المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 كانون الثاني/2019

اعداد الياس بجاني
كل علم وانتم بخير..أعاده الله على وطننا وأهلنا والعالم أجمع بالسلام والآمان

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.january01.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: «طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا المَسَاكين، لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

تعليق بالصوت والنص/الياس بجاني/الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الياس بجاني/سفارات الدول العربية تعود إلى نظام الكيماوي والبراميل

الياس بجاني/زارع الريح لا يحصد غير العاصفة

الياس بجاني/حزب الله شر والشر إلى انكسار وزوال

الياس بجاني بالصوت والنص/واجباتنا الإيمانية في ذكرى الميلاد المجيد

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أشرف ريفي: إيران تتخذ لبنان ورقة للمساومة/الاستسلام لتعطيل حزب الله هو بمثابة انتحار وطني

نقلاً عن موقع المقومة اللبنانية/البندقية_تنتظر_ميلاد_التضحيات

تعليقي على حرب التغريدات بين زياد أسود ووزارة المالية/خليل حلو/فايسبوك

وداعاً.. سنة اليأس السياسي والامتحانات الأمنية

الخروقات المتتالية للدستور اللبناني تحوّلت إلى أعراف، عون يشكو من علة كان يطبقها... ومرجع دستوري ينتقد {الفوضى}/سناء الجاك/الشرق الأوسط

"العودة" العربية (واللبنانية) إلى الأسد أو المهزلة المرتقبة/منير الربيع/المدن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 31/12/2018

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 31 كانون الأول 2018

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان: "المعلومات" تُحبط عملية هجرة غير شرعية

لأن رئيس الجمهورية سلفه في الموقف من الوضع الإقليمي وسورية مراهنة على تسهيل الحزب ولادة الحكومة الحريري: الرئيس عون وأنا صبرنا كثيرا

لبنان يستقبل العام الجديد بحراكات في الشارع/وليد حسين/المدن

محكمة بطوكيو تجدد حبس كارلوس غصن عشرة أيام

إصابة جنديين أثناء مداهمة الجيش لمطلوب في البقاع

وزير المال اللبناني يحذّر من أزمة مع استمرار الجمود السياسي

لبنان: اجتماع لاحتواء الاحتقان بين «حزب الله» وتيار عون

بري لا يمانع في التخلي عن وزارة البيئة لحل الأزمة الحكومية... وجعجع ينتقد تجاوز السلطات

اعتصام في شمال لبنان ودعوات للتظاهر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

حفيد الخميني: لا ضمان لبقاء النظام..انتقد إجبار الناس على «ازدواجية الشخصية» وتراجع المبادئ في البلاد

صادق لاريجاني رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني وخامنئي يختاره لخلافة هاشمي شاهرودي للمرة الثانية

اتفاق اقتصادي طويل الأمد بين دمشق وطهران/مسؤول: الأولوية في إعادة الإعمار بسوريا ستكون للشركات الإيرانية

احتجاج طلاب جامعة إيرانية للمطالبة باستقالة مستشار المرشد

20 ألف قتيل حصيلة النزاع في سوريا عام 2018

 ترمب يتعهد بتدمير «داعش» قبل مغادرة سوريا في تصريح صحافي للسناتور لينزي غراهام بعد اجتماع معه

الرئيس هولاند يحذر من «تأجج الإرهاب» في سوريا بسبب الاستهداف التركي للأكراد

تقارب أميركي ـ صيني لافت يهدئ سخونة حرب التجارة والمحكمة العليا في بكين ستنظر في طعون قضايا الملكية الفكرية

«الشراكة عبر المحيط الهادئ» تدخل حيز التنفيذ

ديون بستة مليارات دولار تهدد البنوك التركية... و«تسويات الإفلاس» تتوالى وقبول طلبات جدولة التزامات ألف شركة متعثرة في 2018

توقعات هبوط الدولار في 2019 تفوق التفاؤل بصعوده ارتفع 4.83 % في 2018

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لهؤلاء أفرش حبر الصفحات ليتدثّروا ويناموا ويحلموا/عقل العويط/النهار

الحكومة المشتهاة.. بلا موعد عام 2019/منير الربيع/المدن

الدستور المقطوع من شجرة/سناء الجاك/النهار

لبنان إلى «العلا»/مشاري الذايدي الشرق الأوسط

الحريري 2018: صمود الحفاظ على آخر الدفاعات/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

2019 ضيفٌ ثقيل/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

2019: هذه هي الضربة التي تقتل «الأونروا»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

هل هناك إنهيار إقتصادي أو مالي/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

الحاضنة الروسية ومشكلات الإقليم/سام منسى/الشرق الأوسط

الرصاصة الأخيرة/غسان شربل/الشرق الأوسط

يوم المائة والمليار/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

سوريا بين كماشة مثلث/مها محمد الشريف/الشرق الأوسط

٢٠١٨:  عام الناجين/حازم الأمين/موقع درج

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون عرض شؤونا قضائية مع القاضيين حمود وخوري

الحريري تفقد الاجراءات الامنية في وزارة الدفاع والتقى الصراف وعون: الجيش اللبناني من أهم المؤسسات التي توفر الاستقرار للبلد

التواصل الاجتماعي في حزب الله والتيار الوطني الحر اكدا على القواسم والمشتركة والتفاهمات بينهما

 الصراف التقى قائد اليونيفيل وقيادة قطاع جنوب الليطاني ونوه بجهوز الجيش ودوره واكد التزام القرار 1701 وندد بالانتهاكات الاسرائيلية

الراعي دشن كنيسة مار يوحنا الحبيب بغوسطا بتمويل قطري الجابر: دليل على انفتاح قطر وتأكيدها على توطيد أواصر العلاقة مع اللبنانيين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: «طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا المَسَاكين، لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله

إنجيل القدّيس لوقا06/من20حتى26/"رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: «طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا المَسَاكين، لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا الجِيَاعُ الآن، لأَنَّكُم سَتُشْبَعُون. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا البَاكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَضْحَكُون. طُوبَى لَكُم حِينَ يُبغِضُكُمُ النَّاس، وحِينَ يَرْذُلونَكُم، وَيُعَيِّرُونَكُم، وَيَنْبِذُونَ ٱسْمَكُم كأَنَّهُ شِرِّيرٌ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ الإِنْسَان. إِفْرَحوا في ذلِكَ اليَومِ وَتَهَلَّلُوا، فَها إِنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاء، فَهكَذا كَانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاء. ولكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الأَغْنِياء، لأَنَّكُم نِلْتُمْ عَزاءَكُم. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها المُتْخَمُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَجوعُون. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُون. أَلوَيْلُ لَكُم حِينَ يَمْدَحُكُم جَمِيعُ النَّاس، فهكذَا كانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِياءِ الكَذَّابين".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

تعليق بالصوت والنص/الياس بجاني/الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله

http://eliasbejjaninews.com/archives/70521/%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84/

 

تعليق بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني/الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله/30 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/eliasiranianoccupaqtion30.12.18.wma

 

تعليق بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني/الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله/30 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للتعليق

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/eliasiranianoccupaqtion30.12.18.mp3

 

الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله

الياس بجاني/30 كانون الأول/18

تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين". (إنجيل القدّيس متّى02/من20حتى28)

لا، ليس غريباً ولا مستغرباً الحال التعيس والبائس الذي يمر فيه حالياً وطن الأرز على كافة المستويات السياسية والحزبية والرسمية والشعبية لأن من يزرع الريح لا يمكن أن يحصد غير العواصف، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن من يتخلى عن قراره السيادي والاستقلالي للغريب ويقبل التبعية له مقابل منافع ومصالح يفقد كرامته وحريته ويصبح عبداً. 

من هنا فإن كل يشهده وطن الرسالة والحرف وقدموس وجبران والقداسة والقديسين من تفكك ممنهج لكل معايير ومقاييس وأسس وقواعد وضوابط الحكم والقانون والعدالة والخدمات الاجتماعية والمقومات المعيشية والتناحر المصلحي والتناتش والصراعات على السلطة والنفوذ والثروات..هذا كله هو نتيجة حتمية لفساد وإبليسية غالبية القيادات، وأهل السلطة، وأصحاب شركات الأحزاب السماسرة والأطقم السياسية والحزبية الغارقة في غرائزيتها المتوحشة.

فكيف يمكن أن يقوم بلد كثر من شرائحه المجتمعية أفراد وقيادات لا يحترمون ولا يؤمنون بهويته وبكيانه وبدستوره ويوالون غرباء ويعملون أدوات في أطر مشاريعهم الإرهابية والقومية والمذهبية والتوسعية؟

وعلى خلفية فساد القيادات وأصحاب السلطة وفجورهم وجحودهم وتبعيتهم للغرباء أمسى وطننا ساحة مباحة لكل تجار المقاومة والممانعة والتحرير، ولكل المافيات المحلية والوافدة.

علماً أن كل ما يعاني منه اليوم أهلنا ويشكون منه هو رزم من أعراض الاحتلال الإيراني، وبالتالي لا شفاء من أي عارض، ولا حل لأي مشكل صغيراً أو كبيراً دون علاج المرض الأساس الذي هو الاحتلال.

وبداية رحلة ألف ميل التحرير من الاحتلال العجمي المتغول هي أولاً وقبل كل شيء شجاعة الاعتراف علناً ودون مواربة بواقع هذا الاحتلال والتوقف عن خداع الذات والآخرين ونعته زوراً بالمقاومة.

وما يجب أن نعرفه جيداً كلبنانيين من كل شرائح مجتمعنا ودون أوهام وأحلام يقظة هو أن لا أحد سوف يأتي من الخارج لتحريرنا من نير الاحتلال الإيراني لا اليوم ولا في أي يوم.

نحن كشرائح لبنانية متنوعة اثنياً ودينياً وقومياً وحضارياً في الوطن الأم وبلاد الانتشار علينا أن نتكل على أنفسنا أولا وأخيراً ونعرف ماذا نريد.

علينا أن نحدد ثوابتنا ومعاييرنا الوطنية والإيمانية والحياتية، قبل أن نتوقع عودة لبناننا إلى حريته واستقلاله وتحرره من سرطان الاحتلال الإيراني، وقبل طلب المساعدة من الآخرين أو تحميلهم مسؤولية ما نحن غارقون به من تردد وتهرب من تحمل المسؤوليات وأنانية وعبادة أفراد.

علينا أن نتعلم القيام بواجباتنا والتزاماتنا قبل أن نلوم الغير على ما هو من نتاجنا في أي مجال كان.

علينا أن لا نقبل بدور الأغنام وأن نرفض النوم في الزرائب وأكل التبن من المعالف.

علينا أن نشهد للحق ونسمي الأشياء بأسمائها دون ذمية وتقية وأن نتجنب تغليب المصالح الخاصة على المصالح العامة.

علينا أن لا نؤيد أي سياسي أو حاكم أو رجل دين لا يعمل من أجل الوطن وليس من أجل نفسه ومصالحه.

علينا أن لا نؤله ونعبد أي شخص كائن من كان، سياسي أو زعيم أو رجل دين، ونتزلم له وقتل بصرنا والبصيرة وإعطاء عقولنا إجازة.

الحر هو من يّحكِّم عقله وضميره ووجدانه ويحترم نفسه ويكون من أصحاب المواقف الواضحة والشجاعة والعلنية.

باختصار ووطننا محتل وقراره مصادر والفوضى منتشرة فيه والعدل مهان والكرامات مداسة علينا أن نتصرف كأحرار نخاف الله ويوم حسابه الأخير.

ومع جبران نقول لكل لبناني حر: لا تسأل ماذا يعطيك وطنك، بل اسأل ماذا تقدم أنت له.

يبقى أن الحرية لا نستجدى ولا يتم الحصول عليها بالخنوع والركوع والتبعية والإستزلام، ولكن تؤخذ من خلال النضال والثقة بالنفس والشجاعة والتضحيات والإيمان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشكلاته/الياس بجاني/31 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%83%d9%84-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84/

 

سفارات الدول العربية تعود إلى نظام الكيماوي والبراميل

الياس بجاني/28 كانون الأول/18

عودة سفارات الدول العربية إلى سوريا الأسد أمر محزن ومحبط ومخيب للآمال وهو انتصار للكيماوي وللبراميل والإجرام على حق الشعب السوري.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أشرف ريفي: إيران تتخذ لبنان ورقة للمساومة/الاستسلام لتعطيل حزب الله هو بمثابة انتحار وطني

جاكلين زاهر/العرب/31 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70635/%D8%AC%D8%A7%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%B2%D8%A7%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D8%AE%D8%B0/

 

نقلاً عن موقع المقومة اللبنانية/البندقية_تنتظر_ميلاد_التضحيات

(عندما تقرع الأجراس ويجتمع عقربا الساعة عند رقم "١٢" يبدأ عام جديد، يحمل معاناة شعب وفصل من عمر المقاومة.

والعيد الحقيقي للمقاومة اللبنانية هو عند تحقيق أحلام الشهداء. في المناسبة نكرّر ما كتبه الشيخ بشير كمقدّمة لكتاب "شهادة بشهيد" الذي وضعه أمين ضاهر عام ١٩٧٧ تخليداً لذكرى إبنه البكر نبيل الذي إستشهد في ١٦ أيلول ١٩٧٥ وله من العمر ١٩ عاماً).

المقدمة بنصّها الكامل:  "لأنك كنت من أوائل الشهداء، ستكون قريباً من أوائل الذين يقومون. والأيام التي تمرّ على غيابك تقرّبنا منك، لأننا نشعر في ظلّ الأوضاع الحالية أننا أقرب إلى الشهداء منّا إلى بعض الأحياء، الذين يفهمون الشهادة موتاً، والحياة إجتراراً للسنين والأفكار والأنظمة وروتيناً مستمرّاً، وكأنهم لا يضعون فواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل. يا رفيقي الشهيد... أذكرك مقاتلاً منذ اللحظة الأولى لبدء التحدّي،  ولقد آليت على نفسك أن ترفع كل إضطهاد وتدحض كل باطل،  لأن إيمانك بلبنان تعدّى إيمانك بالحياة، فأعطيت بذلك للحزب المعادلة الوطنية القائلة: إن لم تكن الحياة خدمة للوطن، فالوطن لن يكون للإنسان. وفي ذكرى إستشهادك يمرّ أمامي باقي الرفاق الذين قدّموا حياتهم على حافة متراس. إني أراهم واحداً واحداً،  يطلّون من خلف الحجب يبحثون عن معنى الشهادة ونتائج التضحيات،   وإلى ان يجدوها، نحن مستمرّون في نضالنا حتى يطلّ كل شهيد على حياة جديدة ودولة جديدة تعطي للذين أعطوا قطرات دمهم حقوقهم المكتسبة والمشروعة.

وما لم يقم هذا الواقع فإن الشهادات مستمرّة، وكلنا نبيل...".

 (من المسيرة العسكرية العدد الثاني والعشرون ٣١ كانون الأول ١٩٨٣)

 

تعليقي على حرب التغريدات بين زياد أسود ووزارة المالية

خليل حلو/فايسبوك/31 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70603/70603/

نشبت حرب تغريدات بين نائب التيار الوطني الحر زياد أسود ووزارة المالية حيث اتهم أسود الوزارة بأن لديها ميليشيا تفرض الخوات على الشركات المسيحية وبأن العيش المشترك مهزلة. ردّت المديرية المالية العامة في وزارة المالية على هذه الإتهامات بالتوجه الى وزير العدل والنيابة العامة التمييزية والمالية باعتبار ما ورد في تغريدة الأسود ادعاء شخصيا من الوزارة في حقه.

تعليقي هو التالي:

1) التيار الوطني الحر وحركة أمل حليفين استراتيجيين منذ العام 2006 وقد تبادلا الأصوات في الإنتخابات النيابية في دورتين وانتخابات رئيس مجلس النواب في دورتين وانتخاب الرئيس الحالي للجمهورية. هذا الحلف اختاره تيار النائب اسود طوعاً وهو يدرك تماماً أن حركة أمل التي ينتمي إليها وزير المالية الحالي هي شريك في الحكم في لبنان منذ العام 1992. وبالتالي لا يعقل أن يكون أسود قد غرد منفرداً خارج سربه إلا بعلم رئيس تياره ورئيس الجمهورية، وهذا أقل المنطق ... وفي هذه الحالة يعني أن طريق الرجعة محفوظ وأن النائب الكريم زياد أسود هو "الفيوز" الذي ربما لن يطق في حرب تقاسم المغانم في معركة تأليف الوزارة التي اصبحت مثل الياذة وأوديسة هوميروس.

2) كلام أسود هو خطير جداً: إذا كان ما تفضل به صحيحاً فهذا يعني أن الذين يتهمهم بالأعمال المافياوية ضد الشركات المسيحية يضربون العيش المشترك ويخالفون الدستور ويتوجب محاكمتهم أمام المجلس العدلي (علماً أن تيار اسود خالف مراراً وتكراراً الدستور في تعطيل للدولة دام سنوات وكذلك حليف التيار حركة أمل التي أقفلت مجلس النواب لشهور طويلة في العامين 2007 و2008) ... لأن هذا الكلام إذا كان صحيحاً فهو يشعل حرباً أهلية ويشعر المسيحيين أنهم مواطنون من الدرجة الثانية بالرغم من وجود الرئيس القوي في سدة الرئاسة ... وهو اتى لإسترجاع الحقوق الطائفية؟!؟!

3) أما إذا كان كلام أسود غير صحيح فهو يهدف إلى لملمة مؤيدي العهد ومؤيدي التيار الذين باتوا مشككين كثيراً بنجاح العهد، وذلك عن طريق النعرات الطائفية في وقت يتبين أكثر وأكثر أن رئاسة الجمهورية ليست مرادفاً للقوة والعضلات. في هذه الحالة أسود يخالف الدستور ويتوجب محاكمته أمام المجلس العدلي لإثارة النعرات الطائفية الهدامة.

4) طبعاً هذه القضية سيتم لململتها ولن يكون هناك محاكمة وغيره لأن لبنان في قبضة زعماء قبائل يرتبون أمورهم من خلال مجلس القبائل "اللويا جيرغا" وهم ومقتنعون أن الناس يصدقونهم ويشعرون بالأمان معهم حتى ولو نزعوا عنهم ملابسهم الداخلية، وكل جرعة طائفية ومذهبية والنعاج بألف خير.

 

وداعاً.. سنة اليأس السياسي والامتحانات الأمنية

المدن - لبنان | الإثنين 31/12/2018

يطوي اللبنانيون صفحة العام الحالي، والذي يعتبر من الأعوام السيئة التي مرّت على لبنان، بعد اندلاع الثورة السورية وما لحقها من تفجيرات أمنية، جراء مشاركة أطراف لبنانية في تلك الحرب القذرة. وقد افتتح اللبنانيون عامهم الآفل بعودة التفجيرات الأمنية الإسرائيلية، بتفجير في صيدا استهدف أحد كوادر حركة حماس، محمد حمدان.

فيديو جبران

في بداية العام الآفل تسرب فيديو يظهر فيه الوزير جبران باسيل متهماً الرئيس نبيه بري بـ"البلطجة"، ما تسبب بصدامات بأنحاء مختلفة من بيروت وضواحيها، بين أنصار حركة أمل ومناصري التيار الوطني الحر.

أكبر فضحية أمنية

في مطلع آذار تفجرت واحدة من أكبر الفضائح السياسية الأمنية، بعدما تم الإفراج عن الممثل زياد عيتاني، إثر ظهور حقيقة تلفيق المقدم سوزان الحاج لملف تهمة العمالة لإسرائيل.

الانتخابات مجدداً

بعد التمديد للمجلس النيابي لولايتين كاملتين وبعد توافق القوى السياسية على قانون انتخابي جديد، أجريت  الانتخابات النيابية في 6 أيار وأفضت النتائج إلى فوز قوى الثامن من آذار، وعادت إلى المجلس النيابي وجوه تعبّر عن زمن الوصاية السورية.

7 أيار جديد

عقب فرز نتائج الانتخابات، انتشرت في بيروت عصابات من زعران "الدراجات النارية" مطلقين الأعيرة النارية والمفرقعات والشعارات المذهبية، على نحو ذكّر سكان العاصمة بغزوة بيروت في 7 أيار 2008.

مرسوم التجنيس

مع مطلع حزيران استفاقت البلاد على فضيحة مرسوم التجنيس لمئات السوريين الأثرياء أو المقربين من النظام، إضافة إلى بعض الفلسطينيين والعرب. 

المحكمة الدولية

بعد مرور أكثر من ثلاث عشرة سنة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ونحو أحدى عشرة سنة على تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قُدّمت المرافعات الختامية في القضية والتي تركّزت على صلات حزب الله بالمتهمين الأربعة سليم عياش، وحسن مرعي، وأسد صبرا، وحسين عنيسي.

مخيم المية ومية

ما أن ننسى واقع "البؤر الأمنية" حتى يذكرنا الأوصياء عليها بها. هكذا اندلعت معارك "المية ومية" بين عصابات مسلحة وحركة "فتح".

الجاهلية تتحدى الدولة

شهدت بلدة الجاهلية حادثاً أمنياً أثناء محاولة استدعاء الوزير السابق وئام وهاب، على خلفية تصريحاته الإعلامية "البذيئة" وبعض العراضات الميليشياوية لأنصاره.

حتى قيام الساعة

بعد مرور أكثر من ستة أشهر على عدم تواقف القوى السياسية على تشكيل الحكومة، وبعد حل العقدتين المسيحية والدرزية، تمّ استحداث عقد سنّة 8 آذار بدعم قوي من حزب الله. ففي العاشر من تشرين الثاني يخطب حسن نصرالله قائلاً: "لا حكومة  من دون تمثيل سنّة 8 آذار حتى لو تأخر الأمر ليس أشهراً فقط بل إلى يوم القيامة"

الحريري ليس محتجزاً

بعد عام تقريباً على واقعة الاحتجاز القسري، أتت زيارة الحريري "الطوعية" للسعودية، للقاء مع محمد بن سلمان، الذي قال"سيبقى الحريري ليومين.. فأرجو أن لا تروجوا إشاعات أنه مخطوف".

العقوبات على حزب الله

تزامنا مع الضغوطات الأميركية على إيران وحلفائها وقّع الرئيس الأميركي دونلد ترامب على لائحة العقوبات الأميركية الجديدة على حزب الله في نهاية شهر تشرين الأول.

لا طريق لحزب الله إلى القدس

رغم الهدوء على الحدود الجنوبية، فقد أعلنت إسرائيل عملية "درع الشمال" لتدمير أنفاق حزب الله التي زعمت أن الحزب قام بحفرها بهدف السيطرة على منطقة الجليل وتسلل وحدة "الرضوان" التابعة له لخطف جنود ومواطنين إسرائيليين.

الفشل الحكومي

ينتهي العام من دون النجاح في تشكيل الحكومة رغم انقضاء أكثر من سبعة أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري.

 

الخروقات المتتالية للدستور اللبناني تحوّلت إلى أعراف، عون يشكو من علة كان يطبقها... ومرجع دستوري ينتقد {الفوضى}

سناء الجاك/الشرق الأوسط»»/31 كانون الأول/18

شخَّص رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون علة عدم تشكيل الحكومة، بأنها «معركة سياسية، ويبدو أن هناك تغييراً في التقاليد والأعراف في لبنان».

وتشخيص عون في محله لجهة توصيف العلة، وفي غير محله لاعتباره ما يحصل جديداً. فما يشكو منه، كان يطبقه في مراحل سابقة. واللبنانيون لم ينسوا عبارته الشهيرة «لعيون الصهر»، التي أشار من خلالها إلى أن الحكومة لن تتشكل ما لم يكن صهره وزير الخارجية جبران باسيل فيها ومعه الحقيبة الوزارية التي يريد رغم الرفض الأولي لرئيس الحكومة المكلف في حينه ليعود ويرضخ بعد أشهر من التعطيل. كذلك أقفل مجلس النواب أبوابه سنتين ونصفا حتى تمت التسوية التي أدت إلى انتخاب عون رئيساً.

وظاهرة تجاوز الدستور شكلت علامة فارقة منذ العام 2005. بعد خروج النظام السوري من لبنان واشتباك فريقي 8 و14 آذار عند كل استحقاق. وراجت بدع، كمحاولة نسف حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بحجة الميثاقية، ورفض الأكثرية الناتجة عن الانتخابات النيابية لاستبدالها بالأكثرية العددية. كذلك الترويج للديمقراطية التوافقية على حساب الديمقراطية الدستورية.

ويقول النائب السابق والمرجع الدستوري صلاح حنين لـ«الشرق الأوسط»، بأن «فرض التقاليد والأعراف ومخالفة الدستور متعمدة منذ خروج لبنان مع اتفاق الوفاق الوطني في الطائف مطلع التسعينات من القرن الماضي. فقد شُكِّلت حكومة وحدة وطنية لتنفيذ ما نص عليه الاتفاق من إصلاحات، كإلغاء الطائفية السياسية ووضع قانون عصري للانتخابات وما إلى ذلك، على أن لا يتكرر الأمر بعد إنجاز الإصلاحات، التي لا تزال حبراً على ورق. وكل الحكومات التي تلتها بقيت نسخة مصغرة عن مجلس النواب لتغيب المساءلة، ما شكل خرقاً واضحاً وأساسيا لبنية النظام الديمقراطي». ويشير حنين إلى أن «الخرق الثاني هو استبدال التوازن الطائفي مع المحافظة على الكفاءة والاختصاص في تشكيل الحكومة والتعيينات، بالمحاصصة التي لا تستثني أي طرف سياسي. وتدريجياً صارت المحاصصة هي الأساس. أما النقطة الثالثة، فهي في اعتماد المعايير الغريبة والعجيبة في تشكيل الحكومة، كأن يكون لكل خمسة نواب وزير، وفي ذلك خطيئة فاضحة وفلتان دستوري وافتقار إلى القيم والأخلاق. بالتالي ما يحصل ليس أعرافاً جديدة، فالأعراف هي ما تنتجه المبادرات الجيدة. والواقع الحالي يعكس فوضى دستورية، وبإرادة كل من يشارك في الحكم». ويقول الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون لـ«الشرق الأوسط»: «لا أحد يحترم الدستور، زعماء الأحزاب أبقوا البلاد في فراغ دستوري طوال عامين ونصف، ومددوا ثلاث مرات للمجلس النيابي وعطلوا المجلس الدستوري، فهم يجلسون حول طاولة ويديرون البلاد على طريقة المافيا تماماً كما في فيلم «العراب»، ويتصارعون على الحصص وليس على تطبيق الدستور».

ويرى بيضون أن «الثنائية الشيعية (حركة أمل وحزب الله) اخترعت الثلث المعطل في التشكيلات الحكومية، وجملوها لتصبح الثلث الضامن، واليوم يسعى رئيس الجمهورية ومعه باسيل لاستيرادها. وما يجري حالياً هو منع باسيل من الحصول على 11 وزيراً في الحكومة المرتقبة، ما يضع باقي الأطراف تحت رحمة فريقه السياسي، فيتحكم بالحكومة والمشاريع والقرارات. إلا أن حزب الله لن يسمح بذلك. وسيتم اختيار وزير سني سيقبل به عون، لأنه لا يستطيع مواجهة الحزب. وسيرضى في آخر المسار بالأعراف التي استفاد منها سابقاً وينتقدها اليوم».

ويتمنى بيضون «لو يتوجه الرئيس سعد الحريري إلى تشكيل حكومة بعشرة وزراء، فقد جرب الحكومة الثلاثينية ويعرف أن نموذجها لم يعد صالحاً. أما بالنسبة إلى عون، فهو يعتبر أن توزير أحد الوزراء السنة المحسوبين على حزب الله، وتحديداً جهاد الصمد أو فيصل كرامي، لا يصب فقط في مصلحة الحزب، وإنما في مصلحة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. بالتالي مشكلة عون هي رفضه دعم حصة فرنجية بوزير سني إضافة إلى الوزير الماروني. لا سيما أنه يحضِّر باسيل لخلافته على رئاسة الجمهورية، فالتيار العوني لا يرى إلا الرئاسة في المرحلة المقبلة، ويعمل على إلغاء أي منافس آخر، لذا عمد خلال المفاوضات على الحصة المسيحية في الوزارة، إلى تحجيم سمير جعجع ومحاولة تحجيم فرنجية، ليتمكن من السيطرة على الساحة المسيحية بالكامل».

وتقول رئيسة المجلس العالمي لثورة الأرز المحامية ريجينا قنطرة لـ«الشرق الأوسط»، بأن «أكبر عرف مخالف للدستور هو اختيار القوى السياسية أسماء وزرائها وحقائبهم، وكأن لا دور لرئيس الحكومة المكلف. كذلك السماح لموظف برتبة مدير عام للأمن العام، بأن يشارك في تشكيل الحكومة مع باسيل». وتضيف: «البدعة تبرز في تمسك قوى سياسية بالمذهبية عندما يتعلق الأمر بالتعيينات، سواء للوزراء أو المديرين العامين أو أعضاء السلك الدبلوماسي. ووصل الأمر بهذه القوى إلى انتهاك الدستور في السلك القضائي ليتحاصصوا تعييناته، رغم الخطر الذي يشكله هذا الانتهاك على القضاء». وحذر حنين من «الوصول إلى حائط مسدود عبر تعقيد تشكيل الحكومة والترويج لتغيير الصيغة اللبنانية ونسف اتفاق الطائف. فأي تغيير للصيغة يفترض أجواء سياسية هادئة وظروفا ناضجة لتتطور الأمور إيجابياً وليس قلب الموازين. وما يتم تداوله اليوم فهو أشبه بمن يفجر بيته ويشرد عائلته، مع الإشارة إلى أن الطبقة السياسية الحالية بجميع المشاركين فيها، لم تقرأ الدستور ولا تفهمه. المفروض أن نطبق الطائف لنعرف مدى الحاجة إلى تطويره». وتحذر قنطرة من «قبطة مخفية» في الخلاف الحالي العلني بين باسيل وحزب الله. وتقول: «كأننا نشهد توزيع أدوار في إطار التسوية التي سعى إليها حزب الله من خلال إيصال عون إلى سدة الرئاسة، فلننتظر لنتبين إلى أين ستؤول الأمور، وما إذا كانت الصيغة اللبنانية هي المطلوب رأسها من خلال تعقيد تشكيل الحكومة». إلا أن بيضون يستبعد أي سعي لتغيير الصيغة السياسية الحالية لدى أي من الأطراف، «لأنه لا أحد يملك تصوراً لتغيير ما هو موجود، والاقتراحات الدستورية التي كان اقترحها الرئيس السابق ميشال سليمان لم يناقشها أحد. وما دام الدستور معلقاً لا يشعر الزعماء السياسيون بأي حاجة لتعديل الوضع الذي يناسبهم».

 

"العودة" العربية (واللبنانية) إلى الأسد أو المهزلة المرتقبة

منير الربيع/المدن/31 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70632/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

أولى الإنكسارات العربية بوجه النظام السوري، كانت الهزيمة المدوية في لبنان في العام 2009. استفاق سعد الحريري على نفسه في دمشق، تحت عنوان مبادرة "س - س". خسر الحريري يومها بدفع خليجي، كل مسوغاته السياسية. اعتبرت القوى المعوّمة لبشار الأسد يومها، أن "الخيار الإستراتيجي" أهم من الاعتبارات الوطنية أو الأخلاقية. أُدخل لبنان في سياق تكتيكي قائم على الأوهام وكتفصيل جديد في الجيبة السورية. إذ كان الشعار الخليجي يومها وتكتيكه: عفا الله عما مضى، وربما المبادرة والإنفتاح على بشار الأسد تبعده عن الحضن الإيراني. ما هي إلا أشهر قليلة، حتى تبيّن الخيط الأسود من الأبيض. انقلاب قوى 8 آذار (السورية - الإيرانية) على الحريري، وخسارته كل شيء. وتراجع لبنان من التوازن السياسي إلى الهزيمة، بمواجهة إيران وسوريا.

تكرار تجربة المجرَّب

كانت هذه الهزيمة يومها، نتاج ضياع لبناني، وانعدام وجود رؤية سياسية محلية أو عربية لسدّ فراغ خروج النظام السوري من لبنان، الذي وقع كاملاً تحت السيطرة الإيرانية وخضع كلياً لنفوذ حزب الله. اسُتكمل هذا المسار طوال سنوات الثورة السورية، حين انشغل النظام بالداخل السوري، وهمّ الحزب وإيران لنجدته. في الموازاة كان لبنان جائزة كبرى تكسبها إيران وحزب الله.

على نحو مشابه، تشهد سوريا اليوم ما شهده لبنان في تلك الفترة. تبرير عربي لإعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، وفق رؤية غير مبنية على أي ارتكاز أو أساس سياسي أو استراتيجي. تبرير يكتفي فقط بإدعاء العودة إلى دمشق، و"إعادة النظام إلى الحضن العربي"، لتثبيت "عروبة سوريا في مواجهة إيران". إنها العودة المتأخرة منذ ثماني سنوات. أي حين تُركت سوريا ملعباً وحديقة خلفية لطهران، التي حققت فيها كل ما أرادته، من فرز ديمغرافي، وتقسيم جغرافي وسياسي ومذهبي. بحيث أصبح من المستحيل الخروج من الحدود الجغرافية التي رسمتها إيران، بتواطؤ دولي وإسرائيلي، على أساس الفرز البشري. قسّمت إيران والقوى الأخرى سوريا على غرار ما قسّمت إتفاقية سايكس بيكو المنطقة العربية.

سوريا الحزبلاهية

ليس ادعاء "مواجهة" النفوذ الإيراني، أكثر من حملة دعائية جديدة، لتبرير ضرب آخر معاقل الربيع العربي. وفق مقاربة غير واقعية لحقيقة الوضع السوري على الأرض، ولما أسست له إيران طوال السنوات السابقة. لم يقتصر الفعل الإيراني مع النظام على تهجير نصف مكونات الشعب السوري، وحصر الملايين منهم في المنطقة الشمالية، لا بل تقابل مع عملية تجنيس كبيرة لإيرانيين، وأفغان، وعراقيين ولبنانيين (كلهم من هوية مذهبية واحدة)، وتم "توطينهم" في نقاط حساسة ومفصلية على الخريطة السورية. كل ذلك كان يحدث، مقابل إدعاءات عربية وغربية بأنه لا بد لإيران أن تنسحب من سوريا.

نتائج المعادلة المستقبلية ستكون مختلفة، بحيث لو انسحبت القوات الإيرانية وقوات حزب الله من سوريا، سيبقى لإيران قواتها المحلية السورية، ولحزب الله السوري وجوده وتأثيره من الجنوب السوري إلى حمص ودمشق ومحيطها. وهؤلاء سيكونون عبارة عن نموذج جديد لحزب الله اللبناني، في الداخل السوري هذه المرّة. وسيشكلون قوة عسكرية إيرانية، تكون قادرة على فرض معادلاتها السياسية والسكانية، بما يتلاءم مع الأهداف الاستراتيجية لإيران.

الانتقام الأسدي

منذ أشهر، لا يتوانى رئيس النظام السوري بشار الأسد عن السؤال عن الوضع في لبنان. يقول لمن يلتقيه بأن لحظة الإنتقام قد دنت. لا يبارح الإدعاء بأن موعد استعادة نفوذه في لبنان قد أصبحت قريبة، وحينها سيطلب الإذن من حزب الله، للإفساح له بإعادة اعتباره. وهو ينطلق من مؤشر أساسي يتعلّق بعودة الإنفتاح العربي تجاهه. هذا ما سيستثمره من جديد لضرب لبنان بقبضته. وليس وضع الحريري، وجنبلاط وجعجع وغيرهم من اللبنانيين على لوائح تمويل الإرهاب، سوى مقدّمة تؤشر لما ستكون عليه الحالة في المرحلة المقبلة

 بمعزل عن كل الشعارات المرفوعة لتبرير العودة إلى سوريا، أو الأصح إعادة تعويم الأسد، الكلام في النهاية سيكون للممسك والمسيطر ميدانياً. وهؤلاء أطراف معروفة ومحددة. لإيران حصتها الجغرافية والسياسية والتجنيسية. لتركيا منطقتها، للإسرائيلي مجاله الحيوي، هؤلاء على اختلافهم يرسمون خطوط نفوذهم تحت السقف الروسي، صاحب الباع الأوسع على الجغرافيا السورية. دخول العرب إلى دمشق حالياً، يأتي في سياق إنعدام أي رؤية أو أفق، وليس التعاطي مع الأسد سوى تعبير عن عمق الأزمة العربية، التي تتلاقى مع عمق أزمة النظام، المستند إلى عصا إيرانية، وأخرى روسية، وثالثة إسرائيلية ومن يدور في فلكها.

ضرب من خيال

إدعاء العودة إلى دمشق بهدف مواجهة النفوذين الإيراني والتركي، تبدو ضرباً من الخيال. الإقدام على قرارات من هذا النوع، ستدفع شرائح واسعة من الشعب السوري والمعارضة السورية إلى الحضن التركي، وهذا سيعزز وضع تركيا على الساحة السورية، أما إيران فإن النقاش حول مواجهتها، فيه شيء من تبرير ظروف العودة، استجابة للنداء الأميركي لدول الخليج حول المشاركة الخليجية في إعادة الإعمار، وما ينطوي ذلك على غاية أميركية، لعدم ترك ساحة قطاع المال والأعمال في سوريا بيد الروس والصينيين والإيرانيين.

ليس ما يجري إلا كالذاهب إلى الحج في موعد العودة منه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 31/12/2018

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أزمة النفايات ستحل في السنة الجديدة. هذا أبرز ما توقعته شركة إدارة عالمية للبنان في معرض تنبؤاتها على مستوى دولي لبلدان كبرى، كالصراع الأميركي - الصيني الإقتصادي، والتقارب الصيني - الروسي السياسي.

في أي حال العالم دخل السنة الجديدة ظهرا بتوقيت بيروت ابتداء من نيوزيلندا. فعليا منتصف الليل نودع سنة ويدخل لبنان العام الجديد الذي يؤمل أن يحمل في أولى أيامه أو أكثر بقليل حكومة جديدة رغم أن اللبنانيين يريدونها البارحة قبل اليوم.

العيد في لبنان انطلق من ساحة النجمة في بيروت الليلة الى كل ربوع الوطن وسط تدابير مشددة للجيش والقوى الأمنية.

وبعد عطلة رأس السنة جولة اتصالات جديدة اعتبارا من الأربعاء لمعالجة عثرات التأليف الحكومي الذي يحدد مساره مصير القمة العربية الإقتصادية التي ستعقد في بيروت بعد أكثر من أسبوعين بقليل.

إذن احتفالات رأس السنة انطلقت في عدد من البلدان وأولها نيوزيلندا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

فيما بدأ الشطر الاخر من العالم عامه الجديد ساعات تفصل لبنان عن استقبال العام 2019 ولكن بلا حكومة. ملفات كثيرة وتركة ثقيلة على المستوى اللبناني تنتظر التسليم والتسلم بين عامين. الا ان الانظار تتجه الى مرحلة ما بعد عطلة العيد لرصد عودة الحرارة الى الاتصالات واللقاءات على نية التأليف الحكومي لا سيما ان الاستحقاق المقبل المرتقب ليس عيدا هذه المرة بل قمة اقتصادية يستضيفها لبنان المترنح اقتصاديا، فهل تبصر الحكومة النور قبل نهاية الشهر المقبل؟

خارج لبنان يفترض ان يشهد العام الجديد انفتاحا عربيا متزايدا على سوريا التي ستنسحب منها القوات الاميركية بوتيرة بطيئة كما اعلن دونالد ترامب اليوم بهدف امتصاص الامتعاض الواسع من هذه الخطوة والذي ابداه الغرب وبعض العرب على ما يبدو.

في سوريا غارة شنها الطيران العراقي على اجتماع لقادة في داعش قرب دير الزور وذلك بعد ساعات من اعلان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ان مسؤولين امنيين عراقيين كبارا التقوا الرئيس بشار الاسد في دمشق.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

لقد كان عاما مليئا بالتعطيل وتأخير تشكيل الحكومة لأهداف محلية وخارجية.

لقد كان عاما مليئا بالأحداث والحروب والقتل والدمار وكذلك بمحاولات فرض السلام والهدوء.

لقد كان عاما مثقلا بالتحديات السياسية والإقتصادية والإجتماعية على اللبنانيين، الخائفين من الغد، بينما يعطل المعطلون إمكانية تحسين حياتهم.

لقد كان عاما مليئا بالإنتخابات والتوترات كما حصل في لبنان، وبالسعي نحو عدالة أكثر وقتل أقل وظلم أخف.

لقد كان عاما مليئا بالحوارات والإتصالات والمناورات من دون جدوى، على أمل الخروج من دوامة تشكيل حكومة جديدة إلى أفق مؤتمر سيدر والمشاريع التي ستنهض بلبنان.

العام الحالي يلفظ ساعاته الأخيرة والعام الجديد يستعد للدخول على أمل أن يكون مليئا بالسلام والطمانينة والنمو والازدهار.

لبنان و معه العالم يستقبل العام الجديد بإحتفالات تشهدها الساحات ومنها ساحة النجمة في وسط بيروت، وبإجراءات تتخذها القوى العسكرية والامنية التي تفقدها الرئيس المكلف سعد الحريري عبر زيارته وزارة الدفاع في اليرزة، وثكنة الحلو، و إطلع من وزير الدفاع وقائد الجيش و المدير العام لقوى الامن الداخلي و كبار الضباط على الإجراءات المتخذة لحفظ الأمن و الإستقرار في هذه الليلة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

على طريقة "الطير يرقص مذبوحا من الألم"... هكذا يحتفل اللبناني على الرغم من كل شيء... حتى من دون حكومة يصر على الإحتفال. حتى من دون حلول للتلوث، يصر على الإحتفال. حتى من دون حلول جذرية للنفايات، يصر على الإحتفال . حتى من دون إيجاد حلول للقروض السكنية، يصر على الإحتفال... حتى في ظل اختناق السير فإنه يصر على الإحتفال... وفي ظل عدم إيجاد عمل فإنه يصر على الإحتفال...

اللبناني إبن الحياة وإبن التفاؤل وإبن الأمل، ينتقل من سنة إلى سنة بروح تفاؤلية على الرغم من ان شيئا لا يوحي بالتفاؤل... في اختصار، اللبناني سباق، دائما يسبق دولته المتأخرة دائما: يعيش في فراغ رئاسي سنتين ونصف السنة ويبقى صامدا... يعيش من دون حكومة سبعة أشهر، حتى الآن، ويبقى صامدا... يعيش في ظل مجلس نيابي بات عمره سبعة أشهر ولم ينجز أي شيء عملي على الرغم من مرور عقد عادي، هو الأول لهذا المجلس، ويبقى صامدا...

كأن اللبناني اعتاد العيش من دون دولة، وهي إن وجدت، فمن أجل إغراقه إما بالضرائب وإما بالوعود... لهذه الأسباب مجتمعة، الأمل بالمواطن لا بالدولة، وله المعايدة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

عام سعيد...

لبنان الذي ادمن مراكمة الازمات واستيلادها يحتفل نظريا كل سنة بانقضاء العام بحسب التقويم العالمي المعتمد، ولكنه عمليا يعيش بفعل جشع من تعاقبوا على حكمه منذ 1990 وهم من نفس الطينة. يعيش تحت هرم ضخم من المشاكل العضوية التي تتناسل وتتأبد، بحيث صار لبنان عالة على الديمقراطية بعدما كان رائدها، ومنفرا للسياحة بعدما كان قبلتها، ومقتلا للاقتصاد بعدما كان محركه، وثقبا اسود يبتلع المال بعدما كان الوجهة الامثل للثروات والاستثمارات.

في الاني يقال ان خاطفي الحكومة اضافوا شروطا جديدة لتسهيل التأليف غير تمثيل سنة التشاوري ليس اقلها استفزازا دعوة الرئيس الاسد الى القمة التنموية الشهر المقبل ضحايا هذا التعجيز غير كرامات اللبنانيين وسمعة دولتهم نتائج مؤتمرات سيدر وروما وبروكسل التي كانت ستسهم في وقف تنامي الدين العام وفي خلق فرص للاستثمار والنمو. والسؤال الكبير الذي سيتعين على المسؤولين الرد عليه مطلع 2019 سيطرحه المتظاهرون الجائعون الجمعة على اختلاف الوان ستراتهم وطوائفهم.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

تغفو السنة وتدخل زمن النعاس في آخر ساعات تسبق نومها الى جانب الفين وثمانية عشر عاما..

راحت سنة .. طلت سنة .. لونا ابيض وجديدي رسم الاولاد على ايامها احلامهم .. وتثائب الكبار طلبا لرحيلها واستقبالا لواحدة أكثر حبا واقل الما..

سنة من عمر لبنان .. اختتمت بقلق على مستقبل سياسي مجهول باقي الهوية .. ومستقبل اقتصادي يقف على شرفة هاوية.

سنة "تولعها" بيروت هذه الليلة في احتفال يقارع ضوء المدن والقها.. وينافس العواصم التي تهرع الى لون النار.

تقول مدينتنا هذا المساء انها تشبه ضوء النهار .. وانها بيروت .. زهرة الياقوت نحب العمر بها .. رغم ما يصنعه السياسيون من دمار وآثام ..

وفي انتظار ليل صاخب في وسطها.. فإن ليل الجديد أكثر صخبا بعد نهار راكم ارباح الناس زرعت الجديد سنة بعد سنة فرحا في البيوت وعلى شوارع تنتظر الامل فحقق النهار الحاصل الشعبي غير المسبوق ..

وما تزال الجوائز مستمرة .. وترقبوا خلال هذه النشرة جائزة بقيمة عشرين مليون ليرة كاش.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

بيادر فلسطين ملأها حصاد المقاومين من رسائل غزة الصاروخية الى رصاصات الضفة الفدائية وما بينهما معادلة فرضها الفلسطينيون فاسقطوا الكنيست الصهيوني بضربة مقاوم ودفعوا بنيامين نتنياهو الى المجهول.

في اليمن الصامد فتح ميناء الحديدة لرسو العبارات السياسية القادمة من كل مكان لانقاذ اهل العدوان الغارقين عند الشواطئ اليمنية كما في رمالها المتحركة وسجل اليمنيون شعبا وجيشا ولجانا في هذا العام نقطة تحول استراتيجية على طريق انهاء العدوان.

طرق لبنان التي سلكت بداية العام بقوة دفع انتخابية وامال اقتصادية لم تسعفها النهايات فعلق البلد على حكومة بعد ان كان قد اجتاز انتخابات نيابية فابى ال2018 الا ان يرحل اعباءها الى العام المقبل بحراجة سياسية واقتصادية واجتماعية والامل بان تعالجها رجاحة المعنيين والعارفين بواقع الحال.

حال العراق السياسي هذا العام شكل صفعة للاميركي الذي لم يفلح بايصال اي من مرشحيه الى الرئاسات الثلاث فاراد دونالد ترامب الاستعراض ميدانيا بزيارة قواته الموجودة هناك.

وعلى تماس سياسي وميداني كانت سوريا تسجل المزيد من الانتصارات المربكة لاعدائها فانسحب الاميركي وجن جنون الاسرائيلي العاجز عن تغيير المعادلة فغدت دمشق على طريق العودة الى سابق عزها وفرضت على العالم الاعتراف فبدأ العربي بالعودة عبر السودان والامارات وسيليهم الكثير بلا تحفظات.

عام 2018 حفظ ابشع صورة للسعودي الذي غرق بدماء اطفال اليمن وتلطخ ببقايا اشلاء الصحفي جمال الخاشقجي وحفظ للاميركي اسوأ ادارة للشؤون الداخلية والخارجية وصراعات مع الاوروبي بل محاولة زعزعة لامنه الداخلي الى الصيني والروسي.

اما في ايران الثورة التي اتمت عامها الاربعين فما زالت في طليعة الناصرين للمستضعفين والمحاربين للهمجية الاميركية وقراراتها الارتجالية. ايران الثورة العلمية والفرادة الاقتصادية التي تواجه العنجهية الاميركية دفاعا عن حقوقها ونيابة عن كثيرين.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

عام الانتخابات النيابية يمضي الليلة على امل للقاء القريب بسنة الحكومة. عام دفن التمديد وتطبيق النسبية ومنح المنتشرين حق الاقتراع يرحل بعد ساعات واقصى الطموح ان نودع العام الجديد بعد سنة بوصفه عام حكومة العمل والانتاج.

بهذا الكلام المختصر نستهل نشرتنا الليلة التي ننزع فيها قناع السياسة عن وجوه بعض السياسيين ومصوري الاخبار واخرين ليلعب كل منهم ولو لدقائق معدودة دورا اخر، فبعض السياسيين الليلة منجمون والبعض الاخر ناخبون لشخصية العام والسياسي الاذكى. اما المصورون فسيختارون سياسيا يحبونه ويعبرون عن محبتهم للزميلات المراسلات اكثر من السياسيين.

اما ملحم رياشي ونديم الجميل وزياد اسود فسيتحولون الى هدية في ليلة تعم فيها الاحتفالات المناطق اللبنانية لنتوقف عند ابرزها في العاصمة بيروت.

ماذا وكيف، الجواب بعد لحظات وكل عام وانتم بخير!

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 31 كانون الأول 2018

النهار

علم أن عدداً من الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية توزعوا على بعض الوزارات والمؤسسات الرسمية ‏بعدما وضعوا في ثلاجة الانتظار لاعتبارات سياسية وطائفية دون معرفة ماهية هذا التوزيع والابقاء على البعض ‏الآخر قيد الانتظار.

تحرص مسؤولة في تيار شمالي على رفع مستوى تأييدها الاعلامي لحزب حليف، اعتقاداً منها أن الحزب هو ‏الذي يمكنه أن يدعم توزيرها كما سبق وتبنّى الوزير الحالي.

قال مسؤول سابق إن الخوف من نتائج تأجيل القمة الاقتصادية العربية في بيروت يستعجل تأليف الحكومة.

ارتفعت وتيرة التحذيرات من أزمة اقتصادية ومالية خانقة في الأيام الأخيرة من دون معرفة حقيقة الأسباب من ‏ورائها.

البناء

قالت مصادر في الجالية السورية في الرياض إنّ حملة بدأتها الشرطة السعودية تستهدف المحال التجارية ‏للسوريين المعارضين للدولة السورية المقيمين في السعودية لنزع أعلام ما يسمّى بالثورة السورية أو أيّ شعارات ‏وملصقات معادية للرئيس السوري بشار الأسد، وأضافت المصادر أنّ محاضر ضبط يتمّ تسجيلها بحق المخالفين ‏بعدما منحت الشرطة مهلة أيام معدودة للالتزام بالتنبيه الذي جرى تعميمه على العاملين في أسواق الرياض

الجمهورية

قرّر حزب بارز التعاطي مع الموقف الحاد لمرجع كبير على أنه لا يستهدفه، لأنه لا يريد كسر الجرة معه.

عبّر أحد النواب أمام سفير دولة كبرى عن إستيائه من رئيس كتلته البرلمانية، وقال: "نيّمني شهر على أساس أنه ‏سيوزرني في الحكومة، وفجأة غيّر رأيه وصار يشتغل لتوزير آخر".

أكد سياسي لبناني أن ما تشهده إحدى الدول العربية ستكون له انعكاساته على تشكيل الحكومة اللبنانية.

اللواء

أصبحت القمة العربية الاقتصادية مهددة بالتأجيل بعدما أبلغت أكثر من دولة عربية الجهات اللبنانية عدم استعداد ‏القادة للحضور في حال لم تتشكل الحكومة الجديدة، وبقيت السلطة اللبنانية على مستوى تصريف الأعمال!

يؤكد مسؤول حزبي أن محاولات رئيس التيار الوطني الاستحواذ على الثلث المعطل لن يُكتب لها النجاح مهما ‏استخدم باسيل من أساليب التفافية، على النحو الذي حصل مع رجل الأعمال جواد عدره!

تساءلت أوساط من فريق 8 آذار عن موقف بعض الأطراف اللبنانية من 14 آذار من استئناف العلاقات اللبنانية ‏الرسمية مع دمشق بعد طلائع العودة العربية إلى سوريا!

المستقبل

يقال إن ديبلوماسيّين مُتابعين يؤكّدون أن خطوات الانفتاح العربي على سوريا جاءت بالتنسيق مع القيادة الروسية ‏وبضمانات مسبقة من موسكو

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان: "المعلومات" تُحبط عملية هجرة غير شرعية

بيروت - "الحياة"/31 كانون الأول/18/اعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة في بلاغ "ان في الآونة الخيرة حصلت عدة عمليات هجرة غير شرعية من طريق البحر. بنتيجة المتابعة الحثيثة من قبل شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي بغية الحد من هذه الظاهرة، تمكنت بتاريخ 29/12/2018 وعلى شاطئ الشيخ زناد / العبدة شمال لبنان من توقيف: 23 شخصا (10 رجال، 4 نساء و9 أولاد) من الجنسية السورية، واللبناني (ا.ع مواليد 1998)، وصرّحوا بأنهم كانوا يحاولون مغادرة الأراضي اللبنانية الى قبرص بواسطة مركب يجهلونه". وقالت: "إن الموقوفين أودعوا القطعة المعنية لإجراء المقتضى بحقهم، بناء على إشارة القضاء المختص".

 

لأن رئيس الجمهورية سلفه في الموقف من الوضع الإقليمي وسورية مراهنة على تسهيل الحزب ولادة الحكومة الحريري: الرئيس عون وأنا صبرنا كثيرا

بيروت - "الحياة"/31 كانون الأول/18

قبل ليلة من احتفال اللبنانيين بوداع ال2018 ليستقبلوا السنة الجديدة بكثير من الشكوك حول ما ستحمله لهم من حلول للمشاكل الاقتصادية والمعيشية التي يعيشونها، أسف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتأخر تأليف الحكومة الجديدة، آملا أن تتشكل في مطلع السنة الجديدة، في وقت استمرت الرهانات على أن تتقدم الاتصالات لإيجاد مخرج للخلاف على تموضع الوزير الذي يمثل النواب السنة الستة الحلفاء ل"حزب الله" من خارج "اللقاء التشاوري الذي يجمعهم، على قاعدة معالجة التأزم بين "التيار الوطني الحر" وبين "حزب الله" حول تموضع الشخصية التي يقع عليها الخيار لتكون من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وتحدثت معلومات عن اجتماع سيعقد بين قياديين من "التيار الحر" وآخرين من "حزب الله" في الساعات المقبلة تحت عنوان التهاني بالأعياد. وقال مصدر نيابي مطلع ل"الحياة" إن التواصل استؤنف بين قياديين في "التيار الحر" وبين مسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، بموازاة استئناف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تحركه لتفعيل المبادرة الرئاسية التي تقضي بتسمية الوزير الذي يوافق عليه النواب السنة الستة و"حزب الله". وكرر "حزب الله" للمتصلين به في اليومين الماضيين التأكيد أنه يوافق على ما يقبل به النواب الستة في شأن الشخص الذي يمكن أن يمثلهم في الحكومة وفي شأن تموضعه داخل مجلس الوزراء. ولفتت مصادر واسعة الاطلاع "الحياة" إلى أن هناك مراهنة على أن يبدي "حزب الله" تساهلا في مسألة تمثيل النواب السنة الستة ويراعي رغبة حليفه الرئيس عون بإنهاء تعطيل التأليف، استنادا إلى القاعدة التي تقول بأنه يتناغم مع الحزب في ما يخص الوضع الإقليمي، مقابل تفهم موقفه في شأن التوازنات الداخلية. وأشارت المصادر إلى أن "التيار الحر" يتناغم بوضوح في الآونة الأخيرة مع توجهات "حزب الله" في شأن ضرورة العلاقة مع سورية. كما أن مصادر أخرى قالت ل"الحياة" إن الاتصالات الخارجية لتشجيع الحزب على المساعدة في ولادة الحكومة عادت فنشطت على الصعيد الإقليمي في الأيام الماضية.

وجال الحريري مساء في وسط بيروت، للاطلاع على التحضيرات الجارية لاحتفالات رأس السنة التي تقام الليلة في ساحة النجمة وسط العاصمة. وقال الحريري للمناسبة: "هذا هو البلد الذي نريده. للأسف، تأخر تشكيل الحكومة بهذا الشكل، لكن لدي ثقة بأن كل الأفرقاء السياسيين يريدون حلا. فخامة الرئيس صبر كثيرا، وأنا صبرت كثيرا، وكذلك كل الشعب اللبناني، ولا بد لنا أن نشكل حكومة مع بداية العام الجديد. وحتى ذلك الحين، أريد من اللبنانيين أن يفرحوا، لكي نقلب صفحة جديدة، ونفكر بالبلد وبالناس، وآمل أن يكون الاحتفال الذي سيجري بقدر طموحات اللبنانيين، وأهل بيروت بشكل خاص". وفي المواقف في شأن الولادة الحكومية نبه وزير المال علي حسن خليل الى "أن أي تأخير في تشكيل الحكومة سينعكس سلبا على الوضع والإستقرار في البلد". وأكد "أن الأزمة بدأت تتحول من إقتصادية إلى مالية، ونأمل ألا تتحول إلى أزمة نقدية تفقد ثقة اللبنانيين بمستقبل دولتهم ومؤسساتهم". ودعا إلى "إعادة النظر بقرار دعوة سورية إلى القمة العربية الإقتصادية التي تنعقد في بيروت الشهر المقبل لأن أي قمة من دون سورية لا معنى لها". ودعا إلى التعاطي بوعي مع ما يجري في سورية وأن يعيد لبنان تصويب وتصحيح موقفه الرسمي معها". واعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم "أن حال الإرباك التي نشهدها بموضوع تشكيل الحكومة، والواقع المزري الذي وصلت اليه الأمور نتيجة واضحة لهذا النظام الذي أصبح بحاجة لتطويره والاقتناع بأن الخروج من الأزمات الراهنة لن يكون إلا بالعمل للوصول الى الدولة المدنية، خشبة الخلاص الوحيدة ما نعيشه ونتخبط به". وأمل في أن "تحمل السنة الجديدة تباشير حل للأزمات المتراكمة والمتفاقمة والتي أرهقت اللبنانيين بدءا من ازمة الحكومة الى الأزمات الحياتية والإجتماعية والتي تعم اللبنانيين أكثر من اهتمامهم بنوعية الحكومة ووزرائها، فقد ملوا كل هذا السجال والتباين السياسي لأن الأزمة الإقتصادية انعكست سلبا على حياتهم اليومية".

"لتطبيق الطائف"

وأكد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب هادي أبو الحسن "اننا متمسكون بالأمل ولن نيأس وفي النهاية لن يصحّ إلا الصحيح"، وأكّد أن "الطقس البارد ينسحب على الوضع الحكومي رغم كل المحاولات المشكورة التي يقوم بها اللواء عباس ابراهيم وهو شخصية موثوقة ونأمل أن يحقق خرقاً في التشكيل الحكومي". ودعا جميع القوى إلى "التنازل لمصلحة البلد والناس وعلى المسؤولين أن يكونوا مسؤولين لا أن يكونوا لاعبين صغار في لعبة كبيرة". ورأى أبو الحسن أن "استمرار العقلية السائدة في الحكم سيأخذ البلد إلى الهاوية والكارثة"، لافتاً إلى ان "صلاحيات رئيس الجمهورية محددة وواضحة في اتفاق الطائف والدستور". ودعا لـ "تطبيق الدستور واتفاق الطائف بحذافيره"، معتبرا أن "أهم ما نحن بحاجة إليه اليوم هو التفكير الجدي بإلغاء الطائفية السياسية".

"عون ضامن ويتحكّم بالأمور"

وشدد النائب شامل روكز على أن "الوضع الداخلي اللبناني مرتبط بما يدور من تقاسم نفوذ في المنطقة ولإدراك خطورة ما يجري دوليًا"، مشيراً الى أن "رئيس الجمهورية هو شخص ضامن ولديه كل الإدراك للتحكم بالأمور والأعراف والدستور هي أمور أساسية لتقدم البلد". واعتبر أن "تشكيل الحكومة هو من صلاحية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بعد القيام بالاستشارات وكلام الرئيس ميشال عون حول هذا الموضوع يطال الجميع". وشدد على أنه "مع الحكومة المصغرة خصوصًا لأننا أمام فرص جديدة والنظام الديموقراطي البرلماني يتطلب هذا الأمر ورأينا حكومات وحدة وطنية عدة على مدى السنوات ولم نلمس نتائج حقيقية"، معتبراً أن "ندم الناس على انتخابنا محقّ لأن كل ما انتظروه لم يحصلوا عليه وهم بحاجة لحقوقهم ولم يعد هناك ثقة بالدولة والمؤسسات والثقة لا تُستَعاد إلا بصدمة إيجابية".

"حكومة مرقلي تمرقلك "

وأشار النائب عن حزب "الكتائب" الياس حنكش الى "ان اقتراح تشكيل حكومة اختصاصيين جاء ضمن سلة توصيات اقترحها حزب الكتائب بعد المؤتمر الاقتصادي والاجتماعي الذي عقده"، لافتا الى "ان الجواب الذي اتى في البداية من الفرقاء كان أن من من الوزراء في لبنان ليس مرتبطا سياسيا". وقال: "حتى لو تشكلت الحكومة غدا فلن تكون منتجة في ظل التناتش الحاصل وعرض العضلات وتحجيم الاخر وستكون حكومة "مرقلي تمرقلك ، وبدل البحث عن كيفية التعطيل يجب ان نبحث كيف ننتج" مجددا المطالبة بـ "تشكيل حكومة اختصاصيين وفي موازاتها إجراء حوار عميق بين رؤساء الكتل النيابية ".

علوش وتداعيات الاعتذار

ولفت القيادي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش إلى أن "الأمر الذي عطل موضوع تشكيل الحكومة غير عقدة "القوات اللبنانية" وتوزير الحقائب كان مسألة الـ11 وزيرا لـ"لتيار الوطني الحر" التي لا يقبل بها الثناني الشيعي على الأقل". وأوضح علوش أن "ما يمنع الرئيس الحريري من الاعتكاف والاعتذار عن مسألة تشكيل الحكومة هو تداعيات الاعتذار وهناك خيط عنكبوت بيننا وبين انهيار الوضع المالي والأمل هو أن تظهر حكومة خلال أيام وأسابيع واعتذار الرئيس المكلف لن يؤدي إلى أمر ايجابي وما نعيشه في امر الواقع هو فيدرالية القرار في تشكيل الحكومة والرئيس الحريري يحاول دائما ايجاد حل".

 

لبنان يستقبل العام الجديد بحراكات في الشارع

وليد حسين/المدن/الإثنين 31/12/2018

وضع الناشطون وبعض الأحزاب السياسيّة روزنامة التحرّكات الشعبيّة للعام 2019

تبدأ سنة 2019 بسلسلة تظاهرات وحراكات في الشارع، على عكس سنة 2018 التي كانت بليدة بشكل عام، حرّك ركودها الاستحقاق الانتخابي في منتصفها، وبعض التحركات الشعبية الملتبسة في نهايتها. فبعد أكثر من سبعة أشهر على عدم توصّل القوى السياسية إلى اتفاق لتشكيل الحكومة، وفي ظلّ تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بدأ الناشطون وبعض الأحزاب السياسيّة بـ"تشكيل" روزنامة التحرّكات الشعبيّة يستقبلون فيها العام المقبل.

رجال أعمال

إلا أنّ جديد الحراك الشعبي دخول "جمعية رجال الأعمال اللبنانيين" "على الخط"، مطلقين نداءً إلى جميع اللبنانيين بأنّ البلد "يتّجه نحو الانهيار نتيجة الخلافات السياسية بين أحزاب السلطة". وكانت قد وُجّهت دعوة إلى جميع المواطنين للمضيّ بإضراب عام يوم الجمعة في الرابع من كانون الثاني ٢٠١٩، من دون تحديد جهة معيّنة واضحة، ليتبين لاحقاً وقوف "الجمعية" و"حزب سبعة" خلفها، وتحت مطلب واحد وأساسي هو "تشكيل حكومة اليوم قبل بكرا". ولكون أسلوب التظاهر منبوذ من رجال الأعمال، اختار المنظّمون "أدوات ضغط بديلة": "اذا مش قادرين كلنا ننزل على الشارع خلينا كلنا نقعد ببيوتنا حتى نوصّل رسالة قوية للسياسيين ونقلن: نحنا توحدنا، من كل الطوائف والمناطق، وكل الاحزاب حتى نقول بكفي"... "صار بدا خبطة على الطاولة.. هيدا أول إنذار. ومن بعدو تصعيد... وبعده رح نطالب بانتخابات نيابية جديدة، بعدما فشلو يلي ربحو انو يشكلو حكومة".

الدعوة للإضراب قابلها هزء من "الناشطين" التابعين لحركة أمل وحزب الله وملحقات الثامن من آذار، الذين كانوا سبّاقين في الدعوة لتظاهرة يوم الأحد الفائت في 23 كانون الأول التي انتهت بأعمال شغب وقمع عنيف من قبل القوى الأمنية طالت حتى الصحافيين.

السترات الصفراء

إلى ذلك تنطلق تظاهرةٌ الساعة الثانية بعد ظهر يوم الأحد المقبل، في السادس من كانون الثاني، في ساحة الشهداء، بدعوة من ناشطي "السترات الصفراء" للمطالبة بإقرار "سياسات تندرج كلّها تحت سقف "العدالة الاجتماعية". وتفادياً لحالات الشغب التي حصلت أخيراً لفت المنظّمون في صفحة "قرفنا" على فايسبوك إلى ضرورة "ملء الساحات من دون (توجيه) شتائم وشخصنة، أو تعدّ على إخواننا في القوى الأمنية، أو تعدّ على الأملاك العامة والخاصة، ليكن هذا التحرك ضغطاً موجّها ضد السلطة ككل لتحقيق المطالب".

المجموعات المدنية

هذا وستكون الساحة على موعد مع تظاهرة أخرى الساعة الواحدة بعد ظهر السبت في 12 كانون الثاني المقبل، تنطلق من أمام وزارة العمل وصولاً إلى مبنى وزارة الصحّة، بدعوة من المجموعات المدنية مثل "طلعت ريحتكم"، و"بيروت مدينتي"، و"لِحقي"، و"لبلدي".. وغيرهم من الأفراد والمجموعات، وذلك للمطالبة بثلاث قضايا ملحّة: نظام صحّي وإستشفائي متكامل، وتفعيل المادة 46 من قانون العمل اللبناني المتعلّقة بتصحيح سنوي للأجور بالتّوازي مع التّضخّم، ومنع المؤسّسات من تشغيل موظّفين وعمّال من دون الحد الأدنى للأجور ومن دون ضمان اجتماعي، والتّشدّد في فرض الغرامات على المؤسّسات المخلّة. وبحسب الداعين، جميع "أطراف السلطة مسؤولون عن الأزمة الاقتصادية والمعيشية والبيئية والبطالة المتفشية".

الشيوعي

أما يوم الأحد في 13 كانون الثاني، فقد دعا "الحزب الشيوعي اللبناني" إلى سلسلة تحركات في بعض المناطق اللبنانية مثل جونية، وطرابلس، وحلبا، وعاليه، وصيدا، والنبطية، والبقاع، التي ستتوج بتظاهرة مركزية يوم الأحد في 20 كانون الثاني للمطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

 

محكمة بطوكيو تجدد حبس كارلوس غصن عشرة أيام

طوكيو: «الشرق الأوسط أونلاين»/31 كانون الأول/18/أكدت وسائل إعلام يابانية اليوم (الاثنين)، أن محكمة طوكيو الجزئية جددت حبس رئيس شركة نيسان موتور المقال كارلوس غصن عشرة أيام. ويواجه غضن اتهامات بجعل شركة نيسان لصناعة السيارات تتحمل خسائر استثمار شخصي بلغ حجمها 1.85 مليار ين (16.8 مليون دولار). ويعني هذا التمديد أن غصن سيظل في مركز الاحتجاز الرئيسي بطوكيو المحبوس فيه منذ إلقاء القبض عليه في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب اتهامات بارتكاب مخالفات مالية.

 

إصابة جنديين أثناء مداهمة الجيش لمطلوب في البقاع

بيروت: «الشرق الأوسط»»/31 كانون الأول/18/أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن إصابة جنديين أثناء مداهمة مطلوب في منطقة بريتال، في البقاع. وأوضحت مديرية التوجيه في بيان لها أمس، أنه «أثناء قيام دورية من مديرية المخابرات بمداهمة منزل المطلوب عباس أحمد ياغي في بلدة بريتال - البقاع، أقدم برفقة آخرين على إطلاق النار باتجاه عناصر الدورية، مما أدى إلى إصابة عسكريين اثنين أحدهما حالته حرجة، فيما فر مطلقو النار إلى جهة مجهولة»، لافتة إلى «أن عمليات البحث لا تزال مستمرة لتوقيفهم».

 

وزير المال اللبناني يحذّر من أزمة مع استمرار الجمود السياسي

بيروت: «الشرق الأوسط»»/31 كانون الأول/18/نقلت وكالة الأنباء الرسمية في لبنان عن وزير المال قوله إن الدولة المثقلة بالديون تعاني من أزمة اقتصادية، وحذر من أنها بدأت تتحول إلى أزمة مالية، في الوقت الذي يواجه فيه الساسة صعوبات في تشكيل حكومة جديدة، بحسب «رويترز». وبعد نحو 8 أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية، لم يستطع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري جمع الأحزاب المتناحرة في لبنان في حكومة وحدة وطنية قادرة على تنفيذ إصلاحات مالية. وقال وزير المال علي حسن خليل في تصريحات نشرتها الوكالة الوطنية للإعلام، مساء أول من أمس، إن «الأزمة الاقتصادية اليوم في أعلى تجلياتها وارتداداتها، وبدأت تتحول من اقتصادية إلى مالية»، معبرا عن أمله في ألا «تتحول إلى (أزمة) نقدية». ويشهد لبنان ثالثة أعلى نسبة للدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم، ويعاني من ضعف النمو الاقتصادي منذ سنوات، وقد حثه صندوق النقد الدولي هذا العام على تبني إجراءات عاجلة لإعادة وضع المالية العامة إلى مسار مستدام. وواجهت جهود تشكيل الحكومة عقبات جديدة في الأسبوع الماضي بعد أن بدت الأزمة على وشك الحل. وتتصارع الأحزاب المتنافسة على عدد الحقائب الوزارية التي سيحوزها كل فصيل في الحكومة وتوزيع الحقائب الرئيسية. والنظام المصرفي هو العمود الفقري لاقتصاد لبنان ويحوز معظم ديون الحكومة.

 

لبنان: اجتماع لاحتواء الاحتقان بين «حزب الله» وتيار عون

بري لا يمانع في التخلي عن وزارة البيئة لحل الأزمة الحكومية... وجعجع ينتقد تجاوز السلطات

بيروت: «الشرق الأوسط»»/31 كانون الأول/18/رغم الجمود الذي يطبع عملية تأليف الحكومة اللبنانية، بسبب الانتكاسة الأخيرة لمبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإن الحراك الرامي إلى تذليل العقبات التي تحول دون تحريك المبادرات، استمر على أكثر من صعيد.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس وحدة التنسيق في «حزب الله»، رفيق صفا، زار رئيس الجمهورية، بعيداً عن الأضواء، لبحث العلاقة بين تيار عون والحزب. بعد اهتزازها إثر فشل مبادرة عون تسمية جواد عدرا وزيراً من حصته، لحل مشكلة تمثيل النواب السنة المتحالفين مع الحزب، وما تلاه من تراشق بالاتهامات بين الطرفين، وأدى إلى توتر في قاعدتهما الشعبية. وقال مصدر اطلع على أجواء الاتصالات، إن البحث لم يتطرق إلى أسماء جديدة للتوزير؛ بل ركز على إعادة العلاقات بينهما إلى مسارها الطبيعي.

أما على صعيد تبادل الوزارات، فقد نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، قوله لبعض زواره، إنه لا يمانع في التخلي عن وزارة البيئة التي يطالب بها تيار عون لحل أزمة تأليف الحكومة؛ لكنه أكد في المقابل رفضه أن يكون البديل وزارة الإعلام أو المهجرين.

وفي المقابل، تصاعدت الدعوات لتشكيل حكومة مصغرة، يتمثل فيها الأقطاب مباشرة؛ لكن هذا الخيار يواجه صعوبات أبرزها غياب تمثيل بعض الطوائف، كالأرمن، ولهذا لا يزال خيار الحكومة الموسعة (30 وزيراً) هو المعتمد، بعد سقوط خياري الـ14 وزيرا والـ32 وزيراً. مع ملاحظة طرح جديد يقضي بأن يتم توزيع الحقائب السيادية الأربع، على القوى الأساسية، فيما يحمل الحقائب الأخرى وزراء تكنوقراط اختصاصيون، لديهم التزام سياسي في الوقت نفسه.

وجدد كل من البطريرك الماروني بشارة الراعي و«حزب الكتائب» مطالبتهما بحكومة اختصاصيين مصغّرة، فيما اعتبر رئيس «حزب القوات» سمير جعجع، أن هناك حزباً يرغب في ممارسة سلطة أكثر من تلك التي يكفلها له الدستور، سائلاً: «لماذا لا يقدم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على حسم الأمور؟». ودعا الراعي في قدّاس الأحد، إلى تشكيل حكومة مصغرة من أشخاص ذوي اختصاص ومفهوم سليم للسياسة، وحياديين، يعملون أولاً على إجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات، وفق الآلية التي وضعها مؤتمر «سيدر» الذي مضت عليه تسعة أشهر، ويوظفون الـ11.5 مليار دولار في مشروعات اقتصادية منتجة.

ورأى البطريرك أن «تأليف حكومة وحدة وطنية في ظل جو مأزوم بين مكوناتها، يؤدي إلى تعطيل رسمي للحكومة ولمؤسسات الدولة، ويشد خناق الأزمة الاقتصادية والمعيشية على أعناق المواطنين»، داعياً رئيس الجمهورية للعمل على بناء الوحدة الوطنية الحقيقية، بين مختلف الكتل النيابية، حول طاولة حوار.

ووصف جعجع جوهر المشكلة بأن هناك حزباً من الأحزاب يرغب في ممارسة سلطة أكثر من تلك التي يكفلها له الدستور، في حين هناك أفرقاء آخرون يحاولون الإفادة من السلطة التي يكفلها لهم الدستور.

وفيما لفت جعجع خلال عشاء أقامته مصلحة المهندسين في «القوات»، إلى تفهّمه هذه المحاولات، أضاف: «لكن ما لا يمكن فهمه هو لماذا لا يقدم من لديهما التوقيع، أي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، على حسم الأمور، باعتبار أننا لا يمكننا ترك البلاد ومصير الاقتصاد والليرة اللبنانية في مهب الريح لأي سبب كان»، متمنياً عليهما «اتخاذ القرار بتشكيل الحكومة تبعاً لقناعتهما، ووفق ما يريانه مناسباً، بغض النظر عن مطالب هذا الفريق أو ذاك، وليرسلا مرسوم التأليف إلى مجلس النواب؛ حيث يمكن لأي فريق معترض مواجهته والعمل على إسقاط الحكومة هناك».

وأكد أنه «لا يمكن القبول باستمرار الوضع في لبنان على ما هو عليه، تحت أي شعار من الشعارات»، سائلاً: «هل ينتظرون سقوط الهيكل على رؤوسنا جميعا؟».

أتى ذلك في وقت اعتبر فيه القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، أن ما يمنع الرئيس المكلف سعد الحريري عن الاعتكاف والاعتذار عن تشكيل الحكومة، هو «تداعيات الاعتذار، في ظل وجود خيط عنكبوت بيننا وبين انهيار الوضع المالي».

ورأى أن الأمر الذي عطل موضوع تشكيل الحكومة غير عقدة «القوات اللبنانية» وتوزيع الحقائب، كان مسألة إصرار «التيار الوطني الحر» على 11، وهو الأمر الذي - على الأقل - لا يقبل به الثنائي الشيعي، مشيراً إلى أن «هناك منظومة قائمة من وقت اتفاق الطائف، ومحاولات لإعادة البحث بها بشكل رسمي وموثق».

كذلك، جدّد النائب في «الكتائب» إلياس حنكش، التأكيد على وجهة نظر حزبه حيال الحكومة، والتي سبق أن طرحها على المسؤولين خلال لقاءات معهم، موضحاً في حديث إذاعي «أن اقتراح تشكيل حكومة اختصاصيين جاء ضمن سلة توصيات اقترحها حزب الكتائب، بعد المؤتمر الاقتصادي والاجتماعي الذي عقده»، مشيراً إلى أن جواب الأفرقاء كان أنه ليس هناك من وزير في لبنان غير مرتبط بفريق سياسي معيّن. وإضافة إلى أهمية تشكيل حكومة اختصاصيين، دعا إلى إجراء حوار عميق في موازاتها بين رؤساء الكتل النيابية في البرلمان، معتبراً أن «هناك أزمة بالنظام السياسي، وليست المرة الأولى التي يتعرقل فيها تشكيل الحكومة». ورأى حنكش أنه «حتى لو تشكلت الحكومة غداً، فلن تكون منتجة في ظل التناوش الحاصل وتحجيم الآخر، وبدل البحث عن كيفية التعطيل يجب أن نبحث كيف ننتج».

 

اعتصام في شمال لبنان ودعوات للتظاهر

بيروت: «الشرق الأوسط»»/31 كانون الأول/18/نفذ عدد من الناشطين في طرابلس، شمال لبنان، اعتصاماً في ساحة عبد الحميد كرامي، للأسبوع الخامس على التوالي، تحت شعار: «بدنا حقوقنا»، في وقت بدأت تظهر فيه بعض الدعوات للتظاهر في الأيام الأولى من العام المقبل.

ورفع المعتصمون في طرابلس لافتات كتب عليها: «بطاقة الشؤون الاجتماعية حق لكل فقير ومحتاج»، و«نبحث عن وطن نعيش في قلبه ويعيش في قلوبنا»، و«الخوف عدو للحريات، لا تهدروا حريتكم»، و«كرمال ولادنا جينا بيستاهلوا يعيشوا بكرامة»، و«الاعتداء على الناشطين السلميين جريمة قمع وتعدٍّ».وانتشرت في محيط الاعتصام عناصر قوى الأمن الداخلي، كما لوحظ انتشار آليات الجيش اللبناني في المكان، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام». ونفّذ هذا الاعتصام للأحد الخامس على التوالي، وبعد أسبوع على المظاهرة التي شارك فيها المئات في بيروت وعدد من المناطق؛ حيث أعلن منظموها عن نيتّهم الاستمرار في التحرك. وأعلن حتى الآن عن دعوة للتظاهر في 4 يناير (كانون الثاني) 2019، وأخرى في 12 من الشهر نفسه، من قبل «تجمع طلعت ريحتكم» تحت شعار: «كلّنا متضرّرين يعني كلّنا مسؤولين»، وللمطالبة بالحقوق الاجتماعية والصحية، ورفض الفساد المستشري في المؤسسات.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

حفيد الخميني: لا ضمان لبقاء النظام..انتقد إجبار الناس على «ازدواجية الشخصية» وتراجع المبادئ في البلاد

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/«لا ضمان بشأن لقائنا وذهاب الآخرين»، بهذه العبارة وصف حفيد الخميني، حسن الخميني، أمس، مخاوف من تراجع الرضا الشعبي عن بقاء النظام. أتت تصريحات حفيد الخميني بعد ثلاثة أيام على عبارات مماثلة لفائزة هاشمي ابنة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي، التي تحدثت عن تآكل النظام من الداخل. لكن أبعد من التعليق على الأوضاع الداخلية حملت عبارة الخميني إشارة ضمنية إلى خطاب للمرشد الإيراني علي خامنئي، في الفترة الأخيرة وهو يتوعد دولاً بما فيها دول تنتقد سياساته الإقليمية بـ«الانهيار». ويسير حسن الخميني نتيجة مواقفه من أحداث الحركة الخضراء في 2009 على خطى البراغماتيين في النظام من أمثال علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وهو ما أدى إلى حرمانه من الترشح لخوض انتخابات مجلس خبراء القيادة. ويعد الخميني الصغير أحد أبرز الأشخاص الذين يحظون بدعم الأوساط الإصلاحية والمعتدلة لخلافة المرشد الحالي علي خامنئي، لكن يجمع المراقبون على أنه يفتقر إلى شرط أساسي قد يمنع وصوله للمنصب، وهو تولي مسؤولية كبيرة في النظام. وأشار الخميني بوضوح إلى تفاقم الاستياء الشعبي من تدهور الوضع المعيشي، حسب ما أورد عنه موقع «جماران» الناطق باسم مكتبه. وقال في هذا الصدد إن «البنية التحتية لمجتمعٍ ما هي الرضا الشعبي»، مشدداً على ضرورة «شعور الناس بالرضا بأي طريقة ممكنة، وأن الفرض لا مكان له في المجتمع». ووجه رسالة مشفرة إلى كبار المسؤولين الإيرانيين عندما قال: «علينا التعرف على قواعد السلوك البشري وأسباب السقوط والثبات حتى نعمل بها في الحياة العادية، خلاف ذلك لا ضمان لأن نبقى ويذهب الآخرون. إنْ لم تراعِ هذه القاعدة فستخسر الساحة». وتطرق الخميني إلى «تمزيق مستمر للمجتمع وإشاعة الحقد وتفشي مداوم للنفاق». وقال إن «إجبار أفراد المجتمع على شخصية مزدوجة، وابتعادنا من الصدق، من علامات سوء حظ الحكومات»، معتبراً تراجع المبادئ وتقدم البدهيات «جرس إنذار لمجتمع يعاني من مشكلة».

وتأتي تصريحات حفيد الخميني وسط جدل أثاره حوار وزير الخارجية محمد جواد ظريف مع مجلة «لوبوان» الفرنسية قبل أسبوع، ونفى بصورة قاطعة وجود أي موقف من المسؤولين الإيرانيين بشأن إزالة إسرائيل. موقف وزير الخارجية الإيرانية دفع الإيرانيين، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى التذكير بعبارات للمرشد الإيراني علي خامنئي، وكبار المسؤولين، وهي تتوعد إسرائيل. ففي فبراير (شباط) الماضي، قال نائب قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، إن «إيران تتقدم في كثير من المجالات على أوروبا»، و«سنرى بأعيننا سقوط بريطانيا وإسرائيل وأميركا وحلفائها».

وتدعم تصريحات الخميني الحفيد ما قالته فائزة هاشمي ابنة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، بشأن «انهيار في المضمون»، مشيرةً إلى أن ما يمنع انهياره وجوده الخارجي ومخاوف الإيرانيين بشأن البديل الذي يحلّ النظام الحالي. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتحدث ابنة هاشمي رفسنجاني عن احتمالات سقوط النظام. ففي بداية يونيو (حزيران) الماضي، قالت في خطاب أمام عدد من الناشطين السياسيين، إن الضغوط الدولية التي يتعرض لها النظام الإيراني «لا علاقة لها بالاتفاق النووي، إنما هي نتيجة السياسة الخارجية للنظام، بما فيها في سوريا واليمن، وطبيعة علاقاته بدول المنطقة والولايات المتحدة». واتهمت حينذاك كبار المسؤولين الإيرانيين بـ«تضليل» الشعب بدلاً من التطرق إلى أصل القضية، مشيرةً إلى المكانة الدولية لإيران نتيجة الإنفاق الضخم على سياسات إقليمية. لكن هذه المرة استندت هاشمي إلى سياسة النظام في مواجهة التحديات الداخلية وقالت: «في الوقت الحالي، مجموعة من ناشطي أي فئة في السجون، من العمال والمعلمين وسائقي الشاحنات وناشطات حقوق المرأة والبيئة والطلاب... والناشطين الاقتصاديين ومختلف الأشخاص، إما في السجون وإما ينتظرون إصدار أحكام بنقلهم إلى السجن». في نفس السياق، قال محمد رضا تاجيك الرئيس السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية ومستشار الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، تعليقاً على الوضع الداخلي الإيراني، إنه يشبه «سفينة تيتانيك في أسر دوامة»، مشيراً إلى أسباب من بينها: «بنية السفينة وقادة السفينة وسلوك ركاب السفينة»، وحذر في الوقت ذاته من افتقار البلاد إلى «المرجعية». ونقلت صحيفة «اعتماد» الإيرانية: «الإصلاحات هي الطريق الوحيدة لتخطي الأزمات، والأزمات الفائقة الحالية»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى معاناة الحركة الإصلاحية «من بعض الإصلاحيين والتيارات الإصلاحية التي تتاجر باسم الإصلاحات»، مشدداً على ضرورة «نزول الإصلاحيين من أبراجهم العاجية إلى صفوف الشعب»

 

صادق لاريجاني رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني وخامنئي يختاره لخلافة هاشمي شاهرودي للمرة الثانية

لندن: عادل السالمي الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي أمس مرسوما بتعيين رئيس القضاء صادق لاريجاني في رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام وعضوية فقهاء مجلس صيانة الدستور خلفا لمحمود هاشمي شاهرودي بعد أقل من أسبوع على وفاته.وقال خامنئي في مرسوم التعيين إنه «لا بديل لدور مجلس تشخيص مصلحة النظام في إدارة وقوة واستقامة النظام»، مشيرا إلى أن تعيين لاريجاني يأتي بناء على ضرورة «ترتيب شؤون أركان المجلس المهم والمؤثر عقب وفاة محمود هاشمي شاهرودي». ولم تكن رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام المنصب الوحيد الذي يرثه لاريجاني من هاشمي شاهرودي، إذ قرر خامنئي إدخال رئيس القضاء إلى تشكيلة مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على قرارات البرلمان وإقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ويتكون من ستة فقهاء يمثلون المرشد الإيراني وستة آخرين يختارهم رئيس القضاء. في 14 أغسطس (آب) 2009. جلس لاريجاني بقرار من خامنئي على كرسي رئاسة الجهاز القضائي الإيراني بدلا من هاشمي شاهرودي. ولم يتضح مستقبل صادق لاريجاني في منصب رئاسة القضاء، لكن خطوة خامنئي أكدت تسريبات سبقت وفاة محمود هاشمي شاهرودي بأيام قليلة وكشفت عن إمكانية توجه خامنئي لتعيينه في منصب رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يعد أكبر هيئة تقدم استشارة للمسؤول الأول في البلاد (المرشد) بشأن السياسات العامة. وأرسل خامنئي تلميحا إلى أن لاريجاني في طريقه للخروج من القضاء الإيراني عندما دعا إلى «الاهتمام بالمسؤوليات في مجمع تشخيص مصلحة النظام ولجنة صيانة الدستور في الفرصة المناسبة وبعد تنسيق الأمور في السلطة القضائية». وكانت تسريبات مصادر مطلعة لوسائل إعلام إيرانية قد أخذت منحى جديدا بعدما أكد المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، بداية الأسبوع الماضي جزءا هاما منها وهو تعيين المرشح الرئاسي السابق للتيار المحافظ، إبراهيم رئيسي في رئاسة القضاء الإيراني بدلا من لاريجاني. وكان رئيسي تنقل بين منصب المدعي العام لفترة عامين قبل أن يأمر خامنئي في مارس (آذار) 2016. بتوليه رئاسة «استان رضوي»، أكبر مؤسسة وقفية في البلاد. قبل ذلك شغل منصب نائب رئيس القضاء لفترة عشر سنوات. ويعد كل من رئيسي ولاريجاني من أبرز مسؤولي الجيل الثاني في نظام «ولاية الفقيه» الذي يكمل عقده الرابع في فبراير (شباط) المقبل.

وبعودة رئيسي الذي يحظى بدعم قادة «الحرس الثوري» إلى الجهاز القضائي من بوابة رئاسة القضاء، تنشط حظوظه بخلافة خامنئي عقب خسارة الانتخابات الرئاسية الأخيرة ضد روحاني. ويختار المرشد الإيراني أعضاء المجلس الـ44 كل خمس سنوات من بين كبار القادة العسكريين والمسؤولين السياسيين المتنفذين في دوائر صنع القرار. وتنتهي الدورة الحالية لمجلس تشخيص مصلحة النظام في صيف 2022. وكان خامنئي أعلن تشكيلة المجلس الجديد برئاسة هاشمي شاهرودي في أغسطس 2017. وستكون الأنظار موجهة إلى أول اجتماع لمجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يضم أبرز خصوم صادق لاريجاني وهو الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي وجه انتقادات لاذعة إلى رئيس القضاء ودعا خامنئي إلى تغيير الشقيقين صادق وعلي لاريجاني، عبر نشر تسجيلات على موقعه الرسمي.

ونقل الموقع الناطق باسم تيار أحمدي نجاد «دولت بهار» على شبكة تلغرام، أمس، نص مرسوم تعيين لاريجاني من دون أن يعلق على التعيين. وجاءت انتقادات أحمدي نجاد ردا على اعتقال أقرب مساعديه بتهمة الفساد واستغل ارتباط اسم لاريجاني بتسريب وثائق عن 63 حسابا بنكيا باسم رئيس القضاء وهي أموال الجهاز القضائي مما أثار جدلا واسعا حول أرباح الحسابات في الأوساط الإيرانية. وجاء تسريب الوثائق ضمن موجة تسريبات سبقت الانتخابات الرئاسية 2017. واستهدفت الموجة الأولى من التسريبات في صيف 2016 الرئيس الإيراني حسن روحاني، أظهرت حصول مسؤولين كبار في إدارته على رواتب كبيرة وعرفت بـ«فضيحة الرواتب الفلكية». والموجة الثانية استهدفت عمدة طهران السابق، محمد باقر قاليباف وتظهر توزيع عقارات بأسعار دون سعرها الحقيقي وعرفت بـ«فضحية العقارات الفلكية».

ومع دخول القضاء على خط «الفضيحتين» بعد تحولهما إلى قضية رأي عام، أطلق مجهولون موجة ثالثة من الوثائق السرية لأموال القضاء الإيراني باسم لاريجاني. وبتعيين لاريجاني فإن أحمدي نجاد أمام خيارات محدودة، تقديم استقالته من المنصب الوحيد الذي يشغله حاليا وهو ما يؤدي إلى خروجه من الباب الواسع أو الاستمرار في عضوية المجلس وسط التوتر بين الجانبين أو تطبيع العلاقات وهو مستبعد. ويعد لاريجاني أبرز المسؤولين الإيرانيين الذين فرضت عليهم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقوبات بسبب دوره في انتهاكات حقوق الإنسان منتصف يناير (كانون الثاني) 2018 وهو مدرج على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي منذ مارس 2012 لدوره في «الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان». ويتهم ناشطون لاريجاني بسوء الإدارة وإصدار أحكام بالسجن ضد الناشطين السياسيين ومدافعي حقوق الإنسان. وكانت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أقرت تعيين مقرر خاص بإيران بعد عامين من رئاسة لاريجاني للقضاء. وترفض الحكومة الإيرانية تقارير المنظمات الدولية بشأن ارتفاع حالات الإعدام في السنوات الماضية وتقول إن «القضاء مستقل». ويعد العام 2015 الأكثر سوءا في سجل فريق الجهاز القضائي برئاسة لاريجاني إذ تخطت إيران 1084 حالة إعدام وفقا لمراكز ترصد حالات الإعدام في إيران وهو أكبر رقم سجلته إيران على مدى عقدين، بالتزامن مع التوصل إلى الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى. لكن مرسوم خامنئي، أمس، وصف إدارة لاريجاني للقضاء بأنها «حثيثة وخالصة وعلمية». وذلك وسط تسوماني من الانتقادات لسجل القضاء الإيراني، ضرب شبكات التواصل الاجتماعي عقب إعلان وفاة هاشمي شاهرودي الذي تولى المنصب لفترة عقد.

 

اتفاق اقتصادي طويل الأمد بين دمشق وطهران/مسؤول: الأولوية في إعادة الإعمار بسوريا ستكون للشركات الإيرانية

دمشق - لندن: الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/وقّعت إيران وسوريا بالأحرف الأولى، أمس، على اتفاقية للتعاون الاقتصادي الاستراتيجي طويل الأمد، بحسب ما أعلنته وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام السوري. وقال وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل الذي وقع الاتفاق ممثلا الجانب السوري، إن الاتفاق يشكل «تعاوناً شاملاً على المستوى المالي والمصرفي سيتيح فرصة كبيرة للشركات الإيرانية لأن تكون حاضرة في مجال الاستثمار في سوريا»، مؤكداً أن هذه الاتفاقية تسهم في تسهيل التبادلات التجارية وتذليل العقبات التي تحد من تطوير التعاون، لافتا إلى أن الجانبين ينتظران عملاً جاداً من اللجنة التي ستشكل وفق الاتفاقية لوضع كل البنود حيز التنفيذ العملي. من جانبه، قال وزير الطرق وبناء المدن الإيراني محمد إسلامي وممثل الجانب الإيراني في الاتفاق الذي تم توقيعه، في طهران إن العلاقات «التاريخية بين البلدين باتت الآن في أهم منعطفاتها»، مبينا أن «خطة اليوم مقدمة للعمل الواسع بين البلدين مستقبلاً». وبحسب الوزير الإيراني، فإن طهران حددت 20 محوراً للقيام بأنشطة اقتصادية عبرها في سوريا، وستقدم في سياق استثمارات بين البلدين عبر الحكومة السورية. وأشار إلى عقد اجتماع اللجنة المشتركة بين الجانبين بمشاركة كبار المسؤولين في دمشق. ولفت إسلامي إلى أن بلاده تتابع عن كثب حضور القطاع الخاص الإيراني حرصا منها على فرصة الاستثمار في سوريا. وفي لقاء للوزير السوري محمد سامر الخليل مع رئيس غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة في إيران غلام حسين شافعي، دعا خليل إلى «فتح حسابات متبادلة وبنوك مشتركة بين البلدين» وشدد على «أهمية التعاون بين مصرف سوريا المركزي والبنك المركزي الإيراني، خصوصاً مع استقبال توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي»، مؤكدا على أن الأولوية في إعادة الإعمار في سوريا ستكون للشركات الإيرانية، سواء كانت على المستوى الحكومي أو على مستوى القطاع الخاص. وأشار شافعي خلال اللقاء إلى أن «غرفة التجارة الإيرانية أطلقت العام الماضي فريق إعادة الإعمار في سوريا بالتعاون مع بعض الغرف التجارية الإقليمية من أجل توفير الخدمات الفنية والهندسية للشركات الإيرانية، خصوصاً في بناء السدود والجسور ومحطات الطاقة والمصافي وإمدادات المياه وصناعة الأغذية والزراعة والسياحة الصحية وبناء الطرق ووحدات سكنية».

وأفادت وكالة «فارس» نقلا عن رئيس غرفة التجارة الإيرانية غلام حسين شافعي، باستعداد القطاع الخاص الإيراني للمشاركة في عملية إعادة البناء والإعمار في سوريا. وانتقد شافعي إهمال اتفاقية التجارة الحرة بين طهران ودمشق، موضحا أن قيمة الرسوم الجمركية بين إيران وسوريا تبلغ 4 في المائة عدا بعض السلع المهمة. وعدّ رئيس غرفة التجارة الإيرانية أن إبرام الاتفاقية والوثيقة الاستراتيجية للتعاون بين البلدين ترتقي بالأرضيات التجارية اللازمة بما يتناسب مع العلاقات السياسية.

وعدّت مصادر اقتصادية سورية متابعة، أن إيران تسعى، وسط حالة من التنافس مع النفوذ الروسي في السيطرة على سوريا، إلى استثمار هيمنتها على النظام السوري في وضع خطط تمكنها من التحايل على العقوبات الدولية المفروضة عليها، لا سيما فيما يخص قطاع المصارف، وهو الموضوع الذي أعيد طرحه على طاولات المناقشات خلال الشهرين الأخيرين، حيث تجدد الحديث عن تأسيس بنك إيراني ـ سوري مشترك. وقالت المصادر استنادا إلى تصريحات المسؤولين في طهران ودمشق، إن «التعاون المصرفي أحد أهم الموضوعات التي تتناولها اللقاءات الاقتصادية الإيرانية ـ السورية، مع اعتبار أن استثمار الحساب المصرفي المشترك خطوة أولى للتعاون»، خصوصا أن البلدين يواجهان عقوبات اقتصادية دولية، كما يتم بحث الانضمام إلى نظام «سويفت» الروسي للتعاملات المالية والمصرفية، بهدف تجنب الهيمنة الأميركية على التمويلات.‏

وقطعت «سويفت للمراسلات المالية» خدماتها عن بعض المصارف الإيرانية، امتثالا للعقوبات الأميركية على إيران التي دخلت حيز التنفيذ قبل نحو شهرين، وهذه الخطوة تضع إيران في «عزلة» مصرفية تدفعها للبحث عن بدائل لتنفيذ تعاملاتها المصرفية لدعم عمليات التصدير والاستيراد لديها. وكانت لجنة الصداقة البرلمانية السورية - الإيرانية التي عقدت في طهران قبل شهر ونصف قد ناقشت توسيع نطاق التعاون في مجال العلاقات البنكية بين البلدين، وتصدير السلع والبضائع الإيرانية عبر سوريا.

وكانت طهران قد أعلنت قبل شهرين عن بدء تنفيذ أهم مشروعتها على الأراضي السورية، وهو مد السكة من منفذ شلمجة على الحدود الإيرانية - العراقية وحتى مدينة البصرة جنوب العراق، وصولاً إلى ميناء اللاذقية، بطول 32 كلم، مع جسر متحرك بطول 800 متر، بتكلفة بين شلمجة والبصرة تريليونين ومائتي مليار ريال إيراني تتحملها إيران، بينما العراق يمد باقي السكة حتى الحدود السورية. وتنص اتفاقية موقعة بين إيران والنظام السوري بشأن إعادة الإعمار على أن تبدأ إيران بمد خط حديدي عبر البصرة العراقية إلى سوريا عن طريق البوكمال ثم دير الزور، إضافة إلى صيانة البنية التحتية للمواصلات في سوريا، خصوصا السكك الحديدية. يذكر أن حكومة النظام السوري وقعت أكثر من 5 اتفاقيات اقتصادية مع إيران في مجالات الزراعة والصناعة والنفط والاتصالات والثروة الحيوانية. ضمن إطار بناء علاقات اقتصادية «طويلة الأمد مع إيران» أبرزها اتفاق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بقيمة 400 مليون يورو لإنشاء محطة كهرباء في مدينة اللاذقية. كما اتفقت وزارة الإسكان والأشغال العامة في حكومة النظام السوري مع شركات إيرانية على تنفيذ وحدات سكنية ضمن مشروعاتها للإسكان.

 

احتجاج طلاب جامعة إيرانية للمطالبة باستقالة مستشار المرشد

لندن الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/تظاهر مئات الطلاب الإيرانيين، الأحد، لليوم الثاني على التوالي؛ للمطالبة باستقالة مسؤولين في مجلس إدارة جامعة «آزاد»، من بينهم مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، على خلفية حادث حافلة أدى إلى مقتل 10 أشخاص، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا». وأفادت تقارير بأن المتظاهرين رفعوا صوراً لضحايا حادث الثلاثاء في ساحة على الطريق المؤدية إلى الجامعة، في تحرّك معارض نادر في «الجامعة الإسلامية الحرة». وطالب المتظاهرون باستقالة رئيس مجلس أمناء الجامعة، علي أكبر ولايتي، بحسب ما أفادت وكالة «بورنا» للأنباء التابعة لوزارة الشباب والرياضة. وتداولت الصحف الإيرانية، عبر حساباتها بشبكات التواصل الاجتماعي، تسجيلات تظهر مئات الطلاب يرددون شعارات منددة بولايتي. وكان المرشد الإيراني علي خامنئي أصدر مرسوماً بتعيين ولايتي خلفاً للرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، على رأس مجلس إدارة الجامعة، التي تملك فروعاً في كل المدن الإيرانية. ووقع الحادث الثلاثاء عندما انحرفت الحافلة التي كانت تقل 30 طالباً على طريق جبلية داخل حرم «الجامعة الحرة» (آزاد) في شمال غربي طهران واصطدمت بعمود إسمنتي. وأعلن التلفزيون الرسمي أن 7 أشخاص لقوا مصرعهم على الفور، في حين أشارت حصيلة محدّثة أوردتها وكالة «تسنيم» غداة الحادث، إلى مصرع 10 أشخاص، ضمنهم السائق. وأعلنت الجامعة أن الحادث الذي وقع الثلاثاء سببه تعرّض السائق لنوبة قلبية، وهو ما نفاه لاحقاً الطبيب الشرعي. لكن معلّقين كثراً على شبكات التواصل الاجتماعي اعتبروا أن الأسطول المتقادم للحافلات وعدم صيانة الطرق هو ما سبّب الحادث. وغداة الحادث، أعلنت الجامعة لوكالة الأنباء الطلابية «إسنا» طرد عدد من المديرين وتوقيف بعضهم. وطالب الطلاب باستبدال أسطول الحافلات الجامعية، كما طالبوا بإقامة مركز للطوارئ داخل حرم الجامعة، وبتثبيت حواجز حماية على أطراف الطريق الجبلية حيث وقع الحادث. والتقى المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، المتظاهرين، ودعاهم إلى التهدئة، واعداً إياهم بأنه سيتابع القضية شخصياً، وسيعاقب المخالفين «في حال كانوا مذنبين». وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية للعام 2013، تحتل إيران المرتبة السابعة على قائمة الدول الأكثر حصداً للوفيات المرورية، نسبة إلى عدد السكان.

 

20 ألف قتيل حصيلة النزاع في سوريا عام 2018

بيروت الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/شهد العام 2018 سقوط حوالى عشرين ألف قتيل في سوريا، وهي أدنى حصيلة منذ اندلاع النزاع فيها قبل نحو ثماني سنوات، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الإثنين). وقد وثّق المرصد مقتل 19 ألفاً و666 شخصاً في العام 2018، بينهم 6349 مدنياً، ومن هؤلاء 1437 طفلاً. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "إنها أدنى حصيلة سنوية للقتلى منذ بداية الأحداث في سوريا" في منتصف مارس (آذار) 2011. وفي العام 2017 قتل أكثر من 33 ألف شخص، فيما سجل العام 2014 أعلى حصيلة سنوية بمقتل أكثر من 76 ألف شخص. وشهد العام نفسه صعود تنظيم "داعش" وسيطرته على مساحات واسعة من البلاد. ومن أبرز معارك العام 2018، تلك التي لا تزال تخوضها قوات سوريا الديموقراطية "قسد"، التي تضم فصائل كردية وعربية، بدعم من التحالف الدولي ضد آخر جيب لتنظيم "داعش" في محافظة دير الزور في أقصى شرق سوريا. وأوضح عبد الرحمن أن "غالبية القتلى في الجزء الأول من العام سقطوا في قصف للنظام وحليفته روسيا على مناطق المعارضة وبينها الغوطة الشرقية، فيما طغى قتلى غارات التحالف الدولي ضد آخر جيب لتنظيم داعش على النصف الثاني من العام".

 

 ترمب يتعهد بتدمير «داعش» قبل مغادرة سوريا في تصريح صحافي للسناتور لينزي غراهام بعد اجتماع معه

واشنطن الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بتدمير تنظيم «داعش» بشكل كامل قبل خروج قواته من سوريا. جاء ذلك على لسان السيناتور الجمهوري البارز لينزي غراهام، الذي التقى ترمب في «اجتماع غداء» استمر ساعتين في البيت الأبيض، اليوم (الاثنين). وقال غراهام في تصريحات للصحافيين عقب الاجتماع: «الرئيس أخبرني ببعض الأمور التي لم أكن أعرفها التي جعلتني أشعر باطمئنان أكبر بشأن إلى أين نتجه إزاء سوريا... أعتقد أن الرئيس ملتزم بضمان أن يكون تنظيم داعش قد هزم تماماً عندما نغادر سوريا». وأضاف: «ترمب يفكر ملياً في سوريا وكيفية سحب القوات بعد ضمان تدمير التنظيم، والتأكد من حماية القوات الكردية الموالية للولايات المتحدة، وضمان ألا تصبح إيران الفائز الأكبر من انسحابنا». وفي 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قرر ترمب سحب قوات بلاده من سوريا معلناً هزيمة تنظيم داعش في البلد الذي دمرته الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، وهو ما أثار الكثير من الانتقادات من قِبل محللين سياسيين وعسكريين، مفادها أن هذا القرار قد يتيح للتنظيم فرصة إعادة ترتيب الصفوف من جديد. ونال ترمب الكثير من الانتقادات عقب هذا القرار، بينهم غراهام نفسه الذي كان قد حذر من أن ذلك سيؤدي إلى ذبح الأكراد، وقال حينذاك: «سأطلب من الرئيس أمراً لم يكن الرئيس أوباما ليفعله قط، أن يعاود النظر... ترمب يشعر بالإحباط نظراً لخياراته المحدودة في سوريا». وأعقب قرار ترمب الكثير من التطورات؛ فسياسياً أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الاستقالة من منصبه، فيما قرر الرئيس الأميركي تعيين باتريك شاناهان قائماً بالأعمال لحين تعيين وزير جديد، هذا فضلاً عن انتقادات من دول حليفة لواشنطن رأت هذا الانسحاب متعجلاً ويهدد بعودة خطر التنظيم أكثر من ذي قبل. عسكرياً، استغلت تركيا الفراغ الأميركي وحشدت قواتها عند الحدود مع سوريا استعداداً لعملية عسكرية تقول أنقرة إنها ستكون شاهدةً على دفن الأكراد، لكن العملية - التي إن تمت ستكون الثالثة للقوات التركية داخل سوريا - تم تأجيلها دون تحديد موعد لتنفيذها، وهو ما قوبل بتقارير تحدثت عن شكوك تركية على الأرض، في ظل استمرار الوضع المبهم حتى الآن عقب الانسحاب الأميركي.

 

الرئيس هولاند يحذر من «تأجج الإرهاب» في سوريا بسبب الاستهداف التركي للأكراد

باريس الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/ذكّر الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند يوم أمس (الأحد)، بـ"التضحية الكبيرة" التي قدّمها الأكراد في مكافحة "الجهاديين" في سوريا، محذّرا من "تأجّج الإرهاب" إذا ما تمّ استهداف الأكراد بهجوم تركي جديد. وفي بيان عقب لقائه ممثّل منطقة الإدارة الكرديّة بشمال سوريا "روج أفا" خالد عيسى في باريس، قال هولاند إنّ الأكراد أدّوا "دوراً كبيراً" في القتال ضدّ تنظيم داعش "بدعم من التحالف (الدولي) وبالتالي من فرنسا". وأضاف: "إنّ مساهمة أكراد سوريا في مكافحة الإرهاب قد دُفِع ثمنها بتضحيات بشريّة كبرى". وأبدى الرئيس السابق خشيته من "تأجّج النزاع" في أعقاب القرار الأحادي الذي اتّخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب ألفَي جندي أميركي متمركزين في سوريا، ومن التهديد بتدخّل تركي جديد في الأراضي التي يُسيطر عليها الأكراد. وأوضح في البيان، أنّ "هذه التهديدات، إذا ما أعقبتها أفعال، فستكون لها عواقب وخيمة على السكّان وستضرّ بحليف لفرنسا في مكافحة داعش وتؤدّي إلى تصاعد الإرهاب خارج سوريا".

 

تقارب أميركي ـ صيني لافت يهدئ سخونة حرب التجارة والمحكمة العليا في بكين ستنظر في طعون قضايا الملكية الفكرية

واشنطن - بكين الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/فيما أعلن الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جينبينغ عن «تحقيق تقدم كبير في المحادثات الثنائية» الخاصة بالتجارة بين البلدين، أعلنت الحكومة الصينية الأحد أن المحكمة العليا ستبدأ للمرة الأولى بإصدار أحكام في قضايا متعلقة بالملكية الفكرية اعتباراً من الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل، في مسعى لإعطاء أهمية أكبر لمسألة خلافية أساسية في النزاع التجاري مع الولايات المتحدة. وتجري الولايات المتحدة وبكين حالياً محادثات للتوصل إلى حل لنزاع تجاري أثار قلقا في الأسواق المالية العالمية. وفرض الطرفان رسوما جمركية متبادلة على سلع تزيد قيمتها على 300 مليار دولار هذا العام، قبل الاتفاق على هدنة لمدة 90 يوما في الأول من ديسمبر (كانون الأول) الجاري. وبالأمس قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لتنفيذ الاتفاق الذي توصل إليه زعيما البلدين في المحادثات التي جرت في الأرجنتين. وقال لو كانغ، المتحدث باسم الوزارة، إن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة مرت «بعواصف» من قبل، لكن العلاقة المتينة عادت بالنفع على البلدين، فضلا عن تعزيز الاستقرار العالمي.

وجاءت تصريحات المتحدث باسم الخارجية بعدما أبلغ الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الأميركي دونالد ترمب يوم السبت أنه يأمل بدعم العلاقات الصينية الأميركية التي تتسم بالتنسيق والتعاون والاستقرار. وأعرب شي خلال المكالمة عن أمله في «أن يلتقي الطرفان في منتصف الطريق ويتوّصلا إلى اتفاق يعود بالنفع على البلدين والعالم في أسرع وقت ممكن»، بحسب وكالة «شينخوا» الصينية، معتبرا أن العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم «هي الآن في مرحلة مهمّة»، وأن «الصين تعلّق أهمية كبيرة على تطوير العلاقات الثنائية وتثمّن استعداد الجانب الأميركي لتطوير علاقات ثنائية تعاونية وبنّاءة». ومن جانبه، كتب ترمب في تغريدة يقول: «جمعني لتوي اتصال طويل وجيد للغاية برئيس الصين شي... الاتفاق يمضي قدما على نحو جيد للغاية. إذا أُبرم، سيكون شاملا جدا، وسيغطي جميع موضوعات ومجالات ونقاط الخلاف. لكن تقدما كبيرا يتحقق». وخلال الشهر الماضي، ظهرت مؤشرات صغيرة على التحسن، كما توقف ترمب عن إطلاق تهديدات جديدة. وبدأ ترمب الحرب التجارية بسبب ما اعتبره ممارسات تجارية صينية غير منصفة. وتتّفق معه في ذلك اليابان والاتحاد الأوروبي وغيرها. ويسعى ترمب إلى خفض كبير في العجز في الميزان التجاري مع الصين، ويدعو بكين إلى تطبيق إصلاحات لفتح الاقتصاد أمام الشركات الأجنبية.

وبينما تتواصل المباحثات الجادة بين الطرفين، فإن قضية النقل القسري للتكنولوجيا تعد نقطة شائكة كبيرة أخرى للشركات الأجنبية العاملة في الصين... وكثيراً ما اشتكت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من تراخي تطبيق حقوق الملكة الفكرية في الصين. وقال نائب رئيس القضاة الصيني لوو دونغشوان، يوم السبت إنه اعتبارا من مطلع 2019 ستبدأ المحكمة العليا بالنظر في طعون متعلقة بقضايا حقوق الملكية الفكرية. وهذه القضايا كانت تنظر فيها سابقا محاكم عليا على مستوى المقاطعات. وقال لوو إن الخطوة «ستمنع تناقض الطلب القانوني وتحسن نوعية وفعالية المحاكمات». وتدرس الصين عددا من الخطوات لتعزيز الحماية بهدف منع سرقة التكنولوجيا الفكرية. ويشمل ذلك تكنولوجيا غير ملموسة مثل براءات الاختراع والعلامات التجارية وحقوق التأليف. ويجري تعديل القانون المتعلق ببراءة الاختراع لزيادة قيمة التعويض بما يصل إلى خمس مرات. وتم تقديم مشروع قانون آخر في اجتماع للمجلس التشريعي، اللجنة الدائمة لمؤتمر الشعب الوطني، بما يسمح لضحايا سرقة الملكية الفكرية المطالبة بتعويض للخسائر. وأعلن المجلس التشريعي الصيني أيضا أنه ينظر في قانون جديد يرعى الاستثمارات الأجنبية من شأنه أن يمنع النقل القسري للتكنولوجيا ويمنح الشركات الأجنبية صلاحيات الشركات الصينية نفسها. ونظرت المحاكم الصينية أكثر من 213 ألف قضية متعلقة بالملكية الفكرية منذ 2017، أي بزيادة بنسبة 40 في المائة عن سنة 2016، وما يوازي ضعفي عدد القضايا التي تم النظر فيها عام 2013، وفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا). من جهة أخرى، ورغم التقارير التي تشير إلى تأثر الاقتصاد الصيني بشدة من الحرب التجارية خلال الشهور الماضية، قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية إن حجم إنتاج الفولاذ في البلاد قفز بنسبة 8.3 في المائة على أساس سنوي، ليصل إلى 1.01 مليار طن في الأشهر الـ11 الأولى من العام الجاري، طبقاً لما ذكرته وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» الأحد. وأضافت اللجنة في بيان لها أن وتيرة النمو تسارعت من نظيرتها المسجلة عند 7.8 في المائة خلال الفترة ما بين يناير وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، و1.1 في المائة المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي. وجاء الارتفاع المذكور رغم تراجع الاستثمارات في تطوير البنية التحتية والعقارات اللذين يعتبران مستهلكين رئيسيين للفولاذ.

 

«الشراكة عبر المحيط الهادئ» تدخل حيز التنفيذ

لندن الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/دخلت الاتفاقية التجارية المعدلة لاتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ حيز التنفيذ أمس، وسط توقعات من البلدان المشاركة بجني مكاسب كبيرة. وسيساهم الاتفاق الجديد في خفض التعريفات الجمركية بين معظم بلدان منطقة المحيط الهادئ، ولا يشمل الاتفاق الولايات المتحدة التي خرجت من المفاوضات الجارية بشأنه في 2017. ويقول وزير التجارة النيوزلندي، ديفيد باركر، إن اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ جعل بلاده تشتبك في اتفاق تجاري مع ثلاثة اقتصادات مهمة لأول مرة، وهي اليابان وكندا والمكسيك. مرجحاً أن يساهم الاتفاق في تحقيق وفر لمصدري بلاده من خفض التعريفة الجمركية بقيمة 149 مليون دولار سنوياً، وذلك عند تفعيله بشكل كامل. وبدأ تنفيذ الاتفاق الأحد في أستراليا ونيوزيلاندا وكندا واليابان والمكسيك وسنغافورة على أن تتبعهم فيتنام في 14 يناير (كانون الثاني). وستبدأ كل من بروناي وشيلي وماليزيا وبيرو في تنفيذ الاتفاق بعد 60 يوماً مع إتمام عملية التصديق على الاتفاقية. وقال بنك الاستثمار «إتش إس بي سي» في بيان إن 90 في المائة من تعريفات السلع على البلدان الستة التي بدأت في تنفيذ الاتفاق تم رفعها الأحد في أول جولة من التخفيضات الجمركية.

وتتطلع أستراليا للحصول على ظروف أفضل لمصدريها من المنتجات الزراعية عبر هذا الاتفاق، وهو ما يهدد تنافسية صادرات الولايات المتحدة من هذه السلع. وقال فينس بترسون، رئيس منظمة معنية بصادرات القمح الأميركي، في تصريح له هذا الشهر، إن اليابان سوق مهم تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على حصتها السوقية فيه، والبالغة 53 في المائة، ولكن في الوقت الراهن تواجه الصادرات الأميركية في هذا السوق انهياراً وشيكاً. وستساهم الشراكة عبر المحيط الهادئ في تخفيض التعريفات بين اقتصادات تمثل أكثر من 13 في المائة من الناتج العالمي، بما يساوي 10 تريليونات دولار. وإذا كانت الولايات المتحدة انضمت للاتفاق لأصبح يمثل 40 في المائة من الناتج العالمي. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في أبريل (نيسان) الماضي، إنه سينظر في الانضمام للاتفاق إذا ما أصبحت شروطه في صف المصالح الأميركية بشكل أكبر.

 

ديون بستة مليارات دولار تهدد البنوك التركية... و«تسويات الإفلاس» تتوالى وقبول طلبات جدولة التزامات ألف شركة متعثرة في 2018

أنقرة: سعيد عبد الرازق الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/كشفت إحصائيات رسمية عن قبول المحاكم التجارية في تركيا طلبات تسوية إفلاس تقدمت بها 979 شركة لإعادة جدولة ديونها خلال عام 2018. وقالت وزيرة التجارة والجمارك التركية روهصار بيكجان إن عدد الشركات التي قُبلت طلبات تسوية الإفلاس الخاصة بها، منذ مطلع العام بلغت 979 شركة حتى يوم 24 ديسمبر (كانون الأول) 2018. وبلغ حجم ديون الشركات المؤجل سدادها للبنوك بفعل طلبات تسوية الإفلاس الذي لجأت إليه كثير من الشركات خلال الأشهر الأخيرة نحو 15 مليار ليرة (3 مليارات دولار تقريبا). وأشارت بيانات لهيئة التنسيق والرقابة المصرفية التركية إلى أنه بإضافة ديونها للأشخاص والشركات التي لم تطلب بعد تسوية إفلاس، يرتفع حجم الدين إلى 30 مليار ليرة (نحو 6 مليارات دولار)، وتؤكد البنوك أن عبء الديون الناجم عن تسوية الإفلاس يشكل خطراً كبيراً على ميزانياتها. وشهدت الأشهر الأخيرة طلب ثلاثة آلاف شركة تسوية إفلاس، من بينها شركات تعمل مع القطاع الحكومي، تنتظر أغلبها من المحاكم التجارية قبول طلبها. وشهدت مؤشرات الاقتصاد التركي تراجعا شديدا خلال عام 2018، مما أدى إلى تزايد عدد الشركات التي تشهر إفلاسها يوميا بعد خسائر فادحة وغموض في مستقبل الاقتصاد وتوقعات بأن يمر بعام قاس في 2019. وكانت وزيرة التجارة التركية أشارت إلى أن شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي شهد تقديم 356 شركة طلبات تسوية إفلاس من أجل الحصول على مهلة 3 أشهر لتسوية أوضاعها. وأسهم عجز الحكومة عن استعادة التوازن في سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، بعد خسائر أكثر من 40 في المائة منذ مطلع العام الحالي، في تدهور قطاع الأعمال التركي وزيادة الضغوط التضخمية، حيث ارتفعت تكاليف المدخلات والإنتاج لأقصى حد.

وقالت بكجان، أمام البرلمان الأسبوع الماضي، إن الحكومة ستقوم بإجراء تعديلات على النظام والقانون الخاص بإعادة جدولة المديونية، مضيفة: «هناك تعديلات جديدة على نظام إعادة جدولة الديون. بعد ذلك، سيتم إعلان إعادة الجدولة على ضوء تقارير المؤسسات الرقابية المستقلة. فقد تم إجراء دراسة جدية من أجل حماية الشركة المدينة والدائنين».وبإمكان الشركات في تركيا، بموجب القانون، التقدم بطلبات تسوية إفلاس إلى المحاكم التجارية للحماية من الإفلاس والحجز على ممتلكاتها، وتعني الخطوة إرجاء الإفلاس مؤقتاً لحين سداد الديون خلال مدة 3 أشهر. وبموجب هذا الإجراء تصبح ممتلكات الشركة خاضعة للحماية بقرار قضائي ولا يتم اتخاذ أي إجراءات حجز عليها، لكن يتوجب على الشركات سداد نصف ديونها على الأقل كي يُقبل طلبها هذا. في السياق ذاته، تقدمت شركة «كاراجا»، إحدى أكبر وأقدم شركات الملابس في تركيا، بطلب تسوية إفلاس إلى المحكمة التجارية المختصة لإعادة جدولة ديونها؛ بسبب الأزمة المالية التي تتعرض لها. وقالت الشركة، التي تمتلك 90 فرعاً في أنحاء تركيا، إن القروض التي حصلت عليها بالعملات الأجنبية وارتفاع قيمة الإيجارات داخل المراكز التجارية، وضعف حركة البيع والشراء في أسواق التجزئة، وعدم القدرة على استغلال القروض والتمويلات البنكية بشكل كامل، أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى وضعها في أزمة مالية طاحنة. وبلغت أعباء ديون الشركة 171 مليون ليرة تركية (نحو 55 مليون دولار)، متأثرة بالتراجع الكبير في قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، وكذلك الأزمة التي تضرب الاقتصاد التركي. في الوقت ذاته، قال الرئيس رجب طيب إردوغان إن تركيا ماضية في طريقها لتسجيل رقم قياسي في الصادرات للعام 2018 يبلغ حدود 170 مليار دولار. وأوضح خلال اجتماع في إسطنبول، إن عجز الحساب الجاري في بلاده ماض في الانخفاض إلى ما دون 30 مليار دولار، ولفت إلى أن متوسط النمو لتركيا خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي، بلغ 4.7 في المائة، رغم تقلبات أسعار صرف العملات. وأضاف إردوغان: «بدأنا نرى بوادر ملموسة لعملية التوازن في الاقتصاد التركي، وفي طريقنا لتسجيل رقم قياسي في الصادرات 170 مليار دولار خلال العام الحالي». وأشار إلى أن تركيا استقطبت 9 مليارات دولار كاستثمارات خارجية مباشرة خلال الأشهر العشرة الأولى من 2018، وأن تركيا تحقق إنجازات كبيرة على صعيد الصناعات الدفاعية التي باتت تقدم 65 في المائة من احتياجات البلاد، كما بدأت تصدر منتجاتها عالمياً. وأظهرت الأرقام التي أعلنتها الحكومة التركية مؤخراً أن عام 2018 كان ناجحاً للغاية من حيث النموّ المُستدام للصادرات التركية، والتي من المقرّر أن تنهي العام في أعلى مستوياتها على الإطلاق. وتتوقع الحكومة أن يستمر الارتفاع في نسبة الصادرات والواردات في عام 2019، بالإضافة إلى استمرار الاتجاه التنازلي لعجز الحساب الجاري. وتوقعت وزيرة التجارة في تصريحات الأسبوع الماضي، أن يحمل عام 2019 أداء قويا في صادرات الخدمات بدعم من صادرات السياحة والسلع. وأضافت بيكجان أنه من المتوقع أن تسهم الصادرات مساهمة إيجابية في نمو الاقتصاد التركي، وقالت إن البرنامج الاقتصادي الجديد، المعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي يتوقع نزول نسبة «عجز الحساب الجاري إلى إجمالي الناتج المحلي» إلى 3.3 في المائة في عام 2019، وأكدت أن الحكومة تواصل جهودها لتحقيق هذه الأهداف. وشهدت صادرات تركيا زيادات شهرية في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) وحتى نوفمبر، حيث بلغت 154.2 مليار دولار، بزيادةٍ قدرها 7.7 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. وقد بلغت الصادراتُ في الاثني عشر شهراً اﻷخيرة 168.1 مليار دولار.

وأشارت بيكجان إلى أن تطوراتٍ مهمةً ستحدث في العالم في عام 2019، وقالت إن منظمة التجارة العالمية تخطّط لإصلاحاتٍ ستشارك فيها الجهود التركية، قائلة إنه في حين أن الحروب التجارية مستمرة من ناحية، فمن المتوقع أن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والاتحاد الأوروبي على سياساتٍ نقديةٍ صارمةٍ من ناحيةٍ أخرى. وإن الحكومة التركية ستتخذ تدابير ضد هذه العوامل التي ستضيق السوق جزئياً. ولفتت بيكجان إلى أن استمرار النمو في اقتصادات الاتحاد الأوروبي أثر بشكل إيجابي على الصادرات التركية، وقالت: «نتوقع زيادة صادراتنا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2019 والتي نحتاج فيها إلى التركيز بشكل أكبر على التصميم والعلامات التجارية والتكنولوجيا والمنتجات ذات القيمة المضافة والتصدير. قائلة: «لدينا الحوافز التي ستدعم هذا الاتجاه».

 

توقعات هبوط الدولار في 2019 تفوق التفاؤل بصعوده ارتفع 4.83 % في 2018

لندن: مطلق منير/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18/تأثرت أسوق العملات الأسبوع الماضي بجملة عوامل؛ أبرزها أنباء الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية وتطورات مؤشرات «وول ستريت» ومعدل التضخم في ألمانيا واليابان. وتأثر الدولار سلباً وسط تداول ضعيف، إذ حصل اتجاه نحو الفرنك السويسري الذي يعتبر ملاذاً في الأزمات، وحافظ الين على مستوياته نسبياً. وأكد تقرير صادر عن «مباشر» تضافر عدة عوامل لتُشكل معاً رؤية سلبية بشأن أداء الدولار الأميركي خلال عام 2019، في ظل مخاطر هبوطية؛ يأتي على رأسها تكهنات تباطؤ النمو الاقتصادي. ورغم انقسام الآراء نسبياً إزاء اتجاه الورقة الأميركية خلال العام المقبل، فإن التكهنات التي تشير إلى تراجع قوة الدولار كانت هي الفائز بفارق ملحوظ. وحالف الدولار مكاسب ملحوظة منذ بداية العام الحالي، ليرتفع المؤشر الرئيسي الذي يتابع أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية من مستوى 92.124 في ختام تعاملات 2017، ليصل إلى 96.581 بنهاية تعاملات 25 ديسمبر (كانون الأول)، محققاً صعوداً بنحو 4.83 في المائة. واستفاد الدولار من التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم خلال 2018، حيث تكالب المستثمرون على العملة الخضراء كملاذ آمن. وتلقت عملة الولايات المتحدة الدعم من سياسة التشديد النقدي التي اتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي بقيادة جيروم باول خلال العام الحالي، حيث تحرك «المركزي الأميركي» لزيادة معدل الفائدة إلى مستوى يتراوح بين 2.25 إلى 2.5 في المائة بعد أن نفذ 4 عمليات رفع للفائدة. كما حازت العملة على دعم قوي من انحسار التوترات الجيوسياسية على خلفية عقد قمة تاريخية بين الرئيس الأميركي وزعيم كوريا الشمالية في خطوة تهدف لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة النووية. وتمكن الدولار من تحقيق ارتفاع ملحوظ بالتزامن مع الخسائر في بعض العملات المنافسة، مثل اليورو والجنيه الإسترليني، التي جاءت بسبب قضايا تتعلق بخلاف بين الحكومة الشعبوية الجديدة في إيطاليا والمفوضية الأوروبية حول خطة الموازنة إلى جانب مفاوضات «البريكست» التي احتلت مساحة لا يمكن تجاهلها.

- توقعات الهبوط

ويشير التقرير إلى أن الهبوط قادم لا محالة، وهذه هي الرؤية المشتركة بين غالبية المحللين والخبراء بشأن قيمة الدولار في العام المقبل. ويرى بنك «مورغان ستانلي» أن العملة الأميركية وصلت إلى الذروة في الوقت الحالي، وأن وقت البيع قد حان وسط توقعات تعرض الدولار للتراجع بالتزامن مع انخفاض أسعار الأسهم وبدء انخفاض عوائد سندات الخزانة. ووفقاً لرؤية «مورغان ستانلي»، فإنه من المحتمل أن يترجم التباطؤ المتوقع في نمو الاقتصاد الأميركي (2.3 في المائة بالعام المقبل مقابل 2.9 في المائة في هذا العام)، إلى تراجع في قيمة الدولار، الذي يزيد بما يتراوح بين 10 إلى 15 في المائة عن قيمته الحقيقية، وذلك لصالح نظرة متفائلة في سوق الأسواق الناشئة التي عانت من عام شاق، على حد قوله. كما تؤكد «سيتي غروب» أن العملة الخضراء ستهبط بنحو 2 في المائة أمام الـ10 عملات الرئيسية خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهراً، وأن الدولار المنخفض بات أكثر احتمالاً في شروط توازن المحفظة الاستثمارية. وفي الوقت نفسه، يشير بنك «جي بي مورغان» إلى أن العملة الخضراء سوف تبدأ رحلة تراجع بنهاية العام الحالي، وتستمر في 2019 حال توقف سياسة التشديد النقدي من جانب «الفيدرالي»، إضافة لتباطؤ النمو الاقتصادي مع بدء بقية الاقتصاديات في الاستقرار أو التحسن. ويرى البنك الأميركي أن المسار الهابط لقيمة العملة من المرجح أن يستمر لعدة سنوات حال انخفاض نمو اقتصاد الولايات المتحدة لمستوى 2 في المائة.

ويشير بنك «غولدمان ساكس» إلى أن المخاطر الهبوطية أكثر من نظيرتها الصعودية بالنسبة للعملة الأميركية على مدى العام المقبل، مع وجود تغييرات كثيرة بالنسبة للوضع الاقتصادي، حيث من المتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة ليكون أكثر اتساقاً مع المتوسط العالمي. وفي تقرير صادر عن بنك الاستثمار «آي إن جي»، فإن الدولار مبالغ في قيمته مقابل معظم العملات، ما يعني أن أي ارتفاعات جديدة للعملة مقابل اليورو والين خلال الأشهر الستة المقبلة من المحتمل أن تكون هامشية. لكن البنك يضيف أنه مع تقدم عام 2019، قد يصل «الفيدرالي» للذروة فيما يتعلق بمعدل الفائدة الذي قد يوقف هذه الزيادات بحلول الربع الثالث، وهو الأمر الذي سوف ينعكس في شكل موجة بيعية بالدولار. وحسب مسح أجرته وكالة «بلومبرغ» بشأن تنبؤات العملات الأجنبية، فإن الخسائر ستكون من نصيب الدولار مقابل عملات الملاذ الآمن التقليدية، مثل الين والفرنك السويسري. ويشير متوسط التوقعات لزوج العملات (الدولار الأميركي - الين الياباني) إلى انخفاض من مستواه الحالي القريب من 113 ينّاً لكل دولار، إلى 108 ينات في نهاية عام 2019. وتتزامن الرؤية التي تشير لهبوط محتمل في قيمة الدولار خلال العام المقبل مع عدد من التوقعات حول العالم، من بينها خفض تقديرات نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2019.

وحسب منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، فإنه من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 3.5 في المائة في العام المقبل، وهو أقل من تقديرات مايو (أيار) البالغة 3.7 في المائة. وبالنسبة للوضع في الولايات المتحدة، فتتوقع المنظمة أن ينمو بنحو 2.9 في المائة و2.7 في المائة على الترتيب خلال العامين المقبلين، لكن مع خطر تراجع بنحو 0.8 في المائة في عام 2020 حال فرض الإدارة الأميركية تعريفات بقيمة 25 في المائة على جميع السلع الصينية. كما خفضت مجموعة «نومورا» اليابانية من توقعاتها لنمو اقتصاد الولايات المتحدة خلال العامين المقبلين إلى 2.4 في المائة و1.7 في المائة على الترتيب، مقارنة بالتوسع المحتمل لعام 2018 والبالغ 2.9 في المائة. وحذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، من أن الاقتصاد العالمي يواجه في الوقت الراهن مخاطر كبيرة مع ارتفاع الحواجز التجارية التي تضر كل الأطراف. وكان صندوق النقد خفض تقديراته لنمو الاقتصاد العالمي خلال تقرير أكتوبر (تشرين الأول) الماضي للمرة الأولى منذ يوليو (تموز) 2016، ليكون 3.7 في المائة في العام المقبل بانخفاض 0.2 في المائة عن تقديرات يوليو، كما قامت بالخطوة نفسها منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي.

وفي سياق آخر، أبدى الرئيس الأميركي انزعاجه من معدلات الفائدة المرتفعة في سياق حملة هجوم قوية شنها ضد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي يرى أن الفائدة تقترب من المستوى المحايد، وهو ما يعني أن الفائدة لا تتسبب في إبطاء أو تسريع وتيرة النمو. وفي التوقيت نفسه، أبدى تقرير الاستقرار المالي الذي أصدره «الفيدرالي الأميركي»، نبرة قلقه من أن زيادة معدلات الفائدة يمكن أن تُشكل تهديداً للسوق والاقتصاد، فضلاً عن تعليقات رئيس البنك جيروم باول بأن الفائدة قرب المستوى المحايد.

- الجانب المشرق

التوقع السلبي لم يكن منفرداً، حيث أعطى البعض نظرة متفائلة بشأن قيمة العملة الأميركية في المستقبل، مع الإشارة إلى أنه من المرجح أن يغذي الطلب على الملاذ الآمن (الدولار) حال ابتعاد المستثمرين عن الأسواق المتقلبة. ويتوقع ديفيد بلوم، المحلل في بنك «إتش إس بي سي»، أن يكون الدولار والين الفائزين في الفترة المقبلة، حتى في حال تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين وقيام «الفيدرالي» بخفض معدلات الفائدة. ومن المرجح أن تظل الورقة الخضراء في اتجاهها الصاعد لتصل إلى 1.10 دولار أمام اليورو بحلول نهاية عام 2019، وهو ما يمثل ارتفاعاً نسبته 3 في المائة تقريباً عن المستويات الحالية، وفقاً لـ«إتش إس بي سي». وفي الاتجاه نفسه، يؤكد خبراء استراتيجيون في بنك «باركليز» أن الشائعات حول ضعف الدولار كانت مبالغاً فيها إلى حد كبير، متوقعين زيادة تتراوح بين 2 إلى 3 في المائة في عام 2019 ليكون النصيب الأكبر من دعم المكاسب متوقفاً على استمرار «الفيدرالي» في رفع معدل الفائدة خلال النصف الأول من العام. لكن «الفيدرالي» خلال اجتماعه الأخير لعام 2018 انتهج لهجة مختلفة مع خفض وتيرة زيادة معدل الفائدة في العام المقبل إلى مرتين بدلاً من 3 مرات متوقعة سابقاً، مع التأكيد على الاعتماد على البيانات الاقتصادية.

- التقرير الأسبوعي

وقال التقرير النقدي الأسبوعي الصادر عن «بنك الكويت الوطني» أن التعطيل الجزئي للحكومة الأميركية سيمتد إلى مطلع 2019، وذلك بعد أن انتهى التمويل يوم 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ولا يزال الرئيس دونالد ترمب يلوم الديمقراطيين على الإغلاق الجزئي وعلى خسارة الدخل بالنسبة للموظفين الفيدراليين، علماً بأنه لا يوجد ما يشير إلى تقدم في الاتفاق على الميزانية لتمويل الدوائر الحكومية التسع المعطلة حالياً. وتبقى المسألة المتنازع عليها هي أن ترمب يطالب بمبلغ 5 مليارات دولار لبناء جدار على الحدود الجنوبية، بينما يصف الديمقراطيون مثل هذا الإنفاق بالتبذير وعدم الفاعلية. فقد أصدرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، بياناً لتوضيح وجهة نظر ترمب حول الموضوع، وقالت: «لقد أوضح الرئيس أن أي قانون لتمويل الحكومة يجب أن يموّل الأمن الحدودي بشكل كاف لوقف تدفق المخدرات غير القانونية، والمجرمين، وأعضاء عصابة (MS - 13.) ومهربي الأطفال والمتاجرين بالبشر إلى مجتمعاتنا، وحماية الشعب الأميركي». وأضافت أن «الرئيس لا يريد أن تبقى الحكومة معطلة، ولكنه لن يوقّع على أي اقتراح لا يضع أولوية له أمن وسلامة بلدنا». وشهدت «وول ستريت»، الأربعاء الماضي، أحد أفضل أيامها منذ الكساد الكبير. وأكد التقرير أنه، ورغم أن عوامل عدة لعبت دوراً في انتعاش الأسهم بعد تدهور كبير، فقد أشار تقرير لـ«ماستر كارد» إلى أن المبيعات خلال موسم عيد الميلاد ارتفعت بأكبر قدر لها في 6 سنوات، وتمكنت من تخفيف القلق حيال صحة الاقتصاد الأميركي.

بالإضافة إلى ذلك، حاول مسؤولو البيت الأبيض تهدئة المخاوف حيال الوضع الوظيفي لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي هاجمه ترمب بعد أن استمر المجلس في رفع أسعار الفائدة. ففي البداية، وصف ترمب، المجلس الفيدرالي، بأنه «المشكلة الوحيدة» في الاقتصاد الأميركي، بعد اجتماع للمجلس رفع فيه واضعو السياسة أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذه السنة، وخططوا للمزيد من الرفع في 2019. وفي الوقت نفسه، لم يساعد الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية المستثمرين القلقين الذين، بدورهم، تخلوا عن مراكز أسهمهم ولجأوا إلى السندات الحكومية الآمنة.

ومع ذلك، تبقى الأسهم الأميركية منذ بداية السنة وحتى الآن في نطاق سلبي، علماً بأنه لم يبق غير يوم واحد للتداول في 2018. وأظهرت مستقبليات الأموال الفيدرالية، حسب «بلومبرغ»، احتمال تراجع بنسبة 30.3 في المائة أعلى من احتمال الارتفاع البالغ 6.5 في المائة ليناير (كانون الثاني) 2019، ما يمكن أن يكون إشارة من الأسواق على أنها تأخذ في حسبانها أن دورة تسهيل أو ركود ستبدأ خلال سنة فقط من الآن. إضافة إلى ذلك، فإن سعر الفائدة على الإقراض بين البنوك في سوق لندن (لايبور) لسنة واحدة تراجع بمقدار 10 نقاط أساس منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ليبلغ 3.03 في المائة. ومن ناحية السلع، شهدت أسواق النفط تقلباً مع ارتفاع الخام الإسنادي الأميركي بعد خسائر جسيمة، رغم استمرار القلق المحيط بالأسواق بشأن صحة الاقتصاد العالمي. فقد كانت الأسواق المالية تعاني من مخاوف حيال تباطؤ الاقتصاد العالمي وسط حروب تجارية وارتفاع أسعار الفائدة الأميركية. وقال وزير الطاقة الروسي، يوم الثلاثاء الماضي، إن أسعار النفط ستصبح أكثر استقراراً في النصف الأول من 2019، نظراً لتضافر الجهود بين الدول الأعضاء في «أوبك» والدول غير الأعضاء.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لهؤلاء أفرش حبر الصفحات ليتدثّروا ويناموا ويحلموا

عقل العويط/النهار/31 كانون الأول 2018 

الذين لا يعثرون على ضوء، في مثل هذا اليوم، كما في كلّ يوم،

مَن يرتّب لظلمتهم نوماً مشمّساً بقمر، ويلطّف رموشهم بأحلامٍ غير مسمومة، أو بابتساماتٍ غير باكية، كي يبصروا الطريق إلى الصباح. وإذا شاؤوا، كي يسهروا الليل بنجومٍ كثيرة؟!

مَن يمسّد أرواح أطفالهم المتعبة، مَن يخبز عجينهم بنار اليقظة وبجمر النعاس؟!

مَن، في وجع الوقت الرتيب، يرشدهم إلى نهر، إلى نجمة، إلى قوس قزح، إلى لهاث قنديل، ليواصلوا موتهم البطيء؟!

مَن يهتدي إلى أكواخهم غير المرئية، إلى عيونهم المضمّخة بكتب التيه، إلى أيديهم المندثرة في الضباب، إلى سعالاتهم المريبة، إلى إيقاعات أقدامهم المرمية في هموم العدم؟!

لهؤلاء الذين لا يعثرون على ضوء، في مثل هذا اليوم، كما في كلّ يوم؛

الذين لا تشرق من أجلهم شمسٌ، ولا يتعالى قمرٌ لهم فوق جبال؛

الذين يكتمون ضوع أشعارهم، كي لا يرتبك وقع الحبر على بياض الصفحات؛

الذين يرتجلون حياتهم مثلما يرتجل عصفورٌ أغنيةً حنونةً، إكراماً لغصنٍ يتيم أو ثمرةٍ مجهضة؛

الذين لا يفرح من أجلهم عيدٌ، ولا ينبجس حقٌّ، ولا يتفتّح أقحوان؛

الذين لا ينامون لئلّا يعبر عيسى المسيح على الغيوم، من فوق المياه، ويراهم نياماً؛

الذين يموتون لأنهم لا يعيشون كما ينبغي للعيش أن يكون؛

لهؤلاء الذين يقيمون لشرف الإنسان، للحرية، للحبّ، لكرامة الوجود، عيداً لا تتذكّره الأعياد، ومناسبةً ليست بين المناسبات؛

لهؤلاء الذين لا يعثرون على ضوء، في مثل هذا اليوم، كما في كلّ يوم؛

لهؤلاء أفرش الصفحات، ليتدثّروا ويناموا.

لهم أفرش الحبر، ليحلموا بالصباح.

 

الحكومة المشتهاة.. بلا موعد عام 2019

منير الربيع/المدن/الإثنين 31/12/2018

ما هو غير مفهوم، كل هذا التضارب في التقديرات إزاء مصير تشكيل الحكومة. تارة يخرج المسؤولون ليتحدثوا عن إيجابيات تحققت، وقد تصل إلى نتيجة. وتارة أخرى يتحدثون عن أن كل شيء معلّق، ولا أحد يتواصل مع الآخر. ما يعني أن لا أفق لولادة الحكومة. ما بين المنزلتين، ثمة من يعتبر أن الحكومة ستكون قابلة للولادة، في لحظة غير متوقعة، وربما سريعة. تماماً كما أنها قابلة لأن تبقى معلّقة إلى أجل غير مسمّى. في الأيام القليلة الماضية، عاد الكلام عن تحرّك سياسي قد يفضي إلى نتائج إيجابية، تعويلاً على بعض الاتصالات.

اللواء والحزب والرئيس

لم ترق هذه الاتصالات إلى مصاف المبادرة الجديدة، إنما الأساس بقي في العمل على تعويم المبادرة الأخيرة. وهي تنازل رئيس الجمهورية ميشال عون عن وزير من حصته لصالح تمثيل نواب اللقاء التشاوري. على أن يكون هذا الوزير ممثلاً للقاء التشاوري ولا ينضم إلى كتلة رئيس الجمهورية، باعتباره ملتزماً بتوجهات اللقاء، الذين أسهموا في توزيره. هنا، تعود العقدة إلى موقف رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل. هل يوافق على ذلك أم لا؟ حتى الآن، لا يبدو باسيل بوارد الموافقة على التنازل عن أحد عشر وزيراً. وعلى الرغم من اللقاء الذي عقد بينه وبين اللواء عباس ابراهيم، فإنه لم يحد قيد أنملة عن موقفه، بحيث عاد وطرح صيغة الـ 32 وزيراً، بما يوفّر له حصة الاستحكام بمسارات الحكومة. حالة التوتر التي اعترت العلاقة بين باسيل وحزب الله، قد تبددت بعض الشيء، وكما كان متوقعاً، لا يمكن الرهان على تمدد الخلاف أو توسعه، خصوصاً أن ما يجمع الطرفين، وتحديداً في هذه المرحلة الإقليمية، أبعد بكثير مما يفرّقهما من تفاصيل وزارية. على الرغم من وجود "نقزة" لدى الحزب مما يرمي إليه باسيل للمستقبل. الاتصال الذي أجري بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس ميشال عون، كان كفيلاً بتهدئة الأجواء، وتبريد الجبهات الإعلامية، مع تأكيد من قبل الحزب، بأنه لحظة يوافق باسيل على التنازل عن الثلث المعطّل، وتمثيل نواب اللقاء التشاوري كما يستحقون، وعدم خطف ممثلهم، ستولد الحكومة فوراً.

يقرأ البعض تحرّك باسيل الساعي للحصول على 11 وزيراً، بأنه بعيد المدى، ولا يرمي فقط إلى التحكم بمسار العلاقة داخل مجلس الوزراء، وفرض جدول الأعمال والموافقة على القرارات التي ستتخذها الحكومة. فهذه كلّها سيكون باسيل قادراً على ضمانها بدون الثلث المعطّل، استناداً إلى توقيع رئيس الجمهورية، وإلى التفاهم المبني مع رئيس الحكومة المكلف. وما يؤكد سعي باسيل وعون للحصول على الثلث المعطّل، هو كلام الأخير الذي اعتبر أن السعي للحصول على 11 وزيراً، للاندفاع حكومياً، ولتحقيق ما يريده التيار، "لأن تجربة العشرة وزراء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أظهرت عدم القدرة على الإصلاح"!

أهداف الثلث المعطّل

هدف باسيل من الحصول على الثلث المعطّل، يرتبط بجعل نفسه، رئيس حكومة ظلّ أو رئيس جمهورية ظلّ. خصوصاً أن ولاية الحكومة ستطول، وستشرف على الإنتخابات النيابية المقبلة، وهو يأخذ في الحسبان حصول أي تطورات قد تخسّره ما يكتنزه حالياً، وبالتالي فإن الأحد عشر وزيراً سيعوضونه عن أي حالة قد يخسرها. وربما غاية باسيل هذه، والتي يضعها البعض في خانة سلطوية ولعبة داخلية حصراً، قد تتخطى المعادلة الداخلية. وهذا ما جرى التداول به في الأيام الأخيرة، حول روابط باسيل الخارجية، وبعض الاتفاقات التي عقدها ولا تناسب حزب الله.

لحظة الوصول إلى اتفاق، ممكنة في غفلة من الزمن، وبشكل مفاجئ. ترتبط باللحظة التي يوافق فيها باسيل على التنازل عن الأحد عشر وزيراً. لكن في الوقت عينه، هؤلاء يبدون استغرابهم من حرص الرئيس المكلف الدائم على إرضاء باسيل كيفما أراد، وتسليفه الثلث المعطّل، ما قد يؤشر إلى اتفاق غير مشهود بينهما حتى الآن، وهذا ما قد يقلق حزب الله أيضاً، وهذا تبدّى في الكثير من الرسائل التي تلقاها الحريري، حول خلفية صمته عن مطالب باسيل، وصولاً إلى تخلّيه عن صلاحيته لصالحه. وفي مقابل الكلام عن إمكانية ولادة الحكومة سريعاً، هناك من لا يوافق على ذلك، معتبراً أن الحكومة ستبقى مؤجلة، لأن الهم الأساسي لبعض الأطراف هو تمرير الوقت فقط، ريثما تتضح الصورة في المنطقة، أو قد يكون هناك ما هو منتظر على صعيد الإقليم. يستند هؤلاء إلى موقف حزب الله المتساهل مع باسيل، ما يعني أنه غير مستعجل لولادة الحكومة، ولو أراد لاستطاع فرضها. على عكس وجهة نظر أخرى، تفيد بأن الحزب يستعجل ولادة الحكومة لتكريس انتصاره، في لحظة الاندفاع المعنوي التي يحققها المحور المنتمي إليه في ضوء الإنفتاح العربي على دمشق.

سوريا والحريري

بمعزل عن كل هذه التفاصيل، فإن التوازنات التي ستحكم المرحلة المقبلة لبنانياً، ستكون مرتبطة بما يعتبر حزب الله أنه حققه، وهو لن يتنازل عنه بسهولة، لا بل سيسعى إلى تكريسه، لا سيما في ضوء الرسائل السورية الوافدة إلى لبنان، ويعكسها بعض السياسيين بالتشديد على وجوب دعوة سوريا إلى القمّة الإقتصادية. المشهد سيرسم صورة مشابهة للحظة دخول الحريري في تسوية انتخاب عون. يومها اعتبرت المظّلة السعودية التي توفرت للحريري أن الخطوة ستنتج توازناً مع إيران، ليتبين فيما بعد أن الغلبة رجحت لحزب الله. والدليل هو الدفع السعودي للحريري للإستقالة. اليوم يسوّغ البعض عودة العرب إلى دمشق لمواجهة النفوذ الإيراني، أو لعدم ترك الساحة لهم، لكن الحقيقة ستكون مغايرة، وستراكم إيران مكاسبها تحت المظلّة السعودية كما حصل في لبنان. وعليه، فبحكومة أو من دونها، لا معطى استراتيجي سيتغير. وهمّ الحريري الوحيد هو رئاسة الحكومة بمعزل عن الحكومة والصلاحيات. وهنا يبقى خوف من هم على يمين الحريري من أن يقدم هو على التنازل مجدداً، في سبيل حكومة، ستعيد وصل ما انقطع بين الحزب والتيار، وتؤسس لعودة النظام السوري إلى لبنان.

 

الدستور المقطوع من شجرة

سناء الجاك/النهار/31 كانون الأول 2018 | 

قال نائب عن الأمة من "سُنَّة 8 آذار" في مقابلة تلفزيونية ان المطالبة بتطبيق الدستور في عملية تشكيل الحكومة يعكس لغة خشبية، مصراً على ان حق "اللقاء التشاوري" بوزير هو أقل الواجب.

لعل سعادة النائب على حق، لأن اللبنانيين محكومون بكل ما لا يمكن تصوره من بدع وشطط، وبالطبع على حساب الدستور "المقطوع من شجرة". ربما يجب تهنئته على صراحته، مقابل التوقف عند الازدواجية في تشخيص رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون علة عدم تشكيل الحكومة، بأنها "معركة سياسية، ويبدو أن هناك تغييراً في التقاليد والأعراف في لبنان". فالرئيس على حق لجهة توصيف العلة، الا ان تشخيصه في غير محله لاعتباره ما يحصل جديداً. فما يشكو منه، كان يطبقه في مراحل سابقة. واللبنانيون لم ينسوا عبارته الشهيرة "لعيون الصهر"، التي أشار من خلالها الى ان الحكومة لن تتألف ما لم يكن صهره وزير الخارجية جبران باسيل فيها ومعه الحقيبة الوزارية التي يريد على رغم الرفض الأولي لرئيس الحكومة المكلف في حينه، ليعود ويرضخ بعد أشهر من التعطيل.

لم ينس اللبنانيون ان مجلس النواب أقفل أبوابه سنتين ونصف السنة حتى تمت التسوية التي أدت الى انتخاب عون رئيساً. وان هذا المجلس مدد لنفسه ثلاث مرات، ونسبة لا بأس بها من نوابه لم تسلّم بنتائج الانتخابات لتعتبر ان الأكثرية العددية أهم مما أفرزته صناديق الاقتراع عام 2009، لتفرض الديموقراطية التوافقية على حساب المفهوم الحقيقي لما تنص عليه مقدمة الدستور من ان "لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية." وأي اعتراض على الأعراف؟ عندما تعلِّب الجهة المعترضة، كما غيرها من أهل السلطة أسماء الوزراء، وتحدد الحقائب التي تريد الاستحواذ عليها وكأنها حق مشروع، او دكان دفعت مقابل امتلاكه "خلوّ رجل"، وترسلها حتى من دون لفّها بشريط حريري الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، سالخة عنه صلاحياته، لتترك له التنقيب عن ألغام الاعدقاء المفروض عليه جمعهم حول طاولة مجلس الوزراء ليفخخوا كل ما يمكن ان يرسمه من خطط وسياسات وإجراءات تنفيذية بغية ابتزازه مقابل الإصرار على تكليفه تحمل الاضرار وحده دون سواه. ماذا يفعل كل طرف سياسي غير انتهاك الدستور في عملية تشكيل الحكومة؟

الامر لا يقتصر على هذا الاستحقاق. فالتنازل عن السيادة الوطنية والقبول بميليشيا تتباهى بأنها متفوقة على الجيش اللبناني ومن أعلى هرم السلطة، هو تفظيع بالدستور وعملية تعذيب كتلك التي تحدث في سجون التخلف حولنا.

مصادرة دور الجيش في جرود عرسال، لتركه يُقتل في حي الشراونة البعلبكي، كان ايضاً عرفاً يريدون له ان يطغى على وظيفة الجيش، اما ارسال القتلة الداعشيين بباصات مكيفة فهو جريمة موصوفة بتهمة حماية الإرهاب التي يرتكبها مّن يدعي انه يحاربها للاستثمار فيها غير عابئ بدفن الدستور منذ زمن وبتجاهل اقامة مجلس عزاء عن روحه.

أكبر من انتهاك الدستور، الامعان في التعطيل على حساب المواطن المفروض ان يحتمي بالمؤتمنين على الدولة لينال حقوقه، وليس ليناضل حتى يحصل على خبزه كفاف يومه. فهذا المواطن لم يعد يملك ترف شراء جوارب قبل عيد رأس السنة، على ما قالت لي بائعة تشكو الكساد، مضيفة ان ضغط الدم والسكّري يفتكان بها جراء عجزها عن تحصيل مصروفها اليومي، ولاعنة اضاعتها فرصة ذهبية ببيع متجرها والمغادرة الى كندا حيث تقيم عائلتها لتستر آخرتها القريبة على ما يبدو. أكبر من انتهاك الدستور، الصراع المقرف على السلطة وفلتان الوقاحة في الاتهامات بين أطراف كتب علينا ان نعاني من سياسة المافيا التي يمارسونها في مجلس الأعراف الوزاري العتيد، ما يعني انه سيبصر النور ممسوخاً. الكتاب يُقرأ من عنوانه. والعناوين، بحمد الله، تؤكد ان المرشد الوحيد الأوحد للجمهورية البائدة كرّس اعرافه، ويقود بموجبها أوركسترا المافيات المتحكمة بالسلطة والمؤسسات والإدارة، ويزجرها عندما تحاول وضع اليد على ما يتجاوز حصتها، ويعرف انها لا تجرؤ على الامعان في أشباع جوعها العتيق الى مغانم السلطة مهما رفعت سقف سلوكها المقرف، لأنها ستنصاع عندما يحرك عصاه وتكتفي بما قسم لها من مقتدرات الدولة، تاركة جسد الدستور المنتقل الى رحمته تعالى منذ زمن، في احد مكبّات النفايات المسرطنة التي تتاجر بها.

 

لبنان إلى «العلا»

مشاري الذايدي الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18

الإحساس بالسكينة وراحة البال، الذي يلمّ بزائر «العلا» في السعودية، شمال غربي المدينة المنورة، إحساس حقيقي، ومحيّر بالوقت نفسه. هل السبب هو تضاريس المنطقة الجالبة للاندهاش والانطلاق، أم هو ضميمتها من الآثار المتنوعة، المنقوشة على الصخور والصفا والمنحوتة على شواخص الجبال، الشاملة لحضارات عمرها قبل الميلاد بألف عام إلى الشواهد الإسلامية حتى عصر قريب؟ أم هو بساطة الأهالي، وتعانق نخيل «وادي القرى» التليد من الجبال الحنونة المهيبة، وربَّ نخلة نراها اليوم في بساتين العلا، هي سليلة نخلات من العصر النبوي!

ربما كل ذلك، وغيره من ضيافة وحسن ترتيب وجودة مناسبات ومناشط قامت عليها «الهيئة الملكية لمحافظة العلا» في مهرجانها السنوي الشتوي الأول «مهرجان شتاء الطنطورة». حضرت جانباً منها تمثل في حفلة السيدة الفنانة اللبنانية الراقية ماجدة الرومي، وشاهدت عن قرب دهشة الضيوف من لبنان، مئات، بهذا الاكتشاف الجديد لأغلبهم، ورؤية سعودية وسعوديين، غير الذي يراد من قبل الكارهين أو الجاهلين، تصويره. السيدة ماجدة الرومي عبرت ربما عن دهشتها بصدق وهي على منصة المسرح البديع المستند إلى جبل تاريخي من جبال العلا، وكلها تاريخية، بأن هذه الحفلة هي الأصعب في مشوارها الفني، بسبب الهيبة التي تشعر بها. في الصف الأول كان نخبة أمثال الرؤساء أمين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة، بجانب المضيف محافظ الهيئة الملكية للعلا، الأمير بدر الفرحان، وكان ثلة من فناني لبنان وساسته وأهل الإعلام، سيدات ورجال، وكان صفوة من صناع الميديا العربية في مقدمهم وليد الإبراهيم. لفتني كلام السيدة ماجدة على المسرح، بزيها الأنيق والمهيب، وهي تقول بمحكية لبنانية عفوية: «بقلبي كلام كثير ولا أعرف من أين أبدأ، هذه الأرض التي قبل ما تكون تخص قلوبنا، هي محسوبة على ضمائرنا صار لنا فيها بيوت وأهل يمكن بحجم ما عندنا في بلادنا». وتمعن أكثر في البوح، فتقول من على منصة العلا: «بكل الوفاء وكل الصدق أتمنى أن تبقى هذه الأرض الطيبة عاصمة للخير، أتمنى أن تبقى دارها دار العز وسيوفها سيوف النصر ونخيلها مرواح الزمن، وتبقى البهية العربية العزيزة على قلوبنا جميعاً... يدوم يعزكم». هذا الكلام العفوي الذي قالته السيدة ماجدة الرومي، والذي سمعنا قريباً منه من شخصيات أخرى لبنانية، في مخيمات العلا، يسر الصديق ويغيظ العدو، لأنه يضاد كل ما يراد سيئ الظن وقبيح القول تكريسه عن السعودية والسعوديين.

وبعد، تحيات عطرات لأهالي العلا، بادية وحاضرة، على رقيهم وبشاشتهم في التعامل مع ضيوف البلاد، بكرم العربي، ومهنية صانع السياحة الخبير.

 

الحريري 2018: صمود الحفاظ على آخر الدفاعات  

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الاثنين 31 كانون الأول 2018

عام الرئيس سعد الحريري كان عام إثبات صحة الخيارات دفاعاً عن الصبي.

استقال الحريري في السعودية استقالةً إشكالية، وعاد عنها ليستأنف الانخراط في التسوية الرئاسية ويحضّر للانتخابات النيابية، على أمل تحديد الخسائر الى السقف الذي يستطيع من خلاله التأكيد لنفسه وجمهوره وقاعدته أنه لم يخسر ما تمنّاه خصومُه.

خاض الحريري الانتخابات النيابية، وأتت النتائج لتبرهن انّ القانون الانتخابي الذي وافق عليه على مضض كان معدّاً جيداً للوصول الى الغاء حصرية زعامته السنية. من 35 نائباً الى 20 هبوط اضطراري لم ينسحب على أيّ مكوّن آخر خصوصاً على الثنائي الشيعي الذي حافظ على مقاعده واضاف اليها ودائع ثمينة بدأ يستعملها عند السنة والدروز تحديداً لتحجيم الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وجاء تشكيل الحكومة فإذا بالأجندات تتكشف على حقيقتها، فالمطلوب مقاسمة الحريري في التمثيل الوزاري السني، ولو بوزير واحد، لكسر الحصرية السنية الحريرية، فما كان من «أُم الصبي» إلّا أن وقفت صموداً ودفاعاً عن آخر الأسوار قبل سقوط القلعة على من فيها.

يصح في وصف الحريري 2018 صفة الصمود عن جدارة:

ـ اولاً، صمد الحريري بعد النتائج التي فاجأته في الانتخابات النيابية، فتوقع الفوز بـ 28 مقعداً يختلف عن الفوز بـ 20، وترجمت المفاجأة على شكل محاسبة داخلية اطاحت بأبرز الاقرباء والمساعدين، ولم يكن أحد يتوقع أن يذهب الحريري الى هذا الاجراء النادر، الذي فُهم منه أمران: تعديل العلاقة مع «التيار الوطني الحر» وليس نسفها، وإفهام أهل البيت «المستقبلي» ان لا احد فوق رأسه خيمة متى دقت ساعة المحاسبة.

ـ ثانياً، صمد الحريري في تشكيل الحكومة، فاللعب بهدوء ومن دون فقدان أدوات اللعب بات من ضرورات المواجهة مع خصم شرس. صمد الحريري في مطالبه وتمسك بصلاحيات رئاسة الحكومة على رغم انّ هذه الصلاحيات تعرضت للانتهاك في الشكل، وكانت سنته على قدر المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد أزمة التمثيل السني إذ رسم خطوط دفاعه بوضوح وتمسك بها: لا لتوزير سنة 8 آذار لا من حصته ولا من ايّ حصة اخرى، ولا لدفع ثمن اضافي بعد دفع ثمن قانون الانتخاب، فالعاصفة لا يمكن ان تهبّ مرتين، والهدف منع «حزب الله» من ترجمة قانون الانتخاب في تشكيل الحكومة.

ـ ثالثاً، صمد الحريري في الدفاع عن موقفه وموقعه الذي احتله رفيق الحريري قبله. الموقع الدولي لم يهتز، من باريس الى واشطن شبكة علاقات ترى فيه المؤهل الوحيد ليكون رئيس حكومة لبنان، ومن الرياض الى ابوظبي، فالقاهرة، علاقات عربية ثابتة على رغم بعض الاهتزاز الظرفي، لا ترى في البيت الحريري إلّا المعبر الاجباري للتعامل مع لبنان. تنتظر الحريري في السنة الجديدة تحديات كبيرة. فما ما مضى لن يكون اسهل ممّا سيأتي.

الحصار الدولي على إيران يشتد وهي بدورها تثبت موقعها في لبنان وتحاصر مَن ترى فيهم اصدقاء اعدائها، والحريري على رأسهم. نجاح روسيا وإيران في منع سقوط النظام السوري جعله يستفيق على مرحلة مضت لم تنته بالنسبة إليه، والهدف استعادة نفوذ ما قبل العام 2005.

الحكومة المكلف تشكيلها تنتظر، فيما الوضع الاقتصادي والنقدي والمالي لا ينتظر، وكلفة السقوط سيكون له نصيب في دفعها، إن استمر في معادلة: «لا اعتذر عن التشكيل ولا أُشكل في شروط حزب الله».

سعد الحريري صامد، لكن هل يأبه من يحاصرونه إذا لم يصمد البلد؟ الارجح أنهم يريدون تدفيعه كلفة تشكيل الحكومة وكلفة تعطيلها، وفي الحالتين سيكون امام اتخاذ الخيار الصعب، فكيف سيترجم شعار رفيق الحريري «ما حدا اكبر من بلدو».. فلننتظر.

 

2019 ضيفٌ ثقيل  

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/31 كانون الأول/18

لا نسأل ماذا تَحمِلُ السنةُ الجديدةُ إلى لبنان، بل ماذا نَحمِل نحن إلى لبنانَ في السنةِ الجديدة. السنةُ مادّةٌ زمنيّةٌ نحن نَصنعُها ونَدمَغُها ونُعطيها هُوِيّة. موحَّدين؟

تَهمُدُ العواصفُ أمامَ أقدامِنا. مُنقسِمين؟ يَقتلِعُنا النسيمُ ولو عليلًا. خِلافًا لما نَظنُّ: في لبنانَ والشرقِ لا نَــتَّبِعُ التقويمَ المسيحيَّ أو الهِجْريّ، بل تقويمَ النهضةِ والانحِطاط. فاليومَ لا نبدأُ سنةً جديدة؛ نحن في السنةِ ذاتِها منذ سنواتٍ. نجتازُ مرحلةَ انحطاطٍ مكوّنةً من سنواتٍ وأجيال. منذ سنةِ 1948 اعتمد الشرقُ هذا التقويمَ وتَضامن معه لبنانُ منذ سنةِ 1958، ودارَت النَكَبات.

لن تَنتهيَ هذه المرحلةُ إذا غيّرت الدولُ الكبرى سياساتِـها، وزالت إسرائيلُ من الوجود، وسَقطت الأنظمةُ العربيّةُ، وانتهَت حروبُ المِنطقةِ، ودُحِر الإرهابُ، وتغيّرَ الزمان. لن تَنتهيَ إذا امتدَّ الهلالُ الشيعيُّ أو عاد الهِلالُ السُنيُّ أو حتّى إذا ارتَفع الصليبُ المسيحيُّ وأنارَ لبنانَ والشرق.

تَنتهي مرحلةُ الانحطاطِ في لبنان لحظةَ نؤمن جِدّيًّا بلبنانَ وطنًا نهائيًّا وبالدولةِ اللبنانيّةِ دون سواها، وبأرضِ لبنانَ للّبنانيّين فقط، وبالقانونِ يساوي بينَنا بالحقوقِ والواجبات. ونُترجِم هذا الايمانَ بالممارسةِ الأخلاقيّةِ والوطنيّةِ والدستوريّةِ.

تنتهي مرحلةُ الانحطاطِ لحظةَ تَنزِعُ الطوائفُ مشاريعَها الانفصاليّةَ أو التوسعيّة، ويُقدِّمُ حزبُ الله سلاحَه إلى الجيشِ اللبنانيّ، وتَتجرَّدُ المذاهبُ من ولاءاتِها الخارجيّة، ويَنحصِرُ القرارُ اللبنانيُّ بالشرعيّة، ونُقِرُّ اللامركزيّةَ الكامِلةَ في أقاليمِنا والتشريعاتِ المدنيّةَ في مجتمعِنا، ونعتمدُ الحِيادَ الإيجابيَّ في سياستِنا الخارجيِةِ والقوّةَ المُهابَة في سياستِنا الدفاعيّة.

تنتهي مرحلةُ الانحطاطِ لحظةَ نواجِه العدوَّ ذاتَه ونتحالفُ مع الصديقِ ذاتِه، فلا يكون عدوُّ فريقٍ حليفَ الفريقِ الآخر، وحليفُ الفريقِ الآخَر عدوَّ الفريقِ الأول؛ وتُحدِّدُ الدولةُ العدوَّ والصديق وليس كلُّ طائفة. نُسالِـمُ معًا ونقاوِم معًا.

تَنتهي مرحلةُ الانحطاطِ لحظةَ نَـجْــتَثُّ غالِبيّةَ الطبقةِ السياسيّةِ، ونَختارُ طاقَمًا آخَرَ صاحبَ قضيّةٍ وشُجاعًا ونزيهًا يُشبه طموحاتِنا لا غرائزَنا، ونَلتزِمُ النظامَ الديمقراطيَّ والاستحقاقاتِ الدستوريّة، ونستعيدُ تقاليدَنا الاجتماعيّةَ الأصيلة. نأكُل إلى المائدةِ ذاتِها فنتشارَكُ الخُبزَ وإنْ لم نَتبادَل الخمْر علنًا. تَنتهي مرحلةُ الانحطاطِ لحظةَ نُصبح دولةً مثلَ سائرِ الدولِ الراقيةِ ومواطنين مثلَ سائرِ مواطني الدولِ الطبيعيّة.

هذه «الشروطُ» الوطنيّةُ، الصعبةُ جدًا، والخياليّةُ بالنسبةِ لكثيرين (أنا منهم)، هي بديهيّاتٌ في الدولِ الأخرى. لكن، أكانت صعبةً أم سهلةً، لا مَناصَ من الالتزامِ بها سريعًا لنبقى معًا ولا يَتغيّرَ لبنان، فالسنةُ المقبلةُ مدججةٌ بالأحداث. لا نعتَبر أنَّ تجاوزاتِنا وزَلّاتِنا وخياناتِنا تَـمرُّ من دونِ حسابِ التاريخ. لُعبةُ الأممِ أكبرُ من ألاعيبِنا. وأصلًا، لسنا أوّلَ دولةٍ ولا آخِرَ دولةٍ يَتغيّرُ شكلُها ويَتبعثرُ شعبُها. لسنا أهمَّ من الاتحادِ السوفياتيّ ومن بلادِ البلقان ومن يوغسلافيا ومن العراق ومن سوريا.

لا نَــظــنَّــنَ «أن الموتَ يزور جيرانَنا ولا يَـمرُّ علينا» على حدِّ قولِ «جان ــ بول سارتر» في مسرحيّتِه: «الشيطانُ واللهُ الطيب». ولا نَــتّــكِلَــنَّ على مَغفِرةِ الله، فبعدَ مَحوِ «الخطيئةِ الأصليّة»، يَغفِر اللهُ للأفرادِ لا للشعوب. المسيحُ بَحثَ عن «النَعجةِ الشارِدة» لا عن القطيعِ بأكملِه، وذُبحَ العِجلَ الـمُسَمَّنَ لــــ«الابنِ الشاطِر» لا للقبيلةِ بأسرِها.

السنةُ الجديدةُ ستَلِد في شهورِها الستِّةِ الأولى جُزءًا ممّا حَبِلتْ به في السنواتِ الماضية. وبحكم الواقعِ اللبناني الـمُخلَّعِ، سيتأثّرُ لبنان بجميعِ التطوّراتِ المنتظَرَة هذه السنةِ في المِنطقةِ والعالم. فلكثرةِ حَشْرِ أنوفِنا في شؤونِ الآخرين، صِرنا معنيّين بالخِلافِ الأميركيِّ ـــ الصينيّ بقدرِ ما نحن معنيّون بالتنافس بين فريقي «الرياضي» و«الحكمة». لكنّنا عاجزون عن تحديدِ نسبةِ الأضرارِ والمنافعِ لثلاثةِ أسبابٍ على الأقل: 1) اختلالُ التوازنِ اللبناني لمصلحةِ «حزبِ الله» فيما الوزنُ اللبنانيُّ النهائيُّ هو للجيشِ اللبناني. 2) اختلالُ التوازنِ الإقليميِّ لمصلحةِ سوريا وإيران فيما الوزنُ العسكري لإسرائيل. 3) اختلالُ التوازنِ الدوليِّ لمصلحةِ روسيا فيما الوزنُ الفعليُّ هو للولاياتِ المتّحدةِ الأميركيّةِ وأوروبا.

هذه المعطياتُ لا تُلغي التطوّراتِ الناضجةَ، عسكريّةً كانت أو ديبلوماسيّة، ذلك أنَّ التسوياتِ في لبنان وسوريا والمِنطقةِ تحتاج الحدَّ من فائضِ القوّةِ لدى بعضِ الأطرافِ. والانسحابُ الأميركي من سوريا هو نذيرُ أحداثٍ عسكريّةٍ لا تسوياتٍ فقط. وعِوضَ أن تَتصرّفَ الأطرافُ اللبنانيّةُ، بخاصّةٍ «حزبُ الله»، لِدَرءِ الأخطارِ المتقدِّمة، تواصِلُ السيرَ نحوها كأنّها على موعِدٍ معها.

في هذا السياق، إنَّ القضايا التي تُربِك الحياةَ العامّةَ في لبنان تبقى: مصيرَ سلاحِ «حزب الله»، مصيرَ المطالبةِ بتعديلِ الدستور، نكبةَ النازحين السوريّين، والأزمةَ الاقتصادية/المالية. وما لم يَطرأ تطوّرٌ كبيرٌ يَخلِطُ الأوراقَ لمصلحةِ الشرعيّةِ اللبنانيّةِ لنْ نَشعُر بالفارقِ بين السنتَين الراحلةِ والآتية. وأخشى ما أخشاه أن يكونَ السلوكُ حِيالَ الحكومةِ مؤشّرًا على إحداثِ شغورٍ رئاسيٍّ بهدفِ إقامةِ جُمهوريّةٍ أخرى، هذه المرّة، لا إيصالِ رئيسٍ آخَر.

لذلك، مرحلةُ الانحطاطِ مستمرّةٌ، والعودةُ إلى المسلَّماتِ الوطنيّة مُستبعَدةٌ مع أنّنا في السنةِ الأخيرةِ قبلَ المئويّةِ الأولى لإنشاءِ جُمهوريّةِ لبنانَ الكبير. لكنَّ الانحطاطَ ليس خِيارَ الجميع، فالعافيةُ الوطنيّةُ لم تَـمُت بعدُ. في لبنان أجيالٌ وجماعاتٌ متعددةُ الطوائف أحبّت هذه الجُمهوريّةَ وما فَتِأت تدافِع عنها.  هذه الأجيالُ والجماعاتُ قاومَت المِخْرزَ بالعين، وقَلَبَت المؤامرةَ مقاومة، جَعلت الأخصامَ حلفاء، وحوّلت الاحتلالَ مشروعَ تحرير. هذه الأجيالُ والجماعاتُ واجَهت بالحقِّ وانتَصرت بالحرّية، ظَنّت المحيطَ أخوّةً فإذ هو توسّعٌ واعتداء، وَثَقت بالشَراكةِ الوطنيّةِ فإذا هي تَعدُّدُ ولاءاتٍ وقَضْمُ صلاحيّات. هذه الأجيالُ والجماعاتُ ما هابَت الآخَرين وهُم أقوياءَ، فَـــرَوَّضَت القدَرَ وراهنَت على الذات. هذه الأجيالُ والجماعاتُ اعتقدت أنَّ في الشرقِ إسرائيلَ واحدةً فاكتشفت أنَّ فيه أكثر. هذه الأجيالُ والجماعاتُ مصممةٌ على الصمودِ والمقاومةِ من أجل القضيّةِ اللبنانيّةِ مهما كانت محتوياتُ السنةِ الآتية.

 

2019: هذه هي الضربة التي تقتل «الأونروا» 

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 31 كانون الأول 2018

في العام 2018، سلكت «الأونروا» خطوات جديدة في الطريق الذي يقودها حتماً إلى موتها. وهذا الموت جرى تدبيره خلف الكواليس، ببطء وهدوء، بحيث لا يستفزّ الأقلية الباقية في العالم، القائلة بوجود قضية فلسطينية وشعبٍ فلسطيني له الحقُّ في العودة إلى دياره.

في الأيام الأخيرة من العام 2017، احتفل الإسرائيليون باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لهم. وفيما كان الأميركيون في صدد تنفيذ هذه الخطوة عملياً، أتبعوها في نيسان بقرار آخر هو قطع المساعدات عن «الأونروا».

في الأوساط الفلسطينية هناك مَن يعتبر أنّ الخطوتين تصبّان في هدفٍ واحد هو الاستجابة لرغبة إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية وتهويد فلسطين. وثمة قرارات اتّخذها الإسرائيليون، وأخرى على الطريق، تهدف إلى تكريس يهودية الدولة.

فـ«الأونروا» تقدّم مساعدات لأقل بقليل من 6 ملايين لاجئ فلسطيني، منهم قرابة مليون ونصف المليون في غزة، أي ربع العدد الإجمالي. وأما الضفة الغربية ففيها قرابة المليون لاجئ، وفي لبنان، قرابة الـ450 ألفاً (خلافاً للرقم الهزيل الذي أعلنه الإحصاء اللبناني- الفلسطيني)، وفي سوريا نحو 600 ألف.

ولذلك، تسبّب القرار الأميركي بأزمات خانقة في المخيمات الفلسطينية، ومنها مخيمات لبنان. وتوقفت كلياً أو جزئياً مساعداتٌ تربوية وصحية واجتماعية كان يحصل عليها الفلسطينيون. وفي بعض الأحيان، جرى تبرير هذا التدبير بوجود هدرٍ في إدارة المنظمة. ولم تنفع الفلسطينيين احتجاجاتهم التي نفّذوها أمام مكاتب «الأونروا» في المخيمات و»الإسكوا» في بيروت.

ومعلوم أنّ مساهمة الولايات المتحدة الأميركية هي الأكبر، يليها الاتحاد الأوروبي، ثم السويد ودول خليجية واسكندنافية وكندا واليابان. ولكن، قبل يومين، رفعت المملكة العربية السعودية مساهمتها إلى 50 مليون دولار لتعويض النقص في الميزانية.

وعلى خطورة انعكاسات أزمة التمويل اجتماعياً وصحياً وتربوياً، فإن المخاطر الحقيقية تكمن في بنود أخرى يجري التحضير لضربها وتهدف إلى القضاء على المنظمة نهائياً. ويتوقع خبراء أن يتم التركيز عليها في المرحلة المقبلة، مع بداية العام 2019.

والخطوة الجديدة ستكون حصر صفة النازح بمَن تشرَّد في العام 1948، فلا يكون اللجوء صفةً قابلة للتوريث عبر الأجيال. وهذا هو الاتجاه الذي تضغط إسرائيل حالياً لتمريره لدى المرجعيات الدولية الضاغطة، ولاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وتماشياً مع هذا الاتجاه، تقدَّم نائب جمهوري، في ربيع العام 2018، بمشروع إلى الكونغرس يقضي بإعتماد هذا المعيار، أي بإبعاد أبناء لاجئي العام 1949 وأحفادهم عن «الأونروا» وإعادتها إلى «صيغتها الأصلية والتعامل مع الرواية الكاذبة التي تُضخِّم عدد اللاجئين».

هذا الخيار، إذا تمّ اعتماده لاحقاً، كما جرى اعتماد القدس عاصمة لإسرائيل، سيعني نهاية «الأونروا» مع وفاة اللاجئين الذين تشرَّدوا قبل 70 عاماً. وهؤلاء، لم يبقَ منهم أحدٌ على قيد الحياة إلا طوال العمر جداً… وأما أولادهم وأحفادهم فسيجري توطينهم في أماكن الشتات. وهذا التوطين لطالما نادى به المسؤولون الإسرائيليون علناً.  وتصفية «الأونروا» هي السبيل الأفضل لتصفية حقّ العودة، لأنّ المنظمة تبقى اليوم الشاهد الوحيد على وجود شعبٍ اسمه «الشعب الفلسطيني». فهي أنشئت في العام 1949، أي بعد النكبة مباشرة، بموجب قرار دولي اتخذته الجمعية العامة للأمم التحدة، ويحمل الرقم 302، لتعمل كوكالة مختصّة بالشعب الفلسطيني. ويجري تجديد ولايتها كل 3 سنوات، «حتى إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية».

وقد عرَّفت «الأونروا» اللاجئين الذين يستحقون المساعدة بأنهم أولئك الذين كانوا يقيمون في فلسطين بين أول حزيران 1946 و15 أيار 1948، والذين فقدوا منازلهم ومواردهم في حرب الـ48، هم وأولادهم.

وهكذا، فإنّ نجاح المسعى الإسرائيلي لإنهاء خدمات «الأونروا»، سيؤدي إلى إحالة البقية الباقية من النازحين الفلسطينيين إلى المفوضية العليا للاجئين، فتخسر القضية الفلسطينية خصوصيتها. وسيجري ضمّ هؤلاء إلى لاجئي سوريا وسائر الدول التي تدور فيها حروب تهجيرية، عبر العالم. وسيفقدون وثيقة دولية لا تقدّر بثمن تعترف بقضيتهم وحقّهم في العودة. وفي الموازاة، ستكون هناك تداعيات خطرة على البلدان المضيفة، وأبرزها لبنان، حيث العواقب تضاف إلى عواقب النزوح السوري. وفوق 1.5 مليون سوري، يتحمّل لبنان أعباء قرابة 0.5 مليون فلسطيني. وفي الحالين، السورية والفلسطينية، لا أفق واضحاً لعودة النازحين، وإن اختلفت الظروف والمبرّرات. فهناك العبء الديموغرافي والاجتماعي، كما العبء الأمني. وفي العام 2018، بقي التحدّي هو الحفاظ على استقرار المخيمات وجوارها اللبناني. فهذه المخيمات تحتضن حالات أمنية خطرة أحياناً، خصوصاً بعد اندلاع الحرب في سوريا وتدفق الكثيرين منها إلى المخيمات. وكذلك، تنعكس خلافات القوى الفلسطينية الأساسية كـ»فتح» و»حماس» في الأراضي الفلسطينية توتراً وصدامات في مخيمات لبنان، ولا سيما عين الحلوة، كما جرى قبل أشهر بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة. كما أنّ مخيم الميّة وميّة شهد أعنف المواجهات بين «فتح» و»انصار الله»، ما زرع الرعب في هذه البلدة اللبنانية التي يطالب أهلها بتوفير الحماية لهم من أيّ مغامرة يدفعون هم ثمنها.

وفي ظل الهواجس من تصفية «الأونروا» وتمرير التوطين، يتساءل كثيرون عن خلفيات إصدار الإحصاء «العجيب» في 2017، والذي استنتج أن النازحين الفلسطينيين في لبنان يقاربون الـ174 ألفاً، خلافاً لكل التقديرات وحتى قيود «الأونروا». ويسأل العديد من المتابعين: هل في الأمر تَسرُّعٌ أم رغبةٌ في تصغير حجم المشكلة، تسهيلاً للتوطين!؟ وفي الخلاصة، يهتزّ لبنان كيانياً بنحو مليوني نازح، أي 50% من أصل سكانه الـ4 ملايين. وهذا الأمر يبدو خطراً جداً، خصوصاً أنه يتزامن مع اهتزاز كيانات الشرق الأوسط كلّها على وقع الحروب وتكريس المعادلات الجديدة ومناطق النفوذ الإقليمية والدولية.

 

هل هناك إنهيار إقتصادي أو مالي؟  

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الاثنين 31 كانون الأول 2018

نسمع العديد من التهويلات حول انهيار إقتصادي في لبنان نتيجة تردّي الوضعين الإقتصادي والمالي، والأهم التخبّط السياسي الذي يمنع أية إصلاحات كما ويُقوّض أموال مؤتمر سيدر 1. وإذا كانت التحاليل تُظهر أنّ لبنان بعيد من الانهيار، إلّا أنّ الكلفة الناتجة عن التأخر في تنفيذ إصلاحات ستؤدّي حتماً إلى ارتفاع ملحوظ في الضرائب إبتداءً من العام 2019.

تُشكّل الثقة العنصر الأساسي في اللعبة الإقتصادية وترتكز بشكل أساسي على عوامل ستّة تزيد أو تُقلّل منها: الثبات السياسي، الثبات الأمني، تداول السلطات، قضاء مُستقلّ وقوانين عصرية، وجود موازنة سنوية وخطط إقتصادية، مُكافحة الفساد. وتقييم هذه العوامل في لبنان يؤدّي إلى الإستنتاج أنّ ثقة اللاعبين الإقتصاديين، أي المستهلك والمستثمر، هي في أدنى مستوياتها. لذا، من غير المُستغرب تسجيل أرقام سيئة على الصعيد الإقتصادي.

على صعيد آخر، تتموّل الدول من خلال الضرائب على النشاط الإقتصادي. وتراجع هذا الأخير يفرض عجزاً في الموازنة (إذا ما كانت هذه الأخيرة واقعية)، مما يعني أنّ الدولة تحتاج إلى الإستدانة في الأسواق أو قرب المصارف لتغطية العجز الناتج في الموازنة. وفي لبنان يأتي الإفراط في الإنفاق ليزيد من التردّي الحاصل في عجز الموازنة، مما يعني المزيد من الإستدانة وبالتالي زيادة الدين العام ومعه العجز.

إذا السؤال الأساسي المطروح: هل هناك من انهيار إقتصادي أو مالي أو نقدي؟ الجواب بكل بساطة كلا وذلك بحكم وجود عناصر قوّة لا يُمكن تجاهلها. إلّا أنّ جوابنا لا يعني أن الوضع سليم:

أولاً - الوضع الإقتصادي: غياب الإستثمارات يُعتبر المسؤول الأول عن التردّي الإقتصادي لأنه معروف أن ليس هناك من نمو إقتصادي من دون إستثمارات. وما يلفت النظر أنّ استهلاك لبنان من البضائع الأجنبية إرتفع في حين أنه قلّ داخلياً، وهذا الأمر لا يُمكن أن يكون سببه إلا غياب الإستثمارات في الماكينة الإقتصادية اللبنانية. بالطبع هناك إقفال للشركات والمؤسسات التي أصبحت كلفتها أعلى من مبيعاتها، إلّا أنّ الأرقام المُتداول بها تبقى ردّة فعل طبيعية على التراجع في الإستهلاك على البضائع اللبنانية.

إذاً، نستنتج مما سبق أنّ هناك مستوى مُعيناً لا يُمكن النزول تحته في عدد الشركات التي تُقفل نظراً إلى وجود الطلب الذي يُحافظ على مستوى من الإستهلاك الداخلي، وهذا الأمر يعني أنه لا يُمكن أن نشهد انهيارا في الماكينة الإقتصادية ولا حتى انكماشا في المدى المنظور. جلّ ما في الأمر أننا سنشهد تآكلا في الماكينة الإنتاجية، والتي على الأمد الطويل ستدفع المُستهلك إلى تفضيل البضائع الأجنبية على البضائع المحلّية. من هذا المُنطلق نرى أنّ هناك إلزامية لتحفيز الإستثمارات لعودة النمو الإقتصادي، خصوصاً أنّ لبنان بحاجة إلى إعادة تأهيل لكل ماكينته الإنتاجية مما يعني أنّ كل القطاعات قادرة على تحقيق عائدات على الإستثمارات أعلى من مستوى الفوائد التي تُقدّمها المصارف التجارية. والأهم في الأمر أنّ غياب الفرص الإقتصادية يؤدّي إلى خسائر كبيرة خصوصاً مع إعادة التموضع الجيو-إقتصادية لبعض الدول على الصعيد الإقليمي، مما سيحرم لبنان من العديد من الفرص وعلى رأسها المساهمة في إعادة إعمار سوريا.

ثانياً - الوضع المالي: على الرغم من الإفراط في الإنفاق الذي يُمثل النهج المُتّبع في الدولة اللبنانية اليوم، نرى أنّ احتمال إفلاس الدوّلة اللبنانية مُستبعد. فالإنفاق العام في العام 2018 والذي من المتوقّع أن يفوق الـ 18 مليار د.أ (27 ألف مليار ل.ل) زاد بشكل ملحوظ نتيجة عدم التزام السلطة التنفيذية بالأرقام المنصوص عليها في موازنة العام 2018، والتي تُشكّل سقفاً للإنفاق المسموح القيام به. الجدير ذكره أنّ مستوى الخدمات العامّة لم يتغيّر لكي يظن المواطن أنّ هذه الزيادة في الإنفاق ذهبت إلى الخدمات. في الواقع نعتقد أنّ التوظيف العشوائي في القطاع العام، قطاع الكهرباء، وخدمة الدين العام هي المسؤولة في الدرجة الأولى عن هذا الإنفاق. والأصعب في الأمر أنّ هذا الواقع قد يتردّى أكثر في العام 2019 مع ارتفاع الإنفاق العام إذا لم تقم الحكومة بإجراءات مُعينة للجم هذه البنود.

من هنا نستنتج أنّ هناك زيادة في الطلب على الأموال من قبل الدولة في الأسواق ولدى المصارف. هذه الزيادة تستطيع المصارف تأمينها من دون إشكالية باستثناء أنّ الكلفة ستكون أعلى، وبالتالي ستزيد من خدمة الدين العام التي ستفوق الـ 5,7 مليارات د.أ. نهاية الـ 2018.

ثالثاً - الوضع النقدي: لم تستطع الحملات المُغرضة على الليرة اللبنانية التي تقودها جهات مشكوك في نواياها تجاه الكيان اللبناني أن تؤثر في سعر صرف الليرة. وعلى الرغم من نشر الذعر بين المواطنين نتيجة تصريحات غير مسؤولة، إستمر الطلب على الليرة اللبنانية بمستويات مُرتفعة حدّت من الحاجة لمصرف لبنان للتدخل في سوق القطع. ونلاحظ من خلال البيانات التاريخية لسعر صرف الليرة أنّ هذا السعر يتأثر بالتخبّط السياسي القائم كما بأرقام المالية العامّة السيئة. هذان العاملان أصبحا تحت سيطرة حاكم مصرف لبنان الذي استطاع خلال العقدين الماضيين التمكّن من التقنيات المالية التي تحمي الليرة اللبنانية والقطاع المصرفي. الجدير ذكره أنّ احتياط مصرف لبنان ما زال قادراً على الدفاع عن الليرة ضدّ أية مُضاربات من قبل اللاعبين الماليين مهما كان حجمهم السوقي، أضف إلى ذلك أنّ حاكم مصرف لبنان وبالثقة التي يتمتّع بها في المجتمع الدوّلي، يملك بين يديه أحد أهم أسلحة الدفاع عن الليرة (نتحفّظ عن ذكرها نظراً إلى أهمية عنصر المفاجئة) والتي تستطيع التصدّي لأي حدث مهما كان نوعه.

إذاً، مما تقدّم نرى أنّ الإنهيار هو كلمة لا تناسب الواقع اللبناني الحالي بل هي تُعبّر عن تقييم سلبي للاعبين الإقتصاديين وحاجتهم لوجود حكومة تقوم بمهامها، خصوصاً تخفيض الإنفاق العام وتحفيز النمو الإقتصادي. إلّا أنه وكما سبق الذكر، فإنّ التأخر بهذه الإجراءات سيرفع من كلفة الدين العام إلى مستويات ملحوظة ستدفع من دون شك الحكومة القادمة إلى فرض ضرائب على المواطنين بشكل كبير، وهذا الأمر أكيد من ناحية أنّ الحكومات تتموّل من الضرائب أو الإستدانة.

 

الحاضنة الروسية ومشكلات الإقليم

سام منسى/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18

ينتهي عام 2018 على وقع قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من سوريا وتداعياته المرتقبة. وإذا رست سياسة إدارة الرئيس ترمب على ما هي عليه اليوم، تبرز أسئلة عدة أكثرها إلحاحاً هو: هل يمهد هذا القرار لتغيير في الموقف الأميركي من إيران، الشريك الرئيس للنظام السوري؟ والثاني، وهو لا يقل أهمية عن الأول: هل تخلت واشنطن لروسيا عن الشرق الأوسط وسلمتها رعاية شؤونها؟ والثالث: هل بمقدور موسكو تحمل شؤون وشجون هذه المنطقة الصعبة والمعقدة ومعالجتها؟ يصعب فهم فرحة مناهضي واشنطن بهذا القرار، لأنه من السذاجة الاعتقاد أن روسيا ستحمل في جعبتها حلولاً لملفات الإقليم المتداخلة في تعقيداتها. وعلى الرغم من إيمان البعض ببراعة الدبلوماسية الروسية وحنكة الرئيس بوتين وحدة العداء لأميركا والغرب بعامة، فإن الحذر والموضوعية ضروريان.

بدايةً، لا بد من جلاء ناحية غامضة في قرار الرئيس الأميركي التخلي عن حليفه الرئيس إذا لم نقل الوحيد على الساحة السورية وهم الأكراد: هل هذا القرار هو وليد مزاجية عابرة لترمب، أم أنه يعبر عن أولويات استراتيجية أميركية تتجاوز ترمب الرئيس إلى موقع أميركا في النظام الدولي وأهمية الشرق الأوسط لمصالحها، وذلك رغم الاعتراضات الوجيهة من أكثر من جهة مؤيدة أو معارضة له، أبرزها وزير الدفاع المستقيل جيمس ماتيس؟ في المقابل، هل تحمل روسيا رؤية كبرى للشرق الأوسط، وهل هي مستعدة لوضعه تحت مظلتها الدبلوماسية والأمنية، أم أن القضية هي أيضاً مجرد توجه شخصي للرئيس بوتين مدفوع بطموحات معينة ورداً على إخراج موسكو من المنطقة؟ لا توجد إجابات سهلة ومقنعة عن هذه الأسئلة، وأغلبها سجالية. وبغضّ النظر عن الذين يتطلعون إيجاباً إلى ترمب شخصاً وإدارةً، أو إلى بوتين زعيماً، فإن استشراف حال العالم العربي تحت المظلة الروسية المقبلة لتحل مكان المظلة الأميركية ولو جزئياً وتثير آمالاً بإحلال «السلام الروسي» مكان «السلام الأميركي»، يكشف أنه لا يوجد أفق مضيء لحجم التحديات في المنطقة. وهذه عينة من تناقضات الإقليم، مجتمعات ودولاً وأنظمةً، لعلها على الأرجح باقية إن لم تنفجر مظلة روسيا وحلفائها في الإقليم.

على صعيد العلاقات بين دول الإقليم الكبرى، ستواجه روسيا إشكالات كبرى في التعامل مع العلاقة بين الصديقتـــــين اللدودتـــــين، تركيا وإيـــــــران، إنْ على الأرض السورية أو حول قضايا الإقليم بعامة.

من المعروف أن روسيا لديها هواجس دفينة حيال الإسلام السياسي بشقيه الإخواني والخميني، في وقت يتنافس فيه هذا الإسلام السياسي عبر طروحات إردوغان التركية وتلك الإيرانية للسيطرة على النظام المركزي في دمشق، والذي تريده موسكو أسدياً «مدنياً»، علمانياً. بالمحصلة، لن تأمن موسكو لهلال شيعي خميني ولا لهلال إخواني إردوغاني.

وتخشى موسكو أيضاً متغيرين، الأول هو عودة الود المفقود بين أنقرة وواشنطن والحلف الأطلسي، ما قد يعيد تركيا حلقة صلبة ومعاندة داخل المنظومة الغربية المناهضة لموسكو. والثاني أن تدفع مزاجية ترمب إلى تغيير ما في العلاقات بين واشنطن وطهران، بحيث يتم تعويم المنطق الذي تحكّم في الإدارة الأميركية السابقة حول دور إيران الكابح لجموح المتشددين من السُّنة وفق توصيف أوباما، وأنها لاعب عقلاني يتمتع بضوابط بينما التنظيمات الإرهابية متفلتة وعدمية.

أما القضية الفلسطينية فهي باقية محورية ويصعب التوهم بقدرة روسيا على التقريب بين «فتح» و«حماس» من جهة، وإيجاد تسويات ومخارج للشرعية الفلسطينية المأزومة، فكيف الحال بقدرتها على الجمع بين إسرائيل والفلسطينيين على طاولة مفاوضات لفرض حل الدولتين؟

وينبغي ألا يغيب عن المشهد التوتر بين تل أبيب وموسكو على خلفية الوجود والدور الإيراني في سوريا ولبنان.

إضافة إلى كل ما سبق وفي مقدمه تأتي مسألة تراجع الدولة الوطنية، وإعادة بناء العقد الاجتماعي بعد تمزق النسيج الوطني وتعدد الولاءات ما فوق الحدود الكيانية وما تحتها حتى باتت الأوطان طاردة لأهلها محكومة بهاجس الهجرة قبل أي شيء آخر.

وقياساً على ما يجري داخلها، لا تملك روسيا أمام هذا النوع من المشكلات البنيوية أكثر من مدّ سلطتها تحت شعارات متوهَّمة حول تحالف الأقليات أو ما شابهه.

إن ظاهرة تراجع الدولة وواقع تعدد الولاءات باتا يحجبان أهم مشكلتين يواجههما العالم العربي وهما: ندرة الموارد المائية، وإمكانية تفشي أسلحة الدمار الشامل من نووية أو كيماوية أو جرثومية وغيرها.

إن نحواً من 60% من مصادر المياه العربية من خارج حدوده، فضلاً عن توالي سنوات الشحّ وتفشي التلوث ونضوب الينابيع وتوسع مساحات التصحر، وأثر ذلك على البيئة والثروات الطبيعية، إضافة إلى حركة السكان في الإقليم، ما يفسر هشاشة الأمن القومي العربي بجوانبه كافة بدءاً من الاقتصاد والاجتماع والثقافة وصولاً إلى السياسة والأمن الصلب. إلى هذا، يبقى التجاذب الحاد بشقيه السياسي والمذهبي في المنطقة هو المحفز الرئيس لإمكانية تفشي أسلحة الدمار الشامل، إضافة إلى تمكين الأنظمة المستبدة وتجديد شبابها على وقع ما شهدناه بعد حراك الربيع العربي.

في السياق نفسه، تجدر الإشارة إلى أن سنوات قليلة تفصلنا عن انتهاء مفاعيل الاتفاق النووي بين إيران ودول الـ«5 + 1» ونعود بعدها إلى رغبة دول بالمنطقة في امتلاك قدرات نووية.

هذه عينة من التحديات التي سوف تواجهها الحاضنة الروسية الجديدة وغيرها الكثير، ويبقى أن الدبلوماسية الروسية قد تكون نجحت حتى الآن في عقد تسويات، إلا أنها ربما تبقى غير مؤهلة لتكون بديلاً ناجحاً للولايات المتحدة على الرغم من كل الإخفاقات الأميركية في المنطقة.

 

الرصاصة الأخيرة

غسان شربل/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18

ها أنت تقف مجدداً عند المنعطف. ولا خيار أمامك غير أن تطوي الصفحة. الوقت سياف لا يستأذن أحداً. لم يبقَ في مسدسك غير رصاصة أخيرة، ولا مناص من إطلاقها. اليوم الأخير من السنة. سحب الزمن سنة كاملة من رصيدك في مصرف العمر.

العادات حاكم بقرارات مبرمة. كلما همَّت سنة بلفظ أنفاسها الأخيرة، أذهب إلى المكتبة في المدينة التي أكون فيها. تعلمتُ أن على الصحافي أن يمثل أمام كنوز المكتبة. درس لا بد منه للاحتفاظ بالتواضع ومحاربة أوهام المهنة. تبلغك المكتبة أن ما تعرفه قليل، وأن عليك أن تبحر أبعد وأكثر. وأن مساهمتك لن تكون - في أفضل الأحوال - أكثر من نقطة عابرة في محيط هادر. وأن الأخبار تتلاشى بعد ساعات فقط من ظهورها. وأن المقالات تموت بدورها قبل غروب الشمس. تتحداك المكتبة. على رفوفها عقود وأساور وخواتم. وعلى رفوفها حديد مستهلك، وخزف متآكل، ورماد عابر، وكلام مرشح لموت سريع. لكنها تذكرك - بالتأكيد - برجال قامروا بأعمارهم، معتقدين أو واهمين أن تجاربهم ستحصن أعناق أسمائهم في مواجهة سيف الوقت. وما أجملها من أوهام. تعطي العمر نكهة المحاولة ولسعة التحدي.

درس في التواضع. على الرفوف أسماء عبرت القرون والحقب، كصاروخ عابر للقارات. عاشت طويلاً حتى أدركت زمن «تويتر» والجمل القصيرة اللماحة التي ترشق كالسهام. تذهلني قدرة قصيدة على اختراق جسد الوقت كالرمح. هذا المتنبي الذي يقيم في المكتبة كأنه صاحب الدار، ويسخر من تبدل أسماء جيرانه. تذهلني قدرة رواية كتبت في القرن التاسع عشر على إرغامك على مقاومة النعاس، من فرط شراهتك إلى استنفاد الوليمة. تذهلني قدرة كاتب روسي أو فرنسي، أو من أي جهة أخرى، على مخاطبة شاب سيقلب الصفحات بعد قرنين. وتثيرني أيضاً قصص أولئك الرجال الذين منحتهم الأقدار والإرادات عيوناً نفاذة، فأطلقوا مشاعل النهضة غير آبهين بسطوة عساكر الظلام.

أشعر بامتنان كبير لهؤلاء الذين لا يبخلون بأعمارهم على التنقيب في تجارب رجال هزوا العالم، قبل أن تحذفهم محكمة الأعمار. سنوات من البحث والتنقيب لإعادة محاكمة ستالين وديغول وماو وصدام والقذافي وكيم، سواء لتأكيد الحكم أو نقضه. لا بد من إعادة المحاكمات لمحطات التاريخ والرجال والوقائع والكتب. لا بد من رمي كل شيء في نهر النقد، لغسل الحجارة مما لحق بها من الصدأ والتكلس.

سألتُ البائعة الشابة عن الكتب الجديدة، فما أجمل أن تعثر على قنديل جديد. أشارت بيدها؛ لكنها قالت: «الشبان الجدد لا يقرأون». وهذا غير صحيح. إنهم أبناء زمن مختلف. يقرأون بطريقة أخرى. على الهاتف والجهاز ومواقع التواصل. ربما لهذا السبب تبدو زيارة المكتبة وداعية أحياناً. لن تكون بعد سنوات كما هي الآن. قدرها أن تلحق بالقراء الجدد وثقافتهم وأساليبهم. وهو نفسه قدر الكُتاب الجدد.

خرجتُ من المكتبة، فوجدتُ المدينة في قبضة الليل. طلبتُ من السائق أن يأخذني في جولة. أحياناً تشعر برغبة في الدوران في مدينتك الأصلية، فتجول كمجرم يتفقد مسرح ارتكاباته الأولى. مررتُ في شارع الحمراء، فوجدت مبنى صحيفة «السفير» مطفأ. حزنت. كانت تجربة مهنية جديدة وجريئة. كدت أشم رائحة دموع ناشرها ورئيس تحريرها الصديق طلال سلمان. لا شيء أوجع من أن تخسر صوتك وشرفتك. ومررت قرب مبنى «دار الحياة» حيث تركتُ بعضاً من عمري. وجدتُ المبنى معتماً. تستحق هذه التجربة اللافتة مصيراً أفضل. مررت قرب مبنى «النهار» وأفرحني أنه لا يزال مضيئاً يغالب بشجاعة، بقيادة رئيسة التحرير نايلة تويني، التحولات الكبرى والمؤلمة التي أصابت هذه الصناعة، بفعل الثورة التكنولوجية المتواصلة وثورة الاتصالات.

تذكرت «النهار». ذهبت إليها من مقاعد الجامعة. كانت معهداً صارماً. الخبر شيء والرأي شيء آخر. لا يحق لك أن تخطئ، وإن فعلتَ فواجبك ألا تكرر. دقة المفردات والأمانة في الصياغات. الإيجاز في العناوين، والسماح باستخدام المخيلة من دون تضليل القارئ. وحتى في المقالات، لا يحق لك استغلال مساحة بيضاء أعطيتها لتصفية الحسابات والتشهير. واجبك الدائم احترام عقل القارئ وصورة الصحيفة والقانون. كان التردد على الصحيفة أشبه بزيارة يومية للمكتبة. كان غسان تويني بارعاً في شم رائحة اللاعبين الواعدين. والرجل اللامع لا يخشى النجوم الصاعدين؛ بل يحرضهم ويتعهدهم. وكان الصحافي الشاب يشعر كم عليه أن يتعلم في حضرة المحترفين، وفي جوار المعلقين والكتاب والشعراء.

وفي طريق العودة، وجدت مبنى «دار الصياد» مطفأ. عقود من الصحافة في المؤسسة التي أطلقها سعيد فريحة، وأتقن فيها برحابته استقطاب مميزين انتقلوا لاحقاً ليثروا الصحافة العربية، بالرسائل والتحقيقات والحوارات والمقالات. غابت «الأنوار» الصحيفة اليومية، وكدت أشمّ رائحة دموع رئيس تحريرها الصديق رفيق خوري. لا شيء أقسى من أن تخسر شرفتك.

مشكلة الصحف في لبنان جزء من مشكلة عامة في كل البلدان. لا الحزن يفيد ولا الرثاء يجدي. ولا خيار أمام الثورات الهائلة المتدافعة غير الانخراط فيها. لا تموت الصحف. تتغير وتعود في أشكال جديدة وحديثة. لا يحق لأحد أن يقفل بابه في وجه التغيير؛ لأنه يختار الاندثار. والتغيير صعب، ويحتاج إلى الإرادة والإمكانات والمخيلة وذهنيات جديدة. هذه تشوهات المهنة. كل يودّع السنة متفقداً أحوال قبيلته. الأكيد أن الوقت يفلت من بين الأصابع. إنه اليوم الأخير. ولا خيار غير أن تطلق الرصاصة الأخيرة اليوم، لتستعد لتحديات السنة الجديدة، وهي ليست بسيطة على الإطلاق في السياسة والأمن والاقتصاد والهجرة والمناخ.

 

يوم المائة والمليار

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18

ودّعتُ السنة في دبي، ربما أفضل الأمكنة لاستقبال السنة الطالعة، لا أريد أن أفكر في بيروت، أرضي وشبابي، لكن في مقاييس الحياة والطمأنينة والأداء، ليس أفضل من هذه البقعة التي أصبحت شيئاً من نيويورك، وشيئاً من «سيليكون فالي»، وقطاراً مثل ترام كولونيا، لولا أنه شوه بحمام من الإعلانات المزرية. ودبي لا تودع عاماً واحداً، بل تختتم وداعات زايد بن سلطان. تطل صورته الباسمة والطيبة من كل الأمكنة في مئوية رجل أسس لإحدى أهم الدول الحديثة والتجارب العمرانية في العالم. جمع زايد مجموعة دول صغيرة وأقام منها دولة كبيرة. وحول الإمارات «المتصالحة» إلى اتحاد حقيقي متشابه ومتناسق. وتحت راية العروبة وفي مفهومها الإنساني البسيط والعميق، أعطى الدولة الجديدة مقامها ودورها وسياستها.

احتفلت عجمان بمئوية زايد مثل أبو ظبي. ودبي، هذه «الأعجوبة» المثيرة، تصدرت مظاهر الوفاء لدور المؤسس الذي بسط روح المساواة بين الجميع. ولا يهم كم يوماً تقضي في دبي، ففي كل يوم فصل جديد بتوقيع محمد بن راشد.

أو بالأحرى قصيدة جديدة، وآخرها بعنوان «مليار». والمليار هو رقم المسافر الهندي الشاب الذي هبط في مطار دبي قبل أسبوعين. وفي هذا العام مرّ العام الماضي 15 مليوناً من البوابات الإلكترونية. أنا، أسعدني المرور بالبوابة العادية، لأن ضابط الجوازات تعرّف إليَّ وتأهل «بالشرق الأوسط». قلت في نفسي عندما قرأت قبل ثلاث سنوات أن محمد بن راشد عيّن في حكومته وزيرة للسعادة! هل هناك شيء اسمه السعادة في هذه الدنيا؟ ما هي السعادة وكيف نعرف بها؟ إنها عندما تقرأ صحيفتك كل يوم وتجد أن الحكومة قدمت كل يوم عملاً جديداً. عندما تجد أن ملايين البشر يفدون كل يوم ويدخلون بكل طمأنينة إلى بلاد آمنة. عندما تعرف أن القاضي الذي تمثل أمامه هو أيضاً محمد بن راشد، فلا يبقى أمامك سوى أن تطمئن إلى براءتك، أو تخاف من ذنبك. القانون هو أول شروط السعادة، وهو آخرها أيضاً.

بلد مليء بالسائقين من لبنان وباكستان والهند وبنغلاديش. وليس فيه «زمور» واحد ولا فيه إشارة واحدة تقول إن «الزمور» ممنوع. عليك أن تترك خلفك جميع العادات السيئة ومظاهر التخلف الخلقي. وهذه ليست في حاجة إلى تذكير. عندما وقعت جريمة سوزان تميم كان الشيخ محمد بن راشد في اليوم التالي عند الرئيس حسني مبارك. قال له سيادتك تعرف مثلي غلاء مصر علينا، لكن أمن بلادنا أغلى. رجاء أن تبلغ المسؤولين عدم إرسال أي وسيط.

 

سوريا بين كماشة مثلث

مها محمد الشريف/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/18

بات العبث بمستقبل سوريا لعبة فاضحة لا يدخل الزمن في مفهومها، فالتناغم الروسي - الأميركي وتوزيع الأدوار أصبح العمل به على المكشوف، وظهر جلياً في الانسحاب الأميركي المفاجئ من سوريا الذي أعقبه ترحيب روسي، مع منح الأتراك دوراً في تقزيم طموحات الأكراد.

بينما تريد روسيا استكمال السيطرة على أراضي سوريا شكلياً حتى تنتقل لمرحلة تسوية سياسية تفرضها بالتفاهم مع أميركا غير واضحة، لا شكلها ولا لونها، ولا كيف ستكون طبيعة النظام الذي سيحكم سوريا مستقبلاً تحت وصاية روسيا ورضا أميركا، ومباركة إسرائيل.

على هذا النحو قامت تركيا بتعزيزات عسكرية من الآليات والقوات الخاصة وناقلات الجنود والدبابات إلى مواقع قواتها على جانبي الحدود مع سوريا، والأكثر من هذا تعاطف نتنياهو إسرائيل مع حزب العمال الكردستاني وأطلق عليهم «الإخوة الأكراد» وسيمهد الطريق أمام قواته للدخول بعدما فشل التقسيم المتفق عليه. فبديهي إذن يكون الضلع الثالث للمثلث هو روسيا التي ستُبقي قواتها في سوريا رغم الانسحاب الأميركي ويشهد هذا التناغم الروسي والأميركي قاعدتين أميركيتين؛ قرب الحدود مع سوريا والأخرى قرب حدود الأردن، بمعنى أن أميركا تريد أن تصبح العراق مركز عمليات لها بالمنطقة لمواجهة الإرهاب وإيران، وقد طمأن الجميع لافروف بأن الوجود العسكري التركي في إدلب متفق عليه ولسان حاله يقول: لا تخشوا رحيلنا، سنبقى معكم، فالأرض تتسع لنا ولكم ولأميركا وإيران وتركيا وإسرائيل.

بل ينبغي أن يصرخ ضمير العالم في وجه التدخلات الممنهجة، وعلى بشار سوريا تأمين شروط حياة لائقة يشرّعها لبلاده وشعبه، هذا إذا سلمنا كأمر بديهي بوجود قرار سياسي، وإغلاق الطرق أمام القرارات الأخرى الدخيلة، ولكننا مرغمون على أن نستنتج من الوقائع ما يجب بذله من جهود لسرد سلسلة أحداث جسام، فقد كان القسم الأكبر من نصيب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي أعلن عزم بلاده على شن عملية عسكرية جديدة في المنطقة، لا شك أنهم على هذا النحو يتخذون هذا الانسحاب نقطة بداية لأولئك الذين يحيطون بسوريا، وسيكون الأمر غاية معطاة تحدد جوهرياً المشروع العثماني من خلال أرض الشام.

بعدما قررت الولايات المتحدة التمهيد له بسحب قواتها من شمال سوريا، فأتاحت الفرصة لأنقرة ومنحتها متسعاً من الوقت لترتيب أوراقها بعد استكمال الانسحاب الأميركي، والمسافة هنا ليست جغرافية بل تاريخية لتلك الأحداث المترابطة، وتتجلى باستمرار الخيارات العربية عبر فتح سفاراتها في دمشق وتفعيل دورها من جديد، وتحتاج إلى تحرك أسرع وأوسع نطاقاً لتعزيز فرص السلام، وتعتبر خطوة تقارع التنسيق التركي - الأميركي لتفادي فراغ في السلطة الذي يقلص تلك المسافة، لأن الظواهر نفسها تحدث إذا اندلعت حرب من النمط نفسه، كما يرويها المجتمع التاريخي. بعدما حدد جاويش أوغلو عن الجانبين الاتفاق لاستكمال الشروط بشأن مدينة منبج السورية، وقد ترجمت إلى لغة بسيطة تتوافق مع استكمال الانسحاب الأميركي فما عساه يكشف أكثر من ذلك، لا سيما أن يقضي الاتفاق بخروج وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها الإشكالية الأساسية لهذه الطريق، التي وصفوها بالجماعات العابرة للقوميات، بل اعتبرتها أنقرة إرهابية، تهدد الجزء الأعظم من تركيا.

ومن الأهمية بمكان إذا فسرنا هذا التقارب بين أنقرة وواشنطن بأنه ضمن «الناتو»، وما تشكله قاعدة إنجرليك من أهمية لقوات أميركا بكل تحركاتها بالشمال، ولكنه تقارب المصالح الذي يفرض مواقف أكبر من إطلاق سراح القس الأميركي أندرو برونسون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ويفضي بنا هذا إلى المسألة المتصلة بما يقع خلف الكواليس، وهو يعزو إلى الشيء الكبير لثمن خدمة سياسية أسدوها لبعضهم. بوسعنا أن نضرب مثالاً حيادياً هو حماية الشعب الكردي الذي تركته واشنطن لإطلاق يد تركيا في الشمال السوري للقضاء على وحدات الشعب الكردي شريك واشنطن بالحرب على «داعش»، فالذاكرة تستمد ذكرياتها من الامتيازات التي تنالها، بصفتها استعادت النصوص التي ظهرت فيها المتاهات الأخرى، فماذا يترتب عن هذا التحول في المصائر الحربية؟ هل أميركا تريد مزيداً من الاهتزازات الكبيرة في المنطقة؟ أم أن نتائج هذا الانسحاب يضطلع بها التاريخ وتخضع لتوصيف خاص وهو إنعاش الماضي بحروب الحضارات؟!

 

 ٢٠١٨:  عام الناجين

حازم الأمين/موقع درج/31 كانون الأول/18

لا يبدو أن العالم سيكون أجمل في العام ٢٠١٩. مؤشرات العام المنصرم سترخي بأثقالها على العام الذي ننتظره، وأمنياتنا بعام أجمل تصطدم بحقائق ثقيلة، ليس أقلها أنه عام يبلغ فيه العمر الرئاسي لدونالد ترامب ثلاث سنوات، وهو ما أفضى إلى ما صار يسمى بالـ”ترامبية العالمية”، ذاك أن الرجل يقف ليس على رأس السلطة في الولايات المتحدة الأميركية فحسب، بل على رأس العالم، وهو أنجب نظراء له في البرازيل وفي المجر وفي إيطاليا وفي النمسا، وها هي موجات اليمين المتطرف تتدفق على أوروبا فتهدد أنجيلا ميركل، وتنتزع بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتخوض حروبها الانتخابية متسلحة بمشاعر العداء للنازحين والمهاجرين. أما نحن، أهل هذا المكان البائس من العالم، فالـ”ترامبية” أثمرت عندنا صوراً أكثر بؤساً وأشد قسوة، تبدو الحروب في ظلها خياراً مستمراً ومتواصلاً. ولعل أبرز صور الزمن الـ”ترامبي” لدينا هو ظاهرة الرؤساء والزعماء “الناجون”، والذين أسعفهم الزمن “الترامبي” بما يعينهم على الاستمرار في البقاء في السلطة على رغم الدماء التي أهدروها.

عندنا، كان العام ٢٠١٨ عام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الناجي الأول من جريمة ارتكبت تحت أنظار العالم كله. وما تحمله نجاة الأمير من دلالات ربما تفوق ما حملته نجاة أقرانه من الزعماء العرب. فجريمة إسطنبول التي أودت بالصحافي جمال خاشقجي تكثفت فيها صور هوان العالم وتهافته على مليارات الأمير وعلى وعوده وقابليته لدفع ثمن الجريمة مهما بلغ هذا الثمن، طبعاً باستثناء تخليه عن موقعه ملكاً بعد وقت ليس ببعيد. ولعل سقوط العالم في جريمة إسطنبول كان تكثيفاً لفكرة الزمن الترامبي. والقيم التي تداعت بفعل قبول العالم الجريمة تفوق بخسائرها قبول العالم جرائم أكبر، ذاك أننا كنا أمام جريمة لا لبس في هوية منفذها، والأخير لم يكن راغباً في إخفاء فعلته. قال للعالم ها أنا ذا، وهذا وجهي وتلك أدواتي التي قطعت فيها جسد الصحافي، وأذبت فيها أوصاله. والعالم قَبِل، وليس دونالد ترامب وحسب. فصورة ايمانويل ماكرون رئيس فرنسا، حاملة قيم الثورة الفرنسية والجمهوريات التي أعقبتها، مبتسماً إلى جانب الأمير بعد فعلته، تفوق في قسوتها صورة ترامب مدافعاً عن بن سلمان.

الـ”ترامبية” أثمرت عندنا صوراً أكثر بؤساً وأشد قسوة، تبدو الحروب في ظلها خياراً مستمراً ومتواصلاً. ولعل أبرز صور الزمن الـ”ترامبي” لدينا هو ظاهرة الرؤساء والزعماء “الناجون”، والذين أسعفهم الزمن “الترامبي” بما يعينهم على الاستمرار في البقاء في السلطة على رغم الدماء التي أهدروها.

الناجي الثاني في قارب العام ٢٠١٨ هو بشار الأسد، ففي هذا العام ثبت لنا أن قاصف شعبه بالسلاح الكيميائي باق في منصبه، ومرة أخرى قال لنا العالم أن الجريمة مهما بلغ وضوحها ووقعها لا تساوي مصالح رعاتنا، وأن فكرة “الأبد” التي ابتكرها أهل البعث في سوريا تصلح لنا. أكثر من ٥٠٠ ألف قتيل ونحو عشرة ملايين نازح ومدن وأرياف تحولت إلى ركام، كل هذا والأسد باق في موقعه في سوريا. واختتم العام بتوسع دائرة الانفتاح على قبول الجريمة في سوريا. الخليج عاد سياسياً إلى دمشق. أبو ظبي افتتحت سفارتها وكذلك البحرين والسعودية ليست بمنأى عن هذه الخطوات، ذاك أن أميرها باشر تسديد الديون التي أملتها جريمة إسطنبول. وكل هذا في ظل وهمٍ عربي متعاظم حول “ضرورة انتزاع الأسد من حضن طهران”. وأمام هذه الحقيقة المغرقة في مذهبيتها، قَبِل نظام الجريمة العربي مجرماً من غير مذهبه ومن غير ملته.

الناجي الثالث الذي أجاد علينا به العام ٢٠١٨ مختلف عن قرينيه في السعودية وفي سوريا لأنه نجا من دون موقعه. إنه الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك. ومن نجا في هذه الحال هو صورة مبارك وليس الرئيس ولا منصبه. فقبل أيام قليلة من انقضاء هذا العام ظهر علينا الرئيس المخلوع ماثلاً في المحكمة كشاهد في محاكمة نظيره المخلوع أيضاً محمد مرسي. مبارك وقف بكامل أناقته الرئاسية في المحكمة وبدا متماسكاً وناجياً تماماً من آثار مكوثه على رأس سلطة فاسدة نحو ٣٠ عاماً، فيما أمضى مرسي عاماً في الرئاسة تخللهما جموحٍ وشره اخواني لاحتكار السلطة، كانت كفيلة بأحكام إعدامٍ وسجن مدى الحياة. مشهد الرئيسان تحت قوس المحكمة، الأول شاهداً على “جرائم” الثاني، حمل مقداراً هائلاً من انعدام العدالة ومن اختلال القيم، وهو صورة مكثفة أيضاً عن ثقل العام ٢٠١٨ وعن قبحه.

ينتمي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى فئة “الرؤساء الناجين”، من دون أن يكون قد نجا من ثورة أو من جريمة مباشرة. لقد نجا بوتفليقة من استحقاق العمر ومن الطموح إلى فكرة تداول الأجيال السلطات. النظام في الجزائر متمسك بصورة الرئيس، وبكرسي يجلس عليه عجوز يكاد لا يقوى على رفع يده. نجا النظام من رئيس جديد، ونجا بوتفليقة من استحقاق قضاء ما تبقى له من عمر خارج الكرسي. الفارق بينه وبين حسني مبارك كلمة واحدة، الأول هو الرئيس الحالي، والثاني هو الرئيس المخلوع. كلاهما لا يحكم، لكن كلاهما خارج دائرة المحاسبة. النظامان أبقياهما صوراً لأنفسهما، وحرصا على تثبيتهما بصفتهما زمناً لم ينقضِ. الصور أهم من أصحابها طالما أنها تغذي وترفد نظاماً منتصراً على أهله.

الناجون كثرٌ في العام ٢٠١٨. النظام العربي الذي كادت تطيحه ثورات، نجح في تحويلها حروباً، نجا بأكمله من تبعات جرائمه وفساده وفشله. أما غير الناجين في العام ٢٠١٨ فهم مئات الملايين من أهل هذه الحروب. فإذا كانت هذه حال سوريا والسعودية ومصر والجزائر، فالحال أسوأ في اليمن حيث الحرب ولدت مجاعة، وفي ليبيا حيث يكاد النفط يحرق أهله. أما فلسطين مفتتحة الخسائر فقد شهدت في هذا العام أرذل أفعال دونالد ترامب وصحبه من الرؤساء والملوك العرب. شهدت انتقال العالم من تل أبيب بصفتها عاصمة لإسرائيل، إلى القدس بصفتها العاصمة البديلة.

بهذه الحقائق الثقيلة، وبأكثر منها، سنستقبل العام ٢٠١٩. فعذراً من مستخدمينا على عدم إفراطنا بالتفاؤل، مع وعد بالاستمرار بمقاومة هذا الواقع. 

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون عرض شؤونا قضائية مع القاضيين حمود وخوري

الإثنين 31 كانون الأول 2018 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود وعرض معه عمل النيابات العامة والتطورات الراهنة.

كما استقبل الرئيس عون رئيس مجلس شورى الدولة القاضي هنري خوري وتداول معه في عمل المجلس في مختلف غرفه.

 

الحريري تفقد الاجراءات الامنية في وزارة الدفاع والتقى الصراف وعون: الجيش اللبناني من أهم المؤسسات التي توفر الاستقرار للبلد

الإثنين 31 كانون الأول 2018/وطنية - قام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم بجولة تفقدية للاجراءات الأمنية المواكبة لاحتفالات ليلة رأس السنة، استهلها من وزارة الدفاع، حيث كان في استقباله عند المدخل الرئيسي وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف، ثم توجها إلى مكتبه، حيث عقدا اجتماعا سلم خلاله الوزير الصراف الرئيس الحريري درعا تذكاريا عربون محبة وتقدير. وخلال اللقاء، شكر الوزير الصراف الرئيس الحريري على دعمه للجيش والمؤسسة العسكرية، واصفا هذا الدعم بالنادر، وقال :" لقد ساعدنا الرئيس الحريري في الموازنة وفي تدوير الاعتمادات وموضوع التطويع، كما كان دعمه واضحا من خلال مؤتمري روما و"سيدر". ثم رد الرئيس الحريري بالقول: "الجيش اللبناني من أهم المؤسسات التي توفر الاستقرار للبلد. وقد أردت اليوم في ليلة رأس السنة أن أطلع على كافة الإجراءات الأمنية المتخذة لحفظ أمن المواطن اللبناني وكل من يزور لبنان". أضاف: "أود كذلك أن أشكر الوزير صراف على عمله الذي يقوم به على أكمل وجه، ومقررات مؤتمري "ٍسيدر" و"روما" ستنفذ بالتأكيد إن شاء الله". ثم انتقل الرئيس الحريري، يرافقه الوزير الصراف، إلى غرفة العمليات في وزارة الدفاع حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون وكبار الضباط، واطلع منهم على التدابير والإجراءات المتخذة عشية رأس السنة لحفظ الأمن والاستقرار.

 

التواصل الاجتماعي في حزب الله والتيار الوطني الحر اكدا على القواسم والمشتركة والتفاهمات بينهما

الإثنين 31 كانون الأول 2018 /وطنية - زار وفد من ملف التواصل الاجتماعي في "حزب الله" برئاسة علي أحمد مسؤولي التواصل الاجتماعي في التيار الوطني الحر مهنئا بحلول عيدي الميلاد ورأس السنة، وكان في استقبال الوفد منسق اللجنة المركزية للاعلام في التيار الإعلامي جاد أبو جودة. وجرى خلال اللقاء "استعراض الأوضاع العامة والإشكالات التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي ترافقت مع عملية تشكيل الحكومة في الأسبوعين الماضيين وتم التأكيد على ما يلي:

- إن ما يجمع حزب الله والتيار الوطني الحر من الثوابت والقواسم والمشتركة والتفاهمات هي اكبر بكثير من أن تعكرها سجالات مواقع التواصل الإجتماعي وإشكالات يصنعها بعض الناشطين على مواقع التواصل حول قضايا تفصيلية.

- التأكيد على التعاون والتنسيق الدائم في كافة الملفات والقضايا والمناسبات.

- تعزيز العمل بروح التفاهم التاريخي والتنسيق للقيام بالأنشطة المشتركة في ذكرى التفاهم.

- دعوة الناشطين من كلا الطرفين على مواقع التواصل للتحلي بروح المسؤولية الوطنية وعدم السماح لأحد بتعكير العلاقة الراسخة بين حزب الله والتيار الوطني الحر".

 

 الصراف التقى قائد اليونيفيل وقيادة قطاع جنوب الليطاني ونوه بجهوز الجيش ودوره واكد التزام القرار 1701 وندد بالانتهاكات الاسرائيلية

الإثنين 31 كانون الأول 2018 /وطنية - التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال يعقوب رياض الصراف، في اطار جولة قام بها في الجنوب عشية عيد رأس السنة، قائد قوات الامم المتحدة الجنرال ستيفانو ديل كول في مقر قيادة "اليونيفيل" في الناقورة. ونوه الصراف، خلال اللقاء، بجهوز الجيش شاكرا قيادة الجيش على "مستوى أداء الضباط والرتباء والافراد"، وبنوه ايضا بـ"التعاون بين الجيش وقوات "اليونيفيل" الذي افرز مناخ استقرار في مقابل مناخ التوتر الذي نتج من ادعاء العدو الاسرائيلي بوجود انفاق مزعومة على الحدود الجنوبية"، مشددا على "التزام لبنان القرارات الدولية ولا سيما 1701 وانه ليس لديه اي نية للاعتداء على احد". واشار ان "اسرائيل قد حققت، خلال العام 2018، رقما قياسيا في الاعتداءات والخروقات المستمرة للسيادة اللبنانية، وعلى المجتمع الدولي الضغط لايقاف هذه الانتهاكات".

وانتقل الصراف لزيارة مقر قيادة القطاع الغربي في بلدة شمع حيث شدد على "اهمية التعاون بين القطاع والجيش"، مثنيا على جهود القطاع ودوره المهم في الجنوب". واستمع الى ايجاز عن "عمل القطاع والنشاطات المشتركة مع الجيش". ثم كان عرض للاليات التي يستعملها القطاع الغربي في أداء مهمته. ثم زار وزير الدفاع قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات في صور وكان في استقباله قائد القطاع العميد الركن روبير العلم وعدد من كبار الضباط. بداية، رحب العميد الركن العلم بالوزير الصراف شاكرا اياه على "اهتمامه الدائم".

من جهته، نوه الوزير الصراف بـ"جهود قيادة الجيش وعملها ولا سيما في ظل مزاعم العدو الاسرائيلي الأخيرة"، مؤكدا ان "الجيش هو حصن لبنان المنيع وهو يثبت ذلك يوميا". وحيا قيادة القطاع على "جهودها للمحافظة على الامن والاستقرار في المنطقة". وقدم الوزير الصراف درعا تقديرية الى كل من الملازم اول محمد قرياني والرقيب اول ايلاف بسج "لموقفهما الشجاع في وجه العدو الاسرائيلي". بعد ذلك، انتقل الصراف الى مقر وحدة احتياط قائد القوى في منطقة دير كيفا ومنها الى مقر قيادة القطاع الشرقي لـ"اليونيفيل".

 

الراعي دشن كنيسة مار يوحنا الحبيب بغوسطا بتمويل قطري الجابر: دليل على انفتاح قطر وتأكيدها على توطيد أواصر العلاقة مع اللبنانيين

الإثنين 31 كانون الأول 2018 /وطنية - دشن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كنيسة مار يوحنا الحبيب في دير المخلص الكريم بغوسطا، والتي قامت دولة قطر بتمويل بنائها بتقدمة من اميرالبلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وفي المناسبة، أقيم قداس احتفالي ترأسه البطريرك الراعي، وحضره عن دولة قطر السفير محمد حسن جابر الجابر ممثلا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعن الجانب اللبناني فاعليات دينية مسيحية.

الجابر

وتحدث الجابر فنقل "تحيات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى البطريرك الراعي والفاعليات الدينية التي شرفت حفل التدشين"، مشيرا إلى أن "أمير البلاد كلفه حضور حفل تدشين كنيسة مار يوحنا الحبيب في دير المخلص الكريم في غوسطا، التي قامت دولة قطر ببنائها، لتكون دارا للعبادة للاخوة المسيحيين الموارنة، وتحتضن مناسباتهم الدينية"، وقال: "إن سمو الأمير أرادها أن تكون على أجمل صورة لترجمة مشاعره الصادقة تجاه اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا". أضاف: "إن التقدمة السخية من دولة قطر لبناء هذه الكنيسة المارونية في هذه المنطقة العزيزة من لبنان، جاءت دليلا على انفتاح قطر وتأكيدها على توطيد أواصر العلاقة مع الإخوة اللبنانيين عموما، ومع غبطته خصوصا، فهو الذي يمثل رأس الكنيسة المارونية في لبنان. نحن نكن له ولرعيته كل المحبة والاحترام". وتابع: "إن اهتمام دولة قطر بالمسيحيين وبضرورة ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمن وأمان ليس أمرا جديدا علينا، لقد حملنا راية حوار الأديان منذ عشرات السنين. واحتضنت الدوحة مركزا لحوار الأديان أنشئ بتوصية من علماء يمثلون الديانات الثلاث في مؤتمرات حوار الأديان التي استضافتها الدوحة خلال السنوات الماضية. وإن دولتنا هي دولة محبة وسلام وتآخ مع كل الأديان السماوية". وأردف: "لقد كانت دولة قطر سباقة بين دول الخليج في إرساء وتكريس حق المسيحيين الذين يعيشون في الدوحة، ويفوق عددهم المئتي ألف من كل الطوائف المسيحية. وإن رسالتنا هي رسالة تسامح، وتاريخنا يشهد لنا بذلك. لقد بدأ بناء الكنائس في دولة قطر منذ عام 2005 يوم أعطى حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني موافقته على بناء أكثر من كنيسة للطوائف المسيحية التي تعيش في قطر، وتبرع بثمن الأرض لبنائها". وتوجه الجابر إلى الراعي قائلا: "بالأمس القريب، في 20 أبريل 2018، وضعتم يا صاحب الغبطة حجر الأساس لأول كنيسة مارونية في الدوحة، وهي كنيسة مار شربل على الأرض التي قدمها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد لتشييد هذه الكنيسة، ما يؤكد ريادة قطر وسمو أميرها في الانفتاح والحوار بين الحضارات والأديان". ولفت إلى أن "تدشين كنيسة مار يوحنا الحبيب اليوم، يؤكد عمق العلاقات الثنائية بين قطر ولبنان، التي لم ولن تشوبها شائبة، وتبرهن للعالم أجمع على رسالة الانفتاح والمحبة والتسامح والحوار التي نحملها في قلوبنا، وتقدم دليلا حسيا على إيفاء دولة قطر بتعهداتها، رغم كل الظروف التي مرت بها ورغم الحصار الجائر". وختم: "بانتظار أن نجتمع هنا مجددا قريبا بإذن الله لتدشين ما تبقى من أقسام تابعة لهذا الصرح الديني الكبير، نتقدم منكم بأطيب التمنيات بأن يحمل العام الجديد 2019 الاستقرار والأمان والازدهار للبنان، ولقطر والعالم أجمع".

الراعي

من جهته، شكر الراعي ل"دولة قطر تغطيتها كلفة بناء الكنيسة"، وقال: "نسأل الله ان يكافئ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد وحضرة صاحب سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشعب القطري الكريم بفيض من بركاته". ونوه ب"دور السفير الجابر ممثلا صاحب السمو في تدشين كنيسة مار يوحنا الحبيب في دير المخلص الكريم غوسطا"، متوجها ب"الصلوات والدعاء لدولة قطر وسمو اميرها على مساعيه الخيرة"، متمنيا ل"دولة قطر المزيد من الازدهار والتقدم".

أبو طانوس

بدوره، شكر رئيس جمعية المرسلين اللبنانيين الأب مالك أبو طانوس "الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الممثلين بسعادة السفير محمد حسن جابر الجابر على بناء هذا الصرح الديني الكبير".

ماضي

بدوره، نوه الأب ايلي ماضي ب"المنحة السخية المقدمة من دولة قطر"، وقال: "الشكر لمن وهب بسخاء وفرح وحنان. الشكر لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد وحضرة صاحب سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. والشكر أيضا للشعب القطري النبيل على هذه الهبة والسخاء والمحبة. كما نشكر كل من ساهم في بناء هذه الكنيسة".

إزاحة الستار عن لوحتين تذكاريتين

أزاح الراعي والجابر خلال حفل التدشين الستارة عن اللوحتين التذكاريتين، اللتين تخلدان الحدث، حيث كتب على إحداها: "بهبة سخية من سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وسمو الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبسعي ومتابعة من قدس الأب ايلي ماضي تم بناء كنيسة مار يوحنا الحبيب في دير الكريم غوسطا، وتم تدشينها بحضور سعادة السفير محمد حسن جابر الجابر ممثلا دولة قطر بتاريخ 30 كانون الأول من سنة 2018".

وتسلم الجابر من البطريرك درعا تذكارية تكريما لدولة قطر وللشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تقديرا للعطاء السخي.

وكذلك، قدم الجابر إلى الراعي هدية رمزية عربون محبة وتقدير.

حفل عشاء

وأقيم في بهو الكنيسة حفل عشاء على شرف الجابر بحضور الراعي وفاعليات دينية

ويشار إلى أن الهبة القطرية تشمل تمويل المشروع الذي يتألف من 3 بلوكات تمتد على مساحة 18000 متر مربع، يضم إضافة إلى الكنيسة، ديرا ومكتبة وناديا رياضيا وموقف سيارات داخليا يتسع ل90 سيارة و9 أجنحة و48 غرفة منفردة، ومسرحا يتسع ل270 شخصا، وصالونين وكافيتيريا ومطبخا.

ويذكر أنه تم تدشين كنيسة مار يوحنا الحبيب لتكون مقرا للصلاة والعبادة.

أما الدير التابع لكنيسة مار يوحنا الحبيب سيفتتح لاحقا بالتزامن مع افتتاح مستشفى مار يوحنا الحبيب في جونية.

 

 

**بعض جديد موقعي الألكتروني لليوم 01 كانون الثاني/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com/

 

 

تعليق بالصوت والنص/الياس بجاني/الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشاكله

http://eliasbejjaninews.com/archives/70521/%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84/

 

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الاحتلال الإيراني للبنان وراء كل مشكلاته/الياس بجاني/31 كانون الأول/18/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%83%d9%84-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84/

 

تعليقي على حرب التغريدات بين زياد أسود ووزارة المالية

خليل حلو/فايسبوك/31 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70603/70603/

 

أشرف ريفي: إيران تتخذ لبنان ورقة للمساومة/الاستسلام لتعطيل حزب الله هو بمثابة انتحار وطني

جاكلين زاهر/العرب/31 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70635/%D8%AC%D8%A7%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%B2%D8%A7%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D8%AE%D8%B0/

 

 

"العودة" العربية (واللبنانية) إلى الأسد أو المهزلة المرتقبة

منير الربيع/المدن/31 كانون الأول/18

http://eliasbejjaninews.com/archives/70632/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

 

Analysis/Sing All You Want, but Don't Dare Drive: How an Arab Singer Evoked the Wrath of Her Saudi Female Fans
 
زفي بارئيل وتقرير من الهآرتس يتناول صدام الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي مع نساء السعودية ومقاطعة حفلاتها في المملكة
 Zvi Bar'el/Haaretz/December 31/18
 
http://eliasbejjaninews.com/archives/70609/zvi-barel-haaretz-sing-all-you-want-but-dont-dare-drive-how-an-arab-singer-evoked-the-wrath-of-her-saudi-female-fans-%d8%b2%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%aa%d9%82/