LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 كانون الثاني/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january02.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

تَقدِيْمُ يَسُوعَ فِي الهَيكَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الحب يوحّد وليس العداء

الياس بجاني/كارلوس غصن برئ حتى ثبت ادانته

الياس بجاني/تمنيات إيمانية للعام الجديد

الياس بجاني/العرافون أبالسة وكفرة

الياس بجاني/قرطة حراميي ونصابين ومنافقين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

كل سنة وأنتم بخير/هلموا نرسم طرق الحياة ومسالك العمل المجدي، فننتظم بقوة الأيمان بالمواطنية وبالمسؤولية في ملاحقة انفسنا أولا، ومن ثم كل من حولنا

الكولونيل شربل بركات/01 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/81927/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%83%d9%84-%d8%b3%d9%86%d8%a9-%d9%88%d8%a3%d9%86%d8%aa%d9%85-%d8%a8%d8%ae%d9%8a%d8%b1/

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 1/1/2020

الخارجية استنكرت القصف الأميركي لأراض عراقية ودعت إلى احترام اتفاقية فيينا

لبنان يطلب المساعدة من سويسرا لتقصي تحويلات مالية

كارلوس غصن في بيروت هارباً من «قضاء ياباني متحيّز» وخلوّ «النشرة الحمراء» من اسمه أتاح دخوله إلى لبنان... وفرنسا تجهل ظروف مغادرته

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ساحة الشهداء تكلل الثورة بليلة رأس السنة ... الإنتفاضة مستمرّة

عشرات الدعاوى القضائية ضد مصارف في لبنان وفرار كارلوس غصن ينذر بأزمة بين بيروت وطوكيو

العلاقات اللبنانية ـ اليابانية أمام «اختبار» تداعيات فرار غصن والأزمة الثانية بين البلدين بعد طلب تسليم عناصر «الجيش الأحمر» في التسعينات

محكمة دائرة طوكيو قررت إبطال قرار الإفراج بكفالة الذي أصدرته لكارلوس غصن

تأليف الحكومة اللبنانية عالق بين عقد تمثيل الطوائف وإنهاء هيمنة باسيل

«استنفار درزي» لتحسين تمثيل الطائفة في الحكومة اللبنانية الجديدة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس بأول قداس في العام الجديد: أي عنف تتعرض له النساء هو تدنيس لله

بعد تهديداته لطهران... ترمب لا يتوقع حرباً مع إيران

الجيش العراقي: انسحاب جميع المحتجين من محيط السفارة الأميركية

السفارة الأميركية في بغداد تعلّق العمليات القنصلية حتى إشعار آخر غداة اقتحامها من جانب فصائل مسلحة تدعمها إيران... وبومبيو يؤجل زيارته لأوكرانيا

سفارة أميركا ببغداد.. الحشد ينسحب وحزب الله إلى الخيم

سفارة واشنطن في بغداد تعلق أعمالها.. والبديل أربيل

اذاعة فرنسية: هبوط 4 طائرات تحمل مقاتلين سوريين في ليبيا

تركيا تطلب المستحيل للتراجع عن إرسال قوات إلى ليبيا

فيديو لبابا الفاتيكان يفقد صبره ويصفع امرأة.. ثم يعتذر!

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرجل الذي هزم اليابان/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

ما لا تعرفونه عن كارلوس غصن.. سيرة وثروة/إعداد عزة الحاج حسن/المدن

مئوية لبنان.. دولة لحزب الله خارج العالم العربي والغرب/منير الربيع/المدن

شخصية العام 2019 في لبنان/يوسف بزي/المدن

تفاصيل عملية هروب كارلوس غصن "الهوليوودية"/طوني بولس/انديبندت عربية

ميشال عون... إِحتَجِز العصابة أو تَنَحَّ كالكبار/بشارة شربل/نداء الوطن

حصار الإعلام للانتفاضة اللبنانية/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

تركيا إردوغان وسياسة التصادم مع المحيط العربي/حنا صالح/الشرق الأوسط

ليبيا واستنساخ التجربة السورية/إميل أمين/الشرق الأوسط

التهديدات الإسرائيلية للأردن تنذر بالأسوأ/مروان المعشر/الشرق الأوسط

هل تعاقب أميركا الحكومة العراقية لـ"تلكئها" في الدفاع عن سفارتها في بغداد؟/أحمد السهيل/انديبندت عربية

منظمة التجارة العالمية خلقت نوعاً من "العولمة المفرطة"/رفيق خوري/انديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون يستعجل تأليف الحكومة اللبنانية... ودياب في «ورشة عمل» لاختيار «اختصاصيين» وحلحلة في عقدة التمثيل الدرزي واستبعاد لوزراء حكومة تصريف الأعمال

الراعي: لا عودة إلى الوراء

المطران الياس عودة: لحكومة إنقاذ ممن لم يتلوثوا بآفات السياسة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

تَقدِيْمُ يَسُوعَ فِي الهَيكَل

انجيل القديس لوقا 02/من22حتى33: 22/وَعِندَما حانَ وَقتُ التَّطْهيرِحَسَبَ شَرِيْعَةِ مُوسَى، أخَذا يَسُوعَ إلَى مَدينَةِ القُدْسِ لِكَي يُقَدِّماهُ لِلرَّبِّ  وَفْقاً لِما هُوَ مَكتُوبٌ فِي شَرِيْعَةِ الرَّبِّ: «يَنبَغِي أنْ يُخَصَّصَ كُلُّ ذَكَرٍ بِكرٍ لِلرَّبِّ.»   وَذَهَبا لِيُقَدِّما ذَبِيحَةً حَسَبَ ما تَقُولُهُ شَرِيْعَةُ الرَّبِّ: «قَدِّمُوا يَمامَتَينِ أوْ حَمامَتَينِ صَغِيرَتَينِ.»

وَكانَ فِي مَدينَةِ القُدْسِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِمعانُ. وَهُوَ رَجُلٌ بارٌّ تَقِيٌّ يَنتَظِرُ وَقتَ تَعزِيَةِ اللهِ لِبَنِي إسْرائِيلَ. وَالرُّوحُ القُدُسُ كانَ عَلَيهِ.  وَقَدْ أعلَنَ لَهُ الرُّوحُ القُدُسُ أنَّهُ لَنْ يَمُوتَ قَبلَ أنْ يَرَى ذاكَ الَّذِي مَسَحَهُ الرَّبُّ.  فَقادَهُ الرُّوحُ إلَى ساحَةِ الهَيكَلِ. وَعِندَما أدخَلَ الأبَوانِ الطِّفلَ يَسُوعَ لِيُتَمِّما ما تَنُصُّ عَليهِ الشَّرِيعَةُ،  أخَذَهُ سِمعانُ بَينَ ذِراعَيْهِ، وَسَبَّحَ اللهَ وَقالَ:  «وَالآنَ يا رَبُّ، أطلِقْنِيْ أنا عَبدَكَ فَأموتَ بِسَلامٍ كَما وَعَدْتَ.  فَقَدْ رَأتْ عَينايَ خَلاصَكَ  الَّذِي هَيَّأْتَهُ أمامَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ.  هُوَ نُورٌ لإعلانِ طَرِيْقِكَ لِلأُمَمِ، وَهُوَ مَجدٌ لِشَعبِكَ بَنيْ إسْرائِيلَ.»  وَدُهِشَ أبُوهُ وَأُمُّهُ مِنَ الكَلِماتِ الَّتِي قِيلَتْ فِيهِ.  ثُمَّ بارَكَهُما سِمعانُ، وَقالَ لِمَريَمَ أُمِّ يَسُوعَ: «جُعِلَ هَذا الطِّفلُ لِيُسقِطَ وَلِيُقِيْمَ كَثِيْرِيْنَ فِي بَنيْ إسرائِيلَ، وَلِيَكونَ بُرْهاناً ضِدَّ المُقاوِمِينَ!  وَسَتُكشَفُ أفكارُ قُلُوبٍ كَثِيرَةً. أمّا أنتِ يا مَريَمُ، فَسَيَختَرِقُ نَفسَكِ أيضاً سَيفٌ بِسَبَبِ ما سَيَحدُثُ.»

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الحب يوحّد وليس العداء

الياس بجاني/01 كانون الثاني/2020

حزب الله المجبول بالعداء والكراهية يريد توحيد اللبنانيين بالقوة على مبدأ العداء في حين أن لا وحدة ولا توحيد على غير مبدأ المحبة.

 

كارلوس غصن برئ حتى ثبت ادانته

الياس بجاني/01 كانون الثاني/2020

كارلوس غصن متهم وليس مداناً وقضيته معقدة وتتداخل فيها صراعات دولية.ارحموا الرجل وكفى رجماً وظلماً له. المتهم بري حتى تثبت ادانته.

 

تمنيات إيمانية للعام الجديد

الياس بجاني/01 كانون الثاني/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/81876/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af/

كم سيكون الأمر صحياً ومفيداً ومثمراً ومريحاً وفرحاً لو أن كل فرد منا حاول أن يستقبل هذا العام الجديد، 2020 وهو متصالحاً مع نفسه، ومع كل الآخرين، وتحديداً مع أولئك الأحباء على قلبه، أكانوا أهلاً أو أقرباء، أو أصحاباً.

كل أولئك الذين كان خلال العام المنتهي بينه وبينهم خصاما أو عداءً، أو انقطاع تواصل لأي سبب كان.

وبنفس الوقت كم سيكون الأمر صحياً ومريحاً لكل واحد منا إن كان فعلاً هو على استعداد تام وبفرح وعن قناعة للترحيب بالعام الجديد بضمير مرتاح دون تأنيب للذات على ما قد يكون قد اقترفه من ذنوب وأخطاء وخطايا عن عمد أو دون قصد.

كم سيكون الشعور الذاتي والداخلي بالرضا ونحن ندخل أول أيام العام الجديد دون أحمال ثقيلة ومقلقة قد تكون تراكمت في دواخلنا وفي عقولنا طوال العام المنصرم من مثل العداوة والكراهية والحقد والضغائن والغيرة.

ولأن حياتنا على هذه الأرض الفانية هي قصيرة جداً.

ولأن الله، أبانا السماوي قد وهبنا نعمة الحياة كوديعة مؤقتة وقد يستردها في أي لحظة، علينا بإيمان وفرح وعن قناعة تامة أن نرمي خلفنا ونحن نستقبل العام الجديد كل المصاعب والآلام وخيبات الأمل التي واجهتنا في السنة المنصرمة.

علينا أن نفعل ذلك دون أي حزن أو ندم أو ملامة وتحميل مسؤوليات لأي أحد، وندخل بسعادة وأمل ورجاء عام 2020 الجديد بصفحة بيضاء ونقية من حياتنا وخالية تماماً من غير الأمل والرجاء والاتكال على الله وعلى محبته لنا.

من المؤكد بأن كل شخص حكيم ومؤمن سيسعى لدخول العام الجديد وهو حاملاً زوادته الإيمانية وهي ممتلئة بالحب وبكل قيم ونّعم وعطايا التسامح والإيمان وبأيدي ممدودة وقلوب نقية وثقة بالنفس.

عام جديد ومبارك على الجميع

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

العرافون أبالسة وكفرة

الياس بجاني/29 كانون الأول/2019

مطلوب محاكمة كل وسيلة اعلامية تسوّق للعرافين من أمثال ميشال حايك المنافق والدجال.الكتب المقدسة تجيز رجم العرافين حتى الموت

 

قرطة حراميي ونصابين ومنافقين

الياس بجاني/29 كانون الأول/2019

كل أصحاب شركات الأحزاب، وكلن يعني كلن، هني قرطة حراميي ونصابين. سلموا لبنان وباعوه لحزب الله ومن قبله للسوري وسرقوا مصريات الناس وهربوها. داكشوا الكراسي بالسيادة وكفروا بدم الشهداء وبعدون مكملين..

 أما الزقيفي والقطعان والزلم والهوبرجيي ف غاشيين والرب راعيون ع لحن "بالروح والدم منفديك يا زعيم".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 1/1/2020

وطنية/الأربعاء 01 كانون الثاني 2020 

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كل عام وأنتم بخير.

هل تكون العشرينتان عام تبديل وتغيير نحو الأفضل؟، نظرة إلى خارطة المنطقة بمشهديتها، قد تضيء على الوصل بين السنة التي رحلت والعام الذي بدأ اليوم.

ففي لبنان، بحث معقد في الحكومة الجديدة، والحراك الشعبي والإقتصاد والمال. وفي سوريا، حرب من النظام وروسيا على ادلب، آخر معاقل المعارضة. وفي العراق، انتقال ديبلوماسي أميركي من بغداد إلى أربيل، بفعل الوجبة الصاروخية الجديدة.

وفي شرق المتوسط، حرب الاقتصاد والغاز بين دول عدة. وفي طرابلس الغرب، حرب مرتقبة خلال الأيام القليلة المقبلة بين مصر وتركيا. وفي تونس والجزائر، ترتيبات للنظامين الجديدين، مع ما يحملانه من عقد.

وفي أوروبا، ضياع بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى. وفي الولايات المتحدة الأميركية محاولات من ترامب لفك عزله من الكونغرس.

وفي العالم الإسلامي، انقلاب بقيادة ماليزيا على منظمة التعاون.

عودة إلى لبنان، كيف تم وداع السنة الفائتة واستقبال العام الجديد، وسط الآمال بأن تتحقق الأمنيات، وأن ينعم لبنان بالسلام والأمان والبحبوبة، التي اختنق بها المواطنون بفعل الأوضاع الاقتصادية المتردية واجراءات المصارف التعسفية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هي مقدمة نشرة الناس، كل الناس، تشكو بلسانهم، لأنها منهم.

ولأننا نريد الوطن حقا، وبعلامة عشرين على عشرين مع العام الجديد، سنكون كما كنا دائما، صوت الناس وصرخة ألمهم ومرآة حالهم، نعكس وجعهم، نفتح عيوننا على كل ما يمكنهم من عيش حياة كريمة، دسمة بالشفافية، خالية من الفساد.

نتمسك بسعر صرف ثابت للإنسان المواطن، لأنه الرقم الصعب في المعادلة، قبل العملة الصعبة، ومنه يجمد لبنان حسابات ثروته الطائلة التي لا يمكن تصديرها أو إهدارها ما وراء بحار الهجرة.

نحرض على صرف البطالة تعسفيا، عبر توفير فرص عمل جماعية لكفاءات شمرت عن زنودها في سبيل دولة منتجة.

نسأل دوما عن ضمان الشيخوخة والبطاقة الصحية، كي لا نفقد المزيد من الأعزاء على أبواب المستشفيات.

نضيء على معضلة الكهرباء التي باتت، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج إلى حل عال يقي اللبنانيين التوتر والكلفة المرتفعة.

ننبض بقلب شريان حياة الوطن نهر الليطان، ونقرأ في طالعه أن السرطان لن يفتك بنا بعد الآن، لأن شفاءه من التلوث والتعديات آت آت، أليس من الماء جعل كل شيء حي؟.

نضع "بلوك" على أية أطماع في ثروتنا النفطية، ولا نفرط في كأس منها، مهما حاول قراصنة العدوان.

نزرع قمح خبزنا، لنواجه بما ملكت أيدينا من كفاف يومنا، فلا نتحول إلى رصيف للمساعدات.

ننقب عن نفط لبنان الخلوي، في آبار الخدمات التي هرم المواطن وهو ينتظر أن تتحسن جيلا بعد جيل.

نعيد أمجاد سياحة بدقائق بين البحر والجبل، من دون جبال عشوائية من النفايات وبحار من الروائح المميتة.

هي ليست مقدمة، بل حلم قابل للتحقيق، أو ربما هي صرخة، نرددها بوعي وبصيرة مع كل لبناني، على قيد الأمل والرجاء بالقيامة، نحو درب دولة المواطنة المدنية ولبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بتوقيع مذل على جدران السفارة الأميركية في العراق، اختتم العام الأميركي 2019.

رايات "الحشد الشعبي" رفرفت على السفارة الأكبر في العالم، بعد اقتحامها من قبل عراقيين غاضبين، فقرأ في هذا التطور أصدقاء الأميريكيين قبل أعدائهم، على أنه نكسة كبيرة لدونالد ترامب لن يتعافى منها في العام الجديد.

أوساط صهيونية اعتبرت أن ترامب أراد توجيه رسالة في الاقليم، فأخطأ التوقيت والحجم، ليربك بلاده ويضر بسمعتها، فأوقع نفسه في أزمة عميقة: الرد سيورطه في مواجهة لا يريدها، وإن التزم ضبط النفس، فسيكسر هيبة بلاده في العالم، بحسب الأوساط الصهيونية التي رأت أن ما حصل أحرج حتى حلفاء الولايات المتحدة في العراق، ما اضطر هؤلاء لاصدار بيانات تطالب بسحب القوات الأميركية من بلدهم.

حتى دونالد ترامب نفسه، وبعد كيله التهديد للجمهورية الاسلامية في ايران، اضطر للتراجع، مستبعدا وقوع حرب معها.

وحول واقعة الهجوم الأميركي على "الحشد الشعبي" في القائم، اعتبر الامام السيد علي الخامنئي أن الأميركيين ينتقمون من "الحشد" لأنه قضى على صنيعهم تنظيم "داعش" الإرهابي. الامام الخامنئي رد على اتهام ترامب لايران بالوقوف وراء حادثة السفارة الأميركية في بغداد بالقول: إنه كلام عبثي وغير منطقي.

وعلى أمل ألا تفسد السفارة الأميركية في بيروت الجهود الايجابية لتشكيل الحكومة، يستقبل لبنان العام 2020 بأجواء تفاؤلية، مع الاستمرار بتذليل العقبات التي تعترض طريق ولادتها، وتوحي بأنها باتت قريبة، ما لم يطرأ أي جديد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كل عام وانتم بخير

منذ اليوم، أول أيام 2020، سيكون أمام اللبنانيين أن يتحضروا لاحياء مئوية ولادة لبنان الكبير، أو الاستعداد لاسدال الستارة على مئة عام عشنا وعايشنا فيها لحظات مشرقة ومظلمة، ومضات شرف وقرف، محطات فخر وقهر، صفحات بسالة ونذالة، سنوات استقلال واحتلال وأيام اتفاق وافتراق.

كتب على هذا الوطن الصغير الجميل، أن يكبر فجأة في العام 1920، وأن يصبح كبيرا راشدا بالغا، في وقت كانت امبراطورية بني عثمان تدخل زمن النسيان، وكانت فرنسا وبريطانيا تتقاتلان على تركة الرجل المريض في الهلال الخصيب، من رمال الحجاز إلى جبال لبنان إلى غلال سوريا وتلال العراق، إلى قبلة المسلمين وقلب المسيحيين: فلسطين.

بعد مئة عام على لبنان الكبير، وسبعة وسبعين عاما على الاستقلال، وثلاثين عاما على الطائف، وأقل من ثلاثة أشهر على انتفاضة غير مسبوقة، يقف اللبنانيون أمام الامتحان الأكبر والأخطر والأصعب في مسارهم التاريخي ومصيرهم الوطني.

مكابر من يتجاوز عن تاريخ 17 تشرين، ومدع من يقول أن شيئا جوهريا وبنيويا لم يتغير، ومنافق من لا يرى علامات الأزمنة الآتية في ما هو حاصل اليوم .

في العام 2019، لم تنجح "حكومة إلى العمل"، وأضحت عنوانا للفشل. لم تكن منسجمة سياسيا، ولا متفقة اقليميا ودوليا. في العام 2019، تصاعدت العقوبات وازدادت العقبات أمام فريق لبناني وازن وكياني. وفي هذا العام أيضا، تدفق الأميركيون والأوروبيون إلى لبنان من بوابة النازحين والنفط والغاز، وانكفأ العرب المشغولون بأزماتهم ونزواتهم.

هذه السنة كادت قبرشمون تفتح قبور الحرب والأيام السود. وفي هذا العام حصلت أول انتكاسة جدية فعلية في التسوية السياسية، وسجلت العلاقة بين أركانها تراجعا سريعا وانحدارا مريعا، بدأت مؤشراته بالظهور منذ القبض والضغط على رئيس الحكومة في الرياض قبل سنتين.

هذا العام اهتز تفاهم معراب، والبعض يقول انتهى. هذه السنة استفحل الفساد وتجبر رموزه وتكبروا، ولم يرتدعوا ولم يسمعوا يوما بمقولة الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز لولاته إذا شكاهم الناس إليه: كثر شاكوك وقل شاكروك، فإما اعتدلت وإما اعتزلت. وفي لبنان لم يعتدلوا ولم يعتزلوا.

في هذا العام كانت نذائر الأزمة تزداد سياسيا وماليا ومعيشيا واقتصاديا، إلى أن انفجرت في 17 تشرين التي كرست الطلاق بين شريحة كبيرة من اللبنانيين وبين الدولة، وأسقطت ورقة توت الثقة بغالبية الطبقة السياسية، وخدشت صورة الأحزاب، وهزت هيبة قيادات، وأسقطت محرمات وتخطت حرمات وأزاحت مقامات.

بعد 17 تشرين ستتغير قواعد الاشتباك، وتتبدل قواعد اللعبة، في السياسة والاقتصاد والمال. سمفونية أعجوبة الازدهار، ومعزوفة لحن الاستقرار، واسطوانة الانبهار الدائم بالأعيب بهلوانية وأكاذيب صبيانية عن القوى الخفية والقدرة الأسطورية على النهوض بعد السقوط، لم تعد تنطلي على الجيل الجديد. تبجح سياسيون من الصف الترسو طويلا، بقدرتهم على ادارة الأزمة، لكنهم خرجوا سريعا من المشهد، عندما دقت ساعة الحساب ووصلنا إلى ادارة الانهيار.

في العام 2019، يمر اتفاق الطائف بالامتحان الأخطر والأكبر، وللمرة الأولى منذ 30 سنة، سيشهد اللبنانيون على ولادة أول حكومة غير سياسية في عصر الطائف والطوائف.

مع بداية هذا العام، يقف اللبنانيون أمام مفترق مصيري: أمام عامية جديدة تجدد وجه لبنان الكبير، وتبعث الروح في مفاصله وأوصاله المتهالكة بفعل مئة عام من سوء الظن والتقدير ورفض التغيير، وحروب الأمم وساعات الندم والسلام المفقود، وإما انتظار يالطا أخرى وسايكس بيكو منقح، وشياطين متأهبة وشرور متوثبة على قارعة الصفقات ورصيف البازارات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بلا أسف ودع اللبنانيون العام 2019. وبأمل غير مؤكد وغير مرتكز على معطيات ووقائع، استقبلوا العام 2020. فهم يدركون أن ما ينتظرهم في العام الطالع قد لا يقل سوءا عما حصل في العام السابق. لكن لسان حالهم يردد: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.

وفسحة الأمل لديهم، تتجلى حاليا في انتفاضة شعبية، أثبتت أنها قادرة على فرض أمور على السلطة، لم يكن أحد يحلم بأنه يمكن فرضها على أرباب المحاصصات والصفقات والسرقات. وآخر ما تحقق في نهاية العام، عودة القطاع الخلوي إلى الدولة. أي أن مال الشعب صار يمكن أن يعود إلى الشعب، عبر مناقصات يؤمل في أن تكون شفافة ونزيهة. والواضح أنه لولا الضغط الشعبي، فإن أرباب السلطة كانوا يفضلون تمديد عقد الخلوي مع الشركتين المشغلتين. لكن صوت الشعب كان أقوى، ومنع استمرار التشبيح على عينك يا مواطن.

والأمل أن يتكرس ما بدأ في العام 2019، مع الانتفاضة الشعبية. إذ حان الوقت ليعيش اللبنانيون في دولة حقيقية، وخصوصا أنهم في هذه السنة يحتفلون بمرور مئة عام على ولادة دولة لبنان الكبير. فاذا لم يبدأ ببناء هذه الدولة بعد مرور المئوية الأولى، فعبثا يتعب البناؤون!

في المقلب الحكومي: عملية التأليف هبة باردة وهبة ساخنة. فثمة فريق يعتبر أن التشكيلة الحكومية أصبحت جاهزة، وأنها تنتظر بعض الرتوش القليلة لتنجز نهائيا، وليصعد الرئيس المكلف حسان دياب إلى بعبدا، حيث تصدر مراسيم التأليف. ويستند المتفائلون إلى أن التشكيلة كادت تعلن الاثنين، مع الحديث آنذاك عن زيارة محتملة للرئيس المكلف إلى بعبدا. لكن عقبات اللحظات الأخيرة هي التي أخرت انجاز التأليف.

في المقابل، ثمة فريق يؤكد أن دياب لن يتمكن من تشكيل حكومة، وأن التفاؤل الموزع عبر بعض المصادر، هو تفاؤل مصطنع ومبرمج، ولا يعبر بتاتا عن الحقيقة والواقع.

أي فريق هو على حق؟. الأيام المقبلة لديها الجواب اليقين. لكن مهما كان الجواب فالثابت أن رحلة الحكومة، في حال شكلت لن تكون مزروعة بالورود. فهي تشكل وفق معايير ومنطق ما قبل انتفاضة 17 تشرين الأول، وهو أمر يثير نقمة قوى الانتفاضة، التي دعت إلى تحركات غدا الخميس. كما أن الحكومة ستلقى معارضة شرسة من أحزاب وقوى سياسية كثيرة، إضافة إلى مرجعيات روحية ومذهبية، ما يزيد من الضغط عليها. كذلك يرجح أن الحكومة العتيدة لن تلقى تأييد المجتمع الدولي ودعمه لمواجهة الأزمة الاقتصادية الصعبة التي نعيشها.

ففي ظل كل هذه المعطيات، هل سنكون أمام حكومة انقاذ للبلد، أم أمام حكومة عاجزة حتى عن إنقاذ نفسها؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كيف سيكون العام 2020؟، هل هو عام استعادة الثقة أم عام الأزمات الكبرى؟.

في اليوم الأول من السنة الجديدة، جردة على الملفات الثقيلة التي ورثها العام 2020 من العام 2019، وفي هذه الجردة أزمات اقتصادية ومالية، أزمات استيراد وأخرى مرتبطة بالقطاع المصرفي وصولا إلى الأزمات الاجتماعية والسياسية.

في الأزمة الاقتصادية، يستهل العام بارتفاع مديونية الدولة مقابل انخفاض معدلات النمو، مع كل ما يترتب عن ذلك من تداعيات على المؤسسات الاقتصادية والتجارية، وارتفاع معدلات صرف العمال ومعها معدلات البطالة، في وقت تشتد الأزمة المالية، وأبرز مؤشراتها ارتفاع العجز في الميزانية في ظل غياب ايرادات الدولة، أضف إليها استمرار الأزمة المصرفية وشح السيولة، ما انعكس صعوبة في استيراد البضائع، وانخفاضا في السلع الموجودة في الأسواق وصولا إلى ارتفاع أسعار السلع.

هذه الأزمات، مفتاح حلها استعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم، واستعادة ثقة دول العالم بلبنان، ونقطة الانطلاق تشكيل حكومة، تجرؤ على ضرب الفساد وتغيير النظام الاقتصادي المهترئ تحت عنوان الاصلاح الحقيقي، فتلبي نداء اللبنانيين الصادح منذ أشهر في الساحات.

ولتشكيل الحكومة، لم يعد لدى السلطة رفاهية إضاعة الوقت، فمع مرور كل يوم تأخير، يصبح الموقف أكثر حدة، ما ينعكس على الطبقتين الفقيرة والوسطى، الأكثر تضررا في مثل هذه الأزمات، بحسب التجارب الدولية.

بلوغ هذه الملفات الخطوط الحمر، لم يدفع بعد في اتجاه تشكيل سريع للحكومة، العالقة في شيطان التفاصيل اللبنانية، منذ 19 كانون الأول، تاريخ تكليف حسان دياب، على أن تكون هذه الحكومة بمثابة خطوة أولى في مسار الخروج الطويل والصعب من المأزق، فيما يبقى الأهم التركيز على عوامل الاستقرار والنمو من خلال اجراءات محددة زمنيا، توقف التدهور الاقتصادي وعواقبه الاجتماعية، وتفتح المجال أمام بدء التفاوض القاسي مع الدول المانحة، بما هو معلن من شروطها وما هو مخفي منها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لم ينتظر اللبنانيون عيدية، فهم كانوا العيد وصناع القرار، في ساحات امتدت على جغرافيا الوطن. وللمرة الأولى منذ عقود، سلم الخلف للسلف انتفاضة هي فخر الصناعة الوطنية، من ناس مصنوعة من قهر لا من ورق، خرجت عن بكرة يأسها، تسلحت بحق لم ولن يضيع ما زال وراءه ثائر. قالت كلمتها في 17 تشرين، وانتقلت من وسط البلد إلى عام عشرين عشرين، بكل الفرح الذي تجلى إنجازات على شكل حراك أسقط الهالة عن كل المحرمات.

ليل وسط البلد، أضيء باللبنانيين الذين استقبلوا عاما جديدا بات مفصلا يؤرخ لما قبل وبعد ثورة، لم تتعبها الساحات الحاضرة لاستقبال ثوارها، لكنها انتقلت إلى مرحلة جديدة في المواجهة. وحددت بنك أهداف يصوب الضرب في الأماكن الموجعة لاستعادة ملك الدولة من أملاك الدويلات.

ولأن النتائج المحققة ثوريا، باتت كقبضة اليد المرفوعة، فإن أيادي الرئيس المكلف حسان دياب، لم يعد بامكانها تجاوز أرض الواقع المنتفض. وبحسب معلومات "الجديد" فإن الرئيس المكلف أجرى ويجري عشرات اللقاءات والمقابلات مع مرشحين من خارج النوادي الحزبية والسياسية، لاستيلاد حكومة مستقلة من ذوي الاختصاصات، ويراجع عشرات السير الذاتية، في مسعى لاختيار أسماء بسجلات لا حكم عليها.

لكن التشكيلة، وفور صدورها، ستخضع لفحص مخبري من الشارع، وسيتبين مدى استقلالية الأسماء أو ربطها ببيوت الطاعة لهذه المرجعية السياسية أو تلك، وما إذا كانت دمى أو وزراء ظل لثنائيات ورباعيات وحصص وهيمنة لفريق على آخر.

ووفق مصادر دياب، فإن الرئيس المكلف يقود الدفة منفردا، من دون الرضوخ إلى الخواطر السياسية، وان تشاور معها وزودته بالأسماء للاطلاع وفحص العينات، وعلى حصيلة لقاءاته، سيحمل تشكيلته خلال الأيام القليلة المقبلة إلى قصر بعبدا، لعرضها على رئيس الجمهورية.

وكما على خط تأليف الحكومة الجديدة، فإن من أهم الشعارت التي رفعتها الثورة، هي استعادة المال المنهوب، وعليه فإن أهم القرارات أمام الرئيس المكلف، يجب أن تكون بإقرار مرسوم في الحكومة الجديدة لاستعادة هذا المال المنهوب، متسلحا بإشارات تبثها أوروبا، إن كان مباشرة أو بالواسطة، بأن تحركوا لنمد لكم يد المساعدة.

واليوم التقط وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال القاضي ألبرت سرحان، أول الخيط وأحال إلى السلطات السويسرية القضائية المختصة، بواسطة وزارة الخارجية والمغتربين، كتاب النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بموضوع طلب المساعدة القضائية في شأن المعلومات عن تحويل مبالغ مالية من لبنان إلى حسابات مصرفية في سويسرا. ويستند طلب المساعدة القانونية، إلى مبدأ المعاملة بالمثل، في سياق العمل الدوري المشترك وتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب، لاسيما وأن عمليات التحويل المشكوك بأمرها، قد تشكل جرائم جزائية منصوص ومعاقب عليها في قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.

وقد تناول طلب المساعدة القضائية، الإفادة عن حجم المال الذي تم تحويله، مع بيان مصدره، وما اذا كان مشبوها أم لا. على أن يتم الاستماع إلى الشهود عند الاقتضاء توضيحا وتصويبا، مع التشديد على تكليف المصارف المعنية، والتي تم تحويل الأموال إليها، تقديم المستندات والوثائق والمعلومات المتعلقة بإجمالي هذه الحسابات وأرقامها.

في اليوم الأول من العام الجديد، وضعت عدة الشغل على سكتها الصحيحة، وخير الأمور في خواتيمها.

 

الخارجية استنكرت القصف الأميركي لأراض عراقية ودعت إلى احترام اتفاقية فيينا

وطنية - الأربعاء 01 كانون الثاني 2020

دعت وزارة الخارجية والمغتربين، في بين، إلى "وجوب إحترام اتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية، خاصة لجهة تأمين الحماية اللازمة للبعثات الديبلوماسية والعاملين فيها"، معتبرة ان "الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الأميركية في بغداد لا يندرج في اطار احترام هذه الاتفاقية الدولية".

كما استنكرت "الاعتداء على السيادة العراقية من قبل القوات الاميركية من خلال قصفها لأراض عراقية". وتمنت "عودة الهدوء والأمن في أسرع وقت ممكن، إلى دولة العراق العزيزة، من خلال احترام سيادتها والالتزام بأصول العلاقات الديبلوماسية بين الدول".

 

لبنان يطلب المساعدة من سويسرا لتقصي تحويلات مالية

بيروت: «الشرق الأوسط»01 كانون الثاني/2020

أحال وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال القاضي ألبرت سرحان، على السلطات السويسرية القضائية المختصة، بواسطة وزارة الخارجية والمغتربين، كتاب النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بموضوع طلب المساعدة القضائية في شأن المعلومات عن تحويل مبالغ مالية من لبنان إلى حسابات مصرفية في سويسرا. وأعلن المكتب الإعلامي للوزير سرحان في بيان أمس أن طلب المساعدة القانونية يستند إلى مبدأ المعاملة بالمثل، في سياق العمل الدوري المشترك وتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب، ولا سيما أن عمليات التحويل المشكوك بأمرها، قد تشكل جرائم جزائية منصوص ومعاقب عليها في قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب رقم 44 - 24 - 11 - 2015 في المواد 1 و2 و3 منه. وقال: «تعهدت السلطات اللبنانية الحفاظ على سرية التحقيق والامتناع عن استخدام المعلومات المقدمة إليها من السلطات السويسرية القضائية إلا لأغراض هذا التحقيق». وتناول طلب المساعدة القضائية الإفادة عن حجم المال الذي تم تحويله مع بيان مصدره، وما إذا كان مشبوهاً أو لا، على أن يتم الاستماع إلى الشهود عند الاقتضاء توضيحاً وتصويباً، مع التشديد على تكليف المصارف المعنية التي تم تحويل الأموال إليها، تقديم المستندات والوثائق والمعلومات المتعلقة بإجمالي هذه الحسابات وأرقامها.

 

كارلوس غصن في بيروت هارباً من «قضاء ياباني متحيّز» وخلوّ «النشرة الحمراء» من اسمه أتاح دخوله إلى لبنان... وفرنسا تجهل ظروف مغادرته

بيروت/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2020

لم يحل أي عائق قانوني من دخول رجل الأعمال اللبناني - الفرنسي - البرازيلي كارلوس غصن من الوصول إلى بيروت، بعد فراره من اليابان حيث كان قيد الإقامة الجبرية منذ أشهر بانتظار بدء محاكمته في مخالفات مالية وتهرب ضريبي، ذلك أن اسمه غير مدرج على اللائحة الحمراء التي تستدعي توقيفه في أي مطارات العالم. وأصدر غصن بياناً أمس أكد فيه انتقاله إلى بيروت هرباً من «قضاء ياباني متحيّز» ضده، واعدا بالتواصل مع وسائل الإعلام في الأسبوع المقبل. وقالت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن غصن، الرئيس السابق لتحالف «رينو نيسان ميتسوبيشي»، وصل إلى بيروت في الساعة السادسة فجر الاثنين على متن طائرة خاصة قادمة من تركيا، ودخل الأراضي اللبنانية من دون أي عائق، بالنظر إلى أن اسمه «غير مدرج على النشرة الحمراء» التي عادة ما تضم أسماء مطلوبين دولياً تُعمم أسماؤهم لتوقيفهم في مطارات العالم، ما يعني أن غضن «غير مطلوب، وأن اليابان لم تعمم اسمه على لوائح الإنتربول لتوقيفه». ولم تتضح بعد ظروف مغادرة غصن، في تطور فاجأ أيضاً على ما يبدو فريق دفاعه في اليابان، وهو ما دفع المصادر اللبنانية للقول إن هناك «قطبة مخفية» تحوم حول ظروف وصوله إلى لبنان، مشيرة إلى أن الحكومة اليابانية مرتبكة حول ملابسات فراره. ولفتت إلى أن التحقيقات يفترض أن تُظهر كيفية حصول غصن على جواز سفر فرنسي، علما بأن طوكيو يفترض أنها تستحوذ على جوازات سفره اللبنانية والفرنسية والبرازيلية في أعقاب توقيفه، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن عدم تعميم اسمه على النشرة الحمراء وعدم صدور مذكرة توقيف بحقه من الإنتربول يعود إلى أنه كان يُحاكم حضورياً وليس فاراً من وجه العدالة. وقالت: «لا أحكام عليه في لبنان ولا ادعاءات، وإذا طلبت طوكيو استرداده، فإن لبنان ينظر بالطلب، ويُحاكم في لبنان لأنه لبناني». وليس بين لبنان واليابان معاهدة لتبادل المطلوبين. وأعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني في بيان أصدرته أمس أن غصن «دخل إلى لبنان بصورة شرعية ولا توجد أي تدابير تستدعي أخذ إجراءات بحقه أو تعرضه للملاحقة القانونية». وأكدت وزارة الخارجية اللبنانية، من جهتها: «شرعية» دخول غصن إلى الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى عدم معرفتها بظروف مغادرته اليابان. وأكدت الوزارة أن لبنان «وجّه ‏إلى الحكومة اليابانية منذ سنة عدة مراسلات رسمية بخصوص كارلوس غصن، بقيت من دون أي جواب، وقد تم تسليم ملف كامل عنها إلى مساعد وزير الخارجية اليابانية أثناء زيارته إلى بيروت قبل أيام». وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني كيسوكي سوزوكي زار لبنان في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهي الزيارة الأولى لوزير دولة ياباني منذ ثلاث سنوات.

ولفتت الخارجية اللبنانية إلى أنه «لا توجد مع اليابان أي اتفاقية للتعاون القضائي أو الاسترداد، لكن الدولتين وقعتا على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وهي ‏المرتكز الذي تم اعتماده في المراسلات التي وجهها لبنان إلى السلطات اليابانية»، مشددة على «حرص لبنان على أفضل العلاقات مع الدولة اليابانية».

كما أعلنت الخارجية الفرنسية، في بيان أمس، أن فرنسا لم تتلقَّ أي معلومات حول هرب كارلوس غصن بعد وصوله المفاجئ إلى بيروت. وأوضحت الوزارة في بيان مقتضب أن «السلطات الفرنسية تبلغت عبر الصحافة بوصول كارلوس غصن إلى لبنان. وهو ملاحق قضائياً في اليابان ويخضع لتدابير تهدف لمنعه من مغادرة الأراضي اليابانية». وتابعت أن «السلطات الفرنسية لم تتبلغ بمغادرته اليابان ولم تكن أبدا على علم بظروف هذه المغادرة». ووجّه القضاء الياباني أربع تهم إلى غصن تشمل عدم التصريح عن كامل دخله واستخدام أموال شركة نيسان التي أنقذها من الإفلاس للقيام بمدفوعات لمعارف شخصية واختلاس أموال الشركة للاستخدام الشخصي. وقال مصدر مقرب من غصن لوكالة الصحافة الفرنسية في باريس إن الأخير «حرّ» وهو «مع زوجته»، نافياً أنباء نقلتها قناة تلفزيونية لبنانية عن هروبه مختبئاً داخل صندوق آلة موسيقية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ساحة الشهداء تكلل الثورة بليلة رأس السنة ... الإنتفاضة مستمرّة

النهار/01 كانون الثاني/2020

كللت ساحة الشهداء، بعد 76 يوماً، ثورتها في ليلة رأس السنة. وبرغم الطقس الماطر والأوضاع الصعبة التي يمرّ بها لبنان، أبت بيروت إلا أن تتزيّن مع بداية العام الجديد، وأبى المواطنون إلّا أن يحتفلوا بسنتهم المقبلة، في حفلة حملت اسم "ثورة رأس السنة". صخب ساحات بيروت، الذي بدأ منذ ساعات المساء الأولى، أكّد أنّ اللبنانيين يرفضون اليأس وانتفاضتهم مستمرّة مع انطلاق العام 2020. المئات تجمّعوا في ساحة الشهداء، رافعين مجسم قبضة الثورة والأعلام اللبنانية. رقص وغناء وفرح بمشاركة عدد من الفنانين وفرق "دي جاي". وعند منتصف الليل، أطلق الجميع العدّ التنازلي لاستقبال العام الجديد، وأطلقت الألعاب النارية في سماء بيروت، وعُرض العلم اللبناني على الشاشة وسط الساحة. وكانت وجّهت دعوة عامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والشاشات، لإحياء سهرة استثنائية، تبدأ عند السابعة مساءً في ساحة الشهداء. البرنامج الفنيّ في الساحة، والذي يحمل في طيّاته نبض الثورة، شارك فيه فرق موسيقية عديدة. الجميع كان على موعد مع وجوه بارزة، محبّبة؛ نذكر منها كارول صقر، ايلي مسعد، تانيا صالح، ابرهيم الأحمد DJ Madi، DJ Rodge، DJ Maximus. ورددت على المنصّة هتافات الثورة، وردد كثيرون تطلعاتهم ورجاءهم بأن يحمل عام 2020 التغيير المنشود وتأليف حكومة قادرة على مكافحة الفساد وتنظيم انتخابات نيابية مبكرة.

 

عشرات الدعاوى القضائية ضد مصارف في لبنان وفرار كارلوس غصن ينذر بأزمة بين بيروت وطوكيو

بيروت/الشرق الأوسط»/01 كانون الثاني/2020

كشفت مصادر قضائية في لبنان عن وجود عشرات الدعاوى تقدم بها مودعون ضد مصارف لبنانية بتهمة احتجاز أموالهم. وأوضحت المصادر أن دوائر قضاة الأمور المستعجلة والمحاكم الجزائية في كلّ محافظات لبنان تغص بهذه الدعاوى، إلا أن أكثرها كثافة في بيروت وجبل لبنان والبقاع، فيما اعترف مصدر مصرفي بأن هذه الدعاوى «أربكت القطاع المصرفي إلى حدّ كبير». في سياق آخر، تنذر قضية فرار الرئيس السابق لمجلس إدارة «رينو – نيسان» كارلوس غصن الملاحق قضائياً في اليابان بشكل مفاجئ وغامض إلى لبنان، بأزمة بين البلدين. وأعادت مصادر في وزارة الخارجية اللبنانية إلى الأذهان أن هذه هي الأزمة الثانية التي تنشأ بين الدولتين، بعد أن كانت الأولى بينهما في العقد الماضي حين تلبدّت العلاقات في 27 فبراير (شباط) 1997، عندما تبلغ سفير لبنان في طوكيو يومذاك سمير شمّا برسالة تتضمن استرجاع عناصر من «الجيش الأحمر الياباني» كانوا في مخيم في البقاع، بذريعة أنهم كانوا يقومون بعمليات مقاومة ضد إسرائيل، إلا أن سوريا كانت توفر الحماية لهم. وأكدت مصادر دبلوماسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان سيتعامل مع أي طلب ياباني في ملف غصن وفقاً للأصول المعمول بها في القانون الدولي، مع حرصه على عدم توتير العلاقات مع اليابان.

 

العلاقات اللبنانية ـ اليابانية أمام «اختبار» تداعيات فرار غصن والأزمة الثانية بين البلدين بعد طلب تسليم عناصر «الجيش الأحمر» في التسعينات

بيروت: خليل فليحان/الشرق الأوسط»/01 كانون الثاني/2020

تواجه العلاقات اللبنانية - اليابانية اختباراً بالغ الدقة في الأيام القليلة المقبلة على خلفية فرار الرئيس السابق لمجلس إدارة «رينو - نيسان» كارلوس غصن من طوكيو إلى بيروت يوم الاثنين. وحتى مساء أمس لم يتلق لبنان أي احتجاج ياباني رسمي، لكن وكالة «بلومبرغ» نقلت عن مسؤول ياباني رفيع المستوى توقعه أن تجري بلاده محادثات مع لبنان عبر «القنوات الدبلوماسية» بخصوص غصن الذي وصل إلى بيروت صباح الاثنين. وليس بين لبنان، التي نشأ بها غصن ويحمل جنسيتها، واليابان معاهدة تسليم مطلوبين، وليس من الواضح ما ستتبعه الحكومة اليابانية في مفاوضاتها الدبلوماسية.

وقال خبير في الشؤون اللبنانية - اليابانية إنه يجب على المسؤولين في لبنان تهيّب ما حصل والاستعداد لتداعيات «الضربة القوية» التي تلقاها الأمن الياباني الذي لن يسكت عن فرار رجل الأعمال اللبناني.

ونددت وسائل الإعلام اليابانية، الجادة عادة، بمن وصفته بـ«الجبان»، كارلوس غصن، قائلة إنه فر إلى لبنان لتجنب محاكمته في اليابان، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من طوكيو. ونقلت الوكالة عن صحيفة «يوميوري شيمبون» أن «الهرب عمل جبان يهزأ من النظام القضائي الياباني»، مضيفة أن غصن «خسر فرصة إثبات براءته والدفاع عن شرفه». أما صحيفة «طوكيو شيمبون» الليبرالية فكتبت أن تصرفات غصن جعلت من النظام القضائي الياباني مهزلة. وكتبت الصحيفة أن «المتهم غصن يصر على أنه فر من الاضطهاد السياسي... لكن السفر إلى الخارج من دون إذن مخالف لشروط الإفراج عنه بكفالة ويهزأ من النظام القضائي الياباني». وأضافت: «هناك احتمال كبير بعدم إجراء المحاكمة وحجته بأنه يريد إثبات براءته هي الآن موضع شك».

أما صحيفة «سانكي شيميون» المحافظة فأشارت إلى أن المدعين يعتقدون أن القضاء الياباني خضع لـ«ضغط خارجي» لمنح غصن كفالة، بحسب تقرير الوكالة الفرنسية.

وفي بيروت، أفاد مسؤول في المكتب اللبناني لمنظمة «الإنتربول» بأن في وسع الحكومة اليابانية الطلب من المنظمة استرداد غصن وعلى السلطات اللبنانية المختصة القيام بذلك. وقال إن اللجوء إلى هذه المنظمة مرده عدم وجود اتفاقية استرداد للتعاون القضائي بين لبنان واليابان.

وأكدت مصادر دبلوماسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان سيتعامل مع أي طلب ياباني وفق الأصول المعمول بها في القانون الدولي، مع حرصه على عدم توتير العلاقات مع اليابان نظراً إلى دورها المساعد في عدد من الحقول الإنمائية والزراعية، وموقعها المؤثر في البنك الدولي بصفتها دولة مانحة. وتابعت أن الحكومة اللبنانية الجديدة (المفترض أن تبصر النور قريباً) تستعد لخوض مفاوضات مع البنك الدولي لمساعدة لبنان في معالجة مشكلة السيولة والتعثر الاقتصادي والمالي.

إلا أن مسؤولاً لبنانياً بارزاً رسم سيناريو لكيفية التعاطي مع طلب الاسترداد الياباني المحتمل، قائلاً إنه يجب التأكد مما إذا كان ينطبق على مواصفات الاتفاقية الموقعة مع لبنان لمكافحة الفساد، وهي الاتفاقية المتوقع أن تلجأ إليها طوكيو لطلب تسليم غصن تمهيداً لاستكمال محاكمته. وتابع المسؤول أنه يجب الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى قد تؤثر على القضية مثل شكوى غصن نفسه مما عاناه في السجن في اليابان وشكواه من التعاطي القاسي وغير الإنساني، بحسب وجهة نظره، وهو ما دفعه إلى الهرب من «نظام قضائي ياباني متحيز حيث يتم افتراض الذنب»، وفق بيان أصدره غصن بعدما أصبح في بيروت، مؤكداً أنه لم يعد «رهينة» وأنه لم يهرب من العدالة بل «حررت نفسي من الظلم والاضطهاد السياسي». وأفاد سفير لبناني مواكب لهذا الملف «الشرق الأوسط» بأن عدم التجاوب مع ما سيطلبه المفاوض الياباني المتوقع يمكن أن يؤثر على دعم طوكيو للبنان في أي مفاوضات يجريها مع البنك الدولي لتوفير مساعدات اقتصادية ونقدية له. ولم يخف مسؤول لبناني تخوفه من أن تؤثر قضية فرار غصن سلباً على نتائج المحادثات الإيجابية التي كان قد أجراها في بيروت وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني كيوشكي سوزوكي في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتناولت محادثاته إمكان توقيع اتفاقية بين لبنان ووكالة التنمية اليابانية من أجل زيادة المساعدات وتنويعها. وقال أحد المختصين بالقانون الدولي لـ«الشرق الأوسط» إن بوسع لبنان أن يطرح على الجانب الياباني محاكمة غصن في بيروت، نظراً إلى عدم وجود أي اتفاقية استرداد بين البلدين. وأعادت مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية اللبنانية إلى الأذهان أن هذه هي الأزمة الثانية التي تنشأ بين لبنان واليابان بعدما كانت الأولى بينهما في العقد الماضي حيث تلبدّت العلاقات في 27 فبراير (شباط) 1997، عندما بُلّغ سفير لبنان لدى طوكيو يومذاك سمير شمّا رسالة تتضمن طلب استرجاع عناصر من «الجيش الأحمر» الياباني كانوا في مخيم في البقاع بذريعة أنهم يقومون بعمليات مقاومة ضد إسرائيل، إلا أن سوريا كانت توفر الحماية لهم آنذاك. وفي وقت لاحق، اعتقلتهم السلطات الأمنية اللبنانية واحتفظت بهم دون أن تسلمهم إلى سلطات بلادهم. وسُوّيت الأمور بمساع أميركية بعيدة عن الأضواء من دون أن تؤدي إلى وقف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، حيث تفهمت طوكيو أن بيروت ليست هي صاحبة القرار في شأن عناصر «الجيش الأحمر».إلى ذلك، أفاد مصدر دبلوماسي في بيروت بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مهتم شخصياً بالحصول على تفاصيل عن كيفية فرار غصن من طوكيو إلى بيروت، علما بأن الأخير يحمل أيضاً الجنسية الفرنسية ودخل لبنان بجوازه الفرنسي وهويته اللبنانية. وأضاف المصدر أن وزارة  الخارجية الفرنسية طلبت من السفير في بيروت برونو فوشيه جمع المعلومات حول هذه العملية وموقف لبنان الرسمي وتحركات غصن بعد عودته لتزويد باريس بها.

 

محكمة دائرة طوكيو قررت إبطال قرار الإفراج بكفالة الذي أصدرته لكارلوس غصن

مواقع الكترونية/01 كانون الثاني/2020

نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، عن مصادر أن محكمة دائرة طوكيو قررت إبطال قرار الإفراج بكفالة الذي أصدرته لرئيس مجلس إدارة نيسان السابق كارلوس غصن. وبحسب موقع الهيئة، طلب ممثلو مكتب الادعاء العام في طوكيو إبطال قرار الإفراج عنه بعد إصدار غصن بيانا يقول إنه الآن في لبنان. وقال غصن في بيان صدر من قبل ممثله الصحفي في نيويورك إنه "لم يعد رهينة لنظام القضاء الياباني الفاسد حيث يُفترض الذنب ويسود التمييز وتُرفض فيه حقوق الإنسان الأساسية". وكانت المحكمة قد سمحت بالإفراج عن غصن بكفالة في نيسان عام 2019 ولكن ضمن شروط من بينها حظر سفره للخارج. وستتم الآن مصادرة الكفالة المالية ومقدارها نحو 13.8 مليون دولار. كما سيتم احتجاز غصن في مركز اعتقال في حالة عودته إلى اليابان، وفقا لموقع الهيئة. وبحسب موقع الهيئة "لا توجد بين اليابان ولبنان اتفاقية لترحيل المطلوبين، وهو أمر سيجعل استعادة اليابان لغصن أمرا صعبا للغاية في حال رفض لبنان طلب تسليمه". وتقول مصادر إن وكالة خدمات الهجرة اليابانية أفادت بأنه لا يوجد في سجلاتها ما يدل على مغادرة غصن للبلاد. وأخبر جونئيتشيرو هيروناكا، كبير محامي فريق الدفاع عن غصن، الصحفيين يوم الثلاثاء بأن جميع جوازات سفر غصن لا تزال لديهم وإنهم لم يعيدوها له.

 

تأليف الحكومة اللبنانية عالق بين عقد تمثيل الطوائف وإنهاء هيمنة باسيل

الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2020

تعمل القوى السياسية اللبنانية على تذليل العقبات الأخيرة التي تحول دون تشكيل الحكومة، أبرزها عقدة التمثيل السنّي والتمثيل الدرزي واختيار الوزراء المسيحيين، ودفع الثنائي الشيعي "أمل" و"حزب الله" باتجاه تغيير كل الوجوه السابقة في الحكومة المستقيلة، وسط تأزم سياسي بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. وأكّد الرئيس اللبناني ميشال عون وجود جهود لحلحلة العقد، معرباً عن تفاؤله بإمكان الخروج من الأزمة الراهنة قريباً. وقال: "إننا نبذل كل جهودنا لتذليل الصعوبات، لكننا نحتاج على الدوام لتضامن المجتمع"، آملا أن تتشكل الحكومة الجديدة في الأيام القليلة المقبلة، وأن تحمل السنة الجديدة "تحسناً في الأوضاع وأن بشكل تدريجي". ولفت الرئيس عون إلى أن "ما نفعله اليوم، هو محاولة لجمع الشمل السياسي لتأليف حكومة فعالة تخاطب المجتمع الدولي الذي يريد مساعدتنا، بعدما عانينا من تأثيرات الحروب الدولية في منطقتنا، وعلى رأسها النزوح السوري الكثيف إلى لبنان". واعتبر أن الفوضى التي حكمت البلاد في العقود الثلاثة الأخيرة أنتجت الانفجار الذي يحصل اليوم "بسبب عدم قدرة الناس على تحمّل المزيد". وقال: "إذا بقيت الأزمة على حالها والمواطنون على احتجاجهم دون فسحة من الهدوء، فستتفاقم الأزمة عما هي عليه اليوم، لأن النزول الدائم إلى الشارع وإقفال الطرقات يعطل ما تبقى من إنتاج لدينا".

وقالت مصادر سياسية مواكبة لعملية تشكيل الحكومة لـ"الشرق الأوسط" إن الحكومة التي يجري التحضير لإعلانها، تتألف من 18 وزيراً، وتنقسم إلى 9 وزراء مسيحيين هم 4 موارنة و2 أرثوذوكس ووزير كاثوليكي وآخر أرمني وآخر من الأقليات، أما حصة المسلمين فهي تتألف من 4 وزراء سنة، و4 شيعة ووزير درزي. وبرزت العقدة الدرزية أمس على خلفية انتقاد جنبلاط ومسؤولين آخرين لتمثيلهم بحقيبة "غير وازنة" (البيئة)، وإصرار رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على أن يكون الوزير الدرزي من حصة حليفه النائب طلال أرسلان تحوّطاً من إمكانية استقالته في وقت لاحق، ما يفقد الحكومة ميثاقيتها. وقالت المصادر إن الاسم المقترح للتوزير هو الطبيب رمزي مشرفية. وتتمثل العقدة الثانية في التمثيل السنّي، إذ لم تسفر الأسماء المقترحة حتى الآن عن تمثيل لبيروت في الحكومة سوى عن اسم رئيس الحكومة حسان دياب، وهو ما يُنظر إليه على أنه "تمثيل ضعيف". وقالت المصادر إن اتصالاً غير مباشر بين الرئيس المكلف تم بالناشطة في "تحالف وطني" الدكتورة حليمة قعقور عبر صديق مشترك لتولي حقيبة التربية في الحكومة، فاستفسرت عن برنامج الحكومة وخطتها، لكن تبيّن أنها غير متحمسة للمشاركة في الحكومة ومالت للاعتذار، بحسب ما قالت المصادر.

ولفتت المصادر إلى أن المطروح لتولي حقيبة التربية هو الدكتور طارق محمد المجذوب الذي يتحدر من مدينة صيدا. كما طُرح اسم عثمان سلطان لتولي حقيبة الاتصالات، وهو يتحدر من طرابلس في الشمال ولا ينتمي سياسيا إلى أحد وليس معروفاً في المحيط السياسي.

وتعد حقيبة الداخلية واحدة من أبرز العقد القائمة في هذا الوقت وهي لا تزال قيد البحث، على ضوء تراجع حظوظ اسمين جرى طرحهما أخيراً هما الضابط المتقاعد باسم خالد المتحدر من منطقة عكار وكان المساعد الثاني لمدير المخابرات في الجيش اللبناني قبل تقاعده، والضابط المتقاعد حسني ضاهر الذي لم يلقَ طرح اسمه استجابة لدى الرئيس عون، بحسب ما قالت المصادر. وأشارت إلى أن الاسم المطروح جدياً الآن هو العميد المتقاعد محمد فهمي الذي شغل أثناء الخدمة قبل أكثر من 12 عاماً موقع رئيس فرع الأمن العسكري في مديرية المخابرات في الجيش. أما لتولي حقيبة الدفاع فتُطرح أسماء ضباط متقاعدين أيضاً، بعد استبعاد اسم شادي مسعد كلياً. وكان يُفترض أن تولد الحكومة أول من أمس الاثنين بضغط من رئيس الجمهورية قبل اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي المزمع عقده يوم السبت المقبل لإعلان موقف، بحسب ما قالت المصادر، لكن الوزير باسيل أعاق ولادتها وفضّل التمهّل لحلحلة العقد الباقية. وإضافة إلى العقدة الدرزية وأسماء السنة، برز إصرار الثنائي الشيعي على استبعاد الوجوه السابقة كلياً بهدف تسهيل ولادة الحكومة. وأبلغ ممثلو الثنائي الشيعي الرئيس المكلف في اجتماع معه قبل أيام أنه في حال بقي الوزير باسيل مصراً على إعادة توزير وزيرة الطاقة ندى البستاني ووزير الاقتصاد منصور بطيش، فإن الثنائي الشيعي سيتمسك بتوزير الوزير جميل جبق والوزير حسن اللقيس. وأكدت المصادر أن إصرار الثنائي الشيعي يشير إلى أنه عازم على التسهيل شرط عدم هيمنة باسيل على الحكومة. وأشارت المصادر إلى استبعاد كلي لإعادة توزير الوزير سليم جريصاتي، حيث استجاب الرئيس عون لهذا الطلب، فيما رفض باسيل ترشيح دميانوس قطار لموقع وزارة الخارجية. كما اعتذرت كارول غياط التي تردد اسمها في وقت سابق، ما يؤكد أن العقدة المسيحية لا تزال عالقة أيضاً.

 

«استنفار درزي» لتحسين تمثيل الطائفة في الحكومة اللبنانية الجديدة

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط أونلاين»»/01 كانون الثاني/2020

استنفرت المرجعيات السياسية والدينية الدرزية في لبنان، أمس (الثلاثاء)، لتحسين تمثيل الطائفة في الحكومة الجديدة، بعد أنباء ترددت عن حصر هذا التمثيل بوزارة البيئة. وحذّر رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، من «احتقار الدروز، وحصرهم بموقع وزارة البيئة، بأمر من صهر السلطان»، في إشارة إلى الوزير جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون. وكتب جنبلاط في تغريدة على حسابه على موقع «تويتر»: «بالأساس، فإن الأقنعة ساقطة واللعبة مكشوفة. إن تفاهم البوارج التركية والاتصالات بين البرتقالي والأزرق، الذي خرّب البلاد، يبدو أنه يتجدد بصيغة أخرى مع لاعبين جدد في حكومة التكنوقراط الشكلية وهيمنة اللون الواحد». وكان جنبلاط يشير بذلك إلى تفاهمات سابقة بين «التيار الوطني الحر» (البرتقالي) و«تيار المستقبل» (الأزرق). واستدعت تغريدة جنبلاط رداً من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري (تيار المستقبل)، الذي قال: «فعلاً الأقنعة سقطت واللعبة انكشفت. هناك أناس لديهم عمى ألوان بالسياسة، ونظرهم يتركز حصراً على اللون الأزرق». وأضاف: «هم يرفضون دخول الحكومة من الباب، ويركضون ليدخلوا من الشباك». وتوجّه الحريري إلى جنبلاط، من دون أن يسيمه صراحة، قائلاً: «مشكلاتكم لا تعالجوها على حسابنا. انتهينا».

وقالت مصادر مطلعة على عملية التكليف لتشكيل حكومة جديدة، إن جزءاً من الاعتراض الدرزي ناتج عن إصرار وزير الخارجية جبران باسيل على أن يسمي حليفه النائب طلال أرسلان، الوزير الدرزي، في الحكومة، وعدم تسمية وزير مستقل تماماً، لضمان عدم استقالته لاحقاً من الحكومة تأثراً بجنبلاط أو بالجو الدرزي العام الرافض للمشاركة في الحكومة، ذلك أنه في حال استقال الوزير الدرزي تفقد الحكومة ميثاقيتها. أما الجزء الثاني من الاعتراض فناتج عن أن الوزارة المقترحة (البيئة) أقل حجماً من التمثيل الدرزي في الحكومات السابقة. وعطفاً على السجال بين جنبلاط والحريري، أكدت مصادر «الحزب التقدمي الاشتراكي»، أن ما صدر عن جنبلاط لم يكن الهدف منه افتعال سجال مع «المستقبل»، أو غيره، بقدر ما كان الهدف «التذكير بالوقائع التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه». واعتبرت أنه «من غير المنطقي في نظام طائفي كالذي نعيش في ظله اليوم أن يتم تمثيل مكوّن طائفي، هو المكوّن الدرزي، بوزارة ثانوية كوزارة البيئة». وشددت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «قيادة الحزب الاشتراكي لا تزال عند موقفها لجهة رفض المشاركة في الحكومة، لكن هذا لا يعني التخلي عن المطالبة بحق الشريحة التي فوضتنا في الانتخابات النيابية الأخيرة أن نمثلها. وللتذكير، نحن نمثّل 8 من أصل 9 نواب دروز في البرلمان الحالي». وأضافت المصادر: «صحيح أننا لسنا جزءاً من المفاوضات الجارية للتأليف، باعتبارنا سبق أن أعلنا عدم مشاركتنا في الحكومة، لكن هذا لا يلغي حقنا بالمطالبة بوزارة وازنة ومقبولة وقادرة على أن تعطي هذا المكوّن حقه بالتمثيل الوزاري». اللافت أن المرجعيات السياسية الدرزية ما لبثت أن توحدت خلف تحذير جنبلاط، فأكد رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان، أنه لن يوافق على «أي تمثيل ينتقص من حضور الدروز وكرامتهم، من منطلق أنهم مؤسسو هذا الوطن وحماة استقلاله». وأضاف: «هذا موقفنا الدائم منذ سنين ولن يتبدل، وقد أبلغناه للرئيس المكلف (حسان دياب)، المعني الأول بتأليف الحكومة، علماً بأنه لم يتدخل أحد بهذا الموضوع إلا الدروز، على رأسهم وليد جنبلاط ونحن». وضم رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب، صوته لصوت جنبلاط، فقال إنه يشاركه التحذير في خصوص الحصة الدرزية. وتابع: «كنا أبلغنا الجميع بأن أي حصة غير وازنة مرفوضة، ولن نقبل بمشاركة أحد في حقيبة ثانوية، كما نصر على رفع عدد وزراء الحكومة إلى 20 أو إنقاصه إلى 16». ولم يقتصر رفع الصوت الدرزي على القيادات السياسية، إذ لم يتأخر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، في التنبيه من «ضرب التمثيل الطبيعي لمكوّن أساسي تأسيسي للبلاد». وقال حسن في بيان: «إن ما يتناهى إلينا من مقاربات في الوضع الحكومي يدعونا إلى التحذير من الإجحاف المتمادي من قبل القيمين على إدارة ملف تأليف الحكومة بحق طائفة الموحدين الدروز. وطالما أن لكل طائفة حقوقها التي تتمسكون بها بكل قواكم وتسعون إلى تحصيلها باسمها ظاهراً وارتباطاً بالمصالح الشخصية، فليكن معلوماً لدى الجميع أننا لن نرضى إلا بحقوق طائفة الموحدين الدروز التمثيلية عدداً ونوعاً على أتم وجه في هذا النظام السياسي القائم على التمثيل الطائفي حتى الساعة وفقاً لمضامين الدستور اللبناني».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس بأول قداس في العام الجديد: أي عنف تتعرض له النساء هو تدنيس لله

وطنية - الأربعاء 01 كانون الثاني 2020

وصف البابا فرنسيس في أول قداس يقيمه في العام 2020، العنف ضد النساء واستغلال أجسادهن من خلال "النزعة الاستهلاكية والإباحية" بأنها "تدنيس لله". وقال في عظة ألقاها في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان: "المرأة هي مصدر حياة. وبالرغم من ذلك، فهي تتعرض باستمرار للإهانة والاعتداء والاغتصاب والحض على الدعارة وعلى قمع الحياة التي تحملها في رحمها". أضاف: "لقد بدأت نهضة البشرية من المرأة، وأي عنف تتعرض له النساء هو تدنيس لله، المولود من امرأة. ومن خلال الطريقة التي نتعامل بها مع جسد المرأة، نفهم مستوى إنسانيتنا". وسأل "كم من مرة يقدم جسد المرأة على المذابح المدنسة للدعاية والربح والإباحية، ويتم استغلاله كسلعة تستخدم". وأكد أن "جسد المرأة يجب تحريره من النزعة الاستهلاكية، ويجب احترامه وتكريمه. إنه أنبل جسد في العالم، فقد حمل الحب الذي خلصنا". واعتبر أن الأمومة "تهان لأن النمو الوحيد الذي يهم هو النمو الاقتصادي"، مذكرا بأن الكثير من الأمهات "يخاطرن فيقمن برحلات وعرة بمحاولة يائسة لإعطاء مستقبل أفضل لثمرة أحشائهن، ولدى وصولهن برفقة أطفالهن يتم اعتبارهن أرقاما زائدة من قبل أشخاص ملأوا بطونهم بالأشياء، أما قلبهم ففارغ من الحب".

 

بعد تهديداته لطهران... ترمب لا يتوقع حرباً مع إيران

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»»/01 كانون الثاني/2020

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء أمس (الثلاثاء) إنه لا يتوقع الحرب مع طهران، بعد أن حاول متظاهرون مؤيدون لإيران اقتحام السفارة الأميركية في العراق. وقال ترمب في مقرّ عطلته في فلوريدا عندما سأله أحد المراسلين عن احتمال الحرب مع الجمهورية الإيرانية: «أنا لا أرى ذلك يحدث». وأضاف قبيل مشاركته باحتفالات العام الجديد: «أنا أحبّ السلام»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وكان ترمب قد اتّهم إيران بالوقوف وراء الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، قائلاً عبر «تويتر»: «إيران دبّرت هجوما ضد السفارة الأميركية في العراق، وسيُحمّلون مسؤولية ذلك بشكل كامل»، داعياً العراق إلى «استخدام قواته لحماية السفارة». وقال ترمب إن طهران ستدفع «ثمناً باهظاً» بعد محاولة اقتحام آلاف العراقيين المؤيدين لإيران السفارة الأميركية في بغداد. وأضاف أن «إيران ستتحمل المسؤولية الكاملة عن أي خسائر بالأرواح أو أضرار لحقت بمرافقنا»، شاكراً القادة العراقيين «استجابتهم السريعة» لحماية السفارة. وتابع الرئيس الأميركي في رسالته التي بعثها من منتجع مارالاغو حيث يقضي عطلة: «سيدفعون ثمناً باهظاً! هذا ليس تحذيراً، إنه تهديد... عام سعيد». وأعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر (الثلاثاء) بعد الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد أن البنتاغون سيرسل «فوراً» نحو 750 جندياً إضافياً إلى الشرق الأوسط «رداً على الأحداث الأخيرة في العراق». ويتبع هؤلاء الجنود الـ750 وحدة استجابة سريعة من الفرقة 82 المحمولة جواً. وقال ترمب إن التعزيزات الأميركية تم نقلها «إلى هناك بسرعة كبيرة»، مضيفاً أنه «لن تكون هناك بنغازي» في العراق، في إشارة منه إلى هجوم في عام 2012 نفذه متطرفون على القنصلية الأميركية في بنغازي الليبية. وقُتل أربعة أميركيين خلال ذلك الهجوم في ليبيا بمن فيهم السفير كريس ستيفنز. وفيما بدا مواجهة بين طهران وواشنطن على أسوار السفارة الأميركية في بغداد، زحف الآلاف من عناصر «الحشد الشعبي» المدعوم من إيران، يتقدمهم كبار قادته مثل فالح الفياض وأبو مهدي المهندس وهادي العامري وقيس الخزعلي، صوب السفارة في المنطقة الخضراء شديدة التحصين بالعاصمة العراقية، للتنديد بالغارات الأميركية التي استهدفت، يوم (الجمعة) الماضي، مقرات «كتائب حزب الله» في غرب العراق وسوريا. وسرعان ما تحولت المظاهرة إلى محاولة لاقتحام السفارة التي استخدم حراسها قنابل الغاز والرصاص لصدها، ما أدى إلى وقوع عشرات الجرحى.

 

الجيش العراقي: انسحاب جميع المحتجين من محيط السفارة الأميركية

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/01 كانون الثاني/2020

أعلن الجيش العراقي أن جميع أفراد الفصائل المسلحة وأنصارها الذين كانوا يحتجون على الضربات الأميركية في العراق انسحبوا من محيط السفارة الأميركية ببغداد اليوم (الأربعاء). وقال الجيش في بيان «جرى انسحاب جميع المحتجين ورفع السرادق وإنهاء المظاهر التي رافقت هذه الاحتجاجات، كما أمنت القوات الأمنية العراقية محيط السفارة بالكامل». وكان مئات من أنصار «الحشد الشعبي» قد بدأوا الانسحاب من أمام السفارة الأميركية في وقت سابق اليوم، بموجب قرار من قيادته غداة محاولة اقتحامها من قبل محتجين غاضبين، لتعود الأمور أمام السفارة الى طبيعتها وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية. يأتي ذلك بعد مرور يوم من الاعتصام أمام السفارة الأميركية ونصب الخيام، إثر هجوم نفذه محتجون غاضبون تنديداً بالغارات الجوية التي استهدفت «كتائب حزب الله»، الفصيل الموالي لإيران والمنضوي ضمن «الحشد الشعبي»، وأسفرت عن سقوط 25 قتيلاً. وأثار ذلك تصعيداً بين طهران وواشنطن ومخاوف لدى الولايات المتحدة من تكرار أحداث سفارتيها؛ في طهران عام 1979، وفي مدينة بنغازي الليبية عام 2012. واستدعت طهران الأربعاء القائم بالأعمال السويسري للاحتجاج على المواقف الأميركية. ودعا «الحشد الشعبي» في بيان وجهه لأنصاره إلى «الانسحاب احتراماً لقرار الحكومة العراقية التي أمرت بذلك وحفاظاً على هيبة الدولة»، مضيفاً أنه يقول للجماهير الموجودين هناك إن «رسالتكم وصلت». وبعيد ذلك أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن محتجين بدأوا بتفكيك الخيام التي نصبوها أمام السفارة. من جهته، أكد مسؤول رفيع في «كتائب حزب الله» رفضه الانسحاب، والاستمرار في الاعتصام أمام السفارة.

وجرى إغلاق المنطقة الخضراء (الأربعاء) عقب اقتحامها من قبل المتظاهرين من دون تسجيل صدامات. وبدا أن قرار الإغلاق اتُخذ منعاً لالتحاق متظاهرين آخرين بمئات العراقيين الذين قرروا (الثلاثاء) البقاء قبالة السفارة الأميركية. ورشق المئات السفارة بالحجارة (الأربعاء)، هاتفين: «الموت لأميركا». وكان البعض يُنزل فُرُشاً وأغطيةً ومؤناً من الحافلات، للاستمرار في اعتصامهم عند أبواب السفارة، والمفتوح زمنياً وفقاً لهم، قبل أن يصدر أمر «الحشد الشعبي». وفي طهران، تم استدعاء القائم بأعمال السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأميركية في إيران، للاحتجاج على تصريحات المسؤولين الأميركيين «المثيرة للحروب» في العراق المجاور. ويثير الاعتداء على السفارة والغارات الأميركية التي سبقته واستهداف مقرات تضم أميركيين بقذائف، الخشية من تحوّل العداوة الأميركية - الإيرانية إلى نزاع مفتوح في العراق؛ البلد الذي يتخذ في الوقت نفسه من الولايات المتحدة وإيران حليفين له. واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران بالوقوف خلف الاعتداء على سفارة بلاده في بغداد، وهددها بأنها ستدفع «الثمن غالياً». ورفضت طهران الاتهامات، فيما ندد المرشد الإيراني علي خامنئي (الأربعاء) بالغارات الأميركية التي وصفها بـ«التصرف الخبيث». ورغم أن ترمب أكد أنه لا يريد حرباً مع عدوه اللدود، فإن واشنطن قررت نشر 750 جندياً إضافياً في الشرق الأوسط، و«من المحتمل جداً» إرسالهم إلى العراق؛ وفق ما قال مسؤول أميركي (الثلاثاء). وتأتي هذه التطورات في وقت تهز فيه العراق منذ 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي انتفاضة شعبية ضد السلطة المُتهمة بالفساد وانعدام الكفاءة، ولكن أيضاً ضد النفوذ الإيراني. وبدا أن التوتر الإيراني - الأميركي ألقى بظلاله على الاحتجاجات المستمرة، فيما بدأ النواب غير القادرين على التوافق حول الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون، بالسعي نحو تغييرات أخرى. وفي الأيام الأخيرة، وقّع نحو مائة نائب عراقي على دعوة لإدراج مسألة طرد القوات الأجنبية من العراق في جدول أعمال البرلمان. وقال متظاهر ضد السلطة في ساحة التحرير ببغداد لوكالة الصحافة الفرنسية: «إننا واضحون جداً منذ 1 أكتوبر... يجب ألا يكون العراق ساحة للنزاعات بين إيران والولايات المتحدة»، مشيراً إلى تصميمه ورفاقه على مواصلة الاحتجاجات.

 

السفارة الأميركية في بغداد تعلّق العمليات القنصلية حتى إشعار آخر غداة اقتحامها من جانب فصائل مسلحة تدعمها إيران... وبومبيو يؤجل زيارته لأوكرانيا

بغداد: «الشرق الاوسط أونلاين»/01 كانون الثاني/2020

ذكرت السفارة الأميركية في بغداد اليوم (الأربعاء) أنها علّقت جميع العمليات القنصلية العامة حتى إشعار آخر، وذلك غداة اقتحام فصائل مسلحة تدعمها إيران وأنصارها محيطها الخارجي وإشعال حرائق وإلقاء الحجارة وتحطيم كاميرات المراقبة. وقالت السفارة في بيان «بسبب هجمات الميليشيات عند مجمع السفارة الأميركية، تم تعليق جميع العمليات القنصلية العامة حتى إشعار آخر. جميع المواعيد المستقبلية ألغيت. ننصح المواطنين الأميركيين بعدم الاقتراب من السفارة». وكان الجيش العراقي أعلن في وقت سابق اليوم أن جميع أفراد الفصائل المسلحة وأنصارها الذين كانوا يحتجون على الضربات الأميركية في العراق انسحبوا من محيط السفارة الأميركية. وقال في بيان: «جرى انسحاب جميع المحتجين ورفع السرادق وإنهاء المظاهر التي رافقت هذه الاحتجاجات، كما أمنت القوات الأمنية العراقية محيط السفارة بالكامل». إلى ذلك، أجّل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم، رحلة مقررة إلى أوكرانيا من أجل «متابعة الوضع» في العراق، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغن أورتيغاس. وقالت المتحدثة، في بيان، إنه سيتم إعادة جدولة مجمل الجولة التي كانت ستقود بومبيو في نهاية الأسبوع إلى أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأوزبكستان وقبرص. وأثار اقتحام الفصائل المدعومة من إيران للسفارة تصعيداً بين طهران وواشنطن ومخاوف لدى الولايات المتحدة من تكرار أحداث سفارتيها؛ في طهران عام 1979، وفي مدينة بنغازي الليبية عام 2012. واستدعت طهران الأربعاء القائم بالأعمال السويسري للاحتجاج على المواقف الأميركية. واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران بالوقوف خلف الاعتداء على سفارة بلاده في بغداد، وهددها بأنها ستدفع «الثمن غالياً». ورفضت طهران الاتهامات، فيما ندد المرشد الإيراني علي خامنئي (الأربعاء) بالغارات الأميركية التي وصفها بـ«التصرف الخبيث». ورغم أن ترمب أكد أنه لا يريد حرباً مع عدوه اللدود، فإن واشنطن قررت نشر 750 جندياً إضافياً في الشرق الأوسط، و«من المحتمل جداً» إرسالهم إلى العراق؛ وفق ما قال مسؤول أميركي (الثلاثاء).

 

سفارة أميركا ببغداد.. الحشد ينسحب وحزب الله إلى الخيم

دبي - العربية.نت/01 كانون الثاني/2020

أفاد التلفزيون الرسمي العراقي مساء الأربعاء بانسحاب جميع المتظاهرين من محيط السفارة الأميركية في بغداد. وتوجه المتظاهرون إلى مخارج المنطقة الخضراء المحصنة حيث مقر السفارة وساروا وهم يهتفون "حرقناهم"، فيما قامت شاحنات بنقل هياكل حديدية وخيم استخدمها هؤلاء للاعتصام المفتوح الذي كانوا أعلنوه الثلاثاء عند محيط السفارة. وأكدت وكالة الأنباء العراقية أن وزير الداخلية أشرف على انسحاب المتظاهرين من أمام السفارة. في المقابل، أفاد مراسل العربية/الحدث بأن أنصار كتائب حزب الله نصبوا خيما في الضفة الثانية، مقابل السفارة. وكانت هيئة الحشد الشعبي دعت في وقت سابق، وبعد وقوع مواجهات في محيط السفارة، أنصار الفصائل المنضوية ضمنها إلى الانسحاب. وأمرت قيادة الحشد أنصارها بالانسحاب من أمام السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد بعد يوم من الاعتصام، لكن أحد الفصائل الموالية لإيران رفض ذلك. ودعا الحشد في بيان وجهه إلى أنصاره إلى "الانسحاب احتراماً لقرار الحكومة العراقية التي أمرت بذلك" معتبراً أن رسالة المتظاهرين وصلت". لكن مسؤولا رفيعا في كتائب حزب الله الفصيل الموالي لإيران، أكد لفرانس برس سابقاً رفضه الانسحاب والاستمرار في الاعتصام.

 

سفارة واشنطن في بغداد تعلق أعمالها.. والبديل أربيل

دبي - العربية.نت/01 كانون الثاني/2020

ذكرت السفارة الأميركية، في بغداد اليوم الأربعاء أنها علقت جميع العمليات القنصلية العامة حتى إشعار آخر، وذلك بعد يوم من اقتحام ميليشيات مسلحة تدعمها إيران محيطها الخارجي وإشعال حرائق وإلقاء الحجارة وتحطيم كاميرات المراقبة. وقالت السفارة في بيان "بسبب هجمات الميليشيات عند مجمع السفارة الأميركية، تم تعليق جميع العمليات القنصلية العامة حتى إشعار آخر. جميع المواعيد المستقبلية ألغيت. ننصح المواطنين الأميركيين بعدم الاقتراب من السفارة". وطلبت واشنطن من رعاياها مراجعة قنصليتها في أربيل للحصول على خدمات كما أن مفتوحة لمنح التأشيرات. إلى ذلك، انسحب جميع المتظاهرين من محيط السفارة الأميركية في بغداد. وتوجه المتظاهرون إلى مخارج المنطقة الخضراء المحصنة حيث مقر السفارة وساروا وهم يهتفون "حرقناهم"، فيما قامت شاحنات بنقل هياكل حديدية وخيم استخدمها هؤلاء للاعتصام المفتوح الذي كانوا أعلنوه الثلاثاء عند محيط السفارة. وفق ما أورد التلفزيون العراقي.

وأكدت وكالة الأنباء العراقية أن وزير الداخلية أشرف على انسحاب المتظاهرين من أمام السفارة. ?أفادت إذاعة "RFI" الفرنسية، الأربعاء، بوصول عدد كبير من "المقاتلين السوريين" إلى ليبيا عن طريق رحلات جوية غير مسجلة.  إذاعة فرنسية: هبوط 4 طائرات تحمل مقاتلين سوريين في ليبيا

في المقابل، أفاد مراسل العربية/الحدث بأن أنصار كتائب حزب الله نصبوا خيما في الضفة الثانية، مقابل السفارة. وكانت هيئة الحشد الشعبي دعت في وقت سابق، وبعد وقوع مواجهات في محيط السفارة، أنصار الفصائل المنضوية ضمنها إلى الانسحاب. وأمرت قيادة الحشد أنصارها بالانسحاب من أمام السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد بعد يوم من الاعتصام، لكن أحد الفصائل الموالية لإيران رفض ذلك. ودعا الحشد في بيان وجهه إلى أنصاره إلى "الانسحاب احتراماً لقرار الحكومة العراقية التي أمرت بذلك" معتبراً أن رسالة المتظاهرين وصلت". لكن مسؤولا رفيعا في كتائب حزب الله الفصيل الموالي لإيران، أكد لفرانس برس سابقاً رفضه الانسحاب والاستمرار في الاعتصام. وأطلق جنود المارينز الأميركيون الذين يحرسون السفارة، أمس الغاز المسيل للدموع بعد أن أشعل المتظاهرون النار على سطح منطقة الاستقبال، وتصاعد الدخان من المبنى. يذكر أن أنصار الفصائل الموالية لإيران والمنضوية ضمن الحشد الشعبي أقدموا الثلاثاء على حرق إحدى بوابات السفارة وتحطيم زجاج غرفة أمن وكاميرات مراقبة. وشارك كل من أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي (زعيم حركة عصائب أهل الحق) وهادي العامري (الذي يتولى قيادة منظمة بدر) وفالح الفياض (رئيس هيئة الحشد الشعبي)، في الاحتجاج الذي تحول إلى مهاجمة للسفارة الأميركية في بغداد.

 

اذاعة فرنسية: هبوط 4 طائرات تحمل مقاتلين سوريين في ليبيا

دبي - العربية.نت/01 كانون الثاني/2020

أفادت إذاعة "RFI" الفرنسية، الأربعاء، بوصول عدد كبير من "المقاتلين السوريين" إلى ليبيا عن طريق رحلات جوية غير مسجلة مشيرة إلى هبوط 4 طائرات تحمل مقاتلين سوريين من الألوية الموالية لأنقرة في مطار معيتيقة الليبي بين يوم الجمعة والأحد، نقلا عن مصادر بالمطار. كما أضافت بأن "المعلومات بخصوص حضور سوريين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، تتواتر الواحدة تلو الأخرى"، بعد نشر مقاطع فيديو وثقت حضورهم في العاصمة طرابلس. موضوع يهمك?أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى ارتفاع عدد المجندين، الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب إلى ما لا يقل عن...المرصد السوري: عملية وأفادت "RFI" بأن شركة الخطوط الجوية الليبية "Afriqiyah Airlines" وشركة الطيران "Ajniha"، التي يملكها عبد الحكيم بلحاج المقيم بتركيا، قامتا بنقل هؤلاء المقاتلين من تركيا إلى طرابلس، بهدف مساعدة المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق. جدير بالذكر أن حكومة السراج نفت وجود مقاتلين سوريين في ليبيا، مؤكدة أن مقاطع الفيديو المتداولة تم تصويرها في مدينة الرقة، إلا أن نشطاء في ليبيا دحضوا تلك المزاعم ونشروا صورا توثق مكان تصويرها، حيث قالوا إن المنطقة تقع قرب التكبالي بمنطقة صلاح الدين، على بعد 10 كيلومترات من وسط العاصمة طرابلس. إلى ذلك، أكد مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، ماهر عبد الرحمن، في تصريح لـ RFI، أن 500 مقاتل سوري حطوا بالتراب الليبي، مضيفا أن آخرين متواجدين في تركيا ينتظرون نقلهم إلى العاصمة طرابلس. من جانبه، ذكر نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي اليوم الأربعاء أن أنقرة ربما تحجم عن إرسال قوات إلى ليبيا، إذا أوقف الجيش الوطني الليبي هجومه على الوفاق. ومن المقرر أن يناقش البرلمان التركي مشروع قانون يفوض بنشر قوات عسكرية في ليبيا ويُطرح للتصويت غدا الخميس وذلك بعد أن طلبت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج الدعم في إطار اتفاق تعاون عسكري. وذكر تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليه "رويترز" أن تركيا أرسلت بالفعل إمدادات عسكرية إلى حكومة الوفاق الوطني على الرغم من حظر تفرضه الأمم المتحدة وتقول إنها ستواصل دعمها.

 

تركيا تطلب المستحيل للتراجع عن إرسال قوات إلى ليبيا

دبي - العربية.نت/01 كانون الثاني/2020

قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي اليوم الأربعاء إن أنقرة ربما تحجم عن إرسال قوات إلى ليبيا إذا أوقف الجيش الوطني الليبي هجومه على طرابلس. ومن المقرر أن يناقش البرلمان التركي مشروع قانون يفوض بنشر قوات عسكرية في ليبيا ويُطرح للتصويت غدا الخميس وذلك بعد أن طلبت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج الدعم في إطار اتفاق تعاون عسكري. وقال أوقطاي في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول "بعد إقرار البرلمان مشروع القانون.. ربما يحدث أن نرى شيئا مختلفا.. موقفا مختلفا ويقولون (حسنا سننسحب ونوقف الهجوم). وأضاف أوقطاي أن أنقرة تأمل أن يبعث مشروع القانون التركي برسالة "ردع للأطراف المتحاربة". إلى ذلك، أفادت إذاعة "RFI" الفرنسية، الأربعاء، بوصول عدد كبير من "المقاتلين السوريين" إلى ليبيا عن طريق رحلات جوية غير مسجلة مشيرة إلى هبوط 4 طائرات تحمل مقاتلين سوريين من الألوية الموالية لأنقرة في مطار معيتيقة الليبي بين يوم الجمعة والأحد، نقلا عن مصادر بالمطار.

كما أضافت بأن "المعلومات بخصوص حضور سوريين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، تتواتر الواحدة تلو الأخرى"، بعد نشر مقاطع فيديو وثقت حضورهم في العاصمة طرابلس. وذكر تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليه رويترز أن تركيا أرسلت بالفعل إمدادات عسكرية إلى حكومة الوفاق على الرغم من حظر تفرضه الأمم المتحدة وتقول إنها ستواصل دعمها.

 

فيديو لبابا الفاتيكان يفقد صبره ويصفع امرأة.. ثم يعتذر!

العربية.نت- وكالات/01 كانون الثاني/2020

اعتذر البابا فرنسيس، الأربعاء، بسبب عصبيته الزائدة، حيال امرأة أمسكت بذراعه بقوة خلال ملاقاته للحشود في ساحة "القديس بطرس" في الفاتيكان. وقامت المرأة التي كانت تقف بين المصلين خلف الحواجز الأمنية في الساحة المواجهة لكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، بجذب البابا بقوة من يده وبطريقة غير لائقة لحظة مروره أمامها، وحاولت مراراً سحبه ناحيتها فيما حاول البابا التخلص منها مراراً في غضب واضح من تصرفها الغريب. وقال البابا من شرفة تطل على الساحة الا{بعاء "في كثير من الأحيان نفقد صبرنا.. وهذا يحصل لي أيضا. وأنا أعتذر على المثال السيئ الذي صدر عني البارحة". يذكر أن المقطع المصور الذي أظهر البابا مغتاظا مساء الثلاثاء، بعدما أمسكت امرأة بذراعه بشدة خلال جولة له على مصلين في ساحة بالفاتيكان في اليوم الأخير من العام 2019، انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي التفاصيل، بعدما قبّل العديد من الأطفال الذين احتشدوا أمام مغارة عيد الميلاد في ساحة القديس بطرس الشهيرة، وهم بالابتعاد أمسكت امرأة آسيوية بذراعه ودفعته باتجاهها فكاد يسقط أرضاً. وفي حين راحت المرأة تتفوه بكلام غير مسموع، بدت علامات الانزعاج والألم على البابا الذي تمكن من الإفلات من قبضة المرأة من خلال ضربها على ذراعها. وواصل البابا الغاضب البالغ من العمر 83 عاما والذي يعاني صعوبات في المشي جولته، لكنه حافظ على مسافة معينة مع الحشود المتحمسة وقد زال التوتر عن معالم وجهه بعدما التقى الأطفال.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرجل الذي هزم اليابان

 سمير عطا الله/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2020

هناك معالم في التقاليد اليابانية لا وجود لها في أي حضارة أخرى.

فالإمبراطور هو «الحاكم السماوي» والمقاتل هو «الكاميكاز»، أي أن الطيار لا يقصف أعداءه، بل ينزل عليهم بطائرته، والمهزوم يموت بالـ«هاراكيري» أي يبقر بطنه بالسيف وهو يصرخ ممجداً الشمس وإله الشمس وحضارة اليابان.

يجب أن نضيف إلى هذه النقاط الحضارية، سابقة جديدة في السعة اليابانية: منع المتّهم كارلوس غصن، بعد الإفراج عنه بكفالة، من مخاطبة زوجته إلا بواسطة الفيديو. ويُذكر هنا أن أعتى السجون الأميركية تسمح لأعتى السجناء، بمقابلة زوجاتهم. بشراً لا روبوتات. والمتّهم كارلوس غصن هو اللبناني الذي أحيا صناعة السيارات اليابانية من الخراب والإفلاس. وهو الذي عثر لليابانيين على 400 ألف فرصة عمل. وهو الذي دمج الشركات العملاقة لإنقاذ الصناعة. وبالتالي هو من أعاد الحيوية للاقتصاد الياباني المتعثر. يومها قيل وكُتب أن اليابان لن تنسى ما قدّمه لها، ويومها كتبت أن اليابان، بنوعية حضارتها ورثاث تقاليدها وصنميتها وأوثانها، لن تغفر «للغريب» أنّه تفوّق على عبدة الإمبراطور. فالتقاليد اليابانية تعتبر «الغريب» طارئاً ومعتدياً. ولذلك كانت حروبها ضدّ جيرانها في الصين وكوريا، الأكثر توحّشاً في التاريخ.

التهم الموجّهة إلى كارلوس غصن، تُهَم مخالفات مالية لم تثبت بعد. ومع ذلك، عومل هذا الياباني الفخري مثل قاتل أو مثل معتدٍ أشعل النار في ثوب الإمبراطور. وُضع في زنزانة ليس فيها كتاب ولا كرسي ولا ضوء. ومُنع من رؤية زوجته وأبنائه أو الاتصال بهم. وحُرم في الأيام الأولى من توكيل المحامي الذي يريد. لست أدافع عن رجل حوكم وأُدين، بل عن متّهم بمخالفات مالية وعن حقوقه المدنية بموجب أي قانون من قوانين الأرض، إلا قانون الـ«هاراكيري» والـ«كاميكاز». لذلك استقبِل فرار غصن من المعاملة اليابانية بالعطف حول العالم. إنه ذلك الرمز الصناعي التاريخي الذي غيّر قواعد الإنتاج وأوجد آلاف الوظائف لعمّال وموظّفي اليابان وفرنسا. ومن المعيب إحالة مثل هذا الرجل على الفضيحة والفظاظة وحضارة الـ«كاميكاز» بدل البحث عن صيغة وسطية لتسوية مخالفات – إذا ثبتت – يمكن تسويتها في أي بلد كان، بموجب القانون والأعراف والعدل، وخصوصاً بموجب الشعور بالوفاء والتقدير والمبادلة.

تطالب الشمس اليابانية كارلوس غصن ببضعة ملايين. ومنذ توقيفه، خسرت شركة «نيسان» أكثر من مليار دولار. وتراجعت شركة «رينو» في فرنسا. ولم يستطع مكايدوه أن يحققوا شيئاً سوى حصاد الحسد. سوف يتحدّث كارلوس غصن قريباً ويروي تفاصيل ما حدث. الرجل الذي هزم اليابان ثلاث مرّات: يوم أنقذ صناعتها، ويوم هزمها قضاؤها، ويوم استطاع «الفرار» من أقوى قبضة تكنولوجية في العالم.

 

ما لا تعرفونه عن كارلوس غصن.. سيرة وثروة

إعداد عزة الحاج حسن/المدن/02 كانون الثاني/2020

سطع إسم كارلوس غصن في عالم الأعمال وصناعة السيارات على مستوى العالم. حقق الكثير من الإنجازات، وحاز العديد من الأوسمة في دول العالم كما في لبنان. صُنّف كواحد من أقوى 10 رجال أعمال بالعالم، قبل أن يتلازم اسمه منذ العام 2018 في قضايا فساد مالي وتهرّب ضريبي، دفع باليابان إلى توقيفه وإخضاعه لإقامة جبرية تمهيداً لمحاكمته، انتهت بهروبه إلى بيروت ليلة 31 كانون الأول 2019.

فمن هو كارلوس غصن؟ وما الذي دفع باسمه إلى العالمية؟ وهل من ممتلكات واستثمارات تربطه بلبنان؟

نشأة كارلوس غصن

ولد كارلوس غصن في مدينة بورتو فاليو البرازيلية عام 1954، وانتقل مع عائلته إلى بيروت بعمر 6 سنوات، أتم مرحلته الدراسية في المدرسة اليسوعية في لبنان، بينما أتم تعليمه الجامعي في باريس في فرنسا. وحمل شهادة في الهندسة الكميائية. ثم تابع دراسته في مجال العلوم الإنسانية.

بدأ غصن حياته المهنية في شركة ميشلان. وهي أكبر شركة أوروبية لصنع الإطارات المطاطية. وعمل في فروع الشركة في فرنسا وألمانيا، ثم اختير رئيساً للمشروع في إحدى المدن الفرنسية، قبل أن يُعينَ رئيساً لقطاع البحوث والتطوير بشركة ميشلان، ثم رئيساً لعمليات الشركة في أميركا الجنوبية، ولاحقاً رئيساً لقطاع عمليات الشركة في أميركا الشمالية. منذ عام 1989 بدأ نجم كارلوس غصن يسطع بين الشركات، فاستقطبته شركة رينو الفرنسية للسيارات عام 1996 للعمل لديها، وعينته في منصب نائب رئيس تنفيذي، مكلف بتطوير عمل الشركة وفتح أسواق جديدة لها. كما كلف أيضاً برئاسة قطاع الشركة في أميركا الجنوبية.

إلى العالمية

وعندما نشأ تحالف شركتي رينو ونيسان عام 1999 عُيّن غصن كرئيس قطاع عمليات في شركة نيسان، ثم اختير عام 2001 رئيساً تنفيذياً. واستطاع غصن النهوض بشركة نيسان، وتمكن عبر إدارته من تحويل المجموعة، التي كانت على وشك الإفلاس، إلى شركة رابحة بلغ رقم أعمالها السنوي نحو مئة مليار يورو، مما عزّز نجوميته في عالم السيارات. وفي العام 2005 عين كارلوس غصن رئيساً لشركة رينو، مع احتفاظه بمنصب الرئيس التنفيذي للشركة، ومنصبه على رأس شركة نيسان، ليكون أول شخصية تترأس شركتين بهذا الحجم في العالم، وذلك في وقت واحد.

في العام 2016 أتمت نيسان سيطرتها على 34 في المئة من شركة ميتسوبيشي، فأصبح غصن بذلك رئيساً لثلاث شركات عالمية، ما دفعه عام 2017 إلى التنحي عن الإدارة المباشرة لنيسان، على أن يبقى رئيس مجلس إدارتها من أجل التركيز على التحالف مع شركتي رينو وميتسوبيشي موتورز، الذي يطمح لحمله إلى قمة صناعة السيارات العالمية.

وعلى الرغم من اعتبار غصن أنجح رئيس مجلس إدارة أجنبي في اليابان، ورغم نجاحه بالوقوف وراء تشكيل مجموعة السيارات الفرنسية – اليابانية (رينو- نيسان- ميتسوبيشي)، غير أن كل ذلك انهار بعد تشرين الثاني 2018، تاريخ توقيف غصن من قبل السلطات اليابانية بتهم تتعلّق بالفساد. حينها استغنت عنه الشركات المذكورة كرئيس لمجلس إدارتها.

راتب غصن

أثار راتب كارلوس غصن، اللبناني الأصل والحاصل على الجنسيتين البرازيلية والفرنسية، أزمة كبيرة في فرنسا، تدخّلت فيها الحكومة وجهات رسمية. فراتب غصن بلغ عام 2015 نحو 7.2 ملايين يورو، موزعاً بين 1.23 مليون يورو كرواتب شهرية و1.78 مليون أرباحاً متغيرة و4.18 ملايين مكافآت نقدية وأسهماً. وواجهت إدارة رينو آنذاك انتقادات كثيرة لكنها أصرت على الإبقاء على راتبه، ورفضت خفضه. علماً أن غصن بحكم وظيفته المزدوجة كرئيس تنفيذي لكل من "رينو" و"نيسان" كان يحصل على 8 ملايين يورو سنوياً، من شركة "نيسان"، ليصبح مجمل مدخوله السنوي 15.2 مليون يورو.

ممتلكات غصن في لبنان

يملك كارلوس غصن العديد من الاستثمارات في لبنان، وفق ما هو مُعلن، في القطاعات المصرفية والعقارية والصناعية، أبرزها استحواذه على نسبة تقارب 6.4 في المئة من رأسمال بنك سرادار. وهو مساهم في مشروع "سيدرار" العقاري، الذي يهدف لبناء نحو 60 منزلاً فخماً بالقرب من محمية الأرز. ويملك غصن كذلك أسهماً في مشاريع عقارية أخرى.

اشترى غصن مؤخراً منزلاً في منطقة الأشرفية في بيروت من مالكه جورج صراف، بمبلغ 8.65 مليون دولار. وتطال ملكيته لهذا المنزل شبهات فساد. ويندرج العقار ضمن التحقيقات التي تجري حول التهم الموجّهة لغصن في اليابان.

ويعد غصن أحد مالكي "شركة إكسير" التي تأست في العام 2008 لصناعة النبيذ، ويقع مصنعها في منطقة في البترون. كما يملك أراض شاسعة مخصّصة لهذه الصناعة.

وعلى مستوى علاقته مع المؤسسات في لبنان، يشغل كارلوس غصن مقعد عضو في المجلس الاستراتيجي في جامعة القديس يوسف في بيروت. وفي عام 2012 افتتحت جامعة القديس يوسف مساحة في أحد أقسامها حملت اسم "كارلوس غصن". وفي عام 2003 نال غصن الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في بيروت، قبل أن يصبح عضواً في مجلس إدارتها.

وفي العام 2017 أصدرت السلطات اللبنانية طابعاً بريدياً تكريمياً، يحمل صورة كارلوس غصن.

سقوط امبراطورية غصن

بدأت إمبراطورية كارلوس غصن، المتمثّلة بسمعته على مستوى العالم، بالسقوط في تشرين الثاني 2018، تاريخ إلقاء السلطات اليابانية القبض عليه، عندما هبطت طائرته الخاصة في طوكيو، وبقي حينها محجوزاً لأكثر من 100 يوم، قبل أن يتم إخلاء سبيله بكفالة قدرها 9 ملايين دولار في آذار 2019. ثم ألقي القبض عليه مرة أخرى، وأفرجت السلطات عنه بكفالة قدرها 4.5 مليون دولار في نهاية نيسان 2019، وبشروط صارمة تحظر عليه حتى التقاء زوجته أو التواصل معها.

وجهت السلطات اليابانية له أربع تهم، منها إخفاء جزء من دخله من مرتبه من شركة نيسان وتحميل خسائر مالية خاصة على دفاتر الشركة، ثاني أكبر شركات السيارات في اليابان. كما تشمل التهم الموجهة إلى غصن عدم الإفصاح عن دخله الحقيقي، واستخدام أموال شركة نيسان للقيام بمدفوعات لمعارف شخصية، واختلاس أموال الشركة للاستخدام الشخصي.

وقبل انتهاء التحقيقات بحق غصن في اليابان "فرّ" على متن طائرته الخاصة إلى بيروت حيث يقيم حالياً.

 

مئوية لبنان.. دولة لحزب الله خارج العالم العربي والغرب

منير الربيع/المدن/02 كانون الثاني/2020

يفتتح حزب الله العام 2020 بتثبيت معادلات لبنانية لطالما سعى إليها. في مئوية لبنان الكبير، عمل حزب الله على توسيع لبنان وحدوده، جغرافياً وسياسياً، أكبر مما كان عليه منذ في العام 1920. وسّع الحزب حدود لبنان الجغرافية بتوسيع انتشاره وتمدده إلى سوريا ومنها إلى حدود العراق. ويقرن ذلك بتوفير خط إمداده، الغذائي والمالي والعسكري، من إيران برّاً إلى لبنان، رابطاً سفوح سلسلة جبال لبنان الشرقية على مقلبيها السوري واللبناني، لتصبح مناطق خاضعة لسيطرته.

الانزياح نحو إيران

وفي المقابل، يخرج لبنان في العام 2020 من الرحاب العربية إلى الامتداد الإيراني الصرف. النفوذ الغربي الذي كان أساسياً في توفير مقومات نشوئه ورعايته، يتراجع لصالح نفوذ الداخل الشرقي، سواء بنزعة رئيس الجمهورية ميشال عون وجبران باسيل "المشرقية"، أو عبر اقتراح السيد حسن نصر الله بالتوجه شرقاً (نحو الصين) رفضاً للضغوط الغربية. هكذا، يخسر لبنان جزءاً من هويته لصالح هويات جديدة متقاتلة ومتصارعة، لا على الصعيد الثقافي فقط، بل الاقتصادي أيضاً، وما يرتبط بها من تغييرات جذرية في بنية النظام المالي والاقتصادي اللبناني الذي انهار نهائياً في العام 2019. وكما يخرج لبنان بعيداً عن الغرب (المثال السياسي والحقوقي والثقافي) يخرج من العباءة العربية أيضاً، وينزعها عن نفسه لصالح الانتماء إلى المحور المناهض.. فعلى أرض الواقع السياسي اليومي، وانطلاقاً من هذه المتغيرات، كرّس حزب الله ما سعى إلى تحقيقه منذ العام 2005، في تثبيت وصايته على لبنان، والتي بدأت عملياً بعد حرب تموز، وبعد اجتياح 7 أيار 2008، وصولاً إلى التسوية الرئاسية في 2016، وصولاً إلى ما يجري حالياً على صعيد تشكيل الحكومة.

فوائد "الطائف" الميت

هذه الحكومة الجديدة التي يسعى الحزب إلى تشكيلها بأسرع وقت ممكن، مقدماً الكثير من التسهيلات لولادتها، وعاملاً على تدوير الزوايا لتأليفها بصيغة المستقلّين، ستكون عملياً حكومته، خصوصاً أن "خصومه" المفترضين سيكونون خارجها. وبالطبع سيحرص على أن يقدّمها كحكومة اختصاصيين مستقلين، لعدم استفزاز الأطراف الأخرى ولإضعاف أي حركة سياسية اعتراضية على هذا المسار. وهو يتمسك بولادة الحكومة قبل نهاية الأسبوع الأول من العام الجديد. إذا تم ذلك، يكون قد وضع كل اللبنانيين أمام خيار من اثنين. إذا ما نجحت هذه الحكومة واستمرت، يكون قد كرّس وصايته التي تسمح لجميع القوى بالاستمرار بعملها سواء كانت راغبة بالمشاركة فيها أم لا، تحت السقف الذي رسمه. أما بحال فشلت الحكومة واستعصى الخصوم على التطويع وتقديم التنازلات والركون إلى الأمر الواقع، فيعني أنهم سيصبحون حكماً أمام معضلة أكبر وهي أزمة نظام. ما يعني الاضطرار للبحث عن تعديلات جذرية في بنية النظام السياسي. وهذه أيضاً يلتقي عليها الحزب مع رئيس الجمهورية ميشال عون. فأي تعديل أو تغيير جوهري لبنية النظام، سيكون خاضعاً لموازين القوى التي تميل لصالح الحزب، فيكون انتصاره السياسي حينها مكرساً أكثر دستورياً ومؤسساتياً. طبعاً، لا يريد استفزاز اللبنانيين واستنفارهم عليه، طالما أنه يحقق ما يريده، بالسياسة. يعلم أن اتفاق الطائف قد انتهى. قوة التأثير "السنّة" في المعادلة انعدمت. ووجود السنّة في الحكم خاضع له ولموافقته. وبالتالي، لا يضيره استمرار الطائف وفق هذه الحالة حالياً، متجنباً إخافة اللبنانيين بعنوان طرحه سابقاً، "المؤتمر التأسيسي"، الذي يصوره خصوم الحزب بأنه سيكون عبارة عن تكريس منطق المثالثة بدلاً من المناصفة. وعلى هذه الحال، يجبر من يريد الحفاظ على الطائف، ولو صورياً أو نظرياً، إلى تقديم فروض الطاعة والتنازل للمشاركة في جنّة الحكم التي يديرها الحزب بنفسه ويحافظ عليها. ولذا، فقد عمل بكل جهد لإجهاض "ثورة تشرين" وتفكيكها وإضعافها، مقابل إعادة اللعبة إلى ما بين الأحزاب والطوائف.

بيت الطاعة

خطوة تشكيل حكومة حسان دياب ستدفع خصوم الحزب، من وجهة نظره، إلى العودة ولو بعد حين إلى بيت الطاعة، تماماً كما عمل عبر انقلابه على الحريري في العام 2011، وشكل حكومة نجيب ميقاتي. فجاء الجميع إليه فيما بعد صاغرين في تسوية 2016. حكومة حسان دياب إذا ما عاشت لأشهر، ستكون مهمتها حصراً تكريس ما هو أبعد مما تحقق خلال حكومة ميقاتي. لذلك، يعتقد الحزب أن الحريري سيعود فيما بعد، ووفق شروط الحزب لا كما كان يطمح الحريري ويشترط بعد استقالته. بعد هذه المتغيرات، لن يعيد حزب الله العمل بمعادلة كانت مكرسة في الحقبة السابقة. أي أن تكون السياسة والعسكر والأمن بيد جهة، والاقتصاد بيد جهة أخرى. فهذا التوزيع للأدوار الذي كان مكرساً أيام الوصاية السورية مع رفيق الحريري، هو الذي تغير. السياسة الخارجية والداخلية والاستراتيجية العسكرية الداخلية والخارجية، مناطة بالحزب، تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى الاقتصاد والقطاع المصرفي، بعد الأزمة التي عصفت به وأطاحت بثقة اللبنانيين والمستثمرين.

اقتصاد الضاحية

الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اللبنانيون تعود على الحزب بكثير من الفائدة، سواء بالنسبة إلى الدولار المتوفر لديه، أو لجهة شرائه بسعر أعلى من كل المناطق الأخرى، ما دفع اللبنانيين إلى تصريف دولاراتهم في الضاحية الجنوبية، ليكسبوا أكثر، فيما كان الحزب هو الذي يستحوذ على المزيد من الدولارات. أما بالنسبة إلى الأزمة المعيشية وغلاء أسعار المواد الغذائية فقد حقق منها الحزب دورة اقتصادية موازية، بافتتاح العديد من المتاجر التي تبيع بأسعار رخيصة جداً مقارنة مع سعر السوق، بفضل استيراده البضائع المتوفرة لديه من سوريا ومن إيران أو العراق، من دون رسوم جمركية، تدخل إلى لبنان عبر المعبر الاستراتيجي من طهران إلى بيروت مروراً بالأراضي السورية والعراقية، فتدفع اللبنانيين من كل الطوائف الى شراء احتياجاتهم من هذه المحال التجارية، ليتكرس الاقتصاد الموازي لدى الحزب، كما تتكرس مركزية القرارات الأساسية لديه.

وفي هذا الوقت، يتلهى خصومه بهوامش الأمور، والخلافات على الحصص والمواقع، انسجاماً مع مبدأ "القلّة تولّد النقار".

 

شخصية العام 2019 في لبنان

يوسف بزي/المدن/01 كانون الثاني/2020

من هو شخصية العام 2019 في لبنان؟ سيتبادر إلى الذهن فوراً جبران باسيل، الذي يذكرني بالشخصية الكرتونية "تازمنيان ديفيل" القادر على التهام كل شيء والفائق الحيوية إلى حد الهذيان.

لكن "مبادرة" يتيمة قام بها المتعجرف إلى حد الحماقة، محمد شقير، كافية لتنسينا أفاعيل ذاك العنصري الطائفي الموتور. ورغم أن شقير ليس لذيذاً كحبة شوكولا دافئة، إلا أن مرارته اللاذعة لا تُنسى كلما تلهج بكلماته، الاستفزازية لشدة غربتها عن مشاعر الناس. وهو يستحق بما اقترف أن يتحول "بطل" العام بلا منازع، مع كامل الامتنان لتفجيره الصاعق مساء 17 تشرين الأول. نتردد باختيار شقير، لأن الأضواء سرعان ما خطفها "الحاكم" رياض سلامة، تماماً كما خطف أموال اللبنانيين وهو وعصبة المصرفيين، عمداً وعن سابق تصور. قرارات سلامة مثل هفواته وتصريحاته ومؤتمراته الصحافية: اقتراف الكارثة بدم بارد.. بأناقة يُحسد عليها. ربما من الظلم أن نلقي تبعات "الجريمة" على مجرد موظف. بل ومن الظلم أن نتجاهل شخصية بقامة سعد الحريري، رئيس حكومة مؤلفة من شلل متخاصمة، فيما هو نفسه على منوال "بعضي يأكل بعضي" صباحاً ومساء. شخصية "درامية" يكنس الفشل تحت سجادة الفساد.

لا يستحق الحريري اللقب على كل حال، طالما نحن في زمن "العهد". فالرئيس عون جدير بالانتباه، خصوصاً في إطلالاته التلفزيونية في الشهرين الماضيين. لقد بدا جسده لا يلبي فائض نقمته وغضبه وتوتره، ولا يسعفه في مجاراة عناده وعنفوانه. مع ذلك كان مخيفاً أحياناً في إظهار استعداده الدائم للحروب السياسية. صحيح أن عهده انتهى معنوياً وسياسياً، لكن قوته على الإنكار والمكابرة تجعله حاضراً ومستمراً، رابضاً كمدفع مهيب.

قد يكون الحدث الأهم في حياة نبيه برّي منذ 6 شباط 1984، هو ما أصابه عام 2019، بما يؤهله أن يكون بحق شخصية العام بلا منازع، ولو بالمعنى الكئيب. فرئيس حركة "أمل" المتصدعة، والرئيس "المؤبد" للبرلمان، احترقت صورته في الجنوب عيانياً وجهاراً نهاراً. احترقت هيبته بغتة، كأن حجراً واحداً سقط كان كفيلاً بانهيار القلعة. أتباعه تكفلوا بالمزيد من تخريب سمعته على نحو فاحش ومفضوح. انكسرت كلمته مراراً في شهر واحد تقريباً. هذه المرة أُقفل مجلسه رغماً عنه. لقد جسد مشهد السلطة وهي تبتلع هزيمتها.

بات برّي يحمل لطخة من الصعب محوها. مع ذلك، اهتزاز الكرسي لم يؤد إلى السقوط. الشخصية الأهم في لبنان بلا منافس جدّي هو حسن نصرالله. ليس لأنه البطل التلفزيوني دوماً، بل لأنه بطريرك الجمهورية وإمامها ورئيس غرفة عملياتها وقائد الحرب والسلم في الداخل والخارج. لكن ما يرشحه ليكون شخصية العام ليس هذه الصفات، إنما أخطاؤه التي كانت نادرة قبل سنوات وباتت متراكمة هذا العام. لوثة السلطة "الرسمية"، التورط في كواليس الدولة، جعلته ينغمس أكثر.. ينزلق إلى جمع التناقضات المفضوحة، إلى حدّ أنه خسر استثناءه من شعار "كلن يعني كلن". يا لإنجازات 17 تشرين.

هؤلاء كلهم (وأشباههم) كانوا "ضحايا" هذا العام. غير جديرين باللقب. غير جديرين بالتربع على رأس السنة. من تفوق عليهم، وأطاح بصورهم، ومزق كلماتهم، وعلا صوته على ضجيجهم، وكسر سلطتهم.. شابة/ شاب لبناني بملايين الوجوه، بكل نضارة التغيير، وبراعة الخيال، ونقاوة الفكرة، وبساطة اللغة. الشابة/ الشاب اللبناني بكل القهر والطموح، بالرفض العلني، بالدم والدموع كان له/ا العام من آخره. وسيكون كل العام المقبل والذي يليه إلى آخر المستقبل.

 

 تفاصيل عملية هروب كارلوس غصن "الهوليوودية"

طوني بولس/انديبندت عربية/01 كانون الثاني/2020

أجمعت الروايات بوصف هروب الرئيس السابق لمجموعة رينو - نيسان - ميتسوبيشي اللبناني كارلوس غصن من إقامته الجبرية في العاصمة اليابانية طوكيو، بـ "الهوليوودية" وعلى طريقة الممثل الشهير "جيمس بوند".

"فرقة موسيقية"

وفي آخر المعلومات المتعلقة بهروبه، كشفت معطيات عن أن "فرقة موسيقية دخلت على التوالي إلى ثلاثة منازل مجاورة لمنزل غصن للاحتفال مع المواطنين بعشاء عيد الميلاد، وأمضت حوالى 15 دقيقة في كل منزل قبل الدخول إلى منزل غصن، بعدما قامت بكل التمويهات اللازمة، ثم عادت وخرجت بعد انقضاء الوقت المنطقي للحفلة، ومعها كارلوس غصن متنكراً بزي الفرقة، لتعود وتدخل إلى منزل آخر في المنطقة ذاتها، بينما كان غصن مختبئاً في السيارة المخصصة لنقل المعدات الموسيقية، قبل نقله إلى جهة مجهولة في ضواحي طوكيو. ووفق المعلومات، فإن العملية نفذتها مجموعة "بارا عسكرية" التي تولت حمايته في مكان مجهول في ضواحي طوكيو، قبل نقله إلى منطقة كيوتو التي تبعد حوالى خمس ساعات عن العاصمة بواسطة شاحنة نقل بضائع، ومن ثم توجه بسيارة خاصة إلى مطار أوساكا ليغادر إلى إسطنبول، بواسطة طائرة خاصة من نوع Bombardier Global Express وبعدها بواسطة طائرة خاصة أخرى من نوع Bombardier Challenger 300 ليصل إلى مطار بيروت، فمنزله في الأشرفية، بالقرب من كلية إدارة الإعلام في الجامعة اليسوعية شرق بيروت، مستخدماً الجواز السفر الفرنسي.

كارولين تدير التفاصيل

وأكدت المعلومات أن كارولين، زوجة غصن كانت تدير العملية بكل تفاصيلها، وهي موجودة في الولايات المتحدة الأميركية، وجرى اختيار خروج غصن من اليابان إلى تركيا بعد اتصالات مسبقة أجرتها غصن ومجموعة "بارا عسكرية" بأجهزة شبه استخباراتية تركية، ضمنت عدم توقيفه لحظة وصوله الى الأراضي التركية، علماً أن عائلة زوجة غصن لديها علاقات مميزة مع السلطات التركية. وتضيف المعلومات أن كارولين استطاعت تزويد المجموعة المنفذة للعملية بنسخة ثانية عن جواز سفره الفرنسي، كون الجواز الأول احتجزته السلطات اليابانية، مشيرةً إلى أنه في العادة يحق لرجال الأعمال الفرنسيين امتلاك نسختين عن جواز السفر، وكانت النسخة الثانية بعهدة زوجته، من دون إسقاط فرضية مغادرة اليابان بهوية مزوّرة أو بجواز سفر مزوّر. وقدرت المعلومات أن يكون تنفيذ العملية الذي بدأ ليل 24 ديسمبر (كانون الأول)، لحين وصول غصن إلى بيروت، قد استغرق أربعة أيام قبل أن يُكشف عنه صباح الاثنين 31 ديسمبر، في حين أن التخطيط للعملية كان بدأ قبل شهرين على الأقل، معتقدةً أن كلفة العملية لا تقل عن 20 مليون دولار أميركي على أقل تقدير.

الشروط القاسية

وكان القضاء الياباني فرض شروطاً قاسية على كارلوس غصن لناحية إقامته في منزل بوسط طوكيو وأبرزها:

- يحتاج إلى إذن المحكمة كي يسافر داخل اليابان لمدة تزيد على ثلاثة أيام

- لا يُسمح لغصن بالتواصل مع زوجته كارولين من دون موافقة المحكمة

- لا يستطيع أيضاً التواصل مع التنفيذيين في وكالات نيسان في عمان ولبنان

- تركيب كاميرا للمراقبة عند مدخل مقر إقامته، تُسلم تسجيلاتها دورياً إلى المحكمة

- يُسمح لغصن باستخدام هاتف نقال يوفره له محاموه ولا يُسمح له بتصفح الإنترنت، وعليه تسليم سجلات اتصالاته إلى المحكمة

لبنان على دراية

ومن الناحية اللبنانية، يؤكد مصدر وزاري أن جهات أمنية وسياسية لبنانية كانت على عِلم بالعملية قبل أسابيع على الأقل، وأن زوجته تواصلت مع الجهات السياسية وجرى الاتفاق على الكشف عن دخول كارلوس غصن إلى لبنان بعد لقائه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، مشيراً إلى أن الإجراءات الأمنية المشددة واكبت غصن من لحظة وصوله إلى مطار بيروت، ومستنداً إلى شهود عيان أفادوا بأن الإجراءات الأمنية المنظورة في محيط إقامته الحالي بدأت قبل ثلاثة أيام على الأقل من الكشف عن وجود غصن داخل المنزل. ويؤكد الشهود وجود عمال صيانة يترددون إلى المنزل منذ فترة لإجراء إصلاحات فيه.

وأضاف "بيانات الخارجية اللبنانية والأمن العام اللبناني التي أشارت إلى قانونية دخول المواطن كارلوس غصن إلى بيروت، لم تنف ما إذا كانت على علم مسبق بالعملية المعقدة، وما إذا كان لها أي دور فعلي في هذا السياق".

دولة مارقة

من ناحيته، اعتبر السياسي والمحامي أمين بشير أنه بدخول كارلوس غصن إلى لبنان تدخل الدولة اللبنانية رسمياً نادي الدول المارقة الخارجة عن القانون والشرعية الدولية، مضيفاً أن "النظام اللبناني بات نظاماً مافياوياً وكل حزب يستطيع أن يطوّع القضاء والأمن لسلطته الخاصة. بالتالي هناك خشية من أن يتحول لبنان إلى دولة مارقة يقاطعها المجتمع الدولي، أولاً في ظل وجود حزب الله المصنّف إرهابياً، وثانياً بسبب قضية كارلوس غصن التي تشكّل فضيحة، نظراً إلى خروج الدولة اللبنانية عن المواثيق والقوانين الدولية، وبالتالي، سيُنبذ لبنان". ولمّح إلى دور الوزير جبران باسيل في القضية، قائلاً "منذ بداية أزمة كارلوس غصن، كانت لباسيل مواقف عدّة داعمة له، وقد أثار موضوعه بمجرد وصوله ولقائه الرئيس عون"، مضيفاً أنه "لا يمكن دخول شخصية مثل غصن إلى الأراضي اللبنانية من دون علم أحد". ورأى أن هذه القضية ستُحرج لبنان أيضاً لناحية وجود الوزير السابق الياس المر، وهو لبناني على رأس الإنتربول الدولي.

صفقة فرنسية

من جانب آخر، تخوفت مصادر رسمية لبنانية من أن تكون هناك صفقة دولية برعاية فرنسية غير منظورة، أدت إلى تهريب غصن وأن يكون لبنان مسرح التنفيذ، مشيرةً إلى أن البعض يعتقد أن توقيف غصن في اليابان يعود لأسباب سياسية – قضائية. بالتالي، باتت السلطات اليابانية بحاجة إلى مخرج لهذه القضية، وفرنسا تُعتبر مثل لبنان، معنية مباشرة بالقضية. وتساءل المصدر حول إمكانية أن يكون هناك رابط بين إطلاق سراح نزار زكا منذ أشهر عدة من السجون الإيرانية، خصوصاً أن السفير الياباني في طهران كانت له سلسلة لقاءات مع السلطات الإيرانية، فهمت حينها أنها وساطة أميركية تجاه إيران، مستنتجاً أنه إذا كانت هناك علاقة بقضية عامر الفاخوري، الموقوف في السجون اللبنانية، فإن الأمر قد يظهر بعد أشهر عدة، كاشفاً عن جولة قام بها السفير الياباني في لبنان على عدد من المسؤولين اللبنانيين، خلال الأسبوعين الماضيين.

حوار دبلوماسي

وفي السياق، أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن اليابان طلبت الحوار مع لبنان بشأن كارلوس غصن، مؤكدةً أن السلطات اليابانية باتت على علم ببعض التفاصيل المتعلقة بكيفية فرار غصن من اليابان وأين يوجد حالياً بالتحديد. ولفتت المصادر إلى أن الدبلوماسية اليابانية في العادة تتجنب تصعيد المواقف مع الدول وترتكز على الهدوء والتعاون، مرجّحةً أنه إذا ثبُت علم السلطات اللبنانية بالعملية قبل مدة، فذلك سيؤدي حتماً إلى تصعيد في العلاقات بين لبنان واليابان. وقد نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عن مصادر أن "محكمة دائرة طوكيو قررت إبطال قرار الإفراج بكفالة الذي أصدرته لرئيس مجلس إدارة نيسان السابق، والبالغة 14 مليون دولار".

 

ميشال عون... إِحتَجِز العصابة أو تَنَحَّ كالكبار

بشارة شربل/نداء الوطن/01 كانون الثاني/2020

في اليوم الأخير من العام المنطوي، وكان شديد الوطأة، قاسي الملامح، فاجر التعبير عن طغمة حاكمة دفعت لبنان إلى الانهيار، نتوجه إلى رئيس البلاد كونه المسؤول الأول واللاعب الدائم في مسرح الجمهورية منذ ثلاثة عقود، والمؤتمن على الدستور منذ بدأت سنوات عهده العجاف قبل ثلاث سنوات.

بحكم صلاحياته وما أقسم عليه، لا نناشده بل نطالبه بالوفاء بموجبات المنصب، وهي أولاً وأخيراً ضمان حق اللبنانيين في الحرية والكرامة. وقد برهنوا عبر ثورتهم البيضاء عن إيمان بمواطنية تتجاوز طائفية أوغاد تحكموا بالبلاد منذ الاستقلال وتورطوا في الفساد والإفساد، وبالتالي استحق الشباب اللبناني المنتفض أن يحفظ رئيسُ الجمهورية حقه في حياة الكرماء. حقّنا على فخامتك أن تتصرّف كرئيسٍ أو تتلو فعل الندامة وتنصرف إلى كتابة المذكرات. فالمنزلة بين المنزلتين مهزلة واستهزاء بشعور مواطنيك وأهلك ومَن احترم موقعك وعلَّق عليك الآمال.

لا ننصحك، بل ندعوك ونطلب منك. لم يعد هناك مجال للتمنيات والألفاظ المنمَّقة. فأنت مسؤول عن الانقاذ، أو شريك في ما آلت إليه الحال، أو عاجزٌ عن معالجة أزمة تحتاج قائداً مميزاً للإنقاذ.

لا نبالغ، بل من حقنا أن نطالبك بوضع حد للعصابة التي استباحت الأرض وما عليها. لقد سرقوا الأرزاق والأموال "على عينك يا رئيس" واحتقروا مواطنيهم بالشراكة الثابتة مع من تجتمع معهم وتركن إليهم وتقول إنك تداوي الجراح بواسطتهم. وهو أمرٌ لن نسمح باستمراره إلى ما شاء الله أو بالأحرى ما شاءته سلطتكم وصحبكم وتياركم وحلفاؤكم وأزلامكم ومجلس نوابكم بالتأكيد. وُلِدنا أحراراً فما بالكم استعبدتم الناس، ولن يثنينا عن أخذ حقوقنا كلامٌ معسول ولا وعودٌ تافهة صادرة عن دوائر السلطة والمال، ولا رسائل حب وتفهم ودعوات إلى "الوفاء" قرأنا وشهدنا مثلها منذ نهايات القيصر نقولا الثاني مطلع القرن العشرين وصولاً إلى معمر القذافي بعد مئة عام، ثم بوتفليقة والبشير... والحبل على الجرار. فخامة الرئيس، لن يرهبنا استخدامُكم للأجهزة الأمنية وتذرُّعُكم بالمواثيق الدولية لمنع قطع الطرقات وضرب ثورة الأمل النابض منذ 17 تشرين. لقد بلغ السيل الزبى، وآن لكل السلطة أن تعلم أنّ احترام المسؤولين رهن احترامهم لكرامة اللبنانيين، وأن القوانين المرعية ساقطة أمام الحقوق الأصلية، فالناس كفروا بسلطةٍ حقيرة تتواطأ مع مافيا المصارف التي هرَّبت أموال العصابة كلها وصادرت أموال المودعين الصغار، ولا تزال تعرقل قيام حكومة مستقلّين رغم إسقاط شرعيتها بتصويت الأقدام.

فخامة الرئيس، لا نخاطبك من انفعال أو رغبةً في الحطّ من مقام يشرّف كل اللبنانيين. بل لأنّك المسؤول الأول والأقوى وصاحب شخصية متمرّدة نرفض رؤيتها مهيضة الجناح أمام النصَّابين والأفَّاكين وأكلة أموال الفقراء واليتامى والتاركين الأطفال يموتون على أبواب المستشفيات.

تصرَّفْ خارج الأطر المعروفة، ولا تتذرعْ بالقوانين. استدعِ عصابة المصارف. وليحضُر رياض سلامة المسؤول بالتواطؤ أو انعدام الكفاءة، وليأتِ معه سليم صفير الذي يطمئن اللبنانيين زوراً، وعلاء الخواجة وسمير حنا وغيرهم من شلة اللائحة الطويلة التي حوَّلت المودعين إلى متسوِّلين، وأنت تعرف معظمهم مثلما تعرف أنّ لجماعتك بنكاً خاصاً استلحقته الهندسات ومكرمات البنك المركزي، التي لم توفّر صحافة ولا أهل سياسة وضمائر "حيَّة" على مدى سنوات. إحتجزْهُم في قصر بعبدا ووجِّه لهم الإهانات رافعاً السوط، ثم سمِّ الاحتجاز اجتماعاً طويلاً دائم الانعقاد حتى يعيدوا الأموال صاغرين ويدفعوا ثمن جريمتهم في حق لبنان. ولا تنسَ محاسبتهم عبر دعوة القضاء والمدعي العام المالي الذي عجز عن تكبيل سارق كبير واحدٍ حتى الآن. أنت ميشال عون تتغنّى بتاريخك، وتفتخر بنضالاتك، وهي محلُّ انقسام وتقويمٍ متناقض. إنّه وقتك مع الناس ومع التاريخ. فإما أن تستعيد روح ذاك الجنرال المتمرّد ضد الوصاية والاحتلال، وإما أن تستكين لساكن القصر المتردّد أسير التحالفات والمحاصصة وهاجس التوريث. عليكَ اليوم أن تختار. كُنْ رئيساً أو اترك المنصب كما يفعل الكبار.

 

حصار الإعلام للانتفاضة اللبنانية

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2020

بعد أسبوعين من اندلاع الانتفاضة اللبنانية، غيرت محطات التلفزة الرئيسية مقاربتها للحدث وباتت انتقائية في تغطيتها للمظاهرات وأكثر تركيزاً على جوانب سلبية بعضها حقيقي وبعضها الآخر مفتعل، لنشاطات المحتجين. انتشر يومها خبر، لم يصدر أي نفي له، أن دوائر القصر الجمهوري طلبت من المحطات الامتناع عن نشر أكثر أخبار الانتفاضة وإلا ستُفتح ملفات وسائل الإعلام التلفزيونية المالية والقضائية، وهي الوسائل المرتبطة بالسلطة ومالها وفسادها ارتباطاً عضوياً ومديداً. الرئاسة اللبنانية كانت قد حذرت قبل أيام من انفجار الأزمة الحالية «مرتكبي جرائم النَّيل من مكانة الدولة المالية» من مغبة تناول الوضع المالي الكارثي في البلاد، مستعينة بلغة أقرب ما تكون إلى لغة حزب البعث في حديثها عن «ملاحقات قضائية ستشمل كل مَن روّج لانهيار الليرة اللبنانية، وأوحى بوجود أزمة سيولة»، (راجع «الشرق الأوسط» - عدد 2 أكتوبر/ (تشرين الأول الماضي)، ولم يتلكأ الإعلام، وخصوصاً المحطات التلفزيونية، في الاستجابة للتحذير الرسمي. يعطي تداخل المصالح بين أصحاب وسائل الإعلام المؤثرة في لبنان وبين السلطة وتشارك الجميع في ضروب مختلفة من الفساد والإفساد والارتشاء، اليد العليا للسلطة في إملاء إرادتها على الإعلام وتوجيهه على نحو لا يقل فاعلية عن وسائل الإعلام الرسمية في الدول التي تحتكر الدولة مجال الإعلام، مع الإشارة إلى أن المسألة في لبنان أكثر تعقيداً لضرورة الأخذ في الاعتبار نواحي الربح المادي لأصحاب المحطات.

المهم فيما يحصل اليوم أن المحطات فتحت أبوابها، بعد التحذير الرسمي لها، لكل المعادين للانتفاضة الذين اتحدوا، على الرغم من انتماءاتهم السياسية التقليدية المختلفة، في التحذير من الفراغ و«التطاول على المقامات» و«الألفاظ النابية» التي يرددها المتظاهرون في الساحات، في عودة شديدة السطحية والسذاجة، في آن، إلى لغة التكاذب الطائفي بذريعة عدم استفزاز مشاعر الآخرين. غني عن البيان أن لغة كهذه عادة ما تستخدم ستارة لإخفاء الجرائم والكبائر التي يرتكبها متمسكون بالأخلاق المدرسية، وحيث سرقة المال العام، والاعتداء على حقوق المواطنين، وإذلالهم وحرمانهم من مقومات العيش الكريم والعناية الصحية مباح، لكن الرد على هذه الممارسات بالشتيمة حرام. تدفق المتحدثين المدافعين عن ائتلاف الأحزاب الحاكم واحتلالهم الشاشات آناء الليل وأطراف النهار، جاء بقرار واضح من السلطة بقلب المزاج العام وزرع العداء للانتفاضة بين اللبنانيين من خلال اللجوء إلى أبسط أنواع الخطاب الشعبوي، الحزبي والطائفي والجهوي لإحياء الانقسامات القديمة بين اللبنانيين، وهي الحقل الذي لا تنمو أعشاب السلطة السامة في غيره. حقل الذعر الأهلي المتبادل والبحث عن الحماية في جلباب الطائفة وزعيمها، الفاسد حكماً.

لا جدال في أن سيطرة متحدثين من الدرجة الثالثة وخطابهم المنحط على وسائل الإعلام رمت إلى إبعاد النقاش الحقيقي الذي يتناول أسباب الأزمة وسبل الخروج منها ومستقبل الانتفاضة وقابليتها للتطور وطرح الحلول، إبعاده عن أسماع المواطنين، وإغراق هؤلاء بسيل لا ينتهي من الأقاويل غير المسندة، والمواقف الضحلة الفقيرة إلى التماسك والذكاء، وابتكار سيل من الأكاذيب التي تستهدف الناشطين والمحتجين. ولم يكن مستغرباً أن يمتنع كثر من المتحدثين الجديين عن نقاش يستهين بالمشاهدين وبالمشاركين فيه، على السواء. وكان هذا الامتناع من الأهداف التي وضعها من سلّط بعض السفهاء على الشاشات.

يضاف إلى ذلك، أن أصحاب القرار في خفض سقف النقاش ومستواه، لا يرون في المواطنين القدرة على اتخاذ القرار الحرّ والواعي المستند إلى تفكير نقدي يميل إلى تبني المصلحة العامة. بل إنهم ينظرون إلى المواطنين والمشاهدين والقراء ككتلة صماء عمياء ينبغي سوقها إلى «نعيمهم» ولو بالسلاسل. تندمج هنا المواقف الشعبوية ضد الانتفاضة مع التحريض على حرية التعبير عن الرأي بذريعة منع التطبيع مع إسرائيل، مع تعميم تصورات طفولية عن إمكان علاج المرض اللبناني العضال بتصدير الخضار إلى الدول العربية. كل ذلك للهروب من مواجهة الحقيقة الساطعة، وخلاصتها أن النظام السياسي اللبناني قد مات ولم يعد من مفر ومن مخرج من الوضع القائم سوى دفن جثة هذا النظام والبحث عن بدائل قابلة للحياة. وما التضليل الإعلامي المتعمد سوى أداة تضاف إلى أدوات لجأت السلطة إليها سابقاً، من مثل إنزال مئات الموتورين إلى الشوارع للاعتداء على المتظاهرين ونسج اتهامات خيالية عن تمويل أجنبي للمظاهرات، من دون أن يفلح لا التضليل ولا الاعتداء في توفير فكرة واحدة عن كيفية علاج الآفة التي تقتل اللبنانيين، وتصادر لقمة عيشهم، وتنتهك كرامتهم. مقابل هذا العدوان الكبير الإمكانات والمتعدد الرؤوس على الانتفاضة، يحاول مؤيدوها الرد بوسائل تبحث عن فاعليتها على منصات التواصل الاجتماعي ومن خلال كسر السيطرة السلطوية على المجال العام، بوجوهه المختلفة. لعل هذا البحث لم يسفر حتى اللحظة عن نتائج باهرة بيد أنه مستمر لمنع هيمنة صوت واحد مضلل، وساع إلى نشر العنف والخضوع.

 

تركيا إردوغان وسياسة التصادم مع المحيط العربي

حنا صالح/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2020

يطل العام الجديد والتحدي التركي للبلدان العربية بلغ مرحلة متقدمة جداً، وهو بدأ يتبلور من لحظة سقوط بغداد العام 2003، وقرار بريمر حاكم العراق حينها حل الجيش العراقي. تباعاً برزت التحديات الإمبراطورية وانكشفت طموحات دول معادية، مثل إيران وإسرائيل وتركيا في الهيمنة على المنطقة العربية، ومعروف جيداً أن هذه البلدان لم تتوقف يوماً عن محاولات مدِّ نفوذها خارج حدودها. يدخل العام الجديد وقد تقدم النفوذ الصهيوني خطوات خطيرة بدعم من الإدارة الأميركية لتكريس تهويد الجولان والقدس وتقطيع الضفة الغربية ومد النفوذ الصهيوني باتجاه الجنوب السوري، وتوجه تل أبيب الضربات ضد التمركز الإيراني في سوريا والعراق بعدما حازت تغطية أميركية - روسية مشتركة. ومنذ سنوات تفاخر طهران بسيطرة نظام الملالي على أربع عواصم عربية، بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، مباشرة أو عبر ميليشيات «الحوثيين» في اليمن و«الحشد الشعبي» في العراق و«حزب الله» في لبنان، وتعلن أن هلال السيطرة الفارسية قاب قوسين أو أدنى ليصبح بدراً (...) ولئن كان التقدم الصهيوني يتم عبر الاحتلال المباشر وتكثيف الاستيطان في الضفة وتتخذ مقاومته أشكالاً مختلفة على أرض الواقع ومن خلال الشرعية الدولية، فها هي طهران تواجه ثورة عميقة في العراق وفي لبنان، ويهتز نفوذها في سوريا بعد انكشاف صراع الهيمنة على الموارد خصوصاً مع الروس، وتحقق قوى الشرعية اليمنية بدعمٍ من التحالف العربي تقدماً كبيراً على طريق اقتلاع سيطرة الانقلابيين الحوثيين.

أما تركيا إردوغان التي بدّلت الولاءات بين الأميركيين والروس، تبعاً لما ترى أنه يخدم أطماعها، فهي في اللحظة الراهنة، تتدخل عسكرياً بشكل مباشر، ومع واجهة من مرتزقة التنظيمات الإسلامية السورية، خصوصاً في شمال سوريا وشمال العراق، وأقامت قاعدة عدوان في قطر وأخرى في الصومال، وأرسلت وحدات من المرتزقة إلى طرابلس الغرب! وعلى غرار ملالي طهران باتت تتفاخر بوجودها في سوريا وقطر والصومال وتونس وليبيا، وأنها على غرار الهلال الفارسي أقامت هلالاً إخوانياً من «العثمانية الجديدة» فتتكامل الهيمنة الإمبراطورية التركية والإيرانية! منذ وقت بعيد تتحدث الدعاية التركية عن أن كل شمال حلب حتى الموصل هي منطقة نفوذٍ تركي ويتقدم نهج التتريك. ومع بدء تراجع الاقتصاد التركي، وتفتت حزب «العدالة والتنمية» وكانت الذروة الهزيمة المدوية في انتخابات الإعادة في إسطنبول، وضع إردوغان رهانات كبيرة لاستعادة الدور الداخلي على مخطط تشتيت الأكراد في الشمال السوري، ومنع التواصل بين المناطق الكردية المتاخمة للحدود مع تركيا، وتعريب منطقة واسعة في شرق الفرات... بما يكرس دور تركيا في الإقليم.

لكن رياح المنطقة وأحلام تكريس النفوذ السريع اصطدمت بوقائع صلبة. أبرزها الفشل التركي في شرق الفرات بالوصول إلى المنطقة النفطية والثروة، وكذلك عندما عجزت أنقرة عن إقامة المنطقة الآمنة التي كان من المفترض أن تستقبل مليون لاجئ سوري من الموجودين في تركيا، وجاء الفشل رغم التهجير الواسع والتعديات التي لم تتوقف على المدنيين الأكراد... وبالمقابل اكتشفت أنقرة صعوبة الاحتفاظ بـإدلب التي لا تمنح تركيا حلم الاستثمار الذي تريده، فتغير منحى أطماع إردوغان باتجاه شرق المتوسط وليبيا، والأمر ليس جديداً فالعلاقة مع تونس - الغنوشي كانت عميقة وإن أصيبت تلك الأطماع بانتكاسة في السودان نتيجة التغيير الثوري، واضطرار أنقرة للتخلي عن جزيرة سواكن الاستراتيجية في البحر الأحمر! الرئيس التركي مسكون بفكرة التمرد على اتفاقيتي سيفر 1920 ولوزان 1923 حيث أدتا إلى «حبس» تركيا داخل حدودها، وقضت على طموحاتها الخارجية، وقد ربط إردوغان التدخل التركي في ليبيا بهاتين الاتفاقيتين، عندما أعلن أن «مذكرتي التفاهم مع حكومة السراج تغيران الوضع السيئ لاتفاقية سيفر». ومن هذا المنطلق بالذات تبدو تركيا في حالة هجوم في محاولة لاستعادة أمجاد غابرة (...) وهذا ما يفسر النهج السياسي التجريبي المعتمد الذي أخرج تركيا من سياسة «صفر مشاكل»، التي هندسها داود أوغلو أحد أبرز خصوم إردوغان اليوم، إلى سياسة التصادم مع المحيط العربي والاشتباك مع أوروبا وأميركا، والتوافق مع الفرس والصهاينة على حدود الهيمنة والاستئثار!

ارتباطاً بذلك برزت على السطح طموحات العثمانية الجديدة بالنفط الليبي والرهان على دور أكبر للشركات التركية، والأهم السياسة الهجومية لتثبيت وضعٍ متقدمٍ لتركيا في المياه الإقليمية لليبيا. وأخذاً في الاعتبار ما تقوم به أنقرة من أعمال تنقيب غير قانونية في شرق المتوسط، انطلاقاً من احتلالها شمال قبرص، تتضح أكثر فأكثر الأهداف التركية في السعي لامتلاك حقولٍ للغاز، خصوصاً أن تحديد الحدود البحرية للمناطق الاقتصادية الخالصة مطلع الثمانينات لم يمنح تركيا ما تريده من ثروات المتوسط!

ثروات الطاقة والدور، شكلا المحرك الخطير لتركيا في المنطقة فبدأت أنقرة استخدام القوة العاتية وجندت مرتزقة سوريين لزجهم في الحرب على الشعب الليبي، وكانت البداية إرسال مئات من المرتزقة التركمان، ويتتابع وصول فصائل من المجموعات الإرهابية المتطرفة التي تحمل أسماء مثل «السلطان مراد» و«سليمان باشا» و«المعتصم»، وهي تابعة كلها للمخابرات التركية، وقد مُنحت هذه المجموعات مغريات وحوافز ورواتب مرتفعة تسددها حكومة السراج من حساب المواطن الليبي. يتزامن ذلك مع إعلان إردوغان من تونس، بعد الزيارة التي أثارت جدلاً واحتجاجات، أنه مستعد إلى إرسال قوات إلى ليبيا «إن استدعت المصلحة التركية ذلك»!! ويتحفنا «السلطان العثماني» الجديد بالزعم أن «تركيبة ليبيا السكانية تحوي مليون نسمة من أصول تركية»!! أي أن أحفاد العثمانيين يشكلون ربع سكان ليبيا، لتبرير التدخل الذي يهدد بإطالة الحرب الليبية وتدويلها، ولاحقاً التقسيم لنهب ثرواتها وتوجيه التهديد المباشر لمصر!

يكرر إردوغان في ليبيا الدور الخطير الذي لعبته تركيا في سوريا في عسكرة الانتفاضة، وتمدد الحرب الأهلية وما نجم عن ذلك من ويلات طالت كل السوريين، وتؤكد تركيا - العثمانية الجديدة، مضيها في نهجها كدولة مارقة راعية للإرهاب، القيام بكل الأدوار غير النظيفة لفرض هيمنتها والاستئثار بحصة كبيرة من ثروات المنطقة على حساب استقرار البلدان العربية ومصالح شعوبها.

 

ليبيا واستنساخ التجربة السورية

إميل أمين/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2020

للمرة المائة بعد الألف نكرر القول: إن لم يكن التاريخ مؤامرة، فإن المؤامرة موجودة في بطون التاريخ وأحاجيه، وما تتعرض له المنطقة العربية منذ عقد من الزمن لا يمكن أن يصب أبداً في خانة أي من المصادفتين القدرية أو الموضوعية، فلا مصادفات عند صانعي الاستراتيجيات الكبرى حول العالم، من زمن وثيقة «سايكس بيكو»، وصولاً إلى «سيفر» وحتى تفاهمات «الإخوان المسلمين» مع آيزنهاور في البيت الأبيض في مارس (آذار) 1954، وصولاً إلى اللحظة الضبابية الآنية. هل ما يجري في ليبيا فصل جديد من فصول المؤامرة، أو سمها كيفما تشاء، فصل يعاد فيه إنتاج واحدة من أسوأ تجارب العرب في القرن الحادي والعشرين، التجربة السورية التي تدخل عاماً جديداً من غير توافق وطني سوري، ما يعني أن الخرق اتسع على الراتق، ولا حل شاملاً يلوح في الأفق؟ سريعاً سعى الأوروبيون - وفرنسا تحديداً - إلى إسقاط النظام الليبي السابق، وقد دعم «الناتو» العملية العسكرية، غير أن السؤال: هل كان لدى هؤلاء وأولئك سيناريو لليوم الثاني، أم أن الأمر لم يكن يهم أحداً، فقط كان بيت القصيد وصول ليبيا إلى لحظة التناحر الحالية، واهتراء النسيج المجتمعي الليبي، الذي عاش أربعة عقود ونيفاً تحت ضغوطات وكبت كانا لا بد لهما من إسقاط لا يبقي ولا يذر من معالم وملامح الدولة الليبية الموحدة شيئاً؟

الشكوك الساكنة حنايا علامة الاستفهام المتقدمة تتعاظم في الأيام الأخيرة، وخصوصاً في ظل التحركات التي تنافي وتجافي القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن بالنسبة لليبيا.

يسابق الرئيس التركي إردوغان الزمن، من أجل إرسال قوات نظامية إلى حكومة «الوفاق»، فيعدل موعد مناقشة البرلمان التركي للأمر، من الثامن من يناير (كانون الثاني) إلى الثاني منه، ما يفيد بأن هناك خطة موضوعة مسبقاً لجعل ليبيا موقعاً وموضعاً لدور عثمانلي جديد، مشابه لما فعل في سوريا من قبل.

لسنا هنا في باب المحاججة بما إذا كانت الفكرة سديدة أم لا، وما إذا كان الأمر برمته ليس إلا بروباغندا إعلامية من عدمها، فالقاصي والداني يعلم أن نقل قوات نظامية أمر لا تقوى عليه سوى القوى الدولية الكبرى، كالولايات المتحدة وروسيا الاتحادية، وليس لدى تركيا حاملات طائرات أو أساطيل تجوب البحار، وتمكنها عند لحظة بعينها من مشارعة الكبار على أهدافهم ورؤاهم القطبية، في عالم يتغير فيه جيوبولتيك العالم بسرعة بالغة.

نحن هنا أمام تساؤلات أعمق من كون تركيا عضواً في حلف «الناتو»، يسعى للتدخل في أراضي دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة، ووراءها قرار من مجلس الأمن يقضي بعدم توريد السلاح إلى ليبيا برمتها.

ما هو الموقف الرسمي لـ«الناتو» من تركيا؟ كافة ما يتم الاستماع إليه حتى كتابة هذه السطور من تصريحات، يمكن وصفه بالميوعة السياسية التي تفتح الباب واسعاً لمزيد من الشكوك حول ما يجري، لا سيما أن هناك بوضوح نيات لتحويل ليبيا إلى حاضنة جديدة للطبعة الثانية من تنظيم «داعش»، وعلى غير المصدق الرجوع إلى عدد من الفيديوهات التي تبين وصول مقاتلين سوريين إلى الداخل الليبي. تحت بصر ونظر العالم، ينقل إردوغان إرهابيي «داعش» و«جبهة النصرة»، وبإغراءات مالية وأدبية، كالوعد بالجنسية التركية حال الفوز على الجيش الوطني الليبي. يسارع كاره العرب التقليدي إلى ليبيا لتحويل دفة المعركة، والمريب هنا إلى حد التصديق أننا إزاء فصل جديد من فصول المؤامرة، ما نراه من استكانة أوروبية تصل إلى حد الاستسلام لإردوغان، الأمر الذي يفتح الباب للشكوك حول ما إذا كانت هناك أطراف أوروبية بعينها، تتماهى معه من أجل مصالح سوف تتبدى لاحقاً عند تقسيم المغانم والمغارم وبعد انتهاء المعركة.

مؤلم جداً المشهد الأوروبي، لا سيما الفرنسي الإيطالي بنوع خاص، فما رأيناه طوال سنوات خلت لم يكن سعياً لصالح ليبيا أو الليبيين بالمرة، ولكنه كان ضرباً من ضروب قسمة الغرماء لنفط وغاز وسواحل ليبيا، ولتتفتت ليبيا؛ بل ليس سراً نذيعه القول إن هناك صدامات كانت ولا تزال تجري على الأرض بين الجانبين. هل المشهد الأميركي أفضل حالاً من الأوروبي؟ بالقطع لا، وكلا ألف مرة ومرة، فواشنطن مشغولة، أو تتراءى للناظر كذلك، في حين تغيب النيات وتتوارى الطوايا الأميركية إلى أجل مسمى، فما يهم الولايات المتحدة هو ألا تخرج خالية الوفاض من بحيرة الغاز الساكنة تحت مياه المتوسط، والتي أدخلت المنطقة إلى دائرة جديدة من دائرة لعنات الطاقة، إن جاز التعبير. على أن ما يجعل المرء يربط بين نشوء وارتقاء وصعود الحلقة الجديدة من مسلسل الإرهاب معقود بالموقف الأميركي وبعض من مواقف الدول الأوروبية لجهة قضية مكافحة الإرهاب، ماذا يعني ذلك؟

قبل أسبوعين، ارتفع الصوت الأميركي الحاكي عن انسحاب القوات الأميركية من غرب أفريقيا، بحجة التفرغ إلى ما هو أهم، أي المواجهة مع روسيا والصين. هل يعقل مثل هذا القرار في الوقت الذي يجد فيه «داعش» دعماً تركياً، في الصومال ونيجيريا وكينيا وما حولها، وصل إلى حد عودة «داعش» للذبح وبث مشاهد حية كما قبل عدة أعوام؟ أما أوروبياً، فلديك ألمانيا التي رفضت مساندة جهود فرنسا في دعم مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي... ماذا ينتظر الجانبان؟ عودة «داعش» و«القاعدة» في نسخة جديدة، ولأهداف لا تغيب عن أعين الناظر للخريطة الشطرنجية الإدراكية؟

الشك يضحى يقيناً يوماً تلو الآخر، وغداً لناظره قريب.

 

التهديدات الإسرائيلية للأردن تنذر بالأسوأ

مروان المعشر/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2020

شهدت الآونة الأخيرة سلسلة من المقالات في صحف إسرائيلية عدة أتى معظمها من اليمين الإسرائيلي المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تضمنت امتعاضاً واضحاً من التصعيد الواضح للمسؤولين الأردنيين تجاه السياسات الإسرائيلية المتغطرسة. وفي الأخص، فإن إسرائيل ممتعضة من قرار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عدم تجديد اتفاقية أراضي الباقورة والغمر، التي أتاحت لإسرائيل استخدام هذه الأراضي الأردنية للخمسة والعشرين عاماً الماضية وفق ترتيب خاص في معاهدة السلام بين البلدين. وفي حين يقف أغلبية الشعب الأردني اليوم ضد المعاهدة، فإن هذه المقالات بدت هي الأخرى معادية للمعاهدة، لكن لأسباب مختلفة تماماً، تتعلق بالمحاولة الإسرائيلية القديمة الجديدة لحل النزاع العربي - الإسرائيلي على حساب الأردن.

كيف نقرأ المشهد اليوم بروية وتحليل فيما يتعلق بالعلاقة المتوترة للغاية بين البلدين وأثرها على المستقبل؟

بداية، فإن النظرة الإسرائيلية للأردن على أنه جزء من وعد بلفور ليست جديدة، وتعود أصولها إلى العشرينات من القرن الماضي والنظرية الجابوتنسكية «لأرض الميعاد». وبعد حرب 1967 مباشرة، خرج إيغال آلون، وزير العمل الإسرائيلي آنذاك من حزب العمل، بخطة آلون لتقاسم الضفة الغربية بين إسرائيل والأردن مع احتفاظ إسرائيل بالقدس وأجزاء من الضفة، وهي الخطة التي كانت أساساً فيما بعد لطرح آرييل شارون في الثمانينات أن الأردن هو فلسطين. ومن المفيد التذكير بتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه إسحق شامير عام 1982 بأن «المشكلة ليست في غياب وطن للفلسطينيين العرب. ذاك الوطن يدعى شرق الأردن، أو فلسطين الشرقية». وبقي هذا الهاجس لدى الأردن حاضراً بقوة في ذهن المغفور له الملك الحسين والمسؤولين الأردنيين كافة؛ ما أدى إلى إصرار الأردن على تضمين المعاهدة بنداً ينص على عدم السماح للهجرة القسرية للسكان بين البلدين. وصرح الكثير من المسؤولين الأردنيين آنذاك بأن المعاهدة دفنت نظرية الوطن البديل للأبد. لكن الوضع اليوم مختلف تماماً عما كان عليه عام 1994 حين تم توقيع المعاهدة، وبعد أن وقع اتفاق أوسلو في العام السابق، أي 1993. فقد كان الأمل الفلسطيني، ومن ورائه الأردني والعربي، أن يتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بحلول عام 1999 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وبذلك يتحقق الحلم الفلسطيني بتقرير المصير على الأرض الفلسطينية، وتنتهي مؤامرة الوطن البديل على الأردن بإقامة الدولة الفلسطينية. لكن الأمور لم تتطور بهذا الشكل. فقد مر اليوم على اتفاق أوسلو ستة وعشرون عاماً زاد فيها عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس الشرقية من مائتين وخمسين ألفاً إلى ستمائة وخمسين ألفاً، بما في ذلك مائتان وخمسون ألفاً في القدس الشرقية وحدها ما جعل الفصل بين الجانبين شبه مستحيل، وما قوّض فرص تطبيق حل الدولتين حتى إنْ توفرت الإرادة السياسية لهذا الحل.

لكن هذه الإرادة غير متوافرة اليوم. لا يكل رئيس الحكومة الإسرائيلية وهو يعلن عدم نيته الانسحاب من الضفة الغربية والقدس، بل نيته ابتلاع غور الأردن وضم المستوطنات للسيادة الإسرائيلية. ولا تتوافر هذه الإرادة لدى الإدارة الأميركية، التي تحاول تمرير «صفقة القرن» التي بات من الواضح أنها لن تؤدي إلى حل مقبول وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. ولا تتوفر هذه الإرادة أيضاً لدى المجتمع الدولي الذي لم يرغب يوماً في إغضاب الجانب الأميركي في هذه المسألة.

يضاف إلى كل ما سبق العامل الديموغرافي داخل الأراضي التي تسيطر إليها إسرائيل اليوم. فقد وصل عدد الفلسطينيين العرب في الداخل والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة 6.6 مليون شخص، مقارنة بـ6.5 مليون إسرائيلي يهودي؛ ما يشكل اليوم غالبية عددية لصالح الفلسطينيين. وهذا الغالبية مرشحة للازدياد تدريجياً، حيث معدل الولادة لكل امرأة فلسطينية 4.1 طفل مقارنة بـ3.1 طفل للمرأة الإسرائيلية. وهو ما يعني أن الفلسطينيين سيشكلون غالبية كبيرة للسكان خلال العقود القليلة المقبلة. تبعاً لكل هذه الحقائق أعلاه، فإن أي تتبع للمنطق الإسرائيلي سيقود إلى نهايات كارثية للأردن. فإذا لم ترغب إسرائيل في إقامة دولة فلسطينية على التراب الفلسطيني، ومن الواضح أنها لا ترغب في ذلك، وإذا لم ترغب أيضاً في إبقاء أغلبية فلسطينية داخل الأراضي التي تسيطر عليها، فإن الاستنتاج المنطقي الوحيد أن إسرائيل ستحاول، وبكل الوسائل، أن تتخلص من عدد كبير من الفلسطينيين، وتدفعهم باتجاه الأردن. وقد أثبتت الأزمة السورية أنه من الممكن جداً أن تؤدي ظروف الاقتتال في بلد إلى هجرة عدد كبير من السكان فاق في الحالة السورية ستة ملايين شخص.

إذن، ليس من باب التهويل الاستنتاج أن سيناريو الوطن البديل ما زال حاضراً وبقوة لدى ذهن صانع القرار الإسرائيلي. وتبعاً لذلك لا نستطيع أن نستخف بالمقالات الإسرائيلية الأخيرة على أساس أنها لا تعبر عن الموقف الإسرائيلي الرسمي. إن المعلومات الواردة أعلاه تشير إلى استنتاج منطقي وحيد: أن هذا السيناريو هو اليوم في صلب التفكير الإسرائيلي الرسمي. هل يعني ذلك أن إسرائيل ستنجح في مسعاها؟ ليس بالضرورة. تشير استطلاعات مشروع الباروميتر العربي إلى أن الأراضي الفلسطينية لم تظهر ازدياداً في عدد من يرغب في الهجرة خلال الأعوام السبعة الماضية، وهو ما يشير إلى تمسك الفلسطينيين بأرضهم رغم كل الإجراءات الإسرائيلية. لكن العالم العربي لا يمكنه أن يكتفي بهذا، بعد أن أصبح واضحاً أن أفضل سبيل لمحاولة إسرائيل ابتلاع الأرض والقدس ومنع إقامة دولة فلسطينية هو دعم بقاء الفلسطيني على أرضه. إن مثل هذا الدعم لا يجوز أن يبقى معنوياً، فهناك حاجة ماسة اليوم إلى دعم مادي حقيقي يضمن صمود الفلسطينيين على أرضهم في المستقبل القريب والمتوسط. ثم إن أصبحوا أغلبية واضحة، لن تتمكن إسرائيل من إدامة نظام أبارتهايد عنصري، تحكم فيه الأقلية الأغلبية إلى الأبد. كما لن يستطيع المجتمع الدولي إبقاء دعمه مثل هكذا نظام عنصري بعد موت حل الدولتين، ومطالبة الفلسطينيين إسرائيل بحقوق متساوية.

يقف الأردن اليوم بمكوناته الشعبية والرسمية كافة ضد مؤامرة الوطن البديل هذه وبكل صلابة. وقد أثبت الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني حنكة سياسية فائقة ومقدرة على إدارة الأزمات المتلاحقة في النزاع العربي - الإسرائيلي. إلا أن مسؤولية دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه مسؤولية مشتركة لا يستطيع الأردن تحملها وحده. عربياً، فإن من يهمه أن تبقى القدس عربية مدعو اليوم لوقفة جادة لدعم الصمود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية. ودولياً، فالمجتمع الدولي أيضاً مدعو لوقفة جادة لدعم الصمود الفلسطيني على أرضه إن لم يكن راضياً عن واقع الدولة الواحدة. أما بيت القصيد فهو أن إسرائيل في النهاية هي من ستتحمل تداعيات الدولة الواحدة إن لم تكن ترغب في حل الدولتين.

* وزير الخارجية الأردني الأسبق - خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

هل تعاقب أميركا الحكومة العراقية لـ"تلكئها" في الدفاع عن سفارتها في بغداد؟

أحمد السهيل/انديبندت عربية/01 كانون الثاني/2020

"الحشد الشعبي يسيطر على أركان الدولة ما يشكل تهديداً للمجتمع الدولي"

أعلنت قيادة العمليات المشتركة، الأربعاء 1 يناير (كانون الثاني)، انتهاء الاحتجاجات أمام السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء، مع انسحاب محتجي "الحشد الشعبي" استجابة لمطالبات بذلك، صدرت من هيئة الحشد ورئيس الوزراء العراقي.

واستقبل العراقيون العام الجديد باحتملات تفجر أزمة كبيرة، إثر اقتحام حشود كبيرة تابعة لـ"الحشد" المنطقة الخضراء الحكومية، وتمركزها أمام السفارة الأميركية في بغداد، بحضور كبار قادة الهيئة، فضلاً عن ممثلي كتل برلمانية، مهددين بالدخول إليها وتاركين البلاد أمام احتمالات تصعيد خطيرة، وأزمة جديدة تمس المصالح الأميركية في البلاد.

سيناريو مثير للجدل

لكن ما جرى أثار تساؤلات عدّة عما ستقوم به الولايات المتحدة رداً على ذلك الهجوم، واحتمال أن تصدر عقوبات ضد الحكومة العراقية وشخصيات رئيسة فيها، من بينهم رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، إضافةً إلى زعيم تحالف "الفتح" هادي العامري، أحد أكبر الكتل البرلمانية، لمشاركتهم في تلك الاحتجاجات.

ولعل أكثر السيناريوهات إثارة للجدل سياسياً، هو قدرة تلك المجموعات على اقتحام المنطقة الخضراء شديدة التحصين والوصول إلى السفارة الأميركية، بينما كانت القوات الحكومية تطلق النار على من يقترب منها من محتجي ساحة التحرير، ما يجعل الحكومة العراقية في دائرة الاتهام بأنها سهّلت أو تغاضت عن دخولهم. وبعد حصار دام ساعات طويلة، أدى إلى إحراق بوابتين من بوابات السفارة، لم تقم الحكومة العراقية بأي تحرك أمني على الأرض لحماية البعثة الدبلوماسية، وأرسلت وزير الداخلية الذي قوبل برفض من جمهور الحشد، ما أعطى انطباعاً بأن "الحشد الشعبي" بات مؤسسة أقوى من الحكومة العراقية وباقي مؤسساتها الأمنية، ولا يمكن التأثير فيه من قبلها. في غضون ذلك، دعا زعيم تيار "الحكمة" عمار الحكيم إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد وعدم الانجرار للفوضى، إلاّ أنّ رد فعل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان مختلفاً، إذ اعتبر أن الغاية ممّا حدث، إنهاء الاحتجاجات الشعبية الإصلاحية.

ردود فعل أميركية

واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران بتدبير محاولة اقتحام السفارة الأميركية في بغداد، مجدداً اتهامه لها بأنها قتلت متعاقداً أميركياً وجرحت آخرين في القصف الذي استهدف قاعدة كي - وان في كركوك، شمال العراق. وأبلغ ترمب بغداد بمسؤوليتها عن تأمين السفارة الأميركية، متوقعاً أن تستخدم قواتها الأمنية لتحقيق ذلك. وقال في تغريدة على "تويتر"، "نُقل عدد من مقاتلينا وأسلحتنا الأكثر فتكاً في العالم إلى موقع السفارة في بغداد"، محملاً "إيران المسؤولية الكاملة عن أية خسائر بشرية أو مادية في سفارتنا ببغداد". وتابع "إيران ستدفع ثمناً باهظاً... هذا تهديد وليس تحذيراً". إلاّ أنّ طهران رفضت عبر خارجيتها الاتهام الأميركي بوقوفها وراء الاحتجاجات أمام السفارة.

4 إرهابيين

 واتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بدوره، أربع شخصيات سياسية بالوقوف وراء مهاجمة سفارة بلاده في بغداد، واصفاً إياهم بـ"الإرهابيين ووكلاء إيران". وقال بومبيو في تغريدة على "تويتر"، إن "الهجوم على سفارتنا خطّط له إرهابيان، هما أبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي، وبتحريض من وكيلَيْ إيران، هادي العامري وفالح الفياض، وجميعهم ظهروا في صورة خارج سفارتنا". ونشر بومبيو صوراً تظهرهم وهم يشاركون في التظاهرات التي حاولت اقتحام السفارة.

عقوبات محتملة

ويرى سياسيون أن واشنطن لن تترك هذا الحادث يمر من دون عواقب، مرجّحين أن تصدر عقوبات بحق شخصيات سياسية وحكومية بارزة. في هذا السياق، قال رئيس حزب "الحوار والتغيير" حامد المطلك، إن "الإدارة الأميركية حذرت مرات عدّة واتخذت إجراءات حاسمة سابقاً". وأوضح لـ"اندبندنت عربية" أنه "من المتوقع إصدار عقوبات على شخصيات سياسية تعتقد واشنطن أنها تعترض مصالحها وتشترك في الاعتداءات عليها"، معبّراً عن أمله في أن "تكون الحكومة واعية وحذرة وتمنع حصول مثل هكذا اعتداءات على البعثات الدبلوماسية مستقبلاً". ولفت إلى أنه "نظراً إلى ما حدث ويحدث، لا يمكن ضمان عدم شمول العراق ببعض العقوبات".

تهديد للقوى الدولية

في المجال ذاته، قال رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي إن "قوى الحشد ومجموعات مسلحة تابعة له، باتت لها اليد الطولى في العراق بعد الانتخابات الماضية، ما يشكّل تهديداً للقوى الدولية"، محذراً من احتمال صدور "مراجعات وقرارات من مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي في هذا السياق".

وأوضح لـ"اندبندنت عربية" أن "أميركا تعتقد أن الحكومة العراقية تلكأت في الدفاع عن السفارة، ما أدى إلى إعلان تصريحات رسمية تؤكد أنها ستفعل ذلك بنفسها، فضلاً عن تهديدات مباشرة للحكومة باتخاذ موقف ممّا يجري"، لكنّه استبعد أن توجّه الولايات المتحدة العقوبات على الدولة العراقية، مبيّناً أنّها "تعتبر العراق حليفاً لا يمكن تركه". في المقابل، رجّح أستاذ العلوم السياسية حازم الشمري أن "يصدر الكونغرس عقوبات على العراق على إثر ما جرى"، موضحاً أن "أميركا تدرك أن الفعل ليس حكومياً وإن كانت الحكومة العراقية صامتة ودعواتها خجولة". وأضاف لـ"اندبندنت عربية"، "الولايات المتحدة كانت تدرك بعد قصفها مقراً تابعاً للحشد أن رد الفعل مقبل لا محالة"، مؤكداً أنها "تعرف أن الحادثة ليست عفوية، وكان لديها خبر باحتمال مهاجمة السفارة قبل يوم من حصوله، لذلك أخلتها".

إجراءات سياسية وعسكرية

ورأى الباحث في الشؤون الاستراتيجية أحمد الشريفي من جانبه، أن "المعطيات تشير إلى أن هناك إجراء أميركياً محتملاً، لكنه لن يكون عبر العقوبات على الحكومة العراقية"، مرجحاً أن يكون رد الفعل سياسياً وعسكرياً على حد سواء. وأوضح في تصريح لـ"اندبندنت عربية" أن "أميركا تنظر إلى العراق عرفاً وبموجب القانون الدولي، على أنه حليف استراتيجي وأن النظام السياسي فيه يتحرك وفقاً لذلك". وتابع "سياسياً، ستستهدف القيادات التي ظهرت في أماكن التظاهر أمام السفارة بعقوبات اقتصادية على الأقل، ومن المحتمل أن تشمل العقوبات المقبلة هادي العامري وفالح الفياض وأبو مهدي المهندس". وفي سياق الإجراءات العسكرية، توقّع الشريفي أن "تقدم أميركا على رد عسكري بذريعة أن تلك القوى متمردة لا تمثل العراق، فهي تستثمر كون البلاد تحت الفصل السادس وتستخدم حق الوصاية الدولية، لكنها لن تذهب باتجاه العقوبات إزاء دولة تريد أن تؤسس فيها نظاماً سياسياً حليفاً بشكل متكامل".

وعن التصريحات المتعلقة بالدعوة إلى محاصرة القواعد الأميركية، بيّن الشريفي أن "هذا التصريح تهديد إعلامي غير قابل للتطبيق ميدانياً، ولن تتعاطى معه الحكومة العراقية ولا واشنطن بشكل حقيقي".

جهات أقوى من الدولة

في المجال ذاته، قال الكاتب والصحافي مشرق عباس، "لا توجد خريطة واضحة لسياق العقوبات الأميركية، إذ بدأت بإصدار عقوبات على قضايا تتعلق بدعم الإرهاب. بعدها، تطورت لتشمل الخلاف الأميركي الإيراني، وآخرها تجاوزت هذا المفهوم إلى عقوبات على قضايا فساد وانتهاكات حقوق الإنسان".

وأضاف لـ"اندبندنت عربية"، "ما حصل بالأمس كان يمكن تفسيره كلحظة غضب شعبي على القصف لولا أن قيادات أمنية رسمية في الدولة العراقية وقيادات سياسية ورؤساء كتل ونواباً وسياسيين معروفين شاركوا فيها، وحُسبت تداعياتها عليهم"، مبيناً أن "مشاركة تلك الشخصيات غير مفهوم وأدى إلى إعطاء صفة التداخل السياسي في التظاهرة". واستبعد عباس أن تكون الحكومة العراقية متواطئة في إدخال محتجي "الحشد الشعبي" إلى المنطقة الخضراء، مشيراً إلى أن "الدخول كشف الحقيقة التي تقول إن هذه الجهات أقوى من مؤسسات الأمن العراقية، وما حدث إجبار وانتهاك للحكومة العراقية والمؤسسات الأمنية".

ولفت إلى أن "هذا المشهد أعطى تصورات للعالم أن الدولة العراقية لا تستطيع ضبط مسؤولياتها بحماية السفارات ومؤسسات الدولة وهي غير قادرة على ضبط منتسبيها". وأوضح أن "ما حدث هو سلسلة من العمليات لإضعاف قدرة القوات الأمنية، فضلاً عن تواطؤ سياسي لتفريغ المؤسسات الأمنية من قيمتها"، معتبراً أنّ "ما حدث يؤثر في سمعة العراق وثقة المجتمع الدولي به".

 

منظمة التجارة العالمية خلقت نوعاً من "العولمة المفرطة"

رفيق خوري/انديبندت عربية/01 كانون الثاني/2020

التاريخ لا يقرأ الروزنامة، أحداثه نهر جارف حيناً وهادئ حيناً آخر، لكن جريانه لا ينقطع، والعام 2020 الذي يبدأ اليوم هو، حسب الروزنامة، العام الأول في العقد الثالث من الألفية الثالثة، لكن تحدياته استمرار لتحديات العام الذي مضى بوسائل أخرى أو بالوسائل نفسها، بمقدار ما هي فصل في كتاب العقد الثالث، وهذا الكتاب هو فصل في كتاب أكبر يشمل الرؤية الواسعة لصورة التحديات في القرن الـ 21، قرن نهاية الأيديولوجيا وهيمنة التكنولوجيا، قرن العودة إلى اقتصاد القرن الـ20 وسياسة القرن الـ19، فالصراخ ضد العولمة لم يعد مقتصراً على اليسار والشعوب في "ريف" العالم، بل صار مرتفعاً في أوساط اليمين والطبقة الوسطى في "المتروبول" الأميركي والأوروبي. وأقل ما قاله البروفسور داني رودريك في جامعة هارفارد هو أنّ منظمة التجارة العالمية خلقت نوعاً من "العولمة المفرطة"، حيث مصالح الشركات الكبرى تفرض على الدول حماية مصالحها، وشعار "أميركا أولاً" والحروب التجارية التي يخوضها الرئيس دونالد ترمب مع الصين وحتى مع حلفاء أميركا في أوروبا وكندا والمكسيك واليابان أبرز الأمثلة. ومعاناة الشعوب في البلدان الصغيرة أو الضعيفة من التدخل العسكري الخارجي في صراعاتها صارت ظاهرة واسعة تبدو "عادية" في آسيا وأفريقيا وحتى في أوروبا، إذ هي عودة "منهجية" إلى سياسة القرن الـ19، والنموذج الساخن أمامنا حالياً، بعد العراق وسوريا، هو ليبيا حيث أصبح التدخّل العسكري التركي إلى جانب طرف في الحرب سياسة "شرعية" تقرّها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان ويجيزها المجلس النيابي. ومن المفارقات أن تبدو ليبيا "الموقع والنفط والغاز" جائزة تتنافس عليها قوى إقليمية ودولية بدل أن تكون لأهلها، ولا أحد يعرف من "يربط زند" أردوغان المندفع في تدخل عسكري في سوريا والعراق وليبيا يستعيد ما يسمّى "الميثاق المالي" عام 1920 الذي سجل شمالي سوريا والعراق وبعض الجزر في بحر إيجه والبحر المتوسط ضمن حدود تركيا بعد الحرب العالمية الأولى، قبل تجريد تركيا منها بموجب معاهدة "سيفر" عام 1923.

ذلك أنّ التدخل الخارجي تحت عنوان "مناطق النفوذ" صار جزءاً من سياسات قوى إقليمية إلى جانب القوى الكبرى، وكل قوة من هذه تجد نفسها ناقصة من دون مناطق النفوذ. روسيا من دون نفوذها فيما تسميه "الجوار القريب"، أي البلدان التي كانت ضمن الاتحاد السوفييتي ثم في أماكن بعيدة مثل سوريا وفنزويلا تصبح مجرد قوة محلية. أميركا من دون حلفاء وقواعد عسكرية في الخارج ومهام حلف "الناتو" تصبح دولة عادية مثل كندا. تركيا من دون النفوذ الإقليمي والانتقال من دور "دولة جسر" إلى دور "دولة محور" هي باكستان ثانية، إيران من دون ما تسميه عمقها الاستراتيجي من العراق إلى البحر المتوسط هي "بنغلاديش شيعية"، ومصر بلا دورها العربي والأفريقي هي مجرد بلد كثير السكان، والصين من دون قواعدها البحرية "والحزام والطريق" هي "برّ" معزول.

أما التكنولوجيا، فإن تطورها المتسارع سلاح ذو حدين: تسهيل وسائل الإنتاج والحياة، وتصعيب ممارسة الحريات والتمتع بالخصوصية، تولستوي كان يقول "تصوّروا جنكيز خان مع هاتف"، اليوم نجد أنّ "الأخ الأكبر" في رواية جورج أورويل "1984" الذي يراقب كل حركات الناس، يملك وسائل للمراقبة أخطر في عالمنا الواقعي، من الشركات التي تخزن "الداتا الشخصية" للمواطنين في كل بلدان العالم إلى الأنظمة التي صار بإمكانها إقامة "توتاليتارية ديجيتالية"، وهو تعبير استخدمته "نيويورك تايمز" في تحقيق عن الأجهزة الدقيقة التي طورتها الصين لتحديد "هوية من يسير في الشارع، بمن يلتقي، ومن هو مع الحزب الشيوعي أو ضده؟". وفي مقال نشرته الصحيفة الأميركية نفسها تحت عنوان "عقولنا ليست صنو تكنولوجيتنا" يستعيد الكاتب كريستيان هاريس الشريك المؤسس لمركز التكنولوجيا الإنسانية سؤالاً وجواباً عمرهما 10 سنين: سئل البروفسور في هارفارد إدوارد ويلسون الملقب "أبو السوسيو بيولوجي": "هل ستكون الكائنات البشرية قادرة على حل الأزمات التي تواجهها خلال 100 سنة مقبلة"؟ وكان الجواب "نعم، إذا كنا نزهاء وأذكياء، لكن المشكلة الحقيقية للإنسانية هي أنه لدينا انفعالات العصر الحجري، ومؤسسات القرون الوسطى، وتكنولوجيا شبه إلهية".

وليس من السهل الهرب من ثقل الأحداث في التاريخ، حتى على الذين يصنعون التاريخ، فالصراع بين الإمبراطوريات المتنافسة في القرن الـ19 على استعمار البلدان ونهب الثروات الطبيعية لشعوب آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية زاد من بؤس الشعوب، وقاد في النهاية إلى صدام في الحرب العالمية الأولى، إذ انتهى عدد من الإمبراطوريات. وصراع الأيديولوجيات في القرن الـ20 انتهى بخسارة الأيديولوجيات الفاشية والنازية والشيوعية، ودفع كل الشعوب الثمن. ولا أحد يعرف إلى أين يقودنا تطور التكنولوجيا في القرن الـ21، لكن الواضح، حتى الآن، أننا في قرن يأخذنا تكنولوجياً إلى أمام، ونأخذ نحن السياسة والاقتصاد إلى وراء، ومن الصعب ألاّ تولد أفكار جديدة تقود حراك الشعوب وتدفع إلى تجاوز سياسة القرن الـ19 واقتصاد القرن الـ20.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون يستعجل تأليف الحكومة اللبنانية... ودياب في «ورشة عمل» لاختيار «اختصاصيين» وحلحلة في عقدة التمثيل الدرزي واستبعاد لوزراء حكومة تصريف الأعمال

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2020

يخوض الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة حسان دياب «ورشة عمل» لاختيار تشكيلة حكومية من الاختصاصيين «تنسجم مع رؤيته للخروج من التأزم الاقتصادي والسياسي»، وسط معلومات عن أن إعلانها سيكون قريباً بعد إتمام عملية اختيار الوزراء، وعن اتفاق على استبعاد الوزراء الحاليين في حكومة تصريف الأعمال. وتضاربت المعلومات حول موعد إعلان الحكومة، ففي وقت تقاطعت فيه معلومات من مقربين من الرئيس المكلف والثنائي الشيعي مفادها بأن الحكومة ستُعلن قبل السبت المقبل، رفضت مصادر وزارية تحديد مواعيد، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن الاحتمالات كلها واردة و«لا وقت محدداً لإعلان الحكومة بعد»، لافتة إلى أن هناك «عملاً مستمراً ودؤوباً لاختيار الوزراء من الاختصاصيين». وكانت المعطيات الأولى تستند إلى أن الحكومة كان مقرراً أن تبصر النور قبل اجتماع «المجلس الشرعي الإسلامي» الذي عادة ما يُعقد في يوم السبت الأول من كل شهر، وهو الذي ينتظر اللبنانيون موقفاً منه تجاه الحكومة العتيدة، إلا إن اجتماع «المجلس الشرعي» لم يحدد موعداً بعد لانعقاده. وأكد مصدر بارز في «المجلس الشرعي» لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع لم يُحدد حتى يُقال إنه تأجل «وإن كانت جرت العادة أن يعقد في اجتماع دوري كل سبت من أول كل شهر برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان». ورأت مصادر أخرى أن هناك «ضرورة للتريث ولمواكبة ما يجري من تطورات» بخصوص تأليف الحكومة، مما يشير إلى احتمال أن يكون الموقف المنتظر بعد تأليف الحكومة وليس قبله. ويتم تداول معلومات عن أن الفعاليات السنية، ولدى اطلاعها على الأسماء السنية المتداولة لتولي حقائب في الحكومة الجديدة، تشير إلى أن التمثيل السني فيها يبدو خجولاً، خصوصاً لجهة حصة بيروت فيها؛ إذ لا تزال تقتصر على الرئيس المكلف؛ دياب، فقط. وفي حين تستمر المفاوضات لحلحلة العراقيل التي تقف في وجه تشكيل الحكومة، ذكرت قناة «إل بي سي» أن رئيس الجمهورية ميشال عون على عجلة من أمره للتأليف.

وغداة ظهور عقدة التمثيل الدرزي والامتعاض من أن تكون حصة الدروز مقتصرة على وزارة البيئة، تحدثت مصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن حلحلة جرت لهذا الملف عبر اقتراح بتوزير شخصية حيادية درزية تتولى حقيبتين وزاريتين إحداهما وازنة. وقالت مصادر إن رئيس مجلس النواب نبيه بري يدفع باتجاه هذا الاقتراح على قاعدة أن الدروز كانوا في الحكومة الماضية يتولون حقيبتي التربية والصناعة، فليس من المعقول أن يتولوا حقيبة البيئة فقط في الحكومة الجديدة. وتقاطعت هذه المعلومات مع معطيات يرددها مطلعون على موقف الرئيس المكلف بأن الحصة الدرزية من الأساس كانت تقضي بمنح الدروز حقيبتين يتولاهما وزير واحد، مشيرين إلى أن هناك أنباء كثيرة في البلد يجري تداولها «لكن معظمها غير صحيح». ويجري دفع باتجاه إعلان الحكومة سريعاً «ما دامت العقبة الأبرز التي تتمثل في توزير شخصيات كانت موجودة في الحكومة السابقة، قد تم حلها على قاعدة استبعاد كل أسماء الوزراء السابقين، ما يعني أن الأمور لا تحتمل مزيداً من المراوحة والتأخير». وتقول مصادر مطلعة على مسار تشكيل الحكومة إن الرئيس المكلف يخوض ورشة عمل لاختيار الوزراء الأكفأ بين الخيارات الموجودة، ويجري اختيار الاختصاصي الأفضل من بين أسماء الاختصاصيين في حوزته، مشددة على أنه مصرّ على اختيار وزراء اختصاصيين ينسجمون معه بوصفه رئيساً اختصاصياً. وبناء على هذا المبدأ، تشير المصادر إلى أن القوى السياسية تفكر بطريقة مختلفة عن الطريقة التي يفكر فيها دياب الذي لا ينظر إلى التمثيل من ناحية سياسية، بل باعتباره تمثيلاً تكنوقراطياً يلتزم مقتضيات الدستور والميثاقية، وهو مبدأ لم يتغير من تكليفه لتشكيل حكومة من الاختصاصيين سيكون مطلوباً منهم الخروج من التأزم السياسي والاقتصادي القائم في البلاد.

 

الراعي: لا عودة إلى الوراء

وطنية - الأربعاء 01 كانون الثاني 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس رأس السنة في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة سمير مظلوم وحنا علوان وأنطوان عوكر وبيتر كرم، أمين سر البطريرك الأب شربل عبيد ولفيف من الكهنة، في حضور النائب السابق ميشال الخوري، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، رئيس المجلس الوطني في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم - قبرص إيلي جورج عيد، الأمينة العامة للمؤسسة المارونية للانتشار هيام البستاني وعدد من الفاعليات والمؤمنين. بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "دعي اسمه يسوع" قال فيها: "بإسم يسوع، الله الذي يخلص شعبه من خطاياهم (متى21:1)، نبدأ العام الجديد 2020. ونرجوه سنة خلاص روحي بنعمته وشهادة لمحبته، وسنة خلاص للبنان من أزماته السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية، وخلاص لسوريا والعراق وفلسطين من ويلات الحروب ونتائجها المدمرة للبشر والحجر. في هذا اليوم الأول من السنة، تحتفل الكنيسة بيوم السلام العالمي الذي أنشأه القديس البابا بولس السادس منذ ثلاث وخمسين سنة. واعتاد البابوات منذ السنة الأولى على توجيه رسالة بموضوع السلام. فوجه قداسة البابا فرنسيس رسالة لهذا العام 2020 بعنوان: "السلام مسيرة رجاء: حوار ومصالحة وتوبة بيئية". أما في لبنان فيجري هذا الاحتفال في الأحد الأول بعد رأس السنة. ويقام الأحد المقبل في كنيسة الصرح البطريركي".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية التي نكرس بها، في بداية العام الجديد، لبنان والمنطقة لعناية الله، راجين أن يكون هو الموجه لأحداثها إلى ما هو خير وسلام، تمجيدا لاسمه القدوس. وإننا نقدمها ذبيحة شكر لله على العام المنصرم، وعلى ما أفاض علينا فيه من خير ونعم. ونرفعها أيضا ذبيحة استغفار وتوبة عن كل ما صدر عنا من خطايا وإساءات إلى الله والناس. وإنا نرفع ذبيحة التكريس والشكر والاستغفار هذه، بإسم كنيستنا المارونية، حيثما وجد أبناؤها تحت كل سماء، وبإسم الشعب اللبناني الذي يعاني من الممارسة السياسية التي أوصلت وطننا إلى الهاوية إقتصاديا وماليا ومعيشيا، وحرمت أكثر من ثلثه بهجة العيد بسبب فقرهم وعوزهم وحرمانهم. ونفعل ذلك بإسم الشبيبة المنتفضة، العابرة للطوائف والمذاهب والأحزاب والمناطق، والتي تصرخ منذ أكثر من سبعين يوما، بصوت واحد مطالبة بحكومة اختصاصيين ذوي خبرة وإنجازات، ومتحررين من وطأة وضغوط جميع الأحزاب، لكي تتمكن من انتشال الدولة من قعر الحضيض الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي أوصلته إليه ممارسة المسؤولين السياسيين، إذ كان همهم مصالحهم وأرباحهم غير المشروعة، فأفرغوا خزينة الدولة. لا نستطيع بعد اليوم قبول مثل هذه الممارسة، فالشعب بكباره وشبابه يقف بالمرصاد، ولا عودة إلى الوراء. ولذا، يجب تغيير نهج المحاصصات في العمل السياسي". وتابع: "دعي اسمه يسوع (لو21:2). هو الإسم الذي أعلنه الملاك جبرائيل لمريم (لو31:1)، ثم ليوسف في الحلم (متى21:1)، للتأكيد على أنه الإله الذي صار إنسانا ليخلص كل إنسان. ولا خلاص إلا باسمه فهو بذبيحة ذاته على الصليب افتدى كل الجنس البشري، وصالحه مع الله، وفتح أمام الإنسان، كل إنسان، الطريق المؤدي إلى الخلاص الأبدي. بهذا المعنى أعلن بطرس الرسول: "لا خلاص بأحد غير يسوع، لأنه لم يعط تحت السماء بين الناس، إسم آخر، به ينبغي أن نخلص" (أعمال12:4). ليس يسوع ابن الله شخصا بعيدا منا، بل بتجسده اتحد مع كل إنسان ليقطع معه الطريق في الحياة، كرفيق درب وصديق وموجه. إنه حقا "عمانوئيل" إلهنا معنا". وختم الراعي: "في عيد اسم يسوع، نجدد رجاءنا، واثقين أنه يخرجنا من معاناتنا أيا تكن، شرط أن نفتح أذهاننا لإيحاءاته وقلوبنا لشعاع حبه. من أجل هذه الغاية نصلي. فنلتمس من الله أن يعمل بنعمته في قلوب السياسيين المعنيين بتشكيل الحكومة، بحيث يضعون خير لبنان وشعبه وشبيبته فوق كل اعتبار، متخلين عن مصالحهم وحساباتهم، وعاملين بروح المسؤولية الوطنية على تسهيل ولادة الحكومة الجديدة القادرة على رفع التحديات وكسب ثقة المجتمع الداخلي والإقليمي والدولي بعد خيبات أمل كثيرة ضربت شبابنا اللبناني باليأس من الطبقة الحاكمة. هذا ما نرجوه باسم يسوع في افتتاح العام الجديد 2020، رافعين نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس استقبل الراعي المشاركين بالذبيحة الإلهية، للتهنئة بالأعياد المجيدة.

 

المطران الياس عودة: لحكومة إنقاذ ممن لم يتلوثوا بآفات السياسة

وطنية - الأربعاء 01 كانون الثاني 2020

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، قداسا في كاتدرائية القديس جاورجيوس، لمناسبة ذكرى ختانة يسوع المسيح بالجسد وتذكار القديس باسيليوس الكبير ورأس السنة.

وبعد الإنجيل المقدس ألقى عودة عظة قال فيها: "إخوتي الأحبة، بداية، أسأل الرب إلهنا المتجسد، الذي تنازل واقتبل ختانة بشرية، من أجل خلاصنا، أن يكلل هذا العام الجديد بنعمه الإلهية الغزيرة، وأن يحفظ بلدنا الحبيب، وجميع إخوتنا في هذا الوطن المجروح، ويعيد السلام والفرح والطمأنينة والمحبة إلى جميع القلوب". وأضاف: "سمعنا في الرسالة التي تليت على مسامعنا منذ قليل: "أنتم مملوءون فيه وهو رأس كل رئاسة وسلطان، وفيه ختنتم ختانا ليس من عمل الأيدي، بل بخلع جسم خطايا البشرية عنكم بختان المسيح" (كولوسي 2: 10-11). إذا عدنا قليلا إلى بداية النص الذي يسبق ما سمعناه اليوم، نقرأ التالي: "فاسلكوا في الرب يسوع المسيح كما قبلتموه، متأصلين راسخين فيه، ثابتين في الإيمان الذي تعلمتموه، شاكرين كل الشكر. وانتبهوا لئلا يسلب أحد عقولكم بالكلام الفلسفي والغرور الباطل القائم على تقاليد البشر وقوى الكون الأولية، لا على المسيح" (كولوسي 2: 6-8). نفهم مما قرأناه أن الذي يقبل المسيح ربا وسيدا، عليه أن يسلك بحسب وصاياه، مهما بدت هذه الوصايا صعبة التطبيق. فعندما نضعف أمام الصعوبة، تأتينا ذئاب في ثياب حملان، تغرينا بأن نعيش حياتنا ونفرح ونقوم بما يحلو لنا، بحجة أن الله يقيدنا بطلباته، وهذا ما حذر منه الرسول بولس مخاطبا أهل كولوسي، بألا يتبعوا المتفلسفين والذين يأتون إلى الناس بهدف إقناعهم بالعدول عن اتباع الرب، وباللحاق بتقليد البشر وأسياد هذا العالم، بدلا من الوصايا الإلهية. لذلك، أراد الرسول بولس أن يفهم الكولوسيين، ويفهمنا أن الختان البشري الذي يطلبه ناموس العهد القديم لم يعد هو الأساس، لأن المسيح، بمجيئه إلى الأرض، وخضوعه للناموس البشري، من الميلاد إلى الختان فالصلب والقبر والموت، نزع عن البشر رداء الناموس الذي يقيدهم، ويظهر الله قاسيا في نظرهم، وجعل لهم ناموسا جديدا، هو ناموس المحبة والحرية، لذلك قال الرسول إن البشر، بمجيء الرب، ختنوا ختانا غير بشري، بل المسيح لما ختن خلع جسم خطايا البشرية عنهم، أي أنقذهم من عبودية الخطيئة، وألبسهم سربال عدم الفساد".

وتابع: "لقد قال الرب يسوع إنه لم يأت لكي ينقض الناموس، بل ليكمله، لذا يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية: "لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني (4: 4-5). إذا، عندما كان المسيح يتمم الناموس البشري، كان في كل مرة يكمل الفعل الناموسي بإعطائه معنى جديدا، لكي نخرج من قيود العبودية للحرف القاتل، ونصبح أبناء لله، أحرارا، نشع بالمحبة والسلام".

وأردف: "اليوم، يعيد العالم لبدء عام جديد، أما الكنيسة المقدسة فتعيد لبدء عامها الجديد في الأول من شهر أيلول. فما الجديد الذي نتمنى أن يحمله هذا العام؟ لقد قلنا الأسبوع الماضي، إن الرب سيصنع كل شيء جديدا (رؤيا 21: 5)، وناديناه: "تعال أيها الرب يسوع" (22: 20). فهل سنكون مستعدين لمجيئه؟ عندما أتم المسيح عمله على الأرض صعد إلى السماء، ووعدنا بإرسال المعزي لنا، الأمر الذي حصل في العنصرة بحلول الروح القدس. هذا الروح نأخذه نحن في المعمودية، فتصبح أجسادنا هياكل له حسب قول الرسول بولس: أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟ إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله، لأن هيكل الله مقدس، الذي أنتم هو (1كورنثوس 3: 16-17). وقد أوصانا الرب نفسه قائلا: من جدف على الروح القدس ليست له مغفرة إلى الأبد، بل هو مستوجب دينونة أبدية (مرقس 3: 29)".

وقال عودة: "علينا هذا العام، وكل يوم وسنة، أن نبقى آنية نظيفة للروح القدس، لأننا إذا اتسخنا، سوف نجلب العار ليس لأنفسنا، بل لخالقنا الذي يسكن روحه فينا، تاليا نصبح أدوات للتجديف على الروح القدس. كيف نحافظ على أنفسنا؟ لنسمع ما قاله الرسول بولس: أسلكوا في الروح ولا تشبعوا شهوة الجسد، فما يشتهيه الجسد يناقض الروح، وما يشتهيه الروح يناقض الجسد. كل منهما يقاوم الآخر لئلا تعملوا ما تريدون. فإذا كان الروح يقودكم، فما أنتم في حكم الشريعة. وأما أعمال الجسد فهي ظاهرة: الزنى والدعارة والفجور وعبادة الأوثان والسحر والعداوة والشقاق والغيرة والغضب والدس والخصام والتحزب والحسد والسكر والعربدة وما أشبه، إن الذين يعملون هذه الأعمال لا يرثون ملكوت الله. أما ثمر الروح فهو المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف والصلاح والأمانة والوداعة والعفاف، فإذا كنا نحيا بالروح، فعلينا أن نسلك طريق الروح، فلا نتكبر ولا يتحدى ولا يحسد بعضنا بعضا (غلاطية 5: 16-26)".

وأضاف: "ما تقدم، هو خريطة طريق أبناء الله. إلا أن المشكلة الكبيرة التي تواجه أبناء الله هي أنهم يعيشون في عالم أصبح جل اهتمامه العيش من أجل اللذة والفرح المؤقتين، بحجة أن الإنسان لا يعيش مرتين. فبدل التواضع نختار الكبرياء، فنحقر الآخر لكي نظهر أننا الأفهم والأقوى، ظانين أننا بذلك نحرز المراتب الأعلى في هذا العالم. بدل المحافظة على طهارة أجسادنا ونقاوة قلوبنا، نختار اللحاق بالجسد صائرين عبيدا له ولملذاته، فنغرق في الوساخة. بدل الثقة بالله، ننتظر المنجمين لكي نعرف ما ستؤول إليه حياتنا. عوض التسالم وبث روح المحبة والإلفة والأخوة، نتخاصم ونلفق التهم ونسعى إلى تحطيم الآخر. ننسى دائما قول الرب: لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته، ولكن لأنكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم (يوحنا 15: 18-19)، ونختار أن يحبنا العالم، فنقوم بما يمليه علينا أهل هذا العالم، بدلا من اتباع وصايا الله النابعة من المحبة غير المتناهية. هذا العالم يطلب منا أمورا لا تصب في مصلحتنا، مهما بدت أنها كذلك، لكن الخلاص الحقيقي هو عند المخلص الذي قبل أن يصير واحدا من هذا العالم، ليرينا كيف يتعامل الناس مع من لا يقبل السير بما يريدونه، لذلك أردف الرب يسوع قائلا: أذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبد أعظم من سيده. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم (15: 20)". وتابع عودة: "بمجيء المسيح لبسنا إنسانا جديدا، أصبحنا على صورة آدم الجديد، وهذا الإنسان حر لأنه ابن لله، على عكس الحرفيين الذين يسيرون الناموس لصالحهم، ويطبقونه بحذافيره متى كان لصالح الآخرين. لم يسلم الرب يسوع من انتقادات الناموسيين عندما شفى رجلا يوم سبت، فواجههم بقوله:عملا واحدا عملت فتتعجبون جميعا. لهذا أعطاكم موسى الختان، ليس أنه من موسى، بل من الآباء. ففي السبت تختنون الإنسان. فإن كان الإنسان يقبل الختان في السبت، لئلا ينقض ناموس موسى، أفتسخطون علي لأني شفيت إنسانا كله في السبت؟ لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكما عادلا (يوحنا 7: 21-24). الحكم العادل هو ما يفتقده هذا العالم. أن تحكم يعني أن تعدل، وهذا يتطلب التحلي بالعديد من الفضائل، أولها المحبة والتجرد وليس آخرها دوس الأنانية والكبرياء، والتخلي عن المصلحة. الطبقة الحاكمة يجب أن تكون نخبة المجتمع، مهمتها إدارة أمور الدولة من خلال تطبيق القوانين، واتخاذ القرارات الحكيمة، وعليها أن تكون قدوة للمواطن في القول والعمل".

ولفت الى ان "الفساد الذي يريد الجميع مكافحته عندنا هو وليد الفلتان والفوضى وتخطي القوانين واستغلال النفوذ. القانون وحده يحمي من الفساد لأنه يخيف ويردع. طبقوا القوانين واقتصوا من كل مخالف لها، إنما طبقوها على الجميع بالعدل والإنصاف. إن فرض هيبة الدولة يكون بالإقتصاص من كل معتد على أمنها أو حدودها أو قوانينها. أما استباحة هيبة الدولة فسببه التهاون في تطبيق القوانين، وغياب المحاسبة، والاستهتار بأحكام الدستور وعدم احترامها. نحن بحاجة إلى مسؤولين يحترمون القوانين ويطبقونها، ويتمسكون بالقيم، لكي يقتدي بهم الشعب. نحن بحاجة إلى مسؤولين لا يظنون الشعب يعيش من أجلهم ويموت من أجلهم، ونحن بحاجة إلى شعب يعي أن المسؤولين هم في خدمته وليسوا سبب وجوده، فلا حاجة أن يقتتل من أجله ويموت عنهم. الشعب صاحب القضية وصاحب الحق، ولن يكون تغيير إلا بإرادتكم وبأصواتكم أيها اللبنانيون، يوم تتقاطرون كلكم، وليس جزء يسير منكم، إلى صناديق الإقتراع. أما الآن، فنأمل أن تؤلف حكومة جديدة في أسرع وقت، من أشخاص لم تلوث أيديهم أو عقولهم بآفات السياسة وأوساخها، تكون مهمتها إنقاذ ما تبقى من هذا الوطن. في هذا اليوم الأول من السنة الجديدة، نصلي من أجل أن ينقي الرب الإله قلوب جميع المسؤولين في لبنان ويلهمهم العمل الدؤوب من أجل إنقاذ وطننا. هذا الوطن أمانة أعطيت لنا من الله، وواجبنا جميعا المحافظة عليه وطنا للحرية والعدل والقيم والأخلاق، وطنا للمحبة والتسامح وقبول الآخر. فجميعنا نصبو إلى لبنان أكثر ديموقراطية وعدالة، وأكثر أخوة وتضامنا".

وختم عودة: "الدعوة في الأخير هي إلى التجدد، فلندع الروح القدس يعمل ويجدد ما قد هدمه جشعنا. لنتمثل بملك الملوك ورب الأرباب، الذي تنازل وخضع للشريعة، حتى يعلمنا كيف تستخدم الشريعة في سبيل الخير، نحن الذين أسأنا فهم تلك الشريعة.

نسأل الله، مع النبي داود الملك قائلين: قلبا نقيا أخلق في يا الله، وروحا مستقيما جدد في أحشائي (مزمور 50: 10). كلنا نحتاج إلى نقاوة القلب، وإلى الاستقامة، لكي تستقيم كل أعمالنا، وفوق هذا كله نحتاج إلى التواضع لأن القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله (50: 17)".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  01 -02 كانون الثاني/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com