المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 شباط/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february19.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلإِيْمَانُ هُوَ اليَقِينُ بالأُمُورِ المَرْجُوَّة، والبُرْهَانُ لِلأُمُورِ غَيرِ المَرْئِيَّة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/مقاوحة د.جعجع العبثية والخادعة للذات فيما يخص حكومة حزب الله

الياس بجاني/حكومة حزب الله مليون بالميي

الياس بجاني/برسم الحريري وجعجع وباقي جماعة الصفقة الخطيئة: هذا هو مفهوم نصرالله للنأي بالنفس

الياس بجاني/كل أصحاب شركات أحزاب لبنان هو كوارث وطنية

الياس بجاني/برافو للنائب محمد رعد..

الياس بجاني/خوففه ع منافع الصفقة الخطيئة ومش من حرب أهلية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 18/2/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 18 شباط 2019

ألمانيا تطلب من لبنان تسليمها جميل الحسن

بوب الأمين: اول مرة ، جرى تجاوز صيغتي ال 43 والطائف في تشكيل الحكومة

توافق لبناني رئاسي على ترسيخ العلاقات بالدول الخليجية

مصادر لبنانية: لا توجُّه لطلب أي مساعدة من إيران

وزير النازحين اللبناني يتحدى الحريري ويزور دمشق وتوقعات بجلسة ساخنة الخميس

“الزواج المدني” مادة سجالية جديدة بين اللبنانيين

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

رفض إسلامي حاد لـ «الزواج المدني» وحزب الله يفصح عن رأيه/أحمد شنطف/المدن

إعلام دار الفتوى: الموقف من مشروع الزواج المدني هو الرفض لمخالفته أحكام الشريعة الإسلامية

قسيس باسم تجمع المعارضة الكتائبية: المطلوب التخلي عن المصالح الفردية والانطلاق الفوري لاستعادة الحزب من سباته وتحريره من الركود

شَطَبَه من المحضر.. ماذا عن غوغل ويوتيوب؟/كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

الكهرباء ضحية النكد ام ضحية محاصصة حلفاء حزب الله!/د.فادي شامية/جنوبية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل شرطيين بانفجار قرب الجامع الأزهر وسط القاهرة

فوتيل في العراق لبحث ضمان عدم عودة «داعش»/تهديدات ترمب بإطلاق المسلحين المعتقلين تثير قلق بغداد

مقتل 13 شخصاً في تفجيرين بمدينة إدلب السورية

الأسد يعتمد نبرة تحدٍ: ما زال أمامنا 4 حروب ورفض الحوار مع المعارضة «خاصة العميلة للأميركي»

باريس تحذر من التضحية بقوات سوريا الديمقراطية

وزيرة الدفاع الفرنسية تنصح الأطراف بالتنبه لـ«ازدواجية» النظام السوري

 قرية الباغوز السورية ساقطة عسكرياً... وتراجع سيطرة «داعش» إلى «أمتار مربعة»

مسؤول عسكري لـ «الشرق الأوسط»: القضاء على تنظيم داعش بات مسألة وقت

المبعوث الأميركي لسوريا: انسحابنا تدريجي وبالتشاور مع الحلفاء/أبو الغيط يقترح في «ميونيخ» العودة إلى اتفاق أضنة ووساطة مصرية

الجبير: كيف تتهم إيران الآخرين بالإرهاب وهي راعيه الأول؟!

تونس والجزائر ترفضان عبور نتانياهو أجواءهما للمغرب

خامنئي يُحذِّر من خداع أوروبا وروحاني يعترف بالصعوبات الاقتصادية

منافس نتانياهو يؤيد سياسته الصارمة تجاه طهران... وباقري واصل تهديد باكستان

برلمان كردستان ينتخب فالا فريد رئيسة موقتة له

شراكة غير مسبوقة بين السعودية وباكستان/محمد بن سلمان: نعمل على بناء مستقبل عظيم لبلدينا والمنطقة > توقيع اتفاقيات بـ20 مليار دولار

مسؤول كردي يقول إنه لا توجد سجون كافية لمقاتلي «داعش» في سوريا و«قوات الديمقراطية» تناشد الدول الأوروبية «عدم التخلي عنهم»

انقسام أوروبي تجاه عودة متطرفي «داعش» من سوريا عددهم أكثر من 800 مقاتل

داعشية تتوسل للعودة إلى الولايات المتحدة بعد دعوتها لـ«سفك دماء» الأميركيين/هدى مثنى تقول إنها تعرضت لـ«غسل الدماغ» وتأكل العشب في مخيمات اللاجئين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تهديدات ومخاطر في لبنان تدفع حزب الله للاعتدال والاعتذار/علي الأمين/العرب

اغتالوا بشير لتبقى إسرائيل/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

صَدَقَ نَوّاف الموسوي! ولكن/لقمان سليم/الحرة

«طوفان» في ساحة النجمة/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

عن الإقتصاد والفساد.. و«حزب الله»/أنطوان فرح/جريدة الجمهورية

"قد أتاك يعتذر"/سناء الجاك/النهار

اقتصاد" الحريري - باسيل و"إقصاء" جنبلاط – جعجع/منير الربيع/المدن

إيران: أربعون عاماً على ثورة المشنقة/بادية فحص/موقع درج

SKoteinos الناسك الغامض حول إشكالية هرقليطس/د. مصطفى علّوش

خلافات ناعمة بمعسكري وارسو وسوتشي/سام منسى/الشرق الأوسط

الإمام والبابا/مأمون فندي/الشرق الأوسط

هل ينكسر الاتحاد الأوروبي بعد انتخابات برلمانه؟/ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط

من «دولة البغدادي» إلى «الذئاب المنفردة»/غسان شربل/الشرق الأوسط

السعودية وباكستان وإيران وتركيا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الجزائر: القرار والخيار/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ابو فاعور من بعبدا: هناك ما يشبه الاستباحة للصناعة اللبنانية واقترحت على رئيس الجمهورية مجموعة اجراءات لحمايتها من الاغراق

الحريري ترأس اجتماع المؤسسات المالية كومار جا: تعهداتنا في باريس العام الماضي لا تزال قائمة

الغريب زار وزير الإدارة المحلية السوري: مستعدون للعمل مع جميع المعنيين لتأمين عودة النازحين بما يضمن مصلحة الدولة اللبنانية

جعجع لـ «الراي»: هذه ليست حكومة «حزب الله» والعروض الإيرانية دعائية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا إخوَتِي، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر. أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة12/من12حتى21/“يا إخوَتِي، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُم بِلا رِيَاء: تَجَنَّبُوا الشَّرّ، ولازِمُوا الخَيْر. أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحَبَّةً أَخَوِيَّة، وبَادِرُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِالإِكْرَام. كُونُوا في الٱجْتِهَادِ غَيْرَ مُتَكَاسِلِين، وبالرُّوحِ حَارِّين، ولِلرَّبِّ عَابِدِين، وبالرَّجَاءِ فَرِحِين، وفي الضِّيقِ ثَابِتِين، وعَلى الصَّلاةِ مُوَاظِبِين، وفي حَاجَاتِ القَدِّيسِينَ مُشَارِكِين، وإِلى ضِيَافَةِ الغُرَبَاءِ سَاعِين. بَارِكُوا الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُم، بَارِكُوا ولا تَلْعَنُوا. إِفْرَحُوا مَعَ الفَرِحِين، وَٱبْكُوا مَعَ البَاكِين. كُونُوا مُتَّفِقِينَ بَعْضُكُم مَعَ بَعْض، مُتَوَاضِعِينَ لا مُتَكَبِّرِين. لا تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم. ولا تُبَادِلُوا أَحَدًا شَرًّا بِشَرّ، وٱعْتَنُوا بِعَمَلِ الخَيْرِ أَمَامَ جَمِيعِ النَّاس. سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاس، إِنْ أَمْكَن، عَلى قَدْرِ طَاقَتِكُم. لا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُم، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، بَلِ ٱتْرُكُوا مَكَانًا لِغَضَبِ الله، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «ليَ الٱنْتِقَامُ، يَقُولُ الرَّبّ، وَأَنَا أُجَازِي». ولكِنْ «إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فأَطْعِمْهُ، وإِنْ عَطِشَ فَأَسْقِهِ، فإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هذَا تَرْكُمُ عَلى رأْسِهِ جَمْرَ نَار». لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغْلِبُكَ، بَلِ ٱغْلِبِ الشَّرَّ بِالخَيْر.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

مقاوحة د.جعجع العبثية والخادعة للذات فيما يخص حكومة حزب الله

اس بجاني/18 شباط/19

عندما يقاوح د. جعجع  (يكابر) ويدعي باطلاً لجريدة "الراي" بأن الحكومة  ليست حكومة حزب الله فهو لا يخدع غير نفسه، وفقط نفسه اضافة إلى اتباعه من المخدوعين بخياراته اللاسيادية واللااستقلالية.عجبي في اسفل رابط مقابلة د.جعجع من الراي الكويتية

https://www.alraimedia.com/Home/Details?id=8c352485-2e2a-4b9e-8f9a-87950059f953&fbclid=IwAR0NrJ1vrAAM0he2-VKaw92z0PzZiRCoxrafcwjVIGmDjWhFzLFIhyzQQ54

 

حكومة حزب الله مليون بالميي

الياس بجاني/16 شباط/19

الحكومة هي 100% لحزب الله والوزراء ال 10 الذين ليسوا من أزلامه واتباعه هؤلاء استسلموا لواقع احتلاله بعد أن داكشوا السيادة بالكراسي ودفنوا تجمع 14 آذار وتلحفوا بعباءة نفاق الواقعية وقفزوا فوق دماء الشهداء.هؤلاء.وجودهم شكلي ليس إلا وأصحاب احزابهم الشركات ارتضوا من خلالهم أن يكونوا مجرد غطاء..نعم مجرد غطاء. باختصار إن من قبل أن يكون غطاءً لحزب الله مقابل فتات مغانم ليس من حقه أن يُجمّل وضعيته الإستسلامية والمصلحية أن لم نقل اسخريوتية..

 

برسم الحريري وجعجع وباقي جماعة الصفقة الخطيئة: هذا هو مفهوم نصرالله للنأي بالنفس

الياس بجاني/16 شباط/19

خطاب نصرالله اليوم الشتم والإتهامات والعنتريات ضد العرب وأميركا هو قمة في النأي بالنفس التي وعدنا بها بيان الحريري الحكومي.عجبي

 

كل أصحاب شركات أحزاب لبنان هو كوارث وطنية

الياس بجاني/16 شباط/19

 كل أحزاب لبنان ودون استثناء واحد هي شركات يملكها أفراد أو عائلات أو وكلاء لجماعات أو دول خارجية.. ولكن الكارثة تكمن في من يقبل من أهلنا أن يكون حزبياً أي تابعاً وهوبرجي..واقع مؤلم لكنه واقعنا للأسف.

 

برافو للنائب محمد رعد..

الياس بجاني/15 شباط/19

برافو للنائب محمد رعد..اعتذاره عن كلام مرفوض لنواف الموسوي بادرة مقدرة وتنم عن تفهم ولو لفظي لمبدأ التعايش اللبناني وقواعده

*قدم النائب محمد رعد من مجلس النواب وباسم حزب الله اعتذاره عن الكلام الذي كان النائب نواف الموسوي قاله بحق الرئيس الشهيد بشير الجميل.

 

خوفه ع منافع الصفقة الخطيئة ومش من حرب أهلية

الياس بجاني/15 شباط/19

خوف صاحب شركة حزب القوات على منافع الصفقة الخطيئة ومش خوف من حرب أهلية. المقاوم عن جد ما بيخاف وهو مفروض يخوّف .. وكل الأحزاب شركات. ويلي مش قادر يقوم بواجبه يزيح ويخلي غيرو يجي محله..بيكفى نفاق

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 18/2/2019

الإثنين 18 شباط 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

شباط ليس له رباط ساعات صحو وساعات رباط.

رغم ذلك الوضع في البلد يستعيد رويدا رويدا أجواء الثقة بالحكومة محليا وخارجيا.

دبلوماسيا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يستأنف جولته في المنطقة ويزور بيروت.

إقتصاديا وإجتماعيا الرئيس سعد الحريري أطلق باكورة عمل حكومته بإجتماع تشاوري مع ممثلي الصناديق العربية والدولية.

حكوميا ودبلوماسيا في آن احتفال ثلاثاء الأسبوع المقبل بتدشين مقر المفوضية الأوروبية في بيروت وكلمات للحريري وموغريني ولارسن.

أمنيا مخابرات الجيش أوقفت ثلاثة فلسطينيين وسوريا خطفوا في البقاع شخصا من النازحين السوريين وطالبوا بفدية مالية وقد تم تحريره.

قضائيا يبدأ غدا التحقيق العسكري مع عشرة موقوفين في حادثة الجاهلية.

والى كل هذا ينعقد مجلس الوزراء يوم الخميس في جلسة عمل أولى لبحث جدول عمل كثيف من خارجه موضوع سفر الرئيس الحريري الى قمة شرم الشيخ يوم السبت.

وسيناقش مجلس الوزراء نتائج الزيارة التي قام بها وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى دمشق اليوم.

قطار العمل التنفيذي انطلق من محطة "سيدر" اذ ترأس رئيس الحكومة سعد الحريري، في السراي، اجتماعا تشاوريا موسعا، شارك فيه ممثلون عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر "سيدر" خصص للبحث في الخطوات المستقبلية وفي حضور وزير المال وممثلين عن الهيئات والقطاعات ووفود الصناديق والمؤسسات المساهمة في "سيدر".

النقاش تركز مع المجتمع الدولي والجهات المساهمة على وجهة الأموال الموعودة و أبرز العناوين الإعمار والإصلاح.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

حين تتجاوز السلطة حدود السلطة، يكون البلد أمام وضع كارثي ... فمن يحاسب وزراء من الحكومة السابقة، وبعضهم عاد في الحكومة الحالية، لتجاوزهم حدود السلطة؟ في المادة 21 من قانون سلسلة الرتب والرواتب، ورد ما يلي : " تمنع جميع حالات التوظيف والتعاقد بما فيها القطاع التعليمي والعسكري بمختلف مستوياته واختصاصاته، وفي المشاريع المشتركة مع المنظمات الدولية المختلفة, إلا بقرار من مجلس الوزراء بناء على تحقيق تجريه إدارة الأبحاث والتوجيه. " هذا القانون صدر في آب من عام 2017 ، أي قبل الإنتخابات النيابية بتسعة أشهر .

ولأن الوزراء كانوا في معظمهم من المرشحين للإنتخابات النيابية، ومن لم يكن مرشحا كان هناك مرشحون من حزبه، فقد جرى خرق القانون من خلال توظيف خمسة آلاف من دون وجه حق، وفي أكبر عملية رشوة إنتخابية . حين يخالف المواطن قانون السير، يصله " الضبط " إلى المنزل، ولكن حين يخالف الوزراء قانونا يرتب مليارات الليرات على خزينة الدولة، من يحاسبهم ؟.

إذا كنا في دولة, فإن الوزراء يخشون المحاسبة، ولكن حين نكون في مزرعة، فالوزراء لا يخشون مخالفة القوانين بل يتباهون بهذه المخالفات ... هذه فضيحة، ولكن من يخشى الفضائح من الوزراء إذا كانوا " سلطة فوق السلطة " ؟

التفتيش المركزي وضع يده على الملف بطلب من رئيس لجنة المال والموازنة، فما هي الإجراءات التي سيتخذها؟ إذا كانت الأمور ستسير وكأن شيئا لم يكن، فإن هناك خشية من تجاوز حدود السلطة مرة ثانية. ففي البيان الوزاري الذي نالت الحكومة الثقة على أساسه، ورد ما يلي: " تجميد التوظيف والتطويع خلال عام 2019 تحت المسميات كافة (تعاقد، مياوم، شراء خدمات، وما شابه) في الادارات والمؤسسات العامة والاسلاك العسكرية والأمنية ". ولكن على قاعدة: إقرأ تفرح، جرب تحزن.

فإن رئيس الحكومة هو الذي وقع قانون السلسلة التي علقت التوظيف، ومع ذلك تم توظيف خمسة آلاف، فما الذي يمنع ان يتم التوظيف هذه السنة، على الرغم من تجميده من خلال البيان الوزاري ؟

لا شيئ يمنع. هذه سلطة تتجاوز حدود السلطة، ولا أحد يمنعها، فماذا ستقول هذه السلطة للدول والمؤسسات المقرضة ؟ هل تقول لهم إن الوزراء كانوا محشورين بالأصوات الإنتخابية، فحشروا التوظيفات ليصلوا من خلالها إلى المقاعد النيابية؟ حكومة نالت ثقة النواب، وهي منهم، إنما من خلال ممارساتها التوظيفية قد تكون فقدت ثقة الناس قبل أن تبدأ، إلا إذا عالجت ما ارتكبته الحكومة السابقة .

على طريقة " أيها الطبيب طبب نفسك ". تريدون مكافحة الفساد؟ إبدأوا بأنفسكم .

قبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى ما كشفته مصادر مقربة من رئاسة الحكومة عن زيارة الوزير صالح الغريب لدمشق، فقالت إن هذه الزيارة غير موافق عليها من الحكومة وبالتالي تعتبر زيارة خاصة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

في يوم العمل الأول بعد نيل حكومة "إلى العمل" ثقة مجلس النواب، أكثر من مؤشر إيجابي إلى المرحلة المقبلة:

على مستوى رئاسة الجمهورية، التي تكرر في شكل شبه يومي، أن أولوية المرحلة للاقتصاد والنزوح ومكافحة الفساد. دعم القطاعات الانتاجية ومن بينها الصناعة، في صدارة الاهداف، والأولوية في المناقصات للمنتجات المحلية، على ما اكد رئيس الجمهورية اليوم.

في السراي الحكومي، وفي انتظار الدعوة الى اولى جلسات مجلس الوزراء بعد الثقة، وهو أمر مرجح الخميس، اجتماع موسع في السراي الحكومي، بمشاركة أكثر من ثلاثين ممثلا عن الصناديق والمؤسسات المالية العربية والدولية للبحث في سبل متابعة تنفيذ مقترحات مؤتمر سيدر.

على خط السلطة التشريعية، مواكبة مستمرة من لجنة المال والموازنة، صاحبة الباع الطويل في تسليط الضوء على معظم ما تم تناوله في جلسات مناقشة البيان الوزاري تحت عنوان مكافحة الفساد على الأقل، من أفرقاء، كانوا في الأمس القريب يصنفون ما يثار في هذا المجال في الاطار الثانوي والهامشي. والجديد في هذا السياق، أرقام دقيقة حول قصة الخمسة آلاف توظيف جديد، خلافا لما نص عليه قانون سلسلة الرتب والرواتب. تفاصيلها في سياق النشرة.

تحت عنوان عودة النازحين، خطوة جريئة لوزير شؤون النازحين صالح الغريب، الذي انتقل إلى دمشق، مكرسا حق لبنان في التواصل مع جميع المعنيين لتأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم، بما يسقط بعض المخططات، ويسهم في رفع بعض الضغط عن الاقتصاد الوطني.

أما في وزارة الداخلية، فموقف يسجل للوزيرة ريا الحسن، التي أبدت استعدادها للحوار في موضوع الزواج المدني، قبل أن تواجه الموضوع حملة مضادة، حتى لمجرد طرح الفكرة، التي يرى فيها قسم كبير من اللبنانيين ممرا الزاميا ،من ضمن قانون موحد للأحوال الشخصية لمباشرة البحث في سبل الغاء الطائفية. وهو الهدف الاسمى الذي ينص عليه الدستور.

ما تقدم غيض يسير من فيض كثير يترقبه المواطنون، الذين ينظرون الى الحكومة الجديدة بعين الامل، عسى أن يتلقوا في الايام المئة الاولى على الاقل، اشارات مشجعة الى انطلاق العمل بشكل ملموس، لتحقيق النقلة النوعية التي بات الناس والوطن بأمس الحاجة اليها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

شق مؤتمر سيدر أولى الدروب في اجتماع تشاوري استضافته السرايا الحكومية برئاسة سعد الحريري وبمشاركة ممثلين عن الصناديق المالية التي التزمت مساعدة لبنان ولما كانت الإصلاحات أحد أهم شروط المؤتمر.

فإن الحرب على الفساد هي المحفز الأهم لخطوة استباقية لكن القبض على حالات فاسدة يتجمد عند حدود الكشف عن الحالة ولا يستكمل بمحاسبة أي من المرتكبين. فهذا تقرير التفتيش المركزي عن التوظيفات المخالفة للقانون، ظل عند الصوت الإعلامي ولم تتحرك جهة قضائية ولا سياسية للمساءلة، علما أن مثل هذه التوظيفات التي سبقت إجراء الانتخابات النيابية يفترض أن تبدأ محاسبتها من الرأس.

من وزراء قرروا التأثير في الانتخابات عبر توظيف "تفضيلي" فرفعوا حواصلهم من خواصرهم الإدارية وفي بلدان تحترم قوانينها فإن الوزراء والإدارات الرسمية التي أقدمت على هذه المخالفة مصيرها السجن.

وتاليا وجب تقديم هذه المخالفة لضمها الى طعون المجلس الدستوري فعلى أصواتها تتغير نتائج.. وتسقط حصانات لأن ما جرى هو توظيف انتخابي جنى أرباحه وزراء مرشحون فضلا عن تسببه بضرر واعتداء على المالية العامة لمصلحة انتخابية هذا الداء، قاربه رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان الذي دفع باتجاه إجراء إصلاحات تسبق الاستدانة من المؤتمرات وأعلن عدوان أن هناك ملفات سوف تذهب الى القضاء، لأن هدر المال العام يرتب مسؤولية على الوزير نفسه، الذي ارتكبت ادارته المخالفات.

وكشف أن التقرير النهائي للتفتيش المركزي سوف يصدر أواخر هذا الأسبوع متحدثا عن موظفين أدخلوا بمخالفات صارخة للقانون في أوجيرو تحديدا، أما في قطاع الخلوي فالفضيحة لا تبدأ بأقل من مئة مليون دولار وتتراءى هذه التجاوزات أمام عيون المسؤولين فلا تحرك لهم جفنا أما عندما يقوم وزير "صالح" بزيارة غير غريبة لبلد شقيق لمعالجة أزمة بحجم النازحين ومن ضمن اختصاصه كوزير لهذه الحقيبة تبدأ الاعتراضات وينتشر كتبة التغريدات "صالح الغريب في دمشق بدعوة رسمية من الدولة المصدرة للنازحين". واضعا الملف الأزمة على خطى المعالجة ومن دون أن "يحاكي السوريين بالوما" ومن البعيد. أو أن يحرض النازحين على البقاء.

نازحين وفي اتصال بالجديد أكد الغريب أنه سمع من الدولة السورية كل تسهيل وتعاون وأوضح أن رئيس الحكومة سعد الحريري كان في "جو" هذه الزيارة قرار.. صالح للبدء بأولى خطوات العودة رسميا من دون انتظار العودة الطوعية التي تحتمل الإقامة المطولة في لبنان وعلى خطى الموحدين الصالحين.. جاءت المساعي التي قادها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتابع آليتها الوزير وائل ابو فاعور وأثمرت قرارا بتسليم طوعي للمعتدي على قناة الجديد مازن لمع وشريكه بهاء زهر الدين وإذ تثمن الجديد لجنبلاط خطوة الاحتكام الى القضاء فإنها تدرج هذه الخطوة ضمن السبْق السياسي الحزبي الذي يسجل للتقدمي الاشتراكي في وقت كان المعتدون أسلافه.. يعتبرون أن الضعيف هو من يلجأ الى القضاء مازن لمع وشريكه هما اليوم حيث يجب ان يكونا.. والجديد إذ ترحب بما تقدم فإنها لم تكن يوما لتطلب سوى العدالة وليس في نهجها اسلوب التشفي.. بل نظام الردع عن اللجؤ الى اسلوب الرد بالنار والحرق والقذائف الذي تركناه.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

العمل الحكومي دخل الحيز التنفيذي مع ترؤس الرئيس سعد الحريري اجتماعا تشاوريا بمشاركة ممثلين عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر سيدر, وتم البحث خلاله بالخطوات المستقبلية مع المجتمع الدولي والجهات المساهمة.

الاجتماع التشاوري ياتي عشية التحضير لجلسة مجلس الوزراء, في وقت كانت وزيرة الداخلية ريا الحسن توضح امام زوارها, بان كلامها عن الزواج المدني فسر على الشكل الذي لم تكن ترتئيه.

اما المكتب الإعلامي في دار الفتوى فاكد ان موقف المفتي دريان والمجلس الشرعي ومجلس المفتين معروف منذ سنوات, في الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان.

وفي قضية حادثة الجاهلية, اعلن اليوم, عن ان قاضي التحقيق العسكري فادي صوان, سيبدأ غدا تحقيقاته في القضية, التي ادت الى مقتل المواطن محمد أبو دياب. ومن المتوقع أن يستمر التحقيق لثلاثة أيام, يستجوب خلالها القاضي صوان الموقوفين.

اقليميا وفي اعقاب دعوة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الحلفاء الأوروبيين الى استعادة مئات المسلحين من داعش من سوريا, جوبهت هذه الدعوة برفض من فرنسا والمانيا. وفيما يعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي جلسة لبحث الامر, لوحت قوات سوريا الديموقراطية, بورقة عناصر "داعش" المعتقلين، واصفة اياهم بالقنبلة الموقوتة, وانه يمكنهم الهروب في حال نفذ أي هجوم على المنطقة في تحذير مباشر الى تركيا.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

مشت الحكومة "الى العمل" اليوم، وأولى خطواتها المدفوعة بالثقة النيابية، طريقان اثنان:

نحو سيدر وآماله مشى الرئيس سعد الحريري وفريقه المالي مجتمعا بالصناديق والجهات المانحة لتذليل كل العوائق المانعة لبدء عمليات الدعم وتمويل المشاريع المفترضة ضمن الخطة المقترحة مع سيدر.

ونحو سوريا مشى وزير عودة النازحين صالح الغريب، مستطلعا طريق العودة الحقيقية لمئات آلاف النازحين الذين كانوا ممنوعين من العودة بتواطؤ دولي وتقاعس محلي، فكان اول السياسيين من اهل الاختصاص يلبي دعوة سورية عنوانها التواصل السياسي المباشر على طريق العودة.

وليعمل كل على طريقته، وليستفد كل من صداقاته، على ان تصدق النوايا وتصب الجهود في صالح البلد وشعبه الذي يكابد لاجل البقاء.

فالمطلوب هو الانجاز السريع، قال الرئيس نبيه بري امام زواره، ولا عذر لدى الحكومة في عدم الانجاز لمجموعة الملفات الحيوية التي تهم الناس، فالجميع قلقون ويستشعرون الخطر كما قال .

في فلسطين المحتلة قلق ينتاب الصهاينة ومستوطنيهم عند حدود غزة، فيما يحاولون تخطي الحدود عند ابواب القدس، حيث قامت قوات الاحتلال بوضع الاغلال عند باب الرحمة، فكها الفلسطينيون بقبضاتهم التي واجهت اسلحة الشرطة والجيش الصهيونيين ما ادى الى وقوع عدد من الجرحى الفلسطينيين واعتقال آخرين.

في آخر اخبار تفجير زاهدان في ايران، اعتقال الحرس الثوري لمتورطين بالتفجير، ممن أعدوا السيارة المفخخة ووجهوها في الهجوم الارهابي ..

ايران هذه التي تواجه الارهاب رفعت اليوم نجما اضافيا في سماء الخليج، مع اعلان الرئيس الشيخ حسن روحاني عن افتتاح المرحلة الثالثة والاخيرة من مشروع نجم الخليج لانتاج البنزين، مشروع يسهم بتأمين الاكتفاء الذاتي من حاجة الجمهورية الاسلامية الايرانية لهذه المادة النفطية ..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

محصنة بثقة نيابية تنطلق الحكومة الخميس المقبل في جلسة تأسيسية إيذانا ببدء ورشة العمل التي انتظرها اللبنانيون طويلا لتعويض ما ضاع في الفترة الماضية.

رئيس مجلس النواب نبيه بري جدد التأكيد أمام زواره ألا عذر لدى الحكومة في عدم الإنجاز السريع لمجموعة الملفات الحيوية التي تهم الناس أما الدرب الأسرع لبلوغ هذا الأمر فهو الشروع فورا في تطبيق القوانين النافذة والمعطل تنفيذها منذ سنوات طويلة. وخصوصا ان من بينها عددا من القوانين التي تساهم في إعادة نهوض البلد وتصويب الوضع الاداري في بعض القطاعات التي تعاني شغورا في مجالس إدارتها وخصوصا في قطاع الكهرباء.

وبالتالي،أضاف رئس المجلس النيابي انه صار من الواجب على الحكومة ان تبادر الى وضع المراسيم التطبيقية لهذه القوانين فبذلك تعطي اشارة جدية الى عزمها على حل المشكلات وإلا فإن استمرار هذه القوانين معطلة من شأنه ان يزيد الامور تعقيدا.

في السراي الحكومي انعقد اجتماع على نية "سيدر" جمع كل المؤسسات المالية للتشاور وتم خلاله البحث في الخطوات اللازمة للإسراع في تنفيذ مقررات المؤتمر وعدم تخطي فترة الإثني عشر شهرا مع تأكيد وزير المالي علي حسن خليل على حرص الدولة اللبنانية على إنجاز الموازنة العامة بأسرع وقت ممكن.

وبعد الإجتماع تم الإعلان عن إتفاق بين الرئاسات الثلاثة على التشريع بالأمور المتعلقة بمشاريع سيدر.

وربطا بذلك أعلن البنك الدولية إستمرار العمل بتعهدات المشاركين في المؤتمر للمساعدة في تطبيق المشاريع ذات الأولوية بمختلف القطاعات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

ملاقاة لاهتمام الدول الضالعة في مساعدة لبنان من خلال سيدر، اصر رئيس الحكومة على ان يبدأ نشاطه الرسمي الاول بإجتماع رسمي للمؤسسات المعنية بسيدر مع ممثلين عن الدولة الداعمة للبنان.

حتى ان اجتماع مجلس الوزراء على اهميته تم تأجيله من الثلاثاء الى الخميس، بإشارة من لبنان الرسمي على ان مجلس الوزراء ينتظر، لكن الاجتماع من اجل سيدر لا ينتظر واهم ما تم التطرق اليه اليوم هو التأكيد الدولي على احترام التزامه تجاه لبنان، فيما التزم لبنان بأعلى درجات الشفافية في الاعداد للمشاريع التي يمولها المجتمع الدولي واعلى درجات الشفافية في تنفيذها واعداد موازنة متوازنة ومتطورة.

والتحدي الاكبر في قسم لبنان امام الدول وهو انه بات ملزما بمحاربة شاملة للفساد من دون ان ننسى ان تنقية الادارات من الفاسدين هي شرط مسبق لاي عملية صرف للموال.

في السياق اخذت القوى السياسية في الحكومة على عاتقها اجراء نفضة للحقائب الوزارية التي تتولاها والعينية حتى الساعة واعدة، لكن وفيما الدولة تجمع شتاتها لتبدو متماسكة جاءت زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب سوريا لتوتر الاجواء وتشوش على اجواء الجلسة الاولى. فخطوة الغرريب غريبة ومستغربة وتناقض مبدأ النأي بالنفس الذي اعيد احياؤه في البيان الوزاري كبند ملزم كل المكونات.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 18 شباط 2019

النهار

يحاول عدد من المشايخ الدروز، السعي إلى إصلاح ذات البين بين خلدة والمختارة إلّا أن المحاولات باءت بالفشل ‏إلى اليوم نظراً إلى استحكام الخلاف بين الطرفين.

قال مرجع سابق أن الثقة المشروطة كلام بكلام لأن الدستور ينص على "ثقة" أو "لا ثقة" وكل ما عدا ذلك ‏هرطقة.

يعود ملف المطالبة بالعفو العام من بوابة جماعة أحمد الأسير وليس من بوابة بعلبك الهرمل.

لوحظ أن أحداً من النوّاب لم يتطرّق إلى ملف الشهادات الجامعيّة المزوّرة في ما يُشبه طي الملف على دفعات.

الأخبار

المحكمة ترفض طعن الناشف

صدرت يوم السبت الماضي عن المحكمة الحزبية في الحزب السوري القومي الاجتماعي، نتيجة الطعن الذي كان ‏قد تقدّم به رئيس "القومي" حنا الناشف. وكان الأخير قد طعن بقرار المجلس الأعلى في الحزب، برئاسة النائب ‏أسعد حردان، إبطال المرسوم الرئاسي بإقالة عميد الداخلية في "القومي" معتز رعدية. وتسلّح الناشف بالدستور ‏الحزبي الذي لا يسمح للمجلس الأعلى بأن ينقض قرار رئيس الحزب. لكن المحكمة القومية رأت أنها ليست ‏صاحبة الصلاحية في الفصل بنزاعٍ بين رئاسة الحزب والمجلس الأعلى، علماً بأنّ مصادر قومية تؤكد صلاحية ‏المحكمة لبتّ هذه الأمور.

‎‎تلاسن دبلوماسي!

حصل تلاسن في وزارة الخارجية والمغتربين بين دبلوماسيَّين من الفئة الثالثة، يعمل أحدهما في مديرية الشؤون ‏العربية، والثانية في مديرية الشؤون الدولية. انتقل الخلاف من أحد المكاتب في قصر بسترس، إلى مكتب مديرية ‏الشؤون السياسية غدي خوري. وعلى الرغم من أنّ أحداً لم يتوجّه إلى خوري بالكلام، إلا أنّه اعتبر ما حصل ‏داخل مكتبه إهانة له. تطور الأمر، مع قرار نقل الدبلوماسي في "الشؤون العربية" إلى مديرية المحفوظات قبل ‏انتظار قرار التفتيش في "الخارجية"، ومن دون توجيه أي إنذار إلى الدبلوماسية العاملة في "الشؤون الدولية"، ‏الأمر الذي أثار حنق مسؤولين في الوزارة. استدعى ذلك عقد الأمين العام لـ"الخارجية" هاني شميطلي ثلاثة ‏اجتماعات للمديرين في الوزارة، وآخر للدبلوماسيين العاملين في مديرية الشؤون السياسية (بغياب الدبلوماسي الذي ‏تقرر نقله إلى "المحفوظات")، وثالث للمسؤولين في "الشؤون السياسية". النتيجة كانت تثبيت نقل الدبلوماسي إلى ‏مديرية أخرى، مع توجيه كتاب تأنيب له "لإهانته مدير الشؤون السياسية"، فيما تم الاكتفاء بإحالة "شريكته" في ‏الخلاف، إلى مديرية التفتيش. وقد سمع الدبلوماسيون في "الشؤون السياسية"، الذين من المفترض أن يلتحقوا ‏بالبعثات الدبلوماسية بالخارج بعد قرابة الشهر، من شميطلي تأنيباً بشأن طريقة العمل في الفترة الماضية، مُعتبراً ‏أنّه "كان من الخطأ إعلان التشكيلات باكراً، لأنها أدّت إلى غياب الجدية في ممارسة العمل داخل الوزارة"، مُهدّداً ‏إياهم بأنّ عدداً من قرارات الالتحاق لن توقّع. كان هذا قبل أن تنجح جهود مكتب وزير الخارجية في جمع خوري ‏والدبلوماسي الذي اعتذر على اثره عن الكلام الذي اعتبره خوري إساءةً له. وكان الاعتذار مُقابل أن لا يتلقى ‏الدبلوماسي عقوبةً أو تتأخر ترقيته.

البناء

قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إنّ التعامل الأميركي مع التواجد العسكري في سورية يهدّد مستقبل الناتو وبقاءه، ‏فمبرّر وجود حلف الناتو هو العمل العسكري المشترك وعندما تقرّر واشنطن الإنسحاب من سورية بصورة ‏منفردة ثم تتوجه لحلفائها الغربيين وتطالبهم بالبقاء فهي تعلن عملياً إنهاء الناتو وتقول للحلفاء إنهم ليسوا إلا أدوات ‏بنظر واشنطن ترسل إليهم الأوامر للقيام بالمهمات التي لا ترغب بالقيام بها، وهذا محرج لكلّ الحكومات المشاركة ‏في الناتو...!

الجمهورية

طلبت قريبة مرجع رسمي منه الحؤول دون إجراء مناقصات في إحدى التلزيمات فيما عناوين المرجع محاربة ‏الفساد.

عُلم أن اتجاها مبدئيا لدى إحدى المحطات التلفزيونية لنقل استوديوهاتها ومكاتبها بعد انتهاء مفاوضات لاستئجار ‏مبان تخص أحد المراكز الدينية في منطقة جبل لبنان.

أعرب وزير جديد (من الجبل) عن إمتعاضه من "لا عمل" سلفه، وقال إن عملا كثيراً ينتظره وكأن هذه الوزارة ‏كانت بلا وزير

اللواء

تجري اتصالات بين عدد من النواب المستقلين الذين امتنعوا عن إعطاء الثقة للحكومة لإيجاد صيغة تنسيق بينهم، ‏رغم الاختلاف في الانتماء السياسي الذي يباعد بين مواقفهم!

لم تُفلح جهود إصلاح العلاقة المتوترة بصمت بين مرجع رسمي وشخصية سياسية بارزة، بسبب عدم تجاوب ‏الأول مع أصحاب المساعي الحميدة!

وصف نائب ووزير سابق مخضرم طوفان الكلام عن الفساد بمثابة ذر الرماد في العيون لأنه لم يتجرأ أحد من ‏النواب على تسمية واضحة لعملية فساد واحدة، وبقي كلام الجميع يدور في العموميات!

 

ألمانيا تطلب من لبنان تسليمها جميل الحسن

برلين – وكالات/18 شباط 2019/ كشفت أنباء صحافية، أن ألمانيا طلبت من لبنان تسليم أحد كبار قادة المخابرات السورية، بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية. وذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية أول من أمس، أنه بعد أيام من اعتقال عنصرين من المخابرات السورية متهمين بتنفيذ آلاف عمليات القتل والتعذيب الممنهج، اتبعت برلين خطوة هي الأولى من نوعها في الإطار الديبلوماسي، وقدمت إلى لبنان طلب تسليم مدير إدارة المخابرات الجوية السورية اللواء جميل حسن، وذلك بعد حصول المحققين على معلومات تفيد بأنه يعتزم السفر إلى لبنان لتلقي العلاج. وأضافت إن النيابة العامة الاتحادية الألمانية تتهم جميل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وأصدرت بالفعل مذكرة توقيف دولية بحقه الصيف الماضي. وأشارت إلى أن مكتب المدعي الفيدرالي في كارلسروه يحقق حالياً ضد نحو 20 شخصاً من المسؤولين السوريين السابقين.

 

بوب الأمين: اول مرة ، جرى تجاوز صيغتي ال 43 والطائف في تشكيل الحكومة

18 شباط 2019/كلام غريب عجيب  ملالوي ومثير للشكوك في اجندة إيران وحزبها في لبنان جاء على لسان رئيس تحرير جريدة الاخبار الأستاذ ابراهيم الامين الذي قال حرفياً في حوار سياسي في صيدا، لمناسبة الذكرى ال 34 لتحريرها: " لاول مرة ، جرى تجاوز صيغتي ال 43 والطائف في تشكيل الحكومة، ان هناك مرحلة انتقالية نحو صيغة ثالثة عنوانها سقوط المناصفة وتشغيل العداد . لا أحد يعلم ما اذا كان الوصول الى تلك الصيغة سيحتاج الى العنف، لكن هذه الصيغة لن تؤثر في بنية النظام، بل ستعيد انتاج صيغة الحكم فقط بما يتلاءم مع ميزان القوى الجديد في المنطقة."( هذا النص أوردته الوكالة الوطنية للإعلام  اليوم الإثنين 18 شباط 019 )

 

توافق لبناني رئاسي على ترسيخ العلاقات بالدول الخليجية

مصادر لبنانية: لا توجُّه لطلب أي مساعدة من إيران

بيروت ـ “السياسة” /18 شباط 2019/بالموازاة مع الاهتمام العربي بتشكيل الحكومة من خلال الدعم السعودي الذي حمله المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا للبنان، أشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري متوافقان على أنه ليس للبنان إلا العمل وبالوسائل كافة على ترسيخ دعائم علاقاته العربية والسعي بشتى الطرق لتنقية علاقاته مع أشقائه العرب، وتحديداً دول الخليج، التي أثبتت أنها السند الأساسي للبنان، حيث ظهر ذلك بوضوح عبر زيارة العلولا وما حمله معه من دعم سعودي وخليجي غير محدود للبنان، بعد تشكيل الحكومة التي ستقوم بكل ما يلزم لإزالة الشوائب التي اعترت العلاقات اللبنانية الخليجية، لأن في ذلك مصلحة لبنان أولاً وأخيراً . وأشارت المعلومات إلى أن لا توجه لدى لبنان لطلب أي مساعدة من إيران، بعدما تبين لبيروت أن الوعود الإيرانية بهذا الخصوص، مجرد كلام لا أكثر وليس هناك ما يؤشر إلى أن إيران التي تواجه عقوبات دولية صارمة، مستعدة لتقديم أي دعم للبنان لإخراجه من أزمته، في حين أنها لا تزال تقدم المساعدات العسكرية لـ”حزب الله” على حساب سيادة الدولة اللبنانية وأمنها واستقرارها. وأكد وزير الاتصالات محمد شقير لـ”السياسة”، أنه “ليس للبنان إلا الدول العربية وتحديداً الخليجية التي وقفت إلى جانبه في أحلك الظروف وما زالت تمد يد العون له في المجالات كافة، وهذا يفترض أن نعمل كحكومة على تعزيز الروابط مع الأشقاء الخليجيين لما فيه مصلحة لبنان بالدرجة الأولى”.

 

وزير النازحين اللبناني يتحدى الحريري ويزور دمشق وتوقعات بجلسة ساخنة الخميس

بيروت ـ “السياسة” /18 شباط 2019/مع أول يوم عمل رسمي للحكومة وقبل أن تعقد جلستها الرسمية الأولى، شكلت زيارة وزير النازحين صالح الغريب لدمشق، أمس، أول تحد بالمباشر لرئيس الوزراء سعد الحريري ولحلفائه في الحكومة وخارجها، الرافضين للتطبيع مع النظام السوري ولو كان من بوابة عودة اللاجئين، وهو الأمر الذي سيفتح أبواب المواجهة على مصراعيها بين دعاة عودة المياه إلى مجاريها مع نظام بشار الأسد وبين المعارضين، على اعتبار أن الوزير الغريب، القريب من سورية، لم ينسق في خطوته هذه مع الحريري ولم تكن بإذن من مجلس الوزراء.

وأكدت مصادر حكومية بارزة لـ”السياسة”، أن “زيارة الغريب شخصية ولا تلزم مجلس الوزراء بشيئ، لأن القرار في موضوع اللاجئين خاضع لقرارات الحكومة، وبالتالي لا يمكن للغريب أو غيره أن يلزمها بشيئ”، مشيرة إلى أن “الحريري مازال على موقفه الثابت من الموضوع السوري ولن يخضع لأي ابتزاز على هذا الصعيد”. وأشارت إلى أن عدداً من الوزراء سيثيرون موضوع زيارة الغريب لسورية في جلسة الحكومة الخميس المقبل، الأمر الذي يخشى تحولها ساخنة على خلفية هذا الملف. وفيما أكد رئيس الجمهورية ميشال عون دعمه القطاعات الانتاجية، وفي مقدمها قطاع الصناعة، إضافة إلى دعمه إعطاء الأفضلية للمنتجات المحلية في كل المناقصات التي تجري في لبنان، ترأس الحريري اجتماعاً تشاورياً للصناديق والمؤسسات المالية العربية والاوروبية والدولية التي شاركت في مؤتمر “سيدر” في السراي الحكومي. وقال مستشار رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية نديم المنلا إن “وزير المالية علي حسن خليل أكد حرص الدولة اللبنانية على انجاز الموازنة سريعاً”. من ناحيته، شدد النائب السابق فارس سعيد على أن “هناك من اختار دخول السلطة وفقاً للشروط المتاحة حالياً، اي مساندة أو مساكنة حزب الله”. وقال “لست من رأيهم وأحترم خيارهم وهناك من لم يدخل السلطة لأسباب قصرية او بإرادته ويناضلون حالياً ويقولون علناً إن هذه حكومة حزب الله”، مشيراً إلى أن “كل المطلوب احترام خيارهم”. إلى ذلك، يعقد المجلس الدستوري، جلسات متتالية على أن يصدر قراره في الطعون النيابية في نهاية الأسبوع بين يومي الخميس أو الجمعة المقبلين، في مؤتمر صحافي يعقده رئيسه عصام سليمان وحضور جميع أعضائه.

 

“الزواج المدني” مادة سجالية جديدة بين اللبنانيين

بيروت ـ “السياسة” /18 شباط 2019/يتوقع أن يتفاعل تحريك وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن لملف الزواج المدني بقوة في الأوساط السياسية والروحية، بالنظر إلى المواقف المتباينة منه بين مؤيد ورافض، ما سيخلق مادة سجالية جديدة في بداية عمل الحكومة، في وقت أبلغ أحد الوزراء “السياسة”، أن “هذا الملف سيعاد إلى الأدراج لأن ظروف البلد لا تحتمل طرحه، وأن الأولوية لغيره من الملفات ويكفينا ما نعانيه من انقسامات، عدا أن لا توافق بشأنه والرئيس سعد الحريري يدرك ذلك”. ورد المكتب الإعلامي في دار الفتوى على المتسائلين عن موقف مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى من موضوع الزواج المدني في لبنان الذي أعيد طرحه وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام وليس في المجلس النيابي. وأكد أن “موقف دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي ومجلس المفتين معروف منذ سنوات في الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان ومعارضته لأنه يخالف أحكام الشريعة الإسلامية، ويخالف أيضاً أحكام الدستور اللبناني في ما يتعلق بوجوب احترام الأحوال الشخصية المعمول به في المحاكم الدينية العائدة للبنانيين في المادة التاسعة منه وبالتالي لا يمكن إقراره في المجلس النيابي من دون أخذ راي وموقف دار الفتوى وسائر المرجعيات الدينية في لبنان”. ودعا إلى “عدم الخوض والقيل والقال في موضوع الزواج المدني الذي هو من اختصاص دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية المؤتمنة على دين الإسلام ومصلحة المسلمين”. وكان رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط قال على حسابه بموقع “تويتر”، “هل بالإمكان أن ندلي برأينا من دون التعرض للتكفير بشأن الزواج المدني، نعم إنني من المناصرين للزواج المدني الاختياري، ولقانون أحوال شخصي مدني، وكفى استخدام الدين لتفرقة المواطنين”. كذلك، أثنى عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب فيصل الصايغ على “توجه ريا الحسن لفتح نقاش جدي مع الجميع بشأن الزواج المدني الاختياري، داعين إلى الانفتاح على هذا الطرح ومناقشة أبعاده وشروطه بموضوعية، بعيداً عن المزايدات والعصبيات”. وأكد حزب “الكتلة الوطنيّة اللبنانية” أن “الحوار كان أولوية دائمة لديه لمقاربة أي مسألة”، معلناً تأييده “الموقف المتقدم والجريء لريا الحسن بشأن الزواج المدني”. في المقابل، قال النائب عدنان طرابلسي “سبق أن طرح في ما مضى ما يسمى بالزواج المدني، وتم رفضه من قبلنا ومن دار الفتوى ورؤساء حكومات والشخصيات والجمعيات والهيئات الإسلامية وعموم المسلمين، إنه خط أحمر ولن نسمح بتجاوزه ولا بالتلاعب بتنظيم الأحوال الشخصية عند المسلمين، وأي طرح جديد له لن نقبل به وسنواجهه مرة أخرى”. من جهته، وصف مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار كلام الحسن بأنه “سبق لسان”، فهي لم تستوعب معنى الزواج المدني في بُعده الاسلامي والديني، وبرأيه فإن هذه الخطوة تؤدي في حال أُقرت الى تغيير الاحكام الشرعية التي جاء بها “القرآن الكريم” ويلتزم بها المسلمون. واعتبر أن الزواج المدني هو مخالفة للشريعة ولا أحد في لبنان يجرؤ عليه، خصوصاً من أبناء الطوائف الاسلامية والمسيحية، “فالأولوية هي المحافظة على الشعائر وخصوصيات الطوائف والمذاهب الدينية”. واذ استغرب صدور هذا الكلام عن وزيرة تعود إلى بيت مسلم معروف في طرابلس والشمال، قال “لو أدركت خطورة الأمر لما نطقت به”. وعاد بالذاكرة أيضاً إلى تصريح لسعد الحريري في وقت سابق حين كان باريس حيث تحدث عن الزواج المدني مشيراً إلى أنه “سبق لسان” أيضاً، وقال إن الحريري أبلغه شخصياً بأنه لن يوافق على الزواج المدني، وفي حال طُرح سيبقى في الدرج لأنه مخالف للانتماء الاسلامي ولا يتجرأ عليه أي مسلم.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

18 شباط 2019/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة ايلي حاطوم، ايلي قصيفي، ايلي كيرللس، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حُسن عبّود، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، طوبيا عطالله، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، قيصر معوض، كمال الذوقي، مياد حيدر، نقولا ناصيف، نوفل ضو وأصدر البيان التالي:

نعم، إنها حكومة "حزب الله" بامتياز! بالرغم من تأكيد القيادات السياسية عكس ذلك والتي تسعى جاهدة للقول أنها حكومة لبنان يشارك فيها مكوّن داخلي اسمه "حزب الله". بينما الحقيقة أنها حكومة "حزب الله" تشارك فيها قوى سياسية ارتضت الاحتفاظ بالكراسي والمغانم مقابل احتكار "حزب الله" للنفوذ والقرار، بدليل كلام وزير الدفاع اللبناني في مؤتمر ميونخ الأمني الأخير عن ضرورة انتشار الجيش السوري على الحدود السورية التركية. هل هذا نأي بالنفس؟!

نعم، يستحق لبنان معارضة لهذه السلطة. معارضة وطنية جامعة رصينة متمسّكة بالدستور وبقرارات الشرعية العربية والدولية.

نعم، يستحق لبنان معارضة للفساد المستشري والذي تتشارك فيه كل القوى السياسية وعلى رأسها "حزب الله".

نعم، يكرّر "لقاء سيدة الجبل" نداءه لجميع اللبنانيين والقوى الحريصة على لبنان الواحد الحرّ السيّد المستقل للتجمّع لإطلاق معارضة تحت عنوان واحد واضح: رفع وصاية ايران عن القرار الوطني.

 

رفض إسلامي حاد لـ «الزواج المدني» وحزب الله يفصح عن رأيه

أحمد شنطف/المدن/18 فبراير، 2019

ما إن صدرت عن وزيرة الداخلية ريا الحسن موقفاً يتعلق بعزمها على فتح نقاش حول الزواج المدني، حتى وصل النقاش الى ذروته على مواقع التواصل الإجتماعي بين مؤيد ومعارض، وصولاً الى تعليق من دار الفتوى يدعو الى عدم الخوض بهذا الموضوع لأنه من اختصاصه. وفي بيان صدر عن المكتب الإعلامي في دار الفتوى، تم التأكيد على الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان ومعارضته “لأنه يخالف أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء جملةً وتفصيلا”. وبجانب ردود الأفعال الشعبية، برزت بعض التعليقات السياسية رداً على طرح هذه المسألة مجدداً، حيث قال النائب عدنان طرابلسي أن هذا الموضوع خط أحمر، ولن نسمح بتجاوزه ولا بالتلاعب بتنظيم الأحوال الشخصية عند المسلمين. وأي طرح جديد له لن نقبل به وسنواجهه مرة أخرى. أما عن رأي حزب الله، ففي أول تعليق على الموضوع، قال النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة ايهاب حمادة، في حديث لجنوبية، أنه لحد الآن ليس هناك دراسة موقف يعبر عن رأي الكتلة، إنما في النهاية نحن سقفنا الشرع، ولا يمكن أن نتحرك إلا من خلاله، وبالتالي أي طرح بديل عن الشرع، فانه نتيجة انتمائنا وديننا أولاً، وأيضاً نظراً للخصوصية اللبنانية في الأحوال الشخصية، لن يشكل طرحا جديا.

وأضاف: “نحن في إطار النص الديني والشرعي لا يمكن لنا أن نحيد ولو قيد أنملة، فأي بدائل مطروحة من صنع البشر وخارج السياق الديني لا يمكن أن نكون موافقين عليها بأي حال”.

وفي الجانب الأخلاقي والعلمي، قال النائب حماده أن موضوع النسب والزواج هو موضوع المؤسسة الحياتية الأم، والتي يجب أن تحفظ في كثير من القوانين، وأي محاولة لابتداع قوانين راعية أخرى لهذه المؤسسة، تهدد الوجود الإنساني والمصالح الإنسانية، وتؤثر على القيمة الأخلاقية الموجودة لدى الناس، وأيضاً تؤثر في جوانب أخرى كالإرث وغيرها. وأكد: “الموضوع ليس لعبة، وبالتالي فإن أي شخص ينصب نفسه مشرعاً في مقابل التشريع الإلهي، وخصوصاً في الجانب المتعلق بموضوع الأسرة والزواج، سنواجهه”. وأضاف: “نحن نتذكر كلام المفتي محمد رشيد قباني السابق حول هذا الموضوع، ونحن لا نعلم مدى مصداقية الطرح من قبل تيار المستقبل، خصوصاً بعد كلام دار الفتوى الأخير”. ورداً على سؤال حول أن الطرح أتى في إطار فتح باب نقاش حول اتاحة حق اختياري لمن يرغب بالزواج المدني، قال حماده: “خصوصية الزواج وخصوصية الأسرة هو موضوع حساس جداً، وهو موضوع شخصي، وليس محل تجاذبات وطرح عناوين براقة”. وأضاف: “لسنا في وقت يجعلنا نقدّم هذا الموضوع على غيره، وخصوصاً في ظل ما نعانيه حالياً، فعلينا معالجة الأولويات أولاً”. وسأل: “كم يؤثر هذا الموضوع على حياة المواطن ومستقبله؟ نسبة التأثير صفر!”.

وشدد حماده على أن الله سبحانه وتعالى أعطانا الكثير من القوانين والتشريعات التي ترعي حياتنا، وبالتالي نحن دائماً تحت سقف الدين وهذا شعارنا، ولا نعترف بأي تشريع آخر، ولدينا “حساسية مفرطة” تجاه هذا العنوان ونعرف قيمته، وهناك كثير من الأمور ممكن الإستفادة منها من الحضارات الأخرى، ولكن آخر ما يمكن الإستفادة من هذه الحضارات هو ما يتعلق بالأسرة، فنحن نعرف أن الأسرة عند الغرب هي عنوان لم يبق منه إلا الحبر.

لماذا تواجه المؤسسات الدينية الزواج المدني؟

في هذا الشأن، قال الإعلامي بلال مواس، في حديث لجنوبية، “أولاً الزواج الشرعي الإسلامي يختلف عن الزواج الشرعي المسيحي، بحيث أن الزواج المسيحي يتطلب وجود رجل دين لإتمام العقد في حين أن الزواج الإسلامي يحصل بين الطرفين وبوجود شهود.أما في ما يخص التوثيق، فهي ليست مشكلة في الدول التي تتكون قوانينها المدنية من القوانين الشرعية، أما في الدول التي لا تتبع الشريعة الإسلامية ولا يوجد بها محاكم شرعية، يتم تثبيت الزواج فيها بعقد الزواج المدني، أما حينما يأتي المتزوج الى لبنان فعليه ابراز ورقة المركز الإسلامي، والأمر مشابه بالنسبة للزواج الكنسي”.

أما في ما يخص مواجهة المؤسسات الدينية لهذا الزواج، قال مواس: “تعتبر هذه المؤسسات أن السماح بالزواج المدني يعتبر مدخلا الى إلغاء المحاكم الشرعية، والمحاكم هذه نعم، قد يكون فيها فساد وأخطاء، فحينئذ المطلوب هو إصلاحها وليس إلغاءها”.

وفي الشق الديني، عدّد مواس الفوارق بين ما ينص عليه الإسلام بموضوع الزواج، وبين ما يسمح به الزواج المدني، حيث قال: “الزواج المدني يسمح بالزواج من الأخت أو الأخ بالرضاعة، وزواج شاب من شاب وإمرأة من إمرأة، وغيرها من الأمور”.

وقال: “في لبنان، الهدف هو إلغاء الـ18 طائفة الموجودة، أنا مع الزواج المدني الإختياري عندما يصبح هناك طائفة خاصة بمن يريد هذا الزواج، فأنا كمسلم لا أستطيع أن أتزوج كنسياً قبل أن أصبح مسيحياً، والعكس صحيح، وبالتالي من يحبذ الزواج المدني يجب أن يقر بتخليه عن طائفته أولاً ويصبح “مدني” على سبيل المثال”. وسأل: لماذا لا يوجد قانون قضائي إسلامي إختياري يعنى بأحكام معينة؟ هل يسيرون بقانونين اختياريين معا؟ من يقول لنا لا..لأن هناك قانون، نقول له وفي الزواج أيضاً هناك قوانين.

هل يكفر من يسير بقانون الزواج المدني؟ في هذا الشأن، قال مواس أن من يعتقد أن هذا القانون أفضل من قانون الزواج الإسلامي، نعم يكفر، والكفر هنا ليس إهانة، فمثلاً لا يمكن أن تجلس في مطعمي وتطلب طعام من menu مطعم آخر، وبالتالي من يروق له الزواج الإسلامي فعليه تطبيقه، ومن لا فليخرج من الإسلام وليطبق ما يريد، لأنه يحلل ما حرم الله”. وأضاف: “المسلمة التي تتزوج غير مسلم، إذا نكرت حرمة هذا الزواج فتكون قد كفرت، أما إذا قالت أعلم أنه حرام ولكن هذا ما أريده فهي تكون بعلاقة زنا، ولكن لا تكفر”.

 

إعلام دار الفتوى: الموقف من مشروع الزواج المدني هو الرفض لمخالفته أحكام الشريعة الإسلامية

الإثنين 18 شباط 2019/وطنية - رد المكتب الإعلامي في دار الفتوى على السائلين عن موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى من موضوع الزواج المدني في لبنان الذي أعيد طرحه وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام وليس في المجلس النيابي، وقال: "ان موقف المفتي دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي ومجلس المفتين معروف منذ سنوات في الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان ومعارضته لأنه يخالف أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء جملة وتفصيلا من ألفه الى يائه ويخالف أيضا أحكام الدستور اللبناني في ما يتعلق بوجوب احترام الأحوال الشخصية المعمول به في المحاكم الدينية العائدة للبنانيين في المادة التاسعة منه وبالتالي لا يمكن إقراره في المجلس النيابي دون اخذ راي وموقف دار الفتوى وسائر المرجعيات الدينية في لبنان". ودعا الى "عدم الخوض والقيل والقال في موضوع الزواج المدني الذي هو من اختصاص دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية المؤتمنة على دين الإسلام ومصلحة المسلمين".

 

قسيس باسم تجمع المعارضة الكتائبية: المطلوب التخلي عن المصالح الفردية والانطلاق الفوري لاستعادة الحزب من سباته وتحريره من الركود

الإثنين 18 شباط 2019 /وطنية - أعلن عضو المكتب السياسي الكتائبي السابق جورج قسيس في بيان باسم "تجمع المعارضة الكتائبية"، أن "ما رشح من مداخلات بعض الكتائبيين المشاركين في المؤتمر الكتائبي العام يدمي القلب ويمس جوهر قيامة الكتائب ويشكل بما تضمنته هذه المداخلات من مسائل وعناوين سبق لتجمع المعارضة الكتائبية الذي آل على نفسه ضنا بعراقة الحزب عدم المشاركة في حركة الانقسام والاعتراضات الآيلة الى التوسع اكثر، اعتماد الصمت الإيجابي مع التنبيه المتكرر لخطورة ما يحصل عله يوقظ ضمائر المسؤولين والقيمين، ان اثارها مرارا وتكرارا والقى الضوء عليها محذرا من انعكاساتها السلبية على حركة الحزب". ولفت الى أن "الوضع القائم اليوم هو امتداد للوضع السابق الذي لتجمع المعارضة الكتائبية ومعظم أعضاء القيادات الحزبية السابقة التي ولدت من رحم المعاناة وليس من نعم الوالي، التنبيه منه ومن نتائجه، يختصر بعناوين رئيسية هي التالية: تفرد، استقالات، انعدام الديمقراطية، غياب حس المسؤولية الحزبية ووفاة مبدأ تداول السلطة. هذه الظواهر المرضية تشكل طعنة بدماء الشهداء الابرار وبنضالات الاحياء منهم واستخفافا بتاريخ حزب عريق يصرف في ساحات المصالح الشخصية الفردية، وضربا لاسس وقواعد التطوير الحزبي المرصع بدماء الشهيد وعرق المناضل. وان استمرت هذه الظواهر المرضية بالانتشار اكثر واكثر وعدم لجمها ستودي بالحزب الى الانهيار المحتم". وقال: "لذا، وانطلاقا من تاريخنا النضالي الصافي المجرد من الانانيات والمصالح الفردية والحسابات الشخصية، فالمطلوب اليوم وقبل غد وقفة ضمير والعودة الى الذات والتخلي عن تلك الانانية وتلك المصالح الشخصية والفردية والابتعاد عن لغة الاستعلاء ونبذ سياسة الامر لي والاقصاء والدعوة الى مؤتمر استثنائي يضم جميع الطاقات الحزبية في لبنان وبلاد الانتشار والمسؤولين الاصفياء الانقياء القلوب والفكر، أصحاب التاريخ الناصع في مسيرة هذا الحزب العريق وذلك من اجل:

1- المصارحة والمكاشفة بعيدا عن سياسة التشفي ووضع التشخيص المتجرد المجرد والموضوعي لاوضاع الحزب السياسية والمالية والإدارية والتنظيمية وأسباب الفشل المتمادي وحالات الانكفاء المناطقي والانطواء.

2- احترام اية قيادة للقاعدة الكتائبية المرتكز على تطبيق الديمقراطية بشكل شفاف بعيد عن سياسات الترغيب والترهيب كمصدر اوحد لانبثاق السلطة.

3- اجراء المصالحة الحقيقية والمصارحة الوجودية بين جميع الرفاق تنقية للذاكرة الكتائبية.

4- انبثاق هيئة طوارىء تضع الإصلاحات المرجوة في مهلة محددة يصار في نهايتها الى انتخاب قيادة حزبية جديدة وفق استراتيجية واضحة المعالم حديثة متطورة، مبنية اولا واخيرا عى المبادىء الديمقراطية السليمة وذلك تكليلا لتلك المصالحة الكتائبية الشاملة المرجوة".

وذكر ب"ما قاله الأستاذ أنطوان نجم خلال احدى محاضراته من ان الرؤية الصحيحة لا ترتجل، ولا تكون نتيجة افتراضات قائمة على تصورات تغض النظر عن الحقيقة والواقعية، الرؤية الصحيحة ثمرة جهود، بالعمق، تحترم معطيات التاريخ، يشارك فيها مفكرون من شعبنا ومثقفون وأصحاب خبرات، وحزبنا زاخر بهم، يكونون جاهزين وجدانيا للمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة، المهم ان نعي ان مصيرنا بين أيدينا، نحن نبتكره انطلاقا من جوهرنا، او ندمره. وما لا يتطور ينطفىء، فلا مجال، بالتالي، لان نبطىء في بدء النظر في العلاج".

وختم: "ان تجمع المعارضة الكتائبية يعلن ان حزب الكتائب في اعناقنا وفكرنا ووجداننا وهو ملك الشهداء الأموات والشهداء الاحياء وهو ملك التاريخ، علينا الانطلاق الفوري لاستعادته من سباته وتحريره من حالة الركود وبث فيه روح الحياة والانطلاق به نحو الغد الأفضل. والجميع مدعو لابتكار الحلول معا لهذه الانطلاقة انطلاقا من جوهر وجود الحزب والنضالات المكللة بدماء الاف الشهداء الأموات والاحياء ولن ندع مصيرنا في ملعب المصالح الشخصية والسياسات الضيقة وفي مرمى سهام التفرد والتبعية والاستزلام وفي ساحات هواة العمل الحزبي الغريبين عن فكره ومعتقداته وأسباب وجوده وجوهر نضالاته".

 

شَطَبَه من المحضر.. ماذا عن غوغل ويوتيوب؟

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/الاثنين 18 شباط 2019 5

على مدى ثلاثة أيام شاهد اللبنانيون النواب الذين اختاروهم طوعاً وقناعة لتحديد مسار مستقبل بلادهم وأولادهم يترافعون ويخطبون ويعظون ويوجهون ويَعِدون ويُنددون وينتقدون ويُعلنون ويُهددون... واستمعوا إلى كل ما تحمله اللغة العربية من أفعال الوعيد والتأكيد والجزم والحزم والحسم والعزم على تغيير المسار والمصير وبناء دولة الحداثة والمستقبل. ولكن إذا سألنا أي لبناني في الشارع اليوم ماذا بقي أو ماذا علق في ذهنك وعقلك من كلام تلاه النواب في البرلمان؟... فالأكيد أن أحداً منهم لن يتذكر إلا ما تمّ شطبه من ذاكرة المجلس ومن محاضره. كلام شطبناه من المحضر؟ الرئاسة تطلب شطب هذه العبارة من المحضر؟ نطلب حذف هذا الكلام من المحضر أو عدم تدوين هذا الكلام في المحضر... وما إلى ذلك من كلام يحقّ لرئاسة المجلس النيابي دون سواها اعتباره خارج المحضر بالشطب أو بالحذف أو بعدم التدوين... فبربّكم في هذا الزمن الذي بات فيه لكل مواطن أرشيفه الخاص ومستنداته العامّة والخاصة، وبات بإمكان كلّ مواطن وبلحظة واحدة نبش واسترجاع أي حدث وحديث ومعرفة أي كلمة قالها فلان أو علتان وبأي تاريخ لا بل بأي لحظة وفي أي ظرف...هل ما زلنا نحن نسجّل كلمة في محضر أو نشطبها منه؟ وهل بشطبها نكون قد ألغينا مفاعيلها وتداعياتها وطلبنا من المواطنين والمسؤولين عدم الرجوع إليها؟..

يعتبر أحد القانونيين أن "عملية شطب الكلام من قبل رئاسة مجلس النواب من محضر جلسة معينة هو عدم تدوينه رسمياً وإزالته من الأرشيف بحيث أنه إذا أراد أو طلب أحدهم الاطلاع على محضر الجلسة في ما بعد لا يجد هذا الكلام أو يجده مشطوباً وغير معتمد".

ولكن العارفين باللغة المعتمدة والمؤثرة اليوم وهي لغة "الرايتنغ" يعلمون أن الكلام المشطوب هو في الطليعة. وفي ذهن اللبنانيين سجالات ومواقف في مجلس النواب لا يُمكن أن تُنسى، وهي ما زالت مطبوعة في أذهانهم منذ سنوات وسنوات وآخرها جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، عندما انتخب بعض النواب أسماء من خارج المجلس ومن غير المرشحين ومنهم شهداء أو فنانين بهدف توجيه رسالة لحزب أو لخصم أو لتسجيل موقف... كما أن من أكثر ما يتذكّره اللبنانيون مثلاً هو الورقة التي حملت إسم مريام كلينك في انتخابات رئاسة الجمهورية...

أما في الجلسات الأخيرة المخصصة لمناقشة بيان نيل الثقة لحكومة "إلى العمل" فأكثر ما حفظه وسيحفظه المواطنون كان الكلام المشطوب من المحضر للنائب نواف الموسوي عن الرئيس الشهيد بشير الجميل، وردّ النائبين نديم وسامي الجميل عليه، وما تبعهما من ردود واعتذار وردود على الاعتذار. فأصبح الكلام الذي شطبته الرئاسة من المحضر حاضراً في كلّ العقول والقلوب وعلى كلّ شفة ولسان.

وسيتذكّر اللبنانيون أيضا كلاماً آخر تمّ شطبه من المحضر، وإن كان وقعه أقل من الأول وهو "صوص" جميل السيّد ورد النائب فتفت والرئيس الحريري وعبارة "إحترم حالك"... فإلى رئاسة وإدارة مجلس نوابنا الكريم، وبما أنكم سمحتم بنقل مداخلات النواب في جلسات الثقة مباشرة على كل وسائل الإعلام، وبما أنكم تسمحون بوجود الأجهزة الخلوية مع أي من المتواجدين في قاعة المجلس (نواب، موظفون، إعلاميون...) لا ينفع شطب الكلام ولا يجدي نفعاً التستّر على كلام قيل في العلن أمام ملايين الناس وسُجّل على الهواتف ومواقع التواصل وشاهده مئات الآلآف...

وبعد كل ذلك وانسجاماً مع الحداثة والتكنولوجيا والإعلام الإلكتروني وكلّ ما يشهده العالم من ثورة في الاتصالات والتواصل... واحتراماً لعقول الناس ولتطوّرها وكذلك احتراماً لمواقع غوغل ويوتيوب وتويتر وفايسبوك وغيرها... يجب على مجلس النواب وعلى كلّ السلطات والإدارات اللبنانية تحديث قوانينها الداخلية والإدارية، العثمانية منها والفرنسية لتنسجم مع روح الحداثة وتسهّل حياة المواطنين وتتلاءم مع الواقع والعصر. وكما تمّت المطالبة بالحكومة الإلكترونية نحتاج أيضاً إلى مجلس نواب إلكتروني وإلى قضاء إلكتروني وإدارات إلكترونية...

فهل ستلحظ الحكومة ذلك من ضمن مسار الإصلاح الذي وعدت المواطنين باعتماده؟ أم أنهم سيبقون رؤوسهم في الرمال معتبرين أن الشطب من المحضر له كلّ الفعل والمفعول، ويبرّىء الفاعل ويلغي المفاعيل؟

 

الكهرباء ضحية النكد ام ضحية محاصصة حلفاء حزب الله!

د.فادي شامية/جنوبية/ 18 فبراير، 2019

عدما أعلن السيد نصر الله دخول حزبه بقوة في معالجة القضايا الحياتية للبنانيين؛ استنتج أن الفشل في معالجة ملف الكهرباء سببه “النكد أو الانصياع أو الجبن السياسي”، لأن وزير الطاقة المنتمي إلى “حزب الله”؛ استجلب دعماً من إيران في العام 2006 والحكومة رفضت لاعتبار سياسي. (خطابه في 16/2) المفارقة في هذا الإعلان أن وزارة الطاقة، ومنذ العام ما قبل الـ 2006 لم يتناوب عليها إلا حلفاء “حزب الله”، وقد عُيّن بعضهم في الحكومة التي جاء بها “حزب الله” نفسه وقد خلت من الفريق الآخر (حكومة نجيب ميقاتي).. فلماذا لم ينجحوا بحل مشكلة الكهرباء بدعم إيراني أو بدعم أيٍ كان؟! من الذي “انصاع” أو “نكّد” فعلياً؛ فريق الحزب أم الفريق الآخر؟! ألم يعدوا جميعهم الشعب اللبناني بكهرباء 24/24 وفشلوا؟

وزراء الطاقة السابقون: أيوب حميد (أمل- 2003)- موريس صحناوي (عوني-2004)- بسام يمين (المردة-2005)-محمد فنيش (حزب الله-2006)- آلان طابوريان (الطاشناق2008)- جبران باسيل (عوني-2009)- أرثيور نظريان (الطاشناق-2014)- سيزار أبي خليل (عوني2016).

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل شرطيين بانفجار قرب الجامع الأزهر وسط القاهرة

القاهرة- وكالات/19 شباط/19/وقع انفجار بالقرب من الجامع الأزهر وسط القاهرة، مساء الاثنين.وعلنت وزارة الداخلية المصرية،مقتل شرطييين اثنين، وإصابة 3 ضباط إثر تفجير عبوة ناسفة كانت بحوزة أحد المطاردين الذي قتل على الفور، وذلك قرب الجامع الأزهر وسط القاهرة. وقالت الداخلية، في بيان، إنه "فى إطار جهود البحث عن مرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف فوج أمنى أمام مسجد الاستقامة بالجيزة (غرب القاهرة) الجمعة الماضي، أسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بمنطقة الدرب الأحمر (وسط القاهرة بالقرب من الأزهر)". وأوضحت أن "قوات الأمن قامت بمحاصرته وحال ضبطه والسيطرة عليه، انفجرت إحدى العبوات الناسفة التى كانت بحوزته ما أسفر عن مصرع الإرهابى وأميني شرطة (رتبة أقل من ضابط) وإصابة 3 ضباط آخرين". وهذا ثالث حادث بارز تشهده البلاد خلال 4 أيام، حيث وقع تفجير محدود بالجيزة الجمعة الماضي، وتلاه استهداف "إرهابي" لحاجز أمني في سيناء أسفر عن إصابة ومقتل 15 عسكريا. والجمعة، قالت الداخلية إنها أحبطت محاولة لاستهداف قوة أمنية بعبوة بدائية الصنع، غرب القاهرة.   والسبت، أعلن الجيش مقتل وإصابة 15 عسكريا بينهم ضابط، والقضاء على 7 مسلحين، إثر تبادل لإطلاق النار عقب هجوم استهدف حاجزا أمنيا شمال سيناء (شمال شرق).

 

فوتيل في العراق لبحث ضمان عدم عودة «داعش»/تهديدات ترمب بإطلاق المسلحين المعتقلين تثير قلق بغداد

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/18 شباط/19/وصل الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إلى العراق، أمس، في زيارة تهدف لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين وعراقيين من المتوقع أن تركز على ضمان ألا يعود تنظيم «داعش» للظهور مجدداً بعد سحب القوات الأميركية من سوريا. ولم يدل فوتيل بتصريحات للصحافيين عند هبوطه في العراق، حيث يُنتظر أن يستمع لتقارير ميدانية عن المرحلة الأخيرة لاستعادة الأراضي الباقية تحت سيطرة تنظيم داعش الذي كان يسيطر من قبل على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا. وحسب وكالة «رويترز»، فإنه من المتوقع أيضا أن يبحث فوتيل مع المسؤولين في بغداد الأثر الذي يمكن أن يحدثه الانسحاب الأميركي من سوريا على العراق حيث تحول التنظيم المتشدد بالفعل إلى أسلوب الكر والفر بعد أن خسر كل الأراضي التي كان يسيطر عليها.

كان فوتيل قال في وقت سابق إنه لا يتوقع أن يؤدي قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب أكثر من ألفي جندي من سوريا إلى تغيير ملموس في مستوى القوات الأميركية في العراق حيث تنشر الولايات المتحدة أكثر من 5 آلاف جندي. وقال إن هذا العدد سيبقى «ثابتا بشكل عام». وتابع قائلا للصحافيين المسافرين معه الأسبوع الماضي: «سنسعى للتأكد من أن لدينا الإمكانات المناسبة على الأرض لدعم العراقيين مستقبلا. لكني لا أعتقد بالضرورة أن ذلك سيسفر عن وجود أكبر للولايات المتحدة أو قوات التحالف».

وأربك قرار ترمب المفاجئ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي سحب القوات الأميركية من سوريا فريقه للأمن الوطني وأدى إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس. وصدم القرار أيضا حلفاء الولايات المتحدة ودفع جنرالات مثل فوتيل للتحرك سريعا لتنفيذ الانسحاب بطريقة تحافظ على أكبر مكاسب ممكنة.

وما زال تنظيم داعش يمثل تهديدا للعراق، ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ربما يكون مختبئا في العراق. ويقود البغدادي التنظيم منذ عام 2010 عندما كان جماعة سرية تابعة لـ«تنظيم القاعدة في العراق».وقال المفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية في تقرير إن تنظيم داعش ما زال نشطا ويجدد وظائفه وقدراته بشكل أسرع في العراق عنه في سوريا. وقال التقرير: «في غياب ضغط مستمر (لمكافحة الإرهاب)، سيعاود على الأرجح الظهور في سوريا خلال ما بين 6 أشهر و12 شهرا ويستعيد أراضي محدودة». وقال فوتيل في مقابلة مع «رويترز» الجمعة الماضي إنه سيوصي بمواصلة تقديم الأسلحة والمساعدات لـ«قوات سوريا الديمقراطية» حسبما يتطلب الأمر، بشرط أن تواصل القوات التي يقودها الأكراد الضغط على تنظيم داعش، وتساعد في الحيلولة دون أن يطل برأسه مجددا. وقال فوتيل إن التنظيم ربما يكون ما زال يضم عشرات الآلاف من المقاتلين في العراق وسوريا مع وجود عدد كاف من القادة والموارد يضمن عودته للظهور خلال الشهور المقبلة. وغير الجيش العراقي تكتيكه في قتال التنظيم من العمليات القتالية الكبيرة إلى ما يصفها فوتيل بأنها «عمليات على مساحات واسعة». كما عدل الجيش الأميركي من الطريقة التي يدعم بها القوات الأمنية العراقية. وقال فوتيل: «قمنا ببعض التعديلات فيما يتعلق بمكان وجودنا حتى نكون في أفضل مواقع» لتقديم النصح ومساعدة القوات الأمنية العراقية في عملياتها.

ويساور القادة العراقيين قلق من عودة «داعش»، خصوصا بعد تهديد ترمب بإطلاق المعتقلين من «الدواعش» الأجانب إذا لم تستعيدهم دولهم. وبينما تسعى بغداد إلى تجنب الاحتكاك مع مواقف ترمب فيما يتصل بـ«داعش» خصوصا مع ازدياد المعارضة للوجود الأميركي في العراق من قبل بعض الأوساط السياسية والبرلمانية، فإن الجهات الأمنية العراقية تلاحق خلايا «داعش» في مناطق كثيرة من البلاد. ولا يتناول رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي كثيرا الحديث عن مخاطر «داعش» بعكس سلفه حيدر العبادي الذي يعد نفسه بطل الانتصار على هذا التنظيم المتطرف في معركة استمرت 3 سنوات (2014 - 2017).

وفي هذا السياق، يؤكد سياسي عراقي لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، أن «اختلاف الأولويات بين العبادي (مواجهة تداعيات مرحلة ما بعد تنظيم داعش) وعبد المهدي (مواجهة تحديات المستقبل الاقتصادية) جعل أمر التعامل مع الوجود الأميركي في العراق غير محسوم إلى حد كبير؛ سواء لجهة عديد القوات الأميركية التي تتناقض أرقامها بين العبادي وعبد المهدي، أو كيفية معالجة ملفها، لا سيما أن الكرة لم تستقر بعد إن كانت في ملعب الحكومة، أو ملعب البرلمان».

ويضيف السياسي العراقي أن «المشكلة الأخرى التي يواجهها العراق؛ برلمانا وحكومة، هي عدم وضوح النهج الأميركي حيال (داعش)، ففي الوقت الذي أعلن فيه العراق النصر العسكري على هذا التنظيم أواخر عام 2017، نجد أن ترمب يعلن الآن نهاية (داعش) من جهة ويهدد بإطلاق سراح الدواعش الأوروبيين من جهة أخرى بينما الساحة المثالية لهؤلاء سوف تكون العراق نظرا لكون الحدود بين سوريا والعراق لم تمسك حتى الآن بصورة محكمة». إلى ذلك، يؤكد حاكم الزاملي، رئيس لجنة الأمن والدفاع السابق والقيادي البارز في التيار الصدري، لـ«الشرق الأوسط» أن «(داعش) في العراق انتهى عسكريا فقط، بينما لا تزال هناك مضافات له في مناطق مختلفة من البلاد، لا سيما في أطراف كركوك والموصل والجزيرة الغربية للأنبار». ويضيف الزاملي أن «إعلان نهاية (داعش) في سوريا ونهاية الإرهاب في العالم مسألة مبالغ فيها كثيرا». في السياق نفسه، يؤكد عضو البرلمان السابق والقيادي في تحالف الإصلاح والإعمار حيدر الملا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «اختلاف أولويات ترمب وتوجيه البوصلة باتجاه آخر وهو إيران تحديدا، هو الذي بات يمثل تحديا جديدا ينبغي التعامل معه؛ حيث إن ترمب يريد تحقيق إجماع دولي من أجل تقويض النفوذ الإيراني».

 

مقتل 13 شخصاً في تفجيرين بمدينة إدلب السورية

بيروت: /الشرق الأوسط/18 شباط/19/قتل 13 شخصاً على الأقل اليوم (الاثنين)، بينهم عشرة مدنيين، جراء تفجيرين متتاليين استهدفا مدينة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام في شمال غربي سوريا، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأورد المرصد «انفجار عبوة ناسفة مزروعة تحت سيارة داخل المدينة، ولدى تجمع الناس في المكان، انفجرت دراجة نارية» كانت مركونة في مكان قريب، ما تسبب بمقتل «13 شخصاً بينهم عشرة مدنيون وإصابة 25 آخرين بجروح». ووقع الانفجاران في شارع يضم مقر «المجلس المحلي» التابع «لحكومة الإنقاذ»، التي تعد الذراع السياسية لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً). وتشهد المدينة بين الحين والآخر تفجيرات مماثلة، وغالباً ما يتم اتهام «خلايا نائمة» تابعة لتنظيم داعش بالوقوف ورائها. وقتل 11 شخصاً بينهم سبعة من مقاتلي هيئة تحرير الشام جراء انفجار في مستودع ذخيرة تابع لهم في 18 يناير (كانون الثاني) . وفرضت هيئة تحرير الشام الشهر الماضي سيطرتها عملياً على محافظة إدلب برمتها إضافة إلى مناطق محاذية في محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (شمال غرب)، بعد خوضها قتالاً لأيام ضد فصائل متطرفة ومعارضة متحالفة في إطار «الجبهة الوطنية للتحرير» المدعومة من تركيا. وتعد منطقة إدلب التي تؤوي ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من مناطق أخرى، من أبرز المحافظات خارج سيطرة القوات الحكومية. وتوصلت موسكو وأنقرة في 17 سبتمبر (أيلول) إلى اتفاق نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها لحمايتها من هجوم حكومي وشيك. وبحث رؤساء روسيا وإيران وتركيا الخميس في سوتشي مصير المحافظة، وتوافقوا على اتخاذ «تدابير ملموسة» لضمان استقرار الوضع. وتسبب النزاع في سوريا منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

الأسد يعتمد نبرة تحدٍ: ما زال أمامنا 4 حروب ورفض الحوار مع المعارضة «خاصة العميلة للأميركي»

دمشق/الشرق الأوسط/18 شباط/19/بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الأزمة الخانقة للوقود والطاقة في سوريا، خرج رئيس النظام السوري ليرد على مناشدات الموالين لنظامه التدخل من أجل إيجاد حل، قائلا: «علينا ألا نعتقد أن الحرب انتهت» معتبرا في خطاب ألقاه يوم أمس الأحد أمام أعضاء المجالس المحلية الذين استقبلهم في قصر الشعب، أن «وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد»، ولافتا إلى أن أمام السوريين أربع حروب أخرى: «الحرب الأولى عسكرية والثانية حرب الحصار والثالثة حرب الإنترنت والرابعة حرب الفاسدين».

وحول أزمة الغاز المتفاقمة يوما بعد آخر، أكد الأسد أن «ما حصل مؤخراً من تقصير بموضوع مادة الغاز هو عدم شفافية المؤسسات المعنية مع المواطنين». واعتبر أن «تحسن الوضع الميداني» سيكون «فرصة لنقلة نوعية في عمل الإدارة المحلية ستنعكس على جميع مناحي الحياة». ولفت الأسد إلى أن بعض الدول «التي دعمت الإرهاب» حاولت تسويق تطبيق اللامركزية الشاملة في سوريا لإضعاف سلطة الدولة، معتبرا أن «مخطط التقسيم ليس جديداً ولا يتوقف عند حدود الدولة السورية»، مؤكدا على أن «التعافي الكبير والاستقرار لن يكون إلا بالقضاء على آخر إرهابي، وأن أي شبر من سوريا سيحرر وأي متدخل ومحتل هو عدو». وتعيش البلاد حزمة أزمات معيشية خانقة منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبدء فصل الشتاء، بدأت مع عدم توفر الغاز المنزلي وتبعها شح المازوت والبنزين، ترافقت مع زيادة عدد ساعات تقنين الكهرباء لتصل إلى عشر ساعات في اليوم في العديد من المناطق. وأدت هذه الأزمات إلى موجة جديدة في ارتفاع الأسعار فاقمها تراجع قيمة الليرة ليتراوح سعر الدولار الأميركي الواحد ما بين 520 و530 ليرة. ما دفع العديد من الفنانين السوريين والشخصيات المعروفة إلى شن حملة مناشدة للرئيس الأسد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للتدخل بشكل مباشر لإيجاد حلّ، إلا أن حملة مضادة شنت أيضا من قبل زملائهم وأعضاء في مجلس الشعب السوري تسخر منهم وتطالبهم بتحمل الأزمات كما سبق لهم وتحملوها عندما كانت القذائف تنهمر على دمشق، ولم يتأخر رئيس مجلس الشعب السوري عن اتهام حملات النقد للأداء الحكومي في وسائل التوصل الاجتماعي بأنها «تدار من الخارج». وانتقد الأسد «انفعالات الانتهازيين الكاذبة التي يهدف صاحبها إلى حصد اللايكات» واصفا الحملات عبر الإنترنيت بـ«الحرب الثالثة» التي يواجهها السوريون لتأتي بعدها بالدرجة الرابعة «حرب الفاسدين» وحذر بشدة حيال الوضع الحالي لأن «الأعداء سيسعون إلى خلق الفوضى من داخل المجتمع السوري»، مؤكدا على «أن التحدي الأساسي هو تأمين المواد الأساسية للمواطن الذي تواجهه صعوبات يفرضها الحصار». وشبّه ما أسماه «معركة الحصار» بالمعارك العسكرية «كر وفر»، مطالبا الإدارة المحلية بالقيام بدورها لأنه «مهما امتلكنا من الأمانة والنزاهة والقوانين الجيدة لا يمكن إدارتها مركزيا»، معترفا بأن بعض الأمور خارج إرادة النظام: «هناك قلة أخلاق وأنانية وفساد... وجزء من هذه الحقائق خارج إرادتنا جزئياً وليس كلياً». وحول موضوع الدستور المطروح حاليا في وسائل الإعلام بدفع روسي، قال الرئيس الأسد، بأن «الدستور غير خاضع للمساومة». واتهم من وصفهم بالدول «المعادية» بـ«عرقلة أي عملية، خاصة إذا كانت جدية، مثل سوتشي وآستانة»، مع الترحيب بدور الأمم المتحدة «إذا كان مستندا إلى ميثاقها». ورفض الأسد الحوار مع المعارضة التي وسمها بالعمالة، وقال: «لا حوار بين طرف وطني وآخر عميل». وخص بالذكر «المجموعات العميلة للأميركي» في إشارة فيما يبدو للمقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في شمال البلاد. وتوجه إليهم بخطاب مباشر: «الأميركي لن يحميكم وستكونون أداة بيده للمقايضة»، مؤكدا أن «المتآمرين على سوريا، انتقلوا إلى المرحلة الثالثة، وهي تفعيل العميل التركي في المناطق الشمالية». وفيما يتعلق بملف عودة اللاجئين السوريين، اتهم الأسد الدول المعنية بملف اللاجئين بـ«عرقلة عودتهم»، وقال: «موضوع اللاجئين كان مصدراً للفساد استغله مسؤولو عدد من الدول الداعمة للإرهاب... وعودة المهجرين ستحرم هؤلاء من الفائدة السياسية والمادية»، كما أنهم يستخدمونه «لإدانة الدولة السورية». ودعا الأسد «كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب»، للعودة والمساهمة في إعادة الإعمار.

 

باريس تحذر من التضحية بقوات سوريا الديمقراطية

وزيرة الدفاع الفرنسية تنصح الأطراف بالتنبه لـ«ازدواجية» النظام السوري

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/18 شباط/19/لم تعثر باريس بعد على الحل السحري لوضع الأكراد لمرحلة ما بعد الانتهاء من الحرب على «داعش» وانسحاب القوات الأميركية من شمال وشمال شرقي سوريا. ولأن باريس يساورها القلق من هذا الموضوع بحسب ما أسر به مصدر فرنسي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»، ولأنها تعتبر نفسها «الصديق الوفي للأكراد»، فإن وزيرة دفاعها فلورانس بارلي عادت أمس لتقرع ناقوس الخطر ولتنبه الجانب الأميركي من المنزلق الذي تفضي إليه سياسته «غير المفهومة» التي وصفها وزير الخارجية قبل يومين بأنها بمثابة «اللغز» للجانب الفرنسي. وفي مقال نشرته في صحيفة «لو باريزيان» يوم أمس وتناولت فيه الحرب على «داعش» والخوف من عودته مجددا إلى الساحة رغم الهزائم التي لحقت به وقرب القضاء على آخر معاقله شرق الفرات، شددت بارلي على أن بلادها «ليست ناكرة للجميل» بالنسبة «للكثير الذي قدمه شركاؤنا من قوات سوريا الديمقراطية». واعتبرت الوزيرة الفرنسية التي قامت الأسبوع الماضي بتفقد قوات بلادها العاملة في العراق، أن الانسحاب الأميركي «يعيد خلط الأوراق ويدفع إلى وضعيات جديدة»، منبهة إلى أن «لا أحد يعرف حتى الآن إلى ما سيفضي» إليه من ترتيبات تتناول المنطقة المذكورة. ولهذا، تضيف فلورانس بارلي، فإن «واجبنا هو القيام بكل ما يمكن القيام به من أجل تلافي أن تكون قوات سوريا الديمقراطية هي الضحية». ولمزيد من الإيضاح، فإن الوزيرة المذكورة أفادت أنها «نبهت» الحلف الأطلسي ونظيريها الأميركي والتركي.

في لقاء أجرته «الشرق الأوسط» مع مسؤول فرنسي معني مباشرة بالملف السوري وتطوراته، تبين بوضوح أن أيا من السيناريوهات المتداولة لا يحظى برضا فرنسي. ورغم التواصل المستمر بين باريس وواشنطن، فإن الطرف الفرنسي لم يعرف بعد تفاصيل التصور الأميركي لـ«المنطقة الآمنة» ولا من سيتولى الإشراف عليها. ولم تتأخر المصادر الفرنسية بالرد رفضا على دعوة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الأوروبيين في اليوم الأول من أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، للمساهمة في «قوة المراقبة» التي تريد واشنطن أن تحل محل قوتها المنسحبة قريبا بعد انتهاء المعارك في آخر جيب لـ«داعش». وقالت المصادر الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» إنه «ليس هناك من عاقل يتصور أننا سنبقى في الشمال السوري في حال انسحب الأميركيون». كذلك فإن باريس تتخوف على المنطقة الكردية من خطر تركيا على الأكراد حيث إن أنقرة ترى أنها «الوحيدة» التي يتعين أن توجد قواتها في المنطقة الفاصلة. وتتساءل باريس وفق مصادرها عن «حقيقة» ما تم التوافق عليه بين الرئيسين الأميركي والتركي فيما خص المنطقة المذكورة، وبين الثاني والرئيس الروسي الذي اتصل به الرئيس ماكرون، مساء أول من أمس، ليتشاور معه بخصوص هذه المسألة والوضع في سوريا بشكل عام.

من بين السيناريوهات المطروحة للمنطقة الخاضعة اليوم للقوات الكردية ــ العربية في إطار قوات سوريا الديمقراطية، إمكانية التفاهم بين الأكراد والنظام السوري. لكن من الواضح أن باريس التي يتشاور معها الأكراد باستمرار تدفع باتجاه «تناسي» هذا الخيار. وبدا ذلك واضحا مما كتبته بارلي أمس حيث أكدت أنه يتعين على فرنسا أن تكون «حازمة» لأن «التجربة علمتنا أن النظام السوري يعتمد سياسة مزدوجة». وقالت المصادر الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن دمشق «لا يمكن أن تعطي الأكراد الكثير لأنها تعتبر من جهة أنها ربحت الحرب وأنها سوف تستعيد السيطرة على كل المناطق السورية اليوم أو غدا، ومن جهة ثانية فإنها ترفض كل ما يطالب به هؤلاء من لا مركزية موسعة». ووفق هذه المصادر واستنادا إلى تصريحات مسؤولين سوريين، فإن أقصى ما يمكن أن تتنازل عنه دمشق هو الاعتراف «ببعض الحقوق الثقافية» للأكراد.

ولكن هل يمكن التعويل على «وساطة» روسية لدفع النظام لتقديم بعض التنازلات وتسهيل الحوار بينه وبين الأكراد؟ تدعو باريس الأكراد لعدم التعويل على تفهم ودعم لقضيتهم. وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن موسكو نصحت الأكراد بـ«التفاهم» مع دمشق.

إزاء هذه الخطط المتضاربة، تجد باريس التي تتحرك في كل اتجاه، أن «المخرج» يكمن في الدفع باتجاه الحل السياسي بالتفاهم مع روسيا بالدرجة الأولى، لأن الانسحاب الأميركي يفقد الغربيين ورقة ضاغطة ويوجد اختلالا في الموازين. ويبقى التلويح بورقة المشاركة في عملية إعادة الإعمار في سوريا هي الرافعة الأبرز التي تستطيع أوروبا ومن بينها فرنسا، اللجوء إليها للحصول على «شيء» ما في هذه المعمعة، حيث الكلمة الأولى والفاعلة للأطراف التي لها حضور عسكري ميداني. وهكذا يبدو بوضوح أن باريس تفتقر لتصور واضح يمكن أن تقدمه للحلفاء الأكراد حتى لا يكونوا مرة أخرى ضحايا لعبة الأمم.

 

 قرية الباغوز السورية ساقطة عسكرياً... وتراجع سيطرة «داعش» إلى «أمتار مربعة»

مسؤول عسكري لـ «الشرق الأوسط»: القضاء على تنظيم داعش بات مسألة وقت

الباغوز - دير الزوّر (سوريا): كمال شيخو - لندن/الشرق الأوسط/18 شباط/19/يدافع عدد من مقاتلي تنظيم داعش بعناد عن آخر بقعة من سلطة، متحصنين داخل ما تبقى لهم في الشرق السوري، مانعين المدنيين من الفرار في وجه عملية تقودها «قوات سوريا الديمقراطية» مدعومة من التحالف الدولي. وباتت قوات سوريا الديمقراطية على وشك إعلان انتصارها «في الأيام المقبلة»، لكن مقاتلي التنظيم المتحصنين في جيب في قرية الباغوز مساحته أقل من نصف كيلومتر مربع، يظهرون مقاومة شرسة. وعلى مقربة من الباغوز، كانت هناك نقطة لاستقبال الفارين من التنظيم خالية، أمس الأحد، كما لاحظ فريق وكالة الصحافة الفرنسية، حيث كانت عشرات الخيم والشاحنات المستخدمة في عمليات النقل فارغة، وقال أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية للوكالة: «لم يخرج أحد منذ يومين». وأوضح مصطفى بالي وهو متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أن «تنظيم داعش أغلق كل الطرقات» من الجهة التي يسيطر عليها من الباغوز، مضيفاً أن أكثر من 2000 مدني قد لا يزالون متواجدين هناك. وتابع على «تويتر» أن مقاتلي التنظيم محاصرون «في بضعة أمتار مربعة ويحتجزون عدداً من المدنيين ويرفضون تحريرهم».

من جهته، قال المتحدث باسم التحالف الدولي شون راين لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «مدنيين فروا يتحدثون عن استخدام التنظيم لهم دروعاً بشرية، حتى إنه يقتل أبرياء لردع الآخرين عن الفرار». ومنذ بداية ديسمبر (كانون الأول)، فر نحو 40 ألف شخص من المنطقة الخاضعة لسيطرة التنظيم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. إلى ذلك، قال القيادي العسكري في «قوات سوريا الديمقراطية» جيا فرات لـ«الشرق الأوسط» من حقل العمر النفطي، ويقع على بعد 70 كم جنوب شرقي مدينة دير الزور السورية، إن «قرية الباغوز ساقطة نارياً، والتنظيم محاصر بداخل مساحة جغرافية لا تتعدى 700 متر مربع»، مشيراً إلى أن إنهاء وجود تنظيم داعش شرق نهر الفرات بات مسألة وقت، وقال: «في الأيام القليلة القادمة وفي وقت قصير جداً ومن جبهات القتال؛ سنبث بشرى سارة إلى كل شعوب المنطقة والعالم بإعلان نهاية الوجود العسكري لتنظيم (داعش) الإرهابي». وذكر جيا فرات قائد «حملة عاصفة الجزيرة» للقضاء على التنظيم المتشدّد: «استطعنا إجلاءهم عبر ممر آمن ونقلهم إلى مخيمات الإيواء وتقديم الخدمات الإنسانية لهم». ويعزو تأخر معركة الباغوز رغم أنها باتت تحت السيطرة النارية، إلى «وجود آلاف المدنيين الذين تحتجزهم عناصر التنظيم دروعاً بشرية. نحن نتحرك ببطء لتجنيب سقوط هؤلاء وعزلهم من نيران المعركة ومخاطر الاشتباكات». وكشف المسؤول العسكري إلى وجود أسرى من «قوات سوريا الديمقراطية» لدى تنظيم داعش وقال: «نتعامل بحذر مع هذا الملف. تم تحرير عشرة من مقاتلينا خلال الأيام الماضية أثناء تقدم قواتنا، لكن هناك العشرات لا يزالون أسرى لديه». وبعد طرد عناصر تنظيم داعش من معقله الأبرز في سوريا مدينة الرقة بشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2017، شنت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية ومشاركة 79 دولة غربية وعربية، هجوماً واسعاً نحو الريف الشمالي لمدينة دير الزور منذ سبتمبر (أيلول) العام الفائت، في المنطقة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، لكن عناصر «داعش» يبسطون السيطرة على جيب صحراوي إلى الغرب من نهر الفرات، تحيط به القوات النظامية الموالية للأسد، وميليشيات إيرانية والحشد الشعبي من الجهة العراقية. وفي الخطوط الأمامية لجبهة الباغوز، غلبت الفرحة على الذكريات الأليمة عند مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية»، ويقول موسى (23 سنة) المتحدر من مدينة الحسكة ويشارك في الحملة منذ بداية إعلانها سبتمبر العام الماضي: «نحن فرحون جداً. تم تحرير هذه الأرض بدماء أبنائها من قبضة عناصر (داعش) الذي أرهب البشر والحجر على مدى أكثر من 5 سنوات».

أما المسؤول العسكري وليد وهو من أبناء مدينة منبج غرب نهر الفرات، ويقود مجموعة عسكرية منتشرة في الخطوط الأمامية للمعركة، فيقول «بعد إعلان هزيمة التنظيم، نريد عودة كل المدنيين وسكان هذه المناطق إلى بيوتهم وممتلكاتهم حتى وإن كانت مدمرة. نريد خلاص أهلنا من النزوح واللجوء». وفي الطريق الصحراوي الفرعي من حقل العمر بريف دير الزور الشمالي، ويبعد نحو 80 كيلومتراً شمال غربي جبهة الباغوز، انعدمت الحياة وبالكاد تشاهد عربات عسكرية تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، لأن المنطقة قريبة من الخطوط الأمامية للمعركة الحاسمة. في هذه البقعة الصحراوية يحظر على المدنيين التجول فيها، وكان بالإمكان مشاهدة سيارات ومصفحات عسكرية محترقة على حافة الطريق، كانت في يومٍ ما مفخخات لعمليات انتحارية قام بها عناصر «داعش». وفي نقطة متقدمة من جبهة المعركة بقرية الباغوز، يقف المقاتل عبد القادر المتحدر من مدينة الرقة، مصوبا فوهة بندقية إلى طريق ترابي فرعي تسلل عبره خلال الأيام الماضية عدد من عناصر التنظيم ونفذوا عملية انتحارية، وقال: «ننتظر بفارغ الصبر انتهاء المعركة. سقط الكثير من أصدقائي في هذه الجبهة، وكل السوريون ذاقوا الأمّرين من ممارسات هذا التنظيم». ومنذ يناير (كانون الثاني) وبعد إعلان التنظيم «خلافة إسلامية» مزعومة في المناطق التي كان يسيطر عليها سابقاً في سوريا والعراق المجاور، عمدَ إلى بثّ الرعب من خلال نشر صور وأفلام مروعة، مثل مشاهد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً بشهر فبراير (شباط) 2015، وتعليق رؤوس جثث عشرات الجنود السوريين - شبه عراة - الذين أُسِروا في مطار الطبقة العسكري في يوليو (تموز) 2014، وتصفية عشرات الصحافيين الأجانب والعاملين في منظمات إغاثة من جنسيات غربية وأوروبية. ويقول محمود الذي يعمل في الكتيبة الهندسية التابعة لـ«مجلس دير الزور العسكري» المنضوي في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية، والمتحدر من مدينة البوكمال: «نقوم بتنظيف المناطق المحررة من الألغام والمفخخات والعبوات الناسفة التي زرعها الدواعش. نعمل على تأمين المنطقة لضمان وسلامة عودة سكانها وتجنب وقوع ضحايا جراء مخلفات الحرب».ولا تزال كثير من كتابات التنظيم منتشرة على جدران المنازل والمرافق العامة في مداخل البلدات الواقعة على قارعة الطريق، إحداها كتبت على خزان المياه في ناحية السوسة المحررة قبل أسبوعين، تقول: «عندما أعلنا الخلافة لم نكن نكذب على الله»، لتذكير أبنائها بحقبة سوداء قضوها في ظل التنظيم المتطرف.

 

المبعوث الأميركي لسوريا: انسحابنا تدريجي وبالتشاور مع الحلفاء/أبو الغيط يقترح في «ميونيخ» العودة إلى اتفاق أضنة ووساطة مصرية

ميونيخ: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/18 شباط/19/أكد المبعوث الأميركي إلى سوريا جايمس جيفري أن القوات الأميركية ستنسحب بشكل تدريجي من سوريا وبالتنسيق مع الحلفاء، مشددا على أن واشنطن تتحدث إلى حلفائها في التحالف ضد «داعش» حول تفاصيل الانسحاب الآن، معترفا بأن الإعلان عنه كان مفاجئا بالنسبة إليهم واتخذ بشكل أحادي. وطغى الملف السوري على اليوم الأخير من مؤتمر ميونيخ للأمن، واستمر الجدل حول انسحاب القوات الأميركية من سوريا ومستقبل الأكراد الذين يقودون المعركة الأخيرة ضد «داعش» إلى جانب القوات الأميركية في دير الزور.

وانتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل يوم قرار الانسحاب وأيضا الأحادية في القرار، وقالت بأنه سيفتح المجال أمام إيران وروسيا للتقدم وملء الفراغ. وكرر جيفري في جلسة عقدت حول سوريا، أمس، أن واشنطن ستبقى ملتزمة بقتال «داعش» حتى بعد انسحابها. وأشار إلى وجود قواعد جوية للقوات الأميركية في المنطقة، لافتا إلى أن القوات الأميركية حتى البرية منها، ستكون جاهزة للتدخل مرة جديدة في حال عاد «داعش» للظهور في سوريا. وتريد واشنطن أن يتسلم حلفاؤها ضد «داعش» المناطق التي ستخليها على الحدود مع تركيا لمحاولة ردع تركيا من شن عملية للقضاء على الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين. ويرفض الألمان نشر قواتهم من دون قرار من مجلس الأمن كما رفض الفرنسيون كذلك الأمر، وقالوا إنه من غير الوارد نشر قوات فرنسية من دون القوات الأميركية. وحذرت فرنسا كذلك من تحول الأكراد في سوريا إلى «ضحايا بعد إنجازاتهم» بهزيمة «داعش».

واقترح الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط العودة إلى اتفاق أضنة عام 1988 والذي قضى حينها بتدخل مصر للتوسط بين نظام حافظ الأسد والأتراك لإبعاد حزب العمال الكردستاني عن الحدود مع تركيا، وتم حينها الاتفاق على انتشار قوات الأسد على الحدود لإبعاد الأكراد الذين كانوا يشنون عمليات ضد تركيا. واقترح أبو الغيط تطبيق الاتفاق نفسه لإرضاء تركيا من دون نشر قوات أجنبية. ووافق وزير الدفاع اللبناني إلياس أبو صعب الذي كان حاضرا في الجلسة كذلك على «ضرورة التنسيق مع نظام الأسد لأنه هو الموجود حاليا ويجب التعاطي معه بهدف الحفاظ على وحدة سوريا».

كلام شبيه كرره نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرسيشين الذي اعتبر أن الحل الأفضل هو «عدم نشر قوات أجنبية» على الحدود مع تركيا، رغم إشارته إلى تفهم مخاوف تركيا. وأيد بدوره اقتراح العودة لاتفاق أضنة ودعا للحوار بين الأكراد والنظام السوري لحل مسألة الحدود، في إشارة أيضا إلى ضرورة انتشار قوات النظام هناك. ومثلت إدلب مادة جدل أخرى خاصة أن روسيا تعتبر أنها تحولت معقلا للمتطرفين الهاربين من المعارك الجارية في دير الزور ومناطق أخرى. وقال وزير الدفاع التركي بأن بلاده تحاول بالتنسيق مع روسيا إخراج المتطرفين من هناك لتفادي أزمة إنسانية وموجة لجوء جديدة إلى تركيا وأوروبا. ويعيش في إدلب نحو 3 ملايين شخص نصفهم نازحون هربوا من مناطق أخرى خاصة حلب. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد قال في مقابلة مع مجلة شبيغل بأن إيران لن تغادر سوريا ما دام النظام يريد بقاءها، وما دام هناك «إرهابيون». وأعطى مثالا عن إدلب التي قال إنها باتت معقلا للإرهابيين. وعن الأسد وبقائه في السلطة، دعا ظريف الغرب إلى «التوقف عن الهوس»، برحيل الأسد، لأن «هوسهم هذا زاد من حدة الصراع». ورغم أن المبعوث الأميركي لسوريا لم يتحدث عن رحيل الأسد وهو مطلب تخلى عنه الغرب، إلا أنه دعا إلى «تغيير جذري في تصرف النظام السوري»، وقال بأن نصف الشعب هرب من سوريا بسبب النظام بشكل أساسي، ووصفه بأنه ما زال العقبة الرئيسية أمام أي حل سياسي في سوريا، مشيرا إلى أنه بقي في السلطة فقط بسبب دعم حلفائه الخارجيين له، في إشارة إلى روسيا وإيران. وألقى غير بيدرسون، المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا، كلمة مقتضبة خلال الجلسة التي خصصت لسوريا، وأبدى شيئا من التفاؤل وقال بأن الاتفاق على تشكيل لجان من النظام والمعارضة لوضع دستور جديد للبلاد، يمكن أن يكون «الباب» لإطلاق العملية السياسية. ولم يحدد تاريخا للعودة إلى جنيف للتفاوض عندما سئل ما إذا كانت ستكون أسابيع أو أشهرا، واكتفى بالقول «في أقرب وقت ممكن». وصباحا عقدت جلسة أخرى تناولت كذلك الوضع الإنساني في سوريا، وصفت فيها هانرياتا فور من صندوق الطوارئ الدولي الخاص بالأطفال، التابع الأمم المتحدة، أن الأطفال هم أكبر ضحايا الحرب السورية وأنهم يتأثرون بشكل مباشر بدمار كل البنى التحتية هناك. وأضافت بأسى أننا «نعيش في عهد الإفلات من العقاب، وكل من يخرق القوانين الدولية هو متأكد من أن لا شيء سيحصل لردعه».

 

الجبير: كيف تتهم إيران الآخرين بالإرهاب وهي راعيه الأول؟!

إسلام آباد – وكالات18 شباط 2019/أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، أن إيران الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم منذ عقود؛ متسائلاً: “كيف لإيران أن تتهم الآخرين بالقيام بأنشطة إرهابية وهي الراعي للإرهاب؟”. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي في مقر وزارة الخارجية الباكستانية بإسلام آباد: إن “السعودية وباكستان تحرزان تقدماً في تحقيق الأهداف من التنمية عبر التعاون الاقتصادي والستراتيجي الوثيق، ونقوم بوضع خارطة الطريق بتحديد الأهداف لتحقيقها في المجالات بما فيها محاربة الإرهاب والاقتصاد والثقافة والروابط الشعبية”. وأضاف أن إيران ترعى الإرهاب منذ “الثورة الإيرانية عام 1979؛ مشيراً إلى أن طهران “أنشأت جماعات إرهابية مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن”. وقال إن “إيران متورطة في الهجمات الإرهابية التي وقعت في دول أخرى؛ بما في ذلك السعودية والولايات المتحدة”، مضيفا أنها تزود الجماعات الإرهابية بالأسلحة، وتتدخل في شؤون الدول الأخرى، وتؤوي إرهابيي القاعدة؛ “بمن فيهم ابن أسامة بن لادن.

 

تونس والجزائر ترفضان عبور نتانياهو أجواءهما للمغرب

تل أبيب – وكالات18 شباط 2019/ كشفت القناة 13 الإسرائيلية، أن السلطات التونسية والجزائرية رفضتا السماح لطائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عبور أجواء البلدين في طريقها إلى المغرب. وأوضحت القناة في تقرير لها، أن “السلطات التونسية والجزائرية رفضتا السماح لطائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عبور أجواء البلدين في طريقها إلى المغرب، وذلك في إطار تنسيق بين تونس والجزائر”، مؤكدة أنه كان من المتوقع، أن يزور نتانياهو المغرب في مارس المقبل، إلا أن الرباط طلبت تأجيل الزيارة. من جهة أخرى، كشفت القناة 13 ذاتها أن نتانياهو، التقى سرا بوزير خارجية المغرب ناصر بوريطة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، مؤكدة أن الطرفين بحثا خلال اللقاء “تطبيع العلاقات بين البلدين والنضال المشترك ضد إيران”.

 

خامنئي يُحذِّر من خداع أوروبا وروحاني يعترف بالصعوبات الاقتصادية

منافس نتانياهو يؤيد سياسته الصارمة تجاه طهران... وباقري واصل تهديد باكستان

طهران، عواصم – وكالات18 شباط 2019/حذر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حكومة بلاده أمس، من خداع الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي الايراني المهدد بالانهيار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. وقال إن “العداء الاميركي حيال ايران واضح. قلب أعدائنا ينضح بالعداوة… يتعين على مسؤولينا ألا يقعوا في خداع الأوروبيين… لا تنخدعوا بالاوروبيين”. من جانبه، اعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني بوطأة العقوبات الاقتصادية الأميركية، وقال إن “الحرب الاقتصادية أصعب من الحرب العسكرية”، مضيفا خلال إطلاق مصفاة نفطية في بندر عباس أمس، بالقول: “لن ننجح في حربنا الاقتصادية أو العسكرية إذا لم نتلق الدعم”. وشدد على أن “الظروف اليوم ليست عادية ونحن نمر بظروف حرب”. بدوره، يعتزم البرلمان الإيراني استدعاء روحاني على خلفية الأزمة الاقتصادية المستمرة، وفق تأكيدات العديد من النواب. وذكرت تقارير إلى أنه سيتم الاستماع إلى تعليق روحاني بشأن 14 قضية، بينها البطالة والتضخم، ولم يتم على وجه الدقة تحديد الموعد الذي سيتم فيه استدعاءه، وسيكون هذا الاستدعاء لروحاني الثاني له منذ انتخابه رئيسا العام 2013، وربما يقود إلى تصويت بالثقة. على صعيد آخر، دشن روحاني غواصة “فاتح” الجديدة محلية الصنع مزودة بصواريخ كروز، وقال: “قوتنا دفاعية فحسب… لقد أدى ضغط وعقوبات عدونا إلى تحفيز تقدمنا”، بينما ذكرت قناة “برس تي.في” إن الغواصة “تزن 600 طن وتتمتع بأحدث الاسلحة بما في ذلك الطوربيدات والالغام البحرية وصواريخ كروز التي يمكن اطلاقها من تحت الماء”.

من جانبه، أكد رئيس الأركان الإيراني محمد باقري أن بلاده ستتدخل لو استمر وجود الإرهابيين في باكستان. وقال “إذا استمرت أنشطة مراكز التدريب ومواقع الجماعات الإرهابية في باكستان، فإن إيران تري من حقها المشروع والدولي وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، أن تتدخل فورا إذا لزم الأمر لمواجهة هذه البؤر الإرهابية”، مضيفا أن “باكستان تتحمل مسؤولية كبيرة في الدفاع عن حدودها وتطهير أراضيها المجاورة مع إيران من لوث الجماعات الإرهابية”. وتابع: “تم إنشاء قواعد سرية وشبه سرية من قبل الجماعات الإرهابية في باكستان، وجرى تدريبها وتجهيزها وتنظيمها من قبل السعودية والإمارات لخلق حالة من عدم الأمن والاستقرار داخل إيران”، مضيفا أن “المحادثات مع المسؤولين السياسيين والعسكريين الباكستانيين، بدأت بشكل جدي بعد الحادث الإرهابي الذي وقع مؤخراً، حيث جاء فريق من المسؤولين إلي إيران، وتتواصل المحادثات مع القيادة الباكستانية”. وأضاف: “طلبنا من السلطات الباكستانية، إما تقوم هي بنفسها بتطهير مناطق تواجد الجماعات الإرهابية، أو السماح للقوات الإيرانية بالدخول إلي الميدان ومواجهة هذه الجماعات”. بدوره، أعلن “الحرس الثوري” تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بالتفجير الذي أودى بحياة 27 من عناصره، مضيفا أن ثلاثة إرهابيين اعتقلوا وتم ضبط كميات من المواد المتفجرة من منازل في مدينتي سراوان وخاش. من جهة أخرى، عبر الجنرال الاسرائيلي السابق بيني جانتز الذي يعتبر أقوى منافس لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في الانتخابات المقررة في أبريل المقبل، عن دعمه لسياسة نتانياهو الصارمة إزاء ايران. على صعيد آخر، جددت وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل التزام بلادها بالاتفاق النووي الإيراني. وحذرت قبيل توجهها الى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، من أن الضغوط الاميركية القوية على الشركات الغربية لمنعها من الاستثمار في إيران، من شأنها أن تقوي “الصين حيث ستحل شركاتها محل الشركات الغربية التي ستضطر لمغادرة إيران”.

 

برلمان كردستان ينتخب فالا فريد رئيسة موقتة له

بغداد – وكالات18 شباط 2019/انتخب برلمان إقليم كردستان أمس، مرشحة “الحزب الديمقراطي الكردستاني” فالا فريد رئيسة موقتة له، في جلسة قاطعها حزب “الاتحاد الكردستاني” و”الجماعة الإسلامية”، فيما انسحب أعضاء “الاتحاد الإسلامي الكردستاني” قبل المباشرة بإجراءات الانتخابات. وشهدت الجلسة، أداء سيروان بابان عن حزب “الجيل الجديد”، وزيدان برادوستي عن “الحزب الديمقراطي”، القسم القانوني ليحلا محل شاسوار عبدالواحد وشعبان علي شعبان. وقدم رئيس كتلة “الحزب الديمقراطي” أوميد خوشناو ترشيح هيمن هورامي لمنصب نائب رئيس البرلمان، فيما رشحت كتلة “الجيل الجديد” كاوة عبدالقادر للمنصب.

وكان خوشناو قال في وقت سابق، إنه “يوجد تفاهم جيد بيننا وبين الاتحاد الوطني، ونأمل أن تسفر المفاوضات بيننا عن نتائج جيدة، وحتى في حال عدم التوصل إلى تفاهم وتقارب، فإنه وحسب الاتفاقات الأولية سننتخب هيئة رئاسة البرلمان اليوم (أمس)، وسيكون رئيس البرلمان من الاتحاد الوطني الكردستاني، فيما سيشغل منصب النائب الأول لرئيس البرلمان مرشح عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ونائبه الثاني من المكون التركماني”. من جهته، قال رئيس كتلة “الاتحاد الإسلامي الكردستاني” شيركو جودت “من الآن فصاعداً بات لدينا برلمان مفعل، وسنعمل في صفوف المعارضة بجرأة وجدية لتحقيق مصالح المظلومين في إقليم كردستان”.

 

شراكة غير مسبوقة بين السعودية وباكستان/محمد بن سلمان: نعمل على بناء مستقبل عظيم لبلدينا والمنطقة > توقيع اتفاقيات بـ20 مليار دولار

إسلام آباد/الشرق الأوسط/18 شباط/19/دشن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، خلال زيارته إلى باكستان أمس، مع عمران خان، رئيس الوزراء الباكستاني، مرحلة جديدة من الشراكة بين البلدين. وترأس الأمير محمد بن سلمان مع عمران خان المجلس التنسيقي السعودي - الباكستاني، الذي عقد في القصر الرئاسي في إسلام آباد، واستعرضا آفاق التعاون بين البلدين وفرص تطويرها، بالإضافة إلى بحث مجمل المستجدات والأوضاع على الساحتين الإسلامية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها. وقال الأمير محمد بن سلمان: «كلنا ثقة بالمستقبل المشترك والمشرق بين السعودية وباكستان». وأضاف: «لدي ثقة في منطقتنا، ولذلك سنستثمر فيها بكل طاقاتنا. نعمل على بناء مستقبل عظيم للسعودية وباكستان وللمنطقة برمتها». بدوره، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني عن شكره لولي العهد السعودي على الزيارة، وقال: «كنا نتمنى إقامة أطول». ووصف مراقبون زيارة ولي العهد السعودي إلى باكستان بأنها فتحت الباب أمام شراكة غير مسبوقة بين البلدين؛ إذ شهدت توقيع 7 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة 20 مليار دولار شملت كثيراً من المشروعات والفرص الاستثمارية.

 

مسؤول كردي يقول إنه لا توجد سجون كافية لمقاتلي «داعش» في سوريا و«قوات الديمقراطية» تناشد الدول الأوروبية «عدم التخلي عنهم»

باريس/الشرق الأوسط/18 شباط/19/قال مسؤول كردي، إنه لا توجد سجون كافية لكل مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، وإن «السلطة بقيادة الأكراد لا يمكنها تحمل العبء وحدها تجاه مقاتلي التنظيم» في سوريا. وتابع عبد الكريم عمر، أحد مسؤولي شؤون العلاقات الخارجية في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في تصريحات لوكالة «رويترز»: إن مقاتلي «داعش» المحتجزين وعددهم 800، علاوة على 1500 طفل و700 زوجة يمثلون قنبلة موقوتة، ومن الممكن أن يهربوا خلال هجوم على المنطقة الكردية. وتابع: إن أعداد المحتجزين لدى «قوات سوريا الديمقراطية» من «داعش» الأجانب وأسرهم يزداد عددهم بالعشرات يومياً. وقد قالت السلطات بقيادة الأكراد في شمال سوريا اليوم (الاثنين)، إنها لن تفرج عن مقاتلي تنظيم داعش الأجانب المحتجزين لديها. وقد دعت «قوات سوريا الديمقراطية» الدول الأوروبية إلى «عدم التخلي عنهم» بعد انتهاء المعارك التي يخوضونها ضد تنظيم داعش، والمساهمة في نشر قوة دولية في شمال سوريا؛ لحمايتهم من التهديدات التركية، على ضوء اقتراح واشنطن إقامة منطقة آمنة. وقال ألدار خليل، أحد أبرز القياديين الأكراد، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أجريت في باريس مساء أمس (الأحد): إن «تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية» تجاه الأكراد الذين احتووا، بقتالهم تنظيم داعش، خطر توسع التهديد الإرهابي إلى أوروبا. وأضاف: «إذا لم يفوا بها (التزاماتهم)، فهم يتخلون عنا». وتهيمن وحدات حماية الشعب الكردية على تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» العربي - الكردي الذي يستعد لإعلان الانتصار على تنظيم داعش. لكن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه يريد الانسحاب من سوريا، تبدو هذه القوات في وضع ضعيف أكثر من أي وقت مضى. ولم تهدأ خلال الفترة الأخيرة التهديدات التركية بشن هجوم جديد ضد المقاتلين الأكراد انطلاقاً من مدينة منبج (شمال). ومن أجل تهدئة الأجواء، اقترح الرئيس الأميركي الشهر الماضي إنشاء «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومتراً على طول الحدود بين الطرفين. ودعا المسؤول الكردي فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، خصوصاً إلى أن تعمل لصالح نشر قوة دولية في سوريا فور انسحاب القوات الأميركية منها.

وقال خليل: «يمكن لفرنسا أن تقدم اقتراحاً إلى مجلس الأمن لحمايتنا: يمكنها أن تقترح نشر قوة دولية بيننا وبين الأتراك تكون فرنسا جزءاً منها، أو يمكنها حماية أجوائنا». ويتضمن النطاق المقترح لنشر القوة الدولية، الذي قد يمتد على عمق نحو 30 كيلومتراً في الأراضي السورية، مدناً كبرى تسكنها الأقلية الكردية.

وتابع المسؤول في الإدارة الكردية شبه الذاتية في سوريا القائمة منذ 2011: إن هذه القوة الدولية يمكن أن تكون أشبه بقوات الـ«يونيفل» التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان لتأمين الحدود مع إسرائيل. لكن الأوروبيين قد تغاضوا بالفعل عن الاقتراح الأميركي بإنشاء «قوة مراقبين» تستبدل الأميركيين في سوريا. وعلّق مصدر حكومي فرنسي: «واشنطن تحاول العثور على حلول للخروج ليست في الواقع حلولاً»، مشيراً إلى أنها تقول: «نحن راحلون وأنتم باقون». ويضغط دونالد ترمب على الدول الأوروبية لإعادة مئات من مواطنيها الذين يحتجزهم أكراد سوريا بعدما كانوا انضموا إلى التنظيم. ويقول الأكراد أيضاً، إنهم جاهزون لتقديم تنازلات. ويرى بعض المراقبين أن النظام يريد استسلاماً غير مشروط من الأكراد الذين هم الآن في موقف ضعيف. وأقرّ مصدر حكومي من باريس بأن «الحل الأخير الوحيد هو اتفاق بين النظام السوري والأكراد».

 

انقسام أوروبي تجاه عودة متطرفي «داعش» من سوريا عددهم أكثر من 800 مقاتل

باريس - برلين/الشرق الأوسط/18 شباط/19/رفضت فرنسا عودة أي مقاتلين متطرفين من ذوي أصول أوروبية من تنظيم داعش ومحتجزين في سوريا إلى بلادهم، رداً على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فيما ترددت ألمانيا في حسم موقفها تجاه الأزمة.

وقالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه اليوم (الاثنين) إن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي بناء على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لحلفاء أوروبيين لاستعادة مئات من مقاتلي تنظيم داعش من سوريا، وستعيد المقاتلين على أساس مبدأ «كل حالة على حدة». وقالت بيلوبيه لـ«قناة فرانس 2» التلفزيونية: «هناك وضع جيوسياسي جديد في ظل الانسحاب الأميركي. ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي... لن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب (ترمب)». وتقضي سياسة الحكومة الفرنسية برفض استعادة المتطرفين وزوجاتهم رفضاً قاطعاً. وأشار إليهم وزير الخارجية جان إيف لو دريان باعتبارهم «أعداء» الأمة الذين يجب أن يمثلوا أمام العدالة سواء في سوريا أو العراق. لكن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أعلن في أواخر يناير (كانون الثاني) أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا أجبر فرنسا على الاستعداد لعودة عشرات المتشددين الفرنسيين الذين تحتجزهم سلطات كردية مدعومة من واشنطن. وتحاول باريس بالفعل إعادة القصّر على أساس مبدأ كل حالة على حدة. وتقول مصادر عسكرية ودبلوماسية إن قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد تحتجز نحو 150 مواطناً فرنسياً في شمال شرقي سوريا بينهم 50 بالغاً. وردت ألمانيا أيضاً بفتور على مطالب ترمب وقالت إنها لا يمكن أن تستعيد مقاتلي التنظيم إلا بعد زيارات قنصلية. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن تنظيم إعادة متطرفين أوروبيين محتجزين في سوريا أمر «بالغ الصعوبة» حالياً، متابعاً لشبكة التلفزيون الألمانية «إيه آر دي» مساء أمس (الأحد) إنه لا يمكن تنظيم عودتهم «ما لم نتأكد أن هؤلاء الأشخاص سيمثلون فوراً هنا أمام محكمة وسيتم احتجازهم». وأضاف أنه لهذا السبب «نحتاج إلى معلومات قضائية وهذا لم يتوفر بعد، مؤكداً أن إعادتهم في الظروف الحالية أمر «بالغ الصعوبة»، وأوضح أن برلين تريد «التشاور مع فرنسا وبريطانيا (...) بشأن طريقة القيام بذلك». ورغم ذلك، قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية اليوم (الاثنين) إن من حق المواطنين الألمان الذين قاتلوا مع «داعش» في سوريا العودة للبلاد. وخلال مؤتمر صحافي اعتيادي، قال كبير المتحدثين باسم الحكومة إن ألمانيا تجري مشاورات عن كثب مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فيما يتعلق بالمواطنين الأوروبيين هناك. وذكر المتحدث باسم الداخلية «كل المواطنين الألمان ومن بينهم من يشتبه في ارتباطهم بتنظيم داعش لهم حق أصيل» في الوجود بألمانيا. وكان الرئيس الأميركي في تغريدة السبت الدول الأوروبية، وخصوصاً بريطانيا، إلى إعادة مواطنيها المعتقلين في سوريا جراء انضمامهم لتنظيم داعش إلى بلدانهم ومحاكمتهم، محذراً من أن الولايات المتحدة قد تضطر «للإفراج عنهم». كان ترمب قد ألح السبت لاستعادة أكثر من 800 مقاتل من التنظيم تم اعتقالهم وأن تقوم بمحاكمتهم. وتعهد ترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا بعد تحقيق «النصر» على تنظيم داعش على الأرض، مما أثار مخاوف في باريس وعواصم أوروبية أخرى بشأن احتمال محاولة متشددين من هذه الدول العودة إلى بلدانهم.

ورداً على هذه التصريحات، قالت مصادر في الخارجية أمس (الأحد) إن برلين تدرس «الخيارات لتمكين مواطنين ألمان من مغادرة سوريا وخصوصاً الحالات الإنسانية»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في بروكسل اليوم (الاثنين) سيناقشون خلاله عدداً من القضايا بينها الوضع في سوريا.

 

داعشية تتوسل للعودة إلى الولايات المتحدة بعد دعوتها لـ«سفك دماء» الأميركيين/هدى مثنى تقول إنها تعرضت لـ«غسل الدماغ» وتأكل العشب في مخيمات اللاجئين

لندن/الشرق الأوسط/18 شباط/19/طالبت سيدة أميركية انضمت لتنظيم داعش الإرهابي، بالعودة إلى بلدها، وذلك عقب أيام من مناشدة طالبة بريطانية وأسرتها، مناشدة بلدها أيضاً للعودة مع طفلها. وقالت الأميركية هدى مثنى لصحيفة «غارديان» البريطانية إنها «تأسف بشدة» على الانضمام للجماعة الإرهابية، وتتوسل من أجل السماح للعودة لعائلتها في ولاية ألاباما الأميركية، وقد وقعت الفتاة في أيدي القوات الكردية بعدما فرت من بلدة باغوز آخر معاقل «داعش». وبحسب الصحيفة، فإن هدى (24 عاماً) هي أميركية بين 1500 امرأة أجنبية وأطفالهم في مخيمات اللاجئين السوريين، والذي يضم قرابة 39 ألف شخص. وتعتبر هدى مثنى من أبرز وجوه تنظيم داعش عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي وكانت تدعو من خلال حسابها على «تويتر» لـ«سفك دماء» الأميركيين. وتقول مثنى إنها ارتكبت «خطأً كبيراً» عندما غادرت الولايات المتحدة الأميركية منذ أربع سنوات، وقالت إنها تعرضت لـ«غسل الدماغ» عبر الإنترنت. وذكرت السيدة التي لديها ابن يبلغ من العمر 18 شهراً أنها «أساءت فهم إيمانها، وأن أصدقاءها في ذلك الوقت كانوا يعتقدون أنهم يتبعون مبادئ (إسلامية) عند الانضمام للتنظيم». وتابعت: «كنا في زمن الجهل... وأصبحنا متطرفين، ظننت أنني أقوم بشيء جيد من أجل الله».وقالت هدى للصحيفة إنها عاشت في بادئ الأمر في مدينة الرقة، التي كانت من أبرز معاقل التنظيم، ثم انتقلت إلى الموصل في العراق، حيث تزوجت متطرف أسترالي يُدعى سوهان رحمن، وهو أول زوج لها من أصل ثلاثة، وقد قُتل في كوباني على حدود سوريا. وعقب مقتله، كتبت هدى تغريدة غاضبة عبر «تويتر» تدعو للانضمام لصفوف التنظيم، قائلة: «أيها الأميركيون استيقظوا!، رجال ونساء، لديكم الكثير لتفعلوه، فأنتم تعيشون تحت سيطرة عدونا الأكبر، كفاكم نوماً، اقتلوهم واسفكوا دماءهم، يمكنكم استئجار شاحنة كبيرة ودهسهم جميعاً خلال التجمعات الكبيرة». وعمدت هدى مثنى إلى نشر تغريدات تحرض على إراقة الدماء خلال عام 2015. إلا أنها تقول إن أحدهم وضع يده على حسابها. وتزوجت هدى للمرة الثانية من تونسي كان يقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي، قبل أن يُقتل في الموصل، مشيرة إلى أنه أنجبت منه ابنها آدم، وقد تراجعت مع عشرات من النساء الأخريات وتزوجت لفترة وجيزة من مقاتل سوري. وقالت إن عائلتها كانت محافظة بشدة ووضعت قيوداً على حركتها، وإن هذا أسهم في تطرفها، حد قولها، مضيفة أنها قلقة على مستقبل ابنها. وطالبت هدى الولايات المتحدة بإعطائها فرصة ثانية، قائلة: «أريد العودة وعدم الرجوع مجدداً إلى الشرق الأوسط، بإمكانهم أخذ جواز سفري في أميركا وأنا لا أمانع». ولا تستطيع النساء مغادرة المخيم السوري ويتم اصطحابهن إلى الاجتماعات من قبل حراس مسلحين، وقالت مثنى: «نحن جوعى هنا ونضطر لأكل العشب». جدير بالذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد ناشد السبت عدداً من الدول الأوروبية، وبخاصة بريطانيا، من أجل استعادة المتطرفين في «داعش» ذوي أصول أوروبية، ويبلغ عددهم 800 مقاتل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تهديدات ومخاطر في لبنان تدفع حزب الله للاعتدال والاعتذار

علي الأمين/العرب/19 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72287/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AF%D9%81/

نالت الحكومة اللبنانية ثقة مجلس النواب، والأهم هذه المرة أن حزب الله منحها الثقة، وهو الذي طالما كان يشارك في الحكومات، بل ويتحكم بقراراتها الإستراتيجية، لكنه كان لا يمنحها الثقة ويكتفي بعدم التصويت، باستثناء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي قامت في أعقاب ما يشبه عملية انقلاب قاده حزب الله ضد حكومة الرئيس سعد الحريري، التي أسقطها لحظة دخول الحريري البيت الأبيض في العام 2010.

لقد نالت حكومة الحريري الثقة من قبل 111 نائبا من أصل 128 وهو عدد من الأصوات غير مسبوق في تاريخ الحكومات اللبنانية منذ العام 2005 أي منذ خروج الجيش السوري من لبنان، والفارق في هذا الامتياز للحكومة الحالية، أن تيار المستقبل وحزب الله لم يكونا في ضفتين متقابلتين، ففي السابق حين يمنح تيار المستقبل الثقة للحكومة، فإن حزب الله يمتنع عن التصويت رغم مشاركته. وكذلك تيار المستقبل يحجب الثقة حين يمنح حزب الله الثقة للحكومة كما جرى في جلسة نيل الثقة لحكومة الرئيس ميقاتي المشار إليها.

الحكومة الحالية ولدت بعد تسعة أشهر من موعد الانتخابات النيابية، وتأخير تشكيل الحكومة كل هذه المدة، كما بات معروفا كان نتاج حسابات إقليمية ودولية بالدرجة الأولى لم تنفع هذه المرة، باعتبار أن حزب الله لطالما كان يقدّم عملية التشكيل كهدية لمساومة إيرانية مع أطراف دولية أو إقليمية، هذا ما جرى في كل الحكومات السابقة التي كانت تنتهي بتدخل إيراني بناء على طلب أوروبي أو أميركي، وهذا ما رواه رئيس الحكومة السابق تمام سلام في سياق حديثه، وأكد فيه أن قرارا إيرانيا أفرج عن الحكومة التي ترأسها في العام 2014، بعد نحو عام من تعطيل ولادتها.

إلى جانب الاعتبارات الخارجية، ثمة أسباب داخلية شكلت غطاء لعملية التعطيل، باعتبار أن موازين القوى الداخلية والتي جرى ترجمتها في الحكومة اليوم، أثبتت بوضوح سيطرة حزب الله على الحكومة، فالخلافات الداخلية على الحصص برزت وتفاعلت بسبب عدم حسم الحزب لقرار تشكيلها، وحينما قرر الإفراج عنها تشكلت الحكومة بما يضمن له التحكم بقرارها، خاصة في ما يتصل بالشؤون التي تضمن حرية انتقاله عبر الحدود، والمحافظة على قوته الأمنية والعسكرية داخل لبنان، وإشرافه على القرارات الأمنية والعسكرية الرسمية.

بهذا المعنى فإن حزب الله منح الثقة لحكومة يتحكم بقراراتها ويدير توازناتها، وفي الوقت نفسه يدرك أن أعضاءها باتوا عاجزين عن توفير الغطاء له، ولذلك يمارس اليوم السياسة في الداخل اللبناني، بمنطق أن اللبنانيين شكّلوا مؤسساتهم الدستورية وأن حزب الله شريك مثل بقية القوى اللبنانية في المؤسسات الدستورية، ولذا يبدو حريصا على هذا الخطاب الإعلامي والسياسي، إذ يمكن ملاحظة موجة من الكلام الهادئ تجاه الداخل، بالتركيز على أنه شريك بين شركاء متساوين، ولكنه خطاب يتسم بالخداع، ذلك أنه طالما لا يقترب الذين يُفترض أنهم شركاؤه في الوطن من دوره الأمني والعسكري ومن استخدام سطوة سلاحه في الداخل، فهو لن يتعرّض لهم ولن يمارس فعل التهديد والوعيد.

من هنا يمكن فهم كيف قدّم حزب الله اعتذاره على ما قاله نائبه في البرلمان نواف الموسوي بشأن التهوين من وطنية الرئيس السابق بشير الجميل، وفي قوله إن الرئيس الحالي ميشال عون وصل إلى سدّة الرئاسة ببندقية حزب الله. فما قاله الموسوي ليس جديدا وهو يتردد كثيرا في أوساط حزب الله وغيره، لكن اعتذار حزب الله هو الجديد، ذلك أن الموسوي خرج عن سياق اللهجة التي يريد حزب الله اعتمادها، وليس على المنطق الذي يمارسه حزب الله في سلوكه السياسي، فطالما أن اللعبة السياسية اللبنانية أمكن تطويعها وأمكن السيطرة على مفاصل السلطة الرسمية ومؤسساتها، فما هي الحاجة لاستفزاز الذين قبلوا بمعادلة حزب الله وشروطه هذه؟

الطبع يغلب التطبع هذا إذا كان هناك رغبة بالتطبع بآليات عمل النظام اللبناني وبشروط الدولة، فحزب الله كما يعتقد كثيرون، لا يؤمن بشروط الدولة ولا بسيادتها، ولا بقواعد الحكم التي تقوم على قاعدة المواطنة والسيادة، وهذا ناشئ عن بنية أيديولوجية لا تعترف بولاء يتقدم على ولاء الولي الفقيه الحاكم للدولة الإسلامية في إيران، وبالتالي فهو يمارس السياسة في سياق خدمة مشروع إيران أو ما يسميه “محور المقاومة” الذي تقوده إيران.

وهذه السياسة الإيرانية التي تتعرّض لمواجهة دولية تقودها واشنطن، تبدو شديدة الحذر في لبنان، والتخوّف من قيام حرب إسرائيلية تستهدف مراكز نفوذ إيران في سوريا ولبنان أمر أشار إليه وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، في مؤتمر ميونيخ قبل يومين، حين حذّر من أن التدخلات الإسرائيلية والأميركية في سوريا قد تفجّر حربا كبيرة، وهذا التخوّف المرتبط بتحذير إيراني أيضا، يفسر إلى حد كبير سعي حزب الله في لبنان إلى التهدئة، ولكن ليس على قاعدة الانضواء في مشروع الدولة، بل في محاولة للتحصن بالمؤسسات الدستورية اللبنانية، وعدم إثارة أي توترات مع أي طرف داخلي لبناني، خصوصا أن حزب الله يدرك المدى الذي وصل إليه الوضع المالي والاقتصادي للدولة اللبنانية، تبعا للظروف الاجتماعية التي يعيشها اللبنانيون بسبب إضعاف الدولة ومؤسساتها، وصل إلى حافة الانفجار ويشكّل وقودا لأي مواجهة داخلية يمكن أن تنفجر ولو من باب سياسي، فمحاصرة أي انفجار داخلي هي أولوية حزب الله، لأنه يدرك أن الانفجار الاجتماعي سيكون في وجهه باعتباره صاحب السهم الأكبر والحاسم في السلطة. فالإفلاس الذي تقف على حافته خزينة الدولة يعرفه الجميع، وهو ما يجعل حزب الله مهتما بأمرين. أولهما بذل جهد كبير في إلقاء تبعة الفساد والعجز على غيره من القوى السياسية، ومحاولة تبرئة نفسه من خلال مخاطبة اللبنانيين بالقول إنه حاول أن يقدّم عروضا إيرانية تساعد لبنان ولكن تمّ صدّه، وهو كلام دعائي الهدف منه التنصّل من مسؤولياته حيال ما وصلت إليه الدولة. والأمر الثاني هو توجيه رسائل إلى المجتمع الدولي بأنه سيعمل على تسهيل تطبيق مقررات مؤتمر سيدر، الذي يتناول دعم الاقتصاد اللبناني بمشاريع بنى تحتية وإصلاحية في الدولة اللبنانية.

هاتان الخطوتان تساهمان من جهة في تظهير ميل حزب الله إلى أن يكون مساعدا في عملية منع الانهيار المالي والاقتصادي، ومن جهة ثانية هي خطوة تتناغم مع حال الضعف والحصار الذي يعاني منه حزب الله إقليميا ودوليا، فهو يدرك، كما تدرك إيران، أن أيّ حرب تستهدفهما في سوريا أو في لبنان ستكون نتائجها كارثية على دورهما وعلى لبنان بطبيعة الحال، وبالتالي فإنّ سلوك التهدئة والحديث عن المشاركة واللغة الاعتذارية، ما هي إلا مقدمة إما لحرب لا يريدها حزب الله اليوم، وإما تمهيد لابتلاع ما بقي من لبنان فيما لو نجت إيران بتسوية يكون لبنان فيها من حصتها المهدورة في سوريا.

 

اغتالوا بشير لتبقى إسرائيل

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 18 شباط 2019

مثلما أدَنّا افتِراءَ نائبٍ تَنكَّرَ له حزبُ الله، نُقدِّر اعتذارَ النائبِ محمد رعد باسمِ حزبِ الله. في الاعتذارِ شهامةٌ، وفي تعليقِ النائبِ نديم الجميل عليه نُبلٌ.

قيمةُ هذا الاعتذارِ أنْ أَغلقَ البابَ نهائيًّا على مَقولة: «بشير أتى على دبّابةٍ إسرائيليّة». حَصلَ فَكُّ ارتباطٍ بين السياسةِ والشَهادة. وحَبّذا أن يكونَ ما جَرى مُنطلقًا لتعزيزِ العَلاقةِ بين طرفَين ما ذاقَ أحدٌ أَلمَ الشَهادةِ في لبنان أكثرَ منهُما رغم اختلافِ قضيَّتيهِما.

لا يُستشْهَدُ إنسانٌ من دون قضيّة، وصاحبُ القضيّةِ يَستحقُّ الاحترام. حقّي أن انتقِدَ قضيّةً لكنّي أَنْحني أمام شهدائِها. حقّي أن أَختلِفَ مع الأحياءِ، إنّما واجبي أن أتّفقَ على الأموات. لا نُقاتِلُ الروح.

ما أعطى شعبٌ من أجلِ مساحةٍ لا تَتعدّى الـ10452 كلم² ما أَعطاه اللبنانيّون. هذه البُقعةُ الصغيرةُ كَلّفتْنا بُقَعَ دمٍ كبيرة. حَسْبي أنّها تَستحِق. كلّفتْنا، خصوصًا، خسارةَ بشير الجميل: رئيسِ المقاومةِ، رئيسِ الجُمهوريّة، رئيسِ كلِّ اللبنانيّين، ورئيسِ الشُهداء، شُهدائِنا على الأقلّ.

الذين يَزعَمون أنَّ بشير وَصل إلى الرئاسةِ على دبّابةٍ إسرائيليّة ــ لا أعْني حزبَ الله تحديدًا ــ تَناسَوْا أنَّ الدبّاباتِ الإسرائيليّةَ التي اجتاحَت لبنانَ سنةَ 1978 ثم سنةَ 1982، كان يَقودُها أولئك الّذين تواطأوا على لبنانَ، وتآمَروا على دولتِه، واضْطَهدوا المسيحيّين وحاولوا إبادتَهم (ثُلثُهم يُقتل وثُلثُهم يهاجِر وثُلثُهم يَخضَع). هؤلاءِ استَدعُوا اسرائيلَ إلى لبنان حين أقاموا دويلةً عسكريّةً من الجنوبِ حتى طريقِ الشام. فدخلت إسرائيلُ إلى لبنانَ الفِلسطينيّ والسوريّ والسوفياتيّ لا إلى لبنان الدولة اللبنانية. ما أتَت إسرائيلُ كُرمى لعيونِ المسيحيّين بل من أجلِ مصالحِها، فكانت الحربُ جُزءًا من صراعٍ أميركيٍّ / سوڤياتيّ وإسرائيليٍّ / فلسطينيّ. والدليلُ ما يَدور اليوم. بعضُ اللبنانيّين يَظنّون إسرائيلَ في خِدمَتهِم، مُجرَّدُ أن يَطلُبوها تَصِل delivery. إسرائيل لا تَشُنُّ حربًا كُرمى لهذا التيّار اللبنانيِّ أو ذاك، ولهذا الـمَذهبِ أو ذاك، بل حين تأتي ساعتُها وتَدُقُّ مصالحُها. وعيبٌ أنْ نراهنَ على إسرائيل أو أي دولةٍ غريبة للقضاء على أيِّ طرفٍ لبنانيّ.

لو أتت إسرائيلُ من أجلِ المسيحيّين تحديدًا، لجَاءَت في حربِ السنتَين (75/76) وليس سنةَ 1982 بعد ثماني سنواتٍ على صمودِهم وتهجيرِهم ومقتلِ الألوفِ منهُم وتدميرِ قُراهُم ومناطقهِم. لكنَّ ذكاءَ بشير الجميل ووطنيّتَه أَنِ استفادَ من الصِراعِ القائمِ، ومن تدميرِ الآلةِ العسكريّةِ الفِلسطينيّةِ، ليطرحَ نفسَه مُنقِذَ لبنان من الاحتلالِ الإسرائيليِّ. ما انتَخَبَ اللبنانيّون بشير لينقذَهُم من المنظمّاتِ الفلسطينيّة والجيشِ السوريِّ (هذا تحصيلٌ حاصِل)، بل من الجيشِ الإسرائيليِّ.

وأصلًا هذا مشروعُ بشير الجميّل: تحريرُ لبنان كلِّ لبنان من جميعِ المحتلّين وفي طليعتِهم إسرائيل. والّذين اغتالوا بشير عَطّلوا الانسحابَ الإسرائيليَّ وتعايشوا معه في لبنان حتّى سنةِ 2000 ورقةً في مفاوضاتِ السلامِ حول الجولان. إذَن «روقوا علينا وحَوّلوا اتهاماتِكم عَ غَيْرنا».

يُفترضُ بحزبِ الله، ولم يَكن شريكًا في الأحداثِ آنذاك، أنْ يُدركَ هذه الحقائقَ التاريخيّة، وأنْ يَعرِفَ أنَّ أكثرَ المتضرِّرين من نتائج الدخولِ الإسرائيليِّ إلى لبنان هم المسيحيّون: فَقدوا بشير الجميّل، هُزِموا في عهدِ أمين الجميل، خَسِروا الجبل، ترَكوا الجنوب، ضَعُفوا مع انقسامِ الجيش، عُزِلوا وتَشتَّتوا وتَقاتلوا وتَنازلوا، ثم جَرعوا اتّفاقَ الطائف وأُحبِطوا. ماذا جَنى المسيحيّون من حربِ 1982 ومِن الدبّابةِ الإسرائيليّة؟ لكني أستطيعُ أنْ أخبرَكم، إذا لَزِمَ الأمر، ماذا جَنى الآخَرون في لبنان من الإسرائيليّين.

ما حقَّقناه نحن المسيحيّين، قبلَ الدخولِ الإسرائيليّ، كان بعرقِ الجبينِ ودمِ الشهداء، كان بالصمودِ والمقاومة، كان بقوّتِنا الذاتيّة وإيمانِنا بقضيَّتِنا، بشجاعةِ شبابِنا وشابّاتِنا، بصلاةِ أمهاتِنا وصلابةِ آبائِنا وتضامنِ مجتمعِنا، لم يُقاتِل أحدٌ عنّا. قاتَلْنا بسلاحِنا الذي دَفعنا ثمنَ غالِبّيتِه، وبئسَ ذاكَ اليومُ الذي سَلَمّناه إلى دولةٍ لا تُشِبهنا ولا نَثِقُ بها فقَضَيْنا على «مساحتِنا الآمِنة».

ما حقَّقناه كان في معاركِ عين الرمانة والشيّاح وفرن الشباك، كان في الأشرفية وزحلة والكحّالة، كان في الزعرور وصنين وعيون السِيمان، كان من الكورة وزغرتا وقنات، إلخ... كنّا مقاومةً لا ميليشيا. جَدُّكَ وعَمُّكَ يا شيخ سامي كانا قائدَي مقاومةٍ لا رئيسَي ميليشيا. القوّاتُ اللبنانيّةُ والكتائبُ كانوا مقاومةً وليس ميليشيا. أين نحن مِن ذاك الزمانِ المجيدِ ومِن أولئك الرجالِ العظماء؟

ليست العمالةُ من مكوِّناتِ الشخصيّةِ التاريخيّةِ المسيحيّةِ في لبنان. فمَن يُنشئ وطنًا لضمانِ حرّيتِه وأمنِه لا يَبيعُ كرامتَه وشرفَه. ومَن يؤسِّسُ مجتمعًا قائمًا على الشراكةِ لا يُشرِك. ومَن يقاومُ ويُستَشهَد في سبيلِ قضيّةٍ لا يَتقبّلُ العمالةَ وتعدديّةَ الولاء.

ومَن يَسترجعُ التاريخَ، القديمَ والحديثَ، يَكتشِفُ أنَّ المسيحيّين في لبنان، وبخاصةٍ الموارنةُ، ما تَعرَّضوا للحروبِ والاضطِهادِ إلا لأنّهم رفضوا العمالةَ والخضوعَ وآثَروا الصداقةَ والتحالُف على أُسُسِ الكرامةِ الشخصيّةِ والسيادةِ الوطنيّة. المسيحيّون، أبناءُ الألفَي سنةِ وجودٍ وتضحيةٍ وحضارة، لم يَنتَظِروا هذه الجماعةَ أو هذا الحزبَ أو هذه الفئةَ لِيَنالوا شهادةً في وطنيّةٍ هُم صاغُوها. نحن نُحدِّدُ مشروعنَا وخَطّنا. نَحن نختارُ صداقاتِنا وتحالفاتِنا. نحن نُقرّر قَبولَ مساعدةِ هذه الدولةِ أو تلك. نحن نُميّزُ العدوَّ من الصديق. نفعلُ ذلك انطلاقًا من مصلحتِنا كجماعةٍ خاصّةٍ في هذا الشرق وكَمُكوِّنٍ مؤسِّسٍ لبنانَ الحديث. وما كانت مصلحتُنا يومًا خارجَ إطارِ سيادةِ لبنان واستقلالِه وميثاقيّتِه. من هذه الرِفعةِ الوطنيّةِ نَظَر المسيحيّون إلى الآخرين واختاروا الحياةَ معهم. وهكذا يريدون أنْ يَنظرَ الآخرون إليهم ليبقى لبنانُ دولةً واحدةً ومجتمعًا مسالـِمًا يَحتكِم إلى الديمقراطيّةِ لا إلى الدبّابات.

 

صَدَقَ نَوّاف الموسوي! ولكن!

لقمان سليم/الحرة/18 شباط/19

على هامش جلسات مجلس النواب اللبناني لمناقشة البيان الوزاري الذي تقدمت به الحكومة اللبنانية الجديدة، (حكومة سعد الحريري الثالثة)، لنيل الثقة، في حمأة مبارزة كلامية كان نجومها نائبا السُّلالة الجميليَّة (سامي أمين الجميل ونديم بشير الجميل) ونائب حزب اللـه (السيد) نواف الموسوي، فرطت من الأخير ملاحظة ضاهى فيها بين رئيس الجمهورية المنتخب عام 1982، (دون أن يتسنى له بداعي الاغتيال تولي مقاليد الرئاسة)، بشير الجميل، ورئيس الجمهورية الحالي العماد ميشال عون فاعتبر أن وصول أول الاثنين إلى السدة الأولى على متن الدبابة الإسرائيلية سبة لا امِّحاءَ لها، في حين أن وصول الثاني إلى المنصب نفسه بفضل "بندقية المقاومة" شرف وعزّ يشفعان له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وإذ أخذت هذه "الحمية الجاهلية" السيد الموسوي فاته أن المضاهاة، ولو قصد صاحبها منها إلى المفاضلة، لا تستقيم إلا بين مثلين، أو قل بين اثنين من جنس واحد، وعليه فما هو أن حرَّك لسانه بهذه الملاحظة حتى قامت عليه قيامة الخصوم والحلفاء معا: الخصوم، ورثة بشير الجميل، لما اعتبروه مسّا بشهيدهم "الرئيس" ورئيسهم "الشهيد"، والحلفاء، مريدي العماد ميشال عون لما اعتبروه حَطّا من نضالاته (المديدة) وصولا إلى الرئاسة لا تختزل بما بينه وبين حزب الله من "تفاهم"، وتعييرا له بأنَّ في ذمته دين لا وفاء له لـ "بندقية المقاومة".

. صَدَقَ ولكن الصِّدْقَ أعْجَلَهُ حيث كان الأولى به أن يحبس لسانه، فَكَبَّدَ أولياء أمره اعتذارا كانوا في غناء عنه

وكان ما كان، وثارت الحفائظ، وانطلقت الألسنةُ بالوعيد والتهديد، وأنْذَرَ الأمر بشر مستطير، فسارع سعاة الخير إلى رياضتهم الأثيرة في تطييب الخواطر وفي إعادة الأمور إلى نصابها، ونجح سعيهم، وفي اليوم التالي، تحت قبة البرلمان نفسه، وفي غياب النائب صاحب الملاحظة الذي أشعل بزلة لسانه هذا الحريق الصغير، وقف وَلِيّ أمْرِ "كتلة الوفاء للمقاومة"، (كتلة نواب حزب الله في البرلمان النيابي)، النائب محمد رعد، واعتذر باسم الكتلة عن الحماقة التي ارتكبها "أحد الإخوان" طالبا شطب العبارة من محضر الجلسة. استُقبل الاعتذار بالتصفيق، وانهالت المدائح والمحامد على "الحاج أبي حسن"، (النائب رعد)، وانتهى الأمر، أو زُيِّنَ للبعض من اللبنانيين، شأن ما يُزَيَّن لهم في كثير من الأحيان، أنَّه انتهى...

ليس من الصعوبة بمكان أو زمان أن يُفَسِّر الواحد منا والواحدة سبب مسارعة النائب محمد رعد، باسم كتلته، واستطرادا باسم "حزب الله"/"المقاومة" إلى هذا الاعتذار الطنان الرَّنان الذي يكاد ألا يكون له من سابقة في سجل حزب اللـه النيابي وغير النيابي.

فالأكيد المحقق أن الحاج أبا حسن لم يُكَلَّف تكليفا شرعِيّا بإماطة الأذى الذي خلفته ملاحظة السيد الموسوي براءة من السردية التي تُريد أن بشير الجميل وصل إلى الرئاسة على متن دبابة إسرائيلية، ولا خوفا من تَذْكير نديم بن بشير بأنه ورفاقه لم ينسوا فن الحرب بعد، ولا توجسا من غضبة كتائبية لا تبقي ولا تذر، وإنما صدورا عن "أنانيَّة حزبيَّة" عنوانها السياسي ما يمهر فيه حزب الله، مهارة لا يجاريه فيها أحد، من إدارة "التقية" ومن التوسل بها بالقدر المناسب، وعنوانها الفقهي "تزاحم المفاسد"، أي العمل بالقاعدة التي تنص على أنه إذا اجتمعت مفسدتان لم يتيسر دفعهما كليهما، فالأولى ارتكاب الأخف والأيسر لدفع الأثقل والأشد... مقولُه: بين تَسْفيهِ النائب السيد الموسوي والملاحظة التي لاحظها، وبين الاستسماح العلني عذرا من جميع الذين ساءتهم هذه الملاحظة، والسّعْي إلى حصر الأضرار التي تسببت بها، والسَّعْي إلى ترميم "الشرعية الأخلاقية" لميشال عون، وإعادة الاعتبار لصورته بوصفه رئيسا منتخبا لا رئيسا انقلابيّا جاءت به إلى السدة الأولى بنادق لبنانية مأجورة لإيران، آثر حزب الله التَّضحية بغرور نائبه المِهذار، والتَّنازل عن عصمة لطالما نسبها إلى نفسه وقياداته واستعلى بها على اللبنانيين... وأحيانا على العالمين كافَّة...

هو كذلك، أو قريب من ذلك، من ألف القصة إلى يائها ولكنْ... ولكن: استئناسا النصيحة الذهبية التي توصي أن لا يقيس الواحد منا الحق بقائله بل بموازين الحق والباطل، ونزولا عند ما قرره العلامة الشاطبي بأوجز عبارة من أنه "إذا كان الحق هو المُعْتَبَر دون الرجال فهو أيضا لا يُعْرف دون وسائطهم فهم الأدلاء عليه..."، لا معدى من التسليم، بلا تردد ولا تحرج، أن السيد نواف الموسوي الذي جنى على أهله لِما زلَّ من لسانه حيث لا يحمد الزلل، كما جنت يوما على أهلها الكلبة براقش إذ نبحت حيث كان يفترض بها ألا تنبح ــ نعم، لا معدى من التسليم بأن النائب نواف الموسوي على حق في ما ذهب إليه وبأنه مصيب: بشير الجميل وصل إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية على متن دبابات جيش الدفاع الإسرائيلي التي اجتاحت لبنان عام 1982، وميشال عون يدين بوصوله إلى المنصب نفسه إلى اجتياح آخر، أقَل مشهدية لربما، هو الاجتياح البطيء المتأني للبنان، ــ الاجتياح الناعم أحيانا الخشن أحيانا أخرى، المُتَقَنِّعُ بقناع "المقاومة" حينا، و"الدفاع عن لبنان واللبنانيين" حينا آخر و"محاربة الإرهاب التكفيري" ثالثة، وسواها من الأقنعة، والمذيَّل بتوقيع حزب الله بالأصالة عن شبكة المصالح المحلية وغير المحلية التي بات يُمَثلها، وبالنيابة عن إيران ولاية الفقيه وطموحاتها إلى التوسع وإلى ضَيِّ ما أمكن من الشرق الأوسط تحت عباءة الولي الفقيه.

نقول نواف الموسوي على حق ولا نقصد من التَّسليم له بالصَّوابِ صوابَ الوقائعِ التاريخية التي يُشير إليها من فَضْلِ الإسرائيليين على بشير الجميل، ومن فضل حزب الله على ميشال عون. فهذه وقائع مثبتة لا جدال فيها ولا مراء، ومثبتة لا بالحيثيات التاريخية فحسب، وإنما بشهادات مريدين للجميل ولعون لا يُشَكُّ بإخلاصهم وبنزاهتهم لكلا الرجلين، ولعلَّ آخرها، في ما يتعلق بالجميل، ما يرد، بصريح العبارة، في كتاب "مع بشير"، وهو مجموعة "ذكريات ومذكرات" بتوقيع جورج فريحة، نسيب آل الجميل وأحد اللصيقين ببشير، وفي ما يتعلق بعون، بما قاله صهرُه ووزيرُه وسِرُّه وزير خارجية لبنان يوم الخامس من شباط/فبراير الجاري بمناسبة احتفال حزب الله والتيار الوطني الحر بالذكرى الثالثة عشرة على "التفاهم" الموقع بينهما من أنه "لولا حزب الله لما كان العماد عون رئيسا".

بيت القصيد، إذا، ليس الحقيقة التاريخية في الملابسات التي رافقت تسلق هذا (الجميل) أو ذاك (عون) إلى كرسي الرئاسة وإنما في مآلات الرِّئاسة نفسها، وفي محلها من النظام السياسي اللبناني ـ لا سيما وأنها المنصب المنصوب للطائفة المارونية في هذا النظام، وأحد آخر معالم "الوجود المسيحي" في هذه المنطقة من العالم.

وبهذا الاعتبار الذي يتجاوز شخص بشير الجميل وميشال عون، يمكن لهاو التاريخ أن يتمعن أكثر في "مديونية" الجميل وعون الرئاسيتين فيَتذكر، وَيُذَكِّر، بأن الأخير، ميشال عون، الضابط برتبة عقيد في الجيش اللبناني أيامذاك، كان، عشية اجتياح 1982، من المقربين من بشير الجميل وبأنه، بهذا المعنى، أدى قسطه إلى العلى في إيصال بشير الجميل على متن الدبابة الإسرائيلية إلى قصر بعبدا، وبأنه، بهذا المعنى أيضا، يجمع في سيرته أطراف مجد وسؤدد لم يجتمعا لبشير...

فميشال عون ساهم، سِيّان بقليل أو كثير، في وصول بشير الجميل إلى الرئاسة على متن الدبابة الإسرائيلية التي قادها أرييل شارون، كما وصل، هو نفسه، إلى الرئاسة ممتطيا بُراقا سائسه حسن نصرالله... فتملى وتعجب و"سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلى...".

سياسة إسرائيل 1982 وسياسة حزب الله 2016، لا تخلوان من ملامح شبه مدهشة

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فَلِهاوِ التاريخِ أيضا وأيضا أن يلاحظ، على هامش من كل ما تقدم، أن سياسة إسرائيل 1982 وسياسة حزب الله 2016، (سنة انتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية)، لا تخلوان من ملامح شبه مدهشة: فما حاولته إسرائيل، في 1982، هو فرض بشير الجميل، (بالطرق الدستورية، أي من طريق الانتخاب)، عامِلا لها على لبنان برتبة "رئيس جمهورية" ذي صلاحيات (ملكية) مطلقة بموجب ما كانت عليه صلاحيات رئيس الجمهورية في لبنان قبل اتفاق الطائف؛ وما حاوله حزب الله مع إصراره على تولية ميشال عون في 2016 (بالطرق الدستورية أي من طريق الانتخاب)، هو فرضه وكيلا له في رئاسة الجمهورية بصلاحيات فخرية مقيدة بموجب ما باتت عليه صلاحيات رئيس الجمهورية بعد اتفاق الطائف.

فات إسرائيل في 1982 أن النظام السياسي اللبناني كان قد تقادم إلى حد لا يملك معه العطار الآتي على متن الدبابة أن يصلحه، وإذ لا يفوت حزب الله، على الأرجح، أن "الطائف" الذي أنزلته إرادات دولية وإقليمية منزلة الاتفاق من اللبنانيين لا إرادة السلام بين اللبنانيين قد تقادم بدوره، لا يملك حزب الله، حتى إشعار آخر، لأسباب تتجاوز لبنان وموازين القوى اللبنانية الراجحة بلا شك لمصلحته، أن ينعاه على الملأ معلنا انتصاره المؤزر ودخول لبنان "العصر الإيراني"!

بناء عليه، صدق السيد نواف الموسوي بأن ساوى بين الدبابة الإسرائيلية وبندقية حزب الله، وبين بشير الجميل وميشال عون... صَدَقَ ولكن الصِّدْقَ أعْجَلَهُ حيث كان الأولى به أن يحبس لسانه، فَكَبَّدَ أولياء أمره اعتذارا كانوا في غناء عنه، ولم يبق له، هو، على الأرجح، إلا أن يعود إلى مقاعِدِ المدرسة (الحزبيَّة) التي تُعَلِّمُ، أوَّل ما تُعَلِّم، أنَّ "المرء مخبوء تحت لسانه" (علي بن أبي طالب...).

 

«طوفان» في ساحة النجمة

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الاثنين 18 شباط 2019

مَنح نواب الكتل النيابية الممثلة في الحكومة الثقة لـ«حكومتهم». هذا أمر متوقع وبديهي طالما هي «حكومة منّا وفينا» التي تشكّل استمراراً لنهج الحكومات السابقة المُستنسخة عن خريطة توزيع القوى في مجلس النواب، لكنّ هذا التماهي لم يكن كافياً لدفع الحكومات المتعاقبة منذ عام 2000 لوضع كثير من القوانين موضع التنفيذ. «طافَ» مجلس النواب في الأيام المنصرمة بمكافحة الفساد. بدأ الأمر وكأننا أمام طبقة سياسية جديدة نفّذت «إنزالاً» في ساحة النجمة لتحاكم طبقة سياسية سابقة تقف وراء القضبان.

وفي المناسبة قدّمت وصفات عدة لـ«الأمراض المستعصية» على الحلّ، بعضها دخل ضمن إطار المزايدات، والبعض الآخر ينتظر المتابعة الجدية بعد إقلاع الحكومة بثقة مريحة ومتوقعة. لكن كان لافتاً إشارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى أنه لا يزال هناك 39 قانوناً غير مطبقة، وأنّ من شأن تطبيقها إنهاء 90% من حالة الفساد وربما القضاء عليها»!

ويتبيّن من لائحة القوانين المنجزة أنّ هناك قوانين يعود صدورها الى عام 2000، ولم تصدر مراسيم تطبيقية عن الحكومات المتعاقبة تضعها موضع التنفيذ.

ومن هذه القوانين قانون الاتصالات، قانون تنظيم الكهرباء، قانون إدارة قطاع الطيران المدني، تصميم وتمويل وتطوير وإعادة إعمار مصفاتَي طرابلس والزهراني وتشغيلهما، وبناء محطة نهائية لتصدير واستيراد الغاز الطبيعي المُسال وبناء تجهيزات لتخزين الغاز الطبيعي وإنشاء شبكات لبيعه وتخزينه، حماية المستهلك، سلامة الطيران، وسيط الجمهورية، الموارد البترولية في المياه البحرية، إعتماد رقم تعريف موحد لكل مواطن أمام الادارات والمؤسسات العامة والبلديات، قانون السير الجديد، تخصيص محامين عامّين متفرغين وقضاة تحقيق لشؤون البيئة، الموافقة على إبرام اتفاق إنشاء الاكاديمية الدولية لمكافحة الفساد بصفتها منظمة دولية، قانون سلامة الغذاء، قانون مكافحة تبييض الأموال...

ويحدد قانون الاتصالات الصادر في 22-7-2002 صلاحيات الوزير واستيفاء البدلات الخاصة عن استخدام الترددات اللاسلكية والترخيص بخدمات الاتصالات واستخدام الاملاك العامة والخاصة، أصول الخصخصة، وأوضاع الموظفين والأجراء والمتعاقدين والمستخدمين في الوزارة وأوجيرو، وحتى الآن لا تزال بعض القرارات التطبيقية في شأنه إمّا غير مطبقة وإمّا غير صادرة أصلاً كما بقية القوانين المعلّقة التنفيذ وعلى رأسها «وسيط الجمهورية»...

والشكوى من عدم تطبيق القوانين من جانب بري لاقَتها للمرة الأولى منذ دخول «حزب الله» على خط ملف مكافحة الفساد، شكوى صدرت شخصياً عن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في شأن الحاجة الى تعديل بعض القوانين القائمة بغية تفعيل مبدأ المراقبة والمحاسبة والحدّ من الفساد وصولاً الى استئصاله. هكذا باتت شخصيات من «الحزب» تدخل في تفاصيل ملف مكافحة الفساد، ومن مدخله الأساس، أي القوانين، عبر الدعوة الصريحة لمنع وصول أشخاص مشبوهين الى رئاسة الهيئات الرقابية ويمتلكون المقدار الكافي من المناعة على الاستسلام لـ«الأخطبوط».

ويبدو أنّ «حزب الله»، بناء على خطابات السيد نصرالله المتتالية والمركّزة في شأن هذا الملف والتي كان آخرها السبت، سيتشدد من خلال بعض نوابه، ومن خلفهم فريق عمل من القانونيين والحقوقيين، في مهمّة تعديل بعض قوانين الهيئات الرقابية، وعلى رأسها قانون المناقصات العمومية، وهي الإدارة الشاهدة على مئات الصفقات التي كانت تُبرم من وراء ظهر «إدارة المناقصات» ومن دون أي رقيب أو حسيب، وقد يشكّل ذلك مدخلاً الى جعل الصفقات بالتراضي من «أيام عهود الفساد الغابرة»! وتشير المعطيات الى خطة لدى «حزب الله» للدخول مباشرة على خط تفعيل قانون «الهيئة العليا للتأديب» من خلال تعديله وتحريره من بعض الأثقال، منها ارتباطه بالتفتيش المركزي. و«الهيئة العليا للتأديب» هي المعنية بملاحقة ومحاكمة الموظفين الفاسدين الكبار في الدولة ومؤسساتها. وعلى جدول الاعمال أيضاً تعديل قوانين ديوان المحاسبة، وهيئة التفتيش القضائي، والإثراء غير المشروع، والتهرّب الضريبي والمجلس الأعلى للجمارك... وصولاً الى هيئات التحقيق والمراقبة في مصرف لبنان و«تحرير» القضاء. يذكر أنّ اقتراحات قوانين بتعديل قانون «الهيئة العليا للتأديب» و«قانون الصفقات العمومية»، لا تزال على طاولة اللجان النيابية.

 

عن الإقتصاد والفساد.. و«حزب الله»

أنطوان فرح/جريدة الجمهورية/الاثنين 18 شباط 2019

ما هي الاستحقاقات المالية والاقتصادية المتوقعة في المرحلة المقبلة؟ وهل يمكن القولُ إنّ القطار قد وُضع على السكة، مع ولادة الحكومة المُنتظرة ونيلها الثقة، وبدء ورشة العمل للخروج من الهوّة الموجود فيها البلد حالياً؟

هناك إجماع داخلي وخارجي على أنّ الإنقاذَ المالي والاقتصادي لا يمكن أن يتحقّق إلّا من بوابة خفض منسوب الفساد والهدر الى مستويات مقبولة، تسمح للإصلاحات والإجراءات التي يمكن اتخاذُها، أن تؤتي ثمارها، في مشروع الخروج من الأزمة، وتحاشي الكارثة المالية الوشيكة.

وقد ظهرت في الأفق إشاراتٌ توحي بأنّ بعض الأفرقاء السياسيين حسموا أمرهم في اتّجاه محاربة الفساد، لعلّ أبرزَهم اندفاعاً على المستوى الإعلامي حتى الآن «حزب الله»، الذي أوكلت قيادته الى النائب حسن فضل الله إدارة هذا الملف.

ويعتبر البعض، أنّ «حزب الله» تحديداً، يستطيع أن يتولّى هذه المهمة «المقدّسة» والتي تحظى من حيث المبدأ بتعاطف ودعم كل اللبنانيين الذين يعانون من الفساد والمفسدين، لأسباب عدة من أهمها:

أولاً- أنّ الحزب كان طوال سنوات بعيداً من عمليات المحاصصة التي كانت تتمّ في التعيينات وتقاسُم مغانم المناصب والمواقع الإدارية الدسمة في الدولة. بل إنه كان بعيداً أيضاً من الحقائب الوزراية المُصنّفة دسمة، في اشارة مُبطّنة الى موازنات تلك الوزارات التي تسمح بالسرقة أو استغلال السلطة للسماح للمحاسيب بالسرقة وشراء الولاء.

باستثناء هذه المرة التي اختار فيها الحزب تولّي حقيبة الصحة، وهي حقيبة دسمة تحتاج الى وزير إصلاحي آدمي يتولّاها. وهناك مَن يقول إنّ الهدف من إصرار الحزب عليها هو إعطاء نموذج إصلاحي لكيفية إدارة وزارات خدماتية من هذا النوع.

ثانياً- إنّ «حزب الله» بما يملك من «هيبة» يستمدّها من عناصر قوة عدة في مقدمها امتلاك السلاح، وتقديم نفسه مقاوِماً ومدافِعاً عن البلد، في البداية ضدّ إسرائيل، ولاحقاً في وجه الإرهاب، ومستقبلاً قد يظهر عدوٌّ جديد يُضاف الى اللائحة، هذا الحزب يستطيع أن يتعاطى مع ملف الفساد بجدّية وصرامة لا يمتلكها أيُّ فريق سياسي آخر في البلد.

ثالثاً- إنّ النواب والوزراء والمسؤولين الرسميين في «حزب الله» الذين يتولّون وظائف عامة، سواءٌ في الإدارة العامة، أو في البلديات أثبتوا نظافة كفٍّ في التعامل مع المال العام، وبالتالي، اكتسب هؤلاء صفة الأوادم في التصنيف الشعبي للأفرقاء السياسيين الذين يتقاسمون السلطة في البلد. وهذه السمعة ضرورية لأنّ الناس لا يستطيعون أن يثقوا بفاسد يحاضرُ في العفّة، ويعدُهم بمحاربة الفساد.

لكنّ هذه المعطيات الإيجابية التي توحي بأنّ «حزب الله» مؤهّل لقيادة مشروع محاربة الفساد وإخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والمالية، تحتاج الى إعادة تدقيق وتمحيص وضبط، لئلّا تتحوّل من عملية إصلاحية إنقاذية، الى مشروع تدميري آخر، تأتي نتائجُه عكس ما هو متوقّع منها. إذ توجد في مقابل المعطيات الإيجابية، مجموعة حقائق ومعطيات سلبية تجعل من اندفاعة «حزب الله» العلنية لمحاربة الفساد، محفوفة بالمخاطر، من أهمها:

أولاً- إنّ الإشارات الاولى التي أعطاها الحزب في اختيار الملف الذي يريد التركيز عليه في محاربة الفساد، توحي بأنّ إمكانية الإفادة من هذا الملف لتصفية الحسابات السياسية مع خصومه واردة. وإذا كان الحزب جاداً في تحقيق إنجازات موضوعية في هذا الاتّجاه، كان عليه اختيارُ ملفٍّ آخر، تتجه اصابع الاتهام فيه الى حلفائه السياسيين.

وتطول لائحة الملفات التي تفوح منها روائح الفساد، بعضها مَرّ عليه الزمن، وبعضها الآخر لا يزال ساخناً. ويمكن على سبيل المثال لا الحصر، ذكر ملفات الصناديق على انواعها، وما أدراك ما في الصناديق من فضائح وسرقات موصوفة وربما موثّقة.

ثانياً- إنّ الانطباع العام لدى قسم كبير من اللبنانيين هو أنّ «سلاح» الحزب، عن قصد أو غير قصد، يغطّي الكثير من عمليات الفساد والخروج على القانون في الدولة.

ويشمل هذا الامر، أموراً صغيرة وكبيرة، تبدأ بتغطية المخالفات، وتشمل أحياناً التعدّي على الأملاك العامة، التعدّي على أملاك الغير، سرقة المال العام من خلال سرقة الكهرباء وسواها من الخدمات، تعاطي تجارة الممنوعات من خلال التواجد في مناطق «المقاومة» التي لا تستطيع القوى الأمنية دخولها إلّا بإذن مسبَق، مصحوبة بخريطة مفصّلة لتحرّكها وأهدافها.

ثالثاً- إنّ الامتيازات التي يتمتع بها «حزب الله» من خلال حصرية حمل السلاح خارج الشرعية، والتي تسمح بإدخال البضائع الى البلد، من دون الخضوع للتفتيش وللاجراءات القانونية المتّبعة على الحدود البرية، يُجرى استغلالُها، وتحويلها الى عمليات تهريب منظّمة لكل انواع البضائع، الامر الذي يحرم الخزينة من الأموال، ويضرب التجارة الشرعية، ويغذّي ثقافة الفساد في البلد.

رابعاً- إنّ وضعية «حزب الله» في العالم العربي والغربي، لا تؤهّله ليكون موضعَ ثقة الدول التي نسعى من خلال محاربة الفساد الى كسب ثقتها، لأنّ المطلوب في النتيجة تجميل صورة البلد، وإعادته الى خريطة الاستثمارات، بهدف إنقاذه مالياً واقتصادياً. ومن دون ثقة، لا اقتصاد يستطيع أن يصمد وينمو.

هل تعني هذه الحقائق أنّ «حزب الله» يجب ان ينكفئ ويترك لسواه مهمة محاربة الفساد؟

الجواب، إنّ الحزب ينبغي أن يفصل بين اندفاعته الإعلامية والسياسية لمحاربة الفساد، وبين عمله الصامت والحقيقي في هذا الملف. وهناك أمر يعرفه الناس، ولو أنهم لا يملكون الوثائق لإثباته، يتعلّق بسرقة المال العام، ويمكن اختصارُه بالتالي: معظم السرقات الدسمة التي جرت في السابق، إما أنها جرت بعلم وتغطية من «الكبار»، أو جرت بناءً على طلب «الكبار» الذين حصلوا على حصة الأسد فيها. والسؤال هو كيف ستتمّ محاسبة الكبار الذين يقبضون على السلطة السياسية، ويملكون حصريّة المحاسبة؟

لا أحد يصدق مثل هذه الأوهام، وإذا فتحنا ملفات الفساد السابقة، نعرف تماماً الى أين ستقودنا. ستصل الى مستويات من غير المسموح تجاوزها.

وبالتالي، الحقيقة الواضحة المرتبطة بالتركيبة الطائفية والسياسية، هي أنّ القوى نفسها التي قد تطاولها تُهمُ الفساد، لا تزال تُمسك بالسلطة السياسية، وبالتالي، إذا كان هناك من نيّة حقيقية للتغيير، ينبغي التركيز على الحاضر والمستقبل، من خلال اتّخاذ قرار بوقف السرقة، وبدء مرحلة مختلفة، وسيكون ذلك كافياً ومفيداً اكثر بكثير من نبش القبور، وفتح ملفات نعرف تماماً أنها لن تصل الى خواتيمها السعيدة، وستتوقف عند مستوى معيَّن، وتتحوّل الى تصفية حسابات سياسية.

وقد تنحصر عمليات المحاسبة بالتفتيش عن أشخاص فقدوا الغطاء السياسي لمحاسبتهم، فيما لن تقترب ممَّن يحظى بهذه التغطية. ومثل هذه الممارسات، تنشر الفساد اكثر ممّا تقلّصه. إذا كانت هناك نيّة فعلية لمحاربة الفساد، ينبغي أن يصدر قرار فعلي من «الكبار» بوقف السرقة، وبدء مرحلة جديدة مختلفة عن السابق. وعلى الدولة، وليس «حزب الله» أو أيّ فريق سياسي آخر، أن يتولّى تطبيق هذا القرار، الذي لا يبدو أنه صدر حتى الآن.

 

"قد أتاك يعتذر"

 سناء الجاك/النهار/18 شباط 2019 

لعل أهم ما في اعتذار الحاج محمد رعد عن "انفعال شخصي" لأحد الأخوان في كتلة "حزب الله" النيابية، أنه يتجاوز استيعاب ردود الفعل المسيحية الغاضبة. فالحزب في سلوكه المتعالي المعتاد قلما كان يكترث بها او بغيرها. الاصح ان ما حصل هو استدراج عروض من لبنانيين يرون في الحزب الإلهي دويلة داخل الدولة، للاعتراف بشرعية بنيته المارقة والمستعصية على الدستور والقوانين والمؤسسات الشرعية.

كأن الحزب الإلهي يقول: "حسناً، في هذه المرحلة الانتقالية، انا حاضر للاعتراف بضرورة عدم التعرض في العلن الى ما يمثله بشير الجميل في وجدان من يؤمنون برمزيته وشهادته، وإن بقيتُ في السر أنعته بالعميل. في المقابل، عليكم انتم ان تعترفوا بأني أصبحت جزءاً مدنياً من الحياة السياسية اللبنانية، وعليكم ان تطووا كل ارتكابات جماعاتي وكل ما ألصق بهذا الحزب من اتهامات وكل التاريخ القريب، ولتكن مسامحة لفظية تليق بالوجه الجديد الذي نسعى إليه".

صحيح ان البعض قرأ في اعتذار الحاج محمد استدراكاً لشطب ما يمس بحليفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. في الامر الكثير من الواقع، كما في الأمر الكثير من الاستغراب لعدم اندلاع حملة غضب مقرونة بكل أدبيات ردود الفعل المعهودة لدى من يتولى عادةً الدفاع عن العهد.

السبب لا يحتاج الى الاجتهاد عندما يتعلق الأمر بالحليف الذي التزم كل بند من بنود الاتفاقية، والذي لا بد من مراعاته لأن استحقاقات المرحلة المقبلة طموحة وكبيرة، وعلى قدر العزم تأتي العزائم.

لو ان قائل مقولة ان "الرئيس عون وصل على بندقية المقاومة" هو من حركة "أمل"، لكان الجيش الالكتروني للتيار العوني قام بالواجب، كما فعل سابقاً لأقل من هذه المقولة. ولو ان القائل من "القوات اللبنانية" او من "الحزب التقدمي الاشتراكي" أو من "تيار المردة" او من "تيار المستقبل"، لكنا شهدنا حفلة إلغاء واتهامات وشتائم اين منها "حرب الفِجَار"، وهي إحدى أشرس حروب العرب في الجاهلية بين قبيلة كنانة (منها قريش) وبين قبائل قيس عيلان.

لكن الله قدّر ولطف، وحصل الاستدراك في الغرف الجانبية، وتمت المشاورات لإخراج الجمل الثقيلة والعامة بشكل ما، والمتجنبة الأسماء في المباشر، للوصول الى الصيغة التي تم إخراجها، ليعتبرها المهللون سابقة يُبنى عليها وتستحق الثناء. كأن "حزب الله" سلّم سلاحه الى الدولة اللبنانية، وتخلى عن استراتيجية محوره الدفاعية على حساب السيادة. أكثر ذلك، كأنه سلّم من لا يزال على قيد الحياة من المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لتأخذ العدالة مجراها.

لم يتوقف المهللون عند اقتصار الاستسماح والاعتذار على رئيس مجلس النواب نبيه بري دون غيره. وليس في طياتها الا اعتبار ما قاله الأخ النائب نواف الموسوي سجالاً وليس تبرير اغتيال الرئيس بشير الجميل لأنه "خائن، وصل الى رئاسة الجمهورية على الدبابة الإسرائيلية، بالتالي يصبح إهدار دمه واجباً شرعياً، ويصبح قاتله بطلاً تتوجب حمايته وتهريبه من العدالة الى ربوع النظام الأسدي".

كما ان "الانفعال الشخصي" يعني ان الغضب يدفع الغاضب الى قول ما يعتمل في وجدانه من حقائق من دون مرعاة او رقابة ذاتية. بالتالي، ما قاله "احد الاخوان" ليس مداناً الا بالقدر الذي تدان به بلدية بيروت عندما تحفر الطرق وتضع لافتة بجانب الحفرة كُتب عليها "نأسف لإزعاكم. ونعمل لخدمتكم".

مع هذا، حاز ما سُمِّي اعتذاراً، ما تداعى اليه المهللون من "طنّة ورنّة"، وهشّوا وبشّوا لظنهم ان الحزب بدأ مرحلة جديدة، او لرغبتهم بهذا الظن وتسجيل انتصارات لفظية توهمهم بأنه تنازل عن تعاليه، واستحق عن جدارة صفة "المواطنة" التي ينتقد كثيرون غيابها عن هيكليته.

التصفيق الذي أعقب كلام رعد واعتذاره الخالي من فعل الندامة، سيُصرف في ملفات داخلية، تستدعي بعض "الضحايا" استكمالاً لمسار التموضع في الشؤون الداخلية، التي لن تتناقض مع الإيديولوجيا المستمرة والمُسخّرة لتعويم اقتصاد رأس محوره الراضي بصفقات تسدَّد قيمتها بالليرة اللبنانية. وتوحي انها تغار على المال المهدور والكهرباء المنهوبة، لتدخل في عمق الملفات "الدسمة" وتشارك فيها وتعِد الذين لم تعُد تتمكن الا من دفع نصف رواتبهم، بأن الخير قادم، ومن مقتدرات هذه الدولة ومؤسساتها وإداراتها.

فما قاله رعد ليس وليد الاحراج تجاه رئيس الجمهورية، وليس نفياً لما قيل عن ان "حزب الله" يسيطر على الحكومة. ما قاله رعد يصب في "النيو لوك" الجديد للحزب، على حساب صيغته الحالية الأممية والعابرة للقارات، وسعيه الى صيغة جديدة لبنانية محلية بحتة. ردّ بري على رعد بأنه شطب "الانفعال الشخصي" من المحضر، فيه الكثير من "قد اتاك يعتذر... الى... ليس يكذب النظر". او قد يكذب. من يدري؟!

 

اقتصاد" الحريري - باسيل و"إقصاء" جنبلاط – جعجع

هذا يذكرنا بتاريخ "الشطارة" اللبنانية المليء بالفضائح والكوارث معاً.

منير الربيع/المدن/الأحد 17/02/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72277/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%a5%d9%82/

أن يقصد الموفد الملكي السعودي، نزار العلولا، خلال زيارته للبنان، منزل كليمنصو ليلتقي رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط، بعد ساعات على انقضاء العشاء الجامع الذي دعت إليه السفارة السعودية في بيروت مختلف القوى السياسية، يعني أن ثمة ما استدعى اللقاء أو الخلوة بين جنبلاط والموفد السعودي. خصوصاً أن العلولا، لم يلتق غير جنبلاط من السياسيين. إذ اقتصرت جولته على الرؤساء الثلاثة.

الرؤية السعودية

تؤشر الزيارة إلى منزل جنبلاط، والمدّة التي استغرقتها، بالإضافة إلى التغريدة التي أشار فيها جنبلاط إلى استبقائه ضيفه على مائدة الغداء، وإشارته فيها إلى أنها كانت مناسبة لاستعراض العلاقة التاريخية بين آل جنبلاط وآل سعود، إلى أنها كانت تفوق الاعتبارات البروتوكولية، وتتسم بأهمية سياسية.

لا ننسى، قبيل حضور العلولا إلى بيروت، كان وزير الصناعة في الحكومة الجديدة وائل أبو فاعور قد زار المملكة العربية السعودية، بعد موقف جنبلاط الاحتجاجي تجاه طريقة تشكيل الحكومة، كما تجاه أسلوب إدارة مفاوضات تأليفها، بالإضافة إلى إبداء بعض الملاحظات على أداء الرئيس سعد الحريري. ذهب أبو فاعور بنية طرح سؤال، عن رؤية المملكة العربية السعودية لما يجري في لبنان، وإذا ما كان هناك أمور مخفية أو غير ظاهرة. قوبل أبو فاعور بودّية، وبحرص، مع الإشارة إلى وجوب رصّ الصفوف مع الحلفاء، وانتظار التطورات في المنطقة، التي تشير إلى أنها ستكون "حافلة"، خلال الأشهر المقبلة.

كلام الحريري وأفعاله

في ذلك الوقت، كانت قد نشطت حركة اتصالات لأجل تخفيف حدّة التوتر بين جنبلاط والحريري، والتزم الطرفان التهدئة، مع التأكيد على استمرار العلاقة التاريخية، على الرغم من الخلافات بينهما. اعتبرت مصادر "بيت الوسط" أن جنبلاط بمواقفه يستهدف سعد الحريري على نحو شخصي. ليس هذا الموقف الأول من نوعه، الذي يصدر عن الحريري. فمثلاً، يوم زار الحريري كليمنصو لطلب مساعدة جنبلاط في التنازل عن وزارة الصناعة، وردّ جنبلاط طالباً الإستمهال، إلى حين أن يستكمل الحريري جولاته والعودة إليه فيما بعد، خرج الحريري ليصرّح بأن هدف زيارته ليس المسألة الحكومية فقط، وأكد أنه حضر بغية رص الصفوف، وإعادة تجميع القوى، وتعزيز التحالف. أوحى الحريري بكلامه، وكأنه يريد استعادة التحالف الاستراتيجي مع جنبلاط. لكن ذلك كان مجافياً للحقيقة، بالنسبة إلى الذين يعتبرون أنفسهم "مختمرين" في معرفة الحريري، وأوقنوا أنه لم يكن يريد سوى تمرير اقتراح أو حلّ لعقدة، آنذاك. هؤلاء العارفون، يستعيدون نمطاً من هذا السلوك عند الحريري، منذ التسوية الرئاسية. فمثلاً حين كان في وضع حرج مع القوات اللبنانية، زار معراب، كتلك الزيارة الشهيرة ما قبل الإنتخابات النيابية، والتي أكد فيها إعادة رص الصفوف وتوحيد الرؤى. ما أوحى وكأنه يعمل لاستعادة لمّ شمل 14 آذار. لم تكد ساعات قليلة تمضي، حتى تبّين أن الكلام غير الفعل. من هنا، كانت تخشى شخصيات قريبة من جنبلاط، أن يكون الحريري في طور استخدام الأسلوب ذاته مع المختارة. لكن جنبلاط دوماً ما كان يؤكد بأنه "لا يمكن الخروج من سعد، كما أن سعد لا يمكن أن يخرج منّا".

بمنتهى الصراحة

في الزيارة السابقة للعلولا، انعقدت الخلوة بين الحريري وجنبلاط وجعجع، برعاية الموفد السعودي. حينها، تسرّبت أجواء وانطباعات أن وحدة 14 آذار قد استعيدت. استمرّ هذا الجو لأقل من أيام قليلة. وتبيّن فيما بعد أن لا أفق لذلك. ولكل حساباته ومصالحه. في الزيارة الأخيرة، كان العلولا ينوي تكرار عقد الخلوة بين هذا الثلاثي، لكن الحريري لم يبد حماسة لذلك. صحيح أن اللقاء والمصافحة بينه وبين جنبلاط كان ودّياً، ظاهراً، وقد تبادلا أطراف الحديث، وبشكل حميم، وتخلّله بعض الإبتسامات والضحكات. لكن الحديث الجانبي وقوفاً، لم يطل. وبينما كان يُنتظر أن تعقدة الخلوة بعد العشاء، غادر الحريري سريعاً. فلم ينجح المسعى.

على هذا الإثر، زار العلولا كليمنصو في اليوم التالي، والتقى جنبلاط. الذي كان بالغ الود وحريصاً على العلاقة مع الحريري، مؤكداً أنه لا يريد أن تتدهور العلاقة معه، لكّنه أيضاً تحدّث بكل واقعية وشفافية، وبصراحة تامّة، طرح العديد من الأسئلة حول ما يحدث، وحول حقيقة موقف المملكة من الوضع اللبناني. تحدّث جنبلاط عن الهواجس، بسبب اختلال موازين القوى، وبسبب أداء الحريري، الذي يغلّب كفّة التيار الوطني الحرّ، بينما حزب الله هو المستفيد الوحيد مما يحصل، خصوصاً أن الحريري يجد نفسه مضطراً للتنازل، لصالح الحزب والتيار، ولو على حساب حلفائه التاريخيين.

في المقابل، كان الموفد السعودي يؤكد حرص المملكة على الوضع في لبنان، وعلى حضورها ودعمها للإستقرار والأمن فيه، كما أبدى الحرص على وجوب تعزيز العلاقات بين الحلفاء، وعدم الإستمرار في الخلاف. وحتى إذا ما وجدت الخلافات، فلا بد من حلّها عبر قنوات التواصل المعتمدة، وليس عبر وسائل الإعلام، وعلى العلن.

تنحية السياسة

بلا شك، المشهد في لبنان منذ التسوية الرئاسية وإلى اليوم، تغيّر جذرياً. لم تعد العناوين السياسية هي الطاغية، ولا حتى الإنقسام السياسي. والحريري كان واضحاً في هذا المجال في مهرجان 14 شباط، اذ اعتبر أن زمن الخلاف السياسي والشعبوية قد انتهى، وحان وقت العمل. المقصود بـ"وقت العمل" هو الاتجاه إلى المنحى الاقتصادي والمالي، والذي يتجلّى بملفات عديدة، تبدأ بالكهرباء ولا تنتهي بالاتصالات والنفط ومعالجة النفايات، وحتى البنى التحتية. الاهتمام بهذه الجوانب، وإزاحة السياسة جانباً، تحتّم على الحريري - وفق رؤيته - الإبتعاد عن الحلفاء القدامى، الذي كانوا كذلك في مرحلة الانقسام السياسي الكبير، والاقتراب أكثر نحو تعزيز العلاقة مع خصوم الأمس، وفق ما تقتضيه المصلحة "الوطنية"، حسب تبريره. هذه الصورة، تعود بالأذهان إلى حقبة الوصاية السورية، والتي كانت السياسة الخارجية والعسكرية فيها لحزب الله والنظام السوري، بينما في الداخل كانت لصالح تحالف اقتصادي وسياسي - إداري، يقوده رفيق الحريري، تحت السقف الذي يرسمه النظام السوري. اليوم تحوّل حزب الله إلى الوصي على هذه التسويات، مقابل استفادة الحريري وباسيل من هذه الوضعية.

بيزنس باسيل - الحريري

هذا التحالف السياسي الاقتصادي بين باسيل والحريري، يحتّم ابتعاد الحريري عن الشق السياسي، وانهماكه أكثر بالشق الاقتصادي. وإذا بقي الأمر على هذا المنوال، وبظل "الستاتيكو" (الحال) القائم إقليمياً ودولياً، لا يمكن لهذا التحالف أن يهتز. ولذلك سيجد الحزب الاشتراكي، والقوات اللبنانية، وتيار المردة أنفسهم مستبعدين، من هذه التحالفات والاتفاقات. وهذا ما دلّت عليه عملية التفاوض لتشكيل الحكومة، ولحظة إنجاز الاتفاق، والذي تزامن مع اتفاقات أخرى غير سياسية، على غرار معمل دير عمار وخزانات النفط في طرابلس، وخصوصاً مع انتشار المعلومات التي تشير إلى أن ثمة علاقة شراكة بين الحريري وباسيل، في الشركات التي لها علاقة بتشغيل هذين المرفقين. يفرض هذا النوع من التحالف تهميش القوى الأخرى. وهذا يعزز رغبة باسيل في عزل جنبلاط وفرنجية مثلاً، وإقامة علاقة ندّية مع الرئيس نبيه برّي، على قاعدة خذ وأعطِ. أي لا يمكن لبرّي الحصول على ما يريده من دون حصول باسيل على ما يريده.

هذا الواقع هو الذي سيتحكم بمفاصل المرحلة المقبلة، طالما أن الوضع القائم بقي على حاله، ولم تؤثر فيه معطيات خارجية مفاجئة لتغيّره. وبهذا السياق، لا تدخل الحسابات الاستراتيجية لدى مكوّني هذا "الكارتيل" في نظرتهما السياسية. وهذا يتمظهر بمواقف باسيل التي لم تتغير. فهو يريد العلاقة مع إيران والعلاقة مع الخليج في آن واحد. يدعم "المقاومة" ويريد السلام مع إسرائيل. الأمر نفسه عند الحريري. يريد علاقة ممتازة مع السعودية واستمرار التحالف معها، مقابل علاقة جيدة مع إيران، وتواصل وانسجام مع حزب الله.

هذا يذكرنا بتاريخ "الشطارة" اللبنانية المليء بالفضائح والكوارث معاً.

 

إيران: أربعون عاماً على ثورة المشنقة

بادية فحص/موقع درج/18 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72280/%d8%a8%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d8%ad%d8%b5-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7/

وصل الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو إلى إيران خريف 1978، أي قبل أشهر قليلة من عودة الإمام الخميني إليها. كان الأخير مازال مقيماً في قرية “نوفل لو شاتو” قرب باريس، والأول يتجول بين المتظاهرين “الذين يحرّكهم آيات الله”، في شوارع طهران. وقع فوكو أسير اللحظة الرومنسية التي ترافق بدايات الثورات عادة، وتصل فيها تضحيات الشعوب إلى حد الأسطورة، فوصف الجو الديني الذي يخيم على الثورة بـ”الروحانية السياسية”.

الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، أدهشته مثالية الثورة الإيرانية، بإسقاطها الحكم الديكتاتوري في الشارع، فكتب “صباح الخير يا طهران العزيزة” وأعجب بشخصية الإمام الخميني المتواضعة وتجربته الثورية الملهمة، فكتب له قصيدة “آه يا خي”، التي غنتها عزة بلبع.

الشاعر العراقي مظفر النواب الضائع في المنافي، وجد في الثورة الإيرانية وطنه، فزارها أكثر من مرة بعد انتصار الثورة، وما زالت صورته باكياً، يمرغ وجهه بحدائد مقام الإمام الرضا في مدينة مشهد، حديث الإيرانيين المعتدّين بأثر ثورتهم في القلوب.

كثيرون غيرهم جذبتهم اللحظة الرومنسية للثورة الإيرانية، فعلى متن الطائرة الفرنسية، ذات الأربعمئة مقعد، التي نقلت الإمام الخميني وعائلته ومساعديه، من باريس إلى طهران، في الأول من فبراير العام 1979، كان برفقته 120 شخصاً غير إيراني.

لكن اللحظة الرومنسية التي ترافق الثورات عادة، سرعان ما تزول، بمجرد أن يخلو الشارع من الثوار ويبدأ الترتيب. في حالة الثورة الإيرانية، يمكن القول إن اللحظة الرومانسية دامت ستة أشهر بالتمام والكمال، لأنه بعد مضي الأشهر الستة الأولى، نصب الإمام الخميني نفسه مرشداً أعلى للثورة، تطبيقاً لنظرية ولاية الفقيه، التي تؤمن بها المدرسة الشيعية الأصولية، ثم أجرى بعدها، أول استفتاء شعبي حول شكل النظام، فصوتت الأكثرية لصالح الإسلامي.

أول إنجاز حققته الثورة المظفّرة، بعدما استتب لها الأمر، كان موجة الإعدامات الأولى، التي نفذتها المحكمة الثورية برئاسة صادق خلخالي، الذي نفذ – بأمر من الخميني – في يوم واحد، حكم الإعدام برئيس حكومة الشاه، أمير عباس هويدا والوزراء كافة، وطاولت الإعدامات أسر “الطاغوت” أي العائلات الثرية، إضافة إلى جنرالات وضباط في الجيش والشرطة واقتصاديين وصحافيين وموظفين حكوميين وموالين وأناس عاديين.

منذ لحظتها الأولى استدعت الثورة في إيران كل الحالمين وأوكلت إليهم مهمة تغيير العالم وأغرتهم بانتصار على شاكلة انتصارها، فحوّلتهم إلى ميليشيات ومرتزقة، بينما عمّقت أزماتها الداخلية وتسببت بعزلتها عالمياً

الواقع الجديد الذي فرضه الفاعلون السياسيون الأساسيون في الثورة، كان يحتاج إلى بعض التضحيات التي تشبه التصفيات، وعلى طريقة “الثورة تأكل أبناءها” التي قالها فرنسي آخر، هو جان جاك دانتون، الثائر الذي أعدمته الثورة الفرنسية، بدأت عمليات تطويق المعارضين من الأحزاب الإسلامية واليسارية والقومية، ثم عزلهم ثم سجنهم ثم تصفيتهم. أما من استشعر الخطر قبل وقوعه، فقد فر هارباً خارج البلاد، كما فعل أبو الحسن بني صدر أول رئيس جمهورية بعد الثورة.

لم تستثن التصفيات الدموية، شخصيات الصف الأول أيضاً، من رجال الدين الذين كانوا حول الإمام الخميني، لكنهم عارضوه في فكرة إقامة ولاية الفقيه، أمثال: السيد محمود طالقاني والشيخ محمد كاظم شريعتمداري، فما زالت الشكوك تدور حول ظروف موتهما الغامضة.

حفلات الإعدام في الجمهورية الإسلامية، ما زالت مستمرة، رغم مرور أربعين سنة على انتصار الثورة، وهذا نظرياً، يعني أن الثورة لم تنتصر أبداً. ذلك أن البطش هو دليل خوف! أما إسكات المعارضين بإفنائهم أو إخفائهم، يعني أن الثورة لا تحتمل النقد ولا ترغب في التغيير وتخشى على سلطتها من الرأي الآخر، وهذا دأب الديكتاتوريات وليس الثورات الشعبية الملهمة، لكن مم تخاف الثورة الإسلامية؟

بعد الثورة توسّع الشمال ويكاد ينفجر من ثقل الثروات، أما الجنوب فيتوارث الفقر والحرمان

بنظرة سريعة إلى الواقع الإيراني اليوم، يظهر جلياً أن الأسباب التي أوجبت الثورة على الشاه، مازالت على حالها، مع فوارق بسيطة في الشكل.

الجيش

الشاه كان حلمه أن يجعل جيشه أقوى جيش في المنطقة، وكان سعيداً بلقب شرطي الخليج. الثورة بعد أربعين سنة تصرف ميزانية خيالية على تصنيع السلاح، وعلى تسليح الميليشيات الموالية لها في المنطقة، بينما الشعب الإيراني محروم من أدنى شروط الحياة الكريمة، فنحو 60% من الشعب الإيراني، هم من ذوي الدخل المحدود وصولاً إلى ما دون خط الفقر العالمي. 11 مليون إيراني يعيشون في أحزمة البؤس حول المدن الكبرى.

طهران والفقر

الفقراء هم وقود الثورات، هذه المقولة طبقتها الثورة الإيرانية. فأول من ثار على الشاه هم فقراء المدن الكبرى وسكان الأرياف والأقليات، والقاسم المشترك بينهم هو الحرمان. اليوم، الوضع أيضاً، على حاله. العاصمة طهران أكبر دليل على هذه المراوحة، قبل الثورة كانت طهران طهرانين، شمال يسكنه الأثرياء وجنوب يموت فيه الفقراء. بعد الثورة توسّع الشمال ويكاد ينفجر من ثقل الثروات، أما الجنوب فيتوارث الفقر والحرمان والفاقة عاما بعد عام.

التنمية

التنمية إحدى أهم دوافع الثورة على الشاه. كانت التنمية بالنسبة للشاه وأعوانه، فورات موسمية ووعوداً خطابية على مدار السنة. كان الشاه يمقت أهل الأرياف لأنهم متدينون، ليس بسبب دينهم، بل لأن تدينهم يقف في وجه تحديث إيران أو “تغريبها” كما يقول رجال الدين الثوريون، لذلك تعمّد إهمالهم وإهمال مناطقهم، فولّد ذلك في نفوسهم نقمة، فانضموا باكراً إلى صفوف الثورة. بعد أربعين سنة على الثورة، هناك مناطق ريفية في إيران ليس فيها مستشفيات ولا كهرباء ولا ماء، بيوتها من طين وشوراعها تراب ومدارسها عبارة عن غرف مهجورة بلا أسقف ولا أبواب. كل ما فعلته الثورة، أنها وسّعت دائرة إهمال الأرياف، حيث طاول المدن أيضاً. على سبيل المثال، مناطق مثل عبادان التي كانت تعدّ إحدى أكبر مصافي النفط في العالم، ما زالت مدمّرة منذ الحرب العراقية الإيرانية، ولم تصلها الخطط التنموية للحكومة المركزية.

المعارضة

كان الشاه عدواً شرساً للمعارضين، وقد أذاقهم الويلات وتفنن رجاله بطرق تعذيبهم وتصفيتهم. بحيرة الملح التي تقع على الطريق ما بين طهران وقم، ابتعلت أجساد عدد كبير منهم وحللتها. رجال الثورة اليوم، ليسوا أقل تفنّناً بالتعذيب والقتل من رجال الشاه. السيدة مادر لطفي (أم لطفي) التي رحلت منذ أيام، واحدة من نساء تجمّع “مادران خاوران”، الذي يضم أمهات السجناء السياسيين، الذين أعدمتهم الثورة في العام 1988، وأخفت جثثهم في مقبرة جماعية جنوب طهران. وثّق التجمع إعدام 30 ألف معارض، ما زالت عائلاتهم لم تتسلم جثثهم بعد. كانت هذه الإعدامات هي سبب الخلاف الذي نشب بين الإمام الخميني وخليفته الشيخ حسين علي منتظري، الذي جُرّد من مسؤولياته عقاباً له، ووضع في الإقامة الجبرية حتى وفاته.

سجن إوين

سجن إوين، كان كابوس الإيرانيين أيام الشاه. شهدت زنزاناته عذابات سجناء الرأي، الذين أشعلوا فتيل الثورة من أجل إيران أكثر عدلاً، منذ الأيام الأولى لتولي الشاه عرش المملكة بعد الانقلاب على والده بدعم من الأميركيين. لم ينج معارض له من براثن إوين. المعارضون اليوم، على اختلاف مشاربهم وأجناسهم يلقون في غيابات سجن إوين الرهيب، شهوراً وسنوات طوالاً بدون محاكمات، فلا ناجي من بطش الثورة إلا تجارها. منهم من يقضي تحت التعذيب ومنهم من يخرج حاملاً عاهة طيلة حياته، منهم من يموت تحت الاغتصاب ومنهم من تُجبر عائلته على نسيانه تحت الضغط والترهيب فيُنسى كأنه لم يكن.

الفساد

كان حكم الشاه حكماً فاسداً، الوظائف القيّمة في الدولة والصفقات التجارية الكبرى وتراخيص الشركات وحركة المال والأسواق، كانت حكراً على فئة معينة من الناس، مثل أقربائه وأقرباء زوجته الملكة فرح ديبا، الموالين المتزلّفين، الأصدقاء، ضباط الجيش، وعدد محسوب من العائلات الثرية المعروفة. كان على المواطن الإيراني أن يلجأ إلى الوساطة أو الرشوة أو تقاسم أرباحه مع أصحاب النفوذ ليحصل على وظيفة أو رخصة عمل أو صفقة تجارية صغيرة. مع الثورة لم يتغير شيء. القابضون على مقدرات الدولة يمكن حصرهم بمن وردت صفاتهم أعلاه، بعد حذف كلمة الشاه ووضع كلمة ثورة مكانها. علماً أن معدل البطالة اليوم، ناهز 30% خاصة لدى الشباب، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ إيران.

يبقى أن الشاه استطاع أن يفرض هيبة مملكته على كل دول العالم وممالكه، بكثير من الفوقية العرقية والنفس الإمبراطوري والاعتداد القومي، ولكن بدبلوماسية ناعمة، ولأن ينتزع اعترافاً دولياً بمحورية الدور الإيراني، من دون أن يسلّح أو يموّل أو يجنّد طرفاً. أما الثورة، فلم تضع نصب عينيها سوى خطة التصدير. منذ لحظتها الأولى استدعت كل الثوريين الحالمين وأوكلت إليهم مهمة تغيير العالم، وأغرتهم بانتصار على شاكلة انتصارها، فحوّلتهم إلى ميليشيات ومرتزقة، بينما عمّقت أزماتها الداخلية وتسبّبت بعزلتها عالمياً.

إيران، الأرض التي تعج بالثروات والخيرات، بدءاً من أعلى الخارطة حيث تحضن مياه بحر قزوين سمك الحفش المنتج للكافيار، نزولاً صوب مياه الخليج حيث مزارع اللؤلؤ والمرجان ومراعي الأسماك والطيور ومكامن الغاز الطبيعي في الأعماق، مروراً بحقول النفط على الحدود مع العراق ومزارع الفستق في المناطق الداخلية، ومواسم الزعفران في السهول الباردة وحائكات السجاد اليدوي في كل بيت، قذفتها الثورة بعد أربعين سنة على انتصارها، نحو حافة الانهيار والإفلاس والبطالة والفقر والجوع…

وربما الثورة على الثورة…

بادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانيةبادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانية

https://daraj.com/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%86%D9%82%D8%A9/

 

SKoteinos الناسك الغامض حول إشكالية هرقليطس

د. مصطفى علّوش/18 شباط/19

ورقةٌ مقدّمة من الدكتور مصطفى علوش إلى جامعة الروح القدس الكسليك حول الفلسفة اليونانية.

الحلقة 1/3

مقدّمة

 لم أطرق باب الفلسفة وأنا في الستين من عمري إلّا لأني شعرُت برغبةٍ رافقتني طوال سنوات وعيي لسبر غور المجهول الغامض. كلّ ذلك كان محاولة لتهدئة غليان الأفكار الدائم في رأسي، فذهبت إلى الفلسفة قبل سنوات من قراري العودة إلى قاعات الدراسة، وأمعنت بالقراءة والاستماع لمئات المحاضرات لباحثين وفلاسفة معروفين عبر العالم، لكن الفلسفة كما قال أفلاطون لا يمكن بلوغها إلّا من خلال تناطح الأفكار ونقاشها حتى تتبلور وتتنقى فتخرج من الفرضيات الفطرية والأفكار المسبقة. عدت إلى الدراسة من أجل ترتيب أفكاري ومناقشتها بشكل منهجي مع أصحاب الاختصاص حتى لا أبقى هائمًا في بحر الأفكار لوحدي دون بوصلة.

 لكن ما وجدته حتى الآن هو أنني أدخلت نفسي في بحر أوسع بكثير مما كنت أبحرت فيه بإرادتي منذ سنوات، لقد تكشف لي كم كانت معرفتي محدودة وعشوائية وكم من الوقت والجهد سيلزمني للمتابعة، فكلما فتحت باباً تكشف لي كم وراء هذا الباب أبواب! ولكنني قررت الإستمرار بفتح تلك الأبواب مستعيناً بتشجيع الأساتذة الكرام الذين أولوني الرعاية والامتياز.

موضوع البحث

 أحد الأبواب كان باب هرقليطس، فمن خلال الحوار مع الأب يوحنا عقيقي، أستاذي في مادة الفلسفة اليونانية، لاحظت بعض أوجه الشبه بين ما وصلنا من تعاليم منسوبة إلى زردشت وفتات الأفكار التي وصلتنا من هرقليطس. الواقع هو أن ما لفت نظري بشكل استثنائي تلك الحقبة العجائبية ما بين القرن السادس والرابع ق.م. التي سماها الباحث الفيلسوف ويل دورانت "فيض النجوم"، أو "العصر المحوري" بالنسبة لكارل جاسبر. فبعد اختفاء الحضارات المعروفة في أواخر العصر البرونزي في القرن الثاني عشر ق.م.، تحت وطأة عوامل غير محسومة اليوم بالكامل لجهة أسبابها، ظهرت على طريق الحرير ثلة من النوابغ مثل بوذا ولاو تزي وكونفوشيوس وزردشت وحزقيال، ومع هؤلاء بدا أن العالم المعروف في تلك الحقبة أخذ يتحول، عند بعض النخب، عن مبدأ الخضوع لسلطة عشوائية تعددية، للآلهة رسمها البشر على صورتهم بنزواتهم ورغباتهم وتقلبات أخلاقهم.

 في وسط ذاك العصر ظهر ناسك أفسس الغامض هرقليطس (540-475 ق.م.) على الشاطىء الأيوني الذي كان حاضنة الفكر اليوناني الأولى مع طاليس قبل ذلك بعقود. في بداية حياته انسحب هرقليطس من الحياة العامة ومن مستقبل سياسي واعد لكونه وريث عائلة من الطبقة الأرستقراطية، وكان قد برهن عن نبوغه مبكراً. يقول ريتشارد غيردلد الفيلسوف الأمريكي بأن هرقليطس "لجأ إلى الخيمياء ليلعب بالنار ساعياً لاكتشاف سر الطبيعة"، ومن خلال التأمل في النار استنتج نظرياته حول التدفق وحركة الكون والتغير الدائم، ومن خلال ما بقي من إرثه، وما كتب عنه آخرون من بعده، نرى تأثيره على فكر أفلاطون وزينون وفيلو الاسكندري وهيغل ونيتشه وهيدغر. ديوجينس لايرتس، مؤرخ الفلسفة من القرن الثالث م. قال :"يعتقد أن العمل المنسوب لهرقليطس هو كتاب "في الطبيعة"، وهو ينقسم لثلاثة أقسام: في الكون والسياسة واللاهوت. وقد حفظ الكتاب في معبد أرتميس، وحسب البعض فإنه اختار أن يكون محتوى كتابه غامضاً بحيث لا يفهمه إلّا "ذوي اللألباب". ويقال إن سقراط نفسه وجد صعوبة في فهم الكتاب، وحسب قول لايرتس فقد علق ما يلي عندما سئل عن رأيه به: "القسم الذي فهمته ممتاز، كذلك، إن صحّ القول، هو القسم الذي لم أفهمه، فهو يحتاج لغطّاسٍ ماهر لسبر غوره".

 من المتعارف عليه أن كتاب في الطبيعة قد فُقد، وما بقي هو 130 جزء لا يمكن التأكد من صحة نسبتها إلى هرقليطس بأكملها، من بينها، اعتبر ستون أصلية، بعد بحث شارك فيه العديد من الباحثين. ومن الممكن تصنيف أقوال هرقليطس الفلسفية في ستة عناوين:

1. نظرية التدفق.

2.نظرية الأضداد.

3.نظرية الكوزموس والنار. وهو مع فيثاغوراس، أوّل من استعمل لفظة "كوزموس" بالمعنى الفلسفي.

4.نظرية اللوغوس.

5.تصنيف البشر بين نائم ومستيقظ.

6.جملته الثلاثية الباطنية: "أيثوس، أنثروبوس، دايمون".

 

خلافات ناعمة بمعسكري وارسو وسوتشي

سام منسى/الشرق الأوسط/18 شباط/19

حدثان دوليان طغيا أخيراً على الساحة العالمية؛ هما مؤتمر وارسو للأمن والسلام في الشرق الأوسط الذي دعت إليه الولايات المتحدة بهدف خلق تحالف دولي ضد التهديد الإيراني، ومؤتمر سوتشي بين رؤساء تركيا وإيران وروسيا لبحث التطورات داخل الأراضي السورية ومحافظة إدلب شمال البلاد.

وعلى الرغم من أن المؤتمرين يقعان على نقيضي القوى الدولية، فإن القاسم المشترك بينهما كان إظهار الفجوة بين حلفاء كل من المعسكرين، في صورة تعكس هشاشة النظام العالمي.

كشف مؤتمر وارسو عدداً من المتغيرات الظاهرة والمجهرية في سياسات القوى الدولية في الشرق الأوسط، وانطلق تحت عنوانين ضاغطين: «صفقة القرن» الموعودة من إدارة ترمب واحتواء التهديد الإيراني الإقليمي والعالمي.

نجحت إدارة الرئيس ترمب في إظهار إرادة سياسية واستراتيجية لتحجيم النفوذ الإيراني، وغلبت على المداخلات الأميركية لغة القوة والردع والتمسك بمواصلة فرض العقوبات على طهران والتهديد بمزيد منها.

فوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أطاح بالتمييز الرائج في الإعلام الغربي بين إصلاحيين ومحافظين في إيران، حين اعتبر أن الرئيس روحاني والقائد الميداني قاسم سليماني سواسية في دعم الإرهاب، وطالب باتفاقية عالمية حول تهديدات إيران.

أما المستشار الرئاسي في البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، ورودي جولياني محامي الرئيس وعدد من الجماعات الإيرانية - الأميركية المعارضة، فلم يترددا في الدعوة إلى إسقاط النظام في طهران وإعلان بدء العد العكسي ليوم الحرية والتحرر هناك، لا سيما مع التقارير الواردة من إيران وخارجها عن اشتداد الأزمة المعيشية وانهيار العملة الوطنية وتوالي المظاهرات الاحتجاجية المنددة بالفساد وتبديد ثروات البلاد. تضاف إلى ذلك الحوادث الدموية التي شهدتها إيران أخيراً، ومنها استهداف الحرس الثوري بهجمات انتحارية تبناها فصيل عرقي - أصولي أدت إلى قتلى وجرحى بالعشرات.

هذه الحدة في المواقف الأميركية قد تدل على أن سياسة احتواء النظام الإيراني باتت من ثوابت الدبلوماسية والاستراتيجية الأميركيتين، من دون أن يعني ذلك أن فرص نجاحها مؤكدة، نظراً للخلافات بين واشنطن وقسم من الدول الأوروبية حول الانسحاب من الاتفاق النووي والعقوبات على إيران، حتى بولندا، أعلنت التزامها بموقف الاتحاد الأوروبي الداعم لهذا الاتفاق.

مشهد فج للانقسامات داخل معسكر الغرب تكلل بتأنيب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس للأوروبيين لمحاولاتهم الالتفاف على العقوبات الأميركية ضد إيران وحثهم على الانسحاب من الاتفاق النووي اقتداء بواشنطن، محذراً من تعميق الفجوة بين أميركا وأوروبا.

ومن سوتشي، البعيدة القريبة من وارسو، فشلت جهود الرئيس الروسي بوتين للتقريب بين تركيا وإيران والحؤول دون سقوط اتفاق إدلب، وما قد يتأتى عن ذلك كانهيار مرجعية آستانة وإضاعة فرصة مصالحة الرئيس إردوغان مع بشار الأسد. وفي الوقت الذي اعتبر فيه كل من بوتين وروحاني أن محافظة إدلب جزء لا يتجزأ من سوريا ويجب تطهيرها من العناصر الإرهابية وإعادة سيطرة نظام الأسد عليها، مشددين على مسار آستانة أساساً للتسوية السياسية، أكد الرئيس التركي أهمية استمرار اتفاق إدلب ومنع تشكيل حزام إرهابي على حدود بلاده الجنوبية، مبدياً أمله بتفعيل لجنة صياغة الدستور في سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة. تصريحات إردوغان توحي أن تركيا لن تبقى في مدار سوتشي إذا شبت المعركة في إدلب.

الخلاف «الناعم» في ظاهره «والخشن» في باطنه كان أيضاً سيد الموقف في سوتشي، ولم يجمع الحلفاء إلا على التردد الأميركي في الانسحاب من سوريا. وسط ذلك، يدرك بوتين أن مكاسبه في سوريا تبقى ظرفية ومؤقتة إذا لم يستطع مقايضتها مع الأميركيين في مناطق أكثر حيوية له في الجوار الروسي، ويعلم في الوقت عينه أن هذه المقايضة مرتبطة بقدرته على الحد من نفوذ إيران في سوريا. في المقابل، يعي الرئيس الروسي أن عودة أميركية بدور اقتحامي ضد إيران تحمل في طياتها مخاطر عالية على محور الممانعة الذي يتكئ عليه، لأنه غير قادر على الإمساك بالملف السوري وحيداً.

قصارى الكلام، مؤتمر وارسو ليس مجرد لقاء تشاوري، ليس ضربة سيف في الماء ولا حتى تغريدة من تغريدات الرئيس الأميركي. من غير المتوقع أن تستهين به روسيا التي سجلت في المرمى الأميركي في أوقات غفلة، ومن غير المتوقع ألا تنظر في حال إيران التي باتت في ضيق عيش بسبب حجوج الملالي فيها، ومن غير المتوقع أن تبقى الدول الأوروبية في حالة التسيب في رؤيتها الاستراتيجية حيال روسيا وإيران والشرق الأوسط دون العمل على إيجاد فسحات تلاقٍ مع الشريك الأميركي.

ومع ذلك، يبقى أن وارسو أو سوتشي لا يزالان بعيدين عن حسم المشهد كل في ملعبه، وتبقى سمات الترقب والحذر وانعدام الثقة بين الحلفاء تميز المرحلة، كما يبقى عدم الاستقرار العنوان الرئيسي في المنطقة في ظل الضبابية التي تعتري النظام الدولي وغياب الجهة القادرة على وقف مساره. المؤتمران عُقدا للنظر في مشكلات الشرق الأوسط، ولكن يبدو أنهما سلطا الضوء على مزيد من الانقسامات داخل المعسكرين.

 

الإمام والبابا

مأمون فندي/الشرق الأوسط/18 شباط/19

وجود بابا الفاتيكان البابا فرنسيس وإمام الجامع الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب في مكان واحد في الشرق الأوسط (في دولة الإمارات) هو رمزية ورسالة مهمة تحتاج إليها منطقتنا، حيث تتآكل معاني التسامح تدريجياً. صورة البابا مع شيخ الأزهر في الإمارات هي إحياء لرمزية التسامح على الأقل على المستوى البصري للصورة للأجيال القادمة. ويجب أن نشدَّ على يد قيادة الإمارات، ونحيي شجاعتهم في الإقبال على مبادرة من هذا النوع، والتي يخشاها الكثيرون في منطقتنا. بالطبع ليس غريباً على الإمارات أن تتبنى مفهوم التسامح كقيمة، ففي الإمارات يعيش أكثر من مائة جنسية مختلفة، ولولا التسامح لاستحال العيش في تلك البقعة الصغيرة من العالم. ومع ذلك فمشهد هذا التنوع البشري الغفير في استاد محمد بن زايد وحضور البابا لقداس جماعي، وتلك الطفلة التي جاءت تجري بحثاً عن البركة، كان مشهداً مؤثراً حقاً.

أما فضيلة الإمام الأكبر، الذي أسعدني الحظ أن أتعرف عليه بشكل قريب، فنحن من البقعة الصغيرة نفسها غرب نيل الأقصر، ومع ذلك فإن القرب الجغرافي أو حتى قرابة الدم لا تكفي لمعرفة الإمام. الشيخ الطيب من العقول الراجحة في الفكر الإسلامي، وهو فيلسوف قبل أن يكون فقيهاً أو عالم دين، درس في الأزهر الشريف ودرس في فرنسا أيضاً، وهو رجل منفتح على الثقافات والمشارب المختلفة، قد يبدو للبعض أنه يميل إلى التصلُّب أحياناً في بعض الأمور، ولكنه رجل منفتح بأصول، أي أنه ليِّن حينما يكون اللين في نفع المجتمع، ومتشدد حينما يكون التشدد ضرورة.

الشيخ الطيب رجل يتحرى الدقة في كل أموره، وهو من الأئمة القلائل القادرين على إدارة حوار مع الآخر مبني على معرفة بالذات والآخر. ووجوده وبابا الفاتيكان معاً في تلك اللحظة التاريخية التي تمر بها منطقتنا، يعكس حرصاً منه على فكرة الاستقرار المبنية على التسامح الديني بين التجمعات البشرية المختلفة.

مهم أن يحتضن قادة الإمارات هذه المبادرة المهمة. مهم أن تقف خلف التسامح دولة حتى يمتلئ المركز، ففي فراغ المركز تسيطر الأطراف ويسيطر التطرّف، ويبقى زمام المبادرة بيد المتطرفين، لذا يكون صورياً أن تستحوذ الدول المعتدلة على تلك المساحة الكبرى من الفضاء السياسي، وإثرائها بقيم التسامح والاعتدال حتى لا تملأها قوى التزمت والتشدد والعنف. مبادرة الإمارات يجب التأسيس عليها وبناء مركز مختلف لنشر قيم التسامح. منذ سنوات تبنت المملكة العربية السعودية بقيادة الراحل الملك عبد الله فكرة حوار الأديان، والملك سلمان أيضاً مستمر في دعم هذا الحوار.

اليوم، وإذا ما أضيفت مبادرة التسامح الإماراتية إلى مفهوم حوار الأديان، فنحن أمام مشروع ثقافي كبير يغير من وجه المنطقة، وينقلها من منطقة كادت تصبح مركز التشدد والتطرف والعنف، إلى منطقة تشرق فيها شمس التسامح والتصالح والبناء.

 

هل ينكسر الاتحاد الأوروبي بعد انتخابات برلمانه؟

ليونيد بيرشيدسكي/الشرق الأوسط/18 شباط/19

كيف تكون صورة برلمان الاتحاد الأوروبي المناهض لكيان الاتحاد نفسه؟ تشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن الأحزاب الشعبوية، التي غالباً ما تثير الشكوك حول أهمية الاتحاد الأوروبي، يمكنها الخروج بنتائج جيدة في تصويت شهر مايو «أيار» المقبل للوصول إلى الأقلية البرلمانية المدمرة، غير أن ذلك يستدعي درجة من التعاون فيما بينها يتعذر الوصول إليها راهناً. وعلى اعتبار صعوبة جمع عشرات الأحزاب من 27 بلدا تحت مظلة سياسية واحدة ثم محاولة قياس قوتها لأكثر من ثلاثة أشهر قبل انعقاد الانتخابات، فهناك، وعلى نحو مفهوم، مجموعة لازمة من الإسقاطات. ثم هناك تعقيد إضافي يتمثل في مواءمة طريقة أداء تلك الأحزاب على نطاق محلي ضمن المجموعات الكبرى التي سوف ينضوون تحت مظلتها داخل البرلمان الأوروبي.

ويتوقع مشروع «أوروبا إيليكتس» الاستقصائي المعني بالانتخابات الأوروبية أن المجموعات الثلاث التي توحد مختلف طرائق الأحزاب الشعبوية والشكوكية الأوروبية - مجموعة أوروبا الأمم والحرية، ومجموعة أوروبا الحرية والديمقراطية المباشرة، ومجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين - ينبغي وأن تفوز بعدد 176 مقعدا من 705 مقاعد هي إجمالي مقاعد البرلمان الأوروبي المتبقية بعد البريكست البريطاني الراهن.

بيد أن هذا يستثني حزب «فيدز» الهنغاري الحاكم، العضو لدى فصيل يمين الوسط الأكثر انتشارا، وخصمه اليميني المتطرف «جوبيك»، والذي لا ينحاز قط على المستوى الأوروبي. فإن أضفنا هذين الحزبين، فإن الأحزاب الشعبوية سوف تحصل على 15 مقعداً إضافياً في البرلمان الأوروبي، لتصل حصتهم المتوقعة إلى 27 في المائة ارتفاعاً من 22.5 في المائة في البرلمان الأوروبي الحالي. ولا يزال المجال مفتوحاً أمام سؤال مفاده: ما الذي سوف تنضم إليه مجموعة حزب «فوكس» الإسباني الصاعد، ناهيكم عما يمكن أن تقرره حركة «فايف ستار» الإيطالية المفعمة بالأخطاء السياسية المعروفة؟

عكفت سوزي دينيسون وباول زيركا، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، على تحليل البيانات على الصعيد الوطني - وربما هي أفضل الطرق المعروفة في الوقت الراهن - باستخدام بيانات الثالث من يناير «كانون الثاني» الصادرة عن مجمع «بول أوف بولز» الاستقصائي النمساوي. وفي تقرير صدر خلال الأسبوع الجاري، توقع أن أكثر من ثلث المقاعد في البرلمان الأوروبي قد تصبح مناوئة للاتحاد الأوروبي، وهو مصطلح مفعم بالكثير من المعاني. وبالنسبة إلى دينيسون وزيركا، فإنه يشير إلى أعضاء اليسار الراديكالي فضلا عن الشعبويين، وكذلك الحركات القومية الشعبوية.

فإن أضفنا بيانات 11 فبراير (شباط) الماضي من مجمع «بول أوف بولز» إلى ذلك النموذج، ثم أضفنا أيضاً الأحزاب الأخرى الملطخة بوصمة الشعبوية مثل حزب القانون والعدالة البولندي الحاكم، وحزب فيدز الهنغاري، وحزب الديمقراطيين السويدي، وحزب التحالف الفلمنكي الجديد في بلجيكا، فإن المجموع الكلي للفئة المناهضة للاتحاد الأوروبي من تياري اليمين واليسار السياسيين سوف تقترب من 220، أي تكون قريبة بدرجة كافية لتشكل ثلث مقاعد البرلمان الأوروبي، الأمر الذي يستلزم ضرورة التغيير النوعي.

ومن شأن ذلك أن يكون كافياً لعرقلة جهود الاتحاد الأوروبي لمعاقبة هنغاريا وبولندا على محاولات تقويض سيادة القانون. وسوف تكون الأحزاب قادرة على وقف تعيينات باللجان البرلمانية في المفوضية الأوروبية من دون اعتراض أو مناقشة. ويمكنهم كذلك الاضطلاع بدور رئيسي في صياغة ميزانية الاتحاد الأوروبي، إن لم تتمكن الأحزاب الرئيسية السائدة من التوحد مشكلة جبهة واحدة في مواجهتهم «وهو السيناريو المحتمل».

وسوف يكون من المحتمل وقوع عرقلة خطيرة إذا ما شكلت جميع القوى المتطرفة فيما بينها تحالفاً من اليمين الراديكالي، ومن الشكوكية الأوروبية، ومن اليسار الراديكالي «ضد جميع المؤسسات» كما يفيد بذلك تقرير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

تشير دينيسون وزيركا إلى أن تلك الجهات المناوئة للمؤسساتية قد تعاونت داخل البرلمان الأوروبي بشأن بعض القضايا من قبل «محبة روسيا»، و«كراهية العقوبات»، و«والميول الحمائية القوية التي توحد أطياف أقصى اليمين واليسار الراديكالي»، كما يقولون. ولن يحتاج ذلك التحالف لأن يكون رسمياً، أو حتى مستقرا، فإن «الانحياز غير المخطط له» في الأصوات الرئيسية سيكون كافيا لاهتزاز سيطرة الأحزاب الرئيسية على البرلمان الأوروبي، مما يجبرهم على الدخول في تحالفات لم تكن موجودة أو متصورة أو حتى ضرورية من قبل.

حتى وإن فشلت الأحزاب الشعبوية في الفوز بما يكفي من مقاعد البرلمان الأوروبي لتأرجح الأصوات الرئيسية، فإن الأحزاب القومية من بينهم تعمل بالفعل على صياغة النقاش الدائر قبل انعقاد الانتخابات. وملف الهجرة من الملفات الرئيسية لدى جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقريبا. وكان لزاما على الأحزاب الرئيسية المشاركة في الأمر، وهي في موقف لا تُحسد عليه قط من حيث تفسير المسائل المعقدة للناخبين في حين أن الشعوبيين يمطرونهم بشعاراتهم البسيطة.

يوصي تقرير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بأن يقوم أنصار تيار الوسط بإجراء الانتخابات بشأن قضايا أخرى كالقيم الأوروبية، أو العدالة الضريبية، أو التغيرات المناخية، أو محاولات الكرملين تقويض أركان الاتحاد الأوروبي. وتساورني الشكوك، برغم ذلك، أن لأي من هذه القوى المقدرة الحقيقية على الاضطلاع بملف الهجرة الشائك. وفي الانتخابات، مع ذلك، لا يمكن اعتبار التعقيد من الخصوم الانتخابية للوسط السياسي بحال، إذ يمكنه المساعدة في ذلك أيضا. إن وصم الأحزاب المتنوعة من البلدان المختلفة بسمات مثل «التناهضية الأوروبية»، أو «اليمين الراديكالي»، أو «التناهضية المؤسساتية»، كما يفعل المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قد يكون وصما أو وصفا مفرطا في البساطة. فإن الكثير من هذه الجماعات هي بالفعل على هامش الطيف السياسي ولا تشكل معارضة حقيقية لكيان الاتحاد الأوروبي، ولا تدعو بلدانه إلى الانسحاب منه، وبعض منها يفضل اتحادا أوروبيا أقل عزما وتأثيرا على دوله الأعضاء، ولكن هذا لا يخرج من دائرة النقاشات السياسية المشروعة، التي لا تعتبر بالضرورة هجوما مباشرا على القيم الأوروبية الرصينة.

يمكن للتجارب العقلية من شاكلة تصور التحالفات الافتراضية المناهضة للمؤسساتية مفيدة لما هو أكثر من مجرد دفع أنصار تيار الوسط إلى مزيد من التعاون. فإنها تُظهر أيضا عمق الانقسامات بين القوى غير الراضية عن الوضع الراهن. وبالنسبة إليهم، فإن الفوز بمقاعد في البرلمان الأوروبي قد يعد فحصاً مفيداً للواقع الجاري. وقد خلصت بعض الأحزاب - مثل سيريزا اليوناني أو بوديموس الإسباني، فضلاً عن فيدز الهنغاري - إلى أنه من الطبيعي التصويت مع تيار الوسط عن الانضمام إلى الحشود الشعبوية في الكثير من القضايا ذات الأهمية.

*بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

من «دولة البغدادي» إلى «الذئاب المنفردة»

غسان شربل/الشرق الأوسط/18 شباط/19

«دولة البغدادي» موعودة بسقوط وشيك. ولم يكن مقدراً لها أن تدوم. غداة إطلالتها المدوية توقع الخبراء أن يبادر العالم إلى اقتلاعها. ليس فقط لأنه لا يستطيع التعايش معها، بل أيضاً لأن الإرهاب يرتكب خطأ قاتلاً حين يجلس تحت عنوان معروف. قوة الإرهاب تكمن أولاً في غياب العنوان ما يصعب استهدافه أو القبض عليه. ضرب «داعش» المنطقة كزلزال وافد من أعماق الماضي. وبدا واضحاً أنه يسير في الاتجاه المعاكس للتاريخ والعصر. أفاد الجيش الأسود الغامض من تراث «القاعدة». وإسقاط نظام صدام حسين. وسياسات الثأر التي استحكمت في بغداد. ومن التصدع الدموي للدولة السورية. ومن المعبر التركي المفتوح الذي أتاح لـ«الدواعش» وأشباههم التسلل إلى الحلبة السورية. كانت سنوات «دولة البغدادي» عنيفة ومخيفة وحافلة بمشاهد لم يعاين العالم مثيلاً لها في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية. مسلحون وافدون من كهوف التاريخ يستخدمون آخر إنجازات التكنولوجيا لإرعاب العالم بمشاهد النحر والرؤوس المقطوعة وإحراق الأسرى والتصفيات أمام الكاميرات. كانت أطول عملية تخريب وترهيب شهدتها المنطقة التي لم يبخل عليها سوء الحظ بالقساة وممارساتهم.

كانت سنوات «دولة البغدادي» باهظة في العلاقات بين المكونات. ليس فقط لأنها مشروع شطب وطلاق، بل أيضاً لأنها صيغة لتوزيع الدمار على المدن والدول والشراكات الوطنية وجسور التعايش. وشهدت شطباً للحدود الدولية بين العراق وسوريا، وهو ما لا يستطيع العالم القبول به، ونذكر كيف ردَّ على محاولة صدام شطب الحدود الدولية بين العراق والكويت. لم تكتب قصة «داعش» بعد. إنها معقدة وتشمل أدوار من حاربها ومن اخترقها وحاول توظيف وحشيتها في خدمة برنامجه، ومن تذرع بوجودها لتبرير سياسات من قماشة تلك التي تسببت في ولادة «داعش». وثمة من يعتقد وبينهم القيادي الكردي السوري صالح مسلم أن «داعش» تحول إلى سوبرماركت دخلته أجهزة الاستخبارات مركزاً اتهاماته على الاستخبارات التركية. أمضينا سنوات مع «دولة البغدادي» والحرب عليها. فرضت نفسها على الصفحات الأولى وأثارت فضول الصحافيين، وكنت واحداً منهم.

في العاشر من يونيو (حزيران) 2014، كنت على موعد في باريس مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. قبل مغادرة الفندق استوقفني خبر عاجل على قناة «العربية» يعلن سقوط مدينة الموصل بيد «داعش». وجدت بارزاني قلقاً رغم طبعه الهادئ. كان يتلقى التقارير ويتساءل عن السبب الذي جعل آلاف الجنود العراقيين يفرون من المدينة ومحيطها تاركين ترسانة أسلحتهم الأميركية في قبضة أفراد التنظيم. أكد أن إقليم كردستان «لا يستطيع التعايش مع هؤلاء الوحوش على حدوده». وروى أنه لفت رئيس الوزراء نوري المالكي إلى نشاطات مشبوهة للإرهابيين في محط الموصل، وأن الأخير رد مؤكداً أن الوضع تحت السيطرة، ملمحاً إلى أن على بارزاني أن يكتفي بحمل هموم الإقليم وحده. وقبل المغادرة، قال بارزاني: «هذا هو الشرق الأوسط للأسف. لا نكاد نخرج من حرب حتى ندخل في أخرى». ورأيته لاحقاً يجول على خطوط التماس مع «داعش» خصوصاً أن بدايات المواجهات كانت مكلفة بسبب التفوق العسكري للتنظيم بفعل الترسانة التي غنمها في الموصل.

الفضول مرض ملازم للمهنة يتقاعد الصحافي فور انحساره. شاءت المهنة أن ألتقيَ بمتهمين بالإرهاب وأحاورهم، لكنني كنت متشوقاً لمحاورة «داعشي»، خصوصاً من هؤلاء الذين قدموا من أماكن بعيدة للانضواء تحت رايات ما زعم أنه «دولة الخلافة». في الأسبوع الأخير من أغسطس (آب) 2017 تمنيت على الرئيس بارزاني التدخل لأتمكن من لقاء بعض «الدواعش» المعتقلين في مقر مكافحة الإرهاب في أربيل، فتجاوب مشكوراً.

أعطاني مسؤول المقر مكتباً وتم إحضار المعتقلين تباعاً مع مترجم حين تستدعي الضرورة. روى لي الصيني س. ق. ك. أنه جاء مع عائلته من تركستان الشرقية إلى تركيا ونفدت مدخراته فيها، لكن شبكة تعمل هناك دفعت تكاليف انتقاله إلى الرقة ومنها إلى تلعفر، حيث ألحقوه بـ«معسكر أبو هاجر التركستاني» وأخضعوه لـ«دورة شرعية» تضمنت تدريباً على السلاح. وبرر التحاقه بـ«داعش» بما صور له أنه سيعثر على «دولة» تشبهه ويتيسر له فيها العيش بحرية وفق معتقداته، وهو ما قال إنه غير متاح في الصين. واعترف في النهاية أنه «خدع» وأنه لم يعثر على ما ادعوا وجوده.

قوبلان أوزاق حسن جاء من كازاخستان أرسلوه إلى تلعفر، حيث التقى متحدثين بالروسية جاءوا من أوزبكستان وطاجيكستان وداغستان وتركمانستان والشيشان. اعترف أنه شارك في عمليات عسكرية، لكنه نفى القيام بعمليات قتل فردية. وأعرب عن خيبته لأنه لم يعثر في «دولة البغدادي» على الصورة التي نقلت إليه.

الأميركي ر. ك. درس العلوم الدينية في ترينيداد. قال إنه شاهد على «يوتيوب» شريطاً لامرأة سورية تنزف وسط الركام وتنادي المسلمين النجدة. قرر المجيء واصطحب زوجته الطبيبة إلى تركيا. وهناك كانت الشبكة في انتظارهما وتولت نقلهما إلى مناطق «داعش» حيث أخضع لـ«دورة شرعية».

والتقيت أيضاً عراقياً من تلعفر وسكان بغداد. قال إنه التحق بـ«داعش» بسبب «السياسات الطائفية التي استهدفت السنة في العراق في عهد المالكي». والتقيت سورياً من عامودا قرب القامشلي. قال إنه التحق بـ«الجيش الحر» وحين طرد الأخير التحق بـ«داعش» لمواصلة القتال ضد النظام.

لم يجتذب «داعش» فقط المقاتلين الجوالين الباحثين عن مسرح للاشتباك. اجتذب أيضاً بسطاء انطلت عليهم الصور والأشرطة والدعاية المسمومة التي استدرجتهم إلى ما قدمته في صورة «أرض الخلاص والأحلام». لهذا لا بد من العودة إلى دراسة ظاهرة «داعش» مع الإعلان عن نجاح التحالف الدولي في الانتصار عليه واجتثاث دولته. لا بد من التفكير في التصدعات التي سهلت ولادته وعمليات الاستقطاب وتوفير المعبر الآمن للراغبين في الالتحاق به. سقوط «دولة البغدادي» لا يعني نهاية «داعش». فالتنظيم قد يتشظى في صورة «ذئاب منفردة» شديدة الخطورة بانتظار العثور على ملاذ جديد. وقد يؤدي تشظيه إلى تقدم «القاعدة» لوراثة بعض عناصره. انتهت صفحة المواجهات العسكرية بالطائرات وبدأت صفحة من الحرب الأمنية والاستخباراتية المفتوحة.

 

السعودية وباكستان وإيران وتركيا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/18 شباط/19

في هذه المنطقة المضطربة التحالفات ضرورة... العلاقة السعودية الباكستانية لا يمكن أن تقارن مثلاً بالحلف القطري التركي، ولا حتى بمحاولات إيران جرَّ العراق إلى معسكرها. لهذا فزيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى إسلام آباد التي تنتهي اليوم، هي في صميم هذه الترتيبات السياسية المعقدة.

من كان يظن أن عمران خان شخصياً هو من ينفتح على السعودية بين كل القيادات الباكستانية؟ إنها مفاجأة الموسم السياسي. الحقيقة أن أداء رئيس الوزراء الباكستاني الجديد نسبياً، منذ يوليو (تموز) العام الماضي، فاجأ الكثيرين، وانفتح على الجميع، وأبدى حسن النية والرغبة في التعاون. جاء معاكساً لكل توقعاتنا، وما قيل عنه قبل وخلال الانتخابات. عمران خان سياسي بان أمام العالم براغماتياً استراتيجياً يقدم المصلحة العليا لبلاده على المزايدات الداخلية والخارجية. السعودية دولة مهمة لباكستان، لها شعبية كبيرة لا تعادلها أي دولة أخرى هناك. العلاقة السياسية والإنسانية والاقتصادية قديمة ومنذ أول يوم تأسست فيه الجمهورية. ولعب البلدان دوراً ثنائياً غاية في الأهمية خلال الحرب الباردة، كانا حليفين ضد التهديدات الشيوعية في جنوب وغرب آسيا. وكانت باكستان الدولة شبه الوحيدة التي لها قوات داخل المملكة ضمن تعاون عسكري طويل، وكان لها مشاركة ثمينة في تدريب ودعم القوات المسلحة السعودية، وكان عنوانها موجهاً ضد التهديدات الإقليمية. كما كان للرياض دور مهم في دعم باكستان بما في ذلك سلاحها الاستراتيجي.

ما قيل، وكان الإيرانيون يتطلعون إليه بحماس شديد، أن خان سيغير من البوصلة الباكستانية، خاصة أن العلاقة مع الرياض لم تعد قوية كما كانت في الماضي. لكنَّ لولي العهد السعودي اهتماماً خاصاً بباكستان منذ توليه حقيبة وزارة الدفاع ثم لاحقاً ولاية العهد. لا يمكن أن ننظر إلى باكستان على أنها مصدر جيد للعمالة المتفانية، وسوق للصادرات السعودية. باكستان ذات قيمة استراتيجية إقليمية في وقت لم تعد الحسابات الدولية كما كانت في السابق، حتى أواخر القرن الماضي. ففي الوقت الذي يسعى الإيرانيون والأتراك ومعهم قطر إلى تشكيل تحالف هدفه محاصرة الدول الإقليمية الرئيسية الأخرى مثل المملكة العربية السعودية، فإن باكستان تصبح رقماً مهماً يتطلب تأسيس علاقة خاصة. وليس تشكيل التحالف هدفه دفع الأمور نحو المواجهة بل بخلاف ذلك، منع التفكير في فرض نفوذ سياسي على السعودية ودول الخليج، ومنع تفرد إيران بالموانئ الكبرى لباكستان والهند الواقعة على بحر العرب والقريبة جداً من مياه الخليج، وترغب الصين في جعل المنطقة من مشروعها الاقتصادي العملاق. الحقيقة أن القيادة الباكستانية أبدت استعدادها للتعاون بما هو أرحب من التعاون السابق بين البلدين، وزيارة الأمير محمد بن سلمان تقوم على هذه المحادثات التي دارت بين الاثنين. العلاقة مع باكستان تنتقل إلى مرحلة جديدة، كدولتين إقليميتين كبريين. وهذا ما دفع إيران إلى محاولة التشويش على الزيارة التي استبقتها بيوم متهمة حكومة إسلام آباد بأنها تساهم في العمليات الموجهة ضدها من المناطق البلوشستانية. والتزمت حكومة خان خطاً عقلانياً معلنة أنها مستعدة لإرسال فريق والاطلاع على الادعاءات الإيرانية والتعاون في المجال الأمني. أما بالنسبة للأحلاف المضادة، مثل القطري التركي الإيراني، فإنه لا يملك في داخله ما يمكن للأطراف الثلاثة تعزيزه عدا عن المواقف السياسية. حلف كهذا قائم على المصالح الآنية محكوم عليه بعدم الاستمرارية.

 

الجزائر: القرار والخيار

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 شباط/19

لم يكن للرئيس عبد العزيز بوتفليقة سوى الأصدقاء والموالين. وخارج الجزائر، في العالم الثالث، كان لوزير الخارجية الشاب، المعجبون. يجول في المحافل الدولية، موزعاً ابتسامة النصر في حرب التحرير، مرسلاً على كتفيه تسريحة شعر تشي غيفارا، هوية الثورة والشباب والأمل المنشود، على طريقة «الهوى والشباب والأمل المنشود بين يدي». سحر سي عبد العزيز مواطنيه في الجزائر وفي عالم الأحرار، بحيويته وفصاحته ولغة عربية جمالها في بلاغتها. كان محرك العالم الثالث في المؤتمرات والقمم والمحافل. وكان صوت هواري بومدين وصورته. ولما قرر التغيب عن الجزائر، والابتعاد عن حلبة الصراع بين الرفاق، وعن حلبة الدماء بين الخصوم، عاش في الخارج كريماً مكرماً، لا يسيّره سوى كرامته. أحبّه العرب والناس بعيداً عن السياسة، كما أحبوه فيها. وعامله الفرنسيون، أعداء الأمس، كرمز من رموز التحرر والمصالحات.

ولما حانت ساعة عودته إلى الجزائر، عاد رافعاً أجمل شعار في تاريخها بعد الاستقلال: الوئام. ومعه لم يبقَ الوئام شعاراً، بل صار حقيقة. واستوت السياسة في الداخل كما برعت الدبلوماسية في الخارج. وصار للجزائر رئيس من أبطال حرب التحرير ومن أعمدة استقرار السلام. أربع ولايات تميزت بأن صاحبها جزء من شهادة الماضي وحياة المستقبل. المخضرم الذي عاش في الجاهلية وبرز في الإسلام.

أعطى الجزائر من شبابه ومن ألقه، ثم من تجربته وحكمته وسعة الصدر وسعة الأفق. وعندما اصطدم قدره بالمرض، استعار من شبابه وصلابته وصموده. ولعله أدرى بالمسؤوليات والطاقات. وليس الأقل معرفة بشؤون الجزائر وتحديات المرحلة. ولذا، فقرار الترشح قراره أولاً. هو قرار كرامته كمناضل وسياسي ورئيس. قراره أن يخوض معركة الولاية الخامسة بنفسه أو أن يتبنى خلفاً فيه الكثير من صفات الرئيس المستحق. ثم إن المسألة مطروحة على التصويت أمام الجزائريين. فإذا كان الترشح قراره، فالخيار خيارهم. لكن كان الأفضل أن تبقى المسألة سياسية لا أن تتحول إلى موضوع عاطفي في أكثر من اتجاه، وامتحان للفريقين، الشعب والرئيس. فسواء جيّر الخيار منذ الآن أو قرر الاستمرار في المسؤولية، فإن أحداً لا يستطيع أن يجرده من تاريخه ومن سيرته. لقد خدم الجزائر في ماضيها وحاضرها.

هم ينتخبون وهم يختارون. وهي لحظة خيار كبرى عند بوتفليقة أيضاً: إما أن يقرر الاستمرار أو أن يساعد الجزائريين، كالعادة، في الخيار.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

ابو فاعور من بعبدا: هناك ما يشبه الاستباحة للصناعة اللبنانية واقترحت على رئيس الجمهورية مجموعة اجراءات لحمايتها من الاغراق

الإثنين 18 شباط 2019/وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعمه للقطاعات الانتاجية في البلاد وفي مقدمها قطاع الصناعة، اضافة الى اعطاء الافضلية للمنتجات المحلية في كل المناقصات التي تجري في لبنان.

موقف الرئيس عون نقله وزير الصناعة وائل أبو فاعور الذي استقبله رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا واجرى معه جولة افق تناولت شؤون الساعة وبرنامج عمل وزارة الصناعة للمرحلة المقبلة بعد نيل الحكومة الثقة.

ابو فاعور

وبعد اللقاء، صرح الوزير ابو فاعور للصحافيين، فقال: "تشرفت بلقاء رئيس الجمهورية، وكانت قضية الصناعة محور النقاش التي يجب ان تحظى بكل اهتمام من قبل كل المسؤولين في لبنان. وشرحت لفخامة الرئيس انه وفق الاحصاءات الموجودة لدى وزارة الصناعة في العام 2018، تم تصدير 2,3 مليار من الصادرات اللبنانية مقابل استيراد سلع بقيمة تتخطى الـ18 مليار بما يعني من عجز كبير وغير مقبول في الميزان التجاري". اضاف: "لا يمكن ان يكون هناك اقتصاد متين اذا ما استمرت هذه الارقام على هذه الحالة، وتوصيفي الشخصي الذي قدمته لفخامة الرئيس ان هناك ما يشبه الاستباحة للصناعة اللبنانية وعدم اعطائها المكانة التي تستحق في جدول اعمال الدولة اللبنانية. وقد لمست من فخامة الرئيس كل تفهم وكل دعم للقطاعات الانتاجية وفي مقدمها قطاع الصناعة". وتابع: "اقترحت على الرئيس عون مجموعة اجراءات يجب ان تتخذ، منها حماية الصناعات اللبنانية او بعضها من الاغراق. وهناك الكثير من قضايا الاغراق التي تم نقاشها وقد ارسلنا كتبا فيها الى الامانة العامة لمجلس الوزراء. كما ناقشت مع فخامة الرئيس اقتراح اعطاء الافضلية للمنتجات المحلية في كل المناقصات العمومية التي تجري في لبنان اضافة الى اقتراحات اخرى بدأنا بارسالها الى الامانة العامة لمجلس الوزراء. وما استطيع تأكيده اني لمست من فخامة الرئيس كل دعم وتبن لهذا الاتجاه".

سليم خوري

واستقبل الرئيس عون النائب الدكتور سليم خوري وعرض معه الاوضاع في منطقتي جزين وشرق صيدا. اضافة الى مواضيع انمائية تهم المنطقتين.

المطران بطاح

وفي قصر بعبدا وفد من بطريركية السريان الكاثوليك الانطاكية برئاسة النائب العام لابرشية بيروت للسريان الكاثوليك المطران مار يوحنا جهاد بطاح، الذي وجه دعوة الى رئيس الجمهورية لحضور القداس الاحتفالي الرسمي لمناسبة عيد مار افرام السرياني شفيع الكنيسة السريانية الكاثوليكية الذي سيترأسه البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يوم السبت 9 آذار المقبل في كاتدرائية سيدة البشارة للسريان الكاثوليك في المتحف.

 

الحريري ترأس اجتماع المؤسسات المالية كومار جا: تعهداتنا في باريس العام الماضي لا تزال قائمة

الإثنين 18 شباط 2019 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي، اجتماعا حضره وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب البنك الدولي لدول المشرق ساروج كومار جا ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الاقتصادية نديم المنلا وممثلون عن المؤسسات المالية العربية والاوروبية والدولية المانحة، وتم البحث في الخطوات اللازمة للاسراع في تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر".

كومار جا

بعد الاجتماع تحدث كومار جا، فقال: "لقد كان الاجتماع ممتازا للمؤسسات المالية الدولية التي أظهرت التزامها تقديم دعم كبير للبنان خلال مؤتمر سيدر الذي انعقد العالم الماضي في باريس. لقد كان اجتماعا تحضيريا لكل هذه المؤسسات المالية ناقشنا خلاله اولوية المشاريع التي يتضمنها سيدر، وقد أكدت كل المؤسسات من جديد دعمها للبنان لتطبيق هذا البرنامج. وناقشنا الاولوية في القطاعات والمشاريع التي ستدعم من خلالها هذه المؤسسات الحكومة اللبنانية، وهذا امر ايجابي جدا للبنان، واقول باسم البنك الدولي ان التعهدات المالية التي التزمناها في باريس العام الماضي لا تزال قائمة، واننا نتطلع قدما الى العمل مع حكومة لبنان للمساعدة في تطبيق المشاريع ذات الاولوية في مختلف القطاعات".

المنلا

من ناحيته قال المنلا: "الاجتماع اليوم كان تشاوريا مع المؤسسات المالية العربية والدولية التي قدمت مساعدات للبنان في مؤتمر "سيدر"، وهو يهدف بالاساس الى المواءمة بين المشاريع والتمويل، أي التأكد من أن لا تحظى بعض القطاعات بتمويل كبير في حين تبقى قطاعات اخرى دون تمويل. الهدف الاخر للاجتماع كان الاتفاق معهم على عملية الاسراع في اقرار وتنفيذ المشاريع واتفقنا في نهاية الاجتماع على خطوات عدة من اجل التسريع بحيث لا تتجاوز الفترة ما بين تحديد المشروع والبدء بالصرف عليه ما بين 12 الى 15 شهرا. كان الاجتماع ناجحا جدا أعادت خلاله المؤسسات تأكيد التزامها المساعدات التي قدمتها في "سيدر"، كما كان هناك استعداد لتقديم مساعدات اضافية اذا اجرى لبنان الاصلاحات التي وردت في البيان الوزاري".

سئل: من ضمن هذه الاصلاحات إقرار الموازنة، فهل ستقر موازنة هذا العام قريبا؟

اجاب: "تطرقنا الى ذلك، وقال دولة الرئيس ان هذا الموضوع هو إحدى النقاط التي نعمل عليها. موازنة 2019 مهمة جدا ووزير المال كان موجودا اليوم واكد حرص الدولة اللبنانية على انجازها في اسرع وقت ممكن، وفي الوقت نفسه هناك اجراءات جدية ستتخذ لخفض العجز هذا العام في الموازنة".

سئل: هل تم التحذير من مسألة الفساد التي أثيرت أخيرا؟ وهل تطرقتم اليها اليوم؟

اجاب: "اولا الاصلاحات تتضمن مكافحة الفساد، وهي احدى النقاط الاساسية في برنامج الحكومة اللبنانية، وثانيا هناك قانون جديد للمناقصات، اضافة الى ان هذه المؤسسات تعتمد معايير دولية، اي ان القرض الذي يأتي من البنك الدولي يكون خاضعا لإجراءات ولمراقبة البنك الدولي، وكذلك بالنسبة الى القرض الذي يأتي من البنك الاوروبي للاستثمار، يخضع لمعايير اوروبية، وهذا الامر مبعث ارتياح لهم. كما انها ليست المرة الاولى تتعامل هذه المؤسسات مع لبنان، وهي لديها فكرة واضحة عن الواقع اللبناني وعن الوزارات ومجلس الانماء والاعمار".

سئل: تحدثت عن آلية لاقرار المشاريع والقروض في مجلسي الوزراء والنواب في فترة لا تتجاوز العام، ولكن الا تعتقد ان هذه الفترة طويلة؟

اجاب: "تجربة لبنان السابقة لم تكن مشجعة لناحية السرعة في اقرار المشاريع والبدء بتنفيذها. اعرف ان فخامة الرئيس ميشال عون والرئيسين نبيه بري وسعد الحريري متفقون على تسريع الامور المتعلقة بمشاريع "سيدر"، وسنرى نمطا جديدا في عملية اقرار وتنفيذ المشاريع في السلطتين التشريعية والتنفيذية".

سئل: هل من شروط على هذه القروض؟

اجاب: "لا شروط. فالدولة اللبنانية لا تقبل بهذا الامر، ولكن لتأكيده فإن الدولة والحكومة اللبنانية أقرت بعد مؤتمر "سيدر" جملة من الاصلاحات التي التزمتها، والمجتمع الدولي سيتابع هذا الامر ومدى التزام لبنان به".

سئل: هل الاجتماع اليوم هو الخطوة العملية الاولى للبدء بتنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر"؟

اجاب: "انه الاجتماع التشاوري الاول بين كل المؤسسات المالية، اما بالنسبة الى البدء بتنفيذ المقررات فهي كانت قد بدأت ولم تتوقف. فمنذ شهر نيسان الماضي ولغاية اليوم عقدت اجتماعات ثنائية عدة مع البنك الدولي والبنك الاوروبي ومع كل المؤسسات، حتى ان هناك مشاريع تم الاتفاق عليها وستأخذ طريقها الى مجلسي الوزراء والنواب".

سئل: هل هناك أولويات محددة لهذه المشاريع؟

اجاب: "هذا الامر خاضع لمجلس الوزراء، ففي آخر اجتماع له قبل مؤتمر "سيدر" تم الاتفاق على ان يعود رئيس الحكومة الى مجلس الوزراء بعد المؤتمر، وهذا الامر سيحصل، ولكن لا مشكلة في ذلك لان التمويل الذي حصل عليه لبنان وهو نحو 12 مليارا، يضاف اليها مساهمات القطاع الخاص ستفوق الحاجة الى المرحلتين الاولى والثانية من التمويل وهي 17 مليار دولار".

سئل: في المؤتمرات السابقة لم يحصل لبنان على المبلغ الذي اقر له، فكم سيأخذ من ال11 مليارا التي خصصت له في "سيدر"؟

اجاب: "مؤتمر "سيدر" مختلف تماما عن مؤتمرات باريس واحد واثنين وثلاثة، لانه مؤتمر يهدف الى تمويل مشاريع، اي ان المؤسسة المالية التي ستمنح التمويل ستدرس المشروع والمسألة ليست سهلة. هناك مخاض طويل امام المؤسسات اللبنانية لتدرس مشاريعها بكل تفاصيلها وتقدمها الى هذه المؤسسات ومن ثم تناقش معها عملية التمويل".

سئل: الجميع يقول إن قطاع الكهرباء يشكل اولوية للبنان، فهل سنلجأ الى المعامل لحله او نعود كما في السابق الى البواخر؟ وهل هناك خطة متكاملة لهذا القطاع؟

اجاب: "معالي وزيرة الطاقة ندى البستاني تتابع هذا الموضوع منذ اليوم الاول لتسلمها مهامها، وقد واكبتم اجتماعاتها في الاعلام مع المؤسسات المالية مع اكبر منتجي المعامل في العالم من سيمنز الى جنرال اليكتيرك وغيرها. كما هناك اجتماعات متواصلة هذا الاسبوع سنشارك في جزء منها. الامر واضح، فالمطلوب حل نهائي لمشكلة الكهرباء وليس حلا موقتا، وانا متاكد ان الوزيرة بستاني ستقدم مشروعا لحل دائم لازمة الكهرباء".

سئل: هناك من يقول ان "سيدر" الزم النازحين السوريين العمل في المشاريع التي يمولها، هل هذا الامر صحيح؟ وفي حال كان صحيحا فهذا يعني انهم لن يعودوا الى وطنهم؟

اجاب: "لقد سمعنا هذا الكلام، ولكن لنكن واضحين في هذا الامر. نحن نعلم ان القانون اللبناني يسمح بعمالة سورية في قطاعات ثلاثة، منها البنى التحتية والبيئة والزراعة. وانا اعتقد انه سيكون هناك عمالة سورية طبيعية في مجال البنى التحتية. ففي لبنان خلال التسعينات كان هناك اكثر من نصف مليون سوري يعملون في البنى التحتية، وهذا امر ليس غريبا على لبنان ولا مستحدثا بسبب النزوح، فهو امر طبيعي لان في لبنان نقصا في العمالة بالبنى التحتية، وهذا ما سمح به القانون اللبناني حين سمح بهذه العمالة".

 

الغريب زار وزير الإدارة المحلية السوري: مستعدون للعمل مع جميع المعنيين لتأمين عودة النازحين بما يضمن مصلحة الدولة اللبنانية

الإثنين 18 شباط 2019 /وطنية - اعلن المكتب الاعلامي لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، انه زار  صباح اليوم، وزير الإدارة المحلية والبيئة في الجمهورية العربية السورية المهندس حسين مخلوف، بحضور معاوني الوزير مخلوف المهندس لؤي خريطة والمهندس معتز قطان، مديرة التعاون الدولي في الوزارة المهندسة صونيا عفيصة، وعضو المجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني لواء جابر. وتم عرض ملف النازحين وكيفية تأمين عودة آمنة لهم".

الغريب

بعد اللقاء، تحدث الوزير الغريب فأكد "أهمية التعاون مع الجانب السوري في هذا الملف الشائك والمهم جدا"، وقال: "إن الحكومة السورية بادرت إلى اتخاذ الاجراءات اللازمة والتحضيرات التي فاقت توقعاتنا لاستقبال السوريين، وتم ذلك فعلا حيث تم استقبال عدد منهم، وسررنا لنظرتهم لملف النزوح عموما، حيث يعتبرون أن عدم عودة النازحين السوريين هو مشروع لضرب انتصار الدولة السورية بشكل أساسي". وأشار إلى أن "وزير الإدارة المحلية والبيئة أبدى المزيد من التعاون لحل هذا الملف"، مؤكدا "استعداده للعمل مع جميع المعنيين لتأمين العودة بما يضمن مصلحة الدولة اللبنانية".

مخلوف

بدوره، قال الوزير مخلوف: "نحن نعمل على تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد، الذي جدد الدعوة لكل سوري للعودة الى وطنه، فالوطن للجميع وبحاجة إلى كل طاقات أبنائه في البناء والإعمار، وقبل ذلك إعادة اللحمة الوطنية التي تميز سوريا والفكر والثقافة حيث اعتبر السيد الرئيس أن من لا يشجعون عودة السوريين هم من دعموا الإرهاب وسببوا بهجرة أبناء سوريا في البداية. واليوم، يعيقون عودتهم لأنهم لا يريدون الاعتراف بالانتصار". أضاف: "ما يجري في سوريا مؤامرة كبيرة، وله تخطيط وبرنامج منظم من قبل بلدان داعمة للارهاب ومسببة لهجرة أبناء سوريا منها، وهذا ما أكده السيد الرئيس خلال لقائه أمس مع رؤساء المجالس المحلية حيث أوضح أنه بدأ قبل الحرب بعام تجهيز مراكز لإيواء اللاجئين للايحاء بأن الدولة فاشلة أو للضغط أحيانا على الرأي العام العالمي ليكون ورقة ضغط سياسية لتطبيق عقوبات اقتصادية". وتابع: "نعمل كحكومة على تأمين سبل العودة، حيث تم اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتسهيل دخول السوريين إلى بلدهم من تبسيط الاجراءات الحدودية بالتنسيق بين الجهات المعنية من الجانبين وترميم النقص في الوثائق الخاصة بالعائدين، إضافة إلى تأمين وسائط النقل التي تقلهم من داخل الأراضي اللبنانية إلى سوريا مع تقديم كل الخدمات اللازمة لهم بعد دخولهم الأراضي السورية - الإغاثة، الصحة والتعليم، ليمارسوا حياتهم الطبيعية، ولهم الحقوق والواجبات نفسها، وتحت سقف الوطن ومظلة القانون وليشاركوا في إعادة الاعمار والبناء، وعملنا هذا هو لتوجيهات سابقة للسيد الرئيس بشار الأسد، ونحن ننفذها بكل صدق وأمانة سواء بالنسبة إلى المهجرين داخليا حيث عاد 4،5 أو بالنسبة إلى السوريين في الخارج". وختم: "نحن دائما خلف بواسل الجيش العربي السوري للتصدي للارهاب وتحقيق الانتصارات، وصولا إلى تحرير آخر شبر بالقريب العاجل، فبالتوازي مع الانتصارات التي يحققها الجيش ندخل بكل طاقاتنا كمؤسسات للدولة ونقوم بإعادة تأهيل البنى التحتية حيث تم تأهيل آلاف المدارس وشبكات الكهرباء والصرف الصحي والمياه والهاتف، وكل ما يهم عودة المواطن السوري".

 

جعجع لـ «الراي»: هذه ليست حكومة «حزب الله» والعروض الإيرانية دعائية

بيروت - من وسام أبو حرفوش/الراي/18 شباط/19    

بعض العَطَلجيّة من 14 آذار يعتمدون سياسة النقّ الدائم»

لن تكون متاريس في الحكومة وتأديتُنا دور «شرطي الفساد» ليس بحثاً عن دور ضائع

تَفاهُم معراب في بعض الأوقات «على القِطعة»

تحالُفنا مع «المستقبل» قائمٌ مع تمايُزاتٍ في بعض المقاربات

التقدم البسيط لـ «حزب الله» وحلفائه في البرلمان والحكومة ليست له ترجمة سياسية

كلام نصرالله ثم زيارة ظريف لم يؤديا إلى مذكرة تفاهم ولو واحدة

بشير الجميل جاء رئيساً بقوته الشعبية وبإرادة اللبنانيين الذين كانوا ينظرون إليه كحلمٍ

الهوة سحيقة مع «حزب الله» في ما خصّ المشروع الأساسي وعلى الصعيد التكتي لستُ مع الشيْطنة على طول الخطّ

هناك تَوَجُّه سعودي متزايد لعدم ترْك الساحة اللبنانية والاهتمام قدر الإمكان بها

خارج سياسة النأي بالنفس «خراب بخراب» على لبنان

يقف لبنان على عتبةِ مرحلةٍ جديدة مع الاستعداد لانطلاق عمل الحكومة التي نالت للتوّ ثقةَ البرلمان، وأمامها رزمة تحدياتٍ تحْكم روزنامة عُمرها المديد. تحدياتٌ في السياسة والاقتصاد والمال والاستراتيجي.

في «معراب»، يستريح رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع بين معركتين، قِتالُه السياسي وتضحياته في الطريق الى ولادة الحكومة على مدى نحو 9 أشهر من «شدّ الحبال» حول التوازنات والأحجام والحقائب، واستعدادُه لجولاتٍ جديدة من مواجهةٍ ولو «بالنقاط» في الاستراتيجي، وبلا هوادةٍ في ملفاتِ إدارة الدولة.

وعشية تدشين حكومة «الى العمل» مرحلة «قرْن الأقوال بالأفعال»، حاورتْ «الراي» جعجع، فكان أول كلام إعلامي من «الحكيم» بعد «جلسات الثقة» تطرّق إلى ما ينتظر لبنان، التوّاق للخروج من «الحفرة»، والمنطقة القابعة في فوهة بركان. وفي ما يأتي نص الحوار:

• مبروك الحكومة التي قال رئيسُها سعد الحريري إن أمامها تحدي النهوض بلبنان أو «بيفرط البلد»... السؤال الآن، وربْطاً بالمعارك السياسية القاسية في الطريق إلى هذه الحكومة وما نَجَمَ عنها من أضرار أصابتْ المنظومةَ الدستورية، إضافة إلى ما شهده البرلمان في جلسات الثقة واستعصى على رئيسه (نبيه بري) معرفة المُوالي من المُعارِض... هل سنكون أمام فريقٍ حكومي متجانس يقبض على الجمر أم أن المتاريس ستعاود التفريط بالفرصة الثمينة لوقْف تقهْقر الدولة؟

- في الحقيقة لا هذا ولا ذاك. إذ لن تكون هناك متاريس في الحكومة تشلّ عملها، ولكن في الوقت نفسه هذا لا يمنع أن هذه حكومة وحدة وطنية، كما سُميت، وتالياً تضمّ أفرقاء من مشارب عديدة ولديهم وجهات نظر مختلفة حيال أمورٍ عدة. وفي رأيي أن ثمة فالقيْن أساسييْن في هذه الحكومة، أي خطّي فصْل رئيسيين. الفالق الأول على المستوى السيادي الذي يتعلّق بالقرار الاستراتيجي العسكري - الأمني والسياسة الخارجية والنأي بالنفس. وهنا يتموْضع فريقٌ ما زال على ثوابته وهو «14 آذار»، وفريقٌ آخَر يتمثل بقوى 8 آذار، وهناك أيضاً فريق رئيس الجمهورية (العماد ميشال عون) الذي يتأرجح حيال بعض المواقف بين هنا وهناك.

أما الفالق الثاني، أو خطّ الفصل الثاني، فهو على طريقة إدارة الدولة. وهنا يختلف اللاعبون من خطّ فصْل وخطّ فصْل آخَر، أي توجد أكثر من وجهة نظر حيال كيفية إدارة الدولة، بينها تلك التي كانت سائدة خصوصاً في العامين الماضيين والتي عبّر عنها «تيار المستقبل» وفريق رئيس الجمهورية من خلال طريقةٍ معيّنة لإدارة الدولة. ويوجد فريقٌ آخر، وفي طليعته «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، يطالب باعتماد طريقة مختلفة لإدارة الدولة. وتالياً هذه هي مكوّنات الحكومة مع تمايُزاتهم المختلفة. ولكن هذا لا يعني أنه ستكون هناك متاريس قائمة كل الوقت لمجرّد تبادُل الاتهامات، بل الأمور ستكون مطروحةً للنقاش للوصول إلى الحلول الناجعة.

• تدْخل «القوات اللبنانية» الحكومة من دون «اتفاق معراب» المعلَّق حتى إشعار آخر، وبعلاقةٍ مع الرئيس الحريري «ينافسكم عليها» تَفاهُمه مع رئيس الجمهورية وفريقه. أيُّ تموْضعٍ سيكون لـ«القوات» داخل الحكومة؟ وهل تَحَوُّلُكم الى ما يشبه «الشرطي» لمكافحة الفساد هو تعويض عن المأزق الذي يطول تحالفاتكم السياسية بعدما كنتم «أمّ العريس» في التسوية التي جاءت بالعماد عون إلى الرئاسة؟

- تأديتُنا دور «شرطي الفساد» ليس بحثاً عن دور ضائع على الإطلاق وهذا باعتراف كل القوى السياسية والمراقبين من دون استثناء الذين يعتبرون أن لبنان يعاني الكثير من المشكلات، ولكن أكثر ما يعانيه هو الوضع الاقتصادي والمالي والواقع على مستوى إدارة الدولة، وتالياً فهذه أولوية قصوى. ومن هنا انبرينا في الوقت الراهن - من دون أن نغفل أو نهمل الجوانب الأخرى وفي طليعتها الجانب السيادي - الى محاولة التأثير في أخْذ الأوضاع الاقتصادية والمالية وإدارة الدولة باتجاه مختلف عما كانت عليه.

وفي ما يتعلّق بتفاهم معراب فهو في بعض الأوقات «على القِطعة»، أما بالنسبة إلى العلاقة مع «تيار المستقبل» فهو ما زال على اقتناعاته ونحن كذلك، وقد تختلف الأمور في المقاربة، لجهة مستوى رفْع السقف هنا أو خفْضه هناك أو في أي موقعٍ نواجه وفي أي موقعٍ لا نواجه. ورأْيُنا معروف، ومن هذه الناحية كل تحالفاتنا ما زالت قائمة مع التمايُزات الموجودة من ضمن كل تحالُفٍ من هذه التحالفات.

• يحلو للبعض وصْف الحكومة الحالية بأنها «حكومة حزب الله» نظراً لاختلال التوازنات العاكِسة لنتائج الانتخابات النيابية، فيما عيْنُ المجتمعيْن العربي والدولي على القوة الضامنة التي يشكّلها التحالف غير الراسخ بين سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط... في السياسة هل انقلبتْ الدفةُ من ضِفةٍ إلى ضفة؟

- لا أوافق البتة أصحاب هذا القول. ولا شك في أن الانتخابات النيابية الأخيرة أسفرتْ عن تقدُّم بسيط لـ «حزب الله» وحلفائه، ولكن هذا لا ينبع عن تغيُّر في موازين القوى الشعبية، بل مردّه في شكل أساسي إلى أن الفريق السيادي عانى شرذمة شديدة، وخاض كل طرف فيه الانتخابات لوحده باستثناء نحن والحزب التقدمي الاشتراكي، وحيث كنا معاً حققْنا نتائج جيدة جداً.

وفي رأيي أن حتى هذا التقدم البسيط لـ «حزب الله» وحلفائه في البرلمان ليست له ترجمة سياسية. فبالرغم من ذلك، هل كان بإمكانهم الإتيان برئيس حكومة غير سعد الحريري؟ لا، وإلا لماذا لم يأتوا بسواه؟ لأن فروقاتٍ (في النتائج) بهذا المستوى البسيط لا تجعلهم قادرين على تخطي الثوابت وتحديداً أن الرئيس سعد الحريري هو الأكثر تمثيلاً ومن بعيد في طائفته، وكذلك الأمر بالنسبة الى ثوابت أخرى ليس باستطاعتهم القفز فوقها.

وأكرّر أنه لو أَحْسن فريق 14 آذار إدارة تحالفاته وخاض الانتخابات جنباً الى جنب لكنا وصلْنا الى مجلس نواب شبيه الى حدّ بعيد بما شهدناه في المجالس السابقة (منذ 2005) ومن دون أي تَقَدُّم لـ «حزب الله» وحلفائه. مع ضرورة الإشارة على هذا الصعيد الى انه في عقر دار «حزب الله»، أي منطقة بعلبك - الهرمل، حصد «تيار المستقبل» نائباً كما فازتْ «القوات اللبنانية» بنائب.

أما بالنسبة الى الحكومة ووصْفها بحكومة حزب الله، فهناك بعض «العَطَلجيّة» (عاطلون عن العمل) وخصوصاً في عمر متقدّم وبعد ان يجلسوا في المنزل، يتحوّلون الى «النقّ» الدائم... وبعض «العَطَلجيّة» من «14 آذار» تراهم يعتمدون سياسة «النقّ» طوال الوقت ولا يرون الأمور على حقيقتها. وهؤلاء أكثر مَن يشيّعون أن هذه حكومة «حزب الله».

وسأذكر هنا واقعتيْن حدثتا أخيراً. فالسيد حسن نصر الله شخصياً خرج قبل نحو عشرة أيام وطرح مجموعة عروض في ما خص العلاقات التجارية والسياسية مع إيران، وأبدى تحديداً استعداده للمجيء بمنظومة دفاع جوي من إيران الى الجيش اللبناني، الى جانب الدواء والكهرباء والطرق وغيرها. وبعد ذلك بيومين زار بيروت وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف وقدّم العروض نفسها، وكل ذلك لم يؤدّ الى أي مذكرة تفاهم ولو واحدة حول أي من هذه النقاط. وبالتالي كيف تكون هذه حكومة «حزب الله»؟

والواقعة الثانية تتعلق بالقمة العربية التنموية الاقتصادية التي عُقدت في بيروت. وبالتأكيد حصلت محاولات للضغط في اتجاه دعوة (الرئيس السوري) بشار الأسد اليها، او إلغائها. ورغم الضغط الكبير وكل التشويش، ماذا كانت النتيجة؟ لم يُدعَ الأسد وانعقدت القمة.

وفي ما خص العلاقة مع الأسد، الجميع يعرفون موقف طهران و«حزب الله» والأهمية التي يعلّقونها على تعويم هذا النظام وإعادة علاقة لبنان معه الى طبيعتها، والكل يدرك المحاولات التي حصلت في هذا الاتجاه، وأيضاً ما كانت النتيجة؟ وتالياً كل أصحاب مقولة إن هذه حكومة «حزب الله» إما أنهم لا يرون الواقع كما هو، وإما أنه لغاية في نفس يعقوب يحاولون تصوير الواقع على أكثر مما هو عليه. ومع الإقرار بأن «حزب الله» حقّق بعض التقدم في الانتخابات النيابية وبالتالي في تشكيل هذه الحكومة، ولكن هذا لا يعني أن هذه صارت حكومة «حزب الله»، بل أن الحزب تقدّم بعض الشيء.

• تعتزّ «القوات اللبنانية» بأنها فتحتْ الطريق أمام وصول العماد عون إلى الرئاسة، في الوقت الذي لم يكن عابراً كلامُ أحد نواب «حزب الله» وتحت قبة البرلمان عن أن «بندقية المقاومة» هي مَن أوصلت زعيم «التيار الوطني الحر» الى رئاسة الجمهورية... رغم الاعتذار الضمني من الحزب عن هذا التوصيف، كيف قرأتَ هذا الأمر؟ وماذا عَنتْ لكم هذه الواقعة بخصوص الموقف من الرئيس بشير الجميل؟

- نعتبر أن الموقف الرسمي لـ «حزب الله» من هذين الأمرين هو الذي صدَر عن رئيس كتلة نواب الحزب، والذي جاء بعد دراسة وعن سابق تصوُّر وتصميم. وبالتالي لا نعير أي أهمية للكلام الذي اطلقه نائبٌ في كتلة «حزب الله» وكان في غير محلّه ولم يكن في سياقه. ويمكننا أن نعتبر أن ما قاله هذا النائب كان كلاماً عابراً ولا يمثّل وجهة النظر الرسمية لحزبه، بينما الموقف الذي طُلب تسجيله في محضر جلسة البرلمان هو الكلام الرسمي.

وفي هذا الإطار أريد قول إن الرئيس بشير الجميل، وإذا أجرينا استطلاع رأيٍ اليوم في أوساط كل الشعب اللبناني، نجد أنه ما زال أكثر شخصية تتمتع بالشعبية وذلك رغم مرور نحو 37 عاماً على استشهاده. والجميع يذكرون الفرحة التي عمّت كافة المناطق اللبنانية بعد انتخابه رئيساً للجمهورية العام 1982. ولا أحد في المناطق الحرّة حينها ينسى ما جرى بعيد الانتخاب والاحتفالات التي سادت، كما لا أنسى ما جرى في المناطق الأخرى ولا وفود المهنئين الكبيرة من كافة الطوائف ومن مشايخ.

بشير الجميل جاء رئيساً بقوته الشعبية وبإرادة اللبنانيين الذين كانوا ينظرون إليه كحلمٍ يريدون أن يتحقق ولا سيما أن الحرب كان مرّ عليها آنذك 7 سنوات، وكانوا تواقين إلى أن يتبوأ سدة الرئاسة ليوصلهم الى شاطئ الأمان والى الدولة التي يريدونها والتي أرادها الشيخ بشير لهم. وتالياً بشير الجميّل انتُخب رئيساً بهذه القوة ولهذه المعاني وليس بقوة دبابة اسرائيلية، وصودف أن حصل ذلك بوجود الدبابة الاسرائيلية ولكن لم تكن هي السبب في وصوله بل التأييد الشعبي العارم والقدرة السياسية الهائلة التي تَمتّع بها.

• قلتم في إطلالةٍ سابقة «إذا أردنا ان ننشئ معارضةً جدّية، هناك خطر الوصول إلى حرب أهلية، فالخلاف ليس على الضرائب، إنما على مسائل سيادية أساسية، وخصوصاً في ظلّ وجود حزب مسلَّح لن يرضى بالمعارضة، والكل رأى ما حصل بين العامين 2005 و 2009 وكم عملية اغتيال وقعت، ولكن عبر الدخول الى الحكومة يمكن أن تحقق بعض النتائج الجزئية»... ثمة مَن فسّر هذا الكلام على أنه تسليم لـ «حزب الله» واستسلاماً لمشيئته وانصياعاً لقواعد اللعبة التي وضعها... كيف تردّون على ذلك؟

- هنا أعود إلى بعض «العَطَلْجيةّ» الجالسين في البيت والذين ليس لديهم عمل سوى «النقّ» طوال الوقت. وهذا الكلام بعيد جداً عن الواقع. فأولاً مَن يستسلم لـ «حزب الله» يستسلم لطروحاته، وثانياً هنا المسألة هي تقنية وتتعلّق بالمقاربة وليست مسألة مبدئية، اذ عندما يتعلق الأمر بالمبادئ، لا أحد يمكن أن يأخذ على «القوات اللبنانية» أي شيء في ما يتصل بالتمسّك باقتناعاتها والإمساك بالخط السيادي كما ينبغي.

والبعض يَعتبر أن الأمور يمكن ان تُحلّ بالضربة القاضية، أي بمعارضة تذهب حتى النهاية بمعنى ان تُحْدِث موجةً تُسْقِط وضعاً معيّناً كما حصل في بعض الدول. وهذا ما يدعو إليه البعض. ولذا، كنتُ أقول إن مثل هذا الأمر «يفرط» البلد ولا يؤدي إلى الخلاص من المشكلة التي نواجهها. وفي رأيي أنه لا يمكن أن نربح معركتنا إلا بالنقاط، أي معارضة بالنقاط بحيث نشارك ونحاول أخْذ الأحداث في الاتجاه الذي يتلاءم مع اقتناعاتنا. أما إذا أردنا السير بالمسار الذي ينادي به البعض أي نحو معارضة بالضربة القاضية فهذا سيكون خطأ كبيراً لأن ثمة احتمالاً كبيراً لأن يؤدي ذلك إلى ما لا تحمد عقباه. ومن هنا استشهدتُ في كلامي الذي أشرتَ اليه في سؤالك بما حصل بين 2005 و2009 (من اغتيالات)، وللأسف فإن البعض يحاول، وكأنه مكلَّف، بأن «يقنّص» دائماً على «القوات اللبنانية» في الوقت الذي نحن بعيدين كل البُعد عن مثل هذه النظريات.

• مَن لم يَرُق لهم كلامكم الدائم عن تَقاطُع في الموقف مع «حزب الله» في مكافحة الفساد، يرون فيه تلميعاً لدور الحزب وتجهيلاً للأضرار الاقتصادية الناجمة عن اقتصاده المُوازي وتعطيله المؤسسات وتَسَبُّبه بانكفاءٍ خليجي - عربي عن لبنان واسترهانه قرار الحرب والسلم، بما يُبقي على معادلة هانوي وهونغ كونغ... هل هو فائض واقعية مقابل فائض القوة؟

- أبداً لا هذا ولا ذاك. ونحن نطرح دائماً كيف أن مجرّد وجود «حزب الله» بالشكل الحالي يشكّل في ذاته عائقاً كبيراً وأساسياً في طريق قيام الدولة في لبنان، وهذا تحصيل حاصل. ولكن إذا شاءتْ الظروف أن يكون الحزب ممثَّلاً في البرلمان نتيجة انتخاباتٍ جدية جرتْ، وبالتالي أن يكون له تمثيل في الحكومة، وإذا صودف مثلاً في مسألة كبواخر الكهرباء، أن كان موقف الحزب مماثلاً لموقفنا، ماذا نقول؟ هل نتنكّر لهذا الأمر ونتجاهله؟ في بعض الأمور يحصل تَقاطُع بالمواقف، ولكن هذا لا ينفي الهوة السحيقة الموجودة بيننا وبين «حزب الله» في ما خصّ المشروع السياسي الأساسي. وتالياً يجب أن نعطي لكل شيء حقه. وعلى المستوى الاستراتيجي نقول ما يجب أن يقال، وعلى الصعيد التكتي لستُ مع الشيْطنة دائماً وعلى طول الخطّ، بل «كل شغلة بشغلتها».

• عندما تعلنون أن خياركم في مواجهة التحدي الاستراتيجي الذي تشكّله وضعية «حزب الله» وامتداداته هو «الصمود»... ثمة مَن يسأل هل الصمود يكون بإيصال حليف «حزب الله» الأساسي إلى الرئاسة وإعلان أبوّتكم لقانون انتخابٍ أوّلُ المهنّئين بنتائجه كان الجنرال قاسم سليماني وأوّلُ منْتقديه وزير الخارجية السعودي (حينذاك)  عادل الجبير؟

- كما دائماً يجري إخراج بعض الأحداث من سياقها الحقيقي والواقعي ووضعْها في إطار آخَر. وسأبدأ بانتخاب العماد عون، حليف «حزب الله» رئيساً للجمهورية. حينها لم يكن أمامنا إلا خيار بين حليفٍ لـ «حزب الله» وحليف لـ «حزب الله»، مع الفارق البسيط أن العماد عون ترك لنفسه حداً أدنى من هامش المناورة وهو ما نراه كل يوم حالياً. وتالياً ماذا كان يفترض أن نفعل؟ وكأنّ الخيار أمامنا كان بين العماد عون والنائب بطرس حرب مثلاً، أو بين العماد عون وسمير جعجع. ولكن للأسف في تلك المرحلة وبفعل بعض التحركات التي حصلت - ولا ننسى هنا أنه كان حصل اتفاق بين الرئيس سعد الحريري ووليد جنبلاط والرئيس نبيه بري على النائب (حينها) سليمان فرنجية - ضاقت خياراتُنا، ولم يعد أمامنا إلا إما انتخاب فرنجية أو عون، وللأسباب المعروفة قررْنا دعْم ترشيح الجنرال عون. أي اننا كنا في ظرف معيّن ومعادلة معيّنة وعلينا أن نختار.

أما في ما خص قانون الانتخاب، فهذه المرة الأولى بعد اتفاق الطائف يتمثّل الشعب اللبناني كما يجب. وإذا لم تأتِ النتائج لمصلحة «14 آذار» كما ينبغي، فالحق ليس على قانون الانتخاب بل على التحالفات التي قمنا بها. ولكن رغم ذلك، ربحْنا صحّة تمثيل فعلية، الى حدّ أنه في منطقة مثل بعلبك - الهرمل حيث لـ «حزب الله» سيطرة كبيرة فيها، تمكّنا («المستقبل» و«القوات») من الفوز بنائبين وكان يمكن أن يكونوا ثلاثة لو نجحنا في رصّ صفوفنا أكثر. وبالتالي فإن تهنئة قاسم سليماني هي على عدم تنسيقنا في الانتخابات كما يجب، ولكن ليس على قانون الانتخاب الذي وللمرّة الأولى منذ انتهاء الحرب يؤدي إلى وصول مجلس نواب ميثاقي فعلي، وهذا أمر أساسي جداً للاستقرار في لبنان.

لافتةً كانت الحركة الإيرانية والسعودية في اتجاه لبنان بعد تشكيل الحكومة وقبل نيْلها الثقة، ما أوحى وكأن في الأمر سباقاً على استمالة لبنان. كيف قاربتم الموقف الرسمي اللبناني من العروض الإيرانية السخية في المجالات العسكرية والاقتصادية والطبية والتي كان مهّد لها السيد حسن نصرالله؟

- بين كلام السيد نصرالله وزيارة ظريف قُدمت عروض كثيرة سأتوقف عند 2 منها لإظهار انها عروض إعلامية ودعائية لا أكثر... ففي ما يتعلّق بتزويد الجيش اللبناني بدفاعات جوية إيرانية، لو كانت هذه الدفاعات موجودة - وإذا كان أحد يريد تزويد الجيش بها فلحماية أجواء لبنان من الطائرات الاسرائيلية - لماذا لا يستخدمونها لمواجهة الاعتداءات والغارات الاسرائيلية المتكررة عليهم تحديداً في سورية؟ وتالياً هذا طرْح غير حقيقي.

أما في ما خص الأدوية، فتبيّن أن السوق اللبنانية أصلاً مفتوحة لكل الأدوية من كل الدول، ولكن كي يدْخل دواء هذه السوق ينبغي أن تكون لديه مواصفات معيّنة وأن يتمّ تسجيله في وزارة الصحة. ومِن كل الأدوية المصنَّعة في إيران هناك دواءان تمكّنا من الحصول على ترخيص وهما موجودان في السوق اللبنانية، أما بالنسبة الى الأدوية الأخرى فلا يمكن أن تكون مسجّلة وذلك انطلاقاً من المعايير الدولية التي يعتمدها لبنان لتسجيل أيّ دواء أكان من إيران أو تركيا أو مصر أو غيرها. والأدوية التركية مثلاً، أيٌّ منها تقريباً ليس مسجَّلاً في السوق اللبنانية، لأنه لا يتوافق مع المعايير الدولية التي يتّبعها لبنان. وتالياً هل يعْرضون علينا أدوية لا يمكن إدخالها الى لبنان؟ أكيد هذا طرح غير واقعي، وأصلاً السوق ليست مقفلة على الأدوية الايرانية، وهم يطلبون منا القفز فوق القانون والمعايير وأن نُغْرق سوقنا بأدوية لا نعرف مدى فاعليتها ولا جودتها.

ومشكلتنا الفعلية في الأدوية عكسية، إذ تبيّن أن صناعة الدواء اللبناني من الأكثر تطوراً، وتضاهي حتى بعض المَعامل الأوروبية ولكن ما ينقصنا هو الأسواق الخارجية انطلاقاً من المنافسة الدولية الكبيرة. ومن هنا إذا أرادتْ إيران أن تخدم لبنان في هذا المجال فلتفتح سوقها للدواء اللبناني وليس العكس، لأن لديه المواصفات والشهادات العالمية المطلوبة، ومن جهة أخرى جودتُه مشهودٌ له بها.

• التقيتم المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا خلال زيارته لبيروت، هل شعرتم بوجود قرار سعودي بعدم ترْك الساحة لإيران في لبنان رغم حرص طهران على إظهار تَفَوُّق حلفائها في الوضع اللبناني؟

- نعم لاحظتُ ذلك. وهناك تَوَجُّه سعودي متزايد لعدم ترْك الساحة اللبنانية والاهتمام قدر الإمكان بها بالرغم من انشغال المملكة في الوقت الحاضر بعدة ساحات أخرى في المنطقة.

• المنطقة بعد مؤتمر وارسو تتجه نحو المزيد من شدّ الحبال تحت عنوان الحدّ من نفوذ إيران وأذرعها وعلى رأسها «حزب الله»... أيّ أفقٍ ترون لهذه المواجهة؟ وهل تعتقدون أن «ورقة توت» النأي بالنفس ستشكّل «بوليصة تأمينٍ» كافيةً لحماية لبنان من أن يكون في عيْن هذه المواجهة، وخصوصاً أن نصرالله أعلن صراحة «أننا لن نترك إيران وحيدة»؟

- في ما يتعلق بالمواجهة في المنطقة، أرى وحتى إشعار آخر أنها جدية، وليس بالضرورة ان تتحوّل الى عسكرية، وربما تتحوّل. ولكنها مواجهة جدية على المستوى السياسي والاقتصادي. أما أفقها لاحقاً، فلا أدري.

وفي ما خص سياسة النأي بالنفس، فلا بديل عنها ولسنا مستعدّين للتخلي عنها تحت أي ظرف. لأنه خارج هذه السياسة «خراب بخراب». اما عن قول السيد نصر الله أنه لن يترك إيران وحيدة، فهو شخصياً يمكنه ألا يتركها، ولكن الدولة اللبنانية لا يمكنها أن ترهن مستقبل شعبها لتدْعم أي محور خارجي.

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 17 و 18 شباط/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for February 19/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72285/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-february-19-2019/

 

تهديدات ومخاطر في لبنان تدفع حزب الله للاعتدال والاعتذار

علي الأمين/العرب/19 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72287/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AF%D9%81/

 

اقتصاد" الحريري - باسيل و"إقصاء" جنبلاط – جعجع

هذا يذكرنا بتاريخ "الشطارة" اللبنانية المليء بالفضائح والكوارث معاً.

منير الربيع/المدن/الأحد 17/02/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72277/%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%a5%d9%82/

 

إيران: أربعون عاماً على ثورة المشنقة

بادية فحص/موقع درج/18 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72280/%d8%a8%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d8%ad%d8%b5-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7/