المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january11.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وأَعْظَمَ مِنْهَا يَعْمَل، لأَنِّي أَنَا ذَاهِبٌ إِلى الآب

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/حزب الله ارهابي ومحتل للبنان

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى عيد "الغطاس".. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية/وحدات_الدفاع_أدونيس

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية/ما_مصير_هؤلاء_الفتيان_الذين_لم_يموتوا

فيديو/الدكتور وليد فارس في مداخلىة له عبر قناة الفوكس يتوقع أن يقوم نيتنياهو بزيارة السعودية/اضغط على الصورة لمشاهدة المداخلة وهي باللغة الإنكليزية

الياس الزغبي: دعوة بري لتأجيل القمة بعد حجب الثلث المعطّل ضربتان للعهد تؤسسان لحالة احتضار سياسي

إعمار سوريا مبكر لأوانه قبل الإستقرار الحقيقي وقبل الحلول النهائية/خليل حلو/فايسبوك

“حزب الله” يغسل أمواله في “مثلث الرعب”

مصادر الرئاسة الأولى لـ”السياسة”: القمة في موعدها والاستعدادات أُنجزت ولن يتمكن أحد من تعطيلها

بري يدعو لتأجيل القمة العربية وإشراك سوريا… وبعبدا تلتزم الصمت!

دعوة للتوقيع: رسالة من شخصيات وقوى مدنية سورية الى لبنان حكومة وشعباً

مقدمات نشرات الاخبار ليوم الخميس 10/1/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 10 كانون الثاني 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

طلب إرجاء القمة الاقتصادية جزء من "عدّة" 8 آذار لفــرض التطبيع مع دمشق وهل يدفع هذا الموقف معطوفا على غياب الحماسة السعودية والحكومة الى تأجيلها؟

جريدة "المستقبل" تودّع قرّاءها

تحضيرات مطار بيروت بدأت

آلية دفع رباعي لم توقفها "نورما"

شؤون جنوبية» تعقد ندوة حول «السياسة الصحية الرسمية في الجنوب»

رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر: الاتحاد العمالي رفض مثول رئيسه امام مكتب جرائم المعلوماتية  

بري يقترح تأجيل القمة الاقتصادية العربية لغياب سوريا عنها/مصادر الرئاسة لـ «الشرق الأوسط»: الدعوة لم تُستتبع بأي إجراء رسمي بعد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بابا الفاتيكان يزور المغرب نهاية مارس

فرنسا: سننسحب من سورية عندما يتم التوصل لحل سياسي

تفاق مرتقب بين دمشق والأكراد يهدد طموحات تركيا في سوريا

بومبيو: واشنطن ستظل شريكاً راسخاً في الشرق الأوسط /جدد دعم بلاده لمصر في الحرب على الإرهاب

بومبيو يشدد في العراق على «الشراكة الاستراتيجية» وتبادل اتهامات بين ائتلافي العبادي والمالكي حول الوجود الأميركي

تركيا تهدد بشن هجوم شمال سوريا إذا تأخر الانسحاب الأميركي

«النواب» الأميركي يقرّ تمويلاً فدرالياً جزئياً... و«الشيوخ» يتصدّى له

رشيدة طليب تثير عاصفة مع بداية رحلتها في الكونغرس الأميركي

ميليشيا الحوثي تستهدف عرضاً عسكرياً للجيش اليمني بطائرة «درون» وإصابة رئيس الأركان اللواء عبد الله النخعي ونائبه

3 قتلى في احتجاجات أم درمان بالسودان

السجن 11 عاماً لوزير إسرائيلي سابق عمل «جاسوساً لإيران»بعدما أسقطت عنه تهمة «مساعدة العدو»

رئيس موريتانيا يقود مسيرة ضخمة لوضع حد لـ “الإرث الأسود”

هواوي استخدمت شركات واجهة في إيران وسوريا

هل ألغت واشنطن انسحابها من سوريا/محمد قواص/العرب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

على صفيح ساخن/حنا صالح/الشرق الأوسط

لبنان: الحكومة المصغّرة ممنوعة في حسابات "حزب الله"/محمد شبارو/العربي الجديد

عودة الأسد فوق أشلائنا/منير الربيع/موقع سوريا تي في

لبنان في لحظة تحول: الحكومة من مصير سوريا/منير الربيع/المدن

لبنان وظاهرة «حزب الله»/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

القمّة المارونية تواجه قمّة التعطيل/ألان سركي/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

روكز لـ«الجمهورية»: حكومة الـ 32 والـ 36 «جرصة»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

قدرةُ لبنان على الصمود لم تعد تُقاس بولادة الحكومة/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

المعنى اللبناني المفقود/محمد علي فرحات/الحياة

المسيحيون سيدفعون الثمن مرة جديدة/جوني منير/جريدة الجمهورية

تركيا تراوغ.. وواشنطن حذِرة/سابين الحاج/جريدة الجمهورية

سوريا و الاحتلالات الأجنبية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

من قمّة عمّان... إلى قمة بيروت/خيرالله خيرالله/العرب

قطر و«المصالح المشروعة» لإيران/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

سورية والجامعة العربية: للذكرى/وليد شقير/الحياة

السياسة الأميركية الملتبسة في سوريا/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

العودة إلى أحضان الأسد/دلال البزري/العربي الجديد

ترامب 2019.. إدارة الصراعات أم احتواؤها؟/عبدالله الجنيد/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

حوار مع نديم الجميّل: سوريا متنفس أساسي للإقتصاد اللبناني

عون أمام السلك القنصلي: نتمنى تجاوز العراقيل واكمال مسيرة النهوض بالدولة حبيس: نضع امكاناتنا بتصرفكم ومعكم لا نفقد الامل

عون ترأس اجتماع المجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا: سلسلة مقررات لمواجهة الاعتداء الاسرائيلي وتقديم شكوى الى مجلس الامن

بري استقبل رامبلنغ وسفير الاوروغواي الجديد ومجلس القضاء الأعلى

قناة NBN: مقاطعة التغطية الاعلامية للقمة الاقتصادية العربية

الراعي يلتقي القزي و"فوكولاري"

اللقاء التشاوري: المفتاح الوحيد للابواب الموصدة أمام الحكومة بيد الرئيس المكلف كرامي: يجب دعوة سوريا إلى القمة الاقتصادية

لبنان يودع معلوف في مأتم مهيب في حضور رئيس الجمهورية/عون ينعى "صديق عمره" وباسيل يعاهد "الوفي": "نحنـا مكملين"

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وأَعْظَمَ مِنْهَا يَعْمَل، لأَنِّي أَنَا ذَاهِبٌ إِلى الآب

إنجيل القدّيس يوحنّا14/من08حتى14/ قالَ فيليبُّس لِيَسوع: «يَا رَبّ، أَرِنَا الآبَ وحَسْبُنَا». قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم كُلَّ هذَا الزَّمَان، يَا فِيلِبُّس، ومَا عَرَفْتَنِي؟ مَنْ رَآنِي رَأَى الآب، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْت: أَرِنَا الآب؟ أَلا تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا في الآب، وأَنَّ الآبَ فِيَّ؟ أَلكَلامُ الَّذي أَقُولُهُ لَكُم، لا أَقُولُهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلِ الآبُ المُقِيمُ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ أَعْمَالَهُ. صَدِّقُونِي: أَنَا في الآبِ والآبُ فِيَّ. وإِلاَّ فَصَدِّقُوا مِنْ أَجْلِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وأَعْظَمَ مِنْهَا يَعْمَل، لأَنِّي أَنَا ذَاهِبٌ إِلى الآب. كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن. إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

حزب الله ارهابي ومحتل للبنان

الياس بجاني/10 كانون الثاني/19

سلاح حزب الله لا شرعي ولا دستوري ولا لبناني ولا مقاوم ولا ممانع ولا رادع وإنما هو سلاح مذهبي وارهابي وأداة احتلال فارسية معادية.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود/الياس بجاني/07 كانون الثاني/19/اضغط  هنا أوعلى الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%ad%d9%88%d8%af/

 

عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود

الياس بجاني/07 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70816/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86/

"أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى الـمَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ(رومية06/من12حتى23)

في الصلاة الربانية "الأبانا" علمنا السيد يسوع المسيح وهو الإله المتجسد أن نقول " وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي التَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ"..

أراد الرب المتجسد أن يحذرنا من أنفسنا لأنه وهو الخالق جل جلاله يعرف طبيعتنا الترابية والغرائزية الهشة والمعرضة باستمرار للغرق في إغراءات ونزوات الاستكبار وعشق الأبواب الواسعة التي تقودنا للعودة إلى مفهوم وطبيعة الإنسان العتيق واقتراف الخطيئة.

ترى، من منا نحن البشر لا تستهويه مغريات المال والسلطة والنزوات، وكذلك سهولة الطرق السهلة والمغرية التي تؤدي إلى الأبواب الواسعة؟

بالطبع لا أحد، وكلنا معرض للوقوع في التجربة.

ولكن الفارق الكبير والأساسي في هذا المضمار هو أن هناك من يخاف الله ويوم حسابه الأخير، وضميره الذي هو صوت الله حي بداخله، وقد اختار عن إيمان وقناعة تحمل الصعاب والشهادة للحق ومناصرة الحقيقة والتواضع وحب العطاء والأبواب الضيقة رغم صعوبة الدخول منها..

في حين أن البعض الآخر ولقلة الإيمان وخور الرجاء والأنانية الفاقعة قد قتلوا ضمائرهم أي اسكتوا صوت الله بدواخلهم، وعبدوا تراب الأرض الذي هو المال والسلطة والشهوات الغرائزية، واختاروا على خلفية المصالح والأرباح الخاصة والجشع الدخول من الأبواب الواسعة متعامين عن حتمية عواقب حساب اليوم الأخير حيث لا زوادة تنفع غير الزوادة الإيمانية.

في هذا السياق من الجحود ونكران المعروف والانسلاخ عن كل هو ثوابت ومعايير قيمية عندنا أخ وصديق حالياً هو في غربة عن ذاته النقية والوجدانية التي كانت تعطيه لونه الأخلاقي والإنساني والشفاف المتميز، كما أنه بات يخجل من أصحابه القدامى ويتجنبهم بعد أن اعتلى موقعاً ما مرموقاً وأمسى من الأثرياء وأصحاب السلطة والنفوذ.

ولأن البشر كلهم إخوة وأخوات والرب هو الأب الكلي له نقول مع سيدنا المسيح: "فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السماوات، ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات" (متى10/32و33)

نحك ذاكرة صديقنا هذا لعلى في التذكير لنلفته إلى أنه هو مثل كل البشر من التراب جبل وإليه سيعود ليكون طعاماً لدود الأرض مهما ارتفع شئناً ومهما زاد ثراءً.

نذكر الصديق نفسه أن كل ما يمتلكه الآن من مال وسلطة وعزوة هو من تراب الأرض، وكله عليها سوف يبقى عندما يسترد الله منه وديعة الحياة، حيث في تلك اللحظة لن يتمكن من أن يأخذ معه من ثروات الأرض الفانية أي شيء إلى العالم الآخر غير أعماله.

قد يسأل هذا الصديق الشارد عن طرق الوفاء من نكون نحن وما هي إمكانياتنا "وشو بيطلع منا" ومقارنا باستكبار مقزز وضعيته المستجدة مع وضعيتنا المتواضعة..

وكيف لا، وهو المتوهم بقوته وبأهميته الفائقة حيث التلذذ في عطايا التبجيل والتكريم من كل من هم حوله الآن من الجماعات والأفراد الانتهازيين والوصوليين وماسحي الجوخ؟

مسكين هذا الصديق فهو في غيبوبة جهل وتخدر وجدانية، وفي حالة نشوة غرائزية كاذبة.. وفي وضعية إنكار وتنكر مدمرة!!

مؤسف أمره فقد أغرق نفسه في أوحال المال والسلطة، وفقد ذاته النقية والطيبة، وقفز بجحود فوق حقبة عمل ونضال ومبادئ صادقة وجميلة.

لقد تنكر لكل من أحبه بصدق وسانده ووقف إلى جانبه في أوقات الشدائد، ودخل في نفق غربة عن الوفاء والصدق والعرفان بالجميل.

يبقى أنه بالغالب لن يقرأ هذه الرسالة، وحتى وإن صادف وقرأها، أو لفته أحدهم إليها فإنه سوف يسخر بها ولن يعيرها أي اهتمام لأنه واقع في التجربة ويعيش في عالم آخر وهمي وترابي هو على الأكيد عالم إلى زوال حتمي..

يا أيها الأخ والصديق نحن حقا لا نحسدك على ما أنت فيه، لا، بل نشفق عليك ونصلي من أجل شفائك وخروجك من هذه الغيبوبة وعودتك إلى ذاتك التي عرفناه وأحببنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو (فايسبوك) وبالصوت/مقابلة من صوت مع منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو: العهر السياسي يهيمن على البلد وعلى كل من شارك في الصفقات والتسويات المخالفة للدستور أن يستقيل

http://eliasbejjaninews.com/archives/70885/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d9%85%d9%86/

 

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة من صوت مع منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو: العهر السياسي يهيمن على البلد وعلى كل من شارك في الصفقات المخالفة للدستور أن يستقيل/09 كانون الثاني/2018/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع المقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/noufaldaou09.01.19mp3.mp3

 

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة من صوت مع منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو: العهر السياسي يهيمن على البلد وعلى كل من شارك في الصفقات المخالفة للدستور أن يستقيل/09 كانون الثاني/2018/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع المقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/noufaldaou09.01.19wma.wma

 

بعض عناوين مقابلة نوفل ضو

تفريغ وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين/09 كانون الثاني/19

العهر السياسي يهيمن على البلد وعلى ممارسات وثقافة غالبية السياسيين وعلى كل من شارك في الصفقات والتسويات المخالفة للدستور أن يستقيل

*مفهوم الدولة هي أرض يعيش عليها شعب طبقاً للدستور والقانون، وليس طبقاً لإرادة حزب أو أي شريحة من شرائح الوطن.

*هناك إرادة عند حزب الله لبلع البلد وفي المقابل هناك غالبية من السياسيين مستسلمين ومتخلين عن كل ما هو مفاهيم للدولة.

*سلاح حزب الله لا شرعي ولا قانوني وكل البيانات الوزارية هي وعود ليس ولا وليس لها أي صفة تشريعية.

*حزب الله يحجم ويقزم من يتوهمون أنهم حلفاء له لأنه هو في ظل الوضع الإحتلالي القائم يحدد الأدوار والأحجام.

*أمر غريب أن يدعو رئيس حزب مذهبي في لبنان حتى العظم إلى قيام دولة مدنية مع أن شعار هذا الحزب “السلاح هو زينة الرجال”.

*لبنان بلد محتل ومن واجب كل مواطن أن يرفض الأمر الواقع الذي يفرضه المحتل على كل الصعد وفي كافة المجالات.

*لن يتمكن حزب الله تحت أي ظرف من تقريش ثمن انتصاراته الإقليمية في لبنان.

*التركي بقي احتلاله ل 400 وفي النهاية رحل وهكذا هي نهاية الاحتلال الحالي مهما طال الزمن. زوال الإحتلالات حقيقة تاريخية حتمية.

*على اقل تقدير وبحال افترضنا حسن النية أنا اتهم بسؤ الأداء كل الذين انخرطوا في التسويات والصفقات مع حزب الله على حساب السيدة والدستور وفي مقدمهم السادة وليد جنبلاط وسعد الحريري وسمير جعجع.

*كل الإضرابات التي لا عناوين سيادية واستقلالية لها هي عبثية.. الإضرابات التي هي ضد مجهول لا فائدة منها.

*على الناس أن يثقوا بأنفسهم وليس بالسياسيين علماً أن غالبية الأحزاب والسياسيين اللذين كانوا في إطار 14 آذار قد استسلموا وأمسوا عملياً في 08 آذار.

*علينا كمواطنين أن نعيش ونمارس الحياة في لبنان عملاً بالدستور وليس عملاً بموازين القوى.

*من اخترع التعطيل ليحقق مآربه الشخصية هو اليوم يعاني منه.

 *لا حل لأي ملف معيشي بظل الاحتلال وبفرض هيمنة المحتل على كل مفاصل الدولة..الأولية يجب أن تكون لإنهاء حالة الاحتلال والعودة إلى مفهوم الدولة ودستورها وقوانينها.

*الحل الحقيقي لأزمة لبنان بحكومة تستعيد سيادة الدولة وقرارها وتفرض قواها الشرعية سلطتها على كل أراضيها وتعتبر من يرفض الخضوع للدستور والقوانين المحلية والدولية بتسليم سلاحه انقلابيا والتعاطي معه على هذا الأساس. ولينقسم لبنان بين شرعية وانقلاب وليتحمل الجميع داخليا وخارجيا مسؤوليته

*حزب الله يستقبل غداً الخميس في الحدث على مقربة من القصر الجمهوري-رمز السيادة اللبنانية-“المعارضة السعودية والبحرينية”في مهرجان بذكرى الشيخ نمر النمر قبل أيام من استضافة لبنان الرسمي القمة العربية الاقتصادية!

هل من رأي تسمعنا لوزارة الخارجية او رئاستي الجمهورية والحكومة؟

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية/وحدات_الدفاع_أدونيس

أيام_النار_أيامنا

 في إحتفال بعيد تأسيس ثكنة أدونيس حضره إلى أهالي شهداء الثكنة رئيس إقليم كسروان الفتوح ميشال صفير، المفوّض العام بطرس خوند، نائب رئيس مجلس الأمن الكتائبي فؤاد روكز، مفوّض كسروان الفتوح سامي خويري وأهالي عناصر الثكنة وجمهور غفير من اللبنانيين الذين لبّوا الدعوة.

بعد كلمة قائد الثكنة شارل حبيقة، خاطب الشيخ بشير الجميّل الحضور:

 (...) أحبّ أن أقول لكم بأنّي قد صفّقت كثيراً عندما كان الرفيق شارل وفي ضمن كلمته يقول أننا نحن النخبة وسنبقى النخبة. نعم أيها الرفاق أنتم النخبة وواجب عليكم أن تبقوا ألنخبة لأنكم تقومون بالأعمال التي تؤكّد أنكم النخبة ولأن هذه النخبة تظهر في الساعات الصعبة. كذلك صفّقت كثيراً عندما قال رئيسكم أن لكم في كل عرس قرص. هذا صحيح وأكيد، فشهداؤنا خير دليل على ذلك. شهداؤنا الذين خرجوا من هذه الثكنة خير دليل وخير برهان على أن هذه الثكنة هي ثكنة النخبة.

فالذي قام به "حنون" في زحلة كان الدليل الأكيد على أنكم أنتم النخبة بالعضلات والزنود والمرجلة عندما إنتقلتم من هنا إلى زحلة ساعة تلقّيتم الأمر وساعة ترك لكم الخيار أن تخرجوا من زحلة عندما كان طوق الحصار يشتدّ عليها.

 (...) في هذه الثكنة قُلِبٓتْ مقاييس كثيرة، وخُلِقٓتْ موازين جديدة. في هذه الثكنة خُلِقٓتْ نوعية مقاتل لبناني جديد. في هذه الثكنة خُلِقٓ عنفوان جديد. في هذه الثكنة وببساطة كلّية نخلق جيشاً جديداً هو أنتم، وقياداتكم هي قيادة الجيش الجديد. أحبّ أن تتأكّدوا أنكم أنتم أعطيتم الشرارة الأولى لخلق مقاتل كتائبي جديد. لخلق مقاتل في القوات اللبنانية جديد. لقد كنتم رواداً وكنتم خلّاقين عندما خلقتم النواة الجديدة .

 (...) إذا كنا لتاريخه مقصّرين بواجباتنا تجاهكم فنأمل بالمستقبل مع توفّر الإمكانية أن نتمكّن من إعطائكم حقوقكم لنعبّر لكم عن إمتناننا وشكرنا وتقديرنا لكل ما عملتم وتعملون.

 (...) إن الله يساعدنا بقدر ما نكون نحن جديرين بهذه المساعدة، وهذه الجدارة تعني أن تكونوا منضبطين، هذه الجدارة تعني أن تكونوا مجرّدين ، هذه الجدارة تعني أن تكونوا كما يجب، أن تكونوا مقاتلين وجنود بواسل في خدمة لبنان. لدي كل الثقة وكل التأكيد واليقين بأنكم كذلك. أمنيتي أن تبقوا كما أنتم . آمل أن كل ما نعمله، آمل أن جميع طموحاتنا، آمل أن كل تطلعاتنا، آمل أن الأمانة، الأمانة التي وضعها خمسة آلاف شهيد بين أيدينا نقدر على تحقيقها. فالتنظيمات التي نخلقها اليوم ونشاهدها ليست سوى تنظيمات نعمل معها من وقت قريب لتكون أكبر دليل وأكبر برهان على أننا نمشي الطريق الصحيح.

 (...) أشكركم وأهنئكم، أشكر أهلكم وأهل الشهداء الذين رغم كل الضربات التي منيوا بها ورغم كل الصعوبات التي مرّت عليهم، فأنا أدرك ما معنى الشهادة وما معنى أن أكون والد شهيد.أشكر أهالي الشهداء لأن شهادة أولادهم أعطتهم وتعطيهم زخماً وإيماناً وتماسكاً ليبقوا محافظين على قيمة الشهادة ليتخطّوا الدماء، ليتخطّوا الأشخاص الأعزّاء الذين إستشهدوا حتى نتمكّن من المحافظة على المجموعة كلها كما قال رئيسكم، كما قال آمر ثكنتكم، الأرض لنا، ولن نتوقّف عن بذل أي تضحية لنحافظ عليها.

من مجلّة وطني في ٣٠-١-١٩٨٢

 

نقلاً عن موقع المقاومة_اللبنانية/ما_مصير_هؤلاء_الفتيان_الذين_لم_يموتوا

 يمكنني القول أنني مدة عمري كلها أي حوالي نصف قرن لم أرٓ في هذه الكنيسة شيئاً مهمّاً أستطيع أن أسجّله، إلاّ حديثين:

الأول لمّا تجرّأ الفتيان على إحتلال البطريركية في بكركي(في مطلع السبعينات من القرن العشرين. قام بعض الطلاب الإكليريكيين بالإعتصام في بكركي إعتراضاً على مشروع إقفال الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير)،

 والحدث الثاني والمهمّ لمّا تجرّأ الفتيان أنفسهم أو رفاقهم فماتوا على المتاريس(لمّا إندلعت الحرب أو أحداث ١٩٧٥، تطوّع الشباب المسيحي عفواً للدفاع عن أرضه وحريته).

ولو توفّاني الله في هذه الليلة وسُئلت في الدينونة في حضرة المسيح وملائكته ما حدث على أيامك مما يستحقّ الذكر؟ خبِّرنا. لما إستطعت بأن أجيب بغير هذين الأمرين العظيمين اللذين يستحقّان الذكر عندي، لأن فيهما من الجسارة ما يمنحني شيئاً من كبرياء الإنتماء إلى أمّة كان البعض فيها من تجاسر على الصمود في وجه النُظُمْ والحتميّات والأقدار.

أما السؤال المطروح اليوم: هل بإمكاننا بعد الصمود بوجه الأقدار؟

 أن نصنع التاريخ؟

 أن نُبْدِع عهداً جديداً؟

 أم ماذا سيصنعون بكل هذه الطاقات؟

 ما مصير هؤلاء الفتيان الذين لم يموتوا إلا عرضاً؟

(من كتاب المارونية: ثورة وحرّية للأب ميشال حايك)

 

فيديو/الدكتور وليد فارس في مداخلىة له عبر قناة الفوكس يتوقع أن يقوم نيتنياهو بزيارة السعودية/اضغط على الصورة لمشاهدة المداخلة وهي باللغة الإنكليزية

Israeli PM Benjamin Netanyahu reportedly considering visit to Saudi Arabia

https://www.yahoo.com/news/israeli-pm-benjamin-netanyahu-reportedly-185139111.html

 

الياس الزغبي: دعوة بري لتأجيل القمة بعد حجب الثلث المعطّل ضربتان للعهد تؤسسان لحالة احتضار سياسي

وطنية/10 كانون الثاني/19

رأى الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي أن "الفشل في تأليف الحكومة أدى إلى انطلاق حرب مواقع سياسية وإثبات وجود بين المرجعيات الأولى، خصوصاً الرئاستين الأولى والثانية، على خلفية قمة بيروت الاقتصادية وملف الإمام موسى الصدر".

وقال في تصريح: "إن مطالبة الرئيس نبيه بري بتأجيل القمة احتجاجاً على دعوة ليبيا وعدم دعوة بشار الأسد تسبّبت بإحراج إضافي لرئيس الجمهورية بعد سلسلة التراجعات السياسية التي أثّرت سلباً على شعار القوة الذي يتمسك به برغم التشققات التي ضربته".

وأضاف: "إذا نجحت خطة تأجيل القمة أو انعقدت بمستوى ضعيف، بعد حجب الثلت المعطّل وغيره من الانتكاسات، يكون الثنائي الشيعي قد وجّه ضربة موجعة لحليفه قبل ٣ أسابيع من الذكرى ١٣ ل"ورقة التفاهم"، ويكون العهد قد دخل مرحلة احتضار سياسي سريري تزيد شهية الساعين إلى الوراثة المبكرة"

 

إعمار سوريا مبكر لأوانه قبل الإستقرار الحقيقي وقبل الحلول النهائية

خليل حلو/فايسبوك/10 كانون الثاني/19

وفقاً لموقع الليبانون ديبايت أمس: أكد النائب عبدالرحيم مراد ... انّه "سواء نجحت مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل أم لا بطلب وقف تجميد عضوية سوريا، يجب أن لا يعقد لبنان قمة في غيابها". وشدّد مراد، على أننا "بحاجة الى سوريا كي يكون لنا الدور في إعادة الإعمار".

تعليقي على هذا الخبر هو:

أولاً: الوزير السابق والنائب الحالي عبد الرحيم مراد هو حليف للنظام السوري ولا عجب فيما قاله فخلال فترة الإحتلال السوري شغل منصب وزير تربية ووزير دفاع وكانت كلمته لا تصير إثنين

ثانياُ: بخصوص إعادة الإعمار، من هي الجهات أو الجهة التي ستدفع الأموال لإعادة إعمار سوريا؟ وهل أصبحت سوريا مستقرة كما هي حال الدول التي تجلب المستثمرين؟ وعندما نتحدث عن سوريا ما هو مصير إدلب؟ والأكراد؟ ومعبر التنف؟ والوجود الروسي؟ والوجود التركي؟ والعقوبات المفروضة على سوريا؟ وهل يمكن للمصارف اللبنانية التعامل مع النظام السوري في ظل هذه العقوبات الدولية والعربية؟ وهل السيد مراد نفسه والرأسماليين اللبنانيين متحمسين للإستثمار في سوريا بغض النظر عن تحالفاتهم؟ هل يمكن الإستثمار في بلد يوجد فيه 7 ملايين نازح داخل حدوده و5 ملايين نازح خارج حدوده؟

الحديث عن إعادة إعمار سوريا مبكر لأوانه قبل الإستقرار الحقيقي وقبل الحلول النهائية، أما حديث السيد مراد عن أننا بحاجة لسوريا فهو يتحدث عن نفسه وعن مجموعته وليس عن اللبنانيين.

 

“حزب الله” يغسل أمواله في “مثلث الرعب”

لندن – وكالات/10 كانون الثاني/19/أفادت أنباء صحافية أمس، بأن لدى “حزب الله” قنوات مالية بشكل خاص مع منطقة الحدود المثلثة بين البرازيل والأرجنتين والباراغواي، ويوصف بـ “مثلث الرعب”، حيث يتم من خلالها تحويل مبالغ مالية ضخمة إلى الحزب عبر لبنانيين يقيمون في هذه الدول، وعددهم نحو 11 ألفا بين مغترب ومتحدر، غالبيتهم مسلمون. وذكر موقع “إنفوبيا” الإخباري الأرجنتيني، أن لدى “حزب الله” في هذا المثلث الحدودي “عملاء ينشطون بغسيل الأموال وتهريب الكوكايين، ويحولون مبالغ مالية ضخمة لهيئات ومنظمات مساندة للحزب ومرتبطة به”. وأضاف ان “تحويلات مالية ضخمة تتم لصالح حزب الله في المنطقة، لأنه يسيطر على المساجد فيها، وأن رجال الدين المسلمين في الحدود المثلثة مرتبطون بالحزب”. وقالت مصادر برازيلية: “نعرف أن هناك تعاونا بين المنظمات الناشطة بتهريب السجاير في الباراغواي ومنظمات إرهابية تستخدم المال المهرب في نشاطها”. من جهته، قال المحلل الأمني الأرجنتيني جورج دومينيغيز: إن “عدداً كبيراً من المنظمات الموجودة والناشطون فيها مرتبطون عائلياً بحزب الله”.

 

مصادر الرئاسة الأولى لـ”السياسة”: القمة في موعدها والاستعدادات أُنجزت ولن يتمكن أحد من تعطيلها

بيروت ـ “السياسة” /10 كانون الثاني/19/فيما تشتد حملة حلفاء النظام السوري على رئيس الجمهورية ميشال عون، دفعاً باتجاه الضغط لتوجيه دعوة للرئيس بشار الأسد لحضور القمة العربية الاقتصادية، وصولاً إلى التهديد بإلغائها إذا أمكنهم ذلك، أكدت أوساط وزارية في حكومة تصريف الأعمال قريبة من الرئاسة الأولى لـ”السياسة”، أن القمة في موعدها ولن يتمكن أحد على تعطيلها، مشيرة إلى أن لبنان لم يتبلغ اعتذارات عن الحضور حتى الآن، ومشيرة إلى أن الاستعدادات أنجزت لهذا الحدث الكبير الذي يوليه لبنان أهمية بالغة، بالنظر إلى حجم المشاركة العربية الرفيعة في القمة. وأسف عون خلال استقباله أعضاء السلك القنصلي، لـ”عدم تمكننا من التخلص من التأثيرات الإقليمية على وضعنا الداخلي”، متمنياً أن “نتمكن من تجاوز العراقيل الكبيرة وإكمال مسيرة النهوض بالدولة من جديد”. إلى ذلك، وفي ما يشبه “البروفة” لتفعيل حكومة تصريف الأعمال، ترأس الرئيس المكلف سعد الحريري أمس، في “بيت الوسط”، اجتماعاً تنسيقياً خصص لمتابعة ذيول العاصفة الأخيرة، حضره الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، الداخلية نهاد المشنوق والزراعة غازي زعيتر والمالية علي حسن خليل والأشغال يوسف فينيانوس، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر ومحافظو المناطق. وفي دردشة مع الإعلاميين قبل الإجتماع، رد الحريري على سؤال ما إذا كان الاجتماع الوزاري مقدمة لاجتماع حكومة تصريف الاعمال، فقال “كل شيء ممكن”. سياسياً، شدد الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري على ثوابت الرئيس الحريري في تأليف الحكومة بأنه “لن يشكل إلا حكومة ائتلاف وطني تراعي مقتضيات المرحلة، ولن يقبل بأي مساس بصلاحيات رئيس الحكومة، وأن التأليف يتم وفق شروط الدستور بالتنسيق بين عون والحريري”. وإذ أكد أن “الحريري لن يرضخ لأي ابتزاز في تأليف الحكومة”، أوضح أن “هناك محاولات لفرض أعراف جديدة من خارج الدستور”، مشيراً إلى أن “الحريري تصدى لكل المحاولات التي كان هدفها ضرب العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة، وحافظ عليها”. وشدد على أن “الحريري أثبت أنه حاجة وطنية، لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والامني، وأثبت أيضاً أنه ضمانة مؤتمر سيدر، وذلك بخلاف ما يقول البعض إن الحكومة حاجة حريرية، وأن الحريري بحاجة لها ويمكن أن نأتي به ضعيفاً وفق شروطنا”. وإذ استعاد مسار تأليف الحكومة أخيراً، أشار إلى أن الخلاصة منها أن “حصة الطائفة السنية ليست مشاعاً لأحد كي يقرر فيها، وخيراً فعل الحريري باستعادة العلاقة مع الرئيس نجيب ميقاتي، لأن جمع الصفوف يعطينا زخماً وقوة أكبر”. وشدد على أن “كل الحملات على الحريري لن تقدم ولن تؤخر، وأي اقتراحات أو أفكار تخرج عن خريطة الطريق التي حددها فهي تولد ميتة، ولا حياة لها، كتلك التي يتم ترويجها أخيراً، عن حكومة الـ32 والـ36، المهم الثبات، والتحلي بـالنفس الطويل، الحريري عبد الطريق لولادة الحكومة، وتحميله مسؤولية التأخير ليس إلا محاولة لحرف الأنظار عن حقيقة الخلاف الذي تصاعد أخيراً بين حزب الله والتيار الوطني الحر”.

 

بري يدعو لتأجيل القمة العربية وإشراك سوريا… وبعبدا تلتزم الصمت!

إعداد جنوبية 10 يناير، 2019 /دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الى تأجيل "القمة الاقتصادية العربية"، فقابله تأييد عدد من أطراف 8 آذار لهذا الطرح، وسط ضغوطات تدعو لعدم عقد القمة في بيروت بغياب سوريا. في الوقت الذي تُجرى الاستعدادات لـ”القمة الاقتصادية العربية”، وتعتقد السلطة اللبنانية أن ليس هناك أي دولة عربية مستعدة لتحمّل مسؤولية تأجيلها، برز اقتراح إرجائها من طرف لبناني أساسي، حيث أخذ رئيس مجلس النواب نبيه بري على عاتقه طرح هذا التأجيل لسببين أساسيين:

الاول، غياب الحكومة، وهذه رسالة الى المعنيين لتسهيل التأليف. والثاني، ضرورة مشاركة سوريا في مثل هذه القمة. الأمر الذي عُدّ رسالة الى جامعة الدول العربية لدفعها الى دعوة سوريا الى حضور القمة.

وقال بعض المراقبين إنّ طرح بري تأجيل القمة يكشف عمق الأزمة الحكومية المرتبطة بالوضع الاقليمي الذي يشهد تعقيدات كبيرة، في حين رأى البعض الآخر انّ تشديد رئيس مجلس النواب على ضرورة مشاركة سوريا في القمة يأتي لاعتقاده بإمكانية حدوث مفاجأة عربية تتمثّل بإعادة سوريا الى حضن الجامعة العربية.

الّا انّ هذا الطرح حسب صحيفة الجمهورية يكشف، وجود خلافات بين أركان الحكم حيث لم تكد تمضي 24 ساعة على تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «أنّ القمة ستنعقد في موعدها، وأنّ كون الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال ليس سبباً لتأجيلها، وأنّ الحكم استمرارية والحكومة الحالية تمارس صلاحياتها وفقاً للدستور»، طرحَ بري تأجيل هذه القمة مخالفاً بذلك تأكيد عون. الّا انّ بري برّر طرحه وجوب تأجيل القمة «بعدم وجود حكومة، ولأنّ لبنان يجب ان يكون علامة جمع وليس علامة طرح، ولكي لا تكون هذه القمة هزيلة». مكرراً تأكيد ضرورة مشاركة سوريا فيها.

وبحسب صحيفة “النهار”، فان الدعوة العلنية المفاجئة التي أطلقها بري لتأجيل القمة في لقاء الاربعاء النيابي اتخذت طابعاً سلبياً ومأزوماً اذ أثارت مخاوف من مواجهة محتملة جديدة بين رئاسة الجمهورية المعنية مباشرة وحصراً بملف القمة الانمائية، ورئاسة مجلس النواب بما يشعل مجدداً التباينات والخلافات في مسألة الصلاحيات الدستورية للرئاسات والفصل بين السلطات في ظل “تدخل” رئاسة السلطة التشريعية بملفات تتصل بصلاحيات السلطة التنفيذية ورئاسة الجمهورية تحديدا. واذا كانت بعبدا لزمت الصمت حيال موقف بري ولم تصدر أي بيان رسمي أو تعلق عبر المصادر القريبة منها على هذا الموقف، فان مضيها في الاستعدادات الجارية اعلامياً ولوجستياً وديبلوماسياً لعقد القمة في موعدها بدا بمثابة الرد الوحيد والثابت لديها. لكن ذلك لم يحجب تراكم طبقات من الاجواء المشدودة في الكواليس حيث تفاعلت دعوة بري الى تأجيل القمة من منطلق اكتسابها دلالات سلبية بعضها يتصل بالعلاقة بين بعبدا وعين التينة وبعضها الآخر بموقف حلفاء دمشق اللصيقين بالنظام السوري الساعي الى اطاحة القمة اذا تعذرت مشاركة هذا النظام فيها. وكان الرئيس بري رأى “وجوب تأجيل القمة الإقتصادية العربية” المقررة في 19 كانون الثاني الجاري في بيروت، “في غياب وجود حكومة، ولأن لبنان يجب ان يكون علامة جمع وليس علامة طرح ولكي لا تكون هزيلة”، مشدداً مجدداً على “مشاركة سوريا في مثل هذه القمة”. ونقل عنه نواب في “لقاء الاربعاء” ان موضوع تشكيل الحكومة “كان في خبر كان، واصبح اليوم فعل ماضي ناقص، وان الإقتراحات التي جرى تداولها أخيراً لم يكن لها نصيب من النجاح”.

في هذا السياق دعت كتلة «التنمية والتحرير»، بعد اجتماعها برئاسة بري، الى اتخاذ الخطوات الكفيلة بعودة سوريا الى الجامعة العربية.

 

دعوة للتوقيع: رسالة من شخصيات وقوى مدنية سورية الى لبنان حكومة وشعباً

 الشفّاف/10 كانون الثاني/19

في ظل تعقيدات الوضع الذي يعيشه لبنان وفي ظل الدمار والموت الذي يهيمن على سوريا تتجه محاولات لعقد القمة الاقتصادية العربية في بيروت، ودعوة بشار الأسد للمشاركة بها في محاولة جديدة لتعويم نظامه المتهم بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية مدعوما من إيران وميليشيات حزب الله و بعد أن أثبت الأسد أن لا حدود للتجاوزات السياسية والعسكرية والإنسانية التي يمكنه القيام بها بهدف بقائه في السلطة وبعد أن بات منبوذا دوليا تصر جهات عربية ولبنانية على دعوته بهدف كسر العزلة وإعادته لجامعة الدول العربية.

في هذا السياق، تدعو الشخصيات السورية والمجموعات السياسية الموقعة على هذه الرسالة، اللبنانيين، حكومة وشعبا إلى تذكر الماضي القريب وأعمال نظام الأسد الأب الذي دمر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان وسطا على أموال اللبنانيين، النظام الذي عزز الفتنة والصراع عبر دعم أطراف لبنانية موالية له شاركت وتشارك بتدمير البلدين ومستقبل المنطقة.

ندعو الإخوة في لبنان إلى تذكر الاغتيالات التي ارتكبها نظام حافظ الأسد بحق شخصيات بارزة و زعماء لبنانيين ومنهم على سبيل الذكرى لا الحصر الزعيم كمال جنبلاط والمفتي حسن خالد والرؤساء رينيه معوض وبشير الجميل تابع بعده نظام بشار الأسد باغتيال الرئيس رفيق الحريري وجورج حاوي وجبران تويني والصحفي سمير قصير وهم رايات وأعلام لبنانية، هو ذات النظام الذي تسعى جهات محددة لدعوته لحضور القمة في دليل واضح لتواطئها معه في جميع تلك الجرائم.

على لبنان الدولة والشعب أن يتذكر جيدا أن جيش حافظ الأسد وميليشيات سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد ارتكبوا المجازر بحقهم عند اجتياح لبنان عام 1975 من عمليات اغتصاب وسرقة ونهب وإذلال ونذكرهم بمركز التعذيب في عنجر الذي قاده غازي كنعان ورستم غزاله.

من يقبل بعودة نظام بشار الأسد للبنان يقبل بما سبق كله ويعيد لبنان مجددا لحظيرة الأسد ولتقاسم السلطة في لبنان بينه وبين حزب الله و فقدان السيادة اللبنانية وهيمنة إيران و توسعها وكل ذلك على حساب الشعب اللبناني، وحدته، مصالحه ومستقبله المهدد بتمكين نفوذ قوى عسكرية تابعة لحزب الله في شؤون الحكم المدني.

من يقبل بإعادة تأهيل الأسد يقبل أن يكون شريكا في قتل السوريين وارتكاب أفظع المجازر ضدهم فقد كانت ميليشيات حزب الله اللبناني الذي يقوده حسن نصر الله شركاء في تدمير سوريا وقتل السوريين على الهوية وشركاء في التغيير الديمغرافي للعديد من المدن السورية أهمها الزبداني ومضايا والقصير. كل من حمل مبادىء الثورة السورية لن ينسى احتضان لبنان الشعب للنازحين والمهجرين ولسياسيين سوريين ودفاعهم عن نيل الشعب السوري حقوقه فثورة الحرية والكرامة في سوريا هي جزء لايتجزأ من ثورة الأرز في لبنان فحرية البلدين مسار واحد.

وعليه فإن الوقوف بحزم ضد حضور بشار الأسد قمة بيروت الإقتصادية وضد تعويمه واجب اتجاه مصلحة لبنان أولا ولتفادي إعادة التاريخ المرير والحفاظ على لبنان حرة ومن أجل مصلحة المنطقة عموما ويدعمه كل سوري آمن بحق البلدين بالحياة المستقرة المزدهرة لجميع أبنائها بعيدا عن هيمنة أقطاب التطرف والسلطوية.

 

مقدمات نشرات الاخبار ليوم الخميس 10/1/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان "

بين نورما الراحلة وتيرسي المنتظرة عواصف سياسية بدلا من تأليف حكومة تنصرف الى مواجهة الطوارىء، وإنهاض الإقتصاد.

وفي زمن العواصف، عاصفة بإتجاه لبنان أطلقها وزير الخارجية الأميركي من القاهرة، وفيها حملة شعواء على حزب الله في قوته الصاروخية وسياسته غير المقبولة كما قال.

وفي عاصفته أكد العمل حتى انسحاب آخر جندي إيراني من سوريا، وأشار الى الإنسحاب الأميركي من الأراضي السورية وقال: "حيثما تنسحب أميركا تحل الفوضى".

وفي القصر الجمهوري اللبناني إجتماع للمجلس الأعلى للدفاع برئاسة الرئيس ميشال عون تناول التهديدات والإعتداءات الإسرائيلية.

وسبقت الإجتماع خلوة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

وايضا سبق إجتماع المجلس الأعلى للدفاع اعتداء إسرائيلي زامن المواقف التي أطلقها بومبيو.

ففي العديسة اجتازت دبابة إسرائيلية نقطة متنازع عليها قرب الخط الأزرق، وأدى ذلك الى استنفار وحدات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التي حضر قائدها الى المكان لمعالجة الوضع والضغط على القوات المحتلة لوقف إعتدائها الذي كان يهدف الى القيام بأعمال استحداث موقع وإحاطته بدشم مسلحة.

وعلى الصعيد السياسي المحلي إجتماع جديد للقاء التشاوري والنائب فيصل كرامي قال إن الوزير جبران باسيل ليس وزيرا مكلفا بتأليف الحكومة، وأن الرئيس الحريري هو الرئيس المكلف وبإستطاعته اجتراح الحل لتمثيل اللقاء في الحكومة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

تستحق سوريا أن تؤجل القمة الاقتصادية الى حين استعادة موقع القلب النابض عروبة في جامعة العرب، ويستحق لبنان أن يكون مرة جديدة علامة جمع لا طرح بين الأشقاء، وحتى لا تكون توصيات القمة حبرا على ورق وحتى لا يكون لبنان غائبا بغياب حكومته جاءت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للتأجيل اذا لم تدع سوريا، لقى موقفه أصداء واسعة في لبنان وخارجه على أمل أن يبادر رئيس الجمهورية ميشال عون الى تلقف ذلك منعا لفشل القمة وتفويت الفرصة على من يريد تصفية الحسابات مع سوريا، فإذا كانت هذه القمة هي بمثابة صلاة اقتصادية فإن حضور دمشق هو الوضوء لقبول أعمالها.

وفي السياق ذاته كشف رئيس مجلس ادارة قناة الـ nbn قاسم سويد أن ادارة القناة اتخذت قرارا بمقاطعة التغطية الاعلامية للقمة التنموية الاقتصادية العربية في حال انعقادها في بيروت في التاسع عشر من الشهر الجاري كما هو مقرر، ويأتي قرار الـ nbn بالمقاطعة الاعلامية بفعاليات القمة انسجاما مع الدعوات لتأجيلها بسبب عدم دعوة الشقيقة سوريا اليها وعدم الدخول في لعبة التجاذبات والترويج الاعلامي لتصفية الحسابات العربية العربية على أرض لبنان.

بعد محاولات إثارة اللغط حول موضوع توقيف هنيبعل معمر القذافي كان لعائلة الامام السيد موسى الصدر ما تقوله بنبرة أهل الحق الذين رفضوا أية وسيلة غير مشروعة بحق أي كان على مدى سنوات عمر القضية بل آثروا اللجوء للقانون، وتفريعا على هذا المبدأ كشفت عائلة الامام الصدر أن توقيف هنيبعل جاء بناء لنشرة حمراء من الانتربول صادرة من السلطات الليبية الرسمية بسبب جرائم ارتكبها وهو كان مسؤولا عن السجن السياسي الليبي في فترة حكم والده.

أما للمتشدقين بمقولة ان هينبعل كان طفلا عند اختفاء الامام الصدر فردت عليهم العائلة بأن أحدا لم ينسب اليه دورا في الخطف انذاك وهو مجرد ذر للرماد في العيون، وللمهولين بالهيئات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان فإن هذا التهويل لا محل له طالما أن الجهات الرسمية اللبنانية أجابت على ما هو مطلوب منها وعلى العكس تماما فإنه من واجب هذه الهيئات ان تتحرك للبحث عن الإمام وأخويه والضغط على السلطات الليبية للقيام بواجباتها.

اليوم تقدم ايضا الشأن النقابي من بابين، قضية استدعاء رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسعد للمثول أمام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي وحملة التضامن الواسعة معه، والاعتصام الذي نفذته اتحادات ونقابات قطاع النقل البري احتجاجا على عدم تلبية مطالبها والاستعداد لتحركات أوسع وأشمل.

في الحراك الرسمي اجتتماع تنسيقي برئاسة الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط وحضور 4 وزراء وعدد من المعنين لملاحقة تداعيات العاصفة الجوية الأخيرة، هذا الاجتماع يمكن أن يكون مقدمة لتفعيل حكومة تصريف الأعمال على ما أكد الرئيس المكلف، قائلا كل شيء ممكن مشيرا الى أن موضوع عقد جلسات حكومية لاقرار موازنة 2019 قيد التشاور.

ولأن التشاور بالتشاور يذكر، فإن اللقاء التشاوري وضع المفتاح الوحيد للأبواب الموصدة حكوميا بيد الرئيس المكلف استنادا للدستور ونصه، مستغربا اصرار الحريري على عدم ممارسة صلاحياته الدستورية. وتمنى اللقاء على سعاة الخير وأصحاب الأفكار، الكف عن مساعيهم الحميدة وترك الرئيس المكلف ليحل مشاكله وفق الدستور.

في شأن آخر، أيد اللقاء التشاوري تأجيل القمة الاقتصادية ريثما تستعيد سوريا مكانها الطبيعي في الجامعة العربية.

* مقدمة نشرة اخبار" تلفزيون او تي في"

في يوم وداع اللواء معلوف، عهد بأن الحلم بوطن أفضل لن يموت.

لن يموت.. لأن شعب لبنان لا يموت، و"ما في حدا قادر يقتلو" وفق عبارة شهيرة للنائب والوزير الراحل من على باب قصر بعبدا، يوم كان تحت القصف والحصار، تداولها رواد مواقع التواصل بكثافة اليوم.

لن يموت.. حتى ولو لم يتمكن حتى الآن، من التخلص من التأثير الإقليمي في وضعه الداخلي، وفق ما لفت رئيس الجمهورية أمام السلك القنصلي اليوم، متمنيا تجاوز العراقيل الكبيرة وإكمال مسيرة النهوض بالدولة من جديد.

لن يموت.. حتى ولو تأخر تشكيل الحكومة. فالأهم أن تنشأ سلطة تنفيذية متوازنة، تراعي في تركيبتها الدستور والأعراف والمعايير الموحدة، وأساسها عدالة التمثيل.

لن يموت.. حتى ولو احترف البعض مهنة إضاعة الفرص، أو المحاولة على الأقل، تماما كما يحدث راهنا في موضوع القمة الاقتصادية العربية، سواء بالدعوة إلى تأجيلها أو التلويح بتحركات في الشارع، وصولا إلى إعلان المقاطعة في الإعلام.

لن يموت.. حتى ولو وجه رئيس اتحاده العمالي العام اتهاما علنيا إلى وزير اقتصاده في حلقة تلفزيونية مباشرة على الهواء، ثم رفض الامتثال للقضاء، قبل أن يتراجع عن اتهاماته، ليطالب من الناس قبل الوزير، باعتذار.

لن يموت.. حتى ولو أغرقه الفساد في مستنقعات المياه كلما هطل المطر.

فبعد العاصفة، الطقس الجميل، "والشمس الشارقة... والناس القاشعة"، التي لم تعد ذاكرتها قصيرة، ولن تبقى مقصرة في محاسبة المقصرين.

* مقدمة نشرة اخبار" تلفزيون المنار"

مع زحمة الملفات، وكل اشكال العواصف المناخية وغير المناخية التي تضرب لبنان، تبقى العدوانية الصهيونية في طليعة التحديات.

في تعد جديد، وضع العدو الصهيوني بلوكات اسمنتية في منطقة متنازع عليها في العديسة الجنوبية، فاشاح الانظار عن البلوكات السياسية التي تعترض الطريق الحكومية، وعن الحواجز الاسمنتية التي كشفتها نورما بصورة كارثية، وتداعى المجلس الاعلى للدفاع الى الاجتماع في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال عون، وحضور رئيس الحكومة والوزراء المعنيين وقادة الاجهزة الامنية.

فكلما تناسى بعض اللبنانيين، ذكرهم الصهيوني بخطره المحدق، وتعدياته التي لا تنتهي، فمتى ينهي اللبنانيون المناكفات، ويوحدون البلد لمواجهة التحديات؟ وان كانت صرخة المواطنين الغارقين في ثلوج ووحول الانهار وكل كوارث نورما لم تحرك حكوميا، وكل الكارثة المالية والاقتصادية لم تحركها؟ وحتى القمة الاقتصادية لم تحركها، بل حركت الخلافات؟

فهل يحرك الخطر الصهيوني المتجدد حكوميا؟ وهل سمع المعنيون كلام وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو التحريضي في ختام جولته العربية؟ هل سمعوا تدخله بالشؤون اللبنانية وتأكيده على حماية اسرائيل من مقاومة اللبنانيين واطلاق يدها ضدهم؟ وهل سمعوا الفرز الذي رسمه للمنطقة تحت عنوان محاربة ايران وحماية اسرائيل والسعودية كما قال؟

السعودية هذه التي ادعى بومبيو حمايتها، اصيبت اليوم بقواتها ومرتزقتها بضربة استراتيجية للجيش اليمني واللجان، الذي اصاب كبار ضباط عبد ربه منصور هادي بطائرة مسيرة في عدن، مع وعد بانها فاتحة مرحلة جديدة من الرد على جرائم العدوان.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون المستقبل"

العاصفة التي تجاوزها اللبنانيون، بطرق مقطعة، وفيضانات محدودة، وأضرار كثيرة، استنفرت الدولة بكل أجهزتها ومسؤوليها، لمعالجة ذيولها ، والتحضير لاستقابل عاصفة جديدة ليل الاحد المقبل كما لو أنه اجتماع حكومي مقسم على جزأين.

فالنهار الطويل بدأ باجتماع وزاري مصغر في بيت الوسط، حضره مسؤوليون وإداريون، برئاسة الرئيس سعد الحريري، خلص إلى تنفيذ خطوات سريعة، بتنظيف أحواض ترسيب المياه في بيروت الكبرى، والتشدد في منع سير المركبات غير المجهزة بسلاسل، على طريقي فاري وضهر البيدر، واستنفار هيئة الكوارث وإصلاح سريع للطرق المتضررة.

وانتهى النهار باجتماع مجلس الدفاع الأعلى في بعبدا، بحضور وزاري مصغر، إلى جانب المسؤولين الأمنيين.

وامام التحولات التي تصيب الصناعة الصحافية في لبنان والعالم، اعلنت جريدة المستقبل هذا المساء عن وقف اصدار النسخة الورقية بدءا من 1 شباط 2019، والتحول إلى جريدة رقمية بالكامل.

وقد أوكلت مهمة تحويل الجريدة إلى منصة رقمية وإدارة هذه المنصة إلى الزميل جورج بكاسيني.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون ل بي سي"

لا " نورما " ولا " ترايسي "، العاصفة الحقيقية إسمها " أمل "، ويبدو أنها وصلت متخطية كل توقعات الأرصاد السياسية ومنذرة بتطورات طوفانية يعرف كيف تبدأ ولا يعرف كيف تتطور.

السؤال الكبير: ماذا يريد الرئيس نبيه بري من رئيس الجمهورية؟ وكيف سيتدرج التصعيد؟ وتيرة رفع السقف تتدرج شيئا فشيئا: قناة " ان بي أن " أعلنت أنها اتخذت قرارا بمقاطعة تغطية القمة العربية، في حال انعقادها، كما ورد في بيان رئيس مجلس إدارتها قاسم سويد.

ومن بنود تعليل القرار، وبحسب البيان أيضا " أنه بسبب عدم دعوة الشقيقة سوريا إلى القمة".

ما لم يقله بيان ال "ان بي إن "، توضح في دعوة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى اجتماع طارئ غدا لبحث تداعيات دعوة ليبيا للمشاركة في القمة العربية.

هكذا، الرئيس بري يستخدم ثلاثة دفاعات ضد القمة: الأول لعدم وجود حكومة، الثاني بسبب عدم دعوة سوريا، والثالث بسبب دعوة ليبيا.

هذا التصعيد غير المسبوق يصيب أولا الدولة اللبنانية ممثلة برئاسة الجمهورية، وأي تأجيل للقمة سيعني تراجعا للدولة امام شروط الرئيس بري، فهل الدولة في هذا الوارد، هل البلد أمام "6 شباط " سياسية ، على غرار "6 شباط " العسكرية عام 1984.

الوضع بات أبعد من مسألة تشكيل الحكومة، والكباش لم يعد يقتصر على وزير من حصة هذا أو ذاك، فهل اتخذ قرار ما، في مكان ما، بإنهاء مرحلة وبدء مرحلة جديدة في السنة الثالثة من العهد؟

ما هو موقف الأطراف، وتحديدا حزب الله والرئيس المكلف من هذه المواجهة المستجدة بين بعبدا وعين التينة؟ إذا كان الرئيس بري يدافع عن طرح أن تدعى سوريا إلى القمة، فما هي طبيعة العلاقة بين سوريا وبعبدا؟ أسئلة كثيرة، وقطب مخفية أكثر، والعقدة الأساسية هي: لا الرئاسة في وارد التراجع عن استضافة لبنان للقمة، ولا الرئيس بري في وارد التراجع عن المطالبة بإرجاء القمة ما لم تدع سوريا، فكيف ستنتهي هذه العاصفة غير المسبوقة؟

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون ام تي في"

بين العاصفة والعاصفة عاصفة، ليس هو القدر بل هي ارادة بعض اللبنانين وفي أعلى مواقع المسؤولية، لماذا؟ لأن كمبيالات العلاقات الإقليمية عندما تستحق وتحديدا كمبيالة العلاقة بسوريا هي أبدى من مصالح لبنان العليا، هكذا وبهذا الاستسهال انقلبت الأولويات وأعيدت جدولتها على الشكل الآتي، سوريا في القمة الاقتصادية او لا قمة ، سني التشاوري في الحكومة او لا حكومة، ومن خارج السياق لغم جديد ألحق بالجدول، اذا شاركت ليبيا بالقمة لا قمة.

ولتكتمل ورقة نعي الدولة مقال صحافي بعنوان لبنان يعيد هيكلة ديونه، تسبب بقلق كبير في الأوساط الشعبية والمالية والاقتصادية المحلية والدولية، تبين لاحقا ان المقصود كان إعادة جدولة الدين مع ما تحمله المفردتان من معان متناقضة، وفيما الحراك المسؤول يهدد انعقاد القمة التنموية دخلت اسرائيل على الخط كما في كل مناسبة مماثلة، فاستأنفت وضع البلوكات الاسمنتية بمحاذاة الحاجز التقني في العديسة الجنوبية ما استدعى اجتماعا طارئا لمجلس الدفاع الأعلى في بعبدا.

توازيا، وللصدفة أيضا، أعلن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أن بلاده واسرائيل ستمنعان من تحويل سوريا إلى لبنان جديد، في الاثناء كان لبنان المبلل بنورما المبتلي بالإهمال يحمل القوى الخارقة مسؤولية الكارثة ويعالج نتائجه بالترقيع ويستعد بكل ثقة لتلقي صفعة ترايسي.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون الجديد"

كنا بسوريا.. فأصبحنا بسوريا وليبيا معا.. دولتان عربيتان على شرفات القمة من دون أن تدخلاها لدمشق أسباب عربية ولطرابلس الغرب أسباب محلية ترتبط حصرا بموقف رئيس مجلس النواب وحركة أمل من قضية الإمام موسى الصدر.

وإذا كان الرئيس نبيه بري قد طلب التأجيل "لعيون دمشق" فإن نوابه لم يخفوا الاحتجاج الشديد على دعوة ليبيا إلى قمة بيروت الاقتصادية وبلغ النائب علي خريس تخوم الحرب والمنازلة وإعلان النفير العام بقوله "ما تجربونا" وفي كلتا العاصمتين السورية والليبية فإن مجلس الجامعة العربية وحده المخول توجيه الدعوات علما أن الجماهيرية الليبية وعلى زمن العقيد معمر القذافي قد سبق ودعيت الى المشاركة في القمة العربية في بيرت عام ألفين واثنين على عهد الرئيس اميل لحود وقد مثلها الوزير الليبي عبد السلام التريكي أمين شؤون الوحدة الإفريقية.

وإعلان التعبئة العامة كان دينيا بدعوة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى اجتماع طارئ لهيئتيه الشرعية والتنفيذية، صباح غد وارتبط هذا الاستنفار بتزامن قضائي طلب بموجبه وزير العدل سليم جريصاتي تفعيل قضية الموقوف هانيبعل القذافي، وتحويل الملف إلى التفتيش القضائي لكونه تحول الى قضية رأي عام بلغت لجنة حقوق الإنسان في جنيف، ومراجعة جريصاتي طلبت التدقيق في المسار القضائي للتوقيف، وما اذا كان هناك تجاوز قانوني لكي لا يتهم لبنان بالاحتجاز لاسيما بعد المراجعة في هذا الشأن من الحكومة اليبيبة ومن الدولة السورية التي قدمت مذكرة استرداد لكونه خطف من أراضيها لكن إجراءات وزير العدل قانونيا لم تكن تحتسب " لغضب الطبيعة " الصادر عن النائب علي بزي الذي رد مستخدما عضويته في المكتب السياسي لحركة أمل فانتقد ما سماه فرمان وزير العدل.

ورأى أن دس السم في العسل أو الدسم لا ينفع وتحداه أن يثبت أي مراسلة جديدة من جنيف ملمحا إلى رشوة جريصاتي بالحقيبة الخضراء وعلمت الجديد أن وزير العدل بصدد إقامة الحجة وتقديم الدليل على المراسلات الحديثة لكن العدل كله عليه أن " يحذر من الحليم علي بزي إذا غضب " وأقدم على إصدار بيان عاصف رقْم اثنين وتسبب بأضرار "بالممتلكات"

فعن أي عدل نتحدث ما دام وزير مختص سيتهم بالرشى وبالسم والعسل والدسم لمجرد أن خاطب مؤسسة ضمن وزارته وفتح تحقيقا في ملف أصبح مريبا.. وهل كل من سأل عن قضية سيتهم بببيع القضية ؟ ويحال الى محاكم التفتيش بتهمة العداء للسامية؟

ليس كل من دقق وفتح تحقيقا أو قارب ملفا ليبيا سيدرج في خانة العقوبات ويصنف أنه ضد إمام بحجم وطن .. هو الإمام موسى الصدر الذي يعني كل لبنان لا فئة بعينها وحسب واسمه ومصيره في وجدان كل الطوائف كإمام كنيسة ومطران مسجد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 10 كانون الثاني 2019

 النهار

يقول ديبلوماسي عربي في مجلسه إن عودة العرب إلى سوريا يجب أن تقابلها عودة إيران إلى داخل حدودها.

تراجعت حركة مراقبة أصحاب المولّدات الكهربائيّة الذين لم يلتزموا بتركيب عدّادات في عدد من المناطق.

زار مرجع سياسي أحد مستشفيات العاصمة مُطمئنّاً إلى نجل وزير لكنّه تجنّب زيارة وزير سابق يجري جراحة في طبقة أخرى.

يحمل رؤساء مجالس ووزراء سابقون هواجسهم إلى رؤساء الكنائس حول محاولات مقبلة لفرض مؤتمر تأسيسي للبنان.

الجمهورية

تؤكد شخصية سياسية أنها تملك معلومات أن أحد طرفي تسوية سياسية مشهورة، يحاول فرض تعديلات عليها تتناسب مع ظروف سياسية مقبلة.

لاحظ زوار المقرات الرسمية أن أحد جدران صالة استقبال الضيوف كانت تشهد شلالا من المياه جراء النش في البناء القديم.

نقل عن مسؤول كبير أنه على رغم التأكيدات بانعقاد القمة الاقتصادية، فثمة محاولات خلف الاضواء تقوم بها جهات عربية لتأجيلها.

اللواء

قالت مصادر في كتلة كبرى أن القرار تجاه جمع حكومة تصريف الأعمال لبحث الموازنة، يحتاج إلى عقد استثنائي، لم يعرف ما إذا كان هناك توافق حوله.

نائب مخضرم ومقرَّب من مرجع كبير، يردّد في مجالس ضيقة أن "الرسالة الرئاسية" ما تزال على الطاولة، مستبعداً حصولها هذا الشهر.

يؤكّد قريبون من حزب بارز أن تحضيرات تجري لتعويم تفاهم مع تيّار موالٍ الشهر المقبل.

المستقبل

يقال إن قياديا رفيعا في التيار "الوطني الحر" يؤكد في مجالسه أن المخرج الوحيد للأزمة الحكومية يكمن في تطبيق مبادرة رئيس الجمهورية والنأي بها عن الحسابات السياسية الداخلية والتجاذبات الاقليمية.

البناء

قالت مصادر تركية إنّ الجماعات المسلحة التي كانت موضع رهان في مواجهة النصرة قد شارفت على السقوط مع انضمام أحرار الشام للنصرة، وانّ الطريق بات سالكاً أمام عملية عسكرية سورية بدعم روسيا وإيران وقوى المقاومة طلبت تركيا تأجيلها لمنح الجماعات التابعة لها فرصة التحرك، وبعد التطورات الأخيرة صار مضمون تفاهمات قمتي طهران سوتشي يقتضي ان تسحب تركيا تحفظاتها على العملية العسكرية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

طلب إرجاء القمة الاقتصادية جزء من "عدّة" 8 آذار لفــرض التطبيع مع دمشق وهل يدفع هذا الموقف معطوفا على غياب الحماسة السعودية والحكومة الى تأجيلها؟

 المركزية/الخميس 10 كانون الثاني 2019/هل تنضم القمة الاقتصادية التنموية العربية المقرر ان يستضيفها لبنان في 19 و20 كانون الثاني الجاري، الى عملية تأليف الحكومة العتيدة، فتصبح بدورها في "خبر كان"، على حد توصيف رئيس مجلس النواب نبيه بري؟ هذا السؤال بات مشروعا، وفرض نفسه بقوة في الساعات الماضية في اعقاب اعلان بري امس في لقاء الاربعاء تفضيله ارجاء القمة، نظرا الى "ضرورة مشاركة دمشق فيها" ولأن "لبنان يجب ان يكون علامة جمع وليس علامة طرح" و"لكي لا تكون هذه القمة هزيلة" في ظل غياب حكومة مكتملة الاوصاف... وفي وقت كثرت التحليلات والقراءات لموقف رئيس المجلس المفاجئ، الذي عاكس تماما كلاما صدر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مطلع الاسبوع، شدد فيه على ان القمة حاصلة لان هناك حكومة تصريف اعمال تتحمل مسؤولياتها، قالت مصادر سياسية سيادية لـ"المركزية" إن دعوة بري الى تأجيل القمة تأتي في سياق مسار تنتهجه قوى 8 آذار منذ أشهر، عنوانه "تطبيع العلاقات بين بيروت ودمشق". وفي رأيها، سيزداد هذا الفريق السياسي عزما على الدفع في هذا الاتجاه، وسيوسّعه للمطالبة بتعويم النظام السوري عربيا، مستفيدا من اعلان دول عربية وخليجية عدة استئناف نشاطها الدبلوماسي في سوريا. وقد أتى انعقاد القمة العتيدة في بيروت مثابة "شحمة عفطيرة"، بحسب المصادر. فقوى 8 آذار ستتحرك وفق قاعدة واضحة في الايام القليلة الفاصلة عن 19 الجاري، تقول "إما ندعو دمشق الى القمة أو لا قمة". الا ان المصادر توضح ان هذا الموقف لا يمكن ان يؤثر على مصير الاجتماع العربي المرتقب، كون البت في انعقاده او لا، في جعبة رئيس الجمهورية وحده، كما ان تحديد الجهات التي تدعى او لا تدعى اليه، أمر تحسمه جامعة الدول العربية فقط لا غير. لكن المصادر تتحدث عن اعتبارات أخرى قد تقود الى ارجاء القمة، أبرزها عجز لبنان حتى الساعة عن تأمين حضور خليجي وازن فيها وعدم قدرته على جذب مسؤولين خليجيين من المستوى الرفيع للمشاركة في القمة. فالسعودية التي لا تبدو متحمّسة للقمة العربية "البيروتية"، لم تحسم بعد موقفها من مستوى المشاركة، علما انها - ودائما بحسب المصادر- تحفظت عن زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الرياض لتسليم الدعوة، فاستعيض عنه بالوزير جمال الجراح، في خطوة كافية لإظهار عدم رضاها عن الخيارات السياسية المحلية والاقليمية، لرئيس التيار البرتقالي، بما يمثّله لبنانيا.. والحال ان دول مجلس التعاون تبدو كلّها في انتظار ما ستقرره المملكة في شأن من سيمثّلها في القمة، لتقتدي بها، كما ان مصر التي كان رئيسها عبدالفتاح السيسي اكد حضوره شخصيا الى بيروت، من غير المستبعد ان تعيد النظر في مستوى تمثيلها في ضوء الموقف السعودي. امام هذه المعطيات، التي يُضاف اليها ايضا عدم وجود حكومة فعلية كاملة الصلاحيات لا تكتفي بتصريف الاعمال- وهو عامل اساسي ومؤثر في القمة من حيث نتائجها والمقررات، ولو حاول البعض التخفيف من أهميته- هل يكون مصير القمة الارجاء؟ لننتظر، تجيب المصادر التي ترجّح هذا الخيار في انتظار ظروف محلية افضل وتبلور معالم الصورة واتضاحها أكثر في المنطقة عموما، وفي سوريا خصوصا...

 

جريدة "المستقبل" تودّع قرّاءها

الخميس 10 كانون الثاني 2019/صدر عن إدارة جريدة المستقبل البيان الآتي: "امام التحولات التي تشهدها الصناعة الصحافية في لبنان والعالم، والتراجع المتواصل الذي تشهده السوق المحلية في المبيعات والمداخيل الإعلانية، قررت إدارة جريدة المستقبل وقف اصدار النسخة الورقية من الجريدة بدءا من 1 شباط 2019، والتحول إلى جريدة رقمية بالكامل. وقد أوكلت مهمة تحويل الجريدة إلى منصة رقمية وإدارة هذه المنصة إلى الزميل جورج بكاسيني. إن جريدة المستقبل التي رافقت قراء نسختها الورقية طوال 20 عاما، تعاهدهم وتعاهد مستخدمي منصتها الرقمية الحاليين والمستقبليين مواصلة العمل لتقديم أفضل خدمة إعلامية لهم، بروح الرسالة الوطنية والعربية التي حملتها منذ تأسيسها، وبمواكبة التطورات العميقة التي تشهدها الصناعة الإعلامية في العالم".

 

تحضيرات مطار بيروت بدأت

المركزية/الخميس 10 كانون الثاني 2019/في ظل التحضيرات التي يشهدها لبنان لإنعقاد القمة الاقتصادية التي ستعقد في 18 و19 و20 الجاري، علمت إذاعة “لبنان الحر” عن بدء التحضير والتدريب لموظفي مطار رفيق الحريري الدولي وطيران الشرق الاوسط لاستقبال طائرات المدعوين الى القمة.

 

آلية دفع رباعي لم توقفها "نورما"

ليبانون فايلز/الخميس 10 كانون الثاني 2019  

وسيلة نقله ذات دفع رباعي لا توقفها عاصفة ولا تتأثر بقطع طريق

تنقله أين يشاء من دون وقود ومن دون زيوت. لا تتجمّد بفعل الصقيع. إنه فلّاح يتنقّل داخل بلدته من دون أن يتأثر بجنون الطبيعة التي يعرف كلّ شيء عنها فلا ترعبه نورما ولا غيرها، فهو يتحكّم بدفّة القيادة . يعرف الطبيعة وتقلّباتها أكثر من كلّ الأرصاد ويعرف السنوات الممطرة من السنوات العجاف. تحيّة لكل "فلاح مكفي سلطان مخفي".

 

«شؤون جنوبية» تعقد ندوة حول «السياسة الصحية الرسمية في الجنوب»

خاص جنوبية 10 يناير، 2019 /عقدت مجلة "شؤون جنوبية" في مبنى بلدية صيدا عصر اليوم الخميس، ندوة حلقة نقاش بعنوان: "السياسة الصحية الرسمية والاستشفاء في الجنوب" وقد حاضر فيها رئيس الجمعية اللبنانية للسكري في لبنان الدكتور محمد صنديد، ورئيس اللجنة الطبية في مستشفى جزين الدكتور وهيب سلامي، والدكتور سامر جرادي. حضر الندوة جمع من الشخصيات الثقافية والاجتماعية في صيدا والجنوب، إلى جانب عدد من المهتمين وأصحاب الاختصاص في الشأن الصحي والإعلامي. قدّم للندوة الصحافي وفيق الهواري، ثم تحدث الدكتور سامر جرادي الذي تناول المستشفيات الحكومية في الجنوب، ورفض تحميل مسؤولية التقصير للمستشفيات، وإنما بسبب عدم جود خطة صحية واضحة، وقلة الإنفاق والفساد، و”إذا ضربنا مثلاً عن مستشفيات حكومية في تبنين وبنت جبيل وميس الجبل، فإن هذه المستشفيات مجهزة بشكل كامل وهي قريبة جغرافياً من بعضها، ولكن نسبة التشغيل فيها حوالى 50% عدا مستشفى بنت جبيل الذي يتم تشغيله بنسبة 100%. الدكتور محمد صنديد ومن موقعه كرئيس الجمعية اللبنانية للسكري كان شاهداً على الفشل على حدّ قوله، والملاحظات هي:

1 – عدم وجود توزيع عادل للخدمات الصحية، حسب المحسوبيات فلا وجود لخطة وطنية صحية شاملة تستمر فترة سنوات.

2 – عدم وجود خدمات للفقراء، خصوصاً من حيث الجودة، فأدوية السكري التي توزعها وزارة الصحة نوعها قديم، وتعتبر غير فعالة كفاية نسبة للأدوية الحديثة، ولكن ما تزال مستخدمة لعلاج السكري، وتوصف للمرضى.

3 – غياب الكفاءات واصحاب الشهادات ذات المصداقية العلمية عن تعيينات الأطباء في المستشفيات، وإنما يطغى على تلك التعيينات المحاصصة السياسية.

4 – عدم جدوى حملات الوقاية بسبب غياب الخطة، فربع الشعب اللبناني مصاب بالسكري، ولا يوجد سجل وطني للسكري إسوة بالسجل الوطني للسرطان، لذلك لا توجد إحصاءات صحيحة.

5 – عدم الإفادة من المساعدات الخارجية بسبب سوء الإدارة وغياب جلسات التوعية التي ترافق استخدام الأدوية.

وتابع صنديد، “لا يوجد برامج وقائية، ويجب إعادة النظر بالبرامج الدولية والمساعدات.

وخلص د. صنديد أن الحلول المقترحة تكمن بالتوصيات التالية:

تشكيل لجنة مؤلفة من أطباء ومستشارين كبار يمكن أن يكون القسم الأكبر منهم من المتقاعدين من أهل الخبرة والكفاءة من أجل اقتراح الإصلاحات المجدية.

إيجاد طريقة لتخفيف تكاليف العلاج باستخدام أدوية أقل كلفة وفعالة ومركبة، لأننا في لبنان نملك صيادلة لهم كفاءات عالية.

عدم تسييس المستشفيات الحكومية ورفع مستواها، وتحسين إدارتها. ثم تحدث الدكتور وهيب سلامة رئيس اللجنة الطبية في مستشفى جزين الذي تناول وضع المستشفيات الحكومية في الريف، وهي تحت وصاية وزارة الصحة، والمفترض أن تعالج المواطنين غير المضمونين، بفارق أتعاب أن يدفع المواطن فقط 5%.

ويشرح الدكتور سلامة “أنه مع الأسف فان الالتزام بالكلفة غير متوفر لصالح المواطن، وكذلك فإن متاعب مالية بالمقابل تواجه هذه المستشفيات الحكومية ما يمنع الأطباء والعاملين فيها من تقاضي رواتبهم بشكل منتظم وهي تعاني من مشاكل مالية بشكل عام وعجز بين الكلفة والإنتاج، وحتى أن مجالس الإدارة لهذه المستشفيات موزعة طائفياً لا حسب الكفاءة العلمية، وهي عائق كبير بوجه الإصلاح، فغالباً ما يكون رؤساء إدارة المستشفيات الحكومية وأعضاء المجلس فاسدين، فيعينون المدراء الماليون فيها بشكل يضمن تحقيق مصالحهم.

وختم مدير الندوة الزميل وفيق هواري النقاش، ولفت إلى أن اليوم توقف إضراب موظفي مستشفى الحكومي في صيدا، وأشار إلى أن السلطات أقفلت أحد مستودعات الأدوية بسبب قرب تجاوز الادوية لتاريخ صلاحيتها، مع العلم أنه كان من الممكن أن تحوّل الأدوية إلى مستوصفات ومراكز صحية لتوزيعها مجاناً على الفقراء قبل أن تنتهي صلاحياتها. كما أدان هواري التدخلات السياسية والمحاصصة الطائفية التي تُمارس أثناء تشكيل مجالس إدارة المستشفيات الحكومية في المناطق. وبالنهاية شكر رئيس تحرير مجلة “شؤون جنوبية” الصحافي علي الأمين مشاركة الجميع بالندوة، ولفت إلى أنه لاحط بالنسبة لموضوع الندوة أن منطقة مرجعيون وبنت جبيل وراشيا لا يوجد فيها مستشفيات خاصة، لذلك فإن تقسيم الأسرّة في المستشفيات يراعي الطائفية. والنقطة الثانية، أن تحميل النظام السياسي لوحده المسؤولية الكبرى عن تردي واقع المستشفيات الحكومية هو غير واقعي، وهو أمر تعجيزي لمن يريد الاصلاح، لانه لا يمكن إصلاح النظام بين ليلة وضحاها، وبالتالي لا يجب إلقاء المسؤولية فقط على النظام الطائفي والمحاصصة، فاذا اردنا أن نؤشّر على السبب الرئيس للفساد والامال الصحي في ايامنا، هو أن السلطة أصبحت خارج الدولة، بمعنى أن الدولة والسلطة بحالة ضعف لصالح قوى سياسية متحكمة على الأرض أقوى من سلطة الدولة.

 

رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر: الاتحاد العمالي رفض مثول رئيسه امام مكتب جرائم المعلوماتية  

الوكالة الوطنية/الخميس 10 كانون الثاني 2019/أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، في مؤتمر صحافي عقده في مقر الاتحاد، رفض المجلس التنفيذي للاتحاد رفضا قاطعا مثول رئيس الاتحاد أمام مكتب جرائم المعلوماتية"، معتبرا انه "من المستغرب والمهين أن أتبلغ مضمون دعوى ضدي خلال اتصال". وأكد "ان الاتحاد العمالي العام، بيت العمال والمظلة الوحيدة المتبقية للمطالبة بحقوقهم". ونفى الاسمر ان يكون قد اتهم وزير الاقتصاد والبيئة في حكومة تصريف الاعمال رائد خوري بصفقة العدادات. من جهته، أعلن النائب قاسم هاشم الذي حضر الى مقر الاتحاد، "اننا نتضامن اليوم في كتلة "التنمية والتحرير" مع الاتحاد العمالي العام لأننا منحازون الى الشعب والى عماله".

 

بري يقترح تأجيل القمة الاقتصادية العربية لغياب سوريا عنها/مصادر الرئاسة لـ «الشرق الأوسط»: الدعوة لم تُستتبع بأي إجراء رسمي بعد

بيروت: نذير رضا/«الشرق الأوسط»/الخميس 10 كانون الثاني 2019/دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أمس، إلى تأجيل القمة الاقتصادية العربية المزمع انعقادها في بيروت في 20 من الشهر الحالي، على ضوء عدم دعوة سوريا إليها؛ «كي لا تكون هذه القمة هزيلة»، بحسب ما نقل عنه نواب اجتمعوا به أمس، وهو لا يزال مجرد اقتراح لم يُستتبع بأي إجراء رسمي لبناني حتى الآن، بحسب ما قالت مصادر القصر الجمهوري لـ«الشرق الأوسط». ونقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله في لقاء الأربعاء النيابي أمس قوله: «في غياب وجود حكومة، ولأن لبنان يجب أن يكون علامة جمع وليس علامة طرح، ولكي لا تكون هذه القمة هزيلة، نرى وجوب تأجيلها»، مؤكداً مجدداً «ضرورة مشاركة سوريا في مثل هذه القمة». وينطلق بري في اقتراحه من كون سوريا غير مدعوة للقمة العربية الاقتصادية في بيروت، من غير أن تجزم المصادر ما إذا كان رئيس البرلمان فاتح القيادات اللبنانية، وخصوصاً رئيس الجمهورية العماد ميشال أو رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، أو السفراء العرب بالموضوع بعد، وهو إجراء يفترض أن يسبق أي خطوة عملية تتمثل في توجيه طلب للجامعة العربية بتأجيل القمة الاقتصادية؛ كون لبنان يستضيفها بينما الجامعة العربية هي الطرف المنظم والداعي لها. وبدا أن الرئاسة اللبنانية تمضي قُدماً في خطتها لاستضافة القمة في بيروت، حيث دعت الصحافيين يوم الأربعاء إلى التقدم بطلبات للحصول على الاعتمادات اللازمة في الوقت المناسب. وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، النائب فادي علامة، لـ«الشرق الأوسط»: إن الرئيس بري يرى أن هناك قمة اقتصادية عربية هدفها دعم الدول العربية وتمكينها اقتصادياً، و«أكثر الدول التي تحتاج إلى هذا الدعم الآن، هي سوريا»؛ لذلك «يقترح الرئيس بري تأجيل هذه القمة إذا كانت سوريا غير موجودة فيها، إلى حين إعادة تفعيل عضوية سوريا في جامعة الدول العربية».

ويُضاف هذا الهدف إلى سبب آخر، يتمثل في فشل اللبنانيين في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة. ونقل النواب عن بري قوله أمس: إن «موضوع تشكيل الحكومة كان في خبر كان وأصبح اليوم فعلاً ماضياً ناقصاً، وإن الاقتراحات التي جرى تداولها أخيراً لم يكن لها نصيب من النجاح». وفي غياب الحكومة، جدد بري دعوته إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال لإقرار الموازنة، حيث تناول ضرورة عقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار الموازنة وإحالتها إلى مجلس النواب، وقال إنه لم يصل إليه بعد أي جواب ولم يسمع بدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد لمناقشة الموازنة وإقرارها، «والذي لا يتناقض مطلقاً مع ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة والرجوع عن التعنت الذي يؤخرها».

غير أن ملف عضوية سوريا، يتصدر الأسباب، بحسب إشارة بري، بعدما بدا أن دمشق لن تكون مدعوة إلى القمة الاقتصادية في بيروت. وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا منذ سبع سنوات بعد الحملة التي شنتها الحكومة السورية على الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

وتدفع أطراف لبنانية باتجاه إعادة عضوية سوريا إلى جامعة الدول العربية، ومن بينها الرئيس بري وحلفاء لبنانيون لدمشق مثل «حزب الله» وأقطاب أخرى. ودعت «كتلة التنمية والتحرير» برئاسة بري أمس بعد اجتماعها الأسبوعي، «إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بعودة الشقيقة سوريا إلى جامعة الدول العربية».

وبعد زيارته بري، قال النائب عبد الرحيم مراد: إن رئيس مجلس النواب اللبناني «لا يقبل ولا يرضى إلا بأن تكون سوريا ممثلة في هذه القمة الاقتصادية، وهذا شرط أساسي نلتزمه»، مشيراً إلى أنه «من المفروض أن تحصل الموافقة على ذلك». ورداً على سؤال عما إذا كان يجب أن «نبادر إلى دعوة سوريا»، قال مراد: «طبعاً، هناك مبادرة لوزير الخارجية جبران باسيل لكي تدعو الجامعة العربية سوريا للمشاركة عبر اجتماع المندوبين لدى الجامعة، لكن سواء قرروا أم لم يقرروا، أكبر خطيئة نرتكبها إذا عقدنا قمة اقتصادية ألا ندعو سوريا. نريد إعادة المليون ونصف المليون نازح، سوريا التي فتحت الطرق لتصريف منتجاتنا الصناعية والزراعية، سوريا التي نحتاج إليها ليكون لنا دور في إعادة الإعمار في سوريا. البطالة الموجودة في لبنان 60 و70 في المائة والوضع الاقتصادي صعب، القمة موجودة أصلاً من أجل ولمصلحة لبنان فكيف لا تكون سوريا؟». وفي الشهر الماضي، أعادت دولة الإمارات العربية المتحدة فتح سفارتها في دمشق وأصبح الرئيس السوداني عمر البشير أول رئيس دولة عربي يزور دمشق منذ بدء الصراع. ولكي تعود سوريا مجدداً إلى الجامعة العربية، ينبغي على الجامعة العربية أن تتوصل إلى إجماع. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، يوم الثلاثاء: إن دمشق يجب أن تتخذ خطوات عدة قبل أن تتمكن من العودة إلى الجامعة، بما في ذلك إحراز تقدم سياسي في محادثات السلام حول سوريا برعاية الأمم المتحدة. وقال: «عندما يتم ذلك نستطيع الحديث عن هذا الأمر، لكن في هذه الأثناء ليس هناك جديد يؤهل».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بابا الفاتيكان يزور المغرب نهاية مارس

الرباط – وكالات/10 كانون الثاني/19/أفادت أنباء صحافية أمس، بأن بابا الفاتيكان فرانسيس سيزور المغرب في 30 مارس المقبل، تحت شعار “البابا فرانسيس خادم الأمل المغرب 2019”. وخصصت صحيفة “أخبار اليوم” المغربية حيزاً واسعاً تناولت فيه تفاصيل الزيارة المرتقبة، مضيفة ان شعار الزيارة اختير من بين 50 مشاركة في مسابقة خصصت لهذا الغرض. وأوضحت الملاحظة المصاحبة للشعار أن الصليب والهلال اللذين اعتمدا في تشكيل الشعار يرمزان إلى الإسلام والمسيحية، ويدلان على التعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين، مشيرة إلى أن اعتماد اللونين الأحمر والأخضر في الشعار إشارة إلى ألوان العلم المغربي، فيما يشير اللونان الأصفر والخلفية البيضاء إلى ألوان علم الفاتيكان. وأضافت ان زيارة البابا فرانسيس تأتي بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، وستشمل جولة في مدينتي الرباط والدار البيضاء، وستناقش القضايا المرتبطة بالتعايش الديني وقضايا الهجرة. وقال الباحث في الشؤون الإسلامية محمد رفيقي إنه ينبغي تثمين هذه المبادرات التي من شأنها أن تخلق أجواء من التعايش بين مختلف الأديان. واعتبر أن الزيارة هي أكثر إلحاحاً حالياً، خصوصاً في سياق الإشكاليات التي يطرحها الإرهاب، وكل ما يخلفه من ضحايا، مقابل إشكالية “الإسلاموفوبيا”، التي تنتشر في الغرب بشكل كبير جداً، بالإضافة إلى سياق صعود اليمين المتطرف في عدد من الدول الغربية. من ناحية ثانية، أعلنت السلطات المغربية، أنها بدأت إغلاق آلاف مناجم الفحم المهجورة والمتهالكة، التي قتلت عشرات العمال منذ العام الماضي بمنطقة جرادة (شرق)، وهي بذلك “مناجم الموت”، ولكنها مصدر رزق لكثير من الأسر وهي بذلك “مناجم الحياة”، وذلك في خطوة تهدف إلى تفادي سقوط ضحايا جدد، واحتواء حالة الاحتقان الاجتماعي. وقال وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز رباح أول من أمس، إن وزارته أشرفت على إغلاق “ألفي بئر من أصل 3500 كانت تستغل بشكل سري وعشوائي العام 2018، مضيفاً إنه “سيتم خلال العام الحالي، إغلاق الـ 1500 بئر المتبقية”. وأشار إلى أنه تم منح رخص استثنائية خاصة باستغلال الفحم الحجري لبعض شباب مدينة جرادة، لكنه لم يتحدث عن البدائل الاقتصادية التي ستوفرها السلطات إلى سكان المنطقة، بعد إغلاق كل مناجم الفحم غير القانونية التي يشتغل فيها غالبيتهم وتمثل مورد رزقهم الوحيد.

 

فرنسا: سننسحب من سورية عندما يتم التوصل لحل سياسي

باريس – وكالات/10 كانون الثاني/19/عرض وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس، شروط بلاده لسحب قواتها من سورية. وقال لو دريان: إن “فرنسا ستسحب قواتها من سورية عندما يتم التوصل إلى حل سياسي للصراع المسلح المستمر منذ العام 2011”. وأضاف أن “تواجدنا (العسكري) الأساسي هناك في العراق، لدينا وجود قليل في سورية، بالطبع، عندما يتم إيجاد حل سياسي، سنخرج من هناك!”. وأشار إلى أن روسيا مسؤولة عن الحل السياسي للصراع في سورية، مضيفاً أن “روسيا تحملت المسؤولية، وتدخلت في الوضع في سورية، وهي تواصل دعم بشار الأسد، لذلك، تتحمل المسؤولية السياسية حتى تتوصل سورية لقرار حل سياسي، وليس عسكرياً لتجنب استخدام الأسلحة الكيماوية”. في غضون ذلك، لقي خمسة جنود بريطانيين مصرعهم في قصف صاروخي شنه تنظيم “داعش” على دير الزور، أول من أمس. وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء أمس، أن العسكريين البريطانيين تعرضوا لقصف “داعش”، أثناء تواجدهم في قرية الشعف بدير الزور، بينما قالت مصادر محلية إنهم كانوا ضمن قوات التحالف الدولية.

 

اتفاق مرتقب بين دمشق والأكراد يهدد طموحات تركيا في سوريا

العرب/10 كانون الثاني/19/دمشق – أعرب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأربعاء عن تفاؤله حيال الحوار مع القوات الكردية التي تريد إبرام اتفاق مع دمشق، مشيرا إلى حدوث تقدّم في المحادثات التي توسّطت فيها روسيا. وسعت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردي وتسيطر على مناطق واسعة في شمال سوريا إلى إحياء المحادثات مع دمشق بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بسحب قوات بلاده من مناطقها. وتخشى قوات سوريا الديمقراطية من أن يغري الفراغ الأميركي تركيا للقيام بعملية عسكرية تستهدفها شرق الفرات، الأمر الذي عجّل في فتحها قنوات تواصل مع دمشق. والتصريحات التي أدلى بها المقداد للصحافيين هي الأولى بشأن المحادثات مع الأكراد الذين يطالبون دمشق بنشر قوات على الحدود مع تركيا. وردا على سؤال حول تقدّم المحادثات، قال المقداد إن من الضروري دوما الحفاظ على التفاؤل مضيفا “التجارب السابقة (مع الجماعات الكردية) لم تكن مشجعة ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها”. وعبر عن اتفاقه مع بيانات أصدرتها جماعات كردية في الآونة الأخيرة. وقال “إذا كان بعض الأكراد يدعون أنهم جزء لا يتجزأ من الدولة ومن شعب سوريا فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل”. وتابع “نشجع هذه الفئات والمجموعات السياسية على أن تكون مخلصة في الحوار الذي يتم الآن بين الدولة السورية وهذه المجموعات”، مضيفا أنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا بديل عن ذلك. وقال سياسي كردي بارز الأسبوع الماضي إن تلك الجماعات الكردية عرضت في اجتماعات عقدت في الآونة الأخيرة في روسيا “خارطة طريق” لاتفاق مع دمشق. وإذا أُبرم الاتفاق، فإنه سيوحّد مجددا أكبر منطقتين في البلد الذي مزقته الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام، وسيترك منطقة واحدة في شمال غرب البلاد في أيدي المعارضة المسلحة المناوئة للأسد والمدعومة من تركيا. ومن شأن التوصل إلى اتفاق أن يسحب البساط من أنقرة التي تهدّد باجتياح شرق الفرات بذريعة استئصال الخطر الكردي، فيما أن الهدف الأبعد هو احتلال شمال شرقي سوريا، أو على الأقل تركيز جماعات موالية لها في ذلك الشطر، وهذا الأمر محلّ رفض من دمشق وحليفتها موسكو، فضلا عن الأكراد. وأرسلت تركيا جيشها إلى سوريا مرتين لمهاجمة الوحدات، لكنها أرجأت هجوما على منطقة كبيرة خاضعة للأكراد في شمال شرق سوريا تنشط بها قوات أميركية. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قد شدد قبيل زيارته إلى تركيا الاثنين، على أن بلاده لن تنسحب من سوريا قبل ضمانات بشأن سلامة حلفائها الأكراد الأمر الذي أثار غضب أنقرة، ودفع رئيسها رجب طيب أردوغان إلى رفض مقابلته شانّا هجوما حادا على المسؤول الأميركي. ولا يستبعد مراقبون في أن تكون الولايات المتحدة قريبة من المحادثات بين دمشق والأكراد برعاية روسية، وربما هذا السبب خلف الهستيريا التركية. وقال المقداد بلهجة بدت واثقة إنه متأكد من أن كل القوات الأجنبية ستنسحب من سوريا، الأمر الذي يعزز الفرضية بوجود مفاوضات تجري في الكواليس بين روسيا والولايات المتحدة.

 

بومبيو: واشنطن ستظل شريكاً راسخاً في الشرق الأوسط /جدد دعم بلاده لمصر في الحرب على الإرهاب

القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/الخميس 10 كانون الثاني 2019/قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إنه ليس هناك أي تناقض في مسألة سحب القوات الأميركية من سوريا، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواصل عملياتها العسكرية لملاحقة تنظيم «داعش».  وأضاف بومبيو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري بالقاهرة اليوم اليوم (الخميس)، أن واشنطن ستظل شريكا راسخاً في الشرق الأوسط وستواصل العمل مع حلفائها بالمنطقة لدحر الإرهاب. وجدد وزير الخارجية الأميركي دعم بلاده لمصر في تصميمها على مكافحة الإرهاب والتطرف، معرباً عن أسفه للهجمات الإرهابية التي وقعت في مصر في الأيام الماضية. من جانبه، أكد شكري أنه جرى التأكيد خلال المباحثات على العلاقات الراسخة بين القاهرة وواشنطن، وقال «بحثنا سبل دعم الولايات المتحدة لمصر في الحرب الشاملة على الإرهاب». وأضاف أنه تم الاتفاق على عقد الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي هذا العام بصيغة 2 + 2، بمشاركة وزيري الخارجية والدفاع. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل بومبيو صباح اليوم، وتناول اللقاء الملفات الإقليمية الرئيسية. والقاهرة المحطة الثالثة لبومبيو في جولته الشرق أوسطية التي بدأت الثلاثاء بزيارة الأردن، ثم زيارة خاطفة وغير معلنة للعراق أمس (الأربعاء). وتهدف الجولة إلى طمأنة حلفاء واشنطن إزاء الدعم في الحرب ضد تنظيم داعش، رغم إعلان سحب القوات الأميركية من سوريا. ومنذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نهاية السنة بشكل مفاجئ، سحب قوات بلاده التي يبلغ عددها ألفي جندي من سوريا، تسود تساؤلات حول مصير «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تدعمها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش. وسيلقي بومبيو خطاباً في الجامعة الأميركية بالقاهرة يعرض فيه استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وفي تغريدة على «تويتر» اليوم، أعرب بومبيو عن سعادته لوجوده بالقاهرة، مشيراً إلى أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأميركية هي واحدة من أعمق وأوسع شراكاتنا في المنطقة، وأتطلع لزيارة جيدة».

 

بومبيو يشدد في العراق على «الشراكة الاستراتيجية» وتبادل اتهامات بين ائتلافي العبادي والمالكي حول الوجود الأميركي

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/الخميس 10 كانون الثاني 2019/شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارة مفاجئة للعراق التقى خلالها أبرز القيادات، أمس، على «الشراكة الاستراتيجية» التي تجمع بلاده ببغداد، فيما تبادل ائتلافا رئيسي الوزراء السابقين حيدر العبادي ونوري المالكي الاتهامات بشأن الوجود العسكري الأميركي في العراق. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيانات متتابعة إن بومبيو شدد خلال اللقاء مع رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان في بغداد على دعم الولايات المتحدة «الشراكة الثنائية الطويلة الأمد، المدعومة باتفاق الإطار الاستراتيجي بين البلدين». وأكد «ضرورة دعم المؤسسات الديمقراطية العراقية والسيادة والتنمية الاقتصادية والاستقلال في مجال الطاقة»، مشيراً إلى «التزام الولايات المتحدة بمساعدة العراق في التعامل مع التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهه». ولفت إلى «أهمية العراق كشريك استراتيجي في المنطقة». وإضافة إلى القضايا الثنائية، ناقش بومبيو مع القيادات العراقية تبعات قرار الانسحاب من سوريا والعقوبات على إيران، في إطار جولته في المنطقة التي بدأها من الأردن، أول من أمس، بهدف طمأنة حلفاء بلاده إلى استمرار الدعم في الحرب ضد تنظيم «داعش»، رغم إعلان سحب القوات الأميركية من سوريا. والتقى بومبيو رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس الجمهورية برهم صالح، ووزير الخارجية محمد علي الحكيم، وأكد لكل منهم «دعم الولايات المتحدة لجهود الحكومة الجديدة لضمان الاستقرار والأمن والازدهار لكل العراقيين». كما بحث «مواصلة التعاون» بين الجيشين «لضمان أن تكون هزيمة (داعش) دائمة في كل المنطقة». وقال الوزير الأميركي إنه «سعيد للغاية بالوجود هنا»، مشيراً إلى أن «التوقيت جيد». وذكر بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن بومبيو أكد في لقائه مع عبد المهدي «على التزام الولايات المتحدة بدعم سيادة العراق... وبحث هزائم تنظيم (داعش) الأخيرة في سوريا، واستمرار تعاوننا مع قوات الأمن العراقية». وشدد عبد المهدي، في بيان أصدره مكتبه بعد اللقاء، على أهمية العلاقات العراقية - الأميركية، خصوصاً في مجال الحرب ضد «داعش»، إلى جانب التعاون في مجال الطاقة والاقتصاد. وأشار إلى أن «العراق بلد ديمقراطي يشهد تطوراً ملحوظاً، وهو حريص على استقرار المنطقة وإقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية والصديقة وجميع دول الجوار». وأشار إلى أن اللقاء ناقش «الانسحاب الأميركي من سوريا»، وبيّن وزير الخارجية الأميركي أن «بلاده عازمة على تنفيذ هذا القرار بشكل تدريجي ومنظم وبالتعاون والتنسيق مع العراق»، مؤكداً دعم الولايات المتحدة للحكومة العراقية ولجهودها لبسط الأمن وتنشيط الاقتصاد.

وبعد اللقاء مع عبد المهدي، التقى بومبيو الرئيس العراقي برهم صالح الذي اعتبر أن العراق «بحاجة إلى الدعم الأميركي»، معبراً عن امتنانه «للدعم الأميركي منذ سنوات» لمواجهة «داعش» خصوصاً. وأضاف أن «التنظيم هُزم عسكرياً، لكن المهمة لم تنته». وزار بومبيو أربيل بعد لقاءاته في بغداد، والتقى رئيس الإقليم السابق مسعود البارزاني، ونجله مسرور، ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البارزاني، الذي قال عبر «تويتر» إنهما عقدا «لقاءً مثمراً تناول تقوية العلاقات الثنائية ومناقشة آخر التطورات في المنطقة». وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور خالد عبد الإله لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة بومبيو إلى العراق تشمل ملفات عدة أهمها طبيعة الاستراتيجية الأميركية بعد قرار الانسحاب من سوريا، إضافة إلى ملف القوات الأميركية في العراق واتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين»، خصوصاً أن «هناك اليوم قوى عراقية بدأت تطالب بانسحاب الأميركيين وإلغاء الاتفاقية الأمنية».

وأشار عبد الإله إلى أن «الملف المهم الآخر على أجندة بومبيو هو ملف الاستثمار والاقتصاد والاستقرار، فأميركا تريد إقناع العراق بأن وجودها العسكري يتطابق مع الحاجة إلى إعادة الاستقرار والإعمار، فضلاً عن ملف العقوبات على إيران». وبالتزامن مع زيارة بومبيو إلى بغداد، تبادل «ائتلاف النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، و«ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الاتهامات بشأن الوجود الأميركي في العراق بعد عام 2014. وكان «ائتلاف النصر» أصدر بياناً، أمس، قال فيه إن «القوات الأميركية استُدعيَت إلى العراق بتاريخ 24 يونيو (حزيران) 2014، من قبل حكومة نوري المالكي، إثر دخول عصابة (داعش) الإرهابية، وإسقاطها للمحافظات». وأشار إلى أن «هذا مثبت في وثائق الأمم المتحدة والوثائق المتبادلة بين الدولتين».

وأضاف أن الاستدعاء «استند إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق وأميركا»، لافتاً إلى أن «حيدر العبادي حين نال ثقة مجلس النواب بتاريخ الثامن من سبتمبر (أيلول) 2014، كانت القوات الأميركية موجودة في العراق قبل تسلّمه مسؤولية رئاسة الوزراء بأكثر من شهرين».

وشدد الائتلاف على أن «العبادي هو الذي جعلها قوات متعددة، وليست قوات أميركية فقط»، داعياً «القوى السياسية إلى الالتزام بالمصداقية والابتعاد عن تضليل الرأي العام». وأكد أن «العبادي كان ولا يزال حريصاً على استقلال العراق وسيادته، وجميع الخطوات التي اتخذها كانت تصب في مصلحة وحدة العراق واستقلاله وسيادته. ولن تنال من إصراره ومواقفه الوطنية محاولات الإقصاء والتشويه والتضليل التي تمارسها نخب غير مسؤولة».

وكان «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه المالكي اتهم العبادي بـ«إهمال» تطبيق اتفاقية إخراج القوات الأميركية. ورد على بيان «ائتلاف النصر»، أمس، معتبراً أنه «محاولة للتهرب من المسؤولية». وأضاف أن «(ائتلاف دولة القانون) يعرب عن أسفه لما تضمنه بيان (ائتلاف النصر) من مغالطات وادعاءات حول وجود القوات الأميركية في العراق بعد عام 2014». ورأى أن «ما ورد في بيان النصر من تهم ومغالطات يمثل محاولة للتهرب من مسؤولية استقدام حكومة العبادي للقوات الأميركية، ومنحها قواعد ثابتة على الأراضي العراقية، وصلاحية التحرك على أرض العراق وسمائه من دون الرجوع إلى السلطات العراقية، ويُعد هذا مخالفة صريحة لبنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي المبرمة مع الولايات المتحدة، التي أفضت إلى خروج القوات الأجنبية من العراق عام 2011».

وأضاف أن «انسحاب القوات الأجنبية يُعد يوماً استثنائياً في تاريخ العراق الحديث، وهو بمثابة عيد وطني تفتخر به حكومة نوري المالكي وجميع القوى الوطنية، إذ تمكن المفاوض العراقي من إخراج القوات الأجنبية من جميع الأراضي العراقية ومن دون أية بنود أو ملاحق سرية». واعتبر أن «زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب كشفت عن حقيقة ما منحته الحكومة السابقة من صلاحيات للقواعد الأميركية التي تتعارض مع أبسط مقومات السيادة العراقية، لذلك يحاول (ائتلاف النصر) التخلي عن المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية التي أخلّت بها حكومة العبادي أمام الرأي العام».

وقال القيادي في حزب «الدعوة» وزير الرياضة والشباب الأسبق جاسم محمد جعفر لـ«الشرق الأوسط» إن «مما يؤسف له أن يكون هناك تصعيد غير مبرر بين ائتلافي (النصر) و(دولة القانون)، ومن قبل قيادات ربما تنتمي إلى المستوى الثالث أو الرابع، لا القيادات الرأسية المتمثلة بالمالكي والعبادي اللذين يتمتعان بعلاقات جيدة بينهما». وأضاف أن «الحقيقة التي لا بد من أن نتحدث بها من دون تحيز لأي من الطرفين، لاعتقادي بوجود تقصير من جانب من أصدر هذين البيانين، أن القوات الأميركية زاد عددها وعديدها بعد 2014، وهو أمر كان يحمل معه مبرراته، سواء كان من طلب ذلك رئيس الوزراء الأسبق أو السابق، لأن (داعش) كان مصدر تهديد واضح، وكان لا بد من استقدام قوات أميركية وأجنبية». واعتبر جعفر أن «(النصر) لم يكن موفقاً في بيانه، لأنه كان ينبغي أن يكتفي بمبررات الاستقدام، وهي كافية، من دون تحميل طرف آخر المسؤولية»، مبيناً أن «(ائتلاف دولة القانون) كان ينبغي ألا ينجر إلى مثل هذا التصعيد غير المبرر، ويوضح موقفه بشكل أهدأ، لا سيما أن القيادات الرأسية متمثلة بالمالكي والعبادي تجري حوارات هادئة وبعيداً عن الإعلام». وكانت حدة التصريحات الرافضة للوجود الأميركي في العراق تصاعدت أخيراً، من قبل عدد من الكتل السياسية والفصائل المسلحة القريبة من إيران، لا سيما بعد زيارة الرئيس الأميركي إلى قاعدة «عين الأسد» غرب العراق أواخر الشهر الماضي.

 

تركيا تهدد بشن هجوم شمال سوريا إذا تأخر الانسحاب الأميركي

أنقرة - بيروت/الشرق الأوسط/الخميس 10 كانون الثاني 2019/حذّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم (الخميس) من أن أنقرة ستشن هجوما شمال سوريا إذا تأخر الانسحاب الأميركي. وقال وزير الخارجية التركي في مقابلة مع شبكة «إن تي في»: «إذا تأخر (الانسحاب) مع أعذار سخيفة لا تعكس الواقع مثل (الأتراك سيقتلون الأكراد) فسننفذ قرارنا»، بشن عملية في شمال سوريا. وأضاف جاويش أوغلو أن من غير الواقعي توقع أن تسحب الولايات المتحدة كل الأسلحة التي أعطتها لحليفتها «وحدات حماية الشعب الكردية» السورية، والتي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. من جهة أخرى، توصلت «هيئة تحرير الشام» وفصائل مقاتلة بعد معارك بينهما استمرت تسعة أيام، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار نص على «تبعية جميع المناطق» في محافظة إدلب ومحيطها لـ«حكومة الإنقاذ» التي أقامتها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في المنطقة. وجاء في بيان نشر على حسابات الهيئة على مواقع التواصل الاجتماعي «وُقع اتفاق صباح اليوم (الخميس) بين كل من هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير (تضم عددا من الفصائل) ينهي النزاع والاقتتال الدائر في المناطق المحررة ويفضي بتبعية جميع المناطق لحكومة الإنقاذ السورية».

 

«النواب» الأميركي يقرّ تمويلاً فدرالياً جزئياً... و«الشيوخ» يتصدّى له

واشنطن/الشرق الأوسط/الخميس 10 كانون الثاني 2019/أقرّ مجلس النواب الأميركي مشروع قانون لتمويل وزارة الخزانة ومصلحة الضرائب وغيرهما من الوكالات للعام المقبل كجزء من استراتيجية ديمقراطية لإعادة الأجهزة الحكومية الفدرالية إلى العمل بالتدريج. وصوّت المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون مساء أمس (الأربعاء) بأكثرية 240 صوتا مقابل 188 للموافقة على مشروع قانون التمويل الذي سيعيد أيضا لجنة الاتصالات الفدرالية والقضاء الفدرالي وسواهما إلى العمل. وانضم ثمانية نواب جمهوريين إلى 232 نائباً ديمقراطياً في دعم مشروع القانون. وقالت رئيسة لجنة المخصصات المالية في مجس النواب نيتا لوي إن دافعي الضرائب يعتمدون على مصلحة الضرائب لمساعدتهم في تقديم بياناتهم الضريبية، لكنهم "لا يملكون الآن أي شخص يمكنهم اللجوء إليه" للحصول على التعليمات الصحيحة. والمؤكد أن مشروع القانون لن يمضي قدماً في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وقد وصفه زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل بأنه مناورة سياسية، وقال إنه لن يطرحه على المجلس للتصويت. ويشار إلى أن مشروع القانون لم يخصّص أي أموال للجدار الذي يريد الرئيس دونالد ترمب بناءه على الحدود مع المكسيك بكلفة 5.7 مليار دولار، لمواجهة الهجرة غير الشرعية. وهذه المسألة بالذات هي التي أدت إلى الإغلاق الجزئي للحكومة الفدرالية منذ 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وضمن محاولات حل الأزمة، اجتمع ترمب مع قادة ديمقراطيين في الكونغرس، غير أن اللقاء القصير انتهى بالفشل. ولا يمكن إقرار الميزانية العامة للسنة المالية الجديدة في الولايات المتحدة إلا إذا حصلت الحكومة على موافقة الكونغرس المكوّن من مجلسي النواب والشيوخ. وإذا اختلف المجلسان حول أي من البنود وعجزا عن إيجاد حلّ، يتوقف العمل بمؤسسات الدولة غير الحيوية ويجري تسريح موظفين بصفة مؤقتة، بينما تواصل المؤسسات الحيوية أعمالها، مثل الشرطة الفدرالية والدفاع المدني والوكالات الاستخباراتية والهيئات العسكرية. ويؤثر الإغلاق الجزئي الراهن على 9 من 15 وزارة فدرالية وعشرات الوكالات ومئات الآلاف من العاملين في الحكومة، ويعمل مئات الموظفين الحكوميين من دون أجر، في حين أن هناك 350 ألف موظف حصلوا على إجازة غير مدفوعة إلى حين إقرار الموازنة.

 

رشيدة طليب تثير عاصفة مع بداية رحلتها في الكونغرس الأميركي

واشنطن/الشرق الأوسط/الخميس 10 كانون الثاني 2019/استهلّت النائبة عن الحزب الديمقراطي رشيدة طليب ولايتها في الكونغرس بالتوعد ببدء إجراءات لإقالة الرئيس دونالد ترمب الذي وصفته بكلمة قاسية، الأمر الذي أثار غضب الجمهوريين واستتبع توبيخاً لها من الرئيس.

وفيما جرى تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أمس (الجمعة) واليوم (السبت)، يظهر طليب النائبة عن ولاية متيشيغان وهي تتحدّث عن ترمب، ردّ الأخير مهاجماً الديمقراطيين، فيما أبدت الرئيسة الجديدة للمجلس نانسي بيلوسي عدم رغبتها في ضبط لغة النائبة. وسأل ترمب في تغريدة: "كيف يمكن الشروع في إقالة رئيس ربما ربح أعظم انتخابات في التاريخ؟"، مضيفا أن الديمقراطيين يريدون إقالته "لأنهم يعلمون أنهم عاجزون عن الفوز عام 2020". وخلال لقاء أقيم بعد ادائها اليمين الخميس، قالت طليب وهي ابنة مهاجرين فلسطينيين، أمام مؤيديها: "سنذهب إلى هناك وسنقيل ذاك اللعين". وارتفعت أصوات الحضور وعانقت طليب مؤيديها. وعندما سئل ترمب عن تصريحات منتقدته أجا أنها "مشينة" و"لا تنم عن الاحترام للولايات المتحدة الأميركية". واضاف: "أعتقد أنها ألحقت العار بنفسها وبعائلتها باستخدامها لغة كهذه". ويأتي هجوم طليب وإطاره في وقت لافت. فقد كسب الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب بعد ثماني سنوات في مقاعد الأقلية. وطليب (42 عاما) واحد من تلك الوجوه الجديدة المتحمسة والمدركة لطريقة التعامل مع وسائل الإعلام والتي تسعى لهزّ الوضع السائد في واشنطن. وبصفتها رئيسة مجلس النواب الجديدة، سيقع على عاتق بيلوسي (78 عاما) مهمة ضبط طليب والعناصر الأكثر راديكالية في حزبها. لكن السياسية المخضرمة سعت إلى التقليل من أهمية أقوال طليب. وقالت أمس: "لدي ربما رد فعل له علاقة بالفرق بين الأجيال. لا أقوم بمهمة الرقابة". وأضافت: "لكني لا أعتقد أنها (التصريحات) أسوأ مما قاله الرئيس". وعبر الجمهوريون عن الغضب إزاء تصريحات طليب وقالوا إن الديمقراطيين يسعون للثأر من ترمب بدوافع سياسية بدلا من إيجاد أرضية مشتركة. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "شاهدنا مبتدئة تقف مستخدمة هذه اللغة وتلقى تأييدا من قاعدتهم، وشاهدنا رئيسة جديدة لمجلس النواب لا تقول لها شيئا". ويقول الديمقراطيون المؤيدون لإجراءات الإقالة إن ترمب عرقل العدالة بطرده مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي آي" جيمس كومي، وبأن أموالا دفعها محامي ترمب لامرأتين على الأقل ثمنا لصمتهما خلال معركة الانتخابات الرئاسية تنتهك قوانين تمويل الحملات. وطليب من أشد المنتقدين لترمب، وقد جعلت الدعوات المطالبة بإقالته في صلب حملتها الانتخابية. وأوقفت قبل عامين لمقاطعتها خطاباً له خلال حملته الانتخابية. وكتبت في مقالة مشتركة نشرتها صحيفة "ديترويت فري برس" صباح دخولها الكونغرس: "الآن حان وقت بدء إجراءات الإقالة". ووافقها النائب الديمقراطي براد شيرمان الذي عرض الخميس رسميا إجراءات لإقالة ترمب، مع الإشارة إلى استبعاد التصويت على هذه الإجراءات في مجلس النواب، أقله في الوقت الحاضر. وفي هذا السياق، قللت بيلوسي من احتمالات الشروع في آلية إقالة الرئيس وقالت إن ذلك "ليس مسألة سأعمل من أجلها".

 

ميليشيا الحوثي تستهدف عرضاً عسكرياً للجيش اليمني بطائرة «درون» وإصابة رئيس الأركان اللواء عبد الله النخعي ونائبه

عدن/الشرق الأوسط/الخميس 10 كانون الثاني 2019/استهدفت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران عرضاً عسكرياً للجيش اليمني بطائرة من دون طيار (درون)، في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج جنوب اليمن، بحسب ما أعلن مصدر عسكري يمني. وتحدث مصدر عسكري من الجيش اليمني عن مقتل 6 عناصره وجرح 20 شخصاً آخرين وبحسب المصدر فإن رئيس الأركان في الجيش اليمني، اللواء عبد الله النخعي ونائبه صالح الزنداني، بالإضافة إلى محافظ لحج عبد الله التركي، وعدد من كبار القيادات العسكرية أصيبوا في الهجوم كانوا حاضرين في العرض.

وأكد الحوثيون استهداف القاعدة العسكرية في محافظة لحج جنوبي اليمن، أثناء تنظيم فعالية عسكرية. وشددت الحكومة اليمنية على أن الهجوم يثبت أن الحوثيين جماعة إرهابية، مستغربة عدم تدخل المجتمع الدولي لوقف إرهاب هذه الميليشيات. فيما اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن الهجوم على قاعدة العند شمال محافظة لحج يثبت رفض الحوثيين للسلام.

 

3 قتلى في احتجاجات أم درمان بالسودان

الخرطوم/الشرق الأوسط/الخميس 10 كانون الثاني 2019/قالت وكالة الأنباء السودانية، اليوم (الخميس)، إن ثلاثة أشخاص قتلوا في احتجاجات مناهضة للحكومة أمس في مدينة أم درمان، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع خلالها لتفريق المتظاهرين. وقالت الوكالة إن المدينة وهي ثاني أكبر مدن البلاد «شهدت أحداث شغب وتجمعات غير مشروعة» تم تفريقها باستخدام الغاز المسيل للدموع، في إطار مظاهرات مستمرة منذ أسابيع. ونقلت الوكالة عن الشرطة قولها إنها تلقت بلاغات عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح. وقال شهود لوكالة «رويترز» إن الشرطة طاردت المتظاهرين في الشوارع الجانبية حيث عادوا تنظيم أنفسهم لاستئناف الاحتجاجات. وأضاف الشهود أن المئات أغلقوا طريقاً رئيسياً. وتعهد البشير أمام آلاف من أنصاره في العاصمة الخرطوم أمس بالبقاء في السلطة على الرغم من المظاهرات. وينظم المحتجون مظاهرات شبه يومية منذ أسابيع للتعبير عن غضبهم من نقص الخبز والعملة الأجنبية.

 

السجن 11 عاماً لوزير إسرائيلي سابق عمل «جاسوساً لإيران»بعدما أسقطت عنه تهمة «مساعدة العدو»

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/الخميس 10 كانون الثاني 2019/أصدرت محكمة إسرائيلية، أمس الأربعاء، قراراً بالسجن لمدة 11 عاماً على الوزير الإسرائيلي الأسبق لشؤون البنى التحتية والطاقة، غونين سيغيف، وذلك إثر إدانته بتهمة التجسس لصالح إيران.

وقالت المحكمة إن تهمة التجسس ضد الوزير سيغيف ثابتة بالأدلة القاطعة، إذ قدم لإيران تقارير خطيرة، واعترف بهذه التهم بشكل صريح، بعد توقيعه على صفقة مع النيابة، أدت إلى تخفيف العقوبة عنه. وتضمّنت صفقة الادعاء اعتراف سيغيف بالاتهامات التي وجّهت إليه، مقابل حذف تهمة «مساعدة العدو في حربه ضد إسرائيل» من لائحة الاتهام المعدّلة ضده، وإنزال عقوبة مخفّفة عليه «من أجل تفادي فضح أنشطة استخبارية مختلفة أثناء عملية الإثبات»، بحسب مصادر في النيابة. وكانت محاكمة سيغيف قد جرت في ظل سرية تامة. ومع ذلك تسرب منها أن سيغيف أخبر مشغليه في طهران، بمعلومات دقيقة عن وسائل الحراسة المتبعة على عدد كبير من القادة الإسرائيليين السابقين. وأنه وبسبب ما تم كشفه، فرض جهاز المخابرات العامة «الشاباك» حراسة مشددة حول عدد من كبار المسؤولين السابقين، مثل رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق، إيهود باراك، ورئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، ووزير الدفاع ورئيس الأركان الأسبق، موشيه يعلون، ورؤساء أركان الجيش السابقين، بيني غانتس وغابي أشكنازي ودان حالوتس.  وذكرت هذه المصادر أن سيغيف اعترف في المحكمة بأنه قدم لمشغليه الإيرانيين معلومات دقيقة وحساسة جداً، تتعلق بالحراسة ووسائل التنقل وتفاصيل سفر هؤلاء المسؤولين وغيرهم، والأسماء المستعارة التي تستخدمها هذه الشخصيات في الخارج، وغيرها من الأسرار التي تكشف كل أو معظم وسائل الحماية المتبعة. وقالت إن الصدفة وحدها منعت أن يتم اغتيال أو اختطاف أحدهم. ويعتبر سيغيف شخصية إشكالية في السياسة الإسرائيلية، إذ إنه أصلاً يمارس مهنة الطب؛ لكنه تحول إلى السياسة لينضم إلى حزب أقامه جاره رفائيل إيتان، في مطلع التسعينات في بلدة تل العدس ما بين الناصرة والعفولة. وهو حزب يميني راديكالي. ولكن سيغيف تمرد على قرارات حزبه، وأيد اتفاقيات أوسلو، وانضم إلى ائتلاف حكومة إسحاق رابين، فعينه وزيراً. وهو يعتبر المسؤول الإسرائيلي الأعلى رتبة الذي أدين بالتجسس لصالح دولة أجنبية؛ لكنه ينضم إلى قائمة طويلة من المسؤولين الكبار، من بينهم أعضاء «كنيست» وضباط كبار في الجيش، واجهوا نفس الاتهامات خلال العقود الماضية. وكشفت قضية سيغيف في شهر يونيو (حزيران) الماضي، إذ سمح بنشر أخبار عن اتهامه بالتجسس لصالح إيران من دون نشر تفاصيل. وفي حينه قال بيان مشترك للشرطة و«الشاباك» إنه تم اعتقال سيغيف في مايو (أيار)، بشبهة ارتكاب مخالفة «مساعدة العدو في الحرب، والتجسس ضد إسرائيل». ومع انتهاء التحقيق معه، قدمت النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في القدس لائحة اتهام ضده، تضمنت مخالفات كثيرة منها «تسليم معلومات للأعداء». وصادق على لائحة الاتهام كل من المستشار القضائي للحكومة والمدعي العام.  وأوضح البيان أن سيغيف كان يعيش في السنوات الأخيرة في نيجيريا، ووصل إلى غينيا الاستوائية في مايو 2018، ومن هناك تم نقله إلى إسرائيل بناء على طلب الشرطة، وذلك بعد أن رفضت غينيا الاستوائية إدخاله إلى أراضيها بسبب خلفيته الجنائية. وتبين أن هذه العملية كانت عبارة عن عملية خطف ناعمة. فاعتقل سيغيف لدى وصوله إلى إسرائيل. وتبين أنه تم تجنيد سيغيف كعميل لإيران في عام 2012، عن طريق مسؤولين في السفارة الإيرانية في نيجيريا، ووصل إلى إيران مرتين مع مشغليه، الذين كان يعرف أنهم من عناصر المخابرات الإيرانية. وبحسب قرار الإدانة، فإن سيغيف التقى مع مشغليه الإيرانيين في عدة أماكن في أنحاء العالم، وفي فنادق وشقق سكنية كانت تستخدم للنشاط السري الإيراني. كما حصل على منظومة اتصال سرية لتشفير الرسائل التي ينقلها إلى مشغليه. وقدم للإيرانيين معلومات ذات صلة بالطاقة في إسرائيل، والمواقع الأمنية فيها، والمباني، وأصحاب المناصب في الهيئات السياسية والأمنية وغيرها. كما أنه أقام علاقات مع إسرائيليين ذوي صلة بمجال الحماية والأمن والعلاقات الخارجية لإسرائيل، بهدف ربطهم بجهات استخبارية إيرانية، من خلال الإيحاء بأنهم مجرد رجال أعمال.

 

رئيس موريتانيا يقود مسيرة ضخمة لوضع حد لـ “الإرث الأسود”

نواكشوط – وكالات/10 كانون الثاني/19/انطلقت في موريتانيا، مسيرة ضخمة تهدف إلى وضع حد للتناحر العرقي الذي يمزق البلاد، منذ إلغاء العبودية فيها، والذي لا تزال آثاره ماثلة إلى اليوم. وسعياً لوضع حد لهذا “الإرث الأسود”، دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز أول من أمس، بلاده إلى استئصال خطاب الكراهية خلال مشاركته في مسيرة تهدف إلى وأد التوترات العرقية. وقال عبدالعزيز خلال المسيرة في نواكشوط: إن “الناس الذين هم خلف هذا الخطاب أقلية، لكن يجب علينا وضع حد لسلوكهم السام من أجل مستقبلنا”. وحذر من أنه سيستخدم قانوناً تم تبنيه العام الماضي، للانقضاض على “الكراهية والعنصرية والخطاب العنيف”. وقال إنه يدرك أن البلاد تعاني “تفاوتاً اجتماعياً واقتصادياً، مثل كل مكان في العالم يوجد فيه أغنياء وفقراء”، لكن “علاج هذا يكمن في التعليم”. ودعا الرئيس الموريتاني إلى المسيرة بسبب النزاعات المستمرة بين العرب البربر والحراطين، أو العبيد السابقين والمتحدرين منهم، واعتبر أول من أمس، يوم إجازة مدفوعاً من أجل إفساح المجال للمشاركة في المسيرة. وحمل المشاركون في المسيرة لافتات تعزز التماسك العرقي وهم يهتفون “لا للكراهية والتطرف والتحريض على العنف”، في حين قال منظموها إن مئات الآلاف لبوا الدعوة للمشاركة. ورفضت المعارضة المشاركة في المسيرة، مشيراً إلى أن “هذه المسيرة لا يمكن أن تكون حلا”، ودعت إلى حوار وطني لإيجاد “حلول مستدامة”.

 

هواوي استخدمت شركات واجهة في إيران وسوريا

العرب/10 كانون الثاني/19/

انكشفت الأسرار والتكلفة قد تكون غالية

تؤكد وثائق حصلت عليها وكالة رويترز ما قاله ممثلو ادعاء كنديون، أمام المحكمة في فانكوفر خلال جلسة محاكمة، أن كبيرة المسؤولين الماليين السابقة في شركة هواوي مينغ وان تشو، كذبت بشأن العلاقات بين شركة هواوي وشركة تبيع معدات الاتصالات لإيران، في انتهاك للعقوبات الأميركية على البلاد. وحسب تقرير للوكالة، تشير الوثائق إلى أن مينغ وان تشو خدعت بنوكا دولية في ما يتعلق بمعاملات مالية مع شركتين بزعم أنهما مستقلتان عن الشركة الصينية. لندن – ستيف ستيكلو /باباك دهقان/ بيشه /جيمس بومفريت - تتركز الاتهامات الأميركية الموجهة إلى المديرة المالية لشركة هواوي مينغ وان تشو، التي ألقت السلطات الكندية القبض عليها الشهر الماضي على صلات يشتبه أنها تربط الشركة بشركتين غير معروفتين. تتخصص الشركة الأولى في بيع معدات الاتصالات وتعمل في طهران والثانية هي الشركة المالكة لها وهي شركة قابضة مسجلة في موريشيوس. وتصر هواوي على أن الشركتين مستقلتان، وهما شركة سكايكوم تك المحدودة لبيع معدات الاتصالات وشركة كانيكولا القابضة المحدودة، غير أن مستندات رسمية موجّهة من الشركة لسلطات الأوراق المالية ومستندات أخرى توصلت إليها وكالة رويترز في إيران وسوريا تبيّن أن الصلات بين هواوي، أكبر شركة موردة لمعدات شبكات الاتصالات في العالم، والشركتين أوثق مما كان معروفا من قبل. وتكشف الوثائق أن مسؤولا تنفيذيا كبيرا في هواوي قام بتعيين مدير شركة سكايكوم في إيران. وتوضح أن ثلاثة أفراد على الأقل بأسماء صينية كان لهم حق التوقيع فيما يتعلق بالحسابات المصرفية لشركتي هواوي وسكايكوم في إيران.

وقالت رويترز إنها اكتشفت أيضا أن محاميا من الشرق الأوسط قال إن هواوي أدارت عمليات في سوريا من خلال شركة كانيكولا. وربما تكون للصلات التي لم يسبق نشر أيّ شيء عنها بين هواوي وهاتين الشركتين أثر في الاتهامات الأميركية الموجهة لمينغ ابنة مؤسس شركة هواوي رين تشينغ في، وذلك من خلال تقويض مزاعم هواوي بأن سكايكوم مجرد شريكة أعمال تعمل بشكل مستقل. وتؤكد السلطات الأميركية أن هواوي احتفظت بالسيطرة على سكايكوم واستخدمتها في بيع معدات اتصالات إلى إيران وتحويل الأموال من خلال النظام المصرفي العالمي. وتقول السلطات إن البنوك قامت نتيجة لهذا الخداع بتسوية معاملات بمئات الملايين من الدولارات غير مدركة أنها ربما تنطوي على مخالفة للعقوبات التي كانت واشنطن تفرضها في ذلك الوقت على التعاملات مع إيران. البنوك قامت نتيجة لخداع مينع وان تشو بتسوية معاملات بمئات ملايين الدولارات غير مدركة أنها ربما تنطوي على مخالفة للعقوبات التي كانت واشنطن تفرضها على إيران وأخلت السلطات الكندية سبيل مينغ في 11 ديسمبر بكفالة قدرها عشرة ملايين دولار كندي (7.5 مليون دولار أميركي) وهي لا تزال في فانكوفر ريثما تحاول واشنطن تسلمها. وفي حالة تسليمها للولايات المتحدة فستوجه إليها اتهامات بالتآمر للاحتيال على مؤسسات مالية متعددة. وتصل العقوبة القصوى عن كل تهمة إلى السجن 30 عاما. ولم تُعلن الاتهامات على وجه الدقة. وتقول السلطات الأميركية إن المديرة المالية مينغ وان تشو احتالت على بنوك دولية وجعلتها تسوي معاملات مع إيران زاعمة أن الشركتين مستقلتان عن هواوي رغم أن الشركة الصينية تسيطر عليهما في حقيقة الأمر. وفي الشهر الماضي قالت هواوي إنها لم تتلق معلومات تذكر عن الاتهامات الأميركية “ولا علم لها بأي خطأ ارتكبته مينغ”. ووصفت هواوي علاقتها بشركة سكايكوم بأنها “شراكة أعمال عادية”. وقالت إنها تلتزم التزاما كاملا بكل القوانين واللوائح وتشترط أن تلتزم بها سكايكوم أيضا. وأثار القبض على مينغ بناء على أمر أميركي باحتجازها ضجة في الصين. إذ يأتي في وقت يشهد توترات متصاعدة على الصعيدين التجاري والعسكري بين واشنطن وبكين ووسط مخاوف من جانب المخابرات الأميركية من أن معدات الاتصالات التي تنتجها هواوي تحتوي على “أبواب خلفية” للتجسس لحساب الصين.

عرض لإيران

هواوي

تضمن ملف الدعوى الأميركية بحق مينغ تقارير نشرتها وكالة رويترز في 2012 و2013 عن هواوي وسكايكوم ومينغ نفسها. وجاء في أحد هذه التقارير أن سكايكوم عرضت بيع معدات كمبيوتر محظورة من هيوليت باكارد لا تقل قيمتها عن 1.3 مليون يورو إلى أكبر شركة لاتصالات الهواتف المحمولة في إيران في 2010. وكان ما لا يقل عن 13 صفحة من العرض موسومة بعبارة “سري لهواوي” وتحمل شعار الشركة. وقالت هواوي إن الأمر انتهى إلى أنها لم تقدم هي أو سكايكوم المعدات الأميركية. كما أشارت رويترز إلى صلات عديدة تربط هواوي بسكايكوم من خلال معاملات مالية وأفراد من العاملين بالشركتين من بينها أن مينغ كانت عضوا في مجلس إدارة سكايكوم في الفترة من فبراير 2008 إلى أبريل 2009. وأظهرت وثائق قضائية قدمتها السلطات الكندية بناء على طلب من الولايات المتحدة في الجلسة التي نظرت فيها المحكمة طلب الإفراج عن مينغ بكفالة في فانكوفر الشهر الماضي أن عدة بنوك استفسرت من هواوي عن تقارير رويترز. وتبين الوثائق أن السلطات الأميركية تدعي أن مينغ وموظفين آخرين في هواوي “كذبوا مرارا” في ردودهم على البنوك التي لم يُذكر اسم أي منها عن علاقة الشركة بسكايكوم ولم يكشفوا أن “سكايكوم تخضع بالكامل لسيطرة هواوي”. وتشير السلطات الأميركية أيضا إلى أن مينغ قالت في لقاء خاص مع مدير تنفيذي بأحد البنوك في أغسطس 2013 أو نحو ذلك إن هواوي باعت أسهمها في سكايكوم لكنها لم تكشف أن المشتري كان “شركة تسيطر عليها هواوي”. وتقول الوثائق القضائية إن هواوي أبلغت ذلك البنك أن الشركة الصينية باعت أسهمها في سكايكوم في 2009، وهو العام الذي تنحت فيه مينغ عن عضوية مجلس إدارة سكايكوم. لم يُكشف عن هوية المشتري في الوثائق، غير أن مستندات سكايكوم المقدمة للسلطات في هونغ كونغ حيث جرى تسجيل الشركة تبين أن ملكية أسهمها نُقلت في نوفمبر 2007 إلى شركة كانيكولا. وتوضح سجلات سكايكوم أن كانيكولا المسجلة في موريشيوس في 2006 ظلت تحتفظ بأسهم سكايكوم لنحو عشر سنوات. وجاء في “ملخص الحقائق” الذي قدمته السلطات الأميركية في جلسة المحكمة الكندية للنظر في الإفراج بكفالة عن مينغ أن “الوثائق وسجلات البريد الإلكتروني تظهر أن أشخاصا وصفوا بأنهم ‘أعضاء مجلس إدارة منتدبون’ في سكايكوم كانوا موظفين في هواوي”. ولم يرد ذكر لاسم أي من هؤلاء الأفراد. وتقول وثيقة من شركة سكايكوم قُدمت في إيران ودخلت السجلات الإيرانية في ديسمبر 2011 إن شي ياو هونغ انتخب مديرا لفرع سكايكوم في إيران لمدة عامين. ويعمل في هواوي مدير تنفيذي اسمه شي ياو هونغ. ويظهر من خلال بياناته على موقع لينكد إن الإلكتروني أنه كان يعمل في هواوي “رئيسا لمنطقة الشرق الأوسط” في يونيو 2012. وقالت وكالة أنباء الإمارات في نوفمبر 2010 إنه المسؤول في هواوي عن تعاملات رئيسية مع شركة اتصالات التي تعد من شركات الاتصالات الكبرى في الشرق الأوسط وشريكا لهواوي. وذكرت وكالة رويترز أن الرئيس الحالي لوحدة البرمجيات التابعة لهواوي أغلق الهاتف عندما سألته عن علاقته بشركة سكايكوم. وتتضمن وثائق عديدة قدمتها سكايكوم للسلطات في إيران أسماء من لهم حق التوقيع على حساباتها المصرفية في البلاد. وأغلب هذه الأسماء صينية. وكان ثلاثة أفراد على الأقل لهم حق التوقيع على الحسابات المصرفية لشركتي سكايكوم وهواوي. وورد اسم أحد الأفراد في السجلات الإيرانية بشكلين مختلفين اختلافا طفيفا غير أن رقم جواز السفر الخاص بالاسمين كان واحدا. وتقول السلطات الأميركية في الوثائق القضائية المقدمة في كندا إن موظفين في هواوي كانوا يوقعون على الحسابات المصرفية لشركة سكايكوم في الفترة من 2007 إلى 2013. وتبيّن سجلات في هونغ كونغ أنه جرت تصفية شركة سكايكوم اختياريا في يونيو 2017 وأن كانيكولا حصلت على 132 ألف دولار في إطار التسوية.

الحلقة السورية

هو حتى عامين مضيا كان لكانيكولا مكتب في سوريا التي تخضع أيضا لعقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وفي مايو 2014 نشر موقع الاقتصادي لأخبار المال والأعمال في الشرق الأوسط مقالا موجزا عن حل شركة تابعة لهواوي في سوريا متخصصة في معدات آلات الصراف الآلي.

وكتب المحامي أسامة قرواني، الذي وصف نفسه بأنه المصفي، رسالة طلب فيها تصحيحا موضحا أن المقال تسبب في “ضرر كبير” لشركة هواوي. وقال في رسالته إن التقرير أشار إلى أن شركة هواوي للاتصالات نفسها قد تم حلها وليس شركة “هواوي لحلول الاتصالات المتكاملة المحدودة المسؤولية.. المتخصصة بآلات الصراف الآلي”. وقال المحامي “نوضح لكم بأن شركة هواوي لم يتم حلها مطلقا”. وأضاف أن “شركة هواوي كانت ولا تزال تمارس عملها في سوريا من خلال عدة شركات وهي هواوي تكنولوجيز المحدودة المسؤولية وشركة كانيكولا هولدينجز ليمتد المسجلة بسجل الفروع والمكاتب والوكالات الأجنبية لدى مديرية التجارة الخارجية في سوريا”. وشركة هواوي تكنولوجيز واحدة من الشركات الرئيسية العاملة في هواوي. وكغيره من المسؤولين الذين اتصلت بهم رويترز، لم يرد قرواني على الاستفسارات التي أرسلتها له الوكالة بالبريد الإلكتروني عن شركة كانيكولا. وقال شخص مطّلع على التحقيق إن المحققين الأميركيين على علم بصلة كانيكولا بسوريا. وأضاف آخر أن كانيكولا كان لها مكتب في دمشق وتعمل في سوريا لحساب هواوي، مشيرا إلى أن من بين زبائن كانيكولا في سوريا ثلاث شركات كبرى للاتصالات. إحدى هذه الشركات هي “أم.تي.أن سوريا” التي تسيطر عليها مجموعة أم.تي.أن المحدودة في جنوب أفريقيا ولها أنشطة في مجال الهاتف المحمول في كل من سوريا وإيران. ولشركة أم.تي.أن مشروع مشترك في إيران باسم أم.تي.أن إيرانسل وهو أيضا من زبائن هواوي. وقال مصدر آخر مطلع إن أم.تي.أن قدمت لهواوي المشورة في ما يتعلق بهيكل العمل بمكتب سكايكوم في إيران. وقال ذلك المصدر “سكايكوم مجرد واجهة”. وفي ديسمبر 2017 نشر المدير العام لفرع شركة كانيكولا المحدودة المسؤولية إعلانا في صحيفة سورية لكن لم يذكر اسمه في الإعلان. وجاء في الإعلان أن فرع كانيكولا “توقف عن العمل في الجمهورية العربية السورية نهائيا” قبل ذلك بشهرين. ولم يُذكر تفسير لذلك.

 

هل ألغت واشنطن انسحابها من سوريا؟

محمد قواص/العرب/10 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70933/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B5-%D9%87%D9%84-%D8%A3%D9%84%D8%BA%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%88/

بينما توحي مواقف دونالد ترامب بخطط لانسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، توحي مواقف جون بولتون وجولة مايك بومبيو بأن الأميركيين باقون في المنطقة، وربما ذاهبون إلى تطوير هذا التواجد.

ثبات سياسات واشنطن بالنسبة إلى سوريا

يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خروج القوات الأميركية من سوريا. جدية ما أعلنه في هذا الشأن من عدمه لا تبدو مهمة. ويعمل حرفيو الإدارة في واشنطن على تصويب الشطط الذي يصدر عن تغريدات الرئيس بما يتناسب حقيقة مع مصالح الولايات المتحدة، وبما لا يتعارض في الشكل البروتوكولي مع نصوص ترامب في البيت الأبيض. باستطاعة المغرد أن يغرّد. سيقوم وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون بالتموضع وفق مصالح واشنطن التي لا يمكن أن تنسفها بخفّة تحولات سيد البيت الأبيض. وفي ما اعتمده بومبيو وبولتون من مواقف ما ينسف تماما ما أدلى به ترامب، وما يلتقي مع موقف وزير الدفاع المستقيل جيمس ماتيس. يأخذ ترامب علما بمواقف “الدولة العميقة” في بلاده، فيعيد تهذيب مواقفه، في رواية جديدة، على نحو يحافظ فيه على مبدأ الانسحاب على ألا يكون متسرعا متعجلا، وألا يكون على حساب هدف القضاء على تنظيم داعش كما الضغط لإخراج النفوذ الإيراني من سوريا.

يقرر ترامب إثر حديث هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان جرى في 23 ديسمبر الماضي سحب قواته من سوريا. بدا القرار مزاجيا شخصانيا فاجأ أردوغان نفسه. لم تصدق أنقرة أن واشنطن ستُطيعُ رئيسها في هواه. كانت في ذلك على حق. فما صدر عن بولتون من شروط لأي انسحاب أميركي جاء أقسى من بقاء هذه القوات. بولتون يطالب تركيا بضمانات لا تستطيعها، تحمي حلفاء واشنطن الأكراد. باتت حماية الحلفاء الأكراد في سوريا بالنسبة لواشنطن موازية في أهميتها للعلاقة التي يفترض أنها تاريخية بين تركيا والولايات المتحدة. لا تريد واشنطن تقديم الأكراد وسوريا على طبق من فضة للرئيس التركي. وحتى إشعار آخر لا تعترف الولايات المتحدة برواية الأتراك حول إرهابية “قسد” و”وحدات حماية الشعب” الكردية. عرف أردوغان ذلك. رفض استقبال بولتون، واعتبر أن تصريحاته “غير مقبولة”، مضيفا أنه قد “ارتكب خطأ فادحا”. جاء بولتون برفقة رئيس الأركان جوزيف دانفورد والمبعوث الخاص للتحالف الدولي جيمس جيفري. كان واضحا أن وجهات النظر متعارضة متخاصمة على نحو بعيد عن روحية الاتصال الهاتفي الشهير بين الرئيسين التركي والأميركي. تنفي أنقرة رواية ترامب حول ضمانات قدمها أردوغان لضمان أمن المقاتلين الأكراد بعد الانسحاب الأميركي من سوريا. أمر هذه الضمانات كان قد أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أيضا. فهل كذب ترامب، أم أن واشنطن باتت تطالب ترامب، قبل أردوغان، بهذه الضمانات؟

تمثل جولة وزير الخارجية الأميركي في المنطقة عملية إنزال دبلوماسي هدفها تأكيد ثوابت السياسة الخارجية لواشنطن في الشرق الأوسط، بغض النظر عن أجندات ترامب وتغريداته. لترامب حسابات تتعلق بالضغوط المحلية المرتبطة بتحقيقات روبرت مولر، المحقق الخاص بملف التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتتعلق أيضا بالتعبيد لطموحاته الرئاسية في انتخابات عام 2020. يحتاج الرجل إلى بناء جدران تعوضه عن إخفاقه في بناء جدار على حدود المكسيك. ويحتاج أيضا إلى دغدغة مشاعر ناخبيه بوعده الشعبوي بسحب القوات الأميركية من الخارج، سواء كان هذا الخارج أفغانيا أو سوريا، دون أي حديث عن تواجد هذه القوات في العراق مثلا. وفيما توحي مواقف ترامب بخطط لانسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، توحي مواقف بولتون وجولة بومبيو بأن الأميركيين باقون في المنطقة، وربما ذاهبون إلى تطوير لهذا التواجد.

أنقرة لن تهاجم الأكراد دون ضوء أخضر أميركي

يعلن أردوغان أن بلاده وحدها القادرة على العمل مع روسيا والولايات المتحدة في سوريا. لا تريد واشنطن وموسكو أن يكون لأنقرة هذه الرشاقة في اللعب على أوتار الخلاف الأميركي الروسي وتباين أجنديتهما في العالم، كما في سوريا نفسها. لسان حال روسيا والولايات المتحدة يقول إن التسوية السورية المتوخاة تأخذ بعين الاعتبار، أولا وأخيرا، المصالح العليا للبلدين، على أن تكون مصالح الدول الأخرى، ومنها تركيا، ملحقة تابعة لا تملك أن تمارس ابتزازا يتعارض مع تفاهمات الكبار، كما لا تملك أن تتجاوز خطوطا حمراء في غياب هذه التفاهمات. تعيد مؤسسة الحكم الأميركي الإمساك بقرار الدولة الحقيقي في شأن له علاقة بالأمن الاستراتيجي. من غير المسموح أن تقرر دردشة شخصية بين ترامب وأردوغان مصير التواجد العسكري الأميركي في سوريا، كما لم يكن مسموحا أن تقرر الدردشة السرية التي جرت خلف الأبواب في هلسنكي في يوليو الماضي بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خارطة طريق أخرى لطبيعة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.

يبدو غضب أردوغان ضد بولتون ممثلا لغضب الرئيس الأميركي ربما ضد مستشاره للأمن القومي. رفض الرئيس التركي استقبال الزائر الأميركي، فيما الرئيس الأميركي مضطر للاستماع مليا إلى مستشاره كما لعتاة المؤسسة الحاكمة في وزارة الدفاع وأجهزة المخابرات ووزارة الخارجية.

ترسل الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إشارات متسارعة تكشف عن ثبات سياساتها بالنسبة لسوريا. تعجل تلك الدول بمواقف متتالية ترفض عودة سفاراتها إلى دمشق، وترفض أي تطبيع يفهم منه قبول بأمر واقع تريده موسكو، ولا تعارضه أنقرة. قيل إن قوات عربية قد تنتشر لتعبئة الفراغ الأميركي المحتمل في سوريا، قبل أن تنفي الدول المرشحة لهذا الانتشار أمر ذلك.

تراقب روسيا السجال الأميركي التركي بانكفاء واضح. لا يضير موسكو أن يعاد تسعير الخلاف بين أنقرة وواشنطن علّ في الأمر ما يبعد أردوغان عن أطلسيته ويقربه من أوراسيا العزيزة على قلب زعيم الكرملين. تراقب روسيا الموقف الأميركي تجاه تركيا بصفته معركة تخوضها الولايات المتحدة بالنيابة عن روسيا. فإذا ما حدث أن انسحب الأميركيون من سوريا، فالأحرى أن يرث الروس هذه التركة وألا تسقط بغباء في يد الأتراك، وإلا فالأجدى ألا ينسحب الأميركيون وأن يبقوا حاضرين داخل المشهد حتى نضوج تفاهمات روسية غربية تعيد تعريف سوريا المقبلة في السياسة والموقع والجغرافيا والثروات. بدا أن الأكراد في سوريا أدركوا ذلك أو أُوحي إليهم هذا الإدراك. أي انسحاب أميركي يكون بديله وجودا روسيا سواء كان مباشرا أو من خلال قوات نظام دمشق.

لن تهاجم أنقرة الأكراد دون ضوء أخضر أميركي. فشل مهمة بولتون أتاح تحركا عسكريا روسيا حول مدينة منبج. أسقط بولتون ما سطّره أردوغان على صفحات نيويورك تايمز قبل أيام. لن يكون الأتراك بديل الأميركيين وورثتهم شرق الفرات. لم يأت بولتون إلى تركيا، مرورا بإسرائيل، من أجل أن يكمل مع الأتراك تفاهمات عقدها ترامب وأردوغان هاتفيا. تقصّدَ الرجل تفخيخ محادثاته مع الأتراك بشروط أطلقها من إسرائيل. بدا أن الرجل يرفع من سقف شروط “الأمن القومي الأميركي” في أنقرة من أجل إحباط ما تواطأ الرئيسان التركي والأميركي بشأنه. عاد بولتون إلى بلاده وفي ذهنه أنه نجح في مهمته، وأن النبرة العالية لخطاب أردوغان الغاضب كفيلة بتأجيل الانسحاب من سوريا، وربما، أيضا، بإلغاء هذه الفكرة من أساسها. ربما حريّ الآن مراقبة تغريدات ترامب المقبلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

على صفيح ساخن

لاعتبارات إقليمية من جهة، ومن جهة أخرى رغبة «حزب الله» إفهام الآخرين تكراراً أنه وحده الآمر الناهي، عاد ملف التأليف إلى نقطة الصفر وتجدد اقتتال أكثر أطراف التسوية السياسية على فتات الدولة

حنا صالح/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70931/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b5%d9%81%d9%8a%d8%ad-%d8%b3%d8%a7%d8%ae%d9%86-%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%82%d9%84%d9%8a%d9%85/

لا حكومة لبنانية في القريب، والتكليف بالتأليف الذي مضى عليه 231 يوماً بات من عاديات الأمور، والبلد يتجه إلى مزيدٍ من التأزيم، وما على اللبنانيين إلا انتظار جلاء أبعاد التطورات في سوريا بعد القرار الأميركي بالانسحاب البطيء من شرق الفرات، كي يفك «حزب الله»، صاحب الكلمة الفصل، أسر الحكومة. البلد المخطوف القرار بفعل تغول الدويلة دخل أزمة توريث وهو مكبل بدين تجاوز 100 مليار دولار، ومقيد ببطالة تجاوزت الـ35 في المائة، ومنتهك السيادة واستقلاله معلق، إنه في إجازة غالية الثمن باهظة التكلفة، ولم يتجرأ أي مسؤول على مصارحة الناس بالأسباب الحقيقية، ودور الخارج المهيمن في التسبب بالتأزيم السياسي وتداعياته الاقتصادية، بل جرى ترك المواطنين ضحايا أخبار «المصادر المطلعة» التي لحمتها وسداها، أن أطرافاً محلية ولأسباب داخلية محضة جعلت البلد يقف على رِجل واحدة!

حتى الآن خسر العهد سنة كاملة، الأشهر الأولى كانت مرحلة الإعداد للانتخابات التي جرت في السادس من مايو (أيار)، والأشهر التي تلت استُهلكت في عملية تأليف لم تنته، مع التأكيد أنه عندما سيُفرج عن الحكومة لا أحد ينتظر متغيرات كبيرة، القرار سيبقى خارج مجلس الوزراء، وعلى جري العادة من أيام الاحتلال السوري، ستنخرط السلطة التشريعية بكليتها في السلطة التنفيذية لتبقى المحاصصة الطائفية مُصانة وبعيدة عن المُحاسبة. لكن الأمر الذي خلّف أضراراً إصلاحها ليس بالأمر السهل، هو أن الرئيس عون لم يأخذ المسافة الضرورية عن حزبه، وأكثر ما برز ذلك كان مع وقائع الأشهر الأخيرة التي تُوجت بتكليف الوزير جبران باسيل أموراً أوحت وكأن الرئاسة منوطة به، ومنها تحقيق ما يؤمّن لهذا الفريق منفرداً، الثلث المعطل في مجلس الوزراء، لتحميه من غدرات الزمان! وكل الأمور التي تصارعت حولها المجموعات النيابية قدمت الدليل أن الطبقة السياسية فقدت المعايير الأخلاقية، فلبنان من نهاية عهد الرئيس إميل لحود لتاريخه، أي خلال عشر سنوات ونيف عاش من دون حكومة 1877 يوماً، أي 5 سنوات و52 يوماً انتقلت خلالها الطبقة السياسية بكاملها من همّ البحث عن حماية مستقبل لبنان ودوره ضمن منطقة على صفيح ساخن مشتعلة ومهددة بإعادة رسم حدودها، إلى تأمين أولوياتها المطلقة «حقوقها» الخاصة، ليشهد المواطن اللبناني نماذج من متسلطين يديرون شركات حزبية تقودها شهوة قضم المتيسر من المال العام؛ ما وضع الوطن الصغير أمام انسداد مظلم وغير قابل للحياة، ثم يتحدثون عن نظافة الكف في حين الفساد بلغ أرقاماً فلكية. والفساد له بينهم أم وأب وهو المرآة للقرار السياسي منذ نهاية الحرب الأهلية و«مشرع بالقانون» وفق الرئيس فؤاد السنيورة!

لكن بعيداً عن التراشق الإعلامي والتوتر بين «التيار الوطني» حزب الرئيس عون و«الثنائي الشيعي» والتحريك المشبوه للشارع والمسؤولية عن الانقلاب على تسمية السيد جواد عدرا وزيراً عن «السنة» التابعين لـ«حزب الله» من حصة رئيس الجمهورية (...)، وبعيداً عن الدور الذي يؤديه الوزير باسيل صاحب الطموحات السلطوية الذي أُلبس وحده مسؤولية عرقلة التأليف لأنه يخوض معركة الرئاسة لا الحكومة، فمهما كان دوره وكانت أهدافه لو أراد من يملك القرار فك أسر التأليف لكانت الحكومة تألفت بطرفة عين. لذلك؛ كله وبعيداً عن حكاية تمثيل هؤلاء النواب «السنة»، فإن ما يجري من تعطيل عام ليس جديداً على الحياة السياسية اللبنانية، بل هو جزء من الأدوار الخفية – المعلومة والممارسات المتبعة من 10 سنوات وأكثر بفعل فائض القوة التي يمتلكها «حزب الله» والهدف نقل البلد من حالٍ إلى حال. باختصار شديد بعد حرب عام 2006 قال: «حزب الله» لكل اللبنانيين أن الاستقرار بيده وأنه الضمانة ويريد من الآخرين الإقرار له بثمن حروبه، الإقرار بوضع يده على تأليف الحكومة وقرارها والتحكم بالرئاسة والبرلمان تكريساً لغلبة طائفية.

بالتأكيد لم يشهد لبنان السياسي ورشة لتعديل الدستور أو إعادة نظر بوثيقة الوفاق الوطني، لكن البلد بات يُحكم بالأعراف المستندة إلى ميزان القوى وليس إلى الدستور ومندرجاته. رئيس البلاد هو من يرشحه «الحزب»، وقانون الانتخاب الاستنسابي هو ما يقترحه، رغم أنه لم يكن خافياً على أحد أنه سيمكّنه من الهيمنة على السلطة التشريعية، واستطراداً، يكون تأليف الحكومات وفق أهوائه وتبعاً لأجندته الخارجية، فيتم تقزيم دور الرئيس المكلف ليتولى رئيس الجمهورية بحث عِقد التوزير واقتراح الحلول، وتتسع التدخلات في التأليف ويعرف الرئيس المكلف أن الحكومة التي سيرأس ليست إلا ممثلين عن «لوياجيرغا» القبائل الطائفية اللبنانية، بعدما تكرس منذ اتفاق الدوحة، بضغوط قطرية - تركية بدعة «الثلث المعطل»، وحق التوقيع الثالث، الذي قضى بأن تكون وزارة المالية مكرسة دوماً لفريق «حزب الله» طائفياً!

ما بعد التسوية السياسية في عام 2016 تغير الحال كلياً. بين طموحات استعادة سلطات للرئاسة الأولى عقلنها اتفاق الطائف، وبين سياسة الترهيب لترجمة فائض القوة في القرار العام، تمت إعادة هندسة كاملة للبلد من خارج الدستور أبقت المناصفة بين المسيحيين والمسلمين شكلاً، وعمّقت واقع المثالثة الطائفية عرفياً، وإن تغاضت آنياً عن مطلب استحداث موقع نائب للرئيس يكون من حق طائفة «الولي الفقيه»، بعدما بات «حزب الله» القائد الأوحد للبلد الممسك ليس بقرار السلم والحرب وحسب، بل بكل تفاصيل القرار السياسي والاقتصادي ولا كلمة فوق كلمته فوضع يده على الدولة كصاحب «تكليف» استراتيجي.. وبهذا المعنى لا حكومة إلا بشروطه، أي محكومة بالهيمنة المطلقة على القرار اللبناني، والنتيجة أن الثقة العربية والدولية برئيسها وبالحكم وبالبلد ككل ستتأثر سلباً. هذا يعيد المتابعين إلى محطة التسوية – الخطيئة، فقد كان أمراً غير مألوف الانخراط في تسوية محاصصة مع فريق مسلح، يُعدُّ سلاحه مادة انقسام بين اللبنانيين، ومشروعه أكبر من البلد ومرجعيته طهران، وعندما تدق الساعة فإن موقفه وبندقيته سيكونان في خدمة مشروع الولي الفقيه!

لاعتبارات إقليمية من جهة، ومن جهة أخرى رغبة «حزب الله» إفهام الآخرين تكراراً أنه وحده الآمر الناهي، عاد ملف التأليف إلى نقطة الصفر وتجدد اقتتال أكثر أطراف التسوية السياسية على فتات الدولة يتهالكون على المناصب التي تبيض ذهباً لجني المزيد من المغانم، ولا بأس للبلد الرهينة من الانتظار، فإذا كان متيسراً للحرس الثوري فتح الجسر العسكري البري بين طهران والمتوسط، فإن طموحات النظام الإيراني ووكيله المحلي أكبر من المطروح؛ الأمر الذي سيضفي على الحكومة سمة الغلبة للفريق الممانع، وهذا ما يتحدث عنه يومياً شيوخ «حزب الله»، ولا سيما قاسم، والقاووق، والنابلسي. ليست الأزمة في فصلها الجديد مسألة تأليف حكومة وفق الآليات الدستورية المفترضة، بل إن النقاش المستجد سيتناول الأسماء ووظيفة الحكومة التي ستكون بحق حكومة «حزب الله» الأولى، وبالتالي لا يعود مستغرباً أن تطرح من الآن استراتيجية دفاعية جوهرها تشريع سلاح ميليشيا «حزب الله» أسوة بوضع «الحشد الشعبي» في العراق، وبدء خطوات التطبيع مع النظام السوري ورئيسه وتكريس الأعراف اللادستورية في حكم البلد.

 

لبنان: الحكومة المصغّرة ممنوعة في حسابات "حزب الله"

محمد شبارو/العربي الجديد/10 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70937/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%BA%D9%91%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D9%81%D9%8A/

مرّت الأعياد الأخيرة في لبنان من دون حكومة، ومرّ معها قطوع عاصفة طبيعية أبرزت بوضوح ترهّل الدولة وبناها التحتية ومرافقها، ولكنها لم تدفع أحداً من الطبقة السياسية إلى وقف الصراع والتأخير في تأليف الحكومة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. عملياً، يجمع كل الأطراف على الساحة السياسية على أن الحالة التي يمرّ بها لبنان تتطلب حكومة إنقاذية، لا يزال الاختلاف على شكلها حاضراً، فيما التوافق على دورها معلوم. وبين الشكل والدور، يبدو أن الأولوية بالنسبة لكثر هو الشكل، لما فيه من محاصصة سياسية، في مرحلة شديدة الدقة. فمنذ انتهاء الانتخابات النيابية في مايو/ أيار الماضي وتكليف سعد الحريري تأليف الحكومة، بدا محسوماً أن الاتجاه يسير نحو ما يسمى في لبنان "حكومة وحدة وطنية"، أي حكومة تضمّ جميع الأطراف، بشكل لا يبقى معه معارضة وموالاة ويصبح الجميع موالياً ومعارضاً في آن معاً. وتحت هذا الشعار وقع الخيار على تأليف حكومة موسعة تضم الجميع، وإن كانت من 30 وزيراً، مع استبعاد خيارات أخرى عادة ما تطرح بقوة في جميع دول العالم في مثل هذه الظروف، أي الحكومة المصغّرة، أو حكومة من اختصاصيين.

إثر فشل الحريري في تشكيل حكومة من 30 وزيراً بوشر الحديث عن حكومة مصغّرة

انجرّ الحريري سريعاً خلف طرح الحكومة الموسعة، وذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن "الأولوية بالنسبة له كانت تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن، للقيام بالمهمة الإنقاذية المنوطة بالحكومة، والسير بالإصلاحات المطلوبة من أجل مؤتمر سيدر. وأنه وفق ذلك ظنّ أن ضمّ جميع القوى السياسية إلى حكومة ثلاثينية، سيؤمّن مظلة وطنية للمهمة الإنقاذية والإصلاحات المطلوبة، لكن ظنونه اصطدمت عند أول امتحان مرتبط بتوزيع الحصص الحكومية، بسبب التجاذبات وحسابات ربطها البعض بالمعارك النيابية والرئاسية المرتقبة بعد نحو ثلاثة أعوام. أدرك كثيرون سريعاً أن تأليف حكومة موسعة لن يكون مهمة سهلة، في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، التي شهدت إعادة رسم المشهد السياسي العام، وتحديد أوزان القوى السياسية وطنياً وعلى صعيد الطوائف ذاتها، مفرزة سيطرة شبه كاملة لمحور "الممانعة"، وتراجعاً كبيراً لتيار "المستقبل" وما كان يسمى قوى "14 آذار"، وتحجيماً للحزب "التقدمي الاشتراكي".

هذا الواقع كله دفع الحريري ومن حوله أخيراً، وفق معلومات "العربي الجديد"، إلى "العودة ولو بخجل للبحث في إمكانية تأليف حكومة مصغرة، لكن الطرح اصطدم بفيتو مباشر من قبل حزب الله أبلغه إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، متمسكاً بالحكومة الموسعة وبتمثيل مختلف القوى السياسية في الحكومة". مع ذلك انطلق الحريري في عملية جس النبض الذي بدأ أواخر العام الماضي، معتبراً أن طرح الحكومة المصغّرة يمكن أن يؤدي إلى الحدّ من الخلافات الوزارية، وإلى تمثيل القوى الرئيسية في البلاد، وتحييد القوى الأقل حضوراً، فتكون حكومة يتمثل فيها "حزب الله" و"أمل" وتيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والحزب "التقدمي الاشتراكي"، وبالتالي تشكيل حكومة من 14 وزيراً فقط. وكان يومها عون في جوّ هذا الطرح، وبدا نسبياً متحمساً له، على الرغم من أن حساباته لم تكن تتطابق مع حسابات رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي بدا ميالاً إلى الحكومة الموسعة، وما تؤمنه من حضور وازن وكبير لتياره في الحكومة وتالياً في الدولة. منذ أيام بدأ طرح الحكومة المصغرة يشكل عاملاً ضاغطاً، على الرغم من إدراك الجميع أن "حزب الله" لا يمكن أن يقبل بهذا الطرح، الذي دعا إليه قبل أشهر طويلة حزب "الكتائب" عبر رئيسه النائب سامي الجميل، قبل أن يتلقفه البطريرك الماروني بشارة الراعي، ويكرره في أكثر من محطة ومناسبة، وصولاً إلى حزب "القوات اللبنانية"، الذي أعلن نائب رئيسه، النائب جورج عدوان، في حديث تلفزيوني أن "حكومة مصغرّة من اختصاصيين يمكن أن تشكّل حلاً للأزمة الحكومية".

حزب الله متمسك كلياً بتمثيل شخصيات درزية وأخرى سنية حليفة له

لا شك أن ما طُرح حتى الساعة لم يشمل طرحاً متكاملاً بل محاولات للضغط وجسّ النبض لا أكثر، على الرغم من أن سيناريوهات الحكومة المصغّرة وُضعت على الطاولة، وبات محسوماً مثلاً عددها، بعد إسقاط فكرة "حكومة الـ18 وزيراً" لمصلحة "حكومة الـ14 وزيراً"، بوصفها ممكنة على صعيد تقاسم الوزارات بين الطوائف الرئيسية (الموارنة، السنّة، الشيعة، الدروز، الروم الأرثوذكس، الروم الكاثوليك) في البلد.

وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أنه "بات محسوماً في لبنان أن أي حكومة من 14 وزيراً لا يمكن أن تكون حكومة اختصاصيين حصراً، بل حكومة تتمثل فيها الأحزاب الرئيسية مع تفضيل تسميتهم لاختصاصيين، على أن تكون حكومة شبيهة بحكومة نجيب ميقاتي الأولى التي شكّلها في عام 2005 إثر اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، وكانت مهمتها إجراء الانتخابات النيابية، وضمّت وجوهاً تكنوقراطية، لكنها مقرّبة من الأحزاب والقوى الرئيسية، خصوصاً في الوزارات السيادية (المال، والداخلية، والدفاع، والخارجية)".

وعلى الرغم من نضوج شكل الحكومة المصغرّة ودورها، وتصاعد الدعوات الداخلية إلى اعتبارها "حلاً ممكناً"، إلا أن أحداً لم يقدم هذا الطرح جدياً على بساط البحث بسبب معارضة "حزب الله" له كلياً. وهنا يُحمّل البعض مسؤولية تأخر طرح هذا الحل إلى الحريري شخصياً، وكذلك إلى انفراط عقد تحالف "14 آذار" الذي سمح بتعامل "حزب الله" مع القوى التي كانت منضوية في هذا التحالف بالمفرق. كما يحمّل البعض الحريري مسؤولية خسارة أكثر من مقعد نيابي، بسبب تباعد القوى الرئيسية الثلاث في هذا التحالف السابق (المستقبل والقوات والاشتراكي) والشخصيات المستقلة في أكثر من منطقة، وتحالف بعضها مع شخصيات محسوبة على "حزب الله" والنظام السوري، بعد أن وجدت نفسها وحيدة في المعركة.

يصلح الحديث عن تحالف "14 آذار" السابق واستفراد "حزب الله" بتيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية" والحزب "التقدمي الاشتراكي"، للحديث عن أسباب وقوف "حزب الله" في وجه طرح الحكومة المصغّرة وتمسكه بالحكومة الموسعة وضغطه لتمثيل كل القوى السياسية في البلد في الحكومة.

 لا شك أيضاً أن الانتخابات النيابية أفرزت واقعاً لا يمكن التغاضي عنه، وهو تحوّل "حزب الله" عددياً إلى الحزب رقم واحد في البلد، وإن كان هذا لم ينعكس عددياً على صعيد عدد النواب، بسبب تقسيم المقاعد طائفياً في البلد، وكذلك نجاح وجوه محسوبة عليه وعلى النظام السوري. فمنذ انتهاء الانتخابات، بدا واضحاً أن لبنان دخل في مرحلة إطباق سيطرة "حزب الله" والقوى الحليفة معه على هذا البلد. هذا الخطاب يبدو محسوماً بالنسبة لكثر في الساحة السياسية اللبنانية، خصوصاً "المستقبل" و"الاشتراكي" و"القوات اللبنانية"، لكن أحداً منهم ليس في وارد مواجهة هذا النفوذ، بل الأولوية دائماً لمقولة لبنانية تقول: "عند تغيير الدول احفظ رأسك". ينطلق الابتعاد عن مواجهة "حزب الله" سياسياً من عوامل عدة، لعل أولها التخبّط إقليمياً لدى راعي هذه القوى السياسية، أي السعودية، ويعود أيضاً إلى ما أفرزته الساحة السورية بعد سنوات من الصراع العسكري، ويعود أيضاً إلى أولويات مختلفة لدى هذه القوى. فقد باتت أولوية "القوات اللبنانية" التمدد ضمن البيئة المسيحية، وهو ما نجحت به، وليس الخطاب الوطني العام. واختار "الاشتراكي" منذ أحداث 7 مايو/ أيار من عام 2008 حماية الطائفة الدرزية من الصراعات. أما تيار "المستقبل" فيعيش منذ سنوات تخبطاً على الصعد التنظيمية والقيادية والشعبية والمالية، أدى إلى تراجعه، معطوفاً على القانون الانتخابي الأخير، الذي جرّده على صعيد كتلته النيابية من حضوره الوطني وأعاده تياراً يمثل الطائفة السنية حصراً.

يدرك "حزب الله" هذا الواقع، وعموماً يتعاطى منذ الانتخابات النيابية على أنه الأقوى، ليس بسبب السلاح حصراً، وأدواره الإقليمية، بل أيضاً بسبب الأرقام التي أفرزتها الانتخابات. وربما قد تكون المرة الأولى التي ينجح فيها "حزب الله" في الدخول على خط السياسية اللبنانية من البوابة السياسية وليس من بوابة فائض القوة، مثلما حصل يوماً لدى تطويقه السراي الحكومي باعتصام مفتوح أيام حكومة فؤاد السنيورة (2006 ـ 2008) أو عندما استخدم سلاحه في الداخل اللبناني في عام 2008، أو عندما هدّد بالقمصان السود في عام 2011 بعد إسقاط حكومة الحريري الأولى، منهياً مرحلة "سين سين" السياسية (الاتفاق السعودي ـ السوري على إدارة لبنان بعد الحرب اللبنانية).

تحوّل "حزب الله" عددياً إلى الحزب رقم واحد في البلد

بدورها، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن "حزب الله متمسك كلياً بتمثيل شخصيات درزية وأخرى سنية من خارج الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل، خصوصاً أنه يعتبر أن المرحلة السياسية تسمح للحلفاء ضمن هاتين البيئتين بالقول إنهم حاضرون، وبالتالي تحجيم المستقبل والتقدمي وتحويلهما إلى لاعبين ضمن بيئتهما لا أكثر". بالنسبة للحزب فإنه "يعتبر أن الحضور ضمن الطائفة السنية بعد أن فاز 7 نواب محسوبين عليه من أصل 27 أسهل"، خصوصاً أنه رعى بقوة هذه الحالات ضمن مناطقها، وبالتالي باتت "حصاناً" لا يمكن التخلي عنه. أما المهمة ضمن البيئة الدرزية، فتبدو أصعب على "حزب الله"، بعد فوز طلال أرسلان بمقعد درزي وحيد، فيما فاز الحزب التقدمي الاشتراكي بـ6 (المقعد الدرزي الثامن عاد لأنور الخليل المحسوب على رئيس المجلس النيابي، رئيس حركة أمل نبيه بري). وربما لهذا السبب تتجه بعض الوجوه المحسوبة درزياً على النظام السوري و"حزب الله" إلى إعلان تحالف بينها تحت عنوان "المعارضة الدرزية"، على الرغم من نجاح القانون الانتخابي الجديد أساساً في تحجيم الحزب "الاشتراكي" على صعيد عديد أعضاء كتلته الذي بات 9 نواب فقط. وحدها "القوات اللبنانية" نجحت نيابياً، ولم يفلح القانون الانتخابي الجديد في تحجيمها، بل ارتفع عدد أعضاء كتلتها النيابية من 8 إلى 15 عضواً.

وأشارت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إلى أن "كل ما جرى يفسر انتقال العقد الحكومية من عقدة القوات، التي سعى خلالها البعض لتقزيم حصتها، إلى العقدة الدرزية التي حاول البعض من خلالها الضغط لسحب أحد المقاعد الدرزية من التقدمي، وصولاً إلى العقدة السنية لتكريس حضور قوى غير تيار المستقبل". وأكدت المصادر أن "خيار الحكومة المصغّرة وحده ممكن أن يشكّل عاملاً ضاغطاً على حزب الله، خصوصاً أنه يلقى قبولاً شعبياً، وكذلك بات يتردد على لسان شخصيات سياسية وازنة ودينية كذلك".

 

عودة الأسد فوق أشلائنا؟!

منير الربيع/موقع سوريا تي في/10 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70955/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D9%81%D9%88%D9%82-%D8%A3%D8%B4%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7/

وكأن لبنان يعود إلى ما قبل العام 2005. لا يمكن قراءة مشهدية إعادة تعويم بشار الأسد عربياً، بدون استذكار العبر لبنانياً في العلاقة مع هذا النظام، الذي لا يمكن توقّع ما قد يفعله، أو أي انقلاب قد يقترفه.

في لبنان، يلوح مشهد الوصاية العائدة من أبواب متعددة. يمكن النظر إليها في سياقات مختلفة، وعند محطات متنوعة.

بصريح العبارة، أصبح من الواجب تهيئة الأنفس، لاحتمالات متعددة. في أية لحظة العلاقات اللبنانية السورية ستعود إلى طبيعتها، وكأن شيئاً لم يكن. غالباً ما تحتم سياسات الدول ومصالحها، القفز فوق الكثير من العوائق. تذوب التفاصيل، وتتحول الناس إلى أرقام والحدود إلى أوهام. تتقدّم المصالح على ما عداها، فتقفز العلاقات فوق أجساد وقبور، وتتخذ من المسحوقين جسورا للقاء المتقاطعين.

 في أية لحظة أيضاً قد يحطّ بشار الأسد زائراً على بيروت، وبلا شك لن يكتفي بدخولها لمناسبة قمّة عربية، ربما يترك الفرصة المنتهزة لمناسبة أخرى

في أية لحظة أيضاً قد يحطّ بشار الأسد زائراً على بيروت، وبلا شك لن يكتفي بدخولها لمناسبة قمّة عربية، ربما يترك الفرصة المنتهزة لمناسبة أخرى، لدخول حديقته الخلفية وفق خلفية رأسه، دخول الفاتحين. لن يعبر الأسد عند زيارته بيروت أو أي من العواصم العربية، حدوداً أو معابر رسمية. إلى لبنان سيدخل في سيارة تشبه سيارة ميشال سماحة، وربما سيكون برفقته علي مملوك، سيدخل على أشلاء أهل عرسال، واللاجئين السوريين فيها، وعلى دماء أهل طرابلس الذين سيتركون بلا تقوى أو سلام. سيدخل على غرار غورو إلى دمشق في مشهديته الشهيرة المقززة عند قبر صلاح الدين الأيوبي وهو يقول:" ها قد عدنا يا صلاح الدين." في بيروت، وربما خلال جولة على المقرات الرسمية ومروراً في ساحة الشهداء، سيمرّ على رموز أمر بسحقها ورميها تحت التراب، وقد يقف في حضرة الأضرحة متوجهاً إلى ساكنيها بالقول:" فاجأتكم". سيقف مزهواً ليقول إلى رفيق الحريري، جورج حاوي، سمير قصير، جبران تويني وغيرهم "ها قد عدت." سيدخل لبنان ببذلته البيضاء ربّما، المغبّرة بركام سوريا، والمحاكة بخيطان جغرافيتها الممزقة. ليس بعيداً عن بشار العودة إلى نموذج غورو، وهو الذي أعاد سوريا إلى زمن التفتت والقبلية. غورو أنشأ في سوريا خمس دويلات، دولة دمشق، دولة للدروز، أخرى للعلوين، دولة حلب، والخامسة كانت من نصيب لبنان الكبير.

في حربه الشرسة على الثورة السورية، عاد بشار الأسد بسوريا إلى صيغ الانتداب، وهو الذي يتهم الثوار بالحنين إلى ذلك الزمن استناداً إلى رفعهم علم الثورة، أو ما يعرف بعلم الاستقلال. وفيما تتهم الثورة برفع علم الانتداب، فإن الأسد قد غرس سكّين ذلك الانتداب في الجسد السوري الواحد، وعمل على تمزيقه، وجرح ابن البلد أقسى من جرح الغريب. حزّ السكين رقاب السوريين، ونحر سوريا شكري القوتلي، وفارس الخوري، وصالح العلي، وسلطان باشا الأطرش. مات قلب العروبة النابض، وتأسست على ركامه، جزر برعايات دولية وإقليمية، تعود بالذاكرة على دويلات غورو، سوريا المفيدة التي سعى باكراً إلى اجتزائها والسيطرة عليها بأغلبية العلوية والبرجوازية الموالية وبعض الأقليات التي يدّعي حمايتها تحت رعاية روسية. مقابل، جزيرة سنّية في الشمال والشرق، فيها مختلف أنواع التنظيمات الإرهابية وغير الإرهابية، ودور في بعض المناطق لتركيا. وجزيرة كردية صريعة ولا تزال تصارع، بوجود الأميركيين وبانسحابهم.

 في حربه الشرسة على الثورة السورية، عاد بشار الأسد بسوريا إلى صيغ الانتداب، وهو الذي يتهم الثوار بالحنين إلى ذلك الزمن استناداً إلى رفعهم علم الثورة

أما دولة الوسط فللإيرانيين من حمص وريف دمشق وصولاً إلى البادية باتجاه العراق، حيث تم تغيير كل معالم هذه المنطقة وصولاً إلى مشارف الجنوب مروراً بالغوطة، التي أصبحت معالم التشيّع واضحة فيها، من خلال تشييد المزارات لزوم الصبغة المذهبية على منطقة دفن فيها خالد بن الوليد. فيما تبقى السويداء وحيدة، ومنعزلة، خاضعة دوماً لتحديات التطويع وتقديم فروض الطاعة للنظام، وإلا ستكون مهددة بمجازر واجتياحات داعشية.

 سيعود الأسد إلى لبنان، وإن لم يستعد سوريا كاملة. لبنان يعنيه أكثر، الصورة فيه نكهتها مختلفة، كمن يطل من حديقة منزله على العالم، وربما سيقف على إحدى الشرفات البيروتية، منتزعاً مشهدية الحبر الأعظم في الفاتيكان، يرمي السلام على المؤمنين في ساحة القديس بطرس. لا يمكن التنبؤ بما سيلقيه الأسد على العالم من بيروت. بيروت وحدها تعرف ما كان يلقيه رأس النظام، فيما السوريون خبروا إلقاء البراميل المتفجرة عليهم من سماء أفقدها الأسد طابع الرحمة ونزع منها خير الشتاء، الذي تحوّل إلى كابوس المهجرين في خيم الشتات. سيرفع الأسد راية النصر، وخصومه من العرب سيرفعون الراية عينها أيضاً، لكن النصر ضائع في بلاد العرب، قد مات من أيام السموءل والمهلهل، ومن سخريات أقدارهم أن يدّعي النصر، نظام متهلهل.

 

لبنان في لحظة تحول: الحكومة من مصير سوريا

منير الربيع/المدن/الخميس 10/01/2019

لم تعد الأزمة السياسية في لبنان، مقتصرة على أزمة تشكيل الحكومة. تتسع المشكلة أفقياً، وتبرز الآن من خلال التضارب حول القمة الاقتصادية، ورأي الرئيس نبيه برّي في ضرورة تأجيلها، طالما أن الحكومة لم تتشكل، لكي لا تكون القمة هزيلة أو فاشلة.

المزايدة لأجل الأسد

موقف برّي يراه البعض بأنه يستهدف رئيس الجمهورية والعهد ككل، خصوصاً أن برّي ليس صاحب موقف تقريري بهذه المسألة. ولذا، هو يلجأ إعلان موقف يزايد فيه على عون، وعلى رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل. لكن، وعلى الرغم من معقولية قراءة هذا المشهد على أنه يندرج في سياق المزايدات، لاسترضاء النظام السوري، فإن المشكلة تتمدد أكثر. ولم تعد تخفي عتباً حقيقياً بين حزب الله ورئيس الجمهورية أولاً، وبين النظام السوري والعهد ثانياً. يأتي كلام برّي في سياق الردّ على موقف القوى المناهضة لدعوة سوريا إلى القمّة، لكن الواقع يحمل حقائق أخرى. فأي قرار بخصوص تأجيل القمة يعود أصلاً إلى الجامعة العربية وليس للبنان. وبالتالي، فإن القمة ستعقد، ولو من دون دعوة النظام السوري، الذي قد يلجأ إلى تصعيد الضغط السياسي، ردّاً على عدم نجاح المساعي الديبلوماسية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وحضورها قمّة لبنان. وسيكون لهذا الضغط مفاعيل سياسية مباشرة، ترتبط بالتشدد حول تأليف الحكومة، وقد تتمدد لتطال مجالات أخرى.

والتشدد بوجه الأسد

اللافت عربياً، هو كلام وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قبيل استقباله مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون. إذ اعتبر أنه لا يزال من المبكر عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهناك شروط يجب أن تتوفر لأجل تحقيق ذلك، من خلال تطبيق مندرجات القرار 2254. وتعتبر مصادر متابعة أن الموقف المصري هو انعكاس للتوجه الأميركي الجديد. وينسجم مع مواقف بعض الدول الإقليمية، من بينها المملكة العربية السعودية، التي لا تزال تفرض شروطاً على النظام، وتطالبه بتقديم مواقف معيّنة، تشجّع العرب على إعادته إلى الجامعة العربية. الوضع في سوريا يقف عند باب مواجهة جديدة، وتجديد الصراع فيها بشكل مختلف. وبالتالي، عودة الأسد إلى الجامعة العربية لن تكون سهلة، بخلاف الأحلام التي بدأت تُنسج. أبرز الشروط العربية هي اتخاذ موقف تجاه إيران، ومراجعة السياسة الخارجية لسوريا في المرحلة المقبلة، التي يجب أن تكون قريبة من التوجهات العربية، وليس الإيرانية. لكن هذه الشروط لا تبدو واقعية بالنسبة للبعض. إذ ان النظام السوري يعتاش على الدعم الإيراني مالياً وعسكرياً، ولا يمكنه التفكير في الخروج من العباءة الإيرانية. كما أن طهران غير مستعدة، بأي شكل من الأشكال، لتقديم أي تنازل في هذه المعركة، بعد كل ما تكبدته من خسائر وأثمان. والأسد لن يكون جاهزاً للتضحية بالعلاقة مع الإيرانيين مقابل إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية، لا بل هو يريد الأمرين معاً.

التعويض السوري

لذلك، أصبح الوضع السياسي (والحكومي) في لبنان أصعب. تتضارب فيه الشروط والشروط المضادة. وقد تبدى هذا في موقف المطارنة الموارنة، كما في موقف رئيس الجمهورية، اللذين يؤشران إلى انعطافة نحو مرحلة جديدة من الشد والتجاذب، وليس إلى حلّ المشكلة الحكومية.

هنا، تعتبر المصادر أن التناقض الذي يصيب مواقف الأفرقاء، هو دليل على الإرتباك وضياع الوجهة. فعون مثلاً اليوم يشدد على وجوب إنجاز الحكومة التوافقية، وبناء مظلّة تفاهم. وهذا يختلف كثيراً عن مواقفه السابقة، حين لوّح بفرض حكومة الأمر الواقع، أو حين حذّر رئيس المكلف من "المماطلة" لأن "البديل جاهز". التحول الذي يحدث على الساحة اللبنانية، سيكون له تداعيات مستقبلية. فرض ملف العلاقات مع سوريا وإعادتها من قبل حلفائها المحليين، سيكون جزءاً أساسياً من اليوميات اللبنانية، المتحكمة بعملية تشكيل الحكومة، كما بالعناوين التي ستعمل الحكومة العتيدة عند ولادتها على معالجتها. لذا، ستكون مثلاً شروط التعويض عن عدم النجاح في دعوة سوريا إلى القمة الإقتصادية في لبنان، هي إعادتها سياسياً إليه، من خلال هوية الحكومة وتركيبتها وتوجهاتها المقبلة، وربما يتجسد حتى في بيانها الوزاري.

التوتر مع حزب الله

كل هذا سيكون نتاج تداعيات إفشال التسوية الأخيرة، عندما تمت تسمية جواد عدرا وزيراً ممثلاً للقاء التشاوري، وانقلب عليها باسيل، بالرغم من أنها كانت سترتد لصالحه وصالح الحريري، باعتبار عدرا ليس ممثلاً جدياً ورسمياً لنواب اللقاء التشاوري. وحسب ما تكشف المصادر، فباسيل طرح عدرا باكراً جداً، ولم يكن يريد أن يتناول اسمه في الإعلام، إلى أن بادر برّي (لإنقاذ باسيل والحريري معاً من المأزق) بتسمية عدرا عبر النائب قاسم هاشم. لكن الرجلين عادا ووضعا شروطاً على عدرا أدت إلى كبح التسوية، بالإضافة إلى الإنقلاب على توزيع الحقائب. عندها اعتبر برّي أن الأمر موجهاً ضده، فأعيد التشدد بمسألة تمثيل اللقاء التشاوري. خلاصة القراءة لموقف الحريري باسيل المشترك، كانت عبارة عن احتمالين، إما أنهما جمحا برغبتهما في تعزيز مكتسباتهما السلطوية، فأساءا التقدير، أو أنهما اصطنعا العقدة والمشكلة مجدداً، لأنهما لا يريدان تشكيل الحكومة، إلا بشروط معينة، إنسجاماً مع مناخ دولي، ما أدى تلقائياً إلى توتر العلاقة بين باسيل وحزب الله.

 

لبنان وظاهرة «حزب الله»

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/19

هل ظاهرة «حزب الله»، ظاهرة لبنانية خالصة وشأن لبناني بحث؟ أم أن عقيدة الحزب وتوجهه وسلوكه خارج حدود لبنان، جعلت منه ظاهرة إقليمية، خاصة بعد انخراط حزب الله المبكر في النزاع السوري، وحتى النزاع اليمني، بل وشبه عالمية تسببت في العديد من الأزمات والمشاكل حول العالم، بسبب تحوله إلى ذراع إيرانية في المنطقة، وتجاوزه دور الحزب السياسي المدني في لبنان، وممارسة التداول السلمي إلى تحوله إلى ميليشيا مسلحة داخل الدولة وخارج سيطرتها، وهذا هو واقع حزب الله. لعل المتابع للشأن اللبناني لاحظ تسلط ميليشيا حزب الله، التي تستقوي بالخارج على الدولة، وعملها كدولة داخل الدولة، للإبقاء على لبنان مضطرباً وعلى حافة حرب أهلية بين الحين والآخر، وهي غاية إيرانية، استغلت مشكلات لبنان المتعددة من أزمة رغيف الخبز وغلاء الأسعار، إلى «الديمقراطية» المبنية على محاصصة طائفية، التي تسببت في تعسر ولادة الحكومة اللبنانية، بسبب وضع حزب الله العصا بين دواليب العربة للعرقلة، وخلط الأوراق، خاصة بعد أن شدد رئيس الحكومة المكلف رفضه خرق «اتفاق الطائف». فالنظام اللبناني مبني على أساس مغالبة طائفية، ولهذا صار لبنان بثلاثة رؤساء وجسد واحد، لبنان الذي يمزقه الغلاء ومتلازمة الفقر والجوع والمرض، في ظل شح الموارد وتداخل الخارج والداخل، حيث يشهد لبنان نسبة عالية للدين العام، مقارنة بالناتج المحلي في العالم، نتيجة ضعف النموّ الاقتصادي، لبنان يسوده تشظٍ سياسي وحزبي وطائفي، ولكن طرفاً سياسياً واحداً يملك السلاح هو ميليشيا «حزب الله»، مما خلق حالة من الاختلال في توازن القوى الفاعلة.

في لبنان أزمة «طائفية» لا شك في ذلك يصنعها ويغذيها ويتبنها «حزب الله» ويحاول فرضها، بالتبعية للمرشد الإيراني. فالدور الإيراني واضح في لبنان ومنتشر في بلاد العرب عامة في العراق وجبال صعده في اليمن المتمثل في ميليشيا حزب متمرد على الدولة، وفوق سلطة الحكومة والقانون بقيادة حسن نصر الله. النظام السياسي الذي تشكّل في لبنان العام 1943، هو من تسبب في ظاهرة الديمقراطية بالنسخة الطائفية، التي هي نوع من الفتنة الدائمة والمتحركة، تحركها الدوائر الخارجية متى تريد، خاصة في ظل وجود ميليشيا عقدية مسلحة تسمى حزب الله ولاؤها للولي الفقيه في طهران، الأمر الذي تسبب بهذا الوضع الذي نراه في لبنان، لبنان الذي هو الآن من دون حكومة، والسبب استمرار وجود ظاهرة «حزب الله» الذي لا يزال يعاني قادته من أزمة هوية.

 

القمّة المارونية تواجه قمّة التعطيل  

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الخميس 10 كانون الثاني

مقالات خاصةباسيل: "الثلث الضامن" مطوّب لنا"أزمة عقيمة"... أيّ جديد في تمثيل "اللقاء التشاوريّ" في الحكومة؟عملية تأليف الحكومة كـ"لعبة السلم والأفعى"!المزيدلا يختلف الوضعُ السياسي في البلاد عن أحوال الطقس والعاصفة الطبيعيّة التي ضربت لبنان وفضحت إهتراءَ الدولة وهزالة بُناها التحتية وفساد مؤسساتها. ما جرى في الأيام الأخيرة، يكشف أنّ لبنان بات بلداً مشلّعاً ومشرَّعاً أمام شتّى أنواع الرياح؛ فالعواصفُ الطبيعيّة - وهيّ طبيعيّة في مثل هذا الوقت من السنة - أحدثت كارثةً وقطّعت أوصالَ الوطن، وعزلت مناطق بالكامل وفصلتها عن بعضها البعض وخصوصاً في العاصمة والضواحي، فيما العواصف السياسيّة، المحقونة بالفتن والشجارات والمناكفات، وهي صناعة داخلية «بلديّة»، وبتعبيرٍ أكثر دقة هي صنيعة القسم الأكبر من الطبقة السياسيّة.

أمام هذا الواقع، ثمّة محاولة لاستعادة دور مفقود لقادة الموارنة، في الظروف السياسيّة التي يمكن القول إنها تبدّلت لصالحهم، إذ لم يعد في إمكانهم القول «إننا غائبون عن السلطة وليس لدينا ممثلون فعليون في البرلمان، فانتخابُ «الرئيس المسيحي القويّ» قد تمّ، وكذلك إقرارُ قانونٍ إنتخابيٍّ وُصف بالعادل، إلّا أنّ ذلك لا يقود على ما يبدو الى افتراضِ أنّ التنافسَ الماروني- الماروني، قد انتفى، في ظلّ ما هو ثابت وأكيد أنه تنافسٌ تقليديّ، لا بل أزليٌّ وسرمديّ.

وبالنظر الى الخطوات المرتقبة في الأيام المقبلة، فإنّ البطريركَ الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يعتزم دعوة رؤساء الكتل والأحزاب والتيارات المارونية الى إجتماعٍ في بكركي للضغط من أجل تأليف الحكومة.

واللافت أنّ الدعوة قد توسّعت، بحيث انضمّ الى ما كان يُسمّى نادى الموارنة الأربعة؛ «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ» وتيار «المردة»، رئيسُ حركة «الإستقلال» النائب ميشال معوّض بعدما وجّه البطريرك الدعوة له شخصياً على إعتبار أنه رئيسُ حركةٍ سياسيّة ونائبٌ منتخَب، وهذا الأمر قدّ يشكل عاملاً إضافياً لمزيدٍ من التنافس الماروني، مع دخول شخصية مارونية جديدة، الى هذا النادي، وتلقائياً الى نادي الطامحين لتبوُّء المنصب الأول في الدولة.

واللافت للانتباه ايضاً، أنّ أربعةً من أصل خمسة من المدعوّين الى قمة بكركي هم شماليون، وهم رئيس حزب «القوات» سمير جعجع من بشري، رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل من البترون، رئيس تيار «ألمردة» سليمان فرنجية ورئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوّض من زغرتا، في حين أنّ جبل لبنان سيقتصر تمثيلُه على النائب سامي الجميّل، علماً أنّ الأحزاب والتيارات لها إمتداداتٌ في كل لبنان وليست مناطقية فقط، بينما رؤساؤها من الشمال.

لكن يبقى الأهم، في حضور القادة الموارنة شخصياً، وليس التمثل بمندوبين عنهم، علماً أنّ ما يقترحُه البطريرك بإنشاءِ جبهةِ ضغطٍ مارونية لتأليف الحكومة، ستكون عملياً بتأثيرٍ معنويٍّ محدود في هذا الملف، لأنّ التوقيع في نهاية الأمر، ليس مع هؤلاء القادة الموارنة، بل هو في يدّ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف. ويتخوّف البعض، من أن تتحوّل خطوةُ الراعي هذه، الى جبهةٍ مارونية ضدّ بعضهم البعض، خصوصاً أنّ العلاقة بين باسيل وبقية المكوِّنات ليست على أفضل ما يرام، ويحمّله البعض مسؤولية عرقلة التأليف.

في هذه الأجواء، ترى بكركي أنّ خطوة البطريرك هذه ضروريةٌ جداً في هذا التوقيت بالذات، فالراعي لطالما سعى بشتى الوسائل لاستيلاد الحكومة، وحثّ الفرقاءَ من كل الاتّجاهات على تجاوز هذا الاستحقاق فوراً، والشروع في إعادة إطلاق عجلة الدولة بدل الشلل الذي يضرب كل مفاصلها، ويُرخي بسلبياته الجسيمة على كل المواطنين، وهو، لهذه الغاية، كان وما يزال على إتصال مع الرئيس ميشال عون، وقام بخطوات عدة سابقة، لكنّ المشكلة الأساسية أنّ المعرقلين ما زالوا يصرّون على هذا المنحى التعطيلي، ثابتون في مواقفهم التي تعمّق الخلافَ حول الحكومة أكثر فاكثر.

وتؤكّد بكركي أنها لن توفّر أيَّ جهد للضغط من أجل حلّ الأزمة السياسية والتي تترجَم تأزيماً في التأليف وليس العكس. وترفض المسّ بالصيغة اللبنانية أو إطالة عمر الفراغ للوصول الى تسويات جديدة أو إبتكار طرق حكم بعيدة كل البعد عن الميثاق الوطني والدستور.

وبما أنّ موعدَ انعقاد القمة المارونية سيحدَّد قبل سفر الراعي بعد عشرة أيام الى الولايات المتحدة الأميركية، لم يتأكّد بعد مَن هي الشخصيات التي حسمت أمرَ حضورها القمة، لكي لا تكون قمةً مبتورة.

وبمعزل عن الصورة التشاؤميّة، أو بالاحرى جلد الذات، فإنّ اللقاءات المارونية في قسمٍ منها أدّت الى نتيجة متواضعة، والقسمُ الآخر انتهى الى فشل، وبما أنّ الثلوج تُغطي قممَ جبالِ الموارنة، يبقى السؤال هل ستستطيع قمة بكركي إذابة هذه الثلوج، ولو بالحدّ الذي يساعد على إذابة الجليد الحكومي، أم أنّ المعرقلين خلف أسبابهم التعطيلية، ومتربّعون على وهمِ أنهم هم المنتصرون؟

 

عون: حكومة من 32 وزيراً... «أو لا حكومة»!  

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الخميس 10 كانون الثاني 2019

مقالات خاصةباسيل: "الثلث الضامن" مطوّب لنا"أزمة عقيمة"... أيّ جديد في تمثيل "اللقاء التشاوريّ" في الحكومة؟عملية تأليف الحكومة كـ"لعبة السلم والأفعى"!المزيدلم يكن أمراً عادياً في مسار تأليف الحكومات، أن يُجمِع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرئيس المكلّف على قرب صدور مراسيم حكومة خلال ساعات، وفجأة يعود بعدها الجميع الى نقطة الصفر. تبدو الأزمة عقيمة الى حدّ إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون أمام زواره قبل أيام عن «إستيائه الشديد» من حالة المراوحة، لكن بدا لافتاً مراهنته على اقتراح حكومة من 32 وزيراً «فإذا لم ينجح هذا المسعى خلال أيام لن تكون هناك حكومة في المدى المنظور، لكن سيكون لي موقف من هذا الأمر»! قبل أيام قليلة، عقد أعضاء «اللقاء التشاوري» إجتماعاً بعيداً من الإعلام، بدا بمثابة تعويض عن سياسة التهميش الواضحة، التي انتهجها أولياء تأليف الحكومة بحقهم بعد سقوط «تسوية جواد عدرا».

في هذا الاجتماع خرج النواب الستة بخلاصتين أساسيتين: لا إمكانية لإضافة أسماء الى الأسماء الثلاثة التي زكّاها «اللقاء»، بعد اجتماعه الوحيد مع مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم وهي: عثمان مجذوب وطه ناجي وحسن مراد، وفي حال الرفض العودة الى تسمية وزير «أصيل» من بين نواب «التشاوري»، فيما تشير مصادره «الى التجاهل الكليّ الذي تعرّضنا له بعد سقوط «ضرب» الخديعة بحقنا».

لم يكن من دليل على استبعاد أعضاء «اللقاء» عن حركة المشاورات الأخيرة سوى حزم الوزير فيصل كرامي حقائبه قبل أيام وتوجّهه في رحلة استجمام خاصة الى إحدى جزر المحيط الهندي.

اليوم، يعقد أعضاء «التشاوري» اجتماعاً يعيدون التأكيد فيه على موقفهم السابق بأن يكون الوزير المُمثل لـ«اللقاء» حصرياً، إما من الأسماء الثلاثة أو أن يكون واحداً من النواب الستة، لكن الارجحية هي للعودة الى المربّع الأول عبر حصر تمثيل «اللقاء» بواحد من نوابه الستة.

موقف «التشاوري» يبدو مجرّد تفصيل هامشي أمام أزمة تكاد تبتلع الجميع. وفي مقابل التسليم بصعوبة إستنساخ حلّ على طريقة وزير وفق «بروفيل» جواد عدرا التسووي، بات مؤكّداً أنّ كل صيغ الحلول التي قدّمها الوزير جبران باسيل تتمحور حول بقاء الثلث الضامن بيد فريقه السياسي، وهو ما يعكس الإصرار على توسيع الحكومة لتضمّ 32 وزيراً.

وفي هذا السياق، باتت الامور داخل البيت البرتقالي تُقال كما هي: «الثلث الضامن طوّبته لنا نتائج الانتخابات النيابية ولم نسعَ اليه، وبالتالي هو من حقنا ولا تنازل عنه».

أوساط هذا الفريق تشير، الى أنّ رئيس الجمهورية سبق له أن أعلن أنّ «حكومة عهده الأولى ستسعى الى تأمين توافق مكوّناتها على الملفات المطروحة، لكن حين يغيب التوافق او الإجماع فالتصويت هو الخيار الوحيد»، مؤكّدة «أنّ الحكومة ستكون عملياً مؤلّفة من بقايا 8 آذار وبقايا 14 آذار والوسط الذي يمثله فريقنا السياسي. وبغض النظر عن التحالفات الظرفية التي ستحكم كل ملف على حدة داخل الحكومة، فإنّ «الثلث الضامن» بيد فريق تكتل «لبنان القوي» ووزراء رئيس الجمهورية سيكون ضامناً لاتخاذ القرارات الإصلاحية الصائبة داخل الحكومة ومنع تعطيلها، وليس لاستخدامه في معركة رئاسة الجمهورية المقبلة».

عملياً، تمسّك باسيل وعون بالثلث الضامن «المسيحي» ومحاولته الاستحصال على حقائب خدمات أكثر من حقائب «الترف»، ورفض الحريري تقديم مزيد من التنازلات فيما مشهد «العودة» العربية والخليجية الى سوريا يوحي باستدارة إقليمية في التعاطي مع نظام بشار الاسد، وتأمين «حزب الله» سابقاً الغطاء لإسم جواد عدرا ممثلاً لـ«اللقاء التشاوري»، دلالات تعكس واقع أنّ العِقد داخلية أكثر بكثير مما هي خارجية، تنتظر كلمة سرّ «من مكان ما»!

وفق المعطيات، فإنّ إصرار باسيل على اعتبار أنّ اقتراحاته التي عرضها أمام الحريري لا تزال قابلة للتفاوض والأخذ والردّ، لن يغيّر في واقع أنّها باتت وراء ظهر «رافضيها» وأولهم الحريري، فيما الاقتراح القاضي باقتراح عون أسماء جديدة للتوزير واختيار «التشاوري» أحدها مرفوض، مع العلم أنّه لم يُعرض على «اللقاء» لكون موقف الأخير منه معروف سلفاً، فيما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري صريحاً بالإشارة الى سقوط الاقتراحات الاخيرة كلها. وفيما كان لافتاً لهجة البيان الأخير الصادر عن «تكتل لبنان القوي» بإشارته الى أنّ في حال «استمر الوضع بلا سقف سيكون لنا موقف آخر»، تشير مصادر في «التيار الوطني الحر» الى أنّ «باسيل لم يعد يقبل بأن يقدّم الاقتراحات، وحين تُواجه كلها بالرفض يأتي من يحمّله مسؤولية التعطيل». وتضيف المصادر، «أنّ واقع كوننا الفريق الداعم لرئاسة الجمهورية، والطرف الوحيد الذي يستطيع أن يتواصل مع الجميع من دون استثناء، لا يجب أن يحوّله البعض ضدنا فنصبح الجهة المعرقلة!». مشيرة الى أنّ «لا خطوات مقرّرة سلفاً، لكن بالتأكيد لن نتفرّج على خراب البصرة»، مع التلميح الى أنّ «التدخّل الحاسم قد يحصل من جانب الرئاسة الاولى».

 

روكز لـ«الجمهورية»: حكومة الـ 32 والـ 36 «جرصة»  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الخميس 10 كانون الثاني 2019

مقالات خاصةباسيل: "الثلث الضامن" مطوّب لنا"أزمة عقيمة"... أيّ جديد في تمثيل "اللقاء التشاوريّ" في الحكومة؟عملية تأليف الحكومة كـ"لعبة السلم والأفعى"!المزيديستمر عضو «تكتل لبنان القوي» النائب شامل روكز في تكريس تمايزه عن بعض سياسات «التيار الوطني الحر» وخياراته، محاولاً تثبيت حيثيته الخاصة في «البيئة البرتقالية»، حتى لو قاده ذلك الى الوقوف على مسافة من مواقف ومقاربات معينة تطلقها قيادة «التيار»، معبّراً عن آرائه بشفافية وصراحة.

الأضرار المترتبة على عاصفة «نورما»، جاءت لتزيد من نقمة روكز على الوضع العام وعلى سلوك الدولة «المتخبّطة»، فيما كان يُعاين عن قرب الخسائر التي خلّفتها العاصفة في بعض مناطق كسروان، مستغرباً العجز الرسمي الفاضح والفادح في مواجهتها.

وروكز المغوار المتقاعد، يشعر بغياب «المغاوير» في السلطة المترهّلة، مشيراً الى انّ أمطار «نورما» فضحت مرة أخرى هذه الدولة الهشّة، من الوزراء، الى المتعهدين، الى كل المولجين بصيانة البنى التحتية وباتخاذ الاجراءات البديهية للتعامل مع مفاعيل العواصف. مضيفاً: الاضرار التي حصلت ليست هي الكارثة، بل انّ الكارثة الحقيقية تكمن في طريقة تعامل المسؤولين والاجهزة الرسمية مع العاصفة، وكأنّ المعنيين فوجئوا بها، في حين انه كان معروفاً منذ أسبوع بأنها ستضرب لبنان، من دون ان تتخذ أي تدابير وقائية واستباقية لاحتوائها.

ويلفت روكز الى انه كان المطلوب ان يبادر رئيس الحكومة مُسبقاً الى تشكيل خلية أزمة، تضمّ كل الجهات المختصة، لمواجهة تأثيرات العاصفة وتداعياتها وفق خطة متكاملة تتوزع فيها الأدوار والواجبات، بدل أن تتم المعالجات بالمفَرّق، تحت وطأة الصدمة، وعلى قاعدة رد الفعل الارتجالي والعشوائي.

ويعتبر روكز انّ ما يطرحه هو من البديهيات في اي دولة منتظمة بالحد الأدنى، «وأنا بالتأكيد لا أخترع البارود حين أشدد على ضرورة ان تكون هناك خلية أزمة في مثل هذه الظروف»، مُبدياً أسفه لكونهم «ما بيعرفوا يشتغلوا... ولا حياة لمَن تنادي».

ويلاحظ روكز انّ هناك وضعاً من انعدام الوزن يسود هذه المرحلة نتيجة وجود حكومة تصريف أعمال، يتلطّى البعض خلفها لتبرير تقصيره او قصوره في تحمّل مسؤولياته، لافتاً الى أنه سبق له ان قدّم اكثر من سؤال الى الحكومة، «لكن حتى الآن لم أحصل على الاجوبة بفعل الهروب المستمر الى الأمام».

وانطلاقاً من هذا الواقع المهترئ، يستغرب روكز التأخير المتمادي في تشكيل حكومة جديدة، تتولى التصدي للازمات والملفات المتراكمة التي يرزح المواطن اللبناني تحت أعبائها وأثقالها، رافضاً الصيغ الفضفاضة المتداولة لأنها لا تفي بالغرض المطلوب.

ويعتبر روكز انّ صيغة الـ32 او 36 وزيراً هي «جرصة» قياساً الى واقع لبنان، متسائلاً: ما الحاجة الى كل هؤلاء الوزراء، وما الجدوى خصوصاً من 6 وزراء دولة لا عمل لهم ولا يتأتّى منهم سوى المزيد من الهدر؟

ويتابع: ماذا يفعل وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد او وزير الدولة لشؤون مجلس النواب وغيرهما؟ ألا يسمع المسؤولون «المسَبّات» من اللبنانيين بسبب استفحال الفساد والهدر؟

ويشدد روكز على انّ البديل عن التشكيلات الواسعة المطروحة يتمثّل في اعتماد خيار الحكومة المصغّرة التي تضم فقط 14 وزيراً، من أصحاب الكفاءات القادرين على معالجة هموم الناس، «وإذا كان صعباً في ظل تركيبة لبنان المعقّدة وتوزاناته الدقيقة اختيار وزراء تكنوقراط بالكامل، فبإمكان القوى السياسية أن تختار الافضل لديها، من أصحاب الاختصاص، للاستعانة بخبراتهم في مواجهة القضايا الحيوية التي تهمّ الناس»، مشدداً على انّ التشكيلة المصغّرة تنطوي على حسنات عدة من بينها حماية التضامن الوزاري والسماح بحصول محاسبة أو مساءلة نيابية، «وهو الأمر الذي يصبح متعذّراً حين يكون معظم المجلس النيابي ممثلاً في مجلس الوزراء».

ويقترح روكز سلة متكاملة للحل تتضمّن المسارات الآتية:

- تشكيل حكومة مصغّرة ورشيقة.

- تفعيل دور مجلس النواب في التشريع والمحاسبة.

- عقد طاولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية للبحث في القضايا الاساسية.

ويوضح انه ناقش اقتراح الحكومة المصغرة مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس «تكتل لبنان القوي» الوزير جبران باسيل، كاشفاً «انّ باسيل لم يتحمّس لها وهو يفضّل التركيبة الموسعة لأنه يعتقد انّ الكتلة النيابية الكبيرة يجب ان تنال الحجم الذي تستحقه في مجلس الوزراء، امّا أنا فلا يهمني سوى ان تمشي أمور البلد...». ويلاحظ روكز انّ المفاوضات حول تشكيل الحكومة توحي بأنّ الكل يناورون، «بحيث انهم يطرحون شيئاً فيما يُضمرون شيئاً آخر».

 

قدرةُ لبنان على الصمود لم تعد تُقاس بولادة الحكومة  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 10 كانون الثاني 2019

مقالات خاصةباسيل: "الثلث الضامن" مطوّب لنا"أزمة عقيمة"... أيّ جديد في تمثيل "اللقاء التشاوريّ" في الحكومة؟عملية تأليف الحكومة كـ"لعبة السلم والأفعى"!المزيدتشير مراجع إقتصادية دوماً الى وجود «أعجوبة» يعيشها لبنان على أكثر من مستوى. فأهل الحكم تجاوزوا بمواقفهم المتصلّبة وفشلهم في تشكيل السلطة التنفيذية منذ أكثر من سبعة أشهر كل المخاطر المحيقة بالبلد نتيجة الهجمات التي تستهدفه في أمنه واقتصاده ونظامه المصرفي، من دون أن يضيفوا حافزاً يدفعهم الى تجاوز العقد الحكومية. فما الذي يقود الى هذه القراءة؟

في الكواليس الإقتصادية والمالية كلام كثير لا يرغب أهل المهنة والخبراء بنشره وتسليط الضوء عليه، منع من بلوغ مرحلة فقدان الثقة بالمرجعيات وبالمؤسسات الدستورية والسلطات التي لم يكتمل عقدها بفقدان السلطة التنفيذية التي ينبغي أن تكون الى جانب السلطتين التشريعية والقضائية في إدارة شؤون البلاد والعباد.

ومن هذه الخلفيات يكشف أحد الخبراء الإقتصاديين المتهم بمحاباة أهل السلطة والذين يدورون في فلكها عن كثير من الحقائق التي لا يمكن البوح بها حتى هذه اللحظة، على رغم انها باتت موثّقة في ادراج اهل الحكم والقادة السياسيين والحزبيين على حدٍّ سواء. فهي، في رأي هذا الخبير تحمل كثيراً من المؤشرات الخطيرة نتيجة التطورات السلبية المرتقبة في المنطقة والعالم، والتي يمكن أن تنعكس في لحظة ما على الساحة اللبنانية غير المهيّأة لمواجهة أيِّ استحقاقٍ كبير قد يكون ضاغطاً ومفاجِئاً.

ويضيف: «من سخرية القدر أنّ الدولة بكل وزاراتها ومؤسساتها المعنية بإدارة شؤون الناس عجزت عن مواجهة عاصفة ثلجية وماطرة ضربت لبنان في عزّ موسم الشتاء بأقلّ الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذُها. فلم يُفلحوا في تجنيب اللبنانيين من مختلف المناطق الساحلية والجبلية ما عانوه من قهر وذلّ منذ ثلاثة أيام ليرفعوا من نسبة فقدانهم الثقة بالدولة والمؤسسات الى الحدود الدنيا».

ويبرّر الخبير نفسه بعضاً من التقصير الكبير الذي فضحته العاصفة «نورما» بأيامها الأربعة، فيقول: «إنّ بعض الظواهر الطبيعية قد يكون أقوى من كل الهيئات والمؤسسات المُكلّفة إدارة الكوارث الطبيعية في دول كثيرة من العالم. فللطبيعة قوة لا يستطيع البشر أن يواجهوها أيّاً كانت قدراتُهم والدلائل كثيرة.

فلا ينسى أحدٌ ما عبّرَ عنه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عندما قال يوماً من إحدى المناطق المنكوبة في ضواحي نيويورك التي ضربها إعصار «ساندي» في اليوم الأخير من تشرين الأول 2012، «إنّ عظمة الولايات المتحدة الأميركية انهارت امام غضب الله والطبيعة».

وعلى رغم أنّ تجارب الولايات المتحدة الأميركية مع الأعاصير لا يمكن مقارنتُها مع ما شهدته أي دولة في العالم، فإنّ من المعيب الإشارة الى أيِّ وجهِ شبهٍ بين تلك الأعاصير وعاصفة «نورما» التي ضربت لبنان أخيراً. فالتاريخ لا ينسى الإعصار «كاترينا» الذي دمّر مدينة نيواورليانز في آب 2005 وبلغت كلفته أكثر من 160 مليار دولار.

ورغم ذلك سينسى اللبنانيون ما تركته «نورما» من فضائح تطاول البنى التحتية الهزيلة في لبنان والتغاضي عن المخالفات المرتكبة على ضفاف الأنهر والفشل في تدبير المواجهة المطلوبة مع حالات طبيعية بأقل الأثمان الممكنة.

لكنّ الأدهى من طريقة مواجهة عاصفة «نورما» يكمن في الإشارة الى الفشل في تأليف الحكومة العتيدة، على رغم إدراك المكلفين هذه المهمة ومعهم معظم اللبنانيين مدى الحاجة الى حكومة كاملة الأوصاف الدستورية لمواجهة المخاطر التي تتهدّد البلاد على اكثر من مستوى اقتصادي واجتماعي، وربما أمني.

فهم يتلهّون بطروحات لا يمكنها النجاح لما فيها من أفخاخ ومكائد ومن ألاعيب سياسية للفوز بهذه الحقيبة الوزارية أو تلك، أو بحثاً عن «الوزير الملك المفقود» الى الآن والذي يمكن تسميته وتحديد دوره مسبقاً إنهاء ملف التشكيلة الحكومية المنتظرة.

ولا يخفي الخبير الإقتصادي غضبَه من تجاهل المسؤولين للمخاطر التي تستهدف لبنان، فإلى برامج العقوبات التي تطاول «حزب الله» وأصدقاء إيران اللبنانيين، لم يتفهّم احد بعد حجم الخطر المتأتي من وجود بوادر مؤامرة دولية على لبنان تستهدف لقمة عيش أبنائه وعملتهم الوطنية عبر استهداف مجموعة من مصارفه. كذلك لم يتفهّم المكلّفون تشكيل الحكومة ومعرقلوه بعد إصدار إحدى المؤسسات المالية الكبرى من مجموعة «غولدمان ساكس» المصرفية الاستثمارية تقريراً عن إجراءٍ وهميّ، يمكن لبنان أن يلجأ إليه يوماً في حال تدهورت أوضاعه المالية تحت عنوان «ماذا لو اضطر لبنان الى هيكلة ديونه».

وهي خطوة اثارت كثيراً من المخاوف الى حدود الهلع نتيجة ما قد ترتّبه ـ لمجرد التذكير بها - على المستثمرين الأجانب خصوصاً وعلى المصارف اللبنانية جراء تناقص إمكان استرداد سندات «اليوروبوند» بقيمتها الأصلية من الذين قد يحصلون على 35 سنتاً في مقابل الدولار الاميركي الواحد المكتتب به في تلك السندات. والأخطرـ يقول الخبير الإقتصادي ـ أنه على رغم استبعاد وصول لبنان الى هذه المرحلة، هو ما تضمّنه التقرير من إشارات خطرة تتعلّق بالنظام المالي والمقرضين المحليين، وتسليط الضوء على غياب الاستقرار السياسي والاقتصادي والمالي في لبنان وهو ما يلامس نتائج الإهمال في تشكيل الحكومة والتلهّي لأشهر عدة بقضايا خارجة عن المنطق والقانون والدستور والحياة السياسية في أيِّ بلد في العالم.

وينتهي الخبير الإقتصادي الى القول إنّ تجاهل المسؤولين عن تأليف الحكومة ومعرقليه كل هذه المعطيات يُنذر بكثير من العقوبات الخطيرة التي لا يمكن توقعها كاملة منذ الآن، على رغم أنّ البعض مما هو خطير ومقلق بات بادياً منذ الآن وقد لا يطول انتظاره قياساً على حجم التوقعات بفشل مساعي التأليف في الأشهر لا الأسابيع والأيام المقبلة.

 

المعنى اللبناني المفقود

محمد علي فرحات/الحياة/10 كانون الثاني/19

اتفق رجال أعمال لبنانيون على تمويل إعلان في صحف العالم وتلفزيوناته الكبرى، يدعو جهة أو دولة أو منظمة مشهوداً لها بالنزاهة، وتحظى بتقدير الأمم المتحدة، إلى أن تتولى بقرار من مجلس الأمن الدولي الإشراف على المنظومة الطائفية التي تحكم لبنان، فتضبط أداءها السياسي والاقتصادي والإداري بما يحفظ الحد الأدنى من حقوق المواطن، ويمنع، بالتالي، حروباً داخلية باردة أو ساخنة. هذا الاتفاق لم يحصل، وإن حصل فلم ينفّذ. وربما يرد في لقاءات ضيقة، من باب السخرية أو أن شرّ البليّة ما يضحك الناس. لكن هذا الاتفاق أو الاقتراح الساخر ليس بعيداً من وقائع أثبتت حاجة وطن الطوائف إلى انتداب يشرف على أداء الدولة، فمرحلة استقلال لبنان كان نجاحها محدوداً في الفترة ما بين الانتدابين الفرنسي والسوري. وهذا لا يعني إيجابية ونزاهة الانتدابين اللذين أعليا مصلحتهما على مصلحة الدولة اللبنانية، إنما يعني تسهيل الأداء السياسي والإداري وجعله واضحاً وبعيداً من الضبابية والغموض اللذين يتميز بهما أداء الدولة اللبنانية المستقلة التي نراها تتمزق يومياً بأيدي زعماء الطوائف، ولا تجد من يحافظ عليها، مع التقدير لتظاهرات ممثلي المجتمع المدني الرمزية وغير القادرة على ضغط يعدّل أداء زعماء الطوائف.

يستضيف لبنان القمة الاقتصادية العربية هذا الشهر، وعلى الأرجح بحكومة تصريف الأعمال، بعد عجز السياسيين خلال ثمانية أشهر عن تشكيل حكومة جديدة، ما يعني ضعفاً في شرعية تمثيل الدولة المضيفة. وقد استسهل سياسيون هذا الأمر فدعوا إلى تأجيل القمة، كأنهم يطلبون من قادة العرب انتظار اتفاق زعماء لبنان على إعادة تقسيم مغانم الحكم، ليجتمعوا ويقرروا ما يعالج الانهيارات الاقتصادية في معظم الدول العربية. وفي هذا الموقف تعظيم للسياسيين اللبنانيين لا يستحقونه وتخفيضاً من شأن القادة العرب أقلّ ما يقال فيه إنه غير لائق وغير ديبلوماسي ومسيء لمصالح الشعب اللبناني الذي يجد في كثير من الدول العربية فرص عمل واستثمار لا يجدها في وطنه.

قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن لبنان لا يريد دفع ثمن الحلول مثلما دفع ثمن الحروب في المنطقة. وتوجّه بهذا الكلام إلى الديبلوماسيين العرب والأجانب الذين زاروه في القصر الجمهوري. الكلام في محلّه لكن اللبنانيين مسؤولون عن دفع وطنهم الأثمان المتلاحقة، وعجز الزعماء عن تشكيل حكومة هو نموذج لقصر النظر الذي يرتدي ثوب البطولة. إنهم يريدون حكومة وحدة وطنية من دون أن يمهّدوا لها بتصرفات من يعتقد بوجود هذه الوحدة، وبأن لبنان ليس منهبة لزعمائه، فضحية النهب هو الشعب الذي يتقدم الزعماء لتمثيله. وهنا المفارقة التي صارت مشهداً عادياً، فلبنان اليوم ليس محل اهتمام إقليمي ودولي إلاّ من زاوية منع سيطرة إيران على قراره السياسي ومنع إسرائيل من تدميره وتحويله إلى كانتونات مستقلة يقودها الزعماء السياسيون أنفسهم، مع تعديلات طفيفة هنا وهناك.

مثل هذا التقسيم كان مبعث خوف في الحرب الأهلية المديدة التي أنهاها اتفاق الطائف، لكن الخوف يتجدد ليس من نيات إسرائيل السلبية وخفة السياسيين اللبنانيين فقط، وإنما أيضاً من انتقال عدوى التقسيم من سورية إلى لبنان هذه المرة، فجيران سورية والقوى الإقليمية والدولية الذين يتحكّمون في مناطقها كافة، قد يجدون أخيراً أن تقسيمها هو نقطة تقاطع لمصالحهم، فلا أحد يقيم اعتباراً لوحدة دولة إذا كان شعبها وزعماؤه بعيدين عن الاهتمام بهذه الوحدة، بل إن انتفاخ "الأنا" لدى طوائف وأحزاب وزعماء لا يمكن تحققه إلا بإنهاء الدولة وتوزيع الأرض والشعب.

لا أحد يهتم بدولة إذا فقد شعبها الاهتمام بها، وهذا ما تقدّمه صورة لبنان اليوم حيث الطائفة والحزب والزعيم أهم من الوطن، وحيث يتبادل أبناء المجتمع الواحد نظرات لا يتبادلها سوى الغرباء. قد يكون في هذا الكلام ظلم للبنانيين الذين لعبوا دوراً ريادياً في المنطقة العربية منذ أواسط القرن التاسع عشر، لكن الكلام الظالم هذا هو مرآة ما يحدث من سجال سياسي وغير سياسي فارغ يضج به لبنان هذه الأيام ويفتقد أي معنى واضح وأي واقعية ملموسة وأي اهتمام حقيقي بالمصالح الفردية والجماعية.

 

المسيحيون سيدفعون الثمن مرة جديدة  

جوني منير/جريدة الجمهورية/الخميس 10 كانون الثاني 2019

مقالات خاصةباسيل: "الثلث الضامن" مطوّب لنا"أزمة عقيمة"... أيّ جديد في تمثيل "اللقاء التشاوريّ" في الحكومة؟عملية تأليف الحكومة كـ"لعبة السلم والأفعى"!المزيدلا حاجة لأيّ جهد للاستنتاج بأنّ الافق مقفل أمام ولادة الحكومة العتيدة. وخلال المرحلة الاخيرة، تساءل العديد من المراقبين عن السبب الحقيقي الذي يقف حائلاً امام تشكيل الحكومة. حين طرح اسم جواد عدرا، ساد انطباع عام بأنّ التفاهم حصل، وانّ الجميع دفع الأثمان وانّ ساعة الولادة قد حانت. فأن يضغط «حزب الله» على اعضاء اللقاء التشاوري للقبول بعدرا رغماً عنهم ما أدى الى توجيه ضربة معنوية لهم، فهذا يعني انّ قيادة الحزب حزمت أمرها. وأن يبارك رئيس الجمهورية الاتفاق الذي حمله مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ووافق عليه الرئيس المكلف سعد الحريري، فهذا يعني انّ جميع شروط الولادة قد تأمنت.

لكن ما لم يكن مفهوماً أن «تخرج الشياطين» في اللحظة الاخيرة حول تبادل جديد للحقائب واعلان «مبكر» لالتزام جواد عدرا بكتلة لبنان القوي من دون سواها، ما أدى الى تمزيق اوراق التشكيلة الحكومية التي كانت تنقصها التواقيع فقط.

واذا كان الجميع متفقاً فعلاً على ضرورة الولادة، فلماذا طرح تبادل للحقائب في اللحظات الاخيرة؟ والاهم انه كان يمكن «النوم» على التفاهم الذي كان نُسج بين الوزير جبران باسيل وجواد عدرا وترك الكشف عنه الى ما بعد الاعلان عن الحكومة او حتى يمكن تركه الى ما بعد نيلها الثقة، وهو ما حصل مراراً في تاريخ التكتلات السياسية والحزبية، فلماذا الاصرار على كشف الاتفاق سلفاً في وقت يدرك الجميع انه سيؤدي الى نسف ولادة الحكومة؟

صحيح انّ العواصم الغربية غير مهتمة بتاتاً بالتفاصيل اللبنانية كونها منشغلة بالتطورات الهائلة في الشرق الاوسط، الّا انّ السفارات الغربية، والتي تتابع التفاصيل اللبنانية بحكم مهامها، ما برحت تتساءل عن الاسباب الفعلية لظهور العراقيل والتي تقف حائلاً دون ولادة الحكومة.

فالصورة الحكومية تبدو محشورة بين الثلاثي «حزب الله» وجبران باسيل وسعد الحريري.

فالحزب التزم بشكل نهائي بتمثيل اللقاء التشاوري بمقعد وزاري، وهو جدّد التزامه ولكن بصيغة اكثر صرامة وشدة بعد «سقطة» اختيار جواد عدرا حيث كاد اللقاء التشاوري ان «يفرط» وان يدفع «حزب الله» ثمناً سنياً غالياً، وبالتالي فهو بات امام نظرة جديدة تمنح هذا اللقاء دوراً أوسع مستقبلاً، لا «فرطه» كما كاد ان يحدث. امّا رئيس التيار الوطني الحر فهو ردّد في لقاءاته الخاصة، خلال استراحة رأس السنة في منزله في اللقلوق، بأنه لن يتنازل أبداً عن حصة الـ 11 وزيراً بأي شكل من الاشكال، مُبدياً ثقته بأنه سينال مبتغاه في نهاية الامر. وفي خطوة تعكس رضوخه بتمسّك «حزب الله» بمقعد وزاري لحلفائه اعضاء اللقاء التشاوري، ركّز باسيل هجومه على الرئيس سعد الحريري كحلّ للمعضلة الحكومية وعلى أساس التراجع عن قرار تبادل الوزيرين المسيحي والسني بين قصر بعبدا وتيار المستقبل والانسحاب من المشكلة السنية باعتماد خيار حكومة الـ 32 وزيراً.

وفي الرواية الثالثة من مثلّث الولادة الحكومية، يقف الرئيس سعد الحريري بأداء جديد، فهو ليس بوارد تمثيل اللقاء التشاوري من حصته بعد ان كان قد وافق بأن يكون تمثيلهم من حصة رئيس الجمهورية. فهو خرج مُثخناً بالجراح من انتخابات نيابية صعبة كشفت له ابتعاد جزء لا بأس به من الشارع السني عنه، إضافة الى تراجع بريقه السياسي. وهو بعد كل ما أعلن لم يعد بوسعه التراجع الى الوراء ولو خطوة واحدة كونه سيخاطر بالسقوط، كما انّ صيغة الـ 32 وزيراً بالنسبة له تعني الشروع في تغيير وجه السلطة مع إعطاء المسيحيين والشيعة مقعداً إضافياً لكل منهم على اعتبار انّ العلويين في خانة الشيعة، وهو ما سيفتح الباب لاحقاً امام تعديلات في اساس تكوين السلطة. أضف الى ذلك حذره من تجدد الغضب السعودي.

وخلال تواصله مع حلفائه، ومنهم وليد جنبلاط وسمير جعجع، قال الحريري إنه لن يرضخ لحكومة الـ 32 وزيراً ولو قامت القيامة، لأنّ فيها قرار إعدامه سياسياً.

أمّا من يدورون في فلك بيت الوسط، فقالوا انّ البلاد انتظرت سنتين ونصف السنة وسط فراغ رئاسي قبل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وانّ فترة المشاورات الحكومية لم تتجاوز بعد السبعة أشهر.

السفارات الغربية تبدو متّفقة على انّ الحل الوحيد لإنجاز الولادة الحكومية هو من خلال تنازل رئيس الجمهورية عن الوزيرالسني من الحصة الرئاسية، وهو ما كاد ان يتحقق اكثر من مرة لولا تدخّل الوزير باسيل في اللحظات الاخيرة.

وقرأت هذه السفارات بكثير من التمعّن هذا التناغم «الخَفي» بين الحريري و«حزب الله»، ولو انه يجري حجبه باشتباك إعلامي بين حين وآخر. فحين اندفع رئيس الجمهورية لتوجيه رسالة الى مجلس النواب كانت ستؤدي الى إحراج الحريري، فإنّ «حزب الله» والرئيس نبيه بري عملا على وضع حاجز حماية أمام الحريري وأجهضا المحاولة الرئاسية. لكن لهذه السفارات الغربية قراءة أخرى تدفعها للحيرة من السياسة التي يتّبعها باسيل، ذلك انّ امام الحكومة المقبلة برنامج عمل حافلاً، اهم بنوده على الاطلاق:

- اولاً، إعادة تحريك ملف النازحين السوريين خصوصاً انّ معظم الدول تريد إبقاءهم في لبنان، وهو ما قاله بصراحة ووضوح امين سر دولة الفاتيكان للوفد اللبناني الذي زاره، ما يعني انّ عدم وجود حكومة يساعد في تغييب هذا الملف، امّا في حال تشكيل حكومة فإنّ ضغطاً لبنانياً معاكساً لا بد ان يحصل، ويعيد تحريك الملف.

- ثانياً، العمل على معالجة الازمة الاقتصادية الخطيرة والتي تكاد تخنق لبنان، وبالتالي التقاط فرصة «سيدر» قبل ضياعها (وهي تكاد تضيع) والاستفادة من استثماراتها وإنجاز الاصلاحات المطلوبة والمتفق عليها.

- ثالثاً، تأمين الاستقرار السياسي الداخلي المطلوب لمواكبة التغييرات الاقليمية الهائلة التي تحصل، والتي تخفي في طيّاتها تعديلاً في الخرائط الديموغرافية، كما في إحداث تكوين جديد للسلطات في أكثر من مكان وأكثر من دولة قريبة أو بعيدة. ومعه تسأل هذه السفارات عن المصلحة اللبنانية وخصوصاً المسيحية في عدم ولادة الحكومة وما اذا كانت مسألة وزير إضافي تستأهل ترك اللبنانيين، ولاسيما المسيحيين، مكشوفي الرأس وعرضة لمخاطر حتمية تهدد حضورهم في لبنان، الذي يعدّ آخر موطئ قدم لهم في هذا الشرق.

 

تركيا تراوغ.. وواشنطن حذِرة!  

جريدة الجمهورية/الخميس 10 كانون الثاني 2019

شرطٌ جديد أضافه مستشارُ الأمن القومي الأميركي جون بولتون لانسحابِ قوات بلاده من سوريا يُعيد خلط أوراق هذا الانسحاب وقد يُبطئ وتيرتَه لشهور. فبولتون الذي قام بزيارة إلى الشرق الأوسط شملت إسرائيل وتركيا، أكد أنه يجب أن توافق تركيا على حماية الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة كشرطٍ أساس للانسحاب، وبذلك تكون واشنطن كبحت جماحَ أنقرة الهادفة إلى سحق الأكراد تحت شعار الحرب على «داعش».

هذا الشرط متعلّق بتركيا أولاً وأخيراً، وهي عرّابة الانسحاب الأميركي «المفاجئ» الذي اتّخذ ترامب قرارَه إثر محادثة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في الرابع عشر من كانون الأول الماضي.

فشرط ترامب للانسحاب آنذاك، تبلور بسؤاله لإردوغان بحسب محضر المكالمة: «هل ستتخلّصون من فلول داعش إذا ما انسحبنا من سوريا؟». فردّ عليه إردوغان بالقول: «سنتولّى الأمر»، مذكّراً نظيرَه الأميركي بأنه سبق لتركيا أن «قضت على 4 آلاف عنصر» من «داعش» خلال عملية «درع الفرات»، التي شنّتها عام 2016. ويبدو أنّ ترامب سُعِد بهذا الجواب ووجد فيه مخرَجاً لسحب قواته من سوريا التي وصفها بأنها «رملٌ وموت»، وأمرَ بـ«بدء العمل» على الانسحاب، وسط تأكيدات أميركية بأنه «انسحابٌ كامل» سيحصل «في أسرع وقت». إلّا أنّ ترامب أهمل النوايا التركية المبيّتة، التي جعلت قرار انسحابه غيرَ قابل للتطبيق السريع لا بل هشّاً. فلم يمضِ على شهر العسل الأميركي- التركي سوى بضعة أيام حتّى بدأت العروس التركية بكشف ما تصبو إليه. تحت شعار محاربة «داعش» هي تريد سحقَ الميليشيات الكردية في طريقها، وهم حلفاء أميركا في حربها على التنظيم المتطرّف. وسَكِرَ الأتراك بخبر الانسحاب الأميركي وترك الساحة السورية لهم وشرعوا يهدّدون الأكراد بالقضاء عليهم كما داعش.

ذلك في حين يؤمن الغرب بدبلوماسيّيه وسياسيّيه أنّ «هزيمة داعش تقتضى مساعدة القوّة العسكرية الوحيدة التى أحرزت انتصارات حاسمة ضد داعش، والقوى الوحيدة التى تهدّده»، وهي «قوات سوريا الديمقراطية» المكوّنة في معظمها من «وحدات حماية الشعب الكردية» السورية المسلّحة، المتفرِّعة من حزب «العمال الكردستاني»، الذي تعتبره تركيا إرهابياً إذ تخشى من بنائه دولة كردية على أرضها وحدودها.

فاستفاق ترامب من حلمه تحت الضغوط الغربية المحذِّرة من انسحابه، ليدركَ أنّ أهدافه تختلف عن الأهداف التركية، وأنّ تركيا تلعب على وتر محاربة «داعش» لتصل إلى الأكراد، هدفها الأساسي، خصوصاً أنّه لا يخفى على أحد أنّ عملية «درع الفرات» التي ذكّر بها إردوغان نظيره ترامب، هدفت في العلن إلى ضرب «داعش»، إذ استخدمت أنقرة هذه الذريعة لتحقيق هدفها الأبعد وهو تضييق الخناق على الميليشيات الكردية.

أهداف أنقرة واضحة قبل بدء أيِّ عملية وعند الاعلان عنها: الجيش التركي يشنّ عمليّةً للقضاء على «المنظمات الإرهابية» التي لا تقتصر على «داعش»، بل تشمل أساساً الأكراد الذي يقضّون مضاجع أنقرة أكثر من «داعش».

وبدا جليّاً منذ اللحظات الأولى لإعلان ترامب قرارَ الانسحاب في التاسع عشر من كانون الأول 2018 أنّ الحربَ في شمال سوريا تتحوّل من حربٍ يقودها التحالف الدولي والفصائل الكردية التي يدرّبها ضد «داعش»، إلى حربٍ تركية ضد الأكراد بعدما سيطر هؤلاء خلال الأشهر والسنوات الفائتة على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة «داعش» وهي منطقة شرق الفرات مع منبج.

وبدأت التساؤلات تُطرح حول ما إذا كانت تركيا ستستهدف «داعش» أصلاً أم أنها ستدعمه وتقوّيه في حربه ضد الأكراد على قاعدة أنّ عدوَّ عدوّي هو صديقي.

ذلك في حين لم تقلّ يوماً الأدلّة التي تشير إلى مساعدة تركيا لكل من تنظيمَي «داعش» و«جبهة النصرة»، مدعومةً بتقارير تُثبت أنّ تركيا ضالعة فى تسليح المتطرّفين وتزويدهم بالأسلحة والمعدّات العسكرية عبر حدودها. حتّى ذهب بعض المراقبين إلى التأكيد بأنّ الأراضي التركية شكلت ممرّاً لهؤلاء «الإرهابيين» إلى الشمال السوري والعراق، وكذلك إلى أوروبا، وأنّ تركيا فرشت لهم السجادَ الأحمر ومنحتهم تسهيلاتِ الإزدهار، وسبلَ الاستيلاء على مساحات شاسعة في سوريا والعراق وطول اليد في شتّى دول العالم الغربي.

وبالتالي فالانسحابُ الأميركي وتسليم الشمال السوري للأتراك تحت ذريعة القضاء على «داعش» كان سيشكّل أكبرَ خدمة لـ«داعش»، وأيضاً ضربةً رابحة لإردوغان تخوّله القضاء على أعدائه في الخارج وزيادة مكاسبه السياسية في الداخل. وفي المقابل هو «طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين» الأكراد، على حدّ تعبير «قوات سوريا الديمقراطية»، ما دفعها إلى إعادة حساباتها والمباشرة بالتقارب مع دمشق، خوفاً من تهديدات تركيا المجاورة.

ويبدو أنّ هذا الواقع دفع ترامب نفسه إلى الترويّ، وإلى تغيير وتيرة الانسحاب من «سريعة» إلى «حذِرة»، مؤكداً في الوقت عينه أنّ موقفه لم يتغيّر في شأن الخروج من سوريا، ولكنه ينتظر تقديم وزارة الدفاع خطةً تضمن «الانسحاب الآمن»، خصوصاً أنّ المعركة ضد «داعش» لم تنتهِ بعد.

 

سوريا و الاحتلالات الأجنبية

صالح القلاب/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/19

لا شك في أن «النداء» الذي وجهه الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى، بشأن هضبة الجولان السورية المحتلة دافعه وطني وقومي، وأن تغيير الوضعية القانونية لها والاعتراف بضمها إلى إسرائيل في ظل الوجود الروسي الراهن في هذا البلد العربي ينطوي ليس على المساس بمصداقية السياسات الروسية في الشرق الأوسط، وعلى سمعة هذا البلد في العالم العربي وفقط، لا بل إنه يعد أمراً فاضحاً وعلى غرار ما كان فعله الاتحاد السوفياتي الذي كان قد وقف إلى جانب الولايات المتحدة في إقامة الدولة الإسرائيلية على جزء من فلسطين في عام 1948.

وحقيقةً ومع كل الثقة بهذا الرجل العروبي، فإنني لا أعتقد أن روسيا الاتحادية ستقْدم على مثل هذه الخطوة فهي أولاً صاحبة مصالح كثيرة، في معظم الدول العربية، وثانياً أنها لا تزال تحتفظ بالعلاقات نفسها وإياها مع الدول الإسلامية التابعة لها وبالمقدار نفسه الذي كانت تشكله هذه الدول للاتحاد السوفياتي.

إن المؤكد أن عمرو موسى، هذا السياسي الكبير والفذ، يعرف أن هذا النظام البائس الذي أوصل سوريا إلى ما وصلت إليه من انهيار وتمزق ومن احتلالات أجنبية كثيرة من بينها هذا الاحتلال الإسرائيلي، بالطبع هو الذي تغاضى عن كل هذه الاحتلالات ما دام أنها لمصلحته ومصلحة نظامه والتركيز وإنْ شكلياً واستعراضياً على احتلال العدو الصهيوني للهضبة السورية، كأن هناك فرقاً بين احتلال واحتلال، وكأن الإيرانيين لم ينشئوا مستوطنات مذهبية وطائفية لهم في هذا البلد العربي ولم ينبشوا قبور «الصحابة» الأجلاء، ومن بينها قبر البطل الإسلامي الكبير خالد بن الوليد!

إنه علينا أنْ نعود إلى الخامس من يونيو (حزيران) عام 1967، حيث كانت القرارات التي فرضها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على العرب وفي مقدمتهم مصر وبالطبع الأردن وسوريا هروباً من خيبات أمل رافقته عندما أقام الجمهورية العربية المتحدة، التي لم تصمد إلاّ لفترة قصيرة وعندما ذهب إلى اليمن بخطوة ارتجالية عاد منها بجيش مدمَّر وغير مؤهل على الإطلاق، وفي الذهاب بالتالي إلى حرب مصيرية كانت إسرائيل تخطط لها منذ سنوات طويلة لاحتلال سيناء حتى قناة السويس والضفة الغربية حتى نهر الأردن وهضبة الجولان حتى مشارف العاصمة دمشق.

كان عبد الناصر قد أقنع الملك حسين أو ألزمه بدمج الجيش الأردني في القوات المسلحة المصرية، تحت إمرة قيادة واحدة في إطار اتفاقية دفاع مشترك تضم سوريا والعراق أيضاً بقيادة الفريق عبد المنعم رياض ألْحق بها أحمد الشقيري على اعتبار أنه قائد جيش التحرير الفلسطيني كرئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، التي كانت قد أنشئت في مؤتمر القدس الشهير في عام 1964، ويومها كان واضحاً ومعروفاً أن الحرب قد أصبحت على الأبواب، وأنه لا مناص منها على الإطلاق.

عندما عاد الملك حسين من القاهرة، ومعه الفريق عبد المنعم رياض وأحمد الشقيري بادر فوراً إلى عقد اجتماع طارئ لكبار رجالات الدولة الأردنية وعرض عليهم هذا الاتفاق، الذي يقضي بضرورة الذهاب إلى الحرب، وكان الرافض الوحيد من بين هؤلاء جميعاً هو وصفي التل الذي عندما سأله العاهل الأردني عن سبب هذا الرفض أجاب بـ«إننا إذا ذهبنا إلى هذه الحرب فإننا سنفقد الضفة الغربية»، وكان جواب الملك حسين: «ولكننا إذا لم نذهب يا أبا مصطفى فإننا سنفقد الضفتين، الضفة الغربية والضفة الشرقية»، بمعنى أنّ النظام الأردني سيسقط في هذه الحالة وبتهمة التآمر والخيانة.

والمهم وما دام أن الحديث عن هضبة الجولان، فإنه لا نقاش في أنها ذات موقع استراتيجي ومهم يصل مداه إلى عكا وحيفا والناصرة في فلسطين المحتلة منذ عام 1948، وإلى بحيرة طبريا وشمالي الأردن كله وأيضاً إلى ما وراء دمشق حتى جبل العرب والسويداء، وإنه ما كان يجب أن يتم التفريط فيها بتلك الارتجالية وتلك السهولة... وهذا إنْ لم يكن هناك تآمر بكل معنى التآمر!

كان الجيش السوري قد دمرته الانقلابات العسكرية المتلاحقة من انقلاب حسني الزعيم في عام 1949 إلى انقلاب أديب الشيشكلي، إلى نقل كبار ضباطه المؤهلين إلى مصر خوفاً من انقلاب يقومون به على اعتبار أن غالبيتهم من البعثيين، إلى انقلاب الانفصال عام 1962، إلى أول انقلاب بعثي في مارس (آذار) عام 1963، الذي كانت قد تخللته محاولة الانقلاب الناصري الفاشلة التي قام بها جاسم علوان، ثم وفوق هذا كله كانت كل تلك الصراعات البعثية – البعثية التي أدت إلى حركة فبراير (شباط) عام 1966، وإلى الانقلاب الذي قام به حافظ الأسد في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1970.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الضباط السوريين الذين تم الإفراج عنهم قبل ساعات من اندلاع حرب يونيو عام 1967 كانوا في أوضاع مزرية، وبالطبع من دون أسلحة، وأن المفاجأة كانت أن بلاغاً كان قد أصدره محافظ القنيطرة عبد الحليم خدام بـ«أوامر» من وزير الدفاع حافظ الأسد، وأعلن فيه سقوط الجولان قبل سقوطها بيومين، وهذا قد فاجأ الإسرائيليين أنفسهم وظنوا أن وراء هذا خطة عسكرية سورية مفاجئة.

وهنا أيضاً فإن ما يجب أن يقال، وهذا ما كان يعرفه كبار المسؤولين العرب السابقين وما كان يعرفه إلاّ عدد محدود من قادة حزب البعث، هو أن إعلان سقوط الجولان قبل سقوطها بيومين، وأن سحب الجيش السوري من دون أي مواجهة فعلية مع الإسرائيليين ومن دون أي خسائر بشرية كان سببه الاعتقاد أن الهضبة السورية ساقطة لا محالة، وأن الإسرائيليين يحاصرون دمشق، التي كان قد تم نقل مؤسسات الدولة والمراكز القيادية الحزبية منها إلى حمص التي يجب أن يكون الدفاع الحقيقي عنها وبالقوات التي غادرت القنيطرة والجبهة الأمامية من دون أي اشتباك فعلي مع القوات الإسرائيلية المتقدمة ومن دون أي خسائر.

وهكذا فإنه ما كان يجب تحميل مسؤولية سقوط القنيطرة للأسد وحده، وبالطبع ولا لمحافظ القنيطرة، بل للقيادة السورية كلها، وأيضاً وقبل هؤلاء جميعاً للرئيس جمال عبد الناصر الذي بتقديراته الخاطئة قد أقحم العرب في حرب كانت نتائجها معروفة سلفاً وواضحة!

وأيضاً فإن ما يجب أن يقال هو أنه لو لم يصل الجيش العراقي في حرب عام 1973 إلى دمشق، قبل وصول الإسرائيليين إليها بساعات لكان الجيش الإسرائيلي قد احتلها وألحقها بهضبة الجولان، وهذا مع العلم أن الدبابات العراقية كانت قد قطعت كل هذه المسافة الطويلة على جنازيرها، وذلك في حين أن المفترض أن يتم نقلها بشاحنات خاصة. ويبقى أنه لا بد من التأكيد ومرة أخرى وقد أصبحت سوريا عملياً تعاني من وجودين آخرين هما، التدخل الروسي والاحتلال الإيراني، مع الإشارة إلى أن هناك اعتقاداً بأن الأميركيين لن يستجيبوا لإلحاح بنيامين نتنياهو ويوافقوا على ضمّ إسرائيل للهضبة السورية.

 

من قمّة عمّان... إلى قمة بيروت

خيرالله خيرالله/العرب/11 كانون الثاني/19

معالجة جذرية للأزمة

ليس الموضوع موضوع حضور سوريا القمة العربية الاقتصادية المتوقع انعقادها بعد أيّام في بيروت. الموضوع الذي يفترض أن يشغل العرب في القمّة وقبل القمّة ما العمل بسوريا، رجل المنطقة المريض منذ سنوات عدّة، والتي لم تستطع يوما حلّ أي مشكلة داخلية من دون حمام دمّ أو الهرب إلى خارج الحدود، خصوصا إلى لبنان؟ من المستبعد توجيه دعوة لبنانية إلى النظام السوري لحضور القمة الاقتصادية، لا لشيء سوى لأنّ من يوجه الدعوات إلى القمّة هو جامعة الدول العربية حيث عضوية سوريا معلّقة منذ فترة طويلة بعد لجوء بشّار الأسد إلى شنّ حرب على شعبه ابتداء من آذار – مارس 2011، عندما بدأت تظهر في دمشق ودرعا كتابات على الجدران من نوع “الشعب يريد تغيير النظام”. يحتاج كتابة تاريخ الثورة السورية التي بدأت قبل ما يزيد على ثماني سنوات إلى مجلّدات عدّة. لا يتعلّق الأمر بالحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري الباحث عن حدّ أدنى من الكرامة على يد نظام لا يؤمن إلا بلغة إلغاء الآخر. ثمة حاجة إلى مجلدات لعرض تاريخ النظام الذي أقامه حافظ الأسد في العام 1970 والذي أسّس له الانقلاب البعثي في الثامن من آذار – مارس 1963، ثم الانقلاب الآخر الذي قاده الضباط العلويّون، بغية التخلّص من رئيس دولة ساذج اسمه أمين الحافظ، في الثالث والعشرين من شباط – فبراير 1963.

ثمة حاجة إلى مجلّد، على الأقلّ، لعرض الدور الذي لعبه الإيراني والروسي في الحرب على الشعب السوري وذلك بغية إيصال سوريا إلى وضع أصبحت فيه مناطق نفوذ لخمس قوى على الأقل. منطقة نفوذ إيرانية وأخرى روسية، ومناطق نفوذ لكل من أميركا، التي أعلنت عن نيتها الانسحاب من شرق الفرات من دون أن تنفّذ هذا الانسحاب، وتركيا وإسرائيل. تبدو إسرائيل مصرّة أكثر من أي وقت على أن تكون على دراية تامة بما يدور في الجنوب السوري وذلك بعدما اعتبرت قضية ضمّها للجولان قضيّة في حكم المنتهية. أمّا تركيا، فتبدو أكثر من أي وقت على استعداد لاستعادة ما تعتبره أراض تابعة لها حرمتها منها المعاهدات التي وقعتها في السنوات التي تلت انتهاء الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية.

في مناسبة انعقاد القمّة الاقتصادية العربية في بيروت، يتبيّن أكثر كم هناك حاجة إلى إعادة دراسة العلاقة العميقة التي أقامها النظام السوري مع النظام الإيراني منذ العام 1979، وهي علاقة اختلفت بعض الشيء منذ وفاة حافظ الأسد في منتصف السنة 2000. اختلفت هذه العلاقة شكلا وليس في الأساس في المرحلة الأخيرة من سنوات مرض الأسد الأب وتمكنه من توريث نجله بشّار الذي أصبح في الواجهة فجأة بعد وفاة شقيقه باسل في حادث سيّارة في العام 1994.

صحيح أن حافظ الأسد امتلك ما يكفي من الدهاء لإقامة توازن، أقلّه ظاهرا، في العلاقة بين العرب عموما، خصوصا أهل الخليج، من جهة، وإيران من جهة أخرى، لكنّ الصحيح أيضا أنه انحاز منذ البداية وفي العمق إلى إيران. تكمن أهمّية حافظ الأسد في احتفاظه بهامش للمناورة في العلاقة مع إيران، في حين أن مثل هذا الهامش انتفى مع توريث بشّار الذي لم يستطع في أيّ وقت التمييز بين مصالح سوريا ومصالح إيران. يظلّ الدليل الأهمّ على ذلك ما كشفته المحكمة الدولية التي تنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. أتى الادعاء العام بما يزيد على ثلاثة آلاف دليل على تورط “حزب الله”، أي إيران، والنظام السوري في تفجير موكب رفيق الحريري ورفاقه. أظهر الادعاء، بكل بساطة، أن عملية الاغتيال كانت عملية مشتركة، بما يزيل أدنى شك في إمكان وجود أي تمايز بين النظامين السوري والإيراني منذ خلف بشّار والده…

اعتقد الراحل ياسر عرفات في العام 1979 أنّ نجاح “الثورة الإسلامية” في إيران سيصبّ في مصلحته. لديه تصريح مشهور يقول إن ما حصل في إيران “فكّ الحصار” الذي كان يتعرّض له الفلسطينيون. كان يقصد بذلك الحصار العربي الذي كان يعتبر “أبوعمّار” أنه يتعرّض له والذي جاءت “الثورة” الإيرانية لتنقذه منه بعد ذهاب أنور السادات إلى القدس وتوقيع اتفاقيْ كامب ديفيد. لكنّ الزعيم الفلسطيني أدرك مباشرة لدى احتكاكه بآية الله الخميني في طهران أن الأمر ليس كذلك، وأن إيران الجديدة ليست في وارد التنسيق معه بمقدار ما أن المطلوب أن يضع نفسه في تصرّفها لا أكثر.

جاءت الحرب العراقية – الإيرانية التي اندلعت في أيلول – سبتمبر 1980 لتوفر فرصة لا تعوّض لحافظ الأسد كي يكرس الحلف الجديد مع “الجمهورية الإسلامية” في إيران. فبعد أقلّ من شهرين على اندلاع تلك الحرب، انعقدت قمة عربية اقتصادية في عمّان. كان ذلك في شهر تشرين الثاني – نوفمبر 1980. كانت ردّة فعل حافظ الأسد على القمّة، وهي القمّة العربية الأولى من نوعها، حشد قوات على الحدود مع الأردن لممارسة ضغوط على الملك حسين الذي انحاز وقتذاك إلى العراق ضدّ إيران بشكل علني. أكثر من ذلك، قاطع الأسد الأب القمّة وجرّ معه الجزائر وليبيا واليمن الجنوبي ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية. دفع الموقف السوري العاهل الأردني الراحل إلى افتتاح القمّة بقوله “السلاح العربي لا يوجّه إلى أيّ بلد عربي، ولا يناصر العربي طرفا آخر ضد شقيقه”.

تحصد سوريا الآن ما زرعه الأب والابن في الوقت ذاته. تحتاج، في أقلّ تقدير، إلى نحو 500 مليار دولار لإعادة إعمارها. إذا كان من فائدة لأيّ قمّة اقتصادية عربية، فهذه الفائدة تكمن في كيفية معالجة النتائج التي أدّت إليها الحرب على الشعب السوري، وكيف التخلّص من نظام لا فائدة منه باستثناء إلحاق مزيد من الضرر ليس بسوريا وحدها، بل بالمنطقة كلّها. لا يمكن لمريض أن يعالج نفسه وأن يلقي محاضرات في العفّة والعروبة و”المقاومة” و”الممانعة”. لا شكّ أن الشرق الأوسط في وضع لا يحسد عليه. ما العمل بسوريا؟ مثل هذا السؤال تحوّل إلى معضلة، خصوصا في غياب أي طرف على استعداد للاستثمار في إعادة إعمار هذا البلد في ظلّ الوضع الراهن، وفي ظلّ نظام لا مفرّ من متابعة تصرفاته عن كثب ولكن من دون أي أوهام كبيرة. فمن قاطع قمّة عمّان في العام 1980 تضامنا مع إيران في حربها مع العراق، لا يحقّ له في العام 2019 طرح أسئلة عن الأسباب التي أوصلت سوريا إلى ما وصلت إليه. الأسباب معروفة ولم تعد خافية على أحد. في مقدّمة هذه الأسباب أن النظام السوري عاش دائما على سياسة واحدة تختزلها كلمة واحدة هي الابتزاز. هذه الكلمة تربط بين قمة عمّان في 1980 وقمة بيروت في 2019.

 

قطر و«المصالح المشروعة» لإيران

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/19

حسناً فعلت قطر بوضعها النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بأسمائها، وإعلانها رسمياً عن موقفها الحقيقي من الاحتلال الإيراني لسوريا. فاعتبارها، على لسان سفيرها في موسكو، أن لإيران مصالح «مشروعة» في سوريا، وتأييدها حماية طهران مصالحها هناك، وأن «النظام السوري، الذي قمع معارضيه، هو الذي يتحمل مسؤولية فسح المجال للتدخلات الخارجية الدولية والإقليمية، ولا يجب لوم الآخرين»، ليس إلا جزءاً من فصل جديد من رواية التناقضات القطرية التي عاشت المنطقة والعالم معها في دوامة لأكثر من عقدين من الزمن؛ فالدوحة تدعم من جهة، ولسنوات عدة، جماعات متطرفة تقاتل على الأراضي السورية نظام بشار الأسد وحليفه الإيراني، ومن جهة أخرى تقف مع إيران في احتلالها الأراضي السورية وتشرعن وجودها، أي إنها تدعم طرفين متقاتلين في آن واحد، وهذه قمة التراجيديا السياسية التي تتفنن فيها قطر بحثاً عن دور تعتقد أنه يمنحها أفضلية دبلوماسية بالمنطقة، ولا يهم إن كانت النتيجة تغذية الصراعات واستمرار الحروب... لا يهم إن كان ذلك أسوأ ما يفعله نظام حكم في العالم، المهم هو أن قطر تواصل ممارساتها وسلوكياتها التخريبية التي لا ينافسها فيها أحد.

بالطبع الموقف القطري لم يشرح ما «المصالح المشروعة» لإيران في سوريا، أو ما هي مثل هذه المصالح الممكنة لدولة أجنبية على أراضي دولة أخرى. وهذا التعريف القطري العجيب للسيادة قد يكون مفهوماً في حالة واحدة فقط؛ عندما ننظر لحجم «المصالح المشروعة» الممنوحة لتركيا على الأراضي القطرية، بعدما كشف النقاب مؤخراً عن التفاصيل الكاملة المتعلقة بالاتفاق العسكري السري بين الدوحة وأنقرة بشأن القواعد العسكرية التركية، التي أقيمت بشكل غامض على الأراضي القطرية، والتي تمكن «الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من استخدام الأجواء والأراضي والقطع البحرية القطرية في عملية الترويج لآيديولوجيته وأفكاره في منطقة الخليج، إضافة إلى تحقيق مصالحه وأهدافه الشخصية». فوفقاً للسيادة القطرية، فإن هذا المفهوم يختلف جذرياً عن المفاهيم الدولية، حيث يحق لإيران أن تستوطن سوريا وتساهم في قتل النظام 700 ألف مواطن سوري، مواصلة عربدتها وإطلاق يد ميليشياتها، وفي الوقت نفسه يجوز أيضاً، وفقاً لمفهوم السيادة القطرية، للجيش التركي أن يبقى ما يشاء على أراضيها، وأن يزيد عدد جنوده دون العودة حتى للنظام في الدوحة إن كان موافقاً أم لا.

في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي، وكذلك الدول العربية بقيادة السعودية، لإعادة سوريا للحضن العربي، في مسعى لإنهاء الحرب الأهلية فيها وإنهاء الاحتلال الإيراني لأراضيها، حتى مع اختلافهم الجذري مع ممارسات النظام، طمعاً في تعزيز الدور العربي وتفعيله من أجل الحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، فإن الدوحة تقف على النقيض تماماً في محاولة لاستدامة الصراع وتغذيته إلى أبعد مدى واستمرار النظام السوري مرتمياً في الحضن الإيراني، وهكذا تواصل قطر سلوكياتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وإطالة أمد الفوضى بعد أن كانت هي جزءاً من إشعالها، كما أنها أيضاً الآن جزء من استمرارها، فالنظام القطري يثبت مرة؛ بعد مرة، بعد مرة، أنه يتنفس على الفوضى ويقتات من الأزمات، ولا يحيا إلا وسط غابة من عدم الاستقرار.

 

سورية والجامعة العربية: للذكرى

وليد شقير/الحياة/10 كانون الثاني/19

هل سيعود وزراء الخارجية العرب وهم يهيئون للبحث في العودة عن قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية إلى أرشيف الجامعة من أجل بناء قرارهم الجديد على حد أدنى من التماسك والانسجام ولو اللفظي بين ما سبق أن قررته دولهم منذ قرار تعليق العضوية في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 ؟

تعليق العضوية في حينها جرى ربطه بالآتي: " ...إلى حين التزام الحكومة السورية بتنفيذ بنود المبادرة العربية".

من نافل القول أن الظروف تغيرت، وأن المعطيات التي أملت تعليق العضوية في حينها انقلبت رأساً على عقب، وأن المفارقات والتناقضات التي ستطبع قرار العودة عن تعليق العضوية، تمليها معطيات سياسية وميدانية لا تمت بصلة إلى تلك التي كانت سائدة وقتها. من المتغيرات أن وزراء خارجية وقادة عربا رحلوا أو تغيروا. فالمبادرة العربية التي تولى التفاوض مع حكام دمشق لتنفيذها الأمين العام للجامعة نبيل العربي آنذاك، وقبله لجنة وزارية عربية، تضمنت 14 بنداً بينها "سحب كل المظاهر العسكرية من المدن السورية (والمقصود بها الجيش والقوى الأمنية النظامية لأن الاحتجاجات الشعبية كانت سلمية في حينها) حقنا لدماء السوريين ولتجنيب سورية الانزلاق نحو فتنة طائفية أو إعطاء مبررات للتدخل الأجنبي". وتضمنت أيضا "إطلاق جميع المعتقلين السياسيين أو المتهمين بالمشاركة في الاحتجاجات" وإعلان "خطوات إصلاحية تضمنتها خطب الرئيس، بالانتقال إلى نظام تعددي تمهيدا لانتخابات رئاسية تعددية عام 2014 موعد انتهاء ولايته..." و"فصل الجيش عن الحياة السياسية" و"قيام حوار تشارك فيه التنسيقيات البازغة على الأرض" و"تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية برئاسة رئيس حكومة مقبولا من المعارضة مهمتها إجراء انتخابات شفافة " وأن تكون مهمة المجلس النيابي الجديد أن يعلن نفسه جمعية تأسيسية لإقرار دستور ديموقراطي جديد يطرح للاستفتاء العام"... هذه كانت النسخة الأولى من المبادرة التي ماطلت القيادة في دمشق في الموافقة عليها، والتي أضيف إليها بعد إفشال تنفيذها بنود أخرى في شهر كانون الأول (ديسمبر) منها إرسال بعثة مراقبين عرب من العسكريين برئاسة اللواء محمد مصطفى الدبي للإشراف على وقف العنف ضد المتظاهرين عادت فانسحبت في أواسط شهر كانون الثاني 2012 بعد العراقيل في وجه مهمتها. والإضافات على المبادرة جاءت بعد اقتحام الموالين للنظام سفارات قطر والسعودية وقنصليتي تركيا وفرنسا...

هل ننسى أن نسختي المبادرة جاءتا بعد سلسلة زيارات قام بها العربي إلى دمشق لإقناع الأسد باعتاد الحوار بدل القمع، وكذلك لوزراء خارجية عرب، ولوزير خارجية تركيا... أخفق جميعهم في ثنيه عن البطش وإراقة الدماء؟

فأين سورية اليوم من هذه البنود في وقت باتت مقسمة بحكم التدخل الخارجي فيها، بين دول، العرب أقل الحضور منها، ويصعب خروجها من دون تسويات دولية، أو قد تفضي هذه التسويات إلى بقائها... وفي وقت تزدحم سجون النظام بمئات آلاف المعتقلين الذين لا يلبثون أن ينقصوا لموت الآلاف منهم تحت التعذيب، حتى يدخل ما يفوق عددهم إلى المعتقلات؟ وأين الحوار في وقت يعتمد النظام سياسة السحق مع المعارضين ويريد الهيمنة على لجنة صوغ الدستور؟ السؤال ينطبق أيضا على ما آلت إليه المعارضة السورية. أين أصبحت؟

لم يكن عن عبث أن قال وزير الخارجية المصري سامح شكري قبل يومين إن عودة سورية إلى الجامعة مرتبطة بالحاجة "لاتخاذ دمشق إجراءات وفق قرار مجلس الأمن 2254 لتأهيلها لهذه العودة". وهذا كلام صادر عن رئيس ديبلوماسية الدولة العربية الأكبر، التي يعول عليها النظام السوري لترجيح خيار استعادة سورية إلى الجامعة، كما بات معروفا. وهو يمثل الدولة التي أبقت على سفارتها في دمشق ودعمت النظام وجيشه فيها لاقتناع قيادتها بأن الحفاظ على الجيش يبقي على بارقة أمل بإمكان استعادة الاستقرار في بلاد الشام، ولو بعد وقت طويل. وليس عن عبث قول بعض ديبلوماسيي الدول الخليجية التي فتحت سفاراتها، أو تستعد لفتحها، أن هذه الخطوة شيء، وعودة سورية إلى الجامعة شيء آخر ما زال مبكراً. فسحب السفراء من دمشق نص قرار الجامعة على أن يكون "سياديا لكل دولة" أن تتخذه وفقا لمصالحها ورؤيتها، منفصل عن تعليق العضوية.

في الأصل تعامل النظام مع القرار كأنه لم يكن. والدول الأعضاء في الجامعة أمامها تحدي الإجابة على السؤال: مع من تتعامل أوتتشارك في سورية؟ مع إيران أم تركيا أم إسرائيل أم روسيا أم مع أميركا المنسحبة؟

 

السياسة الأميركية الملتبسة في سوريا

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/19

منذ البداية وحتى اليوم ظلّت السياسة الأميركية إزاء الأزمة السورية حائرة ومرتبكة يسودها كثير من الغموض والتخبط، لذا لم يكن غريباً أن يخرج الرئيس دونالد ترمب بإعلانه المفاجئ بسحب القوات الأميركية الذي أثار ردود فعل واسعة، ولا تزال تداعياته مستمرة بالتوازي مع مساعي المعالجات الهادفة لاحتواء الأمر، وطمأنة الحلفاء، ورسم ما يشبه «خريطة طريق»، لكيلا نقول «استراتيجية»، لكيفية تحقيق هذا الانسحاب.

واشنطن باختصار تبحث عن مخرج منذ إعلان ترمب «التويتري»، وتحاول إيجاد صيغة لا تحرج الرئيس أو تستفزه، وفي الوقت ذاته تطمئن الحلفاء، وذلك بالتأكيد على أن الانسحاب سيتم وفق «ترتيبات حذرة» تضمن استمرار المعركة ضد «داعش» لضمان عدم استعادته قوته، وتطمئن الأكراد الذين قاتلوا إلى جانب أميركا، كما تضمن تماسك التحالف ضد إيران وتعزيزه. لهذا السبب أرسلت واشنطن وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، إلى المنطقة، لتطمين الحلفاء، ومحاولة التوصل إلى تفاهم مع تركيا فيما يتعلق بأكراد سوريا.

وزير الخارجية مايك بومبيو بدا مبهماً في تصريحاته بشأن الانسحاب من سوريا، مع بداية جولته في المنطقة؛ ففي حين أكد أن أهم التحديات التي تواجه المنطقة «هي (داعش) والثورة الإسلامية الإيرانية»، قائلاً إن المعركة مستمرة، فإنه لم يتحدث بالوضوح ذاته عن قرار سحب القوات الأميركية من سوريا، بل بدا وكأنه يؤكد الخطوة التي أثار إعلانها المفاجئ الكثير من اللغط، فقد أشار إلى أن «قرار الرئيس سحب جنودنا من سوريا لا يؤثر على قدرتنا» في مواجهة التحديات التي أشار إليها، لا سيما تعزيز التحالف في مواجهة إيران.

أما بولتون، فقد قوبل بغضب تركي عارم بعد تصريحاته التي أدلى بها في إسرائيل، والتي ربط فيها الانسحاب بما اعتبرته أنقرة شروطاً غير مقبولة تدخل ضمن خطوطها الحمراء في موضوع الأكراد. وكان بولتون قد ربط الانسحاب بثلاث ضمانات، أو شروط، كما رأتها تركيا. الضمانات هي «أن يتم الانسحاب من شمال شرقي سوريا بطريقة تضمن منع (داعش) من إعادة إحياء نفسه ليشكل تهديداً جديداً»، و«التأكد من الضمان التام لحماية إسرائيل والأصدقاء في المنطقة»، و«الاهتمام بمن حاربوا إلى جانبنا ضد (داعش) والتنظيمات الإرهابية الأخرى»، وهي إشارة إلى أكراد سوريا، وبشكل خاص قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها الأساسي.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رفض لقاء بولتون، وشنّ عليه هجوماً عنيفاً، قائلاً: «إنه ارتكب خطأ فادحاً» بتصريحاته. الواقع أن إردوغان ليس لديه مشكلة مع مطالب واشنطن، إلا في ضمانة واحدة من ضمانات بولتون، وهي تلك المتعلقة بالأكراد والمناطق التي يسيطرون عليها، فهذا هو الأمر الذي ركّز عليه في كلمته أمام نواب حزبه في البرلمان، أول من أمس، قائلاً إنه لا تساهل أبداً في هذا الموضوع، رافضاً ما ذكره بولتون من أن واشنطن تريد من أنقرة ضمانات بعدم شن أي عمليات ضد الأكراد، أو المناطق الواقعة تحت سيطرتهم إلا بعد الحصول على موافقة منها.

رد الفعل التركي كان متوقعاً، ولا أحسب أن واشنطن فوجئت به؛ فسياسة تركيا المعلَنة والممارَسة على الأرض هي ملاحقة من تصفهم بالإرهابيين الذين تقصد بهم حزب العمال التركي، وقوات سوريا الديمقراطية، وبالأخص وحدات حماية الشعب الكردي، التي تعدها مرتبطة عضوياً بالعمال التركي. كما أن أنقرة تعمل على تقويض أي حكم ذاتي للأكراد في شمال سوريا، وتعتبره تهديداً لأمنها القومي، لأنه سيعزز طموحات أكراد تركيا الذين ينظرون إلى ما حققه إخوتهم في العراق أو في سوريا. فإذا كانت واشنطن تعلم كل ذلك، فما الذي كان يتوقعه أو يأمله بولتون بتصريحاته، التي لم تؤدِّ إلا استفزاز حكومة إردوغان وتعقيد زيارته إلى أنقرة؟ إدارة ترمب التي واجهت ضغوطاً في الداخل، سواء من «البنتاغون» أو وزارة الخارجية، أو بعض الأصوات القوية في الكونغرس مثل السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي وصف قرار سحب القوات من سوريا بالخطأ الفادح، تحاول القول إنها لا تعتزم التخلي عن حلفائها، ومنهم الأكراد الذين قاتلوا معها ضد «داعش». لكن خياراتها بالتأكيد محدودة للغاية، في ظل الموقف التركي، وأوراقها القليلة في سوريا، والتزامها المعلن بإعادة القوات الأميركية من هناك؛ فهي يمكن أن تستمر في دعم الأكراد عسكرياً، لكن هذا لن يحقق سوى دفع تركيا لتصعيد تدخلها العسكري، كما أنها يمكن أن تحاول التنسيق مع موسكو لحماية الأكراد، خصوصاً في ظل التعاون القائم بين روسيا وتركيا وإيران في الملف السوري. يبقى أمر أخير، وهو محاولة دفع مسار المفاوضات لإنهاء الأزمة السورية، ومحاولة ترتيب وضع خاص للأكراد يمنحهم إدارة ذاتية محدودة لكيلا تستفز أنقرة.

بغض النظر عن محاولات واشنطن احتواء التداعيات، فإن الأمر الواضح أنها سلمت بأمرين: أن نظام الأسد باقٍ في السلطة، وأن روسيا لديها اليد الطولى في سوريا اليوم. فتدخل روسيا عسكرياً بشكل مباشر في 2015، كان العامل الأساسي في قلب الموازين عسكرياً وسياسياً، وأعطى الأسد وحلفاءه تفوقاً في المعركة على الأرض، ممهداً الطريق لبقاء النظام خلافاً لكل التوقعات السابقة. حتى على الصعيد الدبلوماسي تبنت روسيا مساراً موازياً لمؤتمرات واتفاقات جنيف، خلقت بموجبه واقعاً جديداً يضمن بقاء نظام الأسد، وتتحرك الآن لفك عزلته بتشجيع بعض الدول لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، مثلما فعلت مع النظام السوداني، وأقنعت رئيسه عمر البشير بالتوجُّه إلى العاصمة السورية، ووفرت له طائرة ليكون أول رئيس عربي يزور الأسد منذ اندلاع الحرب هناك. «تغريدة» ترمب كشفت من جديد تخبط السياسة الأميركية في سوريا، لكنها قد تؤدي بشكل لم تكن تقصده، إلى تركيز الجهود لدفع المسار التفاوضي لإنهاء الأزمة السورية. فالإدارة الأميركية الحالية تعطي الأولوية للملف الإيراني، ولا ترى أولوية غيره في سياساتها بالمنطقة.

 

العودة إلى أحضان الأسد

دلال البزري/العربي الجديد/10 كانون الثاني/19

كان المشهد الافتتاحي من بطولة عمر البشير: رجل يحكم السودان منذ ثلاثين عاماً، بعد انقلاب عسكري على الحكومة المنتخبة آنذاك، عام 1989. مُلاحَق دولياً بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور. حكمه الفاشل أفضى إلى تقسيم السودان. معروفٌ ببطشه. أعلن أخيرا عن ترشّحه لـ"انتخابات" 2020 الرئاسية.. وهو الآن يواجه انتفاضة شعبية، ضده وضد سياسته التجويعية، يصفها، كما يفعل بشار، بـ"المؤامرة الصهيونية"، تهدف إلى "النَيل من سياسته الرافضة للتطبيع مع إسرائيل".

ليس هناك من رمزيةٍ تتفوَّق على هذه التي يجسّدها البشير، بتدشينه موسم العودة العربية إلى بشار، بكلماتٍ ممتلئة بنفسها، بلقاء حارٍّ مع بشار، بشوقٍ متبادَل، وطبعا بالنشوة المشتركة في الانتصار على شعبيهما، وقد سبق البشير بشاراً بعقود. ولعلّه الآن يتبادل معه النصائح، فيخلص إلى انتصارٍ آخر ضد الانتفاضة المشتعلة في دياره؛ الأول يحمل للثاني خبرة "الصمود" بعد هذا الانتصار، فيما الثاني يسنده وقت الشدّة. هل يحتاج المرء إلى رمزيةٍ أقوى من هذه: شبيه بشار الأسد، في كل شيء تقريباً، إلا توقيت شعبه، يشقّ طريق العرب، مجدّداً، نحو دمشق.

يتقدم العرب الباقون بخطواتٍ خلفية، بعد المشهد الافتتاحي: كما صار معلوماً، الإمارات وسفارتها في دمشق، والبحرين واستمرار "عملها الديبلوماسي" مع سورية، وزيارات علي 

"بشار ليس هو المنتصر. إنما الربيع العربي هو الذي هُزم. في بؤرته الأخيرة، سورية" مملوك إلى مصر وعُمان والسعودية. وهذه الأخيرة، أي المملكة السعودية، كانت تحتاج، وما زالت، إلى صكّ براءةٍ على جريمةٍ لا تقلّ وحشية، بأسلوبها "المبتكَر"، متهم فيها حاكمها الفعلي، أي ولي العهد؛ جريمةٍ عنوانها جمال خاشقجي، تحولت بعد أشهر من ارتكابها إلى عين هابيل تلاحق كايين.. رمزٌ آخر لا يقلّ وزناً عن ذاك الذي يمثله عمر البشير: ملكٌ مقبل، يرتكب جريمة جديرة بالسلاطين، يزجّ في السجون أقلّهم ترحيباً به، لن تكون لديه مشكلة مع بشار؛ إنما بالعكس، سوف يكون بشار رافعته المعنوية، فمجرد مقارنة بين جرائم الاثنين تريح ضميره، وتحول اغتياله خاشقجي إلى لعبة عيال، إذا ما قيست بالاغتيالات الصناعية التي قام بها بشار بحق ملايين السوريين. نعترف بكم، تعترفون بنا، عنوان "المصالحة العربية" و"رفع الحظر عن سورية"، (تصريح السعودي مشعل السلمي رئيس الوفد السعودي في "البرلمان العربي" الشهر الماضي).  طبعاً، لا بد، في المقابل، من "تسريبات المصادر"، من نوع أن السعودية قادمة إلى دمشق، من أجل "تمويل إعادة الإعمار"، أو من أجل "مقارعة النفوذ الإيراني"، فقط الإيراني. وتحت هذين الدورَين، "رؤى" سعودية للوضع السوري، من قبيل أن إعادة الإعمار مثلاً، أي تمويلها لها، مشروطة بـ"تقدم حل سياسي" في سورية، وقوامه "الدستور والانتخابات ووضع المعارضة"؛ أي أن الحاكم السعودي فوق أنه عائد، ينظف سجلّه، وسجل نظيره، يستعد بأدواته المناوراتية البسيطة أن يميّع، أو يساوم، أو يتبحّر في الصفقات.. ولا مرة إلا لصالحه، أي حماية عرشه.

أما العجيبة في هذا الفصل، فردّة فعل الأسد ورفاقه من محور "المقاومة"، على هذه العودة. عنوان بحد ذاته، يلخصها: "هرْولة المهزومين للعودة إلى دمشق". مقال لا يفوته انتصار الأسد، ولا ثباته فوق شعبه، ولا النهاية المخزية للثورة ضد بشار.. يستند إلى تلك الحقيقة، ليرفع شارة النصر، ليشمت بالعرب الذين قاطعوا بشار، ثم يعودون إليه اليوم ركضاً، بعدما وجدوا فيه صلابةً في مواجهة شعبه، هي أمثولة لهم، للسنوات العجاف التي تنتظرهم. مع أنه ليس هو الحاكم الآن. ولكن ذلك لا يهمّ، لا الشامتين ولا المهرولين، الواقعين بدورهم تحت أشكالٍ من النفوذ الخارجي. المهم الآن، بعدما أفشل العرب الثورة السورية، بعدما أشبعوها "جهاداً" وأموالاً واعتباطياتٍ، وهذا طبيعي، نظرا لتركيبتهم غير السوية، ولا الثورية ولا الإصلاحية، ولا حتى التقليدية... بعد هذا الفشل، لا بد من اللقاء ثانيةً مع بطلٍ باع كل شيء من أجل كرسيه؛ لقاء دشنه بطل آخر، كان سباقاً في ضرب الأرقام القياسية في الإجرام والفساد.

في الشماتة الممانِعة من أولئك العرب، تجاهل، أو لغة أخرى. الواقع أن بشار ليس هو المنتصر. إنما الربيع العربي هو الذي هُزم. في بؤرته الأخيرة، سورية، الأطول أحداثاً، 

"ما من عربي، أو سوري واحد انتصر بحصيلة هذا الربيع" الأوسع دموية ومأساة. ما من عربي، أو سوري واحد انتصر بحصيلة هذا الربيع. أصحاب الغنائم، الطامعون بموارد سورية وموقعها، ازداد عددهم، روسيا، إيران، تركيا، إسرائيل.. هذا غير الولايات المتحدة التي أضاعت نهجها من دون سطوتها، ولم نَعُد نفهم تماماً موقفها، ولا تحرّكاتها على الأرض السورية. ولكن كل هذه "الأضرار" لا تساوي شيئاً أمام الرئاسة، السلطة، ولو الصُورية. والعرب، بعودتهم إلى بشار، يكادون أن يصرخوا بلقائهم الوجودي العميق معه؛ ولن تزيد غنيمتهم عن التي انتزعها المتنافسون على سورية، الحائمون حولها كالضباع؛ ولكل ضبع نهجٌ خاص به. ولكن لا بأس: صَكَا براءة يتباريان، يتساويان في الإفلات من العقاب، كلٌ يخدم نفسه على قدّ حظه من القوة، على تنوّع هذا الحظ، واختلاف سُبُله.

نصيب لبنان من هذه "العودة" خير شاهدٍ على ذاك اللقاء الوجودي بين أنظمة الحكم العربية: الذين ينشدون العودة إلى سورية "المنتصرة"، لو كسبوا، فسوف ينالون مزيداً من السلطات والوزارات وحرية أكبر في السطو على خيرات الدولة. فيما غرماؤهم، لو عرفوا كيف يدوزنون ألحانهم، ويضبطون إيقاع حركتهم، سوف يكسبون، هم أيضاً. المهم من يغتنم "حصته"، بعودته إلى سورية، بشروط، أو من دونها. بحُماتها ورُعاتها والغربان المتناتشين على "إعادة إعمارها". عربا كانوا، أو غرباء.

 

ترامب 2019.. إدارة الصراعات أم احتواؤها؟

عبدالله الجنيد/العرب/10 كانون الثاني/19

نحن أمام مشهد هو أقرب للسوريالية منه إلى الواقعية في تعاطي الرئيس ترامب مع الملفات الكبرى في المنطقة. فهو لا يراعي الحدود الدنيا لتبعات سياساته من المنظور الجيواستراتيجي خصوصا في ما يتعلق بإدارة الصراعات أو احتوائها.

أصدقاء أم حلفاء

قال حكيم “عندما تصلّي للمطر سيتحتم عليك التعامل مع السيول”. ويبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أغرق إدارته في بحر من السيول. ففلسفة هذا الرئيس مبهمة عند الجميع، لذلك تمثل الجولة المكوكية لكل من وزير الخارجية مايكل بومبيو ومستشار الرئيس للأمن القومي جون بولتون محاولة احتواء تبعات استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس، ولإقناع حلفاء الولايات المتحدة برؤيته المعدلة للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط القائمة على مواجهة إيران أولا. إلا أن لكل من حلفاء الولايات المتحدة موقفه الخاص من إيران بمن فيهم بعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى تركيا، مما سيجعل من مهمة الرجلين شبه مستحيلة خصوصا مع ضبابية مواقف الرئيس ترامب المتضاربة ليس من سوريا فقط، بل في كل الملفات الأميركية والخارجية.

جون بولتون هو رجل الرئيس القوي الآن، لذلك أوكل إليه أمر إسرائيل وتركيا. إلا أن المهمة ستكون في حكم المستحيلة في ما يتعلق بمايك بومبيو على ضوء ما تمخض عنه المؤتمر الصحافي المشترك يوم الأحد الماضي للمستشار بولتون ومضيفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خصوصا بعد تحديد الأخير أن الجولان سيكون ثمن موافقته على النظر في أمر القبول بتعديل مسار عملية السلام في الشرق الأوسط وليس في ما يخص احتواء إيران. فمن وجهة نظر نتنياهو، فإن أي قرار ستتخذه إدارة ترامب الآن سيكون محدود الأضرار بالمقارنة مع قرار اعترافها بالقدس عاصمة إسرائيل. وقياسا على ذلك، يمكننا تصور ما سوف تشترطه أنقرة للانخراط في مشروع ترامب المعدّل، فهل من الممكن أن تقبل تركيا بعمق أقل من منبج على ضفتيْ الفرات لتحيّدَ كل المخاطر المحتملة في ظل وجود كردستان العراق الماثل أمامها.

وحتى في حال تم الاتفاق على ذلك، ستبقى قضية تقنين أمر ذلك التواجد التركي الطويل الأمد على الأراضي السورية في حال تعذر اتفاق الثلاثة الكبار على ذلك (واشنطن، موسكو، وبكين). أما أوروبا، فإنها قد أدركت، بعد فوات الأوان، أن دورها التاريخي في الشرق الأوسط قد حُجّم حين اختارت هي لعب دور الرديف للولايات المتحدة منذ عام 2003. بل قد يتجاوز الأمر ذلك ليطال مصالحها في حوض البحر المتوسط.

وبالعودة إلى مسار جولة وزير الخارجية مايك بومبيو من منظور الرئيس ترامب، فإنه سوف يتعامل مع أصدقاء أكثر من كونهم حلفاء حقيقيين من المنظور الاستراتيجي الأميركي. لذلك ستتوجب عليهم رؤية الأمور استنادا إلى الواقعية السياسية خصوصا بعد تقديمه أكبر هدية سياسية بإخراج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران. والآن قد جاء الدور عليهم لرد الجميل والموافقة غير المشروطة على مشروع الناتو العربي بكل ما يمثله ذلك المشروع من خدمة للمصالح الاستراتيجية الأميركية، وأولها إنهاء العزلة المفروضة على قطر، بالإضافة إلى الموافقة على الرؤية المعدلة للسلام في الشرق الأوسط. وبقراءة متأنية لتصريح الوزير بومبيو بأن متابعة مستجدات قضية خاشقجي (محاكمة المتهمين في قضية مقتل جمال خاشقجي) هي أحد أهداف زيارته للرياض. فهل يُفهم من ذلك وجود نية للرئيس ترامب بإعادة استخدام قضية خاشقجي كرافعة سياسية في الضغط على الرياض في كل الملفات الآنفة الذكر.

قرار الانسحاب من سوريا هو العنوان العريض للجولة المتزامنة لكل من وزير الخارجية ومستشار الرئيس للأمن القومي، والتي توافقت مع إعادة نشر القوات الأميركية بشكل أكثر كثافة في العراق. فهل كان ذلك القرار بمثابة إجبار جميع الأطراف ذات المصالح المتقاطعة في سوريا على التعاطي مع الأهداف من حيث أولوياتها الاستراتيجية لا الإقليمية، لذلك يجب إلزام جميع الأطراف بالتوافق على ضرورة إخراج إيران من سوريا بكل الوسائط المحتملة دون استثناء الخيار العسكري، ومن ثم تحجيمها في العراق. ولا تنحصر تأثيرات القرارات الرئاسية المتسارعة على الشرق الأوسط وحده فقط، فقراره سحب القوات الأميركية من أفغانستان أفضى إلى تخلي طالبان عن كل المكاسب التي تحققت عبر محادثات أبوظبي، وهي تطالب الآن بنقل المحادثات إلى قطر.

نحن أمام مشهد هو أقرب للسوريالية منه إلى الواقعية في تعاطي الرئيس ترامب مع الملفات الكبرى في المنطقة. فهو لا يراعي الحدود الدنيا لتبعات سياساته من المنظور الجيواستراتيجي خصوصا في ما يتعلق بإدارة الصراعات أو احتوائها. فقد حيدت هذه الإدارة كل حلفاء الولايات المتحدة الاستراتيجيين وأهمهم أوروبا. وها هي الآن تتجاوز على مصالح شركائها الاستراتيجيين في الشرق الأوسط نتيجة سوء التقدير السياسي والذي ستكون له تبعات كبرى ليس على مستوى الاستقرار في الشرق الأوسط فقط، بل والأدنى، بالإضافة إلى المحيط الهندي، وشرق أفريقيا.

التحدي الأكبر الآن يكمن في شكل الموقف الذي ستعتمده الدول العربية التي تقع ضمن إطار جولة الوزير مايك بومبيو، فهل سيوفر التباين المحتمل في بعض الملفات بوابة خلفية يلج منها بومبيو، كما حقق ذلك الوزير جون كيري إبان ولاية الرئيس باراك أوباما. نحن ندرك كلفة السياسة إن توجب دفعها، بشرط أن تُدفع في مقابل تحقيق أهداف استراتيجية، ويجب أن نكون نحن من يحدد تلك الأهداف.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

حوار مع نديم الجميّل: سوريا متنفس أساسي للإقتصاد اللبناني

المركزية/10 كانون الثاني/19

 زار النائب نديم الجميل نقابة محرري الصحافة اللبنانية في مقرها بالحازمية، وكان في استقباله النقيب جوزف القصيفي وأعضاء مجلس النقابة. وقدم التهنئة بانتخاب المجلس الجديد، متمنيا له التوفيق.

وكانت الزيارة مناسبة لحوار بين الجميل وأعضاء مجلس النقابة والزملاء بحضور رئيس مؤسسة بشير الجميل المهندس ألفرد ماضي والزميل جوزف توتونجي.

القصيفي

بداية ألقى القصيفي كلمة رحب فيها بالنائب الجميل بدار النقابة التي "تفتح بابها لكل الآراء التي تساعد على حماية لبنان باستقلاله وسيادته وحريته البناءة"، وشكر الجميل على "تهنئته وزيارته" مؤكدا أن النقابة، "بدأت ورشة التطور في كل الإتجاهات، وفي القريب العاجل نعد مشاريع وإقتراحات قوانين، تساعد النقابة لتكون فاعلة وقادرة على تحمل المهمات التي تنتظرها. وسنعتمد عليك في مساندة هذه المشاريع والإقتراحات التي سنقدمها، والتي نريد منك أن تكون رأس حربة للدفاع عن حقوق الصحافيين، وليس لدينا أدنى شك بأنك ستكون في طليعة من سيطالب بحقوق الصحافيين. وعندما يكون النائب الشيخ نديم الجميل ضيفا على النقابة وهذا المنبر الفكري الحر، لا بد من أن يكون لنا معه حوار ونقاش حول الأوضاع في لبنان".

الجميل

ورد الجميل بكلمة جدد فيها تهنئته لمجلس النقابة، نقيبا وأعضاء، وقال: "أتمنى لكم التوفيق في عملكم الرسولي والنقابي، وأدعوكم لتكونوا دائما صوت الحق والحقيقة، لأن لبنان الذي دفع ثمنا غاليا للمحافظة على أرضه وإستقلاله وحريته، كان منبرا للكلمة الحرة غير المقيدة ومنبرا للكرامة والعنفوان والرأي الحر وتقبل الرأي الآخر. هذا هو لبنان الذي استشهد من أجله الكثير. وعندما لم يعد لبنان منبرا للفكر والديمقراطية، وهذا لن ندعه يحصل، ينتفي معنى وجوده. ونشد على يد النقيب الجديد جوزف القصيفي الذي، لم يحمل سلاحا مع رفاق له، للدفاع عن لبنان، بل حمل القلم مناضلا في صفوف من دافعوا عن أرضهم وعرضهم".

اضاف: "لا بد لي من هذا المنبر، أن أدعو الدولة لدعم الصحافة الورقية لتؤمن استمراريتها، لأني ولو كنت مع التطور التكنولوجي، لا أرى لبنان من دون صحافة ورقية. وأتمنى لكم ولكل اللبنانيين أن السنة الجديدة سنة ملأى بالخير والمحبة والسلام والإزدهار في بلادنا وكل العالم. وأتمنى لكم التوفيق في الإنطلاقة الجديدة للنقابة. وكلنا نعرف الأثمان التي دفعتها الصحافة اللبنانية من أجل الحرية والرأي الحر. والحرية هي أساس حياتنا. هناك سياسيون يناضلون من أجل السيادة والإستقلال والحرية، هناك صحافيون استشهدوا من أجل هذه الحرية والسيادة. وبناء الوطن الذي نريد ونتمناه لأبنائنا، لا يكون وطنا إذا لم يبن على الفكر والثقافة والحضارة والقيم التي نريد أن يحافظ عليها لبنان".

وتابع: "ومن هذا المنبر أدعو إلى اليقظة بين أبناء لبنان الواحد وإلى انفتاح جديد لمواجهة كل التحديات التي تواجه لبنان، الذي فيه معادلة غير متوازنة بالسياسة أو بالمال أو بالسلاح وفيه هواجس بين أبناء الوطن الواحد، علينا مواجهتها بصراحة وبحوار صادق على طاولة اسمها طاولة لبنان الذي هو فوق الجميع وحامي الجميع. وطن لجميع أبنائه. وطن لا بديل عنه لأحد من اللبنانيين الذين ليس عليهم البحث عن دولة أو دول لحمايتهم في أرضهم. آن الآوان لنا كلبنانيين للجلوس معا على طاولة واحدة لمعالجة كل الهواجس والمواضيع التي قد تفرقنا عن بعضنا البعض. وأنا منفتح على كل إسئلتكم واستفهاماتكم".

الحوار

ثم جرى حوار بين الجميل وأعضاء مجلس النقابة جاء فيه:

سئل: ما هي هواجسك؟

أجاب: "هواجسي هي هواجس المسيحيين والفريق الذي أنتمي إليه، وهواجسي، أيضا، هي هواجس وطنية بإمتياز. وأنا مع ثقافة الحرية والسلام والإزدهار، التي هي غنى لبنان. لبنان بالنسبة لي، الحضارة. هواجسي هي أننا نسسير باتجاه آخر عن الذي نريده للبنان. هواجسي هي فرض هوية جديدة على وطني. هاجسي هو هاجس الوجود المسيحي في لبنان وحضور المسيحيين في صلب الدولة اللبنانية. هواجسي هي أن الكثير من اللبنانيين يعتبرون أن لبنان المعرض إلى مخاطر تغيير هويته لم يعد يشبههم ولم يعد لهم، ولا يرون فيه مستقبلهم. نعم هذه الهواجس تجعل الكثيرين من اللبنانيين أن يخافوا على مستقبلهم في وطنهم، فيستقيلون منه ويهاجرونه".

اضاف: "نعم تكبر هواجسي عندما يمنع بعض الأشخاص مواطنين من الإستماع إلى السيدة فيروز الرمز الوطني بإمتياز. هواجسي تكبر عندما يضع أحدهم فيتو على إحدى المسرحيات أو الأفلام. هواجسي تكبر عندما أرى أشخاصا يرفضون الرأي الآخر، فقط من أجل الترهيب والتخوين والتهديد. طبعا، الإستسلام لهذه الهواجس يهدد لبنان الثقافة والفكر والحضارة والديمقراطية، ويهدد لبنان وطن السلام الذي نطمح ونتطلع إليه. نعم نحن شعب يريد السلام، كما قال النائب السابق فارس سعيد، و"القيامة قامت عليه ولم تقعد". نحن شعب يريد الإنفتاح والعيش معا والمصالحة الحقيقية بين الشعوب مع بعضها والشعوب والدول. هواجسي تكمن في أن الشعوب وأنظمة الدول غير متصالحة مع بعضها. نعم إنني مع عالم عربي جديد مبني على الإزدهار والإنفتاح والإقتصاد الحر، وهذا ما تقوم به اليوم الدول الخليجية. فلماذا لا نكون من هذه الدول التي تريد الإنفتاح على بعضها البعض".

وتابع: "أنا في صراع قديم مع النظام السوري، ولكن أنا اليوم، واقعي جدا، وأقول أن ليس باستطاعة لبنان النهوض إقتصاديا من دون أن يقيم علاقة جيدة وجدية مع سوريا والشعب السوري. سوريا هي المتنفس الأساسي للاقتصاد اللبناني".

وردا على سؤال، قال: "الأوضاع الإقتصادية والمعيشية في لبنان حاليا، سيئة جدا، وغير مسبوقة في أحلك الظروف الصعبة التي مر بها لبنان. طبعا، الإستياء الذي يبديه المواطن اللبناني اليوم، هو أكبر بكثير من أوضاع إقتصادية سيئة، إنها تغيير لهوية لبنان. لبنان مر بظروف إقتصادية أصعب، ولم يكن مهددا بهويته وكيانه. الإنتماء إلى وطن ليس بالإقتصاد فقط، بل الخوف يكمن في الإستقالة منه. أشعر أن الكثير من اللبنانيين المنتشرين في كل العالم لم تعد لديهم الرغبة للعودة إلى وطنهم، وهذه الهواجس هي هواجس لبنانيين من كل الطوائف وليس فقط من الطائفة المسيحية".

وردا على سؤال، قال: "لنقلها صراحة، حزب الله يحاول فرض هوية جديدة للبنان، بنظام شبه توليتاري ونظام ثقافي يفرض هو معاييره. وهذا يدفع ثمنه السنة والدروز والمسيحيون والشيعة الأحرار. طبعا، لدى حزب الله هواجس تفرض عليه استخدام السلاح لخلق توازن. ولا أعلم عما إذا كانت هواجس وجود وسلطة وحضور سياسي. ان لم أقل أن فريقنا فقط لديه هواجس في لبنان وخوف على مصير وطننا وهويته. إذا استطاع لبنان تأمين التوازن الحقيقي بين كل أبنائه ونكون كلنا متساوين بالحقوق والواجبات، ينتفي الخوف من الآخر. أنا لا أرضى بسلاح في لبنان غير سلاح الدولة. نعم هناك هواجس لدى كل الأفرقاء، وهذا يتطلب أن نجلس معا ونتحاور من أجل إزالة الهواجس من قلوب جميع اللبنانيين".

وقال ردا على سؤال عن الدولة المدنية: "أنا أكثر من ينادون بالدولة المدنية المبنية على الكفاءة وعلى المساواة بين اللبنانيين وعلى عدالة اجتماعية واقتصادية وسياسية حقيقية. وأعتقد أن الاوان حان لنفكر بدولة إتحادية للبنان، كي لا أقول فيديرالية، لأن هذا التعبير لا يعجب البعض. الدولة الإتحادية تجمع كل اللبنانيين، لبناء وطن مبني على اتحاده وقوته لا على ضعفه وعلى انقساماته".

وردا على سؤال قال الجميل: "علينا تغيير الذهنية خصوصا تلك التي "تخون" الآخر وهذا ما لا أستطيع تقبله. علينا أن نتقبل الآخر وإذا لم يكن باستطاعتنا تقبله، فتكون المشكلة عندنا".

أضاف: "لن أتحدث عن بشير الجميل، لأنه والدي، بل سأتحدث عنه لأنه رمز لكثير من اللبنانيين. فهل يجوز أن يتحدث البعض عن بشير الجميل الخائن والبعض الآخر عن رفيق الحريري الخائن؟ كذلك أنا أرفض أن يشتم أحد حسن نصرالله أو أي زعيم شيعي آخر. هذا لا أتقبله ولا أريده. أنا أقول هذا الكلام بكل تجرد، ولم أترب على الحقد والضغينة والكره لأني إبن شهيد. أنا متجرد من هذه الصفات ولا أؤمن بها وأرفضها. ولكي نتخطى كل خلافاتنا ولنلجأ كلنا إلى دولتنا - وطننا، فنشعر بالتساوي بالحقوق والواجبات".

وتابع: "أنا أجريت مناظرة حول المجلس النيابي، ومن يمثل. هل يمثل طوائف أو مناطق أو أحزابا؟ المجلس النيابي يمثل المناطق بالنسبة لي. لقد حافظنا على التوازن الطائفي في المجلس النيابي، ولكن مؤسسي الدولة اللبنانية وعمق تفكيرهم كان أن المجلس النيابي يمثل المناطق".

وعما إذا كان لبنان سيعود إلى الحرب بين أبنائه، قال: "لعدم العودة إلى الحرب، نطالب حزب الله بتسليم سلاحه إلى الدولة. أنا مع اتفاق الطائف الذي لم يطبق بعد. هناك نقاط في اتفاق الطائف يجب تطبيقها. نزع كل السلاح غير الشرعي وإنشاء مجلس شيوخ والدولة المدنية. ويجب محاربة الفساد المتفشي في الدولة. معالجة هذه المواضيع، تجعلنا نتفاءل بلبنان الذي نحلم به".

وعن أوضاع حزب الكتائب وما يحصل فيه وخلافه مع رئيس الحزب، قال: "لم أكن في وارد التحدث عن هذا الموضوع الحزبي الداخلي. ولكن أوكد لكم أن لا خلاف مع سامي الجميل، ولا يحاول البعض التستر وراء مشكلة حزبية للتحدث عن مشكلة بين سامي ونديم. بلى هناك خلل ما في الحزب وهذا الخلل ليس جديدا على أحد. هناك إنكفاء للكتائب على مستوى الحضور السياسي. ونحن نضع كل طاقاتنا لعودة الحزب إلى الموقع الذي يجب أن يكون فيه".

أضاف: "كلا ليس هناك مشكلة في الحزب، بل هناك وضع ما يجب علينا كلنا تداركه. وهذا الوضع بحاجة إلى إنقاذ وإصلاح حقيقي. حزب الكتائب هو حزب وجداني مسيحي والكثير من اللبنانيين، حتى ولو لم يكونوا منتمين إليه، يعتبرون حزب الكتائب نبضا ونمطا للحياة السياسية اللبنانية، ولا أحد يرضى أن يرى هذا الحزب كما هو عليه اليوم. أزمة حزب الكتائب هي أزمة داخلية، ومعالجتها تكون داخل الحزب".

وردا على سؤال، قال: "كلا الحزب واحد ولن تكون هناك حركة تصحيحية. وكلنا مجندون، رئيس الحزب وأنا ونواب الحزب والمكتب السياسي والامانة العامة، لعودة الحزب إلى مكانه الطبيعي. حزب الكتائب وعبر التاريخ، كان يخلق التوازن في الحياة السياسية اللبنانية".

وعمن يتفق أكثر مع سمير جعجع أو النائب سامي الجميل، قال: "أنا كتائبي والخلاف ليس خلافا شخصيا، لا مع سامي الجميل ولا مع سمير جعجع. أنا لست في القوات اللبنانية ومصلحة الكتائب هي الإنفتاح على كل الأطراف وعلى سمير جعجع أولا، لأننا ننتمي إلى الخط نفسه والبيئة نفسها. وأنا مع أفضل العلاقات مع القوات اللبنانية وسمير جعجع. سياستي وسياسة حزب الكتائب مختلفة كليا".

تشكيل الحكومة

وعن موضوع الحكومة، قال: "المطلوب تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، وإذا تعثر ذلك، أنا أدعو سعد الحريري لإعادة تفعيل الحكومة القائمة، حكومة تصريف الأعمال. الحكومة الحالية قائمة وباستطاعتها إتخاذ المقررات اللازمة، خصوصا في ظل الأوضاع الإقتصادية المتدهورة. هناك مسؤوليات أمام الرئيس المكلف وأيضا أمام رئيس حكومة تصريف الأعمال. وأنا لا أتوقع تشكيلا قريبا للحكومة العتيدة، خصوصا في ظل ما يفرضه حزب الله على البلد".

وردا على سؤال عن القمة الإقتصادية وعن دعوة سوريا لحضورها في لبنان، قال الجميل: "كما سبق وأشرت أننا لا نستطيع بناء اقتصاد كبير وبحجم طموح شبابنا ورجال أعمال وطننا، بمعزل عن محيطنا. أكيد لا يمكننا ذلك عبر الجنوب، وليس لدينا سوى البحر أو سوريا. بمعزل عن النظام في سوريا، نحن بحاجة إلى انفتاح على كل العالم بمن فيهم سوريا. العالم العربي بدأ عودته إلى سوريا. طبعا علينا ألا ننسى ماذا صنع النظام السوري في لبنان وأن نضع هذه التحفظات أمام هذه القمة المرتقبة. وعلينا عدم التلهي بالقشور والتخلي عن المضمون الأساسي للقمة الإقتصادية وماذا نريد منها للبنان. أين هي ملفات هذه القمة وبرنامجها؟ علينا أن نعرف ماذا نريد من هذه القمة لإنقاذ إقتصادنا ونموه".

وعن علاقته بالمجتمع المدني، قال: "لا أومن بأن في لبنان مجتمعا مدنيا كما يجب أن يكون. المجتمع المدني في لبنان منقسم ومتصارع بعضه ببعض أكثر من السياسيين، ولم يستطيعوا الإتفاق مع بعضهم البعض، وخياراتهم خيارات سياسية. حزب الكتائب أخطأ بالتحالف مع المجتمع المدني في الإنتخابات النيابية. المجتمع المدني فقد مصداقيته، والتظاهرات التي حدثت منذ أيام لم تكن تظاهرات مجتمع مدني، ونعرف من أين أتت وإلى أين تذهب".

 

عون أمام السلك القنصلي: نتمنى تجاوز العراقيل واكمال مسيرة النهوض بالدولة حبيس: نضع امكاناتنا بتصرفكم ومعكم لا نفقد الامل

الخميس 10 كانون الثاني 2019 /وطنية - تمنى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "نتمكن بعد حين من تجاوز العراقيل الكبيرة واكمال مسيرة النهوض بالدولة من جديد"، معربا عن "الاسف لعدم تمكن لبنان من التخلص من التأثيرات الاقليمية على وضعه الداخلي"، ملاحظا انه "كلما تعقدت الامور والحلول السياسية في الخارج فإنها تنعكس بدورها على الساحة اللبنانية لتتعقد أمورنا معها". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله اعضاء السلك القنصلي في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم الذين توافدوا الى القصر يتقدمهم رئيس السلك القنصل جوزف حبيس.

حبيس

وبعد اكتمال الحضور انتقل القناصل الى قاعة 22 تشرين الثاني حيث صافحهم الرئيس عون قبل ان يلقي القنصل حبيس كلمة قال فيها: "فخامة الرئيس، في بداية هذا اللقاء أود باسمي وباسم زملائي أعضاء السلك القنصلي الفخري، أن أشكركم على استقبالنا في القصر الجمهوري بمناسبة الأعياد المجيدة وحلول السنة الجديدة، وأن أتمنى لفخامتكم دوام الصحة، وكل الخير والتوفيق في المسؤوليات الجسام التي تتحملونها على رأس البلاد، عسى أن تعبروا بلبنان، بالتعاون مع كل الخيرين في السلطة، إلى بر الأمان". أضاف: "انطلقت السنة المنصرمة، فخامة الرئيس، بزخم الاعداد لإجراء الانتخابات النيابية التي أعادت ضخ دماء جديدة في الجسم التشريعي. وكنا نتمنى أن ينعكس هذا الزخم انطلاقة لورشة عمل وطني نواجه من خلاله كل التحديات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، بخطط ومشاريع ملموسة وفعالة. لكننا معكم وبوجودكم لا نفقد الأمل ولا العزم. لذلك نتمنى اليوم، كما جميع اللبنانيين، أن نتجاوز مرحلة التعثر في العمل السياسي في أسرع وقت ممكن، بالانطلاق إلى تحقيق تطلعات اللبنانيين عبر حكومة قادرة على تحقيق التوقعات منها، كما تحقيق نهضة اقتصادية تعيد الأمل بغد مشرق يستحقه الشعب اللبناني". وتابع: "كلنا ثقة أنكم، فخامة الرئيس، تبذلون كل جهد ممكن، ليكون هذا العهد منارة في العمل الوطني، وفي الخدمة العامة، وفي التعبير عن رغبات الناس وأحلامهم وطموحاتهم. فقوتكم تستمدونها من محبة الناس لكم، وتقديرهم لمسيرتكم، وثقتهم بكم كأب حاضن لأبنائه من كافة الطوائف والانتماءات السياسية. وقد تعلمنا منكم أن الصبر والمثابرة والتمسك بالحق، هم مفاتيح الحلول وتحقيق الانجازات. وأغتنم هذه المناسبة، لأؤكد لكم وضع إمكانات السلك القنصلي بتصرفكم، للمساهمة في تعزيز علاقات لبنان بالدول التي نمثلها، متطلعين إلى توجيهاتكم في كل ما يعود بالخير والازدهار على وطننا".

وختم: "أجدد لفخامتكم ولعائلتكم الكريمة، تهنئتي وتهنئة السلك القنصلي الفخري بالأعياد. وكل عام وأنتم ولبنان بخير. عشتم يا فخامة الرئيس، وعاش لبنان".

عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد ومتمنيا له عاما سعيدا. وقال: "اننا في كل عام نلتقي لنعرب عن افضل تمنياتنا للجميع وخصوصا للشعوب والدول التي تمثلون. ان دوركم يتجاوز مجرد كونكم قناصل لانكم تمثلون دولا، فضلا عن اننا نعتمد عليكم لتأمين التواصل المطلوب وايصال الصورة الحقيقية عن واقع الحال وتمنياتنا للبنانيين المقيمن في الخارج". اضاف: "كنا ننتظر ان تتحقق امنياتنا السنة المنصرمة، الا انه وللاسف، تعثر تشكيل الحكومة بعد الانتخابات وطرأ عدد من التطورات في المنطقة"، لافتا الى انه "فيما كان الخطر اكبر ايام الحرب نتيجة التداعيات السلبية التي تحملها لبنان بفعلها، الا ان من الواضح انه كلما تعقدت الامور والحلول السياسية في الخارج، فانها تنعكس بدورها على الساحة اللبنانية لتتعقد امورنا معها". وأعرب عن الأسف "لعدم تمكننا من التخلص من التأثيرات الاقليمية على وضعنا الداخلي"، متمنيا أن "يكون بمقدورنا بعد حين من تجاوز العراقيل الكبيرة واكمال مسيرة النهوض بالدولة من جديد".

تهنئة بالأعياد

وكان الرئيس عون تلقى مزيدا من رسائل وبطاقات التهنئة بعيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة، من عدد من قادة الدول والمسؤولين الدوليين، أبرزها من رئيس جمهورية ارمينيا أرمين سركيسيان، ورئيس مجلس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الرئيس الألماني فرانك والتر شتاينمير، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل، رئيس ايسلندا جودني يوهانسونن، والرئيس الكوري موي جان ان.

 

عون ترأس اجتماع المجلس الاعلى للدفاع في قصر بعبدا: سلسلة مقررات لمواجهة الاعتداء الاسرائيلي وتقديم شكوى الى مجلس الامن

الخميس 10 كانون الثاني 2019 /وطنية - عرض المجلس الاعلى للدفاع في اجتماع عقده مساء اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الوضع على الحدود الجنوبية في ضوء الانشاءات والاعمال التي تقوم بها القوات الاسرائيلية لبناء الجدار الفاصل في نقاط التحفظ على الخط الازرق.

واعتبر المجلس ما يحصل بمثابة اعتداء على الاراضي اللبنانية وخرق واضح للقرار الدولي الرقم 1701، واتخذ سلسلة مقررات لمواجهة هذا الاعتداء، مؤكدا على تمسك لبنان بكل شبر من اراضيه ومياهه. وكان المجلس انعقد عند السادسة مساء برئاسة الرئيس عون وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ووزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ووزير المالية علي حسن خليل، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ووزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، ووزير العدل سليم جريصاتي، ودعي ايضا قائد الجيش العماد جوزاف عون، وقادة الأجهزة الأمنية: المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، نائب مدير عام أمن الدولة العميد سمير سنان، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن سعدالله الحمد، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن أنطوان منصور، رئيس فرع المعلومات في الأمن العام العميد منح صوايا، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العقيد خالد حمود، منسق الحكومة لدى قوات الطوارىء الدولية العميد الركن الطيار امين فرحات، العميد منير مخللاتي، العميد سهيل خوريه، العميد رولى فارس. وحضر أيضا مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد المتقاعد بولس مطر.

اللواء الحمد

وبعد انتهاء الاجتماع، ادلى الأمين العام للمجلس اللواء الركن سعد الله الحمد، بالبيان التالي:"بدعوة من فخامة الرئيس، عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا عند الساعة السادسة من مساء اليوم الواقع فيه 10/1/2019، وحضره دولة رئيس مجلس الوزراء ووزراء الخارجية والمالية والدفاع الوطني والداخلية والبلديات والاقتصاد والتجارة والعدل. ودعي الى الاجتماع كل من: قائد الجيش، وقادة الاجهزة العسكرية والامنية، ووفد عسكري من قيادة الجيش ضم منسق الحكومة لدى قوات الطوارىء الدولية، وضباط من مديرية المخابرات. خصص الاجتماع للبحث في المستجدات عند الحدود الجنوبية، لا سيما الانشاءات التي يقوم بها العدو الاسرائيلي لبناء الجدار الفاصل في نقاط التحفظ على الخط الازرق، وهي قرب مستعمرة مسكاف عام.

بعد العرض الذي قدمته قيادة الجيش، تمت مناقشة مضمونه، واعتبر المجلس الاعلى للدفاع ان ما يحصل هو اعتداء على الاراضي اللبنانية، وهو بمثابة خرق واضح للمادة الخامسة من القرار الصادر عن مجلس الامن الرقم 1701.

وبالتالي تقرر الآتي:

1- تقديم شكوى الى مجلس الامن.

2- تكثيف الاتصالات الدولية لشرح موقف لبنان من هذا التعدي الاسرائيلي.

3- طلب اجتماع طارىء للجنة الثلاثية لبحث المستجدات.

4- اعطاء التوجيهات اللازمة لقيادة الجيش لكيفية التصدي لهذا التعدي.

5- تأكيد لبنان على تمسكه بكل شبر من ارضه ومياهه واستعداده الدائم لاستكمال مسار التفاوض لحل النزاعات الحدودية القائمة.

6-الطلب الى مجلس الامن وقوات الطوارىء الدولية "اليونيفيل" تحمل مسؤولياتهم كاملة في تنفيذ القرار 1701 وحفظ الامن على الحدود".

وكانت سبقت الاجتماع خلوة بين رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء.

 

بري استقبل رامبلنغ وسفير الاوروغواي الجديد ومجلس القضاء الأعلى

الخميس 10 كانون الثاني 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر اليوم، في عين التينة، السفير البريطاني كريس رامبلنغ، وعرض معه التطورات الراهنة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وكان الرئيس بري استقبل ظهرا، مجلس القضاء الاعلى برئاسة رئيسه القاضي جان فهد للتهنئة بالعام الجديد، وكانت مناسبة لعرض الشؤون العدلية والقضائية.

كما استقبل سفير الاوروغواي الجديد في لبنان ريكاردو ناريو في زيارة تعارف.

واستقبل الرئيس بري أيضا وفدا من آل الحاج حسن.

 

قناة NBN: مقاطعة التغطية الاعلامية للقمة الاقتصادية العربية

الخميس 10 كانون الثاني 2019 /وطنية - أعلن رئيس مجلس ادارة قناة nbn قاسم سويد، في بيان اليوم، "ان ادارة القناة اتخذت قرارا بمقاطعة التغطية الاعلامية للقمة التنموية الاقتصادية العربية في حال انعقادها في بيروت في التاسع عشر من الشهر الجاري كما هو مقرر". وأشار الى "ان قرار الـ nbn بالمقاطعة الاعلامية لفعاليات القمة يأتي انسجاما مع الدعوات لتأجيلها بسبب عدم دعوة الشقيقة سوريا اليها وعدم الدخول في لعبة التجاذبات والترويج الاعلامي لتصفية الحسابات العربية العربية على ارض لبنان".

 

الراعي يلتقي القزي و"فوكولاري"

المركزية/10 كانون الثاني/19/استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في بكركي، الوزير السابق سجعان القزي الذي أشار الى ان "اللقاء تخلله بحث في الشأن العام. وكان تأييد مطلق لمواقف غبطته التي تعبر عن معاناة الشعب اللبناني بأكمله. وفي هذا الإطار لمست رغبة غبطته في لقاء القيادات المسيحية للبحث في مصير لبنان في هذه المرحلة، بسبب القلق على الوجود اللبناني لناحية هويته ونظامه ووجهه الحضاري". وأضاف: "في ما يتعلق بالموضوع الحكومي لا بد لنا من القول ان سيدنا له بصمته دائما في المحطات الاساسية في حياة لبنان، وهذا هو دور الصرح البطريركي. وغبطة البطريرك الراعي اليوم لا يدع اي فرصة الا يستمع فيها الى آراء الرعية قبل اي استحقاق". بعدها التقى الراعي أمين الهيئة القيادية في حركة "المرابطون" مصطفى حمدان على رأس وفد من اعضاء الهيئة في زيارة لتقديم التهنئة بالأعياد، أكد بعدها حمدان ان "الصرح البطريركي يؤكد يوما بعد يوم انه المرجعية الوطنية لكل حريص على ان يكون وطننا لبنان وطنا حقيقيا نعيش فيه ويكون فيه المستقبل الواعد لأبنائنا". وتابع حمدان: "إن التلهي بتوزيع حقائب وتقاسم حصص من هنا وهناك لا يخدم المصلحة الوطنية العليا، ولا سيما أن المسار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في لبنان ينحدر بسرعة قصوى، ومن المستغرب انه حتى الآن لا يزال واقع تأليف الحكومة خاضعا لهذه التأثيرات". وختم: "نحن نؤيد غبطته في موضوع تأليف حكومة من اختصاصيين تكون مصغرة وقادرة على معالجة الواقع الذي يعيشه اللبنانيون. كما اننا نحيي المؤسسة العسكرية والقوى الامنية التي تؤمن سلامة المواطنين في هذه الظروف".

واستقبل الراعي مسؤولي حركة "الفوكولاري" في لبنان بريدي بيتزو وجاك كوستا يرافقهما فيليب ولينا الحاج، وكان عرض "لأبرز النشاطات التي تقوم بها جماعة الحركة في لبنان من انمائية وروحية واجتماعية على مختلف الأراضي اللبنانية والتي تشمل جميع اللبنانيين من دون استثناء".

ولفت كوستا الى ان "رئيسة حركة الفوكولاري في العالم ماريا فوشيه ستزور لبنان في ايار المقبل للإحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الحركة في لبنان، وسيقام قداس احتفالي في كنيسة سيدة القيامة في المطيلب".

ومن زوار الصرح المونسنيور اميل شاهين، ثم الدكتور جوزف الخوري، فسفير لبنان سابقا في روما جورج خوري.

 

اللقاء التشاوري: المفتاح الوحيد للابواب الموصدة أمام الحكومة بيد الرئيس المكلف كرامي: يجب دعوة سوريا إلى القمة الاقتصادية

الخميس 10 كانون الثاني 2019 /وطنية - عقد "اللقاء التشاوري" للنواب السنة المستقلين اجتماعا في دارة الرئيس عمر كرامي في بيروت، حضره الى النائب فيصل كرامي، النواب عبد الرحيم مراد، جهاد الصمد، الوليد سكرية، قاسم هاشم، وعدنان طرابلسي، عرض خلاله المجتمعون لكل المستجدات السياسية ولاسيما الملف الحكومي. وبعد انتهاء الاجتماع تلا كرامي البيان الآتي: "شاء القدر ان يكون لقاؤنا في دارة الرئيس عمر كرامي بعد مضي ايام على ذكرى رحيله الرابعة، وكأنما لكي نستذكر حجم الفراغ الكبير الذي تركه في الساحة الوطنية، وهو الذي كان رجل الدولة المسؤول الذي يواجه الازمات الصعبة بالحكمة والشجاعة، منتصرا للمصلحة الوطنية العليا ومترفعا عن الاحقاد والمناحرات والخلافات السياسية والشخصية الضيقة. وحسبنا أن نفيد من مشيئة القدر هذه باستلهام مبادىء عمر كرامي وثوابته وسوكياته في مقاربة المسائل الوطنية بما يحفظ مصلحة لبنان واللبنانيين.

أما بعد، فرغم كل العواصف والأنواء السياسية والاقتصادية والمناخية التي يشهدها لبنان، لا يسعنا إلا أن نتمنى للبنانيين جميعا عاما جديدا أفضل من الذي سبقه، متمسكين دائما بالامل وبقدرة اللبنانيين على تجاوز الصعاب.

وفي هذا السياق، وبعد مداولات تناولنا فيها كل الهموم والشجون اللبنانية، يؤكد اللقاء التشاوري الآتي:

أولا: ان الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمواطنين جراء العاصفة نورما قبل ايام قليلة لا يمكن ولا يجوز تحميل مسؤوليتها للعاصفة نورما فقط، فما حصل من أقصى الشمال الى اقصى الجنوب، مرورا بالسواحل، ناتج من منظومة متكاملة من الفساد والتقصير والاهمال وغياب الدولة عن القيام بأبسط واجباتها، وصولا الى السؤال المشروع عن المليارات التي جرى إنفاقها على البنى التحتية والتي تبين انها لم تنفق في مكانها الصحيح، الامر الذي يوجب فتح هذا الملف نيابيا وقضائيا، وهي الخطوة الاولى الجدية التي يمكن ان تعيد الثقة الى الشعب اللبناني بأن القابضين على السلطة عازمون فعلا على مكافحة الفساد لا على تبريره وتشريعه.

ثانيا: إن الانهيار الاقتصادي في لبنان ليس أمرا محتمل الحصول ومرتبطا بسعر صرف الليرة فقط، بل هو حاصل فعليا ومرتبط بالوضع المعيشي للشعب اللبناني، والمكابرة في ادعاء غير ذلك هي موقف يؤخر ويعرقل الحلول الإنقاذية، ولا باس أن نقول هنا إن استكشاف الوضع الاقتصادي الحقيقي للبنان يكون عبر ما تعانيه البيوت والعائلات اللبنانية على امتداد الوطن من ظروف معيشية كارثية لم تعد خافية على أحد.

ثالثا: إن عقد القمة العربية الاقتصادية التنموية تحت شعار الازدهار للسلام وتجنب دعوة سوريا لهذه القمة بذريعة أن المسؤولية تقع على الجامعة العربية في دعوة الدول للحضور، هو أمر لا يخدم لبنان الذي اعتمد سياسة النأي بالنفس ظاهرا في الخلافات العربية، وهو ذو مصلحة في العلاقة المميزة مع سوريا كما نص اتفاق الطائف، وبناء عليه ان اللقاء يرى انه لا بأس في تأجيل القمة الاقتصادية ريثما تستعيد سوريا مكانها الطبيعي في جامعة الدول العربية.

رابعا: بالعودة الى الملف الحكومي، يهمنا أن نوضح أن اللقاء التشاوري لم يطالب رئيس الجمهورية بالتنازل عن وزير من حصته، وإنما أتت المبادرة من فخامة الرئيس، ولكن فوجئنا بأن التنازل كان تنازلا مشروطا، ما ينفي عنه صفة التنازل، بعد تعثر المبادرة حاول البعض اعادة احيائها باشكال وتوليفات متعددة دون ان يجري الاتصال بنا او حتى دون اطلاعنا على اي طروحات جديدة.

يهمنا ان نؤكد ان اللقاء التشاوري غير معني بأي أفكار او طروحات او مبادرات قبل ان تطرح عليه ويناقشها ويبدي رأيه فيها، كما يهمنا ان نؤكد ان المفتاح الوحيد للابواب الموصدة امام الحكومة هو بيد الرئيس المكلف، تأسيسا على ما ينص عليه الدستور. ونستغرب في هذا السياق اصرار الرئيس المكلف على عدم ممارسة صلاحياته الدستورية، متمنين على سعاة الخير واصحاب الافكار ان يكفوا عن مساعيهم الحميدة وان يتركوا الرئيس الحريري يحل مشاكله بما يمليه عليه الدستور.

بناء على كل ما تقدم، وحرصا على عدم وضع العقد امام تشكيل الحكومة، يعلن اللقاء التشاوري انه لا يزال عند موقفه الايجابي تجاه المبادرة، رغم تعثرها، والتي تقضي بتوزير احد الاسماء الثلاثة التي طرحها اللقاء من خارجه، والا العودة الى اختيار احد اعضاء اللقاء السنة، على ان يكون هذا الوزير الممثل الحصري للقاء التشاوري في الحكومة".

حوار

بعدها، رد كرامي على سؤال عن تنوع اللقاء التشاوري بين كتل عدة، فقال: "لا شيء في الدستور يمنع وجودنا في كتلة أو كتلتين. نحن لقاء تشاوري يحق لنا التمثيل الوزاري، لأننا 6 نواب سنة من خارج تيار المستقبل. ولذلك، نطالب بحقنا في حقيبة وزارية، لأن هذه الحكومة يسمونها حكومة وحدة وطنية. لقد وضعوا المعايير، ونحن ملتزمون بها، ومن واجبهم أيضا الالتزام بها".

سئل: الملاحظ أنكم تعودون إلى طرح توزير أحد النواب السنة ال6، فهل ترفضون أي تمثيل خارج اللقاء التشاوري؟ وهل انتهت المبادرة الأخيرة التي سمت جواد عدرا؟

اجاب: "إذا ماتت المبادرة التي طرحت بتمثيلنا بوزير مقرب من اللقاء، عندها يجب العودة الى المربع الاول. نحن لا نعلم أي شيء عن المبادرة، وأين اصبحت؟ فنحن لم نبلغ بأي شيء".

سئل: إذا بقي الرئيس المكلف سعد الحريري على موقفه، ولم يتقدم بأي خطوة إلى الأمام، فما موقفكم؟ والدستور يعطي الرئيس المكلف الحق بالاستمرار بالتكليف الى ما شاء الله؟

أجاب: "صحيح، إن الدستور يعطي الحق للرئيس المكف بالاستمرار، ولكن عليه أن يبادر".

قيل له: وإذا لم يبادر؟

أجاب: "نحن قلنا ونكرر أن الرئيس المكلف هو من وافق على قانون الانتخابات ووضع المعايير من أجل حكومة وحدة وطنية وطرح تمثيل الجميع واستثناء الطائفة السنية وحصر التمثيل بشخصه، وعليه ان يتحمل المسؤولية وأن يوافق ويعترف بتمثيلنا".

سئل: هل هناك بديل عن الحريري؟

أجاب: "الحريري هو الرئيس المكلف، وعليه إيجاد الحلول".

قيل له: إذا فشل بالوصول الى حل؟

أجاب: "لا يجوز أبدا ألا يلاقي الحلول لان الرئيس المكلف الحريري خلاق وقادر على إيجاد الحلول".

سئل: لماذا لا تقبلون بأن يكون ممثل اللقاء التشاوري وزيرا يتقاطع بين كتلة "لبنان القوي" وبينكم وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟

أجاب: "نريد أن يكون ممثل اللقاء التشاوري ممثل اللقاء التشاوري حصرا، فاللقاء التشاوري ليس كتلة المرده أو أي كتلة، فنحن لقاء تشاوري ونمثل 6 نواب سنة".

وعن العواصف الثلجية والأضرار، قال: "إن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس ليس هو المسؤول عن الهدر والفساد طوال ال25 سنة الماضية، لكن الكل تحت الغربال، هناك قضاء فليحاسب".

سئل: لماذا تحاولون رمي المسؤولية على الرئيس المكلف ومسايرة رئيس الجمهورية؟

أجاب: "الرئيس الحريري هو المسؤول عن تشكيل الحكومة، ورئيس الجمهورية يوافق على التشكيلة التي يضعها الرئيس المكلف، ونحن علينا التزام الدستور".

سئل: هل العقدة الاساسية تكمن بإصرار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على أن يكون ممثل اللقاء التشاوري من حصته للحصول على الثلث المعطل؟

أجاب: "لا يعنينا هذا الامر كله، نحن 6 نواب سنة شركاء في الحكم، والازمة مع الحكم كله. الازمة في الذهنية وفي التعاطي، والمشكلة ليست مع الوزير باسيل فقط، فنحن نقول إن الوزير باسيل ليس هو الرئيس المكلف، بل على الرئيس المكلف ان يقوم بواجباته. نحن لا نضع أي فيتو على أحد، وإن حلفاءنا يدعموننا بالمعايير التي وضعها الرئيس المكلف لحكومة الوحدة الوطنية. موقفنا واضح، فليسموا واحدا من النواب السنة أو هناك 3 اسماء قدمناها لتمثيلنا فليسموا واحدا منها".

قيل له: من كلامك نفهم أن لا حكومة؟

أجاب: "لسنا مسؤولين عن الامر، فالمسؤولية تقع على غيرنا، ولست أنا من يشكل الحكومة، فاسألوا لرئيس المكلف".

أضاف: "ما المشكلة اذا تأجلت القمة الاقتصادية أسبوعين او ثلاثة في ظل هذه الظروف، فاتفاق الطائف يقول بأفضل العلاقات مع سوريا، التي يجب دعوتها إلى القمة الاقتصادية".

 

لبنان يودع معلوف في مأتم مهيب في حضور رئيس الجمهورية/عون ينعى "صديق عمره" وباسيل يعاهد "الوفي": "نحنـا مكملين"

المركزية/10 كانون الثاني/19/ودع لبنان النائب والوزير السابق إدغار معلوف، الذي توفي في سويسرا في 28 كانون الأول 2018 عن عمر يناهز 85 عاما، وذلك في مأتم مهيب أقيم في مطرانية بيروت للروم الكاثوليك، طريق الشام، برئاسة مطراان بيروت السابق كيرللس سليم بسترس، وفي حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعقيلته ناديا وكريمتيه شانتال وكلودين، علما أن بين الرجلين علاقة صدافة امتدت على مدى أكثر من ستة عقود، إضافة إلى التاريخ الطويل  من النضال العسكري والسياسي المطبوع بفترة من المنفى القسري.

وشارك في الصلاة أيضا، إلى عائلة الفقيد، الرئيس أمين الجميل ، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ونواب ووزراء تكتل لبنان القوي الحاليين والسابقين، إضافة إلى النواب الياس حنكش، اسطفان الدويهي، ميشال موسى وأغوب بقرادونيان ووزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال، وعضو المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك الوزير السابق ميشال فرعون. وحضر أيضا اللواء جورج شريم ممثلا قائد الجيش، على رأس وفد من القيادة.

وبعد صلاة الجنازة، ألقى عضو تكتل لبنان القوي النائب إدي معلوف (ابن شقيق الراحل)، كلمة العائلة، وخاطب فيها الراحل، شاكرا رئيس الجمهورية، وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك يوسف العبسي. وتوجه معلوف إلى الراحل بالقول: شعور غريب أن أقف أمامك وفي حضور محبيك وأتحدث عنك، وأنت لم تكن تحب الأضواء ولا الظهور الاعلامي. كنت متواضعا على الرغم من الألقاب التي حملتها والأوسمة التي نلتها. قيل فيك الكثير : صلب، آدمي، محب، شجاع، والجميع أجمع على صفة الوفاء. كنت وفيا لوطنك وللبذلة التي لبست، ولاقتناعاتك وقضيتك وخطك السياسي، ولحزبك ولصديق عمرك، الرئيس ميشال عون". وأضاف: "كنت وفيا لعائلتك التي كنت تلاحق تفاصيل حياة كل أفرادها. منذ بدايات حياتك العسكرية، لم تحسب يوما إلا على المؤسسة (العسكرية) وكان وفاؤك المطلق لها، وهو ما لفت انتباه رؤسائك الذين سلموك، على رغم صغر سنك ورتبتك آنذاك، قيادة فرع الأمن العسكري في الشعبة الثانية، وهي المرحلة الأحب إلى قلبك في مسيرتك العسكرية، وهي التي شهدت على تأسيس لبنان المؤسسات. وبعدها، أكملت تدرجك في مواقع حساسة إلى حين تعيينك عضوا في المجلس العسكري، نظرا إلى كفاءتك".

وتابع: "عند تعيينك وزيرا في 1988، لم تهلل ولم "تسكر" بل اعتبرتها واحدة من المهمات الكثيرة التي قمت بها. في مرحلة حرب التحرير وحرب الجيش ضد "الميليشيات"، بقيت صلبا على رغم الضغوط . واستشهاد والدي بول (ضابط طيار في الجيش اللبناني) الذي ربيته كان الضربة الأكبر التي تلقيتها في حياتك، ورحيله كان الجرح الذي لم يندمل حتى أيامك الأخيرة. وقد يكون لقاؤكما اليوم اللحظة التي كنت تنتظرها منذ 28 عاما. مر 13 تشرين بقساوته وبقيت صلبا، وكذلك بعد 15 عاما من المنفى"، مستذكرا كلام الراحل عن اعجابه "بالجنرال وصلابته وايمانه وجهوده من أجل تغيير الواقع".

وقال متوجها إلى عمه: مسيرتك مع الـ Mon general  ، كما كنت تسميه، استثنائية، شهدتما خلالها الانتكاسات والانتصارات، وكنت تعتبره أكثر من صديق وأخ لك. وبعودتكما إلى الوطن في 7 أيار 2005 كنت فرحا لكنك لم تهلل، معتبرا أن أمامكما مهمة جديدة. ومنذ العام 2005، كان هدفك المساهمة في وصول الجنرال إلى سدة الرئاسة لأنك تؤمن بمشروع الدولة، وترشحك إلى الانتخابات النيابية عامي 2005 و2009 أتى في هذا السياق، وقد حققت أمنيتك في التصويت لـ (العماد) ميشال عون رئيسا للجمهورية في مجلس النواب".

وإذ عاهد معلوف الراحل على بقاء عائلته متضامنة، قطع عليه الوعد "أن يكمل شباب التيار الوطني الحر المسيرة، وأن  يذكر الاسم الذي حمله إياه والده وفاء لشقيقه، بكل الصفات الحميدة".

وبعد انتهاء الصلاة، توجهت العائلة الى مسقط رأس الراحل، بلدة كفرعقان المتنية، حيث ووري في الثرى.

عون ينعى صديقه: وقبيل الصلاة، نشر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عبر حسابه الخاص على تويتر صورة تجمعه بـ "صديق عمره"، وأرفقها بعبارة 64 عاما من الاخوّة والصداقة والوفاء".

باسيل: بدوره، نعى باسيل الراحل بتغريدة خاطبه فيها بالعامية، كاتبا: "الوفي... اول كلمة قلناها كلنا وقتا عرفنا انو تركتنا... غمرتني بعطفك وبمحبتك، وما بخلت على لبنان وشعبو والتيار بأي تضحية. عطيت بصمت ورحلت بصمت، بس صمتك كان دايما معبر اكتر من اي كلام. جنرال معلوف... الله يرحمك... ونحنا مكملين".  

البستاني: بدوره، نعى عضو "تكتل لبنان القوي" النائب فريد البستاني عبر "تويتر" اللواء إدغار معلوف وقال في تغريدة: "رفيق العماد عون في السراء والضراء على دروب النضال مشى. من المؤسسة العسكرية التي أحب مجسدا مبادىء الشرف والتضحية والوفاء، إلى الشأن العام الذي كرسه لخدمة الوطن فكان إدغار معلوف عنوانا للوفاء والإخلاص ونكران الذات. كبيرا عاش وكبيرا مضى لتبقى سيرته منارة الأجيال المقبلة".

 نبذة: وفي ما يأتي نبذة عن حياة الراحل: ولد إدغار معلوف عام 1934 في بلدة كفرعقاب، قضاء المتن. وهو متأهل من السيدة شانتال حلو، ولهما ابنتان: كارين وجوان.

انتسب إلى المؤسسة العسكرية عام 1953،  وكان قد أنهى علومه في مدرسة الفرير، وتخرج من المدرسة الحربية برتبة ملازم عام 1956. تدرج في الجيش اللبناني حتى بلغ رتبة لواء، في مسيرة تسلم في خلالها عددا من المراكز المهمة.

ناضل معلوف إلى جانب العماد ميشال عون في خلال حربي التحرير (14 آذار 1989) والالغاء (1990)، اللتين أعلنهما عون ضد القوات السورية و"الميليشيات"، واللتين انتهتا إلى نفي عون ومعلوف، واللواء عصام أبو جمرا إلى فرنسا على مدى 15 عاما بعد أحداث 13 تشرين 1990.

وكان معلوف، إلى جانب أبو جمرا، وزيرا في الحكومة العسكرية التي ألفها عون بين عامي 1988 و1990، بعيد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل.  وتسلم معلوف في هذه الحكومة وزارات المال والصحة والصناعة والنفط والأشغال والعمل والسياحة.

وبعد عودته والعماد عون من المنفى الباريسي في 7 أيار 2005، خاض معلوف الانتخابات النيابية عن أحد المقاعد المارونية في قضاء المتن الشمالي، وخرج من الحلبة منتصرا، تماما كما في الاستحقاق النيابي عام 2009.   

 

**بعض جديد موقعي الألكتروني ل 11 و12 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

عودة الأسد فوق أشلائنا؟!

منير الربيع/موقع سوريا تي في/10 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70955/%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D9%81%D9%88%D9%82-%D8%A3%D8%B4%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7/

 

 

على صفيح ساخن

لاعتبارات إقليمية من جهة، ومن جهة أخرى رغبة «حزب الله» إفهام الآخرين تكراراً أنه وحده الآمر الناهي، عاد ملف التأليف إلى نقطة الصفر وتجدد اقتتال أكثر أطراف التسوية السياسية على فتات الدولة

حنا صالح/الشرق الأوسط/10 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70931/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b5%d9%81%d9%8a%d8%ad-%d8%b3%d8%a7%d8%ae%d9%86-%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%82%d9%84%d9%8a%d9%85/

 

EU sanctions on Iranian regime long overdue
 
د. ماجد ربيزاده: لقد طال انتظار عقوبات الاتحاد الأوروبي على النظام الإيراني
 Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/January 10/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/70949/dr-majid-rafizadeh-eu-sanctions-on-iranian-regime-long-overdue-%D8%AF-%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D9%84%D9%82%D8%AF-%D8%B7%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%86%D8%AA/

 

هل ألغت واشنطن انسحابها من سوريا؟

محمد قواص/العرب/10 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70933/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B5-%D9%87%D9%84-%D8%A3%D9%84%D8%BA%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%88/

 

Eyad Abu Shakra/Waiting for an ‘Arab Project’ /اياد أبو شقرا: بانتظار تبلور مشروع عربي

Eyad Abu Shakra/Asharq Al Awsat/January 10/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70812/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a8%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d8%b1-%d8%aa%d8%a8%d9%84%d9%88%d8%b1-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a/