المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 شباط/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february22.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/د.جعجع وثقافة الذمية والأبواب الوسعة

الياس بجاني/طرح اشكالية الزواج المدني هدفه الهاء الناس

الياس بجاني/مقاوحة د.جعجع العبثية والخادعة للذات فيما يخص حكومة حزب الله

الياس بجاني/حكومة حزب الله مليون بالميي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نوفل ضوّ لـ«جنوبية»: تحذير السفيرة الأميركية من تزايد نفوذ حزب الله ينذر بالتصعيد/أحمد شنطف/جنوبية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 21/2/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 21 شباط 2019

سويسرا تعلق تسليم أسلحة للبنان بسبب خطر نقلها لجهة أخرى

خادم الحرمين وولي العهد السعودي يهنئان الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية

بعد الخلاف.. عشاء بين الحريري وجنبلاط في بيت الوسط

 إسقاط متبادَل للدعاوى بين "الجديد" و"الاشتراكي"

حكومة الحريري تحت المجهر الدولي

الخلاف بشأن سورية يشعل جلسة الحكومة الأولى وجنبلاط يدعو إلى إعطاء النهوض بالاقتصاد الأولوية ودريان طالب بدعمها وتغليب مصلحة اللبنانيين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عرض روسي لبناء معمل كهرباء في لبنان

لبنان: وقفة رمزية في يوم المصور الشهيد الجراح: جهود حثيثة لمعرفة مصير كساب

الفساد في «مستشفى الفنار» أم في صفقة عقار المستشفى؟!/وفيق الهواري/جنوبية

قيومجيان: استحضار المجلس الأعلى اللبناني السوري من عمل الشيطان

الوزيران الغريب ومراد يُثيران مشاكل التّطبيع مع النظام السوري/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

سرّ وراء التشكيلات في الحرس الجمهوري

ريفي: قرار الدستوري نافذة ضوء خافت في ليلنا الحالك وفي حده الأدنى يحفظ ماء وجه النظام الديمقراطي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بغداد تتسلم 130 مقاتلا عراقيا في "داعش" من قوات سوريا الديموقراطية

قوات سوريا الديموقراطية "تفاوض" لإجلاء المدنيين من جيب الجهاديين الأخير

محرَّرة من زنازين الأسد: ضرب وصعق وتهديد بالاغتصاب

تجدد الاشتباكات بين “قسد” و”داعش” وأنباء عن انشقاق بين الأكراد

العراق تسلّم 150 مقاتلاً "داعشيا"... وحلفاء واشنطن رفضوا البقاء في سورية

قاضي الموت” الدموي رئيساً لقضاء إيران

روحاني يتهم مؤيدي نجاد في البرلمان الإيراني بالتخطيط لإسقاط حكومته عبر الاستجوابات

طهران تناور اليوم بمضيق هرمز... وظريف لايستبعد حرباً مع إسرائيل

اليمن يطالب أميركا بتصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية

واشنطن: إيران تعزز الفوضى وتدعم "القاعدة"

البرلمان الأوروبي يعلِّق محادثات انضمام تركيا إلى “الاتحاد”

ولي العهد السعودي يتفق مع الهند على تكثيف الضغوط لمكافحة الارهاب

خصمان لنتانياهو يتوحدان ضده استعدادا للانتخابات التشريعية الإسرائيلية

أقوى منافسين لنتانياهو يتحالفان ضده لخوض الانتخابات الإسرائيلية

عباس يزور روسيا في مارس

غوايدو يغادر الخميس إلى الحدود مع كولومبيا لإدخال المساعدات الإنسانية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أشمل من طموح جعجع الرئاسي: القوات تلاطف حزب الله/منير الربيع/المدن

{الانقلاب} اللبناني في جردة أولية/حنا صالح/الشرق الأوسط

إستياء عربي ودولي من خرق "النأي بالنفس"/أسعد بشارة/الجمهورية

المختارة: مستهدَفون بالمباشر ... وبالواسطة/كلير شكر/الجمهورية

حكومة متاريس" مهما حاولوا تجميلها/جوني منير/الجمهورية

وزير جديد يبوح بالخفايا: ما اكتشفته صدمني/عماد مرمل/الجمهورية

اعتذر حزب الله.. لكن عن ماذا/محمد قواص/العرب

ديما الجمالي ليست نائبة.. وطرابلس تدوّخ سعد الحريري/منير الربيع/المدن

كم نحب أن نصدّق حركة البرلمان ورئيسه/أكرم حمدان/المدن

لبنان وحكومته الجديدة تحت المجهر الأميركي/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

خرافة نهاية «داعش»/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

مشكلة «حماس» إخوانية وأيامها المقبلة خطيرة/صالح القلاب/الشرق الأوسط

شراكة العمالقة/سمير عطالله/الشرق الأوسط

محنة «الدواعش»/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

'هؤلاء ليسوا أبناءنا!'/حازم الأمين/الحرة

شمال سورية يأتي بـ «دويلة» أو بحلّ سياسي/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء اقر معظم بنود جدول الاعمال عون: يجب الاعتماد على انفسنا لايجاد كل السبل الممكنة لعودة النازحين

الرئيس عون: النأي بالنفس هو عما يحصل في سوريا لا عن مليون ونصف مليون نازح سوري فأنا أعرف مصلحة لبنان العليا وأحددها

بري إستقبل شربل وعلي الخطيب

كتلة الوفاء للمقاومة أيدت فتح دورة استثنائية للمجلس: لتفاهم حكومي يرسم برنامجا تتحدد فيه الاولويات

اجتماع طارىء لكتلة المستقبل: خلفيات قرار المجلس الدستوري سياسية وكيدية بامتياز ونشعر بعملية غدر سياسية استهدفت الحريري

جمالي من بيت الوسط: نحترم قرار الدستوري لكنه استجابة لتدخلات سياسية

سليمان: الدستوري أبطل نيابة الجمالي وأعلن المقعد السني الخامس في طرابلس شاغرا ودعا إلى ملئه خلال شهرين من تاريخ صدور القرار

المجلس الدستوري رد بالاجماع الطعن المقدم من غادة ماروني في وجه فريد البستاني

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من25حتى30/“قالَ اليَهُودُ لِيَسُوع: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء. لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم». ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب. ثُمَّ قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم.  والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه». وفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُون”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

سمير جعجع وشركتة والربع في حضن المحتل

الياس بجاني/21 شباط/19

 شركة حزب قوات جعجع راكعة ومستسلمة للمحتل الإيراني وتعمل تحت مظلته وهي السؤولة الأولى عن هرطقة مداكشة الكراسي بالسيادة وعن الصفقة الخطيئة.. وها هي ستريدا تعطي حزب الله صك براءة من كل ارتكاباته مدعية بأنه يخاصم بشرف. مطلوب اعادة تعريف الشرف

 

مواقف وزراء شركة حزب جعجع المعارضة صوتية

الياس بجاني/21 شباط/19

مستحيل أن يتلبنن حزب الله وهو من خلال حكومته يحزبل لبنان أما وزراء جعجع وجنبلاط والحريري فمجرد غطاء ديكوري.الحكومة حكومة حزب الله مليون بالميي ومواقف وزراء شركة حزب جعجع المعارضة هي صوتية ونفاقية ودون مفعول و حتى دون صدى. رفع عتب لا غير

 

د.جعجع وثقافة الذمية والأبواب الوسعة

الياس بجاني/20 شباط/19

معلقات الزجل الغرامية بين حزب الله ومعراب د. جعجع هي نفاقية لدى الأول وذموية وأوهام رئاسية عند الثاني. إنها ثقافة الأبواب الواسعة التي تناقض كل مقومات الإيمان والرجاء.

 

طرح اشكالية الزواج المدني هدفه الهاء الناس

الياس بجاني/19 شباط/19

الزواج المدني من عدمه ليس من ضمن أولويات هموم الناس.. وبالتالي طرح اشكالية هذا الزواج هدفه إلهاء الناس واشغالهم بقضايا جانبية وابعاد انظارهم عن حكومة حزب الله الكارثة وعن مضاعافات الصفقة الخطيئة وعن احتلال حزب الله واخطاره على الكيان والسيادة وثقافة البلد..

 

مقاوحة د.جعجع العبثية والخادعة للذات فيما يخص حكومة حزب الله

الياس بجاني/18 شباط/19

عندما يقاوح د. جعجع  (يكابر) ويدعي باطلاً لجريدة "الراي" بأن الحكومة  ليست حكومة حزب الله فهو لا يخدع غير نفسه، وفقط نفسه اضافة إلى اتباعه من المخدوعين بخياراته اللاسيادية واللااستقلالية.عجبي في اسفل رابط مقابلة د.جعجع من الراي الكويتية

https://www.alraimedia.com/Home/Details?id=8c352485-2e2a-4b9e-8f9a-87950059f953&fbclid=IwAR0NrJ1vrAAM0he2-VKaw92z0PzZiRCoxrafcwjVIGmDjWhFzLFIhyzQQ54

 

حكومة حزب الله مليون بالميي

الياس بجاني/16 شباط/19

الحكومة هي 100% لحزب الله والوزراء ال 10 الذين ليسوا من أزلامه واتباعه هؤلاء استسلموا لواقع احتلاله بعد أن داكشوا السيادة بالكراسي ودفنوا تجمع 14 آذار وتلحفوا بعباءة نفاق الواقعية وقفزوا فوق دماء الشهداء.هؤلاء.وجودهم شكلي ليس إلا وأصحاب احزابهم الشركات ارتضوا من خلالهم أن يكونوا مجرد غطاء..نعم مجرد غطاء. باختصار إن من قبل أن يكون غطاءً لحزب الله مقابل فتات مغانم ليس من حقه أن يُجمّل وضعيته الإستسلامية والمصلحية أن لم نقل اسخريوتية..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نوفل ضوّ لـ«جنوبية»: تحذير السفيرة الأميركية من تزايد نفوذ حزب الله ينذر بالتصعيد

أحمد شنطف/جنوبية/21 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72364/%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88%d9%91-%d9%84%d9%80%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

لم تكن زيارة السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد للرئيس سعد الحريري منذ أيام للتهنئة، بقدر ما كانت للمصارحة بالقلق الأميركي من تزايد دور "حزب الله"، لا سيما داخل الحكومة.

ذكر بيان السفارة الأميركية أن ريتشارد كانت “صريحة جداً” أثناء زيارتها للرئيس سعد الحريري فيما يتعلق بقلق الولايات المتحدة من الدور المتزايد في مجلس الوزراء لتنظيم يواصل الاحتفاظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة.

ريتشارد التي لم تذكر حزب الله بالإسم، قالت أن هذه الجماعة تواصل اتخاذ القرارات الأمنية الوطنية الخاصة بها، وتواصل خرق سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة من خلال المشاركة في صراع مسلح فيما لا يقل عن ثلاث دول.

وتعليقاً على هذا التصريح الذي أتى من داخل السراي الكبير، سأل منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو في تغريدة على حسابه عبر “تويتر:”ماذا يعني كلام السفيرة الاميركية؟ الا يعني ان الحكومة هي حكومة حزب الله؟

واعتبر أن هذا التصريح يؤكد على سقوط نظرية ان “الوزير بكرافات” لا يستفز الادارة الاميركية ويخفف من موقفها المتشدد تجاه لبنان.

فهل فعلاً هذه الحكومة هي حكومة حزب الله؟

في حديث لجنوبية، قال ضو أن ما كتبه على تويتر كان توصيفاً للواقع كما هو، فعندما ينظر المجتمع العربي والدولي لهذه الحكومة على أنها حكومة حزب الله، أو على أن فاعلية وحضور الحزب يتنامى في هذه الحكومة، فهذا حكماً صادراً عن الشرعية الدولية والعربية، ونحن لسنا “نخترع البارود” عندما نقول ذلك.وأضاف: “الطبقة السياسية التي شاركت حزب الله في هذه الحكومة، رفضت هذا الواقع، وصدر الحكم الدولي عليها بكل بساطة، فالمجتمع الدولي يقول أن لحزب الله في هذه الحكومة الكلمة الفصل، وبالتالي هذا توصيف للواقع بمعزل عن رأينا السياسي”.

وأكد ضو أن كل هذه المسيرة منذ انتخاب الرئيس ميشال عون الى اليوم، من شأنها أن تسمح لحزب الله بإحكام قبضته أكثر على المؤسسات الدستورية اللبنانية، وعلى مؤسسات الدولة بشكل عام.

ما هي تطمينات الحريري لأميركا؟

في هذا الشأن، رأى ضو أن طمأنة الأميركيين كان يجب أن تحصل قبل تشكيل الحكومة، وبطبيعة الحال، الرئيس الحريري عمل على شرح موقفه من هذا الموضوع، إلا أننا إذا عدنا الى البيان الذي صدر عن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد هيل، في زيارته منذ شهر الى لبنان، نرى كلاماً واضحاً بأن للبنانيين الحق والحرية والمسؤولية لتشكيل الحكومة التي يرونها مناسبة، ولكن على ضوء هذه التشكيلة، على أميركا والمجتمع الدولي أن يقرروا كيف سيتعاملون معها.

وعن كيفية التعامل الأميركي مع لبنان بعد التشكيل، قال ضو: “علينا أن ننظر الى عملية التصاعد بالموقف الأميركي، بدءً من زيارة هيل الى بيروت الذي قرأ بها بياناً مكتوباً، بمعنى أنه كان يوصل رسالة وليس رأي، وصولاً الى تصريح السفيرة الأميركية من السراي التي بدورها أيضاً قرأت بياناً مكتوباً ينقل رسالة واضحة من حكومتها. واعتبر ضو أن كل هذه المواقف، هي تحضير لزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المنتظرة الى لبنان، وأضاف: “في هذه المرحلة بالذات هناك شيء من التصعيد أو القسوة بالموقف الأميركي ينذر بتبدل طريقة التعامل مع لبنان، قد يكون بمواقف سياسية، أو من خلال الضغط أكثر على حزب الله وعلى البيئة السياسية المتحالفة معه. وعن أجواء زيارة بومبيو التي قد تعني لإيران بأن الساحة اللبنانية غير متروكة لها، أشار ضو الى أن التصاعد بالموقف الأميركي لن يؤدي الى تصعيد عسكري أو أمني، ففي أسوأ الاحتمالات، ستتشبث بموقفها، مع امكانية زيادة الضغط السياسي على لبنان.

وأضاف: “لا أحد ينتظر من الولايات المتحدة مهادنة حزب الله خلال مواجهتها الواضحة والمعلنة لإيران”. وعن ارتياح الحريري للجو الدولي رغم الموقف الأميركي، قال ضو أن للحريري حساباته كما لكل طرف سياسي آخر حساباته الخاصة، ويعتبر أنه يحاكي بشكل صائب الإعتبارات التي تفرض مواقف معينة، ولكن قد لا تكون حسابات صحيحة. وأردف: “نحن نتمنى أن لا يتعرض لبنان لمشاكل إضافية نحن بغنى عنها في هذه المرحلة بالذات، ولكن لا يمنع بأن نكون حذرين جداً ولا نعتبر أن الأمور هذه سهلة جداً وعابرة، وأن لا نتجاهل حقيقة هذه المواقف العربية والدولية”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 21/2/2019

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون لبنان"

من أين نبدأ النشرة؟

انبدأها من جلسة مجلس الوزراء الساخنة في نصفها الثاني أم من حكم المجلس الدستوري الساخن الذي أبطل نيابة ديما جمالي؟

الحدثان دقيقان في الحيثيات والأسباب والدوافع كما أنها مؤشران الى مرحلة دقيقة في الوضع المحلي فيما كتلة الوفاء للمقاومة رفضت المواقف الأميركية من حزب الله.

إبطال نيابة ديما جمالي ليس آخر الدنيا كتلة المستقبل لفتت الى دوافع سياسية وراء قرار المجلس الدستوري والرئيس الحريري طلب من جمالي إعادة ترشحها الى الإنتخابات الفرعية التي ستجري في طرابلس خلال شهرين.

وفي مجلس الوزراء نصف الجلسة وبجو هادىء تم إقرار بنود كثيرة في جدول الأعمال لكن النصف الثاني احتدمت فيه المناقشات حول العلاقات مع سوريا وزيارة وزير شؤون النازحين لها وكلام وزير الدفاع عنها في مؤتمر ميونيخ إلا أن رئيس الجمهورية رفع الجلسة التي أعقبها قول الوزيرة مي شدياق إن النظام السوري أدرج اسم الرئيس الحريري على قائمة الإرهاب فكيف تكون العلاقة معه؟

وأثناء جلسة مجلس الوزراء كان لرئيس الجمهورية موقف بارز في ضرورة معالجة قضية النازحين السوريين وأن هناك اتصالات من دول عربية لاعادة علاقاتها مع سوريا فيما نحن مختلفون على مصلحة لبنان العليا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

بالأقوال، القوات اللبنانية مع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. أما بالأفعال، فممارسات تطرح علامة استفهام كبرى، وفق ما أشار إليه مصدر وزاري عبر الـOTV.

فمن دون العودة إلى التباسات مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة، أو حتى تلك التي رافقت المواقف منذ اندلاع الحرب في سوريا وبدء موجة النزوح، وبعيدا من التذكير بموجة الاتهامات التي قوبل بها كل من حذر من ظاهرة النزوح بلا ضوابط، وفي اطار المداخلات السياسية في جلسة مجلس الوزراء الأولى بعد الثقة اليوم، توقف المصدر الوزاري أمام ما سمع على لسان ممثلي القوات، معتبرا أنه يتناقض مع البيان الوزاري الذي يضع عودة النازحين في مرتبة الأولوية، علما أن جميع القوى المشاركة في الحكومة كانت في جو التوجه الجديد في وزارة شؤون النازحين، ومع التشديد على أن الوزير صالح الغريب زار سوريا بعد استئذان المعنيين.

غير ان المفاجأة، بحسب المصدر الوزاري عينه، كانت في أن القوات، وبعدما أعطي ممثلوها الكلام أكثر من أربع مرات خلال الجلسة، أصرت على وضع العصي في الدواليب، وعلى محاولة فرض رأيها بوجوب الامتناع عن التواصل مع سوريا على مجلس الوزراء.

وتابع المصدر الوزاري بالقول: نتفهم أن تكرر القوات موقفها المبدئي بنظرها، لكن ذهنية الفرض مرفوضة، ذلك أن مجلس الوزراء لم يتخذ يوما قرارا بعدم زيارة سوريا، فكيف بالحري اذا كان هناك مليون ونصف مليون نازح سوري على أرض لبنان يتوجب العمل لإعادتهم في أسرع وقت ممكن؟

وفي إطار حديثه للـ OTV، ناشد المصدر الوزاري القوات اللبنانية مقاربة الموضوع بعقلية منفتحة، ما يسهل تحقيق الهدف الأسمى، لا أن تبدو مفردة في موقع من يعرقل أي مسعى لعودة النازحين، فيما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومجلس الوزراء في اتجاه آخر، خصوصا أن سوريا دولة عضو في الأمم المتحدة، وأن التبادل الديبلوماسي قائم بين البلدين.

وفي السياق عينه، لفت كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اطار الجلسة، وهو ما سنتوقف معه بالتفصيل في تقرير خاص، حيث قال: أتوجه إلى من يتحدث في موضوع النازحين بالقول إن بعضهم غير مدرك للنتائج التي تترتب عن استمرار بقاء النازحين على أرضنا، وهذه مسؤوليتي كرئيس للدولة، فأنا اقسمت اليمين بالمحافظة على الدستور ولا يمكنني أن أترك هذه المسألة. وختم كلامه بالقول: أنا أعرف مصلحة لبنان العليا وأنا أحددها، وأنا في مركز المسؤولية وهذه صلاحياتي لأني الوحيد الذي أقسمت يمين الحفاظ على الدستور وقوانين الأمة وسلامة الأرض والشعب، وأرسيت توازنا وطنيا حتى نحقق الاستقرار ونعيد بناء لبنان من جديد، فهذا هو مفهومي للمصلحة الوطنية العليا، وأنا مسؤول تجاه شعبي. ورفع الرئيس عون الجلسة.

وعدا عن احتدام النقاش في مجلس الوزراء، احتدام انتخابي متوقع في طرابلس، بعدما أبطل المجلس الدستوري نيابة عضو كتلة المستقبل ديما الجمالي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

خطف المجلس الدستوري بتجريد ديما جمالي نيابتها الضوء من الاجتماع الاول لمجلس الوزراء، خصوصا ان اعضاء الدستوري لم يبحثوا عن السهل الذي كان متاحا امامهم، بل ركبوا المركب الخشن عندما لم يمنحوا المقعد لطه ناجي الطاعن، بل اعلنوا شغور المقعد الخامس في طرابلس، ودعوا الى انتخابات لملئه في مهلة شهرين، وقد اثارت الخطوة غضب اللقاء التشاوري الذي رأى الفرصة تخطف من فمه وتفقده حلاوة حصوله على المقعد الوزاري.

المستقبل ايضا لم يكن راضيا اطلاقا ووصف قرار الدستوري بالكيدي والمسيس وبالسقطة الدستورية، واعتبرت جمالي مرشحته مجددا الى المقعد الطرابلسي.اما قرارها تجريدها نيابيتها لم يخل من السياسية.

في الاثناء ارتفعت التساؤلات حول اذا كانت المعركة ستقتصر على المرشحين جمالي - ناجي، ام ان شهية مرشحين اخرين ستفتح، وما اذا كانت كثرة المرشحين ستعيد خلط التحالفات ام ستثبتها.

ومن التصوينة المحصنة لمبنى الدستوري انتقل المشهد الى بعبدا التي احتضن قصرها سيد القصر الجلسة الاولى لمجلس الوزراء.

الاجواء لم تكن اجواء روداج وتعارف وتبادل ابتسامات، اذ دخل الشباب مباشرة في صلب القضايا الخلافية وفي مقدمها زيارةالوزير الغريب سوريا والذي اعتبرها وزراء القوات خرقا للبيان الوزاري ولمبدأ النأي بالنفس، رغم تأييدهم حتمية عودة النازحين. لكن بعد ارتفاع النبرة والتراشق بمواد من الحرب اللبنانية شارك فيها رئيس الجمهورية، استخدم الرئيس عون صلاحياته في ادارة الجلسات مقطع الطريق على طلبي الكلام في الملف ورفع الجلسة منعا لتطور الاحتكاك الى اشتباك في النهاية لتكبير الصورة عن الواقع غير المريح للحكومة، لا بد من السؤال، اذا كان جدول الاعمال خاليا من اي مواد خلافية وحصل ما حصل، فماذا عن الجلسات التي ستكون محشوة بالبنود السجالية وكيف ستتمكن حكومة الى العمل من العمل.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

المسرح المحلي اقتسمه اليوم حدثان: الأول جلسة مجلس الوزراء والثاني إعلان نتائج الطعون بالانتخابات النيابية وبينهما حجزت قضية ملاحقة التوظيف المخالف مقعدا لها على جدول الأعمال.

على مستوى مجلس الوزراء شكلت جلسته الأولى بعد الثقة صافرة إنطلاق للعمل الحكومي فحلت بردا وسلاما في البنود وحماوة سياسية في ملف العلاقات مع سوريا بين من يرفض أي تواصل معها ومن يتمسك بتوسيع العلاقات إلى أقصى الدرجات وفقا لما ينص عليه الدستور ولمصلحة لبنان.

إحتدام السجال دفع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى رفع الجلسة بعد أن شدد على أنه يعرف مصلحة لبنان العليا وهو يحددها وفق ما أكدت مصادر بعبدا للـ NBN.

أما التوظيفات الأخيرة المخالفة فقد حمل كرة نار التصدي لها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يؤكد أن هذه التوظيفات لن تمر مرور الكرام وبتوجيهات منه تعقد لجنة المال والموازنة النيابية جلسة الاثنين المقبل لمناقشة تقريري التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية.

وفي هذا الإطار أكد الوزير علي حسن خليل أن وزارة المال إلتزمت بمراسيم التوظيف الصادرة عن مجلس الوزراء معتبرا أن التزام وقف كل أنواع التوظيف أمر أكثر من طارىء للحد من تنامي الإنفاق.

أما المجلس الدستوري فقد قال قال كلمته اليوم: إبطال نيابة ديما جمالي من دون إعلان خصمها الانتخابي طه ناجي فائزا بل إقرار إجراء انتخابات فرعية في دائرة طرابلس الصغرى لملء المقعد السني الخامس خلال شهرين ووفق النظام الأكثري ما يفتح الطريق أمام عودة جمالي الى الجنة النيابية بسهولة بعدما طلب منها الحريري أن تترشح مجددا.

قرار المجلس الدستوري لم يحظ بترحيب لا من جانب لائحة الكرامة الوطنية ولا من كتلة المستقبل إذ قال النائب فيصل كرامي: كان لنا ملء الثقة بالمجلس وهو ما وجدناه في الشق الأول المتعلق بإبطال نيابة جمالي ولكن كان من الواجب إعلان فوز من كان الطعن لمصلحته لا إعادة إجراء الانتخابات ونحن نجدد الطعن بقرار المجلس الدستوري الذي تحول بفعل النفوذ السياسي إلى أداة لسرقة فوز طه ناجي.

في المقابل تحدثت كتلة المستقبل عن شعور بعملية غدر سياسية وطعن في الظهر على حد توصيفها معتبرة أن قرار المجلس الدستوري له خلفيات كيدية وفي مطلق الأحوال طرابلس إلى الانتخابات در بعد شهرين من نشر قرار المجلس الدستوري في الجريدة الرسمية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بين مطرقة الدستوري وسندانه، نيابة باطلة، ونيابة غير مكتملة، وحديث عن غدر عبرت عنه بحنق سياسي كتلة رئيس الحكومة..

بين ثمانية عشر طعنا مقدما، ابطل المجلس الدستوري نيابة عضو كتلة المستقبل عن دائرة طرابلس ديما جمالي، ولم يفز بالمقعد مقدم الطعن مرشح المشاريع الخيرية الدكتور طه ناجي، وبحسبة غير رياضية، واجتهادات دستورية – قال المجلس انها ستدرس في الجامعات والمعاهد الحقوقية، لم يظهر الفائز في الجولة الانتخابية لان الارقام لم تكن واضحة لدى اعلى سلطة قضائية..

قضي الامر في حساب الدستوري، وفتح حساب جديد في الميدان السياسي، فتحدثت كتلة المستقبل عن أن خلفيات قرار المجلس الدستوري سياسية وكيدية بامتياز، بل يشكل سقطة دستورية كما تقول كتلة رئيس الحكومة..

أما لائحة كتلة الكرامة الوطنية التي رفضت اجتهاد الدستوري مقابل النص، أكدت على ضرورة اعلان فوز مرشحها طه ناجي بالمقعد النيابي، مع اعلانها فتح المعركة القانونية للطعن بالقرار..

وبعد سجال سيخطف الانظار لايام، سيعود الجميع للتحضير لانتخابات خلال شهرين، انتخابات ستعيد فتح نوافذ القانون الاكثري، لاعادة من خرج من باب القانون النسبي..

اما بالنسبة للحكومة، فكانت جلستها اليوم هادئة لولا النية السجالية القواتية، فصوب وزراؤها على زيارة الوزير صالح الغريب الى سوريا، ليكون تصويب المسار بكلام لرئيس الجمهورية الذي اعتبر ان سياسة النأي بالنفس عما يحصل في سوريا، وليس عن مليون ونصف مليون نازح سوري في لبنان مضيفا: كيف لنا ان ننسق عودة هؤلاء دون التواصل والتنسيق مع دمشق، فدول كبرى تتواصل مع سوريا ورئيسها ، فلماذا لا يتواصل لبنان لحل أزمة النزوح التي ارهقت لبنان اقتصاديا واجتماعيا، الرئيس عون الذي اسف لعمل الغرب على عدم عودة النازحين، ختم قائلا: هذه قضية لا استطيع أن احملها على ضميري..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

مجلسان توجهت إليهما الأنظار اليوم : مجلس الوزراء والمجلس الدستوري ... الجامع المشترك بين جلستي المجلسيْن هو مضاعفات ومفاعيل ما بعدهما : المجلس الدستوري أبطل نيابة النائب ديما جمالي، فأعاد الرئيس سعد الحريري ترشيحها ... تلقى الرسالة فعالجها وعاجلها بالرد ...

أبعد من خطوة الترشيح موقف كتلة المستقبل من قرار الإبطال، وهو الموقف الذي تلته النائب بهية الحريري في خطوة لافتة ... الموقف عالي السقف : وصف الخطوة بأنها كيدية وأن المجلس الدستوري وقع في " سقطة دستورية " وان أحد قضاة المجلس انقلب على توقيعه ... ماذا بعد؟ إلى الإنتخابات الفرعية در ولكن وفق قانون الأكثرية وفي طرابلس فقط ...

هكذا، وفي غضون شهرين، سيكون أمام تيار المستقبل، وأمام الرئيس الحريري شخصيا، " معمودية إختبار شعبية " مجددا، فيما آخر معمودية حصلت في أيار الماضي، وسيحاول الرئيس الحريري أن يثبت من بوابة العاصمة الثانية أنه الأول ... كما ان الإنتخابات الفرعية ستكون اختبارا مبكرا جدا لوزيرة الداخلية ريا الحسن، إبنة طرابلس ... وفق المعطيات الأولية فإن معركة الانتخابات الفرعية لن تكون معركة منافسة بمقدار ما هي " معركة " سكور " يريد تيار المستقبل ان يسجله، كرد مباشر على ما اعتبرها عملية طعن ...

في مجلس الوزراء، الجلسة الأولى ما بعد الثقة، لحكومة " إلى العمل "، كانت سياسية بامتياز: موضوع النازحين السوريين وزيارة الوزير صالح الغريب لسوريا، وموقف الوزير الياس بو صعب في ميونيخ، شكلوا عناوين لنقاش لم يخل من الحدة، إلى أن كانت مداخلة مسهبة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بدا فيها مصرا على عودة النازحين، مذكرا بتجربة الفلسطينيين منذ سبعين عاما، ومفندا ما يتحمله لبنان من جراء النزوح ... ليختم الرئيس مداخلته بالقول : " أنا أعرف مصلحة لبنان العليا وأنا أحددها وأنا مسؤول تجاه شعبي ... ورفع الجلسة .

المعلومات تشير إلى أن الرئيس عون بلغ مرحلة الغضب من المداخلات التي حاولت إعادة عقارب ملف النازحين الى الوراء ولاسيما مداخلات بعض وزراء القوات، إلى درجة اعتبار هذه المداخلات بأن من شأنها عرقلة مجلس الوزراء في جلسته الأولى .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

غدر سياسي تعرضت له كتلة المستقبل النيابية والرئيس سعد الحريري شخصيا، من خلال قرار المجلس الدستوري ابطال عضوية النائب ديما جمالي، واعتبار المقعد السني لدائرة طرابلس شاغرا على ان تجري الانتخابات النيابية خلال شهرين كحد اقصى على اساس القانون القديم.

جمالي زارت الرئيس الحريري في بيت الوسط وكشفت عن تدخلات سياسية في قرار المجلس الدستوري، وأعلنت أن الرئيس الحريري طلب منها إعادة الترشح باسم تيار المستقبل

القرار غير القابل للطعن طعنته التدخلات السياسة قبل ان يولد، وفقا لرواية مصدر في المجلس الدستوري لتلفزيون المستقبل كشف عن المراحل التي سبقت اتخاذ القرار بدء من تقرير المقررين (2) الذي خلص الى رد الطعن بالاساس بعد اشهر من التدقيق والتحقيقات مرورا بالتصويت الاول الذي لم يحرز الاكثرية المطلوبة ومن ثم الاصرار على تصويت اخير رغم الاعتراض. وهنا حصلت الاعجوبة، بحسب المصدر، التي تمثلت بتصويت احد المقررين ضد نفسه بعد وحي نزل عليه عبر اتصال هاتفي خلال الجلسة.

وبعد اجتماع استثنائي لكتلة المستقبل، أصدرت بيانا عنيفا، أشار إلى خلفيات سياسية وكيدية بامتياز شكلت سقطة دستورية في سجل من بدل تواقيعه من خانة الرفض الى خانة القبول، وشددت على ان اساليب الطعن في الظهر واستخدام أرفع المواقع القضائية وسيلة لتصفية الحسابات السياسية، لن تثنيها عن قرارها بوجوب حماية المجلس الدستوري من الدخلاء على المهمات المنوطة به.

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون الجديد"

بتر الدستوري عضوية ديما جمالي النيابية لكنه تحت سقف قرار واحد رشحها للفوز المحتم بعدما اعلن المقعد السني الخامس في طرابلس شاغرا، داعيا الى انتخابات في مهلة شهرين على مستوى الدائرة الصغرى ووفقا لقانون الستين والاقتراع الاكثري.

وعلى متن قراره فإن الدستوري فاته تهنئة جالي التي ستعود الى مقعدها سالمة بعد شهرين وهو الذي سهل لها طريق الفوز واعطاها من نعيمه في الاجتهادات القابلة للطعن. فالمجلس لم يتبع ما ورد قي نص القانون لناحية اسناد المقعد الى صاحب الكسر الاعلى الذي كان سيذهب الى المرشح طه ناجي على لائحة فيصل كرامي والمدعوم من جمعية المشاريع، وبذلك فتح الدستوري الباب امام انتخابات تبدلت معالم تحالفاتها السياسية لا سيما بعد انضمام الرئيس نجيب ميقاتي الى الحكومة ما يعني ان اصوات العزم ستنزل في صندوقة المستقبل مضافا اليها الاصوات المحيرة سلفا من محمد الصفدي الذي قبض الثمن السياسي بتوزير السيدة حرمه.

اما الوزير السابق اشرف ريفي المصاب بطعن صحي في الظهر فإنه يدرس خياراته في الترشيح بعدما كان قد تقرب اخيرا الى المستقبل وغازل الحريري على بياض سياسي. والتركيبة السياسية على ما هي عليه سوف تحسم النتيجة لمصلحة المستقبل الذي تحدث عن خلفية سياسية وكيدية بإمتياز وشعرت كتلته النيابية بعملية غدر سياسية استهدفت الكتلة ورئيس الحكومة سعد الحريري شخصيا.

وقال بيان المستقبل ان اساليب الطعن بالظهر لن تثنينا عن قرارنا وجود حماية المجلس الدستوري من الدخلاء ما يعني ان المجلس هو فعلا مسيس بإعتراف كتلة رئيس الحكومة ويدير سمعه الى دخلاء بحسب تعبير الكتلة. وهذا الموقف يبطل كلاما دستوري ورئيسه عصام سليمان الذي وقف في المؤتمر الصحافي مدافعا محاربا وحارسا لحصانة مجلسه من اي تدخلات سياسية، معلقا حماية اسوار المجلس ومناعته حيال الواقع السياسي وبمعزل عن الكيدية السياسية التي لمستها كتلة المستقبل.

فإن صفحات المجلس الدستوري وحدها تتحدث عن كيدالواقع الانتخابي. اذ ان القرار كشف عن صعوبات في نظام انتخابي جديد وعن اشكالات ناجمة عن ضعف الخبرة وعدم التدريب على اجراء الانتخابات وعن تجاوزات في اقلام الاقتراع وعمليات غموض وعدم تكافؤ فرص بين المرشحين وضعف هيئة الاشراف ومع ذلك فقد ارتأ المجلس ان ليس هناك ما يستدعي ابطال نيابات لا سيما في بيروت الاولى. اما الطعون في الدوائر الاخرى كالشوف وبشري وزحلة فقد اهمل شرحها واكتفى بالقول ان بعضها استند الى اقوال اصحف. والمجلس في قراره تارة تحدث عن اصوات قليلة وطورا عن فرق كبير في الاصوات.

وفي كلتا الحالتين لم ينبر من السلطة من يقول للدستوري "مش شغلتك" حتى ولو كنا نتحدث عن صوت مواطن واحد او ربع الصوت، وحده النائب فيصل كرامي توجه الى الدستوري بالقول هل ليس من صلاحياتك الاجتهاد بوجود نص الذي يؤكد فوز صاحب الكسر الاكبر. قرار كان كسرا اكبر لمجلس دستوري هو اخر محافل العدل في البلد. وقد اختار اعضاؤه ان يختتموا ولايتهم بعدم ارضاء الضمير وبسبب قرار دستوري دخل رئيس الحكومة سعد الحريري جلسة مجلس الوزراء شاحبا، علما ان الدستوري اعطاه مناه مزينا له الدرب ويا ديما يا جمالي وبعصبية غير دستورية ولا تمت بصلة الى قرار مجلس منطقة الحدث.

كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يخبط يده على الطاولة معلنا انه رئيس البلاد المؤتمن على الدستور قائلا :انا اعرف مصلحة بلادي العليا وان النأي بالنفس بحسب مفهومنا هو على ما يحصل في سوريا، وليس عن مليون ونصف مليون نازح سوري يعيشون في لبنان. واختتم عون الجلسة تاركا ذهولا بين الوزراء، ما ادلى به رئيس الجمهروية كلام حق لكنه لم يترك مجالا للنقاش بين الوزراء حاسما الجدل بإعلان من نوع التسامح وعلى خط ملف الازمة بين قناة الجديد والحزب التقدمي الاشتراكي، اعلنت الجديد اليوم عن العفو الخاص تجاه من رمى قنبلة عليها بعدما سلم نفسه طوعا للقضاء، وقالت نائبة رئيس مجلس الادارة كرمى خياط ان لمع اختار العدالة على ان يكون فارا من وجهها، ونحن اخترنا ان يستمر في دراسته في كلية الطب والعفة عند المقدرة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 21 شباط 2019

النهار

ردّت وزيرة الداخليّة ريّا الحسن إلى زميلها وزير البيئة أكثر من 70 ملف تراخيص كسّارات ومقالع ومرامل كان الوزير السابق للبيئة وقّعها، لإعادة النظر بها.

سأل مرجع سابق إذا ما كانت إيران مستعدّة لمساعدة لبنان في ملف النفايات أم انّها مصرّة على ما يمكّنها من تصدير مواد أوّليّة لديها.

صار أكيداً أن لا إمكان للبحث في العودة عن سلسلة الرتب والرواتب بعدما أكّد أكثر من طرف سياسي رفضه البحث فيها من جديد.

قال مسؤول مالي أن الخطر يكمن في أن العديد من الوزراء والنوّاب لا يدركون حجم المشكلة الماليّة ولا يفهمون في الأرقام.

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية تململاً حاصلاً بين جمهور أحد التيارات السياسية المسيحية لاعتبارهم أن الاعتذار الذي حصل في مجلس النواب لم يشمل مرجعيتهم.

لفتت شخصية سياسية إلى زيارة قام بها أحد الوزراء إلى دولة عربية وأثارت بلبلة بأنها مُصغّر للخلافات التي ستحصل داخل مجلس الوزراء وقالت: "بعدنا بالدعايات وبعد ما بلّش الفيلم".

يُغادر أحد النواب مقر التكتل الذي ينتمي إليه في كل مرة عند الإدلاء ببيان الاجتماع الصادر عنه، فيما ينتظر بقية الاعضاء حتى انتهاء الاسئلة والأجوبة الموجهة من الصحافيين.

اللواء

توقفت مصادر في 8 آذار عند زيارة مسؤول عربي ومحاولة إعادة الروح إلى تجمع سياسي يُعاني من تباعد.

تلاحظ على وزراء سابقين مظاهر ارتباك في ما لو سارت عملية المحاسبة إلى الشوط الأخير؟

كشف نائب "متمرد" أمام مقربين عن إنه أجرى اتصالات مع "أصدقاء" لاحتواء توتر حصل، وقدّم ما يلزم في ما خصَّ ذلك!

البناء

رأت مصادر دبلوماسية آسيوية أنّ حركة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على جبهة باكستان والهند والصين لن تتعدّى حملة العلاقات العامة وتقديم الأموال والتفاهمات في سوق النفط، أما في السياسة فتعقيدات المشهد الباكستاني الهندي لا تتيح جمع الصداقتين معاً من دولة إسلامية كالسعودية تنتظر منها باكستان مساندتها في إقامة توازن مع الهند، وهو ما قد لا يكون ضرورياً بالنسبة لباكستان في التعامل مع غير السعودية خصوصاً أنّ العلاقات الباكستانية مع إيران والصين تبدأ بصفتها علاقات جوار تفرض الكثير من التوازنات.

 

سويسرا تعلق تسليم أسلحة للبنان بسبب خطر نقلها لجهة أخرى

 جنيف – فرانس برس/21 فبراير 2019/قررت سويسرا وقف تسليم معدات عسكرية للبنان طالما لن تتمكن من مراقبة الوجهة الأخيرة لهذه الأسلحة كما أعلنت الخميس أمانة الدولة لشؤون الاقتصاد. وأكدت الأمانة في بيان صدر عنها أنه تم في 2016 تصدير إلى لبنان 10 بنادق هجومية و30 سلاحا رشاشا، وخلال عملية تدقيق على الأرض في آذار/مارس 2018، عُثر فقط على 9 أسلحة. وبواسطة السفارة السويسرية في بيروت حاولت الأمانة مراراً العثور على 31 قطعة سلاح مفقودة لكنها فشلت في مسعاها. وكانت هذه الأسلحة مخصصة حصرياً لوحدات مكلفة حماية شخصيات سياسية، مثل الحرس الجمهوري اللبناني. وكان المتلقي النهائي تعهد عدم تسليم أسلحة لطرف آخر دون موافقة سويسرا الخطية، والتي كان يحق لها القيام بتحقيقات على الأرض. وذكرت الأمانة أن عمليتي التفتيش السابقتين في لبنان في 2013 و2015 تمتا دون حوادث. لكنها باتت تعتبر أن خطر نقل معدات حربية إلى وجهة نهائية غير مرغوبة أصبح مرتفعا في لبنان.

 

خادم الحرمين وولي العهد السعودي يهنئان الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية

بيروت - "الحياة" 21 فبراير 2019 /تلقى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري رسالة تهنئة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لمناسبة تشكيل الحكومة، متمنيا له "التوفيق والنجاح في مهماته لما فيه خير وازدهار لبنان وتقدمه". كما تلقى الحريري رسالة مماثلة من ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ورسائل من كل من رئيس جمهورية كولومبيا ايفان دوكي ماركيز، ورئيس وزراء سلوفاكيا بيتر بيللغريني ورئيس وزراء بولندا ماتوش مورافيتسكي للغاية نفسها.

 

بعد الخلاف.. عشاء بين الحريري وجنبلاط في بيت الوسط

نهارنت/21 شباط/19/بعد لملمة آثار الخلاف الحاد الذي حصل بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري، سيعقد الطرفان لقاء اليوم الخميس في بيت الوسط. وأفادت قناة الـ lbci ان جنبلاط سيحضر على مأدبة عشاء الحريري الليلة في بيت الوسط. وسبق ان زار وفد من "الاشتراكي" بيت الوسط منذ أسابيع للاتفاق على تهدئة الاجواء بين جنبلاط والحريري. وعشية ذكرى 14 شباط في حديث الى "النهار" أكد الحريري أنه ما من خلاف مع جنبلاط، قائلا "عتبي أن وليد بيك ما بيعرف كم انا أقف الى جانبه". وأضاف "هناك حرب عليَ أيضا وليس فقط على وليد جنبلاط والخلاف بيننا يقوي الاخرين والتوافق بيننا يردعهم". ويأتي اللقاء، بعد التصعيد الذي بدأه جنبلاط ضد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، بعد تشكيل الحكومة. وانتقد جنبلاط حينها الطريقة التي تشكلت فيها الحكومة، معتبرا أن هناك أحادية وشبه غياب لاتفاق الطائف وموقع رئاسة الحكومة، قبل ان يبدأ السجال السياسي على تويتر بشكل غير مسبوق بين حليفين سابقين منذ العام 2005. ويأخذ جنبلاط على الحريري الذي أظهر انسجاما بالغا مع باسيل خلال عملية تشكيل الحكومة، عدم إبلاغه بتولي الوزير غسان عطا الله وزارة المهجرين، خلال لقائهما عشية إعلان الحكومة، كذلك عدم إبلاغه بأن الوزير الدرزي الثالث الذي تنازل عنه جنبلاط سيكون صالح الغريب حليف دمشق.

 

 إسقاط متبادَل للدعاوى بين "الجديد" و"الاشتراكي"

نهارنت/21 شباط/19/أسقطت كل من قناة "الجديد" والحزب "التقدمي الاشتراكي" الدعاوى بحق بعضهما البعض، إثر إلقاء قنبلة على مبنى المحطة من قبل شاب جامعي يدعى مازن علم، على خلفية فقرة في برنامج شربل خليل الساخر، اعتبرها الجاني مستفزة للطائفة. ومنذ أيام، سلم علم نفسه الى تحري بيروت من تلقاء نفسه، ومعه إبن خاله بهاء زهر الدين، واعترف بأنه من ألقى القنبلة على مبنى المحطة، وبأن إبن خاله لم يكن على علم بالموضوع. أما رئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي كان قد أعلن في السابق أنه سيسلم علم في الوقت المناسب، فاجتمع منذ اسابيع مع المشايخ في المختارة، ودعاهم الى ايجاد تسوية في شأن علم، مطالبا أيضا بأن يكون الجميع في حزبه تحت سقف الدولة والقانون. جاء إعلان إسقاط الدعاوى، خلال زيارة قام بها وزير الصناعة وائل أبو فاعور الى مبنى القناة المجاور لمركز الحزب الاشتراكي في وطى المصيطبة. واكد أبو فاعور ورئيسة مجلس إدارة "الجديد" كرمة خياط حرصهما على إبقاء العلاقة بين "الجديد" و"الاشتراكي" ودية، وعلى أفضل حال. وأثنت خياط على "حكمة" جنبلاط، وقالت "نظرا لان الشاب مازن علم يدرس الطب في الجامعة وليس لديه سوابق نحن سنسامح ونسقط الدعوى من قبلنا عليه". ورد أبو فاعور أيضا، بإعلانه أن جنبلاط سيسقط بدوره الدعوى التي رفعها على القناة.

 

حكومة الحريري تحت المجهر الدولي

بيروت ـ “السياسة” /21 شباط/19/اعتبرت أوساط سياسية أن الرسالة الأميركية الشديدة اللهجة التي تلقاها لبنان، تؤكد بوضوح أن حكومة سعد الحريري قد وضعت تحت المجهر الأميركي والدولي على حد سواء، لناحية اختبار مدى قدرة “حزب الله” على التحكم بقراراتها. وأكدت الأوساط لـ”السياسة”، أن الولايات المتحدة والغرب لن تسامحا مع أي تساهل حكومي تجاه الحزب، أي أن واشنطن والمجتمع الدولي سيعيدان النظر بالدعم الذي يقدمانه للبنان، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية. وفي السياق، أشار منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو إلى أن “جادة الإمام الخميني تطالع اللبنانيين وزوار لبنان عند خروجهم من مطار بيروت ودخولهم اليه!”، مضيفاً إنها “عملية منظمة وممنهجة لتغيير هوية لبنان وتزوير تاريخه ووضع اليد على حاضره ومستقبله!”.

 

الخلاف بشأن سورية يشعل جلسة الحكومة الأولى وجنبلاط يدعو إلى إعطاء النهوض بالاقتصاد الأولوية ودريان طالب بدعمها وتغليب مصلحة اللبنانيين

بيروت ـ “السياسة” /21 شباط/19/ أشعل الملف السوري جلسة الحكومة الأولى التي عقدتها أمس، في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، حيث شهدت نقاشاً حاداً حول زيارة وزير النازحين صالح الغريب لدمشق والدعوة للتطبيع معها. وقال وزير الاعلام جمال الجراح، إن “مجلس الوزراء أقر معظم البنود التي كانت على جدول الاعمال”، مشيرا الى أن “الرئيس عون شدد على ضرورة عودة النازحين السوريين، ورفع الجلسة وكان عدد من الوزراء يريدون الكلام”. من جانبه، أكد وزير العمل كميل بو سليمان، أن النقاش احتدم في نهاية الجلسة حول موضوع العلاقات مع سورية، أما وزير المال علي حسن خليل فقال: “أقررنا جدول الاعمال، وتركز البحث على الموضوع السوري. وأكدنا موقفنا بتوسيع العلاقات مع سورية”، بينما قال وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب: “طلبنا الاذن بالكلام فرفعت الجلسة ولم يعط لنا الإذن”. أما وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان فقال: “اتفقتا بالبيان الوزاري على النأي بالنفس وفوجئنا بتحركات بعض الوزراء باتجاه سورية، التي وضعت رئيس حكومتنا على لائحة الاٍرهاب”، في حين أكدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق أن “لا خلاف على مسألة عودة النازحين، لكن الخلاف على العلاقة مع النظام السوري”، وقال الوزير صالح الغريب: “أكدنا رفض حملة التهويل، وزيارة سورية ليست تهمة”. في غضون ذلك، طالب مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان اللبنانيين بـ”الوقوف الى جانب الحكومة وأن يكون أعضاؤها منسجمين، لتغليب مصلحة لبنان واللبنانيين”من ناحيته، غرد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد حنبلاط قائلاً، إن “الاقتصاد أولوية ومدخل التصحيح هو بند الكهرباء”. بدوره، أعلن النائب السابق مصطفى علوش أنه يرفض التعامل مع نظام الأسد، مشيراً إلى أن الحكومة مؤلفة من مكونات لكل رأيها، ولا يحق لأحد التفرد بالقرارات”. إلى ذلك، قال السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي إن “سورية مستعدة ومنفتحة على كل المبادرات ولبنان مضطر إلى إعادة النظر بعلاقته معها”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عرض روسي لبناء معمل كهرباء في لبنان

نهارنت/21 شباط/19/سيشكل ملف الكهرباء النقطة الاساس في عمل الحكومة التي تعقد اليوم أولى جلساتها في قصر بعبدا بعد نيلها الثقة من مجلس النواب، وسط عرض روسي لبناء معمل كهرباء على الاراضي اللبنانية. وكشفت مصادر وزارية لصحيفة "الجمهورية" الخميس، أنّ ملف الكهرباء سيشكل النقطة الاساس في عمل الحكومة، مرجحة بدء نقاش جدي حول حل كهربائي في القريب العاجل، يضع حداً لكل الحلول الترقيعية والمناقصات الملتبسة التي اعتمدت على مدى السنوات الماضية، والتي امتَصّت مبالغ طائلة من الخزينة وكانت السبب الاساس في العجز الخطير الذي تعانيه. وبموازاة الاولوية التي يحتلها ملف الكهرباء، كشفت الصحيفة عينها، ا"ن ثمة قراراً متّخذاً من قبل مستويات مسؤولة في الدولة بعدم إدخال العامل الايراني في ملف الكهرباء لا من قريب ولا من بعيد، فهو غير مطروح أصلاً"، فيما أعادت بعض الجهات الداخلية استذكار العرض الذي قدمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل فترة غير بعيدة حول استعداد مصر رَبط خط كهرباء بينها وبين لبنان وتزويده بين 3 و5 آلاف ميغاوات وبسعر رخيص، وهو أمر تبدو الحماسة اللبنانية حياله ضعيفة مع ما يتردد عن تَوجّه لبنان الى بناء معمل للكهرباء. وفي هذا الموضوع ايضاً، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" انّ عرضاً روسياً مطروحاً لبناء معمل للكهرباء يؤمن كهرباء 24 على 24 في لبنان، وخلال فترة سريعة زمنياً. وبحسب المصادر، فإنّ هذا العرض يتضمن استعداداً لبناء معمل يعمل على الطاقة الذرية، على غرار معمل مماثل بناه الروس في تركيا من دون ان تتكلّف الدولة التركية اي قرش، يعني "صفر كلفة". وبعد تشغيله، تمّ استثماره من قبل الروس لفترة زمنية محددة على ان يصبح ملكاً للدولة التركية بعد انقضاء فترة الاستثمار.

 

لبنان: وقفة رمزية في يوم المصور الشهيد الجراح: جهود حثيثة لمعرفة مصير كساب

بيروت - "الحياة"  21 فبراير 2019 /نفذت نقابة المصورين الصحافيين وقفة رمزية في ساحة الشهداء، احياء لـ "يوم المصور الشهيد"، بمشاركة وزير الاعلام جمال الجراح، نقيبي الصحافة عوني الكعكي ممثلا بعضو النقابة جورج بشير والمحررين جوزيف القصيفي، المدير العام لوزارة الاعلام حسان فلحة وحشد من المصورين الصحافيين في مختلف وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية.

الجراح

بداية النشيد الوطني، ثم ألقى الوزير الجراح كلمة اعتبر فيها "ان شهيد الصحافة مثل أي شهيد قدمه هذا الوطن فداء له وحفاظا على حريته واستقلاله وسيادته. شهداء الصحافة وشهداء المصورين كانوا يقدمون مهمة جليلة تنقل الواقع والحقيقة وتنقل للرأي العام الحدث وحقيقة الحدث". واضاف: "البعض من هؤلاء الشهداء الذين قدموا دماءهم في هذه المهمة الشريفة يستحقون منا هذه الوقفة وتكريمهم، ونقول لهم، ان الصحافة والاعلام والمصورين ما زالوا بنفس المهمة والقناعة والرؤية التي هي نقل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، وندعو زملاءهم الى ان يستمروا بالروحية والمنهجية والقناعات التي كانوا يتمتعون فيها، وان يقوموا بالخدمة نفسها التي دفعوا حياتهم ثمنا لها". وشكر الجراح النقابة "لحرصها على إحياء هذه الذكرى وتكريم هؤلاء الشهداء والمستمرة بهذا النهج والطريق، وان شاء الله مع بداية تسلمي لمهمتي في وزارة الاعلام، نستطيع ان نخطو بهذا القطاع خطوة الى الامام بمزيد من الفعالية والشفافية والموضوعية بنقل الحدث ونقل الصورة وتأدية المهمة الاساسية لكم، وهي وضع الرأي العام اللبناني في حقيقة الحدث وما يجري حول الناس من احداث سياسية واقتصادية واجتماعية، وان نكون جميعا حاملي شعار خدمة الوطن ولا شيء غير الوطن وخدمة المجتمع اللبناني. وهذا يتطلب درجة عالية من المهنية والصدقية والشفافية بالتعاطي مع المواضيع والابتعاد عن الحساسيات وعن كل ما يسيء الى الشراكة الوطنية والاستقرار والسلم الاهلي". وعن موضوع الصحافي المصور المخطوف في سورية سمير كساب، قال الجراح: "الزملاء أخبروني ان هناك جهودا حقيقة للافراج عن المصور كساب، وأتمنى ان تكلل هذه الجهود بالنجاح وان يعود ليكون بين زملائه المصورين ويكمل المشوار معهم في تأدية رسالته".

القصيفي

من جهته، قال النقيب القصيفي: "ما عسانا نقول في يوم المصور الشهيد، المصور الذي يوثق بالصورة يحفر في ذاكرة الوطن والتاريخ ويعزز الخبر بالدليل الدامغ. فهو الشاهد الدائم والشهيد المنتظر، لا يخشى الخطر، بل يذهب اليه، يتعقب مصادره، أعزل الا من عدسة تلتقط الحدث، ولو اتشحت بدم حاملها. أجل قاوم المصور الشهيد الرصاص الجاني بعدسته، ولم يكن اصبعه على الزناد، بل على كاميرا احتضنها وكانت الاقرب الى قلبه. اننا نستعيد صورة المصور الشهيد في ذاكرتنا، ونقف اليوم مع زملائه بدعوة من النقابة الشقيقة تخليدا واكبارا لعطاءاته التي فاقت كل العطاءات بسقوطه مضرجا بالواجب الذي سعى الى تأديته دون ان يحسب للموت حسابا. ليكن ذكر المصور الشهيد مؤبدا". اضاف: "أما قضية المصور كساب، فلم ولن تغرب عن بالنا، هي باتت وجعا مقيما في ظل الضبابية التي تلف مصيره، لكننا نفسح للامل بمعرفة مصيره مكانا ونجدد الدعوة الى السلطات اللبنانية بكافة اجهزتها لتكثيف المساعي والاتصالات لجلاء كل ملابسات اختفائه، كما الى الدول النافذة في المنطقة التي اختطف منها، والهيئات والمنظمات الدولية الناشطة في هذه المنطقة. وقد سبق لنقابة المحررين ان طلبت من الاتحاد العام للصحافيين العرب والاتحاد الدولي للصحافيين المساعدة في هذا الموضوع. اننا نتضامن مع عائلة كساب في معاناتها، واننا جاهزون للاضطلاع بأي عمل قد يفضي الى الخواتيم التي طال انتظارها".

بشير

والقى ممثل نقيب الصحافة كلمة حيا فيها الزملاء المصورين، وقال: "كلنا عائلة واحدة، صحافيين ومصورين وعاملين في وسائل الاعلام المكتوبة المرئية والمسموعة وحتى الموزعين". وأشار الى "ان هذه الوقفة التضامنية مع مناضلين صحافيين ومصورين، قدموا أنفسهم شهداء للوطن في سبيل حريته، استشهدوا وهم يقوموا بمهامهم، وجميعهم اصحاب رسالة واحدة مقدسة وهي الحقيقة والحرية".

طاهر

واختتمت الوقفة بكلمة لنقيب المصورين عزيز طاهر، قال فيها: "لانهم شهداء الكلمة والصورة لا كلمة تتسع لعطر صدورهم، هم شهداؤنا، شهداء الوطن. هذا اليوم هو الذي اخترناه لتكريمهم ولكي يكون يوما للمصور الصحافي". اضاف: "لقد قدمت نقابتنا عشرات الشهداء أثناء الحرب وخلال العدوان الاسرائيلي على وطننا، وشهداؤنا بحثوا عن صورة دفعوا حياتهم ثمنا لها. بعدما وثقوا بشاعة الحرب، شهداؤنا عرفوا في قلوبهم ان صورة في صحيفة أو على الشاشة قد تكون الاخيرة. لكنهم استمروا بواجبهم المهني ولم يخافوا". وتابع: "نحن عيون الناس وذاكرتها، نحن المصورين بعملنا الكبير صنعنا الذاكرة الحقيقية، وسجلنا للمستقبل دقائق اللحظة وتفاصيلها. وبكل فخر في هذا اليوم نتذكر شهدائنا وبدمعة حارة: الياس الجوهري، ديب سليم حمدان، توفيق غزاوي، عبد الرحمن الحلبي، بهيج متني، مصطفى مزنر، سعيد فران، بيار شباط، هاني طه، هاني جوهرية، هاني جردي، ادغار جميل، عبد الرزاق السيد، حبيب ضيا، عدنان كركي، خليل الدهيني، جورج سمرجيان، بهجت دكروب، احمد حيدر احمد، ليال نجيب، عساف ابو رحال، علي شعبان وكل شهداء الاعلام. ومعكم نرفع الصوت عاليا ونطالب بكشف مصير زميلنا المصور المخطوف سمير كساب، وندعو خاطفيه لاطلاقه فورا ليعود لاهله وزملائه، ونناشد كل الهيئات الدولية والاعلامية تبني قضيته والعمل على تحريره. اليوم نتذكرهم جميعا وهم لم يغيبوا يوما عنا". ورأى طاهر "ان الاعلام اللبناني يواجه أخطر مرحلة في مسيرته"، وقال: "ان العدد الكبير من الصحف قد أغلق ما ادى الى معاناة المئات من الاعلاميين ومن ضمنهم المصورون. وندعو الجميع الى ايجاد السبل للاستمرار بواجباتنا المهنية تجاه وطننا". وختم متمنيا "ان يكون لنا اتحاد اعلامي يحمينا جميعنا في هذه الظروف القاسية".

 

الفساد في «مستشفى الفنار» أم في صفقة عقار المستشفى؟!

وفيق الهواري/جنوبية/21 فبراير، 2019

تابعت وسائل الاعلام ما كشف عن اوضاع مستشفى الفنار في الجنوب وكيف يتم التعاطي مع المرضى وغياب المعاملة الانسانية والطبية لهم. تدخل وزير الصحة د. جميل جبق، اقفل مستشفى الفنار للأمراض العقلية في مصيلح، ووزع المرضى على عدد من المستشفيات. ثم تدخل القضاء واوقف ابنة صاحبة المستشفى سمر اللبان ومدير دائرة العناية الطبية في وزارة الصحة د. جوزف الحلو.الاولى بصفتها مديرة المستشفى، والثاني لتقصيره برفع التقارير الى مسؤوليه في وزارة الصحة، واحيل الموقوفان للتحقيق، الى النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب . امس اطل وزير الصحة السابق غسان الحاصباني عل شاشات التلفزة ليعلن علمه ومتابعته للموضوع وان التقصير الاساس حاصل في تأخر وزارة المالية بدفع المستحقات للمستشفى وهي مبالغ تصل الى 8 مليارات و800 مليون ليرة لبنانية حسب تصريح المحامي كمال حجازي (محامي آل اللبان). هذا يؤشر الى جانب آخر من المشكلة وهو الجانب المتعلق بسياسة السلطة الصحية وكيف تتعاطى مع المؤسسات الصحية خاصة كانت ام عامة. وهذا الجانب لا يلغي مسؤولية جميع الاطراف، لكن ما يبدو ان المسؤولية سيتحملها موظفون عاديون في حين يبقى اصحاب القرار خارج اطار المحاسبة. هل يتذكر احد ان المشكلة بالكيلة وليست بالكيال؟ حين كان الزعيم يستلم القمح من الفلاحين بكيلة سعة 1000 غرام ويسلمهم الطحين بكيلة سعة 800 غرام وكلما احتج الفلاحون يسرع الزعيم بتغيير الموظفين لكنه يبقي على الكيلتين. ايضا يبدو ان المشكلة الفعلية في مكان اخر.تقع ارض المستشفى والعقار المحيط بها في بلدة المروانية وتبلغ مساحة العقارات المذكورة 440 دونم. منذ فترة جرت مفاوضات مع عادلة اللبان لشراء العقار فطلبت مبلغ 20 مليون دولار ثمنا لمساحة 400 دونم واشترطت ابقاء المستشفى قائما وخارج اي اتفاق. كان الوسيط صهر اللبان وهو من بلدة شحور الجنوبية. وتم الضغط عليها من الجهة النافذة والراغبة بالشراء وارغمت على البيع بمبلغ 7 مليون دولار الا ان عقار المستشفى بقي خارج العملية. ويبدو ان دوره قد حان لشرائه بابخس سعر ممكن. هكذا يكافح الفساد في بلدنا!

 

قيومجيان: استحضار المجلس الأعلى اللبناني السوري من عمل الشيطان

جنوبية/21 فبراير، 2019/قال وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، تزامنا مع جلسة مجلس الوزراء: “أنا مؤمن بالاعاجيب، ولكن مشهد استنهاض نصري خوري وتنسيقه مع الوزراء واستحضار المجلس الأعلى اللبناني – السوري ليس من عمل الله بل من عمل الشيطان.

اتفقنا في البيان الوزاري على النأي بالنفس وفوجئنا بتحركات بعض الوزراء باتجاه سوريا التي وضعت رئيس حكومتنا على لائحة الارهاب”.

 

الوزيران الغريب ومراد يُثيران مشاكل التّطبيع مع النظام السوري

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/21 شباط 2019

وزيران هجينان في حكومة الحريري، أصابا في توزيرهما الوزير جنبلاط والرئيس الحريري من مأمنهما

 أولاً: الوزير الغريب...

تأخرت ولادة حكومة الرئيس الحريري تسعة أشهر بسبب العُقد التي أُثيرت في وجهها.

بدأت بالعقدة المسيحية التي صُوّرت بأنّها الأضخم، ليتبيّن بعد ذلك أنّها كانت أقرب للحلّ من قرينتيها الدرزية والسّنّية، بدأت العقدة الدرزية برفض الزعيم الجنبلاطي توزير الزعيم الارسلاني طلال أرسلان، ومن ثمّ تمّ حل هذه العقدة على حساب الوزير وليد جنبلاط بتسمية الوزير صالح الغريب القريب من أرسلان والقريب أيضاً من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وصحّت مخاوف جنبلاط، وبالفعل وقبل أن يلتئم شمل الحكومة في اجتماعها الأول، كان الوزير الغريب قد خرج على سياسة النّأي بالنفس عن المشاكل الإقليمية، وينفرد بزيارة خاصّة له إلى سوريا، حيث التقى بمسؤولين سوريّين، مُحاولاً تغطية هذا بقيامه بواجباته الوزارية المتعلّقة بعودة النازحين السوريين إلى ديارهم، وكأنّ عودتهم تتوقف على اجتماع الغريب مع وزير الشؤون المحلّية والقروية السوري، في حين أنّ الجميع بات على اقتناعٍ تام، بأنّ عودة النازحين هي معضلة تتخطّى حدود لبنان وسوريا، وهي تتعدّى المجال الإقليمي إلى المجال الدولي.

ثانياً: الوزير حسن مراد..

العقدة السّنّية كانت أكثر العقد الحكومية احتداماً، وهي نشأت عندما طالب حزب الله علناً وبصوتٍ عالٍ وحازم بضرورة توزير أحد أعضاء اللقاء التشاوري السني، وكان ردّ رئيس الحكومة المكلّف حازماً برفض توزير أحدهم، باعتبارهم ينتمون إلى كُتلٍ شتّى، واستند الحريري إلى حجّة حضورهم للاستشارات النيابية مع كتلهم أو فُرادى، وبعد مخاضٍ عسير انتهت المشكلة بتوزير ممثّل عنهم هو السيد حسن مراد، ولم يتأخر الوزير مراد في عضد زميله الدرزي، فيُؤيّد زيارة الغريب لسوريا، ويدعو صراحةً بضرورة التّطبيع مع نظام بشار الأسد، وهذا الموقف الاستباقي لاجتماع الحكومة الأول، سيُفاقم ولا شكّ، معضلة بلورة العلاقة مع النظام السوري، والتي يحرص الرئيس الحريري مع الوزير جنبلاط والقوات اللبنانية على وضعها دائماً ضمن سياسة النأي بالنفس عن الأزمات الإقليمية.

وزيران هجينان في حكومة الحريري، أصابا في توزيرهما الوزير جنبلاط والرئيس الحريري من مأمنهما.

من صلب الطائفة الدرزية وصلب الطائفة السّنّية.

 

سرّ وراء التشكيلات في الحرس الجمهوري

ليبانون ديبايت/الخميس 21 شباط 2019/أكد مصدر معني لـ "ليبانون ديبايت" إنشاء لجنة خاصة مؤلفة من كافة الوزارات والاجهزة والادارات المعنية بالقمة العربية (اعلام، خارجية، دفاع..) ،حددت الحاجات المطلوبة لانجاح القمة، وتم شراء العتاد استنادا الى ذلك، وبعد انتهاء اعمال القمة تم توزيع الحاجات المحققة على الوزارات وفق حاجاتها، وتم ادخالها في القيود وفقا لما تنص عليه القوانين والانظمة اللبنانية. وأضاف المصدر أنه تم تجهيز غرفة العمليات الخاصة عن طريق استعارة التجهيزات من اجهزة الكترونية (شاشات، كاميرات...) من شركات من دون بدل مادي وتمت لاحقا اعادتها.

كما كشف المصدر أن برامج المعلوماتية التي تم استخدامها خلال القمة، سبق وطلبت الشركات المؤهلة لتقديمها مبلغ مليون دولار لتأمينها، غير انه تم الاستغناء عن ذلك من خلال تامين قيادة الجيش للبرامج دون اي كلفة مالية. وعليه، ختم المصدر مؤكداً أن التشكيلات التي حصلت في لواء الحرس الجمهوري لا ترتبط اطلاقا باي صفقات، بل هي تدابير وتشكيلات تتعلق باجراءات روتينية تحصل بشكل دوري من ضمن هيكلية الاجهزة والالوية والوحدات التابعة لقيادة الجيش وفقا لحاجة كل منها.

 

ريفي: قرار الدستوري نافذة ضوء خافت في ليلنا الحالك وفي حده الأدنى يحفظ ماء وجه النظام الديمقراطي

الخميس 21 شباط 2019 /وطنية - قال اللواء أشرف ريفي في بيان: "بعد صدور قرار المجلس الدستوري بشأن الطعون في الإنتخابات النيابية خصوصا في دائرة الشمال الثانية، يبدو أن المجلس، وبكل أسف، قد حصر دراسته في نقاط، نعتبرها أقل أهمية من الإنتهاكات الفاضحة التي شابت العملية الإنتخابية، وكنا نربأ بالمجلس الذي نكن له كل الثقة والإحترام، أن ينظر بالمخالفات الكبرى في العديد من الدوائر، وإلغائها برمتها وتحديدا في دائرة الشمال الثانية لجهة ما يلي:

النسبة المرتفعة جدا للأوراق الملغاة والمثيرة للشكوك والتي استهدفت لائحتنا حصرا حيث بلغ عددها حوالي 7600 ورقة في هذه الدائرة.

قيام بعض رؤساء الأقلام إعتماد معايير غير قانونية ومخالفة للمادة 102 من قانون الإنتخابات النافذ، لجهة خروج علامة تأشير الناخب بشكل طفيف جدا خارج المربع المخصص له لإعتبارها ملغاة، وهذا الإجراء لم يستهدف سوى لائحتنا.

عدم وصول عشرات صناديق الإقتراع من خارج لبنان، واعتبار نتائج 479 قلم منها صفر، حسب النتائج الرسمية لوزارة الداخلية. الفارق الواسع في أرقام عدد الناخبين المسجلين على لوائح الشطب وعددهم 350144 ناخبا والصادرة عن وزارة الداخلية، بينما بلغ عدد الناخبين في جداول القضاء رؤساء لجان القيد 416078 مقترعا، حسب محاضر الفرز أي بفارق 65934 صوتا. التفاوت الكبير بنسبة المشاركين في الإقتراع حيث أعلنت وزارة الداخلية أن هذه النسبة بلغت 52%، بينما لم تتجاوز 39% حسب أرقام الماكينات الإنتخابية. عدم تأمين المواكبة الأمنية اللازمة لصناديق الإقتراع، وعدم ختمها بالشمع الأحمر حسب الأصول أثناء عملية نقلها إلى مراكز لجان الفرز. وهذا غيض من فيض". وختم: "لا يسعنا في النهاية إلا أن نؤكد على احترامنا الكامل لقرار المجلس الدستوري والذي أصبح نافذا حسب الأصول، ونرى أن هذا القرار يشكل نافذة ضوء خافت في ليلنا الحالك، وهو في حده الأدنى يحفظ ماء وجه النظام الديمقراطي".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بغداد تتسلم 130 مقاتلا عراقيا في "داعش" من قوات سوريا الديموقراطية

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت/21 شباط/19/تسلمت القوات العراقية الخميس 130 مقاتلا عراقيا من تنظيم الدولة الإسلامية اعتقلتهم قوات سوريا الديموقراطية على الأراضي السورية، بحسب ما أفادت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار نعيم الكعود إن القوات العراقية "استلمت من قوات سوريا الديموقراطية 130 إرهابيا داعشيا مطلوبين عند الحكومة العراقية". في المقابل، أكد مسؤول عسكري في قوات الحشد الشعبي المتواجدة على الحدود الغربية بين سوريا والعراق إن "هؤلاء جميعهم عراقيون، ولا أجانب بينهم أبدا". وأشار المسؤول لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته، إلى أن الجهات الرسمية العراقية المتمثلة بخلية الصقور التابعة للأمن الوطني واستخبارات الجيش وقيادة عمليات الجزيرة والبادية استلمت هؤلاء بشكل رسمي. وأضاف أن "دفعات أخرى سيتم تسليمها للجانب العراقي بينها عائلات جهاديين من الذين عبروا الحدود إلى الجانب السوري". وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أكد في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الثلاثاء أن بلاده تراقب الوضع في شرق سوريا بحذر شديد، إذ تتخوف القوات الأمنية من عبور فلول التنظيم عبر الحدود العراقية. وأعلن العراق في كانون الأول 2017، دحر تنظيم الدولة الإسلامية من كامل المناطق التي كان يسيطر عليها منذ العام 2014، والتي تبلغ نحو ثلث مساحة العراق. واليوم، تكثّف قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي هجومها على الجيب الأخير للتنظيم في ريف دير الزور الشرقي بسوريا، حيث بات محاصراً في نصف كيلومتر مربع، بعدما خاضت ضده معارك على جبهات عدة في العامين الأخيرين. ومع تلك التطورات وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا سحب قواته من سوريا، عادت مسألة الجهاديين، وخصوصا الأجانب منهم، لتطفو على ساحة النقاشات الدبلوماسية. وفي هذا الإطار، أعرب حقوقيون مؤخرا عن قلق من إمكانية نقل جهاديين أجانب من سوريا لمحاكمتهم في العراق، وبالتالي تجنب مسألة إعادتهم إلى موطنهم.

 

قوات سوريا الديموقراطية "تفاوض" لإجلاء المدنيين من جيب الجهاديين الأخير

وكالة الصحافة الفرنسية/21 شباط/19/تجري قوات سوريا الديموقراطية "مفاوضات" لاجلاء المدنيين المحاصرين في الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا، وفق ما أكد متحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن الخميس لوكالة فرانس برس. وخرج مئات الأشخاص من رجال ونساء وأطفال من البقعة المحاصرة في بلدة الباغوز، الأربعاء بمواكبة قوات سوريا الديموقراطية التي أفادت أن "مجموعات كبيرة" من المدنيين ما تزال محاصرة مع مقاتلي التنظيم، في مساحة تقدّر بنصف كيلومتر. وقال المتحدث باسم التحالف الدولي شون راين لوكالة فرانس برس الخميس إن "قوات التحالف، بما في ذلك الولايات المتحدة، تواصل دعم قوات سوريا الديموقراطية بينما تتفاوض لاطلاق سراح مدنيين أبرياء وعودة مقاتليها" الأسرى لدى التنظيم. ولم يوضح راين ما إذا كانت المفاوضات تشمل استسلام المقاتلين الجهاديين، وتحدث في الوقت ذاته عن "هزيمة حتمية" للتنظيم في في الباغوز. ولم تتلق وكالة فرانس برس الخميس رداً من قوات سوريا الديموقراطية حول هذه المفاوضات ومضمونها، بعدما كان مسؤولون فيها نفوا معلومات سابقة عن مفاوضات مباشرة مع التنظيم. وقالو إن مصير مقاتليه الاستسلام أو القتل في المعركة. وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أفاد فرانس برس الأربعاء عن "مفاوضات جرت" بين الطرفين "من أجل استسلام" من تبقى من الجهاديين المحاصرين. ويسيطر التنظيم حالياً على عدد من المنازل والأراضي الزراعية في الباغوز حيث يتحصن مقاتلوه في أنفاق وأقبية. وتراجعت وتيرة هجمات قوات سوريا الديموقراطية في الأيام الأخيرة، مع اتهامها التنظيم باستخدام المدنيين المحاصرين "دروعا بشرية". وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية في دير الزور عدنان عفرين لفرانس برس مساء الأربعاء "لا يزال هناك مجموعات كبيرة من المدنيين في الداخل، بالإضافة إلى مقاتلي داعش" متوقعاً عمليات اجلاء جديدة. وبحسب قوات سوريا الديموقراطية، فإن غالبية المدنيين هم من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم. وأعلن التنظيم في العام 2014 "الخلافة الإسلامية" على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، لكنه مني بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين. ولا يزال التنظيم ينتشر في مناطق صغيرة في البادية السورية، وتنفذ "خلايا نائمة" تابعة له هجمات دامية في المناطق التي تم طرده منها. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية، وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

محرَّرة من زنازين الأسد: ضرب وصعق وتهديد بالاغتصاب

اسطنبول – وكالات/21 شباط/19/أكدت الناشطة السورية المحررة من سجون نظام بشار الأسد مجد الشوربجي، أنها تعرضت للضرب والصعق بالكهرباء، والتهديد بالاغتصاب أكثر من مرة أمام زوجها. ووصفت الشوربجي في مؤتمر صحافي في اسطنبول، أمس، الاعتقال في سجون الأسد بأنه “حالة إخفاء كامل، لا يعلم الأهل خلالها عن الأسيرة شيئاً”. وقالت إن الأسيرة كانت تمنح رقماً ليتم إخفاؤها أكثر وينادى عليها برقمها لا باسمها، حتى لا تتمكن أي معتقلة يفرج عنها من نقل أخبار زميلتها إلى الخارج. وقالت “لن نتوقف حتى يتم إخلاء السجون السورية من جميع الأطفال والنساء”، مضيفة إن العديد من المعتقلات قضين نحبهن.

 

تجدد الاشتباكات بين “قسد” و”داعش” وأنباء عن انشقاق بين الأكراد

العراق تسلّم 150 مقاتلاً "داعشيا"... وحلفاء واشنطن رفضوا البقاء في سورية

دمشق – وكالات/21 شباط/19/تجددت الاشتباكات أمس، بين “قوات سورية الديمقراطية” ( قسد) وعناصر تنظيم “داعش” في بلدة الباغوز، آخر معقل للتنظيم في شرق سورية. وسمعت أصوات اشتباكات وإطلاق رصاص بين قوات “قسد” وعناصر “داعش”، الذين يتحصنون في حي داخل البلدة وسط تحليق مكثف من طيران التحالف الدولي. وقال شهود عيان إن الاشتباكات بين الطرفين جاءت عقب فشل عملية خروج المدنيين، حيث غادرت 40 شاحنة فارغة بلدة الباغوز بعد دخولها بنصف ساعة لقيام عناصر “داعش” بمنع المدنيين من ركوبها. وكان متحدث باسم التحالف الدولي ضد “داعش”، الذي تقوده الولايات المتحدة، أكد في وقت سابق، أن “قسد” تجري “مفاوضات” لإجلاء المدنيين المحاصرين، فيما أفادت مصادر بأن 400 مقاتل من التنظيم لا يزالون في الباغوز. وفي السياق، سلمت “قسد” أمس، العراق، نحو 150 عراقياً وأجنبياً من مقاتلي “داعش”. وقال مصدران عسكريان عراقيان إن “هذه هي المجموعة الاولى من دفعات عدة بموجب اتفاق أبرم لتسليم 502 مقاتل بشكل إجمالي”، مشيرين إلى أن “معظم المقاتلين عراقيون”. وقال قائم مقام قضاء القائم أحمد المحلاوي إن بعض أسر المقاتلين نقلت أيضاً، مضيفاً إنه “اليوم (أمس)، دخلت عشر شاحنات محملة بمقاتلي داعش وعائلاتهم آتية من الأراضي السورية تم تسليمهم من قبل قسد إلى الجيش العراقي”. وأوضح أن “غالبيتهم من العراقيين، القافلة كانت تحت حماية أمنية مشددة وتوجهت إلى قيادة عمليات الجزيرة والبادية” بمحافظة الأنبار. في غضون ذلك، أكد مصدر موثوق من المربع الأمني في الحسكة ليل أول من أمس، انشقاق 15 مقاتلاً من “قسد”، بينهم قادة كبار، وسط تبادل برقيات استنفار داخل المربع الأمني. وبحسب الشرطة التابعة للنظام السوري، انشق المقاتلون عن “قسد” ووصلوا إلى المربع الأمني الذي يسيطر عليه عناصر نظام الأسد داخل مدينة الحسكة طلباً للجوء. من جهة أخرى، رفض حلفاء الولايات المتحدة فكرة البقاء في سورية بعد الانسحاب الأميركي، واستبدال قواتهم في تلك المناطق. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن مصادر في البيت الأبيض قولها، إن أقرب حلفاء أميركا، بريطانيا وفرنسا، رفضتا أن تحل قواتهما محل القوات الأميركية بعد انسحابها. وأضافت المصادر إن واشنطن طلبت من ألمانيا، التي لم تدخل في هذا التحالف، بإرسال قواتها إلى سورية. وذكرت الصحيفة أن حلفاء أميركا مستعدين لتغيير موقفهم، بشرط إعادة واشنطن التفكير بخطط الانسحاب من سورية. في غضون ذلك، انسحب رتل أميركي كبير ليل أول من أمس، من الحسكة وشمال الرقة، باتجاه الحدود العراقية. وفي تطور جديد، أطلقت تركيا إذاعة “المنطقة الآمنة” يتم بثها في منطقة الشمال السوري بدعم من ولاية كيليس التركية على الحدود السورية. وقال عضو في المجلس المحلي في إعزاز إن المجلس، الذي يفترض أن يشرف على الإذاعة التي تبث باللغة العربية لمدة أربع ساعات صباحا بشكل مبدئي، لم يطلع على تفاصيل برامج وأخبار الإذاعة الممولة من تركيا وتستهدف عبر مساحة بثها الممتدة من منبج شمال شرق حلب، إلى جسر الشغور بريف إدلب الغربي، استقطاب الرأي العام المحلي لفكرة إنشاء “المنطقة الآمنة” بعمق 32 كيلو مترا، من عين العرب بريف حلب إ

 

قاضي الموت” الدموي رئيساً لقضاء إيران

طهران – وكالات/21 شباط/19/اعتبرت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران، أن تعيين إبراهيم رئيسي رئيساً للسلطة القضائية من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، يعني أنه لا مكان لمفهوم سيادة القانون في البلاد، حيث إن رئيسي كان قاضياً في “لجنة الموت” المسؤولة عن تصفية آلاف السجناء السياسيين في سجون إيران صيف العام 1988. وتعليقاً على التكهنات شبه المؤكدة التي تحدثت عن تعيين رئيسي خلفا لصادق لاريجاني لرئاسة السلطة القضائية، قالت الحملة في بيان إن “هذا التعيين يظهر مدى تجاهل سيادة القانون ومكافأة لمن يشاركون في جرائم حقوق الإنسان”. وكان المتحدث باسم اللجنة الحقوقية في البرلمان الإيراني حسن نوروزي، أعلن أن رئاسة إبراهيم رئيسي للسلطة القضائية أصبحت قطعية، بينما ربط ناشطون إيرانيون تعيين خامنئي رئيساً للقضاء بتصعيد القبضة الحديدية، حيث يحذر خامنئي من تجدد الاحتجاجات الشعبية ويريد أن يحضّر لحملة قمع جديدة. ويرى محللون أن إبراهيم رئيسي خليفة محتمل لخامنئي لمنصب المرشد الأعلى، حيث دفع بترشيحه للانتخابات الرئاسية الماضية كممثل عن التيار الأصولي المتشدد، كما أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع “الحرس الثوري”.

 

روحاني يتهم مؤيدي نجاد في البرلمان الإيراني بالتخطيط لإسقاط حكومته عبر الاستجوابات

طهران تناور اليوم بمضيق هرمز... وظريف لايستبعد حرباً مع إسرائيل

طهران، عواصم – وكالات/21 شباط/19/اتهم مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤيدي سلفه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بالسعي إلى إسقاط حكومة روحاني، واصفا خطط استجواب روحاني في البرلمان، بأنها محاولة من جانب جناح نجاد لإسقاط الحكومة. وقال مدير مكتب روحاني، محمود واعظي، إن مؤيدي نجاد “يقفون ضد حكومة الرئيس روحاني منذ البداية ويأملون في سقوطها”، متعهدا بأن “أحدث عمل من أعمال الدعاية الخاصة بهم سيكون مصيره الإخفاق”. ويدفع متشددون من أصل 290 نائبا برلمانيا باتجاه استجواب روحاني بسبب الأزمة الاقتصادية، وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا” إن الرئيس سيُطلب منه التعليق على 14 قضية بما فيها البطالة والتضخم، فيما لم يتم تحديد موعد الاستدعاء. من جانبه، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إسرائيل أمس، بأنها “تنزع للمغامرة بتنفيذها حملات قصف في سورية، مؤكدا أنه لا يستطيع استبعاد احتمال اندلاع صراع عسكري بين البلدين.

وقال ظريف لصحيفة “زود دويتشه تسايتونج”، لدى سؤاله عما إذا كان يرى بوادر صراع عسكري بين ايران وإسرائيل: “كلا لكنني لا أستطيع استبعاد الاحتمال”. بدوره، حذر المستشار العسكري للمرشد الإيراني، يحيى رحيم صفوي، باكستان من التعويل على السعودية، زاعما أنها “لن تدوم طويلا”، مضيفا أن “16 معهدا ومركزا للأبحاث في أوروبا خلصت في وثيقة إلى أنه في عام 2030 لن تكون هناك دولة باسم السعودية، وستكون إيران أقوى دولة بالمنطقة”. في غضون ذلك، تبدأ القوة البحرية بالجيش الإيراني اليوم مناورات في مضيق هرمز، وتستمر على مدار ثلاثة أيام.

وقال قائد القوة البحرية حسين خانزادي إن “المناورات البحرية تجري على مراحل عدة، وتتضمن إجراء استعراض للقوات والقطع البحرية”، موضحا أن الاستعراض سيشهد مشاركة قطع بحرية فوق سطح وتحت سطح ومروحيات. وأضاف أن المناورة ستشهد “التمرين على الحرب الإلكترونية والتصدي لعدو افتراضي في المياه والبر”، لافتا إلى أن “من أهداف هذه المناورات، التدريب على الخطط البحرية وتقييم الأسلحة والمعدات وتدريب الكوادر البشرية”. من جانبه، أعلن ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي بالأهواز محمد علي موسوي جزايري، استقالته، بعد عودته من رحلة علاج في بريطانيا، والتي أثارت ضجة خلال الأيام الماضية عندما دعا ناشطون إلى التظاهر ضده. من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان أن بلاده تتواصل مع إيران، لتحسين أوضاع فرنسية ألقي القبض عليها في أكتوبر الماضي في جزيرة كيش بالخليج بتهمة توقيع عقد تعدين غير قانوني. وقال لو دريان لنواب البرلمان إن “نيللي ارين-كامبرفيل وهي سيدة أعمال تبلغ من العمر 59 عاما من مارتينيك، ذهبت الى جزيرة كيش القريبة من دبي وتعتبر منطقة إيرانية لدواعي عملها في التصدير والاستيراد، وألقي القبض عليها وهي اليوم في السجن منذ 21 أكتوبر لاتهامها بتوقيع عقد غير قانوني والقيام برحلة دون تصريح”. على صعيد آخر، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ لرئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني، أن رغبة بلاده في إقامة علاقات وثيقة مع إيران لم تتغير بغض النظر عن الموقف الدولي، مضيفا أن البلدين بينهما صداقة قديمة خضعت لاختبارات، ومردفا أنه “مهما تغير الموقف الدولي والاقليمي فإن عزم الصين على تنمية شراكة ستراتيجية شاملة مع ايران لن يتغير”.

 

اليمن يطالب أميركا بتصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية

واشنطن: إيران تعزز الفوضى وتدعم "القاعدة"

عدن – وكالات/21 شباط/19/طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الولايات المتحدة، بتصنيف ميليشيات الحوثي والتعامل معها كجماعة إرهابية باعتبارها ارتكبت مختلف الجرائم بحق اليمنيين. ووصف الإرياني خلال استقباله السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، ليل أول من أمس، جرائم الانقلابيين بالإبادة الجماعية في حق المدنيين العزل والأبرياء. وقال إن “ميليشيات الحوثي تعمل منذ انقلابها على الشرعية على تعبئة جيل بكامله في مناطق سيطرتها بالأفكار الإرهابية والعدوانية”، مشيراً إلى “تهرب ميليشيات الحوثي من تنفيذ اتفاقية السويد، وهو ما جعل آمال الشارع بنجاح الاتفاق تتضاءل”، ومؤكداً أن الحوثيين غير جادين وغير مقتنعين بعملية السلام. وأكد أن “استعادة الحديدة من قبل الشرعية كفيل بجلب الحوثي لطاولة سلام حقيقية، إذ لا يفهم الحوثي سوى لغة السلاح”. من جانبه، أكد تولر أن إيران تسعى لزعزعة الاستقرار في اليمن من خلال دعمها المتواصل للحوثيين، مشيراً إلى احتمال تواصل المتمردين مع تنظيم “القاعدة” لتعزيز الفوضى بما يحقق حضوره. وقال إن “الحوثيين استغلوا الانقسامات لبسط سيطرتهم على عدد من المحافظات”، مضيفاً “إنهم يستفيدون من الانقسامات ويعملون على تغذيتها”. في غضون ذلك، قال مصدر حكومي يمني غن هناك خلافات بشأن تنفيذ الخطوة الأولى من خطة إعادة الانتشار في موانئ ومدينة الحديدة. وأضاف إن “الفريق الحكومي يبدي تمسكه بالاتفاق الشامل على البنود كافة المتضمنة إعادة الانتشار، والانسحاب وإدارة الموانئ والسلطة المحلية، والقوات المحلية وتنفيذها بشكل كامل، وهو ما كان مطروحاً من جانب الرئيس السابق للجنة الجنرال باتريك كاميرت”. وأشار إلى أن رئيس اللجنة مايكل لوليسغارد “يحاول إقناع الفريق الحكومي بالبدء في تنفيذ الانسحاب، قبيل الاتفاق على بقية النقاط المتعلقة بالطواقم الإدارية والفنية والأمنية، وضمان تنفيذها”. على صعيد آخر، أقرت الحكومة الشرعية أول من أمس، الموازنة العامة للدولة للعام الجاري، وذلك كأول موازنة في البلاد منذ انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية قبل أربعة أعوام. وحدد مشروع الموازنة، الذي أقره مجلس الوزراء اليمني إجمالي تقديرات الموارد العامة بنحو أربعة مليارات دولار، بإجمالي نفقات بلغت نحو 5.65 مليار دولار، بعجز نحو 30 في المئة. وتسعى الحكومة لتمويل العجز من مصادر غير تضخمية عبر استخدام أدوات الدين المحلي وحشد التمويلات الخارجية، إضافة إلى وضع آليات للإنفاق. ميدانياً، لقى نحو 35 من ميليشيات الحوثي مصرعهم ، بينهم قيادات ميدانية في مواجهات مع قبائل حجور، وذلك بغطاء جوي من قوات التحالف العربي.

 

البرلمان الأوروبي يعلِّق محادثات انضمام تركيا إلى “الاتحاد”

أنقرة – وكالات/21 شباط/19/انتقدت تركيا أمس، تصويتاً أجرته لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي يدعو إلى تعليق التفاوض مع أنقرة بشأن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ووصفته بأنه “غير مقبول”. وطالبت اللجنة المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء أول من أمس، بتعليق مفاوضات الانضمام مع تركيا رسمياً، مشيرة إلى عدم احترام أنقرة لحقوق الإنسان والحريات المدنية، والتأثير على السلطة القضائية ونزاعات إقليمية مع قبرص وجيران آخرين. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي اقصوي، إنه “من غير المقبول إطلاقاً أن تدعو مسودة التقرير غير الملزمة والارشادية إلى تعليق كامل لمحادثات انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي”. من جانبها، توقعت مقررة الشؤون التركية في البرلمان الأوروبي كاتي بيري على حسابها بموقع “تويتر”، تصويت غالبية كبيرة بالبرلمان الأوروبي لصالح تعليق مفاوضات الانضمام. بدورها، قالت العضو في البرلمان الأوروبي ماريتي سخاكه: “تحدث انتهاكات لحقوق الإنسان واعتقالات لصحافيين بشكل يومي تقريباً بينما يزداد تقويض الديمقراطية وسيادة القانون”. في غضون ذلك، أجرت لجنة عسكرية في حلف شمال الأطلسي “الناتو” أمس، محادثات في قاعدتها العسكرية بمدينة أزمير غرب تركيا.

 

ولي العهد السعودي يتفق مع الهند على تكثيف الضغوط لمكافحة الارهاب

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت/21 شباط/19/اتفق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الأربعاء خلال لقائهما في نيودلهي على تكثيف الضغوط على الدول التي تشجع الارهاب. ويأتي ذلك فيما طغت تداعيات الهجوم الانتحاري في كشمير الذي نسبت الهند مسؤوليته لباكستان على هذه المحطة من جولة ولي العهد الآسيوية الهادفة لتعزيز مكانة بلاده على الساحة الدولية. ولم يأت مودي على ذكر باكستان، حليفة السعودية، في معرض تنديده ب"الهجوم الوحشي" الذي وقع في كشمير الأسبوع الماضي وخلف 41 قتيلا من قوات الأمن الهندية. وقال مودي بعد محادثاته مع ولي العهد السعودي "من اجل التصدي بفعالية لهذا التهديد، اتفقنا على الحاجة لتكثيف كل الضغوط الممكنة على دول تدعم الإرهاب في أي شكل كان". وتابع "من المهم للغاية أن يتم القضاء على البنية التحتية للإرهاب ووقف الدعم للإرهابيين وداعميهم". وردّ ولي العهد الذي وصل الى نيودلهي مساء الثلاثاء قادما من باكستان حيث عرض المساعدة في تخفيف التوتر بين البلدين الجارين، بأن "الإرهاب والتطرف يشكلان مصدر قلق لكل من الهند والمملكة العربية السعودية". وأضاف "أريد أن أؤكد استعدادنا للتعاون مع الهند، بما يشمل تقاسم معلومات الاستخبارات".وتابع أن الهند وكل "الدول المجاورة يجب أن تعمل معا".ويقوم ولي العهد السعودي بجولته بعد خمسة أشهر على قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الاول/اكتوبر والتي أثارت موجة استنكار عالمية ومست بصورة المملكة على الساحة الدولية.

طاقة واستثمار

في باكستان، أعلن ولي العهد عن استثمارات بقيمة 20 مليار دولار. وتعرض مودي لضغوط متزايدة لاتخاذ إجراءات بعد هجوم كشمير الذي تبناه "جيش محمد". وتتخذ هذه المجموعة من إسلام أباد مقرّا. وتنفي إسلام أباد التي حظرت "جيش محمد" في العام 2002 أي دور لها في العملية.وكان الوفد السعودي يريد أن تكون محطة الهند مكرسة لبحث إمدادات النفط الى الهند. والسعودية أحد أبرز مزودي الهند بالنفط الى جانب إيران والعراق. ومنذ توليه السلطة في 2014، حاول مودي جذب استثمارات سعودية في مجالات التجارة والبنى التحتية والدفاع. وكان حجم التجارة الثنائية يبلغ 27,5 مليار دولار السنة الماضية. وقال الأمير محمد بن سلمان، الذي أصدر بيانا عقب اجتماعه مع مودي، إن المملكة ترى فرصا استثمارية "في العديد من المجالات (في الهند) تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار".وصرح تي.اس ثيرومورثي وزير العلاقات الاقتصادية في وزارة الخارجية الهندية للصحافيين في نيودلهي أن مودي "رحب بإعلان ولي العهد السعودي استثمار 100 مليار دولار في الهند في العديد من المجالات بينها الطاقة وتكرير النفط والبتروكيماويات والبنى التحتية والزراعة والتصنيع، وغيرها". وأضاف أن "هذا انعكاس واضح لثقة السعودية بحيوية الاقتصاد الهندي والفرص الهائلة المتوفرة في الهند للاستثمار". وأضاف أنه لم يتم تحديد إطار زمني لهذه الاستثمارات. وقال أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، أمام مؤتمر استثمار في نيودلهي الأربعاء إن "القوة الاقتصادية تنتقل من الغرب الى الشرق وستكون الهند ثاني أكبر اقتصاد، ما يشكل فرصة كبرى لنا". ووقعت أرامكو اتفاقا في نيسان/ابريل السنة الماضية مع مستثمرين هنود حول مشروع بتروكيماويات في غرب الهند بقيمة 44 مليار دولار. وقال الناصر وهو في عداد وفد ولي العهد السعودي إن شركته تجري محادثات مع شركات هندية أخرى أيضا. وصرح لوكالة برس تراست اوف انديا "نحن لا نحصر أنفسنا في هذا الاستثمار (المصفاة) ... بل نبحث في فرص أخرى". وقال ولي العهد السعودي إن المملكة استثمرت نحو 44 مليار دولار في الهند منذ زيارة مودي الى السعودية العام 2016. وأضاف "نخطط لتنويع استثماراتنا في البتروكيمياويات وقطاعات أخرى". وسيتوجه الأمير محمد الذي لقي استقبالا حافلا من جانب مودي في المطار مساء الثلاثاء، الى الصين في وقت لاحق الأربعاء. وانتقد حزب المؤتمر المعارض في الهند مودي لاستقباله ولي العهد السعودي "بحفاوة بعد ساعات فقط على إعلانه وعودا بمليارات الدولارات لباكستان"، فيما لا تزال الهند تعيش تداعيات هجوم كشمير. وكتب الحزب على حسابه على "تويتر"، "لقد أظهر رئيس الوزراء مودي للبلاد وللشهداء ولكل جندي في الهند رأيه بخدمتهم وتضحياتهم".

 

خصمان لنتانياهو يتوحدان ضده استعدادا للانتخابات التشريعية الإسرائيلية

وكالة الصحافة الفرنسية/نهارنت/21 شباط/19/أعلن خصما رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيسيان الخميس تشكيل تحالف بهدف هزم بنيامين نتانياهو في الانتخابات التشريعية المبكرة في 9 نيسان/أبريل، في ما يعكس فصلا جديدا من احتدام المواجهة بين نتانياهو والجنرال السابق بني غانتز. وأعلن رئيس حزب "حصينوت ليسرائيل" (مناعة لإسرائيل) الجنرال بيني غانتز ورئيس حزب "يش عتيد" (يوجد مستقبل) يائير لابيد صباح الخميس تشكيل "قائمة موحدة للحزبين ستكون بمثابة حزب جديد للحكومة الإسرائيلية". و"سيقدم هذا الحزب فريقا جديدا للقيادة يضمن أمن اسرائيل ويعيد اللحمة الى الجهات المنقسمة في المجتمع الإسرائيلي"، بحسب بيان مشترك للحزبين. وقال البيان إن الجانبين اتفقا "على التناوب بينهما لرئاسة الحكومة، إذ ينصب غابي غانتز رئيسا لوزراء اسرائيل لمدة عامين ونصف، يليه لبيد للفترة المتبقية للولاية ومدتها سنة ونصف". وأكد البيان أن هذه الخطوة تأتي "انطلاقا من الشعور بالمسؤولية الوطنية العميقة". وحتى مساء الثلاثاء، امتنع غانتز عن خوض مواجهة كلامية قاسية مع نتانياهو، مكتفيا بانتقاد سياساته، ووصفه "بالوطني"، لكنه اضطر لنزع قفازاته استعدادا للقتال بعد سلسلة هجمات من جانب نتانياهو. ورداً على هذه الهجمات المتكررة واستطلاعات رأي لم تكن مشجعة، بحسب محللين سياسيين، قرّر غانتز الانقضاض خلال اجتماع عام لحزبه. فتحدث عن الأعوام التي أمضاها نتانياهو في الولايات المتحدة عندما كان يدرس وينهمك في عالم الأعمال بينما كان هو نفسه جنديا. وقال "بينما كنت أزحف من خلال الثقوب الموحلة مع الجنود شتاء وفي الليل الجليدي، غادرتَ أنت يا بنيامين نتانياهو إسرائيل لتحسين لغتك الإنكليزية وممارستها في حفلات استقبال راقية". وأضاف أنه خلال قرابة 13 عاما في السلطة، أصبح نتانياهو وحاشيته "مدمنين على ملذات السلطة والفساد والمتعة"، في إشارة إلى تحقيقات الفساد التي تستهدف رئيس الوزراء. وأظهرت استطلاعات للرأي أن حزب "مناعة لإسرائيل" و"يوجد مستقبل" وأحزاب الوسط واليسار ستحصد 61 مقعدا في الكنيست، مقابل 59 لمعسكر اليمين المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وأصبحت القائمة الموحدة الجديدة "قائمة الجنرالات"، إذ تضم الجنرال غانتز ووزير الدفاع السابق موشي يعالون ورئيس الأركان السابق غابي أشكينازي، وهي شخصيات تشكل عامل جذاب في المجتمع الاسرائيلي الذي ينظر الى الجيش على أنه صمام الأمان.

معركة قذرة

ورد نتانياهو في شريط فيديو نشره حزبه "الليكود" على غانتز قائلا "عار عليك يا بيني غانتز"، معددا نقاط قوته العسكرية ومتوقفا عند إجادته اللغة الإنكليزية المفيدة جداً لإسرائيل. وتابع وسط خلفية مجموعة من الصور باللونين الابيض والأسود تظهره أثناء تدريبات مع القوات الخاصة التي كان منضويا في صفوفها "إنك تشن هجمات ضدي وقد توليت قيادة العديد من العمليات وراء خطوط العدو، وأصبت بجروح خلال عملية إطلاق سراح رهائن طائرة سابينا (...) لقد خاطرت بحياتي أكثر من مرة من أجل بلدنا". وقد أصيب نتانياهو بذارعه برصاص أحد الخاطفين أثناء اقتحام طائرة شركة "سابينا" كان خطفها فلسطينيون عام 1972. وتتميز الحملات الانتخابية الإسرائيلية بشراستها، والحملة الحالية لانتخاب نواب الكنيست ليست استثناء. ويقول المحلل السياسي حنان كريستال للإذاعة العامة "نتقاتل من أجل التاج ونصبح قذرين، إنها ملاكمة تايلاندية خالية من القواعد، نوجه ضربات تحت الحزام". ويرى المحلل أن غانتز الذي أطلق حملته في 29 كانون الثاني، يحاول أن "يظهر لليمين أنه لا يخاف نتانياهو". ويجهد الليكود لإثبات أن غانتز من اليسار، بينما هو مصنّف إلى حد ما في يمين الوسط، وأنه ضعيف. والأسبوع الحالي، اتهم حزب الليكود غانتز، بأنه، عندما كان لا يزال رئيسا للأركان، اتفق مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

"أكاذيب"

وردّ حزب غانتز، مؤكدا أنها مجرد "أكاذيب أكاذيب أكاذيب". ويلقي احتمال أن يعلن النائب العام توجيه الاتهام الى رئيس الوزراء في عدد من قضايا الفساد بظلاله على الحملة.

 

أقوى منافسين لنتانياهو يتحالفان ضده لخوض الانتخابات الإسرائيلية

عباس يزور روسيا في مارس

تل أبيب – وكالات/21 شباط/19/وحد أقوى منافسي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في انتخابات أبريل المقبل، صفوفهما أمس، ما يعزز مسعى المرشحين اللذين ينتميان لتيار الوسط إلى إنهاء حكم رئيس الوزراء اليميني المستمر منذ عشر سنوات. وتحالف حزب رئيس الأركان السابق بالجيش بيني جانتس (حصانة إسرائيل) وحزب وزير المالية السابق يائير لابيد (هناك مستقبل) أو (يش عتيد)، فيما يسعى نتانياهو لترتيب تحالف بين حزبين من اليمين المتطرف قد يساعده على تشكيل ائتلاف حاكم بعد الانتخابات. وذكر حزب “حصانة إسرائيل” في بيان، أن جانتس ولابيد ووزير الدفاع السابق موشي يعلون “قرروا وضع قائمة مشتركة ستضم الحزب الإسرائيلي الحاكم الجديد”. واتفق جانتس ولابيد على “تبادل منصب رئيس الوزراء”، بحيث يتولى جانتس المنصب لعامين ونصف العام في بداية ولاية حكومة جديدة ثم يتولاه لابيد. وتفيد استطلاعات الرأي بأن حزبي “حصانة اسرائيل” و”يش عتيد” سيحلان بعد حزب ليكود بفارق كبير في المركزين الثاني والثالث، متوقعة أيضاً اختلافاً كبيراً إذا تحالف جانتس (59 عاماً) ولابيد (55 عاماً)، وشكلا تكتلاً برلمانياً من تيار الوسط واليسار أكبر من تحالف يقوده حزب ليكود. وقال رئيس الكنيست العضو البارز في حزب “الليكود” يولي ادلشتاين: إن الاندماج في تيار الوسط زاد من ضرورة تقديم اليمين جبهة “موحدة وقوية”. من جهة أخرى، تنوي منظمة “هايميت شيلي” الإسرائيلية تقديم شكوى ضد حركة “حماس” في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أرفقتها مع شهادة لـ 33 جندياً إسرائيلياً، وزعمت فيها أن “حماس” تستخدم مدنيين كدروع بشرية. من ناحية ثانية، أعلن مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية نبيل شعث أمس، أن زيارة الرئيس محمود عباس إلى روسيا ستتم في مارس المقبل، ولكن لم يحدد موعدها حتى الآن. وقال رداً على سؤال عن موعد زيارة عباس إلى روسيا: “بالتأكيد خلال مارس المقبل، بعد شهر على الأكثر، ولكن ليس عندي مواعيد حالياً… الرئيس عباس جاهز لأي زيارة إلى روسيا، ولكن لم نحدد موعداً محدداً”. على صعيد آخر، أصيب أمس، 30 طفلاً فلسطينياً بحالات اختناق، أحدهم إصابته حرجة، جراء اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنين على طلبة مدرسة الخليل الأساسية في البلدة القديمة. وفي القدس، اقتحمت مجموعة من المستوطنين أمس، باحات المسجد الأقصى من جهة باب الرحمة، وأدوا الصلاة التلمودية فيه، تحت حراسات أمنية مشددة من جنود الاحتلال، فيما اعتقلت القوات الإسرائيلية 19 فلسطينياً من محافظات الضفة الغربية. وفي غزة، اعتقلت قوات البحرية الإسرائيلية أربعة صيادي أسماك فلسطينيين قبالة ساحل البحر في قطاع غزة.

 

غوايدو يغادر الخميس إلى الحدود مع كولومبيا لإدخال المساعدات الإنسانية

وكالة الصحافة الفرنسية/21 شباط/19/يغادر المعارض الفنزويلي خوان غوايدو الذي نصّب نفسه رئيساً بالوكالة، الى الحدود الكولومبية الخميس ليشرف شخصيا على إدخال مساعدات إنسانية أميركية وأدوية يرفضها الرئيس نيكولاس مادورو، ما يثير مخاوف من مواجهات محتملة خلال نهاية الأسبوع. ويعتزم غوايدو، الذي حدد السبت مهلة نهائية لإدخال المساعدات، المغادرة الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي الخميس في قافلة حافلات تنقل أيضا أعضاء من البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، في تحد قد يؤدي إلى مواجهة مع الرئيس مادورو. وبأوامر من مادورو، عزز الجيش أمن الحدود وأغلق جسراً حدودياً مهماً لمنع المساعدات من دخول البلاد من كوكوتا في كولومبيا التي تكدست فيها أطنان المساعدات. ورغم أنه لم يتضح تماما ما الذي يعتزم غوايدو فعله، إلا أنه يقول إنه جند مئات آلاف من المتطوعين في الأيام الأخيرة لإدخال المساعدات وتوزيعها. والأربعاء حشد سائقي الحافلات للتوجه إلى الحدود لنقل المساعدات للفنزويليين الذين يعاني من نقص المواد. وصرح بينما كان يقف على ظهر شاحنة بين مجموعة من أنصاره "رغم أنهم يصوبون الأسلحة تجاهنا - وجميعنا تلقينا تهديدات ورصاصات مطاطية وحتى رصاصات حية - نحن لسنا خائفون". وقال "سنبقى في الشوارع بصدور عارية مطالبين بالحرية لكل الفنزويليين". وأصبحت شحنات الأغذية والأدوية للشعب الذي يعاني من الأزمة، محل تركيز رئيسي في الصراع بين مادورو وغايدو. وكان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة، نصّب نفسه الشهر الماضي رئيساً للجمهورية بالوكالة، وقد اعترفت به نحو خمسين دولة رئيساً انتقالياً. ويريد الاطاحة بمادورو وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات جديدة. وصرح غوايدو لتلفزيون "تيلفيزا" المكسيكي "يمكن أن يحدث ذلك قريبا، ما بين ستة وتسعة أشهر، حالما ينتهي اغتصاب مادورو الحالي للسلطة".

مليون متطوع

يقول غوايدو إن 300 ألف شخص يمكن أن يموتوا في حال عدم دخول المساعدات، ويؤكد أنه يهدف إلى حشد مليون متطوع للبدء في إدخالها بحلول السبت. وفي كلمة أمام أنصاره تحدث عن نقاط العبور المقررة على الحدود البرازيلية والكولومبية، وجزيرة كوراساو وموانئ بورتو كابيلو ولا غويرا. إلا أن الجيش الموالي لمادورو أغلق جسر تينديتاس عبر الحدود الكولومبية، وأكد نائب الرئيس ديلسي رودريغز أن الحكومة ستغلق المعابر الجوية والبحرية بين كوراساو وفنزويلا. وأعلن الجيش في مرسوم حظر مغادرة السفن الموانئ الفنزويلية حتى الأحد لتجنب أية تحركات لجماعات "إجرامية". وحضت مديرة منظمة العفو الدولية للاميركيتين اريكا غيفارا السلطات على "الاعتراف بهذه الأزمة الخطيرة وأيضا ضمان دخول" هؤلاء الذين ينقلون المساعدة. ولا تزال القيادة العسكرية في فنزويلا موالية لمادورو، وقد منعت حتى الآن إدخال المساعدات من كولومبيا. ويرفض مادورو السماح بإدخال المساعدات الأميركية على الرغم من حاجة البلاد الماسّة إليها، مبرّراً رفضه بأنّ هذه المساعدات هي ستار لخطة أميركية للتدخل في بلاده. ويؤكد مسؤولون أميركيون أن المساعدة ستصل الى آلاف الفنزويليين، لكن لم تعرف أية تفاصيل أخرى كيف تعتزم المعارضة توزيعها. والثلاثاء حذّر وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو من أنّ القوات المسلّحة "منتشرة في حالة تأهب على طول حدود البلاد (...) لمنع أي انتهاك لسلامة أراضيها". وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وجه الإثنين تحذيرا شديد اللهجة للقادة العسكريين الفنزويليين بانهم قد "يخسرون كل شيء" في حال رفضوا دعم المعارض غوايدو. ورفض بادرينو تهديدات ترامب ووصفه بأنه رئيس "مغرور". ورغم امتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم تعاني فنزويلا من أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة وسط نقص حاد في الغذاء والدواء. ويشهد اقتصادها انهيارا منذ أربع سنوات وسط تضخم هائل.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أشمل من طموح جعجع الرئاسي: القوات تلاطف حزب الله

القوات مستمرة برفع شعاراتها المبدئية، لكنها لم تعد برنامج عمل سياسي في البلد.

وكأن عبارة “المخاصمة بشرف” التي قالتها ستريدا تمثّل صك براءة “قواتي”للحزب الله من كل التهم الموجهة إليه.

منير الربيع/المدن/الخميس 21/02/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72354/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a3%d8%b4%d9%85%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b7%d9%85%d9%88%d8%ad-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d8%a7%d8%b3%d9%8a/

لا تنفصل العوامل النفسية عن أداء السياسي وشخصيته. وغالباً ما تتحكم في دوافعه وخياراته وممارساته. بل وغالباً ما تكون العوامل النفسية والمعنوية، في بلداننا، ذات تأثير أكبر من العوامل المادية أو الواقعية المحض.

يُعتبر سمير جعجع من أكثر الذين تعرّضوا إلى التهشيم المعنوي. ويكاد يكون أكثر من تعرّض لأعنف الهجمات، حتى ما بعد خروجه من المعتقل. هذه حقيقة مؤثرة في العوامل النفسية، التي لها فاعلية في خياراته، من دون إغفال الإرادة السياسية المتصلة باستمرارية "القوات" في لعبة السلطة، وبالاحتساب العقلاني لموازين القوى، التي لا بد أنها تتحكم بمسارات سياسية متعددة لدى جعجع، فرضت عليه وعلى حزبه تغييرات جذرية.

"التفاهم" مع عون و"التقارب" مع الحزب!

حدث ذلك في توقيع التفاهم مع التيار الوطني الحرّ. فنجح جعجع بنزع صفة الشيطنة، التي لطالما ارتكز التيار عليها، بوصفه زعيم ميليشيا قاتلت الجيش اللبناني.

في لحظة تغيّر بموازين القوى، لجأ جعجع إلى دعم الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية. واليوم ثمة ما يتكرر بشكل مشابه. ما بين القوات وحزب الله. الجو إيجابي بين الطرفين، واللغة جيدة. اللقاءات على صعيد العمل المؤسساتي، ولا سيما في مجلس النواب قائمة، و"التقارب" أصبح مشهوداً، ويرتبط بجملة ملفات سياسية، تقنية، ورئاسية. آخر ما قاله جعجع يثبت ما نوحي به: "في "اللبنانيات" التقنية سنلتقي مع الحزب، في مجلسي الوزراء والنواب. وقد التقينا في أكثر من ملف وقضية، في مقدمها بواخر الكهرباء. لكن الهوة السحيقة التي تفرقنا في السياسة، لا يمكن أن تختفي، ما دام لبنان الوطن السيد المستقل ليس أولوية في أجندته"، يقول جعجع، ويضيف: "أما تحيات النائبة ستريدا جعجع لـ"السيّد" فمن باب اللياقات الاجتماعية لا أكثر.."

بالمقابل، أيّ توجه لحزب الله نحو الدخول أكثر في العمق اللبناني، أي كما سماها جعجع (اللبنانيات التقنية)، والتدخل في مختلف المجالات والملفات، سيفرض عليه التعاطي مع القوات اللبنانية. وبموازاة ذلك، ستكون مجانبة القوات الحديث عن سلاح حزب الله، باللغة التي كان يتناول بها الموضوع سابقاً، انسجاماً مع مقولة منسوبة لحزب الله، فحواها: "فليتم تحييد مسألة السلاح من التداول، وكل الأمور الأخرى سيكون مقدوراً عليها".

النبرة المتغيرة والتشابه

حين وقع الإشكال بين النائب نواف الموسوي والنائبين نديم الجميل وسامي الجميل، حاولت القوات اللبنانية قدر الإمكان التخفيف من حدّة الإشكال، والحد من تداعياته. هكذا، تواصل النائب جورج عدوان مع مختلف المعنيين من أجل تأمين اعتذار الحزب. وتؤكد المعلومات أن أكثر من اتصال جرى بين الموسوي ومسؤولين قواتيين، قبل الاتصال بينه وبين النائبة ستريدا جعجع، والذي قالت فيه للحزب إنه حين يخاصم يخاصم بشرف. تلقى بعض اللبنانيين موقف السيدة جعجع بالكثير من الإستغراب والتساؤل، وتخيّل البعض أن القوات تسدل الستارة على تاريخ كامل ونهج مديد في التخاطب مع الحزب. وكأن عبارة "المخاصمة بشرف"، تمثّل صك براءة "قواتي" للحزب من كل التهم الموجهة إليه.

التعامل المختلف بدأ يظهر منذ فترة في الخطاب السياسي. لم يعد هناك كلام هجومي من القوات تجاه الحزب. في فترة من الفترات، والتي اعتصم فيها الرئيس سعد الحريري بالصمت، كان جعجع وحده الذي يخرج معارضاً لحزب الله، ومتحدياً سياسته. اليوم تتغيّر النبرة كما يتغير "جدول الأعمال": التركيز على مكافحة الفساد والتعاون الحكومي. هذا، واضح في التناغم والإلتقاء حول ملف مكافحة الفساد. والتشابه هنا بين الحزبين منطقيّ نسبياً، كونهما الأقل شبهة في سيرة الصفقات والمحاصصات. بل ربما وحدهما لم ينغمسا مباشرة في فضائح الفساد.

"النقاء" الحزبي

ثمة نوع من البتولية في التعاطي ما بين القوات والحزب، أو من قبل القوات تجاه الحزب، وهذه فكرة أساسية تفيد الحزب سياسياً واستراتيجياً. إذ أن القوات تسعى إلى التشبّه بالحزب في صورة "النقاء" و"الابتعاد عن الفساد". وهي تريد التقارب معه لأنها تشبهه (في البعد "الأخلاقي" لا السياسي). سابقاً كانت القوات اللبنانية تركّز على أن الفساد في البلد، نتيجة السلاح خارج الشرعية، واعتبار أن الفساد هو مشروع يصب في صالح الحزب، صانع الهشاشة في مؤسسات الدولة، ومانع الإصلاح الحقيقي. بينما الواضح اليوم هو تغيّر هذا المنطق القواتي، والتغاضي عن وجود طرف يستقوي على الدولة، ولا يجد من يعارضه، خصوصاً أن حزب الله يحقق سيطرته بناء على هذه القواعد القائمة، من الفساد إلى اختلال التوازنات، لأن قيام دولة فعلية وقوية قد يتعارض مع إصرار حزب الله على الهيمنة والسيطرة.

المعادلة الحالية قائمة على ما يشبه التواطؤ بين الطرفين، عدم شتم حزب الله للقوات، مقابل مديح القوات للحزب. هذه المعادلة تؤشر إلى أن الحزب يأخذ من القوات أكثر مما تحققه هي. بمعنى أنه يكفي الحزب صمت القوات عن الفكرة الأساسية المتمثلة بطبيعة سيطرة حزب الله على البلد، وتغييب العناوين السيادية والسلاح، أي الصمت والسكوت عن القضايا الاستراتيجية، وغض النظر عن الهيمنة السياسية أو العسكرية. تُعتبر هذه المعادلة هدية كبرى، استطاع الحزب الحصول عليها. قد تكون خطوات القوات هذه نتيجة الإرغام الذي فرضه عليها واقع التحالفات. وقد تبقى القوات مستمرة برفع شعاراتها المبدئية، لكنها لم تعد برنامج عمل سياسي في البلد.

الطموحات الرئاسية

كان جعجع يضع نفسه في مواجهة حزب الله، ويقدّم حالة القوات على أنها حالة مخاصمة للحزب، من الندّ للند. اليوم يحدث تحول كبير، يقضي بالإنضواء تحت المظلّة التي يريدها حزب الله، ويفرض شروطها ويرسم خطوطها الحمر. لم تعد القوات تتحدى في تجاوز هذه الخطوط الحمر، ملتزمة قاعدة عدم استفزاز حزب الله. وأصبحت تحت تلك المظّلة، لمواجهة جبران باسيل والتيار الوطني الحرّ. ففي الوقت الذي كان يدور فيه "الغزل" بين القوات والحزب، كان النائب جورج عدوان، يتحدّث عن التجاوزات الإدارية والوظيفية من قبل تيار المستقبل في مؤسسات الدولة وإداراتها، سواء بالتوظيف أو بقطاع الاتصالات. وهذا الكلام له أبعاد سياسية بلا شك، تؤكّد وضع القوات نفسها بمخاصمة التيار الوطني الحرّ. كانت الرسالة من عدوان إلى المستقبل، منقسمة إلى شقين، الأول فحواه: التحالف مع التيار على حساب القوات، سيدفع الأخيرة إلى فتح ملفات كل تجاوزات المستقبل، والثاني مضمونه: التقارب بين الحريري وباسيل ستقابله القوات بالانفتاح على خيارات أخرى، بدأت بالمصالحة مع تيار المردة، وقد لا تقف عند حدود ملاطفة حزب الله.

لا ينطلق هذا التوجه القواتي من خلفية الطموحات الرئاسية فقط. لكن لو لم تكن هذه الحسابات موجودة، لما كان جعجع بحاجة إلى تغيير سياسته تجاه حزب الله. المرحلة الآن ليست للمواجهة السياسية، بل للقطاف، ولتثبيت الحضور بشكل أكبر في الدولة، وتحصيل المزيد من الاعتراف، فتندرج المصالحة مع سليمان فرنجية وحزب الله، كأكبر مكسب سياسي له، بما يتخطى الحسابات السياسية، أي محو الصورة التي لطالما لعب عليها حزب الله والتيار الوطني الحرّ، بوسمه زعيم ميليشيا. هذه الصورة تمثّل همّاً أساسياً لجعجع، لا فقط كعامل نفسي مزعج، إنما من أجل ترويج مختلف له ولحزبه يسهل طموحات رئاسية مشروعة. فإذا كان نجح بذلك مع جمهور التيار الوطني الحرّ سابقاً، فهو يسعى الآن إلى ذلك مع حزب الله وجمهوره أيضاً.

يدرك جعجع القاعدة الثابتة الجديدة في لبنان: لا يمكن لأي طرف أو شخص تحقيق ما يريد إلا من خلال نسج تفاهم مع الحزب. وعون وباسيل والحريري خير دليل على ذلك.

قد يأخذ الحزب من القوات ما يريده، لكن من الصعب جداً أن ينال جعجع غايته الرئاسية. مع ذلك، وبالحدّ الأدنى قواتياً، لا ضير من سمعة حسنة أكثر وصورة أفضل.. وتوسيع الحضور السياسي في الدولة، استناداً إلى "تنظيم" تلك العلاقة مع الحزب.

 

{الانقلاب} اللبناني في جردة أولية

حنا صالح/الشرق الأوسط/21 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72357/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d8%b1%d8%af%d8%a9-%d8%a3%d9%88%d9%84/

لم يحجب صخب المناقشات النيابية للبيان الوزاري لحكومة الحريري (54 متكلماً) غابة الأضاليل التي أُريد منها تغطية الانقلاب الزاحف الذي يكاد يخنق البلد. كما أن إجماع المتحدثين على الإيحاء أنه حلَّ في لبنان زمن مكافحة الفساد، الذي ينخر جل الوزارات ومؤسسات السلطة، وما من فاسد تمت الإشارة إليه ووجهت له تهمة أو استدعي إلى القضاء، يعني أن الإصرار قائم على اعتبار الفساد هو «راجح»، أي الكذبة في المسرح الرحباني، والهدف مزيد من إيهام المواطنين لصرف الأنظار عن تحولٍ خطير يتجسد في دور السلطة وممارستها: إنها إدارة لا شأن لها بالسياسة، ولا دور لها في القرار السياسي.

خُطب المتحدثين جانبت المسائل السياسية، وهذا المنحى يتعمق كل يوم بعد «تسوية» العام 2016. فلم يتم التطرق أبداً لمسائل السلاح وتغول الدويلة على الدولة، وانتهاك السيادة والتدخل في الحرب السورية، وتحول لبنان منصة لتوجيه الرسائل والتدخل خدمة لمطالب محور الممانعة. كلهم بالصف انصاعوا للحقيقة الجديدة، وهي أن المسائل السياسية الاستراتيجية ليست شأناً نيابياً، والقرار بشأنها ليس على طاولة مجلس الوزراء، وأساساً لم يتطرق أحد إلى تغييب البيان الوزاري أي إشارة للقرار الأممي 1559 بما يعنيه من حرص دولي على سيادة لبنان، وتمسك ببسط سيادة الشرعية اللبنانية دون شريك، وإن ترك المايسترو لبعضهم حق تسجيل التحفظ على طريقة «ببكي وبروح»، أي إبداء تحفظٍ لا ترجمة له على ما جاء في البند المتعلق بالحق بالمقاومة (...) إذ تم رفض إضافة عبارة المقاومة «من ضمن الشرعية اللبنانية».

كما أن أحداً لم يتطرق إلى ما ورد في البند العرضي عن المحكمة الدولية، والمفترض أنها محكمة العدالة للبنان، ومحكمة إفهام من اعتمد منذ عقود منحى تطويع البلد عبر نهج تصحيره من أبرز قيادييه، أن زمن تسجيل الجرائم الكبرى ضد مجهول قد انتهى، فورد بالحرف أن الحكومة «ستتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي أُنشئت مبدئياً لإحقاق الحق والعدالة»... هنا الفخ المنصوب في كلمة «مبدئياً» التي تركت لـ«حزب الله» مثلاً، أن يحدد بالنهاية قبول أحكام المحكمة أو رفضها نهائياً، وربما هناك من نصح الرئيس الحريري بأن يتناول هذا الموضوع - الثغرة، فأفرز له حيزاً في خطاب «ذكرى 14 شباط» لأن الأحكام ستصدر قريباً ليقول إن الأساس سيكون معرفة الحقيقة، متجاهلاً المسؤولية الوطنية عن التزام الأحكام والمحاسبة.

نعم كانت المناقشات النيابية أشبه بالمرآة للدور المطلوب من برلمان العام 2018، وهو الانصياع لشروط المنتصر الذي يعرف بدقة أن الآخرين على استعداد لبذل كل شيء من أجل المشاركة في جنة الحكم وفي المحاصصة الطائفية، فحدّد توازنات الحكومة وتوزيع الحقائب وإلى حدٍ بعيد أوحى بالكثير من الأسماء، وعلى سبيل المثال يردد خبثاء أن اسم الدكتور مصطفى علوش القيادي المستقبلي الذي تردد اسمه في عداد الوزراء جرى في اللحظة الأخيرة استبعاد توزيره لأن مواقفه السياسية كما يُقال مزعجة لثنائي «تفاهم مار مخايل» (...) ثم يأتي من يتحدث بعد تثبيت محاصصة طائفية مقيتة عن بدء المعركة ضد الفساد، وهم في التركيبة الائتلافية الهجينة، حكومة أشبه بمجلس نيابي مصغر، أقدموا على إلغاء المبدأ الدستوري المنصوص عنه في مقدمة الدستور عن الفصل بين السلطات، كما شطبوا فحوى المبدأ المكمل وهو التعاون بين السلطات، الأمر الذي يسقط المراقبة والمحاسبة، والخطر قد يكون أبعد من ذلك وأشد وطأة على اللبنانيين لأن التشريع بعد اليوم لن يكون إلا لخدمة مصالح هذا الائتلاف ومرجعيته!!

وبعد، المنحى الانقلابي في هذه المرحلة أول ما برز كان في مسلسل التأليف الذي خارج خطوة الاستشارات النيابية الملزمة لم يستند إلى نصوص الدستور، بل ذهب المسلسل الجديد أبعد مما كان الاحتلال السوري قد ثبته للإمساك بكل الخيوط، وهذا الأمر الذي استأنست له في السابق الطبقة السياسية ما زال قائماً في عهد البدع التي أدخلتها تسوية الدوحة، ما حدا بالرئيس تمام سلام إلى كشف المستور بالحديث عن «الخطيئة الأصلية بعد الدوحة: حكومات ائتلافية وثلث معطل، وهرطقة في الممارسة مثل المعايير للتأليف ونظرية التهديد بسحب التكليف وحصة رئيس الجمهورية»، ولاحقاً يبدأ الاجتهاد بأن ما جرى مطابق للنص (...) فيما ثابت من التجربة أن رئيس الحكومة المكلف لم يعد أبرز العاملين على عملية التأليف، بل بات لكل طرف طائفي حقه ولو النسبي بالفيتو، فيما البصمة الثقيلة كانت لـ«حزب الله»، وعن ذلك كتب إبراهيم الأمين، رئيس تحرير «الأخبار» المقربة من الحزب، أنه «لأول مرة جرى تجاوز صيغتي الـ43 والطائف في تشكيل الحكومة، وهناك مرحلة انتقالية نحو صيغة ثالثة عنوانها سقوط المناصفة وتشغيل العداد (...) ولا أحد يعلم ما إذا كان تثبيتها يتطلب العنف (...) لكنها ستكون بالنهاية بما يتلاءم مع ميزان القوى الجديد في المنطقة».

إذن الحقيقة مما يريده «حزب الله»، والقراءة الأبلغ لما تم إنجازه واضحة وأسود على أبيض في نصوص موثقة، ورغم ذلك تستمر جوقة الزجل السياسي عن الطائف وعن التمسك به وبالدستور المنبثق عنه، لكن في حقيقة الأمر لا أحد قدم المثال أنه ساعٍ بالفعل لتطبيقه وجعله الفيصل بين اللبنانيين. كل ما تم يُظهر أن الصيغة السورية المشوهة للدستور والمستمدة من الاتفاق الثلاثي للعام 1986، التي اعتمدت حتى العام 2005 تقدمت أكثر باتجاه طي المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. خارج الدستور ومندرجاته، أيا كانت الجهة التي أرادت تقديم نفسها أنها «روبن هود» لبنان اليوم وأنها لا هاجس لها إلاّ الإصلاح وحقوق الناس، وأنه لن تتكرر فاجعة إقدام لبناني على حرق نفسه حتى الموت، وأن أحداً لن يموت بعد اليوم على أبواب المستشفيات... الخ، فإنه من الخطر بمكان أن يكون لبنان اليوم في مرحلة بدأ معها الطرف المنتصر البحث عن مصادر تمويلٍ من الدولة بعد التراجع في تدفقات «المال النظيف»!! لا بل كل الخشية من أن يكون المسار الجديد أن البلد ذاهب مع هذا الحكم نحو مزيد من الإفقار والفساد والأشد خطورة المزيد من الاستبداد وهناك فعلاً من يراهن على توسل العنف لفرض الخنوع والذل على المواطنين.

حين ينعقد مجلس الوزراء اليوم الخميس في أول جلسة له بعد الثقة النيابية، أمامه من خارج جدول الأعمال سؤال الناس عما جرى من خرق فادح لما قالت الحكومة إنها متمسكة بسياسة النأي بالنفس، فكيف سيكون الموقف حيال ما أعلنه وزير الدفاع في مؤتمر ميونيخ حول «المنطقة الآمنة» في الشمال السوري وبدا ناطقاً باسم النظام السوري (...)، وأمامه أيضاً زيارة وزير شؤون الدولة لقضية النازحين السوريين إلى سوريا وما قام به بعيداً عن «توجيهات» رئيس الحكومة، فهل سيؤكد مجلس الوزراء أن هناك مجالاً حقيقياً للنأي بلبنان أم أنه النظام الطائفي في ذروة قوته والجمهورية المستضعفة ماضية في منحى التفكك والتلاشي وما كتب قد كتب؟!

 

إستياء عربي ودولي من خرق "النأي بالنفس"

أسعد بشارة/الجمهورية/الخميس 21 شباط 2019

بلا إنذار مسبق ومن دون إعلام رئيس الحكومة سعد الحريري، زار وزير شؤون اللاجئين صالح الغريب سوريا، بصفته الوزارية، موجّهاً أول صفعة لسياسة «النأي بالنفس» ولرئاسة الحكومة، التي ردّت عبر مصادرها بأنّ «الزيارة شخصية». لعلها الهزة الاولى التي تتعرض لها الحكومة قبل اجتماعها الأول، لكنها كانت بمعدل 4 على مقياس ريختر فلم تتحول زلزالاً لأسباب عدة أهمها انخراط جميع أطراف الحكومة في التسوية، وعدم استعداد أيّ منها لخلخلتها. فاستباقاً لجلسة مجلس الوزراء اليوم التي يُراد لها ان تكون جلسة البداية الهادئة، طلب «التيار الوطني الحر» من وزير النازحين أن يزور الحريري، في مسعى التفافي لكي لا يطرح موضوع زيارته لدمشق على طاولة مجلس الوزراء، علماً انّ المعلومات تؤكد انّ الغريب أطلع رئيس الجمهورية ميشال عون على نيّته زيارة دمشق من دون إعلام الحريري. وعلى رغم من هذا الاستباق ستسجّل «القوات اللبنانية» بتنسيق ضمني مع الحريري موقفاً معترضاً على الزيارة، وكذلك على موقف وزير الدفاع الياس بوصعب حول «المنطقة الآمنة» في سوريا، لأنّ هذين الموقفين يشكّلان خرقاً لسياسة «النأي بالنفس» التي تعهّد بها الجميع في البيان الوزاري. وسيركّز الاعتراض على أنّ الغريب ما كان له أن يزور دمشق بلا موافقة الحريري، وانّ بوصعب ما كان يجدر به إقحام لبنان في موقف يخرق «النأي بالنفس» ويرتّب عبئاً على لبنان في ظل غياب أي توجّه عربي للقبول بعودة النظام السوري الى جامعة الدول العربية. خرق «النأي بالنفس» أصاب الحكومة بندوب في بداية انطلاقتها، لكنه لن يؤثر في عملها، ولن يتحول مجلس الوزراء ساحة اشتباك، لوجود قرار بتجنب الملفات الخلافية والتركيز على الوضع الاقتصادي الذي يوليه الحريري أهمية قصوى. هذا هو الوضع المرتبط بالتعهدات التي وردت في البيان الوزاري، الذي على أساسه تتعاطى الدول العربية والمجتمع الدولي مع لبنان.

وفي المعلومات انّ اوساط عربية ودولية سجّلت استياءً مبكراً إزاء ما حصل، وتخوفت من ان تكون هذه الحكومة ممراً سهلاً للنظام السوري يعبر من خلاله الى تحقيق التطبيع من لبنان ويستعملها وزارة خارجية له، في وقت يشترط المجتمعان الدولي والعربي دخول سوريا في مرحلة انتقالية رابطاً إيّاها بالاعمار والعودة الآمنة والطوعية للنازحين. وتضيف المعلومات أنّ أي اشارة عربية إيجابية لمساعدة الحكومة، مرتبطة بتطبيق «النأي بالنفس» في التعامل مع النظام السوري، وكذلك مع «حزب الله» الذي حددت السفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد بعد زيارتها الحريري تدخّله في 3 بلدان عربية على الأقل، في وقت تستعد الادارة الاميركية لفرض مزيد من العقوبات عليه في المرحلة المقبلة. فكيف ستتعامل الحكومة مع هذه الاستحقاقات؟ وهل يمكنها المرور بين نقاط العقوبات، من دون أن تتعرض لعزلة عربية ودولية؟ الواضح أنّ ما يحضّره الحريري من مشاريع طموحة في ضوء مؤتمر «سيدر» لن يكون طريقه سهلاً نحو إعادة الاهتمام الدولي والعربي بلبنان، وقد حدد البيان الاميركي أسس التعامل مع الدولة اللبنانية في شأن دور «حزب الله» في لبنان والمنطقة، ولا يبتعد الموقف العربي، والخليجي تحديداً، عن هذه الأسس، وربما يفوقها صرامة. وهذا يرتبط بدور «حزب الله» في اليمن والعراق وسوريا الذي يبقي لبنان أسيره، فلا يَغنم من الاصدقاء إلّا «من طرف اللسان حلاوة»، فيما تبقى عودتهم الحقيقية الى لبنان مرهونة بشروط تبدو الحكومة عاجزة عن تطبيقها.

 

المختارة: مستهدَفون بالمباشر ... وبالواسطة!

كلير شكر/الجمهورية/الخميس 21 شباط 2019

يتنقّل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بخفّة في فضاء تغريداته بين السينما، القضايا الاجتماعية، البيئية، السياسة الدولية، ومستقبل البشرية، ليعود من «برمته» إلى المستنقع اللبناني. لا مشتركَ بينها سوى قدرة «بيك المختارة» على مزج الزيت في الماء!

نموذج لا يشبه غيره من السياسيين. لطالما بدا استثنائياً بشهادة مؤيّديه ومعارضيه، في أدائه الجامع بين التناقضات وفي خطابه المنقلب على نفسه من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. زعيم غير كلاسيكي لزعامة تقيلدية. وها هو اليوم يعبّر خيرَ تعبير عن «خصوصية» حالته من خلال تغريداته «المختصرة المفيدة» وتلك الرسوم المرفقة. يتصرّف ببرودة فيما الإنذارات تتوالى من حوله، تشي في أنّ الآتي أعظم. لكنه مطمئنّ إلى تجذّر زعامة المختارة في وجدان الموحِّدين لا تقتلعها موجاتٌ عابرة، فيترك العواصف المحيطة به تتحكّم بالمركب، ويترقب، كما يؤكد إشتراكيون.

يدرك جيداً أنّ تهديد حليفه «العتيق» سعد الحريري بالاصطدام مع أيٍّ يكن لأنّ «مَن سيقف في وجهي عليه أن يتنحّى وأنا سأكمل ولو اصطدمت مع مين ما كان»، يقصده خصوصاً... ولو أنه لم يتخيّل يوماً أنّ العلاقة مع نجل رفيق الحريري ستتحوّل بين «ليلة عهد وضحاها»، خصومة شرسة!

مَن كان يصدّق أنّ مفردات السجال حول «عمى المال والحُكم» و»الاضطرابات في الحسابات» و»حُرّاس الهدر»، و»التغريد الذي لا يصنع سياسة»، ستكون عنوان المرحلة، بين «بيت الوسط» والمختارة؟ ومع ذلك لا يبدو أنّ الزعيم الدرزي مصدوم، أقلّه راهناً.

لم يتأخر جنبلاط كثيراً لكي يعرف في «النقطة والفاصلة» مضامين «الاتفاق الباريسي الأول» بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وملحقاته، والقاضي بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.

أكثر من ذلك، يقول أحد عارفيه القدامى إنّ الزعيم الدرزي كان من أوائل مَن التقطوا إشارات التفاهم الثنائي «المكتوم»، بينما كان «حزب الله» لا يزال غيرَ مقتنع في وجود «بنود سرّية» بين «الحليفين الجديدين»، على رغم تحذيرات رئيس مجلس النواب نبيه بري... إلى أن كذّبت «المياه الغطّاس».

توالت الإشارات السلبية التي تُثبت في الوجه الشرعي أنّ التفاهم الثنائي عنوانه فتح صفحة جديدة في البلد، والذي تمّ تجديده في باريس أيضاً عشية تأليف الحكومة، لا يتحمّل طرفاً ثالثاً. والمقصود بالطرف الثالث اثنيْن لا ثالثَ لهما: بري وجنبلاط.

حسب الاشتراكيين، الاعتبارات كثيرة وكلها تصبّ في خانة تضييق واحدة. أولى تلك الإشارات كانت لحظة تجميع «بازل» قانون الانتخابات، ومن ثم الانتخابات في حدّ ذاتها، حيث يشهد الإشتراكيون أنّ «حزب الله» وحده وقف إلى جانبهم، في المقابل أثار موقف النائب طلال ارسلان الجدل، والشكوك حول خلفياته.

يرى الاشتراكيون أنّ جنبلاط أرسل حينها الوزير السابق غازي العريضي إلى خلدة ليسأل «ميرها» عن إمكانية التعاون الانتخابي على قاعدة ترشحه مع شخصية مسيحية من جانبه (قُصد بها مروان أبو فاضل)، إلى جانب «أيّ فريق سياسي قد يكون ملتزماً معه ولا نتفق معه سياسياً». لكنّ المفاجأة كانت الرفض المطلق. يشير الإشتراكيون إلى أنّ تاريخ الخصومة بين اليزبكيّين والجنبلاطيين لم يشهد مثيلاً لخطاب المرحلة الأخيرة. ثمّة تقليد أو لياقة بين الفريقين لم يتمّ تجاوزُها يوماً. فيما تخطّى أخيراً الخطوط الحمر... إلى أن وقعت حادثتا الشويفات ومن ثمّ الجاهلية.

في موازاة ذلك، يلفت الاشتراكيون إلى أنّ هذه التطورات ترافقت مع متغيّرات ميدانية حصلت في سوريا يعتبرها النظام السوري انتصاراً، لكنّ جبنلاط لم يسلّم بهذا الانتصار وأبقى على حال الكباش مع دمشق. ولكنّ ثمّة عقلاً لبنانياً يقلق النظام السوري هو العقل الجنبلاطي، وهناك حسابات دفينة أفضت إلى تلاقي المصالح بين دمشق و»رئيس التيار الوطني الحر». فكان ما كان.

في المقابل يتصرّف الحريري وكأنه يمنح باسيل «شيكاً على بياض»، حسب ما يقول عارفو جنبلاط. سبق له خلال مرحلة صوغ قانون الانتخابات أن أبلغ إلى سائليه بالحرف الواحد إنه ليس مستعدّاً لرفض أيّ طلب لرئيس الجمهورية. فكيف له أن يساند جنبلاط إذا كان لا يملك القدرة على مساندته؟

يقولون إنّ المختارة تواجه أكثر المراحل استهدافاً، لكنها غير مربكة أبداً. فالحريري وباسيل يبنيان للمستقبل، لعهد لم يولد بعد. ولذا فإنّ إمكانية نسف تفاهماتهما أشبه بضرب من المستحيل. وبالتالي إذا لم يكن رئيس تيار «المستقبل» شريكاً في استهداف جنبلاط، فهو في الحدّ الأدنى لا يمانعه أو يتصدّى له.

ولهذا هناك كثير من الأسباب التي تجعل من الأزمة الحريرية - الجنبلاطية ناراً تحت الرماد. تهدئتها لا تعني أبداً إخمادَها، طالما أنّ موجباتها سائدة، فهذا يعني استمرارها. الأكيد حتى الآن، أنّ «حزب الله» لا يتوافق مع السوريين ولا مع حلفائه اللبنانيين في أسلوب تعاطيهم مع جنبلاط، ولديه كثير من الملاحظات على أدائهم. والأكيد أنّ «القريدس والكافيار» اللذين سيجمعان الحريري وجنبلاط اليوم على مائدة العشاء، لن يكونا سوى محاولة خجولة لتنظيم الخلاف. أما عودة الساعة إلى الوراء، فتبدو مستحيلة.

 

"حكومة متاريس" مهما حاولوا تجميلها

جوني منير/الجمهورية/الخميس 21 شباط 2019

قبل يومين على انعقاد أولى جلسات الحكومة، زارت السفيرة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد الرئيس سعد الحريري في السراي الحكومي حيث قرأت موقف وزارة الخارجية الأميركية، وحرصت على أن لا تخرُج ابداً عن النص المكتوب.

 في زيارة ريتشارد ثلاثة مؤشرات:

ـ الاول، التوقيت الذي خضع لمرحلة ما بعد تأليف الحكومة وإقرار البيان الوزاري، وما قبل انعقاد اولى جلسات الحكومة. ما يعني أنّ واشنطن كانت تريد حصول الولادة الحكومية ولو أنها لمّحت من خلال سفيرتها في لبنان يومها ببعض المطالب التي أُبلغت الى رئيسَي الجمهورية والحكومة والتي اثمرت تسمية «حزب الله» شخصية غير حزبية على رأس وزارة الصحة.

ـ الثاني: إصطحاب وفد عريض يضمّ الاركان الاساسيين للبعثة الاميركية في لبنان، ولم يسبق أن حصل وذهب وفد للسفارة الاميركية بهذا المستوى للتهنئة بولادة الحكومة. والواضح انّ واشنطن ارادت من خلال ذلك توجيه رسالة دعم للحريري، ومن خلاله للحكومة. وقد يكون تأليف الوفد استثنائياً وتماشياً مع الواقع الحكومي الجديد الاستثنائي والذي يعني في ما يعني تدشين مرحلة سياسية جديدة على مستوى التوازنات داخل السلطة.

ـ الثالث، يتعلق بالمضمون القوي للبيان المكتوب والذي هدف الى إعادة التذكير بالموقف الأميركي المعترض على الحجم السياسي الجديد لـ»حزب الله». ولكن بعبارات أكثر وضوحاً وقساوة، وأيضاً لتشكيل حاجز يضع حدّاً لنموّ نفوذ «حزب الله» وتوظيف قدرته الحكومية الجديدة لحماية تمدّده السياسي.

وفي هذا المجال أراد البيان الذي تلته السفيرة الاميركية شدَّ أزر الحريري وتدعيم موقعه داخل الحكومة. وفي الواقع فإنّ الموقف الاميركي ليس بجديد وفق المعنى الحقيقي للكلمة. هو تكرار للمواقف السابقة ولكن بعبارات اقوى وأكثر وضوحاً. ولا شك في انّ واشنطن تبدو مهتمة بمقدار كبير للقرارات السياسية للحكومة، كذلك للملف الاقتصادي والذي ستتولّاه بتفاصيله الدول الاوروبية المشارِكة في مؤتمر «سيدر».

ولا بدّ أنّ الديبلوماسية الاميركية خلال الايام الماضية لم تكن راضية عن خطوتين حصلتا:

- الأولى، وتتعلّق بزيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب لسوريا في شأن النازحين في لبنان. وخلافاً لما تمّ تعميمُه على وسائل الإعلام فإنّ رئيس الحكومة، بدا على الاقل، غير معترض على الزيارة قبل حصولها، وهو ما لمّح اليه الغريب نفسه. ما يؤشّر الى وجود تفاهماتٍ ما واكبت ولادة الحكومة وتتعلّق بالخطوط السياسية العريضة، ما أدّى الى تعيين صالح الغريب بالذات في موقعه.

ـ الثانية، تتعلق بموقف وزير الدفاع الياس بو صعب حيال المنطقة الشمالية لسوريا وتحديداً في موضوع تدخّل تركيا، وهو ما يتطابق مع الموقف السوري الرسمي ويتناقض مع الموقف الاميركي.

وفي هذا الإطار بدا الحريري استيعابياً أكثر منه معترضاً فعلياً وجدّياً.

ولا بدّ انّ هاتين المسألتين زادتا من حدّة عبارات بيان السفيرة الاميركية.

ولكن في الجانب الاقتصادي تصبح الامور اكثر غموضاً وتشابكاً. ذلك انّ حكومة «الخلطة العجيبة» ستشهد إصطفافات مختلفة عند كل ملف أو»تلزيم» تماماً كما تفاهم حزب «القوات اللبنانية» وتيار «المردة» على درس مواقفهما حيال كل ملف مطروح لوحده، وبالتالي احتمال توحيد موقفهما الحكومي في هذا الملف أو الاختلاف في ملف آخر. وهو ما سيكون عليه موقف «حزب الله» الاساسي في المعادلة الحكومية. فمرة سيكون مسانداً لـ»التيار الوطني الحر» ولمَ لا تيار «المستقبل» في هذا الملف، ومرة أخرى معترضاً بشراسة الى جانب «القوات اللبنانية» ووزيرَي الحزب التقدمي الاشتراكي.

صحيح انّ جدول أعمال الجلسة الاولى لا يتضمّن بنوداً دسمة، لا بل على العكس تنفيعات وسفراً وقبول هبات، لكنّ هذا لا يعني أنّ المياه ستبقى راكدة. فقريباً جداً ستبدأ الملفات الدسمة في الظهور بدءاً من التعيينات ووصولاً الى الملفات الاقتصادية والتلزيمات.

في الكواليس الحكومية همسٌ حول التفاهمات التي حصلت في باريس بين الحريري والوزير جبران باسيل والتي لا بدّ من أن تظهر في كثير من الملفات الاقتصادية. و»حزب الله» الذي ما برح يُرسل الإشارات حول نيّته الجدّية لمحاربة الفساد ومقاربته للملفات الاقتصادية، أدرج ما يمكن تسميته برنامج عمل الحزب في الحكومة عبر كلمة النائب حسن فضل الله خلال جلسات الثقة للحكومة.

وفي المقابل تحدث الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله شخصياً في موضوع المساعدة الايرانية في ملف الكهرباء، وهو الملف الذي كان السبب في توتير نصف جلسات الحكومة السابقة والذي قيل كثيراً حوله.

وفي عرض السيد نصرالله حول المساعدة الايرانية «مضمون» يتجاوز الاستثمار الايراني، ذلك أنّ العرض فرض سقفاً واضحاً ليس بالسهولة تجاوزُه. بمعنى أنّ الذهاب الى البحث في بديل عنه لا يجب أن يتخطّى كثيراً الوفر المالي الذي يؤمّنه العرض الايراني. وبكلام أكثر وضوحاً أن يكون هامش «اللعب» بالأرقام ضيّقاً جداً وهو ما كانت الشكوى حياله خلال عرض بواخر الكهرباء.

صحيح انّ ترابطاً وزارياً سيظهر بين «التيار الوطني الحر» و»المستقبل» على خلفية «تفاهمات» باريس، الّا انّ المراقبة لن تقتصر على الرابط الاقتصادي بل الرابط السياسي ايضاً من زاوية التأسيس للمرحلة المقبلة. فحتى الآن ما يزال رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يحرصان على التمسّك بعضهما ببعض. وهو ما يوحي أنّ ثنائيَّ الحكم ما يزال في اجواء التسوية الرئاسية على رغم نتائج الانتخابات النيابية، ولو حصلت بين الحين والآخر «مطبّات» وتباينات.

في الملفات الاقتصادية سيتولّى «حزب الله» مصارحة باسيل عند ظهور غموض ما في موضوع التلزيمات ولكن من خلال القنوات الخلفية في بادئ الامر، قبل طرحها علناً في مجلس الوزراء إذا لزم الامر، والقضاء لن يكون بعيداً. ولكن للملفات السياسية رسائل مختلفة لا بد ان تظهر لاحقاً، ما يجعل من الحكومة «حكومة متاريس» مهما حاولوا تجميلها.

 

وزير جديد يبوح بالخفايا: ما اكتشفته صدمني!

عماد مرمل/الجمهورية/الخميس 21 شباط 2019

«روما من فوق غير روما من تحت». لم يحتج بعض الوزراء الجدد الى كثير من الوقت حتى يختبروا صحة هذه المقولة. كان يكفي ان يمضوا بضعة أيام في مكاتبهم لكي يكتشفوا «الأهوال» التي تنتظرهم خلف «اللقب المخملي»: «معالي الوزير».

إنتهت المراسم الاحتفالية وطقوس التسليم والتسلم، وتوقف تدفق المهنئين وباقات الورد، ليبدأ الجدّ ومشوار «الشوك»، وتنطلق مغامرة الغوص في دهاليز الوزارات والملفات، حيث «يعشش» الفساد وتختبئ «شياطينه» التي نجحت حتى الآن في الافلات من الحساب والعقاب.

وإذا كان «التراند» الرائج في هذه المرحلة هو التصدي للفساد والهدر، إلّا انّ «الزجل» لا ينفع بالتأكيد في مواجهة من هذا النوع، والحرب بالنظّارات والمناظير لا تفيد في مثل هذه الظروف. وبالتالي، فإنّ الحكومة وُضعت منذ اللحظة الاولى لتشكيلها تحت الضغط الشعبي ومجهر المراقبة، وهي تبدو امام اختبار يومي لجديتها وصدقيتها، من دون ان يكون هناك استعداد لإعطائها اي أسباب تخفيفية أو مهل سماح وتسامح، بعدما استغرقت ولادتها 9 أشهر من الوقت الضائع والفرص المهدورة.

لم يعد ينفع بعد الآن الهروب الى الأمام أو الخلف، وتقلّص الى حد كبير هامش المناورة وسط تفاقم المخاطر الاقتصادية والاجتماعية التي باتت تهدد بانهيار سقف الدولة المتصدّع على الجميع، بمَن فيهم أولئك الذين أمعنوا في استنزافها، وبناء المصالح الشخصية والثروات المشبوهة على «مشاعاتها».

وما زاد من الاعباء والضغوط على عاتق بعض الوزراء، هو انّ مرجعياتهم الحزبية والسياسية رفعت بدورها منسوب التحدي والتوقعات الى الحدود القصوى، في إطار منافسة الخصوم واستقطاب الجمهور، إنما من دون ان تكون «عدّة الشغل» متناسبة مع حجم الشعارات المرفوعة، الأمر الذي أدى الى ايجاد هوة بين القدرات والطموحات. ويروي وزير جديد في مجلس خاص معاناته بكثير من المرارة، وهو الذي كان قد دخل الى وزارته بحماسة شديدة، طامحاً الى زرع البصمات الايجابية في حقولها وتحقيق الإنجازات السريعة في الملفات المتصلة بها، قبل ان يتبيّن له انّ العين بصيرة واليد قصيرة... جداً.

يقول هذا الوزير «المصدوم»: «الحقيبة التي تَولّيتها هي شديدة الاهمية والحساسية بالنسبة الى اللبنانيين، كونها تتعلق بعدد من القضايا الحيوية والملحّة التي تتطلب المعالجة الفورية ولا تتحمل مزيداً من المماطلة، إلّا انني سرعان ما فوجئت بأنّ وضعي يشبه وضع من يذهب الى معركة من دون تزويده بأسلحة. يداي وقدماي مكبلة ويُراد مني أن أطير، وعليكم ان تتخيلوا صعوبة هذه المعادلة وحراجتها». ويضيف شاكياً: «موازنة وزارتي تساوي تقريباً 9 ملايين دولار، بالكاد تكفي لسداد رواتب الموظفين. حجم الكادر الوظيفي المنتسب الى الملاك لا يتناسب مع المتطلبات والتحديات. توجد بتصرّف الوزارة 14 سيارة فقط لتغطية كل مساحة لبنان، من بينها سيارتان معطلتان لا نملك القدرة على إصلاحهما لأنّ هناك أولويات أكثر إلحاحاً. المدير العام «مغيّب» منذ سنوات طويلة نتيجة سلوك الوزراء المتعاقبين الذين كانوا يهمّشون دوره وصلاحياته. الموظفون يتوزّعون الى «محاور» ويفتقرون الى التناغم المطلوب في ما بينهم. الملفات العلمية التي يجب ان أنطلق منها وأبني عليها استراتيجيتي ضعيفة وركيكة، بل انّ بعضها غير موجود أصلاً. ويلفت الوزير الجديد الى انه باشر في التواصل مع عدد من السفارات للحصول على تمويل لمشاريع وزارته، لأنه لا يمكن الاتكال على الدولة في هذا المجال، «كما انّ فريق عملي يضم في معظمه خبراء متطوعين». ويشير الى انه تبيّن له انّ وزارته مخصصة لتَلقّي «المسبّات» فقط، بحجة انها تقصّر في ما هو مطلوب منها ولا تؤدي واجباتها، في حين انّ مجلس الانماء والاعمار هو المسؤول عن معظم المشاريع التنفيذية والاعمال التطبيقية على الارض. والمفارقة الاخرى انّ احداً لم يكلّف نفسه عناء استشارة الوزارة وأخذ رأيها قبل الذهاب الى مؤتمر «سيدر» وتحديد حاجاتها.

ويتابع: «عندما عُيّنت وزيراً، قيل لي انّ الحقيبة التي أُسندت إلي ستحرقني لأنها كرة نار، لكنني لم أكترث لأنني أحب التحدي. إنما وبصراحة لم أكن أظن انّ مهمتي ستكون صعبة الى هذه الدرجة، ولا أخفي انني أصبت بالاحباط في الاسبوع الاول. الآن استجمعت قواي من جديد، وسأحاول ان افعل شيئاً، لأنّ المواطنين لا يريدون من الوزير ان يشاركهم في النَق والشكوى، بل ينتظرون منه ان يتحمل مسؤولياته ويجد الحلول للأزمات. منذ تسلّمي مهمتي، دُعيت الى إطلالات اعلامية عدة، غير أنني اعتذرت عن تلبيتها لأنني إذا صارحتُ الناس بما اكتشفته سيصابون هم أيضاً بالاحباط، خصوصاً انهم يتوقعون منّا الكثير. أنا انتظر ان تكتمل ملفاتي، وان أحقق خرقاً فيها لكي يصبح لديّ ما أقوله. وحتى ذلك الحين، أتركوني في همّي».

 

اعتذر حزب الله.. لكن عن ماذا؟

محمد قواص/العرب/22 شباط/19

زلّة "انفعالية" لنواف الموسوي تتعارض مع الخطاب الحقيقي لحزب الله

غير صحيح أن “انفعال” النائب عن حزب الله، نواف الموسوي، يتعارض مع الخطاب الحقيقي لحزب الله. تندرج اتهامات الرجل للخصوم بالعمالة لإسرائيل ضمن أدبيات الحزب العتيقة منذ نشوئه. عمل الحزب على تعبئة جمهوره خلال العقود الأخيرة أنه وهذا الجمهور نقيض لإسرائيل والصهيونية، وأن من يعارض الحزب يتعارض مع هذه الحقيقة خدمة لإسرائيل والصهيونية.

والواقع أن اعتذار الحزب عن زلّة الموسوي “الانفعالية”، وفق نصّ الاعتذار، يتجاوز ربما ظروفه السياسوية، غير المقنعة، وقد يؤشر إلى أعراض مراجعة باغتت جمهور الحزب وبيئاته.

يعلن الموسوي من تحت قبة البرلمان اللبناني علنا ما يروج داخل النقاش الجُوّاني للحزب. يُخرج الرجل إلى العلن، مرة أخرى، مسلّمة يسوّق لها الحزب، حتى لدى حلفائه المسيحيين، من أنه فرض ميشال عون رئيسا للجمهورية بواقع القوة، ومنع أي تفكير بأي بديل، حتى لو بقي قصر بعبدا خاليا من مستأجر حتى إشعار آخر. يودُّ الحزب من خلال تصريح الموسوي المُعتذر عنه تذكير من قد ينسى من الفريق العوْني، تيارا ورئيسا لهذا التيار، أن للحزب أفضالا لا يجب أن تُغفل، وهي أفضال قد يحتاجها من يمني النفس بوراثة الرئيس الحالي في بعبدا.

هل يعتذر الحزب عن أمر الجهر بحقيقة لطالما رددها منذ الثمانينات، أم يعتذر عن اتهامه لفريق من المسيحيين بالعمالة لإسرائيل

على أن تصريحات الموسوي التي قيل إنها أحرجت عون وفريقه ليست دقيقة. ذلك أن حزب الله الذي يعود له قطع طريق بعبدا عن أي طامح، لم يكن ليستطيع فرض ميشال عون رئيسا، ولو استطاع لفعل دون منّة أو مشاركة من الآخرين. عون نفسه كان يعرف ذلك، وراح وفريقه للاجتهاد في الاهتداء إلى السبل المثلى للعبور إلى الرئاسة بدل انتظارها وفق استراتيجية حزب الله. أيقظت الحاجة إلى بعبدا لدى العوْنيّة السياسية وعيا مستجدا على واقع التركيبة اللبنانية في أبعادها الاجتماعية والسياسية والإقليمية والدولية، كما خصّبت لدى عون وفريقه التوق إلى التلاقي مع الآخرين.

من معراب من مقر زعيم حزب القوات اللبنانية، طوّب سمير جعجع الجنرال ميشال عون رئيسا في “العرس” الشهير في يناير 2016. بدا أن المصالحة المسيحية جاءت انقلابية لم تكن من ضمن التوقعات المحتملة قبل سنوات. نهل عون وفريقه طويلا من الخصومة مع “القوات” لاحتلال موقع متقدم داخل الرأي العام المسيحي، خصوصا منذ عام 2005. وسعى الرجل للنهل، هذه المرة، من المصالحة ومن “ورقة النوايا” ومن خلوات الثنائي ملحم رياشي- إبراهيم كنعان لإزالة المعوقات المسيحية الكبرى من أمام طموحاته الرئاسية الكبرى.

بيد أن تبدل المزاج المسيحي لصالح عون رئيسا لم يكن كافيا. تواكب أمر ذلك مع تبدل في مقاربة سعد الحريري لكل الوضع اللبناني. هو أيضا راكمت سنون النفي لديه وعيا آخر حول واقع المشهد السياسي اللبناني الداخلي، كما واقع الموقف الدولي تجاه البلد. بدا أن الرجل الذي دفع ثمن واقع القوة و”فائض السلاح”، واختبر تجربة الانقلاب على حكومته في بيروت حين كان مستظلا سقف البيت الأبيض في واشنطن، فهم معادلة الممكن والمستحيل.

لكن تلك الواقعية لم تكن في عُرف الحريري لتصل إلى حدّ الذهاب إلى دعم عون لتبوء رئاسة لبنان. أعلن زعيم تيار المستقبل أواخر عام 2015، وبشكل انقلابي فاجأ جمهوره قبل أن يفاجئ خصومه، ترشيحه سليمان فرنجية للرئاسة. لم يكن الأخير إلا صقرا من صقور تحالف 8 آذار مجاهرا بالحلف مع حزب الله، فخورا بصداقته الشخصية مع زعيم نظام دمشق بشار الأسد. نظّر الحريري إلى الأمر بصفته خيارا يراد منه مصلحة البلد، ويؤمل منه جذب الفريق الخصم نحو رؤاه لبناء الدولة. فكان أن دعمت السعودية هذا الخيار لاحقا.

بدا أن واقعية مفرطة دفعت الحريري إلى القفز على خيار فرنجية لاحقا من أجل خيار عون. ساهمت المصالحة المسيحية في إحداث هذا التحوّل الجديد في استراتيجيات الحريري، وساهم إصرار حزب الله على تفضيل عون الحليف على فرنجية الحليف في الدفع بالحريري للقبول بما لا يقبل سواه. وعلى هذا فإن وصول عون إلى بعبدا له حيثيات تم دعمها من الخصوم، وتم دفعها من الخارج على نحو لا يمكن للحزب أن يزعم أنه الوالد الشرعي الوحيد للتسوية التي نقلت عون من الرابية إلى بعبدا.

يكتشف حزب الله في الأسابيع الأخيرة أن الشارع المسيحي، لاسيما المتحالف معه، لم يعد يستطيع تغطية خطاب الحزب ضد رموز لها شأنها الكبير داخل التاريخ الحديث للمسيحيين في لبنان. اعتادت كافة منابر الحزب وشخوصه والمدافعون عنه على التسلّح بذخيرة التخوين والعمالة مع إسرائيل لمناطحة خصومه. جرى ذلك بسهولة ضد الحريرية السياسية، فما بالك بسهولته ضد المارونية المسيحية.

استسهل الحزب إطلاق تلك الاتهامات مهملا كما من المراجعات الموثّقة داخل البيئة السياسية المسيحية حول مرحلة الحرب الأهلية، وهي بالمناسبة مراجعات لم يحدث ما يشبهها داخل التيارات السياسية لدى الطوائف الأخرى.

بدا أن الشارع المسيحي، كما النخب السياسية المسيحية من مشارب متعددة ومتعارضة، أظهر تبرما في الساحات والغرف المغلقة من لازمة حزب الله التخوينية التي ظهر أنها متقادمة لا تتسق مع ظروف الراهن.

يعلن الموسوي من تحت قبة البرلمان اللبناني علنا ما يروج داخل النقاش الجُوّاني للحزب. يُخرج الرجل إلى العلن، مرة أخرى، مسلّمة يسوّق لها الحزب، حتى لدى حلفائه المسيحيين، من أنه فرض ميشال عون رئيسا للجمهورية بواقع القوة

على أن اعتذار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة حزب الله) في مجلس النواب، محمد رعد، يطرح أسئلة ليس حول موجبات هذا الاعتذار، بل حول ماهية الخطأ الذي استحق هذا الاعتذار. فهل يعتذر الحزب عن الجهر بأن بندقية حزب الله هي التي أتت بعون رئيسا، أم يعتذر عن تلميح الموسوي إلى ما سبق أن قيل كثيرا على لسانه، كما على لسان قيادات كثيرة للحزب، من أن الدبابة الإسرائيلية هي التي أتت بالراحل بشير الجميّل رئيسا للبلاد عام 1982؟

لكن، وتجاوزا للأمر المتعلق بظروف وصول عون إلى بعبدا، فإن المسألة المتعلقة ببشير الجميّل والاعتذار المتعلق به يقترحان دلالات جديدة وجب على حزب الله شرحها لجمهوره قبل أن يروّج لها لدى اللبنانيين.

لا نعرف ما إذا كان اعتذار محمد رعد يمثل تفصيلا تكتيكيا موضعيا لفظيا، أو أنه وليد اضطرار الحزب إلى انتهاج خطاب آخر يتناسب مع ما بعد الحرب ضد داعش ودفاعا عن نظام دمشق، وما بعد تصاعد الخطاب الأميركي ضد الحزب ورعاته في طهران. ولكن ما يجب على الرأي العام معرفته هو أمر يتعلق بالقماشة الحقيقية لأمر كلمات الاعتذار التي نطقها رعد بصعوبة، وعلى ما يبدو بعد مخاض موجع متعدد الأبعاد.

هل يعتذر الحزب عن أمر الجهر بحقيقة لطالما رددها منذ الثمانينات، أم يعتذر عن اتهامه لفريق من المسيحيين بالعمالة لإسرائيل؟ وبهذا المعنى، هل يعني الأمر أن المسيحيين الخصوم لم يكونوا عملاء ولم يأت بشير على ظهر دبابة؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك فعن ماذا اعتذر رعد والحزب من ورائه؟

استيقظ جمهور الحزب على واقعة جديدة حملت ستريدا جعجع، كما نقل إعلان بيروت، أن تقول للموسوي “سلملي على السيّد”!

 

ديما الجمالي ليست نائبة.. وطرابلس تدوّخ سعد الحريري

منير الربيع/المدن/الخميس 21/02/2019

معنوياً، تلقّى تيار المستقبل ضربة متوقّعة بإبطال نيابة ديما جمالي عن المقعد السنّي في طرابلس. تراجع عدد نواب الكتلة إلى 18 نائباً.

سياسياً، لا يبدو أن الحريري سيتأثر بنائب زائد أو ناقص. هو، وباعتراف الجميع، أقوى كتلة سنّية، وتفاهماته مع التيار الوطني الحر وحزب الله، تتخطّى عدد النواب. لكن، قرار المجلس الدستوري فرض على "المستقبل" معركة مباغتة لإعادة إثبات نفسه، وولامتحان مدى اصطفاف الناس خلفه في طرابلس، خصوصاً بعد الخيارات التي اتخذها في تشكيل الحكومة. لا شك، أن المعركة المرتقبة ستكون صعبة على "المستقبل"، وسيحشد لها كل قوّته. وهي تأتي في ظرف انزعاج شخصيات "مستقبلية" عديدة في طرابلس من الحريري، بسبب عدم توزيرهم، من النائب محمد كبارة إلى النائب السابق مصطفى علوش.

علوش وكبارة

باكراً، سيبدأ الحريري العمل على إعادة تجميع قواه الطرابلسية، فالمعركة حساسة وفاصلة، ليس لنتائجها وحسب، إنما لاختبار شعبية "المستقبل" التي تعرضت للتآكل. سيحاول الحريري المفاضلة بين أسماء عديدة لمن سيترشح لتلك المعركة، ومن هو الأجدر بخوضها للفوز فيها. لكن أيضاً الرسو على أي إسم من بين الأسماء التي سيرشّحها المستقبل، سيكون أمام ضمان نجاحه عقبات كثيرة ومتعددة، تبدأ من حسابات البيت الداخلي ولا تنتهي بمزاج الطرابلسيين. سيحاول "المستقبل" استمالة رموزه المنزعجة. مصطفى علّوش كان قد استبق ذلك باكراً، والتقى الحريري، وتبدد كل السوء في العلاقة معهما. أساساً، لم يترشّح علوش إلى الانتخابات، لأنه كان قد تلقّى وعداً بالتوزير، أما ولم تشمله التشكيلة الحكومية، فلا مانع أمامه من خوض المعركة النيابية مجدداً، باسم "المستقبل"، لكن هذا سيفرض حسابات محيرة أخرى، كموقف النائب محمد كبارة، الذي لطالما حارب علوش في الوزارة. في حكومة الحريري بعهد الرئيس ميشال عون، كان علوش مطروحاً بقوة للتوزير، لكن كبارة وقف عائقاً أمامه، واستفاد من الإقبال على الانتخابات النيابية، فاستخدم تلك الورقة للضغط على الحريري، بغية توزيره بدلاً من علوش، مقابل عدم الابتعاد عن المستقبل انتخابياً، وكان له ما أراد. وبالمقابل، وعد علوش بتوزيره في حكومة ما بعد الإنتخابات. وهذا لم يحدث. في الحكومة الثانية، كان كبارة قد تضرر من فصل النيابة عن الوزارة، لكنه مارس الضغط على الحريري بغية توزير نجله، فلم ينل ما يريد، ما أدى إلى غضبه، مبتعداً نسبياً عن "المستقبل". حسابات كبّارة بترشيح نجله كريم للانتخابات النيابية المقبلة، قد تفرض عليه أيضاً مواجهة علوش، وعدم دعمه انتخابياً في حال ترشّح على لائحة المستقبل. بل وقد يدخل في "بازار" مع الحريري بأنه سيدعم مرشّحه للانتخابات إلا مصطفى علوش، منعاً لوجود لشخصية مستقبلية قوية، في الشارع وفي المجلس النيابي، قد تؤثر سلباً على كريم كبارة مستقبلاً. وبالتالي، فإن كبارة قد يقول للحريري إنه جاهز لدعمه بترشيح ديما جمالي مجدداً، مقابل انتزاع وعد منه بترشيح كريم كبارة على لائحة المستقبل في الانتخابات العامة المقبلة.

قوة ميقاتي

هذه الحسابات المعقّدة تبقى فقط داخل بيت "المستقبل". وبالخروج إلى الدائرة الانتخابية ككل، سنجد مختلف القوى، التي ستعمل على تقديم مرشحها المنافس. حينذاك ستزداد التعقيدات أمام التيار الأزرق. أساساً، الأرقام التي حققها "المستقبل" في الشمال، نتجت عن التحالف والتفاهم مع النائب والوزير السابق محمد الصفدي. وبعد الانتخابات دخل الحريري وميقاتي في ما يشبه التحالف بينهما أيضاً. لكن ما تجمعه تسويات التوزير قد تفرّقه النيابة. نتائج الانتخابات أثبت قوة نجيب ميقاتي، وكرّسته القوة الأولى على الساحة الطرابلسية. وهنا لا بد من الوقوف أمام حسابات ميقاتي: هل سيتحالف مع سعد الحريري، ويتوافقان على تقديم مرشّح مدعوم من قبلهما؟ أم أنه سيخوض المعركة بوجهه؟ من المعروف أن هناك تحالفات وتوافقات مصلحية واقتصادية بين الحريري وميقاتي. وإذا ما تخلّى ميقاتي عن المعركة، يكون قد باع مقعداً نيابياً للحريري بـ"بلاش" (مجاناً)، على أن ينال على ما يقابله مستقبلاً. حتى الآن، هناك صعوبة في خيارات "المستقبل"، لأن التوافق مع ميقاتي على ترشيح شخصية سنية للمعركة الإنتخابية، ستفرض أن لا يكون المرشح مستقبلياً صرفاً، طالما ميقاتي شريك في تسميته. وهذه لا يتحمّلها الحريري، لأنه بحاجة إلى نائب مستقبلي صرف لإعادة إثبات قوته.

8 آذار وطه ناجي

بحال الاتفاق بين الرجلين، سيكون الفوز سهلاً لأي اسم يختارانه. لكن هناك من يعتبر أن ميقاتي يجد صعوبة في التوافق مع الحريري على ترشيح علوش، وأيضاً لا يتحمّس لدعم إعادة ترشيح ديما جمالي، خصوصاً أنها كانت محسوبة عليه، ثم "تركته" قبل الانتخابات فور أن عرض الحريري عليها الترشّح. وبالتالي بات الود مفقوداً بين ميقاتي وجمالي. هنا ستدخل حسابات أخرى. فالأكيد أن قوى الثامن من آذار ستعمل على ترشيح طه ناجي ودعمه. وبالتالي، إذا لم يتوافق الحريري وميقاتي على مرشّح، فإن عملية توزيع الأصوات، وتشتيتها، ستؤدي حكماً إلى فوز مرشح ميقاتي. وتنظر مصادر متابعة إلى أن حظوظ معركة ميقاتي هي المرتفعة، إذا لم يتنازل ويقدّم المقعد مجاناً. حسابات ميقاتي أيضاً دقيقة، فهو الذي عقد تفاهماً وزارياً مع الحريري على الوزير عادل أفيوني، إلا أن التجربة لا تبدو مشجعة بالنسبة إلى ميقاتي، وهو يعلم في قرارة نفسه، أن أفيوني أصبح لدى المستقبل، بسبب جملة من العلاقات والارتباطات. وأفيوني أكد مؤخراً أنه مستمر مع الحريري في إكمال مسيرة الشهيد رفيق الحريري. الرسالة واضحة تجاه ميقاتي. ولا بد أن يقرأها الرجل بعناية، وهو أساساً قد قرأ بعض إشاراتها، ما دفعه إلى الخروج بمواقف متكررة للتأكيد بأن أفيوني هو وزير يمثل اللقاء الوطني لا المستقبل.

لا تنسوا أشرف ريفي

حسابات المعركة الإنتخابية ستكون مختلفة عن حسابات تشكيل الحكومة بين ميقاتي والحريري. في عملية التأليف يكون الرئيس المكلف هو المتحكم بمفاصل اللعبة، وقادر على فرض من يريد توزيره بالتوافق مع ميقاتي، أما في المعركة الانتخابية، فالكلام الفصل سيكون لميقاتي، استناداً إلى الأرقام، والذي سيكون قادراً على التحالف مع الجماعة الإسلامية مثلاً، وترشيح شخصية طرابلسية فاعلة على الأرض، خصوصاً أن طرابلس ممتعضة جداً من التمثيل الوزاري التي حسب عليها، ولم يشمل أي طرابلسي مقيم في المدينة أو من صلب مجتمعها. وخارج كل هذا السياق أيضاً، لا بد من انتظار الخطوة التي سيقررها اللواء أشرف ريفي. وإذا ما كان سيقرر خوض الانتخابات مجدداً، ويمنحها كامل قوّته، لانتزاع مقعد نيابي يعتبره مسلوباً منه، بفعل قانون الانتخاب وآلية احتساب الأصوات. فتجربة ريفي مع القانون النسبي مختلفة عن تجربته مع القانون الأكثري. وإجراء الانتخابات الفرعية على أساس القانون الأكثري، قد يغريه لتكرار التجربة.

 

كم نحب أن نصدّق حركة البرلمان ورئيسه

أكرم حمدان/المدن/الخميس 21/02/2019

لا يترك رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، مناسبة يُطرح فيها ملف مكافحة الفساد ووقف الهدر في إدارات ومؤسسات الدولة، إلا ويستذكر ويُذكر بالقوانين الصادرة عن مجلس النواب، والتي لا تزال معلقة التنفيذ، والبالغ عددها حتى الآن 39 قانوناً، كما قال بري في أثناء جلسة مجلس النواب الأخيرة، لمناقشة البيان الوزاري للحكومة ومنحها الثقة. وهو عاد وكرر هذا الأمر ولا يكلّ من تكراره أمام النواب، خلال لقاء الأربعاء النيابي الأسبوعي. إذ قال "إن المفتاح والمعيار الأساسي لمكافحة الفساد هو في تطبيق القانون".

قوانين غير مطبّقة

وقال بري إن "جلسة مناقشة البيان الوزاري فرضت أمراً واقعا على مجلسي النواب والوزراء، لا يمكن تجاهله، وقد بدأت نتائجه تظهر"، داعياً إلى ما أسماه "وقف الترف الرسمي للبعض، في التعامل مع موضوع القرارت الصعبة التي ستتخذها الحكومة. وهذه القرارات يجب ألا تطاول الفقراء ومحدودي الدخل بأي شكل من الأشكال. ويجب أن تركز على بنود عديدة منها الأسفار والإيجارات والنفقات غير المجدية ووقف الهدر". هذا الموقف المتكرر لبري يطرح جملة من الأسئلة ليس أقلها: ما هي هذه القوانين التي أقرها المجلس ولم تنفذ؟ وما هي الأسباب الحقيقة التي تحول دون تطبيق هذه القوانين؟ وبالتالي تخلف السلطة التنفيذية، أي الحكومة، عن القيام بواجباتها الدستورية والقانونية التي تحتم عليها تنفيذ القوانين والسهر عليها؟

كذلك، فإن بري أطلق محركاته المجلسية بكل الاتجاهات، لكي يقوم المجلس ولجانه بدورهم الرقابي المناط بهم دستورياً وقانونياً، فقد طلب فتح دورة استثنائية للمجلس لهذه الغاية. وتسلم من رئيس لجنة المال النائب إبراهيم كنعان تقريري التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية، حول التوظيف المخالف للقانون. وأبلغه كل الدعم لمتابعة هذا الملف، ومحاسبة المخالفين. كما أطلق العنان لكل اللجان النيابية القيام بدورها في مراقبة ومحاسبة الوزراء. رئيس لجنة متابعة تطبيق القوانين المؤلفة من ستة نواب ، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، النائب ياسين جابر، قسَّم القوانين الـ39، التي يتحدث عنها بري بشكل دائم، إلى قسمين. الأول، يجوز فيه توصيف التعنت في عدم تطبيق القانون. والثاني، نتيجة إهمال وعدم مسؤولية. ويقول جابر لـ"المدن" : "من نماذج التعنت والتعمد في عدم التنفيذ القوانين التالية: القانون 462\2002 المتعلق بإعادة هيكلة قطاع الكهرباء، وتشكيل هيئة ناظمة. وكذلك قانون إنشاء مؤسسة كهرباء لبنان كمؤسسة مستقلة، لها مجلس إدارة تخضع لوصاية الوزير. القانون رقم 431\2002، وهو قانون الاتصالات، الذي يتضمن تشكيل هيئة ناظمة للقطاع. ويتحدث عن تشركة أوجيرو، وإنشاء شركة لبنان للإتصالات (ليبون تلكوم). والقانون 481\2002 المتعلق بإنشاء الهيئة العامة للطيران المدني، التي تتولى تنظيم قطاع الطيران، وتحد من المشاكل التي تحصل في المطار من حين إلى آخر. وغير ذلك، من مثل قانون سلامة الغذاء وتنظيم تعبئة المياه". ويؤكد جابر، أن كل هذه القوانين في حال طبقت، تساعد على مكافحة الفساد، وتحد من تسلط الوزير، وانفراده في اتخاذ القرارات، عبر "فلترة" العمل بينه وبين الإدارة التابعة له، من خلال الهيئة الناظمة. أما القوانين التي لا تطبق نتيجة الإهمال، فهي من مثل قانون حماية المستهلك، الذي جرى التعاون بيننا كلجنة وبين وزارة الاقتصاد، من أجل وضع مراسيمه التطبيقية ليصبح هناك محكمة لحماية المستهلك (مثلا). وهناك متابعة لقانون الحد من التدخين في الأماكن العامة. إذ سنتقدم بتعديلات عليه، بالتعاون مع وزارة السياحة، بعدما تبين خلل في تطبيقه، لكي يصبح أكثر مرونة وقابلية للتنفيذ. وعن دور اللجنة يقول جابر: "في كل برلمانات العالم تتشكل لجنة لمتابعة تطبيق القوانين، بهدف التأكد من مواءمتها، والعمل على تطويرها عندما تقتضي الضرورة".

دورة إستثنائية

ويبدو بري حاسماً في أخذ المجلس النيابي دوره الرقابي والتشريعي، إذ قال أمام النواب إنه طلب فتح دورة إستثنائية للمجلس النيابي، من أجل عقد جلسات رقابية وتشريعية في إطار ورشة المجلس الذي أكدها سابقا، على أن تنعقد الجلسات الرقابية شهرياً كجلسات أسئلة أو استجواب أو ربما مناقشة عامة، كما ينص الدستور والنظام الداخلي للمجلس. ولكي لا تبقى الخطابات التي أطلقت تحت قبة البرلمان بلا ترجمة، فقد رمى بري الكرة في ملعب السلطة التنفيذية، وتحديداً لدى رئيس الجمهورية والحكومة، في موضوع فتح الدورة الاستثنائية للمجلس، الذي لا يستطيع أن يلتئم بهيئته العامة الآن قبل يوم الثلاثاء الذي يلي الخامس عشر من شهر آذار المقبل، وفقا لنص المادة 32 من الدستور، التي تحدد مواعيد بداية ونهاية عقدي المجلس خلال السنة.

4580 موظفاً خلافاً للقانون

وكان بري استقبل رئيس لجنة المال، النائب ابراهيم كنعان، الذي سلمه نسخة من التقرير النهائي الصادر عن التفتيش المركزي، عن التوظيف، ونسخة من تقرير مجلس الخدمة المدنية حول الموضوع ذاته. وأشار تقرير التفتيش، حسب كنعان، إلى وجود 4580 موظفاً أو متعاقداً جديداً، لافتاً إلى أن "المشكلة ليست في الرقم، بل في مخالفة القانون، هناك مخالفة للمادة 21 من قانون سلسلة الرتب والرواتب، التي تقول أنه يمنع التوظيف والتعاقد من أي نوع كان بعد آب 2017، وتقول أيضاً أن على الحكومة أن تقوم بمسح شامل للوظائف، والحاجة للوظائف وللملاك، وغير ذلك. وهذا ما لم يحصل حتى الآن".

وأكد كنعان دعم بري لكل الخطوات الإصلاحية ووقف مسار التدهور الحاصل في البلد، معلناً أنه سيبدأ إعتباراً من الإثنين المقبل، بدعوة التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية أولا، ثم كل الوزارات المعنية والمؤسسات العامة حتى لو إحتاج العمل يوما بعد يوم، الإثنين والثلثاء والأربعاء والخميس، لكي ننجز هذا الملف ومن سيبدأ "يحسحس" على خلفية أن الوزير وزيره، عندها فليشرح ذلك للشعب اللبناني، ولكن هذه المحاسبة والمساءلة هي لمصلحة لبنان".

وعن مصير هؤلاء الموظفين؟أجاب: "هؤلاء ليسوا موظفين، هؤلاء متعاقدون، ولقد تكلمت مع دولته في هذا الموضوع وسنرى الحل العادل، سيكون هناك معالجة عادلة تأخذ في الإعتبار القوانين من جهة والأوضاع من جهة أخرى، فإذا كان هناك حاجة في الملاك في مكان ما سنرى، وإذا لم يكن فسيوقف هذا التعاقد".

خمسة آلاف خط خلوي مجاني

وبموازاة حركة عين التينة، عقدت لجنة الإعلام والاتصالات النيابية جلستها الأولى، بعد نيل الحكومة الثقة، وجرى التركيز بشكل كبير على ضرورة ضبط الإنفاق، وتحصيل إيرادات الدولة ومنع الهدر. كما أتفق على جدول أعمال متكامل للمرحلة المقبلة، من أساسياته تطبيق قانون الاتصالات، وتعيين الهيئة الناظمة للاتصالات، وإنشاء شركة اتصالات لبنان "ليبان تيليوكوم"، وضرورة القيام بالإصلاحات في كل المجالات، وموضوع التوظيف في "أوجيرو" و"ألفا" و"تاتش"، وضبط الإنفاق، وخصوصاً موضوع الرعاية في شركتي الخليوي الذي يبلغ نحو 12 مليون دولار في السنة، ووجود 5 آلاف و535 خطاً خليوياً مع موظفين، من دون سقف لفواتيرهم أحياناً وغالباً. هذا غيض من فيض ما أعلنه رئيس اللجنة، النائب حسين الحاج حسن، الذي أفصح عن تحديد موعد جلسة خاصة للجنة لبحث ملف "أوجيرو"، في 13 آذار المقبل، ولم يغب عن الجلسة ملف الاتصالات غير الشرعية، والتخابر غير الشرعي، والإنترنت غير الشرعي في البلد، والأمن السيبراني.

 

لبنان وحكومته الجديدة تحت المجهر الأميركي

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/21 شباط/19

بعد تسعة أشهر من شد الأعصاب وشد الحبال، أعطى «حزب الله» والرئيس اللبناني ميشال عون، الضوء الأخضر لتشكيل الحكومة التي يرأسها سعد الحريري. يجدر بالملاحظة أن هذا التشكيل يعكس جهود إيران لوضع «حزب الله» واحدةً من أهم القوى في النظام السياسي اللبناني، ويمكن الآن للحزب بعدما أخذت الحكومة الثقة، أن يتنفس الصعداء بعد مفاوضات عنيدة بلغت ذروتها في نجاح الحزب في تلبية كل مطالبه.

نجحت طهران في تحسين وضع الحزب بحصوله على وزارات إضافية بما فيها وزارة الصحة المهمة جداً للخدمات التي تقدمها. إذ على الرغم من الضغط الدولي لعدم منحه هذه الحقيبة أصر الحزب عليها لأنها ستمكّنه من تحسين خدماته لمجتمعه وتعزيز صورته العامة. والأسبوع الماضي قال عضو المجلس المركزي للحزب الشيخ نبيل قاووق إن الحزب حصل على وزارة الصحة على الرغم من «الفيتو» الأميركي، كما أظهر، برأيه، حجم تراجع دور الولايات المتحدة ونفوذها في لبنان! (الأسلحة الأميركية ما زالت تتدفق على الجيش اللبناني).

لكن بدلاً من كبح نشاط الحزب في لبنان، زاد من تأثيره وراء الكواليس، واستطاع أن يجد طريقة سهلة لاستخدام موارد الدولة لاحتياجاته الاقتصادية والمدنية في وقت يعاني فيه من صعوبات مالية بالغة. وبالإضافة إلى حصول الحزب على وزارة الصحة، ظلت حقائب رئيسية أخرى في أيدي حلفائه المقربين مثل وزارة المالية التي تديرها «حركة أمل»، ووزارة الأشغال العامة والنقل التي يديرها «المردة».

ربما كان أهم إنجاز حققته طهران والأمين العام للحزب هو الضغط على الرئيس عون لإعطاء مناصب لمؤيدي أنصار السنة الموالين للحزب والنظام السوري، على حساب الثلث المعطل، وهو كان قد أكد في لقاء صحافي أن دخول الوزارة ليس من حقهم. على مدى الأشهر الماضية عمل علي المملوك رجل الاستخبارات السوري وراء الكواليس بالضغط على «حزب الله» ليطالب بتمثيل سنّي مؤيد لسوريا في الحكومة اللبنانية. وهكذا جاء تعيين صالح غريب من الموالين للنائب طلال أرسلان الصديق الشخصي للرئيس السوري، وزيراً لشؤون النازحين، والهدف من هذا صار معروفاً؛ إجبار الحكومة اللبنانية على فتح «خط شرعي شامل» مع النظام السوري، وجرى تعيين حسن مراد وزير دولة للتجارة الخارجية، وهذه كلها من بين علامات استئناف النفوذ السوري في لبنان.

أدى الجدل الذي أحاط بتعيين السنة الموالين للنظام السوري إلى تأخير تشكيل الحكومة، وخسر التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل (وزير الخارجية) هذه الحملة. لقد ضغط الأسد و«حزب الله» على كلٍّ من عون وباسيل من أجل التنازل عن مطلبهما الرئيسي طوال أشهر المفاوضات، أي السيطرة المباشرة على 11 وزيراً، وكان من شأنها أن توفر للتيار الوطني ورئيسه الثلث المعطل. بدلاً من ذلك اضطرت كتلة الرئيس «لبنان القوي» أن تدرج لديها وزراء مستقلين عنها إنما متأثرون بطهران والنظام السوري و«حزب الله»، اللافت بين هؤلاء حسن مراد الذي أزال تعيينه العقبة الأخيرة التي وضعها نصر الله في طريق إخراج الحكومة.

تم اختيار مراد على يد الأسد ونصر الله بالتحديد، لأنه موالٍ لهما ويحرّكانه، ومن المتوقع أن يعمل وفقاً لإملاءاتهما، على الرغم من الانطباع الذي حاول باسيل خلقه عندما أعلن أن مراد ينتمي إلى كتلة «لبنان القوي» التي يقودها. وينبع ولاء مراد لـ«حزب الله» وسوريا من العلاقات الطويلة بين والده وعائلة الأسد.

وهكذا أعاد النظام اللبناني عقارب الساعة عقوداً إلى الوراء، إلى الوقت الذي كانت تعيّن دمشق فيه اللاعبين السياسيين، وتملي عليهم تحركاتهم. هي الآن تسيطر على لبنان من خلال «حزب الله»، وتستغل ضعف بعض السياسيين تجاه الكراسي.

يتباهى «حزب الله» بوضعه الخاص الذي يعتقد أنه سيحسن من تأثيره وشرعيته وحريته. وقد تجلى ذلك في جلسات مناقشة منح الثقة للحكومة. فخلال مناقشات برلمانية ساخنة بين نائب «حزب الله» نواف الموسوي، ونائب الكتائب نديم الجميل ابن الرئيس الشهيد بشير الجميل، قال الموسوي: «إنه شرف لكل لبناني أن ميشال عون قد انتُخب من خلال بندقية المقاومة». بدل الشعور بالشرف شعر اللبنانيون بالإهانة الموجّهة إلى رئيس الجمهورية وأيضاً بنكران «حزب الله» للغطاء المسيحي الذي أعطاه عون للحزب منذ حرب 2006، وكادت فتنة طائفية تشتعل، حتى تدخل النائب محمد رعد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» المتحالفة مع «حزب الله»، وقدم اعتذاراً في مجلس النواب عن تصرف الموسوي، فكلماته أحرجت وكشفت المخفيّ عند الحزب.

بعد ذلك تباهى أحد أعضاء «حزب الله» بأن على اللبنانيين أن يقدّروا «أن أكبر حزب اعتذر لأصغر حزب»! لكن كل لبناني سيتذكر فقط ما كشف عنه الموسوي، وأن الحزب لا يرى أحداً غيره على الساحة اللبنانية. على الرغم من شعور الحزب أنه بفضل وضعه الجديد في الحكومة لا يمكن لأحد أن يضع عقبات في طريقه، فإن الواقع يختلف. إذ على الرغم من إضعاف لاعبي المعسكر الرئيسيين في «جبهة 14 آذار» فإنهم أصبحوا أكثر اتحاداً، وهذا سيمكّنهم من التمسك بقدرتهم على حق النقض. وعلى الرغم من أن «التيار الوطني الحر» فشل في تحقيق الثلث المعطل فإنه لا يزال يحتفظ بحقائب الدفاع والخارجية والعدل والطاقة والاقتصاد، وحافظ الحريري على وزارتي الداخلية والاتصالات. تشير الردود الإيجابية من المجتمع الدولي على تشكيل الحكومة بعد مفاوضات حادة، إلى أكثر من شيء، والأهم الحاجة إلى رؤية لبنان يحافظ على الاستقرار الاقتصادي والسياسي. وقد أرسلت الولايات المتحدة رسالة إنذار إلى الحزب بأنه إذا تم استخدام وزارة الصحة لتمويل الحزب وعائلات مقاتليه فسيكون الرد قوياً. إن لبنان تحت المجهر. سيكون هذا هو الاختبار الحقيقي لقدرة الحكومة اللبنانية على إدارة الدولة. ومع مشاركة علي المملوك وقاسم سليماني في محاولة السيطرة على لبنان سيكون من المثير للاهتمام أن نرى أن لبنان لن يبتعد عن الحضن العربي.

لم تكن ضرورية زيارة محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني للبنان إلا لدعم العروض السخية التي عرضها الأمين العام لـ«حزب الله» على اللبنانيين من طائرات عسكرية إيرانية للجيش اللبناني حتى حبة الأسبرين. لكن كل هذه العروض ستبقى على الطاولة لأن لبنان لن يسمح لإيران بتغيير هويته. ثم، أيُّ دولة تستبدل إيران بالولايات المتحدة؟ في المقابل، كانت زيارة المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا للبنان، خطوة جد إيجابية، ووعده برفع الحظر عن عودة السعوديين إلى لبنان دليل على أن المملكة قررت من الآن وصاعداً عدم ترك أي فراغ في لبنان، وهذا في حد ذاته أكبر إزعاج لإيران، فالساحة اللبنانية لم ولن تكون لها.

 

خرافة نهاية «داعش»

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/21 شباط/19

لم تمضِ أيام على الاغتباط الدولي بالحديث عن «نهاية تنظيم داعش»، إلا وضرب انتحاري بشكلٍ وحشي بالقرب من الجامع الأزهر. استهداف يفتح النقاش على الأحاديث المستعجلة الساذجة حول نهاية هذا التنظيم أو ذاك.

راقبنا طوال عقدين تطور تنظيم «القاعدة» وكيف تشكّل وتطوّر وتحالف وتمركز في العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب. وضع له عواصم فعّالة، ولعب على وتر القبائل، واستطاع بسط سيطرته الميدانية في أكثر من مكان، ولكن نقطة التحوّل بدأت في عام 2006، حينها تصاعدت الأصوات المتفائلة التي تظنّ أن تنظيم «القاعدة» قد انتهى فقط لأن العالم قصم ظهر التنظيم ولاحق قياداته بالطائرات المسيَّرة وجعل حركتهم أقل، وأضعف من قدرتهم على التجنيد، واستطاع ردم منابع التمويل، حينها لم أؤمن بتاتاً بأن التنظيم قد انتهى وذلك لأسباب موضوعية تتعلق بطريقة تشكل التنظيم وتمدده وحركته. زعم بعضهم أن التنظيم قد انتهى لكنه خرج من الباب وعاد من الشباك.

الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، يحذّر من ذلك الركود تجاه التنظيمات والذي قال بوضوح تام خلال لقاءاته في كلٍّ من معهد واشنطن، والمجلس الوطني للعلاقات الأميركية - العربية في واشنطن: «أحذِّر من التساهل مع التنظيمات المتطرفة مثل تنظيم (داعش). إن (القاعدة) يظل أخطر، وإنه حالياً في وضع كمون ينتظر ضعف المناعة لينشط مجدداً. إن الهزيمة الكاملة للتطرف العنيف والتطرف الإرهابي لا تكون إلا من خلال تفكيك أفكاره التي بنى عليها كيانه الهش».

رؤية مهمة تتحدث عن الإرهاب بواقعية من دون الدخول ضمن أوهام نهايات التنظيمات أو أفولها.

من الطبيعي أن تخسر التنظيمات الإرهابية أراضي سيطرت عليها، وذلك من خلال القصف الجوي أو المدد الميداني، ولكن التنظيمات ليست دولاً ولا حكومات، وبالتالي حين تُطرد من العراق، ومناطق شاسعة في الشام فإنها تفر إلى مناطق أخرى تستطيع أن تتمركز فيها وبخاصة المناطق الهشة في الساحل الأفريقي أو أجزاء من شمال أفريقيا، أو التغلغل في دول أوروبية تمتلك فيها حاضنة ومأوى مثل بلجيكا التي ضرب بها «داعش» بكل قسوة، ولا تزال الإشارات على وجود خلايا نائمة في أوروبا قائمة، والأحداث الأخيرة وإن كانت محدودة غير أنها تعلن عن قوة التنظيم وقدرته على الاستهداف، هذا من الناحية الميدانية البحتة.

ولكن على المستوى النظري فإن أي إعلان لنهاية تنظيم إرهابي شرطه القدرة على سحق التطرف ومحاربة المحاضن النظرية التي تنبت فيها الطروحات التكفيرية، وبخاصة مفاهيم مثل الخلافة، والحاكمية، وتجهيل المجتمعات، ونشر ثقافة الإضراب عن الدنيا والتأفف من الحكومات. ونرى الآن ثقافة التطرف منتعشة في العالم الإسلامي، والحرب عليها ضعيفة للغاية، لسببين اثنين؛ الأول: أن التطرف سابق على الإرهاب، والمفاهيم المرتبطة به منتشرة ومبثوثة ضمن خطاب ليس كله معلناً بل أخطره الخفيّ والمضمر، ومن دون فحص قوي لطرق التعبير وأساليب الأمر والنهي، ونظام الخطاب المطروح فإن أي مهمة ستكون فاشلة. السبب الثاني: أن بعض الدول الإسلامية لديها نظم برلمانية رموز التطرف معششون فيها، مما يمنعها من الدخول في عش الدبابير والقبض على المخاطر النظرية ونقدها ولجم الخطاب المتطرف عبر عمل مؤسساتي ثقافي فكري اجتماعي قبلي وذلك يأتي بموازاة المواجهة الأمنية الضرورية.

طوال عقود الإرهاب المريرة وصعود جماعة «الإخوان المسلمين» في الثلث الأول من القرن العشرين مع بدء تشكل الدول الحديثة التي هي منبعه الأساسي، كان سؤال الهوية أبرز سبب لانتشار مفاهيم التطرف والعنف. جميع الكتابات الإخوانية التي تتحدث عن جاهلية القرن العشرين، وضلال الحكومات، وضرورة الحرب ضد الغرب، قدحت من ضمن جذوات اشتعالها مع قلق الهوية، لم يكن الارتباط بمفهوم الدولة حاضراً في الخطاب، بل تم تعميم الخطاب الأممي، ورثت الشمولية الإسلامية أنقاض الأممية القومية -كما يعبر محمد جابر الأنصاري- وكتب سيد قطب مؤلفاته كلها منطلقاً من انعدام إيمانه بانتمائه لمصر على مستوى الدولة أو المجتمع بتاريخه وإرثه وثقافته وآدابه، ورث هذا الإنكار كل المنظرين للمفاهيم أو الموجَّهين العسكريين، وباتت الهوية لدى «الإخوان المسلمين» والجماعات المتطرفة منعدمة، الخطوط للانتماء عريضة، الأمة هي المرجع، وتحقيق الخلافة هي الهدف، والمرشد الأعلى (سواء لـ«الإخوان»، «القاعدة»، «داعش»، «بوكو حرام»، «حزب الله») هو الموجه السياسي والمفتي والناصح وطاعته بها النجاة من الكفر في الدنيا وصولاً للنعيم المقيم بالآخرة.

إن جميع المتطرفين في العالم يعادون الدولة ويعارضون «العقد الاجتماعي» ويطمسون الفرد.. هذا هو هيكل التنظيم الأساسي. ويمكن التذكير مجدداً بكتابٍ رائع لبول دوموشيل بعنوان «التضحية غير المجدية - بحث في العنف السياسي»، وفيه يشرح نظرية توماس هوبز للدولة وعلاقات الدولة والعنف والجماعة المارقة. تفضل الجماعات المارقة العيش في ما يعرف بـ«حالة الطبيعة» التي تسبق الدولة، وشعارها «حرب الجميع ضد الجميع» من دون عقد اجتماعي، أو قانون نافذ، أو مؤسسة فاعلة، وضع أشبه ما يكون بالغابة، به تتجلى حالة «السبع» أو «الذئبية»، إنها حرب أبدية من دون مبرر، بينما مفهوم الدولة يحقق العقد الاجتماعي الضابط لعلاقات الأفراد بالمجتمعات وبالدولة، ومهمة الدولة نزع السلاح من أجل أن تحتكر وحدها استخدام العنف، وذلك ضمن القانون ومهام كل مؤسسة لإنفاذ العدالة المنصفة.

هذا بيان للناس، أن الإرهاب لم ينتهِ، وحذار أن تطمئن الحكومات والمؤسسات الأمنية، والصروح الفكرية لهذا الوهم. إن خروج «داعش» من أراضٍ معينة لا يعني أبداً نهاية التنظيم، ويا له من وهمٍ خطير إنْ انطلى على أحد. والحال يشبه قول الشاعر الحكيم خلف بن هذال العتيبي:

ولا تامن فروخ الداب ولو عاشن وابوهن مات

يجنّ الظهر بانيابٍ تنسّل كنها انيابه

صحيح أهل القرى ماياخذون إلا على الغفلات

عِبرْ والمعتبر يعيا الأمور وياخذ حسابه

 

مشكلة «حماس» إخوانية وأيامها المقبلة خطيرة

صالح القلاب/الشرق الأوسط/21 شباط/19

خلافاً لما كان أعلنه «الإخوان المسلمون» المصريون بوقف العنف في مصر ها هو هجوم سيناء الأخير الذي أسفر عن مقتل 15 من القوات المسلحة المصرية يؤكد أن هؤلاء يقولون شيئاً، كعادتهم، ويفعلون شيئاً آخر، وهذا هو ما كُنتُ أشرت إليه في مقال سابق وحيث قلت إنه بعد هذا الإعلان «الإخواني» علينا أن نتوقع موجة شديدة العنف في أرض الكنانة كلها، وهذا هو ما حصل قبل أربعة أيام وما هو متوقع أن يحصل خلال الأيام المقبلة وما بعدها وعلى مدى فترة قادمة طويلة.

إن صاحب القرار بالنسبة لهذه الأمور الخطيرة ليس «إخوان» مصر وإنما التنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين»، الموجودة قياداته الرئيسية في إسطنبول وفي العاصمة القطرية الدوحة وأيضاً في بعض العواصم الأوروبية، والواضح أن هذا التنظيم الذي من بين أعضائه الرئيسيين الشيخ يوسف القرضاوي وخالد مشعل وأيضاً، وكما يقال، رجب طيب إردوغان الذي يسعى، وكما بات واضحاً ومعروفاً، إلى استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية القديمة عندما كانت في ذروة تألقها... وإلاّ لماذا يفعل كل هذا الذي يفعله ويحاول أن يجعل «الإخوانيين» يسيطرون على ليبيا للانتقال منها إلى بعض دول شمال أفريقيا العربية.

ثم إن المؤكد أيضاً أن حركة «حماس» الإخوانية لن تنفذ ما كانت التزمت به في اجتماع موسكو الأخير، وهو العودة إلى اتفاق الوحدة الوطنية الفلسطينية في عام 2017، فهي كانت قد التزمت باتفاق مكة المكرمة في عام 2007 لكنها ما لبثت أن انقلبت عليه بعد فترة قصيرة وقامت بانقلابها الدموي الشهير على السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة «فتح» مما يثبت أن قراراً كهذا القرار ليس في يدها وإنما في يد التنظيم العالمي «الإخواني» الذي كان قد شكل هذه الحركة في عام 1987، بعد اثنين وعشرين عاماً من انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة حركة «فتح»، لاستعادة شعبيته السابقة التي تراجعت وأصابها الاهتراء لتأخر جناحه الفلسطيني تحديداً في حمل السلاح والالتحاق بالمنظمات التي كانت قد سبقته بأكثر من عقدين من السنوات في الكفاح المسلح والثورة وحتى قبل نحو عامين من حرب عام 1967 التي احتلت إسرائيل خلالها ما تبقى من فلسطين، قطاع غزة والضفة الغربية، وهذا بالإضافة إلى سيناء حتى قناة السويس وهضبة الجولان السورية المحتلة التي لا تزال محتلة.

كان «الإخوان المسلمون» بتنظيمهم العالمي قد أدركوا أنهم ما عادوا قادرين على استقطاب الفئات الشابة العربية والإسلامية والفلسطينية تحديداً إليهم ولا إلى برامجهم لأنهم تأخروا في الالتحاق بركب المقاومة وحمل السلاح من أجل تحرير فلسطين وهكذا فإنهم بعد فترة تحضيرية استمرت لسنوات متعددة قد أعلنوا في عام 1987 عن تشكيل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وقد نبتت إلى جانبها بعد سنوات قليلة حركة «الجهاد الإسلامي» بقيادة فتحي الشقاقي الذي كانت إسرائيل قد اغتالته في جزيرة مالطا في عام 1995.

وحقيقة أن كثيرين من «إخوان» قطاع غزة ومن بينهم الشيخ أحمد ياسين ولاحقاً يحيى السنوار الذي بقي معتقلاً في السجون الإسرائيلية لسنوات طويلة، ما كانوا راضين عن هذه الصيغة، أي صيغة أن تكون «حماس» تابعة للتنظيم العالمي «الإخواني» وجزءاً منه، فالمطلوب بالنسبة لهؤلاء أن تكون هذه الحركة، حتى يكون لها مستقبل في فلسطين، حركة وطنية فلسطينية وجزءاً من منظمة التحرير، ولذلك فإنه «لا بد من تصحيح هذا المسار ولا بد من الحفاظ على استقلالية قرارنا حتى لا نبقى معزولين عن شعبنا ونبقى نخيط بمسلة ليست فلسطينية لا تستهوي أجيالنا الشابة إن هي تستهوي كبار السن من «الإخوان المسلمين» الفلسطينيين الذين ما زالوا يتمسكون بهويتهم السياسية العالمية»!!

وهكذا وعلى هذا الأساس فإن يحيى السنوار بعد اختياره رئيساً للمكتب السياسي لـ«حماس» في قطاع غزة قد قال، حسب بعض المعلومات، في اجتماع موسع حضره عدد من كبار القياديين في هذه الحركة: إنه علينا أن نعترف بأننا في أزمة وإنه علينا البحث عن صيغة للخروج من هذه الأزمة وعلى أساس أننا عندما أسسنا حركتنا هذه قد أسسناها على أنها حركة مقاومة فلسطينية مستقلة بقرارها وبما يتلاءم مع قضيتنا وأن يكون برنامجها على هذا الأساس ومتجاوزاً لأدبيات «الإخوان المسلمين» وببعْد كفاحي عنوانه إزالة احتلال فلسطين.

ووفقاً لمعلومات مؤكدة فإن السنوار قد وجه انتقاداً شديداً لبرنامج «حماس» وإنه قال: «إن التجربة الإخوانية في مصر وتونس وسوريا وغزة لم تنجح وإنه لا بد من العلاقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية والتخلص من هَمِّ غزة للتفرغ للمقاومة... وإنه لا بد من أن تكون فكرة المصالحة الوطنية جدية وليست للاستهلاك الإعلامي والمناكفات»، ويبدو أن هذا كله قد سبّب له مشاكل كثيرة وتحديداً مع خالد مشعل المقيم في الدوحة إلى جانب الشيخ يوسف القرضاوي وأيضاً مع المندوب القطري محمد العمادي الذي يقضي معظم وقته في إسرائيل والذي يكرس غالبية جهده، كما يقال، لإبعاد المصريين عن قطاع غزة والإيقاع بينهم وبين حركة «حماس» التي يرى حتى المتشددون في قيادتها أنه لا بد من علاقات دائمة ومتواصلة مع مصر وذلك رغم أنها حركة «إخوانية».

وحسب ما نُسب إلى السنوار ولغيره من قادة «حماس»، من غير تيار خالد مشعل، فإنه لا يجوز الارتباط بإيران وأنه لا يجوز بالنسبة لحركة مقاومة فلسطينية أن تكون على مسافة واحدة مع الدوحة وطهران وأن تكون حليفاً للإيرانيين وحليفاً للقطريين في الوقت نفسه، فالإيرانيون أعداء لأميركا والقطريون حلفاء للأميركيين وهنا يبدو أن الخلاف داخل حركة المقاومة الإسلامية آخذٌ بالتباعد بين تيارين؛ تيار يريد أن يكون فلسطينياً وجزءاً من منظمة التحرير، وتيار يريد أن يكون جزءاً من التنظيم العالمي لـ«الإخوان المسلمين».

ويبدو أن السنوار، الذي يرى ومعه تيار رئيسي في حركة «حماس» أنه لا مناص من العلاقات مع مصر وفي كل شيء، يتَّهم الأكثر تشدداً في التبعية لـ«التنظيم العالمي» الإخواني، كما يقال، بتقديم الدعم للإرهابيين في سيناء وتمكينهم من دخول قطاع غزة والخروج منه وهذا في حين أن الذين يوصفون بأنهم أتباع خالد مشعل يتهمون السنوار ومجموعته بأنهم ينسقون مع الأجهزة الأمنية المصرية وأنهم ينقلون إليها معلومات عن المجموعات الإرهابية التي يستهدفونها وأنهم فرضوا إغلاقاً كاملاً على «القطاع»، قبل عملية يوم السبت الماضي حتى لا يلجأ الإرهابيون إليه.

والمهم أن يحيى السنوار بات مستهدفاً من قبل «التنظيم العالمي» الإخواني وأن حركة «حماس» أصبحت تيارين متصادمين؛ فتيارٌ يصر على أن هذه الحركة يجب أن تكون حركة فلسطينية وجزءاً من منظمة التحرير ومن المقاومة في حين أن الطرف الآخر بقيادة خالد مشعل يتمسك ببقاء هذه الحركة حركة إسلامية عالمية وكما كان عليه الأمر لدى انطلاقها في عام 1987، مما يعني أن الفراق بين الطرفين غدا بمثابة تحصيل حاصل وهذا إن لم تستجد تطورات مفاجئة قد تؤدي إلى متغيرات أساسية ورئيسية بالنسبة لكل شيء. ويبقى أنه لا بد من أن يكون هناك دعم حقيقي لهذا الاتجاه الاستقلالي الذي يقوده السنوار والذي تعرض لحملة تشويه واتهام وبخاصة في مؤتمر إسطنبول الأخير الذي عقده «التنظيم العالمي» الإخواني وحيث، حسب المعلومات المؤكدة، إن المندوب «السامي» القطري في قطاع غزة محمد العمادي بات ينشط الآن وأكثر من اللزوم لتفجير الأوضاع المتوترة في «حماس» لإضعاف الاتجاه الاستقلالي في هذه الحركة، فإن الخوف كل الخوف هو أن يتم التخلص من هذا الرجل، أي يحيى السنوار، جسدياًّ للتخلص من مواقفه وسياساته كلها لتصبح الطرق كلها آمنة وسالكة أمام «صفقة القرن» وبدعم تركي وقطري ولتتزايد عمليات استهداف مصر من سيناء ومن غيرها.

 

شراكة العمالقة

سمير عطالله/الشرق الأوسط/21 شباط/19

تشمل جولة الأمير محمد بن سلمان الآسيوية ثلثي المسكونة، وتضم نحو نصف مليار مسلم ما بين باكستان والهند والصين. وفي السابق، كان هذا الملأ البشري جزءاً كبيراً مما عرف بـ«العالم الثالث»، أما الآن فقد تغيرت خريطة العالم على مقياس التقدم والتطور، وأصبحت الصين ثاني اقتصاد في الكوكب، تضم، مع جارتها الهند، أوسع طبقة متوسطة بين البشر. وأما باكستان، فقد انتخبت حاكماً عليها، رجلاً جاء إليها من لندن وحياتها السياسية ومن رؤيتها لشؤون الحياة والأمم.

كانت الولايات المتحدة تسمّى في الماضي «العالم الجديد»، أما العالم الجديد الآن فهو عشرات الملايين من الصينيين والهنود الذين يشاركون في انتقال البشرية إلى عصر مستقبلي عجيب لا نزال في بداياته، ولا يعلم آفاقه إلا الله. والصين الزراعية البدائية كما الهند الجائعة أصبحتا الآن مجتمعين صناعيين، كلتاهما ترسل الأقمار والأجرام إلى الفضاء والكواكب الأخرى. السعودية قلب العالم الإسلامي وفي قلب آسيا. ويحمل الأمير محمد بن سلمان إلى عمالقة القارة خطة للشراكة الأممية، وليس فقط للمبادلة الاقتصادية. فكما أن التكوين الاجتماعي يتبدل في أطراف آسيا، فهو كذلك أيضاً في قلبها. وكل فريق يتحمل مسؤولياته في سلام العالم وتطوره. والسعودية لا تمثل فقط الركن الأساسي في الطاقة بين الدول، بل أمن الطاقة أيضاً وسياساتها العقلانية وتوازن دورها الطبيعي ما بين استقرار المصدر والمستهلك.

لعبت السعودية دوماً دور العقل والتعقل في وجه الموتورين وحملة أعواد الثقاب. وفي حين قدم البعض عروض الحرائق والصياح وهدر المداخيل، تزعمت دائماً فريق المحافظين على ثروات الشعوب وحقوقها. لقد تغير العالم بالنسبة إلى الجميع وتشابهت الاقتصادات المجدية والعاقلة. وفرقت الصين بين دورة الاقتصاد ودورة الحزب، وفرقت الهند بين رؤية الأحزاب ورؤية الدولة لمصلحة مليار بشري. الأمير محمد بن سلمان يعرض هو أيضاً على الشركاء العمالقة رؤية أخرى لبلاده ولموقعها ودورها في العالم. هو أيضاً لا تغيير في عقيدته، لكن التغيير في أسلوب خدمتها وخدمة بلده. قلب على الماضي ويد على المستقبل.

 

محنة «الدواعش»

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/21 شباط/19

«عروس (داعش)»، شميمة خان (19 عاماً)، ما تزال تشغل بريطانيا مثيرة جدلاً واسعاً حول كيفية التعامل مع مراهقة «هربت» قبل أربعة أعوام من أهلها ومدرستها للالتحاق بدولة تنظيم داعش المزعومة في سوريا. حتى خطوة تجريدها من الجنسية البريطانية التي اتخذها وزير الداخلية ساجد جاويد، لم تنه الجدل بين مؤيد، ومعارض، وفريق ثالث يطالب بمزيد من الإجراءات بما فيها تحديث وتعديل قانون الخيانة الذي يعود إلى القرن الرابع عشر لكي يطبق على «الدواعش» البريطانيين.

بريطانيا بالتأكيد حائرة حول كيفية التعامل مع أكثر من 900 شخص سافروا خلال السنوات الماضية للالتحاق بـ«داعش» في سوريا والعراق، وهي في ذلك ليست وحدها، إذ إن الأمر يثير نقاشاً واسعاً في عدد من الدول الغربية الأخرى، لا سيما الدول الأوروبية التي توجه منها أكثر من خمسة آلاف شخص إلى سوريا والعراق للالتحاق بـ«داعش»، وفقاً لتقرير منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي. من بين هؤلاء عاد نحو 1750 «داعشياً» إلى بلدانهم الأوروبية، بينما قتل الباقون أو وقعوا في الأسر، وبقي عدد منهم يقاتل مع «داعش» في آخر الجيوب من بقايا «الدولة الإسلامية» المزعومة أو توجهوا إلى دول أخرى مثل ليبيا وأفغانستان. قلة من العائدين أخضعوا للمحاكمة بينما الغالبية يعيشون تحت ظل المراقبة الأمنية باعتبارهم قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة مثلما اتضح في عدد من العمليات الإرهابية المتفرقة في أوروبا.

فعلى الرغم من تشديد قوانين مكافحة الإرهاب، فإن «الدواعش» العائدين يبقون مشكلة أمنية وقانونية وسياسية للدول الأوروبية لا يوجد اتفاق حول كيفية حلها. فمحاكمتهم تتطلب الحصول على أدلة دامغة بشأن مشاركتهم في القتال وارتكابهم جرائم، وفي معظم الحالات يكون الحصول على الأدلة الكافية مشكلة؛ لأن العائدين ينكرون مشاركتهم في القتال ويخترعون قصصاً عن أنهم ذهبوا لتقديم عون طبي أو إنساني. كما أن تنقلهم المستمر بين مناطق القتال يصعب مهمة متابعتهم، مثلما يعقد الحصول على شهود ضدهم بين ملايين الناس الذين شردوا من هذه المناطق. الأهم من ذلك أن السلطات تحتاج إلى إقناع القضاء بأن «الداعشي» الماثل أمام المحكمة يشكل تهديداً إرهابياً جدياً وليس فقط افتراضياً، وإلا فإن الشخص قد يخرج بحكم البراءة أو بالسجن فترة بسيطة.

عدد «الدواعش» الذين عادوا إلى بريطانيا يقدر بنحو 425 شخصاً لا يعرف على وجه التحديد كم منهم قدموا لمحاكمات وكم منهم أخضعوا للمراقبة المستمرة، علماً بأن عدداً منهم ربما لم يصنفوا أنهم يمثلون تهديداً أمنياً على أساس أنهم إما عدلوا عن الأفكار التي جعلتهم يلتحقون بـ«داعش»، أو أنهم أصلاً ليسوا من غلاة المتطرفين الذين يمكن أن يوجهوا مشاعر العداء نحو بلدانهم التي يعيشون فيها، وأن قتالهم إلى جانب «الدولة الإسلامية» المزعومة كان بسبب أفكار حالمة أو ساذجة. هناك أيضاً من يرى أن بعض هؤلاء العائدين يمثلون «كنزاً معلوماتياً» لأجهزة الاستخبارات التي تستجوبهم لمعرفة أسرار تساعد في منع أي عمليات إرهابية، وفي التعرف على العناصر الأشد تطرفاً التي تمثل خطراً أمنياً سواء بالتنفيذ أو التخطيط أو التجنيد.

في الجانب المقابل، توجد أصوات تعتبر أن قتل «الدواعش» في ميادين القتال حيث يوجدون هو الحل الأفضل. وفي هذا الصدد كانت هناك تصريحات لافتة أدلى بها بريت ماكغورك المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي الذي كان مكلفاً التنسيق في التحالف الدولي لمحاربة «داعش» قبل استقالته احتجاجاً على قرار الرئيس دونالد ترمب بالانسحاب من سوريا، التي قال فيها «إن مهمتنا هي أن نضمن أن أي مقاتل أجنبي التحق بـ(داعش) في سوريا، فسيموت هناك». هذا الرأي قد يكون له أنصاره الذين لا يجاهرون به، لكن المشكلة تبقى أنه على الرغم من القصف المكثف لأكثر من أربع سنوات، والحرب على الأرض، فإن عدداً لا يستهان به من مقاتلي «داعش» الأجانب ما زالوا على قيد الحياة يقاتلون في صفوف التنظيم، أو عاد بعضهم إلى بلدانهم في الغرب، لتتواصل محنة السلطات إزاء كيفية التعامل معهم، وتحمل التكلفة العالية لعمليات المراقبة على مدار الساعة لتحركات ونشاطات من يعتبرون خطراً محتملاً على الأمن القومي.

الواضح أن الرأي الشعبي العام في غالبيته يؤيد منع عودة «الدواعش». ففي حالة شميمة خان مثلاً أشارت استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 70 في المائة من البريطانيين يرون أنه لا ينبغي السماح لها بالعودة، وهو ما حدث عندما قرر وزير الداخلية تجريدها من الجنسية. لكن القرار قد لا يكون حلاً في دول تخضع لحكم القانون، وبالتالي تضمن للشخص حق الاستئناف أمام المحكمة التي قد تلغي سحب الجنسية إذا لم تقتنع بأن المتضرر يشكل تهديداً أمنياً جدياً للأمن القومي، وهو ما حدث في حالتين نظرتهما المحكمة العام الماضي. وفي حالة شميمة خان التي أعلنت أسرتها أنها ستستأنف القرار، قد تكون هناك أسباب قوية ترجح إلغاء القرار أمام المحكمة. عامل السن قد يكون من الاعتبارات التي ستنظر فيها المحكمة، لأن الفتاة كان عمرها 15 سنة عندما هربت إلى سوريا وتزوجت بعد أشهر قليلة من أحد مقاتلي التنظيم، مما يدعم حجة التغرير بها. صحيح أنها آذت نفسها بتصريحاتها المثيرة للجدل وعدم إظهارها للندم أو الإدانة لممارسات وجرائم التنظيم الإرهابي، لكنها في الوقت ذاته أوضحت سذاجتها التي ستكون ضمن المعايير التي ستوضع أمام المحكمة.

الأمر الآخر أن القانون يمنع سحب الجنسية من الشخص إذا كان ذلك سيجعله مشرداً بلا بلد. ومن هذا المنطلق أعلن محامي أسرة شميمة خان أن المراهقة ليس لديها جنسية أخرى غير البريطانية على الرغم من أن أسرتها مهاجرة من بنغلاديش، مما يعني أن قرار وزير الداخلية سيجعلها مشردة. أضف إلى ذلك أنها وضعت مولوداً في مخيم اللاجئين حيث تحتجز، وحدثت الولادة قبل قرار تجريدها من الجنسية مما يثير مشكلة أخرى لكون الطفل بريطانياً، وفقاً للقانون.

كل هذه التعقيدات توضح حجم المشكلة التي تواجهها دولة مثل بريطانيا بشأن كيفية معالجة قضية «الدواعش». فمنعهم من العودة لا يعتبر حلاً للمشكلة بل رميها على دول أخرى سواء سوريا والعراق، أو دولهم التي هاجرت منها أسرهم. تعديل القوانين وتغليظ العقوبات هما السبيل لمعاقبة العائدين وردع من يفكرون في الالتحاق بـ«داعش» أو غيرها، لكن يبقى الأهم من ذلك هو تفكيك هذه التنظيمات وتكثيف الجهود الدولية لخنقها عسكرياً ومالياً وأمنياً وفكرياً.

 

'هؤلاء ليسوا أبناءنا!'

حازم الأمين/الحرة/21 شباط/19

قرار المحكمة البريطانية القاضي بسحب الجنسية البريطانية من شميمة بيغوم هو امتداد لمزاج تنصلي عن المسؤولية الغربية حيال ولادة تنظيم "داعش". فبيغوم عضو بريطاني في تنظيم الدولة الإسلامية. هويتها البريطانية هي في صلب عملية تحولها نحو التطرف.

هذا الكلام ليس جديدا، ولطالما رصدنا في سياق تجربة حكم "داعش" لمناطق في العراق وفي سوريا وفي ليبيا، مؤشرات تؤكد أن للغرب مسؤولية عن ولادة التنظيم وعن تدفقه. وهي مسؤولية ثقافية واجتماعية، ولكن أيضا أمنية، ذاك أن من توجه من مطارات المدن الأوروبية إلى إسطنبول للالتحاق بـ"داعش" في حينها، فعل ذلك تحت أنظار أجهزة أمن غربية رغبت بالتخفف من أعباء راديكالييها، وتوهمت مرة أخرى أن من يغادر لـ"الجهاد" لن يعود.

حان الوقت للتفكير بأنفسنا وبمسؤوليتنا شرقيين وغربيين عن ولادة ذلك المسخ

والحال أن آلافا من المقاتلين "الغربيين" في التنظيم قررت دولهم ومجتمعاتهم التنصل من المسؤولية عن وصولهم إلى "دولة الخلافة" في حينها، وعن البحث في مصائرهم اليوم بعد أن فقد التنظيم سيطرته على آخر معاقله في سوريا. مئات العائلات وعشرات الأطفال من ذوي السحنات الشقراء يقيمون اليوم في مخيمات معزولة في شمال سوريا وفي شمال وغرب العراق. سفارات بلدانهم لم تستجب لطلبات السلطات العراقية ولمناشدات الأكراد في سوريا بضرورة البحث في مصائرهم.

التقيت في هذه المخيمات بنساء ألمانيات وفرنسيات وبريطانيات راغبات في العودة إلى بلدانهن ويتوقعن محاكمات وسنوات يمضينها في السجون، لكنهن يواجهن بتنكر حكومات بلدانهن إلى حقيقة وجودهن الثقيل والمرعب في هذه المخيمات.

"داعش" ابن العالم. المسؤولية عن ولادته يتقاسمها كل أهل الأرض. مصفاة أمراضنا، بدءا من الرياض وجدة ووصولا إلى لندن وواشنطن. في "أرض الخلافة" عثرنا على كتب التعليم الرسمي السعودي وعلى سير فِرَق الراب البريطانية. وفي الموصل لم تستثن فضيحة السقوط، حليف إيران نوري المالكي وحليف تركيا أثيل النجيفي. السجال في الشرق حول "داعش" انتظم في سياق الانقسام المذهبي. الرياض تقول إن التنظيم مؤامرة فارسية، وطهران تقول إنه امتداد للثقافة الوهابية. هذا الانتظام قد يكون مفهوما في ظل أنظمة الردة والحروب الأهلية، أما أن يمارس الغرب نكرانا موازيا، فهذا يعني أن خللا مخيفا أصاب وعيه لنفسه وإدراكه اختلالاته الخاصة. "هؤلاء ليسوا أبناءنا" عبارة مخيفة لمن يقترب من وجه المرأة البلجيكية المقيمة في مخيم عين عيس في شمال سوريا، ومثلها البريطانية التي سُحبت الجنسية منها. وهذه يقولها من يدرك أنهم أبناؤه وأن إشاحة النظر عن وجوههم لن يساعد على معالجة الشروط التي أنتجتهم. هذا فعلا من المفترض أن يدفع الوعي الغربي إلى الخوف على نفسه من نفسه. لقد حان الوقت للتفكير بأنفسنا وبمسؤوليتنا شرقيين وغربيين عن ولادة ذلك المسخ. اليوم وضعت المعركة أوزارها، وتوارى التنظيم خلف كثبان الصحراء، وهو الآن يراهن على أن شروط الولادة ما زالت قائمة، وأن أمراض العالم بطن ولادة لمزيد من الشقاء. اليوم هو يوم المراجعة. داعش اندحر إلى الصحراء، وها هم أبناؤنا في انتظارنا

وفي مقابل ذلك، يرفض العالم أن يقف أمام المرآة خوفا من أن تظهر له شميمة بيغوم مبتسمة ومذكرة بأنها غادرت إلى أرض الخلافة هربا من نفسها، وحملت معها جنوحا ولد في لندن، وترعرع في كنف ثقافة غربية، وتزود بمعارف أتاحها تعليم حديث وغضب نشأ على وقع موسيقى أحياء المهمشين.

لا يسعى هذا الكلام إلى إعفاء أحد من مسؤوليته. كتب التعليم في مدارس "داعش" في الرقة منسوخة عن كتب التعليم الرسمي السعودي، والتنظيم تمدد برعاية إيرانية وبتسهيل من نظامي دمشق وبغداد. سنة الإقليم صفقوا لـ"انتصاراته" على عدوهم المذهبي، والشيعة غبطوا أنفسهم على اختراع عدو مسخ ووحشي. في هذا الكلام قدر كبير من الصحة على رغم أنه تعميمي، لكن ولكي نجيب الغرب على تنصله من أبنائه علينا أن نسبقه إلى الكشف عن مسؤوليتنا. اليوم هو يوم المراجعة. التنظيم اندحر إلى الصحراء، وها هم أبناؤنا في انتظارنا. تونس تقول إنها لا تريد مواطنيها ممن هاجروا تحت أنظار حكومتها إلى "أرض الخلافة". السعودية لم تُسمِع يوما صوتها حيال ظاهرة "الجزراويين" في التنظيم. تركيا تنكر وجود مواطنين لها في التنظيم!

لكن الجديد على هذا الصعيد أن يمارس الغرب هذا النكران، والأكثر غرابة هو أن يرفد الموقف الرسمي الغربي باحتضان وقبول اجتماعي له. فعبارة "هؤلاء ليسوا أبناءنا" يمكن سماع أصداء لها في أوساط ثقافية غربية يُنتظر منها أن تُصوب هذا التنكر الذي تمارسه الحكومات. أما قرار سحب الجنسية من شميمة فيمكن سماع أصداء له في دولنا ومجتمعاتنا، وبهذا يكون الغرب قد أكمل دورة تماهيه معنا.

 

شمال سورية يأتي بـ «دويلة» أو بحلّ سياسي؟

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/21 شباط/19

في مؤتمر ميونيخ للأمن وصف وزير الخارجية الفرنسي السياسة الأميركية في شمالي سورية بأنها «لغز»، وحين يأتي ذلك من عضو في التحالف الدولي له هو الآخر قوات على الأرض، فليس فيه أي مبالغة. ذاك أن واشنطن لم تستطع بل لم تسعَ الى جلاء أهدافها، سواء كانت تخطّط لسحب كلّ قواتها من تلك المنطقة أو لإبقاء عدد رمزي من العسكريين والمعدّات للدلالة الى «وجود سياسي» دائم. وما زاد اللغز تعقيداً أن جميع اللاعبين على الأرض السورية لم يتلقّوا أي إيضاحات من الإدارة الأميركية، سواء من «الحلفاء» كالأتراك وخصومهم الأكراد أو من الخصوم والأعداء كالروس والإيرانيين بالإضافة الى النظام السوري، أما الإسرائيليون فيبدو أنهم وحدهم مَن يعرفون «السرّ» ولم يستشكل أي أمر لديهم، كونهم ينسّقون مع الاميركيين والروس في آن.

لكن، مع انتهاء مؤتمر ميونيخ، كان بعض معالم السياسة الأميركية قد اتضح، فالاميركيون لن ينسحبوا لمصلحة أي من الأطراف بل يعتقدون أن «ظلّهم» سيكون كافياً لإبقاء «إقليم شمال سورية» خارج سيطرة روسيا وحلفائها، وربما يستعينون بقوات فرنسية وبريطانية من التحالف سواء لطمأنة الأكراد وحمايتهم أو لحراسة التركة الأميركية نظراً الى أهميتها الاستراتيجية بالنسبة الى ضمانات الحل السياسي في سورية. غير أن الترتيبات التي يدرسها الاميركيون مع الأكراد استفزّت روسيا الى حد اعلان وزيرها سيرغي لافروف أن واشنطن تعمل على تقسيم سورية وإقامة «دويلة» شرقي الفرات.

مع اقتراب نهاية كل وجود جغرافي معروف لتنظيم «الدولة» (داعش) في سورية، استعدّ دونالد ترامب لإعلان «النصر النهائي» وأيضاً للتذكير بأحد أهم أسباب قراره المتّخذ بالانسحاب.

وقبل أن يفعل كان نائبه مايك بنس يقول أن ما يجري في سورية «تغيير في التكتيك، وكان جنرالاته يشيرون الى أن المعركة مع «داعش» لم تنتهِ، فـ «المرحلة التالية» تستهدف خلاياه النائمة ومقاتليه المنتشرين في البادية السورية، أي أن الوجود الاستخباري سيستمرّ لإدارة المهمّات المقبلة لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التي طالب قائد القيادة المركزية جوزف فوتيل بمواصلة تسليحها «بعد الانسحاب».

لكن، إذا كانت الحال كذلك، فلماذا يناشد الأكراد الدول الأوروبية «عدم التخلّي عنهم» ولماذا يملأون الاعلام صراخاً بمخاوفهم من اجتياح تركي بات مستبعداً في مختلف السيناريوات. إذ تراجع ترامب عن تسليم الشمال الشرقي الى رجب طيب اردوغان، ومع أن فلاديمير بوتين راغب في استمالة اردوغان إلا أن استجابة طموحاته مسألة أخرى.

في أي حال، لم تعد مخاوف الأكراد كما كانت، ما يعني أنهم تلقوا ما يفيد بأن «تغيير التكتيك» الاميركي سيكون بمشاركتهم وليس على حسابهم، أقلّه في المدى المنظور. ومع أنهم يواظبون على التحاور مع موسكو إلا أن اندفاعهم نحو النظام لم يعد كما بدا في الشهرين الماضيين، وهذا ما يفسر الرسالة التي خصّهم بها بشار الاسد بقوله في خطابه الأخير أن الولايات المتحدة لا تحمي من يراهنون عليها وأنه «لن يحميكم سوى دولتكم، ولن يدافع عنكم سوى الجيش العربي السوري». قد لا يكون الاسد مخطئاً في تقويمه للحماية الأميركية إلا أنه مخطئ في البديل الذي يعرضه، «دولتكم» و»جيشكم»، لأنه لم يعد مقنعاً، ليس للأكراد فحسب بل لعموم السوريين.

كانت لدى النظام فرصة في الحوار مع الأكراد، فلو توصّل معهم الى اتفاق سياسي لكان كسب نقطة يمكن أن تشكّل مدخلاً لاستعادته السيطرة على محافظتَي الرقة ودير الزور. لم يكن متوقّعاً لهذا الحوار أن ينجح، فحتى لو كان النظام موافقاً نظرياً على المطالب الكردية إلا أن الإقرار بها سيبدو تنازلاً بل سيغدو سابقة واختراقاً في نهج التعنّت والغطرسة الذي اعتمده منذ بداية الأزمة. وعلى رغم تفهّم الروس تلك المطالب وحاجتهم الى اجتذاب الأكراد في هذه المرحلة إلا أنهم لم يضغطوا على الأسد، فأي اتفاق مع الاكراد سيتناول بالضرورة مسائل ستكون موضع تجاذب لاحقاً في مناقشات اللجنة الدستورية، ويُفترض أن هناك ممثلين للأكراد في هذه اللجنة، وهؤلاء ليسوا - أو ليسوا جميعاً - ممثلين لـ «الاتحاد الديموقراطي - العمال الكردستاني» كما هي حال مَن يتحاورون الآن مع النظام.

حتى لو تواصل الحوار فإن الفرصة التي وفّرها تبدو ضائعة، إذ أحبطها الاميركيون بشكل حاسم بعدما كانوا تركوا انطباعاً بأنهم يباركون هذا الحوار ولا يمانعون عودة مناطق «قسد» الى سيطرة النظام وبإشراف روسي. تغيّر التوجه الأميركي مع اقتراب موعد الانسحاب، بنهاية نيسان (ابريل) المقبل، ليطرح مقاربة لا تخلو من المخاطر، وقوامها إبقاء المعادلة الجغرافية على حالها، بوجودهم أو بغيابهم. فجأة تلقى أكراد «قسد» انذاراً اميركياً بأن تحالفهم مع روسيا والنظام يعني وقف المساعدات عنهم. كان ذلك قبل أن يعلن المبعوث الخاص جيمس جيفري في مؤتمر ميونيخ أن اميركا ترفض عودة شمال شرقي سوريا الى النظام، وقبل أن يسمع الأكراد من الجنرال بول لاكاميرا أن القانون الأميركي يحظر التعاون مع روسيا ونظام الأسد، وبالتالي فإن تسليح الأكراد وتدريبهم يستمران طالما بقي هؤلاء شركاء لاميركا.

في ضوء ذلك يريد الاميركيون أن تبقى المنطقة في أيدي «قسد» وقد باشروا التنسيق معها لليوم التالي بعد الانسحاب، ولم يعودوا حرجين بكون القادة الرئيسيين في «قسد» من حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، أو لعلهم يعتبرون ذلك ميزة تعزّز ارتباط هذا الحزب، المصنّف ارهابياَ، بواشنطن التي منحته فرصة محاربة «داعش» لتطهيره من هذا التصنيف، فإذا تخلّت عنه سيفقد كل الامتيازات العسكرية والسياسية ولن يستطيع تعويضها مع الروس ولا مع النظام أو ايران. تبقى مسألة ضمانات الحماية التي يحاول الاميركيون توفيرها عبر قوات فرنسية وبريطانية واحتمال ادخال إسرائيل على الخط. لكن الأهم أن الاميركيين تنبّهوا أيضاً الى أن الوضع الكردي نفسه في الشمال يحتاج الى تطبيع داخلي، إذ أن «الكردستاني» وفرعه «الاتحاد الديموقراطي» لا يمثلان غالبية أكراد سورية، ولذلك دعا مستشار قوات التحالف ممثلين عن «المجلس الوطني الكردي» للبحث في مصالحة تفضي الى انشاء إدارة جديدة تتمثّل فيها مكوّنات الشمال السوري كافةً من عرب وسريان وأرمن وغيرهم. لا تبدو هذه المصالحة مشروعاً سهلاً، لأن «الكردستاني» وفرعه مارسا اضطهاداً قاسياً ضد الأكراد المعارضين لهم وقد زادتهما الحرب تسلّطاً، كذلك لأن «المجلس» لم يعد حزباً سياسياً فحسب بل ان لديه قوات «بيشمركة» جرى اعدادها وتدريبها في كردستان العراق.

ليس واضحاً بعد كيف سيهندس الاميركيون هذه المصالحة، ولا لأي هدف. لكن موسكو استشعرت توجّهاً نحو تقسيم سورية واتهمت واشنطن بانتهاك الالتزامات التي حددتها القرارات الدولية، ما يتطلّب ايضاحاً للنيات الاميركية. وكانت روسيا وشريكتيها في صيغة «سوتشي - استانا»، تركيا وايران، واظبت على افتتاح بياناتها بتأكيد التزامها وحدة سورية، وقد رحّبت في قمتها الأخيرة بعزم الولايات المتحدة على الانسحاب، وها هي تكتشف أن هذا الانسحاب لن يكون فرصة لها بل ربما يفسد المحاصصات التي أجرتها وتجريها. في المقابل لا يستطيع الروس الادعاء بأن نياتهم واضحة بالنسبة الى الحل السياسي في سورية، إذ انتهى مبعوثون اميركيون عديدون الى خلاصة أبلغوها الى محاوريهم من الأتراك والمعارضة السورية، وهي أن سيطرة الروس والإيرانيين والنظام على ادلب وشمال شرقي سورية من شأنها أن تدفن الحل السياسي نهائياً، وأن أنقرة اهتمّت بمصالحها ولم تستطع إحداث أي تغيير جوهري في الموقف الروسي. فمنذ بداية الأزمة السورية يلعب الروس على الغموض، وقد اتضح أن عدم كشف رؤاهم وفشلهم في دفع النظام الى التفاوض على انتقال سياسي منظّم ودأبهم على العبث بتركيبة وفود المعارضة ثم بتركيبة اللجنة الدستورية كانت مناورات لتبديد الوقت والجهد وبالتالي لفرض حلّ الأمر الواقع ببقاء الأسد من دون أي تنازلات.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مجلس الوزراء اقر معظم بنود جدول الاعمال عون: يجب الاعتماد على انفسنا لايجاد كل السبل الممكنة لعودة النازحين

الخميس 21 شباط 2019

وطنية - أقر مجلس الوزراء خلال الجلسة التي عقدها، قبل ظهر اليوم، في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء، معظم البنود المدرجة على جدول الاعمال.

وقد شدد الرئيس عون خلال الجلسة على وجوب "الاعتماد على انفسنا لايجاد كل السبل الممكنة لعودة النازحين" لان الدول الخارجية "لم تقم بأي عمل جدي حتى الآن لمساعدتنا في هذا الملف".

الجراح

بعد انتهاء الجلسة، تحدث وزير الاعلام جمال الجراح الى الصحافيين فقال:

"عقد مجلس الوزراء جلسته في قصر بعبدا، واقر معظم البنود الواردة على جدول الاعمال فيما تم ارجاء بعض البنود ليصار الى التداول بشأنها واقرارها في الجلسات المقبلة.

وخلال الجلسة، شدد فخامة الرئيس على ضرورة عودة النازحين السوريين الى ارضهم من دون ربط هذه العودة بالحل السياسي الذي يمكن ان يطول، فيما لا تزال التجربة الفلسطينية ماثلة امامنا لجهة عدم الوصول الى حل سياسي للازمة الفلسطينية على مدى سنوات طويلة، مما ادى الى بقاء اللاجئين الفلسطينيين حتى اليوم على الارض اللبنانية.

واليوم، نستقبل مليون ونصف مليون نازح سوري، ولا يمكننا التعاطي مع هذه المسألة سوى بجدية ومسؤولية وايجاد افضل الطرق لاعادتهم الى سوريا، لما يشكله وجودهم في لبنان من عبء على واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني.

واضاف فخامة الرئيس ان الدول الخارجية لم تقم بأي عمل جدي حتى الآن لمساعدتنا في هذا الملف، وبالتالي يجب الاعتماد على انفسنا لايجاد كل السبل الممكنة لعودة النازحين، وانه يعمل انطلاقا من قسمه اليمين الدستورية للمحافظة على القوانين وسلامة الاراضي اللبنانية والشعب اللبناني، من اجل ايجاد الحلول اللازمة لانهاء العبء الذي يمثله النازحون على لبنان".

أضاف: "استغرقت الجلسة اربع ساعات ونصف ساعة، ورفعها فخامة الرئيس لضيق الوقت، وكان هناك وزراء طلبوا الكلام عن موضوع النازحين وبعض الشؤون السياسية. وطلب الوزير اكرم شهيب ادراج موضوع الدرجات الست للاساتذة الثانويين، وتم تأجيل الموضوع لمزيد من البحث وليطلع الوزراء عليه بشكل تفصيلي".

حوار

سئل: قيل ان النقاش احتدم حول الملف السوري وزيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى سوريا؟

اجاب: "حصل نقاش حول هذا الموضوع وغيره من المواضيع، ومن الطبيعي عند أي انقاش أن تعلو النبرة حينا وتخف حينا آخر".

خلوة

وكان سبق الجلسة خلوة بين الرئيس عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، تم فيها بحث جدول الاعمال وآخر التطورات الراهنة.

سرحان

الى ذلك، شهد قصر بعبدا، قبل ظهر اليوم، لقاءات متصلة بالشؤون القضائية.

وفي هذا السياق، عرض الرئيس عون مع وزير العدل البرت سرحان اوضاع الوزارة وعددا من المواضيع القضائية.

الخوري

كما استقبل رئيس الجمهورية رئيس مجلس شورى الدولة القاضي هنري الخوري لمناسبة قرب احالته على التقاعد، فنوه ب"ما قدمه القاضي الخوري خلال مسيرته القضائية الطويلة".

 

الرئيس عون: النأي بالنفس هو عما يحصل في سوريا لا عن مليون ونصف مليون نازح سوري فأنا أعرف مصلحة لبنان العليا وأحددها

الخميس 21 شباط 2019 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في القصر الجمهوري داود رمال أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحدث بعد إقرار جدول الاعمال، عن الأوضاع السياسية في ضوء مداخلات عدد من الوزراء، فقال: "إن النأي بالنفس حسب مفهومنا هو عما يحصل في سوريا، وليس عن مليون ونصف مليون نازح سوري يعيشون في لبنان، ما ألحق تداعيات اقتصادية واجتماعية وانمائية وأمنية أثرت على أوضاعنا، خصوصا مع تلاحق الأزمات الاقتصادية الخارجية والداخلية التي أحاطت بنا".

أضاف: "أتذكر قولا لنابوليون يقول فيه: السياسة ابنة التاريخ، والتاريخ ابن الجغرافيا، والجغرافيا ثابتة لا تتغير. وبالتالي، فإن أي بلد مجاور مثل سوريا، لا بد أن نقيم معه علاقة خاصة. من هنا، فإن علاقتنا بسوريا غير علاقتنا بتركيا أو إيران مثلا. أقول بصراحة إن الدول الخارجية لا تريد أن تستضيف نازحين ولا تسمح لنا بأن نعيدهم إلى وطنهم. كيف يكون ذلك وبأي حق؟ أنا لا أقبل بأي شيء يؤذي مصلحة لبنان. لقد استضفنا النازحين لأسباب إنسانية وتحملنا أكثر مما نستطيع أن نتحمل. ما من دولة استقبلت نازحين مثلما استقبلنا، لا نستطيع أن نستمر هكذا. أنا أقول لكم وللبنانيين ما أفكر به، لقد أقسمت اليمين على الدستور وعلى المحافظة على السيادة والقوانين. ولا أقبل بأن يكون على أرض وطني هذا العدد الضخم من النازحين. إن اللجوء السياسي يكون لمضطهدين في السياسة، وليس للهاربين من ويلات الحرب وبداعي الحاجات المفقودة، ومتى عاد الاستقرار فإن على هؤلاء أن يعودوا. لقد رحب الرئيس الأسد بالنازحين العائدين، وإني أتساءل كيف ننسق انتقال قرابة مليون ونصف مليون نازح من دون التواصل والتنسيق مع الدولة السورية؟".

وتابع الرئيس عون: "كلما زارنا وفد أجنبي نسمع اطراء عن اهتمامنا بالنازحين إلى درجة أني قلت مرة لهم "رح نصير نحنا النازحين... ما بقا فينا نقعد ببلدنا وكل شبابنا عم يسافروا".

وأردف: "أقول لمن يتحدث في موضوع النازحين أن بعضهم غير مدرك للنتائج التي تترتب عن استمرار بقاء النازحين على أرضنا. هذه مسؤوليتي كرئيس للدولة. أنا اقسمت اليمين بالمحافظة على الدستور ولا يمكنني أن أترك هذه المسألة. يقولون انتظروا الحل السياسي، فالقضية الفلسطينية مضى عليها 70 عاما ولا تزال من دون حل، القضية القبرصية مضى عليها 45 عاما ولا تزال هي أيضا من دون حل سياسي. وإذا لم ندرك هذه الحقائق اليوم، لا يمكن أن نواجه المستقبل. يقولون ان سوريا لا تريد عودة النازحين، وأنا أقول لكم انها تريد هذه العودة. لقد تمت حتى الآن عودة 156 ألف نازح سوري تأمنت لهم مساكن موقتة والمدارس لأطفالهم، ولبنان تلقى ضمانات سورية باستقبال النازحين على أرضهم عندما يعودون. اليوم، دول عدة، لا سيما الدول الكبرى تتواصل مع الدولة السورية ورئيسها، فلماذا لا يتواصل لبنان لحل أزمة مليون ونصف مليون نازح سوري على أرضه؟ "قاعدين ببيتي... شو بترك وبفل". الكل يقول بعودة النازحين، لكن متى وكيف؟ غلماذا تريدون أن يتحمل لبنان عبء النازحين؟ عندما بدأوا يتوافدون إلى بلدنا بأعداد كبيرة لم نضع حدودا لهم. الآن أصبحت كثافة النازحين غير مقبولة، والغرب - يا للأسف - يساعدهم حتى يبقوا في لبنان، فيما اللبناني يهاجر. المسألة ليست مرتبطة بسلامتهم أو امنهم، لأن الذين حملوا البنادق وأطلقوا النار على الجيش السوري تمت مصالحات بينهم وبين الدولة، فلماذا الخوف على أمن العائدين الذين لم يشتركوا في القتال؟".

وقال الرئيس عون: "من المستغرب أن منظمات الأمم المتحدة تساعد النازحين الموجودين في لبنان، فلماذا لا تساعدهم في سوريا؟ طالما أنهم يتلقون المساعدات في لبنان ويعملون فيه فلن يغادروه. قضية النازحين ما فيي احملها على ضميري".

أضاف: "عشت تحت الخطر وواجهت الموت، وهذا القصر بالذات تعرض للقصف وأنا في داخله. لقد قاتلت السوري وتحملت النفي 15 عاما من أجل وطني ومن أجل كل اللبنانيين. واليوم، ما زلت ملتزما النضال، دفاعا عن وطني وشعبي". وتابع: "على حدودنا الجنوبية، يقوم وطن قومي يهودي. وفي سوريا ثمة محاولة لإعطاء الأكراد وطن شرق الفرات، وهذا مثير للقلق، فما الذي يمنع من إيجاد ثغرات واستغلال النازحين لخلق مشاكل لنا في الداخل لاستكمال هكذا مشروع تقسيمي، خصوصا أن مجتمعنا التعددي نقيض لإسرائيل، فهل سيتحملوننا ونحن النقيض؟ هذا الموضوع خطير وأقولها للتاريخ. أنا وقفت مع وحدة وطني لبنان وأقول للتاريخ هذا الكلام لي ولكم". وأشار الرئيس عون إلى "وجود اتصالات من دول عربية عدة لإعادة علاقاتها مع سوريا وثمة من يجري وساطات من أجل ذلك، فيما نحن مختلفون على مصلحة لبنان العليا. بعد الحرب العالمية الثانية، ركب الرئيس شارل ديغول الطائرة وذهب إلى المانيا واتفق مع اديناور على التعاون".

وختم الرئيس عون مداخلته قائلا: "أنا أعرف مصلحة لبنان العليا، وأنا أحددها، فأنا في مركز المسؤولية وهذه صلاحياتي لأني الوحيد الذي أقسمت يمين الحفاظ على الدستور وقوانين الأمة وسلامة الأرض والشعب، وأرسيت توازنا وطنيا حتى نحقق الاستقرار ونعيد بناء لبنان من جديد. هذا هو مفهومي للمصلحة الوطنية العليا، وأنا مسؤول تجاه شعبي".

ورفع الرئيس عون الجلسة.

 

بري إستقبل شربل وعلي الخطيب

الخميس 21 شباط 2019 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير الداخلية السابق مروان شربل وعرض معه الاوضاع العامة.

وكان بري إستقبل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب.

كما إستقبل السفير السابق جورج خوري.

 

كتلة الوفاء للمقاومة أيدت فتح دورة استثنائية للمجلس: لتفاهم حكومي يرسم برنامجا تتحدد فيه الاولويات

الخميس 21 شباط 2019/وطنية - عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري، بعد ظهر اليوم في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة اعضائها.وأصدرت بيانا استهلته بالاشارة الى تاريخ السادس عشر من شهر شباط، معتبرة انها "محطة سنوية يجسد فيها شعبنا اللبناني المضحي والمقدام، وفاءه للقادة الشهداء في المقاومة الاسلامية عبر تأصيل الثوابت وتصويب الخطوات واستلهام المزيد من الفاعلية في مسار العز والنصر الدائم ضد العدو الصهيوني من جهة وضد متمماته الارهابية التي يلجأ المشغل الاستراتيجي الى استخدامها في بعض الفترات وبعض المناطق في سياق تنفيذ مخططاته العدوانية أو تدعيم حلقات تآمره على بعض الدول وشعوبها.

أضاف البيان: وفي هذه المحطة، تشخص للمقاومين جوانب جديدة في سيرة القادة الشهداء ومواقفهم وتوجيهاتهم فتمتليء القلوب حبا واعتزازا وتفيض النفوس والعقول عزما وثقةً وابداعا، ويتواصل الحاضر مع الماضي ليزداد الوضوح والوعي في استشراف معالم الغد القادم".

وتالع البيان:"ها هم راغب وعباس وعماد رضوان الله عليهم.. عناوين نصر.. ومداميك فخر، وأكاليل غار.. رواد سبقٍ في المقاوم, وفوارس ساحاته, وبصمات حقبة جهادية متألقة في مسار صراع الاجيال الطويل. لهم ولكل الشهداء في مسيرتهم عهد ولاء وصبر وعزم تقر به عيون السائرين نحو الفتح الكبير".

وتطرقت الكتلة في بيانها الى جلسة منح الثقة للحكومة، وقالت:"منح المجلس النيابي ثقته الوازنة لحكومة "الى العمل "، معربا بوضوح عن استعداده الكامل للتعاون من أجل النجاح في تحقيق الانجازات المأمولة وتلبية تطلعات اللبنانيين لتأمين البنى اللازمة والخدمات المتناسبة مع العيش الكريم. باجماع واضح فرض عنوان "التصدي للفساد" نفسه بندا اولا ملازما للاداء الحكومي المطلوب وكاشفا في الوقت عينه عن حجم الوجع والتذمر من الهدر والفساد اللذين يؤرقان المواطنين على مدى تنوعهم الطائفي والمناطقي والسياسي، ومعبرا في اللحظة ذاتها عن تراجع خطير في متابعة الدولة ومؤسساتها للبنانيين واوضاعهم المعيشية الصعبة وتدهور مستوى رعايتها لمطالبهم وحاجاتهم الامر الذي دفع سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى التزام التصدي المنهجي لهذا الوباء والى تأكيد الالتزام الاخلاقي بمكافحته في كل مناحي السلطة ومؤسساتها وأجهزتها فضلا عن مناحي القطاع الخاص والشراكة التي يجيزها له القانون للاستثمار العام والاسهام في انعاش الحركة الاقتصادية والانمائية في البلاد".

وناقشت الكتلة بعض القضايا والملفات وخلصت في الختام الى ما يأتي :

1- تدعو الكتلة الى تفاهم حكومي يرسم برنامجا تتحدد فيه الاولويات التي ينبغي العمل على انجازها لابعاد البلاد عن خط المخاطر من جهة وللشروع في انجاز المشاريع الملحة وتأمين الخدمات الضرورية للمواطنين من جهة أخرى.

ان خفض عجز الموازنة ضرورة وطنية ضاغطة، كما ان المعالجة النهائية لموضوع الكهرباء ومباشرة الحلول الصحية والمعتمدة دوليا لمعضلة النفايات وتراكمها تشكل نماذج لاولويات عملية، نأمل ان تتعهدها الحكومة بالسبل الملائمة والتي هي برأينا الاجدى نوعية والاقل تكلفة والابعد مدى في الانتاجية.

2- مع بداية تسلم الوزراء مهام المسؤولية في وزاراتهم عادت الحيوية الى جسم الادارة بعد فترة غير قصيرة من الرتابة.. واذ لاحظت الكتلة مؤشرات مشجعة في انطلاقة عمل عدد من الوزراء.. فإنها تلفت انظار الوزراء كافة الى ان المواطنين يتابعون كل ما يتصل بمصالحهم ويترقبون بفارغ الصبر توفير الخدمات لهم وتيسير آليات الوصول الى حقوقهم.

لذلك تأمل الكتلة ان يتحرى الوزراء الدقة في اعتماد البرامج والمرونة في الاجراءات والحرص على انجاز المشاريع الحيوية ضمن صلاحيات وزاراتهم بما يعزز ثقة المواطن بالدولة ومؤسساتها.

3- تؤيد الكتلة دعوة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الى الاسراع في فتح دورة استثنائية للمجلس، كسبا للوقت وانفاذا لمبدأ تعاون السلطات وخصوصا في هذه المرحلة التي تتطلب من المؤسسات الدستورية جهودا متكاملة للنهوض بمسؤولية البلاد.

4 - تتابع الكتلة المعطيات التي ترد حول محاولات العدو الاسرائيلي التسلل الى بعض مخزوننا النفطي بالطرق والاساليب المنتهكة لسيادتنا.. ان الدولة اذ تقوم بما من شأنه أن يمنع العدو عن القيام بمثل هذه المحاولات.. فانها تمتلك كل الحق القانوني كما تمتلك أيضا من خلال ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة القدرات التي تتطلبها مهمة حماية السيادة الوطنية في مياهنا الاقليمية.

5- ترى الكتلة ان الموقف الامريكي السلبي من حزب الله والذي يحرص السفراء الامريكيون على تكراره عقب لقاء اي مسؤول في لبنان, هو موقف مرفوض ومدان ويمس بالسيادة الوطنية ويتنكر لحق مشروع ومثبت في القانون الدولي، وهو حق الدفاع عن النفس ومقاومة كل تهديد او عدوا،, وينحاز بغير وجه حق الى كيان ارهابي يواصل احتلاله لاراض لبنانية ويمعن يوميا في انتهاك السيادة اللبنانية.

ان الكتلة ترى ان هذا الموقف العدواني الدائم تمليه نزعة التسلط والهيمنة وهو ما يراكم كراهية الشعوب للادارة الامريكية التي لم يثبت ان سياساتها تلتزم معايير الحق والعدالة بقدر ما تلتزم القوة والارهاب على حساب حقوق الانسان.

ان الانظمة الدكتاتورية التي تدعمها الادارة الاميريكية لا تسمح لها مطلقا ان تظهر للعالم وكأنها راعية الديموقراطية او حامية حقوق الانسان.ان ظلمها وجبروتها هما مصدر كل التوتر ومبعث كل المشاكل لشعوب ودول العالم".

 

اجتماع طارىء لكتلة المستقبل: خلفيات قرار المجلس الدستوري سياسية وكيدية بامتياز ونشعر بعملية غدر سياسية استهدفت الحريري

الخميس 21 شباط 2019 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية مساء اليوم في "بيت الوسط" اجتماعا طارئا برئاسة النائبة بهية الحريري، خصص للتداول في قرارات المجلس الدستوري بشأن الطعون النيابية، وأصدرت في نهايته بيانا تلته النائبة الحريري، عبرت فيه الكتلة عن "أسفها للنتائج التي توصل اليها المجلس الدستوري بشأن الطعن المقدم بنيابة الزميلة ديما الجمالي عن مقعد مدينة طرابلس، ولا تملك سوى أخذ العلم بالقرار الذي اعلنه رئيس المجلس والتعامل معه وفقا للأطر القانونية والدستورية المعتمدة". اضافت: "يهم الكتلة ان تضع الرأي العام اللبناني، في خلفيات صدور قرار المجلس الدستوري بشأن مقعد طرابلس، وهي خلفيات أقل ما يقال فيها أنها سياسية وكيدية بامتياز، وان التدخل في عمل المجلس وتبديل الوجهة التي اختارها للنظر في الطعن، يشكل سقطة دستورية في سجل من بدل تواقيعه ونقلها من خانة الرفض الى خانة القبول". وتوقفت الكتلة عند "ما تردد في المؤتمر الصحافي وجوابا على سؤال من أن احد اعضاء المجلس الذي كان من بين قاضيين كلفا من قبل المجلس بدراسة الطعن وخلصا إلى رده، قام، وبناء على تدخلات سياسية واضحة، بالإنقلاب على تقريره الخطي الممهور بتوقيعه الشخصي، وعلى تصويته في جلسة سابقة، ليتمكن المجلس من جمع الأصوات السبعة التي يحتاجها كحد أدنى للطعن بنيابة الزميلة جمالي". واذ اعلنت الكتلة انها "تشعر بعملية غدر سياسية استهدفتها واستهدفت الرئيس سعد الحريري شخصيا"، شددت على ان "اساليب الطعن في الظهر واستخدام أرفع المواقع القضائية وسيلة لتصفية الحسابات السياسية، لن تثنيها عن قرارها بوجوب حماية المجلس الدستوري من الدخلاء على المهمات المنوطة به، واصرارها على الذهاب للانتخابات الفرعية في دائرة طرابلس، والوقوف الى جانب الزميلة ديما جمالي التي اثبتت خلال اشهر قليلة من عملها النيابي كفاءة علمية وحضورا مميزا كانا محل تقدير وثناء المواطنين في مدينتها خصوصا ولبنان عموما". واهابت الكتلة ب"أهلنا في طرابلس، وبكافة الزملاء والقيادات والشخصيات والهيئات الروحية والاجتماعية والاقتصادية، التي نلتقي معها على حماية طرابلس وقرارها الوطني ان تجتمع مجددا على كلمة سواء، كي تكون الانتخابات الفرعية المقبلة رد اعتبار صارخ للمدينة ولمن يمثلها تحت قبة البرلمان".

 

جمالي من بيت الوسط: نحترم قرار الدستوري لكنه استجابة لتدخلات سياسية

الخميس 21 شباط 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في "بيت الوسط"، النائب المطعون في نيابتها ديما جمالي التي قالت بعد اللقاء: "بعد ان سمعنا اليوم حكم المجلس الدستوري، يجب علينا جميعا احترامه، مع العلم انه تمت تدخلات سياسية ولكن ما صدر اصبح امرا واقعا. اود ان اشكر الرئيس الحريري لانه جدد ثقته بي من خلال دعوته لي الى "بيت الوسط" للطلب مني ان أعود لأترشح عن تيار المستقبل عن المقعد السني في طرابلس. لذلك أجدد شكري له على الثقة التي منحني اياها". أضافت: "أعلم ان شرعيتي منبثقة من الشعب اللبناني اجمالا ومن الشعب الطرابلسي خصوصا الذي انتخبني ووضع ثقته بي اول مرة، وانا متأكدة انه سيعاود منحي هذه الثقة مرة ثانية، لانه رأى ماذا فعلنا خلال فترة قصيرة في المجلس النيابي تجاه عاصمة الشمال، وأتمنى الاستمرار في خدمة مدينة طرابلس من خلال المجلس النيابي بعد إجراء الانتخابات النيابية الفرعية، وانا مستمرة في المعركة، وان شاء الله خير".

سئلت: ماذا تقصدين بالتدخل السياسي؟

أجابت: "كان بالطبع هناك تدخلات سياسية وهذا الامر ليس غريبا عن لبنان، وقد تمت الاستجابة لهذه التدخلات".

 

سليمان: الدستوري أبطل نيابة الجمالي وأعلن المقعد السني الخامس في طرابلس شاغرا ودعا إلى ملئه خلال شهرين من تاريخ صدور القرار

الخميس 21 شباط 2019 /وطنية - أعلن رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان في مؤتمر صحافي عقده للإعلان عن قرارات المجلس الدستوري في الطعون الانتخابية العائدة لدورة 2018، "إبطال نيابة السيدة ديما الجمالي وإعلان المقعد السني الخامس في طرابلس شاغرا".

وقال: "يسعدنا أن نرحب بكم، ممثلين عن وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب، اقتناعاً منا بدور الاعلام في نشر، حقيقة القرارات الصادرة عن المجلس الدستوري في الطعون الانتخابية، ونقلها الى الشعب، فالشعب مصدر السلطات في نظامنا الدستوري، والانتخابات الحرة والنزيهة هي الوسيلة الوحيدة التي يعبر بواسطتها عن ارادته في اختيار من يمثله في السلطة في نظام ديمقراطي برلماني، لا قيامة له الا بإعادة الروح اليه، والعودة به الى المسار الصحيح".

أضاف: "عندما التقيناكم في شهر حزيران من العام المنصرم إثر انتهاء المهلة المحددة لتقديم الطعون في الانتخابات النيابية، قلنا بأننا لن نتباطأ ولن نتسرع في الوقت نفسه في البت بهذه الطعون لأننا كنا ندرك تماما حجم الصعوبات التي ستواجهنا. صعوبات تعود الى نظام انتخابي جديد، لم يألفه اللبنانيون من قبل، وهو على درجة كبيرة من التعقيد، ولعله الأكثر تعقيدا بين الأنظمة الانتخابية في العالم، فتح باب التنافس على مصراعيه بين لوائح المرشحين، وبين المرشحين حتى داخل اللائحة الواحدة، ما أفسح المجال واسعا أمام تقديم الطعون في الانتخابات".

وتابع: "كما تعود الصعوبات التي واجهها المجلس الدستوري في الفصل في الطعون، الى إشكالات ناجمة عن ضعف في الخبرة وتدريب غير كاف للذين أجروا الانتخابات، من رؤساء أقلام وكتبة ورؤساء وأعضاء لجان قيد، وعن استعمال نظام الكومبيوتر للمرة الأولى في لبنان في اعلان النتائج. إشكالات دفعت المجلس الدستوري للذهاب بعيدا في الاستقصاءات لتبيان حقيقتها، فلم نكتف بتطبيق المبدأ القائل بأن البينة على من ادعى، لأننا ندرك تماما ان الطاعن ليس باستطاعته الحصول على جميع المستندات العائدة للانتخابات، بينما الجهات التي بحوزتها هذه المستندات ملزمة بتسليمها الى المجلس الدستوري".

وقال: "عملية التدقيق في محاضر لجان القيد الابتدائية والعليا، وفي محاضر عائدة لأقلام اقتراع تجاوزت المئتين، والتحقيق في المخالفات المشار اليه في الطعون إستغرق وقتا طويلا نسبيا، بسبب ما أحاطها من غموض، وبسبب ضعف الجهاز الإداري في المجلس الدستوري وهو يضم ستة موظفين فقط، في حين انه يحق للمجلس الدستوري، بموجب القانون، بخمسة عشر موظفا.

لقد جرى الإستماع الى كبار المسؤولين عن اجراء الانتخابات في وزارة الداخلية، وعن إعداد لوائح الناخبين، والى عدد من القضاة رؤساء لجان القيد الابتدائية والعليا، وضباط في قوى الأمن الداخلي ورؤساء أقلام، كما جرى الاستماع في جلستين للمسؤولين في شركة Arabia GIS التي تولت البرمجة وتشغيل نظام الكومبيوتر المستخدم في الانتخابات، واستحصلنا منها، حيث يلزم، على بيانات بتوقيت إدخال نتيجة كل قلم من أقلام الاقتراع في نظام الكومبيوتر، في التاريخ والساعة والدقيقة والثانية. وقد شمل التدقيق محاضر ونتائج أقلام اقتراع غير المقيمين التي أشير اليها في الطعون، وتلك التي أثيرت إشكالات بشأنها في وسائل الاعلام كما حدث لقلم Ottawa".

أضاف: "إن المجلس الدستوري عمل على اكتشاف المخالفات التي حدثت أثناء العمليات الانتخابية، وقدر مدى تأثيرها على النتائج المعلنة، وهذا ما تطلب جهدا كبيرا، أما المخالفات التي ترافقت والحملات الانتخابية، والتي لها أثر كبير على تكافؤ الفرص بين المرشحين، وهي تتعلق بالإعلان والاعلام الانتخابيين، والتقيد بسقف الانفاق المالي على الحملة الانتخابية، فقد أناط قانون الانتخاب مراقبتها بهيئة الإشراف على الانتخابات، وقد تسلم رئيس المجلس الدستوري تقرير هيئة الإشراف في الثامن من شهر كانون الثاني 2019، ولم تجرِ الإشارة فيه الى مخالفات في تجاوز سقف الانفاق المالي ولا الى مخالفات في الاعلام والاعلان الانتخابيين من شأنها الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين. وذلك بسبب الصعوبات التي واجهتها هيئة الإشراف وضعف الإمكانيات المتوافرة لها".

وقال: لقد طور المجلس الدستوري في قراراته التي نعلنها اليوم، الاجتهادات المعتمدة في البت في الطعون الانتخابية، وجاء باجتهادات على درجة كبيرة من الأهمية، نابعة من واقع قانون الانتخاب الجديد ومن رؤيته للانتخابات كركيزة أساسية للديمقراطية البرلمانية. ولهذه الاجتهادات الجديدة قيمة قانونية وعلمية كبرى، ونأمل تدريسها في كليات الحقوق والعلوم السياسية في لبنان والخارج، لذلك سننشر هذه القرارات، بالتعاون مع مشروع دعم الانتخابات اللبنانية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في كتاب يصدر خلال شهرين، وسنعمل على نشرها باللغة الفرنسية أيضا كسائر قرارات المجلس الدستوري".

وتابع: "من أهم الإجتهادات التي توصلنا اليها اجتهاد أدى الى إعطاء صحة الانتخابات قيمة دستورية، وذلك استنادا الى مقدمة الدستور، فغدت صحة الانتخابات جزءا لا يتجزأ من الكتلة الدستورية في الجمهورية اللبنانية. إننا في المجلس الدستوري حريصون أشد الحرص على احترام إرادة الناخب، وعلى عدم التفريط بالإجراءات التي نص عليها قانون الانتخابات من أجل الحفاظ على صحتها ونزاهتها وصدقيتها. والمخالفات التي تشوب العمليات الانتخابية تتطلب اثباتات دامغة للتثبت منها، ولا يمكن الركون للشائعات والأقاويل غير المسندة بدليل.

لقد تبين للمجلس الدستوري من التحقيقات التي أجراها والاستقصاءات والتدقيق في محاضر لجان القيد ومحاضر أقلام الاقتراع موضع الشك، والتدقيق في بيانات نظام الكومبيوتر، ان ليس هناك ما يستدعي ابطال نيابات أو ابطال انتخابات دائرة بيروت الأولى. كما ان الطعون المقدمة في دائرة بيروت الثانية، ونظرا لعدم تضمنها وقائع تساعد على التوسع في التحقيق، وللفارق الكبير بالأصوات بين الطاعنين والمطعون بنيابتهم، لم يجد المجلس الدستوري ثمة مبرر لابطال نيابات فيها، فالقرارات التي صدرت عنه قضت برد هذه الطعون".

أضاف: "أما الطعن المقدم في دائرة المتن فقد استند فقط الى أقوال احدى الصحف لذلك أخذ المجلس قرارا برده. دراسة الطعون في الدوائر الأخرى أدت الى تصحيح النتائج بسبب مخالفات ارتكبت أو أخطاء تم اكتشافها في محاضر أقلام اقتراع المقيمين وغير المقيمين، وذلك في دائرة بعلبك-الهرمل، ودائرة زحلة (قلم Ottawa)، ودائرة الشوف-عاليه، ودائرة الشمال الثالثة (بشري)، غير ان التصحيح لم يؤد الى إبطال نيابات، بسبب الفارق الكبير بالأصوات بين الطاعنين والمطعون بنيابتهم".

وتابع: "أما في دائرة الشمال الثانية، فتم رد طعنين في الأساس، وطعن في الشكل لوروده بعد انتهاء المهلة القانونية. ونتيجة التدقيق في الطعن المقدم من المرشح الخاسر طه ناجي بنيابة المرشحة المعلن فوزها ديما الجمالي، تبين أن قلم قرصيتا رقم 546 المدرسة الرسمية غرفة رقم 5 قد جرى العبث بمحتويات المغلف العائد له والذي تسلمته لجنة القيد بدون مستندات، وبعد التدقيق في أوراق الاقتراع الموجودة في هذا المغلف تأكد العبث بها أيضا، لذلك قرر المجلس الدستوري ابطال نتيجة هذا القلم وتصحيح النتيجة المعلنة رسميا في دائرة الشمال الثانية، وبنتيجة التصحيح احتفظت لائحة العزم بالمقاعد الأربعة العائدة لها، بينما أصبح عدد المقاعد التي فازت بها لائحة المستقبل بعد التصحيح 4.55249 أي فازت بأربعة مقاعد وبقي كسر يساوي 0.55249، أما عدد المقاعد التي فازت بها لائحة الكرامة الوطنية فأصبح 2.55256 أي فازت بمقعدين وبقي كسر يساوي 0.55256، الفارق في الكسر بين اللائحتين هو التالي:

0.55256 - 0.55249 = 0.00007 أي 7 من مئة الف ما يعني ان الفارق يكاد يكون معدوما epsilon أي يكاد يكون بمثابة صفر. هذا الفارق لا يعول عليه لاعلان فوز أي من اللائحتين المتنافستين على المقعد السني الخامس في طرابلس بهذا المقعد، وبخاصة ان الانتخابات شابتها عيوب".

وختم: "لذلك قرر المجلس الدستوري بالأكثرية إبطال نيابة السيدة ديما الجمالي وإعلان المقعد السني الخامس في طرابلس شاغرا، على ان تجرى الانتخابات لملئه خلال شهرين من تاريخ اعلان هذا القرار عملا بالمادة 41 من الدستور ووفقً للفقرة 4 من المادة 43 من قانون الانتخاب رقم 44/2017، والتي جاء فيها ما يلي: "تجرى الانتخابات الفرعية لملء المقعد الشاغر على مستوى الدائرة الصغرى العائد لها هذا المقعد، وفقا لنظام الاقتراع الأكثري على دورة واحدة..."، أي تجرى الانتخابات في دائرة طرابلس لوحدها وليس في دائرة الشمال الثانية التي تضم طرابلس والضنية والمنية. نأمل قراءة القرارات بتمعن قبل التعليق عليها".

بعد تلاوة البيان، قال القاضي سليمان: "أريد أن أضيف، ان بعض وسائل الإعلام ذكرت أنه جرى داخل المجلس الدستوري التصويت مرتين، في 12 شباط وفي 19 شباط. هذا الكلام لا يعبر تماما عن الحقيقة، والذي أدلى به في الإعلام لا يفهم شيئا عن آلية العمل في المجلس الدستوري".

اضاف: "لذلك سأشرح هذه الآلية، عندما يأتينا طعن إلى المجلس الدستوري ان كان بدستورية قانون أو بالطعون النيابية، فان رئيس المجلس يعين مقررين من اعضاء المجلس، لديهما خمسة عشر يوما لوضع التقرير ومن ثم رفعه إلى رئيس المجلس الذي يقوم بتوزيعها على الأعضاء، ويحدد جلسة للتداول بالتقرير، والتصويت لا يجري على التقرير. يتم التداول بالتقرير مع ملف الطعن، ومن ثم بعد المداولات في عدة جلسات، ونحن نعتمد في آلية عملنا الأصول الديموقراطية، كل عضو يبدي رأيه ويتناوله مع زملائه، ويمكن أن يعدل رأيه نتيجة المناقشات التي تحصل. ومن ثم يتم وضع القرار، وقد يأتي عكس التقرير. وفي أحيان كثيرة يحصل ان القرار يأتي عكس التقرير والتصويت يتم على القرار وليس على التقرير". وأكد ان "التصويت على هذا القرار تم يوم الثلاثاء الماضي في 19 شباط ولم يتم التصويت كما ورد في بعض وسائل الإعلام في 12 شباط. لذلك ان ما أثير في وسائل الإعلام فيه إساءة للمجلس الدستوري ولا يعبر عن الحقيقة".

واشار الى ان الكثيرين علقوا بأن هناك تدخلات سياسية مع اعضاء المجلس الدستوري، وقال: "اؤكد لكم ان اعضاء المجلس الدستوري محصنون إلى أقصى الحدود ولا أحد يؤثر بهم ولا أحد بتدخل بهم، وانا اشهد على ذلك. لا أحد تدخل معي منذ أن توليت مسؤوليتي في المجلس الدستوري ولا أحد تدخل مع الأعضاء. لذلك كل ما يقال عن تدخلات في شؤون المجلس الدستوري عار عن الصحة. تدخلات السياسيين تقف على باب سياج المجلس الدستوري ولا تدخل إليه ابدا.

 

المجلس الدستوري رد بالاجماع الطعن المقدم من غادة ماروني في وجه فريد البستاني

الخميس 21 شباط 2019/وطنية - أصدر المجلس الدستوري قراراته في الطعون الانتخابية العائدة لدورة 2018. وقرر بالاجماع، في شأن المراجعة المقدمة من المستدعية المرشحة الخاسرة عن المقعد الماروني في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف - عالية) غادة ماروني، في وجه فريد البستاني، رد الطعن.

نص القرار

وجاء في نص القرار:

المستدعية: غادة غازي ماروني، المرشحة الخاسرة عن المقعد الماروني في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف-عاليه) في دورة العام 2018 لانتخاب مجلس النواب.

المستدعى ضده: فريد البستاني المعلن فوزه بالنيابة عن المقعد الماروني في الدائرة المذكورة أعلاه.

الموضوع: ابطال نيابة المستدعى ضده وإعلان فوز المستدعية بدلاً منه، أو ابطال الانتخابات في الدائرة المذكورة أعلاه وإعادة اجراء الانتخابات فيها من جديد.

إن المجلس الدستوري،

الملتئم في مقره بتاريخ 21 / 2 /2019 برئاسة رئيسه عصام سليمان وحضور نائب الرئيس طارق زياده والأعضاء: أحمد تقي الدين، أنطوان مسره، أنطوان خير، زغلول عطية، توفيق سوبره، سهيل عبد الصمد، صلاح مخيبر ومحمد بسام مرتضى،

وبعد الاطلاع على ملف المراجعة وتقرير العضوين المقررين والتحقيق المجرى من قبلهما، وعلى تقرير هيئة الاشراف على الانتخابات،

وبما ان المستدعية غادة غازي ماروني تقدمت بتاريخ 6/6/2018، بواسطة وكيلها المحامي جورج البستاني، بمراجعة سجلت في القلم تحت الرقم 21/2018، تطلب بموجبها ما يلي:

أولاً: قبول المراجعة شكلاً لتقديمها ضمن المهلة القانونية لتوافر كافة الشروط الشكلية فيها،

ثانياً: قبول الطعن في الأساس استناداً الى الأسباب المبينة فيه وابطال نيابة المطعون بنيابته وإعلان فوزها بدلاً منه والا ابطال الانتخابات واجراء انتخابات جديدة في الدائرة المعنية.

وقد اشتمل الطعن على الأسباب والحجج القانونية والوقائع التالية:

أ-مخالفة العملية الانتخابية التي جرت في الدائرة أحكام المادة السابعة من قانون الانتخابات النيابية:

لقد نصّت المادة السابعة من قانون الانتخابات انه لا يجوز ان يترشح لعضوية مجلس النواب الا من كان لبنانيا أتم الخامسة والعشرين من العمر ومقيداً في قائمة الناخبين ومتمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية.

وتضيف الطاعنة،

ان جريدة الديار اليومية قد أوردت في عددها الصادر بتاريخ 15/5/2018 خبراً مفاده ان المعترض على صحة انتخابه قد قام (بتزوير هويته) وانه لا يحمل الجنسية اللبنانية ولا توجد له قيود في دائرة الأحوال الشخصية، مما يقتضي معه ان يقوم المجلس الدستوري بإعلان بطلان نيابة السيد فريد البستاني فيما لو كانت هذه المعلومة صحيحة.

ب-مخالفة المادة 61 من قانون الانتخابات.

لقد حددت المادة 61 من قانون الانتخاب سقف الحد الأقصى للمبلغ الذي يجوز لكل مرشح انفاقه أثناء فترة الحملة الانتخابية وان ضخامة الحملة الترويجية الانتخابية التي قام بها المطعون بنيابته وعدد البرامج التلفزيونية التي ظهر من خلالها تبين ان هذا الأخير قد تجاوز سقف الانفاق الانتخابي بأشواط، الامر الذي من شأنه ان يؤدي الى ابطال نيابته بعد تدقيق المجلس الدستوري بالبيان الحسابي الشامل الذي قدمه الى هيئة الاشراف على الانتخابات.

ج-مخالفة أحكام المادة 95 من قانون الانتخاب.

انه خلال سير العملية الانتخابية سجلت العديد من حالات خرق الموجبات التي تفرضها هذه المادة لناحية الحفاظ على حقوق الناخبين في التعبير عن آرائهم بحرية بحيث لوحظ مرافقة مندوبي بعض المرشحين الناخبين الى داخل العوازل الموضوعة في مراكز الاقتراع وسكوت رؤساء الأقلام عن هذه المخالفات، مما يعرض صحة العملية الانتخابية وبالتالي صحة انتخاب المطعون بنيابته للابطال.

د-مخالفة أحكام المادة 105 من قانون الانتخاب.

لقد نظمت هذه المادة طريق تسجيل أوراق الانتخابات وحفظها مع لوائح الشطب وأوراق فرز الأصوات ومحاضر لجان الاقتراع ونصت على ان رئيس القلم والكاتب يكونان مسؤولين اذا وصل المغلف الذي يحتوي هذه المستندات مفتوحاً او غير مطابق للإعلان،

وانه يتبين من مجريات فرز الأصوات، حصول تأخير غير مألوف لناحية وصول صناديق اقتراع المغتربين الى لجان القيد الابتدائية او وصول بعضها بدون محاضر الامر الذي يفسد النتيجة العملية الانتخابية ويؤدي الى وجوب ابطالها واجراء انتخابات جديدة في الدائرة المعنية.

ه-مخالفة المبادئ القانونية الانتخابية لناحية صدقية الانتخابات ونزاهتها.

ان المخالفات التي حصلت أثناء العملية قد أدت الى ضياع الأصوات على لائحة (كلنا وطني) التي تنتمي اليها الطاعنة وبالتالي الى إخراجها من المنافسة لعدم تحصيلها الحاصل الانتخابي المطلوب في دائرتها.

وهذه المخالفات تمثلت في الحوادث التالية:

أولاً: الاعتداء من جانب مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي على موكب للطاعنة كان يتنقل في منطقة بعقلين.

ثانياً: الاعتداء على موكب المعترضة في بلدة عماطور يوم الأحد في 6/5/2018 وقد تقدمت الطاعنة لدى مركز فصيلة درك بيت الدين بشكوى بهذا الخصوص.

ثالثاً: إشكالات وتجاوزات منها تكسير أحد أقلام الاقتراع في بلدة الشويفات مما دفع بالناخبين وخصوصاً المستقلين منهم الى العزوف عن الانتخاب (القلم رقم 2 الشويفات مركز البلدية حيث اتهم مناصرو المرشح طلال أرسلان رئيس القلم بأنه لم يوقع على خمسين ورقة اقتراع تعود لمناصري هذا المرشح، علماً بان هذا القلم يضم أسماء تعود ل 560 ناخباً).

رابعاً: ضياع أصوات في مركز اقتراع بعقلين

لقد تم العثور في سلّة المهملات على مظروف يحتوي ورقة اقتراع تشير الى ان المقترع قد اقترع للائحة كلنا وطني ووضع علامة الى جانب اسمي المرشحين تيمور جنبلاط ومروان حماده في حين ان هذه المستندات كان يجب ان تحفظ بعد انتهاء العملية الانتخابية من شأنه ان يؤثر على حظوظ بعض المرشحين بالفوز.

خامساً: توقف العملية الانتخابية في بلدة جديدة الشوف والضغط على الناخبين الذين لا ينتمون الى لائحة الحزب التقدمي الاشتراكي ومنعهم من الاقتراع.

سادساً: العدد الهائل من الأوراق الباطلة ووصول مغلفات مفتوحة الى لجان القيد.

لقد بلغ عدد الأوراق المسجل بطلانها الفان وستمائة وثلاثة وثمانون صوتاً انتخابياً، مما يثير الشكوك حول عملية احتساب الأوراق الباطلة لمعرفة سبب ابطال هذا الكم الكبير من الأصوات وقد طلبت المعترضة الى وزارة الداخلية تسليمها صوراً طبق الأصل عن هذه الأوراق الملغات للتدقيق في سبب ابطالها الا ان الوزارة رفضت طلبها مما عزّز الشكوك لديها حول صحة النتائج الانتخابية المعلنة.

وكذلك فان وصول العديد من المغلفات التي تحمل أوراق الاقتراع ومستنداته مفتوحة الى لجان القيد الابتدائية يؤدي الى القول بوجود تلاعب ما.

هذا بالإضافة الى عشرات المخالفات التي أثبتتها الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات في تقريرها المرفق والذي أعده مندوبوها خلال تجوالهم على الأقلام.

وطلبت الطاعنة بالنتيجة قبول الطعن الوارد منها شكلاً،

وفي الأساس إبطال نيابة المطعون بنيابته السيد فريد البستاني وإعلان فوز المعترضة بدلاً منه، والا إبطال الانتخابات وإجراء انتخابات جديدة في الدائرة المعنية وتدريك المعترض عليه الرسوم والنفقات والمصاريف.

هذا وقد أجاب المطعون بنيابته النائب فريد البستاني في لائحة مقدمة من وكيله المحامي الأستاذ الياس أبو خليل طالباً ردّ الطعن شكلاً وأساساً للأسباب التالية وملخّصها بالنسبة للشكل فقد تقدم المطعون بنيابته بالاسباب التالية:

1-ردّ الطعن في حال وروده خارج المهلة القانونية التي تسري من تاريخ توقيع محضر لجان القيد العليا وليس من تاريخ المؤتمر الصحفي لوزير الداخلية.

2-ردّ الطعن في حال عدم إبراز أصل وكالة المحامي وفقاً لما نصت عليه المادة 38 من نظام المجلس الدستوري.

3-ردّ الطعن والا تصحيحه لعدم توجيهه لجانب المجلس الدستوري لاسيما وان المادة 23 من قانون انشاء المجلس الدستوري اولت للمجلس مجتمعاً صلاحية البت بالطعن.

أما من جهة الأساس فقد أدلى المطعون بنيابته بوجوب ردّ الطعن للأسباب التالية:

أ-وجوب رد الطعن لعدم توفر المصلحة للطاعنة فيه

لأنه في حال قبول الطعن في نيابته فان المستفيد من الطعن لن تكون الطاعنة بالذات لان اللائحة التي تنتمي اليها كانت قد خرجت من المنافسة لعدم تحصيلها الحاصل الانتخابي ولان مرشحاً آخر هو السيد سمير عون سيحل محلها لان هذا الأخير قد حصّل سبعمائة وسبعين صوتاً تفضيلياً في لائحة ضمانة الجبل.

ب-ان المطعون بنيابته يستوفي الشروط القانونية لقبول ترشيحه الذي يعود أمر البت في صحته بالدرجة الأولى لمجلس شورى الدولة وليس الى المجلس الدستوري ولأنه لا يمكن الاعتداد بما تورده بعض الصحف في هذا المجال لانها لا تتمتع بالمصداقية اللازمة.

ج-ان الطاعنة التي تأخذ على المطعون بنيابته كثرة ظهوراته التلفزيونية كانت هي نفسها مذيعة تلفزيونية استمرت في تقديم برامجها أثناء الحملة الانتخابية وكانت تضمنها أخباراً تعزز مصلحتها الانتخابية.

واما ما أثارته الطاعنة حول مسألة تجاوزه سقف الانفاق الانتخابي كما حدده القانون فهو مردود لأنه تقدّم ببيانه الحسابي لدى هيئة الاشراف على الانتخابات وقد انقضت مهلة الشهر القانونية من دون صدور قرار عن هذه الهيئة برد البيان او الاعتراض عليه مما يعني انه موافق عليه حكماً.

ه-ان المخالفات التي تنسبها الطاعنة للعملية الانتخابية لا يمكن النظر اليها على انها موجهة ضد اللائحة التي تنتمي اليها الطاعنة وحدها، بل هي موجهة الى جميع اللوائح الأخرى وان النظر في هذه المخالفات يجب ان يتّصف بالحكمة، وليس بالتشدد خصوصاً متى كان الفارق في الحواصل التي حققتها اللوائح كبيراً، فلا يكون الابطال الا في حال وجود مخالفات شديدة الخطورة تؤثر على العملية بمجملها فضلاً عن عدم تقدّم الطاعنة باثبات مزاعمها حول حصول تلك المخالفات.

د-انه في ظل القانون الانتخابي النسبي، فليس من الجائز الطعن بنيابة مرشح فائز واحد بمعزل عن باقي أعضاء لائحته الفائزين معه وان مطالب الطاعنة في حال قبولها انما يقتضي معها ابطال نيابة باقي الفائزين معه لان المخالفات المزعومة تطال جميع المرشحين فيكون الطعن الموجه تحديداً الى فريد البستاني غير مسموع ومستوجباً الرد.

وطلب المطعون بنيابته بالنتيجة ردّ الطعن شكلاً في حال تبيّن انه مخالف للأصول القانونية ورده في الأساس للأسباب المشار اليها في لائحته وحفظ حقوقه تجاه الطاعنة لاية جهة كانت.

بناء عليه

أولا-في الشكل:

بما ان المستدعى ضده يدلي بأن استدعاء الطعن مستوجب الرد شكلاً للأسباب التالية:

1-رد الطعن في حال وروده خارج المهلة لاسيما وان انطلاق المهلة يسري من تاريخ توقيع محضر لجان القيد العليا، وليس من تاريخ المؤتمر الصحفي لوزير الداخلية.

2-رد الطعن في حال عدم ابراز أصل الوكالة وفقاً لما نصت عليه المادة 38 من نظام المجلس الدستوري.

3-رد الطعن والا تصحيحه لعدم توجيه الاعتراض لجانب المجلس الدستوري لاسيما المادة 23 من قانون انشاء المجلس الدستوري اولت المجلس مجتمعاً صلاحية البت بالطعن.

في السبب الأول:

بما ان المادة 24 من قانون انشاء المجلس الدستوري رقم 250/93 توجب ان يقدّم طلب الطعن في مهلة أقصاها ثلاثون يوماً تلي تاريخ إعلان نتائج الانتخاب أصولاً تحت طائلة رده شكلاً.

وبما ان الفقرة الأخيرة من المادة 107 من قانون الانتخاب رقم 44/2017 تنص على ان وزارة الداخلية والبلديات هي التي تتولى اعلان النتائج النهائية الرسمية وأسماء المرشحين الفائزين، ويبلغ وزير الداخلية هذه النتائج فوراً الى رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الدستوري.

وبما ان النتائج الرسمية قد أعلنت رسمياً وحسب الأصول من قبل وزارة الداخلية والبلديات بتاريخ 7/5/2018، وطلب الطعن قدّم بتاريخ 6/6/2018.

فيكون الطعن قد قدّم ضمن المهلة القانونية، ويكون السبب المدلى به لهذه الناحية في غير محله القانوني ومستوجب الرد.

وفي السبب الثاني:

بما ان المادة 46 من قانون النظام الداخلي للمجلس الدستوري رقم 243/2000 نصت على ان "يقدم الطعن في صحة نيابة نائب منتخب من أي مرشح منافس خاسر في دائرته الانتخابية، الى رئاسة المجلس الدستوري في مهلة أقصاها ثلاثون يوماً تلي تاريخ اعلان نتائج الانتخاب في الدائرة المذكورة، على ان يوقع منه شخصياً او من محام بالاستئناف مفوض صراحة بتقديم الطعن، بموجب وكالة مرفقة منظمة لدى الكاتب العدل"

وبما ان المستدعية تقدمت بطعنها بواسطة محام بالاستئناف مفوض صراحة بتقديم الطعن عنها وذلك بموجب وكالة عامة مرفقة ربطاً منظمة لدى الكاتب العدل حسب الأصول.

وبما ان السبب المدلى به لهذه الجهة ليس في محله القانوني ومستوجب الرد أيضاً.

في السبب الثالث:

بما ان ما ادلى به المستدعى ضده تحت هذا السبب مستوجب الرد لكون كل من المادة 24 من قانون انشاء المجلس الدستوري رقم 250/93 والمادة 46 من نظامه الداخلي رقم 243/2000 تفرض وجوب تقديم طلب الطعن الى رئاسة المجلس الدستوري.

هذا وتجدر الإشارة في هذا الخصوص الى ان اجتهاد المجلس الدستوري المستمر يعتبر ان الغاية التي يرمي اليها المشترع من أحكام كلا المادتين المذكورتين تكمن في وضع المجلس يده على موضوع الطعن ضمن المهلة القانونية سواء وجه الطعن الى رئاسة المجلس او المجلس نفسه.

وبالاستناد الى كل ما تقدّم فان الطعن يكون مقدماً ضمن المهلة القانونية ومستوفياً الشروط الشكلية ويكون مقبولاً في الشكل.

ثانياً-في الأساس:

لقد تبين لنا بعد مراجعة أوراق الطعن والمستندات المرفقة به والرد المقدّم من المطعون بنيابته والمستندات التي أبرزها، وبعد الاستماع الشفهي لأقوال كل من الطاعنة والمطعون بنيابته وبعد الاطلاع على المحاضر العائدة لعدد من أقلام الاقتراع في دائرة الشوف عاليه والمستندات المرفقة بها وخصوصاً على المحضر والمستندات المرفقة بالقلم رقم 2 منطقة الشويفات الذي تعرض الصندوق فيه لحادثة التكسير التي تشير اليها الطاعنة ما يلي:

أ-في الادلاء بمخالفة العملية الانتخابية التي جرت في الدائرة لاحكام المادة السابعة من قانون الانتخاب

بما ان المادة السابعة من قانون الانتخابات تنص على انه لا يجوز لغير اللبناني الذي أتم من العمر خمسة وعشرين عاماً والمقيد في قائمة الناخبين والمتمتع بحقوقه المدنية والسياسية ان يترشح للانتخابات النيابية.

وبما ان ما تدلي به الطاعنة حول عدم حيازة النائب المنتخب على الجنسية اللبنانية لا دليل له ولا إثبات وأن مجرد قبول ترشيحه من جانب وزارة الداخلية يعتبر دليلاً على استيفائه الشروط القانونية للترشيح هذا مع الإشارة الى ان استناد الطاعنة الى خبر منشور في صحيفة يومية سياسية للتذرع بهذا السبب للطعن ليس في محله القانوني والواقعي ويكون بالتالي مستوجباً الرد.

ب-في مخالفة أحكام المادة 61 من قانون الانتخاب

بما ان الطاعنة تدلي بان النائب المنتخب فريد البستاني قد تجاوز سقف الانفاق الانتخابي المحدد في قانون الانتخاب والدليل على ذلك كثافة الحملة الانتخابية التي قام بها للترويج لنفسه والتي لابد وان تكاليفها تجاوزت حدود سقف الانفاق الانتخابي بأشواط، الأمر الذي من شأنه ان يؤدي الى إعلان بطلان نيابته بعد ان يتأكد المجلس الدستوري من حقيقة حصول هذه المخالفة.

وبما ان المادة الرابعة والستين من قانون الانتخابات ألزمت جميع المرشحين الفائزين منهم والخاسرين وكل لائحة ان ينظموا بياناً حسابياً شاملاً مصادقاً عليه من محاسب قانوني بجميع تفاصيل حملتهم الانتخابية المالية وان يتقدموا به من هيئة الاشراف على الانتخابات خلال مهلة شهر من تاريخ اعلان النتائج الرسمية للانتخابات.

كما نصت الفقرة السادسة من هذه المادة على وجوب ان تفصل الهيئة بصحة هذا البيان بموجب قرار معلل مرفق بالبيان الحسابي يبلغ الى المجلس الدستوري خلال مهلة ثلاثين يوماً من تقديمه لديها ونصت هذه الفقرة على ما يلي:

"اذا انقضت مهلة شهر على تقديم البيان الحسابي من دون صدور قرار من الهيئة بشأنه يعتبر هذا البيان موافق عليه حكماً".

وبما ان التقرير المرفوع من هيئة الاشراف على الانتخابات الى المجلس الدستوري (الصفحة 204) أفاد ان المرشح فريد جورج فيليب البستاني قد تقيد تقيداً تاماً بالسقف الأقصى للانفاق أثناء الحملة الانتخابية،

كما جاء في الصفحة 198 من التقرير ان اللائحة التي انتمى اليها المرشح المذكور قدمت ما يفيد بأن الالتزامات التي تتضمن تقديم خدمات أو دفع مبالغ للناخبين مقدمة من مرشحين درجوا على تقديمها قد تمّ التقيّد بها.

وبما ان المجلس يرى الأخذ بنتائج هذا التقرير خصوصاً وانه كان قد انقضى أكثر من شهر على تقديم النائب المطعون بنيابته بيانه الحسابي لها، وأصبح هذا البيان موافقاً عليه حكماً حتى قبل صدور ذلك التقرير.

وبما انه يقتضي الاخذ بما جاء به التقرير بهذا الخصوص، وتكون أقوال الطاعنة مستوجبة الرد لهذه الناحية.

ج-في الادلاء بمخالفة أحكام المادة 95 من قانون الانتخابات.

بما ان المادة 95 من قانون الانتخابات تنظم عملية الاقتراع منذ دخول الناخب الى قلم الاقتراع وحتى انتهائه منها وتوقيعه على لائحة الشطب مقابل اسمه الوارد فيها وتنص على الزام رئيس القلم بالتأكد من ان الناخب قد مارس حقه بحرية بدون التأثر بأي كان خلف المعزل المتوفر في غرفة كل قلم اقتراع.

وبما ان المادة 96 من القانون أجازت في حالات اسمتها اقتراع ذوي الحاجات الخاصة، ان يستعين الناخب من هؤلاء بناخب آخر يختاره هو ليعاونه على القيام بواجبه الانتخابي تحت اشراف هيئة القلم ويشار الى هذه الحالة في الخانة المخصصة للملاحظات في لوائح الشطب.

وبما ان الطاعنة أدلت انه قد لوحظ مرافقة مندوبي بعض المرشحين للناخبين الى داخل العوازل الموضوعة في مراكز أقلام الاقتراع وسكوت رؤساء الأقلام عن هذه المخالفات مما يعرض صحة العملية الانتخابية وبالتالي صحة المطعون بنيابته للابطال.

وقد استندت الطاعنة في اعتراضها هذا الى ما جاء في الافادات الصادرة عن مراقبي هيئات المجتمع المدني ومنها جمعية LADE حول حصول هذه المخالفات وتوثيقها.

وبما انه تبين من مراجعة ما جاء في هذه الافادات انها تفتقر الى التحديد والتخصيص بمعنى انها كانت ملاحظات شبه عامة وليست متعلقة بواقعة محددة عن حالة معينة بالذات تم تدوين الملاحظات بشأنها من جانب مندوبي المرشحين وتم توثيقها بواسطة رئيس القلم كما يفرض النص ولم تجر الإشارة من جانب مندوبي المرشحين في محاضر فرز أقلام الاقتراع على هذه التجاوزات، وانه لا يمكن بالتالي ابطال العملية الانتخابية برمتها كما تطلب الطاعنة وترغب بناءً لملاحظات عامة ووقائع غير محددة غير ان ثمة واقعة معينة ينبغي الإشارة اليها بهذا الصدد وهو ما حصل بالنسبة للقلم رقم 2 وموقعه بلدية الشويفات في مدينة الشويفات حيث حصل اشكال أدى الى قيام مناصري احد المرشحين بتكسير صندوق قلم الاقتراع و وقوع بلبلة وفوضى وبالتالي الى التأخير والعرقلة في عمليات الاقتراع.

وقد قام المجلس بطلب المحضر العائد لذلك القلم والاطلاع على ما تم تدوينه فيه وعلى المستندات المرفقة به.

فتبين بعد استقصاء الموضوع والاطلاع على المحاضر واوراق الاقتراع والمستندات المتعلقة بذلك القلم انه يحمل الرقم 399 ومركزه بلدية الشويفات غرفة رقم 2، وان رئيس القلم قد سها عن باله عند مباشرة عمليات الاقتراع وضع توقيعه وتوقيع الكاتب المساعد له على أوراق الاقتراع كما يفرض القانون.

وبعد ان بوشرت عمليات الاقتراع لفترة انتبه للأمر وتبين له ان ما مجموعه تسعة واربعون ناخباً قد ادلوا بأصواتهم دون ان يكون قد مهر أوراق الانتخاب التي اودعها هؤلاء في صندوق الاقتراع بتوقيعه.

ولما كان من المستحيل استعادة الأوراق غير الممهورة من الصندوق المقفل كما كان من المستحيل استرجاع الناخبين الذين ادلوا بأصواتهم ووقعوا على لوائح الشطب للانتخاب مجدداً وبعد ان تشاور رئيس القلم مع مندوبي المرشحين اتفق الجميع كما اشير في متن المحضر الذي دونه ووقعه معهم على اعتبار تلك الأصوات صحيحة ومتابعة الانتخاب كأن شيئاً لم يكن.

غير ان مندوب احد المرشحين اعترض على ذلك الاتفاق ودوّن اعتراضه على المحضر ثم ما لبث ان عمد أنصار ذلك المرشح وهو السيد طلال أرسلان الى الاحتجاج زاعمين ان رئيس القلم قد امتنع وعن قصد مسبق عن التوقيع على أوراق الاقتراع العائدة لانصار مرشحهم ثم قام بعضهم بعد مشادات كلامية بتكسير صندوق الاقتراع وبعثرة أوراقه على الأرض وبعد تدخل قوى الامن اعيد الهدوء الى المكان وقام رئيس القلم بلملمة الأوراق الانتخابية المبعثرة واحصائها بمعرفة المندوبين والمتواجدين وقد بلغ عدد أوراق الناخبين في الصندوق مايتان وواحد وخمسون ورقة اقتراع اودعت في صندوق الاقتراع الجديد الذي تم استحضاره وجرت عملية فرز الأصوات وتحرير المحاضر القانونية اللازمة ومن ثم تسليمها مع الصندوق والمستندات العائدة للقلم الى لجنة القيد الابتدائية، وقد بلغ عدد الأوراق غير الموقعة تسعة واربعون ورقة من اصل العدد الكامل لاوراق الانتخاب البالغ مايتان وواحداً وخمسين ورقة.

وقد أثير الاعتراض مجدداً امام لجنة القيد الابتدائية التي يتبع القلم المذكور لأعمالها وبعد التدقيق في الموضوع اتخذ حضرة القاضي رئيس لجنة القيد قراراً دوّنه على المحضر العائد للقلم يقضي بالاخذ باوراق الانتخاب غير الممهورة بتوقيع رئيس القلم وكاتبه وعدم ابطالها واعتبارها صحيحة.

وبما انه وبعد الاطلاع على المستندات والتدقيق في أوراق الاقتراع العائدة للقلم رقم /399/غرفة رقم 2 من بلدية الشويفات تبين الآتي:

بلغ عدد المقترعين في القلم /251/مقترعاً

وبلغ عدد أوراق الانتخاب غير الممهورة بتوقيع رئيس القلم او كاتبه 49 ورقة انتخاب.

وبعد فرز هذه الأوراق تبين ان الأصوات التي تشتمل عليها كانت موزعة كالآتي:

لائحة المصالحة 22 صوتاً، ( نال منها المرشح اكرم شهيب 20 والمرشح هنري حلو 2)

لائحة وحدة الجبل 12 صوتاً، (نالها المرشح طلال أرسلان)

لائحة الوحدة الوطنية 2 صوتان، (نالهما المرشح شفيق رضوان)

لائحة كلنا وطني 10 أصوات،( نال منها المرشح عماد القاضي 7 والمرشح زويا جريديني 3 أصوات).

لائحة مدنية صوتان،( نالها المرشح مارك ضو)

لائحة القرار الحر،(لا شيء)

ورقة بيضاء

المجموع 49 صوتاً

وبما انه يقتضي الإشارة بادئ ذي بدء الى ان الطاعنة السيدة غادة ماروني لم تحصل على أي صوت من أصوات هذا القلم لانها ليست من عداد مرشحي قضاء عاليه.

وبما ان الفقرة الثانية من المادة 95 من قانون الانتخاب والتي تنظم عمليات الاقتراع تقضي بانه بعد ان تتثبت هيئة القلم من ان اسم الناخب وارد في لوائح الشطب العائدة للقلم يزود رئيس القلم الناخب بورقة الاقتراع وذلك بعد ان يوقع مع الكاتب على الجانب الخلفي من الورقة وبظرف ممهور بالخاتم الرسمي بعد توقيعه عليه ويطلب اليه التوجه الزامياً الى وراء المعزل لممارسة حقه الانتخابي.

وهذا الموجب الالزامي الذي فرضه المشرع على رئيس القلم وكاتبه يشكل ضمانة لعدم تمكين أي كان من الاقتراع باوراق قد يتم استحضارها من خارج الأوراق العائدة للقلم والتي تصدرها وزارة الداخلية حصراً، وبالتالي فانه خلافاً لما جاء في مطالعة القاضي رئيس لجنة القيد الابتدائية فان مهر ورقة الاقتراع بتوقيعي رئيس القلم والكاتب ليس خياراً يمكن الاستغناء عنه حتى ولو توافق على ذلك مع مندوبي المرشحين، وانه اذا امكن التساهل بالاكتفاء بتوقيع رئيس القلم بمفرده كما تبين لنا انه قد حصل في بعض أوراق الاقتراع الأخرى في القلم المذكور فانه لا يمكن صرف النظر عن ذلك الاجراء بالكامل.

وبما انه يقتضي بالاستناد الى ما تقدم اعتبار تلك الأوراق غير الموقعة من رئيس القلم ولا من كاتبه أوراقاً باطلة رغم ان طرح اعدادها من مجموع الأصوات التي نالها المرشحون ومن مختلف اللوائح المشاركة في الانتخاب لا تأثير له على نتائج الانتخاب لا من حيث مجموع الحاصل الانتخابي ولا من حيث عدد الأصوات التفضيلية التي نالها كل من المرشحين.

وبناء على ما تقدّم فان هذه الحادثة التي تذرعت بها الطاعنة رغم أهميتها، لم يكن لها تأثير فعلي على نتيجة الانتخاب بالنسبة اليها وبالنسبة لنتائج الانتخابات بمجملها، وتكون اقوالها مستوجبة الإهمال لهذه الناحية.

د-في مخالفة احكام المادة 105 من قانون الانتخابات.

بما ان هذه المادة تنظم طريقة تسجيل نتائج الانتخابات وكيفية حفظ لوائح الشطب واوراق قلم الاقتراع والمستندات والمحاضر الملحقة به في مغلفات مقفلة ومختومة بالشمع الأحمر ونقلها وتسليمها الى لجان القيد المختصة بواسطة رؤساء الأقلام واشرافهم المباشر مع الكتاب المرافقين لهم.

وبما ان الطاعنة تدلي انه لوحظ وصول عدد من المغلفات الى لجان القيد مفتوحة وبشكل غير مطابق لما يقتضيه النص كما لوحظ حصول تأخير في مجريات فرز الأصوات ووصول الصناديق الخاصة بالمغتربين او وصول بعضها بدون محاضر الامر الذي يوجب ابطال العملية الانتخابية برمتها.

وبما ان هذه التفاصيل والملاحظات التي أشارت اليها الطاعنة بقيت في نطاق العموميات ولم تتضمن تحديداً صريحاً وواضحاً لقلم معين بالذات ولا يمكن بالتالي التعويل عليها للقول ببطلان العملية الانتخابية برمتها، وان من مهمات لجان القيد الابتدائية التي تتسلم الملفات ان تتأكد من صحة احتوائها على كافة المستندات العائدة لعملية الاقتراع ويتعين عليها بالتالي ان تشير في محاضرها الى اية مخالفات وشوائب بهذا الخصوص الأمر الذي لم يثبت حصوله في الطعن الحاضر.

وبما انه لا يمكن بالتالي الاخذ بدوافع الشكوك والريبة لدى المرشحين الخاسرين للقول ببطلان العملية الانتخابية بأكملها، فتكون اقوال الطاعنة مستوجبة الرد لهذه الناحية.

ه-في ما تزعمه الطاعنة من مخالفة المبادئ القانونية الانتخابية لناحية صدقية الانتخابات ونزاهتها.

بما ان الطاعنة تدرج تحت هذا العنوان مخالفات كثيرة تنسبها الى العملية الانتخابية منها الاعتداءات المتكررة على مواكبها الانتخابية المتنقلة من جانب عناصر خصومها في الحزب التقدمي الاشتراكي، والعثور على مظروف يحتوي على ورقة اقتراع مرمي في سلة المهملات يشير الى الاقتراع للائحة "كلنا وطني" التي تنتمي اليها الطاعنة مع تخصيص السيدين مروان حماده وتيمور جنبلاط بالصوت التفضيلي مما يؤكد ضياع الأصوات العائدة لها في قلم اقتراع بعقلين وتوقف العملية الانتخابية لبعض الوقت في بلدة جديدة الشوف بسبب ضغط مناصري الحزب الاشتراكي على الناخبين ومنعهم من الاقتراع.

وكذلك الأمر بالنسبة للعدد الهائل من الأوراق الباطلة مما يثير الشكوك حول صحة احتساب نتائج العملية الانتخابية.

كل ذلك يؤدي الى القول بعدم صحة العملية الانتخابية ووجوب اعلان بطلانها.

وبما انه تبين من ان هذه المخالفات والاشكالات التي تدعي الطاعنة حصولها والتي تؤدي حسب وجهة نظرها الى وجوب ابطال العملية الانتخابية في الدائرة قد حصلت خارج أقلام الاقتراع وان امر النظر فيها يتم امام المراجع المختصة وليس امام المجلس الدستوري.

وبما انه، فضلاً عن ذلك فان العثور على مظروف انتخابي مرمي خارج أقلام الاقتراع تمّ التصويت فيه لصالح لائحة كلنا وطني لا يعد دليلاً على ضياع الأصوات على الطاعنة او على لائحتها لانه يتبين من اقوالها انه كان صوتاً انتخابياً باطلاً اشتمل على إعطاء صوتين تفضيلين لمرشحين لا ينتميان الى لائحة كلنا وطني التي تنتمي اليها الطاعنة.

وبما ان كمية الأوراق الانتخابية المعلن بطلانها ان قلّ هذا العدد او كثر لا يمكن ان يكون دليلاً على عدم صحة الانتخاب بقدر ما يمكن اعتباره دليلاً على حرص المشرفين على العملية الانتخابية من رؤساء أقلام اقتراع وكتّاب على التقيد بأحكام القانون الذي يرعى مثل هذه الحالات.

وبما ان المجلس قد أعاد التدقيق في هذه الأوراق فتبين له ان القرار بابطال الأكثرية الساحقة منها انما كان في محله القانوني، هذا مع الإشارة الى ان الابطال انما يطال بمفاعيله جميع اللوائح وجميع المرشحين دون استثناء ولا يمكن الادعاء بانه كان موجهاً نحو الطاعنة او نحو احد المرشحين تحديداً وبالذات.

وعليه فان اقوال الطاعنة تكون مستوجبة الرد لهذه الناحية.

لهــــــــذه الأســــــــــــباب

وبعد المداولة،

يقرر المجلس الدستوري بالاجماع:

أولاً-في الشكل: قبول الطعن في الشكل لوروده ضمن المهلة القانونية مستوفياً كافة الشروط القانونية.

ثانياً-في الأساس:

رد الطعن المقدم من غادة ماروني، المرشحة الخاسرة عن المقعد الماروني في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف-عاليه).

ثالثاً-إبلاغ هذا القرار الى المراجع المختصة والمستدعية.

رابعاً-نشر هذا القرار في الجريدة الرسمية.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 19 و 20 شباط/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

نوفل ضوّ لـ«جنوبية»: تحذير السفيرة الأميركية من تزايد نفوذ حزب الله ينذر بالتصعيد

أحمد شنطف /جنوبية/21 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72364/%d9%86%d9%88%d9%81%d9%84-%d8%b6%d9%88%d9%91-%d9%84%d9%80%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

 

 

أشمل من طموح جعجع الرئاسي: القوات تلاطف حزب الله

القوات مستمرة برفع شعاراتها المبدئية، لكنها لم تعد برنامج عمل سياسي في البلد.

وكأن عبارة “المخاصمة بشرف” التي قالتها ستريدا تمثّل صك براءة “قواتي”للحزب الله من كل التهم الموجهة إليه.

منير الربيع/المدن/الخميس 21/02/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72354/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a3%d8%b4%d9%85%d9%84-%d9%85%d9%86-%d8%b7%d9%85%d9%88%d8%ad-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d8%a7%d8%b3%d9%8a/

 

{الانقلاب} اللبناني في جردة أولية

حنا صالح/الشرق الوسط/21 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72357/%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%ac%d8%b1%d8%af%d8%a9-%d8%a3%d9%88%d9%84/

 


 
Iranian leaders can only blame themselves for deadly attacks
 
د. ماجد ربيزاده : لا يمكن للقادة الإيرانيين إلا لوم أنفسهم على هىجمات المعارضة المميتة في الداخل  
 Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/February 21/19

 http://eliasbejjaninews.com/archives/72359/dr-majid-rafizadehiranian-leaders-can-only-blame-themselves-for-deadly-attacks-%D8%AF-%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86/