LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 شباط/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february22.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/جعجع وباسيل: نرسيسية وفجور وتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/لا ياتينا من إيران الملالي غير الكورونات والسرطانيات

الياس بجاني/حزب الله يريد التخلص من سلامة للسيطرة على البنك المركزي والتفلت من العقوبات الأميركية

الياس بجاني/جماعات الغباء والطرابيش والهوبرة

الياس بجاني/جنبلاط وباسيل يسعران المذهبية بعد أن همشتهما الثورة

الياس بجاني/معاني عادة وتقليد يوم خميس السكارى

الياس بجاني/ديما صادق تغلبت على التجربة لأن الله لا يسمح بأن يُجرب أي انسان بأكثر من طاقته

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 21/02/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 21 شباط 2020

تهديدٌ إسرائيلي بقصف بيروت وقرى الجنوب.. "سيدفعون ثمناً باهظاً"!

في اليوم العالمي للغة الأم: لتحيا لغتنا السريانية/الباحث روي عريجي

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بعد إتهامه مباشرة بالإعتداء عليه.. مناصرو زبيب يطردون أحد رجال خير الدين

«التيار البرتقالي» يقمع الناشطين بالدعاوى.. 9 منهم أمام فرع المعلومات غداً!

جمعية المستهلك: الأسعار ارتفعت 45.16 بالمئة ونحن في قلب الانهيار

الحكومة تبدأ الإجراءات لمفاوضات إعادة الهيكلة

خطة حزب الله للسيطرة على الإقتصاد اللبناني

بيان نفي من بنك "SGBL"

ايلي الفرزلي يكشف تفاصيل عن النفوذ السوري غازي كنعان تحوّل الى «مركز السلطة الأقوى» في لبنان

إشكال “كليمنصو”: محاولة عونية فاشلة لـ”شد عصب مسيحي” مُفتَعَل

لبنان: فريق صندوق النقد يواصل مشاوراته بحثاً عن حلّ للأزمة المالية

جمعية المصارف تطلب التعامل مع قضية السندات بعيداً عن السياسة

دياب: 30 سنة من السياسات الخاطئة أوصلت البلد إلى الانهيار

عون يرفض توقيع الموازنة ويستوضح عن مبالغ صرفتها حكومة السنيورة

رصد أول حالة إصابة بكورونا في لبنان لمريضة وصلت من إيران

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إدراج إيران في قائمة دولية سوداء لتمويل الإرهاب

الإمارات تعلن تسجيل حالتين جديدتين مصابتين بفيروس «كورونا»

قلق في الدول المجاورة لإيران بعد وفاة أربعة أشخاص بكورونا المستجد وخشية انتقال الفيروس إليهم

«بازار المناصب» مستمر في العراق رغم المظاهرات المنددة بالفساد/حقيبة النفط بـ«8 ملايين دولار»... ومسؤول رفيع يؤكد أن الوزراء المستقلين «كذبة

ارتفاع حصيلة وفيات «كورونا» في الصين إلى 2233

إردوغان يتصل بماكرون وميركل ويدعو إلى تجنيب إدلب «كارثة إنسانية»

موسكو تعلن «إفشال» هجوم النيرب وتدعو أنقرة لـ«وقف دعم الإرهابيين» وطائرات روسية تدخلت بالتزامن مع اتصالات نشطة لاحتواء الموقف

موسكو: تركيا أدخلت كميات كبيرة من العتاد العسكري إلى محافظة إدلب والاتحاد الأوروبي يدعو المحكمة الجنائية الدولية إلى التحرّك حيال الوضع في سوريا

باحث فرنسي في الشؤون التركية: إردوغان يفتقر للرؤية خارجياً... ويتضاءل داخلياً/ديديه بيون قال لـ «الشرق الأوسط» إن الرئيس التركي وقع في فخ نصبه له بوتين في إدلب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجمهور الشعبي.. والجمهور الحزبي/أحمد بيضون/المدن

الصحافي محمد زبيب: مروان خير الدين رئيس العصابة.. وبالفيديو: الشبيحة موجودون

الثورة المضادة: النظام في عهد هيستريا الاستدعاءات والملاحقات/نادر فوز/المدن

النائب مشال ضاهر ومؤامرة المصارف ببيع السندات للخارج/لوسي بارسخيان/المدن

سرّ الأسرار: المعلومات المالية يخفيها مصرف لبنان عن الدولة/علي نور/المدن

عندما تُستخدم "المسيحية المشرقية" لخدمة "الممانعة" ومحاصرة لبنان/ألان سركيس/نداء الوطن

تحرير لبنان من لبنان/أحمد العز/اللواء

لبنان يطلب مشورة صندوق النقد الدولي للخروج من أزمته المالية، لكن هل بإمكانه تفادي خطة إنقاذ شاملة؟/مايكل يونغ/موقع كارنيغي للشرق الأوسط

جراحات الهوية وإحراجاتها ومكافحتها/رضوان السيد/الشرق الأوسط

حدود الرهان على خلافات موسكو وأنقرة حول سوريا!/أكرم البني/الشرق الأوسط

الباب المعاكس للتاريخ/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أقنعة توماس جيفرسون وأتيلا الهوني في إيران/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية لكوبيتش: اهم معارك الحكومة مكافحة الفساد واجراءات ستتخذ لحماية الواقع النقدي وحقوق المواطنين

رئيس الجمهورية اطلع من حسن على المعطيات المتعلقة بإصابة الكورونا: لاتخاذ الاجراءات اللازمة للمعالجة

بري التقى وزراء الاقتصاد والداخلية والصناعة والصحة: للتشدد بتطبيق القانون بحق المتلاعبين بسعر صرف العملات والسلع الاستهلاكية

دياب عرض للعلاقات اللبنانية الاميركية مع السفير عيسى

حتي عرض مع ريتشادر وزاسبكين سبل مساعدة لبنان اقتصاديا

المشنوق: ماذا ينتظر رئيس الحكومة واللجنة الوطنية التي تحدث عنها وزير الصحة لطلب وقف الرحلات الآتية من إيران

الراعي في رسالة الصوم: زمن النعمة المؤدي بنا إلى العبور ونلتمس فيه الاستقرار والسلام لاوطاننا

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

إنجيل القدّيس لوقا12/من33حتى40/قالَ الربُّ يَسوع: «بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم. لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة. وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً. طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم. وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم! وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

جعجع وباسيل: نرسيسية وفجور وتعامى عن احتلال حزب الله

الياس بجاني/20 شباط/2020

حرب داحس والغبرا الإعلامية بين جعجع وباسيل الإسخريوتيين عبر الصنوج والأبواق تؤكد نرسيسيتهما وتعاميهما الخطيئة عن احتلال حزب الله.

 

لا ياتينا من إيران الملالي غير الكورونات والسرطانيات

الياس بجاني/20 شباط/2020

لاريجاني أوفى بوعوده لمساعدة لبنان وها هي الكورونا الإيرانية أول غيث هذه المساعدات وكأن كورونا وسرطان وإحتلال حزب الله لا تكفينا

 

حزب الله يريد التخلص من سلامة للسيطرة على البنك المركزي والتفلت من العقوبات الأميركية

الياس بجاني/20 شباط/2020

رياض سلامة ابقي بموقعه 24 سنة خدمة لمصالح قوى الإحتلال وحزب الله يريد الآن طرده للسيطرة على المركزي والتفلت من العقوبات الأميركية

 

جماعات الغباء والطرابيش والهوبرة

الياس بجاني/20 شباط/2020

مشكلة لبنان الأخطر تكمن في غباء وجهل وصنمية وتفاهة زلم وهوبرجية قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة...ما نراه أمام البنك المركزي تعتير

 

جنبلاط وباسيل يسعران المذهبية بعد أن همشتهما الثورة

الياس بجاني/20 شباط/2020

ليش استنفر جنبلاط بوج عراضة باسيل ضد سلامة؟ أكيد في مصلحة مشتركة مع جبران لتسعير المذهبية والقطعان للأسف دائما حاضرة.. صنمية وتعتير

 

 معاني عادة وتقليد يوم خميس السكارى

الياس بجاني/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/14962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3/

يحتفل الموارنة في لبنان اليوم بعادة وتقليد وليس بعيداً، عادة وتقليد يسمونه “خميس السكارى” وهو حقيقة خميس “تذكار الموتى” المؤمنين.

في هذا اليوم الذي يسبق الصوم الكبير الأربعيني يتم ذّكر الموتى المؤمنين وتقام الصلاة لراحة أنفسهم.

في ما مضى من السنين كانت العائلات المارونية وتحديداً في المناطق الجبلية تجتمع في مثل هذا اليوم على مائدة العشاء بعد الصلاة من أجل راحة الموتى وبعد زيارة مدافنهم وإقامة القداديس.

كانت العائلات تجتمع على مائدة العشاء لتشكر الرب على عطاياه ونعمه وتتضرع طالبة بركاته، ورضاه وذلك قبل بدء الصوم الكبير، وقبل بدء التقشف والصلاة استعداً للاحتفال بذكرى القيامة، قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وصعوده إلى السماء.

الكنيسة خصصت هذا اليوم من السنة من أجل الصلاة لكل من انتقل من هذه الدنيا الفانية والترابية إلى العالم الآخر الأبدي.

في مثل هذا اليوم تقام الصلاة جماعة وأفراداً من أجل راحة الأموات الأبدية، واستذكاراً وعرفاناً بالجميل لتقديماتهم وتعبهم وتضحياتهم في سبيل أفراد عائلاتهم.

خميس السكارى ليس عيداً مارونياً ولا مسيحياً، بل هو تقليد وعادة لم يعد كثر من أهلنا يحتفلون به وإن كانوا يتذكرونه.

تاريخياً خميس السكارى عادة قديمة لا نعرف في أي حقبة من الأزمنة وجدت ومن أوجدها، ولكن من المؤكد أنها كانت تمارس في جبالنا كل سنة في يوم الخميس الذي يسبق بداية الصوم الكبير، وهناك القليل جداً من المعلومات المدونة عنها في كتب التاريخ اللبناني والسنكسار الكنسي.

تقول بعض المدونات التاريخية أن الموارنة كانوا في مثل هذا اليوم يشربون الخمر كعربون للفرح والشراكة بين الأهل والعائلات خلال التفافهم وتجمعهم المبارك حول مائدة العشاء على خلفية مفاهيم ورمزية العشاء السري والأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه، وذلك لتقديم الشكر لله على نعمه وبركاته والعطايا التي وهبها لهم.

ملاحظة/المقالة هي من الأرشيف وكانت  نشرت عام 2005

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ديما صادق تغلبت على التجربة لأن الله لا يسمح بأن يُجرب أي انسان بأكثر من طاقته

الياس بجاني/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83328/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d9%8a%d9%85%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%82-%d8%aa%d8%ba%d9%84%d8%a8%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d8%b1%d8%a8/

بعد مشاهدة الحلقة التي قدمها نيشان ع تلفزيون الجديد يوم أمس الأربعاء مع السيدة ديما صادق وابنتها ياسمينا احترمت جداً مقاربة ديما الأم للمشكلة الصحية الخلقية التي تعاني منها ابنتها ياسمينا البالغة من العمر 13 سنة .

ديما تغلبت بجرأة وشجاعة وأكيد بعد معاناة مع ذاتها ومع محيطها، تغلبت على مشاعرها الذاتية الإنسانية، وقهرت الأنانية بداخلها التي هي بداخل كل إنسان، وارتفعت فوقها وعن قناعة وارتضت بما وهبها الله من نعمة (هي ابنتها ياسمينا) رغم أنها وحسبما ما قالت مرت بمراحل متعددة وصعبة قبل قبول الأمر الواقع هذا والتعايش معه بمحبة وبتصالح مع الذات.

ديما الأم مثلها مثل كل أم أحد أبنائها يعاني من مرض ما غير قابل للشفاء، هي تواجه على مدار الساعة مر وصعوبة التجربة..

والله الأب الذي لا يجرّب بالشر، هو لا يسمح بأن يُجرب أحد بأكثر من طاقته...

ديما لم تُجرب بأكثر مما تقدر عليه، وأكبر من طاقتها، ولهذا بعد معاناة مع الذات انتصرت على التجربة ودجنتها واقتلعت أنيابها.

في كتابنا المقدس مبدأ أساسي وجوهري مفاده أن الله هو الأب السماوي لكل البشر، وأن كل إنسان على الأرض هو إبناً له..

ويوم الحساب الأخير لكل إنسان وبعد أن يسترد الله الأب وديعة الحياة الأرضية منه يذكره بما قام أو لم يقم به من أعمال مع الغير من المحتاجين مؤكداً له بأن كل مريض ومتضايق ومكدر ومظلوم ومضطهد وصاحب مشكلة ومهمل وصاحب عاهة "هو نفسه" أي هو الله بذاته وأن ما فعله الإنسان الواقف أمامه مع أي من هؤلاء، إنما فعله معه (مع الله) وعلى خلفية أعمال هذا الإنسان يكون حسابه إما مكافئة أو عقاباً.

أمر أخر مهم تطرقت له ريما وهو رفضها للشفقة..

ونعم الشفقة آنية وليس فيها مشاركة وتفهم وقبول، وغالباً تكون أضرارها أكثر من فوائدها.

في علم النفس الشفقة تسمى "تعاطف"  (sympathy)وهي آنية وغير ذي نفع، أما "المشاركة" الفعلية مع الفهم والقبول Empathy) فهي المطلوبة.

رابط مقابلة السيدة ديما مع نيشان/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 21/02/2020

وطنية/الجمعة 21 شباط 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان بلا كورونا مريض، فيكف مع الكورونا؟

أول حالة إصابة بالكورونا اكتشفت اليوم وهي لسيدة كانت في عداد ركاب الطائرة الإيرانية التي حطت في مطار رفيق الحريري الدولي أمس.

وما يعقد المسألة أن مديرية الطيران المدني كانت أكدت سلامة الركاب وخلو الطائرة من أية إصابة بالكورونا.

وما أن أعلن وزير الصحة نبأ اكتشاف حالة الإصابة بالوباء العالمي حتى تملكت اللبنانيين حالة من القلق والذعر رغم تأكيد الوزير أن جميع الإجراءات متخذة.

وسأل العديد من أهالي تلامذة لبنان عن وضع المدارس غدا فأوضح وزير التربية أن لا مبرر لإقفال المدارس وأن الدراسة ستكون طبيعية.

تجدر الإشارةالى أن رويترز نقلت عن وزير الصحة الإيراني احتمال أن تكون الكورونا منتشرة في جميع المدن الإيرانية في وقت أعلن الإعلام العبري عن وجود إصابة في فلسطين المحتلة.

تجدر الإشارة أيضا، وحسب أطباء مختصين أن ليس بالضرورة أن يموت المصاب بالكورونا وأن حالات كثيرة جدا تمت معالجتها.

وقال بعض هؤلاء الأطباء إن الإصابة بالكورونا تشبه الإصابة بالأنفلونزا الموسمية أو الكريب، وأن عوارضها تظهر في إرتفاع درجات الحرارة والشعور بالإرهاق والتعب والمعاناة من الحكة الشديدة.

ووسط حالة الفوبيا من الكورونا، يبرز السؤال عن سبب نسيان النفايات المكدسة، وإقفال ملفها على مياه الأمطار.

ومع الكورونا يبقى سعر الدولار شاغل الناس، وهو يلامس الألفين وخمسمائة ليرة في السوق السوداء، فيما سعره الرسمي أكثر من ألف وخمسمائة ليرة بقليل. وعلى صلة بهذا الملف تستمر الاجتماعات بين مستشاري رئيس الحكومة وخبراء صندوق النقد الدولي في السراي الحكومي بعيدا من الاعلام بعد الاستماع الى وجهة نظر الحكومة على مدى يومين وذلك على وقع تخفيض وكالة موديز تصنيف لبنان الى درجة CA مع نظرة مستقبلية مستقرة.

نبدأ من الكورونا وكلام وزير الصحة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

لبنان كله يتكلم كورونا.

الفيروس طرق الباب بعد تسجيل أول إصابة لمواطنة لبنانية قادمة من مدينة قم الإيرانية.

وزير الصحة حمد حسن طمأن إلى أن الحالة المشخصة بصحة جيدة وتم عزلها وكشف عن وجود حالتين مشكوك بإصابتهما بالفيروس أيضا لافتا إلى أن حالة الهلع المفرطة غير ضرورية في هذا الوقت.

ومن الهلع إلى السلع التي يتم التلاعب بأسعارها وبسعر صرف العملات وهو الأمر الذي تابعه اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري مع وزير الإقتصاد راؤول نعمة حيث تمنى على الأجهزة الرقابية في وزارة الإقتصاد التشديد في تطبيق القانون بحق المتلاعبين بالأسعار وبلقمة عيش الناس.

وشخص رئيس المجلس المشكلة بأنها ليست في القوانين إنما بعدم تطبيقها.

وبالحديث عن لقمة العيش قررت الجمعية العمومية لإتحاد نقابات المخابز والأفران الإضراب المفتوح إعتبارا من الإثنين المقبل إذا لم يتم تحقيق مطالبها بدعم القمح والإبقاء على وزن وسعر ربطة الخبر كما هو اليوم.

ولليوم الثاني تواصلت لقاءات وفد صندوق النقد الدولي للبحث في المشورة التقنية لمساعدة لبنان في بناء الخطة الإنقاذية في ظل المعطيات المتوفرة والخيارات الممكنة بناء لواقع الحال في البلاد ورؤية وفد الصندوق.

وفي هذا الإطار كشف الوزير السابق كميل أبو سليمان للـNBN عن أن لبنان لديه حتى منتصف آذار ليقرر بشأن سندات اليوروبوندز لافتا إلى أن وفد صندوق النقد يقوم بتقديم إستشارات للدولة اللبنانية وليس بالتفاوض الذي يحصل لاحقا على البرنامج.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

كأن الفيروسات القاتلة المعششة عندنا لا تكفينا، وكأن أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لا تكفينا، فجاءنا الكورونا ليصب الزيت على نار حالتنا. وكأن ما تتكرم به ايران على لبنان واللبنانيين لا يكفي، فأرسلت الينا الكورونا لتكمل معروفها معنا.

شكرا ايران، لأنك سمحت لطائرة فيها مصابون بالكورونا أن تدخل أجواءنا. فهل هكذا يكون التعاون بين الدول؟ وهل هذا هو الدعم الذي تعدين به لبنان ؟ وهذا التصرف الخطر الا يجب ان يدفع المسؤولين عندنا الى اتخاذ قرار جريء بمنع الطائرات الاتية من ايران ان تحط على الاراضي اللبنانية؟ طبعا ثمة من سيعتبر ان مثل هذا القرار غير مقبول لأنه يضرب علاقات لبنان بدولة أخرى، لها حضور فاعل على الاراضي اللبنانية، ويتعاطف معها قسم من اللبنانيين.

مع ذلك فان على المسؤولين اللبنانيين اتخاذ قرار حاسم بوقف الرحلات من ايران الى لبنان.

صحة اللبنانيين فوق كل اعتبار، في حين ان ايران تصرفت بلا مسؤولية مع الشعب اللبناني وعرضت أمنه الصحي للخطر. لكن المسؤولية لا تقتصر على ايران بل تشمل أيضا المسؤولين اللبنانيين. فالمديرية العامة للطيران المدني اعلنت صباحا ان لا اصابات على متن الطائرة الايرانية الاتية الى لبنان.

لكن بعد الظهر تغيرت الوقائع، اذ اطل وزير الصحة على اللبنانيين للاعلان عن اول اصابة مؤكدة بالكورونا وعن الاشتباه بحالتين اخريين. فكيف يمحو كلام بعد الظهر كلام قبل الظهر؟ وهل بمثل هذا الاستهتار تتم مواجهة أخبث واقوى واخطر فيروس يضرب العالم حاليا؟ والابشع ان المسؤولين في مطار رفيق الحريري تركوا ركاب الطائرة الايرانية يتوزعون على كامل الارضي اللبنانية بدلا من ان تحجرعليهم كما يحصل في دول العالم المتحضر. وهنا لا يفيد التحجج بأنه تم الكشف على الركاب في المطار. فالمعروف ان الطائرات هي اكثر الاماكن التي تنتقل فيها الفيروسات، وفيروس كورونا لا يظهر فورا بل يستلزم احيانا خمسة عشر يوما. وما دام الامر كذلك، فانه ليس علينا الا نسلم أمرنا للعناية الالهية ، لأنه لا يمكننا اطلاقا تسليم امرنا الى دولة مصابة بكل فيروسات الاهمال والاستهتار والجهل والفساد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

كأن البلد المثقل بكل انواع الفيروسات الاقتصادية والمالية، ينقصه فيروس كورونا..وكأن وسائل التواصل الاجتماعي الفائضة بكل انواع الاشاعات والتهويلات ينقصها حضور كورونا الى لبنان..

أعلن وزير الصحة حمد حسن رسميا اكتشاف اول حالة مصابة بفيروس كورونا لسيدة في العقد الرابع من العمر، مطمئنا الى ان وضعها مستقر وتخضع للعلاج، مع التاكيد على ضرورة اجراء فحوص طبية احترازية لجميع الذين كانوا على متن الرحلة التي استقلتها السيدة المصابة..

لكن المتداول من اخبار مضخمة ومفبركة جعل البلاد مصابة بحال من الهلع، فيما المطلوب الدقة والوقاية لاجل تدارك المرحلة، لا الهلع الذي يعقد الامور ويزيدها سوءا.. اما وزارة الصحة والجهات المعنية فقد جددت التأكيد أن الامور الى الآن تحت السيطرة، وان ما يجري اجراءات احترازية ضرورية..

في الاجراءات الضرورية ماليا لا يزال ملف الاموال المحولة الى الخارج قيد الملاحقة القضائية، على ان جوابا تلقاه القضاء اللبناني من السلطات السويسرية حول طلبه التعاون للكشف عن تلك الاموال..

فيما المساعدة الاستشارية التي طلبها لبنان من صندوق النقد الدولي قيد التبلور وفق اللقاءات التي يجريها وفد الصندوق مع الجهات الحكومية والمالية والاقتصادية المعنية، والرؤية لا تزال في مرحلتها الاولى..

في الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تنته مرحلة الانتخابات التشريعية بعد بسبب تمديد فتح صناديق الاقتراع افساحا بالمجال امام كثافة المقترعين.. انتخابات باقبال كثيف، وبتنافس تحت سقف الثورة الاسلامية الايرانية، يؤكد للعالم من جديد ان ايران بلد المؤسسات، وانها عصية على كل نواع الحروب والمؤامرات، مع اقامتها اليوم عرسا انتخابيا كما سماه الامام السيد علي الخامنئي..

في السعودية اتم الجيش اليمني واللجان عملية توازن الردع الثالثة برد موجع في العمق الجغرافي والاقتصادي لدول العدوان، واعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن استهداف ارامكو ومواقع اخرى حساسة في ينبع السعودية بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية ردا على الجرائم السعودية بحق الابرياء اليمنيين ..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

لم يكن ينقصنا إلا الكورونا...

هذا هو لسان حال اللبنانيين جميعا منذ اعلان وزير الصحة حمد حسن بعد ظهر اليوم عن ضبط أول حالة اصابة بالمرض على متن طائرة آتية من إيران، مطمئنا إلى الاجراءات المتخذة لحماية الناس، وداعيا إلى عدم الهلع، في مقابل موجة الشائعات التي عمت مواقع التواصل.

ومن الفيروس الصحي إلى الفيروس المالي والنقدي الذي استفحل في البلاد، ولاسيما منذ 17 تشرين الأول 2019: ففيما يواصل رئيس الحكومة حسان دياب لقاءاته المكثفة، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ان معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد هي من اولويات الحكومة، وهي عازمة على تحقيق ما هو مطلوب منها في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، خصوصا أنها تشكل فريق عمل واحد متضامن.

وشدد الرئيس عون على ان احدى اهم المعارك التي ستخوضها الحكومة هي مكافحة الفساد، لافتا الى ان ذلك سيتزامن مع تشكيلات في المؤسسات والاجهزة المعنية. واكد رئيس الجمهورية ان المعالجات قائمة للاوضاع المالية والاقتصادية الراهنة بالتعاون مع وفد صندوق النقد الدولي لاتخاذ القرارات المناسبة، لافتا الى ان الاجراءات التي ستتخذ تهدف الى حماية الواقع النقدي في البلاد وحفظ حقوق المواطنين ومصالحهم.

وعلى الضفة المقابلة، تتواصل التحركات الاحتجاجية المتفرقة بعناوين متنوعة، في وقت يواصل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري زيارته لدولة الإمارات.

أما النائب السابق وليد جنبلاط الذي تلقى أمس اتصالا متضامنا من الحريري بعد محاولة عرقلة تحرك التيار الوطني الحر أمام مصرف لبنان، فالتزم الهدوء النسبي اليوم، فيما واصلت القوات اللبنانية حملتها السياسية على التيار في ملف الكهرباء، حيث تولت الوزيرة السابقة ندى بستاني خوري الرد بشكل مفصل على ما سيق في الساعات الاخيرة من اتهامات، ووصل بها الأمر إلى حد مطالبة نائب القوات انطوان حبشي باعتذار علني، مبرزة وثائق تدحض ما وصفته "بالمغالطات والاتهامات الزائفة حول عدم توقيعيها لجدول تركيب أسعار المحروقات في الاسابيع الثلاثة الأخيرة من وجودها في الوزارة".

واثر تمادي حبشي في اتهاماته، واستخدامه عبارات غير مألوفة، غردت الوزيرة بستاني مجددا منذ قليل فقالت: وعدت الرأي العام بالحقيقة وسأبقى عند وعدي، ولذلك أرد على النائب بالتالي:

أولا: لن أنحدر الى مستوى التخاطب نفسه لأن الناس تستحق منا احتراما أكبر وجدية بمعالجة مشاكلها.

ثانيا: ان تواريخ المقالات والمقابلات التي أوردها حبشي تقع كلها بعد 3012020 أي بعد مرور تسعة أيام على انتهاء ولايتي الوزارية.

ثالثا: ان صدور مرسوم تشكيل الحكومة في 2112020 يفقد الوزير السابق الحق بالتوقيع فكيف يطالبني حبشي باصدار الجدول؟

رابعا: ان التعديل باليد على وثيقة، وتوقيع الوزير بجانبه، يعطيه الصفة القانونية، ولو نظر سعادة النائب الى الأعلى بسنتيمتر واحد لوجد التاريخ مطبوعا، أي 15/01/2020.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

وتراجعت كل المخاوف أمام الخوف من كورونا بعدما سجلت أول إصابة في لبنان.

صحيح أن وزير الصحة رأى أن حال الهلع غير ضرورية " خصوصا ان الحالة التي شخصت، لا تعاني تداعيات خطيرة " ... لكن الصحيح ايضا أن اللبناني لم تعد تنفع معه أن يقول له مسؤول : " لا داعي للهلع " ... سبق وقيل للبناني في الاشهر الثلاثة الأخيرة : " لا داعي للهلع في أكثر من ملف ، فماذا كانت النتيجة ؟ "

هلع ونص " لا حاجة إلى التذكير أنه قيل للبناني : لا داعي للهلع في القضايا النقدية، فكانت التطمينات في غير محلها... قيل له: لا داعي للهلع من ارتفاع الأسعار، وها هي مصلحة حماية المستهلك تكشف اليوم أن زيادرة الأسعار وصلت إلى 45 في المئة .... اللبناني " كاويه الحليب، لذا ينفخ على اللبن "... وها هو فيروس كورونا في عقر دارنا، بعد تسجيل الإصابة الأولى، فما هي الإجراءات ؟ قبل كل شيء... قيل انه كان يفترض تعليق الرحلات بين بيروت وطهران بعدما سجلت حالات في قم، لكن هذا الإجراء لم يحدث، وحتى اليوم فإن السلطات في مطار بيروت تعلن ان لا توجه لتعليق الرحلات إلى إيران ... هكذا، السلطات المختصة تعالج الكورونا باللاءات : لا داعي للهلع، لا تعليق للرحلات ... ولكن ماذا عن الذين كانوا على متن الطائرة؟ هل يكفي ان يقوموا بالحجر الصحي الإحتياطي في منازلهم ؟. صحيا، ومنطقيا، من البديهي ان الإجراءات يجب ان تكون أكثر جدية...

في السياق ذاته، حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم من أن فرصة احتواء تفشي فيروس كورونا الجديد في العالم تتقلص، وأنه يتعين على الدول التحرك سريعا للسيطرة على هذا الانتشار.

إلى فيروس كورونا، يتعقب اللبنانيون بقلق أيضا مسار اجتماعات صندوق النقد الدولي، وتتلاحق هذا الإجتماعات في وقت أصدرت فيه وكالة موديز للتصنيفات الإئتمانية تقريرا خفضت فيه مجددا تصنيف لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

من بين الأمراض المالية العضال فقد لبنان صحة سلامته واستورد فيروس كورونا من قم الإيرانية بعدما أصبح الوباء على حدودنا الجنوبية. فمن صوب العدو الإسرائيلي كورونا سجل أولى إصاباته رسميا اليوم .. ومن إيران وصلنا الفيروس على جناح الأجواء المفتوحة، لكن بعقول رسمية مغلقة.

فطائرة ماهان الإيرانية أقلعت بعلم السلطات الإيرانية أنها تحمل مريضة كورونا .. جرى التواصل مع لبنان الذي لم يتخذ أيا من التدابير الوقائية الفورية. وما خلا توزيع الكمامات على الطائرة وقياس حرارة الركاب فإن الرحلة واصلت سيرها إلى بيروت على نحو اعتيادي .. والإهمال الأبعد مدى كان لدى وصولها حيث سمح لركابها المئة والسبعة والأربعين بالمغادرة إلى محل إقامتهم بلا إخضاعهم لفحوص تستلزم عزلهم أربعة عشر يوما الى حين تبيان عوارض المرض من عدمه.

والآن فإن مريضة واحدة تقبع في مستشفى رفيق الحريري الحكومي فيما مئة وستة وأربعون راكبا يجولون بيننا على الأراضي اللبنانية لكن: لا داعي إلى الهلع كما يقول وزير الصحة حمد حسن في مؤتمر إعلان الحالة. عفوا نحن لسنا في ووهان .. إننا في لبنان .. البلد المريض ماليا واقتصاديا ومعيشيا والمحاصر من صناديق العالم والمهدد بعدم قدرته على استيراد الدواء لاحقا.

لا داعي إلى الهلع في بلد أصبح يصدر القلق ويعيش صداعا وألما وعوارض انهيار، وكان يفترض بمسؤوليه وضع الكمامات العازلة للغباء والاستهتار وقلة الإدراك .. ليس لدينا خبرة بمعالجة الأمراض المالية الفتاكة لكن على الأقل فلنتخذ العبرة من ست وعشرين دولة أصيبت بالكورونا واتخذت إجراءات وقائية بحدها الأدني .. فلبنان لم يتصرف على أقل تقدير كحال سفينة أميرة الألماس في بحر اليابان .. ولا

وليس لديه القدرة على إنشاء مستشفات بكبسة زر كما في الصين .. وربما لم يعد في مقدوره توزيع الكمامات على كل الناس لفقدانها من الصيدليات .. ومع كل أزماته الضاغطة بات عليه اليوم أن يصاب: بضيق التنفس .. وارتفاع الحرارة .. لكن رسميا: لا داعي الى الهلع .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 21 شباط 2020

الجمعة 21 شباط 2020

النهار

تبين ان المعتدين على الصحافي محمد زبيب قبل ايام يعملون ضمن فريق حماية احد الوزراء السابقين وقد اكدوا ان اعتداءهم تم بقرار شخصي.

يقول وزير سابق ان البحث في هوية الذين اخرجوا اموالهم من لبنان يضيع الهدف الاساس في البحث عن هوية سارقي المال العام.

يقول أحد السياسيين في مجالسه إنّ تسييل أموال سيدر من سابع المستحيلات في هذه المرحلة وتحديداً بعد زيارة لاريجاني إلى لبنان والتطورات الميدانية في سوريا والعراق.

يقول أحد العائدين من الخليج إنّ هناك تساؤلات حول مستقبل لبنان، فهل بات ضمن المحور الإيراني؟ ومن سيدعمه؟ وهذا ما تُعبّر عنه الصحف الخليجية بشكل يومي وأفردت له مساحة واسعة ضمن إعلامها.

الجمهورية

كشف وزراء في مجلس خاص أن رئيس الحكومة طلب منهم التشدّد في منع تسريب المشاريع المطروحة على جدول أعمال الجلسة.

توقفت أوساط دبلوماسية أمام عدم طلب سفيرين عربين موعداً لزيارة مرجع رسمي.

يشكو بعض النواب من عدم استطاعتهم الخروج الى الأماكن العامة بسبب الثوار.

اللواء

بدأ مستثمرون يلمسون عرقلة بعد تقديم عروض لحل مشكلة الكهرباء، من أطراف ذات تأثير في السياسة المحلية!

لا تزال سوق بيروت العقارية، تشهد نشاطاً بين وقت وآخر، وسط أجواء غير مريحة..

تساءل حراكيون عن جدوى تحرك تيّار في السلطة، أمام مصرف لبنان، متخوفين من اتجاه واضح لإضعاف الحراك الأصلي.

نداء الوطن

يؤكد بعض المطلعين على الملف النفطي وصول السفينة الأساسية المسؤولة عن الحفر الاستكشافي خلال خمسة أيام، مع العلم أنّ أعمال الحفر تمّ تلزيمها إلى شركات أميركية.

عُلم أن صاحب فكرة نزول "التيار الوطني الحر" إلى الشارع هو أحد مستشاري رئيس الجمهورية ميشال عون، وتم تبنيها من قبل "التيار" رغم معارضة عدد من قيادييه للفكرة.

يضع الرئيس فؤاد السنيورة لمساته الأخيرة على كتابين سيصدرهما قريباً، الأول عن الدين العام والثاني بعنوان "المالية العامة في مهب رياح التسييس والتضليل".

الأنباء

تبيّن أن تحركاً لأحد التيارات السياسية لم يحشد رغم الدعوات والاستنفار سوى مئات المناصرين والمؤيدين؛ فكان عدد المشاركين خجول جداً.

أثناء اجتماع لجنة المال والموازنة مع وزير المال وحاكمية مصرف لبنان وجمعية المصارف، تركزت المداخلات على حماية وتحصين المصارف، حتى قاطع أحد النواب الحديث قائلاً: "نحن هنا لحماية وتحصين ودائع الناس بالأساس".

البناء

وضعت دوائر السراي خطة لجولة عربية لرئيس الحكومة حسان دياب تبدأ من القاهرة وطلب رئيس الحكومة تأجيل تثبيت المواعيد بانتظار معرفة الموقف السعودي من طلب زيارة رئيس الحكومة إلى الرياض، خصوصاً أن السفير السعودي لم يطلب بعد موعداً لتهنئة رئيس الحكومة.

وصفت مصادر روسية التصعيد التركي بأسلوب الرئيس رجب أردوغان لطلب موعد مع الرئيس فلاديمير بوتين، وقالت القمة الثلاثية التي عرضتها طهران قد تكون مثاليّة لتقييم الوضع في سورية من ضمن مسار أستانة وهي أفضل من قمم ثنائيّة لا تحترم قراراتها، كما ترتّب على قمة سوتشي.

 

تهديدٌ إسرائيلي بقصف بيروت وقرى الجنوب.. "سيدفعون ثمناً باهظاً"!

الشرق الأوسط/الجمعة 21 شباط 2020

ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، أنّه "في أعقاب اتهام حزب الله بأنّه "ينتهك بفظاظة اتفاقيات وقف إطلاق النار مع إسرائيل وينتهك بذلك القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في العام 2006"، هدد قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أمير برعام، بالرد بطريقة ما سمّاه "جباية الثمن"، الذي يتجاوز الحزب ويشمل "ضرب إيران وقصف العاصمة بيروت والقرى الجنوبية التي يستخدمها الحزب". ووفق "الصحيفة"، وردت تصريحات برعام في مؤتمر لتخريج دفعة من الضباط بالدرجة رائد، أقيم في معهد تل حاي الأكاديمي، الواقع على الحدود الشمالية. وقال إنّ "حزب الله، وبرعاية الدولة اللبنانية، يخرق القرار 1701 بشكل فادح ونشاطاته العسكرية في القرى الحدودية مثل الخيام وبنت جبيل وعيتا الشعب، هي مثال حي على ذلك". وتابع: "على الحكومة اللبنانية ورؤسائها العمل لمنع حزب الله من خرق القرار 1701"، مُضيفاً أنّ "الحزب" لا يحمي لبنان ولا يفكر في لبنان، بل ما يفعله هو تنفيذ الأوامر الآتية من إيران".

وقال برعام، الذي يعتبر المسؤول الأول في هيئة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي عن الجبهة الشمالية، إنه "على الرغم من الصعوبات الاقتصادية في لبنان، تواصل منظمة حزب الله جهودها لاقتناء أسلحة أكثر عدداً ودقة للمساس بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهي تواصل الانتشار جنوب نهر الليطاني لمهاجمة بلدات وطرق داخل أراضينا". وهاجم برعام كذلك الرئيس ميشال عون والحكومة الجديدة، التي اعتبرها حكومة "تخضع لرغبات حزب الله وتحمي مصالحه"، وقال إنها تفعل ذلك "من خلال عرض كاذب لإصلاحات من أجل سكان لبنان داخليّاً، ومن أجل إرضاء مصادر التمويل في الغرب خارجيًا".

وأضاف أنّ "عون ادّعى قبل أسبوعين أمام عددٍ من مراسلي وسائل الإعلام الفرنسية أن حزب الله لا يتدخل في قرارات الحكومة اللبنانية الجديدة، وأنه يلتزم شخصياً بأن حزب الله سيحترم القرار 1701، لكن ما قيل بالفرنسية ليس ما يحدث على الأرض". ثم هدَّد الجنرال الإسرائيلي قائلاً: "يعرفون في بيروت وفي جبل عامل جنوب لبنان، أنّهم سيدفعون ثمناً باهظاً! فالجيش الإسرائيلي لن يسكت طويلاً وسوف يستمرّ في العمل لإحباط الجهود التي تهدد أمننا ما دام يتطلب منا ذلك"، وقال برعام: "نحن لسنا معنيين بالحرب".

 

في اليوم العالمي للغة الأم: لتحيا لغتنا السريانية

الباحث روي عريجي/21 شباط/2020

في اليوم العالمي للغة الأم التي أعلنته منظمة اليونيسكو في ٢١ شباط اود تكرار المطالبة السنوية من المعنيين في الدولة اللبنانية ان يتمّ العمل على اعلان اللغة السريانية كلغة وطنية، غير اللغة الرسمية، للحفاظ على الإرث السرياني والذي يساهم بدوره على الثقافة المارونية المكونة للبنان الرسالة..

كما ادعو الإكليروس الماروني الى تحمّل مسؤوليته التاريخية واعادة ادخال الصلوات السريانية بالطقوس الدينية والكتب البيعية وفرض تعليم تلك اللغة في كافة المؤسسات التعليمية التي تتبع لهم او يؤثروا عليها، لأن لغتنا هي هويتنا..

وهنا سأعرض لكم ما سبق ونشرتُه في كتابي زغرتا تاريخ من تاريخ عن اللهجة الزغرتاوية.

اللهجة الزغرتاويّة

أينما يذهب الزغرتاوي تظهر هويّته فورًا بسبب لهجته المتميّزة. ولكن للأسف، يستخدم البعض هذه اللهجة، نتيجة لجهلهم، للسخرية أو للنقد أو لتبيان “جرديّة” الشخص والتي أمست لدى هذا البعض، وللأسف، دلالة على الانتقاص من الشخص. أمّا لدى العالمين والعارفين، فإنّ اللهجة الزغرتاويّة هي الغنيّة بالروح السريانيّة. في البداية، تشكّلت اللغة السريانية من مزيج بين الحضارة الآراميّة والحضارات اليونانية التي تداخلت في أرض كنعان )جبل لبنان، براد، أنطاكية، الرها...(هذا ويحترم الناطقون باللغة السريانية الغربيّة الأصول الكنعانية )الفينيقية( لذلك أصبحت الغلبة لحرف ال “ O”على تلك اللغة. وزغرتا التي لم يتكلّم عامّة سكّانها العربية إلّا حتّى أواخر القرن التاسع عشر نقلوا بعض المصطلحات السريانية كما علامات التحريك ودمجوها في اللغة العربية التي باتوا يتكلّمون بها لضرورات التواصل مع باقي سكان جبل لبنان وساحله والذين تخلّوا عن هذه اللغة. وتشهد على ذلك مدرسة مار يوسف في زغرتا ومدارس تحت الجوزة في إهدن التي كانت تعلّم اللغة السريانية إلى جانب اللغتين العربية والفرنسية وذلك في بدايات القرن العشرين. هذا وكانت الصلوات والقداديس تقام بالسريانية والعربية، قبل أن بدأت تغيب تدريجيًا حتى لدى القيمّين على الكنيسة المارونية الذين أفقدوا كتب الصلوات والقداديس المارونية من لغتها السريانية حتّى باتت تقتصر على المدارس والمعاهد الإكليريكية واللاهوتية. وما زال سكّان بعض قرى جبل لبنان الذين يتكلّمون اللغة العربية بلكنة سريانية متمسّكين بها ومحافظين عليها لأنّها مرادف لهويتهم. ومن صفحات هذا الكتاب أطالب الحكومة اللبنانية تسجيل اللغة السريانية كلغة وطنية.

*الباحث روي عريجي - Researcher Roy Araygi

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بعد إتهامه مباشرة بالإعتداء عليه.. مناصرو زبيب يطردون أحد رجال خير الدين

جنوبية/21 شباط/2020

بعد إنتهاء التحقيقات في فرع المعلومات مع المعتدين الثلاثة على الصحافي محمد زبيب في الحمرا منذ 9 ايام، عقد زبيب اليوم في خيمة في العازارية، أكد خلاله ان ما تعرض له من اعتداء كان مخططا له ومن قام بعملية التعقب، هم غير الاشخاص الثلاثة الذين كانوا في الكمين وان الوزير السابق مروان خير الدين بذل ضغوطا كبيرة ليتم تحييده عن التحقيقات. وخلال المؤتمر الصحافي حاول احد رجال خير الدين التشويش لكنه جوبه من مناصري واصدقاء وبيب وتم طرده خارج الخيمة بمساعدة القوى الامنية.

 

«التيار البرتقالي» يقمع الناشطين بالدعاوى.. 9 منهم أمام فرع المعلومات غداً!

جنوبية/21 شباط/2020

بعد إستدعاء الاعلامية ديما صادق في دعوى من رئيس “التيارالوطني الحر” النائب جبران باسيل الاثنين للتحقيق، وبعد توقيف كل من الشابين احمد حموي وزيد المدني لوجود فيديوهات في هاتفيهما تستهزىء بباسيل، واطلاق سراحهما ومصادرة هاتفهما لفرع جرائم المعلوماتية لاستكمال التحقيق، استدعي 9 ناشطين جدد للتحقيق غداً الساعة 10، في فرع معلومات بيروت. على خلفية دعوى للنائب زياد اسود وإخراجه من مطعم في جونية. والمستدعون هم: وجدي العرجا، وحبيب نجم، وآلان واكد، وكارلوس وغيب، وشارل زغيب، وميشال بستاني، وروجيه عقيقي، وغسان بستاني، وربيع الزين. وبذلك يكون باسيل و”تياره البرتقالي”، يعتمدان القضاء عبر الضغط عليه، لتطويع الناشطين وتطويقهم بالدعاوى والملاحقة القضائية لترويعهم، والكف عن انتقادهما وكشف ممارساتهما السلطوية الفاسدة.

 

جمعية المستهلك: الأسعار ارتفعت 45.16 بالمئة ونحن في قلب الانهيار

مواقع الكترونية/الجمعة ٢١ شباط ٢٠٢٠

كشف مؤشر أسعار جمعية المستهلك ارتفاعاً بلغ 45.16% منذ بداية تشرين الاول 2019 وحتى 15 شباط 2020. ولفتت إلى أن اكثرية السلع التي لا يحتسبها المؤشر تبعت الدولار في ارتفاعه يوماً بيوم: ورأت أننا في قلب الانهيار الكبير، لافتة إلى أنّ "القدرة الشرائية للبنانيين تتراجع بسرعة لم يشهدها لبنان في تاريخه. والحد الادنى للأجور تراجع من 450 دولار إلى حوالي 267 دولارا شهريا. البطالة والفقر تدفع بعشرات الالاف من الناس إلى الهاوية. 40 % من الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر وفق البنك الدولي. بعد بضعة اسابيع سيستهلك الناس ما تبقى من مدخرات وستتراجع المخزونات القديمة لدى التجار لترتفع الاسعار مجددا وبشكل كبير." ونشرت الجمعية سلسلة قرارات يمكنها "حصر النار بانتظار اطفاء الحريق" على حدّ تعبيرها، وأتت كالتالي:- البدء باسترجاع الاموال المنهوبة والمهربة ورسوم التهرب الجمركي والضريبي والاملاك العامة وفتح ابواب السجون. بدون ذلك كل الوعود ساقطة.

- توسيع دعم الدولة ليشمل الحبوب واللحوم والاجبان والالبان.

- استيراد الدولة لهذه المواد بدون المرور عبر التجار الكبار.

- الغاء قانون التمثيل التجاري رقم 34/1967 الذي اقر الحماية القانونية للوكالات الحصرية لأنه ألغى الاقتصاد الحر منذ زمن طويل واستبدله باقتصاد احتكاري يطال اليوم جميع مفاصل الاقتصاد اللبناني. فتح ابواب المنافسة تسمح للبنانيين في بلاد الانتشار بالتجارة مع لبنان بدون عوائق وبدون البلطجة والخوات التي تفرضها زعامات الطوائف وحاشيتها.

- استخدام الليرة فقط في المعاملات الداخلية. حاليا الدولار هو في اساس احتساب أكثر من 80% من السلع والخدمات.

 

الحكومة تبدأ الإجراءات لمفاوضات إعادة الهيكلة

النهار/21 شباط/2020

إذا كانت "الواجهة" الاعلامية للمشهد الداخلي تركزت على انضمام استغربه كثيرون لانصار "التيار الوطني الحر"، أي تيار العهد العوني الى المتظاهرين حصراً أمام مصرف لبنان احتجاجاً على سياساته المالية، والاشكال الذي كاد ان يتحول صداما بينهم وبين انصار للحزب التقدمي الاشتراكي، فان ذلك لا يعني صرف الانظار عن الحدث الجدي الذي تمثل في انطلاق الخطوات الحكومية الجدية التمهيدية للتفاوض حول اعادة هيكلة الدين العام انطلاقاً من تأجيل سداد سندات "الاوروبوند" في استحقاق 9 آذار المقبل. ويمكن القول إن الايام القريبة ستشهد ترجمة لقرار اتخذ ضمناً ولم يعلن رسمياُ بعد في اتجاه بلورة خطة مالية متكاملة انطلاقاً من ملف التفاوض على استحقاق "الاوروبوند" واعادة هيكلة الديون، علما ان الجولة الاولى من المحادثات التي اجرتها بعثة صندوق النقد الدولي مع رئيس الوزراء حسان دياب وفريقه الوزاري ومع وزير المال غازي وزني وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة تعتبر أولية واستطلاعية قبل ان تتبلور وسيلة المساعدة التقنية التي سيقدمها الصندوق للحكومة بناء على طلبها. وبعد الاجتماع مع البعثة في السرايا أوضح الوزير وزني أن "هذا الاجتماع خُصّص للتعارف"، مشيراً إلى أن "لبنان أعدّ خطة لمواجهة الأزمة وكيفية الخروج منها"، وأن "صندوق النقد يعطي وجهة نظره في ظل الظروف الحالية وما يحتاج اليه لبنان من إجراءات إصلاحية واقتصادية ومالية، ومكمن الصعوبات والسبل الآيلة إلى الحلول". وأكد وزني أن وفد الصندوق سيتابع عمله حتى الانتهاء من التعاون مع لبنان لإعداد الخطة، قائلاً "إننا في مرحلة المشورة التقنية حصراً". وشرح وزير المال للجنة المال النيابية في الجلسة التي عقدتها مساء الاجراءات التي تقوم بها الحكومة حول استحقاقات لبنان المالية، والتفاوض الذي يتم التحضير له من خلال استدراج عروض للمستشارين تمهيداً للتفاوض الرسمي. ونقلت "رويترز" أمس عن مصدر مطلع إن لبنان سيفحص اليوم الجمعة مقترحات الشركات المتقدمة بعروض للاضطلاع بدور المستشار المالي والقانوني في ما يتعلق بخياراته. وقال المصدر أن الحكومة اللبنانية تريد ان تبت سريعاً من ستقرر تعيينه للمهمة. وقالت وزارة المال في بيان إنها أصدرت طلبات لاثنتي عشرة شركة للقيام بدور المستشار المالي من أجل عملية إعادة هيكلة محتملة للديون. وأعلن المصدر أن الشركات المنافسة حتى الآن على دور المستشار القانوني للبنان هي ديتشرت وكليري غوتليب ووايت اند كيس.

في غضون ذلك، استرعى الانتباه موقف لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في جلسة مجلس الوزراء أمس عن الاموال المهدورة، اذ كشف ان "مجموع المبالغ المهدورة والتي لا أدلّة ثبوتية عليها بلغ مبلغاً كبيراً، منها سلفات خزينة من غير المعروف كيف صُرفت ومبالغ اخرى وردت هبات للهيئة العليا للإغاثة".

وقال إن الموازنة سوف تصدر بعد انتهاء المهلة الدستورية، استناداً الى المادتين 56 و57 من الدستور، بعدما كان رفض توقيعها لعدم تضمنها قطع الحساب. وعن الاوضاع المصرفية، ابرز الرئيس عون "المتابعة المستمرة التي قام بها خلال الايام الماضية"، وقال: "ثمة إجراءات سوف نتخذها ليتحمل كل فرد مسؤولياته في ما حصل، وخصوصاً عمليات تحويل المبالغ بصورة غير قانونية والتي زادت حدة الازمة، وما لاحظناه حتى الآن أن ثمة مخالفات جسيمة وستتحمّل كل جهة مسؤولياتها في هذا المجال". اما الرئيس دياب فقال: "اننا بدأنا اليوم الخطوة الاولى في اتجاه معالجة تراكمات 30 سنة من السياسات الخاطئة التي أوصلت البلد الى الانهيار الحاصل اليوم". وأضاف: نعيش اليوم حال طوارئ حقيقية على المستويين المالي والاقتصادي، ومن الطبيعي ان نسمع صرخة الناس الذين يدفعون ثمن هذا الوضع. في كل الاحوال، أطلع معالي وزير المال على تعميم حاكم مصرف لبنان لتنظيم العلاقة بين المصارف والزبائن، وستعد وزارة المال مشروع قانون معجّلاً لدراسته في مجلس الوزراء وإحالته على مجلس النواب".

توتر في الحمراء

وسط هذه الاجواء، سجل توتر كبير خلال الاعتصام الذي نفذه انصار "التيار الوطني الحر" مساء أمس أمام مبنى مصرف لبنان في شارع الحمراء بين المتظاهرين الذين تجمعوا من مناطق عدة ونقلتهم باصات من نقاط تجمعهم الى هناك ومحازبين وانصار للحزب التقدمي الاشتراكي بدوا مستنفرين بعدما سرت دعوات عبر "الواتس أب" للاعتصام أمام دارة رئيس الحزب وليد جنبلاط في كليمنصو. وحصلت مناوشات واحتكاكات بين انصار الفريقين، الامر الذي دفع الجيش الى الفصل بينهم والحؤول دون تطور الامور نحو الاسوأ، علما ان "التيار الوطني الحر" تحدث عن اصابة اثنين من انصاره خلال الاعتصام بجروح جراء تعرضهما لطعن بالسكاكين ونقلا الى المستشفى للمعالجة. وعلى اثر الاحتكاك أوفد جنبلاط النائب وائل ابو فاعور الى مكان التجمعات، داعياً انصار الاشتراكي الى التوجه معه الى دارة جنبلاط. وقال جنبلاط لمناصريه داخل باحة دارته في كليمنصو: "أنا هنا موجود في بيتي بحماية الجيش وقوى الأمن، فلا نريد حماسة أكثر من اللزوم، فلينظموا التظاهرة التي يريدون، فهم يخربون ونحن نبني. وإني أعتذر إذا حصل خطأ من قبلنا باتجاه الجيش أو قوى الأمن أو الإعلام، وليعد جميع المناصرين إلى منازلهم". وصرح لاحقاً: "سهل الهجوم على المصارف وغير المصارف ولكن من دون اصلاح لن نخرج من الازمة". وقال: "جرى استفزاز واستفزاز مضاد وليس هناك أي خطر عليّ ولا ضرورة لكل هذا الجمهور والحماس وعلينا ان نستمر جميعاً مع الحراك المسؤول لمحاولة انقاذ الدولة والاقتصاد والقيام بالاصلاح الضروري". ولاحقا تلقى جنبلاط اتصالاً من الرئيس سعد الحريري عبّر فيه عن "تضامنه ورفضه لما حصل من استفزازات لمناصري التقدمي". وكان الحريري يرافقه الوزير السابق غطاس خوري وصلا الى أبو ظبي أمس ومن المقرر ان تستمر زيارته يومين يلتقي خلالها مسؤولين اماراتيين. واصدر "التيار الوطني الحر" ليلاً بياناً اعتبر فيها أنه "أوصل في تحركه أمام مصرف لبنان رسالة سياسية وشعبية واضحة حول وجوب استرداد الاموال المهربة الى الخارج، وما انفعال البعض غير المبرر واستخدامه لغة العنف الا الدليل على انه أوجع أصحاب الملايين المهربة الى الخارج". واضاف ان "قطع الطرق على الباصات والناس وضرب السكاكين والحجارة هي اساليب الميليشيات"، مشيرا الى وقوع عدد من الجرحى بين مناصري التيار.

 

خطة حزب الله للسيطرة على الإقتصاد اللبناني

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 21 شباط 2020

حذّرت مصادر مصرفية مطلعة من خطورة الهجمة على القطاع المصرفي من جانب بعض القوى السياسية والحزبية والإعلام التابع لها، مشيرة الى أنها تخفي مخططاً مدمراً للاقتصاد اللبناني تمهيدا لتغيير هوية لبنان ووجهه الإقتصادي استكمالا لمشروع تغيير هويته السياسية والحضارية.

وأوضحت المصادر أن الأمور بلغت حداً من التصعيد المبرمج يتجاوز في خطورته مصالح المودعين وحقوقهم ومصير ودائعهم، ليطاول أي إمكانية للخروج من الأزمة الحالية على المديين القريب والبعيد من خلال تغييرات بنيوية في النظام السياسي وبالتالي النظام الإقتصادي اللبناني الحر.

وبحسب المعلومات التي يتم التداول بها في دوائر سياسية ومصرفية مطلعة، فإن حزب الله ومنظومته السياسية يعملان منذ فترة على تحوير أهداف الثورة ونقمة اللبنانيين على الأسباب الحقيقية للانهيار المتمثلة في إلحاق لبنان بالمشروع الإيراني مما عرضه لعزلة عربية ودولية وعقوبات عطّلت الدورة الاقتصادية وأثّرت سلباً على الأوضاع المصرفية والنقدية، من خلال استغلال عاطفة الناس ووجعهم وضيقتهم لتوجيه نقمتهم نحو الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تارةً بحجة القمع، ونحو مصرف لبنان بحجة مسؤولية الحاكم رياض سلامه عن الهندسات المالية تارة أخرى، ونحو المصارف بحجة تهريب أموال المودعين حيناً، ونحو الطبقة الميسورة بهدف تحويل المشكلة في لبنان من مشكلة سيادية الى صراع طبقي أحياناً، وكل ذلك بهدف عدم مقاربة الأسباب الحقيقية للأزمة المتمثلة بحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني الناجمة عن سلاح حزب الله وحروبه وكلفتها على الاقتصاد اللبناني وتأثيرها السلبي على الاقتصاد والمالية العامة وبالتالي على الظروف الحياتية السيئة للبنانيين.

وتحذّر مصادر سياسية ومصرفية مطلعة من مخطط حزب الله للمرحلة المقبلة، وهو يقوم على تعطيل النظام المصرفي اللبناني باعتباره محركاً للاقتصاد بعدما تعذر على الحزب إخضاع هذا القطاع لشروطه وتوظيفه في خدمة سياساته.

وفي المعلومات أن حزب الله يسعى لاستبدال دور النظام المصرفي اللبناني في دورة الاقتصاد، بالاقتصاد النقدي cash economy بحيث يتمكن الحزب من خلال ذلك من الإمساك بمفاصل الدورة الاقتصادية اللبنانية استيراداً وتجارة وبالتالي تحكماً بالكتلة النقدية الموجودة بين أيدي اللبنانيين.

ويشرح المطلعون تفاصيل هذا المخطط بالقول إن اللبنانيين يحتفظون في منازلهم بما يقارب الخمسة ملايين دولار تم سحبها من المصارف منذ بداية الأزمة الحالية تحت وطأة الخوف على مصير الودائع. ويتطلع حزب الله الى الاستفادة من هذا المبلغ الضخم من خلال توظيفه في منظومته الاقتصادية للالتفاف على العقوبات الأميركية والتفلّت من النظام المصرفي.

وتشرح المعلومات خطة حزب الله بالقول إن تعطيل النظام المصرفي يؤدي الى تعطيل العمليات التجارية التقليدية القائمة على فتح الاعتمادات والتحويلات بهدف الاستيراد علماً ان لبنان يستورد بما قيمته حوالى عشرين مليار دولار سنوياً. ويسعى حزب الله ليكون بديلاً عن المنظومة التجارية التقليدية على اعتبار أن تعطيل المنظومة التقليدية القائمة على الاستيراد من خلال النظام المصرفي سيفقد الأسواق اللبنانية الكثير من السلع الاستهلاكية مما يفتح باب التهريب على مصراعيه لتأمين حاجات الأسواق اللبنانية.

وانطلاقاً من هذه المعطيات، فإن حزب الله يدخل على خط الاستيراد محققاً هدفين استراتيجيين:

1- الأول تمويل نفسه من خلال الاستفادة من سيطرته على الحدود البرية والمرافق البحرية والجوية الشرعية وغير الشرعية لإدخال البضائع وبيعها والاستفادة من ارباحها.

2- الثاني تأمين الأسواق للمنتجات السورية والإيرانية وللشركات والتجار الدائرين في فلك الحزب والذين يعتبرون جزءا من منظومته المالية.

وفي كلتا الحالتين يكون الحزب قد حقق نجاحاً في اختراق العقوبات الأميركية والالتفاف على محاولات تجفيف مصادر تمويل النظامين السوري والإيراني وأذرعهما على مستوى المنطقة، وبالتالي في تأمين تمويل مشروع التوسع الإيراني في المنطقة وأدواته.

وتبدي المصادر المطلعة مخاوف جدية من أن تتحول الأموال التي يحتفظ بها اللبنانيون في منازلهم الى "احتياطي مالي" يفوق في أهميته الإحتياطي المالي الذي يملكه المصرف المركزي اللبناني.

فالأموال بالعملات الصعبة الموجودة في مصرف لبنان ستستنزف في ظل ما هو قائم من أزمة من خلال تأمين الحد الأدنى من متطلبات تسيير الخدمات التي تؤمنها الدولة لا سيما المحروقات والدواء والطحين وغيرها، في حين تكبر تباعا الكتلة النقدية التي يتم التداول بها من خلال الاقتصاد النقدي الموازي الذي يرعاه حزب الله ويديره.

 

بيان نفي من بنك "SGBL"

مواقع الأكترونية/الجمعة 21 شباط 2020

نفى "بنك سوسيته جنرال في لبنان ش.م.ل."SGBL"، في بيانٍ له "ما تداولته بعض وسائل الإعلام في 20 شباط 2020 من معلومات هشّة وعارية تماماً عن الصحّة حول قيامه بعد تاريخ 17/10/2019 بعمليات تحويل مزعومة لمبالغ إلى الخارج، سواء لشخصيات سياسية بارزة (“Politically Exposed Persons” – PEPs) أو لمساهمي المصرف.و في هذا الإطار، أكد "البنك" أنه "التزم بمضمون كل من القرار الصادر عن هيئة التحقيق الخاصة تحت رقم 1/1/1/2020 تاريخ 9/1/2020، وطلب المعلومات الصادرة عن الهيئة المذكورة إلحاقاً بقرارها الآنف الذكر، بحيث يتبيّن جلياً أن تلك المعلومات المزعومة المتداول بها هي مفبركة ومغلوطة جملةً وتفصيلاً، ممّا يعرّض وسيلة الإعلام المعنية وكاتب المقال ومديرها المسؤول للملاحقة الجزائية".  وختم بيانه، مُعلناً أنّه "سوف يلجأ إلى السلطات القضائية المختصّة، لا سيّما المحاكم الجزائية، وذلك حفاظاً على حقوقه وعلى سمعته".

 

ايلي الفرزلي يكشف تفاصيل عن النفوذ السوري غازي كنعان تحوّل الى «مركز السلطة الأقوى» في لبنان /

بيروت: نذير رضا/ الشرق الأوسط/21شباط/2020

فتح نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي، دفاتر الحقبة السورية في لبنان، كاشفاً عن دور مسؤول جهاز الأمن والاستطلاع السوري السابق في لبنان غازي كنعان، وقال إن كنعان «فهم اللبنانيين، لكنه لم يفهم لبنان». وعرّج على عجزه عن مقاومة مغريات بيروت، فتهافت لبنانيون عليه من «سياسيين وأصحاب مصالح» ما عزز سلطته إلى حد تقديم الرئيس الأسبق إميل لحود للقيادة السورية وصفاً صريحاً للوضع أدى إلى سحب كنعان من لبنان، قال فيه: «لا يستقيم الأمر مع وجود رئيسين في لبنان، واحد منهما يجب أن يذهب». كتاب الفرزلي صدر حديثاً تحت عنوان «أجمل التاريخ كان غداً»، ويعرض فيه تفاصيل عن انزلاق كنعان إلى المغريات اللبنانية التي بدّلته من ضابط ساعٍ إلى فرض هيبة دمشق على منطقة البقاع، بعد حرب زحلة في 1981 إلى «مركز السلطة الأفعل والأقوى في البلاد» في ذلك الوقت، «فأوهمه ذلك بالفوقية والتعالي خلافاً لطبيعته الأصلية» حسبما يقول الفرزلي.

ويعود استنتاج الفرزلي لدور كنعان إلى التصاقه به، كوسيط بين المسيحيين والسوريين في البقاع. ولا يتردد في القول إن كنعان «كان يخفي شخصية بالغة التعقيد ومتعددة الوجوه»، وأنه «لا يُقارب إلا وهو يبتسم، وغير ذلك في أنيابه العطب». كما يؤكد أن «لغازي كنعان أسلوباً مناوراً غير مألوف، وهو أنه يستطيع أن يتصرف كأنه لم يعرفك قط في لحظة ما، أياً تكن تلك العاطفة التي يكنّها لك أو المصلحة التي تجمعك به». ويظهر الفرزلي نفسه مروّضاً لاندفاعة كنعان نحو الحلول الأمنية. فالمسؤول السوري القادم من خلفية نجاحه في إنجاز المصالحة المسيحية في حمص وحماية المسيحيين في المحافظة خلال تجربة الحرب السورية ضد الإخوان المسلمين في حماة، كان مندفعاً لاستخدام القوة في محطات كثيرة في زحلة التي كانت خاضعة لسيطرة «حزب الكتائب» و«القوات اللبنانية» آنذاك. وكدلالة على نجاح الفرزلي في ترويض المقاربات الأمنية السورية، يستدلّ بطلب من نائب الرئيس السوري آنذاك عبد الحليم خدام من كنعان استقبال وفد كتائبي (ضم جورج سعادة وميشال سماحة) لبحث صيغة اتفاق حول زحلة، فردّ كنعان على خدام بالقول: «فاعليات زحلة هم من يتكلم باسمها. لا مكان لسواهم في هذا الأمر».

نجاح تجربة كنعان في زحلة، قادته للتمدد إلى بيروت، ويذكر الفرزلي أن نداء الاستغاثة لإنقاذ بيروت صدر من زحلة، ثم خاض معركة طرابلس وأخرج ياسر عرفات منها في عام 1986، يقول الفرزلي إن كنعان «بات واسع النفوذ وصاحب كلمة فصل في الحياة السياسية اللبنانية وخياراتها وقراراتها»، وصولاً إلى تزكية رؤساء للجمهورية، ووضع فيتو على آخرين، مثل النائب جان عبيد قبيل التمديد للرئيس إميل لحود في عام 2004 الذي أحبط كنعان وصوله إلى الرئاسة عبر القول للفرزلي إنه «معارض راديكالي جيّد لكنه تسووي خطر».

يسرد الفرزلي منعطفات في علاقته مع المسؤولين السوريين عن الملف اللبناني في فترة ما بعد اتفاق الطائف، بينها الخلافات حول قوانين الانتخابات والائتلافات الانتخابية في البقاع، وتشكيل الحكومات، وتزكية أسماء لرئاسة الجمهورية، أهمها مرحلة وصول العماد إميل لحود إلى الرئاسة. ولعل المفصل كان «قانون غازي كنعان» لانتخابات عام 2000 الذي أقرته حكومة سليم الحص في عام 1999. ويرى الفرزلي أنه «تزاوج مصالح النخبة الحاكمة في البلاد آنذاك برعاية سورية بالتأكيد». بعد وصول الرئيس بشار الأسد إلى الحكم، وتقلص نفوذ عبد الحليم خدام وإحالة العماد حكمت الشهابي إلى التقاعد، أصبح الملف اللبناني بيد غازي كنعان وحده بتكليف من بشار الأسد، ليصبح صاحب الكلمة الفصل «ولا مرجعية له في هذا الملف سوى الرئيس». لكن على ضفة الفرزلي، بدأت بذور الجفاء مع كنعان منذ انتخاب لحود رئيساً، وكان الفرزلي من الدافعين باتجاه انتخابه، لدرجة أنه قال دفاعاً عن وصول لحود: «لن تكون لنبيه بري ورفيق الحريري الجرأة على الاصطدام به إذا تسلح بالقانون». فالضفة التي يعمل عليها لحود، كانت مناوئة لكنعان، بدليل أن لحود قال لحافظ الأسد في عام 1999: «القوات السورية موجودة في لبنان... لا بأس، لكن من دون غازي كنعان... البلد لا يحمل رئيسين».

ولا يُخفي الفرزلي أن كنعان كان يرسل رسائل سورية مغلفة بـ«غلاف الحريري» في إشارة إلى تعديلات على بعض أحكام قانون أصول المحاكمات الجزائية، ومنذ ذلك الوقت اتخذ الفرزلي خطوة باتجاه المعارضة، وبالتالي الافتراق عن غازي كنعان الذي استخدم نفوذه لعزل الفرزلي شعبياً عبر مقاطعته من قبل فعاليات بلدته وبلدات البقاع، مع حملة في الصحف عن استياء منه. واختلف معه «على قضايا سياسية لبنانية جوهرية»، مما دفعه للعمل ضده في انتخابات 2000. وإثر انكسار العلاقة، نزع الفرزلي الرقم الخاص لنيابة رئاسة المجلس عن سيارته لأنه كان يوحي في مجالسه بأن الفرزلي لم يكن ليصل إليها لولا دعم كنعان. ويقول الفرزلي إنه لدى انتقال غازي كنعان من لبنان، توقع أن ينتقل نفوذه معه إلى سوريا، لكن خاب حلمه، إذ «لم تعطه دمشق دور حكمت الشهابي الذي كان يطمح إليه»، وانتقل الملف إلى العميد رستم غزالي الذي دار بينه وبين كنعان صراع خفي لم يسبق لسوريا أن اختبرت مثله، وحسمته دمشق بفرضها على الرجلين التقيد بالمسؤوليات والصلاحيات المنوطة بمنصب كل منهما، «فانهار حلم كنعان بالبقاء الدائم في لبنان» من خلال ما سُمي «الملف اللبناني» الذي «هو من صنعه في الأصل».

 

إشكال “كليمنصو”: محاولة عونية فاشلة لـ”شد عصب مسيحي” مُفتَعَل

الشفاف/22 شباط/2020

لماذا لا يطلب عون من البنك المركزي أسماء الذين حولوا اموالهم الى الخارج؟

كاد الوضع ان ينفجر ليل الخميس بين انصار التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي خلال تظاهرة لانصار التيار العوني  كانت وُجهتها مصرف لبنان “احتجاجا على سياسة المصرف المركزي وحاكمه رياض سلامه”، إلا أن احد انصار التيار العوني عمد الى حرفها عن هدفها وتوجه بسيارة الى الباحة الملاصقة لمنزل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. ما جرى امام منزل رئيس الاشتراكي يثير الريبة، خصوصا ان المصرف المركزي يبعد عن منزل جنبلاط مئات الامتار، وان المتظاهرين لم يعلنوا عن رغبتهم بالتظاهر امام منزل جنبلاط في العاصمة اللبنانية. اثناء التظاهرة دخل احد انصار التيار العوني المدعو “ربيع فرحات” من هيئة كفرشيما في “التيار”، الى موقف سيارات يُستعمَل لزوار رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط، فتدخل عناصر الحماية الامنية، وطلبوا منه عدم توقيف سيارته في الموقف، خصوصا انه بعيد عن مكان التظاهرة. الا ان فرحات اصر على ركن سيارته مستخدما عبارات مستفزة لأمن جنبلاط، الذين طلبوا من القوى الامنية في المكان معالجة الموضوع. على الاثر، طلبت القوى الامنية من “ربيع فرحات” سحب سيارته، وبسبب اصراره على ابقائها في مكانها، طلبت القوى الامنية تفتيش السيارة، فتبين ان في الصندوق الخلفي ثلاثة رشاشات حربية ومسدسين.

وفور اكتشاف عناصر الحماية الامنية لجنبلاط وجود الاسلحة في صندوق السيارة، عمدوا الى مهاجمته والتعرض له بالضرب وتكسير سيارته ما أدّى الى اصابته بجروح، قبل ان تتدخل القوى الامنية لفض الاشكال. خصوصا ان عناصر من التيار العوني تقاطروا الى المكان لمؤازرة رفيقهم. وإزاء توسع الاشكال بعد ان تداعى انصار الحزب والتيار لمؤارة بعضهم، تدخلت القوى الامنية وعمدت الى الفصل بين انصار جنبلاط والتيار العوني، لتعيد الأمن الى المنطقة، في حين تدخل رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لتهدئة انصاره وجمعهم في منزله طالبا منهم الهدوء.

المعلومات تشير الى ان الاشكال الامني امام منزل جنبلاط مُفتعل، وكان يهدف الى حرف الانظار عن حجم التظاهرة المثيرة للسخرية نحو المصرف المركزي احتجاجا على سياسات الحاكم، الذي تم التجديد له قبل سنة، بناء على اقتراح رئيس الجمهورية، الجنرال الدكتور ميشال عون.

وتضيف ان حجم التظاهرة لم يكن بالمستوى المطلوب، من حيث العدد، ولا من حيث المضمون، خصوصا الكلمة التي القاها مندوب التيار “وديع” وطالب فيها من امام المركزي باسماء الذين حولوا اموالهم الى الخارج! علما ان هذا الطلب يمكن تحقيقه بسهولة ومن دون تظاهر، إذ يكفي ان يطلب رئيس الجمهورية من حاكم المركزي لائحة باسماء هؤلاء، من دون الحاجة الى التظاهر. وتشير المعلومات ان انصار العوني، لجأوا الى افتعال إشكال امني كاد ان يتطور الى ما لا تحمد عقباه مع انصار الحزب الاشتراكي، اذ ان هذا الاشتباك يحرف الانظار عن التظاهرة وهدفها الرئيسي، فتتحول الى اشتباك امني بين انصار عون وجنبلاط، ما يؤدي الى شد عصب مسيحي مؤيد للتيار، خصوصا ان ماكينة التيار العونية الاعلامية والمروجة للبروباغندا الاعلامية، كانت ستلجأ الى فتح دفاتر قديمة واخرى لم يمر عليها في الخلاف المسيحي-الدرزي. وتضيف ان مسارعة القوى الامنية الى فض الاشكال، فوتت على انصار التيار العوني فرصة نقل السجال السياسي والاقتصادي في البلاد الى سجال امني يُعيد التذكير بملفات طوتها مصالحة الجبل، واعادت بث الروح فيها حادثة قبر شمون الاخيرة.

 

لبنان: فريق صندوق النقد يواصل مشاوراته بحثاً عن حلّ للأزمة المالية

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/21شباط/2020

قال بيان صادر عن وزارة المالية اللبنانية إن فريقاً من صندوق النقد الدولي بحث اليوم (الجمعة) في كل الخيارات الممكنة مع مسؤولين لبنانيين يطلبون مشورة بشأن الأزمة المالية الحادة في البلاد. ويجتمع فريق من صندوق النقد مع مسؤولين من لبنان المثقل بالديون حتى 23 فبراير (شباط) لتقديم مشورة تقنية موسعة بشأن معالجة الأزمة فيما تدرس الحكومة اللبنانية خططاً بشأن التعامل مع مدفوعات وشيكة، تشمل سندات دولية بقيمة 1.2 مليار دولار تستحق في التاسع من مارس (آذار) المقبل. وجاء في بيان صادر عن وزير المالية غازي وزني: «تم التداول في كل المعطيات المتوافرة والخيارات الممكنة بناء على رؤية الوفد وتقييمه لواقع الحال في البلاد، على أن يتم استكمال البحث لبناء تصور لكيفية تجاوز الوضع الحالي». ومنذ اندلاع احتجاجات شعبية في أكتوبر (تشرين الأول)، انخفضت قيمة العملة اللبنانية بنحو 60 في المائة في سوق موازية، وشح الدولار، وارتفعت الأسعار وفقد آلاف وظائفهم. ونسبت وكالة رويترز إلى مصدر مطلع أمس (الخميس) إنه من المتوقع أن تدرس الحكومة مقترحات من الشركات المتقدمة بعروض للاضطلاع بدور المستشار المالي والقانوني في ما يتعلق بخيارات إزاء إعادة هيكلة محتملة للدين.

 

جمعية المصارف تطلب التعامل مع قضية السندات بعيداً عن السياسة

بيروت: «الشرق الأوسط»/21شباط/2020

بدأ وفد صندوق النقد الدولي، أمس، اجتماعاته مع المسؤولين اللبنانيين لتقديم خطة إنقاذية ومساعدة تقنية للخروج من الأزمة الاقتصادية، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس جمعية المصارف سليم صفير أنه طلب من رئيس الجمهورية ميشال عون التعامل مع قضية السندات الدولية (اليوروبوند) بشكل تقني بعيداً عن السياسة وضغوط الشارع، لأن تراجع أسعار السندات يكبد البنوك اللبنانية خسائر، ويزيد الضغوط عليها. وكانت أول لقاءات وفد الصندوق أمس مع رئيس الحكومة حسان دياب وعدد من الوزراء في لقاء «خُصّص للتعارف»، كما وصفه وزير المالية غازي وزني، وقال وزني: «إننا في مرحلة المشورة التقنية، والمساعدات تأتي في المرحلة المقبلة». ولفت إلى أن «لبنان حضر خطة لمواجهة الأزمة وكيفية الخروج منها»، مشيراً إلى أن «صندوق النقد يعطي وجهة نظره في ظل الظروف الحالية، وما يحتاجه لبنان من إجراءات إصلاحية واقتصادية ومالية، ومكمن الصعوبات والسبل الآيلة إلى الحلول». وأكد وزني أن وفد الصندوق «سيتابع عمله حتى الانتهاء من التعاون مع لبنان لإعداد الخطة». في موازاة ذلك، كان استحقاق «اليوروبوند» بنداً رئيسياً في لقاء بين الرئيس ميشال عون ورئيس جمعية المصارف سليم صفير، ومساء في اجتماع جمع الأخير مع لجنة المال ونواب ووزير المال وممثلين عن مصرف لبنان.

ونقلت قناة «إل بي سي» عن مصادر في الاجتماع المسائي قولها إن صندوق النقد الدولي قال للمسؤولين اللبنانيين: «أنتم تقررون ماذا ستفعلون»، مشيرة إلى «أن مهلة التفاوض الرسمية بين حاملي السندات ولبنان تنتهي غداً (اليوم) لكن هذا لا يمنع من الاستمرار في التفاوض في حال قبل حاملو السندات بذلك». ولفتت إلى أن وزني شرح الاحتمالات والتداعيات بشأن استحقاقات «اليوروبوند»، لكنه لم يأخذ أي موقف نهائي وهو بصدد تعيين استشاريين حقوقيين وماليين لاختيار التوجه الأسلم. وبعد اجتماعه مع عون، قال صفير: «تمنينا على الرئيس عون مقاربة موضوع السندات بشكل تقني وبعيد عن السياسة وضغوط الشارع، فعلينا السهر على مصلحة لبنان طبعاً، ولكن أيضاً على سمعته وسلامة القطاع المصرفي وأموال المودِعين في حال اتُّخذ قرار التخلّف عن الدفع بشكل غير نظامي».

 

دياب: 30 سنة من السياسات الخاطئة أوصلت البلد إلى الانهيار

عون يرفض توقيع الموازنة ويستوضح عن مبالغ صرفتها حكومة السنيورة

بيروت: «الشرق الأوسط»/21شباط/2020

كان الوضع الاقتصادي والمالي محورا أساسيا في جلسة الحكومة اللبنانية التي عقدت أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أكد أن «المرحلة الراهنة هي مرحلة عمل لأن الوضع العام في البلاد يفرض ذلك»، مشيرا إلى أن «ثمة إجراءات سوف تتخذ ليتحمل كل فرد مسؤولياته فيما حصل، لا سيما بالنسبة لعمليات تحويل المبالغ بصورة غير قانونية والتي زادت من حدة الأزمة»، لافتا إلى أن «ما لاحظناه حتى الآن، أن ثمة مخالفات جسيمة وستتحمل كل جهة مسؤولياتها في هذا المجال». وأشار عون إلى الأسباب التي دفعته إلى عدم توقيع قانون موازنة العام 2020. وذلك لعدم التصديق على قانون يتعلق بمسألة قطع الحساب وبالتالي لا يمكنه إصدار الموازنة من دون ذلك، وطالب تأمين المدققين والخبراء اللازمين لديوان المحاسبة حتى يتم إنجاز قطع الحساب في أسرع وقت ممكن. وأكد أن «الموازنة ستصدر بعد انتهاء المهلة الدستورية استنادا إلى المادتين 56 و57 من الدستور».

وعن الأوضاع المصرفية لفت عون إلى أن ثمة معلومات عدة لا نزال بحاجة إليها لتتبلور الصورة أكثر. وقال: «ثمة إجراءات سوف نتخذها ليتحمل كل فرد مسؤولياته فيما حصل لا سيما عمليات تحويل المبالغ بصورة غير قانونية والتي زادت من حدة الأزمة، وما لاحظناه حتى الآن أن ثمة مخالفات جسيمة وستتحمّل كل جهة مسؤولياتها في هذا المجال». وأعاد عون طرح قضية الـ١١ مليار دولار التي صرفت خلال عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. ولفت إلى أن مجموع المبالغ المهدورة التي لا أدلّة ثبوتية عليها بلغ مبلغا كبيراً، منها سلفات خزينة من غير المعروف كيف صُرفت ومبالغ أخرى، وَردت كهبات للهيئة العليا للإغاثة. ووافق مجلس الوزراء على اتفاقية قرض مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بقيمة 50 مليون دينار كويتي أي ما يوازي 165 مليون دولار، للمساهمة في تمويل مشروع الإسكان،. وفي كلمته في الجلسة قال دياب «بدأنا اليوم الخطوة الأولى في اتجاه معالجة تراكمات 30 سنة من السياسات الخاطئة التي أوصلت البلد إلى الانهيار الحاصل اليوم. وكما تعلمون جميعاً، أن قضية الدين العام استنزفت أموال الدولة. كما أن الفساد والهدر والمحسوبيات والتسويات أنهكت الخزينة». وأضاف «لقد وصل البلد إلى حائط مسدود بسبب هذه التراكمات، وقد كبرت كرة النار كثيراً، واستطعنا أن نتلقفها ونتحمل مسؤولياتنا الوطنية لإنقاذ لبنان»، متحدثا عن اجتماعه بوفد صندوق النقد الدولي الذي وصل إلى لبنان آملا التوصل إلى النتائج التي تريح البلد على كل المستويات المالية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية.

ووصف دياب المرحلة التي يعيشها لبنان اليوم بـ«حالة الطوارئ الحقيقية على المستويين المالي والاقتصادي، ومن الطبيعي أن نسمع صرخة الناس الذين يدفعون ثمن هذا الوضع». وقال: «على كل الأحوال، لقد اطلع وزير المالية على تعميم حاكم مصرف لبنان لتنظيم العلاقة بين المصارف والزبائن وستعد وزارة المالية مشروع قانون معجّلا لدراسته في مجلس الوزراء وإحالته إلى مجلس النواب». وأضاف: «إن المرحلة المقبلة صعبة علينا جميعاً وعلى البلد والناس، ولكن من واجبنا أن نجد حلولاً للتخفيف من حجم الأزمة وتداعياتها. وفي كل الأحوال، نحن أمام منعطف تاريخي، وهمّنا أن نحمي البلد والناس ومختلف القطاعات بكل الوسائل التي من الممكن أن نلجأ إليها لتحقيق هذه الغاية». وقال بأنه كلّف نائبة رئيس الحكومة بوضع خريطة طريق لآلية تنفيذ بنود البيان الوزاري، على أن تستعين باللجان الموجودة أصلاً إذا كانت لا تزال قائمة ومناسِبة لهذه الغاية، وتشكيل لجان جديدة وفقاً للحاجة. وبهذه الطريقة نكون ملتزمين بتنفيذ وعودنا التي أطلقناها بالبيان الوزاري، وبالتوازي فإننا نعمل بطريقة منهجية وعلمية». وأكد أنه يجب ضم أشخاص من الحراك الشعبي إلى اللجان كل حسب اختصاصه، على أن يكون هؤلاء من أصحاب الخبرة والمعرفة، وذلك التزاما بوعودنا والعمل بطريقة علمية ومهنية، وسوف تطرح الإصلاحات المطلوبة في المرحلة التالية.

 

رصد أول حالة إصابة بكورونا في لبنان لمريضة وصلت من إيران

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 شباط/2020

أعلن وزير الصحة اللبناني حسن حمد اليوم (الجمعة) تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد لدى سيدة لبنانية وصلت على متن طائرة آتية من مدينة قم الإيرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال حمد في مؤتمر صحافي عاجل في مقر الوزارة في بيروت: «بعدما اجتمعت اللجنة الوطنية لمكافحة وباء الكورونا  وبعد تبيان نتيجة فحص +بي سي آر+ لمريضة عُزلت أمس (الخميس) من على متن طائرة آتية من قم، تثبّت لنا من حوالى ساعة إيجابية الفحص لهذه المريضة البالغة من العمر 45 عاماً وهي بصحة جيدة». وتابع: «مثل دول كثيرة، سُجّلت أول حالة اليوم في لبنان»، لافتاً إلى «حالتين مشتبه بهما» يتم نقلهما حالياً الى الحجر الصحي. وقال مصدر طبي في مستشفى رفيق الحريري الجامعي حيث وضعت المصابة قيد الحجر الصحي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "عوارض حرارة مرتفعة ظهرت على المريضة لدى وصولها إلى المطار، وتم نقلها مباشرة إلى غرفة الحجر". وأوضح أن "«ضعها حالياً مستقر ولا تعاني من ضعف في جهاز المناعة»، لافتاً إلى أن «أربع غرف فقط في المستشفى مجهزة للمصابين بالفيروس». وناشد وزير الصحة كافة الوافدين من إيران ملازمة منازلهم لمدة 14 يوماً احتياطاً. ويتوجّه آلاف اللبنانيين سنوياً إلى إيران لزيارة المقامات الشيعية فيها وأبرزها مدينة قم، حيث سجلت السلطات الإيرانية الأربعاء أولى حالات الوفاة المؤكدة جراء المرض في الشرق الأوسط. وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا المرض إلى أربع وفيات، إضافة إلى 18 مصاباً. وقال حمد إن قرار وقف الرحلات ذهاباً وإياباً إلى ايران لم يتخذ بعد، فيما حظر العراق والكويت السفر من وإلى إيران. وأصيب أكثر من 75 ألف شخص في الصين و1100 في أماكن أخرى في العالم، فيما توفي أكثر من 1200 مصاب.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إدراج إيران في قائمة دولية سوداء لتمويل الإرهاب

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 شباط/2020

أدرجت وكالة رقابية دولية متخصصة في مكافحة الأموال القذرة إيران، اليوم (الجمعة)، على قائمتها السوداء، بعد أن أخفقت طهران في الالتزام بالقواعد الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب. ووفقا لوكالة «رويترز» للأنباء، جاء القرار بعد أكثر من ثلاثة أعوام من التحذيرات التي وجهتها مجموعة العمل المالي، (غافي)، ومقرها باريس، لحث طهران على سن قوانين ضد تمويل الإرهاب. وأضافت الوكالة الرقابية: «الدول ينبغي أيضا أن يتسنى لها تطبيق تدابير مضادة بشكل مستقل عن أي دعوة من مجموعة العمل المالي لفعل ذلك». وأعادت المجموعة فرض كل العقوبات على إيران، معتبرة أنها لم تتخذ الإجراءات المنتظرة ضد غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وقالت المجموعة المالية، في بيان: «نظرا لعدم تطبيق اتفاقية باليرمو لمكافحة الإجرام المنظم العابر للحدود طبقا لمعاييرنا، قررت الهيئة إلغاء تعليق كل العقوبات وتدعو الدول الأعضاء إلى تطبيقها بفاعلية». وكانت هذه العقوبات علقت موقتا في 2016 لمنح إيران الوقت للامتثال للمعايير الدولية.

وأضافت أن باكستان لديها مهلة حتى يونيو (حزيران) لتحسين إجراءاتها لمكافحة تمويل الإرهاب بما يتماشى مع خطة عمل متفق عليها دوليا، وإلا فستواجه إجراءات ضدها. وقالت المجموعة الرقابية عقب اجتماع في باريس إن هذه الإجراءات قد تشمل دعوة أعضائها إلى إصدار أوامر لمؤسساتها الدولية بالنظر بشكل خاص.

 

الإمارات تعلن تسجيل حالتين جديدتين مصابتين بفيروس «كورونا»

أبوظبي: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 شباط/2020

أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات، اليوم (الجمعة)، تشخيص حالتين جديدتين مصابتين بمرض فيروس كورونا الجديد. وأضافت الوزارة، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، أن الحالتين لمخالطين للحالة التي تعود للمواطن الصيني التي تم الإعلان عنها مؤخرا. وأكدت أنها تقوم بفحص جميع المخالطين للحالات المكتشفة لضمان عدم تفشي المرض. وتابعت الوزارة الإماراتية بأن الحالتين الجديدتين تعودان لشخصين، أحدهما من الجنسية الفلبينية وعمره 34 عاما والآخر من بنغلاديش ويبلغ من العمر 39 عاما، وحالتهما الصحية مستقرة، ولفتت إلى أن إجمالي عدد الحالات المكتشفة في دولة الإمارات بلغ 11 حالة، تم شفاء 3 حالات منها أعلن عنها مسبقا.

 

قلق في الدول المجاورة لإيران بعد وفاة أربعة أشخاص بكورونا المستجد وخشية انتقال الفيروس إليهم

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 شباط/2020

حظر العراق والكويت السفر من وإلى إيران بعد وفاة أربعة أشخاص بفيروس كورونا المستجد في الجمهورية الإيرانية التي يزور ملايين من مواطنيها العراق سنويا وتتدفق بضائعها على الدولة الجارة. وتسببت الوفيات بحالة من الذعر في العراق الذي يعاني من شبه انهيار في قطاعه الصحي، خشية انتقال الفيروس إليه بعدما تسبب في وفاة أربعة أشخاص في إيران من بين 18 مصابا بالفيروس، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وغالبية المصابين هم في قم (150 كلم جنوب طهران)، إحدى المدن المقدسة لدى الشيعة ويتوجه لزيارتها عدد كبير من العراقيين إضافة إلى كويتيين ولبنانيين وغيرهم. ويقيم في قم عدد كبير من الطلاب للدراسة في الحوزة العلمية بينهم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، بينما يزور ملايين الإيرانيين العتبات المقدسة في مدينتي النجف وكربلاء العراقيتين. إيران ثاني أكبر المصدّرين للعراق الذي يبلغ عدد سكانه نحو 40 مليون نسمة، ومن البضائع التي تصدّرها سيارات ومواد غذائية كالألبان والخضراوات بقيمة تصل لنحو تسعة مليارات دولار سنوياً. وبالإضافة للدور الاقتصادي الرئيسي لإيران في العراق، تمثّل الجمهورية الإيرانية مصدرا للطاقة لهذا البلد الذي يعاني من نقص مزمن في الكهرباء. كما أنها تشكل قوة سياسية نافذة فيه.

ومع ذلك، دفع «كوفيد - 19» العراق إلى اتخاذ قرارات مهمة على صعيد العلاقات مع إيران التي لم تتأثر سابقا بالتهديدات الأميركية بالعقوبات ولا بتبادل القصف الأميركي الإيراني.

فقد قرر العراق أمس (الخميس) منع الوافدين من إيران ومواطنيها من دخول أراضيه عبر كافة المنافذ الحدودية، بعد حالات الوفاة والإصابة بهذا بالفيروس.

وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت أول من أمس (الأربعاء)، في نفس اليوم الذي توفي فيه أول الضحايا وهما إيرانيان اثنان، منح الإيرانيين تأشيرة الدخول إلى العراق عند وصولهم للمنافذ الحدودية، بعدما كان الاستحصال عليها يتطلب التوجه للسفارة العراقية في طهران.

وأطلق ناشطون على الفور وسم «أغلقوا الحدود» على «تويتر»، فيما طلبت محافظات البصرة وميسان وواسط (جنوب) التي تتشارك بمئات الكيلومترات مع إيران، من السلطات المركزية في بغداد إغلاق المنافذ الحدودية. وعلى خلفية الجدل القائم، قرّرت وزارة الداخلية العراقية الخميس تعليق العمل بمنح تأشيرة الدخول من المنافذ الحدودية للإيرانيين. واستثني من القرار العراقيون الموجودون في إيران، على أن يخضعوا للحجر الصحي لمدة 14 يوما. وبالإضافة لإجراءات الفحص الطبي للمواطنين الوافدين، أعلنت الخطوط الجوية العراقية ومثلها الكويتية تعليق الرحلات من وإلى إيران. كما قامت الكويت، بتعليق حركة المسافرين إلى الجمهورية الإيرانية عبر الموانئ حتى إشعار آخر، ونصحت بعدم السفر إلى قم. يبدو أن هذه الإجراءات غير كافية للحد من القلق المتصاعد بين العراقيين من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أسفر عن وفاة أكثر من 2200 شخص حتى الآن؛ خصوصاً مع وجود الكثير من شركات النفط الصينية بكوادرها في العراق. ويمنع العراق حاليا دخول أي صيني. وبعد تأثر الكثير من دول الشرق الأوسط بهذا الفيروس، دفع القلق بالعراقيين للتساؤل عن الإجراءات التي ستتّخذها سلطات بلدهم الذي يعاني من نقص في الخدمات الصحية والأدوية والأطباء. وهناك أقل من عشرة أطباء لكل عشرة آلاف نسمة، وهو معدّل أقل بمرتين عن ليبيا التي تعيش حالة من الفوضى الشاملة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وبدا القلق واضحاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تناقلت آراء تقترح حلولاً وأخرى ساخرة. فبعد الإعلان الخميس عن وفاة شخصين في إيران، انتشرت بين العراقيين رسائل كثيرة، بينها ما يشجع على الصلاة لمنع وصول الفيروس، وأخرى لمقاطع فيديو لعائلات تشعل البخور داخل المنازل، للاعتقاد بأن دخّانه يقتل كورونا المستجد.

 

«بازار المناصب» مستمر في العراق رغم المظاهرات المنددة بالفساد/حقيبة النفط بـ«8 ملايين دولار»... ومسؤول رفيع يؤكد أن الوزراء المستقلين «كذبة»

بغداد: «الشرق الأوسط»»/21 شباط/2020

في الوقت الذي تتواصل فيه احتجاجات العراقيين ضد الفساد وسطوة الأحزاب، تحقّق السلطة القضائية في مزاعم قيام أطراف بدفع مبالغ طائلة لقاء «بيع وشراء» وزارات ومناصب في الحكومة العتيدة. وتسلّط هذه المزاعم الضوء على الفجوة الواسعة بين القادة السياسيين ومطالب المواطنين في البلد الغني بالنفط المصنف في المرتبة الـ16 على لائحة الدول الأكثر فساداً على مستوى العالم. وأبلغ سياسيون عن صفقات مماثلة خلال تشكيل الحكومات السابقة، لكن «البازار» يعود إلى الواجهة اليوم بينما يترقّب الشارع ولادة حكومة مستقلة كما تعهد رئيس الوزراء المكلّف محمد علاوي، تلبية لمطالب المظاهرات التي قُتل فيها نحو 550 شخصاً. وللمرة الأولى، أعلنت السلطة القضائية أنها تجري تحقيقات مع سياسيين عراقيين حول هذه المزاعم التي رافقت ولادة الحكومات الأربع السابقة منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003. وبدأت التحقيقات إثر تغريدة للمحلل السياسي إبراهيم الصميدعي، القريب من رئيس الوزراء المكلّف، قال فيها إن 30 مليون دولار عُرضت عليه من أجل حجز وزارة «لجهة معينة». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن الصميدعي ليس الوحيد الذي ذكر ذلك، فقد نشر النائب كاظم الصيادي، المنتمي إلى لائحة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، تغريدة في الصدد ذاته، قال فيها إن وزارات العراق «للبيع». وكتب: «وزارة النفط بـ10 مليارات (نحو 8.4 مليون دولار)، من يشتري؟». وقامت السلطة القضائية بالتحقيق مع الصميدعي، وتسعى لرفع الحصانة عن الصيادي بهدف التحقيق معه في المزاعم التي ذكرها. وكانت حكومة عادل عبد المهدي استقالت على وقع المظاهرات التي تطالب منذ بدايتها في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالتغيير في بلد خسر في 17 سنة نحو 450 مليار دولار بسبب الفساد المستشري، وفقاً للبرلمان، أي بمعدل 25 مليار دولار سنوياً. ويؤكّد علاوي، أن حكومته ستكون مستقلّة بشكل كامل، لكن القوى السياسية لا تزال تطمع بالهيمنة على المناصب التي تدر عليها المال كجزء من موروث اعتادت عليه منذ تغيير النظام في 2003. وبحسب المحلل السياسي هشام الهاشمي، فإن السياسيين يتّبعون التكتيكات ذاتها للسيطرة على المناصب على الرغم من التحركات الشعبية. وشرح أن «سماسرة هذه الملفات هم من فئتين»، الأولى مكونة من نوّاب وشخصيات قريبة من سياسيين معروفين بفسادهم، تقوم بنقل «السيرة الذاتية إلى الفريق المقرّب من المسؤول مقابل مبالغ يُتّفق عليها بين الطامع بالمنصب والسمسار». أما الفئة الأخرى، فهي «قادة بعض الكتل (النيابية) وهم معروف عنهم بيع الوزارات بإحدى طريقتين، إمّا مرّة واحدة مقابل مبلغ مقطوع، أو بيعها على أربع دفعات، أي دفعة عن كل سنة في الوزارة». ويعقّد هذا الأمر المفاوضات حول تشكيل حكومة علاوي، حيث إن الوزير أو الحزب الذي دفع مبالغ طائلة لقاء تولّيه حقيبة في نهاية 2018 لمدة أربع سنوات، لن يرحّب بسهولة بالخروج من الحكم بعد سنة واحدة فقط.

ومع خشية بعض الأحزاب فقدانها مصادر تمويلها والعقود التجارية التي تمّول بها نفسها، يسعى أحد قادة هذه الأحزاب لإقناع رئيس الوزراء المكلّف على إبقاء إحدى الوزارات من ضمن حصته. وقال مسؤول حزبي، إن «زعيم الحزب قال لرئيس الوزراء (المكلّف) أن لديه التزامات مالية في الوزارة في الوقت الحالي، ولا يمكن التخلي عنها في هذه الفترة وطالبه بتوزير شخص مقرب منه».من هذا المنطلق، قال مسؤول حكومي رفيع المستوى، إن قضية تكليف وزراء مستقلين في هذه المرحلة «مجرد كذبة ولا يمكن العمل فيها وسط التهافت الحزبي» على الحصص الوزارية. وأوضح «الأحزاب قد تقبل بوزراء مستقلين، لكنهم بعد ذلك سيلتفون حول الوزير ويقولون له إن هذه الوزارة حصتنا، وعليك أن تلتزم بما نمليه عليه من أوامر».

ولا تنحصر سطوة الأحزاب السياسية بمنصب الوزير وحده، بل تتخطّى ذلك لتطال موارد الوزارة كلها، خصوصاً عبر السيطرة على المناصب المهمة الأخرى، مثل وكيل الوزير، ومدير عام الوزارة، وهي المواقع التي تمرّ عبرها أغلب التسهيلات المالية. ففي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، طلب النائب محمود ملا طلال استجواب وزير الصناعة صالح الجبوري بملفات تتعلق بالفساد داخل وزارته، متهماً إياه بمنح عقود لشركة تابعة له. لكن قبل يوم من جلسة الاستجواب، قُبض على النائب نفسه، وهو رئيس اللجنة القانونية بالبرلمان، بتهمة تقاضي رشوة للتراجع عن الاستجواب، في «كمين» قالت مصادر، إن الوزير دبّره له. وحكم عليه بالسجن ست سنوات. وأكد مسؤول في هيئة النزاهة الحكومية المكلّفة ملاحقة الفساد، أن أغلب الأحزاب السياسية الممسكة بالسلطة «لديها لجان اقتصادية مهمتها الحصول على العقود التجارية لصالح شركات تابعة لها». وتابع، أن كل وزير حزبي «لديه مجموعة شركات تحصل على العقود الكبرى والتي عادة لا تنجز العمل الخدمي وليس لديها خبرات في مجال الأعمار»، لكنها «تمنع دخول شركات رصينة لمنافستها». وتعهد علاوي في خطابه الأول بعد التكليف العمل على حصر اللجان الاقتصادية التابعة للفصائل السياسية كجزء من برنامجه الحكومي، الأمر الذي اعتبره مراقبون بمثابة تحد كبير يصعب تحقيقه.وقال سياسي عراقي رفض الكشف عن اسمه «هناك قوى سياسية وتجارية تحاول أن تنفذ إلى الوزرات من خلال صفقات مالية»، مضيفاً: «البازار موجود وكبير».

 

ارتفاع حصيلة وفيات «كورونا» في الصين إلى 2233

بكين: «الشرق الأوسط أونلاين»»/21 شباط/2020

ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد في الصين القاريّة، اليوم (الجمعة)، إلى أكثر من 2233 حالة بعدما سجّلت مقاطعة هوباي، بؤرة الوباء في وسط البلاد، 115 حالة وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت لجنة الصحّة في هوباي في تحديثها اليومي لحصيلة الوفيات والإصابات، إنّ الغالبية العظمى من هذه الوفيات سجّلت في عاصمة المقاطعة ووهان، المدينة التي ظهر الفيروس فيها للمرة الأولى في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2019. وأضافت اللجنة أنّه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية سجّلت في ووهان 319 إصابة جديدة بالفيروس في حين سجّلت في بقية أنحاء المقاطعة 92 إصابة جديدة، في حصيلة تناهز تلك المسجّلة الخميس (349 إصابة جديدة في هوباي). وأصيب بالفيروس حتى اليوم حوالى 75 ألف شخص في الصين ومئات آخرون في أكثر من 25 دولة. وكانت السلطات الصينية أعلنت الخميس أنّها غيّرت مجدّداً الطريقة المعتمدة في إحصاء المصابين، بحيث باتت تشمل حصراً أولئك الذين تؤكّد الفحوصات المخبرية أنّهم مصابون بالفيروس. وهذه الطريقة كانت معتمدة أساساً في إحصاء المصابين في مقاطعة هوبي قبل أن تتخلّى عنها السلطات الأسبوع الماضي لصالح الفحص السريري، في قرار لم يصمد سوى ثمانية أيام، إذ تسبّب بفوضى على صعيد الأرقام المنشورة عن أعداد المصابين. وفرضت السلطات الصينية في 23 ينياير (كانون الثاني) حجراً على ووهان البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، وأغلقت سائر أنحاء مقاطعة هوباي.

 

إردوغان يتصل بماكرون وميركل ويدعو إلى تجنيب إدلب «كارثة إنسانية»

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 شباط/2020

دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الى القيام بـ«خطوات ملموسة» لمنع «كارثة إنسانية» في محافظة إدلب السورية وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه اليوم (الجمعة) مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وجاء في بيان أصدرته الرئاسة التركية، ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أن إردوغان أكد ضرورة وقف الهجمات «التي يشنها النظام (السوري) والجهات الداعمة له في إدلب»، مشددا على «أهمية القيام بخطوات ملموسة لمنع كارثة إنسانية».

 

موسكو تعلن «إفشال» هجوم النيرب وتدعو أنقرة لـ«وقف دعم الإرهابيين» وطائرات روسية تدخلت بالتزامن مع اتصالات نشطة لاحتواء الموقف

موسكو: رائد جبر/21 شباط/2020

أظهرت موسكو، أمس، حزماً في التعامل مع التهديدات التركية المتواصلة بإطلاق عملية عسكرية واسعة لإجبار القوات النظامية على التراجع عن مواقع شغلتها أخيراً في محافظة إدلب. ومع تريث المستوى السياسي الروسي في إصدار تعليق، على محاولات فصائل سورية مدعومة بقوات المدفعية التركية التقدم في مدينة النيرب، بدا تحرك القوات الروسية حاسماً لوقف الهجوم بعد مرور ساعات على بدئه. إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدخل طيرانها الحربي لقصف أرتال المدرعات والدبابات والآليات المحملة بأسلحة ثقيلة التي توغلت في مناطق واسعة من النيرب. وأفاد بيان عسكري بأن موسكو أجرت اتصالات مع أنقرة لوقف القصف المدفعي الذي رافق تقدم الفصائل السورية. ووفقاً للبيان العسكري، فإن مقاتلات روسية من طراز «سوخوي 24» شنت هجوماً على الأرتال المتقدمة، دمرت خلاله دبابة و6 مدرعات و5 عربات رباعية الدفع تابعة للمسلحين، الذين قال البيان إنهم «اقتحموا مواقع للجيش السوري في محافظة إدلب». ولفت البيان الذي أصدره مركز المصالحة التابع لقاعدة حميميم، إلى أن الغارات الروسية مكّنت الجيش السوري من صد هجمات للمسلحين في المنطقة بنجاح، مشيرة إلى أن القوات الجوية الروسية دمرت آليات مزودة بأعيرة ثقيلة.

ولفتت لهجة البيان الأنظار في أشارته إلى أن الهجوم نفذته «عصابات إرهابية» استخدمت أعداداً كبيرة من المدرعات والآليات باتجاه محور قميناز - النيرب. وقال، إن تقدم المسلحين كان مدعوماً بنيران مدفعية القوات المسلحة التركية؛ ما سمح باختراق دفاعات الجيش السوري.

ومع تأكيد وقف الهجوم، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنه «تم إبلاغ الجانب التركي بأن وسائل السيطرة الروسية رصدت نيران مدفعية من المواقع التركية على وحدات الجيش السوري، وبعد إبلاغ الجانب التركي بهذه المعلومات، توقف إطلاق نيران المدفعية». وحملت الوزارة بقوة على أنقرة، مشيرة إلى أنها «ليست المرة الأولى التي تدعم فيها القوات المسلحة التركية المسلحين السوريين»، داعية «الجانب التركي إلى وقف دعم عمليات الإرهابيين ونقل أسلحة لهم».

وكانت معطيات أشارت إلى تمكن قوات تابعة للمعارضة السورية، بدعم من القوات التركية بالسيطرة على بلدة النيرب بالقرب من طريق «إم 4» الاستراتيجية جنوب شرقي مدينة إدلب، بعد إبعاد قوات النظام السوري عن المنطقة. واللافت، أن موسكو قالت، إن تدخل طيرانها لوقف الهجوم تم «بطلب من القيادة السورية». وتجنبت الإشارة إلى حجم الخسائر في صفوف المهاجمين، لكنها أشارت إلى وقوع عدد من الجرحى من الجيش النظامي خلال هجوم المسلحين. وبدا أن موسكو التي كانت حثت القيادة التركية على «التوقف عن إطلاق تهديدات تصعيدية» والعودة للحوار على مستوى الخبراء» الدبلوماسيين والعسكريين، وفقاً لتصريح الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، سعت من خلال تدخلها المباشر والقوي لمنع أنقرة من فرض أمر واقع جديد عبر العملية العسكرية. وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف نبّه قبل يومين، إلى أنه «لا عودة إلى الوضع الذي كان في إدلب قبل 18 شهراً»، في إشارة إلى معارضة موسكو الحازمة للمطالب التركية بانسحاب النظام من المناطق التي سيطر عليها في الشهور الأخيرة. ورغم أن التدخل كان حازماً، لكن الملاحظ وفقاً لمحللين روس، أن الجانبين التركي والروسي تجنبا وقوع احتكاكات مباشرة بينهما، وحرصت موسكو على توجيه ضرباتها إلى الأرتال التي تضم مقاتلين سوريين، وعدم استهداف مدرعات تنقل أعداداً من قوات النخبة التركية. في المقابل، لفت محللون إلى أن أنقرة لم تعلن رسمياً عن شن عملية عسكرية، وأن الهجوم رغم أنه كان مدعوماً بنيران المدفعية التركية عن بعد، لكنه اقتصر على قوات تابعة للمعارضة السورية.

وأشار خبراء عسكريون روس، إلى أن هذا الحذر من الجانبين، والحرص على تجنب الاحتكاك مباشرة، أظهر وفقاً لمحلل عسكري، أن «العملية محدودة وربما كانت تهدف إلى تحسين أوراق إردوغان التفاوضية، كما أنها موجهة للداخل التركي؛ لأن الرئيس التركي رفع سقف تهديداته كثيراً خلال الفترة الماضية». ونقلت صحيفة «إزفستيا» الروسية عن النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما للدفاع، أندريه كراسوف، أن «لا أحد يريد فرض حل بالقوة العسكرية في إدلب»، ووفقاً له، «الإرهابيون وحدهم يستفيدون من الحل العسكري للأزمة، باستغلالهم الفوضى». ونقلت الصحيفة عن مصادر تركية، أن «الأجواء في البلاد متوترة بسبب مقتل عسكريين أتراك في إدلب. والجيش السوري يعمّق هجومه داخل المحافظة. لكن تركيا تريد تسوية هذا الموضوع بعد مباحثات مع الجانب الروسي لاستبعاد الصدام المباشر بين قوات البلدين».

ووفقاً لرئيس مركز دراسة تركيا الجديدة، يوري مافاشيف، فإن «التوجه المقبول لتسوية التوتر المتصاعد حول إدلب بسبب تقدم القوات النظامية، هو السماح لأنقرة بفك الحصار عن نقاط المراقبة أو البقاء في المواقع التي تشغلها اليوم. وهي، سوف تستمر في تعزيز وجودها، لكنها لن تقوم بخطوات خطيرة». وزاد، أنه لا يستبعد أن «تلعب روسيا دور العازل بين تركيا والجيش السوري. فيغادر السوريون نقاط المراقبة، ويشغل الجيش الروسي المواقع المتنازع عليها. وحينها، سيتمكن إردوغان من أن يستعرض لجمهوره أنه أجبر بشار الأسد على الابتعاد عن الحدود». وتعزز هذه التحليلات إشارة أوساط روسية إلى أن العملية العسكرية في النيرب هدفت إلى فتح الباب لمواصلة الحوار من أجل إيجاد آلية متفق عليها للتعامل مع الوضع المستجد على الأرض في محافظة إدلب، عبر التوفيق بين رفض تركيا الانسحاب من مراكز المراقبة وتغيير خطوط التماس المنصوص عليها في اتفاق سوتشي، ودفع روسيا إلى قبول اقتراح تركي بديل بتسيير دوريات روسية - تركية مشتركة في بعض المناطق التي سيطر عليها النظام أخيراً بديلاً عن الوجود المباشر للجيش السوري. في الأثناء، كان الكرملين أعلن عن ترتيبات لعقد قمة ثلاثية في بداية الشهر المقبل تجمع الضامنين في «محور آستانة» (روسيا، وتركيا، وإيران) في طهران بداية الشهر المقبل، لكن موسكو قالت، إن الاتفاق على موعد نهائي مرتبط بموافقة إردوغان على المشاركة في القمة. وجاء هذا الخيار بديلاً للطلب التركي بعقد قمة ثنائية للرئيسين الروسي والتركي، وهو اقتراح تعاملت معه موسكو بفتور.

 

موسكو: تركيا أدخلت كميات كبيرة من العتاد العسكري إلى محافظة إدلب والاتحاد الأوروبي يدعو المحكمة الجنائية الدولية إلى التحرّك حيال الوضع في سوريا

موسكو - بروكسل: «الشرق الأوسط أونلاين»/21 شباط/2020

نفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة) صحة تقارير تحدثت عن فرار مئات الآلاف من السوريين من إدلب باتجاه تركيا ودعت أنقرة إلى السماح لسكان إدلب بدخول مناطق أخرى من سوريا. وجاء إعلان الوزارة في بيان، نقلته وكالة رويترز، قالت فيه إن القوات الروسية تستخدم طائرات مسيّرة وموارد أخرى لمراقبة الوضع في إدلب. وأضافت أن تركيا أدخلت كميات كبيرة من العتاد العسكري والذخيرة في الأسابيع الأخيرة إلى محافظة إدلب حيث تواصل قوات النظام السوري هجومها على الفصائل المعارضة التي تدعمها تركيا، وحيث حصلت بعض المواجهات المباشرة بين القوات السورية والتركية. وفي بروكسل، طالب قادة الاتحاد الأوروبي بوقف الهجوم الذي يشنّه النظام السوري وحلفاؤه في إدلب. وجاء في بيان مشترك صدر عن القمة الأوروبية أنّ «الهجوم العسكري الجديد من جانب النظام السوري وحلفائه في إدلب، والذي تسبّب بمعاناة بشرية هائلة، غير مقبول». وأضاف القادة الأوروبيون أنّ «الاتحاد الأوروبي يدعو كلّ الفاعلين إلى وقف القتال فوراً ويطالب بإلحاح جميع أطراف النزاع بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مباشر ومن دون عوائق إلى جميع المحتاجين إليها». كما طالبوا بـ«بوقف دائم لإطلاق النار» وتوفير «ضمانات لحماية المدنيين»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وختم القادة الأوروبيون بيانهم بدعوة المحكمة الجنائية الدولية إلى النظر في الوضع في سوريا لكي «تجري محاسبة» منتهكي القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

 

باحث فرنسي في الشؤون التركية: إردوغان يفتقر للرؤية خارجياً... ويتضاءل داخلياً/ديديه بيون قال لـ «الشرق الأوسط» إن الرئيس التركي وقع في فخ نصبه له بوتين في إدلب

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/21 شباط/2020

ديديه بيون أحد أهم المتخصصين الأكاديميين الفرنسيين في الشؤون التركية، وهو أستاذ جامعي ونائب رئيس معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس. في الحديث الذي خص به «الشرق الأوسط» يحلل بيون سياسة الرئيس إردوغان الخارجية ويبرز أساسياتها، خصوصاً في ملفي سوريا وليبيا، وعلاقاته مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترمب. يشدد بيون على الروابط بين هذه الملفات وبين الوضع السياسي التركي الداخلي وكيف يستخدمها لشد عصب محازبيه. ويرى بيون، أن إردوغان «يفتقر للرؤية» في السياسة الخارجية؛ ما يجعله يتخبط هنا وهناك. وفي الملف السوري، يرسم الباحث الفرنسي، صورة ما يمكن أن يكون عليه الحال في المستقبل القريب من تفاهم روسي - تركي جديد من شأنه مساعدة إردوغان على الخروج من ملف إدلب مقابل تعهدات وضمانات روسية. وفيما يلي نص الحديث:

> ما هي في نظركم أهم ملامح المشهد السياسي التركي الداخلي اليوم؟ وكيف يتفاعل الداخل مع الخارج ويؤثر عليه؟

- علينا الإشارة أولاً إلى تراجع شعبية حزب «العدالة والتنمية»، وخسارته مدناً رئيسية في الانتخابات المحلية الأخيرة، منها إسطنبول وأنقرة، تبين أن جزءاً من ناخبي الطبقة المدنية التي دعمت إردوغان منذ سنوات تخلت عنه. وهذا يفسر إلى حد بعيد سبب الخسارة. لكن أريد أن أشير إلى أن الحزب المذكور حصل على 44 في المائة من الأصوات على المستوى العام «في كل تركيا»؛ ما يعني أنه ما زال يتمتع بقاعدة انتخابية مهمة. لكن اعتقادي أن إردوغان «أكل خبزه الأبيض»، وقوته السياسية إلى تراجع. ومن المؤشرات ذات الدلالة، أنه، في الأسابيع الأخيرة، وبمناسبة محاكمة مثقفين وفنانين وأدباء، كانت يد العدالة التركية أخف وطأة مما كانت عليه في السابق؛ ما يدل على تراجع سطوة الحزب الحاكم على الشأن العام.

كذلك، تتعين الإشارة إلى ولادة حزبين جديدين: الأول أنشأه رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو. لكن نقطة ضعفه أن داود أوغلو لا يتمتع بقاعدة شعبية واسعة. وبعكس ذلك، هناك حزب آخر قيد الإنشاء سيقوده وزير المالية والاقتصاد السابق باباجان ويدعمه عبد الله غل، رئيس الوزراء الأسبق. وهذا الحزب يمكن أن يكون له تأثير على إردوغان؛ لأن فلسفته تقوم على العودة إلى أساسيات وثوابت «العدالة والتنمية» في صيغته الأولى.

لكن الظهور الفعلي لهذا الحزب أرجئ أكثر من مرة. بعضهم يفسر ذلك بالتحضير الجيد، لكن ثمة رأياً آخر يعتبر أن هناك ضغوطاً شديدة على المؤسسين وعلى الشخصيات التي يمكن أن تلتحق بهم. أما العنصر الأخير، فيتمثل في حالة الاقتصاد التركي الذي عانى من ضعف الأداء في السنوات الأخيرة، حيث تراجعت نسبة النمو إلى 2 في المائة مقابل 8 أو 9 في السنوات السابقة. ووفق الاقتصاديين، فإنه يتعين أن تحقق تركيا نمواً لا تقل نسبته عن 4 في المائة لمواجهة الضغوط الديموغرافية، وحتى لا يتراجع مستوى المعيشة للمواطنين.

خلاصتي، أن هذه العناصر كافة تساهم في إضعاف إردوغان وحزبه على السواء.

> هل يمكن الربط بين الوضع الداخلي وسياسة إردوغان الخارجية في سوريا، العراق وليبيا ومع روسيا والولايات المتحدة؟

- أحد المحددات التي تساعد على فهم سياسة إردوغان الخارجية يتمثل في رغبته في استخدام هذه السياسة للتأثير على الوضع الداخلي. علينا أن نرى كيف أن تصريحات إردوغان ووزرائه وقادة حزبه وحلفائه تعمل على تعبئة الرأي العام الداخلي، وهذا كان واضحاً للغاية بمناسبة العملية العسكرية التي قام بها الجيش التركي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي شمال شرقي سوريا ضد الأكراد.

وأكثر من ذلك، يتعين علينا الإشارة إلى القرار الذي صوّتت عليه الأحزاب الأربعة الرئيسية في البرلمان التركي، بمن فيها الحزبان المعارضان؛ دعماً للعملية وللجيش. وحده الحزب الشعوب الديمقراطي «الكردي» عارض مشروع القرار.

هذا بالنسبة لسوريا، أما بالنسبة لليبيا، فإن الوضع مختلف: حزبا المعارضة يقفان ضد مغامرات إردوغان في ليبيا. رأيهما أن ليس لتركيا ما تفعله في ليبيا. وخلاصتي الأولى أن عدداً من عناصر سياسة إردوغان الخارجية يتعين فهمها إلى حد بعيد، على ضوء الوضع السياسي الداخلي.

> اليوم، الموضوع أو التحدي الأول الذي يواجهه إردوغان في سوريا عنوانه إدلب. والسؤال هو: ما هي أهدافه الحالية في هذه المنطقة، وأبعد من ذلك: ما الذي يريد إردوغان تحقيقه في سوريا على ضوء تصريحاته وخطاباته النارية وتهديداته التي تذهب في كل اتجاه؟

- صحيح خطابه عسكري حربي. وكذلك حال داعميه، ومنها أحد قادة حزب «العمل القومي» الذي حثه على الوصول إلى دمشق وإزاحة بشار الأسد. وكملاحظة أولى، علينا القول إن إردوغان لا يمتلك نفسه في الكثير من الأحيان ويخوض في مناظرات خطابية مقلقة فيما خص السياسة والعالم، وسبق لنا أن سجلنا ذلك في أكثر من مناسبة لا حاجة إلى العودة إليها. وفي الأساس، هناك عاملان رئيسيان يتحكمان بسياسته في سوريا: الأول، المسألة الكردية وتداعياته، لكنها لا تنسحب على ملف إدلب التي لا يسكنها أكراد. والعامل الآخر عنوانه اللاجئون السوريون، حيث إن تركيا تستضيف نحو 3.6 مليون لاجئ سوري. وإذا فتحت الحدود التركية - السورية، فإن تدفق اللاجئين سيكون بمئات الآلاف، وهذا لا يريده إردوغان وحده، بل الكثير من الأتراك.

حقيقة الأمر، فيما خص إدلب، أن إردوغان وقع في فخ نصبه له الرئيس الروسي بوتين في آستانة، ثم في سوتشي، حيث توصل الطرفان إلى إقرار منطقة خفض التصعيد في إدلب «مقابل وقف العملية العسكرية التي كان النظام بدأها هناك». فالرئيس التركي كان سعيداً بالاتفاق الذي أعاده إلى واسطة العقد كلاعب رئيسي في الخريطة السياسية السورية وأيضاً الإقليمية. لكن مشكلته أنه وعد بتحقيق فصل ما بين المتطرفين، من جهة والمقاتلين السوريين الآخرين، من جهة أخرى.

والحال، أنه كان واضحاً أن إدلب ومحيطها تحولا إلى خزان للمتطرفين، الذين انتقلوا إليها من المناطق السورية كافة، حيث تمت تسويات بينهم وبين النظام مقابل انتقالهم إلى إدلب. ولذا؛ كان واضحاً منذ البداية أن بوتين أوقع إردوغان في فخ كان يعرف سلفاً أنه لا يستطيع الخروج منه، وأولى حجج روسيا التي تبرر بها عملية النظام أن إردوغان «لم يفِ بوعوده».

الجميع كان يرى أن المهمة «مستحيلة»، إلا أن إردوغان الذي ربما بالغ في تقدير قوته على الفصل والتأثير على الفصائل المعادية للنظام والتحكم بشكل عام بالوضع في إدلب. والنتيجة اليوم، أن نقاط المراقبة الـ12 التي أقرت في سوتشي والتي تزايدت في الأسابيع الأخيرة (21 حالياً)، أصبح بعضها اليوم محاصراً. واللافت أن إردوغان صرح مؤخراً بأن بعض هذه النقاط تحول من «نقاط مراقبة» إلى «نقاط قتالية».

اليوم، من الواضح للجميع أن لا مخرج عسكرياً لهذه الأزمة، بل سياسي. يستطيع الأتراك قتل جنود سوريين إضافيين وبالعكس، لكن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسياً. وفي رأيي، أن ما يحصل اليوم لن يتحول إلى حرب مفتوحة بين الأتراك والسوريين؛ لأننا نعلم صلابة العلاقات التي يقيمها الرئيس الروسي مع الأسد، ومن جهة أخرى حرصه على العلاقات التي أقامها مع إردوغان، وبالتالي ليس من المقدر أن يترك الأمور تصل إلى حرب مفتوحة بين دمشق وأنقرة، وليس من مصلحته أن تنشب حرب كهذه. وفي أي حال، فإن بوتين، في نظري، هو «سيد اللعبة»، لكن هذا لا يعني أنه لن تحصل معارك وأن يقع قتلى... السؤال الأهم في نظري هو: كيف يمكن الخروج من هذه الأزمة الراهنة، وكيف يستطيع بوتين إرضاء إردوغان بحيث يخرج منها مرفوع الرأس؟

> هذا يتطلب - كما هو واضح - توصل الطرفين إلى اتفاق جديد. هل يمكن رسم معالمه؟

- التوصل إلى اتفاق جديد سيأخذ بعض الوقت. وفي تصوري أن بوتين سيعطي عدداً من التطمينات للرئيس التركي بأن يقول له: المحادثات القائمة أو تلك التي يمكن أن تحصل بين الأكراد والنظام لن تفضي أبداً إلى إعطائهم حكماً ذاتياً، أو أي صيغة تذهب في هذا الاتجاه. وأذكر هنا، أن خوف تركيا الأول أن يستنسخ الأكراد في سوريا تجربة أكراد العراق (منطقة حكم ذاتي) تكون معدية بالنسبة لأكراد تركيا. لكن تفحص هذه «الضمانة» يبين أن بوتين لا يخاطر كثيراً لأن النظام السوري حازم وقاطع وهو يرفض، بتدخل من بوتين أو من عدمه، إعطاء الأكراد شيئاً من هذا القبيل، وتصريحات أركان النظام واضحة تماماً ولا تحتمل التأويل. لكن صوغها في وثيقة من شأنه توفير حجة لإردوغان أنه حصل على نتيجة مهمة قد يكون أحد مظاهرها الإبقاء على «الشريط الآمن» الذي رسمته تركيا في شمال وشمال شرقي سوريا. أما العنصر الآخر فيتمثل في ملف اللاجئين، حيث يستطيع بوتين أن يعده بأن لا موجات نزوح جديدة إلى تركيا.

> ألا يمكن توقع اتفاق مرحلي جديد عنوانه إعادة رسم «سوتشي» بحيث يؤخذ في الحسبان التحولات التي حصلت ميدانياً، علماً بأن لا أحد يتوقع أن يلبي النظام مطلب إردوغان بعودة قواته إلى المواقع التي انطلقت منها في هجومها الأخير على إدلب وبعض محافظة حلب؟

- أعتقد أن «سوتشي» الجديد يمكن أن يختصره «الشريط الآمن» من عشرات الكيلومترات الذي تريده تركيا. وأذكر هنا أن إردوغان يطالب بذلك منذ عام 2012. وإذا توافرت للرئيس التركي ضمانات من هذا النوع، يمكن عندها القول إنه حصل على ما يريده وحقق هدفين متلازمين: الأول، «احتواء» اللاجئين السوريين في الشريط الآمن ومنع تدفقهم إلى الداخل التركي، بل إعادة بعض من هم في تركيا إليه. والآخر، الحصول على ضمانة روسية بالنسبة للشريط الذي أقامته القوات التركية شمال وشرق سوريا بحيث يمنع «الإرهابيين» الأكراد من التسلل إلى تركيا. ولدي قناعة أن إردوغان يستطيع قبول تسوية كهذه؛ لأن لا أحد يخرج مطأطأ الرأس. لكنني مقتنع من جهة أخرى بأن الأسد، عندما ينجح في إعادة فرض قبضته، سيفعل ما يشاء، وبالتالي فإن اتفاقاً جديداً بين بوتين وإردوغان هو مرحلي ليس إلا. ولن تكون مفاجأة بالنسبة لي لو علمت يوماً أن بوتين قد تخلى عن دعم الأسد بالنظر إلى أن الأخير لم يغير شيئاً من عادات حكمه؛ إذ لدينا معلومات حول إعادة بناء أجهزته القمعية. وما يمكن أن يدفع في هذا الاتجاه، أن إعادة إعمار سوريا في حاجة إلى أموال. والحال أن لا روسيا ولا إيران قادرتان أو راغبتان في تحمل الأعباء، في حين الغربيون يربطون مساهمتهم بعملية انتقال سياسي، والمقصود بها حقيقة التغيير السياسي.

> هل توافقني الرأي أن الطرف الأميركي يريد استغلال التفسخات في العلاقات بين بوتين وإردوغان لمحاولة استعادة الثاني من جديد؟

- أذكر أن المبعوث الأميركي جيفري قال صراحة، إن بلاده تدعم تركيا في ملف إدلب، وهو ما قاله أيضاً الوزير بومبيو. ثم هناك المحادثة الهاتفية بين ترمب وإردوغان. نعلم جيداً أن هناك توترات بين واشنطن وأنقرة، لكن هذا لا يمكن أن يعني القطيعة بينهما. الطرفان يعرفان الحدود التي لا يريدان تخطيها في خلافاتهما. ثم إن الحلف الأطلسي يدعم تركيا، وإردوغان يلعب بالأوراق كافة، يستخدم بوتين للضغط على ترمب والأطلسي والعكس بالعكس. لكنه غالباً ما يسيء اللعب لأنه لا يملك «رؤية» في السياسة الخارجية أقله على المدى المتوسط وهذه نقطة ضعفه الأولى.

> ما هي دوافع إردوغان للانغماس في الملف الليبي؟

- ثمة عوامل عدة: يتعين أولاً التوقف عند تصويت البرلمان في 2 يناير (كانون الثاني) الماضي الذي أعطى الضوء الأخضر لإردوغان للتدخل العسكري في ليبيا، وقد جاء بعد أسابيع قليلة على اجتماعه مع رئيس حكومة الوفاق السراج وتوقيع اتفاق على تحديد المياه الإقليمية لتركيا وليبيا، الذي يعني تقاسم مياه المتوسط الشرقي وثرواته من النفط والغاز. وهذه مسألة استراتيجية بالنسبة لتركيا، ولا أعتقد أنهم سيظهرون التساهل بشأنها. وجاء الاتفاق مع السراج لإعادة رسم الخرائط وفق مصلحة تركيا؛ الأمر الذي يتناقض مع قوانين البحار. والمقابل الذي يقدمه إردوغان، كما هو واضح، هو الدعم العسكري للسراج وحكومته. وأريد أن أشير إلى أن هذا الدعم كان موجوداً سابقاً، لكنه زاد وتعمق بعد الاتفاق وأصبح رسمياً، بل وصل إلى حد إرسال مرتزقة من الميليشيات السورية التي يستخدمها إنْ في سوريا أو خارجها. ثم علينا أن نشير إلى أن أحد أسباب الدعم له وجه إيديولوجي، أي دعم ما يمكن تسميته التيار الإسلامي - الإخواني رغم إخفاقاته في سوريا، ومصر، وتونس... ثم هناك جانب آخر يكرر إردوغان الحديث عنه منذ سنوات، ويتناول الحاجة إلى تغيير بنية مجلس الأمن الدولي، وله في ذلك قول مأثور: «لا يمكن اختصار العالم بخمسة» أي بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. ويبرر إردوغان دعمه للسراج باحترام قرارات هذا المجلس. لكن أعتقد أن إردوغان يراهن على السراج لمرحلة ما بعد الحرب؛ إذ عينه على النفط الليبي، ولديه رغبة في تنويع مصادره وعدم الاعتماد فقط على إيران وروسيا. لكن ما يقوم به الرئيس التركي دفع دول الاتحاد الأوروبي إلى الوقوف بوجهه باعتبار أنه ينتقص من حقوق دولتين أوروبيتين هما اليونان وقبرص. لكن إردوغان لا يهتم كثيراً لما يصدر عن بروكسل؛ لأنه فهم أن الأوروبيين ماهرون في إطلاق التصريحات والاكتفاء بها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الجمهور الشعبي.. والجمهور الحزبي

أحمد بيضون/المدن/21 شباط/2020

على الرُغْم ممّا قد يُعْتَبَرُ مُفارَقةً في هذا الزَعْمِ، أزْعُمُ أنّ التراخي الذي تُظْهِرُه الحركةُ الشعبيّةُ بين محطّةٍ وأخرى يُقِيم الدليلَ على استِقْلالِها! فهو يُثْبِتُ أنّ جماهيرَ الحرَكةِ لا تَسْتَجيبُ، بأحجامِها المُعتبَرة، لدعَواتِ المنسّقين والقياديّين في مواقِعِها وصفوفِها، وإنّما تَسْتَجيبُ لتَطَوُّراتٍ بعينِها تُقَدِّرُ هذه الجماهيرُ بحَدْسِها أهَمِّيتَها وإلحاحَها! وأمّا ما يخرُجُ عن هذه الفئةِ من مناسباتٍ يَرى القياديّون والمنسّقون ضرورةً للتحَرّكِ فيها فتُلبّى فيه دَعْوَتُهُم من جانبِ جمهورٍ محدودٍ، إلى هذا الحدِّ أو ذاكَ، هو الجمهورُ الذي يواكِبُهُم ويُصْغي إليهِم باستِمرار. لا ترمي هذه الملاحظةُ إلى الغَضِّ من أهَمّيّةِ القيادةِ والتنسيقِ بَتاتاً. وإنّما تُشيرُ إلى المعنى السياسيّ للتفاوتِ في درجةِ التلْبية. وهذا معنىً إستراتيجيُّ الوَقْعِ إذْ هو يُفيدُ أنّ الجماهيرَ المنخرطةَ في حركةٍ حُرّةٍ لا يمكن (ولا يجوز) لقياداتِها أن تَذْهب بها، في مرحلةٍ ما، إلى حيثُ لا تُريدُ الذهابَ، وهذا مَهْما يَكُن تقديرُ هذه القياداتِ للـ"مصلحة". فالجَماهيرُ ترسم بحركَتِها خطّاً إجْماليّاً، وإيقافُ هذه الحركةِ قَبْلَ هذا الخطّ ِأو دَفْعُها عَنْوةً إلى ما بعْدَهُ مَعْناه أنّ صفةَ الحُرّيّةِ التي لهذه الحَرَكةِ تُصادَر. والمصادرةُ هذه يتعذّرُ أن تَخْلو من سوءِ العواقب. في المَساقِ نَفْسِه، تقيسُ أطرافُ السلطةِ كلّها ضرورةَ مشاركتِها (المستَغْربةِ مبدَئيّاً) في الظهورِ الحَرَكِيِّ بمقياسين: أوّلهما انتهازُ الفُرَص لمحاولةِ الخروجِ من دائرةِ الاتّهام الشاسعة التي رسَمَتْها الحركةُ الشعبيّةُ حولَها جميعاً والثاني متابَعةُ تسجيلِ الأهداف في التنازع المعتاد بين هذه الأطرافِ نَفْسِها.. وكأنّ المّجالَ لا يزالُ مفتوحاً، وسطَ الخرابِ الجاري، لهذا التنازعِ وكأنّ أيّامَ عزّهِ لم تَذْهب بها الكارثةُ العامّة. في غير هذين النوعين من المناسبات، تمدّ أطرافُ السلطةِ يدَ العونِ، هنا وهناك، لقوى القمعِ الناشطةِ في وجهِ الحركةِ الشعبيّة. وفي كلّ حالٍ، يظهر فارقٌ بارِزٌ بين ظهورِ الجمْهورِ الشعبيّ وظهورِ الجُمْهورِ الحزبيّ في الساحات. فبينما يبدو الأوّلُ عصِيّاً على الضبطِ، إجمالاً، إلّا بمقدارِ ما يضبطُ نفْسَهُ، تبدو حركةُ الثاني مرسومةً سَلَفاً إلى حدٍّ يجعلُ الأتباعَ أشْباهاً للدُمى المعروفةِ وما يتّصِلُ بظهورِها من خيطان...

 

الصحافي محمد زبيب: مروان خير الدين رئيس العصابة.. وبالفيديو: الشبيحة موجودون!

المدن/22 شباط/2020

عقد الصحافي محمد زبيب مؤتمراً صحافياً، تعقيباً على ما تعرّض له من اعتداء سافر، والقبض على المعتدين الذين اعترفوا أنهم من مرافقي الوزير السابق وصاحب بنك "الموارد"، مروان خير الدين. وتداول ناشطون مقطع فيديو لشخصين حاولا التشويش على المؤتمر الصحافي، والاعتداء مجدداً على زبيب، وهاجما "الصحافيين المأجورين" إذ يستهدفون خير الدين الذي "يطعم" مئات العائلات، لكن الحضور طرد هذين الشخصين بعدما عاجلهما بكلمة "فشرتوا".

وقال زبيب في المؤتمر، الذي عقده في خيمة "الساحة للناس" في اللعازارية، إنّ ما قاله خيرالدين في التغريدة الأخيرة التي نشرها أمس، غير صحيح جملة وتفصيلاً. إذ غرّد خير الدين قائلاً: "بكل أسف، وفور تبلغي البارحة من المراجع الامنية معلومات عن حادثة الاعتداء على السيد محمد زبيب، قمت بتسليم الأشخاص المتهمين الى فرع المعلومات لاستكمال الاجراءات القانونية والتحقيقات، وكي تأخذ العدالة مجراها مؤمناً بالقضاء الذي يشكل الملاذ الوحيد الواجب اللجوء اليه لإحقاق الحق".

وأضاف زبيب أن خير الدين بذل ضغوطاً كبيرة وحاول أن يعفي نفسه من أيه مسؤولية، وأنه ضغط على أجهزة القضاء بكل الوسائل لتحييد نفسه عن هذه القضية. وأوضح زبيب أنه لم يطّلع على محاضر التحقيق كونها سرية، لكنه استطاع الحصول على معلومات من خلال الإجراءات والمقابلات التي أجريت معه خلال التحقيق، وقرر أن يعرضها للرأي العام.

وكان زبيب عرضة لعمليات تعقّب ومتابعة، طوال ساعات النهار التي سبقت ذهابه إلى الندوة التي عقدها في الجامعة الأميركية في بيروت، حسبما ذكر، مشيراً إلى أنّ المشتركين في هذه الجريمة ربما يكون أكثر من الأشخاص الثلاثة الموقوفين لدى فرع المعلومات. وأضاف أنه في اليوم التالي لحصول الاعتداء ولغاية المساء، جرى التعامل مع الاعتداء وكأنه عمل عابر، ولم يتخذ المدّعي العام التمييزي أي إجراءات، قبل أن يقرر لاحقاً وضع يده على الملف وجعله في عهدته، ويعطي إشارة لفرع المعلومات بالتحرّك لتعقّب المعتدين والقبض عليهم. وعليه، قام فرع المعلومات بالتحقيقات التي عليه أن يقوم بها، وقام بحصر الكاميرات وداتا الاتصالات، واستطاع تتبع الكاميرات على خط سير شارع الحمرا وجمع التفاصيل، التي أمل زبيب ألا يتم التلاعب بها.

وبحسب زبيب، فإنّ الجريمة اشتركت فيها سيارة يملكها مروان خير الدين، بالإضافة إلى دراجة نارية. وفيما نصب المعتدون كميناً لزبيب في موقف السيارات، فإنه استطاع من خلال المعلومات التي حصل عليها أن يستنتج أنّ عمليات التعقب جرت من خلال أشخاص غير الأشخاص الذين نصبوا الكمين، ما يجعل العمل مخططاً ومنظماً، وجرى التحضير له قبل وقت من التنفيذ. ورغم أن المعتدين اتخذوا احتياطاتهم كي لا يظهروا في كاميرات المراقبة المنتشرة في المنطقة، لكنهم لم ينجحوا بذلك بشكل تام. إذ استطاع فرع المعلومات أن يحدد مجموعة من المشتبه فيهم، ويوقف ثلاثة أشخاص، في حين أنّ شخصين تم نقلهما إلى "خلدة"، حيث جرى تأمين الحماية لهم ومنع اعتقالهم. وقد يكون ذلك في منزل النائب طلال أرسلان، أو لعل هناك مربعاً أمنياً للحزب الديموقراطي اللبناني، على ما قال زبيب.

وخلال التحقيقات التي جرت مع الموقوفين، اعترفوا أنهم من قاموا بهذا الاعتداء وأنهم من مرافقي خير الدين، في حين أن أحدهم هو مسؤول الحرس الشخصي لخير الدين، زاعمين أنهم قاموا بهذا الفعل من تلقاء أنفسهم. وقال زبيب إنّ هذه المزاعم متوقعة من أشخاص يعملون تحت إمرة خير الدين، مشيراً أنه لن يقبل بأن تقف التحقيقات عند هذا الحد، وسينتظر مسار التحقيقات ليرى إلى ما ستؤول إليه.  وأضاف زبيب أنه مقتنع ولديه المعلومات الكافية التي تجعله يقول إنّ المتهم الرئيس في تنفيذ عملية الاعتداء هو مروان خير الدين، الذي له سوابق في أعمال سافلة من هذا النوع، مذكراً بالاعتداء على المخرج ربيع الأمين، والذي لم تجر متابعته بشكل جيّد من قبل القضاء، فيما كانت أصابع الاتهام موجهة إلى خير الدين، كونه كان قدّ ادّعى على الأمين وجرى التحقيق معه بطريقة مريبة. وأعلن زبيب أنه سيدّعي شخصياً بالمباشر على خير الدين، محذراً من أي انحراف في مسار التحقيقات، الذي إن حصل فإنه يندرج في سياق ترهيب الناس وقمعهم وإخماد أصواتهم، والمطلوب اتخاذ الإجراءات الطبيعية باستدعاء المتهم الرئيس مروان خير الدين، الذي هو الآمر وصاحب العمل ورئيس العصابة التي اعتدت عليه وعلى ربيع الأمين، وما عدا ذلك سنعتبر أن هناك تواطؤاً لطمس الجريمة وجعل خير الدين ومَن اشترك معه في التحريض والتخطيط والتنفيذ، يفلتون من العقاب، وختم بالقول: "الشعب سيعاقِب".

 

الثورة المضادة: النظام في عهد هيستريا الاستدعاءات والملاحقات

نادر فوز/المدن/22 شباط/2020

تحوّلت الدولة اللبنانية إلى دولة بوليسية بامتياز. تتلاحق استدعاءات يومية إلى المخافر والقضاء، منها لأخذ الإفادات لفتح ملفات قضائية، ومنها على سبيل التخويف والمضايقة، أو حتى التوقيف الاعتباطي ولو لساعات. تتوالى الملاحقات بحق ناشطين وناشطات وصحافيين وصحافيات تحت حجج مختلفة. منها ما تديره الأجهزة الأمنية بيدها، ومنها ما تعمل على نكئه القوى السياسية وأزلامها. ولا مغزى من كل هذه الممارسات إلا ترهيب الناس وشد الخناق على رقابهم: ممنوع أن تحكوا أو تنتفضوا أو تنتقدوا الجوع والفساد والهدر والإفلاس والخطاب الطائفي والعنصري؛ محكوم عليكم العيش ضمن الرعية فقط. وإن فعلتم ونطقتم، مصيركم السجن أو "المرمطة" في المحاكم أو المخافر. تقول لنا السلطة هذا المضمون بشتّى الوسائل منذ 17 تشرين الأول، وبتنا في مرحلة هيستريا الاستدعاءات والملاحقات.

مزاج سياسي أمني

كل هذه الأجواء البوليسية يعزّزها مزاج عام، أطلّ علينا مع إعلان الحكومة الجديدة. فورثت الأخيرة عن سابقتها سحل المتظاهرين في الشوارع وتعذيبهم في الفروع الأمنية. وتعاملت منذ اللحظة الأولى وفق النهج الأمني نفسه: محاولة إزالة خيام الاعتصام من ساحات بيروت، فتح الطرقات بالقوة المفرطة غير الضرورية، تأميناً لنصاب الجلسة البرلمانية غير الدستورية، إشراك الوحدات الخاصة من الجيش اللبناني (فوج المغاوير تحديداً) في قمع المتظاهرين، توقيف باصات المتظاهرين على الحواجز في المناطق منعاً لوصولهم إلى بيروت، تشديد لوائح الاستدعاءات والعديد غيرها من الممارسات التي تستكمل المشهد الأمني.

ففي الحكومة الحالية مناخ حاول بعض وزرائها تعميمه في الاجتماعات السياسية والأمنية. إذ تقدّم أحد الوزراء "السياديين" باقتراح قطع الإنترنت وخدمات التواصل الإلكتروني في محطات سياسية محدّدة، تحديداً يوم جلسة الثقة، علّ ذلك يعرقل تواصل مجموعات الثورة في ما بينها.

وجاء هذا الاقتراح الشفهي معللاً بأنه تمّ استخدامه في دول عدة ونجح! أما عن نجاح هذا الخيار، فيمكن مراجعة تجارب سوريا، مصر، إيران، الصين وغيرها من ديكتاتوريات العالم. وإذا كان الأمن يحافظ على سلامة الديكتاتور ونظامه، فمن شأنه في لبنان المحافظة على أمن الأوليغارشية الحاكمة. وما الأوليغارشية غير ذلك؟ وما الأمن إلا أداة بيد الحاكم؟

طموح القمع

ويمكن فهم هذا الخيار السياسي والمزاج الأمني من صغار من في السلطة. دعوات سحق المتظاهرين والتمنيات السياسية بذلك واضحة. والتحريض عليه أوضح في استخدام توصيفات "زعران" و"قطاع طرق" و"بدّهم ترباية" وغيرها من التعابير الرائجة في أوساط السياسيين ومرتزقتهم. وكل هذا يُترجم في ممارسات القوى الأمنية أساساً. فمشهد ثكنة الحلو عبرة، في السحل والضرب والاعتداء على الموقوفين بالركل والإهانة المعنوية والجسدية. لا بل فيه هذا المشهد دلالة، خصوصاً إذا ترافق مع منطق بعض العناصر الأمنيين، الذين لم يترددوا في قول الحقيقة في وجه بعض الموقوفين المضروبين: لو كنا في سوريا لكنّا أكلناكم! هؤلاء لا يريدون ضرب الثورة ومن فيها فقط، يبغون القتل. وما تصويب الرصاص المطاطي على العيون إلا تعبير عن ذلك. في عقولهم طموح وحش قمع الأنظمة العربية وسحق الشعوب. يريدون تحقيق "القصاص" بأي ثمن. وعلى الرغم من كل ذلك لم نعلم بمذكرة عقاب داخلي واحدة صدرت ضد من نكلّوا بالناشطين. فقط "بهدلة" علنية لعنصر حاول إطلاق المطاطي يوم جلسة الثقة. وفي هذا مؤشر خطير على تجاوز مدوّنة قاعدة السلوك لعناصر قوى الأمن الداخلي، وعلى التسامح والتساهل مع هذه الممارسات. كما لو أنها تأتي في إطار أمر مبطّن بالقمع الوحشي.. وهو ما يتوافق أساساً مع مفهوم بوليسية الدولة وكل الممارسات الأمنية والقضائية التي تتوالى علينا تباعاً.

الكيدية العونية

بغضون أسبوع، توالت الاستدعاءات إلى المكاتب الأمنية. وكأنّ سيلاً من الملاحقات يضرب ثوار 17 تشرين. جزء كبير منها يدخل في إطار الكيدية السياسية للتيار الوطني الحرّ. قبل الثورة، توالي الدعاوى على الزميل فداء عيتاني وغيره من الزملاء أو الناشطين، خير دليل على هذه الكيدية. وفي زمن الثورة من شأنّ هذا النَفَس أن يتصاعد. وهناك أربعة ملفات تنبثق عن التيار أو مسؤولين فيه بحق ناشطين وصحافيين. أبرزها استدعاء تسعة ناشطين للتحقيق معهم في دعوى تقدّم بها النائب زياد أسود نتيجة اعتدائه على المتظاهرين للتيار خلال عشائه الشهير في جونيه. واستُدعيت الإعلامية ديما صادق لأخذ إفادتها في دعوى مقدّمة من رئيس التيار، جبران باسيل، ببث أخبار كاذبة والتحريض على الطائفية والعنصرية (!) وحسب ما كتبت صادق على حسابها على تويتر، فإنها تلقت اتصالات من المباحث الجنائية المركزية للمثول أمام محققيه ظهر الإثنين. كما تم استدعاء الناشط والمدوّن جينو رعيدي في الدعوى نفسها، وهي تتمحور على إعادة نشر فيديو لرجل يقول إنّ أنصاراً من التيار الوطني الحرّ اعتدوا عليه بالضرب. وفي اليوم نفسه، تم استدعاء الناشط شربل خوري إلى مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية عند العاشرة صباحاً، في دعوى مقدمة من المستشار الاقتصادي للتيار، شربل قرداحي، نتيجة تعليقات وأخذ وردّ إلكتروني على موقع "تويتر".

وفي الأجواء العونية أيضاً، تناقل ناشطون على تطبيقات التواصل الاجتماعي خبراً يفيد باختفاء الشابين، أحمد حموي وزيد مدني، بعد دخولهما القصر الجمهوري لتنفيذ عمليات صيانة فيه. ويضيف الخبر أنّ توقيف الشابين جاء بعد اختراق هاتفيهما اللذين فيها فيديو يستهزئ برئيس الجمهورية وباسيل. وهو خرق واضح للخصوصية وتوقيف اعتباطي، بانتظار التأكد من كامل الرواية وما يدور فيها من تفاصيل إضافية.

استدعاءات وتجاوزات أخرى

وفي إطار مسلسل الاستدعاءات هذا الأسبوع أيضاً، انضم كل من الناشطين خلدون جابر وملك علوية إلى لوائح الاستدعاء، في حين تم في بعض المناطق توقيف ناشطين من دون استدعائهم حتى. وكل هذا من أجل تأديبهم والتنفيس عن كبت أمني مستمرّ منذ أول أيام الثورة. فهذا الكبت ولّد على ما يبدو شهية بوليسية لا يمكن حصرها في مكان أو أشخاص. وفي هذا الإطار أكدت لجنة الدفاع عن المتظاهرين في لبنان في بيان الجمعة 21 شباط إنها "تتلقى أسبوعياً بلاغات حول العشرات من الاستدعاءات إلى التحقيق على خلفية المشاركة في الثورة من قبل الأجهزة الأمنية المختلفة، ومنها مخابرات الجيش وشعبة المعلومات والمباحث المركزية وغيرها من المخافر". وأشارت إلى كم من التجاوزات التي تبدأ بمصادرة النيابة العامة العسكرية هواتف بعض المنتفضين، ولا تنتهي بتحقيق مخابرات الجيش مع قاصرين، من دون حضور أهلهم أو مندوبة الأحداث، وكل ذلك خلافاً للقانون. لا مغزى من كل ما سبق، وما سيلحق على الأرجح، إلا تكريس واقع بوليسية الدولة: ممنوع أن نتنفّس! ولو أنّ النفس يقوى مع كل مسيرة أو اعتصام أو تحرّك يصرخ فيه الناس لإسقاط النظام أو تحرير الناس من الفساد والفاسدين.

 

النائب مشال ضاهر ومؤامرة المصارف ببيع السندات للخارج

لوسي بارسخيان/المدن/22 شباط/2020

تكتمل المؤشرات حول توجه الحكومة اللبنانية إلى تأجيل سداد القسط الأول من استحقاق سندات "اليوروبوند" لهذه السنة، والعمل على إعادة هيكلته في إطار الاستحقاقات المقبلة.

تأجيل المجاعة شهرين

وبعيداً عن وصول وفد صندوق النقد الدولي يوم الخميس 20 شباط الحالي، ومباشرة تقديم"نصائحه" حول كيفية الخروج من أزمة لبنان المالية، يكشف النائب ميشال ضاهر، عن استعانة لبنان بشركات عالمية في المجالين القانوني والمالي "لتساعدنا في المحادثات مع مالكي سندات اليوروبوند". ومع أن القرار النهائي بالسداد أو عدمه "لن يُتخذ إلا في الأيام الأخيرة من موعد الاستحقاق"، فإن الحراك الذي ترك انطباعاً بأن لبنان لن يسدد، خلق قلقاً لدى مالكي السندات، وأدى إلى هبوط كبير في قيمتها في الأيام الماضية. وكان النائب ميشال ضاهر، أول من طرح "معضلة" عدم قدرة لبنان على الالتزام بموعد استحقاق اليوروبوند، مخالفاً زملاءه في تكتل "لبنان القوي" العوني، أثناء جلسة منح الثقة لحكومة حسان دياب. لذا، حجب عنها الثقة، بسبب عدم حصوله على جواب صريح من رئيس الحكومة حول كيفية التعاطي مع هذا الاستحقاق. استعان ضاهر بمكاتب محاماة خارجية ليثبت أن تخلف لبنان عن سداد اليوروبوند، لن يرتب عليه أي عقوبات، بل يمنح الدولة مهلة إضافية للتفكير في معالجات صحية للواقع الاقتصادي. وأوضح ضاهر أن "حياتنا الاقتصادية لن تزدهر، إذا لم نسدد سندات اليوروبوند. وبامتناعنا عن ذلك نؤجل المجاعة لشهرين، في حال وقوعها".

"أشمور" والتهويل والمصارف

ويرفض ضاهر التهويل بحجز احتياط الذهب أو مصادرة طائرات مطار رفيق الحريري نتيجة عدم سداد ديون شهر آذار. وشرح أن النظام الاقتصادي يتضمن شيئاً يسمى "مناعة" أو فرق بين أموال الدولة وأموال البنك المركزي، الذي يتمتع باستقلال تام. والدولة هي التي تمتنع عن الدفع، وليس البنك المركزي. والمسؤول عن التهويل - برأي ضاهر – هم من قاموا بشراء السندات لدى اقتراب موعد استحقاقها، في محاولة منهم لتحقيق أرباح على حساب اللبنانيين وأزمتهم. وهو أعاد التذكير بـ "فضيحة" صندوق "أشمور" للمحافظ الاستثمارية، والذي تصدّر واجهة الاستحقاقات المالية اللبنانية الخارجية. ويشير ضاهر إلى أن "أشمور" لم يكن يحمل، قبل ثلاثة أشهر، أي من سندات لبنان التي كانت تملكها أطراف خارجية. لكنه بشرائها لمصلحة مصارف لبنانية، رفع قيمتها.

ويشرح ضاهر أن هذه المصارف باعت سنداتها الداخلية، بعدما تسرب عن حاكم مصرف لبنان توجهه لتسديد قيمة استحقاق السندات الخارجية فقط، ونسبتها 30 في المئة، في مقابل تأجيل السداد لحاملي السندات في الداخل، وتبلغ نسبتها 70 في المئة. وبسبب هذه المعلومة، قامت المصارف اللبنانية بتحويل سنداتها إلى الخارج كي تسدد. وهنا يقول ضاهر: إذا حصل ذلك في بلد مثل أميركا، فإنه يُعتبر جرماً يعاقب عليه القانون بالحبس لمدة 30 سنة. ويضيف ضاهر: المصارف تقول إنها باعت السندات بحجة نقص السيولة. وأنا لدي تأكيد بأنها أودعت في حسابات شخصية في "أشمون"، معولين على أرباح تصل إلى 30 في المئة خلال فترة شهر ونصف الشهر. يؤكد ضاهر أنه يمتلك المعلومات عن المصارف التي قامت بهذه العمليات، ولكنه يفتقد المستندات الكافية لإثباتها. لذا ناشد القضاء ليتحرك. وهذا ما فعلته وزارة العدل عندما اعتبرت ما قيل إخباراً، وتحركت على أساسه.

استباقاً للفوضى والإفلاس

لكن قبل يومين خالف ضاهر تغريداته المحذرة من السداد، وأشاد برئيس الحكومة، وكيفية معالجته الموضوع. وذلك بعد ما طلب رئيس الجمهورية من ضاهر أن يكون في عداد الفريق الاقتصادي الذي يعمل على وضع اقتراحات لإعادة هيكلة ديون اليوروبوند. وهذا يعني عمليا أن البحث انتقل من إمكان تأجيل الاستحقاق إلى كيفية تأجيله وهيكلة الديون في المرحلة المقبلة. لم يكن البيان الوزاري لحكومة دياب – في رأي ضاهر - على قدر الطموحات. لكن يتبين أن رئيس الحكومة عازم على الإمساك بالملف الاقتصادي كما يجب. فدياب علم أن حكومته أمام خيار واحد فقط: إما أن تنقذ البلد أو ستكون آخر حكومة تسبق الفوضى والإفلاس. ما هو مطروح حاليا - بحسب ضاهر - هو إعادة هيكلة الدين. فندفع 40 سنت عن كل دولار، وبالتالي ينخفض الدين من 30 مليار إلى 12 مليار. وهذا لا يشكل سابقة، لأنه حصل في دول كثيرة كالأرجنيتن والبرازيل وروسيا. أما فنزويلا - يقول ضاهر محذراً - فدفعت في اللحظة الأخيرة، "فانظروا ماذا حل بها". وهو يضيف أن حاملي السندات لا يمكنهم إلا أن يتقبلوا هذا الأمر، لأننا عملياً كالهارب إلى خيار البرازيل: إما يأخذوا منا ما يتوفر لدينا، وإما لا سداد على الإطلاق. وإعادة هيكلة الدين، في المقابل، تضخ من الخارج أموالاً على نحو أفضل. وذلك لتحررنا من الالتزامات، وتمنحنا إمكانية استثمارنا أول مليار ومئتي ألف دولار في قطاعات انتاجية. فنشغل الزراعة والصناعة، ونخلق فرص عمل. خصوصاً أن موازنة 2020 العامة تحوي بنداً عن خدمة هذا الدين الذي تتبدل أرقامه، اذا أعدنا هيكلته. ما يطرحه ضاهر يجعله يغرد خارج سرب تكتله النيابي، في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي. أما حفاظه على موقعه في التكتل – بحسبه - فلإسماع صوته بسهولة في مجموعته التي تضم 26 نائبا. فهو غير حزبي، ومؤيد دائم لموقع رئاسة الجمهورية، أياً يكن الرئيس.

الهيركات

وفي ظل الخروج "الشعبي" على معظم التكتلات اللبنانية، لم يتردد ضاهر في تقديم اقتراحات غير شعبية على الصعيد المالي. فكان أول من دعا إلى "capital control" معلن. وكان يتهيأ لتقديم مشروع قانون في شأنه، ولكنه تراجع عنه لعدم تحقق التوافق السياسي عليه. وهو يشرح أنه لم يكن يطالب بقانون، "لكنني بسبب الخلاف مع حاكم مصرف لبنان على المادة 70 من قانون التسليف والنقد، تقدمتُ من المجلس النيابي لمنح حاكم مصرف لبنان إجازة لوضع ضوابط على التحويلات، في حال رأى حاجة إلى ذلك". ويكشف ضاهر أن لبنان طبق فعلياً الـ CAPITAL CONTROL لأسبوع واحد في حزيران 1967، عندما حُصِرت التحويلات بأنواع وكميات محددة من المواد المستوردة. لكنه آسف لأن القرار أفلت من يد الدولة أخيراً لوقف نزيف الأموال الكبير في الأزمة الحالية. مع استفحال الواقع المالي حالياً، يطالب ضاهر بـ hair cut مقونن. ففي ظل تسعيرة الدولار الحالية، تخسر الدولة – برأيه - 40 في المئة من العائدات التي تذهب إلى جيوب خاصة، نتيجة الفرق في تسعيرة الدولار بين المصرف وفي خارجه. ويعتبر أنه لم يعد جائزا أن ندفن رأسنا في الرمال. فالسعر الحقيقي لصرف الدولار، حسب تقارير البنك الدولي في حزيران 2019، كان 2600 ليرة. وبعد الذي حصل بات السعر الحقيقي 3 آلاف ليرة.

ويكشف ضاهر أن الاجتماعات مستمرة ومكثفة لمناقشة هذا الأمر. ويَفترض أن الأمر يُبتُّ نهائياً في غضون شهر ونصف الشهر، معتبرا أن مسألة الـ hair cut لم تعد خياراً، بل ضرورة. والتمنع عن الدفع ليس خياراً. ولدينا أربع سنوات مخيفة، إذا نجحنا. وإذا لم ننجح فسنذهب إلى الانهيار الشامل. ويعتبر ضاهر أن ثورة 17 تشرين أزالت ورقة التوت عن الأزمة الكبيرة التي نمر بها، مشيراً إلى أن الخروج من هذا النفق لن يكون قريباً. ويدعو ضاهر في المقابل إلى الاستفادة من الفرص الناجمة عن الأزمة، وخصوصاً مع تدني قيمة الرواتب، الذي يخفض كلفة الانتاج، ويسهل على الانتاج المحلي المنافسة في الأسواق الخارجية، ويؤمن سيولة مدولرة في البلد مجدداً. وهو كشف أنه طرح على رئيس الجمهورية أن تكون طريقة سداد اليوروبوند مرتبطة بمؤشر اقتصادي. أي أننا كدولة لبنانية نسدد ما يوازي 15 في المئة من صادراتنا. وهذا ما يسهل علينا فتح أسواق خارجية.

 

سرّ الأسرار: المعلومات المالية يخفيها مصرف لبنان عن الدولة

علي نور/المدن/22 شباط/2020

لم يكشف رئيس الجمهوريّة سرّاً حين قال إن هناك معلومات "لا نزال بحاجة إليها تتعلّق بالوضع المصرفي". مع العلم أن عبارة الوضع المصرفي تحديداً، تشمل بطبيعة الحال كل من المصارف التجاريّة ومصرف لبنان. فاللبنانيّون اعتادوا منذ زمن على عدم إفصاح المصارف التجاريّة ومصرف لبنان عن كثير المعلومات التي تتعلّق بالوضع المالي، والتي لا يمكن من دونها تقييم الوضع المصرفي بشكل سليم. في الواقع، تبيّن اليوم أن هذا النقص ساهم إلى حد كبير في تأخير الكشف عن خطورة الوضع أمام الرأي العام. خصوصاً، أن جزءاً كبيراً منها تعلّق تحديداً بعوارض أزمة السيولة بالعملة صعبة. ثمّة ما هو أكثر خطورة هنا، ففي التدقيق في الميزانيّات، يتبيّن أن نوع المعلومات ذاته كان مفقوداً في ميزانيّات كل من مصرف لبنان والمصارف اللبنانيّة. وهو ما يعني أن هذا النقصان في المعطيات لم يكن عبثيّاً أو غير مقصود. أزمة الشفافيّة في ما يتعلّق بالمعطيات الماليّة مستمرّة حتّى الآن، لكن الإشكاليّة الأساسيّة تكمن الآن في أن الدولة تتخذ قرارات مصيريّة، مثل إمكانيّة دفع سندات اليوروبوند أو التخلّف عنها، بينما لا يملك أصحاب القرار في السلطة الكثير من المعلومات الضروريّة لدراسة هذا النوع من القرارات.

التزامات مصرف لبنان بالعملة الأجنبيّة

حسب ميزانيّة مصرف لبنان حتّى نهاية السنة الماضية، بلغت قيمة إحتياطي العملات الأجنبيّة الموجود بحوزة المصرف حدود الـ29.55 مليار دولار أميركي. وهو الرقم الذي يشير إليه دائماً الحاكم والخبراء الاقتصاديين، عند الحديث عن الهامش المتوفّر لدى المصرف المركزي للتدخّل، وتوفير العملة الصعبة في الأسواق. ما لا يتم الإشارة إليه هنا هو حقيقة أن هذا الرقم يمثّل ما تبقّى من السيولة بالعملة الأجنبيّة، التي قامت المصارف بتوظيفها لدى المصرف المركزي، من أموال المودعين. وبالتالي، فتقييم هذا الرقم يجب أن ينطلق أوّلاً من مقارنته بقيمة الإلتزامات المتوجّبة على مصرف لبنان بالعملة الأجنبيّة تحديداً. خصوصاً، أن جزءاً كبيراً من أزمة السيولة والودائع بالعملة الصعبة، القائمة اليوم، يتعلّق تحديداً بحجم أموال المودعين بالدولار، التي وظّفتها المصارف عبر تسليف الدولة ومصرف لبنان، مقارنةً بما تبقّى من هذه السيولة لدى المصرف المركزي. عمليّاً، تمثّل هذه المعلومة الحلقة المفقودة تماماً في ميزانيّات المصرف المركزي. يرد في تلك الميزانيّات حجم الإحتياطي الموفّر بالعملات الأجنبيّة من ناحية الموجودات، من دون أن يقابله أي تفنيد لحجم الإلتزامات المترتبة لصالح المصارف التجاريّة بالعملة الأجنبيّة تحديداً. وهكذا، تخلط الميزانيّات الإلتزامات هذه بالليرة مع الإلتزامات بالدولار وسائر العملات الأجنبيّة، وهو ما يمنع الجميع من معرفة وضعيّة مصرف لبنان، من ناحية الفارق بين إلتزاماته وموجوداته بالدولار الأميركي. المسألة الملفتة للنظر هنا، هو إخفاء الميزانيّات المجمّعة للمصارف التجاريّة لنوع المعلومة ذاتها، من جهتها. فبينما تميّز هذه الميزانيّة بين قيمة الودائع المترتبة عليها بالليرة مقابل قيمة الودائع المترتبة عليها بالدولار، تمتنع هذه المصارف عن التمييز بين توظيفاتها لدى مصرف لبنان من جهة العملة. وهكذا، حتّى لو أراد الباحث التوجّه إلى ميزانيات المصارف التجاريّة لتقدير إلتزامات مصرف لبنان بالعملات الأجنبيّة مقابل موجوداته بهذه العملات، سيتعذّر هذا الأمر.

أزمة السيولة التي يتم إخفائها

الفارق بين الإلتزامات والموجودات بالعملة الصعبة، والذي تم إخفاؤه بحسب الميزانيّات المنشورة من مصرف لبنان والمصارف التجاريّة، هو ما يسمّى ماليّاً بالإحتياطي الصافي، وهو الرقم الذي ينبغي النظر إليه عند تقييم الإحتياطات المتوفّرة، والتي يتحدّث عنها الحاكم دائماً. فإذا كانت الإلتزامات تفوق الموجودات بالعملات الصعبة بكميات كبيرة، فذلك سيعني ببساطة أن مصرف لبنان استخدم جزءاً كبيراً من سيولة المصارف التي تم توظيفها لديه بالدولار من أموال المودعين، لتثبيت سعر الصرف، وهو ما يشرح جزءاً كبيراً من أزمة السيولة القائمة. وكالة فيتش قامت بتقديرات منذ أشهر لمحاولة تحديد هذا الرقم وتقدير الوضع، فقدّرت إلتزامات مصرف لبنان بالعملة الأجنبيّة بحدود الـ62 مليار دولار، مقابل إحتياطي متبقي بالعملات الأجنبيّة بلغ في ذلك الوقت حدود الـ29.8 مليار دولار. ما يعني أن الإحتياطي الصافي بلغ مستويات سلبيّة تقدّر بـ32.2 مليار دولار. كان هذا الواقع –الذي تخفيه الميزانيّات- سبباً رئيسيّاً لتخفيض الوكالة التصنيف الائتماني للبنان. فالوكالة اعتبرت أن هذا الإحتياطي السلبي سيشكّل عامل ضاغط على السيولة، في حال تسارع الطلب على السيولة بالعملات الأجنبيّة، نتيجة تدهور ثقة المودعين، وهو ما حدث بالضبط بعد أشهر. في كل الحالات، تختلف التقديرات المتعلّقة بوضعيّة الإحتياطي الصافي لدى مصرف لبنان. وما ذكرته وكالة فيتش مجرّد تقدير قامت به من جهتها، من دون وجود معلومات رسميّة مفصح عنها في الميزانيّات. لكنّ ذكر وكالة فيتش لهذه المسألة تحديداً منذ أشهر، وتحقّق السيناريو الذي تحدّثت عنه، يعني ببساطة أن هذه المعلومة كانت إحدى عوارض الانهيار التي كان ينبغي التعامل معها منذ سنوات طويلة، بينما كانت الميزانيّات المصرّح عنها تتفادى إعطاء أي أرقام تدل عليها.

هل الإحتياطي متوفّر فعلاً؟

ثمّة مسألة أخرى ينبغي الإلتفات إليها هنا. فالأرقام التي تقول بوجود 29.55 مليار دولار كإحتياطي عملات صعبة، تفترض أن هذا المبلغ موجود كموجودات سائلة أو قابلة للتسييل عند الحاجة. لكنّ البحث الإضافي يبيّن أنّ المسألة ليست بهذه البساطة. وثمّة أمور لا يتم الإشارة إليها بشفافيّة عند التعاطي مع الرأي العام. فمصرف لبنان يعمد منذ 2017 إلى تضمين الإحتياطي الذي يشير إليه في الميزانيّات مبالغ تمثّل قيمة سندات اليوروبوند الموجودة بحوزته. بمعنى آخر، يشمل الإحتياطي هذا أموالاً مترتبة على الدولة اللبنانيّة لصالح مصرف لبنان بالدولار الأميركي. وآخر التقديرات تقدّر قيمة هذه السندات بحوالى الـ5.7 مليار دولار. المشكلة هنا تحديداً تكمن في أن هذه السندات لا تمثّل أموالاً سائلة، ولا تمثّل موجودات قابلة للتسييل عند الحاجة. وحتّى لو أراد مصرف لبنان بيعها اليوم، فسيكون ذلك متعذّراً، إلا إذا قام ببيعها لأطراف أجنبيّة بأثمان بخسة جدّاً، تحمّله خسائر غير منطقيّة. ومن المعروف أيضاً أن الدولة اليوم غير قادرة على سداد قيمة هذه السندات، إذا أراد مصرف لبنان انتظار استحقاقها. ببساطة، جزء من هذا الإحتياطي الذي يشير إليه مصرف لبنان لا يمثّل إحتياطات فعليّة، بل موجودات سيعاني في سبيل تحصيل قيمتها مستقبلاً. وهنا ينبغي السؤال عن وجهة توظيف مصرف لبنان لباقي عناصر الاحتياطي هذا. فوجود سندات اليوروبوند ضمن ما يقول عنه مصرف لبنان أنّه احتياطي، يطرح الشك بطبيعة الحال بباقي التوظيفات التي يشملها هذا التصنيف. أين يوظّف مصرف لبنان هذا الاحتياطي؟ الجواب متعذّر حاليّاً.

أزمة معلومات

كما أصبح واضحاً للجميع، يتركز جزء من الانهيار المالي في وجود قاعدة ودائع ضخمة بالدولار الأميركي قامت المصارف بتوظيف الجزء الأكبر منها في سندات اليوروبوند ومصرف لبنان، وهو ما أدّى اليوم إلى أزمة المصارف مع المودعين. فكيف نعرف حجم الأزمة ونعالجها من دون أن نعرف بالضبط قيمة الموجودات المصرفيّة بالدولار التي تم توظيفها لدى مصرف لبنان؟ ومن ناحية أخرى، كيف ستقيّم السلطة طريقة التعاطي مع استحقاقات اليوروبوند، وكفاية الإحتياطي المتوفّر، إذا نفّذت ما يريده الحاكم من سداد لهذه السندات، من دون أن نعلم حجم انكشاف المصرف المركزي على إلتزامات بالدولار مقابل هذا الإحتياطي؟ وهكذا، لا يمكن الإنطلاق نحو أي معالجة من دون أن نبدأ أوّلاً بعرض كل المعلومات المتوفّرة أمام المعنيين والرأي العام، لتقدير نوعيّة المشاكل المطروحة، وأثر كل خيار على الوضع المالي في البلاد. ثمّة انتقادات كثيرة تم توجيهها لمصرف لبنان في الماضي، على خلفيّة التعتيم على جزء من المعلومات المتعلّقة بالقطاع المالي تحديداً، ولم تحظَ أي من هذه الانتقادات بالاهتمام الرسمي اللازم. لكنّ مصرف لبنان مطالب اليوم أكثر من أي وقت بكشف جميع الأوراق والأرقام أمام الجميع. ومن المفترض أن تكون هذه المسألة بالذات مطلب كل من يريد التفكير بالبدائل المطروحة في ظل الانهيار، وبالأخص الشارع المنتفض على سياسات المصرف المركزي والسلطة.

 

عندما تُستخدم "المسيحية المشرقية" لخدمة "الممانعة" ومحاصرة لبنان

ألان سركيس/نداء الوطن/21 شباط/2020

على رغم الوعود بإجراء معالجات جديّة للأزمة الإقتصادية والمالية التي تضرب لبنان، إلا أن الوضع يتدحرج بسرعة نحو الحضيض بعد عجز الطبقة الحاكمة عن إيجاد حلول.

لا يمكن تحميل عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كل تبعات الأزمة، إذ إن الفساد بدأ وكذلك النهب منذ ما بعد "اتفاق الطائف" وبرعاية سورية، لكن في مكان ما لا يمكن فصل الإنحدار الإقتصادي عن المسار السياسي المتبع، والذي تُوج العام 2016 بانتصار محور "الممانعة" في المنطقة، حسب تعبير رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وإيصال رئيس جمهورية من هذا المحور هو عون. مع عودة العماد عون من المنفى الباريسي في 7 أيار 2005 بدأ سلوك طريق مغاير للخط المسيحي التاريخي، إذ إنه استخدم مصطلح "المسيحية المشرقية" لمدّ جسور تحالف مع النظام السوري وإيران، وتحت هذا الشعار صالح الرئيس السوري بشار الأسد وبدأت رحلات الحج العونية إلى براد السورية، وتمّ استغلال هذا الشعار للمتاجرة السياسية وبناء تحالفات لا تمت إلى الواقع المسيحي بصلة.

وصل عون إلى الرئاسة وبدأ رحلة الدفاع عن "حزب الله" والنظام السوري وإيران وزايد وزير الخارجية آنذاك جبران باسيل في هذه النقطة، وأخذ المسيحيين ومعظم اللبنانيين إلى مكان لا يرغبون به، وبعد انقضاء 3 سنوات من عهده بات لبنان تحت الحصار العربي والدولي، وانقطعت معظم العلاقات اللبنانية مع دول العالم. قد تكون تغريدة الوزير العوني السابق غسان عطالله منذ 4 أيام أكبر دليل على التصاق "التيار الوطني الحرّ" بالمحور السوري، في وقت تعاني البلاد من العزلة بفضل سياساتهم، إذ أصبح الرئيس بشار الأسد الذي حارب نظامه المسيحيين وهجّرهم وضرب لبنان، بالنسبة لهذا "التيار"، مثالاً يحتذى به وبأقواله، فقد قال عطالله على "تويتر": "إنتصرنا على الشك والخوف والخيانة. كلمات قالها الرئيس الأسد بعد ما حققه الجيش السوري فأنبتت في داخلي المشهد في لبنان بما فيه من خوف وشك وخيانة، إننا إذ نبارك لسوريا بانتصارها على الارهاب نعمل لأن ينتصر لبنان على جراحه بعدما كان دحر الارهاب بقوة جيشه ومقاومته وحكمة الرئيس عون". يمكن لأي زعيم سياسي أن يذهب في الإتجاه الذي يريده، لكن رئيس الجمهورية مسؤول عن شعب وليس عن مناصريه فقط، فمن بنى علاقات جيدة وسلّف دول "الممانعة" يجب أن يحصل في المقابل على دعم من هذا المحور عند وقوع الأزمات، وهنا يسأل المواطنون: أين الدعم من محوركم الذي تقولون أنه هزم أميركا، فهل هو غير قادر على مساعدة لبنان في أزمة مثل هذه؟ لا شكّ أن الخلاف على الإتجاه السياسي المسيحي بعد العام 2005 كان مدار جدل منذ ذاك الحين، فمنهم من رأى أن الإنقسام المسيحي بين المحور السني والمحور الشيعي مفيد للمسيحيين والبلد على حدّ سواء، في وقت تمسّك عدد من المسيحيين بالدور التاريخي الذي اضطلع به الموارنة وهو صلة الوصل بين كل مكونات الوطن أولاً، وبين الشرق والغرب ثانياً. وفي هذا الإطار، أثار الوضع الذي يمرّ به لبنان والحصار المفروض والسياسات المتبعة، خصوصاً لجهة إصرار رئاسة الجمهورية والحكومة والسلطة مجتمعةً الإرتماء في أحضان محور "الممانعة"، غضب المراجع الروحية المسيحية، والتي ترى في هذه السياسة تغيير وجه لبنان. وتسرد المراجع تاريخ الموارنة في العلاقة مع الغرب ومع فرنسا تحديداً والإستفادة من خبرات الفاتيكان التعليمية والدول الأوروبية لتطوير المجتمع المسيحي واللبناني، من ثمّ فترة حكم الأمير فخر الدين المعني الثاني ودور الموارنة في تقوية علاقاته مع الغرب وانعكاس ذلك على تطوير اقتصاد لبنان ونمط عيشه، كل هذا المسار التاريخي بات في مهب الريح بسبب سياسة فريق لبناني يستقوي بالسلاح.

وتشدّد المراجع على أن القضية ليست أكل pizza أو burger أو ارتداء ملابس أوروبية أو السير على الموضة الغربية، بل إن الخطورة في المسألة أن هناك جهة دخلت على الخطّ وتريد فرض نموذج حياتها على اللبنانيين، وتريدك أن تعيش مثلما يعيش الشعب الإيراني الذي هو أصلاً غير راض عن عيشته وينتفض كلما سمحت له الفرصة. وفي داخل الكنيسة المارونية صوت يصرخ كفى، كفى لكل الجهات المسيحية التي حاولت استغلال المسيحية المشرقية لأهداف سلطوية، وكفى لكل من يحاول ضرب علاقات لبنان بالشرق والغرب على حد سواء، وكفى لكل مسلسل السرقات والنهب وسوء الإدارة، وتستشهد بما قاله مطران بيروت بولس عبد الساتر في عظة عيد مار مارون، من أن الأفضل للمسؤول الرحيل إذا كان غير قادر على تحقيق آمال الشعب. وفي السياق، فإنه يوجد في الكنيسة ممتعضون من السياسات المتعاقبة التي عزلت لبنان عن محيطه وعلاقاته الخارجية، إذ إنها تعتبر أن المسيحية براء من كل محاولات الإستغلال السياسي ولا يعنيها تمدّد هذه الدولة أو تلك، والمسيحيون ليسوا أكياس رمل لأي دولة وكذلك اللبنانيون، ومن له مشاريع خارج الحدود فليذهب لوحده ولسنا مضطرين كشعب لبناني تحمل تبعات حروبه العبثية. وتؤكد الكنيسة أن الموارنة فدوا أرض الشرق بدمائهم ولا أحد يزايد بانتمائهم للشرق، وليسوا بحاجة لمؤتمرات تؤكّد على دورهم سواء من هذا الفريق أو ذاك، وبالتالي فإن الأساس هو تصويب البوصلة والعودة إلى النموذج الحقيقي وعدم الدخول في محور ضدّ الآخر، فعلى سبيل المثال فإن مؤتمر "سيدر" قام بمبادرة فرنسية، لذلك فإن لحظة الضمير تحتم على الجميع تحمّل دورهم وعدم إغراق الشعب بالفقر والعوز نتيجة سياساتهم الخاطئة.

 

تحرير لبنان من لبنان

أحمد العز/اللواء/22 شباط/2020

متى نُحرر لبنان من لبنان المتصرفية والانتداب والوصاية والاحتضان واللجوء والنزوح والودائع، ومن التجاوزات الدستورية والتشريعية والمالية والإدارية والأمنية والقضائية والسيادية، ونحرر لبنان من كل الفحوصات المخبرية الدينية والمذهبية والوطنية والقومية والجغرافية والفرنكوفونية والأنغلوسكسونية والروسية والفارسية والتركية، ونحرر لبنان من مركبات النقص العددية الأقلية والأكثرية، ومن أوهام الوحدة العربية والأحلاف الإقليمية والمحاور الدولية والخيانات الوطنية، ومتى نحرر ذاكرتنا المثقلة بثقافة النزاع وحروب الآخرين على ارضنا ومشاهد القتل والدمار والاحتلال والهزائم والانتصارات ومؤامرات الإخوة والاصدقاء والأعداء، ومتى نتحرر من قوة لبنان في ضعفه ومن ضعف لبنان في قوته. متى نحرر لبنان من أمراض العظمة والغيبية والتعدديات الطائفية والمذهبية الإسلامية والمسيحية والمناطقية والتاريخية الفينيقية والبابلية والرومانية والإغريقية والآشورية والكلدانية والعربية، ومتى نتحرر من حمورابي وقدموس ويوروبا واليسار وأحيرام وأدونيس وعشتار ومن الإمبراطوريات البيزنطية والعثمانية، ومتى نحرر لبنان من موروثات الإرساليات التربوية البروتستانتية والأرثوذكسية والكاثوليكية والمقاصدية والعاملية والعرفانية والرشدية ومتاهاتها الفكرية والثقافية وآثارها التدميرية على البنية التكوينية للمواطنية اللبنانية المستغرقة في متاهات ازدواجيات الهويات الثقافية والتربوية رغم المحدودية الجغرافية والهشاشة العددية. متى نحرر لبنان من  الدولة المركزية واللادولة مركزية ومن السلطة المركزية ومن لا سلطة مركزية والسيادة واللاسيادة ومن الفيدراليات الطائفية المقنعة والقضاء واللاقضاء والقوى العسكرية المركزية والقوى العسكرية اللامركزية أو الذاتية ومن القوى الأمنية الوطنية والقوى الأمنية الطائفية واللاوطنية، ومتى نحرر لبنان من فوضى القيم والمعايير حيث يصعب التمييز بين الفضيلة والرذيلة وبين الجريمة والبطولة وبين السارق والشاطر وبين المرتكب والقوي وبين المؤمن والكافر والضحية والجلاد ومتى نحرر لبنان من رفع رايات الآخرين  وتنكيس رايات لبنان على ارض لبنان.

متى نحرر لبنان من لبنان الادعاء والغوغاء والتطيّر وعدم الانتظام في الدولة والمؤسسات ومن فوضى تداخل المعارف والاختصاصات حيث يستوي في لبنان الذي يعلمون مع الذين لا يعلمون فالسياسي تكنوقراطي والتكنوقراطي سياسي وكلهم عظماء في إمبراطورية الأوهام لبنان، ومتى نحرر لبنان من صناعة الخرافات والأمجاد والانتصارات والاقتتال على المغانم والمناصب والألقاب والتهرب من تحمل ابسط المسؤوليات، ومتى نحرر لبنان من الفقر والعوز والانهيار ومن الساسة الأغنياء الأغبياء، ومتى نحرر لبنان من عبادة الأصنام الكبار والصغار ومن بعدهم الأبناء والأحفاد والأنساب.

متى نحرر لبنان من جنون الفرادة والتفوق بين مواطنيه والتميز عن محيطه وأشقائه وأوصيائه وحاضنيه، ونحرر لبنان من الحريات والأحزاب والتيارات المزيفة والمتعددة العقائد الإنشائية والأجندات الخارجية والبعيدة عن الاولويات والبديهيات الوطنية، ومتى نحرر لبنان من حرية الإعلام المستغرق في الآنية والمستوطن في وطنه الثاني لبنان والعاجز عن تجديد الحياة السياسية والإبداعية والعلمية والمهنية الإعلامية والباحث دوما عن التمويلات والحمايات الأمنية،  ونحرر الإعلام اللبناني من صناعة خرافة لبنان الحريات الديموقراطية والانفتاح والتألق والتفاعل وأكذوبة  لبنان جسر التواصل بين الحضارات والثقافات الغربية والشرقية، ومتى نحرر لبنان من إعلام المحسوبية والكيدية والمهاترات والسخافات والشتائم والسباب. ان نهوض لبنان من كبوته وتعثره يحتاج الى نخبة تؤمن بوطنها النهائي والوحيد لبنان فقط دون سواه وتكون نخبة قادرة على تحويل الأزمات الى فرص وخيارات وقادرة على تحريرلبنان من لبنان الاوهام والنزاعات.

 

لبنان يطلب مشورة صندوق النقد الدولي للخروج من أزمته المالية، لكن هل بإمكانه تفادي خطة إنقاذ شاملة؟

مايكل يونغ/موقع كارنيغي للشرق الأوسط/21شباط/2020

سيبيل رزق | مديرة قسم السياسات العامة في "كلنا إرادة"، وهي منظمة مدنية للإصلاح السياسي في بيروت

لا مفرّ للبنان من خطة إنقاذ شاملة لاستعادة الاستقرار على مستوى الاقتصاد الكلّي والمالي، لأن البديل سيكون سيناريو كارثياً ينطوي على التضخّم المفرط، وتراجع قيمة العملة الوطنية، والبطالة، والفقر، والهجرة. ونظراً إلى أن لبنان عضو في صندوق النقد الدولي، فمن حقّه طلب المشورة من الصندوق والحصول على تقييم لوضعه المالي. وسيتطلّب هذا الأمر الكشف التام عن المعطيات المالية المتعلّقة بمصرف لبنان والقطاع المصرفي للتوصّل إلى فهم دقيق لحجم الخسائر المُتكبّدة.

نعرف أن لبنان يعاني من مجموعة أزمات، بدءاً من حالة ميزان المدفوعات والدين، مروراً بمشكلة العملة والقطاع المالي، ووصولاً إلى ضعف القطاعات الإنتاجية وغيرها. لكن هذه الأزمات تجعل الأوضاع معقّدة على كل المستويات. إذن، الحاجات المالية مُلحّة للغاية وإعادة الهيكلة ضرورية، ما يستدعي على الأرجح إجراءات إنقاذ خارجية من المانحين الخارجيين، وإجراءات إنقاذ داخلية أيضاً، عبر تحويل جزء من الودائع إلى أسهم في المصارف خلال عملية إعادة الرسملة، بعد شطب الأسهم الأصلية. لكن المسألة الأساسية هنا سياسية وهي: من سيطبّق خطة الإنقاذ، فيما لبنان يواجه في الوقت نفسه أزمة نظام؟ لبنان يحتاج إلى حكومة تكون قادرة على تحريك زمام الأمور، بمعزل عن النظام الذي يشوبه الفساد والمحسوبية والقائم على نخبة تُمسك بخيوط الدولة. من الضروري أن تتحلّى الحكومة بالكفاءة والشرعية والصدقية كي تتمكّن من طلب المساعدة الخارجية، سواء من صندوق النقد الدولي أو من جهات مانحة مؤسسية أو ثنائية.

إسحاق ديوان | أستاذ حائز على منصب "كرسي التميّز للعالم العربي" في جامعة باريس للعلوم والآداب، وأستاذ في المدرسة العليا للأساتذة (Ecole Normale Supérieure)

لبنان في حاجة ماسّة إلى الدعم المالي الكفيل بمساعدته على التكيّف مع التوقف المفاجئ لتدفّق الرساميل، في وقتٍ قد تؤدّي العجوزات الكبيرة داخلياً وخارجياً إلى انهيار اقتصادي. وليس من قبيل المبالغة في شيء الافتراض بأنه في ظل غياب الدعم المالي الكبير والسريع، قد تتحوّل البلاد إلى دولة فاشلة نتيجة الانهيار والفوضى. في أفضل الأحوال، قد يتمكّن صندوق النقد الدولي، بالتعاون مع جهات مانحة أخرى، من إعداد حزمة تمويلية كاملة هي عبارة عن مبلغ يتراوح بين 20 و25 مليار دولار يُمنح إلى لبنان على مدى ثلاث سنوات من أجل دعم خطة الإنقاذ وتخفيف وطأة الألم الذي لامفرّ منه في المدى القصير. لكن لتحقيق ذلك، لا بدّ من إجراء تعديلات وإصلاحات موجعة، تتضمن خفض مصاريف الدولة، وزيادة الضرائب، والخصخصة، وتقليص الدين، وتراجع قيمة العملة. سيكون الهدف ببساطة تمكين الاقتصاد اللبناني من تسديد قروض صندوق النقد الدولي ضمن مهلة لاتتجاوز العشر سنوات.

عبر طلب إجراء تعديلات اقتصادية مقابل الدعم، يُتوقّع أن يلعب صندوق النقد الدولي إلى حدٍّ كبير دور ناقل الرسائل الذي يحثّ لبنان على التوصّل إلى إجماع داخلي بشأن كيفية إصلاح تقهقر الثروة نتيجة خَبَل السياسيين. ستؤدي الطرق المحدّدة التي سيتم بموجبها التعديل إلى مضاعفات ضخمة لجهة توزيع الثروات، ولاسيما على مستوى المجتمع اللبناني وعن كيفية تكبّد مختلف شرائحه هذه الخسائر الجمّة.

لاينبغي على الحراك الاحتجاجي المسارعة إلى وضع العصي في دواليب خيار صندوق النقد الدولي، لأنه حبل النجاة المالي الوحيد راهناً. لذا، يكمن الخيار الأفضل للحراك في دعم عملية التفاوض ووضع شروطه الخاصة بشأن خطة الإنقاذ، حرصاً على حماية الفقراء والطبقة الوسطى. في حال لم يتوصّل لبنان إلى إجماع داخلي حول المرحلة المُقبلة، سينتظر طائر الفينيق طويلاً قبل أن ينبعث مجدّداً من رماده، تماماً كما حدث خلال الحرب الأهلية.

عامر بساط | رئيس الاستثمارات السيادية والأسواق الناشئة في شركة إدارة أصول في نيويورك، وخبير اقتصادي سابق في صندوق النقد الدولي. لكنه عبّر عن رأيه الوارد هنا فقط بصفته الشخصية

حان وقت إزالة الغموض الذي يكتنف صندوق النقد الدولي. إذ لم يعد اعتماد برنامج شامل ومتكامل بعد الآن مجرد ترف. فلبنان بحاجة إلى برنامج لأحد الأسباب الثلاثة الآتية: أولاً، الأزمة اللبنانية شديدة التعقيد ومستعصية على مايبدو. في المقابل يمتلك صندوق النقد الدولي الخبرات المناسبة والمطلوبة. ثانياً، يفتقد التزام الحكومة اللبنانية بالإصلاحات إلى الصدقية، إذا ما أردنا التعبير عن الأمر بتهذيب. وستثبت مشروطية صندوق النقد (الخاضعة إلى المتابعة والرقابة) فعّاليتها في ترسيخ عملية تطبيق الإصلاحات. أخيراً، والأهم من كل ذلك، إن حجم العجز التمويلي في البلاد هائل. وفي حال لم تتمّ معالجته، سيكون مصير الاقتصاد الانهيار وستنخفض احتياطيات الصرف الأجنبي بشكل مطّرد. وإذا ما أردنا الحديث بصورة واقعية، ستكون الجهات المانحة الأخرى متردّدة إلى حدّ كبير في منح لبنان الأموال، من دون موافقة صندوق النقد الدولي.

في هذا السياق، لابدّ من طرح سؤال مستقل، لكن مرتبط بهذه المسألة، ألا وهو: هل ستكون شروط صندوق النقد الدولي موجعة؟ للأسف، ستكون كذلك بالطبع. لكن السؤال المطروح هنا خطأ، فإن كانت الدولة جادة في معالجة أزمتها، ستكون الإجراءات التي يحدّدها صندوق النقد هي ما تحتاج إليه بالضبط. كما أن الأحاديث الشائعة عن أن الصندوق لايعير أهمية للواقع السياسي ومضاعفات شروطه على المجتمع قد عفا عليها الزمن. وسيكون لوجود فريق تفاوض لبناني قوي دور رئيس في صياغة تفاصيل البرنامج.

نسرين سلطي | أستاذة مساعدة في قسم العلوم الاقتصادية في الجامعة الأميركية في بيروت

ليس واضحاً "حجم" برنامج الطوارئ الاقتصادي الذي يحتاجه لبنان، بخاصة في ظل غياب أي أرقام كلية وميزانيات عمومية موحّدة ومُثبتة. لكن بغض النظر عن ذلك، لابدّ من تطبيق نوعين من الإصلاحات الأساسية قبل الأخذ في الحسبان أي تدخّل لصندوق النقد الدولي، سواء كان خجولاً (على شكل مساعدة تقنية) أو صارماً (على شكل برنامج كامل): الأولى إصلاحات تتعلّق بالحوكمة، والثانية تتعلّق ببلورة رؤية اقتصادية.

سيحمل معه تدخّل صندوق النقد وصفات تتعلّق بالسياسات العامة، وسيكون قسم منها تطفلياً ومضايقاً، وينطوي على أطراف رابحة وأخرى خاسرة بشكل مباشر، على غرار الخصخصة، ورفع الدعم، وإدارة فاتورة الأجور في القطاع العام، وما إلى ذلك. في هذا السياق، ثمة خلافات كثيرة حول مدى فعّالية وسلامة تدخّل صندوق النقد. حتى أن الكثير من المؤيدين لهذه المسألة أقرّوا بأن تطبيق بعض هذه السياسات في نظام يستشري فيه الفساد والزبائنية كلبنان، من دون تفعيل إصلاحات نحو حوكمة وشفافية أفضل وسيادة القانون (وكل ذلك خارج اختصاص الصندوق المباشر) يُعتبر أمراً خطيراً. ويمكن لذلك أن يستخدم "مشروطية صندوق النقد الدولي" كغطاء يسمح بمواصلة إحكام قبضة النخبة الفاسدة على الاقتصاد.

ترمي عمليات الإنقاذ التي يقوم بها صندوق النقد إلى توجيه الاقتصاديات ووضعها على مسار النمو الاقتصادي والاستقرار الاقتصادي الكلي، وإبقاء الدين في حدود مستدامة. وحتى حين تتضمن برامجه أحكاماً تتعلّق بشبكات أمان اجتماعي، لا يتبنّى أي محصلات توزيعية كأهداف. مع ذلك، يمكن لاقتصاد ما أن يحقّق نمواً، وأن يكون مستقراً على مستوى الاقتصاد الكلي ومسؤولاً على الصعيد المالي، وأن يقوم في الوقت نفسه بتوزيع الدخل بطريقة غير متكافئة إلى حدّ كبير. وفي حال كانت الرؤية الاقتصادية الجماعية في لبنان تهدف إلى تصحيح عملية توزيع الثروات والدخل غير المتوازنة والمثيرة للقلق (وهو توزيع ناجم عن السياسات نفسها التي أشعلت فتيل الأزمة)، فإن إضافة هدف توزيعي ضمن الأهداف الثلاثية الموضحة أساساً في خطة إنقاذ صندوق النقد، ستملي أيضاً الطريق الذي تختاره الدولة لتعافي البلاد. وقد يتطلّب هذا الأمر تبنّي بعض السياسات التي لاتكون مُدرجة بشكل مباشر في برامج صندوق النقد الدولي التقليدية.

سامي نادر | مدير مركز المشرق للدراسات الاستراتيجية، وخبير اقتصادي، وأستاذ محاضر في جامعة القديس يوسف في بيروت

لم تمرّ فرصة أمام الطبقة الحاكمة في لبنان للقيام بإصلاح اقتصادي حقيقي إلا وأهدرتها. المرة الأخيرة كانت في أعقاب مؤتمر سيدر للجهات المانحة الدولية، الذي عقد في باريس في نيسان/أبريل 2018، والذي تمّ فيه تقديم رزمة مالية تبلغ حوالى 18 مليار دولار لتنفيذها على مرحلتين، لقاء تطبيق الحكومة اللبنانية إصلاحات طال انتظارها. لكن على الرغم من كل شيء، لايبدو النظام السياسي اللبناني قادراً على الإصلاح، إذ إن ذلك يعني إضعاف القوى السياسية التي ستُحرم من مصادر تمويلها.

كان مؤتمر سيدر الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان من دون تكبّد أكلاف عملياً. لكن الأمر لم يعد كذلك اليوم، فلبنان يسير نحو الانهيار. كما لم تعد القضية تتعلق بكيفية تفادي الانهيار بعد الآن، بل بكيفية التخفيف من الكلفة والخروج من الأزمة بأقل الأضرار. وعلى الرغم من أن الإصلاحات ضرورية، إلا أنها لم تعد كافية بكل بساطة. فلبنان يحتاج إلى ضخّ أموال لا تقلّ عن 15 – 20 مليار دولار لإعادة هيكلة ماليته العامة ونظامه المصرفي وتفادي ركود اقتصادي حاد. وما من جهة مانحة مستعدّة لتقديم مبالغ مجانية من دون مقابل، كما كانت تفعل في السابق دول مجلس التعاون الخليجي. لقد خسر لبنان، تحت رعاية حزب الله، أصدقاءه وتقديماتهم السخية. وهو الآن بحاجة إلى اقتراض الأموال، والباب الوحيد الذي يمكن أن يطرقه هو باب صندوق النقد الدولي.

 

جراحات الهوية وإحراجاتها ومكافحتها

رضوان السيد/الشرق الأوسط/21 شباط/2020

التقت شخصياتٌ فكرية ودينية وسياسية بدعوة من رابطة العالم الإسلامي - بمقر الأمم المتحدة في جنيف لمناقشة قضايا التطرف العنيف.

الموضوع ليس جديداً. لكنّ المدعوين قالوا فيه جديداً كثيراً من وجهات النظر الأنثروبولوجية والسوسيولوجية والاستراتيجية. وقد ذكر الدكتور محمد العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي كلاماً في البداية والنهاية يضاهي في أهميته ما ورد في ديباجة وثيقة مكة المكرمة.

الأجانب الذين شاركوا ركّزوا على مشكلات الهوية، ومن ضمن ما ذكروه أنّ التهابات الهوية وأمراضها لا تقتصر على المسلمين، وامتدت منذ زمن إلى الهويات الدينية والإثنية والجهوية واللغوية الأخرى. بيد أنّ ذلك لا يعني أنّ الأمر صار واضحاً فيما يتعلق بتعريف الهوية أو مقتضياتها وآثارها. فحتى الإرهاب على الاختلاف في تعريفه، يبقى أكثر وضوحاً. فعندما يقتل تنظيم بوكو حرام في نيجيريا أو البلدان المجاورة نقول بوضوح إنّ هذا إرهاب، أياً يكن خلاف الدوليين في التعريف، ولا بد من مكافحته. وكذلك عندما يقتل عساكر ميانمار أقلية الروهينغا أو يهجِّرون نساءها وأطفالها، فلا أحد - وإنْ بعد ترددٍ طال أحياناً - يتجاهل أنّ هذا إرهاب دولة فظيع، من جانب تطرف ديني وإثني ودولتي. إنما متى يمكن نسبة هذا الارتكاب أو ذاك إلى الهوية المجروحة حقاً وبالفعل؟ مع أننا نعرف جميعاً أنّ نزاعات الهويات أو إحساساتها يمكن أن تُصنع كما يمكن أن تُستغلّ. وقد أطلعنا فوكوياما في كتابه عن الهوية (2016) على حالاتٍ كثيرة بالولايات المتحدة وفي الدول الأُخرى، اصطُنعت فيها الهويات من أجل أغراض سياسية مباشرة. فما أُريد الوصول إليه أنه ينبغي النظر بدقة في مساعٍ صغرى في الأصل في العمل على الهوية من جانب أقليات سياسية، أدت إلى استنفارٍ شاملٍ باسم الهوية كسب منه السياسيون مثلما حصل في الهند، وباستغلال الإنجيليات في الولايات المتحدة، والتحبب إلى العوام باسم الدين في عدة بلدان عربية وإسلامية. إنّ علينا أن نتنبَّه إلى وجوه الاستنزاف والاستغلال في وسائل الإعلام والتواصل، وإن لم يكن باسم الهوية المتوهجة فيما يؤدي إليها مثل القضايا المطروحة علينا من خارج، أو المطروحة نتيجة انقسامنا وحطّ بعضنا على بعض. والقضية الفلسطينية هذه الأيام خير مثالٍ على ذلك. أما مسألة الأقليات المسيحية والإثنية فهي تؤخذ على العرب من خارج - وكلتا المسألتين يلعب عليها أهل الهوية، وليس بقصد العدالة أو الكرامة، بل للمزايدة والاستغلال، باعتبار أنّ السياسات الدولية تعتبر ذلك أموراً مهمة، وبخاصة لدى ما صار يُعرف بالمجتمع المدني العالمي. أما الأمر الآخر الذي له علاقة بالهوية، فهو الآثار السلبية التي تولدت لدى العرب والمسلمين، نتيجة توهُّج الهوية الإسلامية واشتعالها. لقد قال مسيحيون ويهود مشاركون في لقاء الرابطة بمبنى الأمم المتحدة بجنيف إنّ العولمة وضغوطها صنعت مشكلات هوية في سائر الأديان، بما في ذلك تلك التي ما عرفت ذلك من قبل مثل البوذية والهندوسية. وأنا لا أقصد أنّ على العرب والمسلمين ألا يعترفوا بمشكلات التطرف باعتبار وجوده عند كل الآخرين. بل المقصود ألا يقتصر الأمر لدينا على الاعتراف بالذنب في التطرف والإرهاب، وقد فعلْنا ذلك مئات المرات، بل أن نبدأ بالتجاوز لمشاركة العالم في مناقشة مسائل الهوية والعلاقات بين الأديان، والأخلاق العالمية، والأخوة الإنسانية، وكيف يمكن تطوير وقود الحوار الإسلامي - المسيحي باتجاهها. فهناك جدول أعمال للمجتمع المدني العالمي جوهره الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وينبغي المُضي باتجاهه.

وأقول هذا كلّه، للوصول إلى الأمر الثالث، أمر التغيير الديني أو الإصلاح الديني أو السردية الجديدة في الدين. لقد شارك العرب والمسلمون في الحرب العالمية على الإرهاب، باعتبار أنّ التطرف العنيف أضرّ بدُوَلهم ودينهم أكثر مما أضرّ بالآخرين. ومن جهة ثانية شاركوا في الردود الدينية والفكرية والإجرائية. لقد صدرت إعلاناتٌ وبياناتٌ ووثائق على الانفراد أو بالمشاركة مع الجهات الدينية والمدنية والدولتية العالمية. وفي عشرات الدول العربية والإسلامية جرى تغيير برامج التعليم الديني. وجرى إنشاء معاهد لتدريب الأئمة. وانضبطت خُطب الجمعة، وخطابات المناسبات والمؤتمرات الدينية. ولا شكّ أن ذلك كلَّه ترك تأثيراته وإن كانت بطيئة. فبِعلَّة عدم نجاح المشروع القتالي لابن لادن والبغدادي، ولأنّ المسلمين جميعاً على وجه التقريب رفضوه، كما ظهر في بياناتهم ووثائقهم وإجراءاتهم؛ فإنّ تشكُّل أجيال جديدة من المتطرفين صار أصعب بكثير.

إنما الذي يبقى وينبغي التفكير فيه أنّ الديانات الإبراهيمية، وفي طليعتها الإسلام شهدت وستشهد إحيائيات دينية باتجاه التطرف وربما أيضاً باتجاه العنف. فللتطرف أو الشذوذ على «الأعراف المستقرة» كما يقول الماوردي، أسباب ظرفية، وأخرى متعلقة بطبيعة الدين أو الاعتقاد. وما أقصده بالتغيير الضروري ليس في مجال الاعتقاد بالطبع، بل في مجال مقتضياته وهو الذي يسميه المسيحيون لاهوتاً، ونسميه نحن علم الكلام أو العقيدة أو التوحيد أو أصول الدين. فلكل دين ما يسمى باللاهوت العقلي الذي يدافع عن العقيدة تجاه الديانات الأُخرى، ويتعلمه الصغار والفتيان وبخاصة الذين يتابعون الدراسات الدينية. والحنابلة والسلفيون لا يقولون به، لكنهم يتحدثون في أصول الدين ويذكرون مقتضياتها التفصيلية. وفي أي حال فإنّ هذه المقتضيات أو المتفرعات في أصول الدين هي التي ينبغي أن ينالها التأويل أو الإزاحة أو إعادة القراءة.

في القرن العشرين جرت تغييراتٌ كبرى في الفروع الفقهية لتسهيل حياة الناس. وهذا أمرٌ جيدٌ ينبغي متابعته. أما في المقتضيات العقدية الكلاسيكية فما كان هناك تفكير كثير.

دعا بعض العلماء إلى علم كلام جديد. ودعا آخرون إلى إزالة الأشعرية أو السلفية. وكلُّ ذلك ليس ملائماً ولا يلقى التجاوب والقبول. الإحيائيون والجهاديون عقائديون، وحتى الفروع الفقهية يرتّبونها على العقيدة. فتطبيق الشريعة عقيدة وتكليف. والدولة الإسلامية عقيدة. والتكفير الصاعق الذي يتولونه بما في ذلك سفك الدم، وإحراق الناس يبدو كأنما هو ناجمٌ عن النصوص وعن الذنوب المكفِّرة. فلا بد من إصلاحٍ ديني جذري، يُخرجُ ديننا من إمكانيات الاستغلال والابتزاز وصناعة الحرب على المسلمين وعلى غيرهم. ويبدو ذلك غير ممكنٍ ما لم تظهر تأويلاتٌ وإعادة تركيب أُخرى لمقتضيات الأصول. وعلى سبيل المثال، من زمان ينبغي أن ينتهي التجديد الكلاسيكي لدار الإسلام ودار الحرب أو تقسيم العالم على هذا الأساس. وقد دعا لذلك علماء كثيرون منذ مائة عام. لكنّ «داعش» استطاع استعمال المفهوم، ووافقه عليه شبان كثيرون، بل وبعض من يسمون أنفسهم: فقهاء؛ يكون عندنا مشكلة كبرى بالفعل.

إن المساحة التأويلية للنصوص والأحداث من جهة، والتركيب أو الإنشاء لمنظومة كلامية، من أجل تغيير رؤية العالم - كلُّ ذلك ضروري لتأهيل أنفسنا وفكرنا الديني لمواجهة التحديات العولمية الهوياتية التي لا يكفي فيها فقه الفروع، بل ينبغي أن تتناول فقه الدين وماهيته ودوره ووظائفه وموقعه في جدول أعمال المعروف العالمي. إنّ هذا هو الذي تدخل فيه وثيقة الأخوة الإنسانية (شيخ الأزهر والبابا)، ووثيقة مكة المكرمة (رابطة العالم الإسلامي). فلا ينبغي التردد من أجل بلوغ الأهداف الثلاثة: السكينة في الدين، وتجديد تجربة الدولة الوطنية، وإصلاح العلاقة بالعالم.

 

حدود الرهان على خلافات موسكو وأنقرة حول سوريا!

أكرم البني/الشرق الأوسط/21 شباط/2020

الحديث يتعلق بالتعويل على ما يثار من خلاف بين موسكو وأنقرة حول النفوذ في سوريا، ربطاً بتواتر الاشتباكات بين قوات موالية لكلا الطرفين وتنازعها على أهم المواقع والمرافق الحيوية في أرياف حلب وإدلب، تحدوها نقلة جديدة من التوتر والتصعيد، بعد تعرض نقاط مراقبة عسكرية تركية لقصف سوري، وغالباً بدعم وغطاء روسيين، أدى لقتل وجرح عدد من الجنود الأتراك، وردت أنقرة باستهداف تجمع للقوات السورية، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، زاد الأمر حدة نجاح جيش النظام والميليشيا الإيرانية في التقدم والاستيلاء على عشرات البلدات والقرى، في الوقت الذي رفعت فيه أنقرة نبرة التهديد والوعيد واستجرت آلاف الجنود لحماية نقاطها العسكرية في محاولة لتشكيل ضغط على النظام وحلفائه وإعاقة تقدمهم البري، وسعيهم لتغيير المشهد في آخر منطقة من مناطق خفض التصعيد. صحيح أن ثمة تبايناً في دوافع الطرفين وفي غايات تدخلهما في الشأن السوري، لكن الصحيح أيضاً أن ثمة معالم ومصالح مشتركة قوية تشجعهما على وأد ما يحصل من خلافات أو محاصرتها في أضيق الحدود. أولاً، نهج براغماتي أصيل عند كليهما، يفتح الباب أمام استعداد متبادل لتقديم التنازلات وتثبيت التوافقات، وتالياً تجنب دفع الأمور نحو حدها الأقصى أو نحو معركة كسر عظم، ما يفسر تكرار تصريحات الجانبين عن تمسكهما بالاتفاقات المبرمة في سوتشي والآستانة، بما في ذلك حرصهما اللافت على استمرار التنسيق وتوسيع قنوات التواصل والحوار لدرء المفاجآت وإبقاء التطورات تحت السيطرة، خاصة أن كلاً منهما يعرف أهمية أحدهما للآخر، ويدرك الخسارة الفادحة التي قد تلحق بما حققاه، في حال دفع التنازع نحو الاحتدام. ومثلما لا تريد روسيا الغرق في مستنقع حرب لا نهاية لها، فإن أنقرة تتحسب من زج نفسها في معركة واسعة مع النظام قد تستجر مواجهة خاسرة مع حليفيه إيران وروسيا، في ظل موقف أميركي مبهم ويرجح أن يقتصر كالعادة على الدعم اللفظي.

والحال، ليس من أولويات حكومة أنقرة تخليص أو منازعة قيادة الكرملين على حضورها ودورها في سوريا والمشرق العربي ما دامت تستمد منها وجوهاً متعددة من الدعم والحماية، بل ما يشغل بالها هو توسل التعاون مع روسيا لتحجيم التمدد الكردي ومحاصرة قدراته ومخاطره، ثم لمعالجة تفاقم أزمة اللاجئين السوريين، بما في ذلك توسيع ما حصلته من نفوذ أو على الأقل الحفاظ عليه، كما ليس من مصلحة موسكو خسارة تحالفها مع أنقرة ما دامت توظفه في صلب لعبة التنازع على النفوذ مع الغرب حول بؤر التوتر في العالم، ولا يغير هذه الحقيقة سعيها لتحجيمه وإخضاعه في سياق العمل على تعظيم دورها ليكون أكثر نجاعة في ضبط توازنات الإقليم، بما في ذلك استثماره لتهديد سلطة دمشق وتطويع مواقفها، ولضبط من تبقى من المعارضة وجماعاتها المسلحة، كما لضمان حد من القبول بها في الشارع السوري بأكثريته الإسلامية السنية، والأهم لمحاصرة الوجود الإيراني عسكرياً وعقائدياً، والذي يتمدد أكثر فأكثر في المجتمع السوري وبناه الاقتصادية والأمنية والعسكرية، ثم للتحكم باحتمال تقدم دور جديد للغرب في سوريا قد تحفزه المتغيرات العسكرية التي طرأت واحتمال تقدم مسار إعادة الإعمار.

ثانياً، قوة التفاهمات السياسية التي تراكمت بينهما خلال السنوات التي تلت الانعطافة الكبيرة لإردوغان نحو موسكو ودشنها عام 2015 باعتذاره عن إسقاط طائرة السوخوي الروسية، الأمر الذي عمق العلاقات والمصالح بينهما وجعلها مترابطة ومتشابكة، إلى درجة يصعب معها تصور موقف لأحدهما يحارب وجود الآخر في المنطقة، أو على استعداد للقطيعة معه، زاد وعززها تنامي حاجتهما المتبادلة للتكاتف والالتفاف على العقوبات الاقتصادية الغربية المتخذة بحقهما، وما أرسياه من توافقات في سوتشي والآستانة، وقبلها التواطؤ التركي في تمكين روسيا وقوات النظام من السيطرة على مدينة حلب ونقل مسلحي المعارضة من أرياف دمشق وحمص ودرعا إلى مدينة إدلب بعد التسويات والمصالحات التي جرت هناك، قابلتها موسكو بغض نظر عن توغل قوات أنقرة في عفرين ثم في رأس العين وتل أبيض، وعما تمارسه من تطهير وفتك بالوجود الكردي، ثم بتوقيع اتفاقية مع الجانب التركي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لتغطية إقامة منطقة آمنة في شمال وشرق نهر الفرات. ثالثاً، ما يعزز خيار التفاهم عمق المصالح الاقتصادية التي باتت تربط البلدين، فقد وصل حجم التبادل التجاري بينهما عام 2019 إلى قرابة 30 مليار دولار، فيما وصل عدد السياح الروس في تركيا ما يقارب 6 ملايين سائح، وهي أرقام مؤثرة جداً على استقرار العلاقة، وعلى الاقتصاد التركي الذي يعاني من صعوبات لا تمكنه من احتمال أي مستوى من القطيعة مع موسكو، وأضفى عليها مزيداً من الاستقرار تعاونهما في مشروع بناء محطة للطاقة النووية، ومشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى تركيا وأوروبا.

واستدراكاً، لا ينبغي التعويل على موقف تركي جديد في مواجهة الوجود الروسي، لمجرد أن صوت إردوغان صار أعلى ويفيض بعبارات التهديد والوعيد وتحديد المهل، فالأرجح، في ظل قوة المصالح التي تجمعهما، أن يتوصلا إلى تفاهم جديد، سيكون، كما درجت العادة، على حساب دماء السوريين ومصالحهم وشدة معاناة اللاجئين، وربما يتجلى في أحد وجوهه برضوخ أنقرة للنتائج التي أسفرت عنها المعارك الأخيرة وتسويغ ما حصل بما نص عليه اتفاق سوتشي عام 2018 عن قبول تمدد قوات النظام المدعومة من روسيا لضمان سلامة الطريقين الدوليين M5 وM4 بين دمشق وحلب وبين حلب واللاذقية.

وفي المحصلة، وأياً تكن طبيعة التنازع على النفوذ بين روسيا وتركيا حول سوريا، فإن أفقه يبقى محدوداً، ما يعني ضرورة توخي الحذر من البناء والتعويل عليه أو تشجيع التدخل لتسعيره، فما شهدناه خلال السنوات المنصرمة أظهر مراراً مرارة هذا الرهان، وأنه مجرد هدر للجهد والفرص، وأكد استعداد الطرفين العالي لتجاوز أي خلاف بينهما، وهما أكثر توافقاً، ولنقل أكثر إدراكاً لفداحة الأضرار الناجمة من دفع تنافسهما وما يرافقه من افتراق في المصالح والأهداف إلى آخر الشوط!

 

الباب المعاكس للتاريخ

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/21 شباط/2020

لن يطولَ الفراق كثيراً بين السودانيين وأخبار المشير. سوف يكون هناك كل يومٍ خبرٌ جديد يعيدُ الرجل إلى زمن الأخبار اليومية السعيدة طوال ثلث قرن. لكنّ الفارق أن الأخبار الحالية، أخبارُ ملفاتٍ وإضبارات واتهامات تبدأ بالفساد المالي وتنتهي بالجرائم التي ارتكبها نظامه دون أي تردُدٍ في حقِ الناس باستثناء مؤامرة ضد مصر من هنا وضد السعودية من هناك، تنحصر ارتكابات المشير في علاقته بشعبه. وهذه ليست خاصيّته وحده وإنما هو تقليدٌ من تقاليد بعض الأنظمة العربية التي رأت في شعوبها مجرّد قطعانٍ تساقُ يوماً إلى السجون ودوماً إلى الفقر. ولا شك أن البشير رجل محظوظ كما توضح سيرته. من دلائل الحظ ما استطاع أن يجمعه عبر السنين من أموالٍ وثروات. وانتصاره في دارفور بواسطة فرسان الجنجويد. والحظ لا يفارقه الآن، فالإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية توفّر له الحد الأقصى من الموضوعية وأصول المحاكمات وعدم التعرّض للضغط وحسن المعاملة في السجن، أي بعكس كل ما ترك خلفه من ظلمٍ وعجرفة وغطرسة وعصا يلوّح بها في الهواء. إن إحالة المشير إلى المحكمة الدولية نوع من الترقية والحرص على العدالة خلافاً لمهازل محاكم عربية عبر العقود، والتي كانت غالباً من النوع العرفي الذي يبدأ بالإعدام قبل أن ينتهي. وقد رويت غير مرة ما أخبرني به ضابطٌ عربي من أنه كان مكلفاً بوضع نصوص المحاكمات بعد تنفيذ أحكام الإعدام. ويبدو أنه رأى في ذلك نوعاً من الأدب الممتع، لأنه كان يضع تلك النصوص وهو جالس في المقهى. لذلك لا أفهم إطلاقاً لماذا الخوف من العدالة الدولية. بل ربّما انتهت محاكمة البشير إلى أن تصبح نموذجاً نقلّده في محاكمنا بقدر الإمكان ولو من حيث الشكل. طبعاً المذل في الأمر هو الإحالة بحد نفسها ومن ثم المحاكمة وأخيراً الحكم. لكنّ الرجل يضمن على الأقل أن لا وجود لحكمٍ بالإعدام. ويوفّر على السودانيين أن يثيروا داخل بلدهم تلك الجراح القديمة التي لم تُنسَ بعد. كثيرون إن لم يكن الجميع لا يريدون استعادة تلك الصفحات المؤلمة. ولا التفكير في السنوات التي أضاعها المشير على شعبه في مسيرات التقدّم والتنمية والقضاء على الفقر والتخلّف. فليتأمل في سجنه الدولي المريح ماذا فعل بالبلاد. صحيحٌ أنه ورث نظاماً عسكرياً فاشلاً لكنه لم يحقق نقطة نجاحٍ واحدة تحسب له. للتاريخ أبوابٌ كثيرة ومن المؤسف أن الباب الذي سيدخله عمر البشير هو أول رئيسٍ عربي يمثل أمام العدالة الدولية.

 

أقنعة توماس جيفرسون وأتيلا الهوني في إيران

أمير طاهري/الشرق الأوسط/21 شباط/2020

من المفترض أن يتوجه الناخبون الإيرانيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس الشورى الإسلامي الجديد، أو البرلمان المصطنع والمعني بمنح نظام الحكم الاستبدادي واجهته الديمقراطية المزيفة. وفي الأثناء ذاتها، يُدعى الناخبون الإيرانيون كذلك للمشاركة في الانتخابات الفرعية المعنية بملء المقاعد الشاغرة في مجلس الخبراء، وهم مجموعة الملالي الذين من المفترض بهم مراقبة أعمال وأداء المرشد الأعلى علي خامنئي. وقلنا في الفقرة السابقة إنه «من المفترض بهم» نظراً لأنه من غير الواضح تماماً عدد المؤهلين قانوناً للإدلاء بأصواتهم من بين الـ60 مليون مواطن إيراني من الذين قد يهتمون بالمشاركة في المسرحية الهزلية التي يعتبرها الكثيرون مهينة وتحصيلاً للحاصل. وفي عدد من استطلاعات الرأي، ومن بينها تلك التي تجريها الأجهزة الحكومية الإيرانية، هناك توقعات بألا تتجاوز نسبة الإقبال على الانتخابات الـ 50 في المائة على أحسن الأحوال. وأشار استطلاع للرأي أجرته وزارة الداخلية الإيرانية، إلى أن عدد مواطني العاصمة الذين ربما يعتزمون المشاركة الفعلية في الانتخابات المقبلة لا يتجاوزون نسبة 24 في المائة على أفضل تقدير. ويتساءل بعض من خبراء ومراقبي شؤون الشرق الأوسط في أغلب الأحيان عن السبب الحقيقي وراء حاجة النظام الحاكم في إيران إلى إجراء الانتخابات في المقام الأول، ولا سيما مع الاختيار المسبق والمعروف للمرشحين من قبل السلطات، وأن الشخصيات المنتخبة فعلاً لن تتمكن من مزاولة مهام مناصبها قبل الحصول على الموافقة النهائية من مكتب المرشد الأعلى.

والسبب وراء ذلك يكمن في أن الثورة الإسلامية كانت، في واقع الأمر، عبارة عن نوع من الثورات البرجوازية الكلاسيكية التي تعكس أحلام وآمال أبناء الطبقة الوسطى للديمقراطية، أو القومية، أو الاشتراكية، أو حتى الشيوعية. وفي ظل استثناءات نادرة، وربما مهمة، لم تشارك جماهير العمال والفلاحين الإيرانيين في المظاهرات الشعبية المناهضة لحكومة الشاه. وكانت الصعوبة التي واجهت قيادة الثورة الإسلامية الوليدة في انعدام النوايا لإنشاء مجتمع إيراني على غرار أو طراز المجتمعات الغربية التي تستشعر فيها الطبقة الوسطى قيمة ومعنى الوطن من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. وكانت إحدى سبل خداع أبناء الطبقة الوسطى الإيرانية هي الاستمرار في التقليد الانتخابي العقيم الذي يرجع بتاريخه إلى عام 1907. ولعقود عدة من الزمان، نشأت طبقة متوسطة جديدة في المجتمع الحضري الإيراني، تلك التي يشير إليها الرئيس حسن روحاني بقوله «نسبة الثلاثين في المائة الثرية»، أو الأفراد المستعدون لخوض حياة ذات طبيعة مزدوجة، حيث ينعمون بالراحة الاقتصادية، ناهيكم عن ذكر الرخاء، في مقابل نقصان - وربما الحرمان التام - من الحريات السياسية تحت مظلة القيود والأعراف الاجتماعية المفروضة.

وفي ظل هذه الحياة المزدوجة، يقضي أبناء الطبقة المتوسطة الإيرانية الجديدة جانباً من العام في رحلات الخارج، في أوروبا الغربية وربما أميركا الشمالية، حيث يتمكنون من ارتداء ما يروق لهم من ملابس، وتناول ما يفضلون من مأكولات ومشروبات، وينعمون بالحياة الحرة على غرار نظرائهم من أبناء تلك البلدان الغربية. ولقد صدمتني الدهشة عندما اطلعت على دراسة صادرة عن المجلس الإسلامي الإيراني تفيد بأن أكثر من 3000 مسؤول «إسلامي» رفيع المستوى في الحكومة الإيرانية يملكون تصاريح الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة وكندا. على سبيل المثال، هناك 6 محافظين من أصل 31 محافظاً في الجمهورية الإسلامية ينتقلون ما بين إيران وكندا بصفة شبه منتظمة. فضلاً عن التحاق الآلاف من أطفال هذه الطبقة المتوسطة الجديدة بمختلف المؤسسات التعليمية في الغرب، وأغلبهم في الولايات المتحدة وكندا. كما تستعين الطبقة المتوسطة الجديدة، بما في ذلك عدد من كبار الملالي وعائلاتهم، بالكثير من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة في ألمانيا، وسويسرا، وبريطانيا. وفي كثير من الحالات، وبمجرد مغادرة طائرة الركاب للأجواء الإيرانية، تخلع النساء الإيرانيات الحجاب عن رؤوسهن ويصطف الرجال في صفوف لحلق – أو ربما تشذيب – لحاهم. وهم في ذلك يشبهون مجموعة من الممثلين المحترفين القادرين على القيام بمختلف الأدوار التمثيلية وفقاً للسيناريو المكتوب، واتساقاً مع العرض المسرحي المعروف.

كما تمكنت الطبقة المتوسطة الإيرانية من تأمين موطئ قدم دائم لهم في خارج البلاد؛ تحسباً ليوم عاصف غير محسوب العواقب يضطرون فيه اضطراراً إلى الفرار خارج الجمهورية الإسلامية بلا رجعة. فلقد نجح مواطنو الطبقة الوسطى الإيرانية في شراء 70 ألف وحدة عقارية في تركيا وحدها. وتوقفت دولة جورجيا المجاورة عن بيع الوحدات العقارية إلى المواطنين الإيرانيين مؤخراً. كما فرضت السلطات في سلطنة عُمان القيود الجديدة على تملك المواطنين الإيرانيين العقارات في البلاد. ويمتلك عشرات الآلاف من المسؤولين الإسلاميين السابقين وشركاؤهم مختلف العقارات الفاخرة في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية، فضلاً عن المحافظ الاستثمارية الكبيرة. وتملك الطبقة المتوسطة الإسلامية الجديدة شبكة دعائية معتبرة في الخارج، تؤدي خدمات معينة ومعروفة للجمهورية الإسلامية، تلك التي وصفها الدكتور نعوم تشومسكي بقوله «النظام القائم على شعبه»، أو الحمل الطيب الضعيف الذي يواصل مقارعة الذئب الأميركي الشرير!

ومن المثير للاهتمام، أن الطبقة الوسطى الإسلامية في إيران كثيراً ما تستشهد بالسلطات الغربية في تأييد رؤيتها العالمية. ففي يوم الثلاثاء الماضي، اقتبس المرشد الأعلى علي خامنئي، في خطابه أمام أحد الحشود الانتخابية في طهران، بمقولة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر والسيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز لتأييد الزعم بأن الولايات المتحدة تستشرف حافة الانهيار بسبب اتساع الانقسامات الطبقية المتزايدة، والفقر الجماعي، والديون الوطنية المتصاعدة في المجتمع الأميركي. وقلما يمر يوم في إيران من دون أن تنشر صحيفة «كيهان»، المقربة من أوساط المرشد الأعلى، مقولات لعلماء ومؤسسات فكرية وخبراء أميركيين معروفين أو مجهولين يشيدون فيها بالجمهورية الإسلامية مع مطالبة الحكومة الأميركية بالتوقف عن معارضة الطموحات الإيرانية التوسعية الإقليمية.

ومع هذا، فإن قيام النظام الجديد بإنشاء طبقة وسطى جديدة ليس بالأمر الجديد، ولا هو يقتصر على إيران. فهناك كتاب كامل من تأليف الكاتب الشيوعي الصربي ميلوفان جيلاس يتناول الطبقة الوسطى الجديدة التي أنشأها النظام الشيوعي السابق في يوغوسلافيا. وفي الصين الشيوعية، شرعت الطبقة الوسطى الجديدة في التشكل والتبلور خلال عقد السبعينات من القرن الماضي، تلك التي تتألف من مواطنين يستطيعون ارتداء ما يفضّلون من ملابس وأزياء غربية، ويتناولون المأكولات الصينية المطهوة بالأسلوب الأميركي الحديث عندما يكونون في الخارج، ويستطيعون في الوقت نفسه تنظيم المسيرات الحاشدة وهم يلوحون بكتاب ماو تسي تونغ الأحمر في قلب العاصمة بكين. واليوم، سوف تندهش للغاية عند معرفة عدد المسؤولين الشيوعيين الصينيين الذين التحقوا للدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية الأميركية وأبناؤهم يتابعون المسار التعليمي نفسه سواء بسواء. وربما تصيبك دهشة أكبر عندما تقف على الحجم الحقيقي للاستثمارات الصينية في أوروبا وأميركا الشمالية.

ومع ذلك، فهناك فارق كبير ما بين الطبقة الوسطى الإيرانية الجديدة ونظيراتها في يوغوسلافيا السابقة أو الصين الشيوعية الحالية. فإن الطبقات الوسطى في يوغوسلافيا والصين لم تزعم أو تتظاهر قط بأي مطامح ديمقراطية من أي درجة. لكن مسرحية «الحمائم المعتدلة ضد الصقور المتشددة» التي تميز السياسات الإيرانية عبر العقود الماضية لم يسبق لها مثيل في يوغوسلافيا أو في الصين. وتعد النتيجة الأقل سوءاً في الاقتراع الانتخابي الإيراني الجاري هي نهاية المنابزة ما بين التيار المعتدل والتيار المتشدد في إيران. حيث لم نشهد حملات انتخابية تستأهل الالتفات إليها في ظل غياب كامل لمناقشة أي قضايا سياسية ذات أهمية تذكر، وبالتالي فمن المحال الوقوف على شخصيات المرشحين أو برامجهم الانتخابية على الإطلاق. بيد أن بعض المراقبين يتوقعون انخفاض نسبة الإقبال والمشاركة ويزعمون أن الغالبية العظمى من المرشحين المرجح نجاحهم في الانتخابات الراهنة ينتمون بالأساس إلى الفصيل الذي يترأسه المرشد الأعلى وينظمه الجهاز الأمني العسكري الحاكم في البلاد. بعبارة أخرى، سوف يضم مجلس الشورى الإسلامي الجديد حفنة من الأعضاء السائرين في خفة على حبل السياسة المهتز، فمن جهة يظهرون بأنهم من دعاة وأنصار الديمقراطية على طريقة توماس جيفرسون الأميركي، ومن جهة أوضح يتصرفون بفظاعة ووحشية كمثل الإمبراطور المستبد القديم أتيلا الهوني سواء بسواء. ولست متيقناً من مصير هذه التنبؤات في أرض الواقع، لكنني على أمل أكيد من أنها سوف تتحول إلى حقيقة. فإن البرلمان الذي يعكس حقيقة النظام الحاكم الفاسد، والمستبد، والوحشي بهذه الدرجة هو أقل ضرراً من النظام المصمم بالأساس لإخفاء طبيعة الجمهورية الإسلامية مع تعزيز الآمال البائسة في الاعتدال والإصلاح.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية لكوبيتش: اهم معارك الحكومة مكافحة الفساد واجراءات ستتخذ لحماية الواقع النقدي وحقوق المواطنين

وطنية - الجمعة 21 شباط 2020

أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد ستكون من اولويات الحكومة بعد نيلها ثقة مجلس النواب، لا سيما ان الحكومة التي تشكل فريق عمل واحدا متضامنا عازمة على تحقيق ما هو مطلوب منها في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان". وخلال الاجتماع الذي حضره الوزير السابق سليم جريصاتي والوفد المرافق لكوبيتش، شدد الرئيس عون على ان "احدى اهم المعارك التي ستخوضها الحكومة هي معركة مكافحة الفساد"، لافتا الى ان ذلك "سيتزامن مع تشكيلات في المؤسسات والاجهزة المعنية التي تساهم في تحقيق الاصلاح المنشود". واكد الرئيس عون لكوبيتش ان "المعالجات قائمة للاوضاع المالية والاقتصادية الراهنة بالتعاون مع وفد صندوق النقد الدولي لاتخاذ القرارات المناسبة"، لافتا الى ان "الاجراءات التي ستتخذ تهدف الى حماية الواقع النقدي في البلاد وحفظ حقوق المواطنين ومصالحهم". واعرب رئيس الجمهورية عن امله في "ان يكون موضوع النازحين السوريين في لبنان من النقاط التي سترد في التقرير الفصلي عن تطبيق القرار 1701 في الجلسة المقبلة لمجلس الامن الدولي في بداية شهر آذار المقبل"، مؤكدا ان "الاستقرار في الجنوب مستمر على الرغم من التطورات التي حصلت مؤخرا في سوريا والعراق". وكان كوبيتش هنأ الرئيس عون ب"تشكيل الحكومة الجديدة ونيلها الثقة"، مؤكدا "دعم الامم المتحدة للاصلاحات التي تنوي اتخاذها"، وقال: "سأقدم تقريرا الى مجلس الأمن عن واقع القرار 1701، وسأقوم بزيارات الى عدد من الدول المعنية بالوضع اللبناني".

بو صعب

وكان الرئيس عون استقبل صباحا الوزير السابق النائب الياس بو صعب واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة على الصعيدين الداخلي والاقليمي، كما تطرق البحث الى المستجدات الاخيرة في الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد.

 

رئيس الجمهورية اطلع من حسن على المعطيات المتعلقة بإصابة الكورونا: لاتخاذ الاجراءات اللازمة للمعالجة

وطنية - الجمعة 21 شباط 2020

أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اتصالا هاتفيا بوزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن واطلع منه على آخر المعطيات المتعلقة بظهور إصابة بالكورونا لدى إحدى السيدات اللبنانيات القادمات من طهران.

واستطلع الرئيس عون التدابير التي اتخذت لمعالجة هذه الإصابة، مشددا على "ضرورة أخذ الاجراءات المناسبة في مطار رفيق الحريري الدولي للتأكد من سلامة الوافدين إلى لبنان".

وأكد الوزير حسن لرئيس الجمهورية أن "الحالة التي ظهرت هي الآن قيد العلاج وفقا للمعايير الصحية المعتمدة".

 

بري التقى وزراء الاقتصاد والداخلية والصناعة والصحة: للتشدد بتطبيق القانون بحق المتلاعبين بسعر صرف العملات والسلع الاستهلاكية

وطنية - الجمعة 21 شباط 2020

تمنى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري خلال استقباله في عين التينة، وزير الاقتصاد راوول نعمة، على الاجهزة الرقابية في وزارة الاقتصاد لا سيما مصلحة حماية المستهلك "التشدد في تطبيق القانون بحق المتلاعبين بسعر صرف العملات وباسعار السلع الاستهلاكية ولقمة عيش الناس"، مؤكدا ان "المشكلة ليست في القوانين انما بعدم تطبيقها فهناك أكثر من 50 قانونا صادرا عن المجلس النيابي في هذا الاطار والمطلوب فقط العمل بها وتطبيقها".

كما عرض بري الاوضاع الامنية مع وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي.

وبعد الظهر استقبل وزير الصناعة عماد حب الله ووزير الصحة حمد حسن الذي اكتفى بعد اللقاء ردا على اسئلة الصحافيين حول وجود حالة كورونا في لبنان بالقول: "أنا متوجه الى مستشفى رفيق الحريري الجامعي لاطلع على نتائج الفحوصات ومعرفة اذا ما كانت النتائج سلبية او ايجابية".

كما استقبل بري رئيس اتحاد بلديات القلعة رئيس بلدية تبنين نبيل فواز.

 

دياب عرض للعلاقات اللبنانية الاميركية مع السفير عيسى

وطنية - الجمعة 21 شباط 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب بعد ظهر اليوم في السرايا، سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى، في حضور المستشار خضر طالب، وجرى خلال اللقاء عرض للعلاقات اللبنانية-الاميركية.

 

حتي عرض مع ريتشادر وزاسبكين سبل مساعدة لبنان اقتصاديا

وطنية - الجمعة 21 شباط 2020 

وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي كلا من سفيرة الولايات المتحدة الاميركية اليزابيت ريتشارد والسفير الروسي الكسندر زاسبكين، وتناول البحث سبل مساعدة لبنان اقتصاديا والمسائل ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في ما خص الوضع الداخلي والملفات الدولية.

 

المشنوق: ماذا ينتظر رئيس الحكومة واللجنة الوطنية التي تحدث عنها وزير الصحة لطلب وقف الرحلات الآتية من إيران

وطنية - الجمعة 21 شباط 2020

صدر عن النائب نهاد المشنوق الآتي: "‏لا أعرف ماذا ينتظر رئيس الحكومة، ولا ماذا تنتظر اللجنة الوطنية التي تحدث عنها وزير الصحة، من أجل طلب وقف جميع الرحلات الآتية من إيران، إسوة بالدول التي اتخذت قرارات مماثلة. سرعة القرار هي القرار في مثل هذه الحالات، والتأخر يعرض سلامة كل اللبنانيين للخطر".

 

الراعي في رسالة الصوم: زمن النعمة المؤدي بنا إلى العبور ونلتمس فيه الاستقرار والسلام لاوطاننا

الجمعة 21 شباط 2020 ا

وطنية - اذاع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رسالة صوم 2020 بعنوان: "الصوم جسر بين الدنح والفصح"، جاء فيها:

"لاهوت الصوم الكبير

1 - زمن الصوم الكبير يتوسط زمني الدنح والفصح: إنه يواصل لاهوت زمن الدنح وروحانيته، ويهيئ زمن الفصح الجديد ومفاعيله. دنح المسيح يذكرنا بمعموديتنا من الماء والروح. ماء النعمة غسل خطيئتنا، والروح القدس أعطانا الحياة الجديدة. فبحسب رموز المعمودية، النزول في الماء موت عن الخطيئة مع المسيح الذي مات لفدائنا، والخروج من الماء قيامة مع المسيح الذي بقيامته أقامنا لحياة جديدة. وهكذا سر موت يسوع وقيامته هو "حجر الزاوية" للحياة المسيحية الشخصية والجماعية" (رسالة البابا فرنسيس لصوم 2020). بهذا المعنى كتب بولس الرسول إلى أهل كولوسي: "لقد دفنتم مع المسيح في المعمودية، وفيها أيضا أقمتم معه" (كول 12:2).  يسوع نفسه بعد معموديته، صام أربعين يوما وأربعين ليلة، قضاها في التأمل والصلاة، وجاهد في وجه تجارب الشيطان الثلاث وانتصر عليها (راجع متى 4: 1-11). ثم باشر رسالة إعلان ملكوت الله بالكلمات والآيات، حتى بلغ ذروتها بآلامه وموته من أجل خطايانا، وبقيامته لتبريرنا (روم 25:4). لقد أضحت حياتنا موسومة بمسار موت عن عتيقنا، وقيامة لحياة جديدة من الروح القدس.

2 - كان زمن الصوم فترة تعليمية على الأخص للموعوظين تحضيرا لهم لقبول سر المعمودية في ليلة عيد الفصح. أما اليوم فيبقى زمن الصوم زمنا تعليميا لكلام الله وتعليم الكنيسة

إستلهمت هذه الرسالة في مضمونها من رسالة قداسة البابا فرنسيس لصوم 2020، ورسالة صوم 2011 لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر.

من أجل التجدد في الإيمان وتجسيده في الأعمال، والعبور بالتوبة مع الفصح إلى حياة جديدة بالمسيح القائم من الموت. فيكون سر التوبة بمثابة معمودية جديدة يموت فيها المؤمن عن خطاياه، ويصبح شريكا في الحياة الجديدة بالمسيح القائم من الموت، ويقبل روح الله الذي أقام يسوع (راجع روم 11:8).

3 - بما أن زمن الصوم الكبير هو زمن الاغتذاء من كلام الله، فيما نصوم عن الطعام، فإنه، لهذه الغاية، زمن الرياضات الروحية في الرعايا. فنطلب من إخواننا السادة المطارنة ومن أبنائنا كهنة الرعايا تنظيم أسابيع الرياضات، بحيث يشمل الأسبوع مواعظ، ورتب توبة وإعترافات، ومصالحات، وزيارة المرضى. فلا تكفي عظة يوم الجمعة، مع زياح الصليب، كما هي الممارسة في بعض الرعايا.

إن التأمل بكلام الله والاستنارة به هما الطريق الأفضل والأسلم لتهيئة مشاركتنا في سر المسيح الفصحي، سر موته وقيامته، من أجل ولادة جديدة. ولهذا يسمى الصوم "الزمن المقبول" و"زمن النعمة".

مرتكزات الصوم الكبير

4 - يقوم زمن الصيام الكبير على ثلاثة مرتكزات هي علامات توبتنا وارتدادنا: الصيام والصلاة والصدقة.

أ. الصيام

هو الامتناع عن الطعام وعن السوائل ما عدا الماء، من نصف الليل حتى الظهر. هو إفقار مائدتنا وسيلة للإنتصار على الأنانية، والعيش بمنطق العطاء والحب. فعندما نحرم نفسنا من شيء، غير مما هو فائض، نتعلم كيف نبحث عن آخر، هو الله الذي نراه إلى جانبنا في وجه العديد من إخوتنا في حاجاتهم. وهكذا تصبح ممارسة الصوم حبا لله كوصية أولى، وحبا للقريب كوصية ثانية (راجع مر12: 30-31).

ب - الصلاة

تولد صلاتنا أساسا من كلمة الله التي تقدمها الينا الكنيسة بشكل فائض في زمن الصوم. فإذا قبلناها في قلبنا، وتأملناها، وجسدناها بأفعال في حياتنا اليومية، تصبح صلاتنا الفاعلة. فالصلاة بطبيعتها هي جوابنا عن كلام الله، الذي يغذي فينا الإيمان. الصلاة بهذه الصفة تدخلنا في مفهوم جديد للزمن، بحيث هو انفتاح على الأبدية وسمو فوق المحسوس، لا مجرد وقت منتظم في ذاته، من دون أفق ومستقبل. بل حين نصلي نقتطع وقتا لله لكي ندخل في شركة عميقة معه ملؤها الرجاء والفرح اللذان لا ينتزعهما أحد من قلوبنا (راجع يو 22:16).

ج - الصدقة

هي إشراك الغير في حاجته مما نملك، أكان كثيرا أم قليلا. لكن الواجب يقع خصوصا على الذين يملكون الكثير. فإذا أشركوا غيرهم في خيراتهم ينتصرون على تجربة الجشع في التملك، ومحبة المال التي تناقض أولوية الله في حياتنا. هذه الآفات تولد العنف وإهمال الواجب. إن عبادة أموال الدنيا تفصلنا عن الله وعن الناس، وتغشنا بسعادة هي من سراب.

بالتصدق نفهم جودة قلب الله الأبوي، ونشهد له، وفي الوقت عينه، نفرغ قلبنا من ذاتنا لنمتلئ من الله ومن محبته ورحمته.

الصدقة هي فعل المحبة الذي نقوم به تجاه من هو أو هم في حاجة مادية أو معنوية، روحية أو إجتماعية. معهم يتماهى الرب يسوع، إذ قال: "كنت جائعا فأطعمتموني، عطشانا فسقيتموني، غريبا فآويتموني، عريانا فكسوتموني، مريضا فزرتموني، ومحبوسا فأتيتم إلي" (متى25: 35-36). ويسميهم "إخوته الصغار" (متى 40:25).

5 - يكون القيام بواجب الصدقة إما مباشرة إما بواسطة تجمعات وجمعيات ومؤسسات خيرية ومنظمات معروفة. فإنا نشكرهم جميعا أفرادا وجماعات. ونذكر على الأخص "رابطة كاريتاس لبنان"، جهاز الكنيسة الكاثوليكية الاجتماعي في لبنان. فإنها بهيكلية تنظيمها تغطي جميع الأراضي اللبنانية، وتحقق البرامج التالية:

- توفير مساعدات مادية فورية وغذائية للعائلات.

- الرعاية الصحية الأولية في مراكزها العشرة والعديد من عياداتها الجوالة.

- تعليم الأولاد ذوي الحاجات الخاصة في مراكزها الأربعة.

- دعم المدارس الرسمية عبر توزيع مواد غذائية على الطلاب، وتوفير الأدوات التعليمية والنقل والبرامج الصحية.

- دورات تدريبية بالمعلوماتية لجميع أفراد المجتمع، وإعطاء شهادة رسمية.

- استكشاف حاجات الأفراد والعائلات بواسطة مساعدات اجتماعيات، والعمل على توفيرها. بالإضافة إلى توفير وجبات طعام ساخنة، وتنظيم نشاطات ترفيهية للأطفال، في أقاليم كاريتاس الـ36.

- القيام بمشاريع تنموية في المناطق وتوفير فرص عمل بالتعاون مع البلديات.

- نشاطات متنوعة تقوم بها شبيبة كاريتاس الـ750 المتطوعون.

6 - إننا نعبر عن شكرنا لجميع العاملين في رابطة "كاريتاس لبنان، وندعو إلى الإسهام في حملتها السنوية التي حددها مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في زمن الصوم الكبير. وهي حملة يقوم بها مندوبو "كاريتاس" على أبواب الكنائس وفي المدارس والجامعات والمؤسسات الخاصة والعامة وعلى الطرقات. فيرجى تسهيلها وتشجيعها.

توجيهات راعوية

الصوم الكبير والقطاعة فيه وخارجه

7 - يدوم الصوم الكبير سبعة أسابيع، استعدادا لعيد الفصح. يبدأ في اثنين الرماد، وينتهي يوم سبت النور ظهرا. ويقوم على الامتناع عن الطعام من منتصف الليل حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا، وعلى القطاعة عن اللحوم والبياض (الحليب ومشتقاته والبيض).

8 - يفسح من الصوم والقطاعة أيام السبوت والآحاد والأعياد التالية: مار يوحنا مارون (2 آذار)، الأربعين شهيدا (9آذار)، مار يوسف (19 آذار)، بشارة العذراء (25 آذار) وشفيع الرعية. أما طيلة أسبوع الآلام من الاثنين إلى سبت النور فيبقى الصوم والقطاعة إلزاميين.

9 - يعفى من الصوم والقطاعة على وجه عام المرضى والعجزة الذين يفرض عليهم واقعهم الصحي تناول الطعام ليتقووا وخصوصا أولئك الذين يتناولون الأدوية المرتبطة بأمراضهم المزمنة والذين هم في أوضاع صحية خاصة ودقيقة، بالإضافة إلى المرضى الذين يخضعون للاستشفاء المؤقت أو الدوري. ومعلوم أن الأولاد يبدأون الصوم في السنة التي تلي قربانتهم الأولى، مع اعتبار أوضاعهم في أيام الدراسة.

هؤلاء المعفيون من شريعة الصوم والقطاعة مدعوون الى الاكتفاء بفطور قليل كاف لتناول الدواء.

ونظرا الى مقتضيات الحياة وتخفيفا عن كاهل المؤمنين والمؤمنات، تبقى شريعة القطاعة إلزامية، في الأسبوع الأول من الصوم الكبير، وفي أسبوع الآلام، على أن يعوض من لا يستطيع التزام القطاعة بأعمال خير ورحمة.

10 - تمارس الكنيسة القطاعة في مناسبة ثلاثة أعياد، وقد حصرنا كلا منها بأسبوع بما لنا من سلطان. وهي الآتية:

قطاعة الرسولين بطرس وبولس والرسل الاثني عشر (من 21 إلى 28 حزيران)، وقطاعة انتقال السيدة العذراء (من 7 إلى 14 آب) ، وقطاعة الميلاد (من 17 إلى 24 كانون الأول).

11 - أما قطاعة يوم الجمعة فتبقى على مدار السنة. يستثنى منها يوم جمعة أسبوع المرفع، وأيام الجمعة الواقعة بين عيدي الفصح والعنصرة، وبين عيدي الميلاد والدنح. وتستثنى أيام الجمعة التي تقع فيها الأعياد التالية: ختانة الطفل يسوع (أول كانون الثاني)، عيد مار أنطونيوس الكبير (17 كانون الثاني)، دخول المسيح إلى الهيكل (2 شباط)، عيد مار مارون (9 شباط)، عيد مار يوحنا مارون (2 آذار)، عيد الأربعين شهيدا (9 أذار) عيد مار يوسف (19 آذار)، عيد بشارة العذراء (25 آذار)، عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس (29 حزيران)، عيد الرسل الإثني عشر(30 حزيران)، عيد التجلي (6 آب)، عيد إنتقال العذراء (15 آب)، عيد قطع رأس يوحنا المعمدان (29 آب)، عيد ميلاد العذراء (8 أيلول) عيد إرتفاع الصليب المقدس (14 أيلول)، عيد الحبل بسيدتنا مريم العذراء بلا دنس (8 كانون الأول)، عيد ميلاد الرب يسوع (25 كانون الأول)، عيد شفيع الرعية، عيد قلب يسوع.

2 - الصوم القرباني

12 - هو انقطاع الكهنة والمؤمنين عن الطعام الخفيف إستعدادا لتناول القربان الأقدس خلال الذبيحة الإلهية، أقله ساعة قبل بدء القداس الإلهي. ونذكر في المناسبة بالمحافظة على حالة النعمة والحشمة في اللباس والخشوع، واستحضار المسيح الرب الحاضر تحت شكلي الخبز والخمر.

الخاتمة

13 - الصوم الكبير هو "الزمن المقبول" باستحقاقاته الروحية والإنسانية، المتأتية من الصيام والصلاة والصدقة، ومن التوبة والمصالحة. إنه "زمن النعمة" المؤدي بنا إلى "العبور" مع فصح المسيح إلى حياة جديدة.

نسأل الله بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، وأبينا القديس مارون، أن يشمل بنعمته جميع أبناء كنيستنا، رعاة وكهنة ورهبانا وراهبات ومؤمنين، في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار. ونلتمس الاستقرار والسلام لأوطاننا، تمجيدا للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  21-22 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

Iran’s Stacked Elections and Radicalization/ Charles Elias Chartouni/February 21/2020
 
شارل الياس شرتوني/الانتخابات الإيرانية: غش وتطرف
http://eliasbejjaninews.com/archives/83377/83377/

خالد ابو ظهر: ترى هل يدفع حزب الله فواتيره الكهربائية أو أية ضرائب على اعماله واستيراداته من إيران وتجارته ومعاشات افراد ميليشياته؟

Does Hezbollah pay electricity bills?/Khaled Abou Zahr/Arab News/February 21/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83392/%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%a7%d8%a8%d9%88-%d8%b8%d9%87%d8%b1-%d8%aa%d8%b1%d9%89-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%af%d9%81%d8%b9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%88%d8%a7%d8%aa%d9%8a/

 

حنين غدار/وعود فارغة من إيران للبنان

Iran makes empty promises to Lebanon/Hanin Ghaddar/Al Arabiya/February 21/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83384/%d8%ad%d9%86%d9%8a%d9%86-%d8%ba%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%b9%d9%88%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%ba%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-hanin-ghadda/

 

تهديدٌ إسرائيلي بقصف بيروت وقرى الجنوب.. سيدفعون ثمناً باهظا/الشرق الأوسط/الجمعة 21 شباط 2020

خطة حزب الله للسيطرة على الإقتصاد اللبناني/ليبانون ديبايت/الجمعة 21 شباط 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83389/%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%b7%d8%b1%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8/