LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 شباط/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february13.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ومن لا سيف عنده، فليبع ثوبه ويشتري واحداً

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ضرورة تحرير الذات من فيروسات وصنمية أصحاب شركات الأحزاب الأبالسة

الياس بجاني/جعجع والحريري وجنبلاط هم اعداء للثورة واغطية لحزب الله

الياس بجاني/دمى ومتفرسنين ومجردين من الكرامة

الياس بجاني/الطرواديون جعجع والحريري وجنبلاط هم اغطية واقنعة لإحتلال حزب الله

الياس بجاني/الحريري من يومه الأول فاشل وغريب ومغرب عن كل ما هو سياسة وعمل وطني

الياس بجاني/ثلاثي الانبطاح والنفاق والحربائية: جعجع والحريري وجنبلاط

الياس بجاني/لا يجب شكر سيدنا المطران بولس عبد الساتر لأنه شهد للحق وعمِّل ما هو واجب عليه

الياس بجاني/يا مار مارون نتضرع إليك لتخلص لبنان وشعبه وتعيد لوطنك الأرضي السلام والإستقرار والمحبة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث لرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين

فيديو مداخلة من قناة الحدث للصحافية المتخصصة في الشأن الأقتصادي محاسن

فيديو حلقة نديم قطيش لليوم: عنوانها لبنان..حكومة البوربوينت

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أسعد بشارة

فيديو حلقة سياسية من قناة الحدي عنوانها الجسر الإيراني على خط بغداد - بيروت.. نصرالله والصدر يداً بيد

علي الأمين حول مشاركة «المستقبل-القوات-الإشتراكي» في جلسة الثقة: دليل على تقاطع المصالح

بلطجة جديدة لزعران حركة أمل

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 12/2/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 12 شباط 2020

الأرزه قبايل/الأب سيمون عساف/12 شباط/2020

قوى الأمن تنعي شهيدها المؤهل زياد العطار

مقتل خبيرين لـ”حزب الله” في اليمن وتنامي الصراعات الداخلية بين أجنحة الحوثيين

“حزب الله” اللبناني يدير ميليشيات إيران في العراق بعد مقتل سليماني

بغداد شكلت وفدين لبحث التعاون مع "الناتو"... والمحتجون أعادوا قطع الطرق... ودعوات لمليونية "ناعمة"

حزب الله يوجه الجماعات المسلحة العراقية منذ مقتل سليماني

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

أجندات سياسية تستهدف إطاحة حاكم مصرف لبنان واستهداف رياض سلامة يعزز الهوة بين السلطة اللبنانية والمانحين الدوليين

خلال ساعات.. لبنان يتقدم بطلب لصندوق النقد الدولي

مصدر حكومي لبناني: قرار بشأن سداد السندات يصدر الخميس عقب اجتماع بقصر الرئاسة

نقابة محامي بيروت شجبت جرائم الغدر في حق عناصر الجيش وقوى الامن

المفتي دريان: الحكومة أخذت الثقة ودياب رئيس وزراء كل لبنان

مجلس الوزراء يعقد أول اجتماع رسمي له اليوم في قصر بعبدا والأولوية لبحث الأزمة المالية

عون متهماً رافعي شعار “كلن يعني كلن” بالسرقة ونهب المال العام: من يمدُّ يده إلى الخزينة سيحاكم

سفير بريطانيا: لحماية حق التظاهر السلمي… و”الاتحاد الأوروبي”: مستعدون لتفعيل برامج الدعم

السنيورة: “حزب الله” أدخل وزراء ضمنيين ومقنعين ومشكلة لبنان أكبر من مجرد تشكيل حكومة

تحالف وطن: حكومة حسان دياب: ثقة منقوصة في جلسة غير دستورية

دياب يُعوّم "بواخر" باسيل ويُقرّ بالفيتو الخارجي حكومة "النصف ناقص 1‏"..

“المستقبل” و”القوات” و”الاشتراكي” تدرس قيام جبهة لإسقاط عون على غرار جبهة تشكلت لإسقاط الرئيس بشارة الخوري في مطلع خمسينيات القرن الماضي

يعقوبيان ترد على مزاعم “الوطني الحر”: الناس لم تعد تصدقكم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

انهم يعذبوننا حتى الموت"

الإمارات: منع إيران من حيازة الأسلحة النووية غير كافٍ وأبوظبي أكدت دعم العمل الخليجي المشترك

الولايات المتحدة تبني تحالفات ستراتيجية بالشرق الأوسط لمواجهة خطر إيران وميليشياتها الإرهابية

طهران نفت استقالة روحاني... ومطالبات بطرد ظريف من مؤتمر ميونخ

ما هو الجديد في الاشتباكات الأميركية - السورية شرق الفرات؟

مقتل طيارَين في إسقاط مروحية سورية بصاروخ تركي بإدلب وفصائل تشن هجوماً في جبهة النيرب قرب سراقب

إردوغان يهدد بضرب قوات النظام السوري «في كل مكان»

روسيا تتهم تركيا بـ«عدم تحييد الإرهابيين» في إدلب

المرصد: تصاعد المواجهات بين قوات النظام وأنقرة في الشمال

المرصد السوري: 70 ألفاً نزحوا من ريف حلب الغربي في 24 ساعة

الصدر يهدد بالتبرؤ من علاوي... ويحل «القبعات الزرق» والعامري يتوسط لمصالحته مع المالكي

نتنياهو: إسرائيل تعد لـ«حماس» مفاجأة غير مسبوقة

متطرفون يهود يعتدون على مسجد وأكثر من 200 سيارة في قرية الجش الجليلية

الأمم المتحدة تسمّي 112 شركة على صلة بالمستوطنات الإسرائيلية وإشادة فلسطينية بالتقرير باعتباره «انتصاراً للقانون الدولي»... وتنديد إسرائيلي

جمعيات حقوق الإنسان تحض بالإسراع في تسليم البشير للجنائية الدولية

الولايات المتحدة تبني تحالفات ستراتيجية بالشرق الأوسط لمواجهة خطر إيران وميليشياتها الإرهابية

طهران نفت استقالة روحاني... ومطالبات بطرد ظريف من مؤتمر ميونخ

إسرائيل ترتب للقاء نتانياهو مع زعيم عربي آخر قبيل الانتخابات

نتانياهو يُهدِّد قادة “حماس” بـ”أكبر مفاجأة في حياتهم”

عباس جدَّد رفضه "صفقة القرن" وطالب وأولمرت بتجديد المفاوضات

تركي الفيصل: الخطة الأميركية تقدم “تصوراً رهيباً” للدولة الفلسطينية

300 عائلة فلسطينية في بغداد مهددة بالتشرد

الجيش السوري يشتبك مع القوات الأميركية ويُغير على نقاط تركيا

أنقرة سحبت قواتها من الحسكة .. وروسيا اتهمتها بعدم الالتزام بـ"سوتشي".. و70 ألفاً نزحوا من ريف حلب

المعارضة السورية تهاجم فريقاً إعلامياً تابعاً للنظام

موسكو ودمشق قلقتان من تأجيل الخطط الأممية في “الركبان”

مصر تطلق مشاورات إنشاء جيش أفريقي موحّد من دول الساحل وتنسيق بين واشنطن والقاهرة لمكافحة الإرهاب

رئيسا الحكومة الجزائرية السابقان أو يحي وسلال أمام القضاء مجدداً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تسونامي العونية السياسية زوبعة في فنجان والى افول/المحامي مروان سلام

"مسرح الساعة العاشرة" وراء جدران "برلين": الثقة/المحامي عبد الحميد الأحدب

النظام يترنح بين الفدرالية والمثالثة.. أو المداورة/منير الربيع/المدن

ألوان لبنان الديموقراطي ولون الطغمة الحاكمة/أحمد جابر/المدن

ا مفر من صندوق النقد والمصارف بحال استنفار/عزة الحاج حسن/المدن

على هامش "صفقة القرن"/منى فياض/النهار

عاصفة من الاختلالات/مهى يحيَ/موقع مركز كارنيغي للشرق الأوسط

الظاهر الروسي والخفي الأميركي في سوريا!/فايز سارة/الشرق الأوسط

ميركا لن تحل بالآمال الأزمة السورية/روبرت فورد/الشرق الأوسط

روسيا المستعربة بإسراف!/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

إلغاء «أوسلو» ليس البديل/بكر عويضة/الشرق الأوسط

ماذا نفعل مع خطة السلام الأميركية/عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط

قطر التي أعرف... والأخرى التي أجهل/فهد بن عبد الله آل ثاني/الشرق الأوسط

لصدر والانتفاضة... انقلاب قصر/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

أمل الفلسطينيين مرهون بتحوُّلٍ في العالم وفيهم/حازم صاغية/الشرق الأوسط

ركاكة الشراكة الروسية – التركية – الإيرانية في سوريا بأبعادها الإقليمية/د. راغده درغام/ايلاف

وَطْوطة خفافيش إيران في العراق ولبنان/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل السلك القنصلي الفخري: مرحلة جديدة بدأت بعد نيل الحكومة الثقة وكل من مد يده الى الخزينة سيحاكم

دياب عرض مع صفير الاوضاع المالية والمصرفية

المستقبل: ذكرى 14 شباط دعوة شعبية إلى بيت الوسط تسبقها زيارة الضريح

الحريري يقدم لكتيب السياسات الحريرية ومسلسل التعطيل: سلاح هدر الوقت فتك بالدولة

ميقاتي أعلن عن تقديم اقتراح لتقصير ولاية المجلس الحالي وخفض سن الاقتراع: الثقة مفقودة بين الشعب والسلطة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ومن لا سيف عنده، فليبع ثوبه ويشتري واحداً

إنجيل القدّيس لوقا 22/35-38/ثم قال لتلاميذه: عندما أرسلتكم بلا مال ولا كيس ولا حذاء هل احتجتم إلى شيء؟ قالوا: لا. فقال لهم: أما الآن، فمن عنده مال فليأخذه، أو كيس فليحمله. ومن لا سيف عنده، فليبع ثوبه ويشتر سيفا. أقول لكم: يجب أن تتم في هذه الآية: وأحصوه مع المجرمين. وما جاء عني لا بد أن يتم. فقالوا: يا رب! معنا هنا سيفان. فأجابهم: كفى!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

ضرورة تحرير الذات من فيروسات وصنمية أصحاب شركات الأحزاب الأبالسة

الياس بجاني/12 شباط/2020

بات مطلوباً من كل من يحمل بطاقة أي شركة حزب لبناني ودون استثناء أن يحرقها ويحرر ذاته وينقيها من فيروسات الصنمية والتبعية والغباء

 

جعجع والحريري وجنبلاط هم اعداء للثورة واغطية لحزب الله

الياس بجاني/12 شباط/2020

تخاذل وحربائية وباطنية جعجع والحريري وجنبلاط امس يؤكد المؤكد وهو انو كلن يعني كلن وهودي ال3 بأولون. إنه فعلاً زمن بؤس وتعتير

 

دمى ومتفرسنين ومجردين من الكرامة

الياس بجاني/11 شباط/2020

النواب الذين حضروا إلى مجلس النواب ودخلوه كالفئران هم إما دمى عند جعجع والحريري وجنبلاط أو متفرسنين اذلاء ومجردين من الكرامة

 

الطرواديون جعجع والحريري وجنبلاط هم اغطية واقنعة لإحتلال حزب الله

الياس بجاني/11 شباط/2020

ثلاثي النفاق والإنبطاح والنرسيسية ، المعرابي الواهم والمهلوس وجنبلاط الأكروباتي والإنتهازي والحريري الفاشل والجاهل لكل ما هو سياسة هم أخطر من حزب الله..هؤلاء الثلاثة هم طرواديون واسخريوتيون ومن هم معهم من المواطنين عليهم مراجعة عميقة وصادقة مع انفسهم وضمائرهم ومصداقيتهم لأن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس واللبناني الحر ما تعود إلا أن يكون صوتاً صارخاً بالحق والعدالة والوطنية

 

الحريري من يومه الأول فاشل وغريب ومغرب عن كل ما هو سياسة وعمل وطني

الياس بجاني/11 شباط/2020

الحريري فاشل وارتضى دور الغطاء لحزب الله مقابل منافع وسمسرات وهو شريك جبران وبري وجنبلاط وجعجع بكل الإرتكابات وليس ضحية كما يسوّق

 

ثلاثي الانبطاح والنفاق والحربائية: جعجع والحريري وجنبلاط

الياس بجاني/10 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83062/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d8%ad-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%82-%d9%88%d8%a7/

عملياً فإن الثلاثي الفاجر والتاجر جعجع والحريري وجنبلاط هو أخطر على لبنان وكيانه واستقلاله وسيادته وأهله، أخطر بمليون مرة من حزب الله الإيراني والإرهابي والمذهبي الذي يحتل لبنان بالكامل ويعمل على فرسنته وجره بالقوة إلى أزمنة ما قبل العصور الحجرية منذ العام 2005.

ففي حين أن قادة حزب الله اللاهي واضحين وخططهم معلنة وتسويقهم الإرهابي والنفاقي لكل ما هو ملالوي يتم بكل وقاحة وفجور ودون الأخذ بعين الاعتبار كل ما هو لبناني ولبنان ودون أي احترام ولو صوري لكرامة أي شريحة لبنانية قيادة ووجوداً وثقافة ودوراً وتاريخاً.

وفي حين أن قادة حزب إيران يعرفون ماذا يريدون أو بالأحرى، هم ملتزمون 100% بكل ما هو موكل إليهم من أسيادهم ورعاتهم الملالي الفرس، ولهذا هم يلجأؤن لكل وسائل البريرية والإجرام والإرهاب والتمذهب بهدف تطويع اللبنانيين من مواطنين وقادة ورجال دين وتجار وجماعات رأي وأصحاب شركات أحزاب ومؤسسات، ولنا في سلسلة الاغتيالات التي نفذها واستهدفت رموزاً رافضة للمشروع الإيراني التوسعي والمذهبي والإمبراطوري.

وفي مواجهة وضوح وعلنية مخططات حزب الله اللالبنانية، نرى أن الثلاثي المنافق والمصلحي والنرسيسي والتاجر سمير جعجع ووليد جنبلاط وسعد الحريري وكل من يلف لفهم من الأتباع الصنميين والقطعان ينافقون ويتلونون ويموهون ويلعبون على مشاعر الناس ويخدمون مباشرة أو مواربة حزب الله ومخططاته.

فهؤلاء الثلاثة هم تجار هيكل لا أكثر ولا أقل.

الثلاثي هذا ليس لديه أية مفاهيم وطنية ولا قناعات ثابتة .. الثلاثة اكروباتيون بأكثر من امتياز.

وعملياً وواقعاً معاشاً على الأرض هم بمليون لون وكالحرباء يغيرون ألوان جلودهم بما يتوافق مع أجنداتهم الذاتية من نفوذ ومنافع وسمسرات.

آخر هم على قلوبهم لبنان الإنسان والدولة والقانون والدستور والسيادة والحريات والديمقراطية.

لا يعرفون الديمقراطية بأي شكل من الأشكال، وهم أعداء أهم مبادئها الأساسية التي هي مبدأ تبادل السلطات السلمي حيث بوقاحة ونرسيسية يترأسون شركات أحزابهم بأبدية وسرمدية ويتوارثونها مع الأبناء والأحفاد وأفردا عائلاتهم وهي فعلاً شركات تجارية ليس فيها أي شيء من مفاهيم الأحزاب.

هم من سرقوا ثورة الأرز ومن ثم تآمروا على تجمع 14 آذار وفرطوه.

هم من تخاذل واستسلم للمحتل الإيراني وداكش السيادة بالكراسي.

هم من رفعوا نفاق شعار الواقعية وقبلوا بالتعايش مع دويلة وحروب وسلاح واحتلال حزب الله مقابل منافع ومواقع وحصص سلطوية.

هم من يتاجر بالمذهبية وبتسعيرها خدمة لأجنداتهم السلطوية والمنفعية.

هم من عقد صفقة العار مع المحتل الإيراني وجاءوا بميشال عون رئيساً.

وهم من فصل قانون انتخابي هجين أعطى قاسم سليماني 74 نائباً في برلمان لبنان.

وهم الذين يتعامون عن القرارات الدولية الخاصة بلبنان اتفاقية الهدنة و1559 و1701.

وهم من قبلوا بدور الدمى والأغطية في حكومات حزب الله المتتالية وباركوا ثلاثية العهر (جيش وشعب ومقاومة) في بياناتها الوزارية.

وهم من تسلل إلى ثورة 17 تشرين ويحاولون بخبث ودهاء وإبليسية اغتيالها من الداخل وفرطها كما اغتالوا وفرطوا ثورة الأرز وتجمع 14 آذار.

وهم من سيشارك غداً في جلسة منح الثقة لحكومة حزب الله ولإلباسها ثوب الشرعية.

باختصار فإن هذا الثلاثي هو أخطر على الثورة اللبنانية وعلى كل ما هو لبنان ولبناني وحريات وديمقراطية من المحتل الإيراني.

المطلوب من الناس الأحرار في وطن الأرز رذل هؤلاء الثلاثة وعزلهم سياسياً وتعريتهم واقتلاع أنيابهم  الشعبية والتمثيلية والرسمية والحزبية المسمة والمسممة وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لا يجب شكر سيدنا المطران بولس عبد الساتر لأنه شهد للحق وعمِّل ما هو واجب عليه

الياس بجاني/10 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83052/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%ac%d8%a8-%d8%b4%d9%83%d8%b1-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%88/

"مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ. ومَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ مَنْ أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ لا ظُلْمَ فِيه". (إنجيل القدّيس يوحنّا07/18)

بداية لا يجب إيمانياً وانجيلياً أن يشُكر سيدنا راعي أبرشية بيروت الماروني المطران بولس عبد الساتر على ما قاله في العظة التي ألقاها يوم أمس الأحد بتاريخ 09 شباط/2020 خلال القداس الإلهي الإحتفلالي بمناسبة "عيد مار مارون"، وذلك بحضور الرئيس عون ورئيسي مجلس النواب والوزراء، وعدد كبير من الرسميين والسياسيين والسلك الدبلوماسي والمؤمنين، حيث شهد سيدنا للحق وجاهر بالحقيقية وسمى الأشياء بأسمائها بوضوح وشفافية ودون ذمية أو قفازات.

سيدنا بمحبة وبتواضع تطرق ببساطة متناهية لواجبات المسؤول ولمعاناة المواطن اللبناني من صعاب معيشة خانقة، إضافة إلى الغربة القاتلة بين الحكام والمواطنين على كافة المستويات.

ولفت بصوت عال كل مسؤول وفي أي موقع كان إما أن يقوم بواجباته كاملة أو يستقيل.

ونعم، انجيلياً لا يجب أن يشُكر سيدنا، كما لا يجب الإشادة بما قاله لأنه عمِّل ما هو واجب عليه ومطلوب منه كخادم للكنسية التي هي المسيح وكل المؤمنين أعضاء في جسدها المقدس.

ما هو واجب ليس شكره وتمجيده، لا بل المطلوب إيمانياً وانجيلياً أن يُنتقد  ويحاسب علانية وبصوت عال ويشار إليه بالبنان كل رجل دين وخادم لكنسية الرب يسوع من لا يقوم بواجباته، ومن لا يكون صوتاً صارخاً بالحق كيوحنا المعمدان.

جاء في إنجيل القديس لوقا/17/من07حتى10/: "ومن منكم له عبد يحرث أو يرعى، يقول له إذا دخل من الحقل: تقدم سريعا واتكئ؟ بل ألا يقول له: أعدد ما أتعشى به، وتمنطق واخدمني حتى آكل وأشرب، وبعد ذلك تأكل وتشرب أنت. فهل لذلك العبد فضل لأنه فعل ما أمر به؟ لا أظن

كذلك. وأنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا".

وعن واجب الشهادة للحق بصوت عال جاء في إنجيل القديس لوقا19/من37حتى40/: "ولما اقترب من منحدر جبل الزيتون، أخذ جماعة التلاميذ يهللون ويسبحون الله بأعلى أصواتهم على جميع المعجزات التي شاهدوها. وكانوا يقولون: تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى! فقال له بعض الفريسيين من الجموع: يا معلم، قل لتلاميذك أن يسكتوا! فأجابهم يسوع: أقول لكم: إن سكت هؤلاء، فسوف تهتف فالحجارة"

وعن أخطار تبجيل ومديح المسؤول أو رجل الدين أو الغني أو أي احد يقول كتابنا المقدس (إنجيل القدّيس لوقا06/من20حتى26/:"رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: «طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا المَسَاكين، لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا الجِيَاعُ الآن، لأَنَّكُم سَتُشْبَعُون. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا البَاكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَضْحَكُون. طُوبَى لَكُم حِينَ يُبغِضُكُمُ النَّاس، وحِينَ يَرْذُلونَكُم، وَيُعَيِّرُونَكُم، وَيَنْبِذُونَ ٱسْمَكُم كأَنَّهُ شِرِّيرٌ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ الإِنْسَان. إِفْرَحوا في ذلِكَ اليَومِ وَتَهَلَّلُوا، فَها إِنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاء، فَهكَذا كَانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاء. ولكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الأَغْنِياء، لأَنَّكُم نِلْتُمْ عَزاءَكُم. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها المُتْخَمُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَجوعُون. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُون. أَلوَيْلُ لَكُم حِينَ يَمْدَحُكُم جَمِيعُ النَّاس، فهكذَا كانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِياءِ الكَذَّابين".

وعن هرطقات وظلم الرؤساء والعظماء الذين يسودون ويتحكمون ويتسلطون جاء في إنجيل القدّيس متّى02/من20حتى28/:"فَدَعَا يَسُوعُ تلاميذه وقَال: «تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين».

وعن من لا يسمعون كلام الحق ولا يعملون به، وهو للأسف حال كثر من حكامنا وأصحاب شركات أحزابنا وأطقمنا السياسية يقول رسول الأمم القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى12/: "أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم». ودَاوُدُ يَقُول: «لِتَكُنْ مَائِدَتُهُم فَخًّا وَشَرَكًا وَعِثَارًا وجَزَاءً لَهُم! وَلْتُظْلِمْ عُيُونُهُم فَلا يُبْصِرُوا، وَلْتَكُن ظُهُورُهُم دَوْمًا مَحْنِيَّة".

في الخلاصة، سيدنا عبد الساتر وهو صاحب دعوة وخادم لكنيسة الرب وراعي صالح لأبناء الرب الذين هم الناس كافة، قد قام بواجبه وشهد للحق بفهم عميق للآية الإنجيلية التي تقول: " إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا".

وبالتالي هو لم يسعى ليشكره أو يمدحه أحد كما أن شكره والتمجيد بما قاله لا يجوز..

ولكن ما هو واجب ويجوز هو انتقاد ومحاسبة كل مسؤول ورجل دين وسياسي ومقتدر وصاحب قرار ومواطن لا يشهد للحق ولا يقوم بواجباته.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مداخلة من قناة الحدث لرئيس تحرير موقع جنوبية علي الأمين/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=Foe4H6ax-Zs

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للصحافية المتخصصة في الشأن الأقتصادي محاسن/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=GOC3RUSKujI

 

فيديو حلقة نديم قطيش لليوم: عنوانها لبنان..حكومة البوربوينت/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=VSGeqDgKprE

 

فيديو مداخلة من قناة الحدث للكاتب الصحافي أسعد بشارة/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=fG413FeTUWM

 

فيديو حلقة سياسية من قناة الحدي عنوانها الجسر الإيراني على خط بغداد - بيروت.. نصرالله والصدر يداً بيد/الرابط في أسفل

https://www.youtube.com/watch?v=U3g31yhQsHE

 

علي الأمين حول مشاركة «المستقبل-القوات-الإشتراكي» في جلسة الثقة: دليل على تقاطع المصالح/الرابط في أسفل

جنوبية/12 شباط/2020

https://youtu.be/e2-bhLXxHVQ

أثارت جلسة “الثقة” التي عقدت أمس الثلاثاء، في المجلس النيابي والتي أسفرت عن إعطاء حكومة حسان دياب الثقة، بلبلة واسعة حول دستوريتها بالإضافة الى التوتر الذي حصل بين “القوات اللبنانية-تيار المستقبل” من جهة والحزب “التقدمي الإشتراكي” من جهة ثانية

في هذا الإطار قال رئيس تحرير موقع “جنوبية” علي الأمين: “جلسة مجلس النواب عقدت بالرغم من عدد من التساؤلات الدستورية حول شرعيتها، والاكيد ان هذه الجلسة تعقد في ظل اجواء من الاحتجاج والاعتراض الغير مسبقوق في عهد اي حكومة لبنانية سابقة”. أضاف: “المحتجون لا يعطون الثقة لا للحكومة ولا حتى للمجلس النيابي المخوّل إعطائها الثقة، ولكن بالخلاصة، ما يحصل يعكس حجم الارباك الذي تعيشه السلطة العاجزة عن تقديم اي شيء للمواطنين وبالتالي هذه الحكومة منذ اعلانها وتشكيلها لم تقل اي شيء إيجابي في المرحلة المقبلة”. ولفت الى أنه “من المؤسف ان البرلمان والقوى السياسية التي شكلت هذه الحكومة تدير ظهرها للمحتجين، إذ لا تزال السياسات نفسها المنتهجة من قبل السلطة في ظل تدهور مالي واقتصادي وسياسي”. وقال الأمين خلال مداخلة تلفزيونية على محطة الحدث: “يرى كثير من اللبنانيين ان الامور تتجه الى المزيد من إظهار عجز هذه السلطة التي تعيش حالة من الدوران حول نفسها ولا تستطيع ان تقدم اي شيء إيجابي للمواطنين والمحتجين”. وختم: “المهم ليس حجب الثقة الذي حصل من قبل “المستقبل-القوات-الاشتراكي”، إنما من المهم كان عدم الحضور أصلاً والذي لو حصل لكان أسقط الجلسة وبالتالي الحكومة، ومشاركتهم تعكس التضامن بين أطراف السلطة وتحالفهم وتقاطع المصالح فيما بينهم، وفي كل الأحوال الحكومة هي حكومة إنهيار لأنه لا يوجد لدى الحكومة ما تقدمه، لا ثقة داخلية ولا خارجية”.

 

بلطجة جديدة لزعران حركة أمل

مواقع الأكترونية/12 شباط/2020

تستمر عناصر تابعة لحركة أمل بأعمال البلطجة أينما حلّت، إن كان من خلال قمع الثوّار أو حتّى في إشكالات فردية، إذ يسعى هؤلاء لإستغلال الدعم السياسي ليفعلوا ما يحلو لهم. فقد أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن سقوط عدد من الجرحى اليوم الأربعاء، في إشكال وقع بين عدد من الشبان في منطقة البوشرية، أفادت وسائل إعلامية نقلاً عن شهود كانوا في المنطقة أن المعتدين تابعين لحركة أمل هكذا عرّفوا عن أنفسهم، وقاموا بتكسير باص مدرسة والإعتداء على الشّان هناك. فيما اتصل امين سر تكتل “لبنان القوي” النائب ابراهيم كنعان بالمراجع الامنية والقضائية المختصة على خلفية الاشكال، داعما الاجراءات التي يقوم بها الجيش وتوقيفه 4 اشخاص حتى الآن، تمهيدا لضبط الأمن بالكامل وجعله تحت السيطرة. وطلب كنعان من السلطات القضائية “التشدد بملاحقة المخالفين والمعتدين على الاملاك العامة والخاصة ومسببي الحادث فورا، واجراء المقتضى القانوني في حقهم”. كما صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه البيان الآتي: “بتاريخه وقع إشكال في محلة سد البوشرية- المتن الشمالي بين عدد من المواطنين بسبب خلافات شخصية سابقة، تخلله إطلاق نار وتضارب بالعصي والسكاكين، حيث أصيب 7 أشخاص بجروح نقلوا على أثرها إلى مستشفيات المنطقة. على الفور حضرت دورية من الجيش إلى المكان وقامت بتوقيف 5 أشخاص لتورطهم بالإشكال. بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 12/2/2020

وطنية/الأربعاء 12 شباط 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

اما وقد نالت الحكومة الثقة فانها امام استحقاقات داهمة كبيرة تحتاج قرارات كبرى أبرزها تسديد سندات اليوروبوند التي تستحق في اذار والتي تثير جدلا واسعا حول وجوب تسديدها أو طلب اعادة الجدولة .

وعشية جلسة لمجلس الوزراء تعقد غدا في بعبدا لمناقشة هذا الاستحقاق واتخاذ القرار، زحمة اجتماعات مالية في السراي، فيما يترأس الرئيس عون صباح غد اجتماعا اقتصاديا -ماليا موسعا في حضور الرئيسين بري ودياب ووزراءالدفاع والاقتصاد والمال اضافة الى حاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف لبحث الخيار الذي سيتخذه لبنان.

جمعية المصارف رأت وجوب سداد استحقاق آذار في موعده والشروع فورا في الإجراءات المطلوبة لمعالجة ملف الدين العام بكامله"، مشيرة إلى أن "التعامل مع هذا الحدث المالي الكبير من قبل حكومة الرئيس حسان دياب الجديدة، يشكل مؤشرا هاما إلى كيفية التعامل مع المجتمع الدولي مستقبلا

في المقابل أعلن مصدر حكومي لرويترز أن لبنان سيطلب من صندوق النقد الدولي مساعدة فنية لوضع خطة لتحقيق الاستقرار في ما يتعلق بأزمته المالية والاقتصادية، بما في ذلك كيفية إعادة هيكلة دينه العام، وأوضح المصدر أن الطلب الرسمي للمساعدة الفنية سيرسل إلى صندوق النقد الدولي قريبا. وقال "هناك تواصل مع صندوق النقد الدولي لكن لبنان سيرسل طلبا رسميا خلال الساعات المقبلة ليكون لديه فريق مخصص للتعامل مع المساعدة الفنية".

على اي حال حكومة رئيس الحكومة اقلعت بمشوارها الحكومي رسميا من دار الفتوى، واكد دريان ان"دياب اليوم رئيس الحكومة التي أخذت الثقة وأتمنى له التوفيق ودار الفتوى مفتوحة للجميع في حين اعلن دياب "ان المفتي دوره جامع وهو صديق ونراهن على حكمته" مشددا على "ضرورة تضافر جهود المخلصين لتجاوز المرحلة الصعبة".

* مقدمة نشة اخبار "تلفزيون nbn"

واثقة الخطوة تمشي الحكومة... بعد نيلها ثقة مجلس النواب.

أول إمتحان في مرحلة ما بعد الثقة سيكون في جلسة مجلس الوزراء غدا ببندها الوحيد (اليوروبوند) على أن يمهد لها اجتماع مالي رفيع يضم: الرؤساء الثلاثة نائب رئيس الحكومة وزيري المالية والاقتصاد حاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف للبحث في الاستحقاق المترتب على لبنان بعد درس مجموعة خيارات في اجتماعات اللجان المالية والاقتصادية تمهيدا لاتخاذ قرار في هذا الشأن مع أرجحية الكفة نحو عدم الدفع ولكن ضمن خطة متكاملة.

في المقابل طرحت جمعية المصارف رأيا متشددا يقول بوجوب تسديد لبنان للسندات في موعدها.

أما مجموعة الدعم الدولية فأكدت أن دعمها القوي سيستمر للبنان لكنها دعت في الوقت نفسه حكومة الرئيس حسان دياب إلى وجوب إتخاذ مجموعة من التدابير والإصلاحات الملموسة الشاملة والسريعة والحازمة.

وما بين جلسة الثقة النيابية وجلسة ما بعد الثقة الحكومية قصد الرئيس حسان دياب دار الفتوى حيث تمنى له مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان التوفيق في مهامه وتم الاتفاق على استمرار التواصل.

أمنيا وعلى درب الإستشهاد إلتحق المؤهل أول زياد العطار برفيقه الرائد الشهيد جلال شريف بعد جريمة الأوزاعي المروعة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

لبنان على مشارف استحقاق مالي داهم... فهل يسدد؟ ومتى القرار؟ السؤالان يختصران المشهد الداخلي غداة نيل حكومة الرئيس حسان دياب ثقة المجلس النيابي، وفي يوم انطلاقها على درب كسب ثقة الناس، من دار الفتوى بالتحديد، حيث اكد رئيس الحكومة انه واثق بحكمة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي يقوم بدور جامع، مراهنا عليها لوحدة الصف والموقف.

أما على الضفة الأخرى، وعلى مسافة يومين من الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، فتهويل سياسي مستمر، بحديث عن خطاب مزلزل لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لن يكون بعيدا على الأرجح عن منطق شد العصب الشعبي، ولاسيما المذهبي، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها في اليوم التالي، على ما درجت العادة منذ الذكرى السنوية الأولى للاغتيال عام 2006، التي تلت مواقفها النارية تجاه سوريا وحزب الله والتيار الوطني الحر بعد أقل من شهر، طاولة الحوار المستديرة في مجلس النواب برئاسة الرئيس نبيه بري.

وبعيدا من حسابات الكسب السياسي والشعبي، تبقى النتيجة أن محاولة جدية بدأت للخروج من الأزمة الموروثة جراء سياسات خاطئة اتبعت منذ ثلاثين عاما، وسط ضغط خارجي دائم، خرقه اليوم بيان مجموعة الدعم الدولية، وضغط داخلي واضح يراكمه ثلاثي المستقبل والاشتراكي والقوات، غير المتحالف علنا، انما المتقاطع ضمنا ضد رئيس البلاد ومن وما يمثل، على وقع حراك شعبي ينغص أهميته الكبيرة المحتجون العنفيون وأصحاب مواقف الرفض المطلق.

وإذا كان أول الغيث غدا جلسة لمجلس الوزراء يسبقها اجتماع مالي في قصر بعبدا، فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون مهد الطريق امام انطلاق العمل الحكومي بمواقف عالية السقف في مواجهة الأزمة، مشيرا خلال لقاء مع السلك القنصلي إلى ان مرحلة جديدة بدأت بعد نيل الحكومة الثقة في ظل الازمات التي يعاني منها لبنان، لا سيما الأزمتان المالية والاقتصادية، حيث لم يعد بالامكان حلهما بسهولة وباتتا تستلزمان اجراءات قاسية نسبيا، الامر الذي يتطلب تحقيق التوعية الضرورية على ذلك.

واشار الرئيس عون الى اننا جميعا مسؤولون عن توعية المواطنين، خصوصا في ظل ما نشهده من تعميم الصفة الفساد على المسؤولين كافة، بحيث ان ايا من الوزراء الذي لم يكن في الحكم، او في اي من المواقع العامة في السابق، بات في نظرهم سارقا وفاسدا، وهذا لا يجوز... اضف ان قسما كبيرا من المتظاهرين بات يشكل فريقا راديكاليا رافضا لاي مقترح، بحيث بتنا معه لا نعلم ما الذي سيطلبه بعد وقد لا يعجبه اي من الاجراءات التي سستتخذها الحكومة.

واعاد الرئيس عون تأكيد العبء الذي يتكبده لبنان جراء النزوح السوري والذي وصل حتى الان الى حوالى 25 مليار دولار بحسب ارقام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وشدد الرئيس عون على ان كل من مد يده الى الخزينة سيحاكم بموجب القانون وفي ظل محكمة خاصة متخصصة للجرائم المالية الواقعة على المال العام، لافتا الى اهمية التمييز في هذه المرحلة بين الادمي والسارق، وموضحا ان مقولة "كلن يعني كلن" يتلطى وراءها السارقون وناهبو المال العام، وهي تشمل الجميع وحتى مطلقيها.

وعن الازمة المصرفية، اشار الرئيس عون الى ان لجوء المواطنين الى سحب ودائعهم بسبب خوفهم عليها زاد من حدتها، مبديا ثقته بان لبنان سيستعيد عافيته وريادته بعد معالجة اسباب الازمة الراهنة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

دخلت حكومة "مواجهة التحديات" زمن السباق مع الوقت، وهي واذ تحمل ارثا عنوانه عجز متراكم لم يعد يحتمل، بالاضافة الى ازمة السيولة وتراجع العملة المحلية وارتفاع التضخم، مطلوب منها اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق باستحقاقات الديون السيادية، بما في ذلك سندات اليوروبندز بقيمة 1,2 مليار دولار، والتي يحين موعد استحقاقها في التاسع من آذار المقبل.

الخيارات امام الحكومة ضيقة، وهي ثلاثة.

- فهي اما تدفع استحقاق السندات الدولية ما يعني السداد من احتياطي مصرف لبنان، اي عمليا من جيوب اللبنانيين الذين يتسولون "الدولار" على شبابيك المصارف، مع كل ما يترتب عن ذلك من تأثير على ملاءة المصرف المركزي.

- واما تمتنع عن السداد من دون خطة، ما يؤدي الى مطالبة كل الدائنين في العالم، لبنان، بسداد كل سندات اليوروبندز البالغة 30 مليار دولار دفعة واحدة، وصولا الى امكان وضع اليد على ممتلكات الدولة اللبنانية كاملة، خارج لبنان.

وإما تفاوض الحكومة على تأجيل استحقاقات الدين بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، وهو الخيار الاقرب الى الواقعية حتى الساعة.

الخيارات الثلاثة، ترتقي الى حد الشأن الوطني الخطير، وهي درست في لقاء هذا المساء بين الرئيس دياب ووفد من البنك الدولي، الذي قد يسمح للبنان بتأجيل استحقاق الدين وفق شروط واضحة، والتزامات دقيقة بعيدة كل البعد عن سياسات المماطلة والتذاكي التي اتبعت سنين طويلة، كذلك فهي ستدرس في اجتماع رئاسي وزاري مالي مفصلي في بعبدا غدا، لا بد ان يخلص الى وضع خطة تواكب كل الخيارات. ولهذا الغرض، سيطلب لبنان رسميا في الساعات المقبلة مشورة من صندوق النقد الدولي، لوضع برنامج اقتصادي ومالي شامل، يتضمن مسألة تسديد استحقاق السندات الدولية، في ظل مخاوف من ان اي اعادة صياغة لديون لبنان، يجب ان تجري بطريقة منظمة، تجنبا لالحاق الضرر بالنظام المصرفي.

طلب المشورة من صندوق النقد الدولي مختلف تماما عن تنفيذ برنامج او شروط الصندوق، والقرارات التي ستتخذها الحكومة لا تفرض عليها، والمهم التوصل الى برنامج اقتصادي ومالي متكامل، مدعوم من الصندوق الدولي، يسهل هيكلة الدين، ويعيد الثقة بالسلطات المحلية، ويهدف الى الحد من تدهور المالية العامة، يؤمن القدرة على احتواء الدين العام، ويعالج عدم استقرار القطاعين المالي والصرفي، كما يعالج الخلل في ميزان المدفوعات.

بين الثاني عشر من شباط 2020 والتاسع من آذار المقبل ايام معدودة، فهل ستخلص الدولة، كل الدولة، الى وضع خطة انقاذ يبنى عليها، ام تخسر الدولة ومعها كل المواطنين السباق مع الوقت؟?

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

اتم رئيس الحكومة حسان دياب الاوراق الدستورية للحكومة الجديدة بثقة نيابية في البرلمان، ودخل دار الفتوى ليباركها وفق الاعراف، واثقا بحكمة مفتي الجمهورية ومراهنا عليها لوحدة الصف والموقف كما قال..

فكانت زيارة محملة بالدلالات، وحملها المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان كل التمنيات للرئيس دياب بالنجاح والتوفيق في خدمة لبنان واللبنانيين، محبطا بذلك امنيات الكثيرين ممن بنوا جدارا بين السراي الحكومي ودار الفتوى..

مشت الحكومة على الجمر الاقتصادي الموروث، واولى الفتاوى المنتظرة قرارها من دفعات سندات الخزينة او اليوروبوند. الملف الاخطر الذي سيبنى عليه الكثير، مع ضيق الوقت والخيارات بين السداد وعدمه.

وبعد استفاضة اهل الاختصاص من النواب، ومن على منبر جلسة الثقة بالامس، مطالبين الحكومة بعدم السداد، خرج اصحاب المصارف اليوم ببيانات وصفت التخلف عن سداد ديون لبنان الخارجية بالحدث الجلل، فهل رؤية المصارف حقيقية ؟ ام انها تأوه المصابين في هذه القضية؟

رئيس الحكومة اجتمع مع خليته الاقتصادية، والجواب تتبلور معالمه مع الجلسة الحكومية غدا في بعبدا..

ومن بعبدا كان العنوان للمرحلة الجديدة كما سماها الرئيس ميشال عون: كل من مد يده الى الخزينة سيحاكم بموجب القوانين وفي ظل محكمة خاصة متخصصة بالجرائم المالية الواقعة على المال العام كما أكد رئيس الجمهورية امام السلك القنصلي الفخري..

اقليميا وبكل فخر رسم ابناء القامشلي السوريون على وجه الجنود الاميركيين ندوبا في قرية خربة عمو حينما هاجموا دورية امريكية واشتبكوا معها، فيما يرسم الجيش السوري في الشمال ملامح مرحلة جديدة، مكملا القرار بدحر الارهاب من ريفي ادلب وحلب، غير آبه بكل العنتريات التركية..

وامام العنتريات الاسرائيلية كلام ايراني واضح من وزارة الخارجية: اي حماقة اسرائيلية ضد المصالح الايرانية في سوريا او المنطقة ستقابل برد ساحق..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

مع تأمين طريق حلب -الشام للمرة الأولى منذ اثني عشر عاما ومن دون تزامن فتح معبر تلة الخياط- دار الفتوى، ومنح مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس الحكومة حسان دياب الثقة، بعدما ظلت مجيرة لبيت الوسط ودياب الحائز النصف ناقصا واحدا في مجلس النواب نال اليوم تنويه دار الفتوى، وعبرها سيمنح تأشيرة دخول السعودية عربون تدشين للعلاقات،

يمضي دياب إلى أولى مراحل مواجهة التحديات ويدخل الرئيس سعد الحريري دفتر الذكريات ويتخرج كاتبا بعد ان أشرف على إعداد صفحات من السياسيات الحريرية، ومسلسل التعطيل سيوزع يوم الجمعة عن روح الشهيد في ذكراه الخامسة عشرة، ويتحدث الكتيب عمن سماهم شهود الزور الذين امتهنوا تضليل الرأي العام على مدى ثلاثين عاما.

ومن تركة الأعوام الثلاثين يحمل حسان دياب الديون المتراكمة مفتتحا مهلة المئة يوم بأصعب الأيام وأكثرها دقة في القرارات المالية، فهو كثف اجتماعاته المتعلقة باستحقاق سندات اليوروبوند.. بدءا بجمعية المصارف التي أفتت بالدفع وليس انتهاء بوفد البنك الدولي على أن يعقد في قصر بعبدا اجتماع مالي موسع غدا لبحث مخاطر الأزمة لكن مصادر معنية

قالت إن اجتماع الغد لن يحسم أمر التزام لبنان تسديد متوجباته بل سيحيل الأمر إلى لجنة مختصة ووفقا لوكالة رويترز فإن لبنان سيطلب مساعدة فنية من صندوق النقد الدولي لوضع خطة لتجنب انهيار مالي، بما في ذلك كيفية إعادة هيكلة دينه العام وفي إعادة الهيكلة السياسية المنظمة على توقيت واحد كان رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط يطرح العملة الرئاسية ويفتتح المزاد بالدعوة الى اصطفاف وطني عريض يدفع باتجاه استقالة رئيس الجمهورية ميشال عون مذكرا بجبهة وطنية عام اثنين وخمسين ضمت كمال جنبلاط وكميل شمعون وعبدالله الحاج وغسان تويني الذين طالبوا بإسقاط الرئيس بشارة الخوري وفي استعادة للتاريخ مع الكاتب نقولا ناصيف يتبين أن البيت الجنبلاطي من الكمال إلى الوليد كان يلجأ للدعوة الى استقالة رئيس الجمهورية عند الشعور بأن هناك تعثرا في استمرار التفاهم السياسي وعليه فإن هذا تقليد لآل جنبلاط في معظم العهود وتزامنت دعوة جنبلاط الى استقالة الرئيس مع اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي إجراء نتخابات نيابية مبكرة وخفض سن الاقتراع وهذه المصادفة لم تكن عبثية لرجلين يتقاطعان سياسيا عند صداقة متينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري فالبنسبة الى رئيس المجلس لن يسير في انتخابات لا مبكرة ولا على توقيتها ما دام عون رئيسا للجمهورية وعليه يصبح تقصير ولاية مجلس النواب في مقابل تقصير ولاية رئيس الجمهورية.. هذا ثمنا لذاك.. تطرحون تقصير مدة المجلس نطرح اختصار ولاية الرئيس وبرعاية كل من وليد ونجيب.. وشكرا لاصغائكم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

الحكومة التي اختير رئيسها بعكس إرادة الشعب وشكلت بعكس إرادة الشعب، اغتصبت الثقة في جلسة نيابية خالفت إرادة الشعب. وبدلا من أن يمسح الحكومة الوليدة بميرون البركة الشعبية، عمدها الرئيس بري بدم الدستور المسفوح وغطسها بالخطيئة الأصلية.

ولا يحيلك أهل السلطة على الدستور لتبرير فيض الدنس المرتكب طبعا، بل يحيلونك على فيض الإعتداءات المسجلة في حق الدستور منذ 1990، وهي بالمئات، ليخلصوا إلى أن جريمة إضافية لن تقدم أو تؤخر، كيف لا والغاية من الفعل الشنيع إنقاذ الطبقة الحاكمة من غضبة شعبها الجائع وإطالة عمرها في جنة الحكم.

بهذه الأثقال الكبيرة طبيعي أن تخرج حكومة "مواجهة التحديات" الى الحياة ، لا لتواجه التحديات المالية والإقتصادية والإجتماعية بالأسلحة والبرامج المناسبة، بل لتواجه اللبنانيين وتدوس مشاريعهم وأحلامهم وكل ما تظاهروا واعتصموا من أجل تحقيقه منذ مئة يوم ونيف.

وتأكيدا على ما تقدم، فإن الحكومة لم تحظ بدقيقة عسل ولا بفسحة سماح لالتقاط أنفاسها وتجرع كؤوس الفرح بالثقة وبتسلم مقاليد السلطة التنفيذية. وها هي تغرق سريعا في بحر الأزمات الهائج الذي يبتلع لبنان. والأزمات كلها من نوع جديد لا خبرة للبنان في معالجتها، وصعوبتها أنها ليست فيروسات مستوردة بل هي وليدة النموذج المالي - الإقتصادي، فكيف له أن يقاومها ويجد لها العلاجات المناسبة والمضادات الحيوية الفعالة.

وكيف لهذا النظام أن يكون المرض والدواء في آن، و معروف انه فقد مناعته المكتسبة منذ العام 1990 وعالجته الحكومات المتعاقبة بالمسكنات، و تدرجت في جرائمها تصاعديا، من جرعات المهلوسات وصولا الى حقنه بالمخدرات. وكيف لحكومة أمية أن تفهم بالأجنبي ما يطلبه منها أطباء البنك الدولي وصندوق النقد، والصناديق المالية. واللائحة طويلة و تتضمن أدوية باهظة الأثمان وعلاجات كيمائية من وزن الـ Haircut و الـ capital control وزيادة الضرائب ومحاربة الفساد و إقفال الجنات الضريبية، الى غيرها من الأدوية المرة والتي لا تعطي نتائج سريعة بل تحتاج سنوات كي تؤتي مفاعيلها. و قبل هذا كله، هل حسمت الطبقة الحاكمة أمرها باللجوء الى المرجعيات الأجنبية ، وإن فعلت ، هل سيكون ذلك كليا أم جزئيا ؟ أم أنها قررت العلاج المستحيل في الداخل وعلى أيدي أبناء الأطباء الذين تكلمنا عنهم آنفا ؟ . والسؤال الأصعب : من سيدفع الفاتورة المالحة ؟ اللبناني العادي المعدم، أم الطبقات الغنية أم المصارف ؟ و هل سيصمد لبنان؟، لا جواب حتى الساعة، لكن الواضح غير المشجع، ان الحكومة والطبقة الحاكمة خطفتا القرار ووضعتا الناس في مواجهتهما، لا بجانبهما، واستسهلتا الاستقواء عليهم بدلا من الاستقواء بهم .. حمى الله لبنان من الأطباء الكذبة، و المشعوذين المتنكرين بالمراويل البيض.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 12 شباط 2020

وطنية/الأربعاء 12 شباط 2020

النهار

واجهت شخصية مالية أساسية مستشاراً سابقاً لمرجع رئاسي حول إعلان الدوائر الإعلامية للمرجع المذكور عن ‏مواقف تفاؤلية لم تشر إليها الشخصية المالية إطلاقاً.

اعتبر مصدر سياسي ان موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي من الحكومة يأتي ردا على شركائه وحلفائه ‏وخصوصا على"التيار الوطني الحر" الذي استبعده خلال التفاوض على التأليف.

يعتبر سياسيون ان رئيس "التيار الوطني الحر" مستاء من وجود الوزير دميانوس قطار مع رئيس الحكومة ‏حسان دياب في كل لقاءاته اذ يعتبر في الامر انحيازا الى مرشح رئاسي وتبنيا مبكرا له

اتهم الاعلامي مارسيل غانم النائب جميل السيد من دون ان يسميه بالعمالة والسرقة والعهر والفساد وذلن ردا على ‏السيد الذي اتهم الأول بقبض رشى بقيمة 15 مليون دولار .‏

يسجل نائب سابق غياب دور حزب الله وحركة امل في التصدي للاعتداءات التي يتعرض لها الجيش اللبناني في ‏منطقتي بعلبك والهرمل .‏.

البناء

خفايا

قالت مصادر نيابية إن أغلب الكلمات في جلسة الثقة كانت تعففاً بلغة المعارضة بوجه حكومة لا تتحمّل من القديم ‏ومسؤوليته عن الأزمة إلا ما يمثله ضمن صفوفها مَن يمثلون النواب الموالين المتكلّمين؛ بينما المشهد العجائبي ‏فكان بنواب المعارضة الذين حكموا ثلاثين سنة وتسبّبوا بالخراب وجاؤوا يحاسبون حكومة لا دور لها في ‏صناعة هذا الخراب.

كواليس

قالت مصادر في محور المقاومة إن الدعم الأميركي العلني للتخريب التركي في سورية يؤكد أن تعطيل الجيش ‏السوري عن مساءلة الأميركيين عن بقائهم في سورية هي الهدف. وأضافت المصادر أن إيران وروسيا لا تعيشان ‏أيّ تردّد في الوقوف مع سورية في المواجهة رغم العلاقات الخاصة مع تركيا.

الجمهورية

دعا مرجع حكومي الى بدء التحضير لما بعد جلسة الثقة بعدما ضمن مشاركة الكتل النيابية المعارضة للحكومة ‏وإن لم تمنحه الثقة.

طلب مرجع رسمي أن تكون إحدى المؤسسات على استعداد لنقل عدد من النواب من البقاع بوسائل غير تقليدية إذا ‏تسبب الجليد بقطع الطرق.

سُئل أحد الوزراء عن تجربته في الوزارة التي يتولاها فقال: زاد الشيب في شعري.

اللواء

كشف مصدر مطلع أن صيغة ما تُدرس لمعالجة استحقاقات الديون السيادية، ضمن تفاهمات دولية، على طريقة ‏‏"لا تمس السمعة ولا تُنفذ العملة".

تعتبر شخصية بارزة ان نهاية الشهر نقطة اختبار حاسمة لجهة مصداقية الحكومة بعد الثقة.

يجري التحقيق في بعض الحوادث الخطيرة، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات.

‎‎"نداء الوطن

أثارت كلمة رئيس الحكومة حسان دياب في ختام جلسة الثقة استياء بعض النواب لأنها كانت ‏معدة سلفاً ولم تجر عليها أي تعديلات للرد على أسئلة وملاحظات النواب.

يتعرّض وزير لا يحمل حقيبة وازنة لانتقادات لاذعة من تيار سياسي موالٍ نظراً للدور الكبير ‏الذي يلعبه في الحكومة بشكل "يفوق حجمه".

يتردد أن شخصية مصرفية بارزة تملك على المستوى الشخصي سندات يوروبوند، وهي لذلك ‏تدافع عن خيار دفع هذا الاستحقاق في وقته.

الآنباء

تناقض واضح

استغرب مراقبون التناقض الواضح لدى بعض مجموعات الحراك التي صوّبت سهامها ‏على حزب سياسي بعينه بذريعة "خيانته للثورة"؛ فيما كانت قبل أيام هي نفسها تهاجم ‏هذا الحزب بحجة محاولته "تسلّق الثورة".

مساعي تطويق

يسعى فريق سياسي بوسائل مختلفة الى تطويق واحتواء تداعيات موقف أطلقته مرجعية ‏غير سياسية

 

الأرزه قبايل

الأب سيمون عساف/12 شباط/2020

موطن الأرزِهْ قبايل عايشِهْ بظل الزعامِهْ

بينصب عليها حبايل كل جاني بْلا شهامِهْ

ومين منطالب ونسأل والحرامي الكرم حامي

ما بقي بالحُكم موئَل غير عاري من الكرامي

بيسرقو مال المهجّر بيجهلو الناموس شكلو

والغريم النعش نجّر للأهل والحقّ أكلو

وبْوِزارات ودواير نهب ماشي والنقابِهْ

غايبِهْ المسؤول داير لا ضمير ولا رقابِهْ

منختشي من هول قادم باول وتاني وتالت

ومين بدنا يا أوادم نرتجي والوضع فالت

عيب نبقى بهيك حالِهْ والأمل يا ريت أَصْلَح

تكلِّل الأخلاق هالِهْ خلفها الحكَّام تشْلَح

حلِّلو وحِلُّو القضايا ما بقا نحمل مشاكل

كلنا صرنا ضحايا والفساد الشعب آكل

يا الهي بهيك مغطس ليش لبنانك تركتو

كل ما يعطس بيفطس بمشرق البلوِهْ شَرَكتو

وين يا عذرا العذاره عينِك تخلّص بلدنا

دخلِك شْبِعنا حقاره والقهر كفرو جَلَدْنا

مطلبي تمِدي يمينِك تنشلينا من الملامِهْ

بموطني معروف مينِك رجعي لْشعبو السلامِهْ

 

قوى الأمن تنعي شهيدها المؤهل زياد العطار

وطنية/الاربعاء 12 شباط 2020       

نعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، "المؤهل الشهيد زياد العطار الذي تعرض لاعتداء مسلّح اثناء قيامه بواجبه في فصيلة الاوزاعي وقضى شهيداً بتاريخ اليوم 12/02/2020 متأثرًا بجروحه نتيجة لإطلاق النار عليه من قبل المدعو حسن الحسين (لبناني). التحقيق جار بإشراف القضاء المختص".

وفيما يلي نبذة عن حياته ومراحل خدمته العسكرية في سلك قوى الأمن:

"الرتبة والاسم والشهرة:المؤهل الشهيد زياد العطار.

اسم الاب: أحمد العطار.

اسم الوالدة: شهدية المقداد.

تاريخ الولادة ومكانها: 10/11/1970 شعت-البقاع

الوضع العائلي: متأهل، ولديه ثلاثة أولاد (محمد الجواد 19 سنة، فاطمة 14سنة، وأم البنين 10 سنوات)

دخل السلك بتاريخ 16/11/1992 وتدرج في الرتب حتى رتبة معاون أول.

رقي إلى رتبة مؤهل بعد الاستشهاد.

خدم في عدة مراكز هي: فوج السيار المركزي-قيادة منطقة الشمال-سجن رومية-قيادة الدرك (فرع العديد) -مفرزة سير بعلبك-مخفر اللبوة-مخفر ضهر البيدر-مخفر شتورة-مفرزة سير بعلبك-مخفر الهرمل-فصيلة بئر حسن-مفرزة طوارئ صيدا-مفرزة طوارئ صور-مفرزة طوارئ بعبدا-مخفر قصر عدل بعبدا-غرفة عمليات سرية الضاحية-فصيلة الاوزاعي.

المكافآت والأوسمة التي نالها: حائز على المدالية التذكارية لمؤتمرات 2002.

منح بعد الاستشهاد: وسام الحرب-وسام الجرحى-وسام الاستحقاق اللبناني الدرجة الرابعة-المدالية العسكرية-مدالية الامن الداخلي ومدالية الجدارة.

ومنح التنويهات التالية:

"تهنئة خطية عدد2 من وزير الداخلية.

تهنئة خطية من قائد الجيش.

تنويه من مدير عام قوى الأمن الداخلي عدد 5.

تهنئة خطية من مدير عام قوى الأمن الداخلي".

  

مقتل خبيرين لـ”حزب الله” في اليمن وتنامي الصراعات الداخلية بين أجنحة الحوثيين

عدن – وكالات/12 شباط/2020

قتل أمس، أربعة خبراء في غارات للتحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، شرق صنعاء، والخبراء الأربعة الذين قتلوا هم لبنانيان تابعان للحزب وعراقيان. من جهة أخرى، لقي قيادي حوثي مصرعه، بعد أيام على قتله قيادياً ميدانياً آخر، في إطار تنامي الصراعات الداخلية والاقتتال بين أجنحة الميليشيات الانقلابية في اليمن. وأفادت أنباء صحافية أمس، بأن القيادي عبدالله عبده عطيفة قتل قبل ثلاثة أيام القيادي الميداني أبوزكريا في خلاف بشأن كمية من الذخيرة، مشيرة إللى أن عطيفة فر بعد ذلك، قبل أن يعثر عليه مقتولاً داخل أحد المطاعم في منطقة المغرس، جنوب التحيتا بمحافظة الحديدة.

وأوضحت أن عطيفة يعود انتمائه إلى التحيتا، فيما ينتمي أبو زكريا إلى محافظة عمران، مشيرة إلى أن الخلافات تكاثرت بشكل ملحوظ بين قيادات ومشرفي الحوثيين أخيراً، على خلفية النفوذ وتقاسم الأموال المنهوبة. من ناحية ثانية، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، على حسابه بموقع “تويتر”، ليل أول من أمس، إن التقرير الأخير لفريق الخبراء الأممي المعني باليمن أكد على فساد الحوثيين وسرقتهم للمال العام، مطالباً الفريق بالتحقيق في مصير الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة. وأضاف إن “التقرير كشف بالأدلة والأسماء والأرقام نماذج من عمليات غسل الأموال والاستيلاء غير القانوني على الإيرادات العامة وحجز ومصادرة الأصول لتمويل حربهم ضد اليمنيين”. وأشار إلى أن “التقرير يؤكد استمرار عمليات النهب المنظم للمال العام من قبل قادة الحوثيين لشراء العقارات ونقل الأرصدة والاستثمار في الخارج”. وطالب “بالتحقيق في مصير الاحتياطي النقدي من العملة الصعبة ومئات المليارات في الخزينة العامة منها 400 مليار ريال نهبها الحوثيون من البنك المركزي”. على صعيد آخر، أغلق الحوثيون، عدداً من المقاهي والاستراحات في صنعاء، تحت ذريعة “منع الاختلاط”، لتواصل تضييقها على الحريات وابتزازها لرجال المال والأعمال والمستثمرين بالمجال السياحي. وأكدت مصادر محلية، أن الانقلابيين أغلقوا عدداً من المقاهي والاستراحات بشارع حدة والأصبحي وصنعاء القديمة، مشيرين إلى أن بعضها تقع في فنادق سياحية. وقالت إن الحوثيين رفضوا إعادة فتح هذه المقاهي إلا بعد دفع مالكيها مبالغ باهظة غير قانونية وإلزامهم بتخصيصها إما للرجال وإما للنساء.

 

“حزب الله” اللبناني يدير ميليشيات إيران في العراق بعد مقتل سليماني

بغداد شكلت وفدين لبحث التعاون مع "الناتو"... والمحتجون أعادوا قطع الطرق... ودعوات لمليونية "ناعمة"

بغداد – وكالات»/12 شباط/2020

 عقد “حزب الله” اللبناني، اجتماعات عاجلة مع قادة فصائل عراقية مسلحة، وذلك لتوحيد صفوفها في مواجهة فراغ كبير خلفه مقتل قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني.

وكشف مصدران عراقيان على دراية بتلك الاجتماعات، أمس، عن ظل سليماني في العراق، ورجله أو خليفته الموقت، محمد الكوثراني، المنتمي لـ “حزب الله”. وقال المصدران، إن “حزب الله” تدخل عبر كوثراني للمساعدة في ملء الفراغ الذي تركه سليماني، فيما يتعلق بتوجيه الميليشيات العراقية المسلحة. وأضافا ان سليماني أوغل في الأزمة في الشهور التي سبقت اغتياله وعقد اجتماعات مع الجماعات المسلحة العراقية في بغداد في الوقت الذي سعت فيه طهران للدفاع عن حلفائها ومصالحها في صراعها على النفوذ مع الولايات المتحدة. وأشارا إلى أن الاجتماعات بين “حزب الله” وقادة الجماعات العراقية بدأت في يناير بعد أيام فقط من اغتيال سليماني، وأضاف أحدهما ان الاجتماعات عقدت في بيروت، فيما قال الآخر إنها عقدت في إيران. وأوضحا أن الكوثراني وبخ الميليشيات العراقية لتقاعسها عن التوصل لخطة موحدة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة والقوات شبه العسكرية التي تهيمن عليها، مشيرين إلى أن الكوثراني حض أيضاً على تشكيل جبهة موحدة في اختيار رئيس وزراء جديد للعراق. من جانبه، أكد مسؤول إقليمي موال لإيران، إن توجيه “حزب الله” للميليشيات المسلحة في العراق سيستمر إلى أن تتولى القيادة الجديدة في “فيلق القدس” التعامل مع الأزمة السياسية في العراق. في المقابل، ألمحت مصادر عراقية مطلعة إلى احتمال نشوب “حساسيات” بين الكوثراني وبعض تلك الميليشيات. وقالت: “يرى الكثير من قادة الفصائل أنفسهم أكبر كثيراً وأهم من أن يأخذوا الأوامر… حالياً وبسبب ضغوط من إيران فإنهم يتعاونون معه، لكني أشك في أن هذا سيستمر ويعرف الإيرانيون ذلك”. من ناحية ثانية، أعلنت قيادة عمليات بغداد في بيان، أمس، أنها بدأت في إعادة فتح جسر السنك في بغداد والساحات القريبة منه، كما حصرت مكان المظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد. وذكرت أنها “ستستمر بواجباتها لتأمين وحماية مصالح المواطنين الخاصة والعامة وحركة السير في بغداد”. وحذرت “المتظاهرين السلميين” من “الاندفاع إلى خارج ساحة التحرير أو استخدام الوسائل التي تدخل في مجال العنف ضد القوات الأمنية”، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات قانونية بحق كل من تسبب بقطع طرق أو عمليات حرق.

وأعاد المتظاهرون أمس، إغلاق الطرق المؤدية إلى جسر السنك وساحة التحرير بالإطارات المشتعلة، بعد أن عمدتن القوى الأمنية إلى فتح طرقات العاصمة صباحاً.

وفي سياق آخر، تنطلق اليوم الخميس، مليونية نسوية في بغداد، توقع الداعون إليها أن تكون الأولى والأكبر من نوعها في تاريخ البلاد، وذلك “للتأكيد على دور المرأة الفاعل الذي ظهر في كل المواقف الوطنية، وكانت لها البصمة التي يفخر بها كل عراقي أصيل منذ اليوم الأول من انتفاضة أكتوبر”.

وذكرت لجنة التظاهرات في بيان، أن “هذه المسيرة هي وفاء للعراق وللقتلى، وفي مقدمهم سارة طالب، وهدى خضير وزهراء القره لوسي وجنان الشحماني، اللواتي اغتالتهن عناصر مسلحة لنشاطهن في التظاهرات”. في غضون ذلك، قال السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هايكي على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، إنه لا يمكن استمرار عمليات الاغتيال والخطف في العراق. وأضاف إنه “شعر بالصدمة عقب مقتل المشرف العام لقناة الرشيد الفضائية نزار ذنون، على يد مسلحين مجهولين”، مشيراً إلى أن حرية التعبير هي حق أساسي من حقوق الانسان، علاوة على أنها حق يجب أن تفتخر به الأمة.

على صعيد آخر، أعلن المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبدالكريم خلف أمس، تشكيل وفدين عراقيين للتفاوض مع حلف شمال الأطلسي “الناتو”، لإيجاد نافذة جديدة للتعاون. وقال: إن “الحكومة العراقية لديها خيارات عدة لتحديد شكل العلاقة مع حلف الناتو”، مضيفاً ان “هذه الخيارات ما زالت قيد النقاش والمحادثات، لأنها ترتبط مع دول عدة داخل التحالف وليس دولة واحدة”. وشدد على أن “العراق يبحث عن آلية تعاون جديدة، تعمل وفق شراكة يحترمها الجميع وتحترم سيادة العراق”. في غضون ذلك، اجتمع وزراء دفاع “الناتو” في بروكسل، أمس، لبحث تعزيز مهمة التدريب التابعة للحلف في العراق. وتوقع أمين عام “الناتو” ينس ستولتنبيرغ، أن يعيد الحلف تثبيت التزامه بمهمة التدريب التي يقوم بها في العراق وأنه “مستعد لتقديم مزيد من الدعم”. وقال: إن “الأمر مهم إلى حد كبير بألا يعود تنظيم داعش على الإطلاق”. إلى ذلك، أعلن نائب قائد العمليات المشتركة الفريق عبدالأمير يارالله أمس، انطلاق عملية عسكرية “للقضاء على بقايا الإرهاب” بمحافظة الأنبار والمناطق القريبة من الحدود مع سورية والأردن، في إشارة إلى فلول تنظيم “داعش”.

 

حزب الله يوجه الجماعات المسلحة العراقية منذ مقتل سليماني

بيروت/الشرق الأوسط أونلاين/12 شباط/2020

بعد فترة وجيزة من مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في هجوم أميركي بطائرة مسيرة في العراق، عقدت جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران اجتماعات عاجلة مع قادة فصائل عراقية مسلحة، وذلك لتوحيد صفوفها في مواجهة فراغ كبير خلّفه مقتل مرشدهم القوي، وذلك حسبما قال مصدران على دراية بهذه الاجتماعات لوكالة «رويترز» للأنباء.

وقال المصدران إن الاجتماعات استهدفت تنسيق الجهود السياسية للفصائل المسلحة العراقية التي غالباً ما تسودها انقسامات، والتي لم تفقد في هجوم 3 يناير (كانون الثاني) بمطار بغداد سليماني فقط، وإنما أيضاً القائد العسكري العراقي الذي يقوم بدور توحيد تلك الجماعات أبو مهدي المهندس.

وعلى الرغم من عدم تقديم المصدرين تفاصيل إضافية، أكد مصدران إضافيان في تحالف إقليمي موالٍ لإيران أن «حزب الله» الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية تدخل للمساعدة في ملء الفراغ الذي تركه سليماني فيما يتعلق بتوجيه الجماعات المسلحة. وتحدثت كل المصادر في هذا التقرير شريطة عدم الكشف عنها لأنها تتناول أنشطة سياسية حساسة نادراً ما تم تناولها في العلن. ولم يرد مسؤولون في حكومتي العراق وإيران على طلبات للتعليق. ولم يرد أيضاً على طلب مماثل متحدث باسم الجماعات المسلحة العراقية، وفق ما ذكرته «رويترز».

وسلطت الاجتماعات الضوء على الطريقة التي تحاول بها إيران والجماعات المتحالفة معها تعزيز سيطرتها في الشرق الأوسط، خاصة في أعقاب الهجوم الأميركي المدمر الذي أودى بحياة القائد العسكري الإيراني المُهاب. وتعد الفصائل المسلحة المدعومة من طهران مهمة لجهود إيران للحفاظ على سيطرتها على العراق الذي ما زالت الولايات المتحدة تحتفظ فيه بنحو 5000 عسكري.

وشهد العراق حرباً أهلية استمرت سنوات منذ أن أطاحت القوات الأميركية بصدام حسين في 2003 كما واجهت الحكومة في الآونة الأخيرة والجماعات المسلحة في العراق احتجاجات متصاعدة ضد نفوذ إيران في البلاد. وكانت إيران قد ساعدت في إنشاء بعض الجماعات العراقية المسلحة.

وقال أحد المصدرين العراقيين إن سليماني أوغل في الأزمة العراقية في الشهور التي سبقت اغتياله، وعقد اجتماعات مع الجماعات المسلحة العراقية في بغداد، في الوقت الذي سعت فيه طهران للدفاع عن حلفائها ومصالحها في صراعها على النفوذ مع الولايات المتحدة.

ويمثل تدخل جماعة «حزب الله» اللبنانية توسيعاً لدورها في المنطقة. وتمثل هذه الجماعة الشيعية التي أسسها «الحرس الثوري» الإيراني عام 1982 محور الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة منذ سنوات، وساعدت سليماني في تدريب الجماعات المسلحة في كل من العراق وسوريا.

وقال مسؤول إقليمي موالٍ لإيران إن توجيه «حزب الله» للجماعات المسلحة في العراق سيستمر إلى أن تتولى القيادة الجديدة في «فيلق القدس» الذي كان يقوده سليماني في «الحرس الثوري» الإيراني التعامل مع الأزمة السياسية في العراق. وقال المصدران العراقيان إن الاجتماعات بين جماعة «حزب الله» وقادة الجماعات المسلحة العراقية بدأت في يناير بعد أيام فقط من اغتيال سليماني. ولم يتسنَ لـ«رويترز» التأكد من عدد الاجتماعات أو مكان انعقادها. وقال مصدر إنها عقدت في بيروت، وقال المصدر الآخر إنها عقدت إما في لبنان وإما في إيران.

وقال المصدران إن الشيخ محمد الكوثراني، ممثل «حزب الله» في العراق، والذي عمل عن قرب مع سليماني لسنوات في توجيه الجماعات المسلحة العراقية، استضاف الاجتماعات وحل محل سليماني.

وأضاف المصدران أن الكوثراني وبّخ الجماعات المسلحة، مثلما فعل سليماني في أحد اجتماعاته الأخيرة معها لتقاعسها عن التوصل لخطة موحدة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية ضد حكومة بغداد والقوات شبه العسكرية التي تهيمن عليها. وقتلت الجماعات المسلحة مئات المحتجين، لكنها لم تتمكن من احتواء الاحتجاجات. وقال المصدران العراقيان إن الكوثراني حث أيضاً على تشكيل جبهة موحدة في اختيار رئيس وزراء جديد للعراق.

وبعد ذلك، تمت تسمية وزير الاتصالات العراقي السابق محمد توفيق علاوي رئيساً للوزراء، في تطور رحبت به إيران ووافقت عليه الأحزاب المرتبطة بالجماعات المسلحة التي تساندها طهران، لكن المحتجين رفضوا تقلده المنصب. ووفقاً للمصدرين العراقيين وزعيم شيعي عراقي رفيع المستوى، فإنه يُنظر في الوقت الحالي إلى الكوثراني على أنه الشخصية الأنسب لتوجيه الفصائل المسلحة العراقية إلى أن يتم اختيار خليفة إيراني دائم، رغم أنه لا يحظى بأي حال بما كان يتمتع به سليماني من النفوذ أو بريق الشخصية.

وقال الزعيم الشيعي: «الكوثراني له صلات مع الفصائل المسلحة»، مشيراً إلى أنه وُلد في النجف، ويعيش في العراق منذ عقود، ويتحدث باللهجة العراقية. وأضاف: «كان سليماني يثق به واعتاد الاعتماد عليه والاتصال به لمساعدته في الأزمات وفي الاجتماعات في بغداد».

وقال أحد المصادر العراقية المقربة من الفصائل إن الكوثراني التقى أيضاً برجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، وهو شخصية قوية، لكن لا يمكن التنبؤ بأفعالها، لإقناعه بدعم رئيس الوزراء العراقي الجديد. وكانت «رويترز» قد أوردت أن الصدر منح دعمه لعلاوي.

وقالت مصادر عراقية قريبة من الفصائل المسلحة لـ«رويترز» إن الكوثراني سيواجه تحديات خطيرة، ربما لا يمكن التغلب عليها، حتى يصل إلى مكانة القائدين اللذين قُتلا في الهجوم بالطائرة المسيرة.

وقال مصدر عراقي: «يرى لكثير من قادة الفصائل أنفسهم أكبر كثيراً وأهم من أن يأخذوا الأوامر... في الوقت الحالي وبسبب ضغوط من إيران فإنهم يتعاونون معه، لكني أشك في أن هذا سيستمر، ويعرف الإيرانيون ذلك». وقال أحد المصادر الموالية لإيران، وهو قائد عسكري، إن تدخل «حزب الله» سيكون للتوجيه السياسي، لكنه لن يصل إلى حد توفير القوة البشرية والعتاد للرد على مقتل سليماني. وأضاف القائد: «الفصائل العراقية هي التي سترد على الاغتيال في العراق، وقد جهزت لذلك بانتظار ساعة الصفر... وهي ليست بحاجة لتدخل (حزب الله) لأنها تمتلك القوة الفائضة بالعدد والكم والخبرات القتالية والقوة النارية».

وقال مسؤول أميركي كبير في المنطقة، وزعيم سياسي عراقي، إنه من الصعب السيطرة على هذه الجماعات، بينما يُنظر إلى «حزب الله» على أنه أكثر انضباطاً. ونما دور «حزب الله» بشكل كبير خلال السنوات الماضية. وقاتلت الجماعة دعماً لرئيس النظام بشار الأسد في سوريا، وقدمت الدعم السياسي للحوثيين اليمنيين المتحالفين مع إيران. وقال المسؤول الأميركي إنه من المرجح أن تعتمد إيران جزئياً على نفوذ نصر الله، قائد «حزب الله»، وهو شخصية تحظى باحترام عميق بين حلفاء إيران في المنطقة. ويُنظر إلى نصر الله على أنه يشرف على جهود الكوثراني، وفقاً لقائد عراقي شيعي بارز. وأضاف المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم نشر اسمه لكونه غير مخول له الحديث علناً: «أعتقد أنه من الناحية الآيديولوجية والدينية، يُعتبر شخصية جذابة لكثير من الفصائل المسلحة الشيعية العراقية».

وفي كلمتين مطولتين بثهما التلفزيون، أشاد نصر الله بسليماني، وتعهد بالانتقام من قاتليه. كما أعلن نصر الله أن إخراج القوات الأميركية من المنطقة نهائياً سيكون هدفاً لـ«حزب الله» وحلفائه.

والقوات الأميركية موجودة في العراق منذ عام 2014 ضمن تحالف يقاتل تنظيم «داعش».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

أجندات سياسية تستهدف إطاحة حاكم مصرف لبنان واستهداف رياض سلامة يعزز الهوة بين السلطة اللبنانية والمانحين الدوليين

العرب/13 شباط/2020

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يواجه هذه الأيام حملة تحريضية كبرى. وهناك جهات لبنانية عدة من صالحها الإطاحة بسلامة وفي مقدمتها حزب الله والتيار الوطني الحر المسكون بهاجس “قصر بعبدا”. ويرى محللون أن الاستهداف الممنهج لسلامة لا يخدم لبنان في هذا الظرف، ومن شأنه أن يزيد الهوة بين المانحين الدوليين والسلطة القائمة. بيروت - يراقب مجتمع المال في العواصم المعنية بشؤون لبنان كما المؤسسات الدولية الكبرى، لاسيما صندوق النقد والبنك الدوليين، باهتمام الحملات التحريضية التي يتعرّض لها في الأسابيع الأخيرة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، من بعض الجهات اللبنانية المرتبطة بحزب الله.

وترى مصادر دبلوماسية أن الحملة التي يتعرّض لها سلامة ذات بعد سياسي وقد تكشفها أجندة حكومة حسان دياب السياسية إذا ما جرى تبنّي هذه الحملات رسميا، خصوصا أن هذا المنحى معارض لما سبق للولايات المتحدة والأمم المتحدة وعدد من عواصم الدول المانحة في مؤتمر سيدر أن عبّرت عنه، من دعم لشخص سلامة وإشادة بأدائه لحماية النظام المالي للبلد وحسن اتساقه مع القواعد والمعايير المعمول بها في العالم.

ولفتت المصادر إلى أن التقييم الخارجي يبرئ سلامة من أي مسؤولية عن الأزمة الاقتصادية والمالية التي وصل إليها لبنان، وأن البلد كما مصرف لبنان كان ضحية لسياسات حكومية اعتمدت على مدى العقود الأخيرة أنهكت خزينة الدولة وامتصت مداخيل البلد كما المساعدات والقروض الخارجية التي منحت له. ويعدّ لبنان أحد أكبر دول العالم المثقلة بعبء الدين مع بلوغ نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي 150 بالمئة. وتتعرّض حكومة لبنان الجديدة لضغوط متنامية لمعالجة عبء الدين ويتعيّن عليها أن تتخذ سريعا قرارا بشأن كيفية التعامل مع سندات دولية بقيمة 1.2 مليار دولار تُستحق في مارس.

وتوضح مراجع اقتصادية محلية أن ما يحصل من مشاكل مالية عائد لسياسات الحكومات المُتعاقبة المسؤولة عن تراكم الدين العام، حيث أن العجز التراكمي في الفترة المُمتدّة من العام 2007 إلى العام 2019 يفوق الـ50 مليار دولار أميركي. كما بلغت كلفة قطاع الكهرباء 40 مليار دولار أميركي منذ العام 1992 وحتى 2019، ناهيك عن الفساد الذي يكلف الخزينة العامّة أكثر من 5 مليارات دولار أميركي سنويا بشكل مباشر و5 مليارات دولار أميركي بشكل غير مباشر (وفق البنك الدولي).

ما يحصل من مشاكل مالية عائد لسياسات الحكومات المُتعاقبة، إذ أن العجز في الفترة المُمتدّة بين2007 و2019 يفوق 50 مليار دولار أميركي

وترصد أوساط سياسية تقاطع دوافع متعددة للإطاحة بحاكم مصرف لبنان، على الرغم من تأكيد رئيس الحكومة حسان الدياب أن لا خطط لحكومته لإقالة سلامة “حاليا”.

وتؤكد المصادر أن حزب الله لا يخفي عداءه لسلامه بسبب ما يعتبره الحزب التزاما مفرطا من جانبه بالعقوبات التي تفرضها وزارة الخزينة الأميركية على الحزب، لاسيما أن التزام المنظومة المصرفية بقيادة رياض سلامة طال عقوبات فرضت على مقرّبين من الحزب داخل البيئة الشيعية، فيما تتحدث أنباء عن أنها ستطال شخصيات ومؤسسات جديدة تنتمي إلى طوائف أخرى، لاسيما مسيحية، ممن ثبت لدى الولايات المتحدة دعمهم للحزب وعملياته. وتوضح مصادر أن الخطوات التي اتخذها سلامة لم يكن الهدف منها سوى حماية النظام المصرفي اللبناني وإنقاذ سمعة لبنان المصرفية من تهمة تقديم تسهيلات مالية مشبوهة. وتذكر بأن عدم الالتزام بعقوبات واشنطن وقواعدها ومعاييرها لمراقبة حركة الأموال ومكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب قد أطاح بمصارف لبنانية بشكل مباشر (البنك اللبناني الكندي جمّال ترست بنك)، وأنه من غير المفيد تعريض بقية المصارف لمصير مماثل.

وتقرّ المصادر الدبلوماسية بأن ما يتعرّض له سلامة حسابات أخرى منها ما هو أيديولوجي يحرّك محتجين لمهاجمته ومهاجمة المصارف في لبنان، غير أن هذه التحركات قد لا تكون بعيدة عن حزب الله نفسه بحكم العلاقة والتحالف القائمين بين بعض اليسار والحزب، وأن الإجراءات التي اتخذتها المصارف بتقييد السحوبات يمنح التحرك ضد النظام المصرفي والحملات ضد حاكم مصرف لبنان غطاء شعبيا يصب في حسابات حزب الله.

وتقرأ بعض الجهات بعناية تقارير تتحدث عن ضغوط تمارسها العونية السياسية، لاسيما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لإبعاد كل من حاكم مصرف وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون لكونهما من الشخصيات المارونية المطروحة لتبوّء سدّة رئاسة الجمهورية خلفا لميشال عون. ولا تستبعد هذه الجهات أن تكون بعض الحملات المكثفة ضد سلامة تنهل أسبابها من هواجس المعركة الرئاسية التي تظهر في كل تفصيل مرتبط بحركة باسيل السياسية.

ويرجح أن الموقف الدولي سيتأسس على الخطوات الدقيقة التي ستتخذها الحكومة الجديدة في مقاربة المأزق المالي لتبني على الشيء ومقتضاه قبل أن يكون لهذا الخارج موقف محدد من مستقبل التعامل مع ملف لبنان المالي والمصرفي.

وأمام حكومة دياب قرار مفصلي يتعلق بتسديد استحقاقات اليوروبوندز الشهر المقبل، ما يعني إخراج 1.2 مليار دولار من احتياطي مصرف لبنان، أي من أموال المودعين اللبنانيين، وفتح الباب أمام تسديد استحقاق أبريل بقيمة 700 مليون دولار، وبعده استحقاق يونيو بقيمة 600 مليون دولار.

تدمير المصارف لعبة تديرها ميليشيات حزب الله

ويقول الخبراء إن قيام الحكومة بدفع مستحقاتها، كما كان لمّح دياب قبل نيل حكومته الثقة، يعني دفع المستحقات إلى جانب مبلغ 2.7 مليار دولار كقيمة للفوائد على الدين العام، ما يرفع المبلغ إلى نحو 5 مليارات دولار. وتتحدث بعض السيناريوهات عن ذهاب الحكومة إلى عدم السداد ما سيؤدي إلى انخفاض إضافي لتصنيف لبنان، علما أن هناك آراء متخصصة تعتبر أن هذا التصنيف لم يعُد مهما بالنظر إلى جسارة الانهيار الاقتصادي في البلد. وبناء على هذه الآراء فإن التوقف عن السداد يعني الذهاب إلى خيار إعادة جدولة الديون بما يستلزم الاستعانة بصندوق النقد الدولي بصفته المؤسسة المالية الدولية التي عادة ما تمرر الجدولة من خلالها، مع ما سيستتبع ذلك من قواعد وشروط وقيود سيفرضها الصندوق على لبنان مستخدما لغة الأرقام لا لغة السياسة ومعاندة الإمبريالية التي يروّجها حزب الله واليسار. وقال مصدر حكومي لوكالة “رويترز” الأربعاء، إن لبنان سيطلب من صندوق النقد الدولي مساعدة فنية لوضع خطة لتفادي انهيار مالي، بما في ذلك كيفية إعادة هيكلة دينه العام.

وأوضح المصدر “هناك تواصل مع صندوق النقد الدولي لكن لبنان سيرسل طلبا رسميا خلال الساعات المقبلة ليكون لديه فريق مخصّص للتعامل مع المساعدة الفنية”. وتشير تصريحات سابقة لرئيس مجلس النواب نبيه بري إلى معارضة لبنان لبرنامج كامل لصندوق النقد الدولي والاقتصار على الحصول على مساعدة فنية من الصندوق. ونُقل عن بري قوله إن لبنان بحاجة إلى مساعدة فنية من صندوق النقد الدولي لصياغة خطة لإنقاذ الاقتصاد، لكنه أضاف أن البلد لا يستطيع أن “يسلم أمره” لصندوق النقد نظرا “لعجزه عن تحمّل شروطه”.

 

خلال ساعات.. لبنان يتقدم بطلب لصندوق النقد الدولي

مصدر حكومي لبناني: قرار بشأن سداد السندات يصدر الخميس عقب اجتماع بقصر الرئاسة

بيروت  - رويترز الأربعاء 12 شباط 2020   

قال مصدر حكومي لرويترز، اليوم الأربعاء، إن لبنان سيطلب من صندوق النقد الدولي مساعدة فنية لوضع خطة لتفادي انهيار مالي، بما في ذلك كيفية إعادة هيكلة دينه العام. وقال المصدر "هناك تواصل مع صندوق النقد الدولي لكن لبنان سيرسل طلبا رسميا خلال الساعات المقبلة ليكون لديه فريق مخصص للتعامل مع المساعدة الفنية". وتصدرت الأزمة المالية والاقتصادية غير المسبوقة في لبنان المشهد العام الماضي مع تباطؤ تدفقات رأس المال مما أدى لأزمة سيولة واحتجاجات مناهضة للنخبة الحاكمة وهدر وفساد في الدولة. وتواجه الحكومة اللبنانية الجديدة التي تولت السلطة الشهر الماضي هبوطا في العملة المحلية وارتفاع التضخم، ويجب عليها أيضا أن تتخذ قرارا حيال استحقاقات الديون السيادية التي تحل قريبا.ويئن لبنان تحت واحد من أكبر أعباء الدين في العالم، ويجب عليه أن يتخذ قرارا سريعا إزاء سندات دولية بقيمة 1.2 مليار دولار يحين موعد استحقاقها في مارس/آذار. وفاز مجلس الوزراء اللبناني الجديد في تصويت على الثقة أجراه مجلس النواب أمس الثلاثاء، في حين اشتبك محتجون حاولوا منع عقد هذه الجلسة مع قوات الأمن مما أسفر عن إصابة المئات.

وقال المصدر الحكومي إن لبنان يسعى لمشورة من صندوق النقد الدولي "بشأن ما إذا كان سيسدد استحقاقات السندات الدولية في ظل مخاوف من أن أي إعادة صياغة لديون لبنان يجب أن تتم بطريقة منظمة لتجنب إلحاق أضرار بالنظام المصرفي للبلاد". وتابع المصدر أن من المتوقع أخذ قرار بشأن السندات غدا الخميس في اجتماع في قصر الرئاسة بحضور رئيس البلاد وحاكم مصرف لبنان ووزير المال. وقالت جمعية مصارف لبنان إن من الضروري سداد السندات الدولية في موعدها "حماية لمصالح المودعين وللمحافظة على بقاء لبنان ضمن إطار الأسواق المالية العالمية وصونا لعلاقاته مع المصارف المراسلة".

وأضافت الجمعية أن الفترة المتبقية قبل موعد استحقاق السندات الدولية في التاسع من مارس/آذار قصيرة جدا "لا تتيح التحضير والتعامل بكفاءة مع هذه القضية"، داعية إلى حل مشكلة الدين العام فور سداد السندات. لكن منتقدين يقولون إن سداد السندات قد يقلص احتياطيات النقد الأجنبي المستنزفة بالفعل. وفي حديث قبيل التصويت على الثقة، وصف رئيس الوزراء حسان دياب مهمة حكومته بالانتحارية. وأضاف دياب أن حكومته تعطي أولوية للحفاظ على الاحتياطيات من العملات الأجنبية من أجل الواردات الضرورية مثل المواد الغذائية والطبية والوقود. وقال إن الحكومة تدرس كل الخيارات للتعامل مع السندات الدولية المستحقة السداد هذا العام.

 

نقابة محامي بيروت شجبت جرائم الغدر في حق عناصر الجيش وقوى الامن

وطنية - الأربعاء 12 شباط 2020

أعلنت نقابة المحامين في بيروت، في بيان "انها تستهجن وتشجب جرائم الغدر التي طاولت مؤسستي الجيش وقوى الأمن الداخلي، مستهدفة الركيزة الأساسية لضمان إستقرار الأمن في البلاد. فما حصل منذ يومين من إستشهاد لثلاثة عناصر من الجيش اللبناني درع الوطن وحاميه وما تبعه يوم امس من فاجعة إستشهاد النقيب جلال شريف وعنصر من قوى الأمن الداخلي في مخفر الأوزاعي وبإصابة عدد من العسكريين، ما شكل فصلاً من فصول الشهادة والبطولة المرصعة بدماء زكية آلت على نفسها حماية الوطن والمواطن. المجد والخلود لهؤلاء النخبة من رجال هذا الوطن الشامخ الذين لا يهابون ضريبة الدم، إذا كانت هي كلفة حماية الناس من إجرام المطلوبين للعدالة من جهة وفرض هيبة الدولة من جهة أخرى. تتقدم نقابة المحامين في بيروت بخالص العزاء للقوى الأمنية قيادة وضباطا ورتباء وأفرادا ولأسر الشهداء، متمنية الشفاء العاجل للمصابين، داعية ان يحمي الله لبنان وأهله، ولتكن تضحياتهم ذخرا وحافزا لإستمرار بناء وطن القانون والمؤسسات ورفعة المواطن وحقوقه".

 

المفتي دريان: الحكومة أخذت الثقة ودياب رئيس وزراء كل لبنان

مجلس الوزراء يعقد أول اجتماع رسمي له اليوم في قصر بعبدا والأولوية لبحث الأزمة المالية

عون متهماً رافعي شعار “كلن يعني كلن” بالسرقة ونهب المال العام: من يمدُّ يده إلى الخزينة سيحاكم

سفير بريطانيا: لحماية حق التظاهر السلمي… و”الاتحاد الأوروبي”: مستعدون لتفعيل برامج الدعم

السنيورة: “حزب الله” أدخل وزراء ضمنيين ومقنعين ومشكلة لبنان أكبر من مجرد تشكيل حكومة

بيروت ـ”السياسة” /12 شباط/2020

بعد نيلها ثقة نيابية هزيلة، جرى فرضها بالقوة العسكرية، تعقد حكومة حسان دياب، أول اجتماع رسمي لها، اليوم، في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، حيث سيكون الملف الاقتصادي، كما أبلغت “السياسة” أوساط وزارية، بنداً أساسياً على طاولة مجلس الوزراء، في إطار البحث عن المخارج التي سيصار إلى اعتمادها من أجل إخراج لبنان من أزماته، وتحديداً على الصعيد المالي، في ضوء الاستحقاقات التي تنتظر البلد، وفي مقدمها سندات الخزينة التي تقارب ملياراً ومئتي مليون دولار، ويستحق سدادها في مارس المقبل، في ظل تعدد وجهات النظر بشأنها.

وعشية الجلسة الحكومية، وبعد نيل حكومته الثقة، زار الرئيس دياب مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، أمس، في أول لقاء بينهما على هذا المستوى، وبعد الموقف المتحفظ للدار على تسميته رئيساً للحكومة، باعتبار أن المفتي دريان أكد بصريح العبارة أنه داعم لبقاء الرئيس سعد الحريري على رأس الحكومة، في وقت لم تكن القيادات السنية الروحية والزمنية، متحمسة لوجود دياب في السرايا الحكومية. وشدد دياب، على أن “زيارتي اليوم طبيعية جدا وأنا في دارة المسلمين وسماحة المفتي صديق عزيز وتداولنا بالظروف الاجتماعية والمالية”. وقال إن “دار الفتوى مستمرة برعاية سماحة المفتي، صاحب الدور الجامع، وأنا واثق من حكمته، واتفقنا على الاستمرار في التواصل من أجل مصلحة لبنان ولخدمة المسلمين”. وأشار، الى “أنني تداولت مع سماحة المفتي في الوضع العام والشؤون المالية وضرورة تضافر جهود جميع المخلصين لتجاوز المرحلة الصعبة”.

من جهته، قال المفتي دريان، أن الحكومة أخذت الثقة ودياب رئيس وزراء كل لبنان”.

وفي موقف استبق فيه اجتماع مجلس الوزراء، أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، ان “كل من مدّ يده الى الخزينة سيحاكم بموجب القوانين وفي ظل محكمة خاصة متخصصة بالجرائم المالية الواقعة على المال العام”، داعيا الى التمييز في هذه المرحلة “بين الآدمي والسارق”، لافتا الى ان مقولة ” كلن يعني كلن”، يتلطى وراءها السارقون وناهبو المال العام”. واعرب عون عن ثقته بان لبنان سيستعيد عافيته وريادته بعد معالجة اسباب الازمة الراهنة، معتبرا ان “مرحلة جديدة بدأت بعد نيل الحكومة الثقة في ظل الازمات التي يعاني منها لبنان ولاسيما منها المالية والاقتصادية اللتين لم يعد بالامكان حلهما بسهولة وباتتا تستلزمان اجراءات قاسية نسبيا بالنسبة للبنانيين الامر الذي يتطلب تحقيق التوعية الضرورية على ذلك”. وأعاد عون التأكيد على العبء الذي يتكبده لبنان جراء النزوح السوري والذي وصل حتى الان الى نحو 25 مليار دولار بحسب ارقام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وعن الازمة المصرفية قال ان لجوء المواطنين الى سحب ودائعهم بسبب خوفهم عليها زاد من حدتها، مبديا ثقته بان لبنان سيستعيد عافيته وريادته بعد معالجة اسباب الازمة الراهنة.

وفي السياق، دعت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان حكومة دياب، إلى “اتخاذ مجموعة من التدابير والإصلاحات الملموسة وذات المصداقية والشاملة بسرعة وبشكل حازم لوقف ومعاكسة الأزمات المتفاقمة، ولتلبية احتياجات ومطالب الشعب اللبناني”.

وشددت في بيانٍ، أمس، على “أهمية العمل من أجل استعادة ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي وتفعيل المساعدات الدولية المستقبلية للبنان”، مناشدة “جميع القوى السياسية والقادة اللبنانيين إعطاء الأولوية لدعم الإصلاحات التي تصب في المصلحة الوطنية ومصلحة الشعب والبلاد”.

وأكدت استعدادها لـ”دعم لبنان في الوقت الذي يبذل فيه الجهود لاستعادة الاستقرار الاقتصادي ومصداقية القطاع المالي، ومراجعة ميزانية 2020 بشكل نقدي يضمن الاستدامة، وتنفيذ الإصلاحات القطاعية الرئيسية مثل قطاع الطاقة، وإصلاح المؤسسات التابعة للدولة لضمان الكفاءة ومصلحة المستهلك، وإقرار وتنفيذ قوانين مشتريات فعالة”. وأعربت المجموعة عن استعدادها لـ”دعم الجهود الموثقة لقادة الحكومة لمحاربة الفساد والتهرب الضريبي، بما في ذلك اعتماد وتطبيق الستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، قانون هيئة مكافحة الفساد وإصلاح القضاء، بالإضافة إلى غيرها من التدابير الضامنة لإقرار تغييرات ملموسة في إطار الشفافية والمساءلة الكاملة”.

وإذ لفتت الى “الحاجة إلى الاستقرار الداخلي وحماية حق التظاهر السلمي”، أشارت الى “أهمية تطبيق لبنان لقرارات مجلس الأمن 1701 (2006)، 1559 (2004)، والقرارات الأخرى ذات الصلة، وكذلك اتفاق الطائف وإعلان بعبدا والتزاماته التي قطعها في مؤتمرات بروكسل، باريس وروما”.

وعبرت المجموعة أخيرًا عن دعمها “القوي المستمر للبنان وشعبه، لاستقراره وأمنه وسلامة اراضيه وسيادته واستقلاله السياسي”. والتقى وزير المال غازي وزني، سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، الذي أعرب عن استعداد دول الاتحاد تفعيل برامج الدعم في مختلف المجالات لمساعدة لبنان على مواجهة تحديات الأزمة المالية والاقتصادية. وتعليقًا على نيل حكومة دياب ثقة مجلس النواب، قال السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلنغ، عبر “تويتر”، “بعد التصويت على الثقة، ينبغي ألا يكون هناك الآن أي تأخير في الخطة الاقتصادية التفصيلية، التي وعد بها خلال الجلسة النيابية، والقرارات اللازمة، والتنفيذ العاجل”، داعيا الى “حماية حق التظاهر السلمي”.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، أن “مشكلة لبنان أكبر من مجرد تشكيل حكومة جديدة تعرض بيانها الوزاري على البرلمان اللبناني”، لافتا إلى أن “المشكلة بالفعل هي أكبر مما تبدو، فهي قد بدأت في ذلك الأسلوب الملتبس الذي أوصل إلى تكليف حسان دياب بتأليف الحكومة، والذي انتهى الى تأليف هذه الحكومة على الشكل الذي قدمها به، وذلك خلافاً لما كان يتوقعه معظم اللبنانيين ويتوقعه شباب الانتفاضة وهم الذين أصرّوا على أن تتألف الحكومة الجديدة من مستقلين غير حزبيين، والذين ينبغي أن يكونوا أيضاً اختصاصيين يتولون حقائب وزارية تعود الى اختصاصاتهم”.

وشدد، في حديث لقناة “اكسترا نيوز” المصرية، على أن “هذه الحكومة قد جرى تأليفها من ممثلين ضمنيين ومُقنَّعين لتلك الأحزاب وجرى بالتالي توزيع الحقائب الوزارية على مختلف الفئات السياسية العائدة لفريق الثامن من آذار، والذي يسيطر عليهم حزب الله وبالتالي لم تتألف هذه الحكومة ممن ينبغي أن يكونوا مستقلين بالفعل ومن يتمتعون بالاختصاص الوازن الذي يؤهلهم لتسلّم تلك الحقائب”.

من جهته، شدد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، على “أهمية وجود إرادة سياسية جدية لاسترداد الأموال المنهوبة”. وقال أنه عندما لا يكون هناك إرادة باستطاعة أي كان التهرب والتلطي خلف التشريع”. ولفت إلى أنّ “القانون رقم 44 لسنة 2015، والمتعلّق بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب يشكّل الأساس لاسترداد الأموال المنهوبة، بالاضافة الى سلّة قوانين أخرى كالاثراء غير المشروع، ما يسمح بملاحقة المتورطين، وبالتالي هذا القانون موجود ومقر واذا طبقناه اليوم يؤدي الهدف المنشود”.

 

تحالف وطن: حكومة حسان دياب: ثقة منقوصة في جلسة غير دستورية

مواقع الكترونية/12 شباط/2020

الحادي عشر من شباط ٢٠٢٠ هو يوم تاريخي سطره ثوار لبنان في مشهد لم تشهده البلاد منذ تأسيس دولة لبنان الكبير قبل مئة عام.

لقد عزلت المنظومة الحاكمة نفسها داخل سور مرتفع من الباطون المسلح بعدما جعلت من محيط مقر المجلس النيابي والمداخل المؤدية اليه ،مسرح عمليات لوحدات كثيرة من الجيش والأجهزة الأمنية ، التي لم تتورع عن استخدام كل أشكال العنف والترويع لمنع الثائرات والثائرين من الاعتراض على وصول النواب لإعطاء ثقة لحكومة نادى الشعب بإسقاطها منذ اللحظة الأولى لولادتها.

افتتح مايسترو المنظومة الحاكمة بعد ٤٥دقيقة من التأخير جلسة مجلس النواب ولم يكتمل النصاب فيها بعد ،وأمام أعين الجميع ووسائل الإعلام ،ثم لينقذه بعد ذلك عدد من نواب الكتل التي ادعت المعارضة للحكومة مؤخراً ،لإضفاء الدستورية اللاحقة عليها ،ما يثبت تضافر وتعاضد اطراف المنظومة الحاكمة بكل قواها لإخراج مسرحية الثقة الهزلية والهزيلة لحكومة الوكلاء والمستشارين.

في هذا اليوم التاريخي حققت الثورة:

١-انكشاف وسقوط الشرعية عن النواب الذين تسللوا كخفافيش الليل الى المجلس النيابي اي مجلس الشعب ،حيث بات العديد منهم ليلته داخل مكاتب المجلس هرباً من غضب الناس ،واستعان عدد آخر بأعداد هائلة من القوى العسكرية والامنية لتأمين طريقهم الى المجلس .فهل من يهرب من شعبه يكون ممثلاً له؟

٢-عدم دستورية جلسة الثقة التي افتتحت ب ٥٨ نائباً في حين ان النصاب يفترض ان يكون ٦٥نائباً ،وعليه يمكن المبادرة الى الطعن بدستورية الجلسة وفقاً للمادة ٣٤من الدستور.

٣-على الرغم من كل اجراءات الإعاقة للثوار والقمع وعلى رغم اختطاف الجلسة غير الدستورية لمجلس النواب وتواطىء افرقاء المعارضة في المنظومة الحاكمة نالت الحكومة ٦٣ صوتاً أي اقل من نصف عدد أعضاء المجلس واقل ب٦ أصوات مما ناله في التكليف الرئيس دياب..

إنطلاقاً من كل ذلك يؤكد تحالف وطني على ما يلي:

١- عدم دستورية جلسة الثقة وبالتالي عدم صلاحية ما تتخذه حكومة دياب من قرارات

٢-الدعوة الى اسقاط حكومة دياب ،وتشكيل حكومة وفق المعايير التي حددتها الثورة.

٣-الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون عادل وحسب ما ينص عليه الدستور ،لإعادة تشكيل السلطات،انطلاقاً من أن الشعب هو مصدر كل السلطات.

٤-التحذير من مغبة اللجؤ الى اجراءات ضريبية او زيادة في الرسوم وتغيير في اسعار السلع الأساسية ،ما يراكم أعباء إضافية على كاهل المواطنيين من اصحاب محددوي الدخل والطبقة المتوسطة التي تكاد تضمحل.

ومن أجل تطوير عمل الثورة واساليب نضالها لتحقيق كافة مطالبها ،يدعو التحالف مختلف المجموعات والأفرقاء المنخرطين فيها الى رفع مستوى التنسيق والتشبيك فيما بينهم لإسقاط المنظومة الحاكمة ،وبناء الدولة المدنية التعددية الديمقراطية العادلة.

 

دياب يُعوّم "بواخر" باسيل ويُقرّ بالفيتو الخارجي حكومة "النصف ناقص 1‏"..

نداء الوطن/12 شباط/2020

بنصاب منقوص وشرعية مشكوك بدستوريتها، حازت حكومة حسان دياب الثقة البرلمانية ‏رغماً عن أنوف الناس الذين سُحلوا في الشوارع المحيطة بالمجلس النيابي أمس على أيدي ‏الأجهزة الأمنية والعسكرية المكلفة حماية السلطة من غضب الثوار، فكانت الحصيلة أن ‏سقطت حكومة دياب بأكثرية 360 جريحاً حجبوا الثقة عنها بدمائهم، بينما كانت أكثرية 8 ‏آذار تعاني الأمرّين في سبيل شرعنة حكومتها، بدءاً من عجزها الفاضح عن تأمين النصاب ‏القانوني اللازم لانعقاد الهيئة العامة ما اضطر رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى الاتصال ‏بصديقه وليد جنبلاط لإسناده بأربعة من نواب "اللقاء الديمقراطي" على جناح السرعة، وصولاً ‏إلى مشهدية نيل الحكومة ثقة "النصف ناقص واحد" بواقع 63 نائباً من أصل إجمالي أعضاء ‏المجلس الـ128‏.

وفي وقائع جلسة الثقة المهزوزة، انتظر بري أكثر من نصف ساعة بعد تمام الساعة 11 موعد ‏جلسة الثقة من دون أن يتأمن نصاب الـ65 نائباً لانعقاد الجلسة، فنقل بعض النواب لـ"نداء ‏الوطن" أنّ رئيس المجلس أبدى حينها استياءه الشديد من الرئيس سعد الحريري الذي لم ‏يحضر نواب كتلته، وكذلك من "القوات اللبنانية" التي حضر 8 نواب من كتلتها لكنهم آثروا ‏عدم تأمين النصاب، فلجأ بري عندئذ إلى جنبلاط مستعجلاً وصول نواب كتلته، ليبادر عند ‏الساعة 11:36 وقبل اكتمال النصاب داخل القاعة العامة إلى الإيعاز بـ"قرع الجرس"، تمهيداً ‏لدخوله القاعة العامة مفتتحاً الجلسة بحضور 58 نائباً، فأضفى عليها نصاباً قانونياً افتراضياً ‏‏"على اعتبار ما سيكون" بعد وصول نواب "الاشتراكي" فضلاً عن أربعة من كتلة "التنمية ‏والتحرير" الذين كانوا في طريقهم من المطار إلى البرلمان.

وإزاء تأكيد "مدوّن محضر الأسماء" للصحافيين أنّ عدد النواب الحاضرين في القاعة العامة لم ‏يتخطّ عدد الـ58 عند انعقادها، اعتبرت مصادر رئاسة المجلس النيابي لـ"نداء الوطن" أنّ "من ‏حق رئيس المجلس الدخول إلى القاعة والطلب إلى الموظف المعني أن ينادي على النواب ‏الموجودين خارجاً، خصوصاً وأنه تم إبلاغ الرئيس بري حينها أنّ نواب "اللقاء الديموقراطي" ‏باتوا في حرم المجلس وهم في طريقهم إلى القاعة العامة"، في وقت نقلت مصادر نيابية ‏لـ"نداء الوطن" أنّ لجوء بري إلى جنبلاط أتى بعدما "سمع كلاماً مفاده أنّ الحريري لن يتولى ‏تأمين النصاب للجلسة وأنّ ذلك من مهمة الأكثرية النيابية، مستغرباً الاتكال على فريق ‏المعارضة للقيام بمهمة الموالاة!".

أما في الشكل، فبدا نواب السلطة المكلفون تأمين النصاب أقرب إلى ضفة "تهريب الثقة" من ‏منحها، خصوصاً في ظل لجوء عدد منهم إلى أن يبيت ليلته إما في مكاتب المجلس (لا سيما ‏من نواب تكتل "لبنان القوي") أو في الفنادق القريبة، في وقت حرص بعضهم على الوصول ‏فجراً إلى ساحة النجمة هرباً من مواجهة الثوار على الطرقات، كما حصل صباحاً مع النائب ‏سليم سعادة الذي أكل نصيبه من غضب الناس، فأصيب إصابة سطحية في وجهه نقل على ‏إثرها إلى المستشفى حيث أجريت له الإسعافات الأولية اللازمة، قبل أن يعود إلى الهيئة العامة ‏ليلقي كلمته ويحجب الثقة عن حكومة دياب من ضمن 20 نائباً حجبوها، مقابل امتناع واحد ‏هو النائب ميشال ضاهر. وكان بري قد سعى جاهداً إلى تقليص عدد طالبي الكلام واختصار ‏الجلسة بيوم واحد بدل اثنين، تحت وطأة اعتراض الشارع وتضعضع الجبهة المانحة للثقة، ‏كما حصر فترة الاستراحة بين الجلستين الصباحية والمسائية بساعة بدل ساعتين طالباً للنواب ‏سندويشات من مطعم "الديوان"، لتعذّر خروجهم كي يتناولوا الغداء خارج المجلس خشية ‏مواجهة المتظاهرين.

وفي المضمون، إستوقف المراقبين تسليم دياب بالأمر الواقع واعترافه بالفيتو الخارجي على ‏حكومته، لا سيما من خلال الإشارة في كلمته الجوابية على مداخلات النواب إلى حاجة ‏الحكومة إلى "قوة دفع داخلية (...)، بما أن بعض الخارج منشغل عنا أو يدير ظهره لنا أو ‏يحاسبنا". وتوازياً، إستحوذ ملف الكهرباء على حصة الأسد من إضبارة مآخذ المعارضة على ‏حكومة دياب، خصوصاً وأنه أبرز ميوله الواضحة نحو تعويم خطة "البواخر" التي أعدها ‏رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي شدد في كلمته أمس على أنّ حل مشكلة ‏الكهرباء مرهون بتنفيذ هذه الخطة "لأن لا خطة غيرها".

وفي المقابل، لا تستبشر مصادر المعارضة "بحلول إصلاحية جذرية ستتخذها الحكومة الحالية ‏لهذا الملف، الذي يستنزف الخزينة العامة طالما أنها استنسخت خطة استئجار البواخر تحت ‏عنوان "الحلول المرحلية" بانتظار الحل الدائم، وهذا بحد ذاته استمرار لسياسة هدر المال العام ‏بشكل يعطي انطباعاً سلبياً لدى الجهات الخارجية المعنية بمراقبة مسار الإصلاح، الذي ‏ستنتهجه الحكومة والذي من المفترض أن يشكل قطاع الكهرباء معياراً أساسياً فيه سواء ‏بالنسبة للبنك الدولي أو للدول الراعية لمؤتمر "سيدر" ومجموعة الدعم الدولية للبنان"، ‏موضحةً أنّ "الهدر في هذا القطاع تسبب بأكثر من 52 في المئة من حجم الدين العام أو ما ‏يعادل 47 مليار دولار".

وفي هذا الإطار، تلاقت مداخلتا "الاشتراكي" و"المستقبل" في جلسة الأمس عند الإضاءة على ‏عتمة الكهرباء "فبعد سنة على إقرار خطة الوزيرة البستاني في 2019 وثلاث سنوات على ‏إقرار خطة 2017 و10 سنوات على إقرار خطة 2010، ما زالت التغذية بالكهرباء تتراجع ‏إلى أن وصلنا إلى 12 ساعة وعجز سنوي يلامس الملياري دولار"، حسبما قال النائب محمد ‏الحجار، خصوصاً وأنّ "وزارة الطاقة اعترفت بنسبة هدر إجمالية قدرها 34% العام 2018، ‏بينما تقديرات البنك الدولي تشير إلى نسبة 40%"، وفق ما لفت النائب هادي أبو الحسن سائلاً ‏الوزارة عما حققته لجهة الالتزام بتوصية تعيين مجلس الإدارة والهيئة الناظمة خلال فترة ستة ‏أشهر... وحتى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أنور الخليل لم تحُل تغطية كتلته ‏السياسية للحكومة دون تشديده على كونها "في بيانها الوزاري مستمرة باعتماد سياسات ‏خاطئة" في مقاربة ملف الكهرباء.

وبالانتظار، تتجه الأنظار إلى ما ستخرج به أول جلسة لمجلس الوزراء بعد منح الحكومة ‏الثقة ظهر الخميس المقبل، خصوصاً وأنّ الدعوة لانعقاد الجلسة في قصر بعبدا حدّدت جدول ‏أعمال فضفاضاً من بند واحد يتمحور حول "بحث الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي" في ‏البلاد.

 

“المستقبل” و”القوات” و”الاشتراكي” تدرس قيام جبهة لإسقاط عون على غرار جبهة تشكلت لإسقاط الرئيس بشارة الخوري في مطلع خمسينيات القرن الماضي

بيروت ـ”السياسة” /12 شباط/2020

بانتظار ما سيقوله رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، غداً، في ذكرى استشهاد والده في 14 فبراير، وما إذا كان سيدعو إلى قيام تكتل سياسي معارض للسلطة، كشفت معلومات ل”السياسة”، من مصادر موثوقة، أن اتصالات تجري بين “المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”و حزب “القوات اللبنانية”، تركز على دراسة إمكانية قيام جبهة سياسية معارضة للعهد، تهدف إلى العمل على إسقاط حكم الرئيس ميشال عون، بالوسائل الدستورية، على غرار جبهة المعارضة التي تشكلت لإسقاط الرئيس بشارة الخوري في مطلع خمسينيات القرن الماضي. وأشارت المعلومات إلى أن ما قاله رئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط عن ضرورة تشكيل اصطفاف وطني لإسقاط العهد، يشكل نقطة انطلاق لهذه الجبهة التي لم تتبلور بشكلها النهائي، وإنما ستحتاج وقتاً، بانتظار نتائج المشاورات التي تجري في أكثر من اتجاه، على أن تتكشف الأمور بشكل أشمل، في ضوء مواقف الحريري المنتظرة. وفيما استبعد الدكتور فارس سعيد، كما أبلغ “السياسة”، إعادة الاعتبار لتجمع قوى الرابع عشر من آذار، باعتبار أن الظروف تغيرت، فإنه اعتبر أن ما قاله رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر، بالغ الأهمية، بعدما وضع النقاط على الحروف، وبحضور أركان الدولة الذين يجب أن يكونوا فهموا الرسالة. وقال، أن “الكنيسة المارونية لا يمكن أن تكون بعيدة عن مجتمعها والشعب اللبناني بكل أطيافه، وبالتالي فإنها من مواقعها المختلفة، تتبنى المطلب الشعبي، في الإصلاح والقول لهذه السلطة، إما أن تتحملي مسؤولياتك أو ترحلي، وهذا موقف متقدم جداً، يدل على عمق التعلق بهذه الكنيسة في التجربة اللبنانية، ويدل خاصة أن هذه الكنيسة لا تتخلى عن هذه الحالة المطلبية التي يشهدها لبنان اليوم، ويحملها الشعب اللبناني في كل مناسبة”، مشدداً على أنه “ليس مطلوبًا من الكنيسة المارونية أن تعطي حلولاً، باعتبار أن هذا الأمر من مسؤولية السلطة والثورة، إنما عليها أن ترفع الصوت عالياً، من أجل تصحيح الخلل، وقد كانت للمطران عبد الساتر شجاعة الموقف أمام أركان الدولة، بأن لبنان ينتظر منكم حلولاً، فإذا عجزتم، استقيلوا، وهنا الدعوة للاستقالة التي أطلقها المطران عبد الساتر، تشمل جميع المسؤولين وليست محصورة بمسؤول محدد حصراً، وبالتالي فإنه وجه كلامه بشكل عام للجميع، ولم يخصص رئيساً بعينه”. وفي موازاة دعوة تيار المستقبل للإحتفال بذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في بيت الوسط، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمجموعةٍ شبابيّةٍ مُستَقِلَّة تدعو إلى التجمّعِ أمام ضريحِ الشهيدِ رفيق الحريري في وسطِ بيروت للاحتفال بذكرى استشهاده.

اللافت، أن “المجموعة المنظمة للوقفة الرمزية أمام ضريح الشهيد رفيق الحريري غدا، أكدت أنها “لا تنتمي الى أيّ زعيمٍ أو حزبٍ سياسيٍّ”، معلنةً، “تمسكها بشعار كلن يعني كلن”. وأكدت عبر المقاطع المُصوَّرة، أنّ “الوقفة في 14 فبراير تأتي بمثابة وفاءٍ للرئيس الشهيد، مع التشديد على رفضِ السياسات التي انتهجها نجله الرئيس سعد الحريري”. إلى ذلك، التقى نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف، وفدا من عائلة علاء أبو فخر، التي حيت النقيب خلف على إصراره على “صون الحريات العامة”، وشكرته “لمتابعته قضية إستشهاد إبنها، ولتبنيه القضية كما سائر قضايا الشهداء الذين سقطوا ظلما أثناء إنتفاضة الشعب الثائر، ولا سيما ملاحقته ملفات جميع المتظاهرين الذين أوقفوا أثناء تظاهرهم سلميا وتعبيرهم عن رأيهم”. وأثنت العائلة على “الجهود التي يقوم بها الفريق العمل القانوني المكلف الدفاع عن حقوقها”، معبرة عن “إرتياحها الكبير الى مسار التحقيق في قضية إستشهاد إبنها”، وواضعة “كل ثقتها بالقضاء العسكري وبفريق العمل القانوني”.

 

يعقوبيان ترد على مزاعم “الوطني الحر”: الناس لم تعد تصدقكم

بيروت ـ “السياسة” /12 شباط/2020

 نشرت النائب بولا يعقوبيان على صفحتها عبر “فيسبوك” مقطعًا مصوَّرًا لتعلِّق فيه على ما قالت إنه “حملة” تتعرض لها من قبل التيار الوطني الحر، نافيةً من خلال الفيديو، مقطعًا صوتيًّا منسوبٌ إليها، يتم تداوله بكثرة على المجموعات. وتوجّهت يعقوبيان الى “التيّار” قائلةً: “انظروا الى أين وصلتم بتآكل شعبيتكم، الناس لم تعد تصدقكم”. وتابعت النائب يعقوبيان هجومها على “الوطني الحر” معتبرةً أن ما يتم تداوله “عيب وسخافة”. وتطرقت يعقوبيان الى “الذباب الإلكتروني” التابع للتيار الوطني الحر، الذي يعمد الى نقل المقطع الصوتي على الرغم من معرفته بأنه لا يعود لها، قائلةً، “استمروا في الشتائم”، داعيةً إياهم الى تحكيم المنطق والضمير. وأضافت معلقةً على الفيديو، “مش صوتي ولا أسلوبي… شعب لبنان بمختلف انتماءاته على راسي وبقلبي، ما تخلوا احزاب السلطة تستمر بتضليلكم”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

انهم يعذبوننا حتى الموت"

منظمة العفو الدولية/12 شباط/2020

تحت عنوان "انهم يعذبوننا حتى الموت" اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير عن اعمال القمع الواسعة السلطات الايرانية وتحديداً الأجهزة الامنية باستخدام القوة غير القانونية، بما في ذلك القوة المميتة، لتفريق المتظاهرين. اضافة الى اطلاق النار على مئات الأشخاص، بما في ذلك الأطفال، وجرح آلالاف من مواطنيها. وورد في التقرير: " شهدنا احتجاجات أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأشهر الأخيرة. وفي إيران، كانت حملة القمع وحشية بشكل خاص وجرت بينما فرضت السلطات تعطيلاً شبه تام لخدمة الإنترنت. كما وقامت السلطات باعتقال آلاف الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والطلّاب.

وما الهدف من ذلك؟ منع الأشخاص من التحدث علناً عن القمع الإيراني القاسي. ويواجه المعتقلون خطر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة. وقد زُجّ بأطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 عامًا إلى جانب بالغين، في سجون معروفة بوقوع التعذيب فيها.

"إنهم يقتلوننا ببطء. إنهم يعذبوننا حتى الموت". ومنذ بضعة أسابيع فقط، تجمع المحتجون في جميع أنحاء إيران في احتجاجات ومظاهرات مطالبين بالمساءلة بعد اعتراف السلطات بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية، ما أدى إلى مقتل جميع الركاب على متنها. وقوبل المحتجون السلميون بالعصي وبإطلاق كريات الخرطوش والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل. وحمل التقرير توقيع نسيم بابياني، كبيرة مسؤولي الحملات في مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية

 

الإمارات: منع إيران من حيازة الأسلحة النووية غير كافٍ وأبوظبي أكدت دعم العمل الخليجي المشترك

دبي، عواصم – وكالات/12 شباط/2020

 أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن اتفاق فيينا النووي بين إيران ودول (5 +1) فشل بسبب عدم إلزام إيران بالتخلي عن أنشطتها التدميرية، مشددا على أن “اقتصار الاتفاق على منع إيران من حيازة السلاح النووي غير كاف”، ومؤكدا أنه “لا يمكن أن تحقق إيران ما تريده عبر أنشطتها الاستفزازية”. وأكد قرقاش في لقاء للجمعية الإماراتية في لندن، تأييد بلاده دعوات التهدئة مع إيران، وضرورة التوصل إلى حل سياسي معها، لافتا إلى أن تدخل بلاده في اليمن، حال دون وقوعه في دائرة النفوذ الإيراني. في غضون ذلك، أكد نائب رئيس الإمارات، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، حرص قيادات الدول الأعضاء في مجلس تعاون دول الخليج، على دعم وتعزيز مسيرة المجلس على مختلف الصعد وفي شتى الميادين، وذلك من خلال تنفيذ القرارات التي صدرت عن قممهم السابقة. وخلال استقباله الأمين العام الجديد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف بدبي بمناسبة توليه منصبه، تمنى الشيخ محمد بن راشد له النجاح والسداد في أداء مهامه، والعمل الجاد والمخلص لما فيه خدمة ومصلحة الدول الأعضاء وشعوبها.

من جانبه، أعرب الحجرف عن تقديره وشكره للثقة التي أولاها إياه قادة دول مجلس التعاون، مؤكدا المضي في تعزيز مكتسبات وإنجازات العمل الخليجي المشترك، بما يحقق توجيهات ورؤى قادة دول المجلس، وتنفيذا للأهداف السامية للمجلس التي تمضي لجعله منظومة قوية متماسكة قادرة على تجاوز الصعوبات وتحقيق التحديات، مبينا بأن العمل مستمر بجهود مخلصة لتحقيق تطلعات وآمال مواطني دول المجلس، عبر مزيد من التعاون والترابط والتكامل، وبما يعزز مكانة مجلس التعاون إقليميا ودولياً. على صعيد متصل، استقبل ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، الحجرف، في قصر الحصن، وتمنى له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة، من أجل تعزيز منظومة العمل الخليجي المشترك لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون الخليجي.

 

الولايات المتحدة تبني تحالفات ستراتيجية بالشرق الأوسط لمواجهة خطر إيران وميليشياتها الإرهابية

طهران نفت استقالة روحاني... ومطالبات بطرد ظريف من مؤتمر ميونخ

طهران، عواصم – وكالات/12 شباط/2020

 أكد مسؤول في الإدارة الأميركية، سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى بناء تحالفات في الشرق الأوسط، لمواجهة إيران والميليشيات التابعة لها وتنظيم “داعش” الإرهابي، مشددا على أن الولايات المتحدة لن تترك المنطقة على الإطلاق، وتعمل الآن على تنظيم بقائها في العراق وفي الشرق الأوسط. ونقل موقع “العربية. نت” الالكتروني عن المسؤول القول، إن واشنطن تسعى إلى وضع بنية أمنية جديدة لضمان عدم عودة “داعش”، ولحماية مصالحها ومواطنيها من الهجمات الإيرانية وتهديدات الميليشيات التابعة لها، وبشكل أشمل، ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف أن “هناك الكثير من النقاشات والحوارات مع حلف شمال الأطلسي، ومن ضمنها الشرق الأوسط، ورسم دور أكبر للحلف هناك”، مشددا على أن “إدارة ترامب مهتمة بشكل خاص بإشراك الآخرين بتحمّل النفقات والأعباء، كما أنها مهتمة بدور قيادي لحلف شمال الأطلسي”. من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الشعب الإيراني يعاني منذ 41 عاما، في ظل “فشل” النظام الحاكم، مضيفة على “تويتر” أنه “ليس عليهم (الإيرانيون) أن يتحملوا ولو لعام آخر من الفشل”. بدورها، أعلنت وزارة العدل الأميركية، إنها وجهت اتهامات لخمسة أشخاص في تكساس ونيويورك، بالتآمر لانتهاك عقوبات النفط المفروضة على إيران، بترتيب شراء النفط من إيران وبيعه لمصفاه في الصين، مضيفة أن الخمسة هم نيكولاس هوفان من نيويورك، وتشن وانغ وروبرت ثويتس ونيكولاس جيمس فوكس، ورئيس شركة “ستاك رويالتيز” دانييل راي، من تكساس. في المقابل، وفيما يبرز رعب النظام الإيراني من شبح احتجاجات جديدة، حذر “الحرس الثوري” الأجهزة الاستخباراتية الغربية، من أي محاولة لإثارة الشغب داخل بلاده. وزعم رئيس دائرة الاستخبارات في “الحرس الثوري” حجة الإسلام حسين طائب، أن “الغربيين وعملاءهم في الداخل سيتلقون صفعة مؤلمة، من الأجهزة الأمنية الإيرانية”، قائلا إنه “لن يقف أحد موقف المتفرج”. وقال إن أجهزة الأمن تعلم جيدا بـ”مخططات الأعداء في اجتذاب العملاء ومحاولات تغلغلهم عبر الأجواء الافتراضية”، محملا “الأعداء” المسؤولية عن التخطيط لزعزعة الأمن وتشكيل “مجموعات الشغب”، مشددا على أن “المعركة الاستخباراتية” مع الولايات المتحدة دخلت “مرحلة جديدة”، ومهددا الإدارة الأميركية بأنها “ستدفع اعتبارا من اليوم أثمانا باهظة، لتواجدها غير الشرعي في المنطقة”. كما هدد المتظاهرين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من التحشيد، أو الدعوة لاحتجاجات عبر مواقع التواصل، موحياً بأنهم تحت المراقبة، قائلاً: “ليعلم الغربيون ووكلاؤهم داخل البلاد أننا لن نظل نراقب فتنهم، إذا كانوا يبحثون عن الفوضى، فيجب علیهم الاستعداد لتلقي ضربات قویة من الجهاز الأمني”.

يأتي هذا التهديد، في الوقت الذي قام فيه عملاء استخبارات “الحرس الثوري” خلال الأسبوعين الماضيين، بمداهمة نحو عشرة منازل للصحافيين، ومصادرة أجهزة الاتصالات، بما في ذلك الهواتف وأجهزة اللاب توب والكمبيوتر.

في غضون ذلك، نفى المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، نية الرئيس حسن روحاني تقديم استقالته، مؤكدا أن الرئيس “باق حتى نهاية ولايته”، بينما وصف علي رضا معزي، مسؤول الشؤون الإعلامية في مكتب روحاني، ما تم تداوله على وسائل التواصل بكثافة، بأنه “إشاعة مكررة وفاقدة للإبداع”. من جانبه، قال مستشار روحاني للشؤون الإعلامية حسام الدين آشنا، إن “نشر إشاعات منظمة ضد المسؤولين رفيعي المستوى، يهدف إلى ضرب استقرار البلاد”، معتبرا ذلك “خطوة مناهضة للثورة، لها تبعات أمنية مضادة”. بدوره، أكد وزير الدفاع أمير حاتمي، أن الصواريخ الدفاعية الإيرانية مصممة لحمل رؤوس تقليدية فقط، مشيدا بدقتها العالية، وزاعما أن الصواريخ الحاملة للأقمار الاصطناعية غير دفاعية تماما. وقال إن إيران لا تصنّع صواريخا لحمل الرؤوس النووية، إلا أنه لم يستبعد أن تقوم إيران باستخدام الأقمار الاصطناعية للأغراض الدفاعية. إلى ذلك، دعت المعارضة الإيرانية إلى تظاهرات حاشدة رافضة لمشاركة وزير الخارجية محمد جواد ظريف في قمة ميونخ للأمن غدا الجمعة، داعية إلى طرده وعدم السماح له بالمشاركة، ومؤكدة أن ظريف لا يمثل الشعب الإيراني، بل يمثل ديكتاتورية الملالي.

 

ما هو الجديد في الاشتباكات الأميركية - السورية شرق الفرات؟

لندن: «الشرق الأوسط»/12 شباط/2020

خطفت اشتباكات بين القوات الأميركية من جهة وموالين للنظام السوري من جهة ثانية في شرق الفرات، الأنظار التي كانت مركزة على الاشتباكات بين الجيش السوري والتركي في إدلب وحلب والتوتر بين موسكو وأنقرة. حصلت المواجهات صباح اليوم (الأربعاء) خلال «مرور بطريق الخطأ» لدورية للجيش الأميركي الذي يقود التحالف الدولي بالسيطرة على قسم واسع من شرق الفرات في قرية خربة عمو جنوب شرقي مدينة القامشلي والخاضعة لسيطرة قوات موالية للنظام، وانتهت لدى استهداف الطيران الأميركي للمنطقة بغارة جوية ما أتاح خروج الآليتين الأميركيتين المحتجزتين من القرية، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

صحيح أنها ليست المواجهة الأولى شمال شرقي سوريا، بين موالين لدمشق وواشنطن منذ انخراط التحالف الدولي في سوريا في 2014. لكنها تتضمن خمسة عناصر جديدة، هي:

1 - في مايو (أيار) 2017، قصف الجيش الأميركي المتمركز في قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية موالين لدمشق حاولوا الاقتراب منها. وفي يونيو (حزيران) 2017، أسقطت مقاتلات أميركية طائرة سورية انخرطت في معارك شرق الفرات ضد حلفاء واشنطن في «قوات سوريا الديمقراطية». في كلتا الحالتين، كانت واشنطن تريد الدفاع ورسم «خطوط حمراء» بحماية قواتها وفرض التزام اتفاق «منع الصدام» الذي أقر بين الجيشين الأميركي والروسي في منتصف 2017.

ويعتبر احتكاك اليوم (الأربعاء) الأول بين الطرفين، بقرار واشنطن حماية الدوريات التي تسيرها يومياً لرسم مناطق النفوذ الجديدة شرق الفرات وليس مواقع أو حلفاء لها في «قوات سوريا الديمقراطية».

2 - إنه الاحتكاك الأول منذ قرار الرئيس دونالد ترمب في بداية العام الجاري الإبقاء على قواته في الشريط الشرقي في موازاة حدود العراق في مناطق شرق الفرات، عندما قرار تعزيز الوجود بدوريات ومعدات لـ«حماية النفط» مع خفض عدد العناصر.

3 - يتزامن هذا الاحتكاك مع زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي للملف السوري جيمس جيفري إلى أنقرة لإجراء محادثات مع الجانب التركي، حيث عبر باللغة التركية عن دعم تركيا العضو في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) وسط اشتباكات مع قوات النظام في إدلب قتل فيها 13 جنديا تركيا وتوتر مع روسيا على خلفية الهجوم السوري الروسي على شمال غربي البلاد. ولوحظ قيام الجيش التركي بحشد قوات واليات شمال غربي سوريا بالتزامن مع استئناف المحادثات الروسية - التركية في موسكو إزاء مستقبل إدلب.

4 - سارعت وسائل الإعلام الرسمية السورية على تبني الهجوم، إذ أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن «حاجز الجيش أوقف أربع عربات تابعة لقوات الاحتلال الأميركي كانت تسير على طريق السويس - علايا - خربة عمو إلى الشرق من مدينة القامشلي وعندها تجمع مئات الأشخاص عند الحاجز من قريتي خربة عمو وحامو لمنع عربات الاحتلال من المرور وإجبارهم على العودة من حيث أتوا. وقام جنود الاحتلال الأميركي بإطلاق الرصاص الحي والقنابل الدخانية على الأهالي ما تسبب بمقتل مدني من قرية خربة عمو وإصابة آخر من قرية حامو». وتابعت أن «الأهالي أعطبوا أربع عربات من قوات الاحتلال».

5 - إنها أول حادثة منذ اغتيال أميركا لقائد «فيلق القدس» في «الحرس الإيراني» قاسم سليماني في بداية الشهر الماضي في بغداد وحديث عن نية طهران الانتقام من الأميركيين شرق الفرات وتجنيد عشائر ضد التحالف ووجود تنسيق بين دمشق وطهران إزاء ذلك. ولوحظ أن ميليشيات إيران انخرطت في الهجوم الأخير على إدلب.

 

مقتل طيارَين في إسقاط مروحية سورية بصاروخ تركي بإدلب وفصائل تشن هجوماً في جبهة النيرب قرب سراقب

قميناس (ريف إدلب) - لندن: «الشرق الأوسط»/12 شباط/2020

قُتل طياران في سقوط مروحية عسكرية سورية، الثلاثاء، في محافظة إدلب استهدفها صاروخ أطلقته القوات التركية، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومراسل لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال «المرصد»، إن المروحية سقطت قرب قرية قميناس جنوب شرقي مدينة إدلب.

وأكدت أنقرة الداعمة فصائل سورية مسلحة في المنطقة الواقعة في شمال غربي سوريا سقوط الطائرة من دون أن تعلن مسؤوليتها عن ذلك. وذكرت وزارة الدفاع التركية، أنها تلقت معلومات تفيد بأن «مروحية تابعة للنظام تحطمت» من دون تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك. وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، في موقع التحطم جثتي الطيارين وبقايا المروحية. وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، النظام السوري بدفع الثمن «غالياً جداً» في حال شن هجوماً جديداً ضد القوات التركية في شمال غربي سوريا. وأعلن إردوغان في خطاب من أنقرة: «نال النظام عقابه، لكن ذلك لا يكفي، ستكون هناك تتمة. كلما هاجموا جنودنا، سيدفعون الثمن غالياً، غالياً جداً»، مضيفاً أنه سيعلن عن تدابير إضافية ضد النظام السوري، الأربعاء. وأعلنت أنقرة، الاثنين، أنها «حيدت» 101 جندي من القوات السورية رداً على قصف سوري على موقع لها في إدلب أسفر عن مقتل خمسة جنود أتراك. ولم يتسن التأكد من المعلومات من مصدر مستقل. ولم يعلن «المرصد» ومقره المملكة المتحدة، ولا الحكومة السورية عن وقوع أي إصابات في صفوف الجنود السوريين، الاثنين. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن «الفصائل حولت بلدة النيرب بريف إدلب الشرقي، إلى جحيم، بعدما شنت معركة معاكسة ضد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية». وأكدت بأن «الفصائل تمكنت من إسقاط طائرة مروحية تابعة لقوات الأسد على محور النيرب، أن الفصائل اغتنمت دبابة ومدفعاً من عيار 23مم على محور النيرب، ودمرت أخرى، وسط تقدم على محور ريف إدلب الشرقي إثر استعادة أجزاء مت البلدة». تمكنت الفصائل من تدمير مدفع رشاش «عيار 23مم» مثبت على سيارة عسكرية للنظام على محور داديخ في ريف إدلب الشرقي إثر استهدافها بصاروخ مضاد دروع، حسب الشبكة. وأضافت: «تمكنت الفصائل من تدمير سيارة عسكرية ومقتل مجموعة عناصر النظام على محور الطلحية في ريف إدلب الشرقي، إثر استهدافهم بصاروخ مضاد دروع». وكانت فصائل حشدت خلال اليومين الماضين قوات عسكرية كبيرة على مشارف مدينة سراقب، في نية لشن عملية عسكرية واسعة النطاق.

 

إردوغان يهدد بضرب قوات النظام السوري «في كل مكان»

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 شباط/2020

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الأربعاء)، إن تركيا ستضرب قوات النظام السوري «في كل مكان» بشمال سوريا إذا أصيب أي جندي تركي آخر، وإنها قد تستخدم القوة الجوية. وبين إردوغان في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية اليوم أن «تركيا عازمة على طرد قوات النظام السوري إلى ما وراء مواقع المراقبة التركية في منطقة إدلب بشمال غربي سوريا بنهاية فبراير (شباط)». واضاف «إذا اعتدى النظام السوري على قواتنا (مرة أخرى) فسنضربه حتى في المناطق غير المشمولة باتفاق سوتشي». وأضاف: «سنقوم بكل ما يلزم على الأرض وفي الجو دون تردد»، وفقاً لتقرير لوكالة «رويترز» للأنباء. من جانبه، قال الكرملين اليوم إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش مع إردوغان في اتصال هاتفي اليوم الصراع المتصاعد في محافظة إدلب السورية. وأضاف الكرملين في بيان مقتضب بشأن الاتصال أن بوتين وإردوغان اتفقا على أهمية تنفيذ الاتفاقات الروسية - التركية بخصوص سوريا، وكذلك ضرورة مواصلة الاتصالات بين بلديهما بشأن سوريا من خلال الوكالات المعنية. وفي ديسمبر (كانون الأول)، بدأت قوات النظام السوري بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق بإدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً، دفع بنحو 700 ألف شخص للنزوح عنها. كما أسفر عن سقوط مئات القتلى، آخرهم 12 مدنياً يوم أمس (الثلاثاء). وسيطرت قوات النظام السوري أمس، للمرة الأولى منذ عام 2012، على كامل طريق حلب - دمشق الدولي. وبعد أسابيع من القصف والمعارك، تشهد المنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي توتراً ميدانياً قل مثيله بين أنقرة ودمشق تخللته مواجهات أوقعت قتلى بين الطرفين، آخرها أول من أمس (الاثنين). وأرسلت تركيا مؤخراً تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة تتألف من مئات الآليات العسكرية، دخل القسم الأكبر منها بعد تبادل لإطلاق النار قبل أسبوع بين القوات التركية والسورية خلف أكثر من 20 قتيلاً من الطرفين، بينهم ثمانية أتراك، حسبما ذكر تقرير لوكالة «الصحافة الفرنسية». وأعلنت أنقرة الاثنين مقتل خمسة من جنودها بقصف مدفعي شنته قوات النظام ضد مواقعها في إدلب. وردت باستهداف مصادر النيران، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها «حيدت» أكثر من مائة جندي سوري. إلا أن المرصد السوري أكد عدم سقوط ضحايا في صفوف قوات النظام. ومحافظة إدلب والأجزاء المحاذية لها مشمولة باتفاق روسي - تركي جرى التوصل إليه في سوتشي في عام 2018، ونص على فتح طريقين دوليين يمران في المنطقة، بينهما طريق حلب - دمشق، وعلى إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل. إلا أن هيئة تحرير الشام لم تنسحب من المنطقة المحددة فيما استأنفت دمشق هجماتها على مراحل. وبموجب الاتفاق، تنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في المنطقة، باتت ثلاث منها على الأقل محاصرة من قبل قوات النظام. وكان إردوغان أمهل دمشق سابقاً حتى نهاية فبراير لسحب قواتها من محيط نقاط المراقبة التركية.

 

روسيا تتهم تركيا بـ«عدم تحييد الإرهابيين» في إدلب

المرصد: تصاعد المواجهات بين قوات النظام وأنقرة في الشمال

موسكو - بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 شباط/2020

قال الكرملين اليوم (الأربعاء) إن تركيا لا تلتزم بالاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا «لتحييد» المتشددين في محافظة إدلب السورية، وإن الهجمات على القوات السورية والروسية مستمرة في المنطقة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو لا تزال ملتزمة بالاتفاقات مع أنقرة، لكنها تعتبر أن الهجمات في إدلب غير مقبولة وتتنافى مع الاتفاق مع أنقرة، حسبما نقل تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء. وتابع الكرملين بأن تركيا لا تقوم بـ«تحييد الإرهابيين» في إدلب، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ومن جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن هناك مواجهات بين موالين للنظام السوري وقوات أميركية في شمال شرقي سوريا اليوم. وذكر المرصد أن قوات النظام السوري تتوسع في محيط الطريق الدولي حلب - دمشق في شمال غربي سوريا لضمان أمنه غداة سيطرتها عليه بالكامل للمرة الأولى منذ 2012، وتابع المرصد «هناك تقدم متواصل منذ أمس (الثلاثاء) لقوات النظام السوري في إطار تأمينها محيط الطريق الدولي وإبعاد هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى عنه منعاً لاستهدافه». ويأتي هذا التقدم في وقت يتصاعد التوتر بين دمشق وأنقرة مع تهديد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الأربعاء) بـ«ضرب» قوات النظام في «أي مكان» في سوريا. في ديسمبر (كانون الأول) بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً. وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي ثم ريف حلب الغربي المجاور؛ حيث يمر طريق «إم 5» الدولي الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن. وبعد أسابيع من القصف والمعارك، سيطرت قوات النظام السوري على كامل الطريق الدولي للمرة الأولى منذ 2012، العام الذي بدأت فيه الفصائل المعارضة بالتوسع في سوريا. وبعد سيطرتها على بلدات وقرى عدة منتشرة على جانبيه وتحديداً الجهة الشرقية، تمكنت قوات النظام منذ الثلاثاء من التوسع إلى الغرب منه واستعادت قرى وبلدات عدة أبرزها بلدة خان العسل المحاذية لمدينة حلب. وكانت قوات النظام استعادت أجزاء من الطريق في هجمات شنتها خلال السنوات الماضية في جنوب ووسط البلاد وقرب العاصمة دمشق، قبل أن تركز معاركها على محافظة إدلب وجوارها. وبعد أسابيع من القصف والمعارك في محافظة إدلب ومحيطها؛ حيث تنتشر نقاط مراقبة تركية بموجب اتفاق سوتشي، تشهد المنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي توتراً ميدانياً قل مثيله بين أنقرة ودمشق تخللته مواجهات أوقعت قتلى بين الطرفين، آخرها الإثنين. ووجهت أنقرة تحذيرات متتالية لدمشق بعدم استهداف قواتها مجدداً. وقال إردوغان اليوم «سنضرب قوات النظام في كل مكان اعتبارا من الآن بغض النظر عن اتفاقية سوتشي، في حال إلحاق أدنى أذى بجنودنا ومواقع المراقبة التابعة لنا أو في أي مكان آخر». ومحافظة إدلب والأجزاء المحاذية لها مشمولة باتفاق روسي تركي جرى التوصل إليه في سوتشي في العام 2018، ونص على فتح طريقين دوليين يمران في المنطقة، بينهما طريق حلب - دمشق، وعلى إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل. إلا أن هيئة تحرير الشام لم تنسحب من المنطقة المحددة فيما استأنفت دمشق هجماتها على مراحل.

 

المرصد السوري: 70 ألفاً نزحوا من ريف حلب الغربي في 24 ساعة

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 شباط/2020

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم (الأربعاء)، بأن أكثر من 70 ألف مدني نزحوا من ريف حلب الغربي خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية هرباً من العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام السوري بالتعاون مع روسيا. وجاء في بيان للمرصد أن استمرار حركة النزوح يأتي «على خلفية استمرار النظام السوري والروس في تصعيد القصف الجوي والبري، في إطار سياسة التهجير التي تتبعها قوات النظام وروسيا لإجبار المدنيين على النزوح لقضم مزيد من المناطق وانتزاع السيطرة عليها». وأشار إلى أن بعض النازحين الذين تركوا منازلهم خلال الساعات الماضية ينزحون للمرة الرابعة أو الخامسة، بعد أن كانوا قد أجبروا على النزوح على فترات خلال العمليات العسكرية في إدلب وحماة وحلب، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وتبيّن إحصاءات المرصد أن عدد النازحين من حلب وإدلب منذ منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي ارتفع إلى 520 ألف مدني، في حين ارتفع العدد منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) إلى نحو 950 ألفاً.

 

الصدر يهدد بالتبرؤ من علاوي... ويحل «القبعات الزرق» والعامري يتوسط لمصالحته مع المالكي

بغداد: «الشرق الأوسط»/12 شباط/2020

في قرار بدا مفاجئاً لأوساط الحراك الجماهيري؛ أعلن زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر حلّ «القبعات الزرق»، فيما هدد بإمكانية التبرؤ من مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد علاوي. وقال الصدر في تغريدة أمس: «إننا نسمع بضغوطات حزبية وطائفية لتشكيل الحكومة المؤقتة»، مبيناً أن «هذا يعني ازدياد عدم قناعتنا بها، بل قد يؤدي إلى إعلان التبرؤ منها (...) بعد أن اضطررنا للسكوت عنها». وأضاف الصدر: «إننا لا زلنا من المطالبين بالإصلاح». وفي السياق نفسه، أعلن الصدر حلّ أصحاب «القبعات الزرق» التابعين له نتيجة لما عدّه من أن «الثورة بدأت تدريجيا بالعودة إلى مسارها الأول رغم وجود خروقات من بعض المخربين ودعاة العنف». وأوضح الصدر: «أملي بالثوار أنهم سيعملون على إقصاء هؤلاء بصورة تدريجية وسلمية، ومعه فإني أعلن حل (القبعات الزرق) ولا أرضى بتواجد التيار (الصدري) بعنوانه في المظاهرات، إلا إذا اندمج وصار منهم وبهم دون التصريح بانتمائهم».

وأشار الصدر إلى أن «بعض الثوار السلميين استطاع أن يزيل المخاوف ويتحلى بالشجاعة ويعلن البراءة من المخربين والمندسين، فأنا أؤيد ذلك مطلقاً». كما دعا الصدر القوات الأمنية إلى «فرض الأمن من جهة وإبعاد المخربين وحماية الثوار السلميين من أي جهة تعتدي عليهم، ولو كانوا من ينتمون لي ظلماً وزوراً». ويأتي قرار الصدر حل «القبعات الزرق» بعد أن هاجموا خيام متظاهرين في النجف والحلة جنوب بغداد، مما أسفر عن مقتل 8 من المحتجين المناهضين للحكومة الأسبوع الماضي. ودفعت أعمال العنف هذه المرجع الديني الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني إلى توبيخ «القبعات الزرق» دون تسميتهم، مطالباً قوات الأمن بعدم «التنصل» من واجباتها في حماية المحتجين. وفي اليوم التالي أمر الصدر «القبعات الزرق» بالانسحاب من ساحات الاعتصام وسط ترحيب المحتجين. كما انتقدت قوى سياسية تصرفات أنصار الصدر. وكانت علاقة «التيار الصدري» بالمظاهرات مرت بمراحل مختلفة شابتها حالات تنسيق وتواصل مرة، وخلافات عميقة وتبادل اتهامات مرة أخرى. إلى ذلك، كشف قيادي في «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي عن جهود تبذل من قبل زعيم «منظمة بدر»، هادي العامري، لإجراء مصالحة بين المالكي والصدر بعد مرور أكثر من 10 سنوات على قطيعة بينهما. وقال سعد المطلبي، القيادي في الائتلاف في تصريح إن «هناك جهوداً من أجل إنهاء الخلافات بين قادة القوى السياسية ومن ضمنها الخلاف بين زعيم (ائتلاف دولة القانون) نوري المالكي وزعيم (التيار الصدري) مقتدى الصدر». وأضاف المطلبي أن «هذه الجهود تبذل من قبل (منظمة بدر)»، مبيناً أن «هذا الصلح ممكن جداً، خصوصاً أنه لا يوجد خلاف شخصي».

 

نتنياهو: إسرائيل تعد لـ«حماس» مفاجأة غير مسبوقة

تل أبيب: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 شباط/2020

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعد لـ«حركة حماس» ما وصفه بـ«مفاجأة حياتها»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. ونقلت هيئة البث الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) عنه القول في مقابلة تلفزيونية: «إذا لم تعد الحركة إلى رشدها وتتوقف عن إطلاق القذائف والبالونات الحارقة من القطاع باتجاه إسرائيل، فإن مسألة تفجير المفاجأة لن تكون إلا مسألة وقت». واعتبر أن «الحديث يدور عن خطوة غير مسبوقة». وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه رصد الليلة الماضية صاروخا انطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. وذكرت هيئة البث أنه تم إطلاق 23 قذيفة من القطاع باتجاه إسرائيل في غضون أقل من شهر. وعادة ما ترد إسرائيل على إطلاق هذه القذائف بقصف مواقع للحركات الفلسطينية في قطاع غزة. وطالبت «حركة حماس» أمس (الثلاثاء) الرئيس الفلسطيني محمود عباس باتخاذ «مواقف عملية» بشأن رفض صفقة القرن الأميركية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وصرح الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم، في بيان صحافي تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن «المطلوب من عباس، وفي جميع أنشطته وتحركاته الإقليمية والدولية اتخاذ مواقف عملية». كما دعا الناطق باسم «حماس» إلى «التجاوب السريع مع الدعوات الوطنية لانعقاد عاجل للقاء قيادي فلسطيني مقرر لوضع استراتيجية وطنية لمواجهة الصفقة، وحماية مصالح شعبنا، تتوازى مع حجم الخطر والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية».

 

متطرفون يهود يعتدون على مسجد وأكثر من 200 سيارة في قرية الجش الجليلية

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/12 شباط/2020

أفاق سكان قرية الجش العربية في الجليل، صباح أمس الثلاثاء، على آثار جريمة اعتداء جديدة نفذها متطرفون يهود، وكتبوا خلالها شعارات عنصرية ضد العرب على جدران مسجد وبيت، وخربوا أكثر من 200 سيارة، ما أدى إلى تعطيلهم عن أعمالهم، وإثارة أجواء قلق وغضب. واعتبر الأهالي، هذا الاعتداء، انعكاساً مباشراً لسياسة التحريض على المواطنين العرب (فلسطينيي 48) التي يديرها عدد من كبار المسؤولين في الحكومة ووسائل الإعلام. وسارع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى استنكار هذا الاعتداء، ووعد بالبحث عن الفاعلين، واعتقالهم، ومحاكمتهم. لكن رئيس «القائمة المشتركة» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، النائب أيمن عودة، اتهمه شخصياً بالمسؤولية عن الجريمة، وقال في بيان له: «هذا العمل الحقير هو نتيجة مباشرة لتحريض نتنياهو وجوقته الفاشية، التي تتفاقم مع ارتفاع أجواء العنصرية في الانتخابات وبعد (صفقة القرن). فبينما يرتب هو وصديقه (رئيس الولايات المتحدة) مشاريع ترحيل (ترنسفير) لأهلنا في المثلث، يصل تلاميذه العنصريون إلى قرانا في الجليل لبث سمومهم العنصرية والاعتداء على أبناء شعبنا. وهي ذات الرسالة العنصرية (غير مرغوب بالمواطنين العرب)». وتوجه النائب منصور عباس، رئيس كتلة «القائمة العربية الموحدة» في «القائمة المشتركة»، برسالة إلى وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، يطالبه فيها بالعمل على اعتقال الإرهابيين منفذي العملية، وبالخروج بتصريحات واضحة لاستنكار هذه الأعمال الخطيرة. الملفت للنظر أن قادة جميع الأحزاب الإسرائيلية، تقريباً، أطلقوا أمس تصريحات استنكروا فيها الاعتداء على الجش، بمن في ذلك رئيس حزب «كحول لفان»، بيني غانتس، ورئيس حزب «اليهود الروس»، أفيغدور ليبرمان، ورئيس تحالف اليسار عمير بيرتس. وقام النائب جابر عساقلة من «الجبهة الديمقراطية» في «القائمة المشتركة» بزيارة تضامن مع أهالي القرية، التقى خلالها رئيس المجلس والوجهاء. ووعد بملاحقة الموضوع مع رئيس الوزراء، «الذي نريد منه التدخل الجدي لملاحقة المعتدين الإرهابيين والقبض عليهم. فنحن لن نقبل منه الاكتفاء ببيانات الاستنكار». كان المعتدون قد دخلوا القرية ملثمين، وراحوا يمزقون إطارات السيارات الرابضة على جانبي الشارع الرئيسي، وكسروا بعض الأبواب، وحطموا الزجاج، ثم خطوا شعارات عنصرية على جدران المسجد وبناية أخرى، تدعو اليهود «للاستيقاظ» و«لمنع اختلاط وزواج الفتيات اليهوديات مع الشبان العرب». وقد أعرب رئيس المجلس المحلي في القرية، إلياس إلياس، عن قلقه الشديد من هذا الاعتداء، مؤكداً أنه ثالث اعتداء تتعرض له القرية. فقد نظمت هذه الجماعات اعتداءً شبيهاً قبل 6 سنوات وآخر قبل 6 شهور. وقال إن استهداف قرية الجيش، كما يبدو، تم لكونها باتت البلدة العربية الوحيدة في هذه المنطقة من الجليل الأعلى، بسبب تهجير سكان بقية القرى الفلسطينية من حولها. فمن مجموع 82 قرية فلسطينية في قضاء صفد، لم تبق سوى خمس قرى، هي الجش التي تعتبر مسيحية، وطوبا الزنجرية وعكبرة البدويتين، والريحانية الشركسية، وحرفيش الدرزية. وتعرضت طوبا وحرفيش أيضاً لاعتداءات شبيهة في الماضي. وحسب معطيات الشرطة، تعرضت البلدات العربية في إسرائيل لـ31 اعتداءً شبيهاً في السنوات السبع الأخيرة. لكن الاعتداءات الأكثر والأخطر ينفذها هؤلاء في الضفة الغربية، حيث نفذت حوالي 2000 عملية اعتداء منذ سنة 2008 وحتى السنة الماضية. وأدت بعضها إلى مقتل فلسطينيين، كما حصل في قرية دوما مع عائلة الدوابشة، التي أحرق المستوطنون أفرادها الأربعة، ولم ينج منهم سوى الطفل أحمد، الذي أصيب بجروح بالغة.

 

الأمم المتحدة تسمّي 112 شركة على صلة بالمستوطنات الإسرائيلية وإشادة فلسطينية بالتقرير باعتباره «انتصاراً للقانون الدولي»... وتنديد إسرائيلي

جنيف: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 شباط/2020

نشرت الأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، قائمة بـ112 شركة تمارس أنشطة في المستوطنات الإسرائيلية التي يعدّها القانون الدولي «غير قانونية»، بينها شركات «إير بي إن بي» و«أكسبيديا» و«تريب آدفايزور». وقالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه، حسب وكالة الصحافة الفرنسية: «أدرك أن هذا الموضوع كان ولا يزال موضع جدل»، مشددة على أن هذا التقرير «يستند إلى وقائع». وأوضح مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، في بيان، أنه حدد 112 شركة يجد أسساً معقولة ليخلص إلى أن لها علاقات بالمستوطنات الإسرائيلية، منها 94 شركة مقرها إسرائيل و18 في ست دول أخرى. من جانبها، نندن إسرائيل بالقائمة، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان: «إنه استسلام مخجل للدول والمنظمات التي مارست ضغوطاً من أجل الإضرار بإسرائيل». في المقابل، رحّب وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي بالقائمة الصادرة عن الأمم المتحدة، واصفاً الخطوة بأنها «انتصار للقانون الدولي والجهد الدبلوماسي». وقال المالكي في بيان أوردته الوكالة الرسمية الفلسطينية (وفا) إن هذه الخطوة تعمل «على تجفيف منابع المنظومة الاستعمارية والمتمثلة بالاستيطان غير الشرعي في الأرض الفلسطينية المحتلة».

 

جمعيات حقوق الإنسان تحض بالإسراع في تسليم البشير للجنائية الدولية

الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين»/12 شباط/2020

حضت منظمات حقوقية عالمية اليوم (الأربعاء) الخرطوم على التعجيل في تسليم الرئيس السوداني السابق عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد أن تعهدت السلطات الجديدة في البلاد بتقديمه إلى العدالة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وقال مسؤولون سودانيون أمس (الثلاثاء) إن المجلس السيادي الحاكم اتفق مع بعض الفصائل المتمردة على تسليم البشير وثلاثة من مساعديه للمحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها لدورهم في النزاع في إقليم دارفور غرب البلاد، وذلك حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت جولي فيرهار القائمة بأعمال السكرتير العام لمنظمة العفو الدولية في بيان: «يجب على السلطات السودانية ترجمة هذه الأقوال إلى أفعال وتسليم البشير وغيره من الأفراد فوراً بموجب مذكرة الجلب الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية». والبشير مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم القتل والإبادة التي كان ضحيتها مئات الآلاف من الأشخاص أثناء النزاع في دارفور الذي اندلع في 2003. وقالت فيرهار إن «قرار تسليمه إلى المحكمة سيلقى الترحيب بصفته خطوة باتجاه إحقاق العدالة للضحايا وعائلاتهم». اندلع النزاع في دارفور عندما حمل متمردون ينتمون إلى الأقليات ذات الأصول الأفريقية السلاح في وجه حكومة البشير التي اتهمت بتهميش المنطقة اقتصادياً وسياسياً.

واتهمت المحكمة الجنائية الدولية البشير بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بسبب دوره في النزاع. ولكنه نفى هذه الاتهامات وأمكنه السفر بلا قيود متحدياً مذكرتين من الجنائية الدولية بإيقافه. ووجهت المحكمة التهم كذلك إلى ثلاثة من مساعديه السابقين وهم أحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين وعلي كوشيد. والبشير محتجز في السودان حيث وجهت إليه تهم الفساد.

وقال محمد حسن التعايشي عضو المجلس السيادي الانتقالي في السودان أمس في أثناء وجوده في جوبا عاصمة جنوب السودان حيث التقى وفد حكومي مع فصائل متمردة إن لدى الحكومة «قناعة في الموافقة على مثول الذين صدرت في حقهم أوامر القبض أمام المحكمة الجنائية الدولية». وأضاف أن هذا «ناتج من مبدأ أساسي مرتبط بالعدالة». وبين للصحافيين في جوبا: «اتفقنا على الدعم الكامل للمحكمة الجنائية الدولية واتفقنا على تسليم المجرمين الأربعة المطلوبين لدى المحكمة أحدهم البشير وثلاثة آخرين. المحكمة تعرفهم ونحن ندعم كلياً اتهامات المحكمة الجنائية في مواجهتهم وضرورة تسليمهم». لكنه لم يحدد متى سيتم تنفيذ القرار. وقالت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان غير الحكومية ومقرها في الولايات المتحدة في بيان إن «الهجمات الواسعة النطاق التي شنتها قوات الأمن السودانية على المدنيين في إطار حملة الترهيب التي قادها البشير، بما في ذلك العنف الجنسي المتفشي كسلاح من أسلحة الحرب كان لها آثار مدمرة على حياة وسبل عيش ضحاياها». وأضافت: «لقد مر وقت طويل ولم يحصل ضحاياه وعائلاتهم على العدالة». والثلاثاء، قال التعايشي إن محادثات جوبا التي لا تزال جارية، تركز على تحقيق العدالة والمصالحة في دارفور حيث أوقع النزاع وفق الأمم المتحدة 300 ألف قتيل وتسبب بنزوح 2.5 مليون من قراهم وبلداتهم.

وكشف التعايشي أنهم اتفقوا على عدة آليات لتحقيق السلام في دارفور بما في ذلك إنشاء محكمة خاصة للتحقيق في الجرائم. كما أكد المتحدث باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح لوكالة الصحافة الفرنسية أن «البشير وآخرين سيمثلون أمام المحكمة الجنائية الدولية. هذا قرار الحكومة وموقفها». وأطاح الجيش السوداني بالبشير في انقلاب أبيض في أبريل (نيسان) 2019 بعد أشهر من الاحتجاجات على حكمه الذي فرضه بقبضة من حديد على امتداد ثلاثة عقود. واعتُقل البشير إثر إقالته وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين لإدانته بالفساد. وطالب المتظاهرون وسكان دارفور والحركات المتمردة في الإقليم باستمرار بتسليم البشير المخلوع إلى المحكمة الجنائية الدولية. وخلفت سنوات النزاع في دارفور ومناطق أخرى وانفصال جنوب السودان في عام 2011 اقتصاداً منهكاً كان العامل الرئيسي في اندلاع الاحتجاجات ضد البشير في 2019. لكن بعد عشرة أشهر من الإطاحة به، ما زالت البلاد تعاني من النقص الحاد في الخبز والوقود والعملات الأجنبية وكلها تعيق النهوض الاقتصادي. وقالت الموظفة الحكومية محاسن أحمد وهي تنتظر مع عشرات آخرين خارج مخبز في شمال الخرطوم: «أنتظر منذ أكثر من ساعة في الطابور لشراء الخبز»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي الوقت نفسه تصطف طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود في جميع أنحاء الخرطوم. وقال حسن أحمد الموظف في القطاع الخاص وهو ينتظر ملء سيارته في محطة للوقود: «كل عائلة منقسمة هذه الأيام بطريقة ما. البعض يقف في طابور للحصول على الخبز، والبعض الآخر للوقود وغيرهم لغاز الطهي. معاناتنا لا حدود لها».

 

الولايات المتحدة تبني تحالفات ستراتيجية بالشرق الأوسط لمواجهة خطر إيران وميليشياتها الإرهابية

طهران نفت استقالة روحاني... ومطالبات بطرد ظريف من مؤتمر ميونخ

طهران، عواصم – وكالات»/12 شباط/2020

 أكد مسؤول في الإدارة الأميركية، سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى بناء تحالفات في الشرق الأوسط، لمواجهة إيران والميليشيات التابعة لها وتنظيم “داعش” الإرهابي، مشددا على أن الولايات المتحدة لن تترك المنطقة على الإطلاق، وتعمل الآن على تنظيم بقائها في العراق وفي الشرق الأوسط. ونقل موقع “العربية. نت” الالكتروني عن المسؤول القول، إن واشنطن تسعى إلى وضع بنية أمنية جديدة لضمان عدم عودة “داعش”، ولحماية مصالحها ومواطنيها من الهجمات الإيرانية وتهديدات الميليشيات التابعة لها، وبشكل أشمل، ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف أن “هناك الكثير من النقاشات والحوارات مع حلف شمال الأطلسي، ومن ضمنها الشرق الأوسط، ورسم دور أكبر للحلف هناك”، مشددا على أن “إدارة ترامب مهتمة بشكل خاص بإشراك الآخرين بتحمّل النفقات والأعباء، كما أنها مهتمة بدور قيادي لحلف شمال الأطلسي”.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الشعب الإيراني يعاني منذ 41 عاما، في ظل “فشل” النظام الحاكم، مضيفة على “تويتر” أنه “ليس عليهم (الإيرانيون) أن يتحملوا ولو لعام آخر من الفشل”. بدورها، أعلنت وزارة العدل الأميركية، إنها وجهت اتهامات لخمسة أشخاص في تكساس ونيويورك، بالتآمر لانتهاك عقوبات النفط المفروضة على إيران، بترتيب شراء النفط من إيران وبيعه لمصفاه في الصين، مضيفة أن الخمسة هم نيكولاس هوفان من نيويورك، وتشن وانغ وروبرت ثويتس ونيكولاس جيمس فوكس، ورئيس شركة “ستاك رويالتيز” دانييل راي، من تكساس. في المقابل، وفيما يبرز رعب النظام الإيراني من شبح احتجاجات جديدة، حذر “الحرس الثوري” الأجهزة الاستخباراتية الغربية، من أي محاولة لإثارة الشغب داخل بلاده.

وزعم رئيس دائرة الاستخبارات في “الحرس الثوري” حجة الإسلام حسين طائب، أن “الغربيين وعملاءهم في الداخل سيتلقون صفعة مؤلمة، من الأجهزة الأمنية الإيرانية”، قائلا إنه “لن يقف أحد موقف المتفرج”. وقال إن أجهزة الأمن تعلم جيدا بـ”مخططات الأعداء في اجتذاب العملاء ومحاولات تغلغلهم عبر الأجواء الافتراضية”، محملا “الأعداء” المسؤولية عن التخطيط لزعزعة الأمن وتشكيل “مجموعات الشغب”، مشددا على أن “المعركة الاستخباراتية” مع الولايات المتحدة دخلت “مرحلة جديدة”، ومهددا الإدارة الأميركية بأنها “ستدفع اعتبارا من اليوم أثمانا باهظة، لتواجدها غير الشرعي في المنطقة”. كما هدد المتظاهرين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من التحشيد، أو الدعوة لاحتجاجات عبر مواقع التواصل، موحياً بأنهم تحت المراقبة، قائلاً: “ليعلم الغربيون ووكلاؤهم داخل البلاد أننا لن نظل نراقب فتنهم، إذا كانوا يبحثون عن الفوضى، فيجب علیهم الاستعداد لتلقي ضربات قویة من الجهاز الأمني”.

يأتي هذا التهديد، في الوقت الذي قام فيه عملاء استخبارات “الحرس الثوري” خلال الأسبوعين الماضيين، بمداهمة نحو عشرة منازل للصحافيين، ومصادرة أجهزة الاتصالات، بما في ذلك الهواتف وأجهزة اللاب توب والكمبيوتر.

في غضون ذلك، نفى المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، نية الرئيس حسن روحاني تقديم استقالته، مؤكدا أن الرئيس “باق حتى نهاية ولايته”، بينما وصف علي رضا معزي، مسؤول الشؤون الإعلامية في مكتب روحاني، ما تم تداوله على وسائل التواصل بكثافة، بأنه “إشاعة مكررة وفاقدة للإبداع”. من جانبه، قال مستشار روحاني للشؤون الإعلامية حسام الدين آشنا، إن “نشر إشاعات منظمة ضد المسؤولين رفيعي المستوى، يهدف إلى ضرب استقرار البلاد”، معتبرا ذلك “خطوة مناهضة للثورة، لها تبعات أمنية مضادة”. بدوره، أكد وزير الدفاع أمير حاتمي، أن الصواريخ الدفاعية الإيرانية مصممة لحمل رؤوس تقليدية فقط، مشيدا بدقتها العالية، وزاعما أن الصواريخ الحاملة للأقمار الاصطناعية غير دفاعية تماما. وقال إن إيران لا تصنّع صواريخا لحمل الرؤوس النووية، إلا أنه لم يستبعد أن تقوم إيران باستخدام الأقمار الاصطناعية للأغراض الدفاعية.

إلى ذلك، دعت المعارضة الإيرانية إلى تظاهرات حاشدة رافضة لمشاركة وزير الخارجية محمد جواد ظريف في قمة ميونخ للأمن غدا الجمعة، داعية إلى طرده وعدم السماح له بالمشاركة، ومؤكدة أن ظريف لا يمثل الشعب الإيراني، بل يمثل ديكتاتورية الملالي.

 

إسرائيل ترتب للقاء نتانياهو مع زعيم عربي آخر قبيل الانتخابات

تل ابيب- وكالات/12 شباط/2020

 أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية أمس، بأن السلطات الإسرائيلية تحاول ترتيب زيارة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى دولة عربية، أو لقائه مع زعيم عربي قبيل انتخابات الكنيست القادمة. وأكدت أن رئيس جهاز الاستخبارات “الموساد” يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات، ومستشاري نتانياهو يعملون بدأب على ترتيب الاجتماع قبيل انتخابات الكنيست المقررة في الثاني من مارس القادم، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يتصدر قائمة أولوياتهم، ويليه ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد. من جانبها، كشفت القناة العبرية الـ”13، أن التمهيد للقاء نتانياهو ورئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، بدأ قبل أشهر عبر وسيط إسرائيلي- بريطاني، يعمل كمحام في محكمة العدل الدولية بلاهاي، ويدعى نيك قاوفمان، من خلال علاقته مع “رجل الظل”، مستشار الأمن القومي مائير بن شبات. وأشارت إلى أن قاوفمان، أقام علاقات طيبة مع مسؤولين سودانيين، بمن فيهم النظام السابق للرئيس عمر البشير، وكذلك مع النظام الحالي في الخرطوم، وأنه تحدث مع مائير بن شبات، حول إمكانية عقد لقاء مع البرهان، واقترح عليه أن ينقل له رسالة من إسرائيل. وتجاوب مكتب رئيس الوزراء مع فكرة قاوفمان، وأعطوه خطابا شخصيا من نتانياهو للبرهان، يقترح عقد لقاء ثنائي والتمهيد لإقامة علاقات تطبيعية بين إسرائيل والسودان. وبالفعل، في مطلع يناير الماضي، وصل قاوفمان سرا إلى الخرطوم، وهناك التقى البرهان، حيث تسلم رسالة نتانياهو، وتلقى قاوفمان منه خطابا يستعد من خلاله لعقد لقاء.

ولفتت القناة إلى أنه بجانب قاوفمان، ساهمت المستشارة السياسية للرئيس الأوغندي، يوويري موسوفيني، نغانا غادهالدم، في عقد لقاء البرهان بنتانياهو.

 

نتانياهو يُهدِّد قادة “حماس” بـ”أكبر مفاجأة في حياتهم”

عباس جدَّد رفضه "صفقة القرن" وطالب وأولمرت بتجديد المفاوضات

تركي الفيصل: الخطة الأميركية تقدم “تصوراً رهيباً” للدولة الفلسطينية

رام الله، عواصم- وكالات/12 شباط/2020

 هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قادة حركة “حماس”، متوعدا إياهم بـ”مفاجأة” غير مسبوقة، على خلفية القصف المتواصل من القطاع. وقال نتانياهو إنه “لا يدق طبول الحرب، ولا يتطلع إلى نزاع مسلح جديد مع حماس”، متابعا: “لكننا نعد لحماس أكبر مفاجأة في حياتهم، لن أكشف عن طبيعتها، لكنها ستختلف عن كل ما كان في السابق”. وشدد على أن “حماس هي من يتوقف عليه ما إذا كانت إسرائيل ستبادر إلى تنفيذ هذه المفاجأة”، موضحا أن “السيناريو مسألة وقت لا أكثر، إذا لم تكف الحركة عن إطلاق صواريخ وبالونات متفجرة عبر حدود القطاع”، مهددا قادة “حماس”، قائلا “تذكروا ما أقوله لكم”. وانتقد بشدة الاجتماع بين رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، واعتبره “محطة انحطاط بتاريخ إسرائيل”. كما اعترض حزب “يمينا”على الاجتماع، قائلا في بين إن “المجرم المدان أولمرت، الذي بالفعل وافق على التخلي عن الهيكل، يجهز الأرضية للمفاوضات المستقبلية التي سيديرها غانتس، لإقامة دولة إرهاب فلسطينية عاصمتها أبو ديس في القدس”. من جانبهما طالب عباس وأولمرت، خلال اجتماعهما في نيويورك، بتجديد مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. ودعا عباس، المجتمع الدولي، إلى عدم قبول “صفقة القرن” ومواجهة تطبيقها على أرض الواقع، قائلاً إنها جاءت لتصفية القضية الفلسطينية وإنها تكرس الاحتلال وترسخ نظام الفصل العنصري. وقال، في كلمة له بمجلس الأمن الدولي، أن “الرفض الواسع للصفقة يأتي لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب، ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.

من جهته، أكد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن المنظمة الأممية ملتزمة مبدأ حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وخطوط ما قبل عام 1967.

ومن جانبه، اعتبر نائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول، أن “الرئيس عباس كان حاسما في خطابه، خاصة حينما دعا لتشكيل آلية دولية من أجل إيجاد الحل، وأكد الرفض الفلسطيني بأن تكون الولايات المتحدة وسيطا وحيدا كونها طرفا غير عادل، وأنها أصبحت شريكا للاحتلال”.

في المقابل، قال مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، إنه لا توجد هناك فرص للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ما دام الرئيس الفلسطيني محمود عباس في السلطة، مضيفا أن “إسرائيل والفلسطينيين لن يتمكنوا من التحرك إلى الأمام، إلا بعد أن يتنحى عباس”.

من جانبه، وصف رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل “صفقة القرن” بأنها “تصور رهيب” لدولة فلسطينية، قائلا لشبكة “سي أن بي سي” الأميركية إن الإدارة الأميركية “تخلت عن التاريخ والثقل الشرعيين لقرارات مجلس الأمن، واعتمدت مساراً أحادياً”.

وقال أيضاً “ما أراه حتى الآن في الاتفاق هو أنه يحاول جعل فلسطين مخلوقاً مسخاً، إنه مجرد تصور وحشي لدولة فلسطينية، انتزعت عاصمتها المشروعة، وهذا يسلبها قلبها وحدودها غير محددة، وهذا يسلبها روحها”.

وشدد على أن “الاتفاق لن يذهب بعيداً جداً، ليس فقط في هذا الجزء من العالم، ولكن العالم بأسره رفضه”. بدوره، حذر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، إسرائيل، من تبعات ضم وادي الأردن، لافتا إلى أن الإجراء قد يؤدي إلى أعمال عنف واحتجاجات فلسطينية واسعة.

 

300 عائلة فلسطينية في بغداد مهددة بالتشرد

بغداد – د ب أ/12 شباط/2020

 أعلن عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية علي البياتي أمس، أن 300 عائلة فلسطينية باتت مهددة بالتشرد في العراق بعد قطع مفوضية شؤون اللاجئين بدلات الإيجار عنهم . وقال البياتي، في بيان، إن تلك العائلات لديها نية بالتظاهر في ساحة التحرير للبحث عن حلول.

وأضاف إنه “بعد قطع مفوضية شؤون اللاجئين بدلات الايجار عنهم، هناك 300 عائلة فلسطينية في بغداد، غالبيتهم من المرضى وكبار السن والأطفال والأرامل مهددين بالتشرد في العراق”. وأشار إلى أن “هناك نية للتوجه إلى ساحة التحرير للبحث عن حلول مع أهل البلد للمطالب بالحقوق منذ أربعة أشهر”.

 

الجيش السوري يشتبك مع القوات الأميركية ويُغير على نقاط تركيا

أنقرة سحبت قواتها من الحسكة .. وروسيا اتهمتها بعدم الالتزام بـ"سوتشي".. و70 ألفاً نزحوا من ريف حلب

دمشق – وكالات/12 شباط/2020

 أفادت مصادر ميدانية سورية أمس، بوقوع قتلي وجرحي من قوات النظام السوري خلال اشتباكات مع دورية أميركية قرب القامشلي، فيما سحبت تركيا بعض من قواتها من محافظة الحسكة. وقالت المصادر، إن دورية روسية اتجهت إلى موقع اشتباك القوات السورية مع الدورية الأميركية قرب القامشلي. من جهتها، أفادت وسائل إعلام النظام السوري، بوقوع اشتباك مباشر بالسلاح الخفيف في ريف القامشلي بين وحدات الجيش السوري، وقوات أميركية، تبعه ثلاث غارات أميركية على قرية خربة عمو بريف المدينة، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخر جراء الاشتباك، بالإضافة إلى إصابة جندي أميركي. وذكرت أن أهالي قرية خربة عمو، شرق القامشلي، ساندوا عناصر الجيش السوري بمنعهم مرور عربات رتل أميركي عبر الأراضي الزراعية. وانتشر مقطر فيديو مصور من قبل أحد الأهالي الذين تواجدوا في المنطقة يظهر فيه توقف عدد من المدرعات الأميركية عن السير باتجاه القرية بسبب منع عناصر الجيش السوري لهم وتكاتف الأهالي معهم. وأشارت وكالة أنباء النظام، إلى أن “حاجز الجيش السوري في المنطقة أوقف أربع عربات أميركية كانت تسير إلى الشرق من القامشلي وعندها تجمع مئات الأشخاص عند الحاجز من قريتي خربة عمو وحامو لمنع عربات الاحتلال من المرور وإجبارهم على العودة من حيث أتوا”.

وأفادت بمقتل مدني جراء إطلاق القوات الأميركية النار على الأهالي، فيما انتشرت في وقت لاحق، قوات روسية في قرية خربة. من ناحيته، ذكر التحالف الدولي في سورية في بيان، أنه “أثناء القيام بدورية قرب القامشلي تعرضت إحدى دورياتنا لنقطة تفتيش تابعة لقوات حكومية، إلا وأنه بعد محاولات لخفض التصعيد القائم تعرضت الدورية لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة من مجهولين، وردت الدورية كدفاع عن النفس وعادت الدوريات إلى قواعدها”. وبشأن المعارك في إدلب، أفادت مصادر عسكرية أمس، بتعرض محيط نقطة مراقبة تركية في ريف المحافظة لقصف من طائرات حربية، وسط استمرار دخول الأرتال التركية إلى سورية.

وأوضحت أن الموقع تعرض لأضرار مادية كبيرة بسبب الغارات في محيطه، والتي تقع في ريف إدلب الشرقي. وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، بأن الرد على النظام السوري لن يقتصر على إدلب إذا ما تكررت اعتداءات النظام على القوات التركية.

وقال إنه “إذا اعتدى النظام السوري على قواتنا (مرة أخرى) فسنضربه حتى في المناطق غير المشمولة باتفاق سوتشي”، مضيفاً إن “الطائرات التي تقصف المدنيين في إدلب لن تستطيع التحرك بحرية كما كانت في السابق”. وأشار إلى أن “النظام السوري ومن يدعمه من الروس والميليشيات الإيرانية، يستهدفون المدنيين باستمرار في إدلب، ويرتكبون مجازر ويريقون الدماء”، ولم يستبعد أردوغان إجراء محادثات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب فيما يتعلق بتفاقم الوضع في إدلب. وردت وزارة خارجية النظام السوري، على تصريحات أردوغان ووصفتها بأنها “جوفاء وفارغة وممجوجة”، ولا تصدر إلا عن “شخص منفصل عن الواقع”، مؤكدة أن أي تواجد للقوات التركية على أراضيها غير مشروع. في المقابل، أعلن مدير المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الروسية بيوتر إيليتشوف، أن موسكو لا يمكنها الوقوف مكتوفة أمام ما يحدث في “مرجل إدلب”، حيث يقصف المسلحون يومياً مواقع الجيش السوري. بدوره، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن موسكو ملتزمة باتفاقيات سوتشي، موضحاً أنه “بحسب وثيقة سوتشي أخذ الجانب التركي على عاتقه تحييد الجماعات الإرهابية التي تتمركز بإدلب”. من جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن وفداً تركياً سيزور روسيا خلال الأيام المقبلة، فيما دعا وزير الدفاع خلوصي أكار، حلف شمال الأطلسي “الناتو” لتقديم دعم جاد لوقف هجمات النظام السوري على إدلب. وفي ريف حلب، أعلن المرصد السوري عن نزوح نحو 70 ألف مدني من بلدات وقرى ريف حلب الغربي، مضيفا أن قوات النظام تتوسع في محيط طريق حلب – دمشق الدولي، لضمان سيطرتها عليه بالكامل .

 

المعارضة السورية تهاجم فريقاً إعلامياً تابعاً للنظام

دمشق – وكالات/12 شباط/2020

 تعرض فريق إعلامي تابع لقناة “الأخبار” وكالة أنباء النظام “سانا” أمس، لهجوم على يد المعارضة المسلحة غرب محافظة حلب شمال سورية. وأفادت أنباء صحافية بـ “إصابة فريق عمل أخبار السورية ووكالة سانا نتيجة استهدافهم من قبل المجموعات الإرهابية خلال تغطيتهم عمليات الجيش بريف حلب الغربي”. وأكدت “سانا”، أن الهجوم أسفر عن إصابة كل من المراسل شادي حلوة والمصورين شريف عبس وجورج أورفليان. يشار إلى أن قوات النظام تشن عمليات عسكرية غرب حلب ضد المعارضة المسلحة، وفي مقدمها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، بعد أن سيطرت في وقت سابق على منطقتي الراشدين وخان العسل.

 

موسكو ودمشق قلقتان من تأجيل الخطط الأممية في “الركبان”

دمشق – أ ش أ/12 شباط/2020

 أعربت هيئتا الأركان الروسية والسورية أمس، عن قلقهما إزاء التأخير في تنفيذ الأمم المتحدة خططها لإجلاء السوريين من مخيم “الركبان” للنازحين، الواقع بجنوب شرق سورية. وذكرت الهيئتان في بيان مشترك، أن “موقف الأمم المتحدة حيال تأجيل تنفيذ خططها إلى الآن بخصوص إجلاء السكان الباقين في الركبان يبعث على القلق، حيث تؤجل الأمم المتحدة تنفيذ خططها بشأن الركبان باستمرار تحت ذرائع مختلفة”. وأشارت إلى أن آخر هذه الذرائع يتلخص بوجود معلومات كاذبة بشأن مزاعم إقدام سلطات النظام باحتجاز سوريين تم إجلاؤهم من المخيم في العام 2019، موضحتين أن هذه المعلومات مذكورة في مستندات قدمتها منظمات غير حكومية غربية.

 

مصر تطلق مشاورات إنشاء جيش أفريقي موحّد من دول الساحل وتنسيق بين واشنطن والقاهرة لمكافحة الإرهاب

القاهرة، عواصم – وكالات/12 شباط/2020

 استضافت القاهرة على مدار يومين، اجتماع رؤساء أركان حرب القوات المسلحة لدول تجمع الساحل الأفريقي الخمس “جي 5، وممثلي الدول الأوروبية المانحة، لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب. وناقشت الدول المشاركة في الاجتماع عددا من القضايا ذات الأهمية الكبرى للقارة الأفريقية، على رأسها مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتشكيل قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب في دول الساحل، والأزمة الليبية بما يحفظ حقوق الشعب الليبي. ونوهت القوات المسلحة المصرية، بأنه تم خلال الاجتماع التباحث حول الوضع الأمني في منطقة الساحل وسبل تعزيز التعاون العسكري والتنسيق المستمر في القضايا محل الاهتمام المشترك، كما تم عرض الرؤية المصرية لدعم قدرات دول الساحل الإفريقي الخمس، ومناقشة مقترح تدريب كوادر من تلك الدول في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية بين الجانب المصري ودول الساحل الإفريقي الخمس. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، ومستشار الأمن القومي الأميركي روبرت اوبراين، ضرورة تعزيز التنسيق بين مصر والولايات المتحدة الأميركية حول القضايا الإقليمية المرتبطة بالشرق الأوسط، خاصة بالنسبة للأزمة السورية والوضع في ليبيا، بما في ذلك ضرورة مكافحة الإرهاب، والتصدي لانتقال المقاتلين الإرهابيين إلى ليبيا، ومنها إلى دول الساحل والصحراء؛ بما يدعو إلى تكثيف التنسيق والتعاون لتعزيز الأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية والقضاء التام على ظاهرة الإرهاب. وخلال وجوده بواشنطن للمشاركة في مفاوضات سد النهضة، أكد شكري وأوبراين ضرورة تعزيز التنسيق بين البلدين، واستعرضا تطورات المفاوضات الخاصة بسد النهضة، وسعي الإدارة الأميركية للتوصل إلى اتفاق يحقق مصلحة مصر والسودان وأثيوبيا. على صعيد آخر، لقي نائب رئيس حزب “الحرية المصري” حسن ناجي مصرعه، إثر سقوط مصعد به لافتتاح مقر الحزب الجديد بمحافظة السويس. من جهة أخرى، تجاوز عدد سكان مصر رسمياً 100 مليون نسمة، حيث أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن المولود رقم 100 مليون أنثى من محافظة ألمنيا، جنوب مصر.

 

رئيسا الحكومة الجزائرية السابقان أو يحي وسلال أمام القضاء مجدداً

الجزائر- وكالات/12 شباط/2020

 مثل مجددا أمام المحكمة، أمس، رئيسا الحكومة الجزائرية السابقان، أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، عقب طعن الدفاع في قرار الحكم عليهما بالسجن بين 15 و20 سنة، في قضايا فساد. كما يحاكم في مجلس قضاء العاصمة أيضا وزيرا الصناعة السابقان، بدة محجوب ويوسف يوسفي، بعد أن كانت محكمة سيدي محمد حكمت عليهما بأحكام ثقيلة. ويمثل أيضا رجال الأعمال علي حداد، وأحمد معزوز، وعرباوي حسان، الذين مُنحوا “امتيازات غير مبررة” في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة .ويواجه رئيسا الحكومة والوزراء، تهم منح امتيازات غير مبررة، وتبديد أموال عمومية، وإساءة استغلال الوظيفة، وتهما أخرى عدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

تسونامي العونية السياسية زوبعة في فنجان والى افول.

المحامي مروان سلام/12 شباط/2020

لم تأت عظة المطران عبد الساتر "الصفعة" من فراغ، بل هي صفعة فاتيكانية باباوية مباركة للحد من تخطي العونية السياسية للخطوط الحمر التي كانت سببا مباشرا لمزيد من هجرة المسيحيين في الثلاث الاعوام الماضية، اي منذ تولي ميشال عون سدة الحكم.

ومع هذه الصفعة المباركة تحولت فورا العونية السياسية من تسونامي الى زوبعة في فنجان، لتعلن العد العكسي لأفولها وذهابها الى غير رجعة، هذا ما لمسه وتحسسه اركان التيار الوطني الحر الذي ما زال يلملم اشلاءه من العظة الزلزال حتى هذه الساعة، وهم في تخبط مستمر لا يعرفون درجة ترداد الزلزال على مقياس ريختر، وبصراخهم وعويلهم أُعلن التيار الوطني الحر تيارا منكوبا. نعم العد العكسي لأندحار التيار الوطني الحر ومعه العونية السياسية قد بدأ حين صرخ المطران الثائر بوجه العهد وبوجه الرئيس عون تحديدا في الكنيسة المارونية، في يوم كان اسودا كاحلا ليته ما كان ولم تشرق فيه الشمس في ساعتهم هذه وفي يومهم هذا حين قال له: "فالإستقالة اشرف". ولكن وفي المقلب الآخر تعتبر هذه العظة الصرخة شفيعة للمؤمنين من الطائفة المارونية وهدية من شفيعهم مار مارون الذي اذن للمطران الرسول ليصرخها بوجه العهد الفاشل كي يرتاحوا منه ومن ذله وطغيانه.

وحده الرئيس بري الذي صفق بحرارة للمطران عبد الساتر فهم الرسالة وقرأها على الفور، ليهز برأسه ويقول بسره وهو يقهقه: "لقد فعلت بعظتك يا مطران ما فعلت، دونما افعل بالسياسة ما كنت انوي ان افعل بهم، لقد اختصرت لي الطريق، شكرا شكرا لك يا مطران".

لقد لمست الحاضرة الرسولية في الفاتيكان مدى خطورة ما نقله البطريرك الراعي بزيارته من تمادي شجع السلطة في كرسي بعبدا وصاحبها ومعه صهره وحاشيته وبنوه، كما وخطورة استمرارهم في تبني محور المقاومة _المحور الايراني_، ولبنان اصابه ما اصاب من العقوبات الاميركية جراء الكباش الدولي الإقليمي بين قوتين اميركية_ايرانية، ولبنان المسيحي بين هاتين القوتين على شفير الهاوية يحاكي خطورة وجوده ووجود المسيحيين فيه وفي هذا الشرق جراء هجرتهم المتزايدة، وهم ينتابهم الخوف على ترك ارزاقهم وممتلاكاتهم الكنسية التاريخية التي بنوها بإيمانهم حجر حجر.

والآن وقعت الواقعة والتيار الوطني الحر بين سندانين، سندان الغطاء الكنسي الذي افتقده في الأمس من قلب الكنيسة المارونية، وسندان حزب الله محور المقاومة الذي اعطاه ما اعطاه في ورقة تفاهم مار مخايل من تمادي في السلطة دون حسيب او رقيب مقابل غطاء ماروني كان بحاجة ماسة له محور المقاومة نفسه. التيار الوطني الحر لا يستطيع ابدا ان ينسلخ عن محور المقاومة هذا، فالأخير _اذا ما فعلها التيار الوطني الحر_ سوف يضعه على مقصلة المحاسبة، فهناك جردة حساب بدءا من فساد الكهرباء وصولا الى الاموال المنهوبة، ففاتورة التيار الوطني الحر كبيرة وكبيرة جدا لا يحتمل ان يسددها ماديا ومعنويا. امام هذا الواقع، وامام البيان الوزاري المنسوخ عن سابقاته، اميركا والدول الاوروبيه ومعهم دول الخليج لا يعنيهم لبنان ابدا طالما ان العقوبات عليه لم تأت أُكُلها الى الآن، اضافة الى ان البنك الدولي لن يدفع بارة الفرد من المساعدات الى الدولة اللبنانية طالما ان الفساد ما زال مستشري، وليس هناك اي امل لأي خطط عملية في البيان الوزاري للقضاء على مسببيه، وطالما ان السلطة ايضا لم تعر اي آذان صاغية لمطالب الثوار الحقيقية في استعادة الاموال المنهوبة من السياسيين والمصارف، كما ومطلب تغيير النظام واجراء انتخابات نيابية مبكرة.

الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا، نقول حمى الله لبنان وشعبه ومؤسساته.

 

"مسرح الساعة العاشرة" وراء جدران "برلين": الثقة!

المحامي عبد الحميد الأحدب/12 شباط/2020

سنة 1952 طلب الرئيس بشارة الخوري من قائد الجيش فؤاد شهاب أن ينزل الجيش لقمع المتظاهرين فأجابه شهاب بأن الجيش للحدود وليس للداخل، فقدّم بشارة الخوري استقالته.

لم يكن هذا الجيش جيش فؤاد شهاب! تركنا ندخل رسمياً المرحلة السوفياتية في حياتنا السياسية، وكنا لسنوات على أبوابها!!! الآن بعد حكومة "المستشارين" خلف جدران "برلين" وبعد ان سمى السوفيات اللبنانيون الوزراء، وقفت حكومة "المستشارين" خلف جدران برلين تحيط بالمجلس النيابي، وسط هدير الثورة العارمة ودماء جرحى المتظاهرين بالمئات، وقفت حكومة المستشارين تطلب ثقة من عيّنوهم بعد سقوط ثقة الشعب بهم!

والبيان الوزاري!!! أوراق لسلّة المهملات كما هي العادة! ولم يكن يُطبّق حرفاً منه على مرّ الأيام، وهو بيان يكرر البيانات الماضية ولكن على أسوأ بكثير! في البيانات السابقة ورد "النأي بالنفس" مثلاً في الوقت الذي كانت ميليشيات حزب الله تفتك بالمعارضة السورية! والكهرباء ما زالوا على تقاسم الفساد و... و... هذا حتى في البيان الوزاري!

وقد كشَّفت حكومة "الثلاثي" المأمورة والمصنوعة من بقايا آل الأسد ومن ملالي ايران، كشّفت عن أنيابها دفاعاً عن مواقعها الاستبدادية، وفسادها، وعن الطبقة كلها التي تزكّم الأنوف رائحة فسادها! وما زال أمر الفساد مستمراً! كشّف الغطاء بل سقطت ورقة التوت، وانكشفت عن الطبقة الفاسدة، عقيدتها البوليسية.

حكاية زياد أسود: وبوسطة عين الرمانة

فالحزب العوني الذي تحوّل الى ميليشيا بوليسية ظهر بشكل معيب في مسرحية نائب جزين العوني زياد الأسود، الذي أراد تحدّي مشاعر الناس الجائعين الذين يرونه يلتهم الطعام بقابلية وشراهة ويدفع الحساب من الأموال التي اغتصبها بواسطة ميليشياته من هذا الشعب المسكين!

الأسود العوني جاء من جزين الى جل الديب اولاً فوقعت الواقعة واستعان بالنواب والوزراء العونيين الذين جاؤوا لنجدته مع ميليشياتهم العونية!!!

وكان الانفجار على شاشات التلفزيون!

وكان الأخطر هو الانفجار الثاني بتحديه مشاعر الثوار، بأن يكرر الزيارة من جزين الى جونيه هذه المرة، ومعه "الغستابو" العوني بكامل عدته وعديده!!!

وكانت "مأساة" جونيه التي خرج النائب الأسود العوني من شباك المطعم المطل على البحر، بعد ان دخل من الباب، ليستقل مركبة صغيرة يعود بها الى جزين حيث انتفض عليه اهل جزين الشرفاء.

ولكن الذي حصل في جونيه كشف الطبيعة الحقيقية، وغير اللبنانية، للميليشيا العونية التي تحولت فعلاً الى ما يشبه الحزب النازي الألماني، وميليشيا "الغستابو" التابعة له، أقول ان الذي كانت تعده الميليشيا العونية النازية "بوسطة عين الرمانة" من جديد!

لاسيما والناس يشاهدون على التلفزيون كل ما يحصل! حين وقع التشابك بين المتظاهرين الشرفاء والعونيين "الإيرانيين" مناصرو ما تبقى من آل الأسد وإيران!

انقضّت الميليشيا العونية التي تحمي "الأسود" على شاب في العشرين من عمره، جاء من طرابلس ليناصر المتظاهرين في جونيه تعبيراً عن تضامن طرابلس، عروس الثورة، مع كسروان تأكيداً لكون الثورة، ثورة لبنان من كل المناطق.

انقضّت الميليشيا العونية على ابن طرابلس: من اين أنت؟ وشو جايي تعمل بجونيه؟ وانهالوا عليه ضرباً مبرحاً امام قوى الأمن المتفرجة! ثم فتحوا نار الشتائم على كل مقدسات المسلمين الدينية!! حتى وصلوا الى العزة الإلهية!! وهذا معدنهم! ولكن جونيه الأبية هبّت برجالها ونسائها في اعتصام استنكار عمّ المدينة كلها تضامناً مع طرابلس، ومن جهتها، تظاهرت طرابلس تحية لكسروان وتأكيداً على التضامن الإسلامي المسيحي الذي يسعى العونيون الى هدمه بحرب أهلية!

حكاية الجنرال ميشال عون كما يرويها الشّرع

وهذا يطرح حكاية ميشال عون (التي يرويها فاروق الشرع، وزير خارجية حافظ الأسد، مفصلة) الذي انتهى رابحاً بتسوية سياسية لرئاسة الجمهورية بفضل سعد الحريري. كانت غلطة عمر سعد الحريري أنه لم يسأل نفسه وضميره: من اين جاء هذا الزعيم الذي كان يرفع في الماضي شعارات هي نقيض شعارات اليوم؟ جاء من قيادة الجيش الى رئاسة الوزارة العسكرية ليعرض اتفاق ولاء مع حافظ الأسد في ذلك الوقت، واعتمده الأسد لانتخابات رئاسة الجمهورية. ولكن صدام حسين الذي كان بالمرصاد للأسد أرسل للجنرال عون في ذلك الوقت ياسر عرفات برسالة يقول فيها ان حافظ الأسد قد انتهى بسقوط حائط برلين وسقوط الاتحاد السوفياتي الذي ربط سوريا به! وليس بوسعه ان يفرض تعيينه حاجباً في هذه الظروف، وليس لك غيري، غير سياستي!

وفكر الجنرال بالأمر، ووجد أن صدام حسين مصيب، فنقل "البارودة" من كتفه السوري الأيمن لكتفه الأيسر العراقي وابرم اتفاق ولاء مع صدام حسين نقيضاً لاتفاقه مع الأسد. وارتكب صدام حسين في ذلك الوقت الخطيئة المميتة، باجتياح الكويت وما نجم عنه!! فلم يعد بإمكان صدام حسين ان يفرض تعيين الجنرال حاجباً في ظروف ما بعد تدمير العراق بالحلف الدولي الذي قادته اميركا مستندة الى قرارات الأمم المتحدة!

وحرّر الكويت من صدام، كما أنقذ الأسد وأعاد الاعتبار لدوره لأنه انضم للحلف الدولي الذي دخل الكويت لتحريرها فعاد الجنرال الى حافظ الأسد ليستغفر، ولكن الأسد المحنك طرده!!! وإذ ذاك، وإذ ذاك بالتحديد، أعلن الجنرال حرب التحرير على الوصاية السورية التي كانت تعبث بالبلاد فساداً!! ورفع الصوت لأول مرة من القصر الجمهوري على ارتكابات الوصاية السورية. فتحول الى بطل مسيحي، ولأن الحرب الأهلية كانت في عزّها، فإن الموقف الإسلامي بقي أضعف من القبضة السورية ليعبّر عن تأييده للجنرال عون.

ثم كان الذي كان من قصف القصر الجمهوري. وهرب الجنرال الى السفارة الفرنسية تاركاً عائلته بالقصر، ثم هربه الى فرنسا حيث كان لجوؤه الى باريس فإلى... فإلى... الى ان اغتيل رفيق الحريري وتغيرت المعادلات إثر ذلك فكان لقاء الجنرال مع كريم بقرادوني!!!

وأتى الجنرال، الى الاتفاق مع لحود والمخابرات السورية لعودته الى لبنان على أساس عفى الله عما مضى! حيث سبقه الصهر "الشرير" جبران باسيل الى بيروت، ليهيئ اتفاقاً بين الجنرال وبين حزب الله، وكانت هذه فرصة ذهبية لحزب الله الذي كان في تلك الفترة ميليشيا عسكرية تمسك مع الدعم السوري بكثير من مقاليد جزء من الدولة المنقسمة الخاضع لسلطتها!

وكان حزب الله وقتها يحكي عن تحرير لبنان من سيطرة إسرائيل، ولم يكن قد سار على المسار العربي الذي يرفع شعب وتحرير فلسطين وينكل ويفقر شعبه ولا يحرر فلسطين.

وعاد الجنرال عون الى لبنان كما عاد ديغول الى فرنسا، ليُستقبل كما استُقبل ديغول في فرنسا في زمن سقوط هتلر! وبسرعة رتب الصهر لقاء "مار مخايل" مع حزب الله الذي فيه تحالف وثيق بين الطرفين: حزب الله يحارب لتحرير لبنان – ولم يكن تحرير فلسطين قد جاء دوره بعد- والجنرال برصيده "الوطني" وقتها، يقدم الدعم السياسي والتغطية لحزب الله ويقدمه حزب الله على انه زعيم للمسيحيين واعداً باسترداد قوتهم السياسية ما قبل الطائف. وكان "مار مخايل" اول صدمة لفريق 14 شباط! لأن في حقيقته التزام من حزب الله بالمجيء بالجنرال عون لرئاسة الجمهورية! وجربه حزب الله مثنى وثلاثي ورباعي، لأن تاريخه في التقلبات صار معروفاً ومشهوراً! ونجح ميشال عون في الامتحان. وكان للصهر جبران باسيل الموعود بالرئاسة بعد الجنرال، كان له دور الجسر الدائم المستدام الذي أصبح أكثر حماساً لحزب الله ودوره من حزب الله نفسه! ونسي الجنرال والصهر ان وراءهم حرب التحرير في القصر الجمهوري أيام زمان! ومع ذلك فإن الجنرال "ديغول" تحول الى الجنرال "بيتان" بين ليلة وضحاها. وقد وصف وقتها وليد جنبلاط مجيء الجنرال عون بأنه "تسونامي" وظنّ اللبنانيون الطاهرين ان جنبلاط يفتري على الجنرال! ولكن وليد جنبلاط كان يعرف ومطلعاً على حقائق لم يعرفها اللبنانيون.

في تلك الفترة تذكر اللبنانيون صدق قول ضمير لبنان الوطني ريمون اده حين رفض استقبال ميشال عون في باريس "انه رجل متقلب، وإذا وصل فالويل لكم يا لبنانيين".

وصول عون للرئاسة

وتوثقت العلاقة بين عون والصهر من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، وأصبح عمل حزب الله على مساندة وصول عون الى الرئاسة أكثر من اهتمامه بتحرير لبنان!!! وصار عون حزبياً، وصار الحزب عونياً. واحكم حزب الله سيطرته الكاملة على مقاليد السلطة عند جلاء قوات الأسد من لبنان، ليصبح من خلف الستار هو الآمر والناهي في سياسة وتركيب الدولة والحكومات والموظفين و... و...، ليتحول بعون إيران بالأسلحة والأموال كما اعترف أمينه العام على الملأ بذلك!

وتحول حزب الله الى دويلة، وصارت بيدها كل المفاتيح، ولم يعد ينقصه سوى رئاسة الجمهورية تماماً كما حصل مع "الدويلة" الفلسطينية أيام زمان!

ووصل ميشال عون الى الرئاسة بالتسوية التي لا تغتفر من سعد الحريري، الذي ما كان رفيق الحريري ليخطو خطوة متهورة مثلها!!! وكانت تجربة السنوات الثلاث في الحكم الشكلي للحريري (وباسيل هو المحرك لكل الأمور) كانت تجربة دراماتيكية للحريري!

والحريرية، ضعفت بعدها كثيراً، حتى وصل غضب السعودية لتتصرف مع سعد الحريري خلال اقامته الجبرية في السعودية على الشكل الذي لم تتصرف به يوماً في علاقاتها مع الشخصيات الكبيرة! ولكن الشرخ السعودي كان كبيراً وما زال حتى اليوم.

الآن، اين نحن؟

وصلنا الى الانهيار التام وما تحت القعر بكثير!

الثقة حفلة تنكرية وأقنعة

سقطت ثقة الشارع بشكل مدوٍّ وحصل الوزراء الذين مشوا على أجساد الشعب الى البرلمان على أقل من ثقة الذين عيّنوهم. تحوّلت جلسة الثقة الى حفلة تنكرية، جلسة "عيد البربارة". كل نائب من الذين حضروا لبس قناعاً! الذين عينوا المستشارين وزراء، لبسوا أقنعة "الشرعية" وقد فقدوها من زمان! والمستشارين الوزراء لبسوا أقنعة الاختصاصيين المستقلين!! والمعارضة التي أوصلت البلاد خلال ثلاثين عاماً من الحكم الى ما نحن عليه لبست أقنعة معارضة الفساد!!! ومن أين جاء الفساد؟ هكذا انتهت الديمقراطية في لبنان في حفلة تنكرية احتاجت لحمايتها الى تنكيل هائل من قوى الأمن على أنواعها بالشعب المعترض على هذه المنكرات والأقنعة!

كان شامل روكز الشهابي العسكري السابق الوحيد الذي أدان التنكيل بالناس المحيطين بالمجلس والمعارضين وامتنع عن لباس قناع وقاطع الجلسة.

ولو كان "مسرح الساعة العاشرة" ما زال قائماً لكان خصّص لها برنامجاً خاصاً!

نحن في القعر القعر، وذاهبون الى أعمق من ذلك، ولا اظن ان الإنسانية والتاريخ شهدا طبقة حاكمة فاسدة مستحكمة حكمت لبنان ثلاثين سنة تماماً كما عصابات "علي بابا" حين تدخل الى الكهف!

وقفة من القلب مع حزب الله: ما هي المقاومة؟

صمدت المقاومة الحقيقية لتحرير لبنان في الثورة، ولم تكن مقاومة لحزب الله "لتحرير فلسطين". وحزب الله سيضعف كثيراً جداً بعد انقطاع التمويل الإيراني له، بعد الحصار الأميركي.

وهنا لا بد من وقفة مع "حزب الله": "المقاومة"، "المقاومة"، "المقاومة"! قَدَّسوا الكلمة ولكن من ليس مع المقاومة؟ ولكن أي مقاومة؟ مقاومة الفساد وكبح الحريات ومقاومة الفساد وانتهاك حقوق الانسان ومقاومة تدني مستوى التعليم ومقاومة الاستبداد مقاومة التنمية والجهل ومقاومة المرض، ومقاومة كل الأمراض التي فتكت بالإنسان العربي على يد الدكتاتوريات العربية التي اضاعت فلسطين وهي تزعم انها تعمل لتحريرها.

بعد مقاومة الأمراض العربية يُشفى الانسان العربي ويصبح قادراً على المقاومة وفي مستوى اقوى من إسرائيل، ولكن الفقير المعدم الجاهل المعدوم الكرامة المريض، ليس قادراً على المقاومة وتحرير فلسطين.

تعال يا حزب الله الى مقاومة امراض الانسان العربي، وبعد ذك يشفى ويصبح قادراً واقوى من إسرائيل، من هنا يصبح حزب الله، حزب العرب في تحريرهم ثم في قيادتهم الى النصر على إسرائيل، كما حصل في الأحزاب الكبرى في التاريخ.

وبحكم عزلة لبنان ستكبر البطالة ونقترب من المجاعة ويقول جميل السيد اننا سنذهب الى حكومة عسكرية، ولكن لبنان جرّبها وأسقطها في ثلاثة أيام.

رحم الله موسى الصدر

والأمل على ما بقي من رجال ونساء أقوياء اثبتت لهم التجربة ان التغيير لم يعد منه بدّ، فإلى دولة مدنية عصرية طاهرة، لأن في تاريخنا عظماء مثل الإمام الصدر الذي قتله نبيه بري حين حوله الى رئيس ميليشيا ترتدي ثياب ضباط وعسكر قوى الأمن في حراسة "جدران برلين". ولم يترك نبيه بري ولا عَلَماً من علماء الشيعة الا قتله: الإمام محمد مهدي شمس الدين الإمام حسن فضل الله وكثيرون كثيرون غيرهم، رفعوا رأس الطائفة الشيعية وكانوا يسيرون بها لإعادة مكانتها التي تستحقها في لبنان!

يدفع الشعب الفقير ضرائب لحرس المجلس رواتبهم، ليقتلوه من فوق السطوح، او يقتادوه الى باحات التعذيب داخل البرلمان!

رحم الله موسى الصدر ذلك العملاق الكبير الذي ما كان يحصل هذا الانهيار لو بقي حياً، ورحم الله محمد مهدي شمس الدين وحسن فضل الله وغيرهم، رحم الله ريمون اده ضمير لبنان الذي يبقى حياً بيننا بوطنيّته ومسيرته التي كانت قدوة! رحم الله صائب سلام الذي كان الزعيم الإسلامي الكبير الذي تصدى للوصاية السورية ولكل وصاية!

جميل السيد... أذكى بكثير من عبد الحميد السراج في السياسة

رحم الله فؤاد شهاب الذي بنى دولة عصرية نظيفة طاهرة تكون في خدمة المجتمع اللبناني بكل مكوناته، أسقطوه ليشعلوا حرباً أهلية، انتهت سخونتها وقت الطائف لتبدأ بعد ذلك باردة وعلى اشد ما تكون الحروب ضراوة.

رحم الله بشير الجميل، واقولها في الوقت الذي صالحت أكثر الدول العربية إسرائيل! تعاون مع الشيطان لإسقاط "الدويلة الفلسطينية" التي كانوا يريدونها بديلاً عن الدولة اللبنانية! واحترمت كثيراً اللواء جميل السيد حين قال على شاشة التلفزيون: كنا ضد بشير الجميل ولكن يجب ان نعترف أنه غداة انتخابه انتظمت الدولة في أيام، لأن حكم الدولة يحتاج الى هيبة.

ولقد كان جميل السيد في حديثه وفي سياسته أذكى بكثير من عبد الحميد السراج الذي حكم مخابرات سوريا أيام عبد الناصر. لأن جميل السيد أثبت بذكائه انه ليس رجل مخابرات فحسب، بل هو رجل سياسة ايضاً. والآن يحاول ان يخرج الشعرة من العجينة. ولا سيما ان الدويلة الفلسطينية، كانت هذه الدويلة تسعى عبر جونيه وعيون السيمان الى "الوطن البديل".

الثورة طويلة ومكلفة وهي بحاجة الى تنظيم

والآن...

هناك الثورة اولاً التي هي ذاهبة الى المعركة ولو جربوا حكم العسكر وقد كانت ساحة النجمة منذ أيام "حكومة عسكرية"، فهذا تضييع وقت.

الثورة بحاجة الى تنظيم، لأن الطبقة الفاسدة الحاكمة ومستشاروها يعدون العدة لفتح السجون واهراق الدماء على خطى كل الزعماء والدكتاتوريات العربية، وهي يجب ان تبرز الشخصيات التي تطل بها على المجتمع اللبناني والعربي والدولي، لتكون بديلة عن طبقة "بوسطة عين الرمانة".

الثمن المنتظر كبير!!! ولو نجحنا في الثورة سنكون قدوة للعالم العربي بأسره وللإنسان العربي في كل بلد عربي، وهذا هو طريق تحرير فلسطين وهذه هي المقاومة!

وإذ ذاك نجد علاجاً لقضية فلسطين ولسائر قضايا الحرية والتعليم وكرامة الانسان في لبنان وفي البلاد العربية.

وكفى تجارة بقضية فلسطين التي استبد حكم العسكر بتحريرها، ففقدناها مثنى وثلاثي ورباعي، حتى وصلنا الى صفقة القرن التي لا تُرمى في المزابل في حركة استعراضية بل تُرمى من انسان عربي يقول لماذا وصلنا الى هنا؟ ويشرح بالعقلانية كيف وصلت التجارة بفلسطين الى هذا الحضيض؟ والكويت رائدة في هذه العقلانية فلماذا هذه المسرحية؟

ففي الوقت الذي نزل فيه الانسان العربي الى أدنى درجات الانحطاط والثقافة والحرية والمرض والجهل، فإن رئيس وزراء "إسرائيل" "نتنياهو" والذي وقف مختالاً الى جانب الرئيس الأميركي ترامب، كان وما زال ملاحقاً بالفساد وجلسة محاكمته قريبة، وسيدخل السجن ويدفع ثمن فساده!! وقبل سنوات حكم رئيس وزراء الدولة العبرية إيهود أولمرت وادخل السجن لفساده!

وإسرائيل تُصدّر التكنولوجيا الإلكترونية الى الصين!

تعلموا من اعدائكم. وكفى تجارة بتحرير فلسطين عن طريق أحمد سعيد والدكتاتوريات العربية.

لنقوى على التفاوض مع إسرائيل ونكون لها الند بالند.

نحارب إسرائيل بالعلم والحرية وكرامة الانسان وبالطهارة والصحة والعافية وليس بأحمد سعيد ولا بمحاكمات المهداوي ولا بملالي إيران وأمبراطوريتهم الفارسية.

من هنا نبدأ.

كما فعلت المانيا بعد الحرب وبعد تحررها من النازية.

آن الأوان لقطع مسيرة تحرير فلسطين من يد العسكر والدكتاتوريات، فنحن كما يقول ضمير الشعراء نزار قباني:

نحن مسافرون نحن في سفينة الأحزان

قائدنا مرتزق

وشيخنا قرصان

مواطنون دونما وطن

مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن

مسافرون دون أوراق..

وموتى دونما كفن

نحن بغايا العصر

كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن

 

النظام يترنح بين الفدرالية والمثالثة.. أو المداورة

منير الربيع/المدن/13 شباط/2020

أحالت السلطة السياسية في لبنان، الدستور إلى خانة التعطيل. أصبح هو وكل المنظومة السياسية في حالة موت سريري، لا يتجرأ أحد من الأفرقاء السياسيين على إعلانه. وهم على الرغم من كل خلافاتهم العميقة فيما بينهم، إلا أنهم يجتمعون مجدداً على رفض أي تغيير، في بنية النظام وتركيبته. وحتّى عندما يطرحون أفكاراً تغييرية جدّية وبناءة، فلفرط خطاياهم وانعدام الثقة بهم، لا يعرفون تقديمها إلا بشكل ساذج. والأسوأ أن بعضهم يطرح التحدي ويرمي مجدداً أفكاراً "تقسيمية"، على غرار طرح رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، للامركزية الإدارية والمالية الموسعة. وهي تعني بشكل واضح ومباشر، "الفدرالية".

تخبّط القوات والمستقبل والاشتراكي

طرح هذا النوع من اللامركزية، لم ينص عليه الطائف، المعطّل أصلاً، والذي ادعى باسيل من على منبر مجلس النواب تمسكه به، في أفظع عمليات التعمية السياسية، طالما أن إسقاط الطائف هو العنوان الذي خاض على أساسه باسيل انتخاباته النيابية الأخيرة، والتي أجريت بالأساس كضرب لهذا الاتفاق وإنهاء له، ناهيك عن تأجيجه للصراع المستمر على الصلاحيات الدستورية بكثير من النعرة الطائفية والمذهبية. تنحطّ الحياة السياسية أكثر فأكثر في لبنان، مع طبقة حاكمة لا تعرف التنفس إلا في حضيض الانقسامات والعصبيات وهتك الدستور روحاً ونصاً. فيعلن رئيس المجلس النيابي بدء جلسة مجلس النواب لمناقشة البيان الوزاري وإعطاء الثقة للحكومة، قبل اكتمال النصاب القانوني. وحسب ما تكشف المصادر، فإن عدد النواب الذين كانوا داخل الجلسة، عندما أعلن برّي انطلاقتها، 61 نائباً. وأعلن أن عدداً آخر من النواب سيحضر، فاعتبر أن النصاب قد اكتمل، ليستدرج نواب المستقبل والقوات والاشتراكي إلى داخل القاعة العامة.

نواب هذه الكتل الثلاث أيضاً، ليسوا بحال أفضل من الآخرين. فحال التضعضع والتخبط التي يعيشونها، هي من أبرز الدلائل على مراكمة الخسارات وعدم التعلم من التجارب، والاستمرار في سلوك إعلان المواقف وممارسة ما نقيضها. فيوم الإثنين، أدلى ممثلون عن هذه الكتل بمواقف تشير إلى مشاركتهم في الجلسة، من دون إعطاء الثقة. ولكن صباح الثلاثاء، تم التوافق بين القوى الثلاث على عدم المشاركة وتعطيل النصاب. بقي نواب القوات اللبنانية في مكاتب النواب ولم يتوجهوا إلى مبنى القاعة العامة. نواب تيار المستقبل رفضوا المشاركة، وصرّح أحد نواب اللقاء الديمقراطي أن لا حضور ولا تصويت. تفاجأ برّي بالمواقف، فبدأ باتصالاته مع جنبلاط والحريري، لتأمين النصاب. وكان له ما أراد، بحضور نواب الاشتراكي.

الضياع والانكشاف

نواب المستقبل، توجهوا إلى مكتب أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر، ورفضوا الدخول إلى القاعة والاستماع إلى كلمة رئيس الحكومة حسان دياب، ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل. وهم الذين كانوا قبل أسابيع قليلة في حالة "غرام ووئام" مع باسيل، بل وفي تحالف ثنائي، أسهم بالقضاء على ما كان قد تبقى من حياة سياسية في لبنان. وهذا دليل على الارتهان إلى حسابات صغيرة جداً، لا ترقى إلى مستوى أطفال المدارس والأحياء. حالة الضياع والانكشاف التي تعيشها القوى السياسية، في الحيرة بين الحضور إلى جلسة مجلس النواب أو عدمه، تسمح للفريق الخصم بتحصيل المزيد من الأرباح على حسابهم. لكن حزب الله أيضاً لم يكن بعيداً عن هذا الانكشاف، بدليل موقف النائب محمد رعد الذي اعتبر أنه يمنح الثقة لحكومة لا تلبي تطلعات الحزب ولا يوافق على بيانها الوزاري. لو كان هناك إرادة حقيقية من رافضي الحكومة لمنع حصولها على الثقة، كان بإمكانهم تعطيل النصاب، أو الحضور بشكل كامل إلى المجلس النيابي. وبحسبة بسيطة أيضاً، كان يمكن لهذه الحكومة أن لا تنال الثقة بعدم حصولها على أكثر من 62 صوتاً، في ظل معارضة نواب من داخل قوى الثامن من آذار وتكتل لبنان القوي لها ورفضهم منحها الثقة.

ولكن ما يجمع القوى السياسية هو أكبر من كل الخلافات، ويرتبط بحسابات بعيدة فيما بينها للحفاظ على التركيبة الحالية التي يضمنون بموجبها مكتسباتهم. المعارضون يبحثون عن ضمانة، لا يوفرها لهم أحد إلا نبيه بري، الذي أسلفوه مرتين في جلسة الموازنة وفي جلسة الثقة، وهو سيردّ الجميل حتماً. الحريري لا يريد مواجهة الثنائي الشيعي، ويركز هجومه على التيار الوطني الحرّ، الذي سيلتصق أكثر بحزب الله في ظل هجوم الحريري عليه. وليد جنبلاط في تحالف عضوي مع نبيه بري منذ 6 شباط 1984. هذا تحالف معمّد بالدم، وبمحطات سياسية وعسكرية كثيرة، ليس من السهل زواله. وهو يعرف اللحظة التي يستعيد فيها دوره كبيضة للقبان، فلولاه لما تأمن النصاب ولما حصلت الحكومة على الثقة.

التغيير في النظام

وسط هذه الحسابات البسيطة، والتسخيف للحياة السياسية في لبنان، واهتمام القوى بالصغائر، يذهب لبنان إلى وجه جديد غير مكتمل المعالم. لكن الأكيد لتعطيل الدستور والصراع المناطقي والتحاصص الحزبي والطائفي والمذهبي، وحتى داخل الطوائف والمذاهب، بما يؤشر إلى القضاء على الصيغة اللبنانية كما هي معروفة. الحريري يريد اختزان السنّة مجدداً، والثنائي الشيعي يحافظ على قوته حالياً، على الرغم من كل الضربات التي وجهت إلى بري، بينما الساحة المسيحية مفتوحة على صراعات لم تعد استراتيجية بقدر ما هي تفصيلية، وإن كرر أقطابها الخطأ أيضاً بطرح شعارات كبيرة، من قبل تصحيح الطائف أو تعديل الدستور، المترابط بطرح اللامركزية الموسعة. وهذه ستسبب المزيد من التقسيم والشرذمة، خصوصاً أن كل المعطيات تفيد النظام اللبناني لن يبقى كما كان. ففي ظل قوة حزب الله المتنامية، وسيطرته على مناطق أساسية في البلد، وحاجة الجميع إليه، سيكون صاحب دور متطور في بنية النظام، سواء عبر طرح استحداث موقع لنائب رئيس للجمهورية، أو المداورة في الرئاسات أو في المواقع الأولى في الدولة، كحاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش. هذا الكلام، يتم التداول به على نطاقات واسعة داخلياً وخارجياً. وهو حتماً سيدفع لبنان إلى الكثير من الصدامات والتوترات، التي ستنتج عن الأزمة المالية والاقتصادية المستمرة، والتي ستستفحل في المرحلة المقبلة، وتكون مقدمات لتغيير كبير. مرحلة بالتأكيد ستنتهي فيها أدوار قوى وأشخاص، قد تعتبر أنها أدت وظيفتها، ولا تنفصل عنها "مندرجات" التسوية الرئاسية التي حصلت في العام 2016، وأدت إلى الانهيار الحاصل اليوم، بعد محاولة اختزال الطوائف والمذاهب والمواقع بأشخاص معينين، ربما كانت أدوارهم تُستخدم في سبيل الوصول إلى هذه الحال.

 

ألوان لبنان الديموقراطي ولون الطغمة الحاكمة

أحمد جابر/المدن/13 شباط/2020

نالت حكومة حسان دياب الثقة من المجلس النيابي، وما كان الشك ليخالط ذهن المتحالفين والمتناكفين في النظام أن الثقة ستحجب عنها. وحده الشارع، حيث الآلاف من المعترضين، كان مدركاً ما قد تذهب إليه تشكيلة الحاكمين المتحكِّمين، فحاول أن يعطِّل النصاب بإرادته الطموحة، تعطيلاً لو حصل، كان سيدرجه أبناء الحركة الشعبية في سيرة مراكمة نقاط وعوامل القوّة لديهم، حتى يتسنى لهم ذات نهاية صراعية طويلة، الإطاحة بهذه النسخة من النظام الطائفي اللبناني، الذي حكم فتبلَّد فتأبَّد، والذي اهتزّ في الماضي، ويهتزُّ في الحاضر، فتتداعى لتثبيته ومنع سقوطه، كل الأطياف المستفيدة من مغانمه، وكل القوى التي انتقلت من هامش الكيان وهيئات إدارته، إلى متن المشاركة في صلب توازناته، وفي تقرير مضامين سياساته.

إنزياح الحريرية السياسية

لبَّت الحريرية "الوارثة" نداء الثقة بالحضور، وسجَّلت بذلك نقطة انتقال إضافية على طريق تدهور وضعيتها العامة. هذا الأداء الذي تقوم به نسخة "السعدية" الحريرية، لا يشبه كثيراً أداء حريرية الأب "الرفيق"، لجهة قبول الإقصاء عن موقع الحكم وهو محتفظ بعناصر من الثبات في موقع القوة، والصراع من أجل إعادة امتلاك نقاط ومواقع قوة جديدة، ثم العودة إلى ما كان عليه بدفعٍ أشد وبزخم شعبي وسياسي أوسع وأشمل. ما أقدم عليه سعد الحريري يخالف تلك السيرة، ويقدم إنزياحاً من موقع القوة إلى مواقع الضعف، افتتحه الحريري "الجديد" منذ اتفاق الدوحة وحتى تاريخه. هذا الانزياح جعل سعد الحريري "زعيماً" مذهبياً غير عابر لحدود طائفته، كما حاول "الوالد"، وأعاد تصنيفه قوياً بين أقوياء مذهبه، وأخذ بيده من وَهْن إلى وَهْن، حتى جعل خروجه من بنية توازنات التشكيلية الكيانية الأصلية أمراً عادياً، لا تهتز له صيغة، ولا تغضب لغضْبته شوارع التوازن المختلطة.

لقد استكمل سعد الحريري مساره التراجعي بخطوة تراجع إضافية، عندما لبّى الدعوة إلى جلسة الثقة بالحكومة، أما التبريرات التي أدلى بها تيار المستقبل ومحبذوه ومريدوه، فلا تقدم أكثر من شرح توضيحي آخر، يدل على الموقع الحقيقي للحريرية السياسية، أي إلى صفتها الأصلية كمكون أساسي من النظام السياسي المذهبي الذي جاء به اتفاق الطائف، هذا الذي وضع حداً لحرب اللبنانيين الأهلية.

ختام الجنبلاطية الكمالية

وضع وليد جنبلاط نقطة ختام لجنبلاطية كمال جنبلاط، جاء ذلك بعد أن كتب "الوليد" صيغته الجديدة للجنبلاطية، منذ حرب الجبل التي اندلعت بعد الاجتياح الصهيوني للأرض اللبنانية، وفي مواجهة صيغة القهر التي حملتها نسخة القوات اللبنانية في تلك الحقبة، وحاولت فرضها على أرض الإشكالية التاريخية في الجبل، وعلى إرادة سكانها. منذ تلك اللحظة السياسية، تحوّل وليد جنبلاط تباعاً، ومع تحوّله المتدرج الذي كان يكتب سطوره الكثيرة، كان يمحو في الوقت ذاته، السطور الكثيرة التي كتبها المعلم كمال جنبلاط. نفتح هنا قوسين استطراديين للقول: إن كمال جنبلاط سار تصاعدياً من بيئته المذهبية الأصلية، إلى رحاب البيئات اللبنانية العامة، وهو أدرك جيداً حقيقة الوزن الديموغرافي لبيئته الخاصة، فحصَّن موقعها بالعبور إلى القضايا التي تحتشد ضمنها قضايا ومصالح بيئات شعبية متنوعة ومختلطة، وإذ فعل "المعلم" ذلك، أتيح له أن ينتقل من المحلي اللبناني إلى القومي العربي، إلى الأممي الإنساني، فكان فريداً في انتقاله، وكان ملهماً في تفاعله وفي استجابته لقضايا الحركة الشعبية اللبنانية، التي أخذت منه، وأضافت إليه في الوقت ذاته، ولذلك أمكن القول، إن الحركة الشعبية قد صنعت كمال جنبلاط بمقدار ما صنعها، وأنه كان من نتاجها بالتناسب مع ما أضاف إليها من فرص وعناصر الإنتاج.

بالقياس إلى المؤسس، سارت "الوليدية" الجنبلاطية على خط بياني معاكس، فلقد انتقل الوارث من العام إلى الخاص، انتقالاً متعرجاً ومتدرجاً، حتى استقر في موقع "الترويكا زائد واحد" الذي أدار نظام الطائف، وأطاح بتوازنات نصّه، وسوَّغ للهيمنة النظامية السورية.

في جلسة الثقة الأخيرة، كانت الترويكا الجديدة، مع تبدل إسمين، وكان الزائد واحد هو ذاته: وليد جنبلاط، الذي يتيح له موقعه الكياني، السياسي والديمغرافي أن يقول دائماً، إنه "الرئيس" الرابع الذي لا يمكن تجاهله من قبل الرؤساء الرسميين الثلاثة، هذا التجاهل ما زال يرفضه واحد حتى الآن من قبل الرؤساء، هو نبيه بري، الذي لم يرفض له الوليد عدداً من الدعوات السياسية، فكان أن استجاب لطلبه في الجلسة المشهودة الأخيرة.

ألوان ولون القوات اللبنانية

دفعاً للتفسير الظنّي، لا يُقصد باللون العودة إلى فتح السيرة الأصلية للقوات اللبنانية، لأن هذا الأمر منوط بمراجعة سياسية تطال كل أطراف الصراع اللبناني، خاصة أولئك الذين خاضوا الحرب الأهلية الداخلية، وتبادلوا التهم والشتائم السياسية، قبلها وخلالها، وما بعد صمت أصوات الطلقات، مما نسمع بعضاً من شظاياه حتى يومنا الخلافي السياسي الراهن. إذن، وبعيداً من التاريخ، نكتفي بالإشارة إلى أن اللون المقصود هو لون ثبات القوات اللبنانية في موقع الانتماء إلى التشكيلة السياسية الحالية، والانتماء الثابت إلى النظام الطائفي اللبناني، بحيث تبدو السياسات المرنة والمتحركة التي تعتمدها القوات اللبنانية تلويناً آنياً متغيراً تقتضيه المتابعة اليومية السياسية الظرفية، لكن هذا التلوين لا يطغى على اللون النظامي والانتظامي الأصلي للقوات، ولا يعدل حقيقة منبتها وتمثيلها الطائفي والمذهبي، وطموحها إلى احتكار النطق باسم بيئتها، أو الإمساك بالحيز الأكبر من مسؤولية التعبير عنها، ولعل هذا واحد من عناصر تنافسها المحموم مع العونية السياسية. حضور نواب كتلة القوات اللبنانية إلى برلمان "الثقة"، كان في اتجاه ما توافقت عليه القوات مع آخرين، من حفاظ على المؤسسات.. وحمل صوت الشارع إلى الداخل.. وتسجيل الاعتراض عبر القنوات الرسمية.. يسهل القول أن الاعتراض بالمقاطعة هو "ديموقراطية" أخرى مارستها العونية وحزب الله وحركة أمل ذات يوم.. ولم تنل الممارسة تلك من المؤسسات، وكان الحريُّ بأصحاب هذا التبرير الاستناد إلى صوت ديموقراطي صارخ في الشارع، للجهر بصوت رفض بجعل الديموقراطية مجتزأة، ومحتكرة من قبل ممثلين فقدوا نصف تمثيلهم الشعبي، بعد أن رفض سياساتهم ما يربو على نصف عدد الشعب اللبناني. لم تستطع القوات اللبنانية أن تكون "شعبية" أكثر، وهي ربما تستطيع أن تكون جزءاً من شعبوية أوسع يمارسها عدد من الأحزاب السياسية النظامية الأخرى، التي تدعي "وصلاً" بصوت الشارع، فتقول زوراً، أنها تتبنى مطالبه.

قوس قزح الشارع

في مواجهة وحدة اللون الرسمي الذي يحاول بعض أقطابه تلويناً خاصاً مقصوداً لمصالحه، انتفض الشارع الشعبي على هيئة حركة شعبية متعددة الألوان، ومتكاملة التناسق، ومنسجمة اللوحة المتنوعة الأطياف. هذه المواجهة تتضمن حقيقتين متصارعتين، حقيقة المصالح التي يهتف من أجلها المحكومون، وحقيقة المصالح السلطوية الضيقة التي يتحلق حولها الحاكمون. السيرة التاريخية لهاتين الحقيقتين سيرة طويلة ومتدرجة، يلجأ فيها كل من أصحاب الموقعين إلى مختلف وسائل الكفاح من جهة الشعب، وإلى كل وسائل التضليل والقمع من جهة السلطة. وعْي المسألة الوطنية الشعبية اللبنانية اليوم على هذا الوجه الصراعي، يبلور الهدف ويجعله واضحاً وذا طابع مستقبلي، وحول الهدف تجتمع قوى اجتماعية في صيغة تنسيقية مرنة، وفي صيغة جبهوية رحبة، وفي صيغ تحالف وائتلاف متنوعة، أي أن قوس قزح الألوان يظل صيغة مثلى لحركة شعبية متعددة، تتطور وتتبلور تباعاً، فتبلور في سياقها هذا صيغها التنظيمية، وتطور أساليب ووسائل عملها الكفاحية. وإذ تسلك الحركة الشعبية هذا السبيل، فإنها تقدم صيغة الديموقراطية الاجتماعية اللبنانية الجديدة، وتقدم صيغة النظام اللبناني الذي يحفظ "أسس الكيانية اللبنانية"، والذي يعيد إلى لبنان وجه الرسالة الحضارية الإنسانية، تلك الرسالة التي لطَّخها الطائفيون بحبر المذهبيات والعصبيات، وأناطوا إلقاء خطبها بحناجر أهل التناحر والنزاعات، فجعلوا سيرة كل احتمال تغيير، سيرة لحروب أهلية متجددة.

لبنان يصنع قوس قزحه الديموقراطي اليوم في الشارع، بعيداً من أبناء طغمة "اللون الواحد"، الطغمة التي تستخدم في تزويرها السياسي كل الألوان.

 

لا مفر من صندوق النقد والمصارف بحال استنفار

عزة الحاج حسن/المدن/13 شباط/2020

يتصاعد السجال حول سداد لبنان استحقاق ديونه المتوجب عليه في 8 آذار المقبل. وتتضاءل المدة الزمنية المتبقية لاتخاذ القرار المناسب حيال آلية التعامل مع هذا الاستحقاق، في ظل تفاقم الأزمة المالية وما يترافق معها من شح بالدولار، نتيجة التراجع الدراماتيكي لاحتياطات مصرف لبنان.

الاستشارة التقنيةمنذ أيام فتح رئيس مجلس النواب نبيه بري الباب على الاستعانة بصندوق النقد الدولي، لطلب استشارة تقنية، مستفيداً من المدّة الزمنية الفاصلة عن موعد سداد استحقاق "اليوروبوند" الأوّل في آذار، وقيمته 1.2 مليار دولار. بعد دعوة بري، بدأ العمل جدّياً على توجيه طلب رسمي من الدولة اللبنانية إلى صندوق النقد الدولي، للاستعانة باستشارة تقنية. وهو ما حصل فعلاً. ومن المتوقع حضور وفد فني من صندوق النقد خلال الأيام القليلة المقبلة، لتقديم المساعدة على وضع خطة مالية نقدية شاملة للإنقاذ، تشمل آلية التعامل مع استحقاقات اليوروبوندز لعام 2020.

وهنا لا بد من التذكير أن استحقاقات اليوروبوندز للعام 2020 لا تقتصر على استحقاق آذار، البالغ 1.2 مليار دولار، بل تشمل أيضاً استحقاق سندات بقيمة 700 مليون دولار منتصف شهر نيسان، وسندات أخرى بقيمة 600 مليون دولار في شهر حزيران. ويُضاف إليها (بحسب تقرير "الدين وأسواق الدين" الذي تعدّه وزارة الماليّة وتطرقت إليه "المدن" في وقت سابق) مبلغ 2.7 مليار دولار قيمة الفوائد، التي يُفترض أن يدفعها لبنان بالدولار كفوائد على الدين العام المعنوَن بالعملة الأجنبيّة. وفي حين لم تتضح الرؤية حتى اللحظة حول جدوى الاستشارة الفنية من صندوق النقد الدولي، نظراً لضيق الوقت الفاصل عن الاستحقاق الأول (أقل من 24 يوماً)، تردّدت معلومات حول درس أكثر من طرح للتعامل مع استحقاقات اليوروبوندز، تتفق جميعها على أن يشمل الحل الاستحقاقات الثلاث، وليس استحقاق آذار وحسب. وعلمت "المدن" بتقّدم النقاشات في الإجتماعات المالية والاقتصادية في السراي الحكومي باتجاه إجراء عملية استبدال الدين بسندات جديدة تُستحق عام 2023. وهو ما يُعرف بعملية سواب swap.

جمعية المصارف: تحذير شديد اللهجة

ارتفاع حظوظ الخيار المذكور وهو إجراء عملية سواب، وإن كان غير محسوم حتى اللحظة، إلا أنه استنفر جمعية المصارف التي توجّهت بكلام شديد اللهجة إلى السلطة، حذّرت فيه من عواقب عدم الالتزام بسداد استحقاق آذار المقبل (1.2 مليار دولار)، مستغلّة ضيق الوقت وضياع السلطات المالية والنقدية والسياسية، لتؤكد عدم جدوى إعادة برمجة الدين أو إعادة هيكلته بالتفاهم مع الدائنين. إذ يتطلب ذلك -وفق جمعية المصارف- وقتاً واتصالات وآليات تتطابق مع المعايير الدولية، ومع المقاربات المماثلة التي اعتمدتها دول أخرى. وتستدعي الاستعانة بالجهات الدولية المختصّة من أجل بناء برامج مالية ونقدية ذات مصداقية.

وإذ شدّدت المصارف على ضرورة سداد استحقاق آذار في موعده، حمايةً لمصالح المودعين، ومحافظةً على بقاء لبنان ضمن إطار الأسواق المالية العالمية، وصوناً لعلاقاته مع المصارف المراسلة والدائنين الدوليين، دعت إلى الشروع فوراً في الإجراءَات المطلوبة لمعالجة ملف الدين العام بكامله.

المصارف بدعوتها تلك أرادت اللعب على عامل الوقت حماية لمصالحها، من خلال دفع الدولة إلى الالتزام بسداد استحقاق آذار، مهما كلّف الأمر، لاسيما بعد أن باعت المصارف جزءاً من حصتها من السندات إلى مستثمرين دوليين، بحيث أصبح غالبية استحقاق آذار (نحو 60 في المئة) مملوكاً من دائنين دوليين، وأقل من 40 في المئة من الاستحقاق مملوكاً من المصارف اللبنانية.

مجموعة الدائنين

ويتخوّف خبراء اقتصاديون ومنهم الباحثة الاقتصادية ديمة كريّم من تقديم مصلحة المصارف على المصلحة العليا للدولة اللبنانية ومواطنيها "لاسيما أن السلطة تعمل على حماية المصارف وتجنيبها أي أعباء من خلال العمل على سداد ديونها مهما كلّف الأمر"، تقول كريّم في حديثها لـ"المدن". فخلية الأزمة برمتها  مؤلفة من مصرفيين. ومع ارتفاع حدة النقاشات في لبنان حول آلية التعامل مع استحقاق اليوروبوندز في آذار المقبل ونظراً لتقلّص المدة الزمنية الفاصلة، ارتفع مستوى احتمال عدم السداد وعليه نظمت مجموعة من الدائنين الدوليين من بينهم شركتا Greylock Capital و Mangart مجموعة نقاش غير رسمية للعمل على تقييم خيارات بشأن كيفية إدارة المقرضين لتطورات الوضع في لبنان. وأعربت المجموعة وفق ما أوردت وكالة "رويترز" عن نيتها تسهيل التواصل بين الدائنين المختلفين واستعدادها للإنخراط في أي مباحثات مع لبنان.

 

على هامش "صفقة القرن"

منى فياض/النهار/12 شباط 2020

حذر الشيخ صبحي الطفيلي، في فيديو، الطبقة السياسية من أن من يريد تحرير فلسطين عليه القضاء على الفساد أولا.

صحيح أن فلسطين لم تكن غائبة عن وعي وضمير الشباب الذين فجروا الثورات العربية في العام 2011، لكنها لم تكن عنوانها ولا قضيتها. ذلك أن الشباب العربي وعى بالسليقة أن من يريد أن يحرر كائنا ما، كان عليه أن يحرر نفسه أولا. كي يحرر العبيد أرضهم، عليهم تحرير أنفسهم قبل ذلك.

لم نتعلم بعد ولا وجدنا الطريقة المناسبة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. منذ ما سمي النكبة في العام 1948 كان الخيار العربي عموما تجاهل وجود إسرائيل وإنكاره. وصل بنا الأمر حد رفض الفلسطينيين الذين صمدوا في أرضهم وحملوا الجنسية الإسرائيلية. فما كان من العرب إلا أن نزعوا عنهم هويتهم الفلسطينية أيضا فسمّوهم باسم نكبتهم: عرب 48! وعوملوا كعملاء في الدول العربية ورُفِض استقبالهم أو التعامل معهم. هذا الإنكار للوقائع لا يزال سلاح البعض من بقايا بعض اليساريين الممانعين من أجل تخوين من يخالفونهم الرأي فيسارعون لاتهامهم بالعمالة. لذا أحرقت خيمة "ملتقى التأثير المدني" في موقف اللعازارية في بيروت وتم الاعتداء الجسدي على الحضور. التهمة: التطبيع مع إسرائيل. والدليل اعتبار إسرائيل "دولة!". إسرائيل تطور تقنيات تدخل في عدد من الصناعات الإلكترونية التي تستخدم في الكمبيوترات المحمولة التي بين أيدينا، ونخوض الحروب ضدها فتحتل ونحرر الأرض من احتلالها. ومع ذلك هي ليست دولة ولا موجودة! والآن مع خطة السلام الأميركية التي اصطلح على تسميتها شعبيا بـ "صفقة القرن" ستعلو المزايدات وتتحرر فلسطين يوميا بالخطابات الرنانة فيما يستمر البحث عن طريق جديد لتحرير القدس، بعد جونية والزبداني والقصير وحلب وغيرها. في الوقت الذي لا يستطيع فيها المواطن العربي، ولا الإيراني، أن يجد ما يحفظ حقه في العيش بكرامة، بما تعنيه الكلمة.

كتب الكثير من المقالات المؤلمة والجارحة في صدقها وصراحتها عن صفقة أو صفعة القرن. لكن المسؤولية الأكبر فيما وصلت إليه القضية الفلسطينية تقع أولا على التشرذم الفلسطيني الذي يرعاه محور الممانعة لصاحبته إيران التي تكاد تحل محل إسرائيل في الوعي العربي.

وتقع ثانيا على أوضاع العرب المزرية وتقهقر دولهم الفاشلة في معظمها. ما يعيق الشعوب عن الاهتمام بفلسطين وأهلها. تتجاهل خطة السلام الأميركية أو "صفقة القرن" ثورات الشعوب العربية فلا تأخذ بعين الاعتبار سوى الأنظمة التقليدية المطبوعة بالاستبداد وتنسق مع بعضها. لكن هذه الثورات ـ لا سواها ـ من يملك القدرة على إخراجنا من هذا المأزق لتعيدنا إلى الخارطة العالمية بعيدا عن وصمة الفشل والعنف. أو ربما نحتاج معجزة تغلّب وجهة نظر الإسرائيليين السلميين، الذين يعترفون بالحق الفلسطيني بدولة سيدة مستقلة، على عنصرية اليمين الإسرائيلي. والأمران، ليسا ممكنين في المدى المنظور، حتى لا نقول مستحيلين. وأمام هذا الكم من النقد الذاتي الموجع، الذي كان يجب أن يقال وأن يسمع ويمارس قبل وقت طويل، وقبل خراب البصرة وأخواتها، ارتأيت العودة إلى علم النفس وإلى عالم إسرائيلي ربما بحثا عن نفحة أمل أو نقطة ضوء، للسذج من أمثالنا. من هنا اختياري لمقاطع من مقال، كان صديقي المرحوم قدري حفني قد ضمنه مقدمته لكتاب علم النفس السياسي الذي ترجم عن الإنكليزية (2009)، معرفا بالكاتب: أما دانييل بار-تال Daniel Bar-Tal أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة تل أبيب، فهو يهودي إسرائيلي، يعد من اليهود الإسرائيليين القلائل الذين اتخذوا موقفا محددا إلى جانب خيار السلام منذ كان طالبا بجامعة تل أبيب في أواخر الستينيات.

يتوجه بار-تال في خطاب مفتوح يحمل تاريخ 16 فبراير 2009 إلى يهود إسرائيل:

"لعلها واحدة من أقسى فترات حياتي السياسية كيهودي أعيش في دولة إسرائيل. لقد وجهت أحداث الحرب في غزة ضربة قاصمة لقناعاتي بأن ثمة أمل في حل سلمي للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن يتحقق في المستقبل القريب، وفضلا عن ذلك فقد اهتزت ثقتي في إنسانية البشر حين شاهدت مدى السهولة التي يستجيبون بها لنداء الحرب معبرين عن مشاعرهم الوطنية العمياء، ورغبتهم في الانتقام، ونزعهم الشرعية عن الآخر، وانعدام حساسيتهم تجاه الحياة البشرية، مقابل الصعوبة الكبيرة التي تواجه عملية إقناع البشر بالتحرك نحو السلام". ويكمل بار-تال بالقول "لقد شاهدنا مرارا كيف أن الأمر يستغرق سنوات لإقناع الناس بأهمية السلام، في حين أن الأمر لم يستغرق سوى وقت قصير للغاية لإقناعهم بضرورة الحرب، بل لقد كان الأصعب هو إقناعهم حتى بمراعاة الاعتبارات الأخلاقية في حربهم". يكفي أن نخيف البشر من بعضهم البعض وأن نصوّر الآخر كعدو يرغب بسحقنا كي نثير غرائز العنف والتدمير. كما أن للإعلام دورا محوريا في التحريض وقلب الوقائع أو إغفال بعضها بما يجعل من الصعب تكوين رأي موضوعي أو الإحاطة بالواقع كما هو. وهذا ما يسمح لمن هم السلطة من الاستمرار في الهيمنة.

يضيف بار-تال أن "الحقيقة أكثر تركيبا بكثير من تلك الحكايات التي تروجها المؤسسات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، والتي نجحت من خلالها في تشكيل أفكار الجمهور اليهودي في إسرائيل. إنه لأمر مثير للسخرية، لأن واحدا من أهداف الحرب كان التأثير على وعي الفلسطينيين بحيث يتبين لهم مدى الضرر الذي أوقعته "حماس" بحياة الفلسطينيين وبأهدافهم. وما حدث هو أنه بدلا من تحقق هذا الهدف، فقد أدت الحرب إلى تقوية دعم الصقور على الجانبين، مما أدى إلى مزيد من تحطيم العملية السياسية. إن تحليل الموقف نفسيا يبين حجم التحيز والتشويه والانتقائية الذي يشوب نقل وبث المعلومات عبر قنوات الإعلام الإسرائيلية. ولا يعني ذلك أن المعلومات الأخرى البديلة غير متاحة في إسرائيل، ولكن من يهتمون بمعرفة الحقيقة لا يتجاوزون قلة صغيرة". انتظر بار-تال معجزة لم تحدث للتوصل الى حل سلمي. وبعد أكثر من عقد على حرب غزة ما حدث هو صفقة من أجل تعقيده جاءت كنتيجة طبيعية لانهيار المنظومة العربية بدعم من المجهود الإيراني الذي اعتاش على قضية تحرير القدس. والآن، وعلى وقع مزايدات الممانعة، سيستمر البحث عن طريق جديد للقدس، ما يغرق بلداننا بمزيد من العنف والدمار.

فهل سينتصر الحق والأخلاق يوما؟ هل ستنتصر الشعوب؟ ومن بينها الشعب الإيراني، لتصويب بوصلة الأحداث في المنطقة المهتزة؟ أم علينا انتظار نفاذ مخزون النفط والغاز؟

يُنشر أيضاً على "الحرّة".

 

عاصفة من الاختلالات

مهى يحيَ/موقع مركز كارنيغي للشرق الأوسط/12 شباط/2020

يُعاني لبنان من صدمات مُتزامنة، وهو في حاجة ماسّة إلى عقد اجتماعي جديد.

تُواجه الحكومة اللبنانية، التي شُكّلت مؤخراً، معارك عاتية تتعلّق بالتصدي لتحديات كبرى اقتصادية وسياسية، وسيكون نجاحها ضرورياً وحاسماً لتعافي لبنان وديمومته.

فقد بات جليّاً الآن أن لبنان يمر بعاصفة كاملة تتزايد حدّتها يوماً بعد يوم، حيث تتخبّط البلاد في لجج انهيار اقتصادي، يفاقمه انسداد الأفق السياسي. وكل ذلك يجري في خضم أزمة شرعية أوسع نطاقاً، لأن شطراً وازناً من الشعب فقد ثقته في قيادته السياسية. النظام اللبناني لم يعد يعمل بفاعلية، وما لم يتم الاتفاق على عقد اجتماعي جديد بين المواطنين والدولة ستنزلق البلاد إلى حمأة الفوضى.

الآن، الأولوية للحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب هي إبطاء السقوط الحر الاقتصادي والمالي اللبناني. للقيام بذلك يتعيّن عليها معالجة سلسلة أزمات في آن. فمع وصول الدين العام إلى نحو 150 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، يجب على الحكومة السيطرة على الإنفاق والعثور على وسائل لتعويض ديونها. وهذا لن يكون بالأمر السهل مع العجز في ميزان المدفوعات الذي يتغذى من العجز التجاري المتواصل، والذي يتوقّع أن يصل إلى 8 مليارات دولار في نهاية العام 2020. وما يفاقم من كل ذلك حقيقة أن الركود العميق في البلاد يقضم عائدات الحكومة، إلى درجة أن الاقتصاديين يتوقعون أن يصل عجز الموازنة في العام الحالي إلى 3 مليارات دولار، هذا عدا دفعات الفوائد.

اليوم، ومع وجود زهاء نصف أصول المصارف في الدين السيادي للبلاد وفي البنك المركزي، ومع وجود ربع الأصول في شكل ودائع قطاع خاص خطرة، فإن المصارف تفتقد عملياً إلى السيولة وربما يكون بعضها متعسّراً. وقد أوقفت المصارف معظم الأنشطة المصرفية العادية، وبذلك لم تعد مصارف سوى بالاسم. وعلى الرغم من فرض قيود مصرفية غير فعّالة على الرساميل مؤخراً، إلا ان القطاع يشهد تدافعاً لسحب الإيداعات. في الأحوال العادية، كان مصرف لبنان يوفّر السيولة للمصارف، إلا أنه مُقيّد اليدين هذه الأيام بسبب توافر حجم محدود من الدولارات، وبفعل المخاوف من أنه إذا ما عمد إلى ضخ ليرات لبنانية في الاقتصاد، قد يفاقم ذلك انخفاض العملة المحلية.

محصلات كل ذلك كانت كارثية على اللبنانيين. فمنذ اندلاع الاحتجاجات في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي واستقالة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في 29 تشرين الأول/أكتوبر، ازدادت الأوضاع الاجتماعية- الاقتصادية تردياً. فالقيود غير الرسمية على الإيداعات وعلى السحوبات النقدية تبث الرعب في أوصال الناس، فيما يحاول هؤلاء الحصول على إيداعاتهم التي جمعوها بشق الأنفس. ثم إن خفض خطوط الائتمان دفع الاقتصاد إلى الجمود، مع توقّع نمو سلبي يتراوح بين 5 و10 في المئة العام 2020. الشركات تُغلق أبوابها والبطالة ترتفع باطّراد، ويُقال إن آلاف اللبنانيين فقدوا وظائفهم في غضون الأشهر القليلة الماضية. وفي السوق الموازي، خسرت الليرة 30 في المئة من قيمتها، فيما لبنان يتحوّل بسرعة إلى اقتصاد نقدي.

وهكذا، أصبح الإفلاس، والفقر المتمدّد، والانحدار العام في مستويات المعيشة، من سمات الحياة لدى العديد من اللبنانيين. فثمة الآن نحو 760 ألف شخص في حالة فقر مُدقع، أي أنهم يعيشون بأقل من 4 دولارات في اليوم ولا يستطيعون الحصول على السعرات الحرارية اليومية الضرورية. وفي الوقت نفسه، شهدت التدفقات المالية هبوطاً حادّاً. وحتى الآن، أقدم سبعة أشخاص على الانتحار في الشهر الماضي كنتيجة مباشرة للأزمة الاقتصادية.

وسائل معالجة هذا الوضع الاقتصادي والمالي الكارثي متوافرة. وقد وضعت مجموعة لبنانية من الاقتصاديين وخبراء المال والتنمية مؤخراً خطة للمساعدة على التغلّب على الأزمات بطريقة تضمن تشاطر الأعباء على نحو متساوٍ، وحماية الفئات السكانية الأضعف. وهنا يجب أن نذكّر أن 151 دولة عاينت أزمة مالية من هذا النوع أو ذاك منذ حقبة السبعينيات. من بين هذه الدول، واجهت نسبة 2 في المئة فقط صدمات مالية ونقدية ومصرفية متزامنة كتلك التي يعيشها لبنان الآن. يُشار كذلك إلى أن البلدان التي أعادت هيكلة ديونها حصدت دعماً دولياً كان كافياً للخروج من الأزمة والاقتراض مجدداً.

هذا يوضح أن كيفية تصّي فيها صنّاع السياسة للتحديات أمر مهم. وهنا تبرز الحاجة إلى مقاربة شاملة، يتم في إطارها تنفيذ سياسات مختلفة بشكل متوازٍ، كجزء من استراتيجية أكبر. لكن البرلمان اللبناني أقرّ الأسبوع الماضي موازنة العام 2020 التي افترضت حدوث خفض وازن في خدمة الدين، من دون خريطة طريق توضح كيفية تحقيق ذلك، ومن دون تقديرات لتأثيره على تراجع قيمة العملة والتضخّم.

يتطابق هذا المنحى في الواقع مع أنماط السلوك السياسي في البلاد. فعلى الرغم من الاحتجاجات والأزمة الاقتصادية الحادة، واصل السياسيون العبث ووضع أجنداتهم الشخصية والسياسية فوق مصلحة لبنان. وقد استغرقهم الأمر ثلاثة أشهر لتشكيل حكومة جديدة، وحتى حينها احتفظوا بتمثيلهم في النظام ونشطوا لحماية امتيازاتهم.

بيد أن هذه المأساة ليست قصراً على الآني والحاضر. فهي تتعلّق أيضاً بالمستقبل وما يعنيه ذلك للأجيال اليافعة من اللبنانيين. فالإجراءات قصيرة المدى على الجبهة الاقتصادية ستجعل الإصلاح أصعب، وستُغرق الأجيال التي لم تولد بعد بالديون. ثم أن العمل على الجبهتين الاقتصادية والمالية، وعلى رغم أنه حاجة ماسة، إلا أنه غير كافٍ. وما أظهرته أشهر من الاحتجاجات من جانب شرائح مختلفة من المجتمع، هو أن لبنان في حاجة إلى عقد اجتماعي جديد وعملية سياسية متجددة. لماذا؟

لأنه يكمن خلف الظروف الاقتصادية المتدهورة أزمة شرعية عميقة، تدفع الناس إلى النزول إلى الشوارع للتنديد بالطبقة الحاكمة وبالحكومة التي شكّلتها. لقد دعا المحتجون إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة ورئيس جديد. وهذه المطالب دافعها انعدام الثقة بمعظم مؤسسات الدولة والروابط والهيئات الاجتماعية، الخاصة والعامة، بما في ذلك الحكومة، ومجلس النواب، والأحزاب السياسية، والمصارف، وأجهزة الأمن، ومنافذ الإعلام، والنقابات، والاتحادات العمالية.

تعكس استطلاعات الرأي هذا المزاج الشعبي. فوفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة "بيو" في العام 2018، قال 77 في المئة من اللبنانيين إنهم لايثقون بأن حكومتهم ستقوم بما هو صائب للبنان، فيما اعتبر 84 في المئة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم أن الوضع الاقتصادي سيئ في البلاد. وعبّرت غالبية تتراوح بين 80 و85 في المئة عن عدم ثقتها بمؤسسات الدولة، ومن ضمنها البرلمان، والأحزاب السياسية، والحكومة. كذلك، تهاوت ثقة اللبنانيين في النظام المصرفي، وسط حالة من الاستقطاب الشعبي حيال دور قوى الأمن. يُشار أيضاً إلى أن السياسيين يملكون معظم الوسائل الإعلامية، ناهيك عن أنهم استلحقوا النقابات المهنية والعمالية.

تضرب هذه الأزمة جذورها في النموذج السياسي والاقتصادي السائد في لبنان منذ استقلاله في العام 1943. على المستوى السياسي، كرّس الميثاق الوطني نظاماً قائماً على تقاسم السلطة على أساس طائفي. وفي غضون ذلك، اعتُبر لبنان جمهورية تجارية، اقتصادها موجّه نحو الخدمات، ويستند إلى ركنَين أساسيين هما السرية المصرفية والسياحة.

أُعيد تكريس هذا النموذج في تسعينيات القرن المنصرم، في أعقاب الحرب الأهلية اللبنانية، وتحديداً خلال مرحلة إعادة الإعمار. فالتسوية السياسية التي أنهت الحرب مأسست على نحو متزايد نموذج تقاسم السلطة على أساس طائفي. في فترة ما بعد الحرب، حرص السياسيون الطائفيون الذين شاركوا في الحرب على تقاسم الثروات الوطنية مع بعضهم البعض لتعزيز شبكات المحسوبية التابعة لهم.

في موازاة ذلك، عهدت سورية، التي اضطلعت بنفوذ كبير في لبنان بين 1990 و2005، بدور أساسي إلى حزب الله، ما حوّل البلاد إلى معقل "مقاومة" ضد إسرائيل وحلفائها. وفيما أُعيد بناء منطقة وسط بيروت لتكون مركزاً للترف والرفاهية، كان حزب الله يعدّ جيشه على بعد بضعة كيلومترات فقط. واليوم، أصبح الحزب مدافعاً رئيساً عن النظام الطائفي الفاسد، في وجه التغيير الذي يطالب به المتظاهرون، ذلك أن النظام القائم يحمي الحزب وسلاحه.

يعكس الجانبان اللذان يميّزان طابع لبنان الفصامي – أي تجانب الجمهورية التجارية مع منظمة عسكرية تتبع أجندة مقاومة – التوازن الإقليمي الهش الذي كان قائماً في السنوات الأولى من مرحلة ما بعد الحرب. فصورة لبنان كمركز تجاري منفتح على العالم العربي والغرب جسّدت مصالح كلٍّ من السعودية، التي كانت أحد الأطراف الفاعلة في تسوية ما بعد الحرب، وممثلها الأساسي في لبنان رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. وصورة لبنان كمعقل "للمقاومة" جسّدت مصالح إيران وسورية، التي كانت الطرف الإقليمي الثاني في اتفاق إنهاء الحرب. يُشار في هذا الصدد إلى أن هذين الطرفين أفادا من مواصلة النزاع مع إسرائيل، كلٌّ لأسبابها الخاصة. واليوم، لم يعد هذا التفاهم الضمني قائماً وسط الخلاف السعودي مع إيران وسورية.

يُعتبر الانهيار الاقتصادي في لبنان مؤشراً آخر على أفول نموذج ما بعد الحرب. فقد تراجعت تدفّقات الرساميل التي دعمت إنفاق الدولة، ولاسيما تلك الواردة من دول الخليج. ويُعزى ذلك جزئياً إلى انخفاض أسعار النفط التي أثّرت في مداخيل المغتربين اللبنانيين في الخليج، وإلى الشعور العارم بأن لبنان أصبح معقلاً إيرانياً.

بات واضحاً للبنانيين أيضاً أن همومهم الاقتصادية تقع في صُلب التداعيات الناجمة عن أزمة الحوكمة. فالنظام الطائفي الذي يعاني من الخلل فاقم ثقافة الفساد والهدر، ما سمح للطبقة السياسية بنهب البلاد، وللنخبة الحاكمة بإساءة استغلال الفرص على حساب غالبية المواطنين. لم تستفد أي طائفة منفردةً من النظام القائم، بل تراجعت سبل عيش جميع اللبنانيين. في غضون ذلك، وفيما تهوي البلاد إلى القاع، لايزال السياسيون مصمّمين على تسجيل النقاط السياسية حرصاً منهم على حماية مصالحهم في ظل نظام سياسي واقتصادي لم يعد قادراً على تحمّل هذا التصرّف.

تتطلّب الأزمة السياسية العميقة التي يغرق لبنان في لُججها راهناً حلولاً بعيدة المدى يكرّسها مسار سياسي يعيد بناء الثقة في المنظومة القائمة. ويجب أن يُستهل هذا المسار بإجراء انتخابات مبكرة، بموجب قانون انتخابي يحظى بالصدقية، ويستعيد الشرعية البرلمانية. في موازاة ذلك، لابدّ من إطلاق عملية وطنية ترمي إلى إعادة النظر في الإطار السياسي اللبناني. ويجب أن يكون ذلك بمثابة رؤية يشعر فيها جميع اللبنانيين، ولاسيما أولئك الذين نزلوا إلى الشوارع أو الذين يعتبرون أنفسهم مهمّشين سياسياً، بأن مخاوفهم وهمومهم تلقى آذاناً صاغية، وإلا فلن يرضى اللبنانيون ببساطة أن يتحمّلوا أعباء الإصلاحات والتعديلات الاقتصادية الضرورية بصمت، فيما يحصد قادتهم السياسيون مكاسب نظام سياسي فاقدٍ للصدقية.

 

الظاهر الروسي والخفي الأميركي في سوريا!

فايز سارة/الشرق الأوسط/12 شباط/2020

تزايد على نحو لافت للنظر عدد الذين يعتقدون، أن موسكو وسياساتها في سوريا، هي المتحكم الرئيسي في القضية السورية، وأنها منذ تدخلها العسكري الواسع والمباشر في أواخر العام 2015 زاد حضورها وتأثيرها في القضية السورية لدرجة أصبحت فيها اليوم، صاحبة القرار الرئيسي في المصير السوري، ونتيجة الصورة الروسية الشائعة، تبنى كتاب ورجال سياسة ممن يتابعون القضية السورية إلى ذات الاعتقاد، وزاد عدد المبشرين بالعصر الروسي في سوريا، وأن موسكو صاحبة قرار الحسم في المصير السوري خاصة في ضوء ما يتواصل من تطورات ميدانية راهنة في إدلب ومحيطها وحولها، والذي أدى إلى تآكل وجود التشكيلات المسلحة هناك، واستعادة النظام للسيطرة على نحو ثلث المنطقة، تمهد لسيطرته الكاملة على ما تبقى في وقت لاحق.

وسط المعطيات المحيطة بالوجود الروسي ومجريات التطورات الراهنة في إدلب وحولها، وما يدور حولهما من تزايد للتأثير الروسي الظاهر في القضية السورية. يبدو من المهم استعادة بعض المعطيات والوقائع والتدقيق فيهما، وإعادة تقييم الوضع، ورؤية احتمالاته في المسارات القريبة والبعيدة في القضية السورية.

ولعل أهم ما ينبغي استعادته من الوقائع والمعطيات، تأكيد أن روسيا دولة عظمى، وأن كل الأطراف، لا يمكنها تجاهل وجودها ومصالحها في سوريا، وارتباط الأخيرة بتاريخ وإرث متعدد المحتويات والمستويات مع روسيا، بالإضافة إلى وجود علاقات مميزة روسية مع إسرائيل وتركيا جارتي سوريا في الجنوب والشمال على التوالي، والأهم فيما ينبغي استعادته حقيقة تفويض الولايات المتحدة روسيا بالملف السوري، ولولاه ما كان بإمكان الروس، أن يتدخلوا عسكرياً بالشكل الذي تم في العام 2015 بعد أربعة أعوام ونصف العام من الصراع في سوريا.

وللحقيقة، فإن التفويض الأميركي لروسيا في سوريا، ليس منحة، إنما حاجة ومصلحة أميركية لإدارة قررت، ألا تتدخل مباشرة في قضية معقدة ومكلفة، وتستلزم القيام بأعمال قذرة، يشارك فيها خصوم معلنون لها بينهم إيران وميليشياتها ونظام الأسد، والروس راغبون في القيام بالمهمة، ويملكون كل الإمكانيات اللازمة، وفوق ذلك كله، فإنهم لن يكلفوا واشنطن أي أعباء سياسية أو مادية، بل سيجعلون من واشنطن، حيث رغبت في أن تظهر معارضتها لسياسات مواقف الروس القائمين بالمهمة، ويمكن لها في أي مرحلة من المراحل، أن تتدخل لتكون طرفاً في تسوية، تحفظ لها مكانتها وحصتها في الكعكة السورية.

قبول موسكو بالتفويض الأميركي في سوريا، كان ولا يزال يلبي كثيراً من مصالح الروس. فهو يعيدهم إلى سوريا ومياه المتوسط بعد أن سجلوا فيهما غياباً شبه كامل لسنوات طويلة، ويسمح لهم بالسيطرة على موارد ومزايا بلد له مكانة إقليمية مهمة أو المشاركة فيها على الأقل، ويقوي حضورهم الإقليمي وعلاقاتهم مع دول المنطقة على اختلافها وخلافاتها، ويخفف من إثر العقوبات المفروضة عليهم بسبب سياساتهم في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، بل ويجعل من وجودهم في سوريا ومنطقة شرق المتوسط بوابة لمساومات وتسويات في موضوعات أخرى متعددة.

وسط تلك المعطيات والوقائع، مضى التفويض الأميركي للروس في سوريا محاطاً بآمال متناقضة من الطرفين الروسي والأميركي. حيث الأول يأمل أن يكون تدخله في سوريا فرصة لاستعادة كاملة لمكانته عبر منافسة واشنطن على سيطرتها الإقليمية، وأن يستعيد الروس مكانتهم في منافسة واشنطن على زعامة العالم، فيما يأمل الثاني في إبقاء الدور الروسي في إطار استراتيجيته، وجعله أداة غير مباشرة في خدمة أهدافه في سوريا والمنطقة، ومن هذا الموقع، يمكن مراقبة سياسات وسلوكيات الإدارة الأميركية في التعامل مع الروس في سوريا بالتدقيق في ثلاث نقاط أساسية، أولها مقاومة الولايات المتحدة لأطروحات الحل الروسي في سوريا، وهذا ما بدا واضحاً في حرص واشنطن على منع تغليب آستانة وسوتشي على المسار الدولي في جنيف، الذي لا ترغب الولايات المتحدة في دفنه، حتى لا يصبح المسار الروسي بديلاً عنه.

والنقطة الثانية، إصرار واشنطن على خلق حليف محلي قوي ومضمون، وهو ما وجدته بقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، التي يمثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي(PYD) قوتها الرئيسية، حيث أشركته في الحرب على «داعش»، وساعدته في السيطرة على منطقة الجزيرة، التي تمثل خزان القدرات الأساسية في سوريا ومنها المياه والنفط والغاز والزراعات الاستراتيجية من حبوب وقطن، وعندما حاول الروس عبر مرتزقتهم من منظمة فاغنر التمدد في المنطقة بالهجوم على قاعدة قوات سوريا الديمقراطية قرب حقول نفط دير الزور في فبراير (شباط) 2018، قام الأميركيون بتدمير المهاجمين على وجه السرعة دون أن يتجرأ الروس على الاعتراض، بل رفضوا مجرد الاعتراف بوجود مرتزقتهم.

النقطة الثالثة، تثبيت وجود عسكري أميركي في سوريا. ولئن بدا هذا الوجود رمزياً من حيث عدد القوات وما يرافقها من معدات، فلا بد من النظر إليه بما يتجاوز تلك الرمزية من حيث وجود نحو عشر قواعد عسكرية أميركية في الأراضي السورية، تضاف إلى قواعد تدعمها موجودة في الجوار وخاصة التركي والعراقي، ثم هناك الحلفاء المحليون المضمونون على الأرض من قوات «قسد» الذين أثبتوا حرصهم الشديد على البقاء في الحضن الأميركي الذي وإن لم يوفر لهم فرصة انتصار مشروعهم، فإنه حماهم من الدمار على أيدي خصومهم الكثيرين.

خلاصة القول، فإن الوقائع تؤكد، أن الصورة عن الروس في حضورهم وتأثيرهم في سوريا، ليست كما تبدو، وأن مشكلة السوريين الحقيقية، ليست عند الروس، ولا في وجودهم وسياساتهم رغم ما يمثله ذلك من أهمية في بعض السياسات والمواقف. بل إن المشكلة عند الأميركيين الذين أعطوا تفويضاً للروس، لا يؤهل الأخيرين للمضي إلى حل كامل، ولا يجعل الأميركيين يذهبون إلى حل يرونه مناسباً في القضية السورية، وفي ظل استمرار الوضع على ما هو عليه فإن المسلسل سيظل مستمراً، ويظل السوريون بانتظار حل بعيد لقضيتهم.

 

أميركا لن تحل بالآمال الأزمة السورية

روبرت فورد/الشرق الأوسط/12 شباط/2020

أتولَّى التدريس في جامعة ييل الموجودة بولاية كونيتيكت، وفي الأسبوع الماضي زار مسؤول سابق رفيع المستوى بإدارة أوباما الجامعة. وتبادلنا أطراف الحديث حول المأساة الدائرة فصولها في سوريا حالياً وأزمة إدلب. وكنا قد سبق وأن عملنا معاً في الملف السوري قبل استقالتي من الوزارة في فبراير (شباط) 2014. كما تحدثنا عن الأخطاء التي سقطت فيها واشنطن أثناء محاولتها إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. واتفقنا على أن الخطأ الأكبر كان قرار عدم توجيه هجمات ضد حكومة الأسد بعد الهجوم الذي شنته بأسلحة كيماوية ضد غوطة ريف دمشق في أغسطس (آب) 2013، وأسفر عن قتل مئات المدنيين.

وحسب وجهة نظر المسؤول الرفيع السابق، فإن الهجوم الكيماوي ضد الغوطة كان الخطأ الأكبر من جانب حكومة الأسد. وكان من شأن الفيديوهات الصادرة من الغوطة والتقارير الاستخباراتية التي نشرت علانية، جعل من الصعب على روسيا الدفاع سياسياً عن الأسد. ولم تكن روسيا تدافع عن الأسد عسكرياً في ذلك الوقت. في الواقع، لم تصل القوات الجوية الروسية سوريا إلا بعد ذلك الهجوم بعامين طويلين. وحظي الأميركيون بدعم قوي لشن ضربة ضد النظام السوري داخل دول بالمنطقة، وكذلك فرنسا. وكان باستطاعة واشنطن تشكيل قوة عمل عسكرية من دول عدة من أجل هذا الغرض.

واتفقنا أنا والمسؤول الرفيع السابق في الرأي حول أن توجيه ضربة عسكرية نهاية أغسطس أو مطلع سبتمبر (أيلول) 2013 كان سيلحق الضعف بحكومة الأسد، لكن لن يقضي عليها. ولم يكن من بين أهدافنا قط تدمير الحكومة السورية، خاصة بعد الكارثة التي وقعت ببغداد عام 2003. وفي خضم حديثنا، تذكرنا كيف اختفى مسؤولون سوريون في أغسطس 2013. وأرسل البعض الآخر عائلاته من دمشق إلى بيروت. كانت علامات القلق بادية على مسؤولي النظام السوري. وبالتالي، فإن توجيه ضربة عسكرية للقوات السورية، خاصة الجوية منها، ربما كان سيقنع المسؤولين حول الأسد بأنه ليس بإمكانهم استخدام الأسلحة الكيماوية أو القوة الجوية، وأنه ما من حل عسكري للأزمة. ربما كانوا حينها ليقرروا أن الوقت حان للتفاوض حول حل سياسي للأزمة في جنيف. وتذكرت أنا وزميلي السابق كيف أن الروس آنذاك كانوا يرغبون في توجه مسؤولو النظام السوري إلى جنيف.

بدلاً عن ذلك، ومثلما ذكرت في هذه الصحيفة من قبل، ساور القلق الرئيس أوباما في سبتمبر 2013 من بدء تدخل عسكري أميركي طول الأمد في سوريا وقرر التفاوض مع روسيا حول اتفاق بخصوص سوريا لإنهاء برنامج الأسلحة الكيماوية الذي تملكه الأخيرة. ولايزال أوباما وأفراد الدائرة المحيطة به يعتقدون أن ذلك الاتفاق كان بمثابة نصر دبلوماسي رغم أن الأسد عاود استخدام الأسلحة الكيماوية عدة مرات خلال السنوات الست الماضية. (ومن المهم هنا الإشارة إلى أنه رغم الدعاية الروسية، أصدرت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي بياناً، الأسبوع الماضي، أكدت خلاله على أنه جرى استخدام غاز الكلور في هجوم ضد مدينة تقع تحت سيطرة المعارضة في أبريل (نيسان) 2018 أدى إلى مقتل 40 شخصاً). ورأينا في يناير (كانون الثاني) 2014 عندما قدم وفد سوري إلى جنيف أن حكومة الأسد لم تشعر بخزي ولا ندم، وإنما كانت على ثقة من أن أوباما لن يقدم على استخدام القوة العسكرية ضدها. وألقى وزير الخارجية السوري، المعلم، خطاباً طويلاً سادته نبرة التحدي، وربما ما يزال بعض القراء يتذكرون الإهانة التي وجهها علانية إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

داخل جامعة ييل، الأسبوع الماضي، اتفقت أنا وزميلي السابق على أنه بحلول يناير 2014 كانت واشنطن قد فقدت أفضل فرصة لاحت أمامها لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

من ناحية أخرى، صرح زميل آخر سابق، السفير جيمس جيفري، الذي يتولى إدارة الملف السوري حالياً، أمام مؤتمر صحافي بأن واشنطن مستمرة في فرض عقوبات اقتصادية ضد النظام السوري، ليس بهدف إسقاطه، وإنما لتغيير سلوكه. وقال إن الاقتصاد السوري في حالة مزرية للغاية وربما الآن سيبدأ الأسد في التفاوض حول الدستور السوري. وأندهش من هذا القول لأني أعلم أن جيفري رجل ذكي ولا بد أنه يدرك جيداً أن الأسد لم يأبه يوماً لرفاهية الشعب السوري.

أيضاًن اعترف جيفري بأن روسيا ربما لن تتمكن من الضغط على الحكومة السورية، التي تحظى كذلك بدعم إيران، كي تقدم تنازلات. وبذلك يتضح أن جيفري ليست لديه حلول للأزمة الإنسانية في إدلب فيما عدا فكرة أن العقوبات الاقتصادية ربما تؤدي يوماً ما إلى إقناع الحكومة السورية بقبول وقف إطلاق النار، أي أن زميلي السابق يقدم لنا أملاً، تماماً مثل آمالنا المحبطة في يناير 2014. إنه مجرد أمل، وليس استراتيجية واقعية أو تحليل لإنقاذ أبناء إدلب. من جانبي، يجب أن أكون أميناً وأعترف بأنه ليس لدي لا أمل ولا استراتيجية. إن الحكومات والأشخاص الراغبين في تقديم العون لأبناء إدلب ينبغي لهم إرسال مساعداتهم إلى المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض داخل معسكرات النازحين واللاجئين. هذه المنظمات الإنسانية، وليس الدبلوماسيين، هي الأبطال الحقيقيون.

* خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

روسيا المستعربة بإسراف!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/12 شباط/2020

روسيا اليوم تكاد تكون دولة شرق أوسطية، عربية إسلامية، بسبب توغّلها المسرف في كل السوح العربية من سوريا إلى ليبيا. روسيا البوتينية اليوم، لاعب رئيسي في القضية السورية، والقضية الليبية، والقضية الإيرانية، وغيرها من القضايا... لماذا حصل ذلك وكيف ومتى؟

الإجابة متشعبة في عمر الزمان القديم والحديث، ولا حاجة بنا للتذكير بأباطرة الروس الكبار، أيام ما كان أسلاف العرب والمسلمين يسمّون روسيا «بلاد المسقوف» من إيفان الرهيب إلى الإسكندر الأول ولاكاترينا العظيمة ولا نيقولا الأول والثاني، حيث كانت الأحلام الروسية بالوصول لمياه البحر المتوسط والسيطرة على مضائق البحر الأسود، والشعور بالمسؤولية الدينية الأبوية تجاه أرثوذكس العالم وحقوقهم في الأرض المقدّسة، فلسطين. اليوم نجد سبباً حديثاً لهذا التمدد الروسي البوتيني، وهو سياسة الآفل الأميركي باراك أوباما التراجعية الانسحابية الرخوة، المغرية لذئب غابات التايغا الروسية، فلاديمير بوتين بالانقضاض... وقد كان. لكن هل نجد سبباً آخر في هذه «الإلفة» الروسية للقضايا العربية الآسيوية منها والأفريقية؟ فيما كنت أستمتع بقراءة هذا الكتاب، وجدت هذا النص المثير، بلغة ذاك الزمان:

«نالت الروسيا مركزاً سياسياً ممتازاً في عهد إسكندر الأول، ولكنها بقيت رغم الثورة الفرنسية وحروب نابليون كأنها في قارة أخرى».

ونكمل معاً: «والواقع أن الروسيا كانت تعد بلاداً آسيوية أكثر منها بلاداً أوروبية، فهي لم تدخل في الجامعة الأوروبية إلا منذ استولت على بتروغراد وفنلندا ووارسو (بولندا) وكانت تختلف كثيراً عن أوروبا من حيث الحالة الاجتماعية، فبينما كان استرقاق المزارعين يتلاشى في أوروبا الغربية، كان لا يزال ثابت الدعائم في الروسيا، وبينما كانت أمم أوروبا تجدّ في إنشاء المصانع، كانت الروسيا تقتصر على الزراعة، وكانت الأراضي ملكاً للأشراف، والمزارعون ملكاً للأرض، أما الطبقة المتوسطة فمعدومة، وكان الإصلاح من الصعوبة بمكان، لانعدام الرأي العام، وللعزلة التي أوجدتها طبيعة البلاد». (من كتاب: تاريخ القرن التاسع عشر، وما يليه من حوادث حتى نهاية الحرب العظمى. تأليف محمد قاسم وحسين حسني. ص 152). وهو بالمناسبة كتاب مرجعي بدأ مؤلفاه بالعمل عليه قبل ثورة 1919 وسافرا لهذا الغرض إلى عدة بلدان غربية، واعتمدا على مصادر أصلية وبحث شخصي، وصار الكتاب مرجعاً ضرورياً ومدرسياً، حتى إن لجنة الصناعة والتجارة المصرية، التي كان من أحد أعضائها إسماعيل صدقي باشا، أحد أبرز ساسة مصر في النصف الأول من القرن العشرين، اعتمدت على هذا الكتاب، ضمن مراجعها، في صياغة الوثيقة المصرية التي صارت بمثابة «دستور اقتصادي» للبلاد عدة عقود. كما قال مقدم الكتاب ومحقّقه طارق رضوان.

وعليه، فحين يحضر الروسي اليوم بغزارة وإسراف في المتون العربية والإسلامية، فربما هو: ليس غريب الوجه واليد واللسان!

 

إلغاء «أوسلو» ليس البديل

بكر عويضة/الشرق الأوسط/12 شباط/2020

لفتني الاثنين الماضي مقال للدكتور مروان المعشر، والأرجح أنه لفت أنظار كثيرين غيري بين جمهور منبر واسع الانتشار كما «الشرق الأوسط». ربما يمر أغلب القراء بشكل عام على ما يقرأ، بينما تتأمل شرائح ذات اهتمام أوسع في مدلول رسالة ما وردت بأي مقال، أراد الكاتب، خصوصاً إذ هو شاغل مواقع مهمة من قبل، وذو خبرة ذات ثقل في الحقل السياسي، توجيهها تحديداً إلى الجهة المعنية أكثر من غيرها بتلك الرسالة. في هذا السياق، واضح أن الدكتور مروان المعشر وجه رسالة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، صيغت على النحو التالي: «في اعتقادي أن الوقت قد حان لمقاربة فلسطينية جديدة للنزاع. ففي ظل رفض الجانب الإسرائيلي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، تدعمه في ذلك الولايات المتحدة ويغض الطرف عنه المجتمع الدولي، وفي ظل فقدان السلطة الوطنية الفلسطينية لأسباب بقائها، بل وثقة أغلب الشعب الفلسطيني في إمكانية التوصل إلى حل، وبدلاً من ترك نتنياهو يبتلع الأرض انتقائياً، ليعلن الجانب الفلسطيني إعادة مفاتيح الضفة الغربية وقطاع غزة للاحتلال لتحمل مسؤولياته، ويطالب بمواطَنة متساوية كاملة الحقوق في الدولة الواحدة، أي إسرائيل».

بدءاً، لست أجادل الدكتور مروان المعشر شخصياً. إنما يظل مطلوباً تبادل الرأي بشأن الطرح المتضمن اقتراح «إعادة مفاتيح الضفة الغربية وقطاع غزة للاحتلال»، بغرض وضع إسرائيل أمام مسؤوليات دولة تمارس احتلال أرض الغير، فيما يطالب الفلسطينيون «بمواطَنة متساوية كاملة الحقوق في الدولة الواحدة، أي إسرائيل». باختصار، المُقتَرح هو إقدام الطرف الفلسطيني على إلغاء «اتفاق أوسلو» ثم البدء من جديد، وكأن شيئاً لم يكن طوال ستة وعشرين عاماً. يصعب تخيّل أن سياسياً اكتسب خبرة الدكتور المعشر خلال الثلاثة عقود الماضية، يطالب السلطة الفلسطينية، رغم إشارته الواضحة إلى «فقدان أسباب بقائها»، بأن تلقي جانباً كل ما تحقق فلسطينياً، عبر «اتفاق أوسلو»، على أصعدة محلية وعربية ودولية عدة، ومن ثمّ تحل نفسها وتقول لجماهير شعبها، ليس في الضفة الغربية وقطاع غزة فحسب، بل حيث هم وهن في منافي الشتات، ما معناه «دبروا حالكم». كيف يمكن تصوّر ردود الفعل، فلسطينياً وإسرائيلياً وعربياً ودولياً، على إجراء كهذا لو تم فعلاً؟ ليس من السهل حصر ردود الفعل تلك في هذه المساحة، إنما يمكن القول إن كثيراً مما تحقق للفلسطينيين عبر «اتفاق أوسلو»، رغم كل المثالب التي تؤخذ عليه، يستحق التمسك به بغرض البناء عليه أساساً للاستمرار في طريق لها هدف واضح - حتى لو تعرض التحقيق لانتكاس طارئ - هو بناء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية فوق ما يمكن تحريره من أرض فلسطين. كثيراً ما سبق لأناس ذوي ارتباطات واضحة الميول، ومفضوح لكل ذي بصر وبصيرة أين تصب مصالح الجهات التي تنطق باسمها، أن طالبوا السلطة الوطنية الفلسطينية ليس بأن تحل نفسها فحسب، بل بأن ترحل تماماً من المشهد الفلسطيني. لكن الدكتور مروان المعشر ليس إطلاقاً من هذا الفريق المُزايد باسم فلسطين على مواقف زعامة الفلسطينيين الشرعية، وليس ممكناً أن ينتمي إليه، وهو الناطق الرسمي باسم بلاده في مفاوضات السلام مع إسرائيل (91 - 1994)، ثم أول سفير للأردن في تل أبيب (95 - 1996) قبل أن ينتقل سفيراً في واشنطن (97 - 2002)، فوزيراً للخارجية. من جديد، المحاججة هنا ليست مع الرجل شخصياً، إنما هي مع منطقية تلك المُطالبة، التي تزعم أن القيادة الفلسطينية ذاتها بات مطلوباً منها غسل يديها من قضية شعبها. نعم، يمكن الطلب من القيادة الفلسطينية تعطيل بنود محددة في «اتفاق أوسلو»، أو حتى تجميد العمل بالاتفاق ككل، أما الإلغاء التام، وإعلان الانسحاب من المشهد كلياً، فليس ممكناً أن يُفهم سوى أنه خذلان لشعب فلسطين قبل غيره، ولستُ أظن، للحظة، أن هذا ما يريده سياسي وازن مثل الدكتور مروان المعشر.

يبقى أن أختم بإشارة إلى تمنٍ بلغني الأسبوع الماضي من أستاذ كبير، تهمني متابعته ما أكتب هنا - لا أذكر الاسم لأنني لم أستأذن - خلاصته أن أغادر أحياناً الموضوع الفلسطيني، وأيضاً البريطاني. هذا نصح مِهني صحيح تماماً، إنما لعل العذر واضح أيضاً، إذ ليس سهلاً، مِن جانبي، تجنّب إلحاح الشأن الفلسطيني، حتى لو تراجع الاهتمام به، صحافياً، في القارات الخمس.

 

ماذا نفعل مع خطة السلام الأميركية؟!

عبد المنعم سعيد/الشرق الأوسط/12 شباط/2020

رد الفعل العربي على خطة السلام الأميركية أو ما سُميت «صفقة القرن» ممثلاً في قرارات جامعة الدول العربية، ومن بعدها منظمة المؤتمر الإسلامي، وردود الفعل الفلسطينية المختلفة سواء جاءت من رام الله أو من غزة، كانت طبيعية ومتوقَّعة بكل ما فيها من حرق الأعلام والصور والدوس عليها بالأقدام والأحذية. ولا يختلف أحد على أن المبادرة الأميركية الجديدة تخالف القانون الدولي في كل ما يتعلق بإدارة البلدان المحتلة، والقرارات والاتفاقيات السابقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ والحقيقة أن ذلك ليس حالة خاصة بنزاع بعينه، فالأمر ينطبق على الكثير من النزاعات الدولية الأخرى. أكثر من ذلك فإن السير في طريق المزيد من القرارات الدولية التي تصدر عن مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية فإنها حتى لو اجتازت عقبة «الفيتو» الأميركي بتسجيل موقف الأغلبية، فإن الحقيقة الواقعية هي أن القرارات سوف تضاف إلى قرارات سابقة. الدعوة إلى «الكفاح المسلح» من فصائل فلسطينية، وعربية أيضاً، ليس متوقعاً على ضوء التجارب السابقة، لن تضيف الكثير إلى الواقع الفلسطيني؛ وعلى العكس سوف تضيف ساحة إضافية للعنف في منطقة أعيتها التدخلات الأجنبية الإقليمية والدولية، والحروب الأهلية، والانتفاضات الشعبية، والحركات الإرهابية، وجنازات الضحايا وقوافل اللاجئين والنازحين. الساحة الفلسطينية ذاتها ليست في أفضل حالاتها، فالانقسام الفلسطيني بين السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية ومنظمة «حماس» وتوابعها في قطاع غزة من العمق بحيث تظهر محاولات السعي إلى المصالحة كما لو كانت سيراً دائماً في طريق سراب دائم. المسألة برمّتها تحتاج إلى مقتربات جديدة، وربما كانت أهم إنجازات الكفاح الفلسطيني جاءت من خلال مقترب أوسلو الذي لعب فيه الرئيس أبو مازن مع يوسي بيلين دوراً جوهرياً في إنجاز أول اتفاق أعطى للشعب الفلسطيني كياناً سياسياً وسلطة وطنية. وللأسف الشديد فإنه لم تتم المحافظة على منجزات «أوسلو» بسبب التشدد والأطماع الإسرائيلية المتوقعة من جانب؛ والجهود التي قامت بها «حماس» لنسف الاتفاق بالعمل المسلح في أوقات التفاوض ثم الانتفاضة الفلسطينية المسلحة من جانب آخر.

على أي حال، فإنه بمراجعة تاريخ القضية الفلسطينية سوف تجد الكثير من الذنوب التي تكفي الجميع، وما لدينا من خطة سلام أميركية هي لحظة اختبار أخرى على طريق لحظات واختبارات أخرى جرت خلال تاريخ الصراع الذي كان جوهره توازن القدرة على فرض الحقائق على الأرض والتي خرجت فيها دوماً إسرائيل فائزة منذ ظفرت بالوعد حتى أقامت الدولة، ومن بعدها تحولها إلى إمبراطورية صغيرة. ما نجح الفلسطينيين في الظفر به كان أمرين: إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية لأول مرة في التاريخ على أرض فلسطين؛ ووجود شعب فلسطيني تعداده أكثر من ستة ملايين نسمة على الأرض الفلسطينية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط. الحفاظ على هذا الواقع وتطويره لا يساعده كثيراً رد الفعل الحالي على المبادرة الأميركية الظالمة، لأنها أولاً لا تعطي بالاً ولا تعترف بأن الفلسطينيين قدموا تنازلاً ضخماً عندما قبلوا بالتفاوض والاتفاق على 22% من أرض فلسطين. وثانياً أنها أخذت الأمر الواقع الظالم الذي أقامته إسرائيل نقطة الانطلاق في مبادرتها الحالية، فكان نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، كما كان القبول بضم المستوطنات الإسرائيلية وغور الأردن إلى إسرائيل.

رغم ذلك كله فإنه من وجهة النظر العربية، وما لم نكن نرى متعة في الحصول على المزيد من القرارات الدولية، فإن النظر إلى خطة السلام الأميركية بوصفها إطاراً للمفاوضات في حاضنة عربية لديها قدرات تفاوضية أكثر من التصويت في المحافل الدولية لصالح القضية الفلسطينية. ولعل المقابلة التي جرت في أوغندا بين الرئيس السوداني ورئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخراً تشير إلى أن الدول العربية لديها مصالح حيوية تخصها لا يمكن تجاهلها انتظاراً لزمن تُحل فيه القضية، وتأتي فيه مصالحة لا تأتي أبداً. السير في طريق المفاوضات وفق ما يصير «جدول الأعمال» المطروح يعطي الفلسطينيين الفرصة لتحسين الكثير من شروط الخطة الأميركية. وسوف يضع الفلسطينيين في ظروف تفاوضية أفضل أن تتصرف السلطة الوطنية الفلسطينية بوصفها بالفعل دولة من خلال الاحتكار الشرعي للقوة المسلحة، حيث لا يجوز وجود الدولة مع ميليشيات مسلحة أخرى. وفي هذه الحالة فإن مطلباً فلسطينياً الآن بوقف إجراءات الضم لغور الأردن والمستوطنات لحين الانتهاء من المفاوضات سوف يكون مؤيداً للطلب الأميركي المماثل من إسرائيل. كما أن طرح اعتبار موضوع «غور الأردن» قضية مفتوحة للأمن سوف يكون مختلفاً عن اعتبارها من مقتضيات السيادة الإسرائيلية، لأن السلام هو قضية ديناميكية أدت إلى رفع قيود البروتوكول الأمني في سيناء بعد أن استقر السلام على مدى أربعين عاماً.

الفلسطينيون يمكنهم الاستفادة كثيراً من قبول إسرائيل والولايات المتحدة قيام الدولة الفلسطينية، ووقف التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وتحسين الشروط الخاصة بالقدس بإنشاء مجلس فلسطيني إسرائيلي لإدارة المدينة ومواصلاتها وبنيتها التحتية حتى ولو كان الوجود الفلسطيني في أطرافها. ببساطة فإن هدف المفاوضات هو تحقيق المزيد من المرونة والقدرة على تفعيل الدولة الفلسطينية خصوصاً إذا ما تم توقيع اتفاقيات مشروعات الوصل الخاصة بغزة التي سوف تفتح للسلطة الوطنية الفلسطينية مجالاً للوصول إلى البحر المتوسط واستغلال الغاز الفلسطيني فيه، فضلاً عن الأنفاق والجسور التي تربط بين أجزاء الدولة المختلفة. هنا فإن مطار غزة وميناءها يعطيان مرونة كبيرة لحركة الدولة الفلسطينية في جذب الاستثمارات ومن ثم وقف الهجرة الفلسطينية إلى الخارج. ترسيم الحدود البحرية بين فلسطين من ناحية وإسرائيل ومصر من ناحية أخرى سوف يعطي الشخصية الدولية الفلسطينية في إطار منتدى شرق البحر الأبيض تفعيلاً إضافياً يحميها من الضغوط الإسرائيلية. هذا طرح لمقترب آخر من الخطة الأميركية الممتلئة بالعيوب، ولكنها في كل الأحوال تفتح طريقاً لا يفتحه الوضع الراهن الذي يتعمق فيه الانقسام الفلسطيني، وتتسرب من بين أصابعه الطاقات العربية، ويتلاشى فيه الاهتمام الدولي. فالواقع أن القضية الفلسطينية لا تجري وقائعها في فراغ لا تاريخي ولا جغرافي، وقد جرت مياه كثيرة تحت الجسور في العالم ولإقليم الشرق الأوسط لا يمكن تجاهلها. ويبقى أن المطلوب ليس فقط أفكاراً ومقتربات وإنما استراتيجية تفاوضية متكاملة وتنسيق عربي شامل يدفع بالمبادرة العربية إلى المائدة، ويعطي الطرف الفلسطيني دعماً وطاقة معنوية ومادية بقدر ما يطرح على الطرف الإسرائيلي خياراً تاريخياً مهماً بين الإمبراطورية والعضوية في الإقليم والاستفادة من أسواقه، ومحاربة أعدائه. المفاوضات في الحقيقة عملية ديناميكية صعبة تحتاج إلى الكثير من النضج والتحضير للبيئة التفاوضية بقدر ما يتم فيها إعداد المفاوضين. وفي النهاية فإن الغضب الفلسطيني الحالي يمكن تفهمه، ولكن بمراجعة الأحوال كما هي قائمة ربما تستخلص الدروس الماضية أن الغضب لا يكون هو الحل للمشكلات المستعصية، وأن المسؤولية عن فلسطين لا بد أن تكون شاملة للفلسطينيين أيضاً.

 

قطر التي أعرف... والأخرى التي أجهل

فهد بن عبد الله آل ثاني/الشرق الأوسط/12 شباط/2020

لم أَكُنْ مهتماً بالسياسة أو عاملاً فيها؛ لكنَّني بحكم الصلة العائلية مع القيادات كنت مطلعاً على التطورات والتغيرات، وجميعها كانت ذات طبيعة سلمية وخيرة. أما العلاقات بين الأسر الحاكمة في دول الخليج فكانت تقوم على قواعد أسرية رفيعة، فَلِلْكبيرِ احترامُه مهما كانت طبيعة عمله، والثقة والتعاون بين حكامِنا كانا أساسَ كل عمل، حتى أن الشيخ حمد بن خليفة في بدايات ولايات العهد لم يكن يختلف عن هذا النهج، باستثناء نوبات من التصرفات المفاجئة التي كانت تمضي بعفو الكبار وتفهمهم لأحوال الشباب وحماسهم واستعجالهم، كما كانوا يظنون.

لم يكن انقلاب الشيخ حمد على المرحوم الشيخ خليفة عملاً متوقعاً، وأحدثَ صدمةً كبيرةً في أوساط أسرة آل ثاني، إلا أنَّ أحداً لم يتحرك ترقباً للمصالحة، وأملاً في التصحيح، قياساً على الخطوات الاستفزازية التي سبق للشيخ حمد أن قام بها لكن عولجت في حينها. إلا أنَّ الأحداث اللاحقة بيَّنت أن لسياسة قطر خطأ يختلف عن شقيقاتها في دول الخليج؛ بل يعاديها في أوقات كثيرة. ورغم الاستنكار الخليجي المتزايد لسلوك قطر، سواء في الإعلام أو السياسة، فإنَّ قاعدة الكبار من شيوخ الخليج ظلَّت: عيالنا وإن أخطأوا.

حينما انتشر تسجيل مكالمة القذافي مع حمد بن خليفة التي قال فيها حمد إنه يعمل على إسقاط السعودية، ظننتها من أعمال الكارهين الذين لا يريدون للخليج خيراً، إذ يستحيل أن يطعن الخليجي أخاه، أو يتآمر عليه؛ خصوصاً إن كان الأخ مثل المملكة العربية السعودية الحاضن الأكبر لكل الخليج، ولو أن السعودية مسَّها ضرر لكان أول الفانين قطر، مع العلم أن السعودية هي الدولة الصلبة الواثقة في كل المنطقة. لم أصدق هذا التسجيل لبشاعته وخبثه، ولأنَّ السعودية لم تتخذ أي إجراء، مع أن بعض الأصدقاء والمقربين يؤكدون صحته، ويقولون إنَّ ما ظهر من التسجيل هو مجرد جزء بسيط من المخطط العدواني من نظام قطر ضد المملكة العربية السعودية بشكل أساسي، ثم لباقي إخوتها في الخليج؛ لأنَّ طريقة تفكير الحاكم القطري هي أن دول الخليج مثل قطع الدومينو المتراصة، إن سقطت السعودية تبعتها الأخريات تلقائياً. حمى الله بلداننا وأهلنا من الشر، وعقوق الأبناء وجرائمهم حين يسلمون قيادهم للحقد والغل، ويوجهون شرورهم لإخوتهم وأهلهم. للأسف تحولت قطر الوديعة القائمة على التنمية ورفاهية مواطنيها ومحبة أهلها وجيرانها، إلى شيء غريب لا نعرفه ولا ينتمي إلينا. وتحوَّلت أرضنا التي كنا نعرف أهلها ويعرفوننا إلى ساحة تمتلئ بأناس ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكراهية، وكأنهم يتنفسون فضاءً واحداً لا ينتمي إلى سمائنا ولا يخالط هواءنا. بدأت قطر في التحول في كل النواحي، ولم يسلم من ذلك أهلها، فكانت «كارثة الغفران» الذين انتزعوا من أرضهم وبيوتهم، فتفرقوا بين السجون والشتات. ثم بدأ اللعب بصورتنا الاجتماعية، فتغيرت القبائل والأسر وفسد طبعها، فلم يعد هناك احترام لتقاليد أو عادات أو روابط؛ لأنَّ كل شخص أو أسرة أو قبيلة تخالف النظام أو تعبر عن قلقها يكون مصيرها الضغوط والعقوبات. ولم يسلم آل ثاني من هذه الهجمة، فأصبحت هذه الأسرة - وهي من أكبر الأسر الحاكمة في الخليج عدداً - فرقاً متناحرة ومتعادية، بعد أن كانت على قلب رجل واحد؛ لأن الحاكم يسوط بالأذى والتهجم وحتى الإهانة، كل فرد فيها لا يتبع دربه من دون اعتراض. أعود للقول إنني لست رجل سياسة؛ لكنني كنت أعرف أهلي العرب الأشاوس الذين كانت سماتهم الخير والوفاء والمحبة، وخدمة إخواننا المواطنين، والتضامن مع أشقائنا الخليجيين. الذين لا يسكتون على ضيم؛ لكننا اليوم لا نكاد نعرف بعضنا، ونتساءل: ماذا حدث لنا؟

لقد تغير وجه قطر، ليس في سياستها التخريبية فقط؛ بل حتى شوارعها التي أبعدت أهلها، وجلبت مكانهم كل مرتزق هو في الأصل عدو لنا. أنا شخصياً أشعر بغصَّة كلما سمعت شيئاً عن قصر الوجبة؛ لأنه كان علامة مجدنا وراية انتصارنا، قبل أن يعود الترك إليه بكل عنفوان، فيحكمونه سلماً واستصغاراً، بعد أن عجزوا عنه حرباً.

أعرف أن لغتي حادة؛ لكنها والله المرارة، والحزن الذي يشلني على بلدي، وما تتعرض له من تدمير يبدل ملامحها ويدمر مستقبلها. أخون وطني وأهلي وإرثي إن سكت، وسأفقد احترامي لنفسي وقيمتي إن رضيت بما يحدث.

أنا على يقين بأن هذا الوضع الشاذ لن يدوم، وسيذهب مع صاحبه؛ لكنني أخشى أن يكون الأثر هو خراب أنفسنا، وفقداننا الثقة بمستقبلنا، والشك بيننا، وسوء الظن في بعضنا، وهو مرض قد نقضي عقوداً في علاجه، وإن كانت الثقة بأهلي وأسرتي أقوى وأمتن.

الصورة اليوم شديدة السواد، وانحرافات النظام تزداد وتتوسع، فلم تعد له بالعروبة صلة، ولم يعد الشقيق لمن ينطق بلسانه ويشاركه الدين القويم؛ بل استجلب إلينا كل عاهة ومصيبة، وطمس كل ملامح خيرة في بلادنا.

المسألة ليست التصاقاً بالدول المقاطعة لنظام قطر ونصرة لها، وليست كراهية للشيخ حمد، رغم انقلابه على كبيرنا المرحوم الشيخ خليفة؛ بل خوفاً على قطر نفسها، خوفاً على الأرض التي يرقد في بطنها أجدادنا، وعليها ولدنا وأبناؤنا، ونحمل اسمها وطموحها ومستقبلها. نريد أرضاً خصبة وآمنة لأولادنا مثلما كانت لأجدادنا ولنا لبعض الوقت، نريد أن يكون لأسرة آل ثاني بيت واحد يجمعهم وأهلهم من أهل قطر، كما جمعتهم أيام الشدة ومواجهة كل عدو ومحتل. نريد قطر عدوة الإرهاب التي تطرد كل مجرم أثيم، ولا تحدث فساداً؛ بل هي أرض اللؤلؤ والشجاعة والكرم كما هو حال إخوانها الآخرين.

لم يتحقق حلم واحد للشيخ حمد، فلم تنجح ما سميت ثورات «الربيع العربي»، وأصبحت إيران اليوم كأنها قفص للخوف، فإن لم يصلها الموت من الخارج وصلها من الداخل، ولم تعد تركيا نموذج الإسلام الصاعد؛ بل بلد المشكلات والعدوان على كل حليف، وأولهم قطر التي تحلبها وتمص ثرواتها، فلا هي رأس في التوجه، ولا هي سالمة من الضرر. تكشفت الصورة الخادعة عن «الإخوان المسلمين»، واستبان شرهم لكل بلد، وضاقت عليهم الدوائر، فأصبحوا لا حضن لهم سوى تركيا مؤقتاً، وقطر التي تغص بهم وبجرائمهم. أعرف الشيخ حمد، ويعرفه كثير من أهلي، وأن لا أمل في عودته أو صلاحه، فلا قطر تعنيه، ولا أهلها سوى أدوات له ليمضي في طريقه المخرب. لكن هل من الممكن التفاؤل في صحوة من الشيخ تميم وبعض أهله الأقربين؛ خصوصاً أنه ليست لديه سلطة الآن، وجميع أسرة آل ثاني يعرفون أن الأمر كله لوالده، حتى إن أرادوا شيئاً يخصهم أو المساعدة في معالجة وضع لهم؟ الشيخ تميم هو أمير البلاد وحاكمها، فهل سيكون كذلك فعلاً؟ وهل سيعيد ديرتنا إلى مسارها وينفض عنها كل البلاوي التي توالت عليها؟

 

الصدر والانتفاضة... انقلاب قصر

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/12 شباط/2020

أخطأ مقتدى الصدر في قراءة التحولات المجتمعية العراقية، خصوصاً الشيعية، وتعامل مع انتفاضة أكتوبر (تشرين الأول) كمساحة اعتراضية محدودة التأثير، فسقط في امتحان الشارع، وراهن على القدرة على غَلبَتِه فغَلَبه الشارع، توهم الصدر أنه بقرار تخليه عن الساحات والطلب من أنصاره إخلاءها أنها ستخسر زخمها وتتراجع، فصُدم بحقيقة تراجع تأثيره، وباستحالة إخضاع من في الساحات، فردة فعلهم على فعلته تجاوزت توقعاته، بعدما عادت الساحات وامتلأت، ولكن هذه المرة باعتبارات جديدة، وضعت الصدر على قائمة المتهمين في محاولة اغتيالها، ففي إعادة تموضعه لم يستجب الصدر لنداءات العقلاء، حذروه من أن خروجه بهذا الشكل سيغلق أمامه خيارات العودة، أو يعقدها، وبأن انتقاله من موقع المساند إلى موقع الخصم ضرائبه مرتفعة. أولها أنها جعلته خصماً يشكل تهديداً وجودياً لانتفاضة أكتوبر، بعدما لجأ إلى العنف من أجل، ليس فقط فرض شروطه عليها، بل شروط أعدائها الذين تحوَّلوا بين ليلة وضحاها من خصومه إلى شركائه. فممَّا لا شك فيه أن الصدر يواجه صعوبة في فهم المتغيرات البنيوية في الفضاء السياسي والاجتماعي الشيعي، التي تضع معايير جديدة تمس سلطته المباشرة، ولا تتناسب مع مفهومه لمشروع الدولة، بالرغم من تبنيه شعارات إصلاحية، لكنها مشروطة بعدم الاقتراب من جوهر النظام الذي شُيّد على أنقاض 2003. في الأول من أكتوبر بدا الصدر أقرب إلى الاندماج مع الشارع، ولكن في لحظة الحقيقة أصبح أكثر نفوراً، وأكثر انشغالاً في حسابات الربح والخسارة، وفي هذا الصدد يقول الدكتور فارس كامل نظمي، في مقاله بصحيفة «المدى» العراقية تحت عنوان «مقتدى الصدر بين أماني الإصلاح ومخاوف التغيير»، حيث يقول: «لقد عاش السيد الصدر حياته السياسية كلها ضمن الحقبة الحالية التي أعقبت التغيير في 2003، وهذا يجعله متعلقاً من الناحية الذهنية بالنظام الحالي الذي قد لا يرى فيه (خيراً) كثيراً، لكنه قد يرى (شراً) كثيراً في نظام سياسي قادم غير معروف الهوية والتوجهات بالنسبة له. ومن هنا بدأت معضلته الحالية، عندما أنتج الحراك الثوري التشريني أوضاعاً مفاجئة وممهدة للتغيير الشامل (البنية والوظيفة معاً)». فعلى الأرجح أن هذه المخاوف التي فرضتها انتفاضة أكتوبر دفعت الصدر إلى الاستعجال في فرض الهيمنة عليها واللجوء إلى القيام بانقلاب قصر.

في انقلابه، لم يتردد الصدر في استخدام العنف، تصرف كأنه يقوم مقام الدولة، تعامل مع المحتجين كأنهم قطّاع طرق ومندسون، واعتبر تصرفاتهم معصية للدين، فوقع في أكثر من مطب، خصوصاً عندما قرر مصادرة قرار الساحات، واستخدام العنف من أجل فرض مرشح السلطة على الساحات، الأمر الذي وضعه بمواجهة المرجعية الدينية في النجف التي عادت وحددت موقفها بلغة لا لبس فيها، حيث أكدت في خطبة الجمعة الماضية أن «الحكومة الجديدة التي تحل محل الحكومة المستقيلة يجب أن تكون جديرة بثقة الشعب»، فيما يحاول الصدر فرضها بالقوة على الشعب، كما أن القوة التي استخدمت ضد الشعب، خصوصاً الأحداث التي شهدتها مدينة النجف على يدي ميليشيات «القبعات الزرق» التابعة للتيار الصدري التي اقتحمت ساحة الاعتصام وسط المدينة، وقتلت 8 متظاهرين، دفعت المرجعية إلى التذكير بأنه «لا غنى عن القوى الأمنية الرسمية في تفادي الوقوع في مهاوي الفوضى والإخلال بالنظام العام، فهي التي يجب أن تتحمل مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار، وحماية ساحات الاحتجاج والمتظاهرين السلميين، وكشف المعتدين والمندسين».

عملياً، فشلت ازدواجية السلطة والمعارضة التي حاول الصدر تطبيقها، وفرض التطور المتسارع للأحداث عليه أن يحسم خياراته، فعاد إلى طبيعته الأولى، وأعاد ذاكرة العراقيين إلى بداية التيار الصدري، ومرحلة التأسيس على العنف التي انزلق إليها التيار سنة 2004 في مواجهة ملامح دولة كان من الممكن أن تتشكل، ويعود التيار إلى خيار العنف من جديد، مرحلة أخطر من السابق، حيث يُخيم شبح العنف الأهلي، وترتفع مخاطر تفكيك ما تبقى من الدولة.

في متحولاته، خسر الصدر ثقة الانتفاضة، وثقة نخب مدنية وعلمانية ويسارية حاورته منذ 2014، وشكلت جسر عبور للتيار الصدري نحو الفضاء الوطني العام، لكنه خسرها، وفي المقابل لم يسكب ثقة حلفائه الجدد، فوجوده في حلف الكمائن مرتبط بمصلحة محدودة، لن تعوض له ما خسره في العام، حيث يرى البعض أن المجال لا يزال مفتوحاً أمامه للتقليل من خسائره.

 

أمل الفلسطينيين مرهون بتحوُّلٍ في العالم وفيهم

حازم صاغية/الشرق الأوسط/12 شباط/2020

ليسَ من المبالغةِ القولُ إنَّ «صفقة القرن» اعتراف من القُسَاةِ بأسبقيَّة إسرائيل في ممارسة القسوة. ذاك أنَّ العالم، كما يتبدَّى اليوم، إنَّما قلَّد إسرائيل ويقلّدها، وقد نجح إلى حدّ بعيد في اللحاق بها. بهذا المعنى فنجاحات تلّ أبيب ليست أمراً ناشزاً: إنَّها، للأسف، الوجهة الكونيَّة الصاعدة.

أميركيّاً، وما دامت أميركا حاسمة التأثير في رسم صورة العالم، ليس قليل الدلالة تعاظم الانحياز لتلّ أبيب من أيزنهاور حتّى الآن. مع دونالد ترمب يبلغ الانحياز حدّ التطابق الكامل. لكنْ عالميّاً، ليس بسيطاً أن تجمع إسرائيل بين أخوّة أميركا وصداقة روسيّا والانفتاح المتبادل بينها وبين الصين والهند ومحدوديّة التراجع الذي أصاب علاقاتها بأوروبا. هذا حتّى لا نتحدّث عن انفراجات، بعضها كبير، في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينيّة. لكنّ المسألة ليست في العلاقات السياسيّة والدبلوماسية. إنّها أعمق من ذلك، وإلى حدّ بعيد يمكن القول إنّ صورة عالمنا هي ما يفسّر العلاقات السياسيّة والدبلوماسية الموصوفة. فالعالم حين ينحاز راهناً إلى الدولة العبريّة ضدّ الحقّ الفلسطينيّ، فهو إنّما يمارس إقراره بفضائلها عليه، أي بطابعها التأسيسي في استئصال الحقوق. إنّ التلميذ، بهذا المعنى، يقول لأستاذه: صرت مثلك.

لا بأس هنا بمسح سريع لبعض علامات القسوة السائدة في زمننا: الشعبويّة ذات التمحور القومي في معظم أرجاء العالم. الإسلاموفوبيا العابرة للأوطان والأنظمة والآيديولوجيّات (مع توسّع في اللاساميّة). تعاظم عمليّات الطرد السكّاني وتعاظم حالات الاستثناء «الغوانتاناميّ» من جرّائها. تلخيص السياسة في حروب على الإرهاب تأخذ الصالح بجريرة الطالح. حتّى الدول نفسها باتت معرّضة لامتحان صعب: إبّان الحرب الباردة، كانت تلك الحرب تحمي وحدة الدول ضعيفة المقوّمات وتضمن استمراريّتها، أمّا بعدها فبات عليها أن تثبت جدارتها بالبقاء. بلد كسوريّا (ضمّ ذات يوم 25 مليون نسمة) غدا، في معمعة «البقاء للأصلح»، عرضة لتجاذب إيراني - تركي - روسي - إسرائيلي يحوّل البلد أرضاً يباباً. بشّار الأسد كان أداة التنفيذ.

في عقر البلدان الديمقراطيّة، تتكاثر عمليّات الانفتاح على أحزاب اليمين المتطرّف: في إيطاليا والنمسا مثلاً. حتّى في ألمانيا نجد ولاية تورينغن الصغيرة تسجّل سابقة خطيرة: تحالف «المسيحيين الديمقراطيين» مع «البديل لألمانيا» ضدّاً على إرادة أنجيلا ميركل. أمّا بلدان الوسط والشرق الأوروبيين التي كان لثوراتها أن صدّعت المعسكر السوفياتيّ، فحالها، بالنسبة للقوميّة والشعبويّة والمهاجرين، أسوأ كثيراً. صحيحٌ أنّ المدن الكبرى في الدول المتقدّمة تشهد تنامياً في الحساسيّة الإنسانيّة المعولمة، ولا سيّما بين الشبيبة. لكنّ الصحيح أيضاً أنّ معظم هذه الحساسيّة تعبّر عن نفسها في الاشمئزاز من المَشاهد الفظيعة وفي تغيير محطّة التلفزيون كي لا نراها. إنّه سلوك «الإنسان اللاعب» أكثر منه سلوك مَن يغيّر العالم. أليس لافتاً مثلاً أنّنا لم نشهد حركة شعبيّة ونضاليّة تناهض التسلّح النووي كتلك التي عرفتها عقود الحرب الباردة، أو كنصفها، أو كربعها؟

في المقابل، مُخيفٌ في دلالاته ما شهدته ميانمار؛ إذ تتجاوز معانيه حدود ذاك البلد الآسيويّ: أونغ سان سو التي كانت النجمة المضيئة للديمقراطيّة وحقوق الإنسان ومقاومة الديكتاتوريّة العسكريّة، باتت هي نفسها المدافع عن حملة تطهير ينفّذها العسكريّون لمسلمي الروهينغا ممن فرّ منهم إلى خارج البلد أكثر من 750 ألفاً. الحكمة وراء ذلك أنّ الديمقراطيّة نفسها تقومنت: إنّها امتياز لنا وليست حقّاً لسوانا. أليس في هذا كلّه شيء من الأسبقيّة الإسرائيليّة؟ لنتذكّر فقط بعض العناوين: الطبيعة الاقتلاعيّة للسكّان. التمييز بين مواطني الدولة. الاحتلال وبناء المستوطنات والضمّ. الزعامة الشعبويّة لنتنياهو... تخيّلوا أنّ رئيس حكومة سابق كإيهود أولمرت، الذي قضى أكثر من نصف حياته السياسيّة في حزب ليكود، بات يحذّر من تحوّل إسرائيل إلى دولة تمييز عرقيّ!

إذا صحّ هذا التصوّر عن الأسبقيّة الإسرائيليّة، بات السؤال عن مقاومة إسرائيل أهمّ كثيراً من عمليّة دهس بسيّارة أو تفجير مقهى أو حافلة. كذلك باتت أدوية الماضي (مقاومة، كفاح مسلّح...) عاجزة عن توفير العلاجات، وكلّ ما تفعله توفير الحجج المطلوبة، والفرص المطلوبة، للنظامين السوري والإيراني اللذين لا يصطادان إلا في المياه العكرة. فلنصارح أنفسنا بأنّ الخيارات الناجعة صعبة وضيّقة، ولا سيّما مع الموقع الموضوعي السيّئ للقضيّة الفلسطينيّة في توازنات القوى، كيفما نُظر إلى هذه التوازنات. مع ذلك، فما هو متبقٍّ للفلسطينيين ولنا رهانان متّصلان: أن يشهد العالم الديمقراطي حركة تصحيح لديمقراطيّته ولرأسماليّته، بحيث تنكفئ التوجّهات القوميّة والشعبويّة لصالح قيم إنسانويّة وتقدّميّة، كالليبراليّة والاشتراكيّة الديمقراطيّة والتدخّل الإنسانيّ، وأن يجد هذا التحوّل استقباله الإسرائيلي المماثل، وهو ما لن يحصل إلا حين يقتنع الإسرائيليّون، في ظلّ فضاء عالمي مختلف، بأنّ عليهم الاختيار بين العنصريّة والديمقراطيّة. أمّا الفلسطينيّون، أصحاب الحقّ، فأملهم، الذي قد يكون وحيداً، هو الانحياز إلى هذا الفضاء: ابتعاداً عن سياسات الهويّة وممارسات الفساد، وتغليباً للمقاومة السلميّة، وحسماً في تأييد أصحاب الحقّ الذين يشبهونهم في بلدان أخرى. أمّا وحدتهم فتأتي بالتأكيد قبل أي اعتبار آخر.

الكلام يبدو وعظيّاً؟ ربّما، لكنّ الوعظ هو ما تبقّى.

 

ركاكة الشراكة الروسية – التركية – الإيرانية في سوريا بأبعادها الإقليمية

د. راغده درغام/ايلاف/12 شباط/2020

ليسوا وحدهم شركاء تفاهمات "استانا" حول سوريا في حلقة الشكوك المتبادلة والتموضع على حساب الآخر إقليمياً عبر البوابة السورية، بل ان اللاعِبيّن الأميركي والإسرائيلي يتداخلان مع الثلاثي الروسي – الإيراني – التركي ميدانياً وفي إطار التنافس الاستراتيجي الإقليمي. الرئيس السوري بشار الأسد ما زال حيويّاً للديبلوماسية الروسية لأنه مفتاح شرعنة تواجدها في سوريا عسكرياً واستراتيجياً على أساس أن هذا التواجد أتى بدعوة من الحكومة السورية عكس الغزو والاحتلال الأميركي للعراق – من وجهة النظر الروسية. قد يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فخوراً بإنجازاته في سوريا وعبرها انطلاقاً من استعادة الهيبة الروسية التي كان الغرب حاول اقتلاعها عبر البوابة الليبية وانتهاءً بالتموضع استراتيجياً على البحر الأبيض المتوسط في قواعد عسكرية شبه دائمة لعقود.

لكن فلاديمير بوتين ليس في منتهى الاطمئنان لأن سوريا ما زالت مشروع تورّط في مستنقع أو في مواجهات اما في استنزاف وهو لا يثق بالنوايا والإدعاءات الأميركية ولا بشريكيه الإيراني والتركي في الميدان السوري. علاقته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم تكن يوماً منبثقة من ارتياحٍ له بل رافقتها دوماً الشكوك بغاياته ونزاهته وطموحاته والاضطراب من شخصيته. فما يجمع الرجلان من قاسمٍ مشترك يفرّقهما إذ أن كلاهما مصابٌ بالغرور والغطرسة ولا يطيق الآخر في عمقه.

ما حدث هذا الأسبوع من اشتباكات روسية – تركية في سوريا كان متوقعاً وهو خطير. الأخطر لربما آتٍ لأن مشروعي بوتين وأردوغان يتضاربان جذرياً إقليمياً فيما يتعاونا سورياً. فأردوغان يتبنّى عملياً إدارة طموحات جماعة "الاخوان المسلمين" ويدفع بها بأي ثمنٍ كي تشق له طريقه الى مجد قيادة السُنّة. أما بوتين فإنه يعتبر هذه الجماعة وكل أدوات القتال السنّي التي يستخدمها أردوغان إرهابية وتدميرية بما في ذلك للطموحات الروسية. طاقة بوتين على تحمّل مشاريع القيادة الإسلامية تتّسع مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر من هضمها للمشاريع التركية بالرغم من أن كلاهما شريك ميداني في سوريا.

فإيران حليف استراتيجي لروسيا تكرّس أذرعها للقتال بجانب روسيا دعماً للنظام في دمشق، لكنها تبقى بحسب التفكير الروسي شريكاً صغيراً junior يسبّب لها مشاكل كبيرة. علاقة روسيا بإسرائيل، مثلاً، متطوّرة بالذات في سوريا، مما لا يناسب إيران، وهناك علاقة شخصية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي نجح بأن يبدو مدلّلاً ليس فقط لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بل أيضاً لدى بوتين وأردوغان معاً، حسب مزاعمه. فلقد صرّح نتانياهو هذا الأسبوع ساخراً أن أردوغان يسمّيه "هتلر" لكن التجارة بين إسرائيل وتركيا "منتعشة".

وفي خِضمّ المعركة بين تركيا من جهة والمحور الذي يضم النظام وإيران وروسيا، قصفت إسرائيل مواقع سورية – إيرانية بقرب دمشق في أول غارات لها منذ اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في مؤشر على عزمها قطع الطريق على ترسيخ التموضع الإيراني في سوريا. إزاء هذا المشهد المتداخل والمعقّد، يطلّ العملاق الأميركي حيناً بصورة مباشرة ويلقِي بظِلاله حيناً على مشاريع الآخرين وهو اليوم يزهو بثوبٍ جديد يرتديه دونالد ترامب في أعقاب إنهاء جهود عزله واثقاً أن الولاية الثانية في جيبه وأن عواصم العالم في صدد إعادة رسم سياساتها على أساس بقائه في البيت الأبيض لخمس سنوات مقبلة.

أولى العواصم التي تدقّق اليوم في خياراتها هي طهران التي استمرت في الرهان على احتمال عزل ترامب ورسمت سياساتها على تمنياتها بعودة الحزب الديموقراطي الى البيت الأبيض. الآن، الأرجح ألاّ ينتصر منطق التيار المتشدّد المتمثّل في "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" في هذه المرحلة الانتقالية بالرغم من أنه يتمتع بدعم مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي. فالجمهورية الإسلامية تحتاج الى إعادة النظر في وضعها الداخلي والإقليمي والدولي ولذلك تختار التهدئة المرحلية لدراسة الخيارات المتاحة وتدعو شركائها مثل "حزب الله" في لبنان الى ضبط وتيرة التصعيد بما في ذلك التصعيد اللفظي على نسق تعهّد الأمين العام حسن نصرالله بإعادة الأميركيين "أفقياً" الى بلادهم عبر النُعوش.

طهران مضطرة الى احتواء الضرر بقدر الإمكان في الساحة اللبنانية حفاظاً على سلطتها هناك لأن الساحة العراقية تخرج عن سلطتها عبر الانفلات الأمني وعبر الانقلاب على المشاريع الإيرانية للعراق. لجأت الى القمع كوسيلة لاحتواء الثورة عليها في العراق وستفعل ذلك في لبنان إذا اضطرت. لكنها تفضّل وتعمل على احتواء الثورة اللبنانية بوسائل أخرى تجنّباً للوقوع في فخ القمع الذي سيكلّفها غالياً سيما وأن النظام في طهران مضّطر لقمع الانتفاضة الداخلية عليه لأنها تهدّد مصير بقائه.

المصادر المقرّبة من التفكير في طهران أفادت أن القيادة الإيرانية تعتبر ان الوضع الراهن لصالحها ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة على هوى "حزب الله"، وهي تريد تدعيم سلطة "حزب الله" على لبنان. لذلك، وبالرغم من الضيقة المالية التي تواجهها، تعتزم طهران توفير جرعة دعم مالية الى "حزب الله" كي لا يبدو هشّاً وكي يثبّت قاعدته الشعبية. وقالت هذه المصادر ان إعادة توزيع ميزانية المشاريع الإقليمية الإيرانية اضطرت بطهران الى الاقتطاع من ميزانية اليمن لتحويلها الى ميزانية لبنان والعراق، ثم سوريا.

القيادة الإيرانية منشغلة بقراءة ماذا سيفعل دونالد ترامب ما بعد انتصاره على مشاريع عزله وما هي خطواته التالية نحوها سيما وأنها مستمرة في برنامجها النووي. هذه القيادة كفّت عن الحلم بانقاذٍ أوروبي لها من ورطة العقوبات بالرغم من إصرارها العلني على إعطاء أوروبا الفرصة الأخيرة قبل أن تأخذ الخطوة الكبرى بإعلان انسحابها من الاتفاقية النووية وربما أيضاً من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

وهي تعي تماماً ان توعّدات دونالد ترامب وإنذاراته لها بألاّ تُقدِم على مثل تلك الخطوة ليست مجرد تهديدات لفظيّة وإنما يتم اتخاذ الاستعدادات لتنفيذها بإجراءات عقابية بأبعد من العقوبات الاقتصادية والحصار، إذا لم تتوقف طهران عن برنامجها النووي.

فالجمهورية الإسلامية الإيرانية فعلاً مطوّقة أكثر وأعمق بوضوح أرجحية فوز دونالد ترامب بولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة. أمامها اما الانتحار إذا انتصر التصعيد والانتقام حفاظاً على استمرارية منطق النظام، كما هو. أو إصلاح وتعديل ذلك المنطق والدخول في مفاوضات على اتفاقية جديدة مع الولايات المتحدة تشمل الشق النووي والصاروخي وكذلك شق التوسّع الإقليمي في الجغرافيا العربية.

ثم ان طهران تواجه صعوبة في شراكاتها مع روسيا بالرغم من ثبات مبدأ التحالف ميدانياً في سوريا – منها ما يتعلق بالبُعد الإسرائيلي ومنها ما يصب في خانة افتراق المشروعيّن الروسي والإيراني في سوريا بالرغم من التقائهما على دعم الأسد.

روسيا، بحسب مصادر روسية، تثمِّن علاقاتها مع إيران وتعتبرها شريكاً أساسياً في "مكافحة الإرهاب" كما تراه موسكو. أي أن الانتصار على "داعش" وعلى "جبهة النصرة" في سوريا أتى جزئِياً "بفضل" إيران و"حزب الله" حسب التفكير الروسي. لكن انفتاح روسيا على الدول الخليجية العربية – الى جانب مصر – والذي يُزعج الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن يتوقف، والكرملين ليس راغباً بتشجيع مشروع "الهلال الفارسي" عبر امتداده في سوريا. وهنا يلتقي مع البيت الأبيض، وكذلك مع إسرائيل.

موسكو تشكك دوماً بالإعلان الأميركي عن انسحاب من سوريا وهي ترى أن "استمرار الوجود الأميركي هو الذي يعرقل خريطة الطريق الى تطبيع الأوضاع في سوريا" حسب المصدر المطّلع على السياسة الروسية. وبالتالي أن "إمكانية التفاهم مع الأميركيين ضئيلة، وعملياً غير متوفرة". ولكن، ان "التصادم بين روسيا وأميركا غير واردٍ" في سوريا "وهذا أساسي" يقول المصدر ويضيف "الأميركيون موجودون ونحن لن نتصادم معهم".

روسيا لا تريد أن تتصادم مع تركيا أيضاً نظراً للاحتياج لها. لذلك ان صياغة الأوجه الجديدة من التعاون بين موسكو وأنقرة واردة بالرغم من وقوع الاشتباكات العسكرية خلال المعركة على أدلب – المعركة الضرورية والمصيرية بالنسبة لبشار الأسد التي تخوضها روسيا معه.

إنما كما كانت تركيا أساسية في فوز روسيا بحلب وانتصارها في تلك المعركة المصيرية لها، ان أدلب رئيسية في التجاذبات الروسية – التركية على أنقاض السوريين بمشاركة نظام الأسد. لذلك يعضّ بوتين على شفته أمام استفزازات أردوغان له ليس فقط في سوريا وإنما أيضاً في مواقفه نحو أوكرانيا ومشاريع توسّعه العسكري في ليبيا.

ليببا باتت ساحةً لتصدير المرتزقة والإرهابيين والمقاتلين الخارجين من سوريا ليكونوا حجارة في لعبة الاستقطاب. رجب طيب أردوغان يستخدم ليبيا اليوم ترويجاً لطموحاته الاقليمية وزعامته لمشروع "الإخوان المسلمين" الذي يريد تنميته وتقويته وتغذيته ليضرب استقرار السعودية والإمارات والدول المجاورة لليبيا وفي مقدمتها مصر. بوتين يعارض توجهات أردوغان في ليبيا، وفي هذا الموقف انه أكثر قرباً من مصر والدول الخليجية العربية المعنية مما هو من تركيا ويلعب دوراً بجانب هذه الدول في المسألة الليبية.

من سوريا الى ليبيا الى العراق ولبنان تتعارض أولويات شركاء عملية "استانا" وتتداخل الاشتباكات بالديبلوماسية وبالمصالح المتضاربة عبر ضبط إيقاع التفاهمات حيناً وعبر الاضطرار الى التأقلم مع الفيل الضخم الحاضر الغائب في الغرفة. فالجميع يتأهّب وينظر خلف كتفه لأنه يعي اليوم ان العقوبات التي اعتمدها دونالد ترامب كسلاحه الأول ضد أطراف "استانا" – لاعتبارات خارج أو داخل النافذة السورية – إنما هو من أكثر الأسلحة حدةً وفتكاً ودفعاً الى حتمية أخذ العلم بالمواقف الأميركية ببالغ الجديّة، والى اعادة النظر.

 

وَطْوطة خفافيش إيران في العراق ولبنان

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/12 شباط/2020

ميليشيات، مافيات، عصابات… سمِّها ما شئت. كلها أوصافٌ تنطبق على سلطات الأمر الواقع في كل من بيروت وبغداد، حيث غرقت الدولة في مستنقعات المحاصصات، وقسمت على مقاسات مافيويين يحاولون إخفاء حقيقتهم بالبذلات الأنيقة وربطات العنق، وهم أبعد ما يكونون عن رجال الدولة غير أن الشكل لن يغير المضمون، فالقاتل يبقى قاتلا مهما حاول تنظيف يديه من الدم. لذلك، ما يحصل في العاصمتين ليس إلا تسلط فاسدين على لقمة عيش الناس، يتحايلون عليهم، إما من خلال الكلام المعسول والوعود غير القابلة للتحقيق، أو بالقمع والقتل والسجون، وكل هذا يجري تحت عنوان الديمقراطية التي تفصلها سنوات ضوئية عن واقع الحياة السياسية في تلك الدول. ومن مهازل تلك الديمقراطية، مسرحية نيل حكومة الأقنعة الثقة في مجلس النواب اللبناني، رغم أن الجلسة، كما قال عدد من الخبراء والنواب، غير دستورية، ليس فقط لأن الشعب سحب ثقته من النواب والوزراء، بل لأنها فاقدة أبسط مقومات المصداقية ولا تستجيب مطالب الناس، وكثر فيها شهود الزور الذين لبسوا بذلات الثوار كي يركبوا موجة الثورة، لكنهم اسقطوا الأقنعة في الجلسة لتبان شخصياتهم الاحتيالية وفشلهم.

نقول هذه المسرحية المضحكة – المبكية في آن، لم تختلف كثيرا عما يجري في العاصمة العراقية بغداد، حيث استقالت الحكومة لتترك البلاد تغرق في الفراغ، بعدما عجزت عن تلبية مطالب العراقيين، لأن لصوص الحكم نهبوا ثروات البلاد، وأفرغوا خزائنها، ولم يتركوا للشعب غير الفقر والمعاناة والآلام والفوضى الأمنية. مهما حاولت القوى السياسية المهيمنة على السلطة في لبنان تجميل وجهها القبيح بمساحيق البيانات الوزارية الاحتيالية على الحقيقة، ستبقى دميمة لا يمكن أن تغتسل من تهمة رعاية الإرهاب المدعوم إيرانيا من خلال انصياعها الى ساكن دهاليز العتمة، حسن نصرالله، الذي أعمته عن رؤية ثورة الشعب على عصابته غير أنه أمعن في مصادرة قرار الشعب عبر تلك الحكومة وخضوع تحالف المافيات السياسية والمالية لإرادة ذلك الإرهابي، ما أودى بهذا البلد الجميل، الذي كان رسالة الطبيعة الى الشرق بالتعايش والديمقراطية وحرية الرأي، الى أنفاق الفوضى والنهب والسرقة، وجعله متراسا لبندقية التوسع الفارسي التي تطلق رصاصها الفتنوي على كل العرب والمسلمين.

هذا المسخ السياسي لم يكن بعيدا عنه تباهي رئيس الحكومة العراقية المكلف أنه يعمل وفق أجندة يفرضها المتظاهرون، لإدراكه أن ذلك ليس بيده، بل هو يعمل بإملاءات اللصوص المأجورين، الذين تشغِّلهم الاستخبارات الإيرانية، ومما لا شك فيه أن مخططها لا علاقة له لا من قريب أو بعيد بالشعب العراقي.

ربما على الطغمتين الحاكمتين، في بيروت وبغداد، أن تفهما حقيقة الرسائل العربية والدولية المرسلة اليهما، وأن ابواب تلك العواصم ستبقى مقفلة بوجه حكومتيهما لانهما تفتقدان منطق الحكومات الطبيعي، فهما لم تأتيا لإصلاح يصر المجتمع الدولي عليه كي تستقيم العلاقات معه، بل أتت من أجل حماية الميليشيات والمافيات والعصابات، ولمزيد من النهب إضافة الى استمرار حماية منفذي المشروع الإرهابي الإيراني التوسعي في الإقليم ما يعني المزيد من العزلة لهاتين الدولتين، ولا تختلفان في ذلك عن إيران المنبوذة دوليا. إن ملايين المنتفضين في العراق ولبنان لن يعودوا الى بيوتهم قبل تحقيق مطالبهم، إذ في حال تخلوا عن هذه المهمة المقدسة قبل ذلك سيجدون أنفسهم في أقبية الجوع، وزنازين الوجع، وسجون الحرمان، يتسلط عليهم جلادون جلاوزة لا يرون غير ما يريهم إياه محركهم الإرهابي الذي يعيش في عصور الظلام، حيث لا يسمع إلا وطوطة الخفافيش، ولا يُتقن غير لغتها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس الجمهورية استقبل السلك القنصلي الفخري: مرحلة جديدة بدأت بعد نيل الحكومة الثقة وكل من مد يده الى الخزينة سيحاكم

وطنية - الأربعاء 12 شباط 2020

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "كل من مد يده الى الخزينة سيحاكم بموجب القوانين وفي ظل محكمة خاصة متخصصة بالجرائم المالية الواقعة على المال العام"، داعيا الى "التمييز في هذه المرحلة بين "الآدمي والسارق"، لافتا الى ان "مقولة "كلن يعني كلن" يتلطى وراءها السارقون وناهبو المال العام". واعرب الرئيس عون عن ثقته بان "لبنان سيستعيد عافيته وريادته بعد معالجة اسباب الازمة الراهنة"، معتبرا ان "مرحلة جديدة بدأت بعد نيل الحكومة الثقة في ظل الازمات التي يعاني منها لبنان، لا سيما ماليا واقتصاديا".

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، عميد السلك القنصلي القنصل العام لسنغافورة في لبنان جوزف حبيس على رأس وفد من القناصل الفخريين، في حضور وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي والامين العام للخارجية السفير هاني شميطلي.

حبيس

والقى العميد حبيس كلمة، فقال: "فخامة الرئيس، جئنا اليكم اليوم كسلك قنصلي فخري، لنقدم اولا التهنئة بالاعياد ولنتمنى لكم العمر الطويل والحكمة والصبر في مسؤولياتكم الجسيمة في هذه المرحلة الحرجة جدا وغير المسبوقة في تاريخ لبنان. جئناكم يا فخامة الرئيس قلقين، علكم تطمئنوننا وتطمئنون الشعب اللبناني بقرب انفراج الازمة ووضع الامور على مسار الحل الصحيح، خصوصا بعد تشكيل حكومة جديدة يعلق عليها اللبنانيون آمالا كبيرة. قلقنا مبرر، لان الشعب اللبناني بأسره بات اسير تراجع اقتصادي ومالي يهدد لقمة عيشه وكرامته ومستقبل ابنائه".

اضاف: "لكننا مع القلق، نحمل ثقة كبيرة بشخصكم وبتاريخكم وبجهودكم للخروج من النفق بتضامن جميع مكونات المجتمع والسلطات القائمة، وبالاستماع الى صوت الشعب الذي فتحتم له منذ اليوم الاول للتحركات المطلبية ابواب هذا البيت الابوي، ودعوتم المتظاهرين الى الحوار وايصال مطالبهم الى فخامتكم".

وتابع: "لدينا امل بأن لبنان قادر على النهوض من كبوته، لان الجميع ادركوا على ما اعتقد، ان ما ناديتم به حتى قبل توليكم سدة الرئاسة، يشكل خريطة طريق للعبور الى بر الامان. ناديتم بمكافحة الفساد. ناديتم باسترجاع الاموال المنهوبة. ناديتم برفع السرية المصرفية. والاهم انكم ناديتم باستعادة صوت الشعب عبر اقرار قانون انتخابي عادل. آن الاوان ليدرك الجميع، ان السفينة ستغرق بمن فيها اذا لم يعمل المسؤولون على استعادة ثقة الشعب بأسرع وقت ممكن وثقة المجتمع الدولي، خصوصا في ظل الضغوطات الكبيرة التي يعيشها الكيان اللبناني والتي فاقمتها ازمة النازحين بشكل كبير".

وختم: "فخامة الرئيس، نحن هنا اليوم لنؤكد لكم وضع جميع امكانات السلك القنصلي بتصرفكم، وللتزود بتوجيهاتكم حول الخطوات التي تقترحونها لتوطيد علاقات لبنان بالدول التي نمثلها كقناصل فخريين. أجدد لكم يا فخامة الرئيس ولعائلتكم الكريمة، تهنئتي وتهنئة السلك القنصلي الفخري بالاعياد. وكل عام وانتم ولبنان بخير. عشتم يا فخامة الرئيس وعاش لبنان".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا باعضاء السلك، متمنيا لهم دوام الصحة والعطاء، وقال: "ان مرحلة جديدة بدأت بعد نيل الحكومة الثقة في ظل الازمات التي يعاني منها لبنان، لا سيما منها المالية والاقتصادية اللتين لم يعد بالامكان حلهما بسهولة وباتتا تستلزمان اجراءات قاسية نسبيا بالنسبة للبنانيين، الامر الذي يتطلب تحقيق التوعية الضرورية على ذلك. لقد سبق لي وحذرت في الافطار الرمضاني العام الماضي مما نحن مقبلون عليه وبان على الشعب اللبناني التضحية بالقليل كي لا يخسر الكثير. فصفق لي انذاك الجميع، لا سيما عندما تناولت موضوع مكافحة الفساد، الا اننا مع الاسف وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم".

اضاف: "لست احاول ان افصل نفسي عن غيري من المسؤولين، اذ اني لا زلت في موقع المسؤولية وملزم تاليا بالمضي في اصلاح ما وصلت اليه الاوضاع، الا ان الكلفة اليوم باتت اعلى من السابق. من هنا، فاننا جميعا مسؤولون عن توعية المواطنين، خصوصا في ظل ما نشهده من تعميم المتظاهرين لصفة الفساد على المسؤولين كافة، بحيث ان ايا من الوزراء الذي لم يكن في الحكم، او في اي من المواقع العامة في السابق، بات في نظرهم سارقا وفاسدا، وهذا لا يجوز. اضف ان قسما كبيرا من المتظاهرين بات يشكل فريقا راديكاليا رافضا لاي مقترح، بحيث بتنا معه لا نعلم ما الذي سيطلبه بعد وقد لا يعجبه اي من الاجراءات التي سستتخذها الحكومة".

واعاد الرئيس عون تأكيد "العبء الذي يتكبده لبنان جراء النزوح السوري والذي وصل حتى الان الى حوالى 25 مليار دولار بحسب ارقام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي"، وقال: "اذا تساهلنا نحن ازاء وضعنا الاقتصادي ومعالجته بالتدابير اللازمة، فلن يقدم احد على ذلك". وشدد على ان "كل من مد يده الى الخزينة سيحاكم بموجب القانون وفي ظل محكمة خاصة متخصصة للجرائم المالية الواقعة على المال العام"، لافتا الى "اهمية التمييز في هذه المرحلة بين الادمي والسارق"، موضحا ان "مقولة "كلن يعني كلن" يتلطى وراءها السارقون وناهبو المال العام، وهي تشمل الجميع وحتى مطلقيها". وعن الازمة المصرفية، اشار الرئيس عون الى ان "لجوء المواطنين الى سحب ودائعهم بسبب خوفهم عليها زاد من حدتها"، مبديا ثقته بان "لبنان سيستعيد عافيته وريادته بعد معالجة اسباب الازمة الراهنة".

اجتماع اقتصادي

وكان الرئيس عون ترأس اجتماعا اقتصاديا في حضور الوزراء السابقين سليم جريصاتي، فادي عبود ومروان خير الدين، رئيس "اتحاد المستثمرين اللبنانيين" جاك صراف، رئيس المجلس الوطني للاقتصاديين صلاح عسيران والكس دمرجيان والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، وتم عرض الاوضاع الاقتصادية والمالية العامة في البلاد.

دعوة لحضور سيامة الاب خوام اسقفا

وفي قصر بعبدا الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الحلبية الارشمندريت الياس الخضري ورئيس "دير الشير" المطران المنتخب على ابرشيتي فنزويلا والمكسيك للروم الملكيين الكاثوليك الاب جوزف خوام ونائب رئيس الدير الاب القاضي انطوان شماع.

ووجه الوفد لرئيس الجمهورية، دعوة لحضور سيامة الاب خوام اسقفا، وذلك يوم السبت 7 آذار المقبل في بازيليك القديس بولس للاباء البولسيين في حريصا. وقد هنأ الرئيس عون الاسقف الجديد، متمنيا له "التوفيق في مهامه الروحية الجديدة، لا سيما وان في كل من فنزويلا والمكسيك جالية لبنانية واسعة".

 

دياب عرض مع صفير الاوضاع المالية والمصرفية

وطنية - الأربعاء 12 شباط 2020

استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب مساء اليوم في السرايا الحكومية، رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير يرافقه مستشاره انطوان حبيب، في حضور مستشار رئيس الحكومة خضر طالب، وتم عرض مجمل الاوضاع المالية والمصرفية.

 

المستقبل: ذكرى 14 شباط دعوة شعبية إلى بيت الوسط تسبقها زيارة الضريح

وطنية - الأربعاء 12 شباط 2020

وطنية - اعلن "تيار المستقبل" في بيان، انه "احياء لذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء، يقام في "بيت الوسط" الجمعة المقبل في 14 شباط الحالي احتفال مركزي تتخلله كلمة للرئيس سعد الحريري، الذي سيكون في استقبال المدعوين والضيوف والمواطنين والمواطنات كافة من كل المناطق". واكد أن "الدعوة مفتوحة لكل المحبين للمشاركة الشعبية في الاحتفال المركزي في "بيت الوسط، وفاء لرجل عظيم بذل حياته في سبيل لبنان والقضية العربية، وتأكيدا لمواصلة مسيرته على كل المستويات الوطنية". واعلن ان "المنسقيات في العاصمة والاقضية والمحافظات مكلفة اعداد الترتيبات اللازمة لوصول المواطنين واستقبالهم. وجرى الاعداد لبرنامج زيارة الوفود للضريح قبالة مسجد الأمين وتلاوة الفاتحة عن ارواح الشهداء، بين العاشرة قبل الظهر والثانية من بعد ظهر بعد غد الجمعة".

 

الحريري يقدم لكتيب السياسات الحريرية ومسلسل التعطيل: سلاح هدر الوقت فتك بالدولة

وطنية - الأربعاء 12 شباط 2020

أعلنت هيئة شؤون الإعلام في "تيار المستقبل" أن "التيار يقوم خلال إحياء الذكرى ال15 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، بعد ظهر بعد غد الجمعة، في بيت الوسط، بتوزيع كتيب أعده مركز التوثيق والدراسات في التيار عن السياسات الحريرية ومسلسل التعطيل، سبقته حملة إعلانية، عبر مستقبل ويب ومنصات التيار على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "الجواب ب14 شباط"، وتتضمن مقاطع فيديو قصيرة تختصر العناوين التي يفندها الكتيب بالتفاصيل والأرقام والوثائق والوقائع، وتدحض كل الأضاليل والحملات التي تعمدت وضع إخفاقات الأعوام الثلاثين في ذمة الحريرية السياسية لتبرئة ذمم الذين تعاقبوا على التعطيل. وأشارت إلى أن "الحملة تتوج بفيلم وثائقي أعده مستقبل ويب، يعرض في بداية إحياء الذكرى، ويتناول محطات عديدة من سياسات التعطيل التي أوصلت الدين العام الى ما وصل إليه".

ولفتت إلى أن "الكتيب تصدرته مقدمة كتبها الرئيس سعد الحريري هذا نصها: مع كل فشل أو عجز عن مواجهة استحقاقات اقتصادية أو مالية أو اجتماعية، يلجأ البعض إلى تحميل مسؤولية الفشل إلى الأعوام الثلاثين الماضية والسياسات الاقتصادية والمالية للحريرية السياسية. قبل عشرة أعوام، كانت مسؤولية الفشل تلقى على السنوات العشرين الماضية. وقبل عشرين سنة، ألقيت المسؤولية على السنوات العشر التي سبقتها، وكل ذلك بهدف النيل من الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسياساته، كأنه لم يتعاقب على السلطة خلال تلك الحقبة أربعة رؤساء للجمهورية وسبعة مجالس نيابية وثمانية رؤساء حكومة تداولوا السلطة، وأكثر من 15 سنة من الوصاية السورية السياسية والأمنية والاقتصادية على مقدرات لبنان وشعبه. من 1989 إلى 2019 هي الأعوام الثلاثون، تبدأ مع الحكومة العسكرية للعماد ميشال عون وتنتهي بعهد الرئيس ميشال عون، وما بينهما مسلسل طويل من الإنجازات السياسية والاقتصادية والإعمارية، ومن الإخفاقات والحروب الداخلية والإقليمية ومعارك تعطيل الدولة والمؤسسات والدستور. على مدى ثلاثة عقود، بقيت السياسات الاقتصادية الأكثر إثارة للجدل، وتعرضت لحملات لم تنقطع واتهامات بلغت حدود التخوين من دون أن يقابلها معارضوها بمشروع بديل سوى تعطيل هذه السياسات والعمل على عرقلتها، ليثبت بالوجه الرسمي والرقمي أن مسلسل التعطيل الذي لازم الحكومات الحريرية يتحمل مسؤولية أساسية في وصول الدين العام إلى ما وصل إليه.

كان للرئيس الشهيد رفيق الحريري أعداء كثر تناوبوا على استهدافه، لكن الوقت تقدم صفوفهم على الدوام. خاض سباقا مع الوقت منذ بداية عمله السياسي وصولا إلى مؤتمر باريس 2، ليعوض عن هدرين طويلين أطبقا على أنفاس الدولة واللبنانيين: الهدر الناجم عن فترة الحرب الأهلية التي أخرت لبنان عن اللحاق بركب النمو والتقدم 15 عاما، وجنحت به نحو خراب ديموغرافي واقتصادي أطاح الطبقة الوسطى وضعضع مرتكزات التوازن الاجتماعي. والهدر الناجم عن فترات المماطلة والتعطيل التي لجأت إليها أحزاب وقوى سياسية مع امتداداتها الإقليمية. هدر الوقت كان سلاحا فتاكا في يد معارضي السياسات الاقتصادية في مرحلة رفيق الحريري والمراحل اللاحقة، وهو هدر ضرب رقما قياسيا بعد اغتياله، حيث بلغت فترات الفراغ في المؤسسات الدستورية ما مجموعه 7 سنوات كاملة من أصل 14 سنة.

إن سياسات رفيق الحريري الاقتصادية ارتكزت في بداياتها إلى سياسة إعادة إعمار البنى التحتية وتطويرها رغم المخاطر والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، لأنها تمثل حاجة ملحة لكل المواطنين ولكل القطاعات الاقتصادية. كما أطلقت حكومتي مشروع "سيدر" للنهوض والإصلاح والاستثمار في تطوير البنى التحتية، رغم الحروب والثورات التي تجتاح المنطقة للأسباب عينها.

خلاصات كثيرة تستحق النقاش في هذه الصفحات التي تكشف النقاب عن وقائع تنشر للمرة الأولى، وتختصر شغف الحريرية السياسية وحلمها المستدام لبناء وطن يليق بمن فيه، مقابل تعنت مجموعة من السياسيين احترفت العجز والعرقلة.. وتحميل المسؤولية للآخرين.

محاكمة السياسات الاقتصادية حق لأي كان، شرط اتباعها أصول المحاكمات، التي تتطلب قضاة يقيمون هذه السياسات بظروفها الموضوعية، بعيدا عن "شهود الزور" الذين امتهنوا تضليل الرأي العام على مدى ثلاثين عاما.

تلك المحاكمات جرت وما زالت تجري بمعزل عن الصراعات السياسية المستدامة وبمعزل عن الحروب الإسرائيلية ونتائجها، وبمعزل عن دور السلاح غير الشرعي في الحياة الوطنية، وبمعزل عن الحروب الإقليمية وتورط بعض اللبنانيين فيها، وبمعزل عن التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية اللبنانية، وبمعزل عن الانقسامات التي لم تنج منها حكومة من الحكومات، وبمعزل عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري وموجة الاغتيالات التي أعقبته. ولطالما تصرف معظم أهل السياسة والأحزاب مع السياسات الاقتصادية والمالية باعتبارها جزيرة قائمة في ذاتها، يردون فشلها ونتائجها وسلبياتها إلى أوجه الخلل التقني والإداري ويحجبون عن الأنظار الأسباب العميقة للأزمة.

هذا الكتيب ليس موجها إلى السياسيين ولا للرد على أي من الأحزاب والقيادات، وإنما تم إعداده ليكون في عهدة شابات وشباب لبنان الذين يجرى التسلل إلى عقولهم ليزرعوا فيها وقائع زائفة تكرس مفهوم "الأعوام الثلاثين"، كأنه البئر الزمنية للفساد والهدر في لبنان، ويحجبون عنهم الحقائق والأرقام والأحداث التي ازدحمت طوال السنوات الثلاثين، وسبقتها أعوام حرب وانهيارات أهلية وإقليمية استمرت لأكثر من ثلاثين عاما آخر. وبكل الصراحة التي توجبها المرحلة الاستثنائية التي يمر بها لبنان، فإن الكتيب لا يرمي إلى التغطية على الشوائب والأخطاء التي اعترت التجربة الحريرية وما احتوته من وجوه تقصير وأشخاص تسلقوا السلطة باسمها واستفادوا على ظهرها في غير موقع مالي وسياسي واقتصادي، ولكنه في الوقت ذاته هو كتيب يلجأ إلى الحقائق والأرقام والوقائع التاريخية ليرفع الظلم عن حقبة في تاريخ لبنان، ويصحح خطأ سياسيا شائعا يتعامل معه المتحاملون بصفته حقيقة مثبتة.

في هذا الكتيب موجز بالوقائع والأرقام عن الإنجازات التي حققتها سياسات الرئيس رفيق الحريري، والحكومات التي اعتمدت "السياسات الاقتصادية" نفسها بعد اغتياله. كما يتضمن عينات من مسلسل التعطيل الذي واجه هذه "السياسات"، والاتهامات التي تجاهلت عوامل كثيرة مثل حرب الخليج وتداعيات 11 أيلول وغزو العراق، وترهل الإدارة وعدم قدرتها على التلاؤم مع الاستراتيجيات الاقتصادية الجديدة. كما يتناول الحملات التي أغفلت أربعة عوامل جوهرية ينبغي الوقوف عندها بالتفصيل لدحض ما يشاع من أخطاء وأضاليل عن قصد أو عن جهل، وهي: الفترة الزمنية الفعلية لحكومات الحريرية الاقتصادية، والظروف والدوافع التي سبقتها، والتحديات والعوائق التي رافقتها، وأخيرا أهمية الإنجازات التي حققتها. شكرا لكل من ساهم في إعداد هذا الكتيب ولفريق العمل في تيار "المستقبل" الذي يضع في عهدة الرأي العام اللبناني تقريرا موثقا بالحقائق والأرقام، يدحض كل الأضاليل والحملات التي تعمدت وضع إخفاقات الأعوام الثلاثين في ذمة الحريرية السياسية لتبرئة ذمم الذين تعاقبوا على التعطيل".

 

ميقاتي أعلن عن تقديم اقتراح لتقصير ولاية المجلس الحالي وخفض سن الاقتراع: الثقة مفقودة بين الشعب والسلطة

وطنية - الأربعاء 12 شباط 2020

أعلن الرئيس نجيب ميقاتي، في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب بمشاركة عضوي "كتلة الوسط المستقل" النائبين نقولا نحاس وعلي درويش، "ان الهوة أصبحت كبيرة جدا بين الشعب والسلطة، ومخطئ من يعتقد ان الحراك الشعبي انتهى وان الثورة لم تعد موجودة، لأن 17 تشرين الاول أظهر الثورة على السطح، ولكنها موجودة في القلوب وفي بيوت جميع الناس الرافضة لكل الطبقة السياسية". وقال: "نحن بحاجة لقرارات صعبة جدا في الفترة المقبلة، ولا يمكن ان تكون مقبولة من الناس، اذا لم يكن للناس ثقة بمن يأخذ هذه القرارات، والموضوع ليس متعلقا بحكومة او بأشخاص بل أساسه الواقع الحاصل بين مصدر السلطات والسلطة بحد ذاتها"، مؤكدا ان "علينا ان نستوعب أن هناك رفضا للطبقة السياسية، التي لا يمكن ان تعود لتحكم بطريقة مستقيمة الا اذا تجددت الثقة بها، وبالتالي فان الانتخابات المبكرة هي ضرورية لكي تستقيم الامور".

وأعلن ان الكتلة تقدمت باقتراح قانون جديد للانتخابات النيابية يقضي بتقصير ولاية المجلس الحالي من اربع سنوات الى سنتين تنتهي في آخر حزيران 2020 واجراء انتخابات جديدة وخفض سن الاقتراع من 21 سنة الى 18 سنة.

وقال ميقاتي: "يعلم الجميع أن لبنان يمر بأزمة كبيرة جدا، وكلنا نتحدث ونعرض اقتراحات ومشاريع قوانين وخططا وافكارا، ولكن برأيي لا شيئ ينفع اليوم لأن الثقة مفقودة بين الشعب والسلطة، ومهما أخذت السلطة من قرارات فلا ثقة للشعب بها. شاهدنا بالأمس ما حصل خلال جلسة الثقة في مجلس النواب، وقرأنا عناوين الصحف اليوم "مجلس اللاثقة أعطى الثقة". وتابعنا وقائع الحالة الامنية التي حصلت لتمكين النواب من الوصول الى المجلس النيابي. ثقتنا كبيرة جدا بالمؤسسات وخصوصا مجلس النواب، لكن هذه المؤسسات لا تكتمل الا اذا كانت تتمتع فعلا بالصفة التمثيلية للشعب. اليوم نرى ان الهوة صارت كبيرة جدا بين الشعب والسلطة". اضاف: "نحن بحاجة لقرارات صعبة جدا في الفترة المقبلة، ولا يمكن ان تكون مقبولة من الناس اذا كان لا ثقة للناس بمن يأخذ هذه القرارات. الموضوع ليس متعلقا بحكومة او باشخاص بل اساسه الواقع الحاصل بين مصدر السلطات والسلطة بحد ذاتها. من هنا فقد حضرت الى مجلس النواب مع زملائي اعضاء "كتلة الوسط المستقل" وقدمنا اقتراح قانون يتعلق بالانتخابات النيابية يستعين بالكثير من الافكار التي وردت في مشروع القانون الذي أعدته حكومتنا السابقة، مع تغيير الدوائر، بحيث وضعنا خمس دوائر اساسية هي المحافظات الخمس، وفي كل محافظة يقترع الناخب ضمن قضائه على اساس صوتين تفضيليين، الاول ضمن الدائرة الصغرى التي ينتمي اليها، والثاني ضمن الدائرة الكبرى. والاهم ان المادة الأخيرة في اقتراح القانون تنص على تقصير ولاية المجلس النيابي الحالي من اربع سنوات الى سنتين تنتهي في آخر حزيران 2020".

وطالب "بالدعوة فورا الى اجتماع للهيئة العامة لمجلس النواب لدرس اي قانون انتخابي، شرط تقصير ولاية المجلس الحالي، لكي تستقيم الامور. كما ننتظر انعقاد الدورة العادية لمجلس النواب، بعد 15 اذار، لكي نقدم اقتراح تعديل دستوري يقضي بخفض سن الاقتراع من 21 سنة الى 18 سنة ، وهذا الامر يعطي زخما اضافيا للشباب الذين يرفضون الواقع السياسي القائم".

واكد ميقاتي ان "الامور لن تستقيم الا بانتخابات نيابية لكي يشعر الناس انهم ممثلون فعلا في المجلس النيابي، ولا ننسى ان اكثر من خمسين في المئة من اللبنانيين قاطعوا الانتخابات الماضية". وقال: "لنأخذ مثلا، في بريطانيا احدى أرقى الديموقراطيات في العالم، رئيس الحكومة كان يتمتع بثقة الناس والبرلمان، ولكن عندما شعر انه أمام قرار حاسم في ما يتعلق بعلاقة بريطانيا مع الاتحاد الاوروبي، أجرى انتخابات وعاد الى السلطة أقوى. وانا اعتقد ان معظم الاحزاب والاشخاص الموجودين في المجلس النيابي سيعاد انتخابهم، ولكن عندئذ يكونون مزخمين بثقة جديدة من الناس، وهذا هو المطلوب، اي تجديد ثقة الناس، لأن الناس غير مستعدة لتحمل نتائج اي قرار سيتخذ اليوم".

اضاف: "البعض يعتقد ان الحراك الشعبي انتهى وان الثورة لم تعد موجودة، هذا الكلام غير صحيح، لأن 17 تشرين الاول أظهر الثورة على السطح، ولكنها موجودة في القلوب وفي بيوت جميع الناس الرافضة لكل الطبقة السياسية. نعم يجب ان نستوعب أن هناك رفضا للطبقة السياسية، التي لا يمكن ان تعود لتحكم بطريقة مستقيمة الا اذا تجددت الثقة بها، وبالتالي فان الانتخابات المبكرة هي ضرورية لكي تستقيم الامور. مهما فعلنا اليوم، ومهما اتخذنا من قرارات واصدرنا من قوانين فان الناس ستظل رافضة لكل شيئ، لأن لا ثقة لديها. الثقة هي الاساس وهي التي تغير المصير، بدل ان نبقى سنتين اضافيتين في فترة تجارب واختبارات من دون جدوى. أضف الى ذلك ان الحالة القائمة في الشارع وطريقة الحكم القائمة أدتا الى اختلال كامل بالتوازن في الحكم، لأن هناك افرقاء اقوياء وأفرقاء ضعفاء، وبالتالي نحن نرفض هذا الامر، ويجب ان تستقيم التوازنات مجددا".

ورأى انه "اذا تم أخذ ما نقترحه بعين الاعتبار، نكون قد بدأنا بالخطوة الاولى نحو الخروج من الازمة الحالية، خصوصا اذا توافقنا على هذا الحل، وبالتالي نكون اعطينا الحكومة فترة اربعة الى خمسة اشهر لانجاز الاصلاحات البنيوية الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة واعادة تفعيل وتعيين اشخاص في الهيئات الناظمة من دون محاصصة أو تبعية لأحد، وتأليف مجالس ادارة للهئيات المستقلة وفق الاسس ذاتها، وهكذا لا تعود الطبقة السياسية تتدخل في العمل الحكومي لأنها مشغولة بانتخاباتها، وتكون الناس منشغلة بالاستعداد للانتخابات.هذه الفترة تتيح للحكومة ان تقوم بالانجازات التي تحدثت عنها في البيان الوزاري".

وقال: "لا احد يعتقد ان الثورة انتهت ، واذا كنا نشهد اليوم هدوءا فان الثورة في قلوب الناس التي ترفض كل الطبقة السياسية وعلينا الاعتراف بذلك وحل هذا الموضوع. فلنذهب الى الانتخابات النيابية المبكرة".

سئل: نفهم من كلامكم انكم ستعطون الحكومة فرصة، وفي موضوع الانتخابات البعض تقول باجرائها وفق القانون النافذ؟

أجاب: "في البيان الاخير لكتلتنا اعلنا اننا لن نشارك في الجلسة ولن نمنح الحكومة الثقة، ولا يمكن ان تمنح الثقة خلف حيطان الباطون. نحن نريد ان نكون جسر مصالحة بين جميع اللبنانيين، وسنباشر بتحرك وسنزور فخامة الرئيس ميشال عون ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري والمرجعيات لنبحث في كيفية الوصول الى انتخابات مبكرة والى عقد مؤتمر وطني في اسرع وقت، لأن المشكلة التي تطفو على السطح اقتصادية ومالية، بينما في العمق هي مشكلة سياسية، ومن حق لبنان ان يستقر اخيرا".

سئل:هل الكتل الكبيرة وخصوصا "تكتل لبنان القوي" ستقبل السير بانتخابات نيابية مبكرة، لا سيما بعد سقوط التسوية الرئاسية؟

أجاب: "لا أعرف ما سيكون عليه موقفهم، ولكن من لديه ثقة بنفسه يقول "المي بتكذب الغطاس"، اما الخائف من الانتخابات فيرفض الانتخابات المبكرة. تصوري ان معظم القوى ستعود الى المجلس ولكن يجب ان نعطي الناس المجال لكي يكون لها ثقة بالسلطة، وفي هذه الفترة يمكن للحكومة ان تقوم بالعمل المطلوب منها، وللمجلس ان يقوم بدوره خصوصا في ما يتعلق بقوانين السلطة القضائية المستقلة والاصلاحات البنيوية اقتصاديا واجتماعيا. وما عدا ذلك فالناس لن تدع احدا يرتاح لأن لا ثقة لديها بالطبقة السياسية".

سئل: ما هو موقفكم من موضوع دفع مستحقات اليوروبوند في شهر آذار المقبل؟

أجاب: "الارتجال في مثل هذه المواضيع الاساسية أمر لا يجوز، ويجب ان تكلف الحكومة فريق عمل باجراء الاستشارات اللازمة لتحديد الانسب بالنسبة للخزينة العامة وللبنان، واجراء الاتصالات اللازمة مع الجهات التي اقترضنا منها. ما نراه اليوم ان كل شخص بات يعطي رأيه من دون ان يملك كل المعطيات. اعادة الثقة في الداخل تساعد ايضا على اعادة الثقة الخارجية بالواقع اللبناني، ونحن بحاجة لأن يعتبر المجتمع الدولي ان المسؤولين في لبنان يحظون بثقة شعبهم. وبمجرد ان يشكك المجتمع الدولي بعدم وجود ثقة شعبية باي حكومة او سلطة فهذا يتسبب بنظرة غير ايجابية لواقعنا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  12-13 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

"مسرح الساعة العاشرة" وراء جدران "برلين": الثقة/المحامي عبد الحميد الأحدب/12 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83117/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a8-%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%a9/

 

 

 

تقارير باللغتين العربية والإنكليزية تحكي خطط إيران تفعيل دور حزب الله في العراق لملئ الفراغ الذي احدثه مقتل سليماني

A Bundle of Reports A/E addressing The New Iranian-Hezbollah Role in Iraq in a Bid To fill The Vacuum After The Killing Of Soliemani

Tehran-backed Hezbollah steps in to guide Iraqi militias in Soleimani’s wake/Reuters/February 12/2020

Inside Iran’s push to get Hezbollah to take a role in Iraq/Seith J.Frantzman/Jerusalem Post/February 12/2020

حزب الله يوجه الجماعات المسلحة العراقية منذ مقتل سليماني/بيروت/الشرق الأوسط أونلاين/12 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83109/%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a%d8%a9/