LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january06.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحد وجود الربّ يسوع في الهيكل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

بالصوت والنص/الياس بجاني: (من الأرشيف) تأملات إيمانية وتاريخية في ذكرى عيد “الغطاس”.. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

الياس بجاني/الرد الملالوي على اغتيال سليماني سيكون مسرحياً ولرفع العتب

الياس بجاني/قاسم سليماني واجه العدالة التي يستحقها

الياس بجاني/لا للتطاول والتعدي الظالم على د. عصام خليفة

الياس بجاني/لا حلول قبل تحرير لبنان من احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع د.عصام خليفة: الجامعة اللبنانية بفسادها ومفسديها وزبائنيتها وفئويتها وهرطقات رئيسها فؤاد أيوب على مشرحة د.خليفة

الغطاس: لقاء الله/الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة أو لآين

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 5/1/2020

قضية عصام خليفة تابع.. وقفة تضامنية في النبطية

أهالي النبطية الفوقا اعترضوا دورية لليونيفيل تجاوزت منطقة عملها

الحكومة: تشكّل الثلثاء.. ام ترحّل؟!

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ابنة سليماني لحسن نصرالله: أعلم أنك ستثأر لدم والدي

تأليف الحكومة اللبنانية تراجع… والملف ليس أولوية عند “حزب الله”

الراعي: العالم لا يحتاج إلى كلام فارغ بل إلى صانعي سلام منفتحين على الحوار

اليابان: فرار كارلوس غصن «غير مُبرَّر»... وإصدار مذكرة دولية للقبض عليه

ما هو سر الإنتشار المفاجىء للجيش؟

إصابة نانسي عجرم بعد تسلل مسلح إلى منزلها... وزوجها يقتله (فيديو) والفنانة اللبنانية طمأنت جمهورها بشأن عائلتها

قرار بتوقيف زوج الفنانة عجرم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب: سنضرب إيران بقوة أكبر من أي ضربة سابقة إذا هاجمتنا

مستشار الأمن القومي الأميركي: عملية قتل سليماني قانونية تماماً

إيران تعلن بدء مرحلة «تخصيب اليورانيوم بلا قيود»

ترمب يتعهد برد «ربما غير متناسب» على أي هجوم إيراني

مسؤول أميركي: قوة الصواريخ الإيرانية كلها في حالة تأهب قصوى

الاتحاد الأوروبي يحث إيران على «خفض التصعيد» ويدعو ظريف لبروكسل

الصدر يدعو لطرد القوات الأميركية من العراق بصورة «مذلة»

البرلمان العراقي يُقرر إنهاء الوجود الأميركي وسط غياب سني وكردي

"كتائب حزب الله" طالبت القوات الأمنية بالابتعاد عن القواعد العسكرية وحذرت النواب

قدرات إيران العسكرية

متظاهرو العراق يعلنونها: «لا للاحتلالين الأميركي والإيراني»بعد أن بلغ التوتر بين طهران وواشنطن أقصاه

نتنياهو: سليماني خطط لعمليات إرهابية كثيرة وترمب يستحق التقدير

بريطانيا تعتبر قتل سليماني «دفاعاً عن النفس» ووزير خارجيتها وصف الجنرال الإيراني بـ«مصدر تهديد للمنطقة»

الشرطة الفرنسية تطلق النار على رجل أشهر سكيناً وهتف «الله أكبر»

حركة «الشباب» الصومالية تهاجم قاعدة تستضيف قوات أميركية في كينيا

قادة الميليشيات يخشون مصير سليماني والمهندس

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اخترق الخطوط الحمر فقتل/سليماني تعايش مع الأميركيين عقدين قبل أن يخرق "قواعد التحالف"/طوني فرنسيس/انديبندت عربية

ما بين إيران وأميركا وسائر الأنظمة: نحن الضحايا دوماً/يوسف بزي/موقع سوريا

سليماني غيّب... فهل يُسمح ببقاء مخططه؟/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

خطاب نصرالله والرسالة الأميركية: سنة دموية قبل الصفقة/منير الربيع/المدن

جمهور الانتصارات الدائمة.. وماذا بعد؟/نادر فوز/المدن

ساحات أميركا وإيران: سلامة لبنان أولاً/أحمد جابر/المدن

لبنان في توقّعات «الرد الإيراني»/حازم صاغية/الشرق الأوسط

نصر حامد وكارلوس غصن/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

مقتل سليماني... تراجع أم انتقام؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

ترمب والحجاج وسليماني!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

حرب القرابين/سوسن الشاعر/الشرق الأوسط

الصاعدون على ظهر «داعش»!/فايز سارة/الشرق الأوسط

إيران «بطلة».. فيلم أميركي «تأديبي» طويل!/علي الأمين/جنوبية

الاحتلال التركي يطل برأسه من جديد/مها محمد الشريف/الشرق الأوسط

مراسلة «نيويورك تايمز» تشكك بدوافع ترامب لإغتيال سليماني.. وتكشف عن السبب/ترجمة: محسن الأمين/جنوبية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

باسيل اتصل بنظرائه الاقليميين والدوليين: الأمن والاستقرار حاجة حيوية للخروج من الضائقة

وزير المالية: نحن على قاب قوسين أو أدنى من اعلان الحكومة وما حصل في العراق يخدم المشروع الاسرائيلي

الراعي: باب السلام تشكيل حكومة متحررة من الأحزاب ونهج المحاصصة والتفرد

نص خطاب نصرالله: سليماني ليس شأنا إيرانيا بحتا بل يعني كل محور المقاومة وإيران لن تطلب شيئا لكن هذا لا يعفي المحور من المسؤولية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أحد وجود الربّ يسوع في الهيكل

إنجيل القدّيس لوقا02/من41حتى52/كانَ أَبَوَا يَسُوعَ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ في عِيدِ الفِصْحِ إِلى أُورَشَليم. ولَمَّا بَلَغَ يَسُوعُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدُوا مَعًا كَمَا هِيَ العَادَةُ في العِيد. وبَعدَ ٱنْقِضَاءِ أَيَّامِ العِيد، عَادَ الأَبَوَان، وبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، وهُمَا لا يَدْرِيَان. وإذْ كَانَا يَظُنَّانِ أَنَّهُ في القَافِلَة، سَارَا مَسِيرَةَ يَوْم، ثُمَّ أَخَذَا يَطْلُبانِهِ بَيْنَ الأَقارِبِ والمَعَارِف. ولَمْ يَجِدَاه، فَعَادَا إِلى أُورَشَليمَ يَبْحَثَانِ عَنْهُ. وَبعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّام، وَجَدَاهُ في الهَيكَلِ جَالِسًا بَيْنَ العُلَمَاء، يَسْمَعُهُم ويَسْأَلُهُم. وكَانَ جَمِيعُ الَّذينَ يَسْمَعُونَهُ مُنْذَهِلينَ بِذَكَائِهِ وأَجْوِبَتِهِ. ولَمَّا رَآهُ أَبَوَاهُ بُهِتَا، وقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يا ٱبْنِي، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذا؟ فهَا أَنَا وأَبُوكَ كُنَّا نَبْحَثُ عَنْكَ مُتَوَجِّعَين!». فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي؟». أَمَّا هُمَا فَلَمْ يَفْهَمَا الكَلامَ الَّذي كَلَّمَهُمَا بِهِ. ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا، وعَادَ إِلى النَّاصِرَة، وكانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وكَانَتْ أُمُّه تَحْفَظُ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ في قَلْبِهَا. وكَانَ يَسُوعُ يَنْمُو في الحِكْمَةِ والقَامَةِ والنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ والنَّاس.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

بالصوت والنص/الياس بجاني: (من الأرشيف) تأملات إيمانية وتاريخية في ذكرى عيد “الغطاس”.. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

http://eliasbejjaninews.com/archives/70751/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/06 كانون الثاني/20/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio wma15/elias bapitism06.01.15.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية وتاريخية في عيد الغطاس/06 كانون الثاني/20/اضغط هنا للإستماع للتأملات

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias bapitism06.01.15.mp3

 

نصرالله وحزبه اللاهي هما سرطان ينهش في جسم وسلام وكيان لبنان

الياس بجاني/05 كانون الثاني/2020

خطاب نصرالله هو زعيق ورزم من الهلوسات والأوهام والخزعبلات كما أنه ارهابي واعتداء على كل ما هو لبناني وعربي وسلام في الشرق الأوسط

 

الرد الملالوي على اغتيال سليماني سيكون مسرحياً ولرفع العتب

الياس بجاني/04 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82027/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%b3/

رغم كل النفخ الإعلامي الفارسي الوهم لقوة نظام الملالي في إيران، فإن الحقائق العسكرية هي في غير قاطع 100% نقضاً لكل هذه الخزعبلات والأكاذيب والمسرحيات العنترية.

عملياً وفي مقارنة مع عظمة وتفوق القوة الأميركية على كافة الصعد وفي كل المجالات، فإن إيران هي دولة ممزقة وضعيفة للغاية ومعدمة عسكرياً واقتصادياً ونظاماً.

الشعب الإيراني يكره نظامه الملالوي ويريد التخلص منه وهو يثور عليه كلما سنحت الفرص له.

الشعب الإيراني يعاني من الجوع  والفقر وثلثه عاطل عن العمل وكل الأفاق مسدودة في وجهه.

نظام الملالي يكره شعبه ويحكمه من خلال كل وسائل الإجرام والقهر والظلم والإرهاب والسجن والقتل.

واقعياً، ليس لدى نظام الملالي المذهبي والدكتاتوري والمنتمي بثقافته وممارساته لما هو ما قبل عصور القرون الحجرية، ليس لديه ما يقدمه لشعبه وللشعوب التي يتدخل في شؤونها من خلال أذرعته العسكرية والميليشياوية غير الفقر والعزلة وثقافات الكراهية والحقد والموت والحروب العبثية

من فإن الرد الملالوي على عملية اغتيال المجرم والقاتل والإرهابي قاسم سليماني سيكون بالتأكيد رداً مسرحياً ولرفع العتب ليس إلا.

سيكون الرد مسرحي وغير فاعل أو مؤثر وذلك خوفاً على مصير نظام الملالي نفسه لأن أي تهور غبي وغير مدروسة عواقبه سيجبر أميركا على مهاجمة إيران وإسقاط نظامها بعد تدمير كل معسكرات جيشها وتحويل بناها التحتية إلى رماد.

في الخلاصة فإيران دولة ورقية وهزيلة وضعيفة ونمر من كرتون..

الغرب عموماً، وتحديداً أميركا هم من اسقط نظام الشاه وجاء بنظام الملالي خدمة لمصالحه.

من هنا فإن نظام الملالي الإيراني ورغم كل مسرحيات العداء الغربية والإسرائيلية معه لا يزال حتى اليوم يخدم مصالح إسرائيل ودول الغرب، ويوم يقرر هذا الغرب سيسقطه وبسهولة.

يبقى أن نظام الملالوي الإيراني، ومعه كل أذرعته الميليشياوية والإرهابية المذهبية في لبنان والعراق واليمن وسوريا وغزة ودول الخليج العربي وفي غيرها من الدول.. هو نظام "أداة" لا يريد وليس بمقدوره لا تحرير فلسطين ولا محاربة أميركا، وإنما هو كان ولا يزال نظام "أداة" بيد إسرائيل والقوى الدولية والغربية تحديداً مسخر بالكامل خدمة لمصالح هذه الدول وهي يوم تقرر ستسقطه خلال 24 ساعة.. ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

قاسم سليماني واجه العدالة التي يستحقها

الياس بجاني/03 كانون الثاني/2020

قتل سليماني هو عملياً وواقعاً قتل للهيبة الملالوية العسكرية الكاذبة والورقية وفرح الشعوب العربية بمقتله يبين كرهها واحتقارها لهذا النظام المذهبي والتوسعي والعدائي الحامل ثقافة وفكر ومنطق القرون الحجرية

 

لا للتطاول والتعدي الظالم على د. عصام خليفة

الياس بجاني/02 كانون الثاني/2020

التطاول على د.عصام خليفة اهانة واحتقار لكل لبناني سيادي واستقلالي وشريف وحر. عهد فاسد وبلد محتل وقضاء مسيس وطاقم سياسي ورسمي عفن

 

لا حلول قبل تحرير لبنان من احتلال حزب الله

الياس بجاني/02 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/81954/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d9%84%d9%88%d9%84-%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7/

المرّض لا يعالج إن لم يتم تشخيصه والتعاطي معه بجدية وبشكل مباشر، وليس فقط التلهي بأعراضه.

في وطن الأرز، المرض السرطاني ومنذ العام 2005 هو احتلال حزب الله الإيراني والإرهابي، ومن هنا فإن كل ما يعاني منه الوطن وأهله على كافة الصعد، وفي المجالات كافة هي كلها مجرد أعراض لمرض الاحتلال، وبالتالي لا خلاص ولا شفاء من خلال علاجات ترقيعية وآنية.

وفي هذا الإطار فإن فلا تغيير الحكومة واستبدال الوزراء بغيرهم ينهي الاحتلال ويعيد للبلد سيادته المصادرة، واستقلاله المسروق وقراره المهيمن عليه بالقوة.

ولا إقرار الموازنة مهما زينت وجملت نظرياً وفخخت عملياً وواقعاً لإفقار الناس أكثر وإسقاط الدولة سيكون لها أي تأثير على واقع الاحتلال.

وكذلك لن يفيد تعاظم الوعود والعهود ومعها زجليات وعنتريات العهد القوي وكل ما يقال ويشاع باطلاً عن نواياه الطيبة.

وفي نفس السياق عبثية وملهاة هي كل مسرحيات تبادل الاتهامات “من فج وغميق” بين أصحاب شركات الأحزاب التعتير التي اقترفت خطيئة الصفقة وداكشت الكراسي بالسيادة، ولا بينهم وبين غيرهم من السياسيين والإعلاميين أكانوا طرواديين أو ملجميين أو وطنيين.

كما أن لا جدوى من تهديدات عصابات ومافيات نفاق التحرير والممانعة والمقاومة والهروب إلى الأمام وإلهاء الناس بملفات يقولون أنها لعملاء لإسرائيل، في حين أن العمالة والعملاء هم في مكان آخر ومتفلتين من كل حساب ومحاسبة وفي مقدمهم جماعات نفاق المقاومة هؤلاء أنفسهم.

ولا خلاص بأي شكل من الأشكال ما دام حزب الله وأسياده في إيران يصادرون ويتحكمون بسيادة واستقلال وقرار لبنان.

وعلى الأكيد لا أحد من الخارج، لا أميركا ولا الدول الغربية ولا السعودية ولا غيرهم سيأتون لتحريرنا وتخليصنا مما نحن غارقين فيه.

الحل الوحيد فقط، والذي من بعده يبدأ العمل الصعب والمضني على حل كل مشاكل لبنان واللبنانيين هو تحرير البلد من احتلال حزب الله.

ولإنجاز التحرير هذا علينا أولاً أن نحرر أنفسنا من الخوف واليأس والاستسلام، ومن كل أوبئة السياسيين، ومن نفاق واسخريوتية أصحاب شركات الأحزاب، ومن الغرائزية والأطماع، ونجاهر بالحق والحقيقة ونقول لا لحزب الله، ولكل من هو في خدمة مشروعه في أي موقع كان.

وأول خطوة في سياق التحرير والتحرر هي كشف وتعرية كل أداوت الحزب المحتل من سياسيين وأصحاب شركات أحزاب ومسؤولين وإعلاميين وعزلهم والإتيان بطبقة سياسية شريفة ووطنية بديلة تخاف الله ويوم حسابه الأخير.

هذا عمل بإمكان كل مواطن أن يلتزم به وينفذه دون صعوبة وذلك برذل كل هؤلاء السماسرة ومحترفي الصفقات وفي مقدمهم أصحاب شركات الأحزاب والابتعاد عنهم وعدم السير ورائهم وتركهم كلياً.

يبقى أن الثورة الشعبية المستمرة بقوة منذ ما يزيد عن الشهرين أمر جيد وصحي ولكنها لن تحقق أية نتائج أساسية وسيادية ما لم تسمي مرض الاحتلال بإسمه وتتوقف عن التزلف والتملق له وتتركه بذمية وباطنية وخوف يتاجر بكذبتي المقاومة والتحرير.

وفي الخلاصة لا قيام للدولة في ظل الدويلة، وما لم تقوم الدولة المستقلة والسيادية والممسكة بقرار الحكم فلا حلول لا صغيرة ولا كبيرة وفالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون المر مع د.عصام خليفة: الجامعة اللبنانية بفسادها ومفسديها وزبائنيتها وفئويتها وهرطقات رئيسها فؤاد أيوب على مشرحة د.خليفة

http://eliasbejjaninews.com/archives/82035/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%af-%d8%b9%d8%b5%d8%a7%d9%85-2/

https://www.youtube.com/watch?v=AEW2QcWqIQw

 

الغطاس: لقاء الله

الأب د. نجيب بعقليني/الكلمة أو لآين/06 كانون الثاني/2020

وُلِد يسوع المسيح من مريم العذراء. ولادته، تأكيدٌ لولادة المُخلِّص بالجَّسد. دخل الإله عالمنا من خلال بشريّتنا، فأصبح اللِّقاء بين الله والإنسان حقيقة والعكس صحيح، كما انسحب هذا اللِّقاء على الإنسان مع أخيه الإنسان.

أتى يسوع ليخلِّص البشريّة متمِّمًا بذلك إرادة أبيه، ومُحقِّقًا الوعد، من خلال إعلان بداية رسالته الخلاصيّة، بعد قبوله العِماد عن يد يوحنّا المعمدان. تحتفل الكنيسة بزمن الدِّنح (عيد الغطاس)، أيّ الإشراق الإلهيّ وإعلان لاهوت يسوع المسيح، ابن الله الأزليّ. وعيد الغطاس- إعتماد يسوع المسيح- أو عيد "الدِّنح"، هو عيد ظهور سرّ يسوع النَّاصري للعالم، بصفته المُخلِّص، ابن الله الحقيقيّ، كما هو ظهور سرّ الثَّالوث الأقدس الآب والابن والرُّوح القُدُس، في آنٍ معًا. عيد الدِّنح، أيّ عيد الظُّهور والاعتلان والإشراق، تعبيرٌ لاهوتيٌّ عن عيد الغطاس، الَّذي أعلن فيه يوحنّا المعمدان، بداية الطَّريق نحو الخلاص، من خلال المُخلِّص، "أنا أُعمِّدكم في الماء من أجل التَّوبة، وأمّا الَّذي يأتي بعدي فهو أقوى منّي [...] وهو يعمِّدكم في الرُّوح القُدُس والنَّار" (متّى 3: 11). من خلال هذا الحدث تمَّ اللِّقاء: بين المسيح ويوحنّا، وبين يسوع والنَّاس. أَوَليس ظهور سرّ الثَّالوث الأقدس علامةً للمُشاركة واللِّقاء الدَّائم بين الأقانيم الثَّلاثة؟! أَلَم يأتي الله للقاء الإنسانيّة، بالرُّغم من ضعفها وفقرها وخطيئتها؟ أَلَم يجلب لنا هذا اللِّقاء الانتصار على الجسد والزَّمن، وإمكانيّة الدُّخول في الحياة الإلهيّة؟ أَلَم يهبنا هذا اللِّقاء، سرّ التَّواصل المُباشر مع يسوع المسيح، من خلال الصَّلاة والتَّمجيد والتَّوبة والمُصالحة مع الذات والآخر ونبذ الخطيئة؟

يبدأ الدُّخول في الحياة الإلهيّة بالعِماد المُقدَّس ومن ثمّ سائر الأسرار المُقدَّسة. يُطلب من المؤمن التَّوبة والنَّدامة عن الخطايا ممّا يُسهم في تجديد قبول النِّعمة الإلهيّة، والَّتي تعطي المؤمن القوّة والقدرة، لتجديد اللِّقاء مع الإله، أيّ لقاء الله، الذي يطمح إليه الإنسان، لسكن الفردوس من جديد. "الحقّ الحقّ أقول لكَ إن كان أحدٌ لا يولَد من الماء والرُّوح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله"( يو٣: ٥). يُدخل العِماد، المؤمن بيسوع المسيح، حياة المسيح، ويستمدّ من خلاله، شركة الحياة مع الآب والابن. يُظهر سرّ التَّجسد، تنازل الله، كما قيمة الإنسان، لأنّه أصبح خليقة جديدة وجديرة بالله. أَليست هذه علامة ساطعة عن رضى الله المُطلق عن الإنسان؟ "إنّ الله أغلق على جميع النَّاس في العصيان ليرحمهم جميعًا" (رو 11: 32). نعم، الله تجلّى في حياة الإنسان المُعمَّد والمؤمن المُمارس لإيمانه. ودعاه للسير في طريق الخلاص، بسلوكه نحو الباب الضيِّق "اجتهدوا بالدُّخول في الباب الضيِّق، فإنّي أقول لكم: إنّ كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون" (لو 13: 24). "الباب يُشبه خرم الإبرة لمَن يلتزم مالَهُ، ويعجز عن تأدية دَينِه، لكنّه يُفتح لمَن يعترف بعطشه وجفافه، إن لَم يغفر كلُّ واحدٍ لأخيه من كلّ قلبِه". نعم، لنجتهد "بأن أقوم بجهدٍ لئلاّ أسمح لذاتي بأن أفكّر بالنَّاس مثلما أُريد، ولا أتصرّف بهم كما أُريد وبحسب مصلحتي وغايتي".

فهل يحثّنا لقاء الله على أن نستقبل المسيح، ونعلن البُشرى السَّارة وأن لا نتخلّى بسهولة عن مسيرة الخلاص، بالرُّغم من الصُّعوبات والضيقات والمَثَل السيّء، والانتهاكات الَّتي يتعرّض لها الإنسان وبخاصّةٍ تلك الَّتي تعترضه من خلال أخيه الإنسان؟ ينقلنا اللِّقاء الحالّ فيه الرُّوح القُدُس، من البُؤس والبُعد عن الله، إلى حالة الفرح والقُرب من الآب السَّماويّ، ويحملنا من الظُّلمة إلى النُّور، ونجتاز معه وبه من آنية الموت إلى أبدية الحياة. ليبقى لقاؤنا مع الله مُتجدِّدًا ومُكلّلاً. لقاء الله... لقاءٌ بالإنسان.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 5/1/2020

وطنية/الأحد 05 كانون الثاني 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

المنطقة، لا بل العالم، في مهب التصعيد بعد الغارة الأميركية التي استهدفت الفريق قاسم سليماني ورفاقه بغارة بغداد.

المواقف الايرانية أوحت بأن الرد محسوم. وبذلك تتجه الأنظار إلى حجمه وساحاته، وإلى المرحلة التي ستليه، لتكتمل الصورة مع مواصلة المساعي الدولية والعربية لعدم الذهاب إلى اقصى التصعيد على ساحة الشرق الأوسط. وفيما اكد اللواء رضائي القائد السابق للحرس الثوري الايراني أن الرد سيشمل حيفا.

الأمين العام ل"حزب الله" السيد نصرالله، أكد أن مسؤولية الرد لن تقتصر على ايران، بل على حلفائها في محور المقاومة، معلنا أن كل جندي أميركي هو هدف وليس كل مواطن أميركي.

وقال إن هزيمة القوات الأميركية في المنطقة، ستعيد القدس لأصحابها، ولن يكون هناك من حاجة لحرب مع قوات الاحتلال التي ستخسر القوة التي تستند إليها. وتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لعبارته التي خاطب بها الجنود الأميركيين: أتيتم بشكل عمودي وسترحلون بشكل أفقي، أي بالنعوش.

وبقيت ساحة العراق مفتوحة على المزيد من التطورات الميدانية. وقد أقر البرلمان العراقي وقف العمل بالاتفاقية الأمنية مع قوات التحالف الدولي، ما يعني أن القوات الأميركية لم تعد تتمتع بأي شرعية لقواعدها العسكرية. وطالبت الخارجية العراقية مجلس الأمن الدولي بموقف إدانة للغارة الأميركية على أراضيها، واستدعت السفير الأميركي.

في الشأن المحلي، حكوميا، وإذا صحت التسريبات، فإن ولادة الحكومة متوقعة في الأيام القليلة المقبلة، بعدما رست بورصة التسميات والتوزيع على الأحزاب المشاركة في هذه الحكومة. البطريرك الراعي رفض التفرد والمحاصصة والحزبية، داعيا إلى حكومة محررة منها إذا كان يراد فتح باب السلام.

بالمقابل، جدد متظاهرون من المناطق كافة، الدعوة لاعتذار دياب عن التأليف خلال تظاهرة أمام منزله مساء اليوم، استأنفت سيرها باتجاه ساحة الشهداء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

بين العراق وإيران، تواصل طواف الوداع للشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وثلة من رفاقهما.

بعد التشييع في بلاد الرافدين من بغداد وكربلاء إلى النجف الشريف، آخر المحطات العراقية بالأمس، أعيد اليوم جثمان اللواء سليماني إلى وطنه، حيث شاركت حشود مليونية في تشييعه ورفاقه في أهواز ومشهد، قبل أن تتم مراسم دفنه الثلاثاء في مسقط رأسه، مدينة كرمان.

ما صدحت به حناجر العراقيين والإيرانيين، أعلنه الأمين العام ل"حزب الله" أن القصاص العادل هو الوجود الأميركي في المنطقة، وكل البوارج العسكرية الأميركية وكل ضابط وعنصر أميركي ينبغي أن يدفع الثمن.

وبالتزامن مع كلمة نصرالله، وافق البرلمان العراقي على إلغاء الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، وطلب من الحكومة العراقية العمل على انهاء الوجود الأجنبي في البلاد.

السيد السيستاني قدم للسيد الخامنئي التعزية باستشهاد الفريق قاسم سليماني. وأكد ان نبأ الاستشهاد آلمه كثيرا، مشددا على أن دور السيد سليماني خلال فترة حربه ضد عناصر "داعش" كان منقطع النظير.

في المقابل، تنامى الجدل في الداخل الأميركي على خلفية المغامرة التي ارتكبها دونالد ترامب، متجاهلا مجلس النواب والشعب الأميركي الذي يحذر من جره إلى حرب لا يريدها.

الرئيس الأميركي لم يكتف بإثم ما ارتكب، بل دأب على ركوب موجة التهويل المتواصل على طهران. وقال إننا سنستخدم معداتنا العسكرية الجديدة والجميلة إذا هاجمت إيران الأميركيين، وهدد بضرب اثنين وخمسين هدفا إيرانيا.

بيد أن قائد الجيش الإيراني رد عليه بالقول: سنعرف في النهاية من الذي سيتلقى ضربات في اثنين وخمسين هدفا.

لبنان يرصد- علي أي حال- المخاطر الناجمة عن العدوان الأميركي، وتبدو الحاجة فيه ملحة لتأمين جهوزية لمواجهة التحديات والتداعيات المحتملة. وتبرز في هذا المجال ضرورة الاسراع في تأليف الحكومة، الأمر الذي يتطلب تذليل آخر العقد العالقة والمتصلة بتمثيل بعض المكونات وحسم الأسماء واسقاطها على الحقائب، علما بأن آخر التوقعات المتصلة بالولادة الحكومية، كانت قد ضربت موعدا لها مطلع الأسبوع المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كموسى وهارون، سيفلقان بشهادتهما البحر لمحور المقاومة للعبور، وعصاهما أشلاء مباركة ومقاومة لن تبور، وسيغرق فرعون العصر وأتباعه، وسترون.

هي آيات النصر التي تلاها سيد العارفين وقائد المقاومين السيد حسن نصرالله، فالدم الذي سال ليس كأي دم، وستكتشفون.

لم يكن ما جرى في الضاحية الجنوبية حفل تأبين للقائد العظيم قاسم سليماني والقائد الكبير أبو مهدي المهندس فحسب، بل محطة لهندسة ما ستكون عليه المنطقة، بعين المقاومة ومحورها.

فالأميركيون الحمقى لا يعرفون ماذا فعلوا، والمعادلة بلا طول تحليل أن القصاص العادل هو استهداف الوجود العسكري الأميركي لاخراجه من المنطقة، قواعده وبوارجه، ضباطه وجنوده، فهو من قتل وهو من سيدفع الثمن، حسم السيد، فانتظروه.

وعندما تبدأ نعوش الجنود الأميركيين بالعودة إلى الولايات المتحدة، سيدرك عندها ترامب أنه خسر المنطقة وخسر الانتخابات، وسيخرج جنوده من المنطقة أذلاء، وسيصبح تحرير القدس وفلسطين على مرمى حجر، وقد لا نحتاج إلى معركة مع الكيان الاسرائيلي، كما رأى الامين العام ل"حزب الله".

السيد نصرالله الذي استعرض مقدمات الجريمة الأميركية، المختصرة بالفشل في سوريا والعراق واليمن ولبنان وفلسطين التي أسقطت صفقة عصرهم، وبعد طول فشل باستهداف الشهيد القائد سليماني عبر عملية أمنية، جاء الاغتيال بعملية عسكرية مكشوفة، وستكشف الأيام كما أن سواعده الحاضرة في كل انتصارات جبهات المقاومة، حققت التحرير الأول للعراق، فإن دماءه ودماء أبو مهدي المهندس ورفاقهما، ستحقق التحرير الثاني، فنحن أمام مفترق نصر جديد، جزم سيد المقاومين.

وأولى بشائر النصر، الساحات الممتلئة بالرجال الرجال، والمشيعين للقادة الشهداء، والمشيعين في قلوب الأميركيين من سياسيين وعسكريين كل الرعب، والبداية من جموع بغداد والكاظمية إلى النجف وكربلاء، ومن الأهواز إلى "مشهد" اليوم وغدا طهران وبعدها كرمان. وفي الضاحية اليوم، حيث المشهد رافق أبلغ الكلام.

ومن البرلمان العراقي كلمة فصل وقرار، أن على الحكومة العراقية العمل على إنهاء وجود القوات الأميركية على أراضيها من الآن، وإلغاء طلبات المساعدة ممن يسمى بالتحالف الدولي.

والختام ما قاله سماحة الأمين العام ل"حزب الله": إن اغتيال الشهيدين القائدين تاريخ فاصل بين مرحلتين، وبداية تاريخ جديد، ليس لايران والعراق فحسب، بل لكل المنطقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في الخامس من كانون الثاني، خرج الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ليعلن الموقف من اغتيال الجنرال قاسم سليماني ونائب قائد "الحشد الشعبي" العراقي، ليشكل كلامه منطلقا لرسم صورة المنطقة، ومن ضمنها لبنان، في الأيام والأشهر المقبلة. علما أن الضبابية لا تزال طاغية على المشهد حتى الساعة: فلا الردود واضحة المعالم، ولا الرسائل الأميركية المهدئة تتلقفها إيران، كما أن الاتفاق النووي بات قابلا للمزيد من الترنح، من دون أفق للمضي باتفاق جديد.

وعلى وقع هذه التطورات، يراقب لبنان انفراجا حكوميا، بعدما اعتبر في بيان لوزارة الخارجية أن ما جرى انتهاك لسيادة العراق، مطالبا بمنع التصعيد وتجنيبه تداعيات العملية، لأنه بحاجة للهدوء والاستقرار بغية الخروج من ازمته المالية والاقتصادية.

وفي السياق الحكومي، تؤكد المعطيات أن مسار التشكيل مستمر، وما تبقى من عقد يخضع لعملية تذليل ممنهجة، من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف الذي كان على موعد اليوم مع تظاهرة منددة أمام منزله في تلة الخياط.

وفي هذا الاطار، ينطلق كثيرون من الوضع المأزوم في المنطقة، والمعطوف على توتر داخلي، للتأكيد أن الاسراع في تأليف الحكومة بات أكثر من ضروري، لحماية لبنان وتأمين الأمان والاستقرار، والبدء بسياسات الاصلاح والتصحيح المالي والاقتصادي. وهنا تشير مصادر مواكبة للـ otv، إلى أن "التيار الوطني الحر" هو المسهل الأساسي لناحية توفير شروط نجاح الحكومة وفاعليتها، خصوصا لجهة الدفع باتجاه اختيار أشخاص جديرين، متخصصين، نظيفين. ما يؤكد النية والارادة لتغيير السياسات القائمة ومحاربة الفساد، تحقيقا لمطالب الناس وتأمينا لثقتهم.

وتؤكد المصادر نفسها أن "التيار" طالب وأمن اعتماد معايير واحدة لاختيار الأشخاص، بالتشاور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وبالتنسيق مع الكتل البرلمانية الراغبة، لاحترام التوازنات السياسية تأمينا لثقة البرلمان.

علما أن الأهم في المرحلة المقبلة، هو تنفيذ السياسات المالية والنقدية والاقتصادية الجديدة، لوقف الانهيار والحد من تأثيراته السلبية على المواطنين، بحفظ أموالهم وتأمين حقوقهم بأدنى مقومات الحياة، استعدادا لإعادة اطلاق الدورة الاقتصادية في البلاد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

المنطقة تغلي، والعالم كله يحبس أنفاسه في انتظار نتائج المعركة المفتوحة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. لكن الكلمة المنتظرة للسيد حسن نصرالله حيدت لبنان عما يحصل. فالأمين العام ل"حزب الله" صعد اقليميا إلى الحد الأقصى، لكنه تحاشى ذكر لبنان عندما استعرض الجبهات المفتوحة في المنطقة مع أميركا وحلفائها الإقليميين. هو تحدث واستفاض عن العراق وسوريا واليمن ولم يتطرق الى لبنان، ما يشير إلى رغبة ضمنية في عدم إدخاله دائرة النار الملتهبة.

طبعا اللهجة العامة لخطاب نصرالله كانت مرتفعة، وهو نادى بضرورة أن ينزل محور المقاومة القصاص العادل بأميركا. لكنه حدد بوضوح مفهومه للقصاص العادل. فهذا القصاص يجب أن يستهدف القوات العسكرية الأميركية وأفراد الجيش الأميركي، ولا يجب أن يشمل المدنيين. ما يعني أن مسرح القصاص العادل لا يمكن أن يكون لبنان، إذ ليس فيه قواعد عسكرية أميركية.

في الموازاة، لم يشر نصرالله إلى وجوب أن يشمل القصاص العادل إسرائيل، ما يثبت مرة ثانية أن لبنان سيبقى، مبدئيا، بمنأى عن التداعيات العسكرية والأمنية الخطرة لاغتيال قاسم سليماني.

حكوميا، التفاؤل لا يزال سيد الموقف، والأمور تسير في الاتجاه الصحيح. ووفق معلومات ال "أم تي في"، فإن التشكيلة الحكومية أضحت شبه مكتملة، ولا تزال بحاجة إلى بعض الرتوش واللمسات الأخيرة لتكتمل نهائيا. ومعظم الأخذ والرد يتمحور حاليا حول وزارة الخارجية، باعتبار أن دورها مؤثر في ضوء ما تشهده المنطقة من تجاذبات وصراعات. ووفق المعلومات أيضا فإن مراسيم التأليف ستصدر على الأرجح يوم الثلثاء، لأن كل قوى السلطة تريد ولادة الحكومة في أسرع وقت ممكن، لتتمكن من مواجهة التطورات الاقليمية المتسارعة، إضافة إلى الواقع الاقتصادي والاجتماعي المأزوم في لبنان. مع الاشارة إلى أن هذا الواقع يتدهور بسرعة وبقوة، يوما بعد يوم.

آخر مظاهر التدهور، ما يحصل من عمليات تخريبية أمام بعض المصارف، وهي ظاهرة خطرة تنذر بأمور تهدد سلامة القطاع المصرفي، بقدر ما تهدد الوضع الاقتصادي للمواطنين. ومن مظاهر التدهور أيضا، الوضع اللاصحي الذي تعيشه المستشفيات، ما يجعلها مهددة بالاقفال. فهل دخلنا في دائرة انهيار القطاعات الواحد بعد الآخر؟، وهل ستتمكن الحكومة العتيدة المنتظرة أن توقف مسلسل الانهيارات، أم ستكون مجرد شاهد عاجز ووكيلة تفليسة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

في أقوى رد، إعلامي- سياسي، على اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "حذاء قاسم سليماني يساوي رأس ترامب".

تماهى موقف السيد نصرالله، مع ما أعلنه التلفزيون الرسمي الإيراني عن ثمانين مليون دولار أميركي، مكافأة لمن يأتي برأس ترامب.

السيد نصرالله، الذي قطع الشك باليقين عن زيارة سليماني للبنان، كشف أن سليماني زاره يوم الأربعاء، أي قبل يوم من اغتياله. وأعلن في خطاب له، خصصه للحديث عن مرحلة ما بعد اغتيال سليماني، أن ثمن الاغتيال سيكون الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.

بالتزامن مع الخطاب العالي السقف للسيد نصرالله، كان مجلس النواب في العراق، حيث اغتيل سليماني على أرضه، يصوت على قرار بإلزام الحكومة طلب إنهاء الوجود العسكري الأجنبي، وإنهاء العمل بالإتفاقية الأمنية مع قوات التحالف ضد "داعش". هذه الخطوة دفعت التحالف الذي تقوده واشنطن، إلى الإعلان عن وقف العمليات ضد "داعش"، والتركيز على حماية قوات وقواعد التحالف، وسط ازدياد حدة التوتر مع إيران.

هكذا تكون المنطقة أمام المشهد التالي: بعد الثاني من كانون الثاني، تاريخ اغتيال سليماني، ليس كما قبله. "حزب الله" أعلن أنه سيرد، وأن الثمن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. العراق ينهي التعاون مع قوات التحالف، أي أنه سيعتبرها قوات احتلال، وهذه القوات ستعمد إلى حماية قواعدها.

إذا المنطقة أمام مشهد جديد، فهل في لبنان استيعاب لحجم الإنقلاب الذي أحدثه اغتيال سليماني، حيث هناك اجماع على تصنيفه أنه الرجل الثاني في إيران، وأنه رجل إيران الأول في أكثر من دولة في المنطقة؟.

في لبنان شبه غياب وشبه غيبوبة. حكومة تصريف الأعمال غائبة ومشتتة. لائحة أسماء الحكومة العتيدة على ثلاث نسخ: نسخة في جيب الرئيس المكلف، ونسخة لدى الثنائي الشيعي، ونسخة في جيب الوزير جبران باسيل بعد "العصف الذهني الوزاري" على مدى ست ساعات بينه وبين الرئيس المكلف، والذي سمح بالقول إن الفول اقترب من المكيول.

لكن كل ذلك حصل قبل اغتيال قاسم سليماني، وقبل التلويح بالرد من مستوى إخراج القوات الأميركية من المنطقة، وقبل اعتبار العراق أن القوات الأميركية قوات احتلال، فهل ستبقى المقاربة هي إياها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أرسى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، معادلة الرأس والحذاء. ونظرا إلى عدم تكامل المستوى بين أسفل ما اعتلاه قاسم سليماني، وأعلى ما ينتعله دونالد ترامب، فقد تم حصر الرد بالقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة. والأهداف هي: الوجود العسكري الأميركي، القواعد، البوارج، وكل ضابط وجندي أميركي على أراضينا، فالجيش الأميركي هو من قتل وهو من سيدفع الثمن.

وبتوصيف نصرالله، فإن ترامب الجاهل ومن معه من الحمقى، لا يعرفون ماذا فعلوا، وعندما تبدأ نعوش الجنود والضباط الأميركيين بالعودة إلى الولايات المتحدة، ستدرك إدارة ترامب أنها خسرت المنطقة وخسرت الانتخابات.

وأبعد نصرالله الجبهة اللبنانية، ليوسع دائرة الرد إلى المنطقة، وتحديدا دولة العراق التي كانت في هذا الوقت تسن قوانينها في برلمان تثيبت السيادة، وقد أوصى البرلمان العراقي حكومة عبد المهدي، الطلب من مجلس الأمن إنهاء اتفاقية العمل مع التحالف الدولي، والتي أبرمت عام 2014. ولما كانت هذه الاتفاقية قد عززت برسالة إلى الأمم المتحدة عام 2015 بطلب عدم تقويض سيادة العراق، فإن بغداد اليوم وجدت أن التحالف الذي تقوده أميركا من سبع وخمسين دولة قد خرقت بنود هذه الاتفاقية، من خلال قصفها منطقة القائم وتحليق الطائرات الأميركية من دون إذن، ثم عملية اغتيال المهندس وسليماني وآخرين عراقيين على أرض العراق وعند بوابات مطاره.

والعراق بذلك يقول للتحالف بقيادة أميركا: شكرا، انتهت الخدمة وانتفت الحاجة إلى المعاهدة والتنسيق. لكن هذا الإجراء يحتاج إلى مراسلة الأمم المتحدة، وهو ما ستقدم عليه الحكومة، والتي أصر رئيسها عادل عبد المهدي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء وجود القوات الأجنبية في أقرب وقت ممكن.

ومع تشريع العراق دوره الخالي من الاحتلال، كانت مدن إيران تطوف بموكب قاسم سليماني، الأهواز خرجت إلى شوارع وجسور مودعة، و"مشهد" كانت المشهد الأكثر تدافعا، في مراسم ثلاثية الأيام، تعرج على قم وكرامان.

وانهماك الساحتين الإيرانية والعراقية بمواكب التشييع، عطل في بيروت مواكب تأليف الحكومة، حيث جمد الثنائي الشيعي أسماء كانت مقترحة للتوزير، والتشكيلة التي كان من المقرر إعلانها قريبا، عليها أن تنتظر الانتهاء من مراسم العزاء، وفور صدورها وفحص أسمائها: إما أن تتقبل العزاء في الشارع، وإما تنطلق نحو مرحلة الثقة، وذلك تبعا لمدى خضوعها لشروط الاختصاص.

 

قضية عصام خليفة تابع.. وقفة تضامنية في النبطية

جنوبية/06 كانون الثاني/2020

تتفاعل قضية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد ايوب والدكتور عصام خليفة على خلفية الشهادة الجامعية والدرجات الاربعة، إذ نفذ “حراك النبطية”، وقفة تضامنية مع الدكتور عصام خليفة، طالب المشاركون فيها ب”قضاء عادل منفصل عن السلطة السياسية”.

وأصدر المعتصمون بيانا، رفضوا فيه “سياسة القمع، ومحاكمة أصحاب الكلمة الحرة على أنهم مجرمون وفاسدون، فيما ينخر الفساد معظم مؤسسات الدولة، ومن ضمنها صروح الجامعة اللبنانية”.

 

أهالي النبطية الفوقا اعترضوا دورية لليونيفيل تجاوزت منطقة عملها

وطنية - الأحد 05 كانون الثاني 2020

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية، أن أهالي بلدة النبطية الفوقا، فوجئوا مساء اليوم بمرور دورية للكتيبة الاندونيسية العاملة في إطار قوات "اليونيفيل" الدولية، في بلدتهم التي تقع خارج منطقة عمل القوات الدولية، فاعترضوا أفرادها وأخذوا منهم هواتفهم وجهاز GPS.

وذكر أفراد الدورية أنهم ضلوا طريقهم. وحضرت إلى المكان دورية من مخابرات الجيش- مكتب النبطية، ورافقت دورية اليونيفيل باتجاه جسر الخردلي.

 

الحكومة: تشكّل الثلثاء.. ام ترحّل؟!

المركزية/05 كانون الثاني/2020

افادت معلومات للـmtv ان التشكيلة الحكومية أضحت شبه مكتملة ولا تزال بحاجة الى بعض اللمسات الاخيرة لتكتمل نهائياً ومعظم الاخذ والرد يتمحور حالياً حول وزارة الخارجية. ورجّحت معلومات ان مراسيم التأليف قد تصدر يوم الثلثاء .وبدورها قالت قناة الlbc في مقدمة نشرتها المسائية:"المنطقة أمام مشهدٍ جديد، فهل في لبنان استيعاب لحجم الإنقلابِ الذي أحدَثهُ اغتيال سليماني حيث هناك إجماعٌ على تصنيفهِ أنه الرجلُ الثاني في إيران وأنهُ رجلُ إيرانَ الأول في أكثرَ من دولةٍ في المنطقة ؟ في لبنان شبهُ غيابٍ وشبهُ غيبوبةٍ ... حكومةُ تصريف الأعمال غَائبةٌ ومُشَتتة ... لائحةُ أسماءِ الحكومة العتيدة على ثلاث نُسخٍ : نُسخةٌ في جيبِ الرئيس المكلَّف، ونُسخةٌ لدى الثنائي الشيعي، ونُسخةٌ في جَيبِ الوزير جبران باسيل بعد "العصفِ الذهنيِ الوزاري" على مدى سِت ساعات بينهُ وبين الرئيس المكلّف، والذي سمحَ بالقول إن الفولَ إقتربَ من المكيول، لكنَّ كلَّ ذلك حَصلَ قبل اغتيال قاسم سليماني وقبل التلويح بالرد من مُستوى إخراج القوات الأميركية من المنطقة ، وقبل اعتبار العراق ان القوات الأميركية قُوات احتلال ، فهل سَتبقى المقاربةُ هي إياها؟". وفي هذا السياق، قالت صحيفة "النهار" انه رغم كل الأجواء المتفائلة بقرب الولادة الحكومية في عطلة نهاية الاسبوع الماضية، تبددت هذه الأجواء، ليرحٓل التأليف الى مواعيد جديدة غير محددة، تتفاوت بين الثلثاء والخميس. ورغم التحديات الخطيرة والداهمة التي فرضها اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، على المنطقة عموما ولبنان في شكل خاص، والتي تفترض جهوزية داخلية لمواجهة اي تداعيات محتملة لانتقال الصراع الاميركي الايراني الى مستويات المواجهة المحمومة امنيا وعسكريا، يستمر المخاض الحكومي متعثرا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ابنة سليماني لحسن نصرالله: أعلم أنك ستثأر لدم والدي

طهران – وكالات/05 كانون الثاني/2020

 وجهت ابنة قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني أمس، تحية إلى زعيم “حزب الله” في لبنان حسن نصرالله، مناشدة إياه الثأر. وقالت زينب سليماني، بحسب ما نقلت وكالة “يونيوز”: “سلامنا إلى عمنا العزيز السيد حسن نصرالله الذي أعلم أنه سيثأر لدم والدي”. من جهته، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، بعد تقديمه التعازي لعائلة سليماني: “ستكتشف أميركا أنها ارتكبت حماقة كبرى، وأن حساباتها لتغيير المعادلة خاطئة”، مضيفا “أصبحنا أقوى بعد مقتل سليماني ورفاقه والأيام ستثبت ذلك. ونحن كحزب الله أصبح علينا مسؤوليات إضافية”. يأتي هذا بالتزامن مع تلميح مسؤولين إيرانيين بالثأر لسليماني عبر وكلاء في المنطقة، أو ما تصفه إيران بـ “محور المقاومة”، حيث اعتبر المساعد السياسي للحرس الثوري يد الله جواني، أنه على الأميركيين مواجهة “محور المقاومة بأكمله، وليس إيران فحسب”، مضيفا أنه “على أميركا أن تترقب انتقاما يأتيها من داخل الدول الأوروبية أيضاً”.

 

تأليف الحكومة اللبنانية تراجع… والملف ليس أولوية عند “حزب الله”

الراعي: العالم لا يحتاج إلى كلام فارغ بل إلى صانعي سلام منفتحين على الحوار

بيروت ـ”السياسة” /05 كانون الثاني/2020

 قالت مصادر لـ”السياسة” إن تداعيات اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق، قاسم سليماني، دفعت المشاورات الحكومية إلى مزيد من التعقيد، بعدما أبلغ “حزب الله”، انه ربما يكون بحل عما سبق والتزم به، في ما يتصل بتركيبة الحكومة التي يريدها الرئيس المكلف حسان دياب مكونة من اختصاصيين، وهو وفقاً للمعلومات المتوافرة، ليس مستعجلاً على عملية التأليف، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات، رداً على مقتل سليماني. ومن جانبه، أجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، اتصالات بعدد من نظرائه وزراء الخارجية الاقليميين والدوليين، أعرب فيها عن حزنه وأسفه للعملية التي وقعت في بغداد، مشددا على “وجوب تجنب التصعيد في المنطقة، ووضع حدّ للتوتّر الحاصل لكي لا يؤدي إلى وقوع حرب لا تحمد عقباها”. إلى ذلك، دعت كندا، رعاياها إلى تجنب السفر إلى عدد من دول الشرق الأوسط والحذر في تنقلاتهم فيها “بسبب تزايد مخاطر الاعتداءات”، بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد. ودعت أوتاوا رعاياها إلى أخذ “الحيطة والحذر” في لبنان والأردن والبحرين وعُمان والضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل. وفي السياق، توجه البطريرك بشارة الراعي الى المسؤولين، خلال عظة قداس الاحد في بكركي، قائلاً: “تيقظوا وتجردوا من حساباتكم الخاصة وكونوا صانعي سلام، فيكفيكم هدماً لمؤسسات الدولة وإفقاراً للشعب وانتهاكاً لكرامته”. واعتبر الراعي أن “السلام هو بتشكيل حكومة متحررة من كل تدخل الاحزاب فيها واصحاب النفوذ السياسي”، لافتاً الى أن “هؤلاء اذا واصلوا نهج المحاصصة والاقصاء والتفرد انما يفشلون الحكومة في مهدها ويعادون الشعب اللبناني بعد 70 يوماً من انتفاضته وكأن هذا الشعب لم يفعل شيئاً”. وأشار الى أن “العالم لا يحتاج الى كلام فارغ بل إلى صانعي سلام منفتحين على الحوار من دون إقصاءات ولا يمكن الوصول إلى سلام حقيقي إلا من خلال حوار بين رجال ونساء يبحثون عن الحقيقة”، مؤكداً أن “الرغبة في السلام مكتوبة في قلب الانسان ويجب الا نقبل بأقل من ذلك”. وبدوره، اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، أن “حادثة إغتيال اللواء قاسم سليماني ورفاقه من شأنها ان تؤثر سلبا على عملية تشكيل الحكومة بسبب التفاوت والاختلاف بين هذا الفريق وذاك في قراءة نتائجها الأمنية والسياسية والاقتصادية على لبنان”، معتبرا ان “تشكيل حكومة من خارج الاصطفافات الحزبية ستنهي بسرعة قياسية وغير مسبوقة عمر حكومة تصريف الاعمال، والاهم انها ستكون المخرج الامثل من عملية مطاردة القوى السياسية للحقائب الوزارية”.

 

اليابان: فرار كارلوس غصن «غير مُبرَّر»... وإصدار مذكرة دولية للقبض عليه

طوكيو: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 كانون الثاني/2020

اعتبرت وزيرة العدل اليابانية اليوم (الأحد) أنّ فرار الرئيس السابق لمجموعة رينو-نيسان كارلوس غصن إلى لبنان بينما كان قيد الإقامة الجبرية في طوكيو بانتظار محاكمته، هو أمر «غير مُبرَّر»، وذلك في أول موقف يصدر عن الحكومة اليابانية في هذه القضية.  وقالت الوزيرة ماساكو موري إنّ «النظام القضائي في بلادنا لديه إجراءات مناسبة لإثبات الحقيقة في القضايا، وهو يُدار بشكل صحيح مع ضمان حقوق الإنسان الأساسية»، معتبرةً أن فرار أي متهم أُطلق سراحه مقابل كفالة هو أمر «غير مُبرَّر»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأشارت الوزيرة إلى أن المحكمة ألغت الإفراج بكفالة الممنوح لكارلوس غصن، وأن الشرطة اليابانية أصدرت مذكرة دولية بالقبض عليه. بدوره، قال الادعاء في طوكيو إن كارلوس غصن يملك شبكة موسعة داخلياً وخارجياً يمكن أن يُوظفها لإخفاء الأدلة في التهم الموجهة إليه. ووجه القضاء الياباني أربع تهم إلى غصن منها عدم التصريح عن كامل دخله، واستخدام أموال شركة نيسان التي أنقذها من الإفلاس للقيام بمدفوعات لمعارف شخصية، واختلاس أموال الشركة للاستخدام الشخصي، وهي التهم التي ينكرها غصن. وكان غصن قيد الإقامة الجبرية في اليابان منذ أبريل (نيسان) الماضي، بعد توقيفه في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 واعتقاله لمدة 130 يوماً، على مرحلتين، قبل أن يتم إطلاق سراحه بكفالة. ووصل غصن (65 عاماً) يوم (الاثنين) الماضي إلى بيروت، على متن طائرة خاصة، مستخدماً جواز سفر فرنسي وبطاقة الهوية اللبنانية، في خطوة أثارت صدمة كبيرة في طوكيو، فيما اعتبرت السلطات اللبنانية (الثلاثاء)، أنه دخل البلاد «بصورة شرعية»، ولا شيء يستدعي ملاحقته. وقال الرئيس السابق لنيسان «أنا الآن في لبنان... لم أعد رهينة نظام قضائي ياباني متحيز حيث يتم افتراض الذنب». وأضاف «لم أهرب من العدالة... لقد حررت نفسي من الظلم والاضطهاد السياسي... يمكنني أخيراً التواصل بحرية مع وسائل الإعلام وهو ما سأقوم به بدءا من الأسبوع المقبل».

 

ما هو سر الإنتشار المفاجىء للجيش؟

جنوبية/05 كانون الثاني/2020

فيما تداعي الحراك الى وقفة إحتجاجية امام منزل الرئيس المكلف حسان دياب عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في تلة الخياط، وتلبية الساحات للنداء من طرابلس والشمال وكل المناطق، انتشرت انباء عن إنتشار واسع وكثيف ومفاجىء لعناصر من الجيش اللبناني انتشرت في الضاحية الجنوبية: محطة الأيتام في محلة الجاموس، كنيسة مار مخايل والمشرفية، ودوار ميدان الشهداء. كما انتشرت عناصر الجيش على طول طرق بعلبك حتى ضهر البيدر، وطرق صيدا الى بيروت. ولم تعرف اسباب هذا الانتشار ومناطق حدوثه. فهل هو تدبير احترازي لحفظ الامن ومنع قطع الطرق؟ اما ان هناك اسباب اخرى او تهديدات ما؟

 

إصابة نانسي عجرم بعد تسلل مسلح إلى منزلها... وزوجها يقتله (فيديو) والفنانة اللبنانية طمأنت جمهورها بشأن عائلتها

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/الأحد 05 كانون الثاني 2020

أصيبت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم بجرح طفيف بعد أن تعرضت فيلتها لمحاولة سرقة من جانب شاب سوري الجنسية، فجر اليوم (الأحد)، فيما واجهه زوجها، فادي الهاشم، ووقع إطلاق نار أدى إلى مقتل السارق. وطمأنت عجرم جمهورها، وقالت: «أشكر كل من اطمأنّ عن عائلتي وأولادي بخير ولست في صدد الكلام حالياً»، حسبما ذكرت لقناة «إم تي في» اللبنانية. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن السوري محمد حسن الموسى مواليد عام 1989، دخل فجر اليوم (الأحد) ملثماً إلى فيلا عجرم في منطقة نيو سهيلة كسروان بقصد السرقة. وتابعت الوكالة الرسمية اللبنانية أن السارق فوجئ بزوج المطربة، فعمد الزوج إلى إشهار مسدسه في وجهه، ووقع إطلاق نار بين الاثنين أدى إلى مقتل السارق على الفور. وحضرت إلى المكان عناصر من القوى الأمنية والأدلة الجنائية، والتحقيقات جارية، كما ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الهاشم تم إيقافه من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية. ونشرت وسائل إعلام لبنانية ومغردون فيديو من كاميرا مراقبة لواقعة تسلل السارق إلى المنزل وهو يحمل مسدسا.  ق؟ اما ان هناك اسباب اخرى او تهديدات ما؟

 

قرار بتوقيف زوج الفنانة عجرم

وطنية - الأحد 05 كانون الثاني 2020

أصدرت المدعية العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون قرارا بتوقيف زوج الفنانة نانسي عجرم الدكتور فادي الهاشم، على اثر تبادل اطلاق النار بينه وسارق من الجنسية السورية دخل فيلته فجر اليوم في نيو سهيلة في قضاء كسروان، بهدف السرقة، وذلك من أجل اتخاذ الاجراءات القانونية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب: سنضرب إيران بقوة أكبر من أي ضربة سابقة إذا هاجمتنا

وكالات/الأحد 05 كانون الثاني 2020

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بضربات أقوى من أي وقت مضي، في حال هاجمت المصالح الأميركية ردا على قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني يوم الجمعة. وكتب ترامب عبر "تويتر" اليوم الأحد: "هاجمونا، ورددنا. وإذا هاجموا مرة أخرى، وهو ما أنصحهم بشدة بعدم القيام به، فسنضربهم بقوة أكبر مما تعرضوا له من قبل!" وكان وجه ترامب تهديدا مباشرا لإيران، وقال إن واشنطن حددت 52 هدفا إيرانيا سيتم قصفها إذا استهدفت طهران أي أمريكي أو من أصول أمريكية انتقاما لمقتل قاسم سليماني. وقال ترامب صباح اليوم الأحد على "تويتر": "إن إيران تتحدث بجرأة شديدة عن استهداف أصول أميركية محددة كانتقام لتخليصنا العالم من زعيمهم الإرهابي الذي قتل للتو أمريكيا، وأصاب آخرين بجروح بالغة، ناهيك عن كل الأشخاص الذين قتلهم طوال حياته، بما في ذلك مؤخرا مئات المحتجين الإيرانيين. لقد كان بالفعل يهاجم سفارتنا، ويستعد لضربات إضافية في مواقع أخرى". وكشف الرئيس الأميركي في تغريدة أخرى أن بلاده "حددت 52 موقعا إيرانيا" وأن بعضها "على درجة عالية للغاية من الأهمية لإيران وللثقافة الإيرانية، وإن تلك الأهداف وإيران ذاتها ستضرب بسرعة كبيرة وبقوة كبيرة". وحذر الرئيس الأميركي عبر "تويتر" طهران من مواصلة تهديد بلاده. وقال "الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أي تهديدات أخرى!" مشيرا إلى أن الأهداف الاثنين والخمسين تمثل 52 أميركيا احتجزوا رهائن في إيران بعد محاصرة السفارة الأمريكية بطهران عام 1979. وتبنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، عملية اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني مع عدد من رفاقه، عندما أعلنت فجر الجمعة أنها نفذت ضربة قرب مطار بغداد في العراق، قتلت فيها قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، بالإضافة إلى قيادات في الحشد الشعبي العراقي على رأسهم أبو مهدي المهندس، فيما أعلنت طهران من جهتها أنها سترد بشكل قاس على عملية الاغتيال. ودانت قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية، العملية الأمريكية، معتبرة إياها "عملا غادرا وجبانا نفذته الطائرات الأمريكية". وتصنف واشنطن سليماني كإرهابي وكـ "داعم للإرهاب" وتحمله المسؤولية عن "العمليات العسكرية السرية" في أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وسوريا.

 

مستشار الأمن القومي الأميركي: عملية قتل سليماني قانونية تماماً

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الأحد 05 كانون الثاني 2020

بعث البيت الأبيض إخطاراً رسمياً للكونغرس أمس (السبت)، عن الضربة الجوية الأميركية التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني يوم الجمعة، وذلك وسط شكاوى من الديمقراطيين بأن الرئيس دونالد ترمب لم يخطر النواب ولم يطلب موافقة مسبقة لتنفيذ الهجوم. وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين إرسال الإخطار.وأبلغ أوبراين محطة «فوكس نيوز» أمس، أن الإدارة لديها أسانيد قانونية كثيرة للهجوم، مضيفاً أن محامي وزارة الدفاع وقعوا على الخطة. وأوضح: «كانت هذه عملية قانونية تماماً. نشعر بارتياح تام بشأن الأساس القانوني لهذه العملية العسكرية».

وأثارت الضربة التي نفذت بالعراق تصعيداً دراماتيكياً في التوتر بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها. وأرسل الإخطار بموجب قانون صلاحيات الحرب الأميركي الصادر في عام 1973 والذي يلزم الإدارة بإخطار الكونغرس خلال 48 ساعة من تكليف القوات المسلحة بعمل عسكري أو القيام بتحركات وشيكة.

ومن جانبها، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي المنتمية للحزب الديمقراطي نانسي بيلوسي، إن الإخطار أثار تساؤلات أكثر مما قدم من إجابات. وقالت بيلوسي: «هذه الوثيقة أثارت تساؤلات خطيرة وعاجلة بشأن التوقيت والأسلوب وتبرير قرار الإدارة للخوض في أعمال قتالية ضد إيران». وأضافت أن القرار «غير المعتاد تماماً» لإضفاء السرية على الوثيقة برمتها زاد من مخاوفها، و«يشير إلى أن الكونغرس و(أفراد) الشعب الأميركي تُركوا بلا علم بشأن أمننا القومي». ومن المتوقع أن تشرح الإدارة ملابسات العملية والصلاحيات التي اتخذ بموجبها هذا التحرك ونطاقه ومدته. وقال بيرني ساندرز الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنافسة ترمب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني)، إنه ينبغي للكونغرس أن يتخذ خطوات فورية لمنع الرئيس من «إقحام أمتنا في حرب أخرى لا نهاية لها». وقالت السيناتورة إليزابيث وارين وهي مرشحة رئاسية أخرى من الحزب الديمقراطي، إن ترمب وضع الولايات المتحدة «على شفا الحرب»، واصفة تحركاته بأنها «متهورة. من الواضح أنه لا يملك خطة». وقالت بيلوسي إن الضربة نفذت دون تفويض محدد من الكونغرس «ومن دون مشورة مع الكونغرس».

 

إيران تعلن بدء مرحلة «تخصيب اليورانيوم بلا قيود»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الأحد 05 كانون الثاني 2020

قال التلفزيون الإيراني، اليوم (الأحد)، إن طهران ستقلص بدرجة أكبر التزاماتها في الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى الست في 2015، لكنها ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقل التلفزيون عن بيان حكومي، قوله، إن إيران لن تلتزم بأي قيود تضمنها الاتفاق على عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يعني أنه لن تكون هناك قيود على قدرتها على التخصيب. وسيعتمد الأمر من الآن على احتياجات إيران التقنية، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقال البيان إن خطوات إيران يمكن التراجع عنها إذا رفعت واشنطن العقوبات المفروضة على طهران. وهذه هي الخطوة الخامسة والأخيرة في تقليص التزامات إيران تجاه الاتفاق النووي، التي بموجبها لن تواجه طهران أي قيود تشغيلية (بما في ذلك قدرة التخصيب، ونسبة التخصيب، وكمية المواد المخصبة، والبحث والتطوير)، حسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية. وقلصت إيران على نحو مطرد التزامها بالقيود التي فرضها الاتفاق على أنشطتها النووية رداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 وقيام واشنطن بإعادة فرض العقوبات التي كانت قد رفعتها عن طهران.

 

ترمب يتعهد برد «ربما غير متناسب» على أي هجوم إيراني

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»/الأحد 05 كانون الثاني 2020

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الأحد)، إن الولايات المتحدة سترد سريعاً، و«ربما بطريقة غير متناسبة» إذا هاجمت إيران أي فرد أو هدف أميركي. وقال ترمب، على «تويتر»: «هذه المنشورات الإعلامية تمثل إشعاراً للكونغرس الأميركي بأن إيران إذا هاجمت أي شخص أو هدف أميركي، فسترد الولايات المتحدة بسرعة وبشكل كامل وربما بطريقة غير متناسبة». وأضاف: «مثل هذا الإشعار القانوني غير مطلوب، لكنه صدر رغم ذلك»، حسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وجاءت تغريدة ترمب في ظل التوتر الذي بلغ أوجه بين طهران وواشنطن، إثر اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في ضربة أميركية في بغداد. وحذّر الرئيس الأميركي مساء أمس (السبت) من أنّ الولايات المتّحدة حدّدت 52 موقعاً في إيران ستضربها «بسرعة كبيرة وبقوّة كبيرة» إذا هاجمت إيران أهدافاً أو أفراداً أميركيين. وفي تغريدة على «تويتر» دافع فيها عن الضربة الأميركية التي قُتل فيها قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» الفريق قاسم سليماني (الجمعة) في بغداد، قال ترمب إنّ الرقم 52 يُمثّل عدد الأميركيين الذين احتجزوا رهائن في السفارة الأميركيّة في طهران على مدى أكثر من سنة أواخر العام 1979. وأضاف ترمب أنّ بعض تلك المواقع هي «على مستوى عالٍ جدّاً ومهمّة بالنّسبة إلى إيران والثقافة الإيرانيّة»، مشيراً إلى أنّ «تلك الأهداف، وإيران نفسها، سيتمّ ضربها بشكل سريع جدّاً وقوي جدّاً»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال ترمب: «إيران تتحدث بجرأة شديدة عن استهداف أصول أميركية محددة» رداً على وفاة سليماني. وأكد أن «الولايات المتحدة لا تريد مزيداً من التهديدات».

 

مسؤول أميركي: قوة الصواريخ الإيرانية كلها في حالة تأهب قصوى

الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

قال مسؤول أميركي، اليوم (الأحد)، إن الولايات المتحدة رصدت أن قوة الصواريخ الإيرانية في حالة تأهب قصوى في كل أنحاء البلاد، مضيفاً أنه من غير الواضح إذا كانت حالة التأهب طبيعتها دفاعية أم لا. ولم يقدم المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة «رويترز» للأنباء تفاصيل أكثر، ولم يذكر ما إذا كانت الصواريخ الإيرانية مصوبة على أهداف محددة، وسط تهديدات من طهران بالرد على هجوم بطائرة مسيرة أميركية في بغداد يوم (الجمعة) الماضي أسفر عن مقتل الجنرال الإيراني «قاسم سليماني». وقال المسؤول: «إنها في حالة تأهب قصوى بوضوح... في هذه المرحلة لا يمكن تحديد ما إذا كانت حالة التأهب هذه للاستعداد الدفاعي بشكل أفضل أم للاستعداد للهجوم بشكل أفضل؟». وأضاف: «لكننا نتابع الأمر عن كثب». وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الأحد)، إن الولايات المتحدة سترد سريعاً و«ربما بطريقة غير متناسبة» إذا هاجمت إيران أي فرد أو هدف أميركي.وقال ترمب على «تويتر»: «هذه المنشورات الإعلامية تمثل إشعاراً للكونغرس الأميركي بأن إيران إذا هاجمت أي شخص أو هدف أميركي، فسترد الولايات المتحدة بسرعة وبشكل كامل وربما بطريقة غير متناسبة». وجاءت تغريدة ترمب في ظل التوتر الذي بلغ أوجه بين طهران وواشنطن إثر اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في ضربة أميركية في بغداد.

 

الاتحاد الأوروبي يحث إيران على «خفض التصعيد» ويدعو ظريف لبروكسل

الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

دعا وزير الخارجية الأوروبي، جوزيب بوريل، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بروكسل، على ما أفاد بيان صدر اليوم (الأحد) عن الاتحاد الأوروبي وحض مرة جديدة على «خفض التصعيد» في الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني فجر الجمعة في ضربة أميركية في بغداد. وأصدر بوريل هذه الدعوة بدون تحديد موعد معين في بيان عرض فيه مضمون المكالمة الهاتفية التي أجراها في نهاية الأسبوع مع ظريف وذكرها مساء أمس (السبت) في تغريدة. وجاء في التغريدة أن بوريل وظريف بحثا «أهمية الحفاظ على اتفاق فيينا حول النووي الإيراني الذي يبقى حيويا للأمن العالمي». وأكد بوريل في التغريدة أنه «مصمم على الاستمرار في لعب دوره الكامل كمنسق والحفاظ على وحدة صف المشاركين المتبقين في الاتفاق دعما له ولتطبيقه التام من قبل جميع الأطراف»، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ونص الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) على تخفيف العقوبات الدولية على طهران لقاء تعهدها باقتصار برنامجها النووي على الاستخدامات المدنية. لكن الاتفاق بات مهددا منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018 وإعادة فرضها عقوبات شديدة تكبل الاقتصاد الإيراني.

ودعت باريس أمس (السبت) إيران إلى الحفاظ على اتفاق فيينا، فيما يرى العديد من الخبراء أن مقتل الجنرال سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، نسف أي فرصة لإنقاذ الاتفاق. ومن جانبه، وجه ظريف تحذيرا للرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد تهديداته بضرب «52 موقعاً» إيرانياً بينها أماكن تاريخية، قائلاً إن «استهداف مواقع ثقافية هو جريمة حرب»، ومؤكدا أن «نهاية» الوجود الأميركي في غرب آسيا قد بدأت. وكتب ظريف على حسابه على موقع «تويتر» أن ترمب الذي «انتهك بشكل خطير القانون» الدولي عبر «الاغتيالات الجبانة» الجمعة للجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في العراق، «يهدد أيضاً بارتكاب انتهاكات جديدة (...) للمعايير الملزمة للقانون الدولي» وبتجاوز «خطوط حمراء» جديدة. وحذّر ترمب أمس (السبت) طهران من أنّ الولايات المتّحدة حدّدت 52 موقعاً في إيران ستضربها «بسرعة كبيرة وبقوّة كبيرة» إذا هاجمت إيران أهدافاً أو أفراداً أميركيّين، موضحا أن بعض تلك المواقع هي «على مستوى عال جدّاً ومهمّة لإيران والثقافة الإيرانيّة». وأكد أن «الولايات المتحدة لا تريد مزيداً من التهديدات».

 

الصدر يدعو لطرد القوات الأميركية من العراق بصورة «مذلة»

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/الأحد 05 كانون الثاني 2020

قال رجل الدين الشيعي العراقي البارز مقتدى الصدر، اليوم (الأحد)، إن قراراً برلمانياً يدعو لإنهاء وجود القوات الأجنبية غير كافٍ، ودعا الفصائل المسلحة المحلية والأجنبية للاتحاد. وقال الصدر الذي يقود أكبر كتلة في البرلمان، في رسالة للبرلمان تلاها أحد أنصاره «اعتبره رداً هزيلاً لا يفي أمام الانتهاك الأميركي للسيادة العراقية والتصعيد الإقليمي»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. ودعا الصدر إلى ضرورة إلغاء الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة على الفور، وإغلاق السفارة الأميركية، وطرد القوات الأميركية بـ«صورة مذلّة»، وتجريم التواصل مع الحكومة الأميركية، والمعاقبة عليه.

وأضاف: «وأخيراً أدعو الفصائل العراقية المقاومة بالخصوص والفصائل خارج العراق إلى اجتماع فوري لإعلان تشكيل أفواج المقاومة الدولية». وتأتي دعوة الصدر، في أعقاب مقتل قائد «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري الإيراني» الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» العراقية، في هجوم أميركي قرب مطار بغداد، أول من أمس (الجمعة). ودعا البرلمان العراقي اليوم (الأحد) الحكومة إلى «إنهاء وجود أي قوات أجنبية» على أراضيه، عبر المباشرة بـ«إلغاء طلب المساعدة» المقدم إلى المجتمع الدولي لقتال تنظيم «داعش»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وخلال جلسة طارئة للبرلمان، نُقلت مباشرة عبر شاشة القناة الرسمية للعراق، وبحضور رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، صادق النواب على قرار «إلزام الحكومة العراقية بحفظ سيادة العراق، من خلال إلغاء طلب المساعدة»، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي. وصوّت البرلمان العراقي بالموافقة على إلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي لقتال «داعش» بقيادة أميركا، بعدما حث رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، البرلمان، اليوم (الأحد)، على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء وجود القوات الأجنبية في أقرب وقت ممكن. بدورهم، خرج متظاهرون في مدن عدة في العراق، اليوم (الأحد)، وهم يهتفون: «لا، للاحتلالين الأميركي والإيراني»، معدلين شعارهم للمطالبة بإبعاد بلدهم عن الصراع في ظل التوتر الذي بلغ أوجه بين طهران وواشنطن إثر اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد.

 

البرلمان العراقي يُقرر إنهاء الوجود الأميركي وسط غياب سني وكردي

"كتائب حزب الله" طالبت القوات الأمنية بالابتعاد عن القواعد العسكرية وحذرت النواب

بغداد – وكالات/الأحد 05 كانون الثاني 2020

 أوصي رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أمس، البرلمان العراقي باتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء وجود القوات الأجنبية على الأراضي العراقية. وقال عبد المهدي خلال جلسة لمجلس النواب، لمناقشة مشروع قانون لإخراج القوات الأجنبية من العراق، “نحن أمام خيارين رئيسيين، الأول هو إنهاء تواجد القوات بإجراءات عاجلة ووضع الترتيبات لذلك، فيما الخيار الثاني هو العودة إلى مسودة قرار كانت مطروحة أمام مجلس النواب ينص أن شروط تواجد أي قوات أجنبية في العراق تنحصر بدورها بتدريب القوات الأمنية العراقية ومساعدة العراق في ملاحقة خلايا داعش الإرهابية تحت إشراف وموافقة الحكومة العراقية”. وأضاف إن “التوصية التي أوصى بها كرئيس لمجلس الوزراء وكقائد عام للقوات المسلحة، هو الذهاب إلى الخيار رقم واحد”. وكان برلمانيون رددوا في وقت سابق، هتافات مناهضة للولايات المتحدة داخل قبة البرلمان، مطالبين بخروج القوات الأميركية من العراق، وذلك قبيل عقد الجلسة. وحضر جلسة البرلمان 170نائباً بغياب الكتل الكردستانية والعرب السنة. ونص القرار المقترح المقدم للبرلمان على إلزام الحكومة العراقية بالغاء طلب المساعدة المقدمة للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” لانتهاء العمليات الحربية، كما يلزم الحكومة بتحديد عدد المدربين الأجانب ونوع مهامهم، ويلزم وزير الخارجية تقديم شكوى ضد الحكومة الأميركية لخرقها السيادة العراقية.

من ناحية ثانية، طالبت “كتائب حزب الله” أمس، القوات الأمنية العراقية، بالابتعاد عن القواعد الأميركية في العراق لمسافة لا تقل عن كيلومتر. ونقلت “الكتائب” في بيان، عن قائد العمليات الخاصة لديها مطالبته القوات الأمنية العراقية “الابتعاد عن قواعد العدو الأميركي لمسافة لا تقل عن ألف متر ابتداء من مساء الأحد (أمس)”، مضيفاً إنه لا يجب “أن يجعل قادة الأجهزة الأمنية مقاتليهم دروعاً للغزاة”. واعتبرت اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس، جريمة “إرهاب أميركية”، متوعدة بأن “تدفع أميركا ثمناً باهظاً لها”. وأضافت إن “العملية العسكرية الأميركية وضعت العراق والمنطقة والعالم أمام منعطف خطير، قد تدفع تداعياتها إلى انزلاق نحو حرب لا تبقي ولا تذر. وفي سياق آخر، وجهت “الكتائب” رسالة إلى رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، طالبته فيها باتخاذ موقف حازم من وجود القوات الأميركية في البلاد. وقال المسؤول الأمني في “الكتائب” أبوعلي العسكري في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، “سلامنا للحلبوسي .. غداً وبعده عيوننا عليكم تراقب بدقة ما ستؤول إليه قراراتكم بخصوص وجود قوات الاحتلال الصليبية”. وأضاف “كنا نتابع اتصالاتكم الفيديوية مع سفارة الشر قبل يوم الصولة، نشكركم لاعتراضكم على قتل إخوتنا في القائم، أكملوا هذا الموقف الوطني بإقرار إخراج القوات الغازية”. وأكد أن جلسة البرلمان ستفصل بين “الوطني والخائن”، مؤكدة أنها ستمنع من يصوت على بقاء تلك القوات من دخول بغداد. وكان وزير الخارجية الأميركي بومبيو وصف ليل أول من أمس،”كتائب حزب الله” بالبلطجية والسفاحين، مؤكداً أن “تدخل النظام الإيراني في عمل الحكومة العراقية يعرض حياة العراقيين الوطنيين للخطر”.

في غضون ذلك، سقط ليل أول من أمس، عدداً من الصواريخ في ساحة الاحتفالات بالمنطقة الخضراء، التي تقع فيها السفارات الأجنبية والمؤسسات الحكومية العراقية، ومنطقة الجادرية ببغداد، أحدها سقط قرب السفارة الأميركية. كما استهدف صاروخان قاعدة بلد الجوية، التي يقيم بها جنود أميركيون، في محافظة صلاح الدين، شمال بغداد. وقال مصدر أمني، إن “طائرات مسيرة شوهدت في سماء القاعدة بعد سقوط الصاروخيين”. وأعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام في أنحاء العراق بعد اغتيال سليماني والمهندس. إلى ذلك، أقدم متظاهرو محافظة واسط أمس، على قطع الجسور الأربعة الرئيسية في المحافظة، استمراراً للإضراب عن الدوام، فيما حرق محتجون مقر لـ”الحشد الشعبي” في الناصرية. وقال مصدر عراقي، إن المتظاهرين في واسط قطعوا في ساعات الصباح الأولى الجسور الأربعة الرئيسية، وهي سدة الكوت والجسر الأحدب وجسر الأنوار والجسر الحديدي. وأضاف إن المتظاهرين مستمرون في إضرابهم عن الدوام، فيما لا تزال المؤسسات الحكومية تشهد إضراباً عاماً، مشيراً إلى توافد طلبة واسط إلى ساحة التظاهر المركزية. وفي السياق، أكد مصدر محلي في محافظة ذي قار أن المتظاهرين قطعوا جميع الجسور في الناصرية، مضيفاً إن الإضراب الطلابي لا يزال مستمراً، مشيراً إلى استمرار غلق المؤسسات الحكومية. وهاجم متظاهرون موكب لتشييع المهندس وسليماني في الناصرية وأحرقوا سيارة التشييع بقنابل مولوتوف، ما أدى إلى نشوب صدامات بين المشيعين والمتظاهرين أسفرت عن مقتل اثنين من المتظاهرين وإصابة عدد آخر بجروح.

وقال شهود عيان، إن مسلحين، أطلقوا الرصاص الحي على المحتجين في ساحة الحبوبي، وسط ذي قار، بعد رفضهم إقامة تشييع رمزي لسليماني، ما أسفر عن مقتل متظاهر، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة. وأضافوا إن عدداً من الأشخاص، وصلوا إلى ساحة الحبوبي، يحملوا نعشاً لتشييع رمزي لسليماني، الأمر الذي رفضه المحتجون من أجل إبعاد الساحة عن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، وعدم تصفية الحسابات في الأراضي العراقية. وفي كربلاء، وصفت النائبة عن “تحالف الفتح” سناء الموسوي أمس، من أنزل صور سليماني من شوارع المحافظة بـ”الذيول التابعين لأميركا”.

وعلى الصعيد السياسي، وجه العراق أمس، إلى الولايات المتحدة، رسائل إدانة وغضب من القصف الأخير، محذرا من تداعيات وفوضى قد تعم البلاد. وأعلن المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة عبدالكريم خلف، توجيه استنكار وإدانة، للولايات المتحدة عبر رسائل من الحكومة العراقية، مضيفاً إن القصف الأميركي، عمل ينتهك السيادة القيام، بضرب قائد عسكري عراقي في داخل مطار بغداد، وهو أمر مدان، ومستنكر، ومرفوض، وغير مقبول. وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أمس، إنه تحدث مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي للحض على تخفيف حدة التوترات في المنطقة. وفي الدوحة، أعلنت وكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد تلقى اتصالاً هاتفياً، أمس، من برهم صالح، حيث استعرض الجانبان مستجدات الأوضاع في العراق، سيما الأحداث الأخيرة، والسبل الكفيلة بالتهدئة لتجنيب العراق والمنطقة مزيداً من التوتر والتصعيد.

 

قدرات إيران العسكرية

طهران- وكالات/الأحد 05 كانون الثاني 2020

 كشفت مصادر بحثية غربية عن قدرات إيران العسكرية، وحجم جيشها. وقال المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية، في لندن، ان إجمالي عدد عناصر القوات الفاعلة في مختلف الفعاليات العسكرية في إيران، يقدر بنحو 523 ألف عنصر، وأن هذا العدد يشمل 350 ألف عسكري في الجيش النظامي، وما لا يقل عن 150 ألفا من عناصر الحرس الثوري الإيراني، وثمة نحو 20 ألفا آخرين في عديد القوات البحرية التابعة للحرس الثوري، يُسيرون دوريات في قوارب مسلحة في مضيق هرمز، الذي كان موقعا لهجمات استهدفت ناقلات نفط تحمل أعلام أجنبية في عام 2019. ويسيطر الحرس الثوري أيضا على قوة “الباسيج”، وهي قوة أمنية تطوعية تساعد في قمع أي احتجاج أو معارضة داخلية، ويمكن لتلك القوة، نظريا، تحشيد مئات الآلاف من الأشخاص. ويصف تقرير لوزارة الدفاع الأميركية القوة الصاروخية الإيرانية بأنها الأوسع في الشرق الأوسط، وتتألف بشكل رئيسي من صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، كما تمكنت من تطوير قدراتها في مجال الطائرات المُسيّرة. وعززت إيران قدراتها في مجالات الفضاء السايبري (فضاء الإنترنت). ويعتقد أن الحرس الثوري الإيراني يمتلك وحدات قيادة إلكترونية تعمل في مجالات التجسس العسكري والتجاري.

 

متظاهرو العراق يعلنونها: «لا للاحتلالين الأميركي والإيراني»بعد أن بلغ التوتر بين طهران وواشنطن أقصاه

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/الأحد 05 كانون الثاني 2020

خرج متظاهرون في مدن عدة في العراق اليوم (الأحد)، وهم يهتفون: «لا للاحتلالين الأميركي والإيراني»، معدلين شعارهم للمطالبة بإبعاد بلدهم عن الصراع، في ظل التوتر الذي بلغ أوجه بين طهران وواشنطن، إثر اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد. وتجري التظاهرات في حين دعا البرلمان العراقي خلال جلسة طارئة عقدها (الأحد) إلى «إنهاء وجود أي قوات أجنبية» على أراضيه، إذ صادق النواب على قرار «إلزام الحكومة العراقية بحفظ سيادة العراق، من خلال إلغاء طلب المساعدة». وتتمتع طهران بنفوذ كبير داخل مؤسسة «الحشد الشعبي» والفصائل المنضوية تحت لوائها، بينما تنشر الولايات المتحدة جنوداً في قواعد عسكرية عراقية، ولها نفوذ لدى بعض القوات الخاصة العراقية التي تشرف على تدريبها، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وتنتشر قوة أميركية في العراق يبلغ عددها 5200 جندي، تعمل على محاربة تنظيم «داعش» ضمن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ نهاية عام 2014، بناء على طلب من الحكومة العراقية. ورفض المتظاهرون التدخلات الأميركية والإيرانية على حد سواء، مرددين هتافات ضدها في شوارع الناصرية والديوانية والكوت والعمارة، جنوب العاصمة. وفي الديوانية، قال أحد المتظاهرين لوكالة الصحافة الفرنسية: «سنقف أمام الاحتلالين الأميركي والإيراني». ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «سلام لأرض السلام، خُلقت للسلام وما رأت يوماً سلاماً»، تحت مروحيات الجيش العراقي التي تحلق فوق المحتجين.

ولطالما تجنب العراقيون الدخول في حرب بالوكالة بين طهران وواشنطن؛ لكن بعد عملية اغتيال سليماني ونائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، وجد العراقيون أنفسهم عالقين وسط حرب محدقة قد تنفجر في أي لحظة. ففي الناصرية، وقعت مواجهات بين محتجين رفضوا دخول مسيرة جنائزية لتشييع رمزي لسليماني والمهندس إلى شارع الحبوبي وسط المدينة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة متظاهرين بجروح، جراء إطلاق نار من قبل المشيِّعين، وفقاً لمصادر طبية في الناصرية. وقال أحد المتظاهرين: «نرفض القتال بالإنابة على أرض العراق، وخلق الأزمات تلو الأزمات... نحذر من أن يتم تجاهل مطالبنا تحت أي ذريعة كانت».وبالفعل، ما هي إلا ساعات بعد انتهاء مراسم التشييع حتى أصدرت «كتائب حزب الله»، أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في «الحشد الشعبي»، تهديدات بشن  عمليات انتقامية ضد مصالح أميركية في العراق. ودعت «كتائب حزب الله» القوات العراقية إلى «الابتعاد لمسافة لا تقل عن ألف متر» عن القواعد التي تضم جنوداً أميركيين، اعتباراً من مساء اليوم (الأحد)، ما يوحي بنيّة لاستهداف تلك القواعد. وليل السبت، وقعت هجمات صاروخية استهدفت المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في وسط بغداد؛ حيث مقر السفارة الأميركية، وقاعدة جوية شمال العاصمة، يوجد فيها جنود أميركيون. ومنذ عملية الاغتيال، تعيش المنطقة والعالم خوفاً متزايداً من اندلاع حرب. وفي كربلاء خرجت تظاهرة طلابية تندد بالتدخل الخارجي وخرق سيادة العراق، وطالبت بإخراج العراق من ساحة تصفية الحسابات الإقليمية. وقال أحد المتظاهرين: «نعلن اليوم استنكارنا ورفضنا التام للتدخلات الأميركية وعمليات القصف التي حدثت في العراق».

وأضاف: «كما نرفض أن يصبح العراق ساحة للصراعات الدولية الإقليمية الإيرانية والأميركية، فمن يذهب نتيجة هذا الصراع هو المواطن العراقي». وتصاعدت في الشهرين الأخيرين الهجمات على مصالح أميركية في العراق، وصولاً إلى استهداف قاعدة عسكرية في كركوك شمال بغداد بثلاثين صاروخاً، في 27 ديسمبر (كانون الأول)، ما تسبب بمقتل متعاقد أميركي. كما تعرضت السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء يوم الجمعة الماضي لهجوم غير مسبوق، قام خلاله أنصار «الحشد الشعبي» بمحاصرتها لمدة يوم.

 

نتنياهو: سليماني خطط لعمليات إرهابية كثيرة وترمب يستحق التقدير

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/الأحد 05 كانون الثاني 2020

أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعدما أعطى الأمر باغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته: «الرئيس ترمب يستحق كل التقدير على عمله الحازم والقوي والسريع». وشدد من جديد على أن «إسرائيل تقف بشكل كامل إلى جانب الولايات المتحدة في كفاحها العادل الذي يهدف إلى تحقيق الأمان والسلام وممارسة حق الدفاع عن النفس». ونقلت صفحة نتنياهو على موقع «فيسبوك» عنه القول: «تسبب قاسم سليماني في مقتل كثير من المواطنين الأميركيين وغيرهم من الأبرياء على مدار عشرات السنين الأخيرة، وأيضاً في هذه الأيام بالذات». كما أضاف أن سليماني «خطط لعمليات إرهابية كثيرة ونفذها في كل أنحاء الشرق الأوسط وخارجه أيضاً». وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية سيعقد اجتماعاً اليوم لبحث تداعيات قيام الولايات المتحدة باغتيال سليماني.

وأضافت التقارير أن الاجتماع سيركز على احتمال وقوع هجوم صاروخي إيراني على أهداف إسرائيلية.

 

بريطانيا تعتبر قتل سليماني «دفاعاً عن النفس» ووزير خارجيتها وصف الجنرال الإيراني بـ«مصدر تهديد للمنطقة»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 كانون الثاني/2020

قال وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب اليوم (الأحد)، إن الولايات المتحدة لديها الحق في الدفاع عن نفسها فيما يتعلق بقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني. وقُتل سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني والعقل المدبر للعمليات السرية والعسكرية لطهران في الخارج، في ضربة أميركية بطائرة مسيرة على موكبه عند مطار بغداد يوم الجمعة. وقال راب خلال مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تعليقاً على إن كان قتل سليماني مشروعاً أم لا: «هناك حق الدفاع عن النفس». وأضاف راب أن بريطانيا ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للحد من المخاطر التي يمكن أن تواجه مصالحها وجنودها. في سياق متصل، أعلن راب اليوم (الأحد)، أنه تحدث إلى الرئيس ورئيس الوزراء في العراق للحث على خفض التوتر في المنطقة، مضيفاً أنه يتفهم الموقف الذي وجدت الولايات المتحدة نفسها فيه وأنه يعتزم التحدث مع وزير الخارجية الإيراني. وأضاف راب الذي وصف سليماني بأنه مصدر «تهديد للمنطقة» في حديث تلفزيوني لقناة «سكاي نيوز»: «هناك طريق تسمح لإيران بالدخول والابتعاد عن الصقيع الدولي. نحتاج لاحتواء تصرفات إيران الشريرة، لكننا بحاجة أيضاً إلى خفض التصعيد وتحقيق الاستقرار».

 

الشرطة الفرنسية تطلق النار على رجل أشهر سكيناً وهتف «الله أكبر»

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 كانون الثاني/2020

أصيب رجل برصاص الشرطة اليوم (الأحد)، بعدما شهر سكيناً في أحد شوارع مدينة ميتز شمال شرق فرنسا، هاتفاً: «الله أكبر»، وفق ما أكدت مصادر متطابقة. وأكد مصدر في الشرطة أن الرجل «أصيب بجروح، لكن حالته ليست حرجة»، مضيفاً أن عناصر الشرطة الذين وصلوا إلى المكان كانوا «تحت التهديد»، واضطروا إلى استخدام السلاح من أجل تحييد الرجل، ما أدى إلى إصابته بساقيه، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وقال المدعي العام كيريستيان ميكوري، إن الرجل من مواليد عام 1989 و«معروف بتطرفه واضطراب شخصيته». وأضاف أنه هتف «الله أكبر» بوجه عناصر الشرطة الذين كانوا يعتقلونه، مشيراً إلى أن النيابة العامة في ميتز «تواصلت مع النيابة العامة لمكافحة الإرهاب (في باريس) لتقييم القضية». وقال إن الرجل «وُضع رهن الحبس الاحتياطي في مستشفى». ولم يصب أي شخص آخر في الحادثة. وفُتح تحقيق بـ«محاولة قتل عاملين في مجال إنفاذ القانون»، وفق المدعي العام. يأتي ذلك بعد هجوم بسكين يوم (الجمعة) الماضي في منطقة باريسية، نفذه شاب يبلغ من العمر 22 عاماً، اعتنق الإسلام ويعاني اضطرابات نفسية، قتل رجلاً وأصاب امرأتين وكان يكبّر عند مهاجمته المارة، قبل أن تقتله الشرطة. وتتولى النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب التحقيق في الواقعة.

 

حركة «الشباب» الصومالية تهاجم قاعدة تستضيف قوات أميركية في كينيا

نيروبي: «الشرق الأوسط أونلاين»/05 كانون الثاني/2020

أعلن مسؤول محلي كيني أن مسلحين من حركة «الشباب» الصومالية المتشددة شنّوا اليوم (الأحد)، هجوما على قاعدة عسكرية لقوات أميركية وكينية في لامو شمال كينيا. وقال المسؤول إيرونغو ماشاريا لوكالة الصحافة الفرنسية: «حدث هجوم لكن تم صده». وتبنت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، الهجوم. وأضاف أن الهجوم وقع قبل فجر الأحد على قاعدة تعرف باسم «كامب سيمبا»، مشيرا إلى أن «عملية أمنية تجري حاليا» بدون أن يوضح ما إذا كان الهجوم أسفر عن سقوط ضحايا. وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم. وأكدت في بيان أنها «نجحت في مهاجمة القاعدة العسكرية المحصنة بشدة وتسيطر حاليا على جزء منها». وتحدثت عن سقوط ضحايا كينيين وأميركيين، لكن لا يمكن تأكيد هذه المعلومات على الفور. وأوضحت الحركة أن هذا الهجوم يندرج في إطار حملتها تحت شعار «القدس لن تهوَّد أبدا»، وهي عبارة استخدمت للمرة الأولى في هجوم على مجمع دوسيت الفندقي الراقي في نيروبي في يناير (كانون الثاني) 2019، أسفر عن سقوط 21 قتيلا. وشنّ مقاتلو «الشباب» هجمات واسعة عديدة داخل كينيا، مؤكدين أنهم يردّون بذلك على إرسالها قوات إلى الصومال في 2011 لمحاربة هذه الجماعة.

 

قادة الميليشيات يخشون مصير سليماني والمهندس

العرب/06 كانون الثاني/2020

غياب شبه كلي لرؤوس الميليشيات

بغداد - أشاع مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس في غارة أميركية نفذتها طائرة مسيرة داخل مطار بغداد، الرعب في صفوف زعماء الميليشيات العراقية. ووفقا لمعلومات تحصلت عليها “العرب” من مصادر مطلعة، فقد هرب بعضهم إلى إيران، وانتقل آخرون إلى الإقامة في مخابئ تحت الأرض.

وكشفت مراسم تشييع المهندس وسليماني في كل من بغداد وكربلاء والنجف، حيث طاف جثماناهما المدن الثلاث، عن مستوى الخوف العميق الذي يسيطر على قادة الميليشيات العراقية الموالية لإيران إذ تجنب بعضهم الظهور العلني بينما اختفى آخرون بشكل كامل. وعلى سبيل المثال، انتظر زعيم منظمة بدر هادي العامري السبت حتى تتكون حشود كبيرة في بغداد حول جثماني المهندس وسليماني ليظهر في منطقة الجادرية مشاركا في التشييع، وسط المئات من حراسه الشخصيين.

وقالت مصادر أمنية إن العامري أخلى مقر إقامته في المنطقة الخضراء، الذي لا يفصله عن مبنى السفارة الأميركية سوى مئات الأمتار، وانتقل إلى موقع خارج العاصمة العراقية، يعتقد أنه في منطقة المدائن جنوب شرق بغداد، مشيرة إلى أنّ زعيم بدر استبدل خط حرسه الأول، بعد الاشتباه في أن المعلومات التي تسببت في مقتل سليماني والمهندس تسربت من حراسهما. وازدادت القيمة الاعتبارية للعامري، بعد ترشيحه من قبل زعماء الميليشيات الموالية لإيران، ليخلف المهندس في منصب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، وهو موقع يشرف على تنسيق تحركات المجموعات المسلحة وتوزيع المهام بينها.

واعتبر مراقبون أن دفع العامري إلى هذا الموقع، يمثل تحديا مباشرا للولايات المتحدة، لأنه سيتولى من الآن فصاعدا تنسيق الاتصالات بين الحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية، مثلما كان يفعل المهندس. وعلى غرار أبومهدي المهندس يستند العامري إلى رصيد ثقة كبير لدى إيران التي كان قد قضى على أرضها سنوات طويلة، عندما فرّ إليها أواسط سبعينات القرن الماضي كمعارض لنظام حزب البعث الحاكم آنذاك في العراق حيث تلقىّ تكوينا سياسيا وإيديولوجيا أهّله ليكون من صقور الموالاة لثورة الخميني في إيران وللفكر الذي أنتجته بما في ذلك فكرة “تصدير الثورة” التي يتباناها العامري ويعتبر نفسه قيّما على تطبيقها في العراق. وقد انضمّ للقتال إلى جانب إيران ضدّ بلاده في حرب الثماني سنوات التي اندلعت أوائل عقد الثمانينات. وتقول مصادر عراقية إنّ صلاته قوية بالحرس الثوري الإيراني وإن كانت لا ترتقي إلى قيمة العلاقة الخاصّة التي كانت بين المهندس وسليماني.

وبالنسبة لزعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، فقد انتظر خروج موكب التشييع من بغداد إلى كربلاء، ثم وصوله إلى النجف، كي يظهر بزي يرتديه المئات من حوله، في محاولة واضحة للتخفي. وكانت الولايات المتحدة وضعت الخزعلي وشقيقه ليث على لائحة المطلوبين، بعدما صنفت عصائب أهل الحق منظمة إرهابية، وذلك بعد يوم واحد من تنفيذ عملية اغتيال سليماني والمهندس. وتقول مصادر مطلعة إن الخزعلي هو أبرز المرشحين لخلافة المهندس في الميدان التنظيمي في ما يتعلق بتنسيق تحركات الميليشيات الموالية لإيران.

أما زعيم حركة النجباء أكرم الكعبي وزعيم حركة كتائب الإمام علي شبل الزيدي، فلم يظهرا مطلقا خلال مراسم التشييع التي بدأت في السابعة من صباح السبت، واستمرت حتى انتصاف الليل، قبل أن تتجه الجثامين إلى طهران. ولا يمكن تصور غياب هذه الشخصيات المقربة من سليماني والمهندس عن مراسم تشييعهما، لولا المحاذير الأمنية الشديدة، التي كشفت عنها عملية المطار. وتؤكد المصادر أن الكعبي ربما انتقل إلى مخبأ سري قرب محافظة ديالى، بينما غادر الزيدي إلى خارج البلاد، ربما نحو إيران أو لبنان. وتؤكد مصادر سياسية في بغداد أنّ التحوطات التي اتخذها قادة الميليشيات تشير إلى إمكانية تنفيذ هجمات جديدة ضد مصالح مرتبطة بالولايات المتحدة في العراق، لذلك قرر هؤلاء الأشخاص التواري عن الأنظار، خشية أعمال انتقامية. وفعليا، توفرت مؤشرات يوم السبت على إمكانية تنفيذ هذه الهجمات، إذ هوجمت المنطقة الخضراء ومنطقة الجادرية في بغداد بالصواريخ، فيما سقطت مقذوفات قرب معسكر في ناحية بلد التابعة لمحافظة صلاح الدين كان يستضيف قوات أميركية قبل أيام لكنها غادرته. وأطلقت كتائب حزب الله العراق تهديدا صريحا لقوات الأمن العراقية، مطالبة إياها بالابتعاد عن مواقع انتشار القوات الأميركية، وإلا أصبحت دروعا لـ”الصليبيين”. لكن هجمات السبت التي ارتبطت بهذا التهديد لم تكن بالدقة والخطورة اللتين تؤشران إلى وجود قدرات عسكرية مؤثرة، يمكن توظيفها في عملية مواجهة بالنيابة عن إيران ضد الولايات المتحدة، إذ كانت محدودة التأثير وبعيدة عن الأهداف القيّمة. وليس مؤكدا أن يستمر الوضع على ما هو عليه، في حال تدخلت إيران في إدارة هذه المواجهة مقابل الجدية الكبيرة التي يبديها الأميركيون هذه المرة في تعاطيهم مع التهديدات الإيرانية على غير العادة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اخترق الخطوط الحمر فقتل/سليماني تعايش مع الأميركيين عقدين قبل أن يخرق "قواعد التحالف"

طوني فرنسيس/انديبندت عربية/06 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82066/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d8%b1-%d9%81%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%b3/

أين أخطأ قاسم سليماني مع الأميركيين حتى جعلهم يتخذون في مطلع العام الجديد قراراً بتصفيته؟

ليس سليماني صديقاً للأميركيين، لكن حكومته كانت ممتنة لفتح الدبابات الأميركية أبواب بغداد أمامها في 2003، وأراحتها قبل سنتين من سلطة "طالبان" في أفغانستان. ونشأ نوع من التعاون أو الالتقاء الموضوعي حول أولويات وأهداف، بينها في مرحلة لاحقة دعم بقاء بشار الأسد في رئاسة سورية ومحاربة الإرهاب الذي انطلق من سوريا ليمتد إلى العراق تحت راية تنظيم "داعش" الشهير.

عدلت معركة سوريا الأولويات. جمع عنوان محاربة الاٍرهاب دولاً وأطرافاً متناقضة، فالتقى الإيراني والإسرائيلي والروسي صراحة على دعم الأسد، ووقف إلى جانبهم المسؤولون الأميركيون والغربيون الذين غابت دعواتهم لتنحية الرئيس السوري، ليحل محلها شعار مكافحة الإرهاب كعنوان يختصر الأزمة السورية. وسادت تهدئة طويلة على خطوط التماس مع إسرائيل، ولَم تؤد الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية أو تابعة في سوريا إلى تصعيد أو حروب، وجاء الرد الإيراني عبر الناطقين باسم طهران تحذيراً لتل أبيب بضرورة عدم المس بقواعد الاشتباك التي سادت بعد حرب 2006 في لبنان.

كان سليماني طوال العقدين الماضيين قائداً للميليشيات الإيرانية في المشرق العربي، وهو الذي أشرف على تنفيذ سياسات حكومته سنة بعد سنة وصولاً إلى الصيغة الفضفاضة لـ"التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب". وفي الأثناء اتسع دوره إلى اليمن وأفغانستان وبدأت صورته تتخذ طابعاً أسطورياً وسط جمهوره وفي جمهوريته الإسلامية. وبعد المعركة ضد "داعش" والقضاء عليه في العراق قُدم سليماني بأنه صانع الانتصار، وكتبت عنه التقارير في الصحف الإيرانية، وحرص شخصياً على كشف دوره في حرب تموز (يوليو) 2006، كقائد ومرشد لقوات حزب الله في المعارك ضد إسرائيل.

هل كان الرجل يستعد لدور سياسي في بلاده؟ الجواب عن هذا السؤال نجده في العديد من الإشارات والكتابات التي تتحدث عن سليماني كبديل محتمل في رئاسة إيران، خصوصاً بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي. وحرصت تلك التحليلات على تقديمه كالرجل الثاني في النظام، وهو يتمتع برعاية وثقة المرشد وبدعمه الكامل.

لم تتعرض أميركا لسليماني في غالبية المراحل السابقة. بقيت على اتصال معه وهو كابر مرة ورفض قراءة رسالة من وزير خارجيتها. ويروي كتّاب مطلعون وصحافيون أن واشنطن أرادت الرجل حيل طوال تلك السنوات، ويقولون إن إسرائيل أبلغت أميركا لدى اغتيالها عماد مغنية في دمشق، بقدرتها على تصفية الرجلين سوية، إلا أن واشنطن رفضت ورفعت الـ"فيتو" في وجه تل أبيب وعاش سليماني بعدها 12 سنة.!!

ثمة أشياء جعلت سليماني يتخطى حدود اللعبة التي أدى فيها دوره بجدارة، وربما تكون أميركا مسؤولة عن إعطاء إشارات أوقعت الرجل وغيره في سوء التقدير، فيسرّع في تنفيذ خطة القيادة الإيرانية للإمساك بالمنطقة.

فمنذ منتصف العام الماضي ساد شعور ملموس بأن الولايات المتحدة وإدارة الرئيس دونالد ترمب، في طريقها للتخلي عن الشرق الأوسط. فهي لم ترد على مهاجمة ناقلات النفط في الخليج، ولم تحرك ساكناً لدى قصف حقول أبقيق ومواقع أرامكو في السعودية، وصمتت على إسقاط طائرتها العسكرية على يد الإيرانيين... وفي موازاة ذلك قررت ترك الأكراد لمصيرهم والانسحاب من الشمال السوري، وأبدت رغبتها بوضع آلية للانسحاب من العراق بمقتضى الشعار العريض الذي يكرره ترمب حول إعادة الجنود إلى وطنهم.

شجعت هذه الإشارات القيادة الإيرانية على التفكير بتعبئة الفراغ الذي سيتركه الأميركيون، وانصرف سليماني إلى ترجمة الخطط على الأرض. لكن الأمر الجديد الذي واجهه مع قادته هو اندلاع انتفاضات متزامنة في إيران والعراق ولبنان، تميزت من بينها انتفاضة العراق بطرحها شعارات مباشرة ضد التسلط الإيراني. حكمت المرشدية الإيرانية على الانتفاضات الثلاث بالتبعية لأميركا وإسرائيل، فجرى قتل آلاف الإيرانيين ولم تنجح محاولات قمع العراقيين وسادت حالة من عدم اليقين في لبنان.

تحرك سليماني بين البلدان الثلاثة مركزاً على العراق حيث القضاء على الانتفاضة يتيح استكمال معركة إخراج الأميركيين الراغبين في ذلك أصلاً.

إلا أن سليماني استعجل ومُني بسوء التقدير، فمحاولاته محاصرة الانتفاضة وقمعها، أرفقها بسعي إلى حرف الأنظار إلى معركة مع الوجود الأميركي، آملاً أن يعزل المنتفضين عبر جر الجمهور العراقي إلى معركة مع "الشيطان الأكبر". وحصد التوتير وتوجيه القذائف إلى المقرات الأميركية في العراق ردوداً أميركية تصاعدية، انتقلت من دعم الانتفاضة سياسياً إلى الرد على الهجمات التي ينسب لسليماني "الفضل" فيها.

وكأن أميركا أعادت تجميع الصورة منذ منتصف 2019، صورة شللها والإساءة التي لحقت بها بسبب عدم ردها على الاعتداءات، عشية خروج لها وشيك من المنطقة، تحدث عنه ترمب كثيراً... بما في ذلك من العراق، البلد الذي يعني الكثير للمشروع الإيراني التوسعي.

اختصرت أميركا في شخص سليماني كل التوغل الإيراني في البلدان العربية المشرقية، وانتقمت لكل الأذى الذي لحق بها في بحر الخليج وبره، وعندما قررت التخلص منه، تخلصت من دور لاحق يستعد له في ضم العراق بإحكام إلى سياسة طهران وربما التربع على عرش خلافة جديدة لبغداد أثر رمزي فيها، ومن حواضرها دمشق وبيروت ونواح أخرى.

 

ما بين إيران وأميركا وسائر الأنظمة: نحن الضحايا دوماً

يوسف بزي/موقع سوريا/05 كانون الثاني/2020

في عز انتفاضة المواطنين العراقيين، سعياً لطموحهم البديهي ببناء دولة المواطنة والعدالة والحرية، المستقلة حقاً عن المشروعين الإيراني والأميركي في آن واحد، قررت "الميليشيات" (السلطة الفعلية) تخريب العراق وتدميره على رؤوس أهله. قررت قتل المدنيين العزل والتنكيل بشبان وشابات الانتفاضة المدنية السلمية. كما قررت في الوقت نفسه افتعال "عمليات" موضعية ومتنقلة ضد القواعد والمنشآت والمصالح الأميركية استجلاباً لـ"العدو" وتدبير حرب تطيح بالمسار الذي أراده العراقيون لمستقبلهم. وقوع العراق ما بين "داعش" (وقبله "القاعدة") و"الحشد الشعبي" (وقبله ميليشيات منظمة بدر وجيش المهدي وما شاكل) هو تتمة لوقوعه عام 2003 بين الاستراتيجية الإيرانية والاستراتيجية الخليجية: إفشال المشروع الأميركي في تحويل العراق إلى نموذج "بناء الأمم". حينها، انهمكت كل دول المنطقة في منع قيام العراق مجدداً. سوريا الأسد تسلح العشائر السنية وتؤمن ممراً من حلب إلى الموصل لـ"الجهاديين" الذين يقتلون الشيعة، وإيران (حليفة الأسد) تمول وتسلح الميليشيات الشيعية التي تقتل السنّة. فيما بعض دول الخليج تؤمن المال والسلاح والممر الصحراوي إلى داخل العراق لجحافل "الجهاديين"، إلى الأنبار وغيرها.تلاقى الأعداء هؤلاء على هدف واحد، هو ليس منع الأميركيين من خطتهم وحسب، بل منع عودة العراق القوي، "المخيف" لدول الخليج والعدو القديم لإيران والخصم المرعب لسوريا الأسد.

يكفي النظر إلى حال الضعف والفقر والتشرذم والخراب والفساد والتمزق الطائفي

قامت استراتيجية الحرس الثوري، وفق تعبير قاسم سليماني نفسه، على الدرس الأليم من الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات

الذي يعتري العراق، الذي يمتلك مقومات وطاقات كافية لتضعه بمصاف الدول المقتدرة والثرية والمزدهرة، لنفهم أن هذه المفارقة بين الواقع والممكن تدل على فظاعة ما ارتكبته الأنظمة بالشعب العراقي ودولته. قامت استراتيجية الحرس الثوري، وفق تعبير قاسم سليماني نفسه، على الدرس الأليم من الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات: إنهاء التهديد العراقي إلى الأبد والحرص على بقائه ضعيفاً. الاستراتيجية الخليجية مشابهة لأسباب مختلفة: غزو الكويت مثال واضح. ومنها أيضاً خطر قيام نموذج سياسي ثقافي اجتماعي في العراق، قد يسبب عدوى تصيب دول الخليج، خصوصاً السعودية. عدا عن التنافس التاريخي في الإمساك بالقرار العربي: مصر، السعودية، العراق (وسوريا والجزائر إلى حد ما). اليوم، وانقضاضاً على انتفاضة العراقيين وجرّ العراق إلى واقع مغاير، وإعادته مسرحاً وساحة لحروب الآخرين على أرضه، يحدث الاشتباك المفتعل عمداً وإصراراً بين الولايات المتحدة وإيران.

إنه السيناريو القذر نفسه الذي نفذه الحرس الثوري وبشار الأسد وحزب الله في صيف العام 2006، حين استدعوا إسرائيل عمداً إلى الحرب، انقلاباً على انتفاضة اللبنانيين طلباً للاستقلال ولبناء الدولة والخروج من الوصاية السورية والتدخل الإيراني وإنهاء الحال الميليشياوية. هكذا، تم تدمير لبنان وإدخاله في نفق مظلم نحو الانهيار، المستمر حتى يومنا هذا. ليكون راهناً بلداً مخطوفاً منذوراً لمخططات إيران وحرسها وحزبها المسلح.

وإذ تجددت انتفاضة اللبنانيين منذ تشرين الأول الماضي، كان الجواب عليها جاهزاً وفعّالاً: انظروا ماذا نفعل بنظرائكم العراقيين، التفتوا إلى ماضي الحرب الأهلية التي نستطيع تجديدها، انتبهوا إلى الحدود الجنوبية حيث صواريخنا على أهبة تفجير حرب مع إسرائيل.. بل تذكروا ما اقترفناه في سوريا.

إنها "السياسة" ذاتها، التي نفذها بوحشية منقطعة النظير نظام بشار الأسد. بل وكثف من ضراوتها إلى حد جهنمي. فمقابل خروج السوريين بالطموحات والتطلعات ذاتها التي عبرت عنها كل شعوب المنطقة والعالم العربي، استجلب ليس حرباً واحدة بل سلسلة من الحروب وسلسلة من الاحتلالات. وبدل الميليشيا الواحدة أنشأ واستدعى ما لايعد منها، وجيوشاً ومرتزقة وجماعات إرهاب. وبالطبع، تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني، المحترف في تدمير المشرق العربي، كما لم يحلم به أي مشروع استعماري سابق. السيئ والشرير في هذا المشهد، هو الأميركي نفسه، الذي قتل قاسم سليماني لا لأن الأخير شريك أصيل في المذبحة العراقية والسورية التي أودت بحياة مئات الألوف من الأبرياء، بل لأنه مسؤول عن مقتل أميركي واحد وعن حرق مبنى بالسفارة الأميركية في بغداد.

لا تعاقب أميركا إيرانَ على شرورها تجاهنا، بل هو القصاص "المدروس" بسبب المسّ

كل ما يحدث هو وأد أحلام مواطني سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، بأن يحظوا بدولة وطنية ترعاهم وتنبثق من إرادتهم وهويتهم وطموحاتهم بالمصالح الأميركية وحسب. ويمكن القول إن الهدف الأميركي المعلن هو تحقيق "الصفقة" المناسبة مع النظام الإيراني، على قاعدة "التعامل مع القوي". وبالتأكيد، على حساب الضعفاء العرب، على حساب هذه الكيانات الممزقة والواهنة والمنهارة. كل ما يحدث، إنما هو فوق جثثنا وفوق خرابنا. عراك بين إمبريالية عالمية نحت جانباً في هذا الجزء من العالم كل اعتبار أخلاقي وقيمي، بمواجهة مشروع إمبراطوري إقليمي تسعى إليه دولة قومية إيرانية متسلحة بطاقة دينية كفيلة بالتعبئة والحشد والاستتباع. كل ما يحدث هو وأد أحلام مواطني سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، بأن يحظوا بدولة وطنية ترعاهم وتنبثق من إرادتهم وهويتهم وطموحاتهم، وأن يعيشوا حياة "طبيعية" مثل سائر البشر. هذه الرغبة الأخيرة، أن نكون بشراً وحسب هو الذي استثناه الغرب عنا، واحتقرته منظومة "الممانعة". لقد اتفقا سوياً أن نبقى هكذا: ضحايا.

 

سليماني غيّب... فهل يُسمح ببقاء مخططه؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82064/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d9%8a%d9%91%d8%a8-%d9%81%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%8f%d8%b3%d9%85%d8%ad-%d8%a8/

أن يغيب قاسم سليماني عن ساحات الشرق الأوسط فهذا حدث يستحق التوقف عنده. فالرجل، تمكّن لجملة من الأسباب أن يغدو رمزاً وأسطورة، بقدر ما كان عنوان مشروع... ووجه مؤامرة.

كثيرون ممن تابعوا صعود سليماني اعتبروه رمزاً للحلم الإمبراطوري التوسّعي الإيراني الذي يهدّد شعوب المنطقة العربية في وجودها وهويّتها. وحقاً، على امتداد عقود لم يقصّر في تعزيز رمزيته على المستوى العربي، فتخوّف منه كثيرون، بينما استزلمت له وللسلطة التي يمثل قلّة. أما في الداخل الإيراني، فتحول الرمز إلى أسطورة، بالتوازي مع تضخّم أهمية «الحرس الثوري»، بما فيه «فيلق القدس» الذي قاده سليماني منذ عام 1998 حتى مقتله بالأمس في بغداد.

في الواقع، كان «فيلق القدس» ولا يزال عنصراً أساسياً من «الشرعية» التحريرية الدينية لـ«الحرس الثوري» الذي بات «دولة ضمن الدولة» و«مافيا» مال واستثمارات، ناهيك من دوره كـ«قوات خاصة» للقمع الدموي دفاعاً عن نظام الولي الفقيه. أيضاً لا بد من القول إن مسألة القدس، ما غابت يوماً عن أدبيات «الحرس الثوري»، لأنها جزء من «شرعية» النظام على صعيد العمليات الخارجية... أي تبرير الاحتلالات وتصدير التجربة الخمينية. وهذا، مع تذكّر أن كل العمليات التي خاضها «فيلق القدس» ما اقتربت يوماً من القدس، بل كانت منشغلة في دكّ حمص وتدمير حلب وتهجير الزبداني وغزو بيروت وتسليم الموصل إلى «داعش».

صار سليماني أسطورة عند جيل من الإيرانيين الشباب بالتوازي مع تنامي دور «الحرس الثوري» اقتصادياً وأمنياً، وتشديده قبضته على المؤسسة السياسية، وغزوات «الحرس» التي شنت على الدول العربية المجاورة. ومعلومٌ أن «الحرس الثوري» - خصوصاً «فيلق القدس» - هو الحاضنة الحقيقية لمختلف الميليشيات الطائفية الشيعية الناشطة في كل من العراق ولبنان واليمن وسوريا. بل، في قطاع غزة تجاوزت التبعية لطهران الحاجز المذهبي، فغدت منظمة «الجهاد الإسلامي» ذراعاً إيرانياً، ولحق بها جناح كبير في حركة «حماس». وأيضاً، في لبنان (سرايا المقاومة) وسوريا (قوات الدفاع الوطني) تشكّلت تنظيمات ليست محض شيعية، تحت مسميات مختلفة، غير أنها تؤدي المهمات نفسها في خدمة المخطط الإيراني الذي ابتكرت له طهران مسمّى «المقاومة» وروّجته وزرعته في عقول البسطاء.

هذه «المقاومة» - المفترض أن المقصود بها «مقاومة إسرائيل» - لم تقاتل إسرائيل من لبنان منذ 2006، أي منذ أكثر من 13 سنة. أما في قطاع غزة، فكانت عمليات القصف بالاتجاهين أقرب إلى توجيه رسائل متبادلة بين تل أبيب وطهران، ورسماً بالسلاح لحدود الاشتباك وسقوفه... ولا تصل بأي حال من الأحوال إلى استراتيجية «مقاومة» احتلال، ناهيك من استراتيجية «تحرير».

أكثر من هذا، تبيّن من الواقع المؤلم، ولدى النظر إلى التعامل مع الثورة السورية، أن مخطط «المقاومة» (أو إيران) يقوم على هيمنة إيرانية إقليمية مطلقة تسفر في نهاية المطاف عن التوصل إلى صفقة كبرى مع إسرائيل وتركيا.

ثم أن قرار قمع ثورة الشعب السوري لم يتخذه «حزب الله» في لبنان، ولا «عصائب أهل الحق» و«لواء أبي الفضل العباس» في العراق، وحتماً ليس لواء «فاطميون» التابع للهزارة الأفغان، بل اتخذ في إيران، ومن قلب مطبخ القيادة الإيرانية وحرسها الثوري. القمع الممنهج والمشاركة الواسعة للميليشيات الطائفية كان أكبر بكثير من حماية قرى لبنانية عبر الحدود السورية، أو مراقد ومزارات هنا وهناك... بل كان جزءاً من خريطة إقليمية ولدت مع ولادة الثورة الخمينية والتخطيط لتصديرها.

حتى ظاهرة «داعش» التي أسهمت إسهاماً مباشراً في إجهاض الثورة السورية، وإحكام ميليشيات طهران طوقها الأمني على «محميات» قاسم سليماني العربية، كان لها وجه آخر غير الوجه الذي رغب المجتمع الدولي - ومنه نحن العرب - أن يكتفي به.

إن التطرّف العنفي الذي يتسم به بعض الغلو المذهبي ليس ابن البارحة، بل عرفه العرب والمسلمون منذ فجر الإسلام. وظهرت عبر التاريخ الإسلامي فرق تكفيرية عنفية من كل الأنواع والأحجام. وفكرة «الخلافة»، التي كان آخر تجلياتها «داعش»، أيضاً لم تولد من رحم «القاعدة» ولا الحركات المتشددة العنفية خلال القرنين الأخيرين. لكن اللافت، هو دور طهران في استغلال الغلوّ المذهبي السنّي واستثماره لخدمتها.

لقد تعايشت طهران بمرور الزمن مع الحالات المتشدّدة في أفغانستان بعدما ابتلعت تجاوزاتها. ووصل «التعايش» و«التحييد المتبادل» إلى مستويات تفاهم مهمة بين طهران وأسامة بن لادن، ثم بينها وبين قياديين أفغان في «القاعدة» و«طالبان». وفي سوريا، كان لافتاً كيف «تعايش» نظام الأسد مع «داعش» وتوسّعه، فأحجم عن اللجوء للقصف الجوي على معاقل التنظيم السابقة كالرقّة وتدمر، بينما كان يقصف مدنيي حلب وحمص ووادي بردى بلا هوادة... وكذلك كيف ركّز «الدواعش» على مهاجمة مناطق سيطرة المعارضة السورية أكثر مما هاجموا معاقل النظام، بل كيف «رتّبوا» أمور تجارة النفط معه!

ولم يختلف الأمر كثيراً عندما تسامح نوري المالكي، صديق نظام طهران في العراق، مع مسألة غزو «داعش» للموصل بقوة عسكرية ضئيلة نسبياً انسحب أمامها ألوف الجنود العراقيين المدجّجين بالسلاح، واعتباره الموصليين - في إحدى المناسبات - «أحفاد يزيد». وفي النتيجة، استولى «الدواعش» على أسلحة قوات الجيش الفارّة، وموجودات مصارف المدينة، وهجّروا ما استطاعوا تهجيره من أهلها وفق سياسة تهجيرية مطلوبة إيرانياً.

قاسم سليماني كان أحد أهم «منفذي» هذه الاستراتيجية التي غذت ثم «شيّطنت» الغلو السنّي، كي يبدو الغلو الشيعي بالمقارنة معه تياراً معتدلاً «غير انتحاري»، حسب تعبير باراك أوباما. وكما نعرف، توّج الرئيس الأميركي السابق هذه القناعة، بخذلانه السوريين، وتضحيته بعلاقات واشنطن العربية، ورهانه على صداقة طهران والتحالف معها.

اليوم، بعد تغييب سليماني بسلاح دونالد ترمب، على المنطقة التنبه والحذر. المأمول من واشنطن الجديدة صياغة استراتيجية واضحة إزاء خطر مخطط إيران الإقليمي، واعتماد سياسة جادة لمواجهته... وليس فقط «تأديبه» من أجل تغيير سلوكه.

المنطقة تعيش حقبة مصيرية لا تتحمل معها دروساً مجتزأة، والمؤكد أنه لن يفيد الاكتفاء بإرسال التحذيرات والإعراب عن التمنيات وتبنّي الرهانات المتفائلة.

 

خطاب نصرالله والرسالة الأميركية: سنة دموية قبل الصفقة

منير الربيع/المدن/06 كانون الثاني/2020

أجرى أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، عملية تعبوية مركّزة، رداً على عملية اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني. في تعبويته، أصرّ نصر الله على تحويل اغتيال سليماني إلى انتصار جديد لمحور المقاومة! باستعادة معادلة انتصار الدم على السيف، وتشبيه اغتيال سليماني بقتل الإمام الحسين وأهل البيت. وهذه يقصد منها التوجه إلى البيئة الحاضنة لشد عضدها ورفع معنوياتها وتحشيدها. أما الأساس فيبقى للنتائج السياسية المراد تكريسها ما بعد هذه العملية. وهي حتماً بالنسبة إلى الحزب تتعلق بتحقيق إنتصار سياسي للمحور الذي ينتمي إليه.

إغتيال سليماني يدشن دخول منطقة الشرق الأوسط في مرحلة جديدة. مرحلة مختلفة عن المعارك العسكرية، التي كان يقودها سليماني في دول هذه المنطقة، لتوسيع النفوذ والإيراني وتكريسه. والابتداء بمرحلة قطاف الثمار. أما العمليات العسكرية فقد اختصرها نصر الله في الرد على اغتيال سليماني باستهداف القواعد العسكرية الأميركية والجنود الأميركيين في المنطقة. وقد ذكّر الرجل بمراحل تاريخية من هذه المواجهات، التي دفعت الأميركيين إلى الانسحاب غامزاً من قناة تفجير السفارة الأميركية في بيروت ومقر المارينز، مطلع الثمانينات.

تحييد لبنان

اعتبر نصر الله حادثة مقتل سليماني بداية مرحلة جديدة في المنطقة كلها، أو هو تاريخ جديد. ويختصرها بعنوان مواجهة الوجود العسكري الأميركي. لكن، وفق كلام نصر الله والأهداف التي حددها، فإن هذه المعارك لن تشرك لبنان هذه المرة، وحالياً على الأقل، لأن ليس فيه قواعد عسكرية أميركية. وهناك قرار في تحييده. ولن يكون ساحة مواجهة. إنما قد يكون ساحة الإسناد والدعم، وممراً للمواجهة. والحال هكذا، ستجعل حزب الله، بالتأكيد، يسرّع في تشكيل حكومته في لبنان. وسيعلن حرباً إعلامية على واشنطن من لبنان. وقد يتشدد في مطالبة السلطات اللبنانية بإخراج الأميركيين الموجودين في لبنان داخل قواعد تابعة للجيش اللبناني. وطبعاً، هذا الموقف لا ينفصل عن توجيه رسائل مباشرة للداخل اللبناني. وتتعلق بمشروع العداء لأميركا. ما قد يعزز الانقسام الداخلي اللبناني. وهو ما ألمح إليه نصر الله قائلاً أن هذه العناوين هي محطّ خلاف قديم ومستمر. ما سينعكس تشدداً سياسياً لحزب الله في لبنان مع حلفائه أو خصومه، أو أي جهة سياسية تحاول معارضة خياراته وتوجهاته.

فحوى الرسالة عبر سويسرا

وفق ما تشير المعلومات، وبعد اغتيال سليماني، سلمت الولايات المتحدة الأميركية عبر سويسرا رسالة رسمية إلى إيران، ومضمونها متفق عليه بين الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة، وفيها مقترح مقدم للإيرانيين والعراقيين، بأن يتم إصدار قانون لإخراج القوات الأميركية من العراق. هذا العرض الأميركي قدّم للإيرانيين عبر سويسرا، لتجنب الردّ التصعيدي على اغتيال سليمانيز وهذا يؤكد أن اغتيال سليماني كان يهدف إلى فتح صفحة جديدة في منطقة الشرق الأوسط.. تفتتح بمفاوضات غير مباشرة بين الإيرانيين والأميركيين. وعلى هذا الأساس، سارع البرلمان العراقي إلى إقرار الخروج الأميركي من العراق. ولذلك أيضاً سارعت إيران لإعلان هذا العنوان كرد على سليماني، بما يسمح لها لاحقاً إعلان "الانتصار". والقرار سيحتاج إلى سنة لتنفيذه، ما يعني أن التوترات في المنطقة ستستمر طيلة هذه السنة، من بينها استهداف المصالح الأميركية، ضمن لعبة تسجيل النقاط، بانتظار ترتيب الأوضاع ومعرفة نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي بعدها سيتبلور الاتفاق النووي الجديد بين واشنطن وطهران. سيأخذ الإيرانيون مداهم في تجنب المواجهات العسكرية التقليدية والمباشرة، سواء بينهم وبين الأميركيين أو بين حزب الله وإسرائيل. وستكون الوجهة المقبلة هي عمليات متنقلة بين سوريا والعراق، عبر حلفاء إيران.

المشهد اللبناني

وكما أدى اغتيال الحريري في لبنان إلى إخراج الجيش السوري من لبنان، وتسليمه للإيرانيين عبر حزب الله، فإن نتيجة اغتيال سليماني ستكون خروج الجيش الأميركي من العراق، مقابل أن تثبت طهران نفوذها وقوتها هناك. الأهم من كل التفاصيل اللبنانية بالنسبة إلى حزب الله، هو كيفية التعامل مع الملفات برمتها، خصوصاً ان الحزب ترك الحرية في تشكيل الحكومة لحليفيه الرئيسيين رئيس الجمهورية، ورئيس التيار الوطني الحرّ، اللذين كانا يجريان المقابلات واللقاءات لتسمية الوزراء واتخاذ القرارات المناسبة بشأن من سيسمونهم. أي أن الحزب كان يتعالى عن هذه التفاصيل ويوكلها لحلفائه، لأن اهتماماته ستكون أبعد من ذلك، بعد تكريس وصايته. وفي هذه التجربة ستتكرر تجربة الوصاية السورية مع حلفاء النظام ما قبل 2005 الذين كانوا يسيطرون على كل شيء على حساب خصومهم.

 

جمهور الانتصارات الدائمة.. وماذا بعد؟

نادر فوز/المدن/06 كانون الثاني/2020

جمهور الانتصارات الإلهية في صدمة، في أزمة. مصاب قاسم سليماني ضربهم. "صانع الانتصارات" على دماء كل شعب يطلب كرامة أو حرية، اغتيل. قتلت أميركا جنرال الانتصار على كل ضيعة في سوريا والعراق تجرأت وقالت لا. قضى نحبه مهندس الانتصارات على جثث الآلاف، بعد أن تشارك التنكيل بها مع حلفائه وخصومه في التنظيمات الدينية والقمعية الأخرى. هذا الجمهور لا يرى كل ذلك. هو بانتظار الردّ على اغتيال شبح جديد من القادة. هؤلاء أشباح طاردهم الأعداء في حياتهم، وسيطوفون اليوم لردّ الاعتبار. وجاءت كلمة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لتشدّ من وزر هذا الجمهور وتدفعه إلى بذل المزيد من التضحية والإيمان في سبيل هذا المشروع. هو جمهور اعتاد على الهتف للموت والترحيب به. وإذ بقائده يقول "نحن لا نُهزم، عندما ننتصر، ننتصر، وعندما نستشهد، ننتصر". تلخّص هذه العبارة كل الواقع. إذا قتلنا نربح، وإذا قُتلنا نربح. مهما فعلنا أو فُعل بنا، نحن منتصرون. وكأنّ هذا المحور شبه لعبة مبرمجة على الربح فقط، انضموا إلينا فتربحون على الدوام، أينما كان، في الدنيا والآخرة.

شيعة شيعة.. دوماً

هذا الخطاب وما سبقه لا يمكن ترجمته إلا في إطار فائض القوّة وتزكيته. هذا المسار الطبيعي الذي أوشك على الامتلاء، أو ربما الانفجار. ضغط القوة وفائضها لا بد أن ينفجر في لحظة. يمكن للحزب أن يسحق البلد بـ"7 أيار"، والجمهور سيطالب بالمزيد. يمكنه المشاركة في احتلال سوريا وتهجير شعبها بعد أن ضربته المجاعة، والجمهور سيهلّل. باستطاعته إرسال الخبراء والمشرفين على القمع والقتل إلى العراق واليمن، وفائض قوة الجمهور سيتضخّم. سينيّم الخلايا في دول الخليج لجمع المعلومات والاطلاع والجمهور سيصفّق. ماذا بعد؟ سيتحوّل فائض القوة هذه إلى مجموعات على شكل "شيعة شيعة" تعمل على نسف أي أمل.

الحرب.. الحرب

استبق جمهور حزب الله والمحور كلام نصر الله عن الثأر. رفعوا، بقرارات حزبية وفردية، صور سليماني في شوارعهم وفي الفضاء الإلكتروني مع عبارات وصيحات "مرعبهم" و"سنثأر" و"الموت لإمريكا". ومنهم من أحرق العلم الإسرائيلي استنكاراً. هذا جزء من جمهور الانتصارات الإلهية، يريد الحرب دائماً. هو موعود بالانتصار كيفما كان. يريد 7 أيار والحرب وإطلاق النار بمناسبة أو من دونها. وجزء من جمهور هذه البيئة، ما أن التفت إلى أنه بالإمكان المطالبة بحقوق العيش والكرامة اليومية تم لجمه، في لبنان كما في العراق. من حقّه أن يخاف الحرب وأهوالها. لا يريد الموت لأنّ أميركا اغتالت جنرالاً إيرانياً في العراق. لا يريد أن يتورّط في حادث وقع على بعد ما يقارب 1000 كيلومتر، فيما هو عاجز عن إدخال ابنه إلى مشفى يقرب 50 متراً من المنزل، أو إلى مدرسة الحيّ. أو حتى سحب دولار من ماكينة صرف المال في الشارع المقابل. يريد حزب الله تصوير اغتيال سليماني وكأنه يمسّ كل بيت في بيئته وطائفته والمنطقة كلها. فالحدود كُسرت، والإمبراطورية توسّعت وتمدّدت، في مشهد متكرّر بين سوريا والعراق. قد يكون هذا واقعاً على اعتبار أنّ الهلال شابه على الاكتمال، المواجهة الموعودة باتت على الأبواب. وبدل قتال إسرائيل، سنقاتل أميركا نفسها. فـ"حذاء سليماني يساوي رأس ترامب"، ودماؤه "ستخرج القوات الأميركية من كل منطقتنا". وهو مشهد متكرّر أيضاً، إذ كانت "دماء الشهيد القائد عماد مغنية تشكل بداية لاجتثاث إسرائيل من الوجود كله" (كلمة نصر الله في تأبين مغنية يوم 16 شباط\فبراير 2008). وهو تكرار ينذر بالمزيد من الدماء والمزيد من مآسينا كشعوب لا حول لها ولا قوة في المنطقة كلها. مآسي الحروب أو تسوياتها. لكن إذا كان لا بد من استخدام لغة الأحذية، فمن المفيد القول إنّ حذاء كل طفل سقط في صراعات الإمبراطوريات في المنطقة يساوي كل أنظمتها ورموزها.

 

ساحات أميركا وإيران: سلامة لبنان أولاً

أحمد جابر/المدن/06 كانون الثاني/2020

جرت العادة الكتابية مجرى إعلان النضالية والتحررية، عندما يتعلق الأمر بحدث تكون الولايات المتحدة الأميركية أحد أطرافه. خلافاً لهذه العادة، وفي مناسبة الاستهداف الأميركي لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، من الأجدى قراءة الحدث في سياقه، وربط المستهدفين بسياق السياسة العامة التي جعلتهم موضع استهداف. في السياق السياسي العام للصراع الدائر بين السياستين الأميركية والإيرانية، يفهم الفعل الأميركي سياسياً ومصلحياً، وعلى ذات المعنى يفهم الفعل الإيراني بارتباطه بمجمل التصورات الاستراتيجية، التي يسعى نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تحقيقها. هكذا يكون المراقب أمام مشهد متحرك تستخدم فيه كل الأدوات والأساليب المتاحة في كواليس السياسة، وفوق تراب الميادين. في المشهد هذا يتساوى طرفا الصراع أو أطرافه، وتكون المسؤولية عن النتائج السلبية مشتركة، وتبادل الموقع، بين فعل ورد فعل، حركة ينفذها ويكون فيها كل من انتسب إلى صراع سياسي واسع، ما يعني أن الفعل الهجومي المتصاعد لا يكون سياسة مبادرة لطرف واحد محدد، وأن الفعل الدفاعي لا يكون سياسة "رد ضرر" من قبل طرف آخر معين. هذا التحديد الذي ينسب إلى كل المتصارعين والمتقاتلين، الهجوم والدفاع بالتناوب، أو في اللحظة ذاتها، يجري مجرى السهولة عندما يكون المراقب غير منتمٍ لدوائر الصراع، وبعيداً من مجرياتها وتداعياتها، وهذا على عكس الذي يرفع شعارية المواجهة على امتداد الإقليم، ويتجاوز بمشاركته أو بإدانته أو بدعوته، حدود البلد والمنطقة إلى ساحات وبلدان بعيدة.

هدوء لبناني ممتنع

وضعية المراقبة من بعيد، لا يستطيعها اللبناني العادي الذي يسكن الخارج داخله، وتعكير الرؤية من البعد، يشترك في إثارتها المقيم البلدي الذي يرى في بلده تفصيلاً غير مهم، بمقياس القضايا الكبرى التي تستحق أن يسقط من أجلها وطن وبلدان.

لكن امتناع الهدوء على طالبيه، لا يمنع من الإدلاء برأي مخالف لكل السياق، الذي يدّعي أهله أن ضجيجهم هو الممر الإجباري، لابتكار هدوء يكون مقدمة لسكينة سلام مستدامة، في ظل نسق إيديولوجي، يشرف عليه قادة تصطفيهم الآلهة أو ينجبهم التاريخ الخلاصي، أي التاريخ الذي ينيط بكل قائد ملهم مهمة تحقيق غايات الزمان في حلبات المكان. الرأي الذي يتمسك ببعده عن السائد الإندماجي في صراعات الخارج، هو أضعف إيمان كل ذي نظرة معترضة تسعى إلى صياغة نسيج الداخل من خيوطه المحلية، والتي تدرك أن الألوان الاجتماعية المتعددة هي المشهدية الانسجامية التي تفترض تناسقاً لونياً واضحاً، وتعلم أن نشاز اللون الأهلي الفئوي ينتج لوحة تخضع باستمرار إلى إعادة نظر في التشكيل وفي التعديل.

ألوان لبنانية

يصطبغ كل طيف أهلي لبناني بلون محدد. هذا أمر يجب الإقرار به اليوم أكثر من ذي قبل. ذلك أن الاعتراف المتبادل يشكل أساساً للمواقف والسياسات التي يجب اتخاذها حيال المشهد، الذي نجم عن اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وما قد ينجم عن ذلك من تداعيات لها صداها لدى فئة لبنانية واسعة.

تأسيساً على ما حصل في العراق من قبل الأميركيين، تبرز الدعوة إلى إعلاء شأن التماسك الداخلي، وعدم تعريضه إلى التحاق يفوق طاقة احتماله، وإلى تجنب استخدامه كاحتياط في حسابات الاستراتيجي الخارجي، الذي هو حالياً السياسي الإيراني والسياسي الأميركي. تستدعي معادلة التماسك القول باستبعاد ما حصل في العراق عن أوهام توظيف نتائجها في لبنان. هذا يعني أنه من الجهل السياسي التنظير لإضعاف حزب الله أو استضعافه على خلفية أن اللحظة مؤاتية، كذلك من الجهل السياسي التبرير للعملية الأميركية العسكرية، وتنسيبها إلى هجوم معاكس شامل مرتقب، بحيث يبشِّر المنتظرون المتفائلون بقرب انقلاب التوازنات الداخلية اللبنانية. في امتداد ذلك، وساق المطالب على الساق، فإن مجموع المنادين بـ"محور المقاومة"، وفي طليعتهم حزب الله، مطالبون بفهم صعوبة اللحظة اللبنانية، وهم مدعوون إلى العمل بموجب هذا الفهم، الذي يستدعي إبقاء لبنان بعيداً عن كل الدعوات الثأرية التي انطلقت من طهران ووصلت إلى آذان "محورها" كأمر عمليات للمستقبل، الذي قد يقصر أمده أو يطول. حزب الله غير محاصر، وحصاره مرفوض لبنانياً. إطلاق يد حزب الله أو سواه في الوضع اللبناني مرفوض أيضاً. الممكن والمقبول هو القول السياسي الذي يجب أن يظل بعيداً عن الميدان العملي، وعن تداعياته.

واجبات لبنانية

ضمن معادلة التعايش بين الممكن والمقبول، وغير الممكن والمرفوض، يحضر واجب القادرين في كواليس المحاور التي ينتمون إليها. وعلى هؤلاء تقع مسؤولية شرح معنى تحييد لبنان عن الأعباء. لأن في ذلك سياسة مفيدة للداخل اللبناني، ولكل القوى التي تقيم صلات مع المحاور الخارجية. وعلى سبيل الظنّ، تستطيع الثنائية الشيعية القول في المحفل الإيراني، إن خصوصية لبنان الآن ستنوء حتى السقوط بأي أثقال سياسية خارجية. مصدر الاعتقاد بقدرة الثنائية، حقيقة تقديماتها الكثيرة للسياسة الإيرانية. لذلك، فهي "تمون" على تلك السياسة في لحظة مصيرية صعبة كما هي عليه الحال اللبنانية الراهنة.

وللتأكيد، ولو من باب التكرار، يقع على عاتق باقي القادرين اللبنانيين عبء القول في مجالس الساسة الذين ينسجمون مع سياساتهم، لا قدرة للوضع اللبناني على الاحتفاء بما تعتقدونه "فوزاً"، ولا طاقة لهم للاستجابة إلى دعوات الانتفاضة على فئة من شركائهم في البلد، وأن للبنانيين طريقة حصار للنشاز الداخلي، من مظاهره الأبرز، التحرك الشعبي الذي اندلعت شرارته في البلاد منذ 17 تشرين الأول 2019. خلاصة الأمر، طهران معنية بردودها. أميركا معنية بأفعالها. على اللبنانيين السعي إلى أن لا يكونوا وكيلاً عن أصيل، وأن لا يكون بلدهم بديلاً في المواجهة عن أي من البلدان... وعند مخالفة منطق اللبنانية الصعبة الآن، ومن أي جهة أتت هذه المخالفة، ستكون المعارضة هي السلاح في مواجهة كل الخارجين على منطق السلامة اللبنانية.

 

لبنان في توقّعات «الرد الإيراني»

حازم صاغية/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

فيما كان اللبنانيون مسمّرين إلى التلفزيونات، يتابعون مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وذيول الحادث المزدوج، مرّ على الشاشة خبر يقول: «طائرات إسرائيليّة تحلّق على علو منخفض فوق صيدا والجنوب». بدأ واضحاً أنّ الإسرائيليين ما إن التقطوا الخبر، وسمعوا الدعوات إلى الردّ والثأر، حتّى راحوا يستعدّون. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قطع رحلته المقرّرة إلى اليونان، وعاد إلى إسرائيل. وزير الدفاع نافتالي بنّيت دعا إلى اجتماع طارئ لكبار قادته، وأعلن أنّه سوف يلتقي رئيس الأركان أفيف كوشافي، وأبرز المسؤولين الأمنيين في المقرّ العسكري بتلّ أبيب. الحديث عن أوضاع الجبهة الشماليّة واستعداداتها عاد إلى الصدارة.

واضحٌ أنّ دخول إسرائيل على الخطّ ليس خبراً سارّاً. إنّه يستعيد صورة ذاك الكابوس عن حرب إيرانيّة - إسرائيليّة فوق رؤوس أهل المشرق العربيّ. الذين يكرهون النظام الإيراني وسلوكه يعرفون أنّ ما تفعله إسرائيل لن يكون لصالحهم، وأنّها لا تفعل إلاّ ما هو لغير صالحهم. الموت والخراب هما الأفق الأوحد في المنطقة، خصوصاً في العراق المعذّب.

لكنّ ما هو أسوأ من تدخّل إسرائيل في لبنان أن تكون هناك نيّة لاستدعاء إسرائيل إلى التدخّل. أموس هارِل، المعلّق في «هآرتس» المعارضة لنتنياهو، يكتب أنّ لدى دولته «كلّ الأسباب كي تبقى خارج النزاع المتنامي، مع أنّ النظام في طهران سيحاول إقحام إسرائيل بسبب حقده الآيديولوجي علينا».

على أنّ استدعاء الدولة العبريّة عبر «ردّ إيرانيّ» من لبنان سيكون أقرب إلى عمل انتحاريّ، عملٍ يؤذي اللبنانيين عموماً، ويؤذي خصوصاً «حزب الله» وبيئته. لهذا، وبعيداً عن خطابة الخطباء المتحمّسين، حرص الأمين العام للحزب في بيانه على ألا يتعهد بشيء محدّد. قال «إن القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم». وكلمة «كلّ»، تعني الجميع، إلاّ أنّها قد لا تعني أحداً. بمعنى ومنطق مشابهين على الأرجح، رأى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يعرف ضيق الخيارات المتاحة، أنّ «الرد على الجريمة سيشمل المنطقة بأسرها، وسيكون ثقيلاً ومؤلماً».

إذن بين سوابق عدم الردّ الإيراني على الضربات الإسرائيليّة الكثيرة في سوريا، وولع طهران بالحروب التي تُشنّ بالوكالة، يمكن التذكير ببعض المعطيات اللبنانيّة المعروفة:

أوّلاً، إنّ الحرب مهمّة مكلفة ماليّاً، وإيران التي يُفترض بها أن تموّل الحرب بلد مفلس، فضلاً عن تصدّعه الداخلي الذي لا يكفي مقتل سليماني لرأبه.

ثانياً، وفي اختلاف نوعي عن حرب 2006، لن تكون هناك أموال عربيّة لما بعد الحرب، كما لن تكون الدولة اللبنانيّة المفلسة قادرة على الإعانة.

ثالثاً، وبسبب سلوك «حزب الله»، لا سيّما منذ 2008، لن يكون هناك استقبال أهلي يُعوَّل عليه للضحايا المدنيين الذين قد تهجّرهم شمالاً حرب إسرائيليّة أخرى.

رابعاً، وهو ما يصحّ بنسبة أعلى في العراق، سيتبدّى أي مزاج حربي مزاجاً مضادّاً للثورة على نحو لا لبس فيه. المحاربون سيظهرون في هيئة من لا يريد للبنان والعراق إلاّ أن يكونا ساحتي حرب. مزاعمهم التي تداولوها في الأسابيع الماضية عن صلة الثورتين العراقيّة واللبنانيّة بـ«السفارات والأميركيين» قد تتحوّل تبريراً صريحاً لإجراءات قمعيّة.

إلى ذلك، لا بدّ في المحارب، أي محارب، أن يأخذ في حسابه حسابات الخصم واعتباراته.

فنتنياهو الذي لا تنقصه الرغبة أو الشهيّة لإيذاء إيران و«حزب الله»، يواجه انتخابات عامّة شديدة التعقيد، أحد عناوينها مستقبله وسمعته الشخصيّان. أمّا دونالد ترمب، الذي سيلتحم بإسرائيل تلقائيّاً، فتنتظره أيضاً انتخابات يريد قبلها إثبات أنّ قتل قاسم سليماني، بعد أبو بكر البغدادي، يعادل قتل باراك أوباما لأسامة بن لادن في 2011، علماً بأنّ الأخير كان مهزوماً ومختبئاً عندما قُتل، فيما كان سليماني يتجوّل منتصراً بين عواصم الإمبراطوريّة.

هذا لا يعني أنّ رغبات نتنياهو وترمب هي بالضرورة قدر لا يُردّ. لكنّ إحباط تلك الرغبات يتطلّب قوّة إيرانيّة غير متوفّرة، لا اقتصادياً ولا عسكرياً. صحيح أنّ هذه القوّة تستطيع تنفيذ أعمال إرهابيّة متفرّقة هنا وهناك، كقتل أو خطف أميركيين، وقصف ناقلات نفط، لكنّ تلك الأعمال نفسها قد تغدو، في ظلّ المواجهة المباشرة مع واشنطن، سيفاً ذا حدّين. لهذا يُستحسن ألا يموت أحدٌ فدى النظام الإيرانيّ؛ خصوصاً أنّها حرب يستحيل فيها الانتصار. فطهران، ردّت أم لم تردّ، فقدت الكثير من مصادر قوّتها، وربّما كان الحدث الأخير مدخلها لأن تفقد، تدريجاً وبشيء من التعرّج، ما تبقّى من تلك المصادر. أمّا لبنان تحديداً فكلّما خفّت اندفاعة بعض أطرافه لتلك المواجهة، كائناً ما كان حجمها، خفّت كلفة الألم والخراب اللذين قد يعقبان ذلك.

 

نصر حامد وكارلوس غصن

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

عندما اعتُقل كارلوس غصن في مطار طوكيو، أعلنت الـ«فيغارو» النبأ تحت عنوان «الفخ». وذكرت أن شركاً قد نُصب له على مدى أشهر ما بين القضاء الياباني وشركة «نيسان» التي يرأسها. وعندما وصل إلى المطار ذلك اليوم على طائرة الشركة الخاصة، لم يكن لديه أي شكوك حول ما يُعدّ له. بالطريقة نفسها، وبالسرّية نفسها وبالصيغة التآمرية نفسها، رتّب كارلوس غصن عملية الهرب. هذه المرّة أيضاً على متن طائرات خاصة لكنها ليست طائراته ولا طائرات الشركة. ولا يزال البحث جارياً، كما في لغة الشرطة.

ليس من عادتي ولا من طبعي الاعتراض على أي قانون في العالم، خصوصاً إذا كان المتّهم لبنانياً. فإن أكره الصفات في الإنسان عموماً، وفي الكاتب خصوصاً، أن يكون متحزباً أو متعصّباً. وفي ملفّات واسعة جداً مثل ملف كارلوس غصن، لا يمكن لفرد أو حتى لمؤسسة أن يملك من الوثائق والحقائق، ما يخوّله إصدار الأحكام أو نقضها. بالنسبة إليّ، توقّفت عند معاملة القضاء لكارلوس غصن، وليس عند التهم الموجّهة إليه. وقد أفزعني، من ضمن تلك الوسائل العائدة إلى القرون الوسطى، منع كارلوس غصن من مقابلة زوجته. ليس في ذاكرتي قمع من هذا النوع إلا ما حدث للمفكّر المصري نصر حامد أبو زيد أواخر التسعينات عندما صدر الحكم بالتفريق بينه وبين زوجته، التي هي أيضاً أستاذة من أساتذة مصر. وانتهى الأمر بأن نُفي الاثنان إلى هولندا، حيث يجيز القانون كل العقوبات المتخيّلة إلا عقوبة الفصل بين الزوج وزوجته. يومها أصدرت لجنة حقوق الإنسان في العالم، بياناً تقول فيه إن الحكم على الزوجين عمل من أعمال القرون الوسطى والعصر الحجري. وإذا كانت اليابان قد اتّخذت قراراً مماثلاً، فإن ذلك لا يجعل هذا الشطط القانوني عملاً حديثاً أو مقبولاً. وسط هذا الضجيج العالمي حول فرار كارلوس غصن، ينسى الجميع أن القانون الياباني في هذه الحالة، هو تقليد شائن وهرطقة قضائية. لقد وصف الإعلام الياباني فرار كارلوس غصن بأنه عمل جبان، أما الحقيقة فهي أن أكبر الجبناء في التاريخ هو الظلم، وكل ما أحيط بكارلوس غصن منذ توقيفه وحتى فراره، كان ظلماً واضحاً. لقد سخّر اليابانيون كل بند وفسّروه في عملية تحيّز معلنة، وحرموا المتّهم أبسط حقوقه الطبيعية، وهي تهيئة دفاعه بحرّية ومن دون ضغوط إرهابية معلنة. قضية غصن ليست ما اتُّهم به، بل ما حُرم منه. وإذا نسيت اليابان، فالعالم لم ينسَ أن هذا الساحر نقل شركة مفلسة إلى شركة حجم أعمالها 200 مليار دولار. ويبقى القرار بمنعه من لقاء زوجته، قراراً رديئاً من قرارات تسخير القانون في سبيل الظلم.

 

مقتل سليماني... تراجع أم انتقام؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

قاسم سليماني لم يكن أعلى الجنرالات في المؤسسة العسكرية الإيرانية لكنه كان أشهرهم، مع هذا قتله الأميركيون. والأميركيون يبدون أكثر ثقة وجرأة من أي وقت مضى. فرغم أن النظام الإيراني قتل المئات من الأميركيين في السنين الأربعين الماضية، فإن هذه هي المرة الأولى التي تثأر واشنطن من النظام مباشرة، بعد أن كانت في الماضي تستهدف فقط وكلاء النظام في لبنان. وعند الأميركيين بنك مليء بالأهداف الإيرانية يمكنهم ضربها في حال جربت إيران تحديهم. ولهذا من المستبعد أن تتجرأ على المساس بالقوة الأميركية، والأرجح أنها ستلجأ للانتقام بضرب مصالح خليجية أو أوروبية حليفة، مثل طائرة، سفينة، سفارة، أو منشآت، أو استهداف مباشر لأفراد. لإيران أذرع في أفغانستان وسوريا والعراق ولبنان، ولها عملاء في كل مكان. وحتى لو فعلت فلن يرمم صورتها. فقد تلقت ثلاث ضربات موجعة ومهينة رداً على قتلها أميركياً واحداً، قصفوها على حدود العراق، وعندما تحدوها أمام السفارة، قتلوا سليماني، والثالثة قصفوا قادة ميليشيات عراقية على طريق التاجي. ولأشهر تالية، حتى نهاية السنة، متوقع أن تقوم إيران بعمليات انتقامية غير مباشرة، ومن المستبعد أن يؤثر هذا على حظوظ الرئيس دونالد ترمب في الفوز. وبالتالي ليس أمام طهران إلا أن تعترف بأنها في أسوأ وضع. فالمظاهرات في الداخل ضد النظام تضعفه، والمظاهرات في العراق أحرجته. والحصار الاقتصادي أكل مدخراته ويهدده بالإفلاس، وإسرائيل أوجعته في سوريا، وروسيا رفضت الدفاع عنه، وعند إعادة انتخاب ترمب سيبقى شوكة ما لم تخضع لشروطه.

سليماني كان غلطة من اختراع النظام الإيراني عندما أراده رمزاً للإمبراطورية فأصبح رمزاً للهزيمة. جعله نجماً مشهوراً بعد أن كان لسنوات شبحاً غامضاً، تحول إلى شخصية عامة تظهر في مناطق القتال، في شوارع حلب المدمرة، وعلى أبواب الموصل العراقية، وفي قضاء بعلبك اللبناني. نشر صوره مع شباب مسلحين وشيوخ ملتحين في «الحشد» و«حزب الله» و«العصائب». وصور أخرى تظهره وديعاً مع الأطفال، ومتواضعاً يجلس على الأرض يشرب الشاي مع الجنود. عشرات الحسابات باسمه والمعجبين به على «فيسبوك» كنجم سينمائي، في ملصقات تماثل أفلام هوليوود! من يدير له حملة العلاقات العامة هذه كان يبدو أنه يعزز أهميته داخل إيران، مع أن خلافاته فاحت أخبارها؛ آخرها عندما اضطر وزير الخارجية ظريف مرة إلى الاستقالة احتجاجاً على تهميشه ثم تراجع ظريف وصوّر مع سليماني للتدليل على المصالحة. إنما المظاهر خداعة في المجتمع السياسي هناك، فالراحل رفسنجاني، والرئيس روحاني، وخامنئي أمام العامة يبدون كرجال دين وتقوى، وديعين، وهم في الواقع مسؤولون عن قتل آلاف الأشخاص، تسلقوا سلم الحياة على جماجم رفاقهم وخصومهم.

وبعيداً عن صورة النجم والإنسان التي كان يحاول رسمها لنفسه أمام الملأ، سليماني كان أخطر رجل إيراني عرفه العالم. عمليات القتل الجماعية في سوريا شارك في تدبيرها وتنفيذها، آلاف العائلات دفنت أحياء في بيوتها. وفي العراق، هو من أسس ميليشيات زرعت الرعب في المدن.

سليماني كان القائد العسكري لحلم الإمبراطورية، الحلم مات معه. وقد انقلبت عليه صورة «البطل» عند الشعب الإيراني، حيث نددت المظاهرات التي عمت البلاد بالتمدد الخارجي وطالبت بالتخلي عن سوريا والعراق ولبنان. كما انتكس سليماني ومشروعه جراء الغضب الشعبي العارم في العراق ولبنان، حيث أحرقت صور الإمام والجنرال.

 

ترمب والحجاج وسليماني!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

العالم بأسره بات مكاناً أفضل بعد الخلاص من أحد أخطر وجوه الشر والإرهاب وأكثرهم دموية. موت قاسم سليماني ومن معه هو تحقيق لعدالة طال انتظارها في مشهد يليق بشكسبير ومسرحياته. قدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقوبة فورية لذراع إيران الإرهابي قاسم سليماني كعقوبة مباشرة لقتله المقاول المدني المواطن الأميركي في العراق. ولكنه بهذا العقاب يسدد فواتير دماء العشرات من الأبرياء الذين سقطوا على يديه في دول مختلفة. أشعل الطائفية بحروب مجنونة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان. كان إرهابياً بامتياز. وظفه النظام الإيراني جيداً ونسج حوله سلسلة من الأساطير لتكريس صورة البطل الذي لا يقهر، وكان ينشر صوراً وأخباراً عن وجوده في أكثر من بلد في الوقت نفسه حتى ترسخ في أذهان المؤيدين الصورة الخارقة المراد توصيلها. ولعقود من الزمن وظف سليماني حياته لهذا الغرض. قاد «الحرس الثوري»، وأوجد ميليشيات إرهابية باسم جذاب وعاطفي؛ باسم «فيلق القدس». قاتل في كل العواصم العربية إلا القدس، وصل في قبوله الشعبي بالداخل الإيراني إلى موقع أهم من الرئيس حسن روحاني وثانياً فقط بعد المرشد علي خامنئي. يبدو دور دونالد ترمب الأخير أقرب إلى الحجاج بن يوسف، وكأنه يردد مجدداً مقولة الأخير الشهيرة: «أرى رؤوساً قد أينعت وحان وقت قطافها». يبدو جلياً أن هناك شخصيات انتهت صلاحياتها وباتت هدفاً للخلاص منها، وهذا الحدث هو رسالة مدوية لحسن نصر الله والحوثي ومن هم على شاكلته، أن «الوضع الجديد» لن يسمح بوجودهم.

السؤال المحوري والمهم الذي سيكون مفتاحاً أساسياً لفهم ما يحصل، وهو من الذي سرب المعلومات الاستخباراتية الدقيقة عن تحركات قاسم سليماني من دمشق إلى بغداد... هل هم الروس أم اختراق للمخابرات السورية بشكل عميق؟ إذا كانت المعلومة رد جميل للأميركان مقابل هدية ترمب لبوتين منذ أسبوعين، التي تم بموجبها إيقاف عمل إرهابي كبير في روسيا، فذلك يعني أن هناك غطاء دولياً لهذه العملية وهذا هو الأرجح. مقتل قاسم سليماني وسقوط الأسطورة التي صنعها النظام الإيراني هما خسارة كبرى لإيران مهما حاولوا استغلالها عاطفياً لإثارة عواطف الناس وتوظيفها لا يوجد قاسم سليماني آخر عند إيران. إيران فقدت مصداقيتها بعد تعاونها مع الشيطان الأكبر وإدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في غزو العراق، واتفاقها بعد ذلك مع الشيطان الأكبر وإدارة الرئيس السابق باراك أوباما ومباركة دورها الأكبر في المنطقة مع إدارة دونالد ترمب... لقد تغير الوضع لأن إيران لم تعرف حدودها.

 

حرب القرابين

سوسن الشاعر/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

منذ بدأ التحرش الإيراني بأميركا والأخيرة لم ترد حتى يوم الخميس؛ وجهت الولايات المتحدة ضربة قوية لإيران، استهدفت فيها الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وهو يعد قائد ميليشيات الولائيين العرب الذين يقلدون خامنئي تحديداً، قائد الأذرع العربية ذات الولاء الإيراني، سواء كانوا في العراق أو سوريا أو حتى لبنان واليمن، فسليماني كان قادماً من لبنان حين تمت تصفيته. ومن اليوم، سنشهد تصعيداً، لا على الأراضي الإيرانية ولا بجيوش إيرانية، إنما على الأراضي العربية، وبقرابين عربية ستدفع بها إيران لفوهة المدفع، كما فعلت في مؤيديها للهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، فهل سيتعظ هؤلاء ويفهمون ويدركون دقة المرحلة المقبلة أم سيتقدمون طوعاً وينتحرون كما الحيتان على شواطئ المعركة الأميركية - الإيرانية بالنيابة؟

أثبتت أحداث اقتحام السفارة الأميركية في بغداد أن الولائيين العرب سيكونون وقود إيران وقرابينها في المرحلة المقبلة، وستقدمهم لتحسم أمرها مع الولايات المتحدة، خاصة أن رهانها على سقوط الرئيس ترمب بدأ يتلاشى، ويبدو أنهم مقبلون على خمس سنوات عجاف شبيهة، إن لم تكن أشد، بالسنة الماضية التي خسروا فيها، وفقاً لتصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، 200 مليار دولار. فكم ستكون خسارتهم في السنوات الخمس المقبلة إن استمر ترمب في الرئاسة؟

المسألة الثانية الملحة على النظام الإيراني أن المرشد علي خامنئي يريد أن يحصن نفسه من أي احتمالات لوصول أي شخص خارج مؤسسته الخاصة في هذا الوقت الحرج، فقام بـ«هندسة» الانتخابات من الآن، على حسب وصف كروبي، إذ إن إيران مقدمة الشهر المقبل على انتخابات برلمانية عسيرة، في ظل تعقيدات العقوبات الأميركية، وفي ظل المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة التي دفعت إيران إلى قتل 1500 إيراني من أجل قمعها، واستثناء أكثر من ألف مرشح بحجة صيانة النظام! كل تلك الإجراءات تمهيداً للانتخابات الإيرانية الرئاسية، وموعدها 2021؛ أي العام المقبل.

وهي فترة يحتاج فيها النظام إلى استمالة الشعب، وتمكين الولاءات، لذلك كله لا يمكن للنظام الإيراني أن يزيد الضغط على الإيرانيين، بخوض حرب جديدة وهم تحت ظل هذه العقوبات، وتذمرهم يزداد يوماً تلو يوم ولا يخضع إلا بالقمع الدموي، فلن تتحمل إيران أبداً زيادة العبء بالمخاطرة بالرد على مقتل سليماني الآن.

لهذا، فإن العرب الموالين لإيران مقبلون على حرب بالوكالة، يدفع بهم خامنئي قرابين إلى أن يحسم أمر الانتخابات النيابية والرئاسية. الكل يعرف أن العراق ولبنان واليمن وسوريا انتهى أمر كل منها «كدولة»، فلا حكومة ولا جيش ولا برلمان، وهذا ما فعلته إيران عن طريق وكلائها الذين هدموا تلك الأركان حين مدتهم بالسلاح والتدريب، ومكنتهم مادياً، ونجحوا بالتهديد وبالترغيب وشراء الذمم في أن يسيطروا على الدولة، فأصبحت لهم الكلمة الأخيرة فيها، وبإمكانهم الآن أن يحرقوا البلد لو شاءوا.

وتملك إيران ترسانة أسلحة في هذه الدول الأربع، وعمليات التهريب ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وهي مستعدة لأن تملأ مخازنها هناك كلما فرغت، وجيوب قيادتهم إن فرغت، ما دام وقود الحرب حفنة من العرب «السذج» الذين صدقوا أنهم يخوضون حرباً دينية ينالون بها الجنة!

وقد كان واضحاً أن حماس العراقيين البسطاء الذين حاصروا السفارة الأميركية حماس مفرط، لأنهم يظنون أنهم فعلاً يواجهون «الشيطان الأكبر»، تتقدمهم القيادات التي ملأت جيوبها من الأموال الإيرانية، كالخزعلي والمهندس والعامري، يتبعهم فقراؤهم من النساء والرجال الطامعين في الجنة، غرر بهم كما غرروا بالشباب الذين التحقوا بـ«داعش». المفارقة أن الترسانة الإيرانية المخزنة في الأراضي العربية معلوم حجمها، وأماكن تخزينها، وعدد عتادها، ومرصودة تحركات قياداتها للأميركيين، ولهذا كانت دقة الإصابة لقاسم سليمان دليلاً واضحاً؛ نقلتها إيران لتلك المواقع كما تنقل النملة مخزونها الغذائي، تحت سمع وبصر الأميركيين، حتى إذا ما اكتمل النقل، واعتقد النظام الإيراني أن الدنيا دانت له، بدأت عملية تقليم الأظافر، وإعادة التوازنات للمنطقة. ومثلما قادت الحماقات صدام حسين لحتفه، وأنهوا ترسانة الأسلحة العراقية التي كان يخزنها، اليوم جاء الدور على إيران، إنما الفارق أن النظام الإيراني أذكى من النظام العراقي، فإيران جهزت القرابين التي ستضحي بها كي تنجو هي وجيشها ومؤسساتها، لذلك ستقدم ترسانتها ووكلاءها ومن تبعهم من «المؤمنين» أولاً، حتى إذا ما انتهت دون نتيجة بعدها، ستبدأ هي بالتنازلات من أجل البقاء. وإلى أن تحين تلك اللحظة، فستضحي إيران بكل عربي في العراق ولبنان وسوريا واليمن مؤمن بولاية خامنئي عليه.

 

الصاعدون على ظهر «داعش»!

فايز سارة/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

كان المرشد الإيراني علي خامنئي آخر من ذكرنا بأن «الحشد الشعبي» العراقي حارب تنظيم «داعش»، وبأنه قام بهزيمة التنظيم. وجاء كلام المرشد في معرض تنديده بالهجوم الأميركي على قواعد «الحشد الشعبي» في العراق، والذي استولد التطورات اللاحقة، ولا سيما محاولة اقتحام السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد وتداعياتها. وقال خامنئي إن واشنطن تنتقم من «الحشد الشعبي» لهزيمته «داعش» الذي أوجدته الولايات المتحدة.

التعقيب الأول على كلام المرشد الإيراني، سمعه العالم مرات ومرات على ألسنة مختلفة، وكل من قاله، زعم أنه حارب «داعش» وانتصر عليه، وهذا ما سمعناه من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وسمعناه من تركيا ونظام الأسد، والروس، و«قوات سوريا الديمقراطية»، التي حاربت «داعش» وهزمته في الباغوز، وحتى فصائل مسلحة للمعارضة السورية، قالت ذلك بعد معاركها المعروفة ضد «داعش» في ريفي حلب وإدلب عام 2014؛ لكنه وبخلاف كل الأقوال، فإن «داعش» ما زال حاضراً في سوريا والعراق؛ حيث يوجد كل الذين حاربوه، وقالوا إنهم انتصروا عليه، وهو موجود في بقاع أخرى من عالم، يقول إنه حارب «داعش».

ودليل وجود «داعش» لا يكمن فقط فيما يقوم به من عمليات إرهابية، وإنما أيضاً فيما ينكشف من خلايا نائمة، يعتمد عليها قادته في إعادة إطلاق نشاطاته مجدداً، وكلها معطيات دفعت كثيرين - وأولهم الولايات المتحدة - إلى إعلان أن الحرب ضد «داعش» مستمرة، وأن خطر عودة التنظيم أمر قائم.

وإذا كان خطر عودة التنظيم ما زال قائماً، فإن ذلك مستمد من حقيقة أن «داعش» ليس مجرد تنظيم آيديولوجي متطرف؛ بل هو جهاز وظيفي، يأخذ شكل تنظيم آيديولوجي متطرف، تدعمه دول وجماعات وشخصيات، وهي حقيقة ينبغي ألا تفارقنا في الحديث عن «داعش» ولا سيما علاقاته. ووسط هذه الحقيقة التي تعكس الصفة الأساسية للتنظيم، يمكن استعادة المسار الأسود للتنظيم، بما يمثل ويخدم، من النواحي الآيديولوجية – السياسية، والعسكرية - الأمنية. تعود مرحلة التأسيس الأولى لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» إلى بدايات الغزو الأميركي للعراق؛ حيث توافقت أوساط من «الجهاديين الإسلاميين» القادمين من أنحاء مختلفة، مع عسكريين وأمنيين من بقايا نظام صدام حسين، على الدخول في شراكة مسلحة ضد الوجود الأميركي. وسجلت تلك الفترة دخولاً لنظامي دمشق وطهران على خط «الدولة الإسلامية»، بحكم مناهضة الوجود الأميركي في العراق، فاستفاد الطرفان من وجود التنظيم، فبسطت إيران سيطرتها على العراق، وضبط نظام الأسد حركة «الجهاديين الإسلاميين» السوريين، والمارين إلى العراق عبر سوريا.

غير أنه ومع تطورات الوضع السوري بعد الثورة، استجدت طموحات التنظيم في الانتقال إلى حيز جغرافي وسياسي أوسع، فبدأ في إرسال كوادر وخلايا إلى سوريا، قبل أن يؤسس خلاياه الأولى أواسط عام 2013، وغير اسمه إلى «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، ثم إلى «الدولة الإسلامية»، وبرزت إلى العلن تشكيلاته المسلحة، وخصوصاً في ريفي حلب وإدلب، ثم في الرقة، التي انتزعها بداية عام 2014 من يد «جبهة النصرة»، وأعلنها «عاصمة الدولة الإسلامية»، وقد صارت أراضي سيطرتها تمتد من محافظات غرب العراق إلى محافظات شمال وسط سوريا، وصارت لها قوات تقارب الثمانين ألفاً، أكثر من نصفها في سوريا. إن أهمية التطور العام لتنظيم «داعش»، مرتبطة بتطورات محددة تواصلت مع سياسات وإجراءات، تمت في الفضاء المشترك لنظام الملالي في إيران، وشقيقه نظام الأسد في سوريا، إضافة إلى العراق. فقد أطلق نظام الأسد سراح عشرات آلاف «الجهاديين» والجنائيين في قضايا الأسلحة والذخائر من سجونه، أواسط عام 2011، مكوناً جزءاً من بيئة ينشط في مجالها المتطرفون، وخصوصاً «دواعش» الفكر والتنظيم. وبفعل تخلي نظام الأسد عن سيطرته على المراكز الحدودية مع دول الجوار، جاء كثير من كوادر وقيادات جماعات التطرف عبر المنافذ الحدودية مع الأردن في الجنوب، والعراق في الشرق، وتركيا في الشمال، مما سمح بدخول الأشخاص والأموال والأسلحة بشكل كيفي، وزادت سلطة التقاسم الطائفي والفساد العراقية في فترة رئاسة نوري المالكي للحكومة إلى ما سبق أمرين اثنين؛ أولهما السماح بتهريب مئات من كوادر وأعضاء جماعات «السلفية الجهادية» في يوليو (تموز) 2013 من أكثر سجون العراق ضبطاً، وفيها سجن أبو غريب، الذي حدثه الأميركان قبل تسليمه لأنصارهم من قادة العراق الجديد، والثاني تسليم الموصل لميليشيات «داعش» وسط هجوم مسرحي على المدينة في يونيو (حزيران) 2014، انتهى بالاستيلاء على معسكرات الجيش العراقي وأسلحته وذخائره، وعلى مصارف المدينة ومؤسساتها، بما فيها البنوك وأموالها. وفي الحالتين، توفرت للتنظيم إمكانات تؤهله ليس فقط للحفاظ على وجوده؛ بل للتمدد في سوريا والعراق على السواء، وهذا ما حصل بالفعل.

ورغم الأهمية الكبيرة لما تم القيام به من جانب السوريين والعراقيين، حلفاء ملالي إيران، في خدمة تمدد «داعش» في العراق وسوريا، فقد كان الثلاثة مشتركين في هم أكبر، وهو إيجاد قوة طائفية مسلحة ومتطرفة، تمثل الإسلام السني في بلدان الهلال الشيعي، تساهم في تصعيد الصراعات الطائفية، وهكذا تكاملت وتشابكت جهودهم في تقوية قوة موازية، ولو شكلياً، للقوة الطائفية المسلحة والمتطرفة التي تمثل الإسلام الشيعي، وهي «حزب الله» اللبناني، وتجاربه الشقيقة التي استنسخها في العراق وسوريا. وكان من شأن بروز «داعش» كقوة طائفية مسلحة ومتطرفة، أن يبرر مشاركة «حزب الله» اللبناني والميليشيات الشيعية الأخرى في الحرب السورية، لمواجهة التطرف السني.

وسط تلك المعطيات والأهداف الظاهرة والخفية، تتبين حقيقة موقف إيران وحلفائها الحاكمين في بغداد ودمشق، ودورهم في تأمين كل احتياجات نمو وتمدد «داعش»، إن لم نقل في تأسيسه أصلاً، إضافة إلى ملاحظة أن مشاركتهم وميليشياتهم في الحرب ضد «داعش» كانت ملتبسة وشكلية في غالب الأحيان؛ حيث لم تسجل الوقائع مشاركة إيران الملموسة في الحرب ضد «داعش»، رغم الوجود الكثيف للقوات الإيرانية وميليشياتها، بما فيها «حزب الله» اللبناني، على خطوط تماس مع «داعش» في أنحاء مختلفة من سوريا، وظهرت معارك نظام الأسد و«داعش» باعتبارها عمليات تسلم وتسليم لمناطق السيطرة، على نحو ما كانت العمليات في تدمر، وقد تجنبت هجمات النظام الجوية على الرقة قصف مراكز قيادات «داعش» في المدينة، وركزت قصفها على الأحياء السكنية في المدينة، بينما راوحت معارك السلطات العراقية ضد «داعش» بين المستويين، فكانت ذات طابع مسرحي على نحو ما كان تسليم الموصل لـ«داعش» عام 2014، وكانت جدية عندما تم إخراج «داعش» منها عام 2016، ذلك أن الوضع العراقي والضغوطات الدولية ما عادت تحتمل تداعيات تمدد «داعش» في سوريا والعراق. خلاصة الأمر، أن «داعش» باعتباره جهازاً وظيفياً أخذ شكل تنظيم آيديولوجي متطرف، كان حاجة ملحة لإيران وحلفائها من دول وتنظيمات في المنطقة؛ بل إنه كان حاجة روسية أيضاً، حيث تمت مساعدته على البقاء للاستفادة منه إلى أقصى الحدود. ولم يقتصر ذلك على إيران وحلفائها؛ بل شمل آخرين استخدموا «داعش» بقدر احتياجاتهم واستطاعاتهم، وسط إعلانات الحرب على «داعش» وإرهابه، وهي حرب كان يمكن أن تحسم على نحو سريع وبأقل التكاليف، من خلال مواجهة إيران وحلفائها، لو كان الهدف هزيمة «داعش»، وليس الصعود على ظهر «داعش»، وقول كل واحد من الأطراف إنه شارك في الحرب وفي هزيمة «داعش»!

 

إيران «بطلة».. فيلم أميركي «تأديبي» طويل!

علي الأمين/جنوبية/06 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82069/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%b7%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d8%af%d9%8a/

أثار خبر مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بغارة أميركية توتراً بين أميركا وإيران، حول كيفية رد إيران وبرز تساؤل حول ما سيقوم به حزب الله في عملية الرد أو الثأر؟ تأخذ  السياسة الاميركية تجاه ايران بعداً تأديبياً، كما هو مُلاحظ، اذ لم يعكس قرار اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني تحولاً استراتيجياً اميركياً تجاه ايران التي لم تزل هدفاً للتفاوض يؤمّل الرئيس الاميركي تحقيقه. ففي خلاصة التحليلات والتسريبات من الصحافة الاميركية أنّ واشنطن كانت تهدف من وراء اغتيال سليماني المحافظة على قواعد اللعبة مع ايران في العراق، بعدما تجاوزت ايران وسليماني على وجه التحديد هذه القواعد، سواء بما قالته وزارة الدفاع عن ضربة استباقية لمخطط كان يعدّه سليماني، أو بما جرى امام السفارة الاميركية من محاولات اقتحام قام بها افراد من الحشد الشعبي وبعض قياداته.

في المقابل فان العراق يشكل بالنسبة للسياسة الايرانية بعداً استراتيجياً يتصل بـ”الهلال الشيعي” الذي يشكل مصدر النفوذ الايراني في المشرق العربي. بين الغاية التأديبية الاميركية والهدف الاستراتيجي الايراني في العراق، يساهم الانقسام السياسي الاميركي بين الجمهوريين والديمقراطيين حول عملية اغتيال سليماني، باحداث ارباك اميركي حيال الخطوات العسكرية التصعيدية ضد ايران، بحيث أنّ ايّ قرار عسكري أميركي لاحق، يخضع اليوم لحسابات داخلية تتصل بعدم وجود اجماع على السياسة الخارجية.

خطاب نصرالله

من هذه الزاوية يمكن قراءة خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امس، في حفل احياء ذكرى سليماني في الضاحية الجنوبية، حيث تحاشى نصرالله في خطابه توجيه ايَّ تهديد مباشر بالرد على عملية الاغتيال، فهو لم يهدّد اسرائيل ولا واشنطن بغير ما هو معروف من مواقف تقليدية له تجاه اسرائيل أو الوجود الاميركي في المنطقة. لكن نصرالله ركّز على نقطة اساسية كررها لمرات عدة، أنّ ما قبل ٢ – ٢ – ٢٠٢٠ هو غير ما بعد هذا التاريخ، كما انه تحدث عن وجود مشروعين وحيدين في المنطقة هما مشروع اميركا ومشروع ايران، واشار باستهزاء الى الذين لا يعرفون “وين الله حاططن” في اشارة الى بعض من لم يقرّر في ايّ من المشروعين هو. انطلاقاً من ذلك فان الخيار الذي يتّجه اليه نصرالله، ليس الثأر كما كرر في كلمته، بل الاستمرار في معركة تحقيق الاهداف التي حملها سليماني، ايّ أنّ لا جديد يفرضه عليه هذا الاغتيال في مواجهة اميركا، خصوصا ان ايران بدأت عملية الردّ كما قال، وهذا تخفُّف من حمل الأعباء التي لا يرى نصرالله حاجة لحملها في لبنان، فهو يسيطر على لبنان واطلق قبل اغتيال سليماني قرار تشكيل حكومة الأكثرية التي يتحكم بها.

المعركة في العراق

لذا فان العراق هو الساحة الفعلية التي تتطلب العون لتعزيز نفوذ ايران، والمعركة الفعلية التي تخوضها ايران بعدما استحكمت على مفاصل السلطة في لبنان، لذا كانت اشادته بالحكومة العراقية ورئيسها المستقيل، في سياق تعزيز خيار الابتعاد عن واشنطن والعمل على اتخاذ الاجراءات القانونية لاخراجها عبر البرلمان والحكومة، (وهذا له حديث اخر له تعقيداته القانونية والسياسية). يجب التذكير ان الانتفاضة العراقية التي استشعرت ايران منها قلقاً على نفوذها، هي الهدف الحقيقي الذي تريد ايران التخلص منه، ويأتي اغتيال سليماني وابو مهدي المهندس، فرصة لتغيير المشهد في العراق، من انتفاضة كان اخراج ايران من العراق العنوان الابرز في مطالبها، الى مشهد شعبي آخر عنوانه اخراج القوات الاميركية من العراق. تصويب نصرالله كان على بلورة هذه الصورة وهذا المشهد المبتغى، بمعنى ان الردّ على اغتيال سليماني لن يكون بأقل من اغتيال الانتفاضة العراقية التي قال المرشد علي خامنئي “تحركها اميركا واسرائيل” وبالتأكيد اغتيال الانتفاضة اللبنانية التي تحركها السفارات كما قال والمح نصرالله وحلفاؤه في العديد من المحطات. بعد اغتيال عماد مغنية في شباط من العام ٢٠٠٨ في دمشق، لم يرد حزب الله حتى اليوم على اسرائيل التي اتهمها باغتياله، ولكن الردّ كان في ٧ ايار الشهير من نفس العام. الرد اليوم لن يكون ضد ترامب ولا اي مسؤول اميركي، بل عبر الانقضاض على مشهد الانتفاضة بوسائل امنية وسياسية في لبنان والعراق. بهذا المعنى يمكن فهم كلام نصرالله عن ما بعد تاريخ ٢ – ٢ – ٢٠٢٠.

 

الاحتلال التركي يطل برأسه من جديد

مها محمد الشريف/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

بدأت شمس السياسة تختفي وراء الغيوم، وأصبحت رؤية النهار مزدوجة بين الغروب والظلام، ليحتل ليل الاستعمار وجحيم الاحتلال مركز السيادة في وعي المتوجّس، فما أغمض عينيه وأطلق لخياله العنان، حتى شهد اللحظات الأكثر دموية في حياة الشعوب المستعمرة والمحتلة وصدمات عنيفة، ما يعني أن الجرائم الاستعمارية القديمة تمددت جذورها في العالم العربي، وأصبح التعدي على سيادة الدول ديدن المستعمر والمحتل.

بداية من استعمار فرنسا للجزائر، واحتلال إسرائيل لفلسطين، كان الصراع القومي بين الصفويين والعثمانيين قائماً تشكّل مداه على سياسة الدول المستقرة، وحوّلها إلى دول مثقلة بالمسؤولية تبحث عن تحديد المصير الكامل، وفي تلك الحقبة استقبل الإيرانيون سقوط الخلافة العثمانية في العشرينات بالفرح والترصد، وتجاوزت أهدافها السياسية عامل الزمن.

واتسعت مناطق الفوضى عبر مسارات التاريخ الوعرة، بعد أن نالوا من جند الأوطان العربية، وجعلوهم أقرب إلى مرمى مدفعية الحقد التي وجهت نيرانها إلى صدورهم، وهلك كثير من المدنيين الأبرياء، وهلك بعض من قادة إيران المجرمين معهم، في الحقيقة هي أطماع المستعمر السياسية والاقتصادية، ووحشية رغباته في الانتقام، ونهمه الجشع للوصول إلى آبار النفط والغاز في العراق وسوريا وليبيا، ورغبة في احتلال المواقع الاستراتيجية في اليمن ولبنان، بما أنها حلقة الوصل بينها وبين العالم، في علاقة تراكمية تعزز ممارسات سياسية للاحتلال تقف على خطوط انتظار الاندماج، بأفواج جديدة من المستعمرين القدامى عند أحد المنعطفات.

وعلى هذا النحو، تسير التطلعات التركية باتجاه بناء القواعد العسكرية في الدول العربية، تمهيداً لفرض أجنداتها عليها، فكانت أول قاعدة لتركيا تقيمها خارج أراضيها، في سوريا والعراق وقطر والصومال والسودان وليبيا، لكن تبخرت آمالها في جزيرة سواكن السودانية مع رحيل البشير. لا شك أن رؤى العالم تشكلت مكوناتها من النفوذ الإيراني الذي سيطر على 4 عواصم عربية، حيث تحقق الهدف المنشود بالفوضى الخلاقة، وإبادة الشباب، لأنهم مصدر القوة، وشعلة ثورات الشعوب، كما حدث في الجزائر من المستعمر الفرنسي.

هكذا يرتبط مفهوم الصراعات وأشكال الاستعمار المتعددة بأساليب مشابهة جرى اعتمادها من قوى عظمى لها مصالح ومنافع في الهيمنة. تجلت صورة المشروع التركي بشن حرب هنا وحرب هناك لأهداف توسعية، والسيطرة تكشف عن محاولات مستميتة لإحياء التاريخ الاستعماري للإمبراطورية العثمانية، فهي، من جهة، تحاول استعادة السيطرة على جميع الأراضي التي كانت الدولة العثمانية قد استولت عليها بالقوة، وذهبت إلى ما هو أبعد من إجراءات بتفويض رئيسها للقيام بانتهاكات صريحة للقانون الدولي والعديد من ابتكاراته المتطرفة، وذكر تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليه «رويترز» أن تركيا أرسلت بالفعل إمدادات عسكرية إلى حكومة فائز السراج في ليبيا، على الرغم من حظر تفرضه الأمم المتحدة، وتقول إنها ستواصل دعمها. من جهة أخرى، تحاول استعادة النقاط الاستراتيجية التي تمكنها من فرض نفوذها على المناطق الغنية بالنفط في ليبيا.

وهو ما يمكن التعبير عنه بأن الأفكار القومية تغلغلت وحلَّت مكان الارتباط بالإسلام والطاعة العمياء للسلطات السياسية والدينية، حتى تحولت الإمبراطورية العثمانية إلى صراع عنيف من أجل السلطة، وهذا ما يطبقه الرئيس التركي الآن، حتى باتت لبلاده موطئ قدم عسكري في 5 دول عربية، وكذلك الحال مع إيران التي تسير بنفس الاتجاه مسيطرةً على 4 عواصم عربية، واستطاعت أن توسع نفوذها ليشمل مدن بغداد، وصنعاء، ودمشق، وبيروت، عبر مجموعات محلية تدين لها بالولاء المطلق، فأصبحت هي الأخرى تسيطر على 4 دول عربية بقوة السلاح.

ليس الهدف تحطيم المؤسسة العسكرية لإحدى الأمم، بل الهدف هو إنهاك مقنن وتآكل للدول خطط له وتجاهل الرأي العام واستبعده، لتكوين حالة من الارتباك وسوء التقدير للمشهد السياسي العربي، وبذلك تحولت مجموعة من الدول العربية إلى مناطق نفوذ لقوتين أساسيتين، تركيا وإيران، وظلت إيران منفلتة من عقالها، وأظهرت نياتها التوسعية في العالم العربي، بحجة حماية الشيعة، فباتت تعبر بوضوح عن رغباتها في الهيمنة على المنطقة العربية.

وعلى الرغم من أن خسائر الدول العربية كبيرة وضخمة، فقد جرى تهميشها لأسباب جوهرية، منها زعزعة الاستقرار، ينفذها مواطنون من الدول لصنع دولة فاسدة كنوع من الضرر باقتصاد متداع ومتهالك، وإضعافها، والتقليل من أهمية التدهور فيها، بينما اهتم العالم بالأزمات النووية الإيرانية والكورية الشمالية، وترك تركيا تصول وتجول، تقود تيار «الإخوان المسلمين»، وتثير كثيراً من الشكوك حولها، وعوامل التناقض والتباين متأصلة في مخططاتها الإرهابية، رغبة منها في بسط نفوذها، تحت ستار الدين.

هناك دروس فهمناها من تاريخ الرئيس التركي إردوغان؛ بأنه عندما يفشل ينتهج العنف والتدمير والحرب والانتهاكات، رغم أنه يحاول استغلال الدين وتوظيفه لأهدافه السياسية، فهو يعقد اللقاءات والتحالفات مع أعداء لهم باع طويل مع العرب، فأصبح التدمير مشتركاً، وتركيا التي لم يكن لها أي قواعد عسكرية خارج الدولة قبل سنوات، أصبحت تملك وجوداً عسكرياً في 5 دول عربية.

إلا أننا لو نحينا جانباً هذه الأحداث، لوجدنا أن العامل المشترك بين الطرفين التركي والإيراني هو استعادة الماضي من أجل الاستحواذ على ثروات المنطقة العربية، تستحث خطاها الرغبات المنحرفة تحت ولاء مستبد غائر في الاستبداد يشعل الصراعات في تلك الربوع الشاسعة، لتصبح موطناً للأشرار والمجرمين تشرّع قوانين استعمارية فاسدة لإباحة قتل الشعوب. والآن يشهد العالم الدولة الفارسية الصفوية والدولة العثمانية، ولكن بصيغتهما الحديثة، تركيا وإيران، مع فارق من الأعمال التخريبية، تتباين وتتفق وتنفذ هجمات متعددة في البلدين لتنحسر الأزمة بين القوتين، وذلك بسابق إنذار يحكي للعالم الانجراف مع ركام التاريخ، على غرار أحداث القرن الرابع عشر بين الإمبراطورية العثمانية والدولة الصفوية.

 

مراسلة «نيويورك تايمز» تشكك بدوافع ترامب لإغتيال سليماني.. وتكشف عن السبب

ترجمة: محسن الأمين/جنوبية/05 كانون الثاني/2020

 شككت مراسلة صحيفة نيويورك تايمز  ركميني  كليماشي، وهي متخصصة بتغطية  أخبار “داعش” و”القاعدة”، في سلسلة تغريدات أمس، في صحة الدوافع التي ساقها الرئيس دونالد ترامب  لتبرير عملية إغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني بقصف صاروخي أمس، انها جاءت على خلفية معلومات عن التحضير لهجوم وشيك على مصالح الولايات المتحدة.

لا هجومات وشيكة!

وكشفت ركميني وهي أيضاً  محللة سياسية لدى الNBC وMSNBC. سابقا عملت لمدة 7 سنوات في أفريقيا الشرقية. مديرة مكتب سابقة ل Associated Press، أنها “تسنت لها الفرصة للتحقق من المصادر، بما فيها اثنين من المسؤولين الأمريكيين الذين تلقوا معلومات مخابراتية بعد الهجوم على سليماني،  واكتشفت وفقا لهم، فإن الأدلة التي تشير إلى أنه كان هناك هجوماً وشيكاً على أهداف أمريكية هي ضئيلة للغاية.

وأضافت “في الواقع، ان الأدلة التي اشارت إلى ذلك جاءت كثلاث حقائق منفصلة: تحركات سليماني تظهر أنه كان في سوريا ولبنان والعراق للقاء شخصيات شيعية معروفة بأن لديها مواقف عدائية من للولايات المتحدة. (وكما قال أحد المصادر، هكذا “تجري العادة” بالنسبة للسليماني). وتابعت”: الأمر اللّافت كان المعلومات التي تشير إلى أن سليماني طلب موافقة المرشد الأعلى لعملية ما، وطلب منه القدوم إلى طهران للتشاور والمزيد من التوجيه مما يشير إلى أن العملية كانت كبيرة، الاحتمالات قد تكون واسعة. ولفتت أنه “وأخيراً، تمت قراءة في سياق الموقف الإيراني المتصاعد  بشكل متزايد تجاه المصالح الأمريكية في العراق، بما في ذلك الهجوم الذي أدى إلى مقتل مقاول أمريكي والتظاهرة الأخيرة امام السفارة الأمريكية في العراق. ولكن، كما قال أحد المصادر،  يكاد لا يكون دليلاً قاطعا على هجوم وشيك على المصالح الأمريكية يكاد أن يقتل المئات كما يدعى البيت الأبيض منذ ذلك الحين. يصف المسؤول قراءة الاستخبارات بأنه استنتاج غير منطقي”. ونقلت وصف أحد المصادر التخطيط للضربة بأنه فوضوي. وأضاف انه عقب الهجوم على قاعدة عراقية الذي أسفر عن مقتل مقاول أمريكي في 27 ديسمبر، تم تقديم لترامب قائمة من الخيارات لكيفية الرد. قتل سليماني كان “آخر الخيارات”.

المعلومات التي تم اعتراضها من قبل المخابرات الأمريكية إلى أن إيران تدرس مجموعة من الخيارات الخيارات القائمة هي هجمات الاكترونية او هجمات على المنشآت النفطية او موظفين الأمريكيين ومواقع دبلوماسية

ورأت ان ترامب إختار خيارًا أكثر اعتدالًا تضمن هجمات 29 ديسمبر على مواقع ميليشيا مدعومة من إيران. ثم بعد ذلك اتت المظاهرة على أبواب السفارة الأمريكية في بغداد”. وأردفت انه “بعد واقعة السفارة في بغداد ووفقًا للمصدر الأمريكي، اختار الرئيس خيار ضرب السليماني، لكن المشكلة في ذلك الوقت كانت أن المخابرات الأمريكية لم تكن تعرف مكانه. وقال الصدر أنهم سارعوا إلى تحديد مكانه. أضاف المصدر، أن الهجوم على سليماني قد تم بسرعة فائقة لدرجة أن الولايات المتحدة في البداية لم تكن متأكدة من أن نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس كان ضمن الموكب. فقد قُتل أيضًا على اعتبار أنه وكيل إيراني.

إجتماعات إيرانية

وأوضحت انه “منذ الإعتداء، عقدت إيران اجتماعات من قبل قادة أمنها الوطني، وتشير المعلومات التي تم اعتراضها من قبل المخابرات الأمريكية إلى أن إيران تدرس مجموعة من الخيارات. الخيارات القائمة هي هجمات الاكترونية او هجمات على المنشآت النفطية او موظفين الأمريكيين ومواقع دبلوماسية وغيرها مما تم ذكرها حتى الآن”. وقالت “: من بين “الخيارات القائمة” التي لم أسمعها عنها من قبل كانت: اختطاف وإعدام مواطنين أمريكيين، مما يفسر طلب وزارة الخارجية الأمريكية إجلاء جميع المواطنين الأمريكيين في العراق، ليس فقط موظفي الحكومة والسفارات. والآخر هو الهجوم على مواقع دبلوماسية وعسكرية أمريكية ليس في العراق ولبنان وسوريا فحسب، بل في مناطق بعيدة مثل الإمارات والبحرين. وكان المسؤول الذي تحدثت إليه مهتمًا بشكل خاص بالقوات الأمريكية المتمركزة في العراق، فبعضها يقع في المكان ذاته مع ميليشيات شيعية”. كيف يؤثر هذا على الحرب ضد داعش؟ تتابع ركميني في تغريداتها،  “التفت إلى مايك نايت سيراك  لبعض الأجوبة. فقد درس العراق منذ التسعينيات. ما أخبرني هو أنه منذ أشهر قبل الضربة التي أدت إلى مقتل سليماني، أدت التوترات مع إيران إلى إضعاف قدرة الولايات المتحدة على محاربة داعش في العراق”.

وأكملت”: في عام 2019، تم حظر الولايات المتحدة من المجال الجوي والصلاحيات في اقامة عمليات لملاحقة داعش  في العراق بناءً على طلب من مجموعات مدعومة من قبل إيران. قيل للولايات المتحدة أيضاً أن تتوقف عن التواصل مع القبائل السنية. هذه انتكاسات مهمة أضعفت بالفعل قوات الولايات المتحدة في العراق”. ونقلت عن مايك نايت سيراك، انه  قال لها  “الامور في انحدار مستمر، وفيما يتعلق بوصول أمريكا إلى ساحة معارك داعش في الأشهر الأخيرة بسبب الضغط الإيراني على المسؤولين العراقيين. نتيجة واحدة؟ أصبحت القوات الامريكية الخاصة على جهوزية أوسع على حدود محافظات ديالى، نينوى، وكركوك”.

لا أحد يحاول التقليل من شأن جرائم سليماني. لكن السؤال هو “لماذا الآن؟”لقد كان مكان وجوده معروف من قبل جرائمه من القتل بالوكالة ليست بِسرّ جديد من الصعب فصل اغتياله عن محاكمة عزل ترامب

ورأت ان “إحدى النتائج المحتملة للضربة الأخيرة هي أن بعض المواقع الاستراتيجية الصغيرة والتابعة للقوة الخاصة ستعتبر ضعيفة وسيتم التخلي عليها. لم تعد محاربة داعش هي الأولوية بعد تعرض الجدار الخارجي للسفارة الأمريكية لذاك الهجوم”.وختمت”: اسمحوا لي أن أقول ما هو واضح: لا أحد يحاول التقليل من شأن جرائم سليماني. لكن السؤال هو “لماذا الآن؟”لقد كان مكان وجوده معروف من قبل. جرائمه من القتل بالوكالة ليست بِسرّ جديد. من الصعب فصل اغتياله عن محاكمة عزل ترامب”.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

باسيل اتصل بنظرائه الاقليميين والدوليين: الأمن والاستقرار حاجة حيوية للخروج من الضائقة

وطنية - الأحد 05 كانون الثاني 2020

تلقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وأجرى، عددا من الاتصالات بنظرائه وزراء الخارجية الاقليميين والدوليين، اعرب فيها عن حزنه وأسفه للعملية التي وقعت أخيرا في بغداد. وشدد على "وجوب تجنب التصعيد في المنطقة ووضع حد للتوتر الحاصل، لئلا يؤدي الى وقوع حرب في المنطقة لا تحمد عقباها". وأكد "موقف لبنان بوجوب إبعاده عن التداعيات السلبية لهذا التصعيد، والحاجة الى التفاوض بدلا من العنف، لأن الحوار يؤمن الحلول ويحفظ الأمن والاستقرار، وهما حاجة حيوية للبنان لخروجه من ضائقته المالية الصعبة".

ولمس باسيل "تفهما كاملا للوضع اللبناني والحاجة إلى تجنيبه أي أضرار إضافية".

 

وزير المالية: نحن على قاب قوسين أو أدنى من اعلان الحكومة وما حصل في العراق يخدم المشروع الاسرائيلي

وطنية - الأحد 05 كانون الثاني 2020

الزهراني - أعلن وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، "اننا على قاب قوسين أو ادنى من اعلان الحكومة"، مؤكدا "نحن لا يعنينا اسم وشكل الحكومة، ان ما يعنينا هو مشروعها القادر على بناء الثقة وما حصل في العراق يأتي في سياق خدمة المشروع الاسرائيلي".

كلام خليل جاء خلال القائه كلمة حركة "امل" في الاحتفال الذي نظمته في بلدة البيسارية تكريما لشهدائها: حسن جعفر (ابو جمال)، حسين مشورب (ابو وسام)، نبيل حجازي (نضال العاملي) ومحمد رضا الشامي، وجميع شهدائها من أبناء البلدة.

حضر الاحتفال إضافة إلى خليل، الوزيران في حكومة تصريف الأعمال حسن اللقيس ومحمد داوود، النائبان هاني قبيسي وعلي بزي، رئيس المكتب السياسي في الحركة جميل حايك وعضو هيئة الرئاسة خليل حمدان، مدير مكتب رئيس مجلس النواب في المصيلح محمد سرور، المسؤول التنظيمي لاقليم الجنوب في "أمل" نضال حطيط واعضاء قيادة الاقليم، نائب القائد العام ل"كشافة الرسالة الاسلامية" حسين عجمي والمفوض العام حسين قرياني، حشد من أعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية في الحركة، قيادات امنية وعسكرية، فاعليات سياسية وممثلون عن الأحزاب والقوى، رؤساء مجالس بلدية واختيارية وفاعليات.

بداية آي من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني ونشيد حركة "أمل" عزفتهما الفرقة الموسيقية في "كشافة الرسالة الاسلامية"، ومجلس عزاء تلاه الشيخ حسن كوثراني. بعدها تحدث الوزير خليل عن مزايا الشهداء وأدوارهم "في مقاومة الاحتلال وصنع عناوين العزة والكرامة للبنان"، مردفا: "الوطن ما كان ليكون لولا الشهداء والتضحيات. فعماد قوتنا وعنفوان الوطن من كرامة الشهداء". ورأى ان "اللبنانيين بحاجة دائما إلى استحضار الشهداء من أجل اعادة تصويب البوصلة دائما بالاتجاه الصحيح".

وبعدما أكد أن "الخطر الاسرائيلي كان وسيبقى يمثل الخطر الوجودي، الذي يجب أن نبقى متنبهين ومستعدين لدرء مخاطره وعدوانيته عن لبنان والمنطقة"، معتبرا "أن ما حصل في العراق يأتي في سياق خدمة المشروع الاسرائيلي في المنطقة، ويستهدف أولا تقوية هذاالمشروع. وما استهداف مجاهدين ومقاومين من الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق، إلا في سياق هذا المشروع وخدمة أهدافه في المنطقة، وهو عدوان يجب أن يشكل حافزا أمام العراقيين نحو تصليب وحدتهم أكثر من أي وقت مضى".

أضاف: "على المستوى اللبناني، نحن في حركة أمل لسنا في موقع من يدين هذا العدوان وحسب، لأننا جزء من مشروع المقاومة المعني بالاستعداد لمجابهته، والرد يكون بمزيد من الوحدة والالتفاف حول مشروع المقاومة كواحد من عناوين قوة لبنان. فالعدو الاسرائيلي يريد الاستفادة من أي نقطة ضعف للتعويض عن انكساراته في لبنان والمنطقة، ونحن نريد لوطننا لبنان مزيدا من المناعة والقوة، ونريد لوطننا استعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها وتفعيل أدوارها". وفي الشأن الحكومي، دعا خليل إلى "الاسراع في تشكيل حكومة قوية قادرة على مجابهة التحديات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، وفي هذا المجال يمكن القول إننا أحرزنا تقدما كبيرا، ونحن على قاب قوسين أو أدنى من اعلان الحكومة. ونحن لا يعنينا اسم وشكل الحكومة، ان ما يعنينا هو مشروعها القادر على بناء الثقة مع الناس، نريد حكومة تترجم الاصلاح اصلاحا حقيقيا، حكومة لا تعتمد على الشعارات إنما على الأفعال، حكومة تترجم أحلام الناس بقيامة دولة المؤسسات وتكافؤ الفرص". واختتم الاحتفال بمسيرة باتجاه روضة الشهداء.

 

الراعي: باب السلام تشكيل حكومة متحررة من الأحزاب ونهج المحاصصة والتفرد

وطنية - الأحد 05 كانون الثاني 2020 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس يوم السلام العالمي في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بيتر كرم وانطوان عوكر وشكرالله نبيل الحاج، أمين سر البطريرك الأب شربل عبيد ولفيف من الكهنة، بمشاركة السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتاري، وحضور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ريشار قيومجيان، اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" مع وفد من المسنين وذوي الحاجات الخاصة والقيمين على هذه المؤسسات، جمعية "مار منصور دي بول" برئاسة الرئيس العالمي للجمعية ريناتو ليما دي اوليفيرا ورئيس الجمعية في لبنان بول الكلاسي، جامعة بني ضو وحشد من الفاعليات والمؤمنين. بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "السلام مسيرة رجاء" قال فيها: "فيما نحيي في هذا الأحد تذكار وجود الرب في الهيكل، وعيد العائلة المقدسة، نحتفل أيضا باليوم العالمي الثالث والخمسين للسلام. ووجه للمناسبة قداسة البابا فرنسيس كالعادة رسالة بعنوان "السلام مسيرة رجاء: حوار ومصالحة وتوبة بيئية" (8 كانون الأول 2019). ننقل مضمون هذه الرسالة بإيجاز، لكي نجعل من السلام، وهو عطية من الله، التزاما في بنائه كل يوم على أساس من الرجاء والحوار والمصالحة واحترام البيئة الطبيعية".

أضاف: "اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام"، برئاسة سيادة أخينا المطران شكرالله-نبيل الحاج، رئيس أساقفة صور، التي تنظم هذا الاحتفال، شاءت أن تدعو إليه الإخوة والأخوات من ذوي الحاجات الخاصة، لكونهم جماعة سلام، وحاملي جراحات المسيح لفداء العالم. فنحييهم، ونحيي أهلهم والمؤسسات الاجتماعية التي تعتني بهم وبخاصة المؤسسات المشاركة والقيمين عليها والمحسنين والمحسنات، ونحيي معالي وزير الشؤون الاجتماعية الحاضر معنا. ونغتنمها فرصة لنحث الدولة على تعزيز هذه المؤسسات بدفع مستحقاتها في حينها ورفع سقفها. فهي تؤدي خدمة اجتماعية، إنسانية وتربوية وتأهيلية، لا تستطيع الدولة القيام بها، بل تقوم مقامها في هذا الواجب". وتابع: "نرحب بجمعية مار منصور دي بول، وجامعة بني ضو، رئيسا وعمدة وأعضاء. ونعرب لجميع الحاضرين عن تهانينا وتمنياتنا القلبية بمطلع العام الجديد 2020، الذي نرجوه، من جودة الله، في كل المنطقة المشرقية المهددة بأخطار الحروب، عام خير وسلام واستقرار سياسي واقتصادي ومعيشي. أما في لبنان، فباب السلام هو تشكيل حكومة متحررة من تدخل الأحزاب فيها وأصحاب النفوذ السياسي. فهؤلاء إذا واصلوا نهج المحاصصة والإقصاء والتفرد، يفشلون الحكومة في مهدها، ويعادون الشعب اللبناني بعد ثمانين يوما من انتفاضته، وكأنه لم يفعلها. فتيقظوا أيها المسؤولون السياسيون، وتجردوا من مصالحكم الخاصة وحساباتكم، ولا تعتدوا بمالكم وعتادكم ومكانتكم، بل كونوا صانعي سلام. فيكفيكم هدما للدولة ومؤسساتها، وزجا لها في مزيد من حالات الإفلاس، وإفقارا للشعب، وانتهاكا لكرامته. وفي كل حال يبقى رجاؤنا وطيدا بالله وحده، القادر على مس الضمائر وتحرير القلوب. وإليه نصلي من أجل هذه الغاية".

وقال: "يتناول البابا فرنسيس موضوع السلام في أربعة وجوه، السلام مسيرة رجاء بوجه العقبات والمحن، السلام مسيرة إصغاء مبنية على الذاكرة والتضامن والأخوة، السلام مسيرة مصالحة في الشركة الأخوية والسلام مسيرة توبة بيئية. وينهي قداسته بالتأكيد أن السلام ثمرة الرجاء".

أضاف: "كثير من العقبات والمحن تعترض السلام. وأهمها الحروب والنزاعات المتزايدة التي تضرب على الأخص الأكثر فقرا وضعفا. سلاسل الاستغلال والفساد التي تغذي البغض والعنف. حرمان العديد من الرجال والنساء والأطفال والمسنين من كرامتهم وسلامتهم البدنية وحريتهم، بما فيها الحرية الدينية، ومن الأمل بالمستقبل، وأخيرا لا آخرا الاذلال والاقصاء والظلم".

وشدد على أن "السلام يبنى من خلال مسيرة إصغاء مرتكزة على الذاكرة والتضامن والأخوة. فالإصغاء المتبادل ينمي معرفة الآخر وتقديره، وينظر إليه كأخ، ولو كان عدوا. وبذلك يكون السلام مشروعا يبنى كل يوم. العالم لا يحتاج إلى كلام فارغ، بل إلى شهود راسخين في قناعاتهم، وإلى صانعي سلام منفتحين على الحوار من دون إقصاءات وتلاعبات. لا يمكن الوصول إلى سلام حقيقي إلا عندما يقوم حوار مقتنع بين رجال ونساء يبحثون عن الحقيقة. والذاكرة التي تشمل الحروب المدمرة للحجر والبشر، ضرورية ليس فقط لكي نتجنب الأخطاء السابقة ونعود إليها من جديد، بل أيضا لكي لا يعاد طرح المخططات الوهمية الماضية، وكذلك لكي تساعد، بفضل الخبرة، في رسم الطريق لخيارات سلمية حالية ومستقبلية. الذاكرة هي أفق الرجاء. والتضامن، الذي ينبع من ذكريات الحروب والنزاعات، يستطيع إلهام خيارات شجاعة، بل بطولية، كما يستطيع تحريك طاقات جديدة، وإشعال آمال جديدة لدى الأفراد والجماعات. أما الأخوة فترتكز على أصلنا المشترك من الله، وتمارس بالحوار والثقة المتبادلة. إن الرغبة في السلام مكتوبة في قلب الإنسان. ويجب ألا نقبل بأقل من ذلك".

وتابع: "السلام مسيرة مصالحة في الشركة الأخوية. كلمات الأنبياء في الكتاب المقدس تعود بالضمائر والشعوب إلى عهد الله مع البشرية. وهو أن نتخلى عن الرغبة في التسلط على الآخرين، ونتعلم أن ننظر إلى بعضنا البعض كأشخاص، وكأبناء لله، وكإخوة. نستنير في هذا المسعى بالحوار بين بطرس ويسوع: "يا رب، إذا أخطأ إلي أخي، كم مرة أغفر له، أسبع مرات؟" أجابه يسوع: "لا أقول لك سبع مرات، بل سبعين مرة سبع مرات" (متى18: 21-22). مسيرة المصالحة تدعونا لنجد في عمق قلوبنا القوة على المغفرة، والقدرة على الاعتراف بأننا إخوة وأخوات. وهذا ما يجعلنا رجال ونساء سلام على كل من الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. السلام مسيرة توبة بيئية، يدعونا إليها عداؤنا وعدم احترامنا لبيتنا المشترك، والاستغلال التعسفي للموارد الطبيعية التي تعتبر كأدوات مفيدة لتحقيق الربح اليومي، دونما احترام للمجتمعات المحلية، وللخير العام والطبيعة. مسيرة المصالحة مع الطبيعة تجعلنا نتأمل العالم الذي أعطي لنا من الله، لنصنع منه بيتنا المشترك. كل الخلق أعطي لنا "لنحرسه ونحرثه" (تك15:2). لذا، مطلوب منا أن نوجه نظرة جديدة إلى الحياة، معتبرين سخاء الخالق الذي وهبنا الأرض ودعانا لنتقاسمها بفرح".

وقال: "يختم البابا فرنسيس بأن السلام ثمرة رجائنا، فبدونه لا يمكن الحصول عليها. هذا الرجاء يعني الايمان بإمكانية السلام، وبأن الآخر يحتاج مثلنا إلى سلام. من هذا الواقع نفهم محبة الله لكل واحد منا، وهو حب محرر من دون حدود، لا يمل. الخوف غالبا ما يكون مصدر النزاع. مع ذلك لا يغيب عن بالنا أننا أبناء محتاجون أمام الله الذي يحبنا وينتظرنا، مثل والد الابن الضال (لو15: 11-24). إن ثقافة اللقاء كإخوة وأخوات تقطع الرباط مع ثقافة التهديد، وتسير بنا إلى تجاوز حدود آفاقنا الضيقة، لكي نتجه دائما إلى عيش الأخوة الشاملة، كأبناء لأب سماوي واحد. يعضدنا في هذا المسعى سر التوبة الذي يجدد الأشخاص والجماعات، ويدعونا لنرفع نظرنا إلى المسيح الذي صالحنا بدم صليبه مع الله والخلق كله (كول20:1)".وختم: "ينهي قداسة البابا فرنسيس رسالته بهذا الدعاء: يا إله السلام، باركنا وهلم لمعونتنا. يا مريم، أم أمير السلام، وأم جميع شعوب الأرض، رافقينا واعضدينا في مسيرة المصالحة، خطوة خطوة. فليتمكن كل إنسان يأتي إلى العالم، من اختبار وجود السلام، ويحقق تماما وعد الحب والحياة الذي يحمله. نذكر قداسة البابا فرنسيس في صلاتنا اليوم لكي يحقق الله أمنياته في خدمة السلام في العالم بأسره". بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية للتهنئة بالأعياد المجيدة، وأقام مأدبة تكريمية للمسنين وذوي الحاجات الخاصة والقيمين على المؤسسات التي تعنى بهم. بعد ذلك، قدم الراعي درعا تذكارية لعدد من القيمين على هذه المؤسسات تقديرا لجهودهم وعطاءاتهم.

 

نص خطاب نصرالله: سليماني ليس شأنا إيرانيا بحتا بل يعني كل محور المقاومة وإيران لن تطلب شيئا لكن هذا لا يعفي المحور من المسؤولية

وطنية - الأحد 05 كانون الثاني 2020

ألقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، كلمة في احتفال تأبيني لقائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، الذي أقامه "حزب الله" عصر اليوم، في "مجمع سيد الشهداء" في منطقة الرويس- الضاحية الجنوبية.

إستهل نصرالله كلمته، مستشهدا بالآية القرآنية "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين"، ثم قال: "اليوم نحن نقيم احتفالا تأبينيا تكريميا لقائد جهادي إسلامي عالمي عظيم، هو الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية، ولقائد كبير ومجاهد عزيز، الحاج أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي المقدس في العراق، وصحبهما من الشهداء الإيرانيين والعراقيين الذين استشهدوا في الجريمة الأخيرة. طبعا، اليوم كان اليوم الثاني من كانون الثاني، الخميس مساء ليلة الجمعة، يعني إذا كتبناها 2 كانون الثاني 2020، هو تاريخ فاصل بين مرحلتين في المنطقة، هو بداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد، ليس لإيران أو للعراق، وإنما للمنطقة كلها، هذا ما سوف أعود إليه بعد قليل".

واستدرك: "لكن اسمحوا لي في البداية، أن أقف قليلا عند الجانب الشخصي من الحادثة، ومن الجريمة ومن الاغتيال. في مساء الخميس، الآن سوف أظل أقول مساء الخميس، 2 كانون الثاني 2020، حقق الحاج قاسم سليماني الأخ الحبيب والعزيز غاية آماله وآمانيه، حقق هدفه، أليس نحن دائما نتكلم عن تحقيق الأهداف، وأن هذا العمل هو يحقق هدفنا، أو يحقق هدف عدونا؟ الحاج قاسم سليماني تحقق له هدفه في ليلة الجمعة الماضية، لأن هذه الأمنية وهذا الهدف الشخصي، دائما في ذكريات الشهداء، كنت أقول: الشهادة عند المجاهدين، وعند القادة، هم لا يريدون الشهادة للأمة، الشهادة هو مشروع شخصي، يريدون للأمة الخير والحياة الهانئة، والسعادة في الدنيا والآخرة والعزة والكرامة، والقوة والمنعة، والعيش في طيبات الله وفي حلال الله، أما على المستوى الشخصي مشروعهم الشخصي هو الشهادة".

أضاف: "هذه هي نيته منذ أن كان شابا والتحق بجبهات القتال في إيران، وبقي يحمل هذه الأمنية وهذه الغاية وهذا الهدف، الذين يمشون في هذا الطريق بعضهم يسقط في ربعه أو في وسطه قبل النهاية، تخمد فيه هذه الشعلة، ويذوي فيه هذا العشق، ويموت فيه هذا الشوق للقاء، وقوم آخرون كلما تقدم بهم الزمن، ازدادت توهجا وقوة وحضورا واشتعالا، الحاج قاسم وأبو مهدي المهندس، كانا من النوع الثاني، وخصوصا في السنوات الأخيرة، وعندما يمتد العمر بالإنسان، ويرى الشيب قد ملأ لحيته وشعره، ويصبح خائفا من أن يموت مريضا، أو على الفراش، وهو الذي كان حاضرا دائما في الجبهات بين القدائف والشظايا التي تملأ جسده، الحاج قاسم في السنوات الأخيرة، عندما كان يأتي إلى الشام، كان الإخوة من عندي هم يستلمون أمنه وحمايته ويبقون معه في الليل وفي النهار إلى أن يعود إلى مطار دمشق، الكثير من الليالي كان يقضيها باكيا، عندما يذكر الشهداء يبكي، في كثير من اللقاءات كان يقول لي: ضاق صدري في هذه الدنيا من شدة شوقي للقاء الله وللشهداء الذين مضوا، إخوته وأصدقاؤه وأحباؤه الذين عاش معهم وقاتل معهم وتألم معهم وعانى معهم، أغلبهم مضوا، وكان مشتاقا جدا للاتحاق بهم. على كل، هو حقق هذه الأمنية، وهذا مما يمثل لنا نحن جميعا، أحبته وأصدقاؤه وإخوانه، عامل المواساة الأساسي".

وتابع: "أنا من هنا من الضاحية الجنوبية، أتوجه إلى عائلة الحاج قاسم سليماني وإلى كل أقاربه وأهله، وخصوصا إلى زوجته الفاضلة وإلى أبنائه وبناته، وأقول لهم: إن ما يجب أن يواسيكم هو أن أباكم حقق غاية الآمال، ووصل إلى منتهى المنى، وأنا أعلم وأنتم أكثر مني تعلمون، أن هذا كان دائما هدف وأمل وغاية وشوق وعشق وحب وأمل الحاج قاسم سليماني. نفس هذا المعنى بالنسبة للحاج أبو مهدي، قبل شهرين أو ثلاثة كان عندي، هنا في بيروت في الضاحية زارني وشرفني بزيارته، وجلسنا لساعات، وفي آخر اللقاء قال لي: يا سيد، يبدو أن المعركة مع داعش في العراق شارفت على النهاية، وقد استشهد من استشهد، وبقيت على قيد الحياة، وقد طال بي العمر وشاب رأسي ولحيتي، أدع الله لي أن تكون عاقبتي الشهادة، وأيضا من نفس هذا النوع، وأيضا أقول لزوجته الفاضلة ولبناته الكريمات، لبنات الحاج أبو مهدي الكريمات: إن هذا يجب أن يكون عامل مواساة لكن جميعا، وهذا حال الشهداء الأحبة الذين استشهدوا مع الحاج قاسم ومع الحاج أبو مهدي".

وأردف: "في الشق الشخصي، إذا لننهي هذا الجانب، ولننتقل إلى صلب المواجهة والموضوع، اليوم تحققت لهم هذه الأماني، في ثقافتنا الإيمانية الشهادة هي إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة، هي إحدى الحسنيين، من عجائب الثقافة الإيمانية كيف تبدل المعادلات، إن أقصى ما يملكه عدونا هو أن يقتلنا، وإن أقصى ما يمكن أن نتطلع إليه هو أن نقتل في سبيل الله، المعادلة الإيمانية تحول نقطة قوة العدو القصوى إلى نقطة قوتنا القصوى، وبالتالي نحن لا نهزم، عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر، ويوم الخميس ليلا هو أيضا يوم انتصار للمقاومة ولمحور المقاومة ولرجال المقاومة، وسيكون نموذجا جديدا لانتصار الدم على السيف. مبارك للحاج قاسم ومبارك للحاج أبو مهدي ومبارك لصحبهما الشريف من المجاهدين الإيرانيين والعراقيين، هذه الشهادة العظيمة وهذه العاقبة الحسنة وهذه الخاتمة الجميلة، وفي مدرسة الحسين وزينب، في مدرستهما نعشق الشهادة ولا نرى إلا جميلا".

وقال: "ندخل إلى صلب الموضوع، طبعا اليوم أنا أود أن أتحدث مباشرة عن هذا الحادث، الحدث الكبير والعظيم، ماذا حصل؟ ولماذا حصل؟ ولماذا الحاج قاسم سليماني ومعه أبو مهدي بالذات؟ ماهي الأهداف؟ المنطقة إلى أين؟ وما هو الموقف وما هو الواجب وما هي المسؤولية؟ أنا قلت نحن أمام مرحلة جديدة بالكامل، طبعا لو أردت أن أتحدث الآن وهذا لم يكن موضوع حديثي عن شخصية الحاج قاسم، عن ميزاته وعن صفاته وعن تدينه وشجاعته وعلمه ومعرفته وعقله الاستراتيجي وتواضعه و...و...و...كل الصفات الجميلة التي يحملها، وعن إنجازاته وعن تعبه وعن سهره وعن جهاده وعن تضحياته، وكذلك عن الحاج أبو مهدي سنتحدث لساعات وأيام وأسابيع، وهذا سوف نجد له وقتا آخر، لكن ما يجب أن ندخل إليه هو صلب الموضوع، لنبني على الشيء مقتضاه".

أضاف: "أولا: ماذا حصل؟ الذي حصل هو أنه في ليل يوم الخميس في دقيقتين أقول عن تلك الحادثة، لأن هذا سوف نبني عليه كل شيء، الحاج قاسم سليماني وصحبه يغادرون مطار دمشق علنا إلى مطار بغداد، في مطار بغداد كان الحاج أبو مهدي المهندس وبعض إخوانه من مسؤولي الحشد الشعبي، في استقبال الحاج قاسم سليماني، بعد صعودهم في السيارات ومشوا مسافة معينة، يتعرض كل الموكب وكل السيارات في الموكب إلى قصف بالصواريخ المتطورة من الجو من قبل الطائرات الأميركية، وبشكل وحشي، كلكم شاهدتم مشاهد، وبشكل وحشي يضمن تدمير السيارات وتمزيق كل شيء فيها، يستشهد القائدان العزيزان ومن معهما، ويتحول الجميع إلى أشلاء ممزقة ومحترقة يصعب تمييزها، بين هلالين هنا أنا أعرف الحاج قاسم والحاج أبو مهدي والإخوان الذين معهم، هو كان يتطلع للشهادة، ربما الذي حصل عليه هو أكثر من الذي كان يتمناه، أن تكون الخاتمة بلا رأس كالحسين وبلا يدين كالعباس، والجسد مقطع إربا إربا كعلي الأكبر، لا أدري إذا كانت هذه الصورة هي التي كانت حاضرة في مخيلة الحاج قاسم والحاج أبو مهدي.

على كل، وتحول الجميع إلى أشلاء ممزقة ومحترقة يصعب تمييزها، بعد ساعات قليلة تصدر وزارة الدفاع الأميركية بيانا تتبنى فيه العملية، وأنها قامت بهذا الاغتيال بأمر من الرئيس ترامب، بعدها تتوالى بيانات التبني الأميركية، ونرى مؤتمرات صحفية أيضا، وزير الخارجية الأميركي ووزير الدفاع الأميركي ومستشار الأمن القومي الأميركي، وصولا إلى ترامب نفسه في تغريداته المتعددة، والتي يفاخر فيها بأنه شخصيا من أمر بقتل الحاج قاسم سليماني، ويذكر الأسباب التي دفعته إلى ذلك، وكلها أكاذيب. إذا، نحن أمام جريمة علنية واضحة تماما، من أعطى الأمر فيها هو يقول أنا أعطيت الأمر، ترامب، من نفذ الاغتيال هو يقول أنا نفذت الاغتيال، وزارة الدفاع الأميركية والجيش الأميركي وقوة من الجيش الأميركي الموجودة في المنطقة، سواء داخل العراق أو جاءت من خارج العراق، هذا تفصيل. وبالتالي، نحن لسنا أمام عملية اغتيال مبهمة، سيارة مفخخة أو عملية انتحارية، أو كمين نجا منفذوه، وتحتاج إلى لجنة تحقيق وتحتاج إلى لجنة تقصي حقائق، ويوجد فيها احتمالات، أبدا، نحن أمام جريمة واضحة شديدة الوضوح وصارخة، هذان السطران سوف نبني عليهما، ترامب الرئيس الأميركي أمر الجيش الأميركي بتنفيذ هذه الجريمة، فقامت قوة من الجيش الأميركي بتنفيذها على التفصيل الذي ذكرناه، إذا الأمور واضحة".

ثانيا: لماذا الإقدام على هذه الجريمة بهذه الطريقة العلنية المفضوحة؟ بشكل مفضوح ويتبنى وبشكل رسمي وعلني، ولا يسأل عن أحد بالدنيا كلها. هناك أمران:

1- فشل كل محاولات الاغتيال السابقة من دون بصمة، من دون دليل. حصلت محاولات عديدة، بعض المحاولات كشف عنها - لاغتيال الحاج قاسم - بعض المحاولات ما زالت طي الكتمان، وآخر المحاولات، شاهدوا العقل الشيطاني الجهنمي الذي يعمل به الأميركيون والإسرائيليون، والذي كان يتحضر للحاج قاسم في كرمان واعتقلوا المجموعة، وبعد أن جاءت بالمتفجرات، وكانوا يحضرون أن يشتروا بيتا قرب الحسينية، ويحفروا نفقا تحت الحسينية من البيت وصولا إلى أسفل الحسينية، ويضعوا فيه كمية هائلة من المتفجرات، لأن الحاج قاسم له التزام سنوي بالذهاب في بعض المراسم والمناسبات الدينية لإقامة مجالس العزاء في تلك الحسينية، ويحضر فيها بين 4 آلاف و5 آلاف إنسان، كانوا يريدون قتل 5 آلاف إنسان في الحسينية، ليضمنوا أنهم قتلوا الحاج قاسم سليماني، شاهدوا العقل الإجرامي. الله أجل له وحماه وحرسه واختار له هذا النوع من الشهادة - كما قال سماحة السيد القائد - وأنه هو لائق بهذا النوع من الشهادة، بهذا المستوى من الشهادة، إذا فشل كل محاولات الاغتيال السابقة من دون بصمة، من دون دليل، ألجأهم إلى الذهاب إلى العمل العلني والمكشوف.

2- الذي له علاقة بالدوافع أيضا، للاقدام في هذا التوقيت وبهذا العمل المفضوح والعلني، هو مجموعة الأوضاع والظروف التي تعيشها منطقتنا، والإخفاقات والإنجازات ومحصلة الصراع القائم، وصولا إلى تطورات العراق الأخيرة، ونحن على أبواب انتخابات رئاسية أميركية. هذا الذي سأدخل فيه بالتفصيل قليلا. عندما نستعرض هذا المشهد هو الذي سيوضح لنا أهداف الاغتيال، وهو الذي سيحدد مسؤولياتنا جميعا لمواجهة أهداف الاغتيال، فهذا العرض هو ليبنى عليه وليس لمجرد الاستعراض والتحليل.

تفصيل هذا العنوان: حسنا، بعد ثلاث سنوات من تولي ترامب للرئاسة في أميركا، أعلن هو سياسة خارجية في منطقتنا وفي العالم، عندما ينظر ترامب وإدارته إلى حصيلة الثلاث سنوات التي مضت، ماذا يتبين؟ فشل على فشل على عجز على ارتباك، ليس هناك ما يقدمه للشعب الأميركي على مستوى السياسة الخارجية وخصوصا في منطقتنا، وهو ذاهب إلى الانتخابات الرئاسية.

لو دخلنا قليلا بالعناوين، أولا، العنوان الأكبر: إيران، ترامب منذ اليوم الأول وضع هدفا أعلى هو إسقاط النظام الإسلامي في إيران، وهذا ما عبر عنه جون بولتون الذي وعد قبل عام بالتحديد، يعني في احتفالات رأس السنة الماضية، في احتفال للمنافقين الإيرانيين في فرنسا، قام خطيبا فيهم ووعدهم، أن الاحتفال في رأس السنة الميلادية القادم سيكون في طهران، فذهب جون بولتون وبقي النظام الإسلامي في طهران، هذه لم تكن سياسة جون بولتون، هو كان مستشار الأمن القومي، يعبر عن استراتيجية ترامب اتجاه إيران. إذا الهدف الأعلى إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية، والهدف الأدنى، أقل شيء كان يتطلع إليه هو ما يسميه تغيير السلوك، إخضاع إيران، ضبط إيران، السيطرة على الأداء السياسي لإيران وما شاكل. وبالتالي الوصول إلى اتفاق نووي جديد، إلى اتفاق حول الصواريخ البالستية وإلى اتفاق حول قضايا المنطقة. إيران لم تستجب، خرج من الاتفاق النووي الإيراني، فرض عقوبات لا مثيل لها منذ 40 عاما على إيران، عقوبات على كل من يتعامل مع إيران في العالم، محاولة الحصار، محاولة العزل، الترهيب، الرهان على جوع الناس، على الأزمة الاقتصادية داخل إيران، على الانقسامات الداخلية إن وجدت، الدفع باتجاه الفتنة الداخلية، الاستفادة من كل العناصر الإقليمية والأدوات الإقليمية وفشل هذا كله.

إذا الآن هو ذاهب إلى الانتخابات لا يستطيع أن يقول للشعب الأميركي أنا أسقطت نظام الجمهورية الإسلامية، ولا يستطيع أن يقول أنا أخضعت نظام الجمهورية الإسلامية، ولا يستطيع أن يقول إنني فرضت اتفاقا نوويا جديدا على إيران، بل أسوأ من هذا، ترامب وصل إلى مرحلة يوسط بعض الرؤساء الأوروبيين في جلسة الأمم المتحدة في نيويورك ليعقد لقاء مع رئيس الجمهورية الإسلامية الشيخ روحاني وإيران ترفض اللقاء مع ترامب، ترامب كل سياسته أن يأتي بإيران إلى المفاوضات بمعزل عن الاتفاق، تحت الضغط والتهويل، وهذا ما أعلنه، وقال إنهم سيأتون وآخر شيء سيرنون الهاتف وسيأتون إلي.. وستنتهي ولايته وإيران لم تذهب إليه ولم يتصل معه أحد بالهاتف. ماذا سيقول للشعب الأميركي بهذا الهدف؟ فشل وعجز بل تجرؤ إيراني أعلى وأكبر.

ثانيا: فشل وارتباك في سوريا، فشل واضح، مشروعهم فشل في سوريا وكان آخر "طحنة"، آخر ما حصل، هو خيانته لحلفائه أو أصدقائه أو سموهم ما شئتم في "قسد"، في الجماعات الكردية المقاتلة في شرق الفرات، والارتباك الذي شاهدناه، ساعة يصدر قرارا يريد سحب القوات من شرق الفرات، ساعة يريد أن يترك جزءا من القوات، يعمل مشكلة لها أول وليس لها آخر على موضوع سحب القوات الأميركية وينتهي بإبقاء جزء من القوات الأميركية، لحماية من؟ ليس لحماية حلفائه من الأكراد، بل لحماية آبار النفط وحقول النفط السورية لسرقتها، هو أعلن ذلك، وأنه سيتحدث مع شركات للتنقيب وتصدير النفط لتضع يدها وتصادره، هذا يعبر عن الارتباك الأميركي في سوريا.

أبقى جزءا من القوة في شرق الفرات من أجل النفط وجزءا بسيطا في التنف، هو قال بناء على طلب إسرائيل وتوصية إسرائيل في أن تبقى قوة أميركية في التنف، لأنه إذا سقطت التنف وأصبحت في يد الجيش السوري، كامل الحدود السورية - العراقية أصبحت مفتوحة وخصوصا معبر الرطبة الدولي".

ثالثا: فشل في لبنان، كل الضغوط، كل العقوبات، كل التحريض، كل الأموال التي أنفقت في لبنان لتشويه صورة المقاومة ولتحريض بيئة المقاومة على المقاومة ولتحريض بقية اللبنانيين على المقاومة، وكلنا نتذكر الغزو الأخير لبومبيو إلى لبنان والبيان المكتوب الحربي، الذي أعلنه من وزارة الخارجية اللبنانية، وصولا إلى زيارات ساترفيلد المتنوعة، التي لم يقل بالإعلام ولكن اليوم سأقول لكم بالإعلام، أنا قلته في جلسة داخلية وسرب. آخر زيارات ساترفيلد كان يهدد المسؤولين اللبنانيين، معكم مهلة 15 يوم إذا منشآت للمقاومة في البقاع لم تقوموا بإزالتها، لا يقوم حزب الله بإزالتها سوف تأتي إسرائيل وتقصف وتدمر هذه المنشآت، ونحن سنضع لبنان في دائرة العقوبات ووو...

تهديد وتهويل وترهيب - طبعا لم يجد نفعا - ولم تجرؤ إسرائيل أن تأتي وتقصف تلك المنشآت خلال 15 يوما، لأنه نحن قلنا له إذا قصفت إسرائيل هذه المنشآت نحن سنقوم برد سريع ومناسب ومتناسب، وفي حال تذكرتم، ليلة يوم القدس أنا تحدثت بهذا الموضوع ولو من باب الإشارة. إذا كل محاولات تحجيم المقاومة في لبنان، الضغط على المقاومة في لبنان، السيطرة بالمطلق على القرار اللبنان، لم تجد نفعا".

رابعا: في اليمن والصمود في اليمن والعجز عن تحقيق أي إنجاز عسكري في اليمن، الحرب في اليمن هي بالدرجة الأولى أميركية وقرار أميركي وإرادة أميركية ومشروع أميركي، ليس فقط سعودي وما شاكل سوى المجازر والحصار.

خامسا: في أفغانستان يبحث عن صيغة الخروج، التي تحفظ ماء وجهه وبارتباك أيضا، يرسل سفيره خليل زاد يتفاوض مع طالبان في قطر، يتفقون، من المفترض أن تلتقي طالبان مع ترامب في البيت الأسود، في اليوم الثاني ترامب يلغي اللقاء ويلغي الاتفاق ويقول خرجت طالبان والمفاوضات معها من حياتي، ثم بعد أيام قليلة يطالب بالتفاوض مع طالبان لأنه يريد أن يخرج من مأزق أفغانستان. إذا في أفغانستان ليس عنده إنجاز.

سادسا: صفقة القرن، صفقة القرن التي كان يريد أن يحققها في أول سنة ويفرضها على الأنظمة العربية والحكومات العربية والشعوب العربية وعلى الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى، أين صفقة القرن؟ من يتكلم الآن بصفقة القرن؟ نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية، رغم الحروب على غزة، رغم الحصار، رغم العقوبات، رغم ما يتعرض له أهل الضفة الغربية والفلسطينيون في الداخل والخارج من صعوبات معيشية واقتصادية وتهديد للأونروا ووو...ومعاناة المعتقلين وانسداد الأفق بحسب الظاهر أمامه، لم يستطع أن يفرض صفقة القرن.

سابعا: العراق - الذي هو هنا بيت القصيد الذي عندما أصل إلى التحليل الأخير أقول هو الذي عجل بهذه الخطوة، بهذه الجريمة - في العراق ما هو مشروع ترامب الحقيقي؟ والله يا إخوان هذا لا يحتاج أن يكون عندنا مصادر سرية بال "CIA" وبالبنتاغون وتعطينا معلومات، لا، الرجل واضح جدا، ترامب واضح جدا، وشفاف جدا، لأنه مستعل، لأنه مستكبر، لأنه لا يرى أحدا أمامه، لأنه لا يعترف لا بدول ولا بقانون دولي ولا بمؤسسات دولية ولا بمجتمع دولي ولا بأحد، في كل الحملة الانتخابية ماذا كان يقول ترامب، كان يقول نفط العراق هو حقنا - كأميركا - هو يطمع في بعض الحقول المتواضعة في سوريا، في شرق الفرات، بعض الحقول المتواضعة، نفط سوريا أصلا لا يقاس على نفط العراق، هو في كل حملته الانتخابية - مقابلاته بالصورة والصوت وموجودة - يقول نفط العراق حقنا، ونحن يجب أن نضع أيدينا على نقط العراق حتى نستوفي كل الأموال التي أنفقناها خلال كل السنوات الماضية في العراق وفي المنطقة، وعندما يسأل كيف ستفعل ذلك وفي العراق دولة - أنا أتمنى هذه الجمل ننتبه لها خصوصا إخواننا في العراق إذا يسمعونني - يقول لا يوجد دولة في العراق، لا يوجد دولة في العراق، لا يوجد شيء اسمه العراق، عودوا إلى نصوصه بصوته وصورته، كيف ستسيطر على حقول النفط؟ نرسل قوات تتواجد في مناطق حقول النفط نأخذ مساحات واسعة نقيم حولها أحزمة أمنية نسيطر عليها ونقوم باستخراج النفط وتصديره وبيعه للعالم.

إذا مشروع ترامب الحقيقي من ثلاث سنوات إلى اليوم في العراق ما هو؟ السيطرة على آبار النفط والثروة النفطية العراقية، هو لا يريد دولة في العراق حتى تمنعه من فعل ذلك، أو إذا كان هناك من دولة يجب أن تكون خاضعة لقرارات الأميركي، السفير الأميركي والجيش الأميركي ، خاضعة سياسيا وعسكريا وأمنيا، من سبقه جاء بداعش، وهو نفسه ترامب يقول إن أوباما وهيلاري كلينتون، هي التي صنعت داعش، وأراد الأميركيون أن تستمر داعش وتطول الحرب معها لسنوات وتكون هناك حجة للبقاء في العراق، هم قالوا أن الحرب على داعش تحتاج إلى 10 أو 20 أو 30 سنة، وتحت عنوان "الحرب على داعش" يعيد إقامة القواعد الأميركية وفي محيط مناطق النفط، ويستنزف خيرات العراق، ويبيع السلاح للعراق، ويتدخل بقرار العراق، ويضعف الدولة العراقية، وهنا كانت مشكلته في الحقيقة مع الحاج قاسم سليماني ومع أبو مهدي ومع الشباب وسأعود لها بعد قليل، حسنا، إذا هو هذا مشروعه الحقيقي للعراق، الذي واجهه في العراق هو فشل لهذا المشروع".

وإذ سأل: "كيف فشل هذا المشروع؟، قال: "أولا: من خلال إسقاط حجة داعش، العراقيون، القيادة العراقية، الشعب العراقي ومن فوقهم المرجعية الدينية الشريفة في النجف الاشرف، كان الموقف العراقي حاسما في لزوم إنهاء المعركة مع داعش في أسرع وقت ممكن، هنا يأتي قاسم سليماني كعامل أساسي في هذا الحسم، هنا يأتي أبو مهدي المهندس كعامل أساسي في هذا الحسم، قوات الحشد الشعبي، فصائل المقاومة العراقي إلى جانب الجيش العراقي والقوات الأمنية المختلفة، وبدعم من الشعب العراق، ودعوة وتأييد ومساندة مطلقة من المرجعية الدينية، استطاعوا ان يحسموا هذه المعركة في سنوات قليلة.

سقطت الحجة من يد الأميريكين، وبعد انتهاء داعش وانكشاف حقيقة الدور الأميركي بدأت الأصوات ترتفع في العراق للمطالبة بخروج القوات الأميركية، أنتم تقولون أتيتم من أجل أن تساعدونا في القضاء على داعش، هذه داعش انتهت، الله معكم، لا يريدون أن يخرجوا يريدون البقاء، لأنه هو استخدم داعش كحجة للعودة العسكرية إلى العراق ولتحقيق أهدافه في العراق، حسنا، أيضا بعد الإنتهاء من داعش كانت الانتخابات النيابية في العراق، الذي انتصر فيها من؟ لا أريد التحدث عن تكتل أو حزب معين وإنما أريد أن أتحدث عن اتجاه سياسي، الاتجاه السياسي العام الذي انتصر في الانتخابات العراقية هو الاتجاه الذي لا يخضع للاميركيين، ولا يصغي لأوامر الأميركيين، ويفكر وطنيا بالكامل أو بدرجة كبيرة، يحلو للأميركيين أن يقولوا عنهم هؤلاء هم الخط الإيراني، وهذا توصيف غير دقيق، لكن التوصيف الدقيق أن الأغلبية النيابية في المجلس النيابي هي من الكتل والأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية التي ترفض الخضوع للارادة الأميركية وللاملاءات الأميركية، وعلى ضوئها تشكلت حكومة، حكومة أزعجت الأميركيين، أنا لا أريد أن أدخل في التفاصيل العراقية، وإنما أريد أن أعرض هذا الجانب، مما له صلة بالأميركيين، أزعجت السياسات الأميركية، لأن الحكومة العراقية التي تأسست بعد الانتخابات النيابية العراقية برئاسة السيد عادل عبد المهدي، أولا رفضت أن يكون العراق جزءا من الحملة على إيران وتنفيذ العقوبات على إيران، يعني هنا وقفوا بوجه أميركا.

ثانيا: لأن الحكومة العراقية برئاسة السيد عادل عبد المهدي رفضت تأييد صفقة القرن والمساهمة في تصفية القضية الفلسطينية.

ثالثا: لأن حكومة السيد عادل عبد المهدي ذهبت إلى الصين لإجراء عقود بمئات مليارات الدولارات لبناء العراق وازدهار العراق، من دون دفع فلوس وعملة في مقابل مشاريع، وأميركا تريد المشاريع في العراق لشركاتها هي، لتنهب العراق من خلال الشركات والمشاريع، لأن حكومة السيد عادل عبد المهدي رفضت أن تبقى الحدود مغلقة مع سوريا وأصرت على فتح معبر البوكمال، كل هذا الأداء السياسي أغضب الأميركيين جدا، يضاف له ارتفاع الصوت في المجلس النيابي للمطالبة بخروج القوات الأميركية، أيضا، توترات ميدانية معينة، شعر الأميركيون في الآونة الأخيرة كما قالوا هم، إنهم يكادوا يخسرون العراق!

هم احتلوا العراق ليس لأجل إيجاد ديمقراطية، ليس من أجل انتخابات، ولا من أجل استقلال العراقيين ولا من أجل ازدهار العراقيين، هم احتلوا العراق وأسقطوا نظام صدام حسين من أجل أن يسيطروا على العراق وخيرات العراق، وعندما وجدوا أن الشعب العراقي يريد أن يستقر وأن يتحرر أطلقوا عليه كل جماعتهم الإرهابية، التي أسسوها هم وجاؤوا بها من أفغانستان وباكستان والسعودية واليمن وكل دول العالم، وواجه الشعب العراق من 2003 إلى 2011 موجة من العمليات الانتحارية، آلآف الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في المساجد والكنائس والمدارس والأسواق والأماكن الدينية وقتلوا خيرة القيادات والشخصيات العراقية، وكان يقف ويسهل خلف هذه الجماعات الإرهابية ضباط الاحتلال الأميركي، الأميركيون في الآونة الأخيرة حاولوا أن يفتنوا الشعب العراقي، حاولوا أن يدفعوا بالعراقيين إلى الحرب الأهلية، الموقف الواعي والحكيم للمرجعية الدينية وللقيادات العراقية حالت دون ذلك، الموقف الحازم والقوي للعشائر العراقية، فصائل المقاومة حالت دون ذلك".

وقال: "الأمريكيون سعوا عبر جيوشهم الإلكترونية وأدواتهم الخبيثة لإحداث فتنة بين الشعب العراقي والشعب الإيراني، لماذا؟ لأنهم كانوا في إيران خير داعم ومساعد للشعب العراقي، الأمريكيون تصرفوا في الأسابيع الأخيرة بهلع، وهم يشعرون بأن العراق سيفلت من أيديهم، حسنا عندما يذهب ترامب الى الانتخابات الرئاسية، هذا أيضا فشل، هذا كله قبل 2 كانون الثاني 2020، قبل قتل الحاج قاسم والحاج أبو مهدي، إذا ترامب والإدارة الأميركية أمام هذا الفشل في المنطقة، هذا العجز في المنطقة، ذاهبة الى انتخابات رئاسية، ماذا تريد أن تفعل؟ نعم لنكون أيضا واقعيين، هناك إنجازات يتحدث عنها ترامب، أنا شخصيا أتابع خطاباته، انظروا الترجمات العربية لخطابه، هو ينتقل من ولاية إلى ولاية ويخطب، ماذا لديه من إنجاز في السياسة الخارجية؟ أليس من المفترض أن يعرضه على الشعب الأمريكي والآن موسم انتخابات؟ ماذا يقول لهم، ليس فقط في منطقتنا بل في العالم:

في فنزويلا أجرى مشروع إسقاط الرئيس والنظام الفنزويلي وفشل، انتهى الموضوع. كوبا، لم يستطع ان يفعل شيئا. كوريا الشمالية، هدد وأرعب وأرسل حاملات الطائرات وكاد الأمر ان يصل الى الحرب ثم ذهب الى المفاوضات وخدع الشعب الأميركي بأنه سينزع السلاح النووي في كوريا الشمالية، ما في شي.

حسنا، الصين، روسيا، حتى مع الحلفاء والأصدقاء، ما الإنجاز الذي فعله؟ حلفاؤه وأصدقاؤه يوميا يهينهم ويذلهم ويسبهم ويستهين بهم ويخذلهم ويتخلى عنهم، هذه السياسة الخارجية، نعم بالسياسة الخارجية الأمريكية يتكلم ترامب بكل خطبه عن 3 أشياء، ثلاثة أمور، وللأسف كلها من منطقتنا، ماذا يقول لهم، لا شيء، لا يملك سياسة خارجية، يحدثهم في كل خطاب عن ال400 مليار التي أخذها من المملكة العربية السعودية، وأيضا يتحدث عنها بطريقة فيها سخرية، فيها إهانة، ويبدأ الجميع بالضحك والتصفيق، هذا الإنجاز الأول.

الإنجاز الثاني، يتحدث عن صفقات بيع السلاح للدول العربية، أيضا بعشرات مليارات الدولارات، ويقول للشعب الاميركي: من ال400 مليار دولار ومن عشرات مليارات الدولارات في صفقات السلاح أنا أؤمن لكم مئات آلاف الوظائف، ويصفقون له.

والإنجاز الثالث، قرار نقل السفارة من تل أبيب الى القدس، يعني إنجازاته الثلاثة هي نهب أموال العرب والمسلمين، والاعتداء على مدينة القدس مقدسات العرب والمسلمين والمسيحيين، هذه إنجازاته، غير هذا ماذا هناك، فليخرج أحد ويدلني في السياسة الخارجية على الإنجاز".

أضاف: "لذلك، ترامب والإدارة الأمريكية أصبحوا معنيين- والآن أمام موسم انتخابات وفي تحد مباشر اسمه العراق- أن يذهب الى مرحلة جديدة، الى سياسة جديدة، نحن لسنا أمام عملية اغتيال منفصلة، إن هذه حادثة وتقطع وتعالوا لنتفاهم، كلا هم لا يتعاطون مع الأمر على هذا المنوال، هذه بداية أميركية في المنطقة، لسنا نحن من يذهب للاعتداء عليهم، هم بدأوا حربا جديدة من نوع جديد في المنطقة، يوم الخميس 2 كانون الثاني، ولذلك هم بحثوا ما هو الشيء الذي ممكن ان نقدم عليه والذي يغير في المعادلات ويمكنه ان يكسر محور المقاومة، يضعف محور المقاومة، يهز إيران، يعيد الثقة عند حلفائنا وأدواتنا في المنطقة، يعيد هيبتنا، ينفعنا في الانتخابات الرئاسية، يساعدنا على فرض شروطنا في المنطقة، نقدم إنجازا في السياسة الخارجية، ذهبوا ليبحثوا عن شيء، هذا الشيء لم يكن حربا، لأن الحرب فيها مغامرة كبيرة، اسرائيل تحمل هم كيف تعالج قطاع غزة، إسرائيل والحرب على لبنان ليست بسيطة، انا لا أقول مستحيلة وانما أقول مسألة كبيرة ومعقدة، ومن يستمع الى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قبل أيام يفهم ما أقول، الحرب مع إيران يدرك ترامب ان هذه مسألة كبيرة وخطيرة ومغامرة كبيرة جدا، اذا ما دون الحرب، وبما لا يؤدي بالذهاب الى حرب، ما هو الشيء الذي اذا أقدمت عليه أميركا يمكن أن تضعنا من خلاله أمام مرحلة جديدة ومعادلة جديدة وظروف جديدة، تبين لديهم الذهاب الى نقطة مركزية في محور المقاومة، حسنا، ما هي هذه النقطة المركزية؟ أيضا أجروا دراسة وهذا كل يوم كنا نقرأه، انا قبل أسابيع عدة كان الحاج قاسم عندي وقلت له هذا الكلام، وسبحان الله هو أتى لزيارتي يوم الأربعاء أول يوم في السنة الميلادية الجديدة، هو ليس لديه عمل لكن قال لي ليس لدي شيء لكن أتيت لكي أراك وأسلم عليك ونتحدث، وأنا قلت له هذه بداية جميلة، أن يبدأ عامي الميلادي بلقائك والجلوس معك والتشرف بالنظر الى وجهك الشريف، لكن قبلها بمدة كان عندي وقلت له إن هناك تركيز كبير في أميركا، في الصحف والمجلات الأميركية، عليك، يقومون بوضع صورك في الصفحات الأولى، وبدأ الكلام في أميركا عن "الجنرال الذي لا بديل له"، هذا تمهيد إعلامي وسياسي لاغتيالك، طبعا الحاج يضحك ويقول: يا ريت، ادعي لي. عندما كنا نتكلم عن كرمان قلت له الحمدلله عالسلامة، قال لي والله الحمدلله عالسلامة "بس" ضاعت الفرصة، هكذا كان يفكر الرجل".

وتابع: "حسنا بدأوا يحضرون للحاج قاسم، عندما وضعوا دراسة رأووا انهم عندما يذهبون الى محور المقاومة، أينما ذهبوا يوجد شخص يتكرر اسمه: قاسم سليماني. نذهب الى فلسطين، الى غزة، إلى المقاومة الفلسطينية وإلى فصائل المقاومة الفلسطينية، إلى دعم المقاومة الفلسطينية بالسلاح والتدريب والإمكانات التكنولوجية، وعلى دعم القضية الفلسطينية بالإعلام والمؤتمرات والعلاقات ودفع كل ما عندنا في المنطقة بإتجاه فلسطين، يجدون قاسم سليماني. يأتون إلى لبنان والمقاومة وتحرير ال2000 وحرب ال2006 وتعاظم قوة المقاومة في لبنان وقدراتها الصاروخية والنوعية والصواريخ الدقيقة وثباتها وصلابتها، يجدون قاسم سليماني، يذهبون إلى سوريا وتراهن أميركا وإسرائيل على الإرهابيين التكفيريين، فإلى جانب الجيش والشعب في سوريا والقيادة في سوريا يجدون قاسم سليماني، يريدون السيطرة على العراق واللعب بالعراقيين من خلال داعش لعشرات السنين، يجدون قاسم سليماني، يراهنون على تمزيق العراقيين فيجدون أن هناك من يجمعهم ومن ينسق بينهم ومن يوحدهم، يجدون قاسم سليماني، في اليمن يجدون قاسم سليماني، في أفغانستان يجدون قاسم سليماني، في كل تفصيل من تفاصيل المقاومة يجدون قاسم سليماني، وأما في إيران، ماذا يعني قاسم سليماني لإيران؟ هذا يعرفونه، إسرائيل تعتبر قاسم سليماني الرجل الأخطر عليها منذ تأسيسها، تتحدث عن قاسم سليماني الذي أحاط كيان العدو الغاصب لفلسطين بالصواريخ، في كل المنطقة تتحدث عن قاسم سليماني، الخطر الوجودي على بقائها وعلى كيانها، وكانت لا تجرؤ على قتله، كانت تستطيع أن تقتله في سوريا، لأن حركته في سوريا كانت علنية ومكشوفة، أماكن تواجده في الجبهات وفي البوكمال، لم تجرؤ، لجأت إلى الأميركيين، إذا النقطة المركزية التي تمثل نقطة تواصل وترابط وقوة ووحدة المسار ووحدة الهدف التي تبعث روحا واحدة في دول المقاومة وقوتها وفصائلها وشعوبها، كانت تتجسد بقاسم سليماني، إذا لنقتل هذا الرجل، ولنقتله علنا، علنا لأن الموضوع هادف وليس لأنه بالمجان أو إستعراض إعلامي، بل لأن له أهدافا معنوية ونفسية وسياسية وعسكرية، هذا القتل العلني وهذا التبني المباشر من قبل الأميركيين لقتل الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، هذا له أهدافه وتطلعاته وما بعده عند الأميركيين، إذا لجؤوا إلى هذه الخطوة".

واستطرد: حسنا، لنبني على هذه الخطوة. هم يأملون من خلال هذا الإستهداف أن يحصل وهن في العراق، أن يحصل وهن في قوة المقاومة، أن تتراجع الصلة المتينة بين محور المقاومة في منطقتنا ومع الجمهورية الإسلامية في ايران، يأملون أن تخاف إيران وأن ترتعد وأن تذهب إلى التنازلات، ويأملون ويأملون ويأملون. نحن يجب أن نضع أهداف الإغتيال لأننا هنا عندما نتكلم عن الانتقام والثأر وعن القصاص العادل، هنا لسنا عشيرتين تتقاتلان، وقتلوا منا، ويجب أن نقتل منهم، وكم قتلوا منا وكم نقتل، هنا يوجد مشروعان يتصارعان، مشروع الهيمنة الإسرائيلية الأميركية على منطقتنا وعلى مقدساتنا من خلال تثبيت إسرائيل والغاز والخيرات الموجودة في كل المنطقة، يا أخي حتى نفط سوريا طامع به، حتى نفط لبنان الذي لم يظهر بعد طامع به، هذا مشروع، والمشروع الآخر هو مشروع المقاومة، مشروع الاستقلال، مشروع السيادة والتحرر والحرية، مشروع أن تكون خيرات شعوبنا لشعوبنا ومقدسات أمتنا لأمتنا، هناك أناس هنا في هذا المشروع وأناس في ذاك المشروع، وأناس ضائعون، لا بالعير ولا بالنفير، ويوجد أناس واقفون على التل، إذا ربح هذا المشروع يلتحقون به وإذا ربح ذاك المشروع يلتحقون به، يوجد أناس على مثل أحد اخواننا لا يعرفون الله أين يضعهم، يعني لا يعرفون أين يجب أن يكونوا، لكن الذين يعرفون أنفسهم جيدا إما في هذا المشروع وإما في ذاك المشروع، هذا الذي أتت حادثة 2 كانون الثاني لتؤكده".

وأردف: "في مواجهة المشروع والأهداف، أهداف الاغتيال، ما هي مسؤوليتنا؟ المواجهة بدأت مع الجريمة، منذ الليلة الاولى، نبدأ من إيران، ماذا كان يأمل ترامب من خلال هذا القتل؟ هو ماذا يقول للإيرانيين؟ يقول أحد أكبر جنرالاتكم، أحد أعظم مفاخركم أيها الإيرانيون، من تعتبرونه صلة الوصل في وجودكم ونفوذكم وتعاطيكم مع المنطقة، أنا أقتله علنا، من جملة الأهداف ترهيب إيران وإخضاعها، أن تستسلم إيران وتذهب إلى المفاوضات، أن لا تقوم إيران بأي رد فعل على جريمة بهذا الحجم، الرد بدأ في إيران منذ اللحظة الاولى، بيان سماحة السيد القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف، واضح، بيان رئيس الجمهورية والمسؤولين الإيرانيين وقيادات القوات المسلحة والمراجع الدينية في قم والمدن الأخرى في إيران والشعب الإيراني الذي نزل بشكل عفوي في كل المدن الإيرانية، واليوم التشييع في الأهواز والتشييع في مشهد والتشييع غدا. سيشهد العالم التشييع في طهران وفي كرمان، بومبيو كتب يقول إنه كان يراهن على موقف الشعب الإيراني وكيف سيتعاطى الشعب الإيراني مع إستشهاد قاسم سليماني، أنا اليوم أقول لبومبيو: غدا لا تستمع لمستشاريك، فلتجلس أمام التلفاز وتتلقى رسالة الشعب الإيراني من طهران ومن كرمان كما تلقيتها اليوم من الأهواز ومن مشهد، هذه هي إيران، إيران التي أعلنت على لسان جميع مسؤوليها واليوم في مجلس النواب الإيراني أنها لن تخضع ولن تتراجع ولن تستسلم، بل ستنتقل إلى خطوات هجومية وسترد وستنتقم، إذا هذا أول هدف سقط، سقط خلال 6 ساعات، خلال 24 ساعة، أحد أهداف العملية بل أكثر الأهداف أهمية، أسقطه سماحة السيد القائد والمسؤولون والشعب الإيراني العزيز والعظيم، هذا أولا.

ثانيا، نذهب الى العراق، في العراق أيضا هو يراهن من خلال هذه العملية ان يتضعضع الحشد الشعبي وكل هذا الفريق المقاوم والإستقلالي والوطني. يذهب العراق إلى محنة داخلية وإلى تضعضع في الوضع الداخلي، تحصل عملية الترهيب لبقية العراقيين، وهذا شهدناه في وسائل الإعلام عندما بدأوا يتحدثون عن غارات لا أساس لها من الصحة، شكلوا جوا من الإرهاب والتخويف للقادة والمسؤولين العراقيين بشكل كبير جدا، لكن أيضا الرد العراقي بدأ، بدأ بتشييع الشهداء سويا، وهنا فلنضعه بين هلالين، من أهم ما حرص عليه الأميركيون خلال السنوات الماضية وخلال الشهور الماضية أن يفتحوا كل الجروح ويثيروا كل الأحقاد ويخترعوا القصص التي لا أساس لها بين العراقيين والإيرانيين، وشتم إيران وحرق القنصلية الإيرانية وحرق الأعلام الإيرانية وما شاكل، الناتج تشييع الشهداء الإيرانيين والعراقيين صفا واحدا في بغداد وفي الكاظمية وفي كربلاء وفي النجف، ولا يوجد داع للشرح، كلكم رأيتم، هذا وفاء الشعب العراقي، القوى السياسية، المرجعية الدينية والعلماء والأحزاب، فصائل المقاومة والمسؤولين الرسميين والحكومة ورئيس الحكومة، البرلمان والكتل النيابية والمواقف والبيانات التي صدرت والمنددة بشدة بهذه الجريمة وتصاعد قوي جدا للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق. هذا الحراك الشعبي الذي شهدناه من الخميس الى اليوم في العراق، دليل على أن هذا الهدف بدأ يسقط إن شاء الله، بل انقلب السحر على الساحر، اليوم يتطلع العالم، وأنا أخاطب مجلس النواب العراقي، العالم كله يتطلع إلى مجلس النواب في العراق، رئيس الوزراء حاضر أن يقدم مذكرة للانسحاب من الإتفاقية العراقية الأميركية، لكن هذا يحتاج إلى تحصين مجلس النواب، مجلس النواب، أغلب الكتل اليوم أكدت بأنها ستصوت، وكتبت مسودة قانون، بالتأكيد لنا أن نتوقع. خلال الأيام والليالي الماضية قد إستنفرت أميركا كل شياطينها في العراق وفي العالم للضغط على العراقيين حتى لا يصدر مجلس النواب العراقي قرارا من هذا النوع، ونأمل أن يتحقق، نرجو أن يتحقق وهذا رجاؤونا وأملنا وظننا بإخواننا في مجلس الوزراء العراقي أن يحققوا هذا الأمر، وهو إصدار قانون يطالب بخروج القوات الأميركية من العراق".

وقال: "في كل الأحوال هنا أيضا الهدف الأميركي يجب أن يسقط، إن لم يسقط في مجلس النواب، أنا أقول لكم وأنا أعرف، أنا لا أعطي أمرا ولا أصدر قرارا ولست قائدا ولا آمرا في الساحة العراقية، ولكن ما أعرفه عن العراقيين وعن فصائل المقاومة العراقية أن المقاومين الشرفاء الحسينيين أبناء أبي الفضل العباس لن يبقوا جنديا أميركيا في العراق، أيها الشعب العراقي الشريف والأبي والكريم والعزيز، إن القدر المتيقن وأضعف الإيمان في الرد على جريمة قتل الحاج قاسم والحاج أبو مهدي ومن معهما، أضعف الإيمان هو إخراج القوات الاميركية من العراق وتحرير العراق من الإحتلال الجديد، وهنا سيكتشف الأميركيون أنهم قتلوا الحاج قاسم لكي لا يخسروا العراق فخسروه، وقتلوا أبا مهدي المهندس لكي لا يخسروا العراق فخسروه، وأنا قرأت لبعض الكبار من الإستراتيجيين الأميركيين يوم الجمعة كلاما يقول "اليوم خسرنا العراق". هذا لا يتحقق إلا بإرادة الشعب العراقي والمجاهدين في العراق والمقاومين الشرفاء في العراق. الحاج قاسم كان خلف المقاومة التي حررت العراق من الإحتلال بين ال 2003 و2011 والحاج قاسم كان عاملا حاسما في تحرير العراق هو وأبو مهدي وإخوانه من الأحياء والشهداء في تحرير العراق من الإرهاب ويجب أن يؤدي دمه ودم أبو مهدي ودم الشهداء إلى التحرير الثاني للعراق من الإحتلال الاميركي، هذا أضعف الإيمان في الرد على جريمة الاغتيال. هذا العراق. في سوريا، يجب أن نواصل المسير بصلابة باتجاه النصر النهائي، لا يجوز أن يهتز أو يقلق أو يخاف أحد نتيجة استشهاد هذا القائد العظيم، هذه عملية طبيعية في كل الحروب تحصل ويستشهد العظماء والكبار ويمضي الباقون ليحققوا أهدافهم. في اليمن، يجب أن يمضي اليمنيون أيضا بشجاعة وبإرادة وبصلابة وبنفس الثقة التي كانوا يقاتلون فيها.

أما نحن في حركات المقاومة، فعلينا أمرين: الأمر الأول، واحد من أهداف ترامب هو ترهيبنا جميعا، إخافتنا جميعا. الآن بدأوا الحديث عن باقي اللائحة، في بقية اللائحة فلان وفلان وفلان وفلان. ترهيب قوى المقاومة وقيادات حركات المقاومة في كل المنطقة هو من أجل أن يتراجع هؤلاء ويخافوا ويتوانوا عن تحمل المسؤولية. أول رد من حركات المقاومة هو التالي: الذي قالوه واليوم أنا أعود وأقوله، قيادات المقاومة وحركات المقاومة سوف تبقى متمسكة بأهدافها، بقضيتها المركزية، بصراعها الأساسي، لن تتراجع، لن تضعف، لن تخاف، لن تصاب بأي إرهاب، ولا بأي ارتباك، سريعا قامت بجمع صفوفها ولم صفوفها. وعلى المستوى المعنوي، ان شهادة الحاج قاسم والحاج ابو مهدي وهؤلاء الأخوة سيشكل حافزا إضافيا قويا ودافعا هائلا لنا لنتقدم نحو الأهداف، لأننا نشعر أننا على مفترق انتصار تاريخي واستراتيجي كبير على مستوى المنطقة.

هذه الحادثة قالت لنا مستوى الغضب الأمريكي، مستوى الفشل الأمريكي، مستوى الحشرة الأمريكية حتى ذهب إلى خيار أحمق من هذا النوع. إذا نحن على مشارف انتصار كبير، لا يجوز أن ننهزم نتيجة سقوط قائد عظيم من قادتنا، بل يجب أن نحمل دمه، ويجب أن نحمل رايته، ويجب أن نحمل أهدافه ونمضي إلى الأمام بعزم راسخ، وارادة وإيمان وعشق للقاء الله كعشق قاسم سليماني. هؤلاء الذين يهددونا بالقتل وبالموت لنضعف ونتراجع نستحضر لهم التاريخ ونقول لهم نحن أبناء من قال أبالموت تهددني يا ابن الطلاقاء، ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.

والأمر الثاني على عاتق قوى المقاومة أن تتعاون وتتناسق وتستمر في الجهد لتعظيم قوتها وقدراتها، لأن المنطقة يبدو ذاهبة إلى حراك مختلف وإلى وضع مختلف. شهادة الحاج قاسم سليماني على مستوى المنطقة لا يجوز أن تؤثر أو تؤدي إلى ضعف أو وهن في استكمال الخطة والبرنامج الذي كان يقوده. واستشهاد الحاج ابو مهدي في العراق لا يجوز أن يؤثر على استكمال إيجاد وتعزيز القوة المدافعة عن العراق وكرامته ومقدساته وخيراته في وجه أي احتلال وفي وجه أي إرهاب".

أضاف: "وأخيرا في الرد القصاص العادل، ماذا يعني القصاص العادل يعني هذه الجريمة مرتكبها واضح ويجب أن يتعرض للعقاب، أنا لا أريد أن أتحدث بمنطق الثأر وما شاكل. موضوع الحاج قاسم سليماني يختلف، لو قامت أمريكا مثلا بضرب هدف معين إيراني، منشأة إيرانية، مؤسسة إيرانية، حتى ممكن شخصية إيرانية غير الحاج قاسم سليماني، غير معنية بما يقوم به محور المقاومة، ممكن لأي منا أن يدعي ويقول هذا اعتداء على إيران، هذا شأن إيراني فلتذهب إيران وترد. أما قاسم سليماني فليس شأنا إيرانيا بحتا، قاسم سليماني يعني كل محور المقاومة، قاسم سليماني يعني كل قوى المقاومة، قاسم سليماني يعني فلسطين، لبنان، سوريا، العراق، اليمن وأفغانستان وكل بلد فيه مقاومة شريفة ومؤيد للمقاومة وعاشق للمقاومة. قاسم سليماني يعني الأمة، ليس قضية إيرانية فقط، الإيرانيون يريدون أن يردوا، أين يردون؟ كيف يردون؟ متى يردون؟ هذا شأنهم، وهم يتخذون القرار. لكن هذا لا يعفي محور المقاومة من المسؤولية، وأنا أيضا أقول لكم اليوم، أقول لاخواني وأخواتي هنا وأقول لكل أصدقائنا في قوى وفصائل وأحزاب ودول محور المقاومة، إيران لن تطلب منكم شيئا، لن تطلب منكم شيئا. لن تقول لكم افعلوا، ولن تقول لكم لا تفعلوا. في ما يعني إيران هي ستقرر، وإرادة شعبها وقيادييها ومسؤوليها واضحة، أما قوى محور المقاومة فعليها هي أن تقرر كيف تتعاطى مع هذا الحدث، كيف تتصرف مع هذا الحدث، ولذلك إذا قرر أي أحد من قوى المقاومة على امتداد منطقتنا أن يقوم بقصاص عادل فهذا قراره، هذه إرادته، هذه مشيئته، هؤلاء ليسوا أدوات لإيران، تحركهم إيران. أقول لكم بصراحة إيران لن تطلب شيئا من أصدقائها ومن حلفائها ومن الذين وقفت معهم وإلى جانبهم ودافعت عنهم ودعمتهم خلال أربعين سنة. في إيران اليوم هناك عزاء لأنها فقدت أحد أعظم رجالاتها وجنرالاتها وقادتها ومفاخرها، ولكنها لن تطلب شيئا".

وتابع: "يبقى نحن وأنتم والناس والأصدقاء والأحبة والإخوة، كيف نتصرف؟ هل نكتفي بالتأبين وبالبيان وبالعزاء، والمسألة ليست استهداف إيران، المسألة استهداف لمحور المقاومة، المسألة تحضير لمرحلة كاملة يراد أن يبنى عليها إنجازات لأمريكا ولإسرائيل في المنطقة، وتستهدف الجميع، وتخدم أهداف الأمريكيين والإسرائيليين. نحن يجب أن نذهب جميعا على امتداد منطقتنا وأمتنا إلى القصاص العادل، ما هو القصاص العادل؟ أيضا سأكون شفافا لأننا نحن مررنا بهكذا تجربة، الآن لا أريد أن أدخل بها بالتفصيل. ممكن أن يخرج أحد بالنقاشات، وهذا موجود اليوم بالجلسات، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بإيران أيضا، في الصحف ووسائل الاعلام، أن القصاص العادل يجب أن يكون من شخصية بوزن قاسم سليماني؟ من يعني؟ رئيس أركان الجيش الأمريكي؟ وزير الدفاع الأمريكي؟ قائد القيادة الوسطى؟ لا توجد شخصية بوزن قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، "ما في"، حذاء قاسم سليماني يساوي رأس ترامب وكل القيادة الأميركية، لا يوجد عدل لقاسم سليماني ولأبو مهدي المهندس لنقول فلنذهب لنقاصص هذا ونثأر منه وننتقم منه، لا. القصاص العادل هو ما يلي، بشفافية ووضوح، الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، الوجود العسكري الأميركي في منطقتنا، القواعد العسكرية الأميركية، البوارج العسكرية الأميركية، كل ضابط وجندي عسكري أميركي في منطقتنا وفي بلادنا وعلى أراضينا، الجيش الأميركي هو الذي قتل هؤلاء وهو الذي سيدفع الثمن، هذه هي المعادلة. عندما نطرح هذا، لا نعني على الإطلاق الشعب الأميركي، وأتمنى أن يكون هناك وضوح شديد، لا نعني الشعب الأمريكي، لا نعني المواطنين الأمريكيين. على امتداد منطقتنا يوجد مواطنون أمريكيون، تجار، وإعلاميون وصحافيون وشركات ومهندسون وأطباء، ليس المقصود المس بهؤلاء، ولا ينبغي المس بهؤلاء. بل أنا أقول لكم المس بالمدنيين والمواطنين الأميركيين في أي مكان يخدم سياسة ترامب، يخدم سياسة ترامب ويجعل المعركة مع الإرهاب. المعركة والمواجهة والقصاص العادل للذين نفذوا وهم مؤسسة اسمها الجيش الأميركي، هي التي نفذت عملية القتل والاغتيال، يبقيها في دائرة المعركة المشروعة، الطبيعية، رد الفعل على المجرمين القتلة المحتلين. هذا هو رأيي، وأنا أتحمل مسؤولية شخصية عن هذا الكلام، والآن بعض الناس سيقولون السيد كبر الموضوع، لا، أنا لم أكبر الموضوع، أنا أراه بحجمه الطبيعي، هذا هو حجمه الطبيعي".

واستطرد: "إذا كانت قضية قتل الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي وهذه الحادثة بهذه الطريقة وبهذا الشكل مرت بشكل عابر، فأنا أقول لكم، هذه بداية خطيرة لكل حركات المقاومة، قيادات المقاومة، ودول المقاومة، كيانات المقاومة، ومحور المقاومة، وقضية فلسطين، وقضية القدس، و"خلص" المنطقة ستذهب إلى الاستباحة الأمريكية الإسرائيلية. من أول الطريق، عمل ما تريده "فاقضي ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا". في أكثر من هيك، ولكن أن نقبل بأن تستباح دماؤنا وكراماتنا وبلداننا وخيراتنا وشعوبنا وتسلم مقدساتنا للصهاينة، نحن لن نقبل بذلك. من يقبل يصطفل، غدا سيقول أحد إن هذه نقطة خلاف، نعم، نقطة خلاف، نقطة نقاش من زمان وليس من الآن، من زمان، بالحد الأدنى منذ العام 1982 نحن مختلفون على هذه النقطة. أما إذا ذهبت قوى المقاومة وشعوب المنطقة بهذا الاتجاه، أنا أقول لكم، الأمريكيون سيخرجون من منطقتنا مذلولين، مهزومين، مرعوبين، مرهوبين، كما خرجوا في السابق، كما خرجوا في السابق. الاستشهاديون الذين أخرجوا أميركا في السابق من منطقتنا مازالوا موجودين وأكثر بكثير مما كانوا في السابق. المجاهدون والمقاومون الذين أخرجوا الأمريكيين من منطقتنا في السابق كانوا قلة قليلة، مستضعفة، تخاف أن يتخطفها الناس، واليوم هي شعوب وقوى وفصائل وجيوش، وتملك امكانات هائلة. إذا عملت شعوب منطقتنا على هذا الهدف، ما هي النتيجة؟ عندما تبدأ بهذه الشفافية، بالدقة عندما تبدأ نعوش الجنود الأمريكيين والضباط الأمريكيين بالانتقال، جاؤوا عاموديا ويعودون أفقيا إلى الولايات المتحدة الأميريكة، سيدرك ترامب وإدارة ترامب أنهم فعلا خسروا المنطقة وسيخسرون الانتخابات. يجب أن تكون إرادتنا في محور المقاومة، يجب أن يكون هدفنا في محور المقاومة هو التالي: الرد على دماء قاسم سليماني وأبو مهدي هو إخراج القوات الأمريكية من كل منطقتنا. إذا تحقق هذا الهدف، وسيتحقق ان شاء الله، سوف يصبح تحرير القدس واستعادة الشعب الفلسطيني والأمة لفلسطين وللمقدسات في فلسطين سوف تصبح على مرمى حجر. عندما تخرج أميركا من المنطقة سيجمع هؤلاء الصهاينة ثيابهم في حقائبهم ويرحلون. قد لا نحتاج إلى معركة مع إسرائيل".

وختم نصرالله: "ترامب الجاهل ومن معه من الحمقى لا يعرفون ماذا فعلوا، يبدو أنهم لا يعرفون ماذا فعلوا، هؤلاء الحمقى والجهلة لا يعرفون ماذا فعلوا، الأيام ستكشف لهم، أنا أقول لهم، وأستعير بعض أدبيات السيدة زينب عليها السلام، يا ترامب ويا أمريكيين أي دم لنا سفكتم، أي دم لنا سفكتم، وأي كبد لنا فريتم، هذا ليس كأي دم، وهذا ليس كأي كبد، هذه قصة مختلفة، اليوم القصاص العادل من أجل قاسم سليماني هو القصاص العادل من أجل عماد مغنية ومن أجل عباس الموسوي ومن أجل راغب حرب ومن أجل مصطفى بدر الدين ومن أجل أبو مهدي المهندس ومن أجل كل شهداء هذه الأمة. نحن عندما نأخذ هذا الخيار، لا من موقع الانفعال، بالعكس، الحاج قاسم، أنا شخصيا، أنا سعيد له، هو ارتاح، هو إنسان جاهد كثيرا وتعب كثيرا في حياته، من شبابه من ابن عشرينات وهو في الجبهات وفي القتال، آن له أن يستريح. والحمد لله، الله سبحانه وتعالى من عليه أنه عاش وقطع ال61 سنة، هذه من نعم الله سبحانه وتعالى. لسنا منفعلين ولا غاضبين ولا خائفين، بالعكس، نحن نقول هذا الدم الزاكي، هذا الدم العظيم فرصة للأمة، فرصة للأمة للتخلص من الهيمنة، من الاحتلال، من الاستكبار، حتى ولو كانت التبعات كبيرة، لأن الانتصارات ستكون حاسمة ونهائية ان شاء الله. مع هذا الدم، كما مع كل شهيد من شهدائنا العظام والكبار والأحبة والأعزة، نحن وإياكم يا شعب المقاومة، يا جمهور المقاومة، أيها الصابرون، أيها الصادقون، أيها المحتسبون، يا أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس سنواصل الطريق، لن تضيع دماء الشهداء، وسننتصر في نهاية المطاف".

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  04-05 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: (من الأرشيف) تأملات إيمانية وتاريخية في ذكرى عيد “الغطاس”.. دايم دايم وليكن سرورُكم واغتباطاً دائماً

http://eliasbejjaninews.com/archives/70751/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9/

 

 

سليماني غيّب... فهل يُسمح ببقاء مخططه؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/05 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82064/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d9%8a%d9%91%d8%a8-%d9%81%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%8f%d8%b3%d9%85%d8%ad-%d8%a8/


 Christians Beheaded for Christmas, The West Goes Back to Sleep
 Giulio Meotti/Gatestone Institute/January 05/2020
 
جوليو ميوتي/معهد كايتستون: رؤوس المسيحيين تقطع في نيجيريا في حين أن الغرب هو في نوم عميق
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/82054/%d8%ac%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%8a%d9%88%d8%aa%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%b1%d8%a4%d9%88%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad/

 

اخترق الخطوط الحمر فقتل/سليماني تعايش مع الأميركيين عقدين قبل أن يخرق "قواعد التحالف"

طوني فرنسيس/انديبندت عربية/06 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82066/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d8%b1-%d9%81%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%b3/

 

 

إيران «بطلة».. فيلم أميركي «تأديبي» طويل!

علي الأمين/جنوبية/06 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82069/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%b7%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d8%af%d9%8a/