LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 شباط/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february23.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/وباء كورونا حزب الله الإيراني ضرب لبنان منذ العام 1982 وليس فقط منذ أيام

الياس بجاني/جعجع وباسيل: نرسيسية وفجور وتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/لا ياتينا من إيران الملالي غير الكورونات والسرطانيات

الياس بجاني/حزب الله يريد التخلص من سلامة للسيطرة على البنك المركزي والتفلت من العقوبات الأميركية

الياس بجاني/جماعات الغباء والطرابيش والهوبرة

الياس بجاني/جنبلاط وباسيل يسعران المذهبية بعد أن همشتهما الثورة

الياس بجاني/معاني عادة وتقليد يوم خميس السكارى

الياس بجاني/ديما صادق تغلبت على التجربة لأن الله لا يسمح بأن يُجرب أي انسان بأكثر من طاقته

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 22/2/2020

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 22 شباط 2020

شعبك شرد يا رب/الأب سيمون عساف

نوفل ضو: وزير الصحة التابع للحزب خرق العقوبات على ايران واتى بأدوية سرطان ايرانية الى لبنان تشكل خطراً على حياة اللبنانيين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ذعر كورونا في لبنان وفضيحة الرحلات الايرانية

حماية آثار نهر الكلب..«جنون عظمة» باسيل ومقر «التيار» والـ15 مليون دولار!

حملة إنقاذ "نهر الكلب" الأثري تنطلق... أبي راشد لـ"الجمهورية": أين دراسة تقييم الأثر البيئي؟

جمعية الأرض: لوقف الأعمال على تلة نهر الكلب

حماية آثار نهر الكلب تكشف جنون العظمة في مقر التيار وتسأل باسيل: من أين لك الـ15 مليون دولار؟

عون: معالجة الأوضاع الاقتصادية من أولويات الحكومة

كوبيتش التقى رئيس الجمهورية وأكد دعم الأمم المتحدة للإصلاحات

وفد “صندوق النقد” ليس متفائلاً بتجاوز لبنان مأزقه المالي قريباً

مسيرات "ستدفعون الثمن" رفضاً للسياسات المصرفية التي تستهدف صغار المودعين

أوساط نيابية لـ”السياسة”: “التيار العوني” يلعب بنار الفتنة الطائفية

الحملة على حاكم مصرف لبنان تأتي بتنسيق مباشر مع "حزب الله"

حزب الله” و”أمل” و”التيار العوني” يرفضون الانتخابات المبكرة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

المرصد: رتل عسكري تركي يدخل الأراضي السورية نحو إدلب

غوتيريش يخشى «مواجهة أكثر خطورة» وتحذير أممي من {حمام دم}

طائرات روسية وسورية تشن 60 غارة على ريف إدلب

القرني متهماً أردوغان بقتل اليمنيين: كنت مخدوعاً فيه

الأسد يكثّف قصف ريفي حلب وإدلب والأمم المتحدة تحذر من “حمام دم”

قمة رباعية بشأن إدلب في 5 مارس .. وفتح طريق دمشق - حلب أمام حركة السير

داعش” يعدم 11 راعياً سورياً ويسطو على أغنامهم

أوتشا”: نتعامل مع 1.1 مليون نازح في شمال غرب سورية وحدها

أردوغان يعترف بمقتل مرتزقة أتراك وسوريين على يد الجيش الوطني في طرابلس

سلامة: محادثات وقف إطلاق النار في جنيف تواجه عقبات

فصائل تركيا تسرق أسلاك الكهرباء من المنازل

تركيا قلقة من محاولة انقلاب جديدة على خلفية تدخلاتها في سورية وليبيا وشقيق أردوغان قاد الفساد و"المحسوبية"

إقبال فاتر على الانتخابات الإيرانية وسط توقعات بسيطرة المحافظين/{كورونا} تلغي بصمة الناخبين... وتباين حول نسبة المشاركة

الإيرانيون قاطعوا “مسرحية الانتخابات” وخامنئي يُهيمن على البرلمان

طهران على قائمة "فاتف" السوداء لتمويل الإرهاب... وتحتجز سفینة بخليج عمان وتعتقل بحاريها

ريم رجوي: هزيمة نكراء للنظام في جرّ المواطنين لصناديق الاقتراع

بومبيو يتعهد مواصلة الشراكة مع مسقط وينقل رسالة من ترامب إلى سلطان عُمان

السعودية وألمانيا تتفقان على ضرورة مواصلة الضغط على إيران وشرطة المدينة المنورة توقف شخصاً أطلق النار على سيارة ودهس قائدها

“الحشد الشعبي” يختار مقرباً من سليماني خليفة للمهندس

وزير خارجية بريطانيا السابق: إيران وإسرائيل تعاونتا لتدمير العراق وتضارب بين رئيس البرلمان ونائبه بشأن الحكومة والصدر توعّد... وأميركا حصّنت قواعدها

الإمارات تعلن إصابتين جديدتين بـ«كورونا» لإيراني وزوجته ولبنان نفى تسجيل أي حالات جديدة

تبرئة علاء وجمال مبارك من تهمة «التلاعب بالبورصة»

حمدوك يشكل لجنة للتحقيق في العنف ضد المحتجين و نفى إرسال قوات سودانية إلى الإمارات

قطر تقدم لحركة “حماس” دعماً بـ 12 مليون دولار عبر إسرائيل وجيش الاحتلال يقرر نشر طواقم دبابات من النساء على حدود مصر والأردن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باريس على خُطى واشنطن: لا ثقة بسياسيّي لبنان/هيام القصيفي/الأخبار

حُبّ القادة والزعماء وعبادتهم: سياسةُ الحرب والموت/محمد أبي سمرا/المدن

حروب عون "الوجودية": تصفية الحساب مع جنبلاط وبرّي/منير الربيع/المدن

إنقاذ لبنان… لا يكون بالهرب ولا حلول في لبنان دون خيارات ومواقف واضحة/خيرالله خيرالله/العرب

«كركلا» يستحضر الزمان ويجعل الحلم حقيقة/طلال حيدر/الشرق الأوسط

ثقب أسود يبتلع لبنان/راجح الخوري/الشرق الأوسط

قراءة هادئة في نصف عهد لبنان الرئاسي الأول: إخفاقات تفوق الإنجازات/رامي الريس/الشرق الأوسط

"حزب الله" و"القوات" في جبهة إنتخابية واحدة؟/راكيل عتيِّق/الجمهورية

جرّافة ترمب تحفر لبوتين وتُعمّق له/راغده درغام/ايلاف

الشعبوية في السياسة الخارجية اللبنانية: هل ستتكرر التجربة وما أكلافها؟/رامي الريس/النهار

ماكرون والمسلمون/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

قاتلان... أحدهما عن عمد/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

صدام وبومدين... لقاء الاختلاف/عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط

البرهان على شفاء السودان/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

75 عاماً... أميركا والصديق السعودي الدائم/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ريفي: هل نقل الدكتورة قانصو سببه رفضها التوقيع على أدوية إيرانية مشكوك بفعاليتها؟

خلية الأزمة الوزارية ناقشت موضوع الكورونا: اتخذت إجراءات صارمة في المطار وكل محطات العبور

خلية أزمة في وزارة الإعلام وخريطة طريق: توعية على كورونا ورقابة وشفافية في نشر الخبر

التيار الوطني: عمليات الحفر لمقرنا الجديد في ضبيه لم تطاول موقع نهر الكلب الأثري وتكاليف البناء تعتمد على تبرعات المناصرين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ

إنجيل القدّيس لوقا12/من49حتى59:قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ! وَلي مَعْمُودِيَّةٌ أَتَعَمَّدُ بِهَا، وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي إِلى أَنْ تَتِمّ! هَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ أُحِلُّ في الأَرْضِ سَلامًا؟ أقُولُ لَكُم: لا! بَلِ ٱنْقِسَامًا! فَمُنْذُ الآنَ يَكُونُ خَمْسَةٌ في بَيْتٍ وَاحِد، فَيَنْقَسِمُون: ثَلاثةٌ عَلَى ٱثْنَيْن، وٱثْنَانِ عَلى ثَلاثَة! يَنْقَسِمُ أَبٌ عَلَى ٱبْنِهِ وٱبْنٌ عَلَى أَبِيه، أُمٌّ عَلَى ٱبْنَتِهَا وٱبْنَةٌ عَلَى أُمِّهَا، حَمَاةٌ عَلَى كَنَّتِها وَكَنَّةٌ عَلَى حَمَاتِها!». وَقَالَ أَيْضًا لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ. وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ. أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟ وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟ حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن. أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

وباء كورونا حزب الله الإيراني ضرب لبنان منذ العام 1982 وليس فقط منذ أيام

الياس بجاني/20 شباط/2020

مخطئ من يعتقد بأن كورونا إيران وصلت إلى لبنان منذ أيام لأن الكورونا هذه والتي هي حزب الله الإرهابي والملالوي غزتنا منذ العام 1982

 

جعجع وباسيل: نرسيسية وفجور وتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/20 شباط/2020

حرب داحس والغبرا الإعلامية بين جعجع وباسيل الإسخريوتيين عبر الصنوج والأبواق تؤكد نرسيسيتهما وتعاميهما الخطيئة عن احتلال حزب الله.

 

لا ياتينا من إيران الملالي غير الكورونات والسرطانيات

الياس بجاني/20 شباط/2020

لاريجاني أوفى بوعوده لمساعدة لبنان وها هي الكورونا الإيرانية أول غيث هذه المساعدات وكأن كورونا وسرطان وإحتلال حزب الله لا تكفينا

 

حزب الله يريد التخلص من سلامة للسيطرة على البنك المركزي والتفلت من العقوبات الأميركية

الياس بجاني/20 شباط/2020

رياض سلامة ابقي بموقعه 24 سنة خدمة لمصالح قوى الإحتلال وحزب الله يريد الآن طرده للسيطرة على المركزي والتفلت من العقوبات الأميركية

 

جماعات الغباء والطرابيش والهوبرة

الياس بجاني/20 شباط/2020

مشكلة لبنان الأخطر تكمن في غباء وجهل وصنمية وتفاهة زلم وهوبرجية قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة...ما نراه أمام البنك المركزي تعتير

 

جنبلاط وباسيل يسعران المذهبية بعد أن همشتهما الثورة

الياس بجاني/20 شباط/2020

ليش استنفر جنبلاط بوج عراضة باسيل ضد سلامة؟ أكيد في مصلحة مشتركة مع جبران لتسعير المذهبية والقطعان للأسف دائما حاضرة.. صنمية وتعتير

 

 معاني عادة وتقليد يوم خميس السكارى

الياس بجاني/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/14962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3/

يحتفل الموارنة في لبنان اليوم بعادة وتقليد وليس بعيداً، عادة وتقليد يسمونه “خميس السكارى” وهو حقيقة خميس “تذكار الموتى” المؤمنين.

في هذا اليوم الذي يسبق الصوم الكبير الأربعيني يتم ذّكر الموتى المؤمنين وتقام الصلاة لراحة أنفسهم.

في ما مضى من السنين كانت العائلات المارونية وتحديداً في المناطق الجبلية تجتمع في مثل هذا اليوم على مائدة العشاء بعد الصلاة من أجل راحة الموتى وبعد زيارة مدافنهم وإقامة القداديس.

كانت العائلات تجتمع على مائدة العشاء لتشكر الرب على عطاياه ونعمه وتتضرع طالبة بركاته، ورضاه وذلك قبل بدء الصوم الكبير، وقبل بدء التقشف والصلاة استعداً للاحتفال بذكرى القيامة، قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وصعوده إلى السماء.

الكنيسة خصصت هذا اليوم من السنة من أجل الصلاة لكل من انتقل من هذه الدنيا الفانية والترابية إلى العالم الآخر الأبدي.

في مثل هذا اليوم تقام الصلاة جماعة وأفراداً من أجل راحة الأموات الأبدية، واستذكاراً وعرفاناً بالجميل لتقديماتهم وتعبهم وتضحياتهم في سبيل أفراد عائلاتهم.

خميس السكارى ليس عيداً مارونياً ولا مسيحياً، بل هو تقليد وعادة لم يعد كثر من أهلنا يحتفلون به وإن كانوا يتذكرونه.

تاريخياً خميس السكارى عادة قديمة لا نعرف في أي حقبة من الأزمنة وجدت ومن أوجدها، ولكن من المؤكد أنها كانت تمارس في جبالنا كل سنة في يوم الخميس الذي يسبق بداية الصوم الكبير، وهناك القليل جداً من المعلومات المدونة عنها في كتب التاريخ اللبناني والسنكسار الكنسي.

تقول بعض المدونات التاريخية أن الموارنة كانوا في مثل هذا اليوم يشربون الخمر كعربون للفرح والشراكة بين الأهل والعائلات خلال التفافهم وتجمعهم المبارك حول مائدة العشاء على خلفية مفاهيم ورمزية العشاء السري والأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه، وذلك لتقديم الشكر لله على نعمه وبركاته والعطايا التي وهبها لهم.

ملاحظة/المقالة هي من الأرشيف وكانت  نشرت عام 2005

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ديما صادق تغلبت على التجربة لأن الله لا يسمح بأن يُجرب أي انسان بأكثر من طاقته

الياس بجاني/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83328/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d9%8a%d9%85%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%82-%d8%aa%d8%ba%d9%84%d8%a8%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d8%b1%d8%a8/

بعد مشاهدة الحلقة التي قدمها نيشان ع تلفزيون الجديد يوم أمس الأربعاء مع السيدة ديما صادق وابنتها ياسمينا احترمت جداً مقاربة ديما الأم للمشكلة الصحية الخلقية التي تعاني منها ابنتها ياسمينا البالغة من العمر 13 سنة .

ديما تغلبت بجرأة وشجاعة وأكيد بعد معاناة مع ذاتها ومع محيطها، تغلبت على مشاعرها الذاتية الإنسانية، وقهرت الأنانية بداخلها التي هي بداخل كل إنسان، وارتفعت فوقها وعن قناعة وارتضت بما وهبها الله من نعمة (هي ابنتها ياسمينا) رغم أنها وحسبما ما قالت مرت بمراحل متعددة وصعبة قبل قبول الأمر الواقع هذا والتعايش معه بمحبة وبتصالح مع الذات.

ديما الأم مثلها مثل كل أم أحد أبنائها يعاني من مرض ما غير قابل للشفاء، هي تواجه على مدار الساعة مر وصعوبة التجربة..

والله الأب الذي لا يجرّب بالشر، هو لا يسمح بأن يُجرب أحد بأكثر من طاقته...

ديما لم تُجرب بأكثر مما تقدر عليه، وأكبر من طاقتها، ولهذا بعد معاناة مع الذات انتصرت على التجربة ودجنتها واقتلعت أنيابها.

في كتابنا المقدس مبدأ أساسي وجوهري مفاده أن الله هو الأب السماوي لكل البشر، وأن كل إنسان على الأرض هو إبناً له..

ويوم الحساب الأخير لكل إنسان وبعد أن يسترد الله الأب وديعة الحياة الأرضية منه يذكره بما قام أو لم يقم به من أعمال مع الغير من المحتاجين مؤكداً له بأن كل مريض ومتضايق ومكدر ومظلوم ومضطهد وصاحب مشكلة ومهمل وصاحب عاهة "هو نفسه" أي هو الله بذاته وأن ما فعله الإنسان الواقف أمامه مع أي من هؤلاء، إنما فعله معه (مع الله) وعلى خلفية أعمال هذا الإنسان يكون حسابه إما مكافئة أو عقاباً.

أمر أخر مهم تطرقت له ريما وهو رفضها للشفقة..

ونعم الشفقة آنية وليس فيها مشاركة وتفهم وقبول، وغالباً تكون أضرارها أكثر من فوائدها.

في علم النفس الشفقة تسمى "تعاطف"  (sympathy)وهي آنية وغير ذي نفع، أما "المشاركة" الفعلية مع الفهم والقبول Empathy) فهي المطلوبة.

رابط مقابلة السيدة ديما مع نيشان/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 22/2/2020

وطنية/السبت 22 شباط 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الكورونا تغزو العالم، ومعها خوف بني البشر من تأثيراتها الصحية السلبية، لكن الوعي مطلوب في كل الدول، ومنها لبنان الذي تحوط للوباء بإجراءات يؤمل أن تعطي مفعولها في تهدئة النفوس، وتخفيف القلق الذي يزيد من حده بفعل التسابق الإعلامي في إحصاء أعداد حالات غير مؤكدة، فليس كل زكام كورونا. وبينما تلهث الحكومات وهيئات الصحة، بحثا عن لقاح يوقف زحف فيروس كورونا، أعلنت شركة "غريفيكس" المتخصصة بالهندسة الوراثية في الولايات المتحدة، أنها توصلت إلى علاج لهذا المرض القاتل، وأن الخطوة التالية قبل الحصول على موافقة بالتسويق له من السلطات الأميركية، ستكون اختباره على الحيوانات.

وفي حال تمت الموافقة على اللقاح من جانب الحكومة الأميركية، فإن الشركة ستوزعه مجانا في بلدان أخرى بخلاف الولايات المتحدة.

في أي حال، محليا وفي أزماتنا، يفترض أن نعود إلى الأساس في حل الأزمة المالية، وضبط سعر الدولار، وفتح ملف النفايات من جديد، وعدم إقفال ملف الكهرباء على البواخر. ومن هنا يفترض ان يأخذ العمل الحكومي والتشريعي، مجراه في إعادة نبض الحياة في شرايين الوطن وإعادة الأمل إلى اللبنانيين.

وتحولت الحكومة إلى خلية نحل، إن لمعالجة الأزمة الاقتصادية من خلال الاجتماعات المفتوحة مع صندوق النقد الدولي البعيدة عن الاعلام، لوضع الملاحظات الأخيرة على خطة عمل الحكومة، أو لناحية متابعة أزمة الكورونا المستجدة. وقد رأس لهذه الغاية رئيس الحكومة حسان دياب خلية الأزمة، وأبرز المقررات منع المواطنين وسائر المقيمين بلبنان، من السفر للمناطق التي سجلت إصابات بكورونا، ووقف الحملات والرحلات إلى المناطق المعزولة في الصين، كوريا الجنوبية، إيران ودول أخرى، على أن تستثنى من ذلك حالات السفر الضرورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لا صوت يعلو صوت كورونا الذي يضرب أربع رياح الأرض ومن ضمنها لبنان. الفيروس الأكثر خبثا إذا بات في عقر دارنا، وكأن بلدنا الصغير لا تكفيه فيروساته السياسية والإقتصادية والمالية والنقدية، لينضم مرغما إلى نادي البلدان المصابة بلعنة كورونا.

ولمواجهة مخاطر وتداعيات هذه اللعنة، أطلق لبنان حال استنفار واسع على مستوى حكومته ووزاراته وإداراته وهيئاته المعنية، واتخذت خلية الأزمة فيه جملة إجراءات صارمة.

صحيح أن الوباء خطير ولا مزاح معه، لكن الصحيح أيضا أنه من غير الجائز الإستسلام للأخبار والشائعات المضخمة والمفبركة، لأن من شأنها إصابة البلاد بحال من الهلع، فيما المطلوب الدقة والوقاية لتدارك ما هو أسوأ.

وتأسيسا على هذه القاعدة، فإن الظرف لا يحتمل محاولات تسييس غزوة الكورونا، وترف استثمار على المصائب من جانب بعض قناصي الفرص. وقناصو الفرص ليسوا أهل سياسية أو إعلام فقط، بل تجار أزمات يمارسون جشعهم البشع، بشاعة احتكار الكمامات ورفع أسعارها.

بعيدا من كورونا وامتداداته، أسعار العملة الوطنية تلقت مجددا طعنة جديدة، إذ تراوح الدولار لدى الصيارفة صباح اليوم بين 2470 و2500 ليرة، مرتفعا تحت وطأة خفض تصنيف لبنان الإئتماني من جانب وكالتي "موديز" و"ستاندرد أند بورز".

من باب المصادفة أو التقصد، جاء هذا التصنيف الجديد. فيما تواصل بعثة صندوق النقد الدولي مهمتها في لبنان لليوم الثالث، قبل حسم خياره في التعامل مع استحقاقات سندات اليوروبوند.

إحدى الأولويات حاليا إذا، هي الإنتهاء من حل مسألة هذه السندات، ليصار بعد ذلك فورا إلى مقاربة ملف الكهرباء بسرعة قياسية، على ما يؤكد الرئيس نبيه بري. رئيس المجلس يوضح أيضا أنه يمكن بأقل من مبلغ الملياري دولار، الذي يهدر على الكهرباء سنويا، إنشاء معملين وتقوية معملي الجية والذوق.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ليست الحالة المصابة بفيروس كورونا في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت، هي الوحيدة التي تم اكتشافها وعزلها حتى يتأكد شفاؤها، بل تأكد معها تفشي أوبئة إعلامية وأخلاقية يصعب علاجها وبات من الموجب الحجر على المصابين بها.

ليس أصعب من خبر وصول كورونا إلى لبنان، سوى وصول بعض التعاطي الإعلامي والسياسي والاجتماعي، إلى مستوى معيب لا يمت الى المسؤولية الوطنية بصلة. وليس على مستوى الوجع الذي يصيب الناس، الواقعين أصلا في وطن مصاب بكل أنواع الأوبئة السياسية والاقتصادية والمالية.

ويبقى المواطن المختنق، رهينة التشويش المفتعل، ورهن واقع الدولة وامكاناتها التي أوصلها من ساسوها لعقود إلى هذه الحال، حتى باتت تكابد وشعبها من أجل البقاء.

وليس أصعب من كورونا سوى داء الجشع المتحكم بعقول وقلوب وسلوك الكثيرين ممن يستغلون كل شيء، مكملين مع أسيادهم نهب المواطن، إن بسعر صرف الدولار، أو التلاعب بأسعار حتى الخضار والبنزين والأدوات الطبية والطحين، وصولا إلى استغلال كورونا لبيع الكمامة التي لم تكن تساوي بضع ليرات، بما يصل إلى العشرة آلاف ليرة لبنانية، والآتي أعظم.

لم يعد مجديا ما تصنفه الشركات الائتمانية العالمية للواقع الاقتصادي اللبناني، طالما أننا صنفنا أنفسنا بممارساتنا في خانات الاستغلال والمزايدات والمضاربات.

أعان الله الحكومة على تحدياتها، وأعان الله المواطن الموجوع، الموضوع سلعة في بورصات السياسة الدولية وأدواتها المحلية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في انتظار بلورة تصور الحكومة للتعامل مع الاستحقاقات المالية والنقدية الراهنة والمقبلة، يحتل ‏تسجيل أول إصابة بمرض كورونا في لبنا،ن موقع الصدارة في اهتمامات اللبنانيين، الذين يشددون على أخذ الموضوع بجدية والتجاوب مع حملات التوعية حول الوقاية واجراءات المعالجة، عوض المساهمة بحملات التهكم القائمة، أو تلك التي تحاول تحوير الموضوع سياسيا بشكل دعا كثيرين من رواد مواقع التواصل إلى السخرية.

وبالعودة إلى الشأن المالي والنقدي، فقد سلطت تطورات الأسبوع الماضي على مسألتين: اولا، ارتباك واضح بفعل غياب الأجوبة الشافية على الأسئلة التي طرحت. وثانيا، انكشاف جهات سياسية على علاقة بموضوع التحويلات إلى الخارج بعد 17 تشرين الأول 2019، اعتبرت نفسها متضررة من تحرك "التيار الوطني الحر" أمام مصرف لبنان.

في كل الأحوال، يتمسك اللبنانيون بمواصلة الضغط لكشف الحقائق واستعادة الأموال، سواء عبر منظومة القوانين التي يفترض إقرارها، أو عبر إعداد ملفات والذهاب بها إلى القضاء، أو من خلال مواصلة التحرك في الشارع بشكل هادف ومركز، لا عشوائي وفوضوي.

وفي هذا الاطار، تجدر الإشارة إلى أن منطق التعميم في موضوع الموقف من السياسة المالية والنقدية، فضلا عن الملف الاقتصادي ككل، هو أمر خاطئ، تدحضه الوقائع والمواقف الموثقة. فالرئيس ميشال عون و"التيار الوطني الحر" كانت لهما مواقف معروفة، وسعيا إلى التغيير، إلا ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وغالبية القوى الممثلة في حكومتي الوحدة الوطنية السابقتين كان لها موقف معروف آخر.

وعلى رغم رفض التغيير، لم يتوقف الساعون إليه يوما عن فضح السياسة الخاطئة وطرح البدائل عنها، سواء عبر مشاريع الموازنة العامة والأفكار الاصلاحية المرافقة لها، أو من خلال المواقف الصريحة التي خرج بها وزيرا الاقتصاد السابقين في مجلس الوزراء أو عبر الاعلام: منصور بطيش في مؤتمر صحافي لقي ردود فعل عنيفة، ورائد خوري عبر ورقة باتت شهيرة.

وفي المحصلة، ومن وحي التعابير الصحية في زمن كورونا، عوارض المرض هي الآتية: ضعف الأداء المالي الذي أدى إلى زيادة الدين العام، الفشل في الاتجاه نحو اقتصاد منتج لا ريعي، والفساد المرتبط بالنظام الطائفي والمذهبي والمصالح التي حاربت وأفشلت خطط الاصلاح، ومن بينها الكهرباء.

أما المدخل إلى الشفاء، فمداواة هذه العوارض، ثم الوقاية لعدم تكرارها، لأن درهما منها لو اعتمد في السابق، لكان خيرا من قنطار علاج اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

تخبط حكومي واضح صحيا واقتصاديا. وفي الحالين لا تتحمل الحكومة الحالية لوحدها مسؤولية التخبط، لأن المسألة تراكم طويل من الإهمال واللامبالاة تدفع الحكومة الحالية ثمنهما غاليا وغاليا جدا.

على الصعيد الصحي، فيروس كورونا أصبح يشكل هاجسا لدى اللبنانيين، وهو هاجس محق، ما دامت الحكومة لا تتعاطى بالجدية اللازمة مع ظهور الفيروس في لبنان. من علامات التخبط مثلا أن خلية الأزمة الوزارية التي اجتمعت اليوم في السرايا الحكومية، انتهت بتكليف البلديات الإشراف على تطبيق إجراءات العزل الذاتي للمواطنين العائدين من المناطق التي سجلت إصابات، والذين لم تظهر عليهم عوارض الإصابة، كذلك تطبيق الإجراءات على جميع المقيمين معهم في مسكن واحد.

فكيف للبلديات أن تلاحق المواطنين في منازلهم، وتتأكد من تطبيقهم التعليمات الصحية الوقائية؟. ثم: هل تملك كل البلديات الجهاز الصحي الكفوء الذي سيسمح لها بأن تتولى مهمة طبية بهذه الدقة وبهذه الخطورة؟. وأكثر: هل تعرف الحكومة حقيقة وضع البلديات؟، وهل تعرف أن معظمها يعاني أزمة مالية كبيرة نتيجة حجب أموال الصندوق البلدي المستقل عنها لسنتين متتاليتين؟، فإذا كانت تعرف واتخذت مثل هذا القرار، فتلك مصيبة، أما إذا كانت لا تعرف فالمصيبة أعظم.

على أي حال، التخبط الحكومي الصحي مبرر بعض الشيء، في مواجهة أزمة مستجدة في لبنان والعالم. لكن ما ليس مبررا، هو التخبط المستمر في ملف قديم يتعلق بسندات اليوروبوندز. فالاجتماعات تتوالى، واللجان تجتمع وهي على ثلاثة أنواع: مصغرة ومتوسطة وموسعة، ومع ذلك فإن أي خريطة طريق علمية وعملية لم تتبلور بعد.

أكثر من ذلك، معلومات السرايا الحكومية اليوم تفيد أن القرار في ما يتعلق بدفع أو عدم دفع الاستحقاق، مؤجل إلى نهاية الأسبوع المقبل، في حين ذكرت "وكالة الأنباء المركزية" أنه قد لا يكون هناك قرار من الحكومة قبل السادس من آذار، أي قبل يومين أو ثلاثة كحد أقصى من دفع الاستحقاق. فهل التأخير إلى هذا الحد مقبول ومعقول؟، علما أن التخبط المالي ينعكس على المواطنين في الداخل، وعلى نظرة الخارج الينا.

ففي لبنان أموال الناس محتجزة، فيما الغلاء يسجل أرقاما قياسية يوما بعد يوم. أما في الخارج فتصنيفنا الائتماني يتدهور، وآخر تجليات التدهور خفض وكالتي "موديز" و"ستاندرد أند بورز" التصنيف الائتماني للبنان. فمتى ستواجه حكومة "مواجهة التحديات" التحديات الاقتصادية فعلا لا قولا، أم أنها تفضل الاستمرار في سياسة دفن الرأس في رمال اللجان؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

لبنان دخل مرحلة كورونا اعتبارا من العشرين من هذا الشهر، ومنذ ذلك التاريخ اختلط الهلع بالعلم، والحقيقة بالشائعة، والأخبار الصحيحة بالأخبار الكاذبة، إلى درجة أن اللبناني "تقلت عليه" الملفات: من صندوق النقد الدولي إلى الدولار إلى الودائع إلى غلاء الأسعار، ومنذ يومين الكورونا.

إزاء هذه الصورة "المغبشة"، ما هي حقيقة الوضع؟.

حتى الساعة هناك إصابة واحدة، أما الحالات التي خضعت لفحوص فجاءت نتيجتها خالية من الفيروس.

سلسلة من الإجراءات اتخذتها خلية الأزمة، أبرزها: منع المواطنين اللبنانيين وسائر المقيمين في لبنان من السفر إلى المناطق التي سجلت إصابات. توقيف الحملات والرحلات إلى المناطق المعزولة في الدول الآتية: الصين وكوريا الجنوبية وإيران ودول أخرى. منع تصدير معدات الوقاية الفردية الطبية.

إذا، جاءت هذه الخطوات العاجلة والجدية رد فعل على تراخ أو ربما عدم تقدير المضاعفات والنتائج، ففيروس كورونا تفشى منذ أكثر من شهرين في الصين، وفي إيران منذ نحو ثمانية أيام.

إجراءات الحكومة اللبنانية لم تكن بالجدية الكافية إلا بعد ظهور الإصابة الأولى، ما يطرح السؤال: لماذا جاءت قرارات خلية الأزمة بعد الإصابة لا قبلها؟، علما أن المناطق والدول التي أصابها الفيروس كانت معروفة ومتاحة للإعلام ومثبتة؟. لماذا لم يدقق في كمية معدات الوقاية وعدم السماح بتصديرها؟. المعالجات جدية، ولكن لماذا في كل مرة تأتي متأخرة وتحت ضغط إصابة أو هلع؟.

يبدو أن ثقافة المعالجات تحت الضغط أو الهلع لا تنطبق على كورونا وحسب، بل على الأوضاع المالية والنقدية. الدولة اللبنانية في سباق مع الوقت قبيل الوصول إلى استحقاق اليوروبوندز في التاسع من آذار، أي بعد نحو أسبوعين. الخيارات ضيقة، فوفد صندوق النقد الدولي ينهي غدا الجولة الأولى من مهمته، على أن يعود لاحقا، وفي جولته الحالية التي استغرقت نحو ثلاثة أيام، كون المعطيات التي يريدها واجتمع بجميع المعنيين بالوضع النقدي والمالي، وستظهر النتائج تباعا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

حالة كورونا واحدة في لبنان، والبقية حالات افتراضية وشائعات لم تتخط التخمينات، وقد رافقتها أسراب من الجراد الوهمي، بعدما وصلت أفواجه إلى حدود اليمن والسعودية وجنوبي العراق.

ولكن الفيروس الباعث على القلق، استدعى تدابير استثنائية في لبنان، فأنشئت خلية أزمة بعد اجتماع السرايا الحكومية، اتخذت حزمة قرارات بينها منع المواطنين اللبنانيين وسائر المقيمين في لبنان من السفر إلى المناطق التي عرفت إصابات، وتوقيف الحملات والرحلات إلى المناطق المعزولة في الصين وكوريا الجنوبية وإيران ودول أخرى.

ولفت أن المجلس الإسلامي الشعي الأعلى قد أعطى ضوءا أخضر لاتخاذ القرار الحكومي المناسب في شأن رحلات الحج الديني، وأعلن أن ليس من صلاحيات المجلس منع أي زائر من السفر إلى أي مكان، سواء أكانت الوجهة بداعي الزيارة لإيران أوالعراق أم العمرة والحج إلى السعودية أو إلى أي مكان آخر، باعتبار أن الموضوع شأن لبناني عام، وما يصدر عن الحكومة اللبنانية من توجيهات أو قرارات فإنه يشملنا كغيرنا من المواطنين.

لا حوافز دينية للسفر ولا أذونات من عدمها، فيما العين تراقب الآتي من السفر، وفي الطليعة الرحلة الثانية من ايران الأسبوع المقبل. لكن وزير الصحة حمد حسن الذي انتشر بكثافة بين المستشفيات وعلى الشاشات، كرر أن منظمة الصحة العالمية لم توص بوقف الرحلات إلى الدول المصابة بهذا المرض. ودعا اللبنانيين إلى عدم تحويل الخوف إلى هلع هيستيري، لاسيما أن الحالة المصابة الوحيدة أدت إلى فقدان مواد وحاجات وقائية منها الكمامات.

وفي موازاة خلية السرايا، انبعثت خلية أزمة إعلامية لمواجهة كورونا الشائعات والأنباء الكاذبة. وقد رأت وزيرة الإعلام، وبوجود الوزير الحاضر في كل ساح، أنها ستطلب مساءلة كل من تسول له نفسه نشر أخبار غير صحيحة، أو ترويجها، وقالت: لا مكان للكيدية السياسية في موضوع وطني كهذا.

لكن من يحاسب الدولة نفسها على الأنباء الكاذبة، فمع تأكيد السلطة الجاهزية لمواجهة هذا الالتهاب الرئوي، يعلن النقيب سليمان هارون أن المستشفيات في لبنان تعاني نقصا كبيرا في المستلزمات الطبية للوقاية من فيروس كورونا، وأن البلد غير جاهز لمواجهة هذا الوباء إذا تطورت الأمور. وفيما تؤكد خلية الأزمة الأولى توقيف الرحلات إلى المناطق المعزولة في الصين وكوريا وايران وغيرها، يعلن وزير الصحة أن لا توقف للرحلات. وفي أحوال الكمامات، فهي موجودة ومفقودة. وحده الجراد رفض دخول البلد المنهوب، وليس لبرودة الطقس هرب منه الجراد، بل لفقدان رزقه عندنا.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 22 شباط 2020

وطنية/السبت 22 شباط 2020

النهار

رفضت المديرة العامة للاقتصاد عليا عباس اعتبار رئيس نقابة اصحاب الافران كاظم ابرهيم مدعوما سياسيا وقالت انها احالته على القضاء المختص لمخالفته القوانين.

نشر مستشار رئيس "التيار الوطني الحر" نقلا عن أحد العارفين باتفاق الطائف ان بندا سريا غير مكتوب، يلزّم الميليشيات تجارة المازوت والبنزين من ضمن مكتسبات أخرى في مقابل موافقتها على وقف الحرب لتمويل حياتها السياسية وشراء ولاء أنصارها. وربط الامر بعدم توافر الكهرباء

تتوقع مرجعية سياسية أن يتفاقم التصعيد السياسي والإشكالات في الشارع على أكثر من خلفية.

يقول أحد النواب المخضرمين ان ما يجري مع صندوق النقد الدولي يتعدى الشأن المالي الى المنحى السياسي وتحويل الملف اللبناني جار على قدم وساق.

نداء الوطن

استغرب موظفون في وزارة الاتصالات تنقل الوزير طلال حواط في طبقات الوزارة مع مرافقين مسلحين.

تردد ان نائبا حالياً ووزيرا سابقاً ورد اسمه على لائحة الأموال التي حولت الى الخارج بعد 17 تشرين وقيل انه حول ما يقارب 65 مليون دولار.

نقل احد أصدقاء حاكم مصرف لبنان استياء الحاكم مما آلت اليه الاوضاع المالية بسبب إخلال السياسيين بوعودهم باإصلاح ومساهمة الحراك بزيادة البلبلة على مستوى النقد في البلاد.

الجمهورية

نفى أحد الوزراء الكلام الذي بدأ يتسرّب عن وجود خلافات بين الوزراء ودعا متهكمًا الى أن تعقد الحكومة أكثر من جلسة لمجلس الوزراء قبل الحديث عن خلافات.

تخوف مرجع أمني من إعادة التوتر على الارض نتيجة ضيق الاحوال وقال: "الحكومة عمتشتغل عالبارد ونحنا منشتغل عالسخن".

بدأ بعض التجار بتحريك سلعة أساسية جداً في الاسواق على غرار اللعب بسعر صرف الدولار.

اللواء

تخيّم أجواء التشاؤم على محيط مرجع كبير، لاعتبارات ما تزال موضع تقصٍ ومتابعة..

بدأت اتصالات لترشيح شخصيات حراكية للمساهمة في ورش يقترحها مسؤول رسمي، مسبوقة بمعرفة وجهة نظر قيادات الحراك.

سفير دولة أوروبية صديقة يمتنع عن شرح الأسباب التي أدّت إلى امتناع أو تباطؤ الاستفادة من مؤتمر "سيدر".

البناء

قالت مصادر على صلة بالتفاوض حول سندات اليوروبوند إن النتائج النهائية للتفاوض لن تعلن قبل الخامس من الشهر المقبل ولو تمّ التوصل إلى اتفاق قبل ذلك التاريخ، حرصا على فاعليّة الخطوات التي سيتم التوصل للتفاهم حولها وقطع الطريق على القيام بإعاقتها من المتضررين.

قالت مصادر أفغانية إن الاتفاق المبدئي على هدنة وتخفيض القوات الأميركية وبدء حوار سياسي أفغاني وتبادل أسرى يتوقف نجاحه على التزام الأميركيين بالانسحاب الشامل في الاتفاق النهائي، وفقا لما طلبه وفد طالبان والتزم به المفاوض الأميركي. ورأت المصادر في ذلك بداية لقرار انسحاب أميركي أوسع من أفغانستان.

الانباء

تخشى جهات أمنية من استغلال الفوضى الحاصلة في مسألة التظاهر تحت عناوين مختلفة، بهدف افتعال مشاكل أمنية في أكثر من منطقة.

تسعى جهة دبلوماسية إلى استطلاع رأي القوى السياسية في مسألة الانتخابات النيابية المبكرة.

 

شعبك شرد يا رب

الأب سيمون عساف/22 شباط/2020

شعبك شرد يا رب لا تنزِّل غضب نبع الفضيلِهْ بيظهر بارضك نضب

إِلنا الرجا يكون العقاب الفارضو مش مُسهب وجلاَّد لكن مُقتضب

يعني تحت أثقال حملاتو سكع إبن البشر قدام خلاَّقو ركع

ولما انرحم بالمغفره وقام ومشي طل المُجرِّب من ورا وكتفو نكع

آدم وحوا بعدما سقطو انخلط بالدم سم الحية الشقرا وهلط

وما عاد تنين التجارب ينقلط تَوَّر على الضعف وقلب عزمو وحلط

شعر الرجوله ونعمتو البيضا شلط وداخ الدماغ وجن والراس انجلط

بعد التجسُّد والفدى يسوع قال تم الخلاص وصار ممنوع الغلط

حتى من الإنسان ينشال الوصب جفن الألوهه بكاسنا دمعات صب

يا شجرة التفَّاح ابليس انتصب يزرع معاصي وموت بالدنيا خَصب

مجد الفدى بايماننا شدَّي العصب جرم الخطيِّه آدم وحوا اغتصب

ولما يسوع الناصري تأنَّس بشر خلى الفنا بقيامتو يرجف قصب

 

نوفل ضو: وزير الصحة التابع للحزب خرق العقوبات على ايران واتى بأدوية سرطان ايرانية الى لبنان تشكل خطراً على حياة اللبنانيين

موقع يا صور/22 شباط/2020

تحدَّث منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو عن "أنواعٍ عدة من الأدوية الإيرانية لمعالجة السرطان، وُضِعت في المستشفيات الحكومية بقرارٍ من وزير الصحة حمد حسن". وأشار ضو في تغريدةٍ على حسابهِ عبر "تويتر" الى أنَّ إدخال هذه الأدوية تمَّ "قبل موافقة المختبرات الأوروبية المتخصصة على استخدامها بما يهدد صحة الناس". وسأل، "كيف يُدفع ثمن هذه الأدوية، وبأي عملة وعبر أي مصرف؟ من يخرق العقوبات الدولية على إيران؟".

 

غموض موقف صندوق النقد الدولي يربك حكومة حسان دياب

العرب/23 شباط/2020

بحثت اجتماعات بيروت بين المسؤولين اللبنانيين ووفد خبراء من صندوق النقد الدولي جميع الخيارات الممكنة بشأن الأزمة المالية في البلاد، ولا يبدو أن للوفد الدولي أيّ رأي بخصوص خيار دفع السندات الدولية المعروفة باليوروبوند من عدمه، إذ اعتبره قرارا سياسيا وسياديا تتخذه الحكومة اللبنانية، وأن من دوره فقط تقديم المشورة الفنية الضرورية.

بيروت – قالت مصادر لبنانية أن وفد خبراء صندوق النقد الدولي الذي اطلع على الوضع المالي والاقتصادي والنقدي في الاجتماعات التي عقدها حتى الآن لم يبد أي رد فعل فوري، وأنه ينتظر المزيد من الاجتماعات لإعطاء المشورة والرأي في سلة الحلول التي يمكن للصندوق اقتراحها على بيروت.

وقال بيان صادر عن وزارة المالية اللبنانية إن فريقا من صندوق النقد الدولي بحث الجمعة جميع الخيارات الممكنة مع مسؤولين لبنانيين يطلبون مشورة فنية بشأن الأزمة المالية المعرقلة للبلاد. وقال وزير المالية غازي وزني في بيان “تم التداول في كافة المعطيات المتوفرة والخيارات الممكنة بناء على رؤية الوفد وتقييمه لواقع الحال في البلاد، على أن يتم استكمال البحث لبناء تصور لكيفية تجاوز الوضع الحالي”. وأضافت المصادر أن وفد الخبراء ليس له أي رأي في الخيار الأصح الواجب اتخاذه بشأن التعامل مع استحقاق اليوروبوند (سندات الخزينة اللبنانية بالعملات الأجنبية) الذي يسدد الشهر المقبل وتبلغ قيمته 1.2 مليار دولار.

وأوضحت أن الوفد أبلغ المسؤولين اللبنانيين بأن هذا القرار سياسي وسيادي تتخذه الحكومة اللبنانية وأن صندوق النقد الدولي يقرب حينها علاقته من بيروت بناء على ما اتخذته من قرار، سواء في السداد أو عدم السداد.

ميشال عون: الأولوية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد

وأبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون، الجمعة، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش أن “معالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد ستكون من أولويات الحكومة”. ومعروف أن كوبيش سبق وأن أبدى مواقف هاجم فيها الطبقة السياسية اللبنانية ودافع فيها عن كفاءات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بما اعتبر موقفا أمميا واضحا في عدم المس بسلامة بعد تصاعد الحملات الداخلية ضده، والتي قيل إن حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يقف ضدها، بسبب اتهام الحزب له بالمبالغة في التقيد بالعقوبات الأميركية لتقييد حركة الحزب داخل النظام المصرفي اللبناني، وبسبب تخوف باسيل من جهته من إمكانية طرح اسم سلامة منافسا قويا له في أي انتخابات رئاسية مقبلة. وأكد عون لكوبيش أن أهم معارك الحكومة هي مكافحة الفساد، مشيرا إلى أن “الإجراءات التي ستتخذ تهدف إلى حماية الواقع النقدي وحقوق المواطنين”. من جانبه، جدد كوبيتش التأكيد على دعم الأمم المتحدة للإصلاحات التي تنوي الحكومة اتخاذها. وقال إنه سيقدم تقريرا إلى مجلس الأمن عن واقع القرار 1701، كما سيقوم بزيارات إلى عدد من الدول المعنية بالوضع اللبناني. وترددت أنباء عن أن رئيس الحكومة حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزير المالية غازي وزني أطلعوا الوفد على رؤية لبنان للأزمة وقدموا عرضا لأسبابها كما تناولوا العناوين العريضة للسبل التي تفكر الحكومة في اتباعها. ووفق نفس المصادر فإن استشارة صندوق النقد الدولي لا تعني حتى الآن الشروع في الاستجابة لمبدأ الخضوع لبرامجه مستقبلا، وأن الحكومة ستعمد إلى استشارة مؤسسات مالية دولية متخصصة للوقوف عند رأيها قبل أن تتخذ الحكومة ما تراه قرارا ناجعا لإخراج البلد من عنق الزجاجة. غير أن مراقبين قرأوا في تلميحات وزير المالية غازي وزني إشارات إلى أن الحكومة قد تذهب إلى قرار عدم سداد استحقاق اليوروبوند في مارس وبالتالي طلب إعادة هيكلة الديون، بما سيبدد من مهمة صندوق النقد، وبما سيخضع البلد إلى برامجه.

وضع اقتصادي لا يمكن أن يقاوم أكثر

وقالت تقارير متخصصة إن الحكومة اللبنانية تعكف على دراسة عروض قدمتها مؤسسات استشارية مالية دولية لتقديم المشورة المالية والقانونية بخصوص خيارات لبنان حيال أزمة السندات الدولية. ومن المفترض أن تتلقى بيروت أجوبة مكاتب الاستشارة القانونية والمالية الراغبة في مساعدة الحكومة اللبنانية في حال اتخاذ قرار بإعادة هيكلة الدين. وأوضحت وزارة المالية أن الشركات الاستشارية المالية، التي وجهت إليها الدعوة عددها 12، وليست ثماني شركات كما أشيع من قبل. وقال رئيس لجنة الرقابة على المصارف في المصرف المركزي اللبناني سمير حمود إن وفد صندوق النقد الدولي أتى لمعاينة الأزمة النقدية والمالية والمصرفية في البلد، وكيف يمكن إعادة رسملة المصارف وإعادة نوع من التوازن للمالية العامة والاقتصاد الوطني. وكشف حمود أن وفد الصندوق مدرك أنها التجربة الأولى للبنان في مواجهة الانخفاض الكبير بحجم الاقتصاد والناتج القومي. ولم تتلق بيروت أي رسائل دولية جديدة توحي بأي مرونة قد تطرأ على موقف الدول المانحة من مسألة ضخ تمويلات عاجلة داخل أوردة النظامين الاقتصادي والمالي اللبنانيين. وقالت بعض المصادر إن كافة العواصم العربية والدولية تتخذ موقفا واحدا في عدم الإقدام على أي مبادرة انفرادية مخالفة للأجواء الدولية الشاملة التي تطالب لبنان باتخاذ إجراءات شديدة وصارمة لضبط الإنفاق ومنع الهدر ومكافحة الإرهاب واعتماد الشفافية الكاملة، وأن هذه العواصم تنظر إلى الاجتماعات التي يعقدها وفد صندوق النقد مع المسؤولين اللبنانيين باعتبارها ستكشف عن قدرة وإرادة الحكومة الجديدة على التعامل مع المطالب والمعايير الدولية بالجدية المطلوبة. ووفق بعض التحليلات لا يكتفي وفد الصندوق الدولي بالاستماع إلى المسؤولين اللبنانيين والاطلاع على التقارير الاقتصادية والمالية التي يقدمونها، بل من أهم مهماته نقل أجواء دولية من شأنها رفع مستوى الضغوط على الطرف اللبناني في شأن الخيارات الواجب اتخاذها. وتكشف بعض المصادر أن بيروت بلغها أن إفراج العواصم المالية عن الدعم المالي لا يرتبط فقط بما ستتخذه الحكومة من تدابير تقنية، بل إن العالم ينتظر من لبنان تغييرا جذريا في ما يتعلق ببعض الخيارات السياسية، ولاسيما في ملفات متعلقة بترسيم الحدود ومستقبل التنقيب عن الغاز في شواطئه كما في مواقفه من استحقاقات تتعلق بالتحولات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مستقبل سوريا وكذلك تطور الصراع مع إيران.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ذعر كورونا في لبنان وفضيحة الرحلات الايرانية

النهار/22 شباط/2020

لم يكن ينقص لبنان غير فيروس "كورونا". أزمة تثير الذعر تضاف إلى مشكلات البلد وتطرح الكثير من الأسئلة. فبعد الشائعات، قطع الشك باليقين بعد تأكيد الاصابة الأولى بالفيروس لشابة آتية من إيران. لم يعد هناك أي سبب للتعتيم، إذ أعلن وزير الصحة العامة حمد حسن خلال مؤتمر صحافي أمس تسجيل الاصابة الأولى في لبنان والاشتباه بحالتين. وهو ما أربك اللبنانيين الذين تهافتوا على الصيدليات لشراء الأقنعة الواقية التي فقدت أيضاً في ظل الامكانات المحدودة في البلد لمواجهة الفيروس سواء اللوجستية (كتوافر مستشفيات خاصة للتعامل مع حالات الاصابة بالفيروس) أو الطبية (المختبرات واجراء الفحوص).

والحالتان المشتبه فيهما لا علاقة لهما بالطائرة الإيرانية وهو ما قد يزيد الهلع. لكن يكفي التفكير في عدد الركاب (125 راكباً) الذين كانوا على متن الطائرة الايرانية وذهبوا الى منازلهم وسلموا على أقاربهم وأصدقائهم، والفرضيات التي ترافق هذا التصور، حتى نستوعب المعاناة التي يعيشها اللبناني في هذه اللحظات. وكشف مسؤول المكتب الصحي في مطار بيروت الدولي الدكتور حسن ملاح لـ"النهار"، أن "الحالتين المشتبه فيهما ليستا جديدتين ولا علاقة لهما بالطائرة الايرانية، ونحن في انتظار صدور النتائج المخبرية لتأكيد صحة اصابتهما من عدمها. كذلك سيتم استدعاء 125 راكباً كانوا على متن الطائرة الإيرانية للتأكد من وجود أي اصابات أخرى بعد تسجيل اول اصابة في لبنان، والوزارة تتصل بهم تباعاً لإجراء الفحص".

لكن السؤال الجوهري هو: لماذا لم يتم الحجر الصحي مباشرة على ركاب الطائرة قبل خروجهم من المطار وقبل اختلاطهم بالركاب الآخرين وقبل وصولهم إلى منازلهم وعائلاتهم؟ والسؤال الاخر الذي لا يقل اهمية والذي اثار الاستغراب هو لماذا تخلفت السلطات اللبنانية عن قرار تعليق الرحلات الجوية الى ايران التي تعترف بنفسها رسميا بان فيروس "كورونا" تفشى في معظم مدنها وبعدما بادرت معظم الدول المحيطة بايران وحتى البعيدة منها أيضاً الى الغاء الرحلات الجوية اليها؟ ولعل هذه الفضيحة المتصلة بترك الرحلات الجوية بين لبنان وايران بدت الاشد وطأة على الحكومة والسلطات المعنية حين اعترف وزير الصحة مساء أمس بأن هذا القرار تتخذه الحكومة وله اعتبارات سياسية!

التصنيفات السلبية تسابق مجدداً مفاوضات لبنان المالية

بدا بديهياً أن يتقدم "ذعر كورونا" أمس قائمة المخاوف التي تجثم على صدور اللبنانيين بعد كشف ملابسات الاصابة الاولى التي سجلت في لبنان. ومع ذلك فان هذا التطور الصحي المقلق لم يبدد تماماً أجواء الترقب والغموض والقلق حيال تطورات الازمة المالية والاقتصادية، خصوصاً وسط الحذر المواكب لوجود بعثة صندوق النقد الدولي في بيروت واللقاءات التي تعقدها مع المسؤولين الرسميين والماليين المعنيين بملفات الازمة. واذ تدخل مهمة البعثة يومها الثالث في لبنان من دون اتضاح نتائج اللقاءات والمحادثات التي أجرتها مع المسؤولين، تبين من المعطيات التي توافرت عن هذه اللقاءات انها لم تتوصل بعد الى نتائج حاسمة وواضحة في شأن الملف الذي يجري البحث فيه على نحو اساسي وهو ملف "الاوروبوند" والذي يطلب لبنان من الصندوق مشورته الفنية في شأنه. ولعل العامل السلبي الذي سابق انجاز مهمة البعثة وتبين نتائجها تمثل في احتدام السباق مجدداً بين محاولات احتواء سقوف الانهيار المالي والاقتصادي وفرملتها والتقارير التي تطلقها تباعا وكالات التصنيف الدولية والتي تزداد في ظلها اجواء تقهقر الثقة بالواقع المالي للبنان مع التراجعات المنهجية المتواصلة التي تسجلها التقارير. وكان آخر فصول هذا السباق المحموم تمثل في اعلان وكالة "موديز" أمس تخفيض تصنيف حكومة لبنان من CAA2 الى CA وخفض النظرة المستقبلية إلى مستقرة. وعزت القرار إلى "توقعات أن يتكبد الدائنون من القطاع الخاص خسائر كبيرة على الأرجح في ظل أي إعادة هيكلة للدين الحكومي". وقالت إن "تفاقم الانكماش الاقتصادي والمالي بما يقوض استدامة ربط الليرة اللبنانية ينبئ بإعادة هيكلة الدين الحكومي في المدى القريب". وأضافت ان "الانكماش العميق للاقتصاد اللبناني من المرجح أن يستمر "توقعات لبنان تتماشى مع آفاق توافر تمويل خارجي بدعم من مشاركة صندوق النقد الدولي التي يقوضها السجل الضعيف لبيروت على صعيد تطبيق السياسات". واجتمع وزير المال غازي وزني أمس مع وفد صندوق النقد الدولي، وأفاد مكتب الوزير ان البحث تناول ما يمكن أن يقدمه الصندوق من مشورة تقنية لمساعدة لبنان في بناء خطته الإنقاذية. وتمّ تداول كل المعطيات المتوافرة والخيارات الممكنة بناء على رؤية الوفد وتقييمه لواقع الحال في البلاد، على أن يستكمل البحث لبناء تصور لكيفية تجاوز الوضع الحالي.

حذر

وفيما وصفت اجواء لقاء وزني مع الوفد بانها كانت ايجابية، لم تظهر الاوساط الرسمية اللبنانية بعد اي مؤشرات توحي بنتائج محددة للمحادثات المستمرة، بل ان بعض الجهات المعنية بدت حذرة بالاشارة الى عدم التوصل الى خريطة تحليل مشتركة بين الجانب اللبناني والبعثة، لكن هذه الجهات شددت على انه أمام التحديات الكبيرة التي تواجه السلطة، تعمل الخلية المعنية بمتابعة ملف "الاوروبوند" كخلية نحل وتملك البرنامج المناسب وان الاتفاق قائم بين رئاسات الجمهورية ومجلس النواب والحكومة وصولاً الى "حزب الله" بغية التوصل الى الخيارات الافضل للبنان ومصلحته المالية وان هذا التوافق سيساعد في ايجاد اللغة المشتركة بين الحكومة وبعثة صندوق النقد الدولي في ما يطلبه لبنان منه. وفيما كان ينتظر ان تفض العروض في رئاسة الوزراء أمس لارساء المناقصة على شركة استشارية مختصة بملف التفاوض لاعادة هيكلة الدين، افادت معلومات ان المناقصة لم تحصل وارجئت بسبب اشكال يتعلق بتأخر شركات في تقديم العروض بعدما كان القرار اتخذ بحصر المناقصة بعدد محدود منها. وسجلت في هذا السياق تغريدة للنائب ميشال ضاهر أمس قال فيها :" سيتم فض العروض المقدمة من المستشارين الماليين اليوم (أمس) في مجلس الوزراء لاعادة هيكلة الدين العام. وهناك اصرار من أحد النافذين الماليين للعمل على فوز شركة (…) والذي طلب منها التقدم باقل سعر للفوز وهذا ما يثير الشكوك بالعلاقة التي تربطهم فهل نشهد على هذه الفضيحة اليوم ؟". وفي السياق المالي والاقتصادي، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ان "معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد ستكون من أولويات الحكومة بعد نيلها ثقة مجلس النواب خصوصاً انّ الحكومة التي تشكّل فريق عمل واحداً متضامناً عازمة على تحقيق ما هو مطلوب منها في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان". وشدد على "ان إحدى إهم المعارك التي ستخوضها الحكومة هي معركة مكافحة الفساد" لافتا الى ان ذلك سيتزامن مع تشكيلات في المؤسسات والاجهزة المعنية التي تساهم في تحقيق الاصلاح المنشود. وأكد عون ان "المعالجات قائمة للاوضاع المالية والاقتصادية الراهنة بالتعاون مع وفد صندوق النقد الدولي لاتخاذ القرارات المناسبة"، مشيراً الى ان "الاجراءات التي ستتخذ تهدف الى حماية الواقع النقدي في البلاد وحفظ حقوق المواطنين ومصالحهم". واعرب عن امله في ان يكون موضوع النازحين السوريين في لبنان من النقاط التي سترد في التقرير الفصلي عن تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 في الجلسة المقبلة لمجلس الامن في بداية شهر آذار، مؤكدا ايضا ان الاستقرار في الجنوب مستمر على رغم التطورات التي حصلت أخيراً في سوريا والعراق. وأكد كوبيتش "دعم الامم المتحدة للاصلاحات التي تنوي اتخاذها الحكومة". وأشار الى انه سيقدم تقريرا الى مجلس الأمن عن واقع القرار 1701، كما سيقوم بزيارات لعدد من الدول المعنية بالوضع اللبناني.

 

حماية آثار نهر الكلب..«جنون عظمة» باسيل ومقر «التيار» والـ15 مليون دولار!

جنوبية/22 شباط/2020

لا تنتهي فصول ممارسات رئيس”التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وإستغلال السلطة كما يؤكد ناشطون في الحراك. وجديدها التعديات على منطقة مصنّفة سياحياً وتراثياً، عبر اقامة “التيار” مشروع وهو كناية عن مقر له على سفح جبل نهر الكلب، والذي يشكّل مخالفة جسيمة لقانون حماية البيئة.

مؤتمر صحافي

وأطلقت الناشطة السياسية رولا تلج في مؤتمر صحافي حملة حماية آثار نهر الكلب. وكشفت أن “الحفريات لمقر التيار الوطني الحر المركزي في نهر الكلب، قد بدأت منذ أكثر من سنة وأن هناك شيئاً من جنون العظمة في المقر الذي يبنى”. وإعتبرت أن من “هو موجود في بعبدا ليس في حاجة الى هكذا مقر ولا حتّى مَن هو طامح للوصول الى بعبدا”. ولفتت الى “أن من يملك 15 مليون دولار لإنشاء هكذا مقر يمكن أن يساعد تلاميذ التيار الوطني الحر على التعليم أو أن يساعد الناس الذي ينتمون الى حزبه في هذه الأزمة التي نحن قادمون عليها”. ورأت ” أننا تخطينا جميع المحظورات في العهد القوي وأصبحت القوانين إستنسابية”.

حفريات منذ سنة

وكشفت أن الحفريات التي بدأت منذ سنة تكلفتها مليون و200 ألف دولار وهذه الكلفة لم يدفعها التيار بل كانت “هدية” من صاحب شركة بحص وصاحب كسارات مقابل إعطائه رخصة كسارة جديدة ورخصة للشركة. وطالبت باسيل “كمسؤول وكجزء من دولة فاسدة وفاشلة أن يقول لنا من أين له الـ 15 مليون دولار كلفة هذا المبنى”. واضافت : “عندما يقول باسيل أنه لم يستطع أن يعمل نقول له “اشتغلت لكن لمصلحتك”. وختمت بالتمني على رئيس الجمهورية ميشال عون أن يعطي أمراً لوقف هذه “المسخرة” لأن هذه المرة لن تسلم الجرّة.

رد “التيار

ولاحقاً، صدر عن اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر البيان التالي: “للمرة الثانية يُصدر التيار الوطني الحر بياناً في شأن الحملة عليه من بعض من يدّعون الحرص على الآثار والبيئة لأن يبدو أن الحقيقة لم تردعهم عن الاستمرار في حملة ممنهجة تستهدفه كما في كل مرة. وهنا يسأل التيار لماذا هذه الحملة الآن فيما هو وضع حجر الاساس لمقره الجديد في 7 آب الماضي وكان قد انتهى من أعمال الحفر الخاصة بتوسيع بناء المقر؟ أليس التوقيت مشبوهاً؟ ويذكّر أنه استحصل على كل الرخص اللازمة من الوزارات المعنية مثل الثقافة والبيئة بالإضافة إلى المجلس الاعلى للتنظيم المدني ونقابة المهندسين واتحاد بلديات المتن ضمن الاطر القانونية قبل القيام بأي خطوة في مسار تشييد مقرّه الجديد. ويضيف أن كل عمليات الحفر لم تطاول الموقع الأثري والتاريخي ولم تحدث أي ضرر به وهو ليس بوارد التعدي على اي مواقع أثرية أو بيئية أو طبيعية أو تاريخية.

اموال خاصة!

وفي ما يتعلّق بتكاليف بناء المقر والاشاعات التي ترافق هذا الموضوع خصوصاً لجهة السؤال عن كيفية تأمين المبلغ المطلوب، يلفت التيار إلى أنه لا يملك الاموال الخاصة بذلك ولذلك هو وضع بين يدي التياريين الراغبين بدعمه رقم حساب للتبرعات وبالتالي لا يحق لأحد التدخل برغبة المحبين في دعمه وهذا يدلل على شفافية عالية وعلى الاعتماد على المناصرين للتمويل ولا يتكل كما البعض على دعم خارجي او أموال مشبوهة.

 

حملة إنقاذ "نهر الكلب" الأثري تنطلق... أبي راشد لـ"الجمهورية": أين دراسة تقييم الأثر البيئي؟

الجمهورية/22 شباط/2020

«أنقذوا نهر الكلب». هي حملة يطلقها العديد من الشباب إثر ما وصفوه بـ»التعديات» على منطقة مصنّفة سياحياً وتراثياً، وتضم العديد من الآثار والنُصب التي تَشهد لحقبات مختلفة من تاريخ لبنان الحديث. تشمل الآثار نصباً تذكارية منحوتة في الحجر الجيري حول مَصبّ نهر الكلب، تعود لأحداث مَرّت ما بين الألفية الثانية ما قبل الميلاد وحتى القرن العشرين، إضافة الى النصب الشهير عن استقلال لبنان عن فرنسا سنة 1943. وفي هذا الإطار، يعقد مؤتمر صحافي في خيمة اللعازارية اليوم، للاضاءة على المراحل التاريخية لهذا الموضوع وخطورة قيام أبنية ومقرّات على سفح الجبل، والانعكاسات البيئية التي يمكن ان تؤثر مستقبلاً على الجبل. والأحد 23 الحالي، وتحت عنوان «مشوار رايحين مشوار»، ينظّم عدد من الشباب مسيرة في جبل نهر الكلب الأثري.الناشط البيئي بول أبي راشد أوضَح لـ»الجمهورية» أنه اعترض سابقاً على المشروع الذي يقيمه «التيار الوطني الحر» على سفح جبل نهر الكلب، بعد علمه بأنّ المتعهد الذي يقوم بتدمير مرج بسري هو ذاته الذي يتعهد مشروع نهر الكلب». وقال: «وصلتنا فيديوهات عدة الى مرصدنا البيئي، وبعد التحقق منها علمنا أنها آليّات المتعهد داني خوري، كما تبيّن انّ الاشغال وصلت الى الدرج الأثري المجاور للوحات والنقوش. كما انّ الصخور من الموقع الى مرفأ جونية»، مُعرباً عن شَكّه بأنها مصدر لردم البحر. ويضيف: «التيار يقول إنه يملك الرخص القانونية، لكن بحسب دراستنا لقانون البيئة 444، فإنّ المشاريع التي تنفّذ في مناطق حساسة بيئياً ولديها أهمية أركيولوجية، من الضروري إجراء دراسة تقييم أثر بيئي بشأنها، خصوصاً انّ المشروع بمحاذاة النقوش». وقال: «إنّ دير مار يوسف سمّي بـ»مار يوسف البرج»، لأنه كان هناك قلعة صليبية وبُني عليها الدير». وبالاضافة إلى انّ المنطقة مصنّفة سياحياً ومحميّة من وزارة البيئة، فهي مصنفة من الأونيسكو أيضاً، كما انها منطقة مراقبة عسكرية في كل حقبات تاريخ لبنان. لذا، يؤكد ابي راشد، ما ينقص هو دراسة تقييم الأثر البيئي، فيما «التيار» قام بما يسمّى «الفحص البيئي المبدئي»، إلّا أنّ القانون 444 والمرسوم التطبيقي للأثر البيئي، يفرضان اجراء دراسة الأثر البيئي اذا كان الموقع حسّاساً كما هو على موقع نهر الكلب». ويقول: «كناشط بيئي وقانوني أعلن انّ هذا المشروع خالفَ مشروع قانون حماية البيئة 444، وكان من المفترض من وزير البيئة آنذاك طارق الخطيب أن يمتنع عن إعطاء الإذن بمباشرة الاعمال على سفوح نهر الكلب». من هنا، يقول أبي راشد، نفهم «استِقتال» البعض للحصول على وزارة البيئة لأنه من خلالها يتم التحَكّم بالمشاريع في لبنان، خصوصاً انّ الخطيب كان قد وقّع إنشاء محطة بنزين في غابة بعبدا وفي غابة محمية من دون إجراء تقييم الأثر البيئي، ومَرّر المشروع المطعون به اليوم امام مجلس شورى الدولة».

 

جمعية الأرض: لوقف الأعمال على تلة نهر الكلب

وطنية - السبت 22 شباط 2020

طالبت "جمعية الأرض" - لبنان، في بيان اليوم، بوقف أعمال تنفيذ مشروع بناء مجمع كبير على تلة نهر الكلب "احتراما للقوانين وتفاديا لاستمرار التعدي والانتهاك والتخريب لجبل نهر الكلب الذي سلم، رغم الغزوات العسكرية خلال آلاف السنين، وها هو اليوم يدمر على أيامنا". وقالت: "يتم اليوم تنفيذ مشروع بناء مجمع كبير على تلة نهر الكلب، على عقار تابع لدير مار يوسف ضبيه للرهبنة اللبنانية، الذي بني على أنقاض برج من الحقبة الصليبية، والعقار محاذ لآثار وادي نهر الكلب الواقع على الطريق التاريخية الساحلية التي تربط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا وتشمل حوالى 23 نقشا ونصبا يعود تاريخها إلى ما قبل الألف الثاني ق.م." أضافت: "يهم الجمعية التي تعنى منذ التسعينات بحماية البيئة في لبنان، لفت الوزارات المعنية ومحافظ جبل لبنان إلى أن تنفيذ هذا المشروع يشكل مخالفة جسيمة لقانون حماية البيئة رقم 44، لكونه ينفذ وفقا لفحص بيئي مبدئي، خلافا للمرسوم التطبيقي لقانون حماية البيئة أصول تقييم الأثر البيئي رقم 8633 وتحديدا المادة 5 منه، التي تنص على أنه إذا تبين أن المشروع المقترح الخاضع لدراسة فحص بيئي مبدئي يقع في منطقة تعتبر من المناطق الحساسة بيئيا، يخضع هذا المشروع حكما لدراسة تقييم أثر بيئي. والمنطقة حيث يتم تنفيذ مشروع البناء هذا، هي من المناطق الحساسة بيئيا لكونها مصنفة من المواقع الطبيعية بموجب القرار الرقم 97/1، وأدرجت على لائحة ذاكرة العالم من منظمة الأونيسكو العام 2005". وختمت: "لذلك، تضع الجمعية هذا الأمر في مثابة إخبار بعهدة النيابة العامة البيئية، وبخاصة بعد أعمال الحفر ونقل صخور هذا الموقع لردم البحر في جونيه من المتعهد".

 

حماية آثار نهر الكلب تكشف جنون العظمة في مقر التيار وتسأل باسيل: من أين لك الـ15 مليون دولار؟

موقع الكتائب/السبت 22 شباط 2020

حماية آثار نهر الكلب تكشف جنون العظمة في مقر التيار وتسأل باسيل: من أين لك الـ15 مليون دولار؟

بعد أن نهش بيت التيار الوطني الحر المركزي تاريخ نهر الكلب أطلقت اليوم حملة حماية آثار نهر الكلب. كشف المسؤولون عن حملة حماية آثار نهر الكلب أن الحفريات لمقر التيار الوطني الحر المركزي في نهر الكلب قد بدأت منذ أكثر من سنة وأن هناك شيئاً من جنون العظمة في المقر الذي يبنى معتبرين أن من هو موجود في بعبدا ليس بحاجة الى هكذا مقر ولا حتّى مَن هو طامح للوصول الى بعبدا. ولفتوا الى "أن من يملك 15 مليون دولار لإنشاء هكذا مقر يمكن أن يساعد تلاميذ التيار الوطني الحر على التعليم أو أن يساعد الناس الذي ينتمون الى حزبه في هذه الأزمة التي نحن قادمون عليها". واعتبروا أننا تخطينا جميع المحظورات في العهد القوي وأصبحت القوانين إستنسابية. وكشفوا أن الحفريات التي بدأت منذ سنة تكلفتها مليون و200 ألف دولار وهذه الكلفة لم يدفعها التيار بل كانت "هدية" من صاحب شركة بحص وصاحب كسارات مقابل إعطائه رخصة كسارة جديدة ورخصة للشركة. وطالبوا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كمسؤول وكجزء من دولة فاسدة وفاشلة أن يقول لنا من أين له الـ 15 مليون دولار كلفة هذا المبنى. وأضافوا: "عندما يقول باسيل أنه لم يستطع أن يعمل نقول له "اشتغلت لكن لمصلحتك". وختموا متمنيين على رئيس الجمهورية ميشال عون أن يعطي أمراً لوقف هذه "المسخرة" لأن هذه المرة لن تسلم الجرّة.

 

عون: معالجة الأوضاع الاقتصادية من أولويات الحكومة

كوبيتش التقى رئيس الجمهورية وأكد دعم الأمم المتحدة للإصلاحات

بيروت/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن معالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد هي من أولويات الحكومة وعلى رأسها محاربة الفساد. وجاء كلام عون خلال لقائه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، حيث قال بأن «المعالجات قائمة للأوضاع المالية والاقتصادية الراهنة بالتعاون مع وفد صندوق النقد الدولي لاتخاذ القرارات المناسبة»، لافتا إلى أن «الإجراءات التي ستتخذ تهدف إلى حماية الواقع النقدي في البلاد وحفظ حقوق المواطنين ومصالحهم». وأضاف «معالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد ستكون من أولويات الحكومة بعد نيلها ثقة مجلس النواب، لا سيما أن الحكومة التي تشكل فريق عمل واحدا متضامنا عازمة على تحقيق ما هو مطلوب منها في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان». وشدد عون على أن «إحدى أهم المعارك التي ستخوضها الحكومة هي معركة مكافحة الفساد»، لافتا إلى أن ذلك «سيتزامن مع تشكيلات في المؤسسات والأجهزة المعنية التي تساهم في تحقيق الإصلاح المنشود». وأعرب رئيس الجمهورية عن أمله في «أن يكون موضوع النازحين السوريين في لبنان من النقاط التي سترد في التقرير الفصلي عن تطبيق القرار 1701 في الجلسة المقبلة لمجلس الأمن الدولي في بداية شهر مارس (آذار) المقبل»، مؤكدا أن «الاستقرار في الجنوب مستمر رغم التطورات التي حصلت مؤخرا في سوريا والعراق». وكان كوبيتش هنأ الرئيس عون بـ«تشكيل الحكومة الجديدة ونيلها الثقة»، مؤكدا «دعم الأمم المتحدة للإصلاحات التي تنوي اتخاذها»، وقال: «سأقدم تقريرا إلى مجلس الأمن عن واقع القرار 1701. وسأقوم بزيارات إلى عدد من الدول المعنية بالوضع اللبناني».

 

وفد “صندوق النقد” ليس متفائلاً بتجاوز لبنان مأزقه المالي قريباً

مسيرات "ستدفعون الثمن" رفضاً للسياسات المصرفية التي تستهدف صغار المودعين

بيروت ـ”السياسة” /22 شباط/2020

لم يسمع المسؤولون اللبنانيون من وفد صندوق النقد الدولي الذي واصل لقاءاته في بيروت، أمس، ما يوحي بإمكانية تجاوز المأزق المالي المتفاقم في وقت قريب، بالنظر إلى عمق الأزمة التي يعانيها البلد، وفي ضوء تراجع الارقام الاقتصادية بشكل مخيف، الامر الذي يحتم على الحكومة اللبنانية التي تعاني عجزاً مالياً غير مسبوق، أن تختار بين السيئ والأسواء، تجنباً للسقوط في الهاوية، وهو ما يحاول وفد “صندوق النقد”، أن يقوم به، وإن كانت زيارته استطلاعية، ولم يتم الغوص في جوهر المعالجة، باعتبار أن لبنان لم يطالب بعد الوفد وضع خطة انقاذية للخروج من المأزق . وكشفت أوساط وزارية لـ”السياسة”، أن “الحكومة استمعت من وفد صندوق النقد إلى وجهة نظره، للخروج من الأزمة الصعبة التي يمر بها لبنان”، مشيرة إلى أن “الحكومة ستدرس كل الخيارات، لاتخاذ ما يناسبها منها، في ما يتصل بتسديد سندات “يوروبوند”، على أن يتخذ القرار في الأيام المقبلة”. ولفتت، إلى أن “صندوق النقد بانتظار ما ستطلبه الحكومة اللبنانية على صعيد الاقتراحات التي يراها مناسبة، لإخراج البلد من مأزقه الذي يمر به مالياً” . وفي مؤشر على تردي وضعه المالي، خفضت وكالة “ستاندرد اند بورز”، تصنيف لبنان إلى CC/C توقعًا لإعادة هيكلة الدين مع نظرة مستقبلية سلبية”، مرجعة ذلك إلى اعتقادها أن إعادة الهيكلة أو عدم السداد في دين الحكومة شبه مؤكد بصرف النظر عن التوقيت”. وقالت “ستاندرد اند بورز”، أن “الإنقسامات الطائفية العميقة في النظام السياسي اللبناني والمخاطر الأمنية الشديدة في المنطقة سيواصلان إعاقة صناعة السياسات”.

وكشف رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، ان “الاجتماع مع بعثة صندوق النقد الدولي خلص الى دراسة الصندوق لآلية تخفيض نسبة الدين العام الى الناتج المحلي وإعادة تكوين رساميل المصارف وإمكانية تحرير سعر الصرف وإعادة تنشيط الاقتصاد”.

وأضاف: “لفتنا الانتباه ان أي مس بالودائع لخدمة الدين العام يخالف جميع المعايير ولم يحدث ذلك في أي بلد عانى المصاعب المالية، وان المصارف في رسملتها سوف تعتمد على مساهميها وعلى مساهمين جدد وربما من المودعين لكن يبقى الهم الأساسي أمام القطاع المصرفي هو الحفاظ على أموال المودعين كبيرة أو صغيرة ، وإذا كان متعذرًا الان السحوبات والتحاويل فيجب ان يبقى موقتًا ويعمل على تحرير الودائع قبل سعر الصرف”. وقال حمود : “رأينا ان الحلول تأتي من فوق اَي من موازنة الدولة وإدارة القطاع العام وتثبيت الإرادة بإحلال الأمن والنظام لعودة الاقتصاد واقرار الإصلاحات وتطبيقها بجدية لمخاطبة العالم من خلال مقررات مؤتمر “سيدر” وصندوق النقد الدولي، مشددا على انه “في غياب الرؤية الشاملة الكاملة لن يكون ممكنا الاستفادة من المؤسسات الدولية، ويبقى مرفوضًا من قبلنا المس بالودائع سيما وان الودائع محبوسة والفوائد الى انخفاض”.

وانطلقت مسيرة تحمل عنوان “ستدفعون الثمن” باتجاه ساحة الشهداء، وتوقفت أمام كل من المركز الرئيسي ل “فرنسبنك” ومصرف لبنان في الحمرا وأمام المراكز الرئيسية ل “بنك البحر المتوسط” و”بنك عوده” في باب إدريس، رفضا للسياسات المصرفية التي تستهدف صغار المودعين. وقطع بعض الشبان الطريق في المحلة (الكونكورد) مقابل الفرع الرئيسي لـ”بنك لبنان والمهجر”، وسط انتشار لعناصر قوى الامن الداخلي، مرددين شعارات “فليسقط حكم الدولار”. ووقع إشكال وتدافع بين بعض المحتجين والقوى الأمنية أمام مصرف لبنان سرعان ما تمّت معالجته وبدأ المحتجون برشق البيض على مبنى المصرف.

 

أوساط نيابية لـ”السياسة”: “التيار العوني” يلعب بنار الفتنة الطائفية

الحملة على حاكم مصرف لبنان تأتي بتنسيق مباشر مع "حزب الله"

بيروت ـ “السياسة” /22 شباط/2020

 مش كل مرة بتسلم الجرة”.. بهذه الكلمات الشديدة الوضوح، عبرت أوساط نيابية بارزة لـ”السياسة”، عن مخاوفها من “محاولات التيار الوطني الحر اللعب بنار الفتنة الطائفية، من خلال استفزازات مناصريه ضد مؤيدي الحزب التقدمي الاشتراكي أمام مصرف لبنان، يوم الخميس الماضي”، محملة “رئيس التيار جبران باسيل، مسؤولية هذه الاستفزازات التي تحمل في طياتها مخاطر حقيقية على السلم الاهلي، وإعادة توتير الأجواء الامنية، على غرار ما حصل في قبر شمعون قبل أشهر”. وأشارت، إلى أن “حملة التيار العوني على مصرف لبنان، إنما تأتي بتنسيق مباشر مع حزب الله لإستهداف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، للضغط عليه ودفعه للاستقالة، سعياً لتعيين شخصية مؤيدة للطرفين في هذا الموقع، تعمل على تنفيذ مطالب العهد وحلفائه، مع ما لذلك من مخاطر جسيمة على البلد والناس، وتحديداً على القطاع المصرفي والنقدي، باعتبار أن سلامة قام بدوره على أكمل وجه في حماية الليرة، في مواجهة الضغوطات التي تعرضت لها” . واستغرب عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن، “كيف لمن هو في السلطة من رأس الهرم الى القاعدة وعلى راسه رئيس الجمهورية ان يتظاهر ضد مؤسسة مصرف لبنان بغض النظر عن وجهة نظرنا منها.. وإذ اقر لهم حق التظاهر أسأل وزارة الداخلية: هل تم تقديم ترخيص لهذه التظاهرة؟ هل تم احترام القانون؟ فهي كادت ان توصل البلاد الى ما لا تحمد عقباه”. وقال: “حاولنا تنفيس الاحتقان قبل يوم من التظاهرة وحتى في اليوم نفسه في فترة ما قبل الظهر وانصار التيار هم من استفزونا اذا أتوا بالباصات والسلاح فكانت الشرارة الأولى للخلاف”، مشدداً على أن، “هدفهم التصويب على الحاكم وموقعه بهذه اللحظة الخطرة بهدف استبدال موظف بموظف وحاكم بحاكم”.

 

حزب الله” و”أمل” و”التيار العوني” يرفضون الانتخابات المبكرة

بيروت ـ”السياسة” /22 شباط/2020

 بينما يطالب “تيار المستقبل”، وحزب “القوات اللبنانية”، و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، وحزب “الكتائب”، بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، استجابة لمطلب الانتفاضة المستمرة منذ تشرين الأول الماضي، إلا أنه ووفقاً للمعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، من مصادر عليمة، فإن “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر”، قد أبلغوا من يعنيهم الأمر بأنهم ليسوا مستعدين للقبول بالانتخابات المبكرة، باعتبار أن هناك عقبات عديدة تحول دون تحقيق هذا الامر راهناً، وبالتالي فإن على الفريق الآخر الذي يطالب بمثل هكذا انتخابات أن يكف عن المطالبة بها، لأن ظروف البلد لا تتحمل السير بهذا الخيار غير القابل للتطبيق . وأشارت مصادر نيابية معارضة إلى قوى الثامن من آذار، ترفض إجراء انتخابات مبكرة لأنها تخشى أن تفقد الأكثرية بعد سقوط التسوية بين الرئيس سعد الحريري والعهد، باعتبار أن التحالفات ستتغير ما يعني أن الأكثرية ستذهب إلى تحالف المعارضة . وهذا ما يجعل “حزب الله” وحركة “أمل” يتمسكان بموقفهما الرافض للانتخابات المبكرة، خشية خسارة الأكثرية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة . ولفت النّائب هادي حبيش الى، “أننا ما زلنا نرى البعض يتلهى بمعارك دونكيشوتية والبحث عن ضحية لتبرئة نفسه من مشاركته في الحكم، في السلطة، مصورًا للرأي العام نفسه المنقذ وصاحب الحلول ويجتمع الكون ضده لمنعه من العمل”. وتتابع، “نقول للجميع بالفم الملآن أن المرحلة تحتاج الى التعالي عن الصغائر والكيدية، من أجل إنقاذ بلدنا، وهذا لا يكون إلا بتغيير ذهنية التعاطي، ونحن أخذنا قرارًا تجاوبًا مع مطالب الناس عندما استقال الرئيس الحريري، وانتقلنا الى موقع المعارضة البناءة، ونجد في المقابل من يحكم ويتحكم ويمارس المعارضة حينًا والولاء حينًا آخر، في حكومة اللون الواحد”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

المرصد: رتل عسكري تركي يدخل الأراضي السورية نحو إدلب

بيروت/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

استقدمت القوات التركية تعزيزات عسكرية جديدة نحو الأراضي السورية، ظهر اليوم (السبت)، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.ووفقاً للمرصد، دخل رتل عسكري تركي عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال مدينة إدلب، ويتألف من نحو 80 آلية عسكرية، واتجه نحو المواقع التركية في إدلب. وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة «خفض التصعيد» خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير (شباط) الجاري وحتى الآن، وصول أكثر من 2690 شاحنة وآلية عسكرية تركية إلى الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و«كبائن حراسة» متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 7400 جندي تركي. ويأتي هذا التطور بعد يوم من دعوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي، إلى ضرورة السيطرة على القوات السورية، ووضع حد للأزمة الإنسانية في منطقة إدلب السورية. وأضافت الرئاسة التركية أن إردوغان أبلغ بوتن أيضاً بأن التنفيذ الكامل للاتفاق الذي تم التوصل إليه في سوتشي الروسية عام 2018. سينهي القتال في المنطقة الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة السورية. ولم تشر الرئاسة في نص الاتصال الهاتفي إلى أي اتفاق جديد بين البلدين حول التطورات في سوريا. من جانبه، قال الكرملين إن الرئيس الروسي ونظيره التركي اتفقا خلال الاتصال الهاتفي على تكثيف الاتصالات بشأن منطقة إدلب السورية لخفض حدة التوتر وتطبيق وقف لإطلاق النار. وتزامن اتصال الرئيس التركي بنظيره الروسي، مع إعلان إردوغان أن قواته لن تنسحب من إدلب، ودعا إلى إقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية بعمق يتراوح بين 30 و35 كيلومترا. وتأتي هذه التطورات الميدانية، مع تحذير أطلقته الأمم المتحدة، بأن القتال في شمال غربي سوريا قد «ينتهي بحمام دم». وكررت الأمم المتحدة دعوتها لوقف إطلاق النار، بينما نفت موسكو تقارير عن نزوح جماعي للمدنيين نتيجة هجوم للجيش السوري، بدعم روسي في المنطقة. وفي وقت سابق قالت وزارة الدفاع الروسية، إن تركيا أرسلت كماً كبيراً من المدرعات والذخيرة لإدلب شمال غربي سوريا. ودعت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، تركيا للتوقف عن دعم ما وصفته بـ«مجموعات إرهابية» في إدلب، مشيرة إلى أنها شنت ضربات ضد فصائل مسلحة تدعمها أنقرة.

 

غوتيريش يخشى «مواجهة أكثر خطورة» وتحذير أممي من {حمام دم}

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من حصول مواجهة «أكثر خطورة ولا يمكن التنبؤ بعواقبها» في إدلب وما يحيط بها في شمال غربي سوريا بعد وقوع صدامات عسكرية بين القوات التركية وتلك التابعة لحكومة الرئيس بشار الأسد، مطالباً بـ«وقف فوري للنار» وبـ«إنهاء الكابوس الإنساني» للشعب السوري. وقال الأمين العام للمنظمة الدولية للصحافيين في نيويورك، إن الأزمة التي تتكشف في شمال غربي سوريا أدت إلى «خسائر بشرية فظيعة بين المدنيين»، مشيراً إلى فرار نحو 900 ألف شخص، أكثرهم من النساء والأطفال، من القتال الأخير «في ظل أكثر الظروف مأساوية». وأضاف أن «المئات قتلوا. وجرى اقتلاع كثيرين مرات عدة. الأطفال يتجمدون حتى الموت». ولاحظ أن «القتال يقترب الآن من مناطق فيها تجمعات أكبر من الناس، وبينهم النازحون»، ما «يهدد بخنق شريان الحياة الإنسانية»، مؤكداً أنه «يجري تجاهل القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين بشكل منتظم». ولفت إلى أنه «مع تقلص مساحة الأمان أكثر فأكثر، تزداد المعاناة الإنسانية سوءاً»، كاشفاً أن «نحو 2.8 مليون شخص في شمال غربي سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية». وأوضح أنه يدرس توجيه «نداء عاجل» للمانحين من أجل جمع 500 مليون دولار إضافية لتغطية حاجات النازحين الجدد خلال الأشهر الستة المقبلة.

وإذ وصف التطورات على الأرض بأنها «تزداد خطورة»، ذكر بأن منطقة خفض التصعيد في إدلب أنشئت عام 2017، لكن ترتيباتها بدأت في التعثر منذ فبراير (شباط) 2019. وتطورت هذا الشهر مع وقوع «اشتباكات قاتلة متكررة بين القوات التركية وقوات الحكومة السورية».

واعتبر أن «كل هذا يعني أنه بالإضافة إلى الوضع الإنساني الدراماتيكي والمتدهور، نحن أمام خطر مواجهة أكثر خطورة مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها». وطالب بما سماه «كسر الحلقة المفرغة للعنف والمعاناة»، مذكراً بأنه دعا مراراً إلى «وقف فوري للنار في إدلب وإنهاء الكارثة الإنسانية». ورأى أنه ينبغي الآن «تجنب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه». وإذ شدد على أنه «لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية»، طالب بـ«وقف هذا الكابوس الإنساني (...) للشعب السوري الذي طالت معاناته. يجب أن يتوقف الآن». في غضون ذلك، حذر الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في جنيف ينس لاركيه من اشتداد المعارك في شمال غربي سوريا وزحفها إلى المخيمات التي لجأ إليها النازحون والمواقع المجاورة لها. ودعا إلى «وقف فوري للنار لمنع المزيد من المعاناة»، معبراً عن خشيته من «حمام دم». وأضاف أنه يوجد حالياً 900 ألف نازح؛ 60 المائة بينهم أطفال ومعظمهم يقيمون في مناطق تزداد اكتظاظاً بالنازحين يوماً بعد يوم، لا سيّما في المناطق القريبة من الحدود بين إدلب وتركيا. وقال إن «ثلث النازحين، أي 330 ألف شخص، فرّوا إلى مناطق في شمال محافظة حلب المحاذية لإدلب»، مرجّحاً أن «170 ألفاً من النازحين الجدد يقيمون في العراء أو في مبانٍ غير مكتملة»، فضلاً عن «أكثر من 280 ألفاً منهم يقيمون في مخيمات أصلاً مكتظة وتجاوزت قدرتها الاستيعابية، أو في مخيمات مؤقتة، حيث يبنون خياماً بشكل فردي دون أن تتوفر لديهم الخدمات الأساسية مثل المراحيض».

 

طائرات روسية وسورية تشن 60 غارة على ريف إدلب

بيروت/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

وثّق «المرصد السوري» مقتل طفلة جراء قصف جوي روسي على قرية جوزف بجبل الزاوية، مع استمرار القصف الجوي بوتيرة مكثفة على محافظة إدلب. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع أكثر من 60 غارة شنتها طائرات حربية تابعة للنظام وحليفه الروسي منذ فجر اليوم (السبت)، مستهدفة خلالها أماكن في كفرنبل والبارة واحسم وبينين والفطيرة وابيين وسرجة وجوزف وأماكن أخرى بجبل الزاوية في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، بالتزامن مع قصف صاروخي مكثف. ونشر المرصد السوري، صباح اليوم، أنه رصد قصفا مكثفا من جانب قوات النظام لأماكن في دير سنبل وكفرنبل وحاس وبسقلا بريف إدلب، ومحيط وأطراف كل من الأتارب ودارة عزة غرب مدينة حلب، بينما يشهد محور النيرب شرق إدلب، عمليات قصف مكثف ومتبادل، بين قوات النظام من طرف، والفصائل والقوات التركية من طرف آخر، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس (الجمعة) لوقف إطلاق النار فوراً في منطقة إدلب بسوريا «لإنهاء الكارثة الإنسانية وأيضاً الآن لتجنب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه». وقال غوتيريش: «لنحو عام تقريباً شهدنا سلسلة من الهجمات البرية للحكومة السورية بدعم ضربات جوية روسية. تكررت هذا الشهر الاشتباكات القاتلة بين القوات التركية وقوات الحكومة السورية». وأضاف للصحافيين في نيويورك: «هذا الكابوس الذي صنعه البشر لمعاناة الشعب السوري المطولة يجب أن يتوقف... يجب أن يتوقف الآن». وتقاتل القوات السورية مدعومة بالقوة الجوية الروسية منذ ديسمبر (كانون الأول) للقضاء على آخر معاقل مسلحي المعارضة في الحرب التي أسفرت عن مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف سوري وشردت ملايين آخرين وحولت مناطق كثيرة من البلاد إلى أنقاض. وأدى الهجوم الأخير في منطقتي حلب وإدلب بشمال غربي سوريا إلى نزوح نحو مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال فروا من الاشتباكات بحثاً عن ملاذ آمن في الشمال قرب الحدود التركية.

 

القرني متهماً أردوغان بقتل اليمنيين: كنت مخدوعاً فيه

الرياض – وكالات/22 شباط/2020

أعرب الداعية عائض القرني، عن خيبة أمله العميقة إزاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واتهمه بالتدخل في “كل فتنة” إقليمية، بما في ذلك النزاع اليمني. وذكّر القرني، في تسجيل مصور، بفيديو قديم له يثني فيه على أردوغان، وقال بشأن ذلك، “كنت مخدوعاً به كغيري من المسلمين، كنت مغروراً به، أظهر لنا حسناً، ونحن نحب الإسلام ومن ينصر الإسلام”. وقال إن أردوغان “ظهر على حقيقته من خلال مواقف وأفعال مشينة معيبة”، بما فيها “العداء للسعودية”. وأشار إلى أن أردوغان كان “أول زعيم إسلامي زار حائط المبكى اليهودي، ولدى إسرائيل سفارة في بلده”، مضيفاً إنه “باع القضايا الإسلامية كلاماََ، باع السوريين كلاماً ثم قدمهم للمحرقة والمهلكة وتخلى عنهم، دخل في كل فتنة أعلنت في المنطقة، شارك في ليبيا في قتل الليبيين، وفي اليمن في قتل اليمنيين، وفي سورية في قتل السوريين”. واتهمه بالوقوف إلى جانب “كل عدو يعادي السعودية”، مشدداً على أن “(خادم الحرمين الشريفين) الملك سلمان بن عبدالعزيز، وليس أردوغان، هو القائد الحقيقي للأمة الإسلامية”، وواصفاً الرئيس التركي بأنه “بائع كلام يستضيف كل من خان وانشق على وطنه”.

 

الأسد يكثّف قصف ريفي حلب وإدلب والأمم المتحدة تحذر من “حمام دم”

قمة رباعية بشأن إدلب في 5 مارس .. وفتح طريق دمشق - حلب أمام حركة السير

دمشق – وكالات/22 شباط/2020

 كثف جيش النظام السوري أمس، استهدافه لمحاور تحرك وخطوط إمداد المسلحين المدعومين من تركيا في ريفي حلب الغربي وإدلب الجنوبي والشرقين فيما حذرت الأمم المتحدة من حمام دم في المنطقة. وأفادت أنباء صحافية، بأن “استهدافات الجيش المركزة بسلاحي الصواريخ والمدفعية ضد المجموعات الإرهابية في محيط قميناس وجبل الأربعين وأطراف مدينة أريحا وكفرنبل وحاس بريف إدلب، أصابت بدقة تحصينات ومقرات وعربات مدرعة للإرهابيين ودمرتها”. وأشارت إلى أن “وحدات الجيش وجهت ضربات كثيفة بالصواريخ والمدفعية على نقاط تحصن الإرهابيين وخطوط إمدادهم في محيط الأتارب وأطراف دارة عزة وكبدتهم خسائر في الأفراد والعتاد”. من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “القوات الحكومية قصفت أماكن في بلدات دير سنبل، وكفرنبل وحاس وبسقلا بريف إدلب، ومحيط وأطراف كل من الأتارب ودارة عزة غرب مدينة حلب، بينما يشهد محور النيرب شرق إدلب عمليات قصف مكثف ومتبادل بين الجيش السوري من طرف والفصائل والقوات التركية من طرف آخر، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن”. وفي وقت لاحق، أعلن وزير النقل السوري علي حمود، افتتاح الطريق الدولي دمشق – حلب أمام حركة السير والمرور، ووضعه في خدمة المواطنين، وذلك بعد أن تم تأمين الطريق وإزالة المتاريس. من جهة أخرى، حذرت الأمم المتحدة، أول من أمس، من أن القتال في شمال غرب سورية قد “ينتهي بحمام دم”، وكررت دعوتها لوقف إطلاق النار، بينما نفت موسكو تقارير عن نزوح جماعي للمدنيين نتيجة هجوم النظام السوري بدعم روسي في المنطقة. وطالب الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في مؤتمر صحافي، أول من أمس، بوقف فوري لإطلاق النار

في ادلب شمال غرب سورية، محذراً من أن التطورات الجديدة على الأرض “تزيد خطورة الأوضاع إلى جانب الأزمة الإنسانية المروعة”. ودعا إلى “كسر الحلقة المفرغة من العنف والمعاناة” مشددا على “ان الرسالة واضحة وهي أن الحل العسكري لن ينهي الأزمة السورية ولكن الحل الوحيد الممكن يظل سياسياً”.

من جهته، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، إن الأطفال يشكلون نحو 60 في المئة من 900 ألف شخص نزحوا وتقطعت بهم السبل في مساحة آخذة في التضاؤل. وأضاف “ندعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع مزيد من المعاناة، وما نخشى أن ينتهي بحمام دم”. بدورها، نفت وزارة الدفاع الروسية تقارير عن نزوح مئات آلاف السوريين من إدلب باتجاه الحدود التركية، في منطقة تبقي فيها القوات التركية على مواقع مراقبة، مضيفة إنها تقارير كاذبة، وحضت أنقرة على السماح لسكان إدلب بدخول مناطق أخرى في سورية. وفشل مسؤولون أتراك وروس في التوصل إلى حل يوقف الاشتباكات، خلال جولات عدة من المحادثات. في وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن محادثات بين وزيري الدفاع الروسي والتركي بشأن الوضع في إدلب. من ناحيته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحافيين، إن زعيمي فرنسا وألمانيا اقتراحا قمة رباعية مع روسيا في إسطنبول في الخامس من مارس المقبل، لكن بوتين لم يقبل الدعوة بعد. وكرر أن تركيا لن تسحب قواتها من إدلب. وأضاف إن تركيا تواصل العمل على بناء مساكن للمهاجرين السوريين في “منطقة آمنة” بعمق 30 إلى 35 كيلومتراً داخل سوريا، على امتداد الحدود مع تركيا. وفي وقت لاحق، اتفق أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تكثيف المشاورات الثنائية بهدف ضمان وقف اطلاق النار في إدلب. وذكرت الرئاسة الروسية في بيان، أن بوتين اعرب خلال اتصال هاتفي أجراه مع أردوغان عن قلقه الجدي للتطورات في إدلب، وشدد على ضرورة احترام سيادة سورية وسلامة اراضيها، مضيفة إن الجانبين اتفقا على تكثيف المشاورات بين العسكريين من كلا البلدين.

 

داعش” يعدم 11 راعياً سورياً ويسطو على أغنامهم

دمشق – وكالات/22 شباط/2020

 نفذ عناصر من تنظيم “داعش” مجزرة جديدة، بإعدام 11 راعياً سوريا، وذلك أثناء رعي أغنامهم في بادية السبخة قرب منطقة يتواجد فيها الجيش الأميركي جنوب محافظة الرقة. وقالت مصادر محلية بريف الرقة، ليل أول من أمس، إن “مجموعة مسلحة من فلول داعش أعدمت 11 مواطناً سورياً أثناء قيامهم برعي أغنامهم في بادية السبخة بريف الرقة المرتبطة مع بادية محافظة حماة”. وأضافت إن المجزرة وقعت بمحيط قريتي علي الغانم وزور شمر، اللتان تبعدان مسافة 15 كيلومتراً شرق بلدة السبخة، الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، مشيرة إلى أن مسلحي “داعش” أعدموا الرعاة الـ11 بعد أن كبلوهم وأطلقوا الرصاص على رؤوسهم بشكل مباشر.

 

أوتشا”: نتعامل مع 1.1 مليون نازح في شمال غرب سورية وحدها

جنيف – كونا/22 شباط/2020

 أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية “أوتشا”، أن عدد النازحين بمنطقة شمال غرب سورية تجاوز أسوأ الاحتمالات التي كانت المنظمات الإنسانية تتوقعها. وقال المتحدث الإعلامي باسم المكتب ينس لاركه في مؤتمر صحافي، في جنيف، أول من أمس، إن مسؤولي “أوتشا” وشركاءهم في العمل الإنساني كانوا يعتقدون أن الحد الأقصى للنازحين لن يصل إلى 800 ألف نسمة إثر اندلاع العمليات العسكرية في تلك المنطقة مطلع ديسمبر العام 2019. وأضاف إن منظمات المساعدات الإنسانية تبحث حالياً في سبل التعامل مع 1.1 مليون نسمة في شمال غرب سورية وحدها، مشيراً إلى أن الطقس المتجمد الذي يمر به النازحون دفع بالناس إلى حرق حتى ملابسهم للتدفئة. وأشار إلى أن تلك الأوضاع جعلت المبالغ المطلوبة للعمل الإنساني تقفز من 336 مليون دولار إلى نحو نصف مليار دولار، لم تتلق الأمم المتحدة منها سوى مئة مليون دولار. وأوضح أن المناطق التي يقصدها النازحون مكتظة بنازحين آخرين، ما يفاقم الأوضاع والاحتياجات الإنسانية، سيما أن نحو 60 في المئة من النازحين هم من الأطفال والقصر. وأضاف إن نحو 170 ألف من النازحين الجدد يعيشون في مبان بلا أسقف، فيما يقيم نحو 280 ألفاً آخرين في مخيمات ممتلئة فوق طاقتها.

 

أردوغان يعترف بمقتل مرتزقة أتراك وسوريين على يد الجيش الوطني في طرابلس

سلامة: محادثات وقف إطلاق النار في جنيف تواجه عقبات

طرابلس، عواصم- وكالات/22 شباط/2020

 جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التأكيد على وجود قوات تركية في العاصمة الليبية طرابلس إلى جانب مقاتلين سوريين، من أجل مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر. وقال أردوغان خلال مشاركته في مراسم تدشين طريق بري في ولاية إزمير غرب تركيا، إن “بلاده تحارب حفتر في ليبيا”، مشيرا إلى سقوط عدد من القتلى في الجانب التركي هناك. وأضاف: “نحن موجودون بجنودنا والجيش الوطني السوري في ليبيا، ولدينا بعض القتلى هناك، ولكننا أوقعنا نحو 100 قتيل وجريح من قوات حفتر”. في غضون ذلك، أفادت مصادر إعلامية بمقتل ثلاثة عسكريين أتراك كبار ومترجمهم السوري، بقصف الجيش الليبي لسفينة في ميناء طرابلس قبل أيام، قال إنها تحمل أسلحة للميليشيات. كما ذكرت أنه تم نقل جثثهم إلى قاعدة عسكرية تركية جنوب أنقرة فجر السبت انطلاقاً من مطار معيتيقة. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تواصل عملية نقل المقاتلين من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية، مشيراً إلى أن عدد المجندين الذين وصلوا إلى طرابلس فاق الألفين. وعن المحادثات في جنيف، أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة أن محادثات وقف إطلاق النار تسير في “الاتجاه الصحيح”، لكنه أوضح أنه “يواجه عقبات” تتعلق بانتهاكات حظر الأسلحة والهدنة التي أعلنت الشهر الماضي.

وتعليقاً على شروط قائد الجيش الليبي لتثبيت وقف النار، ومنها انسحاب “مرتزقة تركيا ووقف تسليح الميليشيات في طرابلس”، قال سلامة إنها شروط معقولة. وعما إذا كان الطرف الآخر مستعدا لقبول الشروط أو المطالب، قال “أعتقد أن هذه المطالب معقولة، وأعتقد أن الطرف الآخر يراها معقولة أيضا، والسؤال الآن هو متى وما هو المقابل؟ هذا هو التفاوض”. إلى ذلك، أوضح سلامة في مقابلة مع رويترز، أول من أمس، خلال استراحة من المحادثات العسكرية في جنيف والتي استؤنفت بعدما انسحبت منها حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج منها، ومن ثم عادت “المسألة ليست أن طرفا عاد، المسألة أن طرفا عاد بنية المضي قدما، وهذا أمر مختلف، هل نمضي في الاتجاه الصحيح؟ قناعتي أننا كذلك”. وقال إنه يتوقع انعقاد المحادثات السياسية في جنيف يوم الأربعاء المقبل لكنه يعمل على إجراءات لبناء الثقة.

 

فصائل تركيا تسرق أسلاك الكهرباء من المنازل

دمشق – وكالات/22 شباط/2020

 أفادت أنباء صحافية أمس، بأن الفصائل الموالية لتركيا تمارس جميع أنواع الانتهاكات في مناطق شمال شرق سورية، التي دخلتها إثر هجوم تركي العام الماضي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الفصائل السورية المدعومة من تركيا نفذت عمليات “تعفيش” (سرقة المنازل المتروكة من أهلها) في قرية أم عشبة بريف الحسكة. ونقل عن مصادر موثوقة قولها، إن الفصائل هدمت المنازل الطينية القديمة لاستخراج الخشب منها، كما سحبت الأسلاك الكهربائية من المنازل لبيعها خردة، مضيفة إن منازل المواطنين في تلك المنطقة تعرضت لعمليات سرقة كبيرة بعد السيطرة عليها عبر عملية عسكرية تركية.

 

تركيا قلقة من محاولة انقلاب جديدة على خلفية تدخلاتها في سورية وليبيا وشقيق أردوغان قاد الفساد و"المحسوبية"

أنقرة – وكالات/22 شباط/2020

 تعاني النخبة التركية من حالة انقسام بشأن عمليات الجيش التركي في سورية وليبيا، وسط توقعات بحدوث انقلاب جديد على سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان. وتحت عنوان “تخوف من انقلاب في تركيا”، كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، إن هناك احتمال بحدوث انقلاب جديد في تركيا، وهو ما أصاب أنقرة بارتباك في أنقرة، وفق ما أكده مصدر تركي مطلع على المناقشات الدائرة داخل الأوساط الحكومية. وتتحدث دراسة “راند”، التي شغلت نحو 300 صفحة، عن حالة توتر في دوائر الجيش التركي. وقال مصدر “نيزافيسيمايا غازيتا” التركي، إن “الكل يناقش هذا الموضوع، لأنهم يعتقدون بأن التقارير التي تعدها مؤسسة راند إما تعكس السياسة الخارجية للولايات المتحدة أو يمكنها تغييرها”. وفي إجابته عن سؤال من صحيفة “حريت” بشأن استنتاجات الخبراء الأميركيين، نفى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن يكون هناك منظمة أو أحد في تركيا قادراً على القيام بانقلاب، ميراً إلى أن الحكومة مستعدة لمثل هذا السيناريو.

من ناحيته، تحدث الصحافي في جريدة “صباح” التركية حسن بصري يلتشين، عن وجوب أن يؤخذ تقرير “راند” على محمل الجد، لأن مؤسسة التحليل الصادر عنها تقدم المشورة للوكالات الحكومية في الولايات المتحدة. وقال إنه “لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى هذه المسألة من خلال نظرية المؤامرة، إذا كنتم لا ترون أن هذا كله يتم تنسيقه من مركز واحد، فليس لدي ما أضيفه، لا تفاجأوا إذا جرت محاولة انقلاب أخرى”. بدوره، اعتبر الكاتب في صحيفة “يني شفق” يوسف قبلان، أن الانقلاب التالي لن يقوم به مؤيدو الداعية فتح الله غولن، إنما الكماليون والجماعات العلمانية في القوات المسلحة التركية. من ناحية ثانية، تواصلت “الفضائح” المرتبطة بانتشار “المحسوبية” في حزب “العدالة والتنمية”، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتكشف، وآخرها مكالمة كشف تفاصيلها موقع “نورديك مونيتور” الاستقصائي. وذكر “نورديك مونيتور”، أن محادثة تمت بين مصطفى أردوغان، شقيق الرئيس التركي، ورئيس هيئة دعم وتشجيع الاستثمار التركية السابق إيلكر آيجي، طلب فيها الأول التوسط لتوظيف أحد الأقرباء البعيدين من أردوغان.

 

إقبال فاتر على الانتخابات الإيرانية وسط توقعات بسيطرة المحافظين/{كورونا} تلغي بصمة الناخبين... وتباين حول نسبة المشاركة

لندن – طهران/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

أدلى الناخبون الإيرانيون بأصواتهم الجمعة أمس في انتخابات تشريعية يتوقّع أن تعزز مقاعد الأغلبية المحافظة في البرلمان الحالي، وسط قلة الحماسة بسبب الركود الاقتصادي والأزمات العديدة ورفض مجلس صيانة الدستور مئات المرشحين المؤيدين للرئيس حسن روحاني. وتأتي الانتخابات التشريعية، وهي الحادية عشرة في البلاد منذ إعلان ولاية الفقيه في عام 1979، في أعقاب توتر شديد بين إيران والولايات المتحدة وإسقاط طائرة مدنية أوكرانية، بصاروخ دفاعات «الحرس الثوري» أثار احتجاجات واسعة شهدتها طهران ضد الحكومة. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن المرشد الإيراني علي خامنئي دعا لدى الإدلاء بصوته الإيرانيين إلى المشاركة في التصويت، قائلا إن ذلك «سيضمن مصلحة البلاد الوطنية». وكان خامنئي منذ مقتل القيادي في «الحرس الثوري» قاسم سليماني، بضربة أميركية في العراق، قد كرر الدعوة عدة مرات، «حتى إن كانوا من غير الراغبين به شخصيا» للمشاركة في الانتخابات، وربط بين الانتخابات واستراتيجية الضغط الأقصى التي تمارسها الولايات المتحدة وتعتبرها المؤسسة الحاكمة في إيران، محاولة لإسقاط النظام. ومع تزايد التكهنات حول المقاطعة اتخذ خامنئي خطوة أكبر من الدعوات الأسبوع الماضي، واعتبر المشاركة في الانتخابات «واجبا دينيا».وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية تشكلت طوابير أمام مكاتب الاقتراع جنوب طهران حيث للمحافظين قاعدة انتخابية متينة وكان أعداد الناخبين أقل في شمال العاصمة. وأثناء الإدلاء بصوته قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: «نحن في غاية السعادة لإضافة يوم عظيم جديد لتاريخ بلادنا وثورتنا».

تضارب الاحصائيات

وبعد خمس ساعات على عملية الاقتراع، بلغت المشاركة في عموم إيران نحو 7.7 مليون بحسب وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي. وبعد أقل من أربع ساعات على إعلان فضلي، قال رئيس لجنة الانتخابات إن المشاركة وصلت إلى نحو 11 مليونا، ما يعادل 19 في المائة من مجموع الناخبين البالغ عددهم 58 مليونا، وسيتنافس في الاقتراع 7148 مرشحاً على 290 مقعداً في البرلمان، علما بأن مجلس صيانة الدستور رفض 7296 طلب ترشّح، غالبية مقدميها من المعتدلين والإصلاحيين. وأعلن وزير الداخلية لاحقا أنه أمر بتمديد فترة الانتخابات ساعتين إضافيتين في دوائر العاصمة طهران، قبيل انتهاء الساعات العشر على عملية التصويت. ونقلت وكالة «فارس» عن فضلي قوله: «سنعلن نسبة المشاركة السبت». وقال رئيس الشرطة الإيرانية، الجنرال حسين اشتري إنه لم تسجل أي تهديدات أمنية.

وأفادت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» نقلا عن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، عباس كدخدايي، بأن «نسبة المشاركة لم تختلف عن الانتخابات البرلمانية السابقة»، وقال إنها «زادت في بعض المحافظات». وقالت الوكالة إن المشاهدات الميدانية لمراسليها تظهر إقبالا يتراوح بين 60 إلى 70 في المائة من نسبة المصوتين في طهران، اختارت قائمة «إيران الشامخة» المحافظة التي يترأسها عمدة طهران السابق والقيادي في «الحرس الثوري»، محمد باقر قاليباف. وقالت الوكالة إن «بعض المعطيات تشير إلى مشاركة بين 39 إلى 40 في المائة (23 إلى 24 مليونا)»، مشددا على أن النسبة «تفوق 30 في المائة» في طهران. ولا يتوقّع أن يتم إعلان النتائج النهائية في العاصمة طهران قبل يوم الأحد.

كورونا في الانتخابات

اتهم مسؤول أعداء إيران بتضخيم تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أدى إلى وفاة أربعة أشخاص في البلاد هذا الأسبوع لضرب مصداقية الانتخابات. وقال رئيس لجنة الانتخابات في طهران شكرالله حسن بيكي قوله «آخر محاولة لتقويض الاقتراع كانت تضخيم أنباء تفشي فيروس كورونا المستجد بالقول إن حبر الانتخابات ملوث»، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. لكن وكالة «إرنا» الرسمية نقلت عن رئيس لجنة الانتخابات جمال عارف أن البصمة «أمر اختياري» في عملية التصويت بعدد من المحافظات خشية تفشي فايروس كورونا. وأشار إلى موافقة وزارة الصحة ومجلس صيانة الدستور.

وقبل يومين على فتح أبواب الاقتراع أعلنت السلطات عن حالتي وفاة بفيروس كورونا، توقّع محلّلون إقبالا ضعيفا على الاقتراع مع ميل متزايد لمقاطعة الاستحقاق، مما سيصب في مصلحة المحافظين على حساب روحاني الذي فاز في عام 2017 بولاية رئاسية ثانية على خلفية وعود بتعزيز الحريات وحصد ثمار التقارب مع الغرب. تشهد إيران أزمة ركود اقتصادي وارتفاعا للتضخّم جراء العقوبات الأميركية القاسية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى في عام 2018، بهدف تعديل سلوكها الإقليمي واحتواء برنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية. ومنذ أول ساعات الصباح تناقلت وكالات إيرانية صورا من وصول المسؤولين الإيرانيين. وركزت التغطية الإعلامية على دوائر مقربة من مناطق استقرار الوزارات وإقامة المسؤولين مثل حسينية إرشاد وحسينية جماران معقل المرشد الإيراني الأول (الخميني). ونقلت وكالة «تسنيم» صورا لقائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني وقالت إنه أدلى بصوته في دائرة انتخابية في العاصمة طهران دون أن تحدد الموقع. كما نشرت الوكالة صورة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي أثناء وجوده في حسينية جماران معقل حلقة المرشد الأول (الخميني). وهذه المرة الأولى التي تنشر فيها وكالة لـ«الحرس الثوري» صورة واسم خاتمي بعدما شملته القيود التي فرضت قبل أكثر من تسع سنوات على زعيمي التيار الإصلاحي ميرحسين موسوي ومهدي كروبي. وفرضت السلطات قيودا على وسائل الإعلام في ذكر اسم خاتمي.

نواب ينتقدون اقصاءهم

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن النائب علي مطهري قوله: «لو كانت هناك إمكانية لمشاركة الوجوه البارزة لكانت المشاركة أوسع من هذا». وقال: «البرلمان الحادي عشر لا يمكن أن يكون أحادي الصوت لكن من دون شك رفض أهلية المرشحين ترك أثره على دخول شخصيات بعض التيارات السياسية». وكان مطهري المحافظ المعتدل نائبا لرئيس البرلمان لثلاث سنوات وخسر في العام الحالي مقعده لنائب محافظ قبل أن يرفض مجلس صيانة الدستور طلبه للترشح. وقال النائب السابق إلياس حضرتي إنه قام بالتصويت رغم استبعاده. وأضاف: «قال مجلس صيانة الدستور إني لا أقبل الإسلام». وقال المتحدث باسم مجلس صیانة الدستور «تحقق الاحتفال الوطني، اليوم الشعب الإيراني الفخور يتوجه لصناديق الاقتراع لتقرير مصيره وبناء إيران». وأضاف: «التقارير تشير إلى مشاركة واسعة...». والخميس أضافت واشنطن إلى قائمة العقوبات أسماء خمسة مسؤولين إيرانيين مكلّفين فحص طلبات الترشّح بينهم أمين مجلس صيانة الدستور أحمد جنّتي. وقلل جنتي (92 عاما) من أهمية العقوبات قائلا: «أتساءل ماذا سنفعل بكل الأموال التي نملكها في حسابات مصرفية أميركية؟». وتابع: «لم يعد في إمكاننا الذهاب إلى هناك حتى في عيد الميلاد!». وقال المتحدث باسم المجلس عباس كدخدائي، أحد المسؤولين الخمسة المشمولين بالعقوبات، إنّ «النظام الأميركي أظهر بفرضه عقوبات غير مشروعة... على أعضاء في مجلس صيانة الدستور أنّه لا يمتّ إلى الديمقراطية بصلة وأنّه يفضّل الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة». من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن التدابير العقابية الأميركية الجديدة لا تثبت «سوى يأس» واشنطن و«فشل» حملتها في «ممارسة أقصى الضغوط» على إيران. وقبل الاقتراع أقصى مجلس صيانة الدستور آلاف المرشحين الداعمين للرئيس حسن روحاني ينتمي معظمهم إلى الائتلاف الحكومي بين المعتدلين والإصلاحيين. وأضاف: «أصبحنا اليوم أكثر تصميما على حماية تصويت الشعب». وتوقّع مجلس صيانة الدستور أن تبلغ نسبة المشاركة في الانتخابات الجمعة 50 في المائة على الأقل. إلا أن عددا كبيرا من الناخبين أبدوا لامبالاة بالاستحقاق. وشهدت إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) مظاهرات احتجاجا على رفع أسعار المحروقات تحوّلت إلى احتجاجات تطالب بإسقاط نظام ولاية الفقيه وواجهتها السلطات بحملة قمع أوقعت 1500 قتيلا، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مسؤولين بوزارة الداخلية الإيرانية وذلك بأوامر من خامنئي.

احتجاجات ومقتل سليماني

وكانت الاحتجاجات هي ثاني أكبر احتجاجات بعد فوز روحاني بولاية رئاسية ثانية بانتخابات مايو (أيار) 2017 عندما تغلب على المرشحين المحافظين. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2017، شهدت إيران زلالا كبيرا بخروج احتجاجات ضد تدهور المعيشي وكان قوامها أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة، وهو ما أثار تساؤلات حول انهيار القاعدة الشعبية للنظام. وفي الأشهر السبعة الأخيرة أوشكت طهران وواشنطن مرّتين على الدخول في حرب، لا سيّما بعد استهداف الولايات المتحدة قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني الفريق قاسم سليماني في 3 يناير (كانون الثاني). وردد المحتجون على مدى العامين الماضيين شعارات تندد بإنفاق إيران على الأجندة الخارجية التي يتولي «الحرس الثوري» مسؤولية تنفيذها. وجاء مقتل سليماني بعد شهور من حملة دعائية أطلقتها السلطات بمناسبة عشرين عاما على توليه مسؤولية الذراع الخارجية لـ«الحرس» الإيراني. وبعد مقتله، حشدت قوات «الحرس» أنصار النظام في جنازة سعت وراء إظهار الدعم الداخلي لـ«الحرس»، لكنها سرعان ما تعرّضت لنكسة بعدما اعترف «الحرس الثوري» تحت ضغوط دولية وشعبية، بمسؤوليته عن إسقاط طائرة مدنية أوكرانية في 8 يناير ما أدى إلى مقتل 176 شخصا. وأججت الحكومة الغضب الشعبي بنفيها لأيام مسؤولية إيران عن الكارثة، لكنها امتنعت عن التجاوب مع طلبات التحقيق الدولية. ووقعت الكارثة وسط استنفار للدفاعات الإيرانية تحسبا لرد أميركي على إطلاق قوات «الحرس» قبل ساعات صواريخ على قواعد عسكرية في العراق تستخدمها القوات الأميركية، انتقاما لسليماني. وقال محرر شؤون السياسة الداخلية الإيرانية بموقع «روز أونلاين» سابقا، بهروز صمد بيغي عبر «تويتر»: «لا أتذكر أن معدل المشاركة تم تأجيله لغداة الانتخابات، قد يعني ذلك أنهم ينتظرون المشاورات وأوامر من الأعلى لصناعة أرقام». وقال الصحافي محمد مساعد الذي أطلق سراحه قبل شهور، إن مرشح قسم كبير من الإصلاحيين في مدينة رشت هو الطبيب الذي أجرى لي فحصا طبيا ليلة استجوابي لدى جهاز استخبارات «الحرس الثوري». وأضاف: «وفي الواقع، الآن مرشح المحافظين هو جنرال في الحرس الثوري، ومرشح الإصلاحيين طبيب استخبارات الحرس الثوري. المضحك أن المجموعة الثانية تقول: صوتوا لنا لكيلا يسقط البرلمان في قبضة الحرس».

 

الإيرانيون قاطعوا “مسرحية الانتخابات” وخامنئي يُهيمن على البرلمان

طهران على قائمة "فاتف" السوداء لتمويل الإرهاب... وتحتجز سفینة بخليج عمان وتعتقل بحاريها

طهران، عواصم – وكالات/22 شباط/2020

 وسط أنباء عن تقدم المتشددين الموالين للمرشد علي خامنئي، تواصلت عمليات فرز الأصوات لانتخابات مجلسي الشورى وصيانة الدستور الإيرانيين طوال يوم أمس، في ظل توقعات بالإعلان عن النتيجة النهائية في نهاية يوم أمس أو اليوم الأحد، بالنسبة للمدن الكبيرة كطهران. وفي حين أفادت وكالة رويترز بتصدر مرشحي “الحرس الثوري” نتائج الانتخابات في طهران، عبر قائمة حزب المحافظين الأصوليين “إيران سربلند”، أكدت مجموعات معارضة أن نسب الإقبال كانت ضعيفة، بل الأدنى منذ سنوات، مما لعب لصالح المتطرفين.

وأفادت منظمة “مجاهدي خلق” في بيان، أن تقارير عدة من آلاف الدوائر الانتخابية في 31 محافظة، أظهرت مقاطعة واسعة النطاق للشعب الإيراني، لما وصفتها بـ”مسرحية الانتخابات”. وبعد انتهاء التمديد لفترة الاقتراع التي انتهت عند الساعة الثانية عشرة من ليل الجمعة، أظهرت آخر النتائج وفقا للهيئة العليا للانتخابات عدا دائرة طهران، فرز الأصوات في 111 دائرة انتخابية من أصل 208 دوائر، كما أكدت فوز 115 مرشحا بمقاعد في البرلمان، من أصل 290 مقعدا، وخوض ثلاثة دوائر جولة إعادة، حيث لم يحصل مرشحوها على 20 في المئة من الأصوات. كما أظهرت النتائج فوز 14 مرشحا ممن كانوا في حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بمقاعد، وأشارت النتائج الأولية إلى تقدم المحافظين في شغل مقاعد البرلمان. ونقلت وكالة أنباء “فارس” عن مصادر مطلعة، تقدم محمد باقر قاليباف عن دائرة طهران، منوهة بأنه شارك في طهران 1.9 مليون ناخب من أصل 9 ملايين 644 ألفا و981 شخصا يحق لهم التصويت، كما تناقلت وسائل إعلام، أن قائمة المرشحين المرتبطين بالحرس الثوري تصدرت نتائج العاصمة. من جهته، أكد المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي، أن الإعلان عن صحة الانتخابات سيتم بعد تدقيق التقارير والنتائج، بينما قال المتحدث باسم لجنة الانتخابات سيد اسماعيل موسوي، إن نتائج الاقتراع في انتخابات مجلسي الشورى وخبراء القيادة، اتضحت في بعض المحافظات، مبينا أن الإعلان عن النتيجة النهائية سيكون في نهاية يوم أمس أو اليوم الأحد، بالنسبة للمدن الكبيرة كطهران.

وكان وزير الاستخبارات الإيراني الذي زار لجنة الانتخابات بعد تسع ساعات من بدء عملية الاقتراع، قال: “آمل أن تصل نسبة المشاركة إلى مستوى مقبول”. من جانبه، أعلن رئيس لجنة الانتخابات جمال عرف، أن عدد المشاركين بحلول الساعة الثالثة من يوم الاقتراع، أي بعد سبع ساعات من بدء التصويت 11 مليونا، من بين 58 مليونا يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، أي 19 في المئة ممن يحق لهم التصويت. وقد يُضعف انتصار أنصار خامنئي في الانتخابات، الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي فاز في الانتخابات السابقة متعهدا بالانفتاح على العالم الخارجي.

على صعيد متصل، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن الإيرانيين يستحقون انتخابات حرة ونزيهة، متهما في تغريدة على “تويتر”، المرشد علي خامنئي بحرمان نحو 7 آلاف إيراني من حق الترشح للانتخابات البرلمانية، كما اتهم النظام الإيراني بالخوف من خوض انتخابات نزيهة. في غضون ذلك، أدرجت مجموعة العمل المالي الدولية “فاتف” المتخصصة في مكافحة غسيل الأموال، إيران، على قائمتها السوداء، بعد أن أخفقت طهران في الالتزام بالقواعد الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب. في المقابل، احتجزت السلطات الإيرانية أمس، سفینة أجنبية في ميناء جاسك بخليج عمان، واعتقلت 13 بحارا أجنبيا كانوا على متنها، ووجهت تهمة تهريب الوقود لطاقم السفينة. من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الإيرانية أن اثنين من قوات حرس الحدود لقوا مصرعهم، في اشتباكات مع عناصر مسلحة في جنوب شرق البلاد. وذكر الموقع الإعلامي للشرطة، إن قوات حرس الحدود في جكيغور في محافظة سيستان وبلوجستان جنوب شرق إيران، علمت أن عددا من الإرهابيين المسلحين تقدموا نحو الحدود؛ لضرب وحدات حرس الحدود، فبادرت للتصدي لهم بإطلاق نيران ثقيلة عليهم، ما أرغمهم على التراجع والفرار إلى أراضي البلد المقابل بعد تكبدهم خسائر، ما أسفر عن مصرع اثنين من قوات حرس الحدود في جكيغور.

 

ريم رجوي: هزيمة نكراء للنظام في جرّ المواطنين لصناديق الاقتراع

عواصم – وكالات/22 شباط/2020

 وجّهت الرئيسة المنتخبة من المقاومة الإيرانية مريم رجوي، تحياتها لأبناء الشعب الإيراني بسبب مقاطعتهم الشاملة لمسرحية الانتخابات لدى الفاشية الدينية، ووصفت المقاطعة بأنها موقف نحو 90 في المئة من الشعب الإيراني، حيال نظام الملالي وتصويته لإسقاطه. وقالت: “هزيمة نكراء أصيب بها النظام في جرّ المواطنين إلى صناديق الاقتراع، جاءت نتيجة غليان دماء نحو 1500 شهيد في انتفاضة نوفمبر والانتفاضات الشعبية التي تلتها. هذه المقاطعة القياسية هي (لا) كبيرة للشعب في وجه خامنئي وروحاني ونظام الملالي بأكمله، والترحيب العام لشعار معاقل الانتفاضة القائل صوتي هو إسقاط النظام”. ورأت أن المقاطعة الشعبية الشاملة للانتخابات، ستؤدي إلى تفاقم الصراعات الداخلية والمأزق القاتل الذي يواجهه النظام وتسرّع من وتيرة إسقاط النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. وقالت: “يجب وقف شدّ الأيدي الملطخة بالدماء لهذا النظام غير الشرعي على الصعيد الدولي. وعلى المجتمع الدولي أن يعترف بحق الشعب الإيراني في المقاومة وتغيير نظام الملالي وتحقيق الديمقراطية وسلطة الشعب”. من جانبهم، وبالتزامن مع عقد الانتخابات داخل البلاد، نظم أنصار المقاومة الإيرانية في نحو عشرة دول أوروبية والولايات المتحدة، احتجاجات أمام سفارات نظام الملالي وقنصلياته. وأعلن المتظاهرون أن صوتهم هو إسقاط النظام، وقاموا بوضع أوراقهم الرمزية التي كتب عليها عبارة سقوط النظام في صناديق الاقتراع الرمزية. ففي لندن، عقدت التظاهرة أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية، وفي المدن الاسكندنافية، لم تمنع درجات الحرارة المنخفضة والأجواء المتجمدة، أنصار المقاومة الإيرانية من المشاركة في التظاهرات. وفي الشبكات الاجتماعية، حظي هاشتاج “صوتي إسقاط النظام” و”مقاطعة الانتخابات الإيرانية المزيفة” بترحيب واسع النطاق، وتم نشر نحو ألف مقاطع فيديو يظهر خلو مراكز الاقتراع والتصويت، وهذه المقاطع كلها قام أنصار “مجاهدي خلق” في داخل البلاد بإرسالها، وتم نشرها من قبل المستخدمين.

 

بومبيو يتعهد مواصلة الشراكة مع مسقط وينقل رسالة من ترامب إلى سلطان عُمان

مسقط، عواصم – وكالات/22 شباط/2020

 أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال لقائه سلطان عمان هيثم بن طارق بقصر العلم العامر بالعاصمة مسقط، على “الشراكة القوية” بين واشنطن ومسقط، ونقل للسلطان دعوة من الرئيس دونالد ترامب لزيارة الولايات المتحدة. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أن بومبيو قدم التعازي للسلطان هيثم بن طارق، بوفاة السلطات قابوس بن سعيد، واصفا السلطان الراحل بـ “صديق وشريك كبير” للولايات المتحدة. وأضاف البيان أن “الوزير أشار إلى أن الولايات المتحدة، ستواصل شراكتها القوية مع عمان، وأنه يتطلع إلى العمل مع السلطان هيثم بن طارق”. ونقل بومبيو إلى السلطان هيثم بن طارق، دعوة من الرئيس دونالد ترامب لزيارة الولايات المتحدة، حيث قبل السلطان الدعوة. وأشارت الخارجية الأميركية، إلى أن بومبيو بحث مع السلطان هيثم بن طارق، التصعيد الأخير في اليمن، مضيفة أنهما “اتفقا على أن حلا سياسيا هو الأمر الوحيد الذي سينهي النزاع، ويضمن السلام والازدهار والأمن في اليمن”. وبحث الجانبان كذلك “أهمية التعاون الأمني في المنطقة مع مجلس تعاون خليجي موحد، من أجل تفعيل الازدهار والأمن والاستقرار في المنطقة”. من جانبها، ذكرت وكالة الانباء العمانية أن اللقاء الذي حضره الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، تناول أوجه التعاون الثنائي القائم بين البلدين في اطار العلاقات الوطيدة التي تربطهما، والأمور ذات الاهتمام المتبادل بين الجانبين.

 

السعودية وألمانيا تتفقان على ضرورة مواصلة الضغط على إيران وشرطة المدينة المنورة توقف شخصاً أطلق النار على سيارة ودهس قائدها

برلين، الرياض، عواصم – وكالات/22 شباط/2020

 شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، على ضرورة مواصلة الضغط على إيران لوقف تدخلاتها في شؤون دول المنطقة. وأكد الأمير فيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، استمرار دعم الجهود السياسية لحل الأزمة في ليبيا، معربا عن قلق المملكة الكبير من إرسال تركيا للمرتزقة إلى ليبيا. ونوه بالعلاقات التي تربط السعودية بألمانيا ووصفها بالتاريخية والمتينة، مؤكداً أن هناك تعاوناً وثيقاً بين البلدين في مجالات عدة منها المجال الاقتصادي والتشاور السياسي، معرباً عن تطلعه لتكثيف هذا التعاون والدفع به إلى آفاق أرحب في المجالات كافة. وأدان حادثي إطلاق النار اللذين وقعا في مدينة هاناو الألمانية، مؤكداً تضامن المملكة مع ألمانيا وذوي ضحايا الحادثة، معبرا عن أسفه لما جرى. وأشار إلى أن محادثاته مع نظيره الألماني كانت مثمرة وبناءة وتناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وقال: “هناك اتفاق عام في وجهات النظر، حيال ضرورة تغليب الحلول السلمية لحل النزاعات، وتكلمنا أيضاً عن الوضع في اليمن وشرحت لمعاليه التطورات السلبية الأخيرة منها الهجمات الصاروخية التي طالت مدن مدنية من قبل الحوثيين، والتصعيد العسكري المستمر من الجانب الحوثي، الذي يدل على عدم جديتهم في البحث عن حل سياسي لهذه الأزمة، ولذلك نشجع الأطراف الدولية الفاعلة للتأكيد على أهمية دعم مسعى التحالف والحكومة الشرعية اليمنية لإيجاد حل سياسي”. وأثنى على جهود الحكومة الألمانية في مؤتمر برلين فيما يتعلق بحل الأزمة في ليبيا، مؤكداً موقف بلاده الداعم لهذا المسار وللجهود الهادفة إلى حل الأزمة التي سببت كثير من العناء للشعب الليبي. من جانبه، رحب وزير خارجية الألماني بالأمير فيصل بن فرحان، مشيراً إلى أن المحادثات شملت ملفات عدة منها استضافة المملكة لقمة مجموعة العشرين، منوهًا بمجالات التطوير التي تشهدها المملكة. وقال ماس “إن المحادثات تطرقت لأبرز ملفات المنطقة، ففي الشأن الإيراني نشعر بالقلق من الانتهاكات التي تقوم بها إيران لبرنامجها النووي، لذلك نركز بشكل خاص على المفاوضات والحوار، وقمنا بتفعيل آلية فض النزاع لنركز على أننا لسنا مقتنعين بهذه الانتهاكات، ونريد أن نزيد الضغط على إيران”. في غضون ذلك، بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن الجانبين بحثا “أوجه العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المتعددة بين البلدين الصديقين وفرص تعزيزها”. على صعيد آخر، أوقفت شرطة المدينة المنورة شخصا أطلق النار على سيارة ودهس قائدها.وقال المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة المدينة المنورة، إن الجاني ولدة تتبعه من قبل دوريات الأمن تحصن داخل منزله بحي طيبة، وبادر بإطلاق النار على رجال الأمن، مما اقتضى مداهمة المنزل والقبض عليه، وهو مواطن بالعقد الرابع من العمر، وقد نتج عن ذلك إصابة ثلاثة من رجال الأمن ونقلهم للمستشفى، وباشرت الجهات المختصة التحقيق معه للوقوف على دوافعه واتخاذ الإجراءات بحقه.

 

“الحشد الشعبي” يختار مقرباً من سليماني خليفة للمهندس

بغداد – وكالات/22 شباط/2020

 فيما أعلن قيادي في “الحشد الشعبي” العراقي، الموالي لإيران، اختيار عبدالعزيز المحمداوي “أبوفدك” رئيساً لاركان “الحشد” خلفاً لأبومهدي المهندس، كشف النقاب أمس، عن أنه أحد المقربين من قائد “فيلق القدس” الإيراني السابق قاسم سليماني وقيادي في “حزب الله” العراقي.

وقال نائب معاون رئيس “الحشد الشعبي” أبوعلي البصري، في بيان، إن اتفاقاً قد تم على تعيين أبو فدك بمنصب رئيس هيئة الأركان خلفاً للمهندس. وأضاف إن “هيئة الحشد الشعبي عقدت اجتماعاً واتفقت من خلاله على تعيين القيادي في الحشد عبدالعزيز (أبو فدك) بمنصب رئيس الأركان خلفاً للمهندس”. وأشار إلى أنه سيتم توقيع الأمر الديواني بتعيين أبوفدك من قبل القائد العام للقوات المسلحة خلال اليومين المقبلين بعد الاتفاق عليه من قبل هيئة “الحشد”. من جهته، كشف الخبير الستراتيجي والأمني العراقي هشام الهاشمي، أن أبوفدك يلقب بالخال ولديه صحبة طويلة مع سليماني وعمل تنظيمياً مع “منظمة بدر” في العام 1983، وكلف بمهام الاستخبارات في المنظمة كمساعد لزعيم المنظمة هادي العامري في العام 2004 ورفض التخلي عن السلاح وشكل مجاميع خاصة لمقاومة الأميركيين. وقال إن “المحمداوي عاد في العام 2006، للعمل مع المهندس وارتبطت مجاميعه مع مكتب سليماني وشكل تنظيم كتائب حزب الله بمباركة القيادي في حزب الله اللبناني عماد مغنية وسليماني والمهندس كمجموعات خاصة عالية التدريب والتجهيز لقتال الأميركيين”. ويشتبه أن أبوفدك هو المسؤول عن مهاجمة مسلحين لمتظاهري الاحتجاجات، حيث كانت ترى عبارة “الخال مر من هنا” على جدران ساحات التظاهر، خصوصاً عقب وقوع مجزرة السنك وسط بغداد التي قتل واصيب خلالها العشرات من المحتجين.

 

وزير خارجية بريطانيا السابق: إيران وإسرائيل تعاونتا لتدمير العراق وتضارب بين رئيس البرلمان ونائبه بشأن الحكومة والصدر توعّد... وأميركا حصّنت قواعدها

بغداد – وكالات/22 شباط/2020

 يبدو أن مصير الحكومة العراقية التي شكلها الرئيس المكلف محمد علاوي، غير واضح بعد، بل يزداد غموضاً في ظل التضارب الحاصل بين رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ونائبه حسن الكعبي، بشأن موعد الجلسة النيابية في هذا الشأن، فيما توعد زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر بتظاهرة مليونية إذا لم يصوت البرلمان على حكومة تستجيب لتطلعات الشعب العراقي. ورغم تأكيد الكعبي، المنتمي لتحالف “سائرون”، بزعامة “التيار الصدري”، عقد جلسة لمجلس النواب العراقي غداً الإثنين، للتصويت على حكومة علاوي، نفى الحلبوسي، تحديد أي موعد للجلسة.

وأكد الحلبوسي في بيان، ليل أول من أمس، أن “رئاسة مجلس النواب لم تقرر موعد الجلسة الاستثنائية للتصويت على الكابينة الوزارية”. وأوضح أنه “لا يمكن تحديد موعد للجلسة الاستثنائية قبل وصول المنهاج الوزاري وأسماء الوزراء، حتى الآن لم يصلنا المنهاج الوزاري ولا أسماء الكابينة الوزارية”، مضيفاً إنه “حال وصول المنهاج الوزاري وأسماء الوزراء ستشرع الرئاسة بإكمال الإجراءات لعقد الجلسة.” وكان الكعبي أكد في وقت سابق، أن البرلمان ملزم بعقد جلسة استثنائية غداً لمنح الثقة للحكومة. من جهته، استبعد رئيس الوفد المفاوض لإقليم كردستان إلى بغداد هوشيار زيباري عقد جلسة البرلمان غداً، مشيراً إلى أن المحادثات لا تزال مستمرة. بدوره، دعا مقتدى الصدر، في بيان، على صفحته بموقع “تويتر”، أمس، إلى الخروج في “تظاهرة مليونية من دون عناوين جهوية ثم تحويلها إلى اعتصامات” إذا لم يصدق البرلمان على حكومة تستجيب لتطلعات الشعب العراقي.

وقال “نتطلع لعقد جلسة البرلمان للتصويت على كابينه وزارية غير محاصصاتية وليكن أول مهامها تحديد الموعد وتوفير الأجواء لانتخابات مبكرة ونزيهة وفق تطلعات الشعب، ومحاكمة الفاسدين وقتلة المتظاهرين السلميين”. وهدد بأنه “إذا لم تنعقد الجلسة خلال الأسبوع الجاري، أو إذا انعقدت ولم يتم التصويت على تركيبة وزارية نزيهة تستجيب لتطلعات المرجعية والشعب، فإن ذلك يستدعي الخروج لمظاهرة مليونية شعبية … وتحويلها إلى اعتصام حول المنطقة الخضراء”. وبشأن التضاهرات، يستعد المتظاهرون رفع وتيرة احتجاجاتهم، والدعوة لمسيرة احتجاج مليونية في 25 فبراير الجاري، عن طريق إطلاق هاشتاغ ” #راجعيلكم_بمليونية”. وكانت ساحات التظاهر في بغداد شهدت أول من أمس، مشاركة الآلاف في الاحتجاجات، قبل أن تتجدد الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشغب في ساحة الخلاني، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من المتظاهرين. وفي وقت لاحق، أفادت قيادة عمليات بغداد، في بيان، أمس، بإصابة عدد من أفراد الأمن إثر استهدافهم ببنادق صيد. من جهة أخرى، كشف وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو، عن مفاجأة بشأن تعاون إيران وإسرائيل معاً لتدمير العراق. وقال سترو، الذي تولى حقيبة الخارجية البريطانية بين العامين 2001 و2006، في مقابلة تلفزيوينة، إن إسرائيل وإيران نسقتا وتعاونتا مباشرة فيما بينهما في المجالات العسكرية والاستخباراتية لتدمير العراق خلال الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي، مضيفاً إن قيمة الصادرات الإسرائيلية من السلاح لإيران بلغت ملياري دولار وقتها. وأشار إلى أن إسرائيل منحت إيران معلومات عن مواقع عسكرية غرب العراق، وقصفتها إيران، مضيفاً إن إيران بدورها قدمت لإسرائيل الكثير من الصور لمفاعل تموز النووي العراقي، فدمرته إسرائيل. ودعا العرب ألا يصدقوا كل ما يقال عن المؤامرات، وأن يثقوا بأنفسهم عوضاً عن الاكتفاء بإلقاء اللوم على الجانبين الأميركي والبريطاني، معتبراً أن المنطقة العربية “ملعونة” بالنفط، الذي سينضب في النهاية، وإذا أراد العرب الخروج من هذه اللعنة، فعليهم تقليل الاعتماد على النفط. من ناحية ثانية، بعدما أبلغت واشنطن بغداد رسمياً قبل أيام أنها ستحرك بطاريات “باتريوت” لتأمين مصالحها وقواعدها وجنودها لديه، أفاد مصدر أمني أمس، بوصول طائرات شحن عسكرية أميركية إلى قاعدة “عين الأسد” في محافظة الأنبار.

وقال المصدر إن هذه الطائرات تحمل دفاعات جوية متطورة لحماية القاعدة، وذلك بعد الهجوم الصاروخي الإيراني عليها، خصوصا ًمع تكرار استهداف القوات التي تضم جنوداً لها هناك. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركيةالبنتاغون”، أمس، عن ازدياد عدد الجنود الذين أصيبوا بارتجاجات دماغية بسبب الضربة الصاروخية الإيرانية على “عين الأسد” إلى 110 عسكرياً.

 

الإمارات تعلن إصابتين جديدتين بـ«كورونا» لإيراني وزوجته ولبنان نفى تسجيل أي حالات جديدة

أبوظبي/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

أعلنت وزارة الصحة الإماراتية اليوم (السبت) عن وجود إصابتين جديدتين بفيروس كورونا المستجد. وأكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع تشخيص حالتين جديدتين مصابتين بفيروس كورونا المعروف باسم «كوفيد - 19»، هما زائر إيراني عمره 70 عاماً وزوجته، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات. ويتلقى المصاب الرعاية في العناية المكثفة وحالته الصحية غير مستقرة، وتبين في فحص المخالطين إصابة زوجته (64 عاماً) بالفيروس أيضاً. وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أمس (الجمعة) تشخيص حالتين جديدتين مصابتين بفيروس كورونا وهما حالتان لمخالطين للحالة التي تعود للمواطن الصيني التي تم الإعلان عنها مؤخرا، مؤكدة أنها تقوم بفحص جميع المخالطين للحالات المكتشفة لضمان عدم سريان وتفشي المرض وضمانا لسلامة المجتمع، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. والحالتان كانتا لشخصين، فلبيني (34 عاما) والآخر من بنغلاديش (39 عاما) وحالتهما الصحية مستقرة، وبهذا يبلغ إجمالي عدد الحالات المكتشفة في الإمارات 13 حالة. وأكدت الوزارة في بيان أنها تتخذ الإجراءات اللازمة كافة بما فيها التقصي وفحص المخالطين ومتابعتهم في إطار إجراءاتها الاحترازية بالتعاون مع الجهات الصحية بالدولة وتعزيز آلية الترصد للأمراض من أي جائحات صحية بكفاءة واستدامة لتعزيز الثقة بالإجراءات الوقائية. من جهة أخرى، نفى وزير الصحة اللبناني حسن حمد في تصريح تلفزيوني اليوم وجود أي حالة إصابة بكورونا غير تلك التي كان قد أعلن عنها أمس. وأكد أن الحالتين اللتين تم الكلام عن الاشتباه بهما لا تعانيان من الفيروس. وكان حسن قد أعلن في مؤتمر صحافي أمس عن اكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا في البلاد، وهي لامرأة (45 عاما) دخلت لبنان على متن طائرة من مدينة قم الإيرانية أول من أمس (الخميس)، وتحدث عن وجود حالتين أخريين مشتبه في إصابتهما بالفيروس.

 

تبرئة علاء وجمال مبارك من تهمة «التلاعب بالبورصة»

القاهرة/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

قضت محكمة مصرية اليوم (السبت) ببراءة علاء وجمال مبارك، نجلى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وسبعة آخرين في القضية التي اشتهرت إعلاميا بـ«التلاعب بالبورصة». وقضت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة اليوم ببراءة جميع المتهمين من التهم المنسوبة إليهم، حسبما ذكرت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية. وكانت النيابة العامة أسندت إلى جمال مبارك اشتراكه بطريقي الاتفاق والمساعدة مع موظفين عموميين في جريمة التربح والحصول لنفسه ولشركاته بغير حق على مبالغ مالية مقدارها 493 مليونا و628 ألفا و646 جنيها مصريا، بأن اتفقوا فيما بينهم على بيع البنك الوطني لتحقيق مكاسب مالية لهم ولغيرهم ممن يرتبطون معهم بمصالح مشتركة، وتمكينه من الاستحواذ على حصة من أسهم البنك عن طريق إحدى الشركات بدولة قبرص، والتي تساهم في شركة الاستثمار المباشر بجزر العذراء البريطانية والتي تدير أحد صناديق «أوف شور». وقد أشارت النيابة إلى أن المتهمين قاموا فيما بينهم بتكوين حصة حاكمة من أسهم البنك تمكنوا من خلالها من الهيمنة على إدارته وبيعه تنفيذا لاتفاقهم، على خلاف القواعد والإجراءات المنظمة للإفصاح بالبورصة، والتي توجب الإعلان عن كافة المعلومات التي من شأنها التأثير على سعر السهم لجمهور المتعاملين بالبورصة. كما أسندت النيابة أيضا لعلاء مبارك اشتراكه مع موظفين عموميين بطريقي الاتفاق والمساعدة في ارتكاب جريمة التربح والحصول على مبالغ مالية مقدارها 12 مليونا و253 ألفا و442 جنيها، من خلال شرائه أسهم البنك سالف الذكر، بناء على المعلومات الجوهرية من باقي المتهمين.

 

حمدوك يشكل لجنة للتحقيق في العنف ضد المحتجين و نفى إرسال قوات سودانية إلى الإمارات

الخرطوم- وكالات/22 شباط/2020

 أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، تشكيل لجنة للتحقيق في استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين يومي 20 و21 فبراير الجاري، وطالبها بتقديم تقريرها النهائي في فترة أقصاها سبعة أيام. وأكد حمدوك في خطاب ألقاه أمس، على أن “الجميع سواسية أمام القانون بلا تمييز، وأن ذلك سيكون منهج الحكومة الانتقالية على الدوام”. في غضون ذلك، خرج نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، عن صمته، بشأن أي تحرك لإرسال قوات سودانية إلى الإمارات خلال الأيام الماضية. ونفى حميدتي، في تصريح صحافي بمطار الخرطوم لدى عودته من جنوب السودان، أي تحرك لإرسال قوات من بلاده إلى الإمارات خلال الأيام الماضية، محذرا من إطلاق الأكاذيب والشائعات غير المقبولة التي لا تخدم مصلحة البلاد. ودعا إلى تحري الصدق والأمانة، وقال: “ليست هناك قوات سودانية كانت في طريقها إلى الإمارات وتم ارجاعها بأمر مني”. وكانت مواقع سودانية نقلت مساء الخميس الماضي، أنباء تفيد بأن قوات من الدعم السريع تم إرجاعها من مطار الخرطوم، قبل توجهها إلى الإمارات. في سياق آخر، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، على أهمية الوصول إلى توافق وطني يشمل كل السودانيين ويحقق السلام والاستقرار في البلاد. وقال البرهان، لدى لقائه في جوبا وفدا مفاوضا من الحكومة الانتقالية وأعضاء من قوى الحرية والتغيير، ووفد الخبراء المساند لمفاوضات السلام مع الجبهة الثورية والحركات المسلحة: “إننا مدنيون وعسكريون نريد أن نتراضى حتي نصل إلى اتفاق سلام يؤسس لتوافق يزيل كل مظالم الماضي ويعبر بالمرحلة الانتقالية الى بر الأمان، وإن هدفنا وهمنا جميعا هو بناء الوطن”. وهنأ البرهان قادة دولة جنوب السودان على “تحقيق التوافق الوطني والوصول إلى السلام عبر الإرادة الوطنية الصادقة والتنازلات التي قدمتها الأطراف الجنوبية حكومة ومعارضة من أجل السلام”. وأكد أن السودان سيستفيد من تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان.

 

قطر تقدم لحركة “حماس” دعماً بـ 12 مليون دولار عبر إسرائيل وجيش الاحتلال يقرر نشر طواقم دبابات من النساء على حدود مصر والأردن

رام الله، عواصم- وكالات/22 شباط/2020

 كشف موقع “الرسالة” التابع لحركة “حماس”، عن تفاصيل لقاء جرى أول من أمس، بين قائد “حماس” في غزة يحيى السنوار، والسفير القطري محمد العمادي، مشيرا إلى أن قطر أرسلت للحركة 12 مليون دولار عبر إسرائيل، لتوزع حسب الاتفاق مع الجانب القطري، كما ناقش الطرفان سبل تحسين الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، والعمل على تقديم مزيد من التسهيلات لأهل القطاع، وكذلك تم نقاش خط الغاز الخاص بمحطة الكهرباء. يذكر أن خلافا كان ساد سابقاً بين السفير القطري محمد العمادي وقياديي “حماس”، بشأن مشروع زراعي تجاري كانت قطر قد مولته بشرط أن تذهب مداخيله إليها، مقابل توظيف فلسطينيين فيه. وأفادت تقارير إعلامية في حينه، أن سبب التوتر قرار السفير القطري إلغاء المشروع الذي يدر ملايين الدولارات، بعد أن طالبت “حماس” أن تعود بعض مداخيله لصالحها. في غضون ذلك، كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أن الجيش الإسرائيلي سينشر طواقم دبابات مكونة من النساء هذا العام، على الحدود مع مصر والأردن. وأضافت الصحيفة، أنه على ما يبدو، فإن إنشاء وحدات دفاع حدودية من الدبابات، التي أُعلن عنها الشهر الماضي، يعكس حاجة الجيش الإسرائيلي لتخصيص أعداد إضافية من أفراد الدبابات الذكور للوحدات التي سيكون لها مهمة مختلفة تماما، وهي “اقتحام أرض العدو في حالة نشوب حرب برية”، لافتة الى ان “وحدات الدبابات في الحرب، تتدرب على القتال ضد الجيوش المجهزة جيدا في لبنان وسورية وقطاع غزة”. من جانبه، أشاد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، بالدور الريادي الذي تلعبه المغرب في حماية القدس والمقدسات عبر ترؤس الملك المغربي محمد السادس للجنة القدس، وبعمق العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين. ميدانيا، استشهد شاب فلسطيني، قرب المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، على يد الشرطة الإسرائيلية. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي على الشاب الفلسطيني الذي استشهد متأثرا بإصابته قرب باب الأسباط بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة. وفي أعقاب ذلك، شددت القوات الإسرائيلية من إجراءاتها العسكرية في محيط المكان، وأغلقت جميع الأبواب المؤدية للبلدة القديمة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باريس على خُطى واشنطن: لا ثقة بسياسيّي لبنان

هيام القصيفي/الأخبار/22 شباط/2020

يقول دبلوماسي فرنسي إن الإدارة الفرنسية باتت أقرب إلى الاقتناع بأنه «لم يعد يمكن التعويل على الطبقة السياسية الموجودة في لبنان لإنقاذ البلد، وفق ما تراه من أداء أوصل لبنان إلى حالته الراهنة». يضيف الدبلوماسي بكلام غير دبلوماسي ان الجو الفرنسي الرسمي لا يتفاعل إيجاباً في الكلام عن القيادات السياسية وإمكان التفاهم معها على ما يمكن أن يشكل خريطة طريق لمعالجة الانهيار. وهذا لا ينحصر بالحكومة الجديدة أو بالعهد فحسب، بل بمجمل السياسيين اللبنانيين الحاليين الذين لا يمكن الرهان عليهم لإجراء إصلاحات جدية.

في المرحلة الأخيرة، كانت الدوائر الأميركية المعنيّة هي التي تبادر إلى التعبير عن مثل هذا الجو. لكن مفارقة الكلام الفرنسي أنه يأتي من الجهة التي تُعد تقليداً أقرب إلى فهم العقلية السياسية اللبنانية، ولها خبرة مزمنة في التعامل مع القيادات السياسية، فضلاً عن تدخلها في أزمات وحلول سياسية واقتصادية عدة. لكن الكلام الفرنسي يعكس في جانب منه أيضاً تبدلاً في وسائل اطّلاع باريس عن كثب أكثر، على حقائق دقيقة بشأن ما يجري، وليس عبر القنوات المعتمدة عادة لديها، والتي غالباً ما كانت تغلب مصالحها ومصالح أصدقائها في نقل الوقائع.

يمكن للبعض اعتبار الأجواء الفرنسية غير معزولة عن علاقة باريس بالرئيس سعد الحريري الخارج من السلطة، في ضوء ما حصل في الأشهر التي سبقت انتفاضة 17 تشرين الأول واستقالة الحريري، من مناكفات بينه وبين التيار الوطني الحر كانت باريس شاهدة عليها، وخصوصاً بعد جو المشاحنات التي أعقبت شكوى الحريري للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن عرقلة فريق رئيس الجمهورية ميشال عون للإصلاحات وعمل الحكومة في مجالات عدة أبرزها الكهرباء، ليعقب ذلك ما تم تداوله حول لقاء عون وماكرون على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول الفائت، وما قاله رئيس الجمهورية في حقّ الحريري. علماً أن ماكرون في لقائه رئيس الحكومة السابق وعده بالمساعدة لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية وتسريع الخطوات لإنجاز كل ما يتعلق بوضع مؤتمر «سيدر» على السكة. كما كان وعد أكثر من مرة بزيارة للبنان، لم تتحقق بعد، بعدما أرجأها إلى عام 2020، للدفع في اتجاه ترجمة عملية لـ«سيدر».

لكنّ الرئيس الفرنسي حرص بعد استقالة الحريري على التواصل مع عون، ومن ثم الإبقاء على خط الوساطات ومراقبة ما ستنتجه الانتفاضة الشعبية في مقابل السعي مع المفاوضين للدفع إلى تشكيل حكومة جديدة. كان الموفد الفرنسي مدير دائرة أفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو يجول في بيروت ويلتقي لاحقاً مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دايفيد شينكر في باريس للبحث في إمكان المساعدة في احتواء تدهور الوضع اللبناني.

في هذه المرحلة حاول الفرنسيون المساهمة في تثبيت الاستقرار. وكانوا يعطون أولوية لتشكيل حكومة تعيد وضع المسار الداخلي كما مؤتمر سيدر على الطريق الصحيح، ولا سيما مع الانتظارات التي تعلقها باريس على ارتدادات المؤتمر على الشركات الفرنسية.

ورغم «التورط» الفرنسي في الملف الاقتصادي اللبناني، سواء عبر سيدر أم في قطاع الغاز الذي تراهن عليه فرنسا بقوة، بدأت باريس تعيش حالة تململ مما آلت اليه الأوضاع، وخصوصاً مع انفتاح الملف المالي والمصرفي على هذا الكمّ من المعلومات حول الأموال المهرّبة إلى الخارج ومعاناة المودعين، إضافة إلى انكشاف فضائح الفساد في الإدارات اللبنانية.

علماً أن الكلام عن سيدر ينحسر حالياً لصالح أولويات ملحّة تتعلق باستحقاقات لبنان المالية وسندات اليوروبوند، ما يجعل باريس تنكفئ عملياً عن الدخول بقوة في هذا الملف مع الحكومة الجديدة، تريثاً لمعرفة نتائج القرار اللبناني المقبل، كما التوجه الأميركي بهذا الخصوص.

لا يعني ذلك تخلي باريس عن الحضور في لبنان سياسياً واقتصادياً، لكنه يعني للمرة الأولى مناخاً جديداً بدأ يتعمّم من واشنطن إلى لندن وباريس حول مستقبل لبنان، في ضوء معلومات مقلقة.

والمفارقة أن الكلام عن الفساد، تحوّل فجأة، لدى مسؤولين في البنك الدولي كما لدى العواصم الغربية المعنيّة عادة بالملف اللبناني، إلى بند أساسي في المحادثات الدائرة حول مستقبل لبنان وإسهاب سياسي وإعلامي عن الفضائح والارتكابات، علماً أن هؤلاء أنفسهم هم الذين تعاطوا مع هذه الطبقة السياسية منذ سنوات من دون أي اعتراض على سلوكياتها، وصرفوا النظر عنها وعن فسادها.

 

حُبّ القادة والزعماء وعبادتهم: سياسةُ الحرب والموت

محمد أبي سمرا/المدن/23 شباط/2020

عندما استبقَ مدوّنون ومعلقون الانهيار المالي والاقتصادي الراهن في لبنان، فبادروا إلى تعليقات وتوقعات عن سوء الأحوال المالية والاقتصادية في بلدهم، سارع ما يُسمى جهاز جرائم المعلوماتية إلى استدعائهم والتحقيق معهم وتوقيف بعضهم، بتهمة الإساءة إلى سمعة لبنان واقتصاده، والتجني أو الافتراء على العهد الرئاسي "القوي" والعمل على تقويض منعته والثقة به، والعياذ بالله. وأمثال هذه الاستدعاءات والتهم، غالباً ما تتّبعها الحكومات وأجهزة الدول التي تعتبر السياسة والرأي ضرباً من الدعاية والتسويق والبروباغندا الخالصة. وفي هذه الدول، عادةً ما تُستعمل مثل هذه التهم لتكميم الأفواه، ومنع تداول المعلومات والأفكار ومناقشتها، ولذرّ الرماد في العيون، وصولاً إلى إخراج المعارضين وأصحاب الآراء المختلفة والمتباينة من ما يُعتبر السوية الوطنية أو القومية القويمة، بعد وصفهم بالخونة والمارقين. وأنظمة هذه الدول غالباً تقرن إجراءاتها هذه، وكذلك البروباغندا التي تتبعها سياسةً لها، بحب زعمائها وقادتها ورؤسائها، وتقديسهم وعبادتهم. وهذا بناءً على مقولة قاطعة مفادها أن السياسة والوطنية والقومية كلها وفي تعريفها، ولاء وحب وعبادة لفكرةٍ واحدة ورأي واحد وقول واحد، ولزعيم أو قائد أو رئيس واحد أوحد، لا يشك أحدٌ في سداد رأيه وكلمته.

السياسة والحب والموت

وفي مقالةٍ لافتة نشرها موقع "الجمهورية" الالكتروني أخيراً، أسهب الكاتب السوري ياسين الحاج صالح في شرحه مزايا المركّب المرعب، المدمر والقاتل، ذاك الذي أرسى السياسة (أي اللاسياسة) وأقامها كلها في سوريا الأسد، على إرغام السوريين وإجماعهم طوال 50 سنة، على الحب الخالص للأخ الرئيس القائد وعبادته في العلن، ولو على نحو كاذب، وكراهيته في السر والكتمان. ومثل هذه السياسة اللاسياسية لا تنطوي في حقيقتها وجوهرها إلا على العداوة والحرب والموت، بحسب الحاج صالح في مقالته إياها. عندنا في لبنان، قبل حروبنا المجيدة، في أثنائها وبعدها وحتى الساعة، ليست السياسة (وهي في حالتنا اللبنانية غرضيات وولاءات) بريئة من حب الزعماء والقادة والرؤساء. لكن هذا الحب ليس حباً لزعيم أو قائد أو رئيس واحد أوحد. بل إن لكل جماعة أو رهط أو غرضية زعيمها المفدّى، المحبوب أو المعبود، حباً وعبادةً خاصين، ضد زعيم أو زعماء آخرين، تحبهم أو تعبدهم جماعات أخرى. حتى أن حب هذه الجماعة أو تلك، غالباً ما لا يثبت ويستمر ويتأبد لزعيم واحد ولوريثه ونسله، على خلاف الطريقة الأسدية في سوريا المأسوية في إرغامها العلني والأمني على حبها الأوحد لأسدها المروع والمدمر.

لبنان الحب والحرب

بلى، كان حب الجماعات اللبنانية لزعمائها وقادتها الكثيرين ظاهرة من ظواهر الحرب، ووجهاً من وجوهها المروعة والمدمرة. لكن ذلك الحب تأسس وانطوى على شقاقاتٍ وكراهيات وعداوات كثيرة معلنة عصفت بهذه الجماعات، وتكافئ حبها وعبادتها زعماءها ومخلصيها من غيّ الجماعات الأخرى وزعمائها وغيهم.

أما قبل حروبهم المديدة (1975-1990)، فكان حبّ الجماعات اللبنانية لزعمائها ينطوي على شيء من التقليد البلدي الفولكلوري والزجلي المحلي، الذي لا يخلو من العنف في مناسبات وأوقات كثيرة موضعية. وذلك قبل ظهور الجماهير "الطائفية" المقتلعة من ديارها ومجتمعاتها وجماعاتها وعلاقاتها البلدية المحلية، وانتشارها وتكدّسها وتذرّرها في مدن الساحل وضواحيها، وخصوصاً في العاصمة بيروت. وقد يكون ذلك التذرّر الجماهيري هو ما أدى إلى نشوء نوع جديد من حبّ الجماعات اللبنانية لزعمائها في النصف الثاني من القرن العشرين، وحتى اليوم.

ومن نماذج هذا الحب المختلفة والمتباينة، حسب الجماعات والزعماء:

- حب السوريين القوميين الاجتماعيين لزعيم حزب أمتهم السورية الجغرافية والخرافية، أنطون سعادة الذي كان يسمي نفسه بنفسه الزعيم، في رسائله المهجرية لرفاقه في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين. وكان رفاقه ورهطه، كلما التقى اثنان منهم أو أكثر واجتمعوا في أي مكان، يندهون: تحيا سوريا، يحيا الزعيم.

- حب المسيحيين الجارف، وخصوصاً الموارنة، للزعيم والرئيس كميل نمر شمعون. وهو حب كان ينطوي على شيء من الشخصانية لنجوميته الذكورية الشبيهة بعبادة الجماهير نجومَ السينما والطرب في الخمسينات والستينات من القرن العشرين.

- حب الكتائبيين، محازبين وأنصاراً، شباناً وأهلاً، لمؤسس حزبهم وزعيمه، الشيخ بيار الجميل. وكان الشعار الكتائبي الشهير: "الله، الوطن، العائلة"، ثالوث ذلك الحب الحزبي والزعامي والأهلي.

- حبّ الجماهير المسلمة، وخصوصاً السنية، حباً ملتهباً لإطلالة قائد الأمة العربية المعلم الملهم، جمال عبد الناصر، وصوته الرخيم وخطبه الطربيّة، أثناء شيوع الراديو شيوعاً جماهيرياً كاسحاً وعبادة نجوم السينما ونجماتها في الخمسينات والستينات.

- عبادة المسيحيين الصوفيّة الصاعقة للشاب بشير الجميل، مؤسس ميليشيا "القوات اللبنانية" وقائدها الناري العاصف في منعطف الحرب الأهلية - الإقليمية بين نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن العشرين. وقد لا يضاهي حب المسيحيين المقصوف أو المجهض لبشير الجميل، في لحظة تجلّيه واكتماله، حبهم لأي لزعيم مسيحي آخر.

- وقد يكون ميشال عون آخر زعيم يحبه المسيحيون حباً جماهيرياً. ومن خصائص حبهم إياه أنه اغتصبه منهم اغتصاباً، فجأة وعلى حين غرة منهم به، وفي لحظة مأساوية داهمة. وذلك عندما كان عون قائداً للجيش اللبناني، واستدعي ليصير رئيس حكومتهم العسكرية في القصر الجمهوري، بعدما أنهكتهم الحروب، وصار حبهم لقائد ميليشيا "القوات اللبنانية" سمير جعجع مرهقا ومكلفاً وثقيلاً عليهم. وليبقى في قصره الجمهوري ويتشبث به، وعدهم جنرال خديعة اللبنانيين، والمسيحيين خصوصاً، بالخلاص من الميليشيات والحروب والاحتلال الأسدي، حتى آخر رجل من لبنان. ثم فرّ من القصر وترك لبنان والمسيحيين لقمةً سائغة لاكتمال ذاك الاحتلال. ومن فرنسا استمر الجنرال يدغدغ آمال المسيحيين المحبطين وأحلامهم بالخلاص، متلاعباً بمشاعرهم وعواطفهم وفجيعتهم على موائد الصفقات الإقليمية، حتى استعاد القصر الجمهوري، عنوة أو بالخديعة. ثم راح يعمل على توريث القصر لصهره الذي فاجأته حركة 17 تشرين الأول 2019 الاحتجاجية على غرام الجماعات بزعمائها النهّابين، فهشمّت الانتفاضة بعض صلفه. لكن هذه المفاجأة زادته هياماً بالقصر، وإصراراً على احترافه كلام الخديعة المهذار للوصول إليه.

- في الطائفة الشيعية هناك أنواع ثلاثة من الحب الجماهيري المذهبي الصافي لزعمائها: الحب الديني، الجماهيري والمذهبي، الذي أسسه إمام "حركة أمل للمحرومين" السيد موسى الصدر. وهو رائد هذا النوع من الحب في طائفته، والذي جعل شعاره "السلاح زينة الرجال" لتخليصها من الحرمان والضعف والهوان. وأنشق ذلك الحب الصدري إلى حبين: حب إلهي لسيد السلاح والحرب الخمينيين الإيرانيين المقدس، والذي ليس كمثل حبه إلا الحب الإلهي لسيد الشهداء في كربلاء.  أما الحب الشيعي الآخر، فدنيوي وصولي لمن يريد رهط محبيه الدنيويين حذف حرف الهاء من اسمه ليصير نبياً.

لبنان في مرآة الحريرية

يبقى رفيق الحريري. وقد يكون للحب الذي حظي به الرجل بين أبناء الجماعة أو الجماعات السنية اللبنانية خصوصاً، ولحب اللبنانيين له على وجه العموم، ولكراهيته المبيتة والصريحة بين المسيحيين العونيين والشيعة - وهي كراهية تنطوي على شيء من حب مكتوم وحسد كظيم - قد يكون لهذا كله قصة من أعقد أنواع قصص اللبنانيين في حبهم وكراهيتهم لزعمائهم.

فحب السنّة اللبنانيين للحريري، رجل إعادة الإعمار والبناء ما بعد الحرب، حبّ دنيوي بطيء، كعادة السنّة دائماً في حبهم زعمائهم المحليين. وهو على خلاف ذلك الحب العاصف والملتهب الذي منحوه لقائد أمتهم العربية المتخيلة جمال عبد الناصر. فالحريري، مستوعباً نكبة السنّة في الحرب مع عروبتهم الفلسطينية، ومع تسليمهم وتسليمه على مضض للعروبة الأسدية الجوفاء، سمّى عروبته في المعادلة اللبنانية ما بعد الحرب، "عروبة الاعتدال". وعروبة اتفاق الطائف الحريرية هذه، أنقذت السنة من ضياعهم في معمعة الحروب الملبننة، وأنشأت لهم كياناً وازناً يضاهي في لبنان صدارة الكيان المسيحي الذي دمرته العروبتين الفلسطينية والأسدية.

وبقدر ما أحب السنة اللبنانيين الحريري، منقذهم وباني كيان عروبتهم اللبنانية الجديدة المعتدلة، حقد عليه المسيحيون عموماً وكرهوه. أما الشيعة فنفروا منه نفوراً بارداً، سرعان ما حولوه إلى عداوة ثأرية محمومة منه. وذلك بعدما حاصرهم اغتياله المدوي بلبنانية اللبنانيين الذين مكّنهم الاغتيال من الخروج على الطاعة الأسدية. وهي الطاعة التي يعبدها الشيعة الخمينيون وشيعة "حركة أمل"، قدر ما يعبدها المسيحيون العونيون المقيمون على الخداع والضغينة، عنوان مذهبهم "السياسي" الوحيد في الحرب والسلم، وفي حبهم جنرال الخديعة الدائمة.

هل الحريرية - بهشاشتها واعتدالها وتأرجحها، بمقايضاتها وصفقاتها وتسوياتها الدائمة، بتقيّتها واعتمادها الرشوة سبيلاً لشراء السكوت عن مقايضاتها وصفقاتها، ولدفع الأحقاد والضغائن والمهانات والعداوات والحسد عنها، وباغتيال مؤسسها وما أحدثه اغتياله، وبمصير إرثها ووريثها - هل الحريرية في هذا كله تجسيداً أو مرآة لمأساة لبنان ما بعد الحرب واتفاق الطائف؟

مرض الحبّ السياسي

كيف يمكن للحب أن يكون سياسةً أو سياسياً، وهو نقيض السياسة؟

إنه شأن خاص، بل أشد الشؤون خصوصية والتباساً وغموضاً. فيما السياسة شأن عام، بل الشأن العلني العام بامتياز، ودائرة العلانية العامة الجامعة. ومهما كان حال الحب في السياسة، أو الحب السياسي، ومقداره وموضوعه، هو ليس سوى مرض عضال. مرضُ مجتمعات نشأت السياسة والدول فيها، قومية ووطنية، على ضروب متناسلة من الولاءات والشِّقاق والعداوات والأهواء التي تمزج بين الحب والكراهية. والدولة اللبنانية المعاصرة نشأت على النحو والمثال هذين. لكنها، على خلاف الدولة الأسدية في سوريا والصدامية في العراق، لم تكتم الولاءات والشِّقاق ومزيج الحب والكراهية بين الجماعات، ولا محتها بالحديد والنار والقتل والاغتيال. وحتى حينما أخذه شِقاق جماعاته وتنافر ولاءاتها، إلى حروب مديدة مدمرة، عاش لبنان الدولة والمجتمع حروبه المتناسلة، على خلاف حروب الدولة الأسدية والصدامية التي نصّبت للأمة المزعومة زعيماً أو قائداً واحداً أوحد لعبادته بلا هوادة ودون سواه، إلى الأبد وحتى الإبادة. وعندما احتربت الجماعات اللبنانية والفلسطينية في لبنان، كان لسوريا الأسد وعراق صدام حسين وليبيا معمر القذافي أسهماً راجحة في حروبها الملبننة. وهي حروب تنقض السياسة، شأن الحب والكراهية اللذين يحولان السياسة إلى حروب إبادة. وكان جمال عبد الناصر سباقاً إلى مثل هذا المركّب اللاسياسي للسياسة القائمة على حبّ الملايين وعبادتها إياه. لكن على الرغم من بؤس مصر والمصريين منذ عبد الناصر وحتى اليوم، فإن الناصرية في مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق، وعلى الفلسطينيين، كانت أرأف بأشواط لا تقاس من الأسدية والصدامية على هذه البلدان وشعوبها.

 

حروب عون "الوجودية": تصفية الحساب مع جنبلاط وبرّي

منير الربيع/المدن/23 شباط/2020

لم يمكن مشهد التوتر بين العونيين والجنبلاطيين في كليمنصو يوم الخميس 20 شباط الجاري، عفوياً ولا مفاجئاً. وللأسف لن يكون المشهد الأخير. فالقوى السياسية في لبنان، على تناقضاتها واختلافاتها، لم تعد تجد سوى هذه الطريقة من الاستنفار الطائفي والمذهبي والحزبي، لشدّ عصبياتها وتحصين نفسها شعبياً. وخصوصاً بعد انفضاض الناس من حولها. الصدام بين العونيين والجنبلاطيين، يخدم الطرفين شعبياً في منظورهما. هما يحتاجان إلى "حرب وجود"، أو إلى إشعار البيئة المناصرة بالتهديد لتأمين التكاتف والتعاضد. والمشهد قد يتكرر في غير منطقة، وقد يؤدي إلى صدامات أعنف وأكبر. في بيروت تبقى الأمور مضبوطة نسبياً، لكن الخطر الأكبر من تمددها إلى الجبل، خصوصاً أن الشحن والاعتصاب هدفهما زيادة الاحتقان الذي قد يجعل أي صدام يتطور إلى مشكلة داهمة.

سياسة العداوة

يحتاج التيار االعوني دائماً على عدو أو خصم. فهو يعيش على العداوة والخصومة، وبدونهما يتلاشى، ولا يمكنه الاستمرار في التحشيد الشعبي والسياسي حوله، والنابع من إشعار أنصاره بالخوف والتهديد. غاية عون من هذا تحقيق المزيد من الأهداف السياسية: توسيع مروحة المواجهات، أولاً مع حاكم مصرف لبنان والمصارف لتحميلها مسؤولية الأزمة المالية والاقتصادية، في تعامٍ مفضوح عن حقيقة الأزمة السياسية والسياسات الحكومية التي نجمت عن التسوية الرئاسية التي تسيّدها التيار العوني. وذلك لوضع يده على الهندسات المالية، مقدمة لإزاحة رياض سلامة. ويريد التيار العوني إلقاء مسؤولية الانهيار على الآخرين. وهو يستعد لحملة مستمرة في المرحلة المقبلة ضد خصومه السياسيين، لتحميلهم مسؤولية الانهيار كاملاً.

تحطيم السِّيبة الثلاثية

قبل مدة طمأن رئيس الجمهورية سائليه إلى الوضع السياسي، قائلاً إن الأزمة الاقتصادية عابرة وتمرّ. لطالما توعّد عون خصومه السياسيين. وحالياً حصرهم بنبيه بري ووليد جنبلاط وسعد الحريري. فعون وباسيل يعتبران أن الحريري خرج من المشهد السياسي حالياً. وهو في أضعف حالاته، بعدما تمكنا من استنزافه إلى حد إخراجه من المعادلة، وتطويقه في خارجها. وهو لن يكون قادراً على معارضة قوية، حفاظاً منه على علاقته بحزب الله، وحماية بعض مصالحه في الدولة، وحماية خطّ العودة إلى السلطة. لذا، لا بد من تركيز الهجوم العوني - الباسيلي على نبيه بري ووليد جنبلاط، اللذين يصفانهما بأنهما، مع الحريري، ركيزة السيبة الثلاثية. ولا يفوّت عون جلسة إلا ويكرر فيها إصراره على تصفية الحساب مع وليد جنبلاط ونبيه بري. سابقاً كان قد طمأن بعض سائليه عن وجهة التحركات والتظاهرات الشعبية ومآلها، فقال:" أصبحت موالية لي، والأيام ستثبت ذلك، وستكون وجهة المتظاهرين الأساسية مواجهة جنبلاط وبري والمرافق المحسوبة عليهما والموسومة بالفساد". لن تتوقف المعركة العونية عند هذا الحدّ، بل ستترافق مع حملة سياسية عنيفة، وترخي بظلال التوتر على الأفق السياسي والشعبي في البلاد. فقبل أيام كرر عون إصراره على فتح ملفات مجالس وهيئات محسوبة على خصومه، لمحاسبتها ومحاسبتهم: مجلس الجنوب، الهيئة العليا للإغاثة، مصرف لبنان، مجلس الإنماء والإعمار، طيران الشرق الأوسط، وغيرها.

استمرار التوتر والانهيار

ولا بد أن يترافق فتح هذه الملفات مع حملة سياسية تزيد من الشحن المذهبي والطائفي والتوتر السياسي الذي قد ينعكس صدامات على الأرض. وهذا ما تتخوف منه جهات عديدة في المرحلة المقبلة. وخصوصاً أن أي عمل أمني أو صدام في الشارع، يخدم القوى السياسية، ويشتت الناس التي تصر على الاستمرار في تحركاتها وتظاهراتها. وما تتخوف منه مصادر متابعة، هو أن العمل الأمني في هذه الحال يكون ملاذاً للقوى الطائفية وتقويتها. هذا فيما خلُص وفد صندوق النقد الدولي إلى أن الوضع في لبنان عصيّ على أي حلّ، والأزمة أكبر وأعمق مما كانت تصوراته. لذا تحمل الأيام المقبلة المزيد من التوتر والعنف، والمزيد من الترهل والانهيار.

 

إنقاذ لبنان… لا يكون بالهرب ولا حلول في لبنان دون خيارات ومواقف واضحة

خيرالله خيرالله/العرب/23 شباط/2020

كلّما مرّ يوم، يزداد الانهيار في لبنان انهيارا.

إنّه انهيار في ظلّ الانهيار.

يبدو البلد وكأنه كرة حديد تسقط من مكان مرتفع في حال من الفراغ من دون كوابح من أيّ نوع.

هذا الكلام ليس مبالغات، بل هو صادر عن أشخاص يعرفون تماما ما الذي على المحكّ في لبنان، كما يعرفون النتائج المترتبة على غياب الوعي لدى المسؤولين بخطورة الأزمة الاقتصادية ومدى عمقها، خصوصا بسبب الوضع الناجم عن احتجاز المصارف لأموال المودعين.

ثمّة حاجة إلى قراءة للأرقام المتوافرة عن عدد المؤسسات التجارية والشركات والمطاعم التي أغلقت أبوابها وعدد اللبنانيين الذين فقدوا وظائفهم والعائلات التي صارت من دون معيل. تساعد الأرقام في التأكد من أن الكارثة حصلت وأن البحث عن مخرج يزداد صعوبة كلّ يوم.

هناك قبل أيّ شيء غياب القدرة لدى المسؤولين الكبار على استيعاب أهمّية عامل الوقت. لا قدرة لدى هؤلاء على فهم لماذا نزل الناس إلى الشارع ابتداء من السابع عشر من تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي، أي منذ ما يزيد على أربعة أشهر بغية وضع حدّ للفساد وفرض تشكيل حكومة جديدة من نوع مختلف تتعامل مع مشاكل البلد بطريقة على علاقة بمفهوم الدول التي تمتلك مؤسسات حقيقية.

مشاكل البلد معروفة وهي تبدأ بالكهرباء، وما تسببه من عجز في الموازنة تحديدا، وتنتهي بالنفايات، مرورا بطبيعة الحال بالفساد وتعثر النظام المصرفي الذي يبقى إلى إشعار آخر العمود الفقري للاقتصاد اللبناني.

ليس هناك من يريد إدراك أن هذا النظام المصرفي حمى لبنان منذ ما يزيد على نصف قرن وكان موضع ثقة اللبنانيين والعرب والأجانب في الوقت ذاته.

هل لا تزال في الإمكان استعادة الثقة بالنظام المصرفي اللبناني، أي بلبنان نفسه؟

الأكيد أن استعادة الثقة بالنظام المصرفي لا تكون عبر تظاهر أنصار “التيّار الوطني الحر” من عونيين وأنصار لهم أمام مصرف لبنان (البنك المركزي) بدل جعل مؤسسات الدولة، على رأسها رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء، تتحمّل مسؤولياتها.

ماذا تنفع تظاهرة أمام مصرف لبنان في هذه الظروف بالذات؟

أليست مثل هذه التظاهرة دليلا على رغبة في هرب كبار المسؤولين من تحمّل مسؤولياتهم؟

ألا تعكس مثل هذه التظاهرة السخيفة حقدا أعمى على نجاح “الحريرية السياسية” في إعادة الحياة إلى بيروت ولبنان بعد العام 1992 ووضع البلد مجدّدا على خارطة الشرق الأوسط والعالم؟

باختصار شديد، لا يمكن الهرب من تحمّل المسؤولية بالهرب إلى تظاهرة أمام المصرف المركزي أو العودة ثلاثين سنة إلى الخلف.

كان الهدف من الحراك الشعبي، الذي أخذ طابع الثورة، فرض إصلاحات حقيقية يتولى تنفيذها وزراء قادرون على أن يكونوا أفضل بكثير من مستشارين لسياسيين كانوا شركاء في لعبة المحاصصة. هذا الأمر لم يحصل. كان الرئيس سعد الحريري بين السياسيين القلائل الذين فهموا سريعا أبعاد الحراك الشعبي وكونه ثورة حقيقية. قدّم استقالة حكومته أواخر تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي على أمل تشكيل حكومة اختصاصيين حقيقيين قادرين على كسب ثقة الناس في الداخل والدول العربية القادرة على مساعدة لبنان، فضلا عن المجتمع الدولي.

ليس سرّا أن على أيّ حكومة فعالة أن تكون قادرة على مدّ الجسور مع المجتمع الدولي ومع الولايات المتحدة وأوروبا تحديدا.

يحلم من يعتقد أن لبنان سيحصل على أيّ مساعدة من دون حكومة لا تنفّذ الإصلاحات المطلوبة من جهة، وتعمل من أجل الحصول على ثقة المؤسسات المالية الدولية في مقدّمها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من جهة أخرى. يحلم أيضا من يعتقد أنّ مؤتمر “سيدر” الذي انعقد في باريس في نيسان – أبريل من العام 2018، أي منذ أقل من سنتين بقليل، ما زال مستعدا لمساعدة لبنان في غياب الإصلاحات المطلوبة من جهة، والشراكة بين القطاعين العام والخاص من جهة أخرى.

أدّت المماحكات إلى تفويت القدرة على استفادة لبنان من مؤتمر “سيدر”.

كان مؤسفا أنّ أحدا لم يرد الاستماع إلى فريق العمل الاقتصادي في رئاسة مجلس الوزراء، أيّام سعد الحريري، من منطلق أن الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان.

هناك من أراد فقط الاستثمار في كيفية إجراء انتخابات نيابية بموجب قانون غريب عجيب ينبثق عنها مجلس نيابي فيه أكثرية لـ”حزب الله”.

هذا ما كشفه قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني الذي لم يتردّد في القول، قبل اغتياله على يد الأميركيين، إن إيران باتت تمتلك أكثرية في مجلس النوّاب اللبناني الجديد.

من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها حكومة حسّان دياب، فضلا بالطبع عن أنّ حسّان دياب هو بحد ذاته الرجل الخطأ في المكان الخطأ، عدم الإصرار على الصلاحيات الاستثنائية قبل نيلها الثقة.

ليس لدى هذه الحكومة أي استيعاب لأهمية الوقت.

لم يتغيّر شيء منذ وصول ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية في تشرين الأوّل – أكتوبر 2016. يؤكد ذلك أن ملف الكهرباء بقي يراوح مكانه في حين أن الحلول العملية موجودة. على العكس من ذلك، بدا أن الهم الأول لما سمّي “العهد القوي” تصفية حساباته مع أهل السنّة ومع وليد جنبلاط ومع سياسيين مسيحيين لديهم وجودهم. من بين هؤلاء سمير جعجع وسامي الجميّل، وحتى سليمان فرنجيّة المشارك في الحكومة.

من دون صلاحيات استثنائية تحتاجها الحكومة اللبنانية للإصلاحات المطلوبة، ستبقى المماحكات سيدّة الموقف.

سيبقى لبنان عاجزا عن مواجهة الواقع المتمثل في أهمّية الوقت والحاجة إلى خيارات واضحة، بدل الهرب من الواقع المؤلم الذي يجسده عجز “التيّار الوطني الحر” عن حلّ مشكلة الكهرباء بعد أحد عشر عاما في وزارة الطاقة.

بكلام أوضح، لا يستطيع لبنان أن يسمح لنفسه بأن تكون حكومته “حكومة حزب الله” وأن يراهن على أن عامل الوقت يصبّ في مصلحته وأن يعزل نفسه عربيا وأن يتجاهل عامل الوقت في آن.

في النهاية منذ متى كان الجهل سياسة؟ اللهمّ إلّا إذا كان الجهل غطاء لتغطية وجود “عهد قويّ” هو في الواقع “عهد حزب الله” لا أكثر ولا أقلّ.

لا تغني البهلوانيات عن العودة إلى الواقع.

الواقع يقول إن وضع لبنان ليس ميؤوسا منه على الرغم من الانهيار الحاصل. توجد حلول. من يجرؤ على الاعتراف بأن لا حلول في حال تجاهل عامل الوقت والحاجة إلى مواقف جريئة عربيا ودوليا مع ما يعنيه ذلك من إثبات، بالفعل وليس بالقول، أنّ “العهد القوي” ليس عهد إيران في لبنان.

 

«كركلا» يستحضر الزمان ويجعل الحلم حقيقة

طلال حيدر/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

أُطفئت الأضواء، وفُتحت الستارة لتبدأ المفاجأة.

عرفتُ أنواعاً عديدة من المسرح: المسرح الغنائي الذي يدور فيه كل شيء في فلك المطرب، ويكون الرقص زخرفاً للغناء، وعرفتُ المسرح الراقص؛ حيث يعزف الراقصون بأجسادهم صوت الموسيقى، أو المسرح الكلاسيكي إذ يملأ الممثلون الخشبة ليؤدوا فكرة أبدعها الكاتب.

فُتحت الستارة، في مسرح المرايا، فإذا بي أشاهد مسرحية غنائية راقصة تختلف في مفهومها عن المسارح الثلاثة، تمثيلاً ورقصاً وغناءً، والمفارقة أنها تجمع عناصر المسارح ومضمونها كلها، ولكن لتعطيها معاني وأبعاداً مختلفة عن كل ما ألفناه في المسارح السابقة.

«جميل وبثينة»! أول ما يأخذك مشهدية ساحرة تبهر العين وتبهج الروح، أزياء تستحضر ذلك الزمان بفنها وألوانها وأشكالها...

الألوان وحدها سجادة تُفرش ليسير عليها الزمان، والأزياء تجسد لكل شخصية مسرحية معناها، وتبرز دورها في مجرى الأحداث التي تعبر عن حب عذري لا يزال يتناقله الزمان إلى الآن.

تظهر المسرحية جلياً هاجس «كركلا» في إحياء التراث العربي، وإبراز عاداته وتقاليده، حتى أدواته التي باد معظمها.

نرى «بثينة» في حبها العذري شريفة، عفيفة، مذعنة بالرضا لما يريده الوالد الذي يمثل العادات العربية الأصيلة، ومفاهيم الشرق النبيل للقبائل العربية التي لا تقبل الضيم...

ونرى «جميل»، الشاعر المبدع الذي تناقلت قصائده الأجيال على مرِّ الزمان، لا يسيء إلى الشَّرف والإباء، ويكظم الغيظ، ويكتم ما بنفسه، ولا يعبِّر عنه إلا شعراً، ويرضخ للمفاهيم القبلية العربية بهجرته إلى دمشق، ثم إلى مثواه الأخير في مصر، منشداً:يهواكِ ما عشتُ الفؤادُ فإن أمتْ يتبعْ صداي صداكِ بينَ الأقبرِ

اختار «كركلا» لمسرحه الراقص في أرض العلا شاعراً من هذه الأرض، ملأ الدنيا وشغل الناس، عاش «جميل» في أرض العلا التي لا تزال حتى الآن أعجوبة من أعاجيب الدنيا، فلم يفت «كركلا» - وهو الذي يمزج بين الشرق والغرب، بين التراث العربي وأحدث التقنيات الغربية المعاصرة - أن يبرز هذه الأرض، بأسلوبه التقني الخاص، على شاشات مسرحه، لنشعر كأننا في كوكب آخر، حتى لنكاد نسمع الريح تسف الرمال، لترسم أشكالاً تكوينية عجيبة غريبة، تحسبها كائنات جمدها الزمان. وهكذا يكون «كركلا» قد عرَّفنا على «جميل» في زمانه ومكانه، وتعرفنا إلى «جميل» الشاعر، وأدركنا أبعاداً في قصائده لم تكن جلية للعيان، وعرَّفنا على «بثينة» وهي تنبض بالحياة بعد أن كانت طي الكتب؛ حيث خبَّر عنها «جميل» ولم تبح عن نفسه، تحدث عنها كيف سكنت روحه وشعره، ولم تُحدث عن لواعج نفسها.

على مسرح «كركلا»، رأيت «بثينة» وعرفتها كيف تعبِّر عن مكامن نفسها، وكيف تحاور أهلها وأترابها، وكيف يسمو بها الشرف لملاقاة مصيرها وقدرها. أصبحت «بثينة» تخبر بعد أن كانت خبراً.

أنا الشاعر، أدَّعي أنني تعرفت اليوم - وأنا أخرج من مسرح المرايا في أرض العلا - على شاعر، والتقيت به ساعتين طيلة عمل «كركلا» الإبداعي، بعد أن كنت قد عرفته حبراً على ورق، ورأيت «بثينة» التي كانت خبراً يروى، وأصبحت هي التي تروي حكايتها الخالدة. وقال الرقص قصصاً لم يقلها الغناء ولا الحوار الغنائي، تارة شارحاً الموقف، أو معلقاً عليه، أو مثيراً التساؤل عن الآتي من الأحداث.

أمعنتُ النظر في الراقصات والراقصين، فإذا هم يتكلمون بصمت أجسادهم لغة تبرز المعاني، لتصبح أساساً في البناء الدرامي، لإضافة تزينية للمعنى. الراقصون - عند «كركلا» - يحاورون «جميل» بالرقص، يعبرون عن ألمه بأن والدها قضاها لغيره.

كما تمسك الراقصات بأهداب «بثينة»، لتبارك ما رأيت فيما رأيت رقصاً، يقول كلاماً ليس بحاجة إلى اللغة قبل هذه الليلة. قرأت شعر «جميل» وأنا يافع أيام الدراسة، وما استطعت أن أتخيله كما شاهدته الليلة على مسرح «كركلا». فهمت قصائده وتعمَّقت بها؛ لكنِّي الليلة سمعتها من «جميل» كأنني كنت معه ساعة أنشدها، وكأنني أسمعها للمرة الأولى. وما أدهشني حتى الثمالة أنني رأيت كيف كانت تسمعها «بثينة»، ويذهب بها الشعر إلى فضاء يسكنه الليل، ويضيئه قمر العلا للعشق العذري.

 

ثقب أسود يبتلع لبنان!

راجح الخوري/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

في 4 فبراير (شباط) الحالي، وبعد إنكار النظام الإيراني تكراراً عدم تأثير العقوبات الأميركية على اقتصاد البلاد، اعترف نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري بأنه ليس في وسع طهران نقل أي أموال بسبب العقوبات المالية والمصرفية، وقال لوكالة «إسنا» إن الولايات المتحدة لا تسمح لنا بنقل دولار واحد، حتى من الأموال الإيرانية الموجودة في مختلف دول العالم، صحيح أنه من المعروف أن على دول العالم أن تلتزم بقوة بأي عقوبات تفرضها الأمم المتحدة، لكن العقوبات الأميركية تكون أحياناً أهم وأقسى! من الطبيعي أن المسؤولين في لبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية ومالية خانقة، يعرفون الواقع الاقتصادي المختنق في إيران، لكن الغريب أن هذا لم يمنع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الذي هبط فجأة في بيروت يوم الاثنين الماضي، من أن يعلن بعد مقابلته الرئيس ميشال عون أن بلاده تدعم الحكومة الجديدة، التي ولدت طبعاً من رحم «حزب الله». معرباً عن «استعداد إيران للعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية في لبنان»، وهو ما دفع البعض إلى تذكّر القول: «لا يستطيع أعمى أن يقود أعمى، وإلا وقع كلاهما في حفرة»! لكن المهزلة لا تتوقف عند عرض من لا يملك ما لا قدرة له على تقديمه، بل إن الزيارة الإيرانية جاءت في وقت كانت بيروت واقعة تحت وابل من التقارير المقلقة التي ترد من الدول الأوروبية وكذلك من الولايات المتحدة، والتي زادت من التشاؤم، عبر التأكيد أن هناك مجموعة من العوامل تجعل من مسألة تقديم المساعدات للبنان مقفلة تماماً، وأن ما يشهده من أزمة متصاعدة حتى الآن هو أخف وأهون بكثير مما سيأتي.

وكان رئيس الحكومة حسان دياب قد استعجل عقد لقاء من سفراء الدول الأوروبية في بيروت، كاشفاً أن لبنان يحتاج إلى مساعدات عاجلة على كل المستويات، مراهناً على القول إن الحكومة وضعت خطة من الإصلاحات التي تتلاءم مع برنامج «مؤتمر سيدر»، لكن دول المجموعة الأوروبية، التي طالما سمعت من المسؤولين في بيروت كلاماً ووعوداً من هذا النوع، توقفت ملياً وبذهول أمام ما جاء في البيان الوزاري، وتحديداً عن موضوع الكهرباء، الذي يشكّل الثقب الأسود الذي ابتلع أكثر من 52 ملياراً من الدولارات تشكّل أكثر من نصف الدين العام الذي لامس 100 مليار، عندما تبنت برامج الحكومات السابقة، ما يشكّل استمراراً في الهدر الذي دمر الاقتصاد اللبناني.

كان من الطبيعي أن تشدد مجموعة الدعم الدولية على أهمية استعادة ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي، لتفعيل المساعدات الدولية المستقبلية للبنان، مؤكدة أن المعبر الوحيد إلى هذا هو وضع برنامج جاد وواضح يدعم الإصلاحات التي تصب في المصلحة الوطنية ومصلحة الشعب والبلاد، ومن هنا تبرز التساؤلات، أين مصلحة الشعب اللبناني، الذي يستمر منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في إعلان الثورة على الفساد والطقم السياسي، ولم يلمس بعد أي خطوة إصلاحية، بل على العكس، وجد أنه يقف أمام المصارف ليتسوّل 200 دولار من ودائعه، في حين تتحدث الأخبار عن تحويلات بمئات مليارات الدولارات إلى الدول الأوروبية، قامت بها مجموعة من السياسيين الذين يملكون تقريباً 40 في المائة من المصارف اللبنانية! ولعل الأنكى أنه في وقت تقف فيه البلاد على شفير الانهيار، قبل موعد استحقاقات اليوروبوند على الدولة، بداية الشهر المقبل، وقيمتها مليار و200 مليون دولار، وبعدما تدنى سعر اليوروبوند إلى 17 سنتاً مقابل الدولار، وقيل إن أصحاب المصارف اشتروا بالسعر المتهاوي، ويضغطون الآن لكي يقوم المصرف المركزي بتسديد الاستحقاق في موعده ليحققوا أرباحاً خيالية، ودائماً بحجة المحافظة على سمعة لبنان وصدقيته أمام دول العالم، بينما يدعو البعض إلى جدولة تسديد هذا الاستحقاق على قاعدة برنامج إصلاحي حقيقي وواضح ويرتبط بجدولة زمنية لمعالجة أبواب الهدر، وفي مقدمها قطاع الكهرباء الذي أوصل لبنان إلى الإفلاس تقريباً!

«مجموعة الدعم الدولية» تشترط بدء إصلاحات عميقة وخصوصاً في الكهرباء ومحاربة الفساد والتهرّب الضريبي، واعتماد استراتيجية وطنية لوقف الفساد المستشري في أوصال الدولة، وإصلاح القضاء وتطبيق برنامج للمساءلة الكاملة، لكنها تعود دائماً إلى التشديد على حق التظاهر، فيما يشبه التبني الكامل لمطالب الشعب اللبناني، وهو ما كرره ممثل الأمم المتحدة في بيروت يان كوبيتش مراراً على مسامع كبار المسؤولين! الأهم أن المجموعة الدولية تشترط تطبيق لبنان قرارات مجلس الأمن الدولي، ومنها القراران 1701 و1559 اللذان ينصان على ضرورة حصرية السلاح في يد الدولة، واحترام اتفاق الطائف وإعلان يعيد سياسة النأي بالنفس، لكن زيارة علي لاريجاني جاءت لتوحي أنه من غير الممكن مع حكومة اللون الوحد التي شكلتها الثنائية الشيعية والرئيس عون، الحديث عن إمكان التوصل إلى شيء مما تنصّ عليه هذه القرارات، وأنه من غير الممكن التزام ما تمليه سياسة النأي بالنفس على لبنان، وخصوصاً في ظل الافتراءات والاتهامات التي توّجهها دول الخليج، ومع استمرار انخراط «حزب الله» في المعارك والتدخلات الإيرانية في دول المنطقة!

رغم هذا يكرر رئيس الحكومة أنه يخطط للقيام بجولة عربية، يبدأها من المملكة العربية السعودية، ولهذا حرص الإيرانيون على الإيحاء عبر زيارة لاريجاني أنهم يضعون بصماتهم على السلطة السياسية عبر حكومة اللون الواحد، وأنهم يملكون قراراتهم العسكرية عبر سلاح «حزب الله»، ولهذا ليس غريباً أن يكون الموقف الخليجي من رغبة الحكومة الجديدة بالحصول على المساعدات، متشدداً ومتوازياً مع وقف مجموعة الدعم الدولية، فالمطلوب إصلاح العلاقات على قاعدة أن لبنان بلد عربي من غير المقبول أن يستمر في الانزلاق وراء السياسات الإيرانية، لأن اختلال التوازن لمصلحة إيران يبعد السعودية عن لبنان، والدليل قرارها غداة تشكيل حكومة «حزب الله»، تخفيض أعضاء بعثتها الدبلوماسية في بيروت. بالعودة إلى موضوع الثقب الكهربائي الأسود الذي ابتلع نصف الدين العام، تبدو الحكومة الآن أمام عاصفة خلافات وانقسامات داخلية عميقة؛ خصوصاً بعدما تبنى البيان الوزاري سياسة الحكومات السابقة التي كانت منذ عام 2010 إلى عام 2019 في يد وزراء من التيار الوطني الحر والرئيس عون، وقام الرئيس نبيه بري قبل أيام بتفجير الموقف، قائلاً إنه «ذاهب إلى إعلان الحرب وهدفه المحدد هو معركة الكهرباء، وإنه لا صوت يعلو فوق صوت معركة توفير الكهرباء بأسرع ما يمكن وبأرخص ما يمكن». ودحضاً للبيان الوزاري، يقول بري إن الحل الأمثل هو بناء معملين دائمين للكهرباء. وللمقارنة وعلى سبيل مرارة السخرية، فإن مساحة مصر تبلغ 95 مرة مساحة لبنان، ويبلغ عدد المصريين 20 ضعف عدد اللبنانيين، واستطاعت مصر عبر شركة سيمنز أن تبني في عامين معامل تنتج 14400 ميغاواط بكلفة 7 مليارات يورو، بينما يحتاج لبنان إلى 3000 ميغاواط ولم يحصل على نصفها بعدما تكلّف 50 مليار دولار!

 

قراءة هادئة في نصف عهد لبنان الرئاسي الأول: إخفاقات تفوق الإنجازات

رامي الريس/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

ليست مسألة تقييم أي «عهد رئاسي» في لبنان مهمة سياسية أو إعلامية أو بحثية سهلة، ولا سيّما إذا كان العهد لا يزال في منتصف الولاية، أي لم تنقضِ السنوات الست المنصوص عنها في الدستور، على الرغم من الانتهاكات المتكرّرة لروح الدستور ونصوصه. ذلك أن تقييم أي ولاية رئاسية بعد انتهائها يتيح للباحث إجراء قراءة دقيقة وموضوعية يمكن من خلالها دراسة المحطات التي انطلق منها «عهد» ذلك الرئيس والوقائع التي انتهى إليها، بالإضافة إلى دراسة ما إذا كان هناك من منجزات جدّية يمكن أن يسجلها التاريخ باسم الرئيس. أما وقد مرت ثلاث سنوات ونيف من ولاية الرئيس ميشال عون الذي انتخب يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2016، فإنه لا بد من تسجيل جملة من الملاحظات الأساسية، قبل التعمّق في إجراء التقييم الفعلي لهذه الحقبة. بعد نحو 29 سنة من الانتظار تقريباً، نجح العماد ميشال عون في الدخول مجدداً إلى قصر بعبدا الجهوري (الرئاسي) بعدما أُخرج منه عام 1989. ولقد أتاح إخراج عون، آنذاك، وضع «اتفاق الطائف» موضع التنفيذ بعدما كان قد عطّل مفاعيله لأشهر عديدة، عبر إصراره على ترؤس حكومة عسكرية فقدت نصابها القانوني وميثاقيتها خلال دقائق معدودات من تشكيلها (بنتيجة استقالة جميع الوزراء المسلمين منها وعددهم نصف عدد الحكومة). ومن ثم، قرّر حل المجلس النيابي المفترَض فيه انتخاب رئيس الجمهورية، الذي تعذّر انتخابه، في حين كان مطلوباً منه كرئيس للحكومة الانتقالية تسهيل هذه المهمة، بالإضافة إلى رفضه «اتفاق الطائف» الذي كان تسوية عربية - دولية لإنهاء الحرب في لبنان وشنه حربين داخليتين عُرفتا بـ«حرب التحرير» و«حرب الإلغاء»؛ ما أدى إلى خسائر فادحة بشرياً ومادياً. مع هذا، انتخب عون رئيساً عام 2016 وفقاً لـ«اتفاق الطائف» نفسه الذي كان قد رفضه عام 1989، وثمة مَن يقول إن الرأي العام لم يفهم حتى اللحظة التحوّل السياسي الكبير الذي قام به الرئيس، ولا سيّما الدوافع التي أدّت إلى رفضه هذا «الاتفاق» في التسعينات، وخوضه الحملات العسكرية والسياسية والإعلامية ضده ورفض الاعتراف بالسلطة التي انبثقت عنه... ثم تلك التي أدت إلى قبوله به في العام 2016.

اتفاق الطائف

حقيقة الأمر، أن «الاتفاق» لم يُعدّل منه أي حرف، أو فقرة أو مادة، بل بقي على حاله. ولئن كان صحيحاً أن ثمة تفاسير متباينة لبعض مواده، فالصحيح أيضاً أنه أصبح جزءاً من دستور لبنان الذي يفترض أن يطّبق ويُحترم من كل القوى والأطراف السياسية. أما القول بتعديل «الطائف» بـ«الممارسة»، كما يتباهى مناصرو الرئيس عون نواب كتلة «لبنان القوي» (أو تكتل «التغيير والإصلاح» سابقاً)، فهو يعني عملياً المفاخرة بخرق مواد الدستور، وإعادة تفسيرها وتطبيقها بما يتلاءم مع المصلحة السياسية والفئوية والحسابات الخاصة والظرفية. هذا ما يحصل - على سبيل المثال - في قضية تعيين الناجحين في مباريات مجلس الخدمة المدنية التي تعطّلها هذه الكتلة التي يقودها عونيّو «التيار الوطني الحر» (الذي أسسه الرئيس ويترأسه حالياً صهره وزير الخارجية السابق جبران باسيل) تحت ذريعة غياب «التوازن الطائفي»، مع العلم، أن المادة 95 من الدستور واضحة... وهي حصرت ضرورة تأمين هذا التوازن بالفئة الأولى دون سواها. كذلك، فإن هذا التوازن لم يُحترَم في مباريات وزارة الخارجية - على سبيل المثال -، بل جرى التغاضي عنها لأنها جاءت غير متوازنة إنما في الاتجاه المعاكس. وهذا يثبت أن الشعارات المرفوعة لا تهدف حقاً إلى تأمين التوازن الطائفي، بل ترمي إلى تعزيز حضور فئة دون سواها، خلافاً للدستور والأصول والقوانين المرعية الإجراء، مع أن الشراكة ضرورية، وصيغة المناصفة - التي نصّ عليها «الطائف» - هي واحدة من أبرز منجزات الاتفاق التي يفترض الحفاظ عليها بمعزل عن المعايير الديموغرافية. أما تعطيل الحكومات والمؤسسات تحت عنوان «الميثاقية»، الذي مارسه «التيار الوطني الحر» طوال السنوات الماضية، فإنه لم يطبقه في مرحلة الحكومة العسكرية التي افتقرت إلى التمثيل الإسلامي بكل مكوّناته المذهبية. فكيف يمكن تفسير هذه الازدواجية؟ هذه الملاحظات الشكلية ليست سوى مقدمة لفهم حقيقة وأسس العمل التي يركز عليها العهد، أو بعض المقرّبين منه، الذين يتكلّمون باسمه ويبدّدون من رصيده السياسي والشعبي.

عناوين ومحاور

أما بعد، فلا بد من تقييم السنوات الأولى للعهد من خلال العناوين والمحاور التالية:

أولاً: السياسة الخارجية. والحق أنه لم يسبق أن مرّ لبنان بهذا المستوى المتدني من الحضور الدولي في تاريخه المعاصر، فعدا عن التراجع غير المسبوق لعلاقاته مع عمقه العربي (ولقد حسم «الطائف» عروبة لبنان بعد خلاف دام عقوداً)، أخذت السياسة الخارجية تخرج رويداً رويداً من سياسة النأي بالنفس (التي تماثل شعار: لا شرق ولا غرب بشكلٍ أو بآخر). وصار الخطاب الرسمي اللبناني الذي يعبّر عنه رئيس الجمهورية ووزير الخارجية أكثر التصاقاً بموقف فريق من اللبنانيين يكنّ العداء لقوى عربية ويوالي قوى غير عربية. لقد أدى تضييق هذا الهامش الذي كان قائماً بين الدولة وأطراف أخرى إلى الإضرار بسياسة لبنان الخارجية وعلاقاته الدولية، بمعنى أن المساحة التي كانت قائمة بين الموقف الرسمي والموقف الحزبي كانت توفر متنفساً للبنان - إذا جاز التعبير - إزاء «المجتمع الدولي»؛ إلا أن الالتصاق (وربما الالتحاق التدريجي) بين هذين المسارين أفقد لبنان الرسمي استقلالية سياسته الخارجية القائمة على العلاقات الطيبة مع محيطه العربي وانتمائه لهذا المحيط دون أي التباس. لا شك، أن سياسة معاداة إسرائيل كموقف رسمي ووطني وشعبي ثابت هو إنجاز مهم، لكنه ليس كافياً؛ لأنه مرتبط بالاستراتيجية الدفاعية المغيبة تماماً عن النقاش الجدي بفعل سياسة الالتصاق المشار إليها أعلاه.

ثانياً: الاستراتيجية الدفاعية. على الرغم من أن الرئيس عون كان وعد اللبنانيين بإطلاق النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية بعد إنجاز الانتخابات النيابية (2018)، فإنه رغم مرور سنة ونصف السنة تقريباً على انتهائها لم يبادر للدعوة إلى نقاش جدي حول هذه الاستراتيجية. ومن هنا، فإن الالتصاق الذي أشير إليه في البند الأول بموازاة تغييب النقاش الوطني حول الخطة الدفاعية المنتظرة يطرح علامات استفهام كبرى، تعزّزها تصريحات وزير الدفاع الوطني التي تكاد تلغي أي تمايز بين الأجهزة الرسمية اللبنانية وقوى «المقاومة». وهو ما عاد وأكده رئيس الجمهورية، للأسف، في أحد مواقفه المُستغربة التي تساءل فيها عن جدوى وضع خطة دفاعية! لا يختلف اثنان على أن إسرائيل هي العدوّ التاريخي للبنان، وهي تختزن الكثير من الحقد على تجربته التعددية التي تناقض آحاديتها وعنصريّتها التي كرّسها في قانون «يهودية الدولة» الذي أصدره الكنيست في الفترة الأخيرة؛ إلا أن ذلك لا يلغي أننا نختلف كلبنانيين على كيفية مواجهة الخطر والحقد الإسرائيلي الدائم. ثم أن الاستفادة من تجربة «المقاومة» ضرورة حتمية تبرّرها الحاجة ويفسرها المنطق، ولا سيما أنها راكمت خبرة كبيرة في مواجهة الاحتلال واعتداءاته المتكرّرة على السيادة اللبنانية وأكملت المسار النضالي الذي أطلقته القوى الوطنية والتقدمية واليسارية؛ إلا أن ذلك يفترض ألا يقفل البحث على سبل دمج هذه القدرات بإمكانات لبنان الرسمية، والوصول إلى مرحلة تحتكر فيها الدولة وظيفة الدفاع عن أراضيها، وهذا حقٌ مكتسب لأي دولة ذات سيادة، وليس موجهاً ضد هذا الفريق أو ذاك. حتى نصل لتلك المرحلة، ثمة مسؤولية كبرى على العهد، تتمثّل بألا يسمح بتحويل لبنان مجدّداً ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية أو أن يدفع هذا البلد الصغير أثماناً لا علاقة له فيه، بل تتصل أولاً وأخيراً بنزاعات المحاور الدولية والإقليمية من طهران إلى واشنطن.

ثالثاً: المسألة الاقتصادية الاجتماعية. إن الوقت الذي أهدر في مطلع الولاية، وهو يناهز السنة ونصف السنة تحت عنوان أن «حكومة العهد الأولى لم تكن حكومة الرئيس»، وأن حكومته الفعلية هي التي ستنبثق عن الانتخابات النيابية، كان كافياً ليعكس ما إذا كان ثمة جدية حقيقية في مواجهة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية المستفحلة! لقد رفع التكتل النيابي الذي ترأسه الرئيس عون شعار «الإصلاح والتغيير»، إلا أن أياً من هذين الشعارين لم يسلك طريقه الفعلية نحو التنفيذ. رفع «وثيقة الإبراء المستحيل» في وجه تيار المستقبل، ثم «تبرأ» منها عند نضوج التسوية وانتقال الرئيس سعد الحريري لدعم ترشيح عون للرئاسة الأولى. و«اصطدم» مع «القوات اللبنانية» مراراً وتكراراً، ثم وضع كل الخلافات جانباً عند توقيع «تفاهم معراب» الذي أدى كذلك إلى رفع حظوظ عون الرئاسية، ثم عاد وتنصل منه بعد الانتخاب! المهم أن ينطلق قطار الإصلاح وأن تبدأ الخطوات الجدية، الفورية والجذرية لإحداث تغيير حقيقي في بنية المشاكل الاقتصادية التي تواجه البلاد التي لم تعد تحتمل رفاهية النقاش والبحث، بل إنها أشبعت درساً على مدى سنوات وسنوات والمطلوب خطوات سريعة قبل فوات الأوان.

ملف أزمة الكهرباء

لا يخفى على أحد أن «أم المشاكل» في لبنان هي الكهرباء؛ كونها تستنزف نحو ملياري دولار سنوياً من المالية العامة، فضلاً عن أنها لا تتوافر على مدار الساعة في كل المناطق أسوة بما هو قائم في مختلف دول العالم. وبمعزل عما إذا كان «التيار الوطني الحرّ» يتحمّل وحده مسؤولية هذا الإخفاق - أقله منذ توليه وزارة الطاقة والمياه منذ نحو عشر سنوات - لا شك في أن هذا الملف يشكل إحباطاً جماعياً لدى اللبنانيين ويعكس فشل السلطة السياسية، ولا سيما من تولى الحقيبة الوزارية، في الإخفاق بإيجاد الحلول المطلوبة لهذه المشكلة المزمنة. لقد توقّع اللبنانيون أن تسلك شعارات «الإصلاح والتغيير» طريقها بكثير من الانسيابية مع انتخاب عون إلى الرئاسة، لكن هذا، للأسف، لم يحدث. أغلب الظن أن المسؤولية لا يتحملها الرئيس وحده، بل بعض من هم في الدائرة المحيطة به ممن لم يوفقوا في إدارة الملفات الموكلة ولم ينجحوا في تعزيز الالتفاف السياسي حول الرئيس ليتمكن من إنجاز المصالحات، بل بددوا الكثير من رصيده السياسي والشعبي وضاعفوا عدد الأخصام السياسيين مجاناً. وأخذاً في الاعتبار طبيعة التركيبة السياسية اللبنانية، والصيغة التشاركية التي أرساها «اتفاق الطائف» في العملية السياسية وآليات اتخاذ القرار؛ لا بد من الإقرار بأن سلوك مسار التغيير يتطلب نسج تفاهمات وطنية تتيح هذا الأمر وبناء مناخ من الشفافية والتعفّف، ورفض الدخول في الصفقات والسمسرات. وهذا أيضاً، لم يحصل؛ إذ ارتبطت أسماء بعض المحيطين بالعهد بالعديد من الملفات التي تثار حولها علامات استفهام كبيرة... من البواخر إلى الكهرباء وسواها من الملفات من العناوين أعلاه.

لقد فاخر العهد وبعض مؤيديه بشعار «العهد القوي»، ولعل إطلاق هذا الشعار كان خاطئاً من الأساس، ليس لأن الرئيس عون ليس «قوياً»، بل لاختلاف المفاهيم حول فكرة «القوة»، من جهة؛ ومن جهة ثانية، لأنه ساهم برفع التوقعات من الحكم الذي وقف شبه عاجز أمام المشاكل المتفاقمة فلم يفكك أياً منها بشكل ملحوظ من جهة أخرى! أما مفهوم «القوة» فهو بحد ذاته في حاجة إلى تشريح: هل يكفي القول عن الرئيس إنه قوي إذا كان يرأس قبل انتخابه كتلة نيابية؟ أم أنه قوي بتاريخه النضالي؟ أم يمكن القول عنه إنه قوي إذا كان رجلاً صاحب مبادئ؟ أم أن القوة يوفرها الصوت المرتفع؟ أم ماذا؟

علاقة «القوة» بـ«الصلاحيات

عملياً، ما هي العناصر التي يمكن اعتمادها للقول إن هذا العهد، أو أي عهد رئاسي، هو عهد «قوي»؟ الرئيس الراحل فؤاد شهاب ما كان يرأس كتلة نيابية، لكن تاريخه ودوره في ثورة 1958 وسجله العسكري وتعففه وشفافيته عناصر جعلت منه رئيساً يحقق المنجزات من دون أن يرفع شعار «الرئيس القوي».

ثم أن السلطة التنفيذية في لبنان بعد «اتفاق الطائف» أصبحت منوطة بمجلس الوزراء مجتمعاً. طبعاً، هذا لا ينتقص من مكانة رئيس الجمهورية وموقعه ودوره الذي لا يزال له صلاحياته المهمة. لكن هذا التحوّل بحد ذاته يجعل رفع شعار «الرئيس القوي» غير ذي جدوى، بل هو يثقل كاهل الرئيس بدلاً من أن يخففها عنه. وفي «الديمقراطية اللبنانية» المرتكزة إلى التوافقات والتفاهمات والتوازنات، تسقط مقولة «الرئيس القوي» عند كل منعطف وفي كل محطة، إلا إذا استعمل الرئيس «قوته» للجمع بين اللبنانيين وتقليص المسافات بينهم، وأن يمارس فعلاً دور الحكم والمرجع الأعلى لتكريس الاستقرار والسلم الأهلي.

ختاماً، إن أي لبناني عاقل يتمنى للعهد النجاح؛ لأن نجاحه يعني بصورة أوتوماتيكية نجاح لبنان في تخطي أزماته التي تُستولد وتتفاقم كل يوم. وأي لبناني عاقل يعتبر أن نجاح الرئيس عون يعني تجاوز الوضع الراهن نحو واقع أفضل لا يفقد فيه الأمل ويشعر فيه بالطمأنينة... لكن «المكتوب يُقرأ من عنوانه»!

تيار عون «يستأثر» به باسيل

> نُظّمّت الحالة الشعبية العونية الموالية للعماد ميشال عون ضمن هيكل سياسي حمل اسم «التيار الوطني الحر» بعد عودة الجنرال من منفاه الباريسي في مايو (أيار) 2005، رغم أن نواة الحزب وُضعت قبل عودة عون من باريس، وكان مناصرو التيار يتداولون بالاسم الذي بات حزباً قانونياً قبل هذه الفترة.

حاز التيار العلم والخبر «الرقم 163/ أ د»، الذي يمكّنه من مزاولة نشاطه السياسي كحزب بوجهة قانونية، من وزارة الداخلية اللبنانية في مايو 2006. وتقدّمت الجمعية السياسية المسماة «حزب التيار الوطني الحر» بطلب تعديل في النظام الأساسي وتعديل مركزه في عام 2015، حين جرت الموافقة على التعديلات. منذ ظهور التيار، بقي العماد ميشال عون، الذي بات نائباً في البرلمان اللبناني منذ انتخابات عام 2005، رئيساً له. لكن عام 2015 انتقلت رئاسة التيار إلى صهره وزير الخارجية السابق جبران باسيل إثر انتخابات فاز فيها الأخير بالتزكية؛ وهو ما ولّد انقساماً في صفوف التيار على مستوى قياداته والشخصيات البارزة فيه وأقرباء عون نفسه. وعلى الأثر، أعلنت قيادات رافقت مسيرة منذ سنين الانسحاب من التيار. وتحدث آخرون من مواكبي مسيرة التيار عن «إقصاء» لمعارضي باسيل من التيار، متهمين باسيل بالاستئثار، وباستبعاد قيادات تاريخية بينهم نعيم عون - ابن شقيق عون -، وزياد عبس القيادي البارز، وغيرهم. ولقد نظّم هؤلاء صفوفهم ضمن إطار سياسي ناهز عدده السبعين شخصاً، وأصدر في العام الماضي بياناً بعد انتخابات التيار في 2019 التي فاز فيها باسيل بالتزكية برئاسة التيار لولاية ثانية.

- «نصف العهد»: توترات أمنية وضغوط خارجية واقتصادية... انفجرت في انتفاضة الشارع

> مثّل تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار في السوق الموازية، إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي دفعت عشرات المؤسسات للإقفال، رأس هرم الأزمات التي عصفت بعهد الرئيس اللبناني ميشال عون منذ ثلاث سنوات، خاضت فيها البلاد تحديات أمنية داخلية وخارجية، وتضاعف فيها التوتر السياسي، ووصلت في منتصف الولاية الرئاسية إلى مرحلة الاضطرابات الاجتماعية التي تمثلت في الانتفاضة الشعبية اللبنانية ضد السلطة. ورغم ادعاء فريق الرئيس ميشال عون السياسي حرصه على تكريس النمط التوافقي في الحكم، عبر الحكومات الائتلافية، فإن الحملات الممهدة للانتخابات النيابية 2018، كسرت العرف التوافقي، واشتدت الانقسامات بين الأحزاب والتيارات والقوى السياسي. فترنحت الاتفاقات مع حزب «القوات اللبنانية» من غير أن تسقط، وتوترت العلاقة مع «المستقبل»، وشهدت علاقة «التيار الوطني الحر» مع حركة أمل ورئيس البرلمان نبيه برّي أسوأ مراحلها في ظل السجالات والخطابات الشعبوية وتبادل الاتهامات. ويُشار إلى أن تشكيل الحكومتين بعد الانتخابات الرئاسية وبعد الانتخابات، شهد نزاعاً سياسياً أدى إلى تأخير إعلانهما؛ ما أدخل البلاد في فراغ حكومي لأشهر. التوتر السياسي الذي طغى على مرحلة ما قبل الانتخابات، تجسّد أيضاً بتوتر ميداني في البيئة الدرزية إثر إشكال في منطقة الشويفات (جنوب شرقي بيروت)، أسفر عن مقتل عنصر في الدفاع المدني من أنصار «الحزب التقدمي الاشتراكي» خلال إشكال مع أنصار النائب طلال أرسلان. وتوتّر الوضع فيه مع إصرار أرسلان على رفض تسليم المتهم بالقتل، وسط معلومات عن فرار المطلوب إلى سوريا.

الجبل، كان عرضة مرة أخرى لاشتباك بين أنصار الوزير الأسبق وئام وهاب مع قوة من «قوى الأمن الداخلي» حضرت لاعتقال وهاب، قبل أن يتوتر الوضع في الجبل مرة ثالثة إثر زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إلى الجبل، وإطلاقه تصريحات مرتبطة بحقبة الحرب اللبنانية، ما اعتبره أنصار «الاشتراكي» استفزازاً يتضمن نبشاً في قبور الماضي، وإثارة للنعرات الطائفية. وانفجر الخلاف خلال زيارة باسيل إلى منطقة عاليه، حيث تم إطلاق النار على موكب الوزير صالح الغريب، ما أدى إلى مقتل شخصين. خلال هذه الفترة، حصل توتر بين «حزب الله» وإسرائيل على خلفية مقتل عنصرين للحزب في غارة إسرائيلية في سوريا، وتفجير طائرة استطلاع إسرائيلية في حي سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت؛ ما دفع الحزب للرد من داخل الأراضي اللبنانية في الجنوب. وهو توتر اضيف إلى توتر دبلوماسي إثر زعم رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بأن الحزب أنشأ مصانع للصواريخ الدقيقة في لبنان، وهو ما نفاه الحزب. وعلى الصعيد الدبلوماسي أيضاً، فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد شخصيات في الحزب، من بينها رئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد، كما تضاعفت وتيرة العقوبات ضد الحزب وتأثر بها لبنان بالكامل. هذه العوامل بأكملها، الداخلية والخارجية، مهّدت لأزمة اقتصادية كبيرة تمثلت بفقدان الدولار في السوق، وارتفاع سعر صرفه في السوق الموازية، أدى إلى تراجع سعر العملة المحلية أكثر من 50 في المائة، بالتزامن مع أكبر انتفاضة شعبية يشهدها لبنان منذ عام 1992، أدت إلى إسقاط الحكومة في الشارع، وتأليف حكومة قاطعتها كتل سياسية بارزة. ويقول الناشطون إلى العهد فشل في مكافحة الفساد، حيث لم يُحاسب أي فاسد حتى الآن، كما فشل بتأمين متطلبات العيش اليومية منها تأمين الكهرباء والخدمات، إضافة إلى تسعير الاستدعاءات على خلفية الراي والتدوين، وهوة ما اعتبر استهدافاً للحريات في لبنان.

 

"حزب الله" و"القوات" في جبهة إنتخابية واحدة؟

راكيل عتيِّق/الجمهورية/22 شباط/2020

على رغم من أنّ «اتفاق معراب» لم يُؤتِ ثماراً كثيرة، على الصعيد الوطني عموماً وعلى المستوى المسيحي خصوصاً، إلّا أنّه نجح في إنجاز قانون انتخاب مكّن المسيحيين من إيصال ممثليهم الى البرلمان، بعد أن كان النواب المسيحيون يُنتخبون بأصوات المسلمين، وفق القوانين التي اعتُمدت منذ 1992. ومكّن هذا القانون «القوات اللبنانية» من زيادة تمثيلها النيابي، وكسرها للمرة الأولى سيطرة «الثنائي الشيعي» في بعلبك ـ الهرمل، وإيصال مرشحها أنطوان حبشي الى مجلس النواب بأصوات أبناء بلدته دير الأحمر. إلّا أنّ القانون نفسه حقّق لـ»حزب الله» وحلفائه غالبية نيابية، تُمّكنهم من تكوين السلطة التنفيذية والتحكّم بها طوال ولاية مجلس النواب.

في ميزان الربح والخسارة، مُني الرئيس سعد الحريري بالخسارة النيابية الأكبر في انتخابات 6 أيار 2018، في حين حققت «القوات» تقدّماً بارزاً، وحافظت بقية الكتل على حجمها نسبياً. إلّا أنّ تاريخ 17 تشرين الاول 2019 قلب كلّ التوازنات، فـ«الثوار» يعتبرون أنّ مجلس النواب الذي لم يحظَ بأصوات نصف اللبنانيين «لم يعد شرعياً»، وتفرض الإنتفاضة الشعبية المتعدّدة الإنتماءات الطائفية والمناطقية والعمرية، سقوطه، تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة تفرز وجوهاً نيابية غير مصبوغة بألوان السلطة. كذلك يُطالب المنتفضون بقانون انتخاب جديد خارج القيد الطائفي.

ويفرز كلّ من قانون الانتخاب وإجراء انتخابات مبكرة اصطفافات جديدة على مستوى أحزاب السلطة والكتل النيابية. وعلى جبهة المتمسكين بقانون الإنتخاب النافذ والذي يعتمد لبنان 15 دائرة انتخابية على أساس النظام النسبي، مع الصوت التفضيلي على مستوى القضاء، يقف ثلاثة أفرقاء سياسيين: «حزب الله»، «التيار الوطني الحر» و«القوات». لكن ما يجمعه القانون تفرّقه الإنتخابات، إذ إنّ «القوات» تدعو الى انتخابات نيابية مبكرة، في حين يفضّل «التيار» التركيز الآن على معالجة الحكومة للأزمة المالية ـ الإقتصادية، ويُعارض «الحزب» إجراء هذه الانتخابات قبل موعد استحقاقها.

وعلى صعيد قانون الإنتخاب، يعتبر «حزب الله» أنّ من يقول إنّ هذا القانون طائفي ومذهبي، لم يدرس طبيعته. وتقول مصادر مطلعة على موقف «الحزب»، إنّ «كلّ قانون هو طائفي ومذهبي ما لم نلجأ الى تطبيق المادة 95 من الدستور التي تمرّ بمراحل مختلفة، وتشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية وانتخاب أوّل مجلس نيابي لاطائفي وتشكيل مجلس شيوخ يُمثّل العائلات الروحية ويُفوَّض القضايا المصيرية الكبرى».

وتشير، أنّ «الحزب» كان يُفضّل اعتماد لبنان 5 دوائر لكي تعطى النسبية كلّ مفاعيلها. كذلك كان يميل الى أن يكون الصوت التفضيلي مفتوحاً لا مقيّداً بالقضاء. إلّا أنّه وافق على التقسيمات في هذا القانون مراعاةً لـ«خاطر المسيحيين». وعلى رغم من ذلك، يرى «الحزب» أنّ هذا القانون عادل ويؤمّن صحة التمثيل، بل إنّه الأفضل في ظلّ التوازنات اللبنانية.

قانون الإنتخاب هذا أنتج ثماراً كثيرة لـ«التيار الوطني الحر»، فمكّنه من حصد أكبر كتلتين نيابية ووزارية، ومن تكوينه و«حزب الله» مع حلفائه، الغالبية في مجلسي النواب والوزراء. كذلك كان «التيار» ينتظر أن يقطف «الثمرة» الأكبر: رئاسة الجمهورية. إذ إنّ المسار الدستوري يقضي بأن ينتخب مجلس النواب الحالي رئيس الجمهورية المُقبل. وبالتالي إنّ هذا القانون أو أيّ قانون يُحافظ على موقع «حزب الله» نيابياً أو يعزّزه، لا يعارضه «التيار» الذي استفاد من موقع حليفه ونفوذه على كلّ مستويات السلطة والحُكم. إلّا أنّ «انتفاضة 17 تشرين» غيّرت المسارات كلّها الى وجهة غير معروفة بعد.

أمّا تمسُّك «القوات» بهذا القانون، الذي حقّق غالبية نيابية لـقوى «8 آذار»، فينطلق من أسباب عدة، أبرزها:

- هذا القانون تمثيلي لكلّ مكونات المجتمع، ويتيح لكلّ من يملك حيثية شعبية، من أفراد أو جماعات أو أحزاب التمثُّل نيابياً بأفضل تمثيل.

- الوقت الآن ليس للبحث في طبيعة قانون الإنتخاب، الأمر الذي لن يُثمر أيّ نتيجة، فكلّ القوانين الانتخابية سبق أن بُحثت ونوقشت ومُحّصت حتى وصلنا الى هذا القانون بعد أعوام عدة من التجاذبات. كذلك، إنّ كلّ القوانين المتعاقبة منذ 1992 لم تكن تمثيلية.

- أيّ بحث جديد في القوانين سيُحبط إجراء الانتخابات، والدليل الى ذلك أنّ الانتخابات الأخيرة أُرجئت لأربع سنوات لأنّه لم يُتفق على قانون انتخاب.

- من يطرح الاتفاق على قانون انتخاب جديد قبل إجراء الإنتخابات، لا يريد لها أن تحصل. وكلّ من يعارض هذا القانون هو من لا يستطيع الوصول الى الندوة النيابية الّا من خلال «البوسطات والمحادل».

أمّا القول إنّ هذا القانون مكّن «حزب الله» نيابياً، فهو كلام غير دقيق، حسب «القوات»، إذ يجب الإنطلاق من أنّ هذا القانون تمثيلي، ويتمثّل كلّ طرف من خلاله حسب حجمه السياسي. وبالتالي إنّ الدعوة الى الذهاب نحو قانون انتخاب جديد لكي لا يتمكّن «حزب الله» من أن يتمثّل، هو منطق غير سليم بالنسبة الى «القوات»، فيما الأساس أن نكون أمام قانون تمثيلي.

وتشير مصادر «القوات»، أنّ الأكثرية في المجلس الحالي، قائمة على 6 أو 7 نواب، وإذا انتقلوا الى الضفة الأخرى، تصبح الأكثرية مع الجانب الآخر، لافتةً إلى أنّ تيار «المستقبل» لو تحالف مع «القوات» في انتخابات 2018، وفق القانون نفسه، لكانت قوى «14 آذار» حصدت الأكثرية النيابية. وترى المصادر نفسها أنّ «أيّ انتخابات قد تحصل الآن، على أساس هذا القانون، وفي ظلّ تراجع الحالة العونية وعدم تحالف «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، ستقلب الأكثرية النيابية».

لكن جهات عدة، ومنها «الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات»، تعتبر أنّ تقسيم الدوائر والمقاعد في هذا القانون، يعزّز الخطاب الطائفي للقوى السياسية، ويحدّ من التنوّع في الدوائر الانتخابية. كذلك، تطالب شريحة متنوعة من اللبنانيين بالذهاب الى قانون انتخاب خارج القيد الطائفي تمهيداً للوصول الى الدولة المدنية. ويرى البعض أنّ على «القوات» مجاراة مطلب «المنتفضين»، مثلما كانت سبّاقة في طرح مطالبهم حتى قبل انطلاق «انتفاضة 17 تشرين»، من محاربة الهدر والفساد، الى الدعوة الى تأليف حكومة إختصاصيين حياديين، وصولاً الى استقالة وزراء «القوات».

إلّا أنّ «القوات» تعتبر أنّ الخروج من القوانين الانتخابية الطائفية، يعني أننا أمام تغيير في النظام السياسي، ومن يفهم طبيعة المجتمع اللبناني، لا يطرح أموراً تتعلق بتغيير النظام. وتشير المصادر «القواتية»، أنّ قوى «14 آذار» عندما خاضت الإنتخابات معاً في 2005 و2009، كانت تنظر الى النائب على أساس أنّه «نائب 14 آذاري»، لا مسيحياً أو سنياً أو شيعياً أو درزياً. وبالتالي، يُمكن الفرز اليوم بين من يؤيّد الثورة ومن هو ضدّها، مع الحفاظ على التركيبة التمثيلية وعدم المس بها، على أن يكون «حسن التمثيل» هدف أيّ انتخابات.

 

جرّافة ترمب تحفر لبوتين وتُعمّق له

راغده درغام/ايلاف/22 شباط/2020

يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال صفحتنا على فيسبوك

إضغط هنا للإشتراك

تحول حليفا روسيا في سوريا الى عبءٍ مُكلف لها، أحدهما قد يكون مُكلِفاً عسكرياً والآخر مُكلِفاً اقتصادياً، فموسكو تدرك أن واشنطن عازمة على دفعها الى التوقف عن دعم إيران حتى وان أدّى ذلك الى عقوبات عليها.

المؤسسة العسكرية في روسيا حازمة في دفعها الى احتواء تركيا في سوريا ووضع حد لتجاوزات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلا أن المؤسسة الديبلوماسية تأمل أن يعدّل أردوغان مواقفه من أجل تجنّب المواجهة العسكرية الخطيرة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زال يأمل أن يؤثّر شخصيّاً على نظيره التركي، تقول المصادر، لكنه يُزَّج في زاوية اتخاذ القرار الضروري بسرعة.

الواضح أن روسيا لن تتخلّى عن سوريا، وانها تعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أساسياً لها في توطيد تواجدها الدائم هناك، وهي تريد دستوراً وحكومة تُشرّع بقاءها عسكرياً في قواعد استراتيجية.

الأجواء تفيد أن لا مناص من الانفصال نتيجة مواجهة عسكرية روسية - تركية في سوريا أو نتيجة إعلان الموت السريري لاتفاقيات "استانا" و"سوتشي" التي نظّمت العلاقات الثنائية بين موسكو وأنقرة وشملت تفاهمات على مصالح الطرفين في سوريا. هذا يعني أن الطرف الثالث في تلك التفاهمات، أي إيران، مرشّح ليصبح ذات قيمة أكبر لدى روسيا في غياب الشراكة مع تركيا.

الدخان يتصاعد إثر غارة جوية قرب مركز مراقبة تركي في إدلب في 20 فبراير 2020

المعضلة هي أن تعزيز موسكو علاقاتها مع طهران داخل وخارج سوريا تترتّب عليه مراقبة ومحاسبة وإجراءات أميركية ضد روسيا عقاباً لها وتعطيلاً لمشاريعها – وهذا يشدّد خناق العقوبات الاقتصادية على روسيا ويضرب مشاريعها الممتدّة من فنزويلا الى إيران. حليفا موسكو في سوريا تحوّلا الى عبءٍ مُكلف لها، أحدهما قد يكون مُكلِفاً عسكرياً والآخر مُكلِفاً اقتصادياً. والمأزق يتسع.

على هامش مؤتمر لنادي فالداي Valdai في موسكو عُقِد هذا الأسبوع تحت عنوان "الشرق الأوسط في زمن التغيير: نحو هندسة استقرار جديدة" توافرت فرصة اللقاء بشخصيات مطّلِعة على ما يجول في فكر القيادة العسكرية والمدنيّة الروسية بالذات نحو تركيا وإيران بوصفهما حديث الساعة، إنما دائماً نحو الولايات المتحدة. يمكن تلخيص ما يجول بالتالي:

ترى المؤسسة العسكرية ان "إعفاء أردوغان من التطاول على روسيا في سوريا" سيكون له مردود في غاية السلبية على "المصالح والهيبة الروسية"، وهي تعتقد أن "الوقت حان لإيقاف أردوغان". وزارة الخارجية ما زالت تدفع نحو الحلول السياسية لكن اندفاع المؤسسة العسكرية له عُنصر ميداني، وبالتالي عُنصر زمني. القرار في موسكو هو أن سوريا أهم لروسيا في هذا المنعطف من تركيا، وان لا مجال للتفرّج على معركة عسكرية بين رجب طيب أردوغان وبشار الأسد بدون تدخّل فلاديمير بوتين لمعونة الأسد.

لقد حَمَلت الحرب الروسية في سوريا عنوان: الحرب على الإرهاب. اليوم، قد تتحوّل المعادلة الى حرب من أجل سوريا، وهذا تطوّر مهم. الرأي العام الروسي قد لا يستهضم الفكرة في البدء، إنما عندما توضع في إطار المصالح الاستراتيجية الدائمة داخل سوريا وفي إطار عدم السماح للرئيس التركي إهانة الهيبة الروسية، فإن ذلك لحديثٍ آخر لأن "سوريا تعني كرامة روسيا".

روسيا لا تريد استخدام قوّتِها العسكرية في الشرق الأوسط لكنها مصرّة على قواعد عسكرية لعلّها تكون رمزية في السيناريوهات الجيو-سياسية، لكنها ضرورية، و... مُكلِفة جداً مادياً. هذه ناحية مهمة نتيجة ما تُسببه العقوبات الأميركية من تقليم لأظافر روسيا وخنقها اقتصادياً. البعض في موسكو يعتقد أن إدارة ترمب تريد أن يخسر فلاديمير بوتين روسيا وان خطتها هي إضعاف بوتين اقتصادياً عبر العقوبات لدرجة شلّه داخلياً وشلّ مشاريعه في السياسة الخارجية الروسية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي خطاباً خلال زيارته قاعدة حميميم في سوريا

هذا لا يعني أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ينتصر لرجب طيب أردوغان، كتركيا أو كشخص في إطار المعركة بينه وبين فلاديمير بوتين. في باله، على الأرجح أن يتعاطى مع مشكلة أردوغان لاحقاً، أما من خلال ترويضه شخصياً أو عبر نسف فوقيته وغطرسته بوسائل عديدة أبرزها سلاح العقوبات الاقتصادية، وتشجيع القوى السياسية المعارضة له داخلياً، وإنماء النقمة الشعبية عليه، وكشفه أمام المؤسسة العسكرية.

يرى البعض في موسكو ان العلاقة الأميركية – الروسية هي في أدنى مستوياتها وأن روسيا تقع في فخ في سوريا بسبب تركيا وكذلك بسبب السياسات الأميركية. وأن واشنطن تُحضّر المقالب لروسيا ليس فقط في سوريا وإنما في ليبيا وفنزويلا وفي إيران – وكذلك بسببها.

هناك قلق كبير في روسيا من تطوّر الأوضاع الإيرانية الداخلية – تلك عبر المظاهرات وتلك المعنية بما بعد الانتخابات الإيرانية. يقول أحد المُطلِعين على التفكير في طهران ان المتشدّدين بقيادة مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي وقيادات "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" يعتبرون الانتخابات الإيرانية "فرصة تنظيف الحُكم من الليبراليين".

فكرتهم هي أن نتيجة الانتخابات التي تم استبعاد معظم الليبراليين عن خوضها ستكون عبارة عن "تفويض وطني" National Mandate لتبني سياسات صارمة وقاسية نحو الغرب وبالذات الولايات المتحدة. إدارة ترمب تتربّص للقيادات الإيرانية ومن يدعمها في قمع الانتفاضة داخل إيران وفي العراق وكذلك في لبنان وقد فرضت العقوبات على مسؤولين في اللجنة المعنية بإقصاء المُعتدلين عن خوض الانتخابات، "هيئة الانتخابات التشريعية"، والأمين العام "لمجلس صيانة الدستور" آية الله أحمد جنتي.

القيادة الإيرانية حريصة على "طمأنة" روسيا أن سيطرتها على الأمور مكبّلة داخلياً – لكن موسكو قلقة سيّما وإذا كان استبعاد الليبراليين سيتبعه التخلص من الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف مما يعني فعليّاً صدّ الباب كليّاً في وجه أية مفاوضات مع الولايات المتحدة والعزم على التصعيد لربما في عمليات جديدة ضد مواقع حيوية في منطقة الخليج.

موسكو لا تشجّع هذا التوجّه لكنها مضطرّة للرضوخ للوعود الإيرانية "المطمئنة" على نسق تباهي طهران أمام موسكو أنها وعدت ونفّذت في لبنان حيث تم "إخماد الثورة" – في رأيها – وأن "حزب الله" رسّخ حكمه وشدّد قبضته على البلاد. فلبنان آخر هم موسكو اليوم، واذا احتاجت إيران معونةً مادية لـ"حزب الله"، ان روسيا، حسب أحد المصادر، ستُلبي بمقدار مليار أو مليارين تُقتطع من مبيعات النفط الإيراني الذي تقوم به روسيا بالنيابة.

العقوبات التي فرضتها واشنطن يوم الثلاثاء الماضي على ذراع التجارة Rosneft فروسنفت شركة النفط الروسية العملاقة المقرّبة من الرئيس بوتين موجّهة بالدرجة الأولى للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إنما تصيب روسيا بالعمق وتصيب أيضاً الجمهورية الإسلامية الإيرانية. موسكو وصفت العقوبات بأنها غير شرعية وهدّدت بدراسة الخيارات ضدّها. خسارة روسيا المالية ضخمة نتيجة هذه العقوبات، وهي تنظر اليها من زاوية السعي للإطاحة بحكومة مادورو المقرّب من الكرملين – وبالتالي انها ضربة هدفها إقصاء روسيا عن أميركا اللاتينية، وتجريد روسيا من المال ومن النفوذ مع طهران عبر البوابة الفنزويلية. كما يشير البعض في موسكو الى قوانين أميركية جديدة تفرض القيود على الاستثمارات الأجنبية في روسيا مما هدفه، في رأي هؤلاء، استهداف الاستقرار المالي في روسيا.

تتحدّث الأوساط الروسية عن "ترمب الجرّافة" Bulldozer Trump الذي سيظهر في أعقاب الانتهاء من الدراسة الشاملة حول السياسة الخارجية الأميركية برمتها والتي يُفترض أن يتم الانتهاء منها شهر آذار (مارس) وتشمل السياسة الأميركية نحو الصين وروسيا والهند ودول منطقة الباسيفيك وفنزويلا وإيران وسوريا وغيرها. تراقب هذه الأوساط زيارة ترمب القريبة الى الهند وتتعمّق في دراسة أبعاد ما يسمى بالاستراتيجية الأميركية ذات البُعد الجغرافي – السياسي – الأمني – المالي للمنطقة الممتدة من الهند الى دول الباسفيك Indo-pacific والتي تُشكّل عمليّاً احتواءً أميركياً لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يخاطب تجمعا انتخابيا في كولورادو سبرينغز بولاية كولورادو

الجميع يراقب ماذا ستكون عليه السياسة الأميركية في المرحلة المُقبلة نحو الصين عندما يتم الكشف عن السياسة الكبرى في مارس والبعض يتوقع أن تحمل واشنطن ورقة حقوق الإنسان في وجه الصين للتملّص من سياسة "صين واحدة" تضم تايوان. ما يتوقعه ويخشاه البعض في موسكو هو أن تكون هناك موجة نفوذ أميركي عالمي جديدة، وأن يكون جزءاً كبيراً منها موجّهاً ضد روسيا ومصالحها وموقعها العالمي ونفوذها واقتصادها لاستنزافها ولاستهدافها بالذات عبر علاقاتها مع فنزويلا وإيران اللتين ستكونان محطتين أساسيتين في السياسة الأميركية المتشدّدة والحازمة.

تدرك موسكو أن واشنطن عازمة على دفعها الى التوقف عن دعم إيران حتى وان أدّى ذلك الى عقوبات على روسيا لا تتوقعها، وهي تراقب ان كان ذلك إنذار روسيا رسمياً وبحزم سيُتخذ في مارس. ففي ذلك الشهر سيُعقد اجتماع مهم حول السياسة الأميركية نحو إيران ومن يدعمها، وفي ذلك الشهر تنتهي رسمياً الاتفاقية النووية مع إيران المعروفة بـ JPCOA. وفي ذلك الشهر قد تتوضح الصورة عن فيروس كورونا على أساس انتهاء فترة الاحتجاز لأسبوعين قبل التعرّف الى مدى تفشي الفيروس الى درجة الوباء أو مدى لجمه. ثم ان هذا الفيروس بات اقتصادياً أيضاً يصيب الاقتصاد الصيني بالدرجة الأولى لكنه يعطّل عالمياً لأن الصين مصدراً مهماً لِقُطع الغيار وللمواد الأساسية الصناعية. ثم ان أنباء وصول الفيروس الى إيران لا تريح روسيا.

هذا المشهد العام لحال السياسات الروسية الخارجية يضع الكرملين على المحك ويهدّد بسلبه بعض الإنجازات التي تباهى بها وافترض أنها دائمة. المصلحة الروسية تقتضي إعادة النظر وحماية المصلحة الروسية عن طريق شراكات جديدة وليس التمسّك بشراكات تدفع ثمنها روسيا غالياً.

الشعبوية في السياسة الخارجية اللبنانية: هل ستتكرر التجربة وما أكلافها؟

رامي الريس/النهار/22 شباط 2020

السياسة الخارجية اللبنانية كانت ولا تزال موضع إنقسام بين اللبنانيين (أسوةً بالعديد من العناوين الأخرى)، إذ تحكمت بها الإنقسامات المحلية والتأثيرات الخارجية التي بقيت العنصر الأبرز في تحديد معالمها وصولاً إلى إلغائها في ذروة حقبة الوصاية على لبنان وإستلحاقها بالسياسة الخارجية السورية.

لقد تعّدد اللاعبون الإقليميون وتنوعت هوياتهم بما يتلاءم طبعاً مع مصالحهم في لحظة سياسية ما. وإذا كان التعّثر في رسم السياسة الخارجية بدأ منذ ما سُّمي "الميثاق الوطني" عبر تخلي قسم من اللبنانيين عن المطالبة بالحماية الفرنسية مقابل تخلي القسم الآخر عن المطالبة بالوحدة العربية؛ فإن هذا التعثر القائم على النفي المتبادل إستمر ولو بأشكال مختلفة في حقبات تالية. لا بل يمكن القول أن سياسة النفي المتبادل كرست نفسها في صلب المعادلة اللبنانية، حتى الداخلية منها، وهي حلت محل سياسة المساحة المشتركة التي كان يفترض بلورتها بين اللبنانيين. هذا يعني إستبدال الإلغاء والإلغاء المضاد لما له من تداعيات سلبية لا بل عنفية أحياناً بسياسة المراكمة على المشترك بين اللبنانيين وتطويره.

بطبيعة الحال، ليس المطلوب الدخول في تمرين نظري في هذه المقالة بما يتيح تركيب بعض المسلمات التاريخية أو يعيد صياغتها بشكل يتناسب مع طموحات اللبنانيين وتطلعاتهم، ولكن المؤسف أن الأمر الراهن لا يزال على حاله لا بل أصبح أكثر سوءاً مع المغامرات التي تمارسها بعض القوى السياسية عبر تلاعبها المتواصل بالتوازنات الداخلية مع كل ما يتركه ذلك من تداعيات وإشكاليات.

لقد أدى التضييق المتلاحق  المطلوب (أقله مرحلياً) بين الخطاب الرسمي و"خطاب المقاومة" إلى تقهقر علاقات لبنان الخارجية لا سيما العربية منها. وهنا، لا تكفي الإشارة إلى الإحتضان العربي لمئات الآلاف من اللبنانيين تاريخياً، رغم أهمية هذا الأمر ورمزيته وولادته الكبيرة مقارنةً مع ضحالته لدى لاعبين إقليميين آخرين؛ إلا أن الاهم هو هوية لبنان العربية التي  حسمها إتفاق الطائف وتكرست في الدستور اللبناني، مع التذكير أن لبنان كان عضو مؤسس وفاعل في جامعة الدول العربية بمعزل عن تعثر هذا الإطار المؤسساتي وفشله في الإرتقاء بالعمل العربي المشترك إلى حيث تتطلب "المصالح" العربية الجماعية أقله من الناحية الإقتصادية والمصلحية بعيداً عن الخلفيات الفكرية أو العقائدية التي باتت تتطلب قراءة جديدة تتلاءم مع طبيعة المتغيرات الدولية وإنعكاساتها على المنطقة العربية برمتها.

إن هذا الالتصاق التام الذي تبلور في عهد الرئيس ميشال عون بين الخطابين دمر علاقات لبنان الخارجية، فبعد أن كان الرئيس اللبناني يتحدث بإسم العرب جميعاً أمام الأمم المتحدة (الرئيس الراحل سليمان فرنجية في السبعينات) صارت لقاءات الرئيس اللبناني في نيويورك تقتصر على لقاء يتيم مع الرئيس الايراني وقوفاً (طبعاً ناهيك عن التكاليف الباهظة التي تتكبدها الخزينة جراء الرحلة التي يرافق الرئيس ويواكبه فيها نحو 100 شخص دون أي إعتبار أن البلد مفلس شفير الانهيار!).

لقد سبق أن وعد رئيس الجمهورية اللبنانيين بفتح النقاش حول الإستراتيجية الدفاعية بعد إنجاز الإنتخابات النيابية، ثم نكث بوعوده قائلاً أن لا لزوم لها، يقابل ذلك التكرار اللفظي لعبارات "الغموض البناء" التي يوفرها ثراء اللغة العربية حيال الأمر ذاته في البيانات الوزارية المتلاحقة. كان باستطاعة العماد ميشال عون عندما كان رئيساً لتكتل التغيير والاصلاح التأكيد اليومي على دعمه لسياسات طرف معين (حتى ولو عاكس كل أدبياته السابقة) ومواقفه وهذا حقه الديمقراطي، لكن بعد وصوله إلى رئاسة الجمهورية صار كلامه يمثل الدولة اللبنانية ويترتب عليه نتائج وتداعيات خصوصاً على مستوى علاقات لبنان الخارجية.

موقف مجموعة الدعم الدولية للبنان حاسم لناحية الاصرار على سياسة النأي بالنفس وإحترام قرارات الشرعية الدولية، وواضح أن المواقف السياسية المعلنة للعهد ويتاره السياسي لا تتطابق مع هذا الخيار، أقله تضمر عكس ما تعلن في هذا

لا بد من الاعتراف أن ثمة إشكالية تقليدية عميقة تتصل بآليات صنع السياسة الخارجية اللبنانية على الإنقسامات السياسية الداخلية والتشظي البالغ الذي تعانيه هذه السياسة جراء القصور عن بناء رؤية واضحة تحاكي المتغيرات والتحولات الكبيرة التي شهدتها وستشهدها المنطقة العربية والشرق الأوسط.

لقد آن الأوان لفتح نقاش وطني جدي حول السياسة الخارجية اللبنانية بما يسمح بإستعادة دور لبنان المفقود الذي تتلاطمه الأطراف الخارجية وفقاً لمصالحها وحساباتها. فبدلاً من الحماس الزائد لاستضافة حوارات فولكلورية حول أسس الحوار والتلاقي كالتي يسعى إليها رئيس الجمهورية، حرّي به فتح الحوار الداخلي حول القضايا الخلافية وفي طليعتها السياسة الخارجية والخطة الدفاعية وإلغاء الطائفية السياسية. ألم ينص الدستور على إنشاء الهيئة الوطنية المولجة نقاش آليات المباشرة بإلغاء الطائفية السياسية؟ أليس حرياً مناقشة هذا الفصل الأساسي في الحياة الوطنية اللبنانية بدل إفتتاح أكاديمية لتنظيم الحوار بين القبائل الأفغانية المتصارعة أو بين الشرق والغرب؟

إن المطلوب خطوات سريعة وحثيثة تعيد الاعتبار لدور لبنان وموقعه وتؤسس لترميم علاقاته الخارجية التي تدهورت وتردت بفعل بعض السياسات الصبيانية غير المسؤولة التي وصلت إلى حد إلغاء الصراع العقائدي مع إسرائيل وإقرار حقها "العيش بسلام". هكذا مجاناً ودون أي قراءة تاريخية لمجريات الصراع العربي الإسرائيلي ومنعطفاته الأساسية والمفصلية؛ ووصلت في مجال آخر لوضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي وهيئاته ومؤسساته في ملف النازحين. إنها الشعبوية في السياسة الخارجية! 

 

ماكرون والمسلمون

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

المعضلة هي في التفريق بين الخراف والذئاب، هذا ما يحاول الرئيس إيمانويل ماكرون أن يفعله، المواطنون المسلمون في فرنسا ليسوا المشكلة إنما المتطرفون. والأمر ينطبق على عموم الفرنسيين. هناك جماعات عنصرية معادية وهناك جماعات إسلامية متطرفة، أما الغالبية من الناس فليست محل الشك والملاحقة.

زار ماكرون أحد المساجد، وخاطب الجالية المسلمة، وقال - ما لم يعجب البعض - إنه لن يسمح بوجود حركات انفصالية، هذه جمهورية واحدة وعلى الجميع أن يتعايشوا فيها، ويقبلوا بالاحتكام إلى قوانينها. استنكر الرئيس على من يرفضون مصافحة النساء، ومن يمتنعون عن التطبيب الحديث، أو الدراسة في مدارس الحكومة، فهذا انفصال ثقافي. الحقيقة أن بعض الممارسات خيارات شخصية، فلا تستطيع الدولة أن تجبر أي رجل على مصافحة النساء، لكن من حقها ملاحقة ذوي التلاميذ عندما يُقصرون تعليم أبنائهم على التدريس في المسجد أو البقاء في بيوتهم. هذا الانفصال الثقافي تتدخل فيه السلطات بقوة القانون وتعاقب عليه الوالدين.

ماكرون، مثل العديد من السياسيين الأوروبيين، مع احترام الأديان والتعبد، فهي حقوق محفوظة في الدستور، لكن ماكرون يشتكِي من أن هناك جماعات تحاول خطف الجالية المسلمة الكبيرة إلى أهدافها السياسية. فقد أصاب بعض مسلمي فرنسا ما أصاب المجتمعات المسلمة في دولها الأصلية، من حالة تطرف فكري وغلو ديني. إنها ليست مجرد أفكار متشددة تنتقل مع المسافرين، وعبر السفر والاختلاط، بل إن معظمها نشاطات منظمة توجهها جماعات ذات أهداف سياسية. ماكرون حذر تركيا، واتهمها بأنها مصدر التمويل والدعم والتنظيم، وهذا جزء من القصة. بالفعل إسطنبول اليوم هي عاصمة التطرف في العالم، والمقر الرسمي للجماعات الإسلامية الهاربة من مصر والخليج والسودان وسوريا وغيرها. لكن المشكلة ليست في تركيا بل في أوروبا. فقد سمحت لهذه الجماعات بالوجود وتملك كيانات قانونية واقتصادية وسياسية، حتى عندما بات واضحاً أنها على ارتباط بجماعات خطيرة في منطقة الشرق الأوسط، وتعمل وفق أجندة سياسية معادية للنظام الذي يؤويها. مفهوم الحرية الغربية الذي تدثرت به هذه الجماعات يناقض صلب فكرها. وكما قال أحد المؤسسين في لندن علانية، الغرب لي مثل المرحاض أقضي حاجتي فيه. تأسست هذه الجماعات بسهولة مستفيدة من نظام الحرية في دول مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا. وصارت مصدر توتر وخطراً أمنياً على أوروبا التي أصبحت أمام إشكالية عويصة؛ كيف لها أن تحظر التعبير وهي التي تقدس الحرية؟ المشكلة الثانية أن في أوروبا جماعات أخرى لا تقل خطورة على المجتمع، يمينية فاشية ونازية ويسارية متطرفة، كيف ستمنع المنظمات الإسلامية التي تعلمت قواعد اللعبة القانونية والسياسية، ويستمتع منتسبوها بحقوق الجنسية المكتسبة؟ الذي يجعل هذه الجماعات المتطرفة المنتسبة للإسلام أكثر خطورة من منظمات فاشية أخرى أنها ضد المجتمع كله، وتستهدف المسلمين بالتغيير واستخدامه وجعله شبه معزول تحت رحمتها. ولأنها ترتبط بمصادر مالية كبيرة في الخارج، وتدار أيضاً من جهات أجنبية! فهل يمكن اعتبارها جماعة عميلة أم أنها فقط جماعة منشقة على مجتمعها الجديد؟ بعد سبات طويل، بدأت أوروبا تتحرك ببطء شديد سواء بسبب الضغوط الانتخابية أو نتيجة المعلومات الصادمة، مثل التي نشرتها الصحافة الفرنسية عن الأشخاص والأموال التي وراء هذه الجماعات. إن حظر هذه الجماعات ينقذ المسلمين في الغرب وينقذ الغرب من نفسه.

 

قاتلان... أحدهما عن عمد

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

هناك أنواع كثيرة من الكوارث التي تضرب هذا العالم دون توقّف. مرّة، أو غالباً، من صنع الإنسان وبمحض قراره، ومرّة من صنع خفّاش ملوّث في بيئة ملوّثة. والقاسم المشترك والرهيب بين الاثنين هو الغموض. فما من أحد يعرف تماماً لماذا ظهر وباء كورونا في مدينة قم، ولا أحد يعرف لماذا تتراجم تركيا وروسيا في سوريا، والثابت الوحيد في كلّ الحالات هو أنّ الضحية هو البريء الذي صدف أنّه كان مارّاً من هناك. مارّاً من ووهان في الصين أو مارّاً دون سبب في إيران أو مبحراً على باخرة سياحية في اليابان. كانت الناس بالزمان القديم تتحاشى ذكر اسم المرض أو الوباء؛ خوفاً من أن يصيبها. فالطاعون يُشار إليه بـ«ذلك المرض». والأوبئة، مثل الحروب البشرية تماماً، تفصل ما بين الناس وتزرع الخوف ما بين الأمّ وابنها ويصبح كلّ إنسان مشبوهاً، فيما يُصار إلى البحث عن علاج أو حلّ. وكلاهما لا يرحم، القاتل البشري والقاتل الجرثومي. وإذ يضربان ويخيّم الهلع على كلّ شيء، يتحوّل الأمر إلى مجرّد أرقام تنقلها وكالات الأنباء، غالباً بغير دقّة؛ إذ لا يعود هناك فرق بين المئات والآلاف، وتضيع الأسماء ضمن مجموع الحاصل وتُرمى الهويّات تحت التراب مع ضحاياها. عندما نعرف لماذا هناك مليون بشري في عراء إدلب وثلوجها، نقترب من معرفة المركز الذي انطلق منه «كورونا»، وتتساوى أهمّيات الأشياء على نحو عبثي، فماذا يكون من الأهمّ أن نعرف: نتائج الانتخابات في إيران أم عدد ضحايا «كورونا» في مدنها وقراها؟ وفي أي حال، الانتخابات الإيرانية مجرّد تقليد رتيب ويوم عطلة يفيد الناس في التنزّه وتبادل الآراء. فالفائز في الدول الشمولية، معيَّن سلفاً. وإذا ما حصل خطأ ما في العَدّ، يُصار فوراً إلى تصحيحه دون أي حرج. ذلك هو مبدأ - ومبدأ هنا ليست بين مزدوجين - الأنظمة العربية التي قلبت الأرقام والنِّسب والإرادات والخيارات، رأساً على عقب. ما من أحد يعرف نسبة المهتمّين بالبلاء الذي ضرب سوريا، وضرب ليبيا، وضرب العراق. وما من أحد قادر على متابعة هذه الأحداث بعدما تحوّلت من عناوين مرعبة للناس إلى عناوين روتينية، لا يقرأها إلّا المعنيون. والبذرة واحدة في أي حال. بذرة التخلّف وتراكم الجهل الذي يولّد انعدام التراحم بين الناس ويحوّل الكوارث الكونية إلى إحصاءات وتواريخ. ولا يعود أحد يعرف كيف بدأت الأشياء وأين تنتهي، ولماذا بدأ إردوغان عدوّاً يسقط الطائرات الروسية ثم تحوّل إلى حليف يُعطى صواريخ «إس 400»، وعاد الآن يتقاتل مع ندّه الروسي، بحراً وبرّاً وجوّاً. ربما من المفيد للإنسانية أن يطلّ عليها، بين حين وآخر، عماء مرعب مثل «كورونا»؛ لأنّه الشيء الوحيد الذي يخيف الضعفاء والبطّاشين على السواء.

 

صدام وبومدين... لقاء الاختلاف

عبد الرحمن شلقم/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

المرحلة العربية الممتدة من خمسينات القرن العشرين إلى نهايته، شهدت مسارات مركبة سياسياً وفكرياً وشهدت حروباً إقليمية بالسلاح والأصوات الإعلامية. صراعات علنية وسرية، سادت فيها اصطفافات اتخذت عناوين متصادمة، حيث برز عنوانان كبيران هما ما سمَّته وسائل الإعلام، التقدمية والرجعية.

الأنظمة التي وصفت نفسها بالقومية والثورية، أطلقت على الأنظمة الأخرى وصف الرجعية. رغم العناوين ظلَّ الخلاف بين الأنظمة المسماة التقدمية أشدَ عنفاً منها مع الطرف الآخر. ظلُّ الآيديولوجيا تباين ثقلُه بين هذه الأنظمة وغاب عن بعضها، وكذلك العلاقة بينها وبين الموصوف بالتقدمية مع أنظمة الضفة الأخرى. تلك مرحلة تركت أثراً كبيراً على التكوين الفكري والسياسي على الواقع العربي لم تزل آثارها فاعلة سواء أكانت يقظة أم نائمة، محاولة تفكيك ما كان في ذلك الزمن يستدعيه التشخيص السياسي والفكري للعوامل التي ساهمت في تشكيل تداعيات هادئة أو عنيفة على امتداد المنطقة ولمرحلة ليست بالقصيرة.

رغم البعد الجغرافي بين الجزائر والعراق، والاختلاف في التكوين الاجتماعي والمذهبي الديني والتطور التاريخي بينهما، فإن هناك مشتركات بين حالات الزعامة الفردية التي قادت القطرين في مرحلة في غاية الحساسية على المستوى الإقليمي والدولي. بنية التكوين الشخصي لكل زعيم فرد له أثره على تحديد رؤيته السياسية وأسلوبه في القيادة. الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ولد وترعرع في ظروف عائلية شديدة الصعوبة، فقد رحل والده مبكراً، وترعرع في ظل عمه الذي تزوج والدته، وبعد ذلك انتقل إلى رعاية خاله خير الله الطلفاح. العوجة في تكريت التي ينتمي إليها صدام كانت بيئة تجمعت فيها قوة التقاليد القبلية الموروثة، وحدة مواصفات الرجولة التي لا تخلو من الجسارة والاندفاع. انتقل إلى بغداد عاصمة البلاد، وأقام مع خاله خير الله الطلفاح، ذاك الرجل الذي نشأ على أفكار عربية قومية شديدة العداء للوجود البريطاني المهيمن على القرار السياسي في البلاد، وله توجهات انقلابية.

الرئيس الجزائري الراحل محمد إبراهيم بوخربة، وبعد انخراطه في الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، أخذ اسماً نضالياً حركياً هو هواري بومدين. وُلد في عائلة زراعية بسيطة قرب مدينة قالمة. دخل الكتَّاب مبكراً لحفظ القرآن، ثم التحق بالمدرسة الفرنسية، لكنه لم يترك الكتاب إلى أن حفظ القرآن كاملا. عندما بلغ الثامنة عشرة من العمر جرى استدعاؤه للخدمة العسكرية بالجيش الفرنسي، عندئذ قرر الهروب ومغادرة البلاد رفضاً للخدمة في الجيش الأجنبي الذي يحتل بلاده. توجَّه إلى مصر عابراً تونس وليبيا مع عدد من زملائه، والتحق بجامعة الأزهر حيث تفوق في دراسته. وخلال وجوده بالقاهرة انضم إلى حزب الشعب الجزائري.

هنا يبدأ الاختلاف والاتفاق بين الشخصيتين اللتين ستقودان اثنين من أكبر البلدان العربية، رغم بعد المسافة بينهما. لقد هرب الاثنان إلى القاهرة والتحقا بالدراسة فيها، ولكن الدافع كان مختلفاً في الحالتين. صدام حسين انتمى مبكراً إلى حزب البعث العربي الاشتراكي ببغداد، وكان قد اعتقل قبل ذلك في تكريت بتهمة الاشتراك في قتل أحد رجال السلطة بها، وعندما قرر البعثيون اغتيال الرئيس عبد الكريم قاسم وقع اختيارهم على صدام للمشاركة في العملية، بناءً على سابقته في تكريت. أصيب صدام في المحاولة، وهرب إلى مصر حيث التحق بكلية الحقوق، وإن لم يكمل دراسته بها. تشابه الرجلان في حالة الهروب والمكان الذي قصدا إليه، لكن دافع كل منهما اختلف عن الآخر. بومدين ترك بلاده رفضاً للالتحاق بجيش المحتل، وصدام ترك العراق لأنَّه كان ملاحقاً في جريمة محاولة اغتال رئيس البلاد. الاختلاف الثاني أن الأول لم يكن منتمياً إلى تنظيم سياسي عند مغادرته الجزائر، في حين كان الثاني في حزب البعث العربي الاشتراكي. عاد الاثنان فيما بعد إلى بلديهما، بومدين ليقاتل بسلاحه ضد الاستعمار الفرنسي، متنقلاً بين الجبال والصحاري، في حين عاد صدام ليتنقل بين السجون والمعارك السياسية الدامية من أجل السلطة.

بومدين حمل رتبة العقيد في جيش التحرير الجزائري، ولعب دوراً أساسياً في تنصيب أحمد بن بلة رئيساً للبلاد بعد الاستقلال، لكنَّه انقلب عليه سنة 1965، بدعم من رفاقه من قادة حركة التحرير. لقد اعترض هؤلاء على أسلوب قيادة بن بلة الفردية للدولة، وتبعيته للرئيس جمال عبد الناصر. أما صدام حسين فقد هيمنَ على مقاليد الوضع في العراق، بعد انقلاب البعث على الرئيس عبد الرحمن عارف، وسيطرة الحزب على الحكم. اختلف أسلوب الرئيس بومدين عن أسلوب صدام في الحكم، فقد أفرط صدام في تصفية خصومه من داخل الحزب وخارجه، ولاحقهم في الداخل والخارج، وأحاط نفسه بأشقائه وأبناء عائلته وقبيلته، في حين انتهج بومدين سياسة براغماتية واقعية، وتعاون مع رفاقه وعمل على مأسسة الدولة، وعُرف بزهده في المال العام، ولم يحابِ أحداً من أقاربه، فعندما استدعي شقيقه الأصغر للخدمة العسكرية وحاول التهرب منها، أمر بومدين أن يُلحق أخوه بالخدمة في أقصى الصحراء. لم يمتلك بومدين منزلاً أو سيارة خاصة، بل كان يقيم بمنزل لوزارة الدفاع.

جمعت الرجلين القضية الفلسطينية، وكان لكل منها مقاربته الخاصة لها. بومدين خصص مقر الجنرال شارل ديغول ليكون مقراً لمنظمة التحرير الفلسطينية بالجزائر العاصمة، وفتح المعسكرات لتدريب المقاتلين الفلسطينيين، واستضافت الجزائر في عهده عشرات الاجتماعات الفلسطينية، لكنه لم يتبنَّ فصيلاً معيناً، وكان مناصراً صلباً للقضية الفلسطينية، وقال كلمته الشهيرة: «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة». صدام حسين قدم دعماً غير محدود للقضية الفلسطينية، وفتح أبواب العراق للسياسيين والمقاتلين الفلسطينيين، لكنه تبنى فصيلاً واحداً ودعم أبو نضال وغيره من المتشددين. بعد زيارة السادات للقدس، التقى الرئيسان هواري بومدين وصدام حسين فيما سُمّي جبهة الصمود والتصدي العربية، لكنهما اختلفا في داخلها حول أسلوب مواجهة تحرك السادات، مما دفع صدام إلى تبريد حماسته لتحرك الجبهة، حيث كان بومدين أقرب إلى توجه الرئيس السوري حافظ الأسد.

في السياسة الخارجية، لم ينطلق بومدين من آيديولوجية قومية أو أممية، قدَّم دعماً كبيراً لحركات التحرر في أفريقيا، وكذلك فيتنام، وأقام علاقات وثيقة مع الكتلة الشرقية، ولكنه في الوقت نفسه لم يصطدم بالولايات المتحدة، وحافظ على علاقات مرنة وتعاون معها اقتصاديا.

كانت إيران حلقة اللقاء والاختلاف بين الرجلين. في سنة 1975، نظمت الجزائر لقاء بين شاه إيران وصدام حسين الرجل الثاني آنذاك في النظام العراقي. تم توقيع اتفاقية شط العرب بين البلدين. وعندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية، قامت الجزائر بوساطة نشطة بين الطرفين من أجل إيقاف الحرب، لكن العراق امتعض من الدور الجزائري، بل همست أصوات جزائرية تقول إن العراق كان وراء إسقاط طائرة وزير الخارجية الجزائري محمد الصديق بن يحيى، عندما كان يتنقل بين البلدين متوسطاً لإيقاف الحرب. الشكوك طالت نهاية الرئيس بومدين ذاته، فعند توقفه بدمشق عائداً من بغداد بدأت أعراض المرض الذي أنهى حياته.

قاد الرجلان بلدين عربيين كبيرين في مرحلة مهمة وحساسة. اتفقا واختلفا وشكلت شخصيتاهما ذاتا المنبت المتباين والتكوين المبكر المختلف، مسارات وسياسات، ساهمت في تشكيل واقع لم يغب عن المشهد العربي إلى اليوم.

 

البرهان على شفاء السودان!

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

الاحتمال المرجح أن يقوم الحكم السوداني بتسليم رئيس الجمهورية السابق عمر البشير إلى محكمة الجنايات الدولية، وإن تم ذلك الاحتمال فهي أخبار إيجابية لـ3 أطراف؛ الأول الشعب السوداني، والثاني الجمهور العربي العريض، والثالث الجمهور الأفريقي. فلم يعد ممكناً ونحن في القرن الحادي والعشرين أن تنفرد مجموعة قليلة من أهل النظام باتخاذ قرار غير إنساني بتصفية مجاميع من المواطنين عن طريق القتل الجماعي، ويتجاهل العالم ذلك الخرق. أصبح الرأي العام العالمي ناظماً لقضايا حقوق الإنسان، فمن ينتهكها يلاحق، ولو بعد حين. تلك حقيقة كلما اعترفنا بها تناقصت رخص البعض في سفك دماء الشعوب. تكثر في عالمنا اليوم أشكال من الإبادة الجماعية بشكل واسع أو ضيق، وهي ظاهرة بدرجات في كل من سوريا وإيران والعراق، وطبعاً مورست في السودان منذ أكثر من عقد من السنين. انتهاكات السودان أثارت الرأي العام العالمي مبكراً، ففي عام 2004 شكل كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة وقتها لجنة دولية للنظر في انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور شرق السودان، وفي مارس (آذار) 2005 أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بإحالة ملف دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفي العام اللاحق وجد المدعي العام للمحكمة يوم ذاك «أدلة على حدوث عمليات قتل وتعذيب واغتصاب في إقليم درافور». في 2007 صدرت لائحة اتهام تشير إلى تورط عدد من المسؤولين السودانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية وقت ذاك عمر البشير. كان رد البشير وقتها في إحدى خطبه، حيث قال بازدراء: «إن محكمة الجنايات الدولية تحت حذائي»! في صلف يشابه كل ردود فعل اللامبالين من السياسيين ممن تجاوزوا الحق إلى الباطل وساروا في طريق قمع شعوبهم. وهذا السودان اليوم يدفع من عيش شعبه ثمن ذلك التهور المفضي إلى احتقار الروح الإنسانية، وهي على شكل تعويضات لأحداث، وقعت قبل 20 عاماً في الاعتداء على البارجة الأميركية «يو إس إس كول»، لأن من قام بذلك العمل دُرب وأطلق إلى ساحة الإرهاب تحت حكم البشير. من سخرية التاريخ أن البشير في آخر مناورة له في العلاقات الإقليمية لجأ لزيارة بشار الأسد، كان آخر «رئيس» يحتضنه بالقُبل، واحتمال أن يلحق به إلى العدالة الدولية جراء مجازره في سوريا. سبق البشير بطرق مختلفة رؤساء دول وزعماء ميليشيات في إقليمنا الموبوء، ظنوا أنهم بعيدون عن المساءلة، وهم كُثر، زين الدين بن علي ومعمر القذافي وقبلهما صدام حسين، ولحقهم في النهاية عمر البشير من بين شخوص أخرى اعتقدوا في وقت ما أن العدالة لن تطالهم، فطالت بعضهم عدالة السماء، وآخرون ينتظرون عدالة الأرض. يمكن الافتراض أن تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية هو عمل يتفوق على مبدأ العدالة بمعناها العام، ليصل إلى الأمثولة التي قد تكون رادعة ضد الاستبداد. ذلك هو الفارق في الحالة السودانية، التي سوف ترسل رسالة أثناء سير المحاكمة، بأن أي مرتكب لإبادة جماعية لا يمكنه الفرار من العدالة بعد أن طفق يعيث فساداً في أهله ومواطنيه ويسلط عليهم جلاوزته، كما يحدث اليوم في سوريا، ومن جانب آخر، قد يساعد تقديم البشير للمحاكمة في تقدم العرب إلى أرض سياسية أكثر سلاماً وصلابة. حقيقة تكاد تكون غير معروفة على نطاق واسع لدى الرأي العام العربي أن هناك قوانين دولية تفرض مواكبتها بقوانين محلية. لقد فرض المجتمع الدولي مجموعة من القيم والأخلاق السياسية تشكلت في قوانين ملزمة، على رأس تلك القوانين الدولية الواجبة النفاذ لدى الدول قاطبة على سبيل المثال قوانين حقوق الإنسان وقوانين الفساد، وهي اليوم عالمية (دولية) ومن ثم تتبعها قوانين محلية. إنْ سُلم البشير لمحاكمته سيكون ذلك أول سابقة عربية، هي إدانة لعملية اسمها استخدام «آيديولوجيا الرعب» للبقاء في السلطة، وهي التي مر بها كثير من الشعوب العربية وفي الجوار العربي. التطهير الإثني السوري الذي يقوم به نظام بشار الأسد، حيث يُحل جماعات غريبة بدلاً من أهل المكان، مع هدم منظم للقرى والمدن، والذي استمر حتى الآن نحو العقد الكامل، هو جزء من آيديولوجيا الرعب، كمثل نزول القمصان السود في أحياء بيروت في 7 مايو (أيار) عام 2008 من أجل إشاعة الرعب في قلوب سكان المدينة، خضوعاً لسيطرة «حزب الله»، ومثلها ما اعترف به حسن نصر الله مؤخراً أن قاسم سليماني طلب منه 200 عنصر (من شبيحة «حزب الله») في الغالب لاستخدامهم قناصة من أجل إشاعة الرعب بين المتظاهرين المسالمين في شوارع المدن العراقية، كذلك استخدام القتل المفرط في شوارع مدن إيران ضد متظاهرين سلميين. كل ذلك هو طغيان سياسي تحاسب عليه القوانين الدولية. ويشترك الجميع في فكرة واحدة، وهي أن الحل الأمثل لإزالة التناقضات (أي شكل من المعارضة) هو القيام بالتطهير العرقي والمكاني لشخوصها. يحتاج حامل آيديولوجيا الرعب من طرف آخر أن يغسل عقول تابعيه عن طريق اعتبار الآخرين خونة وعملاء (مجرمين دون جرم)، هذا ما فعله أدولف هتلر في «الحل النهائي» في معسكرات الاعتقال، وأيضاً فعله جوزيف ستالين في حكمه الممتد 30 عاماً، كما البشير، فالديكتاتور طبع واحد. فقدان خطط تنمية وطنية ناجحة في مجتمعاتنا المعاصرة يفرز «القائد الملهم» أو «المعصوم»، مثل علي خامنئي أو صدام حسين أو حسن نصر الله، ويتحول الزعيم من «شخص مصاب بجنون العظمة» كما هو بالفعل، إلى كونه «العبقري الملهم»! وتبرر بعد ذلك كل أعماله في القتل الجماعي والتصفيات العرقية. المؤسف أن الجاذبية لدى العوام التي يمارسها هؤلاء «العباقرة» على أنهم مفوضون من قوة أعلى، ليست جديدة في التاريخ البشري، فهي تجد قبولها في عقول الدهماء وناقصي المناعة المعرفية، وفي غياب رأي آخر تقفل دونه، بآلية قمعية شرسة، طرق التعبير عن نفسه، وتجعل من أعمال العنف أعمالاً «وطنية»! لعل مشهد عمر البشير، وهو يرقص بعصاه فيما يمكن أن يسمى مأتم الأرامل، وهو محاط بمناصريه، يفسر اللامبالاة التي تشيع في أذهان العامة أمام تلك الأفعال الشيطانية في ذويهم وبني جلدتهم. المذهل للعاقل أنه لا يتحرك الشعور الإنساني الطبيعي في نفوس أولئك الذين يقتلون المتظاهرين في بغداد أو يمطرون المسالمين من طائراتهم ببراميل متفجرة في سماء قرى ومدن سوريا؛ حيث لا يرمش جفن عندما يبدأ الغول في افتراس أبنائه!! لعل من الناجع عند تسليم عمر البشير للمحاكمة أن تفهم جماهير عربية عريضة أن بناء الدولة الأخلاقية العادلة هي من أولويات مشروع النهضة، وأنه لم يعد الاستمرار في قبول ازدراء كل قيم الحياة البشرية من أجل كراسي الحكم أو مشروعات حكم خيالية ليست لها علاقة بالواقع؛ إذ تفتك بالجسم الواهن، المحروم من أي ثقافة سياسية، وتكثر فيه كتائب السفاحين.

آخر الكلام: لا محل للحياد مع الحق، والحق ناتج عن معايير العدالة المتعارف عليها دولياً.

 

75 عاماً... أميركا والصديق السعودي الدائم

إميل أمين/الشرق الأوسط/22 شباط/2020

لا يهم أن تكون زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الرياض في ذكرى مرور 75 عاماً على لقاء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - مع الرئيس الأميركي فرانكلين ديلانو روزفلت، مصادفة قدرية أم موضوعية، ففي كل الأحوال تبقى فرصة جديدة لتأكيد قوة ومتانة تلك العلاقات، التي وصفتها وزارة الخارجية الأميركية بأنها «صداقة دائمة مع المملكة العربية السعودية». الإبحار في الماضي يعطينا انطباعاً بشكل العلاقة الأميركية - السعودية منذ أن توطدت في البحيرات المرّة وعلى ظهر الطراد الأميركي «كوينسي»، الذي حمل الرئيس الأميركي العائد محبطاً من اتفاقية يالطا، والذي وجد قبالته رجلاً عربياً صعب المراس، يعرف جيداً هدفه، ويتمسك بثوابته، لا يحيد عنها، وإن كان ذلك لا يمنعه مع أن يشرع الأبواب واسعة لعلاقة استشرف أهميتها بذكاء طبيعي معهود، وفراسة سياسية نادرة مكّنته من أن يجمع شمل البلاد والعباد في دولة عصرانية.

حاول الرئيس روزفلت أن يحصل على موافقة الملك لإرسال عشرة آلاف من يهود العالم ليستقروا في فلسطين، ولعب على وتر الهولوكوست في ألمانيا وبولندا، إلا أنه فوجئ برد الملك عبد العزيز: «حسناً، إذا كان ثلاثة ملايين يهودي قد قتلوا في بولندا، فهذا معناه توافر مكانهم الشاغر لثلاثة ملايين يهودي».

بل أكثر من ذلك، فقد وعد الرئيس الأميركي الملك عبد العزيز بأنه «لن يقوم بأي خطوة لمساعدة اليهود ضد العرب، مهما قال الكونغرس أو الإعلام الأميركي»، والعهدة هنا على الراوي البريطاني الشهر نايجل هاميلتون، كاتب سير الزعماء في مؤلفه الأشهر «القياصرة الأميركيون».

تبصّر روزفلت مبكراً المكانة المهمة القائمة والقادمة للمملكة، أما القائمة فلأنها قلب العالم السني النابض ومنارته الروحية ومنطلقه الدوغمائي. أما القادم، فقد كانت المملكة على مشارف تحولها إلى الرقم الصعب استراتيجياً فيما يتصل بسائل الحضارة المعاصرة، أي النفط؛ الأمر الذي يهم الأميركيين خاصة والغرب عامة بأكبر قدر. في مذكراته الشخصية يكتب الرئيس روزفلت عن هذا اللقاء يقول: «لقد تعلمت عن الشرق الأدنى بالتحدث مع ابن سعود لمدة خمس دقائق، أكثر مما كنت أستطيع تعلمه لو كنا نتبادل عشرين أو ثلاثين رسالة معاً».

هذا الإطار ربما هو ما أشارت إليه الأميرة ريما بنت بندر، سفيرة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، والوجه النسائي السعودي التنويري باقتدار، والعروبي بامتياز في آن، فقد أشارت في لقاء لها مع «خضراء الأوراق»، بأن العلاقة بين البلدين ليست شراكة سلبية أو انعزالية، بل على العكس فإن الدولتين تدعمان تعزيز شراكتهما بعلاقات وتحالفات إيجابية مع القوى الإقليمية والدولية الأخرى.

كثيراً جداً حاول البعض حصر العلاقة السعودية - الأميركية في معادلة طرفاها الأمن والنفط، إلا أن هذا الطرح أضحى متهافتاً إلى أبعد حد ومد في حاضرات أيامنا، وباتت ملامح التعاون الاستراتيجي الخلاق بين الرياض وواشنطن تتجاوز مشهد الأربعينات، وحتى ما كان عليه الحال طوال سنوات الحرب الباردة.

تمثل المملكة الآن قوة استقرار جيوبوليتيكي بالمنطقة في ظل وجود قوى إقليمية مهددة للسلام العالمي كما الحال مع إيران وتركيا، والأخيرة تعمل جاهدة على نشر المزيد من الشرور. هنا تظل المملكة قوة قادرة وراغبة في بسط الاستقرار والوقوف صداً وحداً في مواجهة التغييرات القسرية التي تسعى بها طهران وأنقرة في الحال والاستقبال. ترتقي المملكة درجة عالية في سلم التعاون مع الجانب الأميركي فيما يخص مكافحة الإرهاب لوجيستياً وذهنياً، عبر تكثيف عملياتها الأمنية من جهة، ومن خلال مراكز التوعية والنصح والإرشاد من ناحية أخرى؛ ما يقلص أي مساحة مستقبلية محتملة لانتشار أفكار الفئة الضالة؛ الأمر الذي يتساوق في المظهر والجوهر مع التوجه الأميركي.

عطفاً على ما تقدم، فإن التعاون الأميركي - السعودي في مجال أسواق الطاقة والنفط تحديداً يبقى عاملاً فاعلاً في ثبات وديمومة الاستقرار بالنسبة لأسعار تلك السلعة الاستراتيجية التي لم يوجد بديل حقيقي لها مهما قيل عن بدائل النفط حتى الساعة.

لا يمكن للمرء أن يتناول حال ومآل العلاقات السعودية - الأميركية خلال 75 عاماً من دون أن يتوقف عند «رؤية 2030» التي يقودها بمهارة وامتياز ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ ذلك أن المشهد هنا يعني أن المملكة أيضاً أصبحت قوة تنويرية بازغة وقادمة، تطرد ظلام الأصوليات الضارة، وتفتح الأبواب واسعة لعالم من المودات الإيجابية، الساعية في طريق بناء عالم أكثر إنسانوية، ومملكة تعود إلى عمق حضارتها. من روزفلت الديمقراطي إلى ترمب الجمهوري، سيرة ومسيرة لصداقة وشراكة استراتيجية مؤسساتية راسخة، تقدرها الدولة الأميركية الظاهرة والعميقة، في جميع الأوقات.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ريفي: هل نقل الدكتورة قانصو سببه رفضها التوقيع على أدوية إيرانية مشكوك بفعاليتها؟

وطنية - السبت 22 شباط 2020

أصدر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، مساء اليوم، البيان الآتي: "بعد نقل الدكتورة ميسلون قانصوه، من رئاسة دائرة الاستيراد والتصدير، في وزارة الصحة، وتعيين الدكتورة كوليت رعيدي مكانها، نسأل: هل السبب كان رفض الدكتورة قانصوه، التوقيع على دخول أدوية إيرانية لمعالجة السرطان، مشكوك بفعاليتها، علما أن أي دواء جديد، يفترض أن يخضع لاختبار في مختبر مرجعي معتمد في دولة متقدمة، لإعطاء شهادة استعمال، قبل أن يسمح باستعماله في لبنان؟. نسأل بعد أن بدأ استعمال الأدوية الإيرانية في لبنان، من المسؤول عن قتل مرضانا: إيران أم وزارة الصحة؟، وهل يجوز إمداد إيران بالعملة الصعبة، على حساب صحة اللبنانيين، علما أن فاتورة أدوية السرطان الشهرية، تقدر ب 50 مليون دولار؟. من لم يقتل بالسلاح الإيراني، يقتل بالدواء الإيراني. التحية كل التحية للدكتورة ميسلون قانصوه، والرحمة لوالدها المناضل علي قانصوه".

 

خلية الأزمة الوزارية ناقشت موضوع الكورونا: اتخذت إجراءات صارمة في المطار وكل محطات العبور

وطنية - السبت 22 شباط 2020

ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية، اجتماع خلية الأزمة الوزارية التي تضم نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر عدره، وزير الصحة الدكتور حمد حسن، وزير البيئة والتنمية الادارية دميانوس قطار، وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمه، وزير الداخلية محمد فهمي، وزير الطاقة ريمون غجر. وناقشت اللجنة موضوع فيروس كورونا، وتم اتخاذ إجراءات صارمة في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، وكل محطات العبور، وتخفيف الرحلات الجوية من البلاد التي شهدت إصابات بالفيروس وإليها، على أن يصدر تعميم تفصيلي يتعلق بمختلف إجراءات الوقاية. كما سيخصص مستشفى حكومي في كل محافظة لاستقبال أي إصابة بهذا الفيروس، ليتم عزلها وحصرها، إضافة الى اتخاذ قرار بمنع تصدير الكمامات الواقية ومنع احتكارها من قبل التجار. وشددت اللجنة الوزارية على أنه "ليس من داع للهلع بالرغم من كل ما ظهر من تضخيم عبر وسائل الإعلام، وستنظم وزارة الإعلام بعد ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا بمشاركة وزير الصحة للتحدث في كيفية التعاطي الإعلامي مع الأخبار المتصلة بالفيروس، وسيعقد وزير الصحة العامة والمدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي عند الخامسة عصرا مؤتمرا صحافيا في حرم المستشفى، في حضور الفريق الطبي والتمريضي المختص، للادلاء بمعلومات متعلقة بتسجيل الإصابة الأولى بفيروس كورونا في لبنان، يليه جولة ميدانية في أقسام العزل المستحدثة الخالية من المرضى. وكلفت اللجنة الوزارية وزير الاقتصاد بالقيام بما يراه مناسبا لجهة حسم النقاش حول رفع سعر ربطة الخبز بعدما استمعت منه الى ما جرى من حوار بينه ونقابة أصحاب الافران.

كما عرض وزير البيئة والتنمية الادارية خطتين لمعالجة ملف النفايات، واحدة عاجلة والثانية آجلة. وفي موضوع الكهرباء، عرض وزير الطاقة موضوع استيراد مادة المازوت من الخارج وحجم حاجة لبنان لهذه المادة في مختلف القطاعات، ومسألة فتح الاعتمادات لحصة الدولة في السوق المحلية.

 

خلية أزمة في وزارة الإعلام وخريطة طريق: توعية على كورونا ورقابة وشفافية في نشر الخبر

وطنية - السبت 22 شباط 2020

يعقد في وزارة الاعلام بعد ظهر اليوم، بدعوة من وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبدالصمد نجد، اجتماع عمل مع وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن وممثلين لرئاسة الحكومة، ورئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ وممثلين لوسائل الاعلام، يليه مؤتمر صحافي مشترك، لوضع خريطة طريق تحدد الخطوات المطلوبة في مقاربة الإعلام لفيروس كورونا، لجهة التوعية والرقابة والشفافية في نشر الأخبار.

 

التيار الوطني: عمليات الحفر لمقرنا الجديد في ضبيه لم تطاول موقع نهر الكلب الأثري وتكاليف البناء تعتمد على تبرعات المناصرين

وطنية - السبت 22 شباط 2020

صدر عن اللجنة المركزية للإعلام في "التيار الوطني الحر"، البيان التالي: "للمرة الثانية يصدر التيار الوطني الحر بيانا في شأن الحملة عليه من بعض من يدعون الحرص على الآثار والبيئة، لأنه يبدو أن الحقيقة لم تردعهم عن الاستمرار في حملة ممنهجة تستهدفه كما في كل مرة. وهنا نسأل لماذا هذه الحملة الآن، فيما التيار وضع حجر الأساس لمقره الجديد في ضبيه في 7 آب الماضي وكان قد انتهى من أعمال الحفر الخاصة بتوسيع بناء المقر؟، أليس التوقيت مشبوها؟، ونذكر بأننا استحصلنا على كل الرخص اللازمة من الوزارات المعنية مثل الثقافة والبيئة، بالإضافة إلى المجلس الأعلى للتنظيم المدني ونقابة المهندسين واتحاد بلديات المتن ضمن الاطر القانونية، قبل القيام بأي خطوة في مسار تشييد المقر الجديد. إن كل عمليات الحفر لم تطاول الموقع الأثري والتاريخي ولم تحدث أي ضرر به، والتيار ليس بوارد التعدي على اي مواقع أثرية أو بيئية أو طبيعية أو تاريخية. وفي ما يتعلق بتكاليف بناء المقر والاشاعات التي ترافق هذا الموضوع، خصوصا لجهة السؤال عن كيفية تأمين المبلغ المطلوب، يلفت التيار إلى أنه لا يملك الأموال الخاصة بذلك، ولذلك هو وضع بين يدي التياريين الراغبين بدعمه رقم حساب للتبرعات، وبالتالي لا يحق لأحد التدخل برغبة المحبين في دعمه، وهذا يدل على شفافية عالية وعلى الاعتماد على المناصرين للتمويل، ولا يتكل كما البعض على دعم خارجي او أموال مشبوهة".وختمت اللجنة بيانها: "حرصا على الحقيقة وعلى عدم تضييع المواضيع الأساسية التي يجب التركيز عليها في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، نتمنى على وسائل الاعلام والمواطنين التداول بالأمور الصحية والصحيحة والتي بإمكانها الاتيان بالحلول عوض التلهي وإلهاء الناس بالإشاعات والتلفيقات والأخبار الكاذبة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  22-23 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

حملة إنقاذ نهر الكلب الأثري تنطلق

الناشط البيئي بول أبي راشد: أين دراسة تقييم الأثر البيئي؟

جمعية الأرض: لوقف الأعمال على تلة نهر الكلب

حماية آثار نهر الكلب تكشف جنون العظمة في مقر التيار وتسأل باسيل: من أين لك الـ15 مليون دولار؟

http://eliasbejjaninews.com/archives/83420/%d8%ad%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d9%86%d9%82%d8%a7%d8%b0-%d9%86%d9%87%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ab%d8%b1%d9%8a-%d8%aa%d9%86%d8%b7%d9%84%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7/

 

 

 

 

 

Iran, Hezbollah Stir Chaos in Syria's Southwest/ Jonathan Spyer/The Jerusalem Post/February 22/2020
 
جوناثان سباير/جيروزاليم بوست: إيران حزب الله يثيران الفوضى في جنوب غرب سوري
 http://eliasbejjaninews.com/archives/83418/%d8%ac%d9%88%d9%86%d8%a7%d8%ab%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d8%b2/