المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january07.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ لا يَدْخُلُ حَظيرَةَ الخِرَافِ مِنْ بَابِهَا، بَلْ يَتَسَلَّقُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَر، فَهُوَ لِصٌّ وسَارِق

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى عيد "الغطاس".. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

الياس بجاني/إرهاب وقمع لا يليق بأي لبناني

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/كذب المنجمون ولو صدقوا

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الاستقلال وسرطان الذل/ادمون الشدياق

العهد والوزير باسيل ليسا البداية ولا النهاية/خليل حلو/فايسبوك

تشكيل حكومة مستقلة في لبنان خيار واقعي يصطدم بفيتو حزب الله

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/1/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

زاسبكين ينضم للسجال اللبناني حول تأليف الحكومة ويدافع عن حزب الله!

حزب الله” يقود حملة على الحريري لتحميله تعطيل الحكومة

الراعي: لا مخرج من النفق إلّا بتشكيلة مصغّرة حيادية من ذوي اختصاص

فارس سعيد: “حزب الله” عبء على اللبنانيين

سباق بين تفعيل «تصريف الأعمال» وجهود تشكيل الحكومة اللبنانية

بري و«القوات» يدفعان باتجاه عقد جلسة لإقرار الموازنة.. و«التيار الوطني» يعارض

هرب من القسم/الشيخ حسن سعيد مشيمش/فايسبوك

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

القاهرة: مقتل ضابط خلال تفكيك عبوة قرب كنيسة

الجامعة العربية أجلت اجتماع المندوبين لاعادة عضوية سوريا

 مناورات عسكرية روسية إيرانية في بحر قزوين

واشنطن ترهن انسحابها من سوريا بهزيمة «داعش» وسلامة الأكراد

 «النصرة» تقترب من حلب وتتوسع في إدلب

بولتون يحذّر دمشق من استعمال الكيماوي... ويحسم في تل أبيب مصير قاعدة «التنف»

لا توافق حول حقائب الحكومة العراقية الأربع المتبقية قبل يومين من استئناف البرلمان جلساته

البرلمان المصري يدرس استبعاد الشركات التركية من المناقصات الحكومية وطلب إحاطة برلماني لإبعادها عن قطاعات «حساسة»

الزياني يؤكد التزام قادة الخليج على وحدة مجلس التعاون

كندا تحقق في جمع «تبرعات» للجيش الإسرائيلي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخليج وخطاب تحريم تهنئة غير المسلمين/عبد الحميد الأنصاري/منبر الشفّاف

أوهام الهويات المجروحة الطاحنة/منى فياض/الحرة

بانتظار تبلور «مشروع عربي»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

سقوط الحقوق/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أصولية سيد قطب ومصدرها القادياني/علي العميم/الشرق الأوسط

الدور العربي في سوريا/د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

إيران قوّة إقليمية… ولكن!/خيرالله خيرالله/جريدة العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اسرائيل ترفع السواتر في محيط الوزاني وتجمع على الحدود دعما للجيش اللبناني

الملف الحكومي في لبنان... "يراوح مكانه" "أمل" لباسيل: الثلث الضامن لا يُصرف رئاسيا

الراعي في عيد الغطاس: لا نرى مخرجا من نفق الحصص بين السياسيين إلا بحكومة مصغرة حيادية من ذوي اختصاص

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ لا يَدْخُلُ حَظيرَةَ الخِرَافِ مِنْ بَابِهَا، بَلْ يَتَسَلَّقُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَر، فَهُوَ لِصٌّ وسَارِق

إنجيل القدّيس يوحنّا10/من01حتى06/”قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ لا يَدْخُلُ حَظيرَةَ الخِرَافِ مِنْ بَابِهَا، بَلْ يَتَسَلَّقُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَر، فَهُوَ لِصٌّ وسَارِق. أَمَّا مَنْ يَدْخُلُ مِنَ البَابِ فَهُوَ رَاعِي الخِرَاف. لَهُ يَفْتَحُ البَوَّاب، وَالخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ بِأَسْمَائِهَا ويُخْرِجُهَا. وعِنْدَمَا يُخْرِجُ كُلَّ خِرَافِهِ، يَسيرُ قُدَّامَهَا، والخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ. أَمَّا الغَرِيبُ فَلَنْ تَتْبَعَهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لا تَعْرِفُ صَوْتَ الغُرَبَاء». قَالَ لَهُم يَسُوعُ هذَا المَثَل، فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا كَانَ يُكَلِّمُهُم بِهِ.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود/الياس بجاني/07 كانون الثاني/19/اضغط  هنا أوعلى الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%ad%d9%88%d8%af/

 

عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود

الياس بجاني/07 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70816/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86/

"أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه: إِمَّا عَبيدًا لِلخَطِيئَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى الـمَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ الَّتي تَؤُولُ إِلى البِرّ(رومية06/من12حتى23)

في الصلاة الربانية "الأبانا" علمنا السيد يسوع المسيح وهو الإله المتجسد أن نقول " وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي التَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ"..

أراد الرب المتجسد أن يحذرنا من أنفسنا لأنه وهو الخالق جل جلاله يعرف طبيعتنا الترابية والغرائزية الهشة والمعرضة باستمرار للغرق في إغراءات ونزوات الاستكبار وعشق الأبواب الواسعة التي تقودنا للعودة إلى مفهوم وطبيعة الإنسان العتيق واقتراف الخطيئة.

ترى، من منا نحن البشر لا تستهويه مغريات المال والسلطة والنزوات، وكذلك سهولة الطرق السهلة والمغرية التي تؤدي إلى الأبواب الواسعة؟

بالطبع لا أحد، وكلنا معرض للوقوع في التجربة.

ولكن الفارق الكبير والأساسي في هذا المضمار هو أن هناك من يخاف الله ويوم حسابه الأخير، وضميره الذي هو صوت الله حي بداخله، وقد اختار عن إيمان وقناعة تحمل الصعاب والشهادة للحق ومناصرة الحقيقة والتواضع وحب العطاء والأبواب الضيقة رغم صعوبة الدخول منها..

في حين أن البعض الآخر ولقلة الإيمان وخور الرجاء والأنانية الفاقعة قد قتلوا ضمائرهم أي اسكتوا صوت الله بدواخلهم، وعبدوا تراب الأرض الذي هو المال والسلطة والشهوات الغرائزية، واختاروا على خلفية المصالح والأرباح الخاصة والجشع الدخول من الأبواب الواسعة متعامين عن حتمية عواقب حساب اليوم الأخير حيث لا زوادة تنفع غير الزوادة الإيمانية.

في هذا السياق من الجحود ونكران المعروف والانسلاخ عن كل هو ثوابت ومعايير قيمية عندنا أخ وصديق حالياً هو في غربة عن ذاته النقية والوجدانية التي كانت تعطيه لونه الأخلاقي والإنساني والشفاف المتميز، كما أنه بات يخجل من أصحابه القدامى ويتجنبهم بعد أن اعتلى موقعاً ما مرموقاً وأمسى من الأثرياء وأصحاب السلطة والنفوذ.

ولأن البشر كلهم إخوة وأخوات والرب هو الأب الكلي له نقول مع سيدنا المسيح: "فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السماوات، ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات" (متى10/32و33)

نحك ذاكرة صديقنا هذا لعلى في التذكير لنلفته إلى أنه هو مثل كل البشر من التراب جبل وإليه سيعود ليكون طعاماً لدود الأرض مهما ارتفع شئناً ومهما زاد ثراءً.

نذكر الصديق نفسه أن كل ما يمتلكه الآن من مال وسلطة وعزوة هو من تراب الأرض، وكله عليها سوف يبقى عندما يسترد الله منه وديعة الحياة، حيث في تلك اللحظة لن يتمكن من أن يأخذ معه من ثروات الأرض الفانية أي شيء إلى العالم الآخر غير أعماله.

قد يسأل هذا الصديق الشارد عن طرق الوفاء من نكون نحن وما هي إمكانياتنا "وشو بيطلع منا" ومقارنا باستكبار مقزز وضعيته المستجدة مع وضعيتنا المتواضعة..

وكيف لا، وهو المتوهم بقوته وبأهميته الفائقة حيث التلذذ في عطايا التبجيل والتكريم من كل من هم حوله الآن من الجماعات والأفراد الانتهازيين والوصوليين وماسحي الجوخ؟

مسكين هذا الصديق فهو في غيبوبة جهل وتخدر وجدانية، وفي حالة نشوة غرائزية كاذبة.. وفي وضعية إنكار وتنكر مدمرة!!

مؤسف أمره فقد أغرق نفسه في أوحال المال والسلطة، وفقد ذاته النقية والطيبة، وقفز بجحود فوق حقبة عمل ونضال ومبادئ صادقة وجميلة.

لقد تنكر لكل من أحبه بصدق وسانده ووقف إلى جانبه في أوقات الشدائد، ودخل في نفق غربة عن الوفاء والصدق والعرفان بالجميل.

يبقى أنه بالغالب لن يقرأ هذه الرسالة، وحتى وإن صادف وقرأها، أو لفته أحدهم إليها فإنه سوف يسخر بها ولن يعيرها أي اهتمام لأنه واقع في التجربة ويعيش في عالم آخر وهمي وترابي هو على الأكيد عالم إلى زوال حتمي..

يا أيها الأخ والصديق نحن حقا لا نحسدك على ما أنت فيه، لا، بل نشفق عليك ونصلي من أجل شفائك وخروجك من هذه الغيبوبة وعودتك إلى ذاتك التي عرفناه وأحببنا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني/تأملات إيمانية في ذكرى عيد "الغطاس".. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

http://eliasbejjaninews.com/archives/70751/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/06 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias bapitism06.01.15.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/06 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias bapitism06.01.15.mp3

 

إرهاب وقمع لا يليق بأي لبناني

الياس بجاني/02 كانون الثاني/19

ما تعرضت له النائبة الطبش هو عمل ارهاب وقمع 100% وكل من طبل وزمر اعتراضاً على وجودها في الكنيسة هو الإرهاب والتقوقع والإنعزال

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

كذب المنجمون ولو صدقوا/الياس بجاني/03 كانون الثاني/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d9%83%d8%b0%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%ac%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%b5%d8%af%d9%82%d9%88%d8%a7/

 

كذب المنجمون ولو صدقوا

هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

الياس بجاني/02 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70666/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d8%b0%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%ac%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%b5%d8%af%d9%82%d9%88%d8%a7/

“لا يكن فيما بينكم من يحرق ابنه أو ابنته ذبيحة في النار، ولا من يتعاطى العرافة، ولا الشذوذ، ولا الفأل ولا السحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير أرواح الموتى، هذه كلها رجس عند الرب إلهكم وبسببها سيطرد أولئك الأمم من أمامكم. كونوا كاملين عند الرب إلهكم. فأولئك الأمم الذين تمتلكون أرضهم يسمعون للمشعوذين والعرافين، وأما أنتم فلا يجيز لكم الرب إلهكم مثل ذلك”. (سفر التثنية من العهد القديم 18/09-14).

مما لا شك فيه أن بعض أصحاب الإذاعات والتلفزيونات في لبنان لا يخافون الله ولا ساعة حسابه الأخير لأنهم بوقاحة يروجون للكفر وللخزعبلات والأكاذيب عبر برامج قمة في الإنحطاط الإيماني يدعي أصحابها أنهم يعرفون المستقبل فيما هم حقيقة جماعة من النصابين والمنافقين المحترفين، كما أن بعضهم مرتبط بمجوعات مخابراتية إقليمية ومحلية تسوّق من خلال أضاليلهم لمؤامرات مختلفة. من هنا فإنه فعلاً معيب ومحزن ومقزز ومخيف وهدام الحال الهرطقي بامتياز الذي غرقت في أوحاله وتجاربه بعض المؤسسات الإعلامية اللبنانية من تلفزيونات وإذاعات.

نسأل القيمين على الوسائل الإعلامية هذه التي تسوّق لخزعبلات وأكاذيب وتفاهات مهرطقين يمتهنون أعمال السحر والتنجيم وقراءة الأبراج والنبوءات، نسأل هل يخافون الله ويؤمنون بالكتب المقدسة ويعرفون مصير من يمارس أعمال مثل أعمالهم التي تحرّمها كل الكتب السماوية المسيحية واليهودية والإسلامية؟

ونسأل المرجعيات الدينية اللبنانية كافة لماذا لا يقاضون كل وسيلة إعلامية تسوّق للكفر والأبلسة من خلال برامج التوقعات والنبوءات ومعرفة الغيب التي تستخف بكل الشرائع السماوية وتكفر بها؟

ونسأل النواب والوزراء وكل المسؤولين في الدولة لماذا لا يتحركون ويصدرون القوانين التي تمنع هذه الهرطقات التي تكفرها وتحرمها كل الأديان السماوية؟

فمن يتابع من أهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار الهرطقات التي تروج لها معظم وسائل الإعلام اللبنانية في مجال النبوءات للسنة الجديدة لا بد وأنه سوف يستذكر بحزن وقرف وغضب حقبة سادوم وعامورة وزمن نوح وعنتريات واستكبار نمرود.

ترى هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

ألا يعي رجال الدين والسياسيين والإعلاميين والمهرطقين جميعاً أن الله سبحانه وتعالى هو وحده من يعرف المستقبل وهو جل جلاله لم يعطِ هذه النعمة حتى للرسل والأنبياء؟

تعلمنا كتب الأديان السماوية التي تؤمن بالإله الواحد وجوب إدانة ورفض ونبذ كل أعمال تحضير الأرواح، والوساطة، والشعوذة، والعرافة، والرقي، والأبراج، والتنجيم وقراءة الحظ والكف والمستقبل وتعتبرها كلها ممارسات إبليسيه وتطالب المؤمنين أن يبتعدوا عنها ويتجنبوا كل من يقوم بها لأنها التجاء لأشياء وقوى أخرى غير الله من أرواح وغيرها.

في الإسلام التنجيم وكل باقي أشكال قراءة المستقبل محرمة وقد قيل، “كذب المنجمون ولو صدقوا، وقد جاء في حديث نبوي نقلاً عن صحيح مسلم: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”. فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوماً فما بالكم بالعراف نفسه؟

في المسيحية واليهودية وطبقاً للكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد فإن الشيطان يتظاهر بأنه طيب وخدوم فيقوم بإعطاء العرافين والمنجمين والسحرة وكل المشعوذين الكفرة بعض المعلومات عن أشخاص معينين لكي يقع هؤلاء في فخاخ التجربة ويبتعدوا عن الله ويقتنعوا بخدعة وشعوذة تحضير الأرواح وقراءة المستقبل مما لا يتفق مع تعاليم الكتب المقدسة.

في كثير من الأحيان يكون المنجم أو العراف ومدعي قراءة المستقبل هو نفسه مخدوعاً وواقعاً في التجربة فيسكنه الشيطان ويعمل شروره من خلاله دون أن يدرك ما يقوم به من أعمال كفر وشعوذة لا ترضي الله. من المهم في مكان أن يعرف الإنسان أن الله وهو أبيه السماوي لا يقبل له أن يلجأ لأي نوع من أنواع العرافة والشعوذة والتنجيم لأننا كبشر مخلوقين على صورته ومثاله ولا يمكننا أن ندرك ونعي إرادته في حياتنا بغير الصلاة والخضوع لمشيئته والتقيد بتعاليمه.

يبقى إن كل من يصدق ما يقوله منافق ودجال تحت مسمى نبوءات هو خارج عن مفاهيم كل الأديان ويرتكب خطيئة مميتة لأن الله وحده هو من يعرف المستقبل وليس سواه ولا حتى الأنبياء والرسول.

وهل نستغرب بعد أن وطننا يمر بمحن وصعاب ومشقات؟ لا والله لأنه إذا كان هذا حالنا وقد أصبحنا في زمن لا يختلف عن زمن سادوم وعامورة فقليل حتى الآن ما نراه من غضب الله علينا.

في الخلاصة إن كل الذين يمارسون أعمال التنجيم والعرافة والرقي وقراءة المستقبل بكل أشكالها وتفرعاتها هم يخالفون تعاليم الأديان السماوية ويتحدون إرادة الله ويرضون أن يكونوا أداة للشيطان وعبيداَ لإرادة الخطيئة والكفر والجحود، كما أن من يصدق هؤلاء ويسوّق لإعمالهم الشيطانية فهو شريك لهم ومعهم في كفرهم وارتكاباتهم والذنوب.

نختم بما جاء في سفر اللاّويّين من العهد القديم 20/27: “أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الاستقلال وسرطان الذل…

ادمون الشدياق/06 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70810/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%88%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%84/

الاضطهاد مش ذل، التعذيب مش ذل، الموت جوع مش ذل،

المقاومة باللحم الحي والعرق المجبول بالدم مش ذل،

تتحمل الاعتقال والكرباج بتحدي وعنفوان مش ذل،

تواجه محتل وانت مخبا بمغارة حامل شعلة الايمان وناطر تتحرق بنارها المحتل كل ما قب راسه مش ذل،

تترك متاع الدني وتعيش فقير وتلبس مسوح من شعر المعزي تتحافظ عايمانك مش ذل.

الاستسلام ذل،

الذمية ذل، المحاصصة فوق جثة الوطن المحتضر ذل،

الانبطاحية ومساواة شهداء القداسة بفطايس العملاء ذل،

تبرير الاحتلال والتعايش معه ذل،

فصل الاقتصاد عن السيادة والتعامل مع الامور مثل الحيوان الداجن بتاكل وبتشرب وتنام وبتترك الصراع من اجل السيادة للمستقبل هيدا ذل،

تلبس عباية المحتل من اجل كرسي فاضية فارغة من عنفوانها هيدا ذل،

تكون ماشي مع حزبك بطريق النضال ويغير الزعيم الاتجاه ١٨٠ درجة وتضلك لاحقه هيدا ذل،

تعمل معارضة شكلية بس تتسجل موقف للمزايدة بدون امل بمقاومة فعلية للمحتل ونضال ابيض واحمر حتى التحرير هيدا ذل،

تتقاوى على خيك يلي عم بيقول الحقيقة حتى ما تفضح عورتك وانبطاحيتك هيدا ذل،

ما تسترجي تقول الحقيقة مهما كانت صعبة هيدا ذل،

ما تحمل صليب وطنك وايمانك مثل سمعان القيرواني وتماليء بيلاطس البنطي وتتعاون معه على القطعة وحسب الملف هيدا ذل،

تنسى اخوتك المسجونين بسجون العدو السوري وتترك مصيرن للزمن والظروف هيدا ذل،

تعيش مطمور ينكران الواقع والانبطاحية وبالحالة التبريرية والهروب الى الامام هيدا ذل،

تقضي وقتك مثل البوم الصور تعرض صور البدلات الزيتية وتتحسر عالماضي بعجز على نفس ارجيلة نعسان هيدا ذل،

تنسى تاريخك وتساوم على هويتك وانتمائك هيدا ذل،

تقايض سيادتك وقرارك الوطني مقابل امنك واقتصادك هيدا ذل،

تقبل تتعاون مع رئيس ودولة ما بتشتغل ٢٤/٢٤ تترجع بطرس خوند وتعدم الشرتوني هيدا ذل،

تقبل الشيخ بشير وشهدائك ينقال عنهم عملا وخونة وما تولع الدني وتحرق الارض هيدا ذل ومية ذل وذل

الذل كلمة جديدة على قاموسنا، كلمة اخطر بكثير من الابادة والصلب والعبودية والاحتلال والمجاعة لانها حالة بتعدي وبتخنق الروح وبتضعف الايمان وبتخليك تقبل وتتعايش بالنهاية مع الابادة والصلب والعبودية والاحتلال.

تاريخنا شجرة ارز عظيمة جبارة والذل منشار عم بيحز على جذعها تيقضي عليها، فهل يا ترى لح نقرر نوقف ونكسر المنشار تنحافظ على ارزتنا.

هيدا السؤال يلي كل واحد منا هوي بيقرر الجواب عليه بحسب عنفوانه وكرامته وايمانه وشجاعته والسلام.

 

العهد والوزير باسيل ليسا البداية ولا النهاية

خليل حلو/فايسبوك/06 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70808/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF/

أمران يتوقف المراقب عندهما: الأول تصريح الوزير جبران باسيل أنه إذا لم ينجح العهد فلن تبقى رئاسة (الجمهورية) والثاني في موضوع العلاقة مع سوريا.

في موضوع عدم بقاء الرئاسة: منذ انتخاب الرئيس الياس سركيس في العام 1976 ونسمع أعضاء نادي المتشائمين الدائمين وزمرة المستسلمين (نعم هناك متشائمين دائمين ومستسلمين دائمين يتوارثون التشاؤم ويتلذذون بمذاقه بمازوشية ملفتة) إذن منذ انتخاب الرئيس سركيس ونسمع أعضاء هذا النادي يرددون النغمة نفسها: هذا آخر رئيس جمهورية في لبنان! وقد رددوها مع الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان.

الوزير باسيل (وهو كان من أبطال محاولة تفشيل عهد الرئيس سليمان) يعيد هذه المعزوفة التي بدأت قبله بأربعين سنة، وهو لا يتحدث فقط من باب التشاؤم من نجاح عهد عمـّه والد زوجته، بل أيضاً بهدف شد العصب لمناصريه وللخائفين لكي يؤلبهم مع تياره ومع العهد.

وبدأنا نسمع ترداداً لهذه المعزوفة من قبل بعض الإعلاميين الذين يطلـّون على برامج التوكشو وأنصار الوزير باسيل.

هذه المعزوفة أثبتت عدم صوابيتها فلا يقوم وطن على شخص أو اشخاص بل على مواطنين.

وإذا فشل العهد يأتي عهد غيره يمكنه أن ينجح، ولبنان باقٍ، وبعد هذه السنوات بتنا ندرك جيداً أن الأوطان لا تبنى بالشعبوية وباللعب على الحبال وبنقل البندقية من كتف إلى آخر وبتبادل الصفقات وبالعجز عن الحوكمة الرشيدة وبمعاداة الدول الصديقة مجاناً وبالإنعزال عن المجتمع الدولي وبالكذب والتكاذب ...

هذه هي العوامل التي تفشل العهد وليس أي شيء آخر.

العهد والوزير باسيل ليسا البداية ولا النهاية.

وحده الله هو البداية والنهاية، والإنسان ليس إلهاً!

فلبنان وجد قبل هذا العهد وازدهر وصمد بوجه الأعاصير واستمر وكذلك سيستمر بعده وهو لن يخلو من الرجال المبدعين والصادقين الذين يبنون الأوطان ويجعلوها تزدهر.

أما في موضوع العلاقة مع سوريا: نعود أيضاً إلى الوزير باسيل الذي قال ان العلاقة مع سوريا (علاقة العهد) لم تنقطع وأن لبنان يمكنه ان يسعى لعودتها الى جامعة الدول العربية ...

السؤال للوزير باسيل هو التالي: سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع هم على لائحة الإرهاب في سوريا وهم رئيس وزراء لبنان وشركاء أساسيين في الحكومة، فكيف سيحدد علاقته معهم ومع سوريا التي ستعتقلهم وربما تعدمهم فور زيارتها؟ ...

وهل هناك خطراً يتهدد حياتهم؟

وكيف سيسعى من دون رئيس وزراء لبنان لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية؟ فعلاً لم أفهم! ...

طبعاً لست ساذجاً والجواب لا يتعلق لا بالقوانين ولا بالدستور بل بالعلاقات العشائرية والقبلية بين المسؤولين اللبنانيين الذين اثبتوا أنهم عاجزين عن مواكبة أحداث المنطقة، كما يتعلق بالتطورات داخل سوريا نفسها ...

والنضال مستمر للبنان أفضل ولا بد أن يستجيب القدر.

عاش لبنان

 

تشكيل حكومة مستقلة في لبنان خيار واقعي يصطدم بفيتو حزب الله

جريدة العرب/07 كانون الثاني/19

بيروت – تراوح الأزمة الحكومية في لبنان مكانها، وسط دعوات متصاعدة من قبل قيادات روحية وسياسية تدعو إلى تشكيل حكومة مستقلة مصغرة، لإنهاء الانسداد السياسي خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية.

ورغم مرور أكثر من 8 أشهر يعجز السياسيون اللبنانيون عن التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، في ظل صراع التوازنات حيث يحاول كل طرف تحقيق امتيازات تجعله المتحكم الفعلي في المعادلة السياسية القائمة.

وتنحصر العقدة الحكومية حاليا في إصرار حزب الله على تمثيل حلفائه من النواب السنة الستة المنضوين ضمن تحالف “اللقاء التشاوري”، لضرب احتكار تمثيل تيار المستقبل للطائفة السنية في الحكومة من جهة، وأيضا للحيلولة دون امتلاك التيار الوطني الحر الثلث المعطل من جهة ثانية.

وبرزت قبل فترة أجواء إيجابية توحي بقرب تشكيل الحكومة على ضوء المبادرة التي طرحها رئيس الجمهورية ميشال عون وسوق لها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وتقضي بمنح حقيبة من حصته لممثل عن اللقاء التشاوري، بيد أنه سرعان ما انتكست جهود “ربع الساعة” الأخير، في ظل خلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله على تموضع الوزير الجديد، حيث يصر الأخير على وجوب أن يكون صوتا للنواب السنة داخل الحكومة، فيما يعتبر التيار أنه لا بد أن يكون محسوبا على تكتل لبنان القوي (يمثل الرئيس عون وحزبه في البرلمان).

وكشفت الانتكاسة الأخيرة أن المشكلة أعمق من تمثيل النواب السنة، حيث أن حزب الله لا يريد حصول التيار الوطني الحر على 11 وزيرا وبالتالي امتلاك الثلث المعطل وهو ما يجعله المتحكم في مصير الحكومة، رغم ما قاله قادة في حزب الله من أنه لا مشكلة في امتلاك حليفهم لـ11 أو 12 وزيرا في الحكومة.

وفي ظل صراع التوازنات تبدو جهود تشكيل حكومة الوحدة تدور في حلقة مفرغة لا نهاية لها، وأكد الأحد القيادي في حركة أمل قبلان قبلان “لا نرى في الأفق حكومة قادمة لأن منطق السياسيين ليس سليما فهو غائب كليا عن الوطن، وعقلية المحاصصة والاستئثار هي المسيطرة على عقولهم”.

وترى قيادات روحية أنه أمام الاستعصاء القائم في إنجاز حكومة وحدة وطنية قد يكون تشكيل حكومة مصغرة مؤلفة من تكنوقراط الخيار الأمثل خاصة وأنه لم يعد بإمكان اللبنانيين الانتظار أكثر لجهة الشلل الاقتصادي الذي يُخشى تحوله إلى شلل مزمن، وإمكانية كبيرة لانهيار منجزات “مؤتمر سيدر” الذي عقد في أبريل في باريس لإنعاش اقتصاد لبنان.

قبلان قبلان: لا نرى في الأفق حكومة قادمة في ظل عقلية الاستئثار المسيطرة

ويعتبر بطريرك الكنيسة المارونية الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أكثر الداعين إلى تبني هذا الخيار، حيث قال الأخير في عظته الأحد “لا نرى مخرجًا من نفق الحصص بين السياسيين إلّا بحكومة مصغّرة مستقلة من ذوي اختصاص معروفين بصيتهم العاطر وحسّهم الوطني ومفهومهم السليم للسياسة. تعمل على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة دوليًّا، وتوظّف الأموال الموعودة، وتخلّص البلاد من الخطر المتفاقم”. وأضاف “قبل أن تغرق السفينة بنا جميعًا، ينبغي أن يقتنع الجميع بوجوب تسيير شؤون الدولة أوّلًا، والتخلّي عن المصالح الخاصّة، السياسيّة والمذهبيّة. فلا يحقّ لأحد أو لفئة أخذ البلاد، بشعبها وكيانها ومؤسّساتها، رهينة لمصالح تعطّل خير الأمّة. بعد التفاهم على النقاط الخلافيّة، يُصار إلى تأليف حكومة عادية وفقًا للدستور والميثاق الوطني”. وكان الراعي هدد قبل أسبوع بتصعيد سياسي للدفع باتجاه تبني خيار حكومة تكنوقراط، في حال لم يفرج حزب الله عن حكومة الوحدة خلال أيام، جاء ذلك بعد لقائه وفدا من الحزب.

وتصطدم الدعوات إلى تشكيل حكومة كفاءات برفض من بعض القوى وعلى رأسها حزب الله الذي يعتبر أنه في أمس الحاجة إلى حكومة سياسية يكون أحد مؤثثيها. ويرى حزب الله أن مشاركته في الحكومة مسألة وجودية لأنها تمنحه غطاء سياسيا قويا في ظل الضغوط الإقليمية والأميركية على وجه الخصوص التي يتوقع أن تزداد وطأتها في الفترة المقبلة، في ظل إصرار من إدارة الرئيس دونالد ترامب على التصدي لإيران وأذرعها.

وفي إجراء جديد ضد الحزب، تنظر محكمة فيدرالية في نيويورك في دعاوى أقامها مدنيون ضد مصارف لبنانية لتضررهم من أعمال إرهابية ارتكبها “حزب الله” و”الحرس الثوري الإيراني” في العراق بين 2004 و2011.ويطالب أميركيون بتعويضات من المصارف اللبنانية التي يقولون إنها قدمت خدمات إلى حزب الله رغــم علمهم أنه منظمة إرهابية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وقّع قانوناً في أكتوبر الماضي، أقره الكونغرس، يفرض عقوبات إضافية على حزب الله. وتعتبر مصادر مقربة من حزب الله أن الدعوات إلى تشكيل حكومة مستقلة هي مؤامرة خارجية تستهدف عزل الحزب سياسيا، وأن الأخير لن يقبل تمريرها.

ويعول الحزب على دعم حركة أمل، في الوقوف ضد الدعوات إلى تشكيل حكومة تكنوقراط، وإن كانت الأخيرة تبدي تبرما من استمرار تعثر تشكيل حكومة الوحدة. ويرى مراقبون أن التيار الوطني الحر قد لا يوافق أيضا على تشكيل حكومة مستقلة، رغم اشتباكه الحاصل مع حزب الله، واهتزاز الثقة بينهما، ويشير المراقبون إلى أن رئيس التيار  جبران باسيل يعتبر أن من صالحه حكومة يكون أحد أقطابها، لتعزيز موقع التيار ورئاسة الجمهورية سياسيا، فضلا عن كون باسيل يرنو إلى حكومة وحدة تمهد له الطريق لخلافة الرئيس عون في قصر بعبدا. ويعتبر البعض أن طرح الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لخيار حكومة تكنوقراط قد يكون الهدف منه هو الضغط على السياسيين لتشكيل حكومة الوحدة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 6/1/2019

الأحد 06 كانون الثاني 2019

انسحبت برودة الطقس وعطلة الأسبوع على الحركة السياسية في البلد، ورغم ذلك يتوقع ان يشهد المسار الحكومي حراكا في الأسبوع الطالع، وخصوصا أن الوقت الفاصل عن القمة العربية الإقتصادية بات ضيقا وان عدم تأليف الحكومة يعني انفراط عقد القمة أو تدني مستوى التمثيل فيها.

وثمة من يقول إن مفاجأة ستحصل في اليومين المقبلين على صعيد تأليف الحكومة، وإن التشاور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، يركز على إمكان تحقيق واحد من أمرين:

الأول، حسم الجدل حول تمثيل "اللقاء التشاوري"، بحيث يكون من حصة رئيس الجمهورية، على أن يلتحق الوزير المسمى بكتلة الرئيس الوزارية، مع ترك الحرية له في تمديد الموقف في حال استعمل الثلث الضامن.

الثاني، تأليف حكومة من ستة عشر وزيرا في ما يعرف بحكومة التكنوقراط بضمان حسن الإنتاجية وضمان انعقاد القمة الإقتصادية وأيضا ضمان فرملة تردي الوضع الإقتصادي.

على صعيد الأحوال الجوية، الثلوح قطعت الطرق العالية والأمطار سدت مسارات ساحلية وجبلية وسط برودة لافتة. الطرق الجبلية بين الفتح والإقفال واستعمال سيارات الدفع الرباعي المجهزة بسلاسل معدنية، وفريق "تلفزيون لبنان" يعطينا الصورة كاملة حيث يتواجد على مقربة من جسر ضهر البيدر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لبنان في عين العاصفة سواء كانت "نورما" في قاموس البعض أو "غطاس" في قاموس البعض الآخر. ثلوج على المرتفعات وأمطار غزيرة وسيول وأضرار ورياح.

وفي مهب الرياح أيضا، حكومة لبنان التي تبحث عن معجزة تنتشلها من حال الجمود. الحكومة مكتملة الأوصاف تترتب على غيابها أثمان باهظة في السياسة والاقتصاد والمعيشة، ويزيد هذا الغياب على نحو خاص منسوب الإرباك اللبناني في ملاقاة القمة الاقتصادية العربية المزمعة بعد أقل من أسبوعين.

هل تدعى سوريا إلى القمة البيروتية أم لا؟…الأمر غير محسوم حتى الآن، علما بأن ثمة مطالبات متصاعدة بتوجيه دعوة إليها وخصوصا في ظل تنامي وتيرة عودة العرب إليها وعودتها إليهم.

هذه الأمور مطروحة- على أي حال- في اجتماعات بالجامعة العربية هذه الأيام لبلورة موقف رسمي بحجم إعادة العلاقات بين الدول العربية ودمشق.

وفي ما ينسجم مع هذا التوجه، يبدو أن السعودية ستكون الدولة الخليجية الثالثة التي تعيد فتح سفارتها في دمشق بعد الإمارات والبحرين على ما نقلت "صنداي تلغراف" عن مصادر دبلوماسية.

وفي واقعة معبرة كتبت الصحيفة اللندنية العريقة في تقرير عن انتصار الرئيس بشار الأسد، أن دبلوماسيا بارزا في بيروت قال وهو يرسم ابتسامة مرتبكة إن المنصب الذي يتولاه قد يكون في دمشق "أعتقد أننا في غضون عام سنعيد فتح سفارتنا هناك"، قال الدبلوماسي بصراحة.

فهل ثمة في لبنان من يقرأون في جديد التقليعات الترامبية وقول الشيء ونقيضه، أعاد الرئيس الأميركي التأكيد على سحب قوات بلاده من سوريا، لكنه أشار إلى أن هذه الخطوة ربما لا تتم سريعا، على أي حال الواقع يشي بغير ذلك.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

العاصفة "نورما" أغرقت لبنان بالأمطار وكللت جباله بالثلوج وخلفت أضرارا بالممتلكات والمزروعات، وقطعت معظم الطرق الجبلية، وهناك من يعمل على إغراق لبنان بوحول المنطقة وتيئيس مواطنيه، ويعمل دون كلل على قطع كل طرق تأليف الحكومة.

فنواب ومسؤولو "حزب الله" لا ينفكون عن القول بان الرئيس المكلف سعد الحريري هو المسؤول عن حل الازمة الحكومية، ويقرنون قولهم بأن في أيدي الرئيس المكلف مجموعة من الاقتراحات التي ينبغي السير بها كي تتشكل الحكومة.

ويفترض نواب ومسؤولي الحزب ان الرئيس المكلف، يملك فقط حق السير بشروط الآخرين، وبالشروط التي يعتبرها "حزب الله" مناسبة لولادة الحكومة. وهو الأمر الذي لن يخضع له الرئيس المكلف تحت اي ظرف من الظروف، ولن يسمح بتحويل الصلاحيات الدستورية لرئيس الحكومة الى ساحة مباحة لتجاوز الأصول والأعراف أو أداة، تتلاعب بها الأهواء والمصالح السياسية.

الرئيس المكلف مسؤول عن تأليف الحكومة، وعن إعداد الصيغة التي تكفل قيام حكومة ائتلاف وطني، تراعي مقتضيات اللحظة السياسية ولا تعزل احدا من المكونات الاساسية عن المشهد الحكومي. فمن هو المسؤول يا ترى عن عرقلة التأليف وتعطيل إصدار المراسيم التي كانت قيد الإعداد، ومن هي الجهة التي تتحمل مسؤولية قطع الطريق على الصيغة التي أنجزها الرئيس المكلف.

الاسئلة برسم "حزب الله"، وليست برسم الرئيس المكلف. الرئيس المكلف قام بمسؤولياته الكاملة في سبيل تأليف الحكومة، وهناك من قام بقطع الطريق على التأليف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

حلت العاصفة "نورما" على اللبنانيين من دون مخالفة في الموعد، فيما كل مواعيد وتوقعات تأليف الحكومة لا تزال مقرونة بالانتكاسات.

بكامل مواصفاته يأتي كانون محملا بالثلوج والأمطار وباستبشار واسع بالخيرات، فيما تفاؤل اللبنانيين بالحلول السياسية الى اضمحلال، بل الى جفاف، رغم وضوح الحلول المشروطة بتصفية النيات وتقديم التنازلات.

لا شيء الى الآن يوحي بانطلاقة واعدة نحو إنجاز التأليف قبل القمة العربية الاقتصادية في العشرين من الجاري، وما يخرق الواقع المفرمل بالتعنت كلام بعض المصادر ل"المنار" عن حراك قد يكون ملحوظا على اتصالات الوزير جبران باسيل.

وللحل وفق مسؤولي "حزب الله" طريق وحيد وواضح وبسيط: الحل بيد الرئيس المكلف ويمكنه ان يشكل الحكومة غدا اذا اعتمد ايا من الاقتراحات الموجودة بين يديه، والقاعدة المطلوب اعتمادها وفق الحزب تبقي على اولوية تمثيل "اللقاء التشاوري" وزاريا. اما الإصرار على تأخير التأليف فيعني وفق رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" زيادة في الفجوة التي تصيب الثقة بين المواطن ودولته.

وفي لبنان، الجميع مدعوون الى الاستثمار في ايجابيات المشهد المستجد في المنطقة عبر الإسراع في التأليف والانصراف الى هموم الناس ومتطلباتهم.

أما إقليميا، فسوريا اصبحت ساحة تجتذب كل الساحات وتؤثر بها من موقعية جغرافية وسياسية. وفي الإطار، تجتمع جامعة الدول العربية في القاهرة يوم الاربعاء بعنوان عودة سوريا الى مقعدها الشاغر بفعل تآمر من يسارع اليوم للاستثمار في اعمار ما دمرته امواله واسلحته على طول الخارطة السورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

غطت أخبار العاصفة على ما عداها من أخبار اليوم، وبقي الملف الحكومي من دون جديد يذكر، في انتظار الاجابات على الأفكار التي طرحها رئيس "التيار الوطني الحر".

انشغل الناس اذا بالطرق المقطوعة وهم يستقبلون العاصفة "نورما"، فيما المساعي السياسية لم تفض بعد الى فتح الطريق أمام ولادة حكومة سعد الحريري الثالثة.

مصادر الرئيس المكلف تجدد رفض حكومة من 32 وزيرا، و"اللقاء التشاوري" يجدد من جهته التأكيد أن أحدا لم يتصل به حتى الساعة، معتبرا ان الحل هو اختيار أحد الأسماء المطروحة من قبلهم، فيما "التيار الوطني الحر" يدعو الى التفكير مليا بكلام رئيس الجمهورية عن خلافات في الخيارات السياسية تؤخر تشكيل الحكومة، ويجدد الدعوة الى انجاز التشكيل للتفرغ للتصدي للمشكلات.

وإلى موعد آخر، أرجئ اجتماع المندوبين الدائمين للدول الاعضاء في جامعة الدول العربية في القاهرة، للبحث في قضية اعادة عضوية سوريا في الجامعة العربية، ما ينعكس على حضورها القمة الاقتصادية في بيروت من عدمه، وكان لافتا ما قاله اليوم عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي خريس ان لا قمة اقتصادية في بيروت من دون سوريا ومن دون حكومة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ميلاد مجيد، وفي زمن الميلاد، لبنان بين عاصفتين: "نورما" والحكومة المعلقة. العاصفة الأولى بيضاء، بدأت وستستمر الى مساء الأربعاء المقبل، أما العاصفة الثانية، فسوداء بدأت منذ ثمانية أشهر تقريبا، ولا نعرف كيف ومتى ستنتهي.

العاصفة الأولى رغم احتجازها المواطنين في الأعالي والمرتفعات لسلعات، لكنها تأتي بالخير على لبنان، أما العاصفة الثانية، فتضع الوطن بأسره منذ أشهر في الاعتقال الجبري، ولا خير فيها لأنها شر كلها.

إنه الواقع اللبناني المحكوم بالسواد في عز العاصفة البيضاء، فهل تعكس "نورما" بياضها على الواقع الحكومي، أم أن ما كتب قد كتب؟

وما كتب حكوميا أنه لا حكومة في الأفق المنظور على الأقل، يؤكد الأمر أن الرئيس الحريري لا يقوم بأي حراك ولا يبادر في أي اتجاه، في المقابل حركة الوزير جبران باسيل، رغم تعدد أفكارها، لا تزال بلا نتائج محددة، لأن معظم طموحاتها لم تلق التجاوب المطلوب من قبل الأطراف المعنية.

من هنا يدخل لبنان زمن القمة العربية الاقتصادية التنموية في ظل حكومة تصريف أعمال، والأنكى أن القمة العربية، بدلا من ان تساهم في جمع اللبنانيين، زادت انقساماتهم وأدخلت موضوعا خلافيا جديدا على جدول أعمالهم المثقل بالتباينات، إذ هل تشارك سوريا في القمة أم لا، وهل يبادر لبنان للدفع في اتجاه دعوة سوريا أم لا، وفي انتظار الجوابين الصعبين، الوطن معلق بين عاصفة "نورما" التي تهب مرة، وبين عاصفة السياسيين الفاشلين التي تهب مئات المرات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

بيضتها "نورما"، لكن بياضها لم ينزل بردا وسلاما في بعض المناطق. مواطنون كثر لم يأخذوا "نورما" على محمل الجد، فواصلوا سيرهم بالسيارات كالمعتاد على الطرق الجبلية، ففاجأتهم، ما تسبب باحتجازهم على أكثر من طريق، خصوصا ان بعضهم لم تكن سياراته مجهزة بالسلاسل المعدنية التي تتيح لهم عبور الطرقات في الظروف الطبيعية القاسية.

في أي حال، لم تخل العاصفة من بعض الحوادث وتوقف السيارات التي عجزت عن إكمال سيرها. "نورما" في يومها الأول، وكل التوقعات تشير إلى ان الأسبوع الطالع سيكون شتويا بامتياز.

عاصفة الطبيعة فرضت أجندتها على سائر العواصف، الحكومية منها والسياسية: حكوميا، يمكن القول، ووفق كل المعطيات، أن كل الأفكار المطروحة، والمقترحات المقدمة، تتهاوى تباعا، فالرئيس المكلف مازال على رفضه لصيغة حكومة الإثنين والثلاثين وزيرا، كما على رفضه لتوزير سنة الثامن من آذار أو ما بات يعرف ب"اللقاء التشاوري". وبناء عليه، فإن كل الإتصالات التي تجري لم تنجح حتى الساعة في إحداث أي خرق في جدار المأزق.

الملف الأبرز الذي سيستحوذ على الإهتمام والإنشغال هو القمة الإقتصادية التي يتوقع ان تنعقد في الاسبوع الذي يلي.

الداعي الى الاهتمام هو الإجابة عن السؤال التالي: هل ستقرر الجامعة العربية إعادة مقعد سوريا، واستطرادا دعوة سوريا إلى القمة؟ الإجابة عن هذا السؤال سيكون من شأنها بلورة الملف الحكومي اللبناني الذي يتأكد يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر، ان له عمقا خارجيا وإن حاول البعض إنكار هذا المعطى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

الكلام للعاصفة، والتأليف ذهب مع الريح. لا كبير فوق "نورما" التي انحنى أمامها الجميع، مدنا وشعوبا، حيث تواصل تقدمها وتفرض سلطانها على المناطق، رافعة الرايات البيض على علو ألف متر، ونزولا إلى ستمئة متر والطقس العاصف الممتد حتى الأربعاء ترك تأثيره على المدن وحاصر مواطنين داخل سياراتهم، من زحلة إلى فاريا وكفرذبيان وميروبا، فيما نصحت قوى الأمن بعدم سلوك الطرقات الجبلية إلا عند الضرورة.

وإذا كان لبنان قد تأثر ساحلا وجبلا بالمنخفض الجوي، فإن تأليف الحكومة وحده ظل من دون أي تأثر، لكونه واقعا في منطقة جليدية مجمدة من أساسه، فلا خوف على محاصرته وتعرضه لأي أضرار لأن حرارته تحت الصفر.

ولعل أبلغ تعبير هو ما وعظ به البطريرك الراعي اليوم عندما قال: إننا نعيش مشهد جثة وطن يتناتشها المنقضون عليها ويسمونها وحدة وطنية. وأضاف: نحن لا نرى مخرجا من هذا النفق إلا بحكومة مصغرة من اختصاصيين. ولجوء الراعي إلى استخدام وصف "الجثة" والتناتش والانقضاض، إنما للدلالة على وصف ينطبق على الحيوانات والوحوش الكاسرة.

وإذا كان الراعي قد استعان بترميز "كليلة ودمنة"، فإن الحكم من الجثة يفهم، وبهجوم كاسر على الرئيس سعد الحريري كان "حزب الله" يحصر عاصفة التعطيل بالرئيس المكلف، ويعطيه مهلا عليه الاستفادة منها لأن عروض اليوم قد تنفد غدا.

وقال النائب حسن فضل الله إن الاقتراحات التي بين يدي الرئيس المكلف اليوم هي أفضل له مما يمكن أن يأتيه بعد شهر أو شهرين، لأنه بعد هذه المدة يمكن أن يغير البعض رأيه. ورأى فضل الله أن المشكلة الحقيقية في تأخير تأليف الحكومة تكمن في عدم اعتراف الرئيس المكلف بالآخر، ألا هو "اللقاء التشاوري"، لكن نائب "حزب الله" بانقضاضه على الحريري وتحميله مسؤولية التأليف حصرا، إنما خفف الحمل عن اتهام الوزير جبران باسيل، وكأنما أراد القول إن المشكلة ليست بين الحزب والتيار وليست خارجية بالتالي، بل عنوانها عدم اعتراف الرئيس المكلف بسنة سواه.

تحييد باسيل تدعمه أيضا نغمات جديدة نزلت وستنزل إلى الأسواق، وتدعي أن أزمة التأليف سببها كتل هوائية قادمة من الخارج، وهذا ما بدأ بترويجه حتى نواب من داخل التيار، بينهم النائب ماريو عون اليوم في حديثه إلى "الجديد"، فيما عادت أنتينات الزعيم وليد جنبلاط لتقرأ معطيات مغايرة كحديثه الأخير عن حملة مبرمجة من أبواق النظام السوري لتعطيل تأليف الحكومة. ومتى جرى تثبيت القناعة أن التعطيل هو خارجي، سوريا كان أم إيرانيا أم سعوديا، فهذا يعني براءة جبران باسيل من إراقة دم التأليف.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

زاسبكين ينضم للسجال اللبناني حول تأليف الحكومة ويدافع عن حزب الله!

جنوبية/06 كانون الثاني/19/فاجأ السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكن اللبنانيين في حديث اذاعي بدخوله على خط أزمة تأليف الحكومة لمصلحة حزب الله، نافيا تهمة العرقلة عن الحزب، واصفا هذه التهمة بأنها “سخيفة”! وقال زاسبيكن “انه نتيجة العقوبات الاميركية على لبنان يزعمون ان حزب الله يعقّد تشكيل الحكومة، وهذا غير صحيح على الاطلاق وهذه دعاية سخيفة جدا ولا اعتقد ذلك على الاطلاق، وأُفضل ان لا اتعمق في الحديث حول من يعطل تشكيل الحكومة في هذه الظروف لان الموضوع بحاجة الى توافق لتشكيل الحكومة.واشار زاسبيكن، انه بالنسبة لموضوع عودة سوريا الى الجامعة العربية المطروح حاليا، فان الموقف الروسي كان دائما ضد قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة، وقد كان هذا القرار سلبيا وعقد كثيرا الامور في المنطقة. واكد انه لا يجوز ان تكون عودة سوريا الى الجامعة العربية مشروطة، لان في الاصل قرار تجميد عضوية سوريا كان سيئا، وسوريا بصمودها اكدت ان هذا التصرف كان مضرا للدول التي اتخذت هذا القرار.

 

حزب الله” يقود حملة على الحريري لتحميله تعطيل الحكومة

الراعي: لا مخرج من النفق إلّا بتشكيلة مصغّرة حيادية من ذوي اختصاص

بيروت ـ “السياسة” /06 كانون الثاني/19/بدأ “حزب الله” حملة مركزة على الرئيس المكلف سعد الحريري، فيما بدا أنه أمر عمليات خارجي، وفقاً لما أشارت إليه لـ”السياسة” مصادر نيابية بارزة، لتحميله مسؤولية عرقلة تأليف الحكومة، في محاولة لممارسة المزيد من الضغوطات عليه لدفعه إلى القبول بشروط الحزب وحلفائه لتشكيل حكومة من 32 وزيراً، وهو ما يرفضه الحريري الذي أبلغ الوزير جبران باسيل أنه غير موافق على هذا الطرح، في وقت برز انقسام بين أركان السلطة حول دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة لحكومة تصريف الاعمال لإقرار الموازنة العامة، يتوقع أن يتفاعل في الأيام المقبلة. ورأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “حل الأزمة الحكومية وبكل وضوح وبساطة، هو بيد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وليس في أي مكان آخر، وبالتالي فلا يذهبن أحد للتفتيش عن أي حلول خارج إطار قيام الرئيس المكلف بدوره الطبيعي في إيجاد المعالجة الضرورية، لا سيما وأن بين يديه اقتراحات محددة واقعية وعملية لتشكيل الحكومة، وإذا قرر اليوم أن يأخذ بأي منها، فيمكن أن تشكل الحكومة، وإذا أراد أن ينتظر باعتباره أن موضوع الوقت يمكن أن يغير الأمور، فإن الواقع لن يتغير، فهناك حقيقة موجودة في البلد، ألا وهي وجود آخرين لا بد من الاعتراف بهم”. وشدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش، على “أن حزب الله وحركة أمل قدما منذ البداية كل التسهيلات من أجل التسريع في ولادة حكومة وطنية جامعة، ولم تكن لديهما مطالب خاصة خارج الحصة الحكومية التي حصلا عليها بالرغم من أن حجمهما النيابي والمعايير التي اعتمدت في توزيع الحصص كانت لتعطيهما أكثر مما هو متفاهم عليه”. ورأى “أن من يعرقل التشكيل هو من رفض ولا يزال يرفض حق اللقاء التشاوري في التوزير داخل الحكومة”، مؤكدا “أن مسؤولية الرئيس المكلف معالجة العقدة الحكومية وتقديم التنازلات كما قدم اللقاء التشاوري تنازلا عندما رضي أن يكون الوزير الذي يمثله من خارجه، من أجل إنقاذ البلد وعدم الذهاب به نحو المجهول”. وفي الخصوص، اعتبر البطريرك بشارة الراعي، أن “ممارسة السياسة في لبنان بعيدة كلّ البُعد عن مفهوم السياسة الصالحة ولا مخرج من نفق الحصص بين السياسيين إلّا بحكومة مصغّرة حيادية من ذوي اختصاص”. من جهته، عبّر الكاثوليكوس آرام الأول عن استيائه من عدم تشكيل الحكومة في لبنان. وقال في عظة قداس عيد الميلاد لدى الطوائف الأرمنية: “نادراً ما نرى بلداً في هذا الكون غير قادر على تشكيل حكومة على مدى ستة أشهر وكأن العجز واللإرادة السياسية في انتخاب رئيس الجمهورية أو تشكيل حكومة أو انتخاب مجلس نيابي تحوّل بالنسبة الى اللبنانيين أمراً طبيعياً”. وشدد آرام الاول على أن مصالح الشعب يجب أن تبقى فوق الاعتبارات الشخصية والمذهبية والطائفية ومصالح الآخرين. على صعيد آخر، وفي إطار الضغوطات التي تُمارس لدعوة النظام السوري إلى القمة الاقتصادية، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “أمل” جميل حايك، “ان لا عروبة من دون سورية ولا قيمة لاي قمة عربية بغياب سورية”، مشددا على “وجوب عودة الجامعة العربية الى سورية”.

 

فارس سعيد: “حزب الله” عبء على اللبنانيين

بيروت ـ “السياسة” /06 كانون الثاني/19/شدد النائب الياس حنكش في تغريدة على حسابه عبر “تويتر” على أن “ما حصل في الجديدة من مظاهر مسلحة وتسكير طرقات امر مرفوض، ولولا الجيش اللبناني والشباب لكان حصل المحظور”، مشيراً الى “أننا ما كنا لنرى هذه المظاهر الشاذة لولا رضوخ بعض القوى المسيحية، ولمصالح شخصية وآنية، للسلاح المتفلت والغير شرعي والذي حصل ويا للاسف على حساب سلطة الدولة وهيبتها”. وكتب النائب السابق فارس سعيد، عبر “تويتر”: “تؤكّد الأحداث و آخرها الدعوة القضائية ضد مصارف لبنانية بتهمة التعامل مع منظمة ارهابيّة أن حزب الله بات يشكّل عبأً حقيقياً على مصالح اللبنانيين”.

 

سباق بين تفعيل «تصريف الأعمال» وجهود تشكيل الحكومة اللبنانية

بري و«القوات» يدفعان باتجاه عقد جلسة لإقرار الموازنة.. و«التيار الوطني» يعارض

بيروت/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19

تُسابق الجهودُ لتفعيل حكومة تصريف الأعمال، بهدف إقرار موازنة العام 2019، المباحثاتِ المستمرةَ لتشكيل الحكومة الجديدة التي لا تزال معلقة عند عقدة تمثيل «النواب السنة المستقلين»، وسط انقسام بين مؤيد لتفعيل عمل الحكومة، وفي مقدمهم «القوات اللبنانية» و«حركة أمل»، ومعارض لها، وفي مقدمهم «التيار الوطني الحر». وتضغط الاستحقاقات المالية مع حلول العام الجديد على مجلس النواب لإقرار الموازنة العامة، كون الإنفاق وفق القاعدة الاثني عشرية (إنفاق من غير موازنة) لا يجوز قانوناً إلا في الشهر الأول من السنة المالية، إذ يفترض إقرار موازنة عامة تضبط الإنفاق، بحيث لا يجوز تجاوز سقف الإنفاق المدرج في الموازنة إلا بموجب قوانين يقرها مجلس النواب. وعلى الرغم من تريث «المستقبل» في إبداء موقف مؤيد أو معارض لتفعيل حكومة تصريف الأعمال وإعلان قراره النهائي بخصوص الدعوة التي وجهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لحكومة تصريف الأعمال لدراسة موازنة العام 2019، وإحالتها إلى البرلمان لإقرارها، إلا أن أجواء «المستقبل» لا تستبعد المشاركة. وقالت مصادر مواكبة مؤيدة لإقرار الموازنة العامة في الحكومة وإحالتها إلى البرلمان لإقرارها، إن «إقرار الموازنة في حكومة تصريف الأعمال لن يترتب عليه أي ضرر سياسي على الحريري، كونه رئيس حكومة تصريف الأعمال، وهو الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة العتيدة». وشددت المصادر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على أنه وفق القانون اللبناني «لا يمكن الإنفاق وفق القاعدة الاثني عشرية إلا في شهر يناير (كانون الثاني)»، مذكرة بتصريحات لوزير المال علي حسن خليل عندما زار الحريري منتصف الأسبوع، وحذر من أنه «إذا تأخر تشكيل الحكومة شهراً إضافياً، فقد لا تتوفر الأموال لوزارات كثيرة، وعندها سنكون مضطرين لإيجاد سبل لتأمينها».

ويعد هذا الاستحقاق المالي داهماً على لبنان، في ظل التعقيدات التي تحيط بعملية تشكيل الحكومة، وتحديد أكثر من موعد لإعلانها من غير أن تفرج الخلافات السياسية عنها. لكن رغم ذلك، يُحاط الأمر بانقسامات داخلية. وأعلن عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون «أن تفعيل حكومة تصريف أعمال أمر غير وارد، بل هي بداية فكرة طرحت بموضوع واحد محصور بالموازنة يستند إلى الاجتهاد الذي حصل عام 1969». في المقابل، تدفع كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها الرئيس نبيه بري باتجاه إقرار الموازنة في حكومة تصريف الأعمال، حيث أكد النائب ميشال موسى «ضرورة إقرار موازنة مجلس النواب»، مشيراً إلى «أهمية أن تجتمع الحكومة من أجل أهداف محددة، وأهمها إقرار الموازنة، خصوصاً أن الحكومة لا تزال معطلة». وقال إنه «في حال استمر التعطيل لا يمكن للبلد أن يبقى مشلولاً، وأن يعطل عمل مجلس النواب بسبب التأخر في تأليف حكومة جديدة».

بدوره، قال عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب فادي علامة، إن «دعوة بري لتفعيل حكومة تصريف الأعمال لها أهداف مهمة لتسريع الموازنة، وقد تبيّن أنّ الأمور في الملف الحكومي تأخذ وقتاً». وأعرب عن اعتقاده بـ«أنّ التوجه هو لتفعيل حكومة تصريف الأعمال، وهناك إشارات توحي بأنّ الحريري سيسير بهذا الأمر، والدعوة اليوم محدّدة بإقرار الموازنة». وتلاقي «القوات اللبنانية» نواب «حركة أمل» في هذا التوجه، حيث أكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب ماجد إدي أبي اللمع: «إننا مع تفعيل حكومة تصريف الأعمال لأن بعض الأمور لا تحتمل الانتظار». وأعرب عن تشاؤمه حيال تشكيل الحكومة، مشيراً إلى «أن اتهام رئيس الحكومة المكلف كلام مجحف في حقه». ورأى «أن العقدة السنية أسبابها داخلية وخارجية»، معتبراً «أن طروحات أعداد الوزراء للاستهلاك المحلي، وليست اقتراحات جدية، وهي للابتعاد عن العقدة الفعلية». وظهر أمس أنه لم يطرأ أي جديد على مساعي حل عقدة تشكيل الحكومة، وغرد عضو «اللقاء التشاوري» النائب عبد الرحيم مراد عبر «تويتر» قائلاً: «مطلوب سرعة تشكيل الحكومة، لمعالجة المشكلات المتعددة التي يعاني منها الوطن. ونحن نرى أن المبادرة الأولى معنا كـ(لقاء تشاوري) قد توقفت لأسباب معروفة. وما زلنا عند موقفنا بتقديم ثلاثة أسماء (حسن مراد، عثمان المجذوب وطه ناجي) كذلك ستة نواب، ويمكن اختيار أحد الشخصيات التسع ليمثل (اللقاء التشاوري) حصراً». بدوره، رأى نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، أنّ الذهاب إلى حكومة من اثنين وثلاثين وزيراً يشكل الحل الأنسب لإنهاء الأزمة الحكومية الراهنة، مستغرباً عدم القبول بهذا الاقتراح الذي ينهي أيضاً عقدة تمثيل جميع الأقليات. وفي حديث إذاعي، شدد الفرزلي على وجوب تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، مبدياً تفاؤله، وأضاف: «الأجواء السلبية التي تبث بأن البلد يعيش عظائم الأمور غير واقعية، وعلينا النظر إلى الأجواء الإقليمية التي تنذر بإيجابية قادمة».

 

هرب من القسم ؟ !

الشيخ حسن سعيد مشيمش/فايسبوك/06 كانون الثاني/19

مسؤول عسكري من أقاربي برتبة عالية في حزب ولاية الفقيه يقاتل في سوريا مع حزبه سألته هل تُقْسِم لي قَسَمَ الإمام علي عليه السلام وهو : أبرأ من حول الله وقوته إلى حولي وقوتي إن كنتُ كاذباً في قولي التالي: نحن في سوريا نقاتل داعش والتكفيريين السوريين فقط ولا نقاتل غيرهم من الأحزاب والفصائل السورية المعارضة لبشار الديكتاتور؟

 فأجابني قريبي بقوله : كلا لا أُقْسِم بذلك لأننا نحن في سوريا نقاتل كافة أنواع المعارضة السورية التي تريد إسقاط نظام بشار سند المقاومة.

فقلت له : إذن يا قريبي إن حسن نصر الله يكذب على الشيعة وعلى اللبنانيين وعلى العالم أجمع.

فقال لي يا شيخنا العزيز يبدو أنك لم تَتُب من 5 سنوات سُجِنْتَ فيها بسجون وزنازين سوريا ولبنان !!!! يا شيخنا إرحم نفسك ، وإرحم أسرتك ، وإرحم إخوتك ، إرحمنا من مواقفك التي استنزفت أعصابنا جميعا وورطتنا بمواجهة مع المقاومة ولن نتخلى عن المقاومة لأجل مظلوميتك !!!

قلت له : سحقا لهكذا مقاومة سأهاجر ولم يعد لي مكان بينكم

{ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

آية (26) سورة العنكبوت.

سأخرج من بلدكم خوفا من بطشكم كما خرج نبي الله موسى عليه السلام { فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ؛ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ }

آية (22) سورة القصص.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

 القاهرة: مقتل ضابط خلال تفكيك عبوة قرب كنيسة

القاهرة/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19/أفاد التلفزيون الرسمي المصري بأن ضابطاً في الشرطة قُتل أمس السبت أثناء محاولته تفكيك عبوة ناسفة عُثر عليها قرب كنيسة بعزبة الهجانة في حي مدينة نصر شرق القاهرة، وذلك قبل أقل من يومين على احتفال المسيحيين الأرثوذكس في مصر بعيد الميلاد. وأشارت وكالة «رويترز» إلى أنه لم تعلن أي جهة فوراً مسؤوليتها عن الحادث. لكن جماعة «داعش» الإرهابية كانت قد هددت قبل أيام باستهداف المسيحيين في مصر خلال العيد. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر بمديرية أمن القاهرة أن الانفجار أسفر عن مقتل ضابط مفرقعات وإصابة آخر أثناء فحص الحقيبة ومحاولة تفكيك العبوة الناسفة. وفرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً في موقع الانفجار، كما انتشرت قوات تفكيك المفرقعات والحماية المدنية لتمشيط المنطقة بحثاً عن أي عبوات أخرى قد تكون مزروعة في محيط الكنيسة المستهدفة.

 

الجامعة العربية أجلت اجتماع المندوبين لاعادة عضوية سوريا

وكالات/الأحد 06 كانون الثاني 2019/نقلت وكالة الأنباء الألمانية "د ب ا" عن مصادر من داخل جامعة الدول العربية أنه تم "تأجيل اجتماع المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، الذي كان مقررا، أن يعقد اليوم، في القاهرة، ويبحث في قضية إعادة عضوية سوريا، في الجامعة العربية. ومن المقرر، أن يبحث اجتماع الأربعاء المقبل، في الترتيبات الخاصة بالقمة العربية- الأوربية، المقرر انعقادها في شرم الشيخ في مصر، يومي 24 و25 شباط/فبراير المقبل".

 

 مناورات عسكرية روسية إيرانية في بحر قزوين

لندن/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19/قال قائد القوات البحرية الإيرانية حسين خانزادي، اليوم (الأحد) إن إيران وروسيا تستعدان لإجراء مناورات بحرية مشتركة في بحر قزوين، تشمل مناورات للإنقاذ ومواجهة القرصنة. ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن خانزادي قوله: «يجري الإعداد لمناورات حربية للإنقاذ، ومواجهة القرصنة بين القوات البحرية الإيرانية والروسية، وسيتم تنفيذها في المستقبل القريب». وكرر خانزادي معارضة إيران للوجود العسكري من أي دولة من خارج المنطقة في بحر قزوين، قائلاً: «كل الدول على بحر قزوين لديها نفس التوجه». وأجرت إيران وروسيا عدداً من المناورات البحرية في بحر قزوين، بما في ذلك في عامي 2015 و2017. وتربط إيران وروسيا علاقات وثيقة، بما في ذلك الدور الذي يلعبانه في سوريا، حيث تدعمان رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب المندلعة بالبلاد. وكانت روسيا قالت، العام الماضي، إنها ملتزمة تماماً بتعميق العلاقات مع إيران، رغم القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية، وإعادة فرض عقوبات على إيران.

 

واشنطن ترهن انسحابها من سوريا بهزيمة «داعش» وسلامة الأكراد

تل أبيب/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19/قال جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي، اليوم (الأحد)، إن الولايات المتحدة ستجعل انسحابها من سوريا مرهوناً بتطمينات تركية بشأن سلامة الأكراد، وإنها ترغب أيضاً في إجراءات لحماية القوات الأميركية أثناء الانسحاب. وأضاف بولتون في تصريحات للصحافيين خلال زيارة لإسرائيل، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «يريد تدمير خلافة (داعش)»، في إشارة إلى التنظيم المتطرف في سوريا. وتابع: «سنناقش الانسحاب من سوريا مع إسرائيل وتركيا خلال جولة إقليمية». وأكد بولتون أن الولايات المتحدة لا تريد أن تتحرك تركيا عسكرياً في سوريا إلا بتنسيق كامل مع واشنطن. وتهدد تركيا بشن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، حيث تعتبر «وحدات حماية الشعب الكردية» السورية امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه أنقرة تنظيماً إرهابياً.

 

 «النصرة» تقترب من حلب وتتوسع في إدلب

بولتون يحذّر دمشق من استعمال الكيماوي... ويحسم في تل أبيب مصير قاعدة «التنف»

/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19/وصلت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) إلى مشارف مدينة حلب شمال سوريا بعد سيطرتها على مواقع كانت خاضعة لـ«حركة نور الدين الزنكي» إثر معارك استمرت أربعة أيّام وأدّت إلى مقتل أكثر من مائة مسلح.

وقالت مصادر معارضة إن محادثات جرت أمس بين «الهيئة» و«الجبهة الوطنية للتحرير» في ريف إدلب بعد سيطرة الأولى على مناطق واسعة كانت تابعة لفصائل أخرى. على صعيد آخر، حذر جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي دمشق من مغبة اعتبارها الانسحاب الأميركي المتوقع دعوة لاستخدام الأسلحة الكيماوية. وقال بولتون للصحافيين على طائرة نقلته إلى تل أبيب: «ليس هناك تغير على الإطلاق في موقف الولايات المتحدة، وأي استخدام من جانب النظام السوري لأسلحة كيماوية سيقابل برد قوي للغاية... كما فعلنا في مرتين سابقتين». وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تريد الاستماع من إسرائيل والأردن قبل اتخاذ الخطوات التالية في شأن مصير قاعدة التنف. إلى ذلك، أفاد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية السفير محمود عفيفي، بأن الجامعة لم تتلق أي طلبات من أعضائها بشأن إنهاء قرار تعليق عضوية دمشق. وقال عفيفي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه «كان مقرراً انعقاد اجتماع دوري عادي على مستوى المندوبين في مقر الجامعة بالقاهرة اليوم وتم تأجيله»، لكنه لم يوضح أسباب الإلغاء.

 

لا توافق حول حقائب الحكومة العراقية الأربع المتبقية قبل يومين من استئناف البرلمان جلساته

الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19/يستعد البرلمان العراقي لاستئناف جلساته الثلاثاء على وقع استمرار الخلافات بشأن ما تبقى من وزارات في حكومة عادل عبد المهدي وعددها أربع وهي الدفاع والداخلية والعدل والتربية. وبينما لا يلوح في الأفق ما يؤكد توصل الكتل السياسية خلال فترة العطلة التشريعية للبرلمان إلى نتائج بشأن الوزارات الشاغرة بسبب عمق الخلافات فإنه وطبقا لقيادي في كتلة المشروع العربي التي يترأسها خميس الخنجر فإن الخلاف حول وزيرة التربية شيماء الحيالي لم يتزحزح عن مكانه. وأبلغ القيادي المذكور «الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه أو صفته، أن «كتلتنا تقدمت بمرشحة بديلة عن الوزيرة التي تم التصويت عليها ولكنها لم تؤد اليمين الدستورية حتى الآن في حال لم تؤد اليمين»، مبينا أن «الكتلة لم تسحب الوزيرة خصوصا بعد أن تم التصويت عليها وما زالت الكتلة تنتظر رأي البرلمان ففي حال سمح لها بأداء اليمين فهي مرشحتنا بصرف النظر عما تم تعاطيه من معلومات وفيديوهات وفي حال لم تمض فإن الكتلة متمسكة بحصتها». وأوضح أن «الكتلة قدمت مرشحة جديدة لحقيبة التربية وهي أستاذة جامعية من الموصل في حال تعذر تأدية شيماء الحيالي اليمين الدستورية» بعد أن وضعت استقالتها في تصرف عبد المهدي إثر تداول فيديو دعائي لتنظيم داعش يظهر فيه أحد أشقائها. إلى ذلك، أكد كاظم الشمري، رئيس كتلة ائتلاف الوطنية في البرلمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التوقعات تشير إلى إمكانية تمرير باقي المرشحين برغم أن الأمور ليست محسومة تماما بين الكتل». وأضاف الشمري أن «ائتلافنا طلب من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي التريث في تقديم بقية الأسماء حتى يتم البت بالطعن الذي قدمه مرشحنا لحقيبة الدفاع فيصل الجربا بشأن دستورية جلسة التصويت» التي فشل فيها. وأضاف الشمري: «في الوقت الذي قدمنا عدة مرشحين لمنصب وزارة الدفاع بوصفه من حصة (الوطنية) فإننا ما زلنا نؤكد أن الجربا هو مرشحنا الأساسي وأنه لا بد من انتظار رأي المحكمة الاتحادية التي لها القول الفصل في تمرير ترشيحه من عدمه». بدوره، أكد النائب عن كتلة المحور الوطني، مقدام الجميلي، أن رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري هو الأقرب لتقديم اسمه إلى مجلس النواب كمرشح لحقيبة الدفاع. وقال الجميلي في تصريح، يعكس حجم الخلاف بين كتلتي الإصلاح، التي تنتمي إليها «الوطنية»، وكتلة البناء التي ينتمي إليها «المحور الوطني»، أن «الحوارات ما زالت مستمرة بشأن مرشح حقيبة الدفاع»، مبينا أن «هنالك عدة مرشحين تم تقديمهم من قبل المحور الوطني على اعتبار أن المنصب هو حصة مكون». وأضاف أن «عدد المرشحين إلى المنصب تجاوز الـ12 بينهم قيادات عسكرية»، مشيرا إلى أن «هذه الأسماء قدمت إلى رئيس مجلس الوزراء لاختيار الأنسب منهم لعرضه أولا للتصويت». وتابع الجميلي أن «الشخصية الأقرب لطرح اسمه للتصويت على المنصب هو سليم الجبوري، لكن القرار في النهاية هو لعبد المهدي» لافتا إلى أن «الحديث عن مقترح تقديم عدة أسماء والتصويت عليها داخل الجلسة هو مقترح بعيد التحقق على اعتبار أنه سيعقد العملية وبحاجة إلى تصويت سري». في غضون ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي» استعدادها لتقديم الدعم لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لا سيما في برنامجها الذي يركز على الاستقرار والإعمار والمصالحة. وقال بيان لمكتب عبد المهدي لدى استقباله أمس رئيسة بعثة الأمم المتحدة الجديدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت إن عبد المهدي «أعرب عن تقديره للدور الإنساني الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة في العراق ودعمها لجهود الحكومة في ترسيخ حالة التعايش السلمي بين العراقيين وبسط الأمن والاستقرار في عموم محافظات العراق وإعادة النازحين إلى ديارهم».

من جهتها، أعربت المسؤولة الأممية عن «ارتياحها لحالة الاستقرار التي يشهدها العراق وعن شكرها للتعاون والتسهيلات التي تقدمها الحكومة لبعثة المنظمة الدولية».

 

البرلمان المصري يدرس استبعاد الشركات التركية من المناقصات الحكومية وطلب إحاطة برلماني لإبعادها عن قطاعات «حساسة»

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19/يدرس البرلمان المصري طلب إحاطة تقدم به أحد أعضائه لإلزام الحكومة باستبعاد الشركة التركية من «الدخول في مناقصات تتعلق بقطاعات حساسة في الدولة». وبحسب ما قاله صاحب الدعوة النائب الدكتور إبراهيم حجازي لـ«الشرق الأوسط»، فإنه تقدم بطلبه، أمس، رغبة في «حماية أمن مصر القومي». وشرح حجازي أن «معلومات توافرت لديّ بأن نصف المناقصات تقريباً التي تجري بشأن تركيب أنابيب للبترول والغاز الطبيعي في مياه المتوسط تحصل عليها الشركات التركية». وخفضت القاهرة وأنقرة علاقاتهما الدبلوماسية منذ عام 2013، بسبب موقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المناهض لـ«ثورة 30 يونيو (حزيران) التي أطاحت بحكم الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، بعد احتجاجات شعبية واسعة ضد استمراره في الحكم، وإطلاقه عدداً من التصريحات التي عدتها مصر «عدائية»، وقررت استدعاء سفيرها إلى القاهرة، وطرد سفير أنقرة. وربط حجازي بين التجاذبات المصرية - التركية بشأن عمليات التنقيب عن الغاز في مياه المتوسط وتقدمه بطلبه، إذ أشار إلى أن «أطماع الدولة التركية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً بعد اكتشافات الغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر المتوسط، ازدادت، بالإضافة إلى احتضانها أعضاء الجماعة الإرهابية المحظورة». وحذر النائب من «اطلاع مؤسسات تركية على معلومات تفصيلية حساسة بشأن أنابيب الغاز والبترول الممتدة بطول المياه الإقليمية المصرية، وطريقة ربطها بموانئ البحر المتوسط». وتبادلت مصر وتركيا، في فبراير (شباط) 2018، رسائل استعراض القوة في البحر المتوسط، على خلفية خلافات علنية بشأن حقوق الطرفين في التنقيب عن الغاز والموارد الطبيعية الأخرى في مياهه، ونفذ الجيش المصري، خلال الشهور الماضية، أكثر من تدريب على حماية «سفن التنقيب عن الغاز في وسط المياه»، و«الأهداف الاقتصادية البحرية». وكذلك فإن تركيا قالت على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، في فبراير الماضي، لصحيفة «كاثيميريني» اليونانية، إن بلاده تخطط للبدء في أعمال تنقيب عن النفط والغاز شرق المتوسط، وعدّ «الاتفاقية المبرمة بين مصر وقبرص بشأن التنقيب لا تحمل صفة قانونية». ودافعت مصر، آنذاك، عن سلامة موقف اتفاقيتها مع قبرص، وقالت الخارجية إنه «لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها، وإنها تتسق وقواعد القانون الدولي، وتم إيداعها كاتفاقية دولية في الأمم المتحدة، وإن أي محاولة للمساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية في تلك المنطقة تعتبر مرفوضة، وسيتم التصدي لها». وقال النائب حجازي، أمس، إنه ينتظر إحالة طلبه إلى لجنة الطاقة في البرلمان بعد نحو أسبوع، لأن لجان المجلس في إجازة حالياً، وعلى أثر ذلك يتم تحديد موعد لمناقشة بيانه، بحضور الوزير المسؤول.

 

الزياني يؤكد التزام قادة الخليج على وحدة مجلس التعاون

الرياض/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19/أكد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني التزام قادة دول مجلس التعاون بمبادئ وأهداف مجلس التعاون وتعزيز دوره الحالي والمستقبلي والحفاظ على وحدته، وتسخير طاقاته لخدمة مواطني دول المجلس، والحفاظ على أمن واستقرار دوله الأعضاء والمنطقة في مواجهة كل التحديات. وشدد الأمين العام على حتمية الاستجابة الخليجية المشتركة في مواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن التاريخ خير دليل على أن الأمم التي نجحت هي التي كانت قادرة على بناء تحالفات قوية وثابتة على أسس متينة.

جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبد اللطيف الزياني، اليوم (الأحد)، أمام الدارسين في كلية القيادة والأركان السعودية في مدينة الرياض. وقال الزياني، إن الهدف الأسمى من تأسيس مجلس التعاون هو لتفعيل مبدأ الاستجابة المشتركة في مواجهة التحديات، وخلق تكامل أوثق بين الدول الأعضاء ذات الفكر المماثل والروابط المشتركة والمصير الواحد، مشيراً إلى أهمية العمل الذي يقوم به مجلس التعاون في دعم ومساندة دوله الأعضاء من خلال شبكة واسعة من المشاريع والمؤسسات الخليجية الناجحة في كل المجالات. وأشار الأمين العام إلى أن الاعتمادية المتبادلة قد أصبحت الركيزة الأساسية للتعافي والازدهار في كل أرجاء العالم، مؤكداً أن مجلس التعاون قد اجتاز هذا الاختبار منذ نحو 38 عاماً وهو النموذج الأفضل حالياً في المنطقة. وأضاف أن التحديات التي تواجهها المنطقة ما زالت قائمة، وإن تغيرت في شكلها فإن مضمونها باقٍ مثل عملية السلام بالشرق الأوسط، مؤكداً أن اليمن يبقى التحدي الأكبر لمجلس التعاون، حيث تواصل دول التحالف العربي لدعم الشرعية سعيها لتحقيق السلام لشعبه الكريم والقضاء على النفوذ الإيراني الذي يهدد أمنه واستقراره. وتحدث الأمين العام في كلمته عن الجهود التي يبذلها مجلس التعاون من خلال المنظومة التعاونية من أجل تعزيز أمن هذا التحالف، وذلك من خلال جملة من المبادرات والمشاريع الأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية وفي مجال السلامة والتعافي التي تنفذها. كما نوه الزياني إلى أن مشاريع البنى التحتية الرئيسية المشتركة التي نفذها مجلس التعاون بين الدول الأعضاء وفي مقدمتها تكامل شبكات الربط الكهربائي قد حققت وبكفاءة أهدافها الاستراتيجية المنشودة، مشيراً إلى تمكن مشروع الربط الكهربائي من تعزيز أمن إمداد الطاقة وزيادة اعتمادية وتعافي أنظمة الشبكات الخليجية بواقع 100 في المائة في تجنب الانقطاع الكامل أو الجزئي حيث تم تفادي أكثر من 1700 حادث انقطاع، منذ عام 2009م. وأضاف أن مجلس التعاون يدرك مدى الحاجة لتوسيع وتنويع وحماية القاعدة الاقتصادية لدول المجلس، وذلك من خلال عدد من المبادرات التي يقوم بها مثل السوق المشتركة والاتحاد الجمركي وحرية تنقل الأفراد والبضائع وتنقل العمالة. كما أشار الأمين العام في هذا الصدد إلى عدد من الأمثلة الإحصائية التي توضح ارتفاع عدد الأنشطة الاقتصادية بين دول المجلس، من بينها تضاعف عدد الشركات المساهمة ثلاث مرات، وتضاعف عدد البنوك التي تنتشر فروعها في دول المجلس بواقع أربعة أضعاف، منوهاً بارتفاع رأس المال من 16 مليار دولار أميركي إلى 265 مليار دولار، وارتفاع حجم التجارة البينية من 6 مليارات دولار أميركي إلى 133 مليار دولار. ونوه الدكتور عبد اللطيف الزياني إلى الدور الفاعل الذي يقوم به مجلس التعاون على الصعيدين الإقليمي والعالمي من خلال تقديم النصح والمشورة للحلفاء الإقليميين والدوليين، إلى جانب المساعدات الإنسانية التي تقدمها دول المجلس إلى دول العالم كافة. وقال إن حلفاء مجلس التعاون والشركاء الدوليين يرغبون في أن يواصل مجلس التعاون كتحالف إقليمي دوره الحيوي في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها، مؤكداً أن بقاء المجلس قوياً يخدم مصالح دوله ودول المنطقة عموماً.

 

كندا تحقق في جمع «تبرعات» للجيش الإسرائيلي

تل أبيب/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19/بمبادرة من اللاجئ الفلسطيني إسماعيل زيد، انفجرت في كندا أمس وأول من أمس، قضية سياسية تتعلق بتبرعات قانونية وأخرى غير قانونية لصالح الجيش الإسرائيلي وتمويل مشاريع عدة تابعة له، بضمنها إقامة قاعدة عسكرية في النقب. ويقف في مركز هذه القضية فرع المؤسسة اليهودية العالمية، «كيرن كييميت» (الصندوق الدائم لإسرائيل)، التي تبين أنها ربما تكون قد خالفت القانون الكندي بجمع التبرعات للجيش الإسرائيلي. وقالت مصادر إسرائيلية في تل أبيب، أمس، إن تحقيقات قامت بها سلطات الضريبة في أوتاوا، أشارت إلى أن الصندوق موّل مشاريع للجيش الإسرائيلي من أموال التبرعات التي جمعت في كندا، إضافة إلى مشاريع تشجير يقوم بها الصندوق في الضفة الغربية المحتلة. يشار إلى أن القانون الكندي لا يمنع المواطنين الكنديين من التبرع للجيش الإسرائيلي عن طريق وزارة الأمن الإسرائيلية، إلا أنه يمنع «المنظمات الخيرية» المعفية من الضرائب من مساعدة جيوش أجنبية، كما يمنعها من الحصول على إعفاء ضريبي لقاء هذه التبرعات. وبحسب خبراء كنديين، فإنه في إطار التبرعات تم تحويل أموال لتطوير قاعدة عسكرية في كيبوتس «سديه بوكير» وسط منطقة النقب الصحراوي جنوب إسرائيل وتمويل تأهيل الشبيبة (غدناع) للخدمة العسكرية. في المقابل، ادعى الفرع الكندي لـ«الكيرن كييميت» أنه تم تمويل مشاريع للجيش في السابق، حيث لم يكن يعرف نص القانون، وإنه توقف في العام 2016 بعد أن تبين أن ذلك مخالف للقانون. وقالت المستشارة لحل الخلافات، مايغن مكنزي، إنها فوجئت باكتشاف «تورط كيرن كييميت بتمويل الجيش الإسرائيلي». وأكدت أنها عرفت تفاصيل هذه القضية بالتدريج وصدمت كل مرة من جديد، إذ تعرفت على تفاصيل إضافية خصوصاً بشأن مشاريع زرع الأشجار خارج الخط الأخضر وفي مناطق الضفة الغربية المحتلة. وكان أول من أثار الموضوع لاجئ فلسطيني يدعى إسماعيل زيد، وهو يعيش في كندا، مواليد قرية بيت نوبا قضاء الرملة، والتي تعتبر واحدة من ثلاث قرى فلسطينية منكوبة، دمرها الاحتلال الإسرائيلي عن بكرة أبيها وهجر أهلها عام 1967 (عمواس ويالو وبيت نوبا)، وبنى على أنقاضها مستوطنة «مفو حورون» وحديقة قومية عامة تدعى «بارك كندا». وقال زيد إنه قدم شكاوى مراراً لسلطات الضريبة الكندية ضد نشاط «الكيرن كييميت» في السنوات الأربعين الأخيرة، وكان يتلقى إجابات بأن الموضوع قيد التحقيق. وقد بينت الوثائق التي كشفت في كندا، في اليومين الأخيرين، وتم عرضها على سلطات الضريبة الكندية، أن المشاريع التي جُمعت لها تبرعات شملت أيضاً: إقامة مبنى لزيارات ذوي الجنود في قاعدة عسكرية للجيش الإسرائيلي، خطة لتطوير شارع قرب الحدود مع مصر لتسهيل تحرك قوات الأمن الإسرائيلية في المنطقة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الخليج وخطاب تحريم تهنئة غير المسلمين

 عبد الحميد الأنصاري/منبر الشفّاف/06 كانون الثاني/19

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم باحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، تغمره أجواء الفرحة والتهاني والتمنيات الطيبة بالعام الجديد، ينشط خطباء الجمعة، ومواطنون تتملكهم الغيرة الدينية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محذرين من تهنئة غير المسلمين في مجتمعنا الخليجي، بأعياد الميلاد أو المشاركة فيها، بحجة أنها من المنهيات الدينية المحرمة. لا يزال هذا الخطاب الذي يغذي الكراهية، ويقيم حواجز نفسية واجتماعية ودينية، يتكرر كل عام، في مجتمعات خليجية مشدودة إلى فقه البداوة وأعرافها، بعد أن تجاوزتها المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى… فهل لهؤلاء المتشددين أي سند شرعي صحيح؟ وهل يحرم الإسلام تهنئة غير المسلمين ومشاركتهم أعيادهم، بينما هم يسارعون إلى تهنئة المسلمين ومشاركتهم أعيادهم؟! هؤلاء، يعتقدون أن التهنئة أو المشاركة تتضمن إقراراً بصحة معتقدهم، أو التشبه بهم، أو الموالاة المحرمة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء”.

والحقيقة أنهم حرموا مباحاً، وتشددوا في غير موضعه، وليس من منهج الإسلام التوسع في التحريم، لأن الأصل العام في المعاملات والأشياء والتصرفات والعلاقات بين البشر، هو الإباحة، وجاء النص القرآني الصريح مؤكداً “أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ”، فهل من البر مقاطعتهم، وهل من الإقساط عدم إجابة دعوتهم؟!

وقديماً أجاب العلامة الشهير السيد محمد رشيد رضا، حين سئل عن زيارة ومشاركة النصارى أعيادهم وتهنئتهم: إن مصالح أهل الوطن الواحد مرتبطة بمحاسنة بعضهم بعضاً، وأن الذي يسيء معاملة الناس يمقته الناس فتفوته جميع المصالح، وإذا أسند سوء المعاملة إلى الدين، يكون ذلك أكبر مطعن في الدين، فلك أيها السائل ولغيرك من المسلمين أن تزوروا النصارى في أعيادهم، وتعاملوهم بمكارم الأخلاق أحسن مما يعاملونكم، فإنه مطلوب لذاته مع حسن النية.

أما ما استندوا إليه من حجج، فقد أخطأوا في فهمها، إذ لا تعني التهنئة أو المشاركة، إقراراً بصحة المعتقد، ولو كان ذلك صحيحاً، ما أقر نبينا عليه الصلاة والسلام معاهدة المدينة مع اليهود، أما شبهة التشبه المنهي عنه، فذلك في “المسلكيات” المخالفة للدين في الشرب والملبس والعلاقات بين الجنسين، إذ لكل أمة هويتها الدينية والثقافية، لا الأمور العامة المشتركة بين البشر، كالتهنئة أو المشاركة في الفرح، وليتنا كنا قادرين على التشبه بهم في تقدمهم.

القرآن الكريم احتفى بمولد عيسى عليه السلام “إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ”، فما المانع من المشاركة في الاحتفال بميلاده؟ وهو الذي بشر بقدوم نبينا “وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ”؟ كيف نقاطع العالم ولا نشاركهم أعياد البهجة والسرور بمولد السيد المسيح، وقد قال نبينا “أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم”، كما صام عاشوراء يوم صوم اليهود، وقال “نحن أولى بموسى عليه السلام”؟

أما الموالاة المحرمة، فتلك مع الأعداء، كما في سياق الآية، لا مع الأصدقاء والحلفاء المسالمين، وإلا لو كانت كل موالاة محرمة، ما أباح لنا الله تعالى المصاهرة بالكتابية، ويكون أخوها خال أولادي، فكيف لا يهنئون أمهم وخالهم؟ وكيف تحرم موالاة من قال تعالى فيهم “وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى”؟! ختاماً: علاقة المسلم بغيره تقوم على الرحمة والبر والتواصل والتعايش السلمي، والخليج الذين انفتح عبر التاريخ على الآخرين، من غير عقد كراهية أو استعلاء، أولى بهذا التواصل الإيجابي مع المقيمين غير المسلمين الذين يشكلون الأغلبية.

وفِي قطر التي تستنفر الجهود لاحتضان المونديال العالمي، واستقبال العالم، فإن تهيئة الأجواء الاجتماعية الودية، ونشر التسامح الديني، يعدان أولوية، ويجدر بالجهات الدينية الخليجية أن تنفتح على الآخرين، وتبادر بتهنئة غير المسلمين إبرازاً لمحاسن الإسلام، وغرس قيم المودة والتآخي الإنساني، ولها في الأزهر الشريف الذي يرسل وفداً من العلماء للتهنئة قدوة طيبة، وفي فتوى فضيلة الشيخ القرضاوي الإيجابية سند ودعم.

 

أوهام الهويات المجروحة الطاحنة

منى فياض/الحرة/06 كانون الثاني/19

سبق أن أشرت إلى الحادثة التي تعرضت لها عندما كنت في السابعة من عمري؛ سألتني معلمة الصف في مدرسة ذات طابع مذهبي معين، عن طائفتي. وهي كانت توجه السؤال نفسه إلى جميع بنات الصف، فتقف واحدتهن وتجيب بكل ثقة عن مذهبها السائد في المدرسة. لكني لم أكن على مثل هذه الثقة إذ كنت أعي أنني أنتمي إلى مذهب مختلف عن مذهبهن وأنني أمثّل أقلية بينهن وأن إجابتي سوف تكون إشهارا لاختلافي وربما سببا غير مباشر لتغير نظرتهن إليّ أو لنبذي! وأنا لم أكن أريد أن أكون مختلفة عنهن. ربما لشعور خفي ومضمر بأن نظرتهن إلى طائفتي المختلفة فيها بعض التمييز الحامل لنوع من الاستعلاء. لذا جعلني توجسي من اختلافي أجيبها أنني لا أعرف ما هي طائفتي أو مذهبي وأصررت على هذه الإجابة رغم استغرابها.

طائفتنا في هذا البلد تكاد تسبق اسمنا، على تذكرة الهوية التي لا يمكن أن تصدر دون تدوين المذهب.

لكن هذا المشهد انطبع في مخيلتي وجعلني أعرف تماما معنى الاختلاف ومعنى الهويات في معارك المذاهب اللبنانية، ومعنى النظرة التي تدين الاختلاف أو تعامله كدونيّ وكأقلوي. وجعلني ذلك أعي أن توجيه السؤال بهذه الطريقة، وجمع المعلومات هذا، فيه الكثير من التمييز الذي يقترب من العنصرية وهو أمر مؤذٍ للبنت الصغيرة التي كنتها ولو لم يكن مقصودا.

متى استعدت هذه الحادثة؟ استعدتها في العام 2002 عندما عملت على تقرير المراهقة العربية. ومن بين الحالات التي درستها كانت حالة شاب مسيحي قابلته في كلية التربية وهو أحد طلابها. اخترته من بين الحالات التي عمدت إلى تعيينها للدراسة من ضمن الكوتا المسبقة التي عملت على اختيارها لتمثل جميع المكونات اللبنانية، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الطائفية والسياسية بالطبع. اخترته لأنه ينتمي تحديدا إلى تيار القوات اللبنانية. لكن هذا الشاب لم يخف فقط من الاعتراف أمامي بانتمائه الحزبي، لا بل شعرت خلال المقابلة بمدى القمع الذي يتعرض له والشعور المقلق بالاضطهاد والتمييز وانعدام القدرة على إظهار الاختلاف وإشهاره للنتائج السلبية التي قد تنتج عنه.

في لبنان نتبادل أدوار التمييز ودورات الغلبة والتفوق وكل طائفة أو فئة تمر بمرحلة تعتقد فيها أنها أكثر تفوقا من الأخرى وأكثر أحقية بالاستئثار بالقرار لأنها متميزة ولأنها الأقوى ولأنها تنتمي إلى عالم آخر أفضل أو أطهر، ما يعطيها الشعور بالتميز عن بقية المواطنين.

وسوف أورد مثالين لإظهار معنى ما أقول: في العام 1990 اضطرتنا الظروف للسفر إلى مالطا بسبب ما عرف في منطقتنا بـ"حرب عون" (الرئيس الحالي ميشال عون). وكانت ابنتي في نهاية مرحلة دراسية وبدء أخرى وعليها الانتقال من الدراسة حسب النظام الفرنسي إلى النظام الإنكليزي، ولغة مدرستها اللبنانية الأولى هي الفرنسية. كان هذا سببا للنقاش الذي حصل بيننا وبين الراهبة المسؤولة عن المدرسة التابعة للكنيسة الكاثوليكية في مالطا حول المواد التي يمكن لابنتي اختيارها بحيث تسهل عليها فهم اللغة الإنجليزية من أجل النجاح في النظام الإنجليزي الجديد عليها. وفكرنا أن الدين مادة سهلة الاستيعاب ويمكنها أن تدرسها وأشرنا بذلك إلى الراهبة المسؤولة، التي نظرت بدورها إلينا مذهولة، ثم شزرا، وقالت ما هي ديانتكم؟ هل أنتم موارنة؟ قلت: إننا مسلمون!

فردت قائلة موارنة أو مسلمون الأمر سيان ـ ما دمنا غير كاثوليك! ـ الدين هنا مادة جدية فاختاروا مادة أخرى!

تساءلت في سري: ماذا كان سيشعر اللبناني الماروني لو كان في مكاني وسمع هذا الكلام؟ ألن يعده عزلا له عن العالم والثقافة التي يشعر أنه ينتمي إليها؟ ألم يصبح جزءا من الكنيسة الغربية؟ والبعض منهم يفاخر على المواطنين اللبنانيين بذلك ويشعر بالتفوق عليهم جراء ذلك؟

ثم ألم نسمع جميعنا النوادر التي أطلقت بعدما هاجر اللبنانيون ـ والمسيحيون من بينهم ـ (أقصد العاديين منهم وليس طبقة المثقفين أو السياسيين) إلى فرنسا ظانين أنهم سوف يستقبلون كمواطنين فرنسيين وكمنتمين إلى الثقافة الغربية! فيما تسببت لهم عاداتهم الثقافية اللبنانية بأنواع من سوء التفاهم مع محيطهم وجيرتهم. فلقد نقل أن فرنسية اضطرت مرة للجوء إلى الشرطة لكي تتخلص من جارتها اللبنانية التي تدعوها بإلحاح كلما التقتها في فسحة الدرج، على فنجان قهوة يوميا!

شعر المسيحيون حينها أن تمايزهم هو هنا في لبنان أما في فرنسا فهم عرب ولبنانيون. أي ينتمون إلى عالم آخر وثقافة أخرى.

الأمر نفسه ينطبق على الشيعة الذين يذهبون إلى إيران ويكتشفون أيضا أنهم أيضا يعاملون كعرب وبنوع من التعالي العنصري المعروف جيدا! والآن بنبذ وكراهية بسبب أدوار "حزب الله" والدعم المالي الذي يتلقاه من حكومتهم في ما يعتقدون أنه من حقهم.

وأكثر من عرف هذا الشعور هم شيعة العراق الذين هاجروا إلى إيران أثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية وتعرضوا للعزل في مخيمات، وسنّت قوانين تمنع تسهيل زواجهم بإيرانيات.

فلماذا لا يهاجر اللبنانيون الشيعة إلى إيران إذن؟ لماذا يتوجهون إلى الغرب للطبابة والتجارة ولتعليم أولادهم وللحصول على جنسيات!

وهذا الكلام ليس لتحريك مشاعر عنصرية أو شوفينية ولكن لكي أقول إن تمايز اللبناني وخصوصيته ووجوده نفسه لا يتحقق ولا يكتسب سوى هنا في لبنان، وإن انتماءه إلى لبنان هذا هو مصدر حمايته ومنعته وقوته وعزته وحقوقه، وليس أي انتماء آخر، ولا أي استقواء من أي نوع بالخارج مهما كان هذا الخارج من الدين نفسه أو الطائفة نفسها.

في لبنان لدينا صعوبات جمة ولا بد أن كل واحد منا تعرّض لحادثة من النوع المذكور أعلاه في لحظة ما من وجوده، وكل طائفة عرفت لحظات قوة أو لحظات ضعف. وعلى الأرجح لا بد أننا اختبرنا الجروح النفسية ومشاعر عدم الراحة هذه والتمييز في لحظات مختلفة من وجودنا.

لماذا أشير إلى تمييز يكاد يكون "عنصريا" عندما لا أستطيع أو لا أجرؤ إظهار اختلافي؟ وما الفرق بينه وبين التمييز العرقي؟ ـ ولو أنه لم يعد يصح الآن ـ ذلك أن النظرة إلى العرقية تغيرت الآن وهي لم تعد مؤسسة على النقاء العرقي والبيولوجي (بعدما تبينت أن أصولنا واحدة) بل استبدلت بـ"الهوية الثقافية الحقيقية". كما تم التخلي عن مفهوم اللامساواة لمصلحة المفهوم المطلق للاختلاف. وانتقل الخوف إلى ميدان اللاتمايز المستوعب ضمن سياق من الانحطاط.

إن عدم القدرة على إظهار الاختلاف هو الذي يثير الشعور بالانسحاق، وأن لا تتجرأ على إعلان اختلافك وأن تُقبل به وعبره كمساوٍ للآخرين. فالاعتقاد الذي ساد أن الإنسان يخاف من الاختلاف، وأن هذا يشكل جوهر العنصرية؛ لكن الممارسة أظهرت أنه غير صحيح. إن ما يخاف منه الإنسان هو اللاتمايز الذي ينتج التفتيت الاجتماعي، لماذا؟ لأن وحدة الكل تفترض تمايزه، أي وضعه بشكل تراتبي ـ شرط عدم الخلط بين التراتبية واللامساواة.

أما المساواة النافية لمبدأ الاختلاف فهي سبب الخوف المتبادل. يخاف الإنسان من "الهو ـ نفسه". لأن هذا يمحي وجوده ويصبح أقرب إلى رقم. وهذا هو منبع مشاكل التمييز العنصري.

لكن هناك خطر آخر وهو أن يشكل "الحق بالاختلاف" كنوع من إرادة للنبذ ـ كما تفعل لوپن في فرنسا ـ وكغطاء لنوع جديد من التمييز العنصري، تحت شعار "احترام الهوية والثقافة الخاصة بالجماعة"، الذي يكشف عن الخوف من الاختلاط.

وهذا ما أصبح ظاهرة لافتة بدأت منذ فترة بالحديث عن "ثقافة شيعية مختلفة"، وانتهت بالاقتناع بها مرحليا. والخوف من أن تعم باقي المكونات اللبنانية قبل استعادة الدولة لسيادتها.

 

بانتظار تبلور «مشروع عربي»...

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70812/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a8%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d8%b1-%d8%aa%d8%a8%d9%84%d9%88%d8%b1-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a/

تتضارب المعلومات، وكذلك التخمينات، عن الخطوات العملية التالية عربياً مع بدء العد التنازلي للقمة الاقتصادية العربية المنتظر أن تستضيفها، في وقت لاحق من الشهر الحالي، العاصمة اللبنانية بيروت. وثمة، في لبنان، من يسعى لأن تكون القمة مناسبة لإعادة تأهيل النظام السوري، مع أن الأمر من اختصاص جامعة الدول العربية التي هي الجهة الداعية.

الحقيقة أن هذه القمة تأتي وسط حالة من الغموض والترقّب على مختلف المستويات. فلا الدول العربية المثقلة بهمومها تبدو قادرة على إعداد تصوّر واضح للمستقبل، ولا التحالفات العربية الإقليمية - كما يظهر - متفاهمة في العمق على مقاربات إزاء تحدّيات من السذاجة التقليل من جدّيتها.

الأشهر المقبلة، ناهيك من تحسّب خبراء أسواق المال لأزمة مالية عالمية قد لا تقل خطورتها عن أزمة 2008، لا تؤشر لانفراجات على مستوى العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وبالأخصّ، الدول المطوّقة بـ«مثلث» إسرائيل وإيران وتركيا. ولئن كانت السياسات المالية، والحمائية خاصة، التي تعتمدها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تسهم بطريقة أو بأخرى في خلق ظروف مواتية لارتباك الأسواق، فإن السياسات الاستراتيجية إزاء المنطقة لا توحي: أولاً بمقاربة متماسكة نابعة من قناعات قوية، وثانياً بالتزام طويل الأمد من الحكمة الرهان عليه.

بالأمس، عندما دعا الاتحاد العمالي العام في لبنان إلى الإضراب العام، قال أحد كبار قادته: «نحن فقط نطالب بحكومة...»!

هذا كلام في ظاهره بسيط وبريء. وصحيح أن الحد الأدنى المطلوب توافره في أي دولة تعتبر نفسها مستقلة هو أن تكون فيها حكومة تسيّر أمورها، وتتحمّل مسؤولية ما يحدث فيها. إلا أن لبنان، المرشح لاستضافة القمة الاقتصادية المشار إليها، ما زال عاجزاً عن تشكيل حكومة... مع أن «الانتخابات» المفترض بها أن تفرز سلطة تشريعية تمهّد لسلطة تنفيذية تراقبها وتتكامل معها أجريت في مطلع مايو (أيار) الماضي!

نعم ثمانية أشهر مرّت ولا حكومة تحكم ولا سلطة تحاسب، وسط قلق وتراجع اقتصادي مخيف، وفراغ سياسي ما زال القادة السياسيون والدينيون والنقابيون غير مستعدين للتصارح بشأنه.

ليس هذا فحسب، بل إن بعض الساعين لاقتراح «تسويات» للخروج من هذا الفراغ هُم أيضاً جزء أساسي من مُسبباته، لا سيما أن التركيبة السياسية الحالية إنما قامت على مصالح آنية وحسابات كيدية لتمرير مرحلة من عُمر البلد، وانتظار تبدّل مفيد في المناخ الإقليمي. والقصد، من هذا الكلام، أنه لا توجد «قواسم مشتركة» حقيقية تجمع اللبنانيين، وبخاصة، أولئك الذين يزعمون أنهم «حلفاء»... وكل ما في الأمر، أن الظروف الحالية تفرض اصطفافات معيّنة مؤقتة ستسقط، عاجلاً أو آجلاً، بمجرّد تبدّل المشهد الإقليمي أو التعاطي الدولي مع المنطقة كلها.

إزاء هذه الخلفية يسعى الطرف المحسوب على رئيس الجمهورية المسيحي الماروني إلى الحصول على «الثلث المعطل» داخل الحكومة عبر تكبير دور الرئيس، ومن ثم، تهيئة الظروف لتسهيل مسألة وراثته من داخل «تياره» السياسي.

في المقابل، هناك «حزب الله»، وهو الطرف الأقوى واقعياً، لكنه أضعف من سابقه دستورياً. وهو يريد المحافظة على «الأمر الواقع» الذي يكفل له السلطة الفعلية عبر استمرار سيطرته على الأمن والسلاح، أولاً عن طريق شرذمة الجماعات الدينية والمذهبية الأخرى من الداخل، وثانياً منع الطرف الأول - أي «تيار» رئيس الجمهورية - من تعزيز استقلاليته والاستقواء بوضعه الدستوري.

ثم هناك معسكر رئيس الوزراء المكلّف الذي يشكل السنّة الثقل الأكبر فيه، وهو الآن يجد نفسه في موقف المتفرّج أمام صراع قوّتين لم يجمعهما، ولا يجمعهما أصلاً، أي هدف... سوى إضعافه وإنهاكه عن طريق تجاوز «اتفاق الطائف»، الذي صار جزءاً من دستور البلاد منذ 28 سنة، بعدما أنهى حرباً أهلية - إقليمية طالت نحو 15 سنة!

هذا الواقع اللبناني، لا يختلف كثيراً عن الواقع العراقي. ففي العراق أيضاً أزمة تعدّدية ونفوذ ضخم للقوى ذاتها التي تعزّز قبضة «حزب الله» في لبنان.

في العراق، أيضاً، إيران لاعب أساسي تعكس رغباته وطموحاته تنظيمات نافذة داخل «الحشد الشعبي» وبعض الكتل العراقية الطهرانية الولاء. وهنا، كما نشهد منذ شهور أيضاً، تعطّل تشكيل الحكومة لدى وصول الخلاف إلى ثلاث حقائب وزارية ذات أهمية سياسية وأمنية كبرى هي الداخلية والدفاع والعدل. هذا حصل بعدما نجحت القوى المحسوبة على إيران في إيصال مرشحها السنّي المفضل لرئاسة مجلس النواب المحجوز دستورياً للسُنة العرب. وهو مشهد يشبه تحمّس «حزب الله» في لبنان لـ«توزير» واحد من ستة نواب من السُنة، ومعارضته أن يكون هذا الوزير عضواً في حصة رئيس الجمهورية حيث يضمن الأخير «الثلث المعطل»! أما المكوّن الكردي، الذي كفل له الدستور رئاسة الجمهورية العراقية، فجرى تحييده مرحلياً، وسط «هدنة» غير معلنة في المسرح العراقي بين واشنطن وطهران.

وعبر المكوّن الكردي نصل إلى الوضع السوري.

ما يُلاحظ أن التعامل الأميركي على الأرض مع الحالة الكردية والوجود الإيراني في سوريا ما زال بعيداً جداً عن الوضوح. بل إن قرارات الرئيس ترمب، واستقالة وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس، ثم استقالة مسؤول ملف مكافحة «داعش» بريت ماكغورك، تزيد الصورة تعقيداً وغموضاً. ولعل الزيارتين الموعودتين لكل من وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي للشرق الأوسط تحملان جديداً، أقله بالنسبة لقيادات المنطقة، كي تكون على بينة من القراءات والحسابات الأميركية.

وضع منطقة شرق الفرات، بشمال شرقي سوريا، لا ينفصل عن الاتصالات الكردية مع نظام بشار الأسد. والتطورات توحي بأنه لن يخرج عن «ترتيبات» معيّنة يشارك فيها الأتراك شمالاً، والإيرانيون وسطاً، والروس غرباً، وربما الإسرائيليون جنوباً، في «سوريا الجديدة» المتروكة حتى إشعار آخر في عهدة مؤسسة الأسد الأمنية. في هذه الأثناء، يتشكل توجّه نحو إنهاء حالة الغياب العربي عن دمشق وملء الفراغ في سوريا. لكن الواقع، حتى اللحظة، يشير إلى حقيقتين مؤلمتين:

الأولى أن «إنهاء الغياب العربي» يحتاج إلى «مشروع عربي» غير موجود. والثانية أنه لا وجود إطلاقا لـ«فراغ» في سوريا... بل مصادرة كاملة لقرار السوريين المستقل.

 

 

سقوط الحقوق

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19

العام 1978، مددت الولايات المتحدة العمل بقانون حقوق النشر لمدة عشرين عاماً. هذه المهلة انتهت الآن، وأصبح في إمكان أي فرد، أو مؤسسة، طبع وتوزيع أي كتاب ينطبق عليه نهاية الحظر؛ أي آلاف المؤلفات الشهيرة التي كان ريع بيعها يذهب حصراً للورثة.

ثمة اسم عربي واحد سوف يتأثر بالقانون الجديد، أو بإلغاء القانون القديم: جبران خليل جبران. تقول «النيويوركر» إن كتاب جبران «النبي» هو الأكثر مبيعاً، بعد شكسبير والفيلسوف الصيني لاو تسي. ومنذ صدوره العام 1923، باعت طبعته الأميركية وحدها 10 ملايين نسخة، علماً بأنه مترجم إلى 40 لغة أخرى.

هناك لجنة خاصة بإرث جبران تأسست في مسقط رأسه بشري، حيث مدفنه و«متحفه». والمتحف شيء مزرٍ لا يليق بجبران، ولا بالثروة التي تركها لبلدته. ولم يكن على اللجنة فقط أن تعيد بناء متحف غير الذي بني في ثلاثينات القرن الماضي، بل أن تقيم متحفاً مهماً في قلب بيروت. فكم عدد اللبنانيين، في الخارج أو في الداخل، الذين يحملون اسم وشهرة جبران؟ وبدل أن تذهب ثروة المبيعات إلى بلدته وحدها، كان أفضل أن تذهب إلى تكريم صورته في كل لبنان. فالعالم يعرف أنه لبناني، أما مسقط رأسه، فتفصيل عادي مثل مسقط رأس بلزاك أو نجيب محفوظ أو يوسف إدريس. الأعلام يرفعون اسم وطنهم، لا قريتهم أو حارتهم.

أعادت وزارة الثقافة اللبنانية تأهيل المكتبة الوطنية التي دُمرت خلال الحرب. وقد أعلن الوزير الدكتور غطاس خوري عن سلسلة محاضرات فيها، يفتحها الداعي لكم بطول العمر. وسوف أدعو، قبل أي شيء، إلى جناح رمزي خاص، يضم الطبعات الأولى من أعمال جبران، وعدداً من لوحاته الرائعة، بدل أن تظل رهينة متحفه في بشري التي تبعد عن بيروت ساعتين على الأقل. يبقى شيء واحد: أنا مع إبقاء الحقوق محفوظة إلى الأبد، وأن تبقى للورثة، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات أو جمعيات خيرية. إنها ثروة يتركها الكاتب أو الشاعر لعائلته، إلا إذا أوصى بغير ذلك. ولا يعرف أحد حجم تلك الثروات من البلايين حول العالم. فهل من شك أن تولستوي وبوشكين وغوركي جزء من ثروة روسيا؟ الأديب العربي معرض للسرقة في بلاده، وللتزوير والنهب، كأنما لا يكفيه ما هو فيه. أما أدباؤنا المتَرجمون، فكانوا محميين حتى الآن بقوانين العالم، وها هي تبدأ بالسقوط.

 

أصولية سيد قطب ومصدرها القادياني

علي العميم/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19

اعتمد سيد قطب في كتابه «السلام العالمي والإسلام» على مصدرين أساسيين عمّا عليهما وأخفاهما عن القارئ، هما: كتاب مولاي محمد علي «الإسلام والنظام العالمي الجديد»، وهو الكتاب الذي عرفه وألّفه وخبره وسبق له أن استفاد منه كثيراً في استلهام جوانب من الفكر الإسلامي الأصولي المحدث، وكتيب المودودي «الجهاد في سبيل الله» الذي كان مترجماً من الأوردية إلى العربية حديثاً، وكانت الأطروحة التي تضمنها الكتاب حول مسألة الجهاد جديدة عليه. ومع اعتماد سيد على المصدر الأول حتى في قضية المنافحة عن الجهاد إلا أنه لم يتبعه في رأيه بالقول: إن الجهاد هو جهاد دفاعي وليس جهاداً هجومياً، وهو الرأي الذي كان هو عليه قبل تأليفه كتاب «السلام العالمي والإسلام»، وتبع رأي المصدر الثاني الذي يقول بأن الجهاد جهاد هجومي وليس فقط جهاداً دفاعياً، مما يدل على شدة انبهاره بمرافعة المودودي في تفسير الجهاد في الماضي، وفي تسويغ استئنافه في الحاضر وفي استمراريته في المستقبل.

ولا بد هنا من إضاءة حول كتاب «الإسلام والنظام العالمي الجديد»، الذي هو أحد كتابيين –الكتاب الآخر كتاب محمد أسد: «الإسلام على مفترق الطرق»– استمد منهما سيد قطب فكره الأصولي المتطرف، قبل أن يتعرف إلى الأصولية الإسلامية، كما هي عند المودودي ويغرف منها، وكذلك هو الكتاب الذي أخذ منه فكرة ومضمون كتابة «السلام العالمي والإسلام». ألّف مولاي «مترجم الكتاب إلى العربية، كتبها بهذه الصيغة» أو مولانا محمد علي أو في تسمية أخرى محمد علي اللاهوري، كتابه عام 1942، باللغة الأوردية تحت عنوان «نظام عالمي جديد»، وقد ترجمه هو إلى اللغة الإنجليزية عام 1946، تحت عنوان «النظام العالمي الجديد». ترجمه من هذه اللغة إلى اللغة العربية مع إضافة كلمة «الإسلام» إلى العنوان الأصلي أحمد جودة السحار أخو الناشر سعيد جودة السحار صاحب «مكتبة مصر» وأخو الروائي عبد الحميد جودة السحار. النسخة من هذا الكتاب المترجمة إلى العربية طبعتها ونشرتها «مكتبة مصر»، وقد صدرت ضمن سلسلة «لجنة النشر للجامعيين» التي أنشأها الروائي عبد الحميد عام 1943، لنشر أعماله الروائية وأعمال جيله من الأدباء الشبان وقتها، الذين سيكون أبرزهم في ما بعد الروائي نجيب محفوظ. ومما يجدر ذكره بمناسبة إيراد بيانات نشر الكتاب السابق أن كتاب سيد قطب «العدالة الاجتماعية في الإسلام» كان الناشر له «مكتبة مصر» وأنه صدر ضمن تلك السلسلة، ويختلف عن الكتاب السابق الذي صدر قبله بأن الذي طبعه هي مطابع دار الكتاب العربي، والتي كان يملك مطبعتها ودارها الحاج محمد حلمي المنياوي، العضو في جماعة الإخوان المسلمين، وليس «مكتبة مصر ومطبعتها».

في النسخة العربية من الكتاب، كما في النسخة الإنجليزية، مذكور أن المؤلف هو رئيس الرابطة الأحمدية لإشاعة الإسلام.

تحدث المؤلف في مقدمة الكتاب عن الرابطة الأحمدية لإشاعة أو نشر الإسلام، فذكر تاريخ نشأتها، وهو عام 1914هـ، وذكر إنجازاتها في مجال خدمة القرآن والسيرة النبوية وكتب الفقه وإرسالها بعثات تعمل على نشر الإسلام في كثير من الأقطار والأمصار، وتشييدها لمسجد عظيم في برلين، إلا أنه لم يذكر أصل هذه الرابطة وفصلها، وهو أنها تنتسب إلى الفرقة أو الجماعة القاديانية، وأن الأحمدية أو الأحمديين هم الفرع الثاني من القاديانية.

مولانا محمد علي كان تلميذاً لميرزا غلام أحمد منذ أن كان شاباً يافعاً، وهو الذي رأى بعد وفاة المؤسس ميرزا بسنين قليلة أن ادعاء المؤسس النبوة ودعوة أتباعه الناس إلى الإيمان بنبوته وتكفير من لا يؤمن بها حدَّ من انتشار الحركة والدعوة القاديانية في الهند وغير الهند، وفي أوساط المسلمين وغير المسلمين، فقاد هو وكمال الدين خوجة انشقاقاً، وأسسا الجماعة اللاهورية أو رابطة إشاعة الإسلام بلاهور في التاريخ الذي ذكره مولانا محمد علي أعلاه. ويُعزى إلى سبب الانشقاق فضلُ انتشار الحركة والدعوة القاديانية في الهند قبل تقسيمها وفي إندونيسيا وفي أوروبا وفي أميركا وفي أقطار أخرى. وسبب الانشقاق –أيضاً– هو الذي جعله في مقدمة كتابه يورد معلومات مبتورة عن الرابطة الأحمدية لإشاعة الإسلام.

يُبقي مولانا محمد علي على بعض مزاعم ميرزا غلام أحمد في المرحل الأولى لتطور دعوته، فهو بدايةً زعم أنه وليٌّ ومجدِّد بأمرٍ وتوكيلٍ من الله، ثم زعم أنه مثل المسيح وصنوه، ثم زعم أنه هو المسيح الموعود والمهديّ المعهود، ويقول عنه تلميذه وتابعه مولانا محمد علي إنه ليس نبياً، وإنما مجدِّد القرن الرابع عشر الهجري. ولكنه في بعض كتاباته يلقبه بالمسيح الموعود! والمسيح الموعود –كما مر بنا– هي المرحلة التي تلت أنه مثل المسيح وصنوه. ومما صرح به في تفسيره للقرآن عدم الإيمان بالولادة البتولية لعيسى ابن مريم، فهو يرى –كما يرى عامة القاديانيين– أنه وُلد ولادة طبيعية، وأن له أباً بيولوجياً هو يوسف النجار.

لمحمد علي اللاهوري أعمال تأليفية إسلامية وترجمات إلى اللغة الإنجليزية، ومن أشهر أعماله ترجمته القرآن إلى اللغة الإنجليزية وتفسيره للقرآن في مجموعة مجلدات. وسيد قطب لم يتسنَّ له أن يقرأ من أعماله التأليفية سوى الكتاب الذي قدمنا بيانات عنه. فكرة كتاب «الإسلام والنظام العالمي الجديد»، وهي أحد أركان الإسلامية الأصولية المحدثة، كنت قد أجملتها في مقال لي منشور في جريدة «عكاظ» السعودية بأن مؤلفه «يدعو المجتمع الدولي، حين كان هذا المجتمع يتباحث في السنة الأولى والثانية من الحرب العالمية الثانية في إنشاء نظام عالمي جديد، إلى اعتماد الإسلام والاستناد إليه في هذا النظام، فالإسلام وحده، كما رأى، هو الذي بمقدوره جمع الدول المختلفة كلها في عالم إنساني واحد يعمّه الحب والإخاء والسلام». ولهذا الغرض قام هو بترجمته إلى اللغة الإنجليزية حتى –كما قال في مقدمته– لا تُحرم الشعوب الناطقة بها الانتفاع بما جاء في كتابه! ما دعا إليه مولانا محمد علي في كتابه هذا دعا سيد قطب إليه في كتابه «السلام العالمي والإسلام». والفكرة أن كتاب «الإسلام والنظام العالمي الجديد»، وكتاب محمد أسد الذي ترجمه من الإنجليزية إلى العربية عمر فروخ، واللذين تُرجما إليها من اللغة نفسها وفي العام نفسه، كانا جذر الأصولية وأساسها في فكر سيد قطب.

الكتاب الثاني كان له تأثير أكبر على رياديي الفكر الإسلامي الأصولي في الهند وفي العالم العربي. أما الكتاب الأول فلم يكن له ذلك التأثير الذي يُذكر إلا على سيد قطب وقلة من رياديي الفكر الإسلامي الأصولي في العالم العربي. وألا يكون له تأثير على رياديي الفكر الإسلامي الأصولي في الهند، فهذا شيء مفهوم، لأنهم كانوا يعرفون ما هي القاديانية بشقيها، وكانوا لا يرون فروقاً بيّنة بين شقيها، سوى أن الأولى تجاهر بما تعتقده والأخرى تتظاهر بخلاف ما تبطنه، أما التنظير السياسيّ والآيديولوجيّ الآنيّ والمستقبليّ للإسلام فهم يحسنون الحديث فيه. فلا حاجة لهم إلى هذا الكتاب.

أحد رياديي الفكر الإسلامي الأصولي في العالم العربي، السوري محمد المبارك في كتابه «نظام الإسلام: العقيدة والعبادة»، عدّ مولانا محمد علي من بين الذين حاولوا عرض الإسلام في مجموعة أجزائه ونواحيه أو أكثرها من خلال كتابه «الإسلام والنظام العالمي الجديد». ولأن كتابه صدر بعد عقد الخمسينات الذي كتب المودودي والندوي فيه عن القاديانية، استدرك في هامش صغير قال فيه: «يجد القارئ لهذا الكتاب نفثات خفيفة من آراء القاديانية في موضوع الوحي، ذلك أن مؤلفه من الفرقة الأحمدية... وهي تظهر بوجه خاص في تفسيره للوحي في أول الكتاب، وإن كان قد حاول ألا يعارض رأي جمهور المسلمين معارضة ظاهرة فيها». لننظر ماذا قال سيد قطب عن القاديانيين. في رسالة كتبها سيد قطب إلى أبي الحسن الندوي بتاريخ 1-11-1953، قال فيها بعد السلام: «تلقيت منذ زمن رسالتكم التي تحدثتم فيها عن مأساة القاديانية، ولم أنشرها في (الدعوة) لأنها نُشرت في (المسلمون)، ولدينا الآن في مصر رسالة عن القاديانية بقلم السيد أبي الأعلى المودودي مع مرافعته أمام المحكمة العسكرية، نرجو أن يُرخَّص بنشرها باللغة العربية، والحقيقة أن العالم الإسلامي يجهل حقيقة القاديانية وخطرها، ولكن الرقابة المفروضة على النشر في مصر تكاد تغلّ أيدينا عن بيان هذا الخطر، وعسى الله أن يجعل بعد عسر يسراً».

هذا الرسالة موجودة في كتاب «رسائل الأعلام إلى العلامة أبي الحسن الندوي»، والرسالة مؤرَّخة في هذا الكتاب بعام 1952، وكان هذا تصحيفاً طباعياً، والعام المقصود هو عام 1953، لأن الأحداث المذكورة في الرسالة حصلت في هذا العالم. الرسالة التي تلقاها سيد قطب، كما يذكر هامش في ذلك الكتاب، هي مقال الندوي «القاديانية ثورة على النبوة المحمدية والإسلام» الذي أفاد سيد قطب بأنه نُشر في «المسلمون»، و«المسلمون» و«الدعوة» من مطبوعات الإخوان المسلمين، وكان سيد في ذلك الوقت يرأس تحرير جريدة «الإخوان المسلمين».

الرقابة المفروضة التي قال إنها تغلّ أيدي الإخوان المسلمين عن بيان خطر القاديانية، تغلّ أيديهم عن كتابة مقالات ضد نظام الحكم وليس عن بيان خطر القاديانية، بدليل أن مقال المودودي «المسألة القاديانية» نُشر في كتاب مطبوع، نشرته لجنة الشباب المسلم التابعة لـ«الإخوان» المسلمين في عام 1953... وللحديث بقية.

 

الدور العربي في سوريا

د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19

سوريا العربية التي كانت في يوم ما من أكبر دول المواجهة العربية مع إسرائيل، وجيشها من أقوى الجيوش العربية، اليوم يتم تهميشها ويهمش العرب دورهم تجاه سوريا وقضيتها وعما يجري فيها؛ فمنذ 7 سنوات وسوريا تطحنها حروب دامية أدت إلى هجرة الملايين من شعبها، وأصبحت اليوم رهينة لدول أجنبية مثل إيران وتركيا وروسيا وأميركا تقرر مصيرها، وتصوغ لها الدساتير، وتعقد لها المؤتمرات، في ظل غياب عربي ليس له ما يبرره، ويتم فيها تقسيم الكعكة السورية، في ظل مشهد واضح أمام العرب. إننا كعرب أصبحنا اليوم أمام موقف عربي غريب لا يمكن تفسيره. لا نريد في يوم ما كعرب أن نصيح ونبكي على اللبن المسكوب عندما يتم تقسيم سوريا بين دول أجنبية، وتصبح هناك مناطق نفوذ خاصة بإيران، وأخرى خاصة بتركيا، ومناطق خاصة بروسيا وأميركا، ونكون بذلك أمام «سايكس بيكو» جديدة، حيث يتم تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ في كل الدول العربية، ويصبح الجيل العربي بلا هوية.

وما يُعقد عليه الأمل أن أصبح لدينا اليوم محور التنوير والرشد والاعتدال، متمثلاً خصوصاً في التحالف العربي الذي أوقف تمدد النفوذ الإيراني في اليمن، والذي ضم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين ومصر، المحور الجدير بالتقدير والاحترام، الذي لو لم يتم تداركه لليمن لنجحت إيران فيه، وهي العامل المشترك الأكبر في أزمات العرب، وهي الساعية إلى إخراج العرب من المعادلة تماماً، حيث فعلت ذلك في لبنان والعراق وسوريا، لكنها فشلت تماماً في أن تفعل ذلك في اليمن، فالعرب في حاجة ماسة إلى استعادة حضورهم في قضاياهم وقضايا العالم كله، واستعادة التضامن والعمل المشترك في محاولة ربما تكون أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فلا بد من التمسُّك به نحو توسيعه، بالتزامن مع وعي بأن الأسلوب العربي الحالي غير مجدٍ، واقتراح صيغة عربية جديدة قادرة على مواجهة كل التحديات والرهانات.

ومهّدت دولة الإمارات العربية بخطوة جريئة، عندما فتحت سفارتها في دمشق، حيث علق أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي على هذه الخطوة قائلاً: «قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بعودة عملها السياسي والدبلوماسي في دمشق يأتي بعد قراءة متأنية للتطورات، ووليد قناعة أن المرحلة القادمة تتطلب الحضور والتواصل العربي مع الملف السوري حرصاً على سوريا وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها». نعم، سوريا اليوم بحاجة إلى موقف عربي موحد وحضور لكل ما يخطط لمستقبلها من قبل دول أجنبية حتى لا ينفرط العقد، ولا بد كعرب أن نكون على وعي سياسي عميق، ولا نربط موقفنا بوجود بشار الأسد أو رحيله، إذ إن سوريا أرضاً وشعباً أهم، والذي يتبقى هو الهوية الوطنية والدولة السورية، وحينها نقول إن لكل حدث حديثاً.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين دور جامعة الدول العربية؟ إذا لم تقم بالدور العربي المطلوب منها في هذه المرحلة، فمتى يمكنها أن يكون لها دور في مستقبل العرب؟! أو لنبحث عن صيغة أخرى تضم العرب، حيث مع تطور الأحداث نحتاج كعرب إلى أن نطور أنفسنا، فلا بد أن تتغير صيغة الجامعة العربية وتتغير قوانينها وأنظمتها، فهذا أقل ما نحتاج إليه في ظل هذا الواقع. لنبحث لنا عن موقف موحَّد ليس تجاه سوريا، إنما الأهم تجاه النظام الإيراني الذي هو سبب الأزمات العربية بأطماعه التوسعية. إيران لم تعد خطراً على دولة واحدة، إنما على الوجود العربي ككل. هي التي تخطط وتمول وتنفذ كل عمليات الإرهاب في الدول العربية، فهل يعي العرب هذا الخطر على مستقبلهم أم يظل النظام الإيراني يشكل حتى الحكومات في بعض الدول العربية كما يحدث الآن؟! لن ترحمنا الأمم المتحدة ولا الدول الكبرى، ولكن وحدتنا هي صمام الأمان للأمن العربي ومستقبلنا.

 

إيران قوّة إقليمية… ولكن!

خيرالله خيرالله/جريدة العرب/07 كانون الثاني/19

لبنان يدفع غاليا ثمن الإصرار الإيراني على تغيير النظام فيه

لم يحصل، ولن يحصل، شيء بالصدفة في لبنان حيث الوضع مرتبط بالتطورات الإقليمية، بما يحدث في سوريا والعراق واليمن تحديدا. تكفي عودة إلى الماضي القريب للتأكد من ذلك. على سبيل المثال وليس الحصر، لم يكن صدفة بعد سقوط صنعاء في يد الحوثيين (أنصار الله) في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014، مسارعة عدد لا بأس به من المسؤولين الإيرانيين ومن الأبواق الإيرانية إلى الإعلان أن طهران باتت تسيطر الآن على أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

لم يكن الأمر مجرّد عرض عضلات وكلام فارغ. أثبتت إيران بالفعل وليس بالقول فقط أنّها تسيطر بالفعل على أربع عواصم عربية، وأن طموحها كان الوصول إلى مرحلة تتحكّم فيها بمضيق هرمز، الذي تشرف عليه مع سلطنة عُمان، وباب المندب في اليمن في الوقت ذاته. لم تستطع تحقيق هذا الطموح بعدما استطاع التحالف العربي الذي يخوض معركة منع سقوط اليمن في يد إيران إخراج الحوثيين من ميناء المخا الواقع بين عدن والحديدة والذي يمكن استخدامه في منع السفن من دخول البحر الأحمر وصولا إلى عبورها قناة السويس.

من الطبيعي في الوقت الحاضر أن تعرقل إيران تشكيل حكومة عراقية. مطلوب من الحكومة العراقية الجديدة برئاسة عادل عبدالمهدي الرضوخ للمطالب الإيرانية. تريد إيران قائد “الحشد الشعبي” فالح الفيّاض وزيرا للداخلية. ما على عبدالمهدي سوى الانصياع لهذا الطلب الذي يعني، بين ما يعنيه، أنّ بغداد تُحكم من طهران، وأن لا فارق لديها بين شيعي وسنّي وكردي عراقي. على الجميع الانصياع لرغبة “الحرس الثوري” الإيراني الذي يريد نقل التجربة الإيرانية إلى العراق.  على من لم يقتنع بوجهة النظر الإيرانية النظر إلى ما حلّ برئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الذي صار أقرب إلى سياسي عراقي منبوذ أكثر من أيّ شيء آخر. عزلت إيران العبادي ومنعته من العودة إلى موقع رئيس الوزراء بعد الانتخابات الأخيرة، وذلك بسبب وضعه مصالح العراق فوق مصالح إيران ومناداته بـ“العراق أوّلا” في ضوء العقوبات الأميركية الجديدة على “الجمهورية الإسلامية”.

صار في استطاعة إيران معاقبة أي شخصية عراقية ترفض أن تكون مجرّد تابع لها. حقدها على شيعة العراق في مستوى حقدها على السنّة، نظرا إلى أن الشيعة وقفوا سدّا في وجه احتلالها البصرة ومناطق الجنوب العراقي في حرب السنوات الثماني بين 1980 و1988. لا تؤمن إيران إلا بالذين قاتلوا إلى جانبها في حربها مع العراق. هؤلاء صاروا في السلطة الآن بعدما دخلوا بغداد على دبابة أميركية في العام 2003. أكثر من ذلك، صاروا يزايدون على إيران في إظهار عدائهم لأميركا!

لا يوجد أي استعداد إيراني في الوقت الحاضر لتقديم أي تنازلات في العراق. ما ينطبق على العراق ينطبق على سوريا أيضا، حيث فُوجئت إيران بحجم الضربة الإسرائيلية الأخيرة ووقوف روسيا موقف المتفرّج. نسيت إيران أن روسيا لا تعمل لديها وأن لموسكو حسابات خاصة بها.

 نسيت خصوصا الظروف التي رافقت إرسال روسيا قاذفات إلى قاعدة حميميم قرب اللاذقية أواخر أيلول – سبتمبر 2015 للمشاركة في الحرب على الشعب السوري، وذلك في وقت كانت المعارضة تتقدّم على كل الجبهات. من أبقى بشّار الأسد في دمشق كان التدخل الروسي، وليس الميليشيات المذهبية الإيرانية التي لعبت من دون شكّ دورها في دعم النظام من منطلق مذهبي بحت. لكن هذا الدعم، الذي لم يكن كافيا، أجبر إيران على اللجوء إلى سلاح الجو الروسي.

هناك إصرار إيراني على التصرّف بطريقة توحي أنّها صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في دمشق. ترفض حتّى أن تتذكر أن سلاح الجو الروسي لم يتحرّك في اتجاه الساحل السوري قبل زيارة الجنرال قاسم سليماني قائد لواء القدس في “الحرس الثوري” لموسكو وتقديمه كل الضمانات المطلوبة روسيا.

إذا كانت إيران تجد بعض الصعوبة في تأكيد سيطرتها الكاملة على دمشق بسبب اضطرارها إلى مراعاة الجانب الروسي، الذي عليه، بدوره، أخذ مصالح إسرائيل في الحسبان، فإن لبنان لا يزال منذ ثمانية أشهر بلا حكومة بسبب إيران. أخذت إيران لبنان رهينة. تعتقد، خطأ، أن لبنان همّ أميركي وأن في الإمكان استخدامه ورقة في مساومات لاحقة مع الإدارة الأميركية ومع إسرائيل.

يدفع لبنان غاليا ثمن الإصرار الإيراني على تغيير النظام فيه ليصبح “حزب الله” اللاعب الأوّل والوحيد في البلد بما يؤهله لتشكيل الحكومة بالطريقة التي يشاء. لم يعد رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري، يشكل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية كما نصّ الدستور. صار مطلوبا أن يشكّل “حزب الله” هذه الحكومة… وإلّا لا حكومة في لبنان. لم يُنتخب رئيس للجمهورية إلا بعد موافقة الجميع على مرشّح “حزب الله”. ولّد ذلك سابقة في غاية الخطورة لجهة وضع اليد الإيرانية على لبنان بطريقة مدروسة، وذلك نتيجة جهد دؤوب بدأ بتغيير طبيعة المجتمع الشيعي في لبنان، وصولا إلى تغيير تركيبة البلد ودستوره.

أخيرا، ليس صدفة أن لا شيء يتقدّم في اليمن. بعد كلّ الضغوط التي مُورست على التحالف العربي للحؤول دون حسم المعركة في الحديدة، أمكن التوصل إلى اتفاق ستوكهولم الذي يفترض انسحابا حوثيا من المدينة ومن مينائها الاستراتيجي. يتبيّن الآن أن اليمن ورقة إيرانية وأن “أنصار الله” على غير استعداد لإخلاء الحديدة والميناء، وأنّ كلّ ما كان مطلوبا من اتفاق ستوكهولم هو توفير شرعية للحوثيين بصفة كونهم الطرف الآخر الوحيد الذي يفاوض “الشرعية” اليمنية ويعقد اتفاقات معها.

من العراق، إلى سوريا، إلى لبنان، إلى اليمن، يتبيّن كلّ يوم أن إيران تحوّلت مع حلول السنة 2019 إلى لاعب إقليمي لا يمكن تجاهله، خصوصا في غياب إستراتيجية أميركية واضحة. كان مفترضا أن تتوضّح هذه الإستراتيجية الأميركية في أعقاب تمزيق الرئيس دونالد ترامب الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني وفرضه عقوبات على “الجمهورية الإسلامية”. لم يظهر بعد تأثير هذه العقوبات على الداخل الإيراني على الرغم من حال التململ الشعبي التي تسود كلّ المناطق. كلّ ما ظهر يتمثل في أن إيران لاعب إقليمي مهمّ عرف كيف يستغل الغرائز المذهبية ويستثمرها إلى أبعد حدود. مشكلة هذا اللاعب أنّه يعرف كيف يهدم، لكنّه لا يعرف كيف يبني. هدم قدر ما يستطيع في العراق وسوريا ولبنان واليمن حيث تحكم صنعاء جماعة لا علاقة لها بأي مقياس حضاري، لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا تعليميا.

هدّم النظام إيران نفسها من دون أن يجيب عن سؤال في غاية البساطة: لماذا يفعل ذلك وكيف يمكن أن يفيده ذلك مستقبلا؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

اسرائيل ترفع السواتر في محيط الوزاني وتجمع على الحدود دعما للجيش اللبناني

بيروت - "الحياة"/07 كانون الثاني/19/تابع جيش العدو الاسرائيلي أعمال الحفر بواسطة اليتين نوع "بوكلن"، ورفع السواتر الترابية خلف السياج التقني لجهة الجولان السوري المحتل، اضافة إلى قيام عدد من الشاحنات بنقل الاتربة والصخور في إتجاه قرية الغجر السورية المحتلة، مقابل منتزهات الوزاني قضاء مرجعيون. وفق "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية. كما استأنفت قوات العدو العمل بتركيب سياج حديد فوق الجدار الاسمنتي الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة مقابل طريق عام العديسة، قابله انتشار للجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" من الجهة اللبنانية. وافادت "الوكالة الوطنية" في مرجعيون ان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم شبان من مختلف قرى وبلدات الجنوب، تجمعوا على الحدود بين بلدة العديسة وفلسطين المحتلة، مقابل مستعمرة مسكفعام في المطلة، دعما للجيش اللبناني، منددين بالعدو الاسرائيلي، وحاملين الاعلام اللبنانية. وألقى ناشط كلمة جاء فيها: "ان كل ابناء الجنوب هم مقاومة ونحن شعب لا يقهر، بل هم الجبناء، ونحن من هذه الارض، من بلدة العديسة، ارض المقاومة والصمود والشرف، نؤكد وقوفنا الى جانب جيشنا اللبناني الباسل، ونقول الى هذا العدو الجبان الغاشم: الى الزوال في القريب العاجل وكما قال سيد المقاومة "النصر آت بإذن الله". وقال: "جولتنا اليوم هي عينة عما سيكون هناك من خطوات في القريب العاجل لتحقيق الهدف الأسمى". وجاء ذلك بعد ان بنى جيش العدو الاسرائيلي الجدار الفاصل على الحدود وقام اليوم بتركيب سياج حديد فوق هذا الجدار.

 

الملف الحكومي في لبنان... "يراوح مكانه" "أمل" لباسيل: الثلث الضامن لا يُصرف رئاسيا

 بيروت - "الحياة"/07 كانون الثاني/19/على رغم استمرار الاتصالات لحلحلة الملف الحكومي، وخصوصا في ظل المبادرة التي يقوم بها الوزير جبران باسيل، عبر لقاءات علنية أو اتصالات بعيدا من الاضواء، لم يسجل حتى الآن أي خرق جدي في جدار ازمة تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة، ولا يزال الملف يراوح مكانه، اذ ليس هناك أي تقدم يذكر، على ما قالت مصادر مواكبة لعملية التأليف لـ "الحياة"، واشارت الى ان الأفكار التي طرحها باسيل على الرئيس المكلف سعد الحريري، لم تلق قبولا خصوصا لجهة توسيع الحكومة لأكثر من 30 وزيرا. فيما العقدة الوحيدة المتبقية هي موضوع تمثيل "اللقاء التشاوري" بوزير، حيث البحث يتمحور حول التموضع السياسي للوزير السني الذي سيمثل هذا اللقاء. وفي السياق اوضح نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي "ان الطرف الوحيد الذي لم يتجاوب او لم يبدِ حماسة تجاه إقتراح تأليف حكومة من 32 وزيراً هو الرئيس المكلّف". وقال: "إذا كانت هناك نية للحل فحكومة الـ32 وزيراً حل منطقي، ويستطيع ان يتعاطى مع المرحلة في ظل سياسية تقول بإحضار مجلس النواب ووضعه في مجلس الوزراء"، مضيفاً "الرئاسة ستجري بعد 4 سنوات وستسبقها إنتخابات نيابية، والقول ان إنتخابات الرئاسة تتقرر اليوم غير صحيح وربط الحكومة بالإستحقاق الرئاسي هو للإساءة إلى الوزير باسيل". ولفت إلى "ان الطرف المعني بالتشكيل هو رئيس الحكومة، واقتراحات باسيل دليل حسن نيّة الى انه يريد تشكيل حكومة". ودعا وزير السياحة اواديس كيدانيان الى "الكف عن اضاعة الفرص في مساعي تشكيل الحكومة"، متوقعا "ان ينعكس عدم تشكيل الحكومة على مستوى تمثيل القادة العرب في القمة الاقتصادية التي تعقد في بيروت"، ومستبعدا "ان تكون هناك نية ان يطلب لبنان تأجيل القمة"، لافتا الى "ان الجميع يريدون حكومة لكنهم يريدونها على شاكلتهم وهذه هي المشكلة".

مراد: ما زلناعند موقفنا بطرح 9اسماء

وغرد عضو "اللقاء التشاوري" النائب عبدالرحيم مراد عبر "التويتر": "مطلوب سرعة تشكيل الحكومة، لمعالجة المشاكل المتعددة التي يعاني منها الوطن. ونحن نرى بأن المبادرة الاولى معنا كلقاء تشاوري قد توقفت لأسباب معروفة. وما زلنا عند موقفنا بتقديم ثلاثة أسماء (حسن مراد، عثمان المجذوب وطه ناجي) كذلك ستة نواب، يمكن اختيار أحد الأعضاء التسعة ليمثل اللقاء التشاوري حصرا".

واشار عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ميشال موسى، الى "أهمية ان تجتمع الحكومة من أجل أهداف محددة وأهمها إقرار الموازنة خصوصا وان الحكومة لا تزال معطلة".

ولفت عضو الكتلة ذاتها النائب محمد خواجه (حركة أمل) الى أن "المنطق يفرض ان من يسمى من قبل اللقاء التشاوري يكون ممثلا له في الحكومة وليس كما يفكر البعض بضمه الى كتلة لبنان القوي أو غيرها من الكتل، ويبدو ان هذا البعض يجري حسابات بعيدة تتخطى تشكيل الحكومة".

وأضاف: "اذا كانت قضية وزير اللقاء التشاوري مرتبطة بحسابات لها علاقة بالحصول على الثلث الضامن، فيهمنا أن نؤكد أن هذا الامر لا يصرف في مسألة الإستحقاق الرئاسي المقبل الذي تتحكم فيها معادلات وعناصر عديدة في اوانها". وقال: "من يطلع على تاريخ الاستحقاقات الرئاسية منذ الإستقلال حتى اليوم يدرك هذا الأمر جيدا".

وأعرب عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ماجد إدي أبي اللمع عن تشاؤمه بموضوع تشكيل الحكومة، مشيرا الى "أن اتهام رئيس الحكومة المكلف كلام مجحف في حقه". ورأى "أن العقدة السنية أسبابها داخلية وخارجية"، معتبرا "أن طروحات أعداد الوزراء للاستهلاك المحلي وليست اقتراحات جدية وهي للابتعاد عن العقدة الفعلية". واشار الى "ان القوى السياسية التي تميل إلى 14 آذار ضد دعوة الرئيس السوري(بشار الأسد) الى القمة الاقتصادية في لبنان". وقال: "لسنا بحاجة لقرار أحد للبت بهذا الموضوع، لا أحد يريد المواجهة وأعتقد ان هذا هو سبب التريث في تشكيل الحكومة، الجامعة العربية لم تبت بالموضوع السوري وعندما تبت ننتقل عندها للموقف اللبناني من مشاركة سورية في القمة".

وفي المقابل قال عضو تكتل "لبنان القوي" النائب سليم عون ردا على تصريح للنائب فيصل كرامي، الذي أعلن عودة اللقاء التشاوري إلى المطالبة بتوزير أحد أعضائه: "إن العقدة لم تعد إلى المربع الأول، فاللقاء التشاوري يقول ألا أحد يتصل به هذا صحيح لأن الرئيسين ميشال عون والمكلف هما المعنيان بالتشكيل وعندما يتوصلان إلى صيغة للعقدة يعرضانها عليه". واوضح "أن التشاوري ليس هو من يشكل الحكومة، والمشكلة هي في التمثيل السني والمعني الأول بها أيضا هو رئيس الحكومة لانه يمثل الشريحة الأكبر من هذه الطائفة".

قاسم: لا يمكننا تحديد زمن للتشكيل

وأكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "حزب الله" يعتبر ان المسؤول الاول عن هندسة الحكومة وتقديم التشكيلة لها هو رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هو عليه ان يسعى ويفاوض الجهات ويعمل على تذليل العقبات ويرى النتيجة المناسبة التي تقدّم لرئيس الجمهوربة حتى يوقع وتذهب الى المجلس النيابي". ولفت إلى "اننا من اليوم الاول كـ"حزب الله" دعونا الى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ولم يكن لنا اي مطلب خاص... ولكن نشأت مشكلة ان القاعدة التي وضعها رئيس الحكومة من اجل التشكيل والتي لها علاقة بتمثيل الاطراف الذين نجحوا في الانتخابات النيابية لم يلتزم بهذه النسبة للسنة للمستقلين او اللقاء التشاوري. نحن طالبنا بحق اللقاء ولكننا لم نتدخل بكيفية ترجمة هذا الحق، يعني ما يرضى به اللقاء التشاوري سواء بالتمثيل المباشر او باختيار من يمثلهم او بأي طريقة من الطرق نحن نرضى به لان المسألة تتعلق برضاهم عن تمثيلهم في داخل الحكومة المتوقعة". وأكد ان "العلاقة بيننا كحزب الله ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون علاقة جيدة ومتينة ومع "التيار الوطني الحر" علاقة مستمرة ومستقرة وجيدة ومن اراد ان يلعب بيننا لتحقيق المكاسب لن تنفعك هذه الالاعيب، اما زمن تشكيل الحكومة فلا يمكننا ان نحدد زمناً، نتمنى ان تتشكل بأسرع وقت والمسؤولية في التشكيل تقع على عاتق رئيس الحكومة الذي عليه ان يذلل العقبات ليقدم التشكيلة".

 

الراعي في عيد الغطاس: لا نرى مخرجا من نفق الحصص بين السياسيين إلا بحكومة مصغرة حيادية من ذوي اختصاص

الأحد 06 كانون الثاني 2019 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الغطاس ويوم السلام العالمي في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وشكر الله نبيل الحاج ولفيف من الكهنة، في حضور وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار ابي خليل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب زياد الحواط ممثلا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الدكتور داوود الصايغ ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، النائب ميشال موسى، النائبين السابقين غسان مخيبر وانطوان حداد، قائمقمام المتن مارلين حداد، قائمقام كسروان الفتوح جوزف منصور، أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن، اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام"، مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية، قدامى اكليريكية غزير ورئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر.

بعد مباركة الماء، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان "لما اعتمد يسوع وكان يصلي انفتحت السماء"، قال فيها: "1. نحتفل اليوم بعيدين: عيد الغطاس وهو معمودية يسوع بالماء على يد يوحنا المعمدان. وفيها تم اعلان ألوهية يسوع وظهور سر الثالوث القدوس. لذا، يعرف العيد، بحسب اللفظة السريانية، بالدنح أي الظهور. فلما اعتمد يسوع، وكان يصلي انفتحت السماء، ونزل عليه الروح القدس في صورة جسدية بشكل حمامة، وجاء صوت من السماء يقول: انت هو ابني الحبيب، بك رضيت (3: 21-22). في هذا العيد تقام رتبة تبريك الماء الذي يؤخذ بركة الي البيوت، لأن الرب يسوع، بمعموديته في نهر الأردن، وبحلول الروح القدس عليه من فيض محبة الآب، قدس المياه وجعلها الحشى الذي يولد منه أبناء الله وبناته بقوة الروح القدس.

فيما نتذكر اليوم معموديتنا التي بها ولدنا من الماء والروح، نلتمس من الله نعمة الالتزام بأمانة في عيش بنوتنا المشتركة لله، والأخوة بين بعضنا البعض.

العيد الثاني هو الاحتفال بيوم السلام العالمي على المستوى الوطني في لبنان، بينما العيد الأساسي هو في اول كانون الثاني كما حدده القديس البابا بولس السادس.

2. يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية إحياء لهذين العيدين. وإذ أرحب بكم جميعا وأهنئكم بعيد الغطاس الذي هو خاتمة الأعياد الميلادية، وبالسنة الجديدة، راجيا من الله ان تكون سنة خير وسلام على وطننا وبلدان الشرق الأوسط، أحيي بنوع خاص سيادة اخينا المطران شكرالله نبيل الحاج، رئيس اللجنة الأسقفية عدالة وسلام، وسائر أعضاء اللجنة، الذين يدعون الى الاحتفال بيوم السلام وينظمونه. وشاؤوا في ختام هذه الذبيحة تكريم خمس شخصيات - رموز ناضلت في سبيل قضية المفقودين. ونرحب بكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية، منسقة وأعضاء. وكذلك بلجنة أصدقاء المدرسة الرسمية في المتن.

3. إننا نخصص هذه العظة لنقل تعليم قداسة البابا فرنسيس في رسالته ليوم السلام العالمي، بعنوان: "السياسةالصالحة هي في خدمة السلام". يحدد فيها مفهوم السياسة الصالحة بمبادئها الإنسانية والصفات التي ينبغي أن يتحلى بها رجل السياسة؛ ويتكلم عن العيوب التي تفقدها صلاحها، وينهي بمشروع السلام الكبير.

I. مفهوم السياسةالصالحة

4. هي التي تقدم السلام الى كل شخص وعائلة وجماعة ووطن، والى أرضنا التي يسميها البابا فرنسيس بيتنا المشترك، والتي أسكننا الله عليها ويدعونا لنعتني بها.

هذا السلام قدمه المسيح للعالم، ويشكل لب رسالة تلاميذه، فلما أرسلهم قال: حيثما كنتم، قولوا السلام لهذا البيت (لو 10:5). من هذا المنطلق حدد الرب يسوع السياسة بأنها خدمة متفانية (لو 9: 35)، لتأمين خير الشخص والجماعة، بحيث تحميهم وتوفر لهم الأوضاع الكفيلة بمستقبلهم اللائق والعادل، سواء كانوا في البيت، أم العائلة أم المجتمع، أم الكنيسة أم الدولة. إن لم تكن السياسة كذلك تصبح أداة ظلم وإقصاء بل وهدم (الفقرات، 1 - 2).

5. عندما تمارس السياسة الصالحة يتصف العمل السياسي بالعدالة والإنصاف والاحترام المتبادل والإخلاص والصدق والأمانة. ويتحلى رجل السياسة بالصفات الحميدة التي تجمل عمله ونشاطه ومسؤوليته، من مثل: الضمير المدرك للمسؤولية؛ العمل الدؤوب من أجل الخير العام، لا من أجل المصلحة الخاصة؛ السعي بجدية الى تحقيق تغيير جذري في الممارسة والإدارة من أجل الخير العام الأفضل؛ الشجاعة في الدفاع عن الحقيقة والعدل؛ حسن سماع حاجات المواطنين والعمل على تلبيتها؛ أخيرا لا آخرا احترام حقوق المواطنين الأساسية وتعزيزها، مع ما يقابلها من واجبات (الفقرة 3).

6. إذا القينا نظرة إلى واقعنا اللبناني، وإلى كيفية ممارسة السياسة عندنا، في ما آلت اليه اليوم، لرأيناها بعيدة كل البعد عن مفهوم السياسة الصالحة. فكيف يمكن قبولها عندما تكون وسيلة للاغتناء غير الشرعي ولتأمين المصالح الخاصة والفئوية والمذهبية والحزبية، على حساب الصالح العام؟ كيف يمكن القبول بتعطيل تأليف الحكومة بعد ثمانية أشهر من أجل مصالح النافذين ومن معهم ومن وراءهم، غير آبهين بالخراب الاقتصادي والخطر المالي المتفاقم، وبالشعب المتضور جوعا، والعائلات التي تتفكك، وبالبطالة المحطمة للقدرات الشبابية؟ كيف يغمضون عيونهم ويصمون آذانهم عن أنين هذا الشعب ومطالباته في تظاهرات وإضرابات، نحن نؤيدها تماما لأنها محقة وعادلة؟ لقد سئم الشعب والرأي العام كل ذلك! وعندما نسمعهم كل يوم يتكلمون عن حصص من أجل تأليف حكومة، لسنا ندري متى تأتي، تشعر كأنك أمام مشهد جثة وطن يتناتشها المنقضون عليها، ويسمون ذلك وحدة وطنية.

اننا لا نرى مخرجا من نفق الحصص بين السياسيين إلا بحكومة مصغرة حيادية من ذوي اختصاص معروفين بصيتهم العاطر وتجردهم وحسهم الوطني ومفهومهم السليم للعمل السياسي. تعمل على تنفيذ الإصلاحات الضرورية والمطلوبة دوليا، وتوظف الأموال الموعودة في مؤتمر سيدر، وتخلص البلاد من الخطر المتفاقم. ولتجلس الكتل السياسية حول طاولة الحوار أو الكتل النيابية في المجلس النيابي للتفاهم على جميع المواضيع الخلافية، بدءا بما سمي بمعايير أو أعراف، لى ضوء الدستور والميثاق الوطني ووثيقة الوفاق الوطني. فقبل أن تغرق السفينة بنا كلنا، ينبغي أن يقتنع الجميع بوجوب تسيير شؤون الدولة أولا، والتخلي عن المصالح الخاصة، السياسية والمذهبية والحزبية. فلا يحق لأحد أو لفئة أخذ البلاد، بشعبها وكيانها ومؤسساتها، رهينة لمصالح تعطل خير الأمة. بعد التفاهم على النقاط الخلافية، يصار إلى تأليف حكومة عادية وفقا للدستور والميثاق الوطني.

II. العيوب المشوِهة للسياسة

7. إن العيوب التي تفقدالسياسة صلاحها وصدقيتها وهيبتها في قراراتها وأعمالها، إنما هي عيوب في السياسيين، من مثل: الفساد، بمختلف أشكاله، والاغتناء غير المشروع، والسعي إلى المصالح الشخصية فقط، والاحتفاظ بالسلطة بكل السبل، والتمييز العنصري، والخوف من الآخر المختلف، واللاثقة، والانغلاق على الذات وعلى الحزب والمذهب. هذه كلها تقضي على الأخوة التي يحتاجها عالمنا ونحن في زمن العولمة. ما يعني أن أكثر ما تحتاج إليه مجتمعاتنا هو صانعو سلام كرسل وشهود أصيلين لله الآب الذي يريد الخير والسعادة لكل العائلة البشرية.

8. بنتيجة هذه العيوب، يكون مستقبل الشبيبة مظلما ومقلقا، وتولد فيهم اللاثقة بالمسؤولين السياسيين وبالوطن، حيث محكوم عليهم أن يعيشوا على هامش الحياةالعامة، ومن دون إمكان المشاركة في مشروع بناء المستقبل، بما لهم من مواهب وقدرات. في هذه الحال، لن يعيش الشباب في سلام ولن يتذوقوا طعمه، لأنهم لا يجدون قلبا يحب، وعقلا يفكر ويخطط، ويدا تمتد لتعضد وتنهض. فهذه الثلاثة تولد السلام.

ومن أخطار العيوب المشوِهة للسياسة، استراتيجية الحرب والتخويف، التي يعززها انتشار الأسلحة المنافية للأخلاقية، والمولدة للرعب في أشخاص سريعي العطب. وتجدر الإشارة إلى أن طفلا من أصل ستة هو ضحية عنف الحرب ونتائجها (الفقرات 4-6).

III- مشروع سلام كبير

9. السلام هو ثمرة مشروع سياسي كبير يتأسس على المسؤولية المشتركة وعلى الترابط بين البشر. وهو رهان يتطلب قبولا يوما بعد يوم. السلام هو ارتداد القلب والروح، وله ثلاثة أبعاد:

أ- السلام مع الذات أي العذوبة ورفض التشدد والغضب ونفاذ الصبر.

ب- السلام مع الآخر أكان إبن البيت أم غريبا أم فقيرا أم متألما فيجب لقاؤه وسماع ما يحمل من رسالة في داخله.

ج- السلام مع الخلق باكتشاف عظمة عطية الله، ووعي مسؤولية كل واحد منا كساكن في العالم ومواطن وصانع سلام (الفقرة 7). فلا يحق استغلال موارد الطبيعة بشكل عشوائي بهدف الربح السريع.

10. سياسة السلام تستوحي نشيد العذراء مريم، أم المسيح المخلص، وملكة السلام، التي ترفعه باسم البشرية جمعاء: "تعظم نفسي الرب. فرحمته من جيلٍ إلى جيلٍ للذين يتقونه. أظهر شدة ساعده: فبدد المتكبرين بأفكار قلوبهم. حط المقتدرين عن عروشهم، ورفع المتواضعين. أشبع الجياع من خيراته، وصرف الأغنياء فارغين؛ عضد شعبه، وتذكر رحمته" (لو1: 46، 50-54).

بهذا النشيد نرفع صلاة الشكر والتسبيح لإله السلام، الثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

تكريم

وفي ختام القداس الذي نظمته اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" تم تكريم 5 شخصيات رموز ناضلت في سبيل قضية المفقودين، حيث قدم الراعي والمطران الحاج دروعا عربون تقدير وشكر لكل من النائب ميشال موسى، النائب السابق غسان مخيبر، غازي عاد، هدينا عيد ووداد حلواني.

بعدها، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية للتهنئة بالأعياد المجيدة.

 

**بعض جديد موقعي الألكتروني ل 04 و05 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود/الياس بجاني/07 كانون الثاني/19/اضغط  هنا أوعلى الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%ad%d9%88%d8%af/

 

عبودية المال والسلطة ولعنة الجحود

الياس بجاني/07 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70816/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d8%b7%d8%a9-%d9%88%d9%84%d8%b9%d9%86/

 

الاستقلال وسرطان الذل…

ادمون الشدياق/06 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70810/%D8%A7%D8%AF%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%88%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%84/

 

العهد والوزير باسيل ليسا البداية ولا النهاية

خليل حلو/فايسبوك/06 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70808/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF/

 

بانتظار تبلور «مشروع عربي»...

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/06 كانون الثاني/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/70812/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a8%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d8%b1-%d8%aa%d8%a8%d9%84%d9%88%d8%b1-%d9%85%d8%b4%d8%b1%d9%88%d8%b9-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a/