني.

بشعلاني

والتقى الراعي مساء، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني على رأس وفد، وتم التداول في الإعداد للجمعية العامة، التي ستعقد خلال أيلول المقبل.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  10-11 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

Analysis/Iran Retaliated. Now May Come the Covert Proxy Revenge
 Amos Harel/Haaretz/January 10/2020
 
عاموس هاريل/هآرتس: انتقمت إيران لإغتيال سليماني ولكن قد تأتي لاحقاً ردود
مقنعة لأذرعتها
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/82183/%d8%b3-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%82%d9%85%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a5%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%b3%d9%84%d9%8a/

 


 Eight Reasons Why the United States and Iraq Still Need Each Other
 David Pollock/The Washington Institute/January 10/2020
 
دايفيد بولوك/معهد واشنطن: أميركا والعراق ما زالا بحاجة لبعضهما البعض لثمانية أسباب
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/82189/%d8%af%d8%a7%d9%8a%d9%81%d9%8a%d8%af-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%88%d9%83-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1/

 

 

La métonymie d’un crash
 Charles Elias Chartouni/January 10/2020
 
شارل الياس شرتوني/سقوط الطائرة الأوكرانية: قراءة في المدلولات المستترة
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/82193/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%83%d8%b1/

 

 

Who is more powerful? Iran learns the hard way/Abdulrahman Al-Rashed/Arab News/January 10/2020

مَن المتغطرس الأقوى؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82197/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b4%d8%af-%d9%85%d9%8e%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%ba%d8%b7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d9%88%d9%89/