LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 شباط/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february17.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ذكرى أحد المونى المؤمنين/أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛ لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/الأخطر من نصرالله الحالم الإيراني هم أصحاب شركات احازبنا التجارية

الياس بجاني/حزب الله محتل وإرهابي ومجرم وإيراني صافي

الياس بجاني/نصرالله مصيبة ربنا يخلص لبنان منها

الياس بجاني/ما في شي اسمه عونية كتنظيم أو كحزب عنده اجنده أو مشروع

الياس بجاني/المعرابي والبيك وسعد: ثلاثي خنوع وكوارث

الياس بجاني/الرئيس الحريري بالشخصي حبوب وقريب من القلب ولكن في السياسة عدم شرعي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/2/2020

تمثال سليماني في مارون الراس: تحررت فلسطين من قوته!

سيناتور أميركي يتوعَّد لبنان: أفرجوا عن الفاخوري وإلّا!

وزير الدفاع الأميركي يُصرِّح بشأن مشاكل لبنان

طلبٌ "عاجلٌ" من رئيس الجمهورية بشأن "تسعير" بطاقات السفر

دياب طلب من الحوت إلغاء تسعير بطاقات السفر بالدولار

نائب وزير الدفاع السعودي: الحريري اغتالته ميليشيات الغدر الإيرانية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

إخبار من "التيّار" ضد "الميدل إيست"

باسيل يُطالب التيّار بتحركٍ فوريّ

هكذا تحوَّلت وديعة المليون دولار الى 69 مليون$ في مصارف لبنان

سماحة- السيد.../علي ولاء مظلوم/فايسبوك

لاريجاني من المطار: لبنان بلد مؤثر في المنطقة وإيران تسعى لأن تراه حرا سيدا مستقلا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تحذيرات عربية ودولية من عدم تسديد لبنان “اليوروبوند” في مارس ودياب نفى ما ينشر عن إجراءات وقرارات حكومية ودعا العابثين للتوقف عن بث سمومهم

شدياق: “حزب الله” ليس لبنانياً واستنكار واسع لنصب سليماني في الجنوب

بومبيو لـ«الشرق الأوسط»: ملتزمون بمنع إيران من التسلح والسعودية «شريك استراتيجي» يلعب «دوراً محورياً» في استقرار المنطقة

مليون نازح من إدلب وحلب منذ ديسمبر

النظام السوري يعلن تعطيل وإنزال 5 طائرات مسيرة استهدفت مصفاة حمص

روسيا تتهم تركيا بخرق «الخطوط الحمراء» وتسليح «جبهة النصرة»

هجوم صاروخي يستهدف قاعدة للتحالف والسفارة الأميركية و”الحشد”

الأمن حرق خيام المعتصمين في الخلاني... وطلاب العراق رفضوا علاوي مجدداً... وخطف ناشط بالنجف

50 شاحنة أميركية تغادر بغداد متجهة إلى سورية وسط تزايد الهجمات على القواعد العسكرية

طهران وبغداد يفاجئان واشنطن باتفاقية لمتابعة مقتل سليماني

روحاني يعترف: نواجه عقوبات غير مسبوقة لا نستطيع الهروب منها

بن علوي: عُمان لم تتلقَّ أي طلب للوساطة بين الرياض وطهران وأكد فشل جهود حل الأزمة الخليجية واستبعد حدوث مواجهة عسكرية في المنطقة

طلاب إيران يطالبون بمقاطعة الانتخابات ويهتفون: “الحرس قاتل” ودشنوا موجة جديدة من الاحتجاجات على سوء الأوضاع وتنديداً بالقمع وإسقاط الطائرة الأوكرانية

أردوغان يهدد الأسد بمواجهة مفتوحة بعد تلقيه دعماً من ترامب

أعداد النازحين بحلب وإدلب تخطت المليون ... والجيش السوري عطّل خمس "مسيرات" استهدفت مصفاة حمص

النظام السوري يحرر مناطق ستراتيجية بريف حلب الغربي تحت غطاء روسي والمعارضة ترد بهجوم معاكس

المعتقلون السياسيون في السجون التركية يعيشون ظروفاً قاسية

أول طائرة إسرائيلية عبرت أجواء السودان/حميدتي للداعين لمليونية التفويض: خاب فألكم

البحرين تسجن مواطناً حرق العلم الإسرائيلي

الصين تعود ثلاثة آلاف عام إلى الوراء لمواجهة”كورونا” وتقيل المزيد من المسؤولين/الوفيات 1665 والمصابون 68500 شخص ومنع السيارات في طرق هوبي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحريري: دخان بلا نار/ساطع نور الدين/المدن

ما الذي قاله حسن نصرالله؟/يوسف بزي/المدن

نقاش مسيحي: المسلمون لا يدفعون الضرائب.. نريد لامركزية موسعة/منير الربيع/المدن

برفقة دراجة من الضاحية: "أكيد في أوادم مثلك بالثورة"/نادر فوز/المدن

فضيحة الميدل إيست: عون وسلامة يشجّعان رفض الليرة؟/خضر حسان/المدن

الحريق هائلٌ.. ولبنان في عزلة/عصام الجردي/المدن

حزب الله «يُهان» في «إمتحان».. تمرير «حكومته»!/علي الأمين/نداء الوطن

رفيق الحريري والمسيحيون... الفهم المتأخّر/إيلي الحاج /موقع اساس ميديا

طرابلس: كلن يعني كلن.. إلاّ "رفيق"/أحمد الأيوبي/موقع أساس

قراءة متأخّرة لمصير "اللقاء الشيعي"/قاسم قصير/موقع أساس

من يتذكر أزمة قطر؟!/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

«صفقة القرن» والعقلانية الفلسطينية/رمزي عز الدين رمزي/الشرق الأوسط

وما أدراك ما التاريخ!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

روسيا وتركيا ولعبة الثعالب الإقليمية/ أحمد عبد العزيز الجارالله /السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي من روما: لا تقدر الكنيسة أن تراعي الخواطر إنما عليها ان تحرك الضمائر

الوطني الحر يدعو إلى تحرك باتجاه مصرف لبنان الخميس

نص خطاب السيد حسن نصرالله: إذا فشلت هذه الحكومة ليس معلوما أن يبقى بلد ليأتي أحد ما على حصان أبيض ويشكل حكومة جديدة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ذكرى أحد المونى المؤمنين

مثال لعازر والغني

إنجيل القدّيس لوقا – الفصل 16 – الآيات 19من إلى 31/ كَانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الأُرْجُوانَ وَالكَتَّانَ النَّاعِم، وَيَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَفْخَرِ الوَلائِم. وكانَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ، تَكْسُوهُ القُرُوح.  وكانَ يَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الفُتَاتِ الـمُتَسَاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الغَنِيّ، غَيْرَ أَنَّ الكِلابَ كَانَتْ تَأْتِي فَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ.  وَمَاتَ الـمِسْكينُ فَحَمَلَتْهُ الـمَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبْرَاهِيم. ثُمَّ مَاتَ الغَنِيُّ وَدُفِن.  وَرَفَعَ الغَنِيُّ عيْنَيْه، وَهُوَ في الـجَحِيمِ يُقَاسِي العَذَاب، فَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيد، وَلَعَازَرَ في حِضْنِهِ.  فَنَادَى وقَال: يا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، إِرْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لَعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُتَوَجِّعٌ في هـذَا اللَّهِيب.  فَقالَ إِبْرَاهِيم: يا ابْنِي، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلْتَ خَيْراتِكَ في حَيَاتِكَ، وَلَعَازَرُ نَالَ البَلايَا. والآنَ هُوَ يَتَعَزَّى هُنَا، وأَنْتَ تَتَوَجَّع.  وَمَعَ هـذَا كُلِّهِ، فَإِنَّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُم هُوَّةً عَظِيمَةً ثَابِتَة، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْتَازُوا مِنْ هُنا إِلَيْكُم لا يَسْتَطْيعُون، ولا مِنْ هُناكَ أَنْ يَعْبُرُوا إِلَيْنا.  فَقَالَ الغَنِيّ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَ لَعَازَرَ إِلَى بَيْتِ أَبي، فإنَّ لي خَمْسَةَ إِخْوة، لِيَشْهَدَ لَهُم، كَي لا يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلى مَكَانِ العَذَابِ هـذَا.  فقَالَ إِبْرَاهِيم: عِنْدَهُم مُوسَى وَالأَنْبِياء، فَلْيَسْمَعُوا لَهُم.  فَقال: لا، يَا أَبَتِ إِبْرَاهِيم، ولـكِنْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِم وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُون.  فقالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: إِنْ كانُوا لا يَسْمَعُونَ لِمُوسَى وَالأَنْبِيَاء، فَإِنَّهُم، وَلَو قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَات، لَنْ يَقْتَنِعُوا!".

 

أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛ لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً

الرسالة الأولى إلى تسالونيقي – الفصل 05 – الآيات من01 إلى 11/ أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛  لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً.  فحِينَ يَقُولُون: سَلامٌ وأَمْنٌ! حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمُ الـهَلاكُ دَهْمَ الْمَخَاضِ لِلحُبْلى، ولا يُفْلِتُون.  أَمَّا أَنْتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فَلَسْتُم في ظُلْمَةٍ لِيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَومُ كالسَّارِق.  فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة.  إِذًا فلا نَنَمْ كَسَائِر الـنَّاس، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ؛  لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَفي اللَّيلِ يَنَامُون، والَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَفي اللَّيلِ يَسْكَرُون. أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والـمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الـخَلاص.  فإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الـخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح،  الَّذي مَاتَ مِنْ أَجْلِنَا، لِنَحْيَا مَعَهُ سَاهِرِينَ كُنَّا أَمْ نِائِمِين.  فَلِذلِكَ شَجِّعُوا بَعضُكُم بَعْضًا، وَلْيَبْنِ الوَاحِدُ الآخَر، كَمَا أَنْتُم فَاعِلُون.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الرئيس الحريري شخصياً محبوب وفي السياسة عدم شرعي/الياس بجاني/16 شباط/2020/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%ad%d8%a8%d9%88%d8%a8-%d9%88%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7/

 

الأخطر من نصرالله الحالم الإيراني هم أصحاب شركات احازبنا التجارية

الياس بجاني/16 شباط/2020

الأخطر من نصرالله الحالم الإيراني هم أصحاب شركات احازبنا التجارية..فرنجية مهبول الخط، وجعجع المنافق والباطني، والحريري الصبي الجاهل وجنبلاط الأكروباتي الحاقد على كل ما هو لبناني وهات إيدك والحقني.

 

حزب الله محتل وإرهابي ومجرم وإيراني صافي

الياس بجاني/16 شباط/2020

تخبزوا بالأفراح طالما استمر التعامي الرسمي والحزبي عن احتلال حزب الله وبلع الألسنة عن القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة

https://twitter.com/i/status/1229094313377902592

 

نصرالله مصيبة ربنا يخلص لبنان منها

الياس بجاني/16 شباط/2020

نصرالله لا يشبه اللبنانيين بشيء وليس فيه أي شيء لبناني. هو كارثة ومصيبة ورمز لحقبة احتلال فاجرة لم يشهد مثلها لبنان في تاريخه

 

قطعان أصحاب شركات الأحزاب والغباء بالأطنان

الياس بجاني/16 شباط/2020

اخطر ما في لبنان هم قطعان أصحاب شركات الأحزاب. هؤلاء كوارث انسانية وهم عملياً عبيد واغبياء وصنميين وتافهين. حمى الله لبنان منهم

 

ما في شي اسمه عونية كتنظيم أو كحزب عنده اجنده أو مشروع

الياس بجاني/15 شباط/2020

ما في شي اسمه عونية كتنظيم أو كحزب عنده اجنده أو مشروع، العونيون حالياً هم مجموعة من الإنتهازيين وأصحاب الأموال والنافذين إضافة إلى كم كبير من الودائع التابعة للحاكم الحالي والفعلي للبنان أي حزب الله...ولأن الدولة غير موجودة يجد كثر من المواطنين أنهم بحاجة إلى رعاية وحماية ومصادر رزق وهنا دور العونية في المجتمع المسيحي وهذا تماماً ما ينطبق على وضعية بري شيعياً وجنبلاط درزياً .. إن وجود دولة حقيقية كالدول في الغرب يلغي كل هؤلاء ولذلك لا يسمحون للدولة بأن تقوم...ولن يسمحوا ما داموا قادرين

 

المعرابي والبيك وسعد: ثلاثي خنوع وكوارث

الياس بجاني/15 شباط/2020

نيال حزب الله بمعارضة جنبلاط والمعرابي والحريري ولو ما كانوا موجودين لكان الحزب خلق ما يشبههم نرسيسة ودجلاً. ثلاثي كارثي وطروادي

 

الرئيس الحريري بالشخصي حبوب وقريب من القلب ولكن في السياسة عدم شرعي

الياس بجاني/14 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83183/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a-%d8%ad%d8%a8/

بداية وبالشخصي فإن الرئيس سعد الحريري حبوب وقريب من القلب، وهو انسان هادئ ومتواضع ومنفتح وغير متعصب، والأهم هو غير مستفز، ومن الصعب على أي أحد مهما كان مختلفاً معه أن يكرهه كما هو الحال مع 99% من أفراد طاقمنا السياسي العفن والإسخريوتي وأصحاب شركات أحزابنا الميليشياويين والطرواديين والحربائيين. ولكن في السياسية والعمل الوطني والتحالفات والقرارات والشدائد فالرجل ومنذ العام 2005 أي من اليوم الأول لدخوله الإضطراري إلى عالم السياسة اللبنانية لم ينجح في أي شيء ودائماً كان الفشل حليفه.

هو للأسف شخص فاشل سياسياً وقيادة وخيارات وبامتياز وعملاً بكل المعايير.

ومن المخيب للآمال ومن المحزن في آن فهو لم ولن يتغير لأن القيادة نعمة من الله وهو يفتقد كلياً لهذه النعمة.

الحريري أكد ولا يزال يؤكد عند كل منعطف بأنه من كوكب آخر، وبأنه جاهل كلياً لطبيعة العمل السياسي اللبناني المعقد على كل المستويات وعلى كافة الصعد.

وإن عدنا إلى كل المحطات التي واجهها الحريري منذ العام 2005 نرى أنه باستمرار لا يجيد الحسابات ولا حسن الخيارات والقرارات، كما أن الرؤية الوطنية والمستقبلية الشاملة عنده مغمشة إن لن نقل إنها معتمة 100%.

كما أن تكوينه الشخصي هو من غير خامة القادة ولا يجيد اختيار المعاونين والمستشارين والحلفاء، وهي صفة من أهم صفات من أنعم الله عليهم الله بعطايا ومواهب القيادة.

خطابه اليوم كان برأينا المتواضع صبياني ومسطح وشعبوي وغير مسؤول ومشخصن، وقد غيب عنه المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان والذي هو حزب الله الإرهابي.

تركيزه على جبران باسيل، شريكه في “الصفقة الخطيئة” التي سلمت لبنان لحزب الله يبين أن رؤيته للصورة الشاملة والمتكاملة هي مشوهة وعن سابق تصور وتصميم، وذلك على خلفية مصلحية وتجارية تمظهرت في تملقه لحزب الله واستمراره في المراهنة عليه للعودة إلى رئاسة الحكومة.

ولا يجب أن يغيب عن بالنا وبالتقييم العملاني بأن الحريري قد خدم حزب الله وأضر بلبنان كما لم يخدمه سياسي لبناني آخر، وكان وصل في وضعية استسلامه للحزب مؤخراً أنه راح يسوّق عربياً ودولياً لنفاق وخدعة حزب الله اللبناني وحزب الله الإقليمي.

هو من باع 14 آذار بالتوافق والتلازم مع سمير جعجع ووليد جنبلاط وقفز معهم فوق دماء الشهداء ودخل بمعيتهم ورضاهم في “صفقة الخطيئة” التي جاءت بعون رئيساً وضربت التوازن الذي كان قائماً نوعاً مع حزب الله.

الثلاثي الحريري وجعجع وجنبلاط داكش السيادة بالكراسي وباع لبنان وسيادته واستقلاله وتعامى عن أهمية القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة، وارتمى في احضان المحتل الإيراني مقابل منافع مالية وسلطوية.

وحضور الثلاثة الإسخريوتي جلسة منح الثقة لحكومة دياب الملالوية يؤكد أنهم مستمرون في تموضعهم اللاهي والمصلحي رغم ما يصدر عنهم من مواقف كذب ونفاق لمسايرة الثورة في حين هم عملياً يجدهدون لإفشالها وضربها.

الحريري دخل في شراكة سمسرة ومصالح وصفقات مع باسيل ومع غيره ولأنه جاهل للعقل اللبناني التجاري فقد فشل فشلاً ذريعاً حتى في هذا المجال اللاقانوني واللااخلاقي.

يبقى أن الحريري رجل أُدخل عالم السياسة رغماً عنه وورث موقع والده مجبراً وقد اثبت على مدار 15 سنة بأنه لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالسياسيين ولا بأي شيء يمت للشأن العام والعمل الوطني، وبالتالي بات واجباً عليه أن يستقيل من تيار المستقبل ويعمل جاداً على تحويله إلى حزب بالفهوم الغربي حيث من أهم ما هو لهذا التحول تبادل السلطات السلمي والديموقراطي.

وصدقاً نطلب من الله أن يبعد عن لبنان واللبنانيين أي تحالف جديد بين الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري حيث أن الثلاثة هو كوارث وطنية، ولا يجمع بينهم غير خدار الضمير، وموت الأحاسيس الوطنية، وعشق الصفقات والسمسرات، والفشل والنرسيسية والدكتاتورية والأكروباتية.

في الخلاصة فإنه ما دام في لبناننا المحتل شرائح تهوبر لأي صاحب شركة حزب “بالروح وبالدم منفديك” فنحن والسيادة والإستقلال والحريات من جورة إلى جورة ومن تعتير إلى تعتير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/2/2020

وطنية/الأحد 16 شباط 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الوضع المالي على مفترق طرق الأسبوع الطالع، والأزمة التي تشغل أهل السياسة والمال والاقتصاد ترهق المواطنين وتقلقهم، لاسيما مع مواصلة سعر صرف الدولار صعوده.

وبانتظار مشاورات وفد صندوق النقد الدولي في بيروت، ومعرفة ماهية المساعدة التقنية التي سيطرحها لمعالجة استحقاق اليوروبوند، طالب السيد حسن نصرالله بمنح الحكومة فرصة لمنع الانهيار والإفلاس. وتحدث عن قلق الناس قائلا: كلنا مسؤولون، داعيا إلى تشكيل لجنة من المعارضة والموالاة نظرا لخطورة الوضعين النقدي والاقتصادي.

وفي تداعيات الوضع الاقتصادي- المالي الصعب، قرار شركة طيران الشرق الأوسط استيفاء بدل تذاكر السفر بالدولار الأميركي، أثار استياء رسميا وشعبيا، دفع برئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى طلب توحيد تسعير بطاقات السفر بالليرة اللبنانية. وقد أعلنت لاحقا شركة "الميدل ايست" إلغاء قرار بيع بطاقات السفر بالدولار فقط، بناء على طلب رئيس الحكومة حسان دياب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في سباق مع الزمن، تبدو الحكومة في مواجهتها الاستحقاقات الاقتصادية والمالية الداهمة، وفي مقدمها مسألة سندات اليوروبوندز. وعلى نية هذه المسألة، يحط في بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة، وفد صندوق النقد الدولي، لتخرج الحكومة بنتيجة المحادثات معه بخيارات حاسمة، دفعا للمستحقات أو امتناعا أو تأجيلا.

المديرة التنفيذية للصندوق استبقت وصول الوفد، بدعوة لبنان إلى اتخاذ قرارات مهمة على مستوى سياساته العامة، بعد تأجيله المستمر للقيام بإصلاحات أساسية. أما اللبنانيون فيتطلعون إلى أن يتعاطى الصندوق معهم، ليس بخلفيات سياسية بل بمنطق تقني.

بالمنطق نفسه، يصر الرئيس نبيه بري على مقاربة حلول فعالة لمعضلة الكهرباء، التي ستكون قضيته الأولى في هذه المرحلة، وسيتعاطى معها بجدية مطلقة. لن يسكت بعد اليوم عن أي تأخير في هذا الملف، ولن يدخر جهدا لطرح أفكار للمساعدة في توفير الكهرباء التي استنزفت خزينة الدولة.

أما الخيارات التي يمكن اتباعها فهي عديدة، وليس أولها اقتداء اتحادات البلديات بمصلحة كهرباء زحلة، وليس آخرها تشغيل المعامل القائمة في أسرع وقت.

إلى هم الكهرباء المزمن وغيره، هم آخر انضم إلى اللائحة الضاغطة على كاهل اللبنانيين في عز أزمتهم الاقتصادية والمالية: شركة طيران الشرق الأوسط فرضت على المسافرين التعامل بالدولار الأميركي حصرا، لكنها عادت وألغته بعد أن جوبه بموجة من الاعتراضات الواسعة، كونه مخالفا لقانون النقد والتسليف وللمادة السابعة والثلاثين في موازنة 2020.

المشهد اللبناني والإقليمي، حضر الكثير من عناصره في الخطاب الذي ألقاه السيد حسن نصرالله قبل قليل، في ذكرى القادة الشهداء. الأمين العام ل"حزب الله" أعلن أن لا خيار سوى المقاومة الشعبية والشاملة، لمواجهة "صفقة القرن" والإدارة الأميركية التي تشن الحروب علينا.

وحول الحكومة، دعا لإعطائها فرصة حقيقية ومعقولة لتمنع الانهيار والسقوط. ودعا الجميع لتحمل المسؤولية وعدم التحريض عليها خارجيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من أهل الحكمة والمقاومة إلى أهل البصيرة والشهادة، أكثر من مهرجان وإحياء ووفاء، بل البناء على عطاء الدم حتى يبزغ للأمة فجر جديد.

ومع المرحلة الجديدة التي فرضتها الحماقة الأميركية باغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ومهدت بها لاعلان "صفقة القرن"، وبعد المراحل التي أتمتها المقاومة بدماء الشهداء القادة السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية، أطل عماد محور المقاومة ومهندس نصره القادم- الحاسم- الأمين العام ل"حزب الله" سماحة السيد حسن نصرالله، ومعه عنوان المرحلة: المقاومة الشاملة.

مقاومة الأميركي والصهيوني على امتداد عالمنا العربي والاسلامي، بأبعادها الاقتصادية والأمنية، والثقافية والقانونية، وحتما العسكرية. وعليه فإن جماهير المقاومة أمام تحد جديد ومرحلة مصيرية، كما وصفها سماحة السيد حسن نصرالله. أما الوصفة المطلوبة للمواجهة الجديدة التي لا مفر منها، فهي إلى جانب حمل البندقية، الوعي وعدم الخوف، والثقة بالله وبقدرات أمتنا، والأمل بالمستقبل وبأن أميركا وإسرائيل ليسا قدرا محتوما.

وعلى قدر خطورة المرحلة التي تعيشها المنطقة، كان الحديث عما يعانيه لبنان، من تداعيات الصفقة، والحديث عن التوطين، وفرض الترسيم، وشطب حقوق لبنان بالأرض المحتلة في مزارع شبعا.

أما زرع السنين الذي أورث البلاد أزمة اقتصادية ومالية صعبة جدا، فإن "حزب الله" مستعد لتشارك المسؤولية لمعالجة الأوضاع القائمة، كما قال السيد نصرالله، مؤكدا أنه ليس قلقا على المقاومة وميزانيتها وإنما على المواطنين والبلد.

ولأن بداية الحل لا تكون إلا بفصل المعالجة الاقتصادية عن المناكفة السياسية، فقد دعا السيد نصرالله الحكومة، التي أكد دعمها والوقوف إلى جانبها، دعاها إلى المبادرة نحو الكتل السياسية وتشكيل لجنة من المعارضة والموالاة للعمل على الانقاذ، لأن الوضع يتهدد الجميع، والفشل سيصيب كل الوطن، بل قد لا يبقى بلد ليظن أحد أنه قادر على المجيء على حصان أبيض لانقاذه.

ولأن اللبنانيين قادرون على إيجاد الحلول، فإن من يدعو إلى اليأس هو يرتكب خيانة وطنية، والمسألة تحتاج إلى الوعي والشجاعة والتضحية والتخلي عن الحسابات الخاطئة، كما أكد السيد نصرالله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

كل الأنظار نحو "حكومة مواجهة التحديات": فهل ستتمكن من أخذ قرارات جريئة؟، وفي حال تمكنت، هل ستكون قادرة على التنفيذ؟.

الجواب على هذين السؤالين، يتوقف عليه مصير البلاد في ضوء الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، العائدة إلى سياسات خاطئة عمرها ثلاثة عقود، تولد يوميا أزمات فرعية من كل حدب وصوب.

ومساء اليوم، وبعد ساعات انشغل اللبنانيون خلالها بمتابعة الملف، وبناء على طلب رئيس الحكومة حسان دياب، قررت إدارة شركة طيران الشرق الأوسط إلغاء قرار بيع بطاقات السفر في مكاتب الشركة بالدولار الأميركي حصرا، على أن تعقد اجتماعات لاحقة لبحث تفاصيل وأسباب هذا القرار، توصلا لايجاد الآليات والحلول التي من شأنها أن تراعي مصلحة المواطنين وواقع الشركة.

وفي التفاصيل، وفق بيان صادر عن رئاسة الحكومة، أن دياب تابع القضية، واستوضح رئيس مجلس إدارة الشركة حيثيات القرار في هذا الوقت، وأجرى اتصالا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بهذا الخصوص.

أما في السياسة، فالأبرز اليوم تشديد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، على أننا في وضع صعب جدا جدا جدا، داعيا إلى فصل معالجة الملف الاقتصادي والمالي عن الملف السياسي، ومعتبرا أن تحريض البعض في الخارج، وتسمية الحكومة الحالية ب"حكومة حزب الله"، يؤذي لبنان وامكانات المعالجة، ويسيء لعلاقات لبنان العربية والدولية.

الأمين العام ل"حزب الله"، حذر من أنه في حال فشل الحكومة الحالية، لا نعرف ما إذا كان سيبقى بلد ليأتي أحد على حصان أبيض ليشكل حكومة جديدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الحكومة الجديدة في سباق كبير مع الملفات الاقتصادية الضاغطة. سعر الدولار يرتفع بلا حسيب ولا رقيب، بحيث أصبحت التسعيرة الرسمية بعيدة جدا عن التسعيرة الفعلية الواقعية. وحتى الآن لا مؤشرات تدل على أن المعالجة بدأت لضبط سعر الدولار، أو على الأقل لردم الهوة بين تسعيرة مصرف لبنان البيضاء وتسعيرة السوق السوداء.

في المقابل، استحقاق اليوروبند تحول هاجسا لا يقلق المسؤولين فحسب بل جميع اللبنانيين، وخصوصا بعد الحديث عن زيارة مرتقبة لوفد من الصندوق الدولي إلى لبنان منتصف الأسبوع الطالع، لتقديم آراء استشارية إلى المسؤولين في كيفية معالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة.

مصدر الخشية أن وصفات الصندوق الدولي معروفة طبيعتها، أي أنها صعبة وقاسية. واللبناني اليوم لم يعد يتحمل المزيد من اجراءات التقشف، لأنه لم يعد يملك ما يمكن أن يتقشف به. فكيف ستكون المعالجة إذا؟، وهل تستطيع الحكومة أن تقنع المواطنين بالاجراءات القاسية والموجعة التي ستضطر إلى اتخاذها؟.

وسط هذه الأجواء الملبدة اقتصاديا، استيقظ اللبنانيون على خبر مفاجىء: إدارة شركة طيران الشرق الأوسط أعلنت أنها ستقوم، مثل بقية شركات الطيران العاملة في لبنان، بقبول الدفع بالدولار الأميركي فقط. القرار كانت له تداعيات كثيرة، وأثار عددا كبيرا من الأسئلة والالتباسات وردود الفعل الغاضبة، وخصوصا أنه صادر عن شركة وطنية رائدة، كما أن مصرف لبنان يملك في هذه الشركة من خلال شركة "انترا". وقد أدى القرار- الصدمة إلى تدخل رئيسي الجمهورية والحكومة، ما دفع "الميدل ايست" إلى الغاء قرارها.

سياسيا، أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله، قدم مطالعة دفاعية عن الحكومة الجديدة، طالبا من كل القوى السياسية دعمها، باعتبار أن جميع اللبنانيين في مركب واحد. واللافت في خطاب نصرالله دعوته إلى تشكيل لجنة من الموالاة والمعارضة، تتولى انقاذ لبنان ولا سيما اقتصاديا. فهل بدأ الحزب يتهيب الأعباء الملقاة على الحكومة الجديدة؟، وهل بدأ يشعر أنه من الأفضل أن تشارك كل القوى السياسية في تحمل مسؤولية الوضع المأزوم، حتى لا تقع مسؤولية الانهيار الشامل على فريق سياسي واحد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

كاد قرار تسعير بطاقات سفر "الميدل إيست" بالدولار، يحدث حركة إحتجاجية شبيهة بما حدث بعد قرار الدولارات الستة على ال"واتساب"، لكن تدارك رئيس الحكومة حسان دياب أطفأ الحركة الإحتجاجية بعدما قرعت أبواب المطار. وإذا كان قرار "الميدل إيست" بخلفيات اقتصادية، فإن إلغاءه جاء بخلفيات غير اقتصادية لاستيعاب الشارع، على أن يبحث الموضوع لاحقا.

ما حدث اليوم بالنسبة إلى قضية بطاقات "الميدل إيست"، هو عينة من قضايا ستنفجر تباعا: فالوقت يضيق والمصاعب تتراكم والمعالجات النقدية، سواء من الداخل أو من الخارج، ليست معزولة عن السياسة وموازين القوى.

وبصورة أوضح: لبنان بقدرته الذاتية لم يعد قادرا على معالجة معضلته المالية، الدول ليست جمعيات خيرية، وهي أصلا لم تعد تثق بالإدارة السياسية للبلد، وعدم الثقة يجعلها تنكفئ عن المساعدة. المؤسسات المالية الدولية، ولاسيما صندوق النقد الدولي، لا يتحرك من تلقاء نفسه، وهو إن تحرك فلديه شروطه، ولبنان ليس موحدا على الموافقة على هذه الشروط.

إذا نحن في قلب الدوامة، والكرة في ملعبنا لا في شباك صندوق النقد الدولي أو الدول الفاعلة والمؤثرة، وإذا بقيت السلطات المعنية والقوى الفاعلة "تتغنج" وتحاول كسب المزيد من الوقت، فستكتشف، ولو بعد سقوط الهيكل، أن لبنان ليس في موقع فرض الشروط: فهو الذي ينوء تحت عبء المئة مليار دولار دينا، وهو الذي ضرب اقتصاده، تجارة وصناعة وزراعة وسياحة، ومصانعه ومؤسساته تقفل، وهو الذي تتخم إداراته الرسمية ومؤسساته العامة بجيوش الموظفين، تنفيعا، وهو الذي ينخر الفساد معظم مؤسساته من دون أن يكون هناك موقوفون بحجم هذا الفساد.

لبنان هو كل هذه السيئات مجتمعة، ويتدلل على العالم وعلى مؤسساته، وكأن هذا العالم ملزم بالمساعدة.

الأسبوع الطالع مفصلي: ماذا ستقرر الحكومة بالنسبة إلى "اليوروبوندز"؟، من أين ستبدأ الحكومة في معالجة سائر الملفات؟، ماذا سيحقق وفد صندوق النقد الدولي في اجتماعاته في بيروت؟، ما هي خريطة طريق الحراك بعد الواقع الجديد الذي تمثل بنيل الحكومة الثقة والمباشرة بالعمل؟. الجميع يكاد يلتقي عند نقطة أن أحدا لا يملك خططا للمعالجة.

الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، اكتفى بوصفة "إعطاء مهلة زمنية معقولة للحكومة، لتمنع الإنهيار وتمنع السقوط وتمنع الإفلاس".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لم يكد محمد الحوت يقلع بقراره تسعير الرحلات بالدولار، حتى اضطر إلى إجراء هبوط اضطراري. وقبل حلول الاثنين موعد تطبيق الدولرة الطائرة، كان رئيس مجلس إدارة "الميدل إيست" يتراجع عن الخطوة بطلب من رئيس الحكومة حسان دياب، وبالتالي يلغي مؤتمرا صحافيا كان سيعقده غدا لشرح التفاصيل التي دفعته إلى هذا الإجراء، لكن الساعات التي انتشر فيها القرار، كانت كافية لأن لا يطلع عليه نهار، وأن غده لم يكن بقريب، لأنه يخالف قانون النقد والتسليف، ويدفع باتجاه احتجاز اللبنانيين في مكان إقامتهم، ولن يحلموا بعد اليوم حتى بـ"وان واي تكيت".

طار الإجراء الذي "لا يعلى عليه"، وتم إنزاله إلى أرض واقع اقتصادي مرير، لا يسمح باتخاذ قرارات تفاقم البؤس، وتفرض حصارا جويا على اللبنانيين. لكن الخطوة جاءت كضربة من غير رام لجبران باسيل، الذي يتحين الفرصة لاصطياد الحوت الأزرق، فأعد العدة لتقديم إخبار لدى النيابة العامة التمييزية غدا، وقال إنه يطالب منذ زمن بخفض سعر البطاقات من دون تجاوب، "هيدا اسمو احتكار"، وبعد حصر قبول الدفع بالدولار أصبح اسمه مخالفة للقوانين، "فالمصرف بخدمة الدولة ومش الدولة بخدمة المصرف".

وإذا كان القرار الطائر قد أسقطه حسان دياب، فإن رئيس الحكومة شخصيا يخوض حاليا عصفا فكريا لاتخاذ قرار أكثر خطورة، سواء إذا قرر دفع المستحقات باليوروبوند أو ذهب باتجاه إعادة البرمجة، علما أن قرار التخلف عن الدفع يهدد بإسقاط الحكومة برمتها، وستكون عندها الكلمة للشارع، وما هو مطروح حاليا سوف يساعد عليه فريق صندوق النقد الدولي الذي تردد أنه أصبح في بيروت.

وفي بحر السجال السياسي والاقتصادي، كان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أكثر الملتزمين بالحكمة والدعوة إلى فصل مسار الخلافات لإنقاذ لبنان. وقال نصرالله إن "حزب الله" لم يفكر بطريقة حزبية ولا بنفسه وفلوسه "أبدا نحنا مش هيك"، لا بل حملنا هم الناس لأنهم كلهم ناسنا، فنحن بلد واحد، ومصيرنا واحد، ومستعدون أن نتحمل المسؤولية "ومش هربانيين"، وسوف نبقى نتحمل المسؤولية والتضحيات سواء بالدماء أو بماء الوجه. ودعا نصرالله إلى تنحية الخلافات لمعالجة الأزمات، لأننا في السياسة "نحنا مختلفين بكل شي".

وطلب نصرالله إعطاء الحكومة فرصة مقبولة بالزمن، في إشارة إلى عدم الالتزام بمئة يوم، قائلا للمزايدين في المهل "تعا نحنا جاهزين إنو نعينك ملك ع لبنان إذا بتخلص الازمة بشهر". وقال: إذا فشلت هذه الحكومة، ليس معلوما أن يبقى بلد لكي يأتي رجل على حصان أبيض. وطلب نصرالله من الذين لا يريدون تقديم المساعدة إلى الحكومة، ألا يشنوا حربا عليها، وألا يحرضوا في الدول العربية والغربية. ورأى أن من يبعث على اليأس يرتكب الخيانة الوطنية.

مقاومة سلمية محلية، أطلقها نصرالله، لهزيمة الحرب المالية، ومقاومة شاملة لمقاطعة أميركا، وليس بالضرورة بالسلاح، بل عبر وسائل قضائية وقانونية وثقافية، ورفع دعاوى على أميركا من قبل حقوقيين عرب، ومعاملتها بالمثل.

 

تمثال سليماني في مارون الراس: تحررت فلسطين من قوته!

المدن/17 شباط/2020

وجاء تصميم نُصُب سليماني وهو يشير بإصبعه نحو فلسطين المحتلة وخلفه يرفرف العلم الفلسطيني، الأمر الذي أثار انتقادات في مواقع التواصل، حيث وضع البعض هذا الأمر في إطار محاولة التعمية على جرائم سليماني و"حزب الله" في سوريا والعراق، من خلال استغلال القضية الفلسطينية بهذا الشكل الفجّ والمباشر، في حين علّق البعض ساخرين: "تحررت فلسطين من قوة التمثال". وفيما تم تداول الفيديو في العديد من الحسابات الإيرانية بموازاة حسابات تابعة لمناصري "حزب الله"، إلا أنّ شريحة واسعة من اللبنانيين انتقدت الأمر. ونشرت الإعلامية ديانا مقلد تعليقاً قالت فيه: "تمثال لقاسم سليماني في جنوب لبنان. وقبله ورقة مسربة من مدارس المهدي عن اسئلة توجه لاطفال عنه. وطبعا هناك الكلام الهذياني الذي قاله نصرالله عن مناشدته ملك الموت ان يقبض روحه لا روح سليماني. كما دوماً، محاولات عبثية تثير السخرية لتطويب مجرم قاتل بغلاف القداسة المزيف". من جانبها، علّقت الوزيرة السابقة مي شدياق قائلة: "أنحن في لبنان أم إيران؟ بعد جادة الإمام الخميني على طريق المطار، حزب الله يحتفل بإزالة الستارة عن نصب لـ #قاسم_سليماني في الجنوب! لماذا الإصرار على تغيير هوية لبنان وإدخاله في صراع المحاور! اين النأي بالنفس؟ كل يوم يؤكد الحزب أنه فرع للحرس الثوري الايراني ووليه الفقيه وليس لبنانيا!". وغرّد الكاتب جورج حايك قائلاً: "يا اخي قد افهم وضع تمثال لأحد الزعماء الراحلين لحزب الله على حدود لبنان رغم عدم اجماع كل اللبنانيين على ذلك، لكن وضع تمثال لعسكري إيراني مثل قاسم سليماني فهذا أمر يعزز التحليلات القائلة بوقوع لبنان تحت سيطرة ايران، وبالتالي يعبّر عن تحدي لإرادة كل الشعب اللبناني!". ولم تنحصر الانتقادات باللبنانيين فقط، بل نشر العديد من المغردين والناشطين السوريين تعليقات حول الفيديو المتداول، بينهم الصحافي قتيبة ياسين الذي غرّد قائلاً: "إسرائيل تقصف ميليشيات إيران وحزب الله فيردون ببناء تمثال لقاسم سليماني. إسرائيل تقصف بشار الأسد فيرد ببناء تمثال لحافظ الأسد. يا هيك المقاومة يا بلاش.. خلي إسرائيل تتعلم تقصف".

 

سيناتور أميركي يتوعَّد لبنان: أفرجوا عن الفاخوري وإلّا!

ترجمة ليبانون ديبايت/الاحد 16 شباط 2020  

ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية أن لبنان يمكن أن يجد نفسه قريبًا تحت العقوبات بسبب احتجاز القائد العسكري السابق لمعتقل الخيام في جيش أنطوان لحد، عامر إلياس الفاخوري. وأشارت الشبكة الى أن قضية الفاخوري لفتت انتباه السيناتور الديمقراطي، جين شاهين، الذي هدد بمعاقبة الأفراد المتورطين في سجنه. ولفتت "فوكس نيوز" الى أن شاهين، يضغط على الحكومة اللبنانية للإفراج عنه، خاصة أنه مصاب بالسرطان. وذلك بالتزامن مع الضغط المستمر الذي تنفذه أسرة الفاخوري على الرئيس الأميركي دونالد ترمب ليتدخل. ورأى شاهين في تصريح لصحيفة "فوكس نيوز" أنه "لا يوجد دليل يدعم التهم الموجهة إلى عامر فاخوري، وحالته الصحية رهيبة". وأضاف، "الوقت جوهري، والحكومة اللبنانية بحاجة إلى إدراك أنه ستكون هناك عواقب لاستمرار اعتقاله". وأكد شاهين، الذي يُقال إنه يعمل على مشروع قانون عقوبات على الدولة اللبنانية، أن "العقوبات، مطروحة على الطاولة، لتأمين حرية الفاخوري، وذلك للم شمله مع أسرته وتوفير الرعاية التي يحتاجها على وجه السرعة". وأفادت "فوكس نيوز" أن عائلة فاخوري شكرت السيناتور الأميركي على مساعدته ودعت إلى إطلاق سراحه فورًا ، مشيرةً إلى أنه يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية في المرحلة الرابعة. كما شدّدت عائلة الفاخوري في بيان على أنه "مريض بشدة ويفتقر الى المستشفى والدواء الأساسي من أجل علاجه بشكل صحيح". ودعت أسرة الفاخوري، الرئيس ترمب، "إلى المساعدة في إعادة هذا المواطن الأميركي البريء إلى الوطن"، قائلةً إنه "في حالة حرجة وكل يوم تتدهور صحته. نخشى أن يموت أبانا في لبنان".

لقراءة المقالة كاملة إضغط على الرابط التالي https://fxn.ws/31XBeWZ

 

وزير الدفاع الأميركي يُصرِّح بشأن مشاكل لبنان

 ليبانون ديبايت/الاحد 16 شباط 2020

حمّل وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر كل المشاكل التي تحصل في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط لإيران ايضًا. وفي حوار أجرته معه الاعلامية هادلي غامبل، تطرق إسبر الى موضوع دعم صندوق النقد الدولي للبنان جراء أزمته الاقتصادية، وقال: "نعم بكل وضوح أترك هذا الأمر الى وزارة الخارجية التي تُعتبر المسؤولة عن هذا الجزء من الأمر ولكن في ما يتعلق بالمساعدة الأمنية لدينا التزامات كثيرة مع القوات المسلحة اللبنانية وسنستمر في هذه الإلتزامات في كل مرة نرى فيها شرارة حرية وبأن هناك شعباً يريد حقوقه الفردية". وأضاف: "هذه هي القيم التي نتشاركها ونريد أن ندعمهم، ومجددًا أقول إن التحدي الأكبر هو ايران هذا النظام الخبيث الموجود هناك منذ أكثر من 4 عقود". ورداً على سؤال، قال اسبر: "ما يحصل في لبنان وفي العراق وما يحصل في ايران حيث خرج الشعب الى الشارع ليقول كفى للفساد وكفى لنفوذ ايران في بلادنا، علينا أن نساعد هذه الشعوب لأن هذه هي القيم التي نتشاركها احترام حقوق الإنسان واحترام كرامة الفرد وامكانية المشاركة في العملية الديموقراطية وعدم التأثر بالدخلاء مثل ايران التي تقوم بقمع حاجات الناس". وعن لائحة العقوبات التي تحاول أن تستهدف حزب الله وتمويله من خلال ايران، أجاب اسبر: "نحن نقوم بتوفير دعم أمني كبير للبنان وربما يمرّ هذا الدعم من دون أن يلاحظه أحد ولكن المشكلة في منطقة الشرق الأوسط هي ايران"، لافتاً الى أنه "منذ 40 عامًا أي منذ العام 1979 قام هذا النظام بنشر سلوكه الخبيث في كامل الشرق الأوسط وخصوصاً في أماكن مثل لبنان لسنوات عدة وفي اليمن وأفريقيا وأفغانستان أيضاً". https://youtu.be/9O3iRK-12e0

 

طلبٌ "عاجلٌ" من رئيس الجمهورية بشأن "تسعير" بطاقات السفر

ليبانون ديبايت/الاحد 16 شباط 2020

أعلن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية، أن "الرئيس العماد ميشال عون طلب توحيد تسعير بطاقات السفر بالليرة اللبنانية، استناداً الى القوانين المرعية الاجراء".وأمس، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط "الميدل إيست"، أنّه "اعتباراً من الإثنين، ستقوم كل شركات الطيران العامِلة في لبنان، ومن ضمنها طيران الشرق الاوسط بقبول الدفع فقط بالدولار الأميركي". وأضافت في بيانٍ لها، "ستقبل كل بطاقات الدفع بالإضافة إلى الشيكات المصرفية، بشرط أن تكون العملية بالعملة الأجنبية".

 

دياب طلب من الحوت إلغاء تسعير بطاقات السفر بالدولار

وطنية - الأحد 16 شباط 2020

تابع رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، قضية قرار شركة طيران الشرق الأوسط، تسعير بطاقات السفر بالدولار الأميركي، واستوضح رئيس مجلس إدارة الشركة حول حيثيات القرار في هذا الوقت، وأجرى اتصالا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بهذا الخصوص. وطلب رئيس مجلس الوزراء من رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، إلغاء قرار تسعير بطاقات السفر بالدولار الأميركي.

 

نائب وزير الدفاع السعودي: الحريري اغتالته ميليشيات الغدر الإيرانية

بيروت ـ “السياسة” /16 شباط/2020

أكّد نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، أنّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري “كان قائداً وطنياً مصلحاً”، متّهماً من وصفها بـ”ميلشيات الغدر الإيرانية” باغتياله. وكتب بن سلمان، على “تويتر”: “رحل رفيق إلى جوار ربّه، وستبقى رؤيته ومشروعه الوطني الذي يصبو لتحقيق الاستقرار والازدهار والتعايش في مواجهة مشاريع الميليشيات الطائفية التي لا تؤمن بالوطن ولا كرامة المواطن”. وأَضاف: “استشهد قبل 15 عاماً رفيق الحريري… كان قائداً وطنياً مصلحاً، قاد مسيرة إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في وطنه وابتعث الآلاف من أبناء شعبه من مختلف الطوائف، واغتالته ميليشيات الغدر الإيرانية، التي ضاقت ذرعاً به وبمشروع النهضة الوطني الذي كان يدافع عنه، فهي لا تعرف إلا ثقافة الدمار”. ورد الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري على تغريدة نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، بالقول عبر “تويتر”: “ان مملكة الإنسانية هي قبلة المسلمين حيث يعلم العالم اجمع ان المملكة قيادة وشعبا هم رمز الوفاء والعطاء والعروبة الأصليه التي طالما وقفت مع لبنان وقفة عز في جميع الظروف العصيبة ونحن نفخر بأن نحمل هذه الهوية العربية العريقه ، هوية الإسلام الصحيح”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

إخبار من "التيّار" ضد "الميدل إيست"

ليبانون ديبايت/الاحد 16 شباط 2020 

طلب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من مسؤول ملفات الفساد في "التيار" المحامي وديع عقل تقديم إخبار قضائي أمام النيابة العامة غداً الاثنين ضد الميدل إيست "لمخالفتها القوانين أولاً، وحرمانها اللبنانيين من السفر بالعملة المتوافرة لديهم ثانياً وهذا أبسط حقوقهم".

وذكّرت اللجنة المركزية للإعلام في "الوطني الحر" في بيان، بأن "التيّار" كان من أول المنادين بكسر الاحتكارات التي تضع المواطنين تحت رحمة شركة واحدة تتحكّم بهم كيفما تشاء من دون أي رادع. وطالب "التيّار" رئيس مجلس الادارة السيد محمد الحوت التراجع عن هذا القرار، "إذ إن عدم قبول العملة الوطنية يشكّل جرماً جزائياً ويخالف النص الوارد في قانون موازنة 2020 الذي يلزم التعامل بالعملة الوطنية". وسابقًا، لفت رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى أنني "من زمان، وانا بطالب بتخفيض سعر بطاقات سفر الـMEA، من دون تجاوب"، معتبرًا أن هذا الشيئ يسمّى "إحتكارًا". ورأى باسيل في تغريدةٍ على حسابهِ عبر "تويتر"، أن قرار الـ"MEA"، مخالفٌ للقوانين. وفي هذا السياق طالب باسيل، التيار الوطني الحر، أن يقدِّم إخبارًا ويتحرَّك. كما ذكَّر وزير الخارجية السابق، بأنَّه الى الآن، لم نأخذ جوابًا من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول التحويلات المالية الى الخارج. وشدَّد باسيل على أن "المصرف بخدمة الدولة ومش الدولة بخدمة المصرف".

 

باسيل يُطالب التيّار بتحركٍ فوريّ

ليبانون ديبايت/الاحد 16 شباط 2020 

لفت رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى أنني "من زمان، وانا بطالب بتخفيض سعر بطاقات سفر الـMEA، من دون تجاوب"، معتبرًا أن هذا الشيئ يسمّى "إحتكارًا". ورأى باسيل في تغريدةٍ على حسابهِ عبر "تويتر"، أن قرار الـ "MEA"، مخالفٌ للقوانين. وفي هذا السياق طالب باسيل، التيار الوطني الحر، أن يقدِّم إخبارًا ويتحرَّك. كما ذكَّر وزير الخارجية السابق، بأنَّه الى الآن، لم نأخذ جوابًا من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول التحويلات المالية الى الخارج. وشدَّد باسيل على أن "المصرف بخدمة الدولة ومش الدولة بخدمة المصرف". وأمس، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط "الميدل إيست"، أنّه "اعتباراً من الإثنين، ستقوم كل شركات الطيران العامِلة في لبنان، ومن ضمنها طيران الشرق الاوسط بقبول الدفع فقط بالدولار الأميركي". وأضافت في بيانٍ لها، "ستقبل كل بطاقات الدفع بالإضافة إلى الشيكات المصرفية، بشرط أن تكون العملية بالعملة الأجنبية". وأكدت أنّه "سيكون في إمكان المسافرين تسديد رسوم الحمولة الزّائدة، ورسوم تعديل الحجز بالليرة اللبنانية في مطار رفيق الحريري الدولي".

 

هكذا تحوَّلت وديعة المليون دولار الى 69 مليون$ في مصارف لبنان

ليبانون ديبايت/الاحد 16 شباط 2020 

ابدى النائب ميشال ضاهر إستغرابه من النظام المالي والاقتصادي في لبنان، لافتًا الى أنه "لو تم وضع وديعة مصرفية بقيمة مليون دولار بالليرة اللبنانية حيث كان سعر الدولار ٢٣٠٠ في عام ١٩٩٢، وبفائدة شهرية حسب سعر السوق، لأصبحت هذا الوديعة اليوم تساوي ٦٩ مليون دولار".

وقال في تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر"، "هذا هو النظام الريعي الذي دمر القطاعات الإنتاجية، وتسبَّب بإفلاسها". وأوضح ضاهر، في تغريدةٍ اخرى، "عم احكي إذا الوديعة كانت بالليرة اللبنانية، حيث وصلت الفوائد إلى ٤٠ بالمئة عام ١٩٩٥"

 

سماحة- السيد...

علي ولاء مظلوم/فايسبوك/16 شباط/2020

بلغني بعض خطابك اليوم حين قلت أن الهاجس الوحيد بالنسبة اليك هو "ماذا تجيب الله يوم القيامة" وأنك لا تكترث لرأي الناس فيك وما يكتبه التاريخ عنك، وسمعت بالأمس مقالتك الافتراضية للقناة الايرانية عن انه لو كان خيّرك ملك الموت بين قبض روحك وقبض روح سليماني لكنت اخترت الأولى.

جميل سماحتك أن تكون هذه قناعتك فعلا، ولكني هذه المرة - حصرا- من باب الحرص عليك أدعوك الى أن تعيد حساباتك قبل تلك المواقف العظيمة، فلعلّ من حولك قد زينوا لك الأمور فخدعوك وأقاموك - دون أن تشعر- مقام الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!

لن أطيل الكلام سماحتك، ولكني أنا شخصيا - مثلا- لا أسامحك على شهور السجن المريرة التي أمضيتها ظلما (أشدد على أنها كانت ظلما) في سجون حزبك، وأعلم أن كثيرين غيري لا يسامحونك على عظيم ظلم وقع بهم بسبب طغاة من حزبك تعتبرهم أنت مجاهدون شرفاء، وهم في الحقيقة فراعنة أفسدوا وظلموا وقتلوا وخطفوا وسرقوا، وكل ذلك باسم الله والدين والمقاومة، وإنّه ليعظم ذنبك اذا علمت بفعلهم فرضيت أو تغاضيت فلم تحاسب، فموقفك فعلا صعب لا تحسد عليه.

لذا سماحتك كان عليك لكل ذلك وغيره الكثير أن تقول لملك الموت :"أرجوك خذ سليماني"

وبما أنها منذ أيام مرت ذكرى اغتيال الشهيد الشيخ خضر طليس فإنني أرجو أن تكون حضّرت إجابة لله حين يسألك عمن قتله عام 1998 مع اخوانه في حوزة الامام المنتظر، ومن سكت عن دمه وأوقف التحقيق.

وبالنسبة لمحاربة أميركا ومقاطعة بضائعها فأدعوك لأن تمنع جماعتك أولاً من ركوب السيارات الامريكية رباعية الدفع وأن تدفع للمجاهدين بالليرة اللبنانية بدل الدولارات التي تتباهون بها، وان تسحب من مسؤولي حزبك كل ادوات التكنولوجيا الامريكية المتطورة، وخصوصا هواتفهم الأمريكية الذكية باهظة الثمن.

وبما أنك أتيت على ذكر أقساط المدارس فلا بأس بلفت نظر نائبك الشيخ نعيم الى الاقساط الباهظة لمدارس المصطفى التي يملكها، وكذلك رئيس الهيئة الشرعية الشيخ يزبك وابنائه أصحاب "المرتضى" و"قمم".

ولا بأس أيضا بالطلب من مؤسسة القرض الحسن أن تعامل الناس بالعدل لأن الذي سحب قرضا والدولار ب 1500 يسدده اليوم على حساب 2300 وغدا أكثر، فالناس ما عادت تحتمل.

ولكم مني كل التحايا...

 

لاريجاني من المطار: لبنان بلد مؤثر في المنطقة وإيران تسعى لأن تراه حرا سيدا مستقلا

وطنية/الأحد 16 شباط 2020

وطنية - وصل مساء اليوم إلى مبنى الطيران العام في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، على رأس وفد، آتيا من العاصمة السورية دمشق، في زيارة للبنان، تستمر يومين، يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانين.

وكان في استقباله والوفد المرافق، النائب هاني قبيسي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا والقائم بالأعمال أحمد الحسيني والمستشار الثقافي الدكتور عباس خامه يار، الوزير السابق محمود قماطي ممثلا الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، مديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة نجلا عساكر، وفد من حركة "أمل" برئاسة عضو هيئة الرئاسة خليل حمدان ورجال الدين.

قبيسي

بداية، رحب قبيسي باسم الرئيس بري بالزائر، وقال: "بتكليف من الرئيس بري جئنا لنستقبل الضيف العزيز، رئيس مجلس الشورى الإيراني، في بلده الثاني لبنان، مرحبين به، متمنين له إقامة طيبة". وإذ نوه ب"حسن العلاقات بين البلدين"، أكد أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت دائما إلى جانب لبنان، في كل المحن، التي مرت على هذا البلد". وتمنى للاريجاني "زيارة موفقة، لتأكيد هذه العلاقات الجيدة، التي تستمر في ظل كل المصاعب الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط".

لاريجاني

بدوره، قال لاريجاني: "إنه لمن دواعي سروري وفخري واعتزازي، أن تتاح لي هذه الفرصة المتجددة، لكي أتشرف بزيارة هذا البلد الشقيق والصديق لبنان". أضاف: "طبعا، لبنان هو بلد مؤثر في هذه المنطقة، ولطالما كانت هناك علاقات صداقة ومودة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية الشقيقة، وكما تعرفون فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تسعى دوما، إلى أن ترى لبنان الشقيق بلدا حرا سيدا مستقلا، وفي هذا الإطار، لا يسعني إلا أن أتقدم بالتهنئة والتبريك للبنان الشقيق، نخبا وشعبا وجمهورا، على هذه الجهود الموفقة، التي بذلها، والتي أدت إلى تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة". وختم "سوف نسعى على الدوام، إلى أن تكون العلاقات الثنائية، بين البلدين الشقيقين، علاقات ممتازة، ونسأل الله لكم التوفيق".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تحذيرات عربية ودولية من عدم تسديد لبنان “اليوروبوند” في مارس ودياب نفى ما ينشر عن إجراءات وقرارات حكومية ودعا العابثين للتوقف عن بث سمومهم

بيروت ـ”السياسة”: /16 شباط/2020

على وقع التحذيرات العربية والدولية من مغبة تخلف لبنان عن تسديد مستحقات “اليوروبوند” في التاسع من مارس المقبل، لما لذلك من انعكاسات سلبية على سمعته، وثقة المؤسسات المالية باقتصاده وقطاعه المصرفي، وبانتظار الموقف الرسمي من هذا الموضوع المتوقع في الإيام القليلة المقبلة، أصدر المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء بيانًا حادًا، أمس، أشار فيه الى أن “بعض الجهات تواصل منذ شهرين ترويج أخبار ملفّقة عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، وتضخ أكاذيب شخصيّة أو سياسيّة”. وحذَّرت رئاسة الحكومة من أن “هذه الجهات لجأت أخيرًا إلى ترويج أخبارٍ كاذبة تستهدف استقرار البلد الإقتصادي والمالي والإجتماعي، وتريد العبث بمستقبل اللبنانيين والإضرار بمصالحهم”. وأكد المكتب الإعلامي أن، “كل ما تم نشره عن إجراءات حكوميّة أو أخبار متعلّقة بقرارات وزاريّة غير صحيح”، داعياً، “هؤلاء العابثين إلى التوقّف عن بثّ سمومهم في يوميّات اللبنانيين الذين تكفيهم صعوباتهم اليوميّة الناتجة عن تراكم السياسات الخاطئة التي أوصلت البلد إلى انهيار”. وفي السياق، علم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجه كلاما قاسيا لرئيس جمعية المصارف سليم صفير، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في اللقاء الاخير الذي حصل في القصر الجمهوري، على مسمع الرئيسين ميشال عون، ودياب. وأبلغ بري صفير وسلامة أنه “ليس من حق المصارف التعاطي بهذه الطريقة مع أموال المودعين، وهؤلاء لا يتسولون عندكم…. وأسرعوا إلى تسوية هذا الامر قبل فوات الاوان”. وأبدى بري، اعتراضه على كلام البعض الذي يدعو الى تطبيق “اللامركزية المالية” في المناطق. ويعتبر ان هذا الامر مخالف للدستور ويقسم بين اللبنانيين ومناطقهم”. ولفت عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله الى أن “بعض المصارف يبدو أنها ما زالت غير مستعدة لتقديم شيئ من أجل البلد، سوى التضييق على المودعين”. ورأى، عبر “تويتر” أن “قيام هذه المصارف ببيع سندات اليوروبوند لمستثمرين أجانب في الآونة الأخيرة، يعقد ويصعب عملية أعادة جدولة وهيكلة الدين بأضعاف”، واصفاً ما تفعله المصارف بأنه “تصرف رأسمالي جشع، يقارب الخيانة العظمى”.

 

شدياق: “حزب الله” ليس لبنانياً واستنكار واسع لنصب سليماني في الجنوب

بيروت ـ”السياسة” /16 شباط/2020

 قوبل قيام “حزب الله” بإقامة نصب لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في جنوب لبنان، بموجة استنكار ورفض من قبل عدد من الشخصيات السياسية التي رأت في هذا التصرف، عملاً استفزازياً مداناً، ويمثل تحدياً لكل اللبنانيين، حيث غردت الوزيرة السابقة مي شدياق، عبر “تويتر” قائلة: “أنحن في لبنان أم إيران؟ بعد جادة الإمام الخميني على طريق المطار،حزب الله يحتفل بإزالة الستارة عن نصب لقاسم سليماني في الجنوب! لماذا الإصرار على تغيير هوية لبنان وإدخاله في صراع المحاور! اين النأي بالنفس؟ كل يوم يؤكد الحزب أنه فرع للحرس الثوري الايراني ووليه الفقيه وليس لبنانيا!” بدوره، اعتبر الوزير السابق أشرف ريفي، أن “إقامة نصب لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني في الجنوب لا علاقة له بمواجهة إسرائيل بل بتأكيد وصاية إيران على لبنان”. وأضاف، “وصاية إيران تعمّق أزمتنا الإقتصادية، وهذا برسم رئيسَي الجمهورية والحكومة والمسؤولين”. وكان وصل، أمس، إلى بيروت، رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني، على رأس وفد ضم عددا من الشخصيات البرلمانية والسياسية، في زيارة رسمية تستغرق يومين، يلتقي في خلالها كبار المسؤولين”.

 

بومبيو لـ«الشرق الأوسط»: ملتزمون بمنع إيران من التسلح والسعودية «شريك استراتيجي» يلعب «دوراً محورياً» في استقرار المنطقة

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/16 شباط/2020

ترتبط زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إلى السعودية، الأربعاء المقبل، بالعديد من الملفات الساخنة، وتتزامن مع أحداث مهمة. ولا تزال واشنطن تواصل جهودها للتوصل إلى حل للصراع في سوريا، والتعاون مع حلف «الناتو» في مكافحة الإرهاب، ومساعدة القوات العراقية بالتدريب والاستخبارات، والاستمرار في حملة الضغوط القصوى على إيران، خصوصاً بعد مقتل قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني. كما تتزامن الزيارة مع احتفال الرياض وواشنطن بالذكرى الخامسة والسبعين للقاء التاريخي بين الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، والرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت، على متن السفينة البحرية «كوينسي» في 14 فبراير (شباط) 1945، وهو اللقاء الذي أسس للشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية. في هذا الحوار القصير، أجاب وزير الخارجية الأميركي، على بعض الأسئلة المتعلقة برحلته إلى المملكة، والملفات التي يحملها معه، مشدداً على الدور القوي الذي مارسته السعودية على مدى 75 عاماً في حفظ الاستقرار، وعلى «الشراكة المتينة» بين الرياض وواشنطن. وأكد بومبيو سعي بلاده لتجديد القيود المفروضة على تسلح إيران في مجلس الأمن، قبل انتهائها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتخشى دول عدة من رفع الحظر الذي سيمكن إيران من بيع الدبابات والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي وشرائها، وبالتالي فتح الباب أمام سباق جديد للتسلح في الشرق الأوسط. وإلى نص الحوار:

> في أعقاب الغارة الأميركية التي قتلت قاسم سليماني، ما هي خيارات واشنطن للتصدي للتهديدات المدعومة من إيران، سواء من «حزب الله» اللبناني أو الميليشيات العراقية التابعة لطهران أو ميليشيات الحوثي اليمنية؟

- لقد أنقذت العملية الأميركية ضد الإرهابي الإيراني قاسم سليماني، العديد من الأرواح الأميركية، كما قامت بحماية سيادة العراق. كان سليماني مسؤولاً عن مقتل أكثر من 600 أميركي وعدد لا يحصى من العرب وغيرهم في العراق وسوريا وأماكن أخرى، وكان يعمل بفاعلية لقتل المزيد في اللحظة التي قتلناه فيها. وكما أوضح الرئيس دونالد ترمب، فإننا لن نتسامح مع الهجمات التي تضر بالأميركيين.

> اقترح الرئيس ترمب توسيع عضوية حلف «الناتو» لتشمل دول الشرق الأوسط. ما الفارق بين هذا التوجه وبين التحالفات الأخرى التي دعت إليها الولايات المتحدة وساهمت في تشكيلها؟

- نعم. وكما أكد البيت الأبيض مجدداً في هذا الأمر، فإن الرئيس ترمب يركز على أهمية زيادة دور حلف «الناتو» في منع الصراع والحفاظ على السلام في الشرق الأوسط. ونحن نواصل النقاشات في هذا الأمر، وهناك اتفاق واسع على أن حلف «الناتو» يمكن أن يسهم بشكل أكبر في تحقيق الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب الدولي.

> على مدى الأسابيع والشهور الماضية، اهتمت واشنطن كثيراً بالاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران. كيف يمكن للولايات المتحدة مساعدة الشعب الإيراني الذي يعاني أكثر من قمع النظام ومن الآثار السلبية للعقوبات الاقتصادية الأميركية؟

- كما قلت من قبل، وهذه هي رسالتي إلى الشعب الإيراني: الولايات المتحدة تسمعكم، والولايات المتحدة تدعمكم وتقف إلى جانبكم، وهذا الدعم هو الآن أكثر أهمية من أي وقت مضي، لا سيما في مواجهة القمع الوحشي لهذا النظام ضد المتظاهرين المسالمين. وسيستمر تركيز حملة الضغوط القصوى الأميركية في ممارسة أقصى قدر من العزلة الدبلوماسية لإيران، وممارسة الضغوط الاقتصادية والردع العسكري لدفع هذا النظام إلى تغيير سلوكه. وفي حين أن الأمر متروك للشعب الإيراني لتحديد مساره المستقبلي، فإن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني، وستظل تدعو وتكرر دعواتها إلى تحقيق العدالة والمساءلة.

> السعودية حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. كيف تقيّم التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وكيف يمكن الاستفادة من هذا التعاون في تحقيق الاستقرار في بلدان مثل سوريا والعراق ولبنان؟

- نحن مصممون على ضمان سلامة الشعب الأميركي، وضمان الأمن القومي الأميركي، وهذا يتطلب شركاء موثوقين لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. المملكة العربية السعودية تلعب دوراً محورياً في هذا الصدد، وسنحافظ على هذه الشراكة الاستراتيجية المهمة بين بلدينا. ويجب أن نتذكر أنه على مدى 75 عاماً، كانت المملكة العربية السعودية شريكاً قوياً في تحقيق الأهداف المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، وكانت أيضاً عضواً مؤسساً في التحالف من أجل مكافحة «داعش»، وساهمت في صندوق دعم الاستقرار في سوريا. كما أن للمملكة جهوداً واضحة في المساعدة في استقرار الاقتصاد العراقي وإحباط العدوان الإيراني.

> ما الخطوات التي تتخذها الإدارة الأميركية حالياً لحث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تجديد قرار حظر الأسلحة المفروض على إيران، الذي ينتهي في أكتوبر المقبل؟

- الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم قدرة إيران على شراء وبيع الأسلحة، لأن هذا الأمر يساعد النظام الإيراني على الاستمرار في زعزعة استقرار المنطقة، وإحداث المزيد من العنف وإطالة أمد الصراع والمعاناة. وقد تحدثت في أغسطس (آب) الماضي إلى مجلس الأمن الدولي، وأكدنا على أهمية تجديد القيود المفروضة على إيران، وعلى الاستمرار في فرض الحظر على الأسلحة، وأيضاً حظر السفر على أسوأ عملاء إيران. لقد تحدثت إلى مجلس الأمن الدولي لأؤكد على أهمية تجديد القيود المفروضة على إيران، وأكدت لأعضاء مجلس الأمن أنه يتعين على مجلس الأمن تجديد هذه القيود طالما استمر سلوك إيران المزعزع للاستقرار.

ولدينا ساعة على صفحة وزارة الخارجية على الإنترنت، تقوم بالعد التنازلي لإظهار الوقت المتاح للنظام حتى يتراجع، ولا تتعرض إيران للقيود والاضطرابات من جديد. وتسعى الولايات المتحدة إلى إبرام صفقة شاملة مع إيران تتناول بشكل شامل سلوك إيران المزعزع للاستقرار، وليس فقط برنامجها النووي، لكن أيضاً برنامجها الصاروخي، وما يتعلق بدعم الوكلاء الإرهابيين والأنشطة الإقليمية الخبيثة. ببساطة، يجب أن تتصرف إيران كدولة طبيعية، وهذا ليس مطلباً صعب التحقيق.

 

مليون نازح من إدلب وحلب منذ ديسمبر

لندن/الشرق الأوسط/16 شباط/2020

أدّى التصعيد العسكري الأخير الذي أطلقته قوات النظام السوري في إدلب وحلب منذ منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى أكبر موجة نزوح على الإطلاق، أجبرت نحو مليون مدني على النزوح من منازلهم في ظل أوضاع إنسانية كارثية نظراً لعدم توافر الحد الأدنى من متطلبات الحياة واكتظاظ مناطق النزوح بالمدنيين الذين آثروا النجاة والفرار من قوات النظام، وكذلك في ظل الطقس السيئ الذي تمر به المنطقة، حسبما ذكر تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر التقرير أن أعداد النازحين من إدلب، منذ بدء الهجوم البري في 24 يناير، ارتفع إلى نحو 380 ألف مدني سوري، في حين ارتفع تعداد النازحين من حلب وإدلب منذ منتصف يناير إلى 575 ألف مدني، في ظل استمرار العمليات العسكرية جوا وبرا، وارتفع العدد الإجمالي منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول)، إلى نحو مليون و5 آلاف نازح من إدلب وحلب. ارتفاع أعداد النازحين، جاء مع اتساع رقعة النزوح لتشمل مناطق جديدة بعد فتح قوات النظام لجبهات جديدة، كمحاولتها التقدم بريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي وحصارها مناطق عدة كحريتان وعندان وياقد العدس وكفرحمرة وحيان وبالا وبسطرون وكفرداعل وقبتان الجبل ومناطق أخرى هناك، بالإضافة لاستمرار النزوح من الريف الغربي لحلب. وبحسب مشاهدات «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن عدداً كبيراً من النازحين يعيشون في العراء ضمن مناطق ريف إدلب الشمالي عند الحدود السورية مع لواء إسكندرون، وفي مناطق ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة «القوات التركية»، والفصائل الموالية لها، وذلك نتيجة تهجيرهم بفعل العمليات العسكرية، في ظل العجز التام من قبل المنظمات الإنسانية عن احتواء ومساعدة الأعداد الهائلة من النازحين، كما أن مئات الآلاف المهجرين من دمشق وحمص وحماة والجنوب السوري وحلب وحماة وإدلب باتوا محصورين ضمن منطقتي سرمدا والدانا، ثاني أكبر تجمع سكني في إدلب بعد إدلب المدينة، حيث يواجه هؤلاء مصيراً مجهولاً بفعل الاتفاقات الروسية - التركية، إذ إن العمليات العسكرية المتصاعدة بريف حلب الغربي الملاصق لتلك المنطقتين قسمت المواطنين بين مَن جمع أشياءه وغادر نحو المجهول، ومن ينتظر التهجير ربما للمرة العاشرة. وذكر «المرصد» أن «الجميع الآن ينشغل فقط بالبحث عن مكان يأوون إليه هرباً من البرد القارس، وعمليات النظام، ولم يعد أحد يفكر أبداً في ارتفاع أسعار الدولار أو غيرها من الأمور التي كانت تشغلهم في السابق. في واقع الأمر، بفعل الاتفاقات الروسية - التركية وعمليات النظام عسكرياً، أصبح مئات الآلاف من السوريين في انتظار مصير مجهول داخل بقعة جغرافية صغيرة». ولأن المصائب لا تأتي فرادى؛ ففصل الشتاء الأخير يُعدّ ضيفاً ثقيلاً على مئات الآلاف من النازحين، حيث الأوضاع الكارثية التي يعيشها النازحون باتت هي الأخرى من ضمن العوامل التي تحصد أرواح السوريين.

 

النظام السوري يعلن تعطيل وإنزال 5 طائرات مسيرة استهدفت مصفاة حمص

بيروت/الشرق الأوسط/16 شباط/2020

أعلنت قوات النظام السوري، تمكن وحداتها، اليوم (الأحد)، من تعطيل وإنزال 5 طائرات مسيرة إلكترونياً كانت تحاول استهداف مصفاة حمص. وتعرضت مصفاة حمص وعدد من معامل ومحطات الغاز، في الرابع من الشهر الحالي، لاعتداءات «إرهابية» بقذائف من طائرات مسيرة أدت إلى نشوب حرائق ووقوع أضرار مادية، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام. وتعاني سوريا من أزمة مواد نفطية، بشكل خانق، أدت لفقدان الغاز المنزلي من الأسواق، وعدم تأمين المواد النفطية لمحطات توليد الكهرباء.

 

روسيا تتهم تركيا بخرق «الخطوط الحمراء» وتسليح «جبهة النصرة»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/16 شباط/2020

صعدت وزارة الدفاع الروسية مستوى اتهاماتها لأنقرة، وبعد مرور يوم واحد على الإشارة إلى قيام العسكريين الأتراك بـ«تضليل القيادة السياسية» عبر نقل معطيات مزورة عن الوضع في إدلب، حملت اتهامات جديدة أمس، لأنقرة بنقل أسلحة نوعية ومعدات قتالية متطورة وصلت في جزء ملموس منها إلى أيدي مقاتلي «جبهة النصرة» إشارات إلى محاولات الجانب التركي «تغيير قواعد اللعبة وانتهاك كل الخطوط الحمراء» وفقا لتعبير مصدر روسي. وبالتزامن مع إعلان الكرملين على لسان الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف أن «اتصالات نشطة تجري على مستويات مختلفة بين موسكو وأنقرة» تزايدت سخونة الاتهامات الروسية الموجهة إلى الجانب التركي بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية أمس، عن مصدر دبلوماسي عسكري روسي بأن تركيا «تنقل أسلحة ومعدات قتالية إلى إدلب بوتائر متسارعة». وزاد أنها «سلمت المسلحين في إدلب معدات عسكرية حديثة ومضادات طيران أميركية الصنع، وأن جزءا ملموسا من هذه الأسلحة وصل إلى جبهة النصرة». وأوضح المصدر أن تركيا أدخلت إلى إدلب أكثر من 70 دبابة ونحو 200 مدرعة و80 مدفعا، كما حصل المسلحون من تركيا على مضادات طيران محمولة أميركية الصنع، مشيرا إلى أن «هذه النقطة تثير قلقا كبيرا، نظرا لأنه لا أنقرة ولا حتى واشنطن بإمكانهما أن يعرفوا متى وأين يمكن أن تستخدم هذه الأسلحة لاحقا». وأضاف المصدر أنه «من دواعي القلق الخاص تزويد أنقرة المسلحين في منطقة إدلب لخفض التصعيد بالزي العسكري التركي»، موضحا أن مسلحين تابعين لـ«هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى يشاركون في القتال ضد القوات السورية قد يقومون بتنفيذ عمليات ضد الجيش السوري متخفين بالزي العسكري وكأنهم عناصر في الجيش التركي. وأضاف أن القوات السورية دمرت خلال أسبوع أكثر من 20 دبابة وناقلة جنود سلمتها تركيا للمسلحين في إدلب.

وقال المصدر الرسمي الروسي بأن تركيا تواصل في تصريحاتها والحديث عن استعدادها للتهدئة والحوار لكنها تقوم على أرض الواقع بتصرفات مغايرة. وجاءت هذه الاتهامات بعد مرور يوم واحد على تصعيد قوي في لهجة وزارة الدفاع الروسية التي اتهمت نظيرتها التركية بـ«تضليل القيادة السياسية للبلاد عبر تزويدها بمعلومات مزورة». وقال بيان أصدره مركز المصالحة الروسي في سوريا، التابع للوزارة بأن العسكريين الأتراك ينشرون معلومات لا صحة لها عن حجم خسائر القوات الحكومية السورية وينقلون تقارير لا تستند إلى أسس إلى قيادة البلاد. وأوضح أن الجانب التركي أعلن على سبيل المثال، عن مقتل 63 عسكريا سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية في إدلب، مؤكدا أنه «لا صحة للتصريحات التي تفيد بتعرض القوات الحكومية السورية لـ«قصف» القوات التركية، ومقتل عناصر في الجيش السوري». ووصف المركز التصريحات التركية بأنها «غير مسؤولة»، و«لن تؤدي إلا للتصعيد في إدلب وتسفر عن اتخاذ قرارات متسرعة لا تلبي المصالح المشتركة لروسيا وتركيا»، موضحا أن «موظفي وزارة الدفاع التركية، يتحملون مسؤولية تزويد قيادة بلادهم بمعلومات غير صحيحة حول الوضع في منطقة إدلب لوقف التصعيد». وعلق مصدر روسي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» على الاتهامات، بالإشارة إلى أن موسكو «تشعر بقلق جدي، لأن التعزيزات التي أرسلتها أنقرة خلال الأسابيع الماضية إلى سوريا بلغت مستويات غير مسبوقة، كما أن الجانب التركي عبر تسليم الأسلحة الحديثة وخصوصا المضادات الجوية يقوم عمليا بخرق قواعد اللعبة وتجاوز كل الخطوط الحمراء، نظرا لأن هذه الأسلحة يمكن أن تستخدم لاحقا ضد القوات الروسية». وزاد المصدر أنه برغم أن الحوارات الروسية - التركية متواصلة لكن التطورات الجارية تشي بأن الأوضاع لا تسير نحو التهدئة. ولفتت أوساط روسية الأنظار إلى مواصلة خطاب التهديدات والإنذارات من جانب تركيا، وأشارت إلى تهديد جديد أطلقه أمس وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بـ«اتخاذ الإجراءات المناسبة» ما لم يتم حل القضايا العالقة بإدلب مع روسيا بالطرق الدبلوماسية، لافتة إلى أن هذا التلويح يأتي قبل يوم واحد على لاجتماع مقرر لأوغلو مع الوزير سيرغي لافروف في ميونيخ. كما أن موسكو تنتظر زيارة وفد عسكري – دبلوماسي تركي الاثنين لإجراء جولة جديدة من المحادثات حول الوضع في إدلب بعدما كانت جولتا محادثات جرتا في أنقرة الأسبوع الماضي على نفس المستوى فشلتا في تقريب وجهات النظر بين الجانبين.

 

هجوم صاروخي يستهدف قاعدة للتحالف والسفارة الأميركية و”الحشد”

الأمن حرق خيام المعتصمين في الخلاني... وطلاب العراق رفضوا علاوي مجدداً... وخطف ناشط بالنجف

50 شاحنة أميركية تغادر بغداد متجهة إلى سورية وسط تزايد الهجمات على القواعد العسكرية

بغداد – وكالات/16 شباط/2020

 أعلنت مصادر أمنية أمس، أن صواريخ سقطت قرب السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين بالعاصمة بغداد في ساعة مبكرة، من دون أن تتسبب في وقوع إصابات أو أضرار. وأكد التحالف العسكرى في العراق، بقيادة الولايات المتحدة، أن صواريخ صغيرة ضربت قاعدة عراقية تستضيف قوات من التحالف. وقال متحدث باسم التحالف في تغريدة على موقع “تويتر”، كم دون ذكر مزيد من التفاصيل، إنه “لا خسائر، والتحقيقات جارية”. وسمع دوي عدة انفجارات في بغداد فجراً، تبعتها أصوات تحليق طائرات في سماء المنطقة، فيما دوت صفارات الإنذار في أنحاء مجمع السفارة الأميركية. ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم، علما أن واشنطن تتهم الفصائل الشيعية المسلحة المقربة من إيران بالوقوف خلف الضربات التي تستهدف جنودها ومقراتها. وأوضحت خلية الإعلام الأمني في بيان، أن أربعة صواريخ “كاتيوشا” سقطت في بغداد، ثلاثة منها داخل المنطقة الخضراء، فيما سقط الرابع في مقر الدعم اللوجستي لـ”الحشد الشعبي” بجانب بناية كلية الشرطة في شارع فلسطين، ما أدى إلى أضرار بعربة وخيام ومواد احتياطية، من دون خسائر بشرية. وكان مصدر أمني أفاد في وقت سابقظن بأن الصواريخ انطلقت من منطقة بين حيي جميلة والطالبية، وهي مناطق خاضعة لسيطرة حركة “النجباء”، في حين انطلق صاروخ آخر من منطقة الزعفرانية وهي منطقة تسيطر عليها “منظمة بدر”، كما انطلق آخر من منطقة زيونة، التي تسيطر عليها “عصائب أهل الحق”. وفي وقت لاحق، عثرت السلطات الأمنية على منصة الصواريخ التي استهدفت المنطقة الخضراء ومقراً لـ”الحشد الشعبي”. ووفقاً لمعلومات تداولها خبراء أمنيون، فإن منصة الصواريخ المكونة من عربة تسمى “ستوتة”، وجدت في حي الأمانة جنوب شرق بغداد. وفي وقت لاحق، أفاد مصدر عراقي، بأن رتلاً عسكرياً أميركياً يضم نحو 50 شاحنة غادر الأراضي العراقية باتجاه سورية

وذكرت قناة “سكاي نيوز” الإخبارية، أن مغادرة قوات أميركية للعراق تأتي وسط تزايد الهجمات ضد المصالح الأميركية منذ أواخر العام الماضي. من ناحية ثانية، انطلقت تظاهرات طلابية حاشدة في بغداد ومدن الجنوب، أمس، مجددة رفضها تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة، وسط تجدد المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين قرب ساحة الخلاني وسط بغداد. وأفاد ناشطون ليل أول من أمس، بأن قوة أمنية بزي مدني اقتحمت ساحة الخلاني وسط بغداد وأحرقت خيام المعتصمين. من جانبها، ذكرت وزارة الداخلية في بيان، أن غالبية من هاجموا القوات الأمنية قرب ساحات التظاهر من الحكومين وأصحاب السوابق العدلية.

وقال المتحدث باسم الوزارة خالد المحنا، إن “القوات الأمنية اعتقلت العديد من العصابات المتورطة بعمليات الخطف، التي تستهدف المتظاهرين”. وفي بابل أيضاً خرجت تظاهرة طلابية منددة بتشكيل الحكومة من قبل علاوي. كما تظاهر طلاب جامعة ميسان بفرع كلية الإعلام.

وفي كربلاء، خرج المئات من الطلاب في مسيرات حاشدة تنديداً بحرق خيم المتظاهرين في ساحة الوثبة، وصدحت أصوات المتظاهرين هاتفين، “فوق الغيم نضع الخيمة!”، كما ارتفعت الهتافات منادية المرأة العراقية للمشاركة في التظاهرات. وفي الجنوب، استمرت التظاهرات، سيما في الناصرية والبصرة (بعد تنسيق العشائر والأمن من أجل المحافظة على سلامة المحتجين)، والتزم المتظاهرون بالبقاء في الساحات المخصصة، ولم تقع أي إشكالات. وفي النجف، أفاد متظاهرون أمس، بأن “مجهولين اختطفوا الناشط علي لقمان الكيشوان بعد خروجه من ساحة الصدرين التي تضم مركز اعتصام الحراك الشعبي في المحافظة”. وفي السياق، وجه زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، دعوة إلى تقديم الدعم للمواكب الخدمية في سبيل “استمرار الثورة بمسارها السلمي”. وقال “وصل إلى مسامعي أن المواكب الخدمية باتت قليلة في ساحات الاحتجاجات السلمية المخصصة لذلك دون غيرها”، مشدداً على ضرورة “أن تقاطع تلك المواكب كل من يدعو للفتنة والتخريب”. وجدد التأكيد أن “هناك من يدعي الانتماء لي لكنه يثير الفتن من خلال الهتافات المحرضة وهذا لا أرضى به، كما لا أرضى بالتعدي على رموزنا الدينية وعلمائنا وحوزتنا”. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي على حسابه بموقع “تويتر”، ليل أول من أمس، أنه سيطرح تشكيلته الوزارية للتصويت عليها من قبل البرلمان الأسبوع الجاري. وقال “اقتربنا من تحقيق إنجاز تاريخي عبر تشكيلة وزارية مستقلة من الأكفاء من دون تدخل سياسي”. بدوره، وصف رئيس “ائتلاف الوطنية” إياد علاوي أمس، ما أسماه “اللهاث وراء المناصب وتجاهل الحديث عن مطالب المتظاهرين، بأنه “أمراً معيباً”. وقال إنه “من المفترض أن تكون مهمة الحكومة المقبلة موقتة، تنحصر في محاسبة قتلة المتظاهرين والتهيئة لانتخابات مبكرة، لا تشارك فيها، وتحديد موعد لها”.

 

طهران وبغداد يفاجئان واشنطن باتفاقية لمتابعة مقتل سليماني

بغداد – وكالات/16 شباط/2020

 وقعت إيران والعراق، أمس، اتفاقية بشأن المتابعة القانونية والقضائية لقضية اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبوالمهدي المهندس، ورفاقهما، بقصف جوي أميركي في مطار بغداد الدولي. وذكرت وكالة “إيرنا” الإيرانية للأنباء، أن “اللجنة القانونية والقضائية العراقية اتفقت مع نائب وزير العدل للشؤون الدولية وحقوق الإنسان في إيران، على المتابعة القانونية والقضائية لقضية اغتيال سليماني والمهندس، من خلال اقتراح تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين”. ونقلت الوكالة عن مساعد وزير العدل الايراني للشؤون الدولية وحقوق الانسان محمود عباسي، قوله، إن “إيران حكومة وشعباً وقفت دوماً إلى جانب الشعب والحكومة العراقية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش، وتحملت تكاليف باهضة جراء دعمها، بما في ذلك استشهاد قاسم سليماني وأبومهدي المهندس”، مشيراً إلى أن “هذه الجريمة هي عمل خطير ارتكبته الإدارة الأميركية في وضع كان فيه سليماني ضيف رسمي على العراق كدولة مستقلة ذات سيادة”.

 

روحاني يعترف: نواجه عقوبات غير مسبوقة لا نستطيع الهروب منها

طهران – وكالات/16 شباط/2020

 أقر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، بأن بلاده تواجه عقوبات غير مسبوقة. وفي لهجة مختلفة عن خطابات أدلى بها مراراً قادة عسكريين في “الحرس الثوري”، أكد روحاني أن إيران عاجزة عن التهرب من العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة، قائلا إن “الحظر المفروض على إيران منقطع النظير على مستوى العالم”. كما أضاف أنه “يمكن الجلوس إلى طاولة المفاوضات في إطار 5+1، عندما تعود أميركا إلى الاتفاق النووي وترفع الحظر عن إيران”. إلى ذلك، أقر روحاني بأن إسقاط الطائرة الأوكرانية كان خطأ عجيبا والتأخر بإعلانه أضر بالبلاد. وفي ما يتعلق بالاحتجاجات التي عمت البلاد في نوفمبر الماضي، اعترف بوقوع قتلى، إلا أنه اعتبر أن الأرقام التي أعلن عنها مبالغ فيها. من جانبه، استقبل أمین المجلس الأعلی للأمن القومي علي شمخاني، سكرتیر مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني أليكسي دانيلوف ووفدا أوكرانيا زار طهران، حيث بحثا حادث سقوط الطائرة الأوكرانية، التي أسقطها “الحرس الثوري” الإيراني فوق طهران في يناير الماضي، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول العلاقات الثنائیة.

 

بن علوي: عُمان لم تتلقَّ أي طلب للوساطة بين الرياض وطهران وأكد فشل جهود حل الأزمة الخليجية واستبعد حدوث مواجهة عسكرية في المنطقة

ميونخ، مسقط – وكالات/16 شباط/2020

 أكد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي أمس، أن بلاده “لم تتلق أي طلبات للتوسط بين طهران والرياض، من أجل حل الخلافات بين البلدين”، مضيفا أن “جهود حل الأزمة القطرية الخليجية مع الإمارات والسعودية لم تنجح، وعلقت في مطلع يناير الماضي”، ومشددا على أن بلاده تعمل على خفض حدة التوتر في منطقة الخليج العربي، ومستبعدًا حصول أي مواجهة عسكرية في الوقت الراهن. وقال على هامش مشاركته في أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، إن “السلطنة تتواصل مع واشنطن وطهران، ولدينا شعور بأن هناك إمكانية للحوار بينهما”، مستبعدا حدوث مواجهة عسكرية في الوقت الحالي بالمنطقة. وأضاف أن لدى البعض “الحق في الشعور بالقلق من تصعيد التوتر”، واصفا إيران بأنها “دولة كبيرة وجارة، وإذا عملنا على تنظيم مصالحنا لربما أعطانا ذلك شعورًا بالسلم”. وعن العلاقات الأميركية الإيرانية، أوضح أن “سلطنة عمان لا ترى نضوج الظروف حاليا للتقارب بين الولايات المتحدة وإيران، لسبب بسيط، وهو أن العلاقات بين البلدين مقطوعة منذ ثورة 1979، وأن تطبيعها يتطلب إرادة الطرفين”. وتوقع بن علوي، عدم حدوث أي تغيرات كبيرة في الستراتيجية العسكرية الأميركية في المنطقة، حتى انتخابات الرئاسة مطلع نوفمبر المقبل”، مؤكدا أن “هناك جهودا تبذل من أجل تخفيف التصعيد في الخليج، دون ذكر تفاصيل تلك الجهود”. غير أنه اعتبر خطر اندلاع مواجهة عسكرية في مضيق هرمز أكبر مقارنة بأي مكان آخر بمنطقة الخليج، وهو ما يرجع جزئيا إلى العدد المتزايد من السفن الحربية الآتية من دول مختلفة والتي تؤمنه. وقال إن “هناك الكثير من السفن الحربية في هرمز، ومبعث قلقنا هو أن خطأ قد يحدث”، مضيفا أن هذا يجعل المنطقة نقطة الاشتعال الأخطر في الخليج في الشهور المقبلة. وحذر من أن عمان قلقة “من احتمال وقوع أي خطأ من قبل القطع البحرية في مضيق هرمز، ما قد يخلق مشكلة كبرى”. في غضون ذلك، انطلقت في سلطنة عمان أمس، فعاليات التمرين الجوي المشترك “الفحص الدقيق”، بمشاركة عناصر من القوات الجوية والطائرات المقاتلة الأميركية. وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن التمرين يشارك فيه سلاح الجو السلطاني العماني وبإسناد من البحرية، ويشتمل على مجالات تدريبية متعددة، تحاكي بيئات افتراضية تتناسب وأدوار القوات الجوية المشاركة والمهام التي تنفذها الطائرات بمختلف أنواعها، وفقا لخطة التمرين العامة والأهداف الوطنية المنشودة منه. على صعيد متصل، نفذ الجيش السلطاني العماني، بمشاركة وحدات من القوات الملكية البريطانية، التمرين العماني- البريطاني المشترك “عاصفة الجبل”.

 

طلاب إيران يطالبون بمقاطعة الانتخابات ويهتفون: “الحرس قاتل” ودشنوا موجة جديدة من الاحتجاجات على سوء الأوضاع وتنديداً بالقمع وإسقاط الطائرة الأوكرانية

طهران، عواصم – وكالات/16 شباط/2020

 مدشنين موجة جديدة من الاحتجاجات على سوء الأوضاع، وتنديداً بالقمع وإسقاط الطائرة الأوكرانية، خرج طلاب جامعة أمير كبير في العاصمة الإيرانية طهران أمس، في تظاهرات حاشدة، داعين إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المتوقعة في 21 فبراير الجاري. وردد الطلاب هتافات “الشعب غارق في الفقر وهؤلاء يفكرون في جمع الأصوات”، و”لا للتصويت، نعم لمقاطعة الانتخابات”، كما رفعوا شعارات تذكر بضحايا احتجاجات العام الماضي، وأخرى مناهضة للحرس الثوري تقول “أيها الحرس الثوري أنت قاتلنا”، “لا تقل لي مثير الفتنة أنت مثير الفتنة أيها الظالم”، و”نموت ونأبى المذلة”، و”إطلاق الصاروخ سراً ليس خطأ بشرياً”، محملين “الحرس الثوري” مسؤولية إسقاط الطائرة الأوكرانية، ومقتل 176 شخصاً كانوا على متنها. وأظهرت فيديوهات وصور تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مئات الطلاب وهم يهتفون “لا نريد نظاماً عسكرياً”، “الطالب يموت ولا يقبل الذل”، “لا للعسكر ولا للسمسرة السياسية، وتحيا الجامعة”، وفق موقع “إيران إنترناشيونال”. وبينما كان الطلاب يسيرون في حرم الجامعة، هاجمت مجاميع من ميليشيات “الباسيج” و”جماعات الضغط المتشددة” الموالية للنظام التجمع، وانهالوا على الطلاب بالضرب في محاولة لتفريقهم، وفق ما أظهرت مقاطع الفيديو المنشورة. من جانبها، شهدت بداية الحملة الانتخابية في البلاد بداية خجولة، حيث غابت التجمعات وملصقات المرشحين السبعة آلاف على غير العادة. في غضون ذلك، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني الزعم، تلقي بلاده رسائل من السعودية عبر دول عدة، منها باكستان والعراق، مشيرا إلى أنه “في حال كانت السعودية مستعدة، فإن القضايا العالقة ستكون قابلة للحوار”. وقال روحاني إن “ظروف الحوار والتصالح مع السعودية ستكون أفضل بكثير في حال أوقفت عدوانها على اليمن. لا توجد مشكلة معقدة لا يمكن حلها بين طهران والرياض، واليمن أهم القضايا العالقة”، مضيفا أن “السعودية تبدي اهتماما بطريقة إنهاء الحرب على اليمن. لقد ارتكبت خطأ كبيرا في حربها على اليمن، وكانت تعتقد أن الشعب اليمني سيستسلم في غضون أسابيع أو شهور”. وتابع أن “السعودية عالقة في اليمن، والشعب اليمني يتعرض للمجازر، وحل الأزمة اليمنية لن يكون إلا بأيدي اليمنيين أنفسهم”، مشددا على ضرورة أن “توقف السعودية عدوانها على اليمن، وأن تدفع للشعب اليمني تعويضا عن الخسائر الناجمة عن حربها”. من جانبه، شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال لقائه نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، على ضرورة عودة أوروبا إلى تنفيذ التزامات الاتفاق النووي، باعتبارها المسار الصحيح الوحيد لحل المشاكل. وأشار ظريف خلال اللقاء الذي جرى على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني، إلى الالتزامات التي لم تنفذها أوروبا في إطار الاتفاق النووي، قائلا إنه في حال نفذت أوروبا التزاماتها، فإن إيران ستعود عن مسار خفض التزاماتها. بدورها، لاحظت وسائل الإعلام الإيرانية، غياب القائد الجديد لفيلق القدس التابع للحرس الثوري إسماعيل قاآني، عن احتفال الفاطمية السنوي الذي يعقده المرشد الأعلى علي خامنئي، في ذكرى وفاة السيدة فاطمة، ويستمر لأربعة ليال، ويحضره كبار المسؤولين وكبار القادة العسكريين في إيران. ووفقاً لموقع “إيران واير” فإن غياب قاآني يعني أنه في مهمة غير معلنة، ربما يكون في سورية أو العراق أو أفغانستان، حيث كان خامنئي قد أمره أن يتبع بدقة جميع سياسات وخطط سليماني. إلى ذلك، اكدت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب-كارنباور، الحاجة إلى عمل أوروبي مشترك لحماية الطرق البحرية الستراتيجية عبر مضيق هرمز، مبررة عدم مشاركة بلادها في المهمة الأميركية بأن الحكومة الألمانية لا تعتبر أن سياسة الضغط الأقصى هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع إيران.

 

أردوغان يهدد الأسد بمواجهة مفتوحة بعد تلقيه دعماً من ترامب

أعداد النازحين بحلب وإدلب تخطت المليون ... والجيش السوري عطّل خمس "مسيرات" استهدفت مصفاة حمص

النظام السوري يحرر مناطق ستراتيجية بريف حلب الغربي تحت غطاء روسي والمعارضة ترد بهجوم معاكس

عواصم – وكالات/16 شباط/2020

 هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باستهداف قوات النظام في إدلب إذا لم تنسحب من مواقعها قبل نهاية فبراير الجاري، مؤكداً أنه لا حل للأزمة من دون هذا الانسحاب. وقال أردوغان، ليل أول من أمس، إنه عقد محادثات إيجابية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سورية، معتبراً أن أنقرة لا يمكن أن تبقى صامتة إزاء تطويق قوات النظام لمواقع المراقبة التركية في إدلب. وأضاف إن المشكلة في إدلب لن تحل إلا بعد أن تنسحب قوات النظام إلى ما وراء الحدود التي وضعتها تركيا وروسيا في اتفاقهما العام 2018. وأوضح “نود أن نفعل هذا بدعم من أصدقائنا، وإذا اضطررنا لسلوك الطريق الصعب فنحن مستعدون لهذا أيضاً”، مضيفاً إنه “لن يهدأ لنا بال حتى نطهر سورية من التنظيمات الإرهابية ومن وحشية النظام”. وفي وقت لاحق، قال أردوغان في كلمة خلال فعالية نظمها حزب “العدالة والتنمية” في إسطنبول، إن “النوم في سلام حرام علينا حتى تخليص سورية من ظلم النظام والمنظمات الإرهابية”.

وفي الوقت الذي انتقد فيه أردوغان الولايات المتحدة قائلاً، إن بيانات الدعم الأميركية فيما يتعلق بإدلب “لا ترسخ الثقة”، أشارت الرئاسة التركية في بيان، بعد محادثة هاتفية مع الرئيس دونالد ترامب، إلى أنه “في معرض التشديد على أن هجمات النظام الأخيرة غير مقبولة، تبادل الرئيس (أردوغان) وترامب وجهات النظر بشأن سبل إنهاء الأزمة في إدلب من دون أي تأخير”. وذكرت أن الرئيسان أكدا “رفض هجمات النظام في إدلب وأنها غير مقبولة”.

وكانت تعزيزات عسكرية تركية جديدة وصلت إلى الحدود مع سورية، أمس. في غضون ذلك، أعلن مركز حميميم الروسي للمصالحة في سورية، تجهيز معابر ونقاط تفتيش إضافية لتسهيل إجلاء المدنيين عن إدلب، فيما نفت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) صحة الأنباء التي تحدثت عن مشاركتها في العمليات العسكرية في إدلب. وفي حلب، تابعت وحدات من قوات النظام عملياتها العسكرية بريف المدينة الغربي تحت غطاء جوي سوري – روسي كثيف، محررة منطقة المنصورة الستراتيجية بعد اشتباكات عنيفة مع المعارضة المسلحة. في المقابل، بدأت الفصائل السورية المسلحة،أمس، هجوماً على محور كفر حلب الخاضعة لسيطرة النظام بريف حلب الغربي، فيما يترافق مع قصف مدفعي تركي مكثف استهدف كفرحلب وميزناز. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) استهلت الهجوم بتفجير عربة مفخخة، مضيفاً إن جيش النظام أفشل هجوماً إرهابياً استهدف مصفاة حمص بخمس طائرات مسيرة مفخخة. من جانبها، ذكرت وكالة أنباء النظام “سانا”، أن “وحدات الهندسة في الجيش السوري تمكنت من تعطيل وإنزال خمس طائرات مسيرة إلكترونياً حاولت استهداف مصفاة حمص”. وفي سياق آخر، أفاد “المرصد” أمس، بأن أعداد النازحين في حلب وإدلب تخطت حاجز المليون شخص، وذلك بعد اتساع رقعة العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام وروسيا. وأشار إلى أن “التصعيد العسكري الأخير الذي أطلقته قوات النظام في إدلب وحلب منذ منتصف ديسمبر العام 2019، أدى إلى أكبر موجة نزوح على الإطلاق، حيث أجبر نحو مليون وخمسة آلاف مدني على النزوح من منازلهم، في ظل أوضاع إنسانية كارثية، نظراً لعدم توافر الحد الأدنى من متطلبات الحياة واكتظاظ مناطق النزوح بالمدنيين”. وأوضح أن ارتفاع أعداد النازحين جاء مع اتساع رقعة النزوح لتشمل مناطق جديدة بعد فتح قوات النظام لجبهات جديدة كمحاولتها التقدم بريفي حلب الشمالي والشمال الغربي وحصارها مناطق عدة. إلى ذلك، اتهمت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية”، التي تسيطر عليها القيادات الكردية، في بيان، امس، نائب وزير خارجية النظام فيصل المقداد بتأزيم الأمور في البلاد. وذكرت أنه “في الوقت الذي أكدت الإدارة الذاتية على جاهزيتها من أجل الحوار مع النظام ضمن ما يخدم مستقبل الحل الوطني السوري .. نجد أن هناك أصواتا تتعالى من داخل النظام لتتحدث بذات العقلية والنهج الذي كان سببا في تأزيم وتعقد الأمور في سورية”. واعتبرت أن هذه التصريحات لا تتناسب مطلقاً مع المرحلة التي تمر فيها سورية و”تساهم في عرقلة جهود الحوار الوطني السوري”.

 

المعتقلون السياسيون في السجون التركية يعيشون ظروفاً قاسية

أنقرة – وكالات/16 شباط/2020

 عادت قضية المعتقلين السياسيين في تركيا إلى الواجهة، مع المطالبات المستمرة بإطلاق سراح قياديين ورؤساء بلدياتٍ من حزب “الشعوب الديمقراطي”، المؤيد للأكراد، إلى جانب معتقلين آخرين معارضين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أبرزهم رجل الأعمال المعروف عثمان كافالا، الذي تتهمه الحكومة بالتورط في محاولة الإطاحة بها لدعمه احتجاجات شعبية في البلاد عرفت باحتجاجات “غيزي” العام 2013. وقال المحامي التركي محمد أمين آكتار، إن “مناضلين يكافحون لأجل حقوق الإنسان في تركيا اعتقلوا في العام 2016، وبينهم سياسيون أكراد مثل الرئيس المشترك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش وعدد من رفاقه ونواب حزبه في البرلمان. وكنتُ محامي دفاع عن بعضهم”. وأضاف إن “رئيس بلدية ديار بكر الكبرى المعزول عدنان سلجوك مزراكلي معتقل منذ 21 أكتوبر العام 2019، من دون وجود أدلة تدينه وأنا محامي دفاعه منذ ذلك الحين، كما أنني محامي دفاع رئيسة بلدية ديار بكر السابقة والمعتقلة غولتن كشناك وقد حُكم عليها بالسجن مدة 15 عاماً، لكن بعد اعتراضنا أوقفت محكمة تركيا عليا ذاك الحكم لإعادة النظر في قضيتها من جديد”. وأشار إلى أن “الاتهامات الموجهة لرئيس بلدية ديار بكر الحالي والرئيسة السابقة، مجرد افتراءات، كاشفا أن “المعتقلين السياسيين في السجون التركية يعيشون في ظروف قاسية”.

 

أول طائرة إسرائيلية عبرت أجواء السودان/حميدتي للداعين لمليونية التفويض: خاب فألكم

الخرطوم، عواصم- وكالات/16 شباط/2020

 بعد نحو أسبوعين من اللقاء بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، حلقت طائرة إسرائيلية مدنية رسميا لأول مرة في أجواء السودان. وأكدت البيانات المنشورة على موقع “flightaware.com” الخاص بتعقب الرحلات الجوية، صحة الخبر الذي نشرته، أمس، صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، ومفاده أن طائرة خاصة تتخذ من مطار بن غوريون قاعدة رسمية لها، عبرت مجال السودان الجوي مؤخرا في طريق عودتها إلى الدولة العبرية من جمهورية الكونغو الديمقراطية. من جانبها، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، أمس، أن “فريقا إسرائيليا سيجتمع هذا الأسبوع مع فريقا سودانيا، لبحث توسيع التعاون بين الخرطوم وتل أبيب، بهدف إحلال التطبيع وإقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين”. إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إن “أجهزة الدولة لن تسمح بأي انقلاب عسكري على الحكومة الانتقالية”. وأضاف حمديتي ردا على الدعوات لمليونية تفويض الجيش: “نحن لا نسمح بانقلاب، ولا نسمح بالاستيلاء على السلطة، ولا نريد سلطة، على الجميع أن يطمئنوا ليس هناك انقلاب سيحدث طالما أننا موجودون”. وتابع: “نطمئن الشعب ونقول لأصحاب المليونيات التي تدعو لتفويض القوات المسلحة: خاب فألكم، نحن لن نستجيب، نحن سنعمل على معالجة الأزمة الاقتصادية، ونعالج أي أخطاء مع بعض، ونعمل على توصيل الناس لانتخابات حرة ونزيهة”. على صعيد آخر، يمثل الرئيس السوداني المعزول عمر البشير أمام النيابة، للإدلاء بأقواله حول الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي حدثت أثناء فترة الصراعات ببعض مناطق مدينة دارفور، غرب السودان، وذلك بعد اتخاذ الخرطوم قراراً بتسليم البشير ومتهمين آخرين إلى المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية اتهامهم بجرائم حرب في دارفور. إلى ذلك، كشفت السلطات السودانية المزيد من تفاصيل إلقاء القبض على إخواني مصري خطط وخليته لتنفيذ عمليات إرهابية في السودان ومصر انطلاقاً من الأراضي السودانية. وخلال التحقيقات، أقر المتهم، بتلقيه دورات على صناعة وتركيب المتفجرات، وأنه تم إرساله وبقية أعضاء الشبكة إلى السودان عن طريق التهريب بجوازات سفر سورية مزورة. ووفق المعلومات أيضا فإن عناصر الإخوان وقادتهم الفارين إلى السودان من مصر وصلوا إليها عبر جوازات سفر سورية مزورة، حصلوا عليها من خلال قياداتهم في تركيا وبالتنسيق مع السلطات التركية، وأقاموا في السودان بأسمائهم وجنسياتهم المزورة هربا من ملاحقات الأمن المصري وتفاديا لأي تنسيق محتمل بين السلطات في البلدين بتسليمهم. كما كشفت المعلومات أن عناصر الإخوان تسللوا إلى السودان من مصر وعلى 3 دفعات يتزعمهم محمد عبد المالك الحلوجي، الذي توفي في نوفمبر الماضي في تركيا ودفن في إسطنبول وحصل قبل سنوات على الجنسية السودانية، فيما تولى مسؤولية توفير وترتيبات الإعاشة والإقامة لهم قيادي بالتنظيم الدولي للإخوان وهو محمد البحيري مسؤول الإخوان في أفريقيا بالتنسيق مع قيادات إخوانية سودانية.

 

البحرين تسجن مواطناً حرق العلم الإسرائيلي

المنامة، عواصم – وكالات/16 شباط/2020

 قضت محكمة بحرينية بسجن مواطن ثلاث سنوات؛ ﻹحراقه العَلم الإسرائيلي خلال تظاهرة لنصرة القدس والقضية الفلسطينية. وذكرت صحيفة “البلاد” البحرينية أن “محكمة الاستئناف العليا الجنائية الأولى قضت برفض طعن مدان بالتجمهر والشغب، مدَّعياً أنه تجمهر نصرةً للقضية الفلسطينية، فقُضي عليه بإدانته ومجهولين بحرق العلم الإسرائيلي ومنقولات أخرى، وأيدت المحكمة سجنه لمدة ثلاث سنوات، على ما أسند إليه من اتهامات”. كما جاء في تفاصيل الحكم أن المدانين “كان قصدهم من ذلك الفعل تعريض حياة الناس وأموالهم للخطر، والإخلال بالأمن العام، وتعطيل حركة المرور”. وأثار الحكم استهجان مغردين، أشاروا إلى أن العقوبة التي أصدرها القضاء البحريني هي العقوبة ذاتها المقررة في قانون العقوبات لدولة الاحتلال الإسرائيلي. يشار إلى أن البحرين تسعى بخطوات حثيثة إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ومرَّرت رسالة بهذا الخصوص إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قبل نحو سنتين، حسبما كشفت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية العام الماضي.

 

الصين تعود ثلاثة آلاف عام إلى الوراء لمواجهة”كورونا” وتقيل المزيد من المسؤولين/الوفيات 1665 والمصابون 68500 شخص ومنع السيارات في طرق هوبي

عواصم- وكالات/16 شباط/2020

 سعيا منها الى الحد من انتشار الوباء اتخذت الحكومة الصينية جملة اجراءات احترازية جديدة، مع استمرار ارتفاع الاصابات بفيروس “كورونا” المستجد الى ما يزيد عن 68500 الف، بينما بلغت الوفيات حتى امس 1665 شخصا، اذ أعلنت السلطات الصحية الصينية، امس، ان إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس كورونا امس 142 شخصا، ومنذ يوم الاثنين الماضي فإن عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس يتجاوز المئة شخص يوميا، فيما اعلن عن وافة اربعة اشخاص خارج الصين. وفي السعي الى مواجهة الوباء الفتاك عادت الصين الى الطب التقليدي، اذ بدأت بكين اختبار علاج تقليدي يعود ألى ثلاثة آلاف سنة على المصابين بالمرض القاتل، وقال رئيس لجنة الصحة الوطنية الصينية في مقاطعة هوبي وانغ هيشنغ:” إن مستشفيات المقاطعة تستخدم حاليا مزيجا من وصفات الطب التقليدي الصيني والأدوية الغربية، لعلاج المصابين”.

وعن نتائج استخدام هذه الوصفات، قال في مؤتمر صحافي:” أظهرت الوصفات بعض النتائج الجيدة، وقد أرسل أبرز أختصاصيي الطب الصيني التقليدي لهوبي للمشاركة في أعمال البحث والعلاج”. في الوقت نفسه زاد عدد اقالة المسؤولين المقصرين، اذ اقيل حتى امس ستة مسؤولين سياسيين في مقاطعة هوبى، حيث بؤورة تفشي الفيروس، وذلك لإخفاقهم في السيطرة على المرض، فيما نشرت احدى الصحف الصينية رسالة داخلية أن الرئيس الصيني شي جين بينغ كان على علم بتفشي الفيروس قبل أسابيع من تعامله علنيا مع المشكلة وحض على اتخاذ إجراء حاسم لوقفه، ونشرت الرسالة في صحيفة “بيبولز ديلي” التابعة للحزب الشيوعي، لكن رغم أوامر الرئيس شي، كان رد فعل مسؤولين في مدينة ووهان، عاصمة إقليم هوبي بطيئا، لاسيما إقامة مأدبة جماعية لـ40 ألف أسرة في 18 يناير الماضي في محاولة لدخول موسوعة “غينيس” العالمية. يأتي قرار إصدار تفاصيل الخطاب بعد إقالة العديد من المسؤولين المحليين والإقليميين، وربما يشير ذلك إلى مزيد من المحاولات للحفاظ على سمعة الرئيس، لكن ربما يهدد أيضا بجره الى جدال حول الفشل في وقف انتشار المرض في وقت مبكر. ومن الاجراءات الاحترازية الجديدة مُنعت المركبات غير التابعة للخدمات الضرورية من السير على الطرق في إقليم هوبي، وذلك طبقا لمرسوم حكومي صدر امس، والاستثناءات الوحيدة ستكون لمركبات الطوارئ ومركبات نقل الضروريات، وسيتم حظر جميع الرحلات الخاصة بالسيارات في الإقليم الذي يضم نحو 60 مليون نسمة، والمغلق منذ أسابيع. سياسيا ايضا اتفق وزيرا خارجية كوريا الجنوبية والصين على مواصلة التعاون في جهود التصدي للفيروس والدفع لزيارة إلى سيول يقوم بها الرئيس الصيني، شي جين بينغ في النصف الأول من هذا العام، فقد توصلت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية، كانغ كيونغ-وا ونظيرها الصيني، وانغ يي إلى هذا الاتفاق اول من أمس، خلال محادثات ثنائية، عقدت على هامش مؤتمر ميونخ السنوي للأمن. في السياق ذاته في كمبوديا طلبت وزارة الصحة الكمبودية من ماليزيا إعادة فحص نتيجة اختبار طبي لمواطنة أميركية كانت على متن سفينة سياحية، كشفت السلطات الصحية الماليزية عن اصابتها ببالفيروس كورونا، اذ توجهت المرأة إلى ماليزيا، حيث تم اكتشاف الاصابة بعد السماح لها بالنزول من السفينة “ويستردام” السياحية في كمبوديا، فيما اعلنت كمبوديا إن المرأة الأميركية والركاب الأخرين على متن السفينة”تم فحصهم بعناية” قبيل مغادرتهم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وايضا على صعيد السفن الخاضعة للحجر الصحي فقد أعلنت السلطات الصحية اليابانية، امس، تسجيل 70 حالة إصابة جديدة بالفيروسعلى متن سفينة سياحية رهن الحجر الصحي في ميناء يوكوهاما، وقال وزير الصحة كاتسونوبو كاتو:” إن إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد على متن السفينة السياحية “دياموند برينسيس” ارتفع بذلك إلى 355 من الركاب وأفراد الطاقم”، في وقت واصلت قوات الدفاع الذاتي اليابانية نقل الركاب الأميركيين من على متن السفينة إلى مطار هانيدا في طوكيو بواسطة حافلات، حيث تنتظر طائرات تستأجرها الحكومة الأميركية لنقل السياح الاميركيين البالغ عددهم 380 شخصا الى الولايات المتحدة. وعلى صعيد اخر اعلن في بنوم بنه أنه يتعين أن يخضع نحو ألف شخص مازالوا على متن سفينة سياحية رست في كمبوديا لفحوصات إضافية للفيروسقبل السماح لهم بالنزول من السفينة، وقال المتحدث باسم الحكومة الإقليمية خيانغ فياروم:” لم يغادر أحد السفينة هذا الصباح(امس). يجب إجراء فحوص لدرجات الحرارة مرة أخرى قبل المغادرة”. افريقيا، وفي ظل المخاف من وصول الفيروس القاتل الى القارة السمراء حيث النظام الصحي هش اعلن المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الاتحاد الأفريقي يعمل جاهدا لضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تفشي الفيروس في القارة، ويأتي ذلك بعدما أكدت مصر، يوم الجمعة الماضي، تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس وهي أول إصابة بالفيروس في أفريقيا. وقال مدير المركز جون نكينجاسونغ في بيان: “توقعنا أن يؤثر تفشي فيروس كورونا، حتما، على أفريقيا”. وأضاف أن المركز عمل مع الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي خلال الأسابيع الأربعة الماضية للاستثمار في إجراءات الاستعداد ومواجهة الفيروس. وفيقطاع غزة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، امس، البدء بإجراءات الحجر الصحي للعائدين من الصين إلى القطاع للتأكد من خلوهم من الفيروس، وقبل يومين، أكدت وزارة الصحة في رام الله أن الأراضي الفلسطينية خالية من أي حالات إصابة بالفيروس.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحريري: دخان بلا نار

ساطع نور الدين/المدن/17 شباط/2020

كان هناك دخان، من دون نار، حتى تحت الرماد.

ما وصف بأنه خطاب ناري، لم يلهب أحداً، لا من أهل البيت وضيوفه ولا من الخصوم، عدا واحداً، أفرغه من مضمونه، بكلمة واحدة، مفادها أنه ينتظر عودة الخطيب مرة أخرى عن غيّه، لكي يكملا معاً مسيرة التسوية. لم يبق من خطاب الرئيس سعد الحريري، ما يمكن أن تحفظه الذاكرة. توسل ذكرى والده الشهيد، بشكل درامي مصطنع، فأرهق نفسه وأتعب الجمهور الذي يرزح تحت وطأة أزمة معيشية، لا تنفع معها الذكريات، ويستعد لتحطيم جميع المحرمات.  اللجوء إلى إسم الشهيد، لم يعد يجدي نفعاً. الدفاع عن منجزاته ومشروعاته لم يكن بحاجة إلى هذه الحملة الإعلانية، التي بدت سقوطاً إضافياً أمام خطاب "تجربة الثلاثين سنة الماضية" الذي أطلقه العونيون ورفاقهم في حزب الله، رداً على الإتهام المباشر أيضاً الموجه إليهم من قبل بقية الأحزاب والتيارات بأنهم عطلوا البلد في تلك الفترة لأكثر من خمس عشرة سنة كاملة. الانخراط في الصراع على الذاكرة، غيّب فكرة جوهرية بسيطة هي أن الحريرية كانت المخرج الوحيد، والذي لم يكن له بديل، من الحرب الأهلية. وكانت الخيار الأسرع ، إن لم يكن الأمثل، لطي ذلك الفصل المظلم من التاريخ اللبناني. لكن أمراء تلك الحرب وحلفاءهم في ما وراء الحدود، استوعبوا الحريرية ودمجوها في تجربتهم، حتى أنهوها. وشرعوا حالياً في مهاجمة البيت الذي انطلقت منه بهدف إغلاقه نهائياً. وهو ما يبدو قريباً.

وقف الابن في قفص الدفاع أمام محكمة محلية لم يذكر مرة واحدة أنها لا تحاكم أحداً سوى والده. ولم يتطرق حتى إلى المحكمة الدولية التي شُكلت لسد فراغ القضاء اللبناني في محاكمة قتلته.. ولم يبدد الشكوك حول خلافات العائلة الحريرية وصراعاتها، التي تطل الآن بشكل كاريكاتوري من خلال شقيقه بهاء، أو من خلال التنافس على الاستحواذ على الضريح، أو على الاشتباك مع جمهور الثورة.. ما يهدد بتسريع اندثار الأسرة ومصادرة البيت.    لم يؤسس الخطاب لانتقال الرئيس والتيار والجمهور إلى المعارضة، بل أعلن أنه باق على سور السلطة يدق البوابة من الخارج طالباً الإذن بالدخول مرة أخرى. النار التي لوح الحريري بإشعالها كانت تختصر بجملة واحدة: مشكلة العهد هي في الرئيس نفسه، الذي لا يزال يسمح بوجود رئيس ظل تناهضه الأسرة العونية ذاتها كما يناقضه معظم رموز التيار العوني، الباقين منهم في المناصب كما المبعدين عن المواقع.

لم يكن متوقعاً من الحريري، ولا كان مطلوباً أن يلمح مثلاً إلى أن أسلوب الرئيس هو لب المشكلة وجوهرها، وإلى أن السنوات الثلاث المقبلة ستكون أسوأ من السنوات الثلاث الماضية. التفكير بإزاحة الرئيس شأن خطر، لا سيما وأنه ليس من ضمانة بأن الآتي من بعده سيكون أفضل. لكن فتح النقاش من الآن، وتحديداً في ظل الثورة الشعبية على السلطة، بات مرغوباً ومحبباً أكثر من أي وقت مضى. ثمة حاجة فعلية إلى تحديد مواصفات الرئيس الماروني المقبل ورسم ملامحه من اليوم، وفتح المنافسة على مصراعيها. 

الإشارة الخجولة والمترددة التي أوردها الحريري إلى الانتخابات النيابية المبكرة، لم تكن مقنعة أبداً، ولعلها عكست الخوف من أن الغالبية النيابية التي يتمتع بها تيار المستقبل حالياً، لن تتكرر. وهذا صحيح. لكن فتح المعركة السياسية الأكثر شعبية الآن، معركة تقصير ولاية المجلس النيابي الحالي، يساعد في اكتساب ثقة، ولو مزيفة، بعلاقة التيار مع جمهوره المنفضّ عنه، وإعادة ترميم تلك العلاقة، من خلال سلسلة خطوات بسيطة تبدأ بتسوية الخلافات المالية مع العاملين السابقين في التيار، بمبالغ لا تزيد عما أُنفق في جنوب أفريقيا، وتشمل استرداد الجمهور الحريريّ الذي يواجه أكثر من غيره ضائقة معيشية، قد تدفعه إلى التوجه مرة أخرى نحو المساجد والمشايخ.. رداً على الإتيان برئيس للحكومة يفتقر إلى أبسط مقومات التمثيل والحضور الشعبي. كان يكفي أن يقول الحريري، أنه باق في المعارضة حتى نهاية العهد، وأن أولويته هي قانون انتخابي مستوحى من قانون لجنة فؤاد بطرس، النسبي مع الدوائر الموسعة، مع صوتين تفضيلين، واحد للدائرة الصغرى وثان للدائرة الكبرى، وأن يعلن القطيعة الكاملة مع التيار العوني ورفاقه الشيعة، الذين يغامرون بمستقبل الطائفة السنية ويدفعونها من الإحباط إلى المجهول.

لكن الحريري اختار اطلاق الدخان من دون نار، تتيح له العودة الى السلطة مرة أخرى. 

 

ما الذي قاله حسن نصرالله؟

يوسف بزي/المدن/17 شباط/2020

إذاً، في لحظة تنصيب تمثال قاسم سليماني على الحدود اللبنانية الجنوبية، كان حسن نصرالله يطالبنا بمقاطعة البضائع الأميركية، من دون أن يأتي على ذكر الصين هذه المرة. كلامه البليغ في مواجهة أميركا، قابله كلامه المتعثر والغائم والمتلعثم في المال والاقتصاد. وفي الحالتين، سيبقى الدولار بضاعة أميركية، لا يوجد لبناني ولا حتى عضو واحد في حزب الله، بمن فيهم هو ذاته، يرغب بمقاطعته. هذا وقد أعلن "المقاومة الشاملة" بالتوازي مع الرهان على حسان دياب. ما يجعلنا معدومي التفاؤل، طالما أن الأمر يتطلب من ناحية قافلة لانهائية من الشهداء، وسنوات لا عد لها من الفاقة والفقر والإفلاس، من ناحية أخرى. وفي كل الحالات سيكون "النصر" الذي يعدنا به وفق نموذج 2006 أو نموذج سوريا، أشبه بالضربات العشر التي نزلت بمصر التوراتية.

أما انزعاجه من "شائعة" عالمية وعربية مفادها أن حكومة دياب هي حكومة حزب الله، فهذا يكشف مواربة، سوء هكذا سمعة على مصير البلد. أي أن لبنان المحكوم رسمياً من حزب الله ليس أمراً مستساغاً لأحد حتى لأنصار الحزب. نصرالله يعترف (ضمناً) أن المشكلة العميقة والفعلية هي وجود حزب الله في السلطة. ونحن بدورنا نقول أن هيمنته على القرار الوطني هي سبب أصلي للكارثة. من الواضح أكثر أنه لا يكن أي ودّ للانتفاضة اللبنانية. ما زال مزعوجاً من الشتائم. وما زال يضمر استخفافاً بها. فما هو وزنها العسكري، ربما يقول في نفسه. لكنه يقر بشيء من المكابرة أنه أخطأ في التعبير عن ضمان رواتب محازبيه، قائلاً هذه المرة: "نحن لم نهرب من المسؤولية. ونحن كحزب الله لا نفكر بطريقة حزبية، ولا نفكر بأنفسنا. نحن مع الناس ولا نعترف باقتصاد المنطقة أو الطائفة أو المدينة". غلطته القديمة كان أثرها فاعلاً في بيئته الشيعية تحديداً.

على كل حال، بعقله "الاستراتيجي" اكتشف نقطتي ضعف الإسرائيلي والأميركي: "الاسرائيلي يخاف من الموت، بينما نقطة ضعف الأميركي الأمن والاقتصاد". يا للهول. اللبنانيون على هذا المنوال شبيهون جداً بالإسرائيليين والأميركيين. فهم أيضاً كسائر البشر، يخافون من الموت ويقلقون على أمنهم واقتصادهم.

طبعاً، الحرس الثوري والحشد الشعبي وأنصار الله وحزب الله، خارج المقارنة. هم أرقى من بقية الناس. أقوى من الإسرائيلي والأميركي ومن اللبنانيين العاديين. إنهم أصحاب إيمان عظيم، لا أمنية عندهم تفوق أمنية الشهادة. زاهدون بالدنيا ومالها وأمنها واقتصادها، تواقون إلى تلك "المقاومة الشاملة".

لا اعتراض إطلاقاً. أما قوله بنبرة جازمة وزاجرة "أعطينا الحكومة الثقة وندعمها ولا نتخلى عنها ولن نتخلى عنها وسنقف إلى جانبها وندعمها لأن المسألة تتعلق بمصير البلد"، فهذا يعيدنا إلى أصل المشكلة، إلى تلك الشائعة القاتلة التي تقول أن حكومة حسان دياب هي حكومة حزب الله. إن لم تكن كذلك، هي حكومة من؟ حزب النجّادة ولا شك.

 

نقاش مسيحي: المسلمون لا يدفعون الضرائب.. نريد لامركزية موسعة

منير الربيع/المدن/17 شباط/2020

فجرت الأزمة المالية المترافقة مع الثورة اللبنانية نقاشات حول مستقبل لبنان ومصير صيغته. ففي مواجهة المشهد الجامع الذي قدّمه اللبنانيون المنتفضون، بإرادة طيّ صفحة الحرب الأهلية وما أنتجته، وباجماعهم على مطلب بناء الدولة على أساس المواطنة.. تدور نقاشات لدى شرائح لبنانية أخرى حول جدوى استمرار صيغة لبنان الحالية، والتفكير بصيغة جديدة تقوم على "اللامركزية الموسعة". تستدعي هذه الطروحات ذاكرة حقبات سابقة ارتفعت فيها عناوين توحي بالتقسيم أو بالفدرالية. وهذا ما كان رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، قد عبّر عنه بتحدثه في المجلس النيابي عن تصوّر جديد لديه يقوم على "اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة".

الصيغ البديلة

يتركز النقاش لدى بعض القوى المسيحية، على الحنين إلى زمن المارونية السياسية. فيعدد مزاياها الاقتصادية والمالية والنهضوية وفضائلها على الكيان اللبناني، وينتقد المرحلة التي جاءت بعدها وأدت إلى ضموره وانهياره ادارياً وسياسياً واقتصادياً. لكن أيضاً ثمة داخل البيئة المسيحية من ينتقد هذه النظرة، ويعتبر أن المسيحيين قد صاغوا بين العام 1920 وصولاً إلى 1943 أفضل نموذج لدولة في الشرق الأوسط، تتمتع بالحرية والديموقراطية والتعددية. ولكنهم فشلوا في حسن إدارته. عملوا منذ اليوم الأول على تقسيمه، أو تهميش الفئات الأخرى فيه، واستلحاقها فقط من دون إقامة أي اعتبار أو وزن لها. وتركز الاهتمام في تلك الحقبة، في مناطق جبل لبنان وبيروت، مقابل تهميش المناطق الأخرى، كالجنوب والبقاع والشمال. لم يحافظ المسيحيون على الصيغة، أمعنوا في شرذمتها وفق ما تقول النظرة المسيحية المعتدلة، واستعْدوا المسلمين أو أرادوهم موظفين لديهم، فوضعوا هذا البلد على خط زلازل أدى إلى تفجرات وتفسخات متعددة، إلى أن وصل إلى الانهيار في الحرب الأهلية. طبعاً النظرة المعارضة لهذه الخلاصة، تحمّل المسلمين والعرب والفلسطينيين وغيرهم المسؤولية.

النقاش الدائر اليوم في بعض الكواليس واللقاءات، توصّل إلى قناعة أن صيغة لبنان المعروفة قد انتهت. وهناك بحث عن صيغ بديلة، تستمد إلهامها من "تصغير" الكيانات في الدول العربية المحيطة، كما هو الحال بالنسبة إلى سوريا والعراق، والتي تتلاقى مع نزعات يمينية غربية وأميركية. من هنا يأتي مجدداً طرح الفدرالية أو اللامركزية الموسعة. وهي ضمنياً تعني الفدرالية. فمزحة تعليم الولايات المتحدة الأميركية كيفية الإدارة المالية من دون موازنة، استهوت البعض بشكل معاكس، إلى حدّ طرح فكرة "تقليد" نموذج الولايات الأميركية في لبنان، على أساس مناطقي أو طائفي.

ترى بعض الجهات المسيحية أنه في العام 1992 كان لبنان يرزح تحت دين قيمته ملياراً و600 مليون دولار. بعد ما تسلم المسلمون السلطة التشريعية والتنفيذية، أصبحت قيمة الدين 100 مليار دولار، وبلا أي خدمات أو كهرباء مثلاً. هم ينظرون إلى العمران والبنيان الذي حققه رفيق الحريري، لكنهم يعتبرون أن الاهتمام كان محصوراً في بيروت الإدارية أو بيروت الكبرى، وبعض المناطق، بينما المناطق المسيحية لم تحظ بهذه المشاريع والاهتمامات. إذ يشيرون إلى افتقاد جرود جبيل وكسروان والبترون وبشري إلى الحد الأدنى من البنى التحتية، علماً أنها المناطق الأكبر من حيث احتوائها المؤسسات الصناعية والسياحية.

الانتفاع من الضرائب 

يعتبر المسيحيون أنهم دخلوا إلى الطائف من بوابة اللامركزية الإدارية لكنها لم تطبق. منذ العام 1943 إلى اليوم ينظرون إلى أنفسهم بأنهم يدفعون الضرائب الكبرى فقط، بمعنى أن ثلث عدد السكان يلتزم بدفع الضرائب والرسوم، بينما في مناطق أخرى لا يدفعون ما يتوجب عليهم إلى الدولة المركزية. ويعتبرون أنه لا يمكنهم دفع ضرائب لبنان لوحدهم. وحسب بعض الإحصاءات التي يتم التداول بها داخل جلسات وحلقات النقاش هذه، أنه في البترون مثلاً يتم دفع 97 بالمئة من فواتير الكهرباء، وكذلك المياه والهاتف، بالإضافة إلى الضرائب. مقابل أن المناطق الأخرى ذات الأكثرية المسلمة في الضاحية، الجنوب، البقاع وعكار، لا يتجاوز دفع الضرائب فيها الـ 30 بالمئة، وفي بعض المناطق لا تصل إلى 15 بالمئة. ينظرون إلى المسلمين بأنهم استباحوا الدولة بكامل مؤسساتها منذ العام 1990، السياسية والإدارية، وخصوصاً المالية والضريبية، بينما دورهم هم يقتصر على تسديد الضرائب، التي ساهمت في تنمية المناطق الأخرى خارج مناطقهم التي تحتاج إلى تنمية هائلة. في اللامركزية الإدارية، حسب هذه الدوائر، سيبقى نصف قيمة المدفوعات في نطاق اللامركزية، مقابل قسم منها يذهب إلى المالية المركزية. أما الواقع اليوم فإنهم يحصلون على أقل من الربع مقابل ما يدفعونه.

أفكار ليست بائدة

يعمل التيار الوطني الحرّ على تعزيز هذه الأفكار وتنميتها، مقابل عدم انزعاج حزب القوات اللبنانية منها. لقد فتحت الأزمة المالية والمعيشية التي يعيشها لبنان هذا النقاش، خصوصاً أن لا وجود لقدرة ذاتية لا لدى الكنيسة ولا لدى أي جهة أخرى لتأمين المسلتزمات الأساسية للتكافل والتعاضد الاجتماعي، فالمصارف وضعت يدها على كل شيء. ويخلص النقاش إلى أن لبنان انتهى، من دون توفّر جواب عن "ماذا بعد؟". لكن الأكيد أن النزعة شبه الانفصالية، والميل إلى التفرقة الطائفية ونعراتها، ستعيد إحياء أفكار بائدة، ظنّ اللبنانيون أنها انتهت.

 

برفقة دراجة من الضاحية: "أكيد في أوادم مثلك بالثورة"

نادر فوز/المدن/17 شباط/2020

يوم الثلاثاء الماضي، حين منح البرلمان الفاقد للتمثيل الشرعي ثقةً غير شرعية للحكومة غير الشعبية، في جلسة غير شرعية، كانت القوى الأمنية تستكمل القمع عبر الهجوم على المتظاهرين في ساحة الشهداء. عند تقاطع الصيفي، وصل شاب على دراجة نارية صغيرة من صوب شارل حلو. توقّف ليشاهد قنابل الغاز المسيل للدموع تتساقط على الساحة. رفع سترته على وجهه بعد أن أرخى رجليه على الأرض وأطفأ محرّكه. كأنه والدراجة جسد واحد. هي جزء منه، امتداد ليده ورجله. تأتمر ما يقول وتجتاح ما يبغى. قد تكون أغلى ما يملك، ولو أنها لا تساوي إلا بضعة ورقات نقدية. توقّف وكأنه وجد ما يتسلّى به في واقع البطالة والملل. اشتدّ رمي المسيل فهمّ بالرحيل. استوقفته بكل بساطة وسألت عن وجهته، فردّ بـ"جفاصة" مطلقة إنّ مقصده الضاحية الجنوبية. كأننا في تحدّي، في كباش لا بد ينتهي بغالب ومغلوب!

حسابات ثواني

قد تكون هذه الدراجة جزءاً من آلة حرب الشبيحة على الثورة، والهجوم على ساحات الثورة قبل شهرين. آلة من بين آلات غزت الخيام والرينغ واعتدت على الناس. أداة من موجة "شيعة شيعة" التي ضربت بيروت ونهشت بعضاً من زخم ثورتها. هل الدراجة هنا للرصد؟ للاستطلاع؟ لاستكمال مشهد الاعتداء الصباحي على الثوار عند زقاق البلاط ومدخل الإسكوا؟ ألا تشبع هذه الدراجات تشبيحاً وبلطجة؟ همّ بالانطلاق، فاستوقفته مجدداً. بعد ساعات سبع من المشي والوقوف المتكررين، والعبث مع القوى الأمنية وعناصرها، طلبت منه إيصالي إلى بشارة الخوري على الدراجة نفسها. ترّدد، ثم انطلق بي، في حين همّ الأصحاب بإشارات "طّمّنا بس توصل". هل أنسجم مع المشهد وأصرخ "شيعة شيعة"؟ هل هو من هؤلاء المعتدين أساساً؟

كيس دواء

عند الانطلاق، وكأنه أحس بكل ما يدور في رأسي، أشار إلى كيس أبيض معلّق على مقبض الدراجة وقال إنه كان في المستشفى الحكومي في الكرنتينا، يجلب الدواء لأبيه وابنه. انسحب هتاف "شيعة شيعة" من رأسي. سألته بتلقائية عن الذل الذي عاشه للاستحصال على الدواء، "اتركها ع الله يا خيّي" ردّ. وكأنّ السؤال نكأ ما فيه من شكوى من الحال وسوئها. فلم يترك شتيمة إلا وكالها على السياسيين والحكومة والبرلمان وكل من في السلطة. والسؤال الطبيعي هنا: لماذا لا تشارك في التحركات؟ لأنّ قسماً من الثوار لا يشبهه، لا في التفكير ولا في الملبس ولا في الحياة. وقسم آخر يرفضه في السياسة، وكل ذلك مع شتم "السيّد" والتعرّض لـ"الرئيس بري".

حوار مفتوح

لم يشتم أحد أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في ساحات الاعتصام. هو يعلم ذلك. أما التعرّض لبري فيمكن السماح به. حزب الله سمح به أساساً في الأيام الأولى للثورة، فأُحرقت صوره ومعها بعض مكاتب ومنازل نواب من كتلته، وتصدّر هتاف "حرامي حرامي، نبيه بري حرامي" الساحات. كل هذا ولا جواب إلا "أكيد في أوادم مثلك بالثورة"، كما قال، مع التحفظ الكامل على صفة "أوادم" في المعنى السياسي طبعاً. وانتهى الحوار بدعوته إلى المشاركة في الاعتصامات، من أجل ابنه المريض فقط. لكن لا جواب أيضاً.

تساؤلات

كما أنه لا أجوبة على أسئلة وتساؤلات عديدة عن واقع البذخ لدى مسؤولين في أحزاب تدّعي الدفاع عن المحرومين والفقراء والمظلومين. عن مواكب وسيارات وشقق وسياحة وسفر. عن دولار أخضر يصل إلى موظفين في مؤسسات هؤلاء المسؤولين، فيما الباقون محرومون حتى من الوظيفة. عن مغالاة في استعراض القوة أينما كان وكيفما كان، في الأمن والسياسة والمال والأكل والشراب. في حصار مضايا، بعضهم تصوّر مع برّادات الطعام. في الأزمة المالية، بعضهم غالى في الدولار بين يديه. في الأزمة الأمنية، التقط بعضهم صور أسلحتهم وعتادهم. كل هذا "بعض" لكن في الضاحية "بعض" آخر، يشعر بالذلّ اللبناني المشترك في المشفى والمصرف والبطالة وربطة الخبز. "بعض" آخر جوعان لكن ساكت. موجوع لكن صابر. مذلول لكن متماسك. ومقابل كل ذلك دعوة لمقاطعة البضائع الأميركية. المعركة في ميل، والواقع في ميل آخر. لكن متى ينفجر كل ذلك؟ لا جواب أيضاً. غادرت الدراجة بشارة الخوري وراحت إلى الضاحية حيث تساؤلات كثيرة تبحث عن أجوبة... أو لا بد أن تبحث عن أجوبة لها ولو بعد حين.

 

فضيحة الميدل إيست: عون وسلامة يشجّعان رفض الليرة؟

خضر حسان/المدن/17 شباط/2020

مرّ قرار شركات الطيران العاملة في لبنان، ومنها شركة طيران الشرق الاوسط - الميدل إيست، حصر قبول دفع ثمن تذاكر السفر بالدولار الأميركي فقط، وذلك اعتباراً من يوم الاثنين 17 شباط، مرور الكرام لدى غالبية المواطنين، الذين اكتفى بعضهم بإطلاق الشتائم ضد الطبقة السياسية، فيما سارع الراغبون بالسفر إلى حجز التذاكر وفق السعر الرسمي قبل يوم الاثنين. أما قلّة من الصحافيين والحقوقيين والناشطين، فتصدّوا للقرار منذ لحظة اتخاذه مساء يوم السبت 15 شباط، مرغمين رئيس الوزراء حسان دياب على إلزام رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، إلغاء قراره.

عدم الاكتراث الشعبي بات مفهوماً في ظل الاصطفافات السياسية ضد ثورة 17 تشرين الأول، وضد من يرفض سياسات أحزاب السلطة. لكن ما ليس مفهوماً هو سكوت الجهات الرقابية على خرق القوانين، وكذلك اكتفاء دياب بطلب التراجع عن القرار، وكأن البلاد تسير بمنطق "المَونة" الشخصية وليس بمنطق القانون.

على أن جوهر ما حصل بين مساء السبت ومساء الأحد، يُقرأ ممّا بين سطور القرار وما جرى قبل اتخاذه، حيث تحمل تلك الفترة، كلمة السر التي تفضح مرة جديدة تواطؤ أهل السلطة على البلاد وأهلها ومالها.

تدخّل رئاسة الجمهورية

الطريق الذي سارت به شركات الطيران راعى مصالحها ومصالح أصحاب وكالات السياحة والسفر. فالقرار أتى بعد سلسلة من الاحتجاجات قام بها أصحاب الوكالات لحث شركات الطيران على التراجع عن قرارها بيع تذاكر السفر بالليرة اللبنانية، وفق السعر الرسمي الذي حدده مصرف لبنان بسعر 1515 ليرة للدولار، والذي كانت قد التزمت به الشركات تماشياً مع أوضاع البلاد.

أصحاب الوكالات عملوا جاهدين على خط الضغط السياسي، واستطاعوا إقناع رئيس الجمهورية ميشال عون، بالتدخل لمصلحتهم باتجاه "توحيد معايير التعامل بين شركات الطيران من جهة وكل من مكاتب السفر والسياحة والمستهلكين من جهة أخرى"، وكان لهم ما طلبوه. إذ يشير نقيب أصحاب وكالات السفر جان عبود في حديث لـ"المدن"، الى أن أصحاب الوكالات تواصلوا مع رئيس الجمهورية على مدى أسبوعين "وقدّمنا له كتاباً يشرح مطالبنا، وقد تجاوب الرئيس وتحدّث مع المعنيين". إذن، قرار شركات الطيران جاء "بطلب" من عون، وهو ما ترجمه سعي أصحاب الوكالات للتهليل والترحيب بالقرار باعتباره منصفاً لهم، من دون الالتفات الى الركن الأساسي في القضية، وهو اعتماد الدولار بدل الليرة، فأفصَحَ أصحاب الوكالات عن "إيجابية" تدخّل عون باتجاه اعتماد التسعير بالدولار.

تنبّه اضطراري

قرار التسعير بالدولار حذا بحملة الدفاع عن حقوق المودعين، الى إعلان نيّتها تقديم "إخبار الى النيابة العامة المالية بحق الميدل إيست، نظراً لمخالفتها القانون بقرارها". بالإضافة إلى إعلان ناشطين نيّتهم التقدّم بدعاوى قضائية فردية. وطالب الجميع النيابة العامة المالية بالتحرك لحماية المال العام.

ردود الفعل الرافضة نبّهت المعنيين إلى ضرورة تدارك الأمر، فأصدر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، بياناً ردّ على بيان نقابة أصحاب الوكالات، والذي تطرّق لتوحيد معايير التعامل، وبالتالي توحيد الأسعار. وأوضَح بيان الرئاسة أن عون تدخّل لتوحيد الأسعار عبر "تطبيق القوانين اللبنانية بحيث يكون التسعير بالليرة اللبنانية". بالتوازي مع البيان الرئاسي، صوَّبَ عبود موقف نقابته ليتطابق مع موقف الرئاسة الأولى، موضحاً أن مطالب أصحاب القطاع كانت توحيد التعامل، ولم تشترط النقابة التسعير بالدولار، وإنما تركت القرار للمعنيين، فإما أن يوحّدوا التسعير بالليرة، أو يوحدوه بالدولار. إلاّ أن عبود لفت النظر، تعليقاً على مخالفة قرار الميدل إيست للقوانين، الى أن النقابة "لا تعنيها القوانين، وإنما تعنيها مصلحة القطاع".

صمت رياض سلامة

يهوى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لعبة الصمت، رغم مسؤوليته المباشرة حيال ما يحصل في البلاد عموماً. فبعد صمته الممزوج بموافقته على إجراءات جمعية المصارف المخالِفة للقانون، صَمَتَ سلامة إزاء قرار الحوت، علماً أن مصرف لبنان يمتلك نحو 99 بالمئة من أسهم شركة الميدل إيست، ما يعني أن أموال الشركة هي أموال عامة، بغض النظر عن الإطار القانوني الذي يحكم إنشاء الشركة شكلياً. فاستثمارات الشركة وعمليات الصيانة وشراء المعدات وما إلى ذلك من الاحتياجات، تتم عبر الأموال العامة الآتية من مصرف لبنان. فهل يحق لشركة خاصة أن تصرف أموال الدولة ولا تطبق قوانينها؟.

وبعيداً عن الشكل القانوني الذي تحتكم إليه الشركة، فإن امتلاك المصرف المركزي لغالبية الأسهم، يعني حُكماً أنه صاحب القرار في مجلس إدارتها، وبالتالي، إما أن مصرف لبنان اتخذ القرار المنافي للمصلحة العامة، وإما أنه قاصر عن فرض رأيه في شركة يملكها. والمثل يقول: لا رأي لمن لا يُطاع. وهنا، يصبح من الضروري التساؤل عمّن يتحكّم بالشركة وقراراتها. وفي جميع الأحوال، السكوت علامة الرضى.

استغلال باسيلي

وسط السجالات حول القرار وردود الفعل المرتبطة به، سارع التيار الوطني الحر إلى استغلال الموقف، فأعلن الوزير السابق جبران باسيل توجّه تياره لرفع دعوى قضائية ضد الشركة، في خطوة تشي بأن التيار العوني حريص على المال العام. لكن البحث في الملفات المرتبطة بعلاقة باسيل والميدل إيست، تقدّم التفسير الأوضح لسبب رفع الدعوى. فباسيل يخوض معارك سياسية شرسة مع تيار المستقبل وحركة أمل للسيطرة على الشركة، وأتاه قرار التسعير بالدولار، كهدية غير متوقّعة ليستغلها سياسياً. أما إذا كانت نية التيار العوني صادقة، فها هي إجراءات جمعية المصارف مستمرة، فليقدّم التيار دعاوى قضائية ضدها، وليحرّك جمهوره ضد سياسات مصرف لبنان. أوليست ودائع اللبنانيين ورواتبهم، أموالاً عامة من منظور مجتمعي؟ وأبعد من ذلك، وليست الأموال المهدورة في مؤسسة الكهرباء ومشاريع وزارة الطاقة، أموالاً عامة؟ أُلغيَ القرار، لكن مجرّد اتخاذه وسط صمت المعنيين وعدم تحرك الأجهزة الرقابية، يؤكد التواطؤ، ويؤشر لاشتداد الأزمة التي تعيشها البلاد. والأخطر من كل ذلك، هو إعلان لبنان جمهورية "المَونة" وليس جمهورية الاحتكام إلى القانون.

 

الحريق هائلٌ.. ولبنان في عزلة

عصام الجردي/المدن/17 شباط/2020

ماذا ننتظر بعد؟ بدء النار من مستصغَرِ الشررِ. كلّما شبّت النار وقوي ضُرامها لن تُبقي ولن تذَر. نحن بلد منكوب سياسيًا وماليًا واقتصاديًا واجتماعيًا. قبل نحو عام كتبنا في هذه الزاوية، لبنان مفلس بمفهوم الشركة التجارية من زمان. بمفهوم الدولة التي لا تُفلس تستمرّ الدولة. إنما بأسناد حيازاتها وكياناتها العقارية والتجارية وموجوداتها على اختلاف أنواعها ومصادرها. لكنها في حالة إعسار موصوف. رقّاص الساعة يفصلنا عن إعلان الإعسار رسميًا 21 يومًا في 9 آذار 2020. إمّا نختار التوقف عن الدفع لتأمين حليب الأطفال والرغيف والدواء والوقود، وإمّا نسددّ إلى حين استنفاد ما بقي من ذخيرة العملات الأجنبية. وفي الحالين، الدفع من أموال المودعين في المصارف وقرش الأرملة وتقاعد العواجيز. وضعٌ لم تبلغه أزمة في شموليتها. لا في اليونان ولا في الأرجنتين.

الناهب لا يستعيد منهوبًا

لننسَ الأموال المنهوبة. الناهب لا يستعيد منهوبًا. ولو استُعيد، يكون الوطن قد استعاد دولته من ناهبي سلطته السياسية وحيازاتها وكياناتها المالية وأصولها معًا. أي من الأوليغارشيا. لذلك فشلنا في استثمار حيازاتنا ومؤسساتنا المالية. فباتت موجودات بخسة. لا هي قابلة للاستثمار والإيرادات لريّ الخزانة ببعض ماء، ولا هي قابلة للتسييل إلًا بالسعر المبخوس إيّاه، بعد أن باتت خردة تحتاج إلى دعم بذاتها. وعار الكهرباء نموذجًا لـ"للشعب العظيم" ولـ"جمهورية لبنان القوي". وما انفكّ رافعو هذه الشعارت الكذوب يحفرون في الوطن الجريح، على طريقة "نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيبٌ سوانا"! تفضلوا الآن. الخيارات تُطبق أُنشوطةً على الخناق. دعوة الدائنين إلى التفاوض على هيكلة الدين. أو طلب برنامج صندوق النقد الدولي. طالما عدم السداد في المطلق ليس واردًا. الدائنون بدأوا التفاوض مع مديري محافظ اليوروبوندز اللبنانية في نيويورك على أساس أن لبنان دولة متوقفة عن الدفع. ووكالات التصنيف تتسقط ساعة بساعة موقف الحكومة كي تدلي بنا إلى القعر. وقد فهمنا أن خيار الإصدار المستقلّ من خارج عمليات المقايضة التقليدية الممجوجة للوفاء باستحقاق آذار المقبل 1,2 مليار دولار أميركي قد استُبعد.

بعثة صندوق النقد الدولي المتوقعة في بيروت خلال ساعات، سبقها تصريح للمديرة الإدارية للصندوق كريستالينا جورجيفا، لو قرأناه بإمعان لاستنتجنا إنه حمّال أوجه. تقول جورجيفا، "من المهم جداً للبنان الحصول على دعم منظمات دولية كصندوق النقد الدولي. ليس فقط لأنه في النهاية سيحتاج إلى الدعم المالي، بل لأنه يحتاج إلى إظهار القدرة على تغيير مصيره". "الدعم المالي" مفهوم ولو بالرمادي. لكون الحقيقة المسكوت عنها أمام الشعب اللبناني، تكمن في حاجة لبنان إلى سد فجوة من نحو 45 مليار دولار أميركي، تمثل خسائر ميزانية مصرف لبنان وعلى علاقة بتوظيفات المصارف لديه. وهذا المبلغ لا يمكن لأي قرض من أي نوع كان أن يؤمنه الصندوق. وجورجينا تدرك بالقلم والورقة و"الدوت كوم"، حقيقة الوضع. لكن الوجه الآخر للتصريح "قدرة لبنان على تغيير مصيره". ونشتمّ تلميحات سياسية من التصريح، موحى بها من مجلس الصندوق التنفيذي. أي من عتاولة ممثلي الدول المسهمة في رأسمال صندوق النقد الدولي وموارده المالية. المجلس المذكور هو موقع القرار في الصندوق. ويعبّر عن موقف حكومات الدول الصناعية وفي مقدمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية. يعتمد صندوق النقد الدولي في قروضه الميسّرة لبرامجه، حجم القرض وقيمته على السجلّ الدولة الإئتماني. وعلى حصتها (كوتا) في الصندوق. السجلّ جيد، ولم يتخلّف لبنان يومًا عن سداد التزاماته في موعدها. ولم يسبق أن استخدم حقه في الاقتراض من الصندوق. لكن حاجة لبنان للدعم المالي كبيرة جدًا. وتقرب ممّا حصلت عليه الأرجنتين فوق 50 مليار دولار أميركي. وهي الثالثة اقتصادًا في أميركا اللاتينية. مصر لم تتمكّن من اقتراض أكثر من 12 مليارًا بعد مفاوضات عسيرة استغرقت سنوات.

سوء العلاقات الدولية

سواءٌ طلبنا الهيكلة في معزل عن صندوق النقد، أم ذهبنا إلى برنامج الصندوق لا فرق. العمق الدولي لأزمتنا بصرف النظر عمّا بلغته حصة الأجانب وغير المقيمين من سندات اليوروبوندز، تحتاج إلى علاقات دولية سويّة حدًا أدنى. الدول الصناعية المقررة في الصندوق تنظر إلى الحكومة الحالية موالية طهران. الجانب العربي الذي كان يمكن أن يمدّ يد العون فرادى أو بالتنسيق مع واشنطن وأوروبا في حالة عداء مع طهران أيضًا. الدائنون الدوليون لن يقدموا تنازلًا للبنان، ويرتبطون بدورهم من خلال مديري المحافظ وصناديق الاستثمار بواشنطن. يعني كل ذلك، أن عمق أزمتنا الدولية مصحوب بعلاقات مناوئة  للمجتمع الدولي، خلافًا لما هي الحال عليه مع مصر والأردن والمغرب التي حصلت أخيرًا على برامج قروض من الصندوق بدعم أميركي وأوروبي. برنامج تسهيل الصندوق المدد Extended Fund Facility  (EFF)  سيكون موضع مناقشة مع بعثة الصندوق في بيروت لمعرفة ما اذا كان البرنامج خيارًا إلزاميًا في نهاية الأمر. وهو البرنامج نفسه لمصر، ويتيح قروضًا للبلدان التي تعاني عجوزًا في موازين المدفوعات والحسابات الجارية، تشرع الحكومات بعده للتو في إقرار اصلاحات هيكلية وقطاعية، وتحفيز الاقتصاد والنمو. وبحسب مصادر حكومية، يمكن لبنان أن يسددّ استحقاق آذار 2020 وينسّق مع الدائنين باستشارة الصندوق طريقة سداد الاستحقاقات الأخرى في نيسان وحزيران. بيد أن مصر والأردن والمغرب حصلت على قروض الصندوق لتسريع النمو، ولم تبلغ مرحلة التوقف عن الدفع، ولا تصنيفها في مندرجات C كما لبنان. ولم تكن الأزمة فيها مثلثة الأضلع مالية ومصرفية وخسائر في ميزانية المصرف المركزي وتراجع  مدوّي في سعر الصرف. وهي اختلالات مصحوبة في وقت واحد مع نمو سالب سترتدّ مفاعيله على أي خيار مستطاع قد يرسو القرار عليه وتستأخره.

حاكم لبنان كما هو! ما من لبناني لا يريد لهذه الحكومة أن تنجح في خياراتها من الأزمة، رغم العلم اليقين بأنها مكبّلة بقرارات سياسية لصانعيها توصد أبواب الإنقاذ. ويبدو أن الأمر لا يقف عند هذا الحدّ. فالعمل المنسّق في المجالات المالية والنقدية والمصرفية ما زال على حاله. ماذا يعني قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اعتماد الدولار الأميركي لشراء تذاكر السفر عبر "ميدل إيست"؟ القرار واضح ضد الليرة والاقتصاد والقانون. هل يُعقل هذا الأمر. ثم من أين يأتي الدولار الأميركي؟ هل ما زال سلامة حاكم لبنان الفعلي! إشارات سلبية ترسلها هذه الحكومة في بواكيرها. رئيس الحكومة حسّان دياب مُطالب بالجواب.

 

حزب الله «يُهان» في «إمتحان».. تمرير «حكومته»!

علي الأمين/نداء الوطن/17 شباط/2020

لم تكن الحكومة الهزيلة المتهالكة قبل أوانها، تنتظر “إستجداء” الأمين العام ب “حزب الله” السيد حسن نصرالله الدعم “الداخلي” أمس بعدم التحريض عليها بأنها حكومة “حزب الله” ( وهنا يُقر بأنها تهمة حقيقية مؤذية) من أجل أن يرضى عليها “الخارج” ، لتظهر انها وعلى الرغم من حاكمها “القوي”.. “على الأرض يا حكم” !. ليس خفيّاً ان الرسائل الخارجية التي أعقبت تشكيلة حكومة الرئيس حسان دياب، غير مشجعة ولو كان من موقف عربي أو غربي إيجابي من هذه الحكومة، لكان أعضاء الحكومة ورئيسها ومشكليها “يطنطنون” اليوم بهذا الموقف، لاظهار الترحيب الخارجي بهذا المولود الجديد. والحاجة الى رصد الموقف الدولي وتتبعه في هذا الشأن، يفرضه واقع الحال المالي والاقتصادي والنقدي المأزوم، وحاجة لبنان كما أشار زعيم حزب الله نصرالله في خطابه امس (الأحد)، عبر اشارته الى “التحريض” الذي يقوم به بعض اللبنانيين ضد الحكومة خارجيا، عبر تسميتها ب”حكومة حزب الله”.

اذن نصرالله نفسه ينتظر ويترقب موقفا دولياً وعربياً مرحباً بهذه الحكومة، لادراكه أن انقاذ الدولة من الانهيار يتطلب دعما خارجياً ولا يمكن للبنان ان يخرج من ازمته من دونه. وما يعزز من حتمية المساعدة الخارجية للخروج من الأزمة، ماقاله نصرالله بوضوح أنّ على الجميع من السياسيين ان يتوقف عن الاتهامات المتبادلة، من دون ان يدعو الى أي محاسبة او محاكمات تتطلبها أي عملية خروج من مسار سيء الى مسار جيد في إدارة شؤون الدولة، قال ضمنا عفى الله عما مضى، لم يشر الى الأموال المنهوبة، لم يتطرق الى المسؤولية التي تقع على عاتق من جعل لبنان في وضع لا يحسد عليه، طالما أنه كان يتحدث ويدعو الى “المقاومة الشاملة” التي تتجاوز المقاومة المسلحة، ومقتضى هذه المقاومة التي نظرّ لها في خطابه امس، أو بالأحرى عاد ليتبناها لفظياً، أن تكون حاسمة في معاقبة من أوصلوا البلاد الى هذا الدرك، طالما أنه هو نفسه اعتبر في خطابه السابق ان الفاسد هو كالعميل للعدوّ. النمط التلميعي الذي تشكلت الحكومة على أساسه، عبر الاتيان بست سيدات الى مناصب وزارية، وتنصيب وزراء من حملة الجنسيات الأميركية ومن طابع اختصاصيين على وجه العموم، هذا النمط لم يمر على الشعب اللبناني، وان كان يمكن لنصرالله وللاعلام المقاوم ترويج ان هذه الحكومة هي ليست حكومة “حزب الله” لدى بعض الجماعات اللبنانية، ويمكن القول في هذا السياق، أنّ بعض اللبنانيين يحرضون على هذه الحكومة لدى الخارج وأيّ خارج؟

العرب المتآمرون والشيطان الأكبر يا للمفارقة…لندع ذلك جانبا لكن من التبسيط غير المقبول أن يخرج السيد نصرالله ليحيل موقف الدول الخارجية من الحكومة الى موقف هذا السياسي اوذاك الصحفي، فحكومة مردودها السياسي العميق لحزب الله، وبالتالي لإيران، لايحتاج من الدول الخليجية او الأوروبية وقبلهما الإدارة الأميركية، الى موقف هذا الطرف او ذاك ليعرفوا المضمون السياسي العميق لهذه الحكومة. فهذه الدول بخلاف بسطاء الناس، تعرف ان “حزب الله” امسك بلبنان منذ سنوات بخيوط خفية، وسيطر على مفاصل القرار ويتحكم بالخيارات الاستراتيجية والأمنية وحتى في نظام المحاصصة الذي تجلى بشكل كبير في عهد الرئيس ميشال عون. المسألة لا تحتاج الى دعوة نصرالله للذين خرجوا من الحكومة والذين يشاركون فيها، ان يدعموا الحكومة أو ان لا يعرقلوا عملها، فكل ذلك يصب في محاولة الالتفاف على واقع مكشوف لهذا الخارج، ان تقف الحكومة مستجدية على ابوابه العون، في زمن الرئيس ميشال عون، في الوقت الذي لايريد حاكم الدولة  أن يحاسب ايّ فاسد، بل أن لا يفسر كيف أن خياراته السياسية الداخلية والخارجية لم تكن تتحسب لهذه الازمة، ازمة كانت متوقعة بسبب حماية مسار الانهيار المالي والاقتصادي من قبله أولاً، وشركائه في السلطة التي تحولت الى مغانم ومكاسب على حساب الشعب من جهة ثانية؟ قبل أيام استحضر امين عام حزب الله افتراضيا ملك الموت وقال في مقابلة مع تلفزيون العالم حول الراحل قاسم سليماني، أنه لو خيّره ملك الموت بين ان يقبض روحه او روح سليماني لاختار ان يكون هو أي نصرالله من يفدي سليماني..

وعلى هذا المسار لو خيّر نصرالله بين التنازل عن مكتسبات تتصل بالسيطرة الحزبية على مفاصل القرار في الدولة في مقابل لجم الانهيار المالي والنقدي، او الإبقاء على هذه المكاسب مع استمرار الانهيار فماذا يختار؟ واضح ان حزب الله اختار حماية المكاسب الحزبية التي حققها في السيطرة على لبنان، ورفض حتى فكرة تشكيل حكومة من المستقلين كان يمكن أن تحدث صدمة إيجابية داخلية وبالتأكيد كانت ستلقى تعاونا دوليا وعربيا، لكن حزب الله لا يلائمه أن تنجح حكومة مستقلين على حساب مكاسب يعتبرها مقدسة في السيطرة والتحكم في لبنان، في المقابل كيف ينتظر نصرالله وحلفاؤه في هذه الحكومة التي ولدت ميتة، أن تحظى بعطف خليجي ودعم أميركي ورعاية أوروبية، الحل الوحيد الذي تقترحه هذه الحكومة بطبيعتها وليس بارادتها، هي الكارثة. لقد باتت الضوء الوحيد، في ظل موقف خارجي غير مرحب عملياً بالحكومة، ومع مزيد من انكشاف لعبة التخفي لدى اقطاب السلطة عن تحكمهم بقرارات هذه الحكومة، وفي ظل إصرار حزب الله على حماية شبكة السلطة الفاسدة التي قام نفوذه وسطوته على الدولة عبرها وهذا قرار اتخذ في طهران وينفذ في لبنان.

 

رفيق الحريري والمسيحيون... الفهم المتأخّر

إيلي الحاج /موقع اساس ميديا/16 شباط/2020

لكم هي شديدة الحاجة اليوم إلى رفيق الحريري لجمع أطراف الوطن!

كان الرئيس الشهيد رابطاً بين لبنان ولبنان رُغم أنّ علاقته ما كانت سهلة أبداً في البدايات بالمسيحيين. لا هو كان يفهمهم جيداً ولا هم يفهمونه. لم يتقاربا تماماً إلاّ في المرحلة الأخيرة من حياته، لتتساوى خسارتهم به بمواطنيهم المسلمين.

والحال أنّ الحريري قبل ظهوره على المسرح السياسي، كان في انتظارات المسيحيين، منذ نشوء دولة لبنان الكبير قبل مئة عام من اليوم على رهان كبير للبطريرك الراحل الياس الحويك، ومَن حوله، على نجاح مشروع  دولة يعلو فيها الولاء للوطن على الولاء للدين، وطن يستطيع أبناؤه جميعاً العيش فيه بحريتهم  والمساواة في ما بينهم. فكرتهم البسيطة هذه كانت وراء سعيهم الحثيث عبر قرون من التعامل مع إمبراطوريات وحكام مسلمين يتساهلون ويتسامحون معهم أحياناً ويتشددون حيناً. وعندما سنحت لهم الفرصة مع تشكيل دول المنطقة عقب الحرب العالمية الأولى لم يتوقفوا عند اعتراضات المسلمين الذين ضُمّت مدنهم ومناطقهم إلى لبنان، وكان يعني بالنسبة إليهم الجبل موطن المسيحيين والدروز، ولم ينظروا إلى أنفسهم يوماً على أنّهم لبنانيون بل رعايا ومواطنون للدولة العثمانية، وقبلها ممالك أخرى إسلامية.

خفّف من صدمة تقسيم المنطقة وفق معاهدة "سايكس – بيكو" وقيام دولة لبنان رغم إرادة غالبية المسلمين، والتي تجلّت في مؤتمرات الساحل من سنة 1921 إلى سنة 1936، بعد ضرب حلم المملكة العربية السورية بقيادة الملك فيصل بن الحسين، التوصل لاحقاً إلى تسوية قضت بأن يكون لبنان دولة تحالف العرب وتحافظ على صلاتها بالغرب. وبدا لمرحلة من الزمن أنّ "الفكرة اللبنانية" البسيطة تلك تشق طريقها إلى النجاح بقبول المسلمين بها، متخلّين عن المطالبة بالدولة العربية الأكبر في مقابل تخلّي المسيحيين عن الحماية الأجنبية. بذلك تحقق الاستقلال ولكن بقيت "قوى ممانعة"، ظاهرة ومُضمرة تحت الرماد لدى الجانبين.

رفيق الحريري كان متحرّراً من أوهام المسلمين والمسيحيين ومخاوفهم القديمة بعضهم بإزاء بعض، بنظرته المنفتحة على المستقبل والحداثة

عندما تسلّم رفيق الحريري رئاسة الحكومة عام 1992 كانت الدولة ذات الـ82 عاماً، المولودة في 1920، قد عاشت 23 سنة تحت الانتداب الفرنسي، وتمتّعت 26 عاماً بالاستقلال والسيادة الكاملة على أراضيها - وإن تخلّلتها حرب داخلية صغيرة في 1958-  وعانت 15 سنة من الحروب الداخلية والخارجية المدمرة، وسنتين لم تلتقط فيهما أنفاسها. خلال كلّ تلك الحقبات كان "الممانعون" في الجانب المسلم يعبّرون عن تطلّعاتهم السياسية والوطنية، وتذمّرهم أيضاً من الفكرة الوطنية اللبنانية بمعناها الضيق التي حملها المسيحيون بغالبيتهم، من خلال السير تحت لواء فكرة القومية العربية ممثلة بالناصرية و"منظمة التحرير الفلسطينية" والقذافية و"البعث" بشقيه العراقي والسوري، أو تحت لواء الفكرة القومية السورية وأيضاً اليسار سواء بتشكيلاته الأممية أو تلك المطعّمة بطابع إقليمي ومحلي. بدورهم "الممانعون" في الجانب المسيحي لم يتراجع حنينهم، مدفوعين بالخوف خصوصاً في الأزمات إلى "الحمايات الخارجية"، أكانت فرنسية أم أميركية، أم سورية خلال "حرب السنتين" وبعدها، وصولاً اليوم إلى احتماء بعضهم بإيران وسلاحها المحلي في لبنان، فضلاً عن إفادة هذا البعض من نفوذ السلاح الإيراني للتسلق إلى المناصب وقطف غنائم في الدولة وخارجها.

إلاّ أنّ رفيق الحريري كان متحرّراً من أوهام المسلمين والمسيحيين ومخاوفهم القديمة بعضهم بإزاء بعض، بنظرته المنفتحة على المستقبل والحداثة وانشداده إلى العمران وتمسكه بالسلم ونبذ العنف والسلاح، جاذباً بذلك نخبة من المسيحيين، بينما وقفت جماعة منهم موقفَ حذرٍ حياله لم يتبدّد إلا لاحقاً. وكانت هناك مجموعة من السياسيين وأنصارهم حصر فيها نظام الأسد الأب والابن تمثيل المسيحيين خلال مرحلة الوصاية واضطر الحريري إلى التعامل معها، في الرئاسة والبرلمان والوزارات ومواقع مختلفة في الدولة.

والحق أنّ وقتاً غير قصير استلزم الرئيس رفيق الحريري ليفهم على المسيحيين، المتذمّرين المحبطين القلقين على الدوام، وليفهموا هم عليه، وأنّهم ظلموه بكثرة بينهم عندما صدّقوا لسنوات ادعاءات ومزاعم أطلقها ضده النظام السوري من خلال شخصيات وأجهزة امتهنت بث الأكاذيب وإثارة النعرات الطائفية لخدمة مصالحها ومحاربة مشروعه السياسي والاقتصادي للنهوض للبلاد. ومن الاتهامات البذيئة التي أشاعتها أنه يسعى إلى "أسلمة لبنان"، في مقابل بثّها في المناطق ذات الغالبية المسلمة أنّه يعمل لمحو طابعها وتراثها الإسلاميين، حين أنّه كان أبعد ما يكون عن عدم احترام التركيبة اللبنانية بكل مضامينها، متطلّعاً على الدوام إلى مشاركة الجميع في بناء لبنان مزدهر وحديث يشبه تطلّعاتهم.

وفي البحث عن أعذار لموقف الجماعة المسيحية آنذاك من الرئيس الحريري أنّها على الأرجح كانت ترى إلى رجل أقبل من السعودية وأخذ دورها، وصارت بحسد تتابع أخبار لقاءاته وبابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني، وقد كان يستقبله دورياً وعائلته، كما يلتقيه رئيس فرنسا جاك شيراك مراراً كل سنة ويرافقه إلى سيارته، ويبحث معه رؤساء الولايات المتحدة وسواها أوضاع لبنان وسوريا والمنطقة، مشكلّاً بذلك جسراً بين لبنان والعالم لطالما كانه رؤساؤهم وقادتهم. فكيف إذا رافقت علاقاته العالية المستوى هذه قدرة مالية ضخمة، وكرم غير مألوف في البيئة السياسية، المسيحية  والمسلمة على السواء؟  (تستحق الذكر واقعة طلب راهبة رئيسة لمدرسة قرية بيت حباق – جبيل مساعدة من الرئيس الشهيد لإضافة جناح إلى المدرسة، ولم يشأ أن يتصرف كمن يسجل علامة على أحد، فأجابها أنّه سيقدم مقدار ما ستجمع من مراجع ومتبرّعين في طائفتها. لكنّها لم تعاود الاتصال. وبعد مدّة اتصل هو بها وعندما أدرك أنّها لم تتصل لعدم حصولها على شيء من الآخرين قدم لها تكلفة مشروع توسيع المدرسة كاملة).

فوق ذلك بنى الرئيس الشهيد مقرّاً لسكناه في عمق كسروان في فقرا، وشقّ أوتوسترادات وخطط لمشاريع في المناطق ذات الغالبية المسيحية حلّت الكثير من المشكلات، وكانت لتحلّ غيرها، مثل زحمة السير الخانقة على طريق بيروت – جونية لو لم يواجهه خصومه بحرب شعواء من الأكاذيب والمزاعم. أما في الاقتصاد فكان الوضع أفضل إذ سرعان ما أقبل رجال مال وأعمال على المشاركة في مشاريع عبّرت عن الثقة بشخصه ونهجه، مثل سوليدير وغيرها. وعندما تيّقن أنّ العقدة والحل يكمنان في بكركي ما إن سمحت الظروف في التفاهم مع سيدها الراحل البطريرك نصرالله صفير على رؤية مشتركة إلى لبنان. وقد تميز تعامله مع البطريرك بحنكة بعد التفاهم الضمني معه، عارفاً من يختار لإيصال الرسائل إليه وإبقاء خط الإتصال ساخناً.

لو كان حيّاً اليوم، الرئيس رفيق الحريري، لكان أُصيب بذهول

وفي هذه الواقعة نموذج: بعد التمديد لإميل لحود في 2004 استقبل الرئيس الشهيد، بناء على طلب منه، صديقه القديم الراحل سمير فرنجية، وكان مرّ وقت طويل لم يجتمعا، ومعه النائب آنذاك فارس سعَيد، وأبلغهما بأنّ السوريين يطلبون منه أن يترأس أول حكومة في الولاية الممدّدة لإميل لحود، وأنّه أجاب بعدم موافقته إذا لم يشارك "لقاء قرنة شهوان" القريب من البطريرك في هذه الحكومة ولذلك "لا توافقوا"، قال.

في اليوم التالي استقبل وفداً من "لقاء قرنة شهوان" ضمّ ثلاثة من أكثر أعضائه تشدداً، الشهيدين جبران تويني وأنطوان غانم والمحامي سمير عبد الملك، أبلغوه من دون مناقشة الفكرة حتى رفض "اللقاء" المشاركة، فأوصل الموقف إلى السوريين وانتهى عنده الموضوع.

ولربما كان الرئيس الشهيد يعبّر أوضح ما يكون عن نظرته إلى المسيحيين عندما كان يقول لبعض أصدقائه والقريبين منه " تستطيعون أن تقولوا عن هذه الجماعة ما تريدون، لكنها لا تتخلى عن ثابتتين: سيادة لبنان واستقلاله، والنظام الاقتصادي الحر".

لو كان حيّاً اليوم، الرئيس رفيق الحريري، لكان أُصيب بذهول!

 

طرابلس: كلن يعني كلن.. إلاّ "رفيق"

أحمد الأيوبي/موقع أساس/الأحد 16 شباط 2020

تمتلك طرابلس ذاكرة تنبض بالحبّ والوفاء والحنين وبالثناء والتقدير لرفيق الحريري، قلّما امتلكتها مدينة أخرى، وعبـّرت عنها في مختلف المحطات، قبل الاستشهاد وبعده، بدون انتظارٍ وبدون حساباتٍ سياسية أو تنموية، فالفيحاء إذا أحبّت أعطت، وإذا حدّدت خصومها وأعداءها عرفت كيف تواجههم ولو بعد حين، وكانت مسيرتها مع رفيق الحريري مسيرة زاخرة بالنبل والمحبة على جميع المستويات.

طرابلس بأهلها الطيبين المندفعين، رغم فقر شريحةٍ واسعة منهم، وبكفاءاتهم العلمية والأدبية والسياسية والثقافية.. واكبوا رفيق الحريري منذ البدايات، ودعموا خياراته النيابية، رغم أنّ بعضها لم يكن موفّقاً من حيث الأشخاص، لأن حضوره الشخصي كان يغطّي ويعوّض تقصير وقصور النواب وحتى الوزراء..

عرف رفيق الحريري كيف يداوي جراح طرابلس الخارجة من الحرب والتائقة للنهوض، فكانت بصماته التي أعادت تأهيل البنى التحتية، وخاصة في التبانة والقبة، وكان مشروع البناء لمصلحة المهجرين نموذجاً عن تلك الإرادة التي شاءها الشهيد لإخراج أبناء المناطق المهمّشة من دائرة الاختناق بالفقر إلى أفق الشعور بالحرية والارتباط بالتنمية العادلة والانتماء للوطن.

هؤلاء الغاضبون توقفوا احتراماً أمام صورة رفيق الحريري الشهيد الشاهد على مظلومية مدينة حاصرها النظام السوري

بعد استشهاده، كانت طرابلس بركان الغضب الأكبر على امتداد الساحة اللبنانية، فشكّلت الحافز للجوار ولسائر البلدات والمدن للتحرّك حزناً وغضباً في وجه الجريمة التي تحوّلت إلى "جريمة العصر" ولتؤسّس لاحقاً قاعدة ارتكازٍ صلبة لثورة 14 آذار امتداداً إلى سنوات المواجهة الوطنية الطويلة..

تعلّمت طرابلس من رفيق الحريري كيف تطوّر دورها الوطني، وكيف تكسر موجات الطائفية والمذهبية وكيف تهزم تسلُّل الإرهاب، وكيف ترسّخ موقعها في المنظومة الوطنية الخلاّقة الرافضة للقيود التي حاول النظام السوري تكبيلها بها طيلة زمن الوصاية البائد..

شكّلت طرابلس بعد استشهاد رفيق الحريري واحة تلاقٍ وطنية، في ترجمةٍ جريئة وشجاعة لتوجهاته، فاستقبلت نواب ووزراء القوات اللبنانية وحزب الكتائب وأعطتهم أصواتها، كما استقبلت وزراء ونواب الحزب التقدمي الاشتراكي، وتلاقى فيها من جديد أبناء الجوار: البترون، الكورة، زغرتا وبشري وعكار والمنية الضنية..

صمدت طرابلس في وجه العواصف وحافظت على وفائها لرفيق الحريري، فغفرت لنجله سعد الكثير والكثير من الخطايا بحقها وحقّ الوطن، فبقيت لسنواتٍ تكبت محاولات الخروج على تيار المستقبل، وترفض حالات الاستقلال عنه، اعتقاداً منها بأن المسار سيستقيم وأن الأمانة في أيدٍ أمينة..

إلاّ أن الأمور لم تكن تسير كما يجب، ودخل الوريث في التسويات القاتلة، فخرج عن منهج أبيه المتوازن الحكيم والصلب، وجلبت التسويات إلى البلد ويلاتٍ هائلة، أدّت إلى انفجار ثورة 17 تشرين الأول 2019، فثارت طرابلس على الظلم والعنصرية والإرهاب السياسي الذي يجري بحقها من تحالف التسوية الرئاسية بمباركة "حزب الله" وصمت تيار المستقبل، وتحوّلت الفيحاءُ أيقونةً للثورة ومنبراً للوحدة الوطنية..

غير أن المشهد الأكثر تأثيراً في أول أيام ثورة طرابلس، هي أنه رغم كل فورة الغضب في الشارع، والتي كان أحد تعبيراتها إزالة صور الزعماء والنواب والوزراء.. أن هؤلاء الغاضبين توقفوا احتراماً أمام صورة رفيق الحريري الشهيد الشاهد على مظلومية مدينة حاصرها النظام السوري ودكّها بالمدافع مع حلفائه الحاكمين اليوم، وأعاد رفيق الحريري إحياءها من الرماد، وسعى لوضعها على خارطة المدن الحيـّة والحرّة..

أبقى ثوار طرابلس على صورة رفيق الحريري، رغم أن كثيرين منهم من جيلٍ لم يعايش تجربته المباشرة، لأنه باقٍ في الضمائر، ومحبته تتجاوز تفاصيل السياسة وتحوّلاتها البائسة.

 

قراءة متأخّرة لمصير "اللقاء الشيعي"

قاسم قصير/موقع أساس/الأحد 16 شباط 2020

في الحادي والعشرين من شهر نيسان 2005، انطلق أوّل لقاء شيعي معارض لثنائية حركة أمل – حزب الله. وقد ولد هذا اللقاء من رحم 14 شباط وبعد شهرين من اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبعد شهر وأسبوع من مسيرة 14 آذار، وهي بدت ردّاً على مسيرة 8 آذار التي انطلقت دفاعاً عن الوجود السوري في لبنان. انقسم لبنان بعد ذلك بين تحالفين: 8 و14 آذار.

كان "اللقاء الشيعي اللبناني" برئاسة العلامة السيد محمد حسن الأمين، أوّل محاولة منظّمة لجمع أكبر عدد من الشخصيات الشيعية المعارضة لحركة أمل وحزب الله، وقد عقد اجتماعه الموسع الأوّل في قاعة "الكلية العاملية" بمنطقة رأس النبع في بيروت. واختيار هذه القاعة كان له دلالة مميّزة كونها أوّل صرح علمي وديني شيعي في بيروت، وأسّسها الزعيم رشيد بيضون ويُشرف عليها حالياً النائب والوزير السابق محمد يوسف بيضون. وشارك في اللقاء ثلاثمائة شخصية شيعية متنوّعة من سياسيين وكتّاب وأكاديميين وإعلاميين وناشطين ومن فعاليات اجتماعية متنوعة، تقدّمهم آنذاك النائبان باسم السبع والدكتور محمود عواد.

اعتلى المنصة إضافة إلى السيد الأمين، الكاتب والصحافي الراحل نصير الأسعد، والكاتب الأستاذ محمد حسين شمس الدين.

وقد اعتبر السيد الأمين في كلمته الافتتاحية أنّ "الشيعة لم يكونوا في اللحظة التي انبثقت فيها حركة التشيّع، حزباً ولا قبيلة ولا مذهباً، بل كانوا حركة انطلقت من وعي متقدّم لطبيعة الرسالة الإسلامية العظيمة".

وأضاف: "لم يغْدُ التشيّع مذهباً إلاّ في عقود طويلة على انطلاق الحركة، ولم يكن يعني أنّ الشيعة اختزلهم ذلك المذهب، فظلّوا حركة فاعلة وحيّة في مسار التاريخ الإسلامي، حركة اعتراض وتعدّد ودعوة للحرية وإلتزام حق الاختلاف، وهذا حديثه يطول، ولكنّني أنطلق من هذه الينابيع، لأرى الآن، ماذا يمكن أن يكون عليه الشيعة اللبنانيون بوصفهم مكوّناً من مكوّنات هذا الوطن، هم مكوّن عددي وجغرافي، وهم على الأخص مكوّن ثقافي يريد أن تكون مساهمته في العيش المشترك، وفي الميثاق المشترك للبنانيين جميعاً".

أثيرت حول اللقاء ودوره وموقعه الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام، لكن التطوّر الأخطر في مسيرة اللقاء كانت المقابلة التلفزيونية التي أجراها الإعلامي زاهي وهبي مع السيد الأمين

ومن ثمّ تلا شمس الدين الوثيقة السياسية للقاء والتي أكّدت على ضرورة "إظهار موقف الشيعة اللبنانيين، من التطوّرات الداخلية والتمايز عن حركة أمل وحزب الله، والتلاقي مع حركة اللبنانيين في 14 آذار، دون التخلّي عن خيار المقاومة ومن أجل ولادة لبنان جديد بعد خروج السوريين منه".

وقد شكلّت لجنة المتابعة  للقاء من: نصير الأسعد، حسن بزيع، ليلى الحسيني، هاني حلاوي، مياد حيدر، إبراهيم الحريري، علي صالح، قاسم قصير، عصام عقيل، مختار حيدر، غالب ياغي، عقاب صقر، يوسف بزّي، علي الأمين، محمد حسين شمس الدين، وسام الامين، حسن محسن، حسين بعلبكي، محمد سليمان، علي صياح، (النائب السابق) محمود عواد، حازم الأمين، رفعت المصري، يحيى جابر، غسان جواد، سلام بدر الدين، أحمد مطر، محمد الخطيب، محمد عساف، حسين علي حمية، وليد زرقط، محمد صفي الدين، علي بدران، حيدر قديح، عبد الكريم سرحال، محمد بركات، مصطفى عبده سليمان، علي يونس، رامي حسين قطيش، علي الموسوي، علي بيضون والحاج حسين عسيران.

حظي اللقاء باهتمام سياسي وإعلامي ودبلوماسي وشعبي كبير، وكان هناك رهان كبير أن يشكّل إطاراً سياسياً مستقلاً تكون له أرضية شعبية كبيرة. أجريت عشرات المقابلات الصحافية مع أركان اللقاء وخصوصاً العلامة السيد محمد حسن الأمين. في المقابل مورست ضغوط غير مباشرة على بعض أعضاء اللقاء للتخلّي عنه. أثيرت حول اللقاء ودوره وموقعه الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام، لكن التطوّر الأخطر في مسيرة اللقاء كانت المقابلة التلفزيونية التي أجراها الإعلامي زاهي وهبي مع السيد الأمين على "قناة المستقبل"، وكان من المفترض أن تشكّل المقابلة ردّاً على ما يطرح على اللقاء من إشكالات وأسئلة وتوضيح موقفه من مختلف القضايا الداخلية والخارجية، لكنّ المفاجأة كانت أنّ هذه المقابلة تحوّلت إلى عملية استجواب وتحدّي للسيد الأمين من قبل وهبي وبعض الإعلاميين والكتّاب الذين يفترض أن يكونوا من أركانه ومؤيديه، وكانت النتيجة أن أدّت هذه المقابلة إلى حصول مشكلات داخل اللقاء وانفراط عقده لاحقاً.

تبيّن لاحقاً أنّ ما جرى لم يكن عفوياً بل كان من ضمن خطة لإنهاء اللقاء، وذلك بالتزامن مع الترتيبات التي كانت دائرة داخلياً وخارجياً لعقد التحالف الرباعي بين "حزب الله" و"حركة أمل" و"تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، تمهيداً لإجراء الانتخابات النيابية بإشراف حكومة جديدة ترأسها الرئيس نجيب ميقاتي. عبّر لاحقاً العلامة السيد محمد حسن الأمين عن انزعاجه الشديد ممّا جرى واعتبر أنّ قوى 14 آذار، وخصوصاً تيار المستقبل، قد تخلّت عن القوى الشيعية المستقلّة لحساب التحالف مع "حركة أمل" و"حزب الله".

قد تكون هذه التجربة وغيرها من التجارب الشيعية المعارضة والمستقلّة في لبنان بحاجة إلى المراجعة والتقييم، لكن كان من الواضح في تلك الفترة أنّ قوى 14 آذار، مجتمعة أو متفرقة، كانت تريد الشخصيات الشيعية المعارضة مجرد ديكور أو تنويع شكلي، لكنّها في الوقت نفسه كانت حريصة على التحالف أو التعاون مع الثنائي الشيعي الرسمي ولم تكن قادرة على التخلّي عنه، أولاً بسبب قدرته على الاستقطاب الشعبي، وثانياً بسبب حجم المصالح المشتركة. وكان القانون الانتخابي الأكثري أحد أبرز العوائق أمام تشكّل قوة شيعية فاعلة إذ كان يسمح فقط بفوز شخصيات شيعية محدودة تابعة لقوى 14 آذار، في دوائر غير شيعية الأكثرية، خلال الانتخابات النيابية.في العام 2018 عندما اعتمد القانون النسبي مع دوائر صغيرة. فشلت القوى الشيعية المعارضة بالتوحّد ولم تحقّق سوى نتائج هزيلة في الانتخابات النيابية.

تلك حكاية أخرى من حكايات المعارضة الشيعية المستقلّة وأسباب فشلها.

 

من يتذكر أزمة قطر؟!

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/16 شباط/2020

عندما قطعت الدول الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) علاقاتها مع دولة قطر، قبل عامين ونصف تقريباً، بسبب تحريضها المستمر على التطرف وتمويل الجماعات الإرهابية، كانت الأزمة القطرية حينها حديث المجالس الخليجية، واستمرت حاضرة إعلامياً وسياسياً لشهور بعد ذلك، ثم بدأت تدريجياً في الأفول، فالدول الأربع موقفها واضح ومطالبها معروفة، ورسالتهم واحدة: لن نعود أبداً إلى الوضع السابق، بينما الحكومة القطرية، المتضرر الوحيد من المقاطعة، اتخذت أسلوب التصعيد السياسي والإعلامي كمعركة مصير بالنسبة لها، وتغيير شكلي، وليس جذرياً في سلوكها. مرت السنة تلو الأخرى، وفشلت الدوحة في معركتها فشلاً ذريعاً بعد أن أصبحت أزمتها نسياً منسياً، وها هي الأزمة القطرية في سنتها الثالثة، وكما كان متوقعاً لم يتغير شيء بتاتاً بالنسبة للدول الأربع، التي نسيت الأزمة، ومضت في طريقها، بينما الدوحة وحدها من لا تزال تعاني كثيراً من عزلتها، وتتوجع من استمرار مقاطعتها.

وعلى عكس سياستها الإعلامية المعتمدة على الترويج بأنها الدولة التي أصبحت أقوى، واستفادت كثيراً من المقاطعة، استسلمت الدوحة أخيراً للواقعية السياسية بأن الكرة في ملعبها، وأن الصياح والتباكي لن ينفعاها؛ اتخذت خطوة بإرسال وزير خارجيتها للرياض، لكنه لم يحضر من أجل إنجاح المفاوضات، وفقاً للمبادئ الستة التي كانت أساساً للمقاطعة، والتي تلتزم الدول الأربع بها ولا تلزم قطر فقط بها، وأهمها الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بصورهما كافة، ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة، وإيقاف أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف، والالتزام الكامل بـ«اتفاق الرياض» لعام 2013، والاتفاق التكميلي، وآلياته التنفيذية لعام 2014، في إطار مجلس التعاون الخليجي، بل حضرت الدوحة لشراء الوقت وبيع الكلام دون أي أفعال تلتزم بها، لذلك حدث ما كان متوقعاً أن يعود وزير خارجيتها خالي الوفاض، بل خسرت قطر حتى كبرياءها التي بالغت في تقديرها، لتجد نفسها مجبرة على الذهاب للرياض رغماً عنها للبحث عن حل ينجيها من إطالة أمد أزمتها، ويا لها من زيارة لخصمك تطلب منه مد طوق النجاة لك.

ما الذي بقي تملكه قطر بعد فشل المفاوضات، وعدم استغلالها للفرصة الحقيقية الوحيدة منذ بداية أزمتها؟! في الواقع ينسى الكثير أن الدوحة ليست أكثر من بوق إعلامي كبير، تعتقد أنها بخلق الأزمات الإعلامية، والتدخل في شؤون الآخرين، وترويج القصص المختلقة، وإطلاق الأكاذيب المعتمدة على تمرير الأخبار المزورة، وإعادة تأهيلها، تستطيع أن تبقى في دائرة اهتمام خصومها، والقول بكل تبجح: نحن هنا. ويختصر هذه الإثارة الإعلامية المزيفة، ما نقلته مجلة «الإيكونوميست» عندما سخرت من مفارقة أمير قطر، الذي يقول فيها «نريد حرية التعبير لشعوب المنطقة وهم ليسوا سعداء بذلك»، بينما معظم القطريين مجبرون على الصمت. ربما كانت السياسة الإعلامية القطرية المعتمدة على الإثارة ناجحة ومثيرة بعض الشيء في عقود سابقة، أما اليوم فالجميع تخطاها إثر انتهاء صلاحيتها، فالإثارة لا تصنع تأثيراً على الرأي العام، فحتى كبار المجرمين والإرهابيين يصنعون إثارة ويُستمع لخطاباتهم، لكن أين هم بعد ذلك، وهذه فعلاً حقيقة قطر اليوم، تعتقد أن أبواقها الإعلامية، وليس تغيير سلوكياتها، قادرة على إنقاذها من أقسى أزمة تواجهها في تاريخها. لو حدثت هذه المفاوضات في بداية الأزمة لوجدنا لها صدى واهتماماً إعلامياً وشعبياً، أما اليوم فلم يعد الكثير يهتم بقطر، سواء عادت، أم بقيت معزولة، نجحت المفاوضات أم لم تنجح، فالجميع أضحى على قناعة بأنه هناك داخل هذه الدول من القضايا والاهتمامات ما هو أكثر أهمية وجدوى من الانشغال بأزمة أصبحت في غياهب النسيان، هذه الحقيقة المرة التي يغفل عنها الساسة القطريون، ولذلك سيبقون معزولين حتى يلتزموا بإطفاء الحرائق التي أشعلتها نيرانهم، وفوق ذلك لا يتذكرهم أحد، سواء عادوا إلى محيطهم، أم بقوا معزولين خارجه.

 

«صفقة القرن» والعقلانية الفلسطينية

رمزي عز الدين رمزي/الشرق الأوسط/16 شباط/2020

قيل وكُتب الكثير حول «صفقة القرن»: أنها تتعامل بتعالٍ مع الفلسطينيين، وأنها مخالفة للقانون الدولي، وأنها تمنح التيار اليميني الإسرائيلي المتشدد كل ما كان يحلم به، إلى جانب أن ما تقدمه من حزمة اقتصادية يعد بمثابة رشوة تستخدم أموال الغير لعقد صفقة مجحفة في حق الفلسطينيين، إلخ.

وعلى عكس بعض التصريحات السلبية التي تم إطلاقها مؤخراً، فإن الفلسطينيين تصرفوا بوجه عام بعقلانية في ظل أصعب الظروف، وهذا لا يعني أنهم لم يقترفوا أخطاء في الماضي، فجَلَّ من لا يخطئ، لكن من المؤكد أنهم كانوا دوماً في وضع لا يُحسدون عليه ولا أتخيل أن هناك مَن يقبل تبادل الموقع معهم.

ويبدو أن واضعي «الصفقة» ينظرون إلى الفلسطينيين على أنهم أقرب إلى مستأجر يعيش في بناية متداعية تصادَف وجودها في موقع متميز مؤهَّلة للتطوير العقاري رفيع المستوى. إلا أن الواضح أنه يغيب عن هؤلاء أن الفلسطيني في الواقع يملك الأرض والعقار المبنيّ عليها ولا ينوي الرحيل عنها.

وأي شخص عاش في نيويورك يعرف كيف تُضطر سلطات المدينة وأقوى الشركات العقارية إلى إيجاد سبل قانونية للتعامل مع هذا النوع من أصحاب الأراضي المتشبثين بحقوقهم.

التساؤل الأهم الآن هو: كيف يمكن التعامل مع «صفقة القرن» مع الأخذ في الاعتبار حقائق عالمنا اليوم، بما في ذلك توازن القوى السائد.

فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تبقى القوة العظمى الوحيدة، فعليها أن تواجه حقائق معينة لا يمكن تجاهلها.

أولًا: في ضوء تعارض «الصفقة» بشكل واضح مع القانون والشرعية الدوليين، فإنه من الصعب على أي إدارة أميركية مستقبلية أن تتمسك بها، فهناك معارضة واضحة بين الأطراف المختلفة داخل الولايات المتحدة، تحديداً الكونغرس، وكذلك معظم وسائل الإعلام، ومراكز الفكر بل حتى داخل المجتمع اليهودي نفسه. جدير بالذكر أن الكونغرس أصدر القرار رقم 326 في 6 ديسمبر (كانون الأول) 2019 بغالبية 226 صوتاً والذي يوضح أن الكونغرس يعارض أي إجراءات من جانب البيت الأبيض للتشجيع على ضمٍّ أحادي الجانب للضفة الغربية أو أي خطوات أخرى تقوّض إمكانية حل الدولتين، أعقبه خطاب في نفس الاتجاه بتاريخ 7 فبراير (شباط) وقّع عليه 106 أعضاء بالكونغرس، وهو الأمر الذي يدل عن وجود كتلة حرجة بين صناع الرأي الأميركيين يتخذون موقفاً ضد «الصفقة» ويعارضون أي إجراء أحادي الجانب من جهة إسرائيل لضم أراضٍ فلسطينية، ويؤيدون حل الدولتين عبر التفاوض. ثانياً: لا يوجد سوى عدد قليل من حلفاء الولايات المتحدة على استعداد لمساندتها لتنفيذ «الصفقة». ثالثاً: حتى داخل إسرائيل فإن «الصفقة» محل خلاف بين القوى السياسية المختلفة.

وعليه، فإن التحدي الملحّ الذي يواجه الفلسطينيين يتمثل في العمل على الحيلولة دون إقدام أي حكومة إسرائيلية على إجراء أحادي الجانب نحو تنفيذ «الصفقة»، على الأقل حتى الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. وحتى الآن يبدو أن الإدارة الأميركية نجحت في إقناع نتنياهو بعدم الإقدام على ذلك قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في مارس (آذار) المقبل. ولكل حادث حديث بعد الانتخابات. ولتحقيق هذه النتيجة فمن الأهمية وضع عدد من الأمور في الاعتبار. أولاً: الانتخابات الإسرائيلية المقررة في مارس وما يمكن أن ينتج عنها من تشكيل المعارضة الحالية للحكومة القادمة. ثانياً: بالنظر إلى أن توقيت الإعلان عن «الصفقة» مرتبط باعتبارات انتخابية داخل كل من الولايات المتحدة وإسرائيل هدفها تعزيز فرص إعادة انتخاب كل من الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، فبمجرد إعادة انتخاب الرئيس ترمب في نوفمبر القادم وهو الاحتمال الأرجح حتى الآن، وأخذاً في الاعتبار أسلوبه في الإدارة المبنيّ على «تقديم شيء مقابل شيء» ستكون «الصفقة» قد أدت الغرض المطلوب منها، وبالتالي لن يكون هناك حاجة أو اهتمام لمتابعة تنفيذها.

في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن الرئيس ترمب تباعد عن رئيس الوزراء نتنياهو عندما أخفق الأخير مرتين في انتخابات أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول) الماضيين في ضمان أغلبية محافِظة تُمكّنه من تشكيل حكومة مستقرة، مؤكداً أن علاقة الولايات المتحدة هي مع إسرائيل وليست مع شخص معين.

يقف الفلسطينيون في المرحلة الراهنة عند مفترق طرق بالغ الأهمية. فإما أن يتمكنوا من الاستمرار في العمل من أجل بناء دولة مستقلة قابلة للحياة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وإما أن يتجهوا نحو إقامة دولة واحدة على أرض فلسطين الانتداب التي سيشكّلون فيها الأغلبية في المستقبل المنظور.

وسيتطلب ذلك اتخاذ قرارات مصيرية، بعضها لم يسبق التفكير فيه، منها اتباع نهج جديد إزاء العلاقات بين الفلسطينيين أنفسهم بمن في ذلك الفلسطينيون داخل إسرائيل.

لقد اتخذ الرئيس محمود عباس حتى الآن القرارات الصائبة، خصوصاً بالتوجه إلى الأمم المتحدة، وإلى مؤسسات ومنتديات دولية أخرى، لتأكيد استمرار التزام المجتمع الدولي بالشرعية الدولية الذي شارك في صياغتها على مدى العقود الماضية وفي نفس الوقت التأكيد أن «الصفقة» تتعارض مع تلك الشرعية، وهي معادلة دقيقة للغاية يجب أن تبقى نُصب أعين القيادة الفلسطينية. إضافةً إلى ذلك، فإن تواصل الرئيس عباس مع العناصر المعارضة لـ«الصفقة» داخل إسرائيل وظهوره مع رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، خطوة إيجابية يجب البناء عليها.

وبالخلاصة فعلى القيادة الفلسطينية الاستمرار في تأكيد موقفها بالالتزام بعملية تفاوض حقيقية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل، مع التأكيد أنه من أجل الإبقاء على هذا الخيار متاحاً، سيتعين استمرار دعم المجتمع الدولي لهذا الخيار في المحافل الدولية كافة والتصدي لأي إجراء أحادي تتخذه إسرائيل... أما إذا أقدمت إسرائيل على اتخاذ إجراء من جانب واحد لتنفيذ «الصفقة» في تحدٍّ للشرعية الدولية، بل وحتى مواقف وقرارات غالبية الكونغرس الأميركي، فإن الفلسطينيين لن يكون أمامهم حينها سوى خيار العمل من أجل قيام «الدولة الواحدة». وفي نهاية الأمر، فإن الخيار الذي سيتخذه الفلسطينيون يعتمد إلى حد كبير على المواقف التي سيتخذها المجتمع الدولي، خصوصاً الإدارة الأميركية. وهنا لا يمكن التقليل من أهمية دور الدول العربية في تشكيل المواقف الدولية الداعمة للموقف الفلسطيني. في تلك الأثناء، سيتعين على الفلسطينيين العمل على ضمان الاحتفاظ بالدعم الدولي لهم وتحقيق تناغم داخلي في صفوفهم.

 

وما أدراك ما التاريخ!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/16 شباط/2020

يقف المتابع السياسي والمؤرخ الاجتماعي بذهول تام وهو يتابع تداعيات المشاهد الدامية في العالم الإسلامي والناتجة عن التطرف الشديد في الآراء المتشددة المليئة بالبغض والكراهية، التي استجدت وأصبحت لسان حال المنطقة. ولكن التاريخ يقول لنا غير ذلك. دمشق عاصمة الدولة الأموية، التي كان فيها جالية مسيحية ضخمة جداً، حتى إن وزير مالية الخليفة معاوية وطبيبه وإحدى زوجاته كانوا من المسيحيين. بغداد بعد ذلك كانت أكثر قبولاً واتساعاً في قبول الآخر. كانت المدن متعددة الجنسيات ومتعددة الأعراق ومتعددة الثقافات، تماماً مثل الإمبراطوريات التي تشكلت عبر القارات تحت الحكم الأموي ومن بعده العباسي. وهذا له جذور بدأت منذ وصول الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس، وقام بتطهير المسجد الأقصى والمنطقة التي حوله من تجاوزات حصلت من قبل الحكم الموجود، وخصوصاً حرمان اليهود من الصلاة في مواقعهم على أيدي المسيحيين الحاكمين وقتها، ودعا اليهود إلى استئناف صلواتهم بسلام، وقدم بذلك سابقة تاريخية للتعايش مهمة ولافتة، وذلك على عكس الغزاة المسيحيين الذين أغلقوا المساجد الخاصة بالمسلمين في كل من المجر واليونان وإسبانيا. المسلمون من جانبهم لم يفعلوا ذلك بل على العكس؛ قرطبة تحت حكم المسلمين أصبحت منارة للتعايش والعلوم والسلام والسلم الاجتماعي والتسامح، وأصبحت أكبر مدن أوروبا. حتى إسطنبول، التي تحولت إلى مدينة إسلامية عام 1453، أصبحت مركز الكنيسة الأرثوذكسية، وأيضاً مقراً للحاخام الأكبر بالنسبة للديانة اليهودية. هذا التنوع والثراء حوّل هذه المدن المهمة العظيمة إلى معامل للأفكار المؤثرة والمهمة والكبيرة مع الوقت. بعد وصول اختراع الورق في القرن الثامن فتحت المدارس وانتشرت العلوم، وبعدها انطلقت الأكاديميات للتعليم الأعلى، مع توفير كتب لمكتبات هائلة ومهمة. جامعة القرويين أسستها امرأة في مدينة فاس بالمغرب عام 859، وهي اليوم أقدم كيان تعليمي متواصل في العالم. ابن توديلة زائر يهودي إلى بغداد في القرن الثاني عشر، قال بدهشة: «قابلت الخليفة الذي تحدث معي بالعبرية وكان يقرأها أيضاً. الحاكم المسلم الثالث (أكبر) الذي حكم الهند أطلق منظومة للحوار بين الأديان، وانطلقت مبادرات مماثلة في كابل ومصر وغيرها. ولكن مع صعود النفوذ الغربي، عادت المنطقة إلى الداخل فأصبحت الروح العنصرية والرأي المتشدد هما سادة الساحة. هناك كتاب بديع وممتع اسمه «الإمبراطوريات الإسلامية» للكاتب جاستن ماروتزي الذي يوضح هذا التاريخ وأسباب التعصب الذي طرأ اليوم وأصبحت بالتالي الصورة مشوهة. هناك مسلمون يؤمنون بالتعددية والانفتاح والتجارة المفتوحة واحترام الآخر المخالف، إلا أن صوتهم تم كبته ومنعه وتخوينه، وفي بعض الأحيان تكفيره لفترة طويلة. هذا ماضٍ قبيح. مطلوب اليوم إعادة نقد التاريخ بصورة موضوعية، لأن التاريخ تم تشويهه عمداً، وأصبح لا يكتبه إلا المنتصرون ولا يصدقه إلا المغفلون.

 

روسيا وتركيا ولعبة الثعالب الإقليمية

 أحمد عبد العزيز الجارالله /السياسة/16 شباط/2020

ثمّة في التراث العربي طرفة عن الثعالب، يقول ثعلب: “أنا أسرق وأنت تسرق، أنا أكذب وأنت تكذب، أنا أقتل وأنت تقتل، وما نحن إلا ثعلب يضحك على ثعلب”.

ما تحمله هذه الطرفة من معانٍ يمكن إسقاطه على حالنا العربية مع كل من روسيا وتركيا… في ليبيا والعراق وسورية، خصوصا في إدلب حيث تدور رحى الحرب بالوكالة بين الحليفين اللدودين، وتتقاطع المصالح على الدم السوري الذي يراق في دهاليز التفاصيل المؤلمة.

حين تحالفت سورية مع روسيا كانت النخب العربية تقول: إن هذا الاتفاق أفضل بكثير من ترك الساحة لإيران كي تستفرد بالشام، وتنفذ مشروعها، لكن وجدنا أن كلما أفل نجم ثعلب حل محله آخر، وهذه المرة هو الثعلب التركي، غير أن اللعبة ليست محصورة في سورية، بل أيضا تدور فصولها في ليبيا والعراق، وكذلك بعلاقات إيران مع العالم، حيث المجتمع الدولي يضغط عليها، ويزيد من العقوبات ليتمكن شعبها من إسقاط النظام الذي مارس الابتزاز الإرهابي طوال أربعة عقود، إلا أن هناك من يحتال على النظام الاقتصادي العالمي، وكذلك الإقليمي، كي يخفف عن نظام الملالي عبء الأزمة الخانقة.

لا شك أن ذلك يجري بموازاة ممارسات إيرانية مستمرة منذ أربعة عقود وهي تبييض الأموال وتهريب المخدرات، والسعي إلى فرض ثقافة طائفية مغايرة للثقافة السائدة في المجتمعات الاقليمية.

في هذا السياق نجد ثعلباً يضحك على ثعلب، وكل منهما يسعى إلى تحقيق أكبر المكاسب على حساب الآخرين، أو بالأحرى الضحايا، فيما يمحو الدم العربي حبر الاتفاقيات الموقعة مع قوى نُظر إليها على أنها القادرة على منع الهيمنة الإيرانية في سورية، لكن هذا الثعلب جلب ثعلباً آخر، له أطماعه التي لا يخفيها.

يتساءل العالم العربي اليوم: ماذا تريد تركيا من التدخل في سورية وليبيا، وهل وضعت مادة في دستورها كتلك التي وضعها نظام الملالي في دستوره عندما سيطر الخميني على الحكم في إيران، وهي “تصدير الثورة” إما بالقوة الناعمة أو القوة الخشنة؟

ها هي تركيا اليوم تصدر نفوذها تحت جنح عتمة المشروع”الإخواني”، فنجدها تتدخل في شمال العراق، وفي سورية، واليوم في ليبيا، وفي دول أفريقية عدة.

هنا نسأل: أليست سورية متحالفة مع روسيا، أليس المطلوب من الروس أن يحافظوا على تحالفهم، ويفوا بوعودهم مع السوريين؟

لماذا لا يتعلمون من الأميركيين الأوفياء لتحالفاتهم مع أصدقائهم؟ أليست السياسة الروسية في سورية وليبيا والعراق، وحتى الموقف حيال الشعب الإيراني هي ثعلب يضحك على ثعلب؟

ما يجري في إدلب حاليا يذكر العالم بالمأساة الأرمنية، وتلك المشاهد التي لا تزال تنشر صورها إلى اليوم عن عشرات آلاف النازحين الأرمن في الشتات، والآف القتلى والفظائع التي ارتكبها العثمانيون ضدهم، وكيف نكلوا بالنساء والأطفال والشيوخ، وهذا يجعلنا نسأل: هل يستعيد الحكم في تركيا الماضي القمعي والهمجي العثماني مع السوريين حاليا؟

المؤكد أننا مع هذه المشاهد المأسوية التي نراها اليوم نعيش فصلاً جديداً من حكاية الثّعلب الذي يضحك على الثعلب الآخر ليفوز بضحية جديدة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي من روما: لا تقدر الكنيسة أن تراعي الخواطر إنما عليها ان تحرك الضمائر

وطنية - الأحد 16 شباط 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كاتدرائية فولينيو في إيطاليا، حيث تحفظ ذخائر القديس مارون، في حضور راعي الأبرشية المطران غوالتيرو سيجيسموندي، كاهن الرعية الخوري جوزف برتيني، وحشد من أبناء الرعية ومن أبناء رعية مار مارون في روما. وعاونه في القداس المطران سمعان عطالله، المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران رفيق الورشا ونائبه الخوري هادي ضو، وكيل عام الرهبانية الأنطونية لدى الكرسي الرسولي الأب ماجد مارون ولفيف من الكهنة والرهبان.

العظة

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "عندهم موسى والأنبياء"، استهلها بالقول: "نحن اليوم أتينا إلى مدينة فولينيو في زيارة تقوية لإحياء أمرين: أولا، نكرم ذخائر أبينا القديس مارون التي حفظت منذ الأجيال الوسطى، أجيال الصليبيين في فونينيو، هربا من التلف. والغاية الثانية هي ليتورجية، لنصلي ونحيي ذكرى موتانا والموتى المؤمنين. لكل الموتى، نصلي ونقول: الراحة الدائمة أعطهم يا رب ونورك الأزلي فليضئ لهم فليستريحوا بسلام". أضاف: "القديس مارون، ونحن هنا لنكرم ذخائره، يعلمنا أمورا كثيرة نحن بأمس الحاجة أن نعيشها، وهي اتحاده العميق بالله، بالصلاة، بالتأمل والتقشف والموت عن الذات، بمقدار ما كان متحدا بالله أصبح متحدا بكل الناس، وهذا هو السر الأساسي. أية علاقة سليمة بإمكاننا أن نعيشها على المستوى الأفقي، لا نقدر أن نعيشها إلا إذا كان عيشنا العامودي سليما مع الله. سلام مع الله، سلام مع البشرية كلها".

وتابع: "هذا هو تعليم القديس مارون وهذه هي صلاتنا في أوطاننا المشرقية وفي لبنان بنوع خاص، بحيث أنه لا مجال للخروج من الخلافات والنزاعات إلا بمقدار قرب المتخاصمين من الله. ولا يمكنهم أن يكونوا أقرباء من الله إلا من خلال التجرد والتقشف والخروج من الذات. وهذه صلاتنا باستمرار. الكنيسة هي موسى والأنبياء اليوم، هي التي تخاطب دائما ضمائر وعقول الناس. لا تقدر الكنيسة أبدا أن تراعي الخواطر إنما عليها ان تحرك الضمائر. لا يمكنها المساومة على شيء والا تتنكر لدورها ورسالتها. نشكر الرب الذي أوجد الكنيسة كي تظل صوت الضمير المستمر، صوت الله. يعطي الرب يسوع في الانجيل مثل الغني ومثل لعازر الفقير. الغني الذي عاش لنفسه، وقد أعطاه الله الكثير من موارد وخيرات مادية لكنه نسي المعطي، تعبد لها حتى أنه لم يستطع أن يرى لعازر المطروح على باب بيته مجروح وجوعان، لأن الإنسان إذا لم يخرج من ذاته لا يقدر أن يرى إلا ذاته".

ولفت إلى أن "مشكلة الغني ليس لأنه غني، الغنى عطية من الله، مشكلة الغني أنه تعبد للغنى ونسي الله ولذلك لم يقدر أن يرى الفقير على باب داره، هكذا نحن لا يمكننا أن نرى الإنسان ببؤسه، بحاجته أيا كانت الحاجة إذا لم نكن مرتبطين بالله، لعازر لم ينل الخلاص لأنه فقير ولكنه قبل إرادة الله عليه صبر واحتمل، وبصبره كأنه كان يشارك مسبقا بآلام المسيح الخلاصية نال الخلاص. نحن نصلي على نية موتانا، لراحة نفوسهم، نحن نلتمس النعمة أن نعيش منفتحين الى الله، وبالاصغاء الى صوت الله نتحد معه، ونرى أخوتنا البشر، ولا تنتهي النزاعات والحروب والخلافات إلا بطريق واحدة العودة إلى الله".

وختم الراعي: "معكم نصلي على نية كل المسؤولين في لبنان كي يعودوا الى الله والى الصلاة والتوبة، وعندها يستطيعون العودة الى بعضهم البعض. نلتمس نعمة الاتحاد بالله كي نقدر أن نرى أخوتنا البشر وحاجاتهم، أخوتنا البشر ليس بالمطلق، أخي وأختي الذين في جنبي، بالحاجة التي يحتاجونها. تحية إلى لبنان، من هنا من فولينيو، من شعب فولينيو الذي نكن له كل صداقة وتقدير. فمار مارون الذي احتضنت فولينيو ذخائره يجمعنا دائما بصداقة كبيرة مع هذا الشعب الطيب ومعه نصلي من أجل استقرار لبنان والسلام في الشرق الأوسط".

 

الوطني الحر يدعو إلى تحرك باتجاه مصرف لبنان الخميس

وطنية - الأحد 16 شباط 2020

دعت لجنة مكافحة الفساد في "التيار الوطني الحر"، إلى تحرك أمام مصرف لبنان بعد ظهر الخميس الخميس المقبل "من أجل المطالبة باستعادة الأموال المهربة إلى الخارج، ووجوب معرفة كامل الحقائق في هذا الملف".

جاء ذلك في بيان أصدرته اللجنة المركزية للاعلام في التيار، في ما يأتي نصه:

"بعد حملة التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، في مواجهة قرار الميدل إيست الدفع فقط بالدولار، وتحضير إخبار كان سيتقدم به إلى النيابة العامة صباح غد الاثنين، ما أدى إلى تراجع شركة الطيران الوطنية عن قرارها، وهذا إنجاز ينعكس إيجابا على كل اللبنانيين، سيتابع التيار الوطني الحر تحركاته باتجاه تصحيح السياسات المالية والنقدية المتبعة.

فبعدما أرسل تكتل لبنان القوي كتابا إلى حاكم مصرف لبنان للمطالبة بإجراء تحقيق لكشف الحقائق في ملف الأموال المهربة إلى الخارج واستعادتها، وبعد مطالبة باسيل مصرف لبنان في نهاية 2019 بوجوب كشف الأموال المهربة، وبتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في جلسة الثقة الأخيرة، ومع استمرار تهريب الأموال الكبيرة من قبل المحظيين والنافذين، مع حرمان اللبنانيين من حقهم في سحب رواتبهم وودائعهم المتواضعة، تدعو لجنة مكافحة الفساد في التيار الوطني الحر، القطاعات المعنية والمتضررة، إلى تحرك أمام مصرف لبنان في الخامسة من بعد ظهر يوم الخميس 20 شباط 2020، من أجل المطالبة باستعادة هذه الأموال المهربة إلى الخارج، ووجوب معرفة كامل الحقائق في هذا الملف. ويدعو التيار الإعلام إلى مواكبته في هذه الحملة لما لها من تأثير على الأمن النقدي في مرحلة تتطلب حماية أموال اللبنانيين وعدم التفريط بها أو التعامل معها باستنسابية".

 

نص خطاب السيد حسن نصرالله: إذا فشلت هذه الحكومة ليس معلوما أن يبقى بلد ليأتي أحد ما على حصان أبيض ويشكل حكومة جديدة

وطنية - الأحد 16 شباط 2020

أحيا "حزب الله" الذكرى السنوية لقادته الشهداء: السيد عباس الموسوي، الشيخ راغب حرب وعماد مغنية، وأربعينية قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهما، باحتفالات أقيمت بعد ظهر اليوم في بيروت والبقاع والجنوب تحت شعار "مهرجان قادة الشهادة والبصيرة".

وألقى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، كلمة، استهلها بالترحيب بالحضور "في بلدة سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي والشهيدة المجاهدة والعزيزة السيدة أم ياسر وولديهما الشهيد حسين، بلدة النبي شيت، وفي بلدة شيخ شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان الشيخ راغب حرب، بلدة جبشيت، وفي بلدة القائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج عماد مغنية، في بلدة طيردبا، وفي مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية".

وحيا "في هذا اليوم الذكرى السنوية لهؤلاء القادة الثلاثة، الذين استشهدوا في مثل هذه الأيام، يضاف إلى مناسبتنا اليوم، ذكرى أربعين يوما على استشهاد القائدين الكبيرين والعزيزين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس يعني جمال جعفر، والإخوة الشهداء معهم، من المجاهدين الإيرانيين في حرس الثورة الإسلامية وقوة القدس، ومن المجاهدين العراقيين في الحشد الشعبي العراقي، الذين كان لهم شرف الاستشهاد في مطار بغداد مع هذين القائدين العظيمين".

وبارك للجميع ب"ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء"، ول"مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي والمسؤولين في إيران والشعب الإيراني ولروح الإمام الخميني صانع الانتصار، وأرواح الشهداء العظام، في الذكرى الواحدة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران. هذه الثورة التي قاومت وصمدت منذ انتصارها بالرغم من كل الحروب العسكرية والأمنية، اغتيالات، والاقتصادية والعقوبات والحصار، والإعلامية والنفسية، بفضل الله تعالى، وحضور شعبها المؤمن والمجاهد والمضحي في كل الميادين، وفي كل التحديات وفي جميع المراحل، والذي عبر عن ذلك مجددا في مناسبتي التشييع التاريخي للشهيدين الحاج قاسم والحاج أبو مهدي والشهداء معهما، وفي أيضا تظاهرات ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في 11 شباط".

واعتبر أن "هذا كله يمثل رسالة قوية جدا للعدو وللصديق، للعدو الذي كان يراهن على انهيار نظام الجمهورية الإسلامية من الداخل، وسقوط الثورة، ويمني النفس للاحتفال في طهران في رأس السنة الميلادية، أذكر هنا بكلام جون بولتون، هذه الرسالة للعدو لييأس، ورسالة للصديق كي يعرف كل الأصدقاء من المظلومين والمستضعفين والمقاومين والمجاهدين في منطقتنا، وفي كل العالم، أنهم يستندون إلى قلعة صلبة وقوية وشامخة، وكلما مضت الأيام وازدادت المخاطر والتحديات، ازدادت هذه القلعة قوة وصلابة وشموخا".

كما بارك "للشعب البحريني العزيز والمظلوم، الذكرى التاسعة لانطلاقة انتفاضته الشعبية المباركة، بقيادة علمائه الصادقين والمخلصين، وفي مقدمتهم سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، هذا الشعب المظلوم في البحرين خرج ليطالب بحقوقه الطبيعية، وليعبر عن مطالبه بالأساليب السلمية، ودفع في سبيل ذلك تضحيات جساما، من شهداء وجرحى، وآلاف السجناء والمعتقلين، من علمائه ورموزه وقادته وشبابه، وهو يناضل اليوم، إضافة إلى ذلك، لنيل الحقوق الطبيعية، إضافة إلى ذلك، من أجل إعادة البحرين إلى موقعها الطبيعي في الأمة، بعد أن حولها حكامها المستبدون والفاسدون إلى قاعدة للتطبيع مع العدو الصهيوني، وللتآمر على القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة، لهذا الشعب العزيز والصابر والمجاهد والمظلوم، الذي يواصل طريقه بثبات وعزيمة، كل التحية والدعاء والمساندة والتأييد في ذكرى انتفاضته".

وقال: "بالعودة إلى قادتنا الشهداء، دائما كنت أتحدث عن الصفات المشتركة دى لالقادة الثلاثة، اليوم مع انضمام الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني والشهيد القائد الحاج أبو مهدي المهندس، إلى قافلة القادة الشهداء، تحضر من جديد هذه الصفات المشتركة، المشتركة بين الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد والحاج قاسم والحاج أبو مهدي جمال، الإيمان والالتزام القوي بالقيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية، والإخلاص والصدق، ومحبة الناس واللهفة عليهم، والتواضع الشديد، والشجاعة الكبيرة، حتى لا يشعر الإنسان أنه ليس في قلوب هؤلاء مكان للخوف، وحمل الهم، وتحمل المسؤولية، كثيرون يمكن أن يذهب ليعيش حياته الشخصية مع أولاده ومع عائلته، يسهر ويشم الهواء و"يكيف" ويقضي سنوات العمر، همه حياته وعائلته وبيته، أما ما يعانيه شعبه وبلده ووطنه وأمته والناس المظلومون من حوله، فهذا لا يعنيه شيء.

ميزة هؤلاء القادة الشهداء، أنهم كانوا يحملون هم المسؤولية، منذ بداية شبابهم، وهم صغار السن، وتحمل المسؤولية، والاستعداد الدائم للتضحية بلا حدود، والدخول في المخاطر، دائما كالنت صدورهم مشرعة للسهام والرصاص والرماح، والثقة بالله والأمل بالمستقبل والجهاد المتواصل، والعمل بلا كلل ولا ملل، والإبداع وصنع الإنجازات والانتصارات وعشق الشهادة منذ نعومة الأظفار، والسعي إلى لقاء الله، ثم صفتهم المشتركة الأخيرة، أنهم نالوا شرف الشهادة في سبيل الله، على أيدي قتلة الأنبياء وأعدى أعداء القيم الدينية، وأديان السماء، والقيم الإنسانية والبشرية في هذا الزمان، الأميركيون والصهاينة، ومن جملة صفاتهم المشتركة أن حياتهم كانت عظيمة وشهادتهم كانت عظيمة، وأثرهم في حياتهم كان كبيرا، وأثرهم في الحياة وفي الأمة بعد شهادتهم كان عظيما".

أضاف: "هؤلاء الشهداء، الذين نحيي ذكراهم اليوم، نعرف فيهم هذه الصفات، ومن دون مجاملة، هذه الصفات أيضا، وبما يتناسب مع طبيعة دورها، كانت تتميز بها أختنا الكبيرة والعزيزة السيدة أم ياسر، هؤلاء الشهداء ومن دون مجاملة، حياتهم المباركة وما جرى في حياتهم، وما شهدناه وسمعناه ورأيناه من أفعال وأعمال وأقوال ووصايا وإنجازات وانتصارات وسلوك، كلها شهادة على هذه الصفات المشتركة التي يتحلون بها.

عندما نقرأ وصية الحاج قاسم سليماني، التي نشرت قبل أيام، وأنا أوصي من لم يقرأها بأن يقرأها، عندما نقرأ هذه الوصية، تقرأ هذه الوصية، تجد أنك أمام رجل عارف وعاشق، ويعيش كل لحظات حياته لله، ويشتاق إلى لقاء الله، ويرجو قربه، ويعمل بجد وكد لتلك اللحظة وذلك اليوم، وتجد نفسك أيضا، أمام قائد مجاهد، يحمل هموم إسلامه وبلده وشعبه وأمته، ويرشدهم إلى عناصر القوة ومخاطر الطريق، بكل إخلاص وتواضع ووعي.

كذلك، عندما نستمع إلى ما نشر من وصايا الحاج أبو مهدي المهندس، في الصورة والصوت، هكذا كان الحال أيضا مع شهدائنا القادة، الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد".

وتابع: "هذا النموذج من القادة الشهداء في مسيرة المقاومة، يقدم لنا، نحن الذين ما زلنا على قيد الحياة، لجيلنا ولأجيالنا الحاضرة ولأجيالنا الآتية في المستقبل، ولجمهورنا، لشعوبنا، لأمتنا، يقدم لنا القدوة والأسوة والرمز، المقاومة ليست خطابات ولا شعارات ولا كلمات منفصلة عن الواقع، هؤلاء جسدوا لنا وتجسدت في حايتهم وفي شهادتهم كل القيم الإنسانية والدينية والإيمانية والأخلاقية والجهادية، تجسدت أمام أعيننا وأمام أعين الناس، وشكلوا لنا مدرسة حية نابضة حاضرة، يسهل الاقتداء بها، لأننا لا نتحدث عن عالم مثالي في السماء، وعندما نتحدث عن رجال الله، الذين عايشناهم عن قرب، وشهدنا جهادهم وصبرهم وتحملهم وصدقهم وإخلاصهم وشهادتهم، هذه الصفات أيها الأخوة والأخوات، هي التي تفسر لنا حقيقة سر العلاقة القلبية والعاطفية بين الناس، وبين هؤلاء القادة الشهداء".

وأردف: "نحن شاركنا جميعا بحسب المناطق في تشييع الشهيد الشيخ راغب، في تشييع الشهيد السيد عباس، في بعلبك والبقاع، الناس شيعت تحت المطر، تحت الثلج، شهدنا تشييع الشهيد الحاج عماد، الناس كلها كانت حاملة مظلات تمشي تحت المطر، وبالأمس عندما شهدنا تشييع مئات الآلاف للشهداء في بغداد، والكاظمية وكربلاء والنجف ولاحقا في البصرة، وأيضا الملايين في إيران، هذا ليس تشييعا سياسيا، لم تنزل الناس لتعبر فقط عن موقف سياسي، أنا تحدثت سابقا وأعيد، عندما كانت تنزل الناس الى الشارع بالملايين في الأهواز أو في مشهد أو في قم أو في طهران أو في كرمان، هذا في تشييع الشهداء، بعد صلاة الفجر، ليبقوا إلى ما بعد مغيب الشمس، أي من قبل طلوع الشمس إلى ما بعد المغيب، وتجدهم جميعا بالملايين لساعات طويلة في البرد القارس، تجدهم محزونين، ثكالى، يبكون، يغصون بالكلمة".

وغذ سأل: "من أين كل هذا الحب، كل هذا الود، وهم لم يعرفوا الحاج قاسم سليماني، فلم يكن نائبا في مدنهم، ولا وزيرا يزور محافظاتهم، تعرفوا عليه، بل ممكن بعضهم لم ير صورته إلا في السنوات الأخيرة؟ من أين كل هذا الحب وهذه العاطفة الجياشة، في إيران، العراق، سوريا، لبنان، اليمن، فلسطين، أفغانستان، باكستان، الهند، البحرين، في مختلف دول العالم التي عبر الناس فيها عن مشاعرهم؟"، رأى أن "هؤلاء لأنهم رجال الله، لأنهم أولياء الله، لأنهم خاصة أولياء الله، لأنهم باعوا أرواحهم وأنفسهم وحياتهم وشبابهم وعمرهم كله لله عز وجل، الله جعل لهم في قلوب الناس محبة وودا وهذا وعد قرآني، الله أعزهم في الدنيا في جهادهم وفي شهادتهم، كما يعزهم في الآخرة كما وعد المجاهدين والشهداء، هذا أيضا ببركة هذه الصفات، ومع كل شهادة منهم، كنا ننتقل من مرحلة إلى مرحلة، إلى مرحلة متقدمة عن المرحلة السابقة، أكبر وأوسع وأقوى وهذه من بركات دمائهم الزكية وإخلاصهم الكبير".

وقال: "في بداية المقاومة، دماء الشيخ راغب حرب أدخلتنا إلى مرحلة جديدة مختلفة عما قبل شهادة الشيخ راغب، شهادة السيد عباس أدخلتنا إلى مرحلة جديدة، أدخلتنا إلى مرحلة مختلفة عما قبل شهادته، وكان لاستشهاد السيدة أم ياسر وطفلهما حسين معنى خاص أيضا، العائلة الشهيدة المضحية، استشهاد الحاج عماد أدخلنا في مرحلة جديدة، أيضا، مختلفة عن المرحلة السابقة، أنا شرحت هذا الأمر في خطب سابقة، لا أريد أن أعيد لأنه لا يزال لدينا كلام نقوله، اليوم أيضا شهادة القائدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، أدخلت المقاومة ليس فقط في لبنان، وليس فقط في فلسطين، وإنما في كل المنطقة، وأدخلت محور المقاومة والجمهورية الإسلامية في إيران والمنطقة كلها، في مرحلة جديدة وحساسة ومصيرية جدا. المقاومون وجمهور المقاومة في كل المراحل السابقة، حملوا دماء ووصايا الشيخ راغب، ودماء ووصايا السيد عباس، ودماء ووصايا الحاج عماد، وكانوا بمستوى كل تطور في كل مرحلة، التطور الكبير الكمي والنوعي، كانت المقاومة وأهل المقاومة لائقين بهذا التطور وقادرين على تحمل المسؤولية ومواكبة هذا التطور. اليوم محور المقاومة وجماهير المقاومة أمام تحد جديد، عند هذا التطور الكبير، الذي حصل في منطقتنا".

وقال: "إدارة ترامب خلال الأسابيع القليلة الماضية، إضافة إلى جرائمها الكثيرة، ارتكبت جريمتين عظيمتين، لهما علاقة بمنطقتنا، الأولى عندما أقدمت قبل أسابيع على اغتيال الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس والأخوة معهما على طريق مطار بغداد، في عملية اغتيال علنية ومكشوفة وواضحة، وتم تبنيها رسميا، وإذا لاحظتم من يوم الاغتيال إلى اليوم، في كل مرة يخطب فيها ترامب، يتعرض لموضوع اغتيال الحاج قاسم سليماني، لماذا؟ هذا له تحليله ليس وقته الآن، الجريمة الثانية إعلان ترامب عما سمي بصفقة القرن، والجريمة الأولى هي في خدمة الجريمة الثانية، وكلا الجريمتين في خدمة مشاريع الهيمنة والاستبداد والتسلط والنهب الأميركي والإسرائيلي لبلادنا وخيراتنا ومقدساتنا".

أضاف: "أما الجريمة الأولى، فقد تحدثنا عنها في الأسابيع الماضية، ونعود إليها في السياق، أما الجريمة الثانية، فنتوقف عندها قليلا، وهي ما سمي بصفقة القرن، في الشكل هي ليست صفقة حتى الاسم خطأ، لأنها من طرف واحد، مع الطرف الآخر المعني وهو بالحد الأدنى الفلسطينيون، لم يكن هناك لا تشاور ولا حوار ولا تفاوض ولا تراض وإنما إملاء، الفلسطينيون يقولون إنهم في الأصل، ليس لديهم علم بالمكتوب قبل أن يقوم بتلاوته ترامب، في مؤتمر صحافي في بيته الأسود، إذا هي ليست صفقة، هي خطة ترامب لإنهاء القضية الفلسطينية، وإذا أردنا أن نصفها بشكل دقيق وصادق، هي خطة إسرائيلية لإنهاء القضية الفلسطينية، تبناها ترامب، لأن هذا هو ما كان يطرحه الإسرائيليون على طول مسار المفاوضات.

في المضمون إذا هي تصفية كاملة ومذلة أيضا للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني، وأيضا للحقوق العربية في المنطقة، لأنها أيضا، طالت الجولان، وطالت أمورا ترتبط بلبنان، القدس، الدولة الفلسطينية، الأراضي، المساحة، المناطق المقطعة، السيادة، الحدود، البحر، السماء، اللاجئون".

وتابع: "سمعتم الكثير، لا داعي لأن أشرح هذا الأمر، في نهاية المطاف، هو يقدم لهم دولة أقل ما يمكن أن نصفها أنها دولة مسخ، غير قابلة للحياة، عندما تعرض خارطة دولة فلسطين، التي يقترحها ترامب، أنا رأيت في بعض وسائل الإعلام، فعلوا شيئا جميلا، أخذوها بمعزل عن بقية فلسطين قاموا بعمل خريطة لهذه الدولة المفترضة، وجعلوا يجولون فيها في الشارع والجامعات وبين الناس، أن هذه الصورة ماذا توحي لك، لم يوح لأحد بأنها خريطة دولة، أي شعب أي جماعة في الكرة الأرضية، يمكن أن يقبل بدولة بهذا الشكل. على كل حال، هذه الجريمة التي ارتكبت في البيت الأبيض، قبل أيام، هل يكتب لهذه الخطة النجاح؟ هذا مرهون بالمواقف التي تتخذ وبالثبات على المواقف، أميركا ليست قدرا محتوما، لطالما عرضت الإدارات الأميركية السابقة خططا ومشاريعا وفشلت، متى فشلت؟ عندما قررت الشعوب المعنية، أو الدول المعنية، أن ترفضها وأن تقاومها، وهي التي انتصرت وأسقطت هذه الخطط وهذه الصفقات وهذه المشاريع".

وأردف: "حسنا اليوم في الموقف الحالي من خطة ترامب، الأهم هو موقف الفلسطينيين أنفسهم، الشعب الفلسطيني بالإجماع، الفصائل والقوى الفلسطينية بالإجماع، السلطة الفلسطينية، منظمة التحرير الفلسطينية، والكل عبر عن موقف حاسم وقاطع ورافض وهذا متوقع وطبيعي، قد يختلفون في ما بينهم، عما هو المقبول ما بين الملتزم بفلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، وبين من يقبل بالـ67 وبين....ولكن لن تجد فلسطينيا واحدا يقبل بخطة تعطي القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية للصهاينة، لا يمكن، لا يوجد في الشعب الفلسطيني جماعة أو قوة او فصيل أو فئة من هذا النوع، هذا هو الحجر الأساس في مواجهة خطة ترامب".

وأكمل: " طبعا، تابعنا جميعا المواقف، التي صدرت خلال الأيام الماضية بعد إعلان ترامب عن خطته، أنا فقط أتكلم عناوين، اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة، اجتماع رؤساء مجالس النواب العرب في الاتحاد البرلماني العربي في عمان، اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا) في جدة، اجتماع مؤتمر برلمانيون من أجل القدس في ماليزيا، الموقف الروسي، الموقف الصيني، موقف الاتحاد الأوروبي، موقف نفس الأمم المتحدة، موقف حتى في داخل الولايات المتحدة النواب الديموقراطيون في مجلس النواب وفي مجلس الشيوخ، هذه المواقف كلها فضلا عما أعلنت عنه العديد من الدول بشكل منفرد من مواقف، هذه الدول جميعها لم نجد فيها دولة مؤيدة لخطة ترامب، إما رافضة بشدة في البيانات وصياغات المواقف، وإما تؤكد المبادئ والقرارات والقانون الدولي والمشاريع السابقة، لكن حتى الآن، غير واضح أن هناك دولة وازنة واضحة التأثير، لها موقف حاسم إلى جانب خطة ترامب كما عرضها هو، هناك ترمب ونتنياهو موافقين على هذه الخطة، حسنا هذا جيد، هذا يمكن البناء عليه في مواجهة خطة ترامب".

واستطرد: "على الصعيد اللبناني، يجب الإشادة بالإجماع اللبناني في رفض هذه الخطة، الإجماع اللبناني الرسمي، رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، رئيس الحكومة، مؤسساتنا، المؤسسات الرسمية في لبنان، القوى والأحزاب اللبنانية، الموقف الشعبي على رفض هذه الصفقة، الحمد لله يوجد شيء يجمع عليه في لبنان، وهذا بالتأكيد سببه إدراك اللبنانيين كإدراك الفلسطينيين، مخاطر هذه الخطة على المنطقة وعلى لبنان، في المباشر هذه الخطة تطال لبنان في عدة جوانب:

أ- هي حثت وأعطت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر للكيان الغاصب، للعدو الإسرائيلي، لأنه عمليا هي اعتبرت أن كل الجولان أصبح جزءا من أرض دولة إسرائيل المغتصبة.

ب- خطر التوطين، لأنه عمليا لا يوجد شيء اسمه حق لاجئين وعودة لاجئين، البديل عن عودة اللاجئين القوي والمطروح، هو توطينهم في أماكن إقامتهم كما يقولون.

ج- روح هذه الخطة، التي تقدم مصلحة إسرائيل بالمطلق، ستكون حاكمة على أي مسعى أميركي في مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة، وتأثير ذلك على موضوع استخراج النفط والغاز في المياه الإقليمية".

وشرح "طبعا في موضوع التوطين، لأنه يوجد الكثير من الكلام في لبنان حول هذا الموضوع، ومخاوف وتطمينات، ما يطمئن هو مقدمة الدستور، الإجماع الوطني اللبناني على رفض التوطين، ولدينا أيضا الرفض الفلسطيني، الفصائل الفلسطينية والقوى الفلسطينية الموجودة في لبنان هي أيضا، ترفض فكرة التوطين، لكن لنكون واقعيين، إذا كان هناك في لبنان من يتحدث عن هواجس أو مخاوف أو خشية من التوطين، يجب أن نحترم هذا الخوف وهذه الخشية، لماذا؟ لأنه اليوم هذه هي المواقف، لكن ما هي الضمانة، أن تبقى هذه المواقف كما هي عليه في المستقبل؟ ممكن بعد سنة وسنتين و 5 و 10، الله أعلم، خصوصا إذا حصلت تحولات ما في الموقف العربي، أو الموقف الخليجي، ممكن أن يتكلم أحدهم ويقول يا أخي لدينا أوضاع مالية صعبة وأوضاع إقتصادية صعبة والبلد سينهار والبلد سيفرط وسيذهب كل شيء ويضيع كل شيء، فلنقبل هذه المساعدة المالية وننسى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونتسامح بترسيم الحدود البرية والبحرية، ونقبل بتوطين مئات الاف الفلسطينيين خدمة لخطة ترامب.

ممكن أن يحلف أحد يمين، أنه في هكذا وقت وظروف، أن لا يخرج أحد في لبنان ويقول يا إخوان الواقعية إلخ، لا يستطيع أي أحد أن يحلف يمين، ولذلك لا بأس، لا نغضب من بعضنا أو من بعض اللبنانيين، بالرغم من وجود رفض التوطين بمقدمة الدستور، ويوجد إجماع وطني ويوجد ويوجد ويوجد، إذا كان هناك مكان للخشية أو القلق، يجب أن نحترم ذلك سواء في موضوع التوطين، أو في موضوع المزارع والتلال، أو في موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية".

وأكمل "كذلك عندما نأتي إلى الموقف العربي والموقف الدولي، صحيح الذي عرضته أنا قبل قليل، أن موقف بيان الوزراء الخارجية العرب ممتاز، البيان الصادر عن اتحاد البرلمانيين العرب ومنظمة التعاون الإسلامي إلخ، لكن الخشية أين؟ الخشية أن يأتي ترامب مثلما كانت تفعل الحكومات الأميركية السابقة، هذا الرفض الإجماعي بالمجمل يأخذ الناس بالمفرق، والآن مثلا بعض الدول الخليجية بدأت، أنه لا يجرؤ أن يقول إنه يؤيد ويدعم خطة ترامب، ولكن يقول قابلة للدرس، فلنتأمل ولنر، وأول الوهن يبدأ هكذا، هكذا يبدأ أول الوهن، وهكذا تبدأ الهزيمة، وهكذا يبدأ الاستسلام، وهذا هو المتاح، والسياسة هي فن الممكن".

وأشار "لو كنا نريد أن نقبل هذه السياسة، لكان جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يزال اليوم في الجنوب وفي البقاع الغربي وفي صيدا وفي بيروت وفي خط الساحل وفي ضواحي بيروت ونصف لبنان وأكمل على لبنان، لكن لأنه كان يوجد خيار آخر، اسمه خيار راغب حرب والسيد عباس الموسوي وعماد مغنية وبقية الشهداء من بقية حركات المقاومة، والذي أسس له في لبنان سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، أعاده الله ورفيقيه بخير، كان البلد ذهب، لكن هذا الخيار الذي أخذناه اليوم على ما نحن فيه، في كل الأحوال ممكن أحد يقول هذا هو المتاح وهذا هو الممكن، أيها الفلسطينيون إقبلوا بما يعرض عليكم وبعد ذلك نرى ما يحصل، ألم يبدأ هذا الأمر في بعض الصحافة العربية والخليجية؟ ليس شرطا أن يبدأ الخليجيون، هم يرسلون بعض الكتاب وبعض المرتزقة وبعض الذين يدعون أنهم مثقفون ونخب، ويبدأون بجس النبض ويحضرون الأجواء.

نعم هناك خشية من أن الموقف العربي خصوصا، الموقف الخليجي، أن يذهب بالمفرق، كذلك في مواقف الدول، ولذلك عندما يقف أحدنا ويقول ولدت صفقة القرن أو خطة ترامب ميتة، ممكن أن يعتبر البعض أنه خلص ولدت ميتة، يعني انتهى الموضوع، كلا، قد يصح القول أنها ولدت ميتة، ولكن قد يصح القول أيضا، إن هناك خطة بحسب الظاهر، يرفضها العالم، ولكن صاحبها، وهو صاحب مشروع هيمنة وسيطرة، مصر على إحيائها وتنفيذها وتطبيقها وسيعمل بكل الوسائل لتطبيقها، بالتفريق والفتنة والخصومات وتدمير الجيوش وتدمير المجتمعات والعقوبات الاقتصادية والمالية والتهديد والتهويل إلخ...إذا نحن أمام مشروع جدي وخطة جدية، ويجب أن تواجه بهذا المستوى من الجدية، هذا يتطلب موقفا واسعا وكبيرا وتحركا دائما".

وقال: "إذا جمعنا جريمة خطة ترامب إلى جريمة الاغتيال للحاجين القائدين، قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وكل الجرائم السابقة، هذا يستدعي أن ندخل إلى المرحلة الجديدة، المرحلة الجديدة، تفرض على شعوبنا في المنطقة، الذهاب إلى المواجهة الأساسية، هذا التطور الجديد، هذه الجريمة الأخيرة، عندما قلت كل شهادة تنقلنا إلى مرحلة جديدة، اليوم نحن أمام مواجهة جديدة لا مفر منها، الفرار منها يعني أن تختبئ، لأن الطرف الأخر هاجم، ليس أنت المبادر، هو الذي يبادر، وهو الذي يقتل، وهو الذي يشن الحروب، وهو الذي يغتال والذي يصادر الحقوق ويلاحق ويعاقب ويحاصر، لكي لا يخرج أي أحد ويقول السيد اليوم وحزب الله، إلى أين يأخذوننا على مواجهة مع أميركا؟ نحن لا نأخذ أحدا على مواجهة مع أميركا، أميركا هي عملت مواجهة مع كل شعوب وحكومات هذه المنطقة، الذين ما زالوا يرفضون الاستسلام، هذا هو التوصيف الصحيح، هذه المواجهة تفرضها الإدراة الأميركية على الأمة، عندما تقتل القادة بهذا الشكل العلني والوحشي، وعندما يقف ترامب ليصادر المقدسات الإسلامة والمسيحية ويعطي القدس للصهاينة ويلغي القضية الفلسطينية، وحقوق السوريين في الجولان، وحقوق اللبنانيين ويريد أن يملي شروطه على المنطقة، هو الذي يعلن الحرب، هو الذي يتجاوز الخطوط الحمراء، هو الذي يسفك الدماء في كل يوم وليس نحن، نحن ما زلنا في رد الفعل وفي رد الفعل البطيء وفي رد الفعل المتأخر أيضا".

أضاف: "شعوب منطقتنا مدعوة للذهاب إلى المواجهة الأساسية مع الأصل، مع الأساس، مع رأس الأفعى وأم الفساد ورمز الاستكبار والطغيان والاستبداد، المتمثل بالحكومات الأميركية المتعاقبة وحاليا بإدارة ترامب، وهذه الإدارة تعتبر بحق، أعلى مصداق حتى نسبة للحكومات، التي سبقت للشيطنة وللارهاب وللتوحش وللعدوانية والاستكبار والاستعلاء والعتو والإفساد في الأرض، أنظروا كيف يخاطب كل العالم، هذا مؤتمر ميونخ أمس وأول أمس، فلتستمع إلى بومبيو كيف يتكلم مع الأوروبيين، فلتستمع لوزير الدفاع الأميركي كيف يتكلم مع الصين، الصين ليست دولة صغيرة، الصين دولة عظمى، الاستعلاء الذي يخاطب فيه الصين، ويضع عليها شروطه ويضع لها خارطة طريق، لم يمر في تاريخ الكرة الأرضية، لا إدارة أكثر علوا واستعلاء وعتوا وإرهابا وتوحشا من هذه الإدارة، كيف يخاطب حلفاءه، كيف يخاطب الناس الذين يعطونه مليارات، بل مئات مليارات الدولارات، كيف يهينهم في كل يوم وفي كل خطاب، لا يوجد لا ضوابط ولا قيم، لا قانون دولي ولا مجتمع دولي ولا قيم سماوية ولا شيء أبدا، يوجد المصلحة والمال والفلوس، لا يوجد أي شريعة أخرى، وبكل صراحة ووضوح وشفافية كما يقال".

وتابع: "ترامب يمارس هذا النوع من القيادة اليوم في العالم، حتى كيف يخاطب اليوم في داخل الولايات المتحدة الأميركية، نحن نقرأ، لم يسبق في الحياة السياسية الأميركية نموذج كهذا النموذج، الذي يوجد فيه شتائم واستعلاء واستخفاف في كل شيء، إذا، نحن أمام هذا التحدي، هذا العدوان الأميركي المتنوع والمتعدد بالحروب وبالاغتيالات وبالإملاء والصفقات والخطط لتصفية القضية المركزية، هو الذي يفرض على شعوب منطقتنا، إن كانت تريد أن تدافع عن كرامتها وعزتها وحضورها ومقدساتها ونفطها وغازها وخيراتها وحريتها ومستقبلها، وإذا كانت تريد أن تمنع مصادرة كل هذا الحاضر والمستقبل لمصلحة أميركا وإسرائيل، ليس أمامها سوى خيار المقاومة الكاملة، المقاومة الشعبية، لا أتحدث فقط عن المقاومة المسلحة، المقاومة المسلحة هي أحد أشكال المقاومة، المقاومة في كل أبعادها، الثقافية والإعلامية والسياسية والإقتصادية والقضائية وكل أشكال المقاومة، التي يمكن أن يلجأ إليها الإنسان".

وأكمل: "في هذه المعركة، نحتاج أولا إلى الوعي، أن نقبل، نحن لا نفرض خيارات على شعوبنا، نحن مسؤوليتنا أن نعي وأن نلفت وأن نعرف وأن ندعو إلى الحقيقة، الحقيقة الواضحة، ولكن الناس يهربون منها، وهم بذلك يهربون من مصائرهم، الوعي، نحن نريد إقناع الناس بالحقائق، الحقائق الموجودة والبينة والواضحة، نحن بحاجة إلى عدم الخوف من أميركا، نحن بحاجة إلى الثقة بالله، والثقة بقدرتنا وقدرة أمتنا، هذا ما كان يريد أن يعلمنا إياه القادة الشهداء، نحن نحتاج إلى الأمل بالمستقبل، وأن نعرف بأن أميركا وإسرائيل، كل منهما ليست قدرا محتوما.

عندما نأتي إلى الوعي، اليوم إذا أخذنا أميركا في مصداق سريع، فقط في المئة سنة الأخيرة، اليوم موجودة في دراسات وموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، الحروب المباشرة وغير المباشرة للولايات المتحدة الأميركية في العالم، عشرات الحروب وكتبوا أسماءها ومدتها وخسائرها البشرية، أنا لا أريد أن أتكلم عنها، أريد أن أتكلم عن منطقتنا، وعن عدة نماذج كلنا شهدناها، والسؤال لكل لبناني ولكل عربي ومسلم ومسيحي ولكل إنسان حر في منطقتنا، هل الحكومات الأميركية مسؤولة عن هذه الحروب أو ليست مسؤولة؟ نقيم نقاشا عن هذا الموضوع، نحن لا نريد أن نملي قناعاتنا على أحد، أربعة نماذج سريعة.

1- وجود إسرائيل، تثبيت إسرائيل، دعمها وحمايتها في كل شيء، منذ يومين إحدى منظمات حقوق الإنسان الدولية، ليست تابعة لا لدولة عربية ولا لدولة إسلامية، أن تقوم بإحصاء بالشركات، التي تعمل في الضفة الغربية في المستوطنات الإسرائيلية، وتعتبر هذا العمل غير شرعي وغير قانوني، أمس بومبيو يبهدلهم قياما وقعودا، أنت منظمة دولية ويتكلمون بناء على القوانين الدولية والقرارت الشرعية الدولية، قرارت هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يهجم عليهم ويهددهم. إذا، السلطة الفلسطينية تريد أن تحول مجرم حرب إسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية، الولايات المتحدة تهدد السلطة الفلسطينية، وكل يوم تهددها، حسنا، في الحروب، كل حروب إسرائيل في المنطقة، كل جرائم إسرائيل في المنطقة ومجازرها من يتحمل مسؤوليتها، بالدرجة الأولى أميركا، الداعم والحامي والممول والمسلح، كل الحروب وصولا إلى الحروب مع لبنان، عندما نتكلم مع اللبنانيين حتى لا ينسوا، في 1948 و1978 و1982 و1993 و1996 ومجزة قانا، وبالـ2006، والتهديد الدائم للبنان، من قتل ناسنا ومن ارتكب المجازر المهولة في لبنان؟ إسرائيل، أميركا تتحمل كامل المسؤولية، حسنا، اليوم حتى ما يجري على الفلسطينيين في قطاع غزة من حصار وجوع وتضييق، القتل اليومي في الضفة الغربية، تشريد ملايين الفلسطينيين في الخارج، إذا، كل حروب إسرائيل وممارسات إسرائيل حتى من الناحية الحقوقية والقانونية، أميركا مسؤولة.

2- الحرب التي فرضت على الجمهورية الإسلامية في إيران في الثمانينات، 8 سنوات تم تدمير بلدين، مئات آلاف الضحايا في الجانب الإيراني والجانب العراقي، مئات آلاف الجرحى، مدن بكاملها دمرت، اقتصاد بلدين دمر، هذه الحرب بقرار ممن؟ بحماية من؟ بدعم ممن؟ من الإدارة الأميركية، وهي التي أعطت سلاح وهي التي حثت العالم كله، على أن يعطي سلاحا لصدام حسين، وهي من سمحت للسعودية ودول الخليج أن يعطوا مئات مليارات الدولارات من دون مبالغة، السعودية وحدها 200 مليار دولار، أعطت لصدام في ثماني سنوات، وفي ذلك الوقت لم يكن النفط كما في السنوات الماضية، أميركا عندما حصلت هذه الحرب لما استمرت هذه الحرب، رامسفيلد شخصيا، وزير الدفاع الأميركي السابق، هو الذي أتى وأعطى السلاح الكيميائي لصدام حسين، حتى يقتل الأكراد في الشمال ويقتل الإيرانيين.

3- الحرب الدائرة اليوم على اليمن، والتي تكاد تنهي عامها الخامس، من يصدق أنه في هذه الحرب بهذه السعة والخطورة، أن هذه الحرب ليست بموافقة أميركية وحماية أميركية ودعم أميركي ودعم لوجيستي، أصلا ماذا تفرق معه ترامب، أحد أهم الأسواق لبيع الطائرات والصواريخ والقذائف والسلاح والدبابات والملالات هي حرب اليمن، وهو عماذا يبحث؟ عن الأخلاق والقيم أم يبحث عن الفلوس والدولارات وعلى أسواق للسلاح؟.

4- أريد أن أكتفي بداعش، لا أريد أن أتحدث عن كل الجماعات الإرهابية، ولا أريد أن أفتح الملفات من أفغانستان حتى الآن، فقط داعش، داعش التي ارتكبت المجازر المهولة في العراق وهددت مصير العراق، وليس هناك من داع أن نعيد، كل شيء تعلمونه، وفعلت الأفاعيل في سوريا، لا تنسوا أن داعش وحدها استطاعت أن تسيطر على أكثر من 50% من مساحة سوريا، أكثر من 50% من مساحة سوريا سيطرت عليها داعش، محافظات بأكملها في سوريا والعراق سيطرت عليها داعش، ارتكبت المجازر والفظائع واغتصبت النساء وفعلت وسبت وإلى آخره، هل هناك من داع للتحدث عن فظائع داعش؟ في لبنان هناك من أوقفهم على الحدود الحمد لله، من المسؤول عن فظائع داعش وجرائم داعش؟ الأميركيون، ترامب نفسه يعترف بذلك، قادة كبار عسكريون وأمنيون ودبلوماسيون أميركيون يعترفون بذلك، والقرائن تؤيد ذلك، من أين جاءت داعش بالأفراد؟ عشرات آلاف المقاتلين من كل أنحاء العالم، "فيز" ومطارات وتسهيلات، من أين جاءت بالسلاح؟ من أين جاءت بالمال؟ من كان يشتري منها النفط؟ من كان يشتري منها التحف؟ دول إقليمية، من روج لها في وسائل الإعلام في الأشهر الأولى على أنها الثورة العارمة، التي ستغير الأنظمة في المنطقة؟ كل الدول الإقليمية التابعة للولايات المتحدة الأميركية"، مردفا: "حسنا، هذا جزء من الوعي نحن نحتاج إليه".

وقال: "أيها الناس في لبنان، أيها الناس في كل المنطقة، اليوم، لو جمعنا فقط هذه الحروب وأحصينا كم قتل فيها من رجال ونساء وأطفال؟ كم جرح فيها؟ كم هدم فيها من بيوت ودمر فيها من أرزاق؟ كم مزق فيها من أوطان؟ المسؤول الأول والأول والأول هي الحكومات الأميركية المتعاقبة وإدارة ترامب الحالية، ألا يستحق هذا أن يقف الإنسان ليواجه هذا القاتل وهذا الوحش وهذا الإرهابي، الذي يواصل إرهابه وقتله وحروبه أم علينا أن ندفن رؤوسنا في التراب وننتظر أجلنا بذل!، إذا، هذا هو الوعي الذي نحتاجه، هذه نماذج وإلا ما شاء الله".

وقال: "حسنا، أميركا من أجل فرض مشاريعها وخططها وهيمنتها تلجأ إلى كل الوسائل المتاحة لديها، حيث يحتاج الأمر حربا عسكرية تباشر بنفسها حربا عسكرية، حيث يحتاج الأمر حربا بالوكالة عندها وكلاء وأدوات تشغلهم، حيث يحتاج الأمر إلى اغتيال، تلجأ إلى الاغتيال - مباشر أو غير مباشر - حيث يحتاج الأمر إلى عقوبات وضغوط اقتصادية وحصار تفرض عقوبات، حيث يحتاج الأمر إلى فتح ملفات قضائية تفتح ملفات قضائية وتسخر كل وسائل الإعلام في الكرة الأرضية في حربها النفسية والناعمة على الشعوب وعلى القيادات وعلى الحكومات.

في المقابل نحن يجب أن نواجه بنفس الوسائل وبكل هذه المساحات، وليس فقط عندما نتحدث عن مقاومة - أعود وأقول لا نقصد فقط المقاومة المسلحة، هذه أحد الأشكال - نحن بحاجة إلى المقاومة الشاملة وعلى امتداد منطقتنا، على امتداد عالمنا العربي والإسلامي في مواجهة هذا الوحش الإرهابي المتغول المستكبر والمستبد والطاغي ورمز وأساس كل استبداد في منطقتنا وفي عالمنا، يمكن أن نلجأ إلى الوسائل، أنا أدعو هنا في هذا المقطع كل العلماء والنخب والأحزاب والقوى والمؤسسات والحكومات والشعوب، كل من يعنيه هذا الأمر، يفكر ونضع خططا ونضع برامجا، واقعا ندخل في مرحلة جديدة اسمها جبهة المقاومة الشاملة والكبرى والمتنوعة والمتعددة في مواجهة الشيطان الأكبر والاستكبار الأميركي الطاغي والمستبد".

أضاف: "أضرب مثلين، مثلا، في المسائل القضائية والحقوقية، بمعزل عن أن المحاكم الدولية تستجيب أو لا تستجيب، تجد أن الأميركيين بسرعة يفتحون ملفا ويحولونه إلى الجهات القضائية وتبدأ العالم بالخوف والركض، ويستغلون اليوم حادثة 11 أيلول، ووضعوا لها جهة قضائية ومتابعة قضائية، ويريدون تحميل السعودية مسؤولية حادثة 11 أيلول والله أعلم كم 100 مليار دولار يريدون نهبها، في كل شيء يفتحون ملفات قضائية، لماذا نحن في عالمنا العربي والإسلامي، لبنانيون وسوريون وعراقيون وإيرانيون وأفغان ويمنيون وبحارنة وبكستانيون وفي شمال أفريقيا وإلى آخره، لا يقوم محامون ويبادرون وينشئون ملفات عن مسؤولية أميركا عن الجرائم المرتكبة في منطقتنا؟ حتى في موضوع داعش، يأتون بتصريحات ترامب، تصريحات القادة العسكريين والأمنيين والدبلوماسيين، كلها موجودة على مواقع الإنترنت ويضمونها للملفات ويرفعونها أمام القضاء المحلي في أوطانهم والقضاء الدولي، يوصل إلى نتيجة أو لا يوصل إلى نتيجة، لكن هذا شكل من أشكال المواجهة.

ليس كله أنه يجب أن نحمل البندقية، يجب أن نحمل البندقية هذا ليس فيه نقاش، وكل شعوب المنطقة - أنا أقول لكم - ستحمل البندقية في مواجهة هذا الطغيان والاستكبار، هذا الطاغوت لم يترك فرصة ومجالا لأحد إلا ليحمل البندقية. لكن الوسائل الأخرى أيضا مطلوبة، فليصبح ترامب ملاحقا، رامسفيلد ملاحقا، بومبيو ملاحقا، اسبر ملاحقا، كلهم يصبحون ملاحقين، ويواجهوا من شعوب العالم".

وتابع: "شكل من أشكال المقاطعة، اليوم، نحن حتى في الولايات المتحدة الأميركية نجد على الأفلام، من مدة كوندوليزا رايس كانت تحاضر في الجامعة وقف الطلاب الأميركيون أنفسهم ووصفوها مجرمة الحرب، أأنت تريدين أن تحاضري في القانون الدولي؟ هذا شكل من أشكال المقاومة المطلوبة، كله مطلوب.

حسنا، بالموضوع الاقتصادي، مباشرة يلجأ للعقوبات، قبل قليل الإخوان أعطوني خبرا، لم أستطع أن أدقق فيه جيدا، أن هناك مسؤولا أميركيا يقول إن الحكومة اللبنانية إذا لم تطلق صراح العميل القاتل المجرم عامر الفاخوري، فنحن سنفرض عقوبات على كل المسؤولين عن هذا الملف، يعني هو يهدد الحكومة اللبنانية، المسؤولين اللبنانيين والقضاء اللبناني، كل واحد له علاقة بهذا الملف ويستطيع أن يأخذ قرار إطلاق سراح الفاخوري، ولا يأخذه أن أميركا تهدده بالعقوبات، وهي تحمل سلاح العقوبات لإخضاع العالم كله، يعني يجب أن تسامح بجراحك ودمائك وشهدائك ومياهك ونفطك وغازك ومستقبلك وكرامتك ولا تعارض الأميركي، لأنك إذا عارضته تخضع مباشرة للعقوبات، وهناك أناس فقط عندما يسمعون كلمة عقوبات يرجفون، ما هي هذه الدنيا؟ ما هي هذه الحياة؟ ما هو هذا الذل الذي يريد الأميركي أن يعيشه كل الناس وكل العالم ؟.

حسنا، في المقابل، نحن لا يوجد عندنا قدرة اقتصادية مثل أميركا، لكن ألا يمكننا أن نذهب إلى العقوبات؟ منذ زمن طرحت فكرة مقاطعة البضائع الأميركية، هذا يوجع الأميركي، لماذا لا نلجأ إليه؟ هذا لا يسبب مشكلة مع أحد، لا أحد يريد أن يقتل أحدا، نحن أحرار، هناك بضاعة أميركية وهناك بضاعة أخرى - لا أريد أن أسمي البضاعة الأخرى - نذهب إلى البضاعة الأخرى، لماذا يجب أن أذهب إلى البضاعة الأميركية، الآن عندها تقنية أحسن عندها مميزات، من دون التقنية ومن دون المميزات، بعض الناس يقولون يا مولانا مراجعنا لم يفتوا بهذا الأمر، هناك مراجع أفتوا بذلك في السابق، لكن هذا الموضوع لا يحتاج إلى فتوى، هذا جزء من المعركة".

وأكمل: "إسمعوا خطاب ترامب - مثل ما أقول أنا دائما - لا يتكلم لا عن ديمقراطية ولا عن حقوق إنسان ولا عن حريات ولا شيء، لا يتكلم إلا عن المليارات وإلا عن الدولارات، وماذا أمن فرص عمل وماذا نهب من أموال وماذا أحضر من أموال للأمريكيين، صحيح أو لا؟ إذا نقطة قوته التي هي من ناحية أخرى يمكن أن تكون نقطة ضعف هو الموضوع المالي والموضوع الاقتصادي. في تجربة المقاومة في لبنان، المقاومة اكتشفت نقطة ضعف عند الإسرائيلي، نقطة الضعف عند الإسرائيلي هو العنصر البشري، "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة" هؤلاء يخافون من الموت، عندما تقتل جنودهم وأفرادهم يهز مجتمعهم، دمر دبابات بعدد ما تريد يأتون بدبابات، دمر أبنية يأتون أبنية - ومن أموال العرب لا تخافوا - لكن النقطة المركزية التي تهز الكيان الصهيوني، المشروع الصهيوني هو الإنسان المحتل".

وأردف: "الأميركي ما هي نقطة ضعفه؟ عنده نقطتان، عنده الأمن وعنده الاقتصاد، الأموال، الفلوس، الدولار، نفس الدولار، قيمة الدولار. حسنا، نحن لا نستطيع أن نذهب؟ على امتداد العالم العرب والاسلامي، يمكن أن يقول أحد يا سيد إذا بدأنا وحدنا نحن قلة، نحن في المقاومة، نحن وبعض إخواننا في حركات المقاومة في لبنان وفلسطين كنا قلة وبدأنا وحدنا وأصبحنا كثرة، أصبحنا محور المقاومة، هذا أمر سهل، العلماء والأحزاب والقوى والقيادات إذا ذهبنا إلى عمل جاد في مقاطعة البضائع الأميركية، حتى يا أخي لا نريد أن نقاطع كل البضائع اختاروا شركات، أنا رأيت بعد استشهاد الحاج قاسم عندما تكلمنا عن الأميركيين ومواجهة الإدارة الأميركية هناك أميركيون في الولايات المتحدة، كتبوا أنه يا أخي لا حاجة لكم بجنودنا وجيشنا، هناك شركات ترامب نعطيكم عناوينها اذهبوا وقاطعوها في العالم تهزوا كيانه، لأنه هو حياته وإلهه هو المال، إذا هذا أيضا شكل من أشكال المواجهة.

بكل الأحوال يجب أن نفكر بكل هذه الوسائل، هذا جزء من برنامج، مثل بسيط من برنامج، بالتأكيد إذا جلسنا وفكرنا وخططنا في المجال السياسي، الثقافي، الإعلامي، الاقتصادي، القانوني، الحقوقي، إضافة وفضلا عن الجانب العسكري والأمني، نحن أمة حية، قوية، نابضة، لديها إرادة".

واستطرد: "أمس شاهدتم في بعض القرى في شرق الفرات، بعض البلدات السورية، كيف نزل الناس وهم عزل في مواجهة الآليات العسكرية الأميركية، والأميركيون لأنهم جبناء وضعفاء احتاجوا أن يستقدموا طائرات حربية إسرائيلية ليؤمنوا انسحاب آلياتهم، التي ووجهت بالحجارة وبالغضب من قبل جزء من الشعب السوري هناك. هذه أمتنا على امتداد عالمنا العربي والإسلامي، ولكن نحن نحتاج إلى القرار، نحتاج إلى الإرادة، نحتاج إلى الوعي، نحتاج إلى التصميم لنمضي في هذا الطريق".

وختم هذا الجزء من خطابه، بالقول: "أريد أن أقول كلمتي وفاء للحاج أبو مهدي المهندس، خطابا لإخواني الأعزاء العراقيين وللشعب العراقي العزيز، أخاطب هذا الشعب الشجاع والوفي والمجاهد والمظلوم في آن، أقول لهم أيها الأحبة في العراق، أنتم تعرفون الحاج أبو مهدي، تعرفونه حتى في زمن المعارضة، لكن لنتحدث عن السنوات الأخيرة، هذا الرجل قضى بقية عمره في الجبهات، منذ أن انطلقت داعش في العراق، ترك بيته وعائلته وبناته وحياته وكل شيء شخصي وعاش في غرف العمليات وفي الخطوط الأمامية وفي السواتر وقاتل في كل المحافظات وجال على كل المحافظات وحمل طوال السنين دمه على كفه وكفنه على كتفه، ولم يكن يريد شيئا، بكل صدق وبكل إخلاص وبكل عشق للقاء الله، الشهيد القائد الحاج أبو مهدي المهندس، على كل حال هي المرجعية الدينية في النجف الأشرف المرجعية الشريفة والرشيدة، سمت الحاج أبو مهدي والحاج قاسم بقادة الانتصار، هو من قادة الانتصار بلا شك، طبعا لا نغفل فضل بقية القادة والمجاهدين والشهداء، ولكن هناك شخصيات مركزية، من هذه الشخصيات المركزية الحاج أبو مهدي المهندس، اليوم الوفاء للحاج أبو مهدي، هذا الرجل الذي عاش وعرفناه جميعا بجديته وشجاعته وإخلاصه وصدقه وسهره وتعبه وحضوره الدائم وصنعه ومشاركته في صنع النصر التاريخي على داعش.

وكذلك الوفاء للحاج قاسم سليماني، الذي كان أول الواصلين والمبادرين للدفاع عن الشعب العراقي، في مواجهة داعش، وقضى بقية السنوات كان الدفاع والقتال في العراق أولويته المطلقة - نحن نعرف ذلك - هذان القائدان الكبيران قتلتهما أميركا علنا عند مطار بغداد، المسؤولية الأولى في الرد على هذا العدوان وهذه الجريمة تبقى على عاتقكم، الوفاء والمسؤولية اليوم أيها الأخوة والأخوات الأحبة في العراق، الدفاع عن هذين القائدين والشهداء معهما وكل الشهداء في معركة داعش:

1- الحفاظ على الحشد الشعبي - نحن كإخوة نوصي بعضنا، لا أحد يملي على أحد شيئا - الحفاظ على الحشد الشعبي، كلنا يعرف أن أميركا تريد إلغاء هذا الحشد، لأنه من ضمانات وعوامل القوة في العراق، الوفاء للحاج قاسم وأبو مهدي هو في التمسك بهذا الحشد والحفاظ عليه وتقويته، وخصوصا الحفاظ على روحيته الإيمانية والجهادية، ليس المهم أن يبقى كمؤسسة، المهم الروح ومضمونه، لأنه هو كان عاملا أساسيا وحاسما إلى جانب بقية القوات الأمنية في العراق لحسم هذه المعركة. أميركا لا تريد الحشد، بعض الدول الإقليمية ترى في الحشد قوة في العراق، ولذلك المسؤولية هي في الحفاظ على الحشد.

2- إخراج القوات الأميركية من العراق، هذا قراركم أنتم، علماؤكم، قادتكم، فصائلكم، أحزابكم، رئيس الحكومة، مجلس النواب أخذ هذا القرار، الشعب العراقي الذي تظاهر بمليونيته في بغداد، في مظاهرة حاشدة وتاريخية وعظيمة وكان شعاره واضحا، ضد الوجود الأميركي في العراق. مواصلة العمل لإخراج القوات الأميركية بالوسائل التي تختارونها أنتم التي ترونها أنتم مجدية وتحقق هذا الهدف، هذا الهدف لا يجوز أن ينسى أو يضيع، الأميركيون يريدون أن يلعبوا على الوقت حتى تهدأ النفوس وتضيع الدماء وتتيه الأهواء وينشغل الناس في هموم أخرى، هذا الهم، هذا الثأر للدم الحسيني المسفوك ظلما عند مطار بغداد هو مسؤوليتكم أنتم، يا محبي الحسين والمدافعين عن الحسين وعن حرمات الحسين عليه السلام.

و3- السعي من أجل عراق، هذا ما كان يعيش من أجله أبو مهدي، وأنا أعرف كان يعيش من أجله حتى الحاج قاسم - الحاج قاسم سليماني الإيراني، كان همه في هذه الدنيا أن يرى العراق قويا، مقتدرا، عزيزا، سيدا، حرا، حاضرا، بقوة في قضايا المنطقة وليس معزولا عن هموم الأمة ومصائر هذه المنطقة. هذه مسؤوليتكم.

وتناول الوضع الداخلي، فقال: "الاستحقاق الذي يهيمن على عقول الجميع في لبنان بالدرجة الأولى، ويشغل بال الناس جميعا، هو الوضع الاقتصادي والمعيشي والمالي والنقدي، أينما ذهبنا الآن، أينما جلس اللبنانيون، بالدرجة الأولى يتحدثون بهذا الموضوع، تأتي صفقة القرن تأخذ بعض الوقت، حادث اغتيال الحاج قاسم وأبو مهدي يأخذ بعض الوقت، بعض التطورات بعض المشاكل في لبنان، لكن عموما حديث المجالس والهموم الكبيرة هي هذه".

أضاف: "مثلا دائما السؤال عن مصير الودائع، الناس التي وضعت جنى عمرها كله، وضعته في البنوك، ما مصير هذه الودائع؟ ليست ودائع، هذا جنى العمر بالنسبة للناس، غلاء الأسعار التي ترتفع أحيانا بدون حدود وبدون ضوابط، مشكلة توفر بعض السلع وفقدان بعض السلع، موضوع سعر الليرة والدولار، واللعب بهذا الموضوع والمخاطر التي تواجهها العملة الوطنية، إزدياد نسبة البطالة، فقدان فرص العمل، ليس فقط ارتفعت البطالة، هناك شركات تنهار، وهناك محال تغلق، جمود الحركة التجارية والاقتصادية عموما، الصناعيون لديهم مشكلة تصريف انتاجهم، المزارعون لديهم مشكلة تصريف انتاجهم، مدارس، أولاد من عائلات ميسورة وطبقة وسطى يضعون أبناءهم في هذه المدارس، التي الأقساط فيها مرتفعة قليلا، باتوا عاجزين عن دفع الأقساط لهذه المدارس، هذه مظاهر اليوم موجودة في مجتمعنا، أيضا هناك قلق كبير جدا عند الناس من انعكاس هذه الأوضاع المالية والاجتماعية على الوضع الأمني، السرقات، الجرائم، الانهيارات النفسية والآن بدأنا نسمع هذا عنده وضع نفسي ارتكب مجزرة، وذاك لديه وضع نفسي دخل إلى المكان الفلاني وقتل، هذا ربما يزداد، هناك قلق حول وضع خدمات الدولة للناس، بالنهاية عندما تذهب للتقشف والوضع المالي الصعب، الخدمات الصحية والاجتماعية والانمائية كلها ستتأثر سلبا، أيضا هذا من مواضع القلق عند الناس، بعد قليل حتى مجالس البلديات في أغلبها يمكن أن لا يبقى أي فلس ولا قرش بصناديقها، يصبح وجودها ليس له أي معنى، في كل الأحوال، هموم الدين العام، كل الوضع الاقتصادي، لكن هذه عناوين سريعة تلامس مشاعر الناس مباشرة".

وتابع: "هذا الوضع يحتاج إلى معالجة، بلا شك كلنا مسؤولون ومعنيون أن نعالج هذا الوضع، من بداية الأحداث الأخيرة في 17 تشرين الأول نحن كان لدينا رأينا، لن أعيد الحديث من أول وجديد، لكن أود أن أذكر، كان لدينا رأينا ومواقفنا، ومن اليوم الأول نحن قلنا أنه يجب أن نعالج الأمور بطريقة مختلفة وليس بالأسقف العالية التي طرحها البعض في لبنان، بموضوع العهد وبموضوع الحكومة وبموضوع المجلس، وكان يمكن نتيجة ضغط الشارع أن الدولة حتى بتركيبتها التي كانت قائمة وما زال جزء كبير منها موجودا، كان يمكن أن تقوم بأمور كبيرة ونتفادى الكثير من السلبيات التي حصلت، الآن حصل ما حصل، من اليوم الأول، وأنا أود التأكيد على هذه الجملة، لأنه هناك أناس اقتطعوا، لأنه في لبنان يقطع الكلام ويأخذون جزءا، أنت تقول لا إله إلا الله، يأخذوا لا إله، وتصبح ملحدا".

وأكمل: "أنا من اليوم الأول، لأن هذا الكلام أنا قلته، قلت: نحن لسنا قلقين على المقاومة وعلى ميزانية المقاومة وعلى معاشات شباب المقاومة، نحن قلقين على الناس، قلقين على البلد، نخاف على البلد، طبعا هم قالوا الجزء الأول وقصوا الجزءالثاني، نحن كل مواقفنا التي اتخذناها منذ 17 تشرين لليوم، منطلقها الخوف على البلد والخوف على الوضع الاقتصادي والمالي، والحذر مما وصلنا إليه بنسبة كبيرة، ولذلك نحن لن نهرب من المسؤولية وقبلنا ان نحمل أنفسنا جزءا من المسؤولية عما مضى، ولم نتخلى عن المسؤولية في الحاضر، ولن نهرب من المسؤولية في المستقبل".

وأردف: "النقطة الأساسية التي أود قولها للناس، نحن كحزب الله على الإطلاق لا نفكر بطريقة حزبية ولم نكن نفكر بهذا في يوم من الأيام، نحن لا نفكر بأنفسنا، ليس أنه والله نحن معاشاتنا وميزانيتنا وفلوسنا مؤمنة الآن بشكل أو بآخر وخلص ما في مشكلة بشيء، أبدا أبدا أبدا مش هيك، نحن نحمل هم الناس لأن الناس كلهم أناسنا في كل المناطق اللبنانية، في كل المحافظات، بكل الطوائف، دائما كنا نقول، لا يوجد اقتصاد اسمه اقتصاد منطقة واقتصاد طائفة واقتصاد مدينة، نحن بلد واحد في كل شيء، مصيرنا واحد، ولذلك أنا أريد أن أؤكد اليوم، نحن نتحمل ومستعدون أن نتحمل كامل المسؤولية وجزء كبير من المسؤولية، وأن نتشارك في المسؤولية لمعالجة الأوضاع القائمة ولسنا هاربين من شيء على الاطلاق "ما هربانين من شي"، بالمواقف التي اتخذناها منذ 17 تشرين، نعم دفعنا ثمنا من كرامتنا، من ماء وجهنا، هناك أناس قالوا لما اتخذتم هذه المواقف، لأنه صار أناس يسبوكم ما كانوا يسبوكم، هذا ليس مهما، ليس مهما أنت سبيت أم لم تسب، المهم أنت تقوم بوظيفتك، بمسؤولياتك تجاه بلدك، وطنك، شعبك وناسك بمعزل عن الانفعالات والحماس، وأيضا بعض الرؤى المتطرفة أو لا هذا بالنسبة لنا".

واستطرد: "نحن تعلمنا من الإمام الخميني، هذه مدرسة الإمام الخميني أن نؤدي واجبنا والهاجس الذي يحكم عقولنا هو ماذا نجيب الله يوم القيامة، وليس ما يقول عنا الناس وماذا يكتب عنا التاريخ، ما هي قيمة التاريخ يوم القيامة، المهم أنا يوم القيامة عندما أقف بين يدي الله سبحانه وتعالى كيف أجيبه، أنا وحزب الله وكل واحد فينا أنه من أجل أن لا أسب ومن أجل أن لا نخسر شعبيا، ومن أجل ومن أجل ومن أجل، يجب أن نجامل وأن نداري وحتى يجب أن نساير ولو ذهب البلد إلى الانهيار وإلى الفوضى وإلى الفلتان وإلى الحرب الأهلية، نحن لم نكن كذلك ولن نكون كذلك في يوم من الأيام، في هذا البلد نحن سوف نبقى نتحمل كل المسؤوليات التي نقدر أنها مصلحة وطننا وشعبنا أيا تكن التضحيات، دماء او ماء وجه مهما كان نوع التضحيات، لأن كل معركة لها نوع تضحيات مختلف".

وقال: "نحن كنا نتمنى أن لا تستقيل الحكومة السابقة، مع أن هذا كان مطلب بعض المعترضين، وموقفنا كان واضحا وكنا نتمنى أن تشكل حكومة جامعة، هذا كله لم يحصل، شكلت الحكومة الحالية،الحكومة الحالية يجب أن نقدر لرئيسها، لوزرائها شجاعة تحمل المسؤولية، لأنهم جاؤوا بظرف صعب وحساس، وتنتظرهم مهام شبه مستحيلة، عندما يأتي رئيس وزراء مثل الدكتور حسان دياب ويأتوا الوزراء الموجودين في الحكومة الحالية ويقبلوا بتحمل هذه المسؤولية، هذا يجب أن يكون موضع تقدير واحترام اللبنانيين من يؤيد الحكومة ومن يعترض عليها، لأن هناك فرق بين تحمل المسؤولية والهروب من المسؤولية، هناك فارق كبير بينهم، أبدا لا يتساويان، هذه الحكومة بالنسبة لنا بكل وضوح وصراحة، نحن نأمل وندعو ونرجوا ونعمل ان تنجح، أعطيناها الثقة وندعمها ولا نتخلى عنها ولن نتخلى عنها. لأن البعض حاول أن يروج هذا الموقف، "حزب الله خلص بعد" وأخذ مسافة وتخلى وترك الأمور على عاتق هؤلاء، نحن سنقف إلى جانبهم ونساعدهم وندعمهم، بكل ما نقدر، بكل ما نستطيع لأن المسألة ترتبط بمصير بلد، الآن قصة حكومة حزب الله "مش" حكومة حزب الله سأعود لها في النهاية".

أضاف: "أنا اليوم ما أريد أن أقوله للبنانيين جميعا، نحن أمام وضع، هناك إجماع أنه يوجد وضع اقتصادي صعب جدا جدا جدا، هذا ليس فيه نقاش، ما يدور حوله النقاش هو نحن فلسنا أو سنفلس، البلد منهار أو سينهار، كم بعيدين عن الإفلاس، كم بعيدين عن الانهيار، هذا الذي يدور حوله نقاش، لكن لا يوجد نقاش بأن الوضع صعب جدا جدا جدا على المستوى الاقتصادي والمالي والنقدي وهناك استحقاقات قريبة:

أولا: أدعو إلى فصل معالجة الملف الاقتصادي والمالي عن الصراع السياسي بين الأحزاب والتيارات والكتل النيابية والزعماء، هذا ملف دعونا نقاربه بطريقة مختلفة، إذا نود أن نعالج وضعنا الاقتصادي بعد أن نتفق في الأمور السياسية، لن يعالج الوضع الاقتصادي والمالي، نحن مختلفين بكل شيء، بموضوع إسرائيل وخطة ترامب حتى لو في الظاهر جميعا رفضناها، وبالوضع الإقليمي وبالموقف من السعودية والموقف من إيران ومن سورية ومن التوطين، بكل شيء، بكل شيء بمسائل عديدة نحن مختلفين حولها، دعوا هذا الموضوع جانبا، دعوا تصفية الحسابات السياسية جانبا، الآن لا يوجد انتخابات نيابية لنفتعل مزايدات، دعوا المزايدات جانبا،إذا أولا فصل الموضوع الاقتصادي عن الصراع السياسي بالبلد.

ثانيا: الآن نتوقف قليلا عن توجيه الاتهامات حتى في الأزمة الاقتصادية لن يقدم ولن يؤخر، كل واحد لديه مطالعة ويستطيع أن يخطب ساعة، ساعتين، وثلاثة ويحمل الطرف الآخر مسؤولية ما وصل إليه الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان وربما يكون في كلامه بعض الحقيقة والكثير من الخطأ، لن نصل لمكان، إذا، دعوا التراشق بالاتهامات جانبا.

ثالثا: لنأت إلى الحكومة الحالية، التي قبلت ان تحمل المسؤولية ونعطها فرصة، لكن فرصة معقولة، فرصة ممكنة في الزمن، "مش" واحد يأتي ويقول أعطيها فرصة مئة يوم، نحن جاهزون أن نعينك ملكا على لبنان ونغير النظام إذا جنابك تستطيع بشهر ان تنهي الازمة الاقتصادية والمالية في لبنان،هذا كلام فارغ، مهلة زمنية معقولة، منطقية، تعطى لهذه الحكومة لتذهب لمعالجة تساهم في منع الانهيار، لا أقول تعالج الوضع المالي والاقتصادي، تمنع الانهيار، تمنع السقوط، تمنع الإفلاس.

رابعا: تقديم المساعدة، أي حزب أي جهة أي كتلة أي شخص موال أو معارض، عنده فكرة يستطيع تأمين مساعدة، يستطيع تأمين دعم، هذا واجبه الوطني، هذه ليست مسألة حزبية، إذا فشلت هذه الحكومة، ليس معلوما أن يبقى بلد، ليأتي أحد ما على حصان أبيض ويشكل حكومة جديدة، بأي بلد نريد أن نؤلف حكومة جديدة؟!،اليوم الفشل نتائجه على مستوى الوطن وليس على القوى السياسية الداعمة لهذه الحكومة بلبنان، نتيجة الوضع المناطقي والوضع الطائفي وتركيبة القوى السياسية، تبقى القوى السياسية بنسبة كبيرة محصنة، أين تكون النتائج حتى لو نتائج فاشلة من يدفع؟، الناس غالبا، هم عموم الناس، حتى لا نسمح لكل الوطن أن يدفع الثمن، مسؤولية الجميع أن يساعدوا هذه الحكومة، في الحد الأدنى أن يسمحوا لها أن تعمل، إذا أرادوا عدم مساعدتها لا يحاربوها ويقطعوا الطريق عليها، لا يحرضوا عليها في الدول العربية ودول العالم،لا يحرضوا عليها لأن هذا نتائجه كارثية على المستوى الوطني".

وتابع: "دعم الخطوات الصحيحة، أود أن أقول هنا للبنانيين يوجد أمل، واحدة من مسائل التحدي اليوم أن هناك من يريد أن يقول للبنانيين إيأسوا، لا توجد حلول ولا توجد إمكانية علاج، علينا ان نستسلم وأن نستسلم للخارج وأن نسلم رقابنا وبلدنا للخارج، وأن نبيع دولتنا وأملاكنا للخارج أو لغير الخارج، أنا أقول من يبعث ويدعو إلى اليأس هو يرتكب خيانة وطنية، اللبنانيون قادرون على معالجة الأزمة الصعبة التي يمرون بها اليوم، ولكن المسألة تحتاج إلى الوعي وإلى الشجاعة وإلى التعاون وإلى التضحية وإلى التخلي عن الحسابات الخاطئة والكل لديهم أفكارا يأتوا ويتناقشوا ويتعاونوا، أنا ادعو الحكومة إما أن تبادر إلى القوى السياسية والكتل النيابية مبادرات جانبية أحادية أو ثنائية، أو تشكل لجنة وليس طاولة حوار، لجنة نقاش جدي من الموالاة والمعارضة ومن الكل لأن الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي هو في حالة خطيرة، "مش وقتها الآن". إن كان أحد عزيز على قلوبنا أنا وإياكم وقع على الأرض ووضعه صعب وحملناه إلى المستشفى عندما ندخل إلى المستشفى ونتحدث مع الطبيب، الأولوية أن نقول له وضعه وكيف نعالجه وكيف نركب له مصلا، وكيف ندخله لغرفة العمليات وكيف يقوم بإنعاشه، ليس أن نتناقش أنت ماذا تلبس وأنا ماذا ألبس، وانت ماذا قلت وأنا ما قلت، وانت ما قصدك وأنا ما قصدي، الأولوية اليوم، هي العمل لانقاذ وانعاش هذا الوضع الذي يتهدد الجميع، لا يتهدد منطقة أو جهة أو طائفة أو حزب".

وأردف: "في سياق موضوع التحريض، لأني قلت سأعود إلى قصة حكومة "حزب الله"، أنا أتمنى على بعض اللبنانيين المصرين، أن يقولوا وهم يكتبون ويحرضون بالخارج، لأن هذا اسمه تحريض، تسمية هذه الحكومة بحكومة حزب الله، طبعا أنا أقول لكم صراحة لا يؤذينا "صيت غنى حكومة حزب الله ويسيطرون على البلد"، كلام فارغ، لكن هذا يؤذي لبنان، هذا يؤذي إمكانيات المعالجة، هذا يؤذي علاقات لبنان العربية والدولية، هذا يؤذي أيضا، البعض يقول إنني عندما اتخذ موقفا إلى جانب الشعب اليمني المظلوم المقتول، أمس فقط نساء وأطفال ومدنيين جاءوا ليتفرجوا على الطائرة الحربية العسكرية التابعة لقوى تحالف العدوان جاءوا لينظروا كيف دمرت، جاء الطيران قصفهم وسقط 40 شهيدا، إذا أنا بموقف إنساني أدين القصف السعودي للأطفال والنساء اليمنيين العزل الذين يقفون بالشارع، هذا يسيء إلى علاقات لبنان العربية والدولية، وأنا أقوم بعمل أخلاقي إنساني طبيعي جدا وقانوني جدا، اعمل معروف أنت لا تقوم بعملية تحريض كاذبة تسيء لعلاقات لبنان العربية والدولية، عندما تصف هذه الحكومة بأنها حكومة "حزب الله" وأنت تعرف أنها ليست حكومة حزب الله، نعم، حزب الله لا يتبرأ منها، حزب الله يدعمها، حزب الله يؤيدها، حزب الله يريد لها ان تنجح أكيد، كل لبنان يعرف طبيعة هذه الحكومة وشخصية رئيس الحكومة وشخصية الوزراء، القوى الداعمة لهذه الحكومة، ومن الكذب توصيفها بأنها حكومة حزب الله، قلت هذا لا يؤذينا نحن ولن يؤثر لا على موازنتنا طالما أنتم مهتمون بهذا الموضوع، ولا على أموالنا ولا على رواتبنا، لكن هذا يؤذي البلد، أوقفوا التحريض على الحكومة، هذا جزء من إعطائها فرصة".

واستطرد قائلا: "عندما تقف بعض القوى السياسية في لبنان وتقول نريد أن نعطي الحكومة فرصة، جزء من إعطاء الفرصة هو وقف التحريض عليها في الإعلام، في الشارع، في السفارات، في العلاقات الدولية، بالحد الأدنى، سكوت، تسديد، تقديم نصح، اتركوا هذه الحكومة تعمل، ما نتطلع إليه هو أكثر من أن تتركوها تعمل، تعالوا وساعدوها، لأن هذه الحكومة إذا تمكنت من وقف الانهيار، من وقف الانحدار، من تهدئة الأوضاع المالية والاقتصادية، من تهدئة النفوس، من معالجة بعض مسائل الديون أو الودائع او غلاء الأسعار أو ما شاكل، هي تقدم خدمة كبيرة وجليلة لكل اللبنانيين ولكل المقيمين على الأراضي اللبنانية، هذا ما أردت أن أقوله أيضا في الشأن الداخلي".

وختم "أنا أعتذر، كالعادة أطلت عليكم، لكن طبيعة الملفات والأحداث والمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقكم وعاتقنا تفرض علينا كل هذا الكلام وكل هذه المواقف، في يوم شهدائنا القادة، نجدد لهم عهدنا وبيعتنا كما كنا طوال السنين، اليوم ينضم إلى قافلة البيعة والعهد والتجديد، ينضم الحاج قاسم والحاج ابو مهدي، هذا الطريق سنواصله، وصية السيد عباس، موقف الشيخ راغب الذي تحتاجه الأمة اليوم، من لا يستطيع قتال الأمريكان لا يصافحهم، لا يعترف بهم ولا يعترف بمصالحهم، لا يخضع لهم، "الموقف سلاح والمصافحة اعتراف"، نحن بحاجة إلى جهاد الحاج عماد، نحن بحاجة إلى كل انتصارات ونجاحات الحاج قاسم والحاج أبو مهدي وكل الشهداء، لندفع عن بلداننا وعن مقدساتنا وعن شعوبنا كل الأخطار".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  16-17 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

السيناتور الأميركي جين شاهين يتوعَّد لبنان: أفرجوا عن الفاخوري وإلّا!/ليبانون ديبايت/الاحد 16 شباط 2020

Family of American held in Lebanon claims he’s a hostage, US senator threatens sanctions/Fox News/February 16/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83239/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d9%86%d8%a7%d8%aa%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%ac%d9%8a%d9%86-%d8%b4%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d8%aa%d9%88%d8%b9%d9%91%d9%8e%d8%af/

 

«انتفاضة» الحريري… ما لها وما عليها!/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/16 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83245/%d8%a5%d9%8a%d8%a7%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b4%d9%82%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d9%85%d8%a7-%d9%84%d9%87/

 

تقرير مفصل عن اضطهاد المسيحيين في شهر تشرين الثاني لسنة 2019

They Came to Kill Him”: The Persecution of Christians – November 2019L/Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/February 16/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83247/%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%81%d8%b5%d9%84-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b6%d8%b7%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%aa/