المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 شباط/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february24.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا، وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ المَسِيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ذكرى استشهاد الطفلة مايا بشير الجميل

الياس بجاني/الوزير زعيتر واستراده للسلاح من سويسرا

الياس بجاني/د.جعجع وثقافة الذمية والأبواب الوسعة

الياس بجاني/طرح اشكالية الزواج المدني هدفه الهاء الناس

الياس بجاني/مقاوحة د.جعجع العبثية والخادعة للذات فيما يخص حكومة حزب الله

الياس بجاني/حكومة حزب الله مليون بالميي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ماذا يحصل في جب جنين.. ومن يستهدف المسيحيين؟

نوفل ضو: حزب الله ينفذ أخطر "عملية تزوير"

نصر الله أفتى بِحُرْمَة النقد علانية وجهراً!!/الشيخ حسن مشيمش/جنوبية

ليلة القبض على نواف موسوي.. عثرة النائب في «المسيرة الإلهية»

استراتيجية اميركا الجديدة تجاه لبنان: الهدوء وجعل سلاح حزب الله بلا مُهمة الى ان يصدأ!

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 23/2/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 23 شباط 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ريفي: الطريق لإعادة اللاجئين السوريين هي التفاهم مع المجتمع الدولي والعربي

رئيس المجلس الدستوري: الحملة السياسية علينا مرفوضة

سويسرا تتقصى مصير 31 قطعة سلاح اشتراها الوزير السابق والنائب غازي زعيتر

غازي زعيتر لـ «الشرق الأوسط»: موجودة بحوزة عناصر حمايتي في بيروت ومنطقة البقاع

باسيل يتحرك قانونياً ضد يعقوبيان بعد اتهامه بتقاضي حصة من «صفقة البواخر»

تجميد نشاط النائب الموسوي سنة كاملة

كفرفالوس: نهاية «التغريبة»؟ بلدة الـ50 بيتاً توارثها إقطاعيون وأثرياء أباً عن جد/آمال خليل/الأخبار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترشيح كيلي كرافت سفيرة لأميركا في الأمم المتحدة

خبير أميركي: قطر تدعم التنظيمات الأكثر فتكاً في العالم

الولايات المتحدة تحتفظ بوجود في التنف وشرق سورية و”قسد” ترحب

أنقرة وواشنطن اتفقتا على عدم تأخير خريطة طريق منبج واستكمالها في أقرب وقت

قسد” تفضح علاقة أنقرة بـ”داعش” ومعارض يكشف تورطها بدعم الإرهاب

أنقرة تحذّر من «أي فراغ» أثناء انسحاب واشنطن من سوريا

مصر: إحالة أوراق المتهمين بقتل رئيس دير إلى المفتي

مجلس الأمن يطالب بتنفيذ اتفاق الحديدة «فوراً» ولوح باتخاذ «تدابير إضافية» لمعاقبة الجهات المعرقلة

البشير يحل حكومته ويعلن الطوارئ لمدة عام في السودان وأعلن عزمه تكوين حكومة كفاءات والتخلي عن الترشح لدورة رئاسية جديدة

مدن الجزائر تخرج في مظاهرات رفضاً لترشح بوتفليقة للرئاسة بينما يعتزم أنصار الرئيس تنظيم مظاهرات مضادة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رئيس الجمهورية لـ«القوات»: الأمرُ لي/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

عون: سأزور الأسد/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

الحريري - جنبلاط: تنقيح العلاقة... وتنظــيم «الإحداثيات»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

معركة الموارنة في «رابطتهم»... مَن يكسر التوافـــق/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

إنتخابات سهلة «حريرياً»... ولكن/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

لبنان المستقبل: أثينا أم اسبرطة/سليم نصار/الحياة

«الدستوري» يُحاكم الإنتخابات قبل أن «يودِّع»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

فضيحة التوظيف: لا مُحاسبة ولا فسخ عقود/رنى سعرتي/جريدة الجمهورية

أسرار العشاء غير السرّي بين الحريري وجنبلاط/منير الربيع/المدن

السعودية دعمت «سيدر» رافعة لاقتصاد لبنان/راجح الخوري/الشرق الأوسط

عون بين حافتَي الواجبات والصلاحيات/نقولا ناصيف/الأخبار

تركيا والحل السوري والمعضلة الكردية/صالح مسلم/الشرق الأوسط

التوجه إلى بكين ومومباي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

سيرة من 22 مليون وثيقة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

دور أوروبي في سورية بعد انسحاب اميركا/وليد شقير/الحياة

السياق الاستراتيجي لاتجاه الخليج نحو الشرق/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

إياد علاوي بين النيران/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الحريري التقى السفيرة الاميركية

بري استقبل مراد والغريب وتلقى دعوة للمشاركة في مؤتمر رؤساء البرلمانات الآسيوية والأوروبية

قماطي من الكورة: سوريا هي شرياننا الوحيد برا استنادا إلى الجغرافيا والتاريخ واتفاق الطائف والوضع الاقتصادي

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا، وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ المَسِيح

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس02/من02حتى10/“يا إِخوَتِي، وأَنْتُم، فقَدْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِكُم وخَطَايَاكُم، الَّتي سَلَكْتُم فيهَا مِنْ قَبْلُ بِحَسَبِ إِلهِ هذَا العَالَم، بِحَسَبِ رَئِيسِ سُلْطَانِ الجَوّ، أَي الرُّوحِ الَّذي يَعْمَلُ الآنَ في أَبْنَاءِ العُصْيَان؛ ومِنْهُم نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعُنَا قَدْ سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين؛ لكِنَّ الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا، وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ المَسِيح، وبِالنِّعْمَةِ أَنْتُم مُخَلَّصُون؛ ومَعَهُ أَقَامَنَا وَأَجْلَسَنَا في السَّمَاوَاتِ في المَسِيحِ يَسُوع، لِيُظْهِرَ في الأَجْيَالِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الفَائِقَة، بِلُطْفِهِ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع. فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله. ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد؛ لأَنَّنَا نَحْنُ صُنْعُهُ، قَدْ خُلِقْنَا في المَسِيحِ يَسُوعَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّهَا لِكَي نَسْلُكَ فيهَا.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ذكرى استشهاد الطفلة مايا بشير الجميل

الياس بجاني/23 شباط/19

نرفع الصلاة اليوم لرحة نفس الطفلة الشهيدة مايا بشير الجميل ولكل شهداء قضيتنا السيادية والإستقلالية اللبنانية المقدسة

 

الوزير زعيتر واستراده للسلاح من سويسرا

الياس بجاني/23 شباط/19

قانونياً هل يحق للوزير زعيتر ولغيره من الوزراء أو النواب شراء أسلحة من الخارج لحراسهم؟ وين الدولة ووين قواها الأمنية حدا يخبرنا!

 

معارضة وزراء شركة جعجع في الحكومة مجرد صراخ

الياس بجاني/23 شباط/19

مواقف وزراء شركة جعجع في مجلس الوزراء أمس ورغم ضجيجها هي شعبوية وتعموية وحرتقات تحت سقف حزب الله الذي "يعادي بشرف"! ما في شي بالديموقراطية اسمه معارضة من داخل الحكومة.المعارض من الداخل ديكور وصراخ دون جدوى.. وهو بيبكي وبعدين بيمشي.

 

سمير جعجع وشركتة والربع في حضن المحتل

الياس بجاني/22 شباط/19

 شركة حزب قوات جعجع راكعة ومستسلمة للمحتل الإيراني وتعمل تحت مظلته وهي السؤولة الأولى عن هرطقة مداكشة الكراسي بالسيادة وعن الصفقة الخطيئة.. وها هي ستريدا تعطي حزب الله صك براءة من كل ارتكاباته مدعية بأنه يخاصم بشرف. مطلوب اعادة تعريف الشرف

 

مواقف وزراء شركة حزب جعجع المعارضة صوتية

الياس بجاني/21 شباط/19

مستحيل أن يتلبنن حزب الله وهو من خلال حكومته يحزبل لبنان أما وزراء جعجع وجنبلاط والحريري فمجرد غطاء ديكوري.الحكومة حكومة حزب الله مليون بالميي ومواقف وزراء شركة حزب جعجع المعارضة هي صوتية ونفاقية ودون مفعول و حتى دون صدى. رفع عتب لا غير

 

د.جعجع وثقافة الذمية والأبواب الوسعة

الياس بجاني/20 شباط/19

معلقات الزجل الغرامية بين حزب الله ومعراب د. جعجع هي نفاقية لدى الأول وذموية وأوهام رئاسية عند الثاني. إنها ثقافة الأبواب الواسعة التي تناقض كل مقومات الإيمان والرجاء.

 

طرح اشكالية الزواج المدني هدفه الهاء الناس

الياس بجاني/19 شباط/19

الزواج المدني من عدمه ليس من ضمن أولويات هموم الناس.. وبالتالي طرح اشكالية هذا الزواج هدفه إلهاء الناس واشغالهم بقضايا جانبية وابعاد انظارهم عن حكومة حزب الله الكارثة وعن مضاعافات الصفقة الخطيئة وعن احتلال حزب الله واخطاره على الكيان والسيادة وثقافة البلد..

 

مقاوحة د.جعجع العبثية والخادعة للذات فيما يخص حكومة حزب الله

الياس بجاني/18 شباط/19

عندما يقاوح د. جعجع  (يكابر) ويدعي باطلاً لجريدة "الراي" بأن الحكومة  ليست حكومة حزب الله فهو لا يخدع غير نفسه، وفقط نفسه اضافة إلى اتباعه من المخدوعين بخياراته اللاسيادية واللااستقلالية.عجبي في اسفل رابط مقابلة د.جعجع من الراي الكويتية

https://www.alraimedia.com/Home/Details?id=8c352485-2e2a-4b9e-8f9a-87950059f953&fbclid=IwAR0NrJ1vrAAM0he2-VKaw92z0PzZiRCoxrafcwjVIGmDjWhFzLFIhyzQQ54

 

حكومة حزب الله مليون بالميي

الياس بجاني/16 شباط/19

الحكومة هي 100% لحزب الله والوزراء ال 10 الذين ليسوا من أزلامه واتباعه هؤلاء استسلموا لواقع احتلاله بعد أن داكشوا السيادة بالكراسي ودفنوا تجمع 14 آذار وتلحفوا بعباءة نفاق الواقعية وقفزوا فوق دماء الشهداء.هؤلاء.وجودهم شكلي ليس إلا وأصحاب احزابهم الشركات ارتضوا من خلالهم أن يكونوا مجرد غطاء..نعم مجرد غطاء. باختصار إن من قبل أن يكون غطاءً لحزب الله مقابل فتات مغانم ليس من حقه أن يُجمّل وضعيته الإستسلامية والمصلحية أن لم نقل اسخريوتية..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

ماذا يحصل في جب جنين.. ومن يستهدف المسيحيين؟

"ليبانون ديبايت/السبت 23 شباط 2019/تعيش بلدة جب جنين في قضاء البقاع الغربي واقعاً غريباً ومعقداً، إذ طفت إلى الواجهة قضية بيع الأراضي التي تعود ملكيتها إلى أشخاص مسيحيين توفوا منذ عشرات السنين، وأن هناك وكالات مزورة نظمت بهذا الخصوص لتسهيل عملية البيع والشراء ووضع اليد عليها بطرق إحتيالية ومخالفة للقوانين المرعية الإجراء. فقد علم "ليبانون ديبايت"، أن مذكرة توقيف غيابية صدرت بتاريخ 21 الجاري عن قاضي التحقيق في البقاع، بحق المدعو احد الاشخاص بجرائم تزوير وإستعمال مزور وإحتيال بهدف وضع اليد على مساحات واسعة من الأراضي التي تعود ملكيتها لأشخاص مسيحيين متوفين منذ أمد بعيد، وأن المدعى عليه متوارٍ عن الأنظار. ومن المعلومات المتوافرة لدينا، أن المدعى عليه وبعض رفاقه قد أقدموا على تنظيم وكالات من بعض الأشخاص المتوفين حديثاً لإستثمارها في عملية وضع اليد وبيع وشراء أراضٍ تعود ملكيتها للمسيحيين في المنطقة، وهذا الأمر قد تسبب بحالة من القلق لدى الأهالي في جب جنين لا سيما المسيحيين منهم. وتقدم وكيل المدعى عليه بإستئناف القرار القاضي بتوقيف موكله غيابياً أمام الهيئة الإتهامية في البقاع، علماً بأن هكذا قرارات لا يجوز إستئنافها سنداً للمادة 135 أصول محاكمات جزائية.

 

نوفل ضو: حزب الله ينفذ أخطر "عملية تزوير"

موقع ليبانون ديبايت/السبت 23 شباط 2019/أعلن منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو أن "حزب الله ينفذ أخطر عملية تزوير للهوية اللبنانية!". مشيراً ضو في سلسلة تغريدات له على حسابه عبر تويتر إلى أنه "من وضع اليد على أملاك البطريركية المارونية في لاسا الى جامع الرسول الأعظم والمنشآت الصحية والجامعية على أوقاف مطرانية بيروت المارونية وجادة الخميني، الى إفراغ الضاحية الجنوبية من أبنائها المسيحيين الاصليين، عملية تطهير عرقي واضحة"!

 

نصر الله أفتى بِحُرْمَة النقد علانية وجهراً!!

الشيخ حسن مشيمش/جنوبية/23 فبراير، 2019

فقيه بارز وشهير من فقهاء حزب ولاية الفقيه صودف أَنِ التقيت به في مجلس عام في قرية من قرى جنوب لبنان فتوجه بنظره نحوي وقال: يا شيخ مشيمش نحن لسنا ضد النقد ولكن الله سبحانه والنبي (ص) والأئمة الأطهار حَرَّموا النقد العلني الجهري فقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ النور: 19} وقال النبي (ص) وآله : { من وعظ أخاه سراً فقد زَانَه ومن وعظه جهراً فقد شَانَهُ } .

فرددت عليه بقولي:

أولا: إن الآية تنهى عن نشر الفاحشة الجنسية فيما لو ارتكبها الزاني بصورة سرية فلا يجوز لك إشاعتها بين الناس ولا تتحدث الآية ولا تنهانا مطلقا عن تسليط الأضواء على الفساد المالي عن اختلاس الفقهاء لأموال الزكاة والخمس والصدقات والتبرعات وتوريثها للأولاد بعدما ينفقون القليل القليل منها على الفقراء ، ولا تنهانا مطلقا عن الكشف بكل وسائل الإعلام عن اختلاسات الزعماء السياسيين لثروات الدولة التي هي ثروات الشعب

ثانيا: ويوجد في لبنان نحو مليون شيعي ومن هذا المليون يوجد نحو نصف مليون شيعي عندهم ملاحظات واعتراضات على السيد حسن نصر الله ومواقفه السياسية فهل يجب ( على هذا النصف المليون الشيعي ) أن يقفوا طوابير أمام مدخل مقر الأمانة العامة في حزب الله لكي يدخلوا على الأمين العام فرداً فرداَ لنقده سِراً بالوشوشة ( بالنجوى ) في أذنيه ؟ !

فهذا الأمر يا حضرة الفقيه يحتاج لمعجزة إلهية يُمِدُّ بها الله بعمر السيد حسن نصر الله أكثر من 2000 سنة كي يسمح له الوقت لسماع كل ملاحظات الشيعة وإنتقاداتهم ! !

فضحك كل من كان في المجلس ضحكة إعجاب بما قلت وسُخرية بما قال فقيه حزب الولاية ولقد أيقنت بعد انتهاء الحوار بأنه ادَّخر في قلبه أطناناً من الحقد عليَّ سوف يفجرها بي في يوم من الأيام ولقد فَجَّرَها بتهمته لي بالعمالة لصالح إسرائيل .

وحينها تذكرت قول النبي صلى الله عليه وآله { رُبَّ حامل فقه لمن هو أفقه منه } وقول الإمام علي عليه السلام { رُبَّ عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه }

وليت فقيه حزب الولاية قد قتله جهله . . .

فلقد قتلنا بجهله . . .

وقتل شعوبا بجهله . . .

من إيران وأفغانستان مرورا بالعراق واليمن وانتهاء بلبنان وسوريا ولن أنسى قطاع غزة .

وبعدها أيقنت يقينا ما بعده يقين بأن دين الإسلام ومذهب أهل البيت عليهم السلام قد تم تزويرهما بنجاح بأقلام الفقهاء وأفواههم ولن يقدر على إصلاحهما سوى الله تعالى بمعجزة .

وهذا ما اكتشفه قبلي الباحث والكاتب والفيلسوف محمد أركون رحمه الله الذي قال في مؤلفاته : ” بأن نصوص دين الإسلام من المستحيل تأصيلها وتقنينها لتتحول إلى أصول وقوانين وأنظمة دولة ” .

ولذلك أعتقد بوجوب تحييد الدين عن الدولة وإزاحته عن السياسة رحمة بالدولة والدين معاً .

وسأحارب الدولة الدينية محاربة لا هوادة فيها مطلقا وواجبا قربة إلى الله تعالى .

 

ليلة القبض على نواف موسوي.. عثرة النائب في «المسيرة الإلهية»

خاص جنوبية 23 فبراير، 2019

البداية، في 13 شباط، وتحديداً من المجلس النيابي، ومن صُلب "مناقشة البيان" وكلمة رئيس حزب الكتائب النائب سامي جميل.

في هذه الجلسة، لم يستسغ عضو كتلة الوفاء المقاومة النائب نواف الموسوي، أن يتذمر الجميل من كلام وزير خارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي جاء بمضمونه أنّ حزب الله هو الذي أتى بالرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا، فقاطعه مسترجعاً نابشاً قبور الماضي، وقائلاً: “من المشرف أن يصل العماد عون إلى الرئاسة بدعم من بندقية المقاومة في حين وصل غيره على ظهر الدبابة الإسرائيلية”، ليضيف: “حجمكم دبابة إسرائيلية يخرقها صاروخ الكورنيت”. استنفار الموسوي ضد الكتائب و آل جميل، لم يتوقف عند هذا التصريح، بل امتد للجلسة المسائية من مناقشة البيان، والتي تزامنت مع اعتصام للكتائب وكلمات لنوابه، استنكرت كلام نائب حزب الله وطالبت بعدم الصمت بعد الآن، هذا الاستنكار انتقل إلى الجلسة حيث دعا النائب بيار بوعاصي في ختام كلمته الى احترام رموز الآخرين وقادتهم كما تطلعاتهم، ليردّ عليه الموسوي بحدّة: “مقاومتنا هي عزنا وشرفنا ومن يتهجم علينا ويهدّدنا بكسر رجلنا سنكسر له رقبته”.

يوم 14 شباط، أُعيد مشهد من جديد ولكن هذه المرة في الشارع لا في البرلمان، وذلك بعد تداول شريط فيديو لقواتيين وكتائبيين، يكيلون الشتائم لحزب الله ولأمينه العام في عين الرمانة، الفيديو الذي سرّب بعد 24 ساعة من تصويره استدعى توضيحاً أمنياً يمتص غضب الشارع، إلا أنّ ذلك لم يفلح إذ تمّ التعرض لبيت الكتائب في ميرنا شالوحي وتمزيق صورة لرئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. (قبل أيام أعلنت الأجهزة الأمنية القبض على المرتكب من دون أن تتضح هويته)

الاعتذار والكواليس

في 15 شباط، فاجأ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، اللبنانيين بالاعتذار، عن الكلام الصادر عن النائب نواف الموسوي، واصفاً اياه بالكلام الانفعالي، قائلاً: “حصل سجال “غير مرغوب به” بين بعض الزملاء وانطوى السجال على كلام “انفعالي” لأحد زملائي، تجاوز الحدود المرسومة للغتنا المعهودة في التعبير عن الموقف”. وتابع: “استميحكم عذراً وأطلب باسم كتلة الوفاء للمقاومة شطب هذا الكلام من محضر الجلسة”. اعتذار رعد عن الموسوي، أثار جدلاً، فتداولت في حينها أنباء عن امتعاض الموسوي من هذا الموقف واستقالته من الكتلة، إلا أنّ مصادر حزب الله سرعان ما نفتها!

وفي كواليس الاعتذار تناقضت المعلومات، فبينما أشارت الوسائل الإعلامية اللبنانية، إلى أنّ الاعتذار هو نتيجة حراك كتلة التيار الوطني الحرّ والاتفاق على تكليف النائب آلان عون بالتواصل مع النائب محمد رعد، للوصول الى صيغة معينة “يستنكّر فيها حزب الله لكلام الموسوي حول الرئيس بشير الجميل على أنه كلام لا يمثل موقف الحزب”، وبحسب المصادر الإعلامية نفسها، فإنّه عندما تم الاتفاق على الصيغة، اطلع عليها كلّ من النواب نديم الجميل وسامي الجميل، جورج عدوان، وجبران باسيل، و تلاها النائب محمد رعد ويننتهى السجال على هذا الأساس.

في المقابل، كشفت الصحافي عماد مرمل” المقرب من حزب الله، أنّ الموسوي قد التقى عقب مداخلته الحادة بالنائب القواتي ادي ابي اللمع، وشرح له أنّ ردَّه في المجلس أتى نتيجة إنفعال شخصي، هو إبن ساعته، ولا يعكس بتاتاً سياسة «حزب الله»، كذلك أبلغ اليه أنّ السيد حسن نصرالله لن يكون راضياً عمّا حصل.

وسرد مرمل، تفاصيل اتصال جرى بين ستريدا جعجع والموسوي، قالت له فيه «يا سيد.. شوف وضع البلد قديش حساس، وأيّ شيء يصدر عنك الآن من باب تصحيح ما وقع، بيكبرك ولا يصغرك. تجاوب الموسوي مع مسعى ستريدا، ليجيبها: «طمني بالك.. سيكون هناك حلّ، ولو لم أتعرّض لـ«سفقة هوا» بعد خروجي من المجلس لكنت قد توليت بنفسي التوضيح».

ونقل مرمل في مقال له عن الموسوي قوله: «نعم، انا انفعلت وغضبت، ولم يكن لديّ أيُّ حرج في معالجة المسألة بالطريقة التي تحمي السلم الاهلي والاستقرار الداخلي، لأنني لم أكن أصلاً في وارد التصعيد، وأنا غير مكابر وأملك جرأة الإعتراف بالخطأ وجرأة تصويبه، وهذه هي ثقافة حزب الله ومدرسته، خلافاً لمَن يمكن ان يذهب الى حرب أهلية حتى لا ينزل عن حصانه. وعليه، أنا كنت مستعداً من أجل راحة اللبنانيين وسلامتهم لأن ألملم الموضوع بأمه وأبيه، لأنّ البلد أهم منا جميعاً ولن أتسبّب في إيذائه من باب الإصرار على رأي أو موقف». إلا أنّ أجواء حزب الله الإيجابية، والمبادرة “الموسوية”، اخترقها يوم أمس تعليق عضوية الموسوي في المجلس النيابي من قبل “حزب الله”، لسنة واحدة، وذلك كإجراء بسبب تصريحاته الأخيرة. وفي التفاصيل فإن القيادة أصدرت، قرارا بتجميد ممارسة العمل البرلماني للموسوي موقتا كعقاب على سلوكه وكلامه، كما سيمنع الموسوي عن الخطابة، وحضور اجتماعات كتلة الوفاء للمقاومة لفترة زمنية.

وعلى الإثر تداول الناشطون، صورة لحالة الموسوي على تطبيق “واتس أب”، كتب فيها: “أعتذر من هذه المسيرة الإلهية لما يمكن أن أكون قد سببته من ضرر، لكن عزائي أنها راسخة ثابتة عظيمة باقية مستمرة ولا يقدح فيها شأني الضئيل”.

بين مواقف الموسوي واعتذاره

كان لافتاً فيما أعلنه حزب الله عن عقوبة بحق الموسوي، هو التباين في موقفي النائب، فالموقف الذي نقله الصحافي عماد مرمل عن الموسوي، لم يحمل في طياته تنازلاً أو انكساراً، وإنّما وُضع التراجع عن الكلام الذي سجّل في سياق “ضبط وضع البلد”، ومنع انفلات الشارع، يضاف إلى ذلك ما نقله مرمل أيضاً عن مكالمة الموسوي مع جعجع، والدور الذي لعبه النائب كمخلّص “وكبير” بما سيقدم عليه. ما سجّله مرمل، جاء نقيضاً في روحيته، للعقوبة التي أسقطت على الموسوي، ولاعتذاره من المسيرة الإلهية الذي حمل في طيّاته كثيراً من الخضوع، وكأنّ “فركة الأذن” التي أرادها الحزب لنائبه أتت بنتائجها!

جمهور حزب الله مستاء

لم يمرّ خبر تجميد عضوية النائب نواف الموسوي بهدوء عبر مواقع التواصل الاجتماعي الموالية لـ”حزب الله”، وكان اللافت في هذه المواقع هو الدعم الذي أبداه الناشطون المقربون لحزب الله للموسوي، ليسجلوا بذلك امتعاضاً لافتاً من القرار.

هل الموسوي أوّل من يخطئ في صفوف حزب الله؟! تعميم العقوبة المسلكية بحق النائب نواف الموسوي، طرح تساؤلات عن الأهداف التي يرمي إليها حزب الله، فهل هو يهدف إلى تحجيمه؟ أم أنّه يريد إرسال إشارة إلى الأفرقاء بأنّ حزب الله بحلّته الجديدة يعمل في السياسة ويحاسب أيضاً في السياسة!

ولكن لماذا الموسوي؟ وهل هو أوّل من يخطئ في صفوف الحزب؟ أما كان بإمكان حزب الله تظهير هذه الصورة بطريقة ثانية لا تعرّض النائب إلى هذه “الإهانة”! إذ لا يعد تعميم حزب الله مفارقة، وإنّما هو قرار يضع النائب في خانة الموظف لدى حزبه لا لدى الدولة.

 

استراتيجية اميركا الجديدة تجاه لبنان: الهدوء وجعل سلاح حزب الله بلا مُهمة الى ان يصدأ!

وكالة الأنباء المركزية/ السبت 23 شباط 2019/بين الوفود الاميركية المالية والعسكرية التي يستقبلها لبنان بين الحين والاخر، تتواصل زيارات اعضاء من الكونغرس ومسؤولين في مراكز دراسات وابحاث في اتّجاه بيروت بعيداً من الضجيج الاعلامي. واليوم، استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط" السيناتور الاميركي James Lankford ترافقه السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وتمّ خلال اللقاء استكمال البحث في المواضيع التي أثيرت في لقاء امس. هذه الحركة الاميركية المتنوّعة من حيث طبيعة عمل الزوّار تأتي على وقع "تجدد" نشاط السفيرة الاميركية  في بيروت اليزابيت ريتشارد بعد فترة من الغياب المدروس، خصوصا في المرحلة التي سبقت تشكيل الحكومة الجديدة نهاية الشهر الماضي، حيث اختفت عن الأنظار لفترة طويلة امضت جزءاً منها في بلادها . وبالتزامن مع المعلومات التي تتحدّث عن رزمة عقوبات جديدة ستفرضها واشنطن على ايران و"حزب الله" بشكل خاص، توسّعت رقعة السيناريوهات الاميركية التي تتجنّب الإساءة الى الوضعين الإقتصادي والمالي في لبنان رغم حرصها على ملاحقة اي خرق للعقوبات المصرفية التي طالت المجموعات الإرهابية في لبنان والمنطقة، لا سيما تلك التي تتعاطى او تساند "حزب الله" وتموّله، والامر نفسه بالنسبة الى المنظمات العربية الأخرى الإسلامية المتشددة منها "حركة حماس" والجهاد الاسلامي واخواتها التي باتت تتحكم بالوضع في غزة في مواجهة السلطة الفلسطينية الواقعة بين "شاقوفي" العقوبات الإسرائيلية المالية لصالح من تسمّيهم من مواطنيها ضحايا الإرهاب الفلسطيني، والتمرد الذي تقوده حماس بدعم ايراني واضح لم يعد خافيا على احد. على هذه الخلفيات، قالت مصادر دبلوماسية تواكب الحراك الأميركي في المنطقة لـ "المركزية" "ان لبنان بات الساحة الوحيدة التي يمكن الإطلالة منها على التطورات السورية، خصوصا والعربية عموما بالنظر الى حجم المواجهة المفتوحة بين واشنطن وطهران التي بلغت ذروتها في الأيام القليلة الماضية وتزامنت مع التحضيرات الدبلوماسية التي تلت مؤتمري "وارسو" و"ميونخ للأمن" اللذين رعتهما الولايات المتحدة الأميركية في عزّ المواجهة مع القمة الثلاثية الروسية–الإيرانية-التركية التي عقدت في سوتشي في 14 الجاري برعاية موسكو.

وفي خلاصة التقارير التي وردت من واشنطن وتحدثت عن النتائج التي انتهت اليها سلسلة القمم والمؤتمرات، هناك حديث جدّي عن توجهات اميركية "متطورة" اكثر مما هي "جديدة" في المنطقة ولبنان، وان ما يعني لبنان يمكن تلخيصه بالآتي:

-تجاوز شكل ومضمون التشكيلة الحكومية والحديث عن تعاظم حضور "حزب الله" فيها. فهي ليست المرة الأولى التي يُشارك فيها الحزب بالسلطة التنفيذية وان تسلّمه وزارة اساسية كالصحة لا يعني تطوراً مهما يُعزز دور الحزب في الحكومة. فقد اثبتت التطورات ان دور الحزب في الحكومة لم يتصل يوما بنوعية وحجم الحقائب التي يتولاها، فالدور السياسي وقدرته على شلّ الحكم او تعزيزه لم يقف يوماً عند هذه المعايير، وبالتالي ما لا يمكن ان يحصل عليه بالمباشر سيؤمّنه له اكثر من حليف تحت عناوين عدة. -الإصرار على حماية القطاع المصرفي ومن خلفه الوضعين الإقتصادي والنقدي في لبنان مخافة ان يؤدي اي تدهور لهذا القطاع الى انعكاسات امنية واجتماعية خطيرة قد تسمح بتحركات تقود الى استغلالها في موازاة تفاقم ازمة النازحين وتردداتها السلبية على هذه الأوضاع.

-الإصرار على تعزيز الهدوء في جنوب لبنان والضغط على اسرائيل لمنعها من القيام بما يؤدي الى اي عملية عسكرية او امنية اياً كان شكلها، لأن اي توتر في المنطقة الحدودية سيهدد دور القوات الدولية في الجنوب ومعها دور الجيش اللبناني على حساب دور المقاومة الإسلامية التي يقودها "حزب الله"، بدليل طريقة تعاطيها "الباردة" مع الأنفاق الجنوبية على رغم انها لم توفّر الظروف الكافية لممارسة ضغوط إضافية على "حزب الله". انطلاقا من هذه المعطيات، لخصت المراجع الدبلوماسية الإستراتيجية الأميركية بمعادلة جديدة تقوم على مبدأ "ان ضبط السياسة الإسرائيلية تجاه لبنان ومنعها من القيام بأي اعتداء سينعكس مزيداً من الهدوء والإستقرار فيه وهو ما سيؤدي في النتيجة الى جعل سلاح "حزب الله" بلا مُهمة في المرحلة المقبلة، الى ان يصدأ، حيث هو في مخازنه".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 23/2/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هدوء سياسي محلي وسط تطورات خارجية متلاحقة، بدءا من ملاحقة بقايا "داعش" بين سوريا والعراق، مرورا بالتغيير الحكومي لوقف انحدار الوضع في السودان، وصولا إلى إحتمالات الحرب في فنزويلا.

الهدوء السياسي المحلي إن دل على شيء، فهو يؤشر إلى تخوف الأطراف السياسية كافة، من أي اهتزاز في الحكومة، خصوصا في مرحلة انطلاقها نحو تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر"، في ظل كلام على وقف أي سجال حول العلاقة مع سوريا، ورهن ذلك بقرار عودتها إلى جامعة الدول العربية.

أما مسألة النازحين السوريين، في رأي مصادر سياسية، فإنها تحتاج إلى محاكاة دولية إسوة بموضوع النازحين في الأردن وتركيا. ويرتقب أن يوجه رئيس المجلس النيابي بإنطلاق ورشة قانونية لإقرار مشاريع واقتراحات قوانين، وتلقي مثيلاتها من الحكومة، التي ستنشط اعتبارا من يوم الخميس، باتجاه مشاريع "سيدر".

ومن المقرر، أن يجري الرئيس الحريري في شرم الشيخ على هامش المؤتمر العربي- الأروربي، مشاورات مع عدد من رؤساء الوفود، حول الوضع اللبناني الذي يفترض أن ينتقل إلى مرحلة جديدة.

نبدأ من إجلاء المدنيين من الباغوز، تمهيدا لبدء العملية العسكرية ضد التنظيم المتشدد، حيث يتحصن في آخر معقل له آلاف المقاتلين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ورشة نيابية كبيرة يستعد لها البرلمان، محاسبة ومساءلة وتشريعا. أول جولاتها في حلبة لجنة المال والموازنة، التي تبل يدها بموضوع التوظيف المخالف للقانون، اعتبارا من مطلع الأسبوع المقبل، بتوجيهات من الرئيس نبيه بري. وعلى خط مواز، تستعد اللجنة النيابية المكلفة متابعة تنفيذ القوانين برئاسة النائب ياسين جابر، لإطلاق تحرك من أجل وضع القوانين التسعة والثلاثين المجمدة منذ سنوات، موضع التنفيذ، واستعجال إصدار المراسيم التطبيقية لها.

في هذا الوقت يبرز استعجال لاحتواء الرياح التي عصفت بجلسة مجلس الوزراء الخميس الماضي، من باب النزوح السوري، واستدرجت معركة محدودة حول الصلاحيات استندت أوساط المعنيين فيها إلى مواد دستورية من قبيل المادتين 49 و50 مقابل المادة 64. وتتحدث مصادر مطلعة، عن معالجات هادئة بعيدا من الأضواء لضمان متانة الوضع الحكومي.

وإذا كانت حرب الصلاحيات قد وضعت أوزارها، فإن السجالات "البرتقالية"- "القواتية" تواصلت، واستخدمت فيها أسلحة الفكر الصغير والفكر الكبير والشعبويات.

أجواء جلسة مجلس الوزراء، لم يتحدث عنها رئيس مجلس النواب الذي كانت له مواقف أمام زواره، لكنه أكد ان موضوع النازحين السوريين يجب أن يعالج في منتهى السرعة، مشددا على وجوب تحييد هذا الملف عن السياسة لما له من إنعكاسات كبيرة على الواقع اللبناني. رئيس المجلس قال إن الحكومة لا تستطيع إلا ان تعمل ويجب عليها أن تعمل، موضحا أنها لا تستطيع ان تتجاوز أو تتجاهل قاعدة العمل التي بنتها مناقشات النواب في جلسة الثقة، وركزت على عدو واحد هو الفساد، الذي عليها ان تسلك الطريق السريع وكفريق عمل واحد نحو الخلاص منه من دون اي إبطاء.

بالنسبة للعملية الانتخابية الفرعية في طرابلس، وبانتظار دعوة الهيئات الناخبة في مهلة شهرين، برز اليوم موقف للاعب سياسي طرابلسي رئيسي هو الرئيس نجيب ميقاتي الذي أكد حرصه على العلاقة مع الرئيس سعد الحريري، وعلى التعاون المتين القائم بينهما، مشيرا إلى أنه يجري الإتصالات اللازمة مع كل الأطراف المعنية لهذا الاستحقاق، على قاعدة ان وحدة الصف أكثر من ضرورة في ظل التحديات الراهنة والداهمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

مهلة الشهرين لإجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس على المقعد السني الخامس، بدأت منذ أمس بعد نشر قرار المجلس الدستوري في الجريدة الرسمية. وبدأت عاصمة الشمال الاستعدادات العملية لهذا الاستحقاق الانتخابي، حيث يتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل بلورة لمواقف القوى والشخصيات السياسية من هذه الانتخابات، في ضوء إعادة ترشيح الرئيس سعد الحريري ديما جمالي لهذا المقعد.

أما مهلة السجال بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، على خلفية الموقف من موضوع النازحين السوريين، فيبدو انها مفتوحة. وفي حين اتهم الوزير جبران باسيل البعض بالتفكير بمصالح سياسية رخيصة وصغيرة، من خلال عدم ممانعته في بقاء النازحين السوريين سنة أو أكثر، طالما يرضي السفراء والسياسة الدولية. رد أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" فادي كرم بعنف على باسيل قائلا: "أدخل سياج النازحين إلى الداخل بدل إبقائهم على الحدود، تماما كما يريد إدخال الأسد الآن إلى الداخل، بدل ارسال النازحين إلى سوريا".

وبعيدا عن السجالات، يستعد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لترؤس الوفد اللبناني إلى القمة العربية- الأوروبية التي تنعقد على مدى يومين في شرم الشيخ، وقد بدأ يصلها رؤساء الوفود المشاركة، وأبرز الواصلين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أبعد من حرب على الفساد، حرب على الفقر لحفظ الكرامات، بدأها "حزب الله"، وأبرز سلاحها الشفافية، ومد الجسور لكل مواطن على الأراضي اللبنانية. فزيارة الوزير جميل جبق إلى عكار وطرابلس وكل الشمال، أتت ضمن مهامه وزيرا للصحة، لعلاج الأوجاع التي لا تبرأ فقط بالدواء والاستشفاء، بل ان الزيارة بحد ذاتها جزء من العلاج، ومنع لحالات الوفاة على أبواب المستشفيات، وإن تكرر مثلها ففسخ العقود أسرع الاجراءات، والتأكيد للوزير جبق.

المرض لا يعرف هوية مناطقية وطائفية ومذهبية، على هذه القاعدة أطلق وزير الصحة برمجة عمله السريع، بدأ من عكار جولته الشمالية وفي المقبل من الأيام كل لبنان. عاين الواقع الصحي المرير برفقة نواب المنطقة وفاعلياتها، وشخص بخبرته الطبية حجم الاحتياجات وأنواعها، فرفع السقوف المالية، لتقديم الرعاية اللازمة وبالمستوى الذي يليق.

من كل الوزراء يطلب اللبنانيون التدخل العاجل، مقابل التردي الاقتصادي والمعيشي الخطير، ووفق النائب محمد رعد فإن الأولوية للكهرباء والنفايات ومعالجة العجز، ومن أجل هذا، الامكانات متوافرة ولكنها تحتاج للقرار والعزم. فهل تحزم الحكومة أمرها، وتشد عزمها إلى العمل السريع، مستفيدة من التشريع الذي يواكبها ابتداء من الأسبوع المقبل في العقد النيابي الاستثنائي؟.

في المنطقة، تراجع دونالد ترامب عن سحب كل قواته من سوريا، يؤكد نيات واشنطن التقسيمية على ضفتي الفرات.

أما صولات وجولات ولي العهد السعودي الاسيوية لتطويق إيران، فأتاها التقييم المحبط أولا من الحليف في تل أبيب، وأيضا عدم الاكتراث الايراني بزوبعات من هذه الأنواع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في نهاية أسبوع جلسة مجلس الوزراء في بعبدا وتداعياتها، بقي ملف النازحين الحاضر الأبرز في النقاشات واللقاءات. وهو الذي سيبقى حاضرا كبند رئيس على طاولة الحكومة في المرحلة المقبلة، في سياق المساعي الرسمية المبذولة لإحداث نقلة نوعية على صعيد فتح الأبواب أمام عودة النازحين إلى سوريا، بعد ثماني سنوات من التداعيات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية على الواقع اللبناني.

وإلى شرم الشيخ، يتوجه رئيس الحكومة غدا في زيارة ليومين، حيث يشارك في القمة العربية- الأوروبية التي تستضيفها مصر تحت عنوان "الاستثمار في الاستقرار"، وهي الأولى بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بمشاركة رؤساء وحكومات وممثلي الدول الأوروبية والعربية.

وإذا كانت هذه هي روزنامة نهاية الأسبوع، فالأسبوع المقبل سيطلق مسار المساءلة والمحاسبة من المجلس النيابي، مع جلسات لجنة المال والموازنة اليومية لدراسة تقريري مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي في شأن التوظيف، ورفع النتيجة إلى رئاسة المجلس النيابي ورئاسة الحكومة ومجلس شورى الدولة، للبناء على الشيء مقتضاه.

يبقى ملف آخر يجمع كل اللبنانيين غدا، وهو منتخب لبنان لكرة السلة الذي سيلتقي بنظيره الكوري الجنوبي مساء الأحد، في مباراة حياة أو موت بالنسبة للبنان للتأهل إلى كأس العالم. والotv كما جميع اللبنانيين، تتمنى لمنتخب الأرز الفوز.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ترددات مجلس الوزراء الأخير لا تزال تتوالى، وتتركز خصوصا بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، فبعد الموقف اللافت للوزير جبران باسيل، والذي أعلن فيه أن "المرجلة" يجب أن تتجلى عندما كان السوري هنا وليس عندما عاد إلى بلاده، توالت الردود "القواتية" التي تولاها نائب رئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى عدد من النواب الحاليين والسابقين.

لكن رغم الحماوة الكلامية بين "التيار" و"القوات"، فإن الاهتمام في الأسبوع الطالع ينصب في مكان آخر، فبدءا من الاثنين ستنطلق في ساحة النجمة معركة محاربة الفساد، إذ تجتمع لجنة المال والموازنة في جلسات يومية، لدراسة تقريري مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي في شأن التوظيف، على أن ترفع النتيجة إلى رئاسة مجلس النواب، تمهيدا لمناقشتها في الهيئة العامة. فهل تأخذ محاربة الفساد منحى جديا هذه المرة، أم أن المعركة ستكون كمحاربة طواحين الهواء؟.

الأسبوع الطالع يشهد أيضا إطلالة إقليمية- دولية للبنان، عبر مشاركة رئيس الحكومة في القمة العربية- الأوروبية في شرم الشيخ، التي يتوجه إليها غدا. ومع أن الطابع الغالب للقمة اقتصادي، باعتبار أنها تنعقد تحت عنوان "الاستثمار في الاستقرار"، لكنها ستتطرق إلى ملفات سياسية، وخصوصا أنها القمة الأولى المشتركة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.

توازيا، المواطن في لبنان مشغول في قضاياه، وملفاته المعيشية والحياتية كثيرة ومتشعبة، فمن قضية سد بسري وما يثيره من مخاوف وما يلحقه من أضرار، وصولا إلى وضع مجرى نهر الليطاني، وما بينهما من قضايا بيئية كثيرة.

لكن الملف الأهم الذي تكشف ال"أم تي في" الليلة بعض فصوله، يتعلق بالطريقة التي تتبعها إيران للتحايل على العقوبات المصرفية الأميركية المفروضة عليها، وذلك بالتعاون مع التنظيمات الاقليمية الموالية لها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

أسبوع أول حكومة، بعد نيلها الثقة التقليعة لم تكن على قدر المرتجى، ومقررات لم تكن على قدر المنتظر، والصدمة الإيجابية لم تتحقق.

الجلسة الأولى لمجلس الوزراء رفعها رئيس الجمهورية، فهل تبدأ الجلسة الثانية من حيث إنتهت الجلسة الأولى؟.

سجال النازحين مستمر، على الرغم من رفع الجلسة منذ أول من أمس الخميس، وهو مرشح للتصاعد في ظل تمسك كل طرف بموقفه. هذا السجال فرض تموضعا جديدا داخل مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية في الواجهة، فيما رئيس الحكومة على صمت لافت، فيما يتولى المستشارون شرح الصمت وتوضيح ما لم يقل.

تركة الأسبوع الحالي للأسبوع المقبل، ليست قليلة على الإطلاق: فهناك الأزمة المستجدة مع سويسرا على خلفية السلاح الذي استورده الوزير غازي زعيتر، ولم تفلح السلطات السويسرية في الكشف عليه، بموجب الإتفاقيات الموقعة.

وهناك ملف الإنتخابات الفرعية في طرابلس، التي من شأنها أن تعيد خلط أوراق التحالفات في المدينة، وهناك أكثر من رهان وأكثر من تحد في هذا المجال. ومن بنود "التركة" أيضا قضية الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، إلى حين حلول الدورة العادية في النصف الثاني من آذار المقبل.

انتظار الأسبوع المقبل لن يكون داخليا وحسب، فهناك قمة شرم الشيخ بعد غد الاثنين والثلاثاء. الملفات المطروحة في هذه القمة تعني لبنان بشكل مباشر، وهي: الإرهاب والتطرف، واللجوء، والهجرة غير الشرعية، والقضية الفلسطينية، والأزمة والسورية.

الترقب سيد الموقف لما يمكن ان يصدر عن هذه القمة، خصوصا أن لبنان على تماس مباشر مع ملفاتها وتحديدا مسالة النازحين. ولكن هل يمكن للبنان ان ينعم بشيئ من الاستقرار السياسي ليكون بإمكانه التفرغ للقضايا الكبيرة؟، هناك شكوك في تحقيق هذه الأمنية، ففي كل يوم "نقزة" جديدة تؤدي إلى أزمة، وأحدثها: سلاح سويسرا الغرب إلى سويسرا الشرق، ما هو مصيره؟، وكيف سينعكس على سمعة لبنان؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بلسان الأمين العام ل"حزب الله"، وبلدغ "الراء" المشتركة التي أصبحت علامة على صدق الموقف، كان جميل جبق يسأل عن صحة أهل الشمال، بدءا من عكار المتعاقدة والحرمان طويلا، انتخبت قناعات سياسية لم تثمر عن توازن إنماء. وحول وزير الحزب المعاقب دوليا، احتشد نواب من "المستقبل" و"القوات"، ورافقوه بين المستشفيات التي أصابها مرض نقص الأموال المزمن.

واختيار جبق عكار وطرابلس بداية لجولات صحية، كان بفعل اشتداد المرض والعوز والفقر الذي يضرب الأرياف والمناطق المنسية من سياسييها، الذين يغدقون الوعود كل أربع سنوات مرة، قبل أن يصطدموا بفراغ الخزينة، وهذه النقطة بالذات جاءت لافتة في تصريحات جبق الذي سئل عن الوعود التي يطلقها لزيادة السقوف المالية للمستشفيات، وعما إذا كانت ميزانية وزارة الصحة تحتمل فأجاب: إذا أوقفنا الهدر بوزارة المال بإمكاننا أن نرفع السقف مرتين وثلاثا وأربعا.

وفي اشارة جبق إلى هدر وزارة المال، يكون قد أجرى مواءمة وتكاملا مع الحرب التي يخوضها الحزب، بقيادة النائب حسن فضل الله، على الفساد. على أن يعقد فضل الله مؤتمرا صحافيا يوم الاثنين في مجلس النواب، للكشف عن الجزء الثاني من ملفات الحسابات المالية للدولة اللبنانية.

وحتى لا تحجب أي قضية أخرى النظر عن حرب على الفساد، قرر "حزب الله" تجميد مفاعيل النائب نواف الموسوي، لكن الحزب أبقى على الغموض غير البناء حيال وضع نائب مدينة صور، ولم يوضح ما إذا كان القرار يطاول تجميد عضويته النيابية مدة سنة، أم يقتصر على عمله التنظيمي داخل الحزب. صحيح أن اعتذار "حزب الله" داخل جلسة مجلس النواب قد ساهم في سحب التوتر الذي امتد إلى الشارع، وأنه بذلك تصرف بحكمة سياسية متنت علاقاته بالحلفاء والخصوم، لكن قراره فرض عقوبات على نائب منتخب من الشعب، لن يكون مبررا دستوريا، لأن النائب إنما يعكس تمثيل الناس.

وكان لافتا تضامن النائبة بولا يعقوبيان مع زميلها، عندما غردت: أكثر نائب اختلفت معه هو نواف الموسوي، ولكن هو أكثر النواب معرفة بالقوانين والتشريع والعمل النيابي.

ومن السلطة التشريعية إلى السلطة التنفيذية، التي ستعيد مجد مطابقة المواصفات للوزير وائل أبو فاعور، لكن بفرعها الصناعي هذه المرة بعد "الخبطات الصحية"، وأولى مواجهاته كانت اليوم في مبنى غرفة التجارة والصناعة في زحلة، قائلا لأحد أصحاب المعامل: "إحم البيئة أو سكر". وإذا كان وزير الصناعة قد فتح "العين الحمرا" على ملوثي البيئة والليطاني، فهل ينظر حوله من داخل وزارته؟، "الجديد" تقدم له مديرا عاما للصناعة، لا يبدو أنه مطابق لمواصفات الصناعيين ومخالفاته، داخل هذه النشرة.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 23 شباط 2019

النهار

تواطؤ نفعي

تدور شبهات وتحقيقات حول علاقات مالية بين مدير عام في وزارة معنية ونائب سابق مستثمر في الكسارات والمقالع.

الرسوم على السلاح

سأل نائب سابق عما اذا كانت الأسلحة السويسرية التي دخلت إلى أمن النائب غازي زعيتر سجلت رسمياً في الجمارك وسددت الرسوم المتوجبة عليها.

حجب الموسوي

اعتذار "حزب الله" في مجلس النواب لم يكن يتيماً اذ تبعه حجب ظهور النائب نواف الموسوي كمقدمة لمرحلة جديدة.

الاخبار

الجراح يريد التوظيف

وزير الإعلام جمال الجراح يُحاول الالتفاف على البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري ومخالفته. فبعد أن التزمت الحكومة في بيانها بوقف التوظيف على أنواعه عام 2019، يسعى الجراح إلى توقيع عقود شراء خدمات لتسعة موظفين للوزارة.

مستشار باسيل الإعلامي سفيراً؟

يتمّ التداول في وزارة الخارجية والمغتربين بمعلومات تفيد باحتمال تعيين مستشار الوزير جبران باسيل للشؤون الإعلامية، أنطوان قسطنطين سفيراً من خارج الملاك، فور شغور أول مركز دبلوماسي. ومن المتوقع أن يكون قسطنطين خلفاً للسفير اللبناني لدى البرازيل يوسف صياح، الذي سيُحال على التقاعد في بداية الـ2020. يُذكر أنّ قسطنطين كان «مُرشّح باسيل

إلى تولّي رئاسة البعثة لدى الفاتيكان، قبل أن يؤول المنصب إلى النائب السابق فريد الياس الخازن، بطلبٍ من الرئيس ميشال عون.

أزمة في تل شيحا

يواجه مستشفى تلّ شيحا في زحلة، منذ فترة، مشاكل عدّة وانتقادات تواجه «سوء الإدارة

، مع عدم انعقاد مجلس الإدارة منذ أشهر. وقالت مصادر متابعة للملّف لـ«الأخبار

إنّ الأمور بلغت حدّ البدء «بطرد الموظفين بطريقة تعسفية، ومن دون دفع التعويضات، وهم حتى الساعة ثلاثة: هـ.أ.خ.، ل.ق.، ر.ق.، مع تهديد موظفين آخرين بالطرد

الجمهورية

استبعد سفير دولة اقليمية تعرّض بالده لهجوم عسكري على رغم التهديدات المتصاعدة ضدها.

إتهم عضو في أحد المجالس زميلاً له بفبركة رواية غير صحيحة وضعته في موقع سعي البعض الى المتهم رافضاً استهدافه بشائعات مغلوطة.

أوصى رئيس تكتل بتعليمات واضحة بعض وزراء التكتل للتضييق على الخدمات التي يمكن أن يطلبها أكثر من طرف شرط التمسك بالجوانب القانونية وإعطاء الحجة القانونية.

البناء

توقعت مصادر إعلامية روسية ان يقوم الأميركيون بتوزيع السلاح داخل قوى المعارضة الفنزويلية والتشجيع على تعيين قيادة لجيش رديف وبناء قوة ميليشياوية تابعة لقيادة المعارضة للسيطرة على الحدود الكولومبية مع فنزويلا وتأمين منطقة سيطرة للمعارضة فتحاً للطريق للمواجهة الأهلية المسلحة، وبالتالي لفرضية التدخل العسكري وترك الأمر لاحقاً طريقاً لتقسيم فنزويلا بعد إنهاك أطراف الصراع.

اللواء

لغز

لم يشأ رئيس كتلة متابعة قريبة لما حدث مع نائب في كتلته، كان وزيراً لسنوات..

غمز

نائب حزبي، يتجه لالتزام الحياد الحزبي، والإكتفاء بالتنسيق الموضعي مع حزب منافس في منطقته..

همس

لم يطرأ أيّ جديد على صعيد زيارة كانت مرتقبة هذا الشهر لزعيم غربي، وتأجلت، ولن يتردد أنها ألغيت؟!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ريفي: الطريق لإعادة اللاجئين السوريين هي التفاهم مع المجتمع الدولي والعربي

السبت 23 شباط 2019 /وطنية - اعتبر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، في بيان، أن "مطلب عودة اللاجئين السوريين الى أرضهم يتبناه جميع اللبنانيين، وإلى اليوم يرفض النظام السوري عودتهم بكرامتهم وبأمنهم، وهذه جريمة ثانية تضاف إلى تهجيرهم وقتلهم". أضاف: "إن من يتوسل عودة اللاجئين عبر تلبية مطالب النظام، إنما يخضع لبنان لابتزاز موصوف، لتلبية هدف لن يتحقق، فالنظام يهدف لتكريس التطهير الديموغرافي في سوريا، وهو يضغط على لبنان عبر حلفائه في السلطة لتحقيق مكاسب سياسية، في وقت ثَبت أنه معزول عربيا ودوليا، وأن هذه العزلة مرتبطة بالحل السياسي الشامل في سوريا". وتابع: "نتوجه إلى الرئيس ميشال عون ونقول: لا تطبيع مع نظام قاتل. لا تطبيع مع نظام قتل شعبه. لا تطبيع مع نظام مسؤول عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لا تطبيع مع نظام فجر مسجدي التقوى والسلام وضباطه متهمون بالجريمة أمام القضاء اللبناني. لا تطبيع مع نظام خطط لمؤامرة إرهابية عبر ميشال سماحة الذي أدانه القضاء اللبناني، فيما يرفض النظام إدلاء أحد أركانه الأمنيين بشهادته أمام القضاء". واستطرد: "إن دماء شهداء التقوى والسلام كما شهداء التبانة كما شهداء زحلة والأشرفية و13 تشرين، والكثير من الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا على يد النظام، كما آلام المفقودين اللبنانيين في سجون النظام، كما الإستهانة بحدود لبنان مع سوريا التي يرفض النظام ترسيمها وضبطها، كل ذلك يمنع على أي كان في موقع المسؤولية أن يتفرد بدعم نظام الأسد، على حساب المصلحة اللبنانية. ونقول لك يا فخامة الرئيس أن دماء هؤلاء جميعا ليست رخيصة، كما نقول لك أن الطريق إلى إعادة اللاجئين هي التفاهم مع المجتمع الدولي والعربي، وليس عزل لبنان عن محيطه والعالم لتعويم نظام قاتل". وختم: "إن جامعة الدول العربية رفضت منح النظام عضويتها، والمجتمع الدولي يربط كل الملف السوري بعملية إنتقال سياسية، أما لبنان فلا يمكن أن يدفع ثمن تعويم النظام من سيادته، فالدماء لم تجف والعدالة لم تتحقق، ولا أحد يملك حق المساومة على دماء أبناء وطنه وعلى العدالة، خصوصا من يتبنون أمام اللبنانيين شعارات الأبوَّة. فالأب الصالح هو الذي يحرص على حقوق أبنائه وعلى سيادة وطنه".

 

رئيس المجلس الدستوري: الحملة السياسية علينا مرفوضة

بيروت/الشرق الأوسط/23 شباط/19/رأى رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان أن «الحملة السياسية على المجلس الدستوري مرفوضة» بعد إبطال عضوية النائبة ديما جمالي، قائلاً: «حين يصدر المجلس قرارا فهو ملزم ويجب ألا يقال إنه غدر أو نكد سياسي، نحن نمنع أي تدخل سياسي، وأكبر دليل هو إبطال نيابة جمالي وعدم إعلان فوز الطاعن طه ناجي». وأكد سليمان في حديث إذاعي أن «العيوب التي شابت العملية الانتخابية تعود إلى عدم التقيد بشكل عام بإجراءات قانون الانتخاب، لذلك عندما دقق المجلس الدستوري في محاضر لجان القيد وفي بعض محاضر أقلام الاقتراع تبين له وجود فروق في الأصوات تراوحت بين صوت و5 أصوات، إضافة إلى أن قلم قرسيطا تم إبطاله بسبب مخالفة القانون، لذلك اعتبرنا أن المقعد شاغر وأبطلنا نيابة ديما جمالي ولم نعتبر طه ناجي فائزا». وشدد سليمان على أن «هذا القرار مدروس، لكن للأسف بعض وسائل الإعلام شرحت المخالفة دون التطرق إلى القرار».وأسف على «كون الديمقراطية في البلد تحولت إلى فولكور والسياسة في الحضيض».

 

سويسرا تتقصى مصير 31 قطعة سلاح اشتراها الوزير السابق والنائب غازي زعيتر

غازي زعيتر لـ «الشرق الأوسط»: موجودة بحوزة عناصر حمايتي في بيروت ومنطقة البقاع

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/23 شباط/19/أعلن الوزير السابق والنائب غازي زعيتر، أمس، أنه اشترى 40 قطعة سلاح من شركة سويسرية لتسليح مرافقيه في بيروت وشرق لبنان «من ماله الخاص»، ولا تزال بحوزة مرافقيه. جاء هذا الإعلان لاحتواء جدل أثاره إعلان سويسرا «وقف تسليم معدات عسكرية للبنان، ما دامت لن تتمكن من مراقبة الوجهة الأخيرة لهذه الأسلحة» بعد فشلها في العثور على 31 قطعة منها. وأكد زعيتر، وهو نائب عن «حركة أمل» لـ«الشرق الأوسط» أنه اشترى في عام 2016، 40 قطعة سلاح، مؤلفة من 10 بنادق آلية، و30 مسدساً «من مالي الخاص لحمايتي الشخصية» زود بها مرافقيه في بيروت وبعلبك والهرمل، في شرق لبنان. وقال إن السلاح اشتراه من شركة سويسرية ضمن صفقة وافقت عليها الحكومة السويسرية، مشدداً على أنها «تمت وفقاً للأصول القانونية المرعية الإجراء في سويسرا ولبنان»، بالنظر إلى أن شركات السلاح السويسرية لا تستطيع بيع السلاح من غير موافقة الدولة هناك. وأكد أن «لا علاقة للجيش اللبناني بها، ولا للدولة اللبنانية»، نافياً المعلومات التي تحدثت عن أنه اشتراها لتزويد مأموري الأحراش بها، عندما كان وزيراً للزراعة، مؤكداً أنه «ليس مطلوباً في القانون اللبناني أصلاً أن يكون مأمورو الأحراش مسلحين». ومن المعروف أن شركات تصنيع وتسويق السلاح في العالم، لا تبيع منتجاتها من دون موافقة حكوماتها، وتلزم الجهة المشترية بتحديد الوجهة الأخيرة للاستعمال، بحسب ما يقول خبراء، وغالباً ما يتم توقيع اتفاقات لمراقبة الأسلحة التي بيعت.

ويقول رئيس مركز «الشرق الأوسط» للدراسات، الدكتور هشام جابر لـ«الشرق الأوسط»، إن الدول التي تبيع شركات فيها الأسلحة «تفرض على الجهة المشترية معرفة المستخدم الأخير لها، وذلك ضماناً لعدم ذهاب السلاح نحو دولة أخرى أو ميليشيا أو منظمات إجرامية وإرهابية». وكانت أمانة الدولة السويسرية لشؤون الاقتصاد، قد أعلنت أول من أمس، أن سويسرا قررت وقف تسليم معدات عسكرية للبنان «ما دامت لن تتمكن من مراقبة الوجهة الأخيرة لهذه الأسلحة». وأكدت في بيان أنه «تم في عام 2016 تصدير 10 بنادق هجومية و30 سلاحاً رشاشاً إلى لبنان، وخلال عملية تدقيق على الأرض في مارس (آذار) 2018، عثر فقط على 9 أسلحة».وأشارت إلى أنها «حاولت مراراً بواسطة السفارة السويسرية في بيروت العثور على 31 قطعة سلاح مفقودة؛ لكنها فشلت في مسعاها. وكانت هذه الأسلحة مخصصة حصرياً لوحدات مكلفة حماية شخصيات سياسية. وكان المتلقي النهائي تعهد بعدم تسليم أسلحة لطرف آخر دون موافقة سويسرا الخطية، التي كان يحق لها القيام بتحقيقات على الأرض». وحصل التباس فيما يتعلق بالسلاح ووجهته، وما إذا كان بحوزة الجيش اللبناني؛ لكن السفارة السويسرية في لبنان سرعان ما أوضحته قائلة في بيان نشرته أمس، إن «وزارة الدولة للشؤون الاقتصادية السويسرية اتخذت هذا القرار بعد أن عجزت بعثة التدقيق السويسرية، في شهر مارس 2018 عن تحديد مكان شحنة أسلحة، سبق أن بيعت وأرسلت إلى لبنان»، مشيرة إلى أنه «ليس للحرس الجمهوري أو القوى المسلحة اللبنانية أي علاقة بهذا التدقيق»، ولفتت إلى أنه «سبق وأتت بعثتا تدقيق في السابق، في عامي 2013 و2015، استطاعتا إنجاز التدقيق المراد إنجازاً كاملاً، إحداهما متعلقة بشحنة أرسلت إلى الحرس الجمهوري». بدوره، أوضح وزير الدفاع إلياس بو صعب، أنه «لا صحة لما نسب لسويسرا عن فقدان أسلحة سلمت للجيش اللبناني». وقال في تصريح: «إننا لن نسمح بأي إساءة يتعرّض لها الجيش اللبناني. وعلى من يريد معرفة الحقيقة أن يسأل السفيرة السويسرية في لبنان»، مشيراً إلى أنه «على من يطلق معلومات تسيء للجيش توخّي الحذر». ونُقل عن السفيرة السويسرية في بيروت قولها إن الفريق السويسري لدى سؤاله الوزير السابق عن مصير الأسلحة الباقية، لم يلقَ تعاوناً، ما اضطره للعودة إلى سويسرا؛ حيث أعاد الفريق على مرتين متتاليتين التواصل مع الوزير السابق للتحقق من مصير الأسلحة، إلا أنه لم يلقَ مجدداً أي تعاون. لكن النائب زعيتر كشف في بيان أصدره أمس، أنه نظراً للتهديدات الأمنية الخطيرة التي كان يواجهها الوطن، لا سيما الاعتداءات الإرهابية على الحدود الشرقية المحاذية لمحافظة بعلبك والهرمل: «تمت مراسلة الجهات المعنية في سويسرا، لشراء 40 قطعة سلاح فردي لتأمين الحماية الشخصية للنائب غازي زعيتر، في أماكن سكنه في كل من بيروت وبعلبك والهرمل، وقد وافقت هذه الجهات أصولاً ووفق الأعراف الدولية المتبعة، على تسليمها للنائب غازي زعيتر في عام 2016، وبعد أن سدد هذا الأخير كامل قيمتها من ماله الخاص دون العمل بأموال الخزينة أو ترتيب أي أعباء عليها». وأبدى زعيتر «استغرابه لهذه الضجة الإعلامية حول إخفاء الأسلحة المذكورة»، وقال: «لا يسعنا في هذا الصدد إلا التأكيد على وجودها مع مرافقي النائب غازي زعيتر»، لافتاً إلى أنه «تم الاتصال بالسفارة السويسرية لإطلاعها على مكان وجود هذه الأسلحة؛ لكنها رفضت الانتقال للكشف عليها، ويُقتضى التواصل معنا لترتيب زيارة للكشف عليها، والقيام بما هو مطلوب». ورفض «زج الجيش أو أي مراجع رسمية أخرى بهذا الخصوص».

 

باسيل يتحرك قانونياً ضد يعقوبيان بعد اتهامه بتقاضي حصة من «صفقة البواخر»

بيروت/الشرق الأوسط/23 شباط/19/أشعلت اتهامات النائبة بولا يعقوبيان لوزير الخارجية جبران باسيل بتقاضي حصة من «صفقة بواخر الكهرباء»، سجالاً سياسياً وقانونياً، ودفعت باسيل لاتهام يعقوبيان بـ«الكذب» واللجوء إلى القضاء «لتبيان الحقيقة». وكانت يعقوبيان قالت في حديث تلفزيوني بُثّ ليل الخميس أن الكثير من علامات الاستفهام تحوم حول الوزير جبران باسيل بقضايا فساد وفي ملف البواخر، مشيرة إلى أنها طلبت من المدعي العام أن يستمع إليه على الأقل. وأضافت خلال استضافتها في برنامج «صار الوقت» على قناة «إم تي في»: «مجرّد الإصرار على حقيبة الطاقة أمر مريب بعد مرور 10 سنوات لفريق واحد في الوزارة ولم ينجز أي أمر»، متهمة باسيل ونادر الحريري بالقيام بـ«صفقة بواخر الكهرباء» والتي قالت إنه «نال منها باسيل حصة بلغت 8 في المائة»، قائلة: «هذا إخبار برسم المدعي العام المالي».

وتعليقاً على الاتهام، أصدر المكتب الإعلامي لوزير الخارجية بياناً قال فيه: «رداً على الأكاذيب التي وردت على لسان النائب بولا يعقوبيان (...) والتي وجّهت فيها للوزير باسيل اتهامات افترائية لا أساس لها، تعلم هي سلفاً أنه بريء منها، وسردت معلومات مختلقة لا صحّة لها حول فساد مزعوم يتعلق بقضية البواخر، كلف الوزير باسيل وكيله القانوني اتخاذ الإجراءات القانونية الفورية أمام القضاء لتبيان الحقيقة وفضح أكاذيبها». وردت يعقوبيان أمس على بيان مكتب باسيل، قائلة: «إذا كان هناك من شيء يمكن أن يكون غير دقيق فيما قلته أمس (الأول) فهو رقم الـ8٪. كل الاتصالات تؤكد أن عمولة البواخر أكبر». وأضافت: «أما بالنسبة إلى التحرك القانوني، فكنت سبق وقدمت أخبارا إلى النائب العام المالي في قضية البواخر وغيرها مستندة إلى تغريدة لباسيل»، متمنية أن يوضح كلامه للقضاء خدمة للحقيقة، في إشارة إلى تغريدة سابقة لباسيل تحدث فيها عن حصص في بواخر الكهرباء وبواخر النفط وجاء في تغريدة باسيل: «قد يضحك علينا البعض لأننا نسعى لنجمع مائة دولار من ألف شخص في الشهر لنحصل على مائة ألف دولار شهرياً لأنني أعرف أن هذا الرقم هو أقل من حصة فريق معين من البواخر وآخر من بواخر النفط والتزام طريق أو مطار أو مرفأ أو خدمة اتصالات أو طبع بطاقات أو غير ذلك».

وكان عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون دعا في المقابلة نفسها على «إم تي في» إلى «من لديه ملف فليلجأ إلى القضاء»، وقال إنه طلب من الرئيس نبيه بري تشكيل لجان تحقيق نيابية يخضع لها الجميع، مضيفاً: «هناك فساد قديم يجب أن نكشفه ونحاسب على أساسه ويجب أن نمنع الفساد الجديد ونحن أكثر فريق قمنا بالعمل الرقابي ووثقنا ذلك بكتاب قدمناه». كذلك نشر المحامي نبيل معاد بالوكالة عن نادر الحريري بياناً رداً على اتهامات يعقوبيان جاء فيه: «إن كافة ما أدلت به النائب السيدة بولا يعقوبيان هو مجرد مزاعم لا أساس لها من الصحة وترمي بوضوح لمجرد التشهير بالسيد نادر الحريري وفقاً للأسلوب العشوائي والشعبوي الذي تعتمده النائب يعقوبيان لإطلاق التهم جزافاً دون أي دليل أو مستند، وإن السيد نادر الحريري يتحدى النائب يعقوبيان بأن تقدم للرأي العام وللقضاء المختص ما لديها من أدلة تثبت صحة مزاعمها ووجود أي دور له في أي صفقة تتعلق ببواخر الكهرباء». وأضاف البيان: «إن السيد نادر الحريري، ووفقاً لمبادئه الثابتة وقناعته الدائمة بأن كل مواطن هو تحت سقف القانون، يضع نفسه بتصرف القضاء لإحقاق الحق، وإذا ما ثبت عدم صحة مزاعم النائب يعقوبيان، لا بل علمها ويقينها بأنه ليس للسيد نادر الحريري أي دور بموضوع بواخر الكهرباء، نتمنى على النائب يعقوبيان أن تضع نفسها بدورها تحت سقف القانون وبتصرف القضاء لمساءلتها عن تعمدها التشهير والافتراء بحق السيد نادر الحريري دون أي مبرر».

 

تجميد نشاط النائب الموسوي سنة كاملة

 الأخبار   السبت 23 شباط 2019/في سابقة لم تعرفها الأحزاب السياسية الممثلة في المجلس النيابي، اتخذ مجلس شورى حزب الله، وهو الهيئة القيادية الأعلى، قراراً يقضي بتجميد كل الأنشطة النيابية والسياسية والحزبية والإعلامية للنائب نواف الموسوي، وذلك لمدة سنة كاملة.

قرار قيادة الحزب جاء بعد الإشكال السياسي الذي نتج من تعليقات أدلى بها النائب الموسوي خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة، لكن السبب الرئيسي لا يتعلق بمضمون ما قاله النائب، بل في كونه خالف قراراً تنظيمياً مركزياً يتعلق بعدة أمور، من بينها عدم التكلم في الجلسة النيابية المذكورة، ومن بينها ضبط الخطاب السياسي وعدم الإدلاء بأي موقف يسبب خرقاً لقرار الحزب بالتهدئة وتصفير المشاكل الإعلامية والسجالية مع القوى السياسية في البلاد، وذلك ربطاً بقراره الانخراط في معركة مراقبة أداء الحكومة ومؤسسات الدولة، ومتابعة الملفات الإدارية والمالية العامة للدولة. وعلمت «الأخبار» أن قيادة الحزب اعتبرت أن الموسوي خالف القرار التنظيمي الذي حصر مداخلات نواب كتلة الوفاء للمقاومة بأربعة من الأعضاء، وحدد مسبقاً إطار الحديث وعناوينه، كذلك فإنه لم يلتزم عدم الانجرار إلى أي مواجهة سياسية مع أي طرف قبل العودة إلى رئيسه المباشر، أي رئيس الكتلة.

 

كفرفالوس: نهاية «التغريبة»؟ بلدة الـ50 بيتاً توارثها إقطاعيون وأثرياء أباً عن جد

آمال خليل/الأخبار/السبت 23 شباط 2019

لعقود طويلة، توارث إقطاعيون وأثرياء بلدة كفرفالوس وأراضيها، بما ومن عليها. أقل من 50 بيتاً، في هذه البلدة الواقعة شرقيّ صيدا، لم تزد بيتاً واحداً منذ سنوات طويلة، لعدم قدرة أهلها على التملّك في بلدتهم، ما أدى إلى انتشارهم خارجها. الصفقة الأخيرة لبيع أراضي كفرفالوس للرهبانية المارونية ورجال أعمال، شكّلت بارقة أمل لدى الأهالي بنهاية «التغريبة» التي طالت عقوداً طويلة. يفرز جريس الشماعي، رئيس بلدية كفرفالوس الأسبق، الملكيات في بلدته، كمن ينثر الأرز في الهواء: «مليون و600 ألف متر مربع للرهبانية المارونية وشركائها. مليونا متر مربع للرئيس سعد الحريري وشركائه. مئتا دونم لنازك الحريري. مليونان لورثة المتمول رياض عازار (...)». ماذا عن ملكيات أبناء البلدة البالغة مساحتها أكثر من ثمانية كيلومترات؟ يقول نجله خليل الشماعي: «عدد البيوت لا يزيد على خمسين، لا يملك أصحابها سوى مساحة البناء وحواكير صغيرة تحيط بها». أما من يريد من أبناء الجيل الجديد أن يسكن في بلدته، «فلا يملك سوى أن يسكن في منزل آبائه أو أجداده». جريس السبعيني، نفسه، لا يقيم في مسقط رأسه، بل في حيّ خاص بـ «الفالوسيين»، في بلدة عين المير في شرقيّ صيدا. «الفالوسيون» يتوزّعون، أيضاً، على بلدتي العدوسية والنجارية (قضاء الزهراني) وعلى بيروت وضواحيها والمهجر. أكثر من ثلاثة آلاف منهم نقلوا قيودهم إلى حيث يسكنون، فيما لم يبقَ في قيود البلدة سوى نحو 900 شخص. في الانتخابات البلدية عام 1964، بلغ عدد المقترعين 1400، فيما لم يتعدّ في انتخابات 2016 الـ 500 مقترع. لطالما وقف أبناء كفرفالوس متفرجين على ملكية بلدتهم تنتقل بين الأثرياء. قبل 1952، كانت البلدة جزءاً من أملاك «الست» نظيرة جنبلاط في المنطقة التي كانت ذات غالبية شيعية ودرزية. سيدة المختارة، وآباؤها قبلها، سمحوا لـ«الفالوسيين» بزراعة الأرض مقابل الحصول على حصة من الزيتون والقمح، تحت إشراف وكيل درزي يعيّنه الملّاكون يلقب بـ«الخولي». قلة قليلة من الفلاحين تمكّنت من شراء قطعة أرض بسبب ضيق الأحوال. يروي جريس الشماعي أن الجنبلاطيين القدامى «سجلوا منطقة المشاع للأهالي من طائفة الكاثوليك، فيحق لهم التصرف بها». بعد وفاة «الست نظيرة»، باع الوريث (نجلها) كمال جنبلاط البلدة عام 1952 للمتموّل الصوري النائب عن جزين نقولا سالم الذي اختار بناء مقر زعامته في كفرفالوس لتوسطها بين صيدا وجزين. قصد «الفالوسيون» المختارة «وطلبوا من كمال بيك فصل المشاع، لكنه رفض تجزئة الصفقة وباع البلدة باستثناء جبل ماروس». على إحدى التلال، شيّد «نقولا بيك» قصراً من طبقتين وكنيسة صغيرة، ونقل قيوده إلى سجلات نفوس كفرفالوس. لكنه لم يوافق على تمليك جيرانه لمنازلهم والحقول التي يزرعونها، ولم يعترف بحق الكاثوليك بالمشاع. لتكتمل المصيبة، دمر زلزال عام 1956 معظم منازل البلدة، «فلم يسمح سالم لساكنيها بإعادة بنائها، ولم يعطهم أرضاً بديلة». بنى المتضررون بالتعويضات التي حصلوا عليها من مصلحة التعمير منازل في مناطق أخرى، ورفعوا دعوى على سالم لحفظ حقهم في المشاع، فوضع القضاء عليه إشارة منعت رياض عازار من تملك المشاع عندما اشترى معظم أراضي البلدة من سالم نهاية الستينيات. يسجل الأهالي لعازار موافقته على تمليك الأهالي لمنازلهم والحواكير المحيطة بها «لقاء مبالغ معقولة»، كذلك خصص أحد العقارات لفرزها وبيعها لمن يرغب من الأهالي بأسعار مقبولة.

من البيك إلى الشيخ

عام 1973، انتقلت ملكية كفرفالوس إلى الرئيس رفيق الحريري. احتراق السجلات العقارية في صيدا بفعل الحرب الأهلية «ضيّع الدعوى والإشارة العقارية على المشاع» بحسب الشماعي. بعد سنوات، تمددت مملكة الحريري من المشاع شرقاً حتى حدود كرخا غرباً وصفاريه شمالاً، بعدما اشترى ما بقي من أملاك سالم وجبل ماروس من وليد جنبلاط. وبات «الشيخ رفيق» مالكاً لأكثر من خمسة ملايين متر مربع في مقابل نحو مليوني متر مربع لمنير عازار (وريث رياض عازار) و40 منزلاً صغيراً للأهالي. عام 1978، بدأ الحريري بتشييد منشآت على جزء من المشاع. «اعتقدنا، في البداية، أنه مخيم لتوطين الفلسطينيين»، قال الشماعي. موظفون وعمال من كفرفالوس وبلدات جزين وصيدا وشرقها انخرطوا في تشييد المستشفى وسكن الممرضين والممرضات وكلية التمريض والمدرسة الفندقية ومدرسة صيدون الجديدة وسكن العمال والموظفين. وعند افتتاح المستشفى والكلية والمدرسة، كانت لأبناء المنطقة حصة في التوظيف.

لكن الازدهار الذي أتت به منشآت الحريري إلى المنطقة لم يدم. بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، تمركزت قوات الاحتلال الإسرائيلي في جزين، وتحولت كفرفالوس إلى خط تماس، وحوّل العدو وعملاؤه المنشآت إلى مواقع عسكرية. بعد تحرير جزين عام 1999، لم تعد الحياة إلى المنشآت، وبقيت منذ ذاك مهملة، رغم وعود متكررة أطلقتها أرملة الحريري، نازك، وشقيقته النائبة بهية الحريري بترميمها وإعادة تشغيلها.  قبل عامين، وافق أحد ورثة الحريري، نجله فهد، على بيع «جبل ماروس» لأحد المستثمرين الذي أراد إنشاء كسارة ومقلع فيه. لكن الاحتجاجات البيئية والمذهبية أبطلت الصفقة، فباع فهد حصته لشقيقه الرئيس سعد الحريري ورجل الأعمال علاء الخواجة اللذين أعلنا نيتهما لإنشاء مشروع زراعي فيه. الجدل الذي رافق الصفقتين وحّد جهود الكنيسة وعدد من رجال الأعمال من أبناء منطقة جزين لشراء عقارات الحريري الباقية. رئيس بلدية كفرفالوس بول الشماعي، أوضح لـ«الأخبار» أن الرهبانية اللبنانية المارونية والمتمولين اشتروا عقارات الحريري والمنشآت «بسعر مقبول بلغ نحو 17 مليوناً ونصف مليون دولار، رغبةً من الشيخ فهد في إعادة الأرض إلى أهلها». أكثر من ثلاثة آلاف من أهالي كفرفالوس نقلوا قيودهم إلى حيث يسكنون، ولم يبقَ في قيود البلدة سوى نحو 900 شخص

كيف تقسمت العقارات على المالكين الجدد؟ «الرهبانية أخذت المستشفى والكلية والمدرسة، فيما تقاسم كل من فادي رومانوس وبشارة حنا وأمل أبو زيد وشارل الحاج وسمير عون ونعمت أفرام العقارات الأخرى». الجزء المهم في الصفقة، برأي الشماعي، «ما ستنوي الرهبانية فعله قريباً جداً عبر ترميم المستشفى والكلية وتشغيلهما بالتعاون مع جامعة الروح القدس - الكسليك ومستشفى سيدة المعونات». أما الجزء الأهم، فهو «ما وعد به أبو زيد بتخصيص عقار من حصته لفرزه وبيعه لأبناء كفرفالوس بأسعار مقبولة». يستبشر الأهالي خيراً بالمستقبل. فإعادة تشغيل المنشآت وتوفير عقارات للأهالي، يعني، أخيراً، إمكان وضع حد لهذه «التغريبة»، ولمّ شمل الـ«دياسبورا الفالوسية»، وتمكين من يرغب من العودة للإقامة في كفرفالوس، وأولهم بول الشماعي الذي لا يملك أرضاً ولا منزلاً في البلدة التي يرأس بلديتها!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترشيح كيلي كرافت سفيرة لأميركا في الأمم المتحدة

واشنطن – وكالات/السبت 23 شباط 2019/أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه يرشح السفيرة الأميركية الحالية لدى كندا كيلي كرافت، لتكون سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، خلفاً لنيكي هيلي. وقال عبر “تويتر”، ليل أول من أمس: إن “كيلي تؤدي مهمة رائعة في تمثيل بلدنا ولا يساورني شك في أن بلادنا تحت قيادتها سيتم تمثيلها على أعلى مستوى”. من جهته، وصف وزير الخارجية مايك بومبيو، كرافت بأنها “مؤهلة تماماً” للمنصب، وأنها “مؤيدة بارزة لمصالح الأمن القومي والمصالح الاقتصادية الأميركية في كندا”. من ناحية ثانية، بدأ النواب الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي تحركاً يهدف إلى منع ترامب من التحايل على الكونغرس من أجل الحصول على أموال فيدرالية لتمويل بناء جدار عند الحدود مع المكسيك. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي: إن المجلس سيصوت بعد غد الثلاثاء، على قرار لإنهاء حالة الطوارئ الوطنية، التي أعلنها ترامب في الأسبوع الماضي، وأثارت معارك قانونية وسياسية شرسة.وتوقعت أن يمر مشروع القرار المطروح للتصويت في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، لكن مصيره غير مضمون في مجلس الشيوخ، حيث الغالبية للجمهوريين. وتدخل ترامب سريعاً مؤكدا أنه سيرفض القرار، في حال وصل إلى مكتبه، قائلا: “هل سأستعمل الفيتو ضده؟ مئة في المئة”.

 

خبير أميركي: قطر تدعم التنظيمات الأكثر فتكاً في العالم

عواصم – وكالات/السبت 23 شباط 2019/اتهم خبير الأمن القومي والحروب السياسية الأميركي ديفيد ريبوي، قطر، بأنها “كانت، ولمدة نصف قرن، ملاذا آمنا ومركزا لإيواء الإخوان، والعديد من الجماعات المتطرفة والتنظيمات الأكثر فتكا في العالم”. وفي دراسة نشرها المركز الأميركي متخصص بالدراسات الأمنية “SSG”، تناول ريبوي الخلفية التاريخية للدعم القطري للإرهاب والتطرف، وستراتيجية حملات الضغط سيئة السمعة، التي تشنها قطر في واشنطن، بالإضافة إلى جرائم القرصنة الإلكترونية برعاية الحكومة القطرية ومحاولة التغلغل في الأوساط البحثية والأكاديمية والإعلامية، لتحقيق أهداف تمثل خطرا على المجتمع الأميركي. في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع القطري خالد العطية، وجود تعاون عسكري بين بلاده والسودان إلى جانب تعاون مشترك في المشروعات التنموية. وقال عقب لقائه الرئيس السوداني عمر البشير بالعاصمة الخرطوم أمس: “أطلعنا البشير على واقع العلاقات المتعلقة بالتعاون في مجال الدفاع والمشروعات التنموية بين البلدين”. من جانبه، أعلن مبعوث الخارجية القطرية إلى العراق مطلك القحطاني، تعيين سفير جديد لبلاده لدى العراق، مؤكدا أن “السفير الجديد الذي سيباشر مهامه في الأسابيع القليلة المقبلة، سيكون داعما لجميع فئات الشعب العراقي وللسيادة العراقية”. وكشف عن “مشاورات بين بغداد والدوحة، لاستثناء الجوازات الخاصة والديبلوماسية من التأشيرات المسبقة بين البلدين”

 

الولايات المتحدة تحتفظ بوجود في التنف وشرق سورية و”قسد” ترحب

أنقرة وواشنطن اتفقتا على عدم تأخير خريطة طريق منبج واستكمالها في أقرب وقت

عواصم – وكالات/السبت 23 شباط 2019/أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” شون روبرتسون أمس، انه تقرر تمركز بضع مئات من الجنود في سورية مقسمين بين المنطقة الآمنة التي يجري التفاوض بشأنها في شمال شرق سورية، وبين القاعدة الأميركية في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن.

وقال إن “بضع مئات من القوات الأميركية تتمركز في شمال شرق سورية كجزء من قوة متعددة الجنسيات، وبشكل منفصل، ستحتفظ الولايات المتحدة بوجود لها في قاعدة التنف بالجنوب”.

وأضاف أنه “ستتكون قوة المراقبة والرصد متعددة الجنسيات في المقام الأول من دول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين سيمنعون إلى جانب القوات الأميركية، عودة ظهور تنظيم داعش والحفاظ على الاستقرار في سورية”. وأوضح أنه “بينما سيبقى عدد قليل من القوات في شمال شرق سورية، سيستمر الانسحاب بطريقة منسقة”. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في وقت سابق أول من أمس، إن قراره بالإبقاء على عدد محدود من القوات في سورية لا يعني تغييراً بشأن إعلانه سحب القوات الأميركية الموجودة هناك، وعددها ألفي جندي، معتبرا أن الإبقاء على قوة بسيطة “سيضمن أن داعش لن ينشأ من جديد”.وأوضح أن “الـ2500 جندي الذين كانوا في سورية سيذهبون الى أجزاء أخرى من العالم، وقد يكون ذلك إلى العراق، حيث لدينا قاعدة قوية”. ورحبت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) بإعلان واشنطن إبقاء 200 جندي أميركي في سورية، مشيرة إلى أن ذلك سيحمي منطقتهم وقد يشجع دولا أوروبية على أن تبقي قواتها أيضاً. من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أول من أمس، إنه يثق في أن حلفاء بلاده سيتحملون مسؤولياتهم في سورية، بعد أن أعلنت واشنطن أنها ستُبقي على مئات من الجنود هناك. بدوره، أعلن السيناتور الأميركي غراهام أن خطة ترامب بشأن الانسحاب من سورية تهدف إلى الدفع باتجاه نشر نحو ألف جندي أوروبي في ذلك البلد. في المقابل، نقلت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء أمس، عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله لمسؤولين في “بنتاغون”، إنه ينبغي ألا يكون هناك فراغ أثناء انسحاب القوات الأميركية من سورية. وأضاف “قمنا بتذكير شركائنا بأنه ينبغي ألا يكون هناك أي فراغ في السلطة بأية حال أثناء الانسحاب”، مشيراً إلى أنه كرر دعوته إلى خروج مقاتلي “قسد” من “المنطقة الآمنة”، التي تريد تركيا السيطرة عليها. واجتمع وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان مع اكار أول من أمس، بهدف “تأكيد” أهمية العلاقة الدفاعية بين البلدين. وذكرت “بنتاغون” في بيان، أن الجانبين ناقشا مجموعة واسعة من القضايا الدفاعية بما في ذلك العمليات العسكرية لهزيمة “داعش” في سورية، مشيرة إلى أنهما “اتفقا على مواصلة التعاون لتحقيق الاستقرار والأمن في شمال شرق سورية”. وقال اكار “بصفتنا حليفين وشريكين ستراتيجيين فإنه يجب أن نواصل التعاون الوثيق في حربنا ضد كل أنواع الإرهاب”. وأضاف “سنشارك تصميمنا على مكافحة جميع المنظمات الإرهابية بما في ذلك حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني والكيان الموازي وداعش وغيرها”.

على صعيد آخر، أعلنت تركيا أمس، أن الولايات المتحدة وافقت على إتمام “خريطة طريق منبج”. وقال أكار “رأينا أن الجانب الأميركي ينظر بإيجابية أيضاً حيال إجراءاتنا في هذه المسألة، ووافقوا على عدم تأخير خريطة طريق منبج، واستكمالها في أقرب وقت، وقالوا إنهم سيدرسون هذا الأمر”.

إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للإغاثة أول من أمس، أن الأشخاص الذين يفرون من الجيب الأخير لـ”داعش”، “جائعون” ويحتاجون إلى “علاج طبي عاجل”، محذرة من وفيات جديدة بين الأطفال. وقالت المسؤولة في اللجنة إن “الآلاف الذين وصلوا، بحاجة عاجلة للمياه والطعام والعديد منهم لعلاج طبي عاجل”، مضيفة إنهم “يعانون من الجوع والعطش”.

 

قسد” تفضح علاقة أنقرة بـ”داعش” ومعارض يكشف تورطها بدعم الإرهاب

أنقرة – وكالات/السبت 23 شباط 2019/كشفت قوات سورية الديمقراطية “قسد” ما اعتبرته دليلاً على دور تركيا في تسهيل دخول وخروج الإرهابيين من وإلى سورية، ونشرت صور جواز سفر أشارت إلى أنه لأحد مسلحي تنظيم “داعش”، حصل على أختام تؤكد تحركه بحرية من وإلى تركيا. واعتبرت ذلك دليلاً على تسهيل تركيا دخول وخروج الإرهابيين، موضحة أن صاحب الجواز جرح في معارك الباغوز، آخر جيوب “داعش” في سورية، ونقل إلى المستشفى، وكان دائم التنقل بين إيران وتركيا. إلى ذلك، ووسط الأنباء التي تشير إلى دخول زعيم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) أبومحمد الجولاني إلى تركيا لتلقي العلاج في مشافيها، شدد الرئيس المشترك لحزب “الشعوب الديمقراطي” سيزاي تميلي على أنه “لا داعي للذهاب بعيداً للبحث عن الأدلة التي تثبت صحة تورط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدعم الجماعات المتطرفة”. وقال إنه “في جلسة للبرلمان التركي وافق وزير من العدالة والتنمية على حصول تجارة بملايين الدولارات عبر المعابر التي كان يسيطر عليها داعش في الطرف السوري”. ووصف عدم مطالبة أنقرة بإعادة مواطنيها “الدواعش” المعتقلين لدى “قسد”، بـ”مخاوف حكومية تدعم وتقوي حقيقة دعم تركيا للإرهاب بسورية”، معتبرا أن “دعم نضال ومطالب الأكراد المخرج الأخير والوحيد من السياسات العثمانية الجديدة بالمنطقة”.

 

أنقرة تحذّر من «أي فراغ» أثناء انسحاب واشنطن من سوريا

الشرق الأوسط/23 شباط/19/حذّر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم (السبت)، من حصول فراغ أثناء الانسحاب الأميركي من سوريا. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن أكار، قوله: «قمنا بتذكير شركائنا بأنه ينبغي ألا يكون هناك أي فراغ في السلطة بأية حال أثناء الانسحاب»، في إشارة إلى محادثات أجراها مع باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي. وكرر أكار دعوته إلى خروج مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية من «المنطقة الآمنة»، حيث تريد تركيا السيطرة عليها. وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قال أمس، إن واشنطن ستترك نحو 400 جندي في منطقتين سوريتين، ما يمثل تغييرا في قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمكن أن يمهد الطريق أمام بقاء قوات لحلفاء الولايات المتحدة في سوريا. من جهته، أكد الرئيس الأميركي أن قراره إبقاء 400 جندي أميركي في سوريا لا يعني تراجعاً عن قراره سحب كامل القوات الأميركية منها. وأضاف: «أنا لا أتراجع عن قراري. إنه جزء صغير جداً من الناس الذين كنا ننشرهم في سوريا»، مشيراً إلى أكثر من ألفي جندي منتشرين حالياً في البلد الذي تمزقه الحرب.

 

مصر: إحالة أوراق المتهمين بقتل رئيس دير إلى المفتي

القاهرة الشرق الأوسط/23 شباط/19/قررت محكمة مصرية، اليوم (السبت)، إحالة أوراق راهبَيْن متهمين بقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير «أبو مقار» بوادى النطرون (شمال غربي القاهرة)، إلى المفتي لاستطلاع رأيه الشرعي في إعدامهما. وحددت محكمة جنايات دمنهور 24 أبريل (نيسان) المقبل للنطق بالحكم في القضية المتهم فيها وائل سعد تواضروس (الراهب أشعياء المقاري سابقاً) والراهب فلتاؤوس المقاري. وأحال النائب العام المستشار نبيل صادق المتهمَيْن إلى المحاكمة الجنائية لقتلهما الأنبا إبيفانيوس بعد أن أنهت نيابة استئناف الإسكندرية تحقيقاتها في الواقعة. وتعود تفاصيل القضية إلى 29 يوليو (تموز) الماضي، عندما تلقت مديرية أمن البحيرة إخطاراً بوفاة الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير «أبو مقار» بوادي النطرون داخل ديره، في ظروف غامضة وسط بركة من الدماء، وتم تشريح جثمان الأنبا أبيفانيوس بمعرفة الطب الشرعي للتأكد من وجود «شُبهة جنائية» في الوفاة. واستمعت النيابة العامة في حينها لأقوال 145 راهباً وأسقفاً بدير «أبو مقار»، وتم التحفظ على الكاميرات بالدير لفحصها بمعرفة لجنة فنية متخصصة لتفريغ محتوياتها، ومعرفة أسباب تعطُّل بعض الكاميرات داخل الدير.

 

مجلس الأمن يطالب بتنفيذ اتفاق الحديدة «فوراً» ولوح باتخاذ «تدابير إضافية» لمعاقبة الجهات المعرقلة

نيويورك: علي بردى الشرق الأوسط/23 شباط/19/طالب أعضاء مجلس الأمن بـ«التنفيذ الفوري» للمرحلة الأولى من اتفاق استوكهولم بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ووضع «اللمسات الأخيرة» على المرحلة الثانية من إعادة انتشار القوات في الحديدة، مبدين «استعدادهم للنظر في تدابير إضافية ضد الذين يعرقلون تنفيذ الاتفاقات التي جرى التوصل إليها». وأصدر أعضاء مجلس الأمن بياناً بالإجماع جددوا فيه «تأييد الاتفاقات التي جرى التوصل إليها بين الحكومة اليمنية والحوثيين في ديسمبر (كانون الأول) 2018» في استوكهولم، مؤكدين أهمية أن تنفذ الأطراف تلك الالتزامات من دون تأخير لصالح الشعب اليمني. وإذ أبدوا «الدعم الكامل» للمبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن مارتن غريفيث ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار اللفتنانت جنرال مايكل لوليسغارد، دعوا كل الأطراف إلى «مواصلة الانخراط بحسن نية معهما». ورحب أعضاء المجلس بـ«التقدم الذي أحرزته الأطراف في اجتماع لجنة تنسيق إعادة الانتشار في 16 فبراير (شباط) 2019 و17 منه في شأن خطط إعادة انتشار القوات على النحو المنصوص عليه في اتفاق استوكهولم». ورحبوا بـ«الاتفاق الذي جرى التوصل إليه حول المرحلة الأولى من إعادة الانتشار المتبادل للقوات من موانئ الصليف وراس عيسى والحديدة، وكذلك من الأجزاء الحيوية المرتبطة بالبنية التحتية الإنسانية في المدينة». وطالبوا بـ«التنفيذ الفوري للمرحلة الأولى». كما رحبوا بـ«اتفاق الأطراف من حيث المبدأ على المرحلة الثانية من إعادة الانتشار المتبادلة للقوات»، داعين إياهم إلى «مواصلة الانخراط البناء مع رئيس لجنة التنسيق ومضاعفة الجهود خلال الاجتماع التالي للجنة في الأيام المقبلة على وجه السرعة ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق المرحلة الثانية». وأكد أعضاء مجلس الأمن «أهمية الوصول العاجل إلى المرافق الإنسانية، بما في ذلك مطاحن البحر الأحمر»، مرحبين بـ«الترتيبات المتفق عليها من قبل الأطراف في اجتماع لجنة التنسيق». ولاحظوا «بقلق القيود التشغيلية التي يواجهها العاملون الإنسانيون في اليمن»، معبرين عن «بالغ القلق من استمرار تدهور الحالة الإنسانية في كل أنحاء اليمن»، إذ إن 80 في المائة من السكان (24 مليون نسمة) يحتاجون الآن إلى المساعدة الإنسانية. ودعوا الأطراف إلى «التيسير السريع والآمن من دون عوائق لتدفق الإمدادات الإنسانية ووصول العاملين الإنسانيين إلى كل أنحاء البلاد». وحضوا المجتمع الدولي على «النظر في تمويل إضافي لخطة الاستجابة الإنسانية 2019». وعبروا أيضاً عن «قلقهم إزاء استمرار ورود تقارير من انتهاكات لوقف النار»، مطالبين الأطراف بـ«اغتنام هذه الفرصة للتحرك نحو سلام مستدام من خلال ممارسة ضبط النفس وخفض التصعيد، واحترام التزامات اتفاق استوكهولم والتحرك إلى الأمام مع التنفيذ السريع». وذكروا بطلبهم من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن يقدم تقريراً عن عدم الامتثال، من قبل أي طرف، بالقرارين 2451 و2452. وأبدوا «استعدادهم للنظر في تدابير إضافية ضد الذين يعرقلون تنفيذ اتفاق استوكهولم». وشدد أعضاء مجلس الأمن في بيانهم على «أهمية أن تكفل كل أطراف النزاع حماية المدنيين، بما في ذلك الفئات الأضعف مثل الأطفال»، مطالبين كل الأطراف بـ«الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك احترام مبدأ التناسب والتمييز، والقانون الدولي لحقوق الإنسان». ودعوا الأطراف إلى «مضاعفة الجهود الرامية لوضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات اتفاق تبادل الأسرى وإنشاء لجنة التنسيق المشتركة في تعز»، ملاحظين أن «هذه ستمثل خطوات كبيرة لتدابير لبناء الثقة». وكذلك رحبوا بـ«المشاركة البناءة» للأطراف مع بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، مشددين على «ضرورة انتشارها وتشغيلها بأسرع وقت ممكن». ودعوا الأطراف إلى «مواصلة ضمان أمن وسلامة موظفي البعثة، وتسهيل حركتهم السريعة مع معداتهم وإمداداتهم الرئيسية من دون عوائق إلى اليمن وداخله».

وأكدوا «ضرورة إحراز تقدم نحو تسوية سياسية شاملة للنزاع، وفقاً لما دعت إليه القرارات والبيانات الرئاسية ذات الصلة من مجلس الأمن، فضلاً عن مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني». وفي هذا الصدد، دعوا الأطراف إلى «المشاركة بصورة بناءة مع المبعوث الخاص في الوفاء بالالتزامات المتفق عليها في استوكهولم»، مع تأكيد «أهمية المشاركة الكاملة للنساء والمشاركة ذات المعنى للشباب في العملية السياسية». وجدد أعضاء مجلس الأمن دعواتهم من أجل «التنفيذ الكامل» لقرارات المجلس، بما في ذلك القرارات 2216 و2451 و2452 و«الامتثال لبياناتهم»، مؤكدين «عزمهم على النظر في تدابير إضافية، بحسب الاقتضاء، لدعم تنفيذ كل القرارات ذات الصلة». وشددوا على «التزامهم القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه».

 

البشير يحل حكومته ويعلن الطوارئ لمدة عام في السودان وأعلن عزمه تكوين حكومة كفاءات والتخلي عن الترشح لدورة رئاسية جديدة

الخرطوم: أحمد يونس الشرق الأوسط/23 شباط/19/أعلن الرئيس السوداني حالة الطوارئ في البلاد لمدة عام، وتخليه عن الترشح للرئاسة مرة أخرى، في انتخابات 2020، في خطوة أثارت حفيظة معارضيه الذين طالبوه بالتنحي فوراً، وقرروا استمرارهم في الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثالث. وأكد البشير في خطاب أمس، عزمه ممارسة مهامه كرئيس قومي، محايد لفترة انتقالية، لكنه لم يشر إلى تخليه عن زعامة حزب المؤتمر الوطني، الحاكم، كما كان متوقعاً. وأعلن البشير أيضاً حل الحكومة المركزية وحكومات الولايات، وتعيين حكومة كفاءات رشيقة يعلن عنها في وقت لاحق. وقال إنه طلب من البرلمان وقف إجراءات تعديل الدستور، التي تمكنه من الترشح لفترة رئاسية جديدة. وأوضح البشير في كلمته، أنه واستعداداً لترتيب المشهد السياسي وتنفيذ استحقاقات الإجماع الوطني، قرر فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة عام واحد. وأضاف: «سنوالي اتخاذ القرارات اللازمة لتنفيذ كل ما ذكرناه». وتابع: «أدعو البرلمان لتأجيل النظر في التعديلات الدستورية، فتحاً للحوار والمبادرات»، ما يعني عدم ترشحه لدورة رئاسية جديدة. وتعهد الرئيس بالوقوف فيما سماه «منصة قومية» رئيساً للجمهورية، وأن يكون على مسافة واحدة من الجميع موالين ومعارضين، وهو ما يعني تخليه عن رئاسة الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني». ودعا البشير قوى المعارضة خارج الحوار الوطني للانخراط في الحوار، وقال: «أوجه الدعوة الصادقة لقوى المعارضة خارج مسار الحوار الوطني، للانخراط في الحوار»، ودعا حملة السلاح لتسريع خطى التفاوض لوقف الحرب وتحقيق السلام. ودعا الرئيس لإتاحة الفرصة للشباب والسماح لهم بممارسة دورهم، وقال: «أدعو كل القوى السياسية والمجتمعية لاستيعاب المشهد الجديد في الحياة السياسية وهم الشباب ووضع آليات يتفق عليها معهم». كما أكد البشير دور «القوات المسلحة في المشهد السياسي»، بقوله: «أدعو الجميع للنظر بعين الاعتبار، وضمن هذه العملية، لدور القوات المسلحة في المشهد كحامية وضامنة للحوار».

ووجه البشير الدبلوماسية السودانية، إلى تعزيز ما سماه التعاون البناء ضمن الإطار الإقليمي والتعاون الدولي والقاري، لخدمة أهداف البلاد في التنمية والاستقرار والنماء.

وتعهد البشير بمواجهة ما سماه التحدي الاقتصادي الذي تعيشه البلاد بحكومة كفاءات ومهام، وقال: «التحدي الاقتصادي يطرق بعنف، لذا فإن تدابير محكمة ستتخذ من حكومة مهام جدية، سأكلف بها كفاءات».

وقطع البشير بأن السودان لن ينتكس لما سماه «مربع الكراهية والإقصاء»، وقال: «التسامح الموجود في أبنائه وبناته سيحول دون استشراء الكراهية». وتابع: «إني على يقين؛ سنضيف مثالاً باهراً يحتذى». وترحم على الذين قتلوا في الاحتجاجات، وتعهد بإجراء تحقيقات عادلة وقانونية، وأضاف: «أتعهد بأن يكون العدل والقانون هو الفيصل». وأشار إلى أن «أحداث الأيام الماضية كانت اختباراً عظيماً لنا، وخرجنا منها بعبر ودروس، ورصيد لحكمتنا الوطنية نستدعيها عند الحاجة واشتداد الأزمات». وتابع: «شهدت بعض أجزاء البلاد احتجاجات مشروعة بمواجهة الحياة الصعبة، وهي مطالب موضوعية كفلها الدستور».

وقال: «لقد ظللنا نعمل على تنقية الحياة وتوسيع مساحة الحريات، وتمكين الأحزاب من ممارسة حقوقها، لذلك لم يكن مرفوضاً بالنسبة لنا أن تخرج فئة تطالب بمعالجة الأوضاع الاقتصادية».

بيد أن البشير اتهم من سماهم «البعض» بالقفز على الاحتجاجات، وتبني أجندة صفرية، تقود البلاد إلى مصير مجهول، بـ«بث الكراهية وسموم الكراهية»، ما نتج عنه فقدان من سماهم «نفر عزيز من أبناء الوطن رحمهم الله». وأوضح البشير أنه اتخذ قرارته تلك بعد انجلاء الأزمة، ومتابعة الاحتجاجات وتحليل أسبابها. وتابع: «لكنا لن نيأس من دعوة الرافضين للعودة والجلوس تحت سقف الوطن ومائدته الكبيرة، بما يجنب بلادنا الكراهية المقيتة». وأضاف: «من واقع مسؤوليتي الدستورية والأخلاقية عن كل الشعب؛ موالٍ ومعارض وحملة السلاح، أدعوكم جميعاً للتحرك للأمام من أجل الوطن، وأرفع النداء للشباب والشيوخ والنساء الماجدات، وكل قطاعات الشعب، بأن الوطن في أمس الحاجة لتوحدكم وتآزركم». وقبل إعلان هذه القرارات رسمياً من الرئيس البشير، سارعت المعارضة المنضوية في تحالف «قوى الحرية والتغيير»، إلى وصفها بأنها محاولة «التفاف» على مطالب الشعب السوداني، وقالت في بيان: «نذكر ونؤكد أن أي محاولة للالتفاف على مطالب الشعب السوداني، لن تجد سوى مزيد من الفعل الثوري السلمي في الشوارع».

وقطع البيان بأن مطالب الشعب ليست تغييرات في الحكومة، بل «على رأسها تنحي النظام ورئيسه، وتفكيك مؤسساتهم القمعية، وتسليم وتفكيك مؤسساتهم القمعية، وتسليم السلطة لحكومة قومية متدنية، انتقالية بحسب إعلان الحرية والتغيير».

وهدد البيان بمزيد من المظاهرات والاحتجاجات، وقال: «هذا قولنا الفصل، الذي قالت به جماهير شعبنا، ونحن لا نملك سوى السمع والطاعة، وموعدنا سيول من المقاومة السلمية الجماهيرية، التي لا تتنكب الطريق ولا تضل عنه». وتابع: «مطالب الشارع واضحة، وتنفيذها أمر محتوم، شاء النظام أم أبى، فإرادة الشعوب لا تستأذن أحداً، ولا تنتظر صكاً، بل تشق طريق التحرر التي اقترب بزوغ فجرها». وفور تسرب الأنباء، خرجت مظاهرات حاشدة في عدد من مناطق الخرطوم، وعلى وجه الخصوص أحياء بري والديوم بالخرطوم، والعباسية بأم درمان، مرددين هتاف «سقطت سقطت» بدلاً من الهتافات السابقة وأشهرها «تسقط بس». ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مظاهرات جماهيرية حاشدة، بدأت تلقائية ضد غلاء الأسعار، قبل أن يتصدى لها «تجمع المهنيين السودانيين»، وتولى تنظيمها قبل أن تلحق به القوى السياسية ليتم تكوين ما اصطلح عليه «تحالف قوى الحرية والتغيير».

وواجهت السلطات الأمنية المتظاهرين بعنف لافت أدى لمقتل 31 متظاهراً، بحسب الرواية الرسمية، و51 بحسب المعارضة ومنظمات دولية، فضلاً عن مئات الجرحى، وآلاف المعتقلين بما في ذلك قادة المعارضة والمنظمات المدنية.

 

مدن الجزائر تخرج في مظاهرات رفضاً لترشح بوتفليقة للرئاسة بينما يعتزم أنصار الرئيس تنظيم مظاهرات مضادة

الجزائر: بوعلام غمراسة الشرق الأوسط/23 شباط/19/عجزت التعليمات الموجهة لأئمة مساجد الجزائر، التي تخضع لمراقبة شديدة من طرف الحكومة، عن ثني عشرات الآلاف عن الخروج أمس إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة، تعبيرا عن رفضهم لترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، فيما علمت «الشرق الأوسط»، أن حزب الأغلبية والنقابة المركزية، المواليين للرئيس، يُحضرَان لمظاهرة ضخمة للرد على رافضي التمديد للرئيس. وأثناء خطبة الجمعة أمس، اجتهد مئات الأئمة الموظفين بوزارة الشؤون الدينية في التحذير من «الفتنة»، ومن «مخاطر التلاعب باستقرار البلاد» و«العصيان المدني»، ومن «التوجه إلى مصير مجهول». لكن دون جدوى. فبعد نصف ساعة من انتهاء الصلاة، خرج آلاف الأشخاص إلى «ساحة أول ماي» في قلب العاصمة، وحي باب الوادي، الذي عاش الانتفاضة الشعبية الشهيرة عام 1988، أو ما تسميه السلطة «أحداث الربيع الجزائري»، التي مهدت لسقوط نظام الحزب الواحد، وبداية التعددية الحزبية والإعلامية. وخلال مسيرات أمس، وقعت مشادات وتدافع بين قوات الأمن والمتظاهرين، عندما حاولوا التوجه إلى قصر الرئاسة بحي المرادية الواقع بأعالي العاصمة. وأطلقت قوات مكافحة الشغب قنابل مسيلة للدموع، أغمي على إثرها عدد من المتظاهرين. ورفع المحتجون، الذين فاق عددهم 10 آلاف بحسب تقدير صحافيين غطوا الحدث، شعارات معادية للرئيس وأفراد عائلته، منها «الشعب لا يريد الرئيس ولا السعيد»، شقيق بوتفليقة وكبير مستشاريه، والذي ينسب له مراقبون سلطات كبيرة استحوذ عليها، حسبهم، منذ أن أصيب الرئيس بالعجز قبل سبع سنوات. كما ندد المتظاهرون في حي باب الوادي بـ«العصابة المحيطة بالرئيس، التي تتحدث باسمه وتتخذه رهينة»، في إشارة إلى مسؤولين حكوميين يروجون لـ«الولاية الخامسة»، ويرددون يوميا في الإعلام بأن الرئيس «حقق للجزائر إنجازات»، وأنه «لا بد أن يكمل المسيرة». وأكثر المسؤولين الذين استفزوا المتظاهرين، حسبما جاء في الشعارات المرفوعة، رئيس الوزراء أحمد أويحيى، وتصريحاته لفضائية فرنسية بأن «الشعب مبتهج بترشح رئيسه لولاية خامسة، وقد كان يترقب هذا الحدث بشغب». ولم تقتصر المظاهرات الغاضبة على العاصمة فحسب؛ حيث نظم الآلاف مسيرات حاشدة بكل مدن الشرق، وخاصة قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة)؛ حيث قدر ملاحظون عدد المتظاهرين الذي سأروا في هدوء بنحو 20 ألفا. وتقدم المشهد لافتة كبيرة كتب عليها «لا لحكم العصابة».

وفي مدينة الذرعان غير البعيدة عن الحدود التونسية، وقعت ملاسنة حادة بين إمام مسجد وبعض منظمي المسيرة. وقد حدث ذلك عندما اعتلى الإمام المنبر، وحاول إقناع المصلين بعدم الانضمام إلى المظاهرة، بدعوى أنها «تخدم أجندة أجنبية». ومما جاء على لسان الإمام أن «قوى أجنبية تحاول تفجير ربيع عربي جديد في الجزائر، بعدما فشلت في تنفيذ خطتها عام 2011». وعندها صاح شاب في وجهه، وطالبه بـ«التوقف عن تخويفنا»، ما خلف فوضى واضطرابات في المسجد، ولم يتمكن الإمام من أداء خطبته، بعد أن خرج المصلون إيذانا ببدء المسيرة. وفي غرب البلاد شهدت كل الولايات، بما فيها تلمسان الحدودية مع المغرب، والتي ينحدر منها بوتفليقة، مسيرات حاشدة ضد ترشح الرئيس. واللافت أن قوات الأمن لم تعترض طريق أي مسيرة، باستثناء تلك التي كانت متجهة إلى قصر الرئاسة، وهو أمر غير مألوف ويوحي بأن السلطات سمحت بالمظاهرات لغرض معين، قد يكون، حسب بعض المراقبين، رسالة إلى الخارج، مفادها أن الجزائر «تعيش لحظة تاريخية ديمقراطية، تختلف فيها الآراء والمواقف حيال انتخابات الرئاسة». ولم يسبق أن واجه بوتفليقة رفضا شعبيا بهذا الحجم والحدة، منذ أن وصل إلى سدَة الحكم قبل 20 عاما. ومما زاد حدة الغضب الشعبي، مشاهد بثها التلفزيون الحكومي، الليلة ما قبل الماضية، للرئيس وهو يحضر تنصيب رئيس «المجلس الدستوري» العائد إلى هذا المنصب، الطيب بلعيز. حيث ظهر الرئيس وهو يتابع مراسم التنصيب بنظرات تائهة في المجهول، وأمامه رئيس «المحكمة العليا» سليمان بودي، يتلو اليمين، ورددها بعده بلعيز، الذي يعرف بولائه الشديد للرئيس. وقد عبر عن هذا الولاء بعد تأديته اليمين؛ حيث قال إن «أفضال الرئيس علي كبيرة، لأنه ولاني المناصب السامية». وقضى بلعيز 10 سنوات وزيرا للعدل ثم للداخلية، ثم رئيسا «للمجلس الدستوري»، وبعدها وزيرا مستشارا لدى الرئيس. من جهة أخرى يتوجه معاذ بوشارب، زعيم «جبهة التحرير الوطني» (أغلبية)، إلى وهران (غرب) اليوم للقاء مناضلي الحزب، الذي يرأسه «شرفيا» بوتفليقة. وذكرت مصادر من الحزب أن بوشارب بحث مع أمين عام النقابة المركزية، عبد المجيد سيدي السعيد تنظيم «مظاهرات مضادة لإبهار العالم». ويرتقب أن يتم ذلك بعد عودة الرئيس من رحلة علاج جديدة إلى سويسرا، مقررة غدا حسب بيان لرئاسة الجمهورية، الذي قال إن الأمر يتعلق بـ«فحوصات طبية دورية»، دون تحديد مدتها.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رئيس الجمهورية لـ«القوات»: الأمرُ لي

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 23 شباط 2019

ما حصل في جلسة الحكومة يصلح لأن يكون نموذجاً لنمطٍ سيُفرض على عمل الحكومة، فمن حيث الشكل وسَير المناقشات، قُمِعَ في الجلسة وزراء حاولوا الإدلاءَ برأيهم في موضوع التطبيع مع النظام السوري، وخرج رئيس الجمهورية ميشال عون بانتصار ضرب اليد على الطاولة، الذي تمّ استثمارُه لاحقاً باعتباره جزءاً من عمل الرئيس القوي للمرة الأولى في دستور «الطائف». في الشكل تمّ تأخير الملف السياسي الخاص بالنازحين والتطبيع مع النظام، وفي آخر الجلسة طلب وزراء «القوات اللبنانية» الكلام وما أن بدأوا حتى كان عون بكل الجهوزية للانقضاض عليهم باسم حماية الدستور، ولما حاول الوزيران وائل أبو فاعور وجمال الجراح الكلام، تكلّما للحظات من دون أن يستطيعا تحريكَ صمت الصامتين، أو وقف اندفاعة عون التي انتهت بختم الجلسة بالشمع الأحمر، علماً أنّ رئيس الجمهورية كان في استطاعته ترك أيّ من وزرائه يرد، إلاّ انه لم يفعل وتولّى ذلك بنفسه، كأنه يقول لـ«القوات اللبنانية» ولغيرها: الأمرُ لي.

كان المطلوب عدم التجرّؤ على فتح ملفات لا يراد لها أن تُفتح على طاولة مجلس الوزراء إلّا من باب تأييد سياسة العهد بالانفتاح على النظام وتعويم رئيسه، عبر خلط «شعبان النازحين برمضان التطبيع»، في حين لا يوجد أيُّ رابط بين الملفّين إذا كان النظام السوري جاداً في إعادتهم من دون ابتزاز لبنان بإلزامية التطبيع. عن هذا الملف تعتبر «القوات اللبنانية»، وفق مصادرها، أنه «يُراد تحت ستار العودة المحقّة للاجئين أن يتمّ تمهيدُ الطريق الى التطبيع مع النظام السوري، فمَن منع حلفاءَ النظام من إعادتهم، ومَن منع اللواء عباس ابراهيم من إتمام هذه العودة إذا كان في الأمر جدّيَة؟».

وتضيف «أنّ الحملة على «القوات اللبنانية» حاولت حرف القضية الى اتّهام «القوات» بمعارضة عودة اللاجئين فيما النظام السوري هو الذي يرفض هذه العودة».

وتشير المصادر الى «أن في كل مرة يُطرح فيها التطبيع مع النظام في الحكومة سيكون لنا موقف وهذا الموقف ليس السببَ في افتعال المشكلة بل مَن يفتعلونها هم مَن يمرّرون التطبيع تحت ستار عودة النازحين».

وتؤكد «أنّ تعويم الأسد على حساب لبنان مرفوض، وإذا كان هناك من تواصل عبر الحدود لترجمة هذا التطبيع على طاولة الحكومة فنحن نحتفظ بحقّ مواجهة هذا الامر في كل مرة يُطرح فيها، فالحكومة هي مصدر القرار، والبيان الوزاري هو برنامج عملها، الذي يُفترض بالجميع الالتزام به، وما تحجّج به النائب الياس بوصعب في ادّعائه الاستناد الى مقرّرات جامعة الدول العربية مُلفت، إذ كان الأحرى به أن يتوقف عند قرارات الجامعة التي تدين تدخّل إيران في سوريا وغيرها، وكان الأحرى به هو والوزير صالح الغريب أن لا يمسّا النأيَ بالنفس الذي توافق عليه الجميع».

بدورها تختصر أوساط «التيار الوطني الحر» الموقف بالقول: «هناك رئيسٌ للجمهورية يفرض هيبته وصلاحياته، ويحمي المصلحة العليا للبلد، ونترك للمستائين ممّا قام به الرئيس عون أن يعرفوا أنّ البطريرك بشارة الراعي زار بعبدا من دون موعد مسبق لكي يعلن تأييدَه لمواقف رئيس الجمهورية في شأن النازحين، كذلك نترك لهم ايضاً التوقف عند امتناع الرئيس سعد الحريري عن مواجهة الرئيس عون على طاولة الحكومة، لا بل امتناعه عن مساندة وزرائه عندما حاولوا الكلام، وفي هذا إشارة الى أنّ العلاقة بين عون والحريري تخطّت كل اختباراتها، وأنّ التفاهم على إدارة البلاد يطاول معظم الملفات، في السياسة الخارجية وفي إدارة الدولة، وهذا التفاهم لن يهتزّ على وقع مشاغبات لـ«القوات اللبنانية» تهدف الى تسجيل المواقف على حساب الحريري والتسوية».

 

عون: سأزور الأسد!

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/السبت 23 شباط 2019

أجمعت كل ردود الفعل المعلنة وغير المعلنة على المواقف التي أطلقها أمس رئيس الجمهورية ميشال عون في الجلسة الاولى لمجلس الوزراء حول ملف النازحين السوريين وسياسة «النأي بالنفس» عمّا يجري في سوريا، على انّ هذا الملف سيكون أولوية الأولويات في هذه المرحلة، خصوصاً انّ بعض الاحصاءات الجديدة تؤكد أنّ عدد هؤلاء النازحين في لبنان يفوق المليونين و285 ألف نازح. قال عون لمجلس الوزراء انه رئيس البلاد ومؤتمن على الدستور، وهو من يحدد مصلحة البلاد العليا. سمع رئيس الحكومة سعد الحريري هذا الكلام ولم يرد عليه لا تأييداً ولا رفضاً.

وقد فسّر البعض صمت الحريري بوجهين: إمّا انه لم يؤيّد كلياً وضمنياً ما ذهب اليه عون، وبالتالي آثَر عدم الرد متجنّباً التصادم معه في بداية انطلاقة الحكومة الجديدة. وإمّا انه يؤيّده من حيث المبدأ لأنّ النازحين السوريين يجب ان يعودوا عاجلاً أم آجلاً، ولكنه يُحبّذ ان تتم هذه العودة وفق «المبادرة الروسية» التي يؤيّدها. لكنّ بعض الوزراء اعتبروا انّ مجرد صمت الحريري يعني أنّ أفق العلاقة اللبنانية ـ السورية في المرحلة المقبلة ستحدده «المصلحة الوطنية كما يراها عون نفسه». وبالتالي، فإنّ ملف النازحين والعلاقة بين لبنان وسوريا ربطاً به سيقودها عون في اعتبارها «أولوية الأولويات».

وقيل انّ عون قال هذا الكلام أمام الموفد الملكي السعودي الدكتور نزار العلولا عندما استقبله في القصر الجمهوري خلال زيارته الأخيرة لبيروت، ونقل مطّلعون على موقف رئيس الجمهورية انه اكد خلال اللقاء انّ لدى لبنان مليون ونصف مليون نازح سوري «يخنقونه ويحمّلون اقتصاده أكثر من طاقته»، وانّ لبنان يريد إعادة هؤلاء النازحين الى بلادهم، ولكن هذا لن يتم إلّا بالانفتاح على الرئيس السوري بشار الاسد.

وهذا الانفتاح إذا اقتضى منه، اي عون، أن يزور نظيره السوري فلن يتردد في القيام بهذه الزيارة شخصياً، او يقوم بها وزير الخارجية جبران باسيل.

وشدّد على ضرورة حصول تعاون كبير مع لبنان ودعم الحريري والحكومة في معالجة أزمة النازحين «لأننا نخشى في المرحلة المقبلة ان يعود الارهاب ويتغلغل في هذه البيئة».

ويلفت البعض انّ الحريري يتعاطى مع ملف النازحين من خلال المبادرة الروسية، ولكنّ زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب لدمشق قبَيل انعقاد الجلسة الاولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة النيابية، والموقف الذي أعلنه وزير الدفاع الياس بو صعب على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ المؤيّد للنظام السوري في مواجهة تركيا، شَكّلا رسالة مزدوجة مبكرة حول ما ينبغي ان يكون عليه التعاطي الرسمي واللبناني عموماً مع ملف النازحين في ظل الحكومة الجديدة، وكذلك في ضوء التطورات الميدانية التي تشهدها الساحة السورية. فالموقف الذي عبّر عنه عون امام الوزراء بهذا المستوى من «الحسم والحزم» ورفعه جلسة مجلس الوزراء في ظل «الكلام الكبير» الذي نقل عنه حول قتاله ضد السوريين عام 1989 وعن انّ «القوات اللبنانية قَصفته فيما كان في طريقه الى مقر السفارة الفرنسية للجوء إليها نتيجة الهجوم السوري عليه، دَلّ، حسب وزراء، الى «انّ ملف النازحين السوريين لن يكون خاضعاً بعد الآن للاشتباك السياسي ولا للابتزاز السياسي، وانّ من رفعوا الصوت في مجلس الوزراء معارضين عودة النازحين تحت عنوان رفض «التطبيع» مع النظام السوري، «فوجئوا بأنهم متفرّدون في هذا الموقف»، بدليل صمت الحريري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وبَدا انّ رفع الصوت «لم يكن أكثر من تسجيل موقف»، على حد تعبير هؤلاء الوزراء الذين توقفوا عند زيارة السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد الاخيرة للحريري لتهنئته بتأليف الحكومة، وأعتبروا انّ البيان الذي أذاعته بعدها مُتضمناً مواقف أميركية عالية النبرة والقسوة ضد «حزب الله» وحلفائه، كان محاولة تَصدٍ للوضع المستجد في ملف النزوح والذي لواشنطن نظرة مختلفة إليه، ولكنّ الأميركي المنسحب من سوريا، في رأي هؤلاء الوزراء، قد لا يستطيع التغيير في الوقائع الكبيرة التي يشهدها موضوع النازحين، خصوصاً انّ أكثرية الشعب اللبناني، بكل تناقضاته السياسية والطائفية والمذهبية، مقتنعة بأنّ هؤلاء النازحين باتوا عبئاً كبيراً ضاغطاً على واقع لبنان. ولذلك، في رأي الوزراء أنفسهم، انّ على المراقبين السياسيين وكل المتعاطين الشأن اللبناني داخلياً وخارجياً، أن يقرأوا جيّداً الرسالة التي وجّهها عون في أولى جلسات مجلس الوزراء، وانفجار العنوان السياسي (اي ملف النازحين) بالنحو الذي انفجر فيه، يؤكدان وجهة التطورات اللبنانية المقبلة.

 

الحريري - جنبلاط: تنقيح العلاقة... وتنظــيم «الإحداثيات»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/السبت 23 شباط 2019

يعرف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كيف ينظّم إحداثيات سهامه نحو هدفه في لحظة التصويب المباشر، كذلك يعرف كيف يدوّر زوايا تكويعاته حين يلزم الأمر. لا حراجة طالما أنّ بيئته الحاضنة على استعداد لتلقّف وهضم، لا بل تبنّي، أي موقف يطلقه «الزعيم» مهما كان انقلابي الطابع.

هكذا استبق جنبلاط موعد الجلسة المسائية مع رئيس الحكومة سعد الحريري مستعيناً بخرطوم المياه لإخماد حرائق «الثورة» التي أشعلها منذ أسابيع، وغسل يديه من تسريبات تنال من الحريري تمّ تداولها عبر تطبيق «الواتساب». كان لا بد من تهدئة الجو قليلاً وترطيبه قبل الجلوس وجهاً لوجه إلى مائدة العشاء.

بين حليفَي السنوات الـ14 «عِشرَة عمر سياسي». طلعاته أكثر من نزلاته، ولكن الأشهر الأخيرة «حبلت» بالتباينات والخلافات. لعله تأثير «المنعطف المناخي» الذي يلفّ الاقليم، والذي دفع حليفي 14 آذار إلى البحث، كلّ في سبيله، عن مصالحه المباشرة، بعدما انقطع جسر المصلحة الاستراتيجية الجامعة.

بعد انقلاب موازين القوى الاقليمية وسقوط مشروع 14 آذار، وجد الحريري «ضالّته» في أحضان الرئاسة «العونية»، التي يتولى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وضع خططها التنفيذية. فكان لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقبله باسيل، أفضلية المرور.

أمّا رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» فلا يزال قلقاً، يبحث عن ضمانات تقيه شرّ المتغيّرات، ولعل أهمها متغيّرات الزعامة الجنبلاطية، ومصير تركته السياسية.

لا يزال النائب تيمور جنبلاط يقرب السياسة بخفر، لا بل قسرياً. وكأنه فرض واجب يفضّل عدم التعامل معه. يُقلِق جنبلاط الأب، تنامي خصومه في الجبل، من الدروز والمسيحيين على حدّ سواء. حتى اللحظة، يقارب الحالة العونية في الجبل وكأنها تجدّد للحالة الشمعونية، بنحو مُستفز، ولذا لم يهضم تسمية غسان عطاالله، المشاغب، وزيراً للمهجرين.

على رغم من ذلك، هناك من يقال إنّ جنبلاط يبالغ في مخاوفه وردات فعله. ولذا، من السهل معالجة خلافاته مع الحريري على رغم من اتساع هوّتها وقُطرها، خصوصاً أنّ مسبّبات هذا القلق لا تكمن في «بيت الوسط».

ولهذا أيضاً هناك من يعتقد أنّ لرئيس تيار «المستقبل» مصلحة ملحّة في إعادة النظر في علاقته مع الزعيم الدرزي، من خلال تنقيتها من شوائب المرحلة الماضية. إذ انّ ترؤسه حكومة، فيها ثلث معطّل واضح أو مُلتبس، لفريق سياسي واحد يتعامل مع الحكومة على أنها الأولى والأخيرة، بمعنى «الجشع» المفتوح على استثمار كل لحظة من عمر الحكومة... لن يكون مريحاً. ولذا، ثمّة حاجة ماسّة لتجميع أوراق قوة يُراد منها أن تساعده على خوض «غمار» هذا التحدي الصعب. كذلك جنبلاط في حاجة إلى التقليل من خصوماته، والإكثار من صداقاته، خصوصاً أنه بات يشعر أنه صار معزولاً في تحالف ضيّق مع حليفه القديم رئيس مجلس النواب نبيه بري، و«تفاهم على القطعة» مع «القوات اللبنانية». هكذا فَرَدَ الرجلان أوراقهما على مائدة العشاء. إستعرضا كل الملفات العالقة بينهما، السياسية والاقتصادية والحياتية. جولة أفق، تبدأ بالقضايا الكبيرة ولا تنتهي في بعض التفاصيل البسيطة. فلم تغب مثلاً مشاريع الكهرباء والخطط الاقتصادية وغيرها من المشاريع التي يتقصّد جنبلاط إثارتها عبر الاعلام، عن جلسة النقاش المستديرة. تتحدث مصادر رئيس الحكومة عن «أجواء ايجابية، لا بل ودية، سادت اللقاء، حيث تمّ استعراض كل النقاط العالقة، خصوصاً تلك التي تضع الحريري في «قفص الاتهام»، ثم تمّ توضيح هذه «الالتباسات».

وتذهب المصادر إلى حدّ القول إنّ ما حصل خلال الفترة الماضية «كان مجرد غيمة صيف عابرة، وقد تمّ تجاوزها»، مشيرة إلى أنّ العلاقة «استعادت إيجابيتها»، لا بل أكثر من ذلك، تقول إنّ العلاقة «عادت إلى طبيعتها التحالفية». في المقابل يشير أحد المعنيين إلى أنّ الجلسة كانت عبارة عن استعراض موسّع للخلافات العالقة بين الحريري وجنبلاط، لافتاً إلى أنّ العلاقة تمرّ راهناً في مرحلة التطبيع، لأنها تبقى رهن أداء رئيس الحكومة المستقبلي.

 

معركة الموارنة في «رابطتهم»... مَن يكسر التوافـــق؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/السبت 23 شباط 2019

ما يزال هناك متّسعٌ من الوقت حتى 16 آذار، لتتبدّلَ خريطة إنتخابات «الرابطة المارونية» التي تتّجه الى أخذ منحى سياسي، بينما يأمل المسيحيون عموماً، والموارنة خصوصاً أن تكون استحقاقاً يجمع ولا يفرّق.

لا يُنكر أحد من قادة الموارنة، المدنيين والسياسيين، أنّ الساحة المسيحية تعيش تحدياتٍ كبيرة، على رغم إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وإجراء إنتخابات نيابية.

وقد تحدّث الرئيس عون من بكركي في عيد الميلاد عن محاولةِ خلقِ أعرافٍ جديدة في الحياة الدستورية، ولحقت ذلك موجةُ طروحات في السرّ والعلن تطال تعديل «إتفاق الطائف» ولا تنتهي بطرح «المثالثة» الذي يقضي على الوجود المسيحي الفاعل.

ووسط كل تلك التحديات، يبدو أنّ انتخاباتِ «الرابطة المارونية» تتجه الى معركة مفتوحة لا يعلم أحدٌ مَن سيكون المنتصر فيها، إلّا إذا نجح سعاة الخير بإبرام التوافق.

في المشهد العام هناك مرشحان لرئاسة «الرابطة» الأول هو النائب السابق نعمة الله أبي نصر المدعوم من «التيار الوطني الحرّ» وتيار «المردة» ويحاول أن يحظى بدعم «القوات» ولم ينجح حتى الساعة، في مواجهة المرشّح غسان خوري الذي لم يستطع التوافق مع أبي نصر على لائحة واحدة.

ويبلغ عدد الهيئة الناخبة في الرابطة نحو 750 ناخباً سدّدوا إشتراكاتهم، لينتخبوا 15 عضواً إضافة الى الرئيس ونائب الرئيس، علماً أنّ المجلس الحالي الذي يرأسه النقيب أنطوان قليموس أتى بتوافق قواتي- عوني وبمباركة بكركي. رواياتٌ كثيرة تُتناقل حول ما جرى قبل الوصول الى الوضع الحالي، ويشير البعض الى أنّ أبي نصر هو مرشّح رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل على رغم قوله إنه مرشّحٌ توافقي. فقد بدأ أبي نصر حملته منذ الخريف الماضي واتّصل بالقوى السياسية الفاعلة في «الرابطة المارونية» تحت عنوان أنه لا يمثل أحداً في السياسة وإنتخابات الرابطة يجب أن لا تكون مسيّسة، وأعطت كل القوى موافقتها على هذا الموضوع. ويؤكّد هؤلاء أنه تبيّن بعد حين أنّ مَن يدير معركة أبي نصر بشكل فاضح هو الوزير باسيل شخصياً والدليل على ذلك، اتصاله بكل الذين يعارضون أبي نصر والطلب منهم الإنضمام الى لائحته، ولعلّ أبرز هؤلاء هو المرشح غسان خوري الذي تمنى عليه باسيل التفاوض مع أبي نصر ففعل، غير أنّ أبي نصر رفض اقتراح خوري القاضي بإعطائه نيابة الرئاسة و4 أعضاء، كما تمّ وضعُ فيتو على ترشيح كل من الدكتور ايلي مخايل والدكتور رامي الشدياق اللذين يشكّلان أبرز عامودين في فريق عمل خوري».

من جهتها، فإنّ «القوات اللبنانية»، وبعد أن كانت أبلغت أبي نصر عد موافقتها على تسييس الإنتخابات، ودعمها لكل توافق، أعادت النظر بموقفها هذا بعدما لمست تدخّلَ باسيل الواضح، وقد كلفت القيادة الحزبية مستشار الدكتور سمير جعجع للشؤون الكنسية أنطوان مراد متابعة هذا الملف.

وارتكزت إعادة النظر بالموقف القواتي على أنه في حال كانت الإنتخابات مسيّسة، يجب أن يكون لـ«القوات» موقعها داخل التركيبة التوافقية، وقد أبلغ مراد أبي نصر بأنّ «القوات» تطالب بمنصب نائب الرئيس اضافة الى 4 أعضاء في المجلس. وفي هذه الأثناء، يدرس حزب «الكتائب اللبنانية» كل الخيارات المطروحة، لكنّ الموقف من الموضوع لم يتبلور بعد، ومن المرجّح أن يكون للحزب موقفٌ الأسبوع المقبل.

بكركي

أما على صعيد موقف بكركي، فإنه يُنقل عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إستياؤه ممّا يحصل في «الرابطة»، وتعتبر بكركي أنّها لا تلتزم بمقررات البطريركية وتوجّهاتها، وقد أصبحت منبراً يستغلّها بعض المرشحين الوصوليين لأخذ مشروعية من الصرح البطريركي. وقد حاول الراعي قبل الانتخابات الأخيرة في العام 2016 إفساح المجال أمام كل المرشحين لرئاسة الرابطة لتقديم برامج خطية أمام مجلس المطارنة الموارنة، ففعل المرشحون ذلك وعرضوا برامجهم أمام المطارنة وناقشوها. وكانت نيّة البطريرك في ذلك الحين الدفع باتّجاه التنافس على أساس برامج وأفكار تُلزم أصحابها بتنفيذها. غير أنّ ذلك لم يتحقق. حتى الساعة يُحجم الراعي عن إعطاء أيِّ موعد لأبي نصر أو لآخرين، في حين أنّ كل ما تريده البطريركية هو التوافق تحت عنوان وبرنامج واضح وفاعل.

أبي نصر

وفي هذه الأثناء يواصل أبي نصر تحضيراته لمعركة 16 آذار، وينكبّ على تاليف لائحته التي يصفها الآخرون بأنها طريقة «هيتشكوكية»، ويكشف في حديث لـ«الجمهورية» أنه اختار 12 عضواً على لائحته ويستكمل إختيارَ الأعضاء الثلاثة الباقين إضافة الى نائب الرئيس. ويردّ على كل الكلام الذي يقال، مشيراً الى أنه تواصل مع جميع المرشّحين من أجل التوافق وقام بواجباته كاملة، لكنّ الأمورَ لم تصل الى خواتيمها السعيدة. ويشدّد على أنّ الاساس الذي يعمل عليه هو تشكيل لائحة ببرنامج عمل مسيحي واضح، و»عندما نقول مسيحيّاً نعني وطنيّاً». وعن ترشحه للرابطة بعدما كان نائباً طوال 19 عاماً قضى منها 13 عاماً منضوياً في «تكتل التغيير والإصلاح»، يقول أبي نصر: «نعم عُرضت علي النيابة من العونيين في الدورة الأخيرة ورفضت، وعندما أترشح الى «الرابطة» يعني أنّ نعمة الله لديه برنامج عمل وهناك شيء ما سيقدّمه. ورداً على مقولة إنه مرشّح باسيل، يجزم أبي نصر: انا مرشّح نعمة الله أبي نصر والكل يعرف كيف كنتُ أعمل قبل العام 2000 وبعدها والآن وأعالج ملفات تخصّ المجتمع المسيحي، وتاريخي يشهد على ذلك. ويشير أبي نصر الى أن لا مشكلة مع «القوات اللبناتية» وهدفنا لائحة تعمل للمسيحيين لا أن تتحوّل الرابطة متاريسَ للأحزاب والتيارات السياسية لأنّ المصيبة تجمعنا وأنا قريب من الجميع». ويدعو الى تقارب جميع القوى المسيحية لأنّ خطر الديموغرافيا والجغرافيا موجود.

خوري

من جهته يعمل المرشّح غسان خوري على لائحةٍ تُنافس لائحة أبي نصر بعد فشل مساعي التوافق، ويؤكد لـ«الجمهورية» أنه يعتزم تاليف لائحته وهو مستمر في المعركة حتى النهاية و«الاشخاص الذين يختارهم يحملون الكفاءة اللازمة». ويكشف خوري أنّ «محاولات التوافق مع أبي نصر لم تنجح، وكل فريق سيؤلف لائحته الخاصة ومعركته هي لخدمة الرابطة». ويشير الى أنه على تواصل مع الجميع، وانتخابات الرابطة تضمّ نحو 750 شخصاً سدّدوا اشتراكاتهم، ولذلك تختلف عن الانتخابات النيابية العامة التي تشمل قاعدةً مسيحيةً أوسع. ويوضح أنه على تواصل مع «القوات اللبنانية» وبقية الأفرقاء ومع أعضاء الرابطة، مشيراً الى أنّ «هدفه هو إعادة دور «الرابطة» وتحويلها الى مؤسسة فاعلة تلبّي طموحات المسيحيين».

خيارات «قواتية»

وأمام هذه الصورة التي لم تكتمل معالمُها بعد، لم يحسم الخيار القواتي بعد، إذ يؤكد المستشار أنطوان مراد لـ«الجمهورية» أنه إلتقى أبي نصر مرتين ولم نصل الى توافق، وهو لا يزال ينتظر موقف أبي نصر الحاسم على هذا الصعيد. ويضيف مراد: «وإن كنا نكنّ كل الإحترام والمحبة لأبي نصر، غير أنّ «التيار الوطني الحرّ» ومهما حاول إخفاء هوية أبي نصر فهي ظاهرة للعيان، فقد جلس في تكتل «الإصلاح والتغيير» مدة 13 عاماً وكان ممثلاً للعونيين، لذلك فكل تلك المحاولات لن تنجح. ويلفت مراد الى «أننا وإن كنا حريصين على التوافق غير أنّ ذلك لن يدفعنا الى القبول بإلغائنا؛ فغالبية الأعضاء الذين اختارهم أبي نصر على لائحته يدورون في معظمهم في فلك التيار، ونحن طالبنا بنيابة الرئاسة و4 أعضاء، لكن إذا حصل التوافق فلا تهمّ الأسماء، وعندها نختار أسماء مرشحينا استناداً الى منطق التوافق». ويكشف مراد أنّ كل الإحتمالات مفتوحة أمام «القوات»، فنحن متجاوبون مع أيّ مبادرة تقوم بها بكركي، كما أننا قد نذهب الى دعم اللائحة المنافِسة لأبي نصر، وفي أسوأ الحالات قد نقاطع، لكنّ الأساس لنا هو إعادة دور الرابطة المارونية وتفعيله.

«التيار»

في المقابل، لا يريد «التيار الوطني الحرّ» إعطاءَ صبغة حزبية للمعركة، ويردّ عضو المجلس التنفيذي في «الرابطة المارونية» انطوان قسطنطين عبر «الجمهورية» على كل ما يقال، ويؤكّد أنّ أبي نصر ليس مرشحاً حزبياً وهو يملك مشروعية تاريخية في «الرابطة» وموجود منذ السبعينات، وتواصل معنا مثلما تواصل مع الجميع». ويشدّد قسطنطين الى «أننا نسعى الى التوافق اليوم وغداً وأمس، ونريد أن تضمّ اللائحة الجميع ومن ضمنهم «القوات اللبنانية» وخوري»، لافتاً الى أنّ «كل الإتهامات التي تطلق بحقّ باسيل وبأنه يدير معركة أبي نصر غير صحيحة ومجحفة». في المقابل، يشير قسطنطين الى أنّ «إنجازات الرابطة الحالية مفخرة، فقد عمل الرئيس أنطوان قليموس والأعضاء على ملفات كبيرة وكثيرة ونجحنا، والرابطة أوّل مَن قاربت موضوع النزوح السوري بمسؤولية وطنية، كما أنّ الجميع يشهد على آدائها».

«المردة»

وعلى عكس الاتّجاه السياسي السائد على الساحة المسيحية، والتنافس الحاد والخصومة بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المردة» ، فقد نجحت الإنتخابات في جمعهما عبر المرشح القريب من «المردة» العميد إبراهيم جبّور الذي سيكون على لائحة أبي نصر، بعدما أسرّ أبي نصر الى فرنجيه أنه مرشحٌ توافقي وأنه أخذ موافقة الجميع على ترشحه. ويكشف جبور لـ«الجمهورية» كيف حصل هذا الأمر ويقول: «زار أبي نصر فخامة الرئيس ميشال عون في بعبدا، من ثمّ إلتقى بعدها رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وبعد لقاء دام نحو 45 دقيقة، إتّصل فرنجية بي، وطلب مني أن أتعاون مع أبي نصر وذلك نظراً لنشاطي الدائم في الرابطة». ويؤكد جبور أنّ التعاون قائم، «وأنا صحيح أني قريبٌ جداً من فرنجية، لكنني أمثل كل النسيج الزغرتاوي وقريب من الجميع، كما لي صداقات مع المحيط في طرابلس والضنية»، وهو يدعو الى التوافق لكي يشعر كل فريق أنه ممثل. فهل سيبقى مرشح المردة على لائحة أبي نصر بعد إنعدام فرص التوافق؟

 

إنتخابات سهلة «حريرياً»... ولكن!

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/السبت 23 شباط 2019

تحوّل قرار المجلس الدستوري إبطال نيابة ديما جمالي فرصة لخوض معركة إثبات وجود سياسي على الساحة السنية الطرابلسية، بتحالفات عريضة تنبئ بانتخابات حامية قد يشكل أي استسهال بها مفاجأة مؤلمة كما حصل في الانتخابات البلدية السابقة. أكّد القيادي في «تيار المستقبل» الدكتور مصطفى علوش، بعد لقائه الرئيس سعد الحريري في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول، عدوله عن الترشّح كمستقل، خاصة بعد نشر الحريري عبر تويتر صورة تجمعه وعلوش أرفقها بتغريدة «الوفاء عملة نادرة في زمن قلّ فيه الصدق». وأوضح علوش لـ«الجمهورية» أنّ قرارَه عدم الترشّح، جاء بعد مشاوراته مع العائلة أولاً وبعد لقائه الحريري مساءً، من دون أن ينفي قناعته بحاجة تيار «المستقبل» الى أن يتمثّل بشخصيات لديها خبرة وقدرة على المواجهة. لكنه في المقابل أكّد بذلَ كل جهده لإنجاح جمالي في الإنتخابات المقبلة لأنّه «في النهاية هذا قرار سعد الحريري الذي أحترمه»، موضحاً أنه يكتفي بتقديم نصيحة وإبداء رأيه، لكن «عندما يكون الإجماع على قرار الحريري في إعادة ترشيح جمالي هو خيار المكتب السياسي والحكماء في تيار «المستقبل» كالرئيس فؤاد السنيورة وغيرهم، من المفروض أن لا أعارض». امّا عن تموضعه في «المستقبل» فقال: «سأكون في منزلي أو مع سعد الحريري»، مؤكّداً أنه «لم يَطلب أيّ شيء من رئيس الحكومة، وما يهمه حالياً هو نجاح الحريري في مسعاه وأنه باقٍ معه». وحذّر علوش من «اننا اذا استسهلنا المعركة سنسقط، وأيّ فريق يدخل الى المعركة معتقداً أنّه منتصر سيسقط». وفي وقت تحدثت معلومات عن احتمال تولّي علوش رئاسة «المنطقة الإقتصادية» الذي شُغر بتوزير السيدة ريّا الحسن، يعلّق علوش: «يكفيني اعتراف الحريري بوفائي» ولا أريد اكثر من ذلك.

ريفي

وفي السياق، حشد الوزير السابق أشرف ريفي أنصارَه اثر إعلان المجلس الدستوري إبطال نيابة جمالي، مُستاء من عدم تجاوب الحريري مع محاولاته الايجابية تجاهه واستبعاده من الدعوات التي وُجّهت الى معارضين سابقين لحضور ذكرى ١٤ شباط، للتشاور في إمكان ترشحه. وأشارت مصادر متابعة الى انّ ريفي قد يضطر الى تجيير أصواته لشخصية سنّية مستقلة إذا لم يترشّح شخصياً، «لأنّ رمزيّتها تعنيه أكثر من غيره». وقد أكد ريفي لـ«الجمهورية» أن «لا قرار قبل دراسة الوضع من جوانبه كافة، وبعد التشاور مع بعض الأصدقاء».

ميقاتي

وتزامن صدور قرار المجلس الدستوري مع انعقاد اجتماع للرئيس السابق نجيب ميقاتي مع كوادر «تيار العزم» في منزله في طرابلس، فعلّق بقوله «تحضّروا للانتخابات المقبلة وجَهّزوا ماكيناتنا الإنتخابية». في المقابل، تؤكد مصادره لـ«الجمهورية» أنّ الرئيس ميقاتي لم يأخذ حتى اللحظة قرارَه، ولم يقل إنه سيدعم الحريري أو مرشّحه، بل انّه سيتكلّم مع الحريري، وكل كلام آخر هو سابق لأوانه. وتقول مصادر قريبة من ميقاتي انه لا يمكن تَجاهل الواقع الذي أفضى الى تجديد العلاقة بينه وبين ‏الحريري بعد الانتخابات الأخيرة، وباكورتها توزير عادل أفيوني الشخصية المتمرّسة في الحقل الإقتصادي والموافق للطرفين وللمرحلة الحالية.

في المقابل، تشير مصادر طرابلسية متابعة الى أنّ ميقاتي لا يحتاج الى خوض هذه المعركة بوجه الحريري لأسباب كثيرة، أهمها انه تصدّر منفرداً قائمة الفائزين علی مستوی لبنان في الإنتخابات النيابية الأخيرة بعدما نالت لائحة «تيّار العزم» 30,446 صوتاً، فسجّل الرقم الأول سنّياً ما مَكّنه من تأمين 4 حواصل تشكّلت منها لائحته بـ4 مقاعد، أي انّ ميقاتي تصدّر وطنياً في نسبة الأصوات التفضيلية، وهو بالتالي ليس في وارد خوض معركة لإثبات وجوده أسوةً بغيره. يليه تيار «المستقبل» بـ 26,620 صوتاً، أمّا «الكرامة الوطنية» (فيصل كرامي) فقد نال 16,396 وفاز بمقعد واحد.

كرامي

أمّا معركة إثبات الوجود فتبقى للنائب كرامي، الذي لديه حسابات وتحالفات سياسية تتجاوز الساحة الطرابلسية. وبالنسبة للوزير السابق محمد الصفدي، فقد سبق ان جيّر أصواته للحريري في الإنتخابات السابقة، وحصد مقعداً وزارياً لزوجته السيدة فيوليت التي غرّدت بعد صدور خبر الإبطال مؤكدة «اننا سنعمل على إعادة ديما جمالي الى المجلس النيابي». وتدلّ الإحصاءات الى أنّ الغلبة في الانتخابات المقبلة ستكون لصالح «الثلاثي الذي لا يُقهر طرابلسياً: حريري-ميقاتي-الصفدي» اذا لم تحصل مفاجأة في التحالفات.

 

لبنان المستقبل: أثينا أم اسبرطة؟

سليم نصار/الحياة/23 شباط/19

حدث هذا في ربيع 1994 بعدما شكّل رفيق الحريري حكومته الأولى في عهد الرئيس الياس الهراوي. كنت مسافراً الى بيروت على متن طائرة «الميدل ايست» عندما جلس شاب على المقعد المحاذي لمقعدي وقدم نفسه بصفة «الكابتن» فلان. وظننت للوهلة الأولى أنه من ضباط الجيش اللبناني. وعندما أقلعت الطائرة وابتعدت عن مطار «هيثرو»، علمت منه أن صفة «كابتن» لها دلالة أخرى تتعلق بمهنته كطيار مدني. لذلك كان ربّان الطائرة التي تقلنا يتعمد الخروج من غرفة القيادة، ويسأله الانضمام اليه.

ولما أعرب عن اعتذاره عن عدم قبول دعوة زميله، سألته عن سبب إحجامه وتمنعه، فأجاب: - أنا ربّان هذه الطائرة، ولكنني اليوم في إجازة... وقبل أن يستفيض في شرح وضعه، بادرته بسؤال آخر:

- لا أرى ما هو المانع من قبول دعوة زميلك في المهنة!

وهزّ رأسه معترضاً، وأكمل يقول: لا أريد أن أعرّض نفسي للمساءلة في حال كان بين الركاب واحد من موظفي «أياتا» (أي اتحاد النقل الجوي الدولي).

أجبته مستوضحاً: وما دخل الـ «أياتا» في هذا الشأن؟

وردّ على الفور مستطرداً: إن نظام الطيران الذي يشرف الاتحاد على مراقبته يحظر وجود قائدين في وقت واحد خلف مقود الطائرة. صحيح أن هناك مساعداً في غرفة القيادة... ولكن الصحيح أيضاً - لا سمح الله - أنه في حال تعرضت الطائرة لخلل ميكانيكي أو لعاصفة هوجاء، فالكابتن الجالس وراء المقود وحده مسؤول عن أخذ زمام المبادرة، وهذا ما يمنعني من الدخول الى غرفة القيادة لئلا يربك وجودي القائد المكلف بهذه الرحلة.

بعد أسبوع من وصولي الى بيروت، كتبت مقالة رمزية مستوحاة من هذه الواقعة، قلت فيها إن «لبنان - الطائرة» رهين ثلاث قيادات ممثلة برفيق الحريري والياس الهراوي ورستم غزالة. لذلك من الصعب هبوطها على مدرج السلامة بأمان. (ولم أذكر في حينه «حزب الله» لأن نفوذه الحقيقي بدأ عقب حرب 2006).

وبالمقارنة مع طائرة الحكومة اللبنانية الجديدة التي استأنفت رحلتها الشاقة بعد تسعة أشهر، فإن عدد قادتها تجاوز عدد كل القادة الذين عرفناهم سابقاً: فمن الرئيس ميشال عون الى السيد حسن نصر الله الى الرئيس نبيه بري الى الرئيس سعد الدين الحريري، الى وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع وسليمان فرنجية... وسواهم ممن يمثلون الدول الإقليمية والدولية. من هنا يرى المراقبون أن احتواء هذه الكمية من المواقف المتعارضة يقتضي من الرؤساء الثلاثة، أي عون وبري والحريري، القيام بمحو الالتباس السياسي والاقتصادي من أطول بيان وزاري عرفه مجلس النواب. خصوصاً أن فترة الانتظار الطويل أثبتت أن لبنان يعاني من أزمة نظام لا من أزمة حكم. كما يعاني من أزمة محاصصة كأن اختيار أعضاء الوزارة يحتاج الى توزيع منصف لا الى اختيار منصف.

لأسباب لم تعرف بعد، شهد الأسبوع الماضي تزاحماً غير مسبوق على الساحة اللبنانية اشتركت فيها الجامعة العربية والسعودية وايران وحتى الولايات المتحدة. والذي زار فندق «فينيسيا» الأسبوع الماضي أدهشه رؤية العناصر التي زاد عددها عن الثلاثمئة ممن يمثلون مختلف قطاعات الجيش الإيراني وفي طليعتها «الحرس الثوري». وتردد أثناء الزيارات الرسمية التي قام بها وزير الخارجية محمد جواد ظريف للمسؤولين أنه وعناصر الوفد المرافق جاؤوا لمشاركة لبنان في فرحة الانفراج الذي حققه «حزب الله». ولما جاهر سامي الجميل، رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» بهذه الحقيقة، تصدى له النائب نواف الموسوي باتهام موجع أدت تداعياته الى اعتصام كتائبي في ساحة ساسين بالأشرفية!

أما المملكة العربية السعودية، فقد أرسلت الى بيروت المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، ليبلغ الرئيس ميشال عون برفع الحظر عن سفر السعوديين الى لبنان.

كشف الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، أثناء زيارته لنقابة المحررين، عن سرّ حمله في ذاكرته منذ زيارته لطهران في مطلع عهده. قال إنه دعي الى افتتاح «معرض الدفاع» وأعجب بمحتوياته، الأمر الذي شجعه على مصارحة المسؤولين عن حاجة الجيش اللبناني الى سلاح متطور لا يملك لبنان اعتمادات له. واعترف أمام المحررين أنه لم يتلقَ رداً على طلبه سوى التجاهل. والملفت أن كلام الرئيس سليمان صدر في وقت كان أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله يعرب عن استعداده لاقناع طهران بأهمية تسليم الجيش اللبناني منظومات دفاع جوي.

وجاء تعليق الدولة اللبنانية عبر الصحف التي كتبت تقول إن حصول الجيش على سلاح من الترسانة الإيرانية يحرمه بالطبع من المساعدات العسكرية الاميركية التي تعدت البليوني دولار خلال السنوات الخمس الأخيرة. وقبل أن يحسم هذا الموضوع، أعلنت السفارة الاميركية أنها سلمت الجيش اللبناني شحنة من الصواريخ الذكية المتطورة الدقيقة الموجهة بالليزر. ولم تذكر السفارة ما إذا كان هذا السلاح مسموح استعماله ضد الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تخترق الأجواء اللبنانية كل يوم!

وكما تذرع الرئيس السابق ميشال سليمان بحجج لم يستسغها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما فاجأه بتقديم هبة كانت عبارة عن خمس طائرات من طراز «سوخوي»... كذلك فعلت قيادة الجيش عندما كرر بوتين العرض ذاته قبل عيد الاستقلال اللبناني بأسبوعين. أي أنه تذرع بأسباب غير الأسباب الحقيقية التي أرضت الولايات المتحدة والدول الغربية.

السؤال الذي رافق هذا الحراك الدبلوماسي - العسكري طرح من جديد طبيعة دور لبنان في محيطه، وما إذا كان سيتقمص دور «أثينا» ناشرة العلم والمعرفة خلال القرن السادس عشر... أم دور «سبارطة» التي اشتهرت بالحروب وفن القتال في ذلك الزمان.

تردّ على هذه الأحجية «جامعة الحقوق» في بيروت، التي أنشئت في عصر الامبراطورية الرومانية. وكان الطلاب يقصدونها من كل مكان، وخصوصاً من روما وأثينا. وقد دلت الحفريات القديمة والحديثة عن آثار ذلك الصرح الحضاري الذي أخرجته الزلازل السبع التي ضربت العاصمة خلال مراحل مختلفة.

وعندما تأسست الجامعة الاميركية في بيروت سنة 1866 حرص رئيسها دانيال بلس على التذكير بأنه يستلهم الأسس التي اشتهرت بها «جامعة بيروت للحقوق»، إن كان من حيث إتساع فضائها الثقافي... أم من حيث قدرتها على استيعاب 35 جنسية تشمل منطقة الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية، وحتى أوروبا.

ولما أحصت الصحف سنة 1980 عدد الحكام الذين تخرجوا من الجامعة الاميركية، تبيّن أن سبعين في المئة حصلوا على شهادتها. والأمر ذاته ينطبق على خريجي الجامعة اليسوعية.

ولم يكن ذلك المعيار وقفاً على الحكام فقط، وإنما شمل المعارضة وحركة القوميين العرب بكل رموزها العربية والفلسطينية. وتزامناً مع افتتاح الجامعة الاميركية في بيروت، افتتح القس أنطانيوس سعد، والد النائب شارل سعد، كلية الشويفات التي زاحم انتشارها في الخليج وأوروبا والولايات المتحدة شركة «ماكدونالد»، أي أن فروعها في العالم تعدت الـ 65 فرعاً. وقد ورثت أعباء استمرارها ليلى سعد عن زوجها بحيث جعلت منها صرحاً رائداً في حقل التعليم.

يقول المعنيون في حقل التربية والتعليم إن رغبة الشعب اللبناني تقربه من نموذج أثينا أكثر مما تقربه من نموذج سبارطة. ولكن هذا التماثل لا يعطي «تجار المعرفة» الحق في تأسيس 45 جامعة. وهذه أعلى نسبة في العالم بالنسبة لعدد السكان. وهذا ما يفرض تدني المستوى الجامعي في أكثر من ثلاثين جامعة.

يؤكد مؤرخو الحقب التي أعقبت إعلان استقلال لبنان حتى مرحلة اندلاع الحرب الأهلية في منتصف السبعينات إن لبنان في خصائصه المتنوعة كان يمثل جامعة المنطقة... ومستشفى المنطقة... وفندق المنطقة.

ولكن التقدم الذي شهدته منطقة الخليج العربي، نقلت هذه المواصفات الثلاث الى مواقع مختلفة. من هنا القول إن الحكومات التي تولت المسؤولية منذ زوال هذه المواصفات عن الخصوصية اللبنانية لم تهتم بملء الفراغ بسلطة تنفيذية قادرة على الأداء والعمل بمعزل عن الأحزاب الطائفية. لذلك بدأ لبنان يتحول تدريجياً من اعتماد نموذج «أثينا» الى اعتماد النموذجين معاً، أي سبارطة وأثينا. وهذا ما يفسر حالات البلبلة والتمزق التي يعانيها منذ زمن طويل!

* كاتب وصحافي لبناني

 

«الدستوري» يُحاكم الإنتخابات قبل أن «يودِّع»

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 23 شباط 2019

على رغم من انّ المجلس الدستوري قال كلمته النهائية التي لا نقاش فيها في الطعون الناشئة عن الانتخابات النيابية، فإن النقاش فيها لن يتوقف قريباً. وبمعزل عن اي جدل، اياً كان شكله او مضمونه، أجرى المجلس بقراراته اول محاكمة جدّية للإنتخابات النيابية، رسمت شكوكاً حول ما شهده بعض الدوائر. وكل ذلك تمّ على وقع ما هو مُنتظر من خطوات لتسريع ولادة المجلس الجديد. فماذا في الوقائع والمعلومات؟

لن يتطلع رئيس المجلس الدستوري وأعضاؤه الى الوراء، بعدما اتخذوا قراراتهم واصدروا ثمانية عشر قراراً في سلسلة الطعون التي رُفعت امامهم، سواء اتُخذت بالإجماع أو بالأكثرية. فقد شكّلت هذه القرارات خلاصة جهد بُذل في اصعب الظروف التي عاشها اعضاء اللجان ومقرروها على مدى الأشهر التسعة الماضية.

وهو ما عبّر عنه رئيس المجلس الدكتور عصام سليمان في مؤتمره الصحافي امس الاول، والذي شكّل في اول جزء منه محاكمة قاسية للإنتخابات عند حديثه عن «الصعوبات التي واجهها المجلس الدستوري عند الفصل في الطعون».فبالإضافة الى إشارته الى التأخير في تسليم هيئة الإشراف على الإنتخابات تقريرها النهائي في المِهل المنصوص عنها، كان حديثه عن «ضعف في الخبرة وتدريب غير كافٍ للذين أجروا الانتخابات، من رؤساء أقلام وكتبة ورؤساء وأعضاء لجان قيد». فضلاً عن «استخدام نظام الكومبيوتر للمرة الأولى في لبنان في اعلان النتائج». وهي إشكالات دفعت المجلس الدستوري الى الذهاب بعيداً في الاستقصاءات لتبيان حقيقتها. ولم يكتفِ بتطبيق «المبدأ القائل بأنّ البينة على من إدّعى»، لأنه يدرك انّ «الطاعن ليس في استطاعته الحصول على كل المستندات المتعلقة بالانتخابات، فيما الجهات التي بحوزتها هذه المستندات مُلزمة بتسليمها الى المجلس الدستوري». وعلى رغم من ذلك، فقد عبّر سليمان عبر «الجمهورية» عن امتعاضه من القراءات السياسية للقرارات التي اصدرها المجلس، ولا سيما منها القرار بإبطال نيابة النائب ديما الجمالي.

واستهجن «الكلام الكبير» عن «الغدر والكيدية». معتبراً «انّ مثل هذه التوصيفات يمكن ان تُقال او يتبادلها المسؤولون بين الجدران المقفلة، وليس في إبداء الرأي في قرارات صادرة عن المجلس الدستوري». وهو ما قاده الى الإعتقاد «اننا بتنا نعيش في بلد اسوأ من جمهورية الموز».

والى هذه المعطيات، فقد هال رئيس المجلس الدستوري وأعضاؤه، الرواية التي نُسجت عن انّ القاضي احمد تقي الدين غيّر رأيه من موضوع قبول الطعن، بعد اتصال هاتفي تلقّاه «فيما الحقيقة في مكان آخر».

وقال مطلعون، «انّ تقي الدين تأثر بما كان مخفياً عليه من معطيات إضافية لم تكن في حوزته، والتي برزت في تقرير ورد من لجان القيد، تناول قلم «بقرصيتا» الذي وصل مفتوحاً على شكل «طرحية بيضاء»، فارغاً من اي مستندات او جدول بلائحة الشطب والناخبين.

وقد ثبُت ذلك بشهادة عضوين من هذه اللجان، القاضية مايا عويدات، التي قالت في تعليقها على وضع المغلف ما حرفيته: «وصل هذا المغلف فارغاً». وإفادة القاضية روى شديد التي قالت ايضاً: «هذا الملف كان فارغاً».

وليظهر لاحقاً وبعد تجميع الأوراق انه تمّ فرز 56 ورقة من اصل 322 ناخباً شاركوا في العملية الإنتخابية. وتمّ ذلك نتيجة جهود إضافية بُذلت للبحث بين الوثائق، بعدما رفضت وزارة الداخلية تسليم المجلس ما يتصل بهذا القلم». وعندها، يقول المطلعون، ابلغ القاضي تقي الدين الى اعضاء المجلس انه سيصوّت الى جانب الطعن بعدما اعتبر ما حصل «خطأ جسيماً» يمكن البناء عليه في قراره النهائي، وأي رواية أخرى لا تليق به وبموقعه في المجلس». وقال العارفون، أنّه «على هذه الخلفيات نال القرار بالطعن 7 اصوات من اصل 10 يشكّلون النصاب القانوني للتصديق على القرار، بعدما خالفه ثلاثة من اعضاء المجلس وهم، زغلول عطية وسهيل عبد الصمد ونائب الرئيس طارق زيادة». وبعيداً عمّا رافق القرارات في شأن الطعون، كشفت مصادر مطلعة انّ باب الترشح لعضوية المجلس الدستوري الجديد سيُفتح في الأيام المقبلة، بغية إعادة تجميع المرشحين الى عضويته العشرية. ويُفترض ان يتوافر ثلاثة او اربعة أسماء على الأقل عن كل مركز حسب التوزيعة الطائفية للمقاعد والتي تجمع: مارونيان، اورثوذكسيان، كاثوليكي، شيعيان، سنّيان، درزي. وهو امر غير متوافر حتى الآن للمباشرة في الإجراءات التي تؤدي الى تكوين المجلس الجديد من طريق تعيين خمسة اعضاء في مجلس الوزراء وانتخاب خمسة آخرين في مجلس النواب.

وفي التفاصيل، تبيّن انّ ترشح القاضي رياض ابو غيدا ليس كاملاً لأنّ ترشيحه لم يُعتبر قانونياً، كون قبول استقالته من منصبه في القضاء وقبوله في مجلس الشرف جاءا بعد انتهاء مهلة الشهر القانونية لقبول طلبات الترشح لعضوية المجلس. كذلك تبيّن انه لم يعد هناك مرشح اورثوذكسي ثانٍ لموقعين في المجلس، بتعيين القاضي البر سرحان وزيراً للعدل، واقتصرت الترشيحات على وجود ترشيح واحد هو للقاضي ميشال عيد.

ومن بين الروايات المتبادلة على نطاق ضيّق، انّ الباب سيُفتح مرة أخرى ليترشح احد القضاة الى عضوية المجلس، بعد أن تنتهي ولايته في موقعه الحساس قبل نهاية الشهر الجاري.

 

فضيحة التوظيف: لا مُحاسبة ولا فسخ عقود

رنى سعرتي/جريدة الجمهورية/السبت 23 شباط 2019

فضيحة التوظيف الإضافي في الدولة، رغم وجود قانون يمنع ذلك، لن تصل الى خواتيم مُرضية على ما يبدو، لا في محاسبة الوزراء الذين ارتكبوا المخالفات، ولا في طرد مَن استفاد من التوظيف في هذه الحقبة، لأن مثل هذا التدبير دونه موانع سياسية وربما قانونية. تعقد لجنة المال والموازنة جلستين متتاليتين يومي الاربعاء والخميس المقبلين لمناقشة تقريرَي التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية والمتعلقين بالتوظيف والتعاقد في الادارات والمؤسسات العامة الحاصلين بعد صدور قانون سلسلة الرتب والرواتب في شهر شباط 2017، الواردَين الى اللجنة بعد طلبهما إثر جلستها التي انعقدت بتاريخ 1/10/2018. وبات من المعلوم أنه تمّت مخالفة القانون 46/2017 الذي أقرّ سلسلة الرتب والرواتب ومنع التوظيف في الادارات العامة، حيث تمّ ادخال حوالى 5 آلاف متعاقد الى الادارة خلال السنتين الماضيتين. وكان التفتيش المركزي وجّه بناءً لتكليف من لجنة المال والموازنة، كتاباً الى كل ادارة عامة يطلب فيه الكشف عن عدد الموظفين الذين جرى توظيفهم بعد آب 2017. وتولّى فريق داخل الجهاز الاتصال بكل ادارة غير متجاوبة، لتتعاون وتكشف الارقام التي بحوزتها. وكشف التفتيش المركزي أنّه بعد 3 أشهر من العمل، تجاوبت 567 بلدية من أصل 1070، أما باقي الإدارات والمؤسسات والبلديات، فعمد مدير التفتيش المركزي جورج عطية الى الاتصال بها شخصياً للاستفسار عن سبب التأخر في الاجابة، ورغم ذلك ثمّة إدارات التزمت الصمت من دون أيّ ردّ أو توضيح، فرُفعت لائحةٌ بأسمائها الى المجلس النيابي، المخوَّل استدعاءَ المدراء العامين والمسؤولين المعنيين لاستجوابهم. في هذا الاطار، كان رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان قد صرّح امس «أنّ لجنة المال أخذت المبادرة في متابعة ملفّ التوظيف وستخرج بخلاصة تُرفع لمجلس النواب والحكومة ومجلس شورى الدولة، وسنجهّز لحلّ لن يكون على حساب مواطن بريء استُغلّ سياسياً كما لن يكون على حساب الخزينة والدولة والإصلاح».

مرقص

تعليقاً على هذا الموضوع، قال رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية، المحامي بول مرقص لـ«الجمهورية» إنّ «صلاحية محاسبة مخالفي القانون 46/2017 تعود للمجلس النيابي من حيث المحاسبة والرقابة السياسية، أما لجهة إنزال أيّ تدابير بحق الوزراء، فالأصل يعود الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء المنصوص عليه في المادتين 70 و80 من الدستور. اضاف: لكنّ تكوين هذا المجلس ذات طابع سياسي، لأنه مؤلّف من 8 نواب و7 قضاة، فضلاً عن أنه يتطلب أكثرية موصوفة تتمثل بـ 10 من اصل 15 عضواً لاتّخاذ أيّ قرار، وفقاً للمادة 80 منه. كما وأنّ الاتّهام يجب أن يصدر بما لا يقلّ عن غالبية الثلثين من مجموع أعضاء المجلس النيابي، وبالتالي فإنّ الامر متعذّر على هذا النحو، لأنّ المجلس الأعلى المذكور مُكبّلُ العمل وغيرُ فاعل، رغم أنّ مجلس النواب قد درج على تسمية أعضائه فيه من دون أن ينظر هذا المجلس في أيّ قضية آلت الى نتيجة، باستثناء إحدى القضايا اليتيمة التي لم تسلك طريقها فيه.

واعتبر مرقص أنّ «المطلوب اليوم ضرورة اتّخاذ تدابير ناتجة عن تقارير التفتيش المركزي، لأنّ في ذلك ليس مخالفة للقانون فحسب، الذي يمنع التوظيف، بل مخالفة للمادة 66 من الدستور التي توجب على الوزراء تطبيق القوانين والأنظمة، فيما هم (أي الوزراء الذين قاموا بالتوظيف) قد خرقوا القانون الصريح الذي يمنع التوظيف». ورأى مرقص أنه «يجب الاقتداء بالتجربة الفرنسية التي كنّا استقينا منها تجربة المجلس الاعلى يوم كان ثمّة قرار تشريعي في فرنسا في العام 1959، إلّا انّ تلك التجربة الفرنسية قد تطورت في العام 1988 مع صدور قانون لشفافية الحياة السياسية. ومنذ نحو سنتين صدر قانون لتعزيز الثقة بالحياة السياسية بفرنسا. وباتت مسائل مكافحة مثل هذا التحايل على القانون، تُناط بأعلى المرجعيات القضائية في فرنسا ويحاكم الوزراء على نحو فاعل امام القضاء، مروراً بأعضاء الجمعية العامة الفرنسية وصولاً الى رئيس الجمهورية الفرنسية الذي، للعبرة، حاكمه القضاء على أفعال تعود الى أيام ترؤسه رئاسة بلدية باريس. وأعني بذلك الرئيس جاك شيراك رغم عظمة هذا الرجل». اما بالنسبة للموظفين الجدد وإمكانية فسخ العقود معهم، قال مرقص «إنه يجب التدقيق في شكل التعاقد لأنّ التوظيف يقوم على عقد بين الادارة والموظف وصولاً الى سائر أشكال التعاقد ومنها التعاقد محدَّد المدّة». وشرح أنه «يجب النظر الى كلّ شكل من اشكال التعاقد. إذا كان محدَّدَ المدّة، يصار الى تدارك مفعوله ومنع تجديده، وتلافي، عند دراسة الملفات، إمكانية رجوع هؤلاء المستفيدين بغير وجه حقّ من التوظيف والتعاقد، الى إدارات الدولة بطلبات وتعويضات او إدلاءات بأنهم ذوو نوايا حسنة. وبالتالي ربما سيدلي المتعاقدون بنظريّتين قانونيّتين في وجه الدولة:

• الأولى هي نظرية الحقوق المكتسبة (droits acquis). • والثانية هي نظرية عدم إمكانية الدولة الاستفادة من خطئها الشخصي كي تبرّر فسخ العقود معهم، لأنّ الحكم استمرارية ولا يمكن للدولة أن تتذرّع بخطأ وزرائها السابقين للتملّص من واجباتها تجاههم. الامر الذي يستدعي من الدولة وضع استراتيجية قانونية تُنصف الموظفين من جهة، وتقي الدولة من المطالبات والتعويضات ومقاضاة الدولة امام مجلس شورى الدولة من جهة اخرى.

 

أسرار العشاء غير السرّي بين الحريري وجنبلاط

منير الربيع/المدن/السبت 23/02/2019

في العشاء الذي دعت إليه السفارة السعودية في بيروت، في فندق فنيسيا، كان السلام ودّياً بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، لكن "الموقف" بينهما لم يكن كذلك. وجّه جنبلاط كلاماً قاسياً للحريري على خلفية خياراته (في المسار الحكومي خصوصاً)، وعبّر أمام بعض الحاضرين عن انزعاجه مما حدث. وعلى الرغم من ذلك، كان الجلوس على طاولة واحدة، مساهماً في ترطيب الأجواء، نسبياً، على المستوى الشخصي، من دون حلّ المسائل الخلافية. وساطات عديدة دخلت على خطّ العلاقة بين جنبلاط والحريري، بهدف ترتيب العلاقة بينهما. والرسالة السعودية، بعد الغداء الذي تمّ في منزل كليمنصو بين جنبلاط والموفد الملكي السعودي نزار العلولا، تمنّى فيها الأخير بعدم ترك الخلافات تتمدد، وبوجوب حلّها وتجاوزها، بعيداً من الإعلام وعبر قنوات تواصل مشتركة.

رفض فكرة "الوسيط"

كان من المفترض أن تعقد خلوة بعد عشاء "فنيسيا"، لكن الظروف لم تسمح بذلك. إذ غادر الحريري سريعاً. لاحقاً كان لدى جنبلاط جواب واحد أمام كلّ مراجعيه وزواره، بأنه حريص على العلاقة مع الحريري، ولا يريد التدخّل في حساباته وتحالفاته، وهو لا يعارض تفاهمه مع رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل. لكنه أيضاً لا يسمح بأي عملية لاستهدافه من قبل البعض، بالإستناد إلى العلاقة مع الحريري. وفي الجواب لكل المساعي التقريبية بين الرجلين، كان يعتبر جنبلاط أن ليس هناك من داع لها، بمعنى أنه لا حاجة (بالنسبة إليه) لدخول وسيط في علاقته مع الحريري، خصوصاً وأنه لا يريد فكرة وجود وسيط محلّي على خطّ هذه العلاقة، التي فيها الكثير من الخصوصية (الإنسانية) التي تتغلّب على أي اختلافات أخرى. أبلغ جنبلاط بعض المعنيين بأن لا حاجة لأي وسيط، وهو مستعد للقاء الحريري بنفسه، والبحث معه بكل الملفات والأفكار. يفضّل جنبلاط التشاور والنقاش المباشر بعيداً عن الوسطاء، ولتأكيد أهمية مضمون النقاشات. وعلى هذا الأساس أبدى الحريري تجاوباً مع فكرة جنبلاط، ووجه دعوة له على العشاء. فقرر جنبلاط الذهاب إليه، حاملاً معه كل الملفات والأفكار والملاحظات، التي تتعلق بالمرحلة السابقة. ذهب جنبلاط بنية إيجابية، هادفة إلى إعادة تعزيز العلاقة، ووصل ما انقطع. لكن من دون التنازل أو التخلّي عن أي من ملاحظاته ومطالبه، وبالأخص، أنه أصبح على يقين بأن ما يجري هو عملية استهداف مباشرة له، تصل إلى حدود المساعي للتصفية السياسية. وهذأ ما لن يسكت عنه وسيواجهه.

خطورة طريق دمشق

وحساسية هذه الإشكالية، أن هناك من يعتبر أن الساعين إلى تطويق جنبلاط، وتصفية الحسابات معه، ينطلقون بتحركاتهم مستندين إلى علاقتهم بالحريري! وبالاتكال على إهمال الحريري  في حساباته السياسية بكل ما يتعلق بـ"حلفائه" الأساسييين. وعلى هذا، قرر جنبلاط الذهاب بملء ثقته بنية تسمية الأمور بأسمائها، حاملاً معه ملفّاً يتعلّق بكل التجاوزات التي وقعت، ولكي يعبّر عن الهواجس، التي ستطال الجميع، وإن كانت اليوم تتركز عليه وحده. إذ أن الظاهر وما يبدو في الواجهة، هو الاستهداف المباشر لجنبلاط. لكن مسار الاستفراد، سيؤدي منطقياً وحكماً - فيما بعد - إلى استهداف الحريري نفسه، بحال لم يتخذ موقفاً جازماً وحاسماً، لا تساهل فيه مع أدنى التفاصيل، التي بدأ البعض بتكريسها، سواء بملف اللاجئين السوريين أو بملف تطبيع العلاقات مع النظام السوري والزيارات المتكررة إلى دمشق.

وهذا تطوّر حتّم تسريع اللقاء بين الرجلين، وتنسيق المواقف، أولاً لعدم ترك الحريري وحيداً في مواجهة هذا المسار، لا سيما في ظل محاولات البعض لوضعه تحت الأمر الواقع، والإيحاء بأنه موافق ضمنياً على المواقف، تجاه سوريا والزيارات إلى دمشق. ويأتي العشاء بين الرجلين، في لحظة تحرّك لافت وواسع للعدد من الديبلوماسيين الغربيين على الساحة اللبنانية، كانت قد بدأته السفيرة الأميركية من السراي، بموقفها الصريح الذي أطلقته تجاه حزب الله، واستتبعته بجولة على مختلف القوى السياسية، وتلاه تحرّك للسفير البريطاني، ما يوحي أن هناك توافقاً أميركياً بريطانياً على الاعتراض على مسار الحكومة.

تبادل العتب

أكد جنبلاط للحريري الحرص على العلاقة معه، وضرورة ترتيب كل الخلافات، على قاعدة عدم السماح باستهداف الحريري، أو استهداف جنبلاط، خصوصاً أن الحكومة ستكون مقبلة على الكثير من المطبات والأفخاخ، التي ستواجه الحريري شخصياً، وسيكون حينها بحاجة إلى من يدعمه بملفات متعددة، ليس فقط سياسياً، من مثل العلاقة مع النظام السوري، ولكن أيضاً من خلال إصرار بعض القوى على فتح ملفات الفساد، والتي سيكون مستهدفاً فيها الحريري، وفريقه القديم والجديد، وبالتالي سيكون استخدامها السياسي بغية تطويق الحريري أكثر، لتطويعه. استعرض الرجلان كل المرحلة السابقة، وتبادلا العتب على بعضهما البعض، منذ قانون الانتخاب إلى الإنتخابات النيابية، وتشكيل اللوائح، وصولاً إلى تشكيل الحكومة، وجرى الاتفاق على "ترتيب" الخلاف، وتفعيل عمل اللجان السياسية والفنية بين الطرفين، للتنسيق بمختلف المجالات، سياسياً واقتصادياً، وبخاصة بموضوع الكهرباء. تحدّث جنبلاط بكل صراحة، وشدد على ضرورة إعادة تحديد الأولويات، على الرغم من التفهم لحسابات الحريري. لكن بشرط، أن لا تكون على حساب القوى الأخرى. وتقدّم جنبلاط بجملة مطالب وعناوين للحريري، من أجل ترتيب الخلافات، ووقف عملية الاستهداف التي يتعرّض لها، سواء في النهج العام أو في السياسة اليومية أو داخل إدارات الدولة. وبذلك، وضع جنبلاط الكرة لدى الحريري وخياراته، والتي ستظهرها الأيام المقبلة، وعلى أساسها سيتقرر أي نمط من العلاقة ستحكمهما.

 

السعودية دعمت «سيدر» رافعة لاقتصاد لبنان

راجح الخوري/الشرق الأوسط/23 شباط/19

يتذكر الفرنسيون تحديداً، وعدد كبير من الدول المانحة الأوروبية والعربية، أن كل الالتزامات التي قطعها لبنان على نفسه، في مؤتمري «باريس - 1» و«باريس - 2» لجهة الإصلاح والإنماء لم تُنفّذ كما يجب، وأنه في ظل الوضع الراهن، سواء لجهة الخلافات السياسية بين الأفرقاء اللبنانيين، التي أوقعت البلاد في مسلسل من فراغ السلطات، أو لجهة الوضع الاقتصادي الصعب، لم يكن من المتوقع أن يتحمس المانحون لدعم لبنان من جديد! لهذا كان النجاح المثير الذي حققه مؤتمر «سيدر»، الذي عُقد في السادس من أبريل (نيسان) من العام الماضي، مثار تساؤلات عن تلك الأسباب التي تتعدى كل ما قيل عن أن الأوروبيين يحرصون على دعم لبنان ومنعه من الانهيار، خوفاً من تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين فيه إلى شواطئهم الجنوبية! لماذا هذه الحماسة التي دفعت 41 دولة وعشر منظمات دولية، إلى تلبية دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون الذي استضاف المؤتمر في العاصمة الفرنسية؟

يتحدث تقرير دبلوماسي وصل إلى العاصمة اللبنانية، عن أنه بالإضافة إلى اهتمام ماكرون بإنجاح المؤتمر، لعبت المملكة العربية السعودية دوراً حاسماً ومهماً في إنجاحه ودعمه، خصوصاً بعدما تبيّن أن معظم الدول التي شاركت في المؤتمر حرصت على جس نبض الرياض واستطلاع رأيها فيه.

ليس هذا لأن السعودية كانت دائماً في مقدم الدول المانحة في مؤتمرات دعم لبنان فحسب، بل لأنه في ظل التعطيل الذي يعرقل دور الدولة، والانقسامات السياسية الحادة نتيجة التدخلات الإيرانية عبر «حزب الله» ودوره المتنامي، حرصت هذه الدول على أن تعطف موقفها من المؤتمر المذكور على مضمون الموقف السعودي منه. طبعاً لم يكن هذا الأمر مستغرباً في ظل التجاذب الإقليمي، ومحاولات ربط لبنان بالمحور الإيراني البعيد عن طبيعة انتمائه العربي، وهذا أمر منصوص عليه في الدستور، ولا كان الأمر مثيراً قطعاً، لأنه ليس هناك من دول مانحة مستعدة لتقديم الدعم لبلد تزعم إيران الواقعة في خناق عقوبات دولية متصاعدة، أنها باتت تسيطر على عاصمته بيروت!

لكن لبنان الذي وصفه القادة السعوديون دائماً بأنه «واسطة العقد العربي» و«مقلة العينين»، يظل في مقدم الاهتمامات الاستراتيجية السعودية، وهو بالتحديد ما حمله المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا قبل أيام إلى الرؤساء اللبنانيين، عبر رسالة تهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة من خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشفوعة بدعم قوي، يؤكد الوقوف إلى جانب لبنان على الصعد كافة، والحرص على تعزيز العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين. بالعودة إلى مؤتمر «سيدر» يقول التقرير الدبلوماسي، إن موقفاً سعودياً مهماً أُبلغ إلى كل الدول المشاركة بأن الرياض تدعم المؤتمر وتحرص على نجاحه وعلى أن يكون بمثابة رافعة فعلية تساعد لبنان على الخروج من وضعه الاقتصادي المتعثر. ولم يقتصر الموقف السعودي على إبداء الدعم، بل أكّد أن الرياض ستنخرط سريعاً في عملية استكمال إنجاز مروحة واسعة من المشاريع التنموية، ومنها مثلاً المضي في تنفيذ الأوتوستراد العربي بتكلفة 160 مليون دولار، إضافة إلى التزاماتها بتقديم مساعدات لمشاريع «سيدر» تصل إلى مليار دولار!

يقول التقرير إن تضافر الاهتمام الذي بذله ماكرون مع التشجيع من قِبل السعودية، شكّلا أساس نجاح مؤتمر «سيدر»، الذي يراهن لبنان عليه كفرصة طيبة وأخيرة للخروج من أزمته الاقتصادية المتصاعدة.

في أيِّ حال، المثير أن الحراك الدبلوماسي السعودي بدا في الأيام الماضية كأنه يسابق عملية تفعيل مؤتمر «سيدر»، وحتى الاجتماعات التي بدأها الرئيس سعد الحريري، الثلاثاء، مع الجهات المانحة، بهدف البدء بوضع المخطط التنفيذي للمشاريع التي يبلغ عددها 250 مشروعاً، وفي هذا السياق تحديداً كان لافتاً إعلان الرئيس ميشال عون بعد اجتماعه مع المستشار العلولا، أن الموفد السعودي أكد وقوف المملكة إلى جانب لبنان ومساعدته في المجالات كافة بهدف تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وأن الرئيس عون حمّله تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، مؤكداً حرص لبنان على تعزيز التعاون وتفعيل الاتفاقات الثنائية بين البلدين. السفير السعودي وليد البخاري الذي رافق المستشار العلولا في زياراته، كشف عن أن المباحثات تناولت التحضير لعمل اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين، التي يرأسها رئيس الحكومة اللبنانية وولي العهد السعودي، وأنه سيبدأ الإعداد لإرسال مجموعة من الفنيين من كل القطاعات الحكومية والمؤسسات اللبنانية للقاء نظرائهم في السعودية والبدء بالتحضيرات لعقد هذه اللجنة المشتركة. في السياق العملي الفوري لقرار الرياض دعم لبنان، تعمّد السفير البخاري أن يقرأ بعد لقاء المستشار العلولا مع الرؤساء اللبنانيين، بياناً مكتوباً عن أنه بعد انتفاء المسببات الأمنية التي دعت المملكة العربية السعودية إلى تحذير مواطنيها من السفر إلى لبنان، وبناءً على التطمينات التي تلقتها المملكة من الحكومة اللبنانية عن استقرار الأوضاع الأمنية، فإنها ترفع تحذيرها للمواطنين السعوديين المسافرين إلى لبنان. ليس خافياً طبعاً ما أثاره هذا البيان من ارتياح لدى الأوساط السياسية قبل الاقتصادية اللبنانية، التي اعتبرت أنه يفتح الباب على تحريك القطاع السياحي الذي لطالما اعتمد على السياح من السعودية ودول الخليج، وفي تقدير الأوساط ذات الصلة أن عدد هؤلاء السياح يصل إلى عشرة آلاف، كانوا قد غيَّروا وجهة سياحتهم إلى تركيا، ما أوقع القطاع السياحي اللبناني في أزمة فعلية.

لدى وصوله إلى مطار بيروت تعمّد المستشار العلولا الإدلاء بتصريح بارع له مغزاه العميق، ليس في إشارته إلى تفعيل العلاقات بين البدين بل في قوله «إننا دائماً نراهن على ذكاء اللبناني ونجاحه، هو الناجح في كل العالم، لا ينقص اللبنانيين إلا التفاهم، واللبناني يتمتع بقدرات يستطيع من خلالها قيادة منطقة الشرق الأوسط بما له من تراث وثقافة وذكاء»!

طبعاً لم يأتِ العلولا لامتداح ذكاء اللبنانيين، بل تعمّد ضمناً تحفيز ذكائهم، الذي يتقاعس إلى درجة تجعلهم يتلقون تهاني العالم، لمجرد أنهم نجحوا في تشكيل حكومة جديدة، وإلى درجة أنهم ينخرطون في الخلافات التي تمزّقهم وتسمح لطهران مثلاً بالزعم أنها باتت تسيطر على بيروت العاصمة العربية المميزة، التي ترفع شعار «النأي بالنفس» بينما ينغمس «حزب الله» في الصراعات ضد العرب!

لكن السعودية تتمسك بلبنان وعروبته ونجاحه، وتدعم كل المؤتمرات الداعمة له وآخرها «سيدر»، لا بل إنها تسابق «سيدر» في دعمه، وتذكّر أبناءه بأن لديهم من الذكاء ما يكفي لتجاوز كل صعوباتهم وتقديم نموذج تعايشي حضاري خلاّق للمنطقة كلها!

 

عون بين حافتَي الواجبات والصلاحيات

نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 23 شباط 2019

ليست المرة الأولى يتخذ الرئيس ميشال عون موقفاً، ينظر إليه البعض على أنه يجتهد في تفسيره صلاحياته. أكثر من مرة أرسل إشارات إلى أنها ليست رمزية، ليست وهمية، أو أن بين أسلافه مَن لم يعتد على استخدامها، قبل اتفاق الطائف وبعده عندما لجأ رئيس الجمهورية إلى المادة 59 من الدستور عام 2017 للحؤول دون تمديد ولاية مجلس النواب، سجّل سابقة، بعدما كان رفض في السنة نفسها توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة إلى انتخابات نيابية وفق القانون النافذ، وكانت كذلك سابقة. عندما قال في السنة نفسها إنه أعطى الأمر إلى الجيش لاقتلاع الإرهاب من الجرود الشرقية في ضوء الاستعداد الذي أطلعه عليه قائده العماد جوزف عون، سجّل أيضاً سابقة. عندما أمسك بمقبض تأليف الحكومة السنة المنصرمة بكلامه عن معاييره هو لهذا التأليف، ورفض أكثر من مسودة، سجّل كذلك سابقة. لكن له أيضاً أكثر من سابقة خارج نطاق صلاحياته الدستورية المباشرة. بيد أنها ترتبط بدوره وموقعه، شأن انفتاحه على نظام الرئيس بشار الأسد وتكليفه أحد وزراء الحكومة السابقة التواصل الدوري مع رجالات النظام، وإصراره في السنتين المنصرمتين، في الداخل وعلى منابر أممية ومؤتمرات دولية وإقليمية، على إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم. هاتان المشكلتان انفجرتا في وجه ثانية حكومات العهد في أول جلسة تعقدها الخميس الفائت.

ما أفضت إليه الجلسة أفصح عن بضع ملاحظات:

أولاها، أن رئيس الحكومة سعد الحريري لم يشأ الدخول على خط السجال الساخن في مجلس الوزراء، ولا بعد ارفضاضه. لم يتدخّل في أي من بنود جدول الأعمال لدى مناقشتها، ولم ينبس ببنت شفة في الجدل الذي تلاها، فلم يعدُ انضمام الوزير جمال الجراح إلى وجهة نظر وزيري القوات اللبنانية سوى من باب رفع العتب. بدا الحريري في نظر وزراء شارد الذهن، متأثراً بـ«صدمة» قرار المجلس الدستوري إبطال نيابة عضو كتلته النيابية ديما الجمالي، مع أن موقفَي عون من موضوعي السجال هما أكثر ما يتناقض معه الحريري عليه، سواء برفضه العودة «الآمنة» التي يطلبها رئيس الجمهورية وأخيراً أبدلها الحريري بـ«العودة الطوعية»، أو بإزاء الاتصال بالدولة السورية ورئيسها. تناقض كهذا يبقى مكتوماً لا يريد الحريري - وإن بصفته رئيساً لمجلس الوزراء، متمسكاً بصلاحياته كاملة - أيّ اشتباك من حوله مع رئيس الجمهورية، من غير أن يتخلى أيّ منهما عن أحكامه المسبقة.

ذلك مغزى أنّ الرجلين يقدّمان نموذجاً جديداً - لكن على الطريقة اللبنانية - عن «المساكنة» او «التعايش» في سلطة إجرائية، مثقلة بتنافر أفرقائها بعضهم مع البعض الآخر، وتناقضات خياراتهم. بالتأكيد يدخل في صلب تبرير هذه «المساكنة» أنّ التباعد الأوسع في الملف الداخلي يقيم في تقويم كل من رئيسي الجمهورية والحكومة سلاح حزب الله، ورغبة الحريري في تجاهل الخوض فيه راهناً. ثانيها، اقتصار الاشتباك على حزب القوات اللبنانية في جلسة الخميس، وتالياً ختم السجال والجلسة بالطريقة التي أرادها عون، قدّم برهاناً إضافياً على الحصانة الصلبة التي تتمتع بها تسوية 2016 بين عون والحريري، وثالثهما ثنائي حزب الله - حركة أمل. آخر مظاهرها تأليف الحكومة على النحو الذي جعل الأفرقاء الثلاثة هؤلاء هم الرابحون فيها. في جانب رئيسي من الاتفاق المضمر الذي يغطي التسوية، إدراك الفريقين أن أياً منهما لن يصطف في خيارات الآخر، أو يؤيدها، أو يجامل بإزائها. إلا أنهما متفاهمان على عدم نقل تباينهما إلى داخل مجلس الوزراء، ولا وضع تعاونهما على محكه. لا يسع الحريري، أعتى مناوئي نظام الأسد، التخلي عن أي من أحكامه حيال الأسد ونظامه، في بيت الوسط كما في المؤتمرات والمنتديات وأمام كتلته النيابية، ولا يتردد في نعت النظام بـ«إرهابي». مع ذلك لم يشكُ مرة من تحرّك السفير السوري في بيروت، ولا استدعى السفير اللبناني في دمشق وحكومته هو بالذات عيّنته، ولا حادَثَ رئيس الجمهورية في إشهار إلغاء المجلس الأعلى اللبناني السوري وما انبثق منه من معاهدة واتفاقات، وإن باتت هذه كلها، واقعياً في حكم المعطلة تماماً.

ثالثها، يتصرّف رئيس الجمهورية وفق اقتناع أن واجباته الدستورية مكملة لصلاحياته الدستورية. فحوى ما أدلى به في مداخلته المسهبة، لا يدخل في عداد الصلاحيات الدستورية، بل في الواجبات الدستورية التي تنصّ عليها المادة 49 عندما تتحدّث عن الوظيفة الدستورية لرئيس الدولة، من دون أن تأتي هذه المادة على أي صلاحية. بذلك استمدت حجة الرئيس في ما تناوله، من أنه لا يمارس صلاحية ليست معطاة له، خصوصاً عندما يتحدث الدستور في المادة 65 عن أن مجلس الوزراء هو مَن يضع السياسة العامة للحكومة ورئيسها ينفّذها، بل يستخدم رئيس الجمهورية الواجب الدستوري الذي يحتّم عليه دق ناقوس الخطر عندما تتهدّد البلاد أخطار في وحدتها واستقرارها.

«المساكنة» بين الرئيسين واستقرار حكومتهما برهان إضافي على تسوية 2016

ذلك ما عناه مرتين: بقوله إنه يخشى «قضية سورية» على غرار «قضية فلسطينية» لا تزال بلا حل، وإنّ الأعداد الضخمة من النازحين السوريين بعد زوال معظم أسباب النزوح باتت في حاجة إلى معالجة فورية في معزل عما يقول به المجتمع الدولي.

رابعها، ليس ثمة أدنى إشارة إلى أن اندفاعة عون في الجلسة في مقابل انكفاء الحريري يشيان بخلاف محتمل. كلاهما يتفهّم وجهة نظر الآخر من دون أن يقتنع بها. متفقان على خطورة الوزر الذي بات يمثله النزوح السوري على الأوضاع الداخلية، واستمرار بقاء النازحين واستنزافهم القدرات اللبنانية، والحاجة الملحة إلى إعادتهم إلى بلادهم، بيد أنهما يختلفان على الوسيلة: رئيس الجمهورية يراها عبر التواصل الرسمي والمباشر مع نظام الأسد، ورئيس الحكومة يفضّلها عبر المجتمع الدولي الذي يشكك عون في صدقية ما يعلنه. في حسبان الحريري أن التواصل مع النظام - وإن لهدف محدّد هو النازحون - يقود حتماً إلى حوار سياسي. كلا الرئيسين على طرف نقيض مما تتناوله القوات اللبنانية في مجلس الوزراء وخارجه: تصوّب على نظام الأسد أكثر منها تصويبها على سلامة النازحين وخوفها على أمنهم منه. على طرف نقيض منهما كذلك، تتوسل النازحين وسيلة لتسجيل موقف مناوئ للنظام، ورفض استعادة الاتصال به والحوار معه.

 

تركيا والحل السوري والمعضلة الكردية

صالح مسلم/الشرق الأوسط/23 شباط/19

الكرد في سوريا كانوا في صراع مباشر ضد النظام منذ انتفاضة قامشلو في عام 2004 يطالبون ببعض حقوقهم الديمقراطية. وعندما بدأت الثورة السورية كان الشعب الكردي إلى جانبها يطالب بسوريا حرة ديمقراطية، لعلهم يحصلون فيها على الاعتراف بوجودهم وبعض من حقوقهم المشروعة. وقتذاك، لم نكن نعلم بأن مجرى الثورة كله سيتغير وتتحول القضية الكردية إلى عقبة كبيرة في طريق الحل السوري. تركيا التي كانت لديها مخططاتها الخاصة بشأن سوريا، أرادت أن تكون السلطة في سوريا بأيدي «الإخوان المسلمين»، وهذا ما صرح به وزير الخارجية التركي السابق أحمد داود أوغلو لدى لقائه بشار الأسد في بداية الأزمة. وعندما رفض الرئيس السوري هذا الأمر تحولت تركيا بسياسييها ومسلحيها بل وحتى كل المنظمات غير الحكومية والإغاثة إلى بيت للمعارضة السورية، وافتتحت لهم مراكز ومعسكرات تدريب ومنافذ لتزويدهم بالأسلحة وجميع المستلزمات الحربية واشترطت على الجميع عدم التعامل مع الكرد السوريين، وهذا ما حدث تماماً.

في البداية، حاولت تركيا تسليط الفصائل المرتبطة بها مثل «جبهة النصرة» و«ألوية التوحيد» و«الدروع الإخوانية» على الكرد فكانت مقاومتهم عنيفة. ثم حاولت إلحاق الكرد بتبعية المعارضة المسلحة والسياسية، فاشترط الكرد اعتراف المعارضة بالوجود الكردي وأن يكون حل القضية الكردية ضمن برنامجهم المستقبلي لدى تأسيس سوريا الديمقراطية، لكن المعارضة رفضت ذلك بإيعاز من تركيا. وقتذاك، قررت تركيا إبادة الكرد بتسليط «داعش» على مناطقهم، وعندما انكسرت شوكة «داعش» في كوباني (عين العرب) انكشفت ألاعيب تركيا للقاصي والداني.

وقف التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب إلى جانب الكرد في محاربة «داعش» إلى أن تم تحرير جميع الأراضي المحتلة من طرف «داعش»، فاضطرت تركيا إلى التدخل بذاتها بدلاً من فصائل مرتبطة بها واحتلت شمال سوريا ثم احتلت عفرين في مقايضات تفتقر إلى أدنى معايير الأخلاق السياسية أو الإنسانية، بهدف تمرير سياساتها وإجراء التغيير الديموغرافي لإنهاء الوجود الكردي.

على الصعيد السياسي، بذلت تركيا كل جهودها لإبعاد الكرد عن أي جهد يسعى من أجل الحل السياسي لسوريا خوفاً من أن ينال الكرد بعض حقوقهم المشروعة، فجرى إبعاد الكرد وحلفائهم من حوارات جنيف وآستانة وسوتشي. وكل باب طرقناه في المحافل الدولية وجدناه مقفلاً في وجهنا بسبب ابتزاز تركيا لجميع الأطراف المهتمة بالشأن السوري. وكأن ذلك لم يكفِ، فحاولت تركيا بكل إمكاناتها وضع الكرد السوريين في قائمة الإرهاب من خلال عقد علاقة بين المنظومة الدفاعية لكرد سوريا و«حزب العمال الكردستاني» بهدف ترك الكرد من دون حماية.

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذا العداء الكردي، أو «كرد فوبيا»؟ جواب هذا السؤال يكمن في تاريخ تأسيس الدولة التركية التي تأسست على أنقاض الشعوب التي أبادتها كالأرمن والسريان والروم والبونتوس، وعندما جاء دور إبادة الكرد عجزت عن ذلك رغم عشرات المجازر الجماعية التي ارتكبتها ضدهم بعد كل تمرد كردي ورغم محاولات الصهر والتذويب على مدى عقود وصولاً إلى التمرد الأخير الذي بدأه «حزب العمال الكردستاني» عام 1984 وما زال مستمراً حتى يومنا هذا. ولهذا يعتقد المتطرفون الأتراك أن أي كردي ينال أي حق من حقوقه سيكون عدواً للدولة التركية وسيسعى للانتقام من تركيا على ما اقترفته من جرائم، ليس ضد الكرد فقط، بل ضد الشعوب التي تعرضت للإبادة على أيديهم أيضاً.

الدولة التركية استطاعت القضاء على «كردستان الحمراء» عام 1929 من خلال صداقة كمال أتاتورك وجوزيف ستالين، ثم على «جمهورية مهاباد» عام 1945 من خلال علاقاتها بالحلفاء ودعمت التوافق بين شاه إيران وصدام حسين في العراق في اتفاقية الجزائر للقضاء على التمرد الكردي في شمال العراق عام 1975. والآن يقول الأتراك: في شمال سوريا لن نرتكب الخطأ الذي ارتكبناه في شمال العراق عام 1992. أي أنهم سيصححون الخطأ عندما يجدون إلى ذلك سبيلاً. ومنذ عام 1984، تمارس تركيا كل أشكال القمع والمكائد والألاعيب للقضاء على الثورة الكردية في داخلها، لكنها تبقى عاجزة. لذلك أصيبت بـ«الفوبيا» الكردية وترى في كل كردي يطالب بحقوقه المشروعة أينما كان أنه تابع لـ«حزب العمال الكردستاني» ويجب القضاء عليه. أي أن جميع الكرد، إرهابيون ما عدا الكردي الذي يحارب «حزب العمال» إلى جانب تركيا، وكل دولة لا تصبغ «حزب العمال» بصبغة الإرهاب لا يمكنها إقامة علاقات طبيعية مع الدولة التركية.

إذن، العقدة الكردية لدى الدولة التركية نابعة من فشلها في القضاء على الكرد المتمردين عليها في داخلها، ولهذا فهي تطلب من الجميع أن يحاربوا «حزب العمال الكردستاني» بدلاً منها أو معها بما في ذلك الكرد خارج تركيا، وكل من لا يقوم بذلك فهو إرهابي أو له علاقات مع «حزب العمال الكردستاني».

انطلاقاً من هذه الحقيقة، يجب على كل من يريد أو يسعى للحل السياسي في سوريا أن يجهد لحل هذه العقدة لدى الدولة التركية أولاً، وهذا غير ممكن إلا إذا تصالحت الدولة التركية مع أكرادها في الداخل التركي.

* رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري السابق - خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

التوجه إلى بكين ومومباي

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/23 شباط/19

يمكن أن ننشغل بالحديث عن السياسة وقضاياها، إلى ما لا نهاية، ودائماً هناك الكثير الجديد، إنما زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لكل من الدولتين الكبيرتين، الصين والهند، تبقى ذات قيمة اقتصادية أعلى. ولا ينفي ذلك انعكاسات تمتين علاقات السعودية مع البلدين على المواقف السياسية. ففي الوقت الذي تسعى قوى سياسية معادية للرياض، في واشنطن ولندن وبرلين، إلى الضغط على حكوماتها للتضييق على السعودية، فإن العلاقة مع بكين ومومباي تخفف من تلك الضغوط. ومع أن معظم التعليقات الدولية التي تطرقت لزيارة ولي العهد السعودي للصين والهند تحديداً، صنفت عملا سياسيا في مواجهة الضغوط، وهذا جزئياً صحيح، فإن مشروع تطوير العلاقة مع القوتين الاقتصاديتين العالميتين سابق لها بثلاث سنوات. فالصينيون، نراهم يهجمون بقوة على الأرض السعودية، وبدأوا نشاطهم بشكل كبير في جيزان، المدينة والمنطقة البحرية السعودية جنوباً، أيضاً، كانت السعودية قد وضعت ضمن خططها استيعاب خطط الاستثمار الصيني في مشروعها العملاق المسمى طريق الحرير. والآن، الرياض هي الشريك التجاري الرابع للهند، مرتبة متقدمة جداً مع دولة المليار ونصف المليار إنسان.

ومسار رحلة ولي العهد، باكستان والهند فالصين، يركز على المشروع الاقتصادي العملاق الذي يقوده ولي العهد ولا يمكن حصره في الجدل السياسي الذي يثار حول حرب اليمن، ومقتل خاشقجي، وهروب الفتيات المعنفات أسرياً، وغيرها من سيل التهم التي توجه للسعودية. الاتفاقات الموقعة، وكذلك مذكرات التفاهم، في المجالات الاقتصادية والنفطية تمثل مرحلة جديدة من العلاقة مع هذين البلدين، وهما شريكان تجاريان مهمان. وقد سبق الأمير محمد بن سلمان إلى بكين ومومباي، كبار المسؤولين الإيرانيين الذين عرضوا إبرام صفقات تجارية دوافعها سياسية. ففي الوقت الذي تريد السعودية تغيير أوضاعها الاقتصادية الداخلية، تريد إيران المحافظة على سياستها الداخلية والخارجية المتطرفة، ومواجهة الحصار الأميركي المضاد لمغامراتها العسكرية الخارجية. السعودية وإيران قصة بلدين متجاورين متناقضين في السياسة والرؤى، وها هما يتنافسان في رحلة الشرق نحو أكبر الأسواق العالمية.

منذ توليه العمل، مراهنة الأمير محمد بن سلمان تقوم على التطوير الاقتصادي، بما في ذلك التخلي عن مفاهيم كانت رئيسية في صلب سياسة الحكومة السعودية لعقود. طرحه الجديد يقوم على تغيير مكانة السعودية لتكون قوة استثمارية في العالم وقوة إنتاجية مستفيدة من قدراتها وعلاقاتها. وهذا ما يجعل زيارته للهند والصين أهم ما قام به من رحلات عمل في الفترة الماضية. لم تأخذ حرب اليمن، ولا الخلاف مع إيران، أو الصراعات الإقليمية، الحصة الكبرى من النقاشات في جلسات العمل، سواء للفرق التي سبقت الزيارة أو التي ترأسها ولي العهد شخصياً خلال لقاءاته مع قيادات البلدين. ونعتقد أن التركيز على التطوير الاقتصادي في علاقات السعودية الخارجية هو الرهان الصحيح مهما كانت الاعتراضات السياسية.

 

سيرة من 22 مليون وثيقة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/23 شباط/19

بالنسبة إلى كثير من غير الأميركيين، وإلى عدد كبير من الأميركيين أيضاً، كان ليندون جونسون رئيساً شبه مكروه. فقد انطبعت في ذاكرة العالم صورته وهو يؤدي اليمين الدستورية على الطائرة التي كانت تنقل جثمان الرئيس القتيل جون كيندي. وكان كيندي الشاب جذاباً يحبه الناس على أنه مفترقٌ أساسي في تاريخ البيت الأبيض. عندما قرر روبرت كارو أن يكتب سيرة جونسون اكتشف العكس تماماً. إنه أمام شخصية مثيرة في الحياة وفي عالم السياسة. وإذ بدأ أبحاثه في «مكتبة جونسون» تبين له أنها تضمُ 22 مليون وثيقة. ومع ذلك قرر أن يعمل بنصيحة أول معلمٍ له في الصحافة الذي قال له: «ابحث، ابحث ثم ابحث». تحدث كارو إلى أرملة جونسون، اللّيدي بيرد، وإلى شقيقه سام هيوستون جونسون، وإلى رواد المقاهي في «جونسون سيتي»، وإلى السياسيين الذين عرفوه. في البداية اخترع سام جونسون الحكايات حول شقيقه، وكان هذا سكيراً ومتسكعاً. وكان كارو يصغي وهو عارفٌ بأن الصحيح في روايات الشقيق قليل جداً. ثم تعرض الشقيق لحادثٍ جعله يتخلى عن الإدمان ويسير متكئاً على عصا. وعندما أصغى إليه هذه المرة قال الشقيق «انسَ كلَّ ما قلته لك من قبل ودعنا نبدأ من جديد»، وراح يروي عن الحياة الصعبة التي عاشها الرئيس شاباً في منزله الأبوي. فلم يكن يمضي يوم من دون شجار بينه وبين والده على مائدة الغداء. كان الأب يكرر القول دائماً: «إنكَ لا تصلح لشيء وخصوصاً للدراسة الجامعية». وكان الابن يكرر بمرارة وصفاقة: «مَن أنتَ لكي تقيّمني، إنكَ مفتش تذاكر في حافلة ولستَ حتى سائق الحافلة». يروي الشقيق أيضاً أن علاقة جونسون بأبيه ظلت حتى وفاته حائرةً بين الكره والمحبة. لكنه لم ينجح فحسب في الحياة الجامعية بل دخل مجلس النواب ثم مجلس الشيوخ وفي النهاية صار رئيساً للولايات المتحدة. علاقة أخرى كانت مزيجاً من الحب والمرارة هي تلك التي ربطته بإحدى جميلات تكساس، أليس غلاس. كان الجميع يعرف بتلك العلاقة، زوجته وزوجها، أو بالأحرى أزواجها الكثيرون الذين طلّقتهم. وقد روت له الليدي بيرد أن جونسون عمل طوال حياته بكل نصيحة أعطته إياها أليس غلاس، سواء في هندامه وطريقة حديثه أو في معاطاته السياسية. ويبدو أنه هو أيضاً ظلَّ حبها الأول والأخير، يذهب لزيارتها في أي ولاية تنتقل إليها. إلّا أن المرارة دخلت على هذه العلاقة بسبب خطوات جونسون في تصعيد حرب فيتنام. فقد كانت أليس غلاس تعارض كلّياً تلك الحرب وتعتبر أنها ستؤذي سمعة الولايات المتحدة في الخارج، إضافة إلى ما تلحقه من انشقاقات في الداخل الأميركي. توفي جونسون عن 64 عاماً وعُقدته الكبرى وسامة جون كيندي وثقافته وجاذبيته الشعبية.

 

دور أوروبي في سورية بعد انسحاب اميركا

وليد شقير/الحياة/23 شباط/19

بعد ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" أول من أمس عن أن أقرب حلفاء واشنطن الأوروبيين رفضوا طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقاء قواتهم في سورية بعد الانسحاب الأميركي منها، بات واضحا كم أن القرار الأميركي بالانكفاء من بلاد الشام لا يستند إلى خطة لليوم التالي.

جل ما يقوم به الأميركيون هو تلمس طريقة للحفاظ على حلفائهم الذين استند دخول سورية العلني منذ مطلع 2016 إلى حجة تدريب وتمكين "قوات سورية الديموقراطية" وحزب "الاتحاد الديموقراطي الكردستاني" من السيطرة على مناطق شمال شرق البلاد. فإدارة دونالد ترامب "اكتشفت" أنها تترك على الأرض، قوات من الآلاف، سلحتهم ودربتهم ليس فقط بهدف محاربة "داعش"، بل أيضا من أجل تمكينهم من إدارة المناطق التي يسيطرون عليها، سواء بعد طرد مسلحي التنظيم منها أو بعد منع قوات نظام بشار الأسد من العودة إليها. لولا تنبه البنتاغون إلى أضرار "خيانة" حلفاء في الميدان السوري، لما كان ترامب التفت إلى الأمر. فهو يرى أن لا شيء في سورية يوجب الاهتمام بها وأنها بلد آل إلى الخراب، من مصلحة واشنطن تركه للروس والإيرانيين يتخبطون فيه. ومع سعي البنتاغون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه نتيجة قرار الانسحاب، فإن صعوبات كبرى تحول دون خفض الخسائر، ليس أقلها الرفض الأوروبي وتحديدا الفرنسي والبريطاني البقاء على الأرض السورية. فقول الأميركيين إنه انسحاب تكتيكي وليس استراتيجيا بمهمة الولايات المتحدة تدمير «داعش»، يناقضه غياب أي خطة لما بعد إتمامه. والنصائح التي أسديت للإدارة بوجوب عقد اتفاق مع الجهة الأقوى في سورية، أي الروس لم تُترجم في أي تواصل بين واشنطن وموسكو.

لم يضع الانسحاب الأميركي المنتظر إتمامه في آخر نيسان (أبريل) المقبل الدور الأميركي في سورية على المحك فقط، بل أن الإعلان عنه أطاح بكل ما سعت إليه الديبلوماسية الأميركية من أهداف في محاولة خفض الأضرار: إعلان الموفد الخاص إلى سورية جيمس جيفري قبل أشهر بضرورة إنهاء عمليتي أستانا وسوتشي للتسوية السورية من أجل العودة إلى مسار جنيف، ذهب أدراج الرياح. وحديث المستشار جون بولتون، قبل الانسحاب عن أن الوجود الأمريكي لن ينتهي إلا مع انتهاء وجود الإيرانيين في سورية، بات من الماضي. على العكس، وعلى رغم المشاكل التي تواجه أطراف أستانا وسوتشي، والتنافس على النفوذ في سورية، فإن قمة سوتشي الأسبوع الماضي بين فلاديمير بوتين وحسن روحاني ورجب طيب أردوغان تثبت أن إدارة الصراع متروكة لهذا الثلاثي، الذي شكل اللجنة المعنية بصوغ الدستور، وبحث في كيفية ملء الفراغ بعد انسحاب القوات الأميركية، وكرس الدور الإيراني على رغم التناحر الميداني بين جماعة "الحرس الثوري" وبين العسكر المدعوم من الروس. بموازاة السعي الأميركي للحفاظ على حد أدنى من العلاقة مع فصائل سورية، بعد الانسحاب، للإبقاء على أسس لدور واشنطن في المرحلة المقبلة، سواء كان "قيادة من الخلف"، لإذكاء الحروب المقبلة الآتية إلى الميدان السوري، أو كان من أجل دفع موسكو نحو ترجيح الحلول السياسية، فإن الشكوك حول فعالية الدور الأميركي أكبر بكثير من أي وقت. لم يكن عن عبث أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في احتجاجه على قرار ترامب: "يُنتظر من الحليف أن يكون محل ثقة". وهي ليست الخيبة الأولى من سياسات البيت الأبيض.

الحال هذه، هناك من يعتقد من قادة الرأي الأوروبيين أن لا مناص من أن تأخذ أوروبا دور الولايات المتحدة في الأزمة السورية بالعودة إلى قيادة فاعلة في إدارة الصراع، بموازاة انسحاب القوات الفرنسية والبريطانية بعد الأميركية، لسبب بديهي، هو أنها بلد جار.

في انتظار جلاء مصير منطقة إدلب التي تجري التحمية العسكرية فيها تمهيدا لخوض المعارك من أجل السيطرة عليها، فإن نجاح موسكو وطهران في ضمان بقاء الأسد، سينقل الأزمة إلى مرحلة جديدة من التجاذب على النفوذ بين الجانبين الروسي والإيراني (والتركي شمالا). من الطبيعي أن تلجأ موسكو إلى الخروج من تجاذب كهذا عبر ترجيح كفة الحل السياسي، الذي يتطلب إعادة النازحين، الذي بدوره يحتاج لإعادة إعمار البنى التحتية... ستحتاج موسكو إلى أوروبا، لتمويل ما يمكن إعماره (ومعها الدول الخليجية). وهو مدخل لدور ربما قناته القمة الروسية التركية الفرنسية الألمانية التي انعقدت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في اسطنبول. إنه مدخل أوروبا للانخراط في الحل السياسي وفق مسار جنيف.

 

السياق الاستراتيجي لاتجاه الخليج نحو الشرق

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/23 شباط/19

في العقد الأخير قام بزيارة عواصم الشرق المختلفة عدد من قادة دول الخليج، الكويت والسعودية والإمارات، كما وقّعت تلك الدول عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية مع تلك العواصم، تشد من لحمة التشبيك الاقتصادي والسياسي، وتأتي زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأخيرة إلى كل من باكستان، والهند، والصين في ذلك السياق الاستراتيجي؛ فالخليجيون يعملون منذ فترة في تقوية جسر «الاتجاه شرقاً»، لعدد من العوامل الاستراتيجية، منها الشراكة الاقتصادية المتنامية، والاعتماد المتبادل لتعظيم ثمار التنمية في كلا الجانبين، والارتكان إلى ثقة سياسية مستقرة؛ فهناك بضائع وخدمات تتدفق من الشرق إلى الخليج، وهناك عمالة آسيوية ترفد اقتصاديات تلك الدول بكمٍّ من العملة الصعبة، وتساهم في التنمية المحلية، كما أن هناك منتجات خليجية يحتاج إليها الشرق للنهوض بخططه التنموية، وهي الطاقة. غني عن القول أن الاتجاه شرقاً لا يعني القطيعة مع الغرب، لكن وهي «لكن» كبيرة، يسعى الغرب إلى استخدام التبادل الاقتصادي، ذراعاً لوضع شروط غير مقبولة تجاه دول الخليج في الملفات السياسية، كما يعاني الغرب بشكل عام اضطراباً سياسياً أساسه انتشار الشعبوية، يؤثر بشكل مباشر على متخذ القرار السياسي في معظم تلك الدول، وبالتالي على العلاقات الاقتصادية الغربية - الخليجية، إضافة إلى ضعف ملحوظ في الاقتصاديات الغربية. الشرق ليس جديداً على الخليج، ولا الأخير جديداً عليه، فالإحصائيات المتوافرة في النصف الأول من القرن العشرين، تشير إلى أن معظم المستورد إلى الخليج من بضائع يأتي من الشرق، وكانت القارة الهندية هي ذات النصيب الأكبر، بعد ذلك انقلبت البوصلة، لتذهب إلى الغرب، وهي تعود من جديد إلى شرقها الذي تعرف. الشرق أصبح مكاناً للإنتاج الوفير والمستوى الجيد من الصناعات، سواء في السلع أو الخدمات، لا بد من التذكير أن الهند وحدها تصدّر للعالم منتجات تقنية تبلغ في حدها الأدنى عشرين مليار دولار في العام، وقد تفوقت الصين تقنياً حتى على بعض الدول الغربية، حتى عاد الصراع على التقنية يشغل أجندة العالم الغربي. طريق الحرير، وهو مشروع صيني تقوم الحكومة الصينية بجهد كثيف لتسويقه، وتنظر إلى إقليم الخليج في هذا المشروع، بصفته إحدى المحطات الرئيسية في ذلك الطريق، وتحتاج كل من الدول في شرق القارة الآسيوية إلى الطاقة، وهي المخزون الرئيسي في الحوض الخليجي. المؤشرات الكمية متاحة، فإجمالي التبادل السلعي بين دول الخليج ومجموعة آسيان (الدول العشر الآسيوية دون الهند والصين وباكستان) بلغ نحو 120 مليار دولار عام 2014، أما مع الصين فقد بلغ 127 مليار دولار عام 2018، بينما بلغ حجم التبادل مع السوق الأوروبية في 2017 ما مجمله 140 مليار يورو، وفي ظل الضغط السياسي، تميل كفة العلاقات الاقتصادية شرقاً، كما أن أخلاقيات العمل الشرقي له ميزة أخرى، فمعظم شركات الشرق، سواء كانت ماليزية، أم كورية جنوبية، أم صينية أم هندية، تحمل أخلاقيات عمل تقل فيها نسبة الفساد بشكل ملحوظ، وتعظم فيها قيم الإنجاز، فهناك مشروعات عملاقة قامت بها تلك الشركات في دول الخليج، وقد أُنجزت على أفضل ما يكون من الدقة، وفي التوقيت المناسب. لم تعد التقنية اليوم حكراً على أحد في العالم؛ فهي متاحة تقريباً للجميع، ويمكن الاستفادة منها بصرف النظر عن لون بشرة من ينتجها! فالصين أصبحت منافساً في التقنية، وفي صناعات كثيرة، منها الصناعة النووية، كما أنها تستثمر في أسواق كثيرة خارج حدودها، وبخاصة في القارة السوداء ذات المستقبل الواعد. المهمات المطروحة على مجتمعات الخليج وحكوماته ليست سهلة، فأمام الاضطراب العظيم في الجوار الجغرافي، ومقارنة بالطموحات التي تحملها خطط التنمية في دول الخليج، التي ترغب في تحقيق تنوع اقتصادي ومجتمع متطور وقطاع خاص منافس، فإن التحديات مجتمعة تدفع هذه الدول للبحث عن شركاء جادين وعلاقات طويلة الأمد، دون هزات تذكر. التجربة مع الغرب أوصلت دول الخليج إلى منطقة «اللايقين» تجاه تذبذب تلك السياسات، وخضوعها للشعبوية والانفعالية، فهي، والأمر ذلك، لا يمكن الركون إليها في مدى متوسط أو طويل، بجانب توقعات العملقة للاقتصادين الهندي والصيني، اللذين تقول كثير من المؤشرات إنهما سوف يتفوقان على أكبر اقتصاديات العالم اليوم. التوسع في فرص العمل لمواطني الخليج أصبح هَمّاً مقيماً لدوله، مع الزيادة الملحوظة في السكان، وأغلبهم من الشباب، الذين سوف يدخلون سوق العمل في السنوات القليلة المقبلة بأعداد كبيرة، والذين ليس من المتوقع أن تستوعبهم سياسات التوظيف الحكومي الحالية. فمعظم دول الخليج تراجع السياسات التي اتبعت منذ منتصف القرن الماضي، وهي سياسات في الغالب اعتمدت على ما يمكن أن يسمى «مجتمع الرفاه»؛ بسبب الأموال المحصلة من تسويق النفط والغاز، كما أن مصادر الطاقة العالمية تتغير، وتوظف بدائل لها، كما أنها تخضع لضغوط المناخ والبيئة، فإن مراجعة تلك السياسات أصبحت أكثر من ضرورة، بل هي طوق نجاة للمجتمع، وتبدأ بمراجعة السياسات الاقتصادية، ولا تنتهي بمراجعة السياسات التربوية والتعليمية وتمكين المرأة كمواطن، كل ذلك أصبح مطالب ملحة لدول الخليج ومجتمعاتها اليوم، إلى آخر متطلبات التنمية الحديثة. التوجه شرقاً يعني أيضاً استقلالية السياسة الخارجية الخليجية من الضغوط التي تعرضت لها من دول الغرب مؤخراً؛ فالغرب ينسحب مما التزم به أخلاقياً منذ الحرب العالمية الثانية، ويقدم ما يحقق مصالحه، قبل ما يُرسّخ مبادئه، كما أن نظريات النمو التي بشّر بها وصل كثير منها إلى الفشل، واضطر أمام ذلك إلى محاولة تغيير أسس العقد الاجتماعي المحلي والدولي، وهو بذلك أضعف من مصداقيته في الوقت الذي بدأ الشرق يفرض نظرية أخرى في التنمية، تعتمد تأسيساً لمجتمع علمي، والتقدم إلى العدالة الاجتماعية. جزء من إدارة الاحتمالات الاقتصادية هو التوجه إلى الشرق، لكن ليس كلها، فهناك عمل لا بد من القيام به في الداخل الخليجي، واليوم أمامه معوقات ربما أكبرها يتمثل في القصور في إدارة «أزمة الفُرقة الخليجية»، التي مع استمرارها تخلق ماكينزماتها السلبية، ويبني عليها البعض مصالح «طفيلية»، قد تتحول مع الزمن من مؤقتة إلى دائمة، تعطل من المسيرة التنموية المشتركة، وتضعف المناعة.

آخر الكلام:  لم تعد أي دولة أو منظمة سياسية أو حتى مؤسسة اقتصادية بعيدة عن الأزمات. التفكير في وضع خطط علمية لحل تلك الأزمات، هو الفارق بين النجاة والغرق، للفرد وللدولة على حد سواء!

 

إياد علاوي بين النيران

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/23 شباط/19

كل عراقي هو «موقعة»، كل الزمان وقتها وكل مكان أرضها. العراق حِقب تصنع ذاتها وتعيد، لكن هناك حزمات من الأحداث هي عصارة تكثف وتختزل كل التاريخ العراقي تقريباً... السياسي العراقي المخضرم الدكتور إياد علاوي أصدر مؤخراً جزأين من مذكراته وننتظر الثالث. الكتاب بعنوان «بين النيران»، يسرد سيرة ذاتية للمؤلف يحمل في صفحاته أحداثاً متعددة الألوان، الأوقات والأماكن، لكنه يرسم لوحة العراق التي تنطق ألوانها، تكاد تلمس بيديك طوبوغرافيا الدم والعذاب والتعذيب وأدغال الخطر. الطغيان والاستبداد له جيوش ومهندسون وآيديولوجيا تتوالد وتتقاتل وتخترع آلات يشحذها وهم العظمة الذي لا سقف له. مذكرات علاوي كأنها كُتبت في كل العصور العراقية البعيدة والقريبة وما بينهما. حزب البعث العربي الاشتراكي، كان له يد في تشكيل حلقة من التاريخ العربي الحديث فكراً وسلطة. شعاراته طافت العالم العربي من مغربه إلى مشرقه، لكن سلطته في الحكم لم تتعد العراق وسوريا. هناك كان الوعد صوتاً والوعيد سوطاً. الآيديولوجيا نار تجذب الفراشات الغضة، فإذا وصلت إلى حومة كرسي السلطة حرقت واحترقت. انضم علاوي إلى حزب البعث العراقي وهو يافع حالماً بالمشاركة في تجسيد الأمل الوطني العراقي والقومي العربي في الوحدة والحرية. بدأت رحلة طويلة «بين النيران».

كل الكتاب يستحق أن تكون صفحاته سلسلة مقالات طويلة، فيها من الأحداث المأساوية والرحلات الطويلة، والمحطات الموشاة بالدم، وأصوات الموت والملاحقات المرعبة التي كانت مسافة الموت فيها أقرب من حبل الوريد. كان فاعلاً في حركة الحزب وهو طالب طب في الجامعة، حكمت الأقدار والاختيار أن يعيش أخطر حلقات تاريخ العراق في العقود الأخيرة. بلا شك أن قيادة الحزب، بل كل الحزب عندما صار مادة في قبضة صدام حسين أصبح العراق غير العراق، وكذلك المنطقة كلها. حادثة يوردها الدكتور إياد ترسم صورة قلمية لشخصية صدام وهو لم يضع الحزب بعد في قبضة يده.

يورد في الصفحة 37 من الجزء الأول من النيران: لم أشهد كقساوة صدام، وبوسعي أن أذكر هنا حادثة مهمة، حيث كان معي من البعثيين شخص من الكرادة اسمه حسين هزبر انشق وعمل مع جناح سوريا للبعث في العراق، وفي أحد الأيام كنا أنا ومجموعة من الأصدقاء البعثيين جالسين نتعشى في حديقة أحد المطاعم، جاء صدام وسعدون شاكر فرحين ويضحكان فسألتهما عما يضحكهما، قالا إنهما تصديا لحسين هزبر على الجسر المعلق وأشبعاه ضرباً بأخمص المسدسات.

يتنقل علاوي في صفحاته بين نيران العراق وهو في الحزب وخارجه، في العراق وخارجه. عشرات، بل مئات من عُذبوا وقُتلوا، السجون هي حظائر الرفاق، القتل غيلة أو في عرس دم يتخلله الهتاف للحزب وللأمة.

يقف إياد علاوي عند حدث جلل رهيب، تابعته البشرية موثقاً باليديو: «جرت الأحداث الدموية بطريقة لم تحدث في تاريخ الحزب والأحزاب الأخرى، ولا تاريخ الديكتاتوريات الأخرى في العالم، فقد تمت تصفية كثير من كوادر الحزب وقيادته من مدنيين وعسكريين، منهم عدد كبير من الذين اتخذ صدام بنفسه القرار بأن يكونوا أعضاء القيادة القطرية، وكذلك من أصدقائه الشخصيين ومن خيرة مناضلي حزب البعث في مسرحية دموية مرعبة قادها صدام في قاعة الخلد قرب القصر الجمهوري. جيء بمحيي عبد الحسين المشهدي ليدلي بـ(اعترافات) مضحكة أمام الكادر الحزبي، وكان كل من يُذكر اسمه من الحضور يسحب فوراً من جانب حمايات معدة ومهيأة لهذا الغرض إلى خارج القاعة، إما إلى غرف التعذيب أو إلى الإعدام، وصدام يدعوهم بنفسه للخروج من الاجتماع متظاهراً بالبكاء، وقلَّده للأسف في البكاء معظم الحاضرين تقريباً من الجالسين في الصفين الأول والثاني مع أنهم كانوا يعلمون أنهم أمام مهزلة وعمل كبير دنيء ومدمر، بعض من نُودي عليهم من الأشخاص البعثيين نهضوا بقوة، والبعض الآخر كانوا متخاذلين».

من كاليجولا إلى نيرون وستالين وهتلر وبول بوت، كان الدم هو السائل الذي يروي حقل جنون الديكتاتور، ومن أجساد القتلى تبنى كراسي الطاغية، لكن مشهد قاعة الخلد كان عرساً مبتكراً للدم غير ذلك الذي رسمه لوركا في شعره عن سيول الدماء في الحرب الأهلية الإسبانية. لقد تفنن صدام حسين في عرسه الرهيب. الدافع هو أن يقول لكل العراقيين: لا أحد منكم يساوي أكثر من قيمة الرصاصة أو قعر الزنزانة أو نوع سوط العذاب، وليتحسس كل مواطن رقبته قبل أن يشهق أو يزفر بنَفَس لا يسبّح بالولاء الأعمى والصامت والناطق لي.

كل حاكم وصل إلى السلطة بمؤامرة يعتقد جازماً أن هناك من يحيك نفس ما قام به هو للوصول إلى الكرسي الذي يجلس عليه، وأول من يطالهم الشك رفاقه الذين شاركوه في خطته، فهؤلاء في أوهام هذا الحاكم أن رفاقه امتلكوا المهارة في التآمر، وبالتالي هم أول المستهدفين. العامل الثاني أن هؤلاء يريدون أن يكونوا شركاء يجلسون إلى جانبه، بينما الحاكم الفرد يريد أن يكون الجميع تحته. معاملة الحاكم الفرد لرفاقه تكون شاذة، التعالي عليهم وإهانتهم والتقليل من قيمتهم عنوة؛ وذلك يجعله يتوهم دائماً أنهم يخططون لاستهدافه، والوشاة يقتاتون بإيغال صدر الحاكم على من حوله خوفاً وطمعاً وغيرة. وكأن شاعر العراق أبو الطيب المتنبي يصف نفسياً صدام حسين ومن سبقه في حكم العراق:

إذا ساء فعل الفرد ساءت ظنونه

وصدق ما يعتاده من توهم

وعادى محبيه بقول عداته

وأصبح في ليل من الشك مظلم

العراق له مكان خاص في التاريخ البشري عند الحديث عن العلاقة بين العنف والسلطة، فمنذ قرون قلما مات حاكم للعراق موتة طبيعية. أوفرهم حظاً من مات مقتولاً دون أن يسحل وتُسمل عيناه ويكون القاتل أقرب الناس إليه. العالم العراقي علي الوردي غاص في تحليل تلك الظاهرة وأرجعها إلى طبيعة أرض العراق ومناخه المتقلب وموقعه، لكن صدام حسين جمع كل فنون العنف وكأنه أبدع مفهوماً خاصاً للبشر تقل فيه قيمة الإنسان عن قيمة التبن والتراب. إياد علاوي تنقل بين نيرانه عبر محطات داخل العراق وخارجه. قضايا تتعلق بالوطن الذي تحول إلى مسلخ رهيب لا تتوقف فيه وجبات القتل اليومية، مادتها الرجال من داخل حزب البعث وخارجه، والمغامرات من الحرب مع إيران إلى غزو الكويت التي كلفت العراق مئات الآلاف من القتلى ومليارات الدولارات، وساقت المنطقة كلها إلى صراع وتشظٍ غير مسبوق. النيران لاحقته وهو في الخارج وكان اللهب من نوع نار البراكين، الهدف حياته والمكان غرفة نومه ببيته في لندن. كتب المشهد في سيناريو بطيء طويل ومأساوي مرعب. في ساعة متأخرة ليلاً في غرفة نومه مع زوجته، شبح يهجم عليه بساطور - طبر كما يسمى باللهجة العراقية. ضربه المهاجم بالفأس وضرب زوجته. ألحق به وبها جروحاً وكسوراً بقي بسببها شهوراً بين المستشفيات، حيث أجريت له عمليات جراحية كثيرة. لكن الملاحقات من نظام صدام لم تتوقف. نيران علاوي نيران العراق التي لم تنطفئ بعد. ما زال يلاحقها من داخل بغداد في موقع المسؤولية اليوم علَّه يسكت اللهب... لكننا سنتابع حروفه الملتهبة في الأجزاء الأخرى من السيرة المشتعلة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الحريري التقى السفيرة الاميركية

السبت 23 شباط 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط" السيناتور الاميركي James Lankford ترافقه السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشاردفي، في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وتم خلال اللقاء استكمال البحث في المواضيع التي أثيرت في لقاء امس

 

بري استقبل مراد والغريب وتلقى دعوة للمشاركة في مؤتمر رؤساء البرلمانات الآسيوية والأوروبية

السبت 23 شباط 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم، وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، الذي قال بعد اللقاء: "شكرت دولته على ثقته أولا، وأعربت عن تقديري العالي لدوره الوطني والبرلماني، وكانت مناسبة لعرض الأوضاع العامة والوضع الحكومي".

سفير كازخستان

ثم استقبل سفير كازخستان بالتباي عمروف الذي سلمه دعوة من رئيس مجلس النواب في كازاخستان ورئيس الدوما في روسيا الإتحادية ورئيس مجلس النواب في كوريا الجنوبية لزيارة استنا والمشاركة في المؤتمر بين رؤساء البرلمانات الآسيوية والأوروبية بعنوان "الحوار والثقة والشراكة" الذي ينعقد في أواخر أيلول 2019.

الغريب

وبعد الظهر، استقبل بري وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الذي قال بعد اللقاء: "تشرفنا بزيارة دولة الرئيس بري، ودولته مرجع وطني وضمانة وطنية كبيرة نستفيد من لقائه. الزيارة كانت زيارة تعارف، وتداولنا في الأوضاع كافة". أضاف: "وضعنا دولته في أجواء زيارتي لسوريا، وكانت له ملاحظات حول ملف النازحين وإن شاء الله سنأخذ بها، وأكد الرئيس بري على وجوب تحييد هذا الملف عن السياسة لما له من انعكاسات كبيرة على الواقع اللبناني".

بو حبيب

ثم استقبل السفير الدكتور عبدالله بو حبيب الذي قدم له كتابه "أميركا القيم والمصلحة- نصف قرن من السياسات الخارجية في الشرق الأوسط".

 

قماطي من الكورة: سوريا هي شرياننا الوحيد برا استنادا إلى الجغرافيا والتاريخ واتفاق الطائف والوضع الاقتصادي

السبت 23 شباط 2019 /وطنية - الكورة - رعى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، احتفالا بالذكرى الأربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، وذكرى القادة الشهداء في "حزب الله"، أقيم في قاعة ديوان الثقافة في بلدة بنهران، وحضره ممثل السفير الإيراني جلال فيروزنيا حسن التبريزي، النائب مصطفى علي حسين، ممثل النائب فايز غصن المحامي رامي لطوف، ممثل النائب جورج عطاالله جورج داوود، ممثل النائب فيصل كرامي ياسر عبوشي، ممثل الوزير السابق يعقوب الصراف جورج الصراف، الوزير السابق يوسف سعادة ممثلا تيار "المردة"، منفذ "الحزب السوري القومي الاجتماعي" في الكورة الدكتور جورج البرجي، الأمين القطري ل"حزب البعث العربي الاشتراكي" نعمان شلق، رئيسة حزب 10452 رلى مراد، رئيس "المركز الوطني في الشمال" كمال الخير، رئيس "تيار الوفاق العكاري" هيثم حدارة،العقيد خطار ناصر الدين، ممثل "الفصائل الفلسطينية" أبو سليم غنيم، رجال دين، وفد من الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، فاعليات اقتصادية واجتماعية وثقافية ونسائية، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من المهتمين.

التبريزي

بعد تلاوة آيات قرآنية، والنشيد الوطني ونشيد "حزب الله"، وكلمة ترحيب من عريف الاحتفال محمد الحاج حسين، تحدث ممثل السفير الايراني فتناول تاريخ نشوء الجمهورية الاسلامية في إيران منذ أربعين عاما، متمنيا لها "أعواما طويلة من الوجود". واعتبر ان "الحديث عن الامام الخميني هو الحديث عن الانتصار وعن الحركة والانتماء إلى الله"، مؤكدا "الاعتزاز والاحترام لهذ الشخصية التي أتت لتبسط على الأرض المحبة والاستقلال للشعوب". وقال: "الثورات تعرف بقادتها، لذلك فإن الكلام عن الإمام الخميني يطول من حيث نظرته للأمور". وذكر ان شعار "الجمهورية الاسلامية هو مساعدة المستضعفين والمهمشين من الفقراء". ثم عرض للصراع الصهيوني- العربي وكيف حولت ايران سفارة اسرائيل إلى السفارة الفلسطينية"، لافتا إلى ان الخميني دعا إلى الوحدة بين المسلمين والتعاون بين مختلف الشعوب ومختلف الأديان.

وتمنى التبريزي عودة الامام موسى الصدر، متحدثا عن "إنجازات الثورة الاسلامية"، وعن وجود المقاومة في لبنان و"حزب الله" و"حكمة السيد حسن نصر الله التي حررت الأرض والانسان، وقدمت الشهداء ولم تتنظر أي شكر من أحد". وختم كلمته بالقول إن "الجمهورية الاسلامية تمد يدها للشعب اللبناني العظيم، كما وصفه رئيس الجمهورية ميشال عون، فشعب لبنان عظيم بكل أطيافه وجغرافيته وحضارته، والجمهورية الاسلامية تمد يدها له بما يريده ويحتاج إليه".

غنيم

وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية أبو سليم غنيم، فأشاد ب"دور الثورة الإيرانية، التي فتحت أبوابها للثورة الفلسطينية، وفتحت لها سفارة". وأكد أن "الفلسطنيين اللاجئين في لبنان، يزداد إيمانهم وحقهم بالعودةإلى وطنهم. فالأم الفلسطينية، ترضع طفلها مع حليبه حقه بالعودة". ووجه التحية إلى "أهل فلسطين وأهل لبنان والمقاومة التي لا تعرف بندقيتها، إلا توجهيها نحو العدو الصهيوني"، متحدثا عن "تبدل المفاهيم عند بعض العرب، حيث أصبح الصديق عدوا والعدو صديقا"، لافتا إلى أن "القضية الفلسطينية تتعرض للالغاء، وهذا ما لاحظناه في أقوال ترامب، حين هدد بقطع الرواتب عن أهالي الشهداء"، مؤكدا "أننا نرفض هذا الكلام وبشكل قاطع، لأن الشهداء ناضلوا والأسرى يناضلون خلف القضبان، لأجل بقائنا".

سعادة

وألقى سعادة كلمة الأحزاب والقوى الوطنية، فرأى أن "إيران تحولت من حليف لإسرائيل إلى كابوس دائم لها، وإلى داعم أساسي لقضية العرب المركزية، أي قضية فلسطين". وقال: "ها هي المقاومة في لبنان، وبدعم من إيران، تحقق الانتصار، وواجهت الإرهاب التكفيري في لبنان وسوريا، وانتصرت عليه"، مضيفا "إننا اليوم، نرى تحولا في الموقفين الغربي والعربي اتجاهها، بفضل صمودها ودعم الحلفاء". وتابع: "المقاومة قدمت شهداء، وطليعتهم الذين نحتفل اليوم بذكراهم"، مؤكدا أن "إسرائيل ليست فقط عاجزة عن الدخول في مغامرات، بل أصبحت مرعوبة من دخول المقاومة إلى الجليل". ورأى أن "الجمهورية الإسلامية في إيران، تمكنت خلال الأعوام الأربعين المنصرمة، على الرغم من الحصار والعقوبات، أن تصبح دولة قوية متطورة بفضل الصبر والجهد". وإذ تناول ملف الكهرباء، اعتبر أنه "أرهق ماليتنا ولا يزال. نحن ندفع ثروة سنويا، ولم نتمكن من حل الأزمة، فشرعنا بعد عشرين سنة في تشريع المولدات"، سائلا عن "سبب الرفض المسبق للعروض المقدمة من إيران"، مؤكدا "جميعنا تهمنا مصلحة لبنان، لذلك علينا أن نتلقى هذا العرض وندرسه، ونبدي مصلحة للبنان على كل المصالح، لذلك إما نقبل به، وإما عليهم أن يقدموا عروضا بديلة"، لافتا إلى أن "وضع لبنان الاقتصادي على وشك الانهيار".

قماطي

من جهته، اعتبر قماطي أن "الاحتفال له أهمية، لأنه يضم مناسبتين. الأولى مناسبة مرور أربعين عاما على انتصار الثورة الإيرانية، والثانية هي ذكرى شهداء المقاومة". وأكد أن "منطقة الكورة، وما تمثل من عيش واحد مشترك، إنما تعبر عن صيغة العيش في كل لبنان، والتكامل والمحبة اللتين حث عليهما النبي المسيح، والرحمة التي حث عليها النبي محمد. فتحت هذين العناونين، تعيش كل المفاهيم الأخرى، من السياسية والعلمانية وغيرها. فكما لبنان هو رسالة للعالم، فالكورة من لبنان، هي رسالة للعالم العربي وللمجتمع الإنساني، تعكس كيفية العيش في بوتقة واحدة، في حوار، بالرغم من الاختلافات العقائدية والدينية". ووقال: "مضى على إيران أربعون سنة، من العطاء والثورة في بناء الدولة، وإطلاق المواقف، وقد ابتدأت شعاراتها السياسية بفلسطين، حيث حلت سفارة فلسطين مكان سفارة إسرائيل، ليس بدافع العروبة، بل بدافع الإسلام، الذي يؤيد الحق، في مواجهة الهيمنة الدولية على منطقتنا وحقوقنا وثرواتنا النفطية، وغير ذلك، والتي سماها الإمام الخميني بالاستكبار العالمي، وأطلق عليها اسم الشيطان الأكبر، وتسميات أخرى". وبعد أن استرجع "تاريخ انطلاق الثورة الإيرانية وانتصارها"، سأل: "تصوروا اليوم المنطقة بدون إيران، أين كانت فلسطين وغيرها من البلدان؟". وقال: "إيران تدعم المستضعفين، لذلك هي موجودة في كل العالم، الذي نعيش فيه، فالمتآمرون كثر، والمستسلمون والخائفون كذلك، لذلك يريدون القضاء على هذه الدولة التي احتضنت كل قضايا المنطقة"، مؤكدا "إنهم كما فشلوا في السابق، من خلال السياسة والعقوبات الاقتصادية، التي فرضوها، سيفشلون اليوم، لأن إيران تتمتع بقوة شعبها وإرادته". وعن الوضع الداخلي، قال: "شهداء المقاومة الإسلامية والجيش اللبناني وشهداء الشعب اللبناني، رمز وموضع كل كرامة ومحبة، لأنه، بفضلهم يعيش الوطن اليوم حالة استقرار أمني واقتصادي، وبسبب احتضان الشعب لهذه المنظومة وهذا الاستقرار، أصبح لدينا حكومة". ولفت إلى "ما دار في جلسة مجلس الوزراء، التي صورها الإعلام، بأنها نارية"، معتبرا أن "مراقبتها من قبل الشعب والمجلس النيابي، يؤكد أنها أخذت على عاتقها ترك الخلافات السياسية خارج الجلسة، ومناقشة الهموم المعيشية للمواطن، وهذا ما تم تطبيقه، حيث أعلن رئيس الجمهورية، أن المناقشات تكون في آخر الجلسة، على أن تبدأ الجلسة بمناقشة جدول الأعمال، وهذا ما حصل". وقال: "المناقشة في نهاية الجلسة، تناولت موضوع العلاقة مع سوريا، وجرى التداول فيها، وعرض رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، رأيه، من حيث الاتفاقات والنصوص الدستورية واتفاق الطائف والمصالح الاقتصادية، وغير ذلك، ثم أكد الرئيس عون أنه أخذ القرار بذلك، وحسمت الجلسة"، مشيرا إلى أن "النقاشات طبيعية في لبنان، وكل فريق يعطي رأيه". وختم "استنادا إلى الجغرافيا والتاريخ واتفاق الطائف والوضع الاقتصادي، سوريا هي الشريان الوحيد مع العالم العربي برا، لذلك من مصلحتنا أن نكون على علاقة متفاعلة معها".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 23 و 24 شباط/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for February 24/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72422/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-february-24-2019/

 

 

Iran and the fine art of evading sanctions
 
صحيفة يديعوت أحرونوت: إيران وفنون التهرب من العقوبات
 Maya Margit/The Media Line/Ynetnews/February 23/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72415/iran-and-the-fine-art-of-evading-sanctions-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%b9%d9%88%d8%aa-%d8%a3%d8%ad%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%88%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%81/

 

Daesh’s foreign troops a moral dilemma for the West
 
يوسي ميكلبرج: الجهاديون الأجانب من داعش يشكلون معضلة أخلاقية لدول الغرب
 Yossi Mekelberg/Arab News/February 23/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72411/yossi-mekelberg-daeshs-foreign-troops-a-moral-dilemma-for-the-west-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%8a-%d9%85%d9%8a%d9%83%d9%84%d8%a8%d8%b1%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%af%d9%8a%d9%88%d9%86/

 

Iran’s misguided call for brotherly ties
 
كاميليا إنتخابفارد: دعوة إيران المضللة للعلاقات الأخوية
 Camelia Entekhabifard/Arab News/February 23/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72413/camelia-entekhabifard-irans-misguided-call-for-brotherly-ties-%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a7-%d8%a5%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%af%d8%b9%d9%88/

 

First Druze Chief IDF Prosecutor At One Of The Hottest Desks In The IDF
 
تقرير من جيروزاليم بوست يتنال وضعية وعمل المقدم عاصم حامد أول مدعي عام في الجيش الإسرائيلي من المذهب الدرزي
 Jerusalem Post/February 23/19
 https://www.jpost.com/Israel-News/First-Druze-chief-IDF-prosecutor-at-one-of-the-hottest-desks-in-the-IDF-581422