LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 شباط/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february18.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إذا أقمت وليمة، فادع الفقراء والمشوهين والعرج والعميان.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

إيران ما عندها غير القتل والحروب والإرهاب والأوهام والفقر والتعديات على كل ما انسان وانسانية

نصرالله المنشغل بالتحادث مع ملاك الموت يستغبي عقول وذكاء اللبنانيين ويريد الشيء ونقيضه

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/حزب الله محتل وإرهابي ومجرم وإيراني صافي

الياس بجاني/نصرالله مصيبة ربنا يخلص لبنان منها

الياس بجاني/ما في شي اسمه عونية كتنظيم أو كحزب عنده اجنده أو مشروع

الياس بجاني/المعرابي والبيك وسعد: ثلاثي خنوع وكوارث

الياس بجاني/الرئيس الحريري بالشخصي حبوب وقريب من القلب ولكن في السياسة عدم شرعي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو حلقة نديم قطيشDNA لليوم عنوانها: محور إيران..ومقاطعة أميركا

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 17/2/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 17 شباط 2020

يا عِلَّتي/الأب سيمون عساف

أحمد توفيق.. شهيد ثورة طرابلس

احتجاجاً على وفاة أحمد توفيق.. قطع طرقات في بيروت والشمال

العجوز: زيارة لاريجاني مشبوهة

ريفي: احمد توفيق الشهيد الثالث لثورة 17 تشرين

"الجنرال" ليس المسيح/بقلم متظاهرة/موقع اساس ميديا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

توافق تام بين حركة “النجباء” العراقية و”حزب الله” اللبناني

لاريجاني في بيروت لشد عصب حلفاء إيران وتوجيه رسائل دولية مترئساً وفداً من مجلس الشورى في زيارة ملتبسة بشأن توقيتها فجرت غضب الأوساط السياسية والشعبية

ريفي: قريباً تسمعون صوت الأحرار يصرخون: بيروت حرّة حرّة وإيران برّا برّا

نديم الجميل: أهلاً بكم في دويلتكم وشكراً على تمنياتكم وابدأوا بكف شرّكم عن لبنان

ثوار لبنان يلجأون للأمم المتحدة لسجن رؤساء جمهورية وشخصيات سياسية

أوساط مصرفية لـ”السياسة”: عدم تسديد “اليوروبوند” أكبر هزة مالية

جعجع: “حزب الله” وحلفاؤه الأكثر فساداً ولا مساعدات إذا لم تستعد الدولة قرارها

صوت لبنان استعادت حريتها وكرامتها.. وسامي الجميّل يعلّق

أول غيث الدعم الحكومي.. إيراني

لبنان في قلب صراع يحتدم بين إيران والولايات المتحدة

 برقية خطيرة من سفير لبنان في واشنطن الى الخارجية

سيدة الجبل": لرفع الوصاية الايرانية عن لبنان

إحباط مخطط في لبنان لتفجير السفارة الأميركية واعتقال سوري منتسب الى "داعش" كان على تواصل مع أبو يوسف التونسي

ردٌّ لبنانيٌّ على زيارة لاريجاني: "بيروت حرّة حرّة وإيران برّا برّا"

"النجباء" تُلاقي حزب الله.. وقيادي ينشر صورة مع نصرالله

نواب هاربون

قمة لبنانية - قبرصية - يونانية في نيقوسيا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

24 قتيلاً في هجوم على كنيسة في بوركينا فاسو

نتانياهو: نطبّع مع عدد كبير جداً من الدول العربية والإسلامية/جنود الاحتلال في شباك نساء "حماس" الوهميات... و"مسيرات العودة" تعدل اسمها

الإيرانيون غير راضين عن أداء حكومة روحاني وسيقاطعون الانتخابات

استطلاع توقع غياب 75 % من سكان طهران عن الاستحقاق النيابي... و"الطب الشرعي" كذّب الرئيس

علي صفوي لـ”السياسة”: 80 في المئة من الإيرانيين سيقاطعون الانتخابات ولن تحل مشكلات النظام لأنه بات على مشارف الانهيار

الإصلاحيون والمتشددون المزعومون تناوبوا على قمع الشعب وارتكاب المجازر ضد المعارضين

ترامب يطالب روسيا بوقف دعم فظائع الأسد ويندد بالعنف في إدلب والجيش السوري سيطر على محيط حلب وقصف نقطة تركية... وأنقرة واصلت تعزيز تواجدها

عمرو موسى: سورية دولة عربية وعودتها لمقعدها في الجامعة قاب قوسين أو أدنى

العراق يرفض الحرب على إيران ويستفسر من أميركا عن نشر “باتريوت”

اتفاق سني ـ كردي على تشكيل الحكومة الجديدة... والمحافظات الجنوبية تواصل الانتفاض

المحتجون يصدحون “لن نهاب الموت” بأغنية شاهدها 31 مليوناً

بغداد: لدينا قاعدة بيانات تضم معلومات كاملة عن بقايا “داعش”

الأمم المتحدة تدين استخدام أسلحة الصيد ضد المحتجين

الحكومة اليمنية والحوثيون يتفقون على تبادل الأسرى

السودان يعتقل خلية “إخوانية” خططت لهجمات ضد مصر/وفد "الجنائية الدولية" في الخرطوم لبحث تسليم البشير

“الأوروبي” يراقب حظر توريد الأسلحة لليبيا بمهمة بحرية وروسيا نفت إرسال قواتها وأكدت استمرار الحوار

الإمارات تصدر أول رخصة تشغيل لمحطة “براكة” النووية/إيفانكا ترامب أشادت بإصلاحات السعودية والبحرين والأردن والمغرب

قبرص ترفض الاستفزازات التركية والهند تستدعي سفير أنقرة احتجاجاً

تركيا تعاقب المسؤولين عن ترحيل “الإخواني” المصري وتمنح زوجته الجنسية

أفغانستان تعلن إتمام اتفاق السلام بين “طالبان” والولايات المتحدة/مقتل 5 جنود في هجوم على نقطة تفتيش بإقليم قندوز

روسيا تحذر مواطنيها من السفر إلى أميركا

الصين تتهم أميركا بارتكاب أكبر عمليات سرقة بعد تجسسها على 120دولة

ترامب هدد بوقف التبادل الاستخباراتي مع الدول الحليفة لبلاده التي تتعامل مع "هواوي

“كورونا” يؤجل انعقاد مجلس النواب الصيني ويلغي احتفالات اليابان وارتفاع عدد الوفيات إلى 1770 والمصابون 70 ألفاً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دولار الثمانينيات و"حرب الأربَتعش"/إيلي الحاج/موقع أساس ميديا

لبنان: انتحار المعارضة/سام منسى/الشرق الأوسط

"بيروت ١٩٥٨" ودروسها/مايكل يونغ/موقع مركز كارنيغي للشرق الأوسط

لماذا الاصرار على الانتحار التدريجي/مروان اسكندر/النهار

سقوط عقيدة "الرئيس القوي": منعاً لحروب الإلغاء والانفجار الطائفي/منير الربيع/المدن

اللّاثقة من السياسة إلى المال/شبلي ملاّط/المدن

دخول صندوق النقد إلى لبنان سيشعل "حرباً" اجتماعية/عزة الحاج حسن/المدن

سليماني «نصباً» في مارون الراس.. بدعة إيرانية تحت عنوان «لا تعرف عدوك»/علي الأمين/جنوبية

"القوات" للحريري: نُصالحك بشرطٍ.../ألان سركيس/نداء الوطن

سقوط عقيدة "الرئيس القوي": منعاً لحروب الإلغاء والانفجار الطائفي/منير الربيع/المدن

اللّاثقة من السياسة إلى المال/شبلي ملاّط/المدن

دخول صندوق النقد إلى لبنان سيشعل "حرباً" اجتماعية/عزة الحاج حسن/المدن

فرنسا لحكومة دياب: لا مفرّ من صندوق النقد/رندة تقي الدين/نداء الوطن

حزب الله "يُهان" في "امتحان"... تمرير "حكومته"/علي الأمين/نداء الوطن

ثقة دار الفتوى لدياب: سؤال بلا جواب/المحامي عبد الحميد الأحدب/اللواء

لبنان: "النأي بالنفس" مفهوم ضد الدولة في خدمة الدويلة/محمد قواص/ميدل إيست أونلاين

محنة العقل في "الأحزاب"/جورج طوق/ليبانون ديبايت

خسائر حزب الله البشرية في سوريا تثير غضب بيئته/نهاد طوباليان/موقع المشارق

هل الوقت مناسب لتغيير"اتفاق الطائف"؟/دافيد عيسى/مرصد ليبانون فايلز

"حزب الله" وباسيل وتجارب الماضي مع الحريرية/وليد شقير/نداء الوطن

بعد 15 عاماً وأيام/سناء الجاك/نداء الوطن

اليوروبوندز بين صندوق النقد والخطة الغائبة/سامي نادر/نداء الوطن

حكومة حسان دياب… “لا ثقة ولن ندفع الثمن”/مشعل ابا الودع الحربي/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تسلم رسالة من نظيره الايراني لزيارة طهران لاريجاني: مستعدون للمساعدة على تحسين الاوضاع الاقتصادية

بري التقى لاريجاني والسفير القطري: في الوحدة قوة ولا خيار الا بالتلاقي والحوار

دياب التقى لاريجاني في السرايا

نصرالله عرض ولاريجاني الأوضاع في المنطقة وسبل مواجهة التحديات السياسية والأمنية والإقتصادية

دريان بحث مع وزير الداخلية والنواب السابقين الاوضاع فهمي: دار الفتوى هي البوصلة ودعمها سيزيد الحكومة قوة وصلابة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إذا أقمت وليمة، فادع الفقراء والمشوهين والعرج والعميان.

إنجيل القديس  لوقا/الأصحاح 14/من01حتى14/ودخل يوم السبت بيت أحد كبار الفريسيّـين ليتناول الطعام، وكانوا يراقبونه. وإذا أمامه رجل تورم جلده بالاستسقاء، فقال يسوع لعلماء الشريعة والفريسيّـين: أيحل الشفاء في السبت أم لا؟ فسكتوا. فأخذ يسوع الرجل بيده وشفاه وصرفه. ثم قال لهم: من منكم يقع ابنه أو ثوره في بئر يوم السبت ولا ينشله منها في الحال؟ فما قدروا أن يجاوبوه. ولاحظ أن بعض المدعوين يختارون المقاعد الأولى، فقال هذا المثل: إذا دعاك أحد إلى وليمة عرس، فلا تجلس في المقعد الأول. فلربما كان في المدعوين من هو أهم منك، فيجيء الذي دعاكما ويقول لك: أعطه مكانك! فتخجل، وتقوم إلى آخر مقعد. ولكن إذا دعيت فاجلس في آخر مقعد، حتى إذا جاء صاحب الدعوة قال لك: قم إلى فوق، يا صديقي. فيكبر قدرك في نظر جميع المدعوين، لأن من يرفع نفسه ينخفض، ومن يخفض نفسه يرتفع. وقال يسوع لصاحب الدعوة: إذا أقمت وليمة غداء أو عشاء، فلا تدع إليها أصدقاءك ولا إخوانك ولا أقرباءك ولا جيرانك الأغنياء، لئلا يبادلوك الدعوة، فتنال المكافأة على عملك. بل إذا أقمت وليمة، فادع الفقراء والمشوهين والعرج والعميان. وهنيئا لك إذا فعلت لأنهم لا يقدرون أن يكافئوك، فتكافأ في قيامة الأبرار.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

إيران ما عندها غير القتل والحروب والإرهاب والأوهام والفقر والتعديات على كل ما انسان وانسانية

الياس بجاني/17 شباط/2020

شو ممكن إيران تقدم للبنان وهي دولة دكتاتورية ومعزولة وتقتل شعبها وتعيش في أزمنة العصور ما قبل الحجرية؟ هي تاخد نصرالله وحزبه لعندها وكثر الله خيرها

 

نصرالله المنشغل بالتحادث مع ملاك الموت يستغبي عقول وذكاء اللبنانيين ويريد الشيء ونقيضه

الياس بجاني/17 شباط/2020

غريب أمر بوق الملالي، نصرالله، فهو ينادي بمقاطعة أميركا وبطردها من المنطقة وبنفس الوقت يريد منها ومن حلفائها أن تتكرم وتمنح حكومته، حكومة دياب، المساعدات ويطالب اللبنانيين بقوة السلبطة الإرهاب أن يرضخوا ويقبلوها ويتعاونوا معها.

 

حزب الله محتل وإرهابي ومجرم وإيراني صافي

الياس بجاني/17 شباط/2020

https://twitter.com/i/status/1229094313377902592

تخبزوا بالأفراح طالما استمر التعامي الرسمي والحزبي عن احتلال حزب الله وبلع الألسنة عن القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة. والأخطر من هذا الحالم الإيراني هم أصحاب شركات احازبنا التجارية..فرنجية مهبول الخط وجعجع المنافق والباطني، والحريري الصبي الجاهل وجنبلاط الأكروباتي الحاقد على كل ما هو لبناني وهات إيدك والحقني.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

الرئيس الحريري شخصياً محبوب وفي السياسة عدم شرعي/الياس بجاني/16 شباط/2020/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%ad%d8%a8%d9%88%d8%a8-%d9%88%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7/

 

نصرالله مصيبة ربنا يخلص لبنان منها

الياس بجاني/16 شباط/2020

نصرالله لا يشبه اللبنانيين بشيء وليس فيه أي شيء لبناني. هو كارثة ومصيبة ورمز لحقبة احتلال فاجرة لم يشهد مثلها لبنان في تاريخه

 

قطعان أصحاب شركات الأحزاب والغباء بالأطنان

الياس بجاني/16 شباط/2020

اخطر ما في لبنان هم قطعان أصحاب شركات الأحزاب. هؤلاء كوارث انسانية وهم عملياً عبيد واغبياء وصنميين وتافهين. حمى الله لبنان منهم

 

ما في شي اسمه عونية كتنظيم أو كحزب عنده اجنده أو مشروع

الياس بجاني/15 شباط/2020

ما في شي اسمه عونية كتنظيم أو كحزب عنده اجنده أو مشروع، العونيون حالياً هم مجموعة من الإنتهازيين وأصحاب الأموال والنافذين إضافة إلى كم كبير من الودائع التابعة للحاكم الحالي والفعلي للبنان أي حزب الله...ولأن الدولة غير موجودة يجد كثر من المواطنين أنهم بحاجة إلى رعاية وحماية ومصادر رزق وهنا دور العونية في المجتمع المسيحي وهذا تماماً ما ينطبق على وضعية بري شيعياً وجنبلاط درزياً .. إن وجود دولة حقيقية كالدول في الغرب يلغي كل هؤلاء ولذلك لا يسمحون للدولة بأن تقوم...ولن يسمحوا ما داموا قادرين

 

المعرابي والبيك وسعد: ثلاثي خنوع وكوارث

الياس بجاني/15 شباط/2020

نيال حزب الله بمعارضة جنبلاط والمعرابي والحريري ولو ما كانوا موجودين لكان الحزب خلق ما يشبههم نرسيسة ودجلاً. ثلاثي كارثي وطروادي

 

الرئيس الحريري بالشخصي حبوب وقريب من القلب ولكن في السياسة عدم شرعي

الياس بجاني/14 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83183/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a-%d8%ad%d8%a8/

بداية وبالشخصي فإن الرئيس سعد الحريري حبوب وقريب من القلب، وهو انسان هادئ ومتواضع ومنفتح وغير متعصب، والأهم هو غير مستفز، ومن الصعب على أي أحد مهما كان مختلفاً معه أن يكرهه كما هو الحال مع 99% من أفراد طاقمنا السياسي العفن والإسخريوتي وأصحاب شركات أحزابنا الميليشياويين والطرواديين والحربائيين. ولكن في السياسية والعمل الوطني والتحالفات والقرارات والشدائد فالرجل ومنذ العام 2005 أي من اليوم الأول لدخوله الإضطراري إلى عالم السياسة اللبنانية لم ينجح في أي شيء ودائماً كان الفشل حليفه.

هو للأسف شخص فاشل سياسياً وقيادة وخيارات وبامتياز وعملاً بكل المعايير.

ومن المخيب للآمال ومن المحزن في آن فهو لم ولن يتغير لأن القيادة نعمة من الله وهو يفتقد كلياً لهذه النعمة.

الحريري أكد ولا يزال يؤكد عند كل منعطف بأنه من كوكب آخر، وبأنه جاهل كلياً لطبيعة العمل السياسي اللبناني المعقد على كل المستويات وعلى كافة الصعد.

وإن عدنا إلى كل المحطات التي واجهها الحريري منذ العام 2005 نرى أنه باستمرار لا يجيد الحسابات ولا حسن الخيارات والقرارات، كما أن الرؤية الوطنية والمستقبلية الشاملة عنده مغمشة إن لن نقل إنها معتمة 100%.

كما أن تكوينه الشخصي هو من غير خامة القادة ولا يجيد اختيار المعاونين والمستشارين والحلفاء، وهي صفة من أهم صفات من أنعم الله عليهم الله بعطايا ومواهب القيادة.

خطابه اليوم كان برأينا المتواضع صبياني ومسطح وشعبوي وغير مسؤول ومشخصن، وقد غيب عنه المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان والذي هو حزب الله الإرهابي.

تركيزه على جبران باسيل، شريكه في “الصفقة الخطيئة” التي سلمت لبنان لحزب الله يبين أن رؤيته للصورة الشاملة والمتكاملة هي مشوهة وعن سابق تصور وتصميم، وذلك على خلفية مصلحية وتجارية تمظهرت في تملقه لحزب الله واستمراره في المراهنة عليه للعودة إلى رئاسة الحكومة.

ولا يجب أن يغيب عن بالنا وبالتقييم العملاني بأن الحريري قد خدم حزب الله وأضر بلبنان كما لم يخدمه سياسي لبناني آخر، وكان وصل في وضعية استسلامه للحزب مؤخراً أنه راح يسوّق عربياً ودولياً لنفاق وخدعة حزب الله اللبناني وحزب الله الإقليمي.

هو من باع 14 آذار بالتوافق والتلازم مع سمير جعجع ووليد جنبلاط وقفز معهم فوق دماء الشهداء ودخل بمعيتهم ورضاهم في “صفقة الخطيئة” التي جاءت بعون رئيساً وضربت التوازن الذي كان قائماً نوعاً مع حزب الله.

الثلاثي الحريري وجعجع وجنبلاط داكش السيادة بالكراسي وباع لبنان وسيادته واستقلاله وتعامى عن أهمية القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة، وارتمى في احضان المحتل الإيراني مقابل منافع مالية وسلطوية.

وحضور الثلاثة الإسخريوتي جلسة منح الثقة لحكومة دياب الملالوية يؤكد أنهم مستمرون في تموضعهم اللاهي والمصلحي رغم ما يصدر عنهم من مواقف كذب ونفاق لمسايرة الثورة في حين هم عملياً يجدهدون لإفشالها وضربها.

الحريري دخل في شراكة سمسرة ومصالح وصفقات مع باسيل ومع غيره ولأنه جاهل للعقل اللبناني التجاري فقد فشل فشلاً ذريعاً حتى في هذا المجال اللاقانوني واللااخلاقي.

يبقى أن الحريري رجل أُدخل عالم السياسة رغماً عنه وورث موقع والده مجبراً وقد اثبت على مدار 15 سنة بأنه لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالسياسيين ولا بأي شيء يمت للشأن العام والعمل الوطني، وبالتالي بات واجباً عليه أن يستقيل من تيار المستقبل ويعمل جاداً على تحويله إلى حزب بالفهوم الغربي حيث من أهم ما هو لهذا التحول تبادل السلطات السلمي والديموقراطي.

وصدقاً نطلب من الله أن يبعد عن لبنان واللبنانيين أي تحالف جديد بين الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري حيث أن الثلاثة هو كوارث وطنية، ولا يجمع بينهم غير خدار الضمير، وموت الأحاسيس الوطنية، وعشق الصفقات والسمسرات، والفشل والنرسيسية والدكتاتورية والأكروباتية.

في الخلاصة فإنه ما دام في لبناننا المحتل شرائح تهوبر لأي صاحب شركة حزب “بالروح وبالدم منفديك” فنحن والسيادة والإستقلال والحريات من جورة إلى جورة ومن تعتير إلى تعتير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو حلقة نديم قطيشDNA لليوم عنوانها: محور إيران..ومقاطعة أميركا

الحلقة تتناول تناقضات خطاب نصرالله الأخير لجهة تهديده أميركا ومطالبته بمقاطعة منتجاتها ومبدأ المحكمة الدولية وزيارة لاريجاني ورفع تمثال سليماني في بلدة مارون الراس ونفى نسب حكومة دياب لحزبه/الربط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=JY6x4kxTMUc

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 17/2/2020

وطنية/الإثنين 17 شباط 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان في سباق محموم مع الوقت لمواجهة معضلة تسديد سندات اليوروبوندز في التاسع من آذار،

وترقب لمشورة صندوق النقد الدولي الذي يصل مساء غد الى بيروت وهو سيطالب بإصلاحات تكاد تكون معروفة، وفي معلومات لتلفزيون لبنان ان الحكومة تجري اتصالات مع صندوق النقد الدولي وايضا البنك الدولي الذي قال مسؤول فيه إن على الحكومة ان تتوصل مع صندوق النقد الى توافقات من شأنها إعادة الثقة بلبنان وتحريك الاسواق.

وإذ أشار الى استعداد البنك الدولي لمساعدة لبنان بنصف مليار دولار لإعادة تأهيل الكهرباء

قال المسؤول نفسه إن المطلوب للبنان مشاريع للكهرباء والاتصالات والتغطية الاجتماعية.

ومواكبة لزيارة صندوق النقد الدولي تجتمع لجنة المال والموازنة يوم الخميس في حضور وزير المال وحاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف فيما عقد اجتماع عصرا في مصرف لبنان بين سلامة وجمعية المصارف..

وعشية وصول وفد صندوق النقد الدولي لتقديم مشورته للبنان زيارة رسمية لرئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الذي اعرب عن استعداد ايران لدعم لبنان في كل المجالات مبديا امكانية التعاون في العديد من المجالات والاستفادة من الطاقات في ايران بملف الكهرباء لبناء المزيد من المنشآت الكهربائية وترك القرار في هذا الاطار للشعب اللبناني..

توازيا

زيارة مرتقبة نهاية الشهر الجاري للموفد الفرنسي كريستوف فارنو الى بيروت لوضع المسؤولين في حقيقة الموقف الفرنسي الرسمي من الازمة اللبنانية ووجوب تلبية الحكومة مطالب الشعب لاخراجه من الساحات وانقاذ البلاد..

وفي زحمة الاجتماعات واللقاءات شهد سوق الدولار لدى الصرافين اليوم انفلاتا حيث وصل سعر الدولار الى 2500 ليرة ما دفع المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم الى استدعاء نقيب الصرافين للاستيضاح منه عن هذه البلبلة..

بدوره رئيس جمعية المصارف سليم صفير اجتمع بالنائب العام المالي القاضي علي ابراهيم اليوم ووضعه في صورة الأوضاع المصرفية والنقدية..

البداية من المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الذي عقده في ختام زيارته.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

في خضم المساعي والإجتماعات والإتصالات القائمة على خط المعالجات للأزمة الإقتصادية والمالية، تتصدر الكهرباء واجهة الإهتمامات ومن هنا فإن أي معالجة نقدية لوقف تفاقم تنامي الدين لا تستقيم أبدا من دون إيجاد حل جذري للكهرباء.

رئيس مجلس النواب نبيه بري جدد التأكيد أنه ذاهب إلى معركة في هذا الملف وأن قراره ألا صوت في المرحلة المقبلة يعلو فوق صوت معركة توفير الكهرباء وعلى قاعدة العمل بأسرع ما يمكن وبأرخص ما يمكن، وهذه المعالجة باتت طريقا إلزاميا ينبغي سلوكه أولا في الشق المالي خصوصا لا سيما أنه في لغة الأرقام تستنزف الكهرباء منذ سنوات طويلة ملياري دولار سنويا.

إذا معالجة ملف الكهرباء سريعا ستكون واحدة من الإجراءات الإنقاذية التي تطمئن اللبنانيين والمجتمع الدولي على حد سواء لكن الأساس يكمن في قوة اللبنانيين من خلال الوحدة والوحدة ثم الوحدة وهو المطلوب للانطلاق في حل الأزمات كافة وفق ما أكده الرئيس بري خلال لقائه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الذي استهل لقاءاته في لبنان من بعبدا حيث سلم رئيس الجمهورية ميشال عون رسالة من نظيره الإيراني تضمنت تجديد الدعوة لزيارة طهران.

وعلى خط الكهرباء دخل لاريجاني عارضا المساعدة الإيرانية لحل الأزمة مؤكدا إستعداد بلاده الكامل للتعاون مع الحكومة اللبنانية في المجالات كافة ومنها الدواء.

وعلى المستوى النقدي سجل سعر صرف الدولار لدى الصرافين ارتفاعا غير مسبوق حيث لامس الـ2500 ليرة لبنانية.

صعود الدولار أعاد المعتصمين إلى محيط البنك المركزي رافعين الصوت مجددا ضد سياسة الحاكم وجمعية المصارف.

وإلى سوريا حيث أعلن الرئيس بشار الأسد شخصيا وفي كلمة متلفزة يظهر بها لأول مرة على هذا النحو أعلن إنتصار حلب مؤكدا إستمرار المعركة في إدلب رغم فقاعات الشمال إلى حين تحريرها.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

المأزق اللبناني تجلى اليوم بكل أبعاده الإقليمية والعربية والمحلية، وكذلك المالية والنقدية. لبنان في عمق الكباش السعودي الإيراني على أرضه: اليوم لاريجاني يعلن من بيروت: "نحن لا نخفي دعمنا للمقاومة، وحزب الله ليس إرهابيا ولن نسمح لأي دولة بتصنيفه على قائمة الإرهاب ... لسنا بحاجة أن نقوم بزيارات رسمية لتحقيق إنسجام بين قوى محور المقاومة، والزيارات التي قمت بها إلى سوريا ولبنان أتاحت لي فرصة لقاء قادة المقاومة في البلدين".

إشارة إلى أن لاريجاني هو أول مسؤول إقليمي يزور لبنان ويلتقيه الرئيس حسان دياب بعد نيل الحكومة الثقة ... وفي الوقت الذي كان فيه لاريجاني يدلي بمواقفه العالية السقف، كان مصدر دبلوماسي يكشف للـLBCI أن ما ورد في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية عن زيارة موفد رئيس الحكومة حسان دياب إلى الرياض لا يمت إلى الحقيقة بصلة، ونفى جملة وتفصيلا كل ما يشاع عن زيارات ولقاءات تتعلق بالحكومة اللبنانية.وأكد المصدر أن هكذا زيارات يتم الإعلان عنها عبر القنوات الرسمية....

هذا الإيجاز يكشف عمق الأزمة بين الحكومة اللبنانية والمملكة في مقابل المحاولات الإيرانية الرسمية للتقرب من لبنان الرسمي ... وسط هذا الكباش يتحضر لبنان للجلوس مع وفد صندوق النقد الدولي الذي يصل غدا إلى بيروت، على أن تبدأ اللقاءات الخميس المقبل ...

في الإنتظار إلتهب اليوم سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية لدى الصيارفة، فبلغ 2500 ليرة مبيعا وشراء بـ 2450 ليرة فيما حافظ لدى المصارف على سعره الرسمي، أو الوهمي، أي نحو 1500 ليرة ...

في غضون ذلك، كشف النقاب عن زيارة قام بها رئيس جمعية المصارف سليم صفير إلى المدعي العام المالي في قصر العدل من دون أن يصدر أي خبر عن الزيارة لا من جمعية المصارف ولا من مكتب المدعي العام المالي.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

لبنان في صندوق.. وعصف أفكار مالية تشتد رياحها يوم الخميس بوصول وفد صندوق النقد الى بيروت لتقديم الإرشادات الفنية المؤدية إلى ضرائب حتمية. وما يتبين من حصيلة الآتي من الاستشارات أن المؤسسات الدولية تقدم نصائحها التقنية..والشعب يدفع..من ارتفاع ضريبة القيمة المضافة إلى البنزين وفاتورة الكهرباء وفوائد المودعين التي ابتلعتها المصارف.

وبالتزامن مع اجتماع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بجمعية المصارف في البنك المركزي شهد شارع الحمرا اعتصاما رافضا لكل السياسات المصرفية .. وإذا كانت التحركات الاحتجاجية أمام مصرف لبنان قد انبثقت من ثورة السابع عشر من تشرين فإن التيار الوطني الحر قرر الطرق على أبواب المصرف اعتبارا من الخميس المقبل، ونزول الشارع معارضا ومصوبا باتجاه الأموال المنهوبة أو المهربة وقد دعت نائبة رئيس التيار مي خريش الجميع للانضمام الى هذا المطلب وتخطي الخلافات السياسية، وقالت إننا الى الآن لا نعرف قيمة الموجدات في مصرف لبنان ولا قيمة التحويلات قبل السابع عشر من تشرين، وأعلنت خريش سلسلة تحركات ضد الفساد سوف تنظم لاحقا.. والهدف ليس الشعبوية إنما تحصيل الحقوق .. "والتيار راجع عالأرض" وما أدراكم ما التيار.

لكن الشارع ليس المصرف المركزي -ونقطة على السطر- وليس هو تنفيذ انقلابات وانتقاء أهداف دون أخرى، وما يعرفه الناس أن البلد كله في أزْمة وأن غدهم مجهول المصير ولن تجذبهم الشعارات التي يراد منها الانتقام السياسي. فعملتهم بالأرض .. وأحوالهم تحت الأرض وفوضى الدولار ضربت اليوم أعلى معدلاتها بارتفاع السيد الأخضر إلى خطوط الألفين وخمسمئة ليرة .. أما أقصى المساعدات التي وصلت إلينا فكانت من إيران .. الدولة المحاصرة بالعقوبات حيث " اجا المستوي عند المهتري".

وعلى الرغم من ضيق حالها فإن الجمهورية الإسلامية عرضت المعونة من خلال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني الذي التقى الرؤساء الثلاثة والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طارحا على اللبنانيين حزمة مساعدات اقتصادية بينها في مجالي الكهرباء والدواء، إضافة إلى مجالات الصناعة والزراعة وقال إن محادثاته شملت كل أنواع الدعم .. لكن من يتجرأ في لبنان على قبول هذه المساعدات التي ستشكل تحديا للعالم ولأميركا على وجه التحديد ..علما أن إيران كانت أول دول تعرض تقديم حلول الإنقاذ .. فيما دول أخرى أحجمت حتى عن تقديم التهئنة الى حكومة حسان دياب التي تنتظر فتح أبواب عربية وخليجية . ولاريجاني القادم من سوريا .. ترك وراءه احتفالات وصلت الليل بالنهار .. واستعادت معها حلب مطارها الإستراتيجي بعد تسع سنين على توقفه ..وفي كلام لا ينطبق الا على الرئيس التركي رجب طيب ارودغان اعلن الرئيس السوري بشار الاسد انه سيواصل معركة تحرير ادلب لتمريغ " انفوفهم " بالتراب منتقدا ما سماه الفقاعات الصوتية الفارغة الاتية من الشمال .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

ليس للمقارنة حيث لا تصح المقارنة، وانما للتبصر والنظر بعين الحقيقة بين من حضر الى لبنان ومعه كل طروح الدعم والمساعدة بلا مقابل او منة، وبين من يقف على زناد التهديد والوعيد، ولم تكفه كل العقوبات التي ساهمت بايصال لبنان باقتصاده وماليته الى الحضيض..

انه المشهد بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ممثلة برئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور على لاريجاني، وبين الولايات المتحدة الاميركية ممثلة بإحدى سيناتوراتها جين شاهين التي توعدت اللبنانيين بمزيد من العقوبات اذا لم يطلق سراح العميل الصهيوني وجزار معتقل الخيام عامر الفاخوري..

انه المشهد بين من دعم لبنان ومقاومته ولا يزال ضد كل عدوان، وبين من دعم ولا يزال كل اعداء لبنان من صهاينة وتكفيريين، ويريد ان يحمي اليوم عملاءهم المجرمين..

حضر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى بيروت مؤكدا للرؤساء الثلاثة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف الى جانب لبنان وحكومته في هذه المرحلة الحساسة، وهي مع وحدته واستقراره السياسي والاقتصادي، وهي على اهبة الاستعداد لكل دعم يطلبه لبنان في مجالات الزراعة والصناعة والدواء والطاقة، لا سيما الكهرباء، الشغل الشاغل على الدوام.

لاريجاني الذي التقى سيد المقاومة السيد حسن نصر الله، بحث معه التطورات وسبل مواجهة التحديات السياسية والامنية والاقتصادية.

زيارة لساعات حملت الكثير، فيما حمل التحرير الكامل لحلب السورية للمنطقة عنوانا جديدا..

الرئيس السوري بشار الاسد الذي زف نبأ التحرير وشكر الجيش السوري وكل الداعمين، أكد ان المعركة مستمرة حتى تحرير كامل التراب السوري رغم كل الفقاعات الصوتية القادمة من الشمال..

ومن حلب مثال آخر لو يحتذي به كل اللبنانيين، فبعد ساعات على تأمين طريق حلب دمشق الدولية، بدأت ورش الصيانة لاعادة الطريق الدولية الى العمل، على ان يعاود مطار حلب عمله خلال يومين..

انها الدولة السورية رغم الحرب العالمية التي تخاض ضدها، فهل نتأمل لنكتسب العزيمة في مواجهة التحديات؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

ينتظر الرسميون وصول مبعوث فرنسي لبحث ملف سيدر وموفد البنك الدولي لتحديد ماهية المساعدة التقنية التي ينشدها لبنان في وقت باشر رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني زيارة للبنان هي الاولى لمسؤول ايراني بعد 17 تشرين الاول، والاولى لمسؤول ايراني منذ اغتيال قاسم سليماني والاولى لمسؤول اجنبي بعد تشكيل حكومة حسان وبالتالي فأن التهنئة الاولى واليتيمة حتى الساعة بتشكيل الحكومة تأتي من طهران في وقت يبتعد العرب ويغيب الاوروبيون ويكتفي الاميركيون بالمراقبة عن بعد وجس نبض عن قرب .

وكما في الايام التي سبقت سقوط القسطنطينية ينشغل المسؤولون بجنس الاستحقاقات المالية واذا كان يجوز ان تدفع او لا، والحجة المضحكة المبكية ان هناك من يخشى على سمعة لبنان التي اوصلها المنافقون والسارقون والناهبون الى ادنى قاع واسفل قعر. من يسمعهم يحاضرون في السمعة يخال ان امرأة قيصر بعثت وان نجمة شارع المتنبي دفنت مع انقاض المبنى الشهير الذي استقبلت فيه ولعقود امثال هؤلاء الذين لطالما عبدوا ربا واحدا وهو المال .

وبمعزل عن خطاب بيت الوسط الذي نعى تسوية وبدأ حملة تطهير في محيطه وبيئته مع الانتهازيين والوصوليين كما اسماهم الرئيس السابق للحكومة، الا ان الابرز في الخطاب انه لم يعلن حربا ولم يطلق مواجهة ولم يحي عظاما ولم يتزعم معارضة ولم يستفز حزبا كبيرا رغم انه غازل نجم الباليه ومسرح البولشوي نورييف لبنان وكاد ان يستغفر ويطلب السماح من زعيم كان بينه وبين والده ما صنع الحداد . لكن من جهة ثانية فأن خطاب السيد حسن نصرالله هو ما يجدر التوقف عند دلالاته ومدلولاته .

صحيح ان السيد حيد الحريري لكنه ذكره انه لن يبقى بلد اذا فشلت هذه الحكومة ليعود احد على حصان ابيض ويشكل حكومة جديدة،الامر الذي فسره كثيرون انه مؤشر لما سيحدث اذا رحلت او سقطت حكومة حسان دياب وهو الفراغ كمرحلة اولى واعادة انتاج السلطة وربما اعادة انتاج النظام برمته.

هذا الكلام لم يقله السيد لكن الوضع الاقتصادي المتدهور والمالي المتفجر والمعيشي المتقهقر لن يترك للسياسيين والممسكين حتى الان بزمام المسؤولية اي فرصة حتى لالتقاط الانفاس واستدراك الاحداث . ولعل الاشارة المعبرة في كلام السيد كانت في الدعوة الى حوار بين المعارضة والموالاة لضبضبة الوضع والحد من الخسائر ما يعني ان الحكومة غير موضوعة في الخدمة حاليا ويرجى المحاولة لاحقا معها لانها بالكاد تكاد تقوم بمهامها ليس في مئة يوم بل في مهلة مفتوحة كما لفت السيد الامر الذي فسره ايضا مراقبون ان الحكومة بحاجة لوقت طويل كي تنجز وتحرز . الفرنسي والبنك الدولي في بيروت والرئيس دياب يسعى لنيل درع التثبيت من عواصم قرار كمؤشر للاستمرار .

اما ملهاة الدولار فمستمرة ومأساة السحوبات غير مستقرة. اموالكم ليسوا لكم - الداخل مفقود والخارج مولود. تحول اللبنانيون من زبائن الى رهائن لبعض المصارف وكمثل يونان النبي يسعون للخروج من جوف الحوت والتخلص من طبقة كشفت عريها وعورتها حتى من ورقة التوت

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

انه يوم لاريجاني في لبنان. رئيس مجلس الشورى الايراني جال على كبار المسؤولين اللبنانيين، في زيارة هي الاولى لمسؤول اجنبي بعد نيل الحكومة الثقة. وهو أمر طرح أكثر من سؤال وأثار اكثر من التباس. اذ هل تحديد موعد لمسؤول ايراني وبين زيارتين له لسوريا والعراق و في هذا التوقيت بالذات عمل يصب في مصلحة لبنان؟ وهل الزيارة المبكرة للاريجاني تسهِّل ام تعقد المهمة الصعبة التي يتولاها رئيس الحكومة حسان دياب اثناء زيارته الخليجية والعربية المرتقبة؟ والأهم:اي رسالة توجهها الحكومة اللبنانية الى العالم باسره من خلال زيارة لاريجاني، علما ان لبنان أحوج ما يكون الى كل دعم دولي، وخصوصا من الدول المانحة ومن المؤسسات المالية والاقتصادية؟ وهل المساعدات التي عرضها لاريجاني على المسؤولين اللبنانيين يمكن ان تشكل بديلا عن المساعدات الخليجية والعربية والدولية التي يسعى وراءها لبنان؟ انطلاقا من هذه الاسئلة كلِّها يمكن الاستنتاج ان زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني لم تأت في توقيت جيد، وهي قد ترتب تداعيات سلبية على الحكومة الجديدة في سعيها لخرق الجدارين العربي والدولي المسدودين.

على صعيد آخر ما قاله السيد حسن نصر الله في كلمته أمس عن انشاء هيئة من الموالاة والمعارضة لمواجهة الاوضاع الاقتصادية الصعبة، استكملته اليوم مصادر من حزب الله في مواقف وردت في وكالة الانباء المركزية. مصادر حزب الله اشارت الى اهمية عقد طاولة حوار تجمع الموالاة والمعارضة لاتخاذ قرارات اقتصادية استراتيجية لا يجوز اتخاذها الا بالاجماع .

الموقفان المذكوران لم يلقيا صدى ايجابيا لدى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعتبر في لقاء اعلامي ان دعوة حزب الله محاولة للتهرب من المسؤولية، وان القرارات الاقتصادية مطلوبة من حكومة اللون الواحد، وتساءل جعجع : منذ عشرة اعوام والموالاة والمعارضة في حكومة واحدة فماذا كانت النتيجة ؟ اقتصاديا : الحكومة في سباق مع الوقت، فرئيس الحكومة عقد سلسلة اجتماعات في السراي للبحث في قضايا اقتصادية ومالية وحياتية. فهل الحل للازمات اللبنانية هو حل اقتصادي فقط أم سياسي في الدرجة الاولى؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الإثنين في 17 شباط 2020

وطنية/الإثنين 17 شباط 2020

النهار

يبدي زعيم سياسي في مجالسه قلقه من استحقاق دستوري بارز من خلال معطيات داخلية وإقليمية يملكها تُنبئ بمرحلة شبيهة بانتخاب الرئيس ميشال عون وما يحصل في هذه الظروف من إعادة حسابات ربطاً بذاك الاستحقاق.

عُلم أنّ وزيراً سابقاً في حزب مسيحي قام باتصالات حثيثة قبيل مناسبة ذكرى الرابع عشر من شباط في الداخل والخارج لتقريب المسافات بين مرجع حكومي ورئيس حزب بارز وقد حقق نتائج إيجابية تظهر لاحقاً.

تعمل جهات قريبة من النظام السوري على الدفع باتجاه التمديد والتجديد لاحد رجال الدين المسيحيين والضغط على معارضيه للتخفيف من حملتهم.

لوحظ ان السفير الاماراتي نشر صورته والسفير السعودي مع الرئيس سعد الحريري على حساب سفارة بلاده في "تويتر" قاصدا اظهار الاحاطة به.

الجمهورية

قال مسؤول عربي لمسؤول لبناني: "نحن نعيش معاناة بلدكم ونرغب في مساعدتكم ولكن أعذرونا في هذه المرحلة".

علّق أحد الرؤساء على ما أعلن عن إلغاء زيارة مسؤول أميركي إلى لبنان بقوله: في الأساس لم يكن أحد في وارد الزيارة ليُلغيها.

ما زالت أعمال تثير الشبهات مستمرة في مؤسسة تابعة لوزارة وصاية على رغم وصول البلد الى حافة الإنفجار.

اللواء

يُشيد مرجع رسمي بمشاعر الود الذي يحيطه بها مرجع سابق، بعيداً عن مواقفه المعلنة بمعارضة الحكومة الحالية!

لوحظ أن أوساط التيار الوطني الحر ونوابه لم يبادروا إلى نفي ممارسة رئيس التيار صلاحيات "رئيس الظل" كما ورد في خطاب الرئيس سعد الحريري الأخير!

تلقى رئيس تيار المستقبل بمناسبة ذكرى 14 شباط إتصالات هاتفية من قيادات حزبية متعددة من فريق 8 آذار، وفي مقدمتها حركة أمل وحزب الله!

نداء الوطن

يُسجّل غياب تام لفحص "الكورونا" عند معبر المصنع اللبناني مع سوريا، حيث تساءل معنيون أين أصبحت وعود وزارة الصحة باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لرصد الأوبئة عند المرافق الحدودية البرية والجوية والبحرية؟

يتردّد أن رئيس الحكومة حسّان دياب كان قد وُعد من دولة خليجية بوديعة مالية فور نيله الثقة لكنه عاد ليتبلّغ لاحقاً بتراجع هذه الدولة عن وعدها.

لم يتردّد وزير سيادي في تغيير الطاقم الاستشاري الذي كان في الوزارة مع أنّ الحقيبة كانت للفريق السياسي نفسه الذي سمّاه وزيراً.

الأنباء

يتم تسريب أرقام كبيرة، دون معرفة مصداقيتها؛ حول حجم العائدات المتوقعة لخزينة الدولة بحال فُرضت الضريبة التصاعدية على الودائع المصرفية.

تنعكس القطيعة بين تيارين سياسيين على المواقف والتصريحات التي باتت تشكل الطبق اليومي للسياسة المحلية. وقد باتت غالبية القطاعات في الدولة تحت مجهر هذا الخلاف.

البناء

تقول مصادر مالية إنها تحققت من أن عملية بيع قرابة 500 مليون دولار من سندات اليوروبوند من مصارف لبنانية معروفة لشركة أشمور في الخارج هي عملية صورية أو لسندات باقية لأصحابها والضغط الجاري للسداد يهدف لضمان قبض المبالغ وبقائها في الخارج. فالبيع وسيلة للتهريب.

قالت مصادر دبلوماسية إن الانتظار سيد الموقف في المنطقة حيث حكومات جديدة وقيد التشكيل في لبنان والعراق وتونس وانتخابات نيابية في إيران و"إسرائيل" والنصف الثاني من آذار يتشكل المشهد الجديد وتتبلور المواقف والسياسات الدولية تجاه المنطقة

 

يا عِلَّتي

الأب سيمون عساف/17 شباط/2020

يا نورَ نفسي دُعائي يَرتجي أن يُستَجابَ استَجِبْ قبل المَجِيْ

يا ملجأي في مُلِمَّاتٍ دَهَتْ مَنْ لي سواكَ حِمَىً كي أَلتجِيْ؟!

هذا الذي صُغْتَهُ طينا تُرى تُعِيدُهُ لِلْخَواءِ المُثلِجِ؟

يَثوي غداً هامِداً في قبرِه طعْمَ البِلى يا لَهَوْلِ المَخرَج!

أَمْ مُصعِدٌ طبْعَهُ بِالفَصْلِ عن "كَينونةٍ" لِلْمَكانِ المُبْهِجِ؟

تُقيمُهُ حولَ عرشٍ خالدٍ يُضفَى الى جُندٍ سماويٍّ نَجِيّْ!

أَمَّا الهَيُولى فَلِلأصلِ ارتِجاعٌ ضائعٌ لا صدى صوتٍ شَجي!

رُحْماكَ خُذْ باليمينِ الغامرَهْ وابْدِ الرضى في الوقوفِ المُحرِجِ!

قاد التواصلُ للإغراقِ في حُمَّى العناقِ الحميمِ اللاعجِ

يا عِلَّتي حُلْوٌ تواصُلُنا لا تقطع الوصلَ في ليلي الدَجي

إني اشتياقٌ حَرورٌ والهوى توقٌ صبا للنعيم المرتَجي

أَنْعِمْ عليَّ وكُنْ في ضيقتي فُلْكَ الخلاصِ الامينِ المفرِجِ

إِنضِ القميصَ الترابيَّ التي تُغري الفؤادَ بِوهمٍ غانجِ

غِثنِي إِلهي تَراني طافرا كالأيِّل الحرِّ لا كالأعرجِ

آتيك لا ناكسَ الراياتِ بل آتيك بالزهْوِ فوق الهَودجِ

ان الدُجى داكنٌ في عَتمتي إِلا سراجَ التُقى لم أُسرِجِ

من سجنِ هجركَ أطلِقْ تائها الا على نَوْلِه لم يَنسُجِ

أهوى انفلاتي من الأسرِ اْحتَكِمْ يومَ اللقا في مسا العمرِ السَجي!

للملتقى وعدُ نفسي يا يسوع يومَ الصباحِ المقيمِ الأدعجِ

 

أحمد توفيق.. شهيد ثورة طرابلس

المدن/18 شباط/2020

"شهيد" جديد في الثورة اللبنانية. شهيد لم يرغب بالموت ولا طلبه. كان وحسب يطالب بحياة أفضل.  عاند الموت وتشبث بحياته قدر مستطاعه، حتى آخر نفس وآخر نبضة. مات أحمد توفيق، رغماً عنه، ورغم كل الآلام التي تحملها، ورغم كل تعب الأطباء ومحاولات إنقاذه. بعد مضي ثلاثة أشهر من المعاناة في المستشفى، توفي الشاب أحمد توفيق في طرابلس، مساء الاثنين 17 شباط، متأثراً بجراحه، بعد إصابته برصاصة في بطنه خلال تظاهرات الجميزات يوم 26 تشرين الثاني 2019. ففي تلك الليلة، وقعت صدامات عنيفة بين الجيش ومتظاهرين أقدموا على حرق مكتب التيار الوطني الحر في شارع الجميزات. ورغم خضوع الشاب للعلاج على مدار ثلاثة اشهر، إلا أن وضعه الصحي ازداد تدهوراً، ففارق الحياة. خبر وفاة أحمد، أثار غضبًا عارماً في طرابلس، وسارع الشبان والأهالي على الفور إلى قطع طريق البحصاص، ووجهوا الدعوات لإعلان اليوم الثلاثاء 18 شباط يوم إضراب عام في طرابلس استنكاراً لموت وإجلالاً لروحه. وشهدت شوارع طرابلس ليلاً مسيرة شعبية حاشدة، ضد السلطة، وضد الحال الصعبة التي تعيشها عاصمة الشمال. في المقابل، وتحسباً لأي ردود فعل، كثّف الجيش انتشاره في المدينة، وخصوصاً أمام مكتب التيار الوطني الحر، خوفًا من الهجوم عليه مجدداً.

 

احتجاجاً على وفاة أحمد توفيق.. قطع طرقات في بيروت والشمال

مواقع الكترونية/16 شباط 2020

قطع محتجون الطريق عند جسر الرينغ – تقاطع برج الغزال، بعد وفاة الشاب أحمد توفيق، وسط انتشار لعناصر من قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني. وفي طرابلس، قام متحجون بقطع الطريق في البحصاص، تعبيراً عن غضبهم لوفاة توفيق. وفي عكار، قام متظاهرون بقطع طريق حلبا - عكار، بعد وفاة توقيق، وبسبب ملاحقة عدد من الناشطين في المنطقة. وانتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي، دعوة للإضراب يوم غد الثلاثاء، تحت عنوان "يوم الغضب". ويدعو المنشور إلى قطع كل طرقات لبنان ابتداء من الساعة 5 صباحاً، وذلك حداداً على روح الشاب أحمد توفيق، وجميع شهداء ثورة 17 تشرين الأول.

يذكر أن توفيق توفي متأثراً بجراحه، بعد إصابته برصاصة في بطنه خلال تظاهرات الجميزات – طرابلس يوم 26 تشرين الثاني الماضي، في إطار التحركات الشعبية التي شهدتها المدينة. وبقي توفيق في المستشفى لمدة 3 أشهر، خضع خلالها لعدد من العمليات الجراحية، إلا أن وضعه الصحي ازداد سوءاً ليفارق الحياة اليوم الإثنين.

 

العجوز: زيارة لاريجاني مشبوهة

وطنية - الإثنين 17 شباط 2020

رأى رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد العجوز أن زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني على رأس وفد رفيع للبنان "تحمل رسائل عدة، وأخطرها أن لبنان بات تحت سيطرة عسكرية وسياسية لايران ووصايتها، وهي زيارة مشبوهة". ورد على تمنيات لاريجاني أن "يكون لبنان سيدا حرا مستقلا"، قائلا: "هذا الشعار سيتحقق حتما عندما ترفع الوصاية عن لبنان". وحذر من "خطورة الواقع اللبناني، بحيث بات واضحا أن المنظومة الإيرانية الفارسية تسيطر بشكل كبير سياسيا وعسكريا على وطننا، وتهدد هويته العربية". ولفت الى أن الزيارة "تعكس في توقيتها وظروفها مخططا جديدا وأجندة خطيرة لا يمكن التغاضي عنها". وحمل "خطورة ما آلت إليه هذه الأوضاع الى من لم يكن عند مستوى حمل راية الدفاع عن وحدة لبنان وحريته وعروبته وسيادته"، قائلا: في الوقت يسعى المواطن الى البحث عن لقمة عيشه ويعاني قلقا من فلتان في أمنه المعيشي والمالي والإقتصادي، وأمام كل التطورات السياسية، لا بد للثورة الشعبية أن تعيد ترتيب أوراقها وتنظيم صفوفها واستكمال مسارها لإسقاط كل المنظومة السياسية الفاسدة تحت شعار "كلن يعني كلن"، ولا يتوقف المسار عند "بيت الوسط" فقط، وإلا فسيكون مصيرها كمصير ثورة 14 آذار بحيث ضاعت الفرصة وضاع معها البلد معها".

 

ريفي: احمد توفيق الشهيد الثالث لثورة 17 تشرين

وطنية - الإثنين 17 شباط 2020

غرد الوزير السابق اللواء اشرف ريفي عبر حسابه على "تويتر":"أحمد توفيق (علوش) الشهيد الثالث لثورة 17 تشرين. من طرابلس إلى كل لبنان، أبطال يواجهون رموز الفشل والفساد والوصاية، لينظفوا الوطن بعدما استباحته أسوأ منظومة سياسية.

 

"الجنرال" ليس المسيح

بقلم متظاهرة/موقع اساس ميديا/17 شباط 2020

"الجنرال". هذا هو اسمه بالنسبة إليّ. منذ طفولتي وأنا أسمع أبي يقول عن ميشال عون: "العدرا حامية الجنرال"، كأنه بلا اسم، فيما أمي كانت تصلّي لأجله في حروبه التي لاحقاً عرفت أنها حروبنا: المسيحيون الموارنة. هكذا علّمني أبي: "الجنرال حامينا من كل  الأعداء، لولاه  نحنا منصير تحت التراب".

كأنه بلا اسم، اعتدت أن أفكر دوماً. رتبته العسكرية هي اسمه. كنت أدّعي أمام  أقاربي وأصدقائي أنني أحبه مثلما يحبونه، لكن الحقيقة أنه  لم يكن يعني لي شيئاً وجوده أو عدمه. كل ما أذكره عن عودته من منفاه الفرنسي إلى لبنان، هو مشهد أمي خلال ذرفها دموع الفرح بأسلوب طفولي.

قال أبي إن بلدنا سيشهد تغييراً جذرياً وإن حقوقنا المسلوبة ستعود إلينا، بعدما استولى عليها الرئيس الراحل رفيق الحريري بالتعاون مع نبيه بري ووليد جنبلاط، وسط سكوت "حزب الله" وعدم  معارضته. كان يتحدث عن "الجنرال" كأنه يسوع المسيح الذي بدلاً من شفائه المَرَضي سيشفي بلداً مريضاً. أبي لا يكذب، لكنه شخصٌ متفائل بشكل طفولي، تماماً مثل دموع ماما. كنت في عامي الحادي عشر عندما عاد "الجنرال". لذلك، فإنني لم أفهم شيئاً من "الحقوق" التي وعدني أبي أنها ستعود إلينا، كما أنني لم أعرف من يقصد بـ"نحن". بعد سنوات، فرحتُ لفرح أهلي وأقاربنا بـ"أننا" أصبحنا ركناً أساسياً في الدولة، وذلك طبعاً بفضله: "الجنرال". غير أنني لم  أفهم سرّ الفرحة: ماذا يعني "أننا" أصبحنا في الدولة،  بينما أبي ظلّ يسدّد أقساطي الجامعية بصعوبة، واستمرّ في دفع فواتير اشتراك الكهرباء، والمياه التي تنقطع أسبوعياً، كما  أنه لم يتوقف عن الاستدانة من أجل إرسال المال إلى أخي المهاجر، أو المنتشر كما يقول جبران باسيل، في ألمانيا.

مع ذلك، كنا على وفاق، أهلي وأنا، إلى أن انقلبت حياتنا العائلية رأساً على عقب، مع بداية  ثورة 17  تشرين، حيث تبيّن أنني جلبتُ "العار" لهم. كيف أكون مع الثوار ضد "الجنرال"؟ كانت وما زالت وستبقى خطيئة بالنسبة إليهم. "هيدا يسوع لبنان!"، اختتم أبي النقاش معي، ثم  صرخ وهو يشير إلى السماء: "فوق فيه المسيح.. وهون فيه الجنرال..عم تفهمي؟!". لم أفهم، لكنّني خفت منه، فأومأت برأسي موافقة، كإشارة مني تقول: "إيه بابا، فهمت". كانت المرّة الأولى التي أرى أبي غاضباً، مثلما يغضب ميشال عون أمام الصحافيين قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية. لا أنكر أنني كنت استفزازية في نقاشنا، وربما تخيلت ذلك مقارنة بغضب أبي  وعلامات التعجب في عينيه بالتزامن مع كل سؤال. ومن بين  تلك الأسئلة: ماذا فعل "الجنرال" منذ توليه الرئاسة حتى  اليوم؟ ماذا  فعل تياره  منذ العام  2005؟ لماذا صهره صاحب الخطاب العنصري هو الحاكم الفعلي للجمهورية؟ أين وعود "الجنرال" في الإصلاح  والتغيير؟ كيف أصبح حليفاً لمن عوّدنا على اتهامه بأنه سرق البلد، حتى إنّه كتب عنه "الإبراء المستحيل"؟  كان أبي يصرخ ويخوّن ويهدّد، عندما تذكرت عبارة مفادها: "كلما ازدادت الفكرة هشاشة، ازداد أصحابها إرهاباً  في الدفاع  عنها". أردت أن أبكي في تلك اللحظة، إذ شعرت أنني غريبة عن أبي وأمي التي كانت تهتف باسم "الجنرال" في بعبدا مثل طفلة، عندما ردّ العونيون على تظاهرتنا المناهضة للرئيس.  بعد خمسة أيام على "ثورة" أبي ضدي، تغلبت على خوفي وتركت منزل أهلي. ثلاثة أشهر مرّت وأنا أتنقل بين منازل الأصدقاء وساحة  الشهداء. غالبيتهم لم أكن أعرفهم قبل ثورة 17 تشرين المجيدة. كأن الثورة خطفتني من عائلتي. هذا اختطاف محبّب، رغم أنني أشتاق إلى  أمي. لن أيأس، فقد علّمتني الثورة أن مآسينا وآلامنا تنتظرها عدالة لا تتحقق إلا من خلال الأحرار. وأنا، كما كان اعتاد أن  يقول  أبي، عنيدة. هكذا يراني. أما الثورة، فإنها  تراني حُرّة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

توافق تام بين حركة “النجباء” العراقية و”حزب الله” اللبناني

بيروت – وكالات/17 شباط 2020

 نشر المتحدث باسم حركة “النجباء” العراقية الموالية لإيران نصر الشمري، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، صورة للأمين العام للحركة أكرم الكعبي، تجمعه مع “حزب الله” اللبناني حسن نصرالله، تعود إلى شهر يوليو الماضي. وكان الشمري نشر في وقت سابق، تغريدة قال فيها، إن “قرارنا ببدء العد التنازلي للرد على قوات الاحتلال الأميركي عسكرياً هو قرار عراقي بامتياز، ولن نسمح بالتدخل به من أي طرف كان، ونعتذر من الجواب عن أي طلب خارجي أو داخلي لتأجيله حتى من الأصدقاء مع احترامنا لكل شركاء الدم والعقيدة، وسيكون باسم عمليات الشهيد القائد جمال”. من جانبه، كان نصرالله ذكّر بقضية الثأر لقائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس، واصفاً الأخير بالشخصية المركزية. ودعا الشعب العراقي إلى الوفاء للمهندس وسليماني، والرد على مقتلهما، مضيفاً “أقول للشعب العراقي إن مسؤولية الرد تقع على عاتقكم”.ورغم أن الدعوة تعتبر تدخلاً في شؤون بلد آخر، فإن حركة “النجباء”، سارعت إلى الاستجابة.

 

لاريجاني في بيروت لشد عصب حلفاء إيران وتوجيه رسائل دولية مترئساً وفداً من مجلس الشورى في زيارة ملتبسة بشأن توقيتها فجرت غضب الأوساط السياسية والشعبية

ريفي: قريباً تسمعون صوت الأحرار يصرخون: بيروت حرّة حرّة وإيران برّا برّا

نديم الجميل: أهلاً بكم في دويلتكم وشكراً على تمنياتكم وابدأوا بكف شرّكم عن لبنان

بيروت – “السياسة” /17 شباط 2020

في زيارة وصفها المؤيدون بأنها “شد للعصب السياسي للحلفاء”، واستقبلها اللبنانيون بالاستهجان، حل رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في بيروت فجأة، في زيارة غير معلن عنها سابقا، وقوبلت بنفور من قوى سياسية عدة، لاسيما وسط تساؤلات حول ما إذا كانت الزيارة تمت بدعوة رسمية، وإذا كان كذلك فمن وجَّهها، ولماذا لم تعلن عنها الدولة اللبنانية، بل أعلنتها السفارة الإيرانية في بيروت؟. وفي هذا الشأن، رجحت أوساط سياسية لبنانية أن” الزيارة التي أتت بعد أيام قليلة من منح البرلمان اللبناني الثقة لحكومة حسان دياب، الهدف منها إيصال رسالة للقوى الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، أن لبنان أصبح ضلعا رئيسيا إن لم يكن مركز ما يطلق عليه محور المقاومة”. وقالت: “ليس مستبعدا أن يكون حزب الله، الذي بات المتحكم الفعلي بكل أبعاد المشهد اللبناني، من يقف خلف الدعوة، خصوصا أنها تزامنت مع إحياء الحزب لأربعينية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا في غارة أميركية قرب مطار بغداد في يناير الماضي”.

في وقت ذهب محللون سياسيون إلى القول، إن “خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله التحريضي ضد الولايات المتحدة وزيارة لاريجاني، يعززان الرأي القائل بتحول لبنان جبهة المواجهة الأولى بين إيران والولايات المتحدة”. وكان لاريجاني وصل إلى بيروت قادما من دمشق، على رأس وفد يضم عددًا من الشخصيات البرلمانية والسياسية، وذلك في زيارة رسمية للبنان تستغرق يومين، يلتقي خلالها كبار المسؤولين، وقال في تصريح للصحافيين في مطار بيروت: “من دواعي سروري وفخري واعتزازي، أن تتاح لي هذه الفرصة المتجددة، لكي أتشرف بزيارة هذا البلد الشقيق والصديق لبنان”. وأضاف “طبعا، لبنان هو بلد مؤثر في المنطقة، ولطالما كانت هناك علاقات صداقة ومودة بين إيران ولبنان الشقيق، وكما تعرفون فإن ايران، تسعى دائما، إلى أن ترى لبنان الشقيق بلدًا حرًا سيدًا مستقلاً، وفي هذا الإطار، لا يسعني إلا أن أتقدم بالتهنئة والتبريك للبنان الشقيق، نخبًا وشعبًا وجمهورًا، على الجهود الموفقة التي بذلها، والتي أدت إلى تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة”. وقال: “سوف نسعى على الدوام، إلى أن تكون العلاقات الثنائية، بين البلدين الشقيقين، علاقات ممتازة، ونسأل الله لكم التوفيق”، فيما التقى أمس رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة، ميشال عون ونبيه بري وحسان دياب، والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، كما عقد مؤتمرا صحافيا في مقر السفارة الايرانية اعاد فيه الهجوم على الولايات المتحدة الاميركية. وتعليقًا على الزيارة، توجَّه الوزير السابق أشرف ريفي إلى لاريجاني، بالقول: “إرفعوا أيديكم عن لبنان، كي يبقى حرًا سيدًا مستقلًا”، مشددا في تغريدات على “تويتر”، على أن “مشروع الهيمنة، والوصاية الإيرانية سيسقط عاجلًا أم آجلًا، لأنَّه مناقِضٌ لحرِّيات الشعوب وأحلامها في مستقبلٍ أفضل، وأن تحرير لبنان من وصايتكم هو المدخل للإنقاذ”. فيما اعتبر في تغريدة أخرى أنّ “إيران لم تقدِّم إلا الخراب والدماء للبنان”، وقال: “لا تبنوا أوهامًا من هيمنة سلاح أداتكم على وطننا”.

وإذ أكّد ريفي أنّ “اللبنانيين خُلقوا أحرارًا وسيبقون أحرارًا”، أشار إلى أنه “قريبًا تسمعون صوت الأحرار يصرخون: بيروت حرّة حرّة وإيران برّا برّا”. من جانبه، علق النائب نديم الجميل في تغريدة على “تويتر” على كلام لاريجاني، بالقول: “أهلاً و سهلاً بكم في دويلتكم! وشكراً جزيلاً على تمنياتكم، ابدأوا بكف يدكم وشرّكم عن لبنان وبلّغوا السيّد حسن (نصرالله) مفوّض ولاية الفقيه في بلدنا”! في المقابل، وردا على الاسئلة بشأن الغموض حيال من وجه الدعوة للاريجاني، أعلنت السفارة الإيرانية في بيان أن “زيارة الوفد البرلماني الإيراني، تأتي بدعوة رسمية من رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث في مسائل برلمانية، وكان في استقبال لاريجاني والوفد المرافق في المطار، النائب هاني قبيسي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، والوزير السابق محمود قماطي ممثلا للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله”.

 

ثوار لبنان يلجأون للأمم المتحدة لسجن رؤساء جمهورية وشخصيات سياسية

السياسة/17 شباط/2020

كشفت تقارير إعلامية، عن عريضة قُدمت إلى الممثل المقيم الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، وتهدف إلى تدخل الامم المتحدة لاستعادة الشفافية واسترداد الأموال المنهوبة، من خلال التحقيق في وجود قوات أمن غير مشروعة ومنظمات سرية ترتكب أعمالا جرمية، والتحقيق في عمليات الفساد والاثراء غير المشروع. وأشارت إذاعة “لبنان الحر” إلى أن الخطوة قام بها مجموعة من الناشطين، من خلال عريضة موقعة من نحو خمسين شخصية من منظمات غير حكومية ومثقفين مستقلين وأكاديميين ووزراء ونواب سابقين، إضافة الى نائب حالي. واكدت مصادر معنية بهذه الخطوة للإذاعة نفسها التجاوب الكبير لكوبيش، حيث جهزت المجموعة من خلال بعض اللبنانيين في الاغتراب وأصدقاء لبنان، الارضية في الخارج قبل لقاء كوبيش، واجتمعوا مع ممثلي الدول الاعضاء في الامم المتحدة، الذين اكدوا دعمهم وابدوا استعدادهم لتمويل المبادرة. وأبدت المصادر تفاؤلها بالنتيجة التي تحققها اللجنة في حال التدخل، اذ للمجموعة المبادرة تجارب مع الامم المتحدة في العمل على قرارات عدة، ابرزها 1559، 1701، 1680. وعن سبب التوجه الى الامم المتحدة، اعتبرت أن المجتمع الدولي السبيل لخلاص لبنان، وأن الثورة الشعبية لا تكفي مع وجود “حزب الله” وحلفائه، والتدخلات الايرانية في لبنان.

 

أوساط مصرفية لـ”السياسة”: عدم تسديد “اليوروبوند” أكبر هزة مالية

بيروت ـ “السياسة” /17 شباط 2020

 أكدت أوساط مصرفية بارزة لـ”السياسة”، أن لبنان معرض لأكبر هزة مالية في تاريخه، في حال لم يبادر إلى تسديد سندات الـ”يوروبوند” في مارس المقبل، باعتبار أن المؤسسات المالية العالمية، ستعامل لبنان كدولة فاشلة إذا لم يتم الالتزام بتسديد هذه السندات في موعدها، كاشفة أن جمعية المصارف أبلغت المسؤولين الرسميين، بأنه من الخطورة بمكان على لبنان في ظل أوضاعه الحالية، لو تخلف عن تسديد ما هو مطلوب منه، بحيث أنها ستكون المرة الأولى التي قد يتخلف عن تسديد هذا الالتزام المالي. ولفتت إلى أن سمعة البلد ستتعرض لاهتزاز كبير، في حال كان القرار بعدم تسديد السندات، أو تأجيلها، ولذلك فإن المصارف لا ترى مناصاً أمام لبنان، إلا بوجوب تسديد ما هو متوجب عليه، كي لا يؤثر ذلك سلباً على القطاع المصرفي، الذي يمر بظروف حرجة للغاية ولا ينقصه المزيد من المتاعب . وفي الإطار، كشفت مصادر وزارية لـ”السياسة”، أن اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، ستواصل اجتماعاتها هذا الاسبوع، لاتخاذ الموقف المناسب من موضوع “اليوروبوند”، والذي سيكون في إطار المصلحة الوطنية، وبما يؤكد على سمعة لبنان المالية على المستوى العالمي، باعتبار أن الحكومة حريصة على تجنيب لبنان ما قد يؤثر على الثقة الخارجية باقتصاده. من جهة أخرى، عُلم أن وفدا من صندوق النقد الدولي، التقى رئيس الحكومة حسان دياب بعيدا عن الإعلام، لبحث المساعدة التي سيقدمها للبنان، بينما عقد وزير المالية غازي وزني سلسلة من اللقاءات الديبلوماسية مع عدد من سفراء الدول الأوروبية والأجنبية، للبحث في تطورات الأوضاع المالية. من جانبه، رأى عضو “اللقاء الديمقراطي” فيصل الصايغ، أن “الوضع المالي لا يحتمل تسديد سندات اليوروبوند ولا مفرّ من إعلان “Moratorium” عبر تأجيل الدفع، وبدء التفاوض مع الدائنين لإعادة هيكلة الدين وتخفيض نسبة الفوائد”. وشدد على “ضرورة أن يترافق ذلك مع خطة إصلاح جدية تعتمدها الحكومة، عمادها قطاع الكهرباء وإلغاء ودمج مؤسسات عامة وصناديق وتصغير حجم القطاع العام، ووقف الهدر والفساد، وعلى أن تعمد المصارف إلى رفع رساميلها بنحو 50 في المئة، عبر بيع بعض عملياتها وموجوداتها الخارجية، ودمج مصارف وبيع أسهم للمستثمرين وكبار المودعين”.

 

جعجع: “حزب الله” وحلفاؤه الأكثر فساداً ولا مساعدات إذا لم تستعد الدولة قرارها

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/17 شباط/2020

 اتهم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “حزب الله” وحلفاءه، بأنه “من أكبر الفاسدين في لبنان”، رافضاً دعوة الأمين العام للحزب حسن نصرالله لتشكيل جبهة لمساعدة الحكومة. وقال: “كنا موالاة ومعارضة في الحكومة، فماذا كانت النتيجة؟”، مضيفا أن “حكومة بيد فريق واحد يفترض بها أن تملك مقومات النجاح، لكننا على استعداد لمساعدتها إذا أثبتت حضورها”. وأكد جعجع في لقاء مع مجموعة من الإعلاميين حضرته “السياسة”، في مقره بمعراب، أنه “إذا لم تثبت الحكومة هيبتها، فلن يساعدها أحد”، داعياً الحكومة إلى “اتخاذ مجموعة من الخطوات، أبرزها صرف الموظفين الذين جرى توظيفهم في السنوات الاخيرة، والذي يقارب عددهم الخمسة آلاف موظف، إضافة إلى ضبط المعابر غير الشرعية، والتي يتم فيها التهريب لصالح بعض الاطراف اللبنانية، حيث تقترب قيمة ما يهرب من مئتي مليون دولار سنوياً”، مشدداً على “ضرورة إصدار أوامر سياسية لتحقيق هذا الامر”. وقال إنه “يجب إصلاح وضع الجمارك، وتعيين هيئتين ناظمتين لقطاعي الكهرباء والاتصالات، على افتراض أنها حكومة انقاذية وتريد أن تنجح”. ولفت إلى أن “هناك قطاعات منتجة، ككازينو لبنان والمرفأ والميدل إيست، وهذه مؤسسات ينبغي إدارتها بشركات دولية من أجل زيادة إنتاجها المالي”، معتبراً أن “تحقيق كل هذه الأمور يتوقف على الإرادة السياسية والنوايا”. ورأى أن “كل المقدرات ما زالت موجودة في البلد إن أحسن استغلالها بمعنى أن الأصول لا زالت موجودة، وبإمكاننا التحسن تدريجاً”. وشدد على أن “حزب الله أكثر فريق باستطاعته مساعدة البلد، من خلال رفع الغطاء عن بعض حلفائه”، في إشارة إلى التيار الوطني الحر، “ففي الكهرباء لا بد من القضاء على الفساد. فهل نخرب البلد حتى لا نضر بحلفائنا؟”، مطالباً الحزب بالانسحاب من مشكلات المنطقة، “حتى يساعدنا الآخرون”. وقال أن “أحداً لن يساعد لبنان إذا استمر الحزب في حروب المنطقة”.

وأكد “ضرورة أن تستعيد الدولة مصداقيتها، باستعادة قرارها من حزب الله. فلا توجد دولة في العالم قرارها بيد غيرها، وبالتالي لا نتوقع أن يساعدنا الآخرون”، لافتاً إلى أن “الحكومة أمام مرحلة اختبار لتنفيذ ما هو مطلوب منها من ضمن الاقتراحات التي تقدمت بها، وإلا لا خيار إلا السير نحو انتخابات نيابية مبكرة على أساس القانون الحالي”، مشيداً بما حققته الانتفاضة التي وصفها بأنها “النقطة المضيئة”، ومعتبراً أنها “فتحت باباً للأمل نحو مستقبل أفضل، وباعتبارها باب الخلاص الوحيد”، رافضاً مقولة إسقاط العهد، سائلاً: “ما البديل منه؟”، ومشدداً على أن “لا علاقة سياسية مع التيار الوطني الحر”، ومشيرا إلى أن “رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل، واحد”. وإذا أشار جعجع إلى أن “الظروف حالياً غير مؤاتية لقيام 14 آذار جديدة”، إلا أنه لفت إلى “أننا سنعمل على التنسيق بين “القوات” و”المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، ولا بد من التفاهم على التفاصيل، حتى تكون المعارضة أفعل وأقوى، وكذلك الأمر لا بد من التفاهم على طريقة إدارة الدولة، وقال إنه “لا ملاحظات له على كلام الرئيس سعد الحريري في ذكرى الرابع عشر من شباط”، مشدداً على “أننا نعمل على تذليل الصعوبات التي لا تزال موجودة في علاقاتنا كحلفاء”، وقال: “الجيش وقوى الامن الداخلي خط أحمر”، مضيفاً: “دون الجيش وقوى الامن، لا بلد”. وأكد أنه “ليس هناك شيء اسمه نفوذ سوري في لبنان”، معتبراً أن “حزب الله يعارض عودة النفوذ السوري إلى لبنان”. وقال إن “المواجهة الاميركية الايرانية ستستمر”، معرباً عن اعتقاده أن “قضية الصواريخ الدقيقة تشكل مصدر قلق بين إسرائيل و”حزب الله”.

إلى ذلك، كشفت مصادر قيادية في “تيار المستقبل” لـ”السياسة”، أن “المعارضة ستعمل على توحيد صفوفها بقوة في المرحلة المقبلة، لمواجهة العهد وحلفائه ومن يدورون في فلكهم”، مشددة على أن “هناك ضرورة ماسة لتوحيد صفوف المعارضة، وإن كانت الظروف الان تتطلب تكثيف الاتصالات بين أطراف المعارضة، والبحث في إمكانية التوحد في جبهة معارضة”.

 

صوت لبنان استعادت حريتها وكرامتها.. وسامي الجميّل يعلّق

مواقع الكترونية/17 شباط 2020

بارك رئيس الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل لاذاعة صوت لبنان بعد صدور الحكم القضائي الذي قضى  بردّ الدعوى التي تقدمت بها الشركة العصرية للاعلام ومقرها الضبيه، غاصبة الاسم التجاري صوت لبنان، وغرّد  الجميّل عبر حسابه على تويتر فكتب: "صوت لبنان استعادت حريتها وكرامتها،مبروك عمّو جوزيف... شكراً للمحامين بقيادة النقيب الرفيق جورج جريج، الذين خاضوا هذه المعركة القضائية الكبيرة". في غضون ذلك أصدرت الهيئة العامة لدى محكمة التمييز برئاسة الرئيس الاول القاضي سهيل عبود ورؤساء الغرف التمييزية قراراً قضى بردّ الدعوى التي تقدمت بها الشركة العصرية للاعلام ومقرها الضبيه، غاصبة الاسم التجاري صوت لبنان، المتعلقة بمسؤولية الدولة عن أعمال القضاة العدليين بوجه الدولة اللبنانية وحزب الكتائب واذاعة صوت لبنان، وذلك لعدم توافر الجدية في الأسباب المدلى بها. وبالتالي، وضع القرار الصادر حداً لقرار وقف التنفيذ الذي سبق وأصدره الرئيس الاول القاضي جان فهد رغم صدور أحكام ثلاثة بداية واستئنافاً وتمييزاً قضت باعتبار حزب الكتائب اللبنانية المالك قانوناً لاسم "صوت لبنان"، والزام الشركة العصرية للاعلام بالتوقف عن استعمال اسم "صوت لبنان" والعلامتين المسجلتين على اسمها، تحت طائلة غرامة اكراهية قدرها مليون ليرة عن كل يوم تأخير في تنفيذ القرار.

 

أول غيث الدعم الحكومي.. إيراني

النهار/17 شباط/2020

لم يستطع الهم الاقتصادي المتفاقم يوماً بعد آخر، وفي ظل تطورات معيشية دراماتيكية تثقل كاهل اللبنانيين، حجب ‏الازمة السياسية المتفاقمة أيضاً، والتي ترخي بظلالها على الوضع المالي، اذ تنعدم الثقة الدولية بالقدرة اللبنانية ‏على تجاوز الخلافات والاتفاق على مكافحة الفساد والتزام خطط اصلاحية كفيلة بانقاذ الوضع، خصوصاً ان لبنان ‏يرفض الى اليوم الاستعانة بصندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية، الا من باب المساعدة التقنية، أي الاستشارية ‏التي سيقدمها وفد الصندوق الدولي الذي يصل الى بيروت في اليومين المقبلين. علما ان الاستشارة وحدها تؤخر ‏الحلول في انتظار مراقبة قدرة لبنان على القيام بخطوات جدية وفاعلة. سياسياً، لا شك في ان خطاب الرئيس سعد الحريري الجمعة الماضي في ذكرى اغتيال والده الشهيد رفيق ‏الحريري سيترك تداعياته السياسية على المرحلة المقبلة، وربما على المدة المتبقية من عمر الولاية الرئاسية ‏للرئيس ميشال عون التي تجاوزت نصفها، بحسم الحريري موت التسوية الرئاسية، مع ما سيرافق المرحلة المقبلة ‏من "مناوشات" سياسية ظهرت أولى معالمها في يوم الذكرى، بالاشكالات المفتعلة في ساحة الشهداء، من "ابناء ‏الصف الواحد"، في تحرك مشبوه استمر يومين ليعكر أجواء مهرجان "بيت الوسط". والى ذلك، تتوقع أوساط ‏‏"مستقبلية" ان تتعامل السلطة مع الحريري والفريق المعارض بنوع من التضييق بدأت نذره تظهر في غير موقع ‏وادارة، ومن المرجح ان تتضاعف كلما ازداد منسوب المعارضة والتنسيق في هذا المجال.

من جهة أخرى، بدا واضحاً ان رغبة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في التوجه الى المعارضة ‏لم تكن محض مصادفة عبّر عنها للرئيس نبيه بري خلال مفاوضات تأليف الحكومة، عندما اقنعه الاخير بالعودة ‏عن الفكرة لكونه وتياره محسوبين على العهد، وتالياً لا يمكنهما المشاركة والمعارضة في آن واحد. لكن يبدو ان ‏المزايدة على "المعارضات" التي تعمل حتى الآن من دون تنسيق من خارج حكومة اللون الواحد، والانتفاضة ‏الشعبية في الشارع، تدفع باسيل الى الشارع، بعدما بدأ تقويم المرحلة السابقة التي كان فيها وزيراً والتي ارتدت ‏عليه سلبا. لذا كان اعلان مفاجئ امس من التيار بالتحرك في "اتجاه تصحيح السياسات المالية والنقدية المتبعة". ‏ فبعدما أرسل تكتل لبنان القوي كتاباً الى حاكم مصرف لبنان للمطالبة بإجراء تحقيق لكشف الحقائق في ملف ‏الاموال المهرّبة الى الخارج واستعادتها، وبعد مطالبة باسيل مصرف لبنان في نهاية 2019 بوجوب كشف ‏الاموال المهربة وبتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في جلسة الثقة الاخيرة، ومع استمرار تهريب الاموال الكبيرة من ‏قبل المحظيين والنافذين مع حرمان اللبنانيين حقهم في سحب رواتبهم وودائعهم المتواضعة، تدعو لجنة مكافحة ‏الفساد في التيار الوطني الحر القطاعات المعنية والمتضررة الى تحرك أمام مصرف لبنان في الخامسة عصر ‏الخميس 20 شباط من أجل المطالبة باستعادة هذه الاموال المهربة الى الخارج ووجوب معرفة كامل الحقائق في ‏هذا الملف. ويذكر ان "مجموعة المصرف" التي تتحرك في اتجاه مصرف لبنان، تضم مجموعات يسارية غالبها منشق عن ‏الحزب الشيوعي، وجماعات اخرى مقربة من "حزب الله"..‎ ‎

لاريجاني في بيروت

في غضون ذلك، ما كاد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يدعو الى عدم تسمية "حكومة مواجهة ‏التحديات" بـ"حكومة حزب الله"، لان من شأن ذلك ان يلحق بها الضرر دولياً واقليمياً، كانت بيروت تستقبل ‏رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني الذي وصل ليلاً على رأس وفد يضم عدداً من ‏الشخصيات البرلمانية والسياسية، في زيارة رسمية تستغرق يومين، يلتقي خلالها كبار المسؤولين. وتأتي زيارة بيروت بعد دمشق التي التقى فيها الرئيس بشار الاسد، وسيهنئ لاريجاني المسؤولين اللبنانيين ‏بتشكيل الحكومة الجديدة ويؤكد دعم لبنان حكومة وشعباً ومقاومة، وسيكرر استعداد ايران للدعم الامني ‏والاقتصادي وكذلك في مجال النفط والكهرباء. وهي عروض سبق لطهران ان اعلنت عنها سابقاً ولم يتمكن لبنان ‏الرسمي من التعامل معها بايجابية في ظل الحظر المفروض على ايران. وزيارة لاريجاني هي الاولى لمسؤول ايراني لبيروت منذ بدء الانتفاضة في 17 تشرين الاول الماضي، كما منذ ‏بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني، وبعد تأليف الحكومة الجديدة. ‏وسيكون اول مسؤول اجنبي يقدم التهنئة للحكومة ورئيسها، في ظل غياب شبه مطلق لاي مسؤول عربي أو ‏غربي أبدى رغبة في زيارة بيروت في وقت قريب. وسيكون لزيارة لاريجاني وقع أقرب الى السلبية أمام ‏المجتمعين العربي والدولي، كما انه سيعرض حكومة لبنان لاحراج في ظل ازمة خانقة مالية واقتصادية يقابلها ‏عدم القدرة على التعاون مع طهران في كل المجالات.

السندات

اقتصادياً، لا يزال الجدل مستمراً في أوساط خبراء الاقتصاد بين مؤيد ومعارض لسداد لبنان سندات ‏‏"الاوروبوندز" المستحقة في اذار المقبل، وقبل حسم الحكومة قرارها، لجأت المصارف، الحاملة في الأساس ‏لنحو 60 في المئة من قيمة الإصدار، الى بيع سنداتها لصناديق خارجية بأسعار أدنى بما بين 20 و30 في المئة، ‏بعدما بلغتها معلومات عن توجه الحكومة الى دفع المستحق لحاملي السندات الأجانب مقابل عملية مبادلة لحاملي ‏السندات المحليين، فارتفعت نسبة الأجانب الى 80 في المئة، ما جعل الدولة في وضع محرج حيال القرار الذي ‏ستتخذه. وفي رأي مصادر وزارية بارزة ان هذا الامر يشكل عاملاً مسيئاً يضع لبنان في موقع تفاوضي صعب ‏جداً، اذا اتخذت الحكومة قراراً بإعادة هيكلة الدين. ورأت ان هذا الامر يرتب مسؤولية كبيرة على السلطات النقدية ‏من أجل وضع حد لهذه المسألة..

 

لبنان في قلب صراع يحتدم بين إيران والولايات المتحدة

العرب/17 شباط/2020

شكلت العاصمة اللبنانية بيروت المحطة الثانية في جولة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بعد العاصمة السورية دمشق، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيارة تمت بدعوة رسمية، وإذا كان كذلك فمن وجَّهها؟ ولماذا لم تعلن عنها الدولة اللبنانية بل السفارة الإيرانية؟

وترجح أوساط سياسية أن الزيارة التي أتت بعد أيام قليلة من منح البرلمان اللبناني الثقة لحكومة حسان دياب الهدف منها إيصال رسالة للقوى الدولية والإقليمية وعلى رأسها الولايات المتحدة أن لبنان أصبح ضلعا رئيسيا إن لم يكن مركز ما يطلق عليه “محور المقاومة”.

وتلفت الأوساط إلى أنه ليس مستبعدا أن يكون حزب الله الذي بات المتحكم الفعلي بكل أبعاد المشهد اللبناني، من يقف خلف هذه الدعوة، خاصة وأنها تزامنت مع إحياء الحزب لأربعينية ما يسمى بـ”شهداء محور المقاومة” والمقصود هنا مهندس التحركات الإيرانية في المنطقة، قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس ميليشيا “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أميركية قرب مطار بغداد يوم 3 يناير الماضي. واستبق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله زيارة لاريجاني مساء الأحد، بخطاب ناري موجه للإدارة الأميركية قال فيه، يجب “مواجهة رأس الأفعى الممثلة بإدارة دونالد ترامب”، مشددا “إذا كانت شعوب المنطقة تريد الحفاظ على كرامتها وهويتها، خيارها المقاومة الشعبية وكل أشكال المقاومة ومن بينها المسلحة”. وقال نصرالله بمناسبة أربعينية سليماني والمهندس “إدارة ترامب، ارتكبت خلال الأسابيع الماضية، جريمتين عظيمتين: الأولى عندما أقدمت على اغتيال سليماني والمهندس في عملية علنية، والجريمة الثانية عندما أعلن ترامب ما سمي بصفقة القرن، وبالتالي الأولى مقدمة للجريمة الثانية”. ويقول محللون إن خطاب نصرالله التحريضي ضد الولايات المتحدة وزيارة لاريجاني يعززان الرأي القائم بتحول لبنان إلى جبهة المواجهة الأولى بين إيران والولايات المتحدة.

ويشير المحللون إلى أن تصريحات زعيم حزب الله تؤكد صحة التقارير الغربية التي تحدثت عن أن حسن نصرالله عمليا هو من خلَف سليماني وقد كلفته إيران بإعادة ترتيب بيت “الحشد الشعبي” العراقي وتولي مهمة تشكيل “جبهة موحدة” لمواجهة الولايات المتحدة.

ويحذر هؤلاء من أن حزب الله يقود لبنان إلى مصير مجهول خاصة مع الأزمة التي يتخبط فيها البلد. وينازع لبنان لإقناع المجتمع الدولي بضرورة دعمه اقتصاديا في ظل أزمة سيولة شديدة وسداد ديون أقربها سندات دولية بقيمة 1.2 مليار دولار تستحق في 9 مارس. وعلى ضوء تحول لبنان إلى منبر للتحريض على الولايات المتحدة وعلى حلفائها في المنطقة من خلال عودة استهداف نصرالله أيضا للسعودية ودورها في اليمن، فإنه صار من المستبعد الحصول على أي دعم، الأمر الذي يعني أن البلاد تتجه بسرعة نحو الإفلاس.

ويعتقد كثيرون أن المرحلة الحالية ستشهد المزيد من الكباش بين إيران وأذرعها وفي مقدمتهم حزب الله، والولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين الذين يجدون أنفسهم مضطرين للتحرك خاصة وأن سيطرة إيران الكلية على لبنان تشكل تهديدا مباشرا لأمنهم القومي.

وبرزت في الفترة الأخيرة مؤشرات عن عودة الحرارة بين السعودية وتيار المستقبل الذي يعد ركنا أساسيا في حرب استعادة سيادة لبنان، خاصة بعد أن أقدم زعيمه سعد الحريري على مراجعة ذاتية لسياساته في الفترة الماضية خاصة في علاقة بتحالفه مع التيار الوطني الحر وتقاطعه مع حزب الله في عدة محطات.

وشكلت تصريحات أدلى بها في وقت سابق، نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان رسالة عن استمرار رهان السعودية على ما يطلق عليه “الحريرية السياسية” لتحرير لبنان. وقال الأمير خالد بن سلمان الأحد إن “ميليشيا الغدر الإيرانية” اغتالت رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري إلا أن “مشروعه الوطني بقي يواجه تلك الميليشيات التي قتلته وسط بيروت”. وأوضح عبر حسابه على “تويتر”، “استشهد قبل 15 عامًا رفيق الحريري، كان قائدًا وطنيًّا مصلحًا، قاد مسيرة إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في وطنه وابتعث الآلاف من أبناء شعبه من مختلف الطوائف، اغتالته ميليشيات الغدر الإيرانية التي ضاقت ذرعًا به وبمشروع النهضة الوطني الذي كان يدافع عنه، فهي لا تعرف إلا ثقافة الدمار”. وشدد “رحل رفيق إلى جوار ربه، وستبقى رؤيته ومشروعه الوطني الذي يصبو لتحقيق الاستقرار والازدهار والتعايش في مواجهة مشاريع الميليشيات الطائفية التي لا تؤمن بالوطن ولا بكرامة المواطن”. وتراجع الاهتمام السعودي في السنوات الأخيرة بلبنان، ويعيد محللون ذلك إلى امتعاض المملكة من سياسات بعض الحلفاء في الداخل وفي مقدمتهم تيار المستقبل الذي اتخذ خطا مغايرا للنهج الذي رسمه الحريري الأب والذي يقوم على تحرير لبنان وضمان سيادته.

ويعتبر كثيرون أن استدارة التيار الأخيرة وإعادة تصويب المسار تشكل حافزا للسعودية لإعادة التموضع مجددا في لبنان وعدم السماح لإيران بتثبيت هيمنتها على هذا البلد.

 

 برقية خطيرة من سفير لبنان في واشنطن الى الخارجية

 الكلمة أونلاين/17 شباط/2020

حصل موقع الكلمة أونلاين على مراسلة صنفها ديبلوماسيون خطرة وسرية من سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى الى وزارة الخارجية اللبنانية، يبلغها بنية واشنطن فرض عقوبات على المسؤولين عن محاكمة المواطن الاميركي- اللبناني عامر الفاخوري المتهم بالعمالة لاسرائيل، وذلك بسبب وضعه الصحي الدقيق بحسب ما جاء في البرقية. وستتم معاقبة لبنان بموجب المادة 703 من قانون وزارة الخارجية الاميركية للعمليات الخارجية في حال وفاة فاخوري داخل السجون اللبنانية بتهمة الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان.

 

سيدة الجبل": لرفع الوصاية الايرانية عن لبنان

مواقع الكترونية/17 شباط/2020

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة ادمون رباط، امين بشير، ايلي الحاج، ايلي كيرللس، ايلي قصيفي، بهجت سلامه، توفيق كسبار، حسان قطب، طوبيا عطالله، طوني حبيب، سوزي زيادة، سامي شمعون، سيرج بوغاريوس، غسان مغبغب، فارس سعيد وأصدر البيان التالي: وقف المجتمعون دقيقة صمت عن روح الرائد جلال شريف الذي سقط بسلاحٍ غير شرعي خلال تأدية واجبه في مخفرٍ تابع لوزارة الداخلية. ورأى لقاء سيدة الجبل أن المعارضة الحقيقية تكون على أساس المطالبة والنضال من أجل رفع الوصاية الايرانية عن لبنان. ولا تكون من خلال الدعوة إلى خروج شاغل موقع من السلطة في مقابل خروج شاغل موقعٍ آخر منها، والسكوت في الحالتين عن سلاح "حزب الله" الذي يجسد السيطرة الايرانية على قرار الدولة اللبنانية. وسأل "اللقاء" إلى متى تُحجم السلطة عن مواجهة المشكلة الأساسية للتدهور السياسي والمالي والاقتصادي، ألا وهي تحكّم سلاح "حزب الله" بالدولة اللبنانية والشعب اللبناني؟ وجدّد تأكيده على رفض أي سلاحٍ في أيدي أي جهة غير الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية.

 

إحباط مخطط في لبنان لتفجير السفارة الأميركية واعتقال سوري منتسب الى "داعش" كان على تواصل مع أبو يوسف التونسي

 اندبندنت عربية ووكالات /17 شباط/2020

كشفت المديرية العامة للأمن العام في لبنان اليوم الاثنين، عن إحباط عمليات إرهابية تشمل هجوماً على السفارة الأميركية في بيروت، إثر اعتقال أحد أعضاء تنظيم داعش الذي يحمل الجنسية السورية واعترافه بسلسلة من المخططات.

وفي بيان صدر عن المديرية العامة في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي، لم يتم الانتباه إلى خطورة ما تضمنه نتيجة انشغال وسائل الإعلام بالتطورات الداخلية اللبنانية. ورد فيه أنها أوقفت السوري (ا. س) لانتمائه إلى تنظيم داعش الإرهابي. واعترف خلال التحقيق معه أنه بايع "داعش" من خلال مشغله الإرهابي عبدالله التونسي، وتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع عناصر التنظيم، وحرّض أشخاصاً على مبايعة التنظيم، وخطّط لإعداد خلايا أمنية والسعي إلى تأمين الأسلحة الحربية لها.

كما خطط للقيام بأعمال أمنية لصالح التنظيم ضد مراكز أحد الأحزاب اللبنانية الفاعلة وقتل عناصره، إضافة إلى القيام بعمل تفجيري يستهدف إحدى السفارات الغربية بواسطة طائرة مسيّرة.

وخلال مداهمة منزله، ضبطت مواد أولية لصناعة المتفجرات كان قد أحضرها لتنفيذ مخططاته. وبعد انتهاء التحقيق معه أحيل مع المضبوطات على القضاء المختص، والعمل جار لتوقيف بقية الأشخاص المتورطين.

ومن يدقق في مضمون البيان، يكتشف حجم التهديد الذي كان يشكله الإرهابي الموقوف. فهو عمل على ثلاثة مسارات: تشكيل خلايا إرهابية تعمل لصالح تنظيم داعش الإرهابي، العمل على خلق فتنة داخلية لبنانية من خلال استهداف مراكز وكوادر أحد الأحزاب الفاعلة، وتهديد علاقات لبنان الخارجية بشكل مباشر من خلال استهداف إحدى السفارات الغربية التابعة لدولة كبرى، في ظرف وتوقيت خطيرين نتيجة التطورات على صعيد الإقليم.

وفي المعلومات المحققة، استناداً إلى أبرز الاعترافات، (بحسب ما ورد في مجلة الأمن)، أن الإرهابي الموقوف هو السوري إبراهيم السالم من مواليد بلدة عربيد في ريف حلب (1999). انتقل مع أهله إلى لبنان بطريقة شرعية في العام 2013 وأقاموا في محلة الأوزاعي عند المدخل الجنوبي للعاصمة بيروت، وما زالوا حتى تاريخه.

عمل السالم في شركة لاستيراد وبيع الأدوات الكهربائية. وكان لا يزال يعمل فيها حتى توقيفه، براتب شهري مقداره مليون ليرة لبنانية من دون المبالغ الإضافية. هذا الراتب لا يتوافر لعدد كبير من الشباب اللبنانيين الذين لا يجد معظمهم فرصة عمل حتى براتب أقل من ذلك بكثير. الجدير ذكره، أنه في خلال عمله لم يلفت الأنظار إلى ميوله وتوجهاته.

وثيقة نشرها الأمن العام اللبناني قال إنها للمتهم ويظهر فيها رسومات وإشارات تتعلق بالسفارة الأميركية (مواقع التواصل الاجتماعي)

في العام 2015، عاد إلى سوريا بمفرده ومن دون أهله، لزيارة عائلية. قصد بلدته عربيد التي كان يسيطر عليها في حينه تنظيم داعش، والتقى رفاق الطفولة وجميعهم بايعوا التنظيم وحملوا السلاح وارتدوا اللباس العسكري للتنظيم الإرهابي، وأبلغوه أنهم ينتمون إلى "أشبال الخلافة" لصغر سنهم.

ومن ثم حاولوا إقناعه بالانضمام إلى صفوفهم والخضوع لدورة عسكرية، وتحدثوا معه عن المغريات التي تتوافر لهم. لكن بحسب زعمه رفض ذلك، وعاد إلى لبنان بعدما أمضى في بلدته نحو شهر.

بعد عودته إلى لبنان، استمر التواصل بينه وبين أبناء بلدته في سوريا، وأقنعوه بأن يحمّل على هاتفه الخليوي تطبيق Telegram ففعل ذلك. بدأوا عبر هذا التطبيق الهاتفي تزويده بكل إصدارات داعش من فيديوهات ورسائل صوتية وتوجيهات مكتوبة، وركزوا معه على الأسباب التي أدت إلى نشوء داعش وتحديداً ظلم الجيش الأميركي في العراق.

عبر هذا التطبيق تعرف إلى مناصرين منتمين إلى داعش. كان التركيز في المواد المنشورة على فيديوهات عن كيفية تصنيع المواد المتفجرة وإعداد المتفجرات والعبوات الناسفة من مواد عادية موجودة في الأسواق والمحال التجارية والصيدليات، وإن شراء هذه المواد لا يثير الشبهة على الإطلاق.

تدرّج السالم في تورطه، من خلال تعرفه على قياديين في التنظيم، منهم القيادي الإرهابي عبدالله التونسي الموجود في تونس. وبحسب اعترافات الموقوف، جرى بينهما الحديث التالي:

 - التونسي: أين تقيم؟

- السالم: في محلة الأوزاعي قرب بيروت.

- التونسي: لماذا لا تذهب إلى طرابلس أو صيدا حيث أهل السنة؟

- السالم: لا أستطيع لأنني أقيم مع أهلي.

 - التونسي: هل ثمة مكاتب ومقار وعناصر تابعة لحزب الله قرب مكان إقامتك؟

- السالم: أكيد، وأعرف أحدهم قتل شقيقه في سوريا.

 - التونسي: هل تستطيع قتله؟

- السالم: بالتأكيد.

 - التونسي: اقتله.

معلومات حول صناعة المتفجرات (مواقع التواصل الاجتماعي)

 بحسب زعم الإرهابي السالم، لم يستطع الحصول على السلاح الذي يمكنه من قتل الكادر المشار إليه في حزب الله. بعد هذا التحريض العلني على القتل، غيّر عبدالله التونسي الأسلوب مع الموقوف إبراهيم السالم، وطلب منه الآتي:

 - التونسي: هل في إمكانك أن تحدد لي موقع السفارة الأميركية في العاصمة التونسية عبر تطبيق (Googel maps) لأنني لا أستطيع ذلك، كون هذه الخدمة غير متوافرة في تونس؟

- السالم: بالطبع، سأحدد لك مكانها وأرسل إليك الصور والخرائط. (عمد السالم إلى تحديد موقعها وأرسل إليه صوراً عنها وعن خريطة موقعها).

- التونسي: هل السفارة الأميركية في لبنان قريبة من مكان إقامتك؟

- السالم: كلا، ليست قريبة.

- التونسي: استخدم التطبيق وابحث عن موقعها.

 - السالم: سأفعل. (عمد إلى إجراء بحث عبر التطبيق وحدد موقعها في المنطقة الشرقية من بيروت ثم صورها وأرسل إليه الصور ومساحة موقعها).

- التونسي: هل تستطيع استهدافها؟

 - السالم: الهدف هو السفارة الأميركية وأنا جاهز.

- التونسي: قم بشراء "درون" (طائرة مسيّرة من دون طيار) وزودها المتفجرات ونفذ العملية.

 بدأ السالم البحث عن شراء طائرة "درون"، لكنه ما لبث أن اكتشف أن أسعارها مرتفعة. إلا أنه استحصل عبر البحث على غوغل على كيفية تجميع طائرة مماثلة وتزويدها متفجرة تقتل أكبر عدد ممكن.

 استحصل على مواد أولية لتصنيع المتفجرات، وذهب إلى إحدى الصيدليات القريبة من مكان إقامته مع أهله في محلة الأوزاعي، واشترى المواد وبدأ في تصنيعها قبل أيام من توقيفه. أما خطته لتنفيذ العملية الإرهابية ضد السفارة الأميركية في بيروت، فكانت تقضي بأن يذهب إلى نقطة لا تثير الشبهات قرب السفارة في محلة عوكر، وأن يقوم بعملية استطلاع محكمة، ومن ثم يتحين مناسبة يكون فيها اكتظاظ داخل السفارة، فيعمد إلى إطلاق الطائرة ويقوم بتفجيرها.

لدى مداهمة المنزل المقيم فيه ضبطت كل المواد المصنّعة والتي هي قيد التصنيع، والخرائط والمستندات التي تعلّم عبرها كيفية تصنيع المتفجرات وبدء تركيب الطائرة. وتبين من خلال المضبوطات والتدقيق في محتوياتها أن تواصله لم يقتصر على تونس، بل شمل أيضاً إرهابيين في الجزائر ومصر وسوريا.

وقد حاول إعداد خلايا إرهابية وطلب الاستحصال على السلاح من مصادر عدة. وعمد أحد أصدقائه من الإرهابيين في بلدته عربيد في ريف حلب إلى ربطه بإرهابي يدعى أبو يوسف الأوروبي، ووعده بأن هذا الشخص قادر على إرسال المال إليه في لبنان.

إلا أن السالم زعم أنه لم يتمكن من التواصل معه لأنه لا يجيد اللغة الإنجليزية. وتبين أن الاتفاق بينه وبين صديقه السوري هو أن يصل المال إليه في لبنان، ومن ثم يتم توزيعه بناء على توجيهاتهم من سوريا.

 ولأن ملف الاعترافات وما تم الكشف عنه من المضبوطات خطير جداً، وبعد أن أنجزت المديرية العامة للأمن العام كل التحقيقات اللازمة وأعدت الملف الكامل، تمت إحالة الموقوف إبراهيم السالم مع الملف على النيابة العامة العسكرية بشخص مفوض الحكومة القاضي بيتر جرمانوس.

 

ردٌّ لبنانيٌّ على زيارة لاريجاني: "بيروت حرّة حرّة وإيران برّا برّا"

 موقع ليبانون ديبايت/الاثنين 17 شباط 2020

وصل رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني إلى بيروت يوم أمس آتيًا من دمشق، على رأس وفد يضم عددًا من الشخصيات البرلمانية والسياسية، وذلك في زيارة رسمية للبنان تستغرق يومين، يلتقي خلالها كبار المسؤولين. وتعليقًا على هذه الزيارة، توجَّه الوزير السابق أشرف ريفي الى لاريجاني بالقول، "إرفعوا أيديكم عن لبنان كي يبقى حرًا سيدًا مستقلًا". وفي تغريدات له على حسابهِ عبر "تويتر"، شدَّدَ ريفي على أنَّ "مشروع الهيمنة، والوصاية الإيرانية سيسقط عاجلًا أم آجلًا، لأنَّه مناقِضٌ لحرِّيات الشعوب وأحلامها في مستقبلٍ أفضل". وقال ريفي للاريجاني، "تحرير لبنان من وصايتكم هو المدخل للإنقاذ". واعتبر ريفي في تغريدةٍ اخرى أنَّ " إيران لم تقدِّم إلا الخراب والدماء للبنان"، مضيفًا، "لا تبنوا أوهامًا من هيمنة سلاح أداتكم على وطننا". وإذ أكّد ريفي أنَّ "اللبنانيين خُلقوا أحرارًا وسيبقون أحرارًا"، أشار الى أنه "قريبًا تسمعون صوت الأحرار يصرخون: بيروت حرّة حرّة وإيران برّا برّا". وأفاد مصدر في السفارة الإيرانية لـ"سبوتنيك"، بأن "زيارة الوفد البرلماني الإيراني تأتي بدعوة رسمية من رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث في مسائل برلمانية". وكان في استقبال لاريجاني والوفد المرافق في المطار، النائب هاني قبيسي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا والقائم بالأعمال أحمد الحسيني والمستشار الثقافي الدكتور عباس خامه يار، الوزير السابق محمود قماطي ممثلا الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. وقال لاريجاني: "إنه لمن دواعي سروري وفخري واعتزازي، أن تتاح لي هذه الفرصة المتجددة، لكي أتشرف بزيارة هذا البلد الشقيق والصديق لبنان". وسيلتقي لاريجاني اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة حسان دياب للتهنئة بنيل الحكومة الثقة، ولمناقشة الأوضاع المحلية والإقليمية، على أن يعقد مؤتمرًا صحفيًا في مقر السفارة الإيرانية في بيروت.

 

"النجباء" تُلاقي حزب الله.. وقيادي ينشر صورة مع نصرالله

مواقع الكترونية/الاثنين 17 شباط 2020

كثَّفت حركة النجباء العراقية التي يتزعمها أكرم الكعبي، تهديداتها باستهداف القوات الأميركية في العراق، وذلك بعد الضربة التي أودت بالجنرال الإيراني قاسم سليماني، وذلك عبر تغريدات نشرها نصر الشمري نائب الكعبي. وفي إحدى التغريدات، نشر الشمري صورة للكعبي وهو في إيران وسط قيادات من الجيش والحرس الثوري الإيراني، ثم بعد أيام نشر صورة تجمع الكعبي مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.وكان نصرالله، قد ذكَّر خلال كلمة له الأحد، بقضية الثأر لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، واصفًا الأخير بالشخصية المركزية، داعيًا الشعب العراقي إلى الوفاء له ولسليماني، والرد على مقتلهما. وأضاف "أقول للشعب العراقي إن مسؤولية الرد تقع على عاتقكم". كما نشر الشمري تغريدة أخرى، تضمنت صورة لآلية عسكرية قال إنها قرب قاعدة عين الأسد التي تضم إلى جانب القوات العراقية قوات أميركية، وكتب إلى جانبها "إننا أقرب إليكم مما تتصورون". وقال في تغريدةٍ اخرى، "قرارنا ببدء العد التنازلي للرد على قوات الاحتلال الأميركي عسكريًا هو قرار عراقي بامتياز ولن نسمح بالتدخل به من أي طرف كان، ونعتذر من الجواب عن أي طلب خارجي أو داخلي لتأجيله حتى من الأصدقاء مع احترامنا لكل شركاء الدم والعقيدة، وسيكون باسم عمليات الشهيد القائد جمال".

 

نواب هاربون

مرصد ليبانون فايلز/الاثنين 17 شباط 2020

نوابٌ ومسؤولون من تيار سياسي معيّن وحتّى صحافيّون مؤيدون للرئيس سعد الحريري، تذّرعوا بألف حجّة وعذر للتهرب من الظهور في حوار تلفزيوني بُعَيد الخطاب العالي السقف للحريري في ذكرى 14شباط.

قمة لبنانية ـ يونانية ـ قبرصية لبحث قضايا النفط والسياحة!

 

قمة لبنانية - قبرصية - يونانية في نيقوسيا

خليل فليحان/الشرق الاوسط/الإثنين ١٧ شباط ٢٠٢٠

يجرى التحضير لعقد قمة لبنانية - قبرصية - يونانية في نيقوسيا، خلال مارس (آذار) المقبل، بعدما أرجئت من يونيو (حزيران) العام الماضي، بسبب ظروف سياسية طرأت في اليونان وحالت دون انعقادها. وأفادت مصادر دبلوماسية لبنانية «الشرق الأوسط» أن اتصالات يقودها وزراء خارجية الدول الثلاث بزيارات يتبادلونها لمراجعة القضايا التي ستشكّل حجر الزاوية في التنسيق بين بيروت ونيقوسيا وأثينا في مجالات النفط والسياحة والأمن. وتندرج في إطار هذه الاتصالات، زيارة سيقوم بها إلى بيروت بعد غد (الأربعاء)، وزير خارجية اليونان نيكوس دندياس حيث سيلتقي نظيره ناصيف حتّي، إضافة إلى مسؤولين آخرين لمراجعة ما قطعته مشروعات الاتفاقات الجاري إعدادها، والموعد النهائي لانعقاد هذه القمة في نيقوسيا، في يوم يتعارض مع انعقاد القمة العربية الدورية التي ستعقد نهاية الشهر نفسه. مع العلم أنه سبق لنظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس أن زار بيروت للغاية نفسها في 11 من الشهر الحالي.

ولفتت المصادر إلى أن عناوين هذه القمة التي كانت من الأصل باقتراح لبناني، ترمي إلى التعاون في مجالات السياحة والتجارة والثقافة، وإلى تثبيت الأمان للنموذج الديمقراطي.

وكانت خلال الأسابيع الماضية عقدت اجتماعات عدة لوزراء الخارجية والاقتصاد والسياحة لترجمة القضايا المطروحة، وأثار لبنان خلالها، بقوة قضية النزوح السوري، التي حملت الخزينة اللبنانية نحو 25 مليار دولار، إضافة إلى الانعكاسات السلبية في ميادين الصحة والبيئة والاكتظاظ السكاني ومنافسة العمالة السورية لمثيلتها اللبنانية. واقترح وزير الخارجية القبرصي أن ينشئ لبنان أمانة عامة لتنسيق التعاون في هذه المجالات، إضافة إلى موارد جديدة، مع التنقيب عن حقول للنفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وأن تستضيف نيقوسيا القمة الأولى. تجدر الإشارة إلى أنه تم التوقيع على تطوير التعاون في مجال السياحة فيما سمي «الطريق الفينيقي». وأشارت التقارير التي وضعت عن اجتماعات بيروت الوزارية إلى أن هناك تفهماً قبرصياً ويونانياً لما يعانيه لبنان من أزمة النازحين السوريين والسعي لدى الاتحاد الأوروبي لتوفير أقصى المساعدات المادية من أجل تأمين العودة للنازحين إلى ديارهم. كما تضمنت التقارير أن الخلل في الميزان التجاري بين كل من لبنان وقبرص واليونان يجب أن يصار إلى تسويته. وختمت المصادر الدبلوماسية في وزارة الخارجية اللبنانية، أن تثبيت موعد القمة هو موضع تشاور بين العواصم الثلاث، لأن لبنان مضطر أن يشارك في القمة العربية الدورية التي ستعقد نهاية شهر مارس المقبل بحيث يجب أن يكون هناك فاصل زمني بين موعدي القمتين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

24 قتيلاً في هجوم على كنيسة في بوركينا فاسو

وطنية/17 شباط/2020

 اكدت "وكالة فرانس برس" مقتل 24 شخصاً في هجوم لمقاتلين، أمس الأحد، على كنيسة في شمال بوركينا فاسو.

 

نتانياهو: نطبّع مع عدد كبير جداً من الدول العربية والإسلامية/جنود الاحتلال في شباك نساء "حماس" الوهميات... و"مسيرات العودة" تعدل اسمها

القدس، عواصم – وكالات/17 شباط/2020

 أعلن رئيس وزراء إسرائيل المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، أن مسؤولين في الدولة العبرية سيبدأون الأسبوع القادم بالعمل على بلورة خطة يكمن هدفها النهائي في إقامة علاقات ديبلوماسية مع السودان، مؤكدا بدء تحليق الطائرات الإسرائيلية التجارية في سماء الخرطوم. وقال نتانياهو، حسب بيان صادر عن مكتبه: “سيجتمع هذا الأسبوع فريق إسرائيلي ليعمل على بلورة خطة لتوسيع رقعة التعاون بين البلدين. هذا ما اتفقت عليه مع الرئيس السوداني حيث الغاية من ذلك هي التوصل في نهاية المطاف إلى إحلال التطبيع، وإقامة علاقات ديبلوماسية بين إسرائيل والسودان”. وأكد أنه كلف هيئة الأمن القومي في إسرائيل بقيادة هذه “الخطوة التاريخية”، بالتعاون مع جميع الجهات الأمنية والمدنية في البلاد، مشددا على أن إسرائيل حاليا “في أوج عملية التطبيع مع عدد كبير جدا من الدول العربية والإسلامية”، مضيفا: “ترون جزءا صغيرا منها فقط فهذا هو رأس الكتلة الجليدية الذي يظهر فوق سطح الماء، وتحت سطح الماء هناك عمليات كثيرة تغير وجه الشرق الأوسط، وتضع إسرائيل في مكانة الدولة العظمى إقليميا وعالميا”. من جانبه، اعترف جيش الاحتلال بأن الهواتف الذكية لعشرات من جنوده تعرضت للقرصنة من قبل نشطاء من حركة “حماس” تظاهروا بأنهم نساء، حيث تلقى الجنود صورا زائفة لشابات، واستُدرجوا لتنزيل تطبيق، وهم غير مدركين أنه سيخترق هواتفهم. بدورها، طالبت الخارجية الفلسطينية بتحرك دولي عاجل، لوقف تنفيذ خطة السلام الأميركية، محذرة مما يجري يوميا من تطبيق فعلي لبنود الخطة، والمحاولات الإسرائيلية لفرض وقائع جديدة على الأرض. من جهتها، قررت هيئة “مسيرات العودة وفك الحصار”، تغيير إسمها إلى “هيئة مسيرات العودة ومواجهة الخطة”، لمواجهة “صفقة القرن” الأميركية.

 

الإيرانيون غير راضين عن أداء حكومة روحاني وسيقاطعون الانتخابات

استطلاع توقع غياب 75 % من سكان طهران عن الاستحقاق النيابي... و"الطب الشرعي" كذّب الرئيس

طهران، عواصم – وكالات/17 شباط/2020

 أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة طهران، أن 75 في المئة من سكان العاصمة لن يشاركوا في الانتخابات البرلمانية في21 فبراير الجاري. وذكر رئيس منظمة الدراسات الاجتماعية في جامعة طهران أحمد نادري، أنه “وفق الاستطلاع الذي قمنا به بداية نوفمبر، سيشارك 24.2 في المئة فقط من الإيرانيين في طهران بالانتخابات البرلمانية القادمة”. وقال: إن “93 في المئة من الإيرانيين أعلنوا أنهم غير راضين عن أداء الحكومة الإيرانية والوضع السائد في البلاد”. من جانبه، قال محمد رضا باهنر، وهو من أبرز المتشددين المقربين من المرشد علي خامنئي، إنه ليس هناك منافس حقيقي لهم في البرلمان القادم. بدوره، أعلن المجلس الأعلى للإصلاحيين أن 90 في المئة من المرشحين الإصلاحيين، لم تتم تزكيتهم من قبل مجلس الخبراء لخوض الانتخابات البرلمانية، وبهذا سيكون 240 مقعداً في البرلمان من أصل 290 مقعداً من نصيب المتشددين بلا منافس. وبحسب أوساط سياسية في طهران، يدفع المتشددون باتجاه تنصيب المرشح السابق لرئاسة البلاد محمد باقر قاليباف، لرئاسة البرلمان المقبل. كما يقول المنتقدون، إن خامنئي يريد أن يكون البرلمان والحكومة المقبلان من المتشددين، لإنهاء الانقسامات الداخلية، وإقصاء أي أصوات إصلاحية تطالب بتغيير السياسات الداخلية والخارجية، وقبول التفاوض مع الولايات المتحدة.

ويصف المحللون اهتمام المواطنين الإيرانيين بالانتخابات البرلمانية في هذه الدورة، بأنه “أبرد من الجو القارس هذه الأيام في إيران”، نظراً لعدم اهتمام الناس بالموضوع وفقدان النظام مشروعيته، بعد قمعه الدموي لاحتجاجات نوفمبر الماضي.

في غضون ذلك، ردّ رئيس منظمة الطب الشرعي الإيراني عباس مسجدي آراني أمس، على تصريحات الرئيس حسن روحاني، قائلا إن الحكومة هي المسؤولة عن إعلان قتلى الاحتجاجات. وقال آراني، إن “على الحكومة أن تعلن عن إحصائيات قتلى احتجاجات نوفمبر الماضي، حيث إنه وفقاً لقرار مجلس الأمن القومي، فإن الحكومة هي المسؤولة عن الإعلان عن هذه الإحصائيات”. وردا على حديث روحاني أول من أمس، بشأن “أن أعداد القتلى في الاحتجاجات كانت تحت تصرف الطب الشرعي في البلاد وينبغي علیهم الإعلان عن ذلك، إذا كانت واضحة لديهم”، اكد آراني أن المنظمة أخطرت “السلطات المختصة” بما لديها من إحصائیات، موضحا أن “قرار مجلس الأمن القومي، وهو مجموعة فرعية من الحكومة ويرأسها وزير الداخلية، حدد من الذي يجب عليه الإعلان عن الإحصائيات… جميع المعلومات في يد مجلس الأمن القومي”. من جانبه، أعلن رئيس منظمة تكنولوجيا المعلومات أمير ناظمي، أن البلاد تتعرض لهجمات سيبرانية ضد بنية الاتصالات، ويأتي ذلك عقب إعلان وزير الاتصالات الإيراني عن فشل إطلاق أقمار اصطناعية إلى الفضاء للمرة الرابعة، بسبب ما وصفه بالخلل الفني. وقال ناظمي: إن هجوماً سيبرانياً استهدف شركة الاتصالات الإيرانية الأسبوع الماضي، وأدى إلى قطع الإنترنت في البلاد لمدة ساعة، مضيفا أن هجوماً آخر استهدف البنية التحتية لشركة الاتصالات وشبكة المعلومات. بدوره، نفى مؤسس موقع وقناة “آمد نیوز” علی “تليغرام” الإعلامي الإيراني المعارض روح الله زم، تهمة “الإفساد في الأرض” وغيرها من الاتهامات الموجهة إليه في جلسة محاكمته الثانية. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تأييد بلاده إنشاء آلية أمن جماعي في منطقة الخليج، قائلا: في رسالة افتتاحية لمؤتمر الشرق الأوسط التابع لنادي “فالداي”، إنه “من الواضح أن أفضل طريقة لمنع التصعيد هي الوقاية من حدوث خلافات جديدة، ونحن نؤيد إنشاء آلية أمن وتعاون جماعي في منطقة الخليج”. من جانبه، أعلن المستشار الأول لوزير الخارجية الإيراني، سفير إيران السابق في موسكو مهدي سنائي، استعداد بلاده لمفاوضات حول الأمن في منطقة الخليج مع جميع الأطراف، بما فيها السعودية. وقال سنائي خلال المؤتمر: إن “إيران تقترح عقد مفاوضات مع السعودية، والاستعداد لمفاوضات حول العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة. ومستعدة أيضا لشرح هذا للجميع والعمل معهم حول خطة للأمن في مضيق هرمز ومنطقة الخليج”، مشيرا إلى أن أمن منطقة الخليج ينبغي أن يؤمن بموجب مبادرات إقليمية.

 

علي صفوي لـ”السياسة”: 80 في المئة من الإيرانيين سيقاطعون الانتخابات ولن تحل مشكلات النظام لأنه بات على مشارف الانهيار

الإصلاحيون والمتشددون المزعومون تناوبوا على قمع الشعب وارتكاب المجازر ضد المعارضين

أجرى الحوار نزار جاف/السياسة/17 شباط/2020

لن تحل الانتخابات العتيدة في ايران أي مشكلة حقيقية للنظام لأن الملالي في مرحلة الإطاحة والسقوط، ففي خضم الاستعدادات الجارية للإنتخابات التشريعية التي من المقرر إجرائها في 21 من الشهر الجاري، إلتقت”السياسة” رئيس مركز أبحاث الشرق الاوسط في واشنطن،عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الدكتورعلي صفوي وطرحت عليه مجموعة من الاسئلة فكان هذا اللقاء: في ضوء الاستعدادات الحالية للانتخابات البرلمانية في إيران في 21 فبرايرالجاري، كيف تقيمون الوضع؟ المجتمع الإيراني حاليا يمر بظروف ثورية،وتعكس الانتفاضة من عام 2017 حتى اليوك، (انتفاضة ديسمبر 2017، يناير 2018، نوفمبر 2019 ويناير 2020)، استياء عميقا من جانب الغالبية العظمى من الشعب الإيراني، لا سيما الفقراء والمحرومين، وكذلك النساء والشبان، من السياسات القمعية والتمييز وديكتاتورية الملالي الحاكمة. ورغم الأمر استغرق ثماني سنوات منذ عام 2009 من أجل اشتعال انتفاضة وطنية عارمة أخرى، أقصد انتفاضة ديسمبر 2017، التي امتدت إلى 162 مدينة، إلا أن في أقل من عامين شهدنا فيها انتفاضة أخرى في نوفمبر 2019، التي اتخذت أبعادا أوسع وامتدت لأكثر من 191مدينة وغدت أكثر راديكالية، الأمر الذي بلور نفسه في هجوم الشعب، وبخاصة الشباب، على المراكز السياسية والمالية والأمنية للنظام.

أظهرت هذه الانتفاضات أيضا أن الشعب الإيراني لديه القدرة والاستعداد للإطاحة بالنظام، إلى جانب الأنشطة والدور الرائد والقيادي لمعاقل الانتفاضة في منظمة”مجاهدي خلق” التي نظمت وزادت من أنشطتها خلال السنوات الثلاث الماضية في جميع أنحاء البلاد للإطاحة بهذا النظام وهو أمر بات متاحا،عاجلا أم آجلا، لأنه لم يعد لديه وقود للاستمرار. كيف تقيمون إجراء مجلس صيانة الدستور في استبعاد 90 شخصا من فصيل روحاني في الانتخابات المقبلة؟

استبعاد 90 عضوا في البرلمان الحالي، وكذلك إلغاء وحذف المرشحين المقربين من جناح روحاني، أو ما يمسون أنفسهم “الإصلاحيون”، يعكس حقيقة أن في مواجهة الأزمات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية والإقليمية والدولية العميقة، يتوجب على العصابة الحاكمة سد الفجوات والانشقاقات في رأس هرم الحكومة، وتشكيل برلمان موحد، لهذا السبب، اضطر خامنئي للاختيار بين خيارين، أحدهما التوسع والتمدد والانفتاح، والآخر هو التقلص وإغلاق الفضاء السياسي للمجتمع، لأنه، كما أكد هو نفسه مرارا وتكرارا، فإن التراجع خطوة واحدة يعني تقويض النظام وتفكيكه من الداخل، وهذا ماذا يطلق عليه الملالي مسمى الانتحار.

هل يعني استبعاد 90 شخصا من جناح روحاني من الترشيح في الانتخابات المقبلة أن مطالبات الوسطية والاعتدال والإصلاح في إيران قد انتهت؟

لقد انتهى عهد الإصلاح في إيران، وبتعبير اوضح لم يكن هناك جناح معتدل في هذا النظام.

لاحظ أن خلال 41 عاما من حكم هذا النظام، كان ما يمسى “الإصلاحيين”و”المعتدلين” لمدة 33 عاما في السلطة، ومن المفارقات أنها كانت الأكثر قمعا وإعداما واغتيالا خلال هذه الفترة الإصلاحية الخلبية الزائفة. 120 ألف عملية إعدام، بما في ذلك مذبحة 30 ألف سجين سياسي، واغتيال المعارضين الإيرانيين في الخارج، والهجمات الإرهابية على المراكز الديبلوماسية والدينية للدول، في الكويت، والمملكة العربية السعودية، وبيروت، ونيروبي، والأرجنتين، وكل ذلك خلال فترة حكم “المعتدلين”.

كما أن تطوير برنامج الأسلحة النووية السري، وتطوير برنامج الصواريخ البالستية، تم خلال تلك الفترات التي حكمها”معتدلون”.

أود أن أضيف أنه في ما يتعلق بالقضايا الأساسية والستراتيجية لهذا النظام، فإن الجانبين لا يوجد بينهما اختلافات جوهرية، أقصد قمع وقتل الشعب الإيراني ونهب وسرقة ثرواته، وتصدير الإرهاب والتطرف، وزعزعة الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك دعم النظام الإجرامي للنظام في سورية، أو تقديم المساعدات التعليمية والتدريبات والأسلحة والمال للميليشيات الإرهابية الشيعية في العراق، و”حزب الله” في لبنان، والحوثيين في اليمن، وانتشار برامج الصواريخ البالستية والأسلحة النووية. لقد دعم كل من المتشددين المزعومين والمعتدلين أيضا كل هذه السياسات، وساهموا في المضي قدما بها. نشر أحد مراكز استطلاعات الرأي في إيران أن عدد الذين لن يصوتوا في الانتخابات سيصل إلى 80في المئة، ما رأيك بهذا؟

هذا ليس مستغربا. خلال المناظرة والنقاش الدائر حول الانتخابات الرئاسية لعام 2017، قال قائد الشرطة السابق، رئيس بلدية طهران السابق محمد باقر قاليباف أن حكومتنا هي حكومة 4في المئة، أي أن 96 في المئة من الشعب يعارضون هذا النظام ويريدون إطاحته.

بالطبع، من وجهة نظر المقاومة الإيرانية، ووفقا لأبحاثنا الدقيقة المجراة من قبل مراقبي المقاومة آلاف الدوائر الانتخابية في انتخابات العام الماضي، فإن نسبة المشاركة ستكون أقل، اذ يتمتع الملالي بتاريخ طويل من الاحتيال والتزوير الضخم ومضاعفة الأصوات الانتخابية المزورة.

في الماضي، في العديد من المدن، كان عدد الأصوات المعلن عنها أكثر من عدد الناخبين المؤهلين الموجودين في المدينة. بالنظر إلى العزلة الدولية والوضع والظروف الصعبة التي يواجهها هذا النظام، فما نوع النتائج والإنجازات التي يمكن أن تحققها مثل هذه الانتخابات؟

بالطبع، لن يكون في هذه الانتخابات أي إنجازات للنظام، فإذا كان الملالي في الماضي قادرين على الحصول على تنازلات وامتيازات سياسية واقتصادية كبيرة من حساباتهم الخارجية كمبررات لسياسة الاسترضاء، وذلك من خلال اللعب بورقة”المتشدد – الإصلاحي”، فاليوم في ظل الظروف والسياق الدولي الحالي، وبخاصة بعد الانتفاضتين الكبيرتين في نوفمبر 2019 ويناير 2020 وشعارات”الموت لخامنئي والموت لروحاني”، اتضح للدول الغربية، إلى حد كبير، مدى كراهية الشعب الإيراني الواسعة النطاق للنظام وفقدان الملالي للقاعدة الاجتماعية.

لذلك، إلى جانب أي استخدام تكتيكي يريد خامنئي الاستفادة منه في هذه الانتخابات المزعومة، فإن نظامه سيخسر بالفعل جناحه أو قاعدته بسبب هذه العملية الجراحية، وسيكون أضعف وأكثر هشاشة من ذي قبل، وإن استمرار سياسة الاسترضاء من بعض الدول الأوروبية سوف تواجه مشكلات خطيرة. يدرك النظام الإيراني جيدا أن من المحتمل مقاطعة الشعب الانتخابات، لكن يصر عليها، ما السبب، وما هي الأهداف التي يريدإخفاءها بهذه الطريقة؟ على مدار الأربعين عاما الماضية، استخدم الملالي الدجالون لعبة ومسرحية الانتخابات لإضفاء الشرعية على نظامهم، مدعين أنهم يجرون انتخابات شرعية على عكس بعض البلدان في المنطقة. إذا لم تكن هناك انتخابات، فإن قناع ديكتاتورية الملالي، والحكم الشمولي والاستبدادي سوف ينهار ببساطة، رغم أن الشعب، كما قلت، سيقاطع هذه الانتخابات، إلا أن الملالي، كما في الماضي، سيزعمون وجود مشاركة واسعة من الجمهور فيها، من خلال الغش والتزوير والكذب، لقد قال إمام جمعة ساري في شمال إيران قبل ايام:” لقد قال خامنئي: نريد وجودا عاما، وليس وجودا بالحد الأقصى، لزيادة أمن النظام والدولة”. هل يمكن لهذه الانتخابات أن تساعد النظام وتغير مسار الأوضاع التي تزداد بها الأمور سوءا؟

لن تحل الانتخابات أي مشكلة حقيقية للنظام لأن الملالي في مرحلة الإطاحة والسقوط، فهم كالشخص الذي سقط في المستنقع وسوف يغرق أكثر فأكثر. الحقيقة هي أن الملالي قد وصلوا إلى نهاية الخط. لقد انتهت عقودهم الأربعة من الانتهازية والوصولية لثلاثة حروب في المنطقة، وأربعين عاما من سياسة الاسترضاء. لقد فشلت سياسة تصدير الإرهاب ونشر الحروب في الشرق الأوسط، والتي كانت أساس حماية النظام، كما أن القضاء على متزعم العصابة الإجرامية “قوة القدس” قاسم سليماني كان بمثابة ضربة ستراتيجية لخامنئي وسياساته الإقليمية لا يمكن تعويضها. إن الانتفاضة البطولية لملايين الشعب العراقي، بقيادة النساء والشبان الشجعان، وصيحات”إيران برا برا” تبشر بانتهاء تدخلات نظام الملالي التي استمرت 17 عاما في العراق. إن عجلات التاريخ لن تعود إلى الوراء، وبتصميم وإرادة الشعب الإيراني والمقاومة ومعاقل الانتفاضة، لم يفت الأوان بعد لإطاحة هذا النظام اللاإنساني.

 

ترامب يطالب روسيا بوقف دعم فظائع الأسد ويندد بالعنف في إدلب والجيش السوري سيطر على محيط حلب وقصف نقطة تركية... وأنقرة واصلت تعزيز تواجدها

دمشق – وكالات/17 شباط/2020

 طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا بوقف دعمها لما أسماه “فظائع” نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معرباً عن خشية الولايات المتحدة من العنف في إدلب. وأعرب ترامب خلال مكالمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “عن خشيته من العنف في إدلب، وأبلغه رغبة الولايات المتحدة برؤية نهاية لدعم روسيا للفظائع التي يرتكبها نظام الأسد”. في المقابل، دافعت روسيا عن هجومها إلى جانب قوات النظام السوري في إدلب. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن “القوات المسلحة الروسية والمستشارين الروس يدعمون الجيش السوري في مكافحة الإرهابيين”، معرباً عن أسف بلاده إزاء عودة نشاط الإرهابيين انطلاقاً من إدلب. من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن العسكريين الروس والأتراك على تواصل دائم في إدلب، وأن تفاهماً كاملاً يسود فيما بينهم، معرباً عن أمله في إمكانية خفض حدة التوتر هناك. في غضون ذلك، أعلن النظام السوري، سيطرته الكاملة على محيط مدينة حلب، بعد تحريره عشرات القرى من المعارضة المسلحة، وفي مقدمها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، المدعومة من تركيا، وإعادة تشغيل مطار حلب بعد توقف دام تسع سنوات. وسيطرت قوات النظام أول من أمس، على محيط مدينة حلب، بما فيها من قرى وبلدات، وذلك بعد انسحاب فصائل المعارضة منها.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن النظام سيطر بشكل كامل على 30 بلدة وقرية في محيط حلب للمرة الأولى منذ العام 2011، موضحاً أنه لم يتبق لقوات النظام سوى مناطق معدودة تفصله عن تأمين مدينة حلب بشكل كامل، وأبرز هذه المناطق هي كفرحمرة وحريتان وعندان.

وأضاف إن النظام استعاد السيطرة على نحو 95 منطقة في ريفي حلب الجنوبي والغربي.

وأكد وجود اتفاق تركي – روسي لتسليم النظام محيط حلب، حيث تقدمت ميليشيا “حزب الله” اللبناني وقوات أخرى موالية للنظام وسيطرت بعد انسحاب الفصائل المسلحة المقاتلة من تلك المنطقة. من جانبه، تعهد جيش النظام في بيان، أمس، استمرار عملياته في حلب والقضاء على “ما تبقى من تنظيمات إرهابية”. وبعدما أعلن النظام، سيطرته الكاملة على غرب مدينة حلب، قصفت قواته في ريف حلب الشمال الغربي، النقطة التركية المتمركزة في منطقة الشيخ عقيل، ما تسبب بوقوع جرحى من القوات التركية بعضهم بحالة خطيرة. وفي إدلب، أرسل الجيش التركي، أمس، قافلة تعزيزات عسكرية تضم مدافع ودبابات وناقلات جند مدرعة، إلى نقاط المراقبة التركية. وذكرت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء، أن قافلة تعزيزات تضم مدافع ودبابات وناقلات جند مدرعة، وصلت مدينة ريحانلي بولاية هطاي جنوب تركيا، مشيرة إلى أن القافلة المؤلفة من 150 مركبة عسكرية، توجهت إلى نقاط المراقبة التركية في إدلب، حيث توجد 12 نقطة مراقبة تركية في منطقة خفض التصعيد بناء على اتفاق أستانا. بدوره، قال مصدر في حلف “الناتو”، وهو ديبلوماسي يعمل في بعثة إحدى الدول الأعضاء في بروكسل، إن الحلف لا ينوي تقديم الدعم العسكري لأنقرة في حال قيامها بعملية عسكرية في شمال سورية. وأضاف إن “دول الناتو لن تدعم تفعيل البند الخامس بسبب مقتل عسكريين أتراك في إدلب مطلع فبراير (الجاري)”، مشدداً على أن الحلف “لا ينظر في إمكانية تقديم مساعدة عسكرية لتركيا في حال القيام بعملية في هذه المنطقة”. وفي حمص، أسقطت وحدة من قوات النظام أمس، طائرة مسيرة في محيط مصفاة حمص. إلى ذلك، شدد القائد العام لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي، أمس، على أن “العودة غير ممكنة لسورية ما قبل العام 2011”. وقال رداً على سؤال بشأن ما يمكن أن يقدمه النظام السوري لقواته، وسط محادثات مستمرة بين الطرفين، إن “الحقوق تكون على قدر التضحيات والمواقف، وما قدمته مكونات شعبنا لا يقل عما قدمه أي شعب آخر دفاعا عن بلده، لذا ما نطالب به هو حق مشروع ويتمثل في الإدارة الذاتية الديمقراطية”. وأضاف إن مسؤولي حكومة الأسد يرفضون الاعتراف بـ”الإدارة الذاتية” ويهددون بـ “الحسم العسكري” في بعض الأحيان.

 

عمرو موسى: سورية دولة عربية وعودتها لمقعدها في الجامعة قاب قوسين أو أدنى

موسكو – وكالات/17 شباط/2020

 أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أن عودة سورية ستكون قريبة إلى الجامعة العربية. وقال موسى على هامش منتدى “فالداي”، إن سورية دولة عربية وبأنها في المستقبل القريب ستعود إلى مقعدها في الجامعة العربية. وشدد على دور الجامعة العربية المهم، قائلاً، إنه “ما زال دور الجامعة مهماً جداً، ولكن نحن هنا نتكلم عن نظام عربي جديد ونظام إقليمي جديد، وإلى أن يتم ذلك لا يمكن أن ندير ظهرنا للجامعة العربية، لأنها المنتدى الوحيد الذي يجمع الدول العربية”. وأشار إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة في حل المشاكل التي يعاني منها العالم العربي، والخلافات بين الدول العربية. وأضاف إنه “يمكن للجامعة العربية أن تلعب دوراً كبيراً في حل الأزمات العربية إن كان عن طريق الوساطة أو الانضمام إلى القوى الدولية الأخرى التي تتعامل مع هذه الأزمات”.

 

العراق يرفض الحرب على إيران ويستفسر من أميركا عن نشر “باتريوت”

اتفاق سني ـ كردي على تشكيل الحكومة الجديدة... والمحافظات الجنوبية تواصل الانتفاض

بغداد – وكالات/17 شباط/2020

 أعلن وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، رفض بلاده ما سماه بـ “خيار الولايات المتحدة بالحرب” ضد إيران. وذكرت وزارة الخارجية العراقية في بيان، ليل أول من أمس، أن الحكيم أكد خلال لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، “ضرورة احترام سيادة العراق ودعم جهود الاستقرار في المنطقة”، مشدداً على “رفض العراق للتصعيد والتلويح بخيار الحرب على الجارة إيران من قبل الجانب الأميركي”، ومجدداً التزام بغداد بحماية البعثات الديبلوماسية وحرمة الديبلوماسيين”. وأكد الحكيم “حرص العراق على إقامة علاقات متينة مع دول الجوار والابتعاد عن سياسة المحاور والنأي عن أي صراعات إقليمية ودولية”، داعياً إلى استمرار الحوارات السياسية لتطوير العلاقات الثنائية وبحث القضايا الإقليمية وتقارب المواقف تجاه القضايا المختلفة. على صعيد آخر، كشفت وثائق صادرة عن مكتب رئيس الحكومة العراقية المستقيل عادل عبدالمهدي، رد بغداد على واشنطن بشأن نشر الولايات المتحدة صواريخ “باتريوت” في العراق.

وبحسب الوثائق، فإن أميركا طلبت من العراق إدخال منظومة “باتريوت” إلى قاعدتي “عين الأسد” وأربيل بعد القصف الأخير الذي تعرضت له القاعدتان، وأظهرت طلب عبدالمهدي من وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر تفاصيل تلك المسألة وانعكاسها على الوضع في العراق، وتداعياتها.

من ناحية ثانية، اتفقت أطراف سنيه وكردية ليل أول من أمس، على أن أي حكومة مقبلة ينبغي أن تكون ممثلة لجميع مكونات العراق وعلى قاعدة الشراكة الوطنية واستمرار التعاون مع التحالف الدولي لمساعدة العراق في مواجهة خطر الإرهاب والقضاء على فلول تنظيم “داعش”. وذكر مكتب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في بيان مشترك مع “تحالف القوى العراقية”، أن “الحلبوسي وتحالف القوى العراقية اجتمعا مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وتمت مناقشة أبعاد الوضع الراهن والأزمة السياسية التي يمر بها العراق، بما فيها تشكيل الحكومة”.

وأضاف ان المجتمعين اتفقوا على “العمل مع جميع القوى السياسية للخروج من المأزق الحالي، وبما يسهم في استعادة الاستقرار في بغداد ومحافظات الجنوب، وأن أي حكومة مقبلة ينبغي أن تكون ممثلة لجميع مكونات العراق، وعلى قاعدة الشراكة الوطنية وأن يتضمن البرنامج الحكومي رؤية واضحة في الإعداد لإجراء الانتخابات المبكرة وبأسرع وقت ممكن، تلبية لمطالب المتظاهرين، ويجب أن يكون هذا الموضوع من أولويات الحكومة المقبلة”.

وفي السياق، شدد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب بشير الحداد، أمس، على أن حكومة محمد توفيق علاوي المقبلة يجب أن تكون متوازنة وممثلة لجميع مكونات البلاد، وفقاً لقاعدة الشراكة الوطنية. وأوضح أن “عدم الالتفات إلى إشراك المكونات الرئيسة في البلاد، يؤدي إلى عدم استقرار الأوضاع ويهدد النسيج الوطني والسلم الاجتماعي”. وأشار إلى أن “هذه الأيام حساسة وحاسمة، مع اقتراب تقديم علاوي كابينته الوزارية، لذا على جميع الأطراف العراقية العمل الجاد للخروج من الأزمة الحالية بما يسهم في استقرار أوضاع البلاد”، مضيفاً ان “البرنامج الحكومي يجب أن يتضمن رؤية واضحة في حل المعضلات التي يعاني منها الشعب العراقي، وتلبية مطالب المتظاهرين”. بدوره، أكد رئيس “ائتلاف دولة القانون” نوري المالكي، خلال لقائه سفير إسبانيا لدى العراق خوان خوسيه ايسكوبار، أمس، أهمية التهيئة لإجراء انتخابات من أجل تشكيل حكومة تحظى بدعم الجميع وتلبي مطالب الشعب.

إلى ذلك، وبعد نحو أربعة أشهر على “انتفاضة” العراقيين، سيما في بغداد ومحافظات الجنوب، لا يزال المتظاهرون متمسكين بمطالبهم، وفي مقدمها تكليف شخصية مستقلة من أجل تشكيل الحكومة، وبالتالي رفضهم مساعي رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي رغم تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها محاولاً طمأنة الشارع الرافض له إلى أن حكومته ستأتي على قدر آمال المحتجين. وعاد المتظاهرون أمس، في بغداد، ليؤكدوا رفضهم علاوي، مطالبين بحكومة مستقلين بعيداً عن الأحزاب والمحاصصة الطائفية. ويرفض المتظاهرون تكليف علاوي، باعتبار أنه قريب من النخبة الحاكمة التي يتظاهرون ضدها ويطالبون برحيلها ضمن حركة احتجاجية غير مسبوقة تعرّضت للقمع في كثير من المحطات وقتل فيها نحو 550 شخصاً. وتجددت الاشتباكات أمس، بين القوى الأمنية والمتظاهرين في ساحة الخلاني وسط بغداد. وقالت مصادر طبية إنها استقبلت عدداً من المحتجين، أصيب غالبيتهم بحالات اختناق جراء قنابل الغاز، في حين سجلت بعض الإصابات ببنادق الصيد والحجارة. كما شهدت مدينة النجف مسيرة حاشدة للمعتصمين الذين هتفوا “بالروح بالدم نفديك ياعراق”.

 

المحتجون يصدحون “لن نهاب الموت” بأغنية شاهدها 31 مليوناً

بغداد – وكالات/17 شباط/2020

 حصلت أغنية “البيكيسي” التي نشرت قبل بدء الموجة الثانية من التظاهرات في العراق على نحو 31 مليون مشاهدة على موقع “يوتيوب”، وهي أكثر أغنية شعبية حالياً في العراق، ويتم بثها بشكل يومي في ساحات التظاهر، خصوصاً من على “المطعم التركي” وسط بغداد.

وتدعو الأغنية، على وقع الموسيقى الحماسية، إلى إكمال المسيرة، مشيرة إلى أن الشعب العراقي لا يهزم ولا يهاب الموت. وتقول بعض كلمات الأغنية ما معناه “نحن ذخيرة لا تنضب، ولا أحد يمكن تجاوزنا، فنحن شعب لا يهاب الموت ومستعدون له”، مضيفة إنه “لا يضيع حق وراءه مطالب، والعراقيون يستطيعون تجاوز الصعاب، فنحن مناضلون وسنبقى”. وكانت شرارة المسيرات الاحتجاجية انطلقت جنوب العراق بفعل تراكم سنين من الحرمان والفقر في بعض أغنى المحافظات جنوباً، وهو ما دفع في بداية التظاهرات المحتجين إلى حرق معظم مقار الأحزاب والفصائل المسلحة في تلك المحافظات.

 

بغداد: لدينا قاعدة بيانات تضم معلومات كاملة عن بقايا “داعش”

بغداد – وكالات/17 شباط/2020

 كشف جهاز مكافحة الإرهاب في الجيش العراقي، أمس، عن امتلاكه قاعدة بيانات كاملة لبقايا عناصر تنظيم “داعش”. وقال المتحدث باسم الجهاز صباح النعمان، إن المعطيات التي حصلوا عليها يمكن أن تستفيد منها الأجهزة الأمنية الأخرى في المحيطين الإقليمي والدولي. وأضاف إن ستراتيجية ورؤية جهاز مكافحة الإرهاب بملاحقة بقايا “داعش” تأتي في كيفية الاستفادة من جهد الوزارات والأجهزة الأخرى في نشر ثقافة الوعي للوقاية من الجريمة الإرهابية. وأشار إلى أن “الجهاز لديه قاعدة بيانات كبيرة عن الإرهابيين المتواجدين في العراق”، مضيفاً ان “قاعدة البيانات باتت مصدراً تستفيد منه الأجهزة الأمنية الأخرى في المحيطين الإقليمي والدولي”. وأكد أن الأيام المقبلة ستشهد عمليات نوعية في استهداف مخابيء العصابات الإرهابية وملاحقتهم. في غضون ذلك، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية أمس، اعتقال ثلاثة إرهابيين في مدينة الموصل. على صعيد آخر، أعلنت قيادة شرطة محافظة نينوى أمس، العثور على مقبرة تضم رفات 32 من ضحايا “داعش” غرب الموصل. وقال مدير قيادة شرطة نينوى اللواء حمد النامس، إن “قيادة شرطة نينوى عثرت على مقبرة جماعية ضمت رفات 32 من ضحايا داعش، بينهم 11 سيدة موصلية، غالبيتهن موظفات في وزارة الداخلية بحسب البطاقات الشخصية التي بحوزتهن”.

 

الأمم المتحدة تدين استخدام أسلحة الصيد ضد المحتجين

بغداد – وكالات/17 شباط/2020

 دانت مبعوثة الأمين العام الأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت، أمس، استخدام أسلحة الصيد ضد المحتجين. وقالت بلاسخارت، في بيان، “تواصل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق تلقي مزاعم موثوقة عن المحتجين المسالمين الذين استهدفوا ببنادق الصيد على الطريق بين ميداني التحرير والخيلاني في بغداد، في الأيام الماضية”. وأضافت، “أدى ذلك الاستخدام إلى إصابة 50 شخصاً على الأقل، وبحسبما ورد، أصيب عدد من أفراد الأمن، بما في ذلك بواسطة كريات من أسلحة الصيد أو الحجارة أو قنابل المولوتوف، ووردت من محافظة كربلاء أيضاً مزاعم بشأن استخدام المقذوفات الحركية المماثلة، ما تسبب في إصابة نحو 150 محتجاً في يناير الماضي، وحده”. ودانت بشدة “استخدام بنادق الصيد برصاص الطيور التي تسببت (مرة أخرى) في أعداد كبيرة من الإصابات في الاحتجاجات الأخيرة”، داعية السلطات العراقية إلى منع استخدام القوة ومحاسبة المسؤولين عن إساءة استخدام القوة. وأوضحت أن “النمط المستمر لاستخدام القوة المفرطة مع وجود جماعات مسلحة يتم تحديدها بشكل غامض وولاءات غير واضحة يمثل مصدر قلق أمني خطير”.

 

الحكومة اليمنية والحوثيون يتفقون على تبادل الأسرى

عدن – وكالات/17 شباط/2020

 توصل ممثلون عن الحكومة اليمنية والحوثيين، إلى اتفاق على خطة مفصلة لإتمام أول عملية تبادل رسمية واسعة النطاق للأسرى والمحتجزين منذ بداية النزاع وفقا لاتفاق ستوكهولم. وأكد مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان مشترك، ليل أول من أمس، أن الاتفاق جاء في ختام اجتماع دام سبعة أيام للجنة الإشرافية على تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والمفقودين في الأردن، بمشاركة وفدين يمثلان الطرفين وبحضور ممثلين عن التحالف العربي. واعتبرا الاتفاق “خطوة أولى نحو الوفاء بالتزامات الطرفين بالإفراج المرحلي عن جميع الأسرى والمحتجزين على خلفية النزاع وفقاً لاتفاقية ستوكهولم”، مشيرين إلى أن الجانبين قررا الشروع “فوراً” بتبادل القوائم للإعداد لعملية التبادل المقبلة، كما جددا التزامهما بتسهيل تواصل الأسرى والمحتجزين مع ذويهم. وقال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إن الطرفين أظهرا أن الثقة التي عملا على بنائها حتى الآن ما زالت قادرة على تحقيق نتائج إيجابية “رغم التحديات المتزايدة على الأرض”. وحض الطرفين على الإسراع في تنفيذ عملية التبادل التي تم الاتفاق عليها، وبشكل مرحلي، مشدداً على ضرورة “إنهاء معاناة الآلاف من الذين ينتظرون لم شملهم مع عائلاتهم”. من جهته، وصف رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء فرانز راوخنشتاين، الاتفاق بأنه “مشجع للغاية”، معرباً عن أمله في أن يمهد الطريق لمزيد من عمليات إطلاق السراح قريباً. بدوره، اعتبر وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، أن “الاتفاق المرحلي لإطلاق سراح الأسرى خطوة إنسانية بحتة يجب تنفيذها من دون مماطلة”. وفي وقت لاحق، وصل غريفيث إلى القاهرة، في زيارة لمصر تستغرق أيام عدة يبحث خلالها آخر التطورات على الساحة اليمنية على ضوء جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. من ناحية ثانية، قال مستشار الرئيس اليمني أحمد بن دغر، على حسابه بموقع “فيسبوك”، ليل أول من أمس، إن تنفيذ “اتفاق الرياض” ضرورة وطنية، ومطلب حياتي لكل أبناء اليمن، ولا يمكن لأحد أن يقف حجر عثرة أمام تنفيذه. وأضاف ان “السلام في عدن والمحافظات المحررة مفتاح السلام في اليمن، والسلام في اليمن على قاعدة المرجعيات الثلاث يغدو كل يوم ضرورة، من لا يرون الأمور على هذا النحو لا يدركون حقيقة ما يجري، ويفتقدون للخيال والبصيرة”. ميدانياً، لقي نحو 18 حوثياً مصرعهم وأصيب آخرون بجروح مختلفة، أول من أمس، أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش بمحافظة الجوف. في السياق، لقي ثلاثة من قيادات الانقلابيين مصرعهم، خلال اليومين الماضيين، بينهم القيادي والحارس الشخصي لزعيم الحوثيين حسن عبدالله حنين الجرادي، وحفيد الإمام محمد عبدالله علي حسين حميد الدين، إضافة إلى قائد لواء حرس الحدود أبوطه يحيى المنبهي.

 

السودان يعتقل خلية “إخوانية” خططت لهجمات ضد مصر/وفد "الجنائية الدولية" في الخرطوم لبحث تسليم البشير

الخرطوم – وكالات/17 شباط/2020

 اعتقلت السلطات السودانية، مجموعة من قيادات جماعة “الإخوان” المصريين، بينهم نواب سابقين في مجلس الشعب، ونسبت السلطات القضائية إليهم تهماً تتعلق بالإرهاب، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر، انطلاقاً من الأراضي السودانية. وذكرت السلطات السودانية، أن أعضاء الخلية تلقوا تدريبات في السودان على صناعة وتركيب المتفجرات، والقيام بأعمال عنف وشغب واسعة. من جانبها، أفادت أنباء صحافية، بأن النائب السابق في مجلس الشعب المصري جمال حنفي، يتولى قيادة الخلية المقبوض عليها، إضافة إلى أعضاء سابقين في البرلمان، بينهم النائب السابق ياسر حسانين، والنائب السابق عزب مصطفى، والقيادي عبدالهادي شلبي، وصهر النائب السابق أمير بسام، إلى جانب قياديين آخرين في الجماعة هما محمد الشريف ويوسف حربي. وكشفت أوراق القضية أن أعضاء الجماعة دخلوا السودان باستخدام أوراق وجوازات سفر مزورة، قادمين من تركيا وماليزيا أثناء حكم الرئيس السابق عمر البشير، وكانوا يتحصنون بالسودان، هرباً من الأحكام القضائية الصادرة ضدهم في مصر. وأشارت إلى أن الخلية تضم نحو 27 عنصراً، دخلوا على دفعات عدة بعد ثورة 30 يونيو العام 2013، التي أسقطت نظام حكم “الإخوان” في مصر. وأضافت، أن القيادي في التنظيم الدولي لـ”الإخوان” الراحل عبدالمالك الحلوجي، الذي حصل على الجنسية السودانية بقرار من الرئيس السابق عمر البشير، تولى ترتيب الإقامة وتوفير الحياة الآمنة لهم، قبل وفاته في نوفمبر الماضي، ليخلفه في المهمة زعيم الخلية جمال حنفي، بعدما انتقل للإقامة في السودان. من ناحية ثانية، وصل وفد من المحكمة الجنائية الدولية إلى الخرطوم، لبحث تسليم الرئيس المعزول عمر البشير. وقال محمد الحسن الأمين، أحد محامي البشير، إن الرئيس المعزول يرفض التعامل مع المحكمة. على صعيد آخر، منع قانون سوداني جديد، الاختلاط في المدارس الخاصة بجميع المراحل التعليمية، باستثناء رياض الأطفال.

 

“الأوروبي” يراقب حظر توريد الأسلحة لليبيا بمهمة بحرية وروسيا نفت إرسال قواتها وأكدت استمرار الحوار

بروكسل – وكالات/17 شباط/2020

 يعتزم الاتحاد الأوروبي مراقبة حظر توريد أسلحة لليبيا مستقبلاً، عبر مهمة بحرية جديدة. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أمس، إن هناك اتفاقاً مبدئياً بشأن مهمة جديدة للاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن هذه المهمة سيكون لها أيضاً عنصر بحري في شرق البحر المتوسط. من جانبه، اقترح وزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبيرغ، الاستعانة بحرس حدود أوروبيين للمساعدة في تطبيق حظر توريد أسلحة إلى ليبيا. وأكد رفضه أن تتولى النمسا مهام رقابية في البحر المتوسط، وقال: “ندعم مقترح الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية بتوسيع الرقابة الجوية”. واضاف ان هذا يمكن أن يكون فقط خطوة أولى، موضحاً انه “مع مراعاة موافقة الليبيين، يمكن أن يدعم حرس حدود من الاتحاد الأوروبي في تطبيق حظر توريد أسلحة في ليبيا، النمسا ستكون مستعدة للمشاركة في ذلك”. وكان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 اجتمعوا في بروكسل، أمس، لمناقشة إمكانية مراقبة حظر الأسلحة على ليبيا باستخدام مهمة بحرية ثابتة والتي كان قد تم تعليقها بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء. وتعهد الاتحاد الأوروبي ببذل قصارى جهده لمنع وصول الأسلحة إلى ليبيا التي مزقتها النزاعات، لكن الدول الأعضاء على خلاف بشأن استئناف الدوريات البحرية في إطار العملية “صوفيا”. على صعيد آخر، أعلن السكرتير الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية لم يرسل قوات روسية إلى ليبيا، ولم يصدر أي أوامر في هذا الصدد. ورداً على سؤال عما تردد عن كيفية تفسير وجود قتلى روس، قال إنه لا يعرف ذلك، وأنه لا يستطيع تفسير ذلك، مختتماً حديثه بأنه “لا توجد قوات روسية في ليبيا”. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف، أمس، إنه “تم الاتفاق في مؤتمر ميونخ للأمن على الاستمرار في الحوار بشأن الوضع في ليبيا”.

 

الإمارات تصدر أول رخصة تشغيل لمحطة “براكة” النووية/إيفانكا ترامب أشادت بإصلاحات السعودية والبحرين والأردن والمغرب

دبي، عواصم – وكالات/17 شباط/2020

 أعلنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية الإماراتية، أمس، إصدار رخصة تشغيل الوحدة الأولى لمحطة براكة للطاقة النووية، لصالح مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والتي تتولى بدورها مسؤولية تشغيل المحطة الواقعة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي. وقالت الهيئة المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في الامارات في بيان، بمناسبة إصدار أول رخصة، إنه بموجبها أصبحت (شركة نواة للطاقة) التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مفوضة بتشغيل الوحدة الأولى من محطة براكة للطاقة النووية، على مدى الأعوام الـ60 المقبلة. وأضافت أن إصدار رخصة التشغيل، تتويجا للجهود التي بذلتها الهيئة الاتحادية للرقابة النووية منذ تلقيها طلب الحصول على الرخصة من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية العام 2015، حيث أجرت الهيئة عملية مراجعة منهجية تضمنت تقييما شاملا للوثائق المرفقة مع الطلب وتطبيق تدابير رقابية صارمة، إضافة إلى إجراء عمليات تفتيش دقيقة للمحطة خلال مرحلة الإنشاء والتطوير. وأوضحت أن عملية التقييم شملت خلال السنوات الخمس الماضية مراجعة لتصميم المحطة النووية، إضافة إلى تحليل جغرافي وديموغرافي لموقعها، كما تضمنت عملية مراجعة لتصميم المفاعل النووي ونظم التبريد والسلامة والتدابير الأمنية وإجراءات الاستعداد للطوارئ وإدارة النفايات المشعة وجوانب فنية أخرى.

وذكرت الهيئة انها راجعت مدى استعداد شركة “نواة للطاقة” من الناحية المؤسسية والقوى العاملة، بصفتها الشركة المسؤولة عن التشغيل، والتأكد من توافر الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان معايير السلامة والأمان في محطة الطاقة النووية. وقالت الهيئة إنها اجرت مراجعة لطلب الترخيص المكون من 14 ألف صفحة، وإجراء نحو 185 عملية تفتيش صارمة، إضافة إلى طلب نحو 2000 معلومة إضافية حول مواضيع مختلفة، شملت تصميم المفاعل وعوامل السلامة والأمان وغيرها لضمان الامتثال لجميع المعايير الرقابية. في غضون ذلك، أشادت ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشارته إيفانكا ترامب، بجهود الدول العربية التي تمكنت خلال السنوات الأخيرة من إحداث إصلاحات تشريعية مهمة تخدم مصالح المرأة. وأوضحت خلال مشاركتها في منتدى المرأة العالمي بدبي، أن السعودية والبحرين والأردن والمغرب وتونس وضعت تشريعات تخدم المرأة وتزيد من مستوى تمكينها، مضيفة عن “مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة” التي أطلقها البيت الأبيض العام الماضي، في أول جهد تقوده الحكومة الأميركية من أجل تعزيز جهود التمكين الاقتصادي للمرأة على مستوى العالم، إن “المبادرة تهدف إلى الوصول إلى 50 مليون امرأة حول العالم بحلول العام 2025، فيما وصل التأثير الإيجابي للمبادرة خلال عام واحد فقط ومنذ اطلاقها العام الماضي، إلى نحو 12 مليون امرأة حول العالم”.

 

قبرص ترفض الاستفزازات التركية والهند تستدعي سفير أنقرة احتجاجاً

نيقوسيا – أ ش أ/17 شباط/2020

 انتقد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، أمس، الأعمال التركية الاستفزازية في منطقة فاماجوستا “المحتلة”، المعروفة باسم “فاروشا”، والتصريحات التركية بشأن افتتاح منتجع فاروشا السياحي، واعتبرها “استفزازية وغير مقبولة”. وقال أناستاسياديس، إن الحكومة القبرصية لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء هذه الأعمال. يشار إلى أنه تم تقسيم جمهورية قبرص منذ العام 1974، عندما غزت القوات التركية واحتلت الثلث الشمالي للجزيرة، وتجاهلت تركيا العديد من قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى انسحاب قواتها واحترام وحدة أراضي جمهورية قبرص وسيادتها، وفشلت جولات متكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة حتى الآن في تحقيق نتائج، كانت الجولة الأخيرة من المفاوضات قد انتهت في صيف العام 2017، في منتجع “كران مونتانا” السويسري من دون التوصل إلى حل. من ناحية ثانية، استدعت الهند أمس، السفير التركي شاكر أوزكان تورونلار لديها، لتقديم احتجاج ديبلوماسي على تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن إقليم كشمير. وأعلنت الخارجية الهندية، أنها أبلغت تورونلار، بأن تصريحات أردوغان افتقرت لفهم تاريخ النزاع في كشمير، وقال المتحدث باسم الوزارة رافيش كومار، إن “الموقف الأخير ضرب مثالاً آخر على نمط التدخل التركي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، تعتبر الهند ذلك أمراً غير مقبول البتة”.

 

تركيا تعاقب المسؤولين عن ترحيل “الإخواني” المصري وتمنح زوجته الجنسية

أنقرة – وكالات/17 شباط/2020

 أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن تركيا لن ترحل أيا من الأفراد لبلادهم، إذا كان هناك خطر على حياتهم. وأعلن أن تركيا ستمنح الجنسية لزوجة المصري محمد عبدالحفيظ أحمد حسين، الذي تم ترحيله في يناير الماضي إلى القاهرة، معربا عن حزنه لترحيله على نحو خاطئ، ومشدداً على أن بلاده عاقبت المسؤولين عن ذلك. وكان محمد عبدالحفيظ البالغ من العمر 28 عاماً من بين 28 فردا، تمت معاقبتهم غيابياً بالإعدام في يوليو العام 2017، بسبب اتهامه في اغتيال النائب العام المصري، ورحلته السلطات التركية إلى مصر.

 

أفغانستان تعلن إتمام اتفاق السلام بين “طالبان” والولايات المتحدة/مقتل 5 جنود في هجوم على نقطة تفتيش بإقليم قندوز

كابول – وكالات/17 شباط/2020

 أعلن الرئيس التنفيذي لأفغانستان عبدالله عبدالله أمس،”إتمام” اتفاق السلام بين حركة “طالبان” والولايات المتحدة. وقال عبدالله، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، إنه “تم الانتهاء من الاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة، ويشترط لتوقيع الاتفاق الحد من العنف لمدة سبعة أيام”، مشيراً إلى أن ذلك يعد فرصة لتظهر “طالبان” رغبتها في إحلال السلام في البلاد. من ناحية ثانية، أكد رئيس وزراء باكستان عمران خان، في كلمة أمام مؤتمر دولي بعنوان “40 عاماً على وجود اللاجئين الأفغان في باكستان شراكة جديدة للتضامن”، الذي بدأ أعماله أمس، في إسلام، سعى بلاده من أجل تحقيق السلام في أفغانستان، مشيراً إلى أن حالة عدم الاستقرار فيها لا تخدم مصالحها. وقال إنه “في اعتقادى أن شعب أفغانستان عانى أكثر من أى شعب آخر في العالم، وإنني أصلي من أجل نجاح جهود إحلال السلام هناك”، في إشارة إلى جولة المحادثات المقبلة في قطر بين الولايات المتحدة و”طالبان”. وأشار إلى أن هناك توافقاً حالياً في أفغانستان بين الحكومة وقوات الأمن، على النقيض مما كان يقال من قبل، موضحاً أن “إقامة علاقة ذات مغزى (مع أفغانستان) أمر يستحق المثابرة في ضوء الوضع الذي يواجهه اقتصاد بلدنا (باكستان)”، مشدداً على أنه لا يوجد هناك “ملاذات آمنة” فى باكستان. من جانبه، قال النائب الثاني للرئيس الأفغاني محمد ساروار دانيش: إن ملايين الأفغان عادوا إلى ديارهم على مدار السنوات الخمس الماضية من باكستان وإيران. وأضاف إن باكستان خلال تلك الفترة (الحرب في أفغانستان) كانت ملاذاً للأفغان، مشيراً إلى أن هذا الأمر ساعد على تعزيز الصداقة بين البلدين. وأوضح أن وجود عدد كبير من اللاجئين تسبب في مشاكل للدول المضيفة، إلا أن اللاجئين الأفغان كان لهم تأثيراً جيداً على هذه الدول، خصوصاً في مجالي الاقتصاد والبناء. وأكد أن الحكومة الأفغانية رحبت بعودة مواطنيها إلى بلادهم، مشدداً على أنه لا ينبغي استخدام اللاجئين كأداة ضغط سياسي من قبل أي دولة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، أمس، مقتل خمسة جنود، في هجوم شنته “طالبان” على نقطة تفتيش أمنية في إقليم قندوز (شمال).

 

روسيا تحذر مواطنيها من السفر إلى أميركا

موسكو – وكالات/17 شباط/2020

 نصحت وزارة الخارجية الروسية أمس، المواطنين الروس بتقييم المخاطر واحتمالات تعرضهم للملاحقة عند التخطيط للسفر إلى الولايات المتحدة والدول التي لديها اتفاقيات تسليم معها. وأوصت الوزارة في تحذير، نشرته على موقعها على شبكة الإنترنت، المواطنين الروس بتقييم المخاطر عند التخطيط للسفر إلى الولايات المتحدة والأخذ بعين الاعتبار احتمالات الملاحقة من جانب واشنطن وأجهزتها. وأضافت، “نود أن نوصي بالتمحيص بعناية فائقة في مخاطر التعرض للاضطهاد من قبل الجانب الأميركي عند التخطيط للرحلات الخارجية، أولا وقبل كل شيء، هذا ينطبق على الرحلات إلى الولايات المتحدة والبلدان التي لديها اتفاقات لتسليم الملاحقين معها”. وأوردت قائمة الدول التي وقعت على اتفاقات تسليم الملاحقين من قبل الولايات المتحدة، واحتوت القائمة على 109 دول.

 

الصين تتهم أميركا بارتكاب أكبر عمليات سرقة بعد تجسسها على 120دولة

ترامب هدد بوقف التبادل الاستخباراتي مع الدول الحليفة لبلاده التي تتعامل مع "هواوي"

بكين – وكالات/17 شباط/2020

 اتهمت الصين، أمس، الولايات المتحدة، بأنها تقوم بأكبر عمليات سرقة واسعة النطاق ومنظمة على الإنترنت، ومراقبة تستهدف الحكومات والشركات والأفراد الأجانب لفترة طويلة، معتبرة أنها تستحق لقب “إمبراطورية القراصنة”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ، تعليقاً على تقارير بأن الاستخبارات الأميركية استخدمت على مدى سنوات تجهيزات تابعة لشركة سويسرية متخصصة في تشفير الاتصالات، للتجسس على نحو 120 دولة، إن “هذه التقارير تذكرنا باتهامات وزارة العدل الأميركية لأفراد عسكريين صينيين بالقرصنة وسرقة بيانات من شركة ائتمان أميركية، وهي الاتهامات التي تم تفنيدها الأسبوع الماضي وتوضيح أنها بلا أساس”. وأضاف “إنها خدعة كريهة أن تجمع الولايات المتحدة من ناحية نحو خمسة مليارات من سجلات مكالمات هاتفية في جميع أنحاء العالم يومياً، والتجسس على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لنحو عشر سنوات، ومراقبة نحو ثلاثة ملايين جهاز كمبيوتر في الصين سنوياً، فيما تحاول من ناحية أخرى الظهور في صورة ضحية الهجوم السيبراني، مثلها في ذلك مثل اللص الذي يصرخ من أجل وقف لص والقبض عليه .. إنها أعمال تتسم بالنفاق”. واعتبر أن “الحقائق أثبتت مرة أخرى أن الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر دولة فاعلة في مجال التجسس السيبراني، تستحق لقب إمبراطورية القراصنة”، مشيراً إلى أن ما كشفت عنه التقارير يذكرنا أيضاً بتسريبات “ويكيليكس”، وأن الولايات المتحدة مدينة للمجتمع الدولي بتوضيحات حيالها. وفي سياق آخر، قال شوانغ، إن الصين قدمت احتجاجاً شديداً لدى الجانب الأميركي بشأن العقوبات التي تم فرضها بحق ست شركات صينية بموجب قانون أميركي بشأن عدم انتشار الأسلحة المرتبط بكوريا الشمالية وإيران وسورية. من ناحية ثانية، كشف السفير الأميركي لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل، أول من أمس، أن الرئيس دونالد ترامب هدد بوقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الدول الحليفة التي تتعامل مع شركة الاتصالات الصينية “هواوي”.

وقال إن ترامب “كلفني توضيح أن أي دولة تختار مورداً غير موثوق لشبكات الجيل الخامس ستجازف بتعريض قدراتنا على تبادل المعلومات الاستخباراتية معها للخطر، وكذلك المعلومات على أعلى المستويات”، مضيفاً إن ترامب اتصل به، أول من أمس، من الطائرة الرئاسية وطلب منه إيصال هذه الرسالة. وكان حلفاء رئيسيون للولايات المتحدة في أوروبا، خصوصاً بريطانيا وفرنسا، أعلنوا أنهم لن يوقفوا تعاونهم مع “هواوي” لبناء شبكات الجيل الخامس ولكنهم سيفرضون قيوداً عليها. على صعيد آخر، دخل ترامب بشكل استعراضي، أول من أمس، سباق “دايتونا 500” الشهير للسيارات في الليموزين على مضمار السباق بعد تحليقه بطائرته الرئاسية فوق الحشد. وقام سائق ترمب بلفة كاملة في المضمار بالسيارة الرئاسية المعروفة باسم “الوحش”، وسط هتافات المشجعين. وأمام حشد من نحو مئة ألف شخص، أعطى ترامب إشارة البدء للسباق قائلاً، “أيها السادة أديروا محركات سياراتكم”.

 

“كورونا” يؤجل انعقاد مجلس النواب الصيني ويلغي احتفالات اليابان وارتفاع عدد الوفيات إلى 1770 والمصابون 70 ألفاً

عواصم- وكالات/17 شباط/2020

 في وقت لا يزال تفشي فيروس”كورونا” الجديد يتسع في الصين، تتجه الحكومة الى اتخاذ قرار صعب، ربما يعرقل مشاريعها، وهو تأجيل انعقاد مجلس النواب في دورة جديدة، لا سيما مع الاجراءات الاحترازية المشددة بعد ارتفاع عدد الوفيات امس الى 1770 شخصا، اذنشرت وكالة”شينخوا” الصينية أن اللجنة الدائمة للمؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني سوف تتخذ القرار بتأجيل الدورة في اجتماع يوم الاثنين المقبل، بسبب تفشي فيروس” كوفيد-19( الاسم الجديد الذي اطلقته منظمة الصحة العالمية على فيروس”كورونا”) الذي أدى إلى اغلاق مدن ومناطق بأكملها وتعليق النقل في الصين. في السياق ذاته أعلنت السلطات الصحية، امس، تسجيل 2048 إصابة إضافية مؤكدة بالفيروس ليبلغ إجمالي عدد المصابين بحلول نهاية اول من امس 70 ألفا و 548 شخصا، فيما من غادروا المستشفيات بلغ 1425 حالة ليبلغ عدد المتعافين 10 آلاف و 844 شخصا. اما على صعيد الدول المحيطة بالصين والمتاثرة بالفيروس فقد أعلنت وزارة الصحة اليابانية تسجيل 99 حالة إصابة أخرى بالفيروس على متن السفينة السياحية”دياموند برنسيس” الخاضعة للحجر الصحي في ميناء يوكوهاما، ليبلغ بذلك عدد المصابين على متن السفينة 454 شخصا، فيما فحص مسؤولو وزارة الصحة 1723 راكبا على متن السفينة، التي تحمل 3700 راكب بالإضافة إلى طاقم العمل، وكان فرض الحجر الصحي على السفينة في الرابع من فبراير الجاري، في ظل تزايد المخاوف بشأن تفشي الفيروس، وامس اعلنت السفارة الأميركية في طوكيو إن رحلتين جويتين عارضتين أميركيتين تقلان مئات الركاب من السفينة غادرتا اليابان، وبذلك أصبح نحو 340 أميركيا، كانوا عالقين على متن السفينة في طريقهم إلى الولايات المتحدة بعد فحصهم للكشف عن أعراض المرض. كما أعلن مسؤولون في مقاطعة كاناجاوا اليابانية، امس، ثبوت إصابة ممرضة كانت تعتني بمريضة توفيت إثر إصابتها بالفيروس، ويجري حاليا فحص61 شخصا كانوا على اتصال وثيق بالمريضة المتوفاة، في ثلاث مؤسسات طبية كانت تتلقى فيها العلاج. وفي اليابان ايضا أعلن القصر الامبراطوري، امس، إلغاء فعاليات الاحتفال بعيد ميلاد الامبراطور ناروهيتو، في ظل المخاوف من تفشي “كورونا”، وكان من المقرر أن يستقبل الامبراطور، الذي سوف يتم عامه الـ60 الأحد المقبل، والامبراطورة ماساكو وأفراد من الأسرة الملكية، المهنئين ثلاث مرات يوم الأحد المقبل. اما في ماليزيا فقد أكدت نائب رئيس الوزراء وان عزيزة وان إسماعيل” أن بلادها قد منعت موقتا دخول جميع سفن الرحلات البحرية المغادرة من موانئ صينية إلى موانئها”. وقالت للصحافيين:” لقد اتخذت الخطوة لمنع انتشار الفيروس بعد اكتشاف إصابة مواطنة أميركية كانت على متن السفينة”ويستردام” السياحية، لدى وصولها ماليزيا، وذلك بعدما أظهر الفحص مجددا إصابتها بالفيروس”.

ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا فى كوريا الجنوبية إلى 30وشفاء 9 حالات. في هذه الاثناء اعلنت كوريا الجنوبية ارتافع عدد الإصابات بفيروس كورونا(كوفيد-19) إلى ثلاثين حالة بعد التأكد من إصابة زوجة مصاب كوري، رغم عدم سفر زوجها أو اتصاله بأي مصاب، فيما سمح بخروج تسعة مصابين بالفيروس من العزل بعد شفائهم التام. وفيما كشفت وزارة الصحة المصرية عن فض معسكر الحجر الصحي للعائدين من ووهان الصينية بعد ثبوت خلوهم من الفيروس الذين يبلغ عددهم 617 شخصًا، بينهم الأطباء وفريق التمريض والإداريين والسائقين وغيرهم من القيمين على المعسكر، اعلنت الوزارة انشاء ملفات صحية إلكترونية تتضمن كل الفحوصات الطبية الخاصة بنزلاء المعسكر، الذين ستتم متابعتهم صحيًا وتوفير الرعاية والكشف المستدام لهم، كانت وزارة الصحة والسكان المصرية ومنظمة الصحة العالمية، قد أعلنتا يوم الجمعة الماضي عن اكتشاف أول حالة إيجابية حاملة لفيروس كورونا المستجد داخل البلاد لشخص “أجنبي”.

اما في روسيا فقد طلبت محكمة، امس، من امرأة روسية لم يتم تشخيص حالتها بعد، العودة إلى الحجر الصحي الخاص بحالات فيروس “كورونا”، بعد أن هربت منه قبل أيام، بسبب ما وصفته بالظروف القاسية. وكان قد تم وضع المرأة(32 عاما) في الحجر الصحي بمستشفى بوتكين في سان بطرسبرغ، لدى عودتها إلى بلادها بعد رحلة إلى الصين، وهربت من المنشأة عن طريق إحداث عطل في الدائرة الكهربائية الخاصة بقفل إلكتروني. اما في الغرائب التي رافقت تفشي المرض، فقد اعترض لصوص مسلحون في هونغ كونغ تسليم شحنة ورق حمام، كانت في طريقها، امس، إلى متجر شهير، حيث تسببت حالة الذعر المرتبط من انتشار الفيروس في قلة توفر السلع بأنحاء المدينة.وكشفت الشرطة عن إن ثلاثة رجال يحملون السكاكين، هاجموا الشاحنة وسرقوا لفائف ورق الحمام التي تبلغ قيمتها نحو 1700 دولار هونغ كونغ (220 دولارا اميركيا).

وأضافت:” تم في وقت لاحق إلقاء القبض على اثنين من المشتبه فيهم واستعادة البضائع”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دولار الثمانينيات و"حرب الأربَتعش"

إيلي الحاج/موقع أساس ميديا/الثلاثاء 18 شباط 2020

أقرأ الجرائد في صورة يومية مُذ كان عمري 11 عاماً، وفي مرحلة طويلة من حياتي كانت متعتي أنني أقرأها قبل الصدور، وسواء قرأت الأخبار أو كتبتها أحفظها في ذهني مهما تقادم الزمن خلافاً لنسياني تفاصيل شؤون الحياة العادية.

ما لا أنساه وتعيده بقوة إلى سطح ذاكرتي أحداث هذه الأيام الكئيبة في منتصف هذا العهد المحزن، أن الرئيس الياس سركيس عندما انتهى عهده سنة 1982 كان سعر الدولار الأميركي ليرتين و75 قرشاً، وما كان كثيرون سمعوا بالدولار أو رأوه في لبنان. ومع تلاحق الحروب في النصف الأول من الثمانينيات صرنا نعرف أن الدولار يصعد والليرة تهبط تدريجاً، ولكن بحدود وعلى مهل. وكان سقف الخمس ليرات عالياً جداً، أشبه بحاجز معنوي، أحدث خرقه دوياً كخرق جدار الصوت والمدافع التي لم تكن تهدأ في تلك المرحلة السوداء من تاريخ البلاد وشعبها المعذّبين. لكأن الدولار اليوم قفز فوق الخمسة آلاف.

مع تلاحق الحروب في النصف الأول من الثمانينيات صرنا نعرف أن الدولار يصعد والليرة تهبط تدريجاً

الناس غير المصدقين، المذهولون، اعتقدوا أن فقدان عملتهم الوطنية ومدخراتهم نصف قيمتها هو القعر والحد الأقصى للانهيار، لكن الدولار ما لبث أن واصل صعوده. ست ليرات، سبع ليرات. عشر ليرات... ويُروى أن الرئيس كميل شمعون وكان وزيراً للمال في حكومة الرئيس رشيد كرامي قال لبعض القريبين منه "خمسونكم بدولار". وكانت نبوءته راعبة، مثل كلام النائب ميشال معوض المتسرب من جلسة خاصة على مجاعة الحرب العالمية الأولى في لبنان وحوله.

تلك الأيام، منتصف الثمانينيات أيضاً، أذكر مقالة للأستاذ راجح الخوري في جريدة "العمل"، جاء فيه أن راتبه صار أقل من راتب خادمة منزل، لا يقل من مئة دولار.

لم تتنظم فرق إغاثة للفقراء المهدّدين في قوتهم، خلال حرب لبنان الثمانينيات كما في "حرب الأربَتعش"، بل تنظّمت ميليشيات أحسنت تدبير مصادر لتمويلها وكانت ملجاً لمن يعجز عن إيجاد الحدّ الأدنى من وسائل البقاء قيد الحياة. مَن لم يعمل في الإعلام أو الإدارة ولا يعرف مهنة كان يمكنه حمل السلاح والحصول أقله على راتب. وفي ما كان يُسمّى "المنطقة الشرقية" أنشأ سمير جعجع "مؤسسة التضامن الاجتماعي" للعناية بذوي الأحوال الرقيقة وإن لم يكونوا من "القوات". مَن سيهتم بالفقراء والمساكين غداً إذا تشبث أهل الحكم والعهد بغيبوبتهم وإنكار الواقع؟

لا أحض على التشاؤم، ولكن أداء المسؤولين دفعني إلى التفتيش في مكتبتي عن كتاب قيّم للدكتور عصام خليفة نشره أخيراً وعنوانه "مقاومة أهوال المجاعة 1916- 1918"، أعدت فيه قراءة عبارات عالقة في ذهني للخوري بولس عقل (أدى دوراً كبيراً لاحقاً كمطران قريب من البطريرك إلياس الحويك)، كتبها في رسالة إلى أهله في قرية شامات ببلاد جبيل بتاريخ 10 أيلول 1914، قبل نحو سبعة أسابيع من دخول الدولة العثمانية الحرب، جاء فيها: "البيع البيع البيع. مهما تيسّر لكم لتبيعوه بيعوه حالاً دون تأخير لأن الظروف عاطلة جداً، وقادمون على ضيق شديد لا نعلم ماذا يكون لنا، وما تكون حالة الأملاك التي ربما لا تعود تساوي شيئاً مطلقاً. ورغماً عن الحاجة القصوى للمال، فالعاقل يغتنم الفرصة ويبيع ولو بنصف القيمة. فتدبّروا واسمعوا لنصائحي لأنّي مطلع على الحقائق وعارف بالأحوال. العسر المالي في كل الدنيا، والأزمة تشتد من يوم إلى آخر والحرب على الأبواب. الله يعين".

مئة عام وأكثر، كأنها يوم أمس الذي عَبَر. كأنها غداً.

 

لبنان: انتحار المعارضة

سام منسى/الشرق الأوسط/17 شباط/2020

يصعب تجاهل المشهد السوريالي المضحك المبكي لجلسة منح الثقة لحكومة الرئيس حسان دياب في لبنان، لجهة تأمين القوى المعارضة نصابها لتحجب الثقة فيما بعد، في خفة بهلوانية من الصعب إدراك مغزاها، خفة حملت القنوط إلى الشارع المنتفض الذي رفع شعار «لا ثقة» رفضاً لهذه الحكومة، وحاول جاهداً منع النواب من الوصول إلى مبنى البرلمان، والالتفاف على الحواجز الأمنية، وصد القمع بالصدور.

مهما كانت الأسباب التي دفعت الثلاثي المعارض: «تيار المستقبل» بقيادة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والحزب «التقدمي الاشتراكي»، وحزب «القوات اللبنانية»، إلى خطوة كهذه، فهي تبقى مستهجنة ومستنكرة؛ لأن تأمين النصاب هو كمنح الثقة تماماً، ولأنها أظهرت أن الأزمة الوجودية التي تمر بها البلاد لم توقظ الثلاثي من حال الانفصام المرضي التي تعتريهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، وجعلتهم معارضة هجينة، تخالف كل أسس العلوم السياسية، إن كان في تموضعها كمشارك في السلطة أو في مواقفها الرمادية التي يصح فيها المثل اللبناني القائل: «رجل في البور ورجل في الفلاحة». وتصبح حال الانفصام هذه فاقعة عندما نسمع وسائل إعلام مقربة من الثلاثي تطلق دخاناً كثيفاً أسود ضد هذه الحكومة، متوجاً بلهجة عدائية عالية النبرة، لم تترك أي صفة سيئة إلا وألصقتها بها.

الأكثر استفزازاً أن تأمين نصاب جلسة الثقة لحكومة تعيد معها النظام الأمني السوري نفسه السيئ الذكر، جاء قبيل حلول ذكرى محطات أربع، كافية في معانيها لردع هذا الثلاثي عن أدائه الغريب هذا: الأولى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط).

الثانية ذكرى انتفاضة 14 مارس (آذار).

الثالثة اغتيال كمال جنبلاط في 16 مارس.

أما الرابعة فهي ذكرى تفجير كنيسة سيدة النجاة في 27 فبراير، التي اتهم بتنفيذها قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فسُجن وحُلَّت القوات.

يدفعنا ذلك إلى التسليم بصحة شعار الانتفاضة الشعبية القائمة منذ أكثر من مائة يوم: «كلن يعني كلن». فالسلطة والمعارضة أصبحتا في «خندق واحد»، والتقيتا معاً في التمسك بالتركيبة الحاكمة؛ لأنها تؤمن مصالح كليهما، وإلا كيف نفهم تأمين المعارضة نصاب جلسة الثقة لحكومة اعتُبرت في الداخل والخارج – عن حق أو غير حق – أنها حكومة اللون الواحد؟

خيبة مضافة ولدتها كلمة الرئيس الحريري التعبوية، في ذكرى اغتيال والده، أمام جماهير تياره في بيروت، والتي لم تأتِ بحجم الخطر الذي يتهدد لبنان. دخلت الكلمة في دهاليز السياسة اللبنانية الضيقة، لتؤكد مرة جديدة نهج اعتماد المبتذل من التكتيكات البلدية أو المحلية، عوضاً عن تقديم رؤية ومواقف استراتيجية مطلوبة اليوم بإلحاح لمواجهة الأوضاع اللبنانية المتردية، فوجهت السهام إلى الوكيل عوضاً عن الأصيل، ونالت من التيار الوطني الحر، متجنبة حتى ذكر «حزب الله».

كل ما جرى في الشهرين الماضيين يدل على أن هذا الثلاثي لا يعي حجم الأزمة التي تهدد الكيان والشعب على الصعد كافة، وأنه عاجز عن بلورة خطة لمواجهة رأس السلطة وتابعيه، وقاصر عن قراءة المشهدين الإقليمي والدولي اللذين قد يكونا أكثر من أي وقت مضى مؤاتيين لخطة كهذه، في ظل أفول دور آل الأسد، والوهن الذي يعتري نظام الملالي، وكشف الستار نهائياً عن حقيقة «مقاومة إسرائيل» التي سمحت لطهران باستعمالها لتحقيق طموحاتها التوسعية بالمنطقة.

إن كانت مناورة الثلاثي المعارض عصية على الهضم والتبرير، فقد تسمح معرفة بسيطة بدهاليز السياسة اللبنانية بتكهنات عن أسباب خضوع المعارضة لضغوط رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن ورائه الجهات المؤثرة لتأمين النصاب.

التكهن الأول جماعي يطال أطراف المعارضة كافة، وهو مواصلة سياسة تدوير الزوايا، وعدم تسمية الأشياء بأسمائها، ورفضهم حتى الآن إنشاء جبهة متماسكة أو حلف واضح المعالم والسياسات يواجه المحور الإيراني، ويعمل على إعادة لبنان إلى موقعه المحايد، ليلعب الدور المنوط به كجسر لعبور القيم الإنسانية إلى المنطقة، وإلى بيئته العربية الطبيعية، ويظهر للجهات الدولية وجود يد محلية مستعدة وقادرة على ملاقاتها لإعادة لبنان إلى خريطة الدول السويَّة. وفي هذا تفويت – مرة أخرى – لفرصة لا تضاهيها أهمية سوى الفرصة التي سمحت بإخراج الجيش السوري من لبنان، مع كل الألم الذي حملته.

وما يعزز هذا التكهن هو ابتعاد الثلاثي عن الانتفاضة الشعبية مشاركة وتأطيراً، فاختفت المشاركة الحزبية المسيحية المستترة من جبيل إلى غزير والزوق وجل الديب، كما المشاركة الحزبية الدرزية في خلدة والشويفات؛ حيث سقط علاء أبو فخر، وتراجعت مشاركة التيار الأزرق في الحراك العام، وفتح «على حسابه» حراكاً آخر في معاقله البيروتية السنية دعماً للرئيس الحريري. وتجلى هذا الانسحاب أكثر ما تجلى يوم انعقاد جلسة الثقة، إذ تُرك ناشطو المجتمع المدني واليساريون وبعض المواطنين وحدهم في ساحة المواجهة.

التكهنات الأخرى فردية تتعلق بأجندة وأهداف كل طرف من الثلاثي. الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ومنذ خروجه من حركة «14 آذار»، وتموضعه الجديد بعد أحداث 7 مايو (أيار) 2008، يتبع سياسة واضحة تصب في إطار تحييد نفسه عن الصراعات القائمة، بغية حماية الطائفة الدرزية. وتعزز موقفه هذا بعد الحرب السورية عام 2011، وتجذرت لديه القناعة بضرورة الحذر وسط الزلزال الكبير الذي يضرب الإقليم برمته.

أما حزب «القوات اللبنانية»، فكلام ممثليه الذي صدر تحت قبة البرلمان خلال جلسة الثقة جاء ترداداً مملاً لمقولة إعطاء فرصة للحكومة حتى يحكم عليها.

قد يحمل هذا الأداء القواتي تفسيرات عدَّة، منها ما يقال عن سعي «القوات» إلى وراثة «التيار الوطني الحر»، لا سيما بعدما تعرَّض له من تشظٍّ إبان الانتفاضة الشعبية، وأملها في لعب دوره كالممثل الأقوى للمسيحيين في لبنان، والأكثر قدرة على التعايش مع «حزب الله» وسياسته على المستوى المحلي والإقليمي.

وعن سبب موقف الرئيس الحريري، الاحتمال الأكثر تداولاً بين المتابعين هو أمله في العودة إلى رئاسة الحكومة، وأنَّ انكفاءه هو تراجع تكتيكي أكثر من كونه قراراً استراتيجياً ينمُّ عن قراءة حكيمة للمشهد الإقليمي والدولي الأكبر. لا يريد الحريري قطع شعرة معاوية مع أطراف السلطة و«حزب الله» تحديداً، فترك الباب مفتوحاً أمام نسخة جديدة من التسوية البائدة، تسمح له بالعودة إلى السراي الحكومي.

هذه الأسباب مجتمعة تعيدنا إلى علَّة لبنان الأولى: غلبة الشخصانية والمصالح الذاتية على المصلحة العليا، وتغييب كامل للرأي العام وهروب إلى الأمام، في تجاهل كلي لحقول الألغام المحيطة بنا. وفي ظل المخاطر الكيانية المحدقة بلبنان وإمعان السلطة في دفعه إلى محور لا يخدم مصالحه؛ بل يغير كثيراً من كيانيته ومعالمه الديمغرافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفي ظل غياب أي معارضة جدية تشكل سنداً للانتفاضة الشعبية، نطرح مرة جديدة السؤال عمن سيواجه «حزب الله» لإعادة التوازن إلى الحياة السياسية اللبنانية، وتشكيل رافعة لإنقاذ البلد؟

 

"بيروت ١٩٥٨" ودروسها

مايكل يونغ/موقع مركز كارنيغي للشرق الأوسط/17 شباط/2020

يتحدث بروس ريدل، في مقابلة معه، عن كتابه الأخير حول نشر قوات المارينز الأميركية في لبنان قبل 62 عاماً.

بروس ريدل زميل أول ومدير مشروع استخبارات مركز بروكينغز، وزميل أول في مركز سياسات الشرق الأوسط. تقاعد في العام 2006 بعد 30 عاماً من الخدمة في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه). كان مستشاراً أول لشؤون جنوب آسيا والشرق الأوسط في فريق مجلس الأمن القومي في عهود آخر أربعة رؤساء للولايات المتحدة. شغل أيضاً منصب نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا في البنتاغون، ومنصب مستشار أول في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل. أجرت "ديوان" مقابلة مع ريدل عن كتابه الأخير "بيروت ١٩٥٨" (Beirut 1958) الذي صدر العام الماضي، لسؤاله عن الدروس التي يمكن استخلاصها من التدخل الأميركي في العام 1958 وفرص تطبيقها على السلوك الأميركي في الشرق الأوسط اليوم. مايكل يونغ: ما الذي دفعكم إلى نشر كتاب في العام 2019 عن التدخل الأميركي المنسي في لبنان العام 1958؟

بروس ريدل: كان التدخل الأميركي في لبنان العام 1958 أول عملية قتالية تشنّها القوات الأميركية في الشرق الأوسط. اليوم، يخوض الأميركيون عمليات قتالية خطيرة في مختلف أنحاء المنطقة، في إطار مايُسمّى بـ"الحروب المتواصلة". كانت العملية في عام 1958 واسعة النطاق، فقد تمركزت ثلاث مجموعات قتالية تقودها حاملة طائرات قبالة الشاطئ في البحر المتوسط، ووُضِع الجنود الأميركيون في أوروبا وأميركا في حالة جهوزية للتوجّه إلى منطقة الإنزال، وكانت الأسلحة النووية في طريقها إلى لبنان. هبط مظلّيون بريطانيون في الأردن في عملية تمت في إطار من التنسيق المُحكم. وكانت هذه العملية بمثابة نموذج أولي لعمليات شُنَّت لاحقاً مثل عاصفة الصحراء وحرية العراق.

كان الرئيس دوايت أيزنهاور أول رئيس أميركي يُحدّد الأهمية الحيوية التي يرتديها الشرق الأوسط بالنسبة إلى مصالح الولايات المتحدة، مشيراً إلى موارده النفطية الضخمة ودوره بوصفه مهداً للأديان الثلاثة (علمًا بأنه لم يُدرج بقاء إسرائيل ضمن هذه المصالح الحيوية). إذن، بيروت في العام 1958 هي المنطلق لفهم الأسباب التي دفعت بواشنطن إلى التورط في الشرق الأوسط، وربما استنباط سبل الخروج.

يونغ: تستخلصون دروساً من التدخّل في لبنان، وبعضها يمكن تطبيقه اليوم على إدارة ترامب. هلاّ تحددون لنا ماهي الدروس التي تنطبق على إدارة ترامب؟

ريدل: الدرس الأول هو عدم الهلع. في العام 1958، فوجئت إدارة أيزنهاور بانقلاب دموي في بغداد أدّى إلى القضاء على الأسرة الملكية الهاشمية العراقية. وقد حذّر كبار مستشاري الرئيس، بينهم وزير خارجيته ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، من أن الانقلاب سيقود إلى انهيار جميع الحكومات الموالية للغرب في المنطقة وإلى سيطرة الشيوعيين. وزعم هؤلاء خطأً أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر هو القناع الذي يتخفّى الاتحاد السوفياتي خلفه. في اليوم التالي، وصلت قوات المارينز لتقديم الدعم إلى الرئيس المسيحي في لبنان الذي كان يواجه حرباً أهلية. الشرق الأوسط مليء بالمفاجآت، لكن قلّة منها فقط تنذر بالأسوأ للولايات المتحدة. يجب الترقُّب في انتظار ماستؤول إليه التطورات قبل الاستعجال في استخدام القوة. الدرس الثاني هو الحوار مع الخصوم والبحث عن تسويات. لم تستمر عملية بيروت طويلاً، لأن الأميركيين قبلوا سريعاً بالنتيجة التي أسفرت عنها الحرب الأهلية اللبنانية والتي أرضت المعارضة المسلمة من دون تهديد الأقلية المسيحية. وقد لقي أميركي واحد فقط مصرعه في القتال في عام 1958، والسبب الأساسي هو أن قوات المارينز وافقت على التعاون مع القوات المسلحة اللبنانية وتجنّبت القيام بدوريات في المناطق الخاضعة إلى سيطرة المسلّحين في بيروت. وفي نهاية المطاف، تخلّى أيزنهاور عن الرئيس المسيحي الماروني كميل شمعون الذي كان هو مَن طلب قدوم المارينز إلى البلاد، وانتقل لدعم فؤاد شهاب، قائد الجيش الماروني الذي كان يحظى بتأييد المسلمين وعبد الناصر.

يونغ: عادت قوات المارينز الأميركية إلى بيروت في العام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. كيف كان يمكن لدروس 1958 أن تحول دون وقوع المشكلات التي ارتبطت بالتدخل الثاني؟

ريدل: في العام 1982، سادت على نطاق واسع في المنطقة نظرةٌ تعتبر أن الهدف من التدخل الأميركي هو دعم الاجتياح الإسرائيلي الكارثي للبنان والحرب الإسرائيلية للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية. وقد زعمت الولايات المتحدة أنها أرسلت قوة لحفظ السلام، لكن نُظِر إليها بأنها تقف إلى جانب الإسرائيليين، ولهذه النظرة أسباب وجيهة. فالولايات المتحدة كانت لاتزال ترفض التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت سورية تُعتبَر دولة تدور في الفلك السوفياتي، ولذلك كان الانخراط معهما مستحيلاً بالنسبة إلى إدارة ريغان في العام 1982.

أدرك الرئيس رونالد ريغان متأخراً أنه يتوجّب عليه العمل على معالجة النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني الجوهري. وقد روّجت خطة ريغان، التي قدّمها في ذلك الوقت، للخيار الأردني – الذي تُضَم بموجبه الضفة الغربية وغزة في إطار اتحاد كونفدرالي مع الأردن – لكنها جوبهت بالرفض من جميع الأفرقاء، بما في ذلك العاهل الأردني حسين. وقد أوجد الإيرانيون وكيلاً جديداً عنهم مستخدمين الطائفة الشيعية المهمَلة من أجل طرد القوات الأميركية. ويُسجَّل لريغان أنه أقدم، في خطوة سديدة من جانبه، على الانسحاب بعد تفجير ثكنات المارينز في تشرين الأول/أكتوبر 1983.

يونغ: تُظهر عمليتا الانتشار العسكري الأميركي هذا في لبنان الذي لم تعتبره الولايات المتحدة قط ذا مصلحة حيوية لها، أن المنطقة تَستَدرج، بصورة شبه طبيعية، التدخل الخارجي، على الرغم من التباس موقف واشنطن بشأن التدخل العسكري في الشرق الأوسط. فما هي الرسالة من وراء ذلك؟

ريدل: أصبح الشرق الأوسط تدريجاً أكثر انقساماً وعنفاً منذ العام 1958. واليوم ينتشر أكثر من 50000 جندي أميركي في المنطقة. لقد عمد الرئيس دونالد ترامب إلى زيادة عديد الجنود، بما في ذلك في العراق، مع أنه قطع وعداً بإنهاء الحروب المتواصلة. وبعد أكثر من عقدٍ من الزمن، عادت القوات المقاتلة الأميركية أيضاً إلى السعودية، على الرغم من تحقيق أميركا الاستقلالية في مجال الطاقة، والسيطرة العسكرية المطلقة التي تمارسها إسرائيل في المنطقة.

لدى أميركا مصالح في هذا الإقليم، لكن هذه المصالح أصبحت أقل بكثير مقارنةً بالأعوام السابقة. فالحوار والمفاوضات هما وسيلتان أفضل إلى حد بعيد لحماية المصالح والقيم الأميركية. ويجب أن يكون الدبلوماسيون الذين حالوا دون تورّط المارينز في مستنقع العام 1958، القدوة التي يُحتذى بها من أجل انخراط أميركي أكثر نجاحاً في المستقبل.

 

لماذا الاصرار على الانتحار التدريجي؟

مروان اسكندر/النهار/17 شباط/2020

الاشارة في العنوان إلى الانتحار تفيد عن توجه لبنان نحو الافلاس على صعيد اطفاء الدين العام ولو تدريجاً، الامر الذي يفاقم فقدان الثقة بقيادة لبنان السياسية ومن ثم يضر باللبنانيين الذين ينتظرون الافراج عن ودائعهم وعدم ابتلاعها باللامسؤولية السائدة.

يوم عيد مار مارون وفي الكنيسة التي تحمل اسمه والتي تستضيف عادة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء في ذكراه، تصدى مطران الموارنة في بيروت لأوجاع القيادة اللبنانية السياسية ومعاصيها ولم يوفر أحدًا، وتالياً بيّن ان “التيار الوطني الحر” الذي كان مؤسسه يتصدر المشاركين في القداس لا يمثل المسيحيين اللبنانيين، وهذا الامر كان واضحًا منذ انتخابات 2018 التي حاز فيها فيها التيار أصواتاً تقل عن تلك التي نالها مرشحو “القوات اللبنانية”. ومنذ فترة اعلن كل من شامل روكز العسكري المتميز ونعمت افرام انسحابهما من “التيار الوطني الحر”، وميشال معوض، نجل الرئيس الشهيد رينه معوض، أعلن تكرارًا انه نائب مستقل. حينما تشكلت الحكومة، أشرنا الى انها تشمل شخصيات موثوقاً بها من أكثرها تميزاً وزيرا المال والخارجية، وكذلك وزيرا الاقتصاد والبيئة، ووزيرتا الاعلام والعمل والأخيرة تمثل “المردة”. وقد أوضح رئيس “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية ان مشاركة تياره في الوزارة لا تعبّر عن اقتناعه بمنهج الحكم وتوجهاته وسيرة بعض أعضائه.

هنالك الكثير من الاقتراحات لمواجهة الأزمة وبعضها يحظى بتواقيع عدة منها ما هو مقنع ومنها ما هو ترداد لافكار، ومناصب بعض الموقعين لا تفيد بشيء.

هنالك حل مقنع وتدريجي يبدأ باستبدال وزير الطاقة الذي هو من صميم فريق الطاقة منذ سنوات والطلب من نعمة افرام أو منصور بطيش تولي هذه المسؤولية وحينئذٍ يكون ثمة اقتناع لدى المشاركين في مؤتمر “سيدر” خلال ربيع 2018 بان الحكم في لبنان حزم أمره على تكليف أصحاب الخبرة والتفكير مشكلة الكهرباء، وفي امكان أي من منصور بطيش، أو نعمت افرام، خفض عجز الكهرباء بنسبة 50 في المئة هذه السنة وازالة العجز كليًا مطلع السنة المقبلة. لقد استطعنا استقطاب اهتمام نائب ووزير سابق متميز هو انور الخليل الى وجهة نظرنا في شأن سوء سياسة الكهرباء وتعجيز لبنان.

ومن أجل توضيح مغزى هذه الصورة لا بد من الاشارة الى ان التعاقد مع أي من الشركات الكبرى المختصة بتوليد الكهرباء سواء مؤسسة الكهرباء الفرنسية (التي هي شركة مساهمة بنسبة ملحوظة) أو شركة “سيمنز” أو شركة الكهرباء الصينية يؤدي الى مفعول يتجاوز العجز المستمر على مستوى ملياري دولار سنويًا، لان الشركات المعنية تستطيع انتاج الكهرباء وتوزيعها على مستوى 12-14 سنت للكيلووات/ ساعة، الامر الذي يوفر نصف تكاليف انتاج الطاقة حاليًا من مؤسسة كهرباء لبنان، ويزول ضغط تمويل عجز الكهرباء المصطنع الى حد بعيد، والذي توسع الى حد ما مع اقدام الوزيرة ندى البستاني على توسيع دور الوزارة في استيراد المشتقات من البنزين والديزل الخفيف، اضافة إلى مستوردات الفيول أويل والديزل غير الخفيف. وهي صرحت في احدى المرات بأنها لا تعتبر الـ33.9 مليار دولار ديناً، قبل تخصيص 1.8 مليار دولار هذه السنة وفي الموازنة التي يصوت عليها، وكل ذلك قبل احتساب تكاليف فاتورة هذه الديون التي ترفع عجز الكهرباء في عهدة التيار وعهده الى ما يفوق الـ54 مليار دولار وهذا المستوى من المديونية هو المسؤول الاول عن الأزمة الحالية.

اضافة الى الخطوة الأولى المتمثلة في احلال منصور بطيش أو نعمة افرام محل وزير الطاقة الحالي وتعديل مسؤولية الانتاج والتوزيع خلال ستة أشهر على الاكثر، هنالك خطوات بعد تنفيذ هذه النقلة يمكن ان تبدو مقنعة للهيئات التي أعلنت نيتها دعم حاجات لبنان، خصوصاً لانجاز مشاريع البنية التحتية، ومن هذه اعطاء مسؤولية الكهرباء لشركات مختصة، الامر الذي يؤدي الى الغاء دعم مؤسسة كهرباء لبنان، وفي الوقت ذاته نحقق وفرًا في الانفاق على الكهرباء المؤمنة من المولدات الخاصة يساوي على الاقل مليار دولار، وهذا المبلغ يتأمن للمشتركين للانفاق على حاجاتهم، ويسهم في زيادة معدل النمو بنسبة1.5 في المئة سنويًا. اضافة الى تحصل منفعة للمشتركين، هنالك جانب آخر لا بد من ذكره الا وهو ان الصناعة تحقق منفعة كبيرة من توافر الكهرباء دون انقطاع ومقابل تكاليف تنافسية بدل تحمّل ما معدله 25 سنت للكيلووات/ ساعة الامر الذي يحد من قدرة الصناعة على المنافسة.

الحكم والحكومة متأخران عن المعاصرة، فهنالك حديث عن مقاربة صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدة تقنية ولا نسمع عن أي اتصال بوزير المال سابقاً الدكتور جهاد ازعور الذي يمثل الصندوق في منطقة الشرق الأوسط ومنها لبنان.

ان معالجة قضية الكهرباء، التي اوصلتنا الى ما نحن فيه، يمكن ان تستدرج مع تحسن النظرة الى لبنان إمكان تشجيع الصين على الاستثمار في تحسين مرفأ طرابلس وتطويره بحيث يقدم خدمة كبيرة للبنان وسوريا، وكذلك الامر بالنسبة إلى مطار رينه معوض، وبعد سنة أو سنتين نستطيع استبيان حماسة شركات لبنانية وشركة النفط الصينية لإنجاز مشروع توسيع مصفاة طرابلس وتطويرها، فنكون مع بداية عهد جديد على أمل استعادة الحيوية والسمعة الطيبة.

لا يخفى ان قضية الكهرباء المزمنة في مفاعيلها الكارثية تتجاوز العقبات التي يشهدها القطاع المصرفي والتي تؤدي الى تبخر الثقة بهذا القطاع، ولا تكفي وعود أي من اعمدة هذا القطاع بعودة الحياة الى طبيعتها في شهر حزيران المقبل.

اننا نواجه استحقاق اقتراض دولي علينا ان نسدده، فنحن في المقابل نشهد استلابًا لقيمة الودائع برسوم غير مبررة على الحسابات الجارية، ومن المؤكد ان قدرة مصرف لبنان على تسديد ودائع المصارف (غير الالزامية) لا تتوافر حاليًا، وتالياً فإن الامتناع عن تسديد القرض الخارجي يؤدي الى زوال الثقة بالمصارف كما هو الحال مع المودعين الذين يشكون من المعاملة الجائرة التي يلقونها.

 

سقوط عقيدة "الرئيس القوي": منعاً لحروب الإلغاء والانفجار الطائفي

منير الربيع/المدن/18 شباط/2020

وضعت ثورة 17 تشرين الصيغة اللبنانية على مشرحة البحث. لذا، عاجلت جهات محلية وخارجية إلى إعداد دراسات وتصورات حول مستقبل الكيان اللبناني ونظامه. وتجتمع كل هذه الجهات على خلاصة واحدة، مفادها أن أي تغيير حقيقي في الصيغة، أو إجراء تعديل جذري في اتفاق الطائف، يحتاج إلى عاملين. إما حرب أهلية، تغير موازين القوى وتفرض موازين جديدة تثبت بالنصوص. وإما توافق وطني ودولي جامع على فكرة التغيير. النقطتان غير مطروحتين حالياً، بالنظر إلى الوقائع المستمدة من مواقف داخلية وخارجية.

صفات الرئيس

أخطأت بعض القوى اللبنانية في فتحها لسجال "الصلاحيات" و"استعادتها". نصائح كثيرة وجهت إليهم بوجوب وقف هكذا نقاشات، لأنها سترتد على أصحابها سلباً، وسيكتشفون أنهم الأضعف في المعادلة. وبالتالي، "المناصفة" التي يتمتعون بها قد لا تستمر، وستؤدي إلى مثالثة، أو ستؤدي إلى استنفار طائفي يفتح نقاشاً جديداً حول مسألة التعداد السكاني. بعد معركة الصلاحيات التي خاضها رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة، وانفجار الثورة، يعود الحديث مجدداً في بعض الأوساط المسيحية بطرح الفدرالية أو اللامركزية الموسعة. لكن هذا النقاش لا يبدو واقعياً أيضاً، حالياً على الأقل، على الرغم من أن تغييرات كثيرة ستطال التركيبة اللبنانية.ما حصل فعلاً وبشكل لا يقبل أي لبس، هو سقوط معادلة "الرئيس القوي"، التي لم تنجح إلا في تغذية الصراعات الطائفية والمناطقية. والجدال الأساسي يدور حول نوع القوة التي يجب أن يتمتع بها رئيس الجمهورية. فلا تكون بالتأكيد قوة قائمة على الادعاء أو على الاصطدام بالآخرين، بقدر ما هي قدرة على الجمع بين اللبنانيين، وتُستمد من إجماع اللبنانيين على شخصية هذا الرئيس، أي أن يكون لديه مقبولية لدى الطوائف الأخرى، فلا يكون منبوذاً منها ويحظى بدعم طائفته وحسب.

تجارب تاريخية

لا تخرج النقاشات، من البعد التاريخي والجدّي لمقاربة الوضع الماروني بالتحديد. إذ أن الرؤساء الأقوياء حقاً، بأفعالهم ومشاريع بنائهم للدولة ومؤسساتها، لم يكونوا أصحاب خطاب طائفي أو مذهبي، ولم تبن قوتهم على استنفار القوى الطائفية الأخرى. من كميل شمعون الذي وُصف بفتى العروبة الأغر، وجاء بدعم شيعي ودرزي وسني، واستمرت مقبوليته لدى الطوائف الأخرى إلى أن ذهب في نهاية عهده إلى تصلب مسيحي وتغليبه على الوطنية، والانخراط بمشاريع تتعارض مع نصف اللبنانيين، كالانحياز إلى "حلف بغداد". بعده، أتى عهد الرئيس فؤاد شهاب والذي عرف بعهد البناء والمؤسسات والتنمية، استمد قوته من إجماع اللبنانيين حوله، وتوافر ظروف إقليمية ودولية وفرت الحماية والحرص عليه وعلى عهده، مع العلم أن شهاب لم يكن محبوباً عند الأحزاب المسيحية الذي تدّعي القوة وتطلبها. كذلك بالنسبة إلى الرئيسين شارل حلو والياس سركيس، على الرغم من بعض الخلافات معهم من قبل القوى المختلفة والمتنوعة.

في هذه النقاشات أيضاً، أن المسيحيين وصراعاتهم فيما بينهم على مفهوم "القوي"، أو على قاعدة من يكن متعصباً أكثر، أو مستفزاً للآخرين، هو الذي من حقه أن يتبوأ رئاسة الجمهورية، قد دفعت بهم إلى الهلاك وإغراق لبنان في صراعات دموية أثرت على دورهم ووجودهم فيه. وأوصلت المسلمين إلى حدّ الانفجار في العام 1975 مع الاعتبار "للمعطيات الخارجية والدخيلة على الواقع اللبناني". لم يتأخر الصراع عن العودة إلى داخل البيئة المسيحية في الثمانينيات، والذي أيضاً أسهم في تدمير المسيحيين وتهجيرهم أو إضعاف دورهم، الذي تكرس فيما بعد باتفاق الطائف.

"العهد" الإلغائي

جاء ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، تحت العنوان القديم ذاته، "الرئيس القوي"، وبطموح تقوية المسيحيين واستعادة صلاحياتهم. فقامت سياسته على استفزاز أكثرية شرائح المجتمع اللبناني، ليسقط التوافق في الأيام الأولى لولاية عون. ولم يقتصر على الخلاف المسيحي الإسلامي، إنما توسع إلى حرب الإنقضاض والإلغاء التي خيضت ضد قوى مسيحية أخرى كالقوات اللبنانية وتيار المردة، وتهشيم المستقلين، تحت عنوان القوة، فأوصلت اللبنانيين إلى الانفجار الكبير الذي وقع، ولم يعد بالإمكان العودة إلى ما قبله. هكذا، سقطت معادلة الرئيس القوي، محلياً وخارجياً. وهناك خلاصة خارجية أيضاً تتحول إلى ما يشبه اليقين، أن ادعاء هذه القوة لدى طرف مسيحي، لا يؤدي إلا لإضعاف المسيحيين أكثر، أو ينعكس سلباً على وجودهم. والجديد هذه المرة، أن الخروج من معادلة الأقوياء في طوائفهم لن تقتصر على المسيحيين، إنما ستنسحب على الطوائف الأخرى.

الشخصيات التوافقية

ولذلك، يبرز تنافس خفي في الكواليس السياسية في التحضير لمعارضة هذا العهد، وقطع الطريق على أي محاولة لاستنباط ما يشبهه. وهذا لا ينفصل عن رؤية دولية للواقع اللبناني، تقوم على مبدأ إضعاف الأقوياء في الاختيار للمناصب الأولى. وهذا ما يفتح الباب أمام منافسات من نوع آخر، لدى السنة والموارنة والدروز والشيعة. والذي اخذ طابعاً واضحاً في خروج سعد الحريري من السلطة والمجيء برئيس ضعيف سنياً، ما سيكون مقدمة لاستنساخ التجربة في رئاستي الجمهورية ومجلس النواب لاحقاً، فالتنافس الماروني مستمر، وكذلك الشيعي. وهناك جبهة سياسية قيد التشكل، لا تزال من دون أي خطة أو برنامج مشترك، لكن أقطابها يلتقون على فكرة ويختلفون على الكثير، إلا أن نقطة الجمع بينهم تقوم على أساس إضعاف التيار الوطني الحرّ، وإعادة اللعبة السياسية في إنتاج الرؤساء على قاعدة الشخصيات التوافقية وليست الاستفزازية ولا من الذين على خصومة مع أكثر من نصف الشعب اللبناني.

 

اللّاثقة من السياسة إلى المال

شبلي ملاّط/المدن/18 شباط/2020

السبب الذي يجعل المصارف تلعب دورًا مصيريًا في الاقتصاد الحديث، وتحقّق هذا الكمّ الهائل من الأرباح، وتتمتع بنفوذها المفرط على الساحة العامة، هو مبدأ النسبة الأساسية (ratio) تمكّنها من استخدام واستثمار وتوظيف و"تخصيب" الودائع، على أساس 90 دولار مقابل كلّ 10 دولارات (أو أيّ عملة أخرى). إنها النسبة الذهبية Golden ratio للقطاع المصرفي. هذا ما لا يستطيع أحد فعله بأموال أي كان. فإذا أعطاك عمرو 10 دولارات وقال لك إنه يمكنك استخدامها كما لو أنها 100 دولار، تعتبره مباشرةً مختلًّا في عقله. إنما هذا ما تفعله عند إيداعك المال في المصرف. أنت "تأتمن" المصرف على أموالك، أو بتعبير أكثر شيوعًا، أنت تؤمن على أموالك وتثق بمحافظة المصرف عليها. لديك ثقة مطلقة بالمصرف الذي تودع فيه أموالك، والنظام المصرفي الذي ينتمي إليه، والاقتصاد الوطني المواكب له، والنظام المالي العالمي الذي يعمل ضمنه. متى فُقدت الثقة بأيّ من هذه المستويات الأربعة، باتت دولاراتك العشرة في طريقها إلى الزوال.

الفائدة والوقت

ما الذي يجعل إيداعك المصرفي بنسبة الـ10 في المئة من توظيفه المصرف له فعّالًا الى هذه الدرجة؟ من خلال تجربة دفينة في العصر الرأسمالي الأول، ثبتت ملاحظة بسيطة عند ظهور مصارف "جبال الايمان" أو الثقة Monte di Pietà خلال النهضة الباكرة في مدن إيطاليا، والـpietà  بالطلياني معناها الإيمان أو الثقة. كانت تلك المصارف أشبه بجبال أو أكوام أو تلال صغيرة من الثقة، ممكن تصويرها مجازيًا في صورة "العم سكرودج" وتلّة المال التي يغوص فيها المصرفيّون بسعادة وتؤدة. وفق النسبة أو المعادلة الذهبية، تقوم بإيداع كومة صغيرة بقيمة 10 دولار، فتتحوّل إلى كومة بقيمة 100 دولار بالنسبة لتوظيفات البنك. ويقوم تسعة أشخاص آخرون بالمثل مع المصرف، فتتحوّل الكومة إلى 1000 دولار تكون بتصرّف مديرها. يستثمرها صاحب البنك ومدراؤه فيعطيك نسبة 0.1 أو 1 أو 5 في المئة، لأنه يريد الحصول على المزيد من المال منك. ببساطة، الاستثمار يعني إقراضه للآخرين بنسبة أعلى. لذلك في حال أعطاك نسبة 1 في المئة من الفائدة، سيقرض البنك طرفاً ثالثاً بنسبة 6 في المئة. عندما يستردّ أمواله، سيسدّد لك نسبة الـ1 في المئة المتّفق عليها، ويحتفظ بنسبة الـ5 في المئة في جيبه. هذا ما يجعل المصارف تكسب هذا الكمّ الهائل من المال. ليس هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل المصارف تحصّل هذا المال الوفير. فالوقت يسري لصالحها، لأنها تتحكم بالأموال، فيمكنّها من القيام بإقراض واسع النطاق، على الرغم من أنها تعلم أنك قد تأتي إليها يومًا وتقول "أعيدوا لي دولاراتي العشرة" التي هي ملكٌ لك. وهي ملزمة بإعادتها لك على الفور، وإلّا ستُعتَبر كأيّ مديون تمنّع عن السداد. بعبارات قانونية بسيطة، أنت قدّمتَ لها المال، الأمر الذي يجعلك دائنًا لها، ويجعلها مديونة لك، بموجب عقد ينصّ على التالي: يعيد المديون الأموال عند الطلب (أو في غضون شهر واحد اذا تمّ تجميده، أو ثلاثة ...). في حال لم يعطك المصرف مالَك، يمكنك الحجز على ممتلكاته لاسترداد مبلغ الـ10 دولارات. وإن لم يكن ذلك كافيًا، يمكنك أن تطلب من المحكمة الإعلان عن إفلاسه. كلّ مواطن لبناني هو في هذا الوضع اليوم، والسبب الوحيد لعدم تمكّنه من استرداد دينه قانونياً هو نظام المحاكم المعطّل.

التهافت والإفلاس

ولكن لماذا تعطي المال لمصرفك في المقام الأول؟ ما هو المبرر الرئيسي الذي يستند إليه النظام المصرفي برمّته؟

الجواب هو ثقتك به. على أساس هذه الثقة، يقوم المصرف بإجراء عملية حسابية بسيطة: إن كان لديه عشرة زبائن، وإن عهدَ كلّ واحد منهم بـ 10 دولارات إليه، من غير المرجّح أن يأتوا جميعهم في اليوم نفسه ويسحبوا أموالهم دفعة واحدة. عامل الوقت يلعب لصالح المصرف. لن يأتي المودعون/ الزبائن في اليوم نفسه، ولن يسحبوا جميع أموالهم دفعة واحدة. فهم يتركونها عادة في المصرف، فهي هناك أكثر أمانًا منه تحت الفراش، أضف أنهم يحصلون على فائدة صغيرة لن يحصلوا عليها من تحت الفراش مهما كان مريحًا. المصرف أكثر أمانًا، ويمنحك بعض الفائدة، كما يمكنك الحصول على بطاقة ائتمان أو بطاقة خصم، ويمكنك استخدام ماكينة الصرّاف الآلي بعد إغلاق المصارف، الخ.

كلّ هذا مشروط بالثقة.

فلماذا الثقة مهمّة إلى هذا الحدّ؟ لأنّ انعدام الثقة يعني التهافت على المصارف، ويعني أنّ المئات والآلاف والملايين من المودعين يهرعون إلى إنقاذ أموالهم من المصارف غير الموثوق بها، والتي تحوّلت إلى جهات مديونة مفلسة. حتى في سويسرا، و في الولايات المتحدة، و في زيمبابوي، عندما تُفقد الثقة، تفلس المصارف في غضون يوم واحد. والملاحظة الأكثر صواباً خلال الأزمة الأميركية المصرفية عام 2008، عندما أفلست مصارف كبرى أولها مصرف ليمان براذرز Lehman Brothers، تلك التي أدلى بها الرئيس بوش في 24 أيلول: "فُقدت الثقة على نطاق واسع، والقطاعات الرئيسية للنظام المالي الأميركي تواجه خطر الإقفال". انعدام الثقة مألوف لدى المواطنين اللبنانيّين. يتهافتون على المصارف، ينتظرون دورهم في طوابير طويلة وهم محرومون من ممتلكاتها. هناك تعقيدات أخرى طبعاً. لكنّ الأساس بسيط: لا ثقة.هذه العبارة مألوفة من ثورتنا. لا ثقة. لا ثقة في المصارف، ولا ثقة في العهد الذي أشرف على إفلاسها، ولا ثقة في الحكومة التي فرضها علينا. لا يمكن لحكومة لم تحظَ بثقة الناس إنقاذ النظام المصرفي. ولهذا السبب أيضًا، واضح أنّ شرط الرجوع إلى المنطقة المالية الآمنة يتطلّب من الحكومة، أي العهد، أي الطبقة السياسية كلّها، العودة إلى البيت.

 

دخول صندوق النقد إلى لبنان سيشعل "حرباً" اجتماعية

عزة الحاج حسن/المدن/18 شباط/2020

يصل خلال الأسبوع الحالي وفد تقني من صندوق النقد الدولي، لمد يد العون لحكومة لم تستعن حتى اللحظة بالمؤسسة الدولية وفق الأصول. كما لم تحدد الملفات التي ستوضع على طاولة خبراء الصندوق فور وصولهم. ما يشير إلى نية مبيّتة لتمرير بعض القرارات المرتبطة بسداد استحقاق اليوروبوندز، وإجراءات أخرى تحت غطاء "مشورة صندوق النقد". وإذا كانت الاستشارة لم تراعِ بها الحكومة الأصول المتبعة بين الدول في طلب الإستشارات من صندوق النقد الدولي، فما الذي يمنعها من طلب المساعدة المالية تمهيداً لوضع برنامج إنقاذي من الصندوق. وفيما لو تجرأت الحكومة على الاستعانة بصندوق النقد لوضع برنامج إنقاذي، فما الذي يمكن ان يتضمنه البرنامج؟ وهل باستطاعة بلد متأزم كلبنان تطبيق إجراءات الصندوق القاسية؟

بين الاستشارة والبرنامج

لا بد من التمييز بين الاستعانة باستشارة لصندوق النقد الدولي والاستعانة ببرنامج إنقاذي. فالأولى، غير مُلزمة ولا ترتّب أي أعباء على البلد طالب الإستشارة. أما في الثانية، فعلى البلد المستعين بصندوق النقد أن يتحمّل برنامج إنقاذي يضع سد العجز وخفض الدين العام هدفاً أوحدَ له، من دون إيلاء أي اعتبار لما يمكن أن تخلّفه إجراءاته الإنقاذية من دمار اجتماعي واقتصادي في البلد. البرنامج يتجاوز الاستشارة وطرح الحلول، وهو يُعد تدخلاً مباشراً وواضحاً، ينطلق من نظرية مراقبة آلية الإنفاق العام وتعزيز إيرادات الدولة مهما كلّف الأمر. ولا بد من الإشارة إلى أن برنامج صندوق النقد الدولي هو برنامج موحّد (standard)، وليس برنامجاً مفصّلاً على قياس كل بلد على حدة. ولا يتم تفصيله بما يتناسب واقتصاد بلد معيّن. بمعنى أن برنامج صندوق النقد الدولي أو IMF طـُبّق ويُطبق على كل دولة تعجز عن حل أزمتها وتلجأ إليه. وهنا تكمن المخاطر لاسيما أن للبنان خصوصية تميّزه عن سواه من الدول العاجزة، لجهة تركيبة اقتصاده المدولر والاستهلاكي بالكامل غير المنتِج.

تحرير العملة

عندما يتدخل صندوق النقد ببرنامج إنقاذي يعتمد سلة من الإجراءات تبدأ غالباً من تحرير العملة أمام الدولار، وفق ما تقول الباحثة في الشأن الاقتصادي والمالي، والأستاذة الجامعية ليال منصور إشراقية في حديث إلى "المدن". بمعنى، إفساح المجال أمام الليرة للتعبيرعن قدرتها من دون أي تدخل من المصرف المركزي، ما من شأنه أن يرفع سعر الدولار أضعاف ما هو عليه اليوم أمام الليرة، وقد يصل إلى نحو 4500 و5000 ليرة للدولار الواحد. والدول التي تعاني من أزمات مالية ونقدية وتلجأ للاستعانة بصندوق النقد الدولي غالباً ما تكون عملتها مثبتة أمام الدولار. علماً أن تثبيت العملة هو أمر مكلف جداً. والدول التي تثبت عملتها يجب أن تحافظ على مصادر للعملة الصعبة، كالسياحة والاستثمار الأجنبي إضافة إلى الفائض في الميزان التجاري، من خلال رفع مستوى التصدير مقابل الاستيراد. وهو ما ليس متوفراً في لبنان. وسبق لـ"المدن" أن تطرقت إلى مخاطر تحرير سعر صرف الليرة تحت عنوان "مخاطر تحرير سعر الليرة توازي كارثة حرب إسرائيلية".

رفع الدعم

إجراء آخر يعتمده برنامج صندوق النقد الدولي الإنقاذي، يرتبط بإلغاء كافة أشكال الدعم. وقد ذكرت تقارير سابقة للصندوق، أن إلغاء دعم الكهرباء في لبنان "سيحقق أكبر الوفورات المحتملة". وسيشمل ذلك رفع سعر التعرفة، وبالتالي زيادة الرسوم على فواتير الكهرباء. وذلك بهدف سد العجز المالي لشركة كهرباء لبنان في وقت قياسي، وإن على حساب جيوب المواطنين. وتنتقد إشراقية إجراء رفع الدعم الذي تؤمنه الدولة لبعض المواد الأساسية: "فالدول الفقيرة ومنها لبنان تدعم بعض الأساسيات المعيشية لمساعدة الفقراء، منها في القطاع التعليمي والطاقة والقمح وغيرها". ولأن مبدأ الدعم مرفوض كلياً من قبل صندوق النقد، فإن هذا الإجراء سيزيد الفقر، لاسيما أن رفع الدعم سيُستتبع برفع الأسعار، خصوصاً في قطاع المحروقات.

زيادة الضرائب

وبهدف زيادة الإيرادات يلجأ برنامج صندوق النقد إلى رفع عدد من الضرائب بشكل كبير، وليس تدريجياً، من بينها الضريبة على القيمة المضافة، التي توقعت إشراقية أن ترتفع الى نسبة 20 في المئة فيما لو تمت الاستعانة ببرنامج إنقاذي لصندوق النقد، إضافة إلى رفع الضريبة على المحروقات. والمطلوب حين نطبق برنامجاً للإنقاذ أن يكون البديل مؤمّن، وفق إشراقية، فزيادة أسعار البنزين على سبيل المثال من دون تأمين بدائل، لجهة وسائل النقل والعديد من الخدمات والأمور الحياتية المرتبطة بالمحروقات، فيه إجحاف بحق المواطنين. ومن المؤكد أن يُنزل هكذا إجراء الملايين إلى الشارع فيما لو حصل في فرنسا مثلاً.

ومن المرجّح أن يعتمد صندوق النقد العديد من الإجراءات الأخرى لسد العجز المالي للبنان، والعودة بالدين العام إلى مستويات قابلة للإستدامة، منها إصلاح رواتب القطاع العام ومعاشات التقاعد ومكافحة التهرب الضريبي وغيرها.

من إيجابيات البرنامج

وعلى الرغم من سوداوية المشهد الذي يرسمه تطبيق برنامج صندوق النقد، غير أنه لا بد من التطرق الى إيجابياته، التي تتركز بإلزام الدولة سداد استحقاقاتها وديونها، من خلال تطبيق صارم وقوي وجدي للبرنامج الإنقاذي. وترى إشراقية أن البرنامج يصب دائماً في صالح مالية الدولة، من دون إيلاء مصالح المواطنين أي اعتبار. فبرنامج الصندوق يأتي على حساب معيشة المواطنين واحتياجاتهم اليومية. وليس من بلد دخله صندوق النقد إلا وتم القضاء على طبقته الوسطى، وزادت فيه مستويات الفقر كدولة مالاوي الأفريقية والأرجنتين.

الضربة القاضية

اللجوء إلى برنامج صندوق النقد سيكون ضربة قاضية للبنان. هكذا عبّرت إشراقية عن مصير لبنان في حال استعان ببرنامج إنقاذي لصندوق النقد الدولي. إذ بإمكانه الاقتداء بدول لم تلجأ إلى الصندوق، واعتمدت خططاً وطنية للإنقاذ ونجحت، كإندونيسيا وماليزيا والصين.

باختصار، إن لبنان بلد غير مهيأ لتحمل برنامج صندوق النقد الدولي. بمعنى أنه يفتقر إلى الحد الأدنى من أساسيات الحياة، كالطبابة والتعليم والمواصلات والطاقة وغيرها. ووفق إشراقية، فإن دخول صندوق النقد ببرنامج إنقاذي الى لبنان سيُشعل حرباً اجتماعية، قد تؤدي إلى حرب فعلية لكن من دون سلاحز وعلى لبنان الاعتراف بالعجز عن سداد ديونه واللجوء الى إعادة هيكلة الدين وجدولة استحقاقات اليوروبوندز، ووضع برنامج لزيادة الإيرادات، بما يتيح إعادة توزيع الثروة.

 

سليماني «نصباً» في مارون الراس.. بدعة إيرانية تحت عنوان «لا تعرف عدوك»!

علي الأمين/جنوبية/18 شباط/2020

لا يكاد اللبنانيون ينامون على بدعة إيرانية، حتى يصحون على "أبدع"منها ، ضمن حلقات مسلسل "الغزوة الثقافية" التاريخية الغريبة عنهم، التي بدأت منذ الثمانينيات على أيدي متعهديها من الحرس الثوري في البقاع الى الشخصيات الدينية الأتية من قم وصولاً إلى "حزب الله" بتركيبته الأفقية والعمودية.

آخر المفاجآت

وآخر المفاجآت ولعل ليس أخرها، رفع تمثال لقائد فيلق القدس قاسم سليماني في بلدة مارون الراس الجنوبية، على الحدود مع فلسطين المحتلة، في مشهد مستهجن لكونه لم  يألفه حتى أبناء المنطقة فكيف باللبنانيين، ذلك أنه  بعد ان سيطرت الأيديولوجية الإيرانية وتحكمت في المفاصل الدينية والسياسية والاجتماعية من خلال “حزب الله”، لم يسبق أن ثُبت نموذجا من التجسيم لشهداء ينتمون الى رموز مسيرة حزب الله، كالسيد عباس الموسوي أو عماد مغنية او مصطفى بدر الدين، ولا لرموز مسيرة ولاية الفقيه كالامام الخميني او حتى الاحياء منهم كالمرشد علي خامنئي او السيد حسن نصرالله وسواهم من الذين يحظون بالولاء ويتصدرون القيادة الدينية او السياسية. وبطبيعة الحال لم يسبق ان قامت جهة سياسية او دينية بتجسيم اي من رموزها في الجنوب.

ظاهرة النُصب

ربما برزت ولا سيما في المناطق ذات الغالبية الشيعية او التي يسيطر حزب الله على الحياة السياسية والاجتماعية فيها، ظاهرة النُصب والصُور الضخمة لشخصيات حيّة وميتة والشعارات المخططة فنياً التي ترمز الى الشهداء والقادة ولكن من دون ملاحظة وجود تماثيل من الحجر او الخشب والبرونز أوغير ذلك من المواد التي يُصنّع من خلالها التمثال عادة. وربما يعود ذلك الى ان المشهور لدى المراجع الدينية الشيعية انه لا يجوز تصوير او تجسيم “ذوات الأرواح” وحتى الراحل الامام الخميني الذي يمثل المرجعية المؤسسة لمنظومة ولاية الفقيه في كتابه تحرير الوسيلة، ورد فيه انه “يحرم تصوير ذوات الأرواح من الانسان والحيوان اذا كانت الصورة مجسمة كالمعمولة من الأحجار والفلزات والاخشاب ونحوها والاقوى جوازه مع عدم التجسيم وان كان الأحوط تركه…” موقف الامام الخميني على هذا الصعيد لا يختلف عن معظم المراجع الشيعة الذين يذهبون الى تحريم التجسيم وهو التمثال الكامل كما هو الحال في تمثال سليماني على الحدود الجنوبية اللبنانية. لكن ثمة تعديل جرى على فتوى السيد علي خامنئي الذي كان يتبنى فتوى الخميني، لكنه عاد قبل عامين واجرى تعديلا أباح فيه التجسيم والتماثيل على أنواعها. ولكن يبقى هذا الرأي مخالفا للشائع من فتاوى المراجع الشيعة على هذا الصعيد.

المشهور لدى مراجع الشيعة ومنهم الخميني تحريم التجسيم وخامنئي تفرد…

في صورة التمثال التي يبدو فيها سليماني يشير باصبعه الى فلسطين المحتلة أو القدس، ما يطرح التساؤل حول أسباب عدم وضع هذا النصب وعلى الطريقة نفسها في العراق وفي اتجاه السفارة الأميركية ومن ورائها فلسطين، كما لم يتم نصبه في سوريا التي دفع فيها سليماني سيلا من الدماء في سبيل الدفاع عن نظام الأسد، حتى ايران نفسها لم تقم قيادتها وحرسها الثوري بهذه الخطوة، لبنان المكان السهل والمباح ومن دون أي بيان يصدر عن الجهة التي قامت بنصب التمثال في حديقة ايران في مارون الراس!.

محاكاة سليماني لجنود البصرة

يتضح من التمثال ووضعية الوقوف والاشارة بيده، أنها تتماهى هي  نفسها مع تلك التي وضع النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين عشرات التماثيل المنصوبة لجنود يقفون على شاطئ مدينة البصرة ويشيرون بايديهم الى ايران، وهي تماثيل ترمز للحرب العراقية الإيرانية وللعدو القادم من الشرق، كما يرمز المشهد الى منطقة شط العرب التي شهدت سقوط الالاف من الجنود العراقيين خلال هذه الحرب التي امتدت من العام 1980 الى العام 1988. لا يمكن للمراقب الا ان يربط بين المشهدين بين تمثال سليماني الذي يشير الى فلسطين المحتلة وتماثيل الجنود العراقيين الذين يشيرون الى ايران. استنساخ النموذج لا يمكن ان يكون عفوياً، فعلى رغم النفوذ الإيراني في العراق، الا أن تماثيل الجنود العراقيين انها رمزت الى مرحلة من العداء بين البلدين،، وقد ازالها الاحتلال الاميركي في عام ٢٠٠٣ علماً أن الانصاب والتماثيل التي كان صدام حسين مفتونا بها وبنصبها على امتداد الجغرافيا العراقية قد ازيل معظمها وتحديدا، تلك التي ترمز الى “عظمته” والى سيرة حزب البعث الذي كان يحكم العراق.

في التمثال محاكاة لمشهد تماثيل الجنود العراقيين على شط العرب وهم يشيرون الى الشرق… إيران

لا يخفى على مصمم تمثال سليماني هذه المحاكاة لمشهد الجنود العراقيين الذين يصوبون نحو ايران، فيما سليماني يحدد البوصلة نحو فلسطين، وهي محاكاة لا تخلو من رسالة سياسية، وان كانت ملتبسة سيما أن سليماني برز كقيادي خاض معارك على امتداد العراق وسوريا، وهما الدولتان اللتان شهدتا بروز هذا القائد الايراني في الحروب العربية الذي رأى الكثيرون له صوراً ومشاهد قتالية ضد تنظيم داعش أو ضد المعارضة السورية، فيما لم تظهر له ايّ صور تكشف عن انهماكه في قتال إسرائيل على الحدود مع الجولان السوري المحتل او حتى في جنوب لبنان، كما كان الحال من مشاهد متداولة في المواجهات التي كان يقودها في الحرب السورية او في عملية تشكيل وقيادة الحشد الشعبي في العراق.

 

"القوات" للحريري: نُصالحك بشرطٍ...

ألان سركيس/نداء الوطن/17 شباط/2020

ما إن صدرت بعض الإشارات الإيجابية من معراب تجاه "بيت الوسط" بعد عدم مهاجمة الرئيس سعد الحريري لـ"القوات" واعتبار الأخيرة أن عدم المهاجمة أمر جيّد، حتّى بدأت الإنتقادات تُطاول معراب وتحضها على عدم إحياء التحالف مع "تيار المستقبل".

لم يكن جمهور "القوات" يتوقّع أكثر مما قاله الحريري عنهم، لا بل على العكس، ظنّوا أنّه سيهاجمهم ويحملهم تبعات المرحلة الماضية نتيجة توقيعهم "إتفاق معراب"، وإفشالهم مسألة انتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، لكنّ الحريري الذي تحاشى حتى إلقاء التحية على "القوات" ورئيسها الدكتور سمير جعجع، ركّز هجومه على حليفه السابق رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، من دون أن يذكر كلمة أو ينتقد سلاح "حزب الله"، المتهم باغتيال والده حيث على أساس تلك الجريمة تقوم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعملها وتموّل من خزينة الدولة.

وبغضّ النظر عن ملف السلاح غير الشرعي، إلا أن القاعدة القواتية، ومن يدور في فلكها، تُبدي عدم رضى على عودة التحالف مع الحريري لأسباب عدّة، أبرزها أن هذه القاعدة أصبحت من أشدّ المتحمسين للثورة وشاركت بفعالية فيها منذ اندلاعها، في حين أن "تيار المستقبل" شارك في الحكم منذ 1992 ومتهم بملفات فساد عدّة، كما أن الحريري فضّل في المرحلة الأخيرة علاقته مع باسيل على علاقته مع "القوات".

وأمام كل التوقعات بإعادة إحياء جبهة "14 آذار" ومنهم من يردد ان "السعودية تريد ذلك"، تؤكد القيادة القواتية أن "الرياض لم تتدخل لإصلاح العلاقة بين "القوات" و"المستقبل" ولا يوجد أي مسعى سعودي أو مبادرة حقيقية في هذا الإتجاه، بل إن موقف السعودية واضح وهو حماية أمن لبنان واستقراره وسيادته والحفاظ عليه ضمن المنظومة العربية، ويُفضّل السعوديون عدم التدخل في التفاصيل اللبنانية". ولا تنكر "القوات" وجود امتعاض من جمهورها في ما خصّ مشاركتها في جلسة الثقة وإمكان إحياء العلاقات مع الحريري، لكنها تُشدّد في المقابل على "أننا نتفهّم غضب الناس، وكنا أول من أطلق الثورة وقدمنا استقالاتنا من الحكومة الأخيرة، لكن على الناس أن تتفهم أيضاً أن هناك حزباً قائماً له علاقاته السياسية ويُقيّم المرحلة وفق رؤيته الخاصة، وسط الحرص الشديد على احترام مشاعر الناس".

تفنّد "القوات" ما حصل بعد 17 تشرين، إذ تعتبر أنه باتت للشارع كلمته وهذا التاريخ هو تاريخ مفصلي ولا يمكن لأحد تخطيه، كما أن هناك قوى سياسية مثل أحزاب وتيارات 8 و14 آذار لا يمكن إلغاؤها وتثبت المناسبات أن لها جمهورها، وبالتالي فإن علاقتنا مع الحريري أو مع رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط تأخذ في الإعتبار هذا المعطى. ولا تشطب "القوات" من روزنامتها أنها أحد مكونات "14 آذار"، وتلتقي مع "المستقبل" في العناوين السيادية مثل احترام استقلال لبنان ورفض الوصاية الإيرانية ورفض التطبيع مع النظام السوري وهيمنة السلاح، لكن على رغم أهمية هذه الملفات هناك المعطى الإقتصادي والمالي وطريقة إدارة الدولة. وتشدّد "القوات" على أن "لا خلاف استراتيجياً مع "المستقبل" على العناوين الكبرى، لكن الخلاف الأساسي هو على طريقة إدارة الدولة وهذا ظهر جلياً في الفترة الأخيرة، وبالتالي فاذا كان الحريري يريد أن يفتح مرحلة جديدة بعد خطابه، فعلينا أن نتفق على أحدى أهم النقاط الخلافية وهي الرؤية الإصلاحية والإنقاذية ومحاربة الفساد، لأن أحداً لا يستطيع تجاوز الناس بعد 17 تشرين".

ويبدو جلياً، أن لا إشارات جدية لقرب ولادة جبهة جديدة بين "القوات" و"المستقبل" و"الإشتراكي" وسط غياب التنسيق بينها حتى على الملفات المطروحة، في حين أن الحريري لم يلمّح في خطابه إلى إمكان ولادة مثل هكذا جبهة طالما أنه حيّد سلاح "حزب الله".

وعلى رغم أهمية جبهة سياسية معارضة، وعدم الرغبة في وقوع صدام حاد مع حلفاء الأمس، إلا أن "القوات" تؤكّد أنها لن تدخل في خلاف مع الناس أو تخذلهم كرمى لعيون أحد، ولا اتفاق مع أحد أو ولادة أي جبهة سياسية إلا تحت عنوان مكافحة الفساد وتصحيح مسار إدارة مؤسسات الدولة.

 

سقوط عقيدة "الرئيس القوي": منعاً لحروب الإلغاء والانفجار الطائفي

منير الربيع/المدن/18 شباط/2020

وضعت ثورة 17 تشرين الصيغة اللبنانية على مشرحة البحث. لذا، عاجلت جهات محلية وخارجية إلى إعداد دراسات وتصورات حول مستقبل الكيان اللبناني ونظامه. وتجتمع كل هذه الجهات على خلاصة واحدة، مفادها أن أي تغيير حقيقي في الصيغة، أو إجراء تعديل جذري في اتفاق الطائف، يحتاج إلى عاملين. إما حرب أهلية، تغير موازين القوى وتفرض موازين جديدة تثبت بالنصوص. وإما توافق وطني ودولي جامع على فكرة التغيير. النقطتان غير مطروحتين حالياً، بالنظر إلى الوقائع المستمدة من مواقف داخلية وخارجية.

صفات الرئيس

أخطأت بعض القوى اللبنانية في فتحها لسجال "الصلاحيات" و"استعادتها". نصائح كثيرة وجهت إليهم بوجوب وقف هكذا نقاشات، لأنها سترتد على أصحابها سلباً، وسيكتشفون أنهم الأضعف في المعادلة. وبالتالي، "المناصفة" التي يتمتعون بها قد لا تستمر، وستؤدي إلى مثالثة، أو ستؤدي إلى استنفار طائفي يفتح نقاشاً جديداً حول مسألة التعداد السكاني. بعد معركة الصلاحيات التي خاضها رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة، وانفجار الثورة، يعود الحديث مجدداً في بعض الأوساط المسيحية بطرح الفدرالية أو اللامركزية الموسعة. لكن هذا النقاش لا يبدو واقعياً أيضاً، حالياً على الأقل، على الرغم من أن تغييرات كثيرة ستطال التركيبة اللبنانية.ما حصل فعلاً وبشكل لا يقبل أي لبس، هو سقوط معادلة "الرئيس القوي"، التي لم تنجح إلا في تغذية الصراعات الطائفية والمناطقية. والجدال الأساسي يدور حول نوع القوة التي يجب أن يتمتع بها رئيس الجمهورية. فلا تكون بالتأكيد قوة قائمة على الادعاء أو على الاصطدام بالآخرين، بقدر ما هي قدرة على الجمع بين اللبنانيين، وتُستمد من إجماع اللبنانيين على شخصية هذا الرئيس، أي أن يكون لديه مقبولية لدى الطوائف الأخرى، فلا يكون منبوذاً منها ويحظى بدعم طائفته وحسب.

تجارب تاريخية

لا تخرج النقاشات، من البعد التاريخي والجدّي لمقاربة الوضع الماروني بالتحديد. إذ أن الرؤساء الأقوياء حقاً، بأفعالهم ومشاريع بنائهم للدولة ومؤسساتها، لم يكونوا أصحاب خطاب طائفي أو مذهبي، ولم تبن قوتهم على استنفار القوى الطائفية الأخرى. من كميل شمعون الذي وُصف بفتى العروبة الأغر، وجاء بدعم شيعي ودرزي وسني، واستمرت مقبوليته لدى الطوائف الأخرى إلى أن ذهب في نهاية عهده إلى تصلب مسيحي وتغليبه على الوطنية، والانخراط بمشاريع تتعارض مع نصف اللبنانيين، كالانحياز إلى "حلف بغداد". بعده، أتى عهد الرئيس فؤاد شهاب والذي عرف بعهد البناء والمؤسسات والتنمية، استمد قوته من إجماع اللبنانيين حوله، وتوافر ظروف إقليمية ودولية وفرت الحماية والحرص عليه وعلى عهده، مع العلم أن شهاب لم يكن محبوباً عند الأحزاب المسيحية الذي تدّعي القوة وتطلبها. كذلك بالنسبة إلى الرئيسين شارل حلو والياس سركيس، على الرغم من بعض الخلافات معهم من قبل القوى المختلفة والمتنوعة.

في هذه النقاشات أيضاً، أن المسيحيين وصراعاتهم فيما بينهم على مفهوم "القوي"، أو على قاعدة من يكن متعصباً أكثر، أو مستفزاً للآخرين، هو الذي من حقه أن يتبوأ رئاسة الجمهورية، قد دفعت بهم إلى الهلاك وإغراق لبنان في صراعات دموية أثرت على دورهم ووجودهم فيه. وأوصلت المسلمين إلى حدّ الانفجار في العام 1975 مع الاعتبار "للمعطيات الخارجية والدخيلة على الواقع اللبناني". لم يتأخر الصراع عن العودة إلى داخل البيئة المسيحية في الثمانينيات، والذي أيضاً أسهم في تدمير المسيحيين وتهجيرهم أو إضعاف دورهم، الذي تكرس فيما بعد باتفاق الطائف.

"العهد" الإلغائي

جاء ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، تحت العنوان القديم ذاته، "الرئيس القوي"، وبطموح تقوية المسيحيين واستعادة صلاحياتهم. فقامت سياسته على استفزاز أكثرية شرائح المجتمع اللبناني، ليسقط التوافق في الأيام الأولى لولاية عون. ولم يقتصر على الخلاف المسيحي الإسلامي، إنما توسع إلى حرب الإنقضاض والإلغاء التي خيضت ضد قوى مسيحية أخرى كالقوات اللبنانية وتيار المردة، وتهشيم المستقلين، تحت عنوان القوة، فأوصلت اللبنانيين إلى الانفجار الكبير الذي وقع، ولم يعد بالإمكان العودة إلى ما قبله. هكذا، سقطت معادلة الرئيس القوي، محلياً وخارجياً. وهناك خلاصة خارجية أيضاً تتحول إلى ما يشبه اليقين، أن ادعاء هذه القوة لدى طرف مسيحي، لا يؤدي إلا لإضعاف المسيحيين أكثر، أو ينعكس سلباً على وجودهم. والجديد هذه المرة، أن الخروج من معادلة الأقوياء في طوائفهم لن تقتصر على المسيحيين، إنما ستنسحب على الطوائف الأخرى.

الشخصيات التوافقية

ولذلك، يبرز تنافس خفي في الكواليس السياسية في التحضير لمعارضة هذا العهد، وقطع الطريق على أي محاولة لاستنباط ما يشبهه. وهذا لا ينفصل عن رؤية دولية للواقع اللبناني، تقوم على مبدأ إضعاف الأقوياء في الاختيار للمناصب الأولى. وهذا ما يفتح الباب أمام منافسات من نوع آخر، لدى السنة والموارنة والدروز والشيعة. والذي اخذ طابعاً واضحاً في خروج سعد الحريري من السلطة والمجيء برئيس ضعيف سنياً، ما سيكون مقدمة لاستنساخ التجربة في رئاستي الجمهورية ومجلس النواب لاحقاً، فالتنافس الماروني مستمر، وكذلك الشيعي. وهناك جبهة سياسية قيد التشكل، لا تزال من دون أي خطة أو برنامج مشترك، لكن أقطابها يلتقون على فكرة ويختلفون على الكثير، إلا أن نقطة الجمع بينهم تقوم على أساس إضعاف التيار الوطني الحرّ، وإعادة اللعبة السياسية في إنتاج الرؤساء على قاعدة الشخصيات التوافقية وليست الاستفزازية ولا من الذين على خصومة مع أكثر من نصف الشعب اللبناني.

 

اللّاثقة من السياسة إلى المال

شبلي ملاّط/المدن/18 شباط/2020

السبب الذي يجعل المصارف تلعب دورًا مصيريًا في الاقتصاد الحديث، وتحقّق هذا الكمّ الهائل من الأرباح، وتتمتع بنفوذها المفرط على الساحة العامة، هو مبدأ النسبة الأساسية (ratio) تمكّنها من استخدام واستثمار وتوظيف و"تخصيب" الودائع، على أساس 90 دولار مقابل كلّ 10 دولارات (أو أيّ عملة أخرى). إنها النسبة الذهبية Golden ratio للقطاع المصرفي. هذا ما لا يستطيع أحد فعله بأموال أي كان. فإذا أعطاك عمرو 10 دولارات وقال لك إنه يمكنك استخدامها كما لو أنها 100 دولار، تعتبره مباشرةً مختلًّا في عقله. إنما هذا ما تفعله عند إيداعك المال في المصرف. أنت "تأتمن" المصرف على أموالك، أو بتعبير أكثر شيوعًا، أنت تؤمن على أموالك وتثق بمحافظة المصرف عليها. لديك ثقة مطلقة بالمصرف الذي تودع فيه أموالك، والنظام المصرفي الذي ينتمي إليه، والاقتصاد الوطني المواكب له، والنظام المالي العالمي الذي يعمل ضمنه. متى فُقدت الثقة بأيّ من هذه المستويات الأربعة، باتت دولاراتك العشرة في طريقها إلى الزوال.

الفائدة والوقت

ما الذي يجعل إيداعك المصرفي بنسبة الـ10 في المئة من توظيفه المصرف له فعّالًا الى هذه الدرجة؟ من خلال تجربة دفينة في العصر الرأسمالي الأول، ثبتت ملاحظة بسيطة عند ظهور مصارف "جبال الايمان" أو الثقة Monte di Pietà خلال النهضة الباكرة في مدن إيطاليا، والـpietà  بالطلياني معناها الإيمان أو الثقة. كانت تلك المصارف أشبه بجبال أو أكوام أو تلال صغيرة من الثقة، ممكن تصويرها مجازيًا في صورة "العم سكرودج" وتلّة المال التي يغوص فيها المصرفيّون بسعادة وتؤدة. وفق النسبة أو المعادلة الذهبية، تقوم بإيداع كومة صغيرة بقيمة 10 دولار، فتتحوّل إلى كومة بقيمة 100 دولار بالنسبة لتوظيفات البنك. ويقوم تسعة أشخاص آخرون بالمثل مع المصرف، فتتحوّل الكومة إلى 1000 دولار تكون بتصرّف مديرها. يستثمرها صاحب البنك ومدراؤه فيعطيك نسبة 0.1 أو 1 أو 5 في المئة، لأنه يريد الحصول على المزيد من المال منك. ببساطة، الاستثمار يعني إقراضه للآخرين بنسبة أعلى. لذلك في حال أعطاك نسبة 1 في المئة من الفائدة، سيقرض البنك طرفاً ثالثاً بنسبة 6 في المئة. عندما يستردّ أمواله، سيسدّد لك نسبة الـ1 في المئة المتّفق عليها، ويحتفظ بنسبة الـ5 في المئة في جيبه. هذا ما يجعل المصارف تكسب هذا الكمّ الهائل من المال. ليس هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل المصارف تحصّل هذا المال الوفير. فالوقت يسري لصالحها، لأنها تتحكم بالأموال، فيمكنّها من القيام بإقراض واسع النطاق، على الرغم من أنها تعلم أنك قد تأتي إليها يومًا وتقول "أعيدوا لي دولاراتي العشرة" التي هي ملكٌ لك. وهي ملزمة بإعادتها لك على الفور، وإلّا ستُعتَبر كأيّ مديون تمنّع عن السداد. بعبارات قانونية بسيطة، أنت قدّمتَ لها المال، الأمر الذي يجعلك دائنًا لها، ويجعلها مديونة لك، بموجب عقد ينصّ على التالي: يعيد المديون الأموال عند الطلب (أو في غضون شهر واحد اذا تمّ تجميده، أو ثلاثة ...). في حال لم يعطك المصرف مالَك، يمكنك الحجز على ممتلكاته لاسترداد مبلغ الـ10 دولارات. وإن لم يكن ذلك كافيًا، يمكنك أن تطلب من المحكمة الإعلان عن إفلاسه. كلّ مواطن لبناني هو في هذا الوضع اليوم، والسبب الوحيد لعدم تمكّنه من استرداد دينه قانونياً هو نظام المحاكم المعطّل.

التهافت والإفلاس

ولكن لماذا تعطي المال لمصرفك في المقام الأول؟ ما هو المبرر الرئيسي الذي يستند إليه النظام المصرفي برمّته؟

الجواب هو ثقتك به. على أساس هذه الثقة، يقوم المصرف بإجراء عملية حسابية بسيطة: إن كان لديه عشرة زبائن، وإن عهدَ كلّ واحد منهم بـ 10 دولارات إليه، من غير المرجّح أن يأتوا جميعهم في اليوم نفسه ويسحبوا أموالهم دفعة واحدة. عامل الوقت يلعب لصالح المصرف. لن يأتي المودعون/ الزبائن في اليوم نفسه، ولن يسحبوا جميع أموالهم دفعة واحدة. فهم يتركونها عادة في المصرف، فهي هناك أكثر أمانًا منه تحت الفراش، أضف أنهم يحصلون على فائدة صغيرة لن يحصلوا عليها من تحت الفراش مهما كان مريحًا. المصرف أكثر أمانًا، ويمنحك بعض الفائدة، كما يمكنك الحصول على بطاقة ائتمان أو بطاقة خصم، ويمكنك استخدام ماكينة الصرّاف الآلي بعد إغلاق المصارف، الخ.

كلّ هذا مشروط بالثقة.

فلماذا الثقة مهمّة إلى هذا الحدّ؟ لأنّ انعدام الثقة يعني التهافت على المصارف، ويعني أنّ المئات والآلاف والملايين من المودعين يهرعون إلى إنقاذ أموالهم من المصارف غير الموثوق بها، والتي تحوّلت إلى جهات مديونة مفلسة. حتى في سويسرا، و في الولايات المتحدة، و في زيمبابوي، عندما تُفقد الثقة، تفلس المصارف في غضون يوم واحد. والملاحظة الأكثر صواباً خلال الأزمة الأميركية المصرفية عام 2008، عندما أفلست مصارف كبرى أولها مصرف ليمان براذرز Lehman Brothers، تلك التي أدلى بها الرئيس بوش في 24 أيلول: "فُقدت الثقة على نطاق واسع، والقطاعات الرئيسية للنظام المالي الأميركي تواجه خطر الإقفال". انعدام الثقة مألوف لدى المواطنين اللبنانيّين. يتهافتون على المصارف، ينتظرون دورهم في طوابير طويلة وهم محرومون من ممتلكاتها. هناك تعقيدات أخرى طبعاً. لكنّ الأساس بسيط: لا ثقة.هذه العبارة مألوفة من ثورتنا. لا ثقة. لا ثقة في المصارف، ولا ثقة في العهد الذي أشرف على إفلاسها، ولا ثقة في الحكومة التي فرضها علينا. لا يمكن لحكومة لم تحظَ بثقة الناس إنقاذ النظام المصرفي. ولهذا السبب أيضًا، واضح أنّ شرط الرجوع إلى المنطقة المالية الآمنة يتطلّب من الحكومة، أي العهد، أي الطبقة السياسية كلّها، العودة إلى البيت.

 

دخول صندوق النقد إلى لبنان سيشعل "حرباً" اجتماعية

عزة الحاج حسن/المدن/18 شباط/2020

يصل خلال الأسبوع الحالي وفد تقني من صندوق النقد الدولي، لمد يد العون لحكومة لم تستعن حتى اللحظة بالمؤسسة الدولية وفق الأصول. كما لم تحدد الملفات التي ستوضع على طاولة خبراء الصندوق فور وصولهم. ما يشير إلى نية مبيّتة لتمرير بعض القرارات المرتبطة بسداد استحقاق اليوروبوندز، وإجراءات أخرى تحت غطاء "مشورة صندوق النقد". وإذا كانت الاستشارة لم تراعِ بها الحكومة الأصول المتبعة بين الدول في طلب الإستشارات من صندوق النقد الدولي، فما الذي يمنعها من طلب المساعدة المالية تمهيداً لوضع برنامج إنقاذي من الصندوق. وفيما لو تجرأت الحكومة على الاستعانة بصندوق النقد لوضع برنامج إنقاذي، فما الذي يمكن ان يتضمنه البرنامج؟ وهل باستطاعة بلد متأزم كلبنان تطبيق إجراءات الصندوق القاسية؟

بين الاستشارة والبرنامج

لا بد من التمييز بين الاستعانة باستشارة لصندوق النقد الدولي والاستعانة ببرنامج إنقاذي. فالأولى، غير مُلزمة ولا ترتّب أي أعباء على البلد طالب الإستشارة. أما في الثانية، فعلى البلد المستعين بصندوق النقد أن يتحمّل برنامج إنقاذي يضع سد العجز وخفض الدين العام هدفاً أوحدَ له، من دون إيلاء أي اعتبار لما يمكن أن تخلّفه إجراءاته الإنقاذية من دمار اجتماعي واقتصادي في البلد. البرنامج يتجاوز الاستشارة وطرح الحلول، وهو يُعد تدخلاً مباشراً وواضحاً، ينطلق من نظرية مراقبة آلية الإنفاق العام وتعزيز إيرادات الدولة مهما كلّف الأمر. ولا بد من الإشارة إلى أن برنامج صندوق النقد الدولي هو برنامج موحّد (standard)، وليس برنامجاً مفصّلاً على قياس كل بلد على حدة. ولا يتم تفصيله بما يتناسب واقتصاد بلد معيّن. بمعنى أن برنامج صندوق النقد الدولي أو IMF طـُبّق ويُطبق على كل دولة تعجز عن حل أزمتها وتلجأ إليه. وهنا تكمن المخاطر لاسيما أن للبنان خصوصية تميّزه عن سواه من الدول العاجزة، لجهة تركيبة اقتصاده المدولر والاستهلاكي بالكامل غير المنتِج.

تحرير العملة

عندما يتدخل صندوق النقد ببرنامج إنقاذي يعتمد سلة من الإجراءات تبدأ غالباً من تحرير العملة أمام الدولار، وفق ما تقول الباحثة في الشأن الاقتصادي والمالي، والأستاذة الجامعية ليال منصور إشراقية في حديث إلى "المدن". بمعنى، إفساح المجال أمام الليرة للتعبيرعن قدرتها من دون أي تدخل من المصرف المركزي، ما من شأنه أن يرفع سعر الدولار أضعاف ما هو عليه اليوم أمام الليرة، وقد يصل إلى نحو 4500 و5000 ليرة للدولار الواحد. والدول التي تعاني من أزمات مالية ونقدية وتلجأ للاستعانة بصندوق النقد الدولي غالباً ما تكون عملتها مثبتة أمام الدولار. علماً أن تثبيت العملة هو أمر مكلف جداً. والدول التي تثبت عملتها يجب أن تحافظ على مصادر للعملة الصعبة، كالسياحة والاستثمار الأجنبي إضافة إلى الفائض في الميزان التجاري، من خلال رفع مستوى التصدير مقابل الاستيراد. وهو ما ليس متوفراً في لبنان. وسبق لـ"المدن" أن تطرقت إلى مخاطر تحرير سعر صرف الليرة تحت عنوان "مخاطر تحرير سعر الليرة توازي كارثة حرب إسرائيلية".

رفع الدعم

إجراء آخر يعتمده برنامج صندوق النقد الدولي الإنقاذي، يرتبط بإلغاء كافة أشكال الدعم. وقد ذكرت تقارير سابقة للصندوق، أن إلغاء دعم الكهرباء في لبنان "سيحقق أكبر الوفورات المحتملة". وسيشمل ذلك رفع سعر التعرفة، وبالتالي زيادة الرسوم على فواتير الكهرباء. وذلك بهدف سد العجز المالي لشركة كهرباء لبنان في وقت قياسي، وإن على حساب جيوب المواطنين. وتنتقد إشراقية إجراء رفع الدعم الذي تؤمنه الدولة لبعض المواد الأساسية: "فالدول الفقيرة ومنها لبنان تدعم بعض الأساسيات المعيشية لمساعدة الفقراء، منها في القطاع التعليمي والطاقة والقمح وغيرها". ولأن مبدأ الدعم مرفوض كلياً من قبل صندوق النقد، فإن هذا الإجراء سيزيد الفقر، لاسيما أن رفع الدعم سيُستتبع برفع الأسعار، خصوصاً في قطاع المحروقات.

زيادة الضرائب

وبهدف زيادة الإيرادات يلجأ برنامج صندوق النقد إلى رفع عدد من الضرائب بشكل كبير، وليس تدريجياً، من بينها الضريبة على القيمة المضافة، التي توقعت إشراقية أن ترتفع الى نسبة 20 في المئة فيما لو تمت الاستعانة ببرنامج إنقاذي لصندوق النقد، إضافة إلى رفع الضريبة على المحروقات. والمطلوب حين نطبق برنامجاً للإنقاذ أن يكون البديل مؤمّن، وفق إشراقية، فزيادة أسعار البنزين على سبيل المثال من دون تأمين بدائل، لجهة وسائل النقل والعديد من الخدمات والأمور الحياتية المرتبطة بالمحروقات، فيه إجحاف بحق المواطنين. ومن المؤكد أن يُنزل هكذا إجراء الملايين إلى الشارع فيما لو حصل في فرنسا مثلاً.

ومن المرجّح أن يعتمد صندوق النقد العديد من الإجراءات الأخرى لسد العجز المالي للبنان، والعودة بالدين العام إلى مستويات قابلة للإستدامة، منها إصلاح رواتب القطاع العام ومعاشات التقاعد ومكافحة التهرب الضريبي وغيرها.

من إيجابيات البرنامج

وعلى الرغم من سوداوية المشهد الذي يرسمه تطبيق برنامج صندوق النقد، غير أنه لا بد من التطرق الى إيجابياته، التي تتركز بإلزام الدولة سداد استحقاقاتها وديونها، من خلال تطبيق صارم وقوي وجدي للبرنامج الإنقاذي. وترى إشراقية أن البرنامج يصب دائماً في صالح مالية الدولة، من دون إيلاء مصالح المواطنين أي اعتبار. فبرنامج الصندوق يأتي على حساب معيشة المواطنين واحتياجاتهم اليومية. وليس من بلد دخله صندوق النقد إلا وتم القضاء على طبقته الوسطى، وزادت فيه مستويات الفقر كدولة مالاوي الأفريقية والأرجنتين.

الضربة القاضية

اللجوء إلى برنامج صندوق النقد سيكون ضربة قاضية للبنان. هكذا عبّرت إشراقية عن مصير لبنان في حال استعان ببرنامج إنقاذي لصندوق النقد الدولي. إذ بإمكانه الاقتداء بدول لم تلجأ إلى الصندوق، واعتمدت خططاً وطنية للإنقاذ ونجحت، كإندونيسيا وماليزيا والصين. باختصار، إن لبنان بلد غير مهيأ لتحمل برنامج صندوق النقد الدولي. بمعنى أنه يفتقر إلى الحد الأدنى من أساسيات الحياة، كالطبابة والتعليم والمواصلات والطاقة وغيرها. ووفق إشراقية، فإن دخول صندوق النقد ببرنامج إنقاذي الى لبنان سيُشعل حرباً اجتماعية، قد تؤدي إلى حرب فعلية لكن من دون سلاحز وعلى لبنان الاعتراف بالعجز عن سداد ديونه واللجوء الى إعادة هيكلة الدين وجدولة استحقاقات اليوروبوندز، ووضع برنامج لزيادة الإيرادات، بما يتيح إعادة توزيع الثروة.

 

فرنسا لحكومة دياب: لا مفرّ من صندوق النقد

رندة تقي الدين/نداء الوطن/17 شباط/2020

على بُعد أيام من وصول وفد صندوق النقد الدولي إلى بيروت منتصف الأسبوع الجاري، للبحث في تقديم "مساعدة تقنية" للبنان بناءً على طلب حكومته الجديدة، وبينما يلفّ ملف استحقاق "اليوروبوند" أجواء ضبابية تحت وطأة عدم اتضاح قرار الجانب اللبناني حتى الساعة إزاء السداد من عدمه، تلفت مصادر فرنسية متابعة للملف اللبناني إلى أنّ "امتناع الحكومة اللبنانية عن تسديد مستحقات دينها في آذار المقبل لا يمكن أن يحصل من دون وضع خطة بذلك مع صندوق النقد الدولي"، مشددةً في المقابل على أنّه لم يعد هناك من مفرّ أمام لبنان سوى الدخول في برنامج الصندوق.

وفي هذا المجال، تؤكد المصادر الفرنسية لـ"نداء الوطن" أنه "في حال لم يعد لدى لبنان المال الكافي لدعم كلفة الاستيراد بالعملة الأجنبية وعندما لم يعد أمام الدولة إلا أن تستخدم من احتياطها لتسديد دينها فذلك يعني أنّ الحكومة اللبنانية مجبرة على الدخول في برنامج مع صندوق النقد الدولي لأنّ هذا البرنامج هو الكفيل بفتح كل أبواب المساعدات من باقي المؤسسات الدولية"، وأضافت: "الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال لديه برامج مساعدات اقتصادية لكن لا يمكن تقديمها للبنان إلا في حال دخل في برنامج مع صندوق النقد الدولي".

وإذ تشير إلى أنّ "حزب الله لا يرغب بدخول الحكومة اللبنانية في برنامج مع صندوق النقد الدولي لأنه يعتبر أنّ تدخل الصندوق سيكون بمثابة استعمار مالي للبلد"، تكشف المصادر أنّ "باريس أبلغت المسؤولين في لبنان عدم إمكانية الحصول على أي مساعدة مالية من الاتحاد الأوروبي إلا بعد الدخول في برنامج مع صندوق النقد، خصوصاً وأنّ الوضع المالي والاقتصادي بلغ من السوء درجة متقدمة لم تترك سوى حل وحيد سيفرض نفسه على لبنان وهو القبول ببرنامج صندوق النقد الدولي".

وبينما من المعلوم أن الولايات المتحدة لديها حق الفيتو في مجلس إدارة الصندوق الدولي كونها تملك أكثر من 17في المئة من الحصص في هذا المجلس حيث للأوروبيين 24في المئة من الحصص، تعلّق المصادر الفرنسية على دعوة رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب صندوق النقد للاستشارة التقنية حول خطة الإنقاذ فتقول: "الاستشارة ليست قراراً والموقف الفرنسي لا يقول بأن تعمد باريس إلى دفع لبنان نحو الدخول في برنامج مع صندوق النقد الدولي ولكنها مدركة أنّ المؤسسة الوحيدة الموجودة لإيجاد حلول لمصاعب ميزان المدفوعات هي صندوق النقد الدولي الذي يمكنه أن يعمل بشكل مشترك مع البنك الدولي وبالتالي من الطبيعي أن يقترب لبنان من اعتماد مثل هذا الحل لأنه ببساطة لا يملك أي بديل آخر"، وأردفت: "لو كانت الحكومة اللبنانية تعتمد على دعم من الدول أو الصناديق العربية للخروج من الانهيار لكانت استغنت عن حل صندوق النقد الدولي، لكن حتى الآن لم تظهر الدول الخليجية أي دعم لحكومة دياب، وحتى إذا كانت فرنسا أو ألمانيا تريدان أن تساعدا لبنان لكنهما لا تستطيعان المساعدة إلا في تمويل بعض الصادرات وليس في تعويض ميزان المدفوعات". وإزاء هذا الواقع، ترى المصادر الفرنسية أنّ "الوضع المالي الحقيقي في لبنان غير معروف لدى الخارج سوى أن البنك المركزي حتى الآن اختار تسديد الديون وتمويل الاحتياجات الضرورية، وبالتالي إذا لم يعد لدى البنك المركزي السيولة اللازمة لتمويل سيولة المصارف التي تقلصت بشكل انعكس سلباً على سحوبات العملاء من ودائعهم، فالنتيجة ستكون أنّ غضب الناس سيتزايد في الشارع وبالتالي من الطبيعي أن يطالبوا بعدم تسديد الدين اللبناني، غير أنّ عدم التسديد يتطلب ترتيبات معينة وفي الوقت الحاضر لم يعد أمام لبنان إلا خيار الدخول في برنامج مع صندوق النقد الدولي في غياب الدعم المالي العربي". وتختم: "إذا قرر لبنان الدخول في هذا البرنامج فسيكون ذلك مرتبطاً حكماً بعدة ملفات أساسية كالكهرباء والضرائب والخدمات العامة نظراً لكون سياسات صندوق النقد ترتكز على الاقتصاد الحر وبالتالي سيطلب الصندوق الخصخصة وغيرها من الإجراءات التي لا يحبذها "حزب الله" لكن في نهاية المطاف هناك في لبنان حالياً اقتصاد غير رسمي وستكون الحكومة اللبنانية مجبرة على إدخاله في هيكلية الاقتصاد الرسمي".

 

حزب الله "يُهان" في "امتحان"... تمرير "حكومته"!

علي الأمين/نداء الوطن/17 شباط/2020

لم تكن الحكومة الهزيلة المتهالكة قبل أوانها، تنتظر "استجداء" الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الدعم "الداخلي" أمس بعدم التحريض عليها بأنها حكومة "حزب الله" (وهنا يُقر بأنها تهمة حقيقية مؤذية) من أجل أن يرضى عليها "الخارج"، لتظهر انها وعلى الرغم من حاكمها "القوي"... "على الأرض يا حكم"!

ليس خفيّاً ان الرسائل الخارجية التي أعقبت تشكيلة حكومة الرئيس حسان دياب، غير مشجعة ولو كان من موقف عربي أو غربي إيجابي من هذه الحكومة، لكان أعضاء الحكومة ورئيسها ومشكلوها "يطنطنون" اليوم بهذا الموقف، لإظهار الترحيب الخارجي بهذا المولود الجديد. والحاجة الى رصد الموقف الدولي وتتبعه في هذا الشأن، يفرضه واقع الحال المالي والاقتصادي والنقدي المأزوم، وحاجة لبنان كما أشار زعيم "حزب الله" نصرالله في خطابه امس، عبر اشارته الى "التحريض" الذي يقوم به بعض اللبنانيين ضد الحكومة خارجياً، عبر تسميتها بـ"حكومة حزب الله". اذاً نصرالله نفسه ينتظر ويترقب موقفاً دولياً وعربياً مرحباً بهذه الحكومة، لإدراكه أن إنقاذ الدولة من الانهيار يتطلب دعماً خارجياً ولا يمكن للبنان أن يخرج من أزمته من دونه.

وما يعزز حتمية المساعدة الخارجية للخروج من الأزمة، ما قاله نصرالله بوضوح إنّ على الجميع من السياسيين أن يتوقف عن الاتهامات المتبادلة، من دون أن يدعو الى أي محاسبة أو محاكمات تتطلبها أي عملية خروج من مسار سيئ الى مسار جيد في إدارة شؤون الدولة، قال ضمناً عفى الله عما مضى، لم يشر الى الأموال المنهوبة، لم يتطرق الى المسؤولية التي تقع على عاتق من جعل لبنان في وضع لا يحسد عليه، طالما أنه كان يتحدث ويدعو الى "المقاومة الشاملة" التي تتجاوز المقاومة المسلحة، ومقتضى هذه المقاومة التي نظّر لها في خطابه امس، أو بالأحرى عاد ليتبناها لفظياً، أن تكون حاسمة في معاقبة من أوصلوا البلاد الى هذا الدرك، طالما أنه هو نفسه اعتبر في خطابه السابق ان الفاسد هو كالعميل للعدوّ.

النمط التلميعي الذي تشكلت الحكومة على أساسه، عبر الاتيان بست سيدات الى مناصب وزارية، وتنصيب وزراء من حملة الجنسيات الأميركية ومن طابع اختصاصيين على وجه العموم، هذا النمط لم يمر على الشعب اللبناني، وان كان يمكن لنصرالله وللاعلام المقاوم ترويج ان هذه الحكومة هي ليست حكومة "حزب الله" لدى بعض الجماعات اللبنانية، ويمكن القول في هذا السياق، إنّ بعض اللبنانيين يحرضون على هذه الحكومة لدى الخارج وأيّ خارج؟ العرب المتآمرون والشيطان الأكبر يا للمفارقة... لندع ذلك جانباً لكن من التبسيط غير المقبول أن يخرج السيد نصرالله ليحيل موقف الدول الخارجية من الحكومة الى موقف هذا السياسي او ذاك الصحافي، فحكومة مردودها السياسي العميق لـ"حزب الله"، وبالتالي لإيران، لا تحتاج من الدول الخليجية او الأوروبية وقبلهما الإدارة الأميركية، الى موقف هذا الطرف او ذاك لتعرف المضمون السياسي العميق لهذه الحكومة. فهذه الدول بخلاف بسطاء الناس، تعرف ان "حزب الله" امسك بلبنان منذ سنوات بخيوط خفية، وسيطر على مفاصل القرار ويتحكم بالخيارات الاستراتيجية والأمنية وحتى في نظام المحاصصة الذي تجلى بشكل كبير في عهد الرئيس ميشال عون.

المسألة لا تحتاج الى دعوة نصرالله للذين خرجوا من الحكومة والذين يشاركون فيها، ان يدعموا الحكومة أو ان لا يعرقلوا عملها، فكل ذلك يصب في محاولة الالتفاف على واقع مكشوف لهذا الخارج الذي دفعت الناس ثمن سياسات الفساد والافساد، ان تقف الدولة مستجدية على ابوابه العون في زمن الرئيس ميشال عون، في الوقت الذي لا يريد حاكم الدولة أن يحاسب ايّ فاسد، بل أن لا يفسر كيف أن خياراته السياسية الداخلية والخارجية لم تكن تتحسب لهذه الازمة التي كانت متوقعة بسبب حماية مسار الانهيار المالي والاقتصادي من قبله أولاً وشركائه في السلطة التي تحولت الى مغانم ومكاسب على حساب الشعب؟

قبل أيام استحضر الأمين العام لـ"حزب الله" افتراضياً ملك الموت وقال في مقابلة مع تلفزيون العالم حول الراحل قاسم سليماني، إنه لو خيّره ملك الموت بين ان يقبض روحه او روح سليماني لاختار ان يكون هو أي نصرالله من يفدي سليماني. وعلى هذا المسار لو خيّر نصرالله بين التنازل عن مكتسبات تتصل بالسيطرة الحزبية على مفاصل القرار في الدولة في مقابل لجم الانهيار المالي والنقدي، او الإبقاء على هذه المكاسب مع استمرار الانهيار فماذا يختار؟

واضح ان "حزب الله" اختار حماية المكاسب الحزبية التي حققها في السيطرة على لبنان، ورفض حتى فكرة تشكيل حكومة من المستقلين كان يمكن أن تحدث صدمة إيجابية داخلية وبالتأكيد كانت ستلقى تعاوناً دولياً وعربياً، لكن "حزب الله" لا يلائمه أن تنجح حكومة مستقلين على حساب مكاسب يعتبرها مقدسة في السيطرة والتحكم في لبنان، في المقابل كيف ينتظر نصرالله وحلفاؤه في هذه الحكومة التي ولدت ميتة، أن تحظى بعطف خليجي ودعم أميركي ورعاية أوروبية؟ الحل الوحيد الذي تقترحه هذه الحكومة بطبيعتها وليس بارادتها، هو الكارثة. لقد بات الضوء الوحيد، في ظل موقف خارجي غير مرحب عملياً، ومع مزيد من انكشاف لعبة التخفي لدى اقطاب السلطة عن تحكمهم بقرارات هذه الحكومة، وفي ظل إصرار "حزب الله" على حماية شبكة السلطة الفاسدة التي قام نفوذه وسطوته على الدولة عبرها، وهذا قرار اتخذ في طهران وينفذ في لبنان.

 

ثقة دار الفتوى لدياب: سؤال بلا جواب

المحامي عبد الحميد الأحدب/اللواء/17 شباط/2020    

استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس الوزراء حسان دياب أخيراً لأنه «حاز على ثقة المجلس» متناسياً ثقة الشعب والثورة التي كان هديرها صاعقاً حول الجدران التي أحاطت بمجلس النواب وكانت قوى الأمن تفتك بالمتظاهرين العزّل والدماء تهرق على أبواب مجلس الثقة.

وكان المفتي دريان رفض استقبال المرشحين السنة لرئاسة الوزارة ووصل الى حد استقبال المرشح سمير الخطيب والطلب منه الانسحاب من معركة الرئاسة الثالثة لأن عدد المسلمين السنة الذين سموه هم خمسة من السنة وهذا ليس من الميثاقية... وهذا صحيح بمفهوم النظام الطائفي السائد الذي سيأتي يوم يزول فيه. ولكن سماحة المفتي أضاف حين خاطب المرشح سمير الخطيب: «ان من يمثل المسلمين هو سعد الحريري ويجب أن تنسحب له كل القوى ودار الإفتاء تؤيد سعد الحريري». وكانت هذه أول غلطة يرتكبها سماحته، وهو غير معصوم عن الخطأ. والإسلام دين شورى، فكيف تسمي دار الإفتاء رؤساء الوزارات المسلمين السنة؟

وحكاية استقبال سماحة المفتي للرئيس حسان دياب تذكر بنكة مصرية. رددها المسلمون يوم أمس وهي حكاية الصعيدي المصري الذي تزوج في الصعيد ثم سافر بدون زوجته الى الخليج ليعمل خلال ثلاث سنوات، ولمّا عاد الصعيدي بعد ثلاث سنوات الى زوجته وبيته الصعيدي فوجد أن زوجته قد أنجبت في غيابه ثلاثة أولاد! فسألها من أين جئت بهم؟ فقالت له: أنت مش واثق بي؟ فقال لها: بلى! قالت إذا سافرت أو ما سافرت الأولاد بيجوا!!! أنت مش معتمد على ثقتك بي؟ وعادت تسأله: ألا تثق بي؟ فقال: بلى أثق كل الثقة بك. وقَبِل الصعيدي أولاده بناء على «الثقة» التي منحها لزوجته!

يا صاحب السماحة: لقد علمنا الإسلام ديننا الحنيف الأخلاق وقال لنبيه العظيم محمد (ص) «وإنك لعلى خلق عظيم»... واستقبال الرئيس دياب بعد ما سمى «الثقة» أو بسببها له علاقة بالأخلاق التي علّمها الإسلام وردّدها دائماً سماحة المفتي دريان... وردّدها أحمد شوقي بقوله:

«وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ

فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا»

أقول هذا بعد يومين من سماعي عظة المطران بولس عبد الساتر في ذكرى الطائفة المارونية. أطل المطران العظيم وبطل الثورة أميراً للكنيسة فأشاد بشجاعة المؤلفة قلوبهم، فيما يتبارى سياسيو الموارنة في صغائر الدين. انتفض هذا الأب الصدّيق في وجه تجار الهيكل وعاد رفع رأس كل اللبنانيين الى ساحة الشرف الوطني وفي وجه الرؤساء الثلاثة وقال لهم: إذا لم تستطيعوا الإصلاح... فارحلوا، استقيلوا، هذا شرف لكم! واندلعت في قاعة الكنيسة بالتصفيق، مع ان التصفيق غير جائز في الكنيسة».

المسألة ليست مسألة دين! فالمسيحية دين الاخلاق والتسامح والمحبة، والإسلام دين الخلق العظيم والشجاعة والمودة.

إنها مشكلة رجال!

 

لبنان: "النأي بالنفس" مفهوم ضد الدولة في خدمة الدويلة!

محمد قواص/ميدل إيست أونلاين/17 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83263/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a3%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d9%85%d9%81%d9%87%d9%88%d9%85-%d8%b6%d8%af-%d8%a7/

خطاب الحريري يستند على مسلّمة أن لبنان جزء من نفوذ إيران في المنطقة.

حين كان يشغل منصب رئيس الحكومة قبل أشهر، خرج الرئيس سعد الحريري بترياق يتيح له ولبنان التنصل من مسؤولية مواجهة حزب الله. قال الرجل في الولايات المتحدة، وردد ذلك في زيارة خليجية، إن سلاح حزب "شأن إقليمي" وليس محليا لبنانيا. في ذلك وجاهة قد يكتشفها محلل سياسي، لكنها ليست كذلك حين يدافع عن هذا السلاح رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل، وليست كذلك حين تصدر عن رئيس السلطة التنفيذية التي تضخمت صلاحياتها وفق اتفاق الطائف.

غير أن الحريري لا يملك إلا أن يبشر بإقليمية فائض السلاح. يمتلك السلاح وفائضه حزب ممثل داخل مجلس النواب ويحتل مقاعد داخل حكومته. وفق تلك المطالعة، أطل الحريري على الأميركيين والأوروبيين والخليجيين، مسوّقا ضعف البلد أمام قوة الأمر الواقع، وربما ساعيا إلى استفزاز رد فعل يوفر جواباً خارجيا من سلاح يحمل مفاتيح عقدته هذا الخارج.

وفق التسليم بفائض القوة والخضوع لها، تسير أبجديات العمل الحكومي في لبنان. ولئن كان أمر ذلك جليا داخل الحكومات السابقة، لاسيما حكومتي الحريري السابقتين في عهد عون، فإن الحكومة الحالية هي نتاج دقيق لسطوة ذلك السلاح الذي يسلم الحريري وجل المكونات السياسية بأنه بات عضويا نهائيا في تركيبة لبنان الراهنة.

على أساس تلك المسلمة بنى الحريري خطابه "المنتظر" في احتفال إحياء ذكرى اغتيال والده قبل 15 عاماً. وعلى أساس ذلك الأصل، راح الحريري يصوّب على الفرع مشعلا السفن وراءه قاطعا حبل الود مع العهد، برئيسيه، رئيس الاصل ورئيس الظل.

صفق الجمع كثيراً إلى هذا الغمز وذاك اللمز الذي طال عون وباسيل. بدا أن زعيم المستقبل يستدرج عطف بيئة شعبية لطالما نظرت بعين بائسة إلى تلك التفاهمات الخلفية التي عقدت داخل غرف سوداء. جرى التواطؤ لرسم تسوية ملتبسة التحقت بالتسوية التي أبرمها سمير جعجع على رأس "القوات اللبنانية" لانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية.

بيد أن "العونية السياسية" ليست نتاج دينامية ذاتية خارقة للمنطق والمعقول، بل عصارة خريطة طريق خبيثة حاكتها شخصيات مسيحية قريبة من دمشق حضرت عودة ميشال عون من منفاه في فرنسا. لم يكن حزب الله آنذاك بعيدا عما يحاك، وبالتالي نهل عون وصهره وتياره كثيراً مما أخفته خريطة طريق عودة "الجنرال منقذ المسيحيين".

حين وقع عون وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وثيقة التفاهم الشهيرة عام 2006، ظهر أن العونية في قوتها ووهجها وعنادها تستمد ديناميتها من "فائض سلاح" إقليمي بامتياز.

لم تكن لتلك العونية أن تحظى بسطوتها لو لم يكن حزب الله حاضنا وحاميا وداعما وملبيا لطموحاتها.

لم يكن حزب الله يرد للعونية الوفاء، بل أنه لم يكن أمام تلك العونية إلا التقيد حرفيا، وبكل دقة، بتفاصيل أجندة الحزب ورغباته.

تحول عون وتياره، وفق ذلك، إلى قوة ضاربة في يد الحزب يستخدمها في احتلال وسط بيروت وشن غزوة 7 أيار وإقفال البرلمان وتعطيل الحكومة ونحت قانون انتخابات والتوجه إلى المنابر الدولية للبننة "المقاومة" وجعلها سلعة دستورية يسوقها رئيس البلاد.

لم يكن لعون أن يشترط توزير صهره باسيل للافراج عن أي تشكيلة حكومية، لولا هذا الدعم غير المشروط الذي يقدمه حزب الله بلا حرج ولا تردد.

ولم يكن لباسيل بعد ذلك أن يفرض على الحكومات إرادته وتقلباته، لولا موقف الحزب الداعم للصهر المدلل، وهو الذي يقوم بواجباته تماما، كوزير لخارجية البلد، يدافع عن الحزب وسلاحه ويتخذ مواقف في سياسة لبنان الخارجية لا تتعارض مع تلك التي تخرجها الأفران الإيرانية في طهران.

على هذا فإن العونية ليست أصلا بل فرعاً يصدر عن أصل.

وعلى هذا أيضا فإن تصويب الحريرية السياسية على عون بجرعات مدروسة وعلى باسيل بجرعات "ذهبت إلى بعيد"، وفق تغريدة باسيل المستنكرة، لا يعدو كونه تمرينا مشهديا يصفق له الأنصار دون أن يشكل تحولا بنيويا في الروحية التي قادت إلى العبور نحو التسوية الرئاسية السيئة الذكر.

والحال أن فتح معركة ضد العونية السياسية لن يكون إلا جلبة لتقطيع الوقت بانتظار جلاء الشأن الإقليمي الذي قد يجد علاجا لسلاح حزب الله، وفق تعويل الحريري.

والحال أيضا أن مطالعة زعيم المستقبل التي كادت تبرئ الحزب من إثم ما وصلت إليه البلاد، قد تؤكد أن التيار وزعيمه ما زالا يقرّان بأن دويلة حزب الله تحكم دولة لبنان وتتحكم في خرائط من يريد العمل في السياسة، سواء كان مواليا للسلطة منخرطا في حكومتها، أو قافزا نحو معارضتها.

وعلى هذا فإن خطاب الحريري يستند على مسلّمة أن لبنان جزء من نفوذ إيران في المنطقة، لا بل أن خطاب الانقلاب على التسوية والعونية يؤكد التمسك بعقيدة "ربط النزاع" التي تعترف في ثناياها للحزب بحرية العمل المطلق في الأمن والسياسة والعسكر دون أي اعتراض أو حتى تبرم.

على أن "النأي بالنفس" الذي استعاره الحريري من مفهوم، ينسب لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، لتوجيه بوصلة لبنان داخل عهد البراكين في المنطقة، تحول بين ليلة وضحاها إلى تقية تدفن الرؤوس داخلها لتبرير تعايش الدولة وحكومتها مع الدويلة وحزبها.

وقد كان خبيثا تواطؤ لبنان ونخبه السياسية في التمسك بشعار "النأي بالنفس" فيما هو شعار مناوئ لدستور البلد و"طائفه" الشهير.

لبنان بلد عربي وهو جزء أصيل من بيئته العربية ونظامها السياسية.

فلا نأي بالنفس للبلد حين يستعر الخلاف بين العرب وإيران أو بين العرب وإسرائيل وبين العرب وتركيا وأي بلد آخر.

لم يكن نزيها أن يُخيّر اللبنانيون بين العلاقة مع إيران والعلاقة مع العرب، ولم يكن إلا خبيثا ذلك الصمت الذي أمعنت فيه حكومات العهد في النأي بالنفس عن مواقف لطالما خرجت صريحة من دول خليجية وعربية وأجنبية تجاهر بإدانة حكم الميليشيا.

ولم يكن من الفطنة أن لا يعلن أصحاب "النأي بالنفس" أن انهيار لبنان ماليا واقتصاديا ومصرفيا، والذي للإدارة الداخلية والفساد مسؤولية كبرى في حصوله، هو حصيلة طبيعية متوقعة لحكم الدويلة وميليشياتها وواقع أمرهما على واقع أفسد علاقة مصارف البلد مع العالم وأفسد علاقة العالم برمته مع لبنان.

المعادلة بسيطة حين يزول أصل العلة فلن نجد فرعها.

 

محنة العقل في "الأحزاب"

 جورج طوق/ليبانون ديبايت"/17 شباط/2020

لا يخْلُوَنَّ معمّمٌ بسياسةٍ تحلّ له، أو لا تحلّ له، فإنّ ثالثهما شيطان التكفير.

مع دوام اكتمال نصابه، شكّل هذا الثلاثي المشؤوم تحالفًا مصلحيًّا، عمره من عمر القدير على اختلاف كتبه، ولعبت فيه السلطات الدينيّة دائمًا، مرجعًا رسميًّا لتمرير المراسيم التنفيذيّة للتكفير، تماهيًا مع شياطين السياسة فوق رؤوس القدريّين. بقي الدين واجهة التكفير الحصريّة حتّى صعود الأحزاب في لبنان وتخصُّصها بجزءٍ يسيرٍ من المهمة. لم تأتِ قيامة أحزاب لبنان في سياق العمليّة الإجتماعيّة لتطور الفكر المجتمعي والسياسي، بل جاءت قناعًا رديئًا، إرتدته الإقطاعات القبليّة والماليّة والطائفيّة على وجه السرعة، لزوم دخول الحفل التنكّري لولادة الجمهوريّة الّتي فرضها الإنتداب عقب فوز تحالفه بالحرب العالميّة الأولى. أعادت ميليشيات الطوائف سيناريو الأقنعة الرديئة عند جفاف منابع رصاصها المجّاني أواخر ثمانينيّات القرن الماضي، عقب إنهاء الحرب الأهليّة الّذي فرضه تفاهم الوصايات في الطائف. أحزاب لبنان هي بوضوحٍ خلطةٌ متقنةٌ من الإقطاع والميليشيا. إقطاعٌ أنتج ميليشاته وميليشياتٌ تحوّلت إقطاعًا، وتنكّروا أحزابًا سياسيّةً بنكهتي الإلهين؛ الله والمال. ليس العقل، تاريخيًّا، من نقاط القوّة عند الولاء الديني أو الإقطاعي، ناهيك عند الولاء للإثنين معًا كما هي حال الولاء الحزبي في لبنان. تأتي عقائد الأحزاب غالبًا، مثل عقائد الأديان، غير قابلةٍ للتشكيك، أو حتّى للتدقيق. تُعتنق مثلها أيضًا بفعل إيمانٍ بسُموِّ الزعيم، لا بمحاجّات الحزب الفكريّة، وتُحال أيّ علامة استفهامٍ حولها إلى التكفير. التكفير الحزبي هو، بما لا يقبل الشكّ، نتاج عاملَيْن إثنين؛ غياب الحجّة عند مُطلقِه، وهاجس الإقتناع بصوابيّة الرأي الآخر.

يدرك قادة الأحزاب في لبنان طبيعة ولاءات أتباعهم. لا يتوجّهون إليهم إلّا جماهيريًّا، حيث التواصل المباشر والنقاش بحدودهما الدُنيا. فهُم يتقنون فنّ التأثير على مخيّلتهم الجماعيّة، لا سيّما طائفيًّا، وذلك، حسب المؤرّخ وعالم الإجتماع الفرنسي غوستاف لوبون، يكفي لإتقان حكمهم. زعماءٌ يُطبقون على مفاصل أحزابهم بغياب الديموقراطيّة داخلها، وبالديموقراطيّة خارجها يُطبقون على مفاصل البلاد. وبين زعيمٍ داهيةٍ وجمهورٍ هاذٍ، تستفحل محنة العقل في الأحزاب.

كيف لجماهير حُرمت من إنتخاباتٍ داخل حزبها، أن تعود لتنتخب له ثلاثين نائبًا؟!! ليس هذا التساؤل الغريب محصورًا بالتيّار الوطني الحرّ. جذب التيّار جماهيره الواسعة قبل سنوات المنفى بخطابٍ على ثلاث ركائز؛ لفظ الميليشيات، مكافحة الفساد ومحاربة النفوذ السوري. عاد بعد المنفى ليعاضد الثلاث. إلتفافةٌ فائقة الحدّة، لم يستغربها محازبٌ واحد. يبدو جليًّا أن قدر التيّار البرتقالي أن يقول الشيء وعكسه على الدوام. لم لا؟ فالجماهير تهلِّل، بالحماسة نفسها، للمتضادّات، إن خرجت على لسانٍ معصوم. إنّما الزعيم دائمًا معصوم.

تسلّلت الطائفيّة والعنصريّة والذكوريّة ورهاب المثليّة ومخلّفاتٌ بائدةٌ أخرى، بكلّ خفّةٍ، إلى أدبيّات كوادر التيّار وأمست جماهيره بإمرة رئيسٍ ورث بالمصاهرة تاجًا أهمل رأس زوجته، وفي ذلك كمٌّ وافرٌ من الإقطاعيّة والكثير من الذكوريّة. رئيسٌ لم يستطع، رغم فائض القوّة المستعارة من حليفه، أن يظهر بطلًا إلّا فوق صفحات قصّةٍ مصوّرةٍ أنتجها هو بمال وزارةٍ شغلها. يُحال كلّ مُساءلٍ إلى التكفير، وأحيانًا إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتيّة. ليس هناك من هو أسوأ من جبانٍ يشعر بفائض القوة.

على مقلبٍ آخرٍ، لم يحصل، بأيّ مكانٍ في العالم، أن إلتصقت فيه الإشتراكيّة بمذهبٍ دينيٍّ والتقدّميّة بإقطاعٍ عائليٍّ كما فعلت مع الزعامة الدرزيّة الأولى في لبنان. إستمرّت زعامة الحزب التقدّمي الإشتراكي بدعامة خزعبلة حماية الدروز، فيما حقيقة الأمر، من زاويةٍ أوسع، أنّ الدروز هم من حموا زعامة آل جنبلاط، وليس العكس صحيحًا. بعيدًا عن السياسة، قد يكون وليد جنبلاط المناصر البيئي الوحيد في العالم الذي يمتلك معمل إسمنت. لم يلحظ أيٌّ من جماهيره في الأمر أيَّ مفارقةٍ، فقبول المتضادّات هو أحد أسوأ عوارض محنة العقل في الأحزاب. شتّان ما بين حماية المساحات الخضراء في الجبل وامتلاكها.

تصبح الصورة، عند الحديث عن التيّار الأزرق، أكثر دراماتيكيّة. بنى الزعيم-الأب حلمه ببيروت فوق كوابيس أهلها، فسُلبوا حجارتها وحُرموا ارتياد رحابتها إلّا مرّةً كلّ أربع سنوات. زياراتٌ إنتخابيّةٌ طوعيّةٌ بباصات الذل، كفلت له ديمومة حرمانهم فانصياعهم. حلمٌ إكتنف وسط البلد حديقةً خلفيّةً للقصور الفارهة. جاهر التيّار مرارًا بتعليم كثيرين. لم يجد أيٌّ منهم فرصةً واحدةً للعمل بتحصيله العلمي إلّا خارج البلاد، ومن بقوا إنشغلوا بهتافاتٍ باردةٍ زرقاء أو بإشتباكاتٍ ومحاور حامية. أهدت جماهيرٌ بمئات الآلاف عهد الإبن، بعد إستشهاد والده، زخمًا غير مسبوق. أهدره كما يهدر المنخل الماء. عهدٌ إستهلّه بشطب ضرائب إرثه فيما إستهلّته جماهيره بالسير خلف نعش أبيه. نادرًا ما تعاظمت محنة العقل في رأس حزبٍ لبنانيٍّ أكثر ممّا فعلت في رؤوس جماهيره.

يبلغ دمج المتضادّات في الحياة الحزبيّة في لبنان، أحيانًا، معدّلاتٍ ظلاميّة، إذ لم يسجّل التاريخ سابقةً لدولةٍ، ترأّس رأس التشريعيّة فيها ميليشيا. لم تكن هذه التعويذة لتصبح واقعًا لولا النكهة الطائفيّة لشمّاعة رفع حزام البؤس عن المحرومين. بعد أكثر من ربع قرنٍ في الحكم المتمكِّن، إتّسع قطر الحزام واشتدّ وِزره وما زال المحرومون على الوعد باقين. لم تُثر معادلة التناسب العكسي بين إمكانات الزعيم المادّيّة وبين إمكاناتهم حفيظة أحدٍ منهم. جماهير تهمل للزعيم تقاعسه وتُمهله ربع قرنٍ وأكثر. فما أضيق العيش، أيّها المحازبون، لولا فسحة "أمل".

لم تغفل محنة العقل حزبًا واحدًا في لبنان. رفع إقطاع آل الجميّل، بعد أن أنتج ميليشياته، ثلاثيّة "الله والوطن والعائلة". لم يصدقوا إلّا بالثلث الأخير منها، ولم تلحظ الجماهير، على مدى أكثر من سبعة عقودٍ، أنّ شعارهم أغفل عائلاتهم و إختُصر بعائلة الزعيم. زعامةٌ أضحت بجيلها الثالث، وذلك في عالم الأحزاب، على عكس عالم التكنولوجيا، لا يدلّ على تطوّرٍ نوعيّ. على خطٍّ موازٍ، حملت القوّات، الميليشيا الّتي تحوّلت إقطاعًا، البندقيّة والصليب في قداديسها والفظائع على حدٍّ سواء، ثمّ أخفت الإثنين وانهمكت بعمليّات التجميل. إعتذر الزعيم فسامحوا أنفسهم. لم توقن الجماهير أنّ الإعتذار لا يصبح ساري المفعول قبل قبوله. لا يهمّ، فبعد أن يقول الزعيم، لا شيء يُقال. قد لا يجد التاريخ، في فصوله عن الأحزاب، ما يوفي حزب الله غرابة توليفته. لا سيّما دخوله الفظّ، بكامل أناقته الميليشياويّة، إلى عقر دار رسميّة السلطة. ترى جماهير الحزب والمؤازرون له في كفاءة وانضباط عناصره تطمينًا ثابتًا للمناهضين له. في الواقع، أكثر ما يخيف العاقل بالبنى العسكريّة غير الرسميّة هما كفاءة وانضباط عناصرها. ليس النقد لمعاضل واقع حزب الله سائغًا أو حتّى آمنًا بعد. لعلّ في ذلك دلالةً وافيةً على محنة العقل فيه مثل باقي الأحزاب في لبنان. في الكلام عن "محنة العقل في الأحزاب" شيءٌ من المحاكاة التهكّميّة على عنوان كتاب مصطفى جحا. "پاروديـــــا" قد تجعلها عقول الأحزاب محاكاةً قاتمة.

 

خسائر حزب الله البشرية في سوريا تثير غضب بيئته

بات واضحا لبيئة حزب الله الشعبية أن ممارساته تخدم أجندة إيران وأن أبناءهم يموتون في سبيل قضية غير عادلة.

نهاد طوباليان/موقع المشارق/17 شباط/2020

قتل العديد من مقاتلي حزب الله في المعركة التي شهدتها مؤخرا محافظتا إدلب وحلب في سوريا. [حقوق الصورة لوكالة الأنباء الوطنية في لبنان]

مع استمرار تكبد حزب الله خسائر بشرية ومادية فادحة نتيجة لمشاركته في النزاع السوري، بدأ الغضب الذي يكتنف بيئته في لبنان بالغليان. وأكد خبراء أنه بات جليا لقاعدة حزب الله أن ممارساته تخدم أجندة الحرس الثوري الإيراني، وأن أبناءهم يموتون من أجل قضية غير عادلة.

وقال الخبير الأمني اللبناني ناجي ملاعب، إن تورط حزب الله في النزاعات في سوريا والعراق واليمن "تسببت في خسائر بشرية فادحة". وأضاف للمشارق أن هذا الأمر أدى إلى تنامي المعارضة ضمن قاعدته لمقتل مجنديه من الشباب في حروب خارجية. وأشار إلى أن مشاركته في معارك إدلب وحلب الأخيرة رتبت على حزب الله عشرات القتلي بين مقاتليه، علما أنه لم يعلن حتى الآن عن حصيلة قتلاه الفعلية.

 وجرى تشييع كل من جعفر الصادق من حاروف في جنوب لبنان وعمار درويش من بلدة شوكين وعباس جعفر وعباس طه من الهرمل في أواخر كانون الثاني/يناير، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية في لبنان.

وعزا الاستياء المتصاعد ضمن قاعدة الحزب إلى قناعة الأهالي "أن أبناءهم يموتون من أجل أجندات تخدم إيران والحرس الثوري الإيراني"، بدلا من بلدهم.

 في غضون ذلك، شارك أبناء الطائفة الشيعية في لبنان في الاحتجاجات الوطنية التي ضمت حشودا من جميع الطوائف والخلفيات على امتداد مساحة البلاد من أجل قضية مشتركة.

 وتابع ملاعب أن محاولات قمع الاحتجاجات التي قام بها حزب الله جردته من مصداقيته. وأكد أن هذا الشعور يترافق "مع تنامي القناعة أنه لا جدوى لاستمراره بالمشاركة في حروب المنطقة وتكبد المزيد من الخسائر البشرية التي لا تخدم سوى إيران".

حزب الله لا يعترف بخسائره

وفي حديثه للمشارق، قال رئيس المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات حسان قطب، إن حزب الله يواصل انخراطه في الصراع الدائر في سوريا الى جانب النظام السوري. ويشن النظام السوري هجوما وحشيا في محافظتي إدلب وحلب شمال غربي البلاد، ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان وسقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين وأثار قلقا دوليا واسعا. وأوضح قطب أن "الخسائر التي تكبدتها الميليشيات التابعة للنظام فادحة بحسب اعترافات مواقعها الرسمية". وعلى الرغم من أن حزب الله هو في عداد الميليشيات التي تكبدت خسائر جسيمة، "إلا أنه لم يعترف رسميا حتى الان بسقوط قتلى أو جرحى له رغم مشاركته الكثيفة في المعارك". لكن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي نشروا خبر مقتل خمسة مقاتلين من حزب الله، بينهم قيادي، "وكشفوا عن أسماءهم وصورهم والبلدات التي ينتمون اليها". وأردف قطب أن حزب الله "يعتمد سياسة عدم الإعلان عن عدد قتلاه والجبهات التي سقطوا فيها للحفاظ على استقرار جبهته الداخلية". لكن هذه "الجبهة الداخلية"، أي قاعدته اللبنانية، "بدأت تتململ من ارتفاع حجم الخسائر البشرية والمادية" ومواصلة انخراط حزب الله في الصراع السوري، وفقا لقطب. وعن الاحتجاجات التي تعم البلاد، اعتبر أن الشعب اللبناني "أصبح يشعر أن ما يتعرض له لبنان من أزمة اقتصادية هو نتيجة سياسات حزب الله الخارجية وتورطه في صراعات مسلحة". وذكر أن هذه السياسات انعكست سلبا على علاقات لبنان الخارجية وجعلته عرضة للعقوبات.

تبريرات جوفاء

بدوره، أكد عضو الحركة الإصلاحية الشيعية حسين عز الدين للمشارق، أن القاعدة المؤيدة لحزب الله "بدأت تضيق الخناق عليه بسبب حروبه العبثية خارج لبنان". وقال: "أصبحت مقولة حماية العتبات المقدسة والجهاد لنصرة المستضعفين بالية، بعدما تأكد كل حلفاء الحزب وخصومه أن أجندته ليست إلا مهمة إيرانية".

وأشار إلى أن الحزب " لا يعنيه لبنان إلا بقدر كونه ساحة معركة يشعلها أو يهدد بإشعالها متى أراد". ولفت عز الدين إلى أنه بعد سنوات على قتاله في سوريا لمصلحة النظام وتحت مظلة القيادة الإيرانية، "يشعر أهالي عناصر حزب الله بخيبة كبيرة"، كاشفا عن مقتل الآلاف من اللبنانيين الشيعة في هذا النزاع. لكن ارتباطهم العقائدي والديني والتزامهم بولاية الفقيه التي تستوجب الولاء التام للمرشد الأعلى في إيران، "خفَف من غضبهم"، حسبما أضاف. وذكر عز الدين أن اللافت أثناء تشييع آخر ثلاثة قتلى لحزب الله كان "غياب الحشود الشعبية". وأوضح أن "الحضور اقتصر على سياسيين من حزب الله وأهالي بلدات القتلى". وسجل أيضا غياب تام لحلفاء الحزب ولحركة أمل الذين اعتادوا المشاركة في مناسبات الحزب. وختم عز الدين قائلا إن المقربين من الحزب يشعرون أن القيادة الإيرانية تعمل وكأن حزب الله "مجرد آداة ينفذ [الأوامر] دون أي اعتراض".

 

هل الوقت مناسب لتغيير"اتفاق الطائف"؟

 دافيد عيسى/مرصد ليبانون فايلز/الإثنين ١٧ شباط ٢٠٢٠

نسمع مؤخرآ وبعد انطلاق الثورة كثيرآ من الكلام السياسي ومن ضمن تحميل المسؤوليات وضمن التجاذبات السياسية ايضآ كلامآ حول اتفاق الطائف ومسؤوليته عما وصلنا اليه الى ما هنالك، من هنا كان لا بد من اعطاء رأي حول هذا الاتفاق:

إتفاق الطائف كان نقطة تحول كبيرة واساسية في مجرى الاحداث والتاريخ الحديث، لا بل الحدث الأهم الذي شهده لبنان في الخمسين سنة الأخيرة، وإذا كانت هذه السنوات حافلة بالأحداث فإن حدثين كبيرين يظلان مطبوعين في الذاكرة الجماعية للبنانيين: اندلاع شرارة الحرب الاهلية في العام 1975 واتفاق إنهاء الحرب في العام 1989. اهمية اتفاق الطائف لا تكمن فقط في انه اسدل الستارة على الحرب الموجعة والمدمرة الي حصدت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، وانما تكمن ايضاً في انه اطلق الجمهورية الثانية وادخل تعديلات أساسية على النظام اللبناني الذي بقي نظاماً طائفياً لا بل زاد طائفية ومذهبية ولكن وفق توزيعات جديدة للأدوار والحصص والأحجام.

من الممكن ان تختلف الآراء إزاء اتفاق الطائف وان تتوزع بين حدين متناقضين، بين من يراه اتفاقاً جيداً، ومن يراه سيئاً ولم يحمل معه التغيير المنشود، ولم يضع الأسس المتينة والصلبة لنظام مستقر ومتكافئ... ولكن يكفي ان اتفاق الطائف وضع حداً للحرب ولم يكن متوافراً في حينه الا مثل هذه التسوية الواقعية سواء كانت تعكس الواقع، واقع نتائج الحرب وتوازنات ما بعدها، او كانت بمثابة امر واقع.

ان اتفاق الطائف شكل تسوية "أفضل الممكن" ولم يكن بالإمكان أفضل مما كان، وتحديداً للمسيحيين الذين خسروا عملياً الحرب بسبب خلافاتهم وحروبهم الدموية و"الاخوية" المدمرة وانقساماتهم الداخلية والتي اوصلتهم الى ما هم عليه، وبالرغم من كل ذلك فإن الطائف حافظ لهم على صدارة المشهد اللبناني وعلى مواقع أساسية في الدولة وخصوصاً رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان، مقابل خسارتهم لبعض صلاحيات الرئاسة التي انتقلت الى مجلس الوزراء مجتمعاً، فإنهم ربحوا ضمانة أساسية تتمثل في "المناصفة" التي كرسها الدستور والعرف بين المسيحيين والمسلمين بغض النظر عن العدد والحجم، وهذا في حد ذاته عامل طمأنينة وثقة ويعني ان المسلمين يريدون الشراكة الفعلية مع المسيحيين شركائهم في الوطن وعلى قاعدة التوازن وحفظ خصوصيات وحقوق الجميع.

يكفي للتمسك باتفاق الطائف الذي صار دستورياً ان لا وجود لمشروع او نظام بديل أفضل منه يراعي الاعتبارات والتوازنات والتعقيدات اللبنانية، والمشكلة ليست في مضمون الطائف ونصوصه وانما هي موجودة في مكان آخر وناتجة في رأينا عن أمرين أساسيين:

الأول: يتعلق بما أصاب المسار التطبيقي للطائف وعملية تنفيذه، من تحوير وحرف عن المسار الأساسي وروحيته الفعلية، وحصل ذلك نتيجة تطورات وأحداث طارئة بدءاً من اغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض وصولاً الى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما بين الحدثين من تهميش للزعامات المسيحية الحقيقية وخلق كما تقول الاغنية الشهيرة" قصقص ورق وساويهم ناس"، وبعدما كان الطائف نتاج تفاهمات إقليمية ودولية انتهى به المطاف ليصبح وحتى العام 2005 واقعاً تحت تأثير ونفوذ دمشق التي تحكمت بمفاصل الدولة وسلطة القرار عبر "مفوضها السامي" في لبنان وحددت قواعد اللعبة والمعادلات الجديدة التي أخلت بالتوازن الوطني، وما زلنا حتى اليوم نعاني من رواسب وذيول حقبة الوصاية لأن الطبقة السياسية اعتادت الممارسات والتصرفات والامتيازات الخاطئة التي صارت قاعدة بدل ان تكون استثناء، وهذا ما يفسر كيف ان الوضع في لبنان لم يطرأ عليه تحسن يذكر بعد الانسحاب السوري وكيف ان مكاسب وامتيازات استحدثت في تلك الحقبة ما زالت سارية المفعول حتى اليوم.

الثاني: يتعلق بعدم تطبيق أجزاء واسعة وبنود مهمة في اتفاق الطائف، والتي لو طبقت لأحدثت فرقاً ملحوظاً ونقلة نوعية وخصوصاً في مجال الإصلاح السياسي والإداري وتحقيق العدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نصَّ اتفاق الطائف على اللامركزية الإدارية الموسعة التي لم تطبق حتى الآن، ولو طبقت لاختزلت كثيراً من المشاكل الإنمائية والاجتماعية وألغت الفوارق المناطقية والاختلالات الطائفية، فمن غير المقبول ان مناطق الأطراف تظل تعاني من الحرمان والإهمال بسبب طغيان السلطة المركزية، ومن غير الجائز والمنصف ان مناطق تدفع اعلى نسبة ضرائب لخزينة الدولة وتتلقى أقل نسبة مشاريع وإنماء.

ثمة بنود أخرى لم تطبَّق مثل السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وعودة المهجرين وإنشاء مجلس الشيوخ بعد انتخاب مجلس نيابي لا طائفي، وتشكيل الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية...

اتفاق الطائف بحاجة الى تطبيق وليس الى تعديل، فليطبق أولاً كاملاً قبل الدعوة الى تعديله أو قبل الحكم عليه والدعوة الى طائف جديد، وإذا كان من حاجة ومبرر للتعديلات فإنها لا تكون في نصوص وبنود الطائف وإنما في ممارسات الحكم وطريقة إدارة الدولة واتخاذ القرارات والعلاقة بين السلطات.

فمما لا شك فيه ان ثغرات ونواقص كثيرة ظهرت في معرض ممارسة الحكم على قاعدة الطائف وتتطلب تعديلاً ومعالجة، وعلى سبيل المثال لا الحصر ايضاً ما يتعلق بصلاحيات رئاسة الجمهورية وتقييده بمهلة زمنية لتوقيع المراسيم بينما الوزراء متحررون من أي مهلة، او تقييد سلطته وقدرته على التدخل كحكَم لفض النزاعات وتأمين استقرار الدولة من دون ان يكون في يده لا عصا ولا "صافرة" حتى...

هناك أيضاً الإشكاليات المتعلقة بعملية انتخاب رئيس الجمهورية ونصاب الثلثين، وبعملية تشكيل الحكومة والمهلة المفتوحة وهذا ما أدى تكراراً الى أزمات الفراغ الرئاسي وازمات تشكيل الحكومة واستمرار حكومات تصريف الاعمال لفترة طويلة... أضف الى ذلك التصويت في الحكومة ومجلس النواب وقواعد الميثاقة وتحديد المسائل الكبرى التي تحتاج الى إجماع أو أكثرية الثلثين...

في الختام، لا بديل عن اتفاق الطائف اليوم بعدما أصبح اساساً للاستقرار الوطني... ولكن في المقابل لا يمكن إبقاء الطائف في حال جمود وركود ولا يمكن التغاضي عما أصابه واعتراه من ثغرات وشوائب، وإذا كان كل تفكير بإلغاء الطائف أو تغييره تفكيراً غير سليم ووصفة لأزمة وطنية وحرب جديدة، فإن كل تفكير بتطوير الطائف وتحسينه هو تفكير سليم ودعوة صادقة الى انقاذ الطائف وإرسائه على اسس صلبة وإعادته الى سكته الاصلية الصحيحة وإعادة الروح اليه.

 

"حزب الله" وباسيل وتجارب الماضي مع الحريرية

وليد شقير/نداء الوطن/17 شباط 2020

لطالما أسهم خصوم الحريرية السياسية في استنهاض شعبيتها عندما تأكل من هذه الشعبية تجارب السلطة، التي لا ترحم، كما في أي موقع مسؤولية تتولاها أي قوة سياسية.

ليست المرة الأولى التي يسعى شركاء الحريرية السياسية إلى إضعافها بحملات منظمة عليها، وبتحميلها مسؤولية أي تراجع في الوضع الاقتصادي وتراكم الديون. حصل ذلك في أواخر التسعينات مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبعد تولي الرئيس السابق إميل لحود الرئاسة. لكنه عاد أقوى في انتخابات العام 2000. ثم حصل الأمر نفسه بعد إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري العام 2011. في كل مرة كانت الحريرية السياسية تتعرض للحملات لا سيما إثر خروجها من رئاسة الحكومة، كانت تسترجع قدراً من الالتفاف الشعبي حولها. وعلى الرغم من اختلاف الظروف هذه المرة، لقيت موجة الترويج لفكرة أن زعامة سعد الحريري انتهت بفعل استقالته في 29 تشرين الأول الماضي، وأن خلافه مع رئيس الجمهورية ميشال عون أدى إلى مساواته بإبعاد صهره جبران باسيل عن الحكومة، فأخرجه من دائرة النفوذ داخل السلطة، ردة فعل عكسية.

فعلى رغم كل المآخذ عند جمهور "المستقبل" على التسوية التي عقدها الحريري مع عون وأدت إلى انتخابه رئيساً للجمهورية، وعلى سياسة المهادنة التي اتبعها معه ومع الوزير جبران باسيل خلال السنوات الثلاث الماضية، لم يكتف رجال العهد بالجموح نحو الاستئثار بالسلطة والإصرار على سياسات أخرت خطوات الإنقاذ الاقتصادي والإصلاحات، وغلّبت المحاصصة، على غيرها. على العكس صادر "التيار الوطني الحر" شعارات الإصلاح ومكافحة الفساد ومحاربة الهدر في المال العام، بموازاة ممارسة شبق اقتسام المنافع باسم استرجاع الحقوق، للإخلال بالتوازن داخل السلطة وفي المشهد السياسي، ما أجج الخلافات وتسبب بتراكم فترات التعطيل للحكومة. بل أن "التيار الحر" والرئيس عون ومعهما "حزب الله" استرجعوا النهج نفسه الذي مورس ضد رفيق الحريري، واستسهلوا تحميل سعد الحريري المسؤولية بترداد اللازمة التي جرى الترويج لها إبان الوصاية السورية لأسباب سياسية، بأن سياسات الثلاثين سنة الماضية هي وراء التدهور الاقتصادي والمالي. لم يراعِ هؤلاء سياسة المهادنة التي اعتمدها الحريري باسم الحفاظ على الاستقرار وتلافي تأثير التجاذبات السياسية على التوافق حول الإصلاحات الاقتصادية.

قدم خصوم الحريري كالعادة خدمة له، مثلما سبق أن حصل مع والده، حين ارتدت الاتهامات الموجهة إليه وملاحقة مناصريه في الإدارة وفي الشأن العام ارتفاعاً في شعبيته. أدرك سعد الحريري أن شركاءه فهموا ليونته إجازة لهم باستضعافه، فعاد إلى جمهوره. حصد بنقله إحياء الذكرى الـ15 لـ 14 شباط إلى بيت الوسط، عودة للنبض الشعبي إلى جانبه بعد طول غياب عن جمهوره، يعترف قادة "المستقبل" أنه يحتاج إلى عمل دؤوب من أجل تعويضه ما فات، داخل تياره، نتيجة ركوبه مركب التسوية التي أقر هو نفسه أن مناصريه لم يكونوا راضين عنها. وعكس الحضور السياسي والديبلوماسي للاحتفال بالذكرى تضامناً معه في نقلته الجديدة بإعلانه سقوط التسوية وانفتاحاً على موقعه في المرحلة الجديدة. مع أن بعض المراقبين وجد في كلام الحريري مهادنة لـ"حزب الله" لتجنبه تسميته، فإن أوساطه رأت في إشارته إلى دور الأخير في ترجيح انتخاب العماد عون ورفضه تزكية رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية للرئاسة، وفي المسؤولية عن فترات التعطيل للمؤسسات التي فاقت السبع سنوات خلال 15 سنة، اتهام لا لبس فيه لا يعني إلا الحزب. دعوة السيد حسن نصر الله أمس إلى التوقف عن تبادل الاتهامات عن المسؤولية عما آل إليه الوضع الاقتصادي، والكف عن وسم الحكومة الجديدة بأنها حكومة الحزب لأنه "يؤذي البلد"، ربما كان اعترافاً ضمنياً بقسطه من المسؤولية وبأضرار سياسته على الوضع الاقتصادي. أما باسيل "رئيس الظل"، فلم يدرك، بهجومه على الحريري بعد أن حمّله مسؤولية فشل العهد والحكومة السابقة، تجارب الماضي مع الحريرية السياسية.

 

بعد 15 عاماً وأيام

سناء الجاك/نداء الوطن/17 شباط 2020

بعد مرور 15 عاماً وأيام، لا يحتاج تحليل أسباب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى كثير من الجدل والاجتهاد. وبمعزل عن تقييم مرحلة ما قبل ذلك الإثنين في 14 شباط 2005، واضح أن الخط البياني للهدف من هذه الجريمة يسير كما أراد له من رسمه أن يسير. وها نحن اليوم دولة متعثرة متشظية ومشرذمة ومفلسة. والأهم اننا أصبحنا دولة منبوذة، سُمْعَتها ملوثة بالفساد والارتهان لمحور الممانعة، بعدما كانت قبل 14 شباط 2005 دولة واعدة منفتحة على العالم، بالرغم من كل ما ارتكبه النظام الأسدي ليحول دون ازدهارها ويمعن فيها ظلماً وقمعاً من خلال نظامه الأمني الاستخباراتي.

فقد كان رفيق الحريري الحلقة الأقوى في دائرة تطوِّق مشروع هلال الممانعة وتمنع وصوله الى الساحل الشرقي للبحر المتوسط، لذا كان يجب أن يزول.

بالتالي، فعل الاغتيال لم يكن حدثاً لبنانياً/أسدياً فحسب، فالجريمة الأم التي سبقتها واستلحقتها اغتيالات مدروسة وموجعة، حوّلت الوطن قبراً مفتوحاً حتى يبقى على قياسهم. واستكملت مخططها، خلال هذه السنوات الخمس عشرة، ولم تستثن تصفية المتهمين بالمشاركة فيها من خلال التخطيط والتنفيذ، وكذلك إخفاء شهود الزور الذين صاروا نسياً منسياً بعد أن أدوا مهماتهم الوسخة... وها نحن، بعد 15 عاماً وأيام، شعوب غارقة في هموم تتجاوز بكثير الجريمة الأم، التي على الرغم من انتقالها الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، خرجت من التداول، مع الترويج بأن تمويلها يشكل عبئاً على الخزينة المفلسة.

وتغيرت الأولويات، ليبتعد شعار "العدالة" وينزوي لمصلحة التخويف المستمر بالحرب الأهلية في ظلال اللعب المستمر على الوتر المذهبي، ولمصلحة مصادرة أحلام اللبنانيين وتقزيمها لتقتصر على تأمين الخبز. وبالتزامن، توالت حملات التزوير الممنهجة للتاريخ القريب حتى تتحول الضحية كبش محرقة صالحة لتعليق كل جرائمهم على شماعة حقبتها. ويبدو أن الجريمة ومستلحقاتها أدت غايتها. فها نحن اليوم، دولة من دون سيادة، ومن دون رجال دولة، في معادلة نسجها حائكو السجاد العجمي، قوامها تسويات تقتضي الصمت عن سلطة السلاح المرهون لمحور الهلال الممانع، مقابل تسهيل هذه السلطة النهب الممنهج الذي تمارسه الطبقة السياسية، بحيث يرتفع منسوب الانهيار، ويصل حدوداً غير مسبوقة، يصعب بعدها حتى البحث في مسألة السيادة. ولا يزال المخطط مستمراً مع الوسائل المستخدمة لتقويض انتفاضة اللبنانيين، الذين وعلى الرغم من مراعاتهم عدم استفزاز السبب الرئيس لما نحن فيه، يجري العمل لإعادتهم الى المربع المرسوم لهم، لضمان بقائهم مجموعات مرتبطة بتوازنات تستبيح أمانهم الأمني والإقتصادي والمعيشي، وتشد حول أعناقهم الحلقة الجهنمية، التي يكافحون لإرساء رؤية تمهد للإفلات منها. وهكذا بعد 15 عاماً وأيام، وللوصول الى وطن، ربما بات ضرورياً مواجهة الجريمة الأم التي شكلت الخطوة الأولى في مسيرة هدامة لا تزال مستمرة، ويبدو أنها لن تنتهي الا بتحويل العالم العربي، ولبنان من ضمنه، الى خراب تتسلق فوقه القوى الممانعة لتفرد نفوذها وتستدعي أصحاب القرار العالمي اليها لتنظيم الخراب وإدارته.

 

اليوروبوندز بين صندوق النقد والخطة الغائبة

سامي نادر/نداء الوطن/17 شباط 2020

لم يعد الإنقسام من سمات المجتمع السياسي فقط في لبنان، إنما انتقل في الآونة الأخيرة إلى الشأن الإقتصادي. فالجدل يرتفع مثلاً حول وجوب أو عدم وجوب دفع مستحقات الدولة على سنداتها بالدولار لا سيما الـ 1.2 مليار دولار المستحقّة الشهر المقبل. وهناك نقاش آخر بدأ يستعِر ولا يقلّ أهمية: هل على لبنان دقّ باب صندوق النقد الدولي ليس فقط للإستشارة التقنية، إنما أيضاً من أجل برنامج متكامل يصلح المالية العامة والنظامين النقدي والمصرفي. والنقاش في الموضوعين يبقى ناقصاً ما لم تحسم الدولة أمرها وتعلن عن خطتها المفصّلة للخروج من الأزمة الإقتصادية، وليس الإكتفاء بعناوين عريضة كما جاء في البيان الوزاري. فمن يرفض دفع اليوروبوندز، أسبابه كثيرة وموجبة، أقلّها: كيف لبلد عاجز عن تأمين حاجاته الأساسية من دواء وخبز ووقود التفريط بما تبقّى من سيولة لتسديد مستحقات مؤسسات مالية ضخمة ارتضت من خلال استثمارها بالأوراق السيادية تحمّل أعباء مخاطرها. أما من يُطالب بدفع اليوروبوندز، فيقدّم حجة، مفادها أن التعثّر سوف يشكّل ضربة لصورة لبنان في الخارج، ويقيّد أي إمكانية للإستدانة بالمستقبل. هذا صحيح فقط في حال تمّ التخلّف عن الدفع من دون تفاوُض بين الدولة وحاملي السندات وهي بالمناسبة مؤسسات معدودة، أما إذا سارت الأمور في سياق تفاوضي يأخذ بعين الإعتبار مصالح الطرفين والواقع المستجدّ، أي حقوق المستثمرين وفق القانون وشروط الأسواق والأوضاع الإقتصادية الخانقة التي يمرّ بها الإقتصاد اللبناني، قد تفضي الأمور إلى اتفاق يرتاح إليه الطرفان، خاصة إذا قام الطرف اللبناني بخطوات إصلاحية تُعزّز الإقتناع، بالادلّة والبراهين، أنه على طريق استعادة عافيته الإقتصادية وبالتالي قادر على إيفاء ديونه المُعادة جدوَلتها.

المنطق عينه يسري على مسألة صندوق النقد الدولي. فمن يسلّم بخيار صندوق النقد يستند إلى قاعدة "أعطي خبزك للخبّاز"، وهي المؤسسة الدولية صاحبة الخبرة في إدارة أزمات مماثلة. ومنهم من سلّم بهذا الخيار المرّ بدافع اليأس والإحباط، بعدما فقدَ الأمل بقدرة السلطات السياسية (وهي أصلاً فاقدة للمشروعية منذ فترة) والنقدية على الإصلاح خاصة في ضوء التدابير الإستنسابية والجائرة التي اتّخذتها المصارف في الفترة الأخيرة. وأصحاب هذا الخيار يعتبرون أن لا بدّ من مراقبة لا بل وصاية خارجية، بعدما أصبح الإستنساب قاعدة، وثبت عدم أهلية من ائتمنوهم على مدّخراتهم وجنى أعمارهم. أما من يرفض خيار صندوق النقد فلم يطرح حتى اليوم الخيار البديل. لم يعُد سرّاً للمراقِب المُتابِع أن الإصلاحات على ضرورتها لم تعُد كافية. والإقتصاد الوطني بحاجة إلى ضخّ كمية من السيولة. من أين سوف تأتي هذه الأموال، وكيف سوف يُصار إلى تمويل الفجوة الكبيرة في ميزان المدفوعات، من دون كسر كاهل الإقتصاد، وضرب القطاعات، ورمي معظم اللبنانيين في سوق البطالة أو تحت خط الفقر؟ أسئلة لا يمكن الإجابة عنها بشعارات شعبوية وتدابير يُقال عنها إصلاحية تدغدغ مشاعر الطبقة العاملة وقد تكون نتائجها كارثية أوّلاً بأوّل على هذه الطبقة تحديداً.

باختصار دُفعت اليوروبوندز أو لم تُدفع، ذهبتم إلى صندوق النقد أو لم تذهبوا..ما هي خريطة طريقكم للخروج من الأزمة؟ ولا بد أن يكون هذا البند الأول المرتجى من طلبكم مساعدة صندوق النقد... التقنية.

 

حكومة حسان دياب… “لا ثقة ولن ندفع الثمن”

مشعل ابا الودع الحربي/السياسة/17 شباط/2020

لبنان يعيش اسوأ ايامه بعد الحرب الطائفية، في ظل اصرار النظام السياسي اللبناني على الدخول مع الشعب اللبناني في تحد، وتعيين حكومة حسان دياب التي تنتمي الى حزب الله ويراها الشارع اللبناني انها لاتعبر عنه، ولن تحقق احلامه و طموحاته ولذلك رفعوا شعار “لاثقة… ولن ندفع الثمن” للاسف الرئيس اللبناني عون مازال يثير غضب الشارع اللبناني بتصريحاته المستفزة حول مكافحة الفساد، ومساعدة الدول للبنان، وانه بمجرد حصول حكومة حسان دياب على الثقة في المجلس النيابي سوف تتهافت المساعدات على لبنان من جميع الدول. الشارع اللبناني لم يعد يثق في الرئيس عون ولا في المجلس النيابي ويرى ان الثورة في لبنان يجب ان تغير النظام بأكمله، وان يكون هناك نظام بعيد عن الطائفية، و المحاصصة ويسمح للبنان بتمثيل اكبر في المشهد السياسي اللبناني، بالاضافة الى محاكمة الفاسدين، واسترداد الاموال التي نهبها الفاسدون ورجال حزب الله، وعلى راسهم جبران باسيل الذي يقف خلف حكومة حسان دياب، وهو الذي وضع اسماء الوزراء في حكومة حسان دياب، ومازال باسيل يستفز الشارع اللبناني بتصرفاته الصبيانية، وتصريحاته وهو يريد ان يظل لبنان رهن حزب الله ونظام الملالي في ايران. بيان الحكومة الذي وعدت فيه بالاصلاح، لم يحصل على ثقة الشعب اللبناني واللبنانيون عارضوا هذا البيان، وقالوا انه ليس اكثر من مجرد حبرعلى ورق، وان حكومة دياب لن تقدم جديدا، في ظل الانهيار المستمر في الاقتصاد اللبناني، وان الحل في حكومة تحصل على ثقة الشعب اللبناني، وايضا اصدقاء لبنان والداعمون له، وان الدول العربية وخاصة الخليجية لن تدعم لبنان في ظل وجود حكومة تابعة لحزب الله و محور الممانعة، وان لبنان لن يستطيع الاستمرار في ظل غياب الدعم الخليجي للاقتصاد اللبناني. حسان دياب يفكر بزيارة الدول العربية والخليجية بعد ان يحصل على ثقة المجلس النيابي، لكن هناك دول رفضت استقباله؛ لانها لاترغب في استقبال رئيس حكومة لايحظى بدعم الشارع اللبناني، بالاضافة الى وقوف حسن نصرالله خلف دياب.

الشارع اللبناني اعلنها بصراحة وبكل وضوح: حسان دياب لايمثلنا “لاثقة… ولن ندفع الثمن”

*كاتب سعودي

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية تسلم رسالة من نظيره الايراني لزيارة طهران لاريجاني: مستعدون للمساعدة على تحسين الاوضاع الاقتصادية

وطنية - الإثنين 17 شباط 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور علي لاريجاني الذي نقل اليه رسالة من نظيره الايراني الشيخ حسن روحاني، تناولت العلاقات اللبنانية - الايرانية وسبل تطويرها. كما تضمنت تجديد الدعوة الايرانية للرئيس عون لزيارة طهران.

لاريجاني

وخلال اللقاء هنأ لاريجاني رئيس الجمهورية على تشكيل الحكومة الجديدة، متمنيا لها "التوفيق والنجاح في تعزيز الاستقرار والامن في البلاد"، معربا عن استعداد ايران "للمساعدة على تحسين الاوضاع الاقتصادية في لبنان".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا ب ـلاريجاني وحمله تحياته لنظيره روحاني وتمنياته للشعب الايراني الصديق بالخير ودوام الاستقرار والنجاح.

ثم جرى تقويم الاوضاع الاقليمية الراهنة وتطورات الاحداث في سوريا والمنطقة، كما تطرق البحث الى اوضاع النازحين السوريين في لبنان وضرورة عودتهم الى بلادهم بعدما عاد الاستقرار والامن الى معظم المناطق السورية. وكذلك عرض الرئيس عون مع لاريجاني الاوضاع في ايران.

ورافق لاريجاني وفد ضم مستشار رئيس مجلس شورى الدولة رئيس مكتبه الدكتور محمد جعفري، مستشار رئيس مجلس الشورى السيد احمد اميري نيا، المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الدكتور حسين امير عبد اللهيان، الى المديرين العامين لدائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الايرانية الدكتور حميد رضا دهقاني وللتشريفات في مجلس الشورى السيد محمد يثربي ولشؤون الرئاسة في مجلس الشورى السيد احمد سيد النغي، مستشار رئيس مجلس الشورى السيد محمود هاشمي، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد محمد جلال فيرونزيا ونائبه السيد احمد حسيني.

وحضر عن الجانب اللبناني الوزيران السابقان سليم جريصاتي وبيار رفول، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمستشارون العميد الركن بولس مطر والسفير شربل وهبه ورفيق شلالا واسامة خشاب.

ابو جودة ومكاوي

وفي قصر بعبدا، محافظ البقاع القاضي كمال ابو جوده ومحافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي اللذان عرضا لرئيس الجمهورية اوضاع المحافظتين وحاجاتهما.

ضاهر

كما استقبل ‏الرئيس عون النائب ميشال ضاهر وعرض معه الاوضاع الاقتصادية والمعالجات المرتقبة لسندات "اليوروبوندز".

 

بري التقى لاريجاني والسفير القطري: في الوحدة قوة ولا خيار الا بالتلاقي والحوار

وطنية - الإثنين 17 شباط 2020

عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني والوفد المرافق العلاقات الثنائية بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال لقائه في عين التينة في حضور السفير الايراني محمد جلال فيروزنيا.

وقال الرئيس بري أمام ضيفه: "ان في الوحدة قوة، ولا خيار أمام اللبنانيين وأمام شعوب المنطقة والأمتين العربية والإسلامية سوى الإحتكام الى منطق الوحدة والتلاقي والحوار".

استغرق اللقاء زهاء اكثر من ساعة ونصف الساعة تخلله مأدبة غداء أقامها بري على شرف لاريجاني والوفد المرافق. غادر بعدها رئيس مجلس الشورى الإيراني من دون الإدلاء باي تصريح. وكان الرئيس بري قد بحث في اخر المستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات بين لبنان وقطر خلال استقباله السفير القطري في لبنان محمد حسن جابر الجابر.

 

دياب التقى لاريجاني في السرايا

وطنية - الإثنين 17 شباط 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي، رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور علي لاريجاني والوفد المرافق.وجرى خلال اللقاء عرض للتطورات الاقليمية الراهنة والعلاقات الثنائية بين لبنان وايران. وحضر اللقاء مستشار رئيس الحكومة خضر طالب

 

نصرالله عرض ولاريجاني الأوضاع في المنطقة وسبل مواجهة التحديات السياسية والأمنية والإقتصادية

وطنية - الإثنين 17 شباط 2020

إستقبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران الدكتور علي لاريجاني والوفد المرافق، في حضور السفير الإيراني محمد جلال فيروز نيا، حيث "تم إستعراض آخر الأوضاع في المنطقة، والتطورات الجارية وسبل مواجهة التحديات السياسية والأمنية والإقتصادية"، بحسب بيان للعلاقات الاعلامية في الحزب.

 

دريان بحث مع وزير الداخلية والنواب السابقين الاوضاع فهمي: دار الفتوى هي البوصلة ودعمها سيزيد الحكومة قوة وصلابة

وطنية - الإثنين 17 شباط 2020

استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي في دار الفتوى في حضور مدير مكتب الوزير العميد محمد الشيخ.

تصريح فهمي

وقال الوزير فهمي بعد اللقاء: "تداولنا معظم الموضوعات التي تدخل في صلب اهتمامات الحكومة. إن دار الفتوى هي البوصلة في المحافظة على وحدة كلمة اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا".

وأشار إلى أن "كلام المفتي من تعاليم الله، فهو لا يتفوه الا بأقوال الحق من العدالة والانصاف والمحبة والتضامن والوحدة والسلام، بين كل أبناء الوطن. هدفي يتطابق مع ما قاله عن وحدة لبنان واللبنانيين، كذلك في مسألة تحسين وتحصين الوضع الداخلي المتأزم".

أضاف: "من جهتي، أجل ثوابته الوطنية بامتياز، فهي ثوابت تدعو الى المساواة والعدل وعدم إلغاء الآخر. لقد تمنى لي التوفيق والنجاح في مهمتي الأمنية من أجل تعزيز الأمن والسلام لبلدنا الحبيب لبنان وللبنانيين كافة من دون استثناء، من الشمال الى الجنوب فالبقاع والجبل والساحل".

وتابع: "لا يخفى على أحد الدعم الدائم والمتواصل للمفتي لقوى الأمن الداخلي والجيش من أجل تحقيق هذه الأهداف، وهذا الدعم سيزيد الحكومة قوة وصلابة وتصميما، وسيساهم في تجاوز هذه المحنة التي نعانيها. كما أؤكد للمفتي الذي طالبني بحماية المتظاهرين السلميين في الساحات والذين يطالبون بتحسين أوضاعهم العائلية والمعيشية، أن حماية هؤلاء من واجبي الإنساني والأخلاقي، لكن المشاغبين والمندسين الذين يعتدون على المتظاهرين السلميين وعلى الأملاك العامة والخاصة وعلى القوى الأمنية ايضا بحجة المطالبة بالحقوق، سنمنعهم من القيام بذلك".

وقال: "أود أن أشدد على أن الإخلال بالأمن سيعالج بحسب الأصول والقوانين المعمول بها من أجل المحافظة على حق كل مواطن. أطمئن الجميع أن دولة رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب يقوم بجهد متواصل لمعالجة الوضع في لبنان اقتصاديا وماليا ونقديا، ويعمل بهدوء وصدق. لذلك أتمنى من سماحته الدعاء المتواصل لنتمكن من تجاوز هذه المحنة التي نعيشها".

حوار

وردا على سؤال قال: "من هذه الدار الكريمة لا يمكن لأحد إلا أن يكون صادقا وشفافا وأنا صادق وشفاف، الذي اختارني لحقيبة الداخلية والبلديات هو الرئيس الدكتور حسان دياب".

وعما اذا كان هناك خلاف مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان حول كيفية التعاطي مع المتظاهرين قال: "لا يوجد اي خلاف بيني وبينه بل تنسيق دائم وشبه يومي من اجل المصلحة العامة ومصلحة لبنان. هناك حوالى 732 إصابة من قوى الامن الداخلي، بينما هناك من المشاغبين أو المتظاهرين السلميين 682 إصابة يعني ان إصابات قوى الامن اكثر ب 50 اصابة".

سئل: هل تزورون دار الفتوى بعد زيارة الرئيس حسان دياب اليها ولماذا هذا التوقيت وهل لمستم ايجابية تجاه الحكومة الجديدة؟

اجاب: هناك بروتوكول بعد زيارة الرئيس دياب اقوم بزيارتي انا لدار الفتوى وليس هناك اي شائبة في هذا الموضوع".

وعما إذا كان هناك غطاء للوزراء السنة من قبل دار الفتوى، أجاب: "العلاقة جيدة مع دار الفتوى منذ زمن بعيد واتمنى ان يكون السؤال عن كوننا وزراء لبنانيين وليس وزراء سنة".

وعن مطالبة الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله الا تسمى الحكومة حكومة حزب الله؟ اجاب: "هذه حكومة لبنان واستغرب السؤال".

رابطة النواب السابقين

واستقبل المفتي دريان وفدا من رابطة النواب السابقين. وتحدث باسمهم النائب السابق طلال المرعبي، وقال:"نقوم بجولة على القيادات الروحية في لبنان التي نعتبرها مسؤولية وطنية كبيرة، وبالتالي زيارتنا لسماحته تأتي في هذا السياق، ونحن نعلم مدى وطنيته، وهذه الدار هي دار لكل المسلمين ولكل اللبنانيين، وبالتالي انبثقت من هنا الثوابت الوطنية التي مشينا عليها جميعا، وتباحثنا معه في مختلف الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وخاصة الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية الضاغطة كثيرا، ونحن نمر في مرحلة مفصلية وتاريخية لم يمر بها لبنان سابقا، وكانت الآراء متطابقة على ضرورة إيجاد حلول سريعة ضمن خارطة اقتصادية سريعة لحل هذه المشاكل والا لبنان ات على انهيار كبير"ز

نحن الآن في مرحلة انهيار، ولكن هناك قدرات عند اللبنانيين، وهناك ثروات عند اللبنانيين، وهناك إمكانيات لإعادة الأمور الى طبيعتها، نحن أيضا لمسنا من سماحته كل تجاوب وكل رغبة في أن تتمكن السلطات الموجودة من إيجاد الحلول السريعة، ويجب على الجميع أن يتعاونوا في هذا السبيل لإنقاذ لبنان. وختم المرعبي: "نحن الآن لسنا في معرض خلافات سياسية، نحن نمر في أزمة حادة تطال جميع اللبنانيين من الفئات كافة، لذلك المطلوب تكافل وتعاضد الجميع، وعلى جميع الدول العربية الصديقة والأوروبية وغيرها والمجتمع الدولي ان يساعد لبنان في هذه المرحلة لكي نجد الحلول التي تصون لبنان واستقلاله وسيادته وحريته".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  17-18 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

سام منسى: انتحار المعارضة في لبنان/صعب تجاهل المشهد السوريالي المضحك المبكي لجلسة منح الثقة لحكومة دياب لجهة تأمين القوى المعارضة (حريري، جعجع وجنبلاط) نصابها لتحجب الثقة فيما بعد، في خفة بهلوانية من الصعب إدراك مغزاها

سام منسى/الشرق الأوسط/17 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83273/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6%d8%a9/

 

 

لبنان: "النأي بالنفس" مفهوم ضد الدولة في خدمة الدويلة/محمد قواص/ميدل إيست أونلاين/17 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83263/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a3%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b3-%d9%85%d9%81%d9%87%d9%88%d9%85-%d8%b6%d8%af-%d8%a7/

 

ثقة دار الفتوى لدياب: سؤال بلا جواب/المحامي عبد الحميد الأحدب/اللواء/17 شباط/2020    

http://eliasbejjaninews.com/archives/83270/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d8%ab%d9%82%d8%a9-%d8%af%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa/

 

حزب الله “يُهان” في “امتحان”… تمرير “حكومته”/علي الأمين/نداء الوطن/17 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83266/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d9%8f%d9%87%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%85%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d9%85%d8%b1/

 

خسائر حزب الله البشرية في سوريا تثير غضب بيئته

نهاد طوباليان/موقع المشارق/17 شباط/2020

بات واضحا لبيئة حزب الله الشعبية أن ممارساته تخدم أجندة إيران وأن أبناءهم يموتون في سبيل قضية غير عادلة.

قتل العديد من مقاتلي حزب الله في المعركة التي شهدتها مؤخرا محافظتا إدلب وحلب في سوريا.

http://eliasbejjaninews.com/archives/83279/83279/