LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 شباط/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february12.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

سَيُسلِمُ الأَخُ أَخاهُ إِلى الموت، والأَبُ ابنَه، ويَثورُ الأَبناءُ على والِدِيهم ويُميتونَهم، ويُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي. والَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/دمى ومتفرسنين ومجردين من الكرامة

الياس بجاني/الطرواديون جعجع والحريري وجنبلاط هم اغطية واقنعة لإحتلال حزب الله

الياس بجاني/الحريري من يومه الأول فاشل وغريب ومغرب عن كل ما هو سياسة وعمل وطني

الياس بجاني/ثلاثي الانبطاح والنفاق والحربائية: جعجع والحريري وجنبلاط

الياس بجاني/لا يجب شكر سيدنا المطران بولس عبد الساتر لأنه شهد للحق وعمِّل ما هو واجب عليه

الياس بجاني/يا مار مارون نتضرع إليك لتخلص لبنان وشعبه وتعيد لوطنك الأرضي السلام والإستقرار والمحبة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 11/2/2020

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 11 شباط 2020

حكومة دياب تنال ثقة المجلس بـ ٦٣ نائبا.. وتسقط شعبيا!

بالأسماء.. هؤلاء هم من منحوا الثقة لحكومة دياب!

حضروا الجلسة وحجبوا الثقة.. تعرفوا عليهم!

نواب قاطعوا جلسة الثقة.. من هم؟

حصيلة مواجهات اليوم تخطّت الـ300 جريحاً

جلسة لمجلس الوزراء الخميس في بعبدا

بعد نيل حكومته الثقة.. دياب قريبا الى دار الفتوى وجلسة في بعبدا الخميس!

«حزب الله» يحاول سدّ فراغ مقتل سليماني.. هذا ما يفعله في العراق

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ديبلوماسون لـ”السياسة”: الثقة بحكومة دياب لن تغير الموقف العربي والدولي

الحسيني لـ"النهار": كل ما يجري في مجلس النواب غير شرعي

النائب سليم سعادة اصيب بضربة على الرأس ومكتبه الاعلامي يوضح

26 جريحاً نتيجة مواجهات وسط بيروت

اقتحام فصيلة الأوزاعي استشهاد الآمر وهرب المساجين

بعد مهاجمته للمخفر وقتل الرائد شريف: عائلة حسين تتبرأ من القاتل!

وليد جنبلاط لـ"العرب": لا أتحمل وحدي مسؤولية الدعوة إلى استقالة عون/زهير قصيباتي/العرب

الجيش اللبناني يدفع مجددا ضريبة إجرام الفارين من العدالة: استشهاد 3 عسكريين في كمين في الهرمل ومقتل مطلوب

لبنان الرسمي يستنكر: المؤسسة العسكرية خط أحمر

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية بموافقة الخرطوم

اتفقت الحكومة السودانية مع متمردي دارفور على مثول المطلوبين أمام المحاكمة

إسقاط مروحية للنظام السوري في إدلب وتصاعد حدة المواجهة بين أنقرة ودمشق بعد مقتل 13 جندياً تركياً بهجمات شمال غربي سوريا

قوات النظام تسيطر على طريق حلب - دمشق الدولي لأول مرة منذ 2012

إردوغان يتوعد النظام السوري بدفع «ثمن باهظ جداً» بعد مقتل جنود أتراك

موسكو قلقة جراء «التصعيد المتواصل» في إدلب

الجيش الأميركي يقيم قاعدة جديدة في الحسكة

دمشق تهدد إسرائيل بالرد على عدوانها

أميركا تُبقي قواتها في العراق وتمدد استيراده الغاز من إيران والصدر حل "السترات الزرق" وسط دعوات لحصر التظاهرات في ساحات محددة

“البنتاغون”: 109 جنود أصيبوا بالمخ في الهجوم الإيراني على “عين الأسد”

اغتيال المشرف على قناة “الرشيد” الفضائية

رجوي: الإيرانيون انتفضوا وسيستردون حريتهم المسروقة ومواقع طهران النووية السرية تقلق "الكونغرس" الأميركي

مصر تطالب “حماس” بالتزام الهدنة مع إسرائيل وتجنب دعم إيران ومجلس الأمن أرجأ تصويته إلى حين تعديل مشروع القرار الفلسطيني برفض "صفقة القرن"

كورونا” عدو البشرية يهدِّد نحو 60 % من سكان العالم وقد أودى بـ1061 صينياً وعدد المصابين مستمر بالارتفاع عالمياً... اكتشاف ثامن إصابة في الإمارات

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حقبة حسان دياب.. الخواء كاملاً/يوسف بزي/المدن

"تهريبة" جلسة الثقة: بيان حكومة الفراغ وتخشّب السلطة/منير الربيع/المدن

مكتسبات صغيرة حققتها الانتفاضة: ظهور المواطن/نبيلة غصين/المدن

حكومة انهيار.. لا إدارة أزمة/نذير رضا/المدن

منافذ لبنان تتأرجح بين السلطة وأيدي حزب الله/طوني بولس/انديبندت عربية

ا ثقة لا ثقة لا ثقة لا ثقة/علي حماده/النهار

مار مارون: لا ثقة!/ راجح الخوري/النهار

الثائر الأكبر عرّى السياسيين… هل تُستثمر عظته في الثورة؟/سابين عويس/النهار

دروس سودانية للبنان!/نديم قطيش/الشرق الأوسط

سحْب "بساط" الثقة من حكومة "الخديعة الكبرى"!/علي الأمين/نداء الوطن

الاشتراكيّ”، “القوّات”، “المستقبل” تؤمّن النصاب: شكرًا/عقل العويط/النهار

"الفاسد من بينكم"/سناء الجاك/نداء الوطن

الازدواجية الدبلوماسية: وزير أصل vs وزير ظلّ/نقولا ناصيف/الأخبار

أسبوع انهيار سعد الحريري ووليد جنبلاط/في "التسوية الرئاسية"/ شبلي الملاط

الثقة الممسوحة والعهد الممشوح/بشارة شربل/نداء الوطن

تسديد الاستحقاق أو عدمه يأتي ضمن خطة إنقاذ/وليد شقير/نداء الوطن

حين ينحني مطران ثائر أمام وجع الناس!/نوال نصر/نداء الوطن

حكومة الأميركان في لبنان..قصّة الولادة القيصرية/نجم الهاشم/نداء الوطن

الملاعب عربية... واللاعبون غير عرب/جمال الكشكي/الشرق الأوسط

فئة التيوس/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

بعد فك العزل... ما هي أولويات ترمب في الشرق الأوسط؟/وليد فارس/عربية نت

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري في افتتاح الجلسة: المجلس سيبقى للجمع وليس للفتنة والمطلوب من الحراك ان يبرر لنا وللقضاء هل يرضى بالاعتداءات

دياب في ختام جلسة الثقة: إذا أفلتت كرة النار من يد هذه الحكومة فلن يكون أحد بمنأى عن خطرها وحريقها

بيان حكومة مواجهة التحديات: ظرف استثنائي يحتاج الى تضافر جهود الجميع لمواجهة المرحلة

عون استقبل رئيس جمعية المصارف وبحثا في الوضع الراهن

اللقاء الديمقراطي: اللائحة المسربة حول نصاب الجلسة النيابية غير دقيقة

التيار المستقل: الحل بحكومة عسكرية انتقالية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

سَيُسلِمُ الأَخُ أَخاهُ إِلى الموت، والأَبُ ابنَه، ويَثورُ الأَبناءُ على والِدِيهم ويُميتونَهم، ويُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي. والَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص.

إنجيل القدّيس متّى 10/16-22/ هاءَنذا أُرسِلُكم كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب: فكونوا كالحَيَّاتِ حاذِقين وكالحَمامِ ساذِجين. اِحذَروا النَّاس، فسَيُسلِمونَكم إِلى المَجالس، وَيجلِدونَكم في مَجامِعِهم، وتُساقونَ إِلى الحُكَّامِ والمُلوكِ مِن أَجلي، لِتَشهَدوا لَدَيهِم ولَدى الوَثَنِيِّين. فلا يُهِمَّكم حينَ يُسلِمونَكم كَيفَ تَتكلَّمون أَو ماذا تقولون، فسَيُلْقَى إِليكُم في تلكَ السَّاعِة ما تَتكلَّمونَ بِه. فلَستُم أَنتُمُ المُتَكَلِّمين، بل رُوحُ أَبيكم يَتكَلَّمُ بِلِسانِكم. سَيُسلِمُ الأَخُ أَخاهُ إِلى الموت، والأَبُ ابنَه، ويَثورُ الأَبناءُ على والِدِيهم ويُميتونَهم، ويُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي. والَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

دمى ومتفرسنين ومجردين من الكرامة

الياس بجاني/11 شباط/2020

النواب الذين حضروا إلى مجلس النواب ودخلوه كالفئران هم إما دمى عند جعجع والحريري وجنبلاط أو متفرسنين اذلاء ومجردين من الكرامة

 

الطرواديون جعجع والحريري وجنبلاط هم اغطية واقنعة لإحتلال حزب الله

الياس بجاني/11 شباط/2020

ثلاثي النفاق والإنبطاح والنرسيسية ، المعرابي الواهم والمهلوس وجنبلاط الأكروباتي والإنتهازي والحريري الفاشل والجاهل لكل ما هو سياسة هم أخطر من حزب الله..هؤلاء الثلاثة هم طرواديون واسخريوتيون ومن هم معهم من المواطنين عليهم مراجعة عميقة وصادقة مع انفسهم وضمائرهم ومصداقيتهم لأن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس واللبناني الحر ما تعود إلا أن يكون صوتاً صارخاً بالحق والعدالة والوطنية

 

الحريري من يومه الأول فاشل وغريب ومغرب عن كل ما هو سياسة وعمل وطني

الياس بجاني/11 شباط/2020

الحريري فاشل وارتضى دور الغطاء لحزب الله مقابل منافع وسمسرات وهو شريك جبران وبري وجنبلاط وجعجع بكل الإرتكابات وليس ضحية كما يسوّق

 

ثلاثي الانبطاح والنفاق والحربائية: جعجع والحريري وجنبلاط

الياس بجاني/10 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83062/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d8%ad-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%82-%d9%88%d8%a7/

عملياً فإن الثلاثي الفاجر والتاجر جعجع والحريري وجنبلاط هو أخطر على لبنان وكيانه واستقلاله وسيادته وأهله، أخطر بمليون مرة من حزب الله الإيراني والإرهابي والمذهبي الذي يحتل لبنان بالكامل ويعمل على فرسنته وجره بالقوة إلى أزمنة ما قبل العصور الحجرية منذ العام 2005.

ففي حين أن قادة حزب الله اللاهي واضحين وخططهم معلنة وتسويقهم الإرهابي والنفاقي لكل ما هو ملالوي يتم بكل وقاحة وفجور ودون الأخذ بعين الاعتبار كل ما هو لبناني ولبنان ودون أي احترام ولو صوري لكرامة أي شريحة لبنانية قيادة ووجوداً وثقافة ودوراً وتاريخاً.

وفي حين أن قادة حزب إيران يعرفون ماذا يريدون أو بالأحرى، هم ملتزمون 100% بكل ما هو موكل إليهم من أسيادهم ورعاتهم الملالي الفرس، ولهذا هم يلجأؤن لكل وسائل البريرية والإجرام والإرهاب والتمذهب بهدف تطويع اللبنانيين من مواطنين وقادة ورجال دين وتجار وجماعات رأي وأصحاب شركات أحزاب ومؤسسات، ولنا في سلسلة الاغتيالات التي نفذها واستهدفت رموزاً رافضة للمشروع الإيراني التوسعي والمذهبي والإمبراطوري.

وفي مواجهة وضوح وعلنية مخططات حزب الله اللالبنانية، نرى أن الثلاثي المنافق والمصلحي والنرسيسي والتاجر سمير جعجع ووليد جنبلاط وسعد الحريري وكل من يلف لفهم من الأتباع الصنميين والقطعان ينافقون ويتلونون ويموهون ويلعبون على مشاعر الناس ويخدمون مباشرة أو مواربة حزب الله ومخططاته.

فهؤلاء الثلاثة هم تجار هيكل لا أكثر ولا أقل.

الثلاثي هذا ليس لديه أية مفاهيم وطنية ولا قناعات ثابتة .. الثلاثة اكروباتيون بأكثر من امتياز.

وعملياً وواقعاً معاشاً على الأرض هم بمليون لون وكالحرباء يغيرون ألوان جلودهم بما يتوافق مع أجنداتهم الذاتية من نفوذ ومنافع وسمسرات.

آخر هم على قلوبهم لبنان الإنسان والدولة والقانون والدستور والسيادة والحريات والديمقراطية.

لا يعرفون الديمقراطية بأي شكل من الأشكال، وهم أعداء أهم مبادئها الأساسية التي هي مبدأ تبادل السلطات السلمي حيث بوقاحة ونرسيسية يترأسون شركات أحزابهم بأبدية وسرمدية ويتوارثونها مع الأبناء والأحفاد وأفردا عائلاتهم وهي فعلاً شركات تجارية ليس فيها أي شيء من مفاهيم الأحزاب.

هم من سرقوا ثورة الأرز ومن ثم تآمروا على تجمع 14 آذار وفرطوه.

هم من تخاذل واستسلم للمحتل الإيراني وداكش السيادة بالكراسي.

هم من رفعوا نفاق شعار الواقعية وقبلوا بالتعايش مع دويلة وحروب وسلاح واحتلال حزب الله مقابل منافع ومواقع وحصص سلطوية.

هم من يتاجر بالمذهبية وبتسعيرها خدمة لأجنداتهم السلطوية والمنفعية.

هم من عقد صفقة العار مع المحتل الإيراني وجاءوا بميشال عون رئيساً.

وهم من فصل قانون انتخابي هجين أعطى قاسم سليماني 74 نائباً في برلمان لبنان.

وهم الذين يتعامون عن القرارات الدولية الخاصة بلبنان اتفاقية الهدنة و1559 و1701.

وهم من قبلوا بدور الدمى والأغطية في حكومات حزب الله المتتالية وباركوا ثلاثية العهر (جيش وشعب ومقاومة) في بياناتها الوزارية.

وهم من تسلل إلى ثورة 17 تشرين ويحاولون بخبث ودهاء وإبليسية اغتيالها من الداخل وفرطها كما اغتالوا وفرطوا ثورة الأرز وتجمع 14 آذار.

وهم من سيشارك غداً في جلسة منح الثقة لحكومة حزب الله ولإلباسها ثوب الشرعية.

باختصار فإن هذا الثلاثي هو أخطر على الثورة اللبنانية وعلى كل ما هو لبنان ولبناني وحريات وديمقراطية من المحتل الإيراني.

المطلوب من الناس الأحرار في وطن الأرز رذل هؤلاء الثلاثة وعزلهم سياسياً وتعريتهم واقتلاع أنيابهم  الشعبية والتمثيلية والرسمية والحزبية المسمة والمسممة وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

لا يجب شكر سيدنا المطران بولس عبد الساتر لأنه شهد للحق وعمِّل ما هو واجب عليه

الياس بجاني/10 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83052/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d9%8a%d8%ac%d8%a8-%d8%b4%d9%83%d8%b1-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%88/

"مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ. ومَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ مَنْ أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ لا ظُلْمَ فِيه". (إنجيل القدّيس يوحنّا07/18)

بداية لا يجب إيمانياً وانجيلياً أن يشُكر سيدنا راعي أبرشية بيروت الماروني المطران بولس عبد الساتر على ما قاله في العظة التي ألقاها يوم أمس الأحد بتاريخ 09 شباط/2020 خلال القداس الإلهي الإحتفلالي بمناسبة "عيد مار مارون"، وذلك بحضور الرئيس عون ورئيسي مجلس النواب والوزراء، وعدد كبير من الرسميين والسياسيين والسلك الدبلوماسي والمؤمنين، حيث شهد سيدنا للحق وجاهر بالحقيقية وسمى الأشياء بأسمائها بوضوح وشفافية ودون ذمية أو قفازات.

سيدنا بمحبة وبتواضع تطرق ببساطة متناهية لواجبات المسؤول ولمعاناة المواطن اللبناني من صعاب معيشة خانقة، إضافة إلى الغربة القاتلة بين الحكام والمواطنين على كافة المستويات.

ولفت بصوت عال كل مسؤول وفي أي موقع كان إما أن يقوم بواجباته كاملة أو يستقيل.

ونعم، انجيلياً لا يجب أن يشُكر سيدنا، كما لا يجب الإشادة بما قاله لأنه عمِّل ما هو واجب عليه ومطلوب منه كخادم للكنسية التي هي المسيح وكل المؤمنين أعضاء في جسدها المقدس.

ما هو واجب ليس شكره وتمجيده، لا بل المطلوب إيمانياً وانجيلياً أن يُنتقد  ويحاسب علانية وبصوت عال ويشار إليه بالبنان كل رجل دين وخادم لكنسية الرب يسوع من لا يقوم بواجباته، ومن لا يكون صوتاً صارخاً بالحق كيوحنا المعمدان.

جاء في إنجيل القديس لوقا/17/من07حتى10/: "ومن منكم له عبد يحرث أو يرعى، يقول له إذا دخل من الحقل: تقدم سريعا واتكئ؟ بل ألا يقول له: أعدد ما أتعشى به، وتمنطق واخدمني حتى آكل وأشرب، وبعد ذلك تأكل وتشرب أنت. فهل لذلك العبد فضل لأنه فعل ما أمر به؟ لا أظن

كذلك. وأنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا".

وعن واجب الشهادة للحق بصوت عال جاء في إنجيل القديس لوقا19/من37حتى40/: "ولما اقترب من منحدر جبل الزيتون، أخذ جماعة التلاميذ يهللون ويسبحون الله بأعلى أصواتهم على جميع المعجزات التي شاهدوها. وكانوا يقولون: تبارك الملك الآتي باسم الرب. السلام في السماء، والمجد في العلى! فقال له بعض الفريسيين من الجموع: يا معلم، قل لتلاميذك أن يسكتوا! فأجابهم يسوع: أقول لكم: إن سكت هؤلاء، فسوف تهتف فالحجارة"

وعن أخطار تبجيل ومديح المسؤول أو رجل الدين أو الغني أو أي احد يقول كتابنا المقدس (إنجيل القدّيس لوقا06/من20حتى26/:"رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: «طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا المَسَاكين، لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا الجِيَاعُ الآن، لأَنَّكُم سَتُشْبَعُون. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا البَاكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَضْحَكُون. طُوبَى لَكُم حِينَ يُبغِضُكُمُ النَّاس، وحِينَ يَرْذُلونَكُم، وَيُعَيِّرُونَكُم، وَيَنْبِذُونَ ٱسْمَكُم كأَنَّهُ شِرِّيرٌ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ الإِنْسَان. إِفْرَحوا في ذلِكَ اليَومِ وَتَهَلَّلُوا، فَها إِنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاء، فَهكَذا كَانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاء. ولكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الأَغْنِياء، لأَنَّكُم نِلْتُمْ عَزاءَكُم. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها المُتْخَمُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَجوعُون. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُون. أَلوَيْلُ لَكُم حِينَ يَمْدَحُكُم جَمِيعُ النَّاس، فهكذَا كانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِياءِ الكَذَّابين".

وعن هرطقات وظلم الرؤساء والعظماء الذين يسودون ويتحكمون ويتسلطون جاء في إنجيل القدّيس متّى02/من20حتى28/:"فَدَعَا يَسُوعُ تلاميذه وقَال: «تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم، فلا يَكُنْ بَيْنَكُم هكَذَا. بَلْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَكُم، فَلْيَكُنْ لَكُم عَبْدًا، مِثْلَ ٱبْنِ الإِنْسَانِ الَّذي لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدَاءً عَنْ كَثِيرِين».

وعن من لا يسمعون كلام الحق ولا يعملون به، وهو للأسف حال كثر من حكامنا وأصحاب شركات أحزابنا وأطقمنا السياسية يقول رسول الأمم القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى12/: "أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم». ودَاوُدُ يَقُول: «لِتَكُنْ مَائِدَتُهُم فَخًّا وَشَرَكًا وَعِثَارًا وجَزَاءً لَهُم! وَلْتُظْلِمْ عُيُونُهُم فَلا يُبْصِرُوا، وَلْتَكُن ظُهُورُهُم دَوْمًا مَحْنِيَّة".

في الخلاصة، سيدنا عبد الساتر وهو صاحب دعوة وخادم لكنيسة الرب وراعي صالح لأبناء الرب الذين هم الناس كافة، قد قام بواجبه وشهد للحق بفهم عميق للآية الإنجيلية التي تقول: " إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا".

وبالتالي هو لم يسعى ليشكره أو يمدحه أحد كما أن شكره والتمجيد بما قاله لا يجوز..

ولكن ما هو واجب ويجوز هو انتقاد ومحاسبة كل مسؤول ورجل دين وسياسي ومقتدر وصاحب قرار ومواطن لا يشهد للحق ولا يقوم بواجباته.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

يا مار مارون نتضرع إليك لتخلص لبنان وشعبه وتعيد لوطنك الأرضي السلام والإستقرار والمحبة

الياس بجاني/09 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/71979/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%a3%d9%85%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b1/

يا مار مارون نحن شعبك الماروني نتضرع إليك لتخلص لبنان وشعبه وتعيد لوطنك الأرضي السلام والإستقرار والمحبة.

نحتفل نحن الموارنة اليوم في لبنان وبلاد الانتشار بالذكرى السنوية لأبي كنيستنا وشفيعنا القديس مارون.

إنها مناسبة عطرة وفرحة وهي عصارة ونتاج واستمرارية ما يزيد عن 1600 سنة من النضال والإيمان والصبر والعطاء من تاريخ أمتنا وشعبنا وكنيستنا المشرقية السريانية.

بخشوع وإيمان وتقوى نرفع اليوم الصلاة خاشعين وطالبين من الرب سبحانه تعالى تقوية إيمان وصبر وعزيمة أفراد شعبنا، ونسأل المصلوب بشفاعة أمه سيدة لبنان أن يقي وطن الأرز وأهله شر الحروب والصراعات والاضطرابات وأن يبقيه وطناً لرسالة المحبة والتسامح والتعايش والمساواة والإخاء.

طبعت روحانية أبينا القديس مارون وشهادته كنيستنا المارونية فحملت اسمه ونبتت مثل السنبلة من حبة القمح.

إنها كنيسة أمة وقضية ورسالة، وقد احتضنت شعبها المؤمن منذ 1600 سنة وشهدت ولا تزال لروحانية أبيها في الوحدة والشركة على تقليد إنطاكيا، وهي كانت ولا تزال وسوف تبقى منفتحة على الشعوب والحوار ومتمسكة بتراثها السرياني المشرقي العريق وبهويتها المميزة.

ما أحوجنا نحن الموارنة إلى الوعي الإيماني والوحدة والتضامن في هذه الأيام الشديدة الوطأة، وما أحوجنا إلى نبذ الأحقاد والابتعاد عن الأنانية والأنا، ما أحوجنا رعاة وقادة وأفرادا أن نأخذ من أبينا مارون الأمثولة، وهي ألا يعيش كل منا لنفسه، بل أن يفكّر في غيره من الناس ويبادر إلى مساعدتهم، وكم حولنا من أناس نكبتهم الأيام، فلم يقووا على مواجهة النكبة، وهم في اشد الحاجة إلى من يمد لهم يد العون لينهضوا من كبوتهم.

يعلمنا التاريخ أنه من المستحيل على أي وطن أن يقوم، أن لم يضافر أبناؤه جهودهم لينهضوه. وقد آن الأوان ليقلع كل ماروني منا وكل لبناني عن أنانيته والتفكير في مصلحته الخاصة الضيقة من مواقع ومراكز وكراسي ونفوذ، اعتقاداً منه انه ينجو بنفسه منفرداً.

والواقع الذي لا سبيل إلى إنكاره، هو أننا كلبنانيين جميعاً نبحر في مركب واحد، إذا غرق غرقنا معاً وإذا نجونا نجونا معاً.

ونحن نستذكر اليوم حياة وصفات وعطاءات وطهارة قديسنا لا بد وأن نشهد للحق بحزن وأسى ونقول بجرأة بأن الزمن الحالي هو للأسف “زمن محل وكفر” بعد أن أمسى العديد من رجال الدين والسياسة والمسؤولين الموارنة في حال غربة كاملة عن قيم وأخلاق وتعاليم قديسنا مارون وغرقوا في أوحال التخلي والأنانية والاستكبار وتعلقوا بمقتنيات الدنيا الفانية وابتعدوا عن ثوابت الصرح البطريركي التاريخية؟

إنه بالفعل زمن أغبر هذا الذي وصلنا إليه ويصح بهؤلاء القادة المتلونين قول النبي اشعيا: “هذا الشعب يكرّمني بشفتيه، أما قلبه فبعيد عني كثيراً، فباطلاً يعبدونني، وهم يعلمّون تعاليم البشر”.

نسأل الرب أن يؤتينا جميعاً أن نتفهم تعاليمه كما تفهمها أبونا مارون، وان نعمل بوحيها، فنرص الصفوف، ونوحد الكلمة مع جميع إخواننا اللبنانيين في الوطن الأم وبلاد الانتشار لنعمل متكاتفين بمحبة وتجرد على إعادة وطن الأرز والقداسة إلى سابق عهده في الإيمان والوئام والازدهار في ظل سلام دائم وعادل وشامل.

نسأل الرب بشفاعة أبينا مارون أن يقوي إيمان وإدراك رعاتنا وقادتنا وأفراد شعبنا ويمدهم بنعمتي الإيمان والرجاء حتى لا ترهبهم ضغوط أو شدائد، وحتى ولا يضعف ثقتهم بنفسهم وعقيدتهم فيغريهم موقع أو ثروة.

نهنيء أهلنا الموارنة وعموم اللبنانيين بهذا العيد، ونصلي معهم للمصلوب لينعم علينا وعليهم بنعم الاقتداء بفضائل صاحب العيد وبكل ما اتصف به من خشية لله وتجرد عن أباطيل الدنيا ومحبة للناس.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 11/2/2020

وطنية/الثلاثاء 11 شباط 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

بيروت مدينة الشرائع عبر التاريخ الغابر بدت في تاريخ الحاضر من 11 شباط 2020 مدينة المجلس الاشتراعي على ضفة والشعب المنتفض على ضفة وما بينهما نهر الديمقراطية الصاخبة الحامية بفعل تفاقم الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية التي أججت الحركة المطلبية المستمرة منذ مئة وأربعة عشر يوما"..

نصاب جلسة البرلمان لمحض الحكومة اللبنانية الجديدة تأمن بحضور ما مجموعه المسجل: أربعة وثمانون نائبا" ونصاب الانتفاضة الشعبية المطلبية تأمن بحضور المتظاهرين في سبعة مداخل أساسية في بيروت تؤدي الى ساحة البرلمان.. وبين النصابين النصاب المناقبي حضر جليا" بجهود ومهمات القوى العسكرية والأمنية التي عملت قدر المستطاع لمنع تفلت المواجهات والصدامات وإن لم تخل الأمور من جرحى ومصابين من الفريقين خصوصا" بفعل القنابل المسيلة للدموع كما بتبادل رمي الحجارة.. فيما "النائب النجم" سليم سعادة عاد وشارك في جلسة الثقة على رغم أنه أصيب في اعتداء انتفاضي عاد بعدما عولج في المستشفى.

حكومة الرئيس د. حسان دياب الذي اكد التزام البيان الوزاري ناشدا" الحصول على ثقة الشعب والثورة كما ثقة البرلمان في آن نالت منذ بعض الوقت الثقة النيابية بـ63 نعم 20 لا ثقة وامتناع نائب واحد..

لكن الحدث المأسوي الإجرامي حصل في مكان آخر حصل في محلة الأوزاعي حيث دخل المدعو حسن الحسين مخفر الأوزاعي وعمد الى التشاجر مع شقيقه السجين في نظارة المخفر وعندما تدخل آمر الفصيلة النقيب جلال علي شريف إندفع حسن الحسين الى سحب مسدس النقيب وبدأ بإطلاق النار على النقيب وعلى عناصر المخفر ما أسفر عن اسشهاد آمر الفصيلة النقيب شريف وهو إبن نائب مدير المخابرات في الجيش العميد الركن علي شريف، وجرح اثنين من عناصر المخفر: المؤهل زياد العطار والرقيب علي أمهز وقد نقل الثلاثة الى مستشفى الزهراء..

في خلال الاعتداء تم خلع النظارة التابعة للمخفر ليهرب جميع المساجين والموقوفين..

معلومات غير رسمية ذكرت أن المعتدي حسن الحسين فر خارج مبنى المخفر ثم أطلق النار على نفسه منتحرا".. على ما قيل.

ولاحقا" عمل الجيش اللبناني على ملاحقة السجناء الفارين وتمكن من اقتياد - على الأقل - عشرة منهم.

المعلومات غير الرسمية اشارت أيضا" الى تكملة للمأساة تمثلت بأزمة قلبية أصابت والد النقيب الشهيد العميد علي شريف فور تبلغه نبأ استشهاد ابنه، ما استدعى إدخال العميد شريف الى العناية الطبية في المستشفى وبعد إبلاله من الحالة غادر المستشفى..

الرئيس دياب غرد مدينا هذا العمل الاجرامي ومؤكدا أن الأمن خط أحمر وأن هيبة الدولة لن تكون بأي شكل من الأشكال ضعيفة والمطلوب الالتفاف حول الدولة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

لأننا في الـ2020، في الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، فإن ما جرى اليوم في مجلس النواب لم يحدث شبيه منه منذ مئة عام: لا في مجالس ما قبل المجالس النيابية، أي على أيام اللجنة الإدارية وأيام المجلس التمثيلي وأيام مجلس الشيوخ، ولا بدءا من أول مجلس نيابي عام 1926 وصولا إلى اليوم.

جلسة نيابية عامة تفتتح من دون نصاب قانوني في مخالفة للدستور، وتحديدا للمادة 34 منه، وللنظام الداخلي للمجلس وتحديدا المادة خمسين منه.

لكي تفتتح الجلسة يجب أن يكون في القاعة خمسة وستون نائبا... عند افتتاح جلسة اليوم، لم يكن في القاعة خمسة وستون نائبا... نقطة على السطر، وما عدا ذلك "صف حكي".

السؤال هنا: حين لا تكون الجلسة دستورية فهل تكون مفاعيلها ونتائجها دستورية؟ واستطرادا: هل الثقة دستورية؟ وإذا كانت هناك من مراجعة، فأمام أي هيئة؟

أسئلة في مهب الريح: الجلسة انعقدت ولو تحت سقف الهرطقة الدستورية. والثقة أعطيت ولو في جلسة مشكوك بدستوريتها، وكانت النتيجة: ثلاثة وستون نائبا من أربعة وثمانين، اعطوا الثقة، في مقابل عشرين لم يمنحوا الثقة وممتنع واحد... وغدا يوم آخر إلى استحقاق آخر.

وللمرة الأولى أيضا ينام نواب في مكاتبهم لتفادي عدم الوصول إلى المجلس... لكن هذه الحيلة لم تحل دون قيام الثوار من ملء الشوارع والساحات المؤدية إلى ساحة النجمة، ولم يمر النهار من دون صدامات بين الثوار وبين القوى الأمنية التي استخدمت العنف بشكل مفرط، سقط بنتيجته عدد لا يستهان به من الجرحى.

إنتهت جلسة الثقة لتبدأ غدا مهلة المئة يوم التي أعطتها الحكومة لنفسها، والتي تنتهي في أواخر أيار، لكن العيون ليست على هذا الإستحقاق بل على الإستحقاق الأقرب في آذار المقبل ،موعد استحقاق سداد اليوروبوندز، وهذا هو التحدي الأكبر.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى جريمة إرتكبها شقيق أحد الموقوفين في مخفر الأوزاعي، ما أدى إلى استشهاد آمر الفصيلة النقيب جلال شريف وعسكري آخر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

حكومة الانقاذ الوطني، مكتملة المواصفات الدستورية، بثقة برلمانية..

انها الحكومة التي حملها منبر البرلمان الكثير من الالقاب، من حكومة ارث التركة الثقيلة او حكومة الفرصة الاخيرة، بل حكومة الخيار المتاح لمن ارادوا للحكومة ان تتشكل كما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.. اما مسارها الالزامي والوحيد فهو السعي للانقاذ الاقتصادي والاجتماعي، بل انقاذ البلاد من تركة عقود من السياسات المنحرفة.

حكومة تجاوزت لعبة الارقام بجلسة دستورية كما أكدت الوقائع والسجلات والرئيس نبيه بري، وتجاوزت رسائل التوتير في الشارع وكمائن الداخل والخارج، وخرجت بعد كل هذا العصف بصلابة ومناعة وواقعية وجدية على طريق العمل..

لم تصب بكل خطابات اللعب على الاوتار الطائفية ولا المناطقية والجهوية، ولا كل حملات التجريح السياسي والشخصي الموجهة والمرعية الهدف، وبقي الهدف كما قال الرئيس حسان دياب العمل بكل شفافية وانسجام وجد وواقعية لوقف كرة النار، ولايجاد الحلول التي لا تزال ممكنة..

اما السؤال الذي خلفته جلسة اليوم، هل من اعتدوا بالضرب على النواب والوزراء واصابوا النائب سليم سعادة بجراح واعتدوا على الجيش والقوى الامنية هم من يمثل اوجاع الناس المطالبين بالانقاذ؟ ام انهم خاطفو مطالب الناس لكي يستثمروها في بورصات السياسة، كما يخطف البعض اموال الناس وودائعهم لاستثمارها اقتصاديا وسياسيا؟..

في ايران الثورة المتجددة، فاضت الشوارع اليوم لاطفاء شمعتها الواحدة والاربعين واشعال امل جديد لكل المستضعفين، بان صوت الحق اقوى من كل الضغوط والصفقات والمؤامرات، وانها ظهير القدس وفلسطين وكل المقاومين للاستبداد والاحتلال في منطقتنا. وبمنطق القبضات المليونية التي ملأت الساحات، جدد الايرانيون الولاء، ومعهم طيف القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني كابرز الحاضرين، وفيض دمه ودماء كل رفاقه الشهداء ابرز عناصر القوة..

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

غدا عندما يكتبون التاريخ ستمر حكومة حسان دياب ممهورة بثقة حاصلة على وثيقة أمنية ثقة أسمنتية العبور، تحدها دموع سالت وقنابل غاز تحجب الرؤية وقبلها عيون شباب نزفت لتهدي الأرض نورها وبلا ثقة مدوية في الشارع، أنقذت العناية الحزبية حكومة دياب فنجحت عملية منح الثقة النيابية بصعوبة وحصلت على ثلاثة وستين صوتا من أصل أربعة وثمانين نائبا كانوا في عداد الحاضرين لدى بدء التصويت.

حكومة الثلاثة والستين لم تكن معركتها مقتصرة على شارع غاضب بل على كتل نيابية تفسخت وتشققت وزايدت وكل يدعي أنه "أمة" نيابية قائمة بحد ذاتها انتظر بعضهم بعضا أرادوا تأمين الحضور من دون صوت ثقة، لكنهم تنازعوا في الحضور نفسه فالمستقبل "هون ومش هون" القوات تلعب "الغميضة" فتختبئ في مكاتبها حتى ظهور غيرها، الاشتراكي في موقف السيارات نافيا عنه تهمة توفير النصاب، والكتائب خارج اللعبة النيابية لكنها تترصد وتتعقب الحضور من سطوح الصيفي وتسجل على رئيس المجلس مخالفة دستورية.

هذا المشهد اصاب وليد جنبلاط بغضب توتيري عبر خلاله عن امتعاضه من قوى سياسية تدعي معارضتها الحكومة وتترك اللقاء الديمقراطي وحيدا بتهمة تأمين النصاب وقال يا لها من مصادفة أن تلتقي تلك القوى مع كل من يريد تصفية حساباته معنا من اجل أن تبقى هي برئية من دم الصديق، سجال النصابين على النصاب مر قطوعه وانتهت جلسة اليوم في أقل من نهار واحد، ولم تخرج الجلسة أي بطل نيابي ما خلا النائب سليم سعادة الذي حل نجما لجلستين متتاليتن ففي جلسة الموازنة كان نائب الكورة يسجل خرقا بلا دنس، لكنه في جلسة الثقة كاد يذهب فرق عملة نيابية وفي الطريق الى ساحة النجمة اعترضه شبان غاضبون كانوا قد قرورا اصطياد كل سيارة داكنة ذات علامة زرقاء فحل الأزرق الداكن على عيون نائب كان يعرف كل شيء إلا مصيره لم يخرج سعادة سليما بل نقل الى المستشفى صريع الشغب لكنه وما إن ضمد جراحه حتى التحق بالجلسة بعد ثلاث ساعات، معتذرا عن التأخير لدواع صحية وميزة سعادة أنه لم يستثمر في جروحه ولم يتناول حادث الاعتداء عليه بل تابع كلمته في جلسة الثقة وكأن جرحا لم يكن وعلى غرار نائب القومي كان الرئيس حسان دياب يلملم انتقادات لاذعة في الداخل والخارج ويعلن أنه لن يدخل في سجالات سياسية بل يريد العمل فقط والهم الأول هو حماية أموال الناس في المصارف قائلا للحاضرين والمتغيبين من دون عذر: إن هذه الحكومة ليست من أوصل البلاد الى هذا الوضع الخطر وبمعنى اوضح فهو قال لكل من حجب الثقة: نحن ننظف وراءكم فهذا ما جنته اياديكم.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

رغم كل محاولات التعطيل والتشويش سلكت القافلة النيابية جادة مناقشة البيان الوزاري ومنحت الثقة لحكومة مواجهة التحديات بثلاثة وستين صوتا.

من بين تلك المحاولات الزعم بأن جلسة مجلس النواب انطلقت من دون نصاب لتأتي الحقيقة الساطعة على لسان الرئيس نبيه بري: النصاب مؤمن بقوة سبعة وستين نائبا.

ومن بين تلك المحاولات التعطيلية انغماس مشاغبين في صفوف الحراك الحقيقي ليخرقوا الخطة الأمنية المحكمة ويرتكبوا موبقات عديدة ليس اقلها الاعتداء على وزراء ونواب كانوا في طريقهم لممارسة واجباتهم الدستورية على غرار النائب سليم سعادة الذي اصيب في وجهه وكذلك الاعتداء على العسكريين وبالقدرِ نفسه على الممتلكات العامة والخاصة

ومن هنا انطلق الرئيس بري ليسأل الحراك: كيف يبرر لنا وللقضاء الاعتداءات التي حصلت على قوى الجيش والأمن الداخلي وعلى النائب سليم سعادة وسيارات النواب والوزراء.

الرئيس بري أكد أن المجلس النيابي سيبقى للجمع وليس للفتنة قائلا اننا لن ننجر الى الفتنة على الاطلاق.

بين مداخلات النواب والتصويت على الثقة رد من رئيس الحكومة حسان دياب أكد أن المطلوب من الجميع من دون إستثناء المساهمة في عملية الإنقاذ مشددا أن من أوصل البلد إلى الوضع الخطير ليست حكومته.

من الثقة البرلمانية إلى الثقة الزمنية وبعد ما سجلته الأيام الماضية من تعرض للجيش في البقاع هزت عملية قتل آمر فصيلة قوة الأمن في الأوزاعي بعدما بادر شقيق أحد الموقوفين إلى إطلاق النار على النقيب جلال شريف وأحد العناصر ما أدى إلى أستشهادهما.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

الشارع قال وفعل. قال لا ثقة للحكومة، فتفه الثقة بالحكومة وزعزع الثقة بالسلطة. يكفي ان نرصد بأي أسلوب مهين وصل النواب الى مجلس النواب. مثل السارقين تسلل معظمهم خلسة الى مجلس الشعب هربا من غضب الشعب. المشهد بدا مذلا الى اقصى الحدود، وأكبر ذل أنه عند تشبيه العدد الاكبر من النواب الحاضرين بالسارقين يتأكد ان السارقين يتمتعون باخلاقية أكبر. فالسارقون العاديون يسرقون في الليل، اما السارقون في ساحة النجمة فيسرقون في وضح النهار. السارقون يسرقون بيتا او مؤسسة، اما السارقون في ساحة النجمة فيسرقون وطنا ويسلبون دولة وينهبون حاضر الناس ومستقبلهم. السارقون يستحون بفعلتهم، لذا فهم يعملون بالخفاء ويهربون من القوى الامنية، اما السارقون في ساحة النجمة فلا يخجلون بما يعملون ويستندون الى القوى الامنية ليواصلوا افعالهم المميتة القاتلة. اخيرا السارقون يسجنون اجمالا نتيجة افعالهم، اما السارقون في ساحة النجمة فهم حتى الان لم يسجنوا، بل يضغطون ويراوغون لتوقف القوى الامنية المنتفضين بدلا من ان تسجنهم هم. انها المسرحية المضحكة - المبكية: الناس- الضحايا يعذبون ويجرجرون على الطرقات ويسحلون ويعنفون، اما المسؤولون الجلادون فيخطبون ويتكلمون ويتفاصحون ويحاضرون في العفة وهم أشد الفاسدين.

لكن المشكلة لم تتوقف هنا. ثمة مشكلة أكبر طغت على المشهد النيابي وكانت نجمة الجلسة بلا منازع. فرئيس مجلس النواب المؤتمن، مبدئيا، على التشريع والقانون، ضرب عرض الحائط بدولة القانون. نبيه بري افتتح الجلسة من دون نصاب فأثبت من جديد انه لا يؤمن بدولة القانون والمؤسسات. "الاستاذ" لم يحترم النظام الداخلي لمجلس النواب لأنه لم يتل اسماء النواب المتغيبين من دون عذر، فلم يعرف من غاب ومن حضر، واشتد اللغط وكثرت التأويلات.

الاستكمال التمثيلية السمجة والمهينة سربت ورقة مكتوبة بخط اليد ومخربشة لاثبات ان النصاب كان مؤمنا عند بدء الجلسة. لكن الورقة التي يمكن لاي كان ان يكتبها، كما يشاء وساعة يشاء، لا تذكر وقت دخول النواب الى حرم المجلس أو الى القاعة العامة. إنه فصل آخر من فصول الديمقراطية على الطريقة البدائية.

فالى متى يستمر احتساب الحضور عشوائيا في مجلس النواب ؟ والى متى يستمر التصويت حينا برفع الايدي وأحيانا شفهيا وكأننا في القرون الغابرة؟ الم يسمع السادة المشرعون بعد بالتصويت الالكتروني غير القابل للغش اليدوي كما حصل اليوم ؟ ام ان الغش مطلوب في زمن تحول فيه محيط مجلس الشعب ثكنة عسكرية مزنرة بجدران العار، وفي زمن اصبح فيه مجلس النواب مجلس اللاقانون وصرح اللاديمقراطية؟ على اي حال المسرحية الهزلية كانت نهايتها ضعيفة، اذ لم تحز "حكومة مواجهة التحديات" الا 63 صوتا، اي اقل من النصاب العادي لمجلس النواب بصوتين. فكيف لحكومة لم تستطع مواجهة استحقاق الثقة في مجلس النواب بنجاح مقنع، كيف لمثل هذه الحكومة ان تواجه الاستحقاقات الصعبة للوطن ؟

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

بهدوئه المعتاد، وبعد عرض غير مسبوق لبيان وزاري عبر POWERPOINT PRESENTATION، تابع الرئيس حسان دياب طيلة النهار مداخلات النواب، التي نجح الرئيس نبيه بري في اختصارها إلى حد أدنى.

بعض المداخلات كان موضوعيا، أما بعضها الآخر، فبالغ في الدعم أو التهجم. أما رئيس الحكومة، فاكتفى في ختام النهار، بالاشارة الى ان حكومته لم تأت لتنافس زعيما أو نائبا، بل جاءت لتحقيق هدف واحد هو الانقاذ، بعد تأدية مهمة انتحارية هي أقرب إلى المستحيل، تأخذها على عاتقها كأنها خدمة علم، قبل أن تذهب إلى بيتها من دون تمنين.

اليوم الطويل كان بدأ بمحاولة حصار للمجلس النيابي، وحجز حرية للنواب، سرعان ما أفشلهما الجيش والقوى الأمنية، غير أن نائب الكورة سليم سعادة نال نصيبه من عنف الثورة، فتعرض لاعتداء نقل إثره إلى المستشفى، قبل أن يعود إلى المجلس، مصرا على إلقاء كلمته.

الاعتداء لم يوفر اليوم أيضا حرية الإعلام، وخصوصا الـ OTV، بعد تكرار المضايقات للزميلتين لارا الهاشم وريما حمدان من قبل بعض المحتجين، فيما كان نصيب المصور الزميل مارون نمر، ضرب مبرح، نقل على إثره ايضا إلى المستشفى، على أن يطل ضيفا في سياق النشرة لإيضاح التفاصيل.

محاولة تعطيل النصاب فشلت بعد حضور نواب من اللقاء الديمقراطي، في وقت بقي نواب المستقبل والقوات في حال انتظار، على عكس مواقفهم السابقة التي اكدت الحضور وعدم تعطيل المؤسسات، عسى العدد لا يبلغ النصف زائدا واحدا، لكنهم سرعان ما انضموا الى الحضور ليبلغ العدد أربعة وثمانين نائبا، منح ثلاثة وستون بالمئة منهم الثقة للحكومة، وحجبها عشرون، في مقابل ممتنع واحد.

تعليقا على اتهام اللقاء الديمقراطي بتأمين النصاب من قبل بعض القوى السياسية المعارضة للحكومة، اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر الـ OTV ان "كل ما يقال غير صحيح"، مؤكدا أن "حضور نواب اللقاء الديموقراطي الى مجلس النواب جاء من باب الحرص على المؤسسات الدستورية". وشجب جنبلاط عبر الـ OTV ما وصفه "بالمزايدات التي تتنصل من مسؤولية الحضور وتزايد علينا"، كما قال.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 11 شباط 2020

وطنية/الثلاثاء 11 شباط 2020

النهار

يقول قريب لنائب سابق ان نائبا حاليا اوعز الى موقع الكتروني بشن هجوم حاد عليه في مقابل بدل مادي وذلك بعد مواجهة حادة بينهما لم تصب في مصلحة الثاني.

يدعو زعيم سياسي وزراء ونواباً سابقين وحاليين إلى الاهتمام بشؤون الناس ومساعدتهم وصرف ما يملكونه من أموال على هؤلاء الذين قد يدخلون قصورهم ومنازلهم إذا قصّروا معهم في ظل هذه الأزمة المستفحلة.

تشير معلومات إلى أنّ مسؤولين ومنهم وزراء ونواب يسافرون باستمرار لإعادة تعويم أعمالهم في الخارج بعد التراجع الحاد في الوضع الاقتصادي الداخلي.

يُنقل عن أحد الناشطين في الحراك أنّ هناك أكثر من خطة بديلة وُضعت لمواجهة السلطة وبعضها سيشكّل لها مفاجآت لأنّ المعركة ابتدأت الآن بجدية.

الجمهورية

يقول مرجع إقتصادي إن السؤال المطروح الآن هو كيف ستستطيع الحكومة الجديدة وقف الإنهيار واستعادة الثقة من الناس وليس من مجلس النواب؟

يتخوف مرجع أمني من ازدياد التوتر الأمني بسبب البطالة ونفاد الغذاء وصرف المدخرات الموجودة مع الناس.

لاحظت أوساط سياسية أن فتح الطرقات أمام النواب لجلسة الثقة هو الأصح لأن الحكومة يمكن أن تسقط في حال تغيّر رأي نائب واحد في المجلس لأنها تملك ثقة 65 نائباً فقط.

اللواء

عُرضت خيارات في لقاء مالي - تقني، انتهت إلى توصية، محفوفة بمخاطر وخيارات، منها عدم دفع الاستحقاقات السيادية في الأشهر القليلة المقبلة!

شخصيات وعدت بالتوزير، أو منَّت النفس، ما تزال تشغل مواقع استشارية في عهد الوزراء الجدد.

ما يزال القلق يتزايد في أوساط المودعين، بين تيّار جارف يتحدث عن أزمة مقبلة على التفاقم، وآخر يتحدث عن تبريد، يسمح بالتقاط الأنفاس.

نداء الوطن

إستغربت أوساط ديبلوماسية نيّة الحكومة اللبنانية تشكيل وفد كبير يضم رئيسها ووزيري الدفاع والداخلية للمشاركة في مؤتمر ميونخ للأمن الأسبوع الجاري، وهو ما سيرتّب كلفة عالية على الخزينة العامة في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة.

طلب نواب في "التيار الوطني الحر" من زملائهم في التكتل "تجاهل كلام المطران بولس عبدالساتر" على اعتبار أن التعليق سيزيد من صدى الكلمة ضد العهد و"التيار".

لوحظ أنّ استدعاءات الناشطين أمام القضاء أتت غداة تسجيل صوتي موثّق لرئيس الجمهورية يؤكد فيه لكوادر "التيار الوطني الحر" أنه سيعاقب المسؤولين عن إحراق مكتب "التيار".

الأنباء

لم يصدر أي موقف رسمي يعلّق على الموقف اللافت الذي أدلى به المطران بولس عبد الساتر في قداس عيد مار مارون.

عُلِم أن زيارة رئيس حزب فاعل إلى دولة كبرى ستكون على الأغلب في أوائل فصل الربيع المقبل.

البناء

قالت مصادر نيابية إن السفراء العرب والغربيين في بيروت أمضوا الأيام الماضية في محاولة تجميع المعطيات حول جلسة الثقة سواء لجهة الإجراءات الأمنية وحجم الحشود التي سيؤمنها الحراك وانعكاس ذلك على الجلسة أو لجهة توزع مواقف الأطراف النيابية لجهة الحضور والتصويت.

قالت مصادر أوروبية إن التقنيات النووية التي تمتلكها إيران تتيح لها خلال أربعة أسابيع إنتاج كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب على درجة عالية تتخطّى بكثير النسب المتداولة وإن الحرص الأوروبي على عدم قطع شعرة معاوية مع إيران في كل مرة يتصاعد فيها الخلاف ناجم عن الخشية من ذهاب إيران إلى خيار التخصيب المرتفع بكميات كبيرة.

 

حكومة دياب تنال ثقة المجلس بـ ٦٣ نائبا.. وتسقط شعبيا!

جنوبية/الثلاثاء 11 شباط 2020

تحدت السلطة السياسية ارادة الشارع الثائر والرافض لحكومة دياب، وبعد يوم طويل أمنت فيه النصاب بكل الوسائل القمعية المتاحة، نالت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب ثقة مجلس النواب بأغلبية 63 صوتاً من أصل 84 نائباً. وحجب 20 نائب الثقة عن الحكومة، في حين امتنع نائب عن التصويت.

و تحدى الثوار جميع وسائل القمع التي استخدمتها السلطة السياسية، فلا التعزيزات الأمنية ولا الجدران الإسمنتية ولا القنابل المسيلة للدموع ولا خراطيم المياه منع الثوار من التوافد وبأعداد كثيفة الى وسط بيروت مطلقين شعار “لا ثقة” في وجه النواب المجتمعين تحت قبة البرلمان لمنح الثقة لحكومة حسان دياب. وقال الرئيس دياب، ان “هذه الحكومة هي السلطة التنفيذية وهي غير مسيّسة والجميع ينسجم مع الإطار العام الذي وضعته منذ تكليفي وهي حكومة إختصاصيّين غير حزبيين ونطلب الثقة من المجلس لكن قلوبنا في الخارج تنبض الى جانب الناس الذين نتبنى مطالبهم”.

 

بالأسماء.. هؤلاء هم من منحوا الثقة لحكومة دياب!

جنوبية/الثلاثاء 11 شباط 2020

حازت الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب ثقة مجلس النواب بـ63 صوتا من أصل 84 نائبا. وحجب 20 نائبا الثقة عنها، في حين امتنع نائب عن التصويت.

والنواب الذين منحوا الحكومة الثقة هم: أعضاء كتلة “التنمية والتحرير”، “اللقاء التشاوري” باستثناء جهاد الصمد، كتلة “الوفاء للمقاومة”، كتلة “لبنان القوي” وكتلة “المردة”، اضافة الى النائبان طلال ارسلان وجميل السيّد. النواب الذين منحوا الثقة للحكومة هم: ايلي الفرزلي قاسم هاشم ميشال ضاهر علي بزي هاني قبيسي حكمت ديب سيزار ابي خليل مصطفى حسين فادي علامة ابراهيم عازار ادغار طرابلسي فريد بستاني اسعد درغام سليم خوري عناية عز الدين غازي زعيتر علي عسيران علي حسن خليل علي عمار حسين الحاج حسن حسن فضل الله حسين حسيني امين شري ابراهيم الموسوي ياسين جابر سيمون ابي رميا ابراهيم كنعان نقولا صحناوي سليم عون روجيه عازار جبران باسيل اكوب بقردونيان الياس بو صعب ادغار معلوف عبد الرحيم مراد فيصل كرامي الوليد سكرية محمد رعد محمد نصرالله ايوب حميد زياد أسود علي فياض علي خريس انور جمعة فريد الخازن هاغوب ترزيان الان عون ايهاب حمادة ماريو عون عدنان طرابلسي طوني فرنجية علي المقداد محمد خواجة حسن عز الدين جورج عطالله ميشال موسى فايز غصن اسطفان دويهي انطوان بانو حسين جشي ألكسندر ماطوسيان عبدالرحيم مراد سيزار المعلوف شارك هذا الموضوع:

 

حضروا الجلسة وحجبوا الثقة.. تعرفوا عليهم!

جنوبية/الثلاثاء 11 شباط 2020

نالت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب ثقة مجلس النواب بأغلبية 63 صوتاً من أصل 84 نائباً.

وعلى الرغم من محاولات إعاقة انعقادها، التأمت جلسة مناقشة البيان الوزاري في ساحة النجمة، وقد نالت الحكومة الثقة في الجلسة المسائية التي انعقدت بتمام الساعة الخامسة مساءً، فيما كانت توقفت الجلسة النهارية بتمام الساعة الرابعة. يشار الى ان النائب سليم سعادة لم يحضر جلسة التصويت على الثقة، إذ أنه غادر بعد إلقاء كلمته.

النواب الذين حجبوا الثقة هم: محمد الحجار جهاد الصمد هادي ابو الحسن بلال عبدالله وائل ابو فاعور اكرم شهيب فيصل الصايغ جورج عدوان زياد الحواط ادي ابي اللمع فادي سعد أنيس نصار جان طالوزيان انطوان حبشي ديما جمالي بكر الحجيري هنري شديد هادي حبيش طارق المرعبي

 

نواب قاطعوا جلسة الثقة.. من هم؟

جنوبية/الثلاثاء 11 شباط 2020

في وقت حظيت حكومة حسان دياب بثقة أغلبية 63 صوتا من أصل 84 نائبا، فيما امتنع نائبا واحدا عن التصويت سُجّل غياب عدد من النواب عن جلسة الثقة االتي انعقدت اليوم (الثلاثاء) في مجلس النواب في ظل اجراءات أمنية استثنائية اتخذت من قبل السلطة السياسةي لتأمين النصاب.

وتقدّم لائحة النواب المتغيّبين اليوم:  أسامة سعد جهاد الصمد ميشال معوض فؤاد مخزومي  نهاد المشنوق محمد كبارة سامي الجميل نديم الجميل  الياس حنكش  بولا يعقوبيان أسعد حردان  شامل روكز جان عبيد  نقولا نحاس  علي درويش نجيب ميقاتي مراون حمادة البير منصور (تغيب بعذر) مطفى الحسيني (تغيب بعذر)

 

حصيلة مواجهات اليوم تخطّت الـ300 جريحاً

مواقع الكترونية/11 شباط/2020

أسفرت المواجهات اليوم بين المتظاهرين والقوى الأمنيّة في محيط مجلس النواب عن وقوع عدد كبير من الضحايا على وقع وصول النواب إلى ساحة النجمة وانعقاد جلسة الثقة. ووفقاً لأرقام الصليب الأحمر اللبناني، وصل عدد الجرحى الذين خضعوا للمعالجة الميدانيّة في وسط بيروت إلى 328 جريحاً، بينهم 45 تمّ نقلهم إلى المستشفيات. ولجأ الصليب الأحمر إلى استخدام 13 سيارة للإسعاف، في حين وُضعت 14 سيارة في الجهوزيّة التامّة لمواكبة المُستجدّات الميدانيّة الطارئة.

 

جلسة لمجلس الوزراء الخميس في بعبدا

وطنية - الثلاثاء 11 شباط 2020

يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية بعد غد الخميس، في القصر الجمهوري ببعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس الحكومة حسان دياب والوزراء، وهي الجلسة الاولى التي تعقد بجدول أعمال بعد حيازة الحكومة الثقة.

 

بعد نيل حكومته الثقة.. دياب قريبا الى دار الفتوى وجلسة في بعبدا الخميس!

جنوبية/الثلاثاء 11 شباط 2020

في ظل اجراءات أمنية مشددة جرى خلالها قمع المتظاهرين، التأمت جلسة مناقشة البيان الوزاري في ساحة النجمة، وقد نالت الحكومة برئلسة حسان دياب الثقة في الجلسة المسائية التي انعقدت بتمام الساعة الخامسة مساءً، بأغلبية 63 صوتاً من أصل 84 نائباً. وقد حجب 20 نائب الثقة عن الحكومة، في حين امتنع النائب ميشال معوض عن التصويت. علم ان جلسة عادية لمجلس الوزراء ستنتعقد بعد غدٍ الخميس، في القصر الجمهوري ببعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وسيحضر الجلسة رئيس الحكومة حسان دياب والوزراء، وهي الجلسة الاولى التي تعقد بجدول أعمال بعد حيازة الحكومة الثقة. فيما أفيد أن دياب سيزور دار الفتوى خلال الايام القليلة المقبلة.

 

«حزب الله» يحاول سدّ فراغ مقتل سليماني.. هذا ما يفعله في العراق

جنوبية/الثلاثاء 11 شباط 2020

بعد الصفعة التي تلقتها ايران وميليشياتها في العراق، اثر اغتيال قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني على يد الادارة الأميركية، يبدو ان “حزب الله” يعيد رصّ صفوفه في العراق، اذ عقد الحزب المدعوم من إيران اجتماعات عاجلة مع قادة فصائل عراقية مسلحة وذلك لتوحيد صفوفها في مواجهة فراغ كبير خلفه مقتل مرشدهم القوي وذلك حسبما قال مصدران على دراية بتلك الاجتماعات لـ”رويترز”. وقالت وكالة “رويترز” إن حزب الله اللبناني عقد اجتماعات سرية مع فصائل عراقية بعد حوالي شهر على اغتيال وأوضحت رويترز أن اجتماعات حزب الله بالفصائل العراقية هدفت لسد الفراغ بعد مقتل سليماني.

وسيستمر توجيه حزب الله للميليشيات العراقية إلى أن تتولى القيادة الجديدة في فيلق القدس ملف الأزمة السياسية في العراق وفق مصدر إقليمي لرويترز . وكشف التقرير عن عقد حزب الله لاجتماعات مع فصائل عراقية لتنسيق الجهود السياسية، مشيرا إلى أن الاجتماعات سلطت الضوء على محاولة إيران تعزيز سيطرتها في مناطق في الشرق الأوسط. وقالت مصادر عراقية لرويترز أيضا إن الاجتماعات بدأت في يناير بعد أيام فقط من اغتيال سليماني.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ديبلوماسون لـ”السياسة”: الثقة بحكومة دياب لن تغير الموقف العربي والدولي

السياسة/11 شباط/2020

أكدت مصادر ديبلوماسية لـ”السياسة”، أن “نيل حكومة حسان دياب ثقة مجلس النواب، أمر لا يقدم ولا يؤخر خارجيًا، باعتبار أنها ستبقى وفق المنظار العربي والدولي، صنيعة “حزب الله” الذي أشرف على تأليفها، وحشد لها من أجل منحها الثقة. وقالت إن “موقف الغالبية من الدول العربية سيبقى على تحفظه الشديد تجاه هذه الحكومة التي ستجد نفسها محاصرة في محيطها العربي، إضافة إلى موقف المجتمع الدولي تجاهها، وهذا بالتأكيد لن يكون في مصلحة لبنان الغارق حتى الثمالة في مشكلات اقتصادية ومالية لا تعد ولا تحصى”. وأشارت المصادر، إلى أن “الحكومة اللبنانية ستواجه مرحلة شديدة التعقيد، إذا ما تمكنت من إظهار قدرتها على التفلت من قبضة “حزب الله”، وأكدت أن بإمكانها اتخاذ إجراءات تصحيحية فاعلة، لإنقاذ الوضع في لبنان، واكتساب ثقة الدول المانحة التي لم تر جدية في تنفيذ لبنان التزاماته التي تعهد بها في مؤتمر “سيدر”، ما قد يجعل المجتمع الدولي يعيد النظر بقراراته لمساعدة لبنان”.

 

الحسيني لـ"النهار": كل ما يجري في مجلس النواب غير شرعي

النهار/11 شباط/2020

قال رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني أن ما نشهده اليوم في لبنان يعبّر عن خرق كامل للدستور، بدءاً من فقدان السلطة السياسية احترام الناس ومصالحهم، مروراً بمجلس النواب الناتج عن قانون انتخابي غير شرعي وتقسيمي وتفتيتي، ووصولاً الى عقد مجلس النواب جلسة موازنة غير شرعية وجلسة ثقة خلافاً لارادة الشعب وبتجاهلٍ تام لصرخات الناس. صحيح أن القانون الداخلي يقول بامكان انعقاد جلسة الثقة بـ65 صوتاً، "لكنّ الجدل الدائر حول دستورية بدء رئيس المجلس الجلسة من دون أن يؤمن النصاب هو تفصيلي، لأنه سينفي الأمر، والأصل أن المجلس غير شرعي كونه ناتج عن قانون انتخابي مخالف للدستور، وكل ما يدور في أروقته بالتالي غير شرعي". وشبّه الحسيني ما يجري بـ"عصابة سطت على مصرف، اتفقت على السرقة واختلفت على تقاسم المنهوبات". ورأى أن "الشرعية محصورة اليوم بالثوار، فما نشهده يمثّل أعظم ثورة تدافع عن تطبيق الدستور وتكافح ضد كل ما هو لا شرعي".

 

النائب سليم سعادة اصيب بضربة على الرأس ومكتبه الاعلامي يوضح

المركزية/11 شباط 2020

وزعّ مكتب النائب سليم سعاده، بيانا عما تعرض له اليوم قبل جلسة الثقة، جاء فيه: "في تمام الساعة 10,30 صباحا وخلال توجه النائب الأمين سليم عبدالله سعاده الى مجلس النواب لإلقاء كلمة تحمل وجع الناس، ولحجب الثقة عن هذه الحكومة، تعرضت سيارته للإعتداء من قبل بعض المخربين على الثورة الحقيقية وقد أصيب بضربة على الرأس وهو حاليا في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت حيث يتم اجراء الفحوصات الطبية اللازمة. سيبقى الأمين سليم سعاده أمينا على وجع الناس وخير ممثل لقضاياهم ولن ينال من عزيمته لا الفساد ولا بعض المخربين الملتصقين بالثورة".

 

26 جريحاً نتيجة مواجهات وسط بيروت

المركزية/11 شباط 2020

اعلن الصليب الاحمر نقل ٢٦ جريحاً إلى المستشفيات الموجودة في وسط بيروت وإسعاف ١٧٥ مصاباً في المكان حتى الساعة نتيجة المواجهات المستمرة بين المتظاهرين والقوى الامنية في نقاط متعددة في وسط بيروت.من جهة ثانية، اعلن الصليب الاحمر في بيان "انه لا ينقل بسياراته الا الحالات الانسانية التي تحتاج الى نقل الى المستشفيات. وكل ما يتم تداوله عن انتقال مدنيين من سياسيين او غير سياسيين بسياراته غير صحيح على الاطلاق".

 

اقتحام فصيلة الأوزاعي استشهاد الآمر وهرب المساجين

وكالات/11 شباط/2020

استشهد آمر فصيلة الاوزاعي النقيب جلال شريف والعسكري عماد عطار بعد اقتحام المدعو حسن الحسين الفصيلة واطلاق النار داخلها. فيما جُرح عسكري ثالث. وبحسب المعلومات فان هدف مطلق النار كان مساعدة أخيه الموقوف على الفرار. وبعد اطلاق المقتحم النار على الفصيلة تمكن الموقوف من الهروب فيما عمد مطلق النار على الانتحار، بحسب ما ذكرت معلومات صحافية. ويذكر أن الشهيد الشريف هو ابن نائب مدير المخابرات العميد علي غالب شريف.

 

بعد مهاجمته للمخفر وقتل الرائد شريف: عائلة حسين تتبرأ من القاتل!

جنوبية/الثلاثاء 11 شباط 2020

بعدما أقدم المدعو حسن الحسين على اقتحام مخفر فصيلة الاوزاعي حيث ‏شقيقه موقوف، وعمد الى إطلاق النار ما أدى الى استشهاد آمر الفصيلة النقيب جلال شريف، ومن ثم اطلاق النار على نفسه. صدر بيان عن عائلة الحسين من بلدة سحمر، اتنكروا فيها هذه الجريمة، مؤكدين انهم لن يتقبلوا التعازي بالحسين وانهم سيفتحون يوتهم للعزاء والمواساة بالشهيد الرائد المظلوم جلال شريف. جاء في البيان التالي: نحن أبناء عائلة الحسين من بلدة سحمر نتقدم بأحر التعازي وبالغ الحزن الشديد من عائلة وأقارب وقوى الأمن الداخلي ونرفع أسمى آيات العزاء بالرائد الشهيد المظلوم جلال شريف وإذ نستنكر الفعل الشنيع للقاتل الذي أصابنا جميعاً في وطننا بهذا الإعتداء الغادر معلنين التبرء منه ومن فعلته في الدنيا والآخرة رافعين أيدينا بالدعاء للجرحى من أفراد قوى الأمن الداخلي المظلومين راجين لهم الشفاء العاجل علماً إن كل أهالي بلدتنا الشرفاء يعلمون علم اليقين بأن القاتل لا يتردد الى البلدة منذ أمد بعيد ويهمنا أن نعلن بأننا لن نتقبل العزاء بالقاتل وغير مستعدين لاستلام جثته أو دفنه في مقبرة بلدتنا سحمر وسنفتح بيوتنا للعزاء والمواساة بالشهيد الرائد المظلوم جلال شريف.

 

وليد جنبلاط لـ"العرب": لا أتحمل وحدي مسؤولية الدعوة إلى استقالة عون

زهير قصيباتي/العرب/12 شباط/2020

زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي يؤكد أن عهد الرئيس ميشال عون وصل إلى أفق مسدود ولا بد من التغيير.

بيروت – طالب زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باصطفاف وطني عريض يدفع باتجاه استقالة الرئيس اللبناني ميشال عون.

وعبر جنبلاط في تصريح لـ”العرب” عن عدم قدرته على تحمل مسؤولية الدعوة إلى استقالة عون وحده، من دون اصطفاف وطني عريض لتحقيق ذلك، منبها إلى أن عهد الرئيس عون “وصل إلى أفق مسدود ولا بد من التغيير”. وذكّر بـ”جبهة وطنية عام 1952 ضمت كمال جنبلاط وكميل شمعون وعبدالله الحاج وغسان تويني الذين طالبوا بإسقاط الرئيس بشارة الخوري، وهذا ما تحقق”. وانتقد زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي البيان الوزاري الذي تلاه رئيس الوزراء اللبناني حسّان دياب في المجلس النيابي الثلاثاء تمهيدا للتصويت على منح حكومته الثقة. ولاحظ جنبلاط في تصريح لـ”العرب”، أن البيان الذي تُلي في ظل احتجاجات صاخبة في الشارع ومواجهات مع القوى الأمنية، “خلا من كلمة إصلاح”، فيما ركّز دياب على “خطة إنقاذ شاملة” سربت تفاصيلها قبل أيام ورفضها الحراك الشعبي. ورأى الزعيم الدرزي أن “كل البيان الوزاري وعود”، مشددا على أن حكومة حسّان دياب “لا يمكن أن تصل إلى الأفق الإصلاحي بالحد الأدنى”. وشكا مجددا من “سهام استفردت” به، وزاد “هناك حملة مدروسة عليّ وعلى الحزب (الاشتراكي)من قبل بعض الأحزاب”. ولفت إلى أن الحراك الشعبي “صوّب أساسا على العهد ثم ركز على مجلس النواب”، مستدركا أن “المطران بولس عبدالساتر أطلق أفضل وأول صرخة من الكنيسة المارونية الحريصة على مصالحها وعلى رئاسة الجمهورية”. وردا على سؤال بشأن إعطاء الحكومة فرصة اختبار لتنفيذ خطتها للإنقاذ، قال جنبلاط “هناك لعبة الديمقراطية والأكثرية معهم، منذ أجبرنا على قبول القانون الأرثوذكسي للانتخاب”.. و”تركز الضوء علينا” في إشارة إلى حملات طالت الحزب الاشتراكي وزعيمه.

وعن توقعاته لآفاق الحراك الشعبي قال جنبلاط “أسأل الحراك والأحزاب ما البديل لإسقاط الطبقة السياسية”. وأضاف أن “السؤال المحوري هو من ينجز الانتخابات المبكرة، وفي رأيي الجواب هو المجلس النيابي الحالي، أي أن التغيير يجب أن يمر عبر المؤسسات.. الحراك قام بثورته احتجاجا، والمهم هو استيعاب أن التغيير شعبي ولكن أيضا من خلال المؤسسات “. وأعلن جنبلاط أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري “افتتح الجلسة البرلمانية ولم يكن النصاب واضحا”، لافتا إلى أن البيان لم يتطرق إلى ملف الكهرباء “لأن بعض القوى النافذة منعته (دياب) من ذلك”. واللافت حسب الزعيم الدرزي “هو البند الأول المطلوب معالجته ضمن قرارات سيدر” المتعلقة بالإصلاحات الملحّة. وكرر أن “الهدر في هذا القطاع يشكل 40 في المئة من عجز الموازنة العامة”.

 

الجيش اللبناني يدفع مجددا ضريبة إجرام الفارين من العدالة: استشهاد 3 عسكريين في كمين في الهرمل ومقتل مطلوب

لبنان الرسمي يستنكر: المؤسسة العسكرية خط أحمر

المركزية/11 شباط 2020

فيما يواصل الثوار كتابة فصل جديد من حياة الوطن، لا يزال الجيش اللبناني يدافع ببسالة عن أمن الوطن والمواطن، ولا يهاب ضريبة الدم إن كانت هي كلفة حماية الناس من إجرام المطلوبين للعدالة، من جهة وفرض هيبة الدولة من جهة أخرى.

وفي جديد فصول الشهادة والبطولة المرصعة بدماء عناصر المؤسسة العسكرية، استشهد ثلاثة جنود للجيش في كمين تعرضت له دوريتهم أثناء مطاردة المطلوب ابراهيم خضر دندش، في محلة المشرفة في بعلبك، بعدما أطلق والده النار في اتجاه عناصر الدورية، ما أدى إلى استشهاد عنصرين من الجيش (توفي الثالث لاحقا متأثرا بجراحه)، وجرح 6 آخرين،إضافة إلى مقتل المطلوب.

وفي التفاصيل، وفيما كانت دورية تابعة لمخابرات الجيش تنفّذ عملية لتوقيف ابراهيم خضر دندش، وهو مطلوب بموجب مذكّرات توقيف عدّة، في منزله ، أطلق والده النار في اتجاه عناصر الدورية، ما أدّى إلى استشهاد عنصرين وإصابة 6 آخرين،  ما استدعى ردّاً من عناصر الدورية على مصادر النيران، حيث سقط دندش قتيلاً على الفور.

ولاحقاً، ارتفعت حصيلة شهداء الجيش إلى ثلاثة، بعدما توفي رقيب أول متأثرا باصابته داخل مستشفى دار الامل الجامعي في بعلبك. والعسكريون الشهداء هم : حسن عز الدين، أحمد حيدر أحمد، وعلي إسماعيل. وعلى الفور، نفذ الجيش انتشاراً في محيط مستشفى الهرمل الحكومي حيث نقلت جثة دندش، ونفّذ طوقاً أمنياً وسيّر دوريات وحواجز طيارة وثابتة في المدينة.

بيانا الجيش: من جهتها،  أعلنت قيادة الجيش– مديرية التوجيه، في بيان أصدرته مساء أمس، أن "أثناء قيام دورية من مديرية المخابرات بملاحقة سيارة مسروقة في محلة المشرفة ـــ الهرمل، تعرضت لكمين وإطلاق نار ما أدى إلى استشهاد عنصرين وإصابة ثلاثة بجروح ومقتل أحد مطلقي النار وتوقيف سائق السيارة".

وفي بيان آخر، أعلنت القيادة أن "الحاقاً ببيانها السابق، المتعلق باستشهاد عسكريين اثنين نتيجة تعرض دورية تابعة لمديرية المخابرات لكمين وإطلاق نار في محلة المشرفة ـــ الهرمل، استشهد عسكري ثالث متأثراً بجراحٍ كان قد أصيب بها خلال الكمين".

النعي: ونعت القيادة، في بيان أيضا العسكريين الثلاثة الذين استشهدوا قبل ظهر أمس في منقطة المشرفة – الهرمل، إثر تعرض آلية عسكرية لكمين مسلح وإطلاق نار أثناء ملاحقة سيارة مسروقة، وهم: الرقيب الأول علي اسماعيل والرقيب الأول أحمد حيدر أحمد والجندي حسن عز الدين، وفي ما يأتي نبذة عن حياة كل منهم: الرقيب الأول الشهيد علي نايف اسماعيل:

-  من مواليد 25 / 7 /1983 بريتال – بعلبك.

- تطوع في الجيش في تاريخ 14 / 11 /2006

حائز أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة

-  الوضع العائلي: متأهل وله ولدان.

تُقبل التعازي قبل الدفن وبعده ولمدة ثلاثة أيام في منزل الشهيد في بلدة بريتال.

الرقيب الأول الشهيد أحمد كرم حيدر أحمد:

-  من مواليد 10 / 3 /1987 الكواخ – الهرمل.

 - تطوع في الجيش في تاريخ 10 / 8 /2007

-  حائز أوسمة عدة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.

- ا لوضع العائلي: متأهل وله ولدان.

الجندي الشهيد حسن محمد عز الدين:

- من مواليد 19 / 6 /1992 عرسال – بعلبك.

- تطوع في الجيش في تاريخ 17 / 12 /2016

- حائز تنويه العماد قائد الجيش وتهنئته.

- الوضع العائلي: عازب.

مراسم الوداع: واليوم، ودعت المؤسسة العسكرية شهيديها عز الدين وحيدر أحمد، من أمام مستشفى البتول في الهرمل، في حضور العقيد أسامة اللقيس ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، وعدد من الضباط، حيث عزف لحن الموتى، وقدمت ثلة من الجيش التحية ليتم بعدها نقل جثمان الشهيد عزالدين إلى عرسال، والشهيد أحمد إلى بلدة المنصورة في الهرمل، لمتابعة مراسم الدفن.

كذلك،  شيعت الهرمل جثمان الشهيد أحمد حيدر أحمد، بمشاركة العميد خالد زيدان ممثلا نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني وقائد الجيش، وممثلين عن المدير العام للأمن العام والمدير العام للأمن الداخلي. وبعد المراسم والتحية، قدم زيدان التعازي إلى عائلة الفقيد، منوها ب "تضحياته وما تمتع به من مناقبية توجها بالشهادة".

وقلد والد الشهيد أوسمة قبل أن يوارى الجثمان في الثرى وسط طقس عاصف وتساقط الثلوج ومشاركة حاشدة من أبناء الهرمل والجوار".

كما شيعت قيادة الجيش وأهالي بلدة بريتال، الرقيب أول الشهيد علي نايف اسماعيل، وبدأت مراسم تكريم الشهيد اسماعيل من أمام مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك، حيث أدت له التحية ثلة من الشرطة العسكرية، وعزفت موسيقى الجيش لحن الموتى، وجرى تقليده أوسمة الحرب والتقدير العسكري، قبل أن ينقل الجثمان إلى حسينية بلدة بريتال حيث أقيم للشهيد حفل تأبين، حضره العميد جورج الخولي ممثلا نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني وقائد الجيش.

وألقى الخولي كلمة نوه فيها بمزايا الشهيد وتفانيه في أداء الواجب العسكري، وقال: "تدفع المؤسسة العسكرية ضريبة الدم الغالي وتزف شهيدها المقدام الرقيب أول علي نايف اسماعيل، الغيور على مصلحة وطنه وسلامة أهله ومواطنيه، المستعد في كل حين لمواجهة الخطر المحدق حتى الرمق الأخير بمسيرة الشرف والتضحية والوفاء".

أضاف: "لقد ظن القتلة المجرمون أنهم بهذا العمل الغادر يستطيعون ترهيب الجيش وجنوده ومواصلة جرائمهم المنظمة من أعمال السلب والتجارة بالممنوعات، لكن الجيش لم يتهاون على الإطلاق في توقيف المعتدين على الأبرياء ومحاسبتهم، وعلي بذل روحه الطاهرة في سبيل الدفاع عن الوطن لبنان".

مواقف: وتوالت المواقف المستنكرة للحادثة، والمعزية للمؤسسة العسكرية بأبطالها الشهداء. وفي السياق، دان رئيس الحكومة حسان دياب الاعتداء، معتبرا  عبر "تويتر" أن "الكمين الذي تعرضت له دورية الجيش اللبناني انما يستهدف الاستقرار الذي يلعب الجيش اللبناني دوراً أساسياً في حمايته.

وأكد أن الجيش اللبناني يبقى صمام أمان الوطن، وكل اعتداء عليه عدوان على اللبنانيين بكل فئاتهم ومناطقهم. ولذلك فإن المطلوب في هذه اللحظة الاسراع في توقيف المعتدين والمحرضين لردع كل من تسول له نفسه استهداف هيية الدولة. رحم الله شهداء الجيش وندعو للجرحى بالشفاء العاجل".

الحريري: وكتب الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على "تويتر": "يبقى الجيش اللبناني عنوان التضحية والدفاع عن الدولة في كل الجبهات والساحات. والكمين الذي أودى بحياة ثلاثة من أبطاله في البقاع اعتداء يستهدف جميع اللبنانيين. أحر التعازي لاهل الشهداء وقيادة الجيش وكل التضامن معهم في مواجهة الخارجين على القانون".

حتي: وتوجه وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي بالتعزية الى القيادة العسكرية واهالي شهداء الجيش الذين سقطوا البارحة في اثناء تأديتهم لواجبهم الوطني. ودعا عبر "تويتر" الى "الاقتصاص من الفاعلين وسوقهم الى العدالة، وإنزال أقصى العقوبات في حقهم"، مؤكدا أن "الجيش سيبقى قيادة وضباطا وافرادا سياج الوطن المنيع".

فهمي: بدوره، غرّد وزير الداخلية محمد فهمي عبر "تويتر" قائلاً: "كل العزاء للجيش اللبناني ولأهالي الشهداء الابطال... إنّ أي اعتداء على الجيش اللبناني بمثابة اعتداء على اللبنانيين جميعاً ونؤكد أن كل القوى العسكرية ستبقى صمام أمان الوطن".

عكر: من جهتها، كتبت وزيرة الدفاع زينة عكر على حسابها عبر "تويتر": "بألم وحزن عميقين نتشارك جميعاً بتقبل التعازي مع عائلات شهداء الجيش اللبناني الذين استشهدوا اليوم في الهرمل ونتمنى الشفاء للجرحى. بالأمل والإرادة  والحزم نعمل جميعاً لاستتباب الامن وتحقيق العدالة في لبنان. نحيي الجيش اللبناني قيادة وضباطاً وجنوداً".

حواط: كذلك، استنكر وزير الاتصالات طلال حواط بشدّة "الاعتداء الذي تعرّض له الجيش اللبناني في منطقة الهرمل والذي أدّى إلى سقوط 3 شهداء وعدد من الجرحى". وأضاف، عبر "تويتر": "وببالغ الحزن والأسى نعزي أنفسنا وذوي شهداء الجيش اللبناني، باستشهاد جنودنا الذين هم صمام الأمان وضمانة الاستقرار".

سيزار معلوف: غرد النائب سيزار معلوف، عبر حسابه على "تويتر"، قائلا: "تثبت المؤسسة العسكرية دائما أنها الدرع الوحيد للوطن، ولا تتوانى عن التضحيات في سبيله. أتقدم بأحر التعازي من أهالي الشهداء الأبطال الذين ارتقوا غدرا، وأتوجه بالتحية والتقدير إلى الجيش اللبناني قيادة وأفرادا. عسى أن تنال هذه المؤسسة الجبارة ما تستحق من دعم واحتضان على مستوى الوطن".

الحسن: وبدورها عزّت وزيرة الداخلية السابقة ريا الحسن قيادة الجيش اللبناني وعائلات الشهداء الثلاثة الذين سقطوا في مكمن في البقاع. وقالت عبر “تويتر”، ان “هذا العمل الاجرامي هو بمثابة اعتداء على كل لبناني. فالجيش هو رمز الوطن وصمام أمانه”. وتمنّت الشفاء العاجل للعسكريين الجرحى، وسألت الله أن يحمي لبنان وقواه الأمنية والعسكرية.

قيومجيان: من جهته، غرد الوزير السابق ريشار قيومجيان كاتبا: "استشهاد ثلاثة عسكريين في أثناء مطاردة مجرمين، يزيدنا تمسكا بحصرية السلاح بيد القوى الأمنية الشرعية وسيادة دولة القانون. لا للجزر الأمنية. لا لسلاح الميليشيات تحت أي مسمى. عزاؤنا وصلاتنا لشهداء الجيش".

شقير: وعبر "تويتر" أيضا، كتب وزير الاتصالات السابق محمد شقير: "أودى كمين الغدر بحياة ٣ عسكريين أبطال وجرح اثنين لدى قيامهم بواجبهم الوطني، إنها فاجعة مؤلمة تستدعي وقوف الجميع وبصوت عال ضد العابثين بالأمن والخارجين عن القانون وضد السلاح المتفلت. ‏كل التعازي للجيش اللبناني ولعائلات الشهداء  متمنين للجرحى الشفاء العاجل".

سامي الجميل: وعبر تويتر أيضا، تقدم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل "بالتعازي من قيادة الجيش وذوي العسكريين الشهداء وجميع اللبنانيين، لاستشهاد ثلاثة عسكريين في الهرمل أثناء تأديتهم واجبهم الوطني في حماية المواطنين ومصالحهم"، معتبرا أن "مرة جديدة يثبت الجيش، في ظل التخبط السياسي، أنه ضامن الإستقرار والأمان للوطن.

باسيل: بدوره، غرّد رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل عبر "تويتر": "استشهاد ٣ عسكريين من الجيش اثناء مطاردة سارقين مسلحين في الهرمل، تطرح بقوة موضوع السلاح المتفلت. كل الدعم للجيش وللقوى الامنية لتنفيذ خطة امنية حاسمة. رحم الله الشهداء".

معلوف: كذلك غرد عضو تكتل لبنان القوي النائب ادي معلوف عبر حسابه على "تويتر" كاتبا: "وجع استشهاد العسكريين مؤلم جداً لعائلاتهم ولنا جميعاً، وطعمه يزداد مرارةً حين يكون على يد ابن البلد، المجد والخلود للشهداء الثلاثة الذين سقطوا اليوم".

درغام: أما عضو تكتل لبنان القوي  النائب أسعد درغام فكتب على حسابه على "تويتر": "ثلاثة شهداء سقطوا اليوم للجيش اللبناني في الهرمل، ليرتفع مجددا شعار التضحية في سبيل تحقيق العدالة والاقتصاص من المجرمين. كل العزاء لعائلات الشهداء الأبطال، وتحية إجلال للجيش قيادة وضباطا وأفراد".

البستاني: بدوره، غرد عضو تكتل لبنان القوي النائب فريد البستاني عبر حسابه على "تويتر": "مرة جديدة يقدم الجيش الباسل القرابين على مذبح الوطن، كفى استنزافا للجيش في زواريب داخلية. المجد والخلود للشهداء الابرار وكل التعازي لاهلهم وذويهم".

 روكز: عبر "تويتر" أيضا، علق النائب شامل روكز على الحادثة فكتب: "مرة جديدة كرامتنا غدراً جرحت! انه القدر الدائم لحماة الوطن، فانتم قدوتنا، وانتم شرفنا... وفي حين المصالح السياسية تعيش على حساب الوطن، يبقى اصحاب التضحية والوفاء من يدفعون ثمن الامن والامان في لبنان!" وأضاف متوجها إلى الشهداء الثلاثة: "تحية لارواحكم في عليائها، وكل العزاء لعائلات الشهداء... وللجيش، قيادة وافراداً، قدركم ان تدفعوا الثمن دوماً!"

معوض: وغرد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض على حسابه عبر "تويتر" كاتبا:"مرة جديدة يقدم الجيش اللبناني شهداء على مذبح الوطن. المطلوب الضرب بيد من حديد في وجه من تجرّأ على المؤسسة العسكرية، للانتهاء من منطق الجزر الأمنية ليس فقط في الهرمل بل في كل المناطق فلا يبقى خارجون عن القانون. كل التعازي لذوي الشهداء الأبطال ولقيادة الجيش".

الطبش: وفي السياق نفسه، علّقت عضو كتلة "المستقبل" النائبة رولا الطيش على استشهاد ثلاثة عسكريين في الهرمل فكتبت عبر تويتر: "يدفع جيشنا الثمن الباهظ لاستقرار البلد، إذ قدَم 3 شهداء خلال ملاحقته لمطلوبين في الهرمل". جيشنا سياج كرامتنا وكل شهيد للجيش شهيد للوطن وعن جميع اللبنانيين". وسألت: "أما حان الوقت لضبط السلاح المتفلت وكسر المحميات المتمردة على سيادة الدولة؟ الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى".

جمالي: بدورها، غردت عضو كتلة المستقبل النائبة ديما جمالي عبر حسابها على "تويتر": "يوما بعد يوم يثبت جيشنا البطل استبساله الى حد الاستشهاد في ملاحقة المطلوبين والمجرمين والعابثين بأمن واستقرار الوطن مهما حاولوا التعالي على منطق الدولة والقانون والشرعية. "انه الجيش اللبناني الذي يستحق في كل لحظة ألف تحية وكل الدعم رحم الله الشهداء الابرار".

حبشي: وفي سياق استنكار الكمين أيضا، غرد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب انطوان حبشي عبر "تويتر": "أحيي جنود الجيش المنتشرين في كل أنحاء البلاد على جهودهم وتضحياتهم وتفانيهم في أداء الواجب العسكري، ذودا عن وحدة الوطن وأمنه. واحيي الشهداء الذين سقطوا في منطقة الهرمل. وأتوجه الى منطقة البقاع الأبية المعطاء كي تبقى دائما كما كانت حاضنة للمؤسسة العسكرية وهي التي قدمت كوكبة من الشهداء، ولم تتوان يوما عن رفد المؤسسة العسكرية بالأبطال وتقديم خيرة أبنائها على مذبح الوطن. مسؤولياتنا كبيرة تجاه الوفاء لدماء الشهداء من خلال تحقيق العدالة".

كرامي: وأكد النائب فيصل كرامي "تضامن تيار الكرامة الكامل مع الجيش اللبناني الذي قدّم اليوم ثلاثة شهداء على مذبح الوطن خلال قيامه بواحبه الوطني في ملاحقة الخارجين عن القانون وحفظ امن الوطن والمواطنين. وناشد اللبنانيين الالتفاف حول هذه المؤسسة الوطنية التي تشكّل صمّام الامان الوحيد لوحدة واستقرار لبنان.

درويش: من جهته، غرد عضو كتلة الوسط المستقل النائب علي درويش عبر "تويتر": "‏نعزي قيادة الجيش اللبناني باستشهاد عنصرين منها على يد جهات عابثة بالأمن ومتفلتة في محافظة بعلبك- الهرمل". "نلفت الى خطورة التفلت الأمني، وتحديدا في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، داعين الجميع الى ضرورة صون وحفظ المؤسسة العسكرية الجامعة والحافظة للوطن".

رامبلينغ: وباللغة العربية، غرد سفير بريطانيا في بيروت كريس رامبلينغ معزيا الجيش اللبناني، فكتب: "أتقدم بالتعازي من أهالي وأصدقاء عناصر الجيش اللبناني الذين قتلوا خلال ادائهم واجبهم. يبقى الجيش اللبناني المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان. تعاوننا مستمر.

 ريفي: أما اللواء أشرف ريفي فكتب عبر حسابه على "تويتر": "مجدداً الجيش يدفع ضريبة الدم جرّاء التفلّت الأمني وفقدان هيبة الدولة. الرحمة لشهداء الجيش الأبرار والشفاء للجرحى، ولتكن هذه الشهادة نهاية للتضحيات المؤلمة، على طريق إستعادة الدولة سلطتها".

وهاب: وكتب رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب عبر حسابه على "تويتر": "إلا الجيش فهو الخط الأحمر. نتقدّم من قيادة الجيش بأحر التعازي فما حصل في الهرمل عمل مستنكر وجبان".

الخازن: وعلق رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن في تصريح على ما جرى من إعتداء على الجيش في محلة المشرفة- الهرمل، شاجبا ما حصل ومعتبرا أن "المؤسسة العسكرية خط أحمر لا يمكن المس بحرمتها".

وأكد أن "لم يعد جائزا التعرض للجيش اللبناني الذي يكافح الجريمة والعابثين بالأمن، لأن من يوجه سلاحه ضد الجيش يوجهه إلى صدر كل لبناني حريص على أمنه الممثل بالمؤسسة العسكرية التي هي خط أحمر لا يمكن مسه أو إستفزازه. فليس في الأمن تراض أو تهاون أو تسامح مع المخلين به كما حصل في الهرمل، ولم يعد من الوارد تغطية أحد، لأن الغطاء السياسي لا يمكن أن يغطي إلا أمن البلاد وليس الخارجين عن القانون والفارين من وجه العدالة".

أضاف: "إن الحادث الدامي الذي شهدته بلدة المشرفة في الهرمل بمثابة نذير شؤم ينبئ بالأسوأ، خصوصا في جو متوتر سياسيا على خلفية التجاذبات القائمة حول الأوضاع في البلاد. لقد شد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على يد قائد الجيش العماد جوزيف عون مؤيدا كل الإجراءات الحازمة لوقف موجة التعرض للمؤسسة العسكرية مهما كان الثمن، لأن حياة العسكريين والمواطنين الآمنين أعز من أن تهدر، والجيش الوطني أمنع من أن يرجم، وهو الذي قدم وما زال التضحيات لإنقاذ لبنان في مراحل تعرضه للأزمات الكبرى". وختم الخازن: "رحم الله شهداءالجيش، ودعاؤنا للجرحى بالشفاء العاجل".

دريان: وفي السياق عينه، تقدم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من قيادة الجيش بالتعزية بالجنود الذين قضوا إثر تعرض دورية لكمين في منطقة الهرمل، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل.

وعبر دريان في تصريح عن "قلقه وأسفه وإدانته للتعرض للجيش صمام الأمان وحامي الوطن"، واكد أن "الجريمة النكراء التي تعرض لها الجيش طاولت جميع اللبنانيين المؤمنين بمؤسساتهم العسكرية في حفظ الأمن والنظام وترسيخ الاستقرار في البلاد".

قبلان: إلى ذلك، استنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، "جريمة الاعتداء على الجيش في عمل غادر وجبان، حصد شهداء وجرحى كانوا يقومون بواجبهم الوطني في حفظ الأمن وتوفير الاستقرار والاطمئنان للمواطنين". واعتبر، في تصريح، أن "هذا الاعتداء الآثم عدوان على جميع اللبنانيين الذين يرون في جيشهم، الضامن للأمن والاستقرار والركيزة الأساسية في حفظ الوطن وشعبه، من هنا نطالب بتكثيف التحقيقات وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين ليكونوا عبرة لغيرهم". وعزى قيادة الجيش وذوي الشهداء، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل.

شيخ العقل: بدوره، توجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في تصريح، بالتعزية إلى الجيش قيادة وأفرادا؛ وإلى ذوي عائلات الجنود "الذين قضوا في منطقة الهرمل في حادثة مستنكرة ومدانة ومرفوضة"؛ مشددا على "أهمية أن يتعزز الالتفاف الوطني حول مؤسسة الجيش لكي تبقى الضامن الاساس للسلم الاهلي ومنع التفلت الأمني وضبط الحدود والدفاع عن لبنان"؛ ومؤكدا "ضرورة كشف المرتكبين وسوقهم إلى العدالة".

فضل الله: واستنكر العلامة السيد علي فضل الله، في تصريح، "الاعتداء الآثم الذي تعرضت له دورية للجيش في مدينة الهرمل، ما أدى الى استشهاد ثلاثة من عناصره وسقوط عدد من الجرحى.

واعتبر أن "أي اعتداء على الجيش يمثل اعتداء على أمن اللبنانيين وسلامتهم وعلى السلم الاهلي في البلد، لان الجيش الضمانة الاساسية لهذا السلم والمس به يصيب الاستقرار في هذه المرحلة حيث البلد في أمس الحاجة إلى الااستقرار الأمني".

"المستقبل|: ودان "تيار المستقبل" بشدة الاعتداء الذي تعرض له الجيش اللبناني في الهرمل، وأدى إلى استشهاد ثلاثة من عناصره وإصابة آخرين، معتبراً في بيان أنّ "ما تعرض له جيشنا الوطني عملٌ إجرامي يستدعي المزيد من الحزم مع جماعات تستقوي بالسلاح غير الشرعي للخروج عن القانون والتطاول على هيبة الدولة ومؤسساتها، كما يحتم على جميع اللبنانيين التعاون مع القوى الأمنية والعسكرية لمكافحتها". وإذ تقدم "تيار المستقبل بتعازيه الحارة من قيادة الجيش وعائلات الشهداء الثلاثة، تمنى الشفاء العاجل للجرحى، وأن يحمي الله لبنان وشعبه وجيشه وقواه الأمنية من كل شر".

التقدمي: كذلك، استنكر الحزب التقدمي الاشتراكي، في بيان مفوضية الإعلام في الحزب، "الاعتداء المدان الذي تعرضت له دورية من الجيش في منطقة الهرمل؛ والذي ذهب ضحيته ثلاثة من الجنود قضوا شهداء القيام بواجبهم في حفظ الأمن".

وتوجه التقدمي "بشخص رئيسه وليد جنبلاط وقيادته بالتعزية الخالصة من المؤسسة العسكرية وعائلات الجنود الشهداء؛ ويؤكد الأهمية الأساسية للدور المنوط بالجيش على امتداد مساحة الوطن في صون السلم الأهلي وحفظ النظام والدفاع عن لبنان؛ تحديدا في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد والتي تستوجب أعلى درجات التضامن والاحتضان الكامل لمنع أي انفلات أمني".

القومي:  دان الحزب "السوري القومي الاجتماعي" في بيان "الاعتداء الذي تعرضت له دورية للجيش اللبناني في الهرمل، وأدى الى استشهاد ثلاثة عسكريين".

وتقدم من قيادة الجيش وعائلات الشهداء ب"أحر التعازي"، مؤكدا أن "مؤسسة الجيش اللبناني، تشكل ضمانة لأمن لبنان واستقراره، وكل اعتداء تتعرض له هو اعتداء على كل البلد".

مخاتير البقاع: ودان رئيس رابطة مخاتير البقاع الشمالي وأعضاؤها، في بيان "الاعتداء الآثم على الجيش"، معلنين "الوقوف إلى جانبه"، داعين إياه إلى "قطع الأيدي العابثة بأمننا، من بعض اللصوص وقطاع الطرق"، مؤكدين "كلنا ثقة بجيشنا الأبي شرفا وتضحية ووفاء".

وتقدموا من المؤسسة العسكرية وأهالي الشهداء ب"أحر التعازي والمواساة، باستشهاد العسكريين، الذين قدموا دماءهم ذودا عن لبنان ومواطنيه وممتلكاتهم"، سائلين أن "يتغمدهم الله بواسع من رحمته، والشفاء العاجل للجرحى".

تجار بعلبك: كما استنكرت جمعية "تجار بعلبك- الوسط التجاري" في بيان مماثل "الاعتداء الآثم على المؤسسة العسكرية"، وتقدمت من أهالي الشهداء ب"أحر التعازي والمواساة، باستشهاد العسكريين، الذين قدموا دماءهم دفاعا عن لبنان عامة، وعن هذه المنطقة خاصة، ودفاعا عن مواطنيه وممتلكاتهم"، سائلين الله أن "يتغمدهم بواسع رحمته، والشفاء العاجل للجرحى".

وأكدت "جيشنا خط أحمر ودائما على حق، وإننا نقف إلى جانبه، وندعوه إلى قطع الأيدي العابثة بأمننا من بعض اللصوص وقطاع الطرق، وكلنا ثقة بجيشنا الأبي شرفا وتضحية ووفاء".

الملاح: بدوره، أكد نائب الأمين العام المساعد ل"منبر الوحدة الوطنية" محمد نديم الملاح في بيان أن "اليد التي تتطاول على الجيش اللبناني، يجب بترها من جذورها"، داعيا إلى "الالتفاف حول المؤسسة العسكرية، التي هي ضمانة للسلم الأهلي، وخشبة الخلاص لجميع اللبنانيين".

وإذ دان "الجريمة البشعة التي طاولت عناصر الجيش، والتي ذهب ضحيتها عدد من العسكريين بين شهيد وجريح"، وجه تحية "إكبار للجيش الذي يحفظ الأمن، ويقوم بدوره الوطني".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية بموافقة الخرطوم

اتفقت الحكومة السودانية مع متمردي دارفور على مثول المطلوبين أمام المحاكمة

وكالات/11 شباط/2020

قال وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح، لوكالة "رويترز" الثلاثاء 11 فبراير (شباط)، إن الحكومة اتفقت مع المسلحين المتمرّدين في إقليم دارفور، خلال محادثات سلام في جوبا، على إرسال المطلوبين للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومن ضمنهم الرئيس السابق عمر البشير. وعلى الرغم من أن صالح لم يذكر البشير بالاسم، إلا أن الأخير مطلوب إلى جانب ثلاثة آخرين للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية جراء جرائم ارتكبت في إقليم دارفور المضطرب منذ عام 2003. وفي ضوء الأنباء، قال محامي الرئيس السوداني السابق محمد الحسن الأمين إن موكله، الذي أطيح به بعد احتجاجات حاشدة العام الماضي، يرفض التعامل مع المحكمة الدولية كونها "محكمة سياسية". وأضاف في حديث لـ"رويترز"، "نرفض تدويل العدالة ونعتقد أن القضاء السوداني لديه القدرة والرغبة للنظر في هذه الاتهامات". وأعلن عضو المجلس السيادي السوداني محمد حسن التعايشي، في بيان، أن الحكومة اتفقت مع الجماعات المتمرّدة، خلال اجتماع في جوبا، عاصمة جنوب السودان، على أربع آليات منها "مثول الذين صدرت في حقهم أوامر القبض أمام المحكمة الجنائية الدولية". وأوضح أن لدى الحكومة قناعة في الموافقة على هذه الخطوة الناتجة "من مبدأ أساسي مرتبط بالعدالة". ورفض متحدث باسم المحكمة المعنية التعليق على الأنباء، علماً أن البشير مطلوب لديها بتهم جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية.

صراع دارفور

واندلع الصراع في دارفور عام 2003، بعدما ثار متمرّدون أغلبهم ليسوا من العرب على حكومة الخرطوم، التي اتهموها بتهميش الإقليم سياسياً واقتصادياً. واتُهمت قوات الحكومة وميليشيات أغلبها من العرب حُشدت لقمع التمرّد، بارتكاب أعمال وحشية واسعة النطاق.

ووفق تقارير الأمم المتحدة، قُتل جراء النزاع 300 ألف شخص وفرّ نحو 2.5 مليون آخرين من منازلهم، في حين كانت حكومة البشير تصرّ على أن عدد القتلى لم يتجاوز عشرة آلاف. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في أعوام 2008 و2009 و2010 مذكرات توقيف بحق البشير، وعبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع الأسبق، وأحمد محمد هارون أحد مساعدي البشير، وعلي كوشيب زعيم ميليشيات محلية، بتهم ارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب. ورفضت حكومة البشير التعاون مع المحكمة الدولية، التي أحال عليها مجلس الأمن الدولي ملف دارفور، بعد إجراء بعثة أممية تحقيقاً حول مزاعم جرائم في الإقليم. وساد الهدوء غرب الإقليم بدرجة كبيرة منذ عام 2010، ما خلا بعض المناوشات في الأعوام الثلاثة الماضية. إذ قالت بعثة دولية لحفظ السلام إن أعمال العنف في غرب دارفور أسفرت في يناير (كانون الثاني) عن مقتل 65 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 50 بجروح، كما أدّت إلى نزوح الآلاف. وكان تسليم البشير، المحتجز حالياً بسجن كوبر في الخرطوم، إلى المحكمة الجنائية الدولية مطلباً للمحتجين الذين تظاهروا لأشهر في مختلف أنحاء البلاد حتى الإطاحة به من جانب الجيش، وكذلك مطلباً للحركات المسلحة التي كانت تقاتل حكومة البشير في دارفور وتفاوض الآن الحكومة الانتقالية في جوبا.

 

إسقاط مروحية للنظام السوري في إدلب وتصاعد حدة المواجهة بين أنقرة ودمشق بعد مقتل 13 جندياً تركياً بهجمات شمال غربي سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»

قالت وزارة الدفاع التركية اليوم (الثلاثاء) إن قوات النظام السوري غادرت بلدة النيرب قرب مدينة سراقب بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا. وأفادت الوزارة أيضاً بأن طائرة مروحية سورية أُسقطت في المنطقة مع بدء هجوم لمقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة.

وكان عبد الله الشامي، القيادي في المعارضة السورية المدعومة من تركيا، وقناة «تي آر تي» التركية الرسمية قد أفادا في وقت سابق بإسقاط المروحية التابعة للنظام. ويأتي ذلك بعد يوم من مقتل 5 جنود أتراك في هجوم لقوات النظام في شمال غربي البلاد، ما دفع القوات التركية في المنطقة إلى الرد. وسيطرت قوات النظام السوري، اليوم، على كامل الطريق الدولية حلب - دمشق، بعد أسابيع من هجوم عسكري واسع بدعم روسي في شمال غربي سوريا، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي ديسمبر (كانون الأول)، بدأت قوات النظام، بدعم روسي، هجوماً واسعاً في مناطق بإدلب وجوارها، تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً. وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث تمر الطريق الدولية «إم 5»، التي تصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، وتعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص، وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

 

قوات النظام تسيطر على طريق حلب - دمشق الدولي لأول مرة منذ 2012

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 شباط/2020

سيطرت قوات النظام السوري اليوم (الثلاثاء)، على كامل الطريق الدولي حلب - دمشق، بعد أسابيع من هجوم عسكري واسع بدعم روسي في شمال غربي سوريا، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتُشكل استعادة الطريق الدولي، الذي يعبر مدناً عدة من حلب شمالاً مروراً بدمشق وصولاً إلى الحدود الأردنية جنوباً، هدفاً رئيسياً لدمشق منذ فقدت السيطرة على أجزاء منها مع بدء توسع الفصائل المعارضة في عام 2012، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وفي ديسمبر (كانون الأول)، بدأت قوات النظام بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً. وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث تمر الطريق الدولي «إم 5» الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

ومنذ بدء الهجوم، سيطرت قوات النظام على عشرات المدن والبلدات في ريفي إدلب وحلب، آخرها مدينة سراقب السبت، التي يمر منها الطريق الدولي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.واستعادت قوات النظام قبل يومين كامل الجزء من الطريق الذي يمر من محافظة إدلب، وتركز منذ ذلك الحين عملياتها على ريف حلب  الجنوبي الغربي، وفق المرصد. وأعلنت قوات النظام السوري في بيان في بيان (الأحد)، أن «القوات المسلحة حققت إنجازات ميدانية نوعية والتقت القوات المتقدمة من ريف إدلب الشرقي بالقوات المتقدمة من اتجاه حلب الجنوبي»، مشيراً إلى أنها استعادت «السيطرة على مساحة جغرافية تزيد على 600 كيلومتر مربع وأحكمت السيطرة على عشرات البلدات والقرى والتلال الحاكمة». وبعد استعادة قوات النظام كامل مدينة حلب في عام 2016، حافظت هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى على سيطرتها على منطقة واسعة تمتد من أطراف المدينة الغربية إلى مناطق واسعة في ريفيها الغربي والجنوبي الغربي. ومحافظة إدلب ومحيطها مشمولان باتفاق روسي تركي يعود إلى عام 2018 نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، وعلى فتح طريقين دوليتين، بينهما طريق حلب - دمشق. إلا أن الاتفاق لم يُنفذ كون أي انسحابات لمقاتلي هيئة تحرير الشام لم تحصل، فيما استأنفت دمشق هجماتها على مراحل. ودفع التصعيد العسكري من بداية ديسمبر (كانون الأول) بـ586 ألف شخص إلى النزوح من مناطق التصعيد في إدلب وحلب باتجاه مناطق أكثر أمناً، وفق الأمم المتحدة. كما أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 300 مدني، بحسب حصيلة للمرصد.

 

إردوغان يتوعد النظام السوري بدفع «ثمن باهظ جداً» بعد مقتل جنود أتراك

أنقرة: «الشرق الأوسط أونلاين»/11 شباط/2020

توعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الثلاثاء) النظام السوري بأنه سيدفع «ثمنا باهظا للغاية» لهجومه على القوات التركية في منطقة إدلب، شمال غربي سوريا حيث قُتل 13 جنديا تركيا خلال ما يربو قليلا على أسبوع، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وقال إردوغان في كلمة «بعثنا بالردود اللازمة للجانب السوري على أعلى مستوى. نالوا ما يستحقون خاصة في إدلب. لكن هذا ليس كافيا وسيستمر»، مشيراً إلى أنه سيعلن غدا الأربعاء خطة مفصّلة لكيفية التعامل مع التطورات في إدلب. وكانت وزارة الدفاع التركية قد ذكرت في وقت سابق اليوم أن قوات النظام غادرت بلدة النيرب بمنطقة إدلب في شمال غربي سوريا. وأفادت الوزارة بأن طائرة مروحية سورية أُسقطت في المنطقة مع بدء هجوم لمقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة.

 

موسكو قلقة جراء «التصعيد المتواصل» في إدلب

موسكو: رائد جبر/11 شباط/2020

أعرب الكرملين، أمس، عن قلق بالغ بسبب «تواصل تصعيد التوتر» في إدلب، بعد مواجهات جديدة بين الجيشين السوري والتركي، ولم يستبعد الناطق باسمه ديمتري بيسكوف عقد لقاء يجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان؛ «إذا دعت الحاجة»، لكنه قال إنه «لا اتفاق بعد على ترتيب القمة». وفي أول رد فعل روسي بعد التصعيد الجديد أمس، جددت موسكو الإعراب عن القلق بسبب تفاقم التوتر الميداني، وجاء الموقف بعدما كانت أعربت في وقت سابق عن قلق مماثل بسبب استمرار حشد القوات التركية في منطقة إدلب. وتجنب الكرملين التعليق على نتائج جولة المحادثات الثانية بين موسكو وأنقرة، التي انتهت من دون إحراز تقدم. وقالت مصادر روسية إن المناقشات «كانت صعبة ومعقدة»؛ في إشارة إلى تباين واسع في وجهات النظر حول آليات التعامل مع الوضع الجديد في المنطقة. ووفقاً لمصادر تحدثت إليها «الشرق الأوسط» فإن موسكو سعت إلى وضع ترتيب جديد لآليات التعامل مع «اتفاق سوتشي»، بشكل يضمن سيطرة دمشق على الطرق البرية الدولية وخصوصاً «إم4» و«إم5» وبشكل يؤدي إلى إعادة نشر نقاط المراقبة التركية خارج نطاق المساحات التي سيطرت عليها القوات النظامية أخيراً. وقال المصادر إن فشل الوفد الدبلوماسي العسكري في التوصل إلى نتائج ملموسة مع الجانب التركي سوف يعني في الغالب حاجة الطرفين إلى ترتيب لقاء رئاسي لحسم الملفات المطروحة، وأفادت بأن موسكو كانت تأمل في التوصل إلى اتفاق مبدئي لوضعه على طاولة حوارات الرئيسين في وقت لاحق، مشيرة إلى أن «التطورات المتسارعة على الأرض تضغط بشكل جدي على المفاوضات الجارية». إلى ذلك، شدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، على «الدور المحوري» للعاملين بالسلك الدبلوماسي الروسي في ضمان استقرار الأوضاع في سوريا. وكان بوتين يتحدث خلال فعالية أقيمت للاحتفال بمناسبة «يوم الدبلوماسي الروسي»، الذي وافق أمس، وأكد أن الدبلوماسية الروسية «دافعت وتدافع دائماً بحزم وثبات عن مصالح البلاد». وأوضح أنه «بفضل العمل الناجح لوزارة الخارجية الروسية استقر إلى حد ما الوضع في سوريا، وتم إطلاق عمل اللجنة السورية لصياغة الدستور». وقال الرئيس الروسي إنه في ظل الوضع الدولي المضطرب؛ هناك «حاجة إلى مزيد من الإجراءات الفعالة لضمان الاستقرار الاستراتيجي وتشكيل نظام عالمي عادل». على صعيد آخر، أعلن السفير الروسي لدى سوريا، ألكسندر يفيموف، أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا «تحمل طابعاً استفزازياً وتشكل تهديداً حقيقياً لحياة المدنيين الأبرياء». وقال يفيموف، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الحكومية الروسية إنه «من دون شك، تحمل الهجمات الإسرائيلية طابعاً استفزازياً وخطيراً للغاية بالنسبة للوضع حول سوريا. فالصواريخ لا تسقط في المناطق المتاخمة لإسرائيل فحسب؛ بل تصل أيضاً إلى مناطق العمق السوري، وشرق البلاد، وحتى في المناطق السكنية بدمشق». وزاد: «وقع حادث لافت خلال الهجوم الإسرائيلي في ليلة 6 فبراير (شباط) الحالي، عندما كادت تتعرض طائرة تقل نحو 172 راكباً لنيران الدفاع الجوي السوري أثناء الرد. من حسن الحظ أنهم تمكنوا في الوقت المناسب من إعادة توجيهها إلى قاعدة حميميم». وأكد السفير الروسي أنه «بالإضافة إلى الانتهاك الواضح لسيادة سوريا، وتشكيل تهديد حقيقي لحياة الأبرياء، فإن كل ذلك يؤدي إلى زيادة احتمال نشوب صراع حول سوريا، ويتعارض مع الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والتسوية السياسية». وكانت وزارة الدفاع الروسية أفادت، الجمعة، بأن طائرة ركاب من طراز «إيرباص320» كانت آتية من طهران وعلى متنها 172 راكباً، كادت تتعرض لنيران أنظمة الدفاع الجوية السورية، أثناء تصديها للغارات الإسرائيلية بالقرب من دمشق، مشيرة إلى أن الفضل في إبعاد الطائرة من منطقة مجال إطلاق الصواريخ المضادة وهبوطها بأمان في مدرج مطار بديل في قاعدة حميميم الروسية على الساحل السوري، يعود لتحرك سريع من جانب مراقبي برج مطار دمشق والتشغيل الفعال لنظام مراقبة الحركة الجوية الأوتوماتيكي.

 

الجيش الأميركي يقيم قاعدة جديدة في الحسكة

القامشلي: كمال شيخو - لندن: «الشرق الأوسط»

بدأت القوات الأميركية في بناء قاعدة عسكرية في مدينة الحسكة، الواقعة شمال شرقي سوريا، في وقت عزز فيه «الحشد الشعبي» العراقي وجوده في الطرف الآخر من الحدود السورية - العراقية.

وأعلنت قوات «الحشد الشعبي» أول من أمس، إنشاء نقاط أمنية منتظمة في محيط قضاء القائم، غربي محافظة الأنبار، لتأمين محيط القضاء بين العراق وسوريا. وأفادت في بيان بأن «قوات اللواء 13 في (الحشد الشعبي) أنشأت نقاطاً أمنية منتظمة في محيط قضاء القائم، بهدف تأمين محيط القضاء من أي تسللات لفلول عصابات (داعش) الإرهابية». وأضاف أن «تلك النقاط أسهمت أيضاً في تأمين الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، والطريق الرابط بين البلدين». وسبق أن قالت مصادر أمنية عراقية في قوات حرس الحدود، في بلدة القائم، غرب العراق على الحدود مع سوريا، إن «كتائب حزب الله» العراقية، إحدى أبرز الميليشيات المدعومة من إيران، باشرت بعملية تشييد معسكر جديد لها على الحدود مع سوريا، بديلاً عن المعسكر السابق الذي دمرته مقاتلات أميركية في التاسع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. من جهتها، أقامت القوات الأميركية قاعدة في الحسكة، وهي منقسمة السيطرة بين «قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، والقوات النظامية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وكانت المسؤولة الكردية إلهام أحمد، قد قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن السياسة الأميركية شهدت تخبطاً في منطقة شرق الفرات، بعد قرار الرئيس دونالد ترمب سحب الجنود الأميركيين من المنطقة، ثم إعادة نشرهم في مناطق ثانية، دون تحديد جدول زمني لبقائهم أو انسحابهم، وقالت: «شهدنا تخبطاً في سياساتهم تجاه المنطقة؛ حيث انسحبوا ثم عادوا ونشروا جنودهم في المناطق النفطية أولاً، ثم انتشروا بالحسكة وتل تمر ومناطق ثانية». وشنت تركيا وفصائل سورية موالية في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، هجوماً واسعاً، سيطرت بموجبه على مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة، وشريط حدودي نحو 120 كيلومتراً، وكانت هذه المناطق خاضعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتتهم أنقرة حزب «الاتحاد الديمقراطي السوري» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، أبرز الجهات التي تدير مناطق شرق الفرات، بأنهما امتداد لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور لديها، والذي يخوض تمرداً مسلحاً منذ 45 عاماً، سقط ضحيته أكثر من 40 ألف كردي. وقالت أحمد: «حزب الاتحاد، ووحدات الحماية، والجهات السياسية بالمنطقة، تنظيمات منفصلة عن حزب العمال، وتختلف أولويات كل طرف، كما أن حزب العمال لديه قضايا خلافية مع النظام الحاكم في تركيا، ولدى أكراد سوريا قضايا أساسية مختلفة مع النظام الحاكم في سوريا». وتابعت: «تركيا أصبحت في حلفٍ آخر؛ لكن واشنطن لا تريد أن ترى هذا الواقع، ولا تقبل بالتغيرات التي حدثت في السياسات التركية وتحولاتها الأخيرة. وتسعى واشنطن جاهدة - وعلى حسابنا أحياناً - لإرضاء تركيا، كما حدث في رأس العين وتل أبيض... والمطلوب من أميركا دعم الشعب السوري للحصول على حقوقه، وتحقيق السلام، وطي صفحة الحروب، وطرد جيوش الدول الإقليمية من سوريا، ووضع حد لمطامعها، لترك إدارتها وحكمها ومصيرها لأصحابها».

 

دمشق تهدد إسرائيل بالرد على عدوانها

دمشق – وكالات/11 شباط/2020

 علق نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على إعلان إسرائيل تكثيف الضربات الجوية على الأراضي السورية في المرحلة المقبلة بذريعة الوجود الإيراني. وقال المقداد، خلال حفل أقامته السفارة الإيرانية في دمشق بمناسبة الذكرى الـ41 للثورة، إن “الاحتلال الإسرائيلي موجود على الأرض العربية، فإسرائيل تحتل فلسطين والجولان وجزءاً من جنوب لبنان وهي ليست بحاجة إلى ذريعة للعدوان على دولنا، لأن الطبيعة العدوانية متأصلة في الكيان العنصري الصهيوني”. وشدد على أنه “كما لا تنسى سورية حلفاءها فإنها لن تنسى من يعتدي عليها”، مضيفاً إنه “إذا كانت إسرائيل تعتقد أن اعتداءاتها وجرائمها سواء ضد الشعب الفلسطيني أو ضد الشعب السوري ستمر، فإنه يجب أن تعي وتعرف أن سورية لن تسكت على ضيم وأن الوقت مقبل كي تعرف إسرائيل أن سورية قادرة في الوقت المناسب على الرد على كل هذه الاعتداءات”. وأكد أن دمشق تحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله وأنها تسير من انتصار إلى آخر حتى تحقيق الانتصار النهائي. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت، توعد بتحويل سورية إلى “فيتنام للإيرانيين”، مؤكداً أن هدفه يكمن في إخراج القوات الإيرانية من سورية خلال عام.

 

أميركا تُبقي قواتها في العراق وتمدد استيراده الغاز من إيران والصدر حل "السترات الزرق" وسط دعوات لحصر التظاهرات في ساحات محددة

بغداد – وكالات/11 شباط/2020

 أكدت الولايات المتحدة الأميركية أمس، أنها لن تسحب قواتها من العراق في الوقت الحالي. وقال عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأميركي جبريال صوما، إنه “طالما أن الحكومة الأميركية لم تؤكد خبر الانسحاب، فهذا يعني لا انسحاب للقوات الأميركية من العراق في الوقت الحاضر”، مضيفا أن “القوات الأميركية موجودة لمساعدة العراق ضد تنظيم داعش، باتفاق مع الحكومة العراقية”. على صعيد آخر، استهدف انفجار ليل أول من أمس، رتلاً مدنياً يتضمن آليات للقوات الأميركية قرب اليوسفية جنوب بغداد، فيما نفى العراق أن يكون هناك أي استهداف لقوات أميركية، بينما قالت مصادر إن الانفجار استهدف رتلاً لشركة أمنية مدنية تعمل لصالح القوات الأميركية. في غضون ذلك، كشف مصدر ديبلوماسي أميركي، عن إمكانية أن تمدد بلاده الاستثناء الممنوح للعراق بشأن استيراد الغاز من إيران، قائلا إن “الحكومة الأميركية قد تعلن خلال الأيام المقبلة تمديد الاستثناء للعراق، ولا يوجد حتى الآن أي رفض بهذا الإتجاه، وهذا ما يرجح إمكانية التمديد”. على صعيد آخر، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عن حل “القبعات الزرق”، قائلا في تغريدة على موقعه في “تويتر”: “حسب ما وصلني من الثقات.. أن الثورة بدأت تدريجياً بالعودة الى مسارها الأول على الرغم من وجود خروقات من بعض المخربين ودعاة العنف.. وأملي بالثوار انهم سيعملون على إقصاء هؤلاء بصورة تدريجية وسلمية.. ومعه فإني أعلن حل القبعات الزرق ولا أرضى بتواجد التيار بعنوانه في التظاهرات، إلا إذا اندمج وصار منهم وبهم بدون التصريح بانتمائهم”. وتابع: “أدعو القوات الأمنية لحماية الثوار السلميين من أي جهة تعتدي عليهم، ولو كانوا ممن ينتمون لي ظلما وزورا”، مضيفا “لا زلت انتظر نتائج التحقيق في حادثة ساحة الصدرين في النجف الأشرف، لأقوم بواجبي الشرعي والوطني إزائهم”. من جانبه، أكد وزير الداخلية ياسين الياسري أول من أمس، أهمية حصر التظاهر في ساحات محددة وفتح الطرق العامة، داعياً المتظاهرين إلى التعاون مع القوات الامنية لكشف المعتدين والمندسين ومثيري العنف وإبعادهم عن ساحات التظاهر والحفاظ على الممتلكات العامة و الخاصة.

“البنتاغون”: 109 جنود أصيبوا بالمخ في الهجوم الإيراني على “عين الأسد”

واشنطن – وكالات/11 شباط/2020

 أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أمس، أن 109 جنود أميركيين تم تشخيصهم بإصابات خفيفة في المخ، نتيجة الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على قاعدة “عين الأسد” في العراق في يناير الماضي، مشيرة إلى أن 76 منهم عادوا للخدمة. وقال المتحدث باسم الوزارة جوناثان هوفمان، للصحافيين، إن المصابين الذين نقلوا أولاً إلى ألمانيا لتلقي العلاج، تم نقلهم إلى الولايات المتحدة. من جانبه، ألمح المتحدث باسم “الحرس الثوري” الإيراني رمضان شريف، إلى أن واشنطن لا تعترف بسقوط قتلى، مضيفا أن “كلمة قتيل تبدلت إلى مصاب بارتجاج في الدماغ في أدبيات أميركا”، ومؤكدا أن “أميركا تتكتم على خسائرها في عين الأسد”.

 

اغتيال المشرف على قناة “الرشيد” الفضائية

بغداد – وكالات/11 شباط/2020

 أعلن مصدر أمني أمس، مقتل المشرف العام على قناة “الرشيد” الفضائية نزار ذنون، في بغداد. وقال المصدر، إن “المشرف العام على قناة الرشيد نزار ذنون، الذي يشغل منصب مدير مجموعات شركات الجنابي، اغتيل اليوم (أمس)، في حي الجامعة بالعاصمة بغداد”. وأضاف ان “ذنون ليس مشرفاً على القناة فحسب، بل أحد أبرز المقربين من رئيس الحزب الجمهوري في العراق سعد عاصم الجنابي”.

 

رجوي: الإيرانيون انتفضوا وسيستردون حريتهم المسروقة ومواقع طهران النووية السرية تقلق "الكونغرس" الأميركي

واشنطن، تيرانا، طهران، عواصم – وكالات/11 شباط/2020

 أكدت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، أن الشعب الإيراني لم يتوقف عن الانتفاضة والثورة، مشددة على أنه سوف يسترد حريته وسيادته المسروقة. وقالت رجوي أمام تجمع لمنظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية في معسكر أشرف الثالث بألبانيا، بمناسبة تخليد الذكرى السنوية للثورة المناهضة للشاه، إن تلك الثورة كانت امتدادًا للثورة الدستورية والحركة الوطنية بقيادة الدكتور مصدق، والتي ارتوت بدماء المجاهدين والمناضلين الذين اُعدموا في سبعينات القرن الماضي على يد سافاك الشاه، إلا أن قمع الأحزاب الوطنية والديمقراطية من قبل الشاه، مهّد الطريق لخميني لينتزع السلطة من الشعب، كما أن الدول الغربية ساعدت ودعمت خميني ليكرّس سلطته الحصرية. وأكدت أن انتفاضتا نوفمبر ويناير الماضيين، اكدتا استعداد الشعب للإطاحة بنظام الملالي برمته، والاستعداد للقيام بقفزة كبيرة لبناء إيران ديمقراطية، مضيفة أن “شعبنا وبدفعه 1500 شهيد أثبت أنه مستعد لدفع ثمن الحرية. وقد وجهت الاتنفاضتان ضربة قاصمة لنظام الملالي لم ولن يفيق منها ويعالجها. ولا يمكنه أن يستعيد استقراره وتوازنه المفقود”. واعتبرت أن مقاطعة مسرحية الانتخابات فريضة وطنية تجسّد الالتزام بعهد الشعب الإيراني مع شهداء الحرية، وأن القوانين التي صدق عليها مجلس البرابرة خلال الـ 40 عامًا الماضية، لا هدف منها سوى مناهضة المرأة ونهب المحرومين، كما أن أعضاء هذا المجلس متورطون في جميع جرائم هذا النظام. من جانبهم، نظم أنصار المقاومة الإيرانية حملة واسعة من أجل الحرية، في جميع أنحاء إيران وفي بلدان مختلفة حول العالم، ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.

ففي داخل إيران، نشرت وحدات المقاومة رسائل وصور مريم رجوي، وقائد المقاومة مسعود رجوي، في أنحاء مختلفة من طهران، بما في ذلك طريق جلال آل أحمد السريع وبارك وي ودماوند، وكذلك في مدن شيراز وتبريز ورشت ومشهد والأهواز وكجساران وكرج. في الوقت نفسه، نظم الآلاف من الإيرانيين في واشنطن ولندن وروما وتورونتو وستوكهولم وجنيف وبروكسل، تظاهرات ومسيرات لإدانة لفظائع الملالي، وأعربوا عن تأييدهم لمعاقل وشباب الانتفاضة داخل إيران. في المقابل، انطلقت في أنحاء متفرقة من إيران مسيرات حاشدة، بمناسبة الذكرى الـ41 للثورة الإسلامية. وفي كلمته أمام الحشود بوسط طهران، قال الرئيس حسن روحاني إن “الأميركيين يحلمون بالعودة إلى إيران … (رغم أنهم) يعلمون أنها أقوى قوى المنطقة”، معتبرا أن “مشكلة أميركا مع شعبنا هي أنها تريدنا أن نعود إلى ما قبل 41 عاما”. في غضون ذلك، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جيم ريش، القلق من تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن المواقع النووية الإيرانية ما زالت نشطة في إيران، وإخفاء أعمال سرية غير معلنة. من جانبها، نددت الخارجية الفرنسية، بمحاولة إيران وضع قمر اصطناعي في المدار، داعية طهران إلى احترام تعهداتها الدولية. بدوره، أكد وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو أن بلاده تضغط على إيران، من أجل تسليمها الصندوق الاسود الخاص بالطائرة الأوكرانية التي أسقطها “الحرس الثوري” الإيراني، بعد إقلاعها من مطار طهران الشهر الماضي.

 

مصر تطالب “حماس” بالتزام الهدنة مع إسرائيل وتجنب دعم إيران ومجلس الأمن أرجأ تصويته إلى حين تعديل مشروع القرار الفلسطيني برفض "صفقة القرن"

رام الله، عواصم- وكالات/11 شباط/2020

غادر الوفد الأمني المصري قطاع غزة، أمس، بعد محادثات أجراها مع قيادات في حركة “حماس”، متوجها إلى إسرائيل لبحث وقف التصعيد العسكري. وبينما طالب الوفد الأمني المصري إسرائيل بالالتزام بالهدنة في غزة دون شروط مسبقة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، طالب “حماس” بعدم التصعيد العسكري من جهتها والالتزامِ بالهدنة، مبلغا “حماس” بتحفظ القاهرة على العلاقات بين الحركة وطهران، و”حزبِ الله” اللبناني. وطالبها بضرورة تجنب التورط مع إيران في أي تصعيدٍ عسكري، بعد مقتل قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وضرورةِ الابتعاد عن دعم أي ميليشيات تضر بأمن المنطقة. في غضون ذلك، أفادت مصادر إعلامية، أن السلطة الفلسطينية طلبت من خلال بعثتها المراقِبة في الأمم المتحدة، تأجيل التصويت على مشروع القرار برفض خطة السلام الأميركية “صفقة القرن” وليسَ سحبَه، وأن فلسطين طلبت اجتماعا مع الدول الأعضاء في حركة دول عدم الانحياز لمناقشة الأمر. وقالت مصادرَ مقربة من السلطة الفلسطينية، إن بريطانيا دخلت على خط التعديلات على مشروع القرار، إلى جانب الولايات المتحدة، وإن هناك تغييرات متلاحقة تجري الآن، مشيرة إلى ضغوط كبيرة تمارس من الولايات المتحدة على السلطة الفلسطينية لسحب طلب التصويت على مشروع القرار. وبينما كرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي، رفضه لـ”صفقة القرن” الأميركية، نفى أمين سر اللجنة التنفيذية لحركة “فتح” صائب عريقات، التقارير التي تفيد بأن مشروع القرار تم سحبه بسبب عدم وجود الدعم، قائلا إن “الشائعات ليست حقيقية، ولا أساس لها من الصحة”. إلى ذلك، أصدرت الرئاسة التونسية بيانا توضيحيا بعد الجدل الذي أثارته إقالة سفيرها لدى الأمم المتحدة المنصف البعتي، على خلفية مشروع القرار لمجلس الأمن حول “صفقة القرن”. وأوضحت الرئاسة التونسية أن “من قدم المشروع كان يعلم مسبقا بأنه سيصطدم بحق الاعتراض من أكثر من دولة، وأن هدفه الذي لا يخفى على أحد كان الإساءة لتونس، ولرئيسها على وجه الخصوص، الذي أكد في أكثر من مناسبة أن الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم”. وتابعت أن “ما حصل عند إعداد مشروع قرار مجلس الأمن، يبدو في ظاهره انتصارا للشعب الفلسطيني، ولكن في الظاهر فقط”، لافتة إلى أنه “لم يقع، عند إعداد المشروع، الرجوع لا لرئاسة الجمهورية، ولا لوزارة الشؤون الخارجية”. وكشفت أن “من لبس رداء المُدافع عن حق الشعب الفلسطيني، صار يستجدي عطف عدد من العواصم المساندة لما سمي ظلما بالصفقة، حتى يتم التراجع عن قرار إعفائه، وأنه لم يبق له سوى الاستجداء بالمحتل الصهيوني، وهو يتظاهر بمواجهة الاحتلال”. من جهته، قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، إن “الجلسة لن تشهد طرح أية قرارات تدين إسرائيل”، معرباً عن شكره للدول (لم يسمّها) التي “ساعدت في عرقلة التصويت على مشروع القرار”. وأوضح أن واشنطن طلبت تعديل صيغة مشروع القرار، بشكل حوّله من إدانة خطة ترامب إلى بيان إيجابي بشأنها. ميدانيا، أقدم متطرفون إسرائيليون على إعطاب إطارات عشرات السيارات، وخط شعارات عنصرية معادية للفلسطينيين، في قرية الجش في منطقة الجليل الأعلى، داخل الخط الأخضر. وأفاد شهود عيان، بأن حوادث التخريب طالت نحو 107 مركبة، كما تم خط شعارات عنصرية على جدران مسجد القرية.

 

كورونا” عدو البشرية يهدِّد نحو 60 % من سكان العالم وقد أودى بـ1061 صينياً وعدد المصابين مستمر بالارتفاع عالمياً... اكتشاف ثامن إصابة في الإمارات

عواصم- وكالات/11 شباط/2020

 تخطى عدد الوفيات ضحايا فيروس “كورونا” المتحور الجديد في الصين الالف نسمة امس ليصل الى 1016 شخصا بعد تسجيل 108 وفيات اول من امس، وفقا لما اعلنته السلطات الصحية امس، التي سجلت ارتفاع عدد المصابين بالفيروس إلى 42 ألفا و638 شخصا، اذ سجل 2478 إصابة إضافية اول من امس، وسجلت مقاطعة هوبي وحدها 103 وفيات، فيما لا تزال المؤسسات الطبية، الصينية والعالمية، البحث عن لقاح ناجع للفيروس المميت، الذي لا تزال الدول تسجل اصابات فيه، فخليجيا، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الاماراتية تشخيص إصابة جديدة بالفيروس، وهي لشخص من حملة الجنسية الهندية، وبهذا يكون عدد الحالات المكتشفة في الدولة ثماني حالات فقط منذ ظهور المرض إلى اليوم، فيما اعلنت الوزارة أاول من أمس شفاء اول حالة لمصابة صينية. وفي هذا الشأن قال البروفيسور غابرييل ليونغ رئيس قسم طب الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ، في تصريحات لصحيفة”غارديان” البريطانية، إن:” الفيروس يهدد نحو 60 في المئة من سكان العالم”. وأوضح البروفيسور الذي حضر اجتماع منظمة الصحة، أن “معظم الخبراء يعتقدون أن كل شخص مصاب سيستمر في نقل الفيروس إلى نحو 2.5 شخص آخر”. في الوقت نفسه جددت المملكة العربية السعودية، امس، عدم تسجيل أي حالة إصابة بـ”كورونا”، فيما يتابع مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة السعودية مستجدات الفيروس في الصين.

اما في ما يتعلق بتطورات الوضع في الدول المجاورة للصين، لا يزال الغموض يكتنف حجم العدوى والظروف التي يعيشها ركاب السفينة السياحية اليابانية المحتجزة في الحجر الصحي، منذ ظهور الفيروس، وكشفت وسائل الاعلام اليابانية عن أن هناك نقاشا في الحكومة اليابانية بشأن إمكانية إخضاع جميع ركاب السفينة البالغ عددهم 3600 شخص، لاختبار الفيروس، فيما غادرت سفينة “دايموند برينسيس”، ميناء يوكوهاما، مبدئيا، حيث ينتظر عودتها مجددا، بينما ارتفع عدد الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بعدوى الفيروس، مطلع الأسبوع الجاري، لأكثر من 130 شخصا، وتم نقلهم للمستشفيات.

واعلنت السلطات الصحية أن الخبراء المعنيين يواجهون صعوبة في فحص جميع ركاب السفينة وذلك بسبب قلة عدد أجهزة الاختبار المتوفرة، ولهذا يبقى القرار الأخير بيد السياسيين، فإذا أخذت حالة الخوف والفزع التي تسيطر على ركاب السفينة، في الاعتبار، سيكون من الضروري إخضاع الجميع للفحص.

وفي اطار المعالجات الدولية بدأ امس مؤتمر نظمته منظمة الصحة العالمية عن الفيروس “كورونا” يشارك فيه خبراء في الفيروس، وتأمل المنظمة من هذا المؤتمر الذي يجمع الكثير من العلماء المعنيين بالفيروس، أن يكون هناك تبادل سريع للمعلومات، قائم على الحقائق العلمية والمعلومات المتوفرة بالفعل عن هذا الشكل الجديد من فيروس كورونا، والذي يصيب الرئتين.

واستبق المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المؤتمر قائلا:” فلنركز على هذا العدو العام للبشرية”ويعمل الخبراء على العلاجات المقترحة للمصابين والمصدر المحتمل للفيروس ومدى إمكانية انتقال العدوى به، فيما أكدت المنظمة خلال مؤتمراتها الصحافية اليومية بشأن الفيروس أن نحو 80في المئة من حالات العدوى هي حالات خفيفة، ومع ذلك شددت على ضرورة مكافحة الفيروس بقوة، حيث قال المدير العام للمنظمة: “علينا نحن البشر أن نعمل بجد في مكافحة هذه النيران، قبل أن تخرج عن السيطرة”. وكدلالة على مدى تفاقم الازمة الناجمة عن هذا الفيروس، خصوصا في ما يتعلق بامدادات الاقنعة الواقية والادوات الاخرى المتعلقة بالوقاية اعلنت رابطة مصنعي القفازات المطاطية في جاكرتا أن الشركات تواجه نقصا في العمالة خصوصا في ظل زيادة الانتاج للإيفاء بالطلب المتصاعد على القفازات الطبية بسبب تفشي الفيروس، وطالبت الرابطة الشركات التي توفر المواد الكيماوية والخام واللوجستيات تعزيز إنتاجها وقدرتها لمواجهة زيادة الطلب على القفازات، ويشار إلى أنه من المقرر أن تقدم ماليزيا 220 مليار قطعة من القفازات الطبية هذا العام، أو 63 في المئة من الطلب العالمي.

في هذه الاثناء رفضت تايلند استقبال سفينة سياحية فاخرة، تديرها شركة “هولاند أميركا لاين” للسفن السياحية، لتصبح بذلك أحدث دولة تمنع دخولها بسبب مخاوف من انتشار الفيروس، وقال رئيس الوزراء التايلندي برايوت تشان أوتشا، امس:” إن الحكومة لن تسمح لسفينة “فيستردام” بالرسو بسبب مخاوف من انتشار الفيروس، لكنها ستوفر مساعدات إنسانية مثل الوقود والغذاء والمياه إذا لزم الأمر”. وكانت السفينة تعتزم إنزال ضيوف سفينتها في مدينة لايم تشابانغ الساحلية، التي تقع على بعد نحو 120 كيلومترا جنوب شرق بانكوك، يوم الخميس الماضي، وكانت السفينة قد أبحرت في الاول من فبراير الجاري من هونغ كونغ، حيث يوجد حاليا 49 إصابة مؤكدة وقيود حدودية مفروضة، وقد رفض رسو السفينة في دول مثل تايوان واليابان، وعلى متنخا 1455 راكبا و802 من أفراد الطاقم، وامس أكدت السلطات التايلندية اكتشاف إصابة جديدة بالفيروس، ويرتفع بذلك إجمالي عدد المصابين بالفيروس في البلاد إلى 33 شخصا.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة الكورية الجنوبية أنها سوف تبدأ بتطبيق” إجراءات حجر ومراقبة” بحق القادمين من هونغ كونغ وماكاو ابتداء من اليوم. وقال رئيس المركز الكوري لمكافحة الأمراض والوقاية منها لوكالة يونهاب الكورية الجنوبي جوان ايون كيونغ: “جرى اتخاذ القرار في ظل تزايد احتمال تدفق مصابين بالفيروس من هذه المناطق”، فيما طلبت الحكومة التايوانية مواطنيها، امس، بتجنب السفر غير الضروري الى هونغ كونغ وماكاو، مشيرة إلى” أن هونغ كونغ لم تتمكن من تعقب سبب إصابة عدد من الحالات المحلية بالفيروس”. وتأتي هذه التحذيرات عقب الاخلاء الجزئي لمبنى سكني، حيث أصيبت سيدة، تعيش في المبنى الذي كان يعيش فيه شخص تأكد إصابته بالفيروس، ليبلغ بذلك عدد الحالات المصابة المؤكدة في هونغ كونغ 42 حالة. وأثارت هذه القضية مخاوف من إمكانية انتشار الفيروس عبر أنظمة الصرف أو التهوية، وقد أصيب ثلاثة أشخاص آخرين يعيشون في المبنى بأعراض مرض صدري، ويجرى فحصهم أثناء عزلهم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حقبة حسان دياب.. الخواء كاملاً

يوسف بزي/المدن/12 شباط/2020

يدخل لبنان حقبة حسان دياب. لا شيء يعبّر عن الانهيار سوى ذلك.

أن نرى هذا الرجل يتلو بياناً من أوهام، كلمات تخرج من الورقة إلى هباء المعنى.

ما ينص عليه بيان الحكومة بكل بنوده هو "تشبيح"، خطبة مجانية في هواء البث المباشر.

كل "مشروع" وكل "برنامج" وكل "خطة" وكل "سياسة" ذكرها دياب إن لم تكن كاذبة فهي مستحيلة.

حقبة حسان دياب هي نمط جديد من الفساد: بيع الخواء، والترويج للوهم. حقبة الإفلاس بامتياز.

والوهم الأكبر هو تصديق رئيس الحكومة ووزراؤه أنهم هم "الحكومة" والحكم.

فهؤلاء الظلال لا يسعهم سوى أن يكونوا أطيافاً وأن يكون قولهم أصداء شبحية.

بصعود النائب محمد رعد إلى منصة مجلس النواب، متحدثاً عن "صفقة القرن" وعن المقاومة، ثم ظهور جبران باسيل ممارساً كعادته أكروبات القفز والرقص على وقع الثورة ومسرح "العهد"، وما قاله بوضوح بالغ الخطورة: "أي رهان هو خاطئ إذا أتى من الخارج، لهز الاستقرار ولتغيير معادلات الداخل على حساب قوة البلد، وسيتكرر سيناريو تموز 2006 مع مفاعيل داخلية مختلفة هذه المرة".

ومستمرئاً التحريض على اللاجئين، مطالباً بـ"الانتقال إلى اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة"..

بهذين النائبين، وما قالاه سياسة ورأياً اقتصادياً وخططاً مالية، نرى أصل السلطة، جسدها الفعلي، حكومتها الحقيقية رعد وباسيل جعلا دياب باهتاً أكثر من بهوته الأصلي.

كلامهما هو "البيان الوزاري" الفعلي. فحين يحضر الأصل ينخسف الظل.

يمثل هذان النائبان الانقلاب المديد، المبتدئ في 7 أيار 2008.

الغلبة التي أسست نظاماً سياسياً مارقاً، معزولاً ومعاقباً وغارقاً في ثلاثية التفاهة والفساد وفائض القوة. هذه الثلاثية أودت بلبنان إلى أن يكون دولة فاشلة.

مهزلة المجلس النيابي المتناسلة من يوم "القمصان السود" المشهود إلى كل مسلسل التعطيل، إلى مسلسل التمديد، إلى الجلسات غير الدستورية، أستنفدت شرعيته وأسقطته اعتباراً.

وما اضطرار هؤلاء النواب إلى التسلل خلسة أو "فوق أجساد المتظاهرين" (على قول الزميل نادر فوز)، إلا توكيد مشهدي على لاشرعية وجودهم واجتماعهم، لا أخلاقياً ولا سياسياً.

لكن ما يجعل تلك الغلبة متسيدة، ويمنح حزب محمد رعد و"عهد" جبران باسيل صلاحية السلطة، هو استمراء "المهزومين" هزيمتهم، انقيادهم الطوعي للانصياع.

حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل، لم يتركوا فرصة منذ 17 تشرين الأول 2019 ليتصالحوا مع جمهورهم إلا وبددوها.

اعتادوا خذلان مؤيديهم لإرضاء نبيه برّي مثلاً.

ما السر؟ فتات السلطة؟

التواطؤ والشراكة بتاريخ الفساد وتغطيته في "التجارة السياسية"؟

 ليس مهماً الجواب منهم. لا مغزى من مساءلتهم أصلاً. ولا جدوى من تمييزهم كثيراً عن بقية أركان السلطة.

هذا كله ما يجعل ثورة 17 تشرين قدراً لا خياراً.

 

"تهريبة" جلسة الثقة: بيان حكومة الفراغ وتخشّب السلطة

منير الربيع/المدن/12 شباط/2020

أثناء تلاوة الرئيس حسان دياب بيان حكومته الوزاري لنيل ثقة مجلس البواب، استعاد أحد النواب قول رئيس الحكومة الراحل صائب سلام، في أمين الحافظ الذي خلفه رئاسة الحكومة العام 1973: "هذا الرجل طفل في السياسة وقزم في رئاسة الحكومة". وتابع النائب نفسه قائلاً: لو كان صائب سلام ورشيد كرامي على قيد الحياة، لما كان توصيفهما لدياب ليختلف. فمعتلي منبر جلسة الثقة بحكومته خطيباً، ظهر بلا روح، وكلامه خشبي اعتاده اللبنانيون في كل بيان وزاري.

بيان الفراغ

لم تقدّم كلمة دياب ما يمكن التعويل عليه في شيء. فراغ كامل شامل. فيما يحتاج لبنان إلى خارطة طريق جدية أو برنامج للخروج من الأزمة العاصفة. بيان وزاري للفراغ والتوليفات اللغوية القديمة لا يجدّدها سوى التلاعب بها لفظياً. ويختصر هذا التلاعب ما لجأت إليه لجنة صوغ البيان الوزاري في بند السياسة الدفاعية، وملف المقاومة وسلاح حزب الله. وهذه من ثوابت الحكومات المتعاقبة منذ معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، وتغييرها في ما بعد، في حكومة الحريري، إلى "يحق للبنان والشعب اللبناني مقاومة أي اعتداء على أراضيه". يومها خرج الوزراء متباهين بأن اللغة العربية صاحبة معجم واسع وشامل، يمكّن من المناورة "والكذب" كلامياً، لتمرير الموقف. الأسلوب نفسه اعتُمد في بيان حكومة حسان دياب، في صيغة: "لن نألو جهداً ولن نوفر مقاومة للدفاع عن الأراضي اللبنانية وتحرير الأراضي المحتلة، بمواجهة عدو يتربص بالحدود والثروات البرية والبحرية".

لحن الجفاف

على هذه القاعدة يمكن قراءة البنود التي تضمنها البيان الوزاري كله: غياب أي مضمون جدّي، أو حيوية. بل استخدام أساليب لغوية لفظية، تفتقد أي تطور في الأداء، وتقرأ بل تتقيأ ما في كتب الأسلاف. يحمِّل دياب المسؤولية للحكومات التي سلفت، ويصف حكومته بالإنقاذية من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يرزح تحتها لبنان (وكان عليه أن يقول الثقافية ليكتمل اللحن). ويكمل أهزوجته قائلاً: التي يجب مواجهتها بورشة إصلاح تشريعي ومالي وقضائي وإداري. ديماغوجية خشبية إلى آخر خشب الكلام. ثم تحدث عن الانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج، وكأن ذلك يحصل بسحر ساحر أو كبسة زرّ.

صفر الكهرباء المدوي

لا يصلح البيان لغير الشكوى التي يتقدم بها الناس للمسؤولين، لا العكس. في مضمونه لا يتخطى البيان الكلام الذي يقوله أي مواطن لبناني، ينتظر خطة جدية يعلم أن هكذا حكومات لن تقدمها: لا رؤية، وانفصال عن الواقع، وغياب أي جدية في مقاربة الملفات الداهمة، ولا سيما المالية التي تحتاج إجراءات عاجلة وسريعة لإنهاء عملية إذلال اللبنانيين المستمرة منذ أشهر. يتحدث رئيس الحكومة عن حماية الحريات العامة، والتواصل مع المنتفضين، فيما الجيش والقوى الأمنية تحاصرهم وتنكل بهم على الأرصفة، والنواب الذين يمنحون الحكومة الثقة، يتسللون إلى الجلسة، منفصلين عن الواقع والناس وهمومهم واهتماماتهم. ولو كان الكلام يطابق الواقع، لما شارك النواب في الجلسة، ولما حاصرت الحكومة نفسها بجدران من الإسمنت. والأفظع هو الكلام الممجوج عن خطة الكهرباء والطاقة، التي صمّت آذان اللبنانيين من كثرة الكلام عن خطة إصلاحية في حكومات متعاقبة، ولا تزال نتيجتها صفراً مدوياً منذ العام 2010. والصفر إياه يدوي في الخطة الجديدة، بلا أي إجراء إصلاحي حقيقي في هذا الملف الذي يكبد لبنان سنوياً أكثر من مليارين ونصف المليار من الدولارات.

التلاحم الخشبي

البيان الخشبي لا يختلف عن السياسات الخشبية التي تنتهجها القوى على اختلافها. وهذه حال خطاب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، الذي نسف البيان الوزاري، وقلل من أهمية مضمونه، ثم إعلن منح كتلته الثقة للحكومة. وهذا رئيس التيار العوني جبران باسيل يكرر معزوفاته. أما الموقف الأصعب فكان من نصيب الكتل التي رفضت منح الثقة للحكومة، ولم تصوت لرئيسها، فأحضرت نوابها إلى المجلس "للتلاحم الخشبي" الذي فرض عليها المشاركة، وتأمين النصاب، مدّعية المعارضة من داخل المؤسسات.

لا يحسد تيار المستقبل، ولا الحزب التقدمي الإشتراكي، ولا القوات اللبنانية، على مواقفهم أمام جمهورهم. فلو تغيبوا لتعطّل النصاب. ولكن ثمة ما هو أقوى يربطهم بالقوى السياسية التي تقف على طرف نقيض مع توجهاتهم السياسية. لكن موقفهم هذا تترتب عليه تداعيات كثيرة، سياسياً وشعبياً، في المرحلة المقبلة.

بري يستنجد

كان الرئيس بري مصراً على تمرير الجلسة. يريد الحفاظ على صورة للسلطة، للالتفاف على الصورة الحقيقية للانهيار الكامل. استنجد بالحريري وجنبلاط. رفض نواب المستقبل المشاركة في الجلسة، على الرغم من قرار الحريري بضرورة المشاركة فيها. رفضوا النزول، لكن الحريري أصر. اتصل رئيس المجلس بالحريري وجنبلاط، فسارع نواب اللقاء الديمقراطي إلى إنقاذ الجلسة. دخل نواب اللقاء الديمقراطي إلى بهو المجلس، ودخل أحدهم إلى القاعة العامة ليصبح عدد النواب 65، اللازم لتأمين النصاب. وتبعه نائبان آخران، ليصبح العدد 67، فافتتح بري الجلسة، وسط التباس استمر أكثر من نصف ساعة، حول دستورية الجلسة من عدم دستوريتها. فهي عقدت بخلاف الدستور لعدم توفر النصاب القانوني. لكن برّي نفى ذلك، مؤكداً أن افتتاح الجلسة حصل بحضور 67 نائباً. لم يكن هذا الالتباس الوحيد. فلا المواد الدستورية الواجب تلاوتها تُلِيت في افتتاح الجلسة، ولا مواد النظام الداخلي أو مراسيم تشكيل الحكومة، ولا حتى أسماء النواب المتغيبين عن الجلسة. لم تكن الجلسة أقل من تهريبة، كتهريبة تكليف دياب وتشكيل حكومته، التي هرّبت في ليالٍ حالكة على اللبنانيين الذين يصرّون على استمرار انتفاضتهم بعيداً عن حسابات القوى السياسة كلها.

 

مكتسبات صغيرة حققتها الانتفاضة: ظهور المواطن

نبيلة غصين/المدن/12 شباط/2020

قد تحتاج معرفة ما غيّرته ثورة 17 تشرين الأول 2019 في لبنان وفي اللبنانيين، إلى بعض الوقت والصبر والرصد. ذلك أن هذه الثورة المنطلقة من الداخل الاجتماعي اللبناني، التي بدأها جيل من الشبان والشابات في بيروت، سرعان ما تطورت واستجابت لها فئات وشرائح واسعة من اللبنانيين واللبنانيات في مناطق ومدن كثيرة.

كسر الولاءات

والثورة الاجتماعية هذه، قامت على التركيبة السياسية والزعامية للسلطة، قدر ما تنطوي أيضاً على ثورة على مركب ولاءات اللبنانيين وانتماءاتهم التقليدية التي تنزع عنهم المساواة في المواطنة، وتجعلهم جماعات متباينة من الرعايا الموالين لعصبيات وزعامات وغرضيات حزبية، توزّع عليهم فتات المغانم والريوع في دولة أنهكتها وقوضتها سياسات الزعماء والمناصب، وأفرغت خزينتها العامة.  وقد حفزت هذه الثورة شعور المواطن بقدرته على رفع صوته ضد هذه السياسات، وأعادت إليه ثقته بإمكان التغيير. فما كان اللبنانيون يلهجون به في لقاءاتهم ومجالسهم اليومية، نقلوه بقوة إلى العلنية العامة، رافعين أصواتهم ضد كل إنتهاك. وأربكت أصوات الثورة السياسيين والزعماء واحداً واحداً وجميعاً، فأخافت كلاً منهم على منصبه وولاء جمهوره وزبانيته لسيادته، فتواروا عن الأنظار والأسماع عندما فاجأتهم الانتفاضة وقولها في الشوارع والساحات. قرابة أشهر أربعة مرّت على بداية الثورة، كانت كفيلة بإحداث تغيرات اجتماعية وسياسية ومسلكية، ربما لا يراها البعض كبيرة، لكنها قد تنطوي على أمور غير مسبوقة في بلدٍ عانى ما عاناه من تحايل وخداع وفساد الطبقة الحاكمة.

استقلال القضاء

استطاعت الثورة في أيامها الأولى توحيد خطاب الشارع الموالي والمعارض لها على مطلبٍ أساسي: استقلال القضاء. ويختزن هذا المطلب في داخله اتهامات تشي بفساد القضاء، وضرورة محاسبة الفاسدين. وهذا ما أقّر به رئيس الجمهورية ميشال عون، وألمح إليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطبه المتلاحقة. ومؤخراً غرّد النائب في حزب الله حسن فضل الله قائلاً: "القضاء لا يستطيع استدعاء أي من الوزراء والنواب". وقبل الانتفاضة كان مطلب كهذا يبدو بعيد المنال، ولا يُفصح عنه إلا في المجالس الخاصة،  كأنه "وشوشة" تدور في بئرٍ غميق. أما في أيام الثورة فجاء المطلب كالتسونامي الجارف، ليصبح كل موظفٍ ومسؤول متهماً ومهدداً، إلى حين ثبوت براءته.

محكمة الشعب

والهواتف المحمولة الجوالة، والمزودة بكاميراتٍ، منحت المواطن شعوراً بالفعالية الكبيرة، فأصبح هذا السلاح قادراً على بث الرعب في نفوس كل المخالفين والمرتشين والفاسدين. وهذه "السلطة" غير المدونة في نصٍ قانوني، تستمد قوتها من مفهوم "الجرصة" أو "الفضيحة" التي باتت اليوم تثير الخوف من التشهير، أكثر بكثير من ما يسمى في الرطانة الرسمية "القوانين المرعية الإجراء". وهكذا باتت أصوات المنتفضين في الساحات وكلماتهم "محكمة شعبية" مفتوحة. إضافة إلى الفيديوهات المصورة والصور، هناك التغريدات والكتابات والوسوم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث باتت تلعب دور الفضح والوسم، المرفقة غالباً بحملاتٍ يشترك فيها القاصي والداني في لبنان وخارجه. وأصبحت هذه المحاكمات نوعاً من استفتاءٍ للرأي حول مسألة معينة، أو حتى شخص محدد. وأصبح مجرد استعمال بعض الوسوم والمدونات على السوشيال ميديا، كفيل بتحقيق ما عجزت عنه مفاوضات وتظاهرات وتحركات قديمة، لتحصيل حقوق كان الزعماء والرؤساء الفاسدين يرفضون تنفيذها تحت حججٍ واهية. فاليوم يكفي على سبيل المثال استخدام وسم #هيلا_هيلا_هو مع كتابة اسم المسؤول المعني، حتى يتم يتحقق ما عجزت عنه التظاهرات والوقفات الإحتجاجية التي استمرت سنوات.

الشتيمة مقاومة

وإذا كانت بعض الشتائم أرفقت بوسوم أو رموز على مواقع التواصل الإجتماعي، تفادياً للملاحقات القانونية بتهم القدح والذم، فإن الإنتفاضة حررت الكلمات البذيئة من القيود المجتمعية المفروضة. فانكسرت بذلك تابوهات لفظية عدة، وباتت الشتيمة مثلاً فعلاً مقاوماً، له أثره الإيجابي الفوري.

وهذا ما يمكن ملاحظته في سلوكيات الموظفين والمسؤولين الذين باتوا يرتعدون إذا ما ذكرت أسماؤهم على مواقع التواصل الإجتماعي. لذا تراهم يسارعون إلى الاعتذار أو إصلاح الخلل. وباتوا يراجعون أعمالهم وقراراتهم ألف مرة. وانعكس هذا في كلمات الوزراء الجدد الذين حاولوا رفع شعارات الشفافية والصدق.

صوت المرأة الصادح

ومن أهم ما حققته الثورة هو تحريرها حناجر النساء اللبنانيات، اللواتي صدحت غصاتهن المكبوتة صرخات فوق رؤوس المنظومة الذكورية الأبوية التقليدية. فلم ينج أحد من تلك الصرخات، حتى عمائم المشايخ ورجال الدين. ومن التغيرات الصغيرة والجميلة التي أحدثتها الثورة، أنها مكنت نساء حرمتهن الذكورية الأبوية وقوانيها في المحاكم الشرعية، من مشاهدة أطفالهن المنتزعين بقوة تلك القوانين والأعراف من حضانتهن لسنوات. ومن تلك  الانتصارات الصغيرة حادثة هروب طفلٍ من والده للبحث عن والدته بين الثوار. نعم هي انتصارات صغيرة، لكنها خميرة ستكبر وتكون فاعلة، في كسر العنجهية الذكورية ومحاكمها الشرعية.

الإعلام يتغير أيضاً

ولطالما صار "الرايتينغ"، أو تحقيق أعلى نسبة مشاهدة في البث الأعلامي، دافعاً للإعلام في هيكلة برامجه. كان ذلك يأتي في كثير من الأحيان على حساب المضمون ونوعية البرامج. لكن اليوم بات الاهتمام بزيادة نسبة المشاهدة يأتي عن طريق الاهتمام والسعي الدائم لتقديم برامج هادفة متقنة تصب في خانة الخدمة العامة ومكافحة الفساد. وربما انتهت المقولة التي حكمت الإعلام لسنوات: "الجمهور عايز كدة". وحصل التغيير في البرامج وفي أداء الإعلاميين والمراسلين. فبات أسلوب طرح السؤال موضع نقد وتساؤل، ليس من قبل النقاد فقط، بل من قبل المشاهدين جميعاً.

جيل قتل الأب والجد

وقف أحد الشباب في إحدى الحلقات التلفزيونية يدافع عن حقوقه المهدورة وعن الثورة وأهدافها، فقاطعه رجال تجاوزوا الستين من عمره مستخفاً بحديث هذا "الولد" الذي لا يعرف "مصلحته"، ويأخذ البلاد إلى الهاوية بسبب اندفاعه وطيشه. فجاوبه الشاب قائلاً: "إنت قد بيي، إنتوا جيل عملتو حرب. أنا ليه بدي رد عليك".

اختصر هذا الشاب المسألة برمتها: الآباء والأجداد ورّثونا، نحن الجيل الجديد، حرباً وتسيّباً في الدولة المريضة. ونحن الشبان والشابات اليوم نريد نسخ تراث الحروب وتوزّع البلاد جماعات وولاءات.

نثر الثورة اليومي

في بدايتها حررت الانتفاضة الشوارع من سلطة البارك ميتر الفاسدة. وجهود الثوار أعادت فتح مرج بسري للزوار، بعد إجبار المتعهد على سحب آلياته. ولا تزال المعارضة مستمرة لوقف المشروع. وبمثابرة المنتفضين أُلغيت الجمعية العمومية لشركة "ميك 2"، وهي الشركة المشغلة لشركة الاتصالات "تاتش". وحققت الانتفاضة إعادة فتح أبواب حرش بيروت أمام الرواد طيلة أيام الأسبوع، وحتى الخامسة عصراً. وثوار عكارعزلوا محافظ منطقتهم لمدة، بسبب اتهامهم إياه بالفساد. وها ثوار الحدود اللبنانية - السورية يمنعون تهريب البضائع.

إنها انتصارات صغيرة، لكنها انتزعت بالصوت والصورة والإصرار والعزيمة حق المواطنة ودور المواطن.

 

حكومة انهيار.. لا إدارة أزمة

نذير رضا/المدن/12 شباط/2020

النتيجة النهائية التي توصّل اليها ثوار الشارع اليوم، تجزم بأن الحكومة الحائزة على ثقة خجولة اليوم، هي حكومة إدارة الانهيار، وهو انطباع لا يشوبه شك، ذلك ان المؤشرات الاقتصادية التي تدركها، وحُمّلت أرقامها في مداولات مجلس النواب اليوم، تفضي الى هذه الواقعة المؤجلة.

منذ سقوط حكومة الرئيس عمر كرامي في الشارع قبل 28 عاماً، لم تتبوأ في البلاد حكومة محملة بهذا الوزر الاقتصادي والضغط المعيشي، من غير حاضنة عربية ودولية. يغرد الرئيس دياب الذي يتلقى تهاني المسؤولين والاحزاب السياسية، وحيداً في فضاء الأزمات، آملاً أن يستطيع إدارة أزمة، ما انفكت تحاصره، وتمهّد لموجة جديدة من الاحتجاجات ستندلع لأي سبب. والحكومة، لا تحمل عنواناً آخر للعناوين الاقتصادية. ليست حكومة إعادة النازحين ولا النأي بالنفس ولا استخراج النفط، وليست حكومة إدارة النزاع بين المحاور المتصارعة في المنطقة. عنوانها الوحيد هو إدارة الازمة الاقتصادية والمعيشية على ضفتين متوازيتين: شارع اشتعل، ولا يمكن اخماده كلما لاح الجوع في الرقاب، ومعارضة سياسية اتخذت خيارها بالابتعاد عن المشهد عندما بدت مؤشرات الانهيار تلوح في الافق. وينتظر الطرفان، الشارع والمعارضة السياسية، كما المجتمع الدولي، فشل الحكومة العاجزة عن استدراج دعم أجنبي بلا اصلاحات قاسية، تلك (الاصلاحات) المستحيلة بحكم التعقيدات السياسية والتركيبة الطائفية الداخليتين، بينما تقف الخيارات السياسية لأطراف ممثلة في الحكومة حائلاً دون استدراج دعم غربي أو عربي لاعادة احيائها.

واسباب اندلاع الاحتجاجات الداخلية المتوقعة، كثيرة. فصندوق النقد الدولي الذي تحتكم القوى السياسية الى مشورته لدفع سندات الخزينة بالعملة الصعبة (يوروبوندز)، لن ينصح الحكومة بإعادة هيكلة الدين العام أو إعادة جدولته. وعليه، فإن احتياطي مصرف لبنان سيقصّر عن دعم المواد والسلع الاساسية، وبالتالي فإن الاحتجاجات ستندلع مرة أخرى.

وإذا تأخرت، فإن التحضيرات لموازنة العام 2021، التي ستتضمن قرارات أكثر قساوة وقد تطال تقديمات لموظفي القطاع العام، بمعزل عن المقترحات الدولية لتطال نسبة من الرواتب التقاعدية، فإنها ستخرج الموظفين العامين الى الشارع. خيارات الحكومة الاقتصادية ضيقة. فالنفط لا يزال متأخراً، والتجاذب الاقليمي على اوجّه، وخطة الكهرباء لن توفر مليار دولار هذا العام، وحاملو السندات السيادية لا ينتظرون تأجيلاً لمواعيد استحقاقاتهم. وعليه، لا سبيل لإدارة أزمة من غير استعادة أموال منهوبة، وهي مهمة معقدة ومستحيلة خلال الشهرين المقبلين على أقل تقدير، ما ينفي عن الحكومة صفة الانقاذ التي حملتها، وصفة ادارة الازمة المتوقعة من أقطاب يتمثلون بها. هي حكومة الانهيار، أو التمهيد له وادارة الغوص فيه. لا ينكر أحد تلك النتائج. السياسيون، كما المراقبون الدوليون، وأبناء الشعب الذي خرج في الشارع نهاراً، وغرد ليلاً عن الانهيار تحت وسم #مبروك_الانهيار. وإذا اجتازت الحكومة اختبار الثقة في البرلمان اليوم، فإن اجتياز مخاوف الناس ليس مهمة سلسة، وتحتاج الى تطمينات كثيرة في مقابل مدّ بصري يتجدد يومياً في المنصات الافتراضية ادانة لسلوك الحكومة، واستهزاء باكتشافاتها ووعودها، بانتظار وصول الانهيار.

 

منافذ لبنان تتأرجح بين السلطة وأيدي حزب الله

طوني بولس/انديبندت عربية/11 شباط/2020

لطالما أشارت تقارير استخبارية غربية إلى سيطرة "حزب الله" على مطار بيروت واستعماله لنقل أسلحة استراتيجية ومقاتلين عبر طائرات مدنية إيرانية، تحاول تتبّع مسارات جوية غير شائعة الاستخدام في الأجواء العراقية والسورية بهدف التخفي عن رصد حركة الملاحة الجوية قبل الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي.

في هذا السياق، يشير مصدر أمني لبناني عامل في أحد المنافذ الحدودية اللبنانية أن "حزب الله يسعى إلى تحويل مطار بيروت لمركز تهريب إيراني، ليس للسلاح والمقاتلين فحسب، إنما للبضائع التي تخضع للعقوبات الأميركية أيضاً". ويضيف أن "بعض الرحلات التي تحطّ في المطار قد لا تخضع لرقابة السلطات اللبنانية، إذ يتم إفراغ البضائع ونقلها مباشرة إلى مقرات حزب الله وتجاره، من دون المرور بالمعابر الأمنية والجمركية الرسمية". ويشير إلى أن "حجم مداخيل الحزب نتيجة تهريب البضائع من المطار تراوح بين 600 و800 مليون دولار سنوياً"، مشدداً على أن "الإيرانيين يحاولون إيجاد طرق جديدة للتهريب إلى الشرق الأوسط عبر مطار بيروت، متحدّين قدرات الغرب على تعقبهم".

رئاسة المطار

في المقابل يقلل رئيس مطار بيروت فادي سلامة من أهمية الاخبار المتعلقة بعمليات تهريب لصالح حزب الله عبر مطار بيروت، ويؤكد أن "المطار يعتمد المعايير الدولية للسلامة العامة" وأن الأجهزة الأمنية اللبنانية تكافح جميع عمليات التهريب وقد قامت بإنجازات عديدة في هذا السياق، ويضيف "تم شراء أجهزة سكانر متطورة من اجل ضمان سلامة المسافرين وتنفيذاً للمعايير العالمية".

تجنيد موظفين

ويعتبر النائب عن حزب القوات اللبنانية وهبي قاطيشا أن الحزب نجح في السنوات الماضية بإزاحة موظفين كانوا يعملون في مواقع حساسة في مطار بيروت، واستبدالهم بآخرين من مناصريه يعملون لصالحه، بحيث بات كما مرفأ بيروت والمنافذ البرية مستباحة امام عمليات تهريب البضائع والتي تتسبب بخسائر فادحة لخزينة الدولة اللبنانية. ويضيف ان مؤسسات رسمية تتواطأ في تغطية سيطرت حزب الله بهذا الشكل على المطار، الامر الذي قد يستجلب عقوبات غربية وتوقف بعض الشركات الكبرى عن التعامل مع مؤسسات المطار نظراً لتصنيف الحزب تنظيماً ارهابياً في معظم الدول العربية والغربية.

فيتو على مطار القليعات

وحول إمكانية تفعيل مطار القليعات شمال لبنان أشار النائب وهبي قاطيشا الى ان الامر يستدعي تنسيقاً تقنياً مع النظام السوري كون جزء من حركة الطياران تمر بالأجواء السورية كونه قريب من الحدود السورية وهو امر متعذر في هذه المرحلة، مؤكداً على فائدته الاقتصادية والسياحية للبلاد، حيث يسهم في تحقيق الإنماء المتوازن بين المناطق ويؤمن أكثر من 20 ألف وظيفة لأبناء محافظة الشمال. في المقابل يقول مصدر نيابي مستقل ان "حزب الله يمانع بشدة إنشاء مطار بديل في لبنان، بخاصة في منطقة تُعتبر استراتيجياً خارج إطار سيطرته المباشرة، بحيث ان إعادة تشغيل مطار القليعات يكشف حركته التجارية والعسكرية عبر مطار بيروت، إذ إنّ كل الشركات العالمية ستنتقل إلى المطار الجديد". ويلفت إلى أنه بإعادة تفعيل مطار القليعات، سيصبح مطار بيروت معزولاً، ما يؤثر سلباً في عائدات رجال الأعمال الذين يعملون كواجهة تجارية للحزب في المطار والذين يدفعون الخوات والمساعدات بشكل هبات وتبرعات لمؤسساته وبعضها تحت مسمّى جمعيات خيرية واجتماعية، مشدداً على أنه بعد تصنيفه منظمة إرهابية من قبل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، إضافةً إلى العقوبات المفروضة على إيران، لجأ الحزب إلى تمويل نشاطاته من خلال مصادر تمويل مختلفة، ولا سيما عمليات التجارة والتهريب بأنواعها.

مستودعات "الكبتاغون"

يرى المصدر أن "حزب الله" جعل من منطقة القصير السورية منطلقاً استراتيجياً للعمليات التجارية الإقليمية، مستفيداً من موقعها عند الحدود اللبنانية واعتبارها امتداداً طبيعياً لسيطرته على البقاع الشمالي وكونها تقع على طريق مطار دمشق الدولي والطريق المؤدي إلى مرفأ طرطوس، حيث تُخزّن البضائع في مستودعات يؤمّن الحزب حمايتها ويوزّعها لاحقاً على التجار في لبنان وسوريا والعراق. ويشير إلى أن عدداً كبيراً من مصانع "الكبتاغون" التي كانت منتشرة في البقاع تم نقلها إلى القصير السورية، فاتخذتها العصابات المحمية من الحزب ملاذاً آمناً لها، مؤكداً أن طريق تهريب "الكبتاغون" تمر من هذه المنطقة، إذ تسلك طريق بادية الشام، وصولاً إلى معبر نصيب المحاذي للأردن أو عبر معبر التنف الحدودي.

تدريب الحوثيين.. وأمن الحزب

في السياق ذاته، يؤكد مصدر أمني اللبناني مرتبط بحركة العبور على الحدود اللبنانية السورية أنّ "حزب الله" نظّم دورات تدريبية لميليشيات الحوثي في معسكر بالقرب من مدينة بعلبك في البقاع وفي معسكر آخر في القصير، ضمن الأراضي السورية التي يشغلها الحزب منذ عام 2013 وبنى قيادة مركزية للعمليات في سوريا والعراق واليمن، مضيفاَ "أحيانا تعبر الحدود مواكب لحزب الله تنقل شخصيات وربما مقاتلين او عتاد عسكري ولا يمكننا تفتيشها او التعرف الى هويات من في داخلها كون هناك قرار سياسي يعطي الحزب هامش الحركة الأمنية لمبررات تتعلق بأمن المقاومة".

ويقول إن "الدورات التي ينظمها الحزب تستهدف مجموعات يتألف كل منها من 40 عنصراً يتلقون التدريب من خبراء في المدفعية والصواريخ"، موضحاً أنه قبل التدريبات الميدانية، تخضع المجموعات لتدريبات نظرية لمدة أسبوعين في أحد الأندية الحسينية في الضاحية الجنوبية قبل أن تتحوّل إلى المعسكرات لمدة شهر على الأقل. وبلغ عدد العناصر الذين درّبهم "حزب الله" في لبنان 4000 مقاتل. ويلفت إلى أن عشرات الخبراء التابعين للحزب يواكبون العمليات العسكرية لميليشيات الحوثي في اليمن ويقمن بمحاكاة التدريبات الميدانية والنظرية بمجريات المعارك والطبيعة الجغرافية للجبهات اليمنية، مؤكداً أن الصواريخ الباليستية التي يوجّهها الحوثيون إلى السعودية تُطلق بإشراف دقيق من جانب خبراء "حزب الله" الذين خضعوا لدورات مكثفة في إيران. في سياق آخر، يكشف مصدر دبلوماسي غربي عن أن سفارته في بيروت تلقت تقارير عن زيارة سرية قام بها رئيس الحكومة العراقية المكلف محمد توفيق علاوي إلى بيروت قبل أسبوع من تكليفه، إذ التقى الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله، مشيراً إلى أن نصر الله فتح قنوات تواصل بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والإيرانيين بهدف التوافق على ترؤس علاوي الحكومة العراقية. ويقول المصدر إن علاقة الصدر بنصر الله، وطيدة وقديمة وقد التقاه مرات عدّة في السنتين الماضيتين، لافتاً إلى أن علاقة الصدر بالإيرانيين تراجعت بسبب الخلافات التي كانت بينه وبين قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. وقد حاول نصر الله ترتيب الأمور بين الرجلين، إلاّ أن الصدر سعى إلى أن تكون الوكالة الإيرانية في العراق حصرية له، كما هو الوضع بين إيران ونصر الله، في حين أن سليماني كان يصر على أن تكون علاقته بإيران عبره ومع الحفاظ على علاقات موازية والحفاظ على أدوار زعماء ميليشيات ضمن الحشد الشعبي. وبعد مقتل سليماني، يقول المصدر، عادت قنوات الاتصال بين إيران والصدر بشكل أوسع من خلال نصر الله، الذي يقوم بمسعى لترتيب البيت الشيعي في العراق بعد تشكيل حكومة علاوي التي تواجهها الانتفاضة الشعبية.

 

لا ثقة لا ثقة لا ثقة لا ثقة

علي حماده/النهار/11 شباط/2020

هناك رأيان بالنسبة الى موضع حضور جلسة الثقة التي دعي اليها النواب اليوم. الرأي الأول يقول بأن الحضور واعلاء الصوت في الداخل ضد البيان الوزاري، وضد الحكومة، يصعّب من الناحية العملية حصول الحكومة على النسبة المطلوبة ( النصف زائد واحد) ويعريها في الداخل لجهة تعداد الأصوات التي تحجب الثقة مما يضعف مشروعيتها داخل جدران مجلس النواب. وثمة رأي آخر يقول بمقاطعة جلسة الثقة بالاصل، والخروج بموقف يحجب عنها هذه المشروعية بالكامل، وخصوصا انها من الناحية العملية تعتبر حكومة دمى بيد الطرف المهيمن على البلاد بقوة السلاح غير الشرعي.

نحن من الذين يؤيدون المقاطعة، وعدم التحجج بلعبة الأرقام كون الحكومة ستنال الأصوات اللازمة لنيل الثقة القانونية. كما ان الأصوات التي ستصدح من داخل جدران الجلسة معارضة الحكومة ليست بقوة المقاطعة والخروج بمواقف متجانسة خارج جدران مجلس النواب. نحن نقول اتركوا لهم مجلس النواب الذي يفتقر منذ “ثورة ١٧ تشرين ” الى مشروعية وطنية. فمجلس النواب الحالي فقد ثقة الناس، فكيف يكون قادرا على منح الثقة لحكومة هزيلة، تتشكل من مجموعة من المطايا التي يستخدمها طرف واحد لحكم البلاد عبرها ؟ كيف يكون لهذا المجلس القوة السياسية والمعنوية لمنح الثقة لحكومة كهذه ؟

الى الكتل النيابية المعارضة نقول، اتركوا لهم القاعة، واتركوا لهم الخطب والاستعراضات العقيمة، واتركوا لهم عورة سلطة الامر الواقع، واخرجوا الى الشارع مع الناس. انضموا الى الثورة، وانزعوا عنكم ثوب التردد، تحرروا من الحسابات التقليدية، ولا تقولوا ان المقاطعة هي التعطيل. ان التعطيل هو قيام حكومة كهذه وهو الضرب بعرض الحائط بمشاعر الناس، والاتيان بهذه الدمى الحكومية لتستمر في تأمين غطاء للحالة الشاذة، وللعهد المتواطئ على الوطن، وضد الوطن من اجل مكاسب صغيرة.

ان كنتم تعارضون حقا الواقع السيئ، في السياسة أولا، والاقتصاد ثانيا قاطعوا ولا تواصلوا تأمين جزء من التغطية السياسية والمعنوية للوصاية الاحتلالية الجديدة. اتركوا لهم الساحة، وليبقوا وحدهم فيها، وانخرطوا في الثورة الشعبية لقلب الطاولة. فما لم تقلب الطاولة على هذه الحالة فلن يدخل لبنان في مسار حلول جدية. ما لم يحقق لبنان استقلاله الحقيقي لن يحلم باستعادة الحد الأدنى من عافيته الاقتصادية. وما لم يقف اللبنانيون صفا واحدا ليقولوا كفى للنهب، وكفى لارتهان البلاد لارادات خارجية مدمرة فلن يكون لبنان الذي يريده أبناؤه للمستقبل.

ان الازمة التي نعيشها اليوم أساسها قيام الطبقة السياسية والاقتصادية المتحالفة والمتنفذة على مدى سنوات بنهب لبنان، بالتزامن مع وقوع لبنان أولا تحت وصاية احتلالية أولى سقطت سنة ٢٠٠٥، وثانيا تحت وصاية احتلالية حلت مكانها بعد غزوات بيروت والجبل في أيار ٢٠٠٨، الى ان أكملت دائرة الاحتلال عبر التسوية الرئاسية المشؤومة سنة ٢٠١٦. يجب ان نعري الوصاية الاحتلالية القائمة. و اليوم اذا أصرت الكتل المعارضة على الحضور، فإنها ستحجب في مكان ما جزءا من صوت الشعب الذي سيملأ الساحات والطرق وجزءا من قوة الاقدام التي ستسمع اصواتها على اسوار مجلس النواب. ومع ذلك المهم ان تستمر مسيرة الثورة، وان تكون المعارضة النيابية صادقة مع الشعب، وان ينهي بعضها المحاباة المستترة للوصاية الاحتلالية ! في النتيجة نقول: لاثقة بالحكومة، وبالامر الواقع معا.

 

مار مارون: لا ثقة!

 راجح الخوري/النهار/11 شباط/2020

وسط الدشم والعوائق، حرص مارمارون في عيده، على ان يقف مع المواطنين الذين يعلنون الثورة على دولة الفساد، وان يرفع معهم لافتة تقول “لا ثقة”، ليس للحكومة فحسب، بل لمنظومة الدولة الغارقة في الفساد، والتي أوصلت لبنان الى الإنهيار! كان المشهد غريباً، لكأننا أمام عملية إنزال عسكرية، وليس امام كنيسة الجميزة في عيد شفيع لبنان، وكان مشهد السجاد الأحمر وسط العوائق والدشم مثيراً، والأكثر إثارة ما تردد عن توزيع صور الصحافي الأرمني الفرنسي ليو نيكوليان، على رجال الأمن ليترصدوه، بعدما كان تصدى للرئيس إيمانويل ماكرون صارخاً به : “لماذا تدعم الفاسدين في لبنان”، طبعاً خوفاً من ان يقفز فجأة من بين الجمهور ليفاجىء الداخلين الى الكنيسة. كل هذه المظاهر ذكّرت البعض بباريس يوم كانت تحت الإحتلال النازي، جدران إسمنتية ترافقها تهديدات قوية، فماهي ضرورات السجاد الأحمر ومار مارون كان في محبسة، ولهذا من الضروري تكرار السؤال : ما هي المسافة التي تفصل بين الدولة العمياء والشعب الميتّم والمذبوح، الذي لا يجد أمامه سوى الإنفجار الكامل، في ثورة تقلب صفحة الخراب الذي تراكم منذ أعوام والذي يستفحل يوماً بعد يوم؟ لكن مار مارون كان ينتظرهم في الداخل، ووقف محدقاً في وجوههم جميعاً، وخاطبهم كما يستحقون جميعاً، بلسان سيدنا المطران بولس عبد الساتر، وعبر كلماته وحبره وأقلامه الرائعة جداً، وحزمه الذي بدا انهم ضاقوا به، خصوصاً بعدما صفق له الحاضرون، على قلّتهم بسبب الجدران وما أدراك ما الجدران، وهكذا إستمعنا الى صوت مار مارون على لسان المطران عبد الساتر الشجاع، وبكثير من الإحترام، سمعنا صوت الشعب في صوت عبد الساتر، ولأن صوت الشعب من صوت الله كانت السماء هناك، وعندما وضع عبد الساتر عينيه في عيون الرؤساء والمسؤولين وراءهم إرتفع صوت مار مارون ايضاً، وطلّ معه صدى صوت المطران الياس عودة وصوت الشيخ ياسر عودة أيضاً:

أيها المسؤولون ماذا تنتظرون؟ وما قيمة الإنسان إذا كانت حياته عقيمة ولا يترك له سوى ذكرٍ سيئ من الإنسانية والتسلط والمكابرة على الله والعباد، أقول لكم أيها المسؤولون إن السلطة خدمة، فلقد تعبنا من المماحكات العقيمة والإتهامات المبتذلة، مللنا القلق على مستقبل أولادنا والكذب والرياء، نريد مبادرات تبثّ الأمل وأفعالاً تبني، نريدكم قادة مسؤولين، بما يعني أنكم بعيدون عن هذه المسؤولية؟

وبدت العظة كصوت حبيس غاضب: “ألا يحرّك ضمائركم نحيب أم على ولدها الذي إنتحر امام ناظريها لعجزه عن تأمين الإساسي لعائلته، إوليست هذه الميتة القاسية كافية لتخرجوا الفاسد منكم وتحاسبوه وتستردوا ما نهبه من الشعب”؟. كانت الأيقونات تصفّق وبدا مار مارون مسروراً، وكان في وسع بعض الحضور إبتلاع ريقهم ومرارتهم طويلاً، قبل ان يأتيهم التذكير، بأن من أنتخبوكم يستحقون ان تصلحوا الخلل وان تعملوا ليل نهار مع الثوار الحقيقيين أصحاب الإرادة الطيبة [نعم الثوار] على إيجاد حلٍ لحياة كريمة وإلا فالإستقالة أشرف! كان مار مارون يلقِّن عبد الساتر: أيها الرؤساء الثلاثة لا نزال نصدق أنكم مسؤولون ولن تخذلونا، وإلاّ فالويل لنا جميعاً، ولأن الشعب حبيس الفساد والنهب والفقر والأهمال، سينفجر بكم لأن ليس في وسعكم حبسه كالماء. كان التصفيق حاداً من الأيقونات الى المباخر الى الأكفّ في الداخل وعلى إمتداد كل شبر من لبنان.

 

الثائر الأكبر عرّى السياسيين… هل تُستثمر عظته في الثورة؟

سابين عويس/النهار/11 شباط/2020

مَن يعرف الرأس الجديد على كرسي مطرانية بيروت للموارنة، المطران بولس عبد الساتر، يدرك جيدا انه يخرج عن السياق السياسي والروحي المنتهج منذ اعوام في هذا الموقع المهم جداً للطائفة المارونية، لما يمثله من رمزية وموقع قادر على إحداث فرق في المشهد السياسي والديني، خصوصا في ظل حال الاحباط التي يعيشها جزء غير قليل من الموارنة خصوصا والمسيحيين عموما نتيجة تراجع موقع هذه الطائفة في الدولة وفي الحياة السياسية، خلافاً للمنطق الذي يسعى جزء آخر من هؤلاء يمثلهم “التيار الوطني الحر” الى إرسائه على قاعدة “الرئيس القوي”، واستعادة “حقوق المسيحيين”.

اهمية العظة التي القاها المطران عبد الساتر في عيد شفيع الطائفة مار مارون، لا تقف عند حدود الرسائل الموجهة الى زعماء الطائفة، وانما ايضا تلك التي وجهها بالقوة والجرأة عينهما الى زعماء الطوائف الاخرى، حيث عرَّى السلطة السياسية وكشف عيوبها وتقصيرها في ادارة شؤون البلاد والناس، ومعالجة الازمات المستجدة، ومكافحة الفساد والهدر، وإلا فالاستقالة. ولعلها المرة الاولى يرفع مرجع ديني الصوت عاليا الى هذا السقف وجهاً لوجه مع المسؤولين، وليس بالواسطة او عبر البيانات والمواقف، بقطع النظر عن ان النتائج هي ذاتها.

الثابت ان ما بعد عظة عبد الساتر ليس كما قبلها، ولا سيما في اوساط المنتفضين الذين تعامل معهم المطران الثائر على انهم ثوار حقيقيون، مميزا بينهم وبين المندسين او الراكبين موجة الثورة.

وقد ذكّرت عظة عبد الساتر بالمواقف الوطنية والجريئة للبطريرك الماروني التاريخي مار نصرالله بطرس صفير الذي كان القائد الروحي لانتفاضة الاستقلال وللحركة الاستقلالية التي اثمرتها. وبالفعل، تلقَّف الشارع بكثير من الارتياح والزخم العظة، وبلغ بجمهور المؤمنين داخل الكنيسة حد التصفيق، مضفياً الارباك على السياسيين الحاضرين، وعاكساً حال الانفصام او الإنكار لدى البعض منهم ممن عمد الى المشاركة في التصفيق، وكأن الكلام لا يعنيه او يمسه. قد لا تغير صرخة عبد الساتر في الواقع السياسي المقبل على جلسات نيابية لمنح الحكومة الجديدة الثقة، كما انه لن يغير في عدد النواب الذين سيمنحون هذه الثقة لحكومة يرفضها الشارع، لكنها حتما ستمنح الشارع جرعة كبيرة من الزخم للخروج من حال الاحباط التي ضربته بفعل الممارسات القمعية للسلطة، وهي ستأخذ أشكالا اكبر اليوم في ظل الاجراءات الأمنية المتشددة المتخذة في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، الذي خصص للمفارقة المؤسفة للتعامل مع ما سمّاه رئيس الحكومة الاجراءات التخريبية، وليس لحماية المتظاهرين. ولا تستبعد اوساط منظمي التحرك في محيط البرلمان ان تشكل عظة عبد الساتر حافزا اكبر للنزول ورفع الصوت، بعدما سبقت جرأته في صرخته، جرأة الثوار وصرختهم!

 

دروس سودانية للبنان!

نديم قطيش/الشرق الأوسط/11 شباط/2020

لا سابقة في اللقاء بين رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

فالعلاقات السودانية الإسرائيلية شهدت صعوداً وهبوطاً كثيراً منذ ما قبل استقلال السودان عن الوصايتين المصرية الناصرية والإنجليزية عام 1956. ولعب الإسرائيليون دوراً مع الإنجليز عبر سفارتهم في لندن، للترويج لاستقلال السودان، بعد وساطة طلبها آنذاك زعيم حزب «الأمة» الصدِّيق المهدي.

فضَّل المهدي السيادة عن طريق إسرائيل، على التضحية بها عن طريق الاندراج في النهج الناصري الوحدوي العابر للحدود، مع صعود العقيدة الناصرية.

ومن المفارقات أن السودان سيتحول بعد سنوات قليلة إلى الساحة التي تحتضن جمال عبد الناصر، بعد هزيمة حرب يونيو (حزيران) 1967، وفي عاصمته الخرطوم ستعقد القمة العربية الأشهر، التي عرفت بقمة اللاءات الثلاث: «لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض».

وفي عام 1984، تعاون الرئيس السوداني آنذاك جعفر النميري مع وزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون، في ملف تسهيل سفر اليهود الإثيوبيين (الفلاشا) إلى إسرائيل، عبر مطار الخرطوم، لقاء دعم إسرائيل للسودان في مواجهة تشاد والتمرد في دارفور.

منذ مطلع التسعينات، تحول السودان إلى واحد من مقرات الميليشيات الجهادية السنية والشيعية، بعد انسحاب السوفيات من أفغانستان، وبرعاية فكرية وميدانية من الداعية الإسلامي والسياسي السوداني حسن الترابي، الذي أسس في ذلك الحين «المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي» ليكون بديلاً عن منظمة «التعاون الإسلامي». حاول الترابي عبر هذا المؤتمر، ونجح نسبياً، في مد الجسور بين الحركات الجهادية السنية والشيعية. وبالفعل شكل هذا الفصل الأخير من تاريخ السودان مدخلاً استراتيجياً لإيران، إلى واحدة من أهم الدول العربية والإسلامية على مستوى الجغرافيا والإمكانات والسياسة والأمن! وبسبب من ذلك بات هدفاً للهجمات الإسرائيلية على مقرات وقوافل أسلحة وشخصيات، كما بات هدفاً للعقوبات الدولية القاسية، في أثر تحوله منصة انطلاق لأعتى أنواع العمليات الإرهابية، ومن كونه نقطة التقاء نادر بين تنظيم «القاعدة» و«الحرس الثوري» الإيراني (ممثلاً بعماد مغنية!).

كما ليس خافياً أن إسرائيل لعبت قبل ذلك دوراً حاسماً في دعم التمرد الجنوبي السوداني ضد حكومة الخرطوم، منذ السبعينات وحتى انفصال الجنوب عام 2012.

سبق كل هذا التاريخ المعقد اللقاء بين الفريق أول البرهان ونتنياهو في عنتيبي، بأوغندا؛ لكن ميزة اللقاء هذه المرة أنه الأكثر وضوحاً في تقديم «المصلحة السودانية العليا»، بحسب تصريح البرهان، على ما عداها. وما لم يقله البرهان قاله نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وأحد قادة حزب «الأمة»، قبل وبعد الانشقاق، مبارك الفاضل المهدي، لـ«الشرق الأوسط». بعبارات بسيطة، يقول المهدي إن «إسرائيل ستمنح السودان شهادة براءة من الإرهاب»، وهي التهمة التي أسبغت عليه بسبب سياسات إيران ورعايتها للتقاطع القاتل بين «القاعدة» و«الإخوان» و«حزب الله»! ويقر المهدي بأن «إسرائيل دولة مهمة في إصدار هذه الشهادة. اشتغلنا ضدها مع إيران، وقمنا بعمل محسوس ضد الأمن الإسرائيلي بتهريب الأسلحة والتدريب، وبالتعاون مع إيران وسوريا وغيرهما، بصورة كبيرة جداً».

يفوق لبنان السودان بالأثمان التي دفعها جراء السياسات الإيرانية. فهل ثمة دروس سودانية للبنانيين؟

لا ينطوي السؤال على دعوة مبطنة لتطبيع متعجل مع إسرائيل. فبين أَسْوَد الحرب وأَبْيَض السلم طيف من درجات اللون الرمادي التي تتيح تنظيم المصالح اللبنانية ورعايتها وفق حسابات عاقلة، ووفق آليات موجودة ومتوافق عليها، كاتفاق الهدنة 1948، والقرارات الأممية 1559، و1701، و1680، والتي لا يحتاج اختراعها لسجالات وفحوص دم وطنية لا تنتهي. ليس خافياً أن لبنان يدخل منطقة العقوبات التي يحاول السودان الخروج منها. فالبلاد محاصرة بسبب من إلحاقها شبه الكامل بالمحور الإيراني، ومن موقع العداء القاسي لكل المنظومة العربية، حتى ولو تم التحايل على هذه الصورة بوزير خارجية محترم يراد له أن يبيض صورة لبنان وسمعته، من دون تغيير يذكر في القرار السياسي والاستراتيجي. الجزء الأكبر من الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية الخانقة، والتي لا تزال في بداياتها، له صلة بالتموضع السياسي للبنان، الذي لو لم يكن على ما هو عليه لأمكن الركون إلى دعم عربي ودولي يعين لبنان على تنظيم أريح للتعايش مع أزمته، وتدبير سبل الخروج منها ضمن برنامج زمني معقول، بدل حال اليأس التي تضرب عموم اللبنانيين. فحتى النقاش الخبيث في تغيير النموذج الاقتصادي اللبناني، بغية التعمية على المشكلة الحقيقية، والتشديد على ضرورة نقله من حقل الخدمات إلى حقل الإنتاج الزراعي والصناعي، لا يأخذ بعين الاعتبار أن السوق الطبيعية للمنتج اللبناني أو للمستثمر العربي، هي الخليج، أي المنطقة التي بالغ لبنان في استعدائها والتطاول على أمنها.

لا يحتاج لبنان للقاء مع مسؤول إسرائيلي واحد. يحتاج أن يبدأ في ترسيم حدوده البحرية، وحل المشكل حول المنطقة الاقتصادية المتنازع عليها، نتيجة خطأ لبناني وليس نتيجة عدوان إسرائيلي، والاندراج في شروط عضوية نادي نفط وغاز شرق المتوسط، الذي يضم مصر واليونان وقبرص وإسرائيل، وبشكل أوسع إيطاليا وروسيا وفرنسا، والاستفادة من إمكاناته الكامنة التي تقدر نظرياً بنحو 25 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، إنقاذاً لمستقبل لبنان واللبنانيين. لبنان عضو مؤسس في الأمم المتحدة، ولم يعطل عضويته بسبب إسرائيل، وعضو في عشرات الهيئات حول العالم، ولم ينسحب منها بسبب عضوية إسرائيل. النفط والغاز لا يختلفان كثيراً. من لا يريد ذلك، موقفه ينبع من مصالح إيرانية وليست لبنانية، وما يتفاداه هو الالتزام بشروط تعطل دور لبنان كساحة يمكن لإيران استخدامها ساعة تحتاج. السؤال في لبنان كما في السودان كما في كل المنطقة: أيهما أولاً: المصلحة الوطنية العليا، أم مصلحة الآيديولوجيا الإيرانية؟

 

سحْب "بساط" الثقة من حكومة "الخديعة الكبرى"!

علي الأمين/نداء الوطن/11 شباط 2020

تتجاوز جلسة الثقة بحكومة الرئيس حسان دياب المقررة اليوم نفسها، في ظل انعدام الثقة، الأخلاقية قبل السياسية، أصلاً بمكونات السلطة التي انبثقت منها، وبالتالي "سحب البساط من تحتها" وفقدان الأمل بقدرتها على لجم الانهيارات الوشيكة على صعيد المال والاقتصاد السياسة.

وتقترف السلطة هذه المرة، إضافة إلى خطاياها الوطنية، نقيصة لاأخلاقية "فاقعة"، عبر محاولة التنصل "الفظة" من هذه الحكومة التي شكلها فريق الأكثرية الممانع والمقاوم، والتي تبدو أنها الشغل الشاغل لأطرافه أو معظمها من الحكومة التي لم تنل الثقة بعد، ولم تباشر تنفيذ ما كلفت به من أقطاب السلطة أو الأكثرية النيابية التي سمت وزراءها ورئيسها.

رئيس "المردة" سليمان فرنجية الذي نال وزيرين يعتد بهما امام انصاره في ساحة زغرتا، باعتباره انتزعهما من خصمه اللدود والحليف في آن في محور المقاومة الوزير السابق جبران باسيل، ها هو اليوم يحاول ان يسحب احدى قدميه من ملعب الحكومة، بقوله إن نواب كتلة ابنه طوني سيمنحون ثقة سياسية لحكومة دياب. كذلك "حزب الله" ومن خلال بيان كتلته النيابية "الوفاء للمقاومة" يريد التملص من مسؤولياته، عبر الخداع والالتفاف عندما قالت في بيانها الأخير: "تدرك الكتلة أن طريقة تشكل الحكومة الراهنة تفسر عدم وجود برامج إنقاذية جاهزة ومعدة لمعالجة الأزمات المالية والنقدية والاقتصادية، فضلاً عن الأزمات الاجتماعية الأخرى"، وهو يتنافى مع كل التهديدات التي أطلقها مسؤولو "الحزب" ومنهم نائب أمينه العام نعيم قاسم، الذي وصف المعترضين على حكومة دياب بالمعتدين على الاملاك العامة والخاصة، معلناً رضاه عن الحكومة التي قال إنها يجب أن تعطى فرصة.

بين موقف كتلة "الوفاء للمقاومة" وفرنجية، ما يوحي ان التأييد للحكومة من اصحابها فيه، من "الخديعة الكبرى"، ذلك ان رئيس "كتلة المستقبل" النيابية سعد الحريري، كان اشترط لرئاسة الحكومة ان يؤلف حكومة منسجمة من التكنوقراط وتحدّد لها مهلة بين ستة وثمانية اشهر، لكن شرطه هذا تم رفضه، وعلى رغم أن الحريري شريك في الأزمة الحالية، ومرفوض من قبل الانتفاضة كرئيس للحكومة، إلا أن ما يقوله "حزب الله" وفرنجية اليوم، يصب في ما اشترطه الحريري عن الانسجام، هذا اذا صدق ما يقولانه بشأن الحكومة الحالية. أما إذا لم يصدق توصيفهما وهذا على الأرجح، فإن الثابت أن فريق السلطة ليس لديه أي رؤية للحل، ولا طريقة واضحة للسير في لجم الانهيار المتدحرج ككرة الثلج، وهو يكشف الى حدّ بعيد ما ذهب اليه المنتفضون في الشارع، من أن مسببي الأزمة والانهيار لن يكونوا خشبة خلاص للشعب والمؤسسات.

ليس هذا بل أكثر من ذلك فحين يعقد لقاء حزبي شيعي لبحث مسألة استحقاق دفع الدين اليوروبوند بعد شهر، فذلك مؤشر الى ان الحكومة ليست في وضعية تعرف ماذا تفعل، فالرئيس نبيه بري جمع الى وزير المال الحالي وزير المال السابق علي حسن خليل ونواباً ومسؤولين في "حزب الله"، من اجل الاتفاق على كيفية التعاطي مع الاستحقاق بعد شهر، وخلص المجتمعون، على ما تسرب من النائب ياسين جابر ومن بعض الصحف، الى أن الاتفاق أقرّ بعدم الدفع. وفي معزل عن صوابية الموقف هذا أو عدمه، إلا أن الثابت أن أطراف الاكثرية مستمرون في حساباتهم الحزبية والضيقة على حساب المصلحة العامة، فالثنائية الشيعية على ما يبدو، ليست في وارد الانتقال الى مرحلة جديدة، بل باتت عاجزة عن ان تقدم شيئاً إلا في اطار تعزيز نفوذها والعلاقات البينية، وسوى ذلك من اعادة تقديم نموذج جديد لادارة السلطة، فهو لا يبدو في حساباتها.

الحكومة الحالية تعكس واقعاً مؤلماً وموضوعياً، فهي تعبير عن أن الأكثرية النيابية المقاومة، عاجزة عن المقاومة، بل تبدو في وضعية العجز والانكفاء، فالاسئلة المطروحة على الحكومة اليوم، هي وحدة الرؤية وأن تعرف ماذا تريد وأن تخاطب الناس بمسؤولية، وهذه كلها مفتقدة وفاقد الشيء لا يعطيه، لذا في مشهد اليوم الثلثاء ما يجعل من الحقيقة فعلاً حاضراً، شعب لبناني يصر على عدم منح الثقة لحكومة العجز والكوارث، وسلطة تتمسك بحسان دياب الذي تعده كي يكون مشجباً للفشل الذي يتناسل من هذه السلطة التي تمخضت فولدت حكومة حسان دياب. "كما تكونون يولّى عليكم"!

 

الاشتراكيّ”، “القوّات”، “المستقبل” تؤمّن النصاب: شكرًا

عقل العويط/النهار/11 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83086/83086/

سيذكر التاريخ أنّ القوى السياسيّة التي تؤمّن نصاب جلسة مجلس النوّاب اليوم الثلثاء 11 شباط 2020 هي “حزب القوّات اللبنانيّة”، “الحزب التقدّميّ الاشتراكي”، وتيّار “المستقبل”.

كلّ “الأسباب الموجبة” للنزول إلى الجلسة، كلّ التبريرات والذرائع، متوافرة، ولا لزوم لتكرارها.

ومنها، أنّ القوى المذكورة ستشارك في الجلسة، وتؤمّن النصاب، لأنّ دورها يكمن في المراقبة والتشريع.

لكنّها ستحجب الثقة. بعد شو؟ بعد أنْ تؤمّن النصاب!

هذه “الأسباب الموجبة”، هذه التبريرات والذرائع مرفوضة. وهي، وإنْ أقنعت أصحابها – وهذا موضع شكٍّ عظيم – لن تقنع عاقلًا حرًّا منتفضًا ثائرًا على الطبقة السياسيّة الحاكمة.

رِجلٌ في البور، رِجلٌ في الفلاحة”، هذه سياسةٌ مريضةٌ، إذا كان مقبولةً في الظروف الوطنيّة العاديّة، فإنّها ليست مقبولةً البتّة في ظروفٍ كالظروف التي تمرّ بها الجمهوريّة اللبنانيّة. الآن. اليوم تحديدًا.

هذا عيبٌ. بل أكثر. بل أكثر. بل أكثر.

في الامتحان يُكرَم المرء أو يُهان.

لا أعتقد أنّ امتحانًا وطنيًّا كهذا الامتحان، يمرّ من خرم إبرته الكثيرون من اهل الطبقة السياسيّة.

قلائل هم الذين يمكنهم أنْ يعبروا الخرم، ويرفعوا رؤوسهم عاليًا، بعد خروجهم إلى الشمس.

هؤلاء المشاركون في جلسة تأمين النصاب اليوم، المذكورون أعلاه، هم أحرارٌ في أنْ يتّخذوا الموقف السياسيّ الذي يرونه مناسبًا، لمواجهة استحقاق الثقة.

يصطفلوا.

كلٌّ يحسب حسابًا لِما بعد. لِما بعد هذه الجلسة. ولِما بعد هذه الحكومة من استحقاقاتٍ وصفقات. وهلمّ.

لكنّ الأحرار الحقيقيّين لا يمكنهم أنْ يضعوا في مثل هذا اليوم رِجلًا في البور، ورِجلًا في الفلاحة.

التاريخ يحسب حسابًا للكلّ. وسيحاسب الكلّ.

سيتأمّن نصاب جلسة الثقة بنوّابٍ من “الحزب التقدّميّ الاشتراكيّ”، و”حزب القوّات اللبنانيّة”، تيار “المستقبل”.

شكرًا لهؤلاء!

 

"الفاسد من بينكم"

سناء الجاك/نداء الوطن/11 شباط 2020

بالتأكيد جفل أركان السلطة من عبارة "الفاسد من بينكم"، عندما صفعهم المطران بولس عبد الساتر بسؤاله إياهم: "ألا يحرك ضمائركم نحيب الأم على ولدها الذي انتحر أمام ناظريها لعجزه عن تأمين الأساسيات لعائلته؟ أوَليست هذه الميتة القاسية كافية حتى تخرجوا الفاسد من بينكم، وتحاسبوه وتستردوا منه ما نهبه لأنه ملك للشعب؟"لعلهم شعروا بأنهم ضبطوا بالجرم المشهود. إلا أن مريدي العهد القوي، دون سواهم، إسْتُنفروا، وكأنهم وحدهم المستهدفون بـ"الفاسد من بينكم"، وتشاطروا للإيحاء بأن الحديث عن محاسبة المسؤولين الذين أوصلوا البلاد إلى الانهيار، هو ترف يراد منه صرف الاهتمام عن الخطر الحقيقي الذي يُحدق بالمسيحيين عموماً، وبالموارنة تحديداً جراء خطر التوطين المزلزل للتوازن الديموغرافي. لذا، كان الرد المباشر بـ"هاشتاغ" "الزعيم الوطني هو الذي يقاوم التوطين والتجنيس من أجل الحفاظ على وجه لبنان الرسالة، وعلى حق كل لاجئ ونازح بالعودة إلى أهله وبلده".

والواضح أن "لبنان الرسالة" الذي يعيش فيه مريدو العهد القوي هو غير "لبنان الفساد الممنهج"، الذي تتواطأ فيه الطبقة السياسية مع المصارف على اللبناني "البطران" ليخشوشن، ويضب يده قليلاً ويكتفي بما يتسوله من أمواله.

المهم إختراع تبريرات لتفليسة البلد، وبغباء لا يريدون تصديق غيره، ويرددونه حتى يصبح غيمة سميكة، كما كل شيء يتعلق بمريدي العهد القوي المأخوذين بأسطورته، والمصدّقين أنهم يستطيعون تغيير وجه الخليقة حتى لا يحاسب أحد آلهتهم فلا ينزاحون عن كراسيهم ومكاسبهم.

والأنكى أنهم وجدوا الحل الذي سيعتمده الـ"سوبر لبنان" عبر إجراءات مالية صارمة لإعادة النهوض الاقتصادي، تفتك بالفئات المسكينة من صغار المودعين، وبالذين يطردون يومياً من وظائفهم.

المهم الإستغناء عن أي مساعدة "إستثنائية" لتعويم الوضع. فنفسهم عفيفة هؤلاء الأقوياء، وكبرياؤهم مجروح بعد أن انهالت عليهم الانتقادات والتوبيخات من المجتمع الدولي "القرفان" من فسادهم. لذا شاركوا في حملات الإزدراء لهذا المجتمع الذي يضنّ عليهم بفلس الأرملة.

ولأن "الكيلو بدو كيلو ووقية" لِبَطْحِه بالضربة القاضية، رفع العهد القوي شعار حق "إسترداد الأموال المهدورة جراء النزوح السوري" في وجه الدول المتآمرة على النظام الأسدي، ومن خلفه على محور الممانعة، ما أدى الى تكبيد لبنان خسائر بقيمة 25 مليار دولار.

وهكذا تساوى الميزان مع حملة الثورة الداعية الى "استرداد الأموال المنهوبة بفعل الفساد والفاسدين". وكذلك تساوى الميزان مع تحميل "الدول المتآمرة" مسؤولية تفليس البلد. ولا داعي بعد اليوم لكسب ودها. وقد يلجأ العهد القوي الى مجلس الأمن الدولي ليرفع دعوى ضدها، ويطالبها بالتعويض مع الفوائد. ويحلم بعد ذلك بتدفق الخيرات على الخزينة ليعود الغز الى الجيوب والأرصدة المهربة. حينها، لا يعود مهماً الحديث عن فساد أو فاسدين... حينها سيعود الخير الكثير، وسيسرقون منه قدر ما يشاؤون... ولن يشبعوا.

 

الازدواجية الدبلوماسية: وزير أصل vs وزير ظلّ

نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 11 شباط 2020

بعد أن تحوز حكومة الرئيس حسان دياب ثقة مجلس النواب، يفترض أن تكون أمام استحقاق تحتاج إليه هذه المرة أكثر من أي وقت مضى، وإن بدا منذ يومها الأول مستبعداً: دبلوماسية واحدة لسياسة خارجية واحدة

في بيانها الوزاري، تحدثت حكومة الرئيس حسان دياب عن «تفعيل الدبلوماسية العامة التي تتجه إلى صنّاع الرأي والقرار في المجتمعات المختلفة (...) كي تكمل دور دبلوماسيتنا الرسمية». يشير هذا التعهد إلى دبلوماسية موازية للدبلوماسية الرسمية، تخاطب المجتمعات شأن نظيرتها تخاطب الحكومات. مع أن العبارة تبدو محدثة بدلالاتها، بيد أنها تعبّر عن المشكلة الفعلية للدبلوماسية الرسمية اللبنانية، وتكرّس الازدواجية المألوفة في السياسة الخارجية للبنان. في مجلس الوزراء سياسة خارجية، وخارجه سياسة أخرى، على نحو مطابق تماماً لمفهوم النأي بالنفس، في البيانات الوزارية المتتالية منذ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011. يدين هذا المفهوم بنشوئه، للمرة الأولى واعتماده في ما بعد، إلى الحرب السورية وتداعياتها على لبنان.

أما الدبلوماسية الرسمية، فشأن آخر تماماً.

في أولى مهمات الوزير الجديد للخارجية ناصيف حتّي، شرح الكمّ الكبير من المشكلات اللبنانية المتراكمة المعقّدة التي تبدأ بضائقته النقدية والاقتصادية الخانقة، ولا تنتهي بما يشبه الحصارين العربي والدولي عليه الناجمين من جهة عن العقوبات الأميركية على حزب الله، ومن جهة أخرى ضغوطها على مصارفه، مروراً بتجميد المساعدات وصولاً إلى مأزق لعبة المحاور التي يتخبّط فيها لبنان. أضف التطورات الأخيرة للنزاعات الإقليمية و«صفقة القرن». منذ مطلع الولاية الحالية، لا سياسة خارجية واحدة ولا وزير واحداً للخارجية. في الحكومتين الأخيرتين، إلى الوزير السابق جبران باسيل، وزير آخر للخارجية طبيعي بحكم الإرث السياسي هو رئيس الحكومة سعد الحريري. قلّما يجولان، الأصل والظل، على العواصم ذاتها أو تكون لكليهما الكلمة المسموعة نفسها عندها. بيد أنهما ليسا الأولين في ذلك.

على مرّ العقود الثلاثة منذ تطبيق اتفاق الطائف عام 1990، تناوبت المذاهب الرئيسية الثلاثة، المارونية والشيعية والسنّية، على حقيبة الخارجية من غير أن تكون ثمة سياسة خارجية واحدة انتظمت على امتداد العقود تلك. ربما يصح الاستثناء هنا في عقد التسعينات فقط، عندما تداخلت الدبلوماسيتان اللبنانية والسورية وصارت إحداهما مكملة للأخرى وملزمة لها حتى. استأثر الموارنة بحقيبة الخارجية 14 سنة (9 سنوات مع فارس بويز و5 سنوات مع باسيل)، والشيعة 12 سنة (5 سنوات مع محمود حمود و3 سنوات مع فوزي صلوخ وسنة مع علي الشامي و3 سنوات مع عدنان منصور)، والسنّة (سنتان مع الرئيس سليم الحص). ما خلا السنتين اللتين تولى فيهما الحص الحقيبة، ما بين عامي 1998 و2000، من المتعذر تلمّس سياسة خارجية واحدة. مثلت هاتان السنتان المرحلة الوحيدة تقريباً لم تنشأ من خلالها ازدواجية الدبلوماسية، أو يتعارض موقف الوزير مع رئيس مجلس الوزراء ومع مجلس الوزراء.

كان بويز في ولاية الرئيس الياس هراوي هو الوزير، إلا أن رئيس الحكومة رفيق الحريري راح يفاخر بأنه وزير خارجية لبنان وسوريا معاً في المحافل الدولية. مراراً وقع الخلاف بينهما بإزاء مشاركة لبنان في مؤتمرات، لكن أيضاً في ما هو أهم، وهو تمسك الوزير بصلاحياته على أنه هو المختص يواجه، أحياناً في معركة خاسرة وأحياناً رابحة، شخصية استثنائية كان يمثلها الحريري الأب القادر على الوصول إلى رئيس أي دولة بلا موعد مسبق. عندما يحضران مؤتمرات يذهب كل منهما إليها بمفرده وفي طائرة مختلفة. وعندما يريد أحدهما التشاور مع دمشق في جولة إقليمية أو دولية، يحدّثها مستقلاً عن الآخر. حينما كان الحريري الأب يحضر يتصدّر تمثيل لبنان، رغم وجود الوزير المختص إلى جانبه.

ثابر الرئيس الراحل على هذا الطبع في ولاية الرئيس إميل لحود عندما عاد إلى السرايا، رغم وجود الحقيبة بين يدي وزير شيعي هو محمود حمود ما بين عامَي 2000 و2005. في مرحلة الانقسام الحاد في البلاد بين قوى 8 و14 آذار بعد اغتيال الحريري الأب - وإن حافظ الثنائي الشيعي على الحقيبة في حصته - تصرّف رئيسا الحكومة المتعاقبان فؤاد السنيورة والحريري الابن على أنهما الوزيران الفعليان للخارجية، وصاحبا القرار الدبلوماسي. ليس مجهولاً ما كان يحدث بين عامَي 2005 و2008 حتى الوصول إلى 7 أيار، حينما امتنع الأميركيون والفرنسيون والألمان عن مخاطبة سوى السنيورة، ولم يتبادلوا تقارير ومعلومات سرية وخيارات إلا معه. نُظر حينذاك إلى أن ثمة وزير خارجية ظل هو طارق متري عندما استقال الوزراء الشيعة الخمسة عام 2006، ثم عندما عاودوا توقيع البريد اليومي. لم يعدُ الوزير الشيعي عندئذ سوى رئيس إدارته فحسب.

الحريري وزير خارجية العواصم وباسيل وزير خارجية الجاليات

ما بين عامَي 2014 والأمس القريب مع عودة الحقيبة إلى الموارنة، تصرّف باسيل على أنه وزير خارجية لبنان مستثنياً - خصوصاً منذ مطلع ولاية الرئيس ميشال عون عام 2016 - عواصم كأنه غير معنيّ بها: واشنطن، باريس، الرياض التي تختصر عواصم مجلس التعاون الخليجي. عُدّت في حساب الحريري الأكثر ترحيباً به، مع أنه فقد في السنوات الأخيرة الكثير من البريقين العربي والدولي الذي ورثه من والده. أما باسيل فبدا - ما خلا المؤتمرات التي يحضرها واللقاءات العابرة على هامشها - وزير خارجية الجاليات اللبنانية، مكلفاً سفيريه في العاصمتين الأهم، باريس وواشنطن، إحصاء اللبنانيين المقيمين هناك، المنتمين إلى التيار الوطني الحر أو أنصاره، في لوائح شطب انتخابات 2018. في مراحل تأليف حكومة دياب، كان الاشتباك على حقيبة الخارجية في ذروته. أحد أبرز تنازلات الرئيس المكلّف آنذاك، التخلي عنها بعدما أرادها للوزير دميانوس قطّار. إصرار رئيس الجمهورية وصاحب الحقيبة في الحكومة المستقيلة أخّرا التأليف، إلى أن فاضل دياب بين الحقيبة ووزيره، إذّاك كرّس مجدداً الازدواجية أو بعض ملامحها. مع أن قطّار وزير للبيئة والتنمية الإدارية، إلا أنه يحضر اجتماعات رئيس الحكومة مع السفراء الأجانب تأكيداً من دياب على أنه المولَج بالشق الدبلوماسي المعنيّ به رئيس الحكومة: وزير أصيل هو حتّي، وآخر وزير ظل هو قطّار، كجزء لا يتجزّأ من الانقسام الناشب في البلاد منذ عام 2005، والعقبة الكأداء القائمة مذّاك، وهي أن من المتعذّر للبنان الرسمي استنباط سياسة خارجية واحدة في ظل توزّع أفرقاء الداخل على محورين إقليميين متنافرين.

 

أسبوع انهيار سعد الحريري ووليد جنبلاط

في "التسوية الرئاسية"/ شبلي الملاط/11 شباط/2020

عندما نزلنا الى الشارع مع مئات الأصدقاء في صيف 2016 ضمن مجموعة لبنان الإنسان، كان الهدف إنهاء فراغ سببه تغيّب النواب عن أكثر من 40 جلسة، وتخلفهم على مدى سنتين ونصف من أداء واجبهم الدستوري الأساسي، وهو حضورهم جلسة الإنتخاب الرئاسي.

ومع المظاهرات المستمرة مساء كل ثلاثاء والضغط المعنوي المتواصل من آب الى تشرين، تصدّع جدار التعطيل بكَسْرْ النائب الشمالي الأستاذ اصطفان الدويهي مسار التعطيل، والتعطيل هو ما كان يتباهى به الأستاذ جبران باسيل باسم عمّه والمجموعة المعطلة، وعلى رأسها السيد حسن نصرالله.

ولما شارفت الحملة على الإنتصار بكسر النصاب المعطل – وهدفها منافسة رئاسية حضارية – انقلب الأستاذ سعد الحريري على نفسه وتاريخه. هذه الصدمة أسبابها الدفينة لا أعرفها.

ذاك الأسبوع، أسبوع 17 تشرين الأول 2019 كان مفصلياً في تاريخ لبنان، وكنت قد طرحت على مكتب الحريري ما يمكّن سعد الحريري أن يقوم به للتجانس مع سيرته ومطلب مناصريه. وكان المكتب متجاوباً، الى حدّ أن كتبت الكلمة التي تسمح لسعد الحريري أن يفرض طابعه على التاريخ متألقاً، فتجاهلها، وخذلنا وخذل مناصريه، وأوصلنا الى ما نحن عليه اليوم . النصوص والمراسلات موجودة ، يجد القارىء مثلاً لها في نهاية هذا الحديث.*

لم أتوقّف ذاك الأسبوع من البحث عن طرق لمنع الإنهيار الخلقي والدستوري المتمثّل با"نقلاب الحريري على نفسه" (وأذكّر أنه هو الذي استعمل العبارة في حديثه الى الثورة)، والتعطيل المفروض على نظامنا لمصلحة شخص. وكان واضحاً أن رئيس المجلس الأستاذ نبيه برّي، وعندي معه جفاء منذ ما طالبته شخصياً وفي العلن عدم التجديد منذ عقدين، لا يستسيغ وصول ميشال عون الى الرئاسة، كما أن وليد جنبلاط أيضاً لا يحبّذه. وكنت مستمراً في أمل ضئيل وهو أن يرتفع النائب سليمان فرنجية الى المستوى المطلوب، ويتابع حملته جهاراً لنَصِل على الأقل الى جلسة تنافس وليس أمر واقع يكرس التعيين الدكتاتوري بدل المنافسة الملازمة لكلّ نظام حرّ، لكنه بقي متردداً، ولو أظهر مضضاً من وصول ميشال عون الى الرئاسة بعدما كان جنبلاط والحريري قد أعلنا (سابقاً) دعمهما له.

لا أدري لماذا لم يقم فرنجية باندفاع أكبر، ولا أعرفه شخصياً لتصور المسببات، كما أن التواصل معه كان صعباً لمحبتي واحترامي لسمير فرنجية وعمق العلاقات التي كانت تربط حميد فرنجية مع جدي شبلي وبعدها مع والدي.

لكني كنت ولا أزال على صداقة تاريخية مع وليد جنبلاط، وقد جهد في ممانعته بمحاولة ثني الحريري عن موقفه الضال. هذا كلّه تبلور في خلال ثلاثة أو أربعة أيام من نهاية أسبوع المحوري، وكنت لا أزال أطرح حيثما أمكن ضرورة التصدي للعصفورية الدستورية الناتجة عن التعطيل المقرون بمبدأ الأنا أو لا أحد .

وفي نهار الخميس من 27 تشرين الأول، اتّصل بي وليد جنبلاط لدعوتي الى العشاء لنتحدث عن المستجدات، وكنت آملاً أن أنجح في شدّ عصبه لمنع المسار المقوّض للجمهورية، فقصدت ضيافته عند السابعة. كنت وحدي مدعواً مع الأستاذ كارلوس اده، وهو الصديق صاحب مواقف العز في مساره السياسي المرّ.

فور وصولي سألت وليد جنبلاط هل السهرة سهرة مقاومة أو سهرة استسلام؟ فأجابني بأن الجواب هو الثاني، ومضت السهرة في أحاديث هامشية، مقتضبة وثقيلة بمحاولتي استمرار مقاومة الأحادية في الجمهورية من دون جدوى.

لم تكن هذه أول مناسبة اختلاف مع وليد جنبلاط وقد تلاقينا واختلفنا مراراً. ولكلّ حساباته، وكنت أكثر حريّة منه بوجود أولادي في الخارج.

لكنها كانت مناسبة متجددة لعدم ارتفاع كلّ من جنبلاط والحريري ال المسؤولية التاريخية، وخذلانهما للناس التوّاقين في لبنان الى الحرية والديمقراطية. ولم أتوان مذذاك، في الحفلات الخاصة وفي العلن، عن التذكير بتسببهما في خراب البلاد على أنقاض ما بناه مناصروهما بالعذاب والأمل.

كما لم أتوقف عن التصدي لميشال عون بالحجة، يوم نعيينه في 31 ت1 ( وأذكّر انه كان تعييناً لأن وحدها المنافسة ديمقراطية، وعلى ما أذكر كانت المنافسة الوحيدة مدام كلينك)ن في حوار مطوّل في التلفزيون الفرنسي عبّرت فيه عن قلقي بسبب عقلية التهويل والمدفع الملازمة لسيرته، واستمر استهجاني بعدها من تمادي العهد الجاهل في اسلوب المتصرف واصا باشا في أواخر القرن التاسع عشر، وكان صهره كوبليان من أسباب فساده، وأبيات تامر الملاط في فساد واصا باشا لا تزال تتردد في ذاكرة اللبناني الشريف الى اليوم. رحم الله عصامية كمال جنبلاط و علمه، وقد أبن شاعر الأرز بكلام بديع في أن تاريخ لبنان لا يتجزأ.

هذه الشهادة أقدّمها للثورة في يوم آخر من إطباق الفساد على الجمهورية، ليس فقط للتحسر على الماضي الضائع، بل لتذكير الثائرات والثوار أن الإعوجاج قابلٌ دائماً للتصحيح بالحجة والجهد، وأن تاريخ الشجاعة متواصل على درب الحرية الطويل، وأن نكسة اليوم ما هي الا نكسة سيذكرها الناس للحريري وجنبلاط على خلفية هفواتهم وأخطاء هما أكثر منا يدفعون أثمانها المرة.

*ما كنّا نودّ أن نسمعه من سعد الحريري

صدر عن الأساتذة سعود المولى وشبلي ملّاط وأنطوان قربان و ديالا اليافي ويوسف حيدر وسناء الصلح من حركة "لبنان الإنسان" البيان التالي:

ما كنّا نودّ أن نسمعه من سعد الحريري

- قُتل والدي واقفاً من أجل الديمقراطية ومن أجل حقنا بتقرير مصيرنا أحراراً بوجه نظام الأسد ومؤيديه في لبنان. نحن ما زلنا ننتظر العدالة، ولن يهدأ لنا بال حتى تأخذ العدالة مجراها. مات الكثير من أصحاب والدي للسبب عينه، من أجل الحرية والديمقراطية. أمدّ يدي اليوم إلى شعب لبنان الذي وقف معنا يوم 14 آذار للمطالبة بتحقيق العدالة.

- أعربنا يوم الثلاثاء في كتلة المستقبل عن رسالة مبدئية: (أ) احترام ذاكرة أصحابنا الذين سقطوا ضحايا الوحشية لتمسكهم بمبادئنا، والثلاثاء صادف ذكرى اغنيال فقيدنا البطل وسام الحسن، و (ب) تطبيق دستور لبنان باعتباره السبيل الوحيد لحلّ المأزق الرئاسي.

- بناء على اقتراح من وليد جنبلاط، ساندت قبل اثني عشر شهراً ترشّح النائب سليمان فرنجيه لاعتداله في الاجتماعات التي تتالت خلال السنوات الثلاث الماضية، في وضع صعب للبلاد ومحبط للناس والمؤسسات بسبب تعطيل الرئاسة . فجاء تقويض النائب فرنجيه من حلفائه.

- يُطلب مني اليوم ترشيح النائب ميشال عون. لن أفعل ذلك لسبب رئيسي: لقد طغى في مسيرة الجنرال عون، في الغالب، الطابع الاستبدادي الفاشي، و أدى إلى ثلاثة مآزق قوّضت السلام في البلاد وسبّبت الآلاف من القتلى من دون حاجة . وضمن نفس المنطق الفاشي التسلطي، لقد منع النائب ميشال عون حصول الانتخابات الرئاسية ، وقال انه لا يزال يعطلها الا اذا عُيّن هو رئيساً. هذا الموقف مخالف للدستور ومنافٍ للديمقراطية.

- من حق النائب عون المطلق أن يكون مرشحا. لبنان ديمقراطي، بموجب الدستور، وتنص قواعده على رعاية التنافس على الرئاسة. وكلما ازداد المرشحون، كلما اغتنت الديمقراطية وسطع لبنان بها.

- سنكون موجودين مجدداً ، بموجب الدستور ، في الدورة 46 ، لانتخاب رئيس الدولة. و ندعو جميع الزملاء النواب لحضورها، كما ندعو كلّ مرشح، بمن فيهم ميشال عون وسليمان فرنجيه، لإقناعنا بالتصويت لصالحه في ذلك اليوم. لذلك عليهم أيضا الالتزام باحترام الدستور وحضور هذه الدورة لانهاء التعطيل الرئاسي.

- وبموجب الدستور، ليس لدينا أي عمل آخر منذ اليوم العاشر من انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان عدا انتخاب رئيس.

- ننوي القيام بواجبنا الدستوري في 31 تشرين الاول وانتخاب الرئيس. وليفز المرشح الأفضل.

 

الثقة الممسوحة والعهد الممشوح

بشارة شربل/نداء الوطن/11 شباط/2020

لم ينزع المطران عبد الساتر الثقة عن حكومة حسان دياب قبل 48 ساعة من مثولها أمام البرلمان، إنما خلع باسم كلّ لبناني صاحب ضمير وأخلاق الثقة عن التركيبة السياسية الماثلة في وجهه برمتها والتي أذلت اللبنانيين وأوصلتهم الى الافلاس. الحكومة "الديابية" مجرّد تفصيل. والثقة بها، سواء بأكثرية معقولة أو ممسوحة، لن تغيّر شيئاً في تفاهتها وفي كونها حكومة "تقطيع وقت"، ما دام الذي أتى بها اعتبرها "أهون الشرور"، وغير واثق من نفسه ليغطيها بثقة مجلسٍ يدافع عن وجوده بالشبيحة وخراطيم المياه والرصاص المطاط. ما كان على حاضري قداس "مار مارون" ان يفاجأوا بعظة التقريع. فما بدأه سيد بكركي بهدوءٍ وتصميم منذ اندلاع ثورة 17 تشرين أكمله مطران بيروت بمباشرةٍ فجّة تليق بمن صمُّوا آذانهم عن صراخ الناس. هذا العهد انتهى. وصورة رئيس الجمهورية ماثلاً في "محكمة" عيد القديس مارون تختصر هذه النهاية... صحيح أننا لم نكن ننتظر خُطبة عبد الساتر لنعرف أن السنوات الثلاث العجاف التي عاشها لبنان مستمرّة على المنوال ذاته، لكن وَجَبَ على المطران الثائر أن "يَمشَح" العهد تاركاً لأبيه في السماء تقديرَ الحساب، والرحمة على قدر الاستحقاق.

يخطئ العهد كثيراً لو اعتقد أن قمع الثائرين وتسوير مداخل ساحة النجمة بجدران العار سيعيدان رتق هيبة فُقِدت بلا رجعة، وأن أداةً مثل حكومة دياب تستطيع "مواجهة التحديات". فما اقترفته الطبقة السياسية برمتها في حق اللبنانيين أكبر من أن يغطيها رئيس حكومة طامع بدخول نادي رؤساء الحكومات، ووزراءٌ مغتبطون بلقب المعالي ونوابٌ انتزعت منهم وكالة الناخبين. هذه أوضاع تتطلّب استجابة مطالب الناس بما يليق بالناس، أي حكومة انتقالية من مستقلّين حقيقيين تستطيع انقاذ البلاد، بعد ان تعلن على الملأ جردة الحساب وتبدأ بوضع الأصفاد في أيدي المرتكبين وعلى رأسهم عصابات النظام المصرفي.

حكومة حسان دياب "مش حرزانة". اللبنانيون بأمسّ الحاجة الى فتح كلّ الملفات لإعادة بناء ما هدمه الفاسدون منذ ثلاثين عاماً. لا تقتصر المسألة على محاسبة هؤلاء عن أموال سرقوها، ولا على مساءلة رياض سلامة عن ألاعيبه مع زمرة جمعية المصارف لتطيير الودائع. نحتاج إعادة بناء شاملة وشرطها استعادة الدولة من براثن العهد المشؤوم والحرامية والميليشيات. إنّها ورشة أكبر من حسان دياب. نبحث عمّن يؤمن بأنّ ليس بالاقتصاد والدولار وحدهما يحيا لبنان. شرط انعاشه قضاءٌ مستقل واستراتيجية جدية للدفاع وجيشٌ واحد بلا شركاء وسياسة خارجية بلا أوصياء، ثم اقتصادٌ منتج لا يستبيح تعب الفقراء.

كلّ ما عدا ذلك اعتقادٌ واهٍ بأنّ المسألة تقنية ومجرّد خلاف بين دفع فوائد الدين الآن أم تأجيل إعلان الافلاس، فيما يبقى الكلام الجوهري: هل نريد بناء الدولة بلبنانيين محترمين أم استمرار مزرعة "الأوباش"؟

 

تسديد الاستحقاق أو عدمه يأتي ضمن خطة إنقاذ

وليد شقير/نداء الوطن/11 شباط 2020

تتابع الهيئات الدولية المعنية بالتدقيق في إجراءات الحكومة اللبنانية لمعالجة القصور المالي الذي بلغته أوضاع الخزينة اللبنانية والقطاع المصرفي، الجدل الداخلي حول ما سيقدم عليه لبنان في شأن استحقاق الدين وتسديد قيمة سندات اليورو بوند وقيمتها تناهز المليار ومئتي مليون دولار أميركي، والتي تستحق مطلع آذار المقبل. فالأوساط المالية والدولية تعتبره مؤشراً أولياً إلى كيفية معالجة عوامل الأزمة الأخرى. هل يجب دفع هذه القيمة للدائنين، أم يفترض تأجيلها بإعادة هيكلة الدين، خصوصاً أن هناك استحقاقات أخرى في شهر نيسان ثم في حزيران...

تلح الأوساط الديبلوماسية الدولية التي تتجنب الجزم بأي توجه لأن الأمر يتعلق بقرار سيادي لبناني، على ضرورة أن يقارب لبنان هذا الاستحقاق كجزء من استراتيجية إنقاذ شاملة للتعاطي مع الدين الداخلي والدين الخارجي والعام والخاص وإعادة جدولة الديون. فهذه الأوساط ترى ضرورة اتخاذ القرار في إطار يشمل الخيارات حول مصير الودائع ومبدأ "الهيركات"، الفوائد... وتقييم الأثر الاجتماعي لأي توجه، وشبكة الأمان الاجتماعي في إطار خطة تنفيذية تحتاج لإطلاع المواطنين والمستثمرين عليها، وهذه يفترض أن تتناولها الحكومة مع المصرف المركزي بالتعاون مع البرلمان.

بات واضحاً الانقسام بين رأيين عند المسؤولين السياسيين اللبنانيين، الأول يقول بتسديد لبنان ما عليه في آذار من احتياطات البنك المركزي، على أن يرسم خريطة التعاطي مع الديون الباقية لهذه السنة، وأن يفاوض الدائنين على ذلك، والثاني يدعو إلى توفير المبلغ لاستخدامه في مجالات ملحة أخرى كتمويل استيراد مواد ضرورية، ومباشرة التفاوض منذ الآن بلا تردد مع الدائنين على أعادة هيكلة وجدولة الديون برمتها.

ما يهتم به بعض الديبلوماسيين والهيئات المالية الدولية هو البدء بجمع وطلب المعلومات الكاملة والحقيقية من المصرف المركزي اللبناني عن الاحتياطي المالي الذي لديه والقيام بالتدقيق بالمبالغ (وهذا يجب أن يتم من قبل مدققين في شكل دائم) وإعلان الأرقام للرأي العام لأن المواطنين يحتاجون إلى معرفة الحقائق. وفق هذه المقاربة يمكن للحكومة والمصرف المركزي اتخاذ القرار في شأن متوجبات دفع سندات اليورو بوند.

فاتخاذ قرار جزئي حول ما يتوجب على البلد سيكون مؤشراً إلى غياب استراتيجية وخطة تنفيذية وسيكون مجرد خطوة سياسية قد تخلق مشاكل وجدلاً خلافياً إضافياً، يحول دون اتخاذ السلطات المعنية القرارات القاسية المطلوبة من أجل التعاطي مع الأزمة المعقدة.

في اعتقاد الأوساط الديبلوماسية أن اتخاذ القرار بدفع لبنان أو عدم دفع استحقاق اليوروبوند المقبل، لا يمكن أن يتم وحده بل كجزء من اقتراح هادف ومستدام لاستراتيجية إنقاذ وخطة تنفيذية.

تميل أوساط ديبلوماسية وبعض الهيئات الدولية إلى الاعتقاد بأنه يستحسن، عموماً، تفادي التخلف عن الدفع، لأنه يساهم أكثر في "نقص الجدارة الائتمانية" للبنان ونظامه المصرفي. فاقتصار الخيار في هذا الصدد على دوافع اتخاذ القرار السياسي، يمكنه أن يعمق الأزمة ويؤدي إلى جعل حلولها أكثر صعوبة.

ويفترض أصحاب هذا الرأي أن المبلغ المطلوب تسديده قليل قياساً إلى احتياطي مصرف لبنان (المفترض أنه 36 مليار دولار)، وبالتالي يمكن تأمينه. وتسديده يجنب الدولة تقليص الثقة الائتمانية بمصارفه، وأي خفض جديد يحتمل أن تقوم به الوكالات الدولية في حال الامتناع عن التسديد، ويعزز من رصيد البلد ويتجنب التضحية بسمعته أمامها، ويثبت الثقة بإدارة الأزمة فيسهل ذلك التفاوض على هيكلة المبالغ المستحقة لاحقاً.

وفيما تسأل الأوساط الدولية عما سيفعله لبنان بقيمة المبلغ إذا لم يسدده، تعتبر أن الاحتفاظ به يجب أن يتم هو الآخر في إطار خطة إنقاذ وبرنامج تنفيذي، حتى يكون للتخلف عن الدفع وظيفة مفيدة في المعالجة المالية للأزمة. فأي من الخيارين يجب أن يأتي ضمن سلة إجراءات؟.

 

حين ينحني مطران ثائر أمام وجع الناس!

نوال نصر/نداء الوطن/11 شباط 2020

هناك من صفّق، وهناك من صمت، وهناك من صفّق والوجوم بادٍ على وجهه.

راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر فاجأ الجميع، كما دائما، في كلّ ما يفعل ويقول ويقرّر ويعظ ويتصرّف. سيادته لم يرضَ أن يمرّ عيد مار مارون هذه السنة بلا اعتراف وتحذير وإنذار وبلا عظة أشعلت قلوباً وأطفأت نيران قلوب.

ومار مارون "بيّ الطايفة" المارونيّة أبى أن تمرّ المناسبة من دون أن يخرج من الكنيسة المارونيّة من يعلن أمام الملأ: "لبنان في خطر". هي أعجوبة مار مارون في عيده.

في النارِ يُختبرُ الذهب، ومطران بيروت أختبر بدل المرّة مرات في المحن. هو المطران الثائر. والثائر أكثر من يعرف أن الثوار قد يُقتلون، قد يُنحرون، لكن الثورة لا تموت.

في سيرةِ المطران- الثائر أنه ابن بيروت، ابن مدينة عين الرمانة في بيروت، وكان له من العمر يوم اندلعت الحرب في لبنان، وتحولت عين الرمانة الى "خط تماس"، 13 عاماً فقط لا غير. لكن، من يعرفون آل عبد الساتر يجزمون أن المطران يتحدّر من مزرعة الشوف لا من بيروت. في كلِ حال بين بيروت ومزرعة الشوف وكلّ لبنان يبقى الوجع ذاته والأمل ذاته وأن "سيادته" عرف دائما معنى الوطن وفاتورة الحرب وجدوى الثورة.

المطران عبد الساتر سيم كاهناً العام 1987. 33 عاما وهو في قلبِ الكنيسة، ومن يعرفه يعرف مدى تأثره في كلِّ مرّة سمع فيها عن مرض إنسان ووجع إنسان وجوع إنسان وفقر إنسان ويأس إنسان.

سيادته خدم رعيّة القلب الأقدس في بيروت وتولى رئاسة مدرسة الحكمة في عين الرمانة، ثم رئاسة الحكمة في الأشرفية. عُيّن قيّما عاما للأبرشيّة ثم نائبا أسقفيا لراعي الأبرشيّة المطران بولس مطر وخادما لرعيّة مار يوحنا المعمدان في الأشرفية ثم أسقفا العام 2015 ثم عُيّن مطراناً لأبرشية بيروت المارونية. سيادته لم يكن يوما رقما إضافيا في كل المواقع، بل كان رجل الله المناسب في المكان المناسب. وأوّل الغيث في مطرانيّة بيروت كان بيعه كلّ السيارات الفخمة وشراءه مركبة من نوع كيا. كيا تكفي لتقله والمال قد يكفي ليساعد في ضخّ بعض الحياة في شرايين أبناء الكنيسة.

قال سيادته ما قال. وهبّ الجميع في التحليل والتفسير والتعليل. فهل قال كلمة بكركي أم نقل الوجع كمطرانٍ؟

ما أثار استغراب كثير من رجال الدين هو هذا الصدى الكبير الذي لاقاه كلام المطران عبد الساتر والذي سبق وقال أكثر منه البطريرك بشارة الراعي بلا لياقات ولا حرج مردداً: "وضعوا الخزينة في جيوبهم وما بقا في ضمير"، لكن ما حدث في عيد مار مارون أن بعضاً ممن حكى عنهم البطريرك كانوا حاضرين بالجسد والروح والنفس فأتى صدى عظة المطران أقوى وأشدّ. وكلام رجل الدين من "قديم وجاي" هو كلامٌ منذر. واجبه أن يُنذرهم بالهلاك والخلاص.

منسوب خوف الكنيسة في لبنان هائل. وبكركي والمطارنة والكهنة يحكون في مجالسهم، كما في العظات، كلاماً أقسى "فالوضع خطير جداً جداً" لكن الفارق في ما حدث البارحة، مع المطران عبد الساتر، هو ورود كلامه في "زمان ومكان" معينين وأمام حضور كان يفترض أن يسمع.

سيادة المطران لا يُحبّ النفاق ولا الرياء. الكلّ يُجمع على هذا. وهو يبتعد قدر الإمكان عن "المسايرة" ويُفضّل الصراحة والحسم والحزم والدقة. وكيف لا وهو ابن محاسب وأمسك الشؤون الإدارية والمالية يوم كان نائباً أسقفياً في أبرشيّة بيروت وأدار مدرسة الحكمة وعفا عن أقساط طلابٍ وأصدر تعليماته بألا تشكل الأقساط عائقاً أمام أي طالبٍ راغب في العلم. أتتصورون؟ أتصدقون ذلك؟ سيادة المطران بولس عبد الساتر فعل ذلك. أوّل البارحة، في عيد مار مارون، عاد من كانوا في كنيسة أب الطائفة المارونيّة بمشاعرٍ متناقضة، جعلتهم يفكرون، ولو للحظات، "أن ما حدا بيقدر يحبس الميّ، والناس متل الميّ، إلا ما تلاقي منفذ تنفجر منو". الثورة لم تمت. الكنيسة أم الثورة. بولس عبد الساتر ثائر. والشعب ثار. والثوار مستعدون اليوم أن يصرخوا مع كنيستهم: أقتلوا الثوار يا جبناء فالرصاصة لن تقتل سوى رجل.

 

حكومة الأميركان في لبنان..قصّة الولادة القيصرية

نجم الهاشم/نداء الوطن/11 شباط 2020

كان رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب في الولايات المتحدة الأميركية عندما تلقى اتصالاً هاتفياً يطلب فيه المتصل منه العودة إلى لبنان. منذ استقالة الرئيس سعد الحريري في 29 تشرين الأول 2019 طرح اسمه في الكواليس ليكون رئيساً محتملاً لحكومة ممكن أن تتشكل. ولكنه لم يصبح جدياً إلا بعد أن أعلن الحريري عزوفه عن طرح اسمه كمرشح لإعادة تسميته وخروجه من السباق المتكرر من بيت الوسط إلى السراي الحكومي. يوم الإثنين 16 كانون الأول 2019 كان من المقرر أن يبدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الإستشارات النيابية لتسمية الشخصية السنية التي يمكن أن تشكل الحكومة. وكان من شبه المسلم به أن الرئيس سعد الحريري سيكون صاحب الحظ. فمنذ استقالته بقي الثنائي الشيعي المتمثل بـ"حزب الله" وحركة أمل متمسكاً بعودته. رئيس مجلس النواب نبيه بري بقي مصراً على تسميته "ولو بدو لبن العصفور" و"حزب الله" أراد أن يمدد للتسوية الرئاسية التي أبلى فيها الحريري البلاء الحسن وكان مرضياً عليه من الحزب ومن رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل. على هذا الأساس رابط الثنائي الوزير علي حسن خليل، المعاون السياسي لبري، والحاج حسين الخليل، المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في بيت الوسط لحمله ولو بالقوة إلى كرسي الحكم الثالث. حتى عندما كشف باسيل ومن ورائه الرئيس عون عن الرغبة في الذهاب نحو حكومة من لون واحد بقي الثنائي الشيعي مع خيار الحريري وقد عبر نصرالله عن هذا الجو العام في أحد خطاباته بينما كان بري أكثر تعبيراً عن الخوف من الفتنة السنية الشيعية.

فشلت محاولات الإتيان بمن يسميه الحريري. من الوزير السابق بهيج طبارة إلى سمير الخطيب أحد أصحاب "شركة خطيب وعلمي" إلى الوزير السابق محمد الصفدي. ثمة من كان يعتبر أن الحريري أيضاً يناور بالتسميات وأنه كان يريد أن يكون صاحب الحظ الأكيد وأنه يحرق الأسماء من أجل أن يعيد تلميع اسمه وصورته.

خروج الحريري ودخول دياب

فجر ذلك الإثنين أعلن تكتل الجمهورية القوية من معراب بعد اجتماع ماراتوني ليلي أن القوات لن تسمي الرئيس سعد الحريري وأنها تترك موضوع منح الثقة معلقاً على ما يمكن أن تكون عليه التشكيلة الحكومية. لقد وعد الرئيس سعد الحريري أكثر من مرة أنه سيأتي بحكومة اختصاصيين مستقلين ولكنه لم يكن حاسماً في هذا الأمر بدليل أن الثنائي الشيعي بقي يتحدث عن حكومة تكنو سياسية. كانت القوات تعتبر أن الحريري سيحصل على تسمية الأكثرية النيابية لأن لا أحد غيره مطروح وأن الرهان هو على التشكيلة. وبالتالي لم تكن تقدّر أنه سيعتذر لأنها لن تسميه على خلفية أن تسميته ستفتقد إلى الميثاقية بعد عزوف كتلتي القوات والتيار الوطني الحر عن تسميته. طلب الحريري تأجيل الإستشارات حتى يوم الخميس 19 كانون الأول. وعندما أعلن خروجه من السباق دخل الحلبة اسم حسان دياب.

المرة الأولى التي تم فيها طرح اسم دياب جدياً كانت في منتصف تشرين الثاني الماضي. اقترحه الرئيس السابق لصندوق المهجرين المهندس شادي مسعد على الوزير جبران باسيل مع العلم أن البعض يعتبر أن مسعد يحمل الجنسية الأميركية وقريب من الدوائر السياسية في واشنطن. عندما التقى باسيل الحريري سأله عن دياب فلم يكن موافقاً. أكثر من مرة حاول باسيل الحصول على موافقة الحريري ولكن من دون جدوى. بعد سقوط اقتراحات بهيج طبارة ومحمد الصفدي وسمير الخطيب. بعد اعتذار الحريري جرت المحاولة الجدية. طرح شادي مسعد الإسم على الرئيس ميشال عون. سأل عون عما إذا كان دياب مستعداً ليكون مرشح تحدٍّ قادراً على تشكيل حكومة من لون واحد وعما إذا كان يمكن أن يخضع لضغوط تجعله يعتذر بدوره كما حصل مع الثلاثة الذين سبقوه إلى مذبح التصفية. فكان الجواب أنه لن يتراجع مهما كانت الظروف والأسباب وأنه مستعد لهذا الخيار ولهذه المواجهة.التسميات والمعايير

تم الإتصال بدياب ليعود. سأل عما إذا كانت العملية جدية. تم تأكيد الأمر. حزم حقائبه وعاد. بعدما عاد دياب إلى لبنان بدا كأنه بات الرئيس الجديد للحكومة. تم تحديد موعد له في القصر. طمأنه عون بأنه ستتم تسميته. على هذا الأساس وضع المعايير التي على اساسها سيوافق على اختيار أسماء الوزراء بعد تسميته بأكثرية 69 نائباً من تحالف قوى 8 آذار. في اليوم التالي زار الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط. بعد اللقاء اعلن ان "توجهي ان تكون الحكومة حكومة اختصاصيين ومستقلين". وقال: "الرئيس الحريري قدم كل التعاون والأجواء إيجابية مع الجميع". ولكن في الواقع لم يحصل على دعم الحريري الذي كانت لديه خشية من أن يتحول دياب من رئيس حكومة عادي إلى منافس في الإنتخابات النيابية. جرت محاولة لطمأنته على أساس أن دياب لن يدخل المنافسة السياسية والإنتخابية.

عبر دياب عملية التسمية. كان عليه أن يعبر عملية التشكيل. باعتبار أن الذين سموه كانوا محددين وأن الوزراء يجب أن يكونوا محددين أيضاً كان يجب أن تحصل عملية التشكيل بالسرعة القصوى. صحيح أنه كان أعلن بعد تسميته أن العملية قد تستغرق بين 4 و6 أسابيع ولكن لم تكن هناك دواع للتأخير. ما حصل قلب التوقعات. صحيح أنه كان غرّد قبل تسميته مؤيداً مطالب ثورة 17 تشرين ولكن بدا كأن هذه التغريدات كانت بمثابة تمهيد لجعل تسميته أكثر قبولاً وأقل حدة وتحدياً.

منذ البداية تصرف دياب وكأنه معه شريك واحد في التسمية هو الوزير السابق دميانوس قطار. أراده إلى جانبه كأنهما واحد. على قاعدة باسيل "مع الحريري داخل الحكومة ومعه خارجها" طرح دياب "مع قطار في الحكومة أو خارجها". اقترحه وزيراً للخارجية ولكنه بدأ الإصطدام بباسيل وبالطريقة التقليدية لتشكيل الحكومات. أبلغه عون وباسيل معاً أنهما يريدان الحقائب التي كانت معهما. الرئيس نبيه بري ايضاً كان له المطلب نفسه بالنسبة إليه وإلى "حزب الله": نعطيك الأسماء قبل التشكيل وإصدار المراسيم. إضافة إلى ذلك طالب الأربعة بحقائب إضافية كانت من حصة القوات اللبنانية والمستقبل والإشتراكي باعتبار أن هؤلاء لن يتمثلوا في الحكومة ومن الممكن تقاسم حقائبهم. من هنا نزلت "حصة" قطار من الخارجية إلى الإقتصاد ثم إلى العمل وصولاً إلى البيئة والتنمية الإدارية. مهما يكن من أمر ما كان دياب سيرفض ولا كان قطار سيعتذر لأن الهدف كان أن يكون قطار داخل الحكومة مهما كانت الحقيبة التي سيحصل عليها وعلى هذا الأساس برز بعد التشكيل كيف أنه يشارك في لقاءات يعقدها دياب ولا تدخل ضمن مسؤوليات وزارتيه.منذ بداية مسيرة تسمية دياب لعب صديقه المهندس شادي مسعد دور الوسيط بينه وبين الرئيس عون والوزير باسيل وأحياناً مع أطراف أخرى. ويقال أن مسعد كان أول من اعتبر أن حسان دياب هو الذي سيكون رئيس الحكومة الجديد حتى عندما لم يكن هناك من يتوقع أن يدخل اسمه في السباق. كثرت لقاءات مسعد وجولاته المكوكية. في يوم واحد انتقل مرتين بين بيروت واللقلوق مروراً ببنشعي حيث التقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. كان المطلوب أن يتم حل العقد بين "الحلفاء" بينما كان من الواجب أن يسهّل هؤلاء مهمة الرئيس المكلف.

منذ البداية طرحت مسألة توزير وزير محسوب على "اللقاء التشاوري" باعتبار أنهم وحدهم من النواب السنة سموا دياب. ثمة من طرح أن يتمثلوا عن طريق توزير جواد عدرا. تم استبعاد هذا الخيار لأن عدرا تم طرح اسمه ليكون وزيراً ممثلاً لهذا اللقاء في الحكومة السابقة وتم رفضه ولا يمكن العودة إلى هذا الخيار. عندما تم استبعاده ثمة من طرح تلميحاً اسم زوجته زينة عكر. ولكن المفارقة كانت أنها من طائفة الروم الأرثوذكس. ولم يتم التركيز عليها. ليقع الخيار على المهندس طلال حواط في وزارة الإتصالات التي كانت من حصة تيار المستقبل. نجحت هذه التسمية ولكنها أوقعت الخلاف داخل التشاوري بحيث اعترض النائب جهاد الصمد وذهب إلى خيار عدم منح الحكومة الثقة. حواط عمل في الولايات المتحدة الأميركية وكندا ومتخرج من جامعة سان خوسيه في كاليفورنيا ويقال أنه يحمل الجنسية الأميركية.

زينة عكر والوزارة

طرح دياب أن يكون مسعد الذي ينتمي إلى طائفة الروم الأرثوذكس نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع ولكن الطرح سقط بسبب اعتراض الحزب السوري القومي الإجتماعي عليه لأنه ترشح في انتخابات 2018 ضد النائب أسعد حردان الرئيس الأسبق للحزب. طرح أيضاً اسم جاك صراف فلم يمرّ. بعدها تم اقتراح اسم العميد ميشال منسى. المشكلة كانت في رتبته العسكرية. قبل توزيره يؤدي التحية العسكرية لقائد الجيش العماد جوزف عون ولا يمكن بعد توزيره أن يؤدي عون التحية له. تم استبعاده. عندها تم طرح اسم زينة عكر عدرا لهذا المنصب كان هناك تحفظ مرتبط بكونها امرأة وبكيف يمكن أن يؤدي لها الضباط التحية. ولكن تلك لم تكن مشكلة لأن موضوع تأكيد تسميتها وزيرة للدفاع ونائبة لرئيس مجلس الوزراء تم في اللحظات الأخيرة قبل اختتام التشكيل. عكر يقال أيضاً أنها تحمل الجنسية الأميركية. ولكن على رغم كونها سورية قومية اجتماعية لم تحصل على بركة الحزب.

مشكلة القومي

عندما طرح مسعد اسم نقيبة المحامين السابقة أمل حداد لتكون في هذين الموقعين تمسك بترشيحها الحزب السوري القومي الإجتماعي باعتبارها محسوبة عليه أو قريبة منه مع أنها غير حزبية. ولكن اختيارها عاد وسقط بسبب رفض باسيل لها وترشيحه القومي السوري أيمن حداد ليكون وزيراً للإقتصاد. التقى دياب مع أيمن ووجد فيه مواصفات جيدة ليكون وزيراً نظراً لعلاقاته مع مؤسسات مالية دولية ولديه خبرة. ولكن ترشيحه سقط أيضاً لأن القومي اصر على امل حداد. فسقطا معاً من التشكيلة.

خلافات الحلفاء

بقي دياب متمسكاً بأن تضم الحكومة 18 وزيراً. حرص على مقابلة من يتم عرض أسمائهم عليه. وزيران فقط لم يقابلهما قبل التأليف واحد من "حزب الله" وواحد من حركة أمل أعطي إسماهما في قصر بعبدا. بقي مصراً على أن يكون الوزراء اخصائيين من دون الإعتراض على مسألة المرجعية السياسية التي تسميهم. تمسك بتسمية 6 وزيرات. بدا كأن العملية معقدة أكثر من اللازم. بدأ التلميح بأن الرئيس عون والوزير باسيل غير راضيين عن تعاون دياب وكذلك طلع صوت الرئيس بري. لم تكن المشكلة مع دياب وحده. عندما بدا مرة أن الحكومة على وشك الولادة وتم تسريب الأسماء مع الحقائب التقى دياب مع الرئيس بري. أبلغه بري أن هناك مشكلة. سليمان فرنجية يريد وزيرين وحقيبتين إحداهما الأشغال ولا يريد أن يكون لباسيل الثلث المعطل. أبلغه أيضاً أن الحزب القومي يريد أن يتمثل بوزير يسميه هو وأن الدروز يريدون وزيرين والكاثوليك أيضاً. كبرت المشكلة. هدد فرنجية بعقد مؤتــمر صحــافي السبت 17 كانون الثاني.

في 14 كانون الثاني استقبل بري باسيل في عين التينة. كان بري قد أعلن أنه قد لا يشارك في الحكومة ولكنه يمنحها الثقة وكان باسيل قد هدّد أيضاً بأن يخرج مع تياره من الحكومة. أجّل فرنجية مؤتمره الصحافي بعد تدخل بري و"حزب الله". كانت عملية التأليف تتعرقل ضمن الصف الواحد وكان الضغط يزداد في الشارع نتيجة الفشل الكبير وكان دياب يعاني من خيبة أمل.

باسيل: راحت علينا

تم التسريب أن "حزب الله" "شال إيدو" من التشكيل وأنه لن يتدخل نتيجة الخلافات بين حلفائه وتمسكهم بمطالب تعرقل تشكيل الحكومة وتؤثر سلباً على صورة "حزب الله". وصل الخبر إلى دياب فبدا كأنه دخل نفقاً مسدوداً وأنه سيواجه الفشل. باسيل أيضاً كان أمام مواجهة الإنهيار. أبلغ وسيطاً بينه وبين دياب "أن "حزب الله" لا يتدخل وإذا لم تتشكل الحكومة اليوم راحت علينا". تدخل الرئيس بري. التقى دياب بحثا عن مخرج بزيادة عدد الوزراء إلى عشرين. وافق دياب. يوم الثلثاء 21 كانون الثاني عقد فرنجية مؤتمره الصحافي وهاجم باسيل وجشعه وحمله مسؤولية العرقلة على رغم أن الأجواء كانت تشير إلى الحلحلة. توجه الرئيس بري إلى قصر بعبدا للقاء الرئيس عون قبل أن يصل الرئيس المكلف. في هذا اللقاء تم وضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الحكومية التي لم يحصل فيها الحزب القومي على أي وزير يمثله على رغم وجود 3 وزراء حزبيين أو قريبين من الحزب. ولكن القرار كان قد اتخذ. في ذلك اللقاء تمت تسمية معظم الوزراء مع التوزيع الأخير للحقائب. ستة من العشرين يحملون الجنسية الأميركية من بينهم أحد وزراء "حزب الله" عماد حب الله الذي كان يشغل منصب عميد الجامعة الأميركية في دبي منذ أيار 2017 وهو كان درس في الولايات المتحدة الأميركية وتخرج من جامعاتها ويحمل عدة شهادات. وستة أيضاً يحملون جنسيات غربية غير أميركية. هذه الحكومة التي كانت تسمية رئيسها قيصرية وعملية تشكيلها قيصرية وسيكون حصولها على الثقة عملية شاقة وقيصرية ستلقى عليها مهمات شاقة وسيكون عليها إجراء عمليات إصلاح وإنقاذ قيصرية. فهل ستستطيع أن تعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله؟ وهل سيمكنها أن تتسلم المسؤولية بكل مسؤولية وتتحرر من سلطة من سموا رئيسها ومن شاركوا في اختيار الوزراء؟ وهل ستتمكن بسهولة من عبور حواجز حصولها على الثقة؟ يبقى أن الثقة ليست من مجلس النواب بل من الشارع ومن الإنجازات التي يمكن أن تتحقق وتحتاج إلى معجزات.

 

الملاعب عربية... واللاعبون غير عرب

جمال الكشكي/الشرق الأوسط/11 شباط/2020

كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء. سبقني صديقي الدبلوماسي، سفير إحدى العواصم العربية المهمة في القاهرة إلى مطعم شهير بحي الجيارة بمصر القديمة. جلس إلى طاولته، هاتفني ليخبرني بأنه موجود بالمكان. زحام المرور عرقل وصولي إليه مدة 12 دقيقة. صافحته بحرارة معتذراً عن تأخري، ثم جلسنا وهو يشيد بروح هذا المكان الذي يزوره للمرة الأولى. بينما أتجول بنظري باحثاً عن العاملين بالمطعم، باغتني الصديق الدبلوماسي قائلاً: إن الجالسين إلى الطاولات مهتمون بالكلام حول الأحداث السياسية بالمنطقة، وكأنهم يتحدثون عن مباريات كرة القدم. قلت له: معك حق، الأحداث متلاحقة؛ بل مخيفة، وملاعب العرب صارت سياسية. فرد متعجباً: «لكن اللاعبين غير عرب». تعلَّقت هذه الجملة بعقلي؛ لكني حرصت على أن تكون جلستنا بعيدة عن الكلام في هموم السياسة ودوامة العمل اليومية لصديقي الدبلوماسي. تبادلنا الحديث حول موضوعات أخرى تتعلق بالأحياء التاريخية في مصر، مثل التي كنا نجلس بها. انتهى اللقاء.

انطلق الصديق إلى حيث يذهب، بينما ظلت معي جملته: «اللاعبون غير عرب»؛ لأجدها نتيجة واقعية للأهداف التي تم تسديدها طوال العقدين الماضيين في شباك العرب. في مصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن، وأخيراً في الهم التاريخي المتعلق بدولة فلسطين. مدرب اللاعبين وضع خطة محكمة غير محددة بوقت.

حبس العالم أنفاسه انتظاراً لخطة السلام التي أعلنها الأيام الماضية الرئيس الأميركي دونالد ترمب. حانت الساعة الخامسة مساء بتوقيت غرينتش. لا نحتاج إلى دليل لإثبات التدخلات الخارجية. بقاموس الإرادة، فإن الأمل لا يزال قائماً؛ لكن تحقيقه يتطلب شروطاً قاسية، في مقدمتها وحدة الفلسطينيين. جغرافيا التاريخ تترقب بحذر رسم خريطة جديدة لجغرافيا المستقبل.

انفكت عذرية التطاول على المنطقة يوم 20 مارس (آذار) عام 2003، عندما سوَّق الرئيس الأميركي بوش الابن مبرراته أمام الرأي العام الأميركي لغزو العراق، تحت لافتات الخلاص من أسلحة الدمار الشامل، وتحرير الشعب العراقي. سقطت بغداد في أيدي الأميركان. تعرضت جدران العراق لهزات وزلازل لم يكن أحد يتوقعها. نهم النفوذ ضاعف من فرص بوش وحلفائه. الخسائر غير مسبوقة في تاريخ العراق وأميركا. ما فعله الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة، قاد المنطقة لمستقبل أكثر اشتعالاً.

القوات الأميركية غادرت الحرب عام 2011؛ لكن هذا لا يعني بالطبع أن أميركا خرجت من العراق، فهي رابضة في مواقع معلنة، وأخرى خفية، عندما أعلنت عن وجودها الخفي، أطلقت صواريخها بدقة شديدة تكشفها الوثائق مستقبلاً، لقتل رجل إيران القوي ورفاقه في العراق.

ثمة تاجر حرب كان بانتظار جني مكاسب الحرب الأميركية العراقية. انتهز الفرصة للدخول عنوة في صياغة القرار العراقي. اللاعب الفارسي صب الزيت على النيران المشتعلة. تصاعدت ألسنة اللهب الطائفي في سوريا تحت رسالة بعنوان «الصراع مستمر بلا موعد لنهايته». الشيء نفسه حدث في اليمن، فقد نجح الملالي في خلق أسوأ مشاهد كارثية لا تعرف الإنسانية، حسب تقارير الأمم المتحدة، هذا فضلاً عن أن «حزب الله» الذي يمثل أحد رؤوس الحربة الإيرانية في المنطقة، قد ترك بصمات صارخة للتأجيج وترسيخ ثقافة الدم داخل عدد من العواصم العربية. هذا المخطط تم تنفيذه بشراكة رئيسية كان جنرال الدم قاسم سليماني، صاحب حق إدارتها.

إذن، اللاعب الفارسي مستعيناً بنفوذ الملالي، سعى - ولا يزال - لاختطاف وتمزيق الهوية العربية لصالح مشروعه الفارسي. أشعل جنرالات الملالي فتيل الفوضى والتخريب باستخدام الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، وباتت عواصم عديدة عربية تفقد ملامحها وهويتها تدريجياً.

طرف خيط قديم يمتد بين الماضي والحاضر. الأهداف قديمة قدم استراتيجيتها. ما بين عام 1916؛ حيث «سايكس بيكو» الأولى، وبين ما تعيشه المنطقة الآن، ثمة وجوه لا يغفلها أكبر مؤرخي العالم، في مقدمتهم برنارد لويس، عراب التمزيق والتفتيت، وسيدة التقسيم الأولى كونداليزا رايس، مهندسة البنية التحتية لمشروع «الشرق الأوسط الجديد». كل شيء كان مستباحاً. المنطقة لا تمثل في عيونهم سوى خريطة ورقية يتم عرضها على طاولات أجهزة الاستخبارات العالمية لإعادة رسمها من جديد. واحد من جنرالات الهدم هو المستشار الأميركي بريجنسكي، الذي أوكل إليه ملف التخطيط لحروب المستقبل.

مقاولو الهدم يحتاجون دائماً إلى منفذين على مقاس المهمة المطلوبة. أميركا لن تجد من تمنحه ثقة التقسيم والهدم أفضل من تركيا وقطر، بتوقيع التنظيم الدولي لـ«الإخوان».

داخل غرف الاستخبارات العالمية، وقع العطاء على حفيد سلاطين الدم. تقدم إردوغان صفوف المهمة، واستدرك لاحقاً البحث عن مبررات توظيفه في هذا الدور. احتل جزءاً من الشمال العراقي (بعشيقة)، وشمال شرقي سوريا. ظن أنه بهذه الخطوات سيصبح الخليفة الجديد. حاول مراكمة قوى أخرى لدعمه بجانب البيت الأبيض. صافح الكرملين. واعتبر إردوغان نفسه اللاعب الرئيسي الذي يصعب الاستغناء عنه. خابت توقعاته بعد أن أدارت واشنطن ظهرها لأنقرة. شعر بالخزي أمام نظامه. فبحث عن مخرج جديد لإعادة تبييض وجهه. ذهب إلى الغرب الليبي، قيل إنها صفقة مقابل إدلب السورية بمعرفة الروس. التطورات تقول إن إردوغان صار كمن درس الرياضيات وأخطأ في الحساب، ففي أقرب فرصة سلمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى برلين، لتقول كلمتها أمام العالم. الواقع يشير إلى أن المنطقة العربية صارت مسرحاً لقوى خارجية لها امتدادات وتشابكات، وتحكمها صفقات، دون النظر إلى النتائج المتوقعة.

في ظل هذه النتائج، نحن في أمسّ الحاجة إلى أن تكون الملاعب السياسية عربية، ولاعبو السياسة أيضاً عرباً.

* كاتب مصري

 

فئة التيوس

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/11 شباط/2020

سوف يُذكَر وباء كورونا بعد القضاء عليه تحت عناوين كثيرة. وسوف تُدرَّس أعراضه ومسبباته وظروفه ومناخات نشوئه، وكيفية الوقاية منه وإيجاد لقاح له، تماماً كما عُثِرَ من قبل على الأوبئة الكارثية التي ضربت البشرية، مثل الجدري والكوليرا والهواء الأصفر والإنفلونزا، والتي ظهرت دائماً في بيئة ملوّثة بالأوساخ، التي هي سماد الجراثيم القاتلة والأمراض وقِصر الأعمار. ولم تتغيّر نسبة الأعمار في الجنس البشري، إلا مع ازدياد النظافة وأدواتها وتحسّن البيئة. لكن الدرس الأكثر أهمية للكارثة الصينية لن يكون طبياً ولا علمياً ولا غذائياً ولا استمرار شعب غير جائع في تناول حساء الخفافيش. الدرس سوف يكون في كيفية التوقّي من التيوس. وكيف للأمم أن تحمي نفسها من العقل الأقرب في تركيبه إلى عناد تيس الماعز الذي يجرّ القطيع خلفه إلى الحافات الخطرة، ولا يميّز العشب السام من العشب الصالح. حاول الطبيب لي وينليانغ تحذير سلطات ووهان من جرثومة تشبه وباء السارس، تهدد الولاية. لكن أحد تيوس المقاطعة أمره بالسكوت وعدم نشر الذعر، فكان أن انتشر كورونا وانتشر معه الموت في الصين وأنحاء العالم، وتكبّد الاقتصاد الصيني واقتصادات كثيرة أخرى ما يكفي لإطعام جوعى العالم. والاستغناء عن حساء الخفافيش، المعروفة أيضاً بالفئران الطائرة.

غباء مسؤول واحد أو أكثر يؤدي إلى كارثة عالمية. يكون الغباء أكثر ضرراً عندما يكون صاحبه أكثر عناداً. وفي أي حال، العاقل لا يمكن أن يكون عنيداً. العاقل يتمهّل ويصغي ثم يقرر. قال لي مرة ضابط بسيط من رجال الدرك إنه يفترض البراءة في جميع المعنيين، حتى الذين مائة في المائة يوقن بمسؤوليتهم الجرمية. كم من المؤسسات المالية الكبرى سقطت في التاريخ بسبب عناد مسؤول فيها. لكن المأساة وقعت. ولذلك قالت الحكمة المتوارثة عبر التاريخ «إن درهم وقاية خير من قنطار علاج». ولو أن الطبيب وينليانغ وقع على مسؤول من فئة العقلاء في ووهان لكان وفّر على بلاده ودولته ودول العالم مضاعفات القرار الوحيد الذي فكّر فيه ذلك التيس: إياك أن تخبر أحداً بالأمر، لا نريد نشر الذعر في ووهان. وكاد يكمل، نريد نشر الموت والهجرة الكبرى والعداء بين الناس، بحيث لا يعود الجار يقبل التحية من جاره. ولا نعرف إذا كان ذلك المسؤول لا يزال حياً. في العادة أمثاله يشنقون أنفسهم.

 

بعد فك العزل... ما هي أولويات ترمب في الشرق الأوسط؟

وليد فارس/عربية نت/11 شباط/2020

ملفات عدة يمكن التحرك عبرها شرط توافر فريق عالِم بشؤون المنطقة ويساعد الرئيس على الفوز بولاية ثانية

بعدما تمكن مجلس الشيوخ الأميركي من فك آلية العزل التي أتت بها الأكثرية الديمقراطية في مجلس النواب لمحاولة إطاحة الرئيس دونالد ترمب، يُطرح السؤال داخل الولايات المتحدة حول أولويات الإدارة الأميركية تجاه الشرق الأوسط في الأشهر المقبلة قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

السؤال الأول هو، هل يمكن لإدارة ترمب وعلى الرغم من تغلبها على سلاح العزل أن تتخذ قراراً استراتيجياً كبيراً أو عدة قرارات في ظل الوقت القصير الفاصل عن موعد الانتخابات الرئاسية؟ إذ إن قدرة الإدارة على تصميم الخطط وتغيير السياسات وتطبيق المشاريع خلال حملة الانتخابات الرئاسية أمر غير محسوم، ويرجح مراقبون متشائمون عدم اتخاذ واشنطن أي قرارات كبرى قبل الاستحقاق الرئاسي. أما السؤال الثاني المطروح في أروقة البيت الأبيض يتعلق باحتمال قيام الرئيس ترمب باتخاذ خطوات سريعة غير متوقعة في عدد من الملفات المفتوحة في الشرق الأوسط ليفاجئ الجميع وتحديداً خصومه السياسيين، بقدرته على تحقيق نتائج تسمح له بتعزيز أجندته في الانتخابات الرئاسية على أن يعمل على تنفيذ كامل لتلك الأجندة في حال فوزه بولاية ثانية.

انقسام داخلي

 الانقسام داخل فريق عمل ترمب ما بين الفريق الحكومي والفريق الانتخابي، في ما يتعلق باحتمال اتخاذ قرارات كبرى في السياسة الخارجية عامة والشرق أوسطية خاصة لم يُحسم بعد، فالذين يعملون في حملته الانتخابية لا يريدون للرئيس اتخاذ قرار قد يهدد مسار الحملة بحال فشله أو عرقلته، أما الفريق الآخر فيشجعه على المضي قدماً في المنطقة واتخاذ خطوات محسومة ومضمونة من شأنها تسجيل نقاط لمصلحته في الخطاب الانتخابي. فما هي الملفات التي بإمكان الرئيس الأميركي التقدم بها من دون حسمها، ولكن مع اتخاذ خطوات ناجحة في العالم العربي والشرق الأوسط.

اعتقد البعض أن طرح مشروع الحل الإسرائيلي - الفلسطيني قد يشكل بحد ذاته نقطة تعزز صورته في الانتخابات الأميركية، وربما في الشرق الأوسط، إلا أن قسماً آخر عالماً بالتعقيدات الداخلية في العالم العربي، لا سيما المعسكر المتحالف مع ترمب، يستبعد أن يتخذ حلفاء واشنطن العرب خطوات بسبب رفض القيادة الفلسطينية لخطة السلام الأميركية ومعها دول عربية عدة. فعلى الرغم من تشجيع عواصم عربية عدة على بدء مفاوضات مباشرة فلسطينية - إسرائيلية بغطاء عربي، لكن عامل الوقت غير كافٍ لقيام ديناميكية عربية - أميركية - فلسطينية - إسرائيلية قادرة على تخطي الحواجز القائمة بفعل الثقافة السياسية والتاريخية في المنطقة العربية على الرغم من الانقسام بين مؤيدي محور إيران ومناصري محور التحالف العربي. كما أن الوقت ضيق لتعبئة المعسكر المؤيد لترمب في أصعب ملف وهو الملف الفلسطيني، وعلى العكس فإن التقدم على محاور أخرى كالملف الإيراني أو مواجهة التطرف قد يشكل عاملاً مساعداً للحل الفلسطيني.

الملف الإيراني

 ويعتقد البعض أن إدارة ترمب قادرة على المضي قدماً في الملف الإيراني باتجاه دعم المعارضة الإيرانية بأشكال مختلفة، مما لا يعرّض الإدارة في واشنطن لأي تحد أكبر بمواجهة الإيرانيين، لأن الوقوف إلى جانب المعارضة "لا يكلّف شيئاً"، على حد تعبير متخصصين في هذا الملف. ويبدو أن الإدارة قادرة في الأشهر المقبلة على العمل بشكل أفضل في ما يتعلق بإيران مع الأخذ في الاعتبار أن هناك مطباً وهو أن تتحرك الانتفاضة داخل إيران في اتجاه غير محسوب، ما يدفع النظام الإيراني إلى الدخول في مشروع إلهاء خارج إيران، أو عملية قمع كبرى في الداخل، وسيشكل ذلك في كلا الحالتين مشكلةً إضافيةً لا تملك الإدارة قدرةً على حسمها قبل الانتخابات، بالتالي يذهب الرئيس المرشح إلى خوض الاستحقاق الرئاسي مع ثغرة مفتوحة على الجبهة الإيرانية يستخدمها خصومه السياسيون ضده.

العراق وسوريا

الملف الآخر هو العراق، حيث يملك ترمب حافزاً، فالتظاهرات مستمرة والقوات الأميركية موجودة بقوة وتقوم بتحركات محدودة ضد ميليشيات إيران، وقد تكون هناك ثغرة يمكن من خلالها للإدارة إنجاز تغيير أسرع على الأرض، يسمح بوضع ضغط أكبر على الميليشيات العراقية ويفتح الباب أمام تمدد الاحتجاجات مع احتمال عدم تمكن السلطة المدعومة من الميليشيات من إنهاء الانتفاضة الشعبية، وهذا أمر يمكن لواشنطن القيام به ولكن في الوقت ذاته هناك احتمال يدور حول عدم تمكن واشنطن من استكمال هذا العمل الهندسي الدقيق داخل الدولة العراقية قبل نوفمبر المقبل، فعامل الوقت مهم جداً.

في سوريا، التوازن قائم بين غرب البلد الواقع تحت سيطرة نظام الأسد والقوات الإيرانية والدعم الروسي، والشمال الحدودي الواقع تحت سيطرة تركيا، والشرق حيث تسيطر الولايات المتحدة وحلفاؤها الأكراد، وحالة الـ"ستاتيكو" ثابتة مع تغيّر وحيد قد يكون في إدلب، والسؤال هنا هو، هل بإمكان الإدارة القيام بأي تحرك في سوريا لتحسين الأوضاع؟ الاحتمال موجود أولاً عبر قدرتها على تحسين ميزان القوى لصالحها على الأرض وتخفيف الخطر الإيراني وتعزيز وضع حلفائها، وفي الوقت ذاته، في حال حصلت مواجهة مع الأطراف الأخرى (النظام والإيرانيين) فهناك خطورة من عدم التمكن من ضبط الأوضاع خلال فترة الانتخابات.

لبنان وليبيا

من جهة أخرى، طرح البعض الملف اللبناني كباب يمكن لترمب التقدم من خلاله، عبر تعزيز قدرات الجيش ودعم المحتجين لكسب بعض النقاط ضد حزب الله وحلفائه في الحكومة. وهذا أمر ممكن ولكن هناك مخاطر تكمن في عدم تمكن حلفاء واشنطن على الأرض من التحرك بالسرعة المطلوبة وفي الاتجاه الصحيح، فينقلب الدعم الأميركي إلى عملية تقدم لمصلحة حزب الله. الملف الليبي يدخل أيضاً ضمن المعادلة التي يمكن لإدارة ترمب التحرك عبرها، من خلال دعم التحالف العربي للتقدم بوجه الميليشيات، لا سيما بعد تكاثر المسلحين المتطرفين الذين نُقلوا من شمال سوريا إلى غرب ليبيا والعاصمة طرابلس، ما قد يحفز واشنطن على مساعدة أوروبا على تقليص وجودهم بوسائل مختلفة، لكن التحدي هنا ليس في التنفيذ وإنما في اتخاذ القرار في واشنطن، إذ إن إدارة ترمب كشفت أنها لم تتخذ قراراً كبيراً حيال السياسة التركية في سوريا وليبيا، وإذا قرر البيت الأبيض قيادة المواجهة ضد المتطرفين على أساس ارتباطها بتنظيمات مدرجة على لوائح الإرهاب الأميركية فسيؤثر ذلك في العلاقة العامة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب أردوغان، وهذا أمر لم يُحسم بعد. في الخلاصة، يشير التحليل إلى أن هناك ملفات عدة بالفعل بإمكان إدارة ترمب تحقيق تقدم فيها من دون حسمها نهائياً في الأشهر التسعة المقبلة، والموضوع سيُحسم على أساس وجود خطط متكاملة والأهم وجود فريق عمل يحيط بترمب عالِم بالتحديات في الشرق الأوسط وهذا أمر لا نملك إجابة عنه، إذ أن ترمب الخارج من أزمة العزل لا يزال في بداية عملية هيكلة الدوائر المحيطة به وهذا أمر يستهلك وقتاً، وهو يريد استخدام الوقت الأكبر في السياسة الداخلية والحملة الانتخابية. إذاً العامل الحاسم للسؤال الذي طرحناه هو وجود فريق داخل إدارة ترمب يوفر له تحقيق هذه الانتصارات المحدودة في السياسة الخارجية ويساعده على إعادة انتخابه مع نهاية 2020.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري في افتتاح الجلسة: المجلس سيبقى للجمع وليس للفتنة والمطلوب من الحراك ان يبرر لنا وللقضاء هل يرضى بالاعتداءات

وطنية - الثلاثاء 11 شباط 2020

ألقى رئيس مجلس النواب مداخلة في مستهل جلسة مناقشة البيان الوزاري ومنح الثقة للحكومة، فقال: "ان هذا المجلس سيبقى للجمع وليس للفتنة ولن ننجر الى الفتنة على الاطلاق، واليوم مطلوب من هذا الحراك ان يبرر لنا وللقضاء هل يرضى بالاعتداءات التي حصلت على قوى الجيش وقوى الامن، والاعتداء الذي طاول النائب سليم سعادة وسيارات النواب والوزراء". اضاف: "قبل ان أبدأ بالمناقشة ونبدأ معا مناقشة البيان الوزاري، أود ان اؤكد أمرا أو أعيد الكرة على أمر، اننا أبدينا جميعا بدون استثناء الحرص على الحراك الحقيقي وتنفيذ مطالبه، من الدعوة الى المجلس، الدعوة الاولى أواخر عام 2019 والتي حيل دون انعقادها، واليوم مطلوب من هذا الحراك ان يبرر لنا وللقضاء هل يرضى بالاعتداءات التي حصلت على قوى الجيش وقوى الامن بالامس القريب والامس البعيد واليوم تحديدا، حيث طالت اضافة الى التكسير والاعتداء وتكسير اكثر من خمس سيارات تابعة للسادة النواب، عدا عن سيارات عدد من الوزراء والادهى من هذا الاعتداء على حياة الزميل الكريم النائب سليم سعادة، الذي يخضع منذ اكثر من ساعة ونصف الى عملية تقطيب في الوجه وفي الرأس، جراء الاحجار التي انهالت عليه، والحمد لله الان اطمأنيت ان عينه سلمت، وكان وافدا الى المجلس ولم يستطع الاكمال. بإنتظار موقفكم ايها الحراك الحقيقي، ان هذا المجلس سيبقى للجمع وليس للفتنة ولن ننجر الى الفتنة على الاطلاق". وتابع: "أتمنى على السادة الزملاء، رغم علمنا جميعا بما ينص عليه النظام الداخلي، ولكن نظرا لما تعلمون ونعلم، أتمنى من السادة المناقشين، نصف ساعة اذا كانت الكلمة ارتجالية وربع ساعة اذا كانت مكتوبة. وأتمنى على كل كتلة بدءا من كتلة "التنمية والتحرير" ان تكتفي بحد اقصى بكلمة واحدة او كلمتين". وأعلن استمرار الجلسة حتى الساعة الرابعة من بعد الظهر، وقال: "سأرفع الجلسة من الساعة الرابعة الى الساعة السادسة، الله يعينني "جايبلكم سندويشات" في هذه الفترة، وبعدها من الساعة السادسة الى ما شاء الله حتى ننتهي اذا أمرتم".

وقال الرئيس بري: افتتحت الجلسة في حضور 67 نائبا، والآن 68 وليس كما قيل للأسف".

 

دياب في ختام جلسة الثقة: إذا أفلتت كرة النار من يد هذه الحكومة فلن يكون أحد بمنأى عن خطرها وحريقها

وطنية - الثلاثاء 11 شباط 2020

رد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب على مداخلات النواب خلال جلسة الثقة وقال في ختام الجلسة المسائية: "دولة الرئيس، السادة النواب، إسمحوا لي أن أتحدث إليكم، وإلى اللبنانيين، كل اللبنانيين، في كل المناطق، من الشمال إلى الجنوب، ومن السلسلة الشرقية إلى البحر، بشفافية، وصدق، وبالحقائق... هذه الحكومة هي السلطة التنفيذية، لكنها حكومة غير مسيسة، وإن كان لبعض وزرائها هوى سياسي، لكنهم جميعا ينسجمون مع الإطار العام الذي وضعته منذ اليوم الأول لتكليفي". أضاف: "هذه الحكومة، مهما تكاثرت الإتهامات، هي حكومة إختصاصيين غير حزبيين. ولأننا كذلك، فقد أخضعنا أنفسنا لمعمودية صعبة كي نتمكن من حل معادلة معقدة. نحن نطلب الثقة من مجلسكم الكريم، لكن قلوبنا في الخارج، تنبض إلى جانب مطالب الناس الذين نحن منهم. ونحن نتبنى مطالب الإنتفاضة - الثورة التي أحدثت زلزالا في البلد، لكن عيوننا عليكم تنتظر ثقتكم. إنها معادلة غريبة فعلا. لكن السؤال كان يراودنا دوما: كيف نحصل على الإثنين معا؟ تبين لنا سريعا أن لا أحد يستطيع إلغاء أحد. للنواب شرعيتهم التمثيلية ومكانتهم وموقعهم ودورهم، بما يمثلون سياسيا وشعبيا، وحصلوا على ثقة الناخبين، وهم - دستوريا - يمثلون الشعب اللبناني تحت قبة البرلمان. وللانتفاضة - الثورة مشروعيتها وتأثيرها وجمهورها، وانتزعت ثقة بحضورها الفاعل، وهي - شرعيا - تمثل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني".

وتابع: "لا أحد يستطيع الطعن بشرعية النواب المنتخبين من قبل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني. ولا أحد يستطيع الطعن بمشروعية الإنتفاضة التي تمثل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني أيضا. هنا تكمن المعادلة المعقدة: كيف يمكن إيجاد توليفة بين الإثنين معا؟ هنا جمهور وهناك جمهور. لا يختلفون كثيرا، لكنهم بالتأكيد يحملون الهوية ذاتها، وما يصيب البلد يصيبهم جميعا... ومع ذلك، وقف كل في ساحته وكأنه نقيض الآخر. في الواقع، المعادلة أبسط مما تبدو عليه بكثير، فالشعب واحد وإن اختلفت أهواؤه السياسية، لكن حاصل القسمة بين اللبنانيين هو الإنهيار".

وقال: "لولا انتفاضة اللبنانيين في 17 تشرين الأول، لما كانت هذه الحكومة. ولذلك، فإن هذه الحكومة محكومة، قناعة وواقعا، بحمل مطالب اللبنانيين، وإطلاق مسار الإنقاذ، فالتحديات التي تواجه البلد تكاد تكون كارثية، بينما القدرة على تجاوزها هشة، نتيجة الخسائر المتراكمة في البلد على كل صعيد، وخصوصا على الصعيد المالي".

أضاف: "إن لبنان يمر في مرحلة عصيبة جدا، وهي غير مسبوقة، وعبور هذه المرحلة بأمان، هو أمر أقرب إلى المستحيل من دون قوة دفع خارجية بالإضافة إلى القوة الداخلية. وبما أن بعض الخارج منشغل عنا، أو يدير ظهره لنا، أو يحاسبنا على الخطايا التي ارتكبت خلال عقود، فإن القوى السياسية الداخلية والحراك الشعبي وكل فئات الشعب اللبناني، معنيون جميعا بتأمين قوة دفع ليتمكن لبنان من تجاوز الأخطار الكبيرة المحدقة به. ولذلك، فإن الحكومة ستعمل على إدارة تشاركية مع مكونات المجتمع اللبناني كافة، من أجل السير في طريق الإنقاذ".

وتابع: "كرة النار تتدحرج بسرعة، وتحاول هذه الحكومة وضع عوائق أمامها لوقفها، وإخمادها، وبالحد الأدنى لتخفيف إندفاعتها ووهجها. إذا أفلتت كرة النار من يد هذه الحكومة، فإن ألسنة النار ستتطاير في كل إتجاه، ولن يكون أحد بمنأى عن خطرها وحريقها. إذا إنزلقت كرة النار من يد هذه الحكومة، فلن ينفع بعدها الحديث عن خطة كهرباء، ولا عن إصلاح، ولا عن محاربة فساد، ولا عن مصارف، ولا عن رواتب، ولا عن موازنة، ولا عن خطط وبرامج... نحن في هذه الحكومة ندرك جيدا ماذا نواجه، ونعلم جيدا أن تحملنا هذه المسؤولية ليس تشريفا، وإنما هو تكليف بمسؤولية وطنية. ولذلك فإن الحكومة ستواجه التحديات بصلابة، وخطة ومنهجية. لا أحد منا في هذه الحكومة يريد منافسة نائب أو زعيم، إطلاقا، كل ما نريده هو الإنقاذ. نحن آتون لخدمة الناس وحل مشاكلهم، وسنعمل لكل لبنان، ولكل اللبنانيين: من عكار إلى الناقورة، ومن بعلبك والهرمل وزحلة والبقاع الغربي وراشيا، إلى طرابلس والضنية والمنية وزغرتا والكورة وبشري والبترون، ومن الشوف إلى عاليه وبعبدا والمتن وجبيل وكسروان، إلى حاصبيا ومرجعيون والنبطية وبنت جبيل وصور وصيدا وجزين".

وقال الرئيس دياب: "علينا أن نتصارح ونعترف أن خطر السقوط ليس وهما، بكل أسف، نحن نريد انتشال البلد، لكننا لا نستطيع القيام بهذه المهمة الإنتحارية إذا كان الواقفون خلفنا يتحينون الفرصة لدفعنا إلى الهاوية من دون حبل إنقاذ. إذا نجحنا يا دولة الرئيس لا نريد أوسمة ولا تصفيقا ولا تمجيدا ولا نصبا تذكارية. ليست هذه غايتنا، نحن لا نريد شيئا لأنفسنا، لكن لنا مصلحة في أن ننجح بإنقاذ لبنان. نعم يا دولة الرئيس، نحن قلقون على لبنان الغد، وقلقون أكثر أن البعض لا يتعامل مع المخاطر بمسؤولية، بينما المطلوب من الجميع، ومن دون إستثناء، المساهمة في عملية الإنقاذ".

أضاف: "ليست هذه الحكومة هي التي أوصلت البلد إلى هذا الوضع الخطير، على العكس، وزراء هذه الحكومة قرروا خوض هذه التحديات لأنهم يريدون إنقاذ لبنان. كل واحد منهم يضع نفسه وكفاءته وخبرته في خدمة مشروع الإنقاذ. وبعد ذلك سنذهب إلى بيوتنا من دون منة، لأننا مقتنعون أن ما نقوم به هو خدمة علم، لخدمة الوطن والشعب اللبناني".

وتابع: "على مدى ساعات، استمعنا إلى مداخلات السادة النواب. بعضها أنصفنا، وبعضها نصحنا، وبعضها حاسبنا وكأننا في الحكم منذ ثلاثين سنة، سامحهم الله. لكن، هل يعقل أننا لم نسمع مصارحة واقعية لأسباب ما وصلنا إليه؟ هل يعقل أن البلد في حالة انهيار، وليس هناك أحد يجرؤ على تحمل المسؤولية، ولو جزئيا، أو أخلاقيا، أو بحكم موقع المسؤولية؟ على كل حال نحن لا نريد الدخول في سجالات سياسية مع أحد، فقط اتركونا نعمل. لا نريد الرد على كل ما قيل من كلام يضخ التشاؤم، لأننا نريد بث التفاؤل، مهما كانت التحديات صعبة. همنا الآن كيف نحمي أموال الناس في المصارف، وكيف نستطيع تغيير واقع علاقة الناس مع المصارف وسقف سحوباتهم. همنا كيف نحافظ على الاستقرار النقدي. همنا كيف نضبط أسعار السلع والمواد الغذائية. همنا كيف نؤمن الأدوية وحليب الأطفال. لا يمكننا أن نتفرج على ما يحصل، وسنعمل بالتأكيد لمعالجة هذه الهموم".

وأردف: "نريد الحفاظ على المال العام، والموجودات من العملات الأجنبية، وأموال المودعين، لا سيما في المصرف المركزي، من أجل خدمة أولويات الناس من المواد الغذائية والأدوية والمواد الطبية والقمح والمحروقات، وقد أبلغنا حاكم مصرف لبنان هذه الثوابت. لم ننتظر الثقة لمعالجة هذا الموضوع، وندرس جميع الاحتمالات المتعلقة باستحقاقات سندات اليوروبوند على لبنان لهذه السنة". وختم: "إن منحتمونا الثقة، فنحن سنبذل ما يفوق طاقاتنا من أجل وضع لبنان على مسار الإنقاذ، وحماية اللبنانيين من المخاطر الكبرى. نطلب الثقة من مجلسكم الكريم، ونطلب أيضا دعمكم، ومؤازرتكم، لأن مهمتنا صعبة جدا وتحتاج إليكم جميعا، وإلى اللبنانيين، كل اللبنانيين. نسأل الله التوفيق، والخيرة في ما اختاره الله".

 

بيان حكومة مواجهة التحديات: ظرف استثنائي يحتاج الى تضافر جهود الجميع لمواجهة المرحلة

وطنية - الثلاثاء 11 شباط 2020

تلا رئيس مجلس الوزراء حسان دياب في جلسة منح الثقة للحكومة في مجلس النواب البيان الوزاري الآتي نصه:

"تتقدم حكومتنا من السيدات والسادة النواب بالبيان الوزاري وبطلب نيل الثقة، فيما نحن وأنتم نواجه اعتراضا شعبيا لا تنفع المكابرة في التعاطي معه.

مخطئ من يعتقد أنه سينجو من أي انهيار للاقتصاد ومن غضب الناس. فلنتواضع جميعا ولنعترف بأن استعادة الثقة تكون بالأفعال لا بالوعود، استعادة الثقة مسار طويل يتطلب مصارحة الناس بالحقيقة ويحتاج إلى إنجازات ملموسة.

إن لبنان يواجه أزمات اقتصادية ومالية واجتماعية ومعيشية وبيئية خانقة ومصيرية، بطالة جامحة وفقرا مدقعا وانهيارا وتهديدا للبنى التحتية والخدمات الأساسية وتهديدا مباشرا للناس في صحتهم ورواتبهم وسكنهم ولقمة عيشهم. لقد مر لبنان في الأعوام الأخيرة بأزمات وتحديات كبيرة تراكمت حتى أوصلتنا الى أزمة مأسوية. ولأنها كذلك، تستدعي منا مراجعة عميقة للأسباب التي أدت الى هذه الأزمة. كما تستوجب أيضا اتخاذ خطوات بعضها مؤلم ضمن خطة إنقاذ شاملة متكاملة. ولأننا في مرحلة استثنائية، مصيرية وخطيرة للغاية، ورثناها كحكومة، تماما كما ورثها الشعب اللبناني بجميع أبنائه، سواء المحتجون في الساحات أو الذين التزموا منازلهم وفي المهجر، فإننا وانطلاقا من الحس الوطني، وافقنا على تسلم هذه المهمة في ظروف ندرك حجم مخاطرها ودقتها.

ولأن اللبنانيات واللبنانيين عبروا عن غضبهم بوضوح وجرأة منذ 17 تشرين الأول 2019، وطالبوا بحقوقهم، توصلنا إلى تعهدات والتزامات واردة في بياننا الوزاري. إن المتطلبات والإصلاحات التي نعيها ونلتزمها هي نابعة بالأساس من مطالب اللبنانيات واللبنانيين، بالاضافة الى تلك التي تتوقعها الدول المانحة ولا سيما تلك التي يشملها مؤتمر سيدر (CEDRE) فضلا عن التقارير والدراسات المتخصصة لشتى القطاعات، آملين أن تثبت خطتنا هذه دعائم الثقة لدى الشعب اللبناني، والمستثمرين والمودعين والمغتربين، والدول الصديقة والمانحة.

يرتكز بياننا الوزاري على برنامج عمل يتضمن خطة طوارىء إنقاذية، وسلة إصلاحات محورها ورشة إصلاح قضائي وتشريعي ومالي وإداري، ومكافحة الفساد ومعالجات في المالية العامة تواكبها إجراءات اقتصادية تحفز الانتقال من اقتصاد ريعي الى اقتصاد منتج، بالإضافة الى تمتين شبكة الأمان الاجتماعية. وفي هذا الإطار، يمكن الاستعانة بالخطة الاقتصادية التي أعدها المكتب الاستشاري ماكنزي بالاضافة الى أفكار ودراسات أعدها اختصاصيون آخرون. ولا يمكن لأي خطة انقاذية أن تنجح ما لم نقم بخطوات عملية منها خفض الفائدة على القروض والودائع وذلك لإنعاش الاقتصاد وخفض كلفة الدين.

إننا ملتزمون بسرعة تنفيذ هذه الخطة، إذ أن كل يوم يمر من دون المضيِ في التنفيذ، يكلف البلد وناسه المزيد من الخسائر والأضرار وقد نصل الى الانهيار الكامل الذي سيكون الخروج منه صعبا إن لم نقل شبه مستحيل. ولذلك، نشعر أنه من واجبنا مصارحة الشعب اللبناني بأن ما سنقترحه من خطوات مصيرية وأدوات علاج قد يكون بعضها مؤلما، لكن سنعمل جاهدين ألا يطال الطبقات من ذوي الدخل المحدود.

إننا نعتزم العمل على أن نكون:

- حكومة تلتزم أن تعمل لتخدم لبنان وشعبه واقتصاده.

- حكومة مستقلة عن التجاذب السياسي تعمل كفريق عمل من أهل الاختصاص، وتلتزم أمام الشعب اللبناني تنفيذ برنامجها بكفاءة وتعاون وتمتنع عن الممارسات والمناورات التي تعطل عملها.

- حكومة تعتبر أن الكثير من مطالب الحراك، هي ليست فقط محقة، بل هي ملحة وفي صلب خطتها.

- حكومة نزيهة وشفافة تتواصل مباشرة مع جميع المواطنين، وبخاصة مع الحراك، وتتعهد الالتزام والاستجابة لآليات المساءلة والمحاسبة من خلال الرقابة البرلمانية والقضائية والإدارية والشعبية. فلا وساطة ولا محاصصة ولا مراعاة على حساب القانون والمصلحة العامة. ولن نسمح باستباحة المال العام أو الأملاك العامة بما فيها المشاعات والأملاك البحرية والنهرية أو أي هدر كان.

- حكومة يتعهد وزراؤها بأنهم سيلتزمون تنفيذ خطتها وسيعملون دون كلل لإنجاحها.

- حكومة يدرك وزراؤها مبادئ سيادة الدولة وفصل السلطات وتداول السلطة، ورؤيتهم غير الطائفية تنسجم مع مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية.

- حكومة تستكمل إصدار النصوص التطبيقية للقوانين النافذة وعددها 41.

- حكومة ملتزمة حماية حق التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي واحترام حقوق الإنسان. وهي في المقابل، تلتزم أيضا القيام بواجبها بدعم القوى العسكرية والأمنية المولجة حفظ الأمن والنظام العام، والتنسيق الدائم بين الأجهزة الأمنية والعسكرية.

- حكومة تلتزم وضع خطة طوارئ قبل نهاية شهر شباط الحالي لمعالجة حاجات الناس الطارئة والمزمنة ومواجهة الاستحقاقات والتحديات الداهمة. كما سنلحقها بخطة إنقاذ شاملة متكاملة بالتعاون مع المؤسسات الدولية في المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية والبيئية.

دولة الرئيس،

حضرة النواب الكرام،

إن الخطة المتكاملة ستشمل، على سبيل التعداد لا الحصر، مشاريع قوانين وإجراءات مجدولة على مراحل ثلاث: الأولى تمتد حتى 100 يوم، الثانية تمتد حتى السنة والثالثة تمتد حتى ثلاث سنوات.

أولا: في الإصلاحات

تنطلق المرحلة الاولى خلال الـ 100 يوم من تاريخ نيل الثقة وتتضمن التالي:

1 - في الإصلاحات القضائية واستقلالية القضاء وفعاليته

- إنجاز القوانين المتعلقة باستقلالية القضاء والتنظيم القضائي، وذلك من منظور شامل ومتكامل، بحيث لا تقتصر فقط على تحصين استقلالية القضاء والقضاة، بل تتناول أيضا النواحي المتعلقة بشفافية القضاء وفعاليته ونزاهته والهيئات المشرفة عليه، والعمل على إقرارها.

- إصدار مرسوم التعيينات والتشكيلات القضائية التي تعد من مجلس القضاء الأعلى، بما يراعي المعايير الموضوعية المقرة منه لا سيما الكفاءة والنزاهة والانتاجية وليس المحاباة والمحاصصة.

- تفعيل دور هيئة التفتيش القضائي بمقدراته البشرية والتقنية لإجراء التنقية الذاتية للجسم القضائي ومراقبة حسن سير العدالة ومدى التزام المحاكم المهل القانونية وتسريع الفصل في القضايا العالقة أمام المحاكم.

- التنسيق مع النيابة العامة التمييزية لوضع سياسة جزائية عامة، يتم على أساسها إعطاء توجيهات الى النيابات العامة كافة، وترتكز بصورة خاصة على:

أ - حماية الحريات العامة والحقوق الأساسية، لا سيما حق التعبير والتظاهر، مع منع التعدي على الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة.

ب - استبعاد التوقيف الاحتياطي بحيث يتم حصره في حالات الضرورة القصوى.

- التحفيز على العقوبات البديلة عن عقوبة السجن.

- حض النيابات العامة المختصة وكافة أجهزة إنفاذ القانون على تحريك وملاحقة الملفات المتعلقة بالجرائم التي تعتريها شبهة فساد ولا سيما الجرائم المالية والبيئية والعقارية ونشر جميع القرارات الصادرة عنها.

- وضع مخطط توجيهي لتحسين أوضاع السجون والسجناء عبر تخفيف الإكتظاظ، إضافة الى العمل على تسريع المحاكمات ووضع أطر فعلية تحد من التوقيف الاحتياطي ومعالجة وضع السجناء الذين أنهوا مدة محكوميتهم والموقوفين الذين أنهوا مدة توقيفهم الإحتياطي.

- إعداد مشروع قانون يعدل ويعيد النظر في القانون رقم 45 تاريخ 21/8/2017 حول معالجة مخالفات الأملاك العامة البحرية وإعادة النظر بالمراسيم المتعلقة بإشغال أملاك عامة بحرية وكل الأملاك العامة والأملاك البلدية الخاصة والتي لا تتوفر فيها شروط الترخيص أو غير مطابقة للقوانين المرعية الإجراء، وتنفيذ الأحكام التي صدرت استنادا الى أحكام القانون النافذ.

- متابعة عملية المكننة في المحاكم والإدارات المعنية.

2 - في مكافحة الفساد (تبدأ خلال المرحلة الأولى وتمتد الى المرحلة الثانية)

- إقرار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والإسراع بتنفيذها كما وتعيين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وإعطائها القدرات للقيام بمهامها.

- إصدار المراسيم التطبيقية لقانون حق الوصول إلى المعلومات وقانون حماية كاشفي الفساد.

- إنجاز مشروع قانون لمكافأة الذين يبلغون بمستندات ومعلومات جدية وذلك بعد استرداد الأموال التي اكتسبت أو حولت بشكل غير شرعي.

- إنجاز و/أو تعديل، بالتعاون مع المجلس النيابي، مشاريع القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد في القطاعين العام والخاص، وبصورة خاصة: الإثراء غير المشروع، تعزيز الشفافية، رفع السرية المصرفية والتصريح عن الذمة المالية لموظفي الدولة.

- تعزيز دور هيئات الرقابة.

- تعديل المادة 13 من قانون أصول المحاكمات الجزائية بما يسهل منح الأذونات بملاحقة الموظفين في القطاع العام.

- متابعة التحقيقات واتخاذ الاجراءات اللازمة بخصوص الأموال التي حولت إلى الخارج قبل وبعد 17 تشرين الأول 2019 والتأكد من مدى انسجامها مع القوانين المرعية الإجراء ومن مصادرها.

- دعوة الجهات المانحة للكشف عن الأموال المنهوبة واسترجاعها والاستعانة عند الاقتضاء بمؤسسات متخصصة لتقفي أثر هذه الأموال.

3 - في البرامج والخطط المقرة (تبدأ خلال الـ 100 يوم وتمتد الى المرحلة الثالثة)

- في مسار مؤتمر سيدر

أ - نلتزم "رؤية الحكومة اللبنانية للاستقرار والنمو وفرص العمل" التي أقرت في مؤتمر سيدر والتي تضمنت الإصلاحات المالية والهيكلية والقطاعية.

ب - نلتزم دراسة وتنفيذ المشاريع التي وردت في برنامج الإنفاق الاستثماري (CIP) بعد وضع الأولويات الواضحة لها وإنجاز آلية رقابة فعالة.

ج - نلتزم إنشاء لجنة وزارية (Inter-Ministerial Committee) برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزراء المال والاقتصاد والتجارة والصناعة والبيئة ووزير الأشغال العامة والنقل لمتابعة التنفيذ الفعال والشفاف لما ورد في مؤتمر سيدر من إصلاحات ومشاريع، ويدعى اليها الوزراء والإدارات المختصون عندما تدعو الحاجة.

- في الورقة الأولية للإجراءات والتدابير الإصلاحية والمالية والاقتصادية

أ - تقوم الحكومة بمراجعة "الإجراءات والتدابير الإصلاحية والمالية والاقتصادية" التي صدرت بموجب قرار مجلس الوزراء الرقم 1 تاريخ 21/10/2019.

ب - التنفيذ التدريجي للبنود التي يتم التوافق عليها من الحكومة.

- في المشاريع الممولة من الدول والمؤسسات المانحة

أ - تسريع تنفيذ المشاريع الممولة من الدول والمؤسسات المانحة وإخضاعها للرقابة وفقا للأصول.

ب - إجراء إصلاحات جذرية على مراحل عدة تبدأ خلال المئة يوم الأولى من تاريخ نيل الثقة وتمتد الى المرحلة الثانية والثالثة.

4 - في الموضوع المالي والنقدي والمصرفي (تبدأ خلال الـ 100 يوم وتمتد الى المرحلة الثالثة)

غني عن القول أنه لا يمكن لخطة الحكومة الانقاذية أن تنجح ما لم ترتكز على معطيات ومعلومات كاملة وشاملة وذلك بعد إجراء، وبأسرع وقت، جردة مدققة للوضع المالي بما فيه الموجودات والمطلوبات كما وللوضع النقدي والمصرفي.

- في تصحيح المالية العامة

من صلب خطة الإنقاذ الشاملة، وضع خطة مالية عامة متوسطة الأجل لضبط الاختلالات المالية ووضع العجز للناتج المحلي في منحى تراجعي، على أن تتناول هذه الخطة التدابير الآتية:

أ - في الإيرادات العامة

إجراء إصلاحات ضريبية تعتمد على تحسين الجباية وعلى الإجراءات التالية:

- مكافحة التهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية.

- مكافحة التهرب الضريبي وتحفيز الجباية وملاحقة الشركات والأفراد المكتومين.

- إصلاح النظام الضريبي باعتماد الضريبة التصاعدية الموحدة على مجمل المداخيل.

- اعتماد مبدأ الصحن الضريبي الموحد للأسرة.

- إقرار الشباك الموحد للتصريح الضريبي.

- زيادة الضريبة التصاعدية على الدخل للمداخيل العليا.

- التشدد في توافق البيانات المالية المقدمة من المؤسسات الى البنوك كمستندات لطلب قرض مع تلك المقدمة الى السلطات الضريبية.

ب - في النفقات العامة

إعادة هيكلة القطاع العام، من خلال إجراءات محددة نذكر منها:

- مكافحة الهدر في الدراسات والاستشارات والمصاريف التشغيلية.

- استكمال احصاء العقارات والمباني التي تشغلها المؤسسات والإدارات العامة تمهيدا لإعادة النظر في جدواها وقيمة إيجاراتها وتوزيعها على الوزارات والمؤسسات العامة بحسب الحاجة.

- بدء الإجراءات لإصلاح و/أو دمج و/أو إلغاء عدد من المؤسسات العامة والوزارات والمجالس والصناديق والهيئات العامة غير الضرورية أو ذات الفعالية الضعيفة وتشديد الرقابة عليها.

- إصلاح النظام التقاعدي في القطاع العام.

- دراسة أحجام الإدارات العامة والأسلاك العسكرية والأمنية.

ج - في ضبط الدين العام وخدمته

- وضع خطة لخفض خدمة الدين من خلال التعاون بين وزارة المال ومصرف لبنان والمصارف لتحقيق خفض ملموس في معدلات الفوائد على توظيفات المصارف لدى مصرف لبنان وفي سندات الخزينة، بشكل ينعكس إيجابا على إدارة السيولة والاقتصاد ويخفف العبء على المالية العامة.

- العمل على خفض الدين العام باتخاذ عدة تدابير، منها السعي إلى تشركة بعض القطاعات العامة ذات الطابع التجاري والاعتماد على مشاريع شراكة بين القطاعين العام والخاص.

في معالجة الأزمة النقدية والمصرفية

سنتابع مع السلطات المختصة والمسؤولة، وبالتحديد مع مجلسكم الكريم ومع مصرف لبنان، اتخاذ الإجراءات الضرورية والعمل على إعداد مشاريع القوانين عند الضرورة للتوصل إلى:

‌أ. وضع الآليات المناسبة والضرورية من قبل السلطات المختصة في سبيل:

- حماية أموال المودعين، لا سيما صغارهم، وتنظيم علاقة المصارف مع عملائها منعا لأي استنسابية. ومنها تنظيم سحوبات العملاء وتأمين التحويلات المالية للمرضى والطلاب اللبنانيين في الخارج.

- المحافظة على سلامة النقد.

ب - استعادة استقرار النظام المصرفي من خلال اتخاذ مجموعة من التدابير منها: تعزيز رسملة المصارف بواسطة ضخ سيولة نقدية، استعمال المصارف لإحتياطاتها، معالجة تعثر القروض، إعادة هيكلة القطاع المصرفي وبيع المصارف استثماراتها في الخارج.

ج - العمل للحد والخفض الملموس على فوائد القروض ومنها قروض المؤسسة العامة للإسكان ومصرف الاسكان والودائع في القطاع الخاص سواء على الليرة اللبنانية أو الدولار الأميركي، في إطار دعم القطاعات الإنتاجية ومن ضمنها قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة.

- في معالجة الخلل في ميزان المدفوعات

أ - تشجيع الصادرات من خلال آليات دعم الصناعات المحلية والزراعية والخدمات إضافة الى إجراءات ضريبية استثنائية ومنها رسوم نوعية لحماية الإنتاج الوطني وإيجاد أسواق التصدير للمنتجات اللبنانية.

ب - تشجيع اعتماد الأدوية المثيلة (جنريك) والأدوية الوطنية في القطاع العام والهيئات الضامنة وتشجيع الصناعات الدوائية في لبنان.

ج - حث المجتمع الدولي للقيام بواجباته في تحمل عبء النزوح السوري وتداعياته والعمل على عودتهم.

د - تفعيل قانون الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص لا سيما في مشاريع البنى التحتية لتخفيف الإنفاق واستقطاب رؤوس أموال استثمارية.

هـ - التواصل مع المؤسسات والجهات الدولية المانحة والداعمة من أجل تأمين الحاجات الملحة والقروض الميسرة وتغطية الحاجات التمويلية للخزينة وللدورة الاقتصادية.

5 - في تقوية شبكات الأمان الاجتماعية (تبدأ خلال المرحلة الأولى وتمتد الى المرحلة الثالثة)

- توفير الحماية لكافة شرائح المجتمع اللبناني وخاصة المهمشين وذوي الدخل المحدود والعائلات الأكثر فقرا، من خلال توسيع قاعدة البطاقات الالكترونية وتقديم منح دراسية الى الأسر الفقيرة والعمل على وضع خطة وطنية للحماية الاجتماعية مع الوزارات المعنية لحماية المواطنين من الصدمات الاجتماعية والاقتصادية وتأمين الحاجات المعيشية الأساسية ومعالجة مشكلة البطالة.

- تلتزم الحكومة بالعمل على التصديق على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (ذوي الاحتياجات الخاصة) وتعديل القانون 220/2000 بما يتلاءم مع هذه الاتفاقية والشروع ببناء خطة متكاملة لتحقيق الدمج على كافة الأصعدة

- التعاون مع مقدمي الخدمات الطبية والمؤسسات التعليمية في القطاعين العام والخاص، لتحديث شبكة أمان مبنية على نظام صحي متكامل.

- إعادة هيكلة وتوحيد أنظمة إدارة القطاع الصحي وتعزيز التغطية الصحية للمواطنين وتفعيل دور الرعاية الصحية الاولية.

- درس مركزية شراء الأدوية والحاجات والمستلزمات الطبية من خلال لجنة مشتركة للجهات الضامنة الرسمية والزام جميع المؤسسات شراء الأدوية من الجهة التي استحصلت على أفضل الأسعار مع توحيدها.

- تأمين الأدوية للمواطنين بشكل مستدام ووفق الاحتياجات لمعالجة الأمراض المزمنة والمستعصية.

- متابعة إبرام اتفاقية القرض مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي للمساهمة في تمويل مشروع الإسكان بقيمة 50 مليون دينار كويتي (حوالي 165 مليون د.أ.)، واستكمال التفاوض مع الصندوق أعلاه لتأمين قرض جديد لصالح ذوي الدخل المتوسط والمحدود.

- العمل على إقرار مشروع قانون إنشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية الذي يعرف بضمان الشيخوخة.

- استكمال خطة الطوارئ في وزارة العمل لمعالجة حالات الصرف الجماعي والافرادي.

تشديد وتعزيز مراقبة أسعار السلع والخدمات على امتداد الأراضي اللبنانية وحث السلطات القضائية المعنية على سرعة الفصل في المحاضر ذات الصلة.

6 - في موضوع الطاقة (تبدأ خلال المرحلة الأولى وتمتد الى المرحلة الثالثة)

تتكبد الدولة اللبنانية خسائر باهظة منذ عشرات السنين. ونحن الآن في حالة طوارئ تقتضي العناية الفائقة والسير بحلول سريعة واتخاذ إجراءات ضرورية وطارئة لتأمين التيار الكهربائي باستمرار وتصفير العجز بأسرع وقت ممكن، وبالتالي تخفيف عجز الموازنة وخفض الكلفة على المواطنين الذين يتكبدون كلفة المولدات الخاصة. سيستغرق إعداد دراسة ووضع خطة بديلة عدة أشهر، وبالتالي سوف يؤدي ذلك الى التأخير في توفير الكهرباء وتحميل الخزينة الأعباء المالية المستمرة، والتي تصل الى نحو ملياري دولار سنويا. وهذا يفوق كلفة المحطات التي سننشِئها. لذلك ستعتمد الحكومة ما يلي:

- تنفيذ الخطة التي أقرت بالإجماع في جلسة مجلس الوزراء قرار رقم 1 تاريخ 8/4/2019 وأكدت عليها الورقة الإصلاحية التي وافق عليها مجلس الوزراء السابق بموجب قرار 1 تاريخ 21/10/2019 بعد إقرار التعديلات والاجراءات المجدية والضرورية لتسريع تحقيق الأهداف التي سبق ذكرها.

- تلزيم مشروع استقدام الغاز الطبيعي عبر المنصات العائمة لتخزين وتغويز الغاز الطبيعي (FSRU).

- تعيين مجلس ادارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان بمعايير شفافة.

- إحالة مشروع قانون يتم بموجبه تعديل القانون 462/2002 (تنظيم قطاع الكهرباء) وتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء.

- تخفيض سقف تحويلات الخزينة لمؤسسة كهرباء لبنان بشكل جذري باتجاه إلغاء الدعم بالتوازي مع تنفيذ خطة الكهرباء.

- شراء المحروقات لمؤسسة كهرباء لبنان بأفضل الأسعار وأعلى المعايير الشفافة.

- تحسين الجباية ورفع التعرفة مع تحسن التغذية بشكل لا يطال الطبقات الفقيرة والمحدودة الدخل.

- تجديد ولاية هيئة إدارة قطاع البترول أو تعيين مجلس إدارة جديد لها.

7. في تحفيز النمو الاقتصادي (تبدأ خلال المرحلة الأولى وتمتد الى المرحلة الثانية)

ستتخذ الحكومة إجراءات لتطوير الاقتصاد الوطني من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد إنتاجي ويستند الى قطاعات صناعية وزراعية ذات قيمة مضافة وقطاعات مستقبلية مثل قطاع النفط والغاز وقطاع المعرفة والتكنولوجيا، وذلك عبر:

" العمل على توسيع مروحة التسهيلات المقدمة من مصرف لبنان وحضه على ضخ السيولة بالدولار الأميركي لدعم استيراد المواد الأولية والمعدات الصناعية وقطع الغيار.

" إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية على المواد الأولية والمعدات اللازمة لقطاع الصناعات المحلية.

" إصدار المراسيم الضرورية لـتخفيف الإجراءات المعيقة لزيادة الصادرات وترويجها.

" إلزام الإدارات والمؤسسات العامة تطبيق الأفضلية المعطاة للصناعة الوطنية في المناقصات.

" السعي لتأمين التمويل لاستيراد السلع الأساسية.

" دعم قطاع الصناعات والمنتجات اللبنانية والأدوية وتصنيع مثيل للأدوية الأجنبية (جنريك) وتشجيع استهلاكها محليا وإلزام المؤسسات الحكومية باستخدام الصناعة الوطنية عند توفرها مع تطبيق معايير الجودة وإطلاق العمل بمؤسسة سلامة الغذاء.

" العمل مع الدول الأوروبية على تنفيذ سياسة الأجواء المفتوحة وتحديث التشريعات السياحية.

" تطبيق استراتيجية المناطق الصناعية.

" إقرار الاستراتيجية الوطنية للنقل البري خصوصا سكك الحديد والقطارات والمترو والنقل البحري والجوي وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP) بالتنسيق مع الجهات المانحة.

" إقرار المخطط التوجيهي لمرفأ بيروت وتحديث النظام القانوني للمرفأ.

" العمل على إدخال التعديلات اللازمة على قانون الطيران الرقم 481/2002 لمواكبة التطورات التقنية والادارية والمالية وإصدار النصوص التطبيقية اللازمة له.

" إقرار سياسة عمل تعطي الأولوية للعامل اللبناني وتنظم العمالة الأجنبية وتسمح بإطلاق دينامية انتاجية في جميع القطاعات لاستعادة النمو وتخفيف البطالة.

8 - في تفعيل وتحديث الإدارة العامة (تبدأ خلال المرحلة الأولى وتمتد الى المرحلة الثانية)

" تعيين نواب حاكم مصرف لبنان وملء الشواغر في مراكز الفئة الأولى الملحة.

" تعيين مجلس الجامعة اللبنانية وملء الشواغر الأكاديمية.

" إنشاء مجلس أعلى للتخطيط وذلك لدراسة ومتابعة الخطط الوطنية ولتعزيز التنسيق بين الوزارات والإدارات كافة ولتحقيق وفر وإدارة فعالة لمشاريع عدة مع إمكانية تحويله لاحقا الى وزارة.

" إجراء مسح وظيفي شامل لقطاعات الدولة كافة، ووضع رؤية متكاملة تنظم فعالية وانتاجية الطاقات البشرية.

" ملء الشواغر في مجالس إدارة المؤسسات والهيئات العامة والشركات المختلطة والعامة والهيئات الناظمة وفي باقي مراكز الفئة الأولى والفئة الثانية وفق معايير شفافة تعتمد على الكفاءة والجدارة.

" مراجعة وتقويم التقرير الذي أعدته اللجنة المشكلة بموجب قرار دولة رئيس مجلس الوزراء الرقم 166/2012 والمتضمن مسودة مشروع قانون اللامركزية الادارية الذي انجزته اللجنة المذكورة بتاريخ 2/4/2014 تمهيدا لوضع مشروع قانون حديث للامركزية الإدارية.

ثانيا: في المشاريع والخطط الأخرى (تبدأ خلال المرحلة الثانية وتمتد الى المرحلة الثالثة)

لقد أعددنا برنامج عمل أوليا محددا بالمهام والفترات الزمنية مستندا إلى الخطط العائدة لكل وزارة ووجوب إقرارها في مجلس الوزراء. وسأوجز بعضها على سبيل المثال لا الحصر:

1. في تقوية شبكات الأمان الاجتماعية

- دراسة فعالية الجمعيات كافة لمعرفة الحقيقي منها وإلزامها تقديم حسابات مدققة.

- إطلاق عمل الهيئة اللبنانية لسلامة الغذاء وإنجاز تعيينات مجلس الإدارة وإصدار النصوص التطبيقية والأنظمة الداخلية، وتعيين الملاك لتتمكن هذه الهيئة من البدء في الأعمال المولجة بها ضمن القانون لكي تتم مراقبة وضبط السلسلة الغذائية من المزرعة الى المستهلك.

2. في موضوع الطاقة

- تعزيز وتسويق الطاقة المتجددة من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

- تطبيق إجراءات لتعزيز حفظ وكفاءة الطاقة بما فيها تحديث المواصفات وتعميمها على الوزارات والمؤسسات كافة.

- الإسراع في إجراء دورة التراخيص الثانية للتنقيب على النفط والغاز ومتابعة إقرار الصندوق السيادي.

- إقرار الاستراتيجية المحدثة لقطاعي المياه والصرف الصحي تمهيدا للبدء بتنفيذ المشاريع والدراسات المدرجة فيها.

- العمل على الاستمرار باستقدام وتركيب العدادات الذكية.

3. في تحفيز النمو الاقتصادي

- إصدار النصوص التطبيقية للقوانين المحفزة للنمو الاقتصادي مثل قانون التجارة وقانون حماية الملكية الفكرية.

- العمل على إصدار مشاريع القوانين التي تمنع الاحتكار وتعزز المنافسة.

- تنفيذ قانون إلغاء جميع الضرائب والرسوم على تصدير المنتجات الصناعية وتخفيف الإجراءات.

- مكافحة التلاعب في فواتير المنشأ والبيانات الجمركية، واعتماد إجراءات مكافحة الإغراق، بالإضافة إلى وجوب توفير الحماية والدعم للمنتجات الوطنية.

- وضع خطة للإنماء الريفي بكل جوانبه الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

- تشجيع القطاعات الزراعية ذات المردود العالي بالإضافة إلى تشجيع الإرشاد الزراعي، والتجهيز الريفي والتعاون مع الجمارك لضبط الحدود لمنع تهريب السلع الزراعية، والإنتاج الحيواني.

- تشجيع السياحة الخارجية والداخلية ومنها السياحة الاستشفائية والثقافية والبيئية والدينية.

4. في تفعيل وتحديث الإدارة العامة

- تعزيز مراقبة مؤشرات الأداء التابعة للإدارات العامة التي يمكن أن تشكل أساسا للمساءلة وإدارة النتائج.

- إقرار الاستراتيجية الشاملة للتحول الرقمي والبرنامج التنفيذي الخاص بها، حيث سيتمكن المواطن من الحصول على الخدمات والمعاملات من إدارات الدولة إلكترونيا، مما يساهم بشكل فعال في تحفيز الإقتصاد الرقمي وتحسين بيئة العمل واستقطاب الاستثمارات.

- الانتهاء من وضع "إخراج القيد" الإلكتروني والأسس لبطاقة التعريف الإلكترونية الوطنية الموحدة.

5. في الإصلاحات الهيكلية

" الالتزام بمتابعة الجهود كافة التي بذلتها وزارة المالية لإصلاح منظومة الشراء العام، بما في ذلك استكمال المسح الدولي (MAPS) وإقرار توصياته واعتمادها والعمل على الإقرار الفوري لمشروع قانون عصري للشراء العام مع الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات الجهات المختصة.

- تعديل قانون المحاسبة العمومية.

- تعديل قانون الجمارك الحالي.

- وضع هيكلية حديثة وعصرية للوزارات تراعي الحوكمة ومبادئها الاساسية والتطور التقني والتوصيف العصري للوظائف.

- تحديث وتفعيل خدمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وتعزيز شمولية التقديمات.

- وضع تصور لتوحيد معايير الاستفادة من الصناديق الضامنة.

- إقرار خطة إقفال ملف المهجرين، على أن يتم تطبيق المعايير والضوابط وآلية العمل فور صدور قرار مجلس الوزراء.

6. في شؤون المرأة

- ستعمل الحكومة اللبنانية بمكوناتها كافة على تنفيذ خطة العمل الوطنية لتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1325 حول المرأة والسلام والامن، كما ستعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال إزالة جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات في القوانين والتشريعات اللبنانية.

7. في البيئة

- حماية موارد لبنان الطبيعية حرصا على تأمين حياة نوعية للأجيال اللبنانية، حاضرا ومستقبلا.

- استكمال سياسة الإدارة المتكاملة لقطاع المقالع والمرامل والكسارات واعتماد مخطط توجيهي يلزم المجلس الوطني للمقالع والكسارات والإدارات والأجهزة كافة.

- السعي الى حماية رقعة لبنان الخضراء من خلال تفعيل إدارة كوارث الحرائق وقاية ومكافحة ومحاسبة المعتدين على البيئة، وتقوية القدرات في مجال التحقيق في الجرائم البيئية والعمل على تعيين محامين عامين بيئيين. وتشدد الحكومة على وقف المقالع والمرامل والكسارات غير الشرعية.

- إعداد المخطط التوجيهي لحماية الجبال والشواطئ والأراضي الزراعية تطبيقا لمرسوم الخطة الشاملة لترتيب الأراضي كما وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي.

- استكمال خريطة الطريق للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة وإصدار النصوص التطبيقية للقانون 80/2018.

- متابعة تنفيذ خريطة الطريق لمكافحة تلوث نهر الليطاني وبحيرة القرعون وإعداد خطط مماثلة للأنهر والأحواض الأخرى.

- استكمال إعداد استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة بالتعاون والحوار بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني كما تفعيل تطبيق مبدأ التقييم البيئي دراسة وتنفيذا.

8. في الإتصالات

- إطلاق خدمات جديدة وتعديل تعرفة ورسوم بعض الخدمات الهاتفية والإنترنت وخدمات الخطوط التأجيرية وكافة الشبكات.

- إصدار النصوص التطبيقية للقانون 431/2002 لتنظيم قطاع الاتصالات وتنفيذ القانون عبر تعيين الهيئة الناظمة للاتصالات وتأسيس شركة اتصالات لبنان Liban Telecom.

- وضع وتنفيذ خطة تطويرية لقطاع الخليوي مما سيسمح بتحسين نوعية الخدمات وزيادة سرعة الإنترنت وزيادة الإيرادات وتقليص النفقات.

9. في التربية والتعليم العالي

- تعزيز التعليم الرسمي المدرسي والجامعي وتشجيع مشاركة الشباب في الحياة العامة.

- تحديث وتوحيد المناهج الدراسية لمواكبة العصر وربطها بسوق العمل وأهداف التنمية المستدامة.

- استكمال برنامج إنشاء مجمعات وأبنية مدرسية وجامعية ملائمة لتأمين البيئة السليمة، حاضنة وآمنة، لا سيما في المناطق النائية والأقضية الأكثر تهميشا.

- تعزيز دور التعليم المهني والتقني وربطه بالإنتاج.

10. في الثقافة

- إنجاز مشاريع القوانين التي تواكب القطاع الثقافي، لا سيما مشروع قانون حماية الأبنية والمواقع التراثية والآثار ومشروع قانون الإبداع القانوني وتعزيز الانتاج الفني والأدبي.

11. في الإعلام

- إعداد مشروع قانون حديث موحد للإعلام والتواصل المكتوب والمرئي والمسموع والرقمي يحمي حرية الرأي والتعبير ويحفز الابتكار والمعرفة الرقمية ويضمن حقوق العاملين في القطاع، ووضع إطار تنظيمي حديث للمنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي، كما وإعادة النظر بدور وهيكلية وزارة الإعلام وتفعيل دور المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع.

12. في الرياضة

- توجيه وتفعيل طاقات ومواهب الفتية والشباب والرياضيين اللبنانيين عموما لتنمية حس المواطنة والروح الرياضية وتحفيزهم على التلاقي والانصهار.

تؤكد الحكومة على الدور الأساسي للثروة الإغترابية كجسر تواصل وتعاون مع المجتمعات المعنية، وكمصدر للاستثمار في القطاعات الاقتصادية المنتجة في لبنان، وأيضا لتوفير الخدمات والمساعدات النوعية في مجالات تنموية اقتصادية واجتماعية مختلفة من قبل اللبنانيات واللبنانيين في الاغتراب كل في مجال اختصاصه وخبراته.

تأسيس قاعدة معلومات عن المواطنات والمواطنين المقيمين في الخارج، وتفعيل عمل السفارات معهم لتحقيق الغاية المنشودة.

تكثيف التواصل مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة وكذلك أعضاء مجموعة الدعم الدولي، والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية المعنية، بغية العمل على توفير أوجه الدعم كافة للبنان، باعتبار أن استقرار لبنان ضرورة إقليمية ودولية.

تفعيل الدبلوماسية العامة بأوجهها المتعددة، التي تتجه الى صناع الرأي والقرار في المجتمعات المختلفة لبناء وتعزيز جسور تواصل وتعاون بين لبنان وهذه المجتمعات، وذلك خدمة للمصالح اللبنانية في المجالات كافة. إن هذه الدبلوماسية في صيغ وأشكال مختلفة تساهم في دعم وتعزيز دور الدبلوماسية الرسمية للبنان، لا بل تكمل دور دبلوماسيتنا الرسمية.

إن الحكومة تكرر الالتزام بما جاء في خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من أن لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النار المشتعلة حوله في المنطقة بفضل وحدة موقف الشعب اللبناني وتمسكه بسلمه الأهلي. من هنا ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية، وبشكل خاص المادة الثامنة منه مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي، حفاظا على الوطن ساحة سلام واستقرار وتلاق. وستواصل الحكومة بالطبع تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، والتأكيد على الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في إطار الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية. كما أنها تؤكد على احترامها المواثيق والقرارات الدولية كافة، والتزامها قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وعلى استمرار الدعم لقوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان.

أما في الصراع مع العدو الإسرائيلي، فإننا لن نألو جهدا ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة، وحماية وطننا من عدو لما يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية، وذلك استنادا الى مسؤولية الدولة ودورها في المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أبنائه. تؤكد الحكومة على واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وذلك بشتى الوسائل المشروعة. مع التأكيد على الحق للمواطنات وللمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة.

لقد نجح اللبنانيون في المحافظة على السلم الأهلي ومقتضيات العيش المشترك رغم الحروب والأزمات التي اجتاحت كامل المحيط، وفي الإصرار على اعتماد الحوار سبيلا لحل الخلافات والنأي بالنفس عن السياسات الى تخل بعلاقاتنا العربية. ان الحكومة تؤكد أن وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) والدستور المنبثق عنها، هما أساس الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي والحافظ الأساسي للتوازن الوطني والناظم الوحيد للعلاقات بين المؤسسات الدستورية.

كما تلتزم الحكومة الالتفاف حول الجيش والمؤسسات الأمنية في مكافحة الإرهاب وشبكات التجسس الإسرائيلية.

إن لبنان المصمم بموقف واحد على الحفاظ على ثروته النفطية في المياه البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة بلبنان، يدرك أطماع العدو الاسرائيلي وادعاءاته ومحاولاته التعدي على هذه الثروة، يتمسك بمبدأ ترسيم الحدود البحرية وفقا للقوانين والأعراف والمعايير الدولية، لتثبيت حدوده، حفاظا على ثروته وحقوقه كاملة.

وبما أن الغاز والنفط هما مادة استراتيجية يتوجب علينا حمايتها، فإن هذا يتطلب تعزيز قدرات القوات البحرية والجوية ليصار الى حماية المنصات والمياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة.

إن الحكومة، انطلاقا من احترامها القرارات الدولية، تؤكد حرصها على جلاء الحقيقة وتبيانها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وستتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت مبدئيا لإحقاق الحق والعدالة بعيدا عن أي تسييس أو انتقام، وبما لا ينعكس سلبا على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الأهلي.

وفي جريمة اختفاء الإمام موسى الصدر وأخويه في ليبيا، ستضاعف الحكومة جهودها على كل المستويات والصعد، وستدعم اللجنة الرسمية للمتابعة بهدف تحريرهم وعودتهم سالمين.

وستواصل الحكومة العمل مع المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته التي أعلن عنها في مواجهة أعباء النزوح السوري واحترام المواثيق الدولية، بالتأكيد على كل ما عبر عنه فخامة رئيس الجمهورية بوجوب إخراج هذا الموضوع من التجاذب السياسي لما فيه مصلحة لبنان التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار، مع الإصرار على أن الحل الوحيد هو بعودة النازحين الآمنة الى بلدهم، ورفض أي شكل من أشكال اندماجهم أو إدماجهم أو توطينهم في المجتمعات المضيفة. وتجدد الحكومة ترحيبها بأي مبادرة لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم.

استنادا الى ما تقدم، تلتزم الحكومة تطبيق الفقرة 13 من قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 21/10/2019 الذي نص على الطلب من وزير الدولة لشؤون النازحين رفع ورقة سياسة ملف عودة النازحين لإقرارها خلال مهلة شهر من تاريخ رفعها، وعلى اتخاذ الإجراءات والوسائل المتاحة لحض المجتمع الدولي من أجل عودة آمنة وكريمة للنازحين الى بلادهم، والمساهمة أكثر في تحمل كلفة أعبائهم التي تتحملها الدولة. وهنا نعيد التأكيد على أن توكل مهام وزارة الدولة لشؤون النازحين الى وزارة الشؤون الاجتماعية.

تلتزم الحكومة أحكام الدستور الرافضة للتوطين، والتمسك بحق العودة للفلسطينيين، كما سنعمل مع الدول الشقيقة والصديقة لإيجاد حل لأزمة تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا)، ونواصل تعزيز الحوار اللبناني-الفلسطيني لتجنيب المخيمات ما يحصل فيها من توترات، وهو ما لا يقبله اللبنانيون، استنادا الى وثيقة الرؤية اللبنانية الموحدة.

تلتزم الحكومة المضي قدما لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة من خلال دمجها بالخطط والبرامج الوطنية، واعتماد مقاربة مترابطة للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية (خطة 2030).

ستعمل الحكومة على تحقيق مبادرة فخامة الرئيس بإنشاء أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في لبنان بعد القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتاريخ 16 أيلول 2019، بشبه إجماع واستكمال كافة الإجراءات القانونية لهذه الغاية فور إنجاز التوقيع على الاتفاقية الدولية الرامية الى إنشائها من قبل عشر دول.

أخيرا وليس آخرا ستعمل الحكومة على إدخال تعديلات واصلاحات على قانون الانتخابات النيابية.

واسمحوا لي أيضا أن أتوجه مباشرة تحت قبة البرلمان الى الشعب اللبناني الذي يسمعنا اليوم بقلق وخوف على مصيره ومصير أبنائه وأحفاده وأن أعاهده التزامنا بكل فقرة من بياننا الوزاري.

إنه ظرف استثنائي يعيشه الوطن ويحتاج الى إجراءات استثنائية وتضافر جهود الجميع لمواجهة المرحلة: حكومتنا هي "حكومة مواجهة التحديات".

 

عون استقبل رئيس جمعية المصارف وبحثا في الوضع الراهن

وطنية - الثلاثاء 11 شباط 2020

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور سليم صفير في حضور مستشار الدكتور صفير انطوان حبيب.واطلع عون من صفير على الواقع المصرفي الراهن وعلى نتائج زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة الاميركية واللقاءات التي عقدها مع مسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة الاميركيتين، اضافة الى عدد من المصرفيين.

 

اللقاء الديمقراطي: اللائحة المسربة حول نصاب الجلسة النيابية غير دقيقة

وطنية - الثلاثاء 11 شباط 2020

اوضح "اللقاء الديمقراطي" في بيان اليوم، ان "لائحة الحضور التي تم تسريبها من قبل البعض والتي تضع نواب اللقاء في موقع تأمين نصاب جلسة المجلس النيابي اليوم هي لائحة غير دقيقة على الإطلاق، وبالتالي فإننا نتمنى على رئيس المجلس التدقيق في هذا التسريب غير الصحيح، حيث أن نواب اللقاء دخلوا الجلسة النيابية بعد انطلاق أعمالها وفي وقت كان رئيس الحكومة قد أنجز جزءا غير يسير من قراءته لبيان حكومته الوزاري، وهذا ما يثبته النقل التلفزيوني المباشر".

اضاف: "يبقى التأكيد أن اللقاء كان قد أعلن بكل وضوح أنه سيشارك في جلسة اليوم، ولن يمنح الثقة للحكومة انطلاقا من دوره الدستوري الذي يحرص عليه".

 

التيار المستقل: الحل بحكومة عسكرية انتقالية

وطنية - لثلاثاء 11 شباط 2020

عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الاسبوعي في مقره في بعبدا برئاسة النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرة، وأصدر بيانا لفت فيه الى أنه "بالامس في كنيسة مار مارون كان آخر نداء حق واقوى صرخة ضمير اطلقها سيادة مطران بيروت عبد الساتر في وجه رؤساء السلطة في لبنان. ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود: "الدني بتشتي" وهم نيام يستيقظون من سباتهم فقط ليشاركوا الحضور في التصفيق". وأضاف: "انها طبقة سياسية يغمرها الفساد وتكابر وتدافع عن آخر معاقل الصفقات والمكتسبات من الاموال التي "قنصتها حراما" على حساب المصلحة العامة والتي قادت لبنان وشعبه الى شفير الافلاس. وها هي تنتج حكومة فئوية مستنسخة عن سابقاتها بالمضمون، مستخدمة طرق وأساليب ملتوية بالانتماء المقنع بصفة الاختصاص، غير آبهة لمئة يوم من الثورة الشعبية في مدن لبنان وشوارعه ولصرخات الشعب ونداءات القادة من رجال الدين والدنيا لتكمل مشوار الاستغلال باستجلاب الثقة بها، لتحاشي محاسبة المجرمين في حق هذا الشعب وتحقيق مطالبه الداعية لاسترداد المال العام المنهوب ومحاسبة سارقيه لاعطاء العبرة لوقف هدرالمال العام في هذه الدولة". وتابع البيان: "دعم المجتمعون الثوار بعدم الرضوخ لحملات السلطة الحاكمة بالترهيب والقمع للحؤول دون عرقلتهم جلسة الثقة بحكومة أعجز من تحقيق أي مطلب من مطالب الثورة، اضافة الى عدم قدرتها على محاسبة المذنبين المسؤولين عما وصل اليه لبنان من عجز، ممن أتوا بها وتولوا تسمية وزرائها من مستشاريهم للاعبين في فلك منظوماتهم الحزبية.

وختم: "بعد هذا العجز الفاضح في حكم لبنان، يتوجه المجتمعون الى الطبقة الحاكمة بترك الحكم فورا لسلطة حكومة عسكرية انتقالية تجري انتخابات جديدة لتنتج سلطة جديدة تمثل الشعب فعلا وتحكمه تحت شعار "الشرف والتضحية والوفاء" منعا للمزيد من التدهور والسقوط القسري لسقف الهيكل على رؤوس جميع من فيه".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  11-12 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

الاشتراكيّ”، “القوّات”، “المستقبل” تؤمّن النصاب: شكرًا

عقل العويط/النهار/11 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/83086/83086/