المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 شباط/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february20.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/طرح اشكالية الزواج المدني هدفه الهاء الناس

الياس بجاني/مقاوحة د.جعجع العبثية والخادعة للذات فيما يخص حكومة حزب الله

الياس بجاني/حكومة حزب الله مليون بالميي

الياس بجاني/برسم الحريري وجعجع وباقي جماعة الصفقة الخطيئة: هذا هو مفهوم نصرالله للنأي بالنفس

الياس بجاني/كل أصحاب شركات أحزاب لبنان هو كوارث وطنية

الياس بجاني/برافو للنائب محمد رعد..

الياس بجاني/خوففه ع منافع الصفقة الخطيئة ومش من حرب أهلية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكلام الذي قاله وزير الدفاع "اللبناني" حول الخلاف بين سوريا وتركيا على المنطقة الآمنة على حدودهما الشمالية، لا يمثّل إلّا صاحبه والبيئة التي ينتمي إليها/اتيان صقر ـ أبو أرز

اخلع القناع لتواجه/ادمون الشدياق/

الياس الزغبي: بداية بتراء للحكومة توجب الإسراع في تصحيحها بوقف تفرّد الوزراء واستعادة القرار إلى كنف الدولة

تصريح رئيس حزب القوات اللبنانية بأن الحكومة ليست حكومة "حزب الله"/خليل حلو/فايسبوك

بري: الزواج المدني الاختياري غير مطروح ولا يتحمّله أحد

نوفل ضو: الخميس نعلم إذا كانت حكومة حزب الله أم لا

اة اغترابية.. حادثٌ أليم خطف الطفلة "دلال" في سيدني!

واشنطن تستعد لحملة عقوبات جديدة ضد حزب الله

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 19/2/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 19 شباط 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قلق أميركي من نفوذ حزب الله في حكومة الحريري

بومبيو إلى لبنان قريباً: الساحة غير متروكة لإيران!

ريتشارد: قلقون للدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا

الاتحاد الأوروبي يؤكد الالتزام بدعم الحكومة اللبنانية

"سيدر" يفرض تعديل سلسلة الرتب والرواتب؟

مستشفى الفنار: فضيحة أم صفقة عقارية؟

توقيف المعتدين على مركز للكتائب وحارقي صورة جعجع

حزب الله أعلن الحرب على الفساد: معركة فعلية ام أغراضُها سياسية-شعبية؟/اطلاق الحملة من بيته الداخلي وتنقية صفوفه من "المطلوبين" ضروريان لإظهار جديّته

الغريب من السراي: الحريري يقارب موضوع النازحين بعين مصلحة لبنان أولا

لبنان: الزواج المدني يفجّر خلافاً بين المرجعيات السياسية والدينية/وزيرة الداخلية تتبنّى المشروع وتعد بفتح حوار جدّي حوله

باسيل يشكو «مفوضية اللاجئين» إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية

إدعاء القضاء العسكري اللبناني على سوريين وفلسطينيين بالإرهاب

انطلاق التحضيرات لتنفيذ مشروعات «سيدر» والحريري رأس أول اجتماع تشاوري مع المؤسسات المانحة

زيارة وزير لبناني إلى دمشق تختبر التزام الحكومة بـ«النأي بالنفس» وهو لم يحصل على تكليف من مجلس الوزراء ولا تنسيق مع الحريري

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجامعة العربية تدين اقتطاع إسرائيل رواتب الشهداء والأسرى الفلسطينيين

نتنياهو: العرب لا يسارعون إلى التطبيع قبل اتفاق سلام مع الفلسطينيين

تسيبي لفني تعتزل السياسة حتى «لا تضيع آلاف أصوات السلام»

الأردن يدعو إيران للإفراج عن 3 من مواطنيه دخلوا مياهها الإقليمية «بالخطأ»

مقتل 16 إرهابياً في تبادل إطلاق النار مع الشرطة بالعريش

واشنطن تقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي لفرض حلول على السودان

غريفيث يغادر صنعاء بعد انتزاع التزام حوثي بالانسحاب من الحديدة/لجنة الأسرى والمعتقلين تفحص الأدلة في انتظار دعوة أممية للاجتماع

هيئة النزاهة العراقية تحيل 11 وزيراً إلى القضاء ووعد بكشف ملف تهريب النفط

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حلفاء الأسد في لبنان وحجة اللجوء السوري/رندة تقي الدين/الحياة

لماذا لا تبني إيران محطة كهرباء في الضاحية الجنوبية إذا أرادت المساعدة؟/أحمد عياش/النهار

سجال "الزواج المدني": طموحات الحريرية تصطدم بالمؤسسة الدينية/منير الربيع /المدن

الموسوي يُهدي "الكورنيت" إلى القوّات/عبدالله قمح/ليبانون ديبايت

تلازم المسار بين الالتزام والتضحية/د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية

«القوات»: هذه حدود العلاقة مع «الحزب»/راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

حدّيات دقيقة تنتظر الحكومة/بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

ستريدا جعجع للموسوي: سلِّملي على «السيد»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

لبنان يعود إلى التسعينات/نديم قطيش/الشرق الأوسط

حزب الله على طريق «اللبننة» أو أكثر بكثير/ نقولا ناصيف/الأخبار

الخريف العربي: السيسي رئيسا للأبد/حسين عبدالحسين/الحرة

الطائف ثم الطائف ثم الطائف/العميد الركن خالد حماده/اللواء

حين ترتكب إيران خطأ صدّام/خيرالله خيرالله/العرب

آخر سيناريو أميركي لسوريا: نحشد... لننسحب/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

صفقة مُفاجِئة بين ترامب وإيران/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

إيران وابتزازنا بإسرائيل/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

تراجيديا مصرية/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

الأرمن... محكمة التاريخ والمستقبل/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

ما الذي يمكن لكوريا الشمالية تعلمه من فيتنام/مايكل شومان/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

لقاءات وزارية وديبلوماسية وإنمائية في قصر بعبدا الغريب: ملف النازحين وطني وحساس ويجب إخراجه من التجاذبات السياسية

الحريري التقى وزير شؤون النازحين الغريب: لإخراج هذا الملف من التجاذبات السياسيةا

الرئيس بري استقبل مجلس نقابة الصحافة: بلد لا يخضع للقانون يكون مرتعا للفساد ولا باب آخر للحكومة غير النجاح

التيار المستقل: هل غطاء المتنفذين الفاسدين أقوى من السلطة؟

كنعان بعد اجتماع التكتل: الشفافية في الموازنة والحسابات غير قابلة للنقاش وارقام التفتيش تناقش في البرلمان حصرا

كتلة المستقبل:التضامن الحكومي قاعدة جوهرية لمواجهة استحقاقات المرحلة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من21حتى24/“قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم. لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

طرح اشكالية الزواج المدني هدفه الهاء الناس

الياس بجاني/19 شباط/19

الزواج المدني من عدمه ليس من ضمن أولويات هموم الناس.. وبالتالي طرح اشكالية هذا الزواج هدفه إلهاء الناس واشغالهم بقضايا جانبية وابعاد انظارهم عن حكومة حزب الله الكارثة وعن مضاعافات الصفقة الخطيئة وعن احتلال حزب الله واخطاره على الكيان والسيادة وثقافة البلد..

 

مقاوحة د.جعجع العبثية والخادعة للذات فيما يخص حكومة حزب الله

الياس بجاني/18 شباط/19

عندما يقاوح د. جعجع  (يكابر) ويدعي باطلاً لجريدة "الراي" بأن الحكومة  ليست حكومة حزب الله فهو لا يخدع غير نفسه، وفقط نفسه اضافة إلى اتباعه من المخدوعين بخياراته اللاسيادية واللااستقلالية.عجبي في اسفل رابط مقابلة د.جعجع من الراي الكويتية

https://www.alraimedia.com/Home/Details?id=8c352485-2e2a-4b9e-8f9a-87950059f953&fbclid=IwAR0NrJ1vrAAM0he2-VKaw92z0PzZiRCoxrafcwjVIGmDjWhFzLFIhyzQQ54

 

حكومة حزب الله مليون بالميي

الياس بجاني/16 شباط/19

الحكومة هي 100% لحزب الله والوزراء ال 10 الذين ليسوا من أزلامه واتباعه هؤلاء استسلموا لواقع احتلاله بعد أن داكشوا السيادة بالكراسي ودفنوا تجمع 14 آذار وتلحفوا بعباءة نفاق الواقعية وقفزوا فوق دماء الشهداء.هؤلاء.وجودهم شكلي ليس إلا وأصحاب احزابهم الشركات ارتضوا من خلالهم أن يكونوا مجرد غطاء..نعم مجرد غطاء. باختصار إن من قبل أن يكون غطاءً لحزب الله مقابل فتات مغانم ليس من حقه أن يُجمّل وضعيته الإستسلامية والمصلحية أن لم نقل اسخريوتية..

 

برسم الحريري وجعجع وباقي جماعة الصفقة الخطيئة: هذا هو مفهوم نصرالله للنأي بالنفس

الياس بجاني/16 شباط/19

خطاب نصرالله اليوم الشتم والإتهامات والعنتريات ضد العرب وأميركا هو قمة في النأي بالنفس التي وعدنا بها بيان الحريري الحكومي.عجبي

 

كل أصحاب شركات أحزاب لبنان هو كوارث وطنية

الياس بجاني/16 شباط/19

 كل أحزاب لبنان ودون استثناء واحد هي شركات يملكها أفراد أو عائلات أو وكلاء لجماعات أو دول خارجية.. ولكن الكارثة تكمن في من يقبل من أهلنا أن يكون حزبياً أي تابعاً وهوبرجي..واقع مؤلم لكنه واقعنا للأسف.

 

برافو للنائب محمد رعد..

الياس بجاني/15 شباط/19

برافو للنائب محمد رعد..اعتذاره عن كلام مرفوض لنواف الموسوي بادرة مقدرة وتنم عن تفهم ولو لفظي لمبدأ التعايش اللبناني وقواعده

*قدم النائب محمد رعد من مجلس النواب وباسم حزب الله اعتذاره عن الكلام الذي كان النائب نواف الموسوي قاله بحق الرئيس الشهيد بشير الجميل.

 

خوفه ع منافع الصفقة الخطيئة ومش من حرب أهلية

الياس بجاني/15 شباط/19

خوف صاحب شركة حزب القوات على منافع الصفقة الخطيئة ومش خوف من حرب أهلية. المقاوم عن جد ما بيخاف وهو مفروض يخوّف .. وكل الأحزاب شركات. ويلي مش قادر يقوم بواجبه يزيح ويخلي غيرو يجي محله..بيكفى نفاق

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

كلام لا يمثّل إلّا صاحبه

الكلام الذي قاله وزير الدفاع "اللبناني" حول الخلاف بين سوريا وتركيا على المنطقة الآمنة على حدودهما الشمالية، لا يمثّل إلّا صاحبه والبيئة التي ينتمي إليها

بيان صادر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية

اتيان صقر ـ أبو أرز/19 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72306/%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D9%80-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B2%D9%8A/

إنّ الكلام الذي قاله وزير الدفاع "اللبناني" حول الخلاف بين سوريا وتركيا على المنطقة الآمنة على حدودهما الشمالية، لا يمثّل إلّا صاحبه والبيئة التي ينتمي إليها، ولا يمثّل بطبيعة الحال الدولة اللبنانية وحكومتها الجديدة التي أعلنت منذ أيام عن التزامها بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية.

اما اللبنانيون الشرفاء فهم برّاء من هكذا مواقف هدفها تعويم النظام السوري، ولا تربطهم بهذا النظام الأسدي (الأب والإبن) سوى شلالات من الدماء والدموع والمآسي التي لن تُمحى من ذاكرة اللبنانيين بالسهولة التي يتصوّرها البعض.

أساساً، نحن لا نتوقّع الكثير من هذه الحكومة الجديدة، المحكومة من قِبَل الدويلة الإيرانية الهوى، المولودة من رحم المنظومة السياسية الفاسدة عينها، الفضفاضة في ضخامة عددها، المتناقضة في تركيبتها، الخالية من أي برامج رؤيوية ـ إصلاحية ـ تنموية ـ جذرية، مؤهلة لوضع البلاد على سكة الإنقاذ... وجُل ما نتوقعه منها بعض الترميمات الشكلية والترقيعات في ثوب الدولة المهترىء، غايتها تخدير الناس، وتلميع صورة هذه المنظومة الفاسدة.

اما عن مؤتمر "سيدر" الذي يعوّلون عليه كثيراً، فهو مرتبط قبل كل شيء بإجراءات إصلاحية تفضي إلى مكافحة الفساد، وبما ان الفساد لا يكافح نفسه بنفسه، فإن الدول المانحة ليست غبيّة لكي تنفق مليارات الدولارات على بلدٍ ينخره الفساد من رأسه إلى أخمص قدميه.

ويبقى الأمل بالله عزّ وجل.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

اخلع القناع لتواجه.

ادمون الشدياق/19 شباط/19

بيبقى حاططلك اسمه " سبع القوات " او " نمر التيار " او " غضنفر المقاومة " او " صقر قريش " وبيصير بدو يفرفك دينين حسن نصرالله ويسحسح لميشال عون ويحتل معراب ويدعوس سعد الحريري...ولك يا حبيبي اذا منك رجال كفاية لتحط اسمك الحقيقي ومش مسترجي تقول مين انت كيف الناس بدها تاخدك وتاخد يلي عم بتقوله جد. فيك تخبي اسمك وتحكي بالادب والفن والعقارات منيح بس بالوطنيات وبالسياسة بدها القصة مصداقية وجرأة اذا ماعندك ياها زحط وما تقرفنا بنظرياتك الخنفشارية. امضي اسمك الحقيقي تاسمعك واضربلك سلام والا عيرنا سكوتك. الوطنية بدها رجال مش اشباح واشباه رجال ومغاوير فايسبوك.يلي بدو يحرر وطن ويجاهر بالحقيقة لازم يكون عنده الجرأة يخلع القناع ويواجه.

 

الياس الزغبي: بداية بتراء للحكومة توجب الإسراع في تصحيحها بوقف تفرّد الوزراء واستعادة القرار إلى كنف الدولة

وطنية/19 شباط/19/ أشار الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي الى أن "الخرقين اللذين نفذهما الوزيران أبو صعب والغريب لسياسة النأي بالنفس باغتا الحكومة الوليدة، واختصرا طبيعة الصراع الذي ينتظرها". وقال في تصريح: "لا تنفع سياسة التغاضي عن هذه البداية البتراء وتغطيتها بعناوين أولوية "سيدر" ومشاريع الاصلاح ومكافحة الفساد، فمن أنكر علّته قتلته، والعلّة تكمن في القرار الموجود خارج مؤسسات الدولة وتحديداً السلطة التنفيذية بركنيها رئيسَيّ الجمهورية والحكومة، ومن استرداد القرار الى كنفها يبدأ الحل". وأضاف: "فلتكن الجلسة الأولى لمجلس الوزراء الجديد بعد غد الخميس فرصة للمصارحة في جوهر الأزمة، أي إشكالية القرار السيادي، وضبط أداء الوزراء ومرجعياتهم تحت سقف الدولة، لمنع توزّعه سقوفاً لا تحمي أي إصلاح وأي بنيان".

 

تصريح رئيس حزب القوات اللبنانية بأن الحكومة ليست حكومة "حزب الله"

خليل حلو/فايسبوك/19 شباط/19

بالأمس قرأت لرئيس حزب القوات اللبنانية تصريحاً يقول فيه أن هذه الحكومة ليست حكومة "حزب الله" ... وأن المنتقدين ليس لهم شغل آخر.

منذ اللحظة الأولى قلنا أننا لا نريد إنتقاد الحكومة قبل أن تبدا العمل ولكن إذا كان التصريح أعلاه صحيحاً، هل هناك شرط من شروط حزب الله إلا وتم تلبينته عند تأليف الحكومة؟

من وزارة الصحة إلى وزير اللقاء التشاوري إلى الوزارات السيادية والوزارات غير السيادية ...

وإلا لم تكن الحكومة لتألفت!

ولماذا تأخر التأليف 9 أشهر؟

هل بسبب القوات أو تيار المستقبل أو الإشتراكي أو المردة؟

حسابياً هناك 10 وزراء للتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية حليفي حزب الله، و3 لحركة أمل و3 لحزب الله وواحد للقاء التشاوري وواحد للنائب السابق سليمان فرنجية أليسوا جميعهم في نفس الخندق؟

الحاصل: 18 وزيراً من أصل 30! اليست هذه أكثرية مرتاحة؟ وفي يد حزب الله؟ عدا عن الوزراء الذين سيسايرون في المواقف الأستراتيجية ؟؟؟؟؟ أو غير الإستراتيجية ؟؟؟؟؟؟؟

منذ اللحظة الأولى قلنا أننا لا نريد إنتقاد الحكومة قبل أن تبدا العمل، وفعلاً سيكون كذلك!

رغم موقف معالي وزير الدفاع في ميونيخ بخصوص تركيا وسوريا البعيد كل البعد عن أكذوبة النئي بالنفس وزيارة معالي وزير المهجرين لسوريا غير المتناغمة مع التضامن الحكومي ...

انشاءالله تكون حكومة لبنان السيد الحر والمستقل والأيام الآتية ستوضح حكومة من هذه ومن يقرر فيها ومن لا يقرر.

 

بري: الزواج المدني الاختياري غير مطروح ولا يتحمّله أحد

الثلاثاء 19 شباط 2019/رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام وفد من نقابة الصحافة ان "الزواج المدني الاختياري غير مطروح ولا يتحمّله أحد". وأعلن بري: "مش خايف" على الحكومة الا من الحكومة نفسها"، وقال: "أي وزير يرفض دعوة المدعي العام المالي علي ابراهيم فسيُحاسب". واعتبر ان "وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن لم تقل أي شيء خطأ"، وأضاف: "كل ما قالته انها ستعقد مشاورات حول الموضوع فلماذا اثارة هذه الضجة؟"

 

نوفل ضو: الخميس نعلم إذا كانت حكومة حزب الله أم لا

موقع ليبانون ديبايت/الثلاثاء 19 شباط 2019

لفت منسق "التجمع من اجل السيادة" نوفل ضو، إلى أنّنا "ننتظر اجتماع الحكومة الخميس المقبل لنتعرف الى موقفها الرسمي من زيارة وزير شؤون النازحين لسوريا من دون إذن مجلس الوزراء، ومن تصريحات وزير الدفاع اللبناني عن الوضع العسكري في شمال سوريا خلافا للقرار الرسمي بالنأي بالنفس! بعد ذلك سيعرف اللبنانيون اذا كانت الحكومة حكومة حزب الله أم لا". وفي سلسلة تغريدات له على حسابه عبر تويتر، تابع ضو "لدينا كلبنانيين سياديين الكثير من العمل الجاد والعلمي والمضني لنقوم به مع الرأي العام اللبناني والعربي والدولي عوضا عن المتقاعسين في تظهير حقيقة المخاطر التي تتهدّد الكيان اللبناني نتيجة لمشروع حزب الله في مصادرة قرار الدولة اللبنانية وقضم مؤسساتها وترويض الطبقة السياسية الحاكمة"!. ومن جهة أخرى، لفت ضو إلى أنه "بعدما تم حصر المعارضة النيابية بحزب الكتائب، أطلق شركاء الحكم حملة لـ"تسخيف" الأصوات المعارضة و"شيطنتها"والتشكيك في مؤهلاتها وفاعليتها السياسية وصوابية مقارباتها، بعدما شعروا ببوادر تجاوب شعبي مع طروحاتها خصوصا أن رموزها على قلتهم هم ممن لا يمكن التصويب عليهم اخلاقيا وماليا وسياديا!". وختم "بلغ التخبط ببعض المنظرين حدود التناقض المثير للشفقة في اطروحاتهم، فهم تارة يعتبرون معارضيهم أقلية لا قيمة لهم بالمقارنة مع "الاكثرية" التي يمثلون، وتارة اخرى يقولون بأن هناك قلة قليلة مناضلة تكافح بشكل مستمر ومتواصل لتقود الشعوب والأوطان الى بر الأمان!". وسأل:"اي نظرية تريدوننا ان نصدق؟".

 

مأساة اغترابية.. حادثٌ أليم خطف الطفلة "دلال" في سيدني!

Lebanon24/الثلاثاء 19 شباط 2019/مأساة اغترابية حلّت على مدينة طرابلس والشمال بعدما تلّقت عائلتا "أبو لقمة" و"الجمل" خبر وفاة الطّفلة دلال أبو لقمة (10 سنوات) في سيدني بأستراليا إثر حادثِ أليم تعرّضت له عربة "ATV" في منطقة نيو ساوث ويلز في أستراليا. الخبر وقع كالصاعقة على عائلتها وأقربائها في لبنان الذين لم يصدّقوا الخبر، وقد انتشرت صورها كالنار في الهشيم بين مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وقد نعوها بكلمات مؤثّرة. "راحت لولو" و"عصفورة بالجنّة" و"مبارح كنتِ هون.. وين رحتِ"، بهذه العبارات والكلمات المؤثّرة عبّر محبّو "دلال" من عائلتها عن حزنهم الشديد لرحيلها بعدما قضت يوميْن في العناية المشدّدة في أحد مستشفيات أستراليا إلى أن استسلمت لإصاباتها وفارقت الحياة تاركة هذا العالم الكئيب بعيداً عن وطنها ومدينتها طرابلس حيث دفنت في أستراليا. وستتقبّل عائلتها التعازي في طرابلس يومَيْ الأربعاء والخميس في 20 و21 شباط 2019 في قاعة "مجمّع التوجيه الإسلامي" في شارع الثقافة بطرابلس من بعد صلاة العصر وحتّى آذان المغرب.

 

واشنطن تستعد لحملة عقوبات جديدة ضد حزب الله

 واشنطن – بيير غانم/ الثلاثاء 19 شباط 2019

جدد مسؤولون أميركيون مواقف ادارة الرئيس دونالد ترمب من لبنان خلال لقاءات مع العربية.نت وأهمها ان واشنطن تريد هدوءاً في لبنان وهي لا تدعو ولا تشجّع ما يثير أزمات أمنية وسياسية في البلد الصغير شرق المتوسط. من الملاحظ ان المسؤولين الاميركيين يعبّرون عن هذه المواقف الرسمية بعد تشكيل الحكومة برئاسة سعدالدين الحريري وقد حظي فيها #حزب_الله بمقاعد وزارية. تبدو بذلك سياسة الرئيس الحالي مشابهة لسياسة سلفه باراك اوباما فواشنطن كانت وما زالت توافق على انضمام حزب الله الى الحكومة اللبنانية لكنها لا تريد ان تستفيد خزينة حزب الله من الوظيفة الحكومية. وقال المسؤولون الاميركيون عندما تحدّثت اليهم العربية.نت إن هذا الموقف عبّر عنه وكيل وزارة الخارجية الاميركي دايفيد هايل عندما زار #لبنان الشهر الماضي، وابلغ اللبنانيين، عندما سمع ان حزب الله سيحظى بحقيبة مهمة، ان واشنطن ستأخذ اجراءات لو حصل ذلك. هذا الموقف عبّر عنه ايضاً بيان وزارة الخارجية الاميركية، ولكن بلغة أكثر ليونة، عندما أعلن سعدالدين الحريري عن تشكيلة حكومته، وقد اوضح الاميركيون أكثر مرة انهم لن يتمكّنوا من التعاون مع أي وزير من حزب الله، خصوصاً ان التنظيم موضوع على لائحة الارهاب وواشنطن لا تفرّق بين اعضاء الجناحين العسكري والسياسي في حزب الله، وتعتبرهم جميعاً ارهابيين.

لا مهادنة

امام هذه الصورة، تبدو الادارة الاميركية في حالة مهادنة تجاه الاوضاع في لبنان وتجاه حزب الله، لكن المسؤولين الاميركيين الذين تحدّثوا الى العربية.نت أكدوا عكس ذلك، وقالوا اننا سنرى المزيد من الضغوطات الاميركية على التنظيم من خلال فرض عقوبات اضافية عليه وعلى عناصره في الداخل والخارج. كما اعتبروا ان العقوبات السابقة بدأت تعطي نتائج، وان حسن نصرالله تحدّث عنها وان الاجراءات الاميركية تشمل تشدداً أكبر تجاه حزب الله وعقوبات وتصريحات وكشفوا ان عقوبات أقوى أكثر ستقع على حزب الله. ويضيف المسؤولون الاميركيون وقوفاً واضحاً الى جانب مؤسسة القوات المسلحة اللبنانية وقطاع المصارف، ويتعمّد الاميركيون التأكيد، وفي كل مناسبة، ان واشنطن تدعم الجيش اللبناني وستتابع ذلك وان الادارة الاميركية ترى القوات المسلحة اللبنانية المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان وليس حزب الله. هذا الكلام كررته السفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت رتشارد بعد لقائها رئيس الحكومة سعدالدين الحريري عندما عبّرت عن تصاعد نفوذ حزب الله في الحكومة "وهو تنظيم يحتفظ بميليشيات لا تخضع لسيطرة الحكومة ويتابع اتخاذ قرارات تتعلق بالأمن القومي وتعرّض للخطر باقي البلاد"

صواريخ حزب الله

في ايضاح من المسؤولين الاميركيين حول موقف واشنطن من تصريحات امين عام حزب الله حسن نصرالله عن حيازة تنظيمه لصواريخ دقيقة وموجّهة ضد اسرائيل، اشاروا للعربية.نت ان واشنطن "تعتبر ان من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها، لكننا لا نريد ان نرى حرباً" أعطى المسؤولون الاميركيون مثالاً، ما حدث في جنوب سوريا عندما تمّ اطلاق صواريخ باتجاه الجولان وردّت اسرائيل على مصدر الصواريخ ووقصفت مخازنها وقواعد التحكّم وقد أيّدت الولايات المتحدة الردّ الاسرائيلي. يعبّر الاميركيون بشكل عام عن تفهّم لـ "تعقيدات" الاوضاع في لبنان، وفيما يحرصون على مواجهة حزب الله والتضييق عليه، يريدون السير بسياستهم بحذر وصوت عال. فوجود دايفيد هايل في منصب الرقم ثلاثة في وزارة الخارجية يساعد فريق وزارة الخارجية والوزير مايك بومبيو، ومن خلفه مجلس الامن القومي، على تكوين رؤية دقيقة لهذه التعقيدات اللبنانية وما يجب ان تفعله واشنطن. من علامات الحذر الدعوة للمحافظة على الهدوء والتأكد من ان العقوبات الاميركية تؤذي حزب الله ولا تضرّ بالاقتصاد اللبناني، كما يحافظ الدبلوماسيون الاميركيون على صمتهم عندما يسمعون اسئلة متكررة عن علاقة الادارة الحالية وتقييمها لأداء ودور الرئيس اللبناني ميشيل عون.

بومبيو الى بيروت

من جهة أخرى يريد الاميركيون ان يظهروا للبنانيين وغيرهم انهم ينافسون على النفوذ في لبنان، خصوصاً النفوذ الايراني والنظام السوري العائد الى الساحة اللبنانية، كما ان الوزير مايك بومبيو يضع زيارة لبنان على لائحة اولوياته، فإدارة ترامب تتبّع سياسة الحضور الى الساحة، واعلان المواقف في مكانها، وهذا ما فعله من قبل ريكس تيللرسون عندما جاء الى بيروت واعلان وقوف الولايات المتحدة الى جانب الدولة اللبنانية وقال ان حزب الله تنظيم ارهابي.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 19/2/2019

الثلاثاء 19 شباط 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

ترقب المحافل السياسية جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس، لإطلاق مشاريع على قاعدة مقررات مؤتمر سيدر وتعيين محمود مكية أمينا عاما لمجلس الوزراء بعدما أحيل فؤاد فليفل الى التقاعد.

وفي سياق الانطلاقة الواضحة لورشة النهوض بعدما نالت الحكومة ثقة البرلمان وبعد الاجتماعات التشاورية ذات الصلة بمؤتمر سيدر مع الصناديق العربية والدولية أمس ، وقع رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم تفاهم تعاون مع نقابتي المهندسين والمقاولين، الحريري الذي سيرأس وفد لبنان الى قمة شرم الشيخ العربية الاوروبية نهاية الشهر اكد على مكافحة الفساد.

مكافحة الفساد التي يحضر رئيس الجمهورية العماد عون لإطلاق آلياتها في وقت قريب أكد على وجوبها أيضا رئيس البرلمان نبيه بري مشددا على أنه لا بد من أن تعمل الحكومة لترجمة الثقة التي نالتها.

قبل تفصيل المواقف في سياق النشرة، نشير الى إحدى المفاصل الجديدة في ملف النازحين السوريين فبعد زيارة وزير شؤون النازحين السوريين، صالح الغريب لدمشق اطلع الوزير الغريب الرئيس عون على نتائج الزيارة وبعده قابل رئيس الحكومة سعد الحريري.

ومن السراي شدد الغريب على مصلحة لبنان أولا. ومن بعبدا أيضا دعا الى إخراج الملف من التجاذبات السياسية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم يأمر بتوقيف مالكة ومديرة مستشفى الفنار للأمراض العقلية والنفسية.

خبر قد لا يكون مفاجئا لكثيرين، في ضوء ما كشف في الأيام الأخيرة من تفاصيل، باتت على كل شفة ولسان.

أما أن يشمل القرار القضائي توقيف مدير العناية الطبية في وزارة الصحة، ففي الأمر ما يطرح عددا لامتناهيا من الأسئلة حول الماضي القريب قبل البعيد، يوم رفع البعض راية النزاهة والشفافية والإنجاز، وصدقهم بعض الإعلام والتواصل ومعظم الناس.

لكن، قبل إصدار الأحكام والقفز إلى استنتاجات مصيرها مجهول في انتظار قرار القضاء، وفي انتظار استكمال التحقيقات غدا للاستماع إلى افادات خمسة موظفين في المستشفى المذكور، تعويل على الاستمرار في الوتيرة القضائية عينها، منعا لإفلات أي مذنب أو مرتكب من العقاب، في إطار العدالة، وتحت سقف الحق والقانون.

وإذا كان إصدار الأحكام والقفز الى الاستنتاجات مرفوضا قضائيا، فهو محرم في الشأن السياسي، وتحديدا في موضوع بات يهدد الكيان كأزمة النزوح السوري.

هكذا، شاء البعض أن يستبق الأمور، ويتخذ مواقف سلبية من زيارة الوزير المختص بعودة النازحين إلى سوريا، فأقاموا الدنيا الإعلامية ولم يقعدوها، وكأن في الأفق أزمة حكومية، ليتبين لاحقا أن الوزير صالح الغريب قام بزيارة طبيعية لسوريا، ثم عاد فطلب موعدين في بعبدا والسراي الحكومي، مطلعا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على التفاصيل، ومتلقيا من الرئيس سعد الحريري مؤشرات ايجابية وادراكا عميقا لمصلحة لبنان كما قال.

وفي ظل هذه الايجابية بالذات، يجتمع مجلس الوزراء الخميس المقبل في بعبدا، في جلسة هي الأولى لحكومة الى العمل بعد الثقة

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

وصلت متأخرا على التوقيف " يا حلو " بعد ذل طويل عاناه مرضى المستشفى العقلي في الفنار الجنوبي وكابده الأهالي ، ومع ذلك فقرار التوقيف الاحتياطي اليوم هو أول الخطوات على طريق المحاسبة لأن إقفال المصحة ونقل نزلائها المرضى من المصليح الى جويا الآمنة طبيا لا يعفيان المسؤولين من مسؤولياتهم فثمة من حول المستشفى الى "زريبة" ومرضاه الى متسولي طعام، وأبسط أدوات النوم السليم حرموا غفوتهم دورة الحياة وحتى دورة المياه، هذا الإهمال كان أداة الجريمة التي أوقفت بموجبها احتياطا مديرة مستشفى الفنار للأمراض النفسية سمر اللبان، ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف الحلو بسبب حيازته تقارير لم يقم بتحويلها للمعالجة .

أي إنه امتلك العلم والخبر مسبقا ولم يتحرك لتدارك الأزمة .

وأعلن المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم للجديد أنه سيستمع غدا الى خمسة أشخاص آخرين لاستكمال التحقيق في ملف المستشفى الذي نقل مرضاه اليوم إلى حيث يجب أن يكونوا، انسجاما مع وعد أطلقه وزير الصحة جميل جبق الذي بدا أنه يهتدي بالوعد الصادق، والأمراض لم تكن فقط على مستوى النفسية، بل ضربت عمق المياه الجوفية مع استجرار مياه مسرطنة إلى مدينة بيروت وهي المياه " الثقيلة " غالية الثمن والممولة بموجب قروض من البنك الإسلامي للتنمية والبنك الدولي للانشاء والتعمير

وإذا ما نفذ المشروع فإننا سنحظى بالمياه المشبعة بالملوثات الصناعية والكيميائية والمعادن ومياه الصرف الصحي" الوافدة من سد القرعون باتجاه محطة الوردانية لمعالجة المياه، الناقل الرئيس لمياه الشفة في بيروت الكبرى وأمام هذه الموبقات نختلف في البديهيات ويأتي من ينظر علينا في الحلال والحرام ومدى تطابق الزواج المدني لشرع الله ومراعاته المحاكم الإسلامية الدينية وشروط الكنيسة مرضى طائفيون يرافعون عن رباط مقدس ثم يدنسون أبسط مقدسات الإنسانية وحقها في العيش بوطن لا يتزعمه الفساد والتلوث والسرقة، وزبائنية التوظيف الانتخابي الذي دارت رحاه اليوم بكيل الاتهامات بين وزير التربية أكرم شهيب ورئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان.

وإن أبغض الحلال عند الله طلاق هذه التركيبة الهجينة التي تحاضر في العفاف ثم يجري ضبطها وقد لاحقت المضطربين عقليا الى مصحاتهم وحرمتهم نعمة " النسيان ".

يحاضرون اليوم في فتاوى الزواج المدني الذي يحرم المؤسسات الدينية رزقها ويتفلسفون في زيارة ضمن الاختصاص قام بها وزير شؤون النازحين للدولة المصدرة للنزوح

لدى السلطة وبعض أحزابها أجوبة للمزايدة في هذه الملفات لكنها تفقد الأجوبة عند كل ما يتعلق بحق المواطن بتوظيفات عشوائية وحرمان أولئك المتخرجين مجلس خدمة مدنية

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

من يقرأ جدول أعمال مجلس الوزراء في جلسته الأولى بعد غد الخميس، يتمنى لو ان السلطة التنفيذية ما زالت في مرحلة تصريف أعمال... إنتظر اللبنانيون تسعة أشهر لتتشكل الحكومة، لانتظام عمل السلطة التنفيذية، ليأتي جدول الأعمال مخيبا للآمال: سلفات دين، الصرف على القاعدة الإثنتي عشرية، إتفاقات بالتراضي، توظيفات وكأن السلطة التنفيذية في لبنان لا دور لها سوى الصرف والإجازة بالأسفار.

إنها بداية غير مشجعة على الإطلاق، فالملفات الحيوية والأساسية غير مطروحة على جدول أعمال مجلس الوزراء: فلا بند عن ملابسات زيارة الوزير صالح الغريب إلى دمشق، وما أثارته من عواصف مؤيدة ومعترضة، ولا بند عن فضيحة التوظيفات من خارج القانون، ولا بند عن معضلة الكهرباء لجهة زيادة ساعات التقنين وبلبلة فتح الإعتمادا.

البنود المئة والثلاثة، تظهر ان السلطة التنفيذية باتت متخصصة في الأسفار والتوظيفات والأتفاقات بالتراضي، وكأن الحكومة مكتب سفريات أكثر منها سلطة تنفيذية.

بداية غير مشجعة، فهل بهذه الذهنية ستواجه السلطة التنفيذية الإستحقاقات المتراكمة منذ تسعة شهر؟ هل ببنود الأسفار والاتفاقات بالتراضي ستعكف على تنفيذ مقررات "سيدر" وتوصيات تقرير "ماكينزي"؟

الإنسجام الوزاري غير موجود، وربما لهذا السبب تحدثت كتلة المستقبل عن أن "التضامن الحكومي قاعدة جوهرية لمواجهة الاستحقاقات"، ما يعني أن هذا التضامن غير موجود حتى قبل انعقاد الجلسة الأولى بعد الثقة. وفيما تراجع التداول بالزواج المدني الإختياري، فإن ما تقدم هو "الزواج بالإكراه" بين بعض مكونات الحكومة، فهل هكذا ستكون التقليعة؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

الورشة الحكومية انطلقت والتحضيرات لوضع مقررات مؤتمر سيدر موضع التنفيذ متواصلة والاصلاحات بدأت تشق طريقها ومنها ما حصل هذا النهار في السراي الكبير عبر توقيع مذكرة تفاهم بين الدولة اللبنانية واتحاد المهندسين اللبنانيين ونقابة مقاولي الاشغال العامة والبناء اللبنانية لاطلاق مشروع النظم الالكترونية الموحدة لتصنيف المتعهدين ومكاتب الدروس.

وفيما وصف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ما حصل بانه خطوة اصلاحية تندرج ضمن الإصلاحات الأساسية،التي يطالب بها اللبنانيون جميعا، وهي الشفافية، وإقفال باب السمسرات، رأت مصادر معنية في هذه الخطوة، رسالة مباشرة لمؤتمر سيدر، بأن الإصلاحات قد بدأت، وإختيار متعهدين لتلزيمات الدولة، سيكون بطريقة شفافة ، ووفقا للكفاءة، وتعزز مبدأ تكافؤ الفرص.

الحكومة التي تعقد اولى جلساتها قبل ظهر بعد غد الخميس في القصر الجمهوري دعاها رئيس مجلس النواب نبيه بري لكي تنجح لانه ليس امامها اي باب وقال: لا نريد ان يكون كل وزير فيها حكومة مستقلة.

واليوم شهد ملف قضية مستشفى الفنار، تطورات جديدة بعد انكشاف الفضائح فيه، وقد ابلغ المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم تلفزيون المستقبل، ان التحقيقات اظهرت وجود إهمال وهدر للمال العام، وأنه اوقف صاحبة المستشفى ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة،على ذمة التحقيق، وسيستمع غدا الى افادة خمسة اشخاص.

امنيا تمكنت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من توقيف اربعة، ثلاثة لبنانيين وسوري بينهم المحرض الذين اقدموا خلال الساعات الماضية على احراق صورة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في محلة النبعة، والقاء قنبلة "مولوتوف" على مركز حزب الكتائب في محلة ميرناالشالوحي، ما أدى الى حالة من الفوضى والتوتر، وذلك على خلفية سجال سياسي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

إنتظار حثيث لجلسة مجلس الوزراء الأولى بعد نيل الحكومة الثقة لأنها ستكون تأسيسية بحيث توضع خلالها اللبنات الرئيسية لخارطة طريق عملها.

ومرة أخرى يحث الرئيس نبيه بري الحكومة على الذهاب الى العمل الذي التزمت به معتبرا أنه عليها أن تنجح وسوف تنجح إن شاء الله مبديا بالتوازي خوفه على الحكومة من نفسها فقط.

وتأسيسا على هذه الدعوة يشدد على مكافحة الفساد الذي لا دين له ولا طائفة بل هو ضد الدين وضد البلد كله.

ويعتبر الرئيس بري أن تطبيق الحكومة للقوانين يقضي على القسم الأكبر من الفساد ويردع كل من تسول له نفسه الإقدام على هذا الفعل لأنه لا خيمة فوق أحد.

وكشف الرئيس بري عن اجتماع سيعقده غدا مع رئيس لجنة المال من أجل المساءلة حول التوظيفات الجديدة.

أما رئيس الحكومة سعد الحريري فقد تعهد غداة ترؤسه اجتماعا على نية "سيدر" تعهد بإصلاحات تضمن النزاهة في تلزيم المشاريع التي قدمت للمؤتمر.

وإذا كانت إصلاحات سيدر ومكافحة الفساد بين الأولويات في المرحلة المقبلة فإن الموازنة تحتل مكانة متقدمة بين هذه الأولويات وأرقامها ستكون مدروسة كما يقول وزير المال ويضيف أنه لن تكون فيها أي ضرائب أو رسوم أو أعباء على المواطن اللبناني ويوضح أن الهدف الأساسي المتوخى هو خفض العجز وزيادة النمو.

على أن عناوين قديمة - جديدة قفزت الى الواجهة في الأيام الأخيرة وينتظر المراقبون المنحى الذي سترسو عليه وهي تتصل خصوصا بموقف وزير الدفاع بشأن الملف السوري وزيارة وزير النازحين الى دمشق علما بأن انقساما ساد النظرة الى هذين الموقف والزيارة اضف إليهما قضية الزواج المدني التي أطلت برأسها مجددا مثيرة تباينات على مستوى السياسيين والروحيين والمواطنين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

اول العمل في حكومة “الى العمل”، اقفال نموذج تتقاطع عنده كل اشكال الهدر والجشع واللا انسانية، فمرضى الامراض النفسية والعقلية في مستشفى الفنار بدأ اخراجهم الى حيث هنالك ما أمكن من مساعدة في مراكز اخرى..

وفي آخر اخبار القضية التي وعد وزير الصحة جميل جبق بمتابعتها حتى معرفة الجناة اوالمقصرين، قرار للمدعي العام المالي بتوقيف صاحبة مستشفى الفنار وأحد المديرين المعنيين في وزارة الصحة بجرم الاهمال وهدر المال العام..

خطوة اولى بالاتجاه الصحيح بدأت مفاعيلها سريعا من وزارة الصحة، وستتكرر، واي شخص او وزير يرفض دعوة المدعي العام المالي للمثول أمامه سيحاسب قال الرئيس نبيه بري، والحكومة يجب ان تعمل، بل لا خيار امامها الا العمل والانجاز كما قال.

إن كان “الى العمل” هو العنوان، فكيف يعود النازحون السوريون ان لم يعمل الوزراء المعنيون بالتنسيق مع دمشق؟

وكيف يكون العمل ان لم يزر وزير الدولة لشؤون النازحين سوريا للتنسيق معها تسهيلا للعودة؟

فهل من الامكان اخراج الملف من التجاذبات السياسية لما يشكله من ضغوط اقتصادية ومالية واجتماعية، كما قال الوزير صالح الغريب بعد لقائه رئيس الجمهورية؟

ومع تفهم الحراجة التي تصيب البعض، لكن المصلحة الوطنية أكبر من الاعتبارات السياسية او الشخصية..

بعد بعبدا زار الوزير الغريب السراي الحكومي، ومن هناك رد على كل التأويلات قائلا إن الرئيس سعد الحريري يقارب ملف النازحين بكثير من الايجابية، آخذا بعين الاعتبار المصلحة الوطنية..

عين الاميركيين على ما تشهده ساحات مدنهم ضد رئيسهم دونالد ترامب. حركات احتجاجية ضد قرار ترامب اعلان حالة الطوارئ، أرفقت بدعوة مقدمة الى المحكمة الفدرالية من ست عشرة ولاية اميركية تتهم رئيسهم بخرق الدستور.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

ما كان متوقعا حصل وبأسرع من ما كان مقدرا، التناقضات الحكومية بدأت تظهر حتى قبل ان تعقد الحكومة جلستها العملية الاولى، موقفان حتى الان سجلا الاول لوزير الدفاع والثاني لوزير الدولة لشؤون النازحين.

فالوزير الياس بو صعب اعلن امام مؤتمر ميونخ للامن رفض المنطقة الامنة في شمال سوريا وهو موقف اعتبرته قوى سياسية مشاركة في الحكومة انه يشكل خروجا على مبدأ النأي بالنفس وعلى البيان الوزاري نصا وروحا. وقد رد تكتل لبنان القوي على المواقف المنتقدة، وهنأ بو صعب على موقفه واكد ان كلامه ليس خرقا للبيان الوزاري.

توازيا برزت قضية زيارة الوزير صالح الغريب سوريا، الغريب حاول بعد لقائه الرئيس الحريري بعد ظهر اليوم التخفيف من وقع ما حصل، معتبرا ان ما بينه وبين الرئيس الحريري يبقى بينهما، كلن معلومات ال MTV تشير الى ان الحريري امتعض جدا من الزيارة التي لم يعلم بها، خصوصا انها زيارة تشكل مخالفة علنية واضحة لقرار متخذ ويقضي بعدم زيارة اي وزير لبناني سوريا من دون وضع رئيس الحكومة في اجوائها، فهل ما حصل غيمتا صيف عابرتان، ام ان حكومة هيا الى العمل ستتحول بسرعة قياسية الى حكومة هيا الى التناقضات والاختلافات وحتى الخلافات؟

في هذه الاثناء قضية مستشفى الفنار تتفاعل وآخر تطوراتها توقيف احتياطي لمدير العناية الطبية في وزارة الصحة ولمديرة المستشفى.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 19 شباط 2019

النهار

إذا كان لكل عهد ناسه، فإن الأمور بدأت تتبدّل سريعاً في وزارة الصحّة منذ لحظة وصول وزير "حزب الله" إذ ‏أن مساعديه كانوا هيأوا العدّة قبيل وصوله.

تتردّد شائعات عن أن الهدف من إفراغ مستشفى الفنار والاستغناء عنه، بيع العقار الذي يقوم عليه وإلحاقه بعقارات ‏مجاورة يملكها مرجع سياسي.

يقول عارفون في وزارة الصحّة إن الوزير حاصباني وافق على نقل موظّفة إلى مصلحة السكك الحديد بناء لطلب ‏من زميله وزير الأشغال العامة للقيام بمهمّة مُحدّدة في موقعها الجديد.

تعمد مصارف إلى اختراع حسابات الكترونيّة فقط لتعويد الناس على الاستغناء عن التعامل مع الموظفين ‏والتخفيف منهم لاحقاً.

البناء

قالت مصادر في المعارضة التركية إنها لاحظت عدم صدور ردود من الحكومة التركية على الكلام الذي قاله ‏الرئيس السوري بشار الأسد في وصفه لمواقف الرئيس التركي، وأنّ الموقف التركي حول سورية سجل تهدئة ‏لافتة في الخطاب، ذلك أنّ المسؤولين الأتراك يدرسون خلفيات كلام الرئيس السوري، فهم أقاموا حساباتهم على ‏قاعدة أنّ مشاركتهم مع روسيا وإيران في صيغة أستانة ستضمن ضبط الموقف السوري تجاه تركيا وجاء كلام ‏الرئيس السوري صادماً لهم سواء لكونه يسقط هذه المعادلة أو لأنه يثبتها فيكون الموقف السوري منسقاً مع روسيا ‏وإيران

الجمهورية

كان لافتا عدم حضور نائب ووزير سابق جلسات مناقشة البيان الوزاري، وقد غادر لبنان في زيارة خاصة الى ‏الخارج في اليوم نفسه لنيل الحكومة الثقة.

يسافر وزير بارز في زيارة رسمية إلى دولة عربية دعي إليها

للمشاركة في مؤتمر عربي - دولي.

إرتفعت نسبة الإتهامات المتبادلة بين حزب بارز وشخصيات مستقلة خصوصا في وسائل التواصل فيما ينفي هذا ‏الحزب التهم ويتهم الشخصيات بالمزايدة فيما يلتزم حزب آخر وتيار الصمت.

اللواء

أبلغت مرجعية روحية مَنْ يعنيه الأمر أنها ترغب بلائحة توافقية في انتخابات رابطة ملية.. وإلاّ فالتأجيل..

يلاحظ زملاء سلموا وزاراتهم أن الضياع يبدو على الزملاء الجدد، نظراً لقلة الخبرة، والدخول في عالم جديد ‏ومعقد!

دخلت علاقة نائب مع حزبه، بأزمة فعلية، وتردّد أن هناك فترة مراجعة هادئة، أو استراحة مؤقتة للأخير

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قلق أميركي من نفوذ حزب الله في حكومة الحريري

العرب/20 شباط/19/بيروت - جددت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عزمها على دعم لبنان، لكنها لم تخف قلقها من نفوذ حزب الله ومن توظيف وجوده في الحكومة اللبنانية الجديدة لتحقيق أجندات خارجية داخل لبنان وخارجه. جاء ذلك في تصريحات السفيرة الأميركية بلبنان إليزابيث ريتشارد عقب لقائها رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري لتهنئته بالنجاح في تشكيل الحكومة. وقالت ريتشارد بعد لقائها الحريري في السراي “أجرينا جولة أفق واسعة بشأن مختلف المجالات التي تعمل فيها الولايات المتحدة مع لبنان، واطلعنا على أولوياته للمستقبل”. وأعربت عن المخاوف الأميركية بشأن “الدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، وتستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالأمن القومي وهي قرارات تعرّض بقية البلاد للخطر، وهي تستمر في خرق سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة من خلال مشاركتها في نزاع مسلح في ثلاث دول أخرى على الأقل”. وتقول أوساط لبنانية مطّلعة إن واشنطن قلقة من استغلال حزب الله وزارة الصحة لتنفيذ مآرب حزبية خاصة به. لكن ذلك القلق لا يخفي، وفق ما أشارت إليه السفيرة، عزما أميركيا على حماية لبنان، والاستمرار بدعم مؤسسة الجيش والمساعدة في عدم انهيار الوضع الاقتصادي، مع التأكيد على أن نشاطات حزب الله ستظل تحت مراقبة شديدة، خصوصا ما يتعلق بتبييض الأموال واستخدامه النظام المصرفي اللبناني. السفيرة الأميركية في بيروت تعرب للحريري عن قلقها من دور حزب الله في الحكومةالسفيرة الأميركية في بيروت تعرب للحريري عن قلق بلادها من دور حزب الله في الحكومة

وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها واشنطن عن قلقها بشكل صريح من دور حزب الله في حكومة الحريري، وسيطرته على وزارات خدمية قد يوظفها في تثبيت نفوذه في لبنان، وأنها “ستعمل على التأكد من أن خدمات الوزارات لا تذهب إلى دعم حزب الله”، الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.

يذكر أن الحكومة الجديدة تشكلت نهاية يناير الماضي بعد أكثر من 8 أشهر من تكليف الحريري. وضمت معظم القوى السياسية التي تمثلت بكتل نيابية في الانتخابات الأخيرة، ولحزب الله ثلاثة وزراء في الحكومة الجديدة بينهم وزير الصحة. وحدد الحريري أولويات حكومته بوضع قانون انتخاب جديد وإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها في مايو المقبل، بعدما مدد المجلس الحالي لنفسه مرتين منذ انتخابه في العام 2009.

 

بومبيو إلى لبنان قريباً: الساحة غير متروكة لإيران!

أحمد شنطف/جنوبية/19 فبراير، 2019/تبدلات ستشهدها الصورة الاقليمية، تشمل تحوّلات على مستوى المنطقة، وخصوصاً في سوريا، مع اعلان أميركا عن بدء سحب قواتها منها. قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جوزف فوتيل قال امس: “ان القوات الأميركية ستنفّذ أمر الرئيس الأميركى دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا”. وأشار إلى “أن النقاش ليس حول بقاء القوات الأميركية بل بشأن ما يمكن أن يقوم به التحالف الدولي بعد الانسحاب”. ونُقل عن مصادر ديبلوماسية قولها ان اهمية هذا الانسحاب لا تكمن في كونه يأتي تنفيذاً لما تعهّد به ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016، بل في النتائج التي قد تترتب عليه، والتي من شأنها ان ترسم خريطة جديدة في المنطقة، يصعب رسمها منذ الآن أو تحديد نطاقها. ولكن في مطلق الأحوال، المنطقة مُقبلة على تطورات ووقائع جديدة. وترسم المصادر صورة ضبابية عمّا سيؤول اليه حال المنطقة، بدءاً من ايران وصولا الى لبنان ومروراً بسوريا كذلك العراق.

وهناك توقعات بمزيد من التصعيد الاميركي اتجاه ايران و”حزب الله”، عبر الإعلان عن عقوبات جديدة، ويبدو ان بعضها بات قريباً، وما يجعل هذا التصعيد ضد ايران مؤكّدا، هو اعتبار ترامب أن ايران نقطة أساسية في البرنامج الانتخابي الذي اوصله إلى البيت الأبيض، وهو ما يجعله يعمد إلى تصوير الصراع مع ايران كما لو أنه صراع أممي، وهو ما عبّر عنه وزير خارجيته مايك بومبيو، حين أشار إلى وجود إيراني الى جانب “حزب الله” في فنزويلا لدعم الرئيس نيكولاس مادورو.

زيارات بومبيو ستشمل بيروت؟

وفي الحديث عن بومبيو، الصامد لحد اللحظة في دائرة ترامب الإدارية، فسيقدم على زيارات جديدة لعواصم عدة في الشرق الأوسط. وسيبدأ جولته الجديدة في آذار المقبل، حيث سيزور أولاً الكويت لعقد جولة جديدة من المفاوضات الإستراتيجية بين البلدين، كما أعلن نائب وزير خارجية الكويت خالد الجارالله.

يأتي ذلك بعدما قطع جولته السابقة التي قام بها في كانون الثاني الماضي، والتي شملت مصر والسعودية وقطر، للبحث بقرار ترامب بشأن سحب قواته من سوريا، بسبب حضوره لجنازة عائلية في واشنطن. وفي ظل عدم وضوح صورة البرنامج الديبلوماسي الأميركي في المنطقة، والدول التي ستشملها جولة بومبيو، تتوقع مصادر ديبلوماسية أن يحط بومبيو لساعات في بيروت خلال الجولة الجديدة. وبحسب معلومات ستشمل هذه الزيارة، إذا حصلت، لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، تؤكد على التعاون بين البلدين، وأيضاً لن تخلو هذه اللقاءات من تحفظ على تولي حزب الله لوزارات وازنة في الحكومة الجديدة لا سيما وزارة الصحة. وستكون هذه الزيارة بمثابة تفعيل التعاون بين البلدين لدحض ما يُشاع عن تخلّ للبيت الابيض عن لبنان، لا سيما الدعم الأميركي للجيش اللبناني، بالإضافة الى أنها ستكون رسالة لإيران، وخصوصاً بعد زيارة وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الى بيروت، تعني أن الساحة غير متروكة لطهران. وسيدعو بومبيو لبنان الرسمي الى التقيد بالعقوبات الاميركية المفروضة على حزب الله وعلى الجمهورية الاسلامية، لعدم تعريض الدولة ومؤسساتها، لتداعيات سلبية خطيرة. كما انه سيشدد على ضرورة الالتزام الجدي بالقرارين 1701 و1559، بما يعزز الهدوء على الجبهة الجنوبية عشية البدء بالتنقيب عن النفط.

 

ريتشارد: قلقون للدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا

 الثلاثاء 19 شباط 2019/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم، في السراي الحكومي، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد على رأس وفد من طاقم السفارة، في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وكان عرض لاخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.بعد اللقاء قالت ريتشارد: "شكرا لاتاحة الفرصة لي للحديث عن لقائي مع رئيس مجلس الوزراء، وانا مسرورة جدا لاني هنا في السراي الكبير، وقد هنأت رئيس الوزراء على تشكيل الحكومة الجديدة التي تشكلت اخيرا بعد انتظار طويل. كما هنأته على النجاح الذي حققه من خلال نيل حكومته الجديدة الثقة. وقد اجرينا جولة افق واسعة حول مختلف المجالات التي تعمل عليها الولايات المتحدة مع لبنان، واطلعنا على اولوياته في المستقبل". أضافت: "لقد كنت صريحة مع رئيس الوزراء حول قلق الولايات المتحدة بشأن الدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، وتستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالامن القومي وهي قرارات تعرض بقية البلاد للخطر، وهي تستمر في خرق سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة من خلال مشاركتها في نزاع مسلح في ثلاث دول أخرى على الأقل. وهذا الوضع لا يساعد على الاستقرار، بل يشكل زعزعة له بشكل اساسي".

وتابعت: "مع ذلك، آمل بشكل كبير ألا ينحرف لبنان عن مسار التقدم الذي هو امامه الآن. من هذا المنطلق، أحضرت معي اليوم فريقا من كبار المسؤولين الرسميين في السفارة يضم مدير المساعدات الاميركية للبنان، والملحق العسكري، ومستشار شؤون اللاجئين، ومستشار الشؤون السياسية والاقتصادية، وقد جئنا لاجراء مراجعة لمدى وعمق الدعم الأميركي المتاح للتعليم والتنمية بهدف مساعدة المجتمعات اللبنانية على التعامل مع المطالب غير المسبوقة والمفروضة عليها بعدما فر جيرانها السوريون من وحشية نظام الأسد، ولبناء جيش قادر ومحترم يحمي مواطنيه تحت سلطة سيادة قادته المنتخبين، ولمعالجة مجموعة من القضايا الاقتصادية الصعبة". وختمت: "أخبرت رئيس الوزراء أن الولايات المتحدة فخورة بأن تكون أكبر مزود للتنمية والمساعدات الإنسانية والأمنية للبنان. في العام الماضي وحده، قدمنا أكثر من 825 مليون دولار أميركي من المساعدات الأمريكية - وهي زيادة عن العام السابق. منذ عهد أول لبناني هاجر إلى الولايات المتحدة في خمسينيات القرن التاسع عشر، إلى تأسيس أميركيين للجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية، إلى اليوم، حيث نستثمر أكثر من مليار دولار في سفارة جديدة في عوكر، نريد مواصلة دعمنا الطويل والشامل للبنان. وكما قال الوزير بومبيو في الآونة الأخيرة "نحن شركاء مع لبنان لتحقيق نتيجة جيدة لشعب لبنان. انا مسرورة جدا للعودة الى السراي ولرؤية الحكومة تعاود عملها".

سفير ارمينيا

ثم التقى الرئيس الحريري سفير ارمينيا في لبنان فاهاكن اتابكيان، بحضور مستشاره للشؤون الارمينية ارا سيسيريان، في زيارة تهنئة لتشكيل الحكومة. وكانت مناسبة تم خلالها عرض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

بهية الحريري والسعودي

وكان رئيس مجلس الوزراء قد استقبل النائبة بهية الحريري مع المجلس البلدي لمدينة صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي، الذي اوضح ان الزيارة هي لتهنئة الرئيس الحريري على تشكيل الحكومة الجديدة. 

 

الاتحاد الأوروبي يؤكد الالتزام بدعم الحكومة اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط»/19 شباط/19/أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، كريستينا لاسن، أمس، الالتزام الكامل للاتحاد الأوروبي بدعم الحكومة في صون أمن لبنان، مع المحافظة على حقوق المواطنين، ووضع حقوق النساء ومكافحة العنف بسبب الجنس في رأس سلّم الأولويات. وسلطت لاسن، خلال لقائها وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، الضوء على أهمية حرية التعبير في لبنان، وضرورة رصد أي تحديات ذات صلة ومعالجتها. وعرضت الحسن معها المشروعات التي يمولها الاتحاد الأوروبي فيما خص الوزارة والمتعلقة بالتنمية المحلية، خصوصاً دعم البلديات، وموضوع السجون وحقوق الإنسان لجهة تحسين أوضاع السجون على المستوى الإنساني. وتم الاتفاق على وجوب الاستمرار في تعزيز العلاقة بين وزارة الداخلية اللبنانية والاتحاد الأوروبي. وشدّدت لاسن على مختلف مجالات دعم الاتحاد الأوروبي لإصلاح قطاع الأمن في لبنان ومساعدة قوى الأمن الداخلي، بما في ذلك تنفيذ نموذج شرطي مرتكز على المجتمع، وظروف سجنية أفضل، وتعزيز قدرات العاملين في السجون في مجال حقوق الإنسان. كما يدعم الاتحاد الأوروبي بفاعلية إعداد استراتيجية وطنية للأمن الإلكتروني والإدارة المتكاملة للحدود.وناقشت لاسن والحسن جهود دعم التنمية المحلية والبنى التحتية،  وتأمين الوصول إلى الخدمات في المناطق الأكثر تضرراً من الأزمة الاقتصادية. وتطرق الاجتماع للتعاون الجيد بين الاتحاد الأوروبي والسلطات اللبنانية خلال الانتخابات النيابية في عام 2018، وقدمت لاسن للوزيرة الحسن تقرير بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي، وشدّدت على ضرورة استمرار التعاون الوثيق مع وزارة الداخلية في العمل على تنفيذ توصيات البعثة.

 

"سيدر" يفرض تعديل سلسلة الرتب والرواتب؟

النهار/19 شباط/19/علمت "النهار" ان الاجتماع الأول مع الصناديق والمؤسسات المالية لم يخرج بخطة تنفيذية لـ"سيدر" وان الاجتماعات ستتوالى بمواكبة مناقشات في الحكومة لإقرار مشاريع تحال على مجلس النواب. وفي الانطباع الأول من اجتماع السرايا، أن دوراً أساسياً سيكون للبنك الدولي في مواكبة المشاريع، وأن جهات ممولة قد تطلب تولي هذا المصرف الإشراف، وقد يكون هناك تعاون بين جهات مختلفة لتنفيذ مشروع واحد أو عدد من المشاريع المترابطة. وعلى رغم تأكيد مستشار الرئيس الحريري للشؤون الاقتصادية نديم المنلا أن قروض "سيدر" تختلف عن قروض "باريس 3"، فإن تركيز ممثلي الدول المانحة على الإصلاح يذكر الحكومة اللبنانية بأن أموال "باريس 3" لم تسدد كلها بسبب القصور اللبناني عن الاصلاح والفساد في تنفيذ المشاريع. وفي المناخات المحيطة بالاجتماعات، لمح ممثل البنك الدولي إلى ضرورة التعجيل في إقرار مشاريع الاصلاحات وفق أجندة بالتعاون مع المؤسسة المالية الدولية والجهات المانحة، وأن التأخير قد يرتب أخطاراً ترتبط بأولويات الدول المدينة لتنفيذ المشاريع، خصوصاً أن بعضها بدأ يعاني أزمات، وهو ما يعيد الإشراف الى البنك الدولي مباشرة. وعلم ان تشكيل لجنة المتابعة قد يبحث فيه قبل آخر الشهر الجاري مع ممثلين للحكومة الفرنسية وهي اللجنة التي ستتولى الرقابة على تلزيم المشاريع وتنفيذها بالتعاون مع المؤسسات الدولية. في المقابل، تخوفت مصادر متابعة عبر "النهار" من شروط سياسية بدأت تطل وهي تتصل ببعض المشاريع ومنها ما يتعلق بموقف "حزب الله" الذي أبلغ المعنيين أنه يريد ان يبحث في كل مشروع ممول من جهات دولية وحجم كلفته والجهة التي ستتابعه، وإن كان لا يريد أن يكف يد الرئيس الحريري عن مسؤوليته في هذا المجال، اضافة الى رفض بعض القوى السياسية ومنها "حزب الله" و"حركة أمل" والحزب الاشتراكي أي تعديل في سلسلة الرتب والرواتب، الامر الذي سيفتح على نقاشات وخلافات في شأن الإصلاح المطروح وأي قطاعات يشمل في إطار مكافحة الفساد.

 

مستشفى الفنار: فضيحة أم صفقة عقارية؟

اللواء/19 شباط/19/فضيحة مستشفى الفنار للأمراض العقلية والنفسية، واحدة من المشاكل المزمنة بين وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة، التي تستقبل مرضى على حساب الوزارة، ولا تتلقى مستحقاتها في الأوقات المناسبة، فتتراكم الأموال في ذمة الوزارة سنة بعد سنة، وتصل أرقامها إلى المليارات من الليرات.

مستوى الإهمال والتردّي الذي بلغته الخدمات الأساسية في هذا المستشفى، غير مقبول، بل هو مُستنكر ومُدان، بجميع المقاييس الإنسانية أولاً، وبمختلف معايير المعالجات الطبية، خاصة وأن المرضى غير قادرين على التعبير عن معاناتهم دائماً، وأهلهم أهملوا متابعة علاجهم وأوضاعهم، بعد إيداعهم في هذا «المنفى»! مسارعة وزير الصحة جميل جبق إلى زيارة المستشفى والإطلاع مباشرة على حالته المتردية، خطوة جيدة وجدّية من قبل الوزير المعني لمعاينة هذا الواقع المأساوي بالعين المجردة، ولكن قراره بنقل المرضى إلى مستشفيات مختلفة، لا تتوفر فيها الاختصاصات اللازمة للمصابين بأمراض عقلية ونفسية، قد يكون فيه بعض التسرّع، لأنه لا يساعد على توفير معالجة المصابين بشكل علمي وفعال، إلى جانب تشريد العاملين في المستشفى من وظائفهم. لا بد من تذكير المعنيين بهذه القضية الإنسانية أن هذا المستشفى الذي أنشأه أول طبيب أمراض عقلية ونفسية في لبنان المرحوم د. عبد الرحمن اللبان، وزير الصحة في حكومة الرئيس شفيق الوزان مطلع الثمانينات، هذا المستشفى بالذات كان نموذجياً ووحيداً من نوعه وفي اختصاصه في لبنان، إثر إقفال مستشفي الأمراض العقلية في الحازمية أواخر الستينات من القرن الماضي، وكان محاطاً بمساحات خضراء على هضبة مشرفة على ما حولها، وفق أحدث مواصفات المصحات المماثلة، فضلاً عن التجهيزات الحديثة التي تم اعتمادها في فترة التأسيس. ولكن تراكم مستحقات وزارة الصحة، وانعدام المراقبة الرسمية، وإهمال الأهالي لمرضاهم، وتفاقم العجز المالي للقائمين على هذا المشروع الإنساني، كلها عوامل تفاقمت مع مرور الزمن، وحوّلت هذا المستشفى إلى فضيحة مجللة!

ولكن هل وراء هذه الضجة المفاجئة صفقة عقارية لبيع هذه الهضبة الجميلة لمصلحة أحد النافذين..؟

 

توقيف المعتدين على مركز للكتائب وحارقي صورة جعجع

/19 شباط/19/أصـدرت المديرية العـامة لقوى الأمـن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة، البـلاغ التالـي:

ليل تاريخ 14/02/2019 أحرق مجهولون صورة الدكتور سمير جعجع في محلة النبعة، وبالتاريخ ذاته ألقى آخرون قنبلة "مولوتوف" على مركز حزب الكتائب اللبنانية في محلة ميرنا الشالوحي، ما أدى الى حالة من الفوضى والتوتر، وذلك على خلفية سجال سياسي.

وعلى الفور سطر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية إستنابة قضائية طلب بموجبها تكثيف الاستقصاءات والتحريات لمعرفة الفاعلين وتوقيفهم.

وباشرت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي تحرياتها، فتمكنت في خلال اقل من 24 ساعة، من تحديد هوية الفاعلين الذين تبين أنهم استخدموا دراجتين آليتين في العمليتين، وهم:

أ. ب. (مواليد عام 2002، لبناني) قاصر

ح. ن. (مواليد عام 1998، سوري)

ش. د. (مواليد عام 2001، لبناني) قاصر

ح. ع. (مواليد عام 2001، لبناني)

إثر ذلك، قامت قوة خاصة من الشعبة بتحديد أماكن تواجدهم، ونفذت عمليات خاطفة بمحلة النبعة ومحيطها، أسفرت عن توقيف 3 أشخاص منهم بإستثناء الأخير(ح.ع.) الذي ما زال متوارياً عن الأنظار.

وبالتحقيق معهم اعترفوا بقيامهم بتنفيذ العمليتين المذكورتين، بتحريض من المدعو: -ع. ب. (مواليد عام 1995، لبناني) الذي طلب منهم القيام بذلك، وأعطاهم مبلغاً مالياً لشراء الوقود بغية احراق الصورة، كما زودهم بقنبلة "مولوتوف" لرميها على مركز الكتائب في ميرنا الشالوحي.

وجرى تحديد مكان المحرض (ع. ب) فأوقفته قوة خاصة من الشعبة.

وبالإستماع إليه، إعترف بما ورد أعلاه.

وقد ضبطت الدراجتان الآليتان، ولا يزال التحقيق جارٍ بإشراف القضاء المختص.

 

حزب الله أعلن الحرب على الفساد: معركة فعلية ام أغراضُها سياسية-شعبية؟/اطلاق الحملة من بيته الداخلي وتنقية صفوفه من "المطلوبين" ضروريان لإظهار جديّته

المركزية/19 شباط/19/من منبر مجلس النواب، قرر حزب الله إماطة اللثام عن وجهه الجديد ورفْع الستارة عن اولويته للمرحلة المقبلة "مكافحة الفساد". نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، وعلى رأسهم النائب حسن فضل الله، رفعوا السقف عاليا خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري، فأقام الاخير، في كلمته المطوّلة، مضبطةً اتهامية واسعة (بحق "مجهولين" حتى الساعة) متحدثا عن مستندات اذا ما كُشفت، قادرة على تطيير رؤوس كبيرة وإدخالها السجن، بفعل ممارساتها في السنوات الماضية وقراراتها التي عاثت في أموال الدولة سرقة ونهبا وساهمت في تكبير العجز وإغراق لبنان أكثر فأكثر، في بحر الديون.

وتثبيتا لنهج الحزب "الإصلاحي" الجديد هذا، أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، غداة نيل الحكومة الثقة، معلنا تصميمه على محاربة الفساد وحماية المال العام حيث أكد "اننا جديون في هذه المرة والخطوات الأولى لحزب الله في مواجهة الفساد والهدر المالي بدأت، عبر ملفين: الأول له علاقة بـ11 مليار دولار التي لا أحد يعرف كيف أنفقت. أما الثاني فيتعلق بمفاوضات من أجل الحصول على قرض بقيمة 400 مليون دولار لصرفها على عناوين ليس لها جدوى"، لافتا الى أن "القروض يجب أن تصرف في مشاريع لها جدوى، ولذلك يجب أن نكون دقيقين في كيفية صرف هذه الأموال". واشار إلى "أننا سنذهب الى القانون من أجل سد الفساد والهدر، كما ان الذهاب في التلزيمات إلى المناقصات يخفف من الفساد. أما في موضوع التوظيف، فسنذهب إلى مجلس الخدمة المدنية". واذ جزم "اننا سنسخّر كل الإمكانات لجمع المعلومات وتحليلها وسنذهب إلى القضاء"، قال "نحن لا نذكر الأسماء لأننا لا نريد أن نشهّر بالناس، بل يجب أن نذهب إلى القضاء الذي يجب أن يستكمل التحقيقات".

أمام هذه "الطحشة الصفراء" لاستئصال الفساد، تقول مصادر "سياديّة" لـ"المركزية" إن لا يمكن الا ان نكون من المشجّعين وأن نشدّ على يد كل من يقرر إعطاء النهضة الاقتصادية، الاولوية. الا انها في المقابل، تخشى ان تكون الضاحية تريد من هذا المسار، نبشَ ملفات قديمة كالـ11 مليار دولار، لـ"الحرتقة" ليس فقط على الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي، بل ايضا على "التيار الوطني الحر" الذي في رأي مقربين من الحزب "طوى صفحة "الإبراء المستحيل" بعد التسوية السياسية التي أبرمها مع "المستقبل". وتكبر خشية المصادر من توجّه كهذا، عندما ترى السهام التي ترميها الضاحية منذ الآن، على القروض والمساعدات المنتظرة من "سيدر". على اي حال، تقول المصادر ان ثمة خطوات عمليّة يمكن ان يُقدم عليها "الحزب" لإظهار جدّيّته في الإصلاح، وهي تبدأ من داخل بيته. فبما أن "ليس هناك فساد بسمنة وفساد بزيت"، قد تكون تنقيةُ بيئته من الضالعين في شبكات تهريب المخدرات والكبتاغون، ومساهمته في تسليم من يحملون السلاح الى جانبه، مِن "أُمراء" تجّار الممنوعات والحشيشة المتحصنين في قلاع وجزر امنية، الى الدولة اللبنانية، وأيضا تسليمُ من اتّهمهم القضاء بمحاولات اغتيال، كمحمود حايك (المتهم بمحاولة اغتيال النائب السابق بطرس حرب) الى العدالة، وتسليطُه الضوء على مكامن الهدر كلّها وأبرزها عمليات التهريب في المرافق الحيوية الكبرى، إشاراتٍ مشجعة من قِبله. عندها فقط، يؤكد الحزب ان ثمة نية حقيقية، لا أطماع سياسية وأهداف دعائية شعبية"، وراء رفعه لواء محاربة الفساد، تختم المصادر.

 

الغريب من السراي: الحريري يقارب موضوع النازحين بعين مصلحة لبنان أولا

المركزية/19 شباط/19/ اجتمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم، في السراي الحكومي، مع وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، في حضور الوزير السابق غطاس خوري. بعد اللقاء، قال الغريب: "كما تعلمون، قمت بزيارة سوريا بالأمس، وطلبت بعد عودتي موعدا من فخامة الرئيس ميشال عون لوضعه في أجواء الزيارة، وكذلك من دولة الرئيس الحريري. وقد قمت بهذا اللقاء اليوم، وضعته في أجواء الزيارة التي حصلت. دعونا، وسنظل ندعو لإخراج هذا الملف من التجاذبات السياسية، وأقلها أن ملفا بهذه الحساسية يستحق منا جميعا كلبنانيين، أن تكون لدينا مقاربة تأخذ بالاعتبار مصلحة لبنان أولا".

سئل: حصل لغط بشأن ما إذا كنتم بالفعل قد وضعتم الرئيس الحريري في أجواء زيارتكم إلى سوريا أم لا، فما الذي حصل؟

أجاب: "ما هو بيننا وبين الرئيس الحريري يبقى بيننا وبين الرئيس الحريري".

سئل: ألم تخالف قرار عدم زيارة أي وزير لبناني إلى سوريا من دون وضع رئيس الحكومة في جوها؟

أجاب: "دولة الرئيس عودنا دائما أن يأخذ مصلحة لبنان أولا، وهو يقارب جميع المواضيع، من ملف النازحين وغيره، بكثير من الإيجابية، آخذا بالاعتبار مصلحة لبنان أولا".

سئل: ماذا سمعت من الجانب السوري بخصوص ملف النازحين؟

أجاب: "كانوا إيجابيين، وقد أبدوا الكثير من الرغبة بتقديم تسهيلات كثيرة، آمل أن تترجم بوضع ورقة في وقت قريب".

 

لبنان: الزواج المدني يفجّر خلافاً بين المرجعيات السياسية والدينية/وزيرة الداخلية تتبنّى المشروع وتعد بفتح حوار جدّي حوله

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/19 شباط/19/أثار موقف وزيرة الداخلية اللبنانية ريّا الحسن المؤيد لإقرار قانون الزواج المدني الاختياري في لبنان، عاصفةً من الردود المؤيدة له، لا سيما من سياسيين وجمعيات مدينة واجتماعية، في مقابل مواقف رافضة لهذا الطرح بالمطلق، وفي مقدمها المرجعيات الدينية لدى الطوائف الإسلامية والمسيحية، أبرزها دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، التي حذّرت من الخوض في غمار هكذا قانون، واعتبرت أنه يخالف الشريعة الإسلامية وأحكام الدستور اللبناني. وكانت الوزيرة ريّا الحسن، في تصريح لها، فجّرت قنبلة قبل يومين، لا تزال أصداؤها تتردد في المواقف السياسية، وعلى المنابر لا سيما في خطب الجمعة، حيث أعلنت صراحة أنها تؤيد أن يكون هناك «إطار للزواج المدني». وقالت في مقابلة صحافية: «هذا الأمر سأتحدث فيه وسأسعى لفتح الباب لحوار جدي وعميق حول هذه المسألة مع كل المرجعيات الدينية وغيرها، وبدعم من رئيس الحكومة سعد الحريري حتى يصبح هناك اعتراف بالزواج المدني». المواقف الرافضة لإحياء النقاش حول الزواج المدني، توّجت ببيان صدر عن دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، أمس، وأعلنت فيه أن «موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي ومجلس المفتين، معروف منذ سنوات في الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان»، مؤكداً أن هذا الزواج «يخالف أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء جملةً وتفصيلاً، ويخالف أيضاً أحكام الدستور اللبناني فيما يتعلق بوجوب احترام الأحوال الشخصية المعمول به في المحاكم الدينية العائدة للبنانيين في المادة التاسعة». وأضاف بيان دار الفتوى: «لا يمكن إقرار هذا القانون في المجلس النيابي من دون أخذ رأي وموقف دار الفتوى وسائر المرجعيات الدينية في لبنان»، داعياً إلى «عدم الخوض في موضوع الزواج المدني الذي هو من اختصاص دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية المؤتمنة على دين الإسلام ومصلحة المسلمين». وفي غمرة السجال الواسع حوله، أوضحت مصادر سياسية مطلعة على الملف، أن «القنبلة التي فجّرتها وزيرة الداخلية ليست مجرّد بالون اختبار، بل طرح جدّي يحتاج إلى نقاش حقيقي وعميق». وأكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك من يعمل لإنضاج هذا الملف بهدوء، ومن دون إثارة غضب المرجعيات الدينية لدى الطوائف اللبنانية التي تتمسّك بحصر عقود الزواج بالمحاكم الشرعية». ورأت أن الموضوع «يحتاج إلى توافق سياسي، وأن يتم إنجازه بهدوء بعيداً عن العصبية ولغة التحدي».

وكان مجلس الوزراء اللبناني أقرّ في عام 1998 مشروع قانون الزواج المدني، بحضور رئيس الجمهورية الراحل إلياس الهراوي ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وبأغلبية ثلثي أعضاء الحكومة، لكن حالة الاعتراض الدينية التي واجهته يومذاك، دفعت الحريري إلى تجميد القانون في أدراج الأمانة العامة لمجلس الوزراء. من جهته، دافع وزير الداخلية الأسبق مروان شربل، بشدّة عن طرح الوزيرة ريّا الحسن، ورأى فيه «خطوة شجاعة يجب ملاقاتها ودعمها». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الدولة اللبنانية «تسجّل عقود الزواج المدني التي تجري بين مواطنين لبنانيين يتزوجون بالخارج، وهناك أكثر من 3000 عقد زواج مسجل في المحاكم اللبنانية، فلماذا الاعتراض على إقرار قانون يسمح بزواج مدني اختياري في لبنان، بدل أن يتكبّد الناس مشقة السفر وتكاليف هذا الزواج في الخارج، طالما أن الدولة تعود وتعترف به؟». ورأى شربل أن «هناك ما يشبه حالة التمرّد من أكثر من نصف الشعب اللبناني على طوائفهم نتيجة تحكم رجال الدين بأحوالهم الشخصية»، مذكراً بأن «السجال حول الزواج المدني قائم منذ أن طرحه الرئيس إميل إده في عام 1956، ولاقى اعتراض المرجعيات الدينية». لكن بالمفهوم الديني تبدو العقدة أعمق من إبرام عقد زواج بين شريكين متفاهمين، وإن كان كلّ منهما يتبع ديناً مختلفاً عن الآخر، ورأى مصدر مقرّب من دار الفتوى، أن «الإسلام هو نظام متكامل، والآن يأتي من يحاول الإخلال بهذا النظام والتسلل منه عبر الأحوال الشخصية».وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «يتخذ البعض من الزواج المدني هدفاً لحل مشكلة الطلاق والمهر والتبنّي، لكن الحقيقة أن المشكلة أعمق بكثير، وهي تدنو من المحرّمات، التي تبدأ بإلغاء شرط الدين عبر إباحة الزواج من المحارم، كأن يتزوج الشخص من أخته بالرضاعة وغيرها من الأمور الخطيرة»، مؤكداً أن «المحاكم الشرعية لا تعترف بالزواج المدني الذي يحصل في الخارج، اللهم إلا إذا كان زواجاً شرعياً عند رجل دين ووفق القاعدة الشرعية ومسجّل لدى البلدية، عندها يمكن التصديق عليه وتسجيله في المحكمة الشرعية». وتعليقاً على الموضوع، برز تصريح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، الذي سأل هل بالإمكان أن ندلي برأينا دون التعرض للتكفير حول الزواج المدني. وقال: «نعم إنني من المناصرين للزواج المدني الاختياري، ولقانون أحوال شخصي مدني، وكفى استخدام الدين لتفرقة المواطنين».

 

باسيل يشكو «مفوضية اللاجئين» إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية

بيروت/الشرق الأوسط/19 شباط/19/قالت مصادر لبنانية مواكبة لتأمين عودة النازحين السوريين لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وبخطوة منفردة بعث برسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والإدارة المركزية لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومقرها في جنيف، يطلب فيها أخذ العلم بضرورة تطبيق ما صدر عن القمة الاقتصادية العربية التي عُقدت أخيراً في بيروت بخصوص الإسراع بعودة النازحين إلى المناطق الآمنة في سوريا، وأولها تلك الواقعة في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان. وكشفت المصادر أن باسيل شكا في رسائله هذه من مفوضية اللاجئين بذريعة أنها «تقوم بالتحريض لمنع عودة النازحين إلى بلداتهم وقراهم». وطلب منهم التدخُّل لتغيير سلوكهم والتعاون لعودتهم. وتؤكد المصادر نفسها أن المفوضية تتواصل حالياً مع روسيا التي كانت أطلقت مبادرة لتأمين عودة النازحين على أن تكون الأولوية للذين لجأوا إلى لبنان لأنه لم يعد في مقدوره أن يتحمّل الأعباء المالية والاقتصادية المترتبة على استضافتهم. وتكشف أن المفاوضات بين الطرفين قطعت شوطاً على طريق توفير الضمانات الأمنية لعودتهم، وتقول إن روسيا تتحرك في هذا المجال لدى النظام في سوريا تمهيداً لإصدار عفو عام عن المطلوبين وإيجاد تسوية لأولئك الذين تخلّفوا عن الالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية. وتضيف أن الروس ومفوضية اللاجئين يتواصلون مع السلطات المعنية في ألمانيا وفرنسا للحصول منهما على مساعدات مالية لتسهيل عودة النازحين وتحقيق اندماجهم في بلداتهم وقراهم وتأهيل البيوت لتكون صالحة للسكن على ألا يكون هناك رابط بين مساهمتها في هذا النطاق وبين إعادة إعمار سوريا والحل السياسي لإنهاء الحرب فيها. لذلك فإن رسائل باسيل لم تلقَ أي تجاوب وهو يحاول - كما تقول المصادر - كعادته إقحام نفسه في حرق المراحل، وإن وزراء معنيين بالملف فوجئوا بهذا التصرف، معتبرين أنها مزايدات شعبية اعتادوا عليها بموضوع النازحين. وسيكون موضوع النازحين على جدول أعمال مؤتمر بروكسل للنازحين في 12 و13 مارس (آذار)، ويترأس الحريري الوفد اللبناني إلى المؤتمر الدولي.

 

إدعاء القضاء العسكري اللبناني على سوريين وفلسطينيين بالإرهاب

بيروت/الشرق الأوسط/19 شباط/19/أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوّان ثلاثة قرارات اتهامية، شملت سوريين وفلسطينيين، في جرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح والقتل ومحاولة القتل. واتهم صوان في القرارين الأول والثاني كلا من السوريين محمد عبد الله الحسين وثلاثة من رفاقه وعبد الوهاب حسين عبد الفتاح وثلاثة من رفاقه بجرم الانتماء إلى «جبهة النصرة» والقتال في سوريا ضد الجيش السوري، سنداً إلى المادة 335 عقوبات والمادتين 5 و6 من قانون 1958 والمادة 72 أسلحة. واتهم القاضي صوّان في القرار الثالث الفلسطيني جمال حسن سليمان وستة من رفاقه بجرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح والقتل ومحاولة القتل في مخيم المية ومية، وذلك سندا إلى المواد المذكورة أعلاه، إضافة إلى المادتين 549 و549/201 عقوبات. وأحال صوّان المتهمين أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

 

انطلاق التحضيرات لتنفيذ مشروعات «سيدر» والحريري رأس أول اجتماع تشاوري مع المؤسسات المانحة

بيروت/الشرق الأوسط/19 شباط/19/ترأس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس، أول اجتماع تشاوري مع المؤسسات المالية العربية والدولية التي قدمت مساعدات للبنان في مؤتمر «سيدر»، وهو يهدف أساساً إلى المواءمة بين المشروعات والتمويل، والاتفاق مع الجهات المعنية على الإسراع في إقرار المشروعات وتنفيذها. وأقرت في نهاية الاجتماع خطوات عدة من أجل التسريع بحيث لا تتجاوز الفترة ما بين تحديد المشروع والبدء في الصرف عليه ما بين 12 و15 شهراً. وقال مدير مكتب البنك الدولي لدول المشرق، ساروج كومار جا: إن الاجتماع تحضيري لكل هذه المؤسسات المالية، «ناقش أولوية المشروعات التي يتضمّنها (سيدر)، وأكدت كل المؤسسات من جديد دعمها للبنان لتطبيق هذا البرنامج». وأشار إلى «أننا ناقشنا الأولوية في القطاعات والمشروعات التي ستدعم من خلالها هذه المؤسسات الحكومية اللبنانية، وهذا أمر إيجابي جداً للبنان». وأكد باسم البنك الدولي «إن التعهدات المالية التي التزمنا بها في باريس العام الماضي لا تزال قائمة، ونتطلع قدماً إلى العمل مع حكومة لبنان للمساعدة في تطبيق المشروعات ذات الأولوية في مختلف القطاعات». وقال مستشار الرئيس الحريري للشؤون الاقتصادية، نديم المنلا: إن المؤسسات أعادت التأكيد على التزامها بالمساعدات التي قدّمتها في «سيدر» كما كان هناك استعداد لتقديم مساعدات إضافية إذا أجرى لبنان الإصلاحات التي وردت في البيان الوزاري. ولفت المنلا إلى أن المجتمعين تطرقوا إلى إنجاز الموازنة، وقال الرئيس الحريري: إن «هذا الموضوع هو إحدى النقاط التي نعمل عليها». وأضاف: «موازنة عام 2019 مهمة جداً، ووزير المال علي حسن خليل كان موجوداً وأكد حرص الدولة اللبنانية على إنجازها في أسرع وقت، وفي الوقت نفسه هناك إجراءات جدية ستتخذ لخفض العجز هذا العام في الموازنة». وأكد أن الإصلاحات تتضمن مكافحة الفساد، وهي إحدى النقاط الأساسية في برنامج الحكومة اللبنانية، كما أن هناك قانوناً جديداً للمناقصات، إضافة إلى أن هذه المؤسسات تعتمد معايير دولية، أي أن القرض الذي يأتي من البنك الدولي يكون خاضعاً لإجراءات ومراقبة البنك الدولي، وكذلك بالنسبة إلى القرض الذي يأتي من البنك الأوروبي للاستثمار يخضع لمعايير أوروبية، وهذا الأمر مبعث ارتياح لهم. ونفى المنلا أن تكون هناك شروط على القروض، مؤكداً أن الدولة اللبنانية لا تقبل بذلك، لكن للتأكيد على هذا الأمر فالدولة والحكومة اللبنانية أقرّتا بعد مؤتمر «سيدر» جملة من الإصلاحات التي التزمت بها، والمجتمع الدولي سيتابع هذا الأمر ومدى التزام لبنان. وحول ما إذا كان «سيدر» ألزم النازحين السوريين بالعمل في المشروعات التي يموّلها، قال المنلا: «نعلم أن القانون اللبناني يسمح لعمالة سورية بالعمل في قطاعات ثلاثة، هي البنى التحتية، والبيئة، والزراعة. وستكون هناك عمالة سورية طبيعية في مجال البنى التحتية. ففي لبنان خلال التسعينات كان هناك أكثر من نصف مليون سوري يعملون في البنى التحتية، وهذا أمر ليس غريباً على لبنان ولا مستحدثاً بسبب النزوح؛ فهو أمر طبيعي لأن في لبنان نقصاً في العمالة بالبنى التحتية وهذا ما نصّ عليه القانون اللبناني حين سمح بهذه العمالة».

 

زيارة وزير لبناني إلى دمشق تختبر التزام الحكومة بـ«النأي بالنفس» وهو لم يحصل على تكليف من مجلس الوزراء ولا تنسيق مع الحريري

بيروت: نذير رضا وخليل فليحان/الشرق الأوسط/19 شباط/19/شرعت زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب لدمشق أمس، الأسئلة حول موقف الحكومة اللبنانية من زيارة وزرائها إلى العاصمة السورية في ظل تمسك لبنان الرسمي بقرارات الجامعة العربية حول أي خطوة انفتاحية على دمشق، إضافة إلى مدى التزام مكونات الحكومة بقراراتها الرسمية لجهة «النأي بالنفس» عن الأزمة السورية. وقالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» إن الغريب «زار دمشق بصفة شخصية من غير أي تكليف من الحكومة اللبنانية» التي لم تجتمع بعد نيلها ثقة البرلمان، مشددة على أن الغريب «لم يحصل على إذن من مجلس الوزراء، ولم يطلع رئيس الحكومة سعد الحريري على الخطوة، وبالتالي لم يحصل على تكليف رسمي منه أو من مجلس الوزراء بالزيارة». وزار وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب سوريا حيث التقى وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، وتركز اللقاء على سبل تسهيل إجراءات عودة النازحين بأمان.

وأكد الغريب أن «الجانب السوري كان متجاوباً جداً ومرحباً بعودة جميع النازحين»، مضيفا أن «الجانب اللبناني مستعد للعمل مع كافة المعنيين لتأمين العودة بما يضمن مصلحة الدولة اللبنانية». من جهته، أشار مخلوف إلى أن «سوريا تعمل على ترميم البنى التحتية وشبكات المياه، وتأمين الإجراءات اللوجيستية كافة لتأمين عودة كريمة للنازحين». وكان المكتب الإعلامي للوزير الغريب أعلن في بيان أنه «سيتوجّه بزيارة إلى سوريا صباحاً تلبية لدعوة رسمية من وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف، في زيارة هي الأولى له للبحث في ملف النازحين».

ويبدو أن السياق الذي تم في الحكومة السابقة لجهة الزيارات إلى سوريا، يتكرر الآن، حيث يتبرأ مجلس الوزراء منها، ويؤكد أن الزيارات تتم بصفة شخصية، وهي مخرج للأزمة في حكومة تنقسم مكوناتها بين مؤيد للزيارات إلى دمشق وتجديد العلاقات مع النظام السوري، ورافض لها التزاماً بموقف جامعة الدول العربية. وكان وزراء في الحكومة السابقة هم وزير المالية علي حسن خليل، والزراعة غازي زعيتر، والصناعة حسين الحاج حسن، والأشغال يوسف فنيانوس، زاروا دمشق للمشاركة في معرض دمشق الدولي. وربط البيان الوزاري في الحكومة الجديدة ملف اللاجئين بالمبادر الروسية، حيث يُنتظر أن يدعو الحريري إلى اجتماع للجنة خلال اليومين المقبلين لإعادة تفعيل المبادرات بعد توقفها عند تمويل العودة، وعند مخاوف النازحين من العودة في ظل غياب ضمانات أمنية كافية لعدم اقتيادهم إلى الخدمة والعسكرية الإلزامية. وقالت المصادر المعنية بالملف لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة، وفي ضوئه يُعاد تحريك الملف للتواصل مرة أخرى من الروس «في ظل وجود معطيات إيجابية لدى مفوضية اللاجئين التي تتعامل بإيجابية مع المبادرة الروسية»، وفي ظل وجود «معطيات لدى الروس بأن النظام سيقدم ضمانات بعدم التعرض للنازحين عند عودتهم»، علما بأن هذه الضمانات المتعلقة بتوقيف التجنيد الإجباري لمدة عامين وضمانات بعدم التعرض للعائدين هي مطالب طلبها الجانب الروسي من دمشق. ورغم ذلك، أثارت زيارة الوزير الغريب جدلاً سياسيا داخلياً، إذ اعتبرت مصادر حكومية أن الدعوة الرسمية التي وجهها مخلوف لغريب هي عبارة عن «خرق للمبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم و(تشويش) على حكومة الحريري بعد نيلها ثقة مجلس النواب وعلى رئيس الحكومة بالذات الذي يرفض إجراء أي اتصال حكومي مع المسؤولين السوريين ليس فقط لاتهام دمشق بأنها ضالعة في اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بل أيضا لأن السلطات أدرجت اسمه على لائحة الإرهاب».

ورأت المصادر أن تصرّف الغريب «مرفوض من قبل الحريري ومن قوى سياسية تدور في فلك موقفه السياسي لأكثر من سبب؛ أولا لأنه لم يطلعه على الدعوة وموضوعها ولم يعلم مجلس الوزراء بها للموافقة عليها وعلى المحادثات التي سيجريها كما هو متبع بالتعاطي مع الدعوات الرسمية التي توجه للبنان، وثانيا لم يستأذن المسؤولين بالسفر إلى دمشق»، كما أن الغريب «يلبي هذه الزيارة قبل الجلسة الأولى لمجلس الوزراء المحددة الخميس المقبل»، فضلاً عن أن الزيارة «ثبتت ما وصفه رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بأن غريب (لونه سوري) ولهذا كان عارض تعيينه في الحكومة».

من جهة أخرى، أشارت نفس المصادر إلى أن الموقف الذي طرحه وزير الدفاع الوطني إلياس بوصعب حول سوريا في مؤتمر ميونيخ «تفرّد به على الأقل ولم ينسق حول مضمونه مع الحريري». وتوقعت أن يثير الحريري هذا التفرد من قبل وزيرين خرقا سياسة النأي بالنفس فيما يتعلق بالأزمة السورية، كما أن زيارة غريب لسوريا «لا مفاعيل رسمية لها وتعتبر شخصية ولن تطرح في مجلس الوزراء ولن يقبل رئيس الحكومة بأي زعم أو اجتهاد من الغريب بأنه تفاهم معه حول الاتصال بسوريا بشأن أزمة النازحين، ولن يقبل بأن يكون قد نسّق موقفه مع أي جهة سياسية أخرى لا سيما أن دعوة الغريب للحديث مع مخلوف أتت بعد إعلان الحريري في دبي من بقاء 800 ألف نازح سوري في لبنان ليعملوا كما هي الحال في قطاعي الزراعة والبناء إلى أن يتم التوصل إلى حل للأزمة السياسية».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجامعة العربية تدين اقتطاع إسرائيل رواتب الشهداء والأسرى الفلسطينيين

القاهرة/الشرق الأوسط/19 شباط/19/أدانت الجامعة العربية بشدة قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاقتطاع من أموال الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية (أموال المقاصة)، بذريعة ما تقدمه السلطة من مستحقات مالية إلى أسر الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، في نطاق مواصلة مخططاتها وتكثيف الضغوط وبكافة الوسائل على القيادة الفلسطينية، واستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية تنفيذ سياساتها ومخططاتها لتدمير السلطة الفلسطينية، ورفض إقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأكد السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في تصريح له أمس، أن هذا القرار الإسرائيلي الذي لن يثني القيادة والشعب الفلسطيني عن مواصلة الصمود والنضال ورفض الخضوع والابتزاز، وما هو إلا استمرار للقرصنة الإسرائيلية وسرقة لأموال الشعب الفلسطيني ونهب موارده، وممارسة لسياسة السطو والبلطجة الرسمية والمعلنة على موارد وأموال الشعب الفلسطيني باعتبارها نهجاً وعقيدة إسرائيلية في التعاطي مع حقوقه، مشيراً إلى أنه يمثل مخالفة واضحة وخرقاً فاضحاً لالتزامات الاحتلال وفق الاتفاقيات الموقعة وخاصة بروتوكول باريس الاقتصادي، وإخلال سافر بكل مبادئ القانون الدولي وقانون المعاهدات، في استخفاف واضح للمنظومة القيمية والقانونية الدولية، ليؤكد من جديد على عنجهية الاحتلال وممارساته العنصرية وتنصله من كافة الالتزامات والمواثيق الدولية، مما يتطلب وقفة دولية جادة من هيئات الأمم المتحدة المعنية للتصدي لهذا العدوان الإسرائيلي الجديد، وإلى ضرورة تحمُل مسؤولياتها من خلال وضع حد لجرائم الاحتلال ومحاسبته وإنهاء احتلاله، وسطوته على الموارد والأموال الفلسطينية. وأضاف الأمين العام المساعد، أن الأمانة العامة تؤكد دعمها الكامل للقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في نضالهم من أجل استرجاع جميع الحقوق الوطنية الثابتة، كما تدعم وتحيي صمود الأسرى في سجون الاحتلال، كما تثمن عالياً تضحياتهم الجسيمة من أجل نيل حقوقهم المشروعة التي كفلتها لهم المواثيق والقرارات الدولية وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

نتنياهو: العرب لا يسارعون إلى التطبيع قبل اتفاق سلام مع الفلسطينيين

تل أبيب/الشرق الأوسط/19 شباط/19/في أشرطة مسجلة تم تهريبها من اجتماعات مؤتمر وارسو المغلقة، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه وعلى عكس ما كان يقوله خلال السنوات الأخيرة بالتلميح والتوضيح، اعترف بأن الدول العربية لا تسارع إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل الاتفاق السلمي مع الفلسطينيين، بل بالعكس. وقال أمام القادة العالميين في وارسو، إنه «إذا توصلت إسرائيل إلى (سلام رسمي) مع الفلسطينيين، فإن هذا سيساعدها (بشكل هائل) من أجل إقامة علاقات مع العالم العربي».

وقال نتنياهو، بحسب التسجيل الصوتي، الذي تم بثه في الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان»، أمس الأحد، إنه «يوجد الآن تقدم في هذا الموضوع، وهذا الأمر يبني ثقة لدى الجمهور الإسرائيلي بأن سلاماً أوسع بالإمكان تحقيقه». وتأتي أقوال نتنياهو في وقت لا يزال فيه مصيره السياسي مجهولا، بسبب التحقيقات الجنائية ضده بشبهات فساد، إضافة إلى أن أي ائتلاف يمكن أن يشكله سيرفض التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، كون شركائه في أحزاب اليمين يرفضون قيام دولة فلسطينية، وعبروا عن رفضهم لخطة سلام أميركية رغم عدم اتضاح تفاصيلها حتى الآن. وتطرق نتنياهو إلى خطة إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، التي تعرف باسم «صفقة القرن». وقال: «لا يتعين على أحد أن يرفض خطة ترمب قبل طرحها. وننتظر في إسرائيل للاطلاع على التفاصيل الكاملة لهذه الخطة التي يتوقع أن تُعرض بعد الانتخابات العامة الإسرائيلية والتي ستجري في التاسع من أبريل (نيسان) المقبل». وأضاف نتنياهو أنه «بالطبع نحن بانتظار رؤية كيف ستبدو الخطة بصيغتها النهائية. وستُطرح بعد الانتخابات في إسرائيل. وبإمكانكم أن تتخيلوا أن الانتخابات تأخذ مني بعض الوقت الآن... لكنني لا أعتقد أن أيا منا ينبغي أن يرفض الخطة ويرفض هذه المبادرة للإدارة الأميركية، قبل أن يتم عرضها».

وتطرق نتنياهو إلى الاتصالات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، فقال: «اعتدنا على الاعتقاد بأن السلام هو طريق باتجاه واحد. ومن أجل أن يكون لإسرائيل سلام أو تطبيع مع العالم العربي الكبير، يجب أن يكون هناك سلام أولا مع الفلسطينيين. ولأن السلام مع الفلسطينيين لم يصل، فإننا عالقون بما يتعلق بالسلام العربي».

 

تسيبي لفني تعتزل السياسة حتى «لا تضيع آلاف أصوات السلام»

تل أبيب/الشرق الأوسط/19 شباط/19/أعلنت وزيرة الخارجية السابقة ورئيسة حزب «هتنوعا» الإسرائيلي، تسيبي لفني، انسحابها من معركة انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، المقررة في التاسع من أبريل (نيسان) المقبل، وذلك لأنها لا تريد أن تضيع أصوات عشرات آلاف الأصوات المؤيدة للسلام هدراً. وقالت، في مؤتمر صحافي عقدته أمس الاثنين، في تل أبيب: «فعلت كل ما بوسعي لبلدي الحبيب، لكنني لن أسامح نفسي إذا أهدرت أصوات المؤمنين في طريقنا». وأضافت: «كانت السنوات القليلة الماضية صعبة للغاية بالنسبة لي، بسبب الجمود غير المفهوم في عملية السلام. وقد حاولت بكل ما في وسعي لإقناع الجمهور والقادة السياسيين بأن الانفصال عن الفلسطينيين باتفاق سلام معهم، هو أمر أساسي للحفاظ على وجود دولة إسرائيل. لذلك عارضت طريق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. ودفعت باهظاً ثمن سلوكي السياسي. لكنني لست نادمة على ذلك. فهذه قضية مبدئية». وأكد مقربون من لفني، أنها تعتزم اعتزال الحياة السياسية، لكنها ستحاول في الشهرين المتبقيين من المعركة الانتخابية دعوة مؤيديها للتصويت للأحزاب التي تؤيد عملية السلام وتمنع إهدار أصوات معسكري الوسط واليسار. ويرى المراقبون أن قرار لفني نجم عن قراءتها نتائج استطلاعات الرأي التي دلت على أن حزبها لوحده لن ينجح في تجاوز نسبة الحسم، التي قد تصل إلى 145 ألف صوت في الحد الأدنى، مع أنها كانت ممثلة في الانتخابات الأخيرة بستة مقاعد، تعادل 200 ألف صوت (مجموع أصوات المعسكر الصهيوني بلغت يومها 786 ألف صوت أدخلت للكنيست 24 نائباً). وقد حاولت الانخراط في تحالفات مع أحزاب أخرى، منذ أن قام شريكها رئيس حزب العمل، آفي غباي، بتفكيك التحالف معها في «المعسكر الصهيوني» بشكل مهين. فحاولت إعادة الشراكة معه ثم حاولت الارتباط مع حزب الجنرالات، «مناعة لإسرائيل» بقيادة رئيس أركان الجيش السابق، بيني غانتس، و«يش عتيد»، بقيادة يائير لبيد، وميرتس وحزب العمل، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل. وكانت ليفني قد عينت وزيرة للقضاء في حكومة أرئيل شارون ووصلت إلى منصب وزيرة خارجية وقائم بمهام رئاسة الوزراء، في حزب «قديما» برئاسة إيهود أولمرت، وخاضت الانتخابات بعد أولمرت وفازت بأكثرية الأصوات ولكنها لم تستطع تشكيل حكومة. وقد أطاح بها الجنرال شاؤول موفاز، في سنة 2012 وفاز برئاسة حزب «قديما»، فاعتزلت الحياة السياسية. ولكنها عادت وأسست حزب «هتنوعا» وعادت إلى المشهد السياسي في انتخابات 2015. وتحالفت مع حزب العمل ليشكلا معاً «المعسكر الصهيوني». وكانت لفني قد تولت لعدة سنوات مسؤولية إدارة المفاوضات مع الفلسطينيين. وفي سنة 2008، توصل أولمرت إلى اتفاق سلام شبه كامل مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. ولكنها أجهضت هذا الاتفاق، عندما قالت للفلسطينيين إن عليهم أن ينتظروا إلى ما بعد الانتخابات، قائلة إن «أولمرت بات معروفاً في إسرائيل كرئيس حكومة فاسد وكل ما يوقع عليه سيكون فاسداً بنظر الإسرائيليين، لذلك انتظروا حتى أكون رئيسة حكومة وأنا أمرر الاتفاق معكم». ولكنها فشلت في تشكيل الحكومة التالية، رغم أنها حصلت على مقعد أكثر من نتنياهو في الانتخابات. فقد رفضتها الأحزاب الدينية وفضلت التحالف مع حزب الليكود عليها. وبذلك خسرت الحكم وأجهضت اتفاق السلام. ومنذ ذلك الوقت وهي تسعى لوضع عملية السلام في مركز اهتمامها، ولكن ذلك لم يقنع مؤيدي السلام، الذين لم يسامحوها على ما فعلته عندما كانت في قمة الهرم السياسي.

 

الأردن يدعو إيران للإفراج عن 3 من مواطنيه دخلوا مياهها الإقليمية «بالخطأ»

لندن: شرق الأوسط/19 شباط/19/دعا رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، أمس، السلطات الإيرانية إلى إطلاق سراح 3 أردنيين تحتجزهم طهران منذ نحو شهرين لدخولهم المياه الإقليمية لهذا البلد عن «طريق الخطأ» عندما كانوا في رحلة صيد بالإمارات. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الطراونة تطرق خلال اجتماع مع السفير الإيراني مجتبى فردوسي بور، بمناسبة انتهاء مهام عمله سفيراً لدى المملكة، إلى «موضوع المواطنين الأردنيين الثلاثة المحتجزين في إيران، على أثر دخولهم المياه الإقليمية لإيران بالخطأ» في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال الطراونة: «نطالب بخطوة إيجابية من السلطات الإيرانية للإفراج عنهم». وكانت وزارة الخارجية الأردنية أعلنت في 2 يناير (كانون الثاني) الماضي أن السلطات الإيرانية تحتجز 3 مواطنين دخلوا مياهها الإقليمية عن «طريق الخطأ» عندما كانوا يقومون برحلة صيد في المياه الإماراتية مع أصدقاء من جنسيات عربية أخرى (إماراتي ومصريان).

وتابعت أن «الوزارة تواصلت لهذا الأمر مع الجانب الإيراني الذي أكد أن المواطنين الثلاثة يتمتعون بصحة جيدة ويتلقون معاملة حسنة، وأن عملية احتجازهم ستكون قصيرة، حيث سيتم عرضهم على محكمة في ميناء لنجة الواقعة في جنوب غربي إيران»، وأنه «سيترتب عليهم دفع غرامة وتقديم كفالة قانونية للمحكمة تمهيداً لإطلاق سراحهم». من جهته، أكد السفير الإيراني في عمّان، مجتبى فردوس أن «ملف الأردنيين المحتجزين سيتم حله خلال أيام»، مشيرا إلى «إجراءات روتينية (...)، وتم التعامل مع المواطنين الأردنيين بمنتهى التقدير والاحترام». وكان فردوس قطع وعوداً إيرانية في يناير الماضي بعد أيام من احتجاز الأردنيين، بالإفراج عنهم؛ حسبما نقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الخارجية الأردنية ماجد القطارنة.

 

مقتل 16 إرهابياً في تبادل إطلاق النار مع الشرطة بالعريش

القاهرة/الشرق الأوسط/19 شباط/19/لقي 16 إرهابياً حتفهم في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة بالعريش كبرى مدن محافظة شمال سيناء بمصر. وذكر بيان لوزارة الداخلية المصرية، اليوم (الثلاثاء)، أن قطاع الأمن الوطني قد تمكن من رصد بؤرتين إرهابيتين خططتا لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد المنشآت المهمة والحيوية وشخصيات مهمة بنطاق مدينة العريش. وتابع البيان: «وبمداهمة البؤرة الأولى والكائنة بأحد المنازل المهجورة بقطعة أرض فضاء بحي العبيدات (دائرة قسم شرطة ثالث العريش)، بادرت العناصر الإرهابية بإطلاق النيران بكثافة على قوات الشرطة وتم التعامل معها، ما أسفر عن مقتل 10 إرهابيين. وبمداهمة البؤرة الثانية الكائنة بأحد المنازل تحت الإنشاء بمنطقة أبو عيطة (دائرة قسم شرطة ثالث العريش)، حدث تبادل لإطلاق النيران بين العناصر الإرهابية والقوات، ما أسفر عن مقتل 6 إرهابيين، والعثور بحوزتهم على كثير من الأسلحة النارية والذخائر والعبوات والأحزمة الناسفة». ويواصل الجيش المصري، بمعاونة الشرطة، حملة شاملة بدأها في فبراير (شباط) العام الماضي للتصدي للتنظيمات الإرهابية، وتستهدف العملية القضاء على المتطرفين المسلحين والإرهابيين في المن

 

واشنطن تقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي لفرض حلول على السودان

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/19 شباط/19/قطع مسؤولون أميركيون الطريق أمام احتمالات تدخل خارجي في شؤون حكومة الرئيس عمر البشير، وفرض حلول لتحدي الاحتجاجات المستمرة منذ شهرين، في أحد أخطر التحديات التي واجهها منذ جلوسه على كرسي الحكم قبل نحو ثلاثين عاماً.وشهدت بعض أنحاء البلاد مظاهرات متفرقة استعداداً لموكب المظاهرات الذي دعا له «تجمع المهنيين السودانيين» والقوى المتحالفة معه، الخميس، والذي ينتظر أن يشارك فيه قادة وزعماء المعارضة. وقال المساعد الخاص للرئيس الأميركي وكبير المستشارين بمجلس الأمن القومي لشؤون أفريقيا، سيريل سارتر، أمس، إن السودان يمر بمرحلة انتقالية تتطلب احترام الحكومة لحق المواطنين في التعبير السلمي عن أنفسهم، مع التزام الطرف الثاني (المحتجين) بالسلمية ذاتها. وأوضح سارتر، حسب تصريحات منسوبة إليه بعد اجتماعه ومساعد الرئيس فيصل حسن إبراهيم بالخرطوم، أمس، أن الحكومة السودانية مطلوب منها ممارسة المزيد من الصبر، لإيجاد حلول سياسية للأزمة، مؤكداً عدم فرض أي حلول من الخارج على السودان. ووصف المسؤول الأميركي لقاءه مع مساعد البشير بأنه «كان مثمراً وبناءً»، وقال: «جئت من أجل مواصلة الحوار بين الجانبين ووضعه في مساره الصحيح، بما يقود إلى إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في وقت قريب»، وتابع: «مع مزيد من الصبر، من خلال العمل المشترك، البلدان سيجدان طريقهما إلى شراكة قوية». بدوره، أكد إبراهيم الذي يشغل منصب نائب البشير في الحزب الحاكم، ومنصب مساعده في الرئاسة، التزام حكومته بالحوار مع أميركا في الجوانب ذات الاهتمام المشترك كافة، وذلك أثناء بحثه مع الوفد الأميركي «سير المرحلة الثانية من الحوار الأميركي السوداني». ووصل سيريل سارتر، وبرفقته مدير دائرة أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي دارين سيرايل، إلى الخرطوم أول من أمس، في زيارة تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين السودانيين، تتعلق بالحوار السوداني - الأميركي وتطورات الأوضاع في البلاد. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2018 ألغت إدارة الرئيس دونالد ترمب عقوبات اقتصادية وتجارية كانت مفروضة على السودان منذ عام 1997، بيد أنها لم تحذف اسمه من قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب المدون فيها منذ عام 1993، بسبب استضافته مجموعات إسلامية متطرفة، على رأسها زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، الذي قتله القوات الأميركية في باكستان.

واشترطت الولايات المتحدة لاستكمال المرحلة الثانية من الحوار بين واشنطن والخرطوم، وإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أن يوسع السودان تعاونه في مكافحة الإرهاب، ويعزز حماية حقوق الإنسان ويتيح الحريات الدينية والسياسية، ويحسن وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد، وأن يوقف الأعمال العدائية الداخلية، ويخلق بيئة مواتية لعملية السلام، ويتخذ خطوات مطلوبة لمعالجة ادعاءات متعلقة بدعم الإرهاب، وأن تلتزم حكومة الخرطوم بقرارات مجلس الأمن والحظر المفروض على كوريا الشمالية. وتزامنت زيارة المسؤولين الأميركيين، وبلوغ الاحتجاجات السودانية شهرها الثاني دون توقف، إذ انطلقت في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي مظاهرات تلقائية احتجاجاً على الغلاء وندرة السلع والدواء والوقود والنقود، قبل أن تتطور إلى المطالبة بتنحي الرئيس البشير وحكومته على الفور. وتتناغم مطالب المحتجين مع بعض الشروط الأميركية لحذف اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب. وحسب تقارير حقوقية محلية ودولية، فإن حكومة البشير استخدمت عنفاً مفرطاً تجاه المتظاهرين السلميين أدى باعترافها لمقتل 31 شخصاً، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى في الاحتجاجات بلغ 51 قتيلاً، وهو ما تؤكده المعارضة السودانية وحزب الأمة القومي الذي يترأسه الصادق المهدي آخر رئيس وزراء منتخب أطاحه انقلاب الرئيس البشير في 30 يونيو (حزيران) 1989. وعلى الرغم من أن الحكومة السودانية تزعم أن الاحتجاجات بدأت في التراجع، فإن المعارضين يرون أن الاحتجاجات والمظاهرات لا تزال تكسب زخماً جديداً، وأن المتظاهرين لن يتراجعوا قبل تنحي الرئيس البشير وحكومته. وفي الوقت الذي تقلل فيه حكومة الرئيس البشير من قدرة المظاهرات على إسقاطها، فهي أبدت تفهمها لمشروعية ما سمته «مطالب الشباب» الاقتصادية، ووعدت بالعمل على توفير حلول لها، لكن حسب شهود، فإن الأوضاع على الأرض لا تزال تتفاقم، وإنها (الحكومة) لم تقدم حلولاً عملية للمشكل السياسي وتجليه الاقتصادي، بل اعتمدت على «الحل الأمني».

 

غريفيث يغادر صنعاء بعد انتزاع التزام حوثي بالانسحاب من الحديدة/لجنة الأسرى والمعتقلين تفحص الأدلة في انتظار دعوة أممية للاجتماع

عدن: علي ربيع/الشرق الأوسط/19 شباط/19/غادر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث صنعاء أمس بعد زيارة مفاجئة انتزع خلالها موافقة زعيم الجماعة الحوثية على الاتفاق الجزئي بشأن الانسحاب من الحديدة تنفيذاً لاتفاق السويد، وذلك قبل تقديم إحاطته لجلسة مجلس الأمن.

وكان مجلس الأمن الدولي قرر تأجيل الجلسة الخاصة باليمن أمس يوما واحدا، بناء على طلب من بعض الأعضاء، والتي من المقرر أن يدلي خلالها المبعوث الأممي إلى اليمن بإحاطة عن تطورات تنفيذ اتفاق السويد بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية. ويشمل اتفاق السويد 3 ملفات رئيسية؛ الأول بشأن الحديدة وإعادة الانتشار من المدينة والموانئ الثلاثة على مرحلتين وتطبيع الأوضاع، والثاني بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين، والأخير بشأن تشكيل لجنة مشتركة لفك الحصار عن تعز. وفي ما يمكن أن يعد تقدما جزئيا في شأن ملف الحديدة، أعلنت الأمم المتحدة أن اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار برئاسة كبير المراقبين الدوليين مايكل لوليسغارد توصلت إلى اتفاق جزئي بشأن المرحلة الأولى من إعادة الانتشار. وأورد الموقع الرسمي للأمم المتحدة أن أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار عقدوا اجتماعهم المشترك الرابع يومي 16 و17 فبراير (شباط) الحالي في مدينة الحديدة اليمنية، وأن الاجتماع أحرز تقدما مهما على مسار التخطيط لإعادة نشر القوات وفق ما ورد في اتفاق الحديدة. وأوضحت الأمم المتحدة أن ممثلي الحكومة اليمنية عبروا مرة أخرى الخطوط الأمامية لحضور الاجتماع، وهو أمر يستحق الإشادة؛ كما ذكر ذلك المتحدث باسم الأمم المتحدة في إشعار للصحافيين. وبعد «مناقشات مطولة وبناءة عقدها رئيس اللجنة لوليسغارد» أفادت الأمم المتحدة بأن الطرفين، توصلا إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من إعادة نشر القوات، كما اتفقا، من حيث المبدأ، على المرحلة الثانية مع انتظار إجراء مزيد من المشاورات مع قياداتهما. وتوقعت الأمم المتحدة في بيان لها أن تستأنف اللجنة المشتركة اجتماعاتها في غضون أسبوع بهدف إكمال الاتفاق على المرحلة الثانية. ويقضي اتفاق السويد الخاص بالحديدة بإعادة الانتشار المشترك للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ، ووقف إطلاق النار على الفور في هذه المدينة والموانئ.

في غضون ذلك، قال العميد صادق دويد، عضو الفريق الحكومي في اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار، إن الجانب الحكومي يرفض أي خطوات أحادية من قبل الميليشيات ويعدها غير ذات قيمة. وأوضح دويد في تغريدة على «تويتر» أن «الخطوات المتفق عليها لإعادة الانتشار من الحديدة سيرافقها نزع الألغام في المناطق المُنسحب منها ونزول المراقبين من جميع الأطراف للتحقق من الجدية، وأي خطوة أحادية لا قيمة لها». وفي الوقت الذي أدت فيه العراقيل الحوثية في هذا الملف إلى تأجيل تنفيذ الاتفاق والانسحاب من الحديدة، لا يزال الاتفاق الخاص بتبادل الأسرى والمعتقلين يراوح في مراحله الأخيرة قبيل إقرار اللوائح النهائية بأسماء المشمولين بعملية التبادل. وأفاد عضو مجلس الشورى اليمني رئيس الجانب الحكومي في لجنة تبادل الأسرى والمعتقلين، هادي هيج، بأن اللجنة تنتظر دعوة مكتب مبعوث الأمم المتحدة لاستئناف الاجتماعات التي كانت توقفت في العاصمة الأردنية عمّان بغرض تدقيق الكشوف الأخيرة المقدمة من كل طرف. وقال هيج في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ننتظر تحديد الموعد من مكتب المبعوث الأممي لاستئناف الاجتماعات، كما أننا نعمل على استكمال تحديث الكشوف المقدمة ودراسة الأدلة وتفنيدها والرد عليها».

وتتهم الحكومة الشرعية الجماعة الحوثية بتعطيل إنجاز هذا الملف الإنساني المتفق عليه، لجهة العراقيل التي تضعها الجماعة في طريق التنفيذ ومحاولة عدم الاعتراف بالعشرات من الأسماء التي قدمها ممثلو الجانب الحكومي. ورغم أن الاتفاق بين الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية كان على إطلاق أكثر من 15 ألف معتقل وأسير ومخطوف من الطرفين، فإن عميلة التدقيق والمراجعة والتمحيص، قد تكشف في النهاية عن عدد أقل بكثير ممن ستشملهم عملية الإفراج، حيث تقدر مصادر مطلعة على عمل اللجنة أن العملية النهائية قد تفضي إلى إطلاق نحو ألفي شخص من الطرفين.

ويسعى المبعوث الأممي إلى اليمن إلى إحراز تقدم في مهمته بعد نحو عام من توليه المنصب خلفا لإسماعيل ولد الشيخ، غير أن جهوده حتى الآن منصبة على ملفات بناء الثقة الثلاثة، التي يفترض أن يتبعها الدخول في مناقشات الحل النهائي حيث الملفات السياسية والأمنية والعسكرية.

وكان غريفيث وصل إلى صنعاء أول من أمس في زيارة مفاجئة هي الثانية خلال أسبوع من أجل انتزاع موافقة أكيدة من زعيم الجماعة الحوثية على ما تم التوصل إليه في لجنة تنسيق إعادة الانتشار قبل أن يدلي بإحاطته أمام مجلس الأمن الدولي. ويرجح سياسيون أن طهران منحت الضوء الأخضر للجماعة الحوثية للموافقة على إعادة الانتشار في الحديدة، خصوصاً بعد التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية بريطانيا خلال مقابلة له مع «الشرق الأوسط» من أنه حصل على التزام من وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بشأن الانسحاب الحوثي من الحديدة. وفي حين لم تعلق الجماعة الحوثية على هذه التصريحات، ذكرت وسائل إعلامها أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي التقى غريفيث خلال هذه الزيارة وناقش ما توصلت إليه اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار.

وبشأن الشق الثالث من اتفاق السويد وتفاهماته بشأن مدينة تعز، فلا يزال هذا الملف على حاله دون إحراز أي تقدم عملي سواء على صعيد اجتماع اللجنة المشتركة أو على صعيد فك الحصار عن المدينة والتوقف عن قصف أحيائها السكنية بالقذائف الحوثية. وترفض الحكومة الشرعية الذهاب إلى أي جولة جديدة من المشاورات مع الجماعة الحوثية قبل تنفيذ جميع بنود اتفاق السويد الذي مضى على التوافق حوله أكثر من شهرين دون تنفيذ أي من بنوده باستثناء الهدنة الهشة في الحديدة التي دخلت حيز التنفيذ في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتتهم الحكومة الشرعية الميليشيات الحوثية بارتكاب نحو 1500 خرق لوقف إطلاق النار في الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 600 مدني، فضلا عن استمرارها في أعمال التحشيد وتعزيز التحصينات القتالية والاستمرار في حفر الخنادق والأنفاق. ويفترض أن تتركز مشاورات الجولة المقبلة في لجنة تنسيق الانتشار على عملية الانسحاب الكلي للقوات من المدينة والموانئ الثلاثة وحسم هوية القوات الأمنية والسلطة المحلية التي ستتولى تحت إشراف الأمم المتحدة إدارة المدينة والموانئ، وهو - بحسب المراقبين - الجزء الأصعب من الاتفاق.

 

هيئة النزاهة العراقية تحيل 11 وزيراً إلى القضاء ووعد بكشف ملف تهريب النفط

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/19 شباط/19/أعلن رئيس هيئة النزاهة في العراق القاضي عزت توفيق جعفر أنه تمت إحالة عدد من الوزراء ومنهم بدرجتهم إلى القضاء العام الماضي، فيما وعدت بفتح ملف تهريب النفط وعدد من القضايا الهامة مثل المنافذ الحدودية وعقارات الدولة.

واستعرض توفيق خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الهيئة ببغداد أمس جهود الهيئة خلال عام 2018، والتي شملت إحالة عدد من الوزراء ومن بدرجتهم إلى القضاء خلال عام 2018 حيث بلغ عددهم 11 وزيراً ومن بدرجتهم (لم يكشف عن أسمائهم)، صدر بحقهم 22 قراراً بالإحالة و156 من ذوي الدرجات الخاصة والمديرين العامين ومن بدرجتهم، صدر بحقهم 224 قراراً بالإحالة. كما أعلن عن تنفيذ الهيئة 441 عمليَّة ضبطٍ»، مُشيرا إلى أنَّ «عدد المتهمين الذين تمَّ ضبطهم في تلك العمليَّات بلغ 464 متهماً». وأضاف أن «المبالغ التي تمَّ ضبطها في تلك العمليات بلغت 1.610.966.817 دينارا عراقيا، و133.400 ألف دولار أميركي». كما كشفت الهيئة عن تمكُّنها من المحافظة على أكثر من تريليون ونصف التريليون دينار من الأموال العامة خلال العام الماضي. وأكَّدت أنَّ «مجموع الأموال العامة التي استرجعتها أو التي صدرت أحكام قضائية بردِّها والتي منعت وأوقفت هدرها والتي تمَّت إعادتها إلى حساب الخزينة العامة بلغ 1.669.085.047.718 دينارا عراقيا». وبشأن أحكام الإدانة التي صدرت بحق الوزراء ومن بدرجتهم عام 2018، فإنها شملت أربعة وزراء صدرت بحقِّهم سبعة أحكام بالإدانة. بينما بلغت أحكام الإدانة بحق المديرين العامين والدرجات الخاصة 49 حكماً. من جهته، أكد موسى فرج، رئيس هيئة النزاهة الأسبق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العبرة هي ليست في عدد الإحالات إلى القضاء وإنما كم قضية صدرت فيها أحكام إدانة»، مبينا أن «هناك عملية تضليل إعلامي حين يشار إلى عدد الإحالات إلى القضاء وبأعداد كبيرة ومن ثم يجري تمييعها أو غلقها لعدم كفاية الأدلة وهي كثيرا ما تستخدم حين يراد إما تمييع قضية أو عدم الإحاطة بكل جوانبها لأن مجرد إحالة قضايا فساد ومهما كان عددها دون أن تكون الأدلة كافية فإن القضاء سيغلقها وبالتالي فإن القاضي هنا سيكون أمام أحد احتمالين، إما غير مقتنع بسبب نقصان الأدلة أو متواطئ من منطلق أن هذه القضية لم تستكمل جميع جوانبها، وهو ما يعني تبرئة فاسدين كبار تحت هذه الذريعة، أو حتى صدور أحكام بسيطة على قضايا قد تكون بسيطة، بينما هؤلاء أنفسهم يمكن أن يكونوا مدانين بقضايا كبيرة لكن أدلتها لم تستكمل». وأشار فرج إلى أن «المطلوب من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إذا أراد أن يكون لجهاز مكافحة الفساد دور مهم وليس مجرد حلقة زائدة هو استخدام صلاحياته وسلطاته الواسعة في إجبار النزاهة والقضاء على تقديم إنجاز نهائي حقيقي بخمس قضايا كبيرة، بحيث تستكمل كل الأدلة المحيطة بها وتصدر بشأنها أحكام نهائية وليس مجرد إحالة 13 ألف ملف نزاهة يمكن أن يجري تمييعها بسهولة».

وأوضح فرج إنه «يتوجب على رئيس الوزراء تحديد الأولويات في مجال محاربة الفساد وليس مجرد عمل كمي ولغة أرقام قد تحمل بين طياتها الكثير من عمليات التضليل». في السياق نفسه، أكد سعيد ياسين موسى، الناشط في مجال مكافحة الفساد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تقرير هيئة النزاهة للعام الماضي يعد متقدما على ما تحقق خلال السنوات الماضية لجهة القضايا التي تم كشفها، غير أن المشكلة التي نواجهها هنا أن غالبية هؤلاء الذين صدرت بحقهم أحكام إدانة هم خارج البلاد مما يعني صعوبة استردادهم إلى العراق فضلا عن تقييم الأموال المنهوبة وهو ما نحتاج إلى جهد دولي في هذا المجال». وأضاف ياسين أن «هناك مشكلة في مسألة كشف الذمة المالية من بين المسؤولين سواء كانوا وزراء أو نوابا أو مجالس المحافظات وهو ما يؤشر لنا بوجود مؤشرات خطيرة لا بد من تداركها». وأوضح ياسين أن «العراق بحاجة إلى تشريع قانون بشأن حق الاطلاع على المعلومة من أجل ترسيخ مبدأ إشراك الإعلام في هذا المجال، فضلا عن مجموعة تشريعات أخرى ساندة لمسألة مكافحة الفساد». إلى ذلك كشف وزير الكهرباء لؤي الخطيب أن «ما هُدر من أموال في العراق على الطاقة الكهربائية بسبب سوء الإدارة والفساد كان يمكن أن ننتج بها 70 ألف ميغاواط، وهو يعادل إنتاج إيران والسعودية».

وقال الخطيب في تصريح صحافي إن «مشكلة الكهرباء في العراق تتلخص في الإنتاج والتوزيع والنقل، وهناك تدخلات سياسية في عمل الوزارة والمحاصصة ولا بد من منعها». وأشار إلى أن «أكثر من 4 ملايين مستهلك عشوائي للطاقة الكهربائية مصنفون ضمن التجاوز على الشبكة»، كاشفاً عن «خطط عاجلة وسريعة لتوفير الطاقة الكهربائية للصيف المقبل وهي تشمل كل محافظة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حلفاء الأسد في لبنان وحجة اللجوء السوري

رندة تقي الدين/الحياة/20 شباط/19

من أغرب الامور أنه بعد كل ما قام به بشار الاسد في لبنان وسورية ما زال هناك سياسيون جدد على الساحة الوزارية اللبنانية يهرولون الى دمشق لأخذ بركة رئيس اصبح رهينة روسيا وايران، فالبعض في السياسة اللبنانية ما زال يصر على عودة النفوذ السوري الاسدي علماً أن نفوذه محلياً في سورية أصبح في أيدي غرباء روس وإيرانيين جاؤوا ينقذونه ويأخذون البلد الى مستقبل مجهول. حجة الوزير اللبناني المعني بالنازحين أن موضوع اعادة السوريين الى بلدهم هو الذي جعله يرى ضرورة التوجه إلى دمشق، وهذه الحجة غير مقنعة لأنه رغم ما قال الأسد في خطابه الأخير تبدو عودتهم موضوع ابتزاز من النظام.

يقول النظام إن من شارك في الحرب السورية لن يعود، وكأن النظام بريء من القتال، في حين أنه أشعل الحرب التي كان بالامكان تفاديها لو ردّ بشكل مسالم على احتجاجات بريئة من أهالي درعا، ولو تجنب الردّ بالقصف والقتل والتعذيب. ويعرف معظم اللاجئين السوريين اليوم أن عودتهم تعني إما سجنهم أو تعذيبهم أو أخذهم الى التجنيد، وإضافة إلى ذلك ما يجري حالياً في سورية من تشييع مدن بواسطة الايرانيين المدنيين الذين تغلغلوا في البلد. ورأينا أولاداً سوريين يدرسون إما الفارسية أو الروسية تكريماً للقوتين الحاميتين لرئاسة الأسد.

صحيح أن لبنان يعاني بشكل مأسوي من اللجوء السوري لأن مشاكله الاقتصادية متراكمة وعبء الوجود السوري ثقيل على بلد يعاني جزء كبير من شعبه من أوضاع معيشية مزرية، لكن حل مشكلة اللاجئين السوريين أعمق وأكثر تعقيداً من استعجال زيارة دمشق لوزير جديد تابع لزعامة سلّمت أمرها إلى نظام بشار الأسد. قضية عودة النازحين السوريين لا يمكن إلا أن تكون تحت رعاية الأمم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين التي وضعت أسساً لهذه العودة، فلا أحد يتمنى توطين هؤلاء في لبنان لئلا يكونوا مشكلة تضاف إلى مشاكل أخرى. ولكن، هناك شروط لاعادتهم الآمنة. فهل بالإمكان أن تضمن ذلك روسيا التي تدعي أن لديها مبادرة لاعادتهم؟ تبدو المبادرة فارغة من المضمون لأن عدد الذين عادوا قليل نسبة إلى عدد اللاجئين الموجودين في لبنان. وحتى الآن لم تحصل الأمم المتحدة ومفوضيتها للاجئين على أي ضمانات لا من دمشق ولا من حاميها الروسي بالنسبة إلى شروط العودة.

مباركة النظام السوري للوزير اللبناني الجديد لن تفيد إلا شخصه وطموحاته وفرحته بالمنصب. وهي ليست لحل مشكلة اللاجئين التي تتطلب حلاً سياسياً جذرياً للصراع في سورية. ولو كانت روسيا عازمة لكانت ضغطت على النظام لكي يدخل فعلياً في مفاوضات لحل سياسي في بلده على أساس قرار مجلس الأمن ينهي الحرب السورية. مشكلة اللجوء السوري في لبنان تطرح أيضاً مشكلة النأي بالنفس التي لم يتم احترامها يوماً من "حزب الله" المشارك في الحرب السورية التي أدت إلى هذا اللجوء. وقال رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في مقابلته مع نايلة تويني في "النهار" إن مشكلة اللجوء السوري ليست الأساسية في وضع الاقتصاد اللبناني. هي جزء منه، لكن الجزء الأساسي هو مسوؤلية اللبنانيين أن يعملوا ويجهدوا. وقال الحريري إن الحل هو عودة اللاجئين إلى سورية، لكن لا يمكنهم ذلك وهم مهددون بالقتل، وهنا مسؤولية الدولة اللبنانية. وأعطى الحريري مثلاً عن نزوح اللبنانيين من بلدهم خلال الحرب الأهلية، قائلاً إنه لم يسمع أحداً يطالبهم بالعودة إلى ساحة الحرب، فمشكلة اللجوء السوري في لبنان أكبر من وزير تسلّم أمس منصبه وهرول إلى دمشق مصرحاً بأنه ذهب بعلم الحريري، في حين أنه قام بالزيارة متسلحاً بنفوذ حلفاء الأسد في لبنان.

 

لماذا لا تبني إيران محطة كهرباء في الضاحية الجنوبية إذا أرادت المساعدة؟

أحمد عياش/النهار/19 شباط/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72312/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%b4-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%a8%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%ad%d8%b7%d8%a9-%d9%83%d9%87%d8%b1%d8%a8/

عندما سئلت اوساط رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في الايام التي سبقت نيل حكومة الحريري الثالثة ثقة مجلس النواب، عن اولويات العمل الحكومي الجديد أجابت: “الكهرباء ثم الكهرباء ثم الكهرباء”.

وبطريقة مشابهة أعلن الرئيس الحريري نفسه في مداخلته التي أختتم فيها مناقشات النواب في جلسة الثقة يوم الجمعة الماضي: “بكل ثقة أقول: سنة 2019، هي أيضا سنة إيجاد حل جدي للكهرباء. وإذا لم يحصل ذلك، نكون قد فشلنا جميعا: الحكومة والمجلس (النيابي) والعهد”.

فهل “سيدعون رئيس الحكومة ينجز هذا الوعد”، كما سألت اوساط وزارية عبر “النهار”؟

من تابع كلمة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في “مهرجان ذكرى الشهداء القادة” السبت الماضي، لفته إستفاضة الاخير في الحديث عن موضوع الكهرباء الذي وصفه بإنه “أزمة حقيقية”.

 وبعد عرض مطوّل، أعاد نصرالله الى الاذهان “خطة” نقلها وزير الطاقة محمد فنيش عام 2006 الى إيران التي “إستجابت” لها، لكن “الحكومة اللبنانية في ذلك الحين” قالت “أبدا أبدا، إيران!”

وفق نصرالله الذي خلص الى القول: “حسنا أخي على مهلك، نحن قدمنا عرضاً ومنعتم، أئتونا بعروض من أصدقائكم، أتينا بأصدقائنا فرفضتم، أئتونا بأصدقائكم ولن نرفض”.

طبعا، بقي كلام الامين العام ل”حزب الله” في موضوع الكهرباء وغيرها خارج المناقشة ولو من باب التوضيح. غير ان هذا الغياب، لم يلغ تسجيل ملاحظات اولها من اوساط ديبلوماسية معنية بمؤتمر “سيدر” الذي رسم خريطة طريق لمعالجة هذا الملف المزمن فسألت عبر “النهار” عن التكنولوجيا التي تستخدمها إيران لتوليد الكهرباء في الجمهورية الاسلامية نفسها؟ وحددت سؤالها أكثر: “ما هو ال Turbine Gas (محرك الغاز) الذي تستعمله طهران لتوليد الطاقة عندها؟” ولم يفت المراقبين، ان هذا السؤال ينطوي على توضيح ان إيران نفسها تتكل على الخارج في توليد الطاقة.

الانظار في الساعات الماضية إتجهت الى الاجتماع الاول الذي ترأسه الحريري بعد نيل حكومته الثقة النيابية، والذي شارك فيه ممثلون عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت مساعدة لبنان في مؤتمر “سيدر”.

وعلمت “النهار” من اوساط المجتمعين ان الغاية الاساسية للاجتماع، هو “إدارة محركات” تنفيذ المؤتمر، بعد توقف إستمر شهورا سبق تأليف الحكومة. ولفتت الى ان هناك قرارا أساسيا إتخذه فريق عمل الرئيس الحريري قضى بالتوفيق ما بين ما تعهدت به الجهات المشاركة في المؤتمر وبين توجيه هذه التعهدات نحو القطاعات التي يتطلع لبنان الى إطلاق ورش العمل فيها، وفي مقدمها، قطاعات الطاقة والطرق والنفايات.

ويتكل الجانب اللبناني على دور أساسي للبنك الدولي الذي يمثل الجهة الابرز في المؤتمر ليكون “قائدا” يتولى توجيه المساهمات الاقليمية والدولية نحو القطاعات التي يركز لبنان الاهتمام بها.

لا تبدو القيادات السياسية غائبة عن معطيات “سيدر “الجديدة .

وما تغريدة رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط عبر “تويتر” الاخيرة سوى نموذجا من هذا الاطلاع على المعطيات.فهو غرّد قائلا: “…أما الكهرباء، فلنعد إلى عرض الصندوق الكويتي أو شركة Siemens مثلا. مشكورة الجمهورية الإسلامية (أي إيران)…”

في تحليل لشخصيات شيعية بارزة، ان كل ما يقال عن إستعدادت إيرانية لمساعدة لبنان، لم يترجم في يوم من الايام الى أفعال.

وتساءلت في معرض تعليقها على الكلمة الاخيرة لنصرالله: “لماذا لم تقدم طهران حتى الان لإثبات عزمها على مساعدة لبنان بإنشاء معمل لتوليد الكهرباء يغذي فقط الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “حزب الله” الاساسي، ما يشكل نموذجا يحتذى به بعد إنجازه”؟ وقالت هذه الشخصيات: “عندما تسمح طهران لنفسها، بتوريد السلاح المتطور للحزب من دون الحصول على موافقة السلطات اللبنانية، فمن المفيد ان تفعل ذلك في مجال الكهرباء على سبيل المثال”.

لا يحتاج المرء للتفكير فيما تعده طهران لبنان، كما فعلت منذ عقود ولا تزال.

ووفق الخبراء، فإن طهران تعتبر هذا البلد، مسرح نفوذ لمواجهة إسرائيل والغرب بقيادة الولايات المتحدة الاميركية.

وتوقف هؤلاء عند ما قاله بالامس وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في مؤتمر ميونيخ للأمن: “بالتأكيد، بعض الناس يسعون للحرب… إسرائيل”، مشيرا إلى أن “خطر (الحرب) هائل، وسيكون أفدح إذا واصلتم التغاضي عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي”.

وفي تحليل لما قاله رئيس الديبلوامسية الايرانية، فإن الحرب التي تحدث عنها الاخير سيكون احد اهم مسارحها لبنان.

وفي المقابل، كان لافتا دخول رئيس حزب “حوسين ليسرائيل”، رئيس هيئة الأركان سابقا، بيني غانتس، الحلبة الدولية للمرة الأولى. ففي خطابه الأحد الماضي، في قمة ميونخ للأمن قال غانتس: “لن تحصل إيران على سلاح نووي في عهدي”، مناشدا الحضور “لا تصدقوا أكاذيب ظريف”، وذلك بعد أن قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إن خطر الحرب ضد إسرائيل كبيرة جدا.‎ ‎

عن أي كهرباء يمكن للبنان ان يحظى بها من إيران؟

في ضوء الخطر الكبير الذي لا يزال يتهدد لبنان من النفوذ الايراني على اراضيه، والتهديد الاسرائيلي المستمر لإقتلاع هذا النفوذ، هل تريد إيران، إذا حسنت النوايا، ان تتفادى إنشاء معمل للكهرباء في الضاحية الجنوبية كي لا يكون هدفا عسكريا مقبلا لإسرائيل؟

ما يمكن قوله في ضوء التجارب، ان إيران لم تتعامل في يوم من الايام مع لبنان، إلا كمسرح عسكري. فهل تحدث معجزة وتغيّر طهران هذه النظرة بداية من قطاه الكهرباء؟

 

سجال "الزواج المدني": طموحات الحريرية تصطدم بالمؤسسة الدينية

منير الربيع /المدن/الثلاثاء 19/02/2019

سجال "الزواج المدني": طموحات الحريرية تصطدم بالمؤسسة الدينية كلما حاول الحريري إبراز تياره كعابر للطوائف ومدني، يجد نفسه محرجاً من أبناء بيئته

اتخذ الرئيس سعد الحريري موقفاً متقدّماً على قاعدته الشعبية، انسجاماً مع موقف وزيرة الداخلية، ريا الحسن، تجاه الزواج المدني. لكن اللافت أن الحريري جوبه برفض قاطع ومطلق، من قبل بعض النواب في كتلته مثلاً، ومن قبل دار الفتوى، ومن قبل جمهوره.

ترييف الجماعة

ليست المرّة الأولى التي يظهر فيها الشرخ بين توجهات الحريري، السياسية أو الاجتماعية، وبين جمهوره. لطالما حاول الحريري إبراز تياره كتيار عابر للطوائف. في كل محطّة سياسية أو انتخابية يسعى إلى تكريس ذلك، لكنه غالباً ما يجد نفسه محرجاً من أبناء بيئته وجمهوره. فالجمهور السنّي يعتبر نفسه بحاجة إلى زعيم يحتكره، بمعنى أن السنّة يريدون من الحريري تمثيلهم ولا تمثيل أحد غيرهم. مردّ هذا الشعور السنّي، والذي يفرض نفسه في حالة مواجهة مع ممثليه أو زعاماته، هو تحولهم إلى طائفة، بمعنى الجماعة المعتصبة لهوية مذهبية - سياسية. ما يعني دخولهم في لعبة الطوائف. وهو بالضبط الأمر الذي أراد الحريري دوماً الخروج منه، من خلال تمثيل تيار المستقبل بنواب ووزراء مسيحيين وشيعة..، غالباً ما تحاول قاعدته الشعبية أن تكبحه عن ذلك، وحصره في تمثيلها فقط. وهذا يدلّ على الصراع الذي تعيشه هذه البيئة، مع نفسها ومع زعامتها. الأساس في رفض الجمهور السنّي بغالبيته لفكرة الزواج المدني، لا بد من ربطها بترييف المجتمع السنّي، وابتعاده عن أنماط العيش المديني الذي لطالما كان يعيشها برحابة تاريخية موصوفة. البيئة السنية أصبحت بغالبيتها ريفية. وهذا ما نلمس تأثيراته وتداعياته، على الأصعدة السياسية والإجتماعية.

المؤسسة الدينية والمواطنة

قبل سنوات، سُئل الحريري عن موقفه من الزواج المدني، فأقرّ أنه يؤيده اختيارياً، وإن كان لا يختاره لنفسه. وهذا التعبير نوع من مراعاة البيئة والجمهور. البيئة نفسها، حتّى الآن، ترفض النظر إلى الأمر بأنه مطروح اختيارياً وليس إلزامياً. وفي السياق الذي اقترحت فيه الوزيرة ريا الحسن الشروع في حوار، لأجل إقرار الزواج المدني الاختياري، ما يعبّر عن رأيها الذاتي، وعن ثقافة معاشة من قبلها. هي لم تشر إلى أي إجراء تطبيقي في هذا الصدد. حدود الموافقة المبدئية من قبل الرئيس سعد الحريري، مؤشّر إيجابي. ولا بد من الثناء عليه. لكن البحث في هذا الموضوع، يجب أن يحدث في غرف مغلقة، بين هيئات تؤيد الزواج المدني وأطراف أخرى ترفضه.. على أن يكون الجميع معنياً، بشكل جدّي وجوهري، في هذا الملف، وبعيداً من المزايدات الإعلامية، وسحب كل ما يختزل فكرة الزواج المدني بأنه ضد الدين، والتركيز على أنه ليس ضد الدين، بل ضد المؤسسة الدينية. والشروع في تطبيقه هدفه تطبيق جزء من مفهوم المواطنة والمساواة بين عموم المواطنين، خصوصاً أنه سيكون "اختيارياً". هو موقف تقليدي لدار الفتوى، وفي كل مرّة يُطرح فيها هذا الملف، تتخذ دار الفتوى الموقف المحرّم لذلك. أسوأ ما في موضوع "الزواج المدني" الاختياري، هو أنه غير مفهوم من قبل رافضيه، ولا يخضع لنقاش عقلاني جدّي، بين هؤلاء الرافضين لهذا الطرح. الزواج المدني مسألة مختلفة عن الأحوال الشخصية الممسوكة من قبل الطوائف ورجال الدين. لا بد من التفريق بين الأمرين. فمثلاً، كان المسيحيون سابقاً في ظل السلطنة يعتمدون نظاماً إسلامياً للأحوال الشخصية. إذ مثلاً لم يكن هناك في الديانة المسيحية تشريع واضح في الميراث، وكان بإمكانهم اتخاذ ما يريدونه بمسألة الإرث، فقد يوافقون على بعض الطروحات الإسلامية وقد لا يوافقون بعضها الآخر. وهذا يتبدى من خلال الاختلاف في التطبيق.

الصمت المسيحي

مسألة الزواج المدني مختلفة عن الأحوال الشخصية والإرث. وهذا ما يخلق مشكلة لدى المسيحيين. فعقد الزواج هو سرّ من أسرار الكنيسة. أما في الإسلام فليس هناك ما يلزم بعقد الزواج من قبل رجال الدين. ما من نص ديني إسلامي يقول بجوب عقد الزواج من قبل رجل الدين، أو الشيخ، لأنه في الأساس لا يوجد رجل دين بأصل الدين، بمعنى أن لا رتبة لرجل الدين، والزواج في الإسلام هو مجرد عقد يحتاج إلى التوافق والإجهار بين الطرفين، وقد يعقده شخص مسيحي، أو ملحد أو ملتزم بالإسلام، ولا يلزمه سوى شهود لاكتساب صفة الإشهار. النقطة الأساسية تتعلق بمعنى الزواج، أو مضمون عقد الزواج. لذا، هي معضلة لدى المسيحيين، لأن "الزواج المدني" يتنافى مع الدين ومع السر المقدس الذي يتصف به طقس "الزواج". هو من أسرار الكنيسة، فالكاهن حكماً هو من يعقد هذا الزواج. اللافت هنا، هو الصمت المسيحي على السجال السائد الآن. مقابل خروج دار الفتوى ورجال الدين المسلمين، بكل قوة، رفضاً لهذا الطرح. رتبة رجل الدين في الإسلام غير موجودة، هي فكرة استجدّت تأثراً بالمسيحية، واستجابة لضرورات انتظام السلطة على المجتمع، زمنياً وروحياً. وهنا، لا بد من الإشارة إلى الفارق بين رجل الدين وعالم الدين في الإسلام، الذي ليس لديه أي رتبة أو وظيفة أو صلاحية.

المصلحة والمال

مشكلة إسلام السلطات والمحاكم الشرعية في رفض الزواج المدني، وتكفيره، يرتبط بنظام المصالح المتوفر من احتكار صلاحية الزواج والكثير من المعاملات. بمعنى استغلال الدين لتوطيد سلطة المؤسسة الدينية والإمساك عبرها بحياة الأفراد والمجتمع، والأهم هو ما تدرّ من أموال لصالح المؤسسات الدينية ورجال الدين. مثلاً، بإمكان أي قاض مدني غير ديني، أن يحكم بموجب الإقرار الفقهي الإسلامي، بمعنى سحب الصلاحيات من السلطات الدينية وإحالتها إلى المحاكم المدنية، وهذا لا يتنافى مع الدين. وعلى هذا الأساس، بالمقدور سحب السلطة من يد رجال الدين إلى المحاكم المدنية. وبالتالي، لا يكون المطلوب هو إلغاء التشريعات، بل فقط إحالة الصلاحيات والسلطات إلى العدل المدني، أو وزارة العدل بمعنى أوضح، مقابل أن يحكم القضاة المدنيون بموجب الفقه الديني. وهذا ما ترفضه المؤسسة الدينية بشكل قاطع، لرفضها التخلّي عن المكتسبات السلطوية المحققة لها وفق القواعد المعمول بها حالياً.

ما يتجنب رجال الدين المسلمين والمسيحيين الخوض فيه هو: ما صحة زواج ديني بالإكراه، على عكس قناعة ومعتقد وإرادة الراغبين بالارتباط، ألا يكون نفاقاً وكذباً؟ وما يتعمدونه هو فقط تضليل الرأي العام وحسب في تفسير كلمتي "مدني" و"اختياري".

 

الموسوي يُهدي "الكورنيت" إلى القوّات

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الثلاثاء 19 شباط 2019

بعد أن خمَدت نيران التّقاذُف الكلامي وحلّ العقل مكان التأزيم، وبعد أنّ جرى احتواء «الكلام النّيابي» وتداعياته عبر الركون إلى وضعيّةِ «تَبويس اللّحى» المعهودة كفعلٍ أتى من جرّاء ازدحام المخاطر وتراكمها مع خروج جن الطائفيّة من قُمقمِه، باتَ هناك مجال لإحصاء النتائج المُترتبة عن «غزوة البرلمان» بين النائبين نوّاف الموسوي ونديم الجميّل. بصرفِ النّظر عن التّطرُق إلى «طبخة البحص» التي كان بموجبها أنّ أوقفَ النّزيف الكلامي وردّت المحاور إلى جحورها، ليس لوجود نيّة في تجاهلها بل لسببٍ يعود إلى أنّ تفاصيلها باتت في متناول الجميع، لا بدَ من الحديثِ الآن حول بعض الأمور التي طبعت تلك الغزوة ونتائجها، التي قال فيها النّائب محمّد رعد أنها «صدرت عن انفعالٍ شخصي من أحدِ أُخواننا في الكتلة». في الدّرجةِ الأولى، خرجَ النائب نوّاف الموسوي أكثر المتضرّرين من ما جرى بعكس حزب الله الذي ظهر بمظهر الطرف الرّافض للشكل كما المضمون والحريص على رصانةِ اللغة، ما مكّنهُ من سحبِ عباراتِ الإشادة والإحترام من أفواهِ خصومه. لقد أجبرَ النّائب الموسوي، كما هو واضح، على تصحيح هفوته بنفسه، من خلاله وضعه أثناء المبادرة الأولى بمواجهة النّائب القوّاتي إدي أبي اللّمع بما يشبه «وضعية الاعتراف» التي قدّم خلالها الموسوي مضبطة إتهام بحق نفسه تخرج حزبه من «المعموعة».

في الثّانية أتى الحلّ على حساب الموسوي من خلال أولاً الإجتماع الذي عُقد مع «لجنة المتضررين» من الحادثة في مجلس النواب، ثم عبر «تصريح الإعتذار» الذي أذاعهُ النّائب رعد على مسامعِ الجميع، من دون وجود للموسوي على مقاعد الكتلة، بعد أن فضّل الإبتعاد عن الحرج.

هناك من يردّدُ أنّ الموسوي بكلامه ذا قد أحرج حزب الله لدرجةٍ أنّ الحزب لم يستطع الخروج من عبارات نائبه الغاضب، حتّى أنّه لمسَ استغلالاً واضحاً للكلام لدرجة أنّ حزب الكتائب مثلاً بنى افتراضات غير صحيحة أو مفهومة، ورفع سقوفاً، وحقن وجيّش مؤيديه، وعمدَ إلى إلصاق الكلام بالحزب رسميّاً، ما اوجبَ استحضار لغة السلاح وهو ما وجد به الحزب استغلالاً صرفاً غير بريء بُغية إقتناص أكثر من هدف بضربة واحدة.

وعلى نحوِ ذلك تكوّنت خلاصةً لدى المراقبين مفادها أنّ الموسوي أخطأ في تقديرِ توقيت طرح موقفه الذي قدّم خدمة مجّانيّة إلى الكتائب على أعتابِ محطتين رئيستين كان ينتظرهما حزب «الله وطن عائلة»: المؤتمر العام الـ ٣١، وزيارة الموفد السعودي نزار العَلولا.

أكثرُ من ذلك، ثمّة من يقول أن ّ«الموسوي» وكنتيجة لإنفعاله، بصرف النظر عن وجود أسباب دفعتهُ إلى ذلك، قد منحَ حزب القوّات جرعة دعم كان بأمسِّ الحَاجة إليها لتصحيح علاقته مع رئاسة الجمهوريّة، وبدل أنّ يرمي الدبّابة الإسرائيليةّ و «نحرقها بصاروخ كورنيت»، قدّمَ هذا الصاروخ إلى معراب لترمي الموسوي وكتلته النيابيّة به! لقد صوّرت القوّات نفسها من خلفِ كلام الموسوي انّها حامية شرعيّة لموقع رئاسة الجمهوريّة، علماً أنّها كانت قبل الفترة التي سبقت رمي الموسوي لقنبلته تخوضُ سلسلةً من المواجهات وحملات طاولت التيّار الوطني الحرّ خلال مرحلةِ تشكيل الحكومة، ولم تنأى برصاص القنص عن رئاسة الجمهوريّة، بعدما وضعت معراب الجهتين في سلّة «محاولات ضرب حضور القوات». ولم يكن من وراءِ استفاقتها الأخيرة وردَّها على الكلام القائل بأنّ «ميشال عون وصل ببندقيّة المقاومة» إلّا لتوفر نيّة لديها في إزالةِ شوائب مرحلة تشكيل الحكومة التي أثبتت أنّ القوات كانت أكثرُ من وقف بوجه موقع رئاسة الجمهوريّة من بوابة الجمع بين مطالب التيّار حكوميّاً. وعملاً بذلك تكون القوّات قد صحّحت علاقتها مع القصر على ظهرِ الموسوي! من جهةٍ ثانية، أظهرت الردود على كلامِ نائب حزب الله أنّ ثمّةَ فريقاً في لُبنان ما زالَ يُراهن على السلاحِ من أجلِ إجراء تغيير أو تبديل على المُعادلات في ظروفٍ سياسيةٍ ما، وهو ما دامَ يحتكمُ إلى لغة ِالسّلاح، وأمّا إدِّعاء وجود مخاطر كلّما «دق» فريق سياسي بأفكار هذا الفريق، هو تصرّف لا يستقيمُ من جهاتٍ تدّعي الحرص على المؤسّسات وديمومتها وحرّية قرارها. وقد نُظِرَ إلى تصرّف كُلٍّ من «الكتائب» و «القوّات» لناحية التهديد والتلويح بالسلاح، أنّهُ أقل صبيانة من كلام الموسوي نفسه! وإنّ هذان الفريقان لا يجدا أمامهُما من أجلِ شد عصب مناصريهم إلّا لغة التّخاطب المستمدّة من مرحلة الـ٧٥ ما تبعها وما سبقها، وهو تصرّف يزيل «ورقة التوت» المُتبقية، ويؤكد أنّ هناك فريقاً مستعداً للقبض على الزناد متى حانت الفرصة.

 

تلازم المسار بين الالتزام والتضحية  

د.مصطفى علوش/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 شباط 2019

طائر الشوك:

هناك أسطورة مشابهة لأسطورة طائر الفينيق تتحدث عن طائر زاهي الألوان، يصدح مرة واحدة في حياته بشدو أجمل وأعذب من أيّ مخلوق آخر على وجه الأرض.

من يوم مغادرته العش للمرة الأولى، يبدأ بالبحث عن شجرة عليق منذورة له، فلا يرتاح ولا يتوقف عن الطيران قبل أن يعثر عليها، وعندها يحطّ عليها ويشرع بالغناء الى أن يقترب من شوكة حادة ليغرزها في جسمه.

ومن خلال آلام الإحتضار، يتعالى الطير على معاناته لينشد أجمل الألحان لتسمعها كل البشرية، وحتى الملائكة تقف مشدوهة صامتة ناصتة لشدوه. والعبرة هنا هي أنّ الإبداع والكمال لا يمكن بلوغهما دون تضحيات مؤلمة.

في العام 1977، أصدر الكاتب «كولن ماك كلوغز» روايته المشهورة «طيور الشوك» والمعروفة أيضاً في لغات أخرى بـ«الطيور تختبئ لتموت» وهي تروي قصة رجل دين يقع في تجربة حبّ جارف لامرأة ومن بعدها يجبره واجبه على سلسلة من التضحيات.

وقد تحوّلت هذه الرواية الى فيلم سينمائي قام ببطولته الممثلان «ريتشارد تشمبرلاين» و«جين سيمونز» ونال شهرة واسعة في ثمانينات القرن الماضي.

بين الالتزام والتضحية

لم يكن يخطر ببالي كتابة هذه المقالة، فأنا لست في وارد إعطاء الدروس للغير، فلكل فرد ظروفه ومنطقه اللذان لا يتطابقان مع غيره من الأفراد، وبالتالي فإنه من غير الممكن إسقاط تجربة أيّ إنسان على تجارب الآخرين، ولا حتى اعتبار أنّ منطق ومبرّرات أيّ فرد، مهما بدت سامية، هي في النهاية ما يجب أن يحكم مسار الأمور ووقائعها. في المحصلة لا أريد أن أفرض تجربتي الشخصية ولا منطقي الخاص على الأصدقاء أو الزملاء أو الشخصيات الذين نذروا أنفسهم للخدمة العامة من خلال المواقع العامة في عز حشرة وضوضاء تاليف الحكومة تحت عناوين وطنية عامة أحياناً، ولكنها تصغر لتصبح عشائرية ومذهبية وشخصية في أحيان أخرى. ولكن إذا انطلقنا من أنّ المنافسة هي فعلاً على الخدمة العامة، ومن قناعتنا بأنّ المسألة ليست مرتبطة بقضية فرد بحدّ ذاته في السلطة، فإنّ الهدف السياسي والاقتصادي والاجتماعي من التنطّح لموقع عام يصبح أهمَّ بكثير من الرغبات وأحياناً الشهوات التي تحمل أيّ فرد منا على الإصرار على منافسة مَن هم يحملون العناوين نفسها ويسعون لتحقيقها من خلال وجودهم في السلطة.

لذلك، فإن كان هدف الفرد بهذا السمو، فإنه من الواجب طرح المسألة بموضوعية كاملة بناءً على الحسابات التي تتحكّم بها كيفية إنجاح العناوين السياسية العامة، وهذه المسؤولية يجب أن تُترك للقيادات التي اقتنعنا بكفاءاتها ونزاهتها لتختار وتمون على الجميع، حتى ولو لم نكن مقتنعين بشكل مطلق بمنطق اختيارها لأنّ ما تراه وتعرفه هذه المرجعيات قد يكون أوسع ممّا يعرفه الأفراد منا، وهذا منطق الأمور على كل الأحوال.

لماذا هذا الكلام الآن؟

لأنه بعد إنجاز التركيبة الوزارية المستحيلة، أصبح من واجب بعض منا أن يتفهّموا أنّ دورهم محدود بضوابط التقليد والمصالح المتبادلة، ومن المنطقي عندها أن يحاولوا المحافظة على الكرامة الشخصية بالإبتعاد ومراجعة الخيارات إلى حدّ الإعتكاف أو تغيير المسار.

إنّ مسألة الموقع العام لبعضنا هي تكليف للمزيد من الخدمة العامة وليس تشريفاً، وقد تضعهم هذه المسؤولية في نوع من الحَرج والمأزق عندما تتضارب قناعاتهم مع واقع الموقع وتشعّباته في المصالح المتضاربة والمتقاطعة بين أصحاب الحلّ والربط. في هذه الحال، قد يكون فقدان الموقع للسعي إلى الخدمة أفضل مخرج له من مأزق الوقوف على حافة السقوط... بعض هؤلاء لم يعتد على إطلاق هتاف «بالروح بالدم نفديك يا زعيم»، وقادرون على قول رأيهم بالملآن أمام الزعيم، حتى وإن خالفوا رأيه وأزعجوه بكلامهم الواضح، ومع ذلك فهم دائماً ينبرون للدفاع عمَّن قبلوا به رمزاً لالتزامهم.

إنّ مصيرية المواجهة المستمرة في لبنان تفرض علينا أن نضع تضحياتنا الشخصية في خدمة ما نؤمن به، حتى ولو كان على حساب بعض القناعات الجزئية لكل فرد منا، ولكن قد يكون من الواجب الوقوف والتأمّل بعد كل محطة.

 

«القوات»: هذه حدود العلاقة مع «الحزب»  

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 شباط 2019

من اللبنانيين الذين ناضلوا وصبروا لتحقيق لبنان، دولة الحقوق والإنسان، كاملة السيادة، يعوّلون على حزب «القوات اللبنانية» الذي يعتبرونه الغصنَ الثابت الأخير من قوى 14 آذار، الذي لم يُجرِ تفاهمات أو تسويات مع «حزب الله» قبل أن يُسلّمَ سلاحَه إلى الدولة ويخضع كبقية اللبنانيين للدستور والقوانين. التعاون الخجول بين «القوات» و«حزب الله» في الحكومة السابقة يبدو أنه يتظهّر أكثر في المرحلة الراهنة، فما هي حدودُه؟ البعض يسأل: هل تَخذُل «القوات» جمهورَ 14 آذار وتقبل بمنطق أنّ «ما باليد حيلة» أمام سلاح «الحزب» إلّا القبول بالأمر الواقع وإمرار الوقت بأقل مقدار ممكن من الضرر والنزاعات حتى يحين وقتُ «قطع ورقة» «الحزب» عسكرياً؟

يعتبر مؤيّدو توجّه «14 آذار» أنّ كل التفاهمات والسياسات مصيرها الفشل أو العرقلة في ظلّ وجود سلاح غير شرعي، في أيِّ يدٍ كان، مذكّرين بما حصل في 7 أيار 2008، ولافتين إلى وقوع حوادث أمنية كان آخرها رمي قنبلة «مولوتوف» على مركز حزب «الكتائب اللبنانية» في سنّ الفيل.

كذلك، يرى هؤلاء أنّ ما أعاق سياسات الرئيس الشهيد رفيق الحريري سابقاً، وسياسات الرئيس سعد الحريري لاحقاً، هو إقحام لبنان في سياسة المحاور والحروب المتكرّرة، وأنّ وجود «حزب الله»، ميليشيا مسلّحة على الأراضي اللبنانية، هو السبب المركزي الأوّل لتدمير كل مفاعيل ما عمل عليه الحريري الأب والحريري الإبن. ويقولون: «كنا شهدنا أضعافَ مضاعفة للناتج القومي خلال السنوات الماضية لو لم يُدخلنا «حزب الله» في الحروب المتعددة في مختلف الاتّجاهات».

ويعتقد هؤلاء «أنّ محاربة الفساد شبه مستحيلة في ظلّ دولة غير ناضجة وغير مكتملة الصفات، وأنّ أيَّ نموٍّ اقتصاديّ غير قابل للتحقيق فالمستثمر «جبان» ويهرب من حيث توجد «بندقية»، وقبل الشروع في أيِّ عملية إصلاح يجب تأمين الاستقرار، فهناك مَن يحتكر الخيار الأمني والعسكري للبلد ويجعله «إقطاعية» له». ويقولون: «لقد أَفقَروا الناس وأوصلوهم إلى اليأس والاكتفاء بالمطالبة بحقوقهم الأساسية البديهية لينسوهم الملفات الأكبر ووجود السلاح». لكن، هناك منطق آخر ينادي بـ»تأمين أكبر مقدار من الاستقرار في البلد من دون الذهاب إلى مواجهات عقيمة لا تؤدّي إلّا إلى الاضطراب»، وهذا المنطق أدّى إلى تحالف بين «التيار الوطني الحر» برئاسة العماد ميشال عون آنذاك و«حزب الله»، كذلك دفع الحريري إلى أن يتشارك مع «حزب الله» الحكومات وإجراء التفاهمات والتسويات معه بمعزل عن سلاحه.

ويبدو أنّ «القوات» اقتنعت بهذا المنطق، إنما وفق معاييرها وحدودها الخاصة. فـهي مستمرّة في ربط النزاع مع «الحزب» الذي بدأ منذ عام 2005، وتعتبر أنّ اللبنانيين أمام ثلاثة خيارات:

ـ الأول، العودة إلى السلاح، الأمر الذي رفضته قوى «14 آذار» منذ اللحظة المليونية عام 2005 في ساحة الشهداء.

ـ الثاني، مقاطعة الدولة والطلاق السياسي، الأمر الذي رفضته أيضاً قوى 14 آذار.

ـ الثالث، المساكنة مع «حزب الله».

وتؤكّد «القوات» «أننا مستمرّون في النهج نفسه الذي أرسي منذ اللحظة الأولى لتظاهرة 14 آذار ولا خيار إلّا خيار تقوية الدولة وتوسيع هامش حضورها والمحافظة على الاستقرار، إضافةً إلى التمسّك بسياسة «النأي بالنفس» ورفض أيّ خرق لهذه السياسة، كذلك التمسّك بمرجعية الدولة وأحادية اصلسلاح في يد الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية». وترفض «القوات» القول إنها «تهادن» الحزب، فـ»هناك توازن قائم على مستوى الدولة بين القوى السياسية الرئيسة التي أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة».

أمّا القاعدة التي تسري على علاقة «القوات» بـ«حزب الله» في المرحلة الحالية فهي «التعاون في المؤسسات ضمن قوانين اللعبة وقواعدها والملفات المطروحة على بساط البحث».

وبالنسبة إلى «القوات» هناك دائماً في كل علاقاتها وتحالفاتها ومقارباتها قاعدة واستثناء. والقاعدة التي تسري على علاقة «القوات» بـ«حزب الله» في المرحلة الراهنة هي التعاون في كل الملفات داخل المؤسسات الدستورية باستثناء الموضوع الخلافي الكبير بينهما ويعترفان به، وهو الاختلاف في النظرة الاستراتيجية الى دور لبنان وسلاح الحزب». أمّا الاستثناء فهو الاشتباك بين «القوات» و«الحزب» داخل المؤسسات، على غرار الاشتباك الأخير في مجلس النواب حول رمزية الرئيس الشهيد بشير الجميل».

ولكن بالنسبة إلى «القوات» توضّح أنّ «الحزب ليس في وارد العودة إلى منطق القطيعة وأنّ ما حصل هو الاستثناء وخروج عن القاعدة وأنّ «الحزب» يرغب الاستمرار في التعاون داخل المؤسسات وتحت سقفها».

ولدى «القوات» الرغبة نفسها، فهي «في حالة ربط نزاع معه في المواضيع الاستراتيجية بغية بناء دولة حقيقية وفعلية مُمسكة بقرارها الاستراتيجي. وفي انتظار ذلك تحرص على أن يتمكّن اللبناني من العيش بكرامة في دولة غير فاسدة تقدّم له المتطلبات الحياتية الضرورية».

ومن هذا المنطلق، «القوات» على استعداد للتواصل مع أيّ فريق سياسي يتقاطع معها على المفاهيم نفسها المتعلقة بإدارة الدولة ولجهة التزام القوانين المرعية، والتعاطي بشفافية. وإنّ تعاونها وتعاملها مع «الحزب» محصور «في هذه المواضيع وتحت سقف المؤسسات فقط لا غير».

وفي هذه الأجواء يَظهر «ودٌّ» مفاجئ بين عدد من نواب الحزبين ووزرائهما، أمّا توجيهات رئيس «القوات» سمير جعجع في هذا الصدد واضحة وهي:

التعامل والتواصل مع «الحزب» كوزراء «القوات» وفق «القاعدة الراهنة» ولا نقبل أيَّ تعاطي للآخرين مع وزرائنا إلّا على أساس أنهم وزراء «القوات» وليس وفق أسس أو حساسيات شخصية.

ويبدو أن لدى الحزبين رغبة ورؤية مشترَكة للعلاقة بينهما وحدودها «التعاون والتواصل داخل المؤسسات في كلّ الملفات باستثناء ملف السلاح»، وتقول مصادر «الحزب» لـ«الجمهورية» إنّ «هناك تعاوناً بيننا وبين وزراء «القوات» منذ الحكومة السابقة ولكننا غير متفقين سياسياً، فنحن و«القوات» خصوم في السياسة والعلاقة مع هذا الحزب رسمية، وقد نتّفق فقط في بعض الملفات في مجلس النواب أو في مجلس الوزراء».

 

حدّيات دقيقة تنتظر الحكومة  

بروفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 شباط 2019

مقالات خاصةخاص "الجمهورية": لمَن براءة الاختراع!؟خاص "الجمهورية": "إنتفاضة" وحركة جديدةخاص "الجمهورية": لا صمت أميركياًالمزيدأكثر من 6 مليارات دولار أميركي عجز الموازنة في العام 2018. هذا الرقم مُرشّح بقوّة إلى الإرتفاع إلى أكثر من 7 مليارات د.أ في العام 2019 نتيجة الإستمرار في الإنفاق وضعف النمو. وإذا كان على الحكومة، بعد نيلها الثقة، أن تُنفّذ بنود البيان الوزاري، إلا أنّ التداعيات المالية الإيجابية لهذه البنود لن تكون سريعة بغياب الضرائب.

بعد نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي، لم يعد أمامها إلا تنفيذ ما ورد في البيان الوزاري من إصلاحات ومشاريع، وهنا تظهر مشكلة رئيسية وهي عجز الموازنة، الذي تخطّى العام 2018، بحسب تقديراتنا 6 مليارات دولار أميركي وبالتالي ونتيجة الـ momentum في الإنفاق العام، ضعف النمو، والتأخّر في إقرار موازنة العام 2019، من المتُوقّع أن يرتفع العجز في العام 2019 إلى أكثر من 7 مليارات دولار أميركي كما تُشير النماذج الحسابية.

توقّعات غير مُشجّعة في 2019

توقّعاتنا للنمو الإقتصادي في العام 2019 ستكون بحدود 1.65%، أي أنّ الناتج المحلّي الإجمالي الإسمي سيكون بحدود الـ 62 مليار د. أ. هذا النموّ سيأتي كنتيجة لتشكيل الحكومة فقط، نظراً إلى أنّ الإستثمارات التي ستقوم بها الحكومة اللبنانية بحاجة إلى أكثر من عام لدفع المفعول الإيجابي المنشود على المالية العامّة.

إذاً، وبفرضية أن لا عقبات سياسية تمنع تنفيذ البيان الوزاري، وأن لا ضرائب في موازنة العام 2019، يحتاج الإقتصاد إلى أكثر من سنة كي يبدأ تسجيل نسب نمو تتراوح بين الـ 2 إلى 5% بحسب حجم الإستثمارات. وبالتالي، سيستمرّ العجز في الموازنة بالإرتفاع تحت تأثير ثلاثة عوامل:

1- حجم العجز في موازنة العام 2018.

2- إرتفاع خدمة الدين العام بسبب إرتفاع الفوائد (عالميًا وداخليًا).

3- إستمرار الإنفاق خصوصاً في ملف الكهرباء وكتلة الإجور.

خيارات الحكومة

مما تقدّم، يظهر لنا أنّ أمام الحكومة ثلاثة خيارات:

الأول، عدم القيام بأي خطوة إلا الإصلاحات والإستثمارات المنصوص عنها في البيان الوزاري (من دون ضرائب)، وهذا الأمر سيؤدّي إلى رفع العجز إلى مستويات تفوق الـ12% من الناتج المحلّي الإجمالي، مما يُصعّب عملية الإلتزام بشروط «سيدر». هذا الخيار محفوف بالمخاطر الفعلية نتيجة وجود وكالات التصنيف التي لا تنفك تُصدر تقارير يومية عن لبنان، كأن لبنان أصبح شغلها الشاغل.

الثاني، رفع الضرائب، ممّا لهذه العملية من مفعول فوري على الخزينة. لكن التجربة الأخيرة لرفع للضرائب في العام 2017، أظهرت أنّ التهرّب الضريبي يزيد مع رفع الضرائب، وبالتالي ستتوجّه الحكومة أكثر إلى الضرائب المباشرة على الإستهلاك (الضريبة على القيمة المضافة، ضريبة على البنزين، الرسوم...).

والجدير ذكره أن هناك بنداً في البيان الوزاري يتحدّث عن «توسيع قاعدة المُكلّفين»، وهذا يعني في الدرجة الأولى زيادة الضرائب. إلا أنّ مثل هذه الخطوّة قد لا يتقبّلها المجتمع اللبناني ولو من باب التضحّية لإنقاذ الوطن. الثالث، القيام بعمليّات إصلاحية محدودة تسمح بجمع أموال تكفي لتغطية الزيادة في العجز وبالتالي الحفاظ على مستوى عجز موازٍ للعجز في العام 2018. وهذا هو التحدّي الذي يواجه الحكومة اليوم.

ومن بين الإجراءات التي يُمكن للحكومة القيام بها، إعادة فرض رسوم جمركية على البضائع المستوردة، ضبط الإستيراد لمنع التهرّب الجمركي، التشدّد في الجباية أقلّه 10 إلى 20%، خفض الإنفاق الجاري (السفر، تعويضات اللجان، التجهيزات...).

بالطبع، قد تعمد الحكومة إلى مزج الخيار الثاني والثالث بهدف تعظيم لجمها للعجز المتوقّع. إلا أنّ أي خيار تقوم به الحكومة من بين هذه الخيارات سيفرض حكماً محاكاة ماكرو إقتصادية (وليس حسابية) لمعرفة التداعيات الفعلية على المالية العامّة وعلى الإقتصاد، كما ودرس المخاطر التي قد تتأتى من تردّي تصنيف لبنان الإئتماني.

ماذا عن مصرف لبنان؟

سُئل أحدهم يوماً عن عمره، فأجاب عمري 40 عاماً.. مضت عشرة أعوام وسُئل مرة ثانية عن عمره فقال 40 عاماً. وهنا قيل له: كان عمرك 40 عاماً منذ 10 سنوات فكيف يكون عمرك 40 عاماً اليوم؟ فأجاب أنا رجل لا أغيّر كلامي! وهذا شأن الذين يشنوّن هجوماً متواصلاً على مصرف لبنان.

فعلى رغم من أنّ مصرف لبنان استطاع الحفاظ على الليرة وعلى مالية الدوّلة، عبر تمويلها خلال كل الحقبة الماضية وما واكبها من ظروف سياسية وأمنية وإجتماعية جمّة، لا يزال هؤلاء على كلامهم ويُشكّكون بقدرة مصرف لبنان على الإستمرار في سياسة الثبات النقدي والمُحافظة على سعر صرف ليرة ثابت.

مصرف لبنان يتمتّع بالقدرة على مواكبة الحكومة في عمليتها الإصلاحية، وهو مُستعدّ للتمويل ويملك الوسائل لذلك، وهذا باعتراف كل التقارير التي صدرت من البنك الدولي، غولدمان ساكس، وغيره. هذا الأمر محسوم لكنه في الوقت نفسه مشروط بوضع حدّ لعجز الموازنة، الذي هو الشرط الأساسي لمؤتمر «سيدر». إذاً، مصرف لبنان الذي يحمل على عاتقه السياسة النقدية، لا يُمكن أن يحلّ مكان الحكومة التي من مهامها وضع السياسة المالية، وبالتالي هناك مسؤولية على الحكومة تجاه شعبها وتجاه المجتمع الدوّلي وتجاه مصداقيتها بتطبيق البيان الوزاري.

من هذا المُنطلق، نرى أن هناك إحتمالات مُرتفعة أن يدخل لبنان مرحلة من النهوض الإقتصادي، والتي قد تظهر بوادرها إبتداءً من العام المُقبل وتبدأ من القطاع العقاري.

هل ستنجح الحكومة في عمليتها الإصلاحية؟

الحكومة (ومن خلفها المجلس النيابي) تملك القرار الإقتصادي. لذا فإنّ الخلاف السياسي يُعتبر الخطر الأول والأكبر على عمل الحكومة بغض النظر عمّا ستقوم به من إجراءات إقتصادية.

والجدير ذكره، أنّ أي إجراء مهما كان نوعه تقوم به الحكومة في المُستقبل القريب والمُتوسّط، ستكون له تداعيات إيجابية وفورية على الإقتصاد اللبناني وعلى المالية العامّة.

إلّا أنّ الحكومة ستمّر بثلاثة إمتحانات أساسية تُظهر مدى صلابة حكومة الوفاق الوطني أو هشاشة هذا الوفاق. هذه الإمتحانات هي: ملف الكهرباء (الإمتحان الأكبر)، ملف النفايات، وملف التوظيف في القطاع العام. لذا سنرى في المُستقبل القريب إشارات من الحكومة حول هذا الأمر في أولى جلساتها، وسيكون حكم الأسواق على عمل الحكومة عند رفعها لمشروع موازنة العام 2019.

 

ستريدا جعجع للموسوي: سلِّملي على «السيد»

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 شباط 2019

على رغم أنّ السجال بين عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي ونواب من حزبي «الكتائب» و«القوات اللبنانية» ترك في حينه آثاراً سلبية، تجاوزت جدران مجلس النواب الى الأرض المهيّأة للاشتعال السريع، إلّا أنّ مبادرة «حزب الله» الى احتواء الموقف ومعالجته بالتي هي أحسن لم تُنهِ المشكلة المستجدّة فقط، بل سمحت بفتح أقنية تواصل بين «الحزب» و«القوات»، تبادل عبرها الطرفان الرسائل الإيجابية.

يعلم «الحزب» و»القوات» أنّ الخلافات السياسية التي تفرقهما هي من النوع الاستراتيجي والعميق الذي لا يمكن تخطيه قريباً، إلّا انهما يعلمان أيضاً انّ استمرار الاشتباك بينهما بالاسلحة الثقيلة حول القضايا الخلافية الاساسية هو اشتباك عبثي لن يُفضي الى أيّ نتيجة، ما دام كل طرف متمسّكاً بخياراته المعروفة، إضافة الى انّ توازنات التركيبة التوافقية في لبنان لا تفسح المجال أصلاً امام غلبة فريق على آخر، وبالتالي كان لا بد للجانبين من أن «يتعايشا» في مجلسَي الوزراء والنواب، حيث تختلط احياناً الأوراق والاصطفافات تبعاً للملف.

أكثر من ذلك، أظهر «حزب الله» خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، وتحديداً في مرحلة خلاف «التيار» - «القوات»، حرصاً على تمثيل معراب ما دام الهدف هو تأليف حكومة وحدة وطنية تضمّ الجميع، وهذا ما سمعه الوزير جبران باسيل من السيد حسن نصرالله اثناء احد اجتماعاتهما.

وبدورها، مالت «القوات» أخيراً الى تخفيف الصدامات المباشرة مع «الحزب» على خطوط التماس السياسية، وأبدت استعداداً للتعاون معه في مجال مكافحة الفساد والمسائل الإجرائية المتعلقة بشؤون الدولة والناس، الامر الذي لا يرفضه «حزب الله»، بل إنّ أوساطاً قريبة من قيادته تؤكد إمكان حصول تقاطعات بين الطرفين في مواجهة الفساد والتحدّيات الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل أولوية المرحلة الحالية.

من هنا، أتى التوتر خلال مناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب خارج هذا السياق، لكنّ اللافت أنّ قيادتي «القوات» و«الحزب» أرادتا تطويق الإشكال الطارئ سريعاً وحصر تداعياته، وإن تكن الإنفعالات التي تلت مداخلة الموسوي قد دفعت بعض مسؤولي «القوات» الى تصعيد نبرتهم، انما من دون قطع خيوط التواصل مع «الحزب» في الكواليس بغية إيجاد مخرج مناسب من الزاوية.

وفي الوقائع، علمت «الجمهورية» أنه وبعد الموقف الحاد الذي صدر عن الموسوي، حصل تواصل مباشر بينه وبين زوجة رئيس «القوات» النائب ستريدا جعجع التي حاولت تشجيعَه على معالجة الأمر. كان الموسوي يؤدي الصلاة حين رنّ هاتفه الخلوي مرة أولى ثمّ ثانية تباعاً.

لم يقطع نائب «الحزب» صَلاته، لكنه بعدما انتهى منها دقّق في رقم المتصل فلم يعرفه. وما لبثت أن وصلته رسالة نصية باللغة الانكليزية ورد فيها: «أحاول الاتّصال بك. أنا ستريدا جعجع».

على الفور، اتصل الموسوي بجعجع التي بدت متحمِّسة لتطويق ذيول المشكلة، قائلة له: «يا سيد.. شوف وضع البلد قديش حساس، وأيّ شيء يصدر عنك الآن من باب تصحيح ما وقع، بيكبرك ولا يصغرك. تجاوب الموسوي مع مسعى ستريدا، وأجابها على وقع سعاله: «طمني بالك.. سيكون هناك حلّ، ولو لم أتعرّض لـ«سفقة هوا» بعد خروجي من المجلس لكنت قد توليت بنفسي التوضيح».

في هذا الوقت، كان الموسوي يتشاور مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد حول الصيغة التي يمكن اعتمادها لتصحيح ما بدر منه في المجلس النيابي، واقترح عليه نصّاً يتطابق الى حدٍّ كبير مع ذاك الذي تلاه رعد لاحقاً.

بعد التوضيح والاعتذار، عاودت ستريدا جعجع الاتصال بالموسوي، مشيدة بالمبادرة، وقالت له: «ما جرى يا سيد كبّرك، وهو شهادة على نبلكم ومناقبيّتكم. انتم تخاصمون بشرف وتتفقون بشرف»، ثم أضافت قبل ان تقفل الخط: «سلّملي على «السيد» (نصرالله)».

وكان الموسوي قد التقى عقب مداخلته الحادة بالنائب القواتي ادي ابي اللمع، وشرح له أنّ ردَّه في المجلس أتى نتيجة إنفعال شخصي، هو إبن ساعته، ولا يعكس بتاتاً سياسة «حزب الله».

كذلك أبلغ اليه أنّ السيد حسن نصرالله لن يكون راضياً عمّا حصل، «لأنّ قرارنا هو الانفتاح على جميع الكتل النيابية لإنقاذ البلد، وبالتالي نحن لسنا في وارد الخوض في نزاع داخلي مع «القوات» أو أيّ جهة لبنانية أخرى». ولاحقاً، اتصل ابي اللمع بالموسوي، ولفته الى «أنّ القصة كبرانة، ويجب أن تفعلوا شيئاً لتبريد الوضع». وهكذا كان.

كيف ينظر الموسوي الى التجربة التي مرّ فيها؟

يُنقل عن الموسوي قوله في مجالسه الخاصة: «نعم، انا انفعلت وغضبت، ولم يكن لديّ أيُّ حرج في معالجة المسألة بالطريقة التي تحمي السلم الاهلي والاستقرار الداخلي، لأنني لم أكن أصلاً في وارد التصعيد، وأنا غير مكابر وأملك جرأة الإعتراف بالخطأ وجرأة تصويبه، وهذه هي ثقافة «حزب الله» ومدرسته، خلافاً لمَن يمكن ان يذهب الى حرب أهلية حتى لا ينزل عن حصانه. وعليه، أنا كنت مستعداً من أجل راحة اللبنانيين وسلامتهم لأن ألملم الموضوع بأمه وأبيه، لأنّ البلد أهم منا جميعاً ولن أتسبّب في إيذائه من باب الإصرار على رأي أو موقف».

ويتابع: «ربما الايجابية الوحيدة التي يمكن استنتاجُها ممّا وقع هي أنّ تهمة الصلة بإسرائيل باتت مهينة ومستفزة لأيٍّ كان، وهذا تقدم ثقافي ووطني لا يقدَّر بثمن».

 

لبنان يعود إلى التسعينات

نديم قطيش/الشرق الأوسط/19 شباط/19

إنها تسعينات القرن الماضي في بيروت من دون ألق التسعينات وطاقتها. التسعينات اليوم بما هي تسليم واقعي بالوصاية الإيرانية، نظيرة الوصاية السورية الأسدية سابقاً.

لا مؤتمر سلام الآن بحجم مؤتمر مدريد. لا فجر دولياً جديداً كمثل الفجر الذي أعلن بزوغه انهيار الاتحاد السوفياتي، وولادة وهم «نهاية التاريخ» بحسب عبارة فرنسيس فوكوياما التي عاد وأجرى حولها نقداً ذاتياً عميقاً. ولا فورة اقتصادية في العالم يحلم لبنان ركوب موجتها، ولا عولمة نشطة متوثبة تضج بالأفكار والوعود والآفاق. ولا استقرار إقليمياً، عربياً تحديداً، مرعياً بالوجود الأميركي المباشر في الخليج بعد حرب الكويت. لا شيء من كل هذا، ما جعل الركون إلى الوصاية ممكناً، وجعل الاعتقاد بأن في القبول الظرفي بالوصاية، تواطؤاً مبرراً على الوصاية نفسها.

إنها التسعينات دون كل ما سبق، سوى جلافة الوصاية الإيرانية على الحياة السياسية والوطنية في لبنان، التي تثبتت عبر انتخابات نيابية أعطت «حزب الله» أغلبية برلمانية، بعد نجاح الحزب في فرض مرشحه إلى رئاسة الجمهورية، ومن ثم الوصول إلى حكومة، ما ولدت إلا بتحقيق غالبية شروط «حزب الله» السياسية، والتحاصصية.

وليس أدل على اللحظة التسعينية هذه، من ملمحيْن، أعلنا عملياً إحالة السياسة إلى التقاعد، والاكتفاء بالإدارة الخدمية، كخلاصة وحيدة للعمل السياسي في لبنان. فرئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، أقر في مقابلة مع هذه الصحيفة، بأن «أحداً لا يريد المواجهة الآن»، من دون الاعتراف بانتصار إيران...

في حين تميز احتفال إحياء الذكرى الـ 14 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، بخطاب لنجله الرئيس سعد الحريري، خالٍ من السياسة، أو من عناوين الصراع السياسي، بل إن ما استعيد من تجربة الرئيس الشهيد في الوثائقيات المعدة للمناسبة، صب كله في خدمة التوجه الجديد للحريري وهو التركيز على الناحية الإعمارية، والإنمائية، والاقتصادية للحريري الأب، بلا أي صلة بالمشروع السياسي المولود من رحم الاغتيال.

ولعل فائض الاحتفال الذي شهدناه خلال الأيام الماضية باعتذار «حزب الله» عن تصريحات أحد نوابه بحق الرئيس بشير الجميل وفريقه السياسي كما بحق الرئيس ميشال عون، ما هو إلا بسبب الإدراك الحقيقي لحجم هيمنة الحزب على البلاد والعباد، ما جعل الاعتذار مفارقاً لسطوة الحزب وموقعه واقتداره. بدا الاعتذار كأنه انتصار هائل على «حزب الله» يتوق له لبنانيون كثر، وتواضع غير متوقع منه، وهو في الحقيقة لا يعدو كونه اعتذار الخاطف من رهائنه بسبب إهانة غير مبررة هنا أو فائض فظاظة هناك.

الحقيقة أن اعتذار «حزب الله»، لا يغير من قراءته لعلاقة جزء من اللبنانيين مع إسرائيل، لا سيما خلال فترة اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 وقبلها خلال فصول الحرب الأهلية، ولا يغير أيضاً في قناعته الراسخة أن بندقية «حزب الله» هي من أوصلت عون إلى رئاسة الجمهورية، وهذا صحيح، مهما بالغنا في حجم الدور الذي لعبته التنازلات السياسية المؤدية لانتخاب عون. فهذه التنازلات بالمحصلة تنازلات من أخذ علماً بأن سلاح «حزب الله» سيمنع انتخاب رئيس آخر، ما لم يتم التوافق على عون.

لكن «حزب الله» المدرك أنها التسعينات، بمعنى الإقرار الوطني العام بوصايته، ما كان يريد لرعونة أحد نوابه أن تسمى الأشياء بأسمائها بهذا الشكل، فاختار الاعتذار، وإعادة الأمور لتكون محكومة بخطاب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله عشية تشكيل الحكومة.

في ذلك الخطاب، وبينما كانت الساحة الإعلامية تشهد أعنف اشتباك سياسي بين الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، تدثر نصر الله بجلباب حافظ الأسد، وتوجه إلى «أشقائه» اللبنانيين، بأن تآلفوا وترفّعوا عن النكايات السياسية، وخففوا من غلواء الاشتباكات، وغير ذلك من قاموس الإدارة السورية للبنان وسياسييه وخلافاتهم. بدا فوق البلاد، وصياً كما ينبغي للأوصياء أن يكونوا، هادئاً، حكيماً، حريصاً، ممسكاً عند عتبة بابه بمفاتيح الحلول والتسويات وجوائز الترضية للمتخاصمين.

لكن السياسة متحركة، وهنا بيت القصيد. لا يلام، الآن، من أقروا بهيمنة «حزب الله» على لبنان. فهذا واقع سياسي يفرضه توازن القوى على الأرض، وتوازن اللحظة في الإقليم، وهي متغيرة أيضاً، ورجراجة إلى الحد الذي يبعث الأمل بأن لعبة الانتظار ليست بالضرورة لعبة خاطئة، إن أُحسنت إدارتها. والحقيقة أن الكل ينتظر. إيران تنتظر أن يتغير الرئيس في أميركا، قبل انتهاء ولايته أو معها، وحلفاء أميركا ينتظرون أن يتغير نظام إيران أو سوريا أو معادلة إيران في سوريا، أو أن يتغير أي شيء... والكل يسعى بما أوتي أن يُنضِج التغيير المنتظر لصالحه.

المخيف، أن لبنان بين هؤلاء هو الأقل قدرة على تقرير مصيره، والتدخل في لعبة الإنضاج السارية. وطأة التسعينات ثقيلة بلا متنفسات الأمل يومها. بلا معارضة سياسية مسيحية ولا حركة طلابية حيوية وبلا صحف، كـ«النهار»، التي ظلت مصنعاً للعصب السيادي، فكان أن عوقبت بسمير قصير وجبران تويني، وبلا كنيسة مقاتلة ككرسي البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، وبلا حجم رفيق الحريري الذي ظل خلية سيادية نائمة حتى حان وقت التحرير فمضى إلى شهادته.

 

حزب الله على طريق «اللبننة» أو أكثر بكثير؟

 نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 19 شباط 2019

أكثر من تساؤل أثارته، منذ الانتخابات النيابية وباتت أكثر جلاء في الأيام الأخيرة، إشارات جديدة أطلقها حزب الله في الداخل اللبناني، من دون إظهار أي صلة لها بدوره الإقليمي. أكثر من أي وقت مضى يلتفت إلى ملفات الداخل، كأنه يجرّب «اللبننة»

ينكر خصوم حزب الله عليه «اللبننة». بينهم مَن فسّر موقفه الأخير في مجلس النواب (15 شباط)، بإزاء السجال المتوتر على الرئيس بشير الجميّل، أنه يتعمّد إرساء معادلة جديدة، يخاطب بها منتقديه وخصومه في الفريق المسيحي، مفادها الآتي: تسكتون عن سلاحنا الإيراني، نسكت عن سلاحكم الإسرائيلي.

قد لا يكون حزب الله أراد، فعلاً، معادلة كهذه، من دون أن ينكر بدوره على نفسه التصاقه بإيران سياسياً وعقائدياً ودينياً. في جانب من التبريرات التي قدّمها بعد «هفوة» النائب نواف الموسوي (الأربعاء 13 شباط)، حرصه على الاستقرار وعدم الانتقال بالاشتباك إلى الشارع، وبين الطوائف، جراء ردود الفعل السلبية التي تسبب فيها ما عُدّ انفعال الموسوي. اضطلع الحزب بدور مماثل في كانون الثاني 2018، بتدخل مباشر، لفض الاشتباك بين التيار الوطني الحرّ وحركة أمل بعدما تسبّبت «هفوة» للوزير جبران باسيل بنزول شيعي إلى الشارع، شأن النزول المسيحي إلى الشارع مساء الأربعاء.

كأي من الأحزاب اللبنانية الأخرى، يريد حزب الله الظهور بمظهر أنه في قلب «اللبننة»، كما لو أن ليس له هذا الحجم الإقليمي الكبير، والدور المؤثر في أكثر من دولة بدءاً من سوريا انتهاء باليمن. عند هذا الدور تتقاطع حربه مع إسرائيل وتهديده إياها بالدخول إلى فلسطين حتى، وحربه على الإرهاب والتكفيريين في لبنان وخارجه، وصولاً إلى أن ناط بنفسه الدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد والذهاب إلى أبعد من ذلك في الخليج العربي حتى. في الآونة الأخيرة أضحى معظم خطابه يدور في الملفات المحلية وأخصّها الأزمات الاقتصادية والمعيشية، بكلامه عن الفساد والكهرباء والدواء وإهدار المليارات، وحملته على الصفقات والتوظيف العشوائي في الإدارات الرسمية ومصاعب المستشفيات والعجز المالي والفضائح المستشرية، راغباً في حملها إلى القضاء.

لا تقلل من حاجته إلى هذا الدور الجديد النتائج المفاجئة التي تلقفها في الانتخابات النيابية الأخيرة، وخصوصاً في الدائرة الأم لديه في بعلبك - الهرمل، والأرقام الصادمة. حاز أول الفائزين من كتلة الحزب إيهاب حمادة 18 ألف صوت، بينما حاز أول الفائزين في اللائحة من خارج الحزب اللواء جميل السيّد ضعف الأصوات تقريباً وهو 33 ألفاً. أما وزير الحزب حينذاك حسين الحاج حسن ورأس مرشحي الحزب، فحلّ سادساً بنصف أصوات السيّد. كانت تلك أولى الإشارات السلبية كي يلتفت أكثر إلى الداخل.

ليس آخر الوجوه غير المألوفة عن حزب الله، موقف النائب محمد رعد في مجلس النواب بالذات، والطريقة التي عبّر من خلالها عن تنصّله من ذلك الانفعال، من غير أن يتوهم أحد أن الحزب غيّر في نظرته إلى الرئيس الراحل. من قبل تأكيد أمينه العام السيد حسن نصرالله أن وزير الصحة ليس حزبياً بل قريباً منه. قبل هذا وذاك، إصراره على الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وتمسكه القاطع باتفاق الطائف، والظهور بمظهر المحايد، غير المعرقل، في المخاض الطويل لتأليف الحكومة. ناهيك بنفيه عنها صفة «حكومة حزب الله» وقوله إنها حكومة ائتلاف وطني.

يطرح خصوم حزب الله أكثر من علامة استفهام عن مآل تحوّل متدرّج، بدأ عام 1992 بكتلة نيابية فحسب، وانتهى - بصبر طويل على الطريقة الإيرانية - بعد أقل من ثلاثة عقود إلى أن يصبح ذا دور مقرّر في كل الاستحقاقات الدستورية: بعد رئاسة الجمهورية (2016) والقانون النسبي للانتخاب (2018)، جاء دوره - من دون صلاحيات - كي يساهم في تأليف ثالثة حكومات الحريري (2019)، إلى حد اتهامه أنه الشريك الثالث غير الدستوري لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف. من مرحلة عُدّ فيها سلاحه مصدر اضطراب كانت أحداث 7 أيار 2008 أفضل دليل، إلى مرحلة حالية عنوانها الاستقرار. يكاد حزب الله أكثر من أي وقت مضى بلا خصوم داخل السلطات، بمَن فيهم أعتاهم كحزب القوات اللبنانية الذي أضحى بدوره شريكاً له داخل السلطة، يضاهيه في الكلام عن مكافحة الفساد، ويصفه خصوصاً بـ«الخصم الشريف»، ويقترب من مهادنته.

لم يعد الحريري يُسمع يتحدث عن السلاح، بل يفضّل كف «شرّ» الحزب عن دول الخليج العربي، ويقول إنه يتنازل في سبيل الاستقرار. ثم يقول إن سلاح حزب الله إقليمي، أكبر من مقدرة لبنان على بته.

 علاقة حسن الجوار مع حزب الله تضع للحريري معادلة جديدة: الاستقرار قبل العدالة

إلى أن انتهى به القول الخميس الفائت، في ذكرى 14 شباط، أنه لن يسمح لقرار المحكمة الدولية بالتسبب في فتنة لبنانية. إشارة إضافية مهمة، مقدار ما تُحسَب خطيرة إذ تمحو سجل اشتباكه مع الحزب منذ عام 2005: الاستقرار قبل العدالة. ليست المرة الأولى يردد الحريري عبارة كهذه، وخصوصاً في ذكرى اغتيال والده. إلا أنها تصبح الآن أكثر مغازي، عندما يقول إن عمل المحكمة - ومن ثم قرارها - يُختم هذه السنة، وعندما يضع الاستقرار في رأس سلم أولويات لا تقتصر على الأمن، بل يرتبط بعلاقة حُسن الجوار التي باتت تجمعه بحزب الله من خلال واسطة العقد رئيس الجمهورية ميشال عون، حليف الطرفين في آن.

وجهتا نظر متناقضتان، يتداولهما خصوم الحزب بإزاء تفسير منحى الانعطاف المستجد والمتحمس إلى الداخل:

أولاهما، حاجته إلى القول إن في وسعه أن يكون جزءاً لا يتجزأ من دولة يمكن أن ينجح نموذجها من خلال وجوده فيها، سواء في توفير عاملي الاستقرارين الأمني والسياسي لها، أو عندما يكون على رأس حقيبة حيوية أساسية أثير الكثير من اللغط المحلي والدولي من حولها، وأُرفقت بكثير من التهويل والتهديد والتخويف بمقاطعتها. ما لبثت الحقيبة هذه أن استقرت عند حزب الله كما أرادها أن تكون له منذ اليوم الأول للتكليف. نموذج الدولة هذه لا يزال سارياً منذ عام 2016 في ظلّ تسوية انتخاب عون رئيساً للجمهورية والحريري رئيساً للحكومة. ثم أتت حكومة 2019 لتكريس الثلاثية الجديدة.

ثانيتهما، حاجته إلى الداخل اللبناني، وإلى مواقع أساسية في السلطات والتأثير فيها، بغية تعويض أضرار لحقت أو يفترض أنها تلحق بدوره، في سوريا بعدما بات القرار في يد روسيا وليس إيران، والعقوبات الأميركية التي تطارده، والدور الصاعد للسعودية في الخليج العربي.

 

الخريف العربي: السيسي رئيسا للأبد

حسين عبدالحسين/الحرة/19 شباط/19

في مصر تفتحت ورود الحرية معلنة حلول "الربيع العربي". وفي مصر أيضا ذبلت الورود وماتت. أطلق عسكر مصر النار على الحرية في رابعة، وفي غير رابعة، ومات العشاق في أحضان عشاقهم. ربيع العرب صار خريفا، واستعادت مصر فرعونها، الحاكم الأبدي. خلع عبد الفتاح السيسي زيّه العسكري، وألبسه لبرلمان وهمي صادق على تعديل الدستور على قياس القائد الخالد، ورمى حذاؤه العسكري، فتلقفه مصريون وألصقوه على رؤوس عيالهم. إنها قصة حزينة. حاول العسكري حسني مبارك توريث ابنه، فثار عليه العسكر. في واشنطن، سأل الأميركيون رئيس الأركان المصري سامي عنان إن كان الجيش قادرا على الإمساك بالأوضاع في حال رحيل مبارك، فأجاب بالإيجاب. تعديل السيسي للدستور للبقاء رئيسا للأبد، فإعلان دخول مصر والعرب في موسم "الخريف العربي" البارد والطويل والمظلم لم يوافق مبارك على التنحي، على الرغم من ضغوط واشنطن والجيش، لكن مبارك وافق على تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس، فأجبر الجيش نائب الرئيس على قراءة بيان استقالة باسم مبارك. ولم يتسلم نائب الرئيس الحكم مع خروج الرئيس، بل تسلمه العسكري محمد حسين طنطاوي. لكن طنطاوي كان مسنا، وتحت ضغط أميركي، أجرى انتخابات فاز بها الإسلاميون، ووافق الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي على الدخول في حكومة محمد مرسي الإسلامية. ظنّ البعض أن مصر وصلت مرحلة من النضج السياسي يبقى فيها الجيش في الكواليس، حيث يضمن أمن الوطن وسلامته، ويفسح في المجال أمام المدنيين في التنافس والحكم.

لكن كمصر، كان الجيش يهتز وتتنافس فيه الفصائل على الزعامة والسيطرة. السيسي دخل في حكومة الإسلاميين لمصلحة مؤقتة، ثم ما لبث أن دفع مرسي للإطاحة بطنطاوي، وأطاح بعدها السيسي بمرسي، واستبد بالحكم منذ ذاك اليوم. في مخيلة البعض أن لا بأس بالاستبداد إن كان مستنيرا، فمصر عاشت عصرا ذهبيا، في القرن التاسع عشر، تحت حكم محمد علي الكبير وابنه ابراهيم باشا، وكادت تلحق بأوروبا اقتصاديا وعسكريا. لكن تبين فيما بعد أن نهضة محمد علي كانت بالإيجار، أي أن الرجل اشترى أساليب تنظيمية مدنية وتقنيات عسكرية من الأوروبيين، لكنه لم ينجح في إطلاق عجلة الابتكار المصرية، فانهارت النهضة مع نهاية محمد علي، بل أنها أورثت خلفاءه الخديويين من بعده ديونا ثقيلة، فباعوا قناة السويس للأوروبيين، وراحوا يحرضون على الإمبريالية لامتصاص النقمة الشعبية. والسيسي على طراز الحكم الخديوي. يفيد من بعض التقنية الغربية، ويحتمي خلف جيشه وأسوار قصره، فيما مصر تغرق في فقرها وديونها وتلوثها. على أن الخديويين كانوا رجالات حكم، على الأقل شكلا، فيما السيسي لا يثير الإعجاب، لا في الشكل ولا المضمون، فتصريحاته تتراوح بين السطحية والإبهام، وسياساته مثلها، وهو لا تبدو عليه علامات الفطنة السياسية، وتعوزه الكاريزما. صحيح أن الاستقرار رفع من نسبة النمو الاقتصادي المصري، إلا أنه بالنظر إلى التركيبة السكانية الشابة، التي يمكنها تقديم كفاءات ويد عاملة رخيصة في الوقت نفسه، فإن الاقتصاد المصري يعمل أدنى بكثير من طاقته. سياسة السيسي الوحيدة الثابتة هي حبه الجامح للحكام المتفردين بالسلطة على طراز نظامه، من الروسي فلاديمير بوتين إلى السوري بشار الأسد. حتى إيران، البعيدة عن مصر منذ عقود، تحسنت علاقاتها بشكل مضطرد مع القاهرة. طريق مصر شاقة وطويلة، وما خاله العالم ضوء الحرية في نهاية النفق المظلم، تبين أنه ضوء مزيف ناجم عن الفوضى وفي مخيلة البعض الآخر أن نعمة السيسي تكمن في ضمانه إبقاء الإسلاميين بعيدين عن الحكم. لكن هذا النوع من الإبعاد لا يعني ابتعاد المجتمع المصري عن مقولة أن "الإسلام هو الحل"، بل إن مصر السيسي ماضية في تطرفها ضد كل ما هو غير مسلم، فترى القضاء المصري تارة يلاحق ممثلة لفستان يظهر مفاتنها، وطورا يطارد مثليين، أو يقوم بخطوات معادية للحرية يخالها وقاية للأخلاق العامة. أما بدائل السيسي، أي الإسلاميين، فأداؤهم أسوأ منه. السيسي يدرك ضعف مصر، ويحاول مصادقة كل حكومات العالم، من إسرائيل وإيران إلى أميركا وروسيا. أما الإسلاميين، فهم يعيشون في وهم أن مصر متفوقة لولا تآمر الآخرين عليها، وأن وظيفة مصر هي مقارعة الإمبريالية، وهو ما بدا جليا في إصرار مرسي على "الانضمام" لمجموعة "بريكس"، المناوئة لأميركا، فيما كانت حكومته تستجدي المؤسسات الدولية في الغرب للحصول على قروض لسد رمق المجاعة المصرية الدائمة.

كيف تخرج مصر من مأساتها التي تحصر خياراتها في العيش بين اثنين: طغيان العسكر ودولة "النهي عن المنكر"؟ وكيف تعود مصر رائدة في نهضة العرب، فتقدم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، بدلا من ماكينات الكفتة التي تشفي الإيدز؟

طريق مصر شاقة وطويلة، وما خاله العالم ضوء الحرية في نهاية النفق المظلم، تبين أنه ضوء مزيف ناجم عن الفوضى، وأن إمكانية تحول مصر إلى دولة ديمقراطية ما تزال متعذرة. ثورة مصر في مطلع 2011 كانت ومضة ضوء، أما تعديل السيسي للدستور للبقاء رئيسا للأبد، فإعلان دخول مصر والعرب في موسم "الخريف العربي" البارد والطويل والمظلم.

 

الطائف ثم الطائف ثم الطائف

العميد الركن خالد حماده/اللواء/19 شباط/19

يستحق «منتدى الطائف» الذي أُدرج ضمن جدول النشاطات المعدّة هذا العام لإحياء الذكرى الـرابعة عشر لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، التوقف عنده للتأمل وأخذ العبر، ليس لأنّه أضاء على الإنجاز السياسي الذي أوقف الحرب الأهليةوالذي كان للرئيس الشهيد دورٌ كبيرٌ في مسار إنتاجه وتهيئة ظروف نجاحه،بل لأنّه أعاد تركيب المشهد السياسي إنطلاقاً من منطق التسوية الذي أعاد لبنان إلى الخارطة السياسية.التعاقب الزمني للمنتدى بعد تشكيل الحكومة وعشية ذكرى الإستشهاد ومشاركة المملكة العربية السعودية أسدل الستار على الأعراف والإجتهادات الخارجة عن الدستور التي حاول الكثير من المغالين والمغامرين من مراهقي السياسة تكريسها خلال مخاض تشكيل الحكومة.

تسوية الطائف هي بالتأكيد التسوية السياسية الحقيقية الوحيدة التي عرفها لبنان منذ انتهاء عهد الإمارة، إذ لم تكرس أياً من ترتيبات الأمر الواقع التي عرفها جبل لبنان أو لبنان الكيان في عهد الإنتداب أو خلال حقبة الجمهورية الأولى، سوى منطق الغلبة المبني على الإستقواء المتبادل بين الطوائف من الداخل والنفوذ الإقليمي والدولي. هذا المنطق لم يؤدِ سوى إلى تعطيل الحياة السياسية وتفجير الكيان، إذ لم تختلف الجمهورية الأولى التي جمع رئيسها صلاحيات الوالي العثماني والمفوض السامي عن نظام القائمقاميتين ونظام المتصرفية لجهة التجييش والتأسيس لجولة عنف جديدة.

تسوية الطائف أثبتت قدرتها على الصمود في وجه المتغيّرات الإقليمية وتبدل ميزان القوى برغم محاولات تعطيلها من الداخل والخارج. لقد تمكنت الوصاية السورية بالتفويض المعطى لها بعد المشاركة في حرب الخليج من تعطيل الدستور،ولكنها لم تتمكن من إرساء تسوية قابلة للحياة وتحظى بالإعتراف الدولي. كما أنّ المكونات السياسية والطائفية اللبنانية الذين ساورتهم بعض الطموحات لتغيير المعادلة أدركوا أن ضوابط التسوية التي أُقرت في متن الطائف هي أقوى من أن يعطّلها تغيير آني في ميزان القوى، أو إصرار فريق على خوض مغامرات التأسيس من جديد.

تكررت محاولات الإنقضاض على الطائف منذ اغتيال الرئيس الشهيد، تسوية الدوحة وما تلاها، إستعمال الشارع،وحروب طواحين الهواء في سوريا والإنتصارات المزعومة على الإرهاب المتنقل بالباصات إلى حيث تريد العقول المخابراتية إفتعال حروب جديدة، لم تفضِ إلى أي تبديل.

المؤسسات الدستورية التي حدّدت تسوية الطائف أدوارها وحدود صلاحياتها، لا تزال تتعرض لمحاولات تجاوزها من الطامحين لاستحداث مراكز قوى داخل السلطة التنفيذية، تحت عنوان الإنتساب للكتلة الأكثر عدداً أو الحق للوزير بإبداء الرأي بما لم يقرره مجلس الوزراء، الذي أناط به الدستور وضع السياسة العامة للدولة في جميع المجالات واتخاذ القرارات اللازمة لتطبيقها(المادة 65 من الدستور). يدرك الوزراء أنّ الخوض في شؤون اقليمية كقضية اللاجئين السوريين وعودة سوريا إلى الجامعة العربية وكل ما يمت إلى الشأن السوري أو اليمني أو العراقي إنما يقع ضمن إطار تسويات دولية وصراع مصالح كبرى لا يمكن أن تؤثر بها إطلالة إعلامية من هنا أو لقاء ثنائي مع وزير من هناك، وإنّ جلّ ما يمكن أن تعبّر عنه هذه الإجتهادات هو تشتيت الجهد وازدراء الخارج بالدولة اللبنانية.

لا تتطلب الواقعية السياسية سوى التمعن في مجريات مؤتمر ميونيخ. تصريحات الوزير محمد جواد ظريف المتوترة على وقع المواقف الأوروبية والأميركية من إيران، التي هاجمها بشدة المرشد الأعلى للثورة، وعلى وقع الإتهامات التي وجهتها إيران لكلّ من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وباكستان بعد إنفجار هامدان،كافيّة لإدراك حجم المأزق الذي تعيشه إيران. ولا تتطلب الواقعية السياسية سوى التمعّن في خطاب الرئيس بشار الأسد الاخير لتلمّس الغموض الذي يحيط بمصير سوريا التي يُلقي رئيسها اللوم على كل العالم إلا على نفسه.

لا تزال تسوية الطائف تنتظر أن يقتنع أصحاب المغامرات الطائفية والسياسية ومعتلي المنابر بعقم طموحاتهم التي لا تعدو كونها صرخة في وادٍ، فينكفئوا نحو الداخل ويلتزموا تطبيق الدستور.

* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

حين ترتكب إيران خطأ صدّام

خيرالله خيرالله/العرب/20 شباط/19

ليس ما يحدث في العراق تطوّرا عاديا بأي مقياس من المقاييس. يشهد هذا البلد العربي المهم الذي يعتبر أحد الأعمدة التي قام عليها النظام الإقليمي منذ انهيار الدولة العثمانية قبل مئة عام تغييرا في المزاج الداخلي لا يمكن إلا أن تكون له انعكاساته على التوازن في المنطقة كلّها، بل ما هو أبعد منها.

في أساس التغيير، ذلك التحوّل في المزاج الشيعي الذي بدأ يكتشفه زوّار بغداد. يعبّر عن هذا التحوّل الرفض الشعبي، خصوصا في الأوساط الشيعية، لأن يكون العراق جرما يدور في الفلك الإيراني. هناك بكلّ بساطة روح وطنيّة عراقية عادت تظهر من جديد. كان أفضل تعبير عن تلك الروح في الماضي القريب الدور الذي لعبه شيعة العراق في منع إيران من الانتصار في حرب السنوات الثماني بين 1980 و1988، وهي حرب انتهت بشبه انتصار عراقي أضاعه صدّام حسين عندما اعتقد أنّه صار في استطاعته احتلال الكويت.

أقدم على تلك الحماقة، التي هي مغامرة مجنونة أكثر من أي شيء، غير مدرك لما سيترتب على فعلته. أصدر عمليا حكما بالإعدام في حقّ نفسه مُدخلا العراق في نفق مظلم، بدل التفكير جدّيا في استغلال الفرص المتاحة أمام بلد صدّ شعبه الأطماع الإيرانية. وقف العراق بفضل مكونيه الشيعي والسنّي سدّا منيعا طوال ثماني سنوات في وجه رغبة آية الله الخميني في “تصدير الثورة” التي قضت على نظام الشاه إلى خارج حدود إيران.

ترتكب إيران حاليا الخطأ ذاته الذي ارتكبه صدّام في العام 1990 عندما اعتقد أنّ كلّ شيء صار مباحا له، وأن العراق تحوّل إلى قوة إقليمية لا يستطيع أحد الوقوف في وجهها.

كانت لديه قراءة خاطئة لخريطة التوازنات الإقليمية والدولية. جاء الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003 ليدفع إيران إلى الاعتقاد أنّها باتت قادرة على لعب دور القوّة الإقليمية المهيمنة انطلاقا من أوهام تراكمت داخل رؤوس المتحكمين بالقرار السياسي والاقتصادي في طهران. على رأس هؤلاء “المرشد” علي خامنئي الذي صار يظنّ أن بلاد فارس أمام فرصة لا تعوّض، وأن في الإمكان بذل محاولة جديدة لـ”تصير الثورة” إلى كلّ أرجاء المنطقة.

لم يتيقّن في أيّ لحظة من الفشل الداخلي الإيراني على كلّ صعيد، خصوصا لجهة اعتماد “الجمهورية الإسلامية” أكثر من أيّ وقت على دخلها من النفط والغاز، بدل تطوير اقتصادها والاهتمام برفع مستوى المعيشة والانفتاح على العالم عن غير طريق الابتزاز عبر البرنامج النووي.

كان العراق وسوريا ولبنان ثمّ اليمن من ضحايا الانطلاقة الجديدة لـ”تصدير الثورة” في 2003 بعدما قدّمت إدارة جورج بوش الابن العراق على صحن من فضّة إلى إيران. يتبيّن اليوم كم كانت هذه الهديّة مسمومة.

كانت مسمومة إلى درجة جعلت إيران تظنّ أنّها أهمّ لاعب في المنطقة، وأنّ لا شيء يمكن أن يقف في طريقها، خصوصا في العراق حيث قبل باراك أوباما بأن تكون صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في البلد ابتداء من العام 2010. أسكرتْ الصفقة التي عقدتها “الجمهورية الإسلامية” مع إدارة أوباما المسؤولين الإيرانيين. جعلتهم لا يأبهون بالرأي العام العراقي وبوجود وطنية عراقية.

حلبت إيران العراق وثرواته في مرحلة تولي نوري المالكي موقع رئيس الوزراء. ثمّ استفادت إلى أبعد حدود من تسهيلات الإدارة الأميركية في عهد باراك أوباما الذي لم يكن لديه من همّ سوى استرضاء طهران خشية خروجها من المفاوضات التي أدّت إلى توقيع الاتفاق في شأن ملفّها النووي في تمّوز – يوليو 2015.

هناك الآن معطيات جديدة في العراق. بين أبرز المعترضين على الدور الإيراني أشخاص مثل عمّار الحكيم ومقتدى الصدر وحيدر العبادي الذي حالت طهران دون عودته إلى موقع رئيس الوزراء بعد انتخابات الثاني عشر من أيّار – مايو 2018. لم يتمكن رئيس الوزراء الجديد عادل عبدالمهدي الذي خلف العبادي، إلى الآن، من تسمية وزير للداخلية حتّى بعدما يأس الجنرال قاسم سليماني من إيصال أحد قادة “الحشد الشعبي” إلى تولي هذه الحقيبة بغية تأكيد أن “الحشد” صار جزءا لا يتجزّأ من مؤسسات الدولة العراقية، على غرار “الحرس الثوري” في إيران.

بين من يرفض الهيمنة الإيرانية على العراق أشخاص مثل الحكيم والصدر والعبادي، معروف جيّدا أنّهم عادوا إلى بغداد على ظهر الدبابة الأميركية. هذا الواقع ليس سرّا.

لم يعد سرّا أيضا أن المزاج الشيعي العراقي تغيّر من دون أن يعني ذلك أن إيران فقدت كلّ أوراقها في العراق. تغيّر هذا المزاج حتّى حيال المرجعية في النجف التي على رأسها آية الله السيستاني. بات مطلوبا من المرجع الأعلى في النجف عدم الاكتفاء بالعموميات وأخذ مواقف صريحة من السياسة الإيرانية تجاه العراق ومن الدولة المدنية فيه. كيف ستتعاطى إيران مع المستجدات العراقية؟ هل تدرك أنّ التغييرات التي أجرتها على الأرض والتي شملت عمليات تطهير ذات طابع مذهبي لم تؤد إلى النتائج المرجوة، أي إلى جعل المدن العراقية مثل بغداد والبصرة أشبه بإحدى ضواحي طهران. لم يعد صيف البصرة بعيدا. الصيف في هذه المدينة، ذات الأكثرية الشيعية، يبدأ في نيسان – أبريل.

سيكون صعبا على سكانها الرضوخ لحياة البؤس التي يعيشونها في ظل غياب الكهرباء والماء وانتشار الأوبئة في وقت يعرف كلّ بصراوي الدور الذي لعبته إيران في عملية إفشال كلّ مشروع حيوي استهدف إعادة الحياة إلى البنية التحتية للمدينة. تعوم البصرة على النفط. أين ذهبت مليارات الدولارات من العائدات النفطية منذ ما يزيد على خمسة عشر عاما حين بدأت إيران، عبر ميليشياتها، تفرض نمطا جديدا للحياة في المدينة؟ لم تعد من حدود للاعتراضات العراقية على إيران. لمس ذلك كلّ من ذهب إلى بغداد حديثا لمس اليد. عاجلا أم آجلا، ستكون هناك أحداث كبيرة في العراق حيث بات المواطن العادي يعرف أن الخيار واضح بين خطين. إما مؤسسات لدولة عراقية… وإما دولة لتغطية “الحشد الشعبي” الذي ليس سوى مجموعة من الميليشيات المذهبية تدار من طهران. الخيار واضح، تماما كما الحال في لبنان. إمّا الجيش اللبناني وإمّا سلاح ميليشيا مذهبية تريد السيطرة على مؤسسات الدولة والتحكّم بها إرضاء لنظام مفلس اسمه النظام الإيراني. لا شكّ أن على العرب، عموما، التعاطي بحذر مع المستجدات العراقية. لكنّ عليهم أخذ المستجدات على محمل الجدّ. لن تتغيّر الأوضاع بين ليلة وضحاها، ذلك أن عمر الوجود الإيراني في العراق منذ 2003. هذا لا يمنع ضرورة وضع العراق تحت المراقبة الدقيقة. لا بدّ من هذه المراقبة في ظلّ رغبة لدى قيادات شيعية كبيرة في إعادة المياه إلى مجاريها بين العراق ومحيطه العربي من جهة، وفي ظلّ العقوبات الأميركية التي بدأ مفعولها يظهر داخل إيران من جهة أخرى.

 

آخر سيناريو أميركي لسوريا: نحشد... لننسحب؟  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 شباط 2019

مقالات خاصةخاص "الجمهورية": لمَن براءة الاختراع!؟خاص "الجمهورية": "إنتفاضة" وحركة جديدةخاص "الجمهورية": لا صمت أميركياًالمزيدما زال موضوع الإنسحاب الأميركي بنداً أوّلاً على جداول أعمال القمم والمؤتمرات الخاصة بسوريا وسط حيرة أوروبية وقلق تركي وايراني وتشكيك روسي من جدية الخطوة وموعدها. وما عزّز هذا الشعور هو ما أوحت به واشنطن من أنّ الإنسحاب الأميركي مؤجّل وسيكون مدروساً بالتنسيق مع الحلفاء. وما زاد في الطين بلة نظرية جديدة تقول:"نحشد الآن في سوريا لتسهيل الإنسحاب لاحقاً". لكن متى وكيف؟

اجمعت التقارير الديبلوماسية حول مجريات مؤتمر "ميونيخ للأمن" بعد "قمة سوتشي" و"مؤتمر وارسو" على قراءة شبه موحّدة توحي بتأجيل الإنسحاب الأميركي من سوريا الى أجل غير محدَّد، طالما أنّ أيَّ خطوة لم ولن تقدم عليها واشنطن قبل التشاور مع حلفائها وقبل ترتيب البيت الأميركي، واعادة توفير التأييد المفقود لهذه الخطوة في أكثر من موقع في وزارتي الخارجية والدفاع الى مجلس الأمن القومي والمخابرات والتي نمت بعد استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس إعتراضاً على هذا القرار. وفي التقارير الديبلوماسية كلام اميركي اكثر دقة يشرح التداخل بين الملف السوري والمواجهة المفتوحة بين الرئيس دونالد ترامب ومجلس النواب في الكونغرس الأميركي ليس في شأن الإنسحاب من سوريا فحسب، بل على خلفية رفض المجلس إعلانه حال الطوارئ القصوى لتوفير 8 مليارات دولار وفي اسرع وقت ممكن للبدء ببناء الجدار الإسمنتي الفاصل مع المكسيك، بدلاً من 5 مليارات كان يريدها قبل اربعة أشهر.

كل ذلك من اجل وقف الهجرة غير الشرعية عبرها من مختلف دول اميركا اللاتينية قبل ان يتفرّغ لمعركة الأنفاق التي انتشرت في المنطقة بكثافة خلال الأعوام القليلة الماضية.

وعلى هذه الخلفيات تفنّد التقارير الديبلوماسية توجهات الإدارة الأميركية من ملف الانسحاب من سوريا في المرحلة الراهنة والظروف التي تتحكّم بالمراحل المؤجّلة على اكثر من مستوى.

ولعلّ ابرزها ما ظهر في المناقشات التي شهدها مؤتمر "ميونيخ للأمن" عقب الإعلان الفرنسي عن حجم الحيرة التي وضعت واشنطن بلاده وحلفاءها فيها، مضافة الى التشكيك الروسي بجدّيتها والقلق الإيراني - التركي من نتائجها على خلفية نزاعهما حول حصة النظام السوري منها.

ولكي تكون الرؤية أكثرَ وضوحاً، تقول التقارير الدبلوماسية، يجدر التوقف عند بعض المؤشرات التي تدفع الى تأجيل الإنسحاب ومنها على سبيل المثال:

- الرضوخ الأميركي الموقت لرفض معظم دول التحالف الدولي ضد داعش لقرار الانسحاب الأميركي في وقت قريب بعد التسريبات التي قالت إنّ نيسان موعده نقلاً عن ترامب، والتي رفضها الفرنسيون والبريطانيون علناً. فهم والى جانب قوات اخرى هدّدوا بالانسحاب الفوري من الساحة السورية ووقف عملياتهم العسكرية في المنطقة بعد الانسحاب الأميركي.

- مواجهة ردود الفعل الرافضة التي عبّرت عنها الفصائل الكردية والقوى العربية المتحالفة معها في شمال سوريا وهدّدت اولاً بوقف الحرب التي تقودها ضد "داعش" المنتشرة قرب مجرى نهر الفرات ومناطق الرقة وريف إدلب وصولاً الى الحدود العراقية.

كذلك هدّدت بتجديد الاتصال مع النظام السوري طلباً لإعادة تمركز قواته على حدود هذه المناطق والاحتفاظ بالإدارة الذاتية لها، وخصوصاً تلك التي ستخليها القوات الأميركية بدلاً من الخطط الموضوعة لنشر قوات تركية في المنطقة الآمنة.

وهو ما أيّدته روسيا وفتحت أبواب قاعات "قاعدة حميميم" العسكرية لإستضافة وفود الطرفين سعياً الى إصابة هدفين: وقف الطموحات التركية من جهة، وتعزيز قوات النظام من جهة أخرى.

- الخوف الجدّي من نجاح العروض والمحاولات الإيرانية التي تخوضها طهران من ضمن مسعاها للمصالحة بين أنقرة ودمشق لتسوية الوضع في شمال سوريا وعلى طول الحدود العراقية ـ السورية على رغم من حجم العوائق المعلن عنها، لتأمين بوابات عبور آمنة لها من طهران الى بيروت عبر بغداد ودمشق.

وبناءً على ما سبق من ملاحظات، تتحدث الإستراتيجية الأميركية الجديدة عن مجموعة خطوات بدأت بتنفيذها ويمكن الإشارة الى ما يلي منها:

- تأكيدات المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري الذي قال على هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ أمس الأول إنّ بلاده "لن تقوم بانسحاب سريع من سوريا"، وإنها "حريصة على التشاور عن كثب مع الحلفاء في شأن هذا الانسحاب". وتوجّه الى شركائه: "نقول للحلفاء في استمرار إنّ هذا لن يكون انسحاباً سريعاً وإنما خطوة بخطوة".

- التهديد الذي أطلقه قائد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة اللفتنانت جنرال بول لاكاميرا الى حلفاء واشنطن من الاكراد والعرب في الشمال بـ "قطع العلاقات معهم ووقف مساعداتها العسكرية" في حال تحالف مقاتلوها مع الرئيس السوري بشار الأسد أو روسيا؟ وأضاف: "سنستمر في تدريبهم وتسليحهم إذا بقوا شركاء لنا". وامام هذه الوقائع، وبالإستناد الى ما تنتجه وما هو متوافر من معلومات عن تعزيز القواعد الأميركية بمزيد من الرجال والأعتدة، فإنّ عنوان المرحلة المقبلة تلخّصه معادلة جديدة تقول: "إننا نحشد اليوم لننحسب في وقت لاحق"، من دون الإشارة الى أيّ مواعيد وآليات يمكن اللجوء.

 

صفقة مُفاجِئة بين ترامب وإيران؟  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 19 شباط 2019

مقالات خاصةخاص "الجمهورية": لمَن براءة الاختراع!؟خاص "الجمهورية": "إنتفاضة" وحركة جديدةخاص "الجمهورية": لا صمت أميركياًالمزيدفي الأروقة الديبلوماسية الأوروبية كلامٌ مثير عن اتّجاهٍ انقلابيّ قد يظهر فجأة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. وتوحي المصادر المطلعة على الموقف الفرنسي بأنّ جزءاً أساسياً من الخلاف بين باريس وواشنطن حالياً يعود إلى اقتناع الرئيس إيمانويل ماكرون وحلفائه الأوروبيين بأنّ الرئيس دونالد ترامب يضغط لإقحامهم في النزاع مع طهران، لأنه يريد أن يستثمر ذلك لمصلحته. ففي النهاية، عندما يحين موعد الصفقة مع طهران، سيقطف ترامب كل الأرباح، ويترك الأوروبيين على قارعة الطريق! تتخوّف المصادر من تكرار ما جرى بين ترامب وكوريا الشمالية. فالتوتر القائم اليوم بين إيران والولايات المتحدة، على خلفية الملف النووي الإيراني، يبقى أدنى بكثير من التوتر الذي شهدته العلاقات الأميركية مع كوريا الشمالية طوال العام 2017، على خلفيةٍ نوويةٍ أيضاً.

لقد عمد الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى تحدّي ترامب بتنفيذ تجربة نووية (قنبلة هيدروجينية) في أيلول ذلك العام، واختبر صاروخاً عابراً للقارات، وقال إنه قادرٌ على ضرب أيِّ مكان في الولايات المتحدة نفسها.

سخَّر ترامب كل ضغوط الأمم المتحدة، وحرَّض أوروبا على الانخراط في المواجهة مع كوريا. ولكن، مطلع 2018، بدأت تظهر فجأة ملامح الانعطاف في العلاقات الأميركية- الكورية الشمالية، من خلال تحسّن العلاقات مع كوريا الجنوبية. ثم بدأ تبادلُ الرسائل بين كيم وترامب إلى أن تمّت الصفقة ثنائياً في حزيران، فيما بقي الأوروبيون خارج المشهد.

كان لافتاً قول ترامب: «إنّ الصفات الشخصية التي تجمعني مع كيم جونغ أون لها دور حاسم في نجاح اللقاء به». وهذا الكلام يبدو دقيقاً لأنّ الرجلين يمتلكان مواصفات شخصية «غير تقليدية». فهما يلعبان على حافة الهاوية، ثم ينقلبان فجأة إلى خيارات أخرى. وهذا المناخ لا يشاركهما فيه قادةُ أوروبا. وبديهي أن يكون الأوروبيون أقرب إلى نهج باراك أوباما.

سبق هذا النموذج من التعاطي الترامبي مع كوريا الشمالية نموذج آخر مع المجموعة العربية. فبعد حملة انتخابية بدا فيها ترامب متحمِّساً جداً لخوض مواجهة خطرة مع «الأرضية العربية»، الخليجية تحديداً، لـ«لإرهاب الإسلامي»، وفي ظلّ ضغوط على المملكة العربية السعودية من خلال ملف 11 أيلول، قفز الرئيس الأميركي إلى الخليج العربي وقدّم تعهّداتٍ بالدعم والمساندة ضد إيران، وقطَفَ الثمار 450 مليار دولار، وعادت المياه إلى مجاريها.

في الملف السوري، يمارس ترامب اللعبة إياها. وها هي قواته تبدأ بالانسحاب، وما أثمانُ هذا الانسحاب أو العواقب التي ستتأتّى عنه؟ ولذلك، ليس واضحاً إذا كان قادة روسيا وإيران وتركيا قد تلاقوا للاتفاق على توزيع الحصص، بعد خروج الأميركيين، أم إنهم تلاقوا لمعالجة الهواجس التي ينذر بها الانسحاب الأميركي.

الخبراء يقولون إنّ ترامب يعتمد في نهجه السياسي أسلوبَ رجل الأعمال: يضغط على الطرف الآخر حتى يضعف، أو يتحطَّم، فيهرع إليه للمفاوضة وعقد الصفقات.

ولذلك، ليس مؤكداً أنّ تصعيدَ ترامب الذي يتجاوز كل السقوف أحياناً هو في الضرورة تصعيدٌ تدميري. وعلى الأرجح، ستليه صفقة تفاجئ «جمهور المشاهدين».

والسؤال اليوم هو: هل يكرِّر ترامب مع إيران اليوم تجربته مع كوريا الشمالية؟

الإيرانيون بادروا سريعاً إلى التأكيد: «لا تنفع معنا الضغوط. نحن لسنا كوريا الشمالية». وفي أيّ حال، يقدِّم الأوروبيون والروس والأتراك إلى إيران منافذ كثيرة لمواجهة الضغط الأميركي.

وهذا ما يثير غضبَ ترامب. وليس مستغرَباً التحليل الذي يشير إلى «ارتياح» إدارة ترامب إلى أزمات «السترات الصفر» التي يغرق فيها ماكرون،على الأقل «ارتياح»، والبعض يقول إنه تشجيع أيضاً.

ولكن، في لحظة معيّنة، وفي ذروة الضغوط الدولية عليهم، قد يجد الإيرانيون أنّ الصفقة مع الأميركيين قد أينعت وحان قطافُها. ومنسوبُ «البراغماتية» أو الماكيافيلية عندهم ليس أدنى منه عند ترامب. وقد يلتقي الطرفان ويفاجئان الجميع… ولا سيما بعض المشاركين المتحمّسين في مؤتمرَي وارسو وميونيخ.

البعض يراهن على أنّ تباشير المفاوضات لا بدّ أنها قد بدأت. وانطلاقاً منها يقرأون الكثير من المتغيّرات ويفسّرون الظواهر في سوريا ولبنان والعراق واليمن وسواها، في هذا الاتجاه أو ذاك.

ما هو مرجّح أنّ إيران ستُمنَع من بسط نفوذها بلا ضوابط في العديد من بلدان الشرق الأوسط. وهذا الأمر تريده إسرائيل والعرب حلفاء الولايات المتحدة.

لكنّ الصفقة الآتية بين إيران والولايات المتحدة ستمنحها حدّاً من المكاسب في النهاية. وأما الملف النووي فقد لا يكون أكثر من عنوان يجري استخدامُه لإتمام الصفقات وتمرير المخططات... لا أكثر ولا أقل. المهم فقط أن تطمئنّ إسرائيل، والباقي قابل للأخذ والردّ.

 

إيران وابتزازنا بإسرائيل

إلهاء الناس وإحراج السياسيين بتهمة التعامل مع إسرائيل، أسطوانة باتت مكسورة ومكررة؛ لكن بعض السياسيين لا يزال يخشاها.

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/19 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72309/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b4%d8%af-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%a8%d8%aa%d8%b2%d8%a7%d8%b2%d9%86%d8%a7-%d8%a8%d8%a5%d8%b3/

عندما التأم أكبر تجمع دولي في العاصمة البولندية، يتدارس في موضوع واحد، هو مواجهة المشروع العدواني الإيراني، لجأ إعلام إيران وحلفاؤه: «حزب الله»، ونظام سوريا، وكذلك قطر، إلى أسلوبه القديم في التخريب، اتهام الآخرين بإسرائيل، كأنها فضيحة جنسية، في حين أن كل الأعداء في العالم يجلسون ويتحاورون، ثم يذهبون ويتقاتلون!

تكتيك دعائي لإحراج عرب وارسو، في حين أن البند الوحيد في المؤتمر كان التعامل مع إيران، وله طار الجميع إلى وارسو، بما فيهم إسرائيل. و

ما كان يمكن أن يعقد من دون إسرائيل، فهي الطرف الأهم في مواجهة إيران، وقد كبدتها خسائر ضخمة اضطرتها إلى تغيير خطة وجودها، وقوات طهران الآن تحاول الاختباء وراء الحدود والسيادة العراقية، والسيطرة على سوريا بميليشياتها التي زرعتها هناك.

في نظر الذين يشتكون من خطر نظام طهران عليهم، فإن إسرائيل رقم أساسي، حتى لو لم يصرحوا بذلك، ولم يختلف الحضور على أن طهران مصدر أزمات منطقة الشرق الأوسط، والداعم الرئيسي للإرهاب. وفي الوقت نفسه لا توجد دولة أخرى غير إسرائيل تقف عسكرياً اليوم في وجه إيران في سوريا، ولا غير السعودية وحلفائها ضد إيران في اليمن. أما لبنان فقد تحول إلى مستعمرة إيرانية بعلم لبناني.

وتركيا رضخت، واختارت التعايش، فباعت سوريا للإيرانيين، مقابل السماح لها بتأمين حدودها من الانفصاليين الأكراد.

كما أن المقاومة السورية انهارت منذ أكثر من عام، مع التدخل العسكري العنيف من روسيا وإيران، ولم يعد يواجه إيران وميليشياتها في داخل سوريا غير إسرائيل.

لمواجهة المؤتمر، عمل الإيرانيون على إفشال مؤتمر وارسو بكل السبل.

ولم يجدوا من ذريعة سوى تخويف الوفود العربية وتخوينها، بدعوى الجلوس مع إسرائيل في القاعة نفسها!

لكن إيران وحلفاءها يجلسون، مثل كل وفود دول العالم، مع إسرائيل في اجتماعات الجمعية العامة في الأمم المتحدة ومنظماتها، ولم يشر أحد بإصبع الاتهام إليهم.

إلهاء الناس وإحراج السياسيين بتهمة التعامل مع إسرائيل، أسطوانة باتت مكسورة ومكررة؛ لكن بعض السياسيين لا يزال يخشاها.

ويبقى التحدي لدول المنطقة، والعالم، اليوم، هو كيف يمكن مواجهة إيران في الخليج واليمن والعراق وسوريا ولبنان، وكذلك في فلسطين.

الإيرانيون يزعمون دائماً أنهم يتصدون لإسرائيل، وها نحن نراهم يختبئون من غارات سلاح الجو الإسرائيلي.

ومع أنهم يملكون صواريخ «شهاب» و«القائم»، كتلك التي زودوا بها وكيلهم «الحوثي» في اليمن لقصف جدة والرياض، تطير مسافة ألفي كيلومتر، فإنهم لا يتجرأون على استخدامها للرد على هجمات الإسرائيليين وقصفهم بها، إلا بالرد الكلامي، كما سمعنا وزير خارجيتهم جواد ظريف.

واجه العرب المشاركون الابتزاز الإعلامي، ومع هذا شاركوا، وهي علامة نضج سياسي.

أما السلطة الفلسطينية فالجميع يقدر أن لها ظروفها، وهي أدرى من غيرها بمصالحها، مع أن امتناعها ربما خدم إسرائيل وإيران معاً، وأوحى بأن السلطة لا تبالي بدعم مواقف الدول العربية التي تواجه خطر الجار الإيراني.

ولا ننسى أن حكومة محمود عباس نفسها ضحية للتدخل الإيراني، المسؤول عن إضعافها، بدعمه تمرد «حماس» وتحريضها على حكومة رام الله؛ لكن للسلطة الفلسطينية في قضاياها شؤوناً وظروفاً، وحسابات نحن لا نفهمها.

 

تراجيديا مصرية

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/19 شباط/19

تقاربت الحضارتان المصرية واليونانية منذ الزمان. واختار أشهر يوناني في التاريخ أن يبني المدينة التي تحمل اسمه في أرض مصر وعلى ساحلها المتوسطي. ويبدو أن التشابه في التراجيديات لا نهاية له. ولعلَّ أشهرها في هذا العصر تراجيديا بين رجلين كانا في الحياة الأقرب إلى بعضهما بعضاً، وتحولا في الممات إلى ألدّ الأعداء. كلاهما جاء إلى الرئاسة من الطبقة العاملة وكلاهما وصل إليها عن طريق الكليّة الحربية. وفي تلك الكليّة اتفقا على كل شيء في النظرة إلى مصر وإلى مجتمعها وإلى مستقبلها وإلى موقعها بين الأمم. واتفقا خصوصاً على طبيعة العلاقات مع دولة جديدة آنذاك على العالم العربي هي الاتحاد السوفياتي. وتلاقيا في العداء للولايات المتحدة، وفي النظرة الكليّة إلى إسرائيل وإلى الحرب والسِلم. كان أنور السادات إلى جانب جمال عبد الناصر في الأفراح وفي الأتراح. وفيما تساقط جميع الضباط الأحرار من حول عبد الناصر، وانتهى رفيقه عبد الحكيم عامر منتحراً في ظروف غامضة، ظلَّ أنور السادات الرفيق الأمين. انقسم الرفاق الآخرون من علي صبري، وشعراوي جمعة، وعبد اللطيف البغدادي، وزكريا محيي الدين، بين اليمين واليسار، أما السادات فبقي فقط إلى جانب عبد الناصر سواء مالَّ إلى اليمين أو إلى اليسار أو بقي في الوسط.

ثم دخلت المأساة: مات عبد الناصر فخلفه السادات. ورأى من حوله أخصاماً وحساداً وأعداءً كثيرين فلم يكن أمامه سوى أن يضربهم جميعاً. فقد كان علي صبري مثلاً، يرفض حتى أن يناديه الرئيس، مصراً على مخاطبته «بالسيّد أنور». رأى فيه أهل اليسار عدواً لهم، ورأى فيهم خطراً عليه. وإذ بدأ حربه البقائية، راح يندفع فيها حتى وصل إلى عبد الناصر نفسه، وراح الرجل الضعيف سابقاً يحطم بكل قواه الإرث الناصريّ، أيضاً كما في الأسطورة اليونانية. كلُّ ما كان ناصرياً أصبح ساداتياً. لم يكتفِ الخلف بتغيير السياسة الناصرية بل أخذ يعاكسها. لم يهادن إسرائيل بل ذهب إلى القدس المحتلة. لم يُقم علاقة خاصة مع أميركا فقط بل طرد الخبراء السوفيات في أكبر إهانة لموسكو في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية. أحد الذين رافقوا تلك المرحلة عن قربٍ شديد كان مراسل «النهار» في مصر الزميل الكبير فؤاد مطر. وها هو يعيد رواية تفاصيل تلك المرحلة من المبارزات في كتابه الجديد: «أنياب الخليفة وأنامل الجنرال» (الدار العربية للعلوم ناشرون). وهو بالأحرى ليس كتاباً عادياً بل قاموسٌ موسعٌ لإحدى أهم المراحل في مصر الحديثة، ومعها العالم العربي وتحولاته ومواقفه في تلك الحقبة. فهو يقع في 600 صفحة، غنية بالوثائق ومكتوبة على شكل سردٍ نرى فيه الكاتب حاضراً في معظم الأمكنة، بسبب قربه آنذاك من كبار أهل السياسة والصحافة على السواء. كتابٌ آخر من فؤاد مطر يتساوى فيه كالعادة العنوان مع التوقيع.

 

الأرمن... محكمة التاريخ والمستقبل

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط/19 شباط/19

لا تبدو مائة عام مدة محسوسة في عمر الزمن والتاريخ. وأحفاد من عاشوا قبل قرن من اليوم لا يزالون بيننا، بما توارثوه من حقائق ووقائع تاريخية يصعب إنكارها، نظراً للتقارب الزمني وتعاقب الأحداث.

قبل مائة سنة تقريباً، حدثت فصول الحرب العالمية الأولى، التي أثرت بشكل كبير على البناء الجيوسياسي لمنطقة الشرق الأوسط، ولا تزال علامات هذه الحرب ظاهرة، وتركتها ثقيلة، من الناحية الأخلاقية والإنسانية.

فتح هذا الطريق للمراجعة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، بقراره تكريس يوم الرابع والعشرين من أبريل (نيسان) في كل عام لإحياء ذكرى إبادة الأرمن على يد القوات العثمانية، خلال الحرب وقبلها.

الرئيس الفرنسي، مثل غالبية القيادات الأوروبية، تعتبر أن الاعتراف بمذابح الأرمن، التي تمت على أساس ديني، هو موقف أخلاقي تجاه الأرمن المسيحيين المشتتين في أوروبا وأميركا والشرق الأوسط، بعد تهجيرهم القسري من قبل الدول العثمانية.

ولأن تركيا الحديثة ترفض الاعتراف بالمذبحة، وتنظر إليها على أنها قراءة خاطئة لحدث تاريخي، أصبح حديث المذبحة عقدة لدى الرئيس التركي الذي صرح مؤخراً بأن أوروبا ترفض عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي نظراً لأن الأتراك مسلمون، أي أن التفرقة على أساس ديني لا تزال هي الهاجس والمحرض على الموقف السياسي التركي، حتى بعد مائة عام على المجزرة.

إردوغان يقول: أنتم لا تفهمون التاريخ. نعم، الأرمن قتلوا وهجروا، وصودرت ممتلكاتهم، من قبل الأجداد العثمانيين، لكن هذه الأعمال كانت غير ممنهجة، ولا مقصودة، إنما جاءت وفق سيرورة الحروب وقتها بين الجيش العثماني والروس، وتحيز الأرمن للروس. والأرمن يقولون إن أجدادهم أبيدوا حرقاً أو تسميماً أو غرقاً، نساءً وشيوخاً وأطفالاً، وطمعت في أملاكهم الدولة العثمانية الهزيلة، فصادرتها.

في رأيي، إن موقف ماكرون من الأرمن هو موقف سياسي ضد تركيا، أكثر منه موقف أخلاقي مع الضحايا الأرمن، لأن فرنسا نفسها قامت بمذابح هي الأخرى في مستعمراتها في المنطقة العربية وأفريقيا. والرد التركي على رفض الاتحاد الأوروبي لعضويتها فيه هو سياسي أيضاً، فلا علاقة لرفضهم لها بكون الأتراك مسلمين، لأن تركيا دولة علمانية، ولأن المسلمين يعيشون في أوروبا بحقوق مواطنة كاملة، وفق الدساتير. طبعاً، نتفهم موقف الأرمن، وفرحتهم بالقرار الفرنسي، حيث ستبدأ فرنسا في أبريل المقبل إحياء ذكرى الإبادة، وفرحتهم كذلك بالموقف المصري الذي جاء على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر ميونيخ الأسبوع الماضي، بأن مصر كانت ملاذاً لبعض الأرمن الذين فروا إليها هرباً من بطش العثمانيين. أن يعاد إحياء هذه الذكرى والجدل حولها هو بحد ذاته انتصار للأرمن، لأن جروحهم لا تزال رطبة، نظراً لشتاتهم في أنحاء واسعة من العالم بعد المجزرة، أي أنهم ليسوا العرب الذين تجاوزوا مراحل الاستعمار، واستقلوا في أرضهم، وعقدوا علاقات صداقة، وفقاً للقانون الدولي، مع الدول الاستعمارية. كما أن حال الأرمن ليس كحال منطقة نجد أو الحجاز، التي هاجمها واحتلها العثمانيون، ثم تحررت منهم وأسست كياناً سياسياً ثابتاً. الدولة العثمانية في قوتها كانت دولة احتلال، وفي ضعفها كانت بوابة للغزاة. وفي الحالتين، لم تسلم المنطقة من تداعيات القوة والضعف، وتعرضت المنطقة العربية للاحتلال والتشريد والقتل والتمزق من الداخل، وعرفت الخيانات والتواطؤ والسرقة؛ تلوثت البلدان العربية بكل هذه الملوثات جراء الحكم العثماني المطلق.

الأرمن، مثل غيرهم من القوميات التي نالت نصيباً من التوحش العثماني، بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية، كلها مناطق ذاقت ويلات الحكم العثماني. وساحات الشهداء في بيروت ودمشق تشهد على بحار من الدماء نفذها ولاة عثمانيون ضد العرب. وبالنسبة لتاريخ الجزيرة العربية، والمنطقة العربية عموماً، فلا يمكن لأي مدعٍ أن ينكر هذه المذابح. وإن كانت لا بد حاصلة نظراً للصراعات على مناطق النفوذ، واستماتة الإمبراطورية العثمانية لمنع انهيار جدرانها، فإنها ليست حوادث عرضية، بل مجازر. الخلاف هنا مصدره الميزان الذي نقيس به الأحداث؛ إن كان ميزاناً أخلاقياً أو سياسياً. الأرمن لا يزالون يطالبون بحقوقهم، وأهمها الاعتراف الدولي بقضيتهم، لأن أحفاد القتلى والضحايا لا يزالون يحيون هذه الذكرى، ويتمسكون بها. كما أن القضية أخذت بعداً سياسياً، نظراً لحساسية النظام التركي تجاهها. هذه الحساسية جعلت القضية نقطة استفزاز وضغط على الرئيس إردوغان، يمارسه الأوروبيون، ويضعه الاتحاد الأوروبي حجر عثرة في طريق عضوية تركيا التي ينظر إليها الأوروبيون على أنها دولة تمارس ديمقراطية شكلية، لا ترقى لأن تكون من ضمن الاتحاد. وعلينا ألا نقلل من أهمية هذه القضية بالنسبة لتركيا، لأن الأرمن يطالبون اليوم بالاعتراف، وغداً بالحقوق والممتلكات المسلوبة التي استولت عليها الدولة العثمانية من أثريائهم. كل قومية عصفت بها المآسي من حقها أن تحيي ذكراها، وتجدد مشاعر الناس تجاهها، والأرمن من هؤلاء الذين كانوا أقلية دينية وعرقية استبيحت في فترة ما من التاريخ. الاعتراف بهذه الإبادة يحمل قيمة معنوية كبيرة لهم، وله تبعات مادية حقوقية. هذا الحق قد يمر مجرد ذكرى سنوية، لكن عند أصحابه مثل الوشم، لا يمحوه الزمن.

 

ما الذي يمكن لكوريا الشمالية تعلمه من فيتنام؟

مايكل شومان/الشرق الأوسط/19 شباط/19

تبدو فيتنام أكثر من مجرد مكان مناسب لعقد القمة الثانية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والكوري الشمالي كيم جونغ أون، التي من المقرر عقدها في وقت لاحق من الشهر. في الحقيقة، يجري النظر إلى هذه الدولة الواقعة جنوب شرقي آسيا باعتبارها نموذجاً لما يمكن أن تصبح عليه البلاد التي يحكمها كيم وتعاني من العزلة، وذلك إذا ما أقرت إصلاحات كاسحة بالسوق الاقتصادية. وتبدو المقارنة بين البلدين لافتة على نحو خاص، وهي مقارنة أشار إليها كيم نفسه العام الماضي - لكن ليس بالضرورة للأسباب التي قد يظنها الكثيرون. الواضح أن الخيارات التي تواجه كيم خلال قمة هانوي هي ذاتها التي كانت قائمة دوماً. ويتمثل الخيار القائم أمام كيم في قمة هانوي في ذلك الذي كان لطالما قائماً: الأسلحة أو الثروة. من ناحيتها، تعرض الولايات المتحدة منذ فترة بعيدة على كوريا الشمالية فرصة تطوير اقتصادها المتردي مقابل التخلي عن برنامجها النووي. ويبدو ترمب واثقاً للغاية بأن كيم سيقبل في نهاية الأمر بالعرض الأميركي، لدرجة دفعته منذ فترة قصيرة لنشر تغريدة قال فيها: «كوريا الشمالية ستتحول في النهاية إلى صاروخ - صاروخ اقتصادي!». ومع هذا، فإنه مثل والده وسلفه، ترك كيم حتى الآن العرض على الطاولة. ومن الواضح أن يشعر بالقلق حيال فقدان قبضته الحديدية على بلاده إذا ما انفتح على العالم الخارجي. علاوة على ذلك، من غير الواضح بشكل كامل ما إذا كان نموذج النمو المعتمد على الصادرات الذي انتهجته فيتنام وعدد من اقتصادات النمور الآسيوية الأخرى سينجح مع كوريا الشمالية، بالنظر إلى حركة التراجع الحالية على صعيد التجارة الحرة، أم لا. إلا أن تجربة فيتنام، أكثر من تجربة الانفتاح الصينية التي يكثر الحديث عنها، تحمل في طياتها إجابات في هذا الشأن. مثل الصين والنمور الآسيوية الأخرى سنغافورة وماليزيا وتايوان وكوريا الجنوبية، حققت فيتنام سجلاً مبهراً على صعيد النمو منذ إطلاقها إصلاحات «دوي موي» في ثمانينات القرن الماضي، الأمر الذي أدى لارتفاع الدخل الوطني بالنسبة للفرد من أقل من 95 دولاراً عام 1990 إلى 2.342 دولار عام 2017. ومثل الصين وسنغافورة، نجحت فيتنام في تحقيق ذلك مع إبقائها على سيطرة صارمة لحزب واحد على النظام السياسي، وتجنب حدوث قلاقل سياسية واجتماعية. وعلى نحو فريد، يمكن لفيتنام أيضاً أن تبين لكيم كيف يمكن للانفتاح أن يعزز من قوة نظامه. ففي الوقت الحالي الذي باتت فيه منبوذة من العالم كله، أصبحت كوريا الشمالية معتمدة كلياً على جارتها الضخمة وحليفتها الصين. فقد تمكنت فيتنام من ترجمة الإصلاح إلى استقلال استراتيجي بأن وازنت بين علاقاتها التي تحسنت مع الولايات المتحدة، ونفوذ الصين الاقتصادي الذي لم يكن لها أن تتجنبه. فغالبية صادراتها تذهب إلى الولايات المتحدة أكثر من الصين، وإن كانت اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا من أهم المتعاملين أيضاً. فقد فتح ذلك المجال لفيتنام للتراجع قليلاً أمام الصين، مثلما حدث مثلاً في توغلها في بحر الصين الجنوبي. الأكثر من ذلك أن فيتنام أثبتت أن النموذج القديم لتطوير آسيا لا يزال قابلاً للتطبيق، حيث نجحت هذه الدولة في توسيع نطاق دورها في الاقتصاد العالمي حتى عندما تراجعت العولمة. ارتفعت الصادرات بواقع 100 في المائة عام 2017 مقارنة بنحو 70 في المائة قبل ذلك بـ10 سنوات، ويكمن السر في السياسة التي راعت التجارة التي دعمت فيتنام في كثير من الاتفاقيات التجارية، منها اتفاقية «الشراكة عبر الأطلسي» المجددة. وقد ترافق ذلك مع بيئة أعمال محسنة وتخفيض في التكلفة، ما جعل فيتنام بديلاً مناسباً للصين في الصناعات ذات العمالة الوفيرة مثل صناعة الملابس والهواتف الجوالة. يمكن لكوريا الشمالية ذات العمالة منخفضة الأجر أن تحقق الشيء نفسه وأن تتفوق حتى على فيتنام في جذب تلك المصانع، ذلك لأن الصين المجاورة واليابان وكوريا الجنوبية تشترك في مصلحة واحدة، وهي المساعدة في الإصلاحات التي يجريها كيم. الأهم من كل هذا هو أن فيتنام قد أظهرت الدرس الحقيقي من عمليات التحديث التي مرت بها دول آسيا، وهو أن أي اقتصاد فقير، أياً كان تاريخه وخلفيته الثقافية، بإمكانه التخفيف من حدة فقره والدخول في الصناعة بتبني مزيج من السياسات الصحيحة.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

لقاءات وزارية وديبلوماسية وإنمائية في قصر بعبدا الغريب: ملف النازحين وطني وحساس ويجب إخراجه من التجاذبات السياسية

الثلاثاء 19 شباط 2019 /وطنية - شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات وزارية وديبلوماسية وانمائية.

وزاريا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية الوزير حسن مراد الذي عرض عليه برنامج عمله للمرحلة المقبلة والمواضيع التي ستعنى بها وزارة الدولة لشؤون التجارة الخارجية بالتنسيق مع الوزارات الاخرى. واوضح مراد انه بحث مع رئيس الجمهورية في حاجات منطقة البقاع ولاسيما مشروع نفق بيروت-البقاع، والمحافظة على المساحات الخضراء ومشاريع التنظيم المدني.

الغريب

واستقبل الرئيس عون وزير الدولة لشؤون النازحين الوزير صالح الغريب الذي اطلعه على نتائج الزيارة التي قام بها لدمشق امس والمواضيع التي بحثها مع المسؤولين السوريين الذين التقاهم.

وبعد اللقاء، صرح الغريب للصحافيين: "زرنا رئيس الجمهورية اليوم لوضعه في أجواء زيارتنا أمس لسوريا. وكانت هناك مقاربة ايجابية للموضوع من جوانبه كافة. وفي المناسبة، اقول اننا بدأنا نسمع اصواتا، ونأمل لو لمرة واحدة ان نجمع كلبنانيين على ملف وطني وحساس ودقيق بهذا الحجم، إذ ان الامور لم تعد تحتمل. واننا ندعو مجددا كما دعونا في السابق الى اخراج ملف النازحين من التجاذبات السياسية لما يشكله من ضغوط اقتصادية ومالية وامنية على الوطن برمته".

سئل: كيف كانت زيارتكم لسوريا، وهل لمستم ايجابية في هذا الملف؟

اجاب: "لمسنا ايجابية مهمة جدا وامكانا لتقديم تسهيلات كبيرة بمقاربتهم لهذا الموضوع".

سفير الهند

وزار قصر بعبدا مودعا سفير الهند سانجيفارورا لمناسبة انتهاء مهماته الديبلوماسية في لبنان. ونوه رئيس الجمهورية بالجهود التي بذلها ارورا خلال وجوده في بيروت لتعزيز العلاقات اللبنانية-الهندية.

البستاني

واستقبل عون الوزير السابق ناجي البستاني وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات المحلية الراهنة اضافة الى حاجات منطقة الشوف. واوضح البستاني بعد اللقاء انه حرص بعد الوعكة الصحية التي ألمت به على زيارة الرئيس عون لتهنئته بتشكيل الحكومة الجديدة "التي يعلق عليها اللبنانيون آمالا كبيرة، ولاسيما أنها سترعى تنفيذ المشاريع التي يحرص الرئيس عون على تحقيقها والتي يثق اللبنانيون بإرادته وسعيه الدائم لإنجازها".

وأضاف: "شكرت فخامة الرئيس على العناية التي يوليها لمستشفى دير القمر الحكومي الذي أنجز بطبقاته الثلاث ويحتاج الى لمسات اخيرة ضرورية كي يبدأ فيه العمل، خصوصا أنه يضم ثلاث غرف عمليات وغرفة توليد وبنكا للدم و64 سريرا".

طارق الخطيب

وفي قصر بعبدا ايضا الوزير السابق طارق الخطيب الذي عرض مع رئيس الجمهورية الاوضاع العامة وحاجات منطقة اقليم الخروب والشوف عموما.

 

الحريري التقى وزير شؤون النازحين الغريب: لإخراج هذا الملف من التجاذبات السياسية

الثلاثاء 19 شباط 2019 /وطنية - اجتمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم، في السراي الحكومي، مع وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، في حضور الوزير السابق غطاس خوري.

بعد اللقاء، قال الغريب: "كما تعلمون، قمت بزيارة سوريا بالأمس، وطلبت بعد عودتي موعدا من فخامة الرئيس ميشال عون لوضعه في أجواء الزيارة، وكذلك من دولة الرئيس الحريري. وقد قمت بهذا اللقاء اليوم، وضعته في أجواء الزيارة التي حصلت. دعونا، وسنظل ندعو لإخراج هذا الملف من التجاذبات السياسية، وأقلها أن ملفا بهذه الحساسية يستحق منا جميعا كلبنانيين، أن تكون لدينا مقاربة تأخذ بالاعتبار مصلحة لبنان أولا".

سئل: حصل لغط بشأن ما إذا كنتم بالفعل قد وضعتم الرئيس الحريري في أجواء زيارتكم إلى سوريا أم لا، فما الذي حصل؟

أجاب: "ما هو بيننا وبين الرئيس الحريري يبقى بيننا وبين الرئيس الحريري".

سئل: ألم تخالف قرار عدم زيارة أي وزير لبناني إلى سوريا من دون وضع رئيس الحكومة في جوها؟

أجاب: "دولة الرئيس عودنا دائما أن يأخذ مصلحة لبنان أولا، وهو يقارب جميع المواضيع، من ملف النازحين وغيره، بكثير من الإيجابية، آخذا بالاعتبار مصلحة لبنان أولا".

سئل: ماذا سمعت من الجانب السوري بخصوص ملف النازحين؟

أجاب: "كانوا إيجابيين، وقد أبدوا الكثير من الرغبة بتقديم تسهيلات كثيرة، آمل أن تترجم بوضع ورقة في وقت قريب".

 

الرئيس بري استقبل مجلس نقابة الصحافة: بلد لا يخضع للقانون يكون مرتعا للفساد ولا باب آخر للحكومة غير النجاح

الثلاثاء 19 شباط 2019 /وطنية - اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري انه "على هذه الحكومة أن تنجح، وهي مضطرة إلى أن تنجح، وليس لديها باب آخر غير النجاح"، وقال: "لست خائفا على الحكومة، إلا من الحكومة نفسها، ولا نريد أن يكون كل وزير فيها حكومة مستقلة".

وجدد التأكيد على "تطبيق القانون لمكافحة الفساد"، فقال: "إن البلد الذي لا يخضع للقانون يكون مرتعا للفساد أو غير الفساد، وللفوضى وللافلاس".

وعن الوضع في المنطقة، قال: "لا شك في أنه حصلت تطورات إيجابية كثيرة في المنطقة. وبرأيي، لا تزال المنطقة على خط الزلازل طالما لا يوجد حل سياسي في سوريا واليمن".

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس بري، بعد ظهر اليوم، وفد مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، الذي قال في مستهل اللقاء: "شرف كبير دولة الرئيس أن تخصنا دائما بمثل هذا اللقاء. لقد كنت وما زلت صمام الأمان للبلد بحكمتك وصبرك في تحمل كل هذه العواصف التي هبت على البلد. ونحن على ثقة بأن يعود البلد الى النهوض مرة أخرى. هناك اسئلة كثيرة مطروحة حول الفساد الذي تحدث عنه الجميع وحول ملفات عدة، ومنها ملف النفط والكهرباء. وفي المناسبة، نحن نهنئكم بالحكومة الجديدة، التي انتظرها اللبنانيون وولدت بعد 9 أشهر".

الرئيس بري

ثم رحب الرئيس بري بالنقيب وأعضاء مجلس النقابة، وقال: "إن الحكومة مضطرة إلى أن تنجح، وليس لديها باب آخر غير النجاح. قبل تأليف الحكومة، كنت أقول إن التأليف ضروري، ولكن وحده غير كاف ونحتاج إلى التآلف. لست خائفا على الحكومة، فكل الشعب اللبناني هنأ نفسه بموضوع الحكومة. وكما شاهدتم وسمعتم، لقد تحدث في المجلس 54 نائبا، ونالت الحكومة الثقة بشبه إجماع، لكني انا لست خائفا على الحكومة، إلا من الحكومة نفسها. ولا نريد أن يكون كل وزير حكومة مستقلة داخلها، فهذا الامر أخشى منه".

أضاف: "إن الفساد، نتحدث كثيرا عنه في هذا المكان أو ذاك، فالفساد حقيقة يختصر بكلمتين: تطبيق القانون. عندما نعرف أن الدولة لديها 39 قانونا لم تطبق، وعندما أقول الدولة، فلا اقصد العهد الحالي، أقصد على مر العهود. هناك قوانين لم تطبق منذ 15 سنة وعشر سنوات و8 سنوات ومنذ سنة. ولذلك اقول الدولة. 39 قانونا صدرت من مجلس النواب ووقعت ونشرها رئيس الجمهورية كلها لم تطبق. اضطررت في الفترة الماضية أن أؤلف لجنة من كل الكتل في المجلس برئاسة النائب ياسين جابر، وأن يكون مقررا لها للقاء الرؤساء والوزراء من اجل تطبيق القوانين، لماذا؟ لانه بمجرد تطبيق القانون في وزارة معينة عندها لا يبقى فساد فيها. وهذه القوانين ليست مجرد قوانين لتغيير اسم قرية أو شخص، بل هي قوانين تشكل 90 في المئة مما نشكو منه في موضوع الفساد، وهي لا تطبق".

وتابع: "لأعطي مثالا حول الكهرباء، وما ينطبق على الكهرباء ينطبق على غيرها من الوزارات، فهناك قانون يقضي بأن تعين وزارة الطاقة مجلس ادارة والهيئة الناظمة للكهرباء، فلو كان هناك مجلس ادارة وهيئة ناظمة لما شاهدتم بواخر. وإذا شاهدتم البواخر سترونها لمرة واحدة، ولا ترونها على طريقة "جددت حبك ليه" أي دائما. وفي النهاية، في كل سنة ندفع للكهرباء ملياري دولار، علما بأننا نحتاج إلى مليارين مرة واحدة لكي نؤمن الكهرباء للبنان منذ الآن على الاقل من دون مبالغة الى عام 2045 او عام 2050. كل سنة ندفع ملياري دولار نتيجة الديون وغيرها، هذا عدا عما يدفعه المواطن للمولدات. لماذا؟ لأن حتى البارحة كان الأمر إذا كنت تريد أن تحاسب وزيرا، فكأنك تحاسب طائفة، ويحصل المشكل، بينما لا يحصل مشكل بهذا القدر إذا حاسبت مجلس إدارة".

وأردف: "أما الآن فلا. الآن، مجلس النواب، وأنا أتحدث باسمه، وبعد أن استمعت إليه كما استمع غيري، فلا خيمة فوق أحد على الاطلاق، وستعقد كل شهر على الأقل جلسة للرقابة إما محاسبة وإما اسئلة واجوبة وإما استجواب وإما مناقشة عامة، لكي نتابع الخطوات بالنسبة إلى هذا الموضوع".

وقال: "بالنسبة إلى موضوع الفساد، "طلعت ريحتنا" إلى الخارج. وبعض البلدان التي ترغب في مساعدتنا سواء عبر مؤتمر سيدر ومؤتمر روما 2 وغيرهما لم تعد تقبل تقديم المساعدة أو التعرض، الا وفقا لشروط معينة، أولها الشفافية. لماذا نضطر إلى هذا الأمر؟ وهذا المثل الذي اعطيته عن الكهرباء ينطبق على وزارات أخرى. مثلا في المطار، أين الهيئة الناظمة للمطار؟ فمنذ 14 أو 15 سنة، صدر قانون الهيئة الناظمة، لماذا لم يطبق".

أضاف: "عندما دعا فخامة الرئيس الى الحوار، ذهبت وأنا أحمل 36 قانونا، ويومها لم تكن مطبقة، وقلت هذا الكلام على طاولة الحوار، قلته لفخامة الرئيس ولدولة الرئيس وزادت القوانين غير المطبقة وأصبحت 39 قانونا. نتعب وندرس القوانين ونناقشها ونصدرها لا لكي تبقى حبرا على ورق. البلد الذي لا يخضع للقانون يكون مرتعا للفساد وغير الفساد، ومرتعا للفوضى والافلاس. ولذلك، على هذه الحكومة أن تنجح، وإن شاءالله ستنجح، وأن تسعى إلى الرقابة أكثر من المجلس النيابي الذي سيقوم بالرقابة. لماذا؟ لأنها مرآة المجلس. يقولون كيف يحاسب المجلس مرآته؟ فالمجلس سيحاسب الحكومة، وأريد ان اتكلم عن نفسي لنفترض اني تدخلت في توظيف شخص ما إذا "بيض وجهي: أفتخر به، وإذا "سود وجهي" أتخلى عنه. ولقد قمت بذلك سابقا بحق وزراء ونواب، فعندها يكون الشخص يحاسب نفسه. وفي كل الحالات، الذي لا يريد ان يحاسب نفسه، فإن الآخرين سيحاسبونه".

وردا على سؤال عن إمكانية ملاحقة الفاسدين من الهيئات الرقابية وديوان المحاسبة، قال الرئيس بري: "بالنسبة إلى ما قاله الاستاذ علي ابراهيم لك، فإذا طلب رئيس ديوان المحاسبة أن ياتي اليه وزير، قد لا يأتي. لماذا؟ لانه يقال عنه إنه مجرد أن يذهب وزير الى التحقيق يصبح موضع شبهة. وفي حالة أخرى، إذا طلب من وزير مدير عام او رئيس مصلحة للتحقيق فهذا يحتاج الى اذن من الوزير، فاذا لم يعطه لا يستطيع ان يحقق معه. وما سيحصل الأن أنه في المكان الذي يحصل الرفض منه ستكون المحاسبة، بمعنى أن وزيرا معينا طلب منه الاذن بالمحاسبة مع موظف معين، فاذا لم يعط اذنا سيحاسب الوزير".

وأشار إلى أن "أساس الرقابة وأمها هما مجلس النواب، فعندما يحمي المجلس الهيئات الرقابية، التفتيش المركزي وديوان المحاسبة والقضاء - كل الاجهزة الرقابية - وإذا جرى الاحتكام الى القانون فلا تعود هناك مشكلة على الاطلاق. واذا اضطر الامر لتغيير او تعديل قوانين فسيحصل ذلك. لن يترك البلد بعد اليوم بهذا الشكل على الاطلاق".

وردا على سؤال عن تعيين 5 آلاف موظف، كما قيل على لسان النواب في الجلسة، قال: "صحيح، وهذا الكلام أكثر من صحيح لأن هذا العدد هو في الوظائف المدنية فقط من دون القوى الامنية. ما زلنا نتحدث عن تطبيق القانون، فقانون الموازنة يقول بوقف كل شيء يتعلق بتعاقد او بتعيين او بتوظيف قبل ان نقوم بكشف على الوظائف".

وأشار إلى أن "ميزانية الدولة كميزانية المنزل فهي تحتاج إلى أمرين، فإما أن تنتج أكثر لتصرف اكثر او توفر من مصروفك لكي يكفي المعاش، على طريقة: مد بساطك على قد جريك"، وقال: "من جملة الأمور التي يجب القيام بها، ليس الانتاج من النفط وغيره فحسب، بل وقف الهدر الذي يحصل، وقف كل شيء من السفرات والايجارات وغيرهما، ومن الجملة التوظيف".

أضاف: "منذ أن صدر قانون الموازنة حتى الآن، تم توظيف 5 آلاف في الوظائف المدنية وعدد شبه مماثل في الوظائف الامنية والجيش، وهذا كله يحتاج الى اموال. غدا، سأعقد لقاء مع رئيس لجنة المال والموازنة وستكون هناك استدعاءات من لجنة المال والموازنة لكل الجهات التي وظفت والمساءلة على اي اساس تم التوظيف. نحن لا نقول إننا سنحاسب، بل نقول بدأنا منذ تاريخ الجلسة والثقة - لان الثقة منحت على هذا الاساس، وكان البيان الوزاري واضحا في هذا الموضوع. وتحدث 54 نائبا، وكلهم ذكروا الفساد وكانوا متحمسين لمكافحته. هذا الموضوع كان الكلام عنه اكثر من اي موضوع آخر إلى درجة انه وصف بالاحتلال من قبل احد النواب، وهذا الصحيح".

ثم تحدث النقيب الكعكي عن ملف الصحافة والاعلام ومعاناة الصحافة، فقال: "هناك الكثير من القوانين، ولكن اذا لم يحصل دعم للمؤسسات الاعلامية لن تبقى جريدة واحدة قائمة، وهذا الموضوع ليس موضوع الصحف، بل كل من يتعاطى بالاعلام. عندما تتوقف مؤسسة، فذلك يعني المساس بحياة المئات من العائلات. إن الموضوع حسب اقتراحنا نحن في النقابة يكلف 5 ملايين دولار. وانتم يا دولة الرئيس يعول عليكم بحماية الصحافة".

رد الرئيس بري فقال: "لنقر ونعترف اولا بأن هذه المسؤولية ليست على الدولة اللبنانية بقدر ما هي حقيقة مرتبطة بالتطور الذي حصل لوسائل التواصل. وبالتالي، بدأت التلفزيونات تعاني أكثر فأكثر، ودور السينما بات في حال تراجع، هذا ما أثر كثيرا على الصحف، وبالتالي الاعلانات التي كانت تأتي إليها توزعت بين التلفزيونات. هناك صحف ومجلات عالمية أقفلت نتيجة هذا التطور. وهناك امور وقطاعات اخرى أصبحت الآن معرضة للخطر من جراء التطورين العلمي والتقني، حتى في قطاع النقل وغيره. نحن شهدنا اقفال صحف عديدة جديرة بالاحترام جدا في لبنان والبقية تعاني. إني أريد أن أشبه وضع الصحافة بالرياضة ولعبة كرة القدم، فإذا لم يكن هناك ممول لنا ومعين لا يستطيع ان يتحرك. لذلك، يجب ان تكون هناك رعاية وعناية من قبل الحكومة، من الدولة لتحمل اعباء هذا الانفاق ليس من اجل اعطاء شيء للاغراء والاغواء".

أضاف الرئيس بري: "نريد الصحافة الا تكتب لغيرها بل ان تكتب لما تفكر به لانه مع الاسف ما زلنا على زلزال في المنطقة وعلى شفا هاوية بالتعبير القرآني. لا نستطيع ان نأخذ كل شيء نسمعه من العالم العربي مع الاسف الشديد، بالعكس يجب ان يبقى الاعلام اللبناني منارة للهداية ومنارة للحرية بالرغم من الظلامات التي تطالنا كلنا، ولكن يوم لك ويوم عليك، في السابق قلت انا مع الصحافة ظالمة او مظلومة".

سئل: دولة الرئيس كنت الاول وما زلت المهتم والمتابع لملف النفط، فماذا تقول عنه؟

اجاب: "يد واحدة لا تصفق، يد واحد "بتسفق". يعني لا يكفي لا يدي ولا يد شخص آخر او ثلاثة او اربعة أياد. هذا الملف هو الاقل المرتجى لكي نسد ديوننا. تعلمون انه جرى تلزيم بلوكات، والعمل بهذه البلوكات يفترض ان يبدأ في العام 2019، وهناك محاولة لتأجيلها للعام 2020، ومن حقي ان اشك بأن وراءها خطرا ومؤامرة. لا شك ان لا أحد من الشركات العالمية التي التزمت تقبل بالالتزام إلا اذا كان هناك مخزون هائل من النفط والغاز. عند تلزيم البلوكات طلبت ان يكون في البلوكات التي تم تلزيمها ان يكون احدها من البلوكات الثلاثة المحاذية للجنوب وهذه البلوكات 8 و 9 و 10. وقلت بكل تلزيم يجب ان يكون احد البلوكات من الجنوب، لماذا؟ طبعا هذا ليس من منطلق مناطقي بل لكي لا اترك مجالا طالما ان الاسرائيلي يدعي لاخذ 850 كيلومترا بحريا من عندنا. لذلك لا استطيع ان اترك الجنوب وكأنني اقول له انه معه حق بذلك. لا سيما انه اخذ جزءا بسيطا من البلوك 9 ولكن جزءا اكثر من البلوك 8.الذي لزم الان (في الجنوب) هو البلوك 9، وهناك تلزيم آخر وسيحصل وسيكون منه تلزيم لبلوك آخر في الجنوب".

اضاف: "ما حصل مؤخرا وجعلني ابحث هذا الموضوع اكتشفنا ان هناك "بيسين" مشتركا بين الحياة اللبنانية والمياه في فلسطين المحتلة. وقد اختارت الشركات التي لزمناها حفر الابار على مسافة 25 كيلومترا داخل الحدود مع فلسطين المحتلة، وكانت اسرائيل قد اختارت الحفر على مسافة 15 كيلومترا داخل الحدود. ومؤخرا علمنا ان اسرائيل لزمت شركة اميركية "نوبل" واخرى اسرائيلية لحفر بئر في منطقة محاذية للحدود واعطتهما فرصة حتى نيسان 2020 فاذا لم تشتغلوا تلغى المناقصة. لذلك قلت ان على الشركات الملتزمة مع لبنان ان تحفر ايضا في منطقة اقرب ونبقى بعيدين حوالى 20 كيلومترا من الحدود. لماذا؟ عندما يستخرجوا هم نكون نحن ايضا نستخرج من مخزوننا، وبالتالي نحول دون ان يسرقوا مخزوننا ونحن نتفرج. هذا المشروع تكلمت عنه في المجلس وحتى الان لم تتبناه وزارة الطاقة. لماذا اقول هذا الكلام؟ هذا "البيسين" المشترك موجود على غراره مثلا بين قطر وايران وبين البلدان العربية. هذا "البيسين" حوالي 20 ترليون قدم مكعب من الغاز. فاذا اخذت اسرائيل بشفطه وانا لم ابادر الى شيء فماذا سيحصل؟ هذا الموضوع سأدفع به في اول لقاء مع وزيرة الطاقة الجديدة، وان يتبنى لبنان هذا الموضوع. وقد بحثت مع رئيس وزراء ايطاليا في زيارته مؤخرا للبنان هذا الموضوع واطلعته على الخرائط وقلت له ان على شركة "أني" ان تقترب بالحفر اكثر فقدر الامر وكان مرتاحا. كذلك سابحث هذا الموضوع خلال زيارتي لفرنسا مع الرئيس ماكرون وشركة "توتال". هذا الموضوع لا بد منه قبل كل شيء لانه من دونه فاننا نخسر خسارة كبيرة".

سئل: كان الاميركيون يبحثون معكم في الحدود الاميركية؟

اجاب: "انا اريد اتفاقا شاملا، هناك قسم من البحر قرب "مسكاف عام" كما يسميها الاسرائيليون يريدون ان يبنوا الجدار في الارض اللبنانية وان يعطونا مقابل هذه الارض ارضا اكبر منها، ولكن على طريقة "ان ادفع من جيب وأضع في جيب اخرى". فهم لا يقولون لنا سنعيد مزارع شبعا او تلال كفرشوبا، هم يريدون ان يعطوا في نفس الارض. ومع هذا كله لانه حصل تباين في الرأي بيني وبين مسؤولين في لبنان، قلت يمكن درس الموضوع ولكن فلنتفق في البحر. فمثلما رسمنا خطا ازرق في البحر نرسم خطا ابيض في البحر الازرق. وننتهي من الاثنين معا فلا مانع لدي وقد اجتمع مجلس الدفاع الاعلى في لبنان مرتين واخذ بهذا الرأي بأن الجدار لن يبنى الا اذا كان هذا الامر قائما، اي الاتفاق الكامل".

سئل: هل يمكن اللجوء الى التحكيم الدولي؟

اجاب: "بالتحكيم الدولي ما "بيمشي" الحال، لانه اولا ليس بالمستطاع فرض التحكيم على اسرائيل بالقوة، ثانيا هم غير مؤمنين بكل هذه القصة، وثالثا هم اقوى منا في الخارج بالنسبة للتحكيم الدولي. لقد تلقينا تهديدات عديدة من الاميركيين مع العلم اننا أدخلنا الاميركي لان يكون احدى الجهات ليشرف معنا تحت علم الامم المتحدة في اجتماع الضباط الثلاثي، ومع الاسف عين سفيرات اميركيات لخمس سنوات وهي قصة طويلة عريضة وما زلنا فيها. وجاء مؤخرا (دافيد) ساترفيلد وقال لنا بالنسبة لهذا الموضوع "خذها او اتركها" فقلت له كيف اتركها، ليس واردا ان نتنازل. ال850 كيلومترا من المياه البحرية اللبنانية هي حق من حقوقنا ولن نتنازل عنه تماما قبل الارض ومثل الارض واكثر، وهناك موضوع النفط".

وردا على سؤال قال: "اول مرة بني جدار عام 1937 في التاريخ كان هناك كولونيل اميركي "لمبتون" في الصفقة. ان اول من اعرب عن خشيته من التوسع الاسرائيلي كان شارل مالك، كان خائفا من المطامع والمطامح الاسرائيلية. وعندما قلنا نريد مساعدة الاميركيين في الموضوع عين السفير الاميركي هوف بناء لطلبنا فأعطانا 530 كيلومترا ثم اعطانا الحق ايضا ب 110 وتقلص الفرق ولكن بعد تبخر هوف، اتوا بآخر اسمه آموس سانكشتاين فصار يأتي مرة ويغيب عشرة اشهر او احد عشر شهرا، وفي المرة الاخيرة التي اتى فيها قبل بالعمل على ترسيم الحدود، واتفقنا وكانت السيدة كاغ منسقة الامم المتحدة في لبنان وقبلت ان تترأس واتفقنا ان نبدأ بالعملية خلال شهر، فذهب وبقي 11 شهرا لم يأت، وجاء الرئيس ترامب فارسلوا لي ساترفيلد وقد كان سفيرا في لبنان سابقا. جاء ساترفيلد وعرضت عليه ما جرى مع اموس واطلعته على نتائج ما جرى مع السفير هوف قبله، فقال لي ساترفيلد "خذها او اتركها".فقلت هذا الكلام لا يستقيم معي".

سئل: طرحت وزيرة الداخلية الجديدة موضوع الزواج المدني؟

اجاب: "في السياسة عليك ان تعرف ما هو الشيء الذي يمكن ان تحصل عليه. السياسة فن الممكن . الزواج المدني لم يكن يوما من الايام موضوع البحث في لبنان ، فلا المسيحي يقبل به في العمق ولا المسلم يقبل به في العمق. الزواج المدني الذي كان موضوع البحث هو الزواج المدني الاختياري، وهذا البحث حصل في زمن الرئيس الياس الهراوي ولم ينفذ. اليوم هذه الحملة القائمة على وزيرة الداخلية، الوزيرة لم تقل شيئا، قالت انني سأحاول القيام بمشاورات في موضوع الزواج المدني وهذا ليس كفرا.انا لا ادافع عنها ولكن ما قالته انها ستجري مشاورات حول الموضوع. واعتقد انه لا ضرورة الان لهذه الحملة وان نتلهى بهذه القصة الان، فليس مشكلتنا الان الزواج المدني".

سئل عن الوضع في المنطقة فقال: "لا شك انه حصلت تطورات ايجابية كثيرة في المنطقة، وبرأيي لا تزال المنطقة على خط الزلزال طالما لا يوجد حل سياسي في سوريا واليمن، وان شاء الله يتطور اتفاق الحديدة. ولكن طالما لا يوجد حل في سوريا اعتقد اننا كلنا على خط الزلازل".

سئل عن سلسلة الرتب والرواتب وتأمين المال لها فأجاب: "من قال ان الدولة لا تستطيع تأمين اموال السلسلة، لقد امناها.اولا هذا حق للناس، قلت ان بلاءنا كله هو من عدم تطبيق القانون. فلو زادت الحكومات المتتالية غلاء المعيشة المستحق على مدى عشر سنوات لكان المبلغ هو ما اعطي بالسلسلة. كان على المجلس النيابي ان يقر هذه السلسلة وانا لست نادما على ذلك لانه حق للناس. غلاء المعيشة كان المفروض ان يزاد كل سنة او يبقى، وكان يدفع 800 مليار ليرة من دون دفع غلاء معيشة من دون اي ايراد مقابل. الوضع الاقتصادي لم يكن نتيجة السلسلة. الوضع الاقتصادي الذي وصلنا اليه هو نتيجة استغراق عملية تأليف الحكومة 9 اشهر، وموضوع الفساد، وعلى الاقل ثلث الدين هو من الكهرباء 35 مليار دولار. حتى لا تكون دولة بين الاغنياء لا يجوز ان يكون معاش الفقير لا يكفي الكهرباء والمولدات".

ابو فاعور

وكان الرئيس بري استقبل وزير الصناعة وائل ابو فاعور الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري وكانت جلسة صناعية بامتياز، ولمست من دولته كل الدعم لتشجيع وحماية ورعاية الصناعة في لبنان. وطرحت على دولته مجموعة مشاريع قوانين موجودة في اللجان النيابية اذا ما أقرت فانها تساهم مساهمة كبيرة في النهوض الاقتصادي. كان موقف دولة الرئيس داعما بشكل كبير وسيقوم باجراء الاتصالات اللازمة مع اللجان النيابية واعطاء توجيهاته بالاسراع في اقرار هذه القوانين. ما استطيع ان اقوله بأن الصناعة حتى اللحظة لم تحصل على المكانة التي تستحقها في ذهن اللبنانيين وفي ذهن المسؤولين والدولة. آمل بأننا اليوم مع الرئيس بري نستطيع ان نطلق هذه الورشة التشريعية التي تحمي وتعزز الصناعة في لبنان".

وفد مطارنة السريان الكاثوليك

كما استقبل بري وفد مطارنة السريان الكاثوليك برئاسة المطران جهاد بطاح الذي سلمه دعوة للمشاركة في قداس شفيع الطائفة السريانية الكاثوليكية القديس افرام السرياني في 9 آذار المقبل عند الساعة الخامسة عصرا في كنيسة سيدة البشارة - المتحف".

 

التيار المستقل: هل غطاء المتنفذين الفاسدين أقوى من السلطة؟

الثلاثاء 19 شباط 2019 /وطنية - عقد المكتب السياسي في التيار المستقل اجتماعه الدوري في بعبدا برئاسة اللواء عصام ابو جمرة وأصدر بيانا اشار الى ان المجتمعين بحثوا في "الخلاف المستجد بين أعضاء الحكومة حول موضوع زيارة وزير شؤون النازحين الى سوريا وبحثه امورهم مع السلطة السورية دون موافقة مجلس الوزراء ما حمل رئيس الحكومة على التبرؤ من نتائج هذه الزيارة". كما لفت المجتمعون "تعليق وزير الدفاع في الاعلام على وجود الجيش التركي في سوريا وطلبه اليه تسليم مراكزه للجيش السوري والخروج منها". واعتبروا ذلك "تدخلا بدون تكليف بسياسة خارجية ودفاعية لدولة في دولة اخرى، ما يخالف مبدأ النأي بالنفس المقرر بالبيان الوزاري، وتجاوزا لمضمون المادة 49 من الدستور". واعتبر المجتمعون:"ان فشل (حكومة وحدة وطنية) قد تأكد بظهور بوادره التمحور حول معسكرين داخل هذه الحكومة، واحد متشدد تجاه سوريا، وآخر يسرع بالعودة للتعامل معها".

وتساءل المجتمعون "عما وصلت اليه معالجات ازمات النفايات والكهرباء والسير والاملاك البحرية التي دفعت الى ظهور بوادر ثورة شعبية عبر النزول الى شوارع المدن الرئيسية كبيروت وطرابلس وصيدا وقطعها الطرق واحراق الاطارات فيها، والاعتراضات على مراسيم التجنيس وقرارات توظيفات الحزبيين خلافا للوعود بمنع التوظيف نتيجة العجز في الخزينة". وعن كثرة الحديث عن الفساد دون التشهير بفاسد او صدور حكم بفاسد اوتوقيف فاسد واحد، اسف المجتمعون "للخطابات الرنانة التي اطلقها بعض قدامى النواب حول الفساد المستشري والفاسدين الاحرار منذ سنين دون ان يسائلوا أويحاسبوا فاسدا منهم خلالها".

كما سأل المجتمعون "عن سبب عدم اعلان اي من السلطات الادارية اوالرقابية وحتى القضائية عن مساءلة واحدة او معاقبة فاسد واحد في لبنان وما اكثرهم"، فتساءلوا: "هل أن غطاء المتنفذين الفاسدين أقوى من سلطتهم في عهد اعتبر نفسه قويا".

 

كنعان بعد اجتماع التكتل: الشفافية في الموازنة والحسابات غير قابلة للنقاش وارقام التفتيش تناقش في البرلمان حصرا

الثلاثاء 19 شباط 2019/وطنية - عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الأسبوعي برئاسة الوزير جبران باسيل في مركزية "التيار الوطني الحر" في سنتر ميرنا شالوحي - سن الفيل.

وعقب الاجتماع تحدث أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان فقال: "اجتماعنا كان غنيا لناحية الوضوح بالرؤية بعد جلسات الثقة، وقد بدأت مهلة المئة يوم للحكومة، وكل دقيقة لها أهميتها، لذلك وضعنا آلية لمتابعة العمل بين وزراء ونواب التكتل، وبينهم وبين الجهات الحكومية والأهلية والمناطقية".

وفي ما يتعلق بالتضامن الوزاري، اعتبر ان "كل ما حكي عن خرق للتضامن الوزاري غير مبني على أسس سليمة، وموقف وزير الدفاع الياس بو صعب في مؤتمر ميونخ كان واضحا ومبنيا على القانون الدولي، ويعتبر ان المناطق الآمنة يجب ان تكون في شكل عام بالتوافق مع الدول التي تقام على أرضها، فكم بالحري بالنسبة إلى سوريا، كما وأن موقف وزير الدفاع يرتكز على أكثر من توافق عربي ودولي، ولم يعترض أحد على كلامه، لا بل كانت ثمة تهنئة على المقاربة التي قدّمها. ونطمئن بأن كلامه لم يشكل خرقا، بل على العكس، من يتصرف بطريقة أخرى، يشكل ذلك خرقا للبيان الوزاري ولتضامننا الوزاري".

وأكد أن "التكتل اكثر الحريصين على العمل الحكومي كجسم واحد"، وقال: "الوزير صالح الغريب زار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووضعهما في أجواء زيارته سوريا، ولا شيء تحت الطاولة، بل كله لمصلحة البلاد، وموضوع النازحين السوريين يجب الا يخضع للتجاذبات السياسية. والزيارة كانت باعلام المعنيين قبل وبعد الزيارة". وشدد على "أننا آخر من يريد خلافات او تمايزات في ما يخص الحكومة وعملها وآدائها وانتاجيتها". وفي ما يتعلق بأولويات الحكومة والأولويات النيابية للتكتل قال كنعان: "ما من أولويات أهم من الكهرباء والبنية التحتية والنفايات والبيئة، اي المسائل الاجتماعية التي يطالب بها الناس، وما من أولويات ايضا أهم من الموازنة في الوقت الذي يجري العمل على اجتراح حلول لتغطية القاعدة الاثني عشرية والنقص القانوني والدستوري. لذلك، فالموازنة الاصلاحية مطلوبة. وقد حصل اجتماع في السرايا الحكومية وقد ضم الوزراء المعنيين والفعاليات المعنية بمؤتمر سيدر والاصلاحات المطلوبة، وهو ما يجب ان ينعكس على اولوياتنا، وبخاصة الموازنة، فموازنة بلا اصلاح تعني أننا نراوح مكاننا، لا بل نتراجع الى الوراء. وقطع الحساب مطلوب، وعندما قلنا أننا منعنا التسوية على الحسابات المالية لتكون لدينا حسابات منذ 1993 وحتى اليوم، كنا على حق، ومجلس الوزراء سيبحث في قطع الحساب منذ 1993 وحتى اليوم، والشفافية في هذا الموضوع غير قابلة للنقاش".

وعلى صعيد مكافحة الفساد قال: "تبين ان المكافحة الجدية تعالج من خلال المجلس النيابي والمؤسسات الرقابية، ومنها التفتيش المركزي، الذي بذل جهدا اثمر تقريرا عن التوظيف الذي كثر الكلام حوله، وبتنا اليوم أمام ارقام، ومن يريد مناقشتها فليتفضل الى المجلس النيابي لا عبر الاعلام، فليس نحن من وضع الارقام التي يطاول بعضها وزاراتنا كما وزارات أخرى، والمطلوب ان تكون المحاسبة والاصلاح على الجميع. من هنا، فلجنة المال والموازنة ستبدأ باجتماعات متلاحقة بدءا من الاسبوع المقبل، لوضع الامور في نصابها ورفع التقارير للحكومة ومجلس شورى الدولة ورئاسة مجلس النواب. فمكافحة الفساد والشفافية واحترام القوانين لها اصول وهي لا تكون من خلال المبارزات الاعلامية".

واشار كنعان الى أن "البحث تطرق ايضا الى الحاجات المناطقية والمشاريع الانمائية المطلوبة، وستكون ثمة ورشة نيابية ستبدأ على مستوى الرقابة، وستكون ثمة جلسات تشريعية ومساءلة كل شهر كما فهمنا من رئيس المجلس النيابي، وسنستفيد من ذلك على مستوى التكتل لايصال صوت الناس ونكون افعل كنواب ووزراء في المشروع الذي نطرحه". وختم: "نأمل في ان تشكل مهلة المئة يوم للحكومة حافزا للانتاج وان تكون عملية الرقابة جدّية ويقبل بها الجميع بطيبة خاطر، فما يوضع على الطاولة أمام الجميع ليس للنيل من أحد، بل لاحقاق الحق ولنخرج من ان الفساد في لبنان قضاء وقدر وان لا امكان للاصلاح، فقد نشأنا وكبرنا على الاصلاح والتغيير وقوتنا اليوم لنغير لا لتكريس الواقع وسنقول ونعمل للحق مهما كان الثمن ".

 

كتلة المستقبل:التضامن الحكومي قاعدة جوهرية لمواجهة استحقاقات المرحلة

الثلاثاء 19 شباط 2019 /وطنية - عقدت "كتلة المستقبل" النيابية، بعد ظهر اليوم، في "بيت الوسط" اجتماعا برئاسة النائبة بهية الحريري، تم خلاله البحث في آخر التطورات المحلية والأوضاع العامة، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب عثمان علم الدين، أعلن فيه أن "الكتلة عبرت عن "ارتياحها للمسار الذي تسلكه الأمور بعد نيل الحكومة الثقة والانتقال الى مرحلة العمل المطلوب لوضع البرنامج الحكومي موضع التطبيق".

ورأت الكتلة أن "مناقشة الزملاء النواب للبيان الوزاري راوحت بين مداخلات تنم عن احساس عال بالمسؤولية الوطنية ومتطلبات مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية والمالية الداهمة، وبين مداخلات تنطوي على خلفيات سياسية معروفة هدفها الالتفاف على البرنامج الحكومي للاصلاح والنهوض والنيل من أي أمر أو عمل يتصل بدور رئيس الحكومة سعد الحريري". وأشارت إلى أن "الفرصة التي يتيحها البرنامج الحكومي لم تعد ملكا للحكومة ورئيسها، بل باتت ملك جميع اللبنانيين الذين يترقبون الانطلاق بورشة عمل جدية توقف المسار الانحداري للدولة والاقتصاد الوطني، وتؤسس لمرحلة جديدة يجري فيها العمل على معالجة اسباب الهدر والفساد الحقيقية وإنهاء حالة المراوحة في مشكلات الكهرباء والنفايات والصرف الصحي ومواطن الخلل والاهتراء في غيرها من الخدمات والبنى التحتية". وشددت على "اعتبار التضامن الحكومي قاعدة جوهرية لمواجهة الاستحقاقات في المرحلة الراهنة"، مشيرة إلى أنها "تتطلع إلى تجاوب بعض القيادات والقوى السياسية مع موجبات هذا التضامن، والتخفيف من حدة السباق الجاري لتسجيل النقاط في هذا الاتجاه أو ذاك، وتعكير الاجواء الايجابية التي سادت بعد تأليف الحكومة والالتزامات التي وردت في البيان الوزاري ومداخلات رئيس الحكومة"، وقالت: "هناك مواقف تصب في خانة المزايدات التي اعتاد عليها اللبنانيون، ويتفهمون اسبابها وخلفياتها وأهدافها في ظل الخلافات القائمة على غير صعيد، ولكن سيكون من غير المقبول استخدام تلك الخلافات والتباينات سبيلا لتعطيل الفرصة المتاحة وصرف الانظار عن الجهد الذي يبذل لاطلاق ورشة العمل الحكومية والتشريعية وتحريك قنوات التواصل مع الجهات الدولية والعربية التي تكافلت على دعم لبنان". من ناحية اخرى، نوهت الكتلة ب"جهود الرئيس الحريري لادراج العفو العام ضمن البيان الوزاري الذي نالت الحكومة الثقة على اساسه"، وأكدت "ضرورة اقراره بأسرع وقت ممكن".

وأخيرا، استمعت إلى "تقرير مفصل حول مشكلة تلوث نهر الليطاني من المنبع الى المصب والحلول الموضوعة لمعالجتها، اضافة الى العوائق التي يواجهها تنفيذ هذه المعالجات. وتم الاتفاق على تخصيص جلسات لاحقة للبحث في مشكلة تلوث الانهر الاخرى في لبنان".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 18 و 19 شباط/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

كلام لا يمثّل إلّا صاحبه

الكلام الذي قاله وزير الدفاع "اللبناني" حول الخلاف بين سوريا وتركيا على المنطقة الآمنة على حدودهما الشمالية، لا يمثّل إلّا صاحبه والبيئة التي ينتمي إليها

بيان صادر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية

اتيان صقر ـ أبو أرز/19 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72306/%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D9%80-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B2%D9%8A/

 

إيران وابتزازنا بإسرائيل

إلهاء الناس وإحراج السياسيين بتهمة التعامل مع إسرائيل، أسطوانة باتت مكسورة ومكررة؛ لكن بعض السياسيين لا يزال يخشاها.

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/19 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72309/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b4%d8%af-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%a8%d8%aa%d8%b2%d8%a7%d8%b2%d9%86%d8%a7-%d8%a8%d8%a5%d8%b3/

 

 

لماذا لا تبني إيران محطة كهرباء في الضاحية الجنوبية إذا أرادت المساعدة؟

أحمد عياش/النهار/19 شباط/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72312/%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%b4-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%a8%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%ad%d8%b7%d8%a9-%d9%83%d9%87%d8%b1%d8%a8/