LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january08.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مديح مار يوحنّا المعمدان/«العُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون»

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/جبران باسيل ماروني بالغلط، ولبناني بالغلط، ومخلوق بالغلط، وكل أعماله وافكاره ومنطقه هم غلط بغلط

الياس بجاني/إيلي الفرزلي بالسياسة من أولن كلن ومن أكثرهم تعاوناً مع الإحتلالات

الياس بجاني/اعلاميون أبواق وصنوج رخيصة واعلام عكاظي قداح ومداح بالأجرة

بالصوت والنص/الياس بجاني: (من الأرشيف) تأملات إيمانية وتاريخية في ذكرى عيد “الغطاس”.. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

الياس بجاني/الرد الملالوي على اغتيال سليماني سيكون مسرحياً ولرفع العتب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلثاء 07/01/2020

خليفة: لدي وثائق خطيرة ورئيس الجامعة يعيش في عصر آخر

محامي الدكتور عصام خليفة جورج بارود لنقطة عالسطر: مخالفات قانونية جوهرية في القرار الصادر عن الهيئة الاتهامية في بيروت

مسكين قاسم سليماني فقد قتل قبل أن يعثر على طريق القدس

خيارات أذرع ايران بعد مقتل قاسم سليماني

فيديو مقابلة مع الكاتب والصحافي راشد فايد من تلفزيون المر/الرابط في أسفل

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان: انتكاسة لجهود تشكيل الحكومة وخلاف حول {حصة عون}... و«الثنائي الشيعي» يفضّل التروي

القاضية عون قررت الافراج عن زوج الفنانة نانسي عجرم

للازمة الاقتصادية ترددات على القطاعات كافة ، ومنها الزراعة

حنا رحمة: الثورة هي ضمير لبنان.. نبيل الأسطا: للتعاون من أجل إنهاء العام الدراسي على خير

الأزمة وصلت إلى otv: نصف دوام نصف معاش

خلافات تؤخّر تأليف الحكومة اللبنانية وخلط أوراق في أسماء ‏المرشحين للتوزير

بعد مطار بيروت... رفع صورة سليماني داخل كلية العلوم في اللبنانية!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب ينهي اجتماعا مع قادة أمنيين ولن يتحدث للعلن

البنتاغون يؤكد الهجوم الإيراني على قاعدتين بخسائر قليلة

استهداف قاعدة الاسد الاميركية..”الحرس الثوري” يتبنى

صواريخ إيرانية تستهدف قوات أميركية في العراق

ترمب {يتابع عن كثب} القصف الإيراني

البنتاغون {يقيم الأضرار} ويؤكد سقوط 12 صاروخاً على قاعدتين

الحرس} يتبني {عملية سليماني} ويوجه 4 رسائل تحذير

ترمب وخالد بن سلمان يبحثان تحديات الشرق الأوسط

50 قتيلاً وأكثر من 200 جريح في تدافع خلال جنازة سليماني

قتل أميركيين «خط أحمر» لواشنطن يقابله قصف فوري ضد إيران ووسطاء عرب وأوروبيون يسوقون صيغة «انتقام مقبول» وعودة إلى التفاوض من دون شروط مسبقة

بومبيو: سنرد بشكل حاسم على أي رد إيراني

لماذا لم تصدر إدانة من الصين وروسيا لعملية اغتيال سليماني؟

توحّد عربي وإفريقي ضد التدخلات التركية في ليبيا

تونس تجدد تأكيدها رفض استخدام أراضيها لأي تدخل عسكري... والسيسي يبعث برسالة طمأنة... والجزائر: طرابلس خط أحمر

بوتين في دمشق لمنع هجمات انتقامية إيرانية على إسرائيل/لقاء بوتين والأسد أشبه بإعلان انتصار عسكري سوري روسي.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله والجنود الأميركيون في لبنان.. "التجاور" المخيف/منير الربيع/المدن

حسن نصرالله.. ومعايشة الموت/يوسف بزي/المدن

الجنازة بطهران.. بوتين في دمشق وحزب الله يسترد الحكومة/منير الربيع/المدن

قصر "أمير" خلدة مستولياً على الشاطئ ومحتضناً الكوستا برافا/نبيلة غصين/المدن

هل يوقِف لبنان التعامل بالدولار لصالح اليورو؟/خضر حسان/المدن

عودوا إلى الغضب والشتيمة.. ثورة على التهذيب/هاني حسن/المدن

الأخطر من كلام حسن نصرالله/خيرالله خيرالله/العرب

عاد حكم الطائفة... والثورة أمامها الزّمان/المحامي عبد الحميد الأحدب

سليماني يُسلم الروح.. دياب يُسلم «الحكومة»!/علي الأمين/جنوبية

إيران وحزب الله وأضعف الإيمان/علي الأمين/العرب

هل يزيد مقتل سليماني من فرص المفاوضات مع إيران؟/عبد العزيز حمد العويشق/الشرق الأوسط

إيران تخسر حارسها/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

«الموت لأميركا»: سيرة شعار (1979 – 2020)/حازم صاغية/الشرق الأوسط

ثمن غزاوي لمقتل سليماني/بكر عويضة/الشرق الأوسط

هل يجادل عاقل عادل في القصاص من سليماني؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

أوقات مثيرة في الشرق الأوسط/مارك غونغلوف/الشرق الأوسط

المأزق التركي/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية أبلغ كوبيتش العمل على تثبيت الاستقرار وحذر من استمرار تلقي لبنان النتائج الجانبية للحروب

رئيس الجمهورية أبلغ كوبيتش العمل على تثبيت الاستقرار وحذر من استمرار تلقي لبنان النتائج الجانبية للحروب

باسيل عرض مع سفراء بريطانيا وفرنسا واميركا وكوبيتش موقف لبنان عقب اغتيال سليماني وتغليب منطق الحوار وضبط النفس

كتلة المستقبل: معلومات عن محاولات لوضع اليد على الثلث المعطل ودخول جهات نافذة من زمن الوصاية على خطوط التأليف والتوزير

باسيل: نسهل تأليف الحكومة ونريد تأليفها بالسرعة اللازمة و لن نكون جزءا من الفشل

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مديح مار يوحنّا المعمدان/«العُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون»

إنجيل القدّيس لوقا07/من18حتى30/دَعَا يُوحَنَّا ٱثنَينِ مِنْ تَلامِيذِهِ، وَأَرْسَلَهُما إِلى الرَّبِّ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ الآتِي، أَمْ نَنْتَظِرُ آخَر؟». فَأَقْبَلَ الرَّجُلانِ إِلَيهِ وَقَالا: «يُوحَنَّا المَعْمَدانُ أَرْسَلَنا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي، أَمْ نَنْتَظِرُ آخَر؟». في تِلْكَ السَّاعَة، شَفَى يَسُوعُ كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَعاهَاتٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَة، وَوَهَبَ البَصَرَ لِعُمْيانٍ كَثِيرِين. ثُمَّ أَجابَ وقالَ لِلرَّجُلَين: «إِذْهَبَا وَأَخْبِرا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُما وَسَمِعْتُما: أَلعُمْيَانُ يُبْصِرُون، وَالعُرْجُ يَمْشُون، وَالبُرْصُ يَطْهُرُون، والصُّمُّ يَسْمَعُون، والمَوتَى يَقُومُون، والمَسَاكِينُ يُبَشَّرُون، وَطُوبَى لِمَنْ لا يَشُكُّ فِيَّ». وٱنْصَرَفَ رَسولاَ يُوحَنَّا فَبَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلجُمُوعِ في شَأْنِ يُوحَنَّا: «مَاذا خَرَجْتُم إِلَى البَرِّيَّةِ تَنْظُرُون؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُها الرِّيح؟أَوْ مَاذا خَرَجْتُم تَرَون؟ أَرَجُلاً في ثِيَابٍ نَاعِمَة؟ هَا إِنَّ الَّذِينَ يَلْبَسُونَ المَلابِسَ الفَاخِرَة، وَيَعِيشُونَ في التَّرَف، هُمْ في قُصُورِ المُلُوك.أَوْ مَاذا خَرَجْتُم تَرَون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقُولُ لَكُم: نَعَم! بَلْ أَكْثَرَ مِنْ نَبِيّ! هذَا هُوَ الَّذي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا مُرسِلٌ مَلاكِي أَمَامَ وَجْهِكَ لِيُمَهِّدَ الطَّرِيقَ أَمَامَكَ. أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ في مَوالِيدِ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ في مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ». وَلَمَّا سَمِعَ الشَّعْبُ كُلُّهُ والعَشَّارُون، الَّذِينَ ٱعْتَمَدُوا بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا، إِعْتَرَفُوا بِبِرِّ ٱلله. أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ وَعُلَمَاءُ التَّوْرَاة، الَّذِينَ لَمْ يَعْتَمِدُوا، فَرَفَضُوا مَشِيئَةَ ٱلله.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

جبران باسيل ماروني بالغلط، ولبناني بالغلط، ومخلوق بالغلط، وكل أعماله وافكاره ومنطقه هم غلط بغلط

الياس بجاني/07 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82111/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%84%d8%b7/

جبران باسيل في العمل السياسي وبعيداً عن أي خلفية شخصية هو مخلوق غلط، وجد في المكان الغلط، وولد في المارونية كمذهب بالغلط، وتبناه المحتل بالغلط، وترأس تيار حزبي بالغلط، وكل ما يقوم به في العملين السياسي والوطني غلط بغلط..أما من يلتفون حوله فهم من صنف القطعان والمنتفعين وهم الغلط بعينه.. ولأن الغلط لا يمكن أن يكون غير غلط فالرجل هو رزمة من الأغلاط وكوارث مارونية واستقلالية وسيادية وإيمانية ولبنانية.

في الخلاصة، جبران باسيل السياسي والحزبي لا يمثلني لا من قريب ولا من بعيد.

 

انهيار وسقوط نظام الملالي الكرتوني هو حتمي

الياس بجاني/07 كانون الثاني/2020

دولة الملالي التي فشلت في تنظيم جنازة سليماني حيث قتل خلالها 40 وجرح 230 من جراء التدافع هي دولة وهمية وكرتونية وسقوطها حتمي.

 

إيلي الفرزلي بالسياسة من أولن كلن ومن أكثرهم تعاوناً مع الإحتلالات

الياس بجاني/06 كانون الثاني/2020

ايلي الفرزلي مش بس منون كلون هو من اولن كلن وما بيوم كان مع غير الإحتلالات وبوق واداة بخدمتها من الفلسطيني للسوري وهلق للإيراني

 

اعلاميون أبواق وصنوج رخيصة واعلام عكاظي قداح ومداح بالأجرة

الياس بجاني/06 كانون الثاني/2020

من يحترم عقله وعقول الآخرين لا بد وأنه يتقيأ قرفاً ويلعن زمن وبؤس إحتلال حزب الله وهو يسمع تفاهات كل مقدمات نشرات تلفزيونات لبنان

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: (من الأرشيف) تأملات إيمانية وتاريخية في ذكرى عيد “الغطاس”.. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

http://eliasbejjaninews.com/archives/70751/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/06 كانون الثاني/20/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias bapitism06.01.15.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/06 كانون الثاني/20/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias bapitism06.01.15.mp3

 

نصرالله وحزبه اللاهي هما سرطان ينهش في جسم وسلام وكيان لبنان

الياس بجاني/05 كانون الثاني/2020

خطاب نصرالله هو زعيق ورزم من الهلوسات والأوهام والخزعبلات كما أنه ارهابي واعتداء على كل ما هو لبناني وعربي وسلام في الشرق الأوسط

 

الرد الملالوي على اغتيال سليماني سيكون مسرحياً ولرفع العتب

الياس بجاني/04 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%b3/

رغم كل النفخ الإعلامي الفارسي الوهم لقوة نظام الملالي في إيران، فإن الحقائق العسكرية هي في غير قاطع 100% نقضاً لكل هذه الخزعبلات والأكاذيب والمسرحيات العنترية.

عملياً وفي مقارنة مع عظمة وتفوق القوة الأميركية على كافة الصعد وفي كل المجالات، فإن إيران هي دولة ممزقة وضعيفة للغاية ومعدمة عسكرياً واقتصادياً ونظاماً.

الشعب الإيراني يكره نظامه الملالوي ويريد التخلص منه وهو يثور عليه كلما سنحت الفرص له.

الشعب الإيراني يعاني من الجوع  والفقر وثلثه عاطل عن العمل وكل الأفاق مسدودة في وجهه.

نظام الملالي يكره شعبه ويحكمه من خلال كل وسائل الإجرام والقهر والظلم والإرهاب والسجن والقتل.

واقعياً، ليس لدى نظام الملالي المذهبي والدكتاتوري والمنتمي بثقافته وممارساته لما هو ما قبل عصور القرون الحجرية، ليس لديه ما يقدمه لشعبه وللشعوب التي يتدخل في شؤونها من خلال أذرعته العسكرية والميليشياوية غير الفقر والعزلة وثقافات الكراهية والحقد والموت والحروب العبثية

من فإن الرد الملالوي على عملية اغتيال المجرم والقاتل والإرهابي قاسم سليماني سيكون بالتأكيد رداً مسرحياً ولرفع العتب ليس إلا.

سيكون الرد مسرحي وغير فاعل أو مؤثر وذلك خوفاً على مصير نظام الملالي نفسه لأن أي تهور غبي وغير مدروسة عواقبه سيجبر أميركا على مهاجمة إيران وإسقاط نظامها بعد تدمير كل معسكرات جيشها وتحويل بناها التحتية إلى رماد.

في الخلاصة فإيران دولة ورقية وهزيلة وضعيفة ونمر من كرتون..

الغرب عموماً، وتحديداً أميركا هم من اسقط نظام الشاه وجاء بنظام الملالي خدمة لمصالحه.

من هنا فإن نظام الملالي الإيراني ورغم كل مسرحيات العداء الغربية والإسرائيلية معه لا يزال حتى اليوم يخدم مصالح إسرائيل ودول الغرب، ويوم يقرر هذا الغرب سيسقطه وبسهولة.

يبقى أن نظام الملالوي الإيراني، ومعه كل أذرعته الميليشياوية والإرهابية المذهبية في لبنان والعراق واليمن وسوريا وغزة ودول الخليج العربي وفي غيرها من الدول.. هو نظام "أداة" لا يريد وليس بمقدوره لا تحرير فلسطين ولا محاربة أميركا، وإنما هو كان ولا يزال نظام "أداة" بيد إسرائيل والقوى الدولية والغربية تحديداً مسخر بالكامل خدمة لمصالح هذه الدول وهي يوم تقرر ستسقطه خلال 24 ساعة.. ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلثاء 07/01/2020

وطنية/الثلاثاء 07 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

رئيس دولة روسيا الإتحادية فلاديمير بوتين لاحظ علامات جيدة على حياة سلمية مستعادة في شوارع العاصمة السورية.

انطباع بوتين تكون لديه في ثالث زيارة له لسوريا منذ اندلاع الحرب فيها وإذ لم يعلن عن الزيارة مسبقا،" إلا أنها حصلت في توقيت بالغ الدقة من حيث التطورات في المنطقة برمتها من الخليج الى ليبيا، خصوصا ما بعد الثاني من كانون الثاني 2020_ تاريخ الإغتيال الأميركي لقاسم سليماني وأبو المهدي المهندس في بغداد.

ووسط الإرتفاع المستمر لمستوى التحدي بين الولايات المتحدة وإيران، التي جدد مسؤولون فيها منهم أمير عبد اللهيان التوعد برد سيجعل الأميركيين ومن عاونهم استخباراتيا يندمون على فعلتهم.

لكن على رغم أن المواقف المتقابلة ساخنة، وأجواء التوتر عارمة وتظلل المنطقة، إلا أن مضامين تلك المواقف ومجمل التحليلات، تؤكد أن الأوضاع وما يمكن وينتظر أن يحصل. ميدانيا، لن يرقى الى مستوى اندلاع حرب .

اتصال هاتفي حصل بين الرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون استغرق ساعة....

في الغضون ،ال"سي.أن أن"، نقلت عن مسؤولين أميركيين معنيين بحركة القوات الأميركية أن هذه القوات وضعت في حال تأهب قصوى في الشرق الأوسط.

من جهة ثانية، أفادت معلومات أن إجراءات أمنية شديدة ستعتمدها السفارة الأميركية في بيروت، حيث ينضم حوالى سبعمئة عسكري أميركي اليها سيأتون من إيطاليا.

لبنان الواقع على ضفاف التطورات الأخيرة في المنطقة جغرافيا، وفي عمقها استراتيجيا، وتعتريه أزمات سياسية ونقدية وإقتصادية داخليا، يحاول تلمس بعض إيجابيات نتائج الإتصالات واللقاءات المعلنة وغير المعلنة على مسار تأليف الحكومة العتيدة، ويجهد لتغليب هذه الإيجابيات على سلبيات.

بعض المواقف المتشددة في مسار التأليف لجهة الجدل في شأن إسقاط أسماء على بعض الحقائب خصوصا وزارة الخارجية، لما يصيب هذه الحقيبة من تصاعد في الحساسية وتزايد في الدقة والتأثير، بفعل ارتفاع مستوى التوتر في المنطقة وتفجر العلاقات الاقليمية الدولية ذات الصلة.

وعلى ما يبدو، فإن الساعات القليلة الماضية، كما الأيام الثلاثة المقبلة، تحمل جهودا" كثيفة من أجل الوصول الى تحقيق هدف يفتح كوة في جدار الأزمة المحلية عبر النجاح_ ولو بشق الأنفس_في بلورة تصور شبه نهائي لتأليفة حكومية، على رجاء أن يحصل التأليف قريبا" بحسب التفاؤل الذي أبداه الرئيس المكلف د.حسان دياب بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد عون في قصر بعبدا عصر اليوم، وبالتالي أن يخترق الدخان الحكومي الأبيض المأمول .

الأجواء الملبدة بغيوم قاتمة جراء ما بلغته الأوضاع الداخلية قبيل وبعيد انطلاق الانتفاضة الشعبية المطلبية، القائمة منذ خمسة وثمانين يوما" وحتى الآن، إضافة الى تصاعد التطورات السلبية والحامية في الشرق الاوسط خصوصا" مع اغتيال المهندس وقاسم سليماني، الذي ووري اليوم في ثرى كرمان، حيث أن حجم تعبير الملايين من الايرانيين عن حسرتهم وحبهم لأقوى رجل في إيران، أسفر_بتدافع المشيعين_عن مقتل وجرح ثلاثمئة منهم.

تفاصيل النشرة نبدأها من لقاء قصر بعبدا بين الرئيس المكلف تأليف الحكومة د.دياب ورئيس الجمهورية العماد عون .

معلومات "تلفزيون لبنان" تشير الى ان اللقاء افضى الى حلحلة بعض العقد والامور تسير في اتجاه صحيح، وهناك وزارات عليها مطروح لها اكثر من اسم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

من دمشق الى طهران مرورا ببغداد... تقاسمت العواصم الثلاث الأحداث اليوم وحطت خرائطها على الطاولة.

فجأة وفي توقيت إستثنائي ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم بتوقيت طهران حط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دمشق وعقد لقاء بالغ الدلالات شكلا ومضمونا مع الرئيس السوري بشار الأسد في مقر تجميع القوات الروسية بالعاصمة السورية.

وفي طهران التشييع الأستثنائي إختتم مسيرته التي امتدت بزخم مليوني على مسافة أيام متتالية وعلى مساحة الجغرافيا من إيران إلى العراق وكل البقاع الشاهدة على نضالات الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما.

في العراق كان الوداع الأخير للمهندس بمدينة البصرة بعد إعادة الجثمان من إيران.

وفي الجمهورية الإسلامية كان الوداع الأخير لسليماني في مسقط رأسه كرمان.

في محطتي التشييع الأخيرتين وكما في سابقاتهما ألف رسالة ورسالة حملتها الحشود التي عدت بين الأضخم في التاريخ وأنزلت منزلة الإنتقام المعنوي المزلزل قبل الرد الميداني الذي لا ريب فيه.

في مسقط راس سليماني تعهد جديد على لسان الحرس الثوري بالإنتقام: لا مكان آمنا للأميركيين في المنطقة والإغتيال هو بداية نهاية حضورهم فيها قال الجنرال حسين سلامي أمام الحشود التي قاطعته مرارا بهتافات: الموت لأميركا.

وعلى المستوى التشريعي كان البرلمان الإيراني يقر إجراءات للرد على العدوان الأميركي ويضع البنتاغون على لائحة الإرهاب.

البنتاغون - كما غيره من المؤسسات والمسؤولين الأميركيين - اصابتهم في الساعات الأخيرة لعنة التخبط والإرتباك بعد نشر وثيقة تؤكد إستعداد القوات الأميركية وحلفائها للانسحاب من العراق.

وإذا كان الأميركيون قد حاولوا نفي هذا الأمر فإن مياه الوقائع كانت تكذب الغطاسين فيكف يمكن تفسير عملية إعادة إنتشار قواتهم في مواقع قرب العاصمة العراقية؟ ولماذا أعلنت ألمانيا نيتها سحب جنودها وأكدت بريطانيا إرسال فريق إجلاء إلى العراق؟ وماذا يضمر شروع إدارة دونالد ترامب بإعداد صيغة أولية للعقوبات على العراق؟

وفي موازاة الغليان الحاصل في المنطقة حكومة لبنان هبة ساخنة وهبة باردة وقد أوحت الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس المكلف حسان دياب إلى قصر بعبدا أن الأجواء إيجابية وأن العقدتين المتبقيتين أمام ولادة الحكومة جرى تذليلها.

وفي معلومات ال NBN ان عقدة الخارجية حلت وتم الاتفاق على ذهابها مجددا إلى التيار الوطني الحر فيما يتسلم الوزير السابق دميانوس قطار حقيبة الاقتصاد.

لكن هذه الإيجابية بحسب مصادر متابعة لا تعني أن الحكومة ستبصر النور غدا او بعد غد لأن الأمور تحتاج إلى مزيد من الوقت بسبب التغيير على بعض الحقائب كما ان التطورات الإقليمية فرضت نفسها عنصرا أساس للتريث لمعرفة مسار الأمور في الساعات المقبلة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

متى الحكومة؟

سؤال وحيد يطرحه اللبنانيون، القلقون اليوم أكثر من أي وقت مضى على مستقبلهم ومستقبل البلاد، في ظل الأزمة المعيشية الحادة، بمتفرعاتها السياسية والاقتصادية والمالية، من دون أن يجدوا حتى اللحظة الجواب الشافي، الذي ينتظر تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة القصر الجمهوري، بمرسوم يحمل توقيعي رئيس البلاد ورئيس الحكومة المكلف، علما أن الأخير التقى اليوم الرئيس ميشال عون، ليغادر بلا تصريح.

وفي الانتظار، تتكاثر الروايات، وتتضارب السيناريوهات، وأكثرها لا يمت إلى الحقيقة بصلة، بل ينطلق من أوهام وتخيلات، في وقت أبلغ الرئيس عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش أن الاتصالات قائمة لتحصين الوضع السياسي في البلاد، من خلال الاسراع في تشكيل حكومة جديدة لتعزيز الوحدة الوطنية، آملا في تشكيلها قريبا لتمكين السلطة التنفيذية من القيام بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقها، وكاشفا عن إعداد خطة تواكب توصيات مؤتمر سيدر، بحيث يبدأ العمل بها فور تشكيل الحكومة الجديدة... مع الاشارة الى ان رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان وقع مساء كتاب احالة مشروع موازنة 2020 الى رئيس مجلس النواب بعد ورود الجداول المعدلة من المالية وفقا لتعديلات اللجنة.

أما إقليميا، وفي تطور لافت، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى سوريا حيث أجرى محادثات مع الرئيس بشار الأسد، في وقت كان وزير الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي يشير من طهران إلى ان الولايات المتحدة تريد تهدئة التوتر في المنطقة، على وقع اجتماع ثلاثي بريطاني-فرنسي-الماني عنوانه الأزمة الناتجة عن اغتيال الجنرال قاسم سليماني الى جانب الملف النووي الايراني.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

وصل الى كرمان ، وما كرم مثله في هذا الزمان، قائدا شهيدا واسطورة حب وجهاد.. وصل ليستريح محرزا احدى الحسنيين، وبها سنحرز ثانيتهما -احرز الشهادة، وبها سنحرز الانتصار- رددها الايرانيون في كل ساح، وأكدها القيمون على منابر العسكر والسياسة وفي كل بيان..

أوصل البحر البشري جثمان الشهيد القائد اللواء قاسم سليماني الى حيث محط الرحال، كرمان، لكنهم أبوا أن يتركوه، فاستمهلوه بعض الشيء..

أما رفيقه القائد ابو مهدي المهندس، فقد ودع الامواج البشرية في البصرة، وسارع الى جوار امير المؤمنين في النجف الاشرف، حيث وادي السلام، ليرقد بسلام منتظرا قدوم رفيق الدرب والجهاد الحجي قاسم..

غدا ينتهي التشييع ويبدأ المسار الجديد، لن تسلم اميركا وجنودها، سلم العالم بذلك، واول المراسم اعلان مجلس الشورى الايراني البنتاغون الاميركي منظمة ارهابية، ما يعني ان كل الجنود والضباط الاميركيين على وجه البسيطة ارهابيون، ومن هنا المسار الجديد.. فيما اختصر قائد الحرس الثوري في الجمهورية الاسلامية الايرانية حسين سلامي الرسالة: سندمر المكان المحبب الى قلوب الاميركيين اذا ردوا على انتقامنا للشهيد سليماني، قاطعا بذلك حتمية الرد، ومضيفا: ان قاسم سليماني الشهيد أخطر على الاعداء..

في العدو من المنطقة بعد سوء فعلتهم، بدأ الاميركيون وهم مربكون، اعادوا التمركز في بعض قواعدهم بالعراق، تمهيدا للانسحاب الذي اعلنوا عنه، ثم نفوه، ما يظهر حجم أزمتهم، فيما العراقيون سياسيين ومقاومين، يكملون القرار: لا للوجود الاميركي في العراق..

في سوريا حضور استثنائي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دمشق، ولقاؤه الرئيس السوري بشار الاسد، بل التجوال بين الكنائس والمساجد والقواعد العسكرية الروسية، وخلاصة الزيارة، لا يختصرها مئة تصريح وبيان في هذا الظرف بالذات..

وعلى وقع الظروف المستجدة، مشى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية حسان دياب الى قصر بعبدا وفي يده مسودة وزارية تمت مناقشتها مع الرئيس العماد ميشال عون، وتحتاج الى مزيد من النقاش..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

الخبر اليوم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إستقبل الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق، وتحديدا في مقر تجميع القوات الروسية في العاصمة السورية.

وتظهر الصور التي وزعتها الرئاسة السورية جلوس الرئيسين إلى طاولة إجتماعات، ولم يحضر مع الرئيس السوري سوى وزير دفاعه علي عبدالله أيوب.

يضيف الخبر أن الرئيسين استمعا إلى عرض عسكري من قبل قائد القوات الروسية العاملة في سوريا.

في مغزى الخبر، أنها المرة الثانية التي يستقبل فيها بوتين الأسد في سوريا، الأولى كانت عام 2017 في حميميم العسكرية التابعة لروسيا في اللاذقية.

وفي مغزى الخبر أيضا أن بوتين في سوريا في وقت تهدد إيران بإخراج أميركا من المنطقة.

الخبر الثاني الذي يحمل ابعادا إقليمية، التغريدة التي أطلقها شقيق ولي العهد السعودي الأمير خالد بن سلمان، أنه التقى في واشنطن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حضور صهره. وتضمنت التغريدة ايضا أنه حمل رسالة من الأمير محمد بن سلمان وبحث مع ترامب أوجه التعاون والتنسيق والعمل المشترك.

الخبر الثالث أن العالم يحبس أنفاسه لمعرفة الضربة التي سترد بها إيران على اغتيال الجنرال قاسم سليماني في بغداد.

لبنانيا، لا حكومة هذا الأسبوع، وإن كانت زيارة الرئيس المكلف حسان دياب لقصر بعبدا دفعت الأمور باتجاه جيد، وبحسب زميلتنا إلى قصر بعبدا، هدى شديد، فإن التوافق تم على أن تسند حقيبة الإقتصاد إلى دميانوس قطار بعدما رفض الوزير باسيل إسناد الخارجية لقطار باعتبار ان خليفته في الخارجية يجب ان يكون ممن يرتاح إليه حزب الله.

في المقابل، لفت موقف كتلة المستقبل التي تحدثت عن "معلومات متداولة عن محاولات وضع اليد مجددا على الثلث المعطل وعن دخول جهات نافذة من زمن الوصاية على خطوط التأليف والتوزير واقتراح اسماء مكشوفة بخلفياتها الأمنية والسياسية ، الأمر الذي يشي بوجود مخططات متنامية لتكرار تجربة العام 1998 وسياساتها الكيدية".

كتلة المستقبل تلمح في هذا الموقف إلى أول حكومة في عهد الرئيس إميل لحود، وكانت برئاسة الدكتور سليم الحص، وفي عهدها كانت هناك بعض الممارسات في حق فريق الرئيس الشهيد رفيق الحريري... فهل هذا التلميح يعكس ما تتوقعه كتلة المستقبل من مؤشرات؟

هذه التعقيدات ترخي بظلالها على الوضع العام ولاسيما المالي والمعيشي حيث الأزمة تتعقد أكثر فاكثر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

موعد فلقاء، فمسودة لتشكيلة حكومية تركت لمزيد من التشاور، خمس وأربعون دقيقة حصيلة بحث صيغة من ثمانية عشر وزيرا، غادر بعدها الرئيس المكلف لمزيد من الدرس وإتمام فروض التأليف، بعدما عرض أمام عون أسماء الوزراء وأسقط الحقائب عليهم.

أجواء القصر وصفت اللقاء بالإيجابي والمريح، وبأن الأمور ذاهبة باتجاه جيد، وقد جرى حلحلة بعض العقد وأبرزها وزارة الخارجية التي ستسند إلى شخصية راضية مرضية من "حزب الله" في المرحلة التي دخلتها المنطقة ما بعد اغتيال قاسم سليماني.

لكن حسابات أهل السياسة واللعب في منطقة الوقت الضائع، لا تصرفان على بيدر الشارع، لأن القاعدة لا تزال ثابتة على أن ما بعد السابع عشر من تشرين لم يعد كما قبله.

وما بين الموعدين، وعود أطلقها حسان دياب من على منبر القصر نفسه بعيد التكليف، وعد دياب الشارع بالقول "استمعت إلى وجعكم وانتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون في قيام دولة حقيقية".

قدم دياب نفسه كمستقل وكشخص اختصاصي، وطرح تأليف حكومة من اختصاصيين على شاكلته، وعليه، فإن على الرئيس المكلف وهو يقلب الأسماء أن يغادر منطقة الضم والفرز الطائفي، وأن يجري جردة حساب وطنية بعيدة من التدخلات السياسية.

ومن الإتيان بظلال المحسوبين على هذا الفريق أو ذاك وتقديمهم كمستقلين، وعلى الرئيس المكلف أن يجري دورة في نزع الألغام التي تزرعها الأحزاب المتحكمة بالقرار منذ عقود، وأن يتحرر من كل الضغوط ويتصدى للدخيل بالوكالة أو بالأصالة، وألا يطرح أسماء مقنعة لوزراء انتهت مدة صلاحياتهم في إقامة مشروع الدولة واستعادة مقدراتها ومالها المنهوب، وألا يسلم حقائب الدولة السيادية لشخصيات غير مطابقة للمواصفات الوطنية الجديرة بإدارة البلاد، والانتقال بالسلطة من دويلات المزارع إلى دولة القانون والمؤسسات.

قلتها ونكررها على أبواب التأليف إنك تريدها حكومة مستقلة، ألف ولا تخلف الوعد واطرح صيغتك على بلاطة بلا مسودات، ستسود عليك ثقة الأيام التي مررتها الثورة على هيئة فرصة ثانية، فلا محو الإجابات ولا الاستعانة بأصدقاء سيحررك من التزامك اتجاه الناس، لأن الشارع وحده سيكون المسامح الكريم. أقدم وقدم تشكيلة تطرحها على مجلس النواب وليمنحك الثقة من يمنحها.

أما من يمتنع عن إعطاء الثقة، فسيرفع الغطاء عن نفسه بنفسه، وسيقع في شر الشعارات الرنانة في تلبية مطالب الشعب، وإذا كان السياسيون يضعون الفخاخ في طريق التأليف، فإن لفخ الشارع عواقب عليك لن تحمد عقباها.

الشرارة التي اندلعت منذ ثلاثة وثمانين يوما، لم تخمد جذوتها بعد، والشارع نفسه سيكون مصدر السلطة وصاحب القرار في أن يمنحك الثقة، أو أن يعيد الزمن إلى الوراء.

وإلى أن يسلم الرئيس المكلف أمره لنفسه ويتسلم مفاتيح السرايا ليدخلها من بوابة الشارع، ويمضي قدما في حكومة تعيد البلد واقتصاده إلى السكة، فإن الحدث وقع اليوم في دمشق التي فتحت أبوابها لزيارة غير معلنة أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث التقى نظيره السوري في قاعدة عسكرية روسية.

عاين بوتين شوارع دمشق بالعين المجردة وسيرا على الأقدام، زار الجامع الأموي والكاتدرائية المريمية.

زيارة الحج بوتين، تأتي في توقيت بالغ الدقة حيث تتخبط واشنطن بفعلتها، وفي بضع ساعات خرجت تصريحات أميركية رسمية متناقضة بصورة تعكس الاختلافات الكبيرة التي تشهدها أروقة الإدارة الأميركية، في إدارة ملف علاقتها بالعراق، لاسيما بعد اغتيال سليماني.

وما كلام قائد قوة المهمات الأميركية في العراق البريغادير وليام سيلي الثالث عن الانسحاب من العراق ونفي وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، فإن الدولة العظمى تتخبط بمسودة قرار لم يكن من المفترض أن يخرج إلى العلن.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

ماذا يحصل على الصعيد الحكومي؟ وهل صحيح ان التشكيلة الحكومية التي كان مقدرا لها ان تعلن اليوم اصبح الاعلان عنها بعيدا؟ الواضح ان اشكالات اللحظة الاخيرة عرقلت عملية التأليف موقتا على الاقل، لكن هذا لا يعني ان الرئيس المكلف لن يتمكن من تشكيل حكومة، وقريبا ربما.

ففي المعلومات ان حزب الله يريد الاسراع في عملية التأليف. السبب: ان قادته يريدون التفرغ لما يعتبرونه معركتهم الكبرى، اي هندسة الرد على الضربة الاميركية التي استهدفت قاسم سليماني وقادة في الحشد الشعبي، وهو ما ذكرته مصادر مقربة من الحزب لوكالة الانباء المركزية. والرغبة في الاسراع في تشكيل الحكومة ليست موقف حزب الله فقط، بل هي رغبة عدد كبير من القوى السياسية الداخلة في تركيبة الحكومة العتيدة، كحركة امل وتيار المردة وسواهما. فأين المشكلة اذا؟ ولماذا التشكيلة الحكومية المنتظرة بدت وكأنها مؤجلة حتى اشعارآخر، وعالقة في عنق الزجاجة؟

الاجابة عن السؤالين تمر حكما بمعرفة ما حصل ويحصل بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس التيار الوطني الحر. فالوزير باسيل يريد أن تكون الخارجية لمن يختاره هو، فيما الرئيس دياب يريد لها دميانوس قطار. وعندما اصر دياب على مطلبه، قبل باسيل بشرط ان تكون الداخلية للتيار عوضا من الخارجية. لكن دياب رفض مشيرا الى انه هو الذي يشكل الحكومة مع رئيس الجمهورية، وانه لا يحق للقوى السياسية، مهما بلغ حجمها، وضع فيتوات وفرض شروط. عند هذا الحد توقف البحث الجدي في الحكومة. لكن بعد الزيارة التي قام بها دياب الى قصر بعبدا عصر اليوم ولقائه الرئيس ميشال عون ترددت معلومات ان عقدة الخارجية حلت ولن تكون لقطار، علماان الاخير سيوزر وقد تكون وزارة الاقتصاد من حصته. فهل يعني هذا ان ولادة الحكومة اضحت قريبة؟

اقليميا، زيارة لافتة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى دمشق. اهمية الزيارة انها تأتي بعد ايام قليلة على اغتيال قاسم سليماني. وأهميتها ايضا ان الرئيس الروسي التقى نظيره السوري في قاعدة عسكرية روسية، ما يعني ان روسيا تريد ان تقول للعالم عموما ولايران خصوصا: بعد اليوم في سوريا الامر لي. فهل بدأت وراثة الامبراطورية التي بناها سليماني حتى قبل أن يدفن؟

 

خليفة: لدي وثائق خطيرة ورئيس الجامعة يعيش في عصر آخر

صوت لبنان/07 كانون الثاني/2020

اشار الرئيس السابق لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عصام خليفة في حديث لبرنامج نقطة عالسطر الى انه عندما نرى فساد وخروج عن قانون الجامعة اللبنانية من الطبيعي ان نلجا الى المساءلة فهي واجب علينا تنص عليه الشرعة الاعلامية للتعليم العالي وشرعة هيئة التدريس فالمادة 30 تحتم علينا المساءلة وانا اقوم بها للمصلحة العامة ولدي وثائق مهمة وخطيرة. اضاف : منذ دخولي الى الجامعة وانا اختار المواجهة للدفاع عن الحقوق اما الذي استفزني فهو تعميم رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد ايوب الذي يقول فيه للعمداء والاساتذة بانه يريد تطبيق المادة 112 . ولفت خليفة الى ان رئيس الجامعة الدكتور ايوب كأنه يعيش في عصر آخر والناس رعايا ، فبعد 17 تشرين يجب ان يفهم الجميع ان المؤسسات العامة هي ملك الشعب اللبناني . ورأى ان المجتمع والدولة لا يقومان دون قضاء فالقضاء هو باب الضوء للخروج من المأزق كما انه الحل والضمانة ودعا الى محاكمة الفاسدين وإلا ّ فنحن قادمون على فوضى وعنف وانهيار . وشدد على انه قوي بالحق وبالقانون وبالشعب واذا ” فكروا انو هين خليهم يجربوا ” وان ارادوها حرب مواقع فلتكن حرب مواقع واذا ارادوا فتح ملفات فساد  فمن خلالها انا قادر على تفعيل الثورة  .

 

محامي الدكتور عصام خليفة جورج بارود لنقطة عالسطر: مخالفات قانونية جوهرية في القرار الصادر عن الهيئة الاتهامية في بيروت

صوت لبنان/07 كانون الثاني/2020

اعتبر محامي الرئيس السابق لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عصام خليفة جورج بارود في حديث لبرنامج نقطة عالسطر ان هناك مخالفات قانونية جوهرية في القرار الصادر عن الهيئة الاتهامية في بيروت فالدكتور خليفة لم يمثل بمسائل امام النيابة العامة المالية ولا يوجد قرار، فالشهادة لها اصول ولا يجوز إعتبار كل شخص يتحدث الى قاضي شاهد اذا لم يكن مدعي او مدعى عليه . ودعا بارود الى تمييز القرار، واضاف : لدي تأكيد ان محكمة التمييز الجزائية ستهدم هذا القرار إحقاقاً للحق ولا يجوز ان تعتري القرارات القضائية مخالفات جوهرية .

 

مسكين قاسم سليماني فقد قتل قبل أن يعثر على طريق القدس

فيديو حلقة DNA لنديم قطيش لليوم تاريخ 06 كانون الثاني/2020 ..عنوانها:   الرد الإيراني على إغتيال سليماني

https://www.youtube.com/watch?v=wjtwc1N-EWI

 

خيارات أذرع ايران بعد مقتل قاسم سليماني

فيديو نقاش من قناة تي ار تي عربي  يتناول خيارات أذرع ايران بعد مقتل قاسم سليماني شارك فيها السادة: فيصل عبدالساتر/أحمد الأبيض/مكرم رباح

https://www.youtube.com/watch?v=O5zRh1eixA8

 

فيديو مقابلة مع الكاتب والصحافي راشد فايد من تلفزيون المر/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=94HNs_c3t9E

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان: انتكاسة لجهود تشكيل الحكومة وخلاف حول {حصة عون}... و«الثنائي الشيعي» يفضّل التروي

بيروت: «الشرق الأوسط»/08 كانون الثاني/2020

ألقى التوتر الإقليمي بثقله على تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، المثقلة أصلاً بـ«التباين» بين الرئيس المكلف تشكيلها حسان دياب ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فيما يخص أسماء الوزراء الثلاثة الذين سيكونون من حصة عون، بالإضافة إلى تحفظ الوزير جبران باسيل عن أسماء بعض الوزراء، ما يشكّل انتكاسة لجهود إعلان الحكومة. وقال مصدر متابع لعملية التأليف إن «الثنائي الشيعي» (أمل وحزب الله) يفضل عدم الاستعجال بانتظار وضوح صورة الوضع الإقليمي. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن طريقة تفكير دياب تناسب ما قبل 3 يناير (كانون الثاني)، لكنها لا تناسب ما بعده، ولهذا من الأفضل التروي، بانتظار اتضاح الرؤية. وأشار إلى أن الثنائي الشيعي لن يعرقل عملية تأليف الحكومة، كما أنه سلم الرئيس المكلف أسماء الوزراء الشيعة. وزار رئيس الحكومة المكلف أمس، الرئيس عون لبحث آخر العقد العالقة. وغادر دياب قصر بعبدا من دون الإدلاء بأي تصريح، وقالت مصادر متابعة إن دياب قدم مسودة لتشكيلته لرئيس الجمهورية الذي فضل «مزيداً من الدرس» قبل إعلان موقفه. وقالت مصادر وزارية مطلعة على لقاء عون - دياب، إنه إذا تم تذليل بعض المسائل غير الأساسية يمكن الإعلان من الحكومة قبل نهاية الأسبوع، مؤكدة أن العمل لا يزال يرتكز على تشكيل حكومة «تكنوقراط». ونبهت «كتلة المستقبل» التي يرأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من دخول جهات من زمن الوصاية السورية على خط التأليف، وشددت على ضرورة التزام لبنان سياسة النأي بالنفس.

 

القاضية عون قررت الافراج عن زوج الفنانة نانسي عجرم

مواقع ألكترونية/07 كانون الثاني/2020

قررت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون تخلية الدكتور فادي الهاشم، زوج الفنانة نانسي عجرم، وذلك بعدما استمعت الى إفادته في اطار التوسع في التحقيق لكشف ملابسات الحادثة التي وقعت في منزله وأدت الى مقتل شخص تسلل اليه بهدف السرقة.

 

للازمة الاقتصادية ترددات على القطاعات كافة ، ومنها الزراعة

صوت لبنان/07 كانون الثاني/2020

 لم تعد دقة الوضع الاقتصادي والمالي الذي يعيشه لبنان تستثني احدا وقد طالت ذيوله القطاعاتا الانتاجية والتجارية كافة. امين سر نقابة مستوردي ومصدري الخضار والفاكهة ورئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم ترشيشي اكد ان هناك عوامل عديدة القت بثقلها على القطاع الزراعي مشيرا الى ان ضعف القوة الشرائية لدى المواطن ادت الى ضعف  هذا القطاع ووصف ترشيشي الضغوطات على القطاع الزراعي بالكارثة. وقال انها قد تجعل من هذا القطاع حكرا على كبار المزارعين وتمنح بالمقابل المزارع الصغير من العمل والتطور. وقال ترشيشي ان المطلوب اليوم الاهتمام بهذا القطاع والتعاون من اجل زيادة الانتاج المحلي

 

حنا رحمة: الثورة هي ضمير لبنان.. نبيل الأسطا: للتعاون من أجل إنهاء العام الدراسي على خير

صوت لبنان/07 كانون الثاني/2020

اضاء برنامج نقطة عالسطر على ملف المدارس فدعا رئيس اللجنة الاسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمة الى التسريع في تشكيل الحكومة لكي تعود عجلة الحياة الطبيعية وإلا فهناك “تسونامي” سينزل الى الشارع من طلاب المدارس الخاصة والحكومية والجامعات ولن يتمكن احد من الوقوف في وجههم

واشار الى اننا استنفدنا كل مخزون المدارس، ولفت الى ان المدرسة هي صلة الوصل بين الاساتذة والموظفين والاهل وعندما يتوقف الدفع من قبل الاهالي سينعكس الامر على رواتب الاساتذة او على أي فاتورة تتوجب على المدرسة ، وهناك مدارس لم تعد بإستطاعتها الاستمرار . اضاف : نحن في حالة حرب جدية على لبنان وعلى ثقافة وهوية وتاريخ لبنان . واكد ان هناك الكثير من المدارس لم يبق لديها اي رصيد ولهذا السبب فهي تتجه نحو الاقفال. وتمنى من الجميع التعاون لعدم الوصول الى هذا الوضع. وقال: لا تدعوا هذه الثورة تنتهي او ان تتحول الى ثورة دم ، يجب ان لا تموت لأنها ضمير لبنان ، انزلوا الى الشارع ” وربّوا السياسيين ” الذي يجب ان يتحملوا مسؤوليتهم تجاه الشعب اللبناني فإذا ثار الشعب هناك مصيبة كبيرة. امين عام المدارس الانجيلية نبيل الاسطا اشار الى انهم في مدارسهم مستمرون ويعطون المعاشات ولكنهم يمرون بصعوبات عدة وتحدي بالمستوى الثقافي ، وكل وفر في المدارس الخاصة يتم جمعه لتحسين المدرسة . ودعا الاسطا الى التعاون مع الاساتذة والاهالي لانهاء العام الدراسي على خير وسلامة لان البلد يمر بصعوبات عديدة . وعن لجنة الطوارئ التي شكلتها وزارة التربية قال الاسطا: “نتعاون مع نقابة المعلمين ومع الاهالي لإيجاد الحل الافضل لانهاء العام الدراسي”، ودعا الى عدم تخوين احد رحمة بالتلاميذ والاهالي . رئيس اللجنة القانونية في نقابة المعلمين رفيق فهد اكد ان الحل يبدأ بتشكيل الحكومة ، لافتا الى ان هناك مصارف دفعت المنح المدرسية لكن الاهالي لم يدفعوها للمدارس. رئيس اتحاد هيئات لجان الاهل ريمون فغالي لفت الى انهم يطالبون بميزانيات تقفشية لمساعدة الاهل ، مضيفا: يجب التكاتف مع بعضنا البعض لتمرير هذه المرحلة .

 

الأزمة وصلت إلى otv: نصف دوام نصف معاش

الأخبار/الإثنين 6 كانون الثاني 2020

الأزمة وصلت إلى otv: نصف دوام نصف معاش

شهراً تلو آخر، يتأزّم الوضع المادي في القنوات اللبنانية، بعدما قرّرت غالبية الشاشات في الأشهر الثلاثة الأخيرة دفع نصف رواتب للموظفين بحجة الأزمة المالية ووضع البلد بشكل عام. تلك الأزمة تفاوتت بين قناة وأخرى، وراوحت بين خفض المعاشات بشكل لافت وإعطاء نصف راتب. في هذا السياق، بدأ الحديث قبل أيام قليلة عن وضع صعب تمرّ به قناة otv إثر قرارات ستتخذها الإدارة في الفترة المقبلة. تتمثل تلك القرارات في خفض ساعات العمل إلى النصف تقريباً مقابل الحصول على نصف معاش. هذه الخطوة لا يستهان بها، خاصة بالنسبة إلى فريق العمل في قسم الأخبار الذي يعاني الأمرّين في تغطية الأخبار ومتابعة الأحداث في الشارع. في المقابل، كان القائمون على otv قد دفعوا نصف راتب لموظفيهم في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وسط دوام عمل كامل. مع العلم أن التغطية الإخبارية كانت مستمرّة بشكل مكثّف.

 

خلافات تؤخّر تأليف الحكومة اللبنانية وخلط أوراق في أسماء ‏المرشحين للتوزير

الشرق الأوسط/الإثنين 6 كانون الثاني 2020

لم تنجح الجهود المبذولة على خط تأليف الحكومة اللبنانية في حل النقاط التي كانت لا ‏تزال عالقة التي كان المعنيون يعوّلون على تجاوزها للإعلان عن التشكيلة بداية هذا ‏الأسبوع، فيما أضيفت عقبات أخرى إليها متمثلة بالأسماء المرشحة لتولي الوزارات ‏والتي تشهد بدورها خلط أوراق قد يؤخر التأليف لأيام.

وقالت مصادر مطلعة على المشاورات لـ"الشرق الأوسط" إن "العقبات اليوم باتت ‏متفرعة، بحيث لم تعد مقتصرة على العقدة المسيحية المرتبطة بوزارتي النفط ‏والخارجية، بعدما كانت ذللت العقد السابقة، فإضافة إلى النفط والخارجية اللتين يدور ‏الخلاف بشأنهما بين وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ورئيس ‏الحكومة المكلف حسان دياب، فإن وزارة الداخلية المحسوبة على الطائفة السنية لم يحسم ‏اسم مرشحها لغاية الآن". ويتمحور الخلاف الأبرز بين دياب وباسيل، بحسب المصادر، حول مقاربة الأسماء ‏المرشحة لتولي بعض الوزارات المسيحية وعلى رأسها الخارجية والطاقة، إذ اعترض ‏باسيل على عدد من الأسماء التي رشحها دياب وكانت قد شاركت في وزارات سابقة، ‏منطلقاً من توحيد المعايير في اختيار الوزراء، وأهمها الاختصاص وألا يكونوا وزراء ‏سابقين، ليس فقط في حكومة تصريف الأعمال، بل في أي حكومة سابقة. وبعدما كان المعنيون تخطوا "عقدة الدروز" بتمثيلهم بوزير واحد يتولى وزارتي ‏الشؤون الاجتماعية والمهجرين، بحسب المصادر، عادت بعض الأصوات الدرزية ‏للمطالبة بتمثيلها بأكثر من وزير، كما سيعيد "الثنائي الشيعي" (حزب الله) و(حركة ‏أمل) النظر في بعض الأسماء التي وضعها لتولي الوزارات المحسوبة عليه، أي المالية ‏والصحة والزراعة والصناعة. وتؤكد المصادر أن "العقبات ليست كبيرة، وقابلة للحل، وبالتالي قد تؤخر فقط إعلان ‏الحكومة لأيام". لكنها جددت التأكيد على أن "لدى الجميع النية في التسهيل، وهذا ما ‏يُعَوّل عليه". واستبعدت أن تؤثر المستجدات الإقليمية بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" في ‏‏"الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني على مسار الأمور. في المقابل، وبعد انتقادات متتالية من قبل "الحزب التقدمي الاشتراكي" ورئيسه النائب ‏السابق وليد جنبلاط، لمسار تأليف الحكومة، عاد وزير الصناعة وائل أبو فاعور، أمس، ‏وجدد وصفه لها بـ"الحفلة التنكرية". وكتب على "تويتر": "نفس العقل الاستئثاري ‏التخريبي الذي أعاق أو شكّل الحكومات السابقة لا يزال يتحكم بتشكيل الحكومة القادمة ‏وكل ما يقال عكس ذلك عن أدوار دستورية هو غير صحيح. الحفلة التنكرية تزداد ‏صخباً". وكرر البطريرك الماروني بشارة الراعي دعوته إلى تشكيل حكومة من الاختصاصيين ‏المستقلين. وتوجه إلى المسؤولين السياسيين، قائلاً في قداس "عيد الغطاس" في كنيسة ‏الصرح البطريركي: "من واجبنا أن نخاطب دائماً ضمائر المسؤولين السياسيين الذين ما ‏زالوا يعرقلون ولادة الحكومة الجديدة. ونذكرهم أمام محكمة التاريخ بأنهم هم الذين ‏أوصلوا لبنان إلى الحضيض الاقتصادي والمالي والمعيشي، بسبب سياسة المحاصصة ‏في الوظائف والمال العام التي انتهجوها، والإقصاء والتفرد لأغراض خاصة، وبسبب ‏انتهاكهم المتكرر للدستور والميثاق الوطني المتجدد في وثيقة الوفاق الوطني، وبسبب ‏صم آذانهم عن صرخة النقابيين في إضراباتهم، وعن مطلب انتفاضة الشعب، بكباره ‏وصغاره، في جميع المناطق اللبنانية ومن جميع الطوائف والأحزاب منذ نحو ثمانين ‏يوماً". وأضاف "نصلي إلى الله كي يخرج وطننا لبنان من وطأة أزماته، وعلى رأسها ‏تشكيل حكومة متحررة من نفوذ السياسيين والحزبيين المأسورين في مصالحهم ‏وحساباتهم الرخيصة.

 

بعد مطار بيروت... رفع صورة سليماني داخل كلية العلوم في اللبنانية!

بعد رفع صور قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني على طريق المطار، وبعد رفع صوره أمس في حرم مطار بيروت، وإطلاق هتافات "الموت لاسرائيل وأمريكا"، رُفعت صورة لسليماني داخل صف في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في الحدث، وذلك بحسب ما تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وعلّقت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق عبر حسابها على "تويتر" عن رفع صورة سليماني داخل حرم الجامعة، وكتبت قائلة: "تابع لمشهد المطار بالامس:صورة قاسم سليماني في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية مجمع رفيق الحريري الجامعي الحدث

الى اين؟ لبنان هو لبنان، نرفض أن يصبح ضاحية لإيران،  او لغيرها، كفى استهتارا بشعورنا الوطني وانجرارا وراء اهواء خارجية، الجامعة اللبنانية ليست ملكا لفريق ليستبيح لبنانيتها".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب ينهي اجتماعا مع قادة أمنيين ولن يتحدث للعلن

دبي - العربية نت/08 كانون الثاني/2020

بعد الهجوم الإيراني على قاعدتين أميركيتين في الأنبار وأربيل، وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ووزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، ومايك بنس نائب الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء، بالتوقيت الأميركي، لعقد اجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأفادت مصادر البيت الأبيض بعد انتهاء الاجتماع، بأن الرئيس ترمب لن يتحدث حول الاعتداء على قاعدة عين الأسد وقاعدة أربيل. من جهة أخرى، أفادت إدارة الطيران الفدرالية بأنها تتابع الوضع لتحديد المخاطر المحتملة على أمن الطيران في المنطقة.

فيما حوّلت الخطوط الجوية السنغافورية مسارات رحلاتها بعيدا عن المجال الجوي الإيراني. يذكر أن البنتاغون أعلن فجر الأربعاء، أن إيران شنت هجوما صاروخيا بالفعل على قوات أميركية وقوات التحالف في العراق، كاشفاً أن طهران أطلقت أكثر من 10 صواريخ على القوات الأميركية في الأنبار وأربيل، مشيراً إلى أنّه بصدد تقييم الأضرار ودرس سبل الردّ. بدوره، قال جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاغون في بيان "نعمل على تقييم أولي للأضرار"، مضيفا أن القاعدتين المستهدفتين هما قاعدة عين الأسد الجوية وقاعدة أخرى في مدينة أربيل. وأضاف أن قاعدة عين الأسد في العراق تعرّضت لهجوم صاروخي، ولم يعرف إن كان هناك أية إصابات. وتابع المسؤول أنه لا توجد معلومات حتى الآن عن أي أضرار أو إصابات نتيجة الهجوم، إلا أنه أكد أن الجناح الذي يضمّ الوجود العسكري الأميركي في قاعدة عين الأسد طاله القصف الصاروخي. كما أعلن أن المنشآت المستهدفة تشمل أربيل شمال العراق وقاعدة عين الأسد الجوية.

"وأضاف أن صواريخ باليستية أطلقت من داخل إيران على منشآت عسكرية أميركية في العراق، فيما أكد مصدر كردي أن مصدر الصواريخ هو كرمنشاه في إيران. وتابع المسؤول العسكري الأميركي أن بلاده ستتخذ كل الإجراءات لحماية قواتها وشركائها وحلفائها في المنطقة. من جهة أخرى، أفادت معلومات بسماع صافرات إنذار وسط تحليق مروحي أميركي في سماء قاعدة عين الأسد غرب العراق.

 

البنتاغون يؤكد الهجوم الإيراني على قاعدتين بخسائر قليلة

دبي - العربية نت/08 كانون الثاني/2020

بعدما أعلنت ميليشيا الحرس الثوري الإيرانية، الثلاثاء، أنها نفذت هجوما صاروخيا على قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق، وقاعدة أخرى في أربيل، أكدت وزارة الدفاع الأميركية وقوع الضربات. وأضاف مسؤولون أميركيون بأن خسائر قليلة جدا نتجت عن الهجوم الإيراني. وقال البنتاغون، فجر الأربعاء، إن إيران شنت هجوما صاروخيا بالفعل على قوات أميركية وقوات التحالف في العراق، كاشفاً أن طهران أطلقت أكثر من 10 صواريخ على القوات الأميركية في الأنبار وأربيل، مشيراً إلى أنّه بصدد تقييم الأضرار ودرس سبل الردّ. بدوره، قال جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاغون في بيان "نعمل على تقييم أولي للأضرار"، مضيفا أن القاعدتين المستهدفتين هما قاعدة عين الأسد الجوية وقاعدة أخرى في مدينة أربيل. وأضاف أن قاعدة عين الأسد في العراق تعرّضت لهجوم صاروخي، ولم يعرف إن كان هناك أية إصابات. وتابع المسؤول أنه لا توجد معلومات حتى الآن عن أي أضرار أو إصابات نتيجة الهجوم، إلا أنه أكد أن الجناح الذي يضمّ الوجود العسكري الأميركي في قاعدة عين الأسد طاله القصف الصاروخي. كما أعلن أن المنشآت المستهدفة تشمل أربيل شمال العراق وقاعدة عين الأسد الجوية. وأضاف أن صواريخ باليستية أطلقت من داخل إيران على منشآت عسكرية أميركية في العراق، فيما أكد مصدر كردي أن مصدر الصواريخ هو كرمنشاه في إيران. وتابع المسؤول العسكري الأميركي أن بلاده ستتخذ كل الإجراءات لحماية قواتها وشركائها وحلفائها في المنطقة. من جهة أخرى، أفادت معلومات بسماع صافرات إنذار وسط تحليق مروحي أميركي في سماء قاعدة عين الأسد غرب العراق.

 

استهداف قاعدة الاسد الاميركية..”الحرس الثوري” يتبنى

جنوبية/07 كانون الثاني/2020

اكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية بحسب محطة الميادين سقوط ستة صواريخ على قاعدة عين الاسد الاميركية في الانبار، وفي انباء اخرى اكثر من اربعة عشر صاروخا، ولم تتضح ان كانا الصواريخ اطلقت من العراق او من ايران. وتبنى الحرس الثوري الايراني في بيان اطلاق الصواريخ في العراق، ونقلت محطة العربية ان حسابات ايرانية تناقلت خبر ان كتائب حزب الله العراق نفذت عملية اطلاق الصواريخ، وقاعدة عين الاسد تضم قوات اميركية وهي القاعدة التي استقبلت الرئيي الاميركي دونالد ترامب قبل عام.

 

صواريخ إيرانية تستهدف قوات أميركية في العراق

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

أعلن {الحرس الثوري} الإيراني أن وحدته الصاروخية أطلقت صواريخ باليستية باتجاه قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار التي تستضيف قوات أميركية. وقالت وكالة {فارس} إنه {تم تنفيذ الثأر الصعب}، باستهداف القوات الأميركية في قاعدة عين الأسد، أكبر القواعد الأميركية في العراق.  وأكد التلفزيون الإيراني إطلاق صواريخ باليستية من الأراضي الإيرانية على القاعدة الأميركية من دون أن يكشف طراز الصواريخ المستخدمة. لكن صحافيين من وكالات {الحرس الثوري} رجحوا إطلاق صواريخ أرض - أرض من طراز {فاتح 110} البالغ مداها نحو 300 كلم. ونشرت الوكالة تسجيلاً للحظات الأولى لإطلاق الصواريخ. وتناقلت وسائل إعلام إيرانية معلومات عن هجوم بصواريخ {كاتيوشا} تشنه حالياً ميليشيا عراقية متحالفة مع إيران على مواقع للقوات الأميركية في العراق. لكن لم يتسن التأكد من ذلك. ونقلت شبكة {اي.بي.سي} الأميركية عن مسؤول أميركي قوله ان إيران استهدفت {مواقع عسكرية أميركية عدة داخل العراق}، بينها قاعدة في أربيل وقاعدة عين الأسد، بصواريخ باليستية من داخل أراضيها. وذكر التلفزيون الإيراني صباح (الأربعاء) أن «الحرس الثوري» ينفذ هجوماً صاروخياً على قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم قوات أميركية.

 

ترمب {يتابع عن كثب} القصف الإيراني

واشنطن/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب {أحيط علماً} بالتقارير الواردة بشأن تعرض قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق لقصف صاروخي و{يتابع عن كثب} تطورات الأوضاع.  وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام في بيان: {نحن على علم بالتقارير الواردة بشأن هجمات استهدفت منشآت أميركية في العراق. تم إطلاع الرئيس وهو يتابع الموقف من كثب ويتشاور مع فريقه للأمن القومي}. وسقطت 9 صواريخ على الأقل فجر الأربعاء على قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق، حيث يتمركز جنود أميركيون، في قصف تبنّته طهران رسمياً، مؤكدة أنه انتقام لمقتل قائد {فيلق القدس} في {الحرس الثوري} الإيراني الجنرال قاسم سليماني بغارة جوية أميركية في بغداد الجمعة الماضي.

 

البنتاغون {يقيم الأضرار} ويؤكد سقوط 12 صاروخاً على قاعدتين

لندن: نجلاء حبريري/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إن إيران أطلقت أكثر من 12 صاروخاً باليستياً استهدفت قوات أميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة {داعش} في العراق. وأضافت الوزارة في بيان أن الصواريخ {استهدفت قاعدتين عسكريتين عراقيتين على الأقل، تستضيفان قوات أميركية وقوات تابعة للتحالف في (عين) الأسد وأربيل}. وتابع البيان: {نعمل على تقييم الأضرار. في الأيام الأخيرة وفي ظل التهديدات الإيرانية، اتخذت وزارة الدفاع كل الإجراءات المناسبة لحماية قواتنا وحلفائنا. وكانت هذه القواعد في حال إنذار مرتفع، بعد إشارات إلى أن النظام الإيراني خطط لاستهداف قواتنا ومصالحنا في المنطقة}. وأضاف: {وفيما نقيم الأضرار، سنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية القوات الأميركية وحلفائنا في المنطقة}. وذكرت مصادر أميركية أن وزيري الخارجية مايك بومبيو والدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي وصلوا إلى البيت الأبيض.

 

الحرس} يتبني {عملية سليماني} ويوجه 4 رسائل تحذير

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

تبنى {الحرس الثوري} الإيراني في بيان، فجر اليوم (الأربعاء)، استهداف قاعدة عين الأسد للقوات الأميركية في العراق، في إطار {الثأر} لمقتل قائد {فيلق القدس} في {الحرس الثوري} قاسم سليماني ورفاقه بضربة أميركية في بغداد الجمعة الماضي. وقال بيان {الحرس} إن وحدته الصاروخية {وجهت صفعة صاروخية} للولايات المتحدة في عملية إطلاق {عشرات الصواريخ الباليستية أرض - أرض}، محذراً في الوقت نفسه حلفاء واشنطن في المنطقة. وأضاف: {حان وقت الوعد الصادق}. ووجه {الحرس} أربع رسائل تحذير، أولاها إلى الولايات المتحدة التي سماها {الشيطان الأكبر}، من أن {أي خطوة ستواجه رداً أكثر إيلاماً وقسوة}. أما الرسالة الثانية فكانت لـ{الدول التي تستضيف قواعد أميركية}، ومفادها أنها {ستُستهدف إذا ما كانت منطلقاً للخطوات المعادية أو لاعتداءات}. وخض إسرائيل بالرسالة الثالثة التي شدد فيها على أنه {لا يعتبر إسرائيل منفصلة} عن استهداف سليماني. ونقلت وكالة {تسنيم} الإيرانية بعد البيان، عن مصادر لم تسمها أن {أي رد أميركي على هجوم عين الأسد سيقابل بهجوم صاروخي على إسرائيل}. أما الرسالة الأخيرة فوجهها إلى الشعب الأميركي {لمنع المزيد من الخسائر في صفوف الجنود الأميركيين باستدعائهم من المنطقة}، مطالباً الأميركيين بـ{ألا يسمحوا للنظام الحاكم بقبض مزيد من أرواح الجنود}.

 

ترمب وخالد بن سلمان يبحثان تحديات الشرق الأوسط

واشنطن: هبة القدسي - لندن ـ الرياض/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

أجرى نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، محادثات مع مسؤولين بريطانيين كبار في لندن أمس بعدما اختتم زيارة للولايات المتحدة قابل خلالها الرئيس دونالد ترمب وناقش معه «مواجهة التحديات الإقليمية والدولية». وسلّم الأمير خالد الرئيس الأميركي، خلال اللقاء في البيت الأبيض، رسالة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقال ترمب أمس إنه أجرى «لقاء جيداً للغاية» مع نائب وزير الدفاع السعودي وبحثا «التجارة والدفاع وأسعار النفط والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط». من جهته، قال الأمير خالد، في تغريدات على حسابه في «تويتر»، إنه التقى الرئيس ترمب بناءً على توجيهات ولي العهد السعودي، وإنه بحث مع الرئيس الأميركي «أوجه التعاون والتنسيق والعمل المشترك بين البلدين الصديقين في مختلف الجوانب، بما فيها الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية». وأشارت وكالة الأنباء السعودية (واس) إلى أن نائب وزير الدفاع أجرى أيضاً محادثات مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ووزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين. وأفادت الوكالة بأن اللقاءات ناقشت تطورات الشرق الأوسط و«الجهود المشتركة للحد من التوترات وتجنب التصعيدات التي قد تزيد من زعزعة استقرار المنطقة في ضوء استفزازات النظام الإيراني وأنشطته المزعزعة للاستقرار». وفيما يتعلق بلقاءاته في لندن، قال الأمير خالد على «تويتر»، إنه بحث مع وزير الدفاع البريطاني بن والاس «الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، خصوصاً في المجالات الدفاعية، بالإضافة إلى استعراض الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب وأبرز التحديات التي تواجه المنطقة».

 

50 قتيلاً وأكثر من 200 جريح في تدافع خلال جنازة سليماني

لندن/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

نقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن مسؤول في خدمات الطوارئ قوله إن قتلى حادث التدافع خلال تشييع القائد العسكري قاسم سليماني ارتفع إلى 50، بالإضافة إلى إصابة 212 آخرين.  وكان التلفزيون الإيراني قد أفاد في وقت سابق، بمقتل 35 شخصاً وجرح 48 آخرين في الحادث الذي وقع خلال جنازة سليماني في مدينة كرمان، مسقط رأسه، جنوب شرقي إيران اليوم (الثلاثاء). وأظهرت مقاطع فيديو أولية تم نشرها على مواقع التواصل أشخاصاً على الأرض فارقوا الحياة في أحد الطرق فيما يصرخ آخرون ويحاولون مساعدتهم، وفق المصدر نفسه.

وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية إن دفن سليماني تأجل بسبب حادث التدافع، من دون أن تذكر مدة التأجيل. وتوافد عشرات الآلاف على شوارع المدينة للمشاركة في تشييع سليماني الذي قتل في ضربة جوية بطائرة مسيرة أميركية في العراق يوم الجمعة الماضي. ومرّ جثمانه بمدن عراقية وإيرانية قبل وصوله إلى كرمان حيث يوارى الثرى. وأعلن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي للحشد في كرمان أن «طرد الولايات المتحدة من المنطقة بدأ». وأضاف «إرادتنا حازمة. نقول أيضاً لأعدائنا إننا سننتقم، وإذا ضربوا (مجدداً) سوف ندمر مكاناً محبباً لقلوبهم». وتابع «هم يعرفون عن أي أمكنة أتحدث». وأكد قائد الحرس الثوري وأمامه نعشا سليماني وذراعه اليمنى العميد حسين بورجعفري من ساحة أزادي في كرمان أن سليماني «أقوى وأكثر حياة بمماته. هو أخطر الآن بالنسبة للعدو». وانتظر بعض المشيعين طوال الليل في كرمان ليتمكنوا من المشاركة في مراسم الدفن.

 

قتل أميركيين «خط أحمر» لواشنطن يقابله قصف فوري ضد إيران ووسطاء عرب وأوروبيون يسوقون صيغة «انتقام مقبول» وعودة إلى التفاوض من دون شروط مسبقة

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

في حال قُتل أميركيون؛ عسكريون أو متعاقدون، من قبل إيران أو وكلائها رداً على اغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» قاسم سليماني، فإن واشنطن سترد بشكل فوري بقصف مواقع استراتيجية في إيران، وقد أعدّ الجيش الأميركي قائمة (بنك أهداف) تتضمن عشرات المواقع في إيران.

كانت هذه الرسالة التي نقلها وسطاء عرب وأوروبيون من الإدارة الأميركية إلى طهران بعد اغتيال سليماني لوضع «خط أحمر» أمام القادة الإيرانيين، حسب قول مسؤولين غربيين لـ«الشرق الأوسط». وقال أحدهم إنه منذ الاغتيال يقع موقف معظم الدول بين أمرين: توقع قيام إيران بثأر قاسٍ قد يحدث قبل ذكرى «الثورة الإيرانية» في 11 من الشهر المقبل، وتوقع قيام أميركا بالرد العسكري على ذلك بقصف إيران في حال قُتل أميركيون واحتمالات تصاعد الأمور إلى مواجهة مفتوحة. وأوضح المسؤول أن قراءة الدول الأوروبية أن «إيران سترد بمرحلتين: الأولى؛ الانتقام المدوي حيث إن أجنحة النظام الإيراني ستتسابق على الثأر، مما يعني تعزيز التيار المتشدد في طهران، خصوصاً في الانتخابات المقبلة نهاية الشهر المقبل. الثانية؛ الرد الاستراتيجي عبر اختبار أو الضغط على الأميركيين للخروج من العراق وسوريا».

وعليه؛ فإن تقديرات عدد من الدول تقوم على توقع «تصعيد غير مسبوق في التصعيد بالشرق الأوسط، لأن إيران ستنتقم وأميركا سترد». وأوضح أحد المسؤولين: «الرسائل الأميركية - الإيرانية عبر الأقنية الدبلوماسية لا تختلف كثيراً عما يقال علنا. بالفعل واشنطن أبلغت طهران عبر وسطاء أنه في حال قُتل أميركيون فإنها ستقصف مواقع في إيران، وهناك قائمة بنحو 50 موقعاً. وبالفعل، ردت طهران بأنها وضعت قائمة بنحو 30 موقعاً في الشرق الأوسط ستقوم بقصفها رداً على التهديدات الأميركية». ومنذ اغتيال سليماني في 3 يناير (كانون الثاني) الحالي، تكثفت الاستعدادات العسكرية من الطرفين استعداداً للصدام: قامت القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة بإعادة انتشار تحسباً من التعرض لهجمات، وبإعادة نشر القاذفات «بي52» بعيدة المدى في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي. أما إيران، فرفعت حالة الاستعداد لصواريخها متوسطة المدى ودخلت حالة التأهب للإطلاق رغم أن الأمر ذاته لم يحدث بالنسبة للصواريخ الباليستية بعيدة المدى. كما أخلت فصائل تابعة لها مواقعها في سوريا والعراق ولبنان. وفي حين يستخدم الطرفان؛ الأميركي والإيراني، الأسابيع الثلاثة المقبلة لرفع حالة الاستعداد للمواجهة المحتملة، فإن قوى أخرى دخلت على الخط لضبط النفس وخفض التوتر. وبذل وسطاء عرب وأوروبيون جهوداً لتسويق «ثأر إيراني مقبول» في واشنطن مثل «عمل انتقامي ضد مواقع أميركية أو (درون) كما حدث في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، من دون تجاوز الخط الأحمر الواضح الذي وضعه ترمب: قتل أميركيين».

إحدى الرسائل التي نقلت إلى طهران، حسب مسؤول غربي، تضمنت 3 نقاط: الأولى؛ يمكن قبول رد فعل قاسٍ يتم الاتفاق عليه مسبقاً شرط ألا يتضمن قتل أميركيين. الثاني؛ العودة إلى مائدة المفاوضات دون شروط مسبقة لبحث اتفاق نووي وتراجع إيران عن الخطوات التصعيدية الأخيرة، وبحث الدور الإيراني في المنطقة انطلاقاً من مبادرة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون القديمة. الثالثة؛ في حال أقدمت على رد فعل آخر تضمن قتل أميركيين، فإن إدارة الرئيس دونالد ترمب مستعدة للرد العسكري والدخول في تصعيد حتى لو استمر سنوات. وأشار المسؤول إلى رفض الجانب الإيراني مضمون هذه الرسالة، واعتبارها «غير لائقة»، مع إشارته إلى نيتها الرد «ضد الوجود الأميركي في المنطقة». ومع تمسك إدارة ترمب بموقفها، سعت دول أوروبية إلى «التكيف» مع الموقف الجديد، بحيث تقترب أكثر من موقف واشنطن دون المغامرة بالظهور أنها «متطابقة» معه. وبعدما كانت عواصم، مثل لندن، تتخذ موقفاً أقرب إلى الوسط من اغتيال سليماني، اتجهت إلى توجيه انتقادات لدوره والقول إنها «ليست حزينة» لاغتياله، دون أن تعلن موقفاً واضحاً في تأييد العملية الأميركية تلك «كي لا تتعرض القوات والمصالح الأوروبية لمروحة الانتقام الإيراني».واستعجلت وزارات الدفاع في دول عدة في اتخاذ إجراءات احترازية لهجمات إيرانية محتملة، كان بينها وضع خطط لسحب قوات أوروبية تعمل ضمن التحالف الدولي في العراق وشرق سوريا. وقال الجيش الأميركي إنّ قوات التحالف التي تقودها واشنطن بصدد «اتخاذ إجراءات معينة لضمان الخروج من العراق» وستنفّذ عمليات «إعادة تمركز خلال الأيام والأسابيع المقبلة». وأشار مسؤول آخر إلى أن واشنطن نصحت إسرائيل بعدم الانخراط في أي تصعيد محتمل وأن «تبقى حالياً خارج المواجهة الإيرانية - الأميركية». ووضع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد أمس ضمن جهود «تحييد الساحة السورية عن أي تصعيد محتمل».

 

بومبيو: سنرد بشكل حاسم على أي رد إيراني

وكالات/الإثنين 6 كانون الثاني 2020

أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الذي قتل بضربة أمريكية فجر الجمعة الماضي، مسؤول عن مجازر في سوريا والعراق، مشددا على أن الولايات المتحدة سترد بشكل حاسم وجدي على أي رد إيراني على مقتل سليماني. وأضاف بومبيو خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أن كلام وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف عن مهمة دبلومسية لسليماني في العراق مجرد أكاذيب، مؤكدا أن إيران لها علاقات بعدد من التنظيمات الإرهابية في المنطقة. وأعرب عن ثقته في أن الضربة التي أودت بحياة سليماني تمت مراجعتها قانونيا قبل التنفيذ. وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أن الرئيس ترامب كان واضحا بإن إيران لن تحصل على قنبلة نووية، لافتا إلى أن مهمة واشنطن هي حماية أرواح الأميركيين وحفظ الاستقرار في الشرق الأوسط.وأوضح بومبيو أن العقوبات الأمريكية جعلت النظام في إيران يعاني.

 

لماذا لم تصدر إدانة من الصين وروسيا لعملية اغتيال سليماني؟

جنوبية/07 كانون الثاني/2020

تفادي إدانة اغتيال سليماني

لم تدن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن العملية الأميركية التي أدت الى اغتيال سليماني، وتفادت الدول التي تعتبر قريبة من ايران، ادانة عملية الاغتيال ونحت نحو الدعوة الى ضبط النفس (الصين) وتقديم التعازي للشعب الإيراني مع وصف العملية بالمغامرة (روسيا) فيما الموقف الفرنسي والموقف البريطاني كانا أقرب الى واشنطن، لا سيما أن الاتحاد الأوروبي كان يدرج سليماني على لائحة العقوبات منذ العام 2011. فقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اثر العملية أن موسكو تعتبر مقتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، في ضربة صاروخية أمريكية ببغداد خطوة مغامرة، ستؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة كلها.

لإحلال الاستقرار في الشرق الأوسط

وقال مصدر في وزارة الدفاع لوكالة “سبوتنيك”: “مقتل سليماني في ضربة صاروخية أمريكية بضواحي بغداد نعتبرها خطوة مغامرة ستؤدي لزيادة التصعيد في المنطقة كلها. سليماني خدم بإخلاص للدفاع عن المصالح الوطنية لإيران وأضاف المصدر الروسي: “نعرب عن خالص التعازي للشعب الإيراني”. من جهتها دعت الصين الجمعة إلى ضبط النفس من جميع الأطراف “وخصوصا الولايات المتحدة” بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني في ضربة أميركية في العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ لصحافيين “نحضّ الأطراف ذات الصلة، وخصوصا الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر”. كما ودعت فرنسا إلى “إحلال الاستقرار” في الشرق الأوسط بعد مقتل الجنرال سليماني بضربة أميركية في بغداد، معتبرة بلسان وزيرة الشؤون الأوروبية في حكومتها أميلي دو مونشالان أن “التصعيد العسكري خطير دائما”.

الصين بعد اغتيال سليماني: لضبط النفس من جميع الأطراف خصوصاً الولايات المتحدة

من جهته دعا دومينيك راب، وزير الخارجية البريطاني، إيران إلى أن تسلك “مسارا دبلوماسيا” من أجل خفض التوترات الحالية مع الغرب” والعودة من “العزلة الدولية”. وقال راب، في تصريحات لبي بي سي، إن “للولايات المتحدة الحق في ممارسة الدفاع عن النفس.” وأضاف أن المملكة المتحدة “تتفهم أسباب قيامهم (الأمريكيين) بذلك ( اغتيال سليماني)، لكنها تريد الآن وقف تصعيد التوترات وتفادي نشوب حرب شاملة.

موقفا الروسي والصيني يثيران التساؤل

وزير الخارجية البريطاني: على إيران أن تسلك “مسارا دبلوماسيا” من أجل خفض التوترات الحالية مع الغرب” والعودة من “العزلة الدولية”

ومن المعلوم ان قائد فيلق القدس قاسم سليماني صنفته الولايات المتحدة على أنه داعم للإرهاب وأدرج اسمه في القرار الدولي رقم 1747 وفي قائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار. في 18 مايو 2011، فرضت الولايات المتحدة عليه العقوبات مرة أخرى مع الرئيس السوري بشار الأسد وغيره من كبار المسؤولين السوريين بسبب تورطه في تقديم دعم مادي للحكومة السورية.  في 24 يونيو 2011، المجلة الرسمية للإتحاد الأوروبي أن ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني أدرجوا في قائمة العقوبات لتوفيرهم أدوات للجيش السوري لغرض قمع الثورة السورية. الإيرانيين المضاف إسمهم لقائمة العقوبات هم كل من محمد علي جعفري وقاسم سليماني وهم قادة الحرس الثوري وحسين طائب مدير مخابرات الحرس الثوري. عوقب سليماني من قبل الحكومة السويسرية أيضا في سبتمبر 2011 بناءا على الأسباب التي أعتمدها الاتحاد الأوروبي صنفته الولايات المتحدة كإرهابي معروف ولا يحق لأي مواطن أمريكي التعامل الإقتصادي معه القائمة التي نشرت في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي في 24 يونيو عام 2011.

 

توحّد عربي وإفريقي ضد التدخلات التركية في ليبيا

تونس تجدد تأكيدها رفض استخدام أراضيها لأي تدخل عسكري... والسيسي يبعث برسالة طمأنة... والجزائر: طرابلس خط أحمر

أبو حسين - أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

أفادت مصادر دبلوماسية جزائرية بأن كبار المسؤولين في البلاد أكدوا لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، معارضتهم الشديدة لأي عمل عسكري في طرابلس، وأن الرئاسة الجزائرية عدت عاصمة ليبيا «خطأ أحمر»، فيما أعلنت حالة استنفار في الحدود الجزائرية - الليبية، استعداداً لمواجهة أي طوارئ. واستقبل الرئيس عبد المجيد تبون، أمس، جاويش أوغلو، الذي أنهى زيارة دامت يومين، وتطرق معه حسب وكالة الأنباء الجزائرية لـ«قضايا إقليمية ودولية راهنة»، في إشارة إلى الأوضاع في ليبيا، وتهديدات أنقرة بشن عمل عسكري بهذا البلد، الذي تجمعه حدود مع الجزائر بطول 900 كلم. كما التقى أوغلو بوزير الخارجية الجزائرية صبري بوقادوم. وكتب أوغلو في تغريدة له في حسابه على «تويتر»: «التقينا مرة أخرى مع أخي صبري بوقادوم، وزير الخارجية الجزائري، بعد فترة قصيرة مدتها 3 أشهر». وأضاف موضح: «نحن مصممون على تطوير علاقاتنا الثنائية، وقد قمنا خلال اللقاء بتبادل وجهات نظر مثمرة حول التطورات الإقليمية، وخاصة في ملف ليبيا». وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الجزائرية العليا، أبلغت أوغلو أن «أي تدخل عسكري في ليبيا من أي طرف أجنبي عن المنطقة، ستكون آثاره وخيمة على السلم بالمغرب العربي والساحل الأفريقي، وعلى منطقة البحر المتوسط، التي تعني جنوب أوروبا، وأيضاً على الشرق الأوسط». ونقلت المصادر نفسها عن مسؤولين جزائريين قولهم إن بلادهم «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي انزلاق محتمل للأوضاع في ليبيا». فيما شدد المسؤولون أنفسهم بأن الجزائر «تطالب الجميع بضبط النفس، ومساعدة الأطراف المتنازعة في ليبيا للبحث عن حل سياسي عبر الحوار الهادئ». وتسعى السلطة الجديدة في الجزائر، التي جاءت بها انتخابات 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى محاولة التأثير في الملف الليبي، واستدراك تأخر في لعب دور في هذه الأزمة، بعد أن غابت طويلاً بسبب مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان حريصاً على رسم السياسة الخارجية بنفسه، لكن بانسحابه من تسيير شؤون البلاد، الذي دام 7 سنوات، أصيبت الدبلوماسية الجزائرية بالضعف.

وكانت الرئاسة الجزائرية قد أكدت مساء أول من أمس، بمناسبة استقبال تبون رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، أن الجزائر «تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لفرض الوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا، ووضع حد للتّصعيد العسكري، الذي يتسبب يومياً في المزيد من الضحايا، وهي تندد بقوة بأعمال العنف، وآخرها المجزرة التي حصدت أرواح نحو 30 طالباً في الكلية العسكرية بطرابلس. فقد كان عملا إجراميا يرقى إلى جريمة حرب. والجزائر تعتبر العاصمة الليبية طرابلس خطأ أحمر، وترجو ألا يتجاوزه أحد». ونقل بيان للرئاسة عن تبون قوله للسراج إن الجزائر «تشجع على البحث عن حل سياسي لهذه الأزمة، يضمن وحدة ليبيا شعباً وتراباً، ويحافظ على سيادتها الوطنية، بعيداً عن أي تدخل أجنبي، وقد كان هذا موقفنا منذ اندلاع الأزمة الليبية، الذي يقوم على الدفاع عن الوحدة الترابية الليبية في المحافل الدولية، وعلى كل المستويات، وفي تقديم مساعدات للشعب الليبي الشقيق، تعبيراً عن المودة التي يكنها له الشعب الجزائري، ويمليها عليه واجب الأخوة والتضامن وحسن الجوار، وأيضاً التزاماً من الجزائر باحترام مبادئ القانون الدولي». كما دعا تبون، حسب البيان، إلى «النأي بالمنطقة عن التدخلات الأجنبية، لما في ذلك من تهديد لمصالح شعوب المنطقة ووحدة دولها، ومس بالأمن والسلم في المنطقة وفي العالم». من جانبها، أكدت رشيدة النيفر، المكلفة بالإعلام برئاسة الجمهورية التونسية، أن المشاورات لا تزال جارية بشأن إمكانية مشاركة تونس في مؤتمر برلين حول الأزمة السياسية في ليبيا، المزمع عقده خلال يناير (كانون الثاني) الحالي، ونفت اشتراط بلادها مشاركة ليبيا في هذا المؤتمر لحضوره، مؤكدة في الوقت ذاته حرص الرئيس التونسي قيس سعيد على حضور جميع الأطراف المعنية بالصراع في ليبيا.

وشددت النيفر في تصريح إعلامي، أمس، على أهمية دعوة تونس والجزائر باعتبارهما دولتي جوار ويهمهما الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، مشيرة إلى وجود مساعٍ حثيثة لكي تكون «مشاركة تونس إلى جانب الطرف الليبي والجزائري مضمونة في مؤتمر برلين». وبخصوص التدخل العسكري في ليبيا المجاورة، قالت النيفر إن تونس «ترفض رفضاً قطعياً أي تدخل أجنبي في ليبيا، بما فيه التدخل التركي»، معتبرة أن هذا «هو موقف تونس منذ البداية، ولم ولن يتغير»، على حد تعبيرها. وفيما يتعلق بإمكانية السماح لتركيا باستخدام الأراضي التونسية للتدخل العسكري في ليبيا، بعد الاتفاقية التي أبرمتها تركيا مع حكومة الوفاق الوطني، وتفويض البرلمان التركي للقوات التركية بالتوجه إلى ليبيا، قالت النيفر إن تونس «لا يمكن أن تسمح بذلك، وجواب رئيس الجمهورية كان صريحاً للرئيس التركي خلال زيارته في 25 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى تونس»، مبرزة أن سيادة أي شبر من التراب التونسي «ليست محل مساومة». في سياق ذلك، عبرت وزارة الخارجية التونسية عن «استنكارها الشديد ورفضها المطلق لتواصل سفك دماء الليبيين، إثر التصعيد الأخير الذي يشهده الوضع في ليبيا، وآخره سقوط كثير من الضحايا في الهجوم على الكلية العسكرية جنوب طرابلس»، مشددة على ضرورة التحرك العاجل لمجلس الأمن لفرض احترام قراراته، ذات الصلة بالشأن الليبي. بدوره، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رسائل «طمأنة» مباشرة إلى مواطنيه، داعياً إياهم إلى «عدم القلق». ورغم أنه لم يشر صراحةً إلى التحركات التركية، المتمثلة في نقل جنود ومسلحين موالين لأنقرة إلى ليبيا فإنه تحدث عن «الظروف الصعبة» المحيطة بالمنطقة، موضحاً أنه لن يستطيع أحد «جرجرة» بلاده إلى مسار «هنا أو هناك».

وقال السيسي خلال مشاركته في احتفال الأقباط الأرثوذوكس بعيد الميلاد، في مقر كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة، مساء أول من أمس، إنه يرى «حالة قلق لدى المصريين»، موضحاً أنه «لا داعي للقلق، وما دمنا يداً واحدة فلن يستطيع أحد أن يفعل معنا أي شيء». وتأتي تصريحات السيسي عشية «اجتماع خماسي» مرتقب في القاهرة، يضم وزراء خارجية مصر واليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا، لبحث «مُجمل التطورات المُتسارعة على المشهد الليبي، وسُبل دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة تتناول أوجه الأزمة كافة». وترى مصر قرار البرلمان التركي، الصادر مطلع الشهر الجاري، بإرسال قوات إلى ليبيا «انتهاكاً صارخاً لمقررات الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا». بدوره، قال مفوض السلم والأمن بـ«الاتحاد الأفريقي»، أمس، إن مجلس السلم والأمن للاتحاد سيعقد مطلع الشهر المقبل قمة لبحث الوضع في ليبيا والساحل الأفريقي، باعتبارها منطقة شاسعة تشهد اضطرابات وتهديدات أمنية منذ سنين.

وأكد إسماعيل شرقي لوكالة الأنباء الجزائرية أمس، بأديس أبابا، حيث مقر «الاتحاد الأفريقي»، أن الاجتماع «سيتناول الأزمة الليبية ومخاطر انتشار السلاح بالمنطقة، وهي ظاهرة زادت من أوضاع الساحل تفاقماً». مشيراً إلى أن الموعد سينعقد عشية قمة «الاتحاد الأفريقي»، المقررة في الثامن والتاسع من الشهر المقبل. وأوضح شرقي، وهو دبلوماسي جزائري، أن «التصعيد العسكري في ليبيا، وتداول الأسلحة من الترسانات الليبية الحربية، تسببا بشكل كبير في تدهور الوضع الأمني بمنطقة الساحل». وشدد على «إرادة (الاتحاد الأفريقي) تسيير الملف الليبي، بعد نجاح الوساطة التي أداها بأفريقيا الوسطى مؤخراً». قال عمر تشيليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إن جيش بلاده سيتولى تدريب من وصفهم بـ«العناصر التي تعمل على حماية الشرعية في ليبيا».

وأضاف تشيليك في مؤتمر صحافي عقده ليلة أول من أمس، عقب اجتماع لجنة الإدارة المركزية للحزب في أنقرة برئاسة إردوغان، إن تركيا ستواصل التحرك دبلوماسياً وميدانياً من أجل ضمان وقف إطلاق النار والاستقرار في ليبيا، وأبرز أن القوات المسلحة التركية ستدرّب العناصر التي تعمل على حماية الشرعية في ليبيا، والتحرك بموجب القانون، لافتاً إلى أنهم يتابعون عن كثب التطورات منذ توقيع مذكرة التفاهم في مجال التعاون العسكري والأمني مع حكومة السراج في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال المتحدث التركي إن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية تشكَّل بموجب اتفاق الصخيرات، المعترف به من المجتمع الدولي، وذلك بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي، «وبالتالي فإن حكومة السراج هي الحكومة الشرعية التي تمثل ليبيا»، مشيراً إلى أن العاصمة طرابلس تتعرض لهجمات مكثفة منذ أبريل (نيسان) الماضي، يدعمها بعض الدول. وفي إطار التحركات الدبلوماسية التركية بشأن ليبيا، وصل وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الإيطالية لويجي دي مايو، إلى إسطنبول أمس، للقاء نظيره التركي مولود جاويش أوغلو. وذكر بيان للخارجية التركية أن مباحثات مايو وجاويش أوغلو ستتناول العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية ودولية، وفي مقدمتها ليبيا وسوريا. كما أجرى الرئيس رجب طيب إردوغان اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تناولا خلاله التطورات بالنسبة لليبيا إلى جانب الوضع في سوريا والتوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

 

بوتين في دمشق لمنع هجمات انتقامية إيرانية على إسرائيل/لقاء بوتين والأسد أشبه بإعلان انتصار عسكري سوري روسي.

العرب/08 كانون الثاني/2020

من يرحّب بمن؟

بيروت - وصفت أوساط دبلوماسية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دمشق في أجواء التوتر الخطير الذي نجم عن قيام الولايات المتحدة بقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، بأنها تهدف إلى تحييد سوريا في المواجهة، ومنع أيّ هجمات انتقامية ضد إسرائيل قد تلجأ إليها ميليشيات محسوبة على إيران في سياق استراتيجية الرد عبر الوكلاء التي تتجه إيران لاعتمادها ضد أهداف تابعة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. ولفتت المصادر إلى أن زيارة بوتين لدمشق توجه رسالة حازمة لإيران بأن الشأن السوري، وبموافقة المجتمع الدولي، يبقى، في شقيه العسكري والسياسي، برعاية موسكو، وأن روسيا لن تسمح لطهران باستخدام الأراضي السورية في معرض أي ردّ هددت به طهران أو هدّد به الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ضد الوجود الأميركي في المنطقة. ويحضّر مقتل سليماني المنطقة لترتيبات كبرى وأن الرئيس الروسي يود أن يكون حاضرا داخل أيّ ترتيبات محتملة، وأن بوتين يعتبر أن الميدان السوري هو جزء لا يتجزأ من ميادين النفوذ الاستراتيجية الأساسية لموسكو في المنطقة، وبالتالي فهو يوجه من هناك رسائل متعددة الوجهات. وفضلا عن الرسائل الروسية بشأن تحييد سوريا عن لعبة تصفية الحساب الإيرانية – الأميركية والإسرائيلية، فإن زيارة بوتين ولقاءه الرئيس السوري بشار الأسد كان أشبه بإعلان انتصار عسكري سوري روسي، في وقت تتجه الأوضاع في إدلب لفائدة دمشق وموسكو خاصة مع تخلّي أنقرة عن حلفائها في سياق حسابات تتعلق باسترضاء روسيا والبحث عن تفهّم لتدخّلها في ليبيا. ولم تكن زيارة بوتين، الثلاثاء، لدمشق ولقاءه الأسد في مقر تجميع القوات الروسية في العاصمة الروسية مثل الزيارة السابقة التي التقى به فيها في قاعدة حميميم، أي زيارة لمسرح العمليات العسكرية للقوات الروسية، فيما هي الآن زيارة على وقع استقرار الأوضاع لفائدة النظام المدعوم روسيا. لكن الاجتماع في مقر القوات الروسية فيه إشارة إلى أن روسيا هي صاحبة الفضل والقرار الأول في سوريا.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية، “خلال محادثاته مع الأسد، لفت بوتين إلى أنه اليوم، يمكن القول بثقة إنه تمّ اجتياز طريق هائل نحو إعادة ترسيخ الدولة السورية ووحدة أراضيها”. ونقل بيسكوف عن بوتين قوله “كان يمكن أن نرى بالعين المجردة عودة الحياة بسلام إلى شوارع دمشق”. وقال إن الأسد أعرب لبوتين “عن امتنانه للمساعدة التي قدمتها روسيا والجيش الروسي في المعركة ضد الارهاب ومن أجل عودة السلام الى سوريا”. وجاءت زيارة بوتين المفاجئة لدمشق عشية زيارة يقوم بها لتركيا، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره التركي رجب طيب أردوغان في وقت تميل فيه موازين القوى بشكل واضح لفائدة القوات الروسية والسورية في معركة إدلب كونها آخر جيوب المعارضة المدعومة تركيّا. ونشرت صورة للأسد وهو يصافح بوتين بينما يتوسطان وزيري الدفاع في البلدين، وجلس خلفهما ضباط روس. وأوردت الرئاسة الروسية أن الرئيسين “استمعا إلى عرض عسكري من قبل قائد القوات الروسية العاملة في سوريا”. وذكرت أن الرئيسين عقدا اجتماعاً بحثا فيه “التطورات الأخيرة في المنطقة”. وتناول اللقاء، بحسب المصدر، “خطط القضاء على الإرهاب الذي يهدد أمن وسلامة المواطنين السوريين في إدلب وتطورات الأوضاع في الشمال السوري والإجراءات التي تقوم بها تركيا هناك”. كما بحث الجانبان “دعم المسار السياسي وتهيئة الظروف المناسبة له”. وجال الأسد مع ضيفه الروسي في مدينة دمشق، حيث زار “الجامع الأموي الكبير واطلع على معالمه، كما زار فيه ضريح النبي يحيى عليه السلام (القديس يوحنا المعمدان)، وسجل كلمة في سجل الزوار”، بحسب الرئاسة السورية.

كما زار الكاتدرائية المريمية للروم الأرثوذكس، التي تعدّ من أقدم الكنائس في العاصمة السورية، حيث كان في استقباله بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق يوحنا العاشر يازجي، وفق صور نشرتها الرئاسة. وهنأ الأسد الضباط والعسكريين الروس بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي الذي يصادف يوم أمس الثلاثاء، معرباً “عن تقديره وتقدير الشعب السوري لما يقدمونه من تضحيات إلى جانب أقرانهم من أبطال الجيش العربي السوري”، وفق الرئاسة السورية. وقدّم بوتين بدوره التهاني لقواته العاملة في سوريا بمناسبة عيد الميلاد، بحسب المصدر نفسه. وسبق لبوتين أن زار سوريا في ديسمبر 2017، لكنّ زيارته اقتصرت حينها على قاعدة حميميم الواقعة على الساحل السوري غرباً، والتي تتخذها روسيا مقراً لقواتها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله والجنود الأميركيون في لبنان.. "التجاور" المخيف

منير الربيع/المدن/08 كانون الثاني/2020

أصبح تشكيل الحكومة موضوعاً هامشياً، بعد المنعطف الذي سلكته التطورات في منطقة الشرق الأوسط، بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وأصبحت كل الجبهات موحدة ومترابطة، سواء جاء القرار بفتحها، أم عبر الاكتفاء بترابطها المعنوي. أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، يثبت مجدداً أن لبنان جزء لا يتجزأ من المحور الإيراني. لا بل أكثر من ذلك، بدا نصر الله وكأنه وريث دور سليماني في المرحلة المقبلة على الساحات العربية كلها. وذلك من خلال توجهه إلى حلفاء إيران بالنصائح. قال نصر الله إن طهران لن تطلب شيئاً من حلفائها. ما يعني أن عليهم بأنفسهم أن يجدوا الطريقة المناسبة للرد على اغتيال سليماني. فالضربة لم تستهدف إيران وحدها، بل كل "محور المقاومة" والمنتمين إليه.

توزيع المهام

وجّه نصر الله حلفاء إيران بضرورة الرد عبر استهداف القواعد الأميركية والجنود والبوارج في منطقة الشرق الأوسط. وهذه بحد ذاتها مؤشر إلى أن الرجل يوزع المهام ويحدد الفروض، كموجّه لحلفاء إيران في المنطقة. وهو الدور الذي كان يلعبه سليماني. وعلى كل حال، لنصر الله رمزية استثنائية وتأثير كاريزماتي داخل المحور الإيراني على جميع الحلفاء. نجله شهيد، ساعد حزبه في كل الصراعات والحروب التي خاضها حلفاء إيران من سوريا إلى العراق واليمن وفلسطين والبحرين وأبعد.. وهذا ما يؤهله إلى لعب هذا الدور. كما إن حزب الله هو الحليف الأقوى والأكثر تنظيماً وتأثيراً بالنسبة إلى إيران في المنطقة. فقد أحكم الحزب السيطرة المطلقة على لبنان سياسياً وعسكرياً، وبذلك هو يتقدم على الجميع. بمجرد أن يوجه نصر الله حلفاء إيران باستهداف الأميركيين في المنطقة، ضمن معركة إخراجهم منها بالنعوش وبعد إذلالهم، فذلك يفترض تغييراً بمعادلات وقواعد عسكرية وسياسية في كل الدول الخاضعة للنفوذ الإيراني، بما سينعكس حتماً على لبنان. وبات هناك سؤال أساسي لا بد من طرحه بعد موقف نصر الله: هل يمكن أن يبقى لبنان محيّداً عن خوض هذا الصراع أو المعركة الجديدة؟ فيما نصرالله اللبناني أرشد العراقيين والسوريين واليمنيين إلى استهداف الأميركيين؟ منطقياً، فإن ذلك لا يستقيم، على الرغم من أن نصر الله أعلن انه ليس قائداً ولا صاحب قرار ويتحدث بحكم معرفته بحلفائه. لكن حكماً الموقف يلزم الحزب بتنفيذ عمليات تستهدف الأميركيين كما سيفعل الآخرون.

أميركيو لبنان

صحيح أن ليس في لبنان قواعد عسكرية أميركية. لكن هناك جنوداً وضباطاً أميركيين موجودين في حامات، وقاعدة رياق الجوية وقاعدة عمشيت البحرية. ووجودهم يرتبط بالتنسيق وببرامج المساعدات للجيش اللبناني. ما يعني أن استهدافهم سيكون له انعكاسات سلبية على لبنان برمته. وهذا إذا حدث فما علينا سوى انتظار الرد الأميركي وكيف ستتعاطى واشنطن عسكرياً، ومالياً وسياسياً مع لبنان. ولا بد - التزاماً من نصر الله بموقفه- أن يستتبع ذلك بمواقف سياسية أخرى قد تطال حلفاء واشنطن في لبنان، أو المحسوبين عليها في النظام اللبناني، كالجيش وحاكم مصرف لبنان. إذا ما قُرن الموقف بالفعل بالنسبة إلى الحزب، فإن لبنان أمام سيناريوهات دراماتيكية لا تقل عن خطورة الاوضاع السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية للعراق وسوريا. ومنطقياً فإن التورط بهكذا مغامرة مستبعدة من قبل الحزب، الذي يحكم السيطرة على المفاصل اللبنانية. فأي تخريب للمعادلة السياسية الحاكمة، ستجعل الحزب أول المتضررين. وليس الحزب ولا إيران ممن يتعاطون عاطفياً في هكذا ملفات. الحسابات السياسية تختلف هنا عن الخطب العاطفية. وما يصلح حالياً في لحظة "الدم الحامي" ستتراجع حماسته بعد فترة لصالح الهدوء والتكتيك والصبر. وأي تصعيد سيكون هدفه تحقيق المزيد من المكاسب السياسية في المنطقة.

تأخير الحكومة

لذلك تريث حزب الله بعيد اغتيال سليماني بموضوع تشكيل الحكومة. قد يكون التريث بسبب الاهتمام بتطورات الأوضاع في المنطقة، ومتابعة ما يجري. لأن ذلك يفوق أهمية من تفاصيل الحكومة. في اليوم التالي لاغتيال سليماني، تواصل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب مع الحزب للسؤال عن الوضع، فأجيب أن يستكمل مساعيه. لكن عندما واجه عقبات وعثرات من باسيل، استنجد بالحزب الذي تأخر في الإجابة والمساعدة. ما فُهم إنه تريث وعدم تفرغ للشأن الحكومي. وهذا ما أخّر الولادة الحكومية، التي تحال أسباب تأخيرها إلى خلاف بين باسيل ودياب. لكن حقيقة التأخير أن الحزب لم يتدخل لمعالجة الأمور. والجميع يبحث عن الاستفادة من هذا الوضع لتحسين شروطه.

 

حسن نصرالله.. ومعايشة الموت

يوسف بزي/المدن/08 كانون الثاني/2020

يربض حسن نصرالله في حصنه السري، منذ أن أعلنت إسرائيل نيتها قتله عام 2006. وطوال هذا الوقت، تحول إلى خطيب تلفزيوني، أو بالأحرى إلى ظاهرة تلفزيونية – سياسية، خفي جسداً وعلني صورةً. بات كينونة ملتبسة، حقيقية لكن أيضاً أثيرية، طالما أن لا وجود له إلا في مشهد واحد متكرر، في الاستديو نفسه، كمذيع استثنائي. نجم خارق للعادة. لكن أيضاً يستعصي على الحضور خارج الشاشة إلا سراً وخفية. على هذا الوجود الملتبس، تحوّل نصرالله إلى ما تخيله ذات مرة جورج أورويل في روايته "1984" القائد أو الزعيم أو الحاكم، "الأخ الأكبر": صورة تلفزيونية مهيمنة على العالم وسكانه.

وإذا كان التلفزيون بحد ذاته سلطة، فإن "إطلالته" بوصفه قائداً مسلحاً بعشرات آلاف الصواريخ، وبعشرات آلاف المسلحين القادرين على تحويل حياتنا إلى جحيم برمشة عين، ويستطيع زرع الموت أنى شاء.. تتحول إلى سلطة مضاعفة، مناسبة تحمل رهبة تقرير المصير عند كل حادثة أو أزمة. فخطبة نصرالله هي السياسة كلها، إن ابتسم أو قطب حاجبيه، ناهيكم عن ذاك الإصبع إن ارتفع توعداً وتهديداً. هذه الشخصية التلفزيونية التي تجمع في زيّها وعباراتها وأفكارها و"قيافتها" ما بين الميتافزيق الديني وتهويماته الأسطورية، وما بعد الحداثة الفنية البصرية على اقتدار تمثيلي وحرفة أدائية، تصوغ اقتراحاً لصورة السلطة على نحو لم يستطعه لا "الإعلام الديموقراطي" ولا "الإعلام الاستبدادي". فسياسيو الديموقراطيات هم فرائس التلفزيون وضحايا كاميرات الباباراتزي على الأغلب، وسياسيو الديكتاتوريات كارهون للإعلام وسيئو الأداء، أعداء بالفطرة للصورة، وممثلون رديئون، ومزيفون على الأغلب.

على عكس هؤلاء، نصرالله ممتنع عن التصوير وعن أي كاميرا، وفي الوقت نفسه حريص على الظهور، محب وراغب لشاشته. فهل نتخيل ما مصير سطوة نصرالله ونفوذه وسلطته لولا حضوره التلفزيوني، ولولا وجود هذه التكنولوجيا؟

في خطبة رثاء قاسم سليماني، وعلى منوال خطب رثاء عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، ظهرت "عاطفية" نصرالله على نحو محيّر، يختلط فيها الابتهاج بالشهادة بمرارة الفقد، خياليات الفردوس الإلهي وواقعية الموت العنيف والصادم. عاطفية تتنازعها غبطة لقاء سليماني والإمام الحسين، على ما صورته رسوم انتشرت ما بين إيران ولبنان، وحرقة تمزق الجسد أشلاء.. راح نصرالله نفسه يسرد تفاصيل تقطّعها يداً ورأساً وجذعاَ وأرجلَ مبتورة استلهاماً لفظاعات الموت الكربلائي – العاشورائي.

ما بين الاحتفاء بنيل الشهادة والصعود إلى الجنة "سيداً لشهداء محور المقاومة"، كما تم ترسيم قاسم سليماني ووسمه بقرار رسمي مبرم، والتفجّع والغضب من هكذا مصير مروّع، رثى نصرالله صاحبه وباركه في آن واحد. كأنما الموت عرس ومأتم في صالة واحدة.

لكن لا حيرة في نفس نصرالله الثابت على يقينه وإيمانه، وقسمته ما بين حساب الأرض وحساب السماء، ما بين البشري والإلهي. وبشريته المتآخية مع ميتافيزيقيته لا تمنع عنه ضعفه العاطفي، وتنازع أهواء الحزن والفرح في الواقعة الواحدة وفي طقس خطابي متوزع على تقبل نعمة الموت في سبيل الله والناقم على هكذا مصير مفجع وداهم.

ومن هذا الضعف، ظهر نصرالله وكأنه ينتبه إلى خلو الدنيا من أصدقائه وأخوته تباعاً، وهو الذي يحمل جرحاً أصلياً بفقد ابنه الشاب هادي، ثم أُثخن بجروح "قافلة شهداء" الأصحاب، خصوصاً اليوم مع سليماني وأبو مهدي المهندس، اللذين اعتادا زيارته، وألِف صحبتهما حسبما راح يروي بعضاً من حميميات لقاءاتهم سوية وأحاديثهم المفعمة بترقب الموت و"الجوار المخيف" والتأسف على النجاة من محاولات الاغتيال، كما روى نصرالله عن لسان سليماني.. ويمكننا تخيل هكذا "مسامرات" أثناء احتساء أكواب الشاي، وتبادلهم المواساة والدعاء بطول العمر أو بنيل الشهادة في أقرب الآجال. وهنا نستطرد متخيلين لو أن الحضارة البشرية كلها سهراً أو علاقات أو اجتماعات أو لقاءات ومواعيد منذورة فقط لهكذا أحاديث، فأي ازدهار سننعم به. وحديث نصرالله هذا، يشي أن الأمين العام لحزب الله يشعر بعد توالي اغتيالات أصحابه بشيء من الخطر. وهو لمّح تلميحاً طفيفاً إلى وجود لائحة، لا شك أنه لا يستثني نفسه منها. وهو بدا في ذاك التلميح على شيء من القلق لا على نفسه بل على مصير "المحور" ومهمته المقدسة. وعلى الرغم من أنه قال بما معناه إن لم نُقتَل ننتصر وإن قُتِلْنا ننتصر، في حل سحري لنفي الهزيمة حتى ولو نخرت العظام ووزعت اللحم والدم أشلاء، إلا أن لا نفسَ تطيق تصور حالها إرباً إربا.. فالجسد عزيز كما الروح عزيزة. ثم أن لا أحد مهما كانت شهوته للشهادة عظيمة، يريد منح العدو فرصة تحقيق غايته بالقتل. لا أحد يريد أن يشفي غليل عدوه. ونصرالله، الذي يحب إطلالاته التلفزيونية ويحب رؤية تلك الحشود التي تهتف له، إنما هذا هو ما تبقى له من متع الدنيا الحلال. وهو يحسب أيضاً أنه في كل "طلة" يبث الغيظ في صدور الأعداء. ولذا، هو ضنين بحياته وطول عمره لا أنانية أو قلة إيمان، فحياته هي ديمومة وضمانة للحرب أو للمنازعة. حياته هي غلبة على الأعداء، بل هي ربما مشيئة إلهية مجدولة بوعد النصر والصلاة في القدس.

وفي الأثناء تستمر السياسة والاقتصاد وشؤون المجتمعات والبلدان ومصائرها كلها معقودة على الحرب الأبدية، كما تخبرنا رواية جورج أورويل عن العيش مع "الأخ الأكبر"، تلفزيوناً وواقعاً، حياة مترعة بالموت لا تحدها أرض كربلاء ولا تحصرها أيام عشرة غابرة، بل هي في كل مكان وكل زمان وإلى قيام الساعة.

 

الجنازة بطهران.. بوتين في دمشق وحزب الله يسترد الحكومة

منير الربيع/المدن/08 كانون الثاني/2020

قبل أسبوع، تبلّغ مسؤولون لبنانيون خلاصة اتصالات روسية سورية، تفيد أن موسكو ستتخذ قراراً بضرورة حسم الأوضاع في سوريا، وتثبيت ركائز النظام السوري. وما يعنيه ذلك، هو الارتباط العضوي سياسياً بين دمشق وبيروت. وما ينسحب هناك يجب أن ينسحب على لبنان بما يخص الالتفاف على التحركات والاحتجاجات الشعبية بخيارات سياسية. "العهد" في لبنان وحليفه حزب الله هما رأس قيادة المحور هنا. ولا بد من ترتيب وضعيتهما. هذه الموجة الأساسية التي يراهن عليها رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل لتثبيت ركائز السلطة بيدهم بالتعاون مع حزب الله.

مصير الحكومة

لذلك، كان الاتجاه الأساسي بالنسبة إليهم تشكيل الحكومة وفق ما يشتهيان، ووفق ما تقتضيه مصلحتهما. اعتبر باسيل أنه لا بد من الرهان على هذه الظروف لاستعادة ما خسره في 17 تشرين. فرض الشروط التي يريدها في عملية تشكيل الحكومة، بالحصول على الثلث المعطل، واشتراط بقاء مستشاريه في الوزارات التي قد لا يتسلمها تياره. ما يعني العودة إلى ممارساته السابقة، مدعوماً بجو إقليمي حليف. الطارئ الوحيد الذي دخل على المشهد هو اغتيال قاسم سليماني، والذي أخذ بنظرة عامة وكأنه قابل لتفجير المنطقة، وسيفرض متغيرات في الشرق الأوسط ومن ضمنها لبنان. غلبت اللهجة التصعيدية على لهجة المساومات والتسويات بانتظار الردّ الإيراني. وبعد تهديد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اتجهت الأنظار نحو ما سيفعله الحزب ردّاً على اغتيال سليماني. وكانت الأسئلة الأساسية تتركز حول إمكانية تشكيل الحكومة بعد تبدّل الظروف المعطيات. كانت القراءة الموضوعية تفيد أن من مصلحة الحزب تشكيل الحكومة العتيدة، برئاسة حسان دياب. وستكون حكومة حزب الله لكن بنكهة تكنوقراط قابلة للتسويق الخارجي. إلا أن هناك معطيات تغيرت على ما يبدو، دفعت القوى العاملة على خطّ تشكيل الحكومة إلى التريث، على الرغم من أن رئيس الجمهورية كان يستعجل التشكيل سريعاً.

جبران وتصفية الحساب

يعرف الحزب أن المقاربة السياسية تحتاج إلى تغيير، وهو يريد حكومة لا تكون ضعيفة أو سهلة الاستهداف في الداخل اللبناني، ولا يمكن تشكيلها واستثناء قوى سياسية أساسية منها، لا سيما أن المرحلة تحتاج إلى وزراء سياسيين على قدرها. ولذلك رفض حزب الله تعيين ناصيف حتي وزيراً للخارجية، باعتباره كان يميل إلى قوى 14 آذار، أو بالحد الأدنى هو مستقل حالياً. المرحلة لا تسمح بذلك. وزارة الخارجية يجب أن تكون مع الحزب، سنداً له في سياسة لبنان تجاه المجتمع الدولي. هنا بدأ الوزير جبران باسيل يلعب على أكثر من خطّ. الأول، حاجة حزب الله إليه. الثاني، تصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين. الثالث، تكريس نفسه من دون منازع صانعاً لهذه الحكومة، بما يتلاءم مع طموحاته والتوازنات التي يريد أن يفرضها. الرابع، تقديم صورة مغايرة لما هوعليه الواقع، من خلال إطلالته التلفزيونية. فاعلن أن لا علاقة له بالحكومة! واعتبر أنه ضحى بذاته في سبيلها ولتسهيل ولادتها! قدّم نفسه المخلّص، الساعي لتحقيق مطالب المنتفضين! مدعياً عفة تنزّهه عن شركائه الآخرين في تركيبة السلطة، التي كان هو أساسها منذ ثلاث سنوات! إنه جبران باسيل الذي لا ولن يتغير. استمر بإلقاء المسؤولية على الآخرين. قدم نفسه البريء الوحيد، ونفى تمسكه بالخارجية أو أنه رفض تعيين دميانوس قطار. واستند في تمسكه بها على حاجة الحزب إلى هذه الوزارة. واستعرض باسيل قوته أمام الحزب بالأمس من خلال لقاءاته واستقبالاته لعدد من السفراء، بينهم الأميركية والبريطانية، ليقول للحزب إنه الوحيد القادر على اتخاذ المواقف الدولية التي تلائمه استراتيجياً. فباسيل يدين اغتيال سليماني ويصفه بالشهيد وبالوقت نفسه يستقبل السفيرة الأميركية.

الرسالة الإسرائيلية والحركة الروسية

لقاءات باسيل هدفت إلى القول إن العمل اللبناني حثيث لتجنّب أي تصعيد قد يطال في لبنان. وهو يتزامن مع نقل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش رسالة من الإسرائيليين إلى الدولة اللبنانية، تشير إلى أن لا علاقة لإسرائيل باغتيال سليماني ولا بتداعياته. وأنها تريد الهدوء ولا تريد توتير الأجواء مع لبنان، ولا فتح أي جبهة. كما حملت الرسالة تحذيراً بأن أي تصعيد من قبل الحزب سيؤدي إلى تصعيد كبير من قبلها. كل المحاولات كانت تصب في سبيل عدم التصعيد العسكري. وكما في لبنان كذلك في إيران، التي ستكون أمام ردّ حتمي، ولكن هي تريد الاستثمار السياسي إلى أقصى درجة ممكنة بعد اغتيال سليماني. وحتّى الرد العسكري، تريد له إيران أن يكون عاملاً لتحقيق مكاسب سياسية بدلاً من تضييع كل شيء في خطأ عسكري. هنا عاد الدخول الروسي على الخطّ، بحضور فلاديمير بوتين إلى سوريا، والرسالة الكبرى التي حملتها الزيارة أن سوريا هي حصة روسيا، ويجب إبعاد أي تجاذبات إيرانية أميركية عنها. كما أنه يقول إن النظام السوري بحمايته. خطوة بوتين نحو سوريا لا يمكن أن تنفصل عن تنسيق معين مع الأميركيين، الذين يتأرجحون بين الانسحاب والبقاء. والأمر نفسه ينسحب على الوضع في العراق. إعلان الأميركيين الانسحاب سيكون عبارة عن بازار سياسي مفتوح، يستفيد منه الإيرانيون دعائياً، ويستفيد منه ترامب داخلياً. كما سيستفيد منه مالياً عبر دول الخليج التي ستكون مطالبة ببقاء الوجود الأميركي.

الانقضاض على السلطة

زيارة بوتين إلى دمشق منحت دفعاً معنوياً لعون وباسيل. وسيحاولان الاستثمار به سياسياً، كما حزب الله سيستثمر بتهديداته بالرد على اغتيال سليماني في الداخل اللبناني، عبر الانقضاض أكثر على السلطة. وهنا تصبح الحكومة مجرد تفصيل. لكن الأكيد أن الحزب وباسيل يريدان الإمساك بها. ولتبرير تسييسها، يريدان أن يعود طرح حكومة تكنوسياسية، تضم كل القوى السياسية، ويكون الحزب فيها قادراً على فرض رؤيته عليها. فحكومة اللون الواحد لن تحظى برضى المجتمع الدولي، وستكون سهلة الاستهداف في الداخل. تبقى الغاية بالنسبة إلى الحزب هي الوصول إلى تسوية وتفاهم بعد كل هذا التصعيد، بشرط أن تكون التسوية بأفضل الشروط. لا يريد الحزب الذهاب إلى أي مغامرة لا يتحملها لبنان ولا بيئته الحاضنة ولا حتى الوضع الإقليمي. فرصة الربح الأساسية هي في السياسة وليس في أي معركة. هنا يأتي اغتيال سليماني في إطار محاولة أميركية لفتح مرحلة جديدة في المنطقة، كان الرجل من أبرز معيقيها. لكن لا شك أن طهران وحلفاءها سيستفيدون سياسياً إلى أقصى الحدود مما جرى، تماماً كما تفعل موسكو منذ لحظة توجه بوتين إلى دمشق.

 

قصر "أمير" خلدة مستولياً على الشاطئ ومحتضناً الكوستا برافا

نبيلة غصين/المدن/08 كانون الثاني/2020

لا يشعر القاطنون في منطقة خلدة أنهم يعيشون في حضرة "أمير". لا شيء يشي بذلك. لكن غالباً ما يكون للديار التي يقطنها "الأمراء" لون آخر، وشكل آخر. هذا ما كرّسته القصص والأفلام الكرتونية من صورٍ نمطية، في الواقع، وفي الخيال. ومناطق إقامة الزعماء والأمراء والبكوات في لبنان، نموذجية غالباً. وتتمتع بخدمات عالية. على عكس المناطق الأخرى المهملة والمعدومة. ففيما تكون الشوارع التي تحوط  قصر البيك مضاءة بالكهرباء، تكون باقي الشوارع في البلدة أو المدينة  معتمة. وفيما تستقبلك الورود والأشجارعلى مداخل بلدة زعيم، تمتلئ مداخل وشوارع بلدات أخرى بالنفايات أو الأتربة. ففي ظل غياب دولة خدماتية تهتم باحتياجات مواطنيها، وتوفر أدنى متطلباتهم، يكون العيش في محيط "الأمراء" و"الزعماء" من حسن الحظ، تحت شعار "بلكي بيلحقنا طرطوشة إنماء".

عزلة في محيط أجرد

لكن حال محيط قصر أمير خلدة الأرسلاني، مختلفة تماماً.

يقع قصر المير طلال أرسلان، وسط مساحة خضراء يحوطها عدد هائلٍ من الأبنية الباطونية الجرداء الحديثة التشييد. وهو في موقعه هذا واحة معزولة، تعيش في حديقته الصغيرة حيوانات عدة، وتشكل أشجار النخيل المحيطة بالقصر سوراً طبيعياً. لكن منسوب مياه المجارير المبتذلة، يرتفع مع كل زخة مطر على الطريق البحرية القريبة من القصر في منطقة خلدة. فتتحوّل الشوارع سريعاً إلى مستنقعات لا يمكن عبورها. وعلى الرغم من انتشار المسابح والمطاعم الكثيف في الآونة الأخيرة، فإن الإهمال في المنطقة لا يزال ظاهراً للعيان.

خطبة المطمر

في منتصف الشارع، ومقابل الجامعة الإسلامية، يشرف القصر الممتد حتى حدود شاطئ البحر، على العاصمة بيروت. أما على المدى الأقرب، وفي الاتجاه نفسه، فيشرف القصر على مطمر الكوستا برافا، الذي بارك المير إقامته على مدخل منطقة خلدة. لكنه في خطبته الشهيرة اشترط أخيراً متوعداً: لن أسمح بدخول "بحصة" إلى المطمر، من دون فرز. لكن مساحة المطمر تزداد يوماً بعد يوم بردم البحر وأطنان النفايات غير المفرزة، والتي تدخل إليه بلا رقيب أو حسيب. لم يضف المير على المنطقة التي يقطنها أي تحسينات تذكر، لا بل زيّن مدخلها الشمالي بمطمر نفايات.

فارس التاريخ

ما أن يتجاوز المرء/المرأة النفقَ في نهاية منطقة الأوزاعي في اتجاه خلدة، حتى يمتزج عبق المطمر بعبق التاريخ. فعند مفترق الطريق المؤدية إلى منطقة الشويفات، يرتفع نصب تذكاري لفارس يمتطي حصانه رافعاً رايةً خضراء. هو نصب المير مجيد إرسلان، بطل الاستقلال وأحد رجالاته. مشهد النصب منتصباً في هذا المكان، تبعث على الخذلان. فالعظمة الفولوكلورية للمير والاستقلال الذي صنع وطناً، لا تتناسب والإهمال والتعدي الظاهرين للعيان. على يمين النصب يمتد كورنيش  بحري، لطالما كان مقصداً للمتنزهين من العائلات والأطفال والشباب، في الأزمنة الخوالي. أما اليوم فلا يصلح للمشاة العابرين حتى. فهو مليء بالحفر والحجارة التي تركها في المكان فساد أحد المتعهدين الذين حفروا لغرس الأشجار. لكن لا الأشجار نبتت، ولا الحفر سوّيت.

حوادث ورضات

على الرغم من أن منطقة خلدة وجوارها شهدت مؤخراً رضاتٍ عدة أثناء انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 - منها حادثة مقتل الشهيد علاء أبو فرج، إلى حوادث قطع الطرق في خلدة والناعمة - ظل قصر المير على حاله، هادئاً ساكناً. فعدا السيارات الرباعية الدفع، التي تخرج من القصر بين حين وآخر، لم تسجل أي حركة. يمكن القول أن آخر ظهور له في المنطقة، جاء أثناء تجمع أنصاره وعراضاتهم، بعد نزهات جبران باسيل الأحدية المسمومة، والتي تسببت إحداها بحادثة قبر شمون الدامية، في تموز 2019. وذلك بين مناصري الحزب الديمقراطي الذي أسسه المير طلال في العام 2001، والحزب التقدمي الإشتراكي الجنبلاطي الذي سقط منه شابان. حينذاك ظهر مناصرو الحزب الديمقراطي، فقطعوا الطريق الرئيسية في خلدة، أمام قصر المير. فمكث العابرون في سياراتهم أكثر من ساعاتٍ ثلاث. استُعملت تلك الحادثة لتعطيل الحكومة، وأدت إلى أزمة سياسية حقيقة دامت لشهر كامل. فظهر أن باسيل يترأس حكومة ظل الثلث المعطل لرهطه في وزارة الخارجية.

الوطنية بالتقشف

وقبل حوالى سنتين، افتتح المير طلال منتجع "السياستا"، بالشراكة مع رجل الأعمال مروان خير الدين، صاحب بنك الاعتماد اللبناني، متعديين على الأملاك العامة البحرية. وأثناء الأزمة المالية المتفاقمة، وحجز المصارف أموال المودعين وتحويلاتهم إلى الخارج ومرتباتهم الشهرية، حملت استفاقة خير الدين "الوطنية" على دعوة اللبنانيين إلى أن يستفيقوا من بذخهم وتبذيرهم ويتركوا له وحده البذخ والتبذير ورحلات السفاري في الغابات الإفريقية أو الآسيوية. فدعاهم إلى سحب ودائعهم الدولارية بالعملة اللبنانية التي فقدت ثلث قيمتها، لإظهار وطنيتهم!  

اليوم يتفرج أبناء خلدة على البحر من بعيد، فلا يستطيعون ارتياده، إذ لم يبق لهم منفذ واحد للوصول إليه. وهكذا يرتفع منسوب تقشفهم ووطنيتهم! وإذا كان رب البيت وأميره معتدياً، فما بالك في بباقي المستثمرين من أمثال خير الدين وسواه؟!

 

هل يوقِف لبنان التعامل بالدولار لصالح اليورو؟

خضر حسان/المدن/08 كانون الثاني/2020

أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون العالقون بين مطرقة تعسّف المصارف وسندان غلاء الأسعار. أسئلة تُظهر بوضوح حجم الخوف على المستقبل الذي لا يبدو أنه يبشّر ببقعة خير. ولا تنفكّ الأسئلة تدور حول ما يسهُل الإجابة عليه، وحول ما يحتاج إلى خبراء اقتصاديين لتفكيكه واستخلاص إجاباته. وبين السهل والصعب، يبقى تركيز المواطنين على ليرتهم التي تتناقص قيمتها لصالح الدولار، يوماً بعد يوم. فهل يهجر اللبنانيون الدولار ويتمسكون بعملتهم؟

حصانة للسياسيين

لم يُجبَر لبنان يوماً على دولرة اقتصاده، ولم يكن هناك حاجة في التسعينيات لربط الاقتصاد بالدولار، حتى مع الحاجة للاستدانة. فالمصارف كانت جاهزة لإقراض الدولة بالليرة اللبنانية. ورغم الدولرة، استطاع اللبنانيون إيجاد نوع من التوازن في استعمالهم للدولار والليرة، لأن تثبيت سعر صرف الدولار جعل الـ1500 ليرة بيد الناس، تساوي حكماً دولاراً واحداً. ولم يسأل أي تاجر عن فارق السعر عند تصريف الـ1500 ليرة إلى دولار في المصارف او لدى الصرافين، لأن ربحه من المبيع، يغطي الهامش المسموح به للصرف، والذي كان يصل إلى 1515 ليرة وأحياناً إلى 1517 ليرة. لكن مع ارتفاع حدّة أزمة شح الدولار وارتفاع سعر صرفه، يلجأ اللبنانيون إلى ترقّب بورصة سعر الصرف لتحويل الدولار إلى ليرة والاستفادة من الربح الإضافي. ما يؤكد أن الدولرة لم تهدف إلى إفادة المواطنين والاقتصاد والليرة من قوة الدولار، وإنما إفادة طبقة أوليغارشية تريد ضمان قيمة أموالها الآتية من مصادر غير قانونية. وليس هناك أضمن من الدولار لحفظ القيمة، خصوصاً عند تحويلها إلى المصارف خارج لبنان. فالمواطنون يلجؤون إلى عملتهم إن كانت قيمتها على قدر تطلعاتهم فقط.

مسألة ثقة

يتعامل اللبنانيون مع الليرة بالقدر الذي تؤمّن لهم ربحاً، ولا ينظرون إلى عملتهم بمنظار الأمان، فهم لم يثقوا بها حتى مع رمي مصرف لبنان لهم طُعماً عبر رفع الفوائد على الليرة. فكان تحويل الدولار إلى ليرة بهدف مراكمة بعض الأرباح، مع ترقّب أي تغيير لإعادة قلب الليرة إلى دولار. وهذا ما حصل مع بدء ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق من 1500 إلى 1600 ليرة. وعليه، فإن التساؤل عن إمكانية تخلي المواطنين عن الدولار واستعمال الليرة حصراً، هو أمر "مبني على الثقة بالليرة وعلى التوقعات الايجابية لمستقبل البلاد واقتصادها"، وفق ما يقوله الخبير الاقتصادي ايلي يشوعي، الذي يشير في حديث لـ"المدن"، إلى أن الاعتماد على الليرة يجب أن يُسبَق "بخلق اقتصاد متنوع وقادر على المنافسة في الداخل والخارج، واعتماد المصرف المركزي على سياسات نقدية فعّالة، وعدم اقتصار دوره على إصدار التعاميم ورفع الفوائد". إلى حين استعادة الثقة، لا يجب على لبنان الاكتفاء بانتظار إعلان الانهيار أو الافلاس. فهناك إجراءات يمكن اتخاذها على مستوى العملة، وهي "إسناد الليرة إلى سلّة من العملات الأجنبية التابعة للدول التي تربطنا بها علاقات تجارية، وأهمها الاتحاد الأوروبي. لذلك يمكننا استعمال اليورو في التجارة وليس الدولار. خصوصاً وأن التبادل التجاري بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية ليس كبيراً، قياساً مع التبادل بين لبنان والاتحاد الأوروبي"، على حد تعبير الخبير الاقتصادي جورج قرم، خلال حديث لـ"المدن".

سوق الصرف الحقيقي

الاستعداد للتخلي عن الليرة لصالح الدولار عند أي منعطف اقتصادي ومالي، خلق مجالاً أوسع للصرافين لمراكمة أرباحهم، مستفيدين من ارتفاع الطلب على الدولار، في ظل شحّه في المصارف، وفي ظل تثبيت سعر الصرف الرسمي على 1515 ليرة، مقابل تخطيه 2200 ليرة فعلياً.

تلك الأرباح قانونية في شرع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي غضّ بصره عن السوق الحقيقي لسعر الصرف، وأصّر على اعتبار أن السعر الرسمي يمثّل السوق الواقعي. وبذلك، يستمر مصرف لبنان في سياسة عدم الاعتراف بأنه "هو المسؤول الأكبر عن المأساة التي تعيشها البلاد"، حسب قرم.

تحوّل سوق الصيارفة إلى سوق حقيقي بفعل الأمر الواقع، لم يحفّز مصرف لبنان على التدخل لمراقبة تلك السوق. وهذا ما يسجّله يشوعي كنقطة سلبية في سجل المصرف المركزي، الذي عليه التدخل من أجل "إبقاء تقلبات الصرف ضمن هامش محدد، صعوداً أو هبوطاً. لكن المركزي فَقَدَ قدراته وصارت السوق حراً بالكامل".

إلى أين؟

يُبقي الخبير الاقتصادي لويس حبيقة هامش التفاؤل واسعاً، ويرى بأن "تشكيل الحكومة وحلحلة الوضع السياسي، من شانه تخفيض سعر صرف الدولار". بمعنى آخر، رفع سعر صرف الليرة وإعادة الثقة إليها. والتفاؤل حسب ما يقوله حبيقة لـ"المدن"، تبدأ بوادره مع "إعادة الناس أموالها المسحوبة إلى المصارف، بالإضافة إلى أموال السياحة بعد الانفراج السياسي". اما المصارف، "فلديها الدولار، لكنها تنتظر الحل السياسي لتعرف مسار الأزمة، ولتحدد وفقه آلية توزيعها للدولار من الآن حتى انتهاء الأزمة. فكلما طالت الأزمة السياسية، لجأت المصارف إلى إجراءات أكثر صعوبة، وكلما تراجعت الأزمة، خفّفت المصارف اجراءاتها".

مقابل هذا التفاؤل، لا يبدو أن الأزمة مرتبطة كثيراً بالوضع السياسي، لأن السجالات السياسية قد تؤثر على السياحة، فيما جوهر الأزمة يقبع في السياسات المالية والاقتصادية التي هندسها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وغطّتها قانونياً القوى السياسية المستفيدة من الدولرة والابتعاد عن الليرة. لذلك، فإن استعادة زمام الأمور يستند على إعادة الثقة بالليرة كي يبدأ المواطنون تدريجياً التخلي عن الدولار في تعاملاتهم اليومية. ثم الركون إلى عملات أجنبية أخرى في التعاملات الخارجية. وبالتزامن مع ذلك، على السلطة السياسية الاعتراف بالفشل، وترك المجال لخبراء اقتصاديين حقيقيين، لوضع آليات علمية للخروج من الأزمة.

وحتى تحين تلك الساعة، سيحتمي المواطن بالدولار، حتّى وإن حوّله إلى ليرة، فالتحويل ينطلق من قوة الدولار تجاه الليرة، وليس حباً باقتناء الليرة.

 

عودوا إلى الغضب والشتيمة.. ثورة على التهذيب

هاني حسن/المدن/08 كانون الثاني/2020

في أصل المعنى للكلمة، التهذيب يقال عن الشجر من ناحية قطعه وتنقيته وإصلاحه، لكي يصبح شجراً مهذّباً يأتي بالثمار المرجوّة؛ ويقال أيضا تهذيب الهندام أي إصلاحه؛ كما ويقال في تهذيب الكتاب أي تلخيصه وحذف ما فيه من إضافات غير لازمة.. وطبعاً، يقال التهذيب بالمعنى الأكثر شيوعاً من ناحية التربية وتطهير الأخلاق.

مشاعر الفاسدين

منذ اندلاع ثورة الشارع اللبناني ليل السابع عشر من تشرين الأول، وإلى يومنا، نشهد على خطوات حثيثة في تتابعها وتتاليها لـ"تهذيب" الثورة، بكل ما آنف ذكره من المعاني، من تنقية وإصلاح وحذف وتربية، إلى حد التطويع وجعلها "ثورة أليفة" تتساكن مع المستهدف في ثورانها. في بداياتها، انطلقت الثورة من غضب عارم مفعم بالشجاعة، في وجه كل من رأته ووجدته من الطغمة الفاسدة، أو متحالفاً معها، أو متستّرا عليها، وأعلنتها صراحة "كلّن يعني كلّن". وانتفضت لإسقاط النظام، غير آبهة بالفراغ المهدّد به ولا ببطش حرّاس الهيكل المدافعين وبشراسة عن قياصرة الفساد وأمراء الحرب الباردة. خرجت الثورة من رحم الوجع والغضب والفرح والأمل، فخرجت خالعة عن جسدها قشور آداب القول والفعل، فشتمت ورقصت وقطعت طرقات، وافتخرت بظهورها انتفاضة شتم الفاسدين وناهبي أموال الشعب، ورقص الفرح المتحرّر من قيود المتزعمّين، وقطع الطرق في وجه ماض بائس مهترئ، أملاً بالإنطلاق نحو مستقبل يُرسم بأحرف الثورة نفسها. وخرج في وجه الثورة منذ أيامها الأولى من يهوّل عليها، ويأنّبها، ويخوّنها، ويهدّدها، ويحجّمها إلى بضعة مئات أو يعظّمها إلى عمل السفارات... أمّا هي، فمضت لا مبالية، تشتم، وتغنّي، وترقص، فتركل مرافقاً شاهراً سلاحه، وتمزّق صور أصنام السياسة اللبنانية ومشعوذيها، وتمضي قدما بخروجها عن التقاليد الخلقية الزائفة، لتقول ما لها وما عليها غير آبهة بمشاعر الفاسدين، سارقي أموال الشعب وناهبي هبات العالم.

إعلام أبوي

فكان لا بد من تهذيب للثورة، واستُجلبت وسائل شتّى نعلمها جميعاً، كوننا أبناء وبنات هذا المجتمع الأبوي الذكوري، الذي وجد لنفسه على مر العقود والقرون مهمّة تهذيبنا وتربيتنا على مذهب الإنصياع والطاعة؛ وبرأيي، فلقد سقطنا نحن بنات وبنين الثورة في فخ العودة إلى بيت الطاعة الخلقية التي تربينا فيه، حيث ترعرعنا على مبدأ "لازم تسمعوا الكلمة" المعطوف على مقولة "إن اللبيب من الإشارة يفهم". فكانت البداية بخطب إرشادية وأخر أبوية، مرفقة ببعض الحركات التهذيبية التي لا بد منها، من ضرب وحرق وخطف واعتقال، فتلاوة فعل الندامة والإعتذار (فيديوياً على الأغلب) عن بعض ما قيل في لحظات تخلّي وانفعال. أما الأدوات التي استعملت لهذه الغاية كثيرة متكاثرة، وجلّها من ينابيع الذكورية اللبنانية: من عصي وقبضايات وشتائم (نعم، شتائم لتربية من يشتم) وشعارات وعراضات، إلى إعلام أبوي يعود ويشدد على ما هو مقبول أو مرفوض، معتذرا من المشاهدين (قاصداً الآباء السياسيين) عن أي لفظ أو تجريح خرج عبر أثير المحطة المهذّبة.

فخرج من باطنية الثورة إلى وعيها ذكريات الأب المزمجر المهمدر، المردّد دوما "قعدوا عاقلين"، والمشدّد أن كلمته لا تصبح إثنتين؛ فشعرت الثورة حينها بالذنب، وعادت إلى عقلها رويدا، وعاهدت نفسها (والأب الساكن فيها) على أن لا تشتم، ولا تقطع طرقات، ولا تخرج عن أدبيات الغضب، وأن تنأى بنفسها عن كل ما شابه.. ودأبت يوماً بعد حين على بلورة "إتيكيت" للثورة، ووضع أسس العمل المسموح والمقبول، فعاد وسمح لها الأباء أن تلعب في الشارع، شرط أن لا تلعب مع الزعران، وألّا تتصرف تصرفات خارجة عن اللياقة. ومع مرور الأسابيع، ظن ظان أن الثورة همدت، أو خفتت، وتكلّم كثر عن إحباط  أو ما شابه. غير أنه ما من إحباط، ولا تراجع للثورة واندفاعها؛ الواقع أنها ما زالت منطلقة، وبإصرار، غير أنها ولسوء القدر قد أضحت مهذّبة. رغم الإعلان جهاراً منذ أيامها الأولى على أنها أيضا ثورة على الذكورية، يبدو أننا عدنا طوعاً إلى طاعة آباء المجتمع والسياسة وإرشاداتهم. إنه سوء قدر وتقدير، ذهب بالثورة للظن بأنه يمكنها أن تثور من دون أن تخرج عن طورها، وأن تنقلب على طبقة متحكّمة بالبلد ومفاصله من دون أن تجرح مشاعرأهلها أو أن تخدش حياء مرهفي الإحساس منهم. فكأن الثورة اليوم بركان لطيف يجهد ليثور بصوت خافت، وبأقل كمّية ممكنة من الحمم، مستبدلاً الزلزال بما تيسّر من دغدغة، رأفة بمن يسكن في ظلاله ويقتات من خيراته.

الخروج من بيت الطاعة

كيف لثورة أن تثور في وجه فساد عفن، ومن ثم تهدّئ من ثورانها احتراماً لمشاعر الفاسدين؟ كيف لها أن تصرخ طالبة باسقاط نظام الزبائنية والمحاصصة، وفي الوقت عينه تخضع لقواعد اللعبة كما يضعها لها ذاك النظام عينه؟ كيف لثورة أن تطالب بإعادة الأموال المنهوبة، متوجهة خاشعة بطلبها هذا إلى من تتهمهم بالنهب والسرقة؟ وكيف لها أن تستعيد الوطن وتعيده إلى منازل الشعب وهي تتلافى إزعاج قياصرة القصور في مضاجعهم؟ لا إحباط في الشارع اليوم، ولا انهزام، ولا تراجع... بل هنالك تهذيب فائض وزيادة عن اللزوم. الثورة ما زالت في بداياتها، والآتي أبهى وأعظم، لكن عليها وعلينا جميعا أن نعود ونخرج من بيت الطاعة الأبوية، ونعود إلى الساحات لنرقص فرحا بتحرّرنا، ونشتم كل سرّاق ونصّاب وكذّاب من الساسة ولفيفهم، ونصرخ رفضاً بوجه كل من يطلب منا أن نتهذّب و"نقعد عاقلين"؛ على الثورة أن تستعيد الثوران المتّقد في وجه الاستغلال والاستبداد، وأن تعود لتركل ذكورية كل من يهددها من حرّاس الهيكل وقياصرته.

 

الأخطر من كلام حسن نصرالله

خيرالله خيرالله/العرب/08 كانون الثاني/2020

هناك أخطر من كلام حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” على لبنان، وهو كلام قيل من بيروت بالذات عن إخراج القوات الأميركية من كلّ المنطقة انتقاما لتصفية الولايات المتحدة الجنرال قاسم سليماني. الأخطر هو لامبالاة القيّمين على “عهد حزب الله” في مواجهة التدهور الاقتصادي. ليس في لبنان من يريد تحمّل مسؤولياته واستيعاب معنى الأزمة الاقتصادية العميقة وتداعياتها، بما في ذلك احتجاز المصارف لأموال اللبنانيين والعرب والأجانب الذين أودعوا مبالغ كبيرة أو صغيرة فيها. إنّه اعتداء لا سابق له على لبنان أوّلا وعلى حقوق الناس، كلّ الناس، وذلك منذ ما قبل الاستقلال. يعود ذلك إلى أنّ المصارف، والثقة بها، تشكّل أحد الأعمدة التي تؤمّنُ بقاء البلد على قيد الحياة.

ما يدلّ على حجم اللامبالاة تجاه الوضع اللبناني الخطير الإتيان بشخص مثل حسّان دياب لا يمتلك أيّ مؤهلات من أيّ نوع لتشكيل حكومة جديدة. لعلّ أوّل ما تحتاجه هذه الحكومة أشخاصا مستقلّين يمتلكون كفاءة في المجال الذي يديرونه. كذلك، تحتاج مثل هذه الحكومة إلى رئيس يوفّر غطاء سياسيا للبنان الذي عزل نفسه عن محيطه العربي. معنى ذلك أن أي رئيس للحكومة الجديدة في لبنان يجب أن يمتلك شبكة علاقات عربية ودولية، إضافة إلى مدخل إلى واشنطن. هل يكفي أن يكون حسّان دياب شغل موقع نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت حتّى يصبح في وضع يمكّنه من زيارة أيّ عاصمة عربية أو أوروبية، أو أن تقبل واشنطن باستقباله رسميا وليس كمجرّد زائر يحضر أحد المؤتمرات كما حال جبران باسيل وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة وصهر رئيس الجمهورية. من الطبيعي أن يقول الأمين العام لـ”حزب الله” الكلام الذي قاله في ضوء العلاقة الخاصة التي تربطه بإيران عموما وبقاسم سليماني خصوصا من جهة، ووضع الحزب على خارطة لبنان والمنطقة من جهة أخرى. لم ينكر نصرالله أن علاقة قويّة تربطه بقائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني. كذلك، لم يخف يوما أنّه “جندي” في جيش الوليّ الفقيه أي في جيش علي خامنئي الذي يشغل موقع “المرشد” في “الجمهورية الإسلامية”.

ما لا يخفى على أحد أن “حزب الله” ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني. وعندما يزور سليماني بيروت وأي منطقة في لبنان، إنّما يأتي لتفقد قوات صديقة تعمل ضمن الإطار نفسه الذي يعمل فيه “فيلق القدس”. من هنا، ليس مستغربا أن يتحدّث حسن نصرالله عن مفهومه لـ”القصاص العادل” ردّا على اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس نائب قائد “الحشد الشعبي” في العراق. لا يأخذ هذا المفهوم، الذي يدعو إلى “إخراج القوات الأميركية من كلّ منطقتنا”، في الاعتبار أي مصلحة لبنانية. يبقى الاقتصاد اللبناني وأرزاق اللبنانيين آخر همّ لدى “حزب الله”. كلّ ما هناك أن الأمين العام لـ”حزب الله” ينفّذ أجندة إيرانية ولا شيء آخر. ينفّذ هذه الأجندة بغض النظر عن طبيعة العلاقة القائمة بين ميليشيا حزبه، أو الحزب – الميليشيا، و”فيلق القدس” وما إذا كانت العلاقة مجرّد تنسيق بين طرفين تابعين لإيران يشاركان في حروب عدّة تدور في المنطقة، خصوصا في سوريا واليمن… أو أكثر من ذلك بكثير.

المؤسف أن “عهد حزب الله” في لبنان استحقّ أكثر هذه التسمية بعد اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس. لم يظهر كبار المسؤولين اللبنانيين، باستثناء سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال، أي شعور بالمسؤولية، أقلّه من أجل حماية لبنان وتمكينه من تجاوز المرحلة الصعبة المصيرية التي يمرّ فيها. لم يكن هناك أي استيعاب لواقع يتمثل في أنّ لا مصلحة، من أيّ نوع، للبنان في الظهور في مظهر التابع لإيران، خصوصا أن المواجهة هي بين الولايات المتّحدة و”الجمهورية الإسلامية”. يستطيع أي لبناني أن يسأل نفسه ما الذي فعلته إيران للبلد غير تصدير السلاح والغرائز المذهبية إليه، وما الذي فعلته الولايات المتحدة التي يكفي أنّها بنت الجامعة الأميركية في بيروت.

في النهاية، من غير الولايات المتحدة أو المؤسسات المالية الدولية التي تؤثّر عليها تأثيرا كبيرا يستطيع مساعدة الاقتصاد اللبناني والمصارف اللبنانية التي ستفقد كلّ أهميتها ودورها في حال بقي الوضع الراهن على حاله؟

ما تقوم به السلطة اللبنانية، على أعلى المستويات، يتناقض كلّيا مع مصلحة لبنان المقبل على انهيار كبير، انهيار ثمّة من يعتقد، عن حقّ، أنّه حصل فعلا في اليوم الذي توقّفت فيه المصارف عن توفير العملة اللبنانية والعملات الأجنبية لعملائها.

يحصل هذا كلّه من دون أن يوجد من يسأل عن قيمة الوقت الذي ضاع، أو عن الفائدة من الإتيان بشخص لا وزن له ولا خبرة ولا علاقات لتشكيل حكومة. لا يوجد من يسأل ما الفائدة من الدخول في بازار وزاري مبني على محاصصة من نوع جديد بين قياديين في مجموعة معينة، هي “التيّار الوطني الحر” والثنائي الشيعي. هل في استطاعة حكومة تشكّل عن طريق هذه المجموعة وتعتمد المحاصصة في ما بينها الإقدام على أيّ خطوة تؤدي إلى تغيير في الموقف الأميركي من لبنان أو إلى إعادة مدّ الجسور مع الدول العربية القادرة على توفير مساعدات للبلد كما كان يحصل في الماضي؟

حسنا، يمكن أن ننسى أميركا، كما يمكن أن ننسى أوروبا التي أبدت في الماضي استعدادا لمساعدة لبنان. كذلك يمكن أن ننسى الدول العربية القادرة، لكن ما لا يمكن نسيانه هو سؤال في غاية البساطة. من البديل من أميركا وأوروبا والدول العربية القادرة على مساعدة لبنان شرط أن يعود إلى ما كان عليه، أي إلى دولة عضو في جامعة الدول العربية وليس صوت إيران في اجتماعات مجلس الجامعة؟ في غياب أي جواب مقنع عن هذا السؤال، باستثناء كلام “حزب الله” عن الصين أو السوق العراقية، أي عن أوهام ليس إلّا، يبدو لبنان في طريقه إلى كارثة حقيقية. من كان في حاجة إلى تأكيد لذلك لم يعد في حاجة إلى مثل هذا التأكيد بعد الخطاب الأخير لحسن نصرالله وبعد تصرّفات رجالات “عهد حزب الله” من كبار المسؤولين إثر تصفية الأميركيين لقاسم سليماني وأبومهدي المهندس ورفع صور قائد “فيلق القدس” على طريق مطار بيروت. باختصار شديد عاقب لبنان نفسه عندما فات كبار المسؤولين أنّ الانضمام إلى “محور الممانعة” يعني بين ما يعنيه تعرّض لبنان لقصاص قد يكون عادلا كما قد لا يكون، لكنّه قصاص فعلي يطال مستقبل كل لبناني.

 

عاد حكم الطائفة... والثورة أمامها الزّمان

المحامي عبد الحميد الأحدب/07 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82099/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%b9%d8%a7%d8%af-%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7/

كان ميشال شيحا يقول أنّ استقرار لبنان وسعادة بنيه تكون بأن لا تنفرد طائفة على باقي الطوائف في حكم بلد متعدد الطوائف! لأن التعددية إثراء بالتنوع، والانفراد هو انغلاق واستبداد! ولبنان هو رسالة الحرية في الشرق فإذا اختل التوازن بين الطوائف اجتاحت الهزات الأرضية لبنان.

"والميثاقية" التي اخترعها أصحاب الغايات لم يطبّقوها الاّ حين هُضمت حقوقهم وتجاهلوا تطبيقها عندما أتيحت الفرص امامهم لتمزيقها!

منذ الاستقلال وميثاقه الوطني، كانت المشكلة في "الولاء" و"الغبن"، طائفة تشكو الغبن وطائفة تشكو من انعدام الولاء لدى الطائفة الأخرى.

بشير الجميل حين التقى بصائب سلام بعد انتخابه في اجتماع دام ثلاث ساعات، قال لصائب بك: أنتم تشكون الغبن ونحن نشكو من قلة او انعدام الولاء للبنان لديكم. انني على استعداد ان اعطيكم كل المراكز الأساسية في الدولة، وأوقّع لكم المراسيم على بياض وأنتم قرروا تعيين من تشاؤون، وعدلوا في القوانين والأعراف بما يزيل عنكم أي غبن! ولكن بالمقابل اريد ولاء تاماً مئة بالمئة، ولن ارحم أي اهتزاز بالولاء! وعند الاستقلال استطاع الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح بوطنيتهما ان يفكا ارتباط المسيحيين بفرنسا وان يفكا ارتباط المسلمين بالوحدة مع سوريا، وبقي الارتباط الثقافي عند المسيحيين قائماً وبقي حنين المسلمين الى العروبة قوياً من غير طلب الوحدة مع سوريا!!! فخفّ شعور الغبن واخذ الولاء للبنان ينبت بصعوبة! وبقيت الأرجحية للطائفة المارونية ولكن الإسلام السياسي حقق مكاسب واحتل مواقع كان محروماً منها قبل ذلك أيام الانتداب الفرنسي في طليعتها رئاسة الوزراء، واستمر هذا التوازن الدقيق سريع العطب أيام رئاسة كميل شمعون حتى ظهر جمال عبد الناصر في العالم العربي وحلف بغداد، فاستفاقت أحلام العروبة لدى المسلمين وكانت العواصف تاريخية! فعبد الناصر اذا كان قد جذب بشعار القومية العربية العرب أجمعين، فإن المسلمين في لبنان كان عودهم طري في تلك المرحلة لناحية الولاء، فأخذتهم موجة عبد الناصر الذي اسقط العرش العراقي الذي اهتزّ له العالم!!! وهكذا كانت ثورة 1958 على كميل شمعون، ورجحت كفة المسلمين بعد سقوط حلف بغداد والعرش العراقي فجاء قائد الجيش فؤاد شهاب باتفاق بين اميركا وعبد الناصر واتّبع فؤاد شهاب سياسة متوازنة مع الأرجحية المسيحية ومَيْلٌ الى عبد الناصر جعل التوازن قائماً وطبق قول منح الصلح: "قليل من العروبة خيرٌ لدفع الكثير منها". هكذا بالميل غير المتحيّز لعبد الناصر، رضي واكتفى المسلمون ورضوا وظلت الأرجحية مارونية، ولكن سقوط عبد الناصر سنة 1967 أوجد فراغاً ملأته المنظمات الفلسطينية حاملة شعار تحرير فلسطين فكان سقوط الولاء سقوطاً مدوّياً حين أصبحت الدويلة الفلسطينية هي دولة المسلمين وليس الدولة اللبنانية الى أن كان الاجتياح الإسرائيلي الذي قلب الأوضاع وجاء ببشير الجميل رئيساً، ثم كان اغتياله نقطة تحول لاسيما وأن امين الجميل الذي خلفه طبّق سياسة متخبّطة، لا أرضت المسلمين ولا المسيحيين! وبعد ذلك كان فراغ ملأه نظام حافظ الأسد وكان انتداب بكل معنى الكلمة فالحكم أصبح في دمشق ولم تعد أي طائفة تحكم.

وشعر المسلمون بأن شعار تحرير فلسطين جعل فلسطين تمر بجونية وعيون السيمان، وأدرك المسيحيون ان التدخل الأجنبي في التوازن اللبناني مضر بهم وبلبنان، لأن "طائفة" الأجنبي أصبحت هي الحاكمة على حساب كل الطوائف. وكان اغتيال رفيق الحريري نقطة الانعطاف الكبرى الإسلامية والمسيحية، فقَوِي الولاء الإسلامي دون ان يكتمل، وظلت الحرب الأهلية مستمرة حتى كان الطائف الذي حاول إزالة الغبن الإسلامي وقلّل من قوة المسيحية السياسية بحثاً عن توازن الطوائف في السلطة وفتح ابواباً عريضة لإلغاء الطائفية ولكن سوريا الأسد التي كُلِّفت بتطبيقه لم تطبق منه الا ما يُقوي استبدادها وسلطتها أي سياستها. ومن الطائف الى الدوحة وصلنا الى حكم طائفة مسلحة هي الطائفة الشيعية، وكرر التاريخ نفسه، فما حصل مع الدويلة الفلسطينية والولاء الإسلامي لها على حساب الولاء للبنان، تكرر هو نفسه، مع ولاء تام لإيران في مشروعها إنشاء الأمبراطورية الفارسية في العالم العربي! واختارت الطائفة الحاكمة طبقة سياسية فاسدة لتساندها وتحميها، وخلال ثلاثين عاماً كانت هذه الطبقة تعبث فساداً وهدراً حتى انهارت الدولة انهياراً اقتصادياً ومالياً وفكرياً وجرّت معها المصارف وانعدم استقلال القضاء وادّى ذلك الى تفكك الدولة كلها بتحليل الحرام وتحريم الحلال في تطبيق القوانين، فكانت الثورة، ثورة الجيل الجديد والعقلية الجديدة وأهم ما تميّزت به الغاء الطائفية وتطلعات الى دولة غير طائفية عصرية عادلة!

الى اين الآن؟

الثورات لا تحقق أهدافها بين ليلة وضحاها! ولكن الثورة بدأت والطريق طويل بدءاً من إسقاط الطبقة الفاسدة وحكمها الى إنشاء دولة عصرية لا طائفية. والطائفية لا تزول بالنصوص بل بالنفوس، لهذا فهي تحتاج الى الزمن، الى مجلس شيوخ طائفي ومجلس نيابي غير طائفي، الى زواج مدني اختياري، الى قانون انتخاب ينتخب الناخبون في دوائره متساوين بين المسلمين والمسيحيين، بحيث يُنتخب النائب من طائفتين بالتساوي وليس من طائفته، تمهيداً لنظام علماني الخ... الخ...

الثورات طويلة، وهي قد تكون قدوة للعالم العربي الواقع تحت نير الاستبداد والفساد والتعصب والجهل.

الثورة مكلفة وتحتاج الى كثير من الصبر والتضحيات، ولكن شباب الثورة يبشرون، فهم المستقبل العصري المشرف!

التاريخ معنا للخروج من تاريخنا القذر الأسود الذي تميّز باستبداد طائفة كل عشرين او ثلاثين سنة ثم تأتي طائفة أخرى للاستبداد وانعدام الولاء، ولكن تحت شعارات تحرير فلسطين.

آن الأوان لنبدأ مسيرة العصر والتاريخ، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة... وقد بدأت.

 

سليماني يُسلم الروح.. دياب يُسلم «الحكومة»!

علي الأمين/جنوبية/07 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82108/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d9%8f%d8%b3%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%ad-%d8%af%d9%8a%d8%a7%d8%a8-%d9%8a%d9%8f/

تبدو حظوظ استمرار الرئيس المكلف حسان دياب في تشكيل الحكومة الى تراجع ان لم تكن انتهت، هذا ما تردد لدى أوساط قريبة من حزب الله والثنائي الشيعي على وجه التحديد.

ليس الخلاف مع الوزير المستقيل جبران باسيل سبب التردد والانكفاء لدى صاحب القرار في تسمية حسان دياب لرئاسة الحكومة، ولا ملاحظات رئيس الجمهورية، او بعض تسميات المستوزرين من هذا الطرف او ذاك، ما تؤكد عليه هذه الاوساط ان مرحلة ما قبل اغتيال قاسم سليماني هي غير ما قبلها وهي التي تفرض البحث عن خيار اخر غير دياب.

تسمية حسان دياب

تسمية حسان دياب وتكليفه برئاسة الحكومة، كان استجابة لمطلب دولي طالبت به الانتفاضة بتشكيل حكومة تكنوقراط، وقد التقط حزب الله من المطلب الدولي حكومة غير سياسية، لكن من دون اي تغيير في منهج المحاصصة فتم تجاوز الصفة الاستقلالية التي طالب بها المحتجون في الشارع، وراهن حزب الله على وعود بدعم الحكومة خارجيا، ظنا منه ان مجرد تشكيل حكومة اختصاصيين فان في ذلك تقديم تنازل عن الحكومة السياسية، وهذا بحسب ما نقل عن رئيس الجمهورية يستجيب لمطلب دولي ملح بضرورة تشكيل الحكومة.

العوائق

لا شك تقول الاوساط ان العوائق التي كانت تحول دون تشكيل الحكومة، لا تتصل جوهرياً بأسماء الوزراء على اهمية هذا الملف، ولكن كان يمكن اعلان التشكيلة بعد اسبوع من التكليف، لكن حسابات تتصل بموضوع الحراك والانتفاضة الى جانب الاعتراض السني، سبب التأخير، باعتبار انه كان هناك حاجة لأن تظهر الحكومة الجديدة بصدمة ايجابية لا سلبية.

في ظل هذه الصورة المختصرة، بات حزب الله أمام خيار حكومة برئاسة دياب مترافقة مع اعتراض سني غير ملتبس.

التطور الخطير الذي سببه اغتيال سليماني، عقد الحسابات، في ظل معلومات عن عدم وجود سياسة ايرانية تتجه نحو المواجهة مع المجتمع الدولي، بعدما تفادت الدول الكبرى إدانة عملية الاغتيال وبعضها أيّد فيما واشنطن بدت في موقف تصعيدي.

في ظل هذه الصورة المختصرة، بات حزب الله أمام خيار حكومة برئاسة دياب مترافقة مع اعتراض سني غير ملتبس، في ظل تشدد دولي لن يجد مسوغا للتفاعل مع هكذا حكومة، فتسويق الرئيس حسان دياب وحكومته صعب ان لم يكن مستحيلا في ظل اعتراض سني واحتجاج شعبي.

البحث عن الغطاء السنّي

هذا ما دفع الثنائية الشيعية مجددا للبحث عن الغطاء السني، والذي يبدو مستحيلا بغير العودة الى شخصية تحظى بغطاء سني كالرئيس سعد الحريري او الرئيس نجيب ميقاتي. المعلومات تؤكد ان البحث جدي في مسار العودة الى خيار الحريري، لكن لم يؤخذ القرار بعد، في ظل تشبث حسان دياب بالرئاسة مع حرص حزب االه على تأمين خروج لائق له ليس متوفرا حتى الآن.

العودة الى خيار الحريري او ميقاتي هدفه سعي حزب الله للتخفف من اثقال المرحلة المقبلة التي بات مقتنعا ان الذهاب بخيار دياب يعني خيار المواجهة، وربما الانتحار السياسي والاقتصادي والمالي وهو ما لا طاقة لحزب الله على تحمل تبعاته طالما انه يحب الحياة ولا يرغب بالانتحار.

 

إيران وحزب الله وأضعف الإيمان

علي الأمين/العرب/07 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82091/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a3%d8%b6%d8%b9%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d9%85/

نصرالله لم يوجه أي رسالة تهديد غير اعتيادية على اغتيال سليماني

تفادى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله توجيه أي رسالة تهديد غير اعتيادية لـ”الشيطان الأكبر” كرد على عملية اغتيال قاسم سليماني. ففي الخطاب الذي ألقاه في احتفال أعدّ للمناسبة، بقي نصرالله ضمن الحدود التي اعتاد اعتمادها في خطابه قبل حدث الاغتيال الذي شهدته بغداد فجر الجمعة، وإذ كان أشار إلى تهديد مباشر للجيش الأميركي، فهو إلى كونه تهديدا تقليديا لمن يصفه بجيش عدو، أحال إلى القيادة الإيرانية عملية الرد على اغتيال سليماني. وفيما تفادى توجيه أي تهديد يمكن أن يُسجّلَ في خانة الموقف المستجد له من الناحية الأمنية أو العسكرية تجاه أميركا أو إسرائيل، أعفى القيادة الإيرانية وعلى رأسها الولي الفقيه وقائد المحور الذي ينتسب له نصرالله، من أي مسؤولية تجاه أي عملية قد يقوم بها أحد أطراف المحور، مشيرا إلى أن إيران تركت لهم حرية تقدير الموقف دون أن تطلب أو تفرض عليهم القيام برد. الخطاب الذي ألقاه نصرالله، رغم محاولات تحميله من مؤيديه أو بعض خصومه أبعادا إستراتيجية تجاه واشنطن، إلا أن واقع الحال يقول إن نصرالله الذي أجّل كلمة كان سُرِّب للإعلام من قبل حزبه بأنه سيلقيها يوم الجمعة، أي غداة اغتيال سليماني، إلى يومين أي الأحد الماضي، كشف أنه لم يكن لديه ما يقوله أو يفعله كرد يترقبه أنصاره على هذه العملية.

غير أن تفادي نصرالله القيام بأي رد أو خطوة عسكرية ضد ما اعتبره جريمة أميركية، عُوّضَ عن ذلك بالقول إن حذاء سليماني أهم من رأس الرئيس الأميركي وكل المسؤولين الأميركيين، وبذلك أشبع إلى حدّ ما غريزة الانتقام ولو لفظيا. ما يمكن أن يُشار إليه بعد هدوء نصرالله تجاه الرد العسكري، أنه كان يدرك أن المواجهة التي اختارها الأميركيون هي في العراق، وشدد على ذلك في تفسير معنى المكان الذي جرى فيه الاغتيال، لذا كان يطالب الحكومة العراقية والبرلمان بالرد على الاغتيال بإعلان البراءة من الوجود الأميركي وهو ما سماه “أضعف الإيمان”.

العراق ساحة المواجهة التي تدرك إيران أنها أساس في الهلال الشيعي، وبالتالي تسعى إيران لاستثمار اغتيال سليماني بما يزيل الكوابيس التي أطلقتها الانتفاضة العراقية تجاه إيران، إذ أن شعار “إيران برا برا” هو الشعار الذي صدح به المنتفضون في مدن العراق ولاسيما ذات الرمزية الشيعية، ومشهد حرق القنصليات الإيرانية هو العنوان الذي وسم هذه الانتفاضة التي زعزعت النفوذ الإيراني وهددت وجوده. ما تريده إيران هو طي هذه الصفحة وإلغائها من الوجود، وهو أقصى ما تطمح إليه في تحقيقه وتريد لاغتيال سليماني أن يكون وسيلة لقلب المشهد من عراقيين يطالبون بإخراج إيران، إلى مشهد عراقيين يطالبون بإخراج القوات الأميركية.

الرد الإيراني على عملية الاغتيال، يندرج في سياق أن الرد الفعلي سيؤدي إلى حرب لا تريدها إيران، وعدم الرد هو هزيمة معنوية لن يتحملها النظام الإيراني، وبالتالي فإن الحسابات الإيرانية تنطوي على مخاطر لكونها تتصل بهيبة أميركا ومصالحها من جهة، وبحرص إيراني على الاستفادة من الانقسام الأميركي الداخلي وبرغبة إيران في استخدام الرد في منع وصول ترامب إلى الرئاسة مجددا من جهة ثانية. فيما يشكل تمدد إيران ونفوذها حجر الرحى في الحسابات الإستراتيجية، وبالتالي فإن الرد يجب ألا يخل بهذا المسار الذي تحاول إيران من خلاله أن تفرض في معادلة الصراع القائمة في المنطقة مقولة أن لا وجود في المنطقة إلا لمشروعين، واحد أميركي إسرائيلي والثاني تقوده إيران، وعلى الجميع في المنطقة إما أن يكونوا مع مشروع إيران أو كما سماه مشروع الحرية والسيادة والاستقلال، أو مع المشروع الأميركي.

وهو في ذلك، كما إيران، يمهد لإنهاء مشهد الانتفاضة في العراق وفي لبنان، انطلاقا من أن المعركة الوجودية أمام الخطر الأميركي والإسرائيلي تتطلب إزاحة كل العناوين السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية جانبا، والاصطفاف لمواجهة الهيمنة الأميركية.

هذه حسابات طهران، يبقى أن الدول التي تشكل المحور الإيراني باتت في وضعية يصعب أن تستجيب لهذا المطلب وسط حال من التحلل السياسي والاقتصادي بات فيه الحديث عن وجود دولة سواء في لبنان أو العراق صعبا إلا إذا أضيف على توصيف دولة كلمة معبرة، لتصبح دولة فاشلة.

 

هل يزيد مقتل سليماني من فرص المفاوضات مع إيران؟

عبد العزيز حمد العويشق/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

اتخذت الولايات المتحدة خطوتين مهمّتين خلال الأيام القليلة الماضية يمكن أن تغير مجرى الأمور في المنطقة، بردع إيران، وجلبها إلى طاولة المفاوضات التي سعت طويلاً إلى تجنبها. ففي يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) قصفت أميركا خمس منشآت عسكرية لكتائب «حزب الله»، الفصيل العراقي المقرب إلى قاسم سليماني، بعد أن أطلقت الميليشيا أكثر من 30 صاروخاً على قاعدة للقوات المشتركة في كركوك، مما أدى إلى مقتل مقاول أميركي وجرح عدد من الجنود. وفي 3 يناير (كانون الثاني)، قتلت طائرة مُسيرة أميركية قاسم سليماني، قائد ما يُسمّى فيلق القدس والعقل المدبر لأنشطة إيران في المنطقة، مع عدد من كبار أعوانه، بعد أن هاجم وكلاؤه السفارة الأميركية في بغداد. كان الحدثان مفاجئين لأنهما جاءا بعد أشهر من امتناع أميركا عن الرد على استفزازات إيران، وكانا لافتين للنظر في قوتهما وجرأتهما على مواجهة إيران مباشرة.

هذا النوع من الرد الحاسم ضروري لإثبات مصداقية أميركا وإقناع إيران بأن ثمة عواقب وخيمة لأعمالها الاستفزازية، وإصرارها على رسم المستقبل السياسي للعراق وسوريا ولبنان واليمن خلافاً لما تريده شعوبها، وبالقوة إن لزم الأمر.

ولكن لكي تكون هذه الضربات فعالة في ردع إيران، يجب أن يستمر الضغط الأميركي العسكري في حال قامت إيران ووكلاؤها بمغامرة أخرى، ويتعيَّن كذلك أن تكون مصحوبة بعمل دبلوماسي أكثر نشاطاً مما رأينا حتى الآن، وأن يستمر الضغط الاقتصادي على إيران.

من المسلمات في السياسة الخارجية أن الدبلوماسية لا تكون فعالة ما لم تكن مصحوبة بالضغط العسكري والاقتصادي (من خلال العقوبات أو غيرها من أدوات الاقتصاد)، وبالمقابل فإن النجاح العسكري لا يحقق النتائج المطلوبة ما لم يكن مصحوباً بتحرك دبلوماسي يترجم النجاح إلى مكاسب سياسية.

فإضعاف كتائب «حزب الله» والقضاء على قاسم سليماني مثالان جيدان لدبلوماسية القوة، ولكنهما غير كافيين لإحداث تغيير في سلوك إيران، ما لم يتكون لديها الاقتناع بأنهما جزء من استراتيجية طويلة المدى، لها أهداف واضحة، وليسا حدثين معزولين جاءا كردة فعل على استفزاز معين.

وتنظر السياسة الأميركية إلى المفاوضات كخيار وحيد لحل أزمة إيران مع واشنطن وشركائها في الخليج وخارجه. وقد يكون من المفارقات أن الهجمات الأميركية في العراق قد تجعل خيار المفاوضات أكثر احتمالاً، فقد كانت إيران تقوم بالتصعيد منذ سنوات، خاصة خلال العام المنصرم، ولكن دون ردود فعل تُذكر، ولهذا لم يكن لديها حافز للتفاوض، فليس لديها ما تخسره باستخدامها العنف ورفض المفاوضات. أي أن سياسة التغاضي والمهادنة لم تفلح في الحد من شهية إيران للمغامرة، التي مثّل سليماني أقصى درجاتها.

أما الآن فقد تغير الوضع، خاصة إذا استمرت الردود الأميركية بهذه القوة، فقد تجد طهران فائدة لطاولة المفاوضات بدلاً من أسلوب القوة والتنمر ومعول الهدم.

يُشير بعض المراقبين إلى ما رأيناه بعد وفاة قاسم سليماني من مشاعر الحزن والغضب، ويستنتجون منها أن إيران غير معنية الآن إلا بالانتقام ولا تفكر بشكل عقلاني. وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن مراسم التشييع ومظاهر التأييد كانت في غالبها منسقة ومرتبة رسمياً، وليست في حد ذاتها دليلاً على عُمق التأييد له أو استمراريته. ويجب عدم الخلط بين هذه المظاهر الوقتية بمصالح النظام الإيراني طويلة المدى.

من المعروف أن سليماني كان شخصية مُحرجة للإيرانيين المعتدلين، وليس سراً أن بعض المسؤولين الحكوميين رأوا فيه عقبة أمام محاولاتهم رسم سياسة خارجية مختلفة. ويراه بعض الإيرانيين أداة للقمع في الداخل، وللحرب في الخارج، بل يرونه مسؤولاً عن جرائم حرب تسيء إلى علاقات إيران التاريخية بالمنطقة. وبالطبع لا يستطيع معارضو سليماني التعبير عن مشاعرهم الحقيقية في هذا الجو المشحون، ولكن بعد خروجه من المشهد السياسي فإنه أصبح بالإمكان إضعاف العناصر المتطرفة التي كان يمثلها.

ويشير مراقبون آخرون إلى أن التصويت في البرلمان العراقي يوم 5 يناير قد أثبت أن الضربات الأميركية ارتدت، وجعلت المفاوضات التي يسعى إليها ترمب أصعب منالاً. ولكن كما أشار خبراء القانون في العراق فإن ذلك التصويت رمزي وليس تشريعاً، ليس له أثر قانوني في المنظور القريب، سوى توجيه الحكومة بالخروج من التحالف الدولي لمحاربة «داعش» والسعي لإنهاء وجود القوات الأجنبية، دون تحديد المقصود، ودون سقف زمني. ولهذا يجب عدم تحميل تصويت البرلمان أكثر مما يحتمل، خاصة أن الكثير من القوى السياسية العراقية قد قاطعت الجلسة التي لم تستمر طويلاً.

وبعبارة أخرى فإن الأجواء في العراق وإيران لا تجعل المفاوضات التي دعا إليها ترمب بعيدة المنال، بل قد تكون الآن أكثر احتمالاً بعد أن جعل ترمب خيار التمادي الإيراني ورفض الحلول السياسية غير مُجدٍ. صحيح أن مرشد الثورة الإيرانية قد رفض الحوار مع ترمب، ولكن المطلوب ليس الحوار المفتوح الذي تعارضه الأطراف الأخرى أيضاً، بل مفاوضات على قضايا محددة، وفق مبادئ متفق عليها من الجميع. وليس من الضروري أن تكون المفاوضات ثنائية بين أميركا وإيران، بل جماعية بين إيران وكافة الأطراف المتضررة من سياساتها.

وقد سبق أن أوضح مجلس التعاون تلك المبادئ التي يرى أن تُبنى عليها علاقات دول المنطقة، وأبلغت إيران بها رداً على عرضها الحوار مع دول المنطقة، وتشمل الالتزام بميثاق الأمم المتحدة الذي يقضي باحترام الحدود الدولية، والاستقلال السياسي، ووحدة التراب الوطني لدول الجوار، كما تشمل الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم اللجوء إلى القوة أو الفتنة الطائفية لتحقيق الأهداف السياسية. ولتعزيز فرص نجاح هذه المفاوضات حول كافة القضايا، وليس الملف النووي فقط، فإن استمرار الولايات المتحدة في سياسة الضغط العسكري والاقتصادي ضروري، على أن يكون مصحوباً بمسار دبلوماسي مستمر، بأهداف واضحة يتم تحديدها بالتشاور مع دول المنطقة على وجه الخصوص. ولا شك أن العمل الدبلوماسي الأميركي محدود في ظل الإدارة الأميركية الحالية، خلافاً لسابقاتها، مما جعلها تفتقد الدعم الكافي - داخل الولايات المتحدة وخارجها - لسياستها تجاه إيران. ستكون البداية صعبة داخل الولايات المتحدة في هذا الموسم الانتخابي، حيث ينظر الكثيرون إلى تحركات الإدارة الأميركية بشيء من الريبة. ولكن الدعم الداخلي ضروري. وبالمثل فإن أمام الدبلوماسية الأميركية مهمة شاقة لإقناع بعض حلفاء أميركا وشركائها بمدى جدية الاستراتيجية الأميركية نحو إيران واستمراريتها ونجاح وسائلها. وقد قطعت الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية شوطاً جيداً نحو إقناع المتشككين حين أثبتت أنها تستطيع التصدي لإيران بعمل عسكري جريء ومباشر.

 

إيران تخسر حارسها

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

تاريخياً؛ لجأ الشاعر القومي الفارسي فردوسي (940 - 1020) في كتابه الشهير «الشاهنامه» إلى الاستعانة بالأساطير الشعبية في بناء الهوية الوطنية الإيرانية، فدَوَّن مآثر وبطولات أسطورية رواها سكان الهضبة الإيرانية، بعد انتقالهم إليها من موطنهم الأصلي في آسيا الوسطى وجبال القوقاز، حيث تغنى فردوسي ببطولات الفارس الأسطوري رستم ابن زال، الذي أفرد له صاحب كتاب «الأساطير الفارسية» الحسيني معدي جزءاً مستقلاً بعنوان: «رستم وملك الجن»، يقول فيه: «كان الفُرس يتغنون ببطولة رستم بطل الأبطال حتى لقد سموا قوس قزح بـ(قوس رستم)، وكانوا يبالغون في بطولاته حتى نسبوا إليه الخوارق، ولم يكتفوا بانتصاراته الرائعة على جيوش الإنس، بل نسبوا إليه حروباً أخرى ينتصر (فيها) على الجن والشياطين والسحرة أيضاً». ولكن بين الخيال والواقع، يتسع القلق الإيراني الدائم في الدفاع عن الهوية والمكان، ويزداد عندما تصبح الهوية أوسع من مكانها، فتفرض على معتنقيها الذهاب خارج حدود مكانهم لنشرها، وغالباً ما تحولت إلى سد يحمي المكان الذي جاءت منه، فيرتبط بقاؤها بسلامته. وعلى أبواب المكان، وقف «رُستُمَان»: الأول أسطوري، والثاني حقيقي قُتل دفاعاً عن هوية إمبراطورية تجاوز عمرها 2500 عاماً، فقد سقط قائد جيوش الساسانية رستم فرخزاد في معركة القادسية، دفاعاً عن إمبراطورية كانت تمر بأسوأ مراحلها، وجرت المعركة في بلاد ما بين النهرين قرب مدينة الديوانية جنوب العراق، البلد الذي قتل فيه حارس الجمهورية الإيرانية وحامل عقيدتها إلى خارج حدودها الجنرال قاسم سليماني.

لا تختلف إيران الساسانية المضطربة حينها عن إيران الثورة الإسلامية المتصدّعة داخلياً الآن، والتي يمر فيها الداخل والخارج؛ العقيدة والمجتمع، بمرحلة عدم توازن أفرزت انقسامات عمودية بين أركان الحكم، وأفقية بين مكوناتها العرقية، مما يهدد وحدة المجتمعات الإيرانية وتماسكها الجغرافي.

عملياً؛ لا يمكن حصر تداعيات مقتل الجنرال قاسم سليماني في مشروع إيران الخارجي فقط، فمنذ أكثر من عقد أصبح الرجل الأسطوري بالنسبة لمُريديه مهندس النظام وحارسه، فالرجل الذي انتمى منذ نشأته إلى «الحرس الثوري» انتقلت معه هذه المنظمة من مهمة حماية النظام الثوري إلى قيادته، خصوصاً في مرحلة حساسة من تاريخ الجمهورية الإسلامية بدأ فيها الحديث علانية عن مرحلة ما بعد المرشد والرئيس، وكان من المفترض أن يلعب سليماني دوراً مركزياً في اختيار المرشد المقبل وهندسة انتخابه ومنحة شرعية ثورية وشعبية تمكّنه من القيام بدوره، خصوصاً أن أغلب المرشحين لهذا المنصب من جيل الثورة الثاني، لا يمتلكون شرعية ثورية تاريخية على غرار خامنئي أو الراحل رفسنجاني أو خاتمي. كما كانت الأنظار متجهة نحو سليماني لإخراج النظام من مأزق غياب وجوه تمتلك حضوراً شعبياً في معركة رئاسة الجمهورية، فالنظام العاجز عن إعادة إنتاج نفسه بعد 40 سنة على تأسيسه، أصبح أسيراً لعسكريتارية عقائدية تطمح للسيطرة مباشرة على منصب رئيس الجمهورية هذه المرة، وكان من المرجح أن يكون سليماني أو واحد من رفاق دربه أحد أبرز المرشحين لهذا المنصب.

مما لا شك فيه أن غياب الرجل الثاني في النظام، الذي امتلك صلاحيات استثنائية خوّلته صُنع القرار منفرداً وتنفيذه، سينتج فراغاً كبيراً في إدارة السلطة، وسيفتح الباب أمام صراع قاسٍ بين أركان النظام، ممَّا قد يمنح التيار المعتدل هامشاً إضافياً للمناورة، والتيار الإصلاحي الذي لا يزال يمتلك زخم الشارع، للعودة إلى الواجهة بقوة، مستفيداً من عمليات القمع الأخيرة التي كشفت عن حجم الهوة بين النظام والشعب، الذي عادة ما يلجأ إلى خيارات عقابية عبر صناديق الاقتراع ليعبر عن موقفه الرافض لخيارات الطبقة الحاكمة. ومن المرجح أن يكشف غياب سليماني عن حجم التباين بين العسكر والمدنيين داخل معسكر المحافظين، خصوصاً أن سليماني و«الحرس» قاما منذ مدة بتحجيم كثير من مراكز القوة، وأبرز مثال على ذلك لاريجاني، ووضع حد لطموحات بعض الجنرالات ضمن معركة تصفية حسابات داخلية، وبغيابه سيحاول كثير من هذه الأطراف استعادة دوره أو تعزيز نفوذه، ولكن أغلب الظنون أن الطبقة الحاكمة ستفشل في العثور على ضابط إيقاع يضبط مستوى صراعاتها، وهذا ما سيزيد الأعباء على المجموعة المعروفة بـ«بيت المرشد»، التي باتت تتحمل مسؤولية تنظيم العلاقة بين الأطراف المتنافسة، إلا أنها قد تتعرض للانتقادات بسبب ما يشاع عن طموحات الرجل الأقوى نفوذاً في إيران الآن بعد مقتل سليماني؛ السيد مجتبى خامنئي ابن المرشد وأمين أسراره. وعليه؛ من رستم فرخزاد إلى قاسم سليماني شاءت الأقدار أن تخسر إيران القلقة على أرض الرافدين حراسها.

 

«الموت لأميركا»: سيرة شعار (1979 – 2020)

حازم صاغية/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

مع مقتل قاسم سليماني عاد شعار «الموت لأميركا» إلى الواجهة. عشرات آلاف الحناجر في العراق وإيران صرخت به بقوّة وإصرار. هذا الشعار – الهتاف، الذي ظلّ لسنوات يتأرجح بين توسّع «استراتيجيّ» وانكماش «تكتيكيّ»، ذو تاريخ خصب: لقد ألّفته ثورة الخميني عام 1979، وتحديداً عند استيلائها على سفارة واشنطن في عاصمتها. يومذاك بدا الاستيلاء نصراً مؤزّراً: إنّه إذلال «المُستضعَف» لـ«المُستكبِر». إنّه إهانة من لا يُهان. وكما في الأساطير، انتصبت الولادة مقابل الموت. لقد وُلدت الثورة فليمتْ أعداؤها. وهي، بالفعل، كانت أيّاماً مجيدة لثنائيّة الموت والولادة. «الفجر الجديد» الطالع يطوي ليل الظلمات والظلامات. «وجهك يا غرب مات»، كما كتب أدونيس. بعض أهل «الشرق» وجدوا ما يُشبع رغبتهم في الانتقال من مُهان سُمّي «رجلاً مريضاً» يحتضر إلى مُهين ينتقم. في 1904 تفاخروا بانتصار اليابان «الآسيويّة» على روسيا «الأوروبيّة». أصداء عبارات كـ«ريح الشرق تهزم ريح الغرب» الماويّة، و«ارفع رأسك يا أخي» الناصريّة، كانت لا تزال تطنّ في الرؤوس. الخميني بدا يومذاك كمن يتطوّع لتحقيق أحلامنا: في ظلّه سنرتقي من انقساماتنا إلى «وحدة إسلاميَّة» ناجزة، وبقيادته سوف نصلِّي في القدس، وفي الطريق نحرّر فلسطين. وفي النهاية، فالذي يهين أميركا لا يقف شيء في وجهه. أمّا النموذج نفسه فكانت جِدّته حصانة له. إنّه لم يُجرّب قبلاً، وبالتالي فكلّ حجّة ضدّه تجنٍّ عليه.

لكنّ اهتزاز حجر واحد كان في وسعه هزّ البناء المتناسق والمتماسك. والأحجار التي اهتزّت كانت كثيرة. ما بين الحرب مع العراق في 1980 واتفاقيّة أوسلو في 1993 خرج ملايين العرب، وفي عدادهم بالطبع فلسطينيّون، من نفق ثنائيّة الخير الإيراني المطلق والشرّ الأميركي المطلق. بين هذين التاريخين، لجأت طهران عام 1983 إلى الانتحاريين، لا إلى «الأمواج البشريّة»، كي تقتل أميركيين في بيروت. «فضيحة إيران غيت» وسّعت مساحات الشكّ بطهارة الأئمة القُمّيين، وحين انهارت الكتلة السوفياتيّة تأكّد لكثيرين أنّ الموت يصطاد أعداء أميركا. ولئن تجدّدت شيطنة الأخيرة مع حرب العراق عام 2003، فهذا لم يُفض إلى تأليه إيران التي عوملت كشريك مُقنّع في الجريمة. ثمّ في 2005 بدأت أكثريّة لبنانيّة ترى في طموحات طهران ما يكمّل طموحات تلّ أبيب، وهو ما تعزّز باجتياح بيروت عام 2008. في هذه الغضون، قلّلت «الانتفاضة الخضراء» في 2009 الحماسة القليلة أصلاً لنموذج لا يعمل. أمّا في سوريّا بعد ثورتها، فتبدّى حكّام إيران على هيئة جلاّدين. بعض السوريين رأوا فيهم استعماراً استيطانيّاً لم يعهدوا مثله من قبل.

والحال أنّ الثورات العربيّة كلّها أضعفت صوت الآيديولوجيا حيال الولايات المتّحدة، وأطلقت صوت المصالح الوطنيّة: هناك مواقف أميركيّة تستدعي النقد وأخرى تستدعي التثمين. الحسبة لم تعد بالجملة. صارت بالمفرّق. من جهة أخرى، كان للتمدّد الإيراني في العراق، بعد سقوط النظامين الصدّامي والطالباني على يد أميركا، أن بدّد ما تبقّى من صورة العداء الإطلاقي كما نشرتها الخمينيّة. التعايش اللاحق في بلاد الرافدين، والذي لم يتعرّض إلاّ اليوم للتحدِّي الجدِّيِّ، أكّد أنَّ النقيضين ليسا دائماً نقيضين. في مكان آخر، في الثقافة، توازنت قوّة إيران وضعفها. قوّتها استمدّتها من رِيادتها زمنَ الهويّات، وإحلالها النقد الثقافي للغرب كـ«غازٍ حضاريّ» محلّ نقده الاقتصادي كـ«إمبرياليّ». لكنّ الوجه الآخر لصعود المسألة الثقافيّة لم يعمل لصالحها: إنّه عولمة الشبيبة فيها كما في سواها، وفيها أكثر مما في سواها. صحيحٌ أنَّ مفاهيم الشبيبة والأجيال ليست عابرة للطبقات والمناطق والإثنيّات، إلاّ أنَّ الرأي العامّ الشبابي الذي يتشكّل في المدن الكبرى ويعممه الإعلام بدا شديد العداء للنظام الكالح. وبعدما انحصرت الحماسة للأخير في شبّان من لون مذهبي محدّد، دون أن يُستهان بعددهم الذي تُظهره شوارع إيران اليوم، بدأت الحماسة تفتر في العراق، بل داخل إيران نفسها أيضاً. ولأنّ السياسة لم تعد تختزل الوجود الاجتماعي كلّه، أمكن لرفض الشبيبة سياسات أميركا ورئيسها أن يترافق مع إعجابها ببلد الرئيس المكروه. فأميركا هي أيضاً الموسيقى والصورة والموضة والجامعة والمستشفى وأشياء أخرى كثيرة ينبغي ألاّ تموت. وبدورها فشلت الآيديولوجيا الحاكمة في طهران حيث نجحت مثيلات لها، فلم تنمُ على هامشها صناعة استهلاكيّة للأيقونات قابلة للرواج خارج بيئتها المذهبيّة. لقد ظلّت جسداً جامداً عصيّاً على السوق ومنيعاً على الصورة والحركة. وكان ما كرّس هذا الافتقار عقدة العيش في المتراس وضعف القدرات الماليّة، خصوصاً بعد العقوبات.

أمّا إسرائيل فبالطبع لا تزال إشكالاً كبيراً عالقاً مع أميركا، لكنّه لم يعد كافياً لطلب الموت لأميركا ولا لطلب الحياة لإيران. فوق هذا، فدعوات طهران، بتكراريّتها وعنفيّتها، باتت تصطدم بالحساسيات الشبابيّة الراهنة في سلميّتها وبَرَمها بالتكرار وطلبها الجديد وإلحاحها على سرعته. ومُضجرٌ جدّاً ذلك الخطاب البليد عن أميركا بوصفها قاتلة الهنود الحمر ومدمّرة فيتنام. وحدهم، يتامى الوعي الذي تساقط في العقود الماضية، ممن لا يضجرون من شعارات عنفيّة ردّدوها لثمانين عاماً، ظلّت تفتنهم إيران. هؤلاء، للأسف، هم الذين يموتون اليوم.

 

ثمن غزاوي لمقتل سليماني

بكر عويضة/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

مع سادس يوم يطلع على الناس (اليوم) بعد انفجار زلزال فَجر الجمعة الماضي، يمكن التساؤل عما إذا كان الغبار هدأ قليلاً، فيُتاح لمن أفاقوا مصدومين بما وقع في مطار بغداد، تبيّن صحيح مواضع الخطى، قبل أي اندفاع متهوّر في الإقدام على انتقام غير مدروس النتائج. مفهوم أن المقصود هو ما أوقع اغتيال قاسم السليماني من زلازل ردود أفعال فاق معظمها أغلب التوقعات، ربّما لأن سببها الأساس يكمن في غياب توّقع رد فعل أميركي بهذا الحجم، وبتلك الكيفية، رداً على ما بدا أنه استخفاف من جانب معظم أهل الحكم الإيراني، خصوصاً معسكر سليماني ذاته، و«الحرس الثوري» عموماً، باحتمال أن تذهب إدارة الرئيس دونالد ترمب، إلى هكذا مستوى في التعامل مع تواصل ما تعرضت له هيبتها في العراق، خلال آخر شهرين من العام الماضي. ضمن ذلك السياق، من منظور فلسطيني تحديداً، لعل أولى الناس بالتريّث قبل إطلاق العنان للرغبة في الثأر لمقتل قائد «فيلق القدس»، هي الفصائل الفلسطينية التي عملت، إما مباشرة، أو بطريق غير مباشر، مع قاسم سليماني، وهي وفق ترتيب أولوية مكانتها عنده حركة «الجهاد الإسلامي»، أولاً، وحركة «حماس»، ثانياً، ثم «الجبهة الشعبية - القيادة العامة»، ثالثاً. لذا، الأرجح ليس من المبالغة تصوّر احتمال أن يُدفع أهل قطاع غزة دفعاً على طريق دفع ثمن ما، أو جزء مما سوف يقال إنه ثمن قتل سليماني. السيناريو المحتمل هو أن يجري إطلاق صواريخ من القطاع على إسرائيل. صدى ذلك سيكون محدوداً، على الأرجح، لأن تأثير الهجمات الفلسطينية الصاروخية على إسرائيل يبقى هامشياً. الأشد تأثيراً هو تنفيذ عملية انتحارية توقع قتلى إسرائيليين. إذا جرى الانتقام فلسطينياً لمقتل سليماني، على هذا النحو، فسوف يعني ذلك توجيه دعوة لانتقام إسرائيلي في المقابل، والطرف الذي سيدفع الثمن هم أهل قطاع غزة جميعاً، لسبب واضح ومعروف لكل من تابع مسلسل الحروب بين إسرائيل وحركتي «الجهاد الإسلامي»، و«حماس»، وخلاصته أن الآلة العسكرية الإسرائيلية ليست تفرّق بين مقاتلي الحركتين والعزّل المدنيين.

مفهوم أن يُحدث مقتل قاسم سليماني صدمة في الصف الفلسطيني المتعامل معه شخصياً، والمتحالف مع التوجه الإيراني عموماً، وربما المنسجم مع مشروع إيران، بدءاً من توسيع مدى نفوذها، وصولاً إلى بسط هيمنتها، ثمّ مد بساط سلطتها الفعلية، حيث تستطيع إلى ذلك سبيلاً. حصل ذلك منذ تمكّن الثورة الخمينية من زمام الأمور. ليس سهلاً أن تغيب من الذاكرة كلمات أسى غاضبة كنتُ أسمعها كلما زرتُ بغداد خلال حرب 1980 - 88 بين العراق وإيران، إذ يتساءل أمامي عراقيون بما مضمونه: كيف يصطف قوميون ويساريون وماركسيون فلسطينيون مع مشروع الخميني الرافع شعار «تصدير الثورة»، بقصد فرض هيمنة إيران على العرب؟ قبل أن أجيب، كان يسبقني ردهم الغاضب بما خلاصته: نرجوك ألا تسارع للقول إنه موقف ضد أميركا وإسرائيل، لن يشتري هذا التبرير أحد في العراق، لأن مواقف العراقيين وأفعالهم في مواجهة أميركا وإسرائيل، خصوصاً بشأن قضية فلسطين، معروفة للجميع.

القصة قديمة، كما ترون. بيد أن اصطفاف القيادات والنُخب الفلسطينية، سواء العروبية، أو اليسارية، وحتى الماركسية، آنذاك إلى جانب إيران الخمينية ضد العراق، لم يتعد في الأغلب الأعم إطار التحالف السياسي، ولغة البيانات، بمعنى أنه لم يذهب إلى حد القتال إلى جانب إيران ضد العراقيين. الصورة اختلفت تماماً في علاقة حركتي «الجهاد الإسلامي» و«حماس» مع إيران خامنئي. نعم، صحيح أن أياً من قيادات الحركتين لم تتورط في القتال إلى جانب إيران ضد طرف عربي، كما فعل الحوثي باليمن، لكنها، بدرجات متباينة، سلمت جزءاً من قرارها السياسي للحاكم الإيراني، وكان الجنرال قاسم سليماني هو الضابط المتحكم بواقع ومستقبل علاقات الحركتين مع طهران. عندما لجأ ويليام أسانغ، مؤسس «ويكيليكس» الشهير إلى سفارة الأكوادور في لندن عام 2012، هرباً من تسليمه إلى أميركا، سألني أحد مشاهير ميدان التشهير، تلفزيونياً، بأميركا وإسرائيل: أليس في هذا ما يثبت أنهم عندما يريدونك يأتون بك؟ أجبت: نعم، صحيح. الواقع أن ذلك يصح تماماً في كثيرين تراهم يمارسون زعيق العداء ضد واشنطن وتل أبيب آناء الليل وأطراف النهار، فلا يمسهم الأذى، إلا إذا جاء وقتهم. هل كان قاسم سليماني من هؤلاء أيضاً؟ لستُ أدري.

 

هل يجادل عاقل عادل في القصاص من سليماني؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

ليس الغريب قتل قاسم سليماني، المصنف إرهابياً على قوائم دولية كثيرة، في هذا الوقت. بل الغريب المريب العجيب ترك هذا الرجل يعيث في الأرض فساداً كل السنين الماضية. وكما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كان يجب قتل سليماني منذ 15 عاماً. ما هي الخدمات التي قدمها قاسم سليماني وأتباعه للبشرية؟ بماذا سيحتفظ الناس في دول الشرق الأوسط، في تاريخهم وذكرياتهم، لهذا المرء؟ كيف سيتذكره الشعب السوري؟ والشعب العراقي؟ والشعب اللبناني؟ والشعب اليمني؟ والشعب البحريني، والكويتي، والسعودي، والمصري أيضاً؟

هو من غذّى الساحة السورية بالميليشيات الطائفية الخبيثة، التي كانت تنحر الناس، وتحرقهم وتقتلهم بشكل طقسي غرائزي، كما في حمص، وحلب، وحماة، ووادي بردى، وقرى القصير، وجبال القلمون... ميليشيات مثل النجباء والخراساني العراقية، و«فاطميون» و«زينبيون» الأفغانية والباكستانية، وطبعاً «حزب الله» اللبناني. هو من درّب أشرار اليمن، من عصابات الحوثية، لست أقول الزيدية، بل أقول الخمينية، التي اغتصبت المستقبل اليمني، ولوّثت السلم الأهلي. وأرسل ضباط سليماني من خبراء الصواريخ، سهام الخراب على أبها، وخميس مشيط، وجدة، والرياض، ومكة المكرمة حتى!

هو، قاسم سليماني لا غيره، من اغتصب مفهوم الدولة في لبنان والعراق، وهو من درّب وأمر عصابات «الأشتر» في البحرين، و«حزب الله الحجاز» في السعودية، الذين قتلوا وخطفوا وفجّروا في مدن وقرى السعودية والبحرين. هو لا غيره، مع رفاقه من خبثاء الحرس الثوري، من فجّر سفارات أميركا وفرنسا في لبنان وغير لبنان في وقت مضى، ومن فجّروا موكب أمير الكويت الراحل الشيخ جابر - رحمه الله - وخطفوا طائرات الكويت المدنية. هذا غيض من فيض من شرور هذا الرجل، فكيف يتمارى الناس في وجوب القصاص منه؟! بعد ذلك كله، فليسمح لنا الوزير العماني يوسف بن علوي؛ فهذا رجل لا يستحق كلمات الرثاء والتعزية التي قالها بحقه في منتدى طهران للحوار الإقليمي المنعقد بمكتب الدراسات السياسية بوزارة الخارجية الإيرانية، أمس (الثلاثاء)، وفق ما نقلته وكالة (إرنا)، إذ قال: «نحن الآن في كارثة كبيرة أثرت على الجميع، القائد سليماني قدم خدمات مفيدة للغاية، ونطلب من الله أن يرحمه وأن يرحم جميع الشهداء». نختلف معك جداً... ويختلف معك تاريخ الرجل الأسود... وتختلف معك مظالم ودماء ودموع الملايين من العرب الذين لهم قصاص عادل مع قاسم سليماني ورفاقه وعصاباته في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والخليج.

 

أوقات مثيرة في الشرق الأوسط

مارك غونغلوف/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

كنا نعلم أن عام 2020 سيكون مثيراً، على النحو السلبي لمعنى الكلمة. ولم يستغرق الأمر منا طويلاً، لنبدأ في استشعار إلى أي مدى سيكون مثيراً. شنت الولايات المتحدة، الخميس الماضي، هجوماً باستخدام طائرات «درون» أدى لمقتل قاسم سليماني، زعيم «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإسلامي». ورأى بعض الخبراء هذا الهجوم مكافئاً لقتل نائب الرئيس في بلد ما، ذلك أن سليماني اتسم بأهمية كبرى لإيران. أيضاً، كان سليماني مسؤولاً عن قتل مئات الآلاف. وعليه، فإن موته كان نتيجة حتمية لصلفه وغروره، والعدوان المتنامي من جانب آية الله علي خامنئي تجاه الولايات المتحدة. من ناحيتهم، حرص رؤساء أميركيون سابقون على تجنب إيذاء سليماني، لتجنب دفع التوترات بين الجانبين إلى مستوى جديد خطير. ومع هذا، كان الرئيس دونالد ترمب محقاً في معاملة سليماني والنظام الإيراني مثل الإرهابيين تماماً. وعلى النقيض من المخاوف واسعة النطاق، فإن هذا الفعل لا يفتح الباب أمام حرب جديدة، وإنما مجرد مرحلة جديدة في حرب قديمة. ومع ذلك، تبقى هذه الخطوة مقامرة كبرى، وتغيراً هائلاً في السياسة الأميركية، التي كانت من قبل تتجنب تصعيد العنف مع إيران. اليوم، يبدو أن واشنطن تحاول إحداث صدمة لطهران تدفعها نحو نزع التصعيد. وربما تنجح هذه الخطة؛ لكن نجاحها يستلزم قدراً أكبر بكثير من الذكاء في التعامل، عما أبداه ترمب حتى الآن. من جهتها، أبدت الأسواق مستوى متوسطاً من القلق إزاء التصعيد الجاري في الشرق الأوسط، مع ارتفاع قيمة الأصول المرتبطة بالنفط والملاذات الآمنة، بينما تراجعت الأسهم. ومع هذا، لم تقع حالة من الذعر، الأمر الذي يعود بصورة أساسية إلى أن جميعَ المخاطر المرتبطة بهذا الوضع يصعب التكهن بها وقياسها. في المقابل، فإن المخاطر القائمة حالياً التي يمكن قياسها لا تعتبر شديدة التدمير لرؤوس الأموال. وربما يرى المتعاملون في أسواق الأسهم، أن اشتعال صراع مسلح بين الولايات المتحدة وإيران أمر غير وارد، وأن البنوك المركزية ستهرع نحو بذل جهود إنقاذ في كل الأحوال. وربما يكونون على صواب في اعتقادهم هذا. ومع هذا، ربما تحتاج الأسواق إلى مزيد من التحوط؛ لأن مخاطر الوقوع في خطأ فادح في ارتفاع متزايد ودراماتيكي، مع وقوع كل عمل استفزازي جديد. ويسلط مقتل سليماني الضوء على كيف أن النفوذ العالمي الأميركي لم يعد مصدر استقرار لأسواق النفط، وغيرها من الأسواق. ومن يدري، ربما تصبح الأوضاع أكثر «إثارة» بكثير في الفترة المقبلة.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

المأزق التركي

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/08 كانون الثاني/2020

لا أحد يتعلم من دروس التاريخ، ولا يوجد درس يمكن تعلّمه في الشرق الأوسط أكثر أهمية من درس معروف للمؤرخين، وهو أنه من الممكن أن تبدأ حرباً، لكن نهايتها سوف تكون مقدرة بأقدار أخرى. أكثر من ذلك، فإن حروب الإقليم لا تنتهي وإنما يطول أمدها، فلا الحرب في الصومال انتهت، ولا حرب أفغانستان، ولا حرب سوريا، ولا حرب اليمن وصلت إلى نهاية. الحروب في المنطقة تخلق آليات استمرارها، بالتدخلات الأجنبية، أو بالانتقال من الريف إلى المدن، أو من البر إلى البحر، أو باستخدام أساليب الحروب التقليدية، أو حروب العصابات، أو حروب المدن، أو الحروب الإرهابية.

أشكال مختلفة من القتل وأدواته ومن أكثرها تقدماً تكنولوجياً إلى أكثرها بدائية، ومن الفيالق والفرق حتى الذئاب المنفردة. تركيا هي آخر الذين لا يتعلمون، ومن المدهش أنها بالفعل متورطة في ثلاث حروب: واحدة داخلها مع الأكراد، وثانية في العراق مع الأكراد أيضاً، وثالثة في الشمال السوري التي خلقت لنفسها مصيدة فيه، وهي الآن فريسة لجماعات إرهابية لا تعرف كيف تتعاون معها أو تحاربها أو تقوم بالتعاون والحرب في الوقت نفسه، لكنها من ناحية أخرى باتت في مصيدة أخرى للأكراد، وهدفاً للنظام السوري، وغرضاً للوجود الروسي. ما ذكرته تركيا فيما يخص هذه الجبهة الأخيرة، أنها سوف تخلق منطقة آمنة تمنع الأكراد من الاستقلال، وتدفع إليها ملايين اللاجئين الذين يعيشون في الجنوب التركي، وتقوض أكراد تركيا من الداخل السوري! ما جرى عملياً هو أن المنطقة الآمنة باتت أقل أمناً من أي وقت مضى؛ وأصبحت القوات التركية صيداً لهجمات جماعات إرهابية طالما ساعدتها أنقرة على المرور والتسلح بالسلاح والمؤن، وأكثر من ذلك أن العنف الشديد في الإقليم غير الآمن دفع ربع مليون لاجئ سوري جديد إلى تركيا. وكأن كل ذلك كافٍ، فإن تركيا اندفعت 2000 كيلومتر لكي تصل إلى ليبيا، أو الشمال الغربي لليبيا، وتوقع مع حكومة «الوفاق» في طرابلس اتفاقاً بحرياً يرسم حدوداً بحرية لما هو غير موجود، حيث لا يوجد شواطئ متقابلة؛ ومعه اتفاق أمني يتيح لتركيا نقل مساعدات عسكرية والتدخل المباشر على الأراضي الليبية.

هل تريد تركيا الحرب في جبهة رابعة مخالفة درس التاريخ الآخر الذي يرفض الحرب على جبهتين، لكن إردوغان يأخذ تركيا إلى مأزق حرب على أربع جبهات. لم يعد هناك مكان لما كان في عقد سبق «صفر صراع»، وإنما بات التفضيل للصراع على كل الجبهات. وهذه المرة، فإن الجبهة بعيدة، ووفقاً لمراقبين عدة فإن المطالب متعارضة بين الوفاق وأنقرة، فمن الناحية العسكرية البحتة فإن طرابلس لا يكون لها في الاتفاق الأمني فائدة ما لم يكن هناك قوات على الأرض، البعض قدّرها بلواء كامل بكل ما يلزمه من عدد وعتاد قد يصل إلى 3000 جندي، ومعه غطاء جوي وآخر بحري. من دون ذلك، فإن تحقيق تكافؤ وتوازن القوة مع الجيش الوطني الليبي لن يكون ممكناً، وسوف يظل ضغط هذا الأخير قائماً. في بداية القصة العسكرية الجديدة كان الظن الإردوغاني قد ذهب في اتجاه نوع من الوجود العسكري بإمداد للسلاح، وبعضاً من عشرات المدربين، لكن ذلك لم يكن ليغني شيئاً لحكومة السراج المضغوطة، ومن ثم كانت محاولة الوصول إلى تونس، والادعاء بأن ائتلافاً تركياً – تونسياً - جزائرياً يتكون، لكن الحكومة التونسية والشعب التونسي أحبط المحاولة. من الناحية العملية والعسكرية، فإن تركيا لا يوجد لديها لا من الإمكانات الجوية أو البحرية ما يجعلها تصل إلى ليبيا من دون أن يتزايد انكشافها سواء في البحر المتوسط أو في الأجواء المتوسطية التي لا يمكن للطيران التركي عبورها من دون عمليات تموين جوية مستمرة. كل ما سبق يشكل مكونات المأزق التركي الحالي الذي تتصرف فيه تركيا كما لو كانت ليس كقوة إقليمية متوسطة، وإنما كقوة عظمى واسعة الإمكانات العسكرية والاقتصادية. السؤال هو إذا كانت كل القدرات التركية مستنفذة بالفعل، فلماذا تفعل القيادة التركية ما تفعل، وهو أنها تزداد تورطاً كل يوم، ولا تعمل على الخروج من أزمات وضعت نفسها فيها، وإنما تضيف أزمات جديدة؟

الإجابة عن ذلك هي أن هناك هدفين كلاهما له طبيعة استراتيجية: الأول مد النفوذ التركي الاستراتيجي في المنطقة، وهو ما يجعل التحرك نحو ليبيا امتداداً للحركة في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، والآن جاء وقت البحر المتوسط. والآخر اقتصادي، وهو أن يكون لتركيا مكان في إقليم شرق البحر المتوسط الخاص بالغاز والنفط بالشروط التركية وليس بالشروط التي يقررها قانون البحار. فتركيا تقوم برسم الحدود البحرية مع دولة غير متشاطئة معها، ولا حتى متشاطئة مع قبرص التركية التي لا يعترف بها أحد سوى تركيا، ومن ثم فإن أنقرة تعتبرها عملياً جزءاً من الإقليم التركي. كلا الهدفين أكبر بكثير من القدرات التركية، وأكثر من ذلك فإنها تدفع المأزق التركي إلى التمدد والاتساع. من ناحية، فإن التمدد التركي في البحر المتوسط يضع تركيا في تلامس مع روسيا المؤيدة للجيش الوطني الليبي والتي لا تريد اتساع نطاق الحرب في ليبيا، وكل ما تريده هو وقف إطلاق النار. في هذا الإطار، فإن استعداء روسيا في ليبيا لا يتماشى مع محاولة لائتلاف معها في سوريا؟ ومن ناحية أخرى، فإن التحركات العسكرية التركية سوف يكون عليها الوجود في بحر إيجة، حيث التناقضات مع اليونان كبيرة وتاريخية؛ وبإشعال النار في منطقة شرق البحر المتوسط، فإن ذلك يدخل في مواجهة مع مصر ودول منتدى شرق البحر الأبيض المتوسط، بل وأكثر من ذلك ربما مع دول مثل إسرائيل وقبرص واليونان التي اتفقت على إقامة خط أنابيب لنقل الغاز إلى أوروبا عبر قبرص وغرب اليونان ومنها إلى إيطاليا، من خلال خط أنابيب «بوسايدون».

أوروبا من وراء ذلك سوف يكون عليها تحديد موقف من التدخل العسكري التركي الذي يعمق من معضلة اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، ولا تصبح هناك فائدة من المساندة الأوروبية الاقتصادية لتركيا من أجل منع هؤلاء من القدوم عبر الحدود التركية، فكما رأينا أعلاه، فإن تركيا بالفعل تزيد من مخزون اللاجئين لديها بسبب تصرفاتها على الأراضي السورية، وها هي تدفع في اتجاه تفجير الموقف تجاه الساحل الأفريقي والسواحل الأوروبية. الجائز هو أن أوروبا، وفي المقدمة منها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، ومعهم بقية حلف الأطلنطي، وفي المقدمة منه توجد الولايات المتحدة، سوف تلعبان دور المرجح في اللعبة التركية، وعما إذا كانت ستترك لكي تمضي قدماً بهدف استنفاد قوة الدفع التركية في صراع جديد؛ أو أنها وخاصة واشنطن سوف تنظر إلى خريطة الشرق الأوسط من الزاوية الإيرانية؛ فطهران هي الأخرى دفعت حظوظها قدماً بما تفعله في العراق حتى وصلت إلى أسوار السفارة الأميركية في بغداد!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية أبلغ كوبيتش العمل على تثبيت الاستقرار وحذر من استمرار تلقي لبنان النتائج الجانبية للحروب

وطنية - الثلاثاء 07 كانون الثاني 2020

أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أن "العمل قائم لتثبيت الاستقرار في لبنان، وعدم تأثير التطورات الامنية التي حصلت أخيرا على الوضع الامني في البلاد"، مشددا على "أهمية استمرار الهدوء على الحدود اللبنانية الجنوبية ومنع حصول اي تطور سلبي فيها". وخلال الاجتماع الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي والوفد المرافق ،أوضح الرئيس عون لكوبيتش أن "الاتصالات قائمة لتحصين الوضع السياسي في البلاد، من خلال الاسراع في تشكيل حكومة جديدة لتعزيز الوحدة الوطنية، وتمكين السلطة التنفيذية من القيام بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقها". وشدد  على ان "لبنان يحافظ على سلامة جميع ابنائه والمقيمين على ارضه  او الموجودين فيها، من دون تمييز". وأكد رئيس الجمهورية أن "العمل قائم من أجل إعداد خطة تواكب توصيات مؤتمر "سيدر"، بحيث يبدأ العمل بها فور تشكيل الحكومة الجديدة"، آملا أن "يكون تشكيلها قريبا". وكان كوبيتش نقل الى الرئيس عون نتائج الاتصالات التي أجراها للمحافظة على الاستقرار في لبنان، لا سيما بعد التطورات الامنية التي حصلت في بغداد يوم الجمعة الماضي.

دل كول

واستقبل الرئيس عون قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال ستيفان دل كول واجرى معه جولة افق، تناولت "التطورات الاقليمية الاخيرة والوضع في الجنوب والتنسيق القائم بين الجيش اللبناني و"اليونيفيل" وحصيلة اجتماعات اللجنة الثلاثية العسكرية التي تضم ممثلين عن الجيش اللبناني والامم المتحدة والجيش الاسرائيلي". وخلال اللقاء الذي حضره الوزير جريصاتي، أعرب الجنرال دل كول عن ارتياحه "للهدوء المخيم على المناطق الجنوبية عموما وعلى الحدود خصوصا"، متمنيا أن "يستمر هذا الوضع الايجابي، لا سيما على طول الخط الازرق"، وتطرق الى "التعاون القائم مع الجيش اللبناني والتدريبات المتواصلة مع "اليونيفيل". وشكر الرئيس عون الجنرال دل كول على "الجهود التي تبذلها القوات الدولية في سبيل المحافظة على الاستقرار في الجنوب"، مجددا "إلتزام لبنان القرارات الدولية، لا سيما منها القرار 1701، وذلك انطلاقا من ثبات الموقف اللبناني حيال ضرورة المحافظة على الهدوء على طول الحدود".

وحذر من أن "يستمر لبنان في تلقي النتائج الجانبية للحروب في الشرق الاوسط والتي تنعكس سلبا على الواقع اللبناني"، مشيرا في هذا الاطار إلى "تداعيات النزوح السوري على مختلف القطاعات في لبنان، لا سيما الاوضاع الاقتصادية التي ازدادت ترديا في الآونة الاخيرة".

 

رئيس الجمهورية عرض مع السفير الياباني العلاقات وقضية كارلوس غصن

وطنية - الثلاثاء 07 كانون الثاني 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الثانية من بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، سفير اليابان تاكيشي أوكوبو، مع وفد من السفارة، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وتم عرض العلاقات اللبنانية - اليابانية وقضية رجل الاعمال اللبناني كارلوس غصن.

أوكوبو

بعد اللقاء، أشار السفير الياباني الى أن "البحث تناول العلاقات الثنائية التاريخية واواصر الصداقة المتينة بين البلدين في شتى المجالات. وأثرنا خلال اللقاء موضوع السيد كارلوس غصن وابدينا وجهة نظرنا حياله، وقلنا ان اليابان حكومة وشعبا تشعر بالقلق الشديد حيال قضية كارلوس غصن، لا سيما لجهة طريقة خروجه من اليابان ودخوله لبنان. وطلبت من فخامة الرئيس المزيد من التعاون في هذا الخصوص تفاديا لتداعيات سلبية على علاقاتنا الودية، لا سيما واني ابذل جهودا مكثفة للمحافظة على العلاقات بين الشعبين والدولتين".

تهنئة شابات لبنان في كرة القدم

على صعيد آخر، هنأ الرئيس عون لاعبات المنتخب اللبناني لكرة القدم لما دون الـ18 عاما، اثر فوزهن بلقب "غرب آسيا" التي استضافت فعالياتها البحرين. وشدد الرئيس عون على ان "الارادة الصلبة للبنانيين لا تقف عند حدود وقادرة على تخطي كل العوائق التي تعترضها".

 

باسيل عرض مع سفراء بريطانيا وفرنسا واميركا وكوبيتش موقف لبنان عقب اغتيال سليماني وتغليب منطق الحوار وضبط النفس

وطنية - الثلاثاء 07 كانون الثاني 2020

عقد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل سلسلة لقاءات ديبلوماسية، في قصر بسترس، والتقى كلا من سفراء: بريطانيا كريس رامبلنغ، فرنسا برونو فوشيه والولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد. كما التقى الوزير باسيل المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش. وتركز البحث خلال هذه اللقاءات على التطورات الحاصلة في منطقة الشرق الاوسط والتي عكست اهتماما دوليا بالاطلاع على موقف لبنان، تضمنه البيان الذي كانت اصدرته وزارة الخارجية عقب اغتيال اللواء قاسم سليماني والذي دعت فيه الى تجنيب المنطقة تداعيات هذا الاغتيال، مؤكدة تشجيع لبنان على تغليب منطق الحوار وضبط النفس والحكمة في حل المشاكل بدلا من استعمال القوة والعنف في العلاقات الاقليمية والدولية الخارجية. وقد أثنى السفراء على مضمون بيان وزارة الخارجية الذي شدد على ضرورة النأي بلبنان عن اي انعكاس للاحداث وعدم استعماله كساحة لأي رد. كما عرض السفراء مع باسيل سبل نزع فتيل الانفجار في المنطقة، وجرى التطرق الى الوضع الحكومي من زاوية تأمين وضع سياسي مستقر في البلاد.

 

كتلة المستقبل: معلومات عن محاولات لوضع اليد على الثلث المعطل ودخول جهات نافذة من زمن الوصاية على خطوط التأليف والتوزير

وطنية - الثلاثاء 07 كانون الثاني 2020

عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اليوم، اجتماعا برئاسة النائبة بهية الحريري في "بيت الوسط"، عرضت خلاله آخر المستجدات والاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب محمد قرعاوي، توجهت فيه الكتلة "لمناسبة الأعياد المجيدة وحلول العام الجديد، بالتهنئة وأصدق التمنيات بالخير والأمان إلى جميع اللبنانيين، الذين يتطلعون إلى فتح صفحة جديدة في حياتهم الوطنية تساعدهم على إصلاح نظامهم الديموقراطي وقيام دولة العدالة والقانون وانهاء المسلسل المتواصل لتعطيل الدستور والمؤسسات وتقديم المصالح الخارجية على مصلحة البلد وحقوق المواطنين". ورأت الكتلة ان "المسار المعتمد في اجتراح الحلول للأزمات السياسية والاقتصادية، بما في ذلك الأزمة الحكومية، هو مسار يكرر الدوران في الحلقات المفرغة ويمعن في إنكار المتغيرات التي شهدتها البلاد بعد انتفاضة السابع عشر من تشرين الماضي". وإذ أكدت على موقفها من الشأن الحكومي وامتناعها عن "المشاركة في أي تشكيلة وزارية، سواء بشكل مباشر أو بالواسطة"، نبهت إلى "المعلومات المتداولة عن محاولات وضع اليد مجددا على الثلث المعطل وعن دخول جهات نافذة من زمن الوصاية على خطوط التأليف والتوزير واقتراح اسماء مكشوفة بخلفياتها الأمنية والسياسية، الأمر الذي يوشي بوجود مخططات متنامية لتكرار تجربة العام 1998 وسياساتها الكيدية".

وتطرقت الى موضوع "الامن الاجتماعي الذي يتفاقم سلبيا بفعل انحدار الوضع الاقتصادي والمالي، وتم اقتراح وضع خطوط عريضة لخطة عمل مستقبلية من شأنها أن تؤمن بعض مستلزمات الوقوف أمام حاجات المواطنين في مختلف المناطق اللبنانية". كما توقفت أمام "التطورات الخطيرة التي شهدتها الساحة العراقية، وما ترتب عليها من ارتدادات تثير القلق على مستوى بلدان المنطقة كافة"، مؤكدة ان "التزام لبنان بموجبات النأي بالنفس والابتعاد عن التدخل وعدم توريط البلاد في الصراعات الخارجية وحماية السلم الأهلي، يشكل في هذه المرحلة حاجة وطنية لا يصح التلاعب فيها، وهو ما يجب ترجمته على كل المستويات الرسمية والسياسية". وأعلنت الكتلة انها "تضم صوتها في هذا المجال، إلى الأصوات التي تنادي بتجنيب المنطقة المواجهات العسكرية وحماية العراق وسيادته على أرضه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وتجنيب شعبه الشقيق من السقوط مجددا في دوامة الحروب والانقسامات وتغليب منطق الحوار والمفاوضات السياسية التي تبقى السبيل المنطقي الوحيد لوقف التدهور ومنع الانجراف نحو الهاوية".

 

باسيل: نسهل تأليف الحكومة ونريد تأليفها بالسرعة اللازمة و لن نكون جزءا من الفشل

وطنية - الثلاثاء 07 كانون الثاني 2020

اعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل أن "من يعمل في الشأن العام دائما معرّض للحساب، والانتخابات هي الوسيلة للمحاسبة، وإذا كان يوجد قضاء عادل ويعمل من الطبيعي ان نعيش المحاسبة"، وقال "لدي أعداء في الداخل والخارج، نحن محكومون بالتفاهمات ولا يمكن لأي فريق ان يحكم لوحده وعلى الناس ان تجلس مع بعضها البعض، هذا النظام السياسي كله عمليا أتينا إليه وهنا النظرة إلينا اننا اندمجنا به وهذا ما ندفع ثمنه". وفي حديث إلى تلفزيون "الجديد"، قال باسيل: "لم نشارك في الفساد ولم نسكت عنه. وإذا أجريت تفاهمات مع كل الناس، فهذا أمر صعب ويدل على قدرتنا على الجمع من أجل ان يسير البلد. عندما يكون لدينا موقف من ملف النازحين سيعادينا الخارج بالطبع، وهذا الأمر ينطبق على ملف النفط والغاز". أضاف: "من الخطأ محاربة الفساد بالتفاهم، لم نتخاو أي يوم مع النظام، وصرنا جزءا منه، فهناك من لا يريد الكهرباء في البلد ويستفيد من هذا الوضع، ونحن منذ 10 سنوات نختلف على هذا الملف، ونعمل على القطعة من أجل مصلحة البلد، والمعادلة المستحيلة هي اصلاح البلد مع من كان شريكا في الفساد".

وأشار إلى أن "معارك لبنان متعددة، هناك موضوع الاستقرار السياسي والموضوع الخارجي والموضوع الثالث هي القطاعات الداخلية الخاصة بحياة الناس"، وقال: "أتحمل مسؤولية ما قمت به ولست شريكا بالفساد مع أحد والحقيقة تبقى واحدة وقد لا ترضي الناس لكنها تبقى واحدة وكل من اختلفنا معهم على موضوع الكهرباء منذ 10 سنوات حتى اليوم أعلنوا عن انفسهم حتى اليوم"، متسائلا "لماذا اعتبار اننا نسكت في وقت نحن نختلف مع الجميع من أجل هذا الملف؟ الناس تريد النتيجة وأنا قمت بواجبي لكنني لست كل الدولة".

أضاف: "أكثر ما يزعجني ان الناس تقول اننا سكتنا، إلا اننا لم نسكت أبدا ونحن أكثر من تكلم وتشاجرنا مع الجميع ولم أساير يوما وأعرف انه لدي مسؤولية تحكمني بالوصول إلى الهدف، وأعرف انه إذا أنا معارض استطيع ان أعارض من أجل الوصول إلى الهدف"، معتبرا أن "هذا النظام "مش ماشي حالو" ويجب تغييره وموضوع الفساد والخيارات المالية والاقتصادية الخاطئة أوصلتنا إلى ما نحن عليه والحل بمحاربة الفساد في القضاء". وتابع باسيل: "نحن بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد، وهذا الاهتراء لا يمكن ان نتعاطى معه بهذا الشكل، فالدولة دخلت بنمط تدمير ذاتي". وأشار إلى أن "الطائف هو دستور يمكن تعديله بآلياته"، معتبرا أن "الأولوية هي دفع الناس للبقاء في هذا البلد لا إفقارهم، والأولوية أيضا هي الخروج من هذه الحفرة التي نحن فيها"، وقال: "نحن اليوم إما أمام الانهيار الكبير أو الخلاص. وأذكر بكلمتي في 13 تشرين عندما قلت للناس إن حكامكم لا يشعرون بكم، وسنقلب الطاولة، وأعتقد أنني كنت أرى اننا سنصل إلى ما وصلنا إليه".

أضاف: "نحن شباب عشنا النضال وأتينا من الشارع، والناس كانوا دائما قوتنا. ما نطالب فيه بالشارع وما نطالب فيه على طاولة الحكومة، هو نفسه بأن نصل إلى دولة من دون فساد، وتحقيق حقوق الناس بالحياة الكريمة. لا نريد ان نكون في أي مشروع فشل جديد للحكومة، فنحن نعمل على ان يكون مشروع نجاح. أنا رئيس كتلة نيابية، فهل أحرم من أن أعطي رأيي؟ عندما أسأل أعطي رأيي، وهذا أمر طبيعي لأنني رئيس كتلة نيابية". وتابع باسيل: "أتيت إلى وزارة الاتصالات في عام 2008، ووضعوا لي تحديا بخفض فاتورة الخلوي، فخفضناها من 75 دولارا الى 32 دولارا للفرد، فهل يتذكر أحد؟ وفي السنة نفسها، لم أنجح في الانتخابات النيابية. كان هناك توظيف مبرر في وزارة الاتصالات خلال تولي نقولا الصحناوي الوزارة. وعندها، سألته عما يقال عن التوظيف، فقال: احتجنا إلى التوظيف بسبب توسيع الشبكة. واليوم، يقول ان التوظيف حصل بناء على طلب رفعته الشركات". وأردف: "يمكن للوزير ان يخطئ في عمله، ففي النهاية هو انسان، ومن لا يعمل لا يخطئ". وفي موضوع كازينو لبنان، قال باسيل: "هناك قرار اداري بمنع التوظيف، وهذا الأمر لا دخل لنا به. والكلام عن توظيف في وزارة الخارجية غير صحيح". ولفت إلى أن "القضاء يحتاج إلى استقلالية، وأن يكون فاعلا وسريعا أكثر ليتمكن من المحاسبة"، وقال: "هذا موضوع لدينا مسؤولية تجاهه. نحن في حاجة إلى اقرار قوانين جديدة، وتحويل القضاء تدريجيا إلى قضاء مستقل ومرفوعة عنه الضغوط السياسية. كم من قوانين في مجلس النواب لم تقر بعد؟ وكم من قوانين لا يتم تنفيذها، كقانون الإثراء غير المشروع؟".

وقال باسيل: "هناك قانون واحد قدمناه يكشف الكثير من معالم الفاسدين يقول ان هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان تكشف على حسابات كل من يتعاطى الشأن العام، وهذا أمر سهل جدا، هذا وحده كاف بأن يكشف من متورط بعملية التحويلات. من الحرام تعميم التهمة على الجميع لأن التعميم سيغض النظر عن الفاسدين". واشار باسيل الى ان "هناك أموالا تم تحويلها عندما كانت المصارف مغلقة، فكيف حصل هذا الأمر؟ نحن نريد توضيحا حول هذا الملف. لدي مجموعة معلومات كونت لنا باعتراف من مسؤولين انه حصلت تحويلات"، معتبرا ان رفع السرية المصرفية احد القوانين التي رفعناها ونحن نعلم ان هذا الأمر غير كاف، والقانون الذي قدمناه مؤخرا يكشف الحسابات كافة والتحويلات كافة ولا يمكن لأي شخص ان يجد أي ثغرة فيه". واوضح باسيل: "خلال اول اجتماع لتكتل لبنان القوي سوف نوجه رسالة الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للكشف عن المصارف التي سمحت بتحويل اموال للخارج ونأمل ان نلقى جوابا". اضاف:"خضنا الانتخابات النيابية الأخيرة على معيار من لديه أكثرية أصوات بهدف ان نربح الانتخابات وليس امتلاكهم للأموال، أخذنا معيار الاصوات على اساس تفاهم سياسي ومن الطبيعي ان ينسحب اي شخص من التكتل".

وعن الحكومة قال: "يمكن ان نكون في حال تأييدنا للحكومة اما بمشاركة مباشرة أو بمشاركة غير مباشرة أو عدم المشاركة بالكامل واعطائها الثقة أو عدم اعطائها الثقة أبدا. نحن كتلة نيابية الحكومة يؤلفها رئيس الحكومة المكلف ونحن كغيرنا من الكتل نعطي رأينا بها. لن أدخل في التفاصيل ونحن مستعدون الا نشارك بالمرة بهذه الحكومة.تيارنا يشبه لبنان بكل طاقاته وفئاته، هل هناك تيار أخذ مرشحيه على اساس انتخابات داخلية واستطلاعات للرأي"؟ واردف:"نحن بوضع اسثنائي، ومعيارنا الوحيد هو امكانية نجاح الحكومة في اخراجنا من الوضع الحالي. ليس صحيحا ان هناك عقدة في وزارة الخارجية. نحن منفتحون على كافة الخيارات ولا أقبل ان يتم تصنيف الناس وان يتم استهدافي ومنعي من اعطاء رأيي، في حين ان الجميع يعطون رأيهم في تشكيل الحكومة". ووصف الحكومة "بحجر أساس لكن الاصعب والاساس هو ماذا ستفعل هذه الحكومة لانتشالنا من الواقع الاقتصادي. لا احد يسهل تشكيل الحكومة مثلما افعل لدرجة الغاء الذات والاستعداد لعدم المشاركة وما يطرح عن تمسكي بوزارة الطاقة ورفض دميانوس قطار في الخارجية غير صحيح وسيظهر ذلك لاحقا". ورأى باسيل انه "لن يكون هناك وزيرة مثل ندى بستاني في وزارة الطاقة والوزارة ستخسرها والبلد سيخسرها بسبب رفض توزير حزبيين ووزراء سابقين"، مؤكدا ضرورة ان يتم تأليف الحكومة بالسرعة اللازمة لكن لن نكون جزءا من الفشل، عنوان المرحلة القادمة هو كيفية تأمين سياسات نقدية تصحيحية وتغيير السياسة المالية لأنها لن توصلنا إلا إلى تدهور أكبر". وقال:"فيليب زيادة لبنان يجب الافتخار به لأنه من الناجحين ويساعد اللبنانيين لكنني لم أطرح اسمه للتوزير بل طرح علي من قبل الرئيس المكلف وقلت له انتبه سيعتبرون انه مقرب مني".

جبور

وفي قصر بعبدا، سفيرة لبنان في الصين ميليا جبور التي اطلعت الرئيس عون على تطور العلاقات اللبنانية - الصينية وسبل تطويرها في المجالات كافة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  07-08 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

عاد حكم الطائفة... والثورة أمامها الزّمان

المحامي عبد الحميد الأحدب/07 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82099/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%b9%d8%a7%d8%af-%d8%ad%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7/

 

 

إيران وحزب الله وأضعف الإيمان

علي الأمين/العرب/07 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82091/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%88%d8%a3%d8%b6%d8%b9%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d9%85/

 

سليماني يُسلم الروح.. دياب يُسلم «الحكومة»!

علي الأمين/جنوبية/07 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82108/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d9%8f%d8%b3%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%ad-%d8%af%d9%8a%d8%a7%d8%a8-%d9%8a%d9%8f/