LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 شباط/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february21.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/جماعات الغباء والطرابيش والهوبرة

الياس بجاني/جنبلاط وباسيل يسعران المذهبية بعد أن همشتهما الثورة

الياس بجاني/معاني عادة وتقليد يوم خميس السكارى

الياس بجاني/ديما صادق تغلبت على التجربة لأن الله لا يسمح بأن يُجرب أي انسان بأكثر من طاقته

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 20/2/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 20 شباط 2020

الفاخوري دخل في غيبوبة ووضعه حَرِج

الثنائي الشيعي» يغسل الأموال المنهوبة بإستثمارات في أميركا وقبرص و..كربلاء!/آدم البرجاوي/جنوبية

إجتماعي ثلاثي على الحدود.. اليكم خُلاصة اللقاء!

محمد زبيب لـ«جنوبية»: مروان خير الدين تحول إلى «بلطجي».. وسأقاضيه!

من هو مروان خيرالدين المتهم بالإعتداء على زبيب.. وما علاقته بـ«إرسلان»؟

“صندوق النقد”: الخيارات ضيقة أمام لبنان… ولا بد من إجراءات استثنائية

التقى دياب في السراي الحكومي مشدداً على ضرورة التحرك لإنقاذ الوضع قبل الانهيار التام

دياب يقصي نائبة رئيسة "الوطنية لشؤون المرأة".. ويعين زوجته

العونيون يطلقون ثورتهم المضادة بنشيد وطني يُمجّد عون والعهد

إخبار ضدّ مجهولين بتهمة "تحقير النشيد الوطني"

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وزير المال يشطب شركة نجله من جدول الشركات الاستشارية

ارتباك البوصلة السياسية للحريري يبقي على نزيف "المستقبل"

المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار: لبنان بغنى عن زيارات تزجّ به في محور ممانع يبعده عن موقعه الطبيعي والحيوي ضمن الاسرة العربية والاصدقاء الدوليين

الحريري يتضامن مع جنبلاط.. بوجه «صهر» العهد

إنتشار مسلّح للقومي في الحمرا.. أهكذا تكون «وقفات العز»

ريفي يُعلّق على ما حصل في الحمرا: باسيل سيفشل!

السبب وراء استدعاءِ ملك حرز!

النهار: لبنان أمام تحدّي فضح مهربي الاموال

جنبلاط بعد وقوع اشكال بين مناصريه و”التيار العوني”: نحن نبني وهم يخربون

الاشتراكي”: استقالة عون مطلب كل اللبنانيين

أوساط ديبلوماسية لـ”السياسة”: مصلحة لبنان البقاء في الحضن العربي/الحريري في الإمارات وسيزور السعودية

أكد أمين السر في الحزب “التقدمي الاشتراكي” ظافر ناصر: استقالة رئيس الجمهورية مطلب الشعب

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

عقوبات أميركية على مسؤولين إيرانيين في هيئة الانتخابات

الإيرانيون يختارون برلماناً جديداً في انتخابات محسومة للمتشددين/7 آلاف مرشح يتنافسون على 290 مقعداً وسط مقاطعة وعراك ورقص وكباب

“العفو الدولية” تنتقد سجل طهران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان

أميركا تتهم إيران بانتهاك القوانين الدولية وتسليح الحوثيين في اليمن

هل تتحول قم الإيرانية إلى «ووهان الشرق الأوسط»؟

«الصحة العالمية» لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على فهم سلسلة انتقال العدوى في إيران

بومبيو يُجدِّد في الرياض التزام واشنطن “القوي” بأمن السعودية/مناورات مشتركة بالخليج... و"البنتاغون": احتجزنا أسلحة إيرانية مطابقة للمستخدمة بهجمات "أرامكو"

الملك سلمان يستعرض مع بومبيو الأحداث الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها

تلاسن بين مُمثلي تركيا والنظام في الأمم المتحدة

تركيا تبدأ هجوماً واسعاً على إدلب وتقتحم النيرب وجيش الأسد يتراجع

تخوف أميركي من تصعيد المواجهات بين أنقرة وموسكو ... وغارات روسية على إمدادات "النصرة"

27 قتيلاً بينهم جنديان تركيان في معارك شمال غربي سوريا

البرلمان العراقي يُصوِّت على حكومة مُصغرة الاثنين وسط تحفظ كردي

علاوي لم يكشف أسماء الوزراء... وصالح رشح سبعة وهيمن على حصة الأكراد

الأمم المتحدة تعلن استئناف المفاوضات حول ليبيا في جنيف

علماء يكشفون عن خريطة جزيئية ثلاثية الأبعاد لـ«كورونا»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تشدّد أميركي: تضييق الخناق على لبنان لتتوجع إيران/منير الربيع/المدن

لبنان للعرب: لا تُعيدوا ارتكاب خطيئة العراق/محمد قواص/العرب

من التسوية الرئاسية الى ربط النزاع/علي حماده/النهار

عن شخصية لبنان.. سمات خمس خالدة/كريم مروة/المدن

إرسلان سّلم مطلوبَين: ورطة مروان خيرالدين بقضية محمد زبيب/نادر فوز/المدن

تظاهرة الخديعة العونية تصطدم بالجنبلاطيين: التفاهة في الشارع/وليد حسين/المدن

النشيد الوطني "كلنا للعماد": انحطاط الجمهورية العونية/نادر فوز/المدن

الأزمة المالية، من أين نبدأ والى ما تنتهي/شارل الياس شرتوني

إنه خميس "السكارى"... إشربوا نخب الأحياء والأموات/جنى جبّور/نداء الوطن

ليلة خميس السكارى اشكو لبنان ليسوع/فيرا بو منصف/موقع القوات

رئيس بلديّة أنطلياس في قبضة القضاء: مظلّة المرّ لم تعد تنفع/رلى إبراهيم/الأخبار

لبنان يطلب مشورة صندوق النقد الدولي للخروج من أزمته المالية، لكن هل بإمكانه تفادي خطة إنقاذ شاملة؟/مايكل يونغ/موقع كارنيغي للشرق الأوسط

الحكومةُ تقنيّةٌ والحلولُ سياسيّة/سجعان قزي/جريدةُ النهار

مع الإنتفاضة حتى.. الرئاسة: جعجع هادن عون وحزب الله ووضع دفتر شروطه للمعارضة وقد تناسى أن حساباته الخاطئة، والأنانية، هي التي جاءت بعون رئيساً للجمهورية!/محرر الشفّاف

لأن النكبة شاملة رهان اللبنانيين على الثورة/حنا صالح/الشرق الأوسط

اغتيال حقيقة لبنان/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

الخوف من الخوف!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

السوريات في خلفية التغيير/فايز سارة/الشرق الأوسط

لتمدد الإيراني وصل إلى جمهوريات آسيا الوسطى/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

خيال وابتهال/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

رداً على «المزايدين» يجب التمسك بالسلطة و«أوسلو»... وعباس!/صالح القلاب/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء وافق على اتفاقية القرض مع الصندوق العربي للانماء لتمويل الاسكان عون: مرحلة للعمل دياب: واجبنا التخفيف من حجم الازمة وتداعياتها

رئيس الجمهورية بحث مع غابي عيسى في العلاقات اللبنانية الاميركية وعرض مع صفير الاوضاع المالية

بري استقبل كوبيتش والسفير الكوبي وعلي الخطيب

جنبلاط من كليمنصو: لا نريد حماسة أكثر من اللزوم هم يخربون ونحن نبني وليعد جميع المناصرين إلى منازلهم

دياب ترأس الاجتماع مع وفد صندوق النقد وزني: لبنان حضر خطة لمواجهة الأزمة

دياب عقد لقاء مع جمعية تجار بيروت وحضور وزير الاقتصاد: حكومتنا تعمل للتوصل إلى حلول بأقل من 30 يوما لأزمة عمرها 30 سنة

قائد الجيش عرض ووفد لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي علاقات التعاون

الوفاء للمقاومة: الوضع المالي قابل للمعالجة ولاختيار أنسب الحلول

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني

انجيل القديس لوقا/09/من23حتى27/:”وقال للجميع: إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي فهذا يخلصها لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله، وأهلك نفسه أو خسرها لأن من استحى بي وبكلامي، فبهذا يستحي ابن الإنسان متى جاء بمجده ومجد الآب والملائكة القديسين حقا أقول لكم: إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

جماعات الغباء والطرابيش والهوبرة

الياس بجاني/20 شباط/2020

مشكلة لبنان الأخطر تكمن في غباء وجهل وصنمية وتفاهة زلم وهوبرجية قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة...ما نراه أمام البنك المركزي تعتير

 

جنبلاط وباسيل يسعران المذهبية بعد أن همشتهما الثورة

الياس بجاني/20 شباط/2020

ليش استنفر جنبلاط بوج عراضة باسيل ضد سلامة؟ أكيد في مصلحة مشتركة مع جبران لتسعير المذهبية والقطعان للأسف دائما حاضرة.. صنمية وتعتير

 

 معاني عادة وتقليد يوم خميس السكارى

الياس بجاني/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/14962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3/

يحتفل الموارنة في لبنان اليوم بعادة وتقليد وليس بعيداً، عادة وتقليد يسمونه “خميس السكارى” وهو حقيقة خميس “تذكار الموتى” المؤمنين.

في هذا اليوم الذي يسبق الصوم الكبير الأربعيني يتم ذّكر الموتى المؤمنين وتقام الصلاة لراحة أنفسهم.

في ما مضى من السنين كانت العائلات المارونية وتحديداً في المناطق الجبلية تجتمع في مثل هذا اليوم على مائدة العشاء بعد الصلاة من أجل راحة الموتى وبعد زيارة مدافنهم وإقامة القداديس.

كانت العائلات تجتمع على مائدة العشاء لتشكر الرب على عطاياه ونعمه وتتضرع طالبة بركاته، ورضاه وذلك قبل بدء الصوم الكبير، وقبل بدء التقشف والصلاة استعداً للاحتفال بذكرى القيامة، قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وصعوده إلى السماء.

الكنيسة خصصت هذا اليوم من السنة من أجل الصلاة لكل من انتقل من هذه الدنيا الفانية والترابية إلى العالم الآخر الأبدي.

في مثل هذا اليوم تقام الصلاة جماعة وأفراداً من أجل راحة الأموات الأبدية، واستذكاراً وعرفاناً بالجميل لتقديماتهم وتعبهم وتضحياتهم في سبيل أفراد عائلاتهم.

خميس السكارى ليس عيداً مارونياً ولا مسيحياً، بل هو تقليد وعادة لم يعد كثر من أهلنا يحتفلون به وإن كانوا يتذكرونه.

تاريخياً خميس السكارى عادة قديمة لا نعرف في أي حقبة من الأزمنة وجدت ومن أوجدها، ولكن من المؤكد أنها كانت تمارس في جبالنا كل سنة في يوم الخميس الذي يسبق بداية الصوم الكبير، وهناك القليل جداً من المعلومات المدونة عنها في كتب التاريخ اللبناني والسنكسار الكنسي.

تقول بعض المدونات التاريخية أن الموارنة كانوا في مثل هذا اليوم يشربون الخمر كعربون للفرح والشراكة بين الأهل والعائلات خلال التفافهم وتجمعهم المبارك حول مائدة العشاء على خلفية مفاهيم ورمزية العشاء السري والأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه، وذلك لتقديم الشكر لله على نعمه وبركاته والعطايا التي وهبها لهم.

ملاحظة/المقالة هي من الأرشيف وكانت  نشرت عام 2005

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ديما صادق تغلبت على التجربة لأن الله لا يسمح بأن يُجرب أي انسان بأكثر من طاقته

الياس بجاني/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83328/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d9%8a%d9%85%d8%a7-%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%82-%d8%aa%d8%ba%d9%84%d8%a8%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d8%b1%d8%a8/

بعد مشاهدة الحلقة التي قدمها نيشان ع تلفزيون الجديد يوم أمس الأربعاء مع السيدة ديما صادق وابنتها ياسمينا احترمت جداً مقاربة ديما الأم للمشكلة الصحية الخلقية التي تعاني منها ابنتها ياسمينا البالغة من العمر 13 سنة .

ديما تغلبت بجرأة وشجاعة وأكيد بعد معاناة مع ذاتها ومع محيطها، تغلبت على مشاعرها الذاتية الإنسانية، وقهرت الأنانية بداخلها التي هي بداخل كل إنسان، وارتفعت فوقها وعن قناعة وارتضت بما وهبها الله من نعمة (هي ابنتها ياسمينا) رغم أنها وحسبما ما قالت مرت بمراحل متعددة وصعبة قبل قبول الأمر الواقع هذا والتعايش معه بمحبة وبتصالح مع الذات.

ديما الأم مثلها مثل كل أم أحد أبنائها يعاني من مرض ما غير قابل للشفاء، هي تواجه على مدار الساعة مر وصعوبة التجربة..

والله الأب الذي لا يجرّب بالشر، هو لا يسمح بأن يُجرب أحد بأكثر من طاقته...

ديما لم تُجرب بأكثر مما تقدر عليه، وأكبر من طاقتها، ولهذا بعد معاناة مع الذات انتصرت على التجربة ودجنتها واقتلعت أنيابها.

في كتابنا المقدس مبدأ أساسي وجوهري مفاده أن الله هو الأب السماوي لكل البشر، وأن كل إنسان على الأرض هو إبناً له..

ويوم الحساب الأخير لكل إنسان وبعد أن يسترد الله الأب وديعة الحياة الأرضية منه يذكره بما قام أو لم يقم به من أعمال مع الغير من المحتاجين مؤكداً له بأن كل مريض ومتضايق ومكدر ومظلوم ومضطهد وصاحب مشكلة ومهمل وصاحب عاهة "هو نفسه" أي هو الله بذاته وأن ما فعله الإنسان الواقف أمامه مع أي من هؤلاء، إنما فعله معه (مع الله) وعلى خلفية أعمال هذا الإنسان يكون حسابه إما مكافئة أو عقاباً.

أمر أخر مهم تطرقت له ريما وهو رفضها للشفقة..

ونعم الشفقة آنية وليس فيها مشاركة وتفهم وقبول، وغالباً تكون أضرارها أكثر من فوائدها.

في علم النفس الشفقة تسمى "تعاطف"  (sympathy)وهي آنية وغير ذي نفع، أما "المشاركة" الفعلية مع الفهم والقبول Empathy) فهي المطلوبة.

رابط مقابلة السيدة ديما مع نيشان/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

سرطان لبنان هو احتلال حزب الله ولا حلول لأي أزمة قبل حل الحزب وتنفيذ القرارات الدولية

الياس بجاني/19 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83325/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7/

حتى لا نستسلم للأوهام ولأحلام اليقظة وللهلوسات ونتوقع حلول مستحيلة لن تتحقق في ظل الاحتلال الإيراني لبلدنا الغالي، فإن كل من السادة عون وباسيل وجنبلاط والحريري وبري وجعجع وفرنجية وغيرهم من الحكام والمسؤولين وأصحاب شركات الأحزاب التعتير المحلية والوكيلة ومعهم كل افراد الطاقم السياسي وعلى حد سواء ودون استثناءات هم عملياً مجرد أدوات بيد المحتل الإيراني مباشرة أو مواربة وأغطية لاحتلاله، وبالتالي لا يجب التوقع منهم غير المزيد من الكوارث والمصائب.

فالساكت عن الحق هو شيطان أخرس.

هؤلاء جميعا ينفذون ولا يقررون ولأنهم طرواديون فقد باعوا كل ما هو لبنان ولبناني ووطن ومواطن وشهداء وتاريخ وداكشوها كلها بالكراسي والمنافع.

ولا يجب أن نقع في شباك عهر ونفاق  وحربائية هؤلاء ونصدق كلامهم حيث أن الحروب الإعلامية الفاجرة بينهم وكل ما يرافقها من اتهامات وفضائح  "ونتاق وهرار" أخلاقي ووطني فهي تفرّح وتخدم حزب الله وترسخ احتلاله وتقوي مخططه الفارسي وتؤذي المواطنين.

كما أن هذه الحروب الإعلامية العبثية والفضائحية تهمش وتخون وتشيطن وتحرّم كل جهد وعمل لاسترداد السيادة والاستقلال.

هؤلاء الأدوات كلهم ومعهم كل من هو راضخ ومستسلم لاحتلال حزب الله أكان مواطناً عادياً أو مسؤولاً أو رجل دين هم الأعداء الحقيقيين للبنان وللبنانيين،

وبالتالي هؤلاء هم من مسببات المشكل ولا يمكن أن يكونوا من أدوات الحل بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف.

باختصار، فإن المشكل الأساس في لبنان هو احتلال حزب الله السرطاني وسيطرته الكاملة على الحكام وأصحاب شركات الأحزاب وعلى كل الطبقة السياسية الإسخريوتية.

من هنا فإن كل ما يواجهه اللبناني حالياً من صعاب وأزمات من مالية وغيرها هي كلها أعراض للمشكل الأساس والأوحد، أي احتلال حزب الله.

وبالتالي فإن الحل لا يمكن أن يأتي من المحتل، ولا من طاقم القادة والحكام وأصحاب شركات الأحزاب والسياسيين والتجار الطرواديين..

وفي هذا السياقي التعموي والإلهائي تأتي هرطقة المطالبة بإسقاط عون وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
فإنه في حال اُسقِّط عون في ظل الواضع الإحتلالي القائم فسوف يأتي حزب الله بعون أخر يجعل اللبناني يترحم على عون الحالي.

وأيضاً فإن أية انتخابات نيابية في ظل السلاح والدويلة والاحتلال فبدلاً من 74 نائباً حاليين حسبهم قاسم سليماني تابعين لإيران فالعدد ربما قد يرتفع إلى 128.

يبقى فإن الحل الوحيد الناجع هو عن طريق اللجوء إلى الأمم المتحدة ولمجلسها الأمني وللدول الكبرى للمطالبة بإعلان لبنان دولة ساقطة وفاشلة وبتنفيذ القرارات الدولية الثلاثة وهي 1559 و1701 ولاتفاقية الهدنة ونقطة ع السطر.

مَن له أذنان سامعتان فليسمعْ قبل وقوع الكارثة والقضاء على لبنان الكيان والدولة بالكامل، وتهجير اللبنانيين وضم البلد إلى جمهورية الملالي الإرهابية.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 20/2/2020

وطنية/الخميس 20 شباط 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

جلسة مثمرة لمجلس الوزراء تقرر خلالها تحريك لجان تطبيق البيان الوزاري للحكومة مع إشراك ممثلين عن الحراك..

وفي السرايا تكثيف للجهود نحو خطة اقتصادية مالية للبلد بما فيها حسم قضية مستحقات سندات اليوروبوند.

وبرزت اليوم تظاهرة للتيار الوطني الحر أمام مصرف لبنان موجهة ضد الحاكم رياض سلامة رغم مساعيه مع صندوق النقد الدولي ومطالبته بصلاحيات استثنائية لمعالجة الوضع المالي الذي يواكبه منذ التسعينات.

وفي السياسة الرئيس سعد الحريري في دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق توازن بين الموالاة والمعارضة في لبنان..

وقالت أوساط الحريري إنه ورغم انخراطه في المعارضة ما زال يعمل من أجل لبنان..

نبدأ من مجلس الوزراء.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

قضاء وساسة، وشارع بل شوارع تبحث عن اموال تائهة بين المصارف، او بين الداخل والخارج، ولا معلومة مكتملة الى الآن عن أخطر جريمة ارتكبت بحق الوطن والمواطن..

يبحث القضاء عمن حول المليارات الى خارج البلاد، وعمن باع سندات اليوروبوندز لاحراج الدولة في مفاوضات السداد، وتبحث الحكومة بصمت مع وفد صندوق النقد الدولي في السبل لايجاد المعالجات..

واول المواقف الواضحة رئاسية كانت خلال مجلس الوزراء: ثمة إجراءات سوف تتخذ ليتحمل كل فرد مسؤولياته في ما حصل، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فالملاحظ الى الآن ان مخالفات جسيمة ارتكبت قال الرئيس، وستتحمل كل جهة مسؤولياتها.

وامام الحكومة المجتمعة كان اعلان الرئيس حسان دياب عن بدء اولى الخطوات على طريق معالجة ثلاثين عاما من التراكمات لسياسات خاطئة اوصلت البلاد الى الانهيار الحاصل، مع المعرفة بصعوبة المرحلة، وضرورة ايجاد الحلول للتخفيف من حجم الازمة وتداعياتها..

لكن الوضع على صعوبته يبقى قابلا للعلاج بحسب كتلة الوفاء للمقاومة، إذا ما توافرت الإرادة السياسية التي تتوافق على المخارج العلمية والتقنية التي يحددها أصحاب الاختصاص، بعيدا عن الميول والمجاملات لأصحاب النفوذ أو المصالح المصرفية الضيقة.

وامام الضيق بالسيولة، والصمت الذي يلوذ به المعنيون في مصرف لبنان، كانت صرخة التيار الوطني الحر امام المصرف في شارع الحمرا، مطالبة الحاكم بارقام حقيقية عن الواقع المالي، وباستعادة الاموال التي تم تهريبها الى الخارج..

في الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تتحضر لاستحقاق داخلي في وقت تزداد فيه مناعتها من كل العدوان الخارجي الذي تقوده اميركا واتباعها، يتحضر الايرانيون للانتخابات التشريعية في مرحلة حساسة من عمر الجمهورية، على ان يسجلوا في صناديق الاقتراع غدا اكبر صفعة للامبريالية الاميركية وكل الدول الرجعية التي تحاضر بالديمقراطية ولا تعرف معنى صناديق الاقتراع..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

نزل التيار إلى مصرف لبنان فاصطدم ب"هير كات" اشتراكية على مرمى شارع واحد يفصل بين مبنى المركزي و كليمنصو وإذ رفض الحزب التقدمي أي تشنج أو توتر في الشارع، ورفع شعار حرية التظاهر كان مناصرو الاشتراكي يستنفرون ويشكلون سياجا مانعا لدارة "البيك" مع ترداد هتافات لاذعة تراشق رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار جبران باسيل بعبارات السوء.

وعند المساء توترت الأجواء وارتفع التراشق بالكلمات إلى مستوى رشق المياه والحجارة مع الاعتداء على الصحافة وفريق قناة الجديد من قبل مناصري الحزب الاشتراكي قبل أن يتدخل النائب الإطفائي وائل أبو فاعور ويدعو المحتشدين للتوجه الى منزل وليد جنبلاط، الذي خاطب " الشباب " قائلا إنه مع حرية التظاهر و" يعملوا المظاهرة الي بدن ياه الحماس ما بينفع هني عم بيخربوا نحنا بدنا نبني وكل واحد على بيتو".

أمر جنبلاط فأطاع المناصرون وعلى طرف المصرف كان التيار يلتزم الانضباط مع فرز عدد من الناشطين والكوادر للتحدث عن بنك الأهداف والتصويت على سياسة نقدية أوصلت البلاد إلى الهاوية، وطالبوا بمعرفة موجودات مصرف لبنان ومصير الأموال المهربة، ولكن هدوء التيار كان يقابل بنقد وتسليف في الشارع المناهض الذي رأى بعضه أن العونيين استفاقوا متأخرين على الشارع وفي إحدى التغريدات سألت الوزيرة السابقة مي شدياق " أيعقل في هذا الظرف المزري استفاقة العهد مقررا الانضمام إلى الثورة ومفتعلا مواجهة؟ والوضع المزري في المقلب الحكومي كان موضع عصف فكري اقتصادي للخيارات المتاحة ماليا في آذار المقبل اجتماعات للحكومة بوفد صندوق النقد الدولي خصصت للتعارف بحسب تعبير وزير المال غازي وزني، لكن اللبنانيين يعرفون صندوق النقد واستشارييه وخياراته ووصفاته المعممة سابقا على عدد من الدول وعن بعد فإن أحد أبرز خبراء الفريق الدولي هو وزير المال اللبناني الأسبق جهاد أزعور الذي خرج من وزارة المال ليطل من طاقة صندوق النقد ولكم البقية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

مهم جدا وخطير جدا الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية في جلسة مجلس الوزراء والذي أعلنته وزيرة الإعلام، قال رئيس الجمهورية: "مجموع المبالغ المهدورة التي لا أدلة ثبوتية عليها بلغ مبلغا كبيرا، منها سلفات خزينة من غير المعروف كيف صرفت ومبالغ اخرى، وردت كهبات للهيئة العليا للاغاثة".

هذا الكلام يستدعي طرح الأسئلة التالية:

ماذا يعني ان هناك مبالغ مهدورة لا أدلة ثبوتية عليها؟

ماذا يعني ان هناك سلفات خزينة من غير المعروف كيف صرفت؟

هل هذا تسليم بأن هذه الأموال لن تسترد؟

هل هذا يعني أن التحقيقات في شأن هذه الأموال لم يصل إلى نتيجة؟

لكن في المقابل، وعلى قاعدة هذا الغموض وهذا اللغز، هل بالإمكان تحديد في أي فترة تم هذا الهدر؟

هل في الإمكان تحديد المبلغ؟

كلام رئيس الجمهورية يفتح بابا كبيرا لملف المال المصروف من دون أدلة، فمن سيستدعى إلى التحقيق في هذا الخصوص؟ وهل بالإمكان استرداد هذا المال المهدور؟

من غير المعروف ما إذا كان كلام رئيس الجمهورية، البالغ الخطورة، سيمر كما مر غيره من الكلام، خصوصا أنه يأتي في توقيت بالغ الدقة... فقد صدر هذا الكلام في وقت بدأ وفد صندوق النقد الدولي اجتماعاته في بيروت، وغدا تختار الحكومة المكتب القانوني في المحادثات مع حاملي اليوروبوندز، وفيما بدا التكتم شديدا حول ما ستقرره الحكومة، علم أن القرار لن يعلن عنه إلا قبل أيام من الوصول إلى التاسع من آذار, موعد استحقاق اليوروبوندز.

وفيما الإجتماعات الماراتونية وصلت النهار بالمساء، كانت التحركات على الأرض تتوالى: تظاهرة للتيار الوطني الحر أمام مصرف لبنان ضد حاكم مصرف لبنان لاسترداد الأموال المهربة، قابلتها تظاهرة للحزب التقدمي الإشتراكي، ما تسبب في إحداث توتر بين الطرفين فصلت بينهما القوى الأمنية.

من خارج السياق، وفيما يكثف رئيس الحكومة حسان دياب اتصالاته لزيارة السعودية والإمارات، وصل الرئيس سعد الحريري إلى الإمارات في زيارة تستمر يومين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

التيار الوطني الحر تحرك أمام مصرف لبنان للمطالبة بكشف مصير الأموال المحولة إلى الخارج بعد 17 تشرين الأول 2019، فلماذا استفز النائب السابق وليد جنبلاط، وما الذي دفع بمناصريه إلى محاولة عرقلة التحرك؟

هذا السؤال طرحه المشاركون في تظاهرة الحمرا اليوم، التي دعت إليها لجنة مكافحة الفساد في التيار الوطني الحر، حيث رفع المشاركون العلم اللبناني والصوت، مشددين على مواصلة التحركات سياسيا وقضائيا وشعبيا لكشف الحقائق كاملة، ومعربين في الوقت نفسه عن انفتاح وايجابية في التعاطي مع جميع اللبنانيين، ولاسيما الذين يخالفونهم وجهات النظر.

واليوم، شكل الموضوع الاقتصادي عامة، والمالي والنقدي بشكل خاص، العنوان الاول على الساحة اللبنانية: فإلى تحرك التيار، حضر الموضوع في جولة وفد صندوق النقد الدولي، وفي مجلس النواب خلال اجتماعين ترأسهما رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان.

اما في مجلس الوزراء، فشدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ان المرحلة الراهنة هي مرحلة عمل، مؤكدا أن عمل اللجان مستمر للوصول الى مقترحات عملية تعرض على مجلس الوزراء بعد انتهاء الدرس لاتخاذ القرار المناسب. وعن الاسباب التي دفعته الى عدم توقيع قانون موازنة العام 2020، لفت الى أن ذلك يعود الى عدم التصديق على قانون يتعلق بمسألة قطع الحساب، طالبا تأمين المدققين والخبراء اللازمين لديوان المحاسبة حتى يتم إنجاز قطع الحساب في اسرع وقت ممكن.

وكشف رئيس الجمهورية أن مجموع المبالغ المهدورة التي لا أدلة ثبوتية عليها بلغ مبلغا كبيرا، منها سلفات خزينة من غير المعروف كيف صرفت ومبالغ اخرى وردت كهبات للهيئة العليا للاغاثة. وعن الأوضاع المصرفية، تحدث رئيس الجمهورية عن إجراءات سوف يتم اتخاذها ليتحمل كل فرد مسؤولياته في ما حصل، خصوصا عمليات تحويل المبالغ بصورة غير قانونية والتي زادت من حدة الازمة، مشيرا إلى مخالفات جسيمة ستتحمل كل جهة مسؤولياتها عنها.

أما رئيس الحكومة، فشدد خلال اجتماع موسع مع جميع تجار بيروت والمناطق، في حضور وزير الاقتصاد، على العمل ليلا نهارا، واستخدام كل الوسائل لإنقاذ البلد، واصفا الأمر بالمهمة الوطنية الكبيرة. وخلص الى القول: لبنان يمر في منعطف تاريخي، ولذلك، تعمل حكومتنا ليلا نهارا للتوصل إلى حلول بأقل من ثلاثين يوما لأزمة عمرها ثلاثين سنة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

جملة اصناف من الاعتراضات المكتومة والمعلنة تسابق سعي الحكومة الى الدخول في صلب المعالجات التقنية البحتة للكارثة المالية والاقتصادية التي يغرق لبنان في مستنقعها. ويتعين على الحكومة، وليس أي مؤسسة غير الحكومة، رفع هذه العوائق من طريقها في اسرع وقت، إذا كانت جادة في الخروج مما نحن فيه من مصائب.

أول هذه المعوقات ، يكمن في اعتراض المصرف المركزي وجمعية المصارف على تأجيل سداد مترتبات اليوروبوند صونا لسمعتهما، والتي برأيهما هي من سمعة لبنان .

ثانيها، تنقية المسار التصحيحي من الكيد السياسي الذي بدأ يطفو الى السطح، وإن جاء في معرض توصيف صعوبة إيجاد الحلول، وقد تجلى في الحديث المسهب عن التركة الثقيلة وتحميل مسؤولية المصائب لفريق محدد. وأخيرا وليس آخرا، اعتراض حزب الله على ما يعتبره استدراجا للإملاءات الأجنبية على لبنان، عبر استدعاء صندوق النقد للتدخل في الأزمة، والحزب يخشى السيطرة على الحدود مع سوريا والمعابر لوقف التهريب، ومن تشديد المراقبة على حركة الأموال، بما يكشف الحزب ماليا وعسكريا.

ضمن هذا السياج الشائك المستحدث الذي يضيق الخيارات السيادية والعلمية والعملية أمام الحكومة والحكم، بدأ وفد صندوق النقد الدولي زيارة جس نبض واستطلاع لما تنوي الحكومة والسلطات المالية إعتماده، و ليست الزيارة لتشخيص المرض، فالقيمون على الصندوق يعرفون جيدا الطنجرة وغطاها، ومكونات الطبخة وجمعية الطباخين الذين شوشطوها. وإذ كان دور الصندوق ينحصر في إسداء النصح والمشورة، إلا ان المسؤولين اللبنانيين باتوا على قناعة بأن ليس امامهم سوى تأجيل السداد وإعادة الهيكلة بعدما أحرقوا كل احتمالات إيجاد الدواء في لبنان، ومن شأن هذا الخيار أن يدخل صندوق النقد والمؤسسات الدولية والمكاتب القانونية على خط الرقابة الصارمة ومتابعة المسار التنفيذي لخطة النهوض . وسط هذه الأجواء انعقد مجلس الوزراء، حيث جرى استعراض كافة الحلول الممكن اعتمادها، لكن لم يتم حسم أي منها، في انتظار أن تستكمل اللجان المختصة الاطلاع الجمعة على آراء الخبراء الماليين والقانونيين الدوليين والمحليين لاختيار افضل المسارات، أو المسارات الأقل ضررا على لبنان، تمهيدا للبدء بـتلمس سبل الخروج من الأزمة

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

صندوق النقد الدولي، الضيف الثقيل الذي لا بد منه، حل وفده محاورا في لبنان الذي طلب مشورته التقنية في الإستحقاقات الإقتصادية والمالية ولا سيما الداهمة منها وأقربها أجلا يوروبوند الـ2020 بدءا من التاسع من آذار.

وفد الصندوق الذي يمكث في بيروت حتى الأحد ، كانت باكورة مشاوراته في السراي الحكومي ومصرف لبنان.

وفي قصر بعبدا، جلسة لمجلس الوزراء حلق في فضائها طيف اليوروبوند والكثير من العناوين المتفرعة عنه أو المتصلة به.

خلال الجلسة، رصد تلويح رئيس الجمهورية بإجراءات في حق كل من قام بعمليات غير قانونية من قبيل تحويل الأموال إلى الخارج أو التلاعب باليوروبوند وغيرهما من الممارسات.

فيما وصف رئيس الحكومة الواقع الحالي بقوله إننا نعيش حال طوارئ إقتصادية بدأنا خلالها الخطوة الأولى في رحلة معالجة ثلاثين عاما من السياسات الخاطئة.

الإستنفار الإقتصادي والمالي لا يقتصر على المستوى الحكومي، فمجلس النواب هو الآخر في حال إستنفار تشريعي على مستوى لجانه التي لاحقت اليوم قضايا تتصل باليوروبوند والسرية المصرفية واسترداد الأموال المنهوبة والإثراء غير المشروع.

على خط آخر عادت موازنة الـ 2020 لتحجز مكانا متقدما في التداول بعد اقل من شهر على إقرارها في مجلس النواب، في جلسة تحدت ظروفا سياسية ولوجستية صعبة لتأمين انعقادها.

الموازنة أطلت اليوم من نافذة إعلان رئيس الجمهورية أنه لم يوقعها لعدم تضمنها قطع الحساب عن السنوات الماضية.

لكن رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان أوضح عبر تويتر أن قطع الحساب قانون مستقل لا يأتي أصلا ضمن الموازنة وعلى الحكومة إحالته إلى المجلس النيابي، ثم صرح في مجلس النواب بأن موقف عون محفِّز على التعجيل في إنجاز التدقيق بالحسابات المالي/.

ويقول خبراء قانون ودستور أن الموازنة تكون نافدة بعد شهر من إحالتها إلى الرئاسة الأولى حتى لو لم يوقعها رئيس الجمهورية.

على خط التحركات "نزل التيار ع الأرض" أمام مصرف لبنان حيث نظمت لجنة مكافحة الفساد في الوطني الحر وقفة للمطالبة بإستعادة الأموال المهربة إلى الخارج ووجوب معرفة الحقائق في هذا الملف.

هذا التحرك لم يخل من توترات بين أنصار البرتقالي وأنصار الاشتراكي قرب منزل النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، وسبق حالة التوتر قيام ناشطين بتوزيع ملصقات كـتب على احدها: "حدا بيتظاهر ضد حالو ؟"

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 20 شباط 2020

وطنية/الخميس 20 شباط 2020

النهار

لا تستبعد جهة سياسية عليمة أن يلتقي مرجع حكومي سابق مع زعيم شمالي على خلفية انطلاق معركة رئاسة الجمهورية وإعادة تبني الزعيم المذكور للرئاسة المبكرة.

لوحظ أنّ زعيماً سياسياً يخفّف من لهجته وحدّة مواقفه تجاه دولة مجاورة تماهياً مع نصيحة تلقاها من إحدى عواصم القرار التي تربطه بها علاقة تاريخية وهو على وشك زيارتها قريباً....

يرجح مستشار رئاسي سابق ان يصل قريبا موفد اميركي الى دمشق على خلفية التوسط لاطلاق احد الاسرى من بلاده ومنطلق لاعادة التواصل مع النظام....

قال خبير مالي ان الازمة الخانقة المقبلة لن تعطي "حزب الله" فرصة رفض تدخل صندوق النقد الدولي....

الجمهورية

توقّف مراقبون عند ظاهرة كثرة الإختصاصيين والتقنيين والمستشارين حول مرجعية رسمية وقالوا إن كثرة الطباخين "تشوشط الطبخة".

وصف مرجع رسمي البلد بالأرض المحروقة وليس هناك من مكان للعمل فيها من جديد.

يقوم أحد السفراء الغربيّين بجولة على العديد من المراجع الإقتصادية والنقدية والمالية بعيداً من الأضواء لتكوين فكرة واضحة مطلوبة من حكومته عن حقيقة الوضع في لبنان.

اللواء

تهتم قيادات لبنانية ذات تأثير بمعرفة مصير مبادرة دولة كبرى في ما خص عودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة.

تمر العلاقة بين فريقين سياسيين داخل الائتلاف الوزاري، بما يُمكن وصفه "بنار تحت الرماد"، وفقاً لنائب معني..

يواجه لبنانيون يعملون في الخارج مشكلات في الحفاظ على حساباتهم المصرفية حيث يعملون، مع العلم أنه من الصعوبة القصوى فتح حسابات جديدة.

نداء الوطن

يتردد أن مرجعية مصرفية تسعى إلى اعادة تفعيل قنوات تواصلها مع قوى سياسية معارضة لها، وهي تعمل على أكثر من قناة من أجل تحقيق ذلك.

يؤكد قياديون في حزب ممانع بارز أنّ حكومة حسان دياب ستعمّر حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون، ووحده الاستحقاق النيابي قادر على "تقصير عمرها".

عبّرت مجموعات من الحراك الشعبي سبق لها أن نفذت احتجاجات أمام مصرف لبنان، عن استيائها من دعوة "التيار الوطني الحر" إلى التظاهر أمام المصرف المركزي، واصفةً الخطوة بأنّها محاولة لـ"تسلّق" الحراك.

الأنباء

يتعامل حزب مُعارض مع الاستحقاق الانتخابي المقبل كما وكأنه سيحصل غداً، ويستنفر ماكينته الانتخابية لهذه الغاية.

تخوّف كبير من أن تقدم المصارف على تجميد السحوبات بالدولار بشكل كامل الأمر الذي سيؤدي لارتفاع جنوني في سعر الصرف في السوق السوداء وغلاء فاحش في الأسعار.

البناء

تساءلت مصادر نيابية عن مصير لجنة التحقيق البرلمانية حول قطاع الاتصالات وقد سبق الحديث عنها انفجار الأزمة قبل شهور، ثم اختفت من التداول. وأضافت المصادر يا حبذا لو تتشكل لجنة ثانية حول قطاع الكهرباء فينكشف المستور في قطاعين واحد دفنت فيه أموال اللبنانيين وآخر سرقت منه وارداتهم.

توقعت مصادر أممية انطلاق العملية السياسية التفاوضية حول اليمن في شهر نيسان المقبل. وقالت إن وعوداً سعودية وإيرانية بالتعاون حصلت عليها الأمم المتحدة لمفاوضات شبيهة بتلك التي أدّت إلى اتفاق ستوكهولم وإن ما يجري تحضيراً لتبادل الأسرى هو تمهيد لهذا المسار.

 

الفاخوري دخل في غيبوبة ووضعه حَرِج

"ليبانون ديبايت"/الخميس 20 شباط 2020

عَلِم "ليبانون ديبايت"، أنَّه تمَّ نقل العميل عامر الفاخوري إلى مستشفى المعونات في جبيل، وذلك على خلفيةِ تدهورِ حالته الصحية نتيجة إصابته بمرض سرطان الدم، وهو في حالة غيبوبة ووضع صحي حرج جدًا.

 

الثنائي الشيعي» يغسل الأموال المنهوبة بإستثمارات في أميركا وقبرص و..كربلاء!

آدم البرجاوي/جنوبية/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83360/%d8%a2%d8%af%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a-%d9%8a%d8%ba%d8%b3%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85/

لم يكتفِ سياسيو السلطة بما فعلوه بثروات اللبنانيين المقيمين، من خلال ما أوصلوا إليه البلد من المديونية والانهيار الاقتصادي والمالي في الوقت الذي تضخَّمت ثروات هؤلاء السياسيين بأرقام خيالية فترة حكمهم خصوصاً في العقود الثلاثة الماضية، وبعد ذلك قاموا بتفريغ البلد من العملات الصعبة نتيجة تحويل أموالهم إلى بنوك خارج البلاد.

دأب المسؤولون السياسيون في لبنان على تخدير الناس بالآمال الكاذبة والوعود الموهومة والمعلومات المخادعة حتى وقع الهيكل على رؤوس الطبقة الكادحة والضعيفة والتي لا حول لها ولا قوة في الخيارات الكبرى سيما في المجالات النقدية والمالية والأعمال المصرفية، كون المصارف اللبنانية جميعها تخضع لسلطة الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة التي كانت وما زالت تقضي على أي فرصة حقيقية للنهوض!

ولم تكتفِ الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة طيلة العقود الثلاث الأخيرة بما فعلته باللبنانيين في داخل البلاد، حتى بدأت بتوظيف ما هربته من مالية الشعب خارج البلاد

في قبرص تمتلك شخصية حكومية وبرلمانية سابقة مجموعة من الفنادق كما تمتلك مجموعة كبرى من المراكز التجارية في أحد شوارع كندا، وفي سويسرا

السياسيون يشاركون المغتربين

فقد أفادت مصادر مطلعة بأن أحد أنسباء أحد نواب الثنائي الشيعي الحاليين باشر أعمال استثمارية بمبالغ ضخمة في مدينة الدوحة العاصمة القطرية بهدف الدخول في شراكة مع بعض الرأسماليين اللبنانيين المقيمين هناك، كما أفادت المصادر بأن مقاولاً مقرباً من أحد الرؤساء اللبنانيين الحاليين ويعمل على استثمار أموال هذه الشخصية السياسية في قطاع البناء في داخل البلد، وأفادت المصادر المطلعة بأن هذا المقاول يبحث عن شراكة في بناء فنادق في ولاية كاليفورنيا الأمريكية محاولاً مشاركة شخصية لبنانية رأسمالية تعمل في هذا القطاع في أميركا.  وتتنوع استثمارت الطبقة السياسية الحاكمة في الخارج وتتوزع بين سويسرا وكندا وإيطاليا وقبرص وتركيا والعراق ومناطق أخرى. ففي العراق تشارك شخصية برلمانية من الثنائي الشيعي في بناء أضخم فندق في النجف الأشرف، كما تملكت مساحات شاسعة في كربلاء عند مداخل حرم الإمام الحسين عليه السلام لتقوم ببناء مجموعة من الفنادق الكبرى لاستثمارها في مواسم الزيارة الحسينية!

أحد نواب الثنائي الشيعي الحاليين باشر أعمال استثمارية بمبالغ ضخمة في مدينة الدوحة العاصمة القطرية بهدف الدخول في شراكة مع بعض الرأسماليين اللبنانيين المقيمين هناك

وفي قبرص تمتلك شخصية حكومية وبرلمانية سابقة مجموعة من الفنادق كما تمتلك مجموعة كبرى من المراكز التجارية في أحد شوارع كندا، وفي سويسرا وتركيا تنشط حركة استثمار سياسيين لبنانيين في القطاع العقاري والسياحي، وكذا الحال بالنسبة لإيطاليا ففيها قصور وڤيلات بمليارات الدولارات لشخصيات سياسية من الطبقة الحاكمة في لبنان!

استثمار الأموال المهربة والمنهوبة

ولا يقل الوضع عن هذا في دول أخرى، فبدلاً من استرداد الأموال المهربة والمنهوبة من الشعب اللبناني تقوم الطبقة السياسية باستثمارها محاولة إشراك شخصيات رأسمالية لبنانية مغتربة لتسطو على جزء كبير من ثروات اللبنانيين المغتربين بعدما أغرقت لبنان المقيم في المديونية والإفلاس الممنهج،. فهل ستتمكن الحكومة الجديدة من فعل شيء لاسترداد الأموال اللبنانية التي استثمرت في مشاريع في الخارج من قبل الطبقة السياسية الحاكمة؟

https://janoubia.com/2020/02/19/%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a-%d9%8a%d8%ba%d8%b3%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d9%87%d9%88/

 

إجتماعي ثلاثي على الحدود.. اليكم خُلاصة اللقاء!

جنوبية/20 شباط/2020

شهدت المنطقة الحدودية بعد توترات متتالية في الأيام الماضية، وخروقات إضافية للمجال الجوي والبري والبحري، ترأس رئيس بعثة اليونيفيل قائدها العام اللواء ستيفانو دل كول اليوم الخميس، الاجتماع الثلاثي العسكري، في موقع الأمم المتحدة في رأس الناقورة. وأوضح بيان لليونيفيل، أن “المناقشات ركزت على الوضع على طول الخط الأزرق والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701”.وقال دل كول: “انني أقدر عمل الأطراف الإيجابي مع اليونيفيل الذي أسهم في استمرار الاستقرار على طول الخط الأزرق في ظل السياق الإقليمي المضطرب. وأدعو الأطراف إلى زيادة استخدام آليات الاجتماع الثلاثي والارتباط التي تضطلع بها اليونيفيل لمعالجة أي قضية أو هاجس من أجل الحد من نطاق أي سوء فهم يمكن أن يسبب توترات أو حوادث”. وكرر دعوته الأطراف “لإبلاغ اليونيفيل بشكل مسبق وكاف عن جميع الأنشطة المنوي القيام بها على طول الخط الأزرق”.

 

محمد زبيب لـ«جنوبية»: مروان خير الدين تحول إلى «بلطجي».. وسأقاضيه!

جنوبية/20 شباط/2020

نجح فرع المعلومات في القبض على المعتدين الثلاثة على الصحافي محمد زبيب وتبين انهم مرافقو الوزير السابق مروان خيرالدين، ويتجه زبيب بعد إنتهاء التحقيقات الى الادعاء عليه بتهمة الاعتداء. من المرات القليلة في لبنان هي التي يتم فيها القاء القبض على مرتكبي إعتداء او جريمة بسرعة “نسبياً” وخصوصاً اذا كانت جريمة رأي او بسبب مواقف سياسية او رأي معاكس للمعتدين، كما حصل منذ فترة مع توقيف فرع المعلومات للمعتدين الثلاثة  على الصحافي الاقتصادي محمد زبيب في احد مواقف شارع الحمرا ليل الاربعاء- الخميس في 12- 13 شباط بعد خروجه من ندوة متعلقة بالشأن المالي والمصرفي. إقرأ أيضاً: الاعتداء على محمد زبيب تابع.. مرافقو مروان خيرالدين يعترفون: يهاجم الريّس دائماً! وما جرى في قضية الاعتداء على زبيب فجّر غضب الحراك وكل الاحرار في لبنان ومسّ كل إعلامي وصحافي وكل صاحب رأي وفكر.

إختتام التحقيقات اليوم

الموقوفون الثلاثة إعترفوا بالجريمة والاعتداء على زبيب والذي تعرف على احد المعتدين وهم من مرافقي الوزير السابق مروان خير الدين رئيس مجلس إدارة  بنك “الموارد” والمقرب من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وفي إتصال مع “جنوبية” اوضح زبيب ان التحقيقات ختمت اليوم مع الموقوفين. وهو يتجه الى النيابة العامة التمييزية لتقديم شكوى مباشرة ضد خير الدين وكل من يظهره التحقيق متدخلاً ومحرضاً ومنفذاً وشريكاً في الإعتداء عليه. ويكشف زبيب ان من اعطى الامر المباشر في الاعتداء عليه هو خير الدين والخطير في الامر هو تحول المصرفي الى بلطجي.

ضغوطات لتبرئة خير الدين!

ويشير الى ان من المؤكد ان هناك ضغوطات كبيرة لفلفلة القضية وطمس معالمها، وهو امر لن نقبل به، ولحماية ارتكابات وفساد المصارف ومصرف لبنان. وما جرى هو خطير ويمس كل صحافي وصاحب رأي في لبنان.       كما كشف زبيب ان هناك ضغوطات يمارسها خير الدين لحصر المسؤولية بمرافقيه وان ما جرى من اعتداء عليه لم يكن بتخطيط وامر منه شخصياً وهذا لن نقبل به.

 

من هو مروان خيرالدين المتهم بالإعتداء على زبيب.. وما علاقته بـ«إرسلان»؟

جنوبية/20 شباط/2020

تردد إسمه عقب الإعتداء على الصحافي محمد زبيب على خلفية اعتراف مرافقيه بالإعتداء على زبيب لأنه “يُهاجم الريّس دائما”، فمن هو مروان خير الدين؟

هو رئيس مجلس الإدارة – والمدير العام لبنك الموارد، وقد شغل منصب المدير العام للمصرف منذ العام 2002.

من مؤسسي الحزب الديمقراطي اللبناني وعضو في المجلس السياسي لهذا الحزب منذ تأسيسه سنة 2001.

عين مستشارا للنائب طلال ارسلان عند تبوءه كل من حقائب السياحة، المغتربين، الشباب والرياضة.

شغل خير الدين منصب عضو مجلس إدارة بورصة بيروت من العام 1994 إلى العام 1999، واختير لعدة دورات عضوا في مجلس إدارة جمعية المصارف في لبنان.

استاذ محاضر في كلية إدارة الاعمال في الجامعة الاميركية في بيروت منذ العام 1993 وحتى تاريخه، كما وحاضر في عدة ندوات ومؤتمرات محلية واقليمية

حصل على شهادة بكالوريا في إدارة الاعمال والاقتصاد من جامعة ريتشموند في المملكة المتحدة، وثم بعدها شهادة ماجستير في ادراة الاعمال من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الاميركية، بالاضافة إلى دراسات عليا في كلية إدارة الاعمال في كل من جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الاميركية وجامعة لندن بزنس سكول في المملكة المتحدة.

خير الدين من مواليد حاصبيا في 14 شباط 1968.

حياته العائلية

هو ابن رجل الأعمال سليم خير الدين، وشقيق زوجة أرسلان.

متزوج من مايا كميل الرسامني و لديهم 4 أبناء.

وكان زبيب قد تعرض قبل ايام، الى اعتداء في منطقة الحمراء إثر انتهاء ندوة كان يحاضر فيها حول السياسات المالية والإجراءات المصرفية، حيث تصدى له ثلاثة اشخاص واوسعوه ضربا ثم فروا الى جهة مجهولة.

 

“صندوق النقد”: الخيارات ضيقة أمام لبنان… ولا بد من إجراءات استثنائية

التقى دياب في السراي الحكومي مشدداً على ضرورة التحرك لإنقاذ الوضع قبل الانهيار التام

بيروت ـ”السياسة” "/الخميس 20 شباط 2020

نقل وفد صندوق النقد الدولي إلى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، أمس، في إطار المشورة التي طلبها لبنان، للخروج من أزمته المالية الخانقة، جملة تحذيرات، مشدداً على أن لبنان بات في وضع لا يحسده عليه أحد، ولا بد من التحرك العاجل لإنقاذ الوضع قبل الانهيار التام، بعدما أصبحت الخيارات أمام المسؤولين ضيقة للغاية. وكان رئيس الحكومة حسان دياب ترأس في السراي الحكومي، اجتماعًا مع وفد خبراء صندوق النقد الدولي في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر عدرا، والوزراء غازي وزني، راوول نعمه وماري كلود نجم. وأوضح وزير المال غازي وزني أن “اللقاء مع وفد صندوق النقد الدولي يناقش في ما يمكن أن يقدمه الصندوق من نصائح تتعلق بخطة لبنان الانقاذية وفق رؤية الوفد للواقع المالي والنقدي”. وأشارت المعلومات، إلى أن الوفد أجاب عن العديد من الأسئلة التي طرحت عليه، عن كيفية معالجة أزمة البلد الحالية، وكان واضحاً في أن تجاوز المأزق يتطلب إجراءات غير عادية وغير شعبية، وهي التي كان يفترض أن تحصل قبل سنوات، باعتبار أن المعالجات المطلوبة، أشبه بعملية جراحية معقدة وصعبة في آن، تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين. وبالتزامن مع زيارة وفد “النقد الدولي” الذي يستكمل لقاءاته في بيروت، في الأيام المقبلة، عقد مجلس الوزراء جلسة في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، حيث كان البارز موافقة المجلس على مشروع قانون بين الدولة اللبنانية والصندوق الكويتي للانماء الاقتصادي والاجتماعي بقيمة 165 مليون دولار ما سيحرك العجلة الاقتصادية”. وأكد الرئيس عون ان “ثمة معلومات لا نزال بحاجة اليها تتعلق بالوضع المصرفي”، مشدداً على أن “هناك إجراءات سنتخذها ليتحمل المسؤولية كل من ساهم بإيصال الأزمة الى ما وصلته من خلال عمليات غير قانونية سواء عبر تحويل الأموال الى الخارج او التلاعب باليوروبوند او غيرها من الممارسات، والمسؤوليات ستكون جسيمة”.

وقال : “لم أوقع قانون موازنة العام 2020 بسبب عدم التصديق على قانون قطع الحساب إذ لا يمكن اصدار الموازنة من دونه الا اذا صدر قانون يجيز ذلك كما حصل في العام الماضي من خلال القانون 143 /‏ 2019”. وأوضح ان “عمل اللجان المختصة مستمر للوصول الى مقترحات عملية تعرض على مجلس الوزراء بعد انتهاء دراستها لاتخاذ القرار المناسب بشأن الأوضاع المالية”. ومن جانبها، لفتت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، بعد انتهاء الجلسة، الى أن “رئيس الحكومة حسان دياب، اعتبر أن اليوم هو بداية الخطوة الاولى باتجاه معالجة تراكمات 30 سنة من السياسات الخاطئة”، مشيرة الى “دياب أشار الى أن قضية الدين العام استنزفت أموال الدولة والبلد وصل الى حائط مسدود وكبرت كرة النار كثيرًا وقدرنا ان نتلقفها لإنقاذ لبنان”، مشددة على أن دياب تحدث عن المتابعة المستمرة التي قام بها والاجتماعات التي عقدها، وقال، “أن ثمة معلومات نحن بحاجة اليها لتتبلور الصورة أكثر”. وقالت أنه “سيتمّ وضع آلية لتنفيذ البيان الوزاري وجرى البحث في آليّة تعيين موظفي الفئة الأولى”، مشيرة الى أن “دياب اعتبر أنه يجب ضمّ اشخاص من الحراك الشعبي الى اللجان كلّ حسب اختصاصه وستُطرح الاصلاحات المطلوبة في المرحلة التالية”. وسبق الجلسة خلوة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بحثت في المستجدات والاوضاع العامة. والتقى الرئيس عون رئيس جمعية المصارف اللبنانية سليم صفير الذي أشار إلى أنه جرى التشديد على “ضرورة العمل بسرعة على أحد الحلول المطروحة فتراجع سعر السندات يحمل المصارف اللبنانية خسائر تزيد من الضغوط عليها”. وقال: “طلبنا من الرئيس عون مقاربة موضوع السندات بشكل تقني بعيداً عن السياسة وضغط الشارع”.

وأضاف: “علينا السهر على سمعة لبنان وأموال المودعين في حال اتخذ قرار التخلف بشكل غير نظامي”. إلى ذلك، علم أن صفير ابلغ رئيس الجمهورية، أن “جمعية المصارف لبت طلب هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان وافادتها عن حجم المبالغ وعدد الحسابات والعمليات التي حوّلت إلى الخارج للاشخاص المعارضين سياسيا”. وفي وقت سابق، قال مصدر قضائي، إن لبنان يحقق في بيع بنوك محلية سندات دولية إلى مستثمرين أجانب من بينهم مجموعة أشمور. وأشار الى أن “السلطات تجمع المعلومات لمعرفة لماذا حدث هذا، وإن كانت الممارسة لا تنطوي على مخالفة للقانون”.

وأضاف المصدر القضائي إن “بنوكًا محلية باعت ما قيمته نحو 500 مليون دولار من أوراق آذار إلى أشمور المتخصصة في الأسواق الناشئة والتي تحوز حصصا مانعة في بعض السندات الأقصر أجلاً”. ونفى المكتب الإعلامي لوزارة المالية، ما أشيع عن أن وزارة المالية استعانت بالشركة الاستشارية المالية Moelis & Company التي يعمل فيها نجل وزير المالية، كريم غازي وزني، لوضع مُخطّط مالي لهيكلة وجدولة الدين العام”.

إلى ذلك، أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة، انه تمَّ بحث “القوانين المفصلية التي لها علاقة بمكافحة الفساد وهدفنا افضل الوسائل للشفافية وتحقيق المحاسبة”. وأكد، أن “رفع السرية المصرفية يجب أن يكون تلقائيًا عن كل من يتولى مسؤولية عامة وهناك اقتراحات جريئة لنقل المطالبات من الحراك والقوى السياسية الى قوانين”. وأشار كنعان، الى أنه “تبين لنا أن قانون الإثراء غير المشروع هو الأساس الذي يمكن العمل عليه وتطويره وإدخال تعديلات عليه”. ووجه النائب انور الخليل رسالة الى الرئيس دياب، لفت فيها الى أن “مفتاح اي اصلاح اقتصادي ومالي يجب أن يبدأ بمعالجة مختلفة عما ورد على لسان وزير الطاقة والمياه ريمون غجر في البيان الوزاري”. وقال: “يهمنا ان نركز على ضرورة الاستغناء عن استعمال البواخر لما يحمل هذا الخيار من اشارات سابقة مؤكدة لصفقات تمت بمبالغ ضخمة على حساب المال العام ولمصلحة المسؤولين في وزارة الطاقة خلال السنوات التي تم خلالها استعمال البواخر كحل.

كما أن استعمال البواخر ليس له اي قيمة متبقية (residual value) للدولة، وتذهب أموال الإيجار لصاحب البواخر وللسمسرات المعيبة. ولذلك نؤكد ضرورة الاعتماد على إنشاء معامل إنتاج من خلال الشراكة مع القطاع الخاص واعتماد شركات عالمية ذات خبرة موصوفة والابتعاد كليا عن استعمال البواخر”. وأشار النائب آلان عون إلى مجموعة قوانين تمَّ إصدارها، بات على القضاء المباشرة في تطبيقها، ان كان “يجرؤ”. وغرَّد عبر “تويتر”، بالقول : “إستعادة الأموال المنهوبة، رفع السرية المصرفية، الإثراء غير المشروع، المحكمة الخاصة بالجرائم المالية”، مشيرا إلى أنها، “مجموعة قوانين تدرسها اللجنة الفرعية من أجل وضع كل الأدوات اللازمة في يد القضاء في معركته ضد الفساد”. وأضاف : “النواب يصدرون القوانين ولكن إستعمالها وتطبيقها يبقى مسؤولية القضاء! فهل يجرؤ؟”. وشدد “لقاء الجمهورية” خلال اجتماعه برئاسة الرئيس ميشال سليمان على أهمية معالجة الأوضاع المالية والاستحقاقات بطريقة تحفظ سمعة الدولة ولا تلقي الضرر على مصلحة الشعب اللبناني، ما يتطلب جرأة في معالجة الأسباب قبل التطلع على النتائج. ورأى “اللقاء” أن “الدستور يحتم على مجلس الوزراء رسم السياسة العامة للبلاد”، مشدداً على “ضرورة انتهاج سياسة إنقاذية سيادية شجاعة تقي لبنان وشعبه شرّ الانحراف نحو أوضاع أشد قساوة”.

 

دياب يقصي نائبة رئيسة "الوطنية لشؤون المرأة".. ويعين زوجته

المدن/20 شباط/2020

دياعيّن رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، زوجته نوار مولوي دياب، في موقع نائبة رئيس الجمعية العامة للهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، في واحد من أولى القرارات التي تتخذها الحكومة بعد حصولها على ثقة المجلس النيابي.  وكشفت الاعلامية جيسيكا عازار عن قرار التعيين الصادر في 18 شباط/فبراير الحالي، ضمن تعديل في المرسوم رقم 772. وتم استبدال عبير شبارو ابراهيم بزوجة رئيس الحكومة. وفي اتصال مع شبارو أجرته جيسيكا، أفادت بانها تبلغت مرسوم استبدالها بزوجة الرئيس حسان دياب برسالة تلقتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، من رئيسة الهيئة السيدة كلودين عون روكز، وليس من رئاسة الحكومة.

 

العونيون يطلقون ثورتهم المضادة بنشيد وطني يُمجّد عون والعهد

جنوبية/20 شباط/2020

انتشر في الساعات الفائتة مقطع متداول للنشيد الوطني اللبناني بقالب جديد حيث حرّفت الكلمات وتحول النشيد لدعم الرئيس عون حيث جاء فيه: “كلنا للعماد قائد للبلاد، رائد للجهاد منقذ للعباد، قوله فعله صاحب للقرار، شعبنا أهله قصره للمزار.” النشيد الذي نسبه ناشطون عبر تويتر إلى الملحن سمير صفير يظهر فيه صوت كورال يغني كلمات جديدة على لحن النشيد نفسه، وهذا ما لاقى استنكاراً واسعاً من باب الاعتداء على النشيد كرمز وطني لا يمكن المساس به. وكان النشيد الوطني قد أثار الجدل في حفل الفنان مارسيل خليفة الصيف الفائت ضمن مهرجانات بعلبك حين امتنع خليفة عن غناء النشيد لصالح مقطوعة موسيقية خاصة به، وتعذر بأنه سيعود لغناء النشيد حين تعود البلد لأصحابها. أشهر عدة وعاد النشيد للواجهة من جديد، رغم التفاف اللبنانيين حوله، لكنّ تحريفه لا ينفصل عن أساليب التشبيح التي يتفنن بها الموالون للأنظمة، وهذا ما يذكر باختيار السوريين استبدال علم الجمهورية الرسمي بعلم فترة الاستقلال بعد أن وضع الموالون صورة بشار الأسد على العلم في مسيراتهم. وتفاعل عبر تويتر عدد كبير من الناشطين مثل جاد شحرور الذي كتب: “ينتشر على واتس آب نسخة من النشيد الوطني مع تعديل للكلمات لتمجيد “ميشال عون”. لن نكون من دعاة تعزيز مادة “تحقير الرموز الوطنية” لكن تجدر الإشارة أن من يحاسب الناس على تحقير العلم والأرزة والنشيد، اليوم يختصر النشيد الوطني بشخص وكأن وجوده أبدي تماماً كالوطن!”. الرد على اتهام مناصري العهد بتحريف النشيد، جاء من قبل “اللجنة المركزية للإعلام” في “التيار الوطني الحر” التي أصدرت بيان جاء فيه: “بعد التداول بمقطع صوتي حرّف النشيد الوطني اللبناني ونشره على أساس أن التيار الوطني الحر خلفه، يؤكد التيار أن لا علاقة له بهذا التحريف، وأنه الأكثر حرصاً على عدم المسّ بأي من قيمنا الوطنية وهو يعتبر أن نشيدنا الوطني انعكاس لهذه القيم”.

 

إخبار ضدّ مجهولين بتهمة "تحقير النشيد الوطني"

المدن/20 شباط/2020

تقدم المحامون خليل قباني ورامي عيتاني وملاك حمية ومرهف عريمط وايلي معلوف ومحمد دوغان ومحمد يموت وميشال فلاح واحمد حسن، بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية ضد مجهول، وكل من يظهره التحقيق فاعلاً أو محرضاً او متدخلاً، بجرم تحقير النشيد الوطني اللبناني الذي تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، وجرى تحريف كلماته وذلك سنداً للمادة 384 معطوفة على المادة 209 من قانون العقوبات. وطلب المحامون في إخبارهم احالته الى المرجع المختص لاجراء التحقيقات اللازمة، مع كل من يظهره التحقيق فاعلاً أو محرضاً أو متدخلاً، وإحالتهم الى القضاء المختص والحكم عليهم بأشد العقوبات المقررة لأفعالهم الجرمية، وذلك دفاعاً عن رمز البلاد ومنعاً للتعدي على النشيد الوطني اللبناني مرة أخرى. وكان انتشر في مواقع التواصل مقطع صوتي يُحرّف النشيد الوطني اللبناني، بعدما استبدلت كلماته بكلمات أخرى تُمجّد الرئيس ميشال عون، حيث جاء فيه: "كلنا للعماد قائد للبلاد، رائد للجهاد منقذ للعباد، قوله فعله صاحب للقرار، شعبنا أهله قصره للمزار...".وفيما قال ناشطون إنّ مجموعة من العونيين هي المسؤولة عن هذا التحريف، نفى "التيار الوطني الحر" أنه تكون له علاقة بذلك. وقال في بيان إنّ "التيار الأكثر حرصاً على عدم المسّ بأي من قيمنا الوطنية وهو يعتبر أن نشيدنا الوطني انعكاس لهذه القيم". وأضاف البيان أنّ "التيار يعرف الجهة التي سوّقته، في واحدة من المحاولات الكثيرة والخبيثة لتشويه صورته أمام الرأي العام، مطالباً بوقف التداول به احتراماً للنشيد ولفخامة الرئيس ميشال عون".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وزير المال يشطب شركة نجله من جدول الشركات الاستشارية

المدن/20 شباط/2020

بالتوازي مع قرار لبنان الاستعانة بشركات مالية دولية لمساعدته في وضع خيارات لحل الأزمة التي يمر بها، جرى تداول أسماء عدد من الشركات التي قد يُستعان بها، ومن بينها شركة موليس اند كومباني Moelis & Company التي يعمل بها كريم وزني، وهو نجل وزير المال غازي وزني. وقيل أن الوزير سيمرر اسم الشركة لتفوز في العقد مع الدولة، وهو ما أثار موجة انتقادات طالت الوزير. لكن المكتب الاعلامي لوزير المال أوضح أن ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو خبر ملفّق جملة وتفصيلاً. وتشير المصادر إلى أن الوزير كان قد شطب اسم الشركة من جدول الشركات المطروحة، بمجرد قراءته الاسم وقبل أن يتم التداول بالمعلومات الملفّقة. وأوضح مكتب الوزير أن الشركات الاستشارية المالية التي وجهت دعوة إليها هي: Lazard Rothschild، Gugeinheim، Houlihan Lokey، Citibank، JP Morgan، PJT Partners، Newstate Partners، Standard Chartered، GSA Partners، Deutche Bank، .White Oak

 

ارتباك البوصلة السياسية للحريري يبقي على نزيف "المستقبل"

العرب/21 شباط/2020

بيروت –  تحيط شكوك كثيرة بالورشة الداخلية التي وعد بها رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري لإعادة “ترشيق” تيار المستقبل الذي يتزعمه، وقدرتها على انتشال الحريرية السياسية من مأزقها الحالي. وتعتبر أوساط سياسية أن تراجع شعبية التيار لا يتعلق فقط بالحالة الحزبية وهيكلية القيادة وخارطة القيادات والمنسقين، بل يتجاوز ذلك إلى ارتباك البوصلة السياسية، والتي لا يبدو أن الحريري نجح في تصويبها في ما أعلنه من مواقف في الخطاب الذي ألقاه في 14 فبراير الجاري (في إحياء ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري في نفس التاريخ من العام 2005).

وترأس الحريري، الأربعاء، اجتماعاً للمجلس المركزي للتيار، في حضور فريق عمل مكتبه ونواب “المستقبل” وأعضاء المكتبَين السياسي والتنفيذي. وقد حدد الحريري موعداً للمؤتمر العام بعد أربعة أشهر، على أن يكون عقده بداية تغييرات حقيقية داخل منظومة التيار الحزبية.

ويقول مطلعون على الجدل داخل البيئة الحاضنة للمستقبل إن التيار تحول إلى حزب سلطة مهمته توفير خلفية سياسية حاضنة لسعد الحريري ووزرائه، خصوصا في المرحلة التي تلت إبرام التسوية مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وأدت إلى انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية.

ويضيف المطلعون أنه كان على هذه التسوية أن تؤمّن للحريري بقاءه على رأس حكومات عون، وتوفر له حصة وزارية وازنة لن تتأثر بحجم تيار المستقبل داخل البرلمان.ويلفت هؤلاء إلى أن بيئة تيار المستقبل شعرت بأن زعيمها مستعد لتقديم التنازلات تلو الأخرى حماية لصفقته مع عون، بما في ذلك الموافقة على  قانون انتخابات أضرّ بموقع التيار داخل مجلس النواب، والمضيّ قُدما به والضغط على نواب “المستقبل” لإقراره، على الرغم من تصاعد أصوات داخل المستقبل تحذّر مما سيتسبّب به القانون من أضرار تصب لصالح حزب الله والتيار العوني على حساب الحريرية السياسية بالذات. ووفق تسريبات، فإن المؤتمر العام للتيار سيعقد ما بين يونيو وأغسطس، على أن تجري داخله انتخابات للمكتب السياسي والأمانة العامة، تقود إلى تغييرات على مستوى الكوادر والمنسقين، وأن هناك توجّها لتقليص أعضاء المكتب السياسي البالغ عددهم حاليا 33 عضوا.

وكانت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة مخيّبة للآمال ووجّهت طعنة للتيار وزعيمه، ليس فقط بسبب الطابع التقني المتوقع لقانون الانتخابات، بل أيضا بسبب عزوف ناخبي “المستقبل” عن المشاركة في الاستحقاق أو التصويت ضد التيار الأزرق في بعض الدوائر المحسوبة تقليديا لصالح الحريري وتياره.

وينقل عن منابر داخل المستقبل أن إعادة الثقة بين التيار والشارع اللبناني باتت ضرورة واجبة، وأن أمر ذلك لن يتم بتغير الوجوه وإجراء تعديلات في توزيع المناصب، خصوصًا أن الوجهة الناظمة لحيثيات التأييد لم تنظر يوما إلى هذه الأمور، بل كانت وجهتها دائما صوب الزعيم الأول للتيار سواء في عهد الراحل رفيق الحريري أو في عهد وريثه في هذه الزعامة نجله سعد الحريري. ويقول هؤلاء إن التيار لم يكن يوما حركة طائفية مذهبية بل تيارا وطنيا عريضا متعددا، وأنه من الخطأ اختصاره بصفته حزب السنة في البلاد. وعابت هذه المنابر على زعيم المستقبل اضطراره إلى التوجه إلى “أهل السنة” والتحدث عن الإحباط الذي يروج في بعض صفوفهم، وكأن في تلك المقاربة هروب من واجبات وطنية لطالما كانت السنية السياسية رائدة بها، واعتراف بالفشل في تشكيل جبهة وطنية عريضة تلامس ما تشكّل بعد اغتيال الحريري الأب وما عرف حينها بتحالف 14 آذار.

 

المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار: لبنان بغنى عن زيارات تزجّ به في محور ممانع يبعده عن موقعه الطبيعي والحيوي ضمن الاسرة العربية والاصدقاء الدوليين.

20 شباط/2020

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار، في البيت المركزي للحزب في السوديكو، اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب الأستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء، وصدر عنه البيان الآتي:

١- يتأكد لنا، في ظل التخبط الكبير للسلطة الحالية في اتخاذ القرارات السليمة لانقاذ الوضع الاقتصادي، ما سبق أن أعلناه في معرض تقييمنا للبيان الوزاري الاخير، عدم وجود أيّ خطة للانقاذلهذه الحكومة. في هذا السياق، نجدد مطالبتنا بخطة انقاذية شفافة متكاملة تعيد املاً للبنانيين وثقة بوطنهم وثقة للخارج به.

ان محاولات السعي لايجاد حلول تؤمن لاهل السلطة الخروج من المأزق الحالي لتسديد الديون المستحقة، لا يعفي كامل المنظومة التي حكمت على مدى ثلاثين عاماً من مسؤولية ما وصلت اليه احوال لبنان من انهيار وخوف على مستقبل اللبنانيين ومصيرهم.

٢- في ظل ما يتردد عن اجراء التشكيلات القضائية، ندعم رئيس واعضاء مجلس القضاء الاعلى باتمامها بعيداً عن المحسوبيات وبحسب الكفاية والنزاهة المهنية، فوحده القضاء النزيه المستقل والحازم هو الامل المتبقي للبنانيين لمكافحة الفساد ولاسترجاع حقهم المنهوب ممن هدر اموالهم وجنى اعمارهم واحلام شبابهم.

٣- نجدد تشبثنا بتحييد لبنان عن الصراعات والمحاور الاقليمية، ونعتبر ان لبنان بغنى عن زيارات تزجّ به في محور ممانع يبعده عن موقعه الطبيعي والحيوي ضمن الاسرة العربية والاصدقاء الدوليين.

 

الحريري يتضامن مع جنبلاط.. بوجه «صهر» العهد!

جنوبية/20 شباط/2020

إتّحدت اليوم الخميس، جبهة المعارضة بوجه صهر العهد، الذي يُشعل الشارع أينما حلّ حتّى ولو كان الشارع يتضوّر جوعاً وفقراً. إذ إشتعل شارع الحمرا اليوم توتراً خلال التظاهرة التي نظمها التيار الوطني الحرّ أمام مصرف لبنان للمطالبة بمعرفة “مصير الاموال المهربة الى الخارج”، بين مؤيدين للتيار والحزب التقدمي الاشتراكي الذي تظاهر بالجهة المقابلة في محيط مصرف لبنان. ليتلقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط اتصالا من الرئيس سعد الحريري حيث أكد تضامنه ورفضه لما حصل من استفزازات لمناصري التقدمي اليوم.

 

إنتشار مسلّح للقومي في الحمرا.. أهكذا تكون «وقفات العز»

جنوبية/20 شباط/2020

بعد التوتر الذي ساد منطقة الحمرا-بيروت، اليوم الخميس، بين مناصرين للتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الإشتراكي على خلفية “إستفزازات”متبادلة بين الطرفين، وتناقل أخبار كاذبة عبر مواقع التواصل الإجتماعي فحواها “توجه مناصرين للوطني الحر للإعتصام امام منزل وليد جنبلاط في كليمنصو”، إنتشر فيديو يوضح إقفال عناصر حزبية تابعة للحزب السوري القومي الإجتماعي لشارع جاندارك في الحمرا. إذ يسأل ناشر الفيديو العناصر المسلّحة حول سبب إقفال الشارع ليرد عليه “ما في شي”، مع العلم أن ما يحصل هو عمل روتيني يقوم به الحزب كلّما حصل أي توتر في شارع الحمرا. مع العلم أنه ليس الإنتشار المسلّح الأول لعناصر القومي في الحمرا تحديداً، والتي يتخذّها الحزب مقراً له، إذ يشهد شارع الحمرا إستعراضات عسكرية متكررة وقطع متكرر للطريق ليعرض الحزب القومي “عقيدته” بهذه الطريقة التي لا يمكن أن تكون أبداً “وقفة عز”!

 

ريفي يُعلّق على ما حصل في الحمرا: باسيل سيفشل!

جنوبية/20 شباط/2020

تعليقاً على التوتر الذي حصل اليوم الخميس بين مناصرين للتيار الوطني الحر والحزب التقمي الإشتراكي الى أن شبه البعض بما حصل في قبرشمون، غرد الوزير السابق اشرف ريفي عبر حسابه على “تويتر” قائلاً : “‏تيار باسيل يتوهم إستعادة العصب الطائفي بافتعال مشكلة مسيحية درزية وسيفشل كما فشل في حادثة قبر شمون وفي حادثة جونية التي حاول فيها إفتعال مشكلة مسيحية – سنية”.

 

السبب وراء استدعاءِ ملك حرز!

"ليبانون ديبايت"/الخميس 20 شباط 2020

عَلِمَ "ليبانون ديبايت"، أنّه بعدَ التدقيق، تبيَّنَ أنّ الشابة محاسن محمد عليوي (مواليد 1979 - ميس الجبل مرجعيون) هي فقط من شملها الاستدعاء أمام المحكمة العسكرية. وفيما يُرجَّح أن تكون محاسن هي نفسها الناشطة ملك علوية حرز، فإنّ المعلومات تؤكد، أنّ سببَ هذا الاستدعاء يعود الى حادثةٍ حصلت في حزيران من العام 2019، إذ اقدَمَت الشابة على تحقير الملازم أول ايلي سابا بسبب وظيفتهِ، والمسّ بسمعةِ المؤسّسةِ العسكريّة وذلك في محلّةِ الاونيسكو أمام مبنى وزارة التربية. وبالتالي، فإنّ ما نُشِرَ عن استدعائها على خلفيّةِ نشاطها أثناء الحَراكِ غير صحيحٍ، على اعتبار أنّ الحادثة سبب الاستدعاء قد حصَلَت قبل أشهرٍ على الحَراكِ. وبحسب المعطيات، فإنّ ما نشره زوجها محمد حرز حول أنّ الاستدعاء حصلَ على خلفيّةِ صورةٍ لها أمام أحدِ المصارفِ خلال الحَراكِ أو بسبب ركلها لأحدِ مرافقي النائب أكرم شهيب كما ذكر بعض الاعلام، غير صحيحٍ.

 

النهار: لبنان أمام تحدّي فضح مهربي الاموال

النهار/20 شباط/2020

يبدو ان لبنان يتجه جدياً الى اعادة جدولة ديونه، وهو سيعلن القرار بعد اجتماعات مع وفد صندوق النقد الدولي الذي وصل منتصف ليل أمس الى بيروت حيث يعقد اجتماعات مكثفة مع المسؤولين اليوم وغداً. وقد نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر "ان لبنان سيدعو ثماني شركات الى تقديم عروض لإسداء المشورة المالية مع دراسته خيارات في شأن الدين". وأوضح المصدر "أن هذه الدعوة لا تعني انه قرر إعادة هيكلة الديون، لكنها تعني انه يدرس كل الخيارات". وليس بعيداً، كشفت مصادر متابعة للاجتماعات المالية في السراي الحكومي أن "الاتجاه ينحو إلى عدم دفع الـ 1.2 مليار دولار من "الاوروبوند" المستحقة في آذار المقبل"، مشددة على أنه "الخيار الصائب، ذلك أنه وقت يعاني المودِعون صعوبات في الوصول إلى ودائعهم ومدّخراتهم، يبدو خيار الدفع في غير محله لأن من شأنه أن يستنزف الاحتياطات اللبنانية". وتفيد المعطيات أن رئيس الوزراء حسان دياب يعمل مع المسؤولين على اعداد برنامج انقاذي اقتصادي واجتماعي سيعرض على وفد صندوق النقد الدولي، وسيعرض بعض عناوينه في جلسة مجلس الوزراء اليوم، وذلك بعدما أعلن أمس عن تشكيل لجنة لإعداد خطة النهوض، ولجنة ادارة الأزمة. وأوردت منصة "تريدويب" ان سندات لبنان المقومة بالدولار انخفضت أمس إلى 29 سنتاً بعد دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اعادة هيكلة الديون، وهي الاشارة التي التقطتها الاسواق المالية واعتبرتها مقدمة للقرار بعدم الدفع في اذار. وكانت وكالة "بلومبرغ" اشارت إلى أنّ "معظم سندات الاوروبوند هبطت (أول من أمس) إلى ما دون 35 سنتا للدولار"، مبيّنةً أنّ "سعر السندات سجل انخفاضاً قياسياً الأسبوع الفائت قُدّر بـ74 سنتا للدولار".

ورجحت "بلومبرغ" أن يعيد لبنان هيكلة ديونه لأنه سيجد صعوبة في الحصول على تمويل خارجي، وفقًا لـ"ستاندارد تشارترد". وصرحت كارلا سليم، الخبيرة الاقتصادية في "ستاندارد تشارترد" في دبي، إن "التخلف عن السداد أو إعادة هيكلة التزامات الديون الخارجية دون وجود خطة تمويل أو إطار اقتصادي واضح سيزيد توتير الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في لبنان". وقالت إن تراجع قيمة العملة، التي ربطت بالدولار منذ عام 1997، قد يتزايد إذا فشلت الدولة في تأمين تمويل خارجي لا يقل عن 10 مليارات دولار هذه السنة.

وقالت "بلومبرغ" إن الميزانية العمومية الموحدة للحكومة والمصرف المركزي والمقرضين المحليين تشير إلى وضع سلبي للعملة الأجنبية يبلغ نحو 46 مليار دولار، وفقًا لتقديرات "جيفريز الدولية المحدودة". ورأت علياء مبيض محللة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الشركة "ان سداد سندات الاوروبوند المستحقة في 2020 سترفع خطر المزيد من الاحتجاجات ومن المرجح أن يقوض قدرة الحكومة الجديدة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة". في غضون ذلك، تبدو السلطة مربكة أيضاً في التعامل مع ملف الاموال المهربة الى الخارج، اذ بدل ان تتوافر لدى لبنان الآليات لتحديد قيمة الاموال التي خرجت من البلد، لجأ الى سؤال سويسرا (دون غيرها) عن الاموال المحولة اليها من مصارفه، في اجراء يدين المؤسسات المصرفية ومؤسسات الرقابة غير القادرة على معرفة الحقيقة إلّا بتعاون خارجي مأمول لكنه غير مضمون.

وأمس، التقى الرئيس حسان دياب المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات الذي أطلعه على النتائج الأولية للتحقيق في تحويل الأموال إلى سويسرا اعتبارا من 17 تشرين الأول 2019، وجرى بحث في إمكان التوسع في التحقيق لتشمل التحويلات المالية إلى الخارج بحيث لا تقتصر على تلك المحولة إلى سويسرا، كما بحث في توسيع الفترة الزمنية التي حصلت خلالها تلك التحويلات، وذلك بناء على طلب وزيرة العدل ماري كلود نجم من عويدات التوسع في التحقيق، والطلب من هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان تزويده كل ما تملك من معلومات عن كل التحويلات المالية من لبنان الى الخارج. كما طلبت الوزيرة نجم أن يشمل التحقيق عمليات التحويل ابتداء من أول تموز 2019، أي قبل ثلاثة أشهر من بداية الانتفاضة. وفي هذا الاطار، أوضحت هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان انه "بتاريخ 2/1/2020 تلقت الهيئة طلب مساعدة قضائية من النائب العام التمييزي يطلب فيه اجراء اللازم لمخاطبة FIU سويسرا لمعرفة حجم الاموال التي تم تحويلها منذ 17/10/2019، والافادة عما اذا كان مصدر الاموال مشبوهاً ام لا. وبناء عليه، عقدت الهيئة اجتماعا بتاريخ 9/1/2020 وقررت الطلب جميع المصارف العاملة في لبنان اعادة دراسة الحسابات المفتوحة لاشخاص معرضين سياسيا والتي جرت عليها تحاويل الى خارج لبنان من تاريخ 17/10/2019 لغاية 31/12/2019، وتحديد مصدر الاموال المودعة فيها وافادة الهيئة في حال وجود أي شبهة على الحسابات. وبعد ورود أجوبة المصارف، قررت الهيئة بتاريخ 6/2/2020 الطلب من المصارف المعنية الافادة خلال مهلة اسبوع من تاريخ تبلغها القرار، عن حجم المبالغ وعدد الحسابات والعمليات التي حولت الى الخارج، وهذا الموضوع قيد المتابعة وفقا للمعايير والاصول المعتمدة وبعد استكمال اعمال التدقيق والتحليل التي تجري بشكل حثيث وبالدقة المطلوبة ترفع"الهيئة" وفقا لاحكام القانون رقم 44/2015 (مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب) نتائج التحقيقات التي توصلت اليها الى النائب العام التمييزي غسان عويدات لاتخاذ الاجراءات المناسبة".

عون والمصارف

ميدانياً، توجهت مجموعات من المعترضين مساء أمس للاعتصام أمام المقر الرئيسي لـ"بنك عوده" في وسط بيروت حيث عملت على ازالة اللوحة الخاصة باسم البنك عن واجهة المبنى، وكتابة شعارات اعتراضا على اخبار عن امتناع المصرف عن دفع الرواتب المحددة بالدولار، وامتناعه عن تزويد المودعين الدولار. وقد اتصل الرئيس ميشال عون برئيس جمعية المصارف سليم صفير مستوضحا ما نُشر عن توقف أحد المصارف عن الدفع بالدولار للمتعاملين معه. وافيد ان الامر يقتصر على الرواتب وليس على السحوبات العادية كما هو محدد.

 

جنبلاط بعد وقوع اشكال بين مناصريه و”التيار العوني”: نحن نبني وهم يخربون

بيروت- وكالات/20 شباط/2020

 قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لمناصريه من داخل باحة قصر كليمنصو: “أنا هنا موجود في بيتي بحماية الجيش والقوى الأمنية، فلا نريد حماسة أكثر من اللزوم، فلينظموا التظاهرة التي يريدون، فهم يخربون ونحن نبني، وإني أعتذر إذا حصل خطأ من قبلنا باتجاه الجيش أو القوى الأمنية أو الإعلام، وليعد جميع المناصرين إلى منازلهم”. وقال جنبلاط: “سهل الهجوم على المصارف وغير المصارف ولكن من دون اصلاح لن نخرج من الازمة”. وكان تجمع مناصرو “التيار الوطني الحر” ولجنة مكافحة الفساد في “التيار” وجميع منسقي مختلف المناطق اللبنانية في التيار، أمس، في تظاهرة أمام مصرف لبنان، وسط تدابير أمنية مشددة، وبالتزامن مع تلك التظاهرة، تجمع عدد من مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي في محيط كليمنصو عند تقاطع جوستانيان، الأمر الذي استدعى القوى الامنية الى التدخل للفصل بينهما، تفاديا لأي إشكال، فقطعت الطريق عند مبنى “أريسكو بالاس”. فيما افيد عن وقوع اشكال بين أحد مناصري الحزب التقدمي والمتظاهرين من التيار، كما افيد عن تدافع بين الجيش اللبناني ومناصري “التقدمي الاشتراكي” . من ناحية أخرى، أطلقت ثورة 17 تشرين صرخة تحذير من مغبة استمرار المضايقات التي يتعرض لها العديد من الثوار، من خلال استدعاء كثيرين منهم إلى القضاء، بتهم غير واضحة وتثير تساؤلات عن أهدافها وأبعادها، بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وما إذا كانت مرتبطة بما يروج من أخبار عن وجود نوايا لدى السلطة بالقضاء على الثورة.

 

الاشتراكي”: استقالة عون مطلب كل اللبنانيين

بيروت ـ”السياسة” /20 شباط/2020

 أبلغت أوساط نيابية في كتلة “المستقبل”، “السياسة”، أن مواقف الرئيس سعد الحريري الأخيرة، تعكس في جانب كبير منها، الدعوة لقيام جبهة معارضة واسعة للعهد، بعد سقوط التسوية مع الرئيس ميشال عون، والتيار الوطني الحر”، مشيرة إلى أن التنسيق بين “المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” متواصل وقطع شوطاً كبيرا، في حين أن المشاورات مع حزب “القوات اللبنانية”، لم تنطلق بعد، بانتظار إزالة الشوائب التي اعترت العلاقة بينهما في الفترة الماضية، ومشددة على أن القوى المعارضة مدعوة للتوحد والقراءة في كتاب واحد، لمواجهة تطورات المرحلة المقبلة . وكتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على “تويتر”: “ان حق التظاهر والتعبير عن الرأي هو من مظاهر الحياة الديمقراطية في لبنان، ولذللك أتمنى الا تنساقوا وراء الأخبار الكاذبة والملفقة لبعض من مواقع التواصل الاجتماعي وان نحتفظ دائما بالهدوء والموضوعية في اي تبادل للرأي ، وهذا كان موقفي في اول لحظة من انطلاقة الثورة”. ولفت أمين السر العام في “الاشتراكي” ظافر ناصر، إلى أن استقالة رئيس الجمهورية ميشال عون، مطلب الشعب اللبناني كله، وليس مطلب “التقدمي”، مشيراً إلى أنه، “كلّما مددنا يدنا للعهد كلّما حاول أن يمدّ هو يده علينا وهناك عقليّة سياسيّة إذا استمرّت فنحن ذاهبون الى الانهيار”.

 

أوساط ديبلوماسية لـ”السياسة”: مصلحة لبنان البقاء في الحضن العربي/الحريري في الإمارات وسيزور السعودية

بيروت ـ”السياسة” /20 شباط/2020

 أكدت أوساط ديبلوماسية عربية لـ”السياسة”، أن “مصلحة لبنان في البقاء بالحضن العربي، باعتبار أن مصيره لا يختلف عن مصير أي دولة عربية شقيقة”، مشيرة إلى أن “محاولات إيران المستميتة، لإلحاق لبنان بها لن تنجح، لأن اللبنانيين لن يتنكروا لعروبتهم، ولن يخرجوا من عباءتهم العربية الأصيلة”، ومشددة على أن “تضامن اللبنانيين وتماسكهم، الطريق الأسرع والأقرب لخروجهم من الأزمة الراهنة”. واعتبرت، أن “الحكومة اللبنانية مطالبة بخطوات، لتعزيز الثقة العربية والدولية، بعدما أساءت ممارسات حزب الله إلى علاقات لبنان الخارجية، وأبعدته عن أشقائه وأصدقائه، حيث استخدم منصة للتهجم غير المسبوق على الدول الخليجية، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وهذا أمر ترك استياء كبيراً لدى هاتين الدولتين” . ووصل الرئيس سعد الحريري يرافقه الوزير السابق غطاس خوري الى ابو ظبي، أمس، في زيارة تستمر يومان يلتقي خلالها مسؤولين اماراتيين، ثم يتوجه بعدها إلى المملكة العربية السعودية. ووجه الأمين العام لـ “التيار” أحمد الحريري، “تحية تقدير لكل الجهود التي قامت بها المملكة من أجل لبنان”، شاكراً “خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على إيمانهما بأن لبنان سيبقى بلداً للحياة والخير وشقيقاً للمملكة مهما كره الكارهون”. واعتبر الحريري، أن “النظام اللبناني تعرض لهزة كبيرة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن هذا لا يعني تغيير اتفاق الطائف”. وأشار إلى أن “لدى دول المحور العربي اولويات، ونحن نقدر هذا الشيء، ولا يعني ذلك أن هناك تقصيراً تجاه لبنان”، معتبراً أن “الثورة التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من خلال رؤية 2030 هي ثورة للتقدم والتطور واستثمار كل طاقات المملكة البشرية في داخلها، في طريقها للوصول إلى موقع أفضل في الاقتصاد العالمي وأكثر تأثيراً، ما يعني أكثر تأثيراً في السياسة”.

 

أكد أمين السر في الحزب “التقدمي الاشتراكي” ظافر ناصر: استقالة رئيس الجمهورية مطلب الشعب

مواقع الأكترونية/21 شباط/2020

أكد أمين السر في الحزب “التقدمي الاشتراكي” ظافر ناصر “أن استقالة رئيس الجمهورية ميشال عون مطلب الشعب اللبناني وليس مطلب “الإشتراكي”، مشدداً على “أن كلّما مددنا يدنا للعهد كلّما حاول أن يمدّ هو يده علينا وهناك عقليّة سياسيّة إذا استمرّت فنحن ذاهبون الى الانهيار”.

ولفت في حديث لـmtv إلى “أننا لم نخرج من الحكومة بل اتّخذنا قراراً بعدم المشاركة فيها والخلاف مع “تيار المستقبل” سابقاً كان نتيجة التسوية السياسية”، معتبراً “ان اللقاءات مع “تيار المستقبل” مناطقيّة من أجل نسج العلاقة على أسس مستقرّة أكثر وترميمها وهناك اجتماع غداً في منطقة البقاع”.

وأوضح ناصر “أن لا رغبة بتشكيل جبهة سياسية تشبه الجبهات السابقة بل نرغب بخوض معارضة انطلاقاً من ثوابتنا وقناعاتنا التي ربما تلتقي مع فئات سياسية معيّنة”. وأضاف: “نواب “اللقاء الديمقراطي” لن يستقيلوا ولسنا ضد الانتخابات النيابية المبكرة لكننا لا نتاجر بهذا الموضوع شعبوياً”.

وعن عدم مشاركة النائب مروان حمادة في جلسة الثقة، قال: “لديه مواقفه، وزيارته الى معراب غير مرتبطة بما حصل يوم جلسة الثقة بل كانت شخصيّة”، معتبراً “أن العلاقة مع “القوات اللبنانية” طبيعية وهناك تنسيق وفق الملف المطروح والتواصل مستمرّ. اختلفنا مع “القوات” على توقيت الاستقالة من الحكومة السابقة، والأمور في مكان آخر ولا تتعلّق بالمراحل الموسمية للاستحقاقات بل مرتبطة بمرحلة ما بعد نهاية ولاية العهد أي مرحلة رئاسة الجمهورية”. وأضاف: “غريب بعض الحراك يتناول ملفات وملفات أخرى لا يتناولها كما يتناول أحزاباً وأحزاباً أخرى لا يتناولها”، موضحاً: “كان لدينا موقف أخلاقي بعدم ركوب موجة الثورة ولم نشارك بشكل رسمي فيها انما تركنا الحرية للمناصرين ولم يكن لدينا اي قرار بمنعهم من المشاركة ومن بينهم الشهيد علاء ابو فخر”. وتابع: “الاحزاب يجب ان تقوم بمراجعة ذاتية ولكن هذا لا يعني ان نقوم بجلد أنفسنا فالأحزاب ليست بشيطان في الحياة السياسية”. ولفت الى “أن الحزب التقدمي الاشتراكي سيعقد مؤتمرا صحافيا قبل ظهر الاثنين حول ملف الكهرباء”. ورأى ناصر “أن الموضوع المالي والاقتصادي مرتبط بصندوق النقد الدولي والشروط التي يضعها والمرتبطة بالاصلاح الجدي لا الاصلاح الشكلي واذا لم تُعالج مشكلة الكهرباء لن نصل الى أي نتيجة. وعلى ذمة الراوي فإن رئيس الحكومة طرق باب الخليج ولم يُفتح له، فهل يمكن للعجلة الاقتصادية ان تتحرك من دون الخليج ونظرة ثقة من المجتمع الدولي؟” وختم: “المطلوب حلول جذرية وأبرزها المعابر الشرعية وغير الشرعية ويجب تأمين عدالة ضريبية بين اللبنانيين”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

عقوبات أميركية على مسؤولين إيرانيين في هيئة الانتخابات

واشنطن/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم (الخميس)، فرض عقوبات على مسؤولين في الهيئة الإيرانية المشرفة على الانتخابات بعدما استبعدت آلاف المرشحين للانتخابات التشريعية المقررة غداً (الجمعة). وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إن «الإدارة الأميركية لن تسمح بالتلاعب بالانتخابات لتسهيل خطة النظام الخبيثة». وأضاف أن «هذا الإجراء يكشف كبار مسؤولي النظام الذين يتحملون مسؤولية منع الشعب الإيراني من اختيار قادته بحرية... ستواصل الولايات المتحدة دعم التطلعات الديمقراطية للإيرانيين». وبين الذين فُرضت عليهم عقوبات أحمد جنتي، المسؤول الديني النافذ في مجلس صيانة الدستور. وهو يؤدي دوراً رئيسياً في مجلس خبراء القيادة الذي يختار المرشد الأعلى الإيراني. وأوضحت وزارة الخزانة أن جنتي، بصفته الأمين العام لمجلس صيانة الدستور، أشرف على استبعاد نحو نصف المرشحين المحتملين البالغ عددهم 16033 ألفاً. وتعني العقوبات تجميد أي أصول أميركية لهؤلاء المسؤولين، وأن التعامل معهم يعتبر جريمة لأي شخص في الولايات المتحدة.

 

الإيرانيون يختارون برلماناً جديداً في انتخابات محسومة للمتشددين/7 آلاف مرشح يتنافسون على 290 مقعداً وسط مقاطعة وعراك ورقص وكباب

طهران، عواصم – وكالات/20 شباط/2020

 يتوجه الايرانيون اليوم إلى صناديق الاقتراع، لاختيار 290 نائبا من أصل سبعة الاف مرشح في الانتخابات التشريعية الايرانية، في انتخابات نتائجها محسومة مقدما للمتشددين الذين يسيطرون على أهم مؤسسات البلاد، وذلك بعد أن حذف مجلس صيانة الدستور منافسين إصلاحيين ومعتدلين من الساحة. وكثّف المرشحون خلال الساعات الأخيرة قبيل بدء الصمت الانتخابي من شدة حملاتهم الانتخابية، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي واللقاءات العامة لكسب اصوات الناخبين، وسط تكهنات بفوز القوائم الانتخابية للتيار الأصولي المحافظ على غريمه التقليدي التيار الاصلاحي. وظهرت أساليب غير مسبوقة لمرشحي التيار المتشدد وآخرين شعبويين، من ضمنها توزيع المأكولات لكسب الأصوات وتوزيع الهدايا. ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية ومنها “صحيفة إيران” الرسمية صورا وفيديوهات لم يسبق مشاهدتها في الانتخابات الإيرانية السابقة، حيث كانت تعد من الأساليب الشعبوية المذمومة في الانتخابات السابقة. وهذا يؤكد أن النظام الإيراني يحاول الإيحاء بأن الأجواء الانتخابية تحظى بشعبية كبيرة، خلافا لاستطلاعات تحدثت عن مشاركة نحو 24 في المئة فقط من سكان طهران. وضمن الحملات الانتخابية، قام أحد المرشحين بتوزيع الكباب على الناس في مدينة إيذة جنوب غرب إيران، والتي يعاني الأهالي فيها من فقر مدقع. وفي مدينة أخرى تقع في جنوب إيذة قام أحد المرشحين، بتوزيع الساندويتشات على الناس بشكل مهين، وفي مدينة أخرى بإقليم الأهواز العربي وزع أحد المرشحين المعسل بطعم الليمون يحمل صورته، على الناس طمعا في أصواتهم. ونظم مرشح آخر حفلا لمراسم تشبه التحضيرات لحفل زفاف في محافظة بوشهر وأنصاره يرقصون ويغنون في مخالفة لقانون النظام، حيث في الحالات العادية لا يسمح بالغناء والرقص الجماعي وخاصة للناس، ولكن يبدو أن لضرورة الانتخابات الإيرانية أحكامها، حيث ثمة فيديوهات تظهر الرقص والغناء. وأسفرت محاولات إضفاء الشعبية على الانتخابات عن وقوع اشتباكات بين مؤيدين لمرشحين ورافضين للمشاركة في الانتخابات المثيرة للجدل، ولم يقف المقاطعون مكتوفي الأيدي فقام البعض منهم بتمزيق وحرق صور ويافطات المرشحين. وأثارت ضبابية المشهد الانتخابي مخاوف النظام من دعوات مقاطعة الانتخابات، الأمر الذي دفع المرشد علي خامنئي إلى إضفاء صبغة دينية على الانتخابات وصف فيها المشاركة في الاقتراع بـ”الجهاد العام”، و”الحكم الشرعي الواجب”. وقبل يومين فقط من موعد الانتخابات، توصلت الاحزاب الاصولية المحافظة الى قائمة انتخابية موحدة في محاولة منها للحد من تشتت اصوات ناخبيها والفوز بأكبر عدد من المقاعد النيابية، التي استحوذ عليها غريمهم التيار الاصلاحي في الدورة السابقة. وتضم هذه القائمة اكبر قائمتين انتخابيتين للمحافظين وهي “ائتلاف القوى الثورية” و”جبهة الصمود” يترأسها المرشح الرئاسي الخاسر محمد باقر قاليباف، الذي تولى في السابق مهام أبرزها عمدة العاصمة طهران وقائد قوات الأمن الداخلي. وتضم القائمة الى جانب قاليباف المرشح الرئاسي الخاسر مصطفى ميرسليم ورجل الدين المعروف مرتضى آقا طهراني، وبعض الوجوه البرلمانية كالنائبة فاطمة رهبر وزهره الهيان والنائب بيجن نوباوه ومحمود نبويان. فيما قرر المجلس الأعلى لجبهة الاصلاحات الذي يضم تحت مظلته جميع الاحزاب الاصلاحية، عدم طرح أي قائمة انتخابية في العاصمة طهران، مخولا أحزابه حق المشاركة من عدمها، لخوض السباق الانتخابي بشكل منفرد.

 

“العفو الدولية” تنتقد سجل طهران بسبب انتهاكات حقوق الإنسان

السياسة/20 شباط/2020

أكد تقرير منظمة العفو الدولية السنوي، مقتل الكثير من الإيرانيين خلال انتفاضة الشعب الإيراني في نوفمبر الماضي، على أيدي نظام الملالي، موضحا ان الكثيرين ماتوا متأثرين بجراحهم من أعيرة نارية، ومضيفا أن آلاف المنتفضين احتُجزوا تعسفًا.

كما أكدت المنظمة أن العديد من الأشخاص لقوا حتفهم في الحجز إثر اعتقالهم خلال انتفاضة نوفمبر، موضحة أن مئات آخرين احتُجزوا تعسفًا فيما يتعلق بالممارسة السلمية لحقوقهم، وبوجه عام بتهم أمنية وطنية زائفة. وفيما يتعلق بوضع المرأة في إيران، أشار التقرير السنوي إلى أن مسؤولي النظام كثفوا حملتهم ضد المدافعين عن حقوق المرأة، الذين يقومون بحملة ضد قوانين التمييز القسري المتعلقة بالحجاب. وأكد أن السلطات واصلت الجريمة المستمرة ضد الإنسانية المتمثلة في الاختفاء القسري، عن طريق إخفاء مصير وأماكن وجود عدة آلاف من السجناء السياسيين الذين اختفوا قسراً أثناء موجة من عمليات الإعدام الجماعي السرية في إيران بين يوليو وسبتمبر 1988. واستمر كثير من المسؤولين الذين يشتبه في تورطهم في عمليات الاختفاء القسري والإعدام الجماعي خارج نطاق القضاء في عام 1988، بمن فيهم المرتبطين بلجان الإعدام، في شغل مناصب السلطة.

 

أميركا تتهم إيران بانتهاك القوانين الدولية وتسليح الحوثيين في اليمن

عدن – وكالات/20 شباط/2020

 أكد المتحدث باسم القيادة الوسطى الأميركية كابتن ويليام اوربان، استمرار إيران في عمليات تهريب الأسلحة للحوثي في اليمن، من دون أي اعتبار لقرارات مجلس الأمن الدولي. وقال أوربان، في مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، ليل أول من أمس، إن طهران تواصل انتهاك القوانين الدولية من خلال تهريب الأسلحة إلى اليمن للحوثيين الذين يستخدمونها في هجمات على السعودية. وعرض صوراً للأسلحة التي تم ضبطها الأسبوع الماضي، على متن سفينة شراعية في بحر العرب، وكانت تضم 150 صاروخاً مضاداً للدبابات. وأضاف إن الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم على متن سفينة التهريب كانوا يمنيين وتم استجوابهم قبل تسليمهم إلى الحكومة اليمنية، مرجحاً أن وقوف “فيلق القدس”، التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني وراء تهريب الأسلحة إلى الحوثيين. وفي السياق، قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، خلال لقائه سفيرة ألمانيا لدى اليمني كارولا مولر، أول من أمس، إن التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني واستمرار دعم طهران للانقلابيين هو ما يطيل أمد الصراع ويقف عائقاً أمام الجهود الأممية والدولية لإحلال السلام وإنهاء معاناة اليمنيين. وأشار إلى شحنة الأسلحة الإيرانية التي ضبطتها أخيراً، البحرية الأميركية والتي كانت في طريقها إلى الحوثيين، معرباً عن تطلعه إلى “دور فاعل للمجتمع الدولي في وقف هذه التدخلات الإيرانية”، وكف مشاريع طهران “لتصدير الخراب والفوضى في محاولة لتخفيف الضغوط الدولية المفروضة عليها جراء سلوكها العبثي في المنطقة والعالم”، وفق تعبيره. واتهم الحوثيين “بالتعنت ورفض الحل السياسي، رغم التنازلات” التي قدمتها حكومته في سبيل ذلك، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الانقلابيين للرضوخ للحل السياسي وتطبيق مرجعيات الحل المتوافق عليها محلياً والمؤيدة دولياً. على صعيد آخر، أكد وزير الدفاع اليمني الفريق محمد المقدشي، أمس، أن محاولة الاغتيال الفاشلة، التي تعرض لها في مديرية صرواح غرب مأرب، لن تثني الجيش والشعب في المضي قدما لاستعادة الوطن والعاصمة صنعاء ودحر المليشيات المتمردة في البلاد. وقال إن اليمن حالياً في حالة حرب والاحتمالات كافة واردة فيها، مؤكداً إصرار الجيش على النصر وإنهاء تواجد الحوثيين.

 

هل تتحول قم الإيرانية إلى «ووهان الشرق الأوسط»؟

«الصحة العالمية» لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على فهم سلسلة انتقال العدوى في إيران

لندن: نجلاء حبريري/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

أثار إعلان إيران، أمس، اكتشاف حالتي إصابة مؤكدتين بفيروس «كورونا» الجديد في مدينة قم، ثم وفاتهما بعد فترة قصيرة، هلعاً داخل البلاد وخارجها. وزاد تأكيد السلطات تشخيص 3 إصابات جديدة في كلّ من قم وآراك، مخاوف الإيرانيين، لا سيما أن مصدر العدوى ليس معروفاً حتى اللحظة، فيما تحدّثت تقارير إعلامية غير رسمية عن إحالة 25 شخصاً إلى الحجر الصحي بمستشفى في قُم. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جاهانبور إنه ثبتت إصابة 3 أشخاص آخرين بالفيروس. وأوضح على «تويتر»: «أظهرت التحاليل إصابة اثنين في قم، وواحد في آراك، ليصل عدد حالات الإصابة المؤكدة في إيران إلى 5». ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن جاهانبور قوله إن جميع المرضى إيرانيون، وإن الشخص المصاب في مدينة آراك بوسط البلاد طبيب من قم. وفي محاولة لتفادي انتشار الوباء، أعلن محافظ قم بهرام سرمست تعطيل كل المدارس والجامعات، وحصر الإدلاء بأي تصريحات حول الفيروس في «جامعة العلوم الطبية»، وطالب وسائل الإعلام بالالتزام بما يصدر عنها. كما قالت وكالة «إيسنا»، صباح اليوم، إن مسؤولي الصحة في البلاد دعوا إلى تعليق كل التجمعات الدينية في مدينة قم.

من جهته، قال المتحدّث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير لـ«الشرق الأوسط»، إن «السلطات الإيرانية أبلغت عن 5 حالات مرضى مصابين بـ(كوفيد – 19)، بينهم اثنان توفوا للأسف». وأضاف في تصريحات عبر البريد الإلكتروني: «ما زلنا نجمع مزيداً من البيانات الوبائية لتحليل هذه الحالات، وفهم سلسلة انتقال العدوى. نحن نراقب الوضع عن كثب من خلال مكتبنا الإقليمي في القاهرة ومع السلطات الوطنية». وأضاف أن إيران هي إحدى الدول في منطقة شرق المتوسط التي «ندعمها عن طريق إرسال معدات واقية (أقنعة، وقفازات فحص، وملابس عازلة، ونظارات السلامة... وغيرها) للعاملين في قطاع الصحة الذين يُشخّصون ويعالجون المرضى الذين قد يعانون من (كوفيد – 19). تواصل منظمة الصحة العالمية إرسال معدّات مختبرية إلى الدول لتمكينها من إجراء اختبارات تشخيصية». وظهر فيروس «كورونا» الجديد، المعروف رسميا باسم «كوفيد – 19»، في مدينو ووهان الصينية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأودى بحياة أكثر من 2200 شخص، كما أصاب عشرات الآلاف، غالبيتهم داخل الصين. وسجّلت بعض الوفيات خارج الصين القارية، بينها وفاة سائح صيني مُسنّ في فرنسا كانت الأولى في أوروبا، وحالتا وفاة في إيران كانتا الأوليين في منطقة الشرق الأوسط، وأخرى في هونغ كونغ وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان.

ولمواجهة الانتشار السريع لهذا الفيروس الجديد، الذي لم يوجد له لقاح بعد، عزلت الصين 56 مليوناً من مواطنيها في إقليم هوباي وعاصمته ووهان، وعشرات الملايين الآخرين في مقاطعات أخرى أصيبت بالفيروس بدرجات متفاوتة. كما أخضعت الصين، وفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، نحو نصف سكانها لمراقبة لصيقة، بحيث لا يُسمح لأكثر من فرد واحد في الأسرة بالخروج لشراء الحاجيات الأساسية، كما يُمنع على أي شخص من خارج المدينة دخولها، وتُقاس درجات حرارة جميع الركاب قبل استخدام وسائل النقل العام.

وفيما لا يزال الوقت مبكرا للحديث عما إذا كانت إيران قد تعزل مدينة قم ذات الأهمية الدينية لدى الشيعة والواقعة على مسافة نحو 120 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة طهران للحدّ من انتشار الفيروس، يتساءل البعض عمّا إذا كانت الأخيرة ستتحوّل إلى «ووهان جديدة»، خصوصاً بعد إعلان السلطات عن قيود على الدراسة والتجمعات الدينية. وفي هذا الصدد، قررت وزارة الداخلية العراقية تعليق منح التأشيرة السياحية للإيرانيين مباشرة، في إجراء احترازي ضد انتشار فيروس «كورونا». وقالت وكالة الأنباء العراقية إن وزارة الصحة طالبت رئيس الوزراء العراقي بمنع السفر إلى إيران والوفود منها.

كما نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مدير المنافذ الحدودية العراقية عمر الوائلي إن العمل جارٍ على تعزيز الإجراءات بعد ظهور إصابات بالفيروس في إيران. كما أقامت السلطات مراكز حجر صحي عند منافذ العراق مع إيران خوفاً من انتقال فيروس «كورونا». وقد عقدت خلية الأزمة اجتماعاً، اليوم، لمتابعة تطورات انتشار الفيروس في إيران. وذكرت وكالة الأنباء العراقية أن «خلية الأزمة عقدت اجتماعاً طارئاً برئاسة وزير الصحة لمناقشة ومتابعة آخر التطورات في إيران بعد الإعلان عن إصابات جديدة بفيروس (كورونا)». بينما أكدت سلطة الطيران المدني استمرار الرحلات الجوية مع إيران ذهاباً وإياباً.

 

بومبيو يُجدِّد في الرياض التزام واشنطن “القوي” بأمن السعودية/مناورات مشتركة بالخليج... و"البنتاغون": احتجزنا أسلحة إيرانية مطابقة للمستخدمة بهجمات "أرامكو"

الرياض، عواصم – وكالات/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

 بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلــمان بن عـبدالعزيز أمــس، مــع وزير الخـارجية الأميركي مايك بومبيو، العلاقات الثـنائية، ومجمل الأحداث الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها، والجهود المبذولة تجاهها. ونقل وزير الخارجية الأميركي لخادم الحرمين الشريفين، تحيات الرئيس دونالد ترامب، فيما حمّله خادم الحرمين تحياته له. وأعرب بومبيو عن سعادته بزيارته السعودية، لمناقشة التزام الحكومة الأميركية القوي بأمن المملكة، مؤكدا على وجود حاجة للوقوف مع السعودية في مواجهة إيران. وكتب بومبيو في تغريدة على “تويتر”: “أنا سعيد لعودتي وزيارتي الرياض لمناقشة التزام الحكومة الأميركية القوي بأمن المملكة، هناك حاجة مستمرة للوقوف مع السعودية في مواجهة سلوك إيران الخبيث في المنطقة”. من جانبها، أكدت السفيرة السعودية لدى واشنطن الأميرة ريما بنت بندر، أن التعاون السعودي الأميركي قوي وحيوي، وهو لصالح استقرار المنطقة ومواجهة التحديات المشتركة. كما بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع بومبيو، العلاقات الثنائية والشراكة الستراتيجية بين البلدين، والمستجدات الإقليمية والدولية. ولاحقا، تفقد بومبيو قوات بلاده في السعودية، حيث اعتبرت الخارجية الأميركية إن “زيارة بومبيو إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية ومنظومة باتريوت المحاذية، تبرز العلاقة الأمنية الأميركية السعودية طويلة الأمد، وتؤكد مجددا تصميم أميركا على الوقوف مع السعودية في مواجهة السلوك الإيراني الخبيث”. على صعيد آخر، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن، وأعضاء مجلس إدارة المركز من مختلف القيادات الدينية في عدد من الدول. ورحب خادم الحرمين الشريفين بأعضاء المركز، الذين يعقدون اجتماع مجلسهم الأول في الرياض، مؤكداً أهمية المركز ودوره في ترسيخ مبادئ الحوار والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال والتسامح، ومكافحة كل أشكال التطرف والإرهاب.

بدورهم، عبّر أعضاء المركز عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين، ولولي العهد السعودي على الدعم الذي تقدمه المملكة للمركز، وعلى جهود المملكة الرامية لترسيخ قيم التسامح والتعايش وبناء السلام العالمي. من جانبه، استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أوجه العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك، ومستجدات الأحداث الإقليمية، والجهود المبذولة تجاهها. وأكدا على أهمية دور مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، والفرص الواعدة والمشتركة بين دول المجلس.

بدوره، بحث وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير بالرياض، مع وزير خارجية هولندا ستيف بلوك، في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادلا وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية. من جهة أخرى، وفي أول زيارة له للسعودية منذ توليه السلطة في أغسطس الماضي، وثاني زيارة للخليج العربي بعد زيارة الإمارات مطلع الشهر الجاري، ذكرت صحيفة “الصحراء” الموريتانية أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيقوم بزيارة رسمية للسعودية يوم الأربعاء المقبل تستغرق أيام عدة، للتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين. إلى ذلك، تنطلق الأسبوع المقبل مناورات التمرين البحري المختلط “المدافع البحري”، حيث تستضيف القوات البحرية السعودية في قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالأسطول الشرقي، نظيرتها القوات البحرية الأميركية، وتأتي امتداداً لسلسلة من المناورات والتدريبات السابقة المشتركة بين البلدين. ويهدف التمرين إلى رفع الجاهزية القتالية للحفاظ على حرية الملاحة البحرية، ويتضمن على عدد من المناورات والتدريبات التي تعزز إجراءات الأمن البحري بالمنطقة، وتوحيد مفاهيم أعمال قتال القوات البحرية. على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” وليام أوربان، أن الولايات المتحدة اعترضت شحنة أسلحة في نوفمبر الماضي، مطابقةً لتلك المستخدمة في الهجمات على منشآت شركة “أرامكو” السعودية، موضحا أن سفينة إيرانية كانت تنقل أسلحة إلى الحوثيين وتم احتجازها، كانت تحمل صواريخَ “كورنيت” إيرانية. من جهة أخرى، بحث رئيس الأركان السعودي فياض الرويلي، مع نظيره الإثيوبي آدم محمد، تعزيز التعاون الأمني والعسكري، ومستجدات الأوضاع في المنطقة.

 

الملك سلمان يستعرض مع بومبيو الأحداث الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها

الرياض/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم (الخميس)، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونقل الوزير الأميركي لخادم الحرمين الشريفين، تحيات الرئيس دونالد ترمب. وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين، ومجمل الأحداث الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها، والجهود المبذولة تجاهها. حضر الاستقبال، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية، وفيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد العيبان. كما حضره من الجانب الأميركي، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى المملكة جون أبي زيد، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، والمستشار العسكري الفريق ريكي وادل، والناطقة الرسمية لوزير الخارجية مورغان أورتيغاس، ونائبة رئيسة البعثة ماتينا سترونغ.

 

تلاسن بين مُمثلي تركيا والنظام في الأمم المتحدة

نيويورك – وكالات/20 شباط/2020

 نشب تلاسن حاد في جلسة مجلس الأمن الدولي، بين مندوبي النظام السوري وتركيا، في الجلسة التي شهدت مناقشات بشأن أحداث إدلب، حيث وجه مندوب سورية الدائم بالإنابة في مجلس الأمن لؤي فلوح، ليل أول من أمس، مجموعة من الاتهامات إلى الحكومة التركية. وقال إن “فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف يمكن أن يكون لنظام قاتل مجرم أن يدعي أنه يسعى للحفاظ على الأمن”. من جانبه، رد المندوب التركي فريدون سينيرلي أوغلو، بأن “النظام السوري يمثل نظاماً دموياً شن حرباً على شعبه، ولا يستحق الجلوس على مقعد سورية في مجلس الأمن”.

 

تركيا تبدأ هجوماً واسعاً على إدلب وتقتحم النيرب وجيش الأسد يتراجع

تخوف أميركي من تصعيد المواجهات بين أنقرة وموسكو ... وغارات روسية على إمدادات "النصرة"

دمشق – وكالات/20 شباط/2020

 شنت القوات التركية والقوات الموالية لها، وفي مقدمها “جبهة النصرة” و”أنصار القوقاز”، أمس، هجوماً عنيفاً مدعوماً بالمدرعات والمدفعية التركية على نقاط جيش النظام السوري في منطقة النيرب شرق مدينة إدلب. وشهدت محاور ريف إدلب الشرقية اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و والمعارضة المسلحة، فيما تساند مدفعية الجيش التركي هجوم مسلحي المعارضة. ونفذت القوات التركية قصفاً مدفعياً وصاروخياً عنيفاً على مواقع الجيش السوري بمحيط بلدة النيرب من مرابضها في منطقتي سرمين وتفتناز. وردت قوات النظام بالمدفعية على مصادر القصف التركي، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي السوري والروسي سلسلة غارات استهدفت خطوط إمداد المسلحين، فيما لاتزال الاشتباكات العنيفة مستمر على محور النيرب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات التركية والفصائل الموالية شنت هجوماً عنيفاً على بلدة النيرب، الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف إدلب الشرقي، وذلك بعد عملية تمهيد مكثفة بعشرات القذائف الصاروخية. وأضاف إن القوات المهاجمة تمكنت من اقتحام البلدة والسيطرة على نحو نصفها، وسط استمرار المعارك العنيفة بين الطرفين ومعلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى بين الجانبين. وكان المرصد ذكر في وقت سابق، أن رتلاً عسكرياً تركياً دخل من معبر كفرلوسين شمال إدلب، يتألف من 80 شاحنة وعربة مصفحة ودبابات، ودمرت قوات النظام عشر مدرعات، بينها أربع دبابات. من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” ليل أول من أمس، أن واشنطن ستواصل الضغط على النظام السوري حتى يوقف اعتداءاته على إدلب والتوصل إلى حل سياسي.وقال المتحدث باسم “البنتاغون” جوناثان هوفمان، إن “واشنطن  ترى أن روسيا وتركيا على شفير صراع في المنطقة”، معبراً عن أمله في أن تجد الدولتان حلاً لتفادي تلك المواجهة “نرى الروس والأتراك على شفير صراع في المنطقة ونأمل أن يجدوا حلاً لتفادي المواجهة”. من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولوود تشاويش أوغلو، أمس، إن كانت الولايات المتحدة تتقرب منا بسبب خلافاتنا مع روسيا، فإننا نشكك في مصداقيتها، مضيفاً “سنكثف المحادثات مع روسيا بشأن إدلب في الأيام المقبلة”.

بدوره، علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلاً، إنه “قد يحدث تضامن بين الجانبين (التركي والأميركي) على مختلف الأصعدة في أي لحظة، إلا أنه استبعد حدوث أي سيناريوهات سيئة مع روسيا في إدلب”. في المقابل، حذرت الأمم المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في سورية، ليل أول من أمس، من “خطر تصعيد وشيك” بعد التصريحات الأخيرة لتركيا وروسيا. وقال المبعوث الأممي الخاص لسورية غير بيدرسون، إنه “لا يمكنني الحديث عن أي تقدم لوضع حد لأعمال العنف في الشمال الغربي أو لإحياء العملية السياسية”، موضحاً أن موسكو وأنقرة لم تتوصلا إلى “أي اتفاق” رغم محادثات مكثفة بينهما، وتصريحاتهما الأخيرة “توحي بخطر تصعيد وشيك”. ودعا إلى “وقف فوري لإطلاق النار في شمال غرب سورية”، شارحاً أن “الأعمال القتالية تدور في مناطق ذات كثافة سكنية عالية مثل مدينة إدلب ومعبر باب الهوى الحدودي، والذي يعد من بين أكثر المناطق التي تشهد تجمع المدنيين النازحين في شمال غرب سورية، كما أنه بمثابة شريان حياة إنساني”. في غضون ذلك، قال الرئيس السابق للإدارة العامة للتعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية الجنرال ليونيد إيفاشوف، إن الاستفزازات بين الجانبين الروسي والأميركي ستستمر. وأضاف معلقاً على حادث وقع بين مدرعتين عسكريتين روسية وأميركية، في سورية، إن “مثل هذه الحوادث بين القوات الروسية والأميركية ستستمر، لكنها لن تتحول إلى مواجهة مفتوحة”.

في سياق آخر، قال مسؤول تركي، أمس، إن أنقرة تبحث مع روسيا تسيير دوريات مشتركة في إدلب كأحد الخيارات لضمان الأمن هناك. وفي دمشق، انفجرت أمس، عبوة ناسفة داخل سيارة “بيك أب” في منطقة المرجة. وفي طهران، أعلن مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، عن عدم وجود تاريخ نهائي لقمة روسيا وإيران وتركيا، القمة الثلاثية بشأن سورية، مشيراً إلى سعي إيران مع روسيا وتركيا لعقدها في القريب العاجل. إلى ذلك، أعلنت المقاومة الوطنية السورية أمس، استعدادها ورغبتها في الانضمام تحت لواء قوات النظام للتصدي للعدوان التركي على البلاد. وقال رئيس المكتب السياسي للمقاومة ريزان حدو، في بيان، “نمتلك القدرة على إكمال تحضيراتنا اللوجستية واستيعاب الآلاف من الرجال الجاهزين للمشاركة في التصدي للعدوان التركي على البلاد، وذلك في حال طلب قيادة الجيش ذلك من المقاومة”. من جهة أخرى، أثارت صورة لجندي تركي في بلدة الأتارب بشمال سورية، وهو يشير بعلامة فاشية تعرف بـ”الذئاب الرمادية”، الغضب من الترويج للفكر المتطرف في المناطق التي تتدخل فيها تركيا في سورية.

 

27 قتيلاً بينهم جنديان تركيان في معارك شمال غربي سوريا

بيروت الشرق الأوسط/20 شباط/2020

خاضت فصائل مقاتلة بدعم تركي، اليوم (الخميس)، معارك عنيفة ضد قوات النظام في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، ما تسبب بمقتل 27 عنصراً، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت أنقرة أن جنديين تركيين في عداد القتلى، بينما أصيب خمسة بجروح جراء غارة جوية في إدلب، وحمّلت الرئاسة التركية مسؤولية القصف للنظام السوري. ومنذ ديسمبر (كانون الأول)، تتعرض مناطق في إدلب ومحيطها، تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة، لهجوم واسع من دمشق، مكّن قواتها من التقدم في مناطق واسعة في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي.

وأفاد المرصد بأن فصائل معارضة شنّت بدعم من القوات التركية هجوماً على مواقع قوات النظام في بلدة النيرب الواقعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وشاركت «هيئة تحرير» الشام في الهجوم، وفق المرصد الذي قال مديره رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الأتراك يدعمون الفصائل بسلاح المدفعية، ويؤمنون لها تغطية أثناء تقدمها على الأرض». وسيطرت الفصائل، وفق المرصد، على الجزء الأكبر من النيرب، قبل أن تجبرها قوات النظام مدعومة بالطيران الحربي على التراجع بعد ساعات من المعارك العنيفة، وانسحبت بعدها الفصائل والقوات التركية من البلدة. وشنت الطائرات السورية والروسية عشرات الغارات، وفق المرصد، فيما قصفت المدفعية التركية مدينة سراقب الواقعة شرق النيرب والتي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً. وأوردت وكالة أنباء النظام السوري «سانا» أن الطيران السوري «وجّه عدة ضربات دقيقة ضد آليات الإرهابيين ومدرعاتهم على محاور الهجوم وأفشل محاولات تقدمهم»، وأكدت أن وحدات الجيش «تقضي على المجموعات الإرهابية المهاجمة على محور النيرب». وأسفرت المعارك والقصف الجوي عن مقتل 11 عنصراً من قوات النظام و14 من الفصائل المقاتلة، بالإضافة إلى الجنديين التركيين، وفق المرصد. وأوردت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية نقلاً عن مصدر في المنطقة أن «هناك تحركاً لحماية مواقع الجيش التركي»، من دون أن تحدد ما إذا كانت القوات التركية تشارك في العملية. ومنذ بداية الشهر الجاري، تشهد إدلب تصعيداً غير مسبوق بين دمشق وأنقرة انعكس مواجهات على الأرض أسفرت عن سقوط قتلى من الطرفين. وعلى وقع تقدم خلال الأشهر الماضية، بات الجيش السوري يحاصر ثلاث نقاط مراقبة تركية على الأقل من أصل 12 تنتشر في المنطقة، بموجب اتفاق روسي تركي.

 

البرلمان العراقي يُصوِّت على حكومة مُصغرة الاثنين وسط تحفظ كردي

علاوي لم يكشف أسماء الوزراء... وصالح رشح سبعة وهيمن على حصة الأكراد

بغداد – وكالات/20 شباط/2020

 اتفقت الكتل السياسية العراقية، على تمرير التشكيلة الوزارة للرئيس المكلف محمد توفيق علاوي في جلسة مجلس النواب الاستثنائية الاثنين المقبل.

وقال النائب عن “تيار الحكمة” ستار الجابري أمس، أن علاوي حسم مصير 19 حقيبة، فيما استمر الخلاف مع الأكراد على آلية الترشيح للحقائب المتبقية. في المقابل، أعلن تحالف “القوى العراقية”، الذي يرأسه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، شروطه لمنح الثقة للحكومة الجديدة، مؤكداً ضرورة إلزام الحكومة الجديدة بحصر السلاح بيد الدولة، وأهمية أن تحظى الحكومة بثقة وقبول الشعب، إضافة الى إلزامها بتضمين برنامجها إعلاناً واضحاً وصريحاً لموعد إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة وخلال سنة من تاريخ تشكيلها. في سياق متصل، كشف مصدر سياسي، أمس، عن ترشيح رئيس الجمهورية برهم صالح سبعة وزراء في التشكيلة الحكومية، مضيفاً إن “صالح يهيمن على حصة الأكراد بحجة الاستقلالية”. بدوره، كشف النائب عن كتلة “السند الوطني” فالح الخزعلي، عن شرط منح الثقة للحكومة، مشيراً إلى أن الوجود العسكري الأميركي في العراق يمثل أبرز التحديات الأمنية. وأوضح أن تطبيق قرار البرلمان بإخراج القوات الأجنبية من العراق هو شرط أساسي من شروط التصويت على منح الثقة للحكومة. وكان رئيس علاوي، دعا مجلس النواب إلى عقد جلسة استثنائية الاثنين المقبل، لمنح حكومته الثقة، مؤكداً العمل على إجراء انتخابات نيابية مبكرة. وأكد علاوي في كلمة مسجلة ليل أول من أمس، ملاحقة المعتدين على المتظاهرين السلميين والقوى الأمنية ستكون أولوية حكومته فور نيلها الثقة، داعياً المتظاهرين إلى منح حكومته فرصة رغم “أزمة الثقة تجاه كلما له صلة بالشأن السياسي” والتي ألقى مسؤوليتها على فشل أسلافه. وقال إنه “انتهى من تشكيل حكومة مستقلة .. من دون مشاركة مرشحي الأحزاب السياسية”، مضيفاً إنه “إذا فازت الحكومة بالثقة، فإن أول إجراء لها سيكون التحقيق في قتل المتظاهرين وتقديم الجناة للعدالة”. ووعد بإجراء “انتخابات مبكرة حرة ونزيهة بعيداً عن تأثيرات المال والسلاح والتدخلات الخارجية”.

وحذّر من مخاطر عدم “تمرير الحكومة”، مؤكداً أن “هناك جهات تعمل على استمرار الأزمة في البلاد”. وطلب الجلسة الاستثنائية من دون أن يكشف عن أسماء الوزراء في حكومته، في ما بدا محاولة لرمي الكرة في ملعب البرلمان الذي من المفترض أن يتسلم السيرة الذاتية لكل وزير قبل التصويت على منح الوزراء الثقة كل على حدة. وترسل الأسماء إلى “الهيئة المكلفة باجتثاث البعث”، للتأكيد من أن أياً من الوزراء المرشحين لم يتسلم منصباً خلال عهد صدام حسين وحزب “البعث”. إلى ذلك، خرجت مئات العراقيات في تظاهرة نسوية هي الأولى في محافظة النجف، للدفاع عن دورهن وتأكيد حقوقهن بالمشاركة في الاحتجاجات. وسارت التظاهرة التي شاركت فيها أستاذات جامعيات وطالبات وربات بيوت، على طريق يمتد حوالى كيلومتر، وصولاً إلى ساحة الاحتجاج الرئيسية قرب مبنى مجلس المحافظة. وتقدمت التظاهرة دورية للشرطة وانتشر شبان على جانبي الطريق ووزعوا مياه الشرب على المتظاهرات. وحملت المتظاهرات لافتات كتب على إحداها “ولدت عراقية لأصبح ثائرة”، و”لا صوت يعلو فوق صوت النساء” كما تعالت هتافات بينها “لا أميركا ولا إيران بغداد هي العنوان”. في غضون ذلك، أعلن الجيش العراقي أمس، القضاء على أحد عناصر تنظيم “داعش” في غارات جوية بشمال وادي الخزيمي بمحافظة الأنبار، فيما أصيب ثلاثة جنود إثر انفجار عبوة ناسفة جنوب الموصل.

 

الأمم المتحدة تعلن استئناف المفاوضات حول ليبيا في جنيف

الشرق الأوسط/20 شباط/2020

أعلنت الأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، استئناف المفاوضات العسكرية بين طرفي النزاع في ليبيا، والهادفة إلى إعلان وقف دائم لإطلاق النار، وذلك غداة إعلان حكومة «الوفاق» الليبية، برئاسة فائز السراج، انسحابها من هذه المفاوضات بعد قصف ميناء طرابلس.

وقال جلت العلم، المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا التي يرأسها غسان سلامة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه تم استئناف المحادثات غير المباشرة التي تجرى في جنيف بإشراف المنظمة الدولية.

 

علماء يكشفون عن خريطة جزيئية ثلاثية الأبعاد لـ«كورونا»

بكين/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

نشر علماء أميركيون في مجلة «ساينس» أول خريطة جزيئية ثلاثية لقسم من فيروس كورونا المُستجد مسؤول عن إصابة الخلايا البشرية، وهي خطوة مهمّة قد تساهم في تطوير العلاجات واللقاحات المناسبة لمواجهة الوباء، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. واستخدم فريق الباحثين من جامعة تكساس في أوستن ومن المعاهد الوطنية للصحّة تقنية «المجهر الإلكتروني بالتبريد العميق» (الحاصلة على جائزة نوبل في الكيمياء في العام 2017) لوضع مجسم لجزء من الفيروس يتشبث بالخلايا البشرية. وشرح العالم جايسون ماكليلان الذي قاد الدراسة لوكالة الصحافة الفرنسية كيفية إعدادها، قائلاً: «عمدنا إلى إدخال جزيء غريب داخل الجسم البشري لتحفيز جهازه المناعي على إنتاج أجسام مضادة بشكل استباقي، بحيث يكون جاهزاً للردّ على أي هجوم في حال إصابته بالفيروس». ويدرس ماكليلان مع فريقه منذ سنوات العديد من الفيروسات الأخرى من السلالة نفسها ولا سيّما المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وبالاستناد إلى هذه التجربة وانطلاقاً من المجين الذي نشره الصينيون في بداية انتشار الوباء، تمكّن الباحثون من إنتاج نسخة مستقرّة للفيروس في المختبر. وباتت الهيكلية الجزيئية التي توصلوا إليها متاحة للباحثين في جميع أنحاء العالم. وعلّق عالم الفيروسات بنجامين نيومان في جامعة «تكساس إيه أند أم تيكساركانا» بأنها «هيكلية واضحة لأحد أهم بروتينات فيروس كورونا، وستساعد على فهم كيفية اكتشاف الفيروس واختراقه». ومن المتوقّع أن يساعد هذا الاكتشاف الباحثين على فهم كيفية تخفّي الوباء وإخماد نشاطه عبر توفير وصفات ممكنة لأدوية مضادة للفيروسات للأشخاص المصابين، ولقاحات.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تشدّد أميركي: تضييق الخناق على لبنان لتتوجع إيران

منير الربيع/المدن/20 شباط/2020

تشبّه نظرة سياسة خارجية الواقع اللبناني، بغريق يتخبط في مياه متحركة. بلا أي مسار واضح لمساعدته أو إنقاذه بإيصاله إلى برّ الأمان، أو مرسى الإستقرار. كل الكلام الذي تنشغل به القوى السياسية اللبنانية حول الإجراءات الواجب إتخاذها لتجنّب الإنهيار، في جزء منه وهمي وإعلاني بلا أي قواعد جدية، أو برنامج واضح قادر على إخراج البلاد من حالة غرقها، بما في ذلك الرهان على مساعدات المجتمع الدولي والمؤسسات المالية والنقدية العالمية. حتى أن المفاوضات التي تجري مع صندوق النقد الدولي، لن يكون مفعولها إلا بمثابة دفع رأس الغريق إلى فوق الماء ليتنفس القليل من الأوكسيجين. وهذا لا يعني إنقاذه.

الجرح والدواء

النظرة الدولية وتحديداً الأميركية للبنان متشائمة جداً، وتطال الكيانية اللبنانية. هناك مرحلة سياسية وجيوستراتيجية دلختها منطقة الشرق الأوسط ولبنان حتماً سيكون من ضمنها، لذلك لا تبدو أي من الدول معنية بإنقاذ لبنان أو الحفاظ على كيانه، وهذا ما سمعه المسؤولون اللبنانيون من مختلف المسؤولين الدوليين، وعبّر عنه وفد صندوق النقد الدولي الموجود في بيروت، بأن الحلّ والقرار يرتبط بإرادة اللبنانيين، على قاعدة "في يدك الجرح وفي كفّك الدواء". ولذلك يغيب أ موقف دولي جدي وحقيقي لإنقاذ لبنان من أزمته ما لم يعمل هو على حلّ هذه الأزمة، وهذه المنظومة التي تصفها القوى الدولية بالمنظومة الإقليمية الجديدة التي تنشأ، سيكون الواقع فيها مختلفاً عن ما كان عليه الوضع سابقاً، ولذلك يظهر غياب دول الخليج العربي عن الإهتمام بالملف اللبناني بشكل مباشر، والغياب عن تقديم المساعدات.

"جنرال إلكتريك"

والمرحلة الجديدة تقتضي تغييرات سياسية، بدأت تظهر منذ فترة من خلال التشدد حيال الملف اللبناني، وصولاً إلى الأزمة الإقتصادية الخانقة التي يعيشها، وشمله بمصير سوريا، العراق وإيران. والأمور لن تقف عند هذا الحدّ، خصوصاً مع حضور السفيرة الأميركية الجديدة إلى بيروت الشهر المقبل، وسط معلومات تتحدث عن أن السفيرة الجديدة ستكون من الجناح المتشدد جداً في الإدارة الأميركية، ومع وجهة النظر الضاغطة إلى أبعد الحدود بدون أي مراعاة للخصوصية اللبنانية. النظرة الأميركية حيال الوضع اللبناني حالياً، تخلص إلى نتيجة واحدة، وهي أن الوضع لن يتحسن في المدى المنظور، ولبنان سيكون أمام مصير أسوأ، بالتزامن مع المفاوضات التي بدأتها الحكومة مع صندوق النقد الدولي للدخول في برنامج إصلاحي وشروط قاسية جداً، ومن بينها ملف الكهرباء، والذي تكشف مصادر متابعة عن إستعداد وإصرار لدى شركة جنرال الكتريك الأميركية، الدخول إلى مضمار هذا القطاع في لبنان ومستقبلاً والضغط في سبيل الحصول على إدارته في لبنان، وهناك مفاوضات بدأت مع الحكومة اللبنانية بهذا الشأن. ولكن هذه الملفات تبقى في إطار النقاط البسيطة على الطريق الطويل، والذي سيؤسس إلى تغيير حقيقي وجوهري.

صفقة القرن مع إيران

على الصعيد السياسي لا تبدو النظرية الأميركية أكثر اختلافاً أو تفاؤلاً، كل الضغط الأميركي المفروض على لبنان لا ينفصل عن الضغط على إيران والعراق وسوريا، والهجف هو الوصول إلى إتفاق بين الأميركيين والإيرانيين بما يرضي واشنطن، في مشروعها الأكبر، وهو إعادة ترتيب الوضعية الإقليمية المستقبلية، أو النظام الإقليمي، والغاية الأميركية واضحة، تثبيت صفقة القرن وعقدها مع إيران، توفير أمن إسرائيل الإستراتيجي والإنضباط الإيراني، والتعاون للذهاب إلى تقاطعات النظام الإقليمي الجديد، والذي يتركز على خطوط النفط والغاز وسكك الحديد، وما يعنيه ذلك من استقطاب إيران للتأثير أكثر على طريق الحرير الصيني. ولذلك تتشدد واشنطن حالياً إلى أقصى الحدود في لبنان، وهي تتدخل مع كل الدول لوقف أي مساعدة للبنانيين قبل الوصول إلى ما تريد تحقيقه. ما بعد اغتيال قاسم سليماني لن يكون كما قبله وفق هذه النظرة، هناك أدوار كثيرة ستتغير، وأميركا ستضغط أكثر للوصول إلى مفاوضات مع إيران، قبل الإنتخابات الأميركية. بحال تحققت خروقات في جدار الأزمة واسنداد أفقها حالياً، سيؤدي ذلك إلى بعض التنفس في الدول المحسوبة على طهران، أما بحال عدم تحقيق أي تقدم أو اختراق، فإن الخيار العسكري سيتقدم. خاصة أن دونالد ترامب يخوض معركته الإنتخابية المقبلة بشكل مصيري، وهو الذي اغتال أبو بكر البغدادي وقاسم سليماني، قد لا يتوانى عن تسجيل نقطة جديدة في سجله عبر تنفيذ عملية اغتيال جديدة أو استهداف صيد ثمين يعدّه من الإنتصارات العالمية والهائلة التي حققها. هذا لا ينفصل عن المأزق الذي يعيشه بنيميان نتنياهو انتخابياً، والذي لم يفوت ترامب فرصة لإسداء الخدمات والدعم له. لا تستبعد المصادر أن تطال هكذا عملية لبنان بشكل أو بآخر، أو حتى سوريا ولكن الملفين سيكونان مرتبطين ببعضهما البعض، وأي عملية إغتيال نوعية قد تؤدي إلى تغيير صورة المشهد في لبنان، والمنطقة طبعاً، خاصة أن العنوان الأساسي حالياً يهدف إلى إضعاف حزب الله.

السيء والأسوأ

وهنا، تشير مصادر متابعة إلى أن هناك وجهتي نظر سيكون لبنان في المرحلة المقبلة، أمام مصير أسود وسيئ، إما تركه ينهار إقتصادية ومالياً وتتجوف الدولة ومؤسساته فيه من الداخل، للوصول إلى صيغة تعيد إنقاذه ترتبط بإتفاق إيراني أميركي بعد تشديد الخناق إلى أقصاه، بشكل يحقق الرؤية الإستراتيجية الأميركية الجديدة وإسرائيل في صلبها، وهذه ستكون نتيجتها تغيير سياسي وإقتصادي ومالي حقيقي وجذري على بنية النظام اللبناني، أما الخيار الثاني، فهو بحال استدعت الحاجة لدى ترامب والإسرائيليين للذهاب إلى شنّ حرب إسرائيلية مدمرة ضد حزب الله ولبنان ككل، تؤدي إلى دمار هائل وتؤسس لتغيير جذري أيضاً، ولكن بنتيجة هذه الحرب سيفوز حزب الله سياسياً بغض النظر عن الدمار العمراني والسياسي والمالي، ولكن أي حرب من هذا النوع يكون هدفها استغلال الوضع الشعبي اللبناني المترهل والسيء إقتصادياً، وجود جو من الإنقسام السياسي والمذهبي، ووجود نقمة سياسية وشعبية على حزب الله، وبالتالي الهدف هو إضعاف الحزب أكثر، وإجباره وإجبار إيران من خلفه على تقديم تنازلات.

 

لبنان للعرب: لا تُعيدوا ارتكاب خطيئة العراق

محمد قواص/العرب/21 شباط/2020

يعيدُ العرب ارتكاب الخطيئة التي اقترفوها بحقّ العراق حين غادروه تاركين لإيران وأدواتها حق التمتع الكامل. عرف العرب أن عودتهم اللاحقة كانت متأخرة.

في لبنان من آمن بأن قواه الذاتية تستطيع أن تحرّر البلد

سقط لبنان داخل دائرة النفوذ الإيراني بعد هزيمة الولايات المتحدة في هذا البلد في ثمانينات القرن الماضي. أجْلتْ قوات “المارينز” قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982، وخيّل أن أمرا كهذا سينهي أيضا “العصر السوري” في لبنان لصالح عصر أميركي أوحى به الانتصار الساحق الذي حققته القوات الإسرائيلية في اجتياح ذلك العام. كانت واشنطن تحت إدارة الرئيس رونالد ريغان تسعى لبسط نفوذها وتأكيد تفوقها في الشرق الأوسط، مستفيدة من مشاهد الهزيمة الفلسطينية. وعلى هذا أوفت بوعودها للرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميّل وقدمت لنظامه دعما عسكريا مباشرا، بحيث باتت البوارج الأميركية تدك مواقع خصوم الجميّل، وما يمثلونه من خصومة للعصر الأميركي، دون هوادة. لا تهم هنا التفاصيل. النتيجة أن ريغان استدعى قواته وعاد بها إلى بلادهم بعد أيام على تعرض مقر المارينز في بيروت لتفجيرات 1983 كان واضحا أن إيران تقف وراءه.

انهزمت الولايات المتحدة. الوصف عسكري بامتياز. وجاءت قوات الوصاية السورية تستعيدُ النفوذ في لبنان مستعينة بما قدمته طهران للحاكم في دمشق من نيران أبعدت ريغان وعسكره عن شواطئ لبنان. انهزمت الولايات المتحدة، وراحت توفّر رعاية دولية لوصاية دمشق على أمور بيروت. وفي تلك المعادلة ما يؤكد أن بلدا كلبنان، في حجمه ومساحاته وقواه، لا يملك إلا أن يكون جزءا من وصاية ما، وأن فنتازيا السيادة والاستقلال هي مفهوم حالم وغير واقعي، وإن حدث فهو مصطنع قد تجري داخله مراعاة ما هو شكلي طالما أن هذا الشكل لا يتصادم مع أجندات الأوصياء.

يقع لبنان جغرافياً في منطقة لا يمكن إلا أن يتأثر داخلها بالديناميات المحيطة. تمايلت جدرانه كلما هبّت رياح كبرى في المنطقة. تروي حكاية استقلاله قصصا عن الكيفية التي ترسمُ فيها الخرائط على أيدي من يخطّونها وفق المصالح الكبرى ومن ينحت تفصيلاتها وفق طباع الفاعلين. كان للبنان حصة في صراع الغرب والشرق. تلاعبت به حقبة “حلف بغداد” والمدّ الناصري، وصعود منظمة التحرير، وظل يميل غربا رغم انجذابه إلى أحلام ذلك الشرق وطموحاته وهذيانه.

أن يُترك لبنان من جديد لوصاية إيران ببلادةٍ يحكمُها حرد، فتلك خطيئة في حساب الأرباح والخسائر كما في القراءات البسيطة للمشهد الجيواستراتيجي في المنطقة

لا يستطيع لبنان إلا أن يكون جزءا من استقطاب. قيل يوما إنه مدلل فرنسا والغرب. جذبته براكين العروبة والوحدة العربية. وجد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر نقطة توازن مع الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب لعدم المسّ في توازناته، فيما لم تكترث الوصايتان السورية والإيرانية لذلك الترف، فكان أن وصل البلد إلى ما وصل إليه هذه الأيام.

لا يجد لبنان هذه الأيام إلا إيران وصيّا معلنا في غياب وصايات بديلة. لا يبدو أن نظام دمشق يستطيع أن يلعب هذا الدور، وهو بالكاد يشقّ النفس لفرض وصاية على سوريا. ولا يجد لبنان إلا وصاية طهران المفروضة بقوة القهر والأمن والعسكر، فيما لا تملك أيّ وصايات بديلة هذه “المواهب”. وإذا ما كان البلد لا يقوى على مقاومة الأوصياء عليه إلا بتوفر قوة كبرى رادعة، فإن لبنان الذي سقط داخل وصاية دمشق بالرعاية الكاملة للولايات المتحدة والحلفاء، يجد نفسه يسقط منذ سنوات، رويدا رويدا، داخل وصاية طهران، دون أن تلوح ظواهر اعتراض جدية وحقيقية، أو رد فعل صارم، بإمكانه إرباك الفعل الإيراني وأدواته المحلية.

لا يمكن للعالم إلا أن يعترف أن في لبنان من آمن يوما بأن قواه الذاتية تستطيع أن تجلي وصاية ثقيلة وتحرّر البلد من براثن التبعية لأجندات ما وراء الحدود. جرى أن تلك الوصاية دافعت عن نفسها بشراسة وحمت نفوذها بضراوة. يوما حين أجبرت “المارينز” على مغادرة البلد، ومرة حين فتكت بالخصوم اغتيالا، واحدا بعد آخر، منذ مقتل رفيق الحريري، ومرة حين انقلبت على البلد برمته بقوة السلاح في “7 أيار” الشهير. وفي أعقاب كل مواجهة كان واضحا أن العالم الذي يزعم دعمه لـ”السياديين” في لبنان تركهم يذبحون، وذهب لترتيب تسويات (اتفاق الدوحة نموذجا) تمحض قوة القهر بشرعية دستورية يتآلف العالم مع مآلاتها.

اندفع خصوم حزب الله في لبنان إلى الخروج من فقاعة ساذجة أوحت لهم أن العالم يقف معهم. راحوا يغادرون معسكراتهم ويمتهنون ركوب البراغماتية الأقرب إلى الانتهازية. بدا لهم أن وصاية طهران أزلية عزز من صلابتها اتفاق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع إيران، وبدا لهم أيضا أنّ لا تعويل على ما انقلب في مزاج واشنطن ضد نظام الجمهورية الإسلامية في عهد سلفه دونالد ترامب. وفي ذلك ما نفهمه من تسويات متفاوتة اندفع إليها سعد الحريري أو سمير جعجع أو وليد جنبلاط مع أمر الوصاية لاتقاء شرورها. وفي ذلك ما لا نفهمه من تلك القَدَرية التي يتعامل بها العالم، من عواصمه الدولية الكبرى إلى تلك العربية الفاعلة المفترض أنها معنية بشأن هذا البلد.

أن يُترك لبنان لأمر الوصاية السورية في عهد حافظ الأسد وفي عهد ابنه لاحقا، فذلك أن تلك الوصاية كانت تمثل نقطة تقاطع تم الاتفاق عليها بما يراعي مصالح من له مصالح في لبنان. راعى نظام الأسد، حتى خروج القوات السورية من لبنان عام 2005، مصالح إسرائيل بدقة في ما عُرف بالخطوط الجغرافية الحمراء. راعى مصالح الولايات المتحدة رغم ما كان يجاهر به من تحالف مع موسكو. وراعى مصالح السعودية سواء في إنهاء الحرب في مدينة الطائف، أو في ظهور رفيق الحريري وبروز دوره تحت حكم الوصاية.

انهزمت الولايات المتحدة، وراحت توفّر رعاية دولية لوصاية دمشق على أمور بيروت. وفي تلك المعادلة ما يؤكد أن بلدا كلبنان، في حجمه ومساحاته وقواه، لا يملك إلا أن يكون جزءا من وصاية ما

لكن أن يُترك لبنان من جديد لوصاية إيران ببلادةٍ يحكمُها حرد، فتلك خطيئة في حساب الأرباح والخسائر كما في القراءات البسيطة للمشهد الجيواستراتيجي في المنطقة. وأن يتم التسليم بأن البلد الذي تعاقبه الأزمة الاقتصادية سينقلب على أوصيائه ويهرول للالتحاق بركب “الأشقاء والأصدقاء”، فتلك سذاجة تشبه التسليم بأن عقوبات ترامب وحدها كافية لجرّ إيران صوب طاولة ترامب للمفاوضات. يعيدُ العرب ارتكاب الخطيئة التي اقترفوها بحقّ العراق حين غادروه تاركين لإيران وأدواتها حق التمتع الكامل. عرف العرب أن عودتهم اللاحقة كانت متأخرة لا تقوى على مواجهة أمر واقع بات من العسير تقويضه. أن يترك العرب لبنان دون مقاربة حيوية تعزز حضورهم في البلد، فذلك يعني أنهم يواكبون الحدث الإيراني ويُفرطون في الاكتفاء بتأمله. وأن يمارسوا ضد لبنان حردا لكونه لا يقوى على الخروج من الزمن الإيراني، فذلك أنهم خذلوه كما خذله العالم حين حاولوا ذلك.

أمام الزمن الإيراني في لبنان استحقاقات تضعه في مواجهة ما ترومه واشنطن. قد تطالب الأخيرة بتفاهمات حول ترسيم حدود لبنان مع إسرائيل، وأخرى تطال قطاع النفط في مياهه ومطالب أخرى. وقد يحصل أن تذهب طهران يوما لإبرام اتفاق جديد مع الولايات المتحدة الترامبية. وإذا ما أتاحت إيران وحزبها في لبنان تلك التفاهمات اللبنانية، أو انسحب على لبنان اتفاق طهران وواشنطن المتوخّى، فذلك يعني أن الوصاية التي تمرر للأميركيين مصالحهم وترسم ابتسامة نصر على وجه رئيسها، ستحظى برعاية أميركية كما تلك التي حظي بها نظام حافظ الأسد، على نحو يجعل العرب فرعا هامشيا داخل زمن لبنان المقبل.

 

من التسوية الرئاسية الى ربط النزاع

علي حماده/النهار/20 شباط/2020

الازمة التي انفجرت بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس”التيار الوطني الحر” جبران باسيل والتي عبر عنها الحريري في المهرجان الخطابي احياء لذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري بقوله ان التسوية الرئاسية انتهت، انهت مرحلة دامت اكثر من ثلاث سنوات من التحالف الكبير بينهما، وكان من ثمارها ان أوصلت عون الى سدة الرئاسة في 31 تشرين الأول 2016، اعقبها وصول الحريري الى رئاسة الحكومة واستمراره فيها عبر حكومتين لمدة ثلاث سنوات متتالية. والحقيقة ان التسوية الرئاسية لم تنته كما يتصور البعض بكل مقدماتها او مفاعليها. بالعودة الى مقدماتها، يمكن القول ان مرحلة ربط النزاع التي انطلقت في مطلع عام 2014، بعد حضور الحريري تلاوة القرار الاتهامي في جريمة اغتيال والده في المحكمة الخاصة في لاهاي، وإعلانه بعدها بايام قليلة عن انطلاق مرحلة “ربط النزاع ” مع قوى 8 آذار، وبالتحديد مع “حزب الله”، هي المقدمة الطبيعية لـ”التسوية الرئاسية” التي أتت بعدها. فمرحلة “ربط النزاع ” انتجت حكومة ائتلافية بين قوى 14و 8 آذار، وكان الحريري ممثلا فيها بحصة وازنة، اقام علاقة حوارية مع “حزب الله” تجلت على مستوى الاجتماعات الحوارية التي رعاها رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره، وأخرى حصلت مباشرة بينه وبين موفدين من قيادة “حزب الله” او بين ممثلين عنه وقيادات من الحزب. وقد أدى “ربط النزاع” في تلك المرحلة الى تبريد الشارع بشكل لافت، وتوقفت الصدامات بين شارعي “تيار المستقبل” و”حزب الله”.

فتحت مرحلة “ربط النزاع” الباب امام إمكان تحريك ملف الشغور الرئاسي، ومن ضمنه ملف التمثيل السني في الحكومة. فالحريري الذي خرج رئيس الحكومة آنذاك تمام سلام من منزله، بقي خارج لبنان، واستقرت معادلة عودة الحريري الى رئاسة الحكومة في مقابل حل رئاسي يرضي “حزب الله”، مشفوعا بأجندة تعاون في الداخل اللبناني. كسر الحريري أول الحواجر عبر ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة بدلا من رئيس حزب “القوات اللبنانية سمير جعجع، واعتبر ذلك قفزة كبيرة في اتجاه فريق 8 آذار بقيادة “حزب الله”. وبعد استحالة إيصال فرنجية الى الرئاسة، كسر الحريري الجدار الكبير مع الجنرال ميشال عون بعدما تيقن ان “حزب الله” لن يتخلى عنه، فكانت “التسوية الرئاسية ” بعد مفاوضات طويلة، انتهت الى إقرار معادلة عون في بعبدا والحريري في السرايا، والأهم من ذلك كله ان يقترن ذلك بمزيد من التبريد مع “حزب الله” على قاعدة وضع الملفات الخلافية الكبرى على الرف. ولكن كان واضحا لدى العارفين ان “التسوية الرئاسية ” لم تقتصر على الثنائي عون – الحريري، انما كانت عمليا ثلاثية بين عون والحريري و”حزب الله”.

في ما بعد حصل ما حصل وصولا الى مرحلة اعلان سقوط التسوية. فهل سقطت فعلا ؟ يقيننا انها تضررت كثيرا على مستوى عون – الحريري، لكنها لم تتضرر على مستوى الحريري – “حزب الله”. فقد جرى تحييد الحزب بشكل عام في المهرجان الخطابي، بحيث امكن الزعم ان الحريري لم يحرق جميع مراكبه. وبقيت العلاقة تحت سقف مرحلة “ربط النزاع”.

 

عن شخصية لبنان.. سمات خمس خالدة

كريم مروة/المدن/20 شباط/2020

خارطة طريق لاستعادة الشخصية اللبنانية بتنوع سماتها وتعدد ووحدة مكوّناتها على قاعدة نظام ديموقراطي تعددي ودولة مدنية حديثة جامعة. شغلتُ نفسي، منذ مطالع الألفية الجديدة، بالبحث عبر التاريخ القديم والحديث، عما اعتبرته الأساس في تحديد معالم الشخصية اللبنانية، بتنوع سماتها وتعدد مكوناتها. وتأثرتُ في هذا البحث بما كان المفكر المصري جمال حمدان قد شغل نفسه فيه تحت عنوان "شخصية مصر عبقرية المكان". وهو بحث أغراني كثيراً، بعد أن كنت قد تعرّفتُ إلى مؤلفه في سبعينيات القرن الماضي. واستطعت أن أتوصل في بحثي هذا، في نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة، إلى ما صار عندي هماً حقيقياً لخلق تيار وطني ديموقراطي لبناني أصيل، يسعى لكي يحرر لبنان مما هو فيه، ويعيده إلى أصوله التاريخية، التي تعبر عنها شخصيته المشار إليها. وأراني اليوم، في ضوء ما ارتبط بثورة السابع عشر من تشرين الأول، أكثر ثقة بإمكانية الوصول إلى استعادة الأصول التاريخية للشخصية اللبنانية. ذلك أنني صرت أكثر اقتناعاً من الفترة السابقة بإمكانية تحقيق هذا الهدف الكبير، ونحن نستعد للاحتفال باسم ثورتنا المجيدة بمئوية لبنان الكبير. لكنني، وأنا اقدر أهمية هذا الاحتفال، لا يسعني إلا أن أشير إلى أن لبنان الكبير قد بُني في ظل الانتداب الفرنسي على أسس سرعان ما بدأت تشير بالتدريج، لا سيما بعد الاستقلال إلى المحاصصة الطائفية، وما خلَّفته من انقسامات وصراعات وتدخلات خارجية شوَّهت الشخصية اللبنانية، ووضعت لبنان كما هو الآن على مفترق طرق، تكاد تطيح بما ما ارتبط بتاريخه من سمات متنوعة ومكونات متعددة تعبر عن الأصالة في شخصيته.

وإذا كان من الطبيعي أن يكون لكل شعب من الشعوب ولكل بلد من البلدان السمات التي تعبر عن شخصيتهما، فإن السمات الخمس التالية هي التي تعبر عن شخصية لبنان وشخصية اللبنانيين بالمفرد وبالجمع، كما دلّنا على ذلك التاريخ قديمه وحديثه.

السمة الأولى

تتمثل بالتعدد والتنوع الديني والإثني المرافق لتكوّن لبنان في مراحل مختلفة من تاريخه القديم، وفي المراحل الحديثة من تاريخه على وجه الخصوص. كما تتمثل في التعدد الثقافي والحضاري حتى داخل الأديان والمذاهب والإثنيات ذاتها، وفي تعدد أنماط حياة اللبنانيين في الوطن وفي المغتربات. إن هذين التعدد والتنوع في الشخصية اللبنانية بأنواعهما وبمكوناتهما القديم منها والحديث، هما اللذان مكّنا لبنان من أن يكون في مراحل مختلفة من تاريخه مركز تواصل ثقافي وتفاعل عميقيّ الأثر والتأثير بين الشرق عموماً، والعالم العربي جزء منه، وبين الغرب بامتداداته الواسعة، وبين حضارات وثقافات هذه العوالم جميعها.

السمة الثانية

تتمثل بطموح اللبنانيين إلى المعرفة، وبقدرتهم على امتلاكها واستيعابها والإبداع فيها في ميادينها المختلفة، وبقدرتهم على تبوّء مراكز عالمية كبيرة بالإستناد إلى كفاءاتهم في هذه المعارف جميعها.

السمة الثالثة

تتمثل بميل اللبنانيين التاريخي للهجرة إلى الخارج، الدائم منها والمتقطع، وبقدرتهم على الإندماج والتكيف في المجتمعات التي يعيشون فيها، محتفظين بصيغ وبمستويات مختلفة، بالعلاقة بجذورهم اللبنانية. ويطمح الكثيرون منهم للإسهام في تقدم وطنهم بوحدة مكوناته الثقافية والاجتماعية، شرط أن تتوفّر لهم في الوطن الإمكانات لتحقيق ذلك الطموح.

السمة الرابعة

تتمثل بتعلق اللبنانيين المقيمين في الوطن بالحرية كأساس لهم ولوطنهم النهائي، وبدفاعهم عن هذه الحرية وبحمايتها ضد كل محاولات النيل منها من داخل البلاد ومن خارجها، وبجعل هذه الحرية جزءاً من حياتهم اليومية في شتى المجالات.

السمة الخامسة

تتمثل بتمسكهم بأرضهم وبمقاومتهم بشتى الوسائل لأي عدوان خارجي كلما تعرض له بلدهم، وبالأخص ما يتصل بالعدوان الإسرائيلي، والتصدي بوسائل مختلفة لكل أنواع المشاريع التي تهدد استقلال وسيادة وطنهم وتهدد حرية وسعادة شعبهم، وتهدد الصيغة الجامعة والموحدة لمكوناته المتعددة ضد أي إّدعاء غير مبرر من أي مكوّن بأنّه هو وحده صاحب الدور الأساسي في الدفاع عن الوطن وفي تحديد مستقبله.

بهذه السمات الخمس والمكونات المتعددة التي تعبر عن شخصية الشعب اللبناني صار لبنان خلال تكونه التاريخي، لا سيما في الحقبة الحديثة من هذا التاريخ خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، جزءاً مكوِّناً من أسرة البلدان العربية وشعوبها، مندمجاً بتاريخها في مراحله المختلفة، ومساهماً بإبداع في إغناء التراث الثقافي العربي المشترك في مجالاته وميادينه المتعددة محتفظاً بشخصيته وبخصوصياتها أسوة بسائر الأشقاء العرب. على قاعدة ما تقدم وفي ضوء ما نحن فيه من انقسامات وصراعات غير مبررة، وفي ضوء ما أدخلنا فيه وطننا من حروب أهلية مدمرة، نرى أنه حان الوقت لكي يخرج اللبنانيون من الحالة المأساوية التي يخضعون لها منذ عقود طوعاً أحياناً، وقسراً في أحيان أخرى، وفي الحالتين معاً. وهي حالات تعيق تقدم وطنهم، وتهدد استقلاله وسيادته ووحدته وحريته، وتمنع الاستقرار السياسي الاقتصادي والاجتماعي والأمني فيه، وتفسح في المجال أمام التدخلات الخارجية في شؤونه من كل الجهات والاتجاهات، وترهق حياة الأكثرية الساحقة من شعبه وتشوّه روح المواطنة عندهم، وتعمق ظاهرة الاصطفافات الزبائنية والاستتباع المسلوب الوعي والإرادة. وتقود تلقائياً إلى تعميم الاستهتار بالقيم الإنسانية وبحقوق الإنسان وتقفل الآفاق أمام الشباب للعيش الكريم في وطنهم، وتحملهم على الهجرة إلى الخارج وفي مقدمتها هجرة الكفاءات في كل الميادين، التي تحرم لبنان من الإفادة منها في صنع تقدمه. ما أشرت إليه حول هذه الحالة هو ما نعاني منه في هذه الأيام، التي تشكل ثورة السابع عشر من تشرين الأول الباب الحقيقي للخروج منه. وقد توقَّفت عند هذه القضية باسم "شخصية لبنان" التي يعبر عنها تنوع سماتها وتعدد ووحدة مكوناتها كمشروع آمل أن يصبح مع الوقت الأساس في ما يرتبط بثورتنا المجيدة أهدافاً تعبر عن المستقبل الذي ننشده لوطننا الخالد لبنان.

 

إرسلان سّلم مطلوبَين: ورطة مروان خيرالدين بقضية محمد زبيب

نادر فوز/المدن/20 شباط/2020

أوقف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي المعتدين الثلاثة على الزميل محمد زبيب، في شارع الحمرا، ليل 13 شباط الجاري، ليتبيّن أنهم مرافقون للوزير السابق والمصرفي مروان خير الدين. والموقوفون الثلاثة هم: المسؤول الأمني لدى خير الدين فادي العسراوي، ومرافقيه شادي علم الدين وعلي سويد.

اللجوء إلى قصر خلدة

وأشار مطلّعون على مسار التحقيق في الاعتداء لـ"المدن"، إلى أنّ "فرع المعلومات أوقف أحد المشتبه بهم الثلاثة ليل الثلاثاء- الأربعاء بعد الاطلاع على كاميرات المراقبة وداتا الاتصالات وباقي التفاصيل، وعلى الأرجح هو علي سويد". وبعد توقيف الأخير، تبيّن لمحققي فرع المعلومات أنّ المشتبه فيهما الآخرين "لجآ إلى مقرّ إقامة رئيس حزب الديموقراطي اللبناني، النائب طلال إرسلان في خلدة". وأضافت المعلومات نفسها أنّ المحققين تأكدوا من وجودهما في خلدة نتيجة الرصد والتعقّب وداتا الاتصالات، فتم تسليمها ليل الأربعاء-الخميس إلى القوى الأمنية بوساطة من مسؤول أمني في الديموقراطي اللبناني.

وبعد التحقيق مع الشبيحة-المشتبه بهم وتسجيل إفاداتهم، تبيّن أنّ الثلاثة كانوا يرصدون حركة زبيب في الحمرا، وقد استخدموا سيارة ودراجة نارية، وتابعوا الندوة التي شارك فيها ليلة الاعتداء وصولاً إلى ضربه في أحد مواقف السيارات في شارع المقدسي. وبعد الانتهاء من تسجيل الإفادات تمت مقابلة زبيب بهم، فتعرّف على أحدهم وهو سويد نفسه. وقالت المعلومات نفسها في هذا الإطار إنّ الزميل زبيب "تمكّن من التعرّف على وجه سويد لكونه شاهده قبل تحطيم نظاراته وكان الضوء ضعيفاً في الموقف فلم يستطع تمييز الوجهين الآخرين". إلا أنّ المحققين أكدوا له بعد المواجهة هوية الموقوفين الآخرين.

تساؤلات مستمرة

وعلى الرغم من توقيف المعتدين الثلاثة، لا تزال تساؤلات عديدة تُرسم حول ملف الاعتداء، ومنها: وجود أشخاص آخرين ظهروا في فيديوهات المراقبة بعيد الاعتداء لم يتم توقيفهم. وضلوع أشخاص آخرين في الاعتداء أمر ممكن خصوصاً أنه باعتراف المعتدين فهم رصدوا حركته في الحمرا، إلا أنهم كانوا بانتظاره في الموقف. الأمر الذي يشير إلى وجود نقص في الرواية أو مشاركين آخرين في القضية. ومن التساؤلات الأخرى، لجوء العسراوي وعلم الدين إلى خلدة، وتحييد اسم خير الدين بشكل كامل عن الإفادات وتحمّل المعتدين الثلاثة المسؤولية الكاملة جراء الاعتداء وبكونه أتى بقرار فردي. مع تأكيد المطلعين على الملف أنّ "ضغوطاً سياسية كبيرة مورست لحسر الاعتداء بالمعتدين الثلاثة". إلا أنّ شبهات ضلوع خير الدين بالتشبيح والاعتداء على كل من يعارضه أو يفضحه متكررة. فسبق الاعتداء على زبيب، اعتداء على المخرج والناشط ربيع الأمين في شارع ويغان وسط البلد. وهو ما يؤشر بأنّ التشبيح سلوك يعتمده خير الدين لتأديب معارضيه. وهو ما يؤكده زبيب نفسه، من خلال استمراره في الدعوى القضائية ضد كل من يثبته التحقيق منفذاً ومشاركاً ومحضراً في الاعتداء عليه. ولا عجب أن خير الدين منزعج إلى هذا الحد من شعار الثورة: يسقط حكم المصرف، يسقط حكم الأزعر.

 

تظاهرة الخديعة العونية تصطدم بالجنبلاطيين: التفاهة في الشارع

وليد حسين/المدن/20 شباط/2020

انتهت تظاهرة التيار الوطني الحر أمام مصرف لبنان في شارع الحمراء يوم الخميس في 20 شباط، كما كان متوقعاً: تراشق بالحجارة وتبادل الشتائم بين بعض الشبان العونيين وآخرين من الحزب التقدمي الاشتراكي. فقد سبق هذه الدعوة تبادل رسائل نصية تفيد أن الاشتراكي دعا مناصريه إلى التجمع على مفترقات الطرق المؤدية إلى كليمنصو، لأن هناك نوايا عند بعض الشباب العونيين تسيير تظاهرة إلى أمام منزل وليد جنبلاط.

صمت الريبة

في البداية كانت الأمسية العونية أمام المصرف عادية لأكثر من ساعة على بدء التجمع في الخامسة مساء. نحو ثلاثمئة متظاهر جلهّم من الجيل العوني المسن مع قليل من الشبان. تظاهرة مفتعلة وهزيلة غابت عنها حتى الأعلام اللبنانية التي دعا التيار إلى رفعها بدلاً من عن أعلامه الحزبية. لا أعلام ولا هتافات ولا لافتات وشعارات سوى لافتة كتب عليها: "حقنا نعرف حقنا نردن". هناك شاب التف بالعلم اللبناني، لكنه رفع طوال الوقت بطاقة انتسابه إلى التيار، كأنه يدفع شبهة ما عنه، أو غير مصدق أن تياره يتظاهر في شارع الحمراء أمام مصرف لبنان. وحملة الأجهزة اللاسلكية كانوا كثيرين، وتشي هيئتهم أنهم من قلب "التنظيم" أو باطنه. والعابر يكاد يتساءل: لماذا يتظاهر هؤلاء، ماذا يريدون، لماذا هم صامتون هكذا، وهل هم يتظاهرون حقاً، ما الهدف من هذه تظاهرتهم التي لم تخرج منها كلمة واحدة ضد المصرف المركزي وحاكمه؟! حتى اللافتة الوحيدة الهزيلة التي رفعها رجل طاعن في السن، خط عليها "الحاكم بأمر المال"، بعدما احتار كثيراً ماذا يمكن أن يكتب عليها. ولعله استعان بمدرس عتيق للتاريخ، فاقترح عليه عبارة "بيت المال"، فحورها إلى حاكم المال.

ولم يكتشف أحد الجدوى من التظاهرة.

الجمود العوني

لكن ما منح التظاهرة العونية شيئاً من الحيوية وأخرجها من جمودها الصنمي، أن بعض المحتجين كانوا قد استبقوا وصولهم إلى المصرف المركزي، وعلقوا على حائطه الخارجي لافتات برتقالية اللون وزينوها بالأسود، وكتبوا عليها شعارات مثل "حدن بيتظاهر ضد حالو؟" و"مين مدد لرياض سلامة؟"، و"موالاة؟ ومعارضة؟!"، و"التمديد مقابل ترخيص سيدروس بنك وتعيينات في الميدل إيست وأنترا". وهذه جميعها مذيلة بشعار "لبنان ينتفض". وهكذا بدت المسافة شاسعة بين حيوية كاتبي هذه الشعارات وسرعة بديهتهم وذكائهم، وبين البله والجمود العونيين. أراد من خلالها محتجو "لبنان ينتفض" بشعاراتهم إظهار فصام التيار العوني: القبض على السلطة، كأنها غنيمة، والاعتراض عليها في الشارع من بوابة حاكم مصرف لبنان فقط، ربما لأن المنصب ليس من غنيمتهم بعد. وهذه المعادلة كان قد أرساها العهد السوري الأسدي في لبنان.

ظهور الاشتراكيين

بعد أكثر من ساعة على وقوف العونيين المتظاهرين على هذا النحو المضجر، غادرت المكان محاولاً العثور على فكرة ما للتعليق عليها. فجأة صادفت تظاهرة كبيرة يندفع المتظاهرون فيها بغضب عند آخر شارع القنطاري. ركنت سيارتي جانباً لأستطلع المشهد، فإذا بأكثر من ألف متظاهر يهتفون: "الله، جنرال عون، وبس"، مرفوقة بشتم حاكم مصرف لبنان. استفسرت منهم عن سبب هذا الغضب والتأخر عن الوصول إلى أمام المركزي، فأفادت كثرة منهم: "الإشتراكيي منعونا نوصل، وقفونا حد الفينيسيا". ي الشارع المقابل كان بعض الشبان من الحزب التقدمي الاشتراكي يترصدون المتظاهرين العونيين، وانهالوا عليهم بالحجارة أمام مفترق "الأنتوورك". تدخل الجيش ومكافحة الشغب وأمنوا لهم الطريق لموافاة أقرانهم أمام المركزي. وعند مفترق الصنائع فصل الجيش والمكافحة بين الشارعين: شارع للعونيين وهم يهتفون "الله، جنرال عون، وبس"، وشارع للاشتراكيين وهم يشتمون رئيس الجمهورية: "ك... أختك ميشال عون"، ومثلها للوزير جبران باسيل.

في مقلب العونيين راح شبان يتجمعون للانطلاق لتحرير بعض الشبان المحتجزين عند آخر نزلة القنطاري. وحاولوا تخطي القوى الأمنية، فتدخل المسؤولون العونيون وهدأوا من روعهم، قائلين لهم إن القوى الأمنية ستعالج المشكلة، وستأتي بالشبان المحتجزين. لكن الهذيان حمل أحدهم على القول: "مش مكسر عصا نحنا... بدنا ن..ك اختن... بكرا كمشو كم درزي واقتلوهم". وقال آخر: "خليهن ينزلو ع عين الرمانة تا نفرجيهن لأخوات الش..." في المقلب الآخر لم يكن المشهد أفضل حالاً. نستفسر من بعضهم عن الإشكال الذي وقع فيبادر أحدهم: "كل واحد بدو يتمن... ع وليد جنبلاط بدنا نقطملو رقبتو". آخر أقل غضباً ويستعرض فتوته، قال: "استفزنا سائق السيارة شاهراً شارة العونية بيده عند تقاطع القنطاري، فهجمنا عليه وحطمنا سيارته". بعد نحو نصف ساعة من الغضب صعد أحد الشبان على جدار مقابل مبنى أريسكو بالاس، واستفز الشبان الاشتراكيين ورشقهم بالحجارة. فجرى تبادل الحجارة بينهم، وتدخل الجيش وأبعد الطرفين مسافة بعيدة، واقتصرت الخسائر على بعض إصابات طفيفة بين عناصر الجيش والصحافيين.

الخديعة العونية

في التحرك العوني هذا، لم يكن واضحاً لماذا جاء في دعوته المناصرين أن يرفعوا العلم اللبناني حصراً. ربما لإيهام اللبنانيين أن العونيين مثل المنتفضين منذ أكثر من أشهر أربعة بسبب السياسات المالية والهدر والفساد وتقاسم السلطة بين أحزابها وعلى رأسها العونيين. وربما لخداع الجمهور العوني بأن الرئيس عون وصهره جزء من الانتفاضة للإصلاح والتغيير، على ما دأب مسؤولوه القول طوال هذه الأشهر لتبرئة ساحاتهم من مأساة اللبنانيين التي دفعتهم إلى الساحات رافعين الأعلام اللبنانية توحيداً للمطالب والمصاب الكارثي. ربما يسعى التيار العوني من هذا التحرك إلى نفض يده من الحكومة والتنصل منها، وإيهام جمهوره واللبنانيين أنه لم يرصف مداميكها حجراً حجراً. وهو يريد خوض معركة علنية بوصفه معارضاً في الشارع، لإعادة لململة صفوف جمهوره المتضعضع بفعل ضربات "الهيلا هيلا هو". أما في معاركه السرية فيحرك الحكومة ويفرض أجنداته عليها خلف الستار. بمعنى آخر يريد الرهط العوني عدم تحمل تبعات الانهيار الحاصل، ولا الإجراءات المؤلمة التي ستقدم عليها الحكومة التي يستعملها العونيون متراساً لتلقي انتقادات المواطنين واحتجاجاتهم. أيقن التيار أنه لن يتمكن من إزاحة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي عادت الحكومة الحالية وثبتته كأحد أعمدة النظام. لذا، قرر جبران باسيل خوض معركة التضييق على سلامة، بعدما كان قد وافق على التجديد له منذ سنتين. وللتحرك الباسيلي هدف آخر أيضاً:  الضغط على سلامة لتحصيل مكاسب في شركة طيران الشرق الأوسط، عبر إقالة رئيس مجلس إدارتها محمد الحوت. ولطالما طمح التيار بوضع إصبعه داخل هذه المؤسسة "المربحة". وقد أمعن مسؤولون فيه بالتصويب على الحوت تزامنا مع قرار الشركة حصر قبول دفع سعر بطاقات السفر بالدولار. لكن سرعان ما تراجع الحوت عن القرار واهباً التيار مكسب إسقاط القرار قبل مرور 24 ساعة عليه. إذ ظن الجمهور العوني أن إلغاء القرار أتى بفعل تغريدة جبران باسيل الذي دعا فيها التيار لتقديم إخبار بالشركة. في هذا التحرك العوني الذي انتهى برشق الحجارة بين حزبين، شد العونيون والاشتراكيون عصب شبانهم وبعض جمهورهم ربما. فتدخلت القيادات، كالعادة، للتهدئة. وبعيدا من كون البداهة تقتضي عدم اعتراض السلطة على السلطة في الشارع، فإن ما يقدم عليه أقطاب السلطة هو محاولة قتل السياسة في لبنان. فأحزاب السلطة التي تقتل اللبنانيين اقتصادياً واجتماعياً ومالياً، تندفع إلى الشارع للاعتراض على ... من يا ترى؟!

كم تشبه حالتنا المثل القائل: "يقتل القتيل ويمشي في جنازته".

 

النشيد الوطني "كلنا للعماد": انحطاط الجمهورية العونية

نادر فوز/المدن/20 شباط/2020

كلنا للعماد.. قائد للبلاد. عمل وضيع لم يجد من يتبنّاه، ولو أنّ رسائله السياسية واضحة. نشيد "لقيط" صدر يوم عيد ميلاد رئيس الجمهورية، فيه تحوير للنشيد الوطني اللبناني يقول إن فخامة الرئيس العماد ميشال عون خالدٌ منقذٌ للعباد. ثائر، ساهر (فعلاً؟)، رائد، عادل وكل ما في صفات التبجيل على الوزن نفسه.

الأرز مثله لا يزول. وأرز لبنان، وفق الأسطورة اللبنانية، مبارك من الله. والقائد مُرسلٌ، قصره مزار. ليس مباركاً فقط، بل رسول يستكمل السِير الإلهية والنبوية. عام 2020، بعد عقود من التطوّر الاجتماعي البشري، بعد ربيع عربي حطّم تماثيل الطغاة، وفي صلب ثورة شعبية مستمرة كسرت كل الرموز السياسية، يأتي الردّ في تعظيم زعيم وخلوده. كأنّ حافظ الأسد هنا. لم يتركنا، لم يمت، جيشه لم يرحل ولا سطوته انتهت لا في لبنان ولا سوريا. كأنّ آل كيم هنا. ليسوا بشراً بل آلهة. لا ينامون ولا يتبرّزون، شعبهم محكوم بهم حتى بعد أن تقف الدنيا. هذا ما يقوله النشيد بنسخته المحرّفة، بتخلّفه ورجعيّته. نشيد هزلي، يستكمل من خلاله بعض من في التيار الوطني الحر وأنصاره مسلسل الهزل المستمرّ. بعد كل مهزلة يخوضونها، في العنصرية حيناً والطائفية حيناً آخر، يفاجئونا بأخرى أشدّ وقعاً. كأنّ لا قعر لمهازلهم، ولا حدود لها شكلاً ومضموناً، في الزمن والجغرافيا.

"يسقط العماد"

ورداً على النشيد الوطني العوني، صدر أمس نشيد مضاد بدأ بـ"كلنا للوطن" وانتهى بـ"سوف يسقط العماد حامياً للفساد، صامدون هنا لن نترك البلاد، فليسقط العماد رأفة بالعباد". تسجيله بدائي، الضجيج يحكم خلفية أصوات الكورس غير المتناغم. "كلنا للعماد" في مواجهة "يسقط العماد". الأول، النشيد العوني، متماسك في نظافة تسجيله وكورسه المنضبط. عمل مبرمج تقنياً وفي موعد محددّ. بصمات حرّيفة وضعته، وعملت على إعداد نشيد كامل كلاماً ومقاطع. الثاني، رد تلقائي وطبيعي معمول على عجل من مقطع واحد لكن معبّر وصائب في المضمون السياسي. لا تبجيل فيه ولا صور واستعارات، بل كلام الناس، البشر العاديين الذين يعانون مصائب السلطة والعهد.

المسّ بالرموز

يتسلّح رئيس الجمهورية ومعه التيار الوطني الحر وكل من حوله في المناصب الرسمية وغير الرسمية، بالمادة 384 من قانون العقوبات اللبناني للجم كل من تسوّل له نفسه المسّ بالرئيس القائد. فبحسب المادة القانونية "من حقّر رئيس الدولة عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين" (لا إله..) ولنص المادة بقية، "تُفرض العقوبة نفسها على من حقّر العلم أو الشعار الوطني علانية" (إلا الله..) فيبدو أنّ الأجهزة المختصة في الجمهورية غفلت تتمّة الآية القانونية. لم يتحرّك القضاء للقصاص من المحرّفين والمعتدين، فكان إخبار تقدّم به عدد من المحامين أمام النيابة العامة التمييزية بجرم تحقير النشيد الوطني.

تفريغ الجمهورية

مع هذا النشيد المحرّف، يستمرّ تفريغ الجمهورية من كل ما فيها، شكلاً ومضموناً. الدولة الفاشلة بمجالسها الدستورية غير الشرعية، ينقصها نشيد مماثل. لا بل ينقص اللبنانيين تحريف مماثل يرفع ذلّهم اليومي. كأنه لا يكفيهم التحقير في حياة البطالة والعوز، ولا ضيم المصارف ودناءة القطاعات المنهوبة. وفي واقع مماثل، خوض معركة الدفاع عن العلم أو النشيد الوطنيين ورمزيّتهما، ترفاً. اليوم أو قبل عام أو عقد أو عقدين أو أكثر، ووصولاً إلى زمن الحرب الأهلية، كان ترفاً مطلقاً. ليس ذلك نقصاً في الوطنية، بل مجرّد أولويات بديهية. الملجأ الآمن أبدى من الأرزة. المرور على المعابر أولى من "سيفنا والقلم". لقمة العيش قبل "سهلنا والجبل". في الحرب استبدل البعض الأرزة بوردة قرنبيط. وبعدها بورقة حشيش. وتوالت بعدها الأفكار الإبداعية، فتوسّطت أكياس النفايات العلم عام 2015. وبعدها احتلّت صور مصرف لبنان ومعه كل مصارف السياسيين العلم ابتداءً من تشرين الأول 2019. كل ذلك تطبيقاً لانحلال الدولة وانحدارها في اتجاه جمهوريات الموز. فكان للموز أيضاً حصّته على العلم خلال التمديد للبرلمان على مرحلتين. انحلّت الجمهورية ومؤسساتها، وبات اللبنانيون يعيشون في جمهورية هجينة تعدّدت رموزها بين مختلف أشكال النبات. جمهورية مزارع الزعامات والطوائف، فيها شعوب سعيدة ولو مذلولة. هذا ما تريد توريثه لصغار الزعامات. هذا ما جنته السلطة على اللبنانيين، وهذا ما تحاول الثورة تغييره.

 

الأزمة المالية، من أين نبدأ والى ما تنتهي

شارل الياس شرتوني/20 شباط/2020

ان المراجعة الأولية لتحليلات واقتراحات الخبراء الماليين والمؤسسات الدولية والدول المانحة، دارت وتدور حول الإصلاحات البنيوية لآليات الحوكمة المالية والاقتصادية كشرط مسبق لأية مساعدة مالية او تقنية، لانه من غير الممكن ان يستقيم أي مسار تصحيحي في هذه المجالات ان لم يترافق بإصلاحات مؤسسية جذرية تعيد للدولة استقلاليتها القانونية والفعلية عن مراكز النفوذ التي تحكم مفاصلها. نحن اليوم أمام أزمة مالية واقتصادية بالغة الخطورة، ان لم نقل مميتة، نتجت عن تحويل مؤسسات الدولة الى متغير تابع لقوى الأمر الواقع لترفيد سياسات النفوذ القائمة والفساد المعمم، وتوسيع مرتكزات الاقتصاد الريعي، وشبكات الزبانية المتشعبة، والنهب المطبع للأموال العامة. هذه الاستنتاجات سمعها اللبنانيون على مدى العقود الثلاثة الماضية من قبل مسؤولين كبار في البنك الدولي وخبراء محليين ودوليين وروؤساء دول تطوعت مرارا لمساعدة لبنان وخذلت بشكل سافر من قبل الاوليغارشيات الحاكمة. بول ولفنسن المدير السابق للبنك الدولي قال للرئيس رفيق الحريري بشكل غير موارب " لم يعد مرحب بكم في المؤسسات الدولية لانكم تخلفتم مرارا عن اجراء الإصلاحات المطلوبة منكم"، وهذا ما سمعوه مرارا من استشاريين قالوا بصراحة مبرحة " لم يعد هنالك من نفع في طلب المداخلات الدولية، ما لم تعالجوا مسبقًا السرطان الذي يأكلكم الذي اسمه الفساد، فلا فائدة ترجى ان لم تحسموا الأمر فيما بينكم قبل طلب المعونة من الآخرين"، وبالتالي لا لزوم لأي عمل استشاري " ان لم يكن هنالك تسليم بالحد المعقول من الإجماع حول محاور العمل الاصلاحي والالتزام بها " كما قال احد كبار المصرفيين اللبنانيين العاملين في الخارج. لا صندوق النقد الدولي ولا البنك الدولي، ولا البنك الأوروبي للإنماء وإعادة الأعمار، ولا الدول المانحة ولا المستثمرين، ولا ناديي باريس ولندن، ولا الخبراء اللبنانيون، سوف يبادروا الى أي عمل ما لم يكن هنالك سياسات شرطية ملزمة ونافذة، وهنا السؤال الكبير، هل المنظومة السلطوية بمكوناتها السياسية والمالية بصدد اجراء مراجعات جذرية تطال أداءها، الجواب دونه ظلال كثيرة من غير الممكن التحليق فوقها. أما التحديات المطروحة فتنعقد حول المحاور التالية:

أ- الحكومة الحاضرة ليست الا غطاءا هزيلا لسياسة إقليمية كبيرة تعود الى مصالح ايران الاستراتيجية، ودون مساءلة لصوابيتها وامكانيات تحققها وملاءمتها لأوضاعنا، هذا إذا ما افترضنا ان للاعتبارات اللبنانية المخصصة من موقع ضمن حساباتها. هذا يعني بالتالي ان لبنان محكوم بمحدداتها، ومخاطرها، وهوامشها الضيقة والنزاعية الواسعة النطاق نظرا لسياساتها التوسعية على غير محور، ولعزلتها الدولية، وعداواتها المستحكمة مع دول الجوار السني على طول القوس الممتد من التخوم الأفغانية الى الحدود التركية وما بينهما من مساحات صراعية مفتوحة. بكلام اخر، هذه الحكومة مثقلة بارتهانات ورهانات استراتيجية شديدة الخطورة غير أبهة لاوضاع بلد مفلس يعاني من انهيارات بنيوية كبيرة، ولايمتلك التماسك المطلوب للتعاطي مع أزمات مالية مميتة، وبغياب مضادات وبدائل فعلية سببها ركاكة بنيته الاقتصادية واحوال عدم الاستقرار المديدة التي يعيشها منذ ستة عقود.

ان دعوة حسن نصرالله لدعم الحكومة والكف عن انتقادها فيها الكثير من المفارقات، لانه لا مجال لنجاح للحكومة في تثبيت الأوضاع المالية والاقتصادية بحدها الأدنى، ما لم تخرج البلاد من احكام سياسات النفوذ المتضاربة اقليميا وتحد من تردداتها الداخلية والدولية، والا فنحن في دائرة الإنكار، والتمنيات الواهمة والبلف المبرح. قاعدة السياسات الانقاذية الأولى هي تثبيت الاستقرار السياسي، وتحييد البلاد عن النزاعات الاقليمية، والخروج عن واقع العزلة الإقليمية والدولية التي تفرضها حالة الحجر الإيرانية وإملاءاتها العلنية والمضمرة، ووهامات حزب الله وما تودي اليه من انقطاع نفسي وعملي عن أي شأن يخرج عن دائرة مصالحه وارتباطاته الأيديولوجية والاستراتيجية .هذا الاستقراء يودينا الى حدود لعبة التوفيق بين اعتبارات متناقضة، والتساؤل حول نواياه الحقيقية لجهة اخراج البلاد فعليًا من مآزقها القاتلة. ان سياسة التفرد والقضم والفساد التي حفزها في العقد الماضي والتي انتهت الى واقع الإطباق الحالي على مفاصل السلطة في البلاد لن تترك هامشا لتسويات سياسية وتدبيرية فعلية.

ب- لقد تبلورت آفاق أزمة السيولة والملاءة المالية وأظهرت واقع افلاس مالي فعلي من خلال السياسة الاستنسابية التي اعتمدتها المصارف في مجال المداولات المالية، من احتجاز أموال المودعين الصغار، والتسرب الإرادي لأموال المودعين الكبار، وما نتج عنهما من مفاعيل تضخمية عبر ازدواجية سعر الصرف، وتحفيز عمليات النهب والاداء الجشع من خلال قطاع الصيرفة الذي تابع سياسة شفط الأموال التي ابتدأت مع سياسة الفوائد المرتفعة واستكملت مع التلاعب بسعر الصرف ومعدلاته المتذبذبة، ولجهة فلتان أسعار المواد الاستهلاكية، في ظل استنكاف إرادي لحكومة تصريف الأعمال عن دورها الناظم على مستوى إدارة الودائع، وضبط سعر الصرف، ولجم الجشع في مختلف المضامير التجارية والمهنية، وارساء قاعدة تشاور مع الخبراء الماليين، الذين اكتشفنا عددهم الكبير وكفاءاتهم المتوازية، وقطاعات المجتمع المدني، من اجل تخريج الحلول الملائمة، واعلام المواطنين الموضوعي بحقيقة الأمور، وتدبير شؤون المراحل الانتقالية خارجا عن احوال الهلع السائدة، ووضع مشروع اعادة رسملة المصارف موضع التنفيذ من خلال سياسات الدمج والاستعادة التوافقية للأموال المهربة والمسحوبة، وتحمل تداعيات مسؤولياتها في الأزمة المالية الحاضرة، وجلب الاستثمارات وما تشترطه من اعادة ثقة بالنظام المصرفي. ناهيك عن ان الحكومة الحاضرة تلتزم جانبا من التحفظ الذي ينم ليس فقط عن الحكمة والتأني التي تفرضها المرحلة، بل عن فقدان التماسك في الاداء نظرا للاختلاف في درجة أهلية أعضائها، وغياب أفق سياسي توافقي جامع في ظل هيمنة الثنائي الشيعي وتعدد ظلالاته الاقليمية.

اما أزمة المديونية العامة فتستلزم اعتماد سياسة التمنع التوافقي ( Conciliatory Default ) التي تقتضي العزوف عن الدفع على أساس التفاوض والتحكيم من قبل الهيئات المهنية الدولية وصندوق النقد الدولي، من اجل إقرار اعادة جدولة الديون، وتعديل معدلات فوائدها، وتحديد مهلها، وعملة التسديد، وإلغائها الجزئي او الكلي على قاعدة إصلاحات هيكلية تعتمد قواعد تسوية واشنطن ( Washington Consensus ) لجهة تصفية مصادر العجز البنيوي للدولة على مستوى الفائض التوظيفي الذي اعتمدته سياسات المحسوبيات الشيعية والسنية وملحقاتها في الأوساط المسيحية في السنوات الأخيرة، وهدر وإساءة استعمال الاموال العامة ونهبها في مجمل الأعمال الإنشائية التي جرت في الثلاثين سنة الماضية، وسياسات الهندسة المالية الريعية التي اودت الى التوظيفات المضللة، وقضت على السياسات الاستثمارية في مجالات الاقتصاد الفعلي، الزراعي والصناعي والخدماتي، على خط تقاطع الاقتصاد المعلوماتي ذات القيمة المضافة العالية، والاقتصاد الأخضر ومختلف تطبيقاته، ومن خلال رؤية تداخلية ترأب تصدعات الاجتماع السياسي اللبناني الطوائفية والاجتماعية والمناطقية، وتغني تقسيم العمل المهني على قاعدة التواصل مع الجامعات ومراكز الأبحاث والحاضنات التكنولوجية. يضاف الى ذلك اعادة النظر بالنظام الضرائبي بأوجهه التوزيعية والتحفيزية والرادعة، وربط معدلات الفوائد بحركة السوق، واستعادة الاموال العامة المنهوبة من خلال أعمال التقصي والتدقيق المالي والمقاضاة أمام المحاكم الدولية والاميركية والأوروبية، ومن خلال تشكيل لجنة قضائية جزائية مؤلفة من قضاة جرى إثبات نزاهتهم وأهليتهم على الصعيد اللبناني، وبإشراف لجنة انتر-وزارية ومدنية تجمع كل الهيئات الأهلية المعنية بالتعاون مع منظمات مكافحة وتقصي الفساد محليا ودوليًا، والخوض بعمليات الإصلاح الإداري والقضائي، والتحضير للآليات التداخلية والتفاوضية التي تستوجبها الخصخصة فيما يعود الى مفاهيمها وتطبيقاتها وفاعليها، وإيجاد السلطات المهنية الناظمة وتعميمها على مختلف القطاعات، وانهاء هيمنه سياسات النفوذ على العمل المهني الرشيد، وتفعيل سياسات ايجاد فرص العمل ومعالجة الإشكاليات الناشئة عن البطالة المعممة والمرشحة الى التزايد الى ما يقارب الخمسين بالمئة من اليد العاملة، مع ما يرافقها من تمدد سريع للفقر والتفكك الاجتماعي وتنامي الاضطرابات المتنوعة، ومعالجة مسألة العمالة السورية من ضمن التسوية السياسية الكبرى العائدة للتهجير السوري في لبنان…،.

كل المحاور الإصلاحية التي توقفنا عندها تبقى كلاما ميتا ما لم تتبلور إرادة تسوية سياسية ميثاقية وإصلاحية تتلاقى عندها المفكرات السياسية المعتدلة، من اجل اخراج البلد من واقع الآفاق المسدودة والنزاعات المفتوحة الى مرحلة استقرار تدفع بعمليات الإصلاح البنيوي الشامل، وتخرج البلاد من سياسات السيطرة والسيطرة المضادة، وواقع الاوليغارشيات المقفلة وما نشأ عنها من سياسات تمييزية وفساد عميم اصاب التوازنات البنيوية والخيارات الديموقراطية التي انطلقت منها البلاد، سواء لجهة المواثيق الناظمة أم المبنى الدستوري الديموقراطي. نحن اليوم إما أمام قفزة نوعية تخرجنا من ضائقتنا المميتة باتجاه تجديد العقود الاجتماعية على تعدد مواطنها، أم نحن سائرون على خط الانهيار الاستوائي لما تبقى من لبنان مع نهاية مئويته الأولى.

 

إنه خميس "السكارى"... إشربوا نخب الأحياء والأموات

جنى جبّور/نداء الوطن/20 شباط/2020

الصوم إلزامي طوال الأسبوع ما عدا السبت والأحد

خميس "السكارى"، لا الذكارى"... ونقطة ع السطر! نجتمع اليوم مساءً لنأكل و"نسكر"، ولا داعي "لتفلسفِ" وتشاطر بعض "المبشرين الفايسبوكيين"، الذين عينوا أنفسهم معلّمين وواعظين، وقرروا إسقاط معنى روحي على هذه المناسبة الاجتماعية والعائلية!

ينقسم الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في مثل هذا اليوم حول تسمية الخميس بـ"السكارى" أو "الذكارى"، فتكثر الاجتهادات للدفاع عن وجهتي النظر ويتحول الفايسبوك الى جبهة لتراشق الاتهامات والعظات. ولكن مهلاً، فليعلم الجميع أنّه لا يوجد أي تبنٍّ للتسميتين من قبل الكنيسة التي تعتبره يوماً عادياً يسبق بدء الصوم عند الكنيسة المارونية والطوائف الكاثوليكة، الّا أنّه يطلق عليه "خميس السكارى" لارتباطه بتقاليد أجدادنا في مثل هذا اليوم. وأين المشكلة اذا كانت هذه العادة تفرح الانسان؟ هكذا يعلق الخوري إيلي سعادة، كاهن من أبرشية البترون المارونية على هذا الموضوع، مشيراً الى أنّه "لا يحق لأحد إلغاء العادات أو تكفير من يقوم بها فقط لعدم ارتباطها بأي معنى مسيحي. لا بل على العكس، جميلةٌ هي عاداتنا الشعبية المليئة بالفرح، ولا داعي أن يقوم بعض الناس والكهنة بمجهود اعطائها معنى روحياً. من جهة أخرى، صحيح أنّ هذا الاسبوع مخصص للموتى المؤمنين، ولكن لا علاقة لعادات اليوم (الخميس) به، والّا لكانت مآدب الطعام رافقت يوم 2 تشرين الثاني المخصص لتذكار الموتى. على أي حال، تندرج هذه العادات ضمن التقاليد الشعبية، حيث كان أهلنا، يسمّنون الخروف، لذبحه في الاسبوع الأخير ما قبل الصوم (على الأرجح كان يحصل ذلك يوم الخميس)، ويدعون الاهالي المتخاصمين للجلوس مع بعضهم البعض حول مائدة الطعام للأكل واحتساء المشروبات الروحية، كي لا يدخلوا الى زمن الصوم وهم في خصام. وهكذا تحول هذا اليوم الى خميس السكارى، لأهداف اجتماعية وروحية لجمع العائلات المتخاصمة، برمزية الفرح والاكل والشرب".

ينتهي خميس "السكارى"، فنستقبل أحد مرفع اللحم والبياض (منتجات الحليب)، حيث يُرفع اللحم والبياض عن الموائد طيلة فترة الصوم، بهدف اقتراب المؤمن من الله. وبعد الأحد، نستعد لاثنين الرماد، اليوم الاول من الصوم الكبير حيث ترسم شارة الصليب بالرماد المجبول بالزيت المقدس على جباهنا، وقديماً كانت عادة ذرّ الرماد على الرؤوس والأجساد، رمزاً لتطهير الجسد والنفس من الشوائب والخطايا، وتذكير الإنسان بأنّ جسده ترابٌ وإلى التراب يعود: "أُذكر يا إنسان أنّكَ تراب وإلى التراب تعود" (تك 3: 19). ومع بداية الصوم تتضارب وجهات النظر وتنقسم الآراء أيضاً حول ما هو مسموح وممنوع في هذه الفترة، ونضيع بين التعاليم الدينية المسيحية والتقاليد الاجتماعية، حيث امتزجت الأعراف بالمبادئ وجعلت للصوم نكهة شعبية خاصة، يفسرها كلٌ بحسب مزاجه. الا أنّ هذا المفهوم غير موجود في الكنيسة، التي تعتبر أنّ الصوم الزامي مع ضرورة الالتزام بشريعته، هذا ما يفسره الخوري سعادة شارحاً أنّ "الصوم الزامي، ولا يقتصر على الصلاة ولو لم يكن كذلك لما صام سيدنا يسوع المسيح "هَذَا النَّوْعُ مِنَ الشَّيَاطِينِ، فَلاَ يُطْرَدُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ" ( متى 14:17-21). كما أنّ للصوم الجماعي نكهة خاصة وقيمة اضافية مميزة للمسيحيين. في المقابل، يعتبر الصوم تمريناً روحياً يفيد الجسد، ويهدف للسيطرة على ملذاته وشهواته، من خلال تحديد نوعية الأكل وكميته وتوقيته. ومن المهم أن نكتفي بما هو قليل وبسيط، وتقديم ما نوفره للمحتاجين والفقراء".

الصوم بين المسموح والمرفوض

الصوم والصلاة والصدَقة، أساس زمن الصوم، ولا يمكن القيام بأحدها من دون الأخريين كي لا يفقد الصوم معناه، من هنا يستغرب الخوري سعادة "كيف يصوم البعض عن اللحوم ويأكلون السوشي... أين الصدقة في هذه الخطوة؟". وكي لا يصوم كل مؤمن على طريقته، توجد شريعة واضحة للصوم، يوضحها الخوري سعادة قائلاً "يبدأ الصوم من منتصف الليل الى الساعة 12 ظهراً من الاثنين الى الجمعة. لا نصوم نهائياً (حتّى عن اللحم والبياض) يومي السبت والأحد بحسب تعاليم الرسل، لانهما يوما فرح؛ فالسبت تم فيه الخلق والأحد يرمز الى القيامة. كذلك، لا نصوم في الأعياد مثل عيد مار يوسف أو البشارة وغيرهما. ولكن هذا لا يعني أن نعوض ما صمنا عنه خلال أيام الأسبوع والاتجاه الى أكل اللحم بشراهة، بل يمكن تناول الأكل البسيط الموجود في المنزل حتّى لو تضمن اللحم أو البياض. أمّا في ما يخص السمك، فلا يعتبر من "الزفر" عند الموارنة ويمكن تناوله في زمن الصوم، وقد يعود ذلك الى أنّ الموارنة سكنوا الجبال، وبالتالي لم يكن السمك متوافراً أصلاً، وكانت اللحوم الأساس على الموائد وخصوصاً في المناسبات والأفراح. باختصار وبشكل مبسّط، هذه هي أهم نقاط شريعة الصوم عند الموارنة، وكل شخص يصوم عن أمور إضافية كالتدخين أو الحلويات وغيرها، تعتبر "إماتة" فردية مشكور عليها حتّى لو كانت غير الزامية، مع التذكير أنّ الصوم لا يهدف لخسارة الوزن، وأي "إماتة" لا تعتبر مفيدة اذا لم ترافقها الصلاة والصدقة".

الصوم بتحرر

صحيح أنّ الصوم الزامي، ولكنه لا يهدف أبداً الى أذية النفس أو تعذيب الجسد أو أن يكون سبباً في تأخير حياتنا اليومية، لذلك يمكن الصوم "بتحرر" على حد قول الخوري سعادة، شارحاً أنّ "المريض ليس معصوماً عن الصوم، ولكن يمكنه تناول الكمية اللازمة قبل أخذ دواءه وأن يكمل الصوم من بعدها، وهذا ينطبق أيضاً على تلامذة المدارس، فأين المشكلة اذا تناولوا "لقمة" صغيرة قبل خضوعهم لامتحان الرياضيات مثلاً. ويمكن للفقير تناول اللحمة اذا قدمها أحد له فهي غير متوافرة يومياً ضمن لائحة طعامه. ويبقى الأساس في كل هذه العملية معرفة أنّ كل شيء على هذه الأرض فانٍ، ومن المهم أن نشهد بكل أعمالنا ليسوع المسيح إن كان بابتسامتنا، فرحنا، تأملنا وحشمتنا... بدل التلهي بقشور الحياة: "لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض.. بل اكنزوا لكم كنوزاً في السماء..." (متى 38:5) ".

لنجتمع اليوم بفرح بخميس "السكارى" حول مائدة الطعام ولنشرب نخب عائلاتنا وأمواتنا وشهدائنا الذين رقدوا على رجاء القيامة الأبديّة... ولنثمل بحب يسوع المسيح ليكون صوماً مباركاً علينا جميعاً، على أمل قيامة لبنان من أزمته مع قيامة مخلصنا يسوع المسيح.

مرجع سريانيّ يُفسّر "خـَمـْشي شابا دْسَــكاري" (خميس السكارى)

هو تقليد شعبيّ درج عليه أهل برطلي منذ زمن قديم (وقد يذكره البعض بأنه عادة قديمة في الشرق المسيحي وربما في الغرب ايضاً) وفحواه انه في يوم الخميس الذي يسبق الصوم الاربعيني (الصوم الكبير) أشيع بأنه في ليلة هذا الخميس يتوجب على رجال القرية وخصوصاً الشباب المتزوجين أو العازبين تناول الخمر (العرق) وهو المشروب الروحي الوحيد الذي كان متوافراً في تلك الايام، علماً أنه كان يـُحَضـَّر ويـُصَنـَّع في بيوت القرية، فنادراً ما كنت تجد بيتاً يخلو من هذا المشروب، فتعمر الموائد خصوصاً باللحم المشوي والقلية المخزنة في الدار والذي يتوجب التخلص منها خلال هذه الأيام قبل الصوم، ويتزاور الاصدقاء والاقارب لعقد جلسات السمر في هذه الليلة التي سوف تطول أيام عودتها، لأنهم مقبلون على الصوم . وفي هذه الليلة وتسمى (ليلة خميس السكارى) يقولون أو هو شائع أنه من لا يتناول الخمر في مثل هذا اليوم يسقط أقرب المحبوبين إليه من سطح الدار، (أديو خـَمْشي شابا دْسـَكاري، أيما دْلا شاتي أْمْنـَبْـلا بَـخـْتيه مْـكاري) فالمتزوج يقال له سوف تسقط زوجته، والخاطب خطيبته، والعازب حبيبته إذا كان يحب، أو أمه أو أخته، وطبعاً هذا الادعاء بعيد عن الحقيقة ولكن يستخدمه البعض كذريعة لإرضاء شهوته في شرب الخمر، ولانه ايضاً سوف يبتعد عن تناوله طيلة أيام الصوم، حيث لا يحل شرب الخمر خلال ايام الصوم، كونه يعبر عن الفرح وهو مخالف لما يذهب اليه الصوم، وتعليم الكنيسة أيضاً. ومن المعروف أنّ الايمان كان مرتبطاً بحياة أبناء برطلي اليومية، فكانت تعاليم الكنيسة تحترم وتنفذ.

خميس الذكارى

 

ليلة خميس السكارى اشكو لبنان ليسوع

فيرا بو منصف/موقع القوات/20 شباط/2020

قلت يا بنت مع من تسكرين ليلة خميس السكارى؟ استعرضت كثرا وقررت ان أسكر مع رفاقي الشهداء والاحياء. الا نسكر على شرف عيون المسيح فينا؟ اليس المسيح اول وأعظم الشهداء على الاطلاق؟ اليس رفاقنا هم من ساروا على دربه وسكروا من خمرته؟ أليست دماء الشهداء خمرة وكأسا من دم المسيح؟ فلتكن السهرة اذاً معكم رفاقي، فهل أطيب من كأس شهادتكم في ليلة خميس الذكارى! شو انك حلو ربي. ما احلاك تضحك تمزح تبتسم وجراحك تنزّ على مدار الثواني. لا يتوقف النزيف فكيف لك ان تسهر وتسكر وتسكب الخمرة وتأخذنا من وجعنا المرّ، لتبلسم ضعفنا وتمسح دموعنا؟ شو أنك حلو ربي وانت تجالس الاف الشباب، هؤلاء شبابنا الشهداء. كأني اراهم بالعين المجرّدة مباشرة على السماء، يلتفون من حولك على كأس وسهرة الخميس تلك.

اتسمح بكلمة لي معك على جنب؟ اريد ان اشكوك لبنان، اتسمح؟ اريد ان اشكوه لله والدك لان الوطن النبيل تنكّر لجذوره، للدعسات التي حفرتها انت في ترابه، يوم وطأت ارضه بتلك القانا وشاطئ صيدا وصور، فصار وطنا

منسوجا من ألوهيتك. اريد يسوع ان أخبر الشهداء رفاقي، ابناءك الاقرب الى قلبك، اين اصبحت انهار الدماء التي نزفوها وغرزوا الارض من احمرها القاني، بعدما كان حسبهم انها ازهرت وطنا حرا جميلا يشبه وجهك يسوع. يجب ان يعلموا كل الحقيقة ربي وهم يسكرون في خمرة حبك، الى مائدتك في خميس المرفع، وقبل ايام من اعلان زمن الصوم، وفي وقت بدا تجار الهيكل يحضّرون لك الصليب والمسامير ليزهر عارهم أكثر بعد، ولنمشي نحن معك درب الصليب بعنفوان الكرامة وكرامة الايمان. اريد ان أخبرهم ان اللصوص في وطني صاروا اشباه آلهة، او لنقل آلهة يسجد لهم الفاسدون، وينشدون معهم الحان الكفر والجريمة. اريد ان يعلم رفاقي الشهداء ان شهادتهم صارت من التاريخ بعدما حوّل لصوص الهيكل كل تاريخ مشرّف في لبنان، الى حاضر مخجل معيب عار من الحقيقة، يلبس العار بدل الغار الذي لبستموه يوم استشهادكم. اريد ان أخبرهم ربي وهم الى مائدتك، ان العار يلبسنا بدل الثياب وان ما عاد لنا سِتر يغطينا الا الفضيحة.

لا اريد ان اقلبها غماً بغمّ في ليلة خميس السكارى، لكن قلت بما انكم تجتمعون معا الى وليمة دماء المسيح الذكية في قربانها المقدس، في وليمة ولائم المحبة والغفران، فلنتسامر على وقع كؤوس من نحب، ولنشكو ايضا للرب من نحبه، وحبنا له حتى اللحظة يبدو انه من طرف واحد، حب مدمر ربي ان يلهف قلبك لقلب آخر وتجعله كل حياتك، وهو يمعن في النكران والتباعد، احكيك عن لبنان تعرف بالتأكيد. وحياتك يسوع تحياتي للشهداء ابنائك، قل لهم اننا نشرب خمرتهم لوحدنا بعدما وضعنا الوطن في خانة النسيان او الموقت، نحن مواطنون موقتا ربي الى ان يعود ويطنطن جرس الكرامة في البلاد المستباحة لشهوة المتسلطين، ونسترجع الانسان التائه عن دروب البلاد. سلّم ع الجميع يسوع وقل لهم أكثر بعد، قل لهم انهم أنظف وانقى ما فينا، واننا هنا والرفاق الاحياء لا نزال في قلب النضال على الرغم من كل شيء مدمر اسود مؤسف ومعيب. وهم يعلمون اننا لم نتوقف يوما عن التواصل معهم، لان نضال اهل الارض من نضال اهل السماء وهيك رح نكفي ونستمر. في ليلة خميس المرفع تلك، خميس السكارى من كأسك وخبزك، معك نسكر من حب وطن غابر يتغلغل فينا مثل سحر عينيك يسوع، ولأجل عينيك نفعل كل المستحيل وليس اقل. كاسك ربي وكاس المقاومة اللبنانية وثوارها الشهداء والاحياء وكل ثائر حر نبيل يصرخ “كلنا للوطن للعلا للعلم…”، وأخبر لبنان اننا نشكوه لك ارجوك.

 

رئيس بلديّة أنطلياس في قبضة القضاء: مظلّة المرّ لم تعد تنفع

 رلى إبراهيم/الأخبار/الخميس 20 شباط 2020

حتى زمن قريب، كان رؤساء بلديات المتن الشمالي الموالين للنائب ميشال المر، أباطرة مطلقي الأيدي في بلداتهم. فجأة، تبدّلت الأحوال، أفل النفوذ المرّي مع عودة التيار الوطني الحر إلى السلطة، وانهار الهيكل فوق رؤوس «الريّاس». بعد بصاليم وسنّ الفيل، وقع رئيس بلدية أنطلياس إيلي أبو جودة في قبضة القضاء. لم يعد لرؤساء البلديات، في المتن الشمالي أقلّه، خيمة فوق رؤوسهم. تتساقط الحصانات عنهم الواحدة تلو الأخرى، من سن الفيل الى المروج وبصاليم لتصل أخيراً الى أنطلياس. كان يفترض بأن يمنح الإذن بملاحقة رئيس بلدية أنطلياس إيلي فرحات أبو جودة منذ بداية عام 2017، بعدما قدّم أحد أبناء البلدة ويدعى بنوا الشمالي شكوى تتضمّن إخباراً موثّقاً حول هدر المال العام: 1- عن طريق تأجير واستثمار أملاك عامة بلدية لمصلحته ومنفعته الشخصية. 2- إعطاء إفادات كاذبة تزويراً للحقيقة. 3- التعدّي على الأملاك العامة النهرية والطرق العامة. إلا أن حفظ وزارة الداخلية منذ ثلاثة أعوام (عهدَي نهاد المشنوق وريّا الحسن) طلب الإحالة، رغم مراجعات النيابة العامة المالية وكتاب التفتيش المركزي وقائمام المتن والهيئة التأديبية الخاصة برؤساء البلديات، أخّر بتّ الملاحقة. بدا الأمر كأنه محاولة لـ«تنويم» الملف وحفظه، فما كان من النائب العام المالي الا القفز فوق الإجراءات الروتينية طالباً من النيابة العامة التمييزية الترخيص بملاحقة رئيس بلدية أنطلياس ــــ النقاش. وصل الملف الى النائب العام التمييزي الذي اطّلع على كتاب النيابة العامة المالية والمحامي العام التمييزي، وأصدر قراراً بالترخيص للنيابة العامة المالية بملاحقة أبو جودة تبعاً للدعوى المقامة لدى القاضي المنفرد الجزائي في الجديدة.

ليس رئيس بلدية أنطلياس مجرد رئيس بلدية عادي. الأخير حفظ إرث والده جيّداً، ليخلفه كأحد أبرز أذرع النائب ميشال المر في معظم معاركه البلدية والانتخابية منذ 16 عاماً. أن تكون أحد رجال إمبراطورية المرّ، يعني أن تمسك بكل مفاصل البلدة: من رخص البناء، الى الكسارات، الى الأملاك العامة، الى محطات الوقود وكل ما هنالك، بحماية من العرّاب بالطبع. برع أبو جودة في هذه المهمة، وحاز دعم الأب (ميشال المر) والابنة (ميرنا المر) والابن (الياس المر). فبدأت ملفات هدر الأموال والتلاعب بالتخطيطات والتعدّي على الأملاك العامة والنهرية يتكدس الواحد منها تلو الآخر. وبحسب تقرير الخبير المعيّن من النيابة العامة المالية بناءً على الشكوى الأصلية والمستندات المرفقة بها، أن الرهبنة الباسيلية الحلبية للروم الكاثوليك المالكة للعقار 551 من منطقة أنطلياس أجرت عقد استثمار لمصلحة ميلاد جورج الكفوري (الذي تبيّن في ما بعد أنه المخبر الرئيسي في قضية الوزير السابق ميشال سماحة) بمساحة 1655 متراً مربعاً (من أصل 137 ألف متر مربع) لبناء محطة وقود وغسيل سيارات وتصليح دواليب وميني ماركت بتاريخ 5/1/2009 تنتهي صلاحيتها في عام 2027. كانت الأمور لتكون طبيعية لو لم يوكّل الكفوري، بعد شهرين من تاريخه، رئيس البلدية للاستحصال على التراخيص اللازمة لتنفيذ الإنشاءات. وبناءً على الاتفاقية، أصبح رئيس البلدية شريكاً في الاستثمار بنسبة 45% في إدارة المحطة وامتيازات إضافية. استخدم الريّس صلاحياته لطلب براءة ذمّة للعقار من بلديته، ليأتي الجواب بأن العقار هو قطعة أرض لا بناء عليه؛ فيمضي أبو جودة على براءة الذمة المطلوبة منه بنفسه ومن دون الرجوع الى أعضاء البلدية. بعدها بنحو 6 أشهر، عقد الريّس جلسة للمجلس البلدي لمحاولة إمرار الترخيص لمؤسسة مصنّفة من الفئة الأولى بطلب من الكفوري، مخفياً التوكيل بينه وبين الأخير عن المجلس. ليس ذلك فحسب، فالعقار الذي «لا بناء عليه»، اتضح بأنه يحوي سبعة أبنية أقلّه منذ عام 2000 بموجب عقود إيجار مسجّلة لدى البلدية. الريّس المتمرّس في بلدته منذ 16 عاماً، اتخذ البلدة كملك خاص يسرح فيها ويمرح كما يشاء. هكذا وصلت أعمال الحفر في العقار الى مجرى نهر الفوّار التابع للأملاك العامة النهرية لتكبير مساحته، لتبدأ الفيضانات من يومها على الطرقات نتيجة ردم النهر وتغيير الممرات الطبيعية وتحويرها، فضلاً عن التعدّيات التي طاولت طريقاً مصنّفاً طريقاً عاماً. أما الرسوم البلدية المجباة من سكان الأبنية غير المعترف بها، فتبيّن وفق تقرير الخبير أنها تذهب مباشرة الى محامٍ موكل من قبل الرهبنة وإلى البلدية.

استدعاءات بالجملة

في موازاة ذلك، تتضمّن الشكوى إخبارا حول تأجير واستثمار الأملاك العامة البلدية لمنفعة شخصية، بعدما قام أبو جودة بتأجير طوني السنيور صاحب مطعم السنيور العقار الذي يملكه (1225) الملاصق للعقار 1219 المملوك من البلدية. تجاوُر العقارين كان كافياً للسماح ضمنياً للسنيور بالتعدّي على جزء من الملك البلدي لإنشاء موقف غير مجّاني للسيارات ووضع مولدات كهربائية من دون الاستحصال منه على أي مردود مادي للبلدية لفترة فاقت العشر سنوات. وقد تبيّن أن القيمة التأجيرية المتدنّية ساعدت المستأجر على التهرّب الضريبي، وسط صمت إيجابي من قبل أعضاء البلدية الذين تبلّغوا شكاوى عدّة حول المخالفات الحاصلة من دون أي جدوى. تكرر الأمر مع وزارة الداخلية. الجرائم المالية والعقارية الموثّقة أحكمت الطوق جيداً حول رئيس بلدية أنطلياس إيلي أبو جودة بعدما فقد حصانته، تزامناً مع أفول نفوذ المر السياسي في إدارات الدولة. لذلك «تنغل» أجهزة الرقابة والتفتيش في البلدية بشكل مستمر. ففي منتصف العام الماضي، طلب المدعي العام لدى ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس من أبو جودة تزويده بـ: 1- بيان تفصيلي بأسماء الأشخاص المعيّنين في ملاكات موظّفي البلدية وأجرائها والشرطة مرفقة بالسند القانوني. 2- الأساس القانوني الذي تمّت على أساسه إجراءات التلزيمات في البلدية، وخصوصاً تلزيم إنشاء المبنى البلدي على العقار الرقم 1219. 3- مدى توافق الاستملاكات البلدية المنفذة مع غايات تحقيق المصلحة العامة ومنها استعمال آليات وشاحنات رئيس البلدية في تنفيذ أشغال بلدية أو لحسابها. 4- بيان بقيمة المساعدات المالية الموزعة من صندوق البلدية. 5- نسخة عن قطوعات الحسابات بين سنوات 2012 و2018. ووفقاً للمصادر، ردّ رئيس البلدية على أسئلة الديوان الذي لم يقتنع بأجوبته، فباشر التحقيقات مع الموظفين. وتبلغت رئيسة قسم المحاسبة في البلدية أمس طلب الحضور يوم الثلاثاء المقبل الى النيابة العامة في الديوان للتحقيق معها. وحاولت «الأخبار» الاتصال برئيس بلدية أنطلياس لسؤاله عن الاتهامات المُساقة ضده، إلا أنّه لم يجب على الاتصالات الهاتفية. في مقابلة له قبيل انتخابات 2018 النيابية، قال الوزير السابق الياس المر إنه يريد أن «يكون وفيّاً مع رئيس بلدية أنطلياس الذي «عَمل» بلديته (...) لأنه اليوم وقف الى جانبي وسأقف بدوري الى جانبه كل حياتي لأنه ليس مرتكباً ويهدّدونه ويضغطون عليه... أقول «يفرجوني» ماذا بإمكانهم أن يفعلوا به، وسأريهم ما سأفعله أنا بهم في حال عبثوا مع إنسان «آدمي» (..) فإذا هم يعتقدون بأنني «بسَين» يضعونه في الزاوية وينتظروني لأخرمِش، فهم مخطئون، لستُ «بسين» ولا أخرمِش، هم يعرفون، والسلطة بيدهم في لبنان ليس في الخارج». يبدو أن مظلة المرّ الابن لم تعد صالحة هي الأخرى لإنقاذ أبو جودة من براثن القضاء.

 

لبنان يطلب مشورة صندوق النقد الدولي للخروج من أزمته المالية، لكن هل بإمكانه تفادي خطة إنقاذ شاملة؟

مايكل يونغ/موقع كارنيغي للشرق الأوسط/20 شباط/2020

مطالعة دورية لخبراء حول قضايا تتعلق بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسائل الأمن.

سيبيل رزق | مديرة قسم السياسات العامة في "كلنا إرادة"، وهي منظمة مدنية للإصلاح السياسي في بيروت

لا مفرّ للبنان من خطة إنقاذ شاملة لاستعادة الاستقرار على مستوى الاقتصاد الكلّي والمالي، لأن البديل سيكون سيناريو كارثياً ينطوي على التضخّم المفرط، وتراجع قيمة العملة الوطنية، والبطالة، والفقر، والهجرة. ونظراً إلى أن لبنان عضو في صندوق النقد الدولي، فمن حقّه طلب المشورة من الصندوق والحصول على تقييم لوضعه المالي. وسيتطلّب هذا الأمر الكشف التام عن المعطيات المالية المتعلّقة بمصرف لبنان والقطاع المصرفي للتوصّل إلى فهم دقيق لحجم الخسائر المُتكبّدة.

نعرف أن لبنان يعاني من مجموعة أزمات، بدءاً من حالة ميزان المدفوعات والدين، مروراً بمشكلة العملة والقطاع المالي، ووصولاً إلى ضعف القطاعات الإنتاجية وغيرها. لكن هذه الأزمات تجعل الأوضاع معقّدة على كل المستويات. إذن، الحاجات المالية مُلحّة للغاية وإعادة الهيكلة ضرورية، ما يستدعي على الأرجح إجراءات إنقاذ خارجية من المانحين الخارجيين، وإجراءات إنقاذ داخلية أيضاً، عبر تحويل جزء من الودائع إلى أسهم في المصارف خلال عملية إعادة الرسملة، بعد شطب الأسهم الأصلية. لكن المسألة الأساسية هنا سياسية وهي: من سيطبّق خطة الإنقاذ، فيما لبنان يواجه في الوقت نفسه أزمة نظام؟ لبنان يحتاج إلى حكومة تكون قادرة على تحريك زمام الأمور، بمعزل عن النظام الذي يشوبه الفساد والمحسوبية والقائم على نخبة تُمسك بخيوط الدولة. من الضروري أن تتحلّى الحكومة بالكفاءة والشرعية والصدقية كي تتمكّن من طلب المساعدة الخارجية، سواء من صندوق النقد الدولي أو من جهات مانحة مؤسسية أو ثنائية.

إسحاق ديوان | أستاذ حائز على منصب "كرسي التميّز للعالم العربي" في جامعة باريس للعلوم والآداب، وأستاذ في المدرسة العليا للأساتذة (Ecole Normale Supérieure)

لبنان في حاجة ماسّة إلى الدعم المالي الكفيل بمساعدته على التكيّف مع التوقف المفاجئ لتدفّق الرساميل، في وقتٍ قد تؤدّي العجوزات الكبيرة داخلياً وخارجياً إلى انهيار اقتصادي. وليس من قبيل المبالغة في شيء الافتراض بأنه في ظل غياب الدعم المالي الكبير والسريع، قد تتحوّل البلاد إلى دولة فاشلة نتيجة الانهيار والفوضى. في أفضل الأحوال، قد يتمكّن صندوق النقد الدولي، بالتعاون مع جهات مانحة أخرى، من إعداد حزمة تمويلية كاملة هي عبارة عن مبلغ يتراوح بين 20 و25 مليار دولار يُمنح إلى لبنان على مدى ثلاث سنوات من أجل دعم خطة الإنقاذ وتخفيف وطأة الألم الذي لامفرّ منه في المدى القصير. لكن لتحقيق ذلك، لا بدّ من إجراء تعديلات وإصلاحات موجعة، تتضمن خفض مصاريف الدولة، وزيادة الضرائب، والخصخصة، وتقليص الدين، وتراجع قيمة العملة. سيكون الهدف ببساطة تمكين الاقتصاد اللبناني من تسديد قروض صندوق النقد الدولي ضمن مهلة لاتتجاوز العشر سنوات.

عبر طلب إجراء تعديلات اقتصادية مقابل الدعم، يُتوقّع أن يلعب صندوق النقد الدولي إلى حدٍّ كبير دور ناقل الرسائل الذي يحثّ لبنان على التوصّل إلى إجماع داخلي بشأن كيفية إصلاح تقهقر الثروة نتيجة خَبَل السياسيين. ستؤدي الطرق المحدّدة التي سيتم بموجبها التعديل إلى مضاعفات ضخمة لجهة توزيع الثروات، ولاسيما على مستوى المجتمع اللبناني وعن كيفية تكبّد مختلف شرائحه هذه الخسائر الجمّة.

لاينبغي على الحراك الاحتجاجي المسارعة إلى وضع العصي في دواليب خيار صندوق النقد الدولي، لأنه حبل النجاة المالي الوحيد راهناً. لذا، يكمن الخيار الأفضل للحراك في دعم عملية التفاوض ووضع شروطه الخاصة بشأن خطة الإنقاذ، حرصاً على حماية الفقراء والطبقة الوسطى. في حال لم يتوصّل لبنان إلى إجماع داخلي حول المرحلة المُقبلة، سينتظر طائر الفينيق طويلاً قبل أن ينبعث مجدّداً من رماده، تماماً كما حدث خلال الحرب الأهلية.

عامر بساط | رئيس الاستثمارات السيادية والأسواق الناشئة في شركة إدارة أصول في نيويورك، وخبير اقتصادي سابق في صندوق النقد الدولي. لكنه عبّر عن رأيه الوارد هنا فقط بصفته الشخصية

حان وقت إزالة الغموض الذي يكتنف صندوق النقد الدولي. إذ لم يعد اعتماد برنامج شامل ومتكامل بعد الآن مجرد ترف. فلبنان بحاجة إلى برنامج لأحد الأسباب الثلاثة الآتية: أولاً، الأزمة اللبنانية شديدة التعقيد ومستعصية على مايبدو. في المقابل يمتلك صندوق النقد الدولي الخبرات المناسبة والمطلوبة. ثانياً، يفتقد التزام الحكومة اللبنانية بالإصلاحات إلى الصدقية، إذا ما أردنا التعبير عن الأمر بتهذيب. وستثبت مشروطية صندوق النقد (الخاضعة إلى المتابعة والرقابة) فعّاليتها في ترسيخ عملية تطبيق الإصلاحات. أخيراً، والأهم من كل ذلك، إن حجم العجز التمويلي في البلاد هائل. وفي حال لم تتمّ معالجته، سيكون مصير الاقتصاد الانهيار وستنخفض احتياطيات الصرف الأجنبي بشكل مطّرد. وإذا ما أردنا الحديث بصورة واقعية، ستكون الجهات المانحة الأخرى متردّدة إلى حدّ كبير في منح لبنان الأموال، من دون موافقة صندوق النقد الدولي.

في هذا السياق، لابدّ من طرح سؤال مستقل، لكن مرتبط بهذه المسألة، ألا وهو: هل ستكون شروط صندوق النقد الدولي موجعة؟ للأسف، ستكون كذلك بالطبع. لكن السؤال المطروح هنا خطأ، فإن كانت الدولة جادة في معالجة أزمتها، ستكون الإجراءات التي يحدّدها صندوق النقد هي ما تحتاج إليه بالضبط. كما أن الأحاديث الشائعة عن أن الصندوق لايعير أهمية للواقع السياسي ومضاعفات شروطه على المجتمع قد عفا عليها الزمن. وسيكون لوجود فريق تفاوض لبناني قوي دور رئيس في صياغة تفاصيل البرنامج.

نسرين سلطي | أستاذة مساعدة في قسم العلوم الاقتصادية في الجامعة الأميركية في بيروت

ليس واضحاً "حجم" برنامج الطوارئ الاقتصادي الذي يحتاجه لبنان، بخاصة في ظل غياب أي أرقام كلية وميزانيات عمومية موحّدة ومُثبتة. لكن بغض النظر عن ذلك، لابدّ من تطبيق نوعين من الإصلاحات الأساسية قبل الأخذ في الحسبان أي تدخّل لصندوق النقد الدولي، سواء كان خجولاً (على شكل مساعدة تقنية) أو صارماً (على شكل برنامج كامل): الأولى إصلاحات تتعلّق بالحوكمة، والثانية تتعلّق ببلورة رؤية اقتصادية.

سيحمل معه تدخّل صندوق النقد وصفات تتعلّق بالسياسات العامة، وسيكون قسم منها تطفلياً ومضايقاً، وينطوي على أطراف رابحة وأخرى خاسرة بشكل مباشر، على غرار الخصخصة، ورفع الدعم، وإدارة فاتورة الأجور في القطاع العام، وما إلى ذلك. في هذا السياق، ثمة خلافات كثيرة حول مدى فعّالية وسلامة تدخّل صندوق النقد. حتى أن الكثير من المؤيدين لهذه المسألة أقرّوا بأن تطبيق بعض هذه السياسات في نظام يستشري فيه الفساد والزبائنية كلبنان، من دون تفعيل إصلاحات نحو حوكمة وشفافية أفضل وسيادة القانون (وكل ذلك خارج اختصاص الصندوق المباشر) يُعتبر أمراً خطيراً. ويمكن لذلك أن يستخدم "مشروطية صندوق النقد الدولي" كغطاء يسمح بمواصلة إحكام قبضة النخبة الفاسدة على الاقتصاد.

ترمي عمليات الإنقاذ التي يقوم بها صندوق النقد إلى توجيه الاقتصاديات ووضعها على مسار النمو الاقتصادي والاستقرار الاقتصادي الكلي، وإبقاء الدين في حدود مستدامة. وحتى حين تتضمن برامجه أحكاماً تتعلّق بشبكات أمان اجتماعي، لا يتبنّى أي محصلات توزيعية كأهداف. مع ذلك، يمكن لاقتصاد ما أن يحقّق نمواً، وأن يكون مستقراً على مستوى الاقتصاد الكلي ومسؤولاً على الصعيد المالي، وأن يقوم في الوقت نفسه بتوزيع الدخل بطريقة غير متكافئة إلى حدّ كبير. وفي حال كانت الرؤية الاقتصادية الجماعية في لبنان تهدف إلى تصحيح عملية توزيع الثروات والدخل غير المتوازنة والمثيرة للقلق (وهو توزيع ناجم عن السياسات نفسها التي أشعلت فتيل الأزمة)، فإن إضافة هدف توزيعي ضمن الأهداف الثلاثية الموضحة أساساً في خطة إنقاذ صندوق النقد، ستملي أيضاً الطريق الذي تختاره الدولة لتعافي البلاد. وقد يتطلّب هذا الأمر تبنّي بعض السياسات التي لاتكون مُدرجة بشكل مباشر في برامج صندوق النقد الدولي التقليدية.

سامي نادر | مدير مركز المشرق للدراسات الاستراتيجية، وخبير اقتصادي، وأستاذ محاضر في جامعة القديس يوسف في بيروت

لم تمرّ فرصة أمام الطبقة الحاكمة في لبنان للقيام بإصلاح اقتصادي حقيقي إلا وأهدرتها. المرة الأخيرة كانت في أعقاب مؤتمر سيدر للجهات المانحة الدولية، الذي عقد في باريس في نيسان/أبريل 2018، والذي تمّ فيه تقديم رزمة مالية تبلغ حوالى 18 مليار دولار لتنفيذها على مرحلتين، لقاء تطبيق الحكومة اللبنانية إصلاحات طال انتظارها. لكن على الرغم من كل شيء، لايبدو النظام السياسي اللبناني قادراً على الإصلاح، إذ إن ذلك يعني إضعاف القوى السياسية التي ستُحرم من مصادر تمويلها.

كان مؤتمر سيدر الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان من دون تكبّد أكلاف عملياً. لكن الأمر لم يعد كذلك اليوم، فلبنان يسير نحو الانهيار. كما لم تعد القضية تتعلق بكيفية تفادي الانهيار بعد الآن، بل بكيفية التخفيف من الكلفة والخروج من الأزمة بأقل الأضرار. وعلى الرغم من أن الإصلاحات ضرورية، إلا أنها لم تعد كافية بكل بساطة. فلبنان يحتاج إلى ضخّ أموال لا تقلّ عن 15 – 20 مليار دولار لإعادة هيكلة ماليته العامة ونظامه المصرفي وتفادي ركود اقتصادي حاد. وما من جهة مانحة مستعدّة لتقديم مبالغ مجانية من دون مقابل، كما كانت تفعل في السابق دول مجلس التعاون الخليجي. لقد خسر لبنان، تحت رعاية حزب الله، أصدقاءه وتقديماتهم السخية. وهو الآن بحاجة إلى اقتراض الأموال، والباب الوحيد الذي يمكن أن يطرقه هو باب صندوق النقد الدولي.

 

الحكومةُ تقنيّةٌ والحلولُ سياسيّة

سجعان قزي/جريدةُ النهار/20 شباط 2020

تَملِكُ الحكومةُ اللبنانيّةُ الجديدةُ رصيدًا يُعطى لها بالتَقنين كسحوباتِ المودِعين من أرصدتِهم في المصارف. هم: مالُهم موجودٌ وسقفُ سُحوباتِهم محدود. وهي: الثقةُ النيابيّةُ بها موجودةٌ وحرّيتُها بالتصرّفِ بها محدودة. لكنَّ الحكومةَ هُنا، وأصبح تأييدُها ومعارضتُها وراءَنا. مَن مَنحَها الثقةَ أيّدَها، ومَن حَجبَها عنها مَنحَها فرصة. أما المجتمعان العربيُّ والدوليُّ فرَحّبا بتأليفِها ولم يؤيّدا هُوّيتَها. يبقى أنَّ مشكلةَ هذه الحكومةِ هي مع عَرّابيها ومؤيّديها أكثرَ مما هي مع معارضيها. ومعارضتُها الجِديّةُ أصلًا خارجيّةٌ، فيما المعارضةُ الداخليّةُ فاقدةُ الصدقيّةِ والعَصَب.

ظُهِّرَت هذه الحكومةُ على أنّها نتاجُ الصراعِ بين السلطةِ والثورةِ في لبنان وأنّها شُكّلَت كُرمى لعيونِ الثوّار، بينما هي عمليًّا نتاجُ الصراعِ بين أميركا وإيران في لبنان والشرق الأوسط. سَجّلَت السلطةُ نُقطةً على الثورةِ، وإيران نقطةً على أميركا. ويُعجِبُني هنا الّذين استَغربوا زيارةَ رئيسِ مجلسِ الشورى الإيرانيِّ علي لاريجاني، فهل كانوا يَتوقّعون زيارةَ وليِّ العهدِ السعوديِّ الأمير محمد بن سلمان لهذه الحكومة؟

لكنَّ هاتين النُقطتَين ليستا ذاتَ شأنٍ في الصراعِ المصيريِّ والطويل. لسنا، مع الأسف، في صراعٍ يُحسَمُ بالنقاط، بل بالضربةِ القاضية، حتّى لو حصل حلٌّ سياسيٌّ... والفوزُ النهائيُّ ليس مضمونًا للجانبِ الأميركيِّ مع أنَّ موازينَ القِوى لمصلحتِه. موازينُ القِوى لا تكفي من دون توازنٍ سياسيٍّ أميركيّ، ومن دونِ إرادةٍ ثابتةٍ بالذَهابِ إلى النهاية. ولا نُغفِلَنَّ أنَّ أيَّ تقصيرٍ في الموقفِ الأميركيِّ قد تعوّضُه إسرائيل عسكريًّا. وفي جميعِ الأحوال، يَدفع لبنانُ الثمنَ في حين المتصارِعان، إيران وأميركا وهما صديقان للبنان، يعلنان حِرصَهما على استقلالِ لبنان واستقرارِه وحرّيتِه وازدهارِه. ومِنَ الصداقةِ ما قَتل.

بحكمِ تكوينِها الطريِّ تَفتقِدُ هذه الحكومةُ القدرةَ على مواجهةِ الصراعاتِ الداخليّةِ والخارجيّةِ الآخِذةِ في الاتّساعِ والعسكرةِ في المديَين القريبِ والمتوسط. وما التصريحاتُ الأميركيّةُ والإيرانيّةُ والإسرائيليّةُ والتركيّةُ سوى دليلٍ علنيٍّ على النيّاتِ العسكريّةِ الـمُضمَرة. وخِطابُ السيد حسن نصرالله يومَ الأحدِ الماضي (16/02) يؤكّد هذا المنحى بوجهَيه اللبنانِّي والإيراني. فنصرالله كان يَتكلّمُ كأمينٍ عامٍّ لحزبِ الله من جهة، وكخليفةِ قاسم سليماني في إدارةِ التمدّدِ الإيرانيِّ في دولِ المشرق من جهةٍ أخرى. وفي الصِفتَين تَتناقَض مواقفُه مع مصلحةِ الحكومةِ، لئلّا نقولَ مع مصلحةِ لبنانَ.

طريفٌ أنْ يَضعَ السيّدُ حسن نصرالله نفسَه في تصرُّفِ الحكومةِ ويُعطي توجيهاتِه للأطرافِ السياسيّةِ كافةً لدعمِها، فيما مواقفُه تَقضي على فرصِ نجاحها. فكيف للحكومةِ أن تَكسِبَ دعمَ دولِ الخليج والغربِ الضروريَّ، باعترافِه، لنجاحِها، ويَشُنُّ، بالمقابل، حملةً على دولِ الخليج، ويؤكّدُ مشاركتَه في حروبِ المِنطقة، ويدعو إلى مقاطعةِ المنتَجاتِ الأميركية، وتغييرِ معاييرِ نظامِ التبادلِ التجاريِّ العالميّ؟ سنةَ 2000 فكّرت دولُ مجلسِ التعاونِ الخليجي إضافةَ "الأورو" إلى "الدولار" كمرجِعٍ نقديٍّ آخَر في تعاملاتِـها الدوليّةِ، فهدّدَتها واشنطن وضَيّقَت عليها حتى أشاحَت عن الفكرةِ جُملةً وتفصيلًا.

تجاه هذا الواقعِ ليس أمامَ الحكومةِ اللبنانيّةِ سوى الخِيارِ بين السيرِ بمنطقِ حزبِ الله وحلفائِه، أو قلبِ الطاولةِ. الخِيارُ الأوّل مصيرُه الفشل، فيما الخِيارُ الآخَر يَفتح لها فرصَ الإنقاذِ الذاتيّ والوطنّي. وبين الخِيارين نرى الحكومةَ في ضَياعٍ حيالَ القراراتِ السياسيّةِ والاقتصاديّة رغمَ رغبةِ رئيسِها وبعضِ وزرائِه في الانعتاقِ من أسْرِ التأليف. غير أنَّ هذه الرغبةَ تبقى ــ حتى الآن على الأقّل ـــ مجرَّدَ "ضِيقةٍ نفسانيّةٍ" لا ترقى إلى مرتبةِ الفعل. إنّه المأزِقُ الذي يُعطّلُ الحلول.

هذا الأسبوع اقترح السيد حسن نصرالله فكرةَ الفصلِ بين السياسةِ والاقتصادِ، واقترحَ تأليفَ لَجنةٍ تَضمُّ جميعَ الأطرافِ اللبنانيّةِ "لمعالجةِ الوضعِ المتدهوّر في البلد". إذ يُذكّرنا هذا الاقتراحُ بسابقٍ عَرَضه سنةَ 2014 بفصلِ دورِ حزب الله في سوريا عن دورِه في لبنان، يستحيلُ تحقيقُ الفصلِ بين السياسةِ والاقتصادِ فجميعُ مشاكلِنا سياسيّةُ المصدَرِ. وعبثًا نسعى لأن نَجِدَ لها عِلاجاتٍ تقنيّةً ما لم تُغيّر الدولةُ اللبنانيةُ خياراتِها السياسيّةَ وتَموضُعَها الإقليميّ. وما دامت لَجنةٌ تُذكّرُ بأخرى، لماذا لا يَقبلُ السيد نصرالله تأليفَ لَجنةٍ لوضعِ استراتيجيّةٍ دفاعيّةِ لمعالجةِ وضعِ سلاحِ حزبِ الله الذي يُشكّل إشكاليّةً للدولةِ ولعلاقاتِها الخارجيّة؟

في عِزِّ الحربِ، إبانَ احتدامِ الاحتلالاتِ الفِلسطينيّةِ والسوريِّةِ والإسرائيليّةِ، ظلَّ لبنانُ محافِظًا على توازنٍ في عَلاقاتِه العربيّةِ والدوليّة، وكانت الدولُ تَتسابقُ لزيارتِه واستقبالِ قادتِه وتأليفِ لجانٍ لإنقاذه. أما اليوم، ولأوّلِ مرّةٍ في تاريخِنا الحديث، العالمُ يَهجُرنا والأشقّاءُ يَتحاشُونَنا والأصدقاءُ يُعاقبونَنا. لذلك، لم يكن المطلوبُ حكومةَ اختصاصيّين أو سياسيّين أو مختلطةً، بل خِيارًا وطنيًّا جديدًا يُعيد لبنانَ إلى ذاتِه وأصالتِه ومحيطِه والعالمِ، ويُخرجه من عُزلتِه والانهيار. واجِبُ لبنان أنْ يُقدِمَ ويَحضُرَ لدى الدولِ الكبرى ليضمَنَ وِحدةَ كيانِه. حين كنا جماعةً من دون دولةٍ اقتحَمنا المؤتمراتِ الدوليّةَ وأَنْشأنا دولةً؛ فكيف، وقد أصحبنا دولةً، لا نَستطيعُ التعاطي مع مراكزِ القرارِ الدوليّ لضَمانِ الجماعة؟

حانت اللحظةُ التاريخيّةُ أن نعلنَ بكلِّ صراحةٍ ومسؤوليّةٍ ومن دونِ روحٍ عَدائية أنّنا لسنا معنيّين بحروبِ المِنطقةِ وصراعاتِها. من يريدُ أنْ يُدمِّرَ إسرائيل فليُدمّرْها وحدَه، ومن يريدُ أنْ يَطردَ أميركا من الشرقِ الأوسط فليُطْرُدْها وحدَه، ومَن يريدُ أنْ يحاربَ دولَ الخليجِ فليُحارِبْها وحدَه، ومن يريدُ أنْ يُعمِّمَ ثقافةَ الحربِ والموتِ والاستشهادِ العبثيِّ فلْـيُعمِّمْها وحدَه. ولَيفعل كلَّ ذلك من خارجِ الأراضيِ اللبنانيّة. نحن نريدُ أن نبنيَ لبنانَ على أسسٍ وقيمٍ مختلفةٍ عن المشروعِ الإيراني وعن سائرِ مشاريعِ دولِ المنطقة. لا نَتمنّى إلا كلَّ الخيرِ لإيران، بل لا نَتمنّى إلا أفضلَ العَلاقاتِ معها، لكنّنا لا نَستطيعُ أن نَتحمّلَ مشروعَها حتى لو أردنا... وهاكمُ الدليل.

غالبيّةُ اللبنانيّين الساحقةُ قرّرت أن تعيشَ بسلامِ مع أهلِها وبيئتِها ومحيطِها ومع إيران. لم يكن السلاحُ يومًا رأسمالَ لبنان، وأصلًا ليس السلاحُ رأسمالَ الشعوبِ المتحضِّرة. السلاحُ زينةُ الرجالِ، والنساءِ أيضًا، في ردِّ عدوانٍ لا في استحْضارِه.

لا نُحمّلُ الحكومةَ الحاليّةَ مسؤوليةَ رفعِ جميعِ هذه التحديّات، لكنّها في كلِّ الأحوالِ أمامَ خِيارِ الدخولِ إلى المستقبلِ أو البقاءِ في الماضي، وخِيارِ استعادةِ صداقاتِ لبنان أو الإبقاءِ على عُزلتِه... وعُزلتِها.

 

مع الإنتفاضة حتى.. الرئاسة: جعجع هادن عون وحزب الله ووضع دفتر شروطه للمعارضة وقد تناسى أن حساباته الخاطئة، والأنانية، هي التي جاءت بعون رئيساً للجمهورية!

محرر الشفّاف/20 شباط/2020

منذ اندلاع الانتفاضة اللبنانية في ١٧ تشرين الاول/اكتوبر من العام الماضي، يقف “حزب القوات اللبنانية” على خط الزلازل، ويرقص على الحبال، الى حد اتهامه من قبل “المنتفضين” بمحاولة ركوب موجة الثورة حينا والابتعاد عنها حينا آخر!

 بداية الانتفاضة، شارك “القواتيون” في اعمال التظاهر وقطع الطرقات احتجاجاً.

وهذا ما تجلى في ساحات الاعتصام والاحتجاج في “جل الديب” و”العقيبة” و”مفرق غزير” و”البترون” و”جبيل”.

حتى في “بشري” قطعت الطرقات احتجاجا على الفساد وفي مواجهة الازمة الاقتصادية.

فجأة وامام عسف السلطة وقسوة قمعها توقفت الاحتجاجات في المناطق المسيحية!

جعجع لا “يَبوس تيريز”!

وتشير معلومات الى ان اتفاقا حصل بين حزب القوات والتيار الوطني الحر لتحييد المناطق المسيحية وذلك في اعقاب اتصال هاتفي بين رئيس القوات سمير جعجع والرئيس ميشال عون دام اكثر من 20 دقيقة وافضى الى اتفاق على “تجنيب المناطق المسيحية فورة الاحتجاجات” من جهة، واعادة ترتيب العلاقة بين “القوات” و”التيار: العوني من جهة أخرى، على ان تكون العلاقة مباشرة بين الدكتور والرئيس ولن يكون الحكيم مضطرا لكي “يبوس تيريز” (الوزير باسيل)  ليتحدث مع الرئيس.

وعلى الاثر خمدت الاحتجاجات في المناطق المسيحية وتُرك المنتفضون الآخرون الى رحمة قوى الجيش ومكافحة الشغب التي امعنت فيهم ضربا بعد انسحاب “القوات” من الساحات وصولا الى شل حركتهم بالكامل!

اليوم، ترى “القوات” نفسها “بيضة القبان” في اي معادلة جديدة في البلاد!

ويعتقد جعجع انه يمسك العصا من الوسط.

فهو يريد ثمن اي موقف يتخذه، سواء الانحياز الى المعارضة او الانحياز الى العهد.

وفي يقين جعجع  ان المعارضة في حاجة اليه بقدر ما يحتاجه الرئيس عون! وقد فاته ان التجربة مع عون لم تتكلل سوى بالخيبات المتتالية، كما ان  تجربته مع الحلفاء في المعارضة تعرضت لكثير من الشوائب التي افضت الى حال انعدام الثقة بين اطرافها.

“فيتو” قواتي “عنيد” على الجار الشمالي، سليمان فرنجية!

لكن، ماذا يريد جعجع؟

من المعارضة يريد جعجع تطويبه رئيساً خلفا للرئيس عون، واستبعاد “خصمه” سليمان فرنجية نهائياً، في حال المضي في عملية ارغام الرئيس عون على الاستقالة!

ذلك المطلب الذي بادر إلى رفعه الدكتور فارس سعيد و”لقاء قرنة شهوان”، ثم رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط.

جعجع وقف بالمرصاد لتلك المطالبة بحجة عدم التعرض للمنصب الماروني الاول في البلاد!

مع ذلك، بتنازل جعجع عن موقفه في حال اخذ موافقة جنبلاط والحريري، على انتخابه “هو” رئيسا- أي على استبعاد “سليمان فرنجية” مجدّداً- وان يعمل الإثنان على ضمان موافقة المملكة العربية السعودية على عملية الانتقال الرئاسي.

كما يريد جعجع ايضا من “تيار المستقبل” ان يقبل بـ”قانون الانتخابات” الحالي “الكارثي”، المسمى “قانون جورج عدوان“، وهو نسخة “لايت” من “قانون إيلي الفرزلي”- أي بأسوأ قانون انتخابات في تاريخ لبنان- مقابل مسايرة “المستقبليين” في المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة!

وبالصدفة، فإن الدكتور جعجع يلتقي مع “المستفيد” الآخر من قانون الإنتخابات الحالي المشوّه، وهو “حزب الله” الذي أكّد زعيمه حسن نصرالله قبل يومين تمسّكه به!!

تقديم أوراق اعتماد لـ”حزب الله”!

ومن الرئيس عون يطلب جعجع ثمن حياده وتحييد العهد والرئيس عون والتصويب على الوزير باسيل من حين لاخر، تزامناً مع مهادنة واضحة مع حزب الله حيث يسعى جعجع الى رفع الفيتو المرفوع في وجهه من قبل حزب الله ليكون خلفا لعون.

مرة جديدة سيقع “المسيحيون” نتيجة الحسابات الخاطئة للقيادات السياسية المارونية!

وقد تناسى الدكتور سمير جعجع أن حساباته الخاطئة، والأنانية، هي التي جاءت بالجنرال عون رئيساً للجمهورية!

وأخيراً، فمثلما “يرفض” الرئيس عون “الإعتراف” بـ”انتفاضة الشعب اللبناني”(التي قال مراراً أنها قامت “دعماً” لخطه “الإصلاحي”!)، فإن د. سمير جعجع ربما يعتبر، بدوره، أن “انتفاضة الشعب اللبناني” ليست سوى “شوية حركات”، ستسهّل وصوله “هو” (وليس سليمان فرنجية، مثلاً) لرئاسة الجمهورية!

ماذا عن “كلّن يعني كلّن”!

 

لأن النكبة شاملة رهان اللبنانيين على الثورة

حنا صالح/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

.. ونالت حكومة الأقنعة، المؤلفة من «اختصاصيين» ثقة برلمان أقله مطعون بشرعيته، وفي أول اجتماع لها، لجأت إلى تشكيل لجنة من أهل الاختصاص للدراسة والاقتراح! وكان البلد يموج بالأحاديث عن المواقف المفترضة حيال الانهيار العام، بعدما انكشف المستور المتمثل بتهريب 27 مليار دولار إلى حسابات في الخارج خلال العام 2019، تعود إلى كبار القوم من مسؤولين وأصولهم وفروعهم ومعهم كبار المصرفيين! وتم ذلك وسط خداع اللبنانيين من خلال تطمينات المصرف المركزي وجمعية المصارف بشأن سلامة الوضع المالي وسعر الصرف. وتوّج «الكارتل المصرفي» سلوكه بإقدامه في الأسابيع الأخيرة على بيع كمية سندات يوروبوند يحملها لجهات خارجية، بحيث وُضِعَ البلد أمام حلول مرة، إنْ لجهة الامتناع عن الدفع وأبعاده، أو لجهة الدفع وما سيستتبعه من دفعات تنهي موجودات المصرف المركزي، وهي جزء من ودائع المواطنين، لا يجوز استخدامها إلاّ لتأمين الرغيف والدواء! فصدر تحذير عجيب غير مسبوق عن رئاسة مجلس الوزراء ينهى المواطنين عن تناول الشأن المالي (!) فبدت هذه السلطة مجرد واجهة للممسكين بالقرار لا تجرؤ على مواجهة الناس بعدما استهلكت ومن شكلها كل الفرص.

تمسك الجمهور الواسع المنتشر في كل الساحات والمتمتع بالثقة الشعبية المستمدة من شرعية «17 تشرين» بمطلب محوري يتمثل في قيام حكومة انتقالية مستقلة قادرة على مواجهة رموز نظام المحاصصة الطائفي وفسادهم، وتكون مؤهلة لابتداع الحلول لأزمة هي سياسية أصلاً، متأتية من استيلاء «حزب الله» على قرار البلد، والارتهان لنظام ملالي طهران، الأمر الذي وضع لبنان تحت مقصلة الحصار والعقوبات كما الحال بالنسبة لإيران وسوريا، ما سرّع من الانهيار المالي - الاقتصادي، وقد تسببت المنهبة المنظمة في اهتزاز الاستقرار الاجتماعي. هنا أطل صاحب القرار، الأمين العام الأشهر، بمطالعة حملت إقراراً صريحاً بأن «حزب الله» هو الجهة المسؤولة عن قيادة نظام المحاصصة الطائفي، ودعا من هذه الزاوية إلى جمع صفوف الطبقة السياسية من أجل «تشكيل لجنة من الموالاة والمعارضة تتولى إنقاذ لبنان، والأولوية لإنعاش الوضع الذي يهدد الجميع»، وهو بذلك يعلن عن تهميش دور الحكومة ومكانتها، وهي التي ما كانت لتبصر النور لولا الغطاء الذي وفّره لعملية التأليف!

وبعدما أدرك حجم الأعباء والعجز عن النهوض بها، بهذه التوليفة الحكومية الممثلة لرموز الممانعة، ذهب نصر الله بعيداً في آخر طروحاته حيال الشركاء في التركيبة الطائفية، والتي صيغت تحت عنوان الشراكة في تحمل المسؤولية، فقال إنه ليس صحيحاً تسمية هذه الحكومة بحكومة «حزب الله»، هذا لا يؤذي الحزب، «لكن يؤذي لبنان وإمكانيات المعالجة وعلاقات لبنان العربية والدولية»، متجاهلاً كل تاريخ إرغام لبنان على التموضع في خانة الصدام مع العرب ومع الغرب.. فيما يعرف القاصي والداني أن الوجه الآخر لقيام حكومة مستقلة عن الأحزاب الطائفية تحوز الثقة الشعبية إنما يكون في استعادة مفاتيح العلاقة السليمة مع دول الخليج والغرب، وبالتأكيد الولايات المتحدة؛ حيث بات جلياً أن لا تفهم ولا دعم من دون مقابل سياسي. وفي هذا المقابل مصلحة لبنانية، لأنه يفترض الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وهو ما شددت عليه مجموعة الدعم الدولية عندما ذكّرت المسؤولين بالقرارين 1559 و1701، وبالتالي بسياسة النأي بلبنان والعودة إلى إعلان بعبدا، وليس أمراً بسيطاً تجاهل العرب والغرب لحكومة الأقنعة، وامتناع سفراء دول الخليج حتى تاريخه عن زيارة ساكن القصر الحكومي!

كان رئيس الحكومة قد وعد بجولة خليجية بعد الثقة، ربما أراد من ذاك الطرح استدراج زيارة سفير أو اتصال ما، فجاءه «الغنم» من طهران مع زيارة علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، وهو أول مسؤول خارجي يزور لبنان في هذه الفترة الثورية من تاريخ لبنان وبعد نيل الحكومة الثقة. الزيارة التي لا يمكن أن تتم دون توجيه من المرشد، وتشجيع من «الحرس الثوري»، وشملت تباعاً دمشق وبيروت وبغداد، بدت وكأنها أشبه بتفقد ولايات تابعة، لحشد الأوراق ارتباطاً بالمواجهة مع الأميركيين والصراع الإقليمي ولترميم أوراق القوة الإيرانية بعد مقتل قاسم سليماني.

في هذا السياق شكلت الزيارة وما رافقها من لقاءات على أعلى مستوى، وإعلان لاريجاني أن «حزب الله» بمثابة «كنز»، تأكيداً متجدداً على تموضع لبنان، فبدت دعوة نصر الله «حديث ليل محاه النهار»، وأكثر من ذلك فإن كل المقاربة التي حاول «حزب الله» التأشير عليها تبدلت مع حجم التحديات التي رتبتها الزيارة، والأمر الذي لا شك فيه هو أن القيادة الإيرانية التي تشتري الوقت لن تفرط في ما تعتبره أوراق قوة لها، ومنها المزيد من خطوات استتباع لبنان، وآخر الهموم الإيرانية أن يبقى لبنان معزولاً وحيداً في مواجهة أصعب انهيار يواجه تحديات مجاعة باتت من يوميات اللبنانيين.

عندما صدعت ثورة الكرامة تسوية العام 2016، قالت بالفم الملآن إنه لا ثقة بالحكومة التي شكلتها القوى الطائفية، وإنه لا خروج من الساحات إلاّ بعد تبلور منحى التغيير السياسي الكامل، لأن في ذلك ضمانة لمسار الخروج من الأزمة، ما يتطلب بداية قيام حكومة مستقلة عن الأحزاب الطائفية، تأخذ البلد إلى مرحلة إعادة تكوين السلطة، وقالت الثورة ولو بأصوات عديدة إنه يستحيل على من تسبب عن سابق تصور وتصميم في انهيار البلد أن يتولى عملية الإنقاذ.

ولأن النهج المبرمج في نهب البلد وإفقاره أدى اليوم إلى تراجع مريع في قيمة صرف الليرة اللبنانية بلغ نحو 75 في المائة، وانهارت بالتالي موازنة الأسر، بدا كل ما تطرحه الثورة على طرفي نقيض مع كل السياسات التي اتبعت منذ نهاية الحرب الأهلية، وتسببت في تسهيل وضع البلد تحت الاحتلال السوري ولاحقاً الإيراني من خلال استئثار «حزب الله» بالقرار، ما بدا معه أن لا ضمانة لتحقيق المطالب الأولية للمواطنين واستعادة كراماتهم، إلاّ بقيام سلطة بديلة تعيد الاعتبار إلى الدستور ومندرجاته، فتكون في موقع القدرة على استعادة استقلالية القرار وبسط سيادة الدولة دون أي شريك.. وما الرهان الكبير من الناس على الثورة إلاّ لأنها ولّدت قناعة واسعة أن تجذرها يحمل للناس مفاتيح الأبواب الموصدة!

 

اغتيال حقيقة لبنان

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

لم يبدُ رفيق الحريري مرتبكاً حين ظهر في فيلم وثائقي بعنوان: «الرجل ذو النعل الذهبي» من إخراج عمر أميرلاي صدر عام 2000. أميرلاي اليساري شديد الانتقادات للسياسيين وأدوارهم الاقتصادية، حشد الأسئلة التي تدور في أذهان البعض حول الحريري، ومشروعه، وثروته. الحوار بدا بين المثقف والسلطة، بأثر النقاش المحموم من غرامشي وحتى المثقفين اليساريين العرب، واستبدله فوكو بـ«المثقف المتخصص»، وربما التفكير بطريقة فنية. أميرلاي في ثلث الفيلم الأخير عاد إلى أصدقائه، ومنهم الراحل سمير قصير، وناقشوه عن حدة الأسئلة.

الحريري بجبته الشتوية لم يبدِ انزعاجاً من سؤالٍ، كما فعل حين حدثوه عن رجال الأعمال وكونهم ربما لا يبالون بالقراءة والاطلاع. لكنه أجاب بتهدجٍ شديد بأنه لا يمر أسبوع من دون أن يكمل كتاباً، واستغرب من تحويل العلاقة بين المثقفين والسياسيين إلى علاقة «وعي» مقابل «جهل»، وكأن مقابلهم مجرد شخصٍ غارق بالأموال من دون التمتع بأي اطلاعٍ ثقافي. العجب أن هذا الفيلم غيّر الكثير من قناعات المقابلين والمشاركين، عمر أميرلاي شارك في ربيع دمشق، وسمير قصير تحوّل إلى أحد رموز «ثورة الأرز» التاريخية.

الحريري لم يحمل آيديولوجيا تمنعه من التواصل مع الآخرين، كما يفعل أعداؤه اليوم. يروي جورج فرشخ في كتابه: «الفضل شلق: تجربتي مع الحريري» على لسان شلق عن قصة التحاق الأخير بالحريري عام 1987، يقول حين التقاه في جلسة قهوة بانتظار الطائرة: «قلت له: أنا، الآن بالذات، عضو في الحزب التقدمي الاشتراكي، حزب كمال جنبلاط. إذا كانت يساريتي أو انتسابي الحزبي يسببان لك إحراجاً، الأفضل أن تأخذ علماً منذ البداية. الوضوح والصدق أساسيان لبناء واستمرار أي علاقة أو تعاون. قال لي: لا، أبداً. لا حرج، انظر إلى الطاولة المجاورة، ودلّني عليها، وأشار إلى شخص بعينه: هل تعرفه؟

- كلا!

- هذا عدنان الزيباوي اليساري المعروف، والعضو في منظمة العمل الشيوعي. إنه أقرب الناس إليّ. ليست عندي مشكلة».

كان اغتيال الحريري استهدافاً لنموذج تنموي ولفضاء استثماري واقتصادي، لو أنه تم فسيكون مما يشار إليه بالبنان في المنطقة كلها.

تصريح الأمير خالد بن سلمان، المهم، ذكّر العرب واللبنانيين بالمشروع النهضوي الذي أراده رفيق الحريري، يقول الأمير: «إن ميليشيات الغدر الإيرانية لا تعرف إلا ثقافة الدمار، وإنها اغتالت رفيق الحريري بعد أن ضاقت ذرعاً بمشروعه للنهضة. رفيق الحريري كان قائداً وطنياً مصلحاً»، لافتاً إلى أنه «قاد مسيرة إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في لبنان. استشهد قبل 15 عاماً رفيق الحريري. كان قائداً وطنياً مصلحاً، قاد مسيرة إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في وطنه، وابتعث الآلاف من أبناء شعبه من مختلف الطوائف. اغتالته ميليشيات الغدر الإيرانية التي ضاقت ذرعاً به وبمشروع النهضة الوطني الذي كان يدافع عنه، فهي لا تعرف إلا ثقافة الدمار».

تأتي هذه الذكرى، وبيروت ليست في أفضل أحوالها، يتذبذب حالها بين آمال الجيل الشاب الحالم بشعاراته المتصاعدة، والتي يتصدى لحراكها كهول السياسة وأمراء الحرب الأهلية وفئة من محدثي العمل السياسي ومحترفي الفساد ومدمني الفشل في الإدارة والسياسات.

الأزمات الاقتصادية والبيئية والسياسية والأمنية كلها تجعل هذه الذكرى لرحيل الحريري أكثر راهنية. لقد مثل للبنان المستقبل، وبعد استهدافه احتلت بيروت، وتغير وجه لبنان كلياً، وأدرج ليكون من دولة مؤسسة للعمل العربي إلى ما يشبه رأس حربة تشرع سياسات الحكومات فيه أعمال إيران العدوانية.

حقيقة بيروت يمثلها تاريخها الحضاري والثقافي والفني. اغتيال الحريري استهداف لحقيقتها المتمثلة في الانفتاح والحرية.

مروان إسكندر، وبعد اغتيال الحريري، وبحواراتٍ متلفزة، يروي عن الحريري أن أحلامه كانت تفوق وعي قاتليه، أعجب الحريري بنماذج التطور المذهل بمدنٍ خليجية، كان يتمنى أن تصل إليها طموحاته، لكن العصي كانت قد وضعت في الدواليب.

حاصرت دول الشر مشروعه، شعر أن الواقع أصغر من طموحاته.

إسكندر ألف كتاباً بعنوان: «رفيق الحريري وقدر لبنان»، فيه قال: «خلال السبعينات كان رفيق الحريري متفائلاً بمستقبل لبنان، وفي خريف 2004 كان حزيناً ومتشائماً، بعد انسحابه وتخليه عن مهمة رئاسة الوزارة الأولى في العهد الممدد، كان رفيق الحريري حزيناً، إذ غابت ابتسامته المعهودة، وحلّت محلها مسحة الأسى على وجهه. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 سألته: لماذا رأيتك مبتسماً وفرحاً مرتين فقط منذ بداية سبتمبر (أيلول)؛ الأولى حينما تسلّمت جائزة الأمم المتحدة لإعادة إعمار بيروت، والثانية حينما كنت في زيارة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير؟ أجاب: كيف لا تفرح وأنت تتسلم جائزة عن إنجاز إعماري واضح لكل من يرى. راجع في ذهنك صورة بيروت خريف 1982، وانظر إلى ما هي عليه اليوم». تريد إيران وأحزابها بالمنطقة أن تدمر المشاريع النهضوية العربية، والمسؤولون اليوم أمام خياراتٍ صعبة؛ إما المشروع الإيراني، أن تدك تماثيل قاسم سليماني والمهندس وأسامة بن لادن والبغدادي شوارع مدنهم، أو أن يحافظوا على ما بقي من إرث الفلاسفة والأدباء وعمالقة التجربة الإنسانية الفريدة. في عام 2008، انتقدت وسائل إعلام تابعة لـ«حزب الله» تمثال رفيق الحريري باعتبار موقعه يخالف قوانين وأنظمة، واليوم يفتتح «حزب الله» في مارون الراس تمثالاً لقاسم سليماني، إن الصراع اليوم بين مشروعين لا ثالث لهما؛ إما مشروع البناء والنهضة، أو مشروع حكومات الصواريخ والقتل.

 

الخوف من الخوف!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

الحديث متواصل ومستمر عن تطوير الخطاب الديني في العالم الإسلامي؛ صولات وجولات بين المؤيدين والمعارضين، بين الجامدين والمقدامين. ويبقى الحديث عن تجديد الخطاب الديني أسيراً للقالب التقليدي الذي أبقاه كما هو، ولذلك لديّ (ولدى غيري) قناعة بأن إصلاح الخطاب الديني الجذري حدث حقيقة مرة واحدة في آخر مائة عام، وكان ذلك خلال حقبة كمال أتاتورك في تركيا، الذي أبقى على الدين الإسلامي في دستور البلاد، ولكنه طبّق بشكل عملي الحديث الشريف «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، واهتمّ بتأسيس دولة المؤسسات، وركّز على القضاء والبرلمان والحريات وتطوير الصناعة والاقتصاد.

وفي حقبته أيضاً برز أهم العلماء المسلمين التنويريين، أبو سعيد النورسي صاحب المؤلف الخالد «رسائل النور»، وقلّل من دور رجال الدين على أساس أن الإسلام ليس فيه رجال دين.

ولكن تجربة كمال أتاتورك هذه لم تتكرر، والسبب على ما يبدو هو «الخوف». الخوف أصبح العنصر الأكثر تأثيراً في الإبقاء على أي وضع أو رفض أي وضع، وخصوصاً في الشأن السياسي. واليوم لا توجد قوة مؤثرة أكثر من الخوف. الخوف يتفوق في التأثير على الأحزاب السياسية والقوى الاقتصادية ورجال الدين.

لنيكولو مكيافيلي المفكر السياسي الإيطالي الشهير، صاحب كتاب «الأمير»، مقولة شهيرة، هي «إذا لم تستطع أن تجعلهم يحبونك، اجعلهم يخافونك». ولم يجد الكاتب الأميركي ذائع الصيت بوب ودورد، عنواناً لكتابه الأكثر مبيعاً لوصف السنة الأولى لحكم الرئيس الأميركي دونالد ترمب سوى كلمة «الخوف». الخوف اليوم هو القوى المسيطرة على روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية من النظم الحاكمة فيها.

في لبنان وبعد اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، على أيدي تنظيم «حزب الله» الإرهابي، بات الخوف من لقاء نفس المصير هو المسيطر على الكتلة السياسية المؤيِّدة والمعارضة لـ«حزب الله». الخوف هو المسيطر على الاقتصاد وتداعياته، الخوف من الحرب المتصاعدة بين الصين وأميركا، الخوف من نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة في أميركا وأثرها المحتمل على العالم بأسره. الخوف من فيروس «كورونا» (وغيره من الأمراض المستجدة). لي صديق يعمل في الطب النفسي في دولة عربية، ويقول لي إن عدد مراجعيه زاد خلال العام بأكثر من 400%، وأغلب الحالات هي اضطرابات النوم والاكتئاب والتبول اللاإرادي وغير ذلك، ويرجعها كلها إلى عامل الخوف المتزايد. الخوف دخل في السياسة والاقتصاد والخطاب الديني، فأزال البهجة والطمأنينة. والحكم بالخوف يولّد الكوابيس، وبناء الأمم يكون بصناعة خيال الأحلام لا مآسي الكوابيس. الخوف وانتشاره بصور مختلفة حول العالم هو نموذج عملي لانعدام الثقة بالمؤسسات المختلفة التي نعيش معها. استعادة الثقة باتت مسألة حيوية.

 

السوريات في خلفية التغيير

فايز سارة/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

للمرة الأولى في تاريخ مهرجان كان السينمائي، تضمنت قائمته لترشيحات جوائز الأوسكار عن الأفلام الوثائقية فيلمين سوريين، كان حضور السوريات فيهما واضحاً، بصورة لم يسبق لها أن ظهرت. الفيلم الأول اسمه «الكهف» The Cave من إخراج فراس فياض، وكُتب نصه بالتشارك بين فراس فياض واليسار حسن، وقامت ببطولته الطبيبة أماني بالور، والفيلم الثاني «من أجل سما» FOR SAMA، وقد تشارك في إخراجه كل من وعد الخطيب والبريطاني إدوارد واتس، والبطولة الرئيسية فيها للطبيب حمزة الخطيب، والفيلمان إنتاج عام 2019. ولهما موضوع مشترك، حيث يغطيان نشاط كادر طبي في معالجة السوريين تحت الحرب والحصار، الأول في غوطة دمشق، والثاني في شرق مدينة حلب، ونقطة التقارب الأخيرة التي تستحق الإشارة إليها، قول إن النساء هن غالبية من ظهر في الفيلمين.

تشكل الحالة رغم أهمية الجوانب الأخرى، مثالاً مهماً عن اقتحام النساء لمواقع عمل كان يحتكرها الرجال في العادة، لكنها في الأبعد من هذا التفصيل، فإنها مظهر في الحاضر السوري الراهن الذي صارت النساء بين أهم ملامحه. بل المعلم الرئيسي الظاهر في حياة السوريين داخل سوريا وخارجها، ولو في ظل تمايزات محدودة، ذلك أن ظهور النساء ودورهن في مناطق سيطرة النظام، هو الأكثر وضوحاً، وفي المناطق خارج سيطرته أقل، فيما يبدو الأمر في بلدان الشتات في المنطقة الوسطى بين الحالتين السابقتين.

وتحتاج عمومية ظهور السوريات ودورهن في المشاهد الثلاثة إلى شروحات سريعة لتلمسها عبر معطيات ووقائع؛ منها القول إن طغيان حضور النساء في مشهد مناطق سيطرة النظام مرتبط ببعض تفاصيل أفرزتها سياسات النظام من جهة، والصراعات المسلحة المتواصلة في البلاد من جهة أخرى، وفي الحالتين جرى قتل واعتقال وتشريد ملايين من السوريين، وكانت نسبة الرجال والشباب النسبة الأعلى ممن قتلوا ومن الذين اعتقلوا أو اختفوا قسرياً ومن الذين هجروا، ويضاف إليهم الذين فروا خوفاً من التجنيد الإلزامي أو الاحتياطي، وكلها أسباب في اختلال نسبة الجنسين من تعداد السكان السوريين وغلبة النساء فيهم.

وكان من الطبيعي، أن يفرض هذا التغيير نفسه في عموم المجتمع، فيبدل ليس فقط في دور المرأة والرجل، بل في نشاطات كل منهما ومساهماته، وأن يترك أثراً في تبدل المفاهيم والعادات والتقاليد وأنماط العيش وطابع العلاقات البينية، مقارنة بما كان حاضراً وسائداً في ظل الحضور الأوسع للرجال قبل عام 2011.

ففي ظل فقدان الأسر للمعيلين من الرجال، بدا من الطبيعي، أن تتقدم نساء للقيام بهذا الدور عبر الانخراط في سوق العمل، بل والتنوع في الانخراط بما يتجاوز القطاعات، التي ساد فيها عمل النساء في السابق، والتي كانت تتركز في سلك التعليم والتمريض، وأقل منهما في قطاع الخدمات والشركات الصناعية، وباستثناء زيادة اشتغال النساء في القطاعات الأخيرة، فقد انخرطن في مهن وأعمال جديدة منها قيادة سيارات نقل البضائع والركاب، وورشات إصلاح الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، ومحال بيع المفرق، وبسطات الشوارع، وصولاً إلى انخراط نساء في الميليشيات المسلحة، والتي شكلت ظاهرة في مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

ويتطلب انخراط النساء في سوق العمل وقطاعاتها المختلفة رفع قدراتهن من خلال المزيد من التعليم والتدريب واكتساب الخبرات والمهارات، وخاصة في القطاعات الجديدة التي يتوجهن للخدمة فيها، وهذا يؤثر على مستوى حضورهن في المؤسسات التعليمية والتدريبية وما يتصل بها من أنشطة.

ولأن فكرة الإعالة عند السوريين لا تتعلق فقط بتوفير الدخل المادي واحتياجات المعيشة، وإنما تتصل أيضاً بالحماية الاجتماعية للعائلة. وإذ أصبحت الأم في مكانة المعيل لغياب أو عطالة الرجل المعيل، فصارت تقوم بدور الأم والأب في آنٍ واحد، مما جعلها في الغالب تحوز سلطاته الاجتماعية أو بعضاً منها على الأقل، مما يعطيها الحق في اتخاذ قرارات، كانت في السابق من اختصاص رجل العائلة، مما قاد إلى تغيير وتبدل موضوعي في بعض القيم والأفكار والعادات. إن المثال الأبرز للتغييرات، هو انخراط السوريات الواسع في الحياة العامة ونشاطاتها المختلفة، وقد تضاعف مرات عما كان عليه قبل عام 2011، والقبول الواسع لمسؤولية النساء عن إعالة عائلاتهن.

ولا تختلف كثيراً - إلا بمقدار نسبي - حالة النساء في بلدان الشتات السوري عن واقعهن في مناطق سيطرة النظام، حيث يميل التركيب الجنسي إلى توازن بين النساء والرجال، وقد تزيد قليلاً نسبة الرجال، لكن ذلك لا يبدل من حقيقة الانخراط المتزايد للنساء في الحياة العامة، ولا سيما وجودهن في المؤسسات التعليمية وفي سوق العمل، وقيامهن بدور اجتماعي جديد، وما يرافق هذه الأنشطة من تغييرات على صعيد الأفكار والعادات والتقاليد المحكومة بقواعد المساواة بين الجنسين في بلدان اللجوء الأوروبية، حيث من السهل على النساء إثبات وتطوير حضورهن ومشاركتهن، أو أن تكون الحاجة العنصر الأساسي في هذه التحولات حسب ما يحصل في بلدان الجوار السوري، حيث يضطر المقيمون هناك على بذل كل طاقاتهم وقدراتهم من أجل استمرار حياتهم وتحسينها عبر توسيع مشاركة المرأة في العمل والمسؤوليات الأسرية والاجتماعية، وما يرافقها من تغييرات في الأفكار والسلوكيات.

لقد بدا التبدل في واقع النساء ومكانتهن في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في مكانة الوسط ما بين مناطق النظام وبلدان الشتات. فقد خضعت هذه المناطق لسلطات الأمر الواقع المسلحة، التي توالت هناك، وجزء كبير منها خضع لسيطرة تنظيمات «الجيش الحر»، التي وإنْ لم تكن موحدة ومتناسقة الرؤى والمواقف، فإنها كانت محكومة بشعارات الثورة الأولى عن الحرية ومشاركة النساء، لكن ذلك سرعان ما أخذ يتبدل مع إحساس تلك الجماعات بالسلطة التي صارت فيها، ثم تبدل أكثر مع تصاعد قوة ونفوذ الجماعات الإسلامية المسلحة، التي شرعت في محاربة تشكيلات «الجيش الحر» والاستيلاء على حواضنها الاجتماعية، وفرض مزيد من التشدد ضد النساء باسم الدين، وكان ذلك مقدمة لإحكام جماعات التطرف والتشدد من «داعش» و«النصرة» (فرع «القاعدة» في سوريا) قبضتهما على تلك المناطق، ودفع النساء للغياب بعيداً بما فيه غيابهن عن الأسواق إلا بشروط، مما أثر على دورهن في تلبية احتياجات أسرهن التي فقدت معيلها، وعجزهن عن تحسين مستويات الحياة من حولهن، بل ذهبت سياسات جماعات التطرف والإرهاب حيال النساء إلى الأسوأ بتحويلهن إلى سلع على نحو ما فعل «داعش» بالإيزيديات، وإخضاع الضعيفات منهن للاستغلال الجنسي على نحو ما كان يحصل في مخيم الأرامل في إدلب الذي كانت تديره «النصرة».

وإن بدا أن الخط العام لوضع السوريات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام على نحو ما أسلفنا، فلا بد من إشارة ولو سريعة إلى نموذج مختلف، ظهر في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي شكل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي نواتها الصلبة، حيث فسح مجالاً أوسع لمشاركة النساء وصولاً إلى تجنيدهن في القوات المقاتلة، لكن تلك المشاركة ظلت محكومة بنزعة من التشدد الآيديولوجي - القومي للحزب المسيطر، أكثر مما هي مشاركة مفتوحة ومتصلة باحتياجات الواقع.

خلاصة القول، إن السوريات وفي أتون الكارثة، التي سببها نظام الأسد وأنصاره في الحرب على السوريين، قد وُضعن أمام تحديات وأدوار جديدة في الحياة وفي مشاركة المجتمع وفعالياته، وقد تفاعلن بصورة إيجابية على وجه العموم، وسجلن نجاحات رغم كل آلام الواقع وفرضياته الاجتماعية والثقافية، وأحدثن تبدلات في قيم المجتمع وعلاقاته وعاداته وتقاليده، سيكون لها أثر إيجابي أوسع، عندما تتوقف آلة القتل، وتبدأ مرحلة إعادة بناء سوريا الجديدة من دون الأسد ونظامه.

 

التمدد الإيراني وصل إلى جمهوريات آسيا الوسطى

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

جمهوريات آسيا الوسطى تتحرك. الولايات المتحدة تريد الانسحاب من أفغانستان قبل ولاية ثانية مرجحة للرئيس الأميركي دونالد ترمب. الصين بدأت تحركها، لكن إيران هي التي تنصب الفخاخ لهذه الدول مستغلة عدم إطلالتها على البحار، ثم إن هذه الدول خائفة من انتشار التطرف الديني لديها، وهي الفقيرة في كل شيء؛ بدءاً من البنى التحتية وسبل المعيشة الكريمة لأبنائها. منذ ثلاث سنوات استطاعت طاجيكستان إغلاق ألفي مسجد للمتطرفين؛ بينها أكبر مسجد في خوجاند ثاني أكبر المدن فيها، وحولتها إلى أماكن لتعليم الخياطة، ورياض الأطفال... وغيرها من المرافق العامة.

وفي الأشهر الثلاثة الماضية ألقي القبض على عشرات من رجال الدين والمدرسين المسلمين، الذين اتهم كثير منهم بأنهم أعضاء في جماعة «الإخوان المسلمين»، وهي جماعة محظورة في طاجيكستان، وبدأ يقل عدد الرجال الذين يطيلون اللحى في طاجيكستان بعد مضايقتهم من قبل الشرطة، في حين أن النساء اللاتي يرتدين الحجاب يتعرضن للتعنيف أحياناً. يلقي الأئمة خطباً يمدحون فيها الرئيس إمام الله رحمن؛ وتوافق عليها السلطات مسبقاً، وتعزز جهوده المبنية على الشريعة الإسلامية دون أن يتوقف عن حملة قمع المتشددين المتطرفين.

كذلك تم تجهيز المساجد الأكبر بكاميرات مراقبة لضمان التزام الأئمة فيها بالنصوص المعطاة لهم.

في عام 2015 توترت كثيراً علاقة طاجيكستان بإيران بسبب المطالب الإيرانية بأن تسدد طاجيكستان ديونها الضخمة، والادعاءات بأن رجل أعمال متهماً بالاحتيال في الجمهورية الإسلامية قد أودع مبالغ كبيرة من المال في بنك طاجيكستان الوطني، واجتماع جرى بين المرشد علي خامنئي وزعيم المعارضة الطاجيكية.

هنا تدخلت المملكة العربية السعودية وتعهدت بضخ الأموال في مشاريع البنية التحتية، مثل محطة «روجون» لتوليد الطاقة الكهرومائية، والطريق السريع في شرق طاجيكستان، وكذلك التعليم. ومن جانبها، اتهمت طاجيكستان إيران بالتورط في تصفية شخصيات اجتماعية وسياسية طاجيكية وكذلك 20 ضابطاً عسكرياً روسياً خلال التسعينات إبان الحرب الأهلية الطاجيكية. كما أغلقت السلطات الطاجيكية مركزاً تجارياً وثقافياً إيرانياً في خوجاند، وساعدت في رفض طلب إيران لتصبح عضواً في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين. ولا تزال إيران حتى الآن مراقباً.

منذ عام 2016 وروسيا تكرر أن إيران ستكون قادرة على الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها هي والصين، لكن طهران لم يُسمح لها بالانضمام. ويبدو أن المشكلة هي «كرة سوداء» من طاجيكستان الناطقة هي الأخرى باللغة الفارسية. والمعروف أن منظمة شنغهاي للتعاون ليست مجموعة دولية مهمة للغاية، لكن إيران في «حالة حب» معها ويسيل لعابها لسنوات كثيرة من أجل الانضمام إليها.

بدأت المنظمة في عام 2001 من قبل الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى (باستثناء تركمانستان) بهدف رئيسي هو الحفاظ على الأمن في المنطقة. وفي عام 2017، تم قبول الهند وباكستان عضوين، لكن ظل الإغلاق محكماً في وجه إيران.

تقدمت إيران بطلب للانضمام، وقالت روسيا علناً إنه لا يمكن لإيران الانضمام أثناء فرض العقوبات، لكن سيتم قبولها فور رفع عقوبات الأمم المتحدة، وهو ما حدث في يناير (كانون الثاني) 2016، ثم مرت السنوات ولم يحدث شيء، وصمتت إيران على العضوية ولا تزال مراقباً.

العام الماضي اعترف محمد رضا الفرقاني، وهو دبلوماسي إيراني متقاعد بأن المشكلة تكمن في علاقات إيران المتوترة مع طاجيكستان. وكشف الفرقاني عن أن معارضة طاجيكستان منعت طهران من أن تصبح عضواً كامل العضوية.

توترت العلاقات بين البلدين منذ أن حضر زعيم حزب إسلامي طاجيكي محظور مؤتمراً رسمياً في طهران عام 2015، مما أغضب الحكومة في دوشنبيه.

في عام 2017، اتهمت طاجيكستان - وهي دولة يقطنها 9 ملايين نسمة تفصلهم إيران عن أفغانستان - طهران بإرسال قتلة ومخربين إلى الجمهورية السوفياتية السابقة عندما تورطت في الحرب الأهلية. لكن إيران كعادتها نفت وعدّت التهم مزاعم. وساهم في توتر العلاقات إغلاق طاجيكستان كثيراً من المراكز الإيرانية في البلاد بأمر من السلطات، وقرارها فرض قيود على السفر والتجارة على المواطنين والبضائع من إيران في السنوات الأخيرة.

وكان هناك مصدر إزعاج آخر هو مصير أصول الملياردير الإيراني المسجون باباك زنجاني، الذي شملت إمبراطوريته التجارية الدولية موجودات في طاجيكستان.

وقال الفرقاني لاحقاً إن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الطاجيكي سراج الدين مهر الدين إلى إيران ساعدت في حل بعض الخلافات بين البلدين، وربما تؤدي في النهاية إلى عضوية إيران الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون! ولأن طاجيكستان وأفغانستان هما الدولتان الوحيدتان اللتان يتحدث فيهما بالفارسية خارج إيران، فقد سعت إيران منذ فترة طويلة لبناء روابط ثقافية بين الدول الثلاث، والروابط الثقافية صارت غطاء تستعمله إيران في كل الدول لعمليات أمنية وحتى إرهابية كما في الدول العربية.

لكن في الواقع، فإن أكثر من أربع سنوات من العلاقات المتوترة بين طاجيكستان وإيران قد مهدت الطريق لتسخين العلاقات بسرعة لأسباب لوجيستية.

إن تدني مستوى الاختلافات سببه الحقيقي أن طاجيكستان غير الساحلية، مثل جارتها أوزبكستان، تحتاج إلى الوصول للموانئ الإيرانية، بما في ذلك المدعومة من قبل الهند في شابهار في الجزء العلوي من بحر العرب، وتوفر أرخص خيارات النقل وأقصرها.

تزيد جاذبية إيران لدول آسيا الوسطى من أهمية الجمهورية الإسلامية لـ«الحزام» و«الطريق» الصينيين، والبنية التحتية للنقل والمبادرة التي تعتمد على الطاقة في الصين لربط المنطقة الأوروبية - الآسيوية ببكين.

في مقابل طاجيكستان كانت هناك أوزبكستان، ففي زمن الرئيس السابق إسلام كريموف، سيطرت أجهزة أمن الدولة على النشاط الديني بإحكام لمكافحة التطرف، حتى وفاته في عام 2016.

مع انتخابه؛ وعد خلف كريموف، شوكت ميرزييف، بأن يعكس سياسات سلفه القمعية وأن يضع حكومته «في خدمة» الشعب الأوزبكي.

تضمنت إصلاحات ميرزييف إهمال اللجنة الدينية التابعة لجهاز الأمن، وذلك بإنهاء إشرافها على التعليم الديني، والمنشورات، والتجمعات، وعزل المشرف عليها إيداربيك توليبوف، دون أن يعين محله آخر.

كما أنشأ ميرزييف أكاديمية للتعليم الإسلامي العالي تديرها الإدارة الروحية لمسلمي أوزبكستان.

في هذا الوقت، زارت وفود من رجال الأعمال السعوديين أوزبكستان مرتين في العام الماضي لاستكشاف الفرص الاستثمارية. ركزت الشركات السعودية للمنسوجات في المملكة العربية السعودية على الاستثمار بمبلغ ملياري دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة في مجموعة أوزبكية للأقمشة القطنية.

لكن إيران، التي تعدّ بالفعل عقدة حيوية للصادرات والواردات الأوزبكية، ظلت موجودة في جميع خطط ميرزييف للبنية التحتية للنقل. وكان مرسوم صدر في أواخر عام 2017 بمثابة المفتاح لخطط ربط:

أوزبكستان وتركمانستان وإيران وعمان.

الصين - قيرغيزستان - أوزبكستان، وثلاثة ممرات عبر أفغانستان.

تأخذ الممرات الأفغانية الثلاثة خط سكة حديد يربط ترمز الأوزبكية بمزار الشريف الأفغانية في نقطة انطلاق. وتتوخى الخطط الأوزبكية تمديد خط السكة الحديد إلى مدينة هيرات الأفغانية ليتفرع منها إلى ميناء بندر عباس الإيراني، ومرفأ شابهار؛ وبرزاغان على الحدود الإيرانية - التركية.

يكتسب التركيز في آسيا الوسطى على الموانئ الإيرانية، رغم العقوبات الأميركية القاسية، أهمية إضافية مع ميناء غوادار الباكستاني المدعوم من الصين والواقع على بعد 70 كيلومتراً فقط من الساحل من شابهار، لكن جوهرة تاج «الحزام والطريق» في قلب الممر الصيني - الباكستاني الاقتصادي، تواجه مشكلات. فقد أنهت شركة «China Ocean Shipping company» أخيراً خدمات الخطوط الملاحية المنتظمة بين كراتشي وغوادار بسبب نقص الشحنات المتجهة إلى أفغانستان. باكستان تريد رضا الصين الاقتصادي، ولإرضاء الصين لم توقف رحلاتها الجوية إليها ورفضت إعادة 500 طالب وعائلاتهم من ووهان مركز انطلاق فيروس «كورونا» من الصين، عازية ذلك إلى عدم نشر ونقل الفيروس إلى باكستان، مما أثار مظاهرات تتهم الحكومة الباكستانية بعدم المبالاة. من ناحيته؛ أصر تشانغ باو تشونغ، رئيس مجلس إدارة «شركة الصين لما وراء البحار القابضة»، على أن تجارة الترانزيت هي مفتاح نجاح غوادار.

وقالت سلطات الموانئ الشهر الماضي إن حاويتين طولهما 20 قدماً تحتويان على 54 طناً من الأسمدة المعبأة تم شحنها إلى غوادار من كراتشي لنقلها إلى أفغانستان، فيما تعدّ محاولة لبدء تجارة الترانزيت بين باكستان وأفغانستان.

هل ستصبح أفغانستان، إذا نجحت أميركا في تحقيق الانسحاب بأي شكل يمكن تسميته «السلام» ولو على حساب مستقبل الشعب الأفغاني، نقطة ارتكاز صيني واشتباك باكستاني وصيداً إيرانياً ثميناً؟

 

خيال وابتهال

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

أحمد بهجت كان حزباً. أو فريقاً كروياً. أو مؤذناً، مثل سيدي ورفيقي ومؤنسي ومبدّد كآبتي، محمد صديق المنشاوي. لم يكن ممكناً أن تقرأ أحمد بهجت من دون أن تهتف وتصفّق وتتمنى لو أنك تتلمذت على سطوره، وتفيأت غصون شجرته، وعرفت معنى النضوج في ألوان ثماره.

لم يكن عادياً على الإطلاق هذا الذي كان يكتب كل يوم في عاديات الأشياء. كل شيء بين يديه كان يتحوّل إلى جوهرة. وكلّ جوهرة إلى قطعة ماسية برّاقة في واجهة «سوق الصياغين» في بيروت القديمة. كتّاب كثيرون صُنِّفوا من أهل السهل الممتنع. أحمد بهجت كان ماسة نادرة، واحدة إلى جانب واحدة، مثل الواجهات الزجاجية في «سوق الصياغين» في بيروت القديمة. أو ربما مطرة مطرة، مثل وصول الخريف خائفاً من أن ينزع المطر العاجل أوراقه ويكشف عريه. ومثل أعتاب الخريف، كلماته عذبة وتذاق مرتين. عذبة ومثقلة بطعم كل الفصول. ولا تعرف من أين يأتي بها. أو كيف تتجمع في «سلال الوديعة».

نثْرُ أحمد بهجت نصفه شعر، ونصفه خيال، وجمعه ابتهال. جواهر لا تقلّد، كما في رواية غي دوموباسان؛ حيث يخيّل إلى الجميع أن هذه الجواهر في الكيس البسيط، جواهر مزيفة. لكن عندما تعرض على الخبير يصرخ هاتفاً أمام هذا الكنز؛ لا تصنع الأيدي جواهر مثلها.

أحمد بهجت يُقرأ مرتين. والثالثة ستكون مثل الأولى. ولئن اختار واعتمد المقال الصغير فلأن فعل الماس مثل أثر البرق. قال المهندس إبراهيم المعلّم في تكريمه إنّ «دار الشروق» تطبع من كل عمل من أعمال عبقري الاختصار 63 طبعة على الأقل. لا أدري كم طبعة صدرت من «تأملات في عذوبة الكون».

أنا ما أزال أتأمل في الكون كما رآه أحمد بهجت. وكيف سجّل أوّل يوم في التاريخ: «هناك تاريخ لم يكتبه أحدنا هو 1 - 1 - 1 أول يوم في أول شهر في أول عام خلقت فيه الدنيا... لم يكن في الجنة شهور ولا أيام ولا سنوات ولا شمس ولا زمهرير ولا مرض ولا موت ولا هموم. ثمّة خلود فحسب، والخلود لا يعرف همّ القلق والحساب» لكن «العصيان الذي أدى للسقوط إلى الأرض، حوّل كل شيء إلى عذاب». يقول كاتبنا أقوالاً للحكمة الكبرى، وليس لعجالة المقال اليومي: «في الصداقة حكمة يفتقر إليها الحب»، ويقول إنّه افتقد شرنقة أحبها، فإذا هي فراشة تطير أمامه. ويقول: «الرجل رياح تطوف حول الأرض وتدور، والمرأة بذور تلقى في الأرض فتخرج منها الثمار». ويقول: «كثيراً ما تأملت الأشياء... ثمة شيئان لا يشبع المرء من تأملهما؛ السماء ذات النجوم والوجه البشري».

 

رداً على «المزايدين» يجب التمسك بالسلطة و«أوسلو»... وعباس!

صالح القلاب/الشرق الأوسط/20 شباط/2020

حتى لو أن الإسرائيليين بادروا إلى تطبيق إنْ ليس كل فبعض «صفقة القرن» واحتلوا الجزء الغربي من شمال البحر الميت الذي هو محتلٌّ أصلاً، فإن هذا لا يعني إطلاقاً أن هدف إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 سيتراجع أو أنه سينتهي، والمعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تطارده اتهامات الاختلاس والسرقات قد يلجأ إلى هذه الخطوة التي يؤيده فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من أجل إعادة تلميع نفسه وتحقيق كل ما يسعى إليه في انتخابات سبتمبر (أيلول) المقبلة.

والغريب فعلاً أن هناك فلسطينيين قد بادروا منذ أن لوح الرئيس ترمب بـ«صفقته» إلى المطالبة بحل السلطة الوطنية الفلسطينية وبتنحي الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وكأن المقصود هو إعطاء بنيامين نتنياهو ما يريده والعودة بهذه القضية إلى ما قبل اتفاقيات أوسلو التي جرى التأكيد عليها في ذلك المؤتمر المهم الذي كان قد دعا إليه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وحضره وفد فلسطيني برئاسة ياسر عرفات (أبو عمار)، رحمه الله، ووفد إسرائيلي برئاسة إسحق رابين الذي تم اغتياله لاحقاً من قِبل متطرف من المؤكد أنه كان وراءه اليمين الإسرائيلي الرافض لاتفاقيات أوسلو.

والمعروف أنه قد قيل الكثير عن اتفاقيات أوسلو هذه وأنه بمجرد إعلان ترمب عن «صفقة القرن» بدأت مطالبة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بالاستقالة والتنحي وحل السلطة الوطنية ورمي هذه الاتفاقات، التي بات يصفها البعض بأنها مشؤومة، في سلة المهملات والعودة بالقضية الفلسطينية إلى ما قبل الثالث عشر من سبتمبر عام 1993... أي إلى الضياع وتحقيق كل ما بقي اليمين الإسرائيلي ومعه حركة «حماس» يريد تحقيقه. والمفترض أنه منذ إعلان ترمب عن «صفقة القرن» هذه أن يبادر الفلسطينيون، السلطة الوطنية تحديداً، إلى تأكيد أنه لا علاقة لهم بصفقة الرئيس الأميركي هذه، وأن هناك اتفاقيات أوسلو التي جرى التوقيع عليها بصيغتها النهائية في مؤتمر واشنطن العتيد الذي انعقد في الثالث عشر من سبتمبر عام 1993 والتي أشرف الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عليها، وغدت هي المرجعية الوحيدة لحل القضية الفلسطينية.

وعليه فإن المشكلة التي غدت تواجه (أبو مازن) ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية والفلسطينيين بصورة عامة، هي أن بعض الفصائل الفلسطينية قد بادرت بمجرد طرح الرئيس الأميركي لـ«صفقته» هذه إلى العودة إلى مواقفها السابقة وإلى ماضيها الذي غدا بعيداً بالفعل، فـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» على سبيل المثال لا الحصر قد أصدرت بياناً طالبت فيه بـ«إنهاء أوسلو» وقطع العلاقات مع «الكيان الصهيوني» والعودة إلى الكفاح المسلح... ومواجهة التطبيع.

ولعل ما يشير لا بل ويؤكد أن بعض الفصائل الفلسطينية لا تزال تتصرف على أساس أنها لا تزال فيما كان يعتبر قبل عام 1982 أنه دولة فلسطين في بيروت الغربية، فمسؤول العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر المقيم في دمشق والدائم الزيارات إلى طهران قد أصدر بياناً في هذا المجال دعا فيه إلى العمل على إشعال انتفاضة (شاملة) في الأراضي المحتلة كافة، وهنا فإن ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال أن هذا المسؤول الفلسطيني قد أطلق تصريحه هذا لوكالة «سبوتنيك» الروسية في ختام زيارة قام بها على رأس وفد إلى روسيا وهو يعتقد أنها «الاتحاد السوفياتي» في عهد ليونيد بريجنيف، وفي عهد وزير الخارجية أندريه غروميكو، لا يزال قائماً وعلى قيد الحياة!

والمشكلة تكمن في أن الذين طالبوا (أبو مازن) بالاستقالة وحل السلطة الوطنية والتخلص من اتفاقيات أوسلو، وهم بالإضافة إلى الجبهة الشعبية والقيادة العامة بقيادة أحمد جبريل وبعض التنظيمات الهامشية الفلسطينية المقيمة في دمشق، وحركتي «حماس» و«الجهاد»، بالطبع، يراهنون جميعهم على إيران ويعتقدون أنها ستحرر فلسطين، وهم لم يدركوا أن هدف الإيرانيين، إنْ في عهد الخميني وإنْ في عهد خامنئي، ليس هذا الهدف على الإطلاق، وأن كل ما تريده طهران هو التمدد في المنطقة العربية، وهذا هو ما حصل حتى الآن في العراق وفي سوريا وأيضاً في لبنان وفي جزء «الحوثيين» من اليمن.

ثم وإنّ ما من الضروري التنويه إليه في هذا المجال هو أن الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات كان أول المراهنين على أن إيران «الخمينية» ستكون أول قافلة «الزحف الإسلامي» والعربي لتحرير فلسطين، لكنه ما لبث أن خاب ظنه وثبت له أن «الثورة الإيرانية» في هذا المجال لا تختلف كثيراً عن شاه إيران محمد رضا بهلوي، وأن همها الأول والأخير أيضاً هو فرد عباءتها «المذهبية» على هذه المنطقة، وكما هو حاصل الآن بالنسبة إلى بعض الدول العربية، وأن الهمّ الفلسطيني ليس همها إلاّ في بعض بيانات «تسويق» ثورتها الطائفية.

وهكذا فإن المفترض أن هؤلاء الذين يراهنون على إيران وأيضاً على نظام بشار الأسد والذين يدعون إلى استبدال «الكفاح المسلح» بالسلطة الوطنية واتفاقيات أوسلو، أنْ يدركوا أن حتى حركة «حماس»، المتحالفة مع إيران على اعتبار أنها جزء من التنظيم العالمي لـ«الإخوان» المسلمين الذي أصبح رجب طيب إردوغان مرشده الأعلى، قد بادرت قبل فترة إلى اتفاق هدنة طويلة مع ما تسميه في البيانات الاستهلاكية «العدو الصهيوني»، وهذا ينطبق على كل الذين يلوّحون بقبضاتهم في الهواء إنْ في دمشق وإنْ في بيروت وأيضاً إنْ في قطاع غزة... وطهران الخمينية. يجب أن يدرك الشعب الفلسطيني، الذي لطالما أنه مرَّ بتجارب كثيرة وأنه كان قد سمع الكثير من هذا الكلام (الفارغ) الذي يسمعه الآن، أن اتفاقيات أوسلو، رغم كل ما أصابها من انتكاسات سببها الإسرائيليون والأميركيون، هي الإنجاز الوحيد الذي يجب التمسك به والمراهنة على تطويره وبخاصة أن هناك اعترافاً دولياً بدولة فلسطينية تحت الاحتلال.

إن كل الذين طالبوا «بحل» السلطة الوطنية والتخلص من اتفاقات (أوسلو) وأيضاً باستقالة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أصحاب تطلعات ومراهنات خاصة، حتى إن حركة «حماس»، التي ليست في حساباتها إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة على اعتبار أن هدفها هو هدف التنظيم العالمي لـ«الإخوان» المسلمين، عندما ترفع في وجه «صفقة القرن» ما رفعه المعارضون الآخرون فإنها تريد التخلص من أكبر من تعدّه خصماً لها وهو حركة «فتح» وإنجازاتها التي تلاحقت منذ أطلقت الرصاصة الأولى في الفاتح من عام 1965 وحتى إبرام اتفاقيات أوسلو بصورة رسمية في واشنطن في الثالث عشر من سبتمبر عام 1993 وكل ما جرى على هذا الأساس بعد ذلك. والآن وقد تحول الرفض الفلسطيني لـ«صفقة القرن» إلى رفض عربي وإلى رفض دولي فعلي وحقيقي فإنه يجب المزيد من التمسك بـ«اتفاقيات أوسلو»، ويجب الاستمرار ببناء الدولة الفلسطينية المنشودة، ويجب السعي جدياً لإجراء انتخابات رئاسية و«برلمانية» جديدة، ويجب قبل هذا كله إدراك أن كل هذه «المزايدات» التي بادرت إليها بعض التنظيمات هي أسوأ بألف مرة من هذه «الصفقة»، وأن «حماس» ليست صادقة في «اقترابها» الأخير من «فتح» والسلطة الوطنية و«أبو مازن»، وأن هدفها الحقيقي والفعلي هو تحقيق إنجازات للتنظيم العالمي لـ«الإخوان» المسلمين... وبالطبع للرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي من الواضح والمؤكد أن ليبيا بكل ما فيها تهمه أكثر مما تهمه فلسطين وقضيتها بألف مرة!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء وافق على اتفاقية القرض مع الصندوق العربي للانماء لتمويل الاسكان عون: مرحلة للعمل دياب: واجبنا التخفيف من حجم الازمة وتداعياتها

وطنية - الخميس 20 شباط 2020

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن "المرحلة الراهنة هي مرحلة عمل لأن الوضع العام في البلاد يفرض ذلك"، مشيرا الى أن "ثمة إجراءات سوف تتخذ ليتحمل كل فرد مسؤولياته في ما حصل، لا سيما بالنسبة لعمليات تحويل المبالغ بصورة غير قانونية والتي زادت من حدة الازمة"، لافتا الى أن "ما لاحظناه حتى الآن، أن ثمة مخالفات جسيمة وستتحمل كل جهة مسؤولياتها في هذا المجال". وأوضح الرئيس عون أن "عدم توقيع قانون موازنة العام 2020 يعود الى عدم التصديق على قانون يتعلق بمسألة قطع الحساب"، مؤكدا أن "الموازنة ستصدر بعد انتهاء المهلة الدستورية استنادا الى المادتين 56 و57 من الدستور".

دياب

بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب "البدء بالخطوة الاولى في اتجاه معالجة تراكمات 30 سنة من السياسات الخاطئة التي اوصلت البلد الى الانهيار الحاصل"، مشددا على أن "المرحلة المقبلة صعبة علينا جميعا، ومن واجبنا أن نجد حلولا للتخفيف من حجم الازمة وتداعياتها بكل الوسائل التي من الممكن أن نلجأ اليها لتحقيق هذه الغاية".

وشدد من جهة ثانية على أنه "يجب ضم أشخاص من الحراك الشعبي الى اللجان كل حسب اختصاصه، على أن يكون هؤلاء من اصحاب الخبرة والمعرفة، وذلك التزاما بوعودنا والعمل بطريقة علمية ومهنية". مواقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة جاءت خلال جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت عند العاشرة والنصف من صباح اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، والتي سبقها لقاء بين الرئيسين عون ودياب عرضا خلاله جدول اعمال الجلسة ومختلف الاوضاع العامة والتطورات. وقد وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون يرمي الى ابرام اتفاقية القرض بين الحكومة اللبنانية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي بقيمة 50 مليون دينار كويتي اي ما يوازي 165 مليون دولار، للمساهمة في تمويل مشروع الاسكان، كما قرر وضع آلية لتنفيذ مضمون البيان الوزاري وفق خارطة طريق تم إقرارها وكذلك إعادة النظر في اللجان الوزارية عند الاقتضاء.

عبد الصمد

وبعد انتهاء الجلسة تلت وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد البيان الآتي: "عقد مجلس الوزراء جلسة قبل ظهر اليوم برئاسة فخامة الرئيس وحضور رئيس الحكومة والوزراء.

في مستهل الجلسة تحدث فخامة الرئيس، مشيرا الى أن المرحلة الراهنة هي مرحلة عمل لأن الوضع العام في البلاد يفرض ذلك. وقال إن عمل اللجان مستمر للوصول الى مقترحات عملية تعرض على مجلس الوزراء بعد انتهاء الدرس لاتخاذ القرار المناسب. ثم تحدث فخامة الرئيس عن الاسباب التي دفعته الى عدم توقيع قانون موازنة العام 2020، مشيرا الى أن ذلك يعود الى عدم التصديق على قانون يتعلق بمسألة قطع الحساب وبالتالي لا يمكنه اصدار الموازنة من دون ذلك. وطلب فخامة الرئيس تأمين المدققين والخبراء اللازمين لديوان المحاسبة حتى يتم إنجاز قطع الحساب في اسرع وقت ممكن.

ولفت فخامته الى أن مجموع المبالغ المهدورة التي لا أدلة ثبوتية عليها بلغ مبلغا كبيرا، منها سلفات خزينة من غير المعروف كيف صرفت ومبالغ اخرى، وردت كهبات للهيئة العليا للاغاثة.

وأشار فخامة الرئيس الى أن الموازنة سوف تصدر بعد انتهاء المهلة الدستورية استنادا الى المادتين 56 و57 من الدستور.

وعن الاوضاع المصرفية تحدث فخامة الرئيس عن المتابعة المستمرة التي قام بها خلال الايام الماضية والاجتماعات التي عقدها، لافتا الى أن ثمة معلومات عدة لا نزال بحاجة اليها لتتبلور الصورة أكثر. وقال: ثمة إجراءات سوف نتخذها ليتحمل كل فرد مسؤولياته في ما حصل لا سيما عمليات تحويل المبالغ بصورة غير قانونية والتي زادت من حدة الازمة، وما لاحظناه حتى الآن أن ثمة مخالفات جسيمة وستتحمل كل جهة مسؤولياتها في هذا المجال.

ثم تحدث دولة الرئيس فقال: بدأنا اليوم الخطوة الاولى في اتجاه معالجة تراكمات 30 سنة من السياسات الخاطئة التي اوصلت البلد الى الانهيار الحاصل اليوم. وكما تعلمون جميعا، إن قضية الدين العام استنزفت اموال الدولة. كما أن الفساد والهدر والمحسوبيات والتسويات انهكت الخزينة. وأضاف دولة الرئيس: للأسف لقد وصل البلد الى حائط مسدود بسبب هذه التراكمات، وقد كبرت كرة النار كثيرا، ولكن قدرنا أن نتلقفها ونتحمل مسؤولياتنا الوطنية لإنقاذ لبنان. وقد بدأ اليوم مسؤولون من صندوق النقد الدولي زيارتهم للبنان بناء على طلب لبنان، واجتمعت بالوفد صباحا واطلقنا الورشة، وإن شاء الله نتوصل الى النتائج التي تريح البلد على كل المستويات المالية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية. وتابع دولة الرئيس: نحن اليوم نعيش حالة طوارئ حقيقية على المستويين المالي والاقتصادي، ومن الطبيعي ان نسمع صرخة الناس الذين يدفعون ثمن هذا الوضع. وقال: على كل الاحوال، لقد أطلع معالي وزير المالية على تعميم حاكم مصرف لبنان لتنظيم العلاقة بين المصارف والزبائن وستعد وزارة المالية مشروع قانون معجل لدراسته في مجلس الوزراء وإحالته الى مجلس النواب. واضاف: إن المرحلة المقبلة صعبة علينا جميعا وعلى البلد والناس، ولكن من واجبنا أن نجد حلولا للتخفيف من حجم الازمة وتداعياتها. وفي كل الاحوال، نحن امام منعطف تاريخي، وهمنا ان نحمي البلد والناس ومختلف القطاعات بكل الوسائل التي من الممكن أن نلجأ اليها لتحقيق هذه الغاية.

وتابع دولة الرئيس: كنت قد كلفت دولة نائبة الرئيس بوضع خريطة طريق لآلية تنفيذ بنود البيان الوزاري، على أن تستعين باللجان الموجودة أصلا إذا كانت لا تزال قائمة ومناسبة لهذه الغاية، وتشكيل لجان جديدة وفقا للحاجة. وبهذه الطريقة نكون ملتزمين بتنفيذ وعودنا التي اطلقناها بالبيان الوزاري وبالتوازي فإننا نعمل بطريقة منهجية وعلمية. وأكد دولة الرئيس أنه يجب ضم أشخاص من الحراك الشعبي الى اللجان كل حسب اختصاصه، على أن يكون هؤلاء من اصحاب الخبرة والمعرفة، وذلك التزاما بوعودنا والعمل بطريقة علمية ومهنية، وسوف تطرح الاصلاحات المطلوبة في المرحلة التالية. بعد ذلك، باشر مجلس الوزراء دراسة جدول اعماله واتخذ القرارات المناسبة، وابرزها:

1- وضع آلية لتنفيذ مضمون البيان الوزاري وفق خارطة طريق تم إقرارها وكذلك إعادة النظر في اللجان الوزارية عند الاقتضاء.

2- الموافقة على عرض وزارة الطاقة والمياه لموضوع السماح للشركات التي تتولى إدارة النفايات الخطرة التي ستنتج عن عملية حفر البئر الاستكشافية الاولى في الرقعة رقم 4 في المياه البحرية اللبنانية، بالقيام بعملها وذلك تمهيدا لبدء حفر البئر الاولى في الايام القليلة المقبلة.

3- الموافقة على مشروع قانون يرمي الى ابرام اتفاقية القرض بين حكومة الجمهورية اللبنانية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي بقيمة 50 مليون دينار كويتي اي ما يوازي 165 مليون دولار والمتضمنة اتفاقيتي الادارة واعادة الاقراض المذكورة اعلاه للمساهمة في تمويل مشروع الاسكان (المرحلة الثانية)، وعلى مشروع مرسوم بإحالة مشروع القانون المذكور الى مجلس النواب. وقرر مجلس الوزراء التأكيد على مجلس الانماء والاعمار لاستكمال التفاوض مع الصندوق لتأمين قرض جديد لصالح المؤسسة العامة للاسكان بالشروط عينها المنصوص عنها في الاتفاقية الموقعة مع مصرف لبنان وفقا لقرار مجلس الوزراء تاريخ 21/10/2019. وبحث المجتمعون في آلية تعيين موظفي الفئة الاولى والخيارات المتاحة لهذا التعيين".

حوار

ثم دار حوار بين الصحافيين والوزيرة عبد الصمد نجد، فأوضحت ردا على سؤال ان "هناك لجانا كانت نشأت في ظل الحكومات السابقة تتم اعادة النظر بها من اجل التحقق من مدى فاعليتها وجدوى الابقاء عليها او الاستغناء عنها، لأن هدفنا هو العمل بفاعلية من دون الغوص باعمال غير مجدية. وإذا اقتضى الامر ايجاد لجان جديدة، فسيتم ذلك تباعا على ضوء الحاجة، مع اعتماد مبدأ تقليص عدد اللجان الى اقصى الحدود بما يؤمن الفاعلية في العمل".

وعن موضوع سندات "اليوروبوند"، أوضحت أنه "لم يطرح اليوم، لكن العمل قائم بشأنه في اطار اللجان المتخصصة". وعن سبب عدم توزيع جدول الاعمال قبل جلسة مجلس الوزراء، قالت: "لقد وردنا جدول الاعمال ضمن الأصول قبل 48 ساعة وكنا على إلمام به. ونحن لدينا شفافية في العمل، وهذا سيتوضح اكثر فأكثر في الايام اللاحقة". وعن وجود آلية جديدة للتعيين، قالت: "هناك آلية تم اقرارها سابقا سوف يعاد البحث فيها، وعلى ضوء ذلك ستتم اما الموافقة عليها او تحديثها او تعديلها بعد المناقشات التي ستتم في الجلسة المقبلة". وعما اذا كان هناك من تحييد للبحث في موضوع "اليوروبوند"، قالت: "لم نقم بتحييد هذا الموضوع، بل هناك لجان متخصصة تقوم بدراسة كل ما يتعلق به. وفي المرحلة الاخيرة، فإن القرار النهائي سيكون لمجلس الوزراء، وصندوق النقد الدولي له رأي تقني". وعن اللجان التي تم تشكيلها، اوضحت وزيرة الاعلام انها "عبارة عن لجان مختلطة من الوزارات والادارات المختصة وايضا من القطاع الخاص، حتى ان الحراك سيكون له دور اذا ما كانت هناك من مواضيع يرغب بأبداء رأيه بشأنها".

وعما اذا كان هناك من رقم معين جرى تبيانه حتى الآن، قالت: "أفضل عدم التداول في الارقام، طالما انها لا تزال في اطار قطع الحساب". وعما اذا كان عدم توقيع رئيس الجمهورية على قانون الموازنة سيؤدي الى مشكلة في الصرف، قالت: "الدستور واضح في هذا الاطار، وخلال ايام ستنتهي المهلة، ويتم اقرار الموازنة من دون توقيع رئيس الجمهورية". وعما اذا كان رئيس الجمهورية يقصد ان رئاسة الحكومة السابقة دفعت اموالا غير مبينة في معرض ذكره للهيئة العليا للاغاثة، قالت: "لا يمكننا ان نجيب على امر لم تنته نتيجته بعد، ولم تحصل تحقيقات بشأنه بعد. وانا اترك الأمر الى الجهات المعنية في التحقيق". وعن كلام رئيس الجمهورية بشأن معلومات مصرفية لا تزال الحكومة تنتظر ان تصبح لديها، وعما اذا كان يقصد بذلك ارقام الاحتياطي في مصرف لبنان، وهل حاكم المصرف المركزي لم يعط الارقام بعد، قالت: "نعم، وهذا الامر تتم متابعته مع وزارة المالية لكي يتم الحصول على هذه الارقام من الحاكم. ومن المفترض ان تصل بطريقة ادارية الى الوزارة لكي يتم على ضوء ذلك الاخذ بها".

 

رئيس الجمهورية بحث مع غابي عيسى في العلاقات اللبنانية الاميركية وعرض مع صفير الاوضاع المالية

وطنية - الخميس 20 شباط 2020

عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا الاوضاع المالية والاقتصادية مع رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير، في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير ومستشار صفير انطوان حبيب.

بعد الاجتماع أكد صفير ان "البحث مع رئيس الجمهورية يتركز في هذه الفترة على موضوع "اليوروبوند" واستحقاقه الشهر المقبل، وقد شددنا على ضرورة الاسراع في العمل على احد الحلول المطروحة، فتراجع سعر السندات المستمر في الاسواق العالمية يحمل المصارف اللبنانية خسائر تزيد من الضغوط عليها. كما تمنينا على الرئيس عون مقاربة موضوع السندات بشكل تقني وبعيد عن السياسة وضغوط الشارع، فعلينا السهر على مصلحة لبنان طبعا، لكن ايضا على سمعته وسلامة القطاع المصرفي واموال المودعين في حال اتخذ قرار التخلف عن الدفع بشكل غير نظامي".

وقال: "وضعنا رئيس الجمهورية بصورة امكانية التوصل لحل غير صدامي مع الدائنين الدوليين وبشكل منظم، خصوصا ان الصناديق الاستثمارية في الخارج ابدت جهوزية للتفاوض. فالهدف الموحد للرئيس عون ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب وجمعية المصارف، هو الخروج من الازمة بأقل ضرر ممكن وبما يمثل افضل حل للبنان".

السفير عيسى

واستقبل الرئيس عون سفير لبنان لدى واشنطن غابي عيسى وبحث معه في العلاقات اللبنانية - الاميركية وسبل تطويرها في المجالات كافة.

 

بري استقبل كوبيتش والسفير الكوبي وعلي الخطيب

وطنية - الخميس 20 شباط 2020

وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وتم عرض للاوضاع العامة في لبنان لاسيما الوضعين المالي والاقتصادي. وعرض بري مع السفير الكوبي الكسندر بيليسر موراغا في العلاقات الثنائية بين لبنان وكوبا. واستقبل بري نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب.

 

جنبلاط من كليمنصو: لا نريد حماسة أكثر من اللزوم هم يخربون ونحن نبني وليعد جميع المناصرين إلى منازلهم

وطنية - الخميس 20 شباط 2020

قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لمناصريه من داخل باحة قصر كليمنصو: "أنا هنا موجود في بيتي بحماية الجيش والقوى الأمنية، فلا نريد حماسة أكثر من اللزوم، فلينظموا التظاهرة التي يريدون، فهم يخربون ونحن نبني.

وإني أعتذر إذا حصل خطأ من قبلنا باتجاه الجيش أو القوى الأمنية أو الإعلام، وليعد جميع المناصرين إلى منازلهم".

 

دياب ترأس الاجتماع مع وفد صندوق النقد وزني: لبنان حضر خطة لمواجهة الأزمة

وطنية - الخميس 20 شباط 2020

ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب عند التاسعة صباحا في السرايا اجتماعا مع وفد خبراء صندوق النقد الدولي برئاسة رئيس البعثة مارتن سيريزولة وضم: ممثل مكتب المدير التنفيذي سامي جدع والخبراء الاقتصاديون: توم بست، فرنتو ريكا ونجلا نخله، في حضور نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر عدره، وزير المال غازي وزني، وزير الاقتصاد راوول نعمه، وزيرة العدل ماري كلود نجم، المدير العام للقصر الجمهوري انطوان شقير، الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية ومستشار رئيس الحكومة خضر طالب.

وزني

بعد الاجتماع أوضح الوزير وزني في دردشة مع الصحافيين، ان "الاجتماع خصص للتعارف"، مشيرا الى أن "لبنان حضر خطة لمواجهة الأزمة وكيفية الخروج منها". ولفت إلى أن "صندوق النقد يقدم وجهة نظره في ظل الظروف الحالية، وما يحتاجه لبنان من إجراءات إصلاحية وإقتصادية ومالية، ومكمن الصعوبات والسبل الآيلة إلى الحلول".وأكد أن "وفد الصندوق سيتابع عمله حتى الانتهاء من التعاون مع لبنان لاعداد الخطة"، موضحا "أننا في مرحلة المشورة التقنية، وأن المساعدات تأتي في المرحلة المقبلة، إذ أن الحكومة تعد الخطة وتطلب مساعدة الصندوق، لكي يعطينا رأيه ومشورته".

 

دياب عقد لقاء مع جمعية تجار بيروت وحضور وزير الاقتصاد: حكومتنا تعمل للتوصل إلى حلول بأقل من 30 يوما لأزمة عمرها 30 سنة

وطنية - الخميس 20 شباط 2020

قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب: "سنعمل ليلا نهارا، ونستخدم كل الوسائل لإنقاذ البلد. إنها مهمة وطنية كبيرة، والبلد يحتاج إلى جهودنا جميعا". كلام الرئيس دياب جاء خلال لقاء موسع، عقد عصر اليوم، في السراي الكبير، مع جمعية تجار بيروت والمناطق، برئاسة رئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشماس، في حضور وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة. وألقى الرئيس دياب كلمة قال فيها: "تعلمون أن بلدنا يمر في أزمة كبيرة، نتيجة تراكمات امتدت ثلاثين سنة. اليوم، يدفع لبنان واللبنانيون ثمن هذه التراكمات، والثمن مع الأسف كبير جدا. ومن الطبيعي أن تتأثر قطاعات البلد كافة سلبا نتيجة تداعيات الأزمة المالية: المواطنون من كل الطبقات مهما تفاوتت، والصناعيون، وقطاع البناء، والمهندسون، والمحامون، والأطباء، والمستشفيات، وخصوصا قطاع التجارة من مختلف الأحجام، من الدكاكين الصغيرة حتى أكبر التجار، كل بحجم أعماله".

أضاف: "أعرف مدى معاناتكم اليوم ومدى مقاومتكم ومواجهتكم للتحديات الهائلة التي تهدد ليس فقط مؤسساتكم، بل أيضا العمال والموظفين، فالمشكلة في البلد كبيرة وبنيوية، والأزمة التي نعاني منها اليوم غير مسبوقة في تاريخ لبنان، حتى في الثمانينات وأوائل التسعينات عندما تعرضت الليرة لهبوط حاد كانت الظروف مختلفة عن اليوم. يعيش البلد اليوم أزمة بكل ما فيها من أوجه، فلبنان يمر في منعطف تاريخي. ولذلك، تعمل حكومتنا ليلا نهارا للتوصل إلى حلول بأقل من ثلاثين يوما لأزمة عمرها ثلاثين سنة". وتابع: "أتفهم ظروفكم ووضعكم، وأعرف مدى معاناتكم، لكنني أعرف أيضا أنكم تدركون وضع البلد وتقدرون حجم مشكلته، لا يعني ذلك اننا سنستسلم إطلاقا، سنعمل ليلا نهارا ونستخدم كل الوسائل لإنقاذ البلد. إنها مهمة وطنية كبيرة، ونطلب تعاون الجميع وتفهمهم وتضحياتهم. ولذلك، أنا واثق بأنكم ستقفون بجانبنا في ورشة الإنقاذ، فالبلد في حاجة إلى جهودنا جميعا، والكل معني، فلكل لبناني دور اليوم في بناء الغد".

شماس

وكان اللقاء استهل بكلمة لشماس قال فيها: "نشكر لدولتكم استقبالكم الحار وحسن ضيافتكم، ونود أن نتوجه إليكم بالتهنئة أولا بتبوؤ مقام رئاسة مجلس الوزراء والتحية المسبقة للجهود الكبيرة التي ستبذلونها. طبعا، نحن كقطاع تجاري نتمتع بحضور كبير جدا على الساحة الوطنية، لكننا لا نملك صفة دستورية حتى نمنح أو نحجب ثقة. وفي المقابل، نحن نعطي فرصا، وجئنا لنقول أتينا لنعطي حكومتكم الثقة لسبب بسيط هو أننا على قناعة راسخة بأنه إذا اردنا وضع حد للأزمة التدميرية يجب أن تنجح هذه الحكومة".

أضاف: "في الوقت ذاته، أريد أن أعبر عن مشاعر الخوف والقلق والوجع، وحتى الغضب من القطاع التجاري تجاه الطبقة السياسية التي تناوبت خلال الفترة الماضية. الوفد الموجود أمامكم أو هذه الكوكبة من القيادات التجارية من مختلف المناطق اللبنانية، ونحن دائما متكافلون متضامنون متراصون، ونريد الخير لهذا البلد".

وتابع: "الكل يعرف أن أعدادنا كبيرة جدا، ونحن اليوم هنا كعينة صغيرة نمثل الآلاف المؤلفة من المواطنين، ولسبب بسيط هو أن القطاع التجاري في لبنان يمثل 27 في المئة من القوى العاملة، وهو مسؤول عن تكوين ثلث الاقتصاد الوطني. ومع ذلك، كنا مهمشين خلال السنوات المنصرمة".

وأردف: "منذ أن اندلعت الحرب السورية منذ تسع سنوات وأوضاعنا الى تراجع بشكل مضطرد بسبب النزوح والتهريب والمنافسة غير المشروعة وسوء الادارة من قبل الدولة، ونحن كمجتمع تجاري أضأنا على هذا الموضوع. وكنا دائما على حق في موضوع سلسلة الرتب والنزوح وكل هذه المواضيع".

وقال: "في 10 تشرين الأول أي قبل أسبوع من الحراك، نزل 100 ألف شخص من قبل التجار، ووقفنا أمام محالنا التجارية لنقول انتبهوا إن الامور ذاهبة إلى مكان خطر. وبعد 17 تشرين الأول، تفاقمت مشاكلنا أكثر من خلال استحالة تحويل الاموال والقيود المصرفية التي نعاني منها وجعلتنا في وضع نكافح فيه من أجل البقاء والصمود والاستمرارية. هذه المعضلة تجمعنا، ونحن كأبرز القطاعات، لأننا قطاع أساسي ومؤسس في الاقتصاد اللبناني، ولم يكونوا يولونا يوما الاهتمام الكافي، إضافة الى ارتكاب اخطاء فادحة بحقنا وبحق اللبنانيين والمستهلكين مثل الرسم 3 في المئة على الاستيراد والرسوم النوعية التي نرى اليوم انعكاسها الكبير على الاسعار".

أضاف: "أكثر من ذلك، لقد اصبحوا يقولون عنا إننا ريعيين ومستهلكين ومضطهدين ومتوحشين ومستفيدين، في الوقت الذي نحن في وضع تحت الارض، وبالكاد نستطيع الهروب من التعثر والإفلاس".

وتابع: "حتى البيان الوزاري غابت عنه كلمة تجارة، وقلناها لمعالي الوزير، وهي كما الذي يتكلم عن الاقتصاد السعودي ولا يأتي على ذكر النفط. إذا، هذه مسألة يجب أن تصحح، ونأمل في أن تكون مسألة عابرة غير موجودة في جوهر الموضوع لأن الكلام اليوم باتجاه الانسان. وأقول إننا أساس الانتاج. إن البعض ينتج سلعة. أما نحن فننتج خدمة".

وأردف: "عندما تشكلت اللجان البارحة، رأينا فيها مجموعة جيدة من المستشارين والاشخاص، ولكن لفتنا غياب أي ممثل للقطاع الخاص، مثلا لجنة الاقتصاد الكلي تضم 13 شخصية، وفيها اشخاص من المالية والاقتصاد، ولا يوجد فيها شخص واحد من القطاع الخاص أو من الهيئات الاقتصادية. واليوم، عندما استمعنا بعد جلسة مجلس الوزراء إلى بيان عن مداولات مجلس الوزراء حول اللجان التي تتم اعادة تكوينها، وسمعت الوزيرة عبد الصمد تقول إنه سيكون هناك ممثلون للمجتمع المدني والحراك المدني، كأننا شطبنا من المعادلة. أهلا وسهلا بالمجتمع المدني والحراك المدني، إنما القطاع التجاري هو صمام الامان ورأس الحربة في الهيئات الاقتصادية. وقبل أن يجف حبر هذا القرار، نتمنى أن يضم ممثلون للقطاع التجاري".

نعمة

بدوره، قال نعمة: "لا يمكننا فقط أن نهتم بالمالية واليوروبوندز، قبل الاهتمام بالاقتصاد. وعندما أتحدث عن الاقتصاد، فالاقتصاد يشمل كل القطاعات الاقتصادية منها التجارة والصناعة والسياحة. لا يمكننا الخروج من هذه الازمة، إلا اذا وجدنا الحلول لكي يعود النمو إلى الاقتصاد، فهناك الكثير من النقابات التي تأتي إلي ويحدثونني عن الشكاوى والمشاكل والصعوبات التي يعانون منها. لقد سبق وقلت، إنني سأشكل عددا من اللجان من كل النقابات مع صناعيين وتجار ورجال اعمال يجلسون مع بعضهم في لجان كل منها من 10 أشخاص، ليفكروا معنا ويقترحوا حلولا لتنمية الاقتصاد بكل أشكاله، منها التجار التي من دونها لا يستطيع لبنان العيش".

 

قائد الجيش عرض ووفد لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي علاقات التعاون

وطنية - الخميس 20 شباط 2020

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة وفدا من لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة جوناثن لورد، ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان Elizabet اليزابت ريتشارد ، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين.

 

الوفاء للمقاومة: الوضع المالي قابل للمعالجة ولاختيار أنسب الحلول

وطنية - الخميس 20 شباط 2020

اكدت كتلة "الوفاء للمقاومة"، في بيان اثر اجتماعها الدوري اليوم في مقرها في حارة حريك برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، "قناعتها بأن مضمون الرؤية والموقف اللذين عرضهما الأمين العام السيد حسن نصر الله في مهرجان قادة البصيرة والشهادة يوم الأحد الماضي، يرسمان خارطة الطريق للدفاع عن حقوق المنطقة ودورها والحفاظ على إنجازات محور المقاومة ومجاهديه وشهدائه والاعتماد على النفس لمراكمة الفعالية والحضور استنادا إلى الوعي والإيمان والعزم والثقة بالقدرة على مواجهة التحديات". وأعلنت انه "فيما تجد الكتلة أن شعوب ودول محور المقاومة قد انتقلت من مرحلة التصدي والدفاع إلى مرحلة المبادرة وترسيم الانجازات فإن عدو الأمة المتمثل بالكيان الصهيوني يتخبط بكثير من المآزق التي تتصل بمصيره ويواصل إيهام الصهاينة بأن الدعم المتواصل من الإدارات الأميركية والرهان على تطبيع ولو شكلي مع بعض أنظمة العجز والتخلف في المنطقة العربية يشكل المخرج الاستراتيجي لتثبيت احتلاله الغاصب لفلسطين وتضليل شعوب العالم حول شرعية كيانه المزعوم وتطبيع العلاقات معه". ورأت "ان أساليب الضغط والاستبداد التي تمارسها الإدارة الأميركية ضد شعوب العالم والمنطقة المناهضة لتسلطها وهيمنتها، قد تستطيع أن تعرقل أو تؤخر زمنيا تحقيق الشعوب لأهدافها، إلا أنها أعجز من أن تمنعها أو تصادر حقها في تحقيق أهدافها وحماية مصالحها طالما واصلت ترجمة إرادتها الحرة وعزمها في الوصول إلى مرادها". واعتبرت "ان ما يتعرض له لبنان من تضييق وضغوط مالية ونقدية واقتصادية من شأنه أن يحفز اللبنانيين على ايجاد المعالجات والحلول الوطنية التي تخفف من حدة الأزمة أولا، وتحمي الإرادة والقرار الوطني من جهة أخرى، ذلك أن الحرية والسيادة الوطنية هما الأصل وأن الارتهان والتبعية ليسا قدرا ولا محل لهما بين خيارات اللبنانيين "السياديين".

وأعلنت الكتلة انها اطلعت على آخر مستجدات الشأن المحلي والإقليمي وناقشت بعض المسائل الملحة وخلصت في نهاية جلستها إلى ما يأتي:

1- إن الوضع المالي والنقدي والاقتصادي الصعب الذي أصاب البلاد، يبقى قابلا للمعالجة إذا ما توفرت الإرادة السياسية التي تتوافق على المخارج العلمية والتقنية التي يحددها أصحاب الاختصاص بعيدا عن الميول والمجاملات لأصحاب النفوذ أو المصالح المصرفية الضيقة.

إن كتلة الوفاء للمقاومة إذ تدعو الجميع وسط هذه الأزمة للتعاون الإيجابي بعيدا عن الحسابات الضيقة الفئوية أو السياسية فإنها تحتفظ بتشخيصها للأسباب الحقيقية وللأدوار المحلية وغير المحلية في إيصال البلاد إلى هذه المعضلة، إلا أنها لا ترى موجبا لتقاذف المسؤولية وتعطيل المعالجات راهنا، وإنما تفترض أن التوافق على الضابطة الوطنية لمواجهة الأزمة هو الأمر المطلوب فعلا من الجميع وقوامه اختيار أنسب الحلول المالية والنقدية والاقتصادية تحت سقف القرار السيادي الوطني الذي لا يقبل ابتزازا ولا مقايضات ولا يؤدي بالبلاد إلى أية وصاية أو تبعية أو ارتهان.

2- إن الأسباب المحلية للتردي الاقتصادي عموما في البلاد، والتي باتت على كل شفة ولسان، ينبغي أن لا تصرف الانتباه لا عن دور سماسرة الأزمات وأثريائها من الانتهازيين قناصي الوجع، ولا عن التوظيف غير الوطني للأزمة، من أجل استدراج التدخلات والإملاءات أو الشروط الأجنبية تحت ذريعة إنقاذ الوضع، وبدافع تحقيق بعض المنافع الخاصة المباشرة أو غير المباشرة وعبر استخدام التهويل والتضليل.

إن مسؤولية الحكومة أن تكون يقظة تماما إزاء محاولات هؤلاء وأولئك عند اعتماد الخيارات والحلول الوطنية الملائمة.

3- بعد تجديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عروضها لمساعدة لبنان في مختلف أوجه القطاعات الإنمائية وذلك خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس الشورى الإيراني إلى العاصمة بيروت ولقاءاته مع كل من رئيس الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، تسلل عبر بعض وسائل الإعلام ما يشبه التحذيرات من جانب الإدارة الأميركية بأن قبول لبنان لأي مساعدة إيرانية سوف يحجب عنه المساعدات الأميركية.

يهم الكتلة أن يعرف اللبنانيون أن هذه التحذيرات الأميركية لا تعكس الصداقة المدعاة للبنان واللبنانيين بقدر ما تكشف عن النمط الابتزازي واسلوب فرض الوصاية في التعامل مع لبنان وغيره وهذا ما ندعو الحكومة واللبنانيين الى رفضه وعدم القبول به على الإطلاق.

4- تهنئ الكتلة سوريا قيادة وجيشا وشعبا على الإنجازات الميدانية النوعية ضد الإرهاب التكفيري وعصاباته في ريف وشمال حلب وغربها وتأمين الطريق الدولي فيها وعبرها، وإعادة تشغيل مطارها، وإعلانها مدينة آمنة.

وترى الكتلة في هذه الإنجازات ما يعزز أمن واستقرار سوريا ويسهل عودة النازحين السوريين إلى بلداتهم وقراهم ومدنهم الآمنة، وأن على الحكومة اللبنانية أن تقدم على خطوات سياسية وعملية واقعية من شأنها أن تفتح أبواب عودة النازحين لما في ذلك من تأثيرات إيجابية على لبنان خصوصا لجهة خفض الانفاق ومنسوب التوترات والجرائم الاجتماعية الناجمة عن الاكتظاظ السكاني وارتفاع نسبة البطالة في البلاد.

5- تتوجه الكتلة إلى شعوب أمتنا الناهضة من أجل حريتها وعزتها وكرامتها وحقوقها الإنسانية بأحر التحيات وأصدق التضامن وخصوصا مع شعبنا العزيز في فلسطين وفي البحرين وفي العراق وفي اليمن وفي أفغانستان، وفي كل بلد ينهض فيه الأحرار ويقاوم فيه الشرفاء والأبطال.. وعهدنا للجميع أن أصحاب الحق منتصرون لا محالة وأن الطغاة سيلفظهم التاريخ.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  20-21 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

معاني عادة وتقليد يوم خميس السكارى

الياس بجاني/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/14962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3/

 

الحكومةُ تقنيّةٌ والحلولُ سياسيّة

سجعان قزي/جريدةُ النهار 20 شباط 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83346/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9%d9%8f-%d8%aa%d9%82%d9%86%d9%8a%d9%91%d8%a9%d9%8c-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%88%d9%84%d9%8f-%d8%b3/

 

الأزمة المالية، من أين نبدأ والى ما تنتهي

شارل الياس شرتوني/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83348/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d9%85%d9%86-%d8%a3/

 

الثنائي الشيعي» يغسل الأموال المنهوبة بإستثمارات في أميركا وقبرص و..كربلاء!

آدم البرجاوي/جنوبية/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83360/%d8%a2%d8%af%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a-%d9%8a%d8%ba%d8%b3%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85/

 

محمد زبيب لـ«جنوبية»: مروان خير الدين تحول إلى «بلطجي».. وسأقاضيه/جنوبية/20 شباط/2020

من هو مروان خيرالدين المتهم بالإعتداء على زبيب.. وما علاقته بـ«إرسلان»؟/جنوبية/20 شباط/2020

إرسلان سّلم مطلوبَين: ورطة مروان خيرالدين بقضية محمد زبيب/نادر فوز/المدن/20 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83362/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b2%d8%a8%d9%8a%d8%a8-%d9%84%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%ae%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%84/