LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 شباط/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february15.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ترأفوا بالمترددين، وخلصوا غيرهم وأنقذوهم من النار، وارحموا آخرين على خوف، ولكن ابغضوا حتى الثوب الذي دنسه جسدهم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/الرئيس الحريري بالشخصي حبوب وقريب من القلب ولكن في السياسة عدم شرعي

الياس بجاني/حكام واصحاب احزاب شركات الأحزاب هم المشكل وليس الحل

الياس بجاني/نتضامن مع الصحافي محمد زبيب ونستنكر ما تعرض له من اعتداء سافر

الياس بجاني/الحر والسيادي عليه أن يرذل ويعزل أصحاب شركات الأحزاب المنافقين

الياس بجاني/جعجع والحريري وجنبلاط هم اعداء للثورة واغطية لحزب الله

الياس بجاني/ضرورة تحرير الذات من فيروسات وصنمية أصحاب شركات الأحزاب الأبالسة

الياس بجاني/جعجع والحريري وجنبلاط هم اعداء للثورة واغطية لحزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

المخرج يوسف ي. الخوري في ذكرى رحيل قدس الأب العام شربل القسيس: في زمن الأقزام يُفتقد العمالقة

يضرب إبر/الأب سيمون عساف

بومبيو في ذكرى إستشهاد رفيق الحريري: يجب تقديم أفراد حزب الله إلى العدالة

أميركا تدرس مساعدة اللبنانيين لاستعادة الأموال المهربة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 14/2/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 14 شباط 2020

رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان في بيروت

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وسط بيروت وبيت الوسط: مشهديتان وشهيد واحد!

بهاء الحريري: لم أكن أتخيّل أنَّنا سنصل إلى هذا الدرك مِن الإستهتار بشؤون المواطن

 باسيل للحريري: "ما رح تقدر تطالني... وما رح اقبل كون متلك"

تدافع ورشق بالعصي... اشكال بين مناصري "المستقبل" والمتظاهرين

جمعية المصارف تعمّم معدلات فوائد مرجعية جديدة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 4 من «الحرس الثوري» في قصف إسرائيلي قرب دمشق

الغارات الإسرائيلية في سوريا «تكمل» اغتيال سليماني

بومبيو: إيران تتحدى مجلس الأمن بتهريبها أسلحة للحوثيين

بومبيو ينشر صورة للصواريخ الإيرانية التي لم تصل للحوثيين والبعثة الأميركية في الأمم المتحدة تؤكد مسؤولية طهران عن هجمات «أرامكو»

بعد اتهامات متبادلة حول إدلب... وزيرا الخارجية الروسي والتركي يجتمعان في ميونيخ

وزير العدل الأميركي يهاجم تغريدات ترمب: تجعل عملي «مستحيلاً»

واشنطن تتهم «هواوي» بسرقة أسرار تجارية ومساعدة إيران

السيناتور ليندسي غراهام: إيران "سرطان" الشرق الأوسط

البنتاغون يتخلى عن شراء مقاتلات لصالح جدار ترمب

خيبة أمل» أميركية لعدم تعامل الصين بشفافية كافية مع فيروس كورونا

القوات الأفغانية تعلن مقتل وإصابة 30 إرهابياً في عمليات منفصلة والصفقة بين واشنطن و«طالبان» تتوقف على الحد من أعمال العنف

حكومة بريطانية «فتية» لمرحلة «ما بعد بريكست» ووزير الخزانة يستقيل رفضاً لتدخلات جونسون بطاقمه

واشنطن تشيد بحكم إسلام آباد على {الرأس المدبر} لهجمات مومباي وباكستان تتجنب وضعها على اللائحة السوداء لمكافحة الإرهاب

حفتر:لا وقف للنار إلا بتحرير طرابلس وطرد مرتزقة أردوغان

مصر تعلن عن أول مصاب بفيروس كورونا.. وهذه جنسيته

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سعد الحريري كاذب"؟!/بتول خليل/المدن

الحريري في بيته.. القليل من الحقيقة والكثير من الشكوى/منير الربيع/المدن

الحريري وجمهوره.. شغب حول الضريح وخطاب الإخفاق/نادر فوز/المدن

الحقيقة بالأرقام: ميزانيات المصارف تكشف آثار الانهيار.. والهندسات!/علي نور/المدن

14 شباط وسعد الحريري.. الطيبة والرعونة لا تُنتج زعامة/أيمن شروف/المدن

أسباب تعديل فوائد التسليفات: الانسجام بين المصارف والحكومة/عزة الحاج حسن/المدن

ناصيف حتّي زهده في الرئاسة وراء موافقة باسيل على توزيره/صلاح تقي الدين/انديبندت عربية

تأخير صدور القرار الظني باغتيال الحريري... سياسي أم قضائي؟/جاكلين مبارك/انديبندت عربية

ماذا عن الإنتفاضة بعد تشكيل الحكومة؟/د.توفيق هندي/جريدة اللواء

الثنائي الشيعي واوليغارشيات الطائف والتدمير المنهجي للدولة اللبنانية/شارل الياس شرتوني

لأنكَ فَضَحتَهم/بشارة شربل/نداء الوطن

مصادفة “مصرفية” أفضت إلى الاعتداء على زبيب!/حازم الأمين/موقع درج

جهنم تنتظر الطبقة السياسيّة الفاسدة/فؤاد ابو زيد/الديار

لبنان: حكومة "الأمر لي"!/محمد قواص/ميدل إيست أولاين

دياب... فاقد الشيء لا يعطيه/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

من بيروت إلى تورونتو/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

«حِلِف ما يكلّمنيش»/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

عودة «عويار حسان» إلى الانتخابات الإيرانية/أمير طاهري/الشرق الأوسط

روسيا وإيران... «ثعلبٌ يخدع ثعلبْ»/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

رؤى الموروث والعلاقة بالإصلاح الديني/رضوان السيد/الشرق الأوسط

بحر العلوم في ذكرى مولد النبي/خالد القشطيني/الشرق الأوسط

العدالة الاجتماعية أو بيت الداء/د. آمال موسى/الشرق الأوسط

إلى أي مدى تركيا مستعدة بالفعل للانخراط في إدلب مستقبلاً؟/مايكل يونغ/موقع مركز كارنيغي للشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري استقبل فوشيه ووزني وتلقى رسالة من نائب رئيس الإتحاد الأوروبي

الحريري: تعاملت مع رئيسين وكان المطلوب مني دائما أن أؤمِّن العلاقة مع رئيس الظل لأحمي الاستقرار مع الأصلي والتسوية أصبحت في ذمة التاريخ

الحريري: أتمنى أن يقتدوا برجالات حققوا إنجازات واحترموا الدستور

الراعي صلى في روما على نية لبنان مستذكرا الرئيس الشهيد الحريري

رئيس مجلس ادارة السان جورج: لقضاء غير مسيس يحل قضية الفندق ويحاسب الفاسدين

كنعان: ودائع الناس في المصارف خط أحمر والانقاذ ممكن والفوضى لا تؤدي الى التغيير

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ترأفوا بالمترددين، وخلصوا غيرهم وأنقذوهم من النار، وارحموا آخرين على خوف، ولكن ابغضوا حتى الثوب الذي دنسه جسدهم

رسالة يهوذا/الفصل01/17-22/فاذكروا، أيها الأحباء، ما أنبأ به رسل ربنا يسوع المسيح، حين قالوا: سيجيء في آخر الزمان مستهزئون يتبعون أهواءهم الشريرة. هم الذين يسببون الشقاق، غرائزيون لا روح لهم. أما أنتم أيها الأحباء، فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، وصلوا في الروح القدس وصونوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح من أجل الحياة الأبدية. ترأفوا بالمترددين، وخلصوا غيرهم وأنقذوهم من النار، وارحموا آخرين على خوف، ولكن ابغضوا حتى الثوب الذي دنسه جسدهم.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الرئيس الحريري بالشخصي حبوب وقريب من القلب ولكن في السياسة عدم شرعي

الياس بجاني/14 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83183/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a-%d8%ad%d8%a8/

بداية وبالشخصي فإن الرئيس سعد الحريري حبوب وقريب من القلب، وهو انسان هادئ ومتواضع ومنفتح وغير متعصب، والأهم هو غير مستفز، ومن الصعب على أي أحد مهما كان مختلفاً معه أن يكرهه كما هو الحال مع 99% من أفراد طاقمنا السياسي العفن والإسخريوتي وأصحاب شركات أحزابنا الميليشياويين والطرواديين والحربائيين. ولكن في السياسية والعمل الوطني والتحالفات والقرارات والشدائد فالرجل ومنذ العام 2005 أي من اليوم الأول لدخوله الإضطراري إلى عالم السياسة اللبنانية لم ينجح في أي شيء ودائماً كان الفشل حليفه.

هو للأسف شخص فاشل سياسياً وقيادة وخيارات وبامتياز وعملاً بكل المعايير.

ومن المخيب للآمال ومن المحزن في آن فهو لم ولن يتغير لأن القيادة نعمة من الله وهو يفتقد كلياً لهذه النعمة.

الحريري أكد ولا يزال يؤكد عند كل منعطف بأنه من كوكب آخر، وبأنه جاهل كلياً لطبيعة العمل السياسي اللبناني المعقد على كل المستويات وعلى كافة الصعد.

وإن عدنا إلى كل المحطات التي واجهها الحريري منذ العام 2005 نرى أنه باستمرار لا يجيد الحسابات ولا حسن الخيارات والقرارات، كما أن الرؤية الوطنية والمستقبلية الشاملة عنده مغمشة إن لن نقل إنها معتمة 100%.

كما أن تكوينه الشخصي هو من غير خامة القادة ولا يجيد اختيار المعاونين والمستشارين والحلفاء، وهي صفة من أهم صفات من أنعم الله عليهم الله بعطايا ومواهب القيادة.

خطابه اليوم كان برأينا المتواضع صبياني ومسطح وشعبوي وغير مسؤول ومشخصن، وقد غيب عنه المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان والذي هو حزب الله الإرهابي.

تركيزه على جبران باسيل، شريكه في “الصفقة الخطيئة” التي سلمت لبنان لحزب الله يبين أن رؤيته للصورة الشاملة والمتكاملة هي مشوهة وعن سابق تصور وتصميم، وذلك على خلفية مصلحية وتجارية تمظهرت في تملقه لحزب الله واستمراره في المراهنة عليه للعودة إلى رئاسة الحكومة.

ولا يجب أن يغيب عن بالنا وبالتقييم العملاني بأن الحريري قد خدم حزب الله وأضر بلبنان كما لم يخدمه سياسي لبناني آخر، وكان وصل في وضعية استسلامه للحزب مؤخراً أنه راح يسوّق عربياً ودولياً لنفاق وخدعة حزب الله اللبناني وحزب الله الإقليمي.

هو من باع 14 آذار بالتوافق والتلازم مع سمير جعجع ووليد جنبلاط وقفز معهم فوق دماء الشهداء ودخل بمعيتهم ورضاهم في “صفقة الخطيئة” التي جاءت بعون رئيساً وضربت التوازن الذي كان قائماً نوعاً مع حزب الله.

الثلاثي الحريري وجعجع وجنبلاط داكش السيادة بالكراسي وباع لبنان وسيادته واستقلاله وتعامى عن أهمية القرارات الدولية 1559 و1701 واتفاقية الهدنة، وارتمى في احضان المحتل الإيراني مقابل منافع مالية وسلطوية.

وحضور الثلاثة الإسخريوتي جلسة منح الثقة لحكومة دياب الملالوية يؤكد أنهم مستمرون في تموضعهم اللاهي والمصلحي رغم ما يصدر عنهم من مواقف كذب ونفاق لمسايرة الثورة في حين هم عملياً يجدهدون لإفشالها وضربها.

الحريري دخل في شراكة سمسرة ومصالح وصفقات مع باسيل ومع غيره ولأنه جاهل للعقل اللبناني التجاري فقد فشل فشلاً ذريعاً حتى في هذا المجال اللاقانوني واللااخلاقي.

يبقى أن الحريري رجل أُدخل عالم السياسة رغماً عنه وورث موقع والده مجبراً وقد اثبت على مدار 15 سنة بأنه لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالسياسيين ولا بأي شيء يمت للشأن العام والعمل الوطني، وبالتالي بات واجباً عليه أن يستقيل من تيار المستقبل ويعمل جاداً على تحويله إلى حزب بالفهوم الغربي حيث من أهم ما هو لهذا التحول تبادل السلطات السلمي والديموقراطي.

وصدقاً نطلب من الله أن يبعد عن لبنان واللبنانيين أي تحالف جديد بين الثلاثي جنبلاط وجعجع والحريري حيث أن الثلاثة هو كوارث وطنية، ولا يجمع بينهم غير خدار الضمير، وموت الأحاسيس الوطنية، وعشق الصفقات والسمسرات، والفشل والنرسيسية والدكتاتورية والأكروباتية.

في الخلاصة فإنه ما دام في لبناننا المحتل شرائح تهوبر لأي صاحب شركة حزب “بالروح وبالدم منفديك” فنحن والسيادة والإستقلال والحريات من جورة إلى جورة ومن تعتير إلى تعتير.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

شعب الهوبرة والصنمية هو شعب من فصيلة العبيد

الياس بجاني/14 شباط/2020

ما دام في لبناننا المحتل شرائح تهوبر لأي صاحب شركة حزب "بالروح وبالدم منفديك" فنحن والسيادة من جورة إلى جورة ومن تعتير إلى تعتير.

 

حكام واصحاب احزاب شركات الأحزاب هم المشكل وليس الحل

الياس بجاني/14 شباط/2020

حكام لبنان وأصحاب شركات الأحزاب يعملون بأمرة حزب الله. متفقون ضد الشعب ومختلفون على الحصص. هم طرواديون وفريسيون واسخريوتيون وكوارث

 

نتضامن مع الصحافي محمد زبيب ونستنكر ما تعرض له من اعتداء سافر

الياس بجاني/13 شباط/2020

نتضامن مع الصحافي محمد زبيب ونستنكر ما تعرض له من اعتداء سافر وإرهابي ونطالب السلطات اللبنانية القاء القبض على المعتدين ومحاكمتهم دون تردد أو الرضوخ لأية تداخلات سياسية أو حزبية

 

الحر والسيادي عليه أن يرذل ويعزل أصحاب شركات الأحزاب المنافقين

الياس بجاني/13 شباط/2020

لا وجود في لبنان لأحزاب بل لشركات ومافيات وعصابات ووكلاء لقوى غريبة. أصحاب هذه الشركات الأحزاب كافة هم طرواديون وسرطانيات قاتلة

 

ضرورة تحرير الذات من فيروسات وصنمية أصحاب شركات الأحزاب الأبالسة

الياس بجاني/12 شباط/2020

بات مطلوباً من كل من يحمل بطاقة أي شركة حزب لبناني ودون استثناء أن يحرقها ويحرر ذاته وينقيها من فيروسات الصنمية والتبعية والغباء

 

جعجع والحريري وجنبلاط هم اعداء للثورة واغطية لحزب الله

الياس بجاني/12 شباط/2020

تخاذل وحربائية وباطنية جعجع والحريري وجنبلاط امس يؤكد المؤكد وهو انو كلن يعني كلن وهودي ال3 بأولون. إنه فعلاً زمن بؤس وتعتير

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

المخرج يوسف ي. الخوري في ذكرى رحيل قدس الأب العام شربل القسيس: في زمن الأقزام يُفتقد العمالقة

المخرج يوسف ي. الخوري/14 شباط/2020

دخلَك يا شربل القديس حْمِينا من شربل القسيس

http://eliasbejjaninews.com/archives/83179/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%84-%d9%82%d8%af%d8%b3-%d8%a7/

دخلَك يا شربل القديس حْمِينا من شربل القسيس، عبارة لطالما سرت في أوساط أحزاب الحركة الوطنيّة والمنظمات الفلسطينيّة أبّان حرب الـ 1975 للتشهير بقدس الأب العام شربل القسيس الذي كان راديكاليًّا في دفاعه عن لبنان والتزامه الوقوف ورهبانه إلى جانب شعبهم في وجه الفلسطينيين وحلفائهم من الخارجين عن الكيان اللبناني الصيغة. في مثل هذا اليوم منذ تسعة عشر عامًا، وقفت وحيدًا أمام دير سيّدة المعونات أبكيه وهو محمولًا على أكتاف الرهبان وهم ينقلونه إلى مثواه الأخير، ولم أكن أبكيه لأنّه غاب عنّا، بل لأنّه رحل ولم أكن بعد قد شبعت من تعاليمه وخبرته. ما اشدّ افتقادي إيّاه في زمن الثورة، هو رجل الدين الذي علّمني كيف أكون علمانيًّا، كيف أقبل الأخر وكيف أعيش معه. هو الذي علّمني كيف أنبذ الطائفيّة السلبيّة وكيف أعشق الأرزة وكيف أجعل في حياتي "لبنان أولًا"، وذلك قبل عشرين سنة من إدراك الآخرين أن "لبنان أولًا"!

لست وحدي من يفتقده في هذه الأيّام، فمواقفه في الآونة الأخيرة تعود على كل لسان وتوحي لكل عقل، هو دكتاتور كما يحلو للبعض وصفه، لكنّه دكتاتور من اجل الديمقراطيّة، كما أنّه مقاتل شرس من أجل السلام وثائر في سبيل الحريّة والإنسان. سيشهد لبنان واللبنانيين عاجلًا أم آجلًا على مآثر هذا الراهب العملاق، فقد اكتشفت مؤخّرًا أن أكثر من مؤرخ وباحث ومؤسسة يعملون على استعادة مسيرته في كتب وأعمال وثائقيّة، وقد شرفني شخصيًّا طلب مجلة المسيرة إليّ أن أكتب عنه في عددها المخصص له في شهر شباط الحالي، لذا سأترك التوسّع بالحديث عن الآباتي القسيس لنشره في المجلة المذكورة، أما الآن فسأكتفي بنشر مقتطف قصير من فيديو لحديث خاص بيني وبينه عن تدخّل الرهبان في الحرب عام 1975، ونستأذنك يا شربل القديس بالعودة إلى زمن شربل القسيس، فنحن نفتقد العمالقة في زمن الأقزام.

في اليوم العشرين بعد المئة لانبعاث الفينيق.

https://www.facebook.com/yussuf.elkhoury/videos/1600109333470381/

 

يضرب إبر

الأب سيمون عساف/14 شباط/2020

14 شباط/2020

لبنان شعبك معتبر والخصم عم يضرب إبر

ما بعتقد من شعبنا بلاقي بعد عالم أبرّ

ليش السياسه الفاسدِهْ بتعرض بضاعَه كاسدِهْ

لبنان شرقو حاسدو تبلى العيون الحاسدِهْ

يا موطني اهلك كبار واصحاب عزّ وإعتبار

والحاكمينو خاينين والبار منهم إبن بار

بالنهب معهم اختصاص مْنِ الشعب عملو اقتصاص

من دمّ محتاج وفقير بيتلذّذو بالإمتصاص

الخزنِهْ الثمينِهْ فلّسو متل المقابر كلّسو

والإعوجاج المسلكي بدو شريف يجلّسو

ريِّس وزاره يا عرب زعبر رِشي ما البَقو

من دفع متوجب هرب وخلَّى الفقير يطبّقو

وتاني رئيس بْسِرقتو وين الكذا مليار وين؟؟

ريّس حرامي وفرقتو بدولة قرف غربان بين!!

والدَين كيف بينوفى واموال نهبو الحاكمين؟؟

ما بيعرفو كيف الوفا ومين المُحاسب بعد مين؟؟

والوضع كان بينقصو زبالِهْ مُخِمِّهْ بالبلد

وما في ضمير بيعقصو برغوت والحاكم ولد

يا ريت اصحاب الإبا بيوقفُّو هالمحدلِهْ

بْتعطيل مي وكهربا وانسان يحمل بهدلِهْ

لا طُبّ لا تعليم عيب بعصر التمدُّن يا بشر

بمجهول نبقى تحت ريب وريح النَتْن عِنّا انتشر

وتعتير عِنا مأسّسات فيها العفونِهْ والهِري

وما بين عاش وبين مات ما بينتهي الا البَري

متل القبايل عَيْشنا وبيجهلو قديشنا

وقوَّادنا متل الديوك فوق المزابل مش ملوك

وخايف عَ وحدِة جيشنا

 

بومبيو في ذكرى إستشهاد رفيق الحريري: يجب تقديم أفراد حزب الله إلى العدالة

مواقع الكترونية/14 شباط/2020

دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، بمناسبة حلول الذكرى الخامسة عشر لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، إلى نهاء الإفلات من العقاب في لبنان لضمان أمن البلاد واستقرارها. وقال بومبيو في بيان إن اغتيال الحريري هو عمل من أعمال القتل الجماعي أسفر عن مقتل 21 آخرين وإصابة 266 ضحية في بيروت. وذكر بومبيو بأن العديد من الأفراد المرتبطين بحزب الله وُجهت لهم تهمة القيام بأدوار في هذا الهجوم الإرهابي، ويجب تقديمهم إلى العدالة في نهاية المطاف. وشدد الوزير الأميركي بإن إنهاء الإفلات من العقاب أمر حتمي لضمان أمن لبنان واستقراره وسيادته، مجددا تأييده لعمل المحكمة الخاصة بلبنان لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم. وحسي البيان "أثبت حزب الله من خلال أنشطته الإرهابية وغير المشروعة أنه أكثر اهتماما بمصالحه ومصالح راعيته، إيران، مما هو أفضل للشعب اللبناني". وأكد بومبيو أن الولايات المتحدة لا تزال تقف بفخر إلى جانب الشعب اللبناني في دعواته السلمية للإصلاح والشفافية والمساءلة. وقتل الحريري في فبراير 2005 عندما فجر انتحاري شاحنة صغيرة مليئة بالمتفجرات لدى مرور موكبه في جادة بيروت البحرية. وأوقع الهجوم إلى جانب الحريري 21 قتيلا وإصابة نحو 226 شخصا بجروح.

 

أميركا تدرس مساعدة اللبنانيين لاستعادة الأموال المهربة

واشنطن - ناديا البلبيسي/العلابية/14 شباط 2020

أكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، في مقابلة مع "العربية.نت"، أن العلاقة بين الولايات المتحدة وحكومة رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب تعتمد على مدى التزامه بالإصلاح وبمحاربة الفساد المستشري. وقال المسؤول: "سنرى ماذا سيفعلون. لقد مرروا الميزانية وهي مبينة على أرقام غير واقعية، وهم الآن يتفاوضون مع صندوق النقد القومي. والوضع مبكر للحكم عليها". وأضاف المسؤول أن الإدارة الأميركية تدرك أن هناك شريحة كبيرة في لبنان تعارض هذه الحكومة ولا تراها ممثلةً لها، كما لا تعتقد بأنها ستقوم بتحقيق المطالب التي أدت إلى خروج مئات الآلاف إلى الشارع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. "لم نتخل عن المتظاهرين" وتابع: "نحن نقر بأن الوضع السياسي صعب، لذا هم بحاجة إلى إجماع. هناك تحديات اقتصادية ومالية جمة تواجه لبنان، فهناك قضية اليوروبوندز مثلاً، وموعد استحقاق سدادها في مارس/آذار المقبل، وكذلك هناك مسألة آلية العمل على المدى القريب، في مسائل مثل الميزانية وخفض الأسعار والعمل على استقرار الاقتصاد". وعن المساعدات الأميركية للبنان واستعداد الإدارة الأميركية للتدخل مالياً لإنقاذ البلد من الانهيار، قال المسؤول: "هم يعرفون ما يجب أن يفعلوه من إصلاح اقتصادي حقيقي، وإن قاموا به فهذا سيفتح لهم أبواب المستثمرين الأميركيين والأوروبيين والدوليين".

يذكر أن بعض المراقبين أشاروا إلى أن الإدارة الأميركية لا تريد التدخل في لبنان، وبالتالي فهي لا تدعم المتظاهرين. وفي هذا الصدد قال المسؤول: "نحن لم نتخل عن المتظاهرين وحمايتهم من العنف، وهذا مطلب أميركي مهم. نحن على اتصال مع الجيش اللبناني ونشيد بدور القوات الأمنية في تقديم الحماية للمحتجين، لكن من المهم أن يستمر المتظاهرون بالضغط على الحكومة للاستجابة لمطالبهم، لكن بشكل سلمي. ومن المهم إجراء الإصلاح. وعلى كل جهة في لبنان أن تعمل على تحقيقه". أما بالنسبة لطلب التدخل من جهات أجنبية في المسألة اللبنانية، فقد رأى المسؤول أن "لبنان، تاريخياً، يضم تيارات كثيرة تطلب تدخل قوى أجنبية. لكن على اللبنانيين إنقاذ أنفسهم"، مضيفاً: "نحن نقدم المساعدة، لكن على الحكومة اتخاذ قرارات صعبة".

عقوبات جديدة.. ولائحة طويلة

وعن العقوبات التي يمكن أن تُفرض على لبنانيين والتي يتم الحديث عنها كثيراً مؤخراً، كشف المسؤول أن هناك نقاشا حول فرض العقوبات، فهي تخضع للكثير من الاعتبارات، حسب تعبيره، مضيفاً: "لقد فرضنا عقوبات على مدى السنوات الخمس الماضية، ومنها العقوبات على مصرفين. لكن العقوبات التي فرضناها على مصرف جمال ترست بنك أتت بعد التخفيض الائتماني للبنك، وقد انتظرنا حتى لا يكون هناك تأثير لها (على الاقتصاد اللبناني)، وفُرضت العقوبات بعد ذلك. وقد عملنا معهم لعام وطلبنا توقيف ومراجعة بعض الحسابات، لكنهم لم يأخذوا الأمر على محمل الجد. وهم يتحملون المسؤولية. ونحن نعمل على إعادة أموال الأشخاص غير المتورطين. لكن العقوبات التي نفرضها على أفراد هي بسبب تورطهم في دعم حزب الله، أو بسبب تورطهم بالفساد وبسرقة أموال الشعب اللبناني". وتابع: "الشعب اللبناني غاضب جداً بسبب الفساد"، حسب ما قال المسؤول الذي أضاف: "أعتقد أنهم سيكونون سعداء بتلك العقوبات التي نفرضها على الذين يسرقون أموالهم وعلى الذين لا يدفعون الضرائب، أو على الذين لا يلتزمون بدفع التعريفات الجمركية، مثل حزب الله، حيث إن هؤلاء مساهمون في خلق الأزمة الاقتصادية" في لبنان. وأضاف المسؤول الرفيع المستوى: "أنا أنتظر عقوبات جديدة، لكنها تأخذ وقتاً لأنها تُراجع من قبل وزارة الخزانة والمحامين ووزارة الخارجية، ونحن نعمل عليها، وأتمنى لو كان لدينا عملية أسرع"، مشيراً إلى وجود "لائحة طويلة" قد تشملها العقوبات. وبالنسبة للأموال المهربة من لبنان إلى سويسرا، قال المسؤول إن هناك الكثير من الأفكار التي تُناقش حول هذا الموضوع، شارحاً أن الأزمة الاقتصادية أتت نتيجة سياسات اتُبعت منذ الحرب الأهلية في لبنان ونتيجة سرقات على مستوى عالٍ. وأضاف أن معظم هذه الأموال المسروقة من الأموال العامة في لبنان باتت في الخارج، وقد اقترح البعض على الإدارة الأميركية المساهمة في إعادتها. وختم المسؤول حديثه مع "العربية.نت" قائلاً: "نحن نتعاون مع بعض الجهات الدولية، وسيتم بحث موضوع إعادة الأموال المهربة" من لبنان للخارج.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 14/2/2020

وطنية/الجمعة 14 شباط 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في عيد الحب.. الحب للرئيس الشهيد رفيق الحريري. وفي ذكراه سؤال يطرح نفسه: ماذا لو بقي الرئيس الشهيد حيا حتى الآن؟. حتى الآن، لم يكن كل ما حصل ويحصل قد حصل، فالرئيس الشهيد صاحب نهج تدوير الزوايا ورص الصف ومواجهة الأزمات.

في ذكرى الرئيس الشهيد، البلد منقسم سياسيا، بين فريق يحكم دون أن يكون حزبيا وإن كان مدعوما من أحزاب، وفريق يعارض بكتل نيابية وازنة وحزبية. والشارع بين الفريقين، ومن يستميله له الغلبة.

في ذكرى الرئيس الشهيد، أزمة مالية- اقتصادية لم يشهد مثيلها لبنان. والمصارف ترقب تعميم البنك المركزي، وسط كلام على حصر السحوبات بالليرة وليس بالدولار.

في ذكرى الرئيس الشهيد، "بيت الوسط" غص بالمحبين.

وفي ذكرى الرئيس الشهيد، شريط طويل من الوقفات التي حصلت منذ خمسة عشرة سنة حتى اليوم، قدمه الرئيس سعد الحريري، متحدثا عن الدين العام، ومبينا أن وزارة الطاقة لم تسند إلى أي وزير من تيار "المستقبل" ولو لمرة واحدة، وشارحا دوافع التسوية الرئاسية لتحقيق الاستقرار وتحريك الاقتصاد، ومؤكدا أن مؤتمر "سيدر" كان من شأنه أن يعمل على هذا التحريك، وموضحا أن فترات طويلة من تعطيل العمل الحكومي قد حصلت، ومشددا على أن الجميع يتحمل المسؤولية.

وإذ لفت إلى مواقف الوزير جبران باسيل دون أن يسميه، أكد الرئيس الحريري انتهاء التسوية الرئاسية وعدم العودة إليها، مشددا على التحالف مع "الحزب التقدمي الاشتراكي"، محملا تيمور جنبلاط تحياته إلى الزعيم وليد جنبلاط، ومحييا الوزيرة السابقة مي شدياق ممثلة "القوات اللبنانية" في هذه المناسبة.

وقال الرئيس الحريري إن اموال إيران تكفي حزبا لكنها لا تكفي لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إلى ذمة التاريخ، أعاد الرئيس سعد الحريري التسوية الرئاسية التي عاشت ثلاث سنوات واليوم باتت من الماضي.

خطاب ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم يصوب على العهد و"التيار الوطني الحر" بالشكل فحسب، من خلال عدم توجيه دعوات لهما، بل تركز مضمونه على من وصفه الرئيس سعد الحريري برئيس الظل، والملفات من الطاقة إلى التوطين، كاشفا أنه كان المطلوب منه دائما أن يؤمن العلاقة مع هذا الرئيس ليحمي الاستقرار مع الرئيس الأصلي.

الحريري انتقد ما وصفه بعقلية حروب الإلغاء التي ساعة تريد أن تلغي "الإشتراكي"، وأخرى أن تلغي "القوات" حتى ما بعد اتفاق معراب، وثالثة إلغاء الحراك، والآن تريد أن تلغي الحريرية وتيار "المستقبل". وقال متوجها إلى رئيس "التيار" جبران باسيل من دون أن يسميه: تفضل الآن باتت لديك حكومة العهد، طيرت نصفه بالتعطيل وحروب الإلغاء وخربت العهد، وسجلت إنهيار البلد على اسمك واسم هذا العهد... برافو.

رد باسيل لم يتأخر. أخذ شكل تغريدة باللغة المحكية: شو ما أنت عملت وقلت ما رح تطالني، رحت لبعيد بس رح ترجع، الفرق أن طريق الرجعة رح تكون أطول وأصعب عليك.

اللافت في رد باسيل، أنه ترك الباب مواربا في العلاقة مع الحريري، عندما شدد على أن التفاهم الوطني سيجمعهما مجددا.

في شأن آخر، الاجتماعات والاتصالات تتكثف من أجل حسم الخيارات إزاء المعالجات المطلوبة للأزمة الاقتصادية والمالية. في الوقت الذي باشرت الدوائر المختصة في القصر الحكومي اتصالاتها لترتيب جولة، أو جولات، يعتزم القيام بها رئيس الحكومة حسان دياب عربيا ودوليا، في سياق السعي إلى تأمين الدعم اللازم للبنان لتمكينه من تجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها.

والمرجح أن تشمل هذه الجولة عواصم عربية خليجية فاعلة، وكذلك عواصم أوروبية بعضها ينتمي إلى مجموعة الدعم الدولية.

واليوم تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، رسالة من نائب رئيس الإتحاد الأوروبي، أكد فيها استعداد الإتحاد لمساعدة لبنان للخروج من أزمته والقيام بالإصلاحات الأساسية. في وقت أشارت أوساط متابعة إلى أن زيارة السفير الفرنسي إلى عين التينة اليوم، بحثت الوضع المالي في لبنان، وجددت التزام فرنسا واستعدادها الكامل لمساعدة لبنان وخاصة ما يتعلق ب"سيدر".

ووسط تكثيف الجهود من أجل وضع آلية تنظيمية للعلاقة بين المصارف والمودعين، برز تعميم لحاكمية مصرف لبنان بخفض الفوائد على الودائع، وهو ما رأى فيه عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجة، خللا يتوجب اصلاحه بخفض الفوائد على القروض في الوقت نفسه. ولاحقا أصدرت جمعية المصارف بيانا، عممت فيه معدلات وفوائد مرجعية جديدة مخفضة بالنسبة لتسليفات بالدولا والليرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

رغم كل أبواق التهويل، رسالة أوروبية للبنان تحمل في مضمونها الكثير. فقد تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالتين أوروبيتين: مستعدون لمساعدة لبنان للخروج من أزمته، والقيام بالإصلاحات الأساسية للحفاظ على استقراره وسيادته، حسبما جاء برسالة من رئيس الاتحاد الاوروبي. فيما أكد السفير الفرنسي في لبنان على مسمع الرئيس بري، التزام باريس بالمساعدة، وخاصة فيما يتعلق ب"سيدر"، كما قالت مصادر متابعة ل"المنار".

كلام أوروبي يبطل كل حديث عن فقدان لبنان لأي صلات خارجية، وسيصيب نوايا البعض ممن يعملون على أن تكون طريق الاستقرار الاقتصادي أمرا بعيدا. رسالة على بعد أيام قليلة من موقف الحكومة الرسمي من التعامل مع سندات الخزينة المستحقة، ما يعطي الحكومة راحة نسبية أثناء اتخاذها للقرار، متحررة من بعض الضغوط التي يسوقها معروفو النوايا والأهداف.

لكن الهدف الذي يصبو إليه اللبنانييون من تقويم للاعوجاج الاقتصادي ووقف لكرة النار المالية، لا تحققه كل رسائل الدعم، ما لم يكن المنطلق لبنانيا حقيقيا بالاصلاح الداخلي، وكشف كل ما تختزنه الخبايا المالية والاقتصادية من أرقام محجوبة ليس فقط عن الشعب اللبناني وإنما عن جل الرؤساء والنواب والوزراء والمسؤولين. فعندها يبنى على الشيء مقتضاه، وترسم السياسات الحكومية وفق الأرقام الحقيقية للدولة، لا وفق الأرقام المصاغة برغبة الحاكمين بأمر المال لسنوات.

في البحرين، سنين تسع من ثورة شعب سما فوق كل الأوصاف، مطالبا بحقوقه التي كفلتها كل القوانين والأعراف الدولية، بالمشاركة في تحديد مصير ومسار وطنه المخطوف من سلطة متحكمة بالبلاد والعباد، تهين الكرامات وتقتل بدم بارد أطفالا ونساء وشيوخا أسسوا وطنهم ببذل الدم الذي خالط التراب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

المفاجأة الوحيدة في خطاب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اليوم، كانت إقراره الواضح بأنه خرج بإرادته من رئاسة الحكومة، مسقطا بذلك نظريات المؤامرة التي حاول البعض ترويجها، لاتهام فريق سياسي محدد باستهداف الممثل الأول للطائفة السنية في الحكم.

أما عدا عن ذلك، فلم تخرج الكلمة عن المتوقع، ذلك أنها أتت في مجملها موجهة إلى تيار "المستقبل" وبيئته المذهبية، من باب شد العصب، كما سبقها وثائقي مشغول باتقان، خلاصته تبرئة الحريرية السياسية من ملفي الدين العام والكهرباء، والقاء الملامة على الآخرين.

ومن بين جميع القوى والشخصيات السياسية، الحليفة والخصمة، الحاضرة أو الغائبة أو المغيبة عن "بيت الوسط"، خص الحريري رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ولو من دون تسمية، بهجوم مركز، من باب الحديث عن تعايش اضطر إليه مع رئيسين للجمهورية، أحدهما رئيس ظل، وعبر الحديث عن أن هناك من لم يكن يريد لبعبدا أن تسمع.

أما رد باسيل، فلم يتأخر، إذ غرد فور انتهاء كلمة الحريري بالقول: "شو ما انت عملت وقلت ما رح تقدر تطالني، وكيف ما أنا كنت ما رح اقبل كون متلك... بتفرقنا بعض القيم والمبادئ، بس رح يرجع يجمعنا التفاهم الوطني... رحت بعيد ورح ترجع، بس الفرق انو طريق الرجعة رح تكون أطول وأصعب عليك".

خطاب الحريري الذي تخلله كلام واضح عن نهاية تسوية عاشت ثلاث سنوات، جاء أقل من بق البحصة الذي كان مرتقبا بعيد الأزمة مع السعودية، وأكثر من فشة خلق تجاه حليف سابق كان يمكن للتعاون معه أن يستمر. وفي هذا الاطار، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:

أولا: خلا الخطاب من أي إشارة إلى ما يجب عمله في المستقبل لانتشال البلاد من الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، وبدا غارقا في محاولة تبرير الماضي القريب والبعيد، علما أن الحريري عاد ولفت في دردشة مع الاعلاميين إلى أنه يعطي الحكومة الجديدة فرصة.

ثانيا: أشار الخطاب بوضوح إلى تحالف ثابت مع النائب السابق وليد جنبلاط، لكنه تحاشى التطرق إلى العلاقة مع "القوات"، إلا من باب التمريك على اتفاق معراب، وتوجيه التحية إلى الوزيرة السابقة مي شدياق، لا بصفتها "القواتية"، بل كشهيدة حية.

ثالثا: تحدث الخطاب عن انتخابات نيابية مبكرة، وعن تقديم اقتراح قانون انتخاب جديد ينبثق من الطائف، وكأن القانون الحالي أقر على عكس ارادة تيار "المستقبل" وسائر القوى التي وافقت عليه.

رابعا: كرر الخطاب، في حضرة عدد من السفراء، ولا سيما السفير السعودي، المواقف من إيران وسوريا، لكنه تناول "حزب الله" بطريقة مدروسة ومن دون تسمية، وبلا أي ذكر للمحكمة الدولية والحقيقة، مع تكرار معزوفة رفض التوطين ووصفه بالفزاعة.

خامسا: استخدم الخطاب كلمات من نوع "فشرتوا" و"برافو" و"صحتين"، وقوطع مرارا بأغنية "الهيلا هو" الشهيرة مع شتائمها الموجهة ضد باسيل، ولو بغير رضى الحريري، وهو ما قد يكون دفع بالنائب ادي معلوف إلى التعليق على الخطاب بتغريدة اكتفى فيها بالقول: "مراهق تركته عشيقته قبل بضعة أيام من الSt Valentin... وعم بخبص".

إشارة إلى أن احياء الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس الحريري، واكبته مواجهات في ساحة الشهداء بين أنصار "المستقبل" والمحتجين في الخيم.

ويبقى أن ذكرى 14 شباط 2005، ستظل محفورة في وجدان كل لبناني حلم يوما بوطن حر سيد مستقل، ويطمح اليوم إلى وحدة أبنائه لنصرة الحق وليس تكريس الباطل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في "بيت الوسط": رفيق الحريري من أول وجديد، أم سعد الحريري من أول وجديد؟. في الأساس الشعار الذي رفعه تيار "المستقبل" في الذكرى الخامسة عشرة للاغتيال يتعلق بالأب الشهيد. لكن الاحتفال بين أن الابن الرئيس هو المعني والمقصود، وأنه هو الذي يريد أن يبدأ سياسيا "من اول وجديد".

الحريري الابن ظهر بمظهر من يريد أن يقطع مع ماضيه السياسي القريب، ولا سيما مع ما أنجز من تسويات وقدم من تنازلات، خصوصا في السنوات الثلاث الاخيرة. ومع أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الحريري القطع مع ماضيه، لكنه هذه المرة بدا حازما جازما، كما بدا أن لا هدف له سوى التصويب على الرئيس ميشال عون وعلى رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.

حتى الوثائقي المفصل الذي عرض قبل كلمة سعد الحريري، حصر التعطيل في جهة واحدة: "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية، متجاهلا أي دور ل"حزب الله" وحلفائه. وهو أمر جديد كليا في أدبيات تيار "المستقبل".

أما كلمة الحريري فكانت واضحة تماما: التسوية مع رئيس الجمهورية و"التيار" صارت من الماضي وفي ذمة التاريخ، ولا امكان لعودة الأمور إلى الوراء لأن الرئيس عون يخوض معارك تعطيل والغاء، ولأنه في بعبدا يوجد رئيسان: رئيس أصلي ورئيس ظل، والمقصود طبعا جبران باسيل.

كلام الحريري العالي السقف والنبرة، استدعى تغريدة مباشرة من باسيل. لكن أبعد من الكلام والكلام المضاد، ماذا يعني سياسيا ما حصل اليوم؟. باختصار، أمام مرحلة جديدة، عنوانها: تصاعد المعارضة ضد العهد ورئيس الجمهورية مع استمرار تحييد "حزب الله". وفي هذا الموقف يتلاقى الحريري مع رئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي افتتح المعركة ضد الحكم، داعيا إلى تشكيل جبهة سياسية ضد العهد.

واللافت الوجود المتكرر لسفير المملكة العربية السعودية أمس واليوم في "بيت الوسط". فهل عاد الغطاء السعودي ليظلل الرئيس الحريري؟، وما تأثيره على المعادلة السياسية الداخلية القائمة، وحتى على الجولة الخليجية والعربية التي ينوي رئيس الحكومة حسان دياب القيام بها؟.

تبقى ملاحظة أخيرة: مع أن الرئيس الحريري وجه تحية شخصية إلى النائب وليد جنبلاط، ولم يوجه مثلها إلى الدكتور سمير جعجع، لكنه تحاشى من جهة ثانية توجيه أي انتقاد مباشر إلى "القوات اللبنانية"، بل تحدث عن عملية خداع تعرضت لها "القوات" في تفاهم معراب، وعن حرب الغاء استهدفتها بعد وصول عون إلى سدة الرئاسة. فهل نشهد في مرحلة لاحقة نوعا من التحالف بين "المستقبل" و"الاشتراكي" و"القوات"، برعاية اقليمية، ضد العهد ورئيسه، أم أن المعارضة ستبقى مشتتة وعلى القطعة ولن تصبح معارضة منظمة ومتكاملة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

وفي عيد العشاق، إنفخت الدف وتفرق العشاق. بين سعد الحريري وجبران باسيل حكاية تسوية رئاسية نعاها اليوم الرئيس سعد الحريري، فأعلن أنها عاشت 3 سنين واليوم صارت من الماضي وبذمة التاريخ.

الحريري شن هجوما ساحقا ماحقا على جبران باسيل، فاتهمه بأنه يمارس "عقلية حروب الالغاء، ساعة بدها تلغي الاشتراكي، وتلغي وليد بك، وساعة بدها تلغي القوات، قوات ما بعد اتفاق معراب، وساعة بدها تلغي الحراك، وهلق بدها تلغي الحريرية وتيار المستقبل... إيه فشرتوا".

الحريري غمز من قناة رئيس الجمهورية وقال: "تعاملت مع رئيسين"، في إشارة إلى الوزير باسيل، باعتباره رئيس ظل. ما كاد الرئيس الحريري ينهي كلمته، حتى عاجله الوزير جبران باسيل بتغريدة قال فيها: "شو ما انت عملت وقلت ما رح تقدر تطالني، وكيف ما أنا كنت ما رح اقبل كون متلك... رحت بعيد بس رح ترجع، الفرق انو طريق الرجعة رح تكون أطول وأصعب عليك".

ماذا بعد الطلاق بين "بيت الوسط" و"ميرنا شالوحي"؟. اللافت أن هذا الطلاق وقع بين شخصين كانا يختزلان السلطة التنفيذية، إذا صح التعبير، فأصبح الإثنان خارجها، ولو بدرجات متفاوتة. ما هو مؤكد أن ثورة 17 تشرين فعلت فعلها، ولكن كيف ستتم ترجمة هذا الواقع؟. الطرفان ينحازان للثورة، لكن على أرض الواقع الأمور مختلفة.

الحريري انكفأ إلى داخل تياره من أجل التغيير وإعادة الهيكلة. وباسيل انكفأ إلى الورشة ذاتها إذا صح التعبير... مرت ذكرى 14 شباط بإعلان طلاق ركني التسوية الرئاسية، لكن ماذا عما بعد 14 شباط؟.

اليوم عطلة، لكن خطوة بارز اتخذتها جمعية المصارف، فغداة تعميم مصرف لبنان بخفض الفوائد على الودائع، اتخذت الجمعية قرارا بخفض معدلات فوائد التسليفات، بحيث أصبحت 6,75% للتسليفات بالدولار الأميركي بدلا من 8,50%، و9% للتسليفات بالليرة اللبنانية بدلا من 11,50%.

بعد هذا التطور، تبقى الأنظار موجهة إلى التاسع من آذار المقبل، فما هو القرار الذي ستتخذه الحكومة؟. الجواب رهن بما ستتوصل إليه لجنة الخبراء، التي تدرس عدة احتمالات، فيما وزير المال يواصل مشاوراته وبعضها بعيدا من الإعلام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بلع البحصة حتى صارت رجمة، وعندما صار خارج الحكم تحول "بيت الوسط" إلى كسارة، وفي ذكرى الاغتيال الخامسة عشرة وقف أمام حشد "المستقبل" السياسي والشعبي وسأل: "وينك يا رفيق"، وبق بحصا رجم به شياطين السياسة، "وطلع اللي بقلبوا كلن يعني كلن".

في يوم الحب، أطل السعد بنسخة منقحة عن الحريري ما قبل السابع عشر من تشرين. أجرى جردة حساب على المكشوف، "ومن أول وجديد"، فتح الدفاتر القديمة دفاعا عن إرث حمله بحلوه ومره، قال فيه ما له لكن ما عليه رماه على من كان في الحكم شريكا. رد الضيم عن الحريرية بأن هاجم من تولى أهم القطاعات ولم يبدل فيها تبديلا. وإذ اتخذ من الطاقة مثلا، لم يقرب المالية التي ضاعت في دفاترها المليارات الأحد عشر، إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه عندما تسلمها رفيق الترويكا على مدى ثلاثين عاما.

في خطاب الذكرى، تحدث الحريري عن الطحن والطعن، وعن الصبر واكتشاف الأهوال في نادي السياسيين والزعماء، وقال: في زمن أصبح فيه الوفا عملة نادرة، والعملة النادرة سببا لقلة الوفا، وبعدما أهدى مفاتيح "بيت الوسط" إلى كل البيوت، فتح دفاتر الحساب: ثلاثون سنة كلن عملوا فيها السبعة وذمتها، وشغالين على فتح القبور وفبركة الملفات وتوزيع الاتهامات.

وما بعد، دافع عن التسوية الرئاسية التي قادته مجددا إلى السرايا، من باب حماية البلد من الحريق السوري ووقف الدوران في فراغ الرئاسة، لا من باب توزيع السلطة بينه وبين رئيس الجمهورية، كما قال. وأضاف لو نفذنا الإصلاحات لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وبدك مين يسمع وشو بدي أعمل إذا في حدا ما بيلتزم بكلامو.

في الخطاب الناري، وجه الحريري تحية إلى جنبلاط، وأكد تحالفه الثابت معه حاضرا ومستقبلا. وأجرى عملية غسيل للقلوب مع "القوات"، من خلال الترحيب بالوزيرة السابقة مي شدياق. وبما يشبه رد الجميل، وبمفعول رجعي عن زمن الاحتجاز القسري، قال إنني أحترم مواقف الرئيس عون وهو يعرف مدى احترامي له.

ومن باب سياحة العرب والخليج في ربوع لبنان، وفقدان المناعة في التعامل مع المحيط، قال الحريري: "في مين فاتح على حسابو، والدولة ما فيها تمشي بالمفرق". وهنا كانت الصلية المركزة باتجاه "حزب الله": "مصريات إيران الكاش بتحل أزمة حزب، ما بتحل أزمة بلد".

لكن رصاص الخطاب الموجه أصاب رئيس "التيار" جبران باسيل، بقول الحريري: "اضطررت إلى أن أتعامل مع رئيس ظل". الرصاصة المرتدة جاءت بتغريدة لباسيل قال فيها للحريري: "شو ما انت عملت وقلت ما رح تقدر تطالني. رحت بعيد بس رح ترجع، الفرق انو طريق الرجعة رح تكون أطول وأصعب عليك".

في عيد الحب انفخت دف التسوية وتفرق الرؤساء. فهل في العيد يحل الغرام مكان الانتقام، وتشرق شمس الشتاء على حلف ثلاثي بين سعد وجعجع وجنبلاط، في مواجهة ثلاثية بري و"حزب الله" وعون؟، وهل يستطيع الحريري أن ينتفض ويطلق العهد بالثلاثة، ويكسر الجرة نهائيا مع بعبدا في ما تبقى من ولاية عون الرئاسية، وبالتالي يقطع طريق العودة إلى السرايا؟. اليوم انتقل الحريري من ضفة العهد وجلس على الضفة الأخرى. فماذا سينتظر؟.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 14 شباط 2020

وطنية/الجمعة 14 شباط 2020

النهار

- يقول مرجع سياسي في مجالسه إنّ الإشكالات الأمنية المتنقلة لها خلفيات اجتماعية وأخرى من صنع بعض الأجهزة لحسابات تخص السلطة السياسية، والمخاوف من أن تتحول هذه الإشكالات كرة ثلج.

- غرد النائب هاغوب ترزيان بانه سيفتح ملف العقارات التي تم بيعها من قبل الدولة بمزادات او بالتراضي، كيف تم تخمينها؟ هل تم تخمينها بعدل؟ من هي الجهة التي استفادت من حق الشعب؟

- يقول مسؤول في منظمة دولية انه اكتشف في البلديات بؤر فساد تفوق ما يحصل في الوزارات والمؤسسات العامة.

اللواء

- همس: لم يتبلغ لبنان رسمياً طلب دبلوماسي أميركي مكلف بالملف اللبناني زيارة بيروت.

- غمز: يستعد قضاة لمرحلة متعبة من تحويل الملفات قبل التشكيلات القضائية وبعدها.

- لغز: لاعتبر قيادي في حزب وسطي أن العلاقة مع مرجع كبير وصلت إلى طريق اللاعودة.

الجمهورية

- إعتذر مدير مطعم معروف في الأشرفية من أحد النواب عن عدم استقباله بسبب إحتمال وصول الثوار وهو لا يريد حصول ّ فوضى في المطعم الذي كان يعج بالزبائن.

- سئل وزير سيادي في مجلس خاص عما اذا كان قلقاً إزاء التحديات التي تواجهه فأجاب: أنا لا أعرف الخوف ولا مكان له في حياتي.

- إستغرب مراقبون عدم ذكر الاستراتيجية الدفاعية من قبل حزب معارض خلال جلسة الثقة فيما ذكر بها تيار سياسي معارض ولم يكن يتوقع منه ذلك.

البناء

- علمت "البناء" من مصادر متابعة أنّ من بين الأشخاص الذين أوقفتهم القوى الأمنية لقيامهم بأعمال شغب والاعتداء على النائب سليم سعادة في بيروت الثلاثاء الماضي المدعو فارس عدنان سليقا. وكشفت المصادر المتابعة أنّ المدعو فارس سليقا الذي أخلي سبيله أمس، يقيم في مدينة صيدا منذ نحو عشرين سنة، والمعروف أنّ والده محكوم لتعامله مع العدو "الإسرائيلي" خلال احتلاله المنطقة الجنوبيّة التي كان يسمّيها العدو منطقة "الشريط الحدودي".

- قالت مصادر يمنية إن أيّ تطور في العدوان السعودي الإماراتي سيواجه هذه المرّة بردود نوعيّة خارج اليمن ربما يكون بينها أول استهداف مؤلم للإمارات التي وعدت بالخروج من شراكة العدوان ولم تفِ بوعودها، مذكرة بأن المدن الزجاجية لم تقم حساباتها جيداً لما يمكن أن ينالها.

خفايا نداء الوطن

- يتردد أنّ شخصية مقرّبة من مرجع حكومي تستعد لنقل مقر إقامة عائلتها إلى خارج البلاد بسبب الخشية من تردي الأوضاع.

- يبدي عدد من فاعليات كسروان إمتعاضهم من تصرفات نائب من خارج منطقتهم ويتحدّث باسمهم، ما دفعهم إلى التساؤل عما إذا كانت إستعانة تكتله به مرتبطة بخسارته نائبين من المنطقة.

- إستفاد أحد المدراء العامين من التغيير الوزاري الذي حصل لتوسيع هامش حضوره في الوزارة بعدما كان الوزير السابق "يحاصره".

الأنباء

يرفض التعليق

- حزب سياسي فاعل رفض التعليق على احتمال تشكيل جبهة سياسية معارضة، مكتفياً بالقول إن الأمر حق في نظامنا السياسي إذا ما حصل.

تجمّع حزبي يعود

- لوحظ أن تجمّعاً لأحزاب من لون سياسي واحد كان قد انقطع فترة عن الإجتماعات؛ عقد إجتماعاً أمس في منزل وزير سابق في بلدته الجبلية.

 

رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان في بيروت

وطنية - الجمعة 14 شباط 2020

أصدرت المحكمة الخاصة بلبنان بيانا جاء فيه: "في أثناء زيارة العمل التي يقوم بها رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان داريل مونديس إلى بيروت في هذا الأسبوع، استقبله رئيس الوزراء حسان دياب. والتقى مونديس أيضا الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، ومستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي. وهذه المهمة جزء من الزيارات التي يقوم بها رئيس القلم عادة لإطلاع المسؤولين اللبنانيين على آخر المستجدات في عمل المحكمة. ورئيس قلم المحكمة مسؤول عن جميع جوانب إدارة المحكمة، بما في ذلك الميزانية، والتمويل، والموارد البشرية، وتوفير الأمن. ‏ومن مسؤولياته أيضا الإشراف على النواحي التنظيمية لعمل المحكمة، والإشراف على وحدة المتضررين المشاركين في الإجراءات، وعلى حماية الشهود، والخدمات اللغوية".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وسط بيروت وبيت الوسط: مشهديتان وشهيد واحد!

مواقع الكترونية/14 شباط/2020

مشهدان في ذكرى استشهاد رفيق الحريري بعد ثورة 17 تشرين الاول ،تطورت الامور لعدة مشهديات في لبنان.

خرج رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري من السلطة، فأصبح التيار الوطني الحر وحزب لله في السلطة من دون تسوية رئاسية. وما هي هذه التسوية التي قامت على مثلث شيعي متمثلا" بحزب لله وحركة امل، ومسيحي متمثلاً بالتيار الوطني الحر، وسني متمثلا" بتيار المستقبل.

المشهدية التي اسقطت تيار المستقبل من مشهدية السلطة توالت لتظهر اليوم مشهدية مختلفة، واحدة في بيت الوسط لتظهر "المستقبل" معارضاً ومنقلباً على التسوية الرئاسية والتوافق الذي تبلور بعد انتخاب رئيس الجمهورية، ومشهدية ثانية في وسط بيروت قرب ضريح الشهيد رفيق الحريري الذي أظهر وكأن هناك اقلاباً داخل داخل تيار "المستقبل" لفريق أكثر تشدّداً من السياسة الحالية التي ينتجها التيار الأزرق في لبنان وسط ما تقتضي حالة التفاعل مع "حزب الله" بحسب التوازنات الاقليمية. وبنتيجة المشهدية الأخيرة، تم فرط عقد "14 آذار" والتحالف مع "الكتائب" و"القوات" و"الاشتراكي". إذًا، مشهدية بيروت اليوم بالقرب من ضريح رفيق الحريري وتهافت جمهور "مستقبلي" أظهر كأنه غير جمهور "بيت الوسط" وأوحى بدلالات شعبية مختلفة لطالما سأل الجمهور الأزرق عن أسباب تغيير مبادئ الرئيس الشهيد في تعامل تياره مع الذين تآمروا على الوطن.

 

بهاء الحريري: لم أكن أتخيّل أنَّنا سنصل إلى هذا الدرك مِن الإستهتار بشؤون المواطن

مواقع الكترونية/14 شباط/2020

كلمة بهاء الحريري في الذكرى الـ15 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري: "في البداية، لا يسعني إلا أن أتوجهَ بالشكر إلى كل من شارك في تحرك يوم الجمعة ١٤ شباط إلى ساحة الشهداء مستذكراً والدي الشهيد وإنجازاته وتضحياته من أجل لبنان واللبنانيين. إنني و أنا أشاهد ما آلت إليه الأوضاع الإقتصادية والاجتماعية في وطننا من شِبه إنهيار تام لمستويات الدخل الفردي والقوة الشِرائية اللذين يؤمنّان أَبسَط مُقَوِّمات العيش بكرامة، لا يُمكنني إلَّا وأن أُشاطِرَ كُلٍّ منكم ما يَجولُ في داخِلِي مِن إزدراء وخَيبة مِمّن كان أجدى بِهِم أن يكونوا مؤتَمَنين على حرية وعافية المُواطن الاقتصادية والإجتماعية  السياسية. ‏لَم أكُن أتخَيَّل عَشِيَّة اغتيال رفيق الحريري أنَّنا خِلال عَقدٍ ونَيَّف مِنَ الزَمَنِ سَنَصِلُ إلى هذا الدركِ مِنَ الإستهتارِ بشؤونِ الوطن والمواطن والإسفافِ في التعاطي. لم أَكُن أُبدي رأييِ في الشؤون العامَةِ وذلك حِرصاً مني على عدمِ الدخولِ في سِجالاتٍ لا تَخدِمُ الّا صائدي أخبار الثرثرة الرخيصة. أما اليوم وقد وقَعنا في المحظور فلا بُدَّ لي مِنَ التأكيد على أن ما كان يَحصلُ بِتَدرُّج بعد اغتيال والدي الشهيد، هوَ اغتيال بطيء لِكُلِّ ما آمَنَ بِهِ لِوَطَنِهِ وأهلِهِ وبِسَبَبِهِ أُغتيل. رجُلِ الإعمار والتعليم الذي عمل بجد على إنهاء الحرب الأهلية وحَمَلَ في صَلبِهِ إلغاءَ الطائفية السِياسِيّة. ‏ما قام بِهِ ولا يزالُ شبابُنا وشابَّاتُنا وأهلنا على مدى الأشهر الأربعة الماضِية هُوَ قِمَّة الرقي في إعطاء دروس لِمَن فَقَدَ معنى الصِدقِ والإخلاصِ والأمانة في توَلِّي وتعاطي الشأن العام. ‏لقد مرَّت على لبنان العديد من المحطات التاريخية التي عادة ما كانت تنهي مستقبل دُوَلٍ ولكن ثِقَة أهلِنا في الداخل، كما في بلاد المهجر، بأولادهم وأنفسهم على الخروج أقوى مِمَّا دَخَلوا كانت دائماً الحافِزَ للبقاءِ والإستمرار. ‏اليوم نَشهَدُ أيامًا وأسابيع وأشهر أصعب وأخطر مِمَّا اختبرنا أو حتى قرأنا في تاريخنا، لكن بالمقابل نرى مواطنين صادقين عبروا فوق جِدران الطوائف الوهمية ونبذوا المسافات الطبقية، صرخوا بحنجرةٍ واحدة مُطالبين برحيل منظومة الفساد واسيادها واعوانها. ‏فليكن الإيمان بِغَدٍ مُشرِقٍ قريب".

 

 باسيل للحريري: "ما رح تقدر تطالني... وما رح اقبل كون متلك"

مواقع الكترونية/14 شباط/2020

رد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في تغريدة عبر "تويتر" قائلا: "شو ما انت عملت وقلت ما رح تقدر تطالني، وكيف ما انا كنت ما رح اقبل كون متلك... بتفرّقنا بعض القيم والمبادئ، بس رح يرجع يجمعنا التفاهم الوطني... رحت بعيد بس رح ترجع، الفرق انو طريق الرجعة رح تكون اطول واصعب عليك."

 

تدافع ورشق بالعصي... اشكال بين مناصري "المستقبل" والمتظاهرين

مواقع الكترونية/14 شباط/2020

وقع إشكال بين مناصرين لـ"تيار المستقبل" على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومتظاهرين في ساحة الشهداء، على خلفية الهتافات التي يطلقها مؤيدو "المستقبل" الداعمة للرئيس سعد الحريري قابله هتافات باسم الثورة وعبارة "كلن يعني كلن" من الطرف الآخر، ما اعتبره مناصرو "المستقبل" نوعا من الاستفزاز لهم. وحصل تدافع ورشق بزجاجات المياه والعصي بعد وصول النائب سامي فتفت الذي تدخل لسحب مناصري تيار المستقبل من ساحة الشهداء باتجاه الضريح. وعمل عناصر من الجيش والقوى الامنية على احتواء الوضع بسرعة ومنع تفاقمه. وحاول مناصرون لـ"المستقبل" تكسير خيم المعتصمين في ساحة الشهداء والجيش منعهم من ذلك.

 

جمعية المصارف تعمّم معدلات فوائد مرجعية جديدة

مواقع الكترونية/14 شباط/2020

صدر عن جمعية مصارف لبنان البيان التالي: تماشياً مع المنحى الذي عكسه التعميم الوسيط الصادر عن مصرف لبنان يوم أمس الخميس في 13 شباط الجاري تحت رقم 544 ، قرّر مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان ظهر اليوم أن يعمّم على المصارف معدلات فوائد مرجعية جديدة  (BRR)، بحيث أصبحت هذه الأخيرة 6,75% للتسليفات بالدولار الأميركي بدلاً من 8,50% و9% للتسليفات بالليرة اللبنانية بدلاً من 11,50%. وتأتي هذه التخفيضات الجوهرية والهامة كتطبيق مسبق للتعميم المذكور، أي من دون انتظار فترة استحقاق الودائع التي تراوح بين شهر وستة أشهر. كما تتلاقى مع السياسة التي أرستها الحكومة الجديدة في أعقاب الإجتماعات المتتالية والمتعددة التي شاركت فيها جمعية المصارف بشخص رئيسها ، سواء في القصر الجمهوري أم في السراي الكبير أم في وزارة المالية ، والتي كان من أهدافها الرئيسية إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد الوطني في الظروف الصعبة الراهنة.

وتشدّد الجمعية لدى المصارف الأعضاء على أهمية ترجمة هذا القرار سريعاً على جميع العملاء المدينين، مع الأمل بأن يساهم ذلك في عودة قطاع المؤسّسات الى مستوى نشاطه المعهود وأن يحافظ على القوى العاملة لديه حتى يعبر البلد الى حالة اقتصادية واجتماعية ومالية أفضل.

وتؤكّد الجمعية أن منحى التخفيض الكبير لهذه المعدلات المدينة المطبّقة على القطاع الخاص ستشمل قريباً تخفيضاً موازياً لكلفة المديونية العامة ، والتي من المتوقّع التوصّل اليها بالتعاون مع وزارة المالية كمدخل لإعادة جدولة الدين العام وإعادة هيكلته بحيث تصبح خدمة المديونية العامة قابلة للإحتمال وبحيث تتحرّر موارد للخزينة العامة يمكن استعمالها لتعزيز وظائف الدولة الإقتصادية والإجتماعية. وتغتنم الجمعية هذه المناسبة لتؤكّد للرأي العام أن المصارف هي أمّ الصبي، وأن صحّتها من صحّة اقتصاد البلد وسلامته، وأن مناعتها من مناعة الوطن والمواطنين، وتجدّد التذكير بأن الإجراءات الإستثنائية التي اتّخذتها في منتصف تشرين الثاني الماضي لم تكن إلاّ بدافع الحفاظ على أموال المودعين  وحماية علاقات لبنان المالية والاقتصادية مع الخارج، وحرصاً على استمرار الخدمات التي تقدّمها المصارف للبنانيّين عبر شبكة انتشارها الداخلية والخارجية. ولا ريب في أن تفهّم مقتضيات المرحلة يسرّع وتيرة الخروج منها، كما أن المصارف، شأنها شأن سائر اللبنانيّين ، تتحمّل جزءاً من خسائر الأزمة الراهنة، والتي تطال بخاصة رساميلها وأرباحها المتراكمة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل 4 من «الحرس الثوري» في قصف إسرائيلي قرب دمشق

لندن/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

قتل 7 عناصر من قوات النظام السوري و«الحرس الثوري» الإيراني في القصف الصاروخي الإسرائيلي، ليل أمس (الخميس) الجمعة، قرب دمشق، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الجمعة). وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع الوكالة الفرنسية للأنباء: «قتل في الغارات الإسرائيلية الليلية 7 مقاتلين، 3 من قوات النظام السوري و4 من (الحرس الثوري) الإيراني»، مشيراً إلى أن القصف طال «منطقة المطار». وقصفت إسرائيل مراراً أهدافاً لجماعات مدعومة من إيران في سوريا، قائلة إن الهدف إنهاء الوجود العسكري الإيراني بالبلاد، والذي تقول مصادر استخباراتية غربية إنه توسع في السنوات الأخيرة. وكانت وزارة الدفاع السورية قد ذكرت بداية الشهر الحالي أن الدفاعات الجوية تصدت لصواريخ إسرائيلية فوق العاصمة دمشق، استهدفت مواقع عسكرية في جنوب البلاد، من بينها أهداف قرب العاصمة.

 

الغارات الإسرائيلية في سوريا «تكمل» اغتيال سليماني

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

الغارات الإسرائيلية، ليل الخميس - الجمعة، على «مواقع إيرانية» في دمشق وأطرافها، ليست جديدة، لكنها تحمل أبعاداً ما يجعل منها «ضربة موجعة» لنفوذ طهران في سوريا تقترب من حدود معاني اغتيال واشنطن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، بداية الشهر الماضي. وقال مسؤول غربي لـ«الشرق الأوسط» إن تل أبيب «باتت أكثر قناعة بأن روسيا لم تعد قادرة على ضبط نفوذ إيران في سوريا، لذلك قررت تكثيف القصف، رغم تحفظات موسكو». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن الغارات قتلت «سبعة مقاتلين، ثلاثة من الجيش السوري وأربعة من الحرس الثوري الإيراني»، فيما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأنّ الدفاعات الجويّة تصدّت لـ«صواريخ فوق سماء العاصمة دمشق مصدرها الجولان المحتلّ». لكن ما الجديد في الغارات الأخيرة؟

1 - الأهداف: قتل أربعة من «الحرس الإيراني»، بينهم اثنان رفيعا المستوى، إذ أفاد موقع «جنوبية» اللبناني، بمقتل الجنرال رضائي محمدي مدير شؤون نقل قوات «الحرس الثوري» في قدسيا، والجنرال حاج حسين «مسؤول تذخير القوات الإيرانية في سوريا» بقصف منزله في محيط مطار دمشق الدولي.

2 - الدائرة: طاول القصف مطار دمشق الدولي والكسوة جنوب العاصمة وطريق دمشق - بغداد، إضافة إلى مناطق على طريق دمشق - بيروت وصولاً إلى مواقع بين العاصمة وحدود الأردن.

3 - التكرار: في 14 يناير (كانون الثاني) أسفرت ضربات إسرائيلية على مطار «تيفور»، وسط البلاد عن مقتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران، وفق «المرصد». وفي 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن سلسلة غارات جوية «واسعة النطاق» استهدفت مراكز سورية وإيرانية. وفي 6 من الشهر الحالي، استهدفت الغارات عشرة مواقع في دمشق ومحيطها.

4 - العمق: استهدفت غارات سابقة مواقع في العمق الجغرافي في وسط سوريا والبوكمال، في شمالها الشرقي، في حين تركز الموجة الأخيرة على عمق التأثير، ذلك أن القصف الأخير يأتي بعد أسبوع من استهداف مواقع سوريا وإيران في دمشق ومراكزها الحيوية.

5 - الموقف الروسي: جاء بعد قول السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيمو: «من دون شك، تحمل الهجمات الإسرائيلية طابعاً استفزازياً وخطراً للغاية بالنسبة للوضع حول سوريا. فالصواريخ لا تسقط في المناطق المتاخمة لإسرائيل فحسب، بل تصل أيضاً إلى مناطق العمق السوري، وشرق البلاد، وحتى في المناطق السكنية في دمشق». كما أعلنت موسكو أن القصف في 6 فبراير (شباط) كاد يُسقِط طائرة مدنية فيها 172 شخصاً مقبلة من إيران.

5 - فيتنام إيران: كان وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت قال: «لا بد أن نتحول من العمل الوقائي إلى العمل الهجومي على اعتباره الإجراء الوحيد الذي يضمن لنا طرد إيران خارج سوريا. وإننا نقول لهم - الإيرانيين - ستتحول سوريا إلى فيتنام الإيرانية، وستواصلون النزف حتى مغادرة آخر جندي إيراني الأراضي السورية».

6 - دعم أميركي: أعلنت واشنطن أنها ستواصل الضغط على إيران في سوريا، وقال المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري في أنقرة أول من أمس، إن بلاده ستحافظ على وجودها العسكري في قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا، وشرق الفرات قرب حدود الرعاق، علما بأن التنف تقدم دعماً استخباراتياً لإسرائيل، وترمي لقطع طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت، حسب دبلوماسيين.

7 - موقف إسرائيل: كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن بعد غارات الأسبوع الماضي أن «(فيلق القدس) المكلف العمليات الخارجية لدى إيران، كان ضمن الأهداف»، لافتاً إلى «إجراءات ضرورية لمنع نقل أسلحة قاتلة من إيران نحو سوريا سواء جواً أو براً». وفُسّر كلام نتنياهو على أنه يريد توظيف ذلك في الانتخابات بداية الشهر المقبل.

8 - توتر بين اللاعبين: جاء بعد يومين من غارة أميركية على موقع سوري في القامشلي شرق الفرات، وبعد أيام من إسقاط مروحية سورية في إدلب، وقبل ساعات من إسقاط مروحية سورية، في شمال غربي البلاد، ذلك وسط توتر روسي - تركي على خلفية معارك إدلب وحلب.

9 - تهديد إيراني: قال عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أول من أمس إن طهران «ستوجه ردّاً ساحقاً سيجعل هذا النظام يندم على القيام بأي عدوان أو عمل أحمق ضد مصالح بلادنا في سوريا وفي المنطقة».

10: انتقام واستباق: جاءت الغارات وسط توقعات بإصرار طهران على الانتقام لمقتل قاسم سليماني في مناطق مختلفة، بينها سوريا، إذ تأكدت مشاركة تنظيمات تدعمها طهران في الهجوم على إدلب من جبهة جنوب غربي حلب. ولا يزال العميد المتقاعد محمد رضا فلاح زاده الملقب في دمشق بـ«أبو باقر»، وفي طهران بـ«سردار رضا» يقود عمليات التنسيق والتنظيم. يعزز ذلك تكامل استهداف النفوذ الإيراني في سوريا بين اغتيال واشنطن لـ«المهندس» واستهداف إسرائيل لتركته السورية.

 

بومبيو: إيران تتحدى مجلس الأمن بتهريبها أسلحة للحوثيين

العربية.نت/14 شباط/2020

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، إن اعتراض أسلحة من إيران في طريقها للحوثيين دليل على أنها أكبر دولة راعية للإرهاب، مشدداً على أن طهران تتحدى مجلس الأمن بتهريبها أسلحة للحوثيين، مطالباً بتحرك دولي لتجديد حظر الأسلحة المفروض عليها والذي ينتهي قريبا. وقال بومبيو بتغريدة على حسابه في "تويتر": "البحرية الأميركية اعترضت 385 صاروخا إيراني الصنع ومكونات أسلحة أخرى في طريقها إلى الحوثيين باليمن. مثال آخر على مواصلة إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم في تحديها لمجلس الأمن الدولي". وأضاف بومبيو: "يجب على العالم أن يرفض عنف إيران ويتحرك الآن لتجديد حظر الأسلحة المفروض عليها والذي ينتهي قريبا". وأرفق بومبيو صورة من الأسلحة الإيرانية المضبوطة. وأعلن الجيش الأميركي، الخميس، أن سفينة تابعة للبحرية الأميركية صادرت أسلحة "من تصميم وتصنيع إيراني" تشمل أكثر من 150 صاروخا موجها مضادا للدبابات و3 صواريخ إيرانية سطح جو. وتابع الجيش في بيان أن بحارة السفينة نورماندي اعتلوا سفينة شراعية في بحر العرب يوم الأحد الماضي. كما أضاف "الأسلحة المصادرة شملت 150 صاروخا موجها مضادا للدبابات من طراز دهلاوية وهو تقليد إيراني للصاروخ الروسي كورنيت". في حين أكد أن "مكونات الأسلحة الأخرى المصادرة من السفينة الشراعية من تصميم وتصنيع إيراني، وتشمل ثلاثة صواريخ إيرانية سطح جو وأجهزة تصوير حراري ومكونات إيرانية لعتاد بحري وجوي مسير".إلى ذلك، قالت القيادة المركزية الأميركية، إن إرسال إيران أسلحة للحوثيين ينتهك قرارات مجلس الأمن.

 

بومبيو ينشر صورة للصواريخ الإيرانية التي لم تصل للحوثيين والبعثة الأميركية في الأمم المتحدة تؤكد مسؤولية طهران عن هجمات «أرامكو»

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، إن البحرية الأميركية ضبطت 358 صاروخاً إيراني الصنع، وأسلحة أخرى في طريقها إلى الحوثيين في اليمن. وأضاف بومبيو في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن «هذا يعد مثالاً آخر على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعد أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم وعلى تحديها لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة». ونشر بومبيو صورة للصواريخ عبر حسابه في «تويتر». إعلان الوزير الأميركي يأتي بعد أقل من 24 ساعة فقط من ضبط سفينة «يو إس إس نورماندي» الحربية الأميركية كمية من الأسلحة مخبأة في مركب شراعي أثناء إجرائها عمليات الأمن البحري في بحر العرب. وتشمل الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها 150 صاروخاً مضاداً للدبابات من نوع «دهلافيا» (ATGM) إيرانية الصنع، وأسلحة أخرى، تشمل ثلاثة صواريخ أرض - جو إيرانية.

وفي الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الماضي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن ضبط قارب يحمل صواريخ متقدمة في بحر العرب، وأكد أن مصدر الصواريخ هو إيران. وذكر بيان القيادة الأميركية الوسطى في بحر العرب، أن الأسلحة التي عُثر عليها، الخميس، كانت أنظمة شبيهة بتلك التي ضُبطت في بحر العرب في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 التي كانت وجهتها إلى أيدي حركة الحوثيين في اليمن. من جهة أخرى، أكدت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، في بيان نشرته في وقت متأخر الخميس، أن إيران هي المسؤولة عن الهجوم على منشآت شركة «أرامكو» النفطية السعودية في سبتمبر (أيلول) الماضي، وعن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. واستشهد البيان بأحدث تقرير لخبراء مجلس الأمن الدولي، بأن الحوثيين اليمنيين غير قادرين على تنفيذ مثل هذه الهجمات لعدم حوزتهم الإمكانات العسكرية واللوجيستية للقيام بهذا النوع من الهجمات المعقدة. وبحسب تحقيقات أميركية، فقد شنت تلك الهجمات بطائرات إيرانية مسيّرة وصواريخ كروز، انطلقت من جنوب إيران في الطرف الشمالي للخليج، واستهدفت معملين تابعين لشركة «أرامكو». وفضلاً عن الولايات المتحدة، أجرت حكومات كل من فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا تقييمات وتحقيقات مماثلة، توصلت غالبيتها إلى إلقاء اللوم على إيران في الهجوم على منشآت «أرامكو» في خريص وبقيق في سبتمبر الماضي، وفقاً لما ذكرته البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة. وقالت واشنطن، إن حكومة إيران تواصل الأنشطة الإرهابية والابتزاز النووي والسلوك المزعزع للاستقرار في المنطقة منذ الهجوم على المنشآت النفطية السعودية. واعتبرت دعم الحكومة الإيرانية للحوثيين اليمنيين مثالاً على هذا السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار. وخلص بيان البعثة الأميركية إلى أنه ما لم يُتخذ «إجراء فعال ضد سلوك إيران التخريبي»، فإن الحكومة الإيرانية ستواصل تهديداتها للسلم والأمن الإقليميين.

 

بعد اتهامات متبادلة حول إدلب... وزيرا الخارجية الروسي والتركي يجتمعان في ميونيخ

برلين/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء، اليوم (الجمعة)، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيجتمع مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في ميونيخ بعد غد (الأحد) على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن. يأتي اللقاء بعدما تبادلت تركيا وروسيا الاتهامات بانتهاك اتفاقات السلام بشأن محافظة إدلب السورية المبرمة عام 2018 ودخول قوات البلدين في مواجهات هناك أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين. ويتضمن الاتفاق المبرم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إبعاد الجماعات الإرهابية عن إدلب بشمال غرب سوريا؛ حيث تقوم تلك الجماعات في إدلب بشن ضربات على القوات السورية، وتقوم أيضاً بأعمال عدائية ضد منشآت عسكرية روسية. وانتقدت وزارة الخارجية الروسية، مساء أمس (الخميس)، بيانات أصدرتها أنقرة بشأن الوضع في إدلب السورية، بعدما قالت تركيا إنها ستستخدم القوة ضد المقاتلين الذين ينتهكون وقف إطلاق النار في المنطقة، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

واتبعت روسيا نهجاً تصعيدياً في لهجتها ضد تركيا مؤخراً من جانب وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين اللتين أصدرتا بشكل متزامن تقريباً بيانين حملا اتهامات مباشرة لأنقرة بتأجيج الوضع حول إدلب. وكانت موسكو تجنبت في الفترة الأخيرة توجيه انتقادات مباشرة للجانب التركي، ما دفع محللين إلى الإشارة إلى أن موسكو بدأت تمارس ضغطاً مباشراً من أجل حمل أنقرة على «تخفيف اندفاعها» في إدلب، والعمل على التوصل إلى تفاهمات مقبولة مع موسكو. وأعلنت وزارة الدفاع أن «السبب في أزمة إدلب هو عدم تنفيذ تركيا لالتزاماتها». كما حملت الخارجية الروسية الجانب التركي المسؤولية عن تصعيد التوتر في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، ورأت أن تركيا لم تلتزم على مدى الفترة الماضية بتعهداتها في إطار مذكرة سوتشي. وقالت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا: «نرى أن سبب التدهور الحالي يعود إلى عدم التزام تركيا بشكل مزمن بتعهداتها في إطار مذكرة سوتشي، المبرمة يوم 17 سبتمبر (أيلول) 2018 ونقل أنقرة لعناصر ما يُسمى بالمعارضة السورية المعتدلة الموالية لها إلى شمال شرقي سوريا». وأكدت أن روسيا «لا تزال متمسكة بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار عملية آستانة، ومصممة على مواصلة العمل المشترك الرامي إلى تنفيذها بصورة كاملة». وكان وفد روسي من وزارتي الخارجية والدفاع قد زار مؤخراً أنقرة، لبحث تسوية للتوتر القائم في منطقة إدلب.

 

وزير العدل الأميركي يهاجم تغريدات ترمب: تجعل عملي «مستحيلاً»

واشنطن/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

في مسعى لتهدئة الجدل العنيف الذي يهز واشنطن، أكد وزير العدل الأميركي بيل بار، أمس (الخميس)، أنه لا يتلقى أوامر من أحد، لكنه عبّر عن أسفه لأن تغريدات الرئيس دونالد ترمب تجعل عمله «مستحيلاً». وبار الذي يُشتبه في أنّه أمر هذا الأسبوع بناء على طلب الرئيس، المدّعين العامين بتخفيض العقوبات التي طلبوا إنزالها بروجر ستون صديق ترمب، حاول استعادة زمام الأمور في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي». وقال بار لشبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية: «أنا سعيد، لأنّ الرئيس لم يطلب منّي أبداً التدخّل بأي شكل من الأشكال في قضية جنائية». لكنّه أضاف: «لدي مشكلة مع بعض التغريدات»، معترفاً بأن بعض المواقف التي يعلن عنها ترمب «تجعل أدائي وظيفتي أمراً مستحيلاً». وتابع بار: «أعتقد أنّ الوقت حان للتوقف عن إطلاق التغريدات بشأن القضايا التي كلفت بها وزارة العدل». وتصريحات بار حول تغريدات ترمب مفاجئة، إذ إنه عبّر منذ تعيينه في منصبه، مرات عدة عن مواقف اعتبرت مؤيدة للرئيس. ودعا زعم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أحد أشد المدافعين عن الرئيس ترمب، إلى «الإصغاء لنصائح» وزير العدل. وصرح لشبكة «فوكس نيوز»، مساء الخميس، أن «وزير العدل قال إن ذلك يجعل عمله صعباً». وحرص البيت الأبيض على التأكيد بسرعة أنه ليست هناك أي خلافات بين بار وترمب. وقالت الناطقة باسم الرئاسة ستيفاني غريشام إن «الرئيس لم ينزعج إطلاقاً من هذه التعليقات، ومن حقه مثل أي مواطن أميركي آخر، أن يعبر عن مواقفه علناً».

وأضافت أن ترمب «يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة بالغة الفاعلية ليكافح من أجل الأميركيين ضد الظلم في بلدنا»، مؤكدة أن الرئيس الأميركي يولي ثقته الكاملة لبيل بار «ليقوم بعمله ويفرض احترام القانون». وكان روجر ستون الذي قدم النصح لترمب قبل الحملة الانتخابية وخلالها، اتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) بالكذب على الكونغرس والضغط على شهود في إطار التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية التي جرت في 2016. وطلب المدعون العامون الأربعة المكلفون بالملف حكماً بالسجن بين 7 و9 أعوام على ستون، لكن وزارة العدل تدخلت وطلبت عقوبة «أقل» باسم «مصالح قضائية».

وفي هذه الأثناء، أدان ترمب في تغريدة «وضعاً غير عادل» و«خطأ قضائياً»، لكن من دون أي تأكيد بارتباط ذلك بالقضية. وقد نفى الأربعاء أن تكون تغريداته تدخلاً سياسياً. ومنذ ذلك الحين، أعلن المدعون العامون الأربعة، أرون زيلينسكي، وجوناثان كرافيس، وآدم جيد، ومايكل ماراندو، الذين طلبوا الحكم، تنحيهم عن قضية ستون، في مذكرة قدموها إلى القاضي. وأدانت المعارضة على الفور ما اعتبرته تدخلاً سياسياً في ملف قضائي، وذهبت إلى حد اعتبار ذلك «استغلالاً للسلطة». من جهته، وردّاً على سؤال عمّا إذا كان قد تطرّق مع ترمب إلى قضية العقوبات على ستون، قال بار: «إطلاقاً». وأكّد أنّه «فوجئ» بالتوصية التي أصدرها المدّعون العامون، الاثنين، وأنّه كان يعتزم «تعديل وتوضيح» موقف الوزارة في اليوم التالي، عندما أطلق ترمب تغريدة له. وأضاف: «بمجرد أن نشرت التغريدة، بات السؤال (الآن ماذا أفعل؟) هل أمضي قدماً فيما أعتقد أنّه القرار الصائب أم أتراجع بسبب تغريدة؟ وهذا يوضح نوعاً ما إلى أي درجة يمكن لهذه التغريدات أن تكون مزعجة». وقالت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس نانسي بيلوسي أن قرار إدارة ترمب يشكل «فضيحة» و«يضر بدولة القانون». وأكدت وزارة العدل من جهتها أنها اتخذت القرار قبل تغريدة ترمب. ويفترض أن يعلن قاضٍ فيدرالي عقوبة روجر ستون في 20 فبراير (شباط). وجاءت تصريحات بار بعد موافقته على الإدلاء بشهادته أمام لجنة العدل في مجلس النواب في 31 مارس (آذار)، كما أعلنت اللجنة الأربعاء.

 

واشنطن تتهم «هواوي» بسرقة أسرار تجارية ومساعدة إيران

نيويورك/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

اتهم ممثلو ادعاء أميركيون شركة «هواوي»، أمس (الخميس)، بسرقة أسرار تجارية ومساعدة إيران في تتبع المحتجين، وذلك في أحدث لائحة اتهام ضد الشركة الصينية، في تصعيد جديد لمعركة الولايات المتحدة مع أكبر صانع لمعدات الاتصالات في العالم. ووفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء، تم تقديم عريضة الاتهامات الجديدة، التي تحل محل أخرى من العام الماضي، لمحكمة اتحادية في بروكلين بنيويورك، وتتضمن اتهام «هواوي» بالتآمر لسرقة أسرار تجارية من 6 شركات تكنولوجيا أميركية، وبانتهاك قانون مكافحة الابتزاز الذي يستخدم عادة لمحاربة الجريمة المنظمة.

كما تتضمن العريضة مزاعم إضافية بشأن تعامل الشركة مع دول تخضع للعقوبات، مثل إيران وكوريا الشمالية. ومن بين الاتهامات الأخرى، تقول اللائحة إن «هواوي» ركبت معدات مراقبة في إيران استخدمت لمراقبة المحتجين والتعرف عليهم واحتجازهم خلال المظاهرات المناهضة للحكومة في طهران في عام 2009. ورداً على ذلك، حثّت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة، اليوم (الجمعة)، على «الكف فوراً عن محاربة الشركات الصينية دون داع». ونقلت «رويترز» عن قنغ شوانغ، المتحدث باسم الوزارة قوله في إفادة صحافية إن «مثل هذه الأفعال التي تقوم بها الولايات المتحدة تلحق ضرراً بالغاً بمصداقية البلد وصورته». ومن جهته، قال متحدث باسم الشركة إن لائحة الاتهام «تأتي في إطار محاولة للنيل من سمعة (هواوي) وعملها، وذلك لأسباب تتعلق بالمنافسة وليس بإنفاذ القانون». ووصف المتحدث تهمة الابتزاز بأنها ليست سوى إعادة صياغة لمجموعة من الاتهامات التي تعود إلى نحو 20 عاماً. والاتهامات الجديدة هي أحدث جهود في حملة عالمية تشنها الولايات المتحدة على الشركة التي حذرت واشنطن من أنها يمكن أن تتجسس على العملاء لصالح بكين. ووضعت الولايات المتحدة الشركة أيضاً على قائمة سوداء تتعلق بالتجارة العام الماضي، فيما أرجعته إلى مخاوف مرتبطة بالأمن القومي. وقال رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأميركي ريتشارد بور، ونائبه مارك وارنر، في بيان مشترك: «ترسم عريضة الاتهام صورة تدين مؤسسة غير مشروعة لا تعطي أي اعتبار للقانون». ووصف العضوان عريضة الاتهام بأنها «خطوة هامة في مكافحة مشروع (هواوي) الإجرامي». وفي سياق متصل، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلنت أمس أنّها مدّدت الترخيص المؤقّت الممنوح لـ«هواوي» لفترة 45 يوماً إضافياً للسماح للشركات الأميركية بإيجاد بدائل عن عملاق الاتّصالات الصيني. وقالت وزارة التجارة، في بيان، إنّه بموجب التمديد الجديد باتت صلاحية الترخيص المؤقت سارية لغاية الأول من أبريل (نيسان)، مشيرة إلى أنّها بحلول ذلك الوقت ستدرس ما إذا كانت ستمدّده مجدّداً أم لا.

 

السيناتور ليندسي غراهام: إيران "سرطان" الشرق الأوسط

دبي - العربية.نت/14 شباط/2020

قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، إن حل أزمات لبنان وسوريا والعراق مرتبط بإقصاء دور إيران فيها.

وصف غراهام في جلسة عقدت في مؤتمر ميونيخ للأمن، إيران على أنها سرطان الشرق الأوسط. وقال إن ايران ”هدفها الحصول على قنبلة نووية“ وإنها لو حصلت عليها فإنها ”ستستخدمها“. وأكد غراهام أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مستعدة لرفع العقوبات عن طهران مقابل أن يكون هناك مصرفا أوروبيا للوقود النووي يوزع على إيران كل دول الشرق الأوسط للحصول على الطاقة السلمية، مضيفا أن هذا البديل الذي تراه واشنطن عن الاتفاق النووي الإيراني. وصف إيران بأنها خلف كل المشاكل التي تعاني منها المنطقة، وعدّد العراق وسوريا واليمن ولبنان. بومبيو: إيران تتحدى مجلس الأمنإلى ذلك قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، إن اعتراض أسلحة من إيران في طريقها للحوثيين دليل على أنها أكبر دولة راعية للإرهاب، مشدداً على أن طهران تتحدى مجلس الأمن بتهريبها أسلحة للحوثيين، مطالباً بتحرك دولي لتجديد حظر الأسلحة المفروض عليها والذي ينتهي قريبا. وقال بومبيو بتغريدة على حسابه في "تويتر": "البحرية الأميركية اعترضت 385 صاروخا إيراني الصنع ومكونات أسلحة أخرى في طريقها إلى الحوثيين باليمن. مثال آخر على مواصلة إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم في تحديها لمجلس الأمن الدولي". وأضاف بومبيو: "يجب على العالم أن يرفض عنف إيران ويتحرك الآن لتجديد حظر الأسلحة المفروض عليها والذي ينتهي قريبا". وأرفق بومبيو صورة من الأسلحة الإيرانية المضبوطة. وأعلن الجيش الأميركي، الخميس، أن سفينة تابعة للبحرية الأميركية صادرت أسلحة "من تصميم وتصنيع إيراني" تشمل أكثر من 150 صاروخا موجها مضادا للدبابات و3 صواريخ إيرانية سطح جو.

 

البنتاغون يتخلى عن شراء مقاتلات لصالح جدار ترمب

واشنطن/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

تتجه وزارة الدفاع الأميركية إلى التخلّي عن شراء مقاتلات من طراز «إف 35» وطائرات من دون طيار من أجل توفير مبلغ 3.8 مليار دولار إضافية لصالح الجدار الذي يريد الرئيس دونالد ترمب إنجاز بنائه على طول الحدود مع المكسيك. وردّاً على طلب من وزارة الأمن الداخلي، قرّر وزير الدفاع مارك إسبر «تشييد 177 ميلاً» (285 كيلومتراً) من الجدار قرب سان دييغو وألسانترو ويوما وألباسو ودلريو، وفق ما أعلن للإعلام المسؤول عن الملفّ في البنتاغون بوب ساليس، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنّ إسبر «سمح باستخدام ما يقرب من 3.8 مليار دولار لتلبية طلب» وزارة الأمن الداخلي. وبحسب وثائق مرسلة سابقاً إلى الكونغرس، يوضح البنتاغون أنّ هذه الأموال سيجري تأمين ما يوازي 2.2 مليار منها من مخصّصات بموازنته لعام 2020 كانت مرصودة لشراء معدّات للقوات الجوية والبحرية. وسيتم تأمين بقية المبلغ من أموال مخصصة أصلاً لعمليات الجيش الأميركي الخارجية (أفغانستان وسوريا والعراق). ويعني هذا الإعلان ارتفاع الأموال التي حوّلتها وزارة الدفاع للجدار الذي تعهد ترمب بتشييده من أجل مكافحة الهجرة غير القانونية، إلى ما يقدّر بـ9.9 مليار دولار.

 

خيبة أمل» أميركية لعدم تعامل الصين بشفافية كافية مع فيروس كورونا

واشنطن/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

أبدى البيت الأبيض أمس (الخميس) «خيبة أمل كبيرة» لعدم تعامل الصين بشفافية كافية مع فيروس كورونا المستجدّ، معتبراً أن هذا الأمر يصعّب تحليل الوضع وتقييم مخاطر الوباء. وقال لاري كودلو، المستشار الاقتصادي للرئيس دونالد ترمب، للصحافيين: «نشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب غياب الشفافية من جانب الصينيين»، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. والأسبوع الماضي أشاد ترمب، في أعقاب مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جينبينغ، بـ«العمل الاحترافي للغاية» الذي تقوم به بكين في مواجهة الوباء الذي حصد حتى اليوم أرواح نحو 1500 شخص في الصين، غالبيتهم في مقاطعة هوبي التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى في نهاية ديسمبر (كانون الأول). وقال كودلو: «لقد أكّد الرئيس شي للرئيس ترمب أنّ الصين تسيطر على الملف، وأنهم ستكونون منفتحين وسيقبلون المساعدة منّا»، معرباً عن أسفه لأن واقع الحال ليس كذلك. وأضاف: «هل المكتب السياسي صادق حقّاً معنا؟»، في إشارة إلى الهيئة التي تتولى إدارة الحزب الشيوعي الصيني الحاكم. وردّاً على سؤال بشأن التداعيات المتوقّعة للوباء على الاقتصاد الأميركي، قال كودلو إنها ستكون «ضئيلة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى حالة «عدم اليقين» التي تحيط بالوباء. وقال: «إذا لم تكن لدينا معلومات جيّدة من الصين، فمن الصعب للغاية بالنسبة لنا إجراء تقييم موثوق به».

 

القوات الأفغانية تعلن مقتل وإصابة 30 إرهابياً في عمليات منفصلة والصفقة بين واشنطن و«طالبان» تتوقف على الحد من أعمال العنف

كابل - واشنطن/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

أعلن «فيلق العمليات الخاصة» التابع للجيش الأفغاني، في بيان له، مقتل 7 إرهابيين في غارة جوية جرت بمنطقة نهر السراج في إقليم هلمند. وأضاف البيان الذي نقلته وكالة أنباء «خاما برس»، الأفغانية، أمس (الخميس)، أن قوات الدفاع وقوات الأمن الوطني قتلت أربعة إرهابيين وأصابت سبعة آخرين، خلال عملية مشتركة جرت في منطقة شاهار بولاك في إقليم بلخ. من ناحية أخرى، قال «فيلق العمليات الخاصة»، إن الغارات الجوية التي جرت في منطقة بوشتي رود، بإقليم فرح، أسفرت عن مقتل أربعة إرهابيين وتدمير مركبة. وذكر البيان أن قوات الأمن قتلت إرهابيين اثنين وأصابت أربعة آخرين، رداً على هجوم وقع في منطقة ألينجار في لجمان، مضيفاً أن قوات الأمن قتلت إرهابياً، وأصابت آخر، في ردّ من جانبها على هجوم وقع في منطقة شاهوالي كوت في قندهار. ولم يعلق المسلحون المناهضون للحكومة على الأمر حتى الآن.

وبادئ ذي بدء، من المفترض بجميع الأطراف التوقف عن مواصلة أعمال العنف، لمدة أسبوع كامل، على الأغلب. وهو لا يُعتبر وقفاً تامّاً لإطلاق النار، وحتى مع ذلك، فمن الصعوبة بمكان القيام به. وربما تُعدّ الآونة الراهنة من أقرب الأوقات بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان» للتوصل إلى اتفاق بينهما، من شأنه أن يمثل بداية النهاية لأطول حرب خارجية في تاريخ الولايات المتحدة، مع الضوء الأخضر المشروط الذي يمنحه الرئيس دونالد ترمب إلى فريقه الدبلوماسي لإعداد الوثائق للتوقيع عليها، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز»، أمس.

وهذا الشرط، برغم كل شيء، ليس من الأمور الهينة أو البسيطة؛ إذ تطالب الولايات المتحدة بأن يكون هناك تخفيض مستمر ومؤثر في أعمال العنف العدائية لمدة أسبوع كامل يسبق ميعاد التوقيع على أي اتفاق بين الجانبين، الأمر الموصوف بأنه قريب من وقف إطلاق النار. ويُنظر إلى تخفيض أعمال العنف بمثابة اختبار لمقدرة جميع الأطراف المعنية على السيطرة على قواتها، ووقف إطلاق النار في الصراع المعقّد للغاية، والممتزج بجميع أشكال النزاعات المحلية والتنافسات الإقليمية المحتدمة. والأمل الوحيد أن الاتفاق سوف يكون بمثابة الطريق المؤدي إلى الوقف التام لإطلاق النار بين الجانبين؛ فإذا ما نجحت الأطراف المعنية في مراقبة فترة معتبرة من انخفاض أعمال العنف العدائية، فسوف تدخل الخطوات التالية للاتفاق حيز التنفيذ الفعلي: التوقيع الرسمي بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان» الذي يتم بموجبه وضع الجدول الزمني للانسحاب التدريجي للقوات العسكرية الأميركية المتبقية في البلاد، ومن ثم الشروع في المفاوضات بين حركة «طالبان» والقادة الأفغان بشأن المستقبل السياسي للبلاد. وفيما يلي توضيح لما يمكن أن يكون عليه شكل التوقف على أعمال العنف العدائية مع الخطوات التالية لعملية السلام، وذلك بناء على مقابلات شخصية أُجرِيَت مع نحو 10 مسؤولين حاليين وسابقين من الأفغان والغربيين، وكذلك قادة حركة «طالبان» الذين راقبوا المفاوضات عن كثب. ولقد تحدثوا جميعاً، شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، نظراً لأن تفاصيل الاتفاق لم يتم الإعلان عنها علانية حتى الساعة.

لماذا لا نطلق عليه وقف إطلاق النار؟

وبحسب المراقبين، دار الجزء الأكبر من المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان» في عام 2019 الماضي، وكان يعتبر واحداً من أكثر الأعوام عنفاً وضراوةً على الإطلاق. وإثر استبعادها من المفاوضات الجارية، وتحت ضغوط المواطنين الذين يسقطون بعشرات القتلى والجرحى في أعمال العنف اليومية، طالبت الحكومة الأفغانية الجانب الأميركي بالضغط من أجل وقف إطلاق النار قبل التوقيع على الاتفاق المزمع، من بين أمور مهمة أخرى، قبل البدء في انسحاب القوات الأميركية من البلاد. بيد أن المفاوضين الأميركيين كانوا يعلمون أنهم لن يمكنهم إجبار حركة «طالبان» على الموافقة على وقف إطلاق النار بصورة كاملة في الآونة الراهنة. وبدلاً من ذلك، حاولوا الوصول إلى أقرب أمر يمكن من وقف إطلاق النار، من دون استخدام المصطلح الصريح نفسه. ولقد تحدثوا، عوضاً عن ذلك، عن أهداف من شاكلة «الحد من أعمال العنف». وبالنسبة إلى الأسبوع السابق على التوقيع على أي اتفاق بين الجانبين، يكمن الهدف في التزام جميع الأطراف المعنية بالكفّ المؤقت عن إطلاق النار. ويرى كثير من المراقبين الأمر بأنه محاولة للتدرب على تسريح المقاتلين، وبسط السيطرة على الموقف.

استهداف المراكز السكنية

وفي بداية الأمر، وافقت حركة «طالبان» على عدم استهداف المراكز السكنية الكبيرة، ولكن المفاوضين الأميركيين طالبوا بوقف أكثر شمولاً لأعمال العنف في البلاد. وعادت حركة «طالبان» الآن للموافقة على عدم الهجوم على المراكز السكنية، والطرق السريعة، والمؤسسات الحكومية، مع بعض الاستثناءات (لهذا الأمر لا يُعتبر وقفاً تاماً لإطلاق النار). ومن بين هذه الاستثناءات: احتفظت الحركة بالحق في الهجوم إذا اعتقدت الحركة أن القوافل الحكومية الأفغانية تستغل فترة الهدوء المؤقتة في إمداد المناطق البعيدة بالمؤن والسلاح. وكان هناك قدر أدنى من اليقين بين المسؤولين بشأن ماهية تقليص أعمال العنف العدائية في المرحلة التالية من بدء عملية السلام: أي المفاوضات التي سوف تبدأ بين الأطراف الأفغانية المتصارعة، في أعقاب رحيل القوات العسكرية الأميركية بعد الاتفاق مع حركة «طالبان». من جهته، قال مسؤول أفغاني رفيع المستوى من المطلعين على مجريات الأمور إن التوقعات تفيد بأنه بعد فترة الاختبار المذكورة التي تستمر أسبوعاً واحداً، ينبغي مواصلة الالتزام وعدم النزوع إلى معاودة شن الهجمات، وإن الموقف ربما يشبه إلى حد بعيد القرار بوقف إطلاق النار على الدوام. غير أن بعض المسؤولين الآخرين قالوا إن الجانب الأميركي ربما يفرض معياراً أقل صرامة، خلال فترة من المحتمل أن تكون طويلة من المفاوضات بين الأطراف الأفغانية، وأنهم قد يكونون على استعداد لتحمل قدر معين من أعمال العنف، ما دام أنه أصبح أدنى بكثير من المستويات الدموية الحالية (شنَّت حركة «طالبان» المتمردة ما بين 50 و90 هجوماً بصفة يومية على مدار العام الماضي بأكمله). ويعبر البعض عن الآمال الطموحة: عندما يشرع الجانبان الأفغانيان في المفاوضات، فسوف يوافقان على الوقف الرسمي لإطلاق النار بصفة عاجلة. وحتى الآن، قاومت حركة «طالبان» هذا المطلب كثيرا، خشية أن يسفر قرار وقف إطلاق النار عن انقسام داخل صفوف الحركة. فلقد كان كثير من قادة الحركة غير راضين عما يرونه إذعاناً واستسلاماً من جانب المفاوضين السياسيين في الحركة أمام المطالب الأميركية المتعددة، ويخشون أن يكون فخاً أميركياً يهدف إلى إضعاف موقف الحركة في ميادين القتال. ولكن إن تمكنت الحركة من تأمين الوصول إلى اتفاق رسمي بانسحاب القوات الأميركية من البلاد، فربما يكون قادة الحركة أكثر استعداداً للمضي قدماً على بقية المسارات.  

 

حكومة بريطانية «فتية» لمرحلة «ما بعد بريكست» ووزير الخزانة يستقيل رفضاً لتدخلات جونسون بطاقمه

لندن/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

استقالة وزير الخزانة البريطاني ساجد جاويد أمس الخميس في نفس اليوم الذي بدأ فيه رئيس الوزراء بوريس جونسون إدخال تعديلات على حكومته، الأمر الذي اعتبر ضربة لمساعيه الهادفة إلى ضخ دماء جديدة في إدارته لفترة ما بعد بريكست، خصوصا أن جاويد اعتبر من أشد المتحمسين لخروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، ومن أكثر المقربين لجونسون. ويأمل رئيس الوزراء تعيين فريق ينفذ رؤيته لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ويحل الانقسامات سواء داخل حزب المحافظين أو في الدولة ككل. وينحدر جاويد من أصول آسيوية، وجاءت استقالته قبل أسابيع قليلة من موعد عرض الموازنة السنوية، بعد أن حاول جونسون استخدام عملية إعادة تنظيم الحكومة ليتخلص من عدد من مساعديه، بحسب مصدر مقرب من الوزير المستقيل. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن المصدر قوله، إن جاويد استقال لأنه رفض قبول طلب جونسون له بفصل مستشاريه كشرط للبقاء في منصبه.

وكان جاويد تولى منصبه في شهر يوليو (تموز) الماضي، بعد أن استقال سلفه فيليب هاموند لدى تولي جونسون رئاسة مجلس الوزراء. وقال مصدر آخر قريب من جاويد إن «رئيس الوزراء قال إنه اضطر إلى إقالة جميع مستشاريه الخاصين واستبدالهم من خلال مستشاري الحكومة الخاصين لتشكيل فريق واحد... إلا أن الوزير قال إنه لا يمكن لوزير يحترم نفسه أن يقبل بهذه الشروط». وفور استقالته عُيّن آسيوي آخر خلفا له، وهو نائبه ريشي سوناك (39 عاما) المصرفي السابق والمؤيد لبريكست والذي يعتبر مقربا من الحكومة. وصرح مسؤول بمكتب رئيس الوزراء بأن جونسون يرغب في ضم كفاءات جديدة، خاصة من النساء، إلى قائمة وزراء الدولة في حين سيكافئ أنصاره المخلصين الذين ساعدوه على الفوز بأغلبية كبيرة في انتخابات العام الماضي. وقال المصدر «رئيس الوزراء يريد أن يرسي تعديله الوزاري الأسس لحكومة اليوم والغد». وأضاف «يريد أن يقدم جيلا من الكفاءات سيترقى في السنوات المقبلة، وسيكافئ أعضاء البرلمان الذين عملوا جاهدين على تنفيذ أولويات حكومته للنهوض بالبلاد بأكملها وتحقيق التغيير الذي أيده الناس العام الماضي». وبدأ التعديل بعزل جوليان سميث وزير شؤون آيرلندا الشمالية الذي توسط قبل شهر واحد فقط في عودة حكومة محلية إلى آيرلندا الشمالية بعد ثلاث سنوات من انهيار اتفاق لاقتسام السلطة. وساعد جوليان سميث على إنهاء الفراغ السياسي في آيرلندا الشمالية عبر إقناع الحزبين الرئيسيين بالعودة إلى حكومة تقاسم السلطة الشهر الماضي. ولم يكن في المقاطعة البريطانية حكومة منذ الخلاف بين حزبي «شين فين» والديمقراطي الوحدوي في يناير (كانون الثاني) 2017. وأشاد الكثيرون وعلى رأسهم رئيس وزراء آيرلندا ليو فرادكار بجهود سميث وقال إنه «واحد من أفضل السياسيين في تاريخ بريطانيا». غير أن صحيفة «تايمز» قالت إن جونسون «صُدم» بالاتفاق لأنه اشتمل على تحقيق في جرائم يشتبه بأن جنودا بريطانيين ارتكبوها خلال عقود من العنف المذهبي في آيرلندا خلال ما يسمى فترة «الاضطرابات».

لكن استقالة جاويد تشكل تحدياً لسلطة جونسون، في الوقت الذي يبدو فيه في أقوى أوضاعه. وتراجع الجنيه الإسترليني لفترة وجيزة بعد نبأ استقالة جاويد، إلا أنه عاود الانتعاش بعد أن قال محللون إن الوزير الجديد يمكن أن يفتح الطريق لمزيد من الإنفاق العام والنمو. ويبدو أن سوناك أكثر انسجاما مع جونسون من سلفه في دعم تليين السياسة المالية، بحسب ما قال بول داليس كبير خبراء الاقتصاد في «كابيتال إيكونوميكس»، لوكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح «يبدو أن هذه الخطوة تهدف للسماح للحكومة بزيادة الاستثمارات العامة بشكل أكبر وربما إنعاش الخفض الضريبي الذي توقف في السابق». وعقب انتصاره الانتخابي في ديسمبر (كانون الأول)، وفي جونسون بوعده بإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير، إلا أن مستقبل علاقات بلاده بالاتحاد لا تزال غير واضحة. من جانبه، قال جون ماكدونيل وزير الخزانة بحكومة الظل العمالية «إنه سجل تاريخي. حكومة فوضى في غضون أسابيع من إجراء الانتخابات في ديسمبر».

كما خرجت من الحكومة وزيرة الأعمال أندريا ليدسون، ووزيرة البيئة تيريزا فيليس والمدعي العام جفري كوكس. إلا أن وزير الخارجية دومينيك راب ونائب جونسون مايكل غوف، بقيا في منصبيهما. وكان جونسون امتنع عن إجراء تغيير حكومي فور فوزه في انتخابات ديسمبر واختار الانتظار إلى حين خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي. وبعد سنوات من الاضطرابات السياسية التي تسبب بها بريكست، يريد جونسون التركيز هذا العام على قضايا داخلية بينها الاستثمار في قوة الشرطة والرعاية الصحية والبنى التحتية.

وعين جونسون وزير المساعدات السابق ألوك شارما وزيرا للطاقة مسؤولا عن قمة المناخ الأممية، التي ستعقد في مدينة غلاسكو الاسكوتلندية في نوفمبر (تشرين الثاني). وأقيلت المسؤولة السابقة كلير أونيل الشهر الماضي. وردت بهجوم قاس على قيادتها محذرة من أن التخطيط للقمة «خاطئ تماما». كذلك تسبب تنظيم المؤتمر المناخي الدولي المقبل بتوترات بين لندن ورئيسة الوزراء الاسكوتلندية نيكولا ستيرجن الناشطة في سبيل استقلال اسكوتلندا عن المملكة المتحدة.

ورغم الالتزام بعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المقبل في غلاسكو، تدرس الحكومة على سبيل الاحتياط موقعا يمكن أن يستضيفه في لندن، وفق رئاسة الوزراء البريطانية. وقال متحدث باسم جونسون إن «الحكومة الاسكوتلندية يجب أن تعمل معنا لضمان نجاح هذه القمة». وردت رئيسة الوزراء الاسكوتلندية بأن الحكومتين تتعاونان بصورة جيدة، متهمة بوريس جونسون بالقيام بـ«مناورة سياسية».

 

واشنطن تشيد بحكم إسلام آباد على {الرأس المدبر} لهجمات مومباي وباكستان تتجنب وضعها على اللائحة السوداء لمكافحة الإرهاب

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

أشادت الخارجية الأميركية بقرار باكستان سجن حافظ سعيد، أحد الرؤوس المدبرة لهجمات مومباي في العام 2008. بحسب كل من الولايات المتحدة والهند. وقالت الخارجية في تغريدة: «إن إدانة حافظ سعيد وشريكه هي خطوة مهمة تهدف لمحاسبة عسكر طيبة على جرائمها ولإيفاء باكستان بتعهداتها الدولية في مكافحة تمويل الإرهاب». وقضت محكمة باكستانية بالسجن لمدة 11 عاماً بحق سعيد، وهو زعيم جماعة عسكر طيبة، ليكون بذلك الشخص الأول الرفيع المستوى الذي تدينه باكستان بتهمة تمويل الإرهاب». ونفت باكستان مراراً وتكراراً الاتهامات الموجهة لها بإيواء متشددين لكن هذا الحكم يظهر قلقها من التلويح بوضعها على قائمة سوداء بسبب فشلها في الحد من تمويل الإرهاب. فهو يأتي قبل اجتماع لهيئة الرقابة المالية العالمية المعروفة باسم هيئة العمل المالي الدولية والتي ستعقد اجتماعاتها الأسبوع المقبل، ويعود لها القرار الأخير بإدراج باكستان على اللائحة السوداء». وقال المدعي العام الباكستاني عبد الرؤوف واتو بأنه تم الحكم على حافظ سعيد وأحد شركائه في قضيتين متعلقتين بتمويل الإرهاب. وتابع واتو: «إن مجموع الحكم في القضيتين هو 11 عاماً، وقد حكم عليه في كل قضية بالسجن لفترة ٥ أعوام ونصف». من ناحيته توعد محامي سعيد عمران غيل باستئناف الحكم». إشارة إلى أن سعيد هو مؤسس جماعة «عسكر طيبة» التي اتهمتها الهند والولايات المتحدة بالتخطيط لحصار مومباي الذي استمر على مدى أربعة أيام وقتل فيه 160 شخصا منهم أميركيون وأجانب». ونفى سعيد أي دور له في هجمات مومباي وقال إن شبكته التي تضم ٣٠٠ مدرسة دينية ومستشفى ودار نشر وخدمات إسعاف لا علاقة لها بالجماعات المتشددة».

وكانت هيئة الرقابة المالية وضعت باكستان على لائحة رمادية ولوحت بنقلها إلى اللائحة السوداء في حال لم تثبت أنها تسعى إلى الحد من تمويل الجماعات الإرهابية. وسوف يؤدي إدراجها على اللائحة السوداء إلى فرض عقوبات مالية ومصرفية عليها تؤثر سلباً على اقتصادها المتدهور.

وعرضت الولايات المتحدة مبلغ 10 ملايين دولار كجائزة مالية لكل من يقدم معلومات تؤدي إلى إدانة سعيد، الذي سبق وأن تم اعتقاله وإطلاق سراحه لمرات عدة في الماضي من دون إدانته. وقد ضغطت واشنطن على باكستان لمحاكمة سعيد أكثر من مرة، وقد تم إدراجه على لائحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة. وهو حاول الدخول في المعترك السياسي في باكستان في العام 2018 في إطار خطة باركها الجيش الباكستاني تقضي بمشاركة العناصر المسلحة في المجتمع. لكن المجموعة التابعة لسعيد والتي أطلق عليها اسم الرابطة الإسلامية ميلي لم تنجح في الفوز بأي مقاعد في انتخابات العام 2018.

 

حفتر:لا وقف للنار إلا بتحرير طرابلس وطرد مرتزقة أردوغان

العربية.نت – منية غانمي/14 شباط/2020

قال قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، إنه لا رجوع عن تحرير العاصمة طرابلس وبلوغ الهدف الذي حددته القوات المسلحة، مضيفا أن الحديث عن وقف دائم لإطلاق النار وسلام لا يمكن أن يأتي إلا بعد القضاء على المليشيات المسلحة وطرد المرتزقة.

جاء ذلك في خطاب وجهه حفتر عبر الهاتف، إلى الليبيين الذين خرجوا الجمعة للتظاهر ضد التدخل التركي في البلاد بساحة الكيش وسط مدينة بنغازي شرق البلاد. وأشار حفتر إلى أنّ "الجيش أصبح على تخوم قلب العاصمة طرابلس وقاب قوسين أو أدنى من تحريرها ولن يتراجع حتى ترجع طرابلس لحضن الوطن، حتى ولو استنجد الخونة بجميع مرتزقة العالم"، مؤكدّا أنّه "لا سلم إلا بنزع سلاح عصابات المليشيات ومغادرة المرتزقة"، مضيفا "هذا هو السلام الذي نمد له أيدينا ونعلن معه وقفا دائما لإطلاق النار". وشدّد حفتر على أن ليبيا ستكون قريبا "مقبرة" لكل المرتزقة الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "لحماية الخونة والعملاء"، في إشارة إلى حكومة الوفاق. والجمعة، خرج آلاف الليبيين، في مدينة بنغازي ومدن ليبية أخرى، في مظاهرات حاشدة، تنديدا بالتدخل التركي في بلادهم والاعتداء على سيادتها، بإرسال المرتزقة والإرهابيين والأسلحة إليها، ولإعلان دعمهم لقوات الجيش في حربه لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية.

 

مصر تعلن عن أول مصاب بفيروس كورونا.. وهذه جنسيته

دبي – العربية.نت/14 شباط/2020

أفادت مراسلة العربية، أن المصاب بالكورونا في مصر صيني الجنسية، وتم نقله إلى مرسى مطروح، مشيرة إلى أن السلطات المصرية قررت عزل المصاب الصيني بالكورونا ومتابعته طبيا. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، في وقت سابق الجمعة، عن أول إصابة بفيروس كورونا، حيث تم تشخيص "أجنبي" بحمل الفيروس. وقد تم الإعلان عن هذه الحالة في بيان إعلامي مشترك بين كل من وزارة الصحة والسكان المصرية ومنظمة الصحة العالمية. وأكد البيان "اكتشاف أول حالة إيجابية حاملة لفيروس كورونا المستجد داخل البلاد (مصر) لشخص أجنبي". وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة المصرية لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن "الوزارة نجحت في اكتشاف أول حالة شخص أجنبي مصاب بفيروس كورونا بفضل الخطة الاحترازية الوقائية التي تطبقها الوزارة من خلال تفعيل البرنامج الإلكتروني لتسجيل ومتابعة القادمين من الدول التي ظهرت بها إصابات بفيروس كورونا المستجد ومن خلال الفرق الوقائية التي تتابعهم على مدار الساعة". لا عوارض للمرض على الشخص المصاب

وأشار إلى أنه "تم إجراء التحاليل المعملية للحالة المشتبه فيها والتي جاءت نتيجتها إيجابية للفيروس، ولكن بدون ظهور أي أعراض مرضية". وأضاف: "على الفور تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية، كما تم اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الوقائية للحالة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حيث تم نقل الحالة بإحدى سيارات الإسعاف ذاتية التعقيم إلى المستشفى لعزله ومتابعته صحياً والاطمئنان عليه". وأوضح مجاهد أن "الحالة حاملة للفيروس ولا يظهر عليها أي أعراض، وحالته مستقرة تماماً". وشدد على أن "الوزارة اتخذت إجراءات وقائية مشددة حيال المخالطين للحالة من خلال إجراء التحاليل اللازمة والتي جاءت سلبية للفيروس، كما تم عزلهم ذاتياً في أماكن إقامتهم كإجراء احترازي لمدة 14 يوماً (فترة حضانة المرض)"، لافتاً إلى "متابعتهم دورياً كل 8 ساعات وإعطائهم الإرشادات الصحية الواجب اتباعها". كما تم تعقيم المبنى الذي كانت تقيم به الحالة والمخالطون لها. شفافية وسرعة تعامل السلطات المصرية مع الحالة

من جهته، أشاد الدكتور جون جابور، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، "بسرعة وشفافية الحكومة المصرية في التعامل مع الموقف، وحرصها على إبلاغ المنظمة بالحالة فور الاشتباه بها"، مشيداً بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة حيال الحالة المكتشفة والمخالطين لها. وقد أظهرت خرائط لتوضيح المناطق الجغرافية التي ظهر فيها فيروس كورونا في العالم على موقع "منظمة الصحة العالمية" أن الحالة التي اكتشفت في مصر هي الأولى على مستوى قارة أفريقيا. وأكد جابور أن "مصر من أوائل الدول التي وضعت خطة وقائية جيدة للتصدي لفيروس كورونا المستجد وكيفية التعامل مع الحالات المصابة حال اكتشافها، كما أن مصر من أوائل الدول بإقليم شرق المتوسط التي أمدتها المنظمة بكواشف دقيقة للكشف عن المصابين بفيروس كورونا المستجد". كما عقدت وزيرة الصحة والسكان، اليوم الجمعة، اجتماعاً موسعاً بقيادات الوزارة لمتابعة تطبيق خطة الوزارة في التصدي والتعامل مع فيروس كورونا المستجد، مشددةً على اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية بمنافذ مصر. وقد ظهر فيروس كورونا المستجد للمرة الأولى في مدينة ووهان في إقليم هوبي في الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وسرعان ما تفشى في الصين ليصيب عشرات الآلاف ويقتل أكثر من 1300 شخص. كما انتشر الفيروس خارج حدود الصين فوصل إلى الولايات المتحدة وأوروبا وعدد من البلدان الآسيوية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سعد الحريري كاذب"؟!

بتول خليل/المدن/15 شباط/2020

الوقائع والتواريخ والأحداث الموثقة التي قدّمّها رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، في خطابه في الذكرى الـ15 لاستشهاد والده، باتت معروفة للقاصي والداني، إلا أنها بدت بالنسبة للعونيين "أكاذيب" و"اختلاقات" أراد من خلالها الحريري، التهجّم على رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، كونه "يهجس به" ولا يفوت فرصة إلا "ليحمّله مسؤولية خراب البلد وانهيار اقتصاده". وليس مستغرباً على العونيين أن يكونوا خارج الواقع ومنفصلين عن الحقائق المرتبطة به، وهو ما عكسته وتعكسه تعليقاتهم في مواقع التواصل في حملاتهم المعتادة والتي كان آخرها اليوم عبر هاشتاغ #سعد_الحريري_كذاب، والتي تضمنت تداولاً واسعاً لتغريدة قائدهم "الملهم" باسيل، الذي غرّد مخاطباً الحريري: "شو ما انت عملت وقلت ما رح تقدر تطالني، وكيف ما انا كنت ما رح اقبل كون متلك... بتفرّقنا بعض القيم والمبادئ، بس رح يرجع يجمعنا التفاهم الوطني... رحت بعيد بس رح ترجع، الفرق انو طريق الرجعة رح تكون اطول واصعب عليك"، ليأتي التعالي من الحريري الذي همّ بالردّ أولاً قبل أن يحجم عنه قائلاً: "لن أرد خصوصاً وأننا في ذكرى اغتيال رفيق الحريري"، وكأنه قد احتفظ بالرد لوقت آخر خارج سياق الانفعال.  

ولأنه كان يمكننا أن نصف الحريري بأوصاف متعددة، منها السلبي والإيجابي، إلا أنه من المعروف أن الكذب ليس واحدة من خصال الرجل وشمائله. في حين أنّ جبران باسيل لم يخيب املنا بخطابه الفوقي والاستعلائي حتى بمخاطبة الحريري، والذي يُشكّل إدانة ذاتية من فم قائله، إذ إن تغريدته أرجعتنا للعام 2007، حين قال عون للرئيس الأسبق أمين الجميل أنك ومن تمثله لا تصلون إلى تحت زنّاري. وباسيل لا يمكن أن يوازي الحريري بأي شكل او حال من الاحوال، ففي ابسط المقاربات واكثرها سطحية يمكننا القول، براحة ضمير، إنّ الحريري دخل معترك السياسة مليارديراً ليمسي بعد 15 عاماً مليونيراً، في حين أن باسيل دخل معترك السياسة معدماً ليؤول به المآل بعد 15 عاماً موسراً، وهذا أمر لا زيف ولا ريب فيه، وهو حقيقة دامغة.

وليست هذه المقاربة لتبرئة الحريري، إنما لإعطاء صورة عن الواقع الذي لا يحبّ منتسبو التيار الوطني الحر ومناصروه معرفته او الاعتراف به. ولا شكّ في أن الحريري، الذي اعترف بأنه دخل السياسة غرّ وحدث، سلبته السياسة الكثير من ماله، وعرّضته ليذوق سمّها وغدرها، من ثلّة وجلاوزة الحرب الذين تشاطر معهم السلطة. فالسؤال الذي طرحه البعض عن عدم اختلاف الحريري عن باقي الطبقة السياسية، جوابه الأول يكمن في أن سعد الحريري وقبله والده الشهيد، لم تتلوث أيديهما بدماء الشعب اللبناني، فيما أن باقي رؤوساء الأحزاب القابضين على السلطة برمّتهم، تُثقل أعناقهم عشرات إن لم يكن مئات الآلاف من ضحايا الحرب والتهجير ليصبحوا طلقاء قانون العفو، الذي أوجوده للتفلّت من ماضيهم الاجرامي، فيما أن الرجل لا يحمل على يديه نقطة دم واحدة، وهذا فرق ليس بالبسيط. كما أنّ الحريري يمكن وصفه بسمات وصفات كثيرة منها السذاجة والمراهقة السياسية وبأنه كان محاطاً بزمرة من الفاسدين إن كان في الدولة أو في تياره، إلا أنه غير متهم بالفساد بشخصه، فيما أنّ رائحة الفساد التي تفوح من باقي الطغمة السياسية الحاكمة تزكم الأنوف، وليس أدل من ذلك ثرواتهم المتعاظمة حتى في لحظات انهيار لبنان الاقتصادي ووقوفه على شفير الافلاس، في حين أن الحريري يتخبّط في أزماته المالية، التي طاولت كل المؤسسات التي ورثها عن والده، الأمر الذي يمكن وصفه بسوء الإدارة ولكن ليس بالفساد. ويمكننا كتابة مطولات عن نقص الكفاءة السياسية في أداء سعد الحريري، إلا أنه ومن قبله والده، لم يؤمنا يوماً بحمل السلاح، في وجه أقرانهم اللبنانيين، وليس في تاريخهما سجل اغتيالات أو محاولات إلغاء في الوقت الذي تتلطّخ صفحات وأجندات باقي الزعماء السياسيين بشواهد ثابتة تدل على انتهاج القمع والتنكيل والتصفية الجسدية والالغاء للمعارضين.

ومهما يُقال عن الحريرية السياسية والصفقات التي حامت حولها إلا أنّ لها إنجازات مشهودة يؤخذ عليها الكلفة العالية، التي أرغم على دفعها في ظل الوصاية السورية والمتنفعين والمنتفعين من سلطانها. فيما أنّ إنجازات الآخرين لا تتعدى السلب والسطو على الدولة واستحلاب خيراتها. لذا فإن كانت المقارنة بين من هو أكثر قتلاً وأشدّ تنكيلاً وفساداً من جملة المتصدرين للمشهد السياسي الحالي في لبنان، فلا ريب أنّ سعد الحريري يتذيّل هذه اللائحة، فيما يتصدرها الآخرون بجدارة، بل هم مؤهلون للترشّح بالظهور في كتاب "غينيس" في سجلات الإجرام والفساد.

وفي حين أنّ الحريري سوف يذكره التاريخ أنه كان "الرئيس" الوحيد، بين "الرئاسات" الثلاث، الذي كانت لديه الجرأة لتقديم استقالته على مذبح الثورة والانتفاضة، بصرف النظر عما إن كان مرغماً أو مناوراً، أبدى الرؤساء الآخرون، المزيد من التكالب على السلطة والتمسّك بالعروش والاستعداد لسحل وسحق وتخوين المتظاهرين والثوار، الأمر الذي لم يفعله الحريري، الذي اعترف بأحقية المتظاهرين قولاً وأردفها بالاستقالة فعلاً، معللها بأسباب لسنا في وارد النقاش في مدى قناعتها أو صوابيتها.

وليس خفياً على أيّ متابع لمجريات السياسة في لبنان بأنّ الحريري هو المسؤول الوحيد الذي عاكس مسار شارعه وغامر بخسارة شعبيته، في سبيل السير بالحلول التي دُفع إليها، راضياً أو مكرهاً، فإننا نجد في المقلب الآخر، بأن خصومه السياسيين كانوا يلجأون دوماً إلى تسعير الخطاب المذهبي والطائفي لكسب المزيد من شعبية شوارعهم وشدّ أزرها على حساب مصلحة لبنان، وهو الأمر الجلّي الذي أتت ترجمته في الانتخابات النيابية الأخيرة، والذي كان يدرك الحريري أنها سوف تخسره شعبياً ولا تلقى صدى إيجابياً عند تياره ومحازبيه وأنصاره. وهنا تُسجّل أيضاً نقطة لصالح الرجل الذي قال في خطابه اليوم "إذا كان في خروجي من المشهد السياسي مصلحة لبنان ودرءاً للفتنة، فهو ثمن مستعد لدفعه بطيب خاطر"، فيما أنّ باقي أحزاب السلطة كانوا دوماً على استعداد لتهشيم البلد ودفعه إلى الهاوية، مقابل عدم التخلّي عن حارس للأحراش أو باش كاتب في إحدى الإدارات.

 

الحريري في بيته.. القليل من الحقيقة والكثير من الشكوى

منير الربيع/المدن/15 شباط/2020

في الوقت الذي كان الرئيس سعد الحريري يلقي خطابه في "بيت الوسط"، معلناً أن رأس الحريرية مستهدف. ويتحدث عن اهتمامه ببيته الداخلي وأوضاعه. كان يُراد له أن يُضرب من قلب بيئته، وفق توصيف المستقبليين، بواسطة المشهد الذي أُريد تظهيره بالقرب من ضريح الرئيس رفيق الحريري. وكأن المعركة تدور داخل الطائفة الواحدة والبيت سياسي واحد. كان هناك من أراد صنع صورة يضع فيها جمهور رفيق الحريري في مواجهة مع سعد الحريري (وجمهوره). وليس بعيداً من المناسبة، كان وزير الخارجية الأميركي يتحدث عن ضرورة تسليم و"محاكمة القتلة المنتمين إلى حزب الله". تحت هذه الأضلع الثلاث، يمكن رسم السقف السياسي الذي رفعه رئيس تيار المستقبل، الذي لم يعده إلى مرحلة 14 آذار، ولا إلى تأسيس جبهة معارضة وطنية واسعة، إنما أبقاه في حدوده السنّية أو فضاء الحريرية، متحدثاً عن أن السنّة معه سيكونون بخير. وعليه، استمر الخلاف مع "القوات اللبنانية"، التي لم تتمثل بشخص رئيسها سمير جعجع للمرة الأولى. واكتفى الحريري بتوجيه تحية التأكيد على استمرار التحالف مع وليد جنبلاط، من دون ذكر "القوات".

تحييد عون وحزب الله

يخوض الحريري الآن معركة مع بعض من بيئته ومع بعض السياسيين الذين كانوا محسوبين عليه، وقد وصفهم بالإنتهازيين والوصوليين. والمعركة الثانية هي مع التيار الوطني الحرّ، بشخص جبران باسيل، مع محاولته المستمرة في تحييد رئيس الجمهورية ميشال عون. وهو أيضاً تعمّد تحييد حزب الله عن هجومه بشكل مباشر، بما لا ينسجم لا مع طروحات الأميركيين وموقف مايك بومبيو، ولا مع المطالب الأميركية السعودية المعروفة، والمطلوبة من الحريري، أي الدخول في مواجهة سياسية مع الحزب. حاول الرجل، كلامياً، أن يسلك هذا النهج من دون فتح معركة مع الحزب، لكنه أراد العودة إلى الأميركيين والسعوديين. قال: "هل نستطيع أن نعرف كيف نقيم سياحة بلا العرب والمواطن الخليجي؟ هل نستطيع أن نفهم كيف نفتح أسواقاً للإنتاج اللبناني من دون الأسواق العربية والخليجية خصوصاً؟ هل يمكن لأحد أن يخبرنا كيف سنحمي مصالح ربع الشعب اللبناني، الذي يستفيد من فرص عمل اللبنانيين بالخليج، في وقت هناك من يفتح على حسابه مشاكل يومية مع هذه الدول؟ أموال إيران الكاش تحل أزمة حزب.. لكنها لا تحل أزمة بلد. الدولة لم يعد ممكناً أن تسير بالمفرّق من دون سياسات واضحة، ومن دون مصالحات جدية مع الشعب اللبناني ومع الدول العربية ومع الدول الصديقة والمؤسسات الدولية".

باسيل.. المعاناة

قبل موقفه بساعات، كان جبران باسيل يلتقي مع السفيرة الأميركية في محاولة منه لتحسين علاقاته مع واشنطن، وإبداء الاستعداد لمساعدتها على ما تريد تحقيقه في لبنان على طريقته. أكثر ما يفيد باسيل هي الهجمات التي يتعرض لها من خصومه، فتسهم بتكبيره، وزيادة قدرته وتأثيره، لأنهم يستسهلون الهجوم عليه ويستجيبون لاستفزازيته، بدلاً من الذهاب بالمواجهة المباشرة مع رعاته. هاجم الحريري باسيل، وحمّله مسؤولية التعطيل والانهيار. كردّ طبيعي على تحميل العونيين مسؤولية انهيار الحريرية السياسية. لكن الرجلين لا يحق لهما كيل الاتهامات لبعضهما البعض. هما الوجهان لتسوية واحدة، لم "يبقّ" الحريري البحصة كاملة. اكتفى بالعموميات. وكذلك فعل باسيل بالرد عليه، وربما كان موقف باسيل أكثر وضوحاً حول العودة التي ستجمعهما مستقبلاً، تحت بدعة "التفاهم الوطني". كمن ينتفض على واقعه. أطلّ سعد الحريري على جمهوره المحتشد في بيت الوسط. حاكى وجدانهم، وما كان يقوله معارضو التسوية منذ اليوم الأول. وصف باسيل برئيس الظل، وكشف عن معاناته معه، بتوصيفه أنه كان مضطراً للتعامل مع رئيسين، رئيس الجمهورية ورئيس الظل، الذي ضرب العهد وعطله، و"مبروك عليه ما جنى وما فعل"، مفضلاً مرحلياً الانكباب على شؤون تياره الداخلية وإعادة هيكليته والتحضير لانتخاب قيادة جديدة.

النقطة الأساسية التي طرحها سياسياً هي الدعوة إلى انتخابات مبكرة والاستعداد لتقديم اقتراح جديد لقانون الانتخاب. لكنه أشار إلى أن الأزمة في البلد أكبر من كل التفاصيل اليومية. فالدولة لم تعد قادرة على الاستمرار من دون إعادة ترتيب العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي.

مفاتيح البيت

ألهب الحريري مشاعر جمهوره، عندما قال إنه سيتحدث عن كل شي. عاد لاستخدام أخلاقيات "الوفاء وقلّة الوفاء" وما شابه، على نحو مماثل للوقفة التي وقفها مناصروه معه بعيد عودته من المملكة العربية السعودية. وكأنه اراد انتقاد منتقديه ووسمهم بقلة الوفاء. قدم باقتضاب مراجعة عن أدائه، متحدثاً عن حقبات الصبر والخسارة والربح والطعن، ولم يترك "الانتهازيين والوصوليين" خارج حساب الانتقاد. سلّم مفاتيح بيت الوسط لأصحاب البيوت في كل المناطق اللبنانية، مؤكداً أن هذا البيت عصي على الإقفال والمسيرة لن تتوقف. تحدث الحريري عن خطر محدق بالصيغة اللبنانية، والعودة إلى ما قبل العام 1989، واسقاط اتفاق الطائف والقضاء على الحريرية، التي تتعرض لأعنف هجوم منذ التسعينيات إلى اليوم وتحميلها مسؤولية الانهيار الاقتصادي.. وفزاعة مسخرة التوطين، متهماً المروجين لها بفبركة الملفات، وهم الذين افتتحوا مسيرة التعطيل بعد اغتيال رفيق الحريري، من الاعتصام في وسط بيروت، والاغتيالات والحروب وتعطيل عمل مجلس النواب وتأخير تشكيل الحكومة. سبع سنوات عجاف ضاعت بسبب العناد والتذرع بالميثاقية، أدت إلى تدمير لبنان، وتحميل مسؤوليته إلى الحريرية.

 

الحريري وجمهوره.. شغب حول الضريح وخطاب الإخفاق

نادر فوز/المدن/15 شباط/2020

من لم يتأكد بعد أنّ كل أحزاب السلطة مصنوعة من النسيج نفسه، عليه مراجعة الساعات الثماني والأربعين الأخيرة في ساحة الشهداء. انضم أنصار تيار المستقبل إلى قائمة جماهير العار الطائفي والمذهبي، التي تعتدي على ثوار ثورة 17 تشرين الأول واعتصاماتهم. كغيرهم من أتباع الشخص الواحد، وصلوا على دراجات نارية وضربوا وكسّروا ورموا الحجارة والعبوات الزجاجية بهدف الأذية. وصل هؤلاء إلى الساحة على أنهم قادمون لإلقاء التحية على ضريح رفيق الحريري، وتحوّل تحرّكهم إلى مبايعة لرئيس الحكومة المخلوع سعد الحريري. "سعد سعد سعد"، رددوا. فأتاهم الرد الطبيعي من قلب الساحة والمعتصمين فيها منذ أشهر أربعة "ما تحلم فيها بعد".

حسابات جانبية

وعلى الرغم من النفي "المستقبلي"، فإن ما حدث يشير بكامل وقائعه إلى حقيقة أنّ جمهور من تيار المستقبل نفّذ الاعتداء ليل الخميس ويوم الجمعة. فعوامل عديدة تتداخل فيه، أحدها العائلي وكل ما يشاع عن "عودة بهاء الحريري إلى الساحة"، بعد كل الفشل السياسي والمالي والتنظيمي في التيار بإدارة سعد الحريري ومن حوله. أجواء المستقبل نفت ضلوع التيار في اعتداء ليل الخميس، والأجواء نفسها وجّهت أصابع الاتّهام إلى المحامي نبيل الحلبي في اعتداء نهار الجمعة، وبين الموقفين موقف ثالث ربط الحلبي ببهاء الحريري. كل هذه أمور، لا دخل للثائرين في الساحات بها. هي تصفية حسابات داخلية تعني أنّ النتش شغال على جثة اسمها تيار المستقبل ومشروع رفيق الحريري. انتفى المشروع وتدمّر بفعل 15 عاماً من الإخفاق التام، لكنّه يبقى اسماً قادراً على محاكاة ذاكرة الناس وخواطرهم.

الفراغ السياسي

على الأقل هذا ما شاهدناه في "بيت الوسط" بعد ظهر الجمعة، حيث اجتمع جمهور على اسم رفيق الحريري، وانقسم بين أمرين: التقاط الصور مع الحريري وإطلاق هتاف "يا الله باسم الله الله وأكبر". وفي القسمين فراغ سياسي تام، زادته كلمة الحريري فراغاً. خطاب بلا مضمون. سياسة بلا معالم. موقف في الفضاء لا بوصلة فيه ولا اتّجاهات، ومن حوله سواد كبير. فلا يمكن الكلام في السياسة إذا غابت عن الموقف كلمات أساسية مثل "حزب الله" و"سوريا" و"إيران". فكيف إذا غاب عنها أيضاً التطرّق إلى "العهد" و"البرلمان" و"الفشل"؟ كلمة سياسية لا تصبّ سهامها إلا على الوزير السابق وصهر العهد، النائب جبران باسيل، كلمة لا يعوّل عليها. فتحديد باسيل كهدف، والابتعاد عمّن يغطّونه ويشاركونه، فيه خدمة لباسيل ورعاته. هو تحييد للأطراف الحاكمة الفعلية المتمثلة بحزب الله وحركة أمل والرئيس عون، ومساهمة في إعادة شدّ العصب الباسيلي الغارق في وحول العنصرية والطائفية. فبات للأخير ما يقوله ويردّ عليه غير "اللاجئين" و"التوطين" و"الوجود المسيحي". فراغ كلمة الحريري إلا من باسيل، دلالة واضحة على الرغبة اللاهثة للعودة إلى الحكم، إلى التشارك مع النافذين والتقاسم معهم. قد يدخل ذلك في إطار تجديد مشروع رفيق الحريري. هذا ما أعلنه الحريري أساساً، "رفيق الحريري ليس فقط باقياً، رفيق الحريري يبدأ من أول وجديد". وهذا التجديد واضحة معالمه ومحدوديته.

العصب المستقبلي

في هذا الخطاب تشابه كبير مع هتاف "يا الله باسم الله الله وأكبر". لكن ما المطلوب منهما؟ لا هجوم ولا افتعال لمشكل عقائدي ولا فكري أو سياسي. إنها ذكرى رفيق الحريري، وعلينا أن نقول شيئاً، أن نستثمر بهذا الموعد السنوي ونحاول شد العصب المستقبلي مجدداً. هذا ما فعله الحريري ومن معه، ولو أنه جاء خطاباً باهتاً ومحدوداً. وجاء الاعتداء على الثوار في ساحة الشهداء ليصبّ في الإطار نفسه، استعادة موقع "الضريح" والتصوير كأنّ الخيام الموجودة هناك اعتداء عليه. هذا ما قاله العديد ممن شاركوا في الاعتداء، "هذا اليوم لنا هنا، فليرحلوا". يتعامل التيار وفق الأسلوب نفسه: نحن نعمل يوماً واحداً في السنة، 14 شباط من كل عام. ونتيجة هذا الأسلوب واضحة في كتلة المستقبل، والخروج من عهد أسسوه سوياً مع رئيس الجمهورية، وضياع المؤسسات والمال، وانحسار الحالة الشعبية. يسعى الحريري والمستقبل إلى شد عصب الجمهور مجدداً، من باب رفيق الحريري. وكأنّ هذا التيار لم يشبع بعد من نهش اسم عاش عليه 15 عاماً. من حق هذا الجمهور وغيره أن يسأل أين 900 ألف وظيفة الموعودة قبل الانتخابات النيابية؟ أين الرواتب المتراكمة ومستحقات الصرف من مؤسسات المستقبل؟ أين أصبحت تعويضات "سعودي أوجيه"؟ ماذا عن حزب الله وتحكمّه في العباد والبلاد؟ لماذا مهادنة رئيس المجلس وهو من عرّابي الحكم؟ سياسة بلا خدمات ولا مواقف سياسية. هذه حال الحريرية السياسية اليوم باسم مشروع الحريري-2، وهذا ما هو ذاهب إليه الحريري اليوم.

 

الحقيقة بالأرقام: ميزانيات المصارف تكشف آثار الانهيار.. والهندسات!

علي نور/المدن/15 شباط/2020

كان من المفترض أن تكون المصارف المرخّص لها بطرح أسهمها للاكتتاب العام، ملزمة بالإفصاح عن بياناتها الماليّة لكل فصل، في مدّة أقصاها نهاية الشهر الأوّل الذي يلي الفصل المنتهي. لكنّ حاكم مصرف لبنان أصدر مؤخّراً تعميماً أجّل بموجبه مهلة الإفصاح عن البيانات الماليّة للفترة الماضية، اعتباراً من الفصل الثالث من العام الماضي. وهو ما سيسمح للمصارف اللبنانيّة بشراء بعض الوقت قبل الكشف عن حقيقة أرقامها، وبالأخص الأرقام التي تظهر آثار الانهيار في النظام المالي اللبناني منذ شهر تشرين الأوّل الماضي. في الواقع، يمكن أن يسمح هذا التعميم بتأجيل عرض البيانات، المتعلّقة بكل من تلك المصارف على حدة. لكنّ أرقام الميزانيّات المجمّعة للقطاع ككل، ولغاية نهاية السنة، باتت متاحة للجميع. وعمليّاً، يمكن الكشف عن كثير من تطوّرات القطاع المالي من خلال النظر في تلك الأرقام، وبالأخص من ناحية التدهور الذي شهده هذا القطاع خلال الأشهر الماضية. وأهم ما كشفته هذه الأرقام أيضاً، كان حجم العمليّات الاستثنائيّة والهندسات التي أجراها مصرف لبنان، في سياق التعاطي مع الأزمة القائمة.

ضخامة الهندسات الماليّة تنكشف

لعلّ أبرز التحوّلات التي تلفت النظر في الميزانيّات المجمّعة تكمن في حجم الهبوط الكبير في إجمالي موجودات المصارف اللبنانيّة. فهذه الموجودات انخفضت خلال عام واحد من 249.48 مليار دولار، كما في نهاية كانون الأول 2018، لغاية 216.78 مليار دولار في نهاية كانون الأول الماضيز وبذلك تكون موجودات المصارف اللبنانيّة قد انخفضت بنسبة 13.11 في المئة خلال فترة سنة واحدة فقط. يمكن اكتشاف لغز هذا الانخفاض سريعاً، عند التدقيق في موجودات القطاع، وبالأخص عند الالتفات إلى مستوى ودائع المصارف لدى مصرف لبنان، والتي انخفضت فجأة بقيمة 37 مليار دولار خلال هذه الفترة. هذه المليارات التي اختفت فجأة من ميزانيّات المصارف، لم تكن سوى الانتفاخ الناتج عن التوظيفات والقروض المتبادلة بين مصرف لبنان والمصارف، والتي جرى خلق معظمها في إطار الهندسات الماليّة، التي قرر المصرف المركزي إجراءها خلال السنوات الماضية. وما حصل من انخفاض في الموجودات لم يكن سوى إزالة لهذا الانتفاخ في الميزانيّات، بعد أن طبّقت المصارف معايير محاسبيّة جديدة، تفرض عدم تضمين الميزانيّات لتوظيفاتها لدى مصرف لبنان التي تقابلها قروض بآجال مطابقة. هذا الإجراء التقني يتعلّق اليوم بالمصارف، وطريقتها في عرض أرقام موجوداتها، من دون أن يؤثّر على حجم الأرباح الضخمة والفوريّة التي حققتها من هندسات مصرف لبنان. لكنّ أهم ما في الأمر اليوم، هو كشف التغيّرات في الميزانيّات المجمّعة لنطاق هذه العمليّات الكبير، وحجم السيولة الذي امتصّته من الأسواق خلال الفترة السابقة. أمّا السؤال الذي يجب طرحه اليوم، فيتعلّق بجدوى هذه العمليّات الضخمة وكلفتها الباهظة على مصرف لبنان، خصوصاً أنّها لم تمنع حصول الانهيار الذي يشهده القطاع المالي منذ 17 تشرين الأوّل.

التحويلات إلى الخارج تنكشف أيضاً

ثمّة المزيد من المسائل المدهشة في ما تكشفه الميزنيّات المجمّعة للمصارف اللبنانيّة. فعند إثارة الرأي العام اللبناني لمسألة التحويلات إلى الخارج، التي جرت منذ بداية العام 2019، عرضت وسائل الإعلام كتاباً من لجنة الرقابة على المصارف، موجّهاً للنائب العام لدى محكمة التمييز، القاضي غسّان عويدات، ردّاً على استيضاح منه، صرّحت فيه اللجنة أن حجم الأموال المحوّلة إلى المصارف السويسريّة منذ 17 تشرين الأوّل ولغاية 14 كانون الثاني 2020 يعادل حوالى 2.276 مليار دولار فقط. أثارت هذه المراسلات استغراب الكثير من المتابعين، خصوصاً كون استيضاح عويدات ورد اللجنة حصرا متابعة مسألة التحويلات بتلك التي ذهبت إلى المصارف السويسرا دون غيرها! كما حصرها بفترة شهرين بعد 17 تشرين الأوّل، من دون أن تشمل التحويلات التي جرت منذ بداية السنة. على أي حال، تكشف الميزانيّات المجمّعة ما لم تقم هذه المراسلات بكشفه. فحسب الميزانيّات المجمّعة، يتبيّن أن الودائع لدى المصارف اللبنانيّة شهدت خلال سنة 2019 نزيفاً بقيمة 27 مليار دولار (على شكل سحوبات أو تحويلات). وهي القيمة التي يمكن الحصول عليها من خلال احتساب الانخفاض في قيمة الودائع بعد احتساب قيمة الفوائد التي تراكمت على هذه الودائع. الـ27 مليار دولار تشكّل عملياً كل ما خسره القطاع المصرفي من ودائع سواء عبر السحب النقدي أو التحويل للخارج. أمّا احتساب ما تمّ تحويله للخارج فقط، فهو مسألة بغاية السهولة. فمجمل النقد المتوفّر ورقيّاً اليوم في لبنان لا يتجاوز الملياري دولار، حسب مقابلة "المدن" مع مدير شركة مكتّف لتحويل الأموال، التي تستحوذ وحدها على نصف سوق شحن الأموال في لبنان. وبالتالي، يمكن الاستنتاج مباشرةً أن قيمة ما تم تحويله إلى الخارج من الودائع المصرفيّة خلال عام 2019 لا يقل عن 25 مليار دولار. الفارق بين ما ورد في مراسلات عويدات مع لجنة الرقابة على المصارف، وما تكشفه الميزانيّات المجمّعة، فارق ضخم. فبينما يعاني اليوم صغار المودعين في الحصول على الفتات من ودائعهم، وفق سقوف سحب متدنيّة، ثمّة مودعون تمكّنوا خلال عام كامل من تهريب هذا الحجم الضخم من السيولة إلى الخارج، من دون أن يقوم مصرف لبنان خلال هذه الفترة بأي خطوة، أو تدخّل لوقف هذه الظاهرة. من هم أصحاب هذه المليارات التي خرجت من البلاد خلال عام 2019؟ في جدول نشره الكاتب الاقتصادي محمد زبيب، مسرّب من تقرير للجنة الرقابة على المصارف، يتبيّن أن أصحاب الودائع التي تتجاوز قيمتها المليون دولار أميركي، والذين يمثّلون واحد في المئة من أصحاب الحسابات المصرفيّة في لبنان، إمتلكوا 47 في المئة من قيمة الودائع المصرفيّة سنة 2019. هذه الشريحة النافذة ماليّاً كانت مسؤولة عن 98 في المئة من قيمة هذا الاستنزاف في الودائع المصرفيّة في تلك السنة، من خلال تهريب الودائع من النظام المالي اللبناني. تكفي هذه الأرقام لتحديد الفئات التي مكّنها النظام المالي من النجاة على مشارف الانهيار، والفئات التي تدفع اليوم ثمن هذا الانهيار.

توقّف سحوبات الدولار حتمي

تعتمد المصارف اللبنانيّة على حساباتها لدى المصارف المراسلة في الخارج (القطاع المالي غير المقيم) لشراء الدولارات الورقيّة وشحنها إلى لبنان، لتأمين السحوبات النقديّة لزبائنها. كما تعتمد المصارف على هذه الحسابات لسداد ديونها في الخارج، وإجراء الحوالات لعملائها، خصوصاً بعد تشدد مصرف لبنان في استعمال الاحتياطي المتوفّر لديه من العملة الصعبة. تبيّن الميزانيّات المجمّعة للمصارف اللبنانيّة أن المصارف اللبنانيّة خسرت خلال عام 2019 ما نسبته 43.56 في المئة من قيمة حساباتها لدى القطاع المالي غير المقيم (أي المصارف المراسلة)، لتستقر قيمة هذه الحسابات عند مستوى الـ 6.77 مليار دولار. مع العلم أن هذه الأرقام تعكس أثر السحوبات النقديّة الكثيفة والمستمرّة منذ 17 تشرين الأوّل ولغاية نهاية كانون الأوّل (فترة شهرين ونصف)، وهو ما لا يُظهر أثر إستمرار هذه الظاهرة خلال شهر كانون الثاني والنصف الأوّل من شهر شباط. وبذلك، يصبح من الواضح أن استمرار المصارف في توفير السحوبات النقديّة لعملائها بالدولار سيكون مسألة متعذّرة خلال الفترة المقبلة، إلا إذا سمح مصرف لبنان باستعمال الاحتياطي الذي يملكه من العملة الصعبة لهذه الغاية. وهو ما يستبعده الجميع. ولذلك، تمهّد المصارف اليوم للوصول إلى مرحلة توقّف السحب النقدي بالدولار بشكل تام في فروعها، من خلال تخفيض سقف السحوبات بشكل تدريجي، والتقشّف في توفير هذه الدولارات في الفروع.

ضرورة المحاسبة

في المحصّلة، تشير الميزانيّات المجمّعة حتى نهاية السنة الماضية إلى أن الانهيار الحاصل لن يكون مجرّد إضطراب مؤقّت ومحدود، وأن هناك نفقاً طويلاً لن يخرج منه لبنان من دون إعادة هيكلة القطاع المالي اللبناني ومعه بنية الاقتصاد بأسرها. والأهم، تكشف هذه الميزانيّات أن هناك الكثير من الأمور التي جرت قبيل الانهيار، والتي ربّما سرّعت في حصوله، والتي تستدعي التحقيق والمحاسبة، وفي طليعتها مسألة التحويلات التي جرت إلى الخارج من دون أي ضوابط من الجهات الرقابيّة في لبنان. كما ثمّة ما يستدعي المساءلة في طبيعة المعالجات التي جرى اعتمادها خلال الأزمة، وبالأخص العمليّات التي جرت منذ 2016 تحت مسمّى الهندسة الماليّة.

 

14 شباط وسعد الحريري.. الطيبة والرعونة لا تُنتج زعامة

أيمن شروف/المدن/15 شباط/2020

بعد اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري، في 14 شباط 2005، كان ابنه سعد متلهٍ في عالم الأعمال، وكل ما ليس له علاقة بالشأن السياسي. أتاه خبر قتل والده، ومن هناك، تغير كُل شيء بالنسبة له. لم يعد ابن الرجل الأقوى في لبنان والمحيط، ولا المدلل الذي بإمكانه أن يفعل ما يشاء من دون رقيب. لم يعُد حُرّاً إلى حد ما. طُلب منه أن يرث، فلم يكن أمامه أي خيار آخر، سوى أن يرتدي عباءة كان يعرف تماماً، وكُل من حوله، ومن كان حول والده، أنها كبيرة عليه، كبيرة جداً. لبس سعد رفيق الحريري عباءة ليحكم. كان والده قبله يحكم ليس بصفته رئيس حكومة فقط، بل أيضاً لأنه الثري صديق الرؤساء ومندوب العرب إلى العالم. كيف يحكم ابنه وهو بربع ثروة وبعائلة مُبعثرة، وبصداقات كوّنها بصفته الابن المدلل للزعيم وليس الزعيم نفسه؟ حينها حتى، لم يكن سعد الابن بحاجة لفحص منسوب المعرفة ولا القدرة على القيادة. لم يكُن بحاجة لصداقات والده ولا لدهائه. صعد زعيماً بإرث كبير جداً كان يكفيه ليفعل الكثير. أو يكفي لكثيرين أن يفعلوا عنه.

الإرث والاستعطاف

دخل الحياة السياسية التي لم يعرفها مطلقاً من بابها الواسع. ابن رجل اغتيل لأنه شكّل في مكان ما خطراً على منظومة بأسرها، على بلدان كانت ولا تزال تريد أن تتمدد وتسيطر وتقمع كُل من يعارض استيلائها على هذا الشرق. دخل وارثاً عبء الدم، دم الزعيم السني الذي سريعاً تحوّل إلى زعيم وطني بعد 14 آذار 2005. دخل سريعاً ليجد إلى جانبه حيتان سياسة ومصالح، وهو الذي لم يعرف من السياسة شيئاً، لكنّه عرف أنه صاحب النفوذ، من دون أن يستثمر هذا النفوذ الاستثنائي. منذ ذلك الوقت، خاض الحريري معاركه السياسية بصفته الوريث. يمارس السياسة باسم دماء الشهيد. حين يُخطئ يلجأ إليه وحين ينتصر يهديه النصر. بين الربح والخسارة، كانت محطاته مع الثانية أكثر بكثير. بالتالي، كان يلجأ لوالده ليُخفف من الهزيمة أمام جمهوره. نجح كثيراً في استعطاف الناس، لكنه بقي أسير الحالة، أسير الوراثة لفترة طويلة. وطبعاً، لم يكن هو الوحيد المسؤول عن هذه الهزائم، بل في غالبيتها وفي الفترة الأولى، كان يدفع فاتورة خيارات من وقف معه بعد الاغتيال. هؤلاء أخذوا منه كثيراً واستهلكوا مثله وأكثر في دماء رفيق الحريري.

عبء كبير حمله سعد الابن. خصومه/أعداؤه، لم يتركوا له أي متسع من الوقت ليرتاح. فهو يحمل إرث من قُتل لأنه كبر كثيراً. وهو بالتالي هدف. يريدون النيل منه بشتى الوسائل. من حملة ما بعد حرب تموز 2006 إلى 7 أيار 2008 والقمصان السود وانقلاب 2011 ونفيه السياسي. أدرك الحريري أن المعركة كبيرة، وأن الفوز بانتخابات 2009 لن يُلغي إجباره على الذهاب إلى دمشق لينام تحت سقف واحد مع من شارك في قتل والده. هذا لا يأتي ضمن حملة الأعداء. هذه التجربة على قساوتها كانت لأنه أيضاً الوريث الوحيد لرفيق الحريري، ولأن السعودية آنذاك رأت مصلحة في الـ"س – س"، وأن باستطاعتها فصل مسار بشار الأسد عن إيران. هنا أيضاً خسر الحريري ودفع من كيسه، بل من إرث والده. كان يتلقى الضربات من الحلفاء والخصوم كما من الأعداء، من دون أن يكون له لمسة فعلية لا هنا ولا هناك.

اللعب منفرداً

تقريباً، لم يخض سعد الحريري منذ عام 2005 وحتى إقالته من الحكومة في 2011 معركة سياسية إلا وتكبد فيها خسارة ما، كان يعوضها باستعادة ذاكرة الوالد، التي استُهلكت دماءه كثيراً ولسنوات. وبين كُل هذا، لم يعرف سعد الحريري كيف يدير العلاقة مع حلفائه، وبدل التأسيس لتحالف وطني برؤية أوسع من فكرة العدالة، تحوّل هذا التجمع الذي رأسه لسنوات إلى مجموعات سياسية متناحرة تحت الطاولة، متصالحة فوقها على فكرة السيادة والانتقام، فيما الواقع كان يُشير إلى ذهاب كل واحد منهم إلى خيارات ضيقة تُناسبه، فوليد جنبلاط كان أول الراحلين عام 2009 حفاظاً على بيئته الضيقة، ثُم فعل بالمثل سمير جعجع عام 2013 حين هرول لتبني القانون الأرثوذكسي لحسابات مسيحية ورئاسية في آن. وبين هذا وذاك، وبعد هذين المفصلين، قرر سعد الحريري أن باستطاعته أن يلعب منفرداً، من دون حلفاء "المصلحة"، فذهب إلى سليمان فرنجية ثم فتح خطوطاً مع جبران باسيل وميشال عون. هنا تحديداً، كان في طور الخروج من مرحلة "الدم" إلى مرحلة أخرى، يكون فيها لاعباً سياسياً لبنانياً مثله مثل الباقين.، منذ عام 2015 تقريباً، لم يعد يريد الحريري أن ينتظر أحداً، فهو يعتبر أن باستطاعته رسم السياسة التي تناسبه وتربحه في نهاية المطاف، متكلاً على مستشارين أقوياء في تبعيتهم. إذ يروي من كان يحضر اجتماعات بيت الوسط لفترة طويلة أن "رئيس الحكومة السابق يطرح فكرته، ويتبارى الجميع على تجميلها وتأييدها. لم يكن هناك فعلياً من يجادل أو يُناقش، حتى لو سمعوا فكرة غير قابلة للتطبيق". يقول هؤلاء إن "الحريري عنيد جداً ولا يرضى أن يستمع إلى من يخالفه الرأي".

بين عامي 2014 و2016، تسابق كُثر إلى ميشال عون، بينهم مثلاً نهاد المشنوق، الذي أتى به الحريري نائباً عن بيروت ومن ثم وزير داخلية لاحقاً. أيضاً، بعد الأرثوذكسي، خطى سمير جعجع، حليف الحريري، مُنفرداً إلى داخل الطائفة، أقفل الباب عليه ومضى إلى تفاهم معراب. مرة أخرى "وجد سعد نفسه أمام حليف يتركه ليحقق مصالحه"، كما يصف من حوله الواقع. لماذا يفعلون هذا؟ لم يستوعب الحريري طيلة تلك الفترة أن الطيبة والرعونة لا تُنتج زعامة. لم يتعلّم. قرر أن يذهب أبعد من حليفه المسيحي، فهو الزعيم السني الذي بإمكانه تأمين وصول الزعيم المسيحي إلى بعبدا. تولّى نادر الحريري أخذ المبادرة، وبعد فترة، خرج التفاهم الرئاسي إلى العلن، حلم ميشال عون يُحققه سعد الحريري بكامل إرادته. في تشرين الثاني عام 2016 وبعد انتخابه رئيساً للجمهورية، كلّف عون الحريري تشكيل الحكومة، لندخل مرحلة "العهد القوي"، مرحلة لم يُدرك رئيس حكومتها أنها ستكون أسوأ ما يمرّ على لبنان. رآها آنذاك خلاصاً، هذا أيضاً يندرج تحت خيار سوء الإدارة، أو الرد المُتسرع.

الالتصاق بـ"العهد القوي"

دخل إلى العهد القوي وهو يعتقد أنه انتصر وحقق تسوية ستعيش كثيراً. لم يتنبه أنه بهذه التسوية قد دخل وكراً من حلفاء جدد، أسوأ بكثير مما عهده مع حلفائه السابقين. ما حصل معه في السعودية (2107)، جعله يرتمي أكثر فأكثر في أحضان خصوم الأمس. رأى أن حلفاءه السابقين تخلوا عنه. وسمع أنهم باعوه عند أول مفترق طرق. ماذا فعل؟ التصق أكثر بالعهد القوي ومن معه. ترك لجبران باسيل أن يسرح ويمرح كما يشاء. تركه ليكون رئيس حكومة يُفصل ما يشاء ساعة يشاء، ويقول وبكل صراحة إنه "يسترجع صلاحيات رئاسة الجمهورية". كان الحريري يعتبر أن الطائف هو الشيء المُقدس، لكنه لم يكترث حين ضُرب الطائف أكثر من مرة. غضب على جعجع، فذهب إلى تسوية كادت أن تُنهيه. ثم، وافق على قانون انتخاب يُعطي حليفه المسيحي الجديد وحليفه المسيحي القديم الكثير، من حسابه، ولم يتنبه لما هو فاعل. يلوم الآخرين على هذا الأمر. لعلّه اعتبر أن المسؤول فقط عن هذه الخسارة هو ابن عمته نادر، وهنا أيضاً عودة أو استمرار بالرعونة نفسها التي طبعت مراحل كثيرة من حكمه.

ثلاث سنوات من "العهد القوي" الذي آمن به الحريري لفترة طويلة، كانت كفيلة بأن تقضي على أي أمل تبقى بقيامة هذا البلد. خاض الحريري الانتخابات عام 2018 ليُطبق "سيدر" ويُخرج لبنان من أزمته، أو هكذا اعتقد، فخرج منها خاسراً لحوالى نصف عدد النواب الذي كان لديه، وفاجأه حلفاؤه الجدد بما هو متوقع للجميع إلا هو: عرقلة مشروعه. وفي خضم كُل هذا، كان من حوله يتفننون بابتزازه، وآخرون يمارسون فسادهم تحت غطاء انتمائهم إلى تياره السياسي وبعضهم شغل مواقع حساسة وزارية وإدارية، وهو في مكان ما تعامى عنهم، وكثيراً. أتت ثورة 17 تشرين. كانت فرصة سعد الحريري ليهرب من وزر ما اقترفه. انتظر أكثر من 12 يوماً لكي يستقيل. كان بإمكانه أن يخرج بشكل مغاير، لكن على الرغم من تأخره، لم يتعرض لكثير من الانتقادات كما كان الواقع مع جبران باسيل. تسويته الرئاسية جعلت الناس تنتفض ضد كُل النظام السياسي ولعلّ هذا أهم ما حصل أو ما فعله، ولكن طبعاً عن غير قصد. خدمته الثورة وهو يعترف بذلك كما يقول المقربون منه، حررته من كل هذا العبء الذي جناه على نفسه. بإمكانه الآن أن يهدأ ويعيد لملمة صفوف تياره. اليوم، وبعد 15 عاماً من اغتيال والده، يُدرك الابن جيداً أن ما فات قد فات، وأن كل الخسائر التي حصلت لا يُمكن تغييرها، ولكنه لا يُريد أن يستسلم، طموحه السياسي لا يزال موجوداً، فماذا سيفعل؟ يقولون في بيت الوسط إن "ما قبل 14 شباط 2020 لن يكون كما بعده. الحريري 2020 لن يكون بأي شكل شبيه الحريري طوال 15 عاماً. مرحلة المراجعة بدأت وهناك الكثير سيظهر إلى العلن قريباً وتباعاً. خيوط المرحلة المقبلة سيرسمها الخطاب".

صفات لا يمتلكها

إلى الآن يبدو عنوان هذه المرحلة الموعودة، تقييم كُل ما فات. والمدخل إلى السياسة من جديد سيكون بإعادة ضرب ما بُني على أساسه التفاهم الرئاسي، أي معركة الحريري ستكون مع العهد القوي الذي ساهم بوصوله. كلام قاس وحاد سيُقال في هذا الخصوص من بيت الوسط. لكن السؤال، هل المعركة هي فقط مع ميشال عون؟ ماذا عمّن يدعمه؟ يقول المقربون منه إن "من أوصلنا إلى هذه المرحلة هو جبران وعمّه وعليهم أن يتحملوا المسؤولية، أما الثنائي الشيعي فلا نعتقد أنهم متمسكون بجبران كما يعتقد البعض، بل على العكس". في هذا السياق، تقول الأوساط إنه "في كل المرحلة الماضية، لم يُخطئ الثنائي معنا أبداً، بل على العكس كانوا صادقين بنواياهم". انتهت الخصومة؟ "بالإمكان القول إن خلافاتنا معهم كبيرة في أكثر من ملف، ولكن هم بحاجة لنا، أي العلاقة هي علاقة مصالح متبادلة، علاقة إيجابية وليس العكس". الحليف الوحيد إلى الآن لسعد الحريري هو وليد جنبلاط (الذي طبعاً سبق الحريري بفتح النار على عون)، ولكن اليوم بالنسبة له لا شيء ثابتاً. يحاول من هو على صلة به أن يوصل رسالة مفادها أن "أي تحالف اليوم سيكون مبنياً على أسس واضحة ومتينة، وإلا فلا تحالف مع أحد". تتجهون إلى تكوين معارضة بناءة كما يقول الحريري، عدا جنبلاط مع من تلتقون؟ "نلتقي مع من يُشاركنا خياراتنا". القوات؟ "لا تواصل إلى الآن ولكن منفتحون كثيراً بشرط أن لا نُعامل كما عوملنا في المرحلة الماضية". ماذا عن الثورة؟ يقول سعد الحريري إنه مع الناس. الأيام المُقبلة ستُثبت صحة هذا القول من عدمه. النية لمحاسبة الفاسدين موجودة، ولكن أيضاً هذا سيكون تحت الاختبار. خطابات كثيرة قالها الحريري وقيل فيها وعنها إنها مفصلية لكنها لم تنتج شيئاً. كانت الكلمات تُرمى يميناً ويساراً وتبقى الأفعال كما هي. ما الذي سيتغير اليوم؟ قد تكون ثورة 17 تشرين بمثابة تحذير أولي بضرورة التغيير، كُل هذا رهن ما سيفعله الحريري مستقبلاً. خسر سعد الحريري كثيراً طوال 15 عاماً. لم يعد بالإمكان استخدام دماء والده حتى لو المتحمسين إلى جانبه يفعلون ذلك. لا مجال بعد الآن لأي دعسة ناقصة. كُل إرثه وإرث والده على المحك. نسخته الجديدة ستحدد ما إذا كان سيحيا بعد كل هذا التخبط، أم لا. تاريخه لا يخدمه كثيراً، حلفاؤه لم يخدموه كثيراً، الدول الصديقة لم تخدمه كثيراً، رؤيته لم تخدمه كثيراً، هو لم يخدم نفسه كثيراً. سينهض؟ هو بحاجة لكثير من الحظ، الحنكة، الذكاء، الخبث. صفات تبين أنه لا يمتلك معظمها، وطبعاً من حوله لا يمتلكون شيئاً منها. من حوله؟ بإمكانه أن يبدأ من هنا مثلاً. أكثر من ذلك، شعاره بعد 15 عاماً من اغتيال والده، "رفيق الحريري من جديد". الشعار لا يُبشر بتغيير، بل العكس تماماً.

 

أسباب تعديل فوائد التسليفات: الانسجام بين المصارف والحكومة

عزة الحاج حسن/المدن/15 شباط/2020

عمّمت المصارف معدلات الفوائد المرجعية الجديدة BRR للتسليفات بحيث أصبحت 6.75 في المئة بالدولار الأميركي بدلاً من 8.50 في المئة و9 في المئة للتسليفات بالليرة اللبنانية بدلاً من 11.50 في المئة، وذلك تطبيقاً للتعميم الوسيط الصادر عن مصرف لبنان بتاريخ 13 شباط الجاري. مع الإشارة إلى أن الفوائد المرجعية الجديدة تُعد قاعدة لاحتساب الفوائد على القروض، إضافة لكلفة المخاطر والربحية، وعادة يُضاف بين نقطتين و3 نقاط على الفائدة المرجعية لتحديد الكلفة الفعلية على الاقتراض.

"تضحيات" المصارف!

تعميم مصرف لبنان المذكور أعلاه كان قد فرض على المصارف اللبنانية التقيد بالحد الأقصى لمعدل الفائدة الدائنة على الودائع التي تتلقاها، أو تقوم بتجديدها، بعد تاريخ 13-2-2020، وتوزعت الفوائد على العملات الأجنبية والليرة، وبحسب مدّة الايداع. ففي ما يخص الودائع بالعملات الأجنبية من دولار وغيره، توزعت على 2 في المئة على الودائع لشهر واحد و3 في المئة على الودائع لستة أشهر، و4 في المئة على الودائع لسنة وما فوق. أما في ما يخص الودائع بالليرة، فتوزعت على 5.5 في المئة على الودائع لشهر واحد، و6.5 في المئة على الودائع لستة أشهر، و7.5 في المئة على الودائع لمدة سنة وما فوق.

أشادت المصارف "بنفسها" بطريقة غير مباشرة لإقدامها على خفض معدلات الفوائد للتسليفات، باعتبارها جزءاً من تضحياتها في سبيل إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد الوطني في الظروف الصعبة الراهنة، في مبادرة منها لملاقاة السياسة التي أرستها الحكومة الجديدة في أعقاب الاجتماعات المتتالية والمتعددة، التي شاركت فيها جمعية المصارف. ولكن في الحقيقة أن الخفض الذي أقدمت عليه المصارف للفوائد على التسليفات ليس كافياً، ولا يتناسب ومستوى الفوائد على الودائع، لاسيما بعد خفضه الأخير، وفق ما يقول مراقبون. فالمواطن يبقى الخاسر الوحيد إن كان مودعاً أو مقترضاً بالمقارنة مع ما تحققه المصارف من أرباح.

خفض كلفة المديونية؟

خفض الفوائد إن على الودائع أو التسليفات ليس الأول من نوعه منذ أشهر. وكان مصرف لبنان قد أصدر تعميماً في 4 كانون الأول 2019 خفّض بموجبه معدل الفائدة الدائنة على الودائع المصرفية، بعدما بلغت مستويات قياسية وصلت إلى 17 في المئة على الودائع بالعملات الأجنبية، إلى 5 في المئة على الودائع بالعملات الأجنبية، وإلى 8.5 في المئة على الودائع بالليرة اللبنانية. في المقابل، طلب التعميم من جميعة المصارف أن تعكس الخفض في احتساب معدلات الفوائد المرجعية لسوق بيروت BRR. وهو ما حصل فعلاً في 3 كانون الثاني 2020، حين قامت جمعية المصارف بتعديل معدّل الفائدة المرجعية لتصبح 9.35 في المئة للدولار الأميركي و12.45 في المئة لليرة اللبنانية. ثم عمدت المصارف إلى خفض معدل الفائدة المرجعية مجدّداً في 17 كانون الثاني 2020، إلى 8.5 في المئة للدولار وإلى نسبة 11.5 في المئة لليرة اللبنانية.

وكانت المصارف لفتت في بيانها أمس الى أن منحى التخفيض للمعدلات المدينة المطبقة على القطاع الخاص ستشمل قريباً تخفيضاً موازياً لكلفة المديونية العامة، والتي من المتوقع التوصل اليها بالتعاون مع وزارة المالية كمدخل لإعادة جدولة الدين العام، وإعادة هيكلته بحيث تصبح خدمة المديونية العامة قابلة للاحتمال، وبحيث تتحرر موارد للخزينة العامة يمكن استعمالها لتعزيز وظائف الدولة الاقتصادية والاجتماعية.

 

ناصيف حتّي زهده في الرئاسة وراء موافقة باسيل على توزيره

صلاح تقي الدين/انديبندت عربية/14 شباط/2020

مهمة حتّي في وزارة الخارجية لن تكون سهلة، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمرّ بها لبنان، إضافة إلى الظروف الإقليمية.

بعد المعاناة الكبيرة التي مرّت فيها المشاورات لتشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة حسّان دياب، تبيّن أن حقيبة وزارة الخارجية كانت إحدى العقد الرئيسية أمام إخراجها إلى النور نظراً لإصرار رئيس الجمهورية ميشال عون وعناد صهره وزير الخارجية السابق جبران باسيل على الاحتفاظ بهذه الحقيبة السيادية نظراً لما تمثّله من تأثير “مفترض” على اسم رئيس الجمهورية المقبل، حتى آلت إلى السفير ناصيف حتّي. وسبب عناد باسيل لفرض اسم وزير الخارجية الذي سيخلفه في قصر بسترس يعود إلى المحاصصة الطائفية التي أضحت سمة لازمة في تشكيل الحكومات اللبنانية، حيث كرّس العرف الخارجية من نصيب الموارنة والداخلية من نصيب السنّة مقابل المالية للشيعة والدفاع للروم الأرثوذكس. وانطلاقاً من هذه القاعدة راح باسيل ينتقي من بين الموارنة الأسماء التي يفترض أن الرئيس دياب سوف يقترحها لتولي حقيبة الخارجية ممن يعدّون الأقل خطراً على طموحاته الرئاسية، فكان أن وقف بكل جوارحه معارضاً إسناد هذه الحقيبة للوزير دميانوس قطّار الذي يعتبره مرشحاً رئاسياً جدياً وخصماً لن يكون من السهولة التفوق عليه، وبقي يرفض الأسماء تلو الأسماء، إلى أن قبل «مُكرهاً لا بطلاً»  بالوزير حتّي، ربما لغياب الطموحات الرئاسية لدى الأخير، أو لأنه أبدى زهداً نادراً في المنصب، ما أقنع باسيل بالقبول به لتولي المنصب.

شؤون عربية

الوزير حتّي نال الإجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1975، والماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة ذاتها، وحصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة. شغل حتي منصب المتحدث الرسمي باسم جامعة الدول العربية ثم رئيساً لبعثة جامعة الدول العربية في فرنسا والمندوب المراقب الدائم للجامعة لدى منظمة اليونسكو.وقبل ذلك شغل منصب المستشار السياسي والدبلوماسي الخاص لأمين عام جامعة الدول العربية، وكان أيضاً أستاذاً في العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وعضواَ في هيئة تحرير مجلة “شؤون عربية” الصادرة عن جامعة الدول العربية. إلى جانب ذلك كان حتّي أستاذاً زائراً في الأكاديمية المتوسطية للدراسات الدبلوماسية في مالطا. كما أنه كان يحاضر حتى وقت قريب في العديد من الجامعات الغربية ومراكز الأبحاث، ويساهم بمقالات سياسية في العديد من الصحف العربية.

وقد شارك في الكثير من الندوات والمؤتمرات حول قضايا الشرق الأوسط وقضايا المتوسط والسياسة الدولية، وهو عضو في مراكز أبحاث تعنى بالقضايا الدولية وقضايا الشرق الأوسط.

القدر الجغرافي والصفقة

خلال حفل التسلم والتسليم التقليدي في وزارة الخارجية، كانت للوزير حتّي أوّل إطلالة إعلامية بعد تسلّمه مهامه حيث قال إن “قدر لبنان بسبب جغرافيته السياسية أن يتأثر إلى حد كبير بصراعات المنطقة، وعلينا أن نسهم بالقيام بدور الإطفائي لإطفاء الحرائق المشتعلة في المنطقة”، متمنياً “بناء وتعزيز جسور التواصل مع المجتمعات الدولية”، ومشيراً إلى أن “هذا الأمر سيبقى في طليعة اهتماماتنا”. لن تكون مهمة حتّي في وزارة الخارجية سهلة بالتأكيد وخصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمرّ بها لبنان، ناهيك عن الظروف الإقليمية التي كانت باكورة اختباراته فيها صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فسارع حتي الضليع في شؤون الجامعة العربية إلى التعليق في حديث تلفزيوني بالقول “صفقة القرن هي محاولة للالتفاف على بعض القرارات وعلى بعض المبادئ الدولية التي تعنى بالشأن الفلسطيني، لاسيما حق الشعوب في تقرير مصيرها”، لافتاً الى أنه “لا يمكن اللعب بمبدأ الحدود أو أن يأتي رئيس ويعطي حدود دولة لدولة أخرى”، مبيناً أنه “سيذهب الى المؤتمر الاستثنائي لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث خطة السلام وسيتم تجديد موقف لبنان الذي أعلن عنه في بيروت عام 2002، أما موضوع التوطين فهذا الأمر مرفوض”. تاريخ حتّي المعروف بمساندة القضية الفلسطينية، لم يشفع له أمام محاولات التشويش التي لم تغب عن الصحافة اللبنانية، فتولت إحدى الصحف المعروفة بقربها من حزب الله نشر مقال اتهمت فيه حتّي بأنه أجرى مقابلة مع محطة تلفزيونية إسرائيلية ويرى حتّي أن المطلوب هو التحرك دوليًا على كافة الأصعدة لتحقيق السلام في فلسطين، ويقول “لا يمكن التفاوض ضمن مرجعية مفروضة أحاديا، وعلينا جميعا تحصين البيت العربي وتوفير كافة أنواع الدعم للموقف الفلسطيني والتحرك دوليا للعمل على تحقيق السلام”. ولم تتوقف الدبلوماسية اللبنانية بقيادة حتّي عن التنبيه إلى مخاطر هذه الصفقة، حيث توجه بعد المؤتمر الاستثنائي لجامعة الدول العربية إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية حيث انعقد مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي فكانت لحتّي كلمة قال فيها إن “المقترحات والأفكار التي تطرح حلولا تحت عناوين تحقيق السلام هي حلول تقوم على ما يشبه دويلة فلسطينية منقوصة السيادة وعلى بعض الأراضي الفلسطينية وتريد أن تضفي الشرعية على الاحتلال وتتجاهل ما هو مبادئ قانونية وتسقط قرارات دولية”، مشيرا الى أن “هذه الأفكار لا يمكن أن تؤدي إلا إلى المزيد من التوترات والمخاطر والدمار”. وأكّد حتّي أن “المطلوب منا اليوم هو التنسيق الفعلي والتحرك العاجل على كافة الأصعدة للعمل على تحقيق السلام حسب المرجعيات الدولية المعروفة، ومبادئ مبادرة السلام العربية وقرار مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد في دورة غير عادية”.

في مرمي النيران

مواقف حتّي هذه لاقت إشادة في الداخل اللبناني حتى أن بعض الأوساط السياسية ذهب إلى اعتبار أن “الوزير حتّي سجّل نقطة إيجابية في موضوع النأي بالنفس والتزام لبنان بمبادرة السلام العربية التي أعلنت في قمة بيروت في العام 2002 والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس، والتأكيد على الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وحق العودة ورفض التوطين بكافة أشكاله”. لكن ورغم تاريخ حتّي المعروف بمساندة القضية العربية المركزية وهي قضية فلسطين، فإن محاولات التشويش عليه لم تغب عن صفحات الصحافة اللبنانية، فتولت إحدى الصحف المعروفة بقربها من حزب الله نشْر مقالٍ اتهمت فيه حتّي بأنه أجرى مقابلة مع محطة تلفزيونية إسرائيلية أثناء توليه مهامه في العاصمة الفرنسية باريس باسم الجامعة العربية، فسارع وزير الخارجية الجديد إلى إصدار نفي للخبر مشيراً في بيان إلى المقابلة التي أجراها وقال إن “كريستيان مالار صحافي فرنسي معروف يزور الدول العربية وكنا نلتقيه كما نلتقي عددا من الصحافيين الفرنسيين عندما كنت في مسؤولياتي في فرنسا، وقد أجريت معه مقابلة في إحدى المرات ولم أعلم لأيّ قناة أو إذاعة يريد إعطاءها، ولكني علمت في ما بعد أنه أعطاها لإحدى قنوات التلفزة الإسرائيلية”. وأضاف “إن مواقفي الرسمية والوطنية والعربية معروفة جدا، وكنت في طليعة المدافعين، عن اقتناع وليس فقط انطلاقا من موقعي الرسمي، عن القضايا العربية وعن موقف لبنان في الساحات الدولية وفي فرنسا خاصة، ولا يمكن بأيّ شكل من الأشكال أن أجري مقابلة مع قناة عدوّة. ما حصل أن كريستيان مالار أجرى معي تلك المقابلة ثم أعطاها لقناة إسرائيلية يبدو أنه بدأ بالعمل معها، ولم أكن على علم بذلك. أنا أجريت المقابلة مع صحافي فرنسي أعرفه منذ سنوات وهو يزور الدول العربية. والكل يعرف تاريخي الوطني والعربي في فرنسا وقبلها وبعدها”.

الوزير والقنابل الصوتية

حتّي الذي أعلن عقب المحادثات التي أجراها مع نظيره البلجيكي فيليب غوغن أنه “آن الأوان لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلادهم”، لم يسلم في هذا الموقف من انتقاد وجّهه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي كتب في تغريدة

على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي “يبدو أن وزير الخارجية الجديد ناصيف حتّي يحبّ تفجير قنابل صوتية كبيرة، كي يوازي سلفه في ادعاءات المبالغة، كي لا أقول العنصرية المعروفة”، ناصحا إياه باستبدال منصبه من الخارجية إلى الكهرباء. ولعلّ جنبلاط أراد من هذه التغريدة التذكير بمواقف باسيل “العنصرية” تجاه النازحين السوريين أكثر من توجيه السهام إلى حتّي.يؤكّد حتّي أنه لا يمكن القول إن لا حماسة عربية للتواصل مع لبنان، معتبرًا أنّ عليه محاولة تعزيز الموقف اللبناني. وهو يقول “سنتجه نحو كل الدول العربية لتعزيز العلاقات. والمطلوب اليوم بناء الثقة من خلال الامتناع عن اتّخاذ مواقف حيال الدول العربيّة، والتي لن تصبّ إلّا بإيقاع الضرر بلبنان واللبنانيين كافة”.

وشدّد على أنّه لا ينتمي إلى طرف معيّن بل يعمل بحسب قناعاته، قائلاً “لو وَضَعَ أيّ أحد شروطًا عليّ لما كنت في الوزارة اليوم، وأنا لا أنتمي إلى أيّ حزب بل أتحاور مع الجميع والدبلوماسية تفرض الإصغاء إلى الجميع”. يطالب حتّي بإخراج مسألة اللاجئين من التجاذب الداخلي في لبنان، ويلفت إلى أنّ “هناك مسؤولية دولية لمساعدة الدول المضيفة”، مشدّداً على أنّ “لا أحد يستطيع فرض التوطين”. لن تكون مهمة حتّي ومن ورائه حكومة الرئيس دياب بكاملها مهمة يسيرة، وطريقها لا يتوقع لها أحد أن تفرش بالورود، لكن المهم بالنسبة إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن خلفه في وزارة الخارجة لن يكون عقبة أمام حلمه بالوصول إلى رئاسة الجمهورية، رغم أنه ماروني بامتياز.

 

تأخير صدور القرار الظني باغتيال الحريري... سياسي أم قضائي؟

جاكلين مبارك/انديبندت عربية/14 شباط/2020

الحكم... والحسابات القائمة على الصراع الاميركي الإيراني والتضييق على "حزب الله"

قبل 15 عاماً، وتحديداً في 14 فبراير (شباط) 2005، دوّى انفجار هائل أمام نادي اليخوت على الواجهة البحرية المجددة من بيروت، غيّر مجرى الحياة السياسية في لبنان، وزعزع التوازن الإقليمي الذي شكّل لبنان مسرحاً له، ومؤشراً مهماً لانتقاله من الصراع البارد بالوكالة إلى المواجهة الساخنة على مختلف الساحات العربية بدءًا من بيروت.

أودى انفجار 14 فبراير بحياة رئيس الوزراء الأسبق للبنان وزعيم الطائفة السنية رفيق الحريري، مفجّراً حزناً وغضباً عارمَيْن لم تقتصر حدودهما على الطائفة، بل تجاوزتها لتطال شريحة كبيرة من اللبنانيين من مختلف الطوائف. أصابع الاتهام السياسي في الدرجة الأولى وُجهت إلى سوريا، الوصي على لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 ودخول الجيش السوري بعد الانقلاب على رئيس الحكومة المؤقتة آنذاك ميشال عون. وفي الشارع المقابل الحليف لسوريا، كان رفض للاتهام. وجاء تنظيم تظاهرة من جانب القوى الحليفة لدمشق في الثامن من مارس (آذار) 2005 ليفجّر فورة غضب عارمة أدت إلى ولادة تحالف "14 آذار"، رداً على احتفالية الدعم للنظام السوري، رفضاً لاتهام دمشق بتنفيذ الاغتيال.

نشأة المحكمة الدولية

منذ ذلك التاريخ، دخلت البلاد في اصطفاف سياسي حاد بين تحالف "14 آذار" المنبثق من مليونية الشارع المنتفض على المس بسيادة البلد ووصاية القبضة السورية عليه، وبين تحالف الثامن منه الذي جمع تحت قبعته كل القوى الموالية لنظام الأسد. ومن رحم هذين الاصطفافين، بدأت معركة استعادة السيادة اللبنانية من باب تحقيق العدالة وكشف هوية منفذي جريمة الاغتيال، في وجه الفريق الذي يرى السيادة من باب وحدة المسار والمصير مع سوريا. ولم ينجح القضاء اللبناني في تحمل مسؤولية إدارة التحقيقات بفعل الشكوك التي رافقت مسارها، فكان لجوء الفريق المتضرر إلى الأمم المتحدة، مطالباً بالعدالة الدولية.

نصف مليار دولار

وعلى الرغم من المسار الشاق الذي سلكه فريق "14 آذار" والمجلجل بمزيد من الاغتيالات في صفوفه، لوضع اتفاق بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة لإنشاء محكمة خاصة للنظر في الجريمة، فإن رفض الفريق الموالي لسوريا والممثل في الحكومة هذا الاتفاق، أسقطه على طاولة مجلس الوزراء باستقالة وزرائه، ما أدى إلى إنشاء المحكمة بقرار دولي تحت الفصل السابع حمل الرقم 1757 وذلك في الأول من مارس من عام 2009 أي بعد أربعة أعوام على الاغتيال. مقر المحكمة في لاهاي، وهي أول محاكمة دولية تتصل ببلد عربي. مئات القتلى وآلاف المستندات نظرت فيها المحكمة بتمويل كلّف على مدى عقد ونصف، حوالى نصف مليار دولار توزع بين مساهمات 28 دولة ولبنان. مسار طويل وشاق سلكته المحكمة منذ إنشائها، خصوصاً بعدما ضمت جرائم اغتيال القيادي جورج حاوي ومحاولتَيْ اغتيال النائب مروان حمادة والوزير السابق الياس المر. وأكثر ما أثّر في عمل المحكمة وأعاق تقدمها، الاتهامات التي وجهها إليها "حزب الله" والنظام السوري بالتسييس وسعيهما الدؤوب على مدى الأعوام إلى "شيطنتها" و"صهينتها" في نظر جمهور الحزب وحلفاء دمشق، بعدما كان تركيز هذا الفريق على الأيدي الخفية لواشنطن وإسرائيل في العملية، وفي إنشاء المحكمة لاستهدافهما، وقد بلغ الأمر بهذا الفريق بأن واجه أكثر من مرة عملية تمويل المحكمة التي تقع بنسبة 40 في المئة على عاتق لبنان.

معرفة الحقيقة

لم يخلُ بيان وزاري للحكومات المتعاقبة منذ الاغتيال من إدراج بند يؤكد حرص لبنان على معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة، ولكن أي عمل على المستوى الداخلي لم يتحقق، إذ لم تلقَ المحكمة أي تعاون من الفريق المتهم. وباستثناء التعاون الذي قدمه المتضررون، والقضاء اللبناني في بعض المراحل التي كان فيها خارج النفوذ السوري، اعتمدت المحكمة على وسائلها الخاصة في التحقيقات، حتى بلغت، في يونيو (حزيران) 2011، وبعد تحقيقات مع أكثر من 1200 شخص ودرس حوالى 10 آلاف دليل جنائي، وتعاقب أكثر من مدع عام، إلى توجيه الاتهام إلى أربعة عناصر من "حزب الله"، هم مصطفى بدر الدين بتهمة التخطيط والإشراف على التنفيذ، سليم عياش بتهمة قيادة فريق الاغتيال، والرجلان هما مقربان من القيادي في الحزب عماد مغنية الذي اغتيل في سوريا في 12 فبراير عام 2008، على مسافة يومين من الذكرى الثالثة لاغتيال الحريري. أما المتهمَيْن الآخرَيْن، فهما حسين عنيسي وأسد صبرا بتهمة تسجيل فيديو مزيف يدّعي تنفيذ الجريمة، وألحق القرار الظني بالأربعة، متهماً خامساً هو حسن مرعي بتهمة التواطؤ والتآمر. وُجّهت انتقادات عدّة إلى عمل المحكمة بالتباطؤ لأسباب وُصفت بأنها "في سبيل تحصيل الأموال عبر إطالة أمد التحقيقات"، ولكن في أواخر صيف 2018، صدرت المرافعات الختامية في حق المتهمين، وقد حضرها رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري في لاهاي إلى جانب عدد كبير من أهالي الضحايا. وعلى طريق التحقيقات، قضى مغنية وبدر الدين، بينما امتنع المتهمون الآخرون من الحضور إلى لاهاي تحت أي صفة بذريعة عدم الاعتراف بالمحكمة أساساً، فضلاً عن عدم التسليم بالاتهامات ومحاولة نقضها علانية.

أين وصلت التحقيقات؟

ومع دخول الجريمة عامها الـ 15، شكّل ختم المرافعات المحطة الأخيرة التي تسبق صدور الحكم. ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، يأتي هذا الموضوع بمثابة سيف مسلط يجري استغلاله واستعماله في الحسابات السياسية الداخلية، كما الخارجية تحت وطأة سؤال واحد: هل يصدر الحكم في حق المتهمين بعدما أظهرت كل التحقيقات ضلوعهم بالجريمة أو أن الحكم لا يزال رهن ظروف سياسية ما؟ ومدعاة السؤال أن صدور هكذا حكم يعني صدور حكم في حق "حزب الله" وربما من ورائه سوريا التي تداولت الكتابات حولها بأنها الرأس المدبر وأن الحزب شكّل الأداة التنفيذية. السؤال الآخر الذي لا يقل أهمية، يكمن في مدى قدرة لبنان على التعامل مع قرار المحكمة وتنفيذ الحكم، علماً أنّ هناك في تيار الحريري مَن يقول إنّ الحقيقة ظهرت والعدالة تحقّقت حتى من دون صدور الحكم، انطلاقاً من الاتهام في حد ذاته ومن التطورات التي توالت على مرّ الأعوام والاغتيالات التي طالت عدداً غير قليل من رجال النفوذ السوري أو "الحزب الإلهي".

في الجانب القضائي

يركن أصحاب هذا الرأي إلى ما جاء في المرافعات النهائية. صحيح أنه لم يكن جديداً وهو ختم لكل التحقيقات السابقة، ولكن أهميته تكمن في أنه اتهام قضائي وليس سياسياً، مثبت بالأدلة، صادر عن ادعاء عام المحكمة الدولية. وفيه اتهام النظام السوري و"حزب الله" باغتيال الحريري وتنفيذ التفجير وذلك استناداً إلى 3128 دليلاً. وقد جاء في القرار أن الاغتيال وُضع في إطار توتر حاد بينه وبين الأسد وأن الشبكة الخضراء التي قامت بالاغتيال كانت تابعة تماماً لمنظمة "حزب الله". ويرى الادّعاء أن الأدلة التي تؤكد تورّط الحزب والنظام السوري في "صلب هذه العملية ثابتة". وتؤكد كذلك اتهام المسؤولين الخمسة بدر الدين وعياش وعنيسي وصبرا ومرعي، والعقل المدبر هو بدر الدين الذي عرّف عنه الادّعاء بأنه كان مسؤولاً كبيراً في الحزب.

الحكم ينتظر انتهاء المذاكرة

منذ 21 سبتمبر (أيلول) 2018، موعد ختم المرافعات، لم يصدر أي موقف عن المحكمة الدولية في شأن موعد الحكم، وسط توقعات صحافية متتالية تطلق مواعيد لم يصدق أي منها حتى الآن. في الموازاة، تؤكد مصادر المحكمة أن غرفة الدرجة الأولى فيها منصرفة منذ ذلك التاريخ إلى التذاكر تمهيداً لإصدار الحكم. وتتذرّع أحياناً بالعطلة القضائية الصيفية المقتضبة للمحكمة، إذ يُعلّق أي نشاط قضائي فيها، وهي عطلة امتدت من 29 يوليو (تموز) إلى 16 أغسطس (آب) 2019، وهذا لا يعني، بحسب الناطقة باسم المحكمة وجد رمضان، توقف العمل، ولا تأجيل عمل المحكمة.

التوقيت المناسب

هل طالت فترة التذاكر؟ أو إن الحكم أصبح جاهزاً وينتظر التوقيت المناسب لإعلانه؟ ليس لأي جهة في المحكمة أن تجيب عن سؤال كهذا إلاّ بالقول إن لا موعد محدداً لإصدار الحكم، والمحاكمة التي طالت حوالى أربعة أعوام ونصف العام تحت ضغط أدلة كثيرة ومعقدة، تحتاج إلى التأني في تحليلها حتى التثبت من صحة الاتهام، فالقانون الدولي لحقوق الإنسان والنظام الأساسي للمحكمة، يفترض أن يُقدَّم الدليل وأن يكون معلّلاً. إذاً، لا مهل قانونية لانتهاء المذاكرة. وفي انتظار انتهاء المذاكرات النهائية، وتحديد موعد الجلسة العلنية للنطق بالحكم، يبقى السؤال مشروعاً حيال ما إذا كان هذا الحكم برسم القرار السياسي، خصوصاً أنّ لبنان يعيش اليوم في ظل حكومة يطغى عليها نفوذ "حزب الله" وسوريا، فيما الحريري الابن خارج السلطة، متنصّلاً من عبء تحمل مسؤولية أي حكم وهو داخلها، كما حصل غداة ختم المرافعات عندما انتزع الطابع الشخصي الذي يربطه بالقضية لمصلحة البلاد و"الشراكة الوطنية"، على حد تعبيره.

اتهام سياسي؟

والواقع أنها لم تكن المرة الأولى التي يتخذ فيها الحريري موقفاً مماثلاً، إذ فاجأ قبل أعوام، وتحديداً عام 2011 وفي حديث صحافي، بسحب اتهامه لسوريا واصفاً ذلك الاتهام بـ"السياسي"، وذلك عشية زيارة رسمية قام بها إلى دمشق، وأقام خلالها في دارة الرئيس السوري وفي ضيافته، مفتتحاً مساراً من التنازلات السياسية أدت إلى صعود نفوذ "حزب الله" وتوسّعه. فهل يتحرر الحريري من قيود السلطة، ويمضي في قبول حكم المحكمة، وهل يدخل هذا الحكم ضمن الحسابات الخارجية القائمة على الصراع الأميركي الإيراني والتضييق الحاصل على الحزب محلياً؟ وهل له أن يسلك سبيله إلى التنفيذ في ظل النفوذ المتنامي للحزب في الحكومة اللبنانية، أو أنه ورقة من أوراق الضغط والتفاوض التي يجري التداول بها اليوم على الساحة اللبنانية؟ في مطلق الأحوال، يحيي اللبنانيون الذكرى الـ 15 لاغتيال الحريري وسط إقفال رسمي احتراماً للذكرى، في انتظار محكمة دولية لتقول كلمتها في عدالة ولو متأخرة.

رئيس قلم المحكمة في بيروت

وفي انتظار انتهاء المذاكرات، لفتت زيارة رئيس قلم المحكمة الدولية داريل مونديس لبنان، حيث كان له لقاء مع رئيس الحكومة حسان دياب في السرايا الحكومية وعرض معه مسائل تتعلق بعمل المحكمة. وعلم أن البحث تناول التزام لبنان استمرار تمويل المحكمة.

 

ماذا عن الإنتفاضة بعد تشكيل الحكومة؟

د.توفيق هندي/جريدة اللواء/14 شباط/2020

دخل لبنان مرحلة جديدة بعد إكتمال تشكيل سلطاته الدستورية الثلاث بنيل حكومة دياب ثقة البرلمان.

من المهم للإنتفاضة أن تتوقف هنيهة وتتبصر بالوضع الناشئ وتوصفه على حقيقته لكي تعرف من تواجه وما تواجهه وكيف يجب مواجهته وما هي الأولويات؟

لا أدعي أن لدي كامل الأجوبة الشافية، ولا يمكن لاحد الإحاطة منفردًا بالموضوع بكامله. ولكني، بالمقابل، إستنادا" إلى ممارستي العمل الوطني خلال أكثر من خمسين سنة، يمكنني أن أتقدم ببعض الخواطر التي قد تشكل مادة للنقاش المجدي:

1- إن حزب الله بات يتحكم بدهاء بالمؤسسات الدستورية الثلاث وهو يمسك بها بشكل غير مباشر: فرئيس الجمهورية هو حليفه الأكيد وثمة غالبية في البرلمان تدين له بالولاء وهو ممسك بقرار حكومة دياب ويقودها من خلف الستار، وله نفوذه القوي داخل مؤسسات الدولة وإداراتها كافة، بحيث يمكننا القول أن الدويلة إبتلعت الدولة.

2- إن حزب الله يمتلك قدرات عسكرية وأمنية هائلة خارج إطار الدولة.

3- إن حزب الله له إقتصاده الموازي (إقتصاد "المقاومة") الذي يثقل كاهل الإقتصاد اللبناني.

4- إن حزب الله هو جزء لا يتجزء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو الطرف الرئيسي في فيلق القدس الموكلة إليه مهمة تصدير الثورة إلى اصقاع العالم في إطار الحرس الثوري الإيراني. وبذلك، وخاصة بعد إغتيال قاسم سليماني وإطلاق أمينه العام السيد حسن نصر الله سياسة إخراج الجيش الأميركي من المنطقة بأسم "محور المقاومة"، فهو يحّمل لبنان عبأ" لا يمكن تحمله ويضعه في عين العاصفة التي تعصف بالإقليم.

5- إن حزب الله هو الحامي للطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة وهو بحاجة لها لتكون الدرع الواقي الذي يسمح له بالقيام بمهامه الجهادية.

6- حتى الساعة، لا يزال الثلاثي جنبلاط-الحريري-جعجع في تواصل غير مباشر مع حزب الله ولم يخرج تماما" من الصفقة التي أبرمها معه منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذلك بالرغم من قفزه من "تيتانيك" السلطة ومعارضته المستجدة "الواقعية والرصينة والحكيمة" وعدم مشاركته في حكومة دياب. وقد تبين ذلك جليا" من خلال تصرف الثلاثي في جلسة الثقة وما قبلها وما بعدها ويتبين أيضا" من خلال مراعاته الحزب بما يخص سلاحه والسكوت عن تدخلاته في الإقليم وعدم الإشارة الى حقه في "المقاومة" في البيان الوزاي، ما يؤكد على هزال سياسة النأي بالنفس الذي يؤيدها.

7- لا تزال الطبقة الحاكمة الفاسدة تتمتع بنقاط قوة: حماية حزب الله لها، المال، السطوة على الإدارة والقضاء والقوى الأمنية من خلال المحاصصة والزبائنية السياسية المزمنة ولا يزال الجيش تحت إمرة السلطة المتحكمة بالدولة.

8- بالرغم من أن الإنتفاضة اثبتت وجودها على الساحة الوطنية كقوة شعبية ضخمة لا يمكن تجاهلها، لا من الداخل ولا من الخارج، وبالرغم من أن السلطة لم ولن تتمكن من القضاء عليها مهما فعلت وسوف تفعل، كما لم ولن يتمكن الثلاثي "المعارض" أن يستوعبها أو أن "يسحقها"، فإن ميزان القوى، بمكوناته العسكرية-الأمنية-السياسية، الداخلية والخارجية، لن يعطي الإنتفاضة النصر الحاسم في المرحلة الراهنة. وفي مطلق الأحوال لن يكون هذا النصر من خلال المسار الدستوري كمطالبة السلطة بأن تشكل حكومة إختصاصيين مستقلين أو مطالبتها بإنتخابات مبكرة (أي مطالبتها أن تقضي على نفسها بنفسها)، علما" أن من سيضع قانون الإنتخاب هو هذا البرلمان المنبثق عنه وأن الطبقة الفاسدة لا تزال تحظى بالمال ولا يزال حزب الله يحظى بالسلاح والقوة والتحكم بمسار العملية الإنتخابية.

9- لا شك أن حزب الله يعاني ولكنه لا يزال ممسك بقاعدته الشعبية إلى حد بعيد بالرغم من تنامي الإعتراضات في الطائفة الشيعية الكريمة. أما أحزاب السلطة، فهي على طريق الترهل فالزوال. وهي بحالة الموت السريري وقادتها-الآلهة باتوا بشرا" عاديين وقد فقدوا "وقارهم"، وهيبتهم وعنجهيتهم وباتوا يخشون الظهور بأماكن عامة.

10- حكومة دياب هي حكومة حزب الله بإمتياز، وإن لبست قناع الإختصاصيين.

فمن يعين يأمر. ولا مجال للإعتراض أو الإستقالة لوزرائها. من الواضح من خلال تصريحات أصحاب الشأن، أن من عينهم سوف يسقطهم بعد مئة يوم إذا عجزوا عن تأمين المساعدات الخارجية لوقف التدهور الإقتصادي-المالي-النقدي، وحملوا الحكومة مسؤولية الإنهيار. فهي أما أن تنجح بخداع الدول المانحة لحساب من أتى بها أو تلعب دور وكيل التفليسة.

11- لا بد من التمييز بين الدولة والسلطة القابضة على الدولة. فالإنتفاضة ضد السلطة القابضة على الدولة (البعض يسميها النظام). فالمطلوب، إسقاط السلطة وليس الدولة.

12- السلطة القابضة على الدولة مكونة من حزب الله والطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة. لذا، عند تسليم حزب الله سلاحه تنهار حكما" هذه الطبقة التي هي بحالة موت سريري. أما تسليم حزب الله لسلاحه للجيش اللبناني، فتقرره التطورات التي تدور في الإقليم.

13- حل المعضلة الإقتصادية-المالية-النقدية ليس تقنيًا. وطالما يستمر حزب الله بالإمساك بالوضع اللبناني، فالحل غير متوفر. والخطر يتعدى الإفلاس إلى إنهيار الدولة والأمن والكيان والمجتمع. لم يشهد لبنان حالة هشة مثل تلك التي يعيشها اليوم.

14- أما في حال تخلف حزب الله عن الإمساك بالوضع اللبناني، فتنهار الطبقة الحاكمة الفاسدة وينهض لبنان من كبوته الإقتصادية بسرعة البرق نتيجة إستعادة الشعب للسلطة وتاليا" نتيجة الثقة الشعبية والعربية والدولية وثقة الإغتراب اللبناني بالدولة اللبنانية الحرة السيدة المستقلة الديمقراطية المتحضرة الخالية من الفاسدين والمفسدين، ونتيجة قدرة وتفوق الفرد اللبناني وطاقاته.

15- لذا، يجب على الإنتفاضة العودة إلى الأساسيات:

- التمسك بالدستور وإتفاق الطائف الذين لن يطبقا إلا إنتقائيا" وبشكل مشوه، علما" أنهما يختزنان آلية بناء الدولة وصولا" إلى الدولة المدنية (المادة 95 من الدستور).

- التمسك بسياسة خارجية تعطي الأولوية للبنان وتقوي أواصر علاقاته مع الدول العربية الصديقة وتحييده عن صراعات المنطقة القاتلة، كما لا تحمله أعباء مناصرة اية قضية ولو محقة لأي شعب شقيق إلا بقدر ما لا يضر بمصالح لبنان العليا.

- الإصرار على تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان، ولا سيما القرارين 1559 و1701.

16- يتوجب على الإنتفاضة:

- الحفاظ على سلمية الإنتفاضة ونبذ أي تصرف عنفي يخدم السلطة التي تريد أن تضرب صورة الإنتفاضة ووضعها في مواجهة الجيش والقوى الأمنية والشعب.

- عليها العمل على زيادة التنسيق بين مكونات الإنتفاضة والتوحد حول أهدافها النهائية.

- الإتفاق على الأساسيات والهدف النهائي المرتجى والإستراتيجية والتكيكات للوصول إلى تحقيق هذا الهدف. بالرغم من عمومية هذا الكلام، لن أدخل في تفاصيله في هذا المقال لأن هذا أمر دقيق يقع على عاتق من يرى ان له القدرة والرغبة على المساهمة في بلورته.

- الإتفاق على وظيفة الإنتفاضة في المرحلة الراهنة وهي أن تتصرف كسلطة مضادة بمعى أن تراقب أعمال السلطة في كافة المجالات والوزارات وتتحرك سريعا" على الأرض عند ملاحظتها أي خلل في أعمالها وتحاسبها وتطرح الحلول المجدية. وهنا يتوجب الإتفاق على آلية عملية لتحقيق هذا الهدف.

 

الثنائي الشيعي واوليغارشيات الطائف والتدمير المنهجي للدولة اللبنانية

شارل الياس شرتوني/14 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83174/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%88%d9%84/

لم نعد في مجال التوقع النسبي حول طبيعة ما يجري في البلاد لان الصورة قد اكتملت مع وضع اليد غير الموارب لحزب الله على الحكم في لبنان، واجماع الاوليغارشيات السياسية-المالية والمالية حول وضع اليد على السياسة المالية في البلاد، وفي كلتا الحالتين نحن أمام إلغاء فعلي للسيادة الدولاتية، والضوابط الدستورية والميثاقية، وللإرادة اللبنانية الجامعة التي عبرت عن ذاتها خلال الأربعة اشهر المنصرمة من خلال الحراكات المدنية.

هذا يعني في الحالين اننا أمام واقع انقلابي صريح يسهم بشكل حاسم في تقويض الكيان الدستوري والفعلي للدولة اللبنانية، واستهداف التوازنات البنيوية للكيان الوطني اللبناني لصالح سياسة نفوذ النظام الإسلامي الإيراني بتصريفاته المحلية والإقليمية، ومرتكزات السياسة المالية لحساب الاوليغارشيات المتنوعة، ودون أي احتساب لتردداتها المميتة على مستوى المالية العامة.

بالمقابل، تلتئم المعارضات المدنية حول ممانعات مبدئية لم تقو حتى هذه الساعة على صياغة برنامج عمل مشترك ينقلها من حيز الرفض الى ربط نزاعات فعلية تعيد التوازن الى المواجهة القائمة منذ ٤ اشهر.

ان الخروج عن واقع المراوحة باتجاه تسويات تفرضها المواجهات المستديمة، او باتجاه تعديلات في المشهد السياسي تعيد الاعتبار للمعايير الديموقراطية والانتظامات الدستورية تبقى حتى الساعة في دائرة التمنيات، وتبقي الشروخات المفصلية بين أهداف الحراكات وقواعد اللعبة الاوليغارشية المقفلة، وما تستدعيه من تواطاءات مصلحية وتغطية متبادلة وتفاهمات غير معلنة تنظم قواعد الاختلاف وحدود التسوية. تنتظم المواجهة مع دوائر النفوذ القائمة منذ ثلاثة عقود حول المحاور التالية :

أ- عدم التسليم بواقع الاقفالات المفروضة، وقواعد اللعبة، ومرجعياتها الإقليمية الضامنة على المستوى السياسي، وعدم التقاعس في تظهير إساءاتها الإرادية لجهة استهداف كيان الدولة الدستوري والفعلي وربط البلاد بآليات تقريرية تنأى عن مبادىء السيادة الوطنية والدولاتية، وعن قواعد الاعتدال المبدئي والسياسات التوافقية التي يجب ان ترعى التواصل السياسي في البلاد، وحجر البلاد ضمن سياسات المحاور الإقليمية والدولية على قاعدة استنسابات فئوية اعتباطية. ان سياسات الثنائي الشيعي هي شيعية بامتياز ولا تقيم أي وزن لما هو خارج عن نطاق مصالحها الاستراتيجية والمذهبية والريعية. تقابلها سياسات نفوذ سنية ودرزية تنعقد حول مصالح نخبها الريعية وارتباطاتهم الاقليمية المتحولة، وشبكات زبائنيتها، والتفاهمات المصلحية مع سياسات النفوذ الشيعية في مجالات المحاصصات المالية، وترفيد الزبانيات، في ظل التسليم بواقع الاستثناء السيادي الذي يوصف اداء حزب الله في الداخل اللبناني وحركته السياسية الاقليمية. أما الفرقاءالسياسيون المسيحيون فقد تأقلموا مع سياسات النفوذ الشيعية والسنية والدرزية، وانخرطوا من الباب الجانبي، على قاعدة ولاءات متحركة وتدرجية و تحالفات غير متكافئة، ومعطوفة على سياسات المحاور الاقليمية وشبكة ارتباطاتها المالية والسياسية و الاستثمارية. ان منازعة هذا الواقع ليست بالأمر السهل، ولكنها أساسية بالنسبة للحراكات المدنية التي يرتهن نجاحها بالقدرة على ربط نزاعات مع هؤلاء الفاعلين، وتحرير التداول السياسي من قيودهم وإملاءاتها. لم تخرج نخب الطائف عن لعبة المحاصصات كما رسمتها بالتكافل مع سلطة الوصاية السورية، ومارستها على مدى خمسة عشر سنة، وما لبثت ان استبدلتها بالوصاية السعودية-الإيرانية والتركية وامتداداتها.ان رمادية مواقف اقطاب ١٤ آذار تنطلق من مزيج من واقعية متواطئة ومؤتلفة مع لعبة الاوليغارشيات المقفلة، ومصالحها وشراكاتها مع الثنائي الشيعي، ومحاولات الالتفاف على الحراكات المدنية واستعادة المبادرة من خلال اللعبة المزدوجة وهوامشها المبهمة. الحراك يبقى حتى الساعة حالة اعتراضية ناشطة وخلاقة ،على تناقضاتها، ولكنه لم يتمكن حتى الساعة من بلورة ديناميكية سياسية جامعة وعملية في تصوراتها.

ب- تحيلنا الطبيعة البنيوية للازمة المالية الى مفارقات الوضع السياسي وطبيعة الإملاءات التي تفرضها سياسة النفوذ الشيعية وأولوياتها، ومصالح الاوليغارشيات المختلفة سياسيا والمتوافقة على صيانة مصالحها على قاعدة مقايضات متحركة. ان مسألة الدين واستحقاقاتها المتوالية في الأشهر القادمة تتطلب حسمًا سريعًا لان المسائل المالية لم تعد تحتمل وقع صراعات النفوذ المفتوحة، هذا إذا ما كان هنالك من إرادة لحماية البلاد من اخطار المماطلة الاستنسابية وتردداتها المدمرة، كما جرى مع مقررات سيدر وآلياتها التنفيذية. ان القرار المتخذ بدفع الدين على نحو اعتباطي وبحجة الاستحقاقات المداهمة، هو عذر اقبح من ذنب، يظهر لا مسؤولية الحكومات المتعاقبة بهذا الشأن، سواء لجهة دراسة الملفات ووضع تصور لها وربطها بخطط النهوض الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المتكامل، أم لجهة احترام المهل الزمنية و الشراكات والسياسات الشرطية المرافقة. لا بد من اعتماد سياسة التمنع التوافقي وما تفترضه من خطط اصلاحية متزامنة، يصار الى التفاوض بشأنها وإقرار اعادة جدولة الدين وأوجهه على اساسها (المقايضة في المجالات الإنشائية والبيئية والصحية والتربوية ، تعديل معدلات الفوائد، تحديد مهل الاستحقاقات، إلغاء الدين ومرادفاته، الإصلاحات البنيوية في المالية العامة، تخفيض العجز في ميزان المدفوعات والميزان التجاري، خصخصة القطاعات العامة وفتح أبواب تملك الأسهم للمواطنين حفاظا على ودائعهم وحؤولا دون الانتقال من الاحتكارات العامة الى الاحتكارات الخاصة، كما هو الحال في لبنان اليوم، والعكس بالعكس، …).

المقلق في الأمر هو الطابع الاستنسابي والانتقائي في مجالات التعاون مع المؤسسات الدولية ( صندوق النقد الدولي، البنك الدولي ، البنك الأوروبي للإنماء وإعادة التعمير ، الدول المانحة …) لاعتبارات عديدة: محاذرة السياسات الشرطية انطلاقا من حجج واهية تدور حول السيادة الممتهنة أساسًا من قبل النخب القاضمة، التخوف من قدرة المنظمات الدولية والدول المانحة في مجال مراقبة الاداءات المالية والاقتصادية والاجتماعية ومرادفاتها السياسية، وأخيرًا لا آخرا رغبة الاوليغارشيات في متابعة السياسات الاستنسابية على أساس تقدير أولوياتهم الاستراتيجية ومصالحهم الخاصة، والإبقاء على احوال عدم الاستقرار كحيز مفتوح للمناورة والحراك المفتوح والتخريب، وقد عانينا منها كلها.

ج- لقد تظهر هزال التوليفة الحكومية الحاضرة من خلال مؤشرات عدة: هيمنة نبيه بري وفريق عمله الشيعي على مجمل الاداء الحكومي الذي يدور بمعظمه حول الأزمة المالية بمختلف مكوناتها، والنسف الصريح لمبدأ فصل السلطات؛ تبعية بقية الوزراء وفقدان الاستقلال المعنوي والأدائي بشكل بين، الأمر الذي يضعف الكيان الوزاري والدولاتي على نحو استوائي، ويعزز صورة الدولة المتسكعة التي تفتقد المقومات الأساسية للكيان الدولاتي الديموقراطي المتماسك، وكأننا أمام واقع استعاري يضفي عليها صبغة خارجية ولا مضمون لها. لا ترتبط الانطلاقة الهزيلة للحكومة بحداثة سن أعضائها السياسية فقط، بل بفقدان قوامهم المعنوي والسياسي وقدرتهم على رسم مسار سياسي وادائي مستقل عن إرادة الثنائي الشيعي وإملاءاته، خاصة في ظل وصايات متشددة ومشروطة. لا اعرف الى أي مدى سوف تتمكن من القيام بمهماتها في ظل واقع الانهيارات المتلاحقة والسريعة الوتيرة، وهي تعاني من ثغرات في تآلفها وقدراتها العملانية، وفي ظل عزلة دولية وإيحاءات نزاعية، داخلية وخارجية، تحول دون بناء سياق سياسي متماسك وفاعل. هذه حكومة لا ترقى الى تحديات المرحلة، وهذا الخيار ليس صدفة لانه يشير الى طبيعة الخيارات السياسية التي تظلله والتي تتموضع على تقاطع خطوط جيوبوليتيكية نزاعية لا ترى في الكيان الدولاتي اللبناني سوى مدا لإرادات متنازعة.

 

... لأنكَ فَضَحتَهم

بشارة شربل/نداء الوطن/14 شباط/2020

أتّهمُ السلطةَ كلها بالمسؤولية عن الاعتداء على الزميل محمد زبيب. فخفافيش الليل الذين تربّصوا به في شارع الحمراء عقب إلقائه محاضرة هم مجهولون معلومون، ولو لم يكونوا مطمئنين الى قدرتهم على الإفلات من العقاب لما أقدموا على فعلتهم.

أتّهمُ السلطة، على الأقل، بالتواطؤ، أو التغاضي الذي أدّى إلى الاعتداء، لأنها خصمُنا الحقيقي الشرس والمعلن خصوصاً في معركة الحريات، وخصمُ محمد زبيب الصوت العلماني الصارخ منذ سنوات في وجه "الأوليغارشية"، وهي المفردة الأحبّ الى قلبه والأقرب الى قناعاته والتي تختصر أزمتنا الراهنة بطغمة السلطة والمال. لم تعتدوا على محمد زبيب لأنكم بلا أخلاق، هذا أمر مفروغ منه، بل لأنه أول من فضح بالعلم وبالأرقام التواطؤ بين الطبقة السياسية الفاسدة وحاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف، ولأنه الأكثر صدقاً وصدقية في تناوله تفاصيل تآمركم على أكثرية الشعب اللبناني بكل طبقاته، تنفيذاً لسياسة محاصصة النهب الطائفية المرتكزة على تزوير الأرقام وتضليل الرأي العام والتلويح بالفتنة الدائمة والخراب. إنّني أتّهمُ السلطة لأنها تعرف جيداً أن محمد زبيب هو أحد أبرز الصحافيين في ثورة 17 تشرين العاملين لتعميم الحقائق عبر تبسيط المفاهيم والذين وضعوا الإصبع على الجرح العميق تحت شعار "يسقط حكم المصرف"، ولو أننا نضيف اليه: لتسقط سلطة الزعران برمّتها وليسقط كل ما يبرّر وجودها، وليسقط معها كل سلاح يمنع قيام الدولة واستعادة اللبنانيين حقهم الشرعي في العيش ببلد طبيعي آمن.

أتّهمُ السلطة لأنها اعتقلت مئات الثائرين فيما أفرجت عن مطلق النار على المتظاهرين في جل الديب، ولم نرَ في سجونها أي معتدٍ على المحتجين من بيروت الى البقاع فالجنوب، ولأنها مارست إطفاء العيون بالرصاص المطاطي وتحشر شباب الانتفاضة في غرف التحقيق بتهمة تعكير الأمن أو اقفال الطريق او منع انعقاد مسرحيات المجلس النيابي، وتتفرج على الفاسدين الناهبين يقطفون جنى عمر المواطنين. أتّهمُ السلطة بمسؤوليها السابقين والحاليين بالتواطؤ لقمع ثورة الكرامة التي يخوضها الشعب اللبناني وبإنكار حقه في الاعتراض على سلب حقوقه بالتناغم مع محاولات قمع ثورة الشعب العراقي.

المكمن والاعتداء بالضرب ضد صحافي يجسدان مرحلة جديدة من العنف سنقابلها بمزيد من الإصرار على انتزاع الحقوق من سالبيها، وبالسعي الى محاسبة كل مرتكب ضد ثائر أو صحافي أو صاحب رأي. هي معركة طويلة، لا تراهنوا فيها على يأس أو خوف أو تعب اللبنانيين. أنتم الفاسدون والحرامية وكشفنا عُريكم بعدما دلّ اليكم قلم محمد زبيب.

 

مصادفة “مصرفية” أفضت إلى الاعتداء على زبيب!

حازم الأمين/موقع درج/14 شباط/2020

ما الذي يمنع بلطجياً يسطو على ودائع الناس، من أن يمارس بلطجة موازية عبر إرسال عصابة تعتدي على مواطن وعلى صحافي؟

وحدها المصادفة قضت بأن يتم الاعتداء على زميلنا محمد زبيب بعد ندوة تحدث فيها عن دور المصارف في السطو على ودائع اللبنانيين. ووحدها المصادفة قضت أيضاً بأن يتم الاعتداء على ربيع الأمين بعدما رفع بنك الموارد دعوى قضائية عليه بسبب تناوله دور هذا المصرف في تلك العملية (السطو)، وذكره اسم صاحب المصرف في “بوستات” على “فايسبوك”! إنها مصادفات. محض مصادفات، وسنصدق أن ليس للمصارف دور في عمليات البلطجة التي يتعرض لها من يتناول دور المصارف في نهب المودعين. لكن ثمة واقعة هائلة سيصعب علينا أن نستعين بالمصادفات لكي نفسرها. حين يرفض المصرف الإفراج عن وديعة مستحقة لديه، فهو بذلك يمارس بلطجة، والأخيرة تعني خرقاً للقانون. وهو إذ يفعل ذلك، يستعين بشرطي قررت وزارة الداخلية أن يتولى حماية من يخرق القانون. حين يرتفع صوتك في المصرف يحضر الشرطي لكي يحمي من يخالف القانون. لكي يحميه من غضبك. يؤسس هذا الفعل إلى تشريع اتهام المصارف بالوقوف وراء الاعتداء على زبيب وعلى الأمين. يمكننا أن نبني على انتهاكهم القانون هناك، قناعة بوجود نية لديهم في انتهاك القانون هنا. ما الذي يمنع بلطجياً يسطو على ودائع الناس، من أن يمارس بلطجة موازية عبر إرسال عصابة تعتدي على مواطن وعلى صحافي؟     

الصحافي محمد زبيب

اليوم، وقد نالت حكومة حسان دياب ثقة المجلس النيابي، وأمن لها كل من سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط النصاب، فعلينا أن نعود أيضاً إلى المصرف. إلى فرعه الذي اخترناه كي تصل إليه رواتبنا. هناك في هذا الفرع ظلال كثيرة لمن أمن النصاب، ولمن نال الثقة. وظل بدأ يلوح لبلطجي يمكن أن ينتظرك أثناء خروجك من مكتبك لكي ينهال عليك بعصاه. وفي هذا الوقت، عاد مدير المصرف وعقد ربطة عنقه بعدما كان لأشهر مضت قد حل عقدتها وأسدلها على قميصه منتظراً صوت مودع غاضب قادم لتقاضي 200 دولار.

هل يعرف أحد منا مدير مصرف مختلف؟ هل من مدير واحد يكسر هذا البروفايل “النمطي” لهذا الموظف الكبير؟

مدير المصرف الذي قيل في وصفه ذات يومٍ إنه “يُقبِلُ قُبلةً ويوقع تحتها” عاد ليوقع أيضاً على أوراق سحوباتنا نصف الشهرية. المدير المبتسم الذي يريد منك أن تعتذر من الموظف وألا تغضب لأنك جائع ولأنه سطا على مدخراتك، المدير هذا سيخرج من مكتبه حين يسمع صوتك مرتفعاً أمام الكونتوار، ويقول لك: “ولو يا أستاذ أنت ببنك مش بالشارع”، وسينهي حديثه معك: “أهلا وسهلا اعتبر حالك ببيتك”. المدير صاحب ربطة العنق الزهرية التي ارتداها لكي يقنعك بأنه أكثر أناقة من أن يسرق، وأنه لا يشبهك أنت القادم إلى مصرفه من دون ربطة عنق، ومن دون وجهك المبتسم ومن دون موظف يركن لك سيارتك في موقف تحت الأرض. هل يعرف أحد منا مدير مصرف مختلف؟ هل من مدير واحد يكسر هذا البروفايل “النمطي” لهذا الموظف الكبير؟ هل من قبلة في المصرف لا تحمل توقيعه الذي أمضى سنوات طويلة في الجامعة لكي يقرر أنه توقيعه، وأنه بهذا التوقيع صار مديراً وصار أميراً على هذا المبنى وهذه الودائع.

حسان دياب أيضاً ارتدى لتوه ربطة عنق تولت محو ملامحه. لقد ارتداها لتوه، ولهذا ظهرت غير مستقيمة ومعيقة لشيء ما في وجهه.

ربطة العنق التي يتكثف فيها وجه المدير، والتي لا تكتمل مهمته من دونها. وهي إذ تتولى تصويب عنقه، تعيد تذكيره بأنه على أبواب المجلس النيابي الذي أعطى الثقة لحسان دياب. أليست هي بدورها ما يتولى تصويب أعناق النواب ورؤسائهم؟ إذاً هي الصواب وهي الضرورة وهي الصورة المكتملة لرجل العصابة ولرجل المصرف. وواحدنا إذ سقط في فخها ذات يوم، فهو فعل ذلك في لحظة مغادرته نفسه. لقد ارتديت ربطة العنق لكي أغادر نفسي، ولكي أقنع آخر غيري، بأنها تتقدمني، وبأنني لست أنا إنما صورتي. حسان دياب أيضاً ارتدى لتوه ربطة عنق تولت محو ملامحه. لقد ارتداها لتوه، ولهذا ظهرت غير مستقيمة ومعيقة لشيء ما في وجهه. مذهل فعلاً أن يترافق الإفلاس مع تعاظم مهمة ربطة العنق. وزراء ونواب ومدراء مصارف، ورئيس جديد وحائر وغير طليق اللسان، تجمعهم كلهم ربطة عنق ووجه مراوغ وواقعة سطو. وعلى المرء الذي صار يمضي جزءاً من وقته في المصرف أن يستعيد صورته مرتدياً ربطة عنق! لماذا أقدم على هذه الفعلة؟ الأرجح أنه فعلها في لحظة يحتاج فيها أن لا يكون نفسه. ثم إنك في المصرف لذا عليك تجنب فكرة أن ربطة العنق تشبه المشنقة. هي معدة أيضاً لهذه المهمة. حركة سريعة وينقضي الأمر ويتحول واحدنا إلى مجرمٍ. علينا أن نطلب منهم الإقلاع عن ارتدائها.

 

جهنم تنتظر الطبقة السياسيّة الفاسدة !

فؤاد ابو زيد/الديار/14 شباط/2020

انتهت معارك الموازنة العامة، وتشكيل الحكومة، والبيان الوزاري، ونيل الثقة، وبدأت المعركة الاصعب في طريق اعادة الحياة الى عروق الدولة اللبنانية، عنيت بها، معركة الوضع المالي والاقتصادي المنهار، وكيف يمكن معالجته والمحافظة في وقت واحد، على ودائع اللبنانيين المهددة من جهة، وعلى سمعة لبنان الدولية من جهة ثانية، في حال لم يدفع لبنان الاموال المستحقة عليه، على الاقل لحاملي سندات «اليوروبوند» غير اللبنانيين.

في هذه الفترة الدقيقة بالذات، اصدرت مجموعة الدعم الدولية بيانا، دعت فيه لبنان الى اجراء اصلاحات سريعة وطويلة الامد، وتلبية المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشعب اللبناني، ومكافحة الفساد وتأكيد استقلالية القضاء، ونشرت السفارة الفرنسية في بيروت، بياناً للخارجية الفرنسية، حمل توجهات ومطالب مجموعة الدعم الدولية ذاتها، وشدد على وجوب اتباع سياسة النأي بالنفس، والتزام القرارات الدولية، ولذلك فان الاجتماعات التي يشهدها قصر بعبدا، بحضور جميع المسؤولين الماليين والاقتصاديين، هي نتيجة الضغوط الدولية التي بدأت فور نيل الحكومة الثقة، لان الدولة على مختلف «مسؤوليها كانت في ايام الحصايد تغني قصائد» وكان الموضوع الاساسي، كيف نوزّر هذا الشخص وكيف نستولي على هذه الحقيبة او تلك، الى ان وصل المسؤولون الى مرحلة ما قرأناه يوماً في كتب الصفوف التكميلية «نحن اجتمعنا ها هنا، حتى نرى في امرنا، لقد حلّ بنا الطاعون «المرض الملعون»، وهل هناك طاعون اكثر ايذاء من الفساد والهدر ونهب المال العام والتلوّث الكبير المنتشر على مساحة الوطن كله، والذي اصاب اللبنانيين بأمراض كثيرة من فصيلة الطاعون والسرطان.

في الوقت الذي تنهمك فيه الحكومة العديمة الخبرة في العديد من القضايا الاساسية، ولذلك تلجأ تارة الى صندوق النقد الدولي، وطوراً الى البنك الدولي، للمشورة احياناً، ولدقّ باب الاستدانة احياناً اخرى، كان لافتاً حديث لنائب بيروت فؤاد مخزومي قال فيه ما حرفيته «الكثير من ملفات الفساد والهدر التي يقدمها النواب يتم التغاضي عنها وتوضع في الادراج، لانها ستفتح ابواب جهنم على الطبقة السياسية، ان هي فتحت...»

حبذا لو تفتح وتنفتح معها ابواب جهنم.

 

لبنان: حكومة "الأمر لي"!

محمد قواص/ميدل إيست أولاين/14 شباط/2020

سيكون من علامات الساعة أن تنجح حكومة حسان دياب. هي حكومة حزب الله بامتياز.

اجتماع الحكومة اللبنانية بحضور الرئيس ميشال عونحزب الله الشبح الحاضر في الحكومة وفي عقل الرئيس اللبناني

نالت حكومة حسان دياب الجديدة في لبنان ثقة جزء مما حضر جلسة مجلس النواب. نالت الحكومة تلك الثقة الشكلية دون أي إيمان من قبل الحكومة نفسها بأنها ستكون قادرة على إخراج البلد من أزمته. لم تنل الحكومة ثقة اللبنانيين، لاسيما حراكهم الذي لم يخبو منذ أربعة أشهر. لكن ذلك لا يهم. ولم تنل ثقة الدول العربية الأساسية المانحة. لكن ذلك لا يهم. كما أنها، لا يبدو أنها ستنال ثقة المجتمع الدولي، لاسيما العواصم الصناديق المرشحة لضخ المساعدات المالية العاجلة في شرايين اقتصاد البلد الجافة. ومع ذلك فإن الأمر في عرف الحكومة وراعيها لا يهم.

وبين من حضر ومنح الثقة وبين من حضر وحجب الثقة تقف الطبقة السياسية برمتها أمام مأزقها التاريخي. ولئن يمثل الواثقون بالحكومة واجهة المشهد السياسي الذي فرض دياب ورسم حكومته، فإن من شارك في ذلك المحفل، وربما أمّن النصاب له، وحجب الثقة عن الحكومة، ما زال داخل أقفاص المنظومة السياسية التي لم تعترف بعد بأن ما بعد 17 أكتوبر غير ما قبله.

سيكون من علامات الساعة أن تنجح حكومة حسان دياب. هي حكومة حزب الله بامتياز. فحتى حين "تدلل" حلفاء الحزب وأرادوا من دياب حصصا وافرة، ضرب الحزب على طاولته فانضبط الجمع وفق ما يرسمه السيّد ودوائره، فدخل هذا وخرج ذاك. وحتى حين انقلب الحزب وحلفاؤه على حكومة سعد الحريري عام 2011، حين كان مجتمعا بالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في البيت الأبيض، لم تكن حكومة نجيب ميقاتي اللاحقة بهذه الفجاجة في تبعيتها الحرفية للحزب وأجندته.

على الأقٌل هي حكومة الأمر الواقع، وهي أصدق في نقلها للصورة الحقيقية للبلد من الحكومة السابقة التي، في شموليتها وواجهتها الائتلافية، أوحت للبنانيين، والخارج خصوصا، أنها حكومة لبنانية تقليدية، تشارك فيها جل التيارات الممثلة داخل مجلس النواب اللبناني بما في ذلك حزب الله، والزعم أن حجم تمثيل الحزب لا يتجاوز حجم حصته الحكومية.

كانت الحكومة السابقة أيضا حكومة حزب الله. كان يرأسها سعد الحريري، لكن ذلك لا يغير من حقيقة أن الدولة كلها بما فيها تلك الحكومة تعمل وفق قواعد وأجندة الحزب ولا تعمل إلا بما يتيحه ولا تتجاوز محرماته. وفيما ذهب رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية آنذاك إلى الدفاع عن "سلاح المقاومة" وسوْق سياسة لبنان الخارجية حسب ما يتسق مع إرادات الحاكم في طهران، توافق الحريري مع ذلك المنحى بشكل غير مباشر من خلال اهتدائه إلى مسلّمة مفادها أن "سلاح حزب الله هو شأن إقليمي وليس لبنانيا".

حكومة حزب الله الجديدة هي مكمِّلة لحكومات سابقة كان آخرها برئاسة زعيم تيار المستقبل. لم تستطع تلك الأخيرة أن تمنع أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله من شنّ هجماته على دول الخليج، لاسيما السعودية والإمارات، ولم تكن لتمنعه (حتى لو لم تستقل) من الوعد بردّ مزلزل على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، على نحو منفصل عن رد إيران، و"الجهاد" من أجل طرد الحضور الأميركي من المنطقة.

وإذا ما عجزت الحكومة السابقة، التي كانت "تستضيف" وزراء يفترض أنهم أصدقاء للرياض وواشنطن، عن إقناع "الدويلة" بمنطق الدولة، فكيف بحكومة لبنان الجديدة الخارجة من أفران حزب الله ومطابخه أن تعاند ما وجب للحزب أن يتّبعه من مواقف تنهل وجاهتها من يوميات الحكم والحاكم في إيران.

غلب حزب الله الشارع اللبناني وأتى بحكومته وفرض على "الدولة" بتيارات وأجهزتها وقواها الأمنية أن توفر ظروف محضها بالثقة. لم يغلب الحزب الطبقة السياسية اللبنانية التي تكاد برمتها أن تكون لاعبةً داخل ما يسمح به الحزب من لعب. حتى في الموقف "المعارض"، القديم والمستجد، لبعض هذه الأحزاب في النيل من العونية السياسية في قصر بعبدا وفي زعامة التيار الوطني الحر نزوعٌ نحو عدم التصويب على الأصل والتلهي في ملاعبة الفرع. وعلى هذا فقط، ينظر حزب الله إلى هذا الشارع بصفته النقيض والخصم والعدو الحقيقي وإن قلّ أن أتت شعاراته مناهضة لدويلته.

على هذا قد لا يلاحظ العالم كثيرا مداولات جلسة مدبرة في برلمان البلد لإسباغ شرعية على حكومة يراد منها أن تخاطب العالم وصناديقه. ترى العواصم في تسلل النواب إلى مبناهم ومبيتهم بالقرب من جدرانه وتسللهم عبر الأزقة الخلفية المتجهة نحوه سقوطا مدويا لبرلمان جرى "انتقاء" سكانه وفق قانون انتخابات فُصّل على مقاس حزب الله وحلفائه. وترى العواصم في حصار العامة لمجلس النواب واصطدامهم مع جدار الدولة الأمني ما يَنفخُ في بيروت ما يُنفخُ في بغداد وقبلهما في مدن إيران من تمرد على حكم طهران في المنطقة.

وفق هذه الوقائع الدقيقة سيكون أمام لبنان مستقبل صعب لم يشهد مثيلا له منذ الاستقلال. لا نكشف سرا في التذكير أن ازدهار البلد لم يكن يوما نتاج دينامية بيتية جوانية. تعود أهمية البلد إلى ما يراه الخارج مهما في هذا البلد، وليس إلى رواج قطاعاته الاقتصادية في الزراعة والتجارة والصناعة. حتى أن السياحة ونظام المصارف وقطاع الإعلام وغير ذلك لا تعدو كونها أنشطة اقتصادية لطالما كان رواجها رهنا بحسن التواصل مع الدوائر الخارجية، العربية والدولية.

لن يقف هذا الخارج مع دولة حزب الله في لبنان. لن يفرج صندوق النقد والبنك الدوليين كما أية عواصم من تلك التي يستند على كرمها مؤتمر "سيدر" عن أي عون مالي للبلد وفق الظروف التي قامت على أساسها حكومة حسان دياب. سيكون على هذا الأخير إقناع الولايات المتحدة بفتح صفحة جديدة مع حكومة حزب الله برئاسته وهي التي قذفت الحزب بالعقوبات تلو العقوبات حين كان حاضرا في حكومة الحريري وما قبله. لن تستطيع فرنسا التي تبرع رئيسها إيمانويل ماكرون بالتواصل مع نظيره اللبناني والوعد بدعم لبنان والوقوف خلف حكومته أن تعاند مزاجا دوليا تقوده واشنطن، بات، على نحو رسمي (لندن وبرلين في أوروبا) وآخر مؤجل، يعتبر حزب الله منظمة إرهابية. وسيكون مستبعدا، وفق هذا الواقع، أن تُقدِم دول عربية صديقة للبنان البلد كالسعودية والإمارات على منح الدعم لحكومة محسوبة على جماعة لا يتردد سيّدها في شنّ هجماته عليها ووصفها بأبشع النعوت.

لا تعتمد هذه السطور على ما هو تحليلي افتراضي بل على ما تقذف به الغرف الكبرى من معلومات. لا شيء يوحي أن الصراع المستعر بين واشنطن وطهران بإمكانه أن يكون أرضية لوضع طبيعي في علاقة لبنان بالولايات المتحدة والمنظومة الغربية من خلفها. يعرف حزب الله وحكومته ذلك تماما ويدرك أن قلب عقارب البوصلة يحتاج إلى تنازلات مفتاحها في طهران، وأنه من العبث التعويل على توازن تؤمّنه بكين الغارقة في موسم الـ "كورونا" وموسكو التي تداهمها واشنطن في إدلب.

 

دياب... فاقد الشيء لا يعطيه

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

تم تنصيب رئيس حكومة جديد، يُتهم بأنه من سنَّة «حزب الله»، مجهول لغالبية اللبنانيين. حسان دياب لم يتلق تهنئة إلا من قلة، منها إيران؛ فمعظم الحكومات تجاهلته في انتظار ما سيفعل. والشارع اللبناني استقبله بمزيد من المظاهرات رافضاً تنصيبه.

وسواء كان واجهة لـ«حزب الله»، أم لا، الحقيقة هي أن الدولة رهينة الحزب وسلاحه، وليست فقط رئاساته الثلاث. ولا نتوقع أن يبدد دياب الشكوك، لا في محيط المحتجين ولا عند الحكومات. وسيخضع دياب إلى امتحان من المجتمع الدولي، ليبرهن أنه ليس دمية يحركها حسن نصر الله وحلفاؤه. ولن يكفي الغرب محاولة طمأنته، لأنه قام بتعيين أكثر من نصف وزراء الحكومة الجديدة من حملة الجنسية الأميركية المزدوجة. فالأهم من حمل الجواز الأميركي أن يستجيب دياب لمطالب الولايات المتحدة، ومنها منع التعامل مع المؤسسات والأفراد اللبنانيين والإيرانيين الموضوعين على قائمة مقاطعة إيران، وهي مطالب تقبل بها حكومات أكبر من حكومة دياب، بينها الصين وأوروبا.

كما لم يطمئن خطابه المليء بالتعهدات للشارع المحتج، بل برهن على أن منظومة الحكم «الخلفية» لا تنوي تقديم أي إصلاحات حقيقية. يقول أحد المعنيين بالشأن اللبناني، دولياً هناك تسعة مليارات دولار تنتظره، يمكن أن يحصل عليها لبنان فوراً إن وافق على إصلاحات حكومية، تشمل تحرير الجمارك والمطار والموانئ من سلطة الحزب، وكذلك عشرات الوزارات والخدمات التي أصبحت مورداً مالياً للميليشيات وليس للحكومة. هل يستطيع؟ الأرجح لا. والتحدي الأخطر عليه من مطالب أميركا ومن مطالب الشارع هو الإفلاس شبه الحتمي، للمؤسسات المصرفية. المقابلة الطويلة التي تحدث فيها حاكم المصرف المركزي اللبناني، رياض سلامة، بأن الملاءة المالية كافية، وأن حسابات المودعين آمنة، قوبلت بالمزيد من الهجمات على فروع البنوك التي تعكس غضب المحتجين. فقد مرت فترة طويلة على تقنين سحب المودعين أموالهم، معززة إشاعة الإفلاس، وقد تتسبب في انهيار حكومة دياب قبل الصيف.

في ظل عجز الحكومة هل الحل في يد «حزب الله»؟ هل يمكن أن يبدي مرونة ويقدم تنازلات تمنح الدولة السيادة؟ حيث إنه يهيمن على كثير من موارد الدولة، إما بالسلاح أو بالتوزير، وهو وراء هرب المستثمرين من لبنان، من حكومات ومؤسسات دولية ومغتربين لبنانيين، ويغطي على الفساد المنتشر ضمن صفقات التحالفات السياسية.

تبدو استراتيجية الحزب مع الأزمة متناغمة مع مرجعه الوحيد، إيران التي تعاني من أزمة مماثلة، وتواجه غضب الشارع من الفقر والفساد. الخطة تقوم على الانتظار إلى نهاية العام الحالي. ولهذا نتوقع أن يفعل الحزب ما بوسعه خلال الأشهر المقبلة للسيطرة على الوضع، أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وقد لا ينجح. فهو يأمل في انفراجة سياسية بين الإيرانيين والأميركيين، أو هزيمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الانتخابات ووصول إدارة ديمقراطية تحمل أجندة مهادنة لإيران. لكن هل يستطيع لبنان حقاً الانتظار تسعة أشهر أخرى؟ هذا قد يعني أن الحزب لن يتردد في استخدام المزيد من القوة ضد المتظاهرين، بما قد يتسبب في قيام ثورة أكبر، خاصة في حال أعلنت البنوك إفلاسها.

 

من بيروت إلى تورونتو

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

لا مشكلة في لبنان أكبر من معضلة الكهرباء. يبدو الأمر مزحة سمجة في زمن كل شيء فيه صالح لتوليد الطاقة، من هدير الماء إلى عصف الرياح، وحتى النفايات النتنة. وهذا لم يعد سراً. ومشكلة التخلف متأتية من سوء نية المسؤولين أو من جهلهم، ويُخشى أن يكون لبنان قد جمع الاثنين معاً. أكثر من ذلك يسخر الكاتب الأميركي المعروف برؤيته المستقبلية للاقتصاد العالمي جيريمي رفكن، من الدول الأوروبية التي لا تزال تفكر في محطات نووية للتوليد، معتبراً أن هذه الطرق عفّى عليها الزمن، وستصل بأصحابها إلى طريق مسدود. ويستغرب أن يرى بلاده لا تزال تمدد أنابيب الغاز إلى المنازل، فيما العالم ذاهب إلى توجه مختلف تماماً، حيث سيتمكن في وقت قريب للغاية، كل مبنى حديث من توليد طاقته الخاصة به، من مصادر طبيعية بحتة، لا تلوث فيها ولا أذى. وهذا مطبَّق وليس مجرد حلم خنفشاري. لكن الجديد أن شبكة جديدة تضاف إلى الشبكات السابقة من إنترنت ومياه ومجارير، بحيث يكون بمقدورها أن تؤمّن تبادل الطاقة بين المباني وتسد واحدها ما ينقص الآخر، بمحض برمجة آلية ذكية. بالطبع لبنان لا يزال يبحث في خطة الكهرباء التقليدية المأمولة منذ ثلاثين سنة. والخلاف قائم، بين أفذاذ السلطة، إن كانت المحطات الكبرى هي الأجدى أو الصغيرة اللامركزية، وأي نوع من الوقود هو الأفضل، فيما تقضم هذه الكهرباء المفقودة المليارات الطائلة من الميزانيات المهلهلة. بات معروفاً أن نصف الدين العام الذي أوصل لبنان إلى حافة الإفلاس أُهدر على توليد التيار. ضربٌ من الجنون الذي لا يصدَّق. لهذا يُفهم أن يقول المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان كوبيتش، إنه «من المعيب أن تبقى الكهرباء في لبنان على ما هي عليه». وما لم يقله الرجل إنه من المفجع أن تأكل هذه الأثمان الباهظة قوت الناس وأرزاقهم، فيما أصغر منزل، في قرية نائية، صار بمقدوره تسخين الماء على الطاقة الشمسية، دون منّة الدولة.

كنا نتحدث عن مخاطر «الفجوة الرقمية»، وقريباً سنرى مأساة «الفجوة المعيشية»، بحيث تصبح المسافة بين ما يكابده أهالي بيروت وما يتنعم به سكان تورونتو، شبيهة بالفرق الذي يصدم المخلوقات البشرية البدائية في أفلام الخيال العلمي حين يتعرفون على سكان الكواكب الأخرى.

الخلافات على أشدّها في العاصمة الاقتصادية الكندية تورونتو، التي شهدت صعوداً لافتاً، على شروط بناء منطقة مستقبلية نموذجية، بمساحة خمسة هكتارات، كل ما فيها ذكي ويعمل على البيانات الرقمية. وبينما يعاني سكان مدن كثيرة من أجل الحصول على الماء وتأمين أصغر الخدمات، يواجه أهالي تورونتو بشراسة، بناء هذه التحفة التكنولوجية، التي تعهدتها شركة شقيقة لـ«غوغل» تريدها مشتهى للعيش: إشارات سير ذكية تتكيف مع حركة المرور، شبكة روبوتات تحت الأرض توزع الطرود، تؤمّن «الديلفري» وتدير عملية جمع النفايات، تسخين ذاتي تبعاً للحاجة، وطرقات مدفّأة لراحة المشاة وراكبي الدراجات... هذا غيض من فيض المغريات التي تقدمها شركة «سيد ووك لابس» ومع ذلك تم تجميد المشروع مؤقتاً، لأن الأهالي مشغولو البال بما ستفعله «غوغل»، الأخت الكبرى للشركة صاحبة المشروع الطموح، ببياناتهم الشخصية بعد أن تصبح مكشوفة وبين أيادٍ قد لا تكون أمينة، وأقله قد تصطادهم بالإعلانات وتستهدفهم بحملات تستغلهم تجارياً، وربما سياسياً، مَن يدري؟

وعدتْ الشركة من باب الإغراء، بتوفير 44 ألف فرصة عمل، وضخ 14 مليار دولار سنوياً في اقتصاد تورونتو، وبناء أربعة آلاف وحدة سكنية خشبية تبيعها بسعر مغرٍ للغاية، والكثير من المباني الأخرى لرقيقي الحال، وتسيير خط ترام لخدمة مدينة المستقبل، ولا يزال التردد سيد الموقف، وهناك من يتهم مسؤولين بصفقات، وألاعيب قد لا تكون نظيفة. هذا للقول إن الهموم من بيروت إلى تورونتو باتت شاسعة إلى حد يصعب ردمه بسهولة. الشُّقة تزداد، بين من يحاول أن يحل مشكلات السنوات الثلاثين المقبلة، عندما ترتفع درجات الحرارة، وتصبح الأغذية المركبة في المصانع ضرورة لسد رمق المليارات، والتعديل الجيني في متناول المختبرات... ومن يتلهّى بتضييع الوقت والمال والطاقة البشرية قبل الشمسية. مع ذلك لا شيء مستحيلاً. فقد وصل الخليوي إلى مناطق نائية في لبنان قبل التليفون الأرضي، وخدمات الجيل الثالث قبل تمديدات الإنترنت السلكية، ودخل كثير من الشبان على الشبكة العنكبوتية من تليفوناتهم المحمولة قبل أن يتعرفوا على الكومبيوتر. بمقدور اللبنانيين اليوم، القفز فوق المراحل المحروقة. التخلي عن الأفكار التقليدية، النظر إلى المستقبل بشجاعة. فتح الباب أمام المشاريع الشابة، استنهاض المواطنين المحلقين في ميادينهم في الخارج، الاستماع لهم، تشريع الأبواب أمام مشاريعهم. هؤلاء يتحينون الفرصة لخدمة بلدهم. البنى القديمة كلها منهارة ومتجاوزة. البلد الصغير يتهيأ لإعادة هيكلة نفسه، لتكن الخطة طموحة ومتماشية مع ما باتت تعرف بـ«الثورة الصناعية الثالثة»، ويقال إنها تشبه الانتقال من زمن الحصان إلى عصر السيارة. المال لم يكن يوماً مشكلة. الفكرة الذكية كثرٌ من يريدون تبنيها واستثمارها. الفشل وحده يأكل الأرصدة والثروات. توروتنو الناجحة تقدَّم لها المشاريع على طبق من ذهب وتتدلل، يغدَق عليها بالمغريات وتتمنّع. بيروت بمقدورها أن تمارس غوايتها على أصحاب رؤوس الأموال إنْ هي قدمت تصوراً عصرياً، وسعت إليه بإخلاص. أسهل الوصفات الاستسلام لليأس، وللبنانيين من العزيمة والإقبال على الحياة ما يمكن أن يفتح لهم كوّة في الجدار المظلم. الذكاء وحده يمكن أن يحوّل الألم إلى فرصة، وينقذ البلد الصغير من أن يتحول إلى مأوى حزين وكالح للمسنين.

 

«حِلِف ما يكلّمنيش»

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

هي مجرد لعبة أدبية. مجرد سلوى. مجرد عصر. سوف أحاول تشكيل حكاية ونجوى من عناوين أغاني أم كلثوم. كل زمنها كان حبّاً. وكان شعراً وموسيقى. كل ما هو بين أَهِلّة هو عناوينها. ما هو خارج الأَهِلّة مجرد أحرف عطف لإكمال القصة: «أخذت صوتك من روحي» وأنت «تراعي غيري وتبتسم». «صحيح خصامك والّا هزار؟»، «سكت والدمع تكلّم». «قال إيه، حِلِف ما يكلِّمنيش». و«البعد طال». و«قلبك غدر بيه». «وحقك انت والطلب» «حبّيت ولا بانش عليّ». «خلّي الدمع لعينيّ». و«الشك يحيي الغرام».

«بعدت عنّك بخاطري»، «يا روحي بلا كتر أسيّه» و«الليل أهو طال» و«البعد علّمني السهر»، «تبيعني ليه، كان ذنبي إيه»، «خاصمتني، غصباً عنّي»، «فايتني وأنا روحي معاك»، «يا غائباً عن عيني»، «يا عشرة الماضي»، «يا ما أمرّ الفراق»، «والعزول فايق ورايق»، «أكون سعيد لو شفتك»، «مالك يا قلبي حزين اليوم» و«يللي ودادي صفالك»، «قضيت حياتي حايرة عليك»، «يللي جفيت ارحم حالي» بين «ذلّ الهوى وعزة نفسي»، «حرّمت أقول بتحبّني»، «ما دام بتحبّ بتنكر ليه»، «كلّ الأحبّة اتنين اتنين»، «يا فرحة الأحباب»، «اكتب لي»، «آه من لقاك»، «رقّ الحبيب»، «عيني يا عيني»، «قولّي ولا تخبّيش يا زين»، «يا اللي كان يشجّيك أنيني»، «يا ظالمني»، «جددت حبّك ليه»؟ «أروح لمين؟»، «عوِّدت عيني على رؤياك»، «ما الحب كده» و«لغيرك ما مددت يداً»، «حيّرت قلبي معاك» و«دليلي احتار»، «كل ليلة وكل يوم» و«أقولك إيه عن الشوق؟»، «اسأل روحك» و«إنت الحب»، «يا مسهّرني»، «ودارت الأيام» و«طلع الفجر». «فاكر لمّا كنت جنبي؟»، «قال إيه، حِلِف ما يكلّمنيش»! عندما تستعرض كل هذه العناوين، كل عنوان قصة، كل قصة قصيدة، سيدي ومولاي أحمد رامي، وشاعري علي الجارم ودنيا من الألحان والطرب والنشوة الروحية، اسمها محمد القصبجي، وقل لي، رعاك الله، ماذا حدث للأشياء؟ وماذا دهى كل شيء؟ لقد «غلبت أصالح في روحي»، «لكن الحبّ تفضحه عيونه» و«إن حالي في هواها عجب» وكيف أختم؟ «هوّ صحيح الهوى غلّاب». مكرَّرة حتى الصبح.

 

عودة «عويار حسان» إلى الانتخابات الإيرانية

أمير طاهري/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

تُستخدم الرسوم الهزلية (الكاريكاتورية) منذ القرن التاسع عشر في تسليط الأضواء بصورة ساخرة على الصفات البارزة للشخصيات الشهيرة أو للتعليق الساخر على أحوال أمة بأسرها. وتعكس الحالة الأخيرة بعضاً من الأمثلة المعروفة لدى الجميع من شاكلة شخصية «العم سام» بقبعته الطويلة، ممثلاً للولايات المتحدة. وتمثل المملكة المتحدة شخصية هزلية تدعى «جون بول» بقبعته القصيرة، وبطنه المنتفخة. أما الشخصية الفرنسية الساخرة فتحمل اسم «غاستون دوبون» الذي يرتدي البيريه الشهير، مع رغيف الخبز الطويل تحت إبطه، مدخناً سجائر غولوسيه الفرنسية القديمة. ومن جانبها - وأعني جمهورية إيران الإسلامية - فتمثلها شخصية «عويار حسان» الهزلية، الذي يعتمر القبعة المقوسة الصغيرة، مع قميص طويل، وسروال فضفاض. وظهرت شخصية «عويار حسان» الهزلية للمرة الأولى في المجلات الإيرانية الساخرة مع بدايات القرن العشرين عندما كانت نسبة 80 في المائة من مواطني إيران يقطنون المناطق الريفية ويمتهنون الزراعة. وكانت شخصيته تعكس المزارع الإيراني البسيط الذي يفتخر دوماً بتاريخ بلاده العريق وماضيها التليد، لكنه دائم الخوف من مستقبلها الغامض المجهول. أما بالنسبة للعصر الحاضر، فإن شغله الشاغل منصبّ على «لقمة العيش» التي يحاول الحصول عليها وتأمينها يوماً بيوم. وللمضي قدماً في مجاهل الحياة، يركن «عويار حسان» في أول أمره على حدسه وغرائزه التي لا تخطئ وتُملي عليه دائماً النأي بنفسه عن الانشغال بالأمور العامة، وألا تكون له آراء محددة بشأن أي شيء، والأهم من كل ذلك، عدم إغضاب «المدينة» التي يعيش فيها علية القوم الذين هم أفضل منزلة، ويحكمون منها العالم بأسره. ومنذ أول ظهور له، مر «عويار حسان» على ثورتين كاملتين، وشهد حربين عالميتين مدمرتين، وتغيرين كبيرين في الأسر الحاكمة، مع زيادة هائلة بلغت ثمانية أضعاف من تعداد سكان البلاد. وفي غضون ذلك، تحولت الدولة الإيرانية إلى بلاد يغلب عليها طابع المدنية والتحضر، مع أناس من شاكلة «عويار حسان» (المزارعين) باتوا يشكلون نسبة لا تتجاوز 20 في المائة من إجمالي تعداد السكان.

غير أن اللافت للنظر في تلك الشخصية الهزلية، أن السمات الرئيسية للمدعو «عويار حسان»، على النحو الموضح في المجلات الساخرة تواصل إبراز الصفات الرئيسية للمواطن الإيراني العادي، على افتراض مفاده أن أي مواطن إيراني متواضع لا يضع نفسه في مرتبة أعلى من المواطن البسيط. ويكمن هنا سؤال حول ما إذا كانت الشخصية الهزلية، وبعد مضي قرن كامل من الزمان على أول ظهور لها، لا تزال تمثل المواطن الإيراني نفسه الذي يتيه فخراً بأمجاد الماضي، ويخاف ذعراً من المستقبل المجهول، وتشتد كراهيته لحكام البلاد، مع استمرار نأيه التام عن إثارة الانتباه إليه حفاظاً على لقمة عيشه؟

هناك من الأدلة ما يكفي للإجابة عن هذا التساؤل بنعم. وبعد كل شيء، وعبر عقود أربعة من الزمن، تعامل «عويار حسان» مع أغلبية الدهماء وتخفى وراء عباءة لاهوتية دينية جديدة. وارتسمت على شفتيه ابتسامة باردة مصطنعة؛ إذ رأى أن بلاده قد صارت الدولة الوحيدة في العالم - ربما باستثناء زيمبابوي - التي تجاوزت خط الفقر العالمي وأصبحت أسوأ مما كانت عليه الأوضاع فيها قبل أربعين عاماً كاملة. ورأى أن بلاده قد تصدرت قائمة الخزي والعار العالمية بأكثر عدد مسجل من سجناء الرأي، فضلاً عن عدد أحكام الإعدام. كما شهد بنفسه ترسيخ أركان الفساد الواسع النطاق، كنمط من أنماط الحياة. وعلى مدى أربعة عقود كاملة، كان «عويار حسان» يذهب إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بصوته في الانتخابات التي يدرك تماماً أنها مزيفة من أجل إقامة برلمان أشبه بسيرك سمج يخدم ممثلاً يقوم بدور رئيس الجمهورية على مسرح الحياة في إيران.

ومرة أخرى، تحاول نخبة القلة الثرية الحاكمة في الجمهورية الإسلامية تنظيم الانتخابات العامة لتلميع صورة ما تسميه زوراً وبهتاناً «الديمقراطية الإسلامية».

ولقد دعا المرشد الإيراني إلى أكبر إقبال ممكن من جانب الناخبين كوسيلة للقضاء على ذكرى الانتفاضة الأخيرة ضد النظام. وفي الحقيقة، كان من المفترض إجراء هذه الانتخابات تكريماً لذكرى الجنرال قاسم سليماني، أحد أقرب مساعدي خامنئي. ولقد حاول المتزلفون، إعادة تصوير شخصية سليماني بالجندي المقاتل الذي سعى جاهداً لإحياء الإمبراطورية الفارسية القديمة من خلال السيطرة على لبنان، وسوريا، والعراق، وأجزاء من اليمن. ومع ذلك، تمزقت الأقنعة الملائكية التي كانوا يريدون خلعها على شخصية سليماني واحداً بعد الآخر. فلقد خرجت علينا التسريبات المتعددة من قلب النظام نفسه تكشف لمحة عن الإمبراطورية الفاسدة التي شيدها سليماني بمعاونة عملائه في لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن. والأسوأ من ذلك، أن الجنرال عزيز الجعفري، القائد الأسبق لـ«الحرس الثوري»، قد صرح علناً بأن «الزعيم الصوفي» المزعوم كان ضالعاً بصورة شخصية في مذابح المتظاهرين في شوارع طهران.

ولا تحدوني الرغبة في التكهن أو التنبؤ، الأمر الذي ينبغي على الصحافي تركه لخبراء التنجيم. لكنني أعتقد - بعيداً عن محاولة حض المواطنين الإيرانيين على التصويت في الانتخابات، أن كشف حقيقة الدجال قاسم سليماني ربما يؤدي إلى تثبيط حتى شخصية «عويار حسان» الهزلية عن التصويت، ذلك الذي لطالما اندفع إلى صناديق الاقتراع خشية الوقوع في المشاكل.

يستند علي خامنئي وحاشيته المقربة على عنصر آخر في صياغة آمالهم العريضة في ارتفاع معدلات الإقبال على الانتخابات المنتظرة؛ إذ يقترب موعد الانتخابات من أعياد النيروز الوطنية، وهي تمثل الاحتفال بالسنة الإيرانية الجديدة، وفيها يحاول «عويار حسان» الظهور بمظهر احتفالي رائع حتى وإن فارقت بقرته العزيزة والوحيدة الحياة! وتتفضل حكومة الملالي على الشعب الإيراني بمنحة مالية خاصة لموظفي الجهاز الحكومي البالغ عددهم قرابة 5.5 مليون موظف، من الذين يندفعون إثر ذلك في موجات شرائية عارمة تضخ بعض الدماء القليلة في شرايين الاقتصاد الإيراني المنهك الهزيل؛ الأمر الذي يعزز الأجواء العامة والمناخ الداخلي في إيران لمدة تقارب الأسبوعين الكاملين. ومع ذلك، فمن المحتمل أن تكون المنحة الحكومية الإيرانية أقل سخاءً في هذا العام عما سبقه من أعوام. فإن هذه الأموال السهلة التي تنبع من أرباح النفط الإيراني في طريقها للنضوب مع انخفاض صادرات النفط الإيرانية إلى أدنى مستوياتها خلال الخمسين عاماً الماضية. وهناك عنصر آخر ربما يحطم آمال الملالي في الإقبال الانتخابي الكبير. فللمرة الأولى منذ استيلاء رجال الدين على السلطة في إيران، توجهت الأطياف والأحزاب والجماعات السياسية كافة ذات الصلة بالنظام الديني الحاكم في البلاد، بما في ذلك التحزبات الشيوعية المختلفة، والدوائر المصدقية، وبقايا ما يسمى بالعصبة القومية الدينية، بالدعوة العلنية لمقاطعة الانتخابات المقبلة. وحتى بعض «الإصلاحيين المعتدلين» المزعومين، والمعروف عنهم انتهازيتهم المطلقة للفرصة السانحة على حساب دعواهم الأخلاقية الواهمة، صاروا يدعون كذلك إلى مقاطعة الانتخابات المزيفة.

وفي هذه الجولة، يحق التصويت لما لا يقل عن 60 مليون مواطن إيراني. وكما هو معتاد، ربما تحاول السلطات التلاعب في نتائج الانتخابات بغير طريقة من الطرق المعهودة، مثل رفض تسجيل الكثير من الناخبين المحتملين، أو الملء المسبق لصناديق الاقتراع، أو تضخيم عدد بطاقات الاقتراع في بعض المحافظات. ومع ذلك، فإن المقاطعة الواسعة النطاق للانتخابات الإيرانية سوف يكون من العسير على النظام الحاكم حجبها أو التلاعب بها. فإن مثل هذا الرفض الهائل لمواصلة التمثيل السخيف في الحفلة التنكرية الخبيثة سوف يعكس أن «عويار حسان» لم يعد مستعداً لأن يسمح لأولئك «الأفضل منزلة» أن يواصلوا السير على جسده كما اعتادوا من قبل.

 

روسيا وإيران... «ثعلبٌ يخدع ثعلبْ»

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

من يرد التقرب إلى النظام الإيراني اليوم، فربما لا يكلفه الأمر أكثر من تمجيد وربما تقديس قاسم سليماني، أعظم هدايا السماء ونور الأرض!

الأمر تجاوز مدائح الجماعات الخمينية في حفلات التقديس، وتعدى برديات «الإخوان» (نسبة لقصيدة البردة الشهيرة) وصرنا أمام مشهد سريالي، حيث يخطب، وكأنه في حلقة صوفية، أحد ساسة الروس، معتبراً قاسم سليماني هو ابن النور، في مغازلة ذات مغزى للميثيولوجيا الفارسية القديمة. بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، وخلال احتفالات الثورة الإيرانية في مدينة كرج، مركز محافظة ألبرز، غرب طهران، الثلاثاء الماضي، أشاد ألكساندر دوغين، أحد مستشاري بوتين، بمؤسس النظام الإيراني آية الله الخميني، وقاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» السابق، وشن هجوماً عنيفاً ضد الغرب والولايات المتحدة.

دوغين وصف في خطابه الخميني بأنه «النجمة القطبية في عالم السياسة». وقال، بحسب ما أفادت وكالة «حوزة» الإيرانية، إن «الشعب الروسي يقف إلى جانب الإيرانيين والشيعة الواعين واليقظين». أما عن سليماني فقال إنه «كان ابن النور»، مضيفا أن «إراقة دم هذا البطل تدل على معاداة الدجل لأبناء النور»، حسب تعبيره. طبعاً قد يقال إن هذه الكلمات من الروسي للإيراني ليست إلا من باب المناكفة لواشنطن، بعدما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب قاسم سليماني بالجزار والقاتل، بل ووصفه بأبشع من ذلك، غير أن السقف الصحافي لا يسمح بنقلها هنا!

يأتي التمجيد الروسي بل التقديس نوعاً من أنواع «الحرب الباردة» بين روسيا وأميركا. غير أن اللافت أنه في معمعة الحروب هذه، البارد منها والساخن، تفقد الكلمات معانيها، والشخصيات حقيقتها، ونصبح أمام لعبة عرائس من شمع تذوب تحت شمس الحقيقة لو نطقت الحقيقة. الواقع أن الروسي يعلم، وهم أصلاً، أعني الروس، لهم تاريخ عدائي قديم مع إيران من أيام العصور الملكية، وأن ما بينهم وبين إيران، في العمق، تنافس وعداء، ولكن كل طرف يكذب على الآخر، وفي مقابل هذه المديحة الروسية، جاءت الأخبار بأن وزارة التعليم الإيرانية حذفت من المقررات الدراسية أي إشارة سلبية ضد الاتحاد السوفياتي والحروب الروسية.

قال الشاعر الكويتي المبدع محمد الفايز:

مثلما تكذب أكذبْ مثلما تلعب ألعبْ

سيدي إن كلينا ثعلبٌ يخدع ثعلبْ!

 

رؤى الموروث والعلاقة بالإصلاح الديني

رضوان السيد/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

منذ مؤتمر المثقفين العرب الكبار بالكويت عام 1974 عن التأزم الحضاري العربي، جرى اعتبار الموروث الديني والثقافي - الاجتماعي عقبة كأْداء أمام التقدم والحداثة والعصر؛ بل وأمام الديمقراطية والانفتاح السياسي. وظهرت عند العرب مقاربتان متمايزتان لذلك الموروث؛ مقاربة الشيوعيين التقليديين التي كانت ترى أن هناك جانبين للموروث: الجانب الإيجابي الذي تجلَّى في فلاسفة الإسلام وبخاصة الفارابي وابن رشد، والقرامطة، والمعتزلة وبخاصة الجاحظ. والجانب السلبي الذي يظهر في الذهنية الشعبية، ولدى أمثال الشافعي والغزالي وأهل السُنة بشكل عام. أما المقاربة الأخرى التي قادها محمد عابد الجابري ومحمد أركون، وانضم إليها معظم المثقفين العرب، وهي تقول إنها عصرانية، فإنها تقطع أبستمولوجياً (تقليداً لباشلار وفوكو) مع كل الموروث، وتشتغل على تفكيكه من أجل تحرير الذهنيات والواقع منه. والمقاربة الثانية هذه رغم مدخلها العصراني المشكوك فيه (لأن هذا الفهم لباشلار وفوكو سطحي)؛ فالواقع أنها استندت إلى الأطروحة الغربية الكبرى منذ القرن الثامن عشر بشأن العصور الوسطى الظلامية الأوروبية (بسبب المسيحية الكاثوليكية والإقطاع). وقد أُلحقت بها أو ماثلتْها عندهم منذ عصر الأنوار كل الحضارات الوسيطة غير الغربية. وطوال القرن التاسع عشر وما بعده اختار لنا المستشرقون وعلماء الحضارات ما اختاروه لأنفسهم: الخروج من انحطاط الألف عام، من طريق الخروج من المواريث الدينية والثقافية والشعبية، وإقامة الدول الحديثة على نمط الناجح عندهم. وإن كان لا بد من فعل شيء من أجل الهوية، فلتكن على طريقة الأوروبيين أيضاً الذين اختاروا المواريث الإغريقية والرومانية. ولذلك، ولكيلا يظن نهضويونا أن المقصود العودة للسلف الديني، فقد اختاروا لنا القرن الرابع الهجري - العاشر والحادي عشر الميلادي، باعتباره قرناً سادت فيه مواريث وترجمات اليونان، إضافة إلى التجربة الأندلسية باعتبارها تجربة حياة مزدهرة بين المسلمين والمسيحيين واليهود. وقد ظهر ذلك جلياً في تشبث محمد أركون بالقرن الرابع، وتشبث الجابري بالعقلانية الأرسطية، فإلى الثقافة البرهانية عند ابن رشد، والأندلسيين، ووصولاً إلى النهوض المغربي الحديث.

إنما عندما كان مثقفونا الحداثيون، وبعض الإسلاميين التحديثيين، يسيرون في أُطروحة الانحطاط، ويفكرون في كيفيات الخروج، كانت مدرسة الحوليات «Annales» (اسم مجلة تاريخية) الفرنسية تحفر وتعيد النظر في العصور الوسطى الأوروبية، أو عصور الانحطاط في نظر أهل التنوير. وبعد مئات الكتب والوثائق والدراسات المنشورة، انتهى هؤلاء في الستينات والسبعينات من القرن الماضي إلى أن العصور الوسطى الأوروبية ما كانت عصور ظلام، وأن القطيعة معها كانت قطيعة في الوعي وليس في الواقع، وأنه عليها وعلى منتجاتها تأسست الأنوار وأوروبا الحديثة. فالأزمنة بين الحضارات والثقافات ليست أزمنة انفصال أو قطيعة؛ بل هي أزمنة اتصال وتلاقح وإفادة وتواصل.

إن الذي سرى لدى المؤرخين ودارسي الدين الأوروبيين على أوروبا أخيراً، بدأ يسري لدى فريق منهم على حضارة الإسلام. فليست هناك عصور للانحطاط في الإسلام، بدليل التقدم عند المسلمين في الرياضيات والفلك والفيزياء والكيمياء والهندسة والميكانيكا والطب، وحتى زمن متأخر (حتى القرنين السابع عشر والثامن عشر). ومن تاريخ العلوم صاروا إلى التاريخين الثقافي والديني. فاستعادت فكرة التواصل والتلاقح الحضاري أهميتها. وبذلك ردَّ مستشرقون ومؤرخون للعلوم على المراجعين الجدد الذين يريدون تخيل قطيعة حتى بين زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وزمن ظهور القرآن والإسلام التاريخي! وقال هؤلاء (وهم كثيرون أهمُّهم توماس باور صاحب كتاب: «لماذا لم تكن في الإسلام عصور وسطى؟») إن المواريث الكلاسيكية العمرانية والعلمية والدينية والثقافية والزراعية، استمرت في الحضارة الإسلامية التي خالطت وبعمق بدورها الحضارات الأوروبية والصينية والهندية. الحضارة الإسلامية (بما في ذلك تفكيرها الديني) هي شبكة ضخمة متنوعة النتاج ومتعددة المدارس ومؤتلفة العناصر، يسودها روحٌ عميقٌ واحد مثل سائر الحضارات. وما تضاءلت فعالياتها ونتاجاتها إلا بعد القرن الثامن عشر تحت وطأة الزحف الغربي.

وبالطبع، فإن الفصاميين وأهل القطيعة العرب قد عرفوا هذه المتغيرات العلمية؛ لكنهم لم يعوها بالتأكيد، أو لم يعوا نتائجها في الحاضر، لا هُم، ولا أنصار التقليد؛ وإلا فليتذكر الدكتور جابر عصفور أن المجلس الأعلى للثقافة بمصر، قد ترجم عندما كان الدكتور جابر رئيساً له كتاب بيتر غران: «الأصول الإسلامية للرأسمالية»، الذي يحمل الفكرة الجديدة بشأن العلاقة بين الاستعمار والانحطاط. ماذا تفعل الرؤية الجديدة للموروث؟ أو ماذا ينبغي أن تفعل في الوعي والتفكير والكتابة؟ عندما تواجه الأمم والثقافات التاريخية تحديات هائلة، مثل التي واجهها العرب والمسلمون في القرن التاسع عشر، تتنوع ردود فعلها: يكون هناك الذين يتشبثون بكل المَعيش في الدين والثقافة. ويكون هناك من يتنكرون لكل الموجود الحاضر في الدين والثقافة، باعتباره فاشلاً. ويظهر فريق ثالث يسلك طريقاً بين بين. وفي العادة يكون هذا الفريق قريباً من إدارة الشأن العام، والمشكلات الواقعية التي تعرض له. ويظهر أيضاً فريق رابع شديد الراديكالية، يبغي الانتقام من مصدر أو مصادر التهديد والتحدي، وفي العادة يضر هذا الفريق وهو يحاول الثأر لما نزل بالدين، بنفسه وبني قومه أكثر مما يضر بأعدائه المعلنين. وهذا ما فعلته الحركة الفرائضية بالهند، عندما أعلنت أنها لم تعد دار إسلام، وطلبت من المسلمين «الهجرة» من الهند. وهذا ما فعلته الحركة المهدية بالسودان. وهذا ما فعلته «القاعدة» و«داعش» من بعد. وهذا ما فعلته بطرائق أُخرى حركات الإسلام السياسي، ولا تزال تفعله حتى الآن. إن تغيرات الرؤية للتراث والموروث لا تعني العودة إليه أو إحياءه؛ بل تعني تحوله إلى تاريخ ثقافي، للقراءة والمراجعة والفهم في الزمان والمكان، ومن دون لعنٍ أو تقديس. والثقافة تشمل التفكير الديني، ونتاجاته الكلامية والفقهية والتفسيرية والحديثية والشعائرية والرمزية. ونحن بحاجة لمنظوماتٍ جديدة في كل الشؤون الثقافية، ومنها الثقافة الدينية. وبالطبع عندما نتأمل الأشعرية الشديدة الغنى، فسنجد أنها لا تزال تمثل احتياجاتنا الروحية العصرية في الثقة بالله - عز وجل - ورحمته وفضله، وقربنا مؤمنين وبشراً منه. كما تمثّل ثقة بعضنا ببعض، فلا نَكفُر ولا نُكَفّر، ولا يقتل بعضُنا بعضاً، ولا نقتل الآخرين. وتمثّل إنسانيتنا في عمل أصولييها الكبار على مقاصد الشريعة وفلسفة التعارف القرآنية، ومصالح الإنسان ووحدة الإنسانية؛ لكنها - بالطبع أيضاً - ما عادت واردة في مسائل خلق الله لأفعال العباد (لوجوب اقتران المسؤولية بالحرية)، ولا في التحسين والتقبيح الشرعيين. هل هذه انتقائية أو تلفيق أو تخيُّر بلغة الفقهاء؟ لا هذا ولا ذاك؛ بل هذا الأمر بالنسبة لي ناجم عن الفهم الجديد لروح الإسلام، وللتراث والموروث الذي نفهمه ونعترف به ونتجاوزه، إلا ما بقي فينا استناداً إلى العقول والمصالح والمشاعر والشعائرية والرمزيات. وأنا قارئٌ وباحثٌ قديم في النص التراثي، وسأبقى كذلك. سأبقى محباً للغزالي والأشعري وابن تيمية وابن عربي والطبري والمتنبي على اختلاف ما بينهم، وإلا فكيف أكون عربياً مسلماً؟

لقد مررنا نحن العرب والمسلمين خلال العقود الماضية بتجربة شديدة الهول في الدين والدنيا والدولة، ومع العالم. وكما نحن محتاجون إلى تجديد تجربة الدولة الوطنية وإصلاحها، فنحن بحاجة إلى سردية جديدة في الدين وللدين!

 

بحر العلوم في ذكرى مولد النبي

خالد القشطيني/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

من المعتاد في بعض الدول الإسلامية أن يجري احتفال كبير بمناسبة ذكرى ميلاد الرسول، صلى الله عليه وسلم. وتضمن ذلك الكثير من التقاليد في توفير المأكولات وإلقاء المحاضرات والقصائد والأناشيد. وفي العراق قضت التقاليد بأن يلقي أحد كبار الشعراء قصيدة جديدة بالمناسبة. رتبوا هذا الموضوع في الثلاثينات واتفقوا مع أحد الشعراء على القيام باللازم. غير أن هذا الشاعر قد مرض قبيل الحدث ولم يعد بإمكانه أن يضطلع بهذه المسؤولية.

تحيرت الإدارة في اختيار بديل عنه. جرت مناقشات واتصالات ولكنهم لم يستطيعوا العثور على بديل مناسب غير محمد صالح بحر العلوم. وتعمقت المشكلة، فهذا شاعر معروف بميوله الشيوعية. زجته السلطات في السجن عدة مرات. ويقال إنه صدر ضده حكم بالإعدام وعفي عنه. ولا بد أنه وجد من جانبه صعوبة، شيوعي ماركسي يتكلم في مناسبة دينية! لم يجدوا بداً غير تكليفه بهذه المهمة الحساسة مع التأكيد عليه بألا يستغل هذه المناسبة في بث أفكاره الثورية. «أرجوك لا تتطرق لأي أمور سياسية. احصر نفسك في مدح جدك، وكفى» (آل بحر العلوم يذكرون أنهم من السلالة الهاشمية). حل الموعد أخيراً ونادوا عليه إلى الميكرفون. صعد الشاعر إلى منصة الخطباء وبدأ بالإلقاء:

الأرض تهتف والسماء تردد

حيي الرسالة فالوليد محمد

الحمد لله. كلام جميل ومطلع مشرق من أروع ما يمكن لشاعر أن يقوله مطلعاً لقصيدة. واصل كلامه بالإشادة بالنبي ورسالته. ولكن هذا الشاعر، بحر العلوم، لم يتمالك من ضبط نفسه فتوغل في الموضوع الذي يهمه. راح يخاطب النبي العربي ويقول:

حاشاك أن ترضى وأنت محمد

شعب يصاد وواحد يتصيد

حاشاك أن ترضى وأنت محمد

أن تستغل جهود ألف يد يد

حاشاك أن ترضى يموت بجهده

ساع ويجني العيش من لا يجهد

وهكذا يمضي الشاعر في طرح رسالته ليندد بالوضع القائم، وقد شنفت الشرطة ورجال الأمن آذانهم ينتظرون فراغه من الإلقاء. وهو عالم بذلك، أنهى قريضه وأسرع للباب الجانبي من القاعة واختفى. يقال إنه في طريقه مضغ القصيدة بأسنانه وابتلعها. وعندما حاولت الشرطة سوقه للمحاكمة لم تجد أي نص جاهز لأعين الادعاء العام لتحاسبه عليه.

 

العدالة الاجتماعية أو بيت الداء

د. آمال موسى/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

إن الحديث عن العدالة الاجتماعية هو حديث عن كل المشاكل دفعة واحدة، لأن انعدامها أو ضعف تحققها ينتجان شتى أنواع الأزمات والظواهر الخطيرة. كل مشكلة يمكن تفسيرها بغياب العدالة الاجتماعية وكل تقدم وتنمية حقيقية يفسران بالضرورة بنجاح ملموس في مسار تحقق العدالة الاجتماعية. على مستوى العالم تبدو العدالة الاجتماعية مُعنفة وغائبة، حيث إن الدول القوية تحتكر الثروة وتسطو على ثروات الدول الضعيفة، وشعوب الدول القوية لها الحق في التمتع بحقوق الإنسان والأخرى الفقيرة، سواء التي لم تبدأ بعد السير في طريق النمو أو التي قطعت في هذا الطريق بعض الخطوات غارقة في مشاكل التمييز، وما زالت في طور محاولة الاستجابة للبعد الاجتماعي للتنمية دون أبعاد الثقافة والاقتصاد والسياسة. لندع العالم على جهة فهو شاسع ومتشعب وأكبر من كل محاولة إحاطة أو وصف لحال العدالة الاجتماعية فيه.

يحتفل العالم الخميس المقبل باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، ذلك أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت اعتبار العشرين من شهر فبراير (شباط) من كل عام يوماً عالمياً للعدالة الاجتماعية وذلك منذ عام 2007.

وكما نلاحظ، فإن تاريخ هذا اليوم العالمي حديث جداً، مقارنة بقدم مفهوم العدالة الاجتماعية نفسه، بل وبتأثير اللاعدالة في تاريخ الشعوب والإنسانية جمعاء منذ فجر التاريخ، إذ إن الخلل في العدالة الاجتماعية ظل خاصية تطبع المجتمعات بشكل متفاوت جداً.

كيف حال العدالة الاجتماعية في المجتمعات العربية اليوم؟ يحق لنا أن نطرح هذا السؤال باستمرار، بل إن طرحه يمثل أداة قياس ناجعة نقيس بها المتحقَق والمنشود مع محاولة قراءة الخلل كمياً ونوعياً.

فالمقصود بالعدالة في السياق الاجتماعي ليس الإبحار فيما هو طوباوي، وإنما وصف واقع هذه العدالة، إذ إن العدالة الاجتماعية هي التوزيع العادل لكل من الثروة والفرص والامتيازات، وتعرفها الأمم المتحدة أيضاً بأنها المساواة في الحقوق. وهكذا يتضح لنا إلى أي حد يسهل وصف العدالة الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات، ذلك أن أرقام الفقر والبطالة وواقع الحقوق ومؤشرات التمييز من عدمه ونسبة محتكري الثروة وكيفية توزيعها... كل هذه التفاصيل هي بنود كبرى وأساسية في تحديد واقع العدالة الاجتماعية.

من جهة ثانية، نعتقد أنّها مهمة جداً، فإن مفهوم العدالة الاجتماعية في الستينات والسبعينات ليس هو نفسه اليوم. عرف المفهوم على صعيد الخطاب تغييراً نوعياً يعكس تفاعلاً إيجابياً مع التحولات ذات الصلة بالتحديث وتنامي الفردانية. فالمعنى الذي كان غالباً على العدالة الاجتماعية هو الشق المادي منها وكان كل النقد مركزاً حول كيفية توزيع الثروة داخل المجتمع ورصد التفاوت في عملية التوزيع، بل إن الاحتكام إلى مفهوم العدالة الاجتماعية هو احتكام إلى وجاهة التحليل المادي في تفسير الظواهر الاجتماعية وفهمها. ونعتقد أن البعد المادي في مفهوم العدالة الاجتماعية يظل الأقوى بالنظر إلى ما ينتج عن التفاوت في توزيع الثروة من أزمات اجتماعية وحدها تبقى الأكثر قوة في تفسير الاحتجاجات وحتى الثورات. لقد أصبحت العدالة الاجتماعية اليوم تعني الثروة والحقوق والسلطة، والمساواة ليست في الثروة فقط، بل في الحرية، والقضاء على أشكال التمييز على أساس الجنس أو الدين أو العرق. أي أننا أمام المستوى الثقافي الحقوقي من العدالة الاجتماعية. مع العلم أن هذا المعنى تابع مفهوم العدالة الاجتماعية منذ نشأة فكرة المفهوم أساساً، ولكن الانتباه إليه تزامن مع الاهتمام بالفرد وبقيم المواطنة التي ترفض أي تمييز بين المواطنين. ولعل مفهوميّ البنى التحتية والبنى الفوقية أكثر من يدعم عراقة المعنى الثقافي في مفهوم العدالة الاجتماعية، حيث إن من يهيمن على وسائل الإنتاج ويمتلكها يفرض ثقافته ورؤيته للعالم. لذلك فإن العدالة الاجتماعية هي ضرب لظاهرة الهيمنة المادية والرمزية.

لا نستطيع أن ننكر أن مجتمعاتنا اليوم قطعت خطوات في مجال العدالة الثقافية ولكنها ما زالت دون المطلوب، وهو ما يفسر التوترات الاجتماعية على أساس الجنس والمذهبية. والملاحظ أن التفاعل مع حقوق الفرد وحرياته الفردية والعامة في حالة حراك يختلف إيقاعه من مجتمع إلى آخر، وهو حراك لا يكتفي في الحقيقة بالإرادة السياسية، بل يقوم على إرادة اجتماعية قوية في التغيير وتحمل أوجاعه. غير أن العدالة الاجتماعية بالمعنى المادي الاقتصادي ظلت مشكلة أساسية في غالبية مجتمعاتنا العربية، حيث التخبط بين نماذج تنموية غير مدروسة، وحيث الفقر والبطالة ما زال يهيمن على واقع الشباب العربي، الأمر الذي جعل المحبط منه لقمة سهلة تلتقطها شبكات الإرهاب. هناك فكرة مهمة تضمنها إعلان كوبنهاغن في اختتام أعمال مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية عام 1995 وتقول بوجود علاقة تبادلية بين العدالة الاجتماعية والأمن والسلام؛ لذلك فإن المجتمع الذي يعاني من الحيف الاجتماعي والتوزيع الظالم للثروة هو مجتمع غير آمن، وسيظل مهدداً لأن الفئات المحرومة هي بمثابة قنابل موقوتة.

 

إلى أي مدى تركيا مستعدة بالفعل للانخراط في إدلب مستقبلاً؟

مايكل يونغ/موقع مركز كارنيغي للشرق الأوسط/14 شباط/2020

جوزيف ضاهر | أستاذ في جامعة لوزان، سويسرا، وأيضاً أستاذ مشارك بدوام جزئي في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا، إيطاليا، حيث يعمل على مشروع زمن الحرب ومرحلة ما بعد النزاع في سورية

أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب وحذّرت القوات المسلحة السورية بأن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة"، محاولةً إيقاف تقدّمها وإرغامها على الانسحاب. لكن تركيا تواجه وضعاً صعباً، إذ تريد الحؤول دون حدوث تدفّق جديد للاجئين من إدلب إلى أراضيها.

سيحقق الجيش التركي على الأرجح تفوّقاً عسكرياً واضحاً في أي مواجهة واسعة النطاق مع الجيش السوري، لكن أنقرة لاتريد تأجيج التوترات أو وضع علاقتها مع روسيا على المحك. فموسكو هي الطرف الوحيد القادر على تقويض الخطوات العدائية السورية المحتملة ضد المصالح التركية في أي وقت. كذلك، تريد تركيا الحفاظ على علاقتها الوثيقة مع روسيا بسبب العزلة الدولية العميقة التي تعاني منها، ولاسيما عزلتها عن قوى الغرب والشرق الأوسط، بسبب مغامرتها في ليبيا وتنافسها على مستوى الطاقة حول الموارد الهيدروكربونية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

يُضاف إلى ذلك أن الرئيسين التركي والروسي دشّنا في وقت سابق من هذا العام أنبوب الغاز "توركستريم"، الذي سينقل الغاز الطبيعي الروسي إلى جنوب أوروبا عبر تركيا. إذن، همّ أنقرة الأول هو الحفاظ على علاقتها مع موسكو.

استعادت قوات النظام السوري، المدعومة روسياً، السيطرة على مدينة سراقب التي ترتدي أهمية استراتيجية، لأنها تشكّل نقطة التقاء بين الطريقين الدوليين المعروفين بـM5 وM4 اللذين يربطان حلب بكلٍّ من العاصمة دمشق واللاذقية. السيناريو الذي سيفضي إليه ذلك على الأغلب هو التوصّل إلى نوع من هدنة يتم التفاوض بشأنها بين تركيا وروسيا. ثم ستنتظر قوات النظام أسابيع عدّة، لا بل أشهراً، قبل شنّ هجوم جديد في إدلب، يتم مجدّداً بدعم روسي.

نظراً إلى تراجع النفوذ التركي بعد أن استعاد النظام سيطرته على مناطق جديدة في إدلب، تعكس الدعوات التركية إلى إبرام اتفاق سوتشي جديد مع روسيا وإيران، إلى حدٍّ ما، الخيارات المحدودة المُتاحة أمام أنقرة في سورية.

بيسان الشيخ | كاتبة وصحافية ومستشارة إعلامية مقيمة في اسطنبول، ومراسلة سابقة في صحيفة "الحياة"

"لا اتفاق مع الجانب الروسي حول إدلب"، هذا ما قاله وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لمن كانوا يأملون ببعض النتائج الملموسة من اللقاء الروسي- التركي الذي استغرق ثلاث ساعات، وكان يفترض أن يُحيي المسار السياسي المتعثّر. ولكن لِمَ قد يتوقع أحد وقف العمل العسكري الذي يقوده النظام السوري عند هذا الحد ومنع قضم المزيد من الأراضي في إدلب، إذا كان الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه أمهل قوات النظام السوري حتى نهاية شباط/فبراير الجاري للانسحاب إلى ما قبل حدود خفض التصعيد؟

صحيحٌ أن أردوغان توعّد القوات السورية بأن "يتكفّل الجيش التركي بإجبارها على الانسحاب"، وأن "القوات (التركية) الجوية والبرية ستتحرك في كل مناطق عملياتنا في إدلب وسوف تقوم بعمليات عسكرية اذا ما اقتضت الحاجة". لكن عملياً لم يحدث شيء من هذا. لا بل مُنعت الفصائل السورية المدعومة تركياً من القتال أو تقديم أي مؤازرة للقرى والبلدات التي حاولت مقاومة تقدّم الجيش إليها. ولسخرية القدر أن ذلك تزامن مع إعلان أنقرة إرسال المقاتلين السوريين إلى ليبيا، ما يعزّز فرضية تخلّي تركيا عن دور "الضامن" في سورية لصالح دور "الغازي" في ليبيا.

فمحافظة إدلب، التي كانت ذات يوم ورقة تفاوض قوية في يد أنقرة، استنفدت صلاحيتها، وأصبحت اليوم عبئاً هائلاً على من تقع إدارتها من نصيبه، ولا مصلحة لتركيا بها إلا في نطاق شريط حدودي تُبقي فيه المهجّرين داخلياً البالغ عددهم 1.7 مليون شخص، وربما تعيد استخدامهم في معارك تفاوضية لاحقة.

أسعد العشي | المدير التنفيذي لمؤسسة "بيتنا سوريا" المعنية بدعم المجتمع المدني

من الصعب معرفة إلى أي درجة قد تكون تركيا مستعدّة للانخراط في إدلب. فقد أقدمت خلال الشهر الفائت على نشر أكثر من 5 آلاف جندي في المحافظة. مع ذلك، كان ردّها على مقتل جنودها في قصف مدفعي شنّته قوّات النظام خجولاً. لم تتوقف المفاوضات مع روسيا إلا أنها فشلت حتى الآن في تحقيق وقف دائم لأعمال العنف. وبالتالي، تجد تركيا نفسها أمام معضلة: فهي تريد أن تتفادى، مهما كلّف الأمر، وقوع كارثة إنسانية على حدودها الجنوبية الغربية، لكنها في الوقت نفسه لاترغب في تدمير علاقتها مع روسيا.

من الصعب للغاية تخيّل ما يمكن أن تكون تركيا مستعدّة للقيام به في إدلب من دون دعم واضح من حلف شمال الأطلسي (الناتو). فمصالحها الإستراتيجية تصبّ في أماكن أخرى، ولاسيما في شمال شرق سورية، حيث تسعى إلى منع أي تقدّم لوحدات حماية الشعب، وهي فرع من حزب العمال الكردستاني، العدو اللدود لتركيا وأخطر تهديد لأمنها الوطني. لكن، في حال قرر حلف الناتو مواجهة الهجوم السوري والروسي في إدلب، ستكون تركيا على استعداد لإنشاء "منطقة آمنة" هناك لحماية المدنيين وتجنّب إمكانية حدوث موجة لجوء إلى جنوب تركيا.

خضر خضّور | باحث غير مقيم في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت. تتركّز أبحاثه على الشؤون السورية

باتت إدلب جبهة مركزية في الحرب السورية. فهي تضمّ مجموعات متطرّفة تعتقد أنها تخوض حرباً مقدسة، فضلاً عن المتمردين الذين تركّز أجنداتهم المحلية على حماية أراضيهم ومجتمعاتهم. من جهة أخرى، تبقى المنطقة بالنسبة إلى مجموعات الإغاثة الدولية والسكان المحليين، المعقل الأخير غير الخاضع إلى سيطرة نظام الأسد.

في الوقت نفسه، تعتبر تركيا إدلب منطقة حدودية نوعاً ما. فبعد المحاولات العسكرية الهادفة إلى إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وجب على أنقرة تغيير مسار عملها بعد التدخّل العسكري الروسي في العام 2015. وعقب إدراكها واقع الوجود الروسي الحالي على الحدود التركية مع سورية، عدّلت أنقرة النهج الذي تعتمده وبات يركّز في الدرجة الأولى على حماية الحدود. والآن سيقوم الجيش السوري، بدعم روسي وقبول تركي، بربط المناطق الحضرية الواقعة شمالي غرب سورية – أي معرة النعمان، وسراقب، ومدينة إدلب، وجسر الشغور - بالمناطق الساحلية والجنوب السوري. وبذلك، يكون حديث تركيا عن إنشاء "منطقة آمنة" على طول 30 كيلومتراً داخل سورية قد بات واقعاً. لكن بدلاً من أن تكون منطقة آمنة، ستكون هذه في الواقع بالنسبة إلى تركيا امتداداً للمنطقة الحدودية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري استقبل فوشيه ووزني وتلقى رسالة من نائب رئيس الإتحاد الأوروبي

وطنية - الجمعة 14 شباط 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفير الفرنسي برونو فوشيه، حيث جرى عرض للأوضاع العامة لا سيما الوضعين المالي والإقتصادي.

واستقبل بري بعد الظهر وزير المالية غازي وزني الذي غادر من دون الإدلاء بتصريح.

على صعيد آخر، تلقى رئيس مجلس النواب رسالة من نائب رئيس الإتحاد الأوروبي جوسيب بوريل فونتيل، أكد فيها "استعداد الإتحاد لمساعدة لبنان للخروج من أزمته والقيام بالإصلاحات الأساسية للحفاظ على استقراره وسيادته".

 

الحريري: تعاملت مع رئيسين وكان المطلوب مني دائما أن أؤمِّن العلاقة مع رئيس الظل لأحمي الاستقرار مع الأصلي والتسوية أصبحت في ذمة التاريخ

الجمعة 14 شباط 2020

وطنية - أكد الرئيس سعد الحريري أنه "أينما كان موقعه السياسي، لن يترك سبيلا، ولا طريقة، وسيدور العالم، ليدافع عن لبنان، وعن اللبنانيين"، وقال: "كلنا معا، سنواجه الصعوبات، ونقف بوجه الأزمات، ونخرج من الانهيار، ونقول لكل الناس، إنه بعد 15 سنة، ليس فقط رفيق الحريري باقيا، رفيق الحريري يبدأ...من أول وجديد!". وقال: "أنا خرجت بإرادتي، الديمقراطية لا تسير من دون مسؤولين ديمقراطيين، مسؤولون يسمعون صوت الشعب، صوت الناس، أنا سمعت صوت الناس، الناس طالبوا باستقالة الحكومة، قدمت الاستقالة، الناس طالبوا بحكومة تكنوقراط من خارج الأحزاب، وعندما رأينا نوع الحكومة التي يتم تركيبها، قلت بصراحة: لا أريد أن تتم تسميتي، ما يفعله غيري هو شأنه، ولن أزيد كلمة على كلام مطران بيروت، قبل بضعة أيام، في عيد مار مارون". وأكد أنه لن يذهب إل أي مكان، وهو باق في بلده، وبيته وبين أهليه، وبالعمل السياسي أيضا، وأن "تيار المستقبل باق، وأن أهل السنة من أساسات هذا البلد، وهذا المجتمع، واللبنانيون الأحرار، الوطنيون، السياديون، الذين يريدون بلدا يليق بهم وبأولادهم باقون، ولا أحد قادر على أن يهول عليهم بشيء". وإذ نعى "التسوية الرئاسية"، أشار إلى أنها "عاشت 3 سنين، واليوم صارت من الماضي، وبذمة التاريخ"، وقال: "لقد قمت بالتسوية لإنهاء الفراغ الرئاسي، وإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وأخذت التسوية بصدري، لانتخاب الرئيس، وسرت عكس المزاج العام ولمنع انهيار البلد، في حين أن البعض كان يرى في التسوية توزيعا للسلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لكننا كنا نراها حماية للبلد من فتنة أهلية، ومنع انتقال الحريق السوري إلى لبنان". وبعد أن انتقد "عقلية حروب الإلغاء"، قال: "ساعة تريد أن تلغي الاشتراكي، وتلغي وليد بك، وساعة تريد أن تلغي القوات، قوات ما بعد اتفاق معراب! وساعة تريد أن تلغي الحراك، والآن تريد أن تلغي الحريرية وتيار المستقبل"، كاشفا أنه "كان المطلوب منه دائما، أن يؤمن العلاقة مع رئيس الظل، ليحمي الاستقرار مع الرئيس الأصيل"، وقال: "طيب، تفضل، الآن باتت لديك حكومة العهد، طيرت نصف العهد بالتعطيل وحروب الإلغاء، وخربت العهد، وسجلت انهيار البلد على اسمك واسم العهد...برافو!".

الخطاب

مواقف الحريري جاءت خلال خطاب ألقاه عصر اليوم، في مهرجان أقيم في "بيت الوسط" لمناسبة الذكرى 15 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، في 14 شباط 2005، في ما يأتي نصه: "أنا متأكد أن كل واحد وواحدة فيكم، ومعكم غالبية اللبنانيين، أمام الأزمة المعيشية والمالية والاقتصادية، التي نواجهها، تسألون: أين أنت يا رفيق الحريري؟ أين العملاق ليواجه هذه الأزمة العملاقة؟ الآن أنتم تعرفون شعوري في آخر 15 سنة، حين كنت عند كل طلعة صبح، وكل ساعة وكل لحظة أقول لنفسي: أين أنت يا رفيق الحريري؟ اغتيال الرئيس رفيق الحريري منذ 15 سنة، كان منعطفا تاريخيا في حياة لبنان، تغيرت فيه معادلات سياسية وأمنية وإقليمية...وبعد 15 سنة، لبنان أمام منعطف تاريخي جديد. لهذا السبب سأتحدث بما في قلبي مع كل الأصدقاء، الذين شرفونا، ومع الجمهور الوفي الذي رافقني في أصعب الظروف، في زمن صار الوفاء فيه عملة نادرة، وصارت العملة النادرة سببا لقلة الوفاء. دعونا في البداية نوجه تحية لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأرواح رفاقه الشهداء، وكل شهداء ثورة 14 آذار، التي تبقى عنوانا لنهاية الوصاية والنظام الأمني. تضحيات الشهداء فتحت أبواب السجن الكبير، وحررت قرارات وزعامات من الهيمنة والأسر والنفي. 15 سنة طحنت فيها، واجهت، وتعلمت، وأخطأت، وربحت، وطعنت، وصبرت، وتعرفت على أوادم وصادقين ورفاق درب، وعلى وصوليين وانتهازيين، واكتشفت الأهوال في نادي السياسيين والزعماء، لكن بعد كل طعنة، بعد كل جرح، وبعد كل معركة، وبعد كل محاولة اغتيال سياسي، كنت أقف من جديد، وأنظر حولي، وأرى وجوهكم وأسمع صوتكم وأشعر بوفائكم، وأعود وأقول لنفسي: "ما بيصح إلا الصحيح".

في الشهرين الأخيرين، سمعنا وقرأنا ورأينا أنه يا لطيف، راح تيار المستقبل، وسعد سافر، ومش راجع، والسعودية ما بدها اياه، وأميركا ما بدها اياه، وبعد شوي الصين كمان. والأجمل أنهم يريدون أن يقفلوا بيت الوسط. دعوهم يكتبون، ودعوهم يبثون، ودعونا نحن نخبرهم الحقيقة: أن تيار المستقبل، تيار شهيدنا، تيار العروبة والاعتدال والدولة المدنية، باق في قلوبكم ، وعلى قلوب الحاسدين! ومفاتيح بيت الوسط في بيوت عكار وطرابلس والمنية والضنية والكورة وزغرتا والبترون، وبيوت بيروت وصيدا وصور وشبعا والشوف والإقليم والمتن وكسروان، والبقاع بكل جهاته وبلداته وعشائره، فأهلا وسهلا بكم في بيتكم، البيت الذي مفاتيحه معكم، لا يمكن أن يقفل! في هذه الإيام، القيامة قايمة بالبلد على كل السياسيين، وكلن يعني كلن، لا أحكام عفو عن أحد، ولا أسباب تخفيفية لأحد، ونحن بكل صراحة، لسنا بوارد ركوب موجة الغضب الشعبي، وتحييد أنفسنا عن الطبقة السياسية، في الوقت الذي نرى فيه وجوها سياسية كثيرة أصبحت نجوم ثورة على الشاشات. لكن المشكلة، أن رفيق الحريري مطلوب رأسه من جديد، وهناك سياسيون لا يزالون "مرعوبين من هيبتو"، وهناك منظومة سياسية، بدأت تفتح ملفات وتتحدث عن بدائل الحريرية وسقوط الحريريين، ولا تزال تلاحق الرئيس الشهيد منذ التسعين، لتحميله مسؤولية التدهور الاقتصادي والدين العام، ليس ذلك فقط، "فلتانين على مواقع التواصل" لتحميله مسؤولية صفقة القرن ومسخرة فزاعة التوطين.

نعم أقول: مسخرة التوطين! "حاج بقا لاحقينا إنو نحنا بدنا التوطين، وحاج تهولوا على اللبنانيين بهذه الكذبة"، نحن ضد أي توطين، والدستور يمنع التوطين، والتوطين غير وارد، نقطة على السطر! أخطر من ذلك كله، الكلام عن بدء العد العكسي لاتفاق الطائف، وإعادة لبنان إلى ما قبل 1989، لفتح الطريق لصيغة جديدة، وليس صدفة ما يكتب ويقال إن اتفاق الطائف وصل إلى نهايته، وحتى يسقط الاتفاق يجب أن تسقط الحريرية، وحتى تنتهي الحريرية لا بد من القضاء على سعد الحريري. يرفضون أن يروا كيف كان لبنان قبل رفيق الحريري، ومن خربه في الحرب الأهلية، ومن انتشله من خراب الحرب بأربع سنين، اللبنانيون يعرفون ماذا فعل رفيق الحريري، وكيف أعاد لبنان إلى خارطة العالم، الناس يعرفون ويرون أن لا شيء له قيمة، أقيم أو تم إعماره بعد اغتيال رفيق الحريري، لم يتركوا للبلد صديقا، ولم يعقدوا اتفاقا مع دولة، ولا فتحوا مستشفى أو جامعة أو طريقا أو مطارا، ولا حتى مجرورا صحيا، ويعملون فقط على فتح القبور وفبركة الملفات وتوزيع الاتهامات. بعد الاغتيال، تم تنظيم أكبر مسلسل تعطيل في تاريخ لبنان للدولة والمؤسسات الدستورية، سبع سنين بالتمام والكمال، ضاعت من عمر البلد بالتعطيل، بعد اغتيال الرئيس، إقفال وسط بيروت، وبعدها 6 أشهر من التعطيل، قبل انتخاب الرئيس ميشال سليمان، وسنتان ونصف من التعطيل قبل انتخاب العماد ميشال عون.

اغتيالات وحروب إسرائيلية وتورط في حرب سوريا وإرهاب، وتعليق عمل مجلس النواب أكثر من سنة ونصف السنة، وتأخير تشكيل الحكومات وتعطيل جلسات مجلس الوزراء.

سبع سنين من أصل 14 سنة، ضاعت بالعناد والسلبطة باسم الميثاقية وحقوق الطوائف، وفوق هذا كله بقوا يقولون: الحق على الحريرية.

30 سنة، كان جميعهم فيها، وكثر كانوا قبلها، متربعين في الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة، شاركوا في مجالسها وحكوماتها ومحاصصاتها وزعرناتها، "عملوا فيها السبعة وذمتها"، وفي نهاية المطاف، لم يفعلوا سوى تحميل رفيق الحريري وسياسات الحريري، مسؤولية الدين العام والانهيار الاقتصادي.

رفيق الحريري أتى بالكهرباء 24 على 24 ساعة، من أعادنا إلى التقنين والموتورات؟ وزارة الطاقة، ولم يستلمها مرة بالتاريخ وزير محسوب على الحريرية أو المستقبل، من استلم وزارة الطاقة بعد 1999؟ ومن يستلمها منذ 2005 وما بعد؟ ولماذا وصلت كلفة الكهرباء إلى 50% من الدين العام؟ كل هذا غير محسوب في دفاتر تزوير التاريخ.

يا أخي، أنا أتحمل مسؤولية، مستعد أن أتحمل المسؤولية، لكن المسؤولية كانت مشتركة على الجميع، في رئاسة الجمهورية، الحكومة، ومجلس النواب وجلسات الحوار.

حين أخذت في صدري التسوية لانتخاب رئيس جمهورية، وسرت عكس المزاج العام، كنت أرى منذ العام 2014، كيف يتغير المشهد السوري، وكيف فتحت الحدود لموجات النزوح، وبدأ لبنان يغرق بمشاكل أمنية ومذهبية، وتفجيرات في البقاع والضاحية وفي مسجدين بطرابلس.

البعض كان يرى التسوية توزيعا للسلطة بين رئيس جمهورية ورئيس حكومة، لكننا رأيناها حماية للبلد من فتنة أهلية، ومنع انتقال الحريق السوري لطرابلس وبيروت وبعلبك وصيدا وعرسال وغيرها، والسبيل الممكن لوقف الدوران بالفراغ الرئاسي وتعطيل المؤسسات.

قبل التسوية حاولت أن أفتح الطريق، للتوافق على اسم الصديق سليمان بك فرنجية للرئاسة، لنفس الأهداف، لكن ماذا أفعل إذا كان حلفاؤه، حلفاء سليمان بك، منعوا انتخابه؟ التسوية عاشت 3 سنين، واليوم صارت من الماضي، وبذمة التاريخ، أعرف أن كثر منكم سعداء لكون التسوية انتهت. لكن دعوني أقول لكم من الآخر، هل ترون كل ما يحدث اليوم؟ النقص الحاد بالسيولة، انهيار الليرة، مشاكل المودعين، تسريح العمال، والغلاء والفقر؟ كل ذلك كان سيحصل سنة 2016، يومها تحملت مسؤولياتي، وقلت إنه لمنع الانهيار، بلدنا بحاجة لأمرين: ضمان الاستقرار، وتحريك الاقتصاد.

بعد أن أقمنا التسوية، أي الاستقرار السياسي والأمني، بقي علينا تحريك الاقتصاد، نظمنا مؤتمر "سيدر"، وأمنا فيه 12 مليار دولار للاقتصاد، بناء على إصلاحات نحن توافقنا عليها ووعدنا أن ننفذها، لو نفذنا الإصلاحات، لو نفذنا ما توافقنا عليه، ما كنا هنا اليوم، وما كان الانهيار عاد ووقع على كل البلد.

أساسا، لو نفذت إصلاحات باريس 2 منذ 18 سنة أيام رفيق الحريري، ما كان البلد وصل إلى هنا! ولكن ماذا يمكنني أن أفعل إذا كان هناك من لا يلتزم بكلامه؟ البعض يلومني، يقولون لي: كان يجب أن تجعله يوقع ورقة، "إيه لإنو اتفاق معراب، يللي عملوا وجابوا وطوبوا، كتير احترم توقيعو عليه؟".

أريد أن أذكركم أن "سيدر" كان مباشرة قبل الانتخابات، وتنفيذه كان على حكومة ما بعد الانتخابات، دعوني أقول لكم كم عملت هذه الحكومة، لتشكيل الحكومة، بقينا 6 أشهر تعطيل، لأن هناك من كان يريد أن يحجب وزراء عن القوات، ومن ثم أن يحجب وزراء عن الحزب الاشتراكي، محاولات فاشلة طبعا.

وهذه مناسبة لأوجه تحية للصديق وليد بك جنبلاط، وأؤكد تحالفنا الثابت معه، بالأمس واليوم وغدا! وأريد أن أحيي السيدة مي شدياق، التي ليست هي فقط من القوات اللبنانية، وإنما هي الشهيدة الحية بيننا.

ومن ثم، شهران تعطيل لفرض توزير اللقاء التشاوري، أي 8 أشهر تأخير في تشكيل الحكومة، وبعدما تشكلت، عاشت الحكومة 9 أشهر، منها شهر مماطلة بالموازنة، وشهران من التعطيل بعد حادثة قبرشمون، والنتيجة، من بعد مؤتمر "سيدر"، حكومة عملت فعليا 6 أشهر.

عقلية حروب الإلغاء، ساعة تريد أن تلغي الاشتراكي، وتلغي وليد بك، وساعة تريد أن تلغي القوات، قوات ما بعد اتفاق معراب! وساعة تريد أن تلغي الحراك، والآن تريد أن تلغي الحريرية وتيار المستقبل!

حاولت تأمين استقرار للعلاقة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، أولا، لأن الاستقرار يستحق الصبر وطول البال، وثانيا، لأن الخلاف بين الرئاسات نتيجته الوحيدة شل المؤسسات.

الرئيس عون يعرف احترامه عندي، ويعرف كم أنا أحفظ له مواقفه معي، تماما كما هو يحفظ لي مواقفي معه، لكن مع الأسف وصلت إلى مكان مضطر أن أقول فيه، إني تعاملت مع رئيسين، وكان المطلوب مني دائما، أن أؤمِّن العلاقة مع رئيس الظل، لأحمي الاستقرار مع الرئيس الأصلي.

أول حكومة بعد التسوية، قال: هذه ليست حكومة العهد، لأن حكومة العهد لا تكون إلا بعد الانتخابات النيابية، ثاني حكومة بعد الانتخابات، قال: حكومة العهد، وحين لم يحصل ما يريده، بعد 8 أشهر تعطيل، وشكلت، نام وأفاق، وقال: حكومة العهد هي التي ستأتي من دون سعد الحريري، "صحتين على قلبه".

طيب، تفضل، الآن باتت لديك حكومة العهد، "طيرت نصف العهد بالتعطيل وحروب الإلغاء، وخربت العهد، وسجلت انهيار البلد على اسمك واسم العهد، برافو!

ليس هناك من لبناني على وجه الأرض، لم ير أن البلد صار في مكان جديد، وأن 17 تشرين يوم مفصلي وجرس إنذار للعهد والحكومة ومجلس النواب، شخص واحد فقط، لا يريد أن يرى، ولا يريد لأحد في قصر بعبدا أن يرى.

التحرك الشعبي صار شريكا بالقرار السياسي، الشابات والشبان يطالبون بفرصة لتغيير حقيقي وسلمي، عن طريق إجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وأنا سبق وأعلنت، من بعبدا، مباشرة بعد 17 تشرين، أني مع انتخابات مبكرة، والآن أعود وأقول: نحن مع انتخابات مبكرة، وأدعو الجميع للتفكير بهدوء ومن دون مزايدات. وكتلة المستقبل، ستقدم اقتراح قانون جديدا كما ورد في اتفاق الطائف، بأسرع وقت.

وإذا كان يمكن للانتخابات أن تأتي بوجوه جديدة، فأهلا وسهلا. نضع تطعيم الحياة السياسية بدم جديد في خانة الربح لتيار المستقبل.

اللبنانيون باتوا خبراء في عالم الاقتصاد والمال، لما سمعوه من آراء ومعلومات واقتراحات وبرامج حلول، لكن اليوم، لا الموازنة باتت تكفي، ولا الورقة الإصلاحية تكفي، ولا هذا البيان الوزاري يكفي، وبالكاد برنامج سيدر إذا انطلق، يفتح الطريق لنقلة اقتصادية واستثمارية.

نحن في لبنان لسنا في جزيرة اقتصادية بمعزل عن دعم الأصدقاء والدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية، وبغياب الثقة مع الأشقاء العرب، وتحديدا مع مصر والسعودية والإمارات والكويت وباقي دول الخليج العربي، من يرى غير ذلك ليجرب كل النظريات الاقتصادية.

نحن لا نريد أن نغش اللبنانيين ولا نريد أن نقيم سباقا شعبويا: هل نستطيع أن نعرف كيف نقيم سياحة بلا العرب والمواطن الخليجي؟ هل نستطيع أن نفهم كيف نفتح أسواقا للانتاج اللبناني بدون الأسواق العربية والخليجية خصوصا؟ هل يمكن لأحد أن يخبرنا كيف سنحمي مصالح ربع الشعب اللبناني، الذي يستفيد من فرص عمل اللبنانيين بالخليج، في وقت هناك من يف تح على حسابه مشاكل يومية مع هذه الدول؟.

أموال إيران الكاش تحل أزمة حزب، لكنها لا تحل أزمة بلد، الدولة لم يعد ممكنا أن تسير بالمفرق بدون سياسات واضحة، وبدون مصالحات جدية مع الشعب اللبناني ومع الدول العربية ومع الدول الصديقة والمؤسسات الدولية.

أخيرا اسمحوا لي أن أختم بالبيت الداخلي، نحن أمام مرحلة جديدة، وتيار المستقبل أمام تحديات مصيرية، على مستوى الخيارات السياسية والمستوى التنظيمي، والأهم على مستوى العلاقة مع جمهور واسع بكل لبنان، وبكل صراحة، هناك ملاحظات وانتقادات وصلتني من كل المنسقيات والمناطق، ومن حزبيين ومناصرين يطالبون بتغيير أساليب وأدوات العمل.

ويقال: ليس مقبولا أن يعمل التيار باللحم الحي، ويكون ملجأ لمتسلقين ووصوليين ومستوزرين، بعض الانتقادات موجهة إلي شخصيا، ولحالة الانقطاع بين القيادة والقاعدة، وهناك شبان وشابات قالوها بوجهي، وطلبوا مني حضور أوسع بعمل التيار.

قراري واضح: قراري التغيير بالتيار، التغيير وإعادة الهيكلة، المؤتمر العام للتيار سيعقد في الأشهر المقبلة، وستنتخبون قيادة جديدة، تكون شريكا فعليا بالقرار السياسي والتواصل المباشر مع الجمهور.

ليس سرا أبدا، أن الأزمة المالية انعكست على أنشطة التيار، وقد شددنا الحزام حتى النهاية، واضطررنا لوقف مؤسسات إعلامية وصحية وخدماتية، عمل فيها لسنوات شباب وشابات من أخلص الناس، ويهمني أن يعرف كل واحد وواحدة، لهم حقوق بمؤسساتنا، أنه لا يمكن أن أنسى حقوق الناس، مهما قست علي الأيام.

بالنسبة للتيار أنا المسؤول، وأنا المعني الأول بتوفير شروط العمل، وهذا أمر سأستمر فيه مهما كانت الكلفة ومهما أقدرني عليه رب العالمين.

طبعا، ستستمرون بسماع مزايدات، لكن هناك أمرا يجب أن يكون واضحا: اختلفت مع 80% من السياسيين حول أمور داخلية وإقليمية، وكنت على تناقض تام مع أحزاب ورئاسات، حول دور إيران بالمنطقة وتدخلها بشؤون لبنان والعراق وسوريا واليمن ودول الخليج، وموقفي كان حاسما بموضوع رفض التطبيع مع النظام السوري، ورفض التطاول على الدول والزعامات العربية، والتورط بحروب المنطقة، لكن هذا لا يعني، أن أترك البلد للمجهول، وأن آخذ حرب سوريا نموذجا لتغيير المعادلات بلبنان.

إذا كان مصيري السياسي مرتبط بخيار منع الفتنة، ومنع تكرار الحرب الأهلية، أهلا وسهلا، أنا بكل صراحة لا يمكن أن أختار الفتنة، اولا، لأني ابن رفيق الحريري، وعملنا هو الإعمار وليس الدمار، وتاريخنا تعليم الشبان والشابات وليس حرقهم، وثانيا، لأن تيار المستقبل "حيطو مش واطي"، ولا يعمل لخدمة أجندات أحد من القوى السياسية.

المزايدون يمكنهم أن يتحدثوا ويطلقوا خطابات، لكن الكلام عليهم، والكلفة علينا وعلى دار الفتوى وعلى الطائفة وعلى جمهور تيار المستقبل، وهنا أود أن أقول كلمتين للطائفة السنية عموما، ولجمهور تيار المستقبل، عن شعور الإقصاء، أو شعور أنه وحده ممثلهم بالتركيبة، هو من دفع الثمن وخرج من رئاسة الحكومة.

أولا: أنا خرجت بإرادتي، الديمقراطية لا تسير من دون مسؤولين ديمقراطيين، مسؤولون يسمعون صوت الشعب، صوت الناس، أنا سمعت صوت الناس، الناس طالبوا باستقالة الحكومة، قدمت الاستقالة، الناس طالبوا بحكومة تكنوقراط من خارج الأحزاب، وعندما رأينا نوع الحكومة التي يتم تركيبها، قلت بصراحة: لا أريد أن تتم تسميتي.

ما يفعله غيري هو شأنه، ولن أزيد كلمة على كلام مطران بيروت، قبل بضعة أيام، في عيد مار مارون.

ثانيا: أنا لن أذهب إلى أي مكان، أنا باق، في بلدي، وبيتي وبين أهلي، وبالعمل السياسي أيضا.

ثالثا: تيار المستقبل باق. وأنتم "مش حبتين"!

رابعا: أهل السنة من أساسات هذا البلد، وهذا المجتمع، وأهل السنة باقون، ولن يذهبوا إلى أي مكان.

خامسا: اللبنانيون الأحرار، الوطنيون، السياديون، الذين يريدون بلدا يليق بهم وبأولادهم باقون، ولا أحد قادر على أن يهول عليهم بشيء.

وأخيرا، لأعود إلى السؤال الأول، لو كان رفيق الحريري معنا، ويسمع صرخة الناس، ما كان ليفعل؟ كان برم الدنيا بالطالع وبالنازل لوقف الانهيار"، وأنا أعدكم، أينما كان موقعي السياسي، لن أترك سبيلا، ولا طريقة، وسأدور العالم، لأدافع عن لبنان، وعن اللبنانيين، وكلنا معا، مع بعضنا بعضا، معكم أنتم، بإذن الله، سنواجه الصعوبات، ونقف بوجه الأزمات ونخرج من الانهيار، ونقول لكل الناس، أنه بعد 15 سنة، ليس فقط رفيق الحريري باقيا، رفيق الحريري يبدأ من أول وجديد!.

نازك الحريري

وكان الاحتفال قد بدأ بالنشيد الوطني، أعقبه كلمة مسجلة لأرملة الشهيد نازك الحريري، استهلتها بالقول: "أيها الأحبة، تجمعنا اليوم، كما في كل عام، الذكرى الخامسة عشر لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، لنتذكر مسيرة عطاء ومحبة وحكاية نجاح، تتناقلها الأجيال".

أضافت: "مرة أخرى، يجمعنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على ذكراه الطيبة. ولعلها تكون مناسبة لنجدد التمسك بقواعد الحوار، وبجميع خيارات الرئيس رفيق الحريري الوطنية. إنها خيارات لا غنى عنها، لأنها السبيل الوحيد إلى الدفاع عن الوطن وصون وحدته، وكرامة أهله. فالحوار يرسخ الوحدة الوطنية، ويحفظ لبنان من كل تهديد لأمنه واستقراره". وتابعت: "وفي حضرة الشوق، يرجع بنا صدى الذكريات إلى ذلك الزمن الجميل، عهد الرئيس رفيق الحريري، لينسج صورة لبنان كما رآه شهيدنا الكبير؛ كيف لا، وقد أرسى قواعده بنفسه، فكرسه أيقونة الشرق الحضارية والثقافية، وحلما وهاجا متألقا، بذل من أجله عمره حتى الشهادة".

وقالت مخاطبة صاحب الذكرى: "رفيق عمري ودربي، وفي ثنايا الذكرى، الشوق لهيب يشتعل في النفس نارا طورا، ونورا نستضيء به، ويعيننا على تحمل ألم الفراق تارة. أناجيك أيها الحاضر الغائب، والألم يعتصر الفؤاد، ودمع العين منسكب على من سكن القلب وتربع على عرشه.

عام جديد يا رفيق العمر يمر علينا من دونك، والقلب مثقل بالحزن والحسرة على رحيل صديقك وأخيك المخلص والمحب، الرئيس جاك شيراك، الذي وقف إلى جانبنا، ودعم قضايانا، رجل عظيم سوف يظل راسخا في قلوبنا وذاكرتنا. برحيلكما خسرنا خيرة الرجال، الذين لن يتكرروا على مر الزمن".

أضافت: "شهيدنا الغالي، يواجه لبناننا المخاطر والتحديات، فأين نهجك المعتدل ورؤيتك الصائبة، ليبتكرا حلولا لهذه التجاذبات والاصطفافات السياسية، التي تقودنا نحو الهلاك؟ وأين نحن اليوم من دولة المؤسسات والعيش المشترك والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية؟ أين مسيرة الإنماء والإعمار، التي أطلقتها، في ظل العدالة وفي جنح القانون؟". وإذ استرجعت كلاما لصاحب الذكرى: "ليس الوقت وقت التهرب من المسؤولية، ولا وضعها على عاتق فئة دون فئة. نحن جميعا مسؤولون، كل في موقعه. وعندنا ثوابتنا للانتماء والسيادة والاستقلال ووحدة الأرض والناس والمصير. ويكون علينا بالحوار وبالتشخيص للمشكلات، وبالقرارات الصائبة، أن نصون وجودنا ومصالحنا، وأن نفتح مع شبابنا أفقا مستقبليا"، قالت: "لقد بذل الرئيس الشهيد رفيق الحريري جهده، في سبيل تطوير بلدنا الحبيب لبنان، حتى يصبح نموذجا من النجاح الديمقراطي، والنمو الاقتصادي، وواحة استقرار وازدهار، متوكلا على الله عز وجل، وملتزما بالمبادئ الإنسانية والأخلاقية والوطنية. لم يفقد الأمل يوما في شعبنا الطيب، بل اعتمد على الثقة، التي منحه إياها اللبنانيون واللبنانيات، إضافة إلى دعم المحفلين الإقليمي والدولي، ليقود لبناننا نحو مستقبل أفضل". أضافت: "المطلوب منا اليوم أن نتحلى بروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري القيادية ونتعلم منه كيف نحول الرؤية إلى حقيقة، أن نتمسك بنهج شهيدنا الغالي وبإرثه الكبير. أن ننشد العيش المشترك، ونعتصم بلغة الحوار وحبل التفاهم، ضمن مفهوم الشراكة الحقيقية حتى نصل إلى بر الأمان. فلنتسلح بالمحبة والتسامح، ولنتزود بالعزيمة والانفتاح والتضامن، ولنحم مقومات السلم الأهلي والوحدة الوطنية، فهما الضمانة الأكيدة لبناء دولة القانون". وتابعت: "شهيدنا الغالي، إننا على العهد والوعد باقون. سنواصل بعون الله تعالى مسيرة الإنماء والإعمار، التي خطت سطورها بدمك ودم سائر شهدائنا الأبرار، وسنلتزم جميعا بالقيم والأفكار التي دافعت عنها، حتى الشهادة، واضعين المصلحة الوطنية نصب أعيننا، حتى يكون لبناننا على قدر طموحاتك وطموحات شعبنا الكريم، وطنا لجميع أبنائه، ومهدا للأمن والاستقرار والعيش الكريم، وأيقونة أسطورية خالدة، فيد الله دوما مع الجماعة".

وختمت "رحم الله الرئيس المؤسس الشهيد رفيق الحريري، وسائر شهداء الوطن الأبرار، وتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة، وحفظ لبناننا سيدا حرا مستقلا".

وثائقي

بعد ذلك عرض فيلم وثائقي بعنوان "الإنجازات الحريرية"، أبرز "محطات تعطيل بعض قوى سياسية، لمسيرته في الإعمار، التي أدت إلى بدء تراكم الدين العام"، محملا "عهد الرئيس إميل لحود وحلفائه في سوريا، بتعطيل الكثير من هذه الإنجازات"، كما شمل عرض "محاولات الرئيس سعد الحريري، لإيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية، لا سيما في قطاع الكهرباء، لكن محاولات التعطيل كانت أكبر".

الحضور

وحضر الاحتفال: النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري، نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرا، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، الوزيرة السابقة مي شدياق ممثلة رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، الوزير السابق إيلي ماروني ممثلا حزب "الكتائب اللبنانية"، الوزير السابق روني عريجي ممثلا رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، النائبة بهية الحريري، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثلون رؤساء الطوائف الروحية، النائبة السابقة نائلة معوض، رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، نواب تيار "المستقبل" و"اللقاء الديمقراطي"، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ممثلو قادة الأجهزة الأمنية وسفراء وقائمون بأعمال سفارات الدول العربية والأجنبية، من بينهم: سفراء: المملكة العربية السعودية وليد البخاري، الإمارات حمد الشامسي، مصر ياسر علوي، الولايات المتحدة إليزابيث ريتشارد، فرنسا برونو فوشيه، الاتحاد الأوروبي رالف طراف والصين وانغ كيجيان، عدد من الشخصيات والمسؤولين والقيادات ورؤساء الهيئات الاقتصادية والاجتماعية والنقابية وحشد كبير من المواطنين، الذين أموا بيت الوسط من كل المناطق اللبنانية، وقد غصت بهم الطرق المؤدية إلى "بيت الوسط" وساحاته ومحيطه، وقد جال الرئيس الحريري بين الحشود محييا إياهم.

 

الحريري: أتمنى أن يقتدوا برجالات حققوا إنجازات واحترموا الدستور

وطنية - الجمعة 14 شباط 2020

رفض الرئيس سعد الحريري الرد على كلام رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وقال في دردشة مع الصحافيين، عقب إحياء الذكرى 15 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري: "نحن في هذا اليوم الجامع لكل اللبنانيين والمواطنين، وأتمنى أن يستذكروا اليوم الشهيد رفيق الحريري، الذي قدم الكثير للبلد، وعلينا أن نقتدي برجالات مثله، تمكنوا أن يحققوا إنجازات للبلد، لكنهم أيضا احترموا الدستور والقانون".

سئل: كيف ترى الحضور الديبلوماسي الكبير اليوم، ولا سيما من قبل السفير السعودي في بيت الوسط؟.

أجاب: "أنتم كيف ترونه؟".

سئل: كيف ترى الحضور الشعبي والجماهيري اليوم، إلى بيت الوسط، في ظل الحديث عن تراجع عدد مناصري تيار المستقبل؟.

أجاب: "أود أن أشكر كل من أتى إلى بيت الوسط، لكي يردوا على من يحاولون ترويج كل هذه الشائعات، بيت الوسط ليس بيتي، بل بيت كل مواطن لبناني، كما كانت قريطم لكل الوطن، هذا البيت يجمع كل اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين من كل الطوائف".

سئل: ما هي أول خطوة في السياسة ستقوم بها بعد هذا الخطاب؟ هل ستكون المعارضة؟.

أجاب: "هذه الحكومة ستعمل، وكل أمر إصلاحي سننظر إليه بشكل إيجابي، والأيام آتية".

سئل: هل ستقوم بجولة على دول الخليج؟

أجاب: "إن شاء الله".

 

الراعي صلى في روما على نية لبنان مستذكرا الرئيس الشهيد الحريري

وطنية - الجمعة 14 شباط 2020

واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المشاركة بتلاوة صلاة المسبحة الوردية على نية لبنان من روما، وفي كلمة له قبيل بدء الصلاة، قال: "نصلي اليوم في ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ونذكر عائلته في صلاتنا، زوجته السيدة نازك وأولاده الشيخ سعد الدين وبهاء وكل أفراد العائلة، ونطلب من الله بحق كل الدماء التي سقطت على أرض هذا الوطن، أن تكون بداية لحياة جديدة وخير لبنان ووحدة اللبنانيين". أضاف: "صلاتنا اليوم تستمر على نية لبنان ليجتاز الأزمات التي يتخبط فيها، وبشكل خاص الأزمة المالية والمعيشية والاقتصادية والاجتماعية، ونذكر اليوم في صلاتنا كل الناس الذين وضع الله الحب في قلبهم، وبينما يحتفلون بعيد القديس فالانتينو، نذكرهم أن الحب الحقيقي ونبع الحب هو الله الذي جاد بإبنه كي لا يهلك أحد، ونحن نلتمس من الله أن يزرع في قلوبنا الحب لأننا إذا لم نختبر الحب والمحبة فلا نهاية لنزاعات البشر والحروب القائمة".

 

رئيس مجلس ادارة السان جورج: لقضاء غير مسيس يحل قضية الفندق ويحاسب الفاسدين

الجمعة 14 شباط 2020

وطنية - عقد رئيس مجلس ادارة فندق "سان جورج" فادي عبدالله الخوري، مؤتمرا صحافيا، استهله بتقديم التعازي إلى عائلات الشهداء الذين سقطوا في 14 شباط وإلى عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ثم عرض للمشكلة التي يعاني منها الفندق، قائلا: "مات من مات والذي بقي حيا يجب أن يعيش لكن لا يتركون لهم الفرصة ليعيشوا، لبنان مات والمصارف ماتت، هذه نتيجة السياسات الحريرية التي أوصلتنا إلى هنا منذ 25 سنة، هم ذاتهم قتلوا السان جورج وكل يوم يقتلونه". وطالب ب"قضاء غير مسيس لمحاسبة الفاسدين لان الدولة هي التي تضعه واقول للمنتفضين انتفضوا على القضاء، طالما هو والدولة مع بعضهم لا نصل الى نتيجة" معتبرا أن "السوليدير يجب ان يكتب عنها كتاب سرقة العصر، كيف ردموا البحر وغيروا اسم خليج السان جورج وسموه خليج الزيتونة ويحاولون ان لا يلفظوا الاسم ومحو تاريخ ومعلم من معالم بيروت. عمروا مشروع كلف 250 مليون دولار فأين ذهبت الاموال هل يكلف المشروع هذا المبلغ، وهل يكلف المطار، والاوتوستراد وغيره". واستعرض المسار القضائي والاداري للخلاف عبر الوزارات والحكومات المتعاقبة، وقال: "اليوم بوجود رئيس جمهورية عظيم وحكومة نتمنى ان تكون تقنية بإيجاد حل لقضية التعديات على السان جورج".

سركيس

وألقى خليل سركيس كلمة اصحاب الحقوق في الوسط التجاري قائلا: "إن تجمع اصحاب الحقوق في وسط بيروت التجاري الذي يضم أصحاب قلب بيروت من مالكين ومستأجرين ومستثمرين وهم بعشرات الآلاف لطالما كان الى جانب هذا الصرح المعلم السياحي فندق السان جورج وصاحبه فادي الخوري الذي يمكن ان يكون عنوانا في الانتفاضة والثورة، انتفض وقاوم منذ ما يزيد عن ربع قرن ولا يزال لم يساوم بل قارع وحارب من هنا من خليج السان جورج ولا يزال وكان التجمع دوما معه والى جانبه". أضاف: "إن الشركة العقارية مثلث سرقة العصر، سرقة قلب بيروت، كانت اول استباحة للحقوق في لبنان منذ سنة 1991 من خلال قانون جائر في استباحة الملكية العقارية والحقوق المكرس حمايتها في الدستور وشرعة حقوق الانسان كنا ننادي ونحذر ولم يتجاوب احد رغم تعاطف قلة قليلة من القوى الشريفة. والآن بعد ربع قرن استباحوا البشر والحجر والانسان ووصل بهم الامر الى ودائع ومدخرات اللبنانيين وغير اللبنانيين في المصارف ولا يستغرب احد ان يحولوا جنى عمر المدخرين والمودعين الى أسهم ورقية وتجريدهم منها كما فعلوا مع اصحاب الحقوق في وسط بيروت وحولوها الى شركة لقاء السهم يديرونها ويتصرفون بها على هواهم ووفق مصالحهم التي لا ترتوي". وتابع: "نحن الآن في قلب الانهيار ولا بد من خطة نهوض على جميع الاصعدة والمستويات وقضية اصحاب الحقوق في وسط بيروت التجاري ستكون بالتأكيد في طليعتها. لقد اعددنا مشروع حل من شأنه ان ينصف اصحاب الحقوق ويعيد لهم بعضا من حقوقهم التي تم السطو عليها من قبل منظومة تذكرنا في الرابع عشر من شباط من كل سنة ذكرى اغتيال حقوقنا والسطو عليها وتذكرنا اليوم في 14 شباط 2020 بذكرى انهيار الوطن بفعل سياستها".وختم: "إن مشروع الحل لا يقتصر فقط على اعادة بعض الحقوق الى أصحابها وإنما والأهم أنه يشكل الحافز لدورة اقتصادية وتجارية جديدة ولنهضة عمرانية في قلب بيروت تحاكي التطلعات والحقوق لاهل بيروت ولبنان ولاصحاب الحقوق الاساسيين والاصليين وليس الدخلاء وخططهم الفاشلة في مختلف المجالات والقطاعات التي أوصلت البلاد الى الإنهيار الشامل".

 

كنعان: ودائع الناس في المصارف خط أحمر والانقاذ ممكن والفوضى لا تؤدي الى التغيير

وطنية - الجمعة 14 شباط 2020

أكد النائب ابراهيم كنعان أن "هناك مرحلة صعبة تمر على لبنان سنتخطاها بتضامننا وتنوعنا والتفكير في الحلول من دون أن تعمينا الضغوط"، مؤكدا أن "الفوضى لا تؤدي الى التغيير، بل تدمر وتوصل الى فرض حلول لا تخدم مصلحة لبنان".

كلام كنعان جاء خلال لقاء على مسرح دير مار الياس أنطلياس، بدعوة من هيئة قضاء المتن الشمالي في "التيار الوطني الحر"، في حضور رئيس الدير الاباتي انطوان راجح وحشد من رؤساء البلديات، مخاتير، فاعليات المتن الشمالي، ومنسقي التيار وهيئاته المحلية. بداية، كانت كلمة ترحيب من منسق هيئة قضاء المتن الشمالي في التيار عبدو لطيف، قال فيها: "اعتدنا ان نكون دائما متابعين لكل التطورات، مبادرين غير متفرجين، ونحن على تماس دائم مع أهلنا في المتن، مواكبين فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مساعيه الانقاذية، ليبقى لبنان السيد، الحر، المستقل لجميع ابنائه. واليوم، أردنا هذا اللقاء مع النائب ابراهيم كنعان المواكب لكل التفاصيل، والقادر على الفصل بين الحقيقة والتضليل، ليشرح لنا كل الملفات، فنتمكن من الخروج برؤية واضحة حول كيفية مقاربتها".

كنعان

وقال كنعان: "لبنان اليوم مستهدف، والوضع الراهن غير ناتج فقط عن مشكلة اجتماعية ومالية واقتصادية. فلبنان أعلن من خلال رئيسه وسياسته الرسمية وشعبه، أنه ضد 3 أمور: توطين الفلسطينيين، بقاء النازحين السوريين، ضرب الوحدة الداخلية، لأن اللااستقرار يؤدي الى فرط الدولة". وتابع: "عرضت صفقة القرن على الفلسطينيين 50 مليار دولار للقبول بها، وفرض التوطين، وبقاء اكثر من 400 الف فلسطيني على ارض لبنان، مع ما يرتبه ذلك من تداعيات. ولبنان ضد هذا الطرح، ولرفضه انعكاسات. ولبنان كذلك ضد حرمان النازح السوري من العودة الى بلاده، والقوى الاقليمية والدولية ترفض مفاوضتنا مباشرة او غير مباشرة لاعادتهم الى بلادهم. ولبنان يرفض الاستمرار في تحمل اعباء النزوح والفاتورة التي وصلت بحسب البنك الدولي الى 22 مليار دولار. وقد تمردنا على خيار بقائهم في لبنان، مما انعكس ايضا على ما نشهده من زعزعة للثقة بلبنان ونظامه المالي".

أضاف كنعان: "وهناك استهداف أيضا للوحدة الداخلية، التي عملنا على إرسائها على مدى سنوات. فالعماد ميشال عون أبرم تفاهمات لارساء الاستقرار الداخلي. من التفاهم مع حزب الله الذي ردم هوة كبيرة كانت موجودة من التسعينيات وعهد الوصاية. والتفاهم مع القوات اللبنانية حيث طوى صفحة دموية ومؤسفة بين المسيحيين وزخم الحضور المسيحي ومهد للرئاسة القوية. والتفاهم مع تيار المستقبل، بعد خلاف سياسي كبير، وعنوان التفاهم كان الحفاظ على الدولة، وصولا الى تفاهم مستتر بين الثنائي الشيعي وتيار المستقبل. وسلة التفاهمات جعلت لبنان يوصل رئيسا لديه الحضور الفاعل، وحصنت الوضع الداخلي، بالنسبة للعواصف التي ضربت سوريا، مصر، ليبيا، اليمن، العراق، تونس والدول المحيطة. وبقي لبنان محصنا بفضل استراتيجية التفاهمات التي أرساها العماد ميشال عون". واعتبر أن "ضرب هذه التفاهمات وزعزعتها يوصل الى اللااستقرار"، مذكرا "برواسب ومسببات بقاء الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري في السعودية، والمحاولة التي كان يمكن أن تفتح مشكلة داخلية لولا رص الصفوف والتفاهم الكبير الذي قاده رئيس الجمهورية، والتف حوله الجميع، ما أسهم بعودة رئيس الحكومة ورفض قبول استقالته في الخارج، وتخطي الازمة السياسية وما رتبته من أعباء اقتصادية ومالية".

وتابع: "المشكلة الداخلية الثانية هي حزب الله، ورأس حزب الله مطلوب، والتصادم معه داخليا كأحد المكونات اللبنانية الاساسية، يعني ضرب الاستقرار الذي عملنا سنوات على إرسائه".

واوضح أن "ضرب هذه الاسس، يعني ضرب العهد بما يمثل على صعيد الشراكة الاسلامية المسيحية، خصوصا أن الحضور المسيحي الوازن الذي نجم عن قانون الانتخاب، لم يخدم المصالح الخارجية، لأن الحال المسيحية المحصنة للقرار السياسي تصعب الخرق، بينما الفوضى والخلافات والنزاعات تسهل عملية الخرق". وأكد "التمسك بالمؤسسات الدستورية والجيش والنظام المالي المتوازن"، وقال: "منذ العام 2010 بدأنا مسار إصلاح المالية العامة، وإعادة لبنان الى كنف الموازنات والحسابات المالية، ومن ينتقد كتاب الابراء المستحيل لم يقرأه بالتأكيد، لأن هدفه اصلاحي وليس كيديا، وقد حدد المسار الاصلاحي الذي نرسيه اليوم". واعتبر أن "الجيش أثبت انه عندما تمنحه القيادة السياسية الزخم، وتكون قيادته قوية، يستعيد الجرود ويكافح الارهاب ويستطيع إرساء الاستقرار".

وأكد أن "الصرف خارج الموازنات ليس بطولة، بل إقرار الموازنات المترافقة مع الاصلاحات هو العمل البطولي، بدلا من ترك البلاد على أساس القاعدة الاثني عشرية التي تم تجاوزها طوال سنوات ب27 مليار دولار". وذكر كنعان ب "ايقاف المساهمات للجمعيات التي لا تعنى بالرعاية الاجتماعية، لأن أحزابا وشخصيات سياسية وزوجات سياسيين، كانوا يستفيدون منها ويعتاشون منها عل مدى سنوات". واعتبر أن "إنقاذ لبنان ممكن، وما زلنا على البر رغم الصعوبات التي نعمل على ان لا يتحمل نتائجها المواطن"، لافتا الى أن "المطلوب ان لا تشمل الاجراءات المودعين، وهو ما يتطلب التعاطي بضمير والعمل بجدية"، وقال: "ودائع الناس في المصارف خط أحمر، ونحن نعمل على حمايتها، من خلال الاجتماعات التي تعقد، والقرارات التي يتم العمل عليها".

واشار الى أنه "من الخطوات التي يجب تطبيقها إصلاح قطاع الكهرباء، وإعادة هيكلة القطاع العام، وتنزيل الفوائد، فالانقاذ ممكن، ولكن لازم نضرب افرام".

واشار الى أن "معرفة مصير الأموال المنهوبة يتطلب إرادة، وتطبيق القانون 442015 الذي أقر في لجنة المال والموازنة، والذي يعطي صلاحيات لهيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان".

واعتبر أن "هناك قوانين جيدة في لبنان، والمطلوب تطبيقها"، وقال: "نحن نريد إقرار إنشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية المقدمة من العماد ميشال عون في العام 2013، اذ ان طريق مكافحة الفساد تمر من هنا، واذا كان من تعديلات مطلوبة على القانون، فلتناقش، ولكن الاقرار ضروري".

ولفت الى أن "حرق المصارف لا يحافظ على الليرة، وإقفال المؤسسات العامة ومنع الايرادات عن الدولة لا يخدم شعار التغيير ونقل الأمور نحو الأفضل. فالدولة هي نفطنا الحقيقي، وضرب أسسها يضرب الجميع". وتوجه كنعان برسالة الى "التيار الوطني الحر": التيار هو أم الصبي مهما حدث، ويحافظ دائما على القيم والمبادىء التي نشأ على اساسها. ومطلبه الدولة والجيش ولقمة عيش اللبنانيين وكرامتهم وحقوقهم. وهو لا يعتدي على أحد، ونضاله مشرف من أجل لبنان، ولكي يرتفع العلم اللبناني فوق كل الأحزاب والطوائف والمذاهب".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  14-15 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

الرئيس الحريري بالشخصي حبوب وقريب من القلب ولكن في السياسة عدم شرعي

الياس بجاني/14 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83183/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%ae%d8%b5%d9%8a-%d8%ad%d8%a8/

 

 

Click On The Link Below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for February15/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83193/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-february-15-2020/

 

A Bundle Of English Reports, News and Editorials For 14-15/2020 Addressing the On Going Mass Demonstrations & Sit In-ins In Iranian Occupied Lebanon in its 121th Day

Compiled By: Elias Bejjani

February 15/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83195/general-english-articles-commentaries-reports-a-bundle-of-english-reports-news-and-editorials-for-february-14-15-2020-addressing-the-on-going-mass-demonstrations-sit-in-ins-in-iranian-occupied-l/

 

 

المخرج يوسف ي. الخوري في ذكرى رحيل قدس الأب العام شربل القسيس: في زمن الأقزام يُفتقد العمالقة

المخرج يوسف ي. الخوري/14 شباط/2020

دخلَك يا شربل القديس حْمِينا من شربل القسيس

http://eliasbejjaninews.com/archives/83179/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%84-%d9%82%d8%af%d8%b3-%d8%a7/

 

 

الثنائي الشيعي واوليغارشيات الطائف والتدمير المنهجي للدولة اللبنانية

شارل الياس شرتوني/14 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83174/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%88%d9%84/

 

 

دياب… فاقد الشيء لا يعطيه/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/14 شباط/2020

Lebanon’s Prime Minister: Is he a Puppet/Abdulrahman Al-Rashed/Asharq Al Awsat/February 14/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83191/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ad%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b4%d8%af-%d8%af%d9%8a%d8%a7%d8%a8-%d9%81%d8%a7%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%a1-%d9%84%d8%a7-%d9%8a/