المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 شباط/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february12.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/د. سمير جعجع قائد جيش الكتروني.. مبروك عليه هؤلاء القداحين والمداحين والعكاظيين!!

الياس بجاني/حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب شركات أحزاب لبنان

الياس بجاني/يلي ما استحوا بعدون عايشين وما ماتوا

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/ورقة التفاهم الطروادية بين حزب الله والتيار الوطني الحر في عامها الثالث عشر

الياس بجاني/القديس مارون: أمة وإيمان ورسالة

الياس بجاني/ورقة التفاهم الطروادية بين حزب الله والتيار الوطني الحر في عامها الثالث عشر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت وفيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع د. نبيل خليفة: حزب الله لا يقر بالكيانية اللبنانية وهناك فتوى خمينية ضده/البيان الوزاري تجاهل ثابتة الحفاظ على الكيان اللبناني بعدم ذكرة القرار الدولي 1559 وضرب مصاقية وأحقية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان

أهم عناوين مقابلة د.نبيل خليفة من تلفزيون المر

تفريغ وصياغة وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

البيان الماروني/الدكتور نبيل خليفة

كل ذلك سيخسره لبنان بمجرد قبول أية هبة عسكرية إيرانية/خليل حلو

الياس الزغبي ل"اليوم": مصادرة "حزب الله" السيادة اللبنانية ووظيفته الاقليمية والدولية ستضعان الحكومة الجديدة أمام اختبار دولي صعب/لبنان في مواجهة تأثيرات «حزب الله» السلبية

المنسق الخاص للأمم المتحدة الجديد وصل إلى بيروت: لتعزيز السلام المستدام والامن والاستقرار في لبنان

الجيش الإسرائيلي يتدرب على احتلال مناطق واسعة وإخلائها في لبنان

عون وراء عدم تعيين الصراف وزيراً للدفاع

إيران تستخدم لبنان منصة لإطلاق الرسائل للخليج والغرب/سليماني ببغداد: نتفهم الوجود الأميركي في العراق على قاعدة التفاهم لا العداء

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين في 11/02/2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عون وباسيل ينسفان في حضرة ظريف مبدأ النأي بلبنان عن أزمات الإقليم

"سيدة الجبل": لوقف "دموع التماسيح" على جورج زريق

جولة ظريف: تسويق "العلاقات المميزة" التي اختبرناها سورياً

حملة دعائية إسرائيلية تستخدم صورة حسن نصرالله

جولة ظريف: تسويق "العلاقات المميزة" التي اختبرناها سورياً

مهمة البرلمان الجمع بين برنامج الحكومة وخريطة طريق مجلس الأمن/محمد شقير/الشرق الأوسط

70 % من اللبنانيين يربطون عودة العلاقة مع سوريا بأهداف اقتصادية واجتماعية/سناء الجاك/الشرق الأوسط

ألفرد رياشي: هل سيسلم حزب الله سلاحه للشرعية اذا تم تسليح الجيش اللبناني من ايران؟!

مستشار الحريري يحدد شرطين للتجاوب مع طهران

هل صارت بيروت ساحة لتبادل الرسائل؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش السوري يصدر بيانا حول الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة

غارات اسرائيلية تستهدف القنيطرة

نتنياهو لإيران: إذا هاجمتم تل أبيب أو حيفا ستكون ذكرى ثورتكم هذه الأخيرة

بعد بومبيو.. ترامب يغرد بالفارسية: نظامكم أنتج ٤٠ عاماً من الفشل!

بولتون: الثورة الإسلامية في إيران تعني أربعة عقود من الفشل

وزير الخارجية الأميركي يسعى لتشكيل تحالف ضد إيران في وارسو في جولة أوروبية تبدأ اليوم

الجنرال فوتيل يتوقع بدء سحب القوات الأميركية من سوريا خلال أسابيع

وزير الدفاع الأميركي الجديد يصل كابول في زيارة مفاجئة

غوايدو يحذر الجيش الفنزويلي من التورط في «جريمة ضد الإنسانية» لمنعه دخول المساعدات الإنسانية

كولونيل فنزويلي منشق ينضم إلى الدعوات لإدخال المساعدات الأجنبية وواشنطن وموسكو تطرحان مشروعي قرار متناقضين أمام مجلس الأمن

مدمرتان أميركيتان تبحران قرب جزر متنازع عليها ببحر الصين الجنوبي في خطوة قد تثير غضب بكين

مسؤولون فرنسيون يطالبون بتعويض أضرار مظاهرات «السترات الصفراء» وماكرون يلمح إلى احتمال تنظيم استفتاء رغم تحذيرات من تداعياته

عقوبات إسرائيلية ضد الفلسطينيين ومطالبات بقتل أبو مازن في أعقاب مقتل مستوطنة شابة... والسلطة الفلسطينية تحذر

اختتام المناورات العسكرية المصرية – الكويتية تضمنت تدريبات على مواجهة عناصر إرهابية

الثورة الإيرانية... أربع حقبات تكرس سطوة الولي الفقيه

السياسة الخارجية الإيرانية... المغامرة الإقليمية مستمرة/علاقات معقدة بين إيران وجيرانها العرب على مدى أربعين عاماً من الثورة

القوميات... جسد ممزق إلى أوصال حصيلة الثورة في إيران

ليبرمان يعتقد بأن نتنياهو سيعتزل مقابل إغلاق ملفات الفساد ضده

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوطن الأسطورة/اتيان صقر ـ أبو أرز

لبنان: تحرك عربي وغربي مقابل "الاقتحام" الإيراني/منير الربيع/المدن

{الموزاييك} اللبناني بين سقوط دولة وبناء أخرى/سام منسى/الشرق الأوسط

ظريف في بيروت: إيران تفقد سوريا/الخروج الإيراني من سوريا مسألة وقت. ما تريد أن تتركه طهران هناك هو النفوذ/محمد قواص/ميدل ايست اونلاين

المنّ والسلوى/ سناء الجاك /النهار

كي لا تخطف إيران بيروت/يوسف بزي/المدن

هذا ما يحتاجه لبنان من إيران يا ظريف/علي الأمين/جنوبية

الخميني والثورة... والإيراني والمرآة/غسان شربل/الشرق الأوسط

العراقيون يبحثون عن جنتهم في أرضهم لا في السماء/علي الأمين/جنوبية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون تلقى دعوة روحاني عبر ظريف لزيارة ايران: لايران دور في المساعدة على تحقيق عودة النازحين والحكومة الجديدة ستولي هذا الملف اهمية خاصة

الغيط بعد لقاء عون: حضور لبنان قمتي شرم الشيخ وتونس يؤثر في انجاحهما وتأسيس مصرف عربي على جدول اعمال المجلس الاقتصادي العربي

رئيس الجمهورية عرض مع رئيس كتلة ضمانة الجبل والغريب ملف النازحين ارسلان: لمقاربة الملف بالانفتاح ودعم المبادرة الروسية

أبو الغيط من السراي : الجامعة تهتم بلبنان وتسعى الى إرساء استقراره وتحقيق كل الخير له

أبو الغيط من السراي : الجامعة تهتم بلبنان وتسعى الى إرساء استقراره وتحقيق كل الخير له

ظريف زار بري: علاقاتنا المميزة تخدم الشعبين الشقيقين الايراني واللبناني ولا ترتد سلبا على أي طرف

نصرالله التقى وزير خارجية ايران ظريف: موقفنا ثابت الى جانب لبنان دولة وشعبا ومقاومة ومستعدون لتقديم كل أشكال المساعدة

كتلة المستقبل عرضت لمضمون البيان الوزاري ودعت للمشاركة بذكرى مؤسسها

باسيل عقد ونظيره الايراني مؤتمرا صحافيا: لا حرج لدينا بأي تعاون اقتصادي ولا حل لموضوع النازحين إلا بعودتهم ظريف: مستعدون للتعاون في أي مجال

ظريف خلال حفل استقبال بالذكرى الاربعين للثورة الاسلامية الايرانية : اننا أكثر استعدادا للتعاون والتعاضد مع لبنان العزيز في المجالات كافة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس03/من01حتى13/”“يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم…إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم، وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل، حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح، هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء، وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل، ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛ لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى، وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء، لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة، بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا، الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله. لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!”.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

د. سمير جعجع قائد جيش الكتروني.. مبروك عليه هؤلاء القداحين والمداحين والعكاظيين!!

الياس بجاني/11 شباط/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72084/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%b1/

من أكثر تفاهات وهرطقات العمل السياسي في لبنان في زمننا الراهن المّحل والبائس هو بدعة وجود الجيوش الألكترونية المتمترسة بغباء وهمجية وغنمية إلى جانب كل أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية.

هؤلاء الجنود الواهمين والموهومين والوهم هم جماعة من العاطلين عن العمل والمأجورين التافهين وأصحاب الحناجر والألسنة الإبليسية.

هؤلاء لا علاقة لهم لا بالصحافة ولا بالوطنية،

هؤلاء لا يمتون بصلة لأي أمر يتعلق بهموم وشجون الوطن والمواطنين.

هؤلاء باختصار  قداحون ومداحون بالأجرة وعكاظيون يشوهون صورة الإعلام والإعلاميين الأحرار والشرفاء.

القطعان هؤلاء هم براء من الإعلام والإعلام براء منهم بالكامل.

هم عملياً مجموعات من الصنوج والطبول والأقلام والحناجر الفاجرة والمأجورة والروبوتية المكلفة مهمة واحدة هي الدفاع الأعمى والغبي والإرهابي والمهووس  واللا أخلاقي عن أصحاب شركات أحزابها.

هذه حقيقة للأسف تضج بها كل وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك معظم وسائل الإعلام.

وهنا لا استثناء واحد لأي صاحب شركة حزب من أحزاب لبنان التعتير  المستسلمة والخانعة والنرسيسية.

يبقى إن الدفاع أو الانتقاد أو الشكر المقبول والمنطقي والحر يكون عن المبدأ والقضية والمشروع والحقائق والحقوق والأخلاق والقيم وبتجرد… وليش عن الأشخاص الأصنام كما حال أصحاب شركات أحزابنا الكارثية.

أما الدفاع الأعمى  والإرهابي والاستعبادي والغنمي والنفاقي والتشويهي عن الشخص أي شخص هو 100% خطأ وخطيئة، وهمجية وهرطقات وإرهاب وبدع لا أكثر ولا أقل.

الجيوش الألكترونية هي وصمة عار على جبين كل من يستعملها بهدف التبجيل لشخصه والتسويق لأطماعة ولحقده ولكفره ولخطاياه ولتشويه الحقائق وخداع وغش الناس وللتهجم على الأحرار والشرفاء والوطنيين.

بإختصار فإن الجيوش الكترونية هي عبارة عن جماعة أو أفراد من الصنوج والهوبرجية والطبول المسيرة والقابلة بالبذل تماماً كالقطعان.

د. سمير جعجع اعترف أمس بفرح وفخر بوجود جيش الكتروني إلى جانبه، وهذا أمر أكثر من معيب ولا يمت بصلة لمبدأ المقاومة الصادقة والشريفة وللشفافية ولحرية الرأي والديموقراطية ولمبدأ قدسية احترام الآخر المختلف.

أكيد وألف أكيد مبروك عليه هؤلاء القداحين والمداحين والعكاظيين والريبوتيين… وخبز وحريات وتحرير ومقاومة بدها تاكل حني من معاجنه ومعاجن جيشه الشتام والمستزلم والهوبرجي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب شركات أحزاب لبنان

الياس بجاني/10 شباط/19

الجيوش الألكترونية التي هي لدى كل أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية لا علاقة لها لا بالصحافة ولا بالوطنية أو بهموم وشجون المواطن ولا باي شيء يمت للإعلام. هي عملياً مجموعات من الصنوج والطبول والأقلام والحاجر الفاجرة والمأجورة والربوتية المكلفة مهمة الدفالع الأعمى واللا اخلاقي عن أصحاب أحزابها..هذه حقيقة وهنا لا استثناء واحد.

 

يلي ما استحوا بعدون عايشين وما ماتوا

الياس بجاني/09 شباط/19

128 نائب لبناني معظمهم أثرياء ذرفوا دموع التماسيح على الشهيد جورج زريق في حين أن نائب كويتي تبرع لعائلته ب 10 دولار وبمعاش شهري!؟

*نائب كويتي يتبرع لعائلة جورج زريق بمبلغ 10 الاف دولار وراتب شهري

اعلن النائب في مجلس الأمة الكويتي خلف دميثير العنازي في اتصال مع قناة الجديد ضمن برنامج الحدث مع الزميلة نانسي السبع التبرع بمبلغ 10000 دولار اميركي لعائلة الراحل جورج زريق وتخصيص راتب شهري للعائلة. وقال العنازي: تألمت من القصة التي حصلت امس، انسان احرق نفسه من الألم والمعاناة من اجل تربية وتعليم ابنائه وهذا الامر احزنني لذلك اردت ان اتبرع بمبلغ من المال وبراتب شهري للاطفال وهذا شيئ قليل. وتابع: ما اتمناه ان يكون هناك محبة اكثر وتعاطف بين الشعب اللبناني. واضاف النائب الكويتي: ما حصل مؤلم والحادثة دفعتني الى القيام بالواجب..، مؤكداً ان مساعدته للعائلة ستكون بشكل مباشر.

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

ورقة التفاهم الطروادية بين حزب الله والتيار الوطني الحر في عامها الثالث عشر/الياس بجاني/09 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقرارءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D8%A7/

 

القديس مارون: أمة وإيمان ورسالة

نسأل الرب بشفاعة أبينا مارون أن يقوي إيمان وإدراك رعاتنا وقادتنا وأفراد شعبنا ويمدهم بنعمتي الإيمان والرجاء حتى لا ترهبهم ضغوط أو شدائد، وحتى ولا يضعف ثقتهم بنفسهم وعقيدتهم فيغريهم موقع أو ثروة.

الياس بجاني/09 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71979/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B1/

يا مار مارون نحن شعبك الماروني نتضرع إليك لتخلصنا من ياجوج وماجوج غالبية رعاتنا وقياداتنا وأحزابنا التي حضورها غياب وغيابها نعمة.

ترك القديس مارون أمة منتشرة في كل بلدان العالم تحمل أسمه وتتخذ منه أباً مقدساً لكنيستها السريانية والأرامية المتجذرة في التاريخ والأرض، وخصوصاً في وطن الأرز، حيث مقر البطريركية المارونية الرئيسي الذي أعطي لها مجد لبنان.

نحتفل نحن الموارنة اليوم في لبنان وبلاد الانتشار بالذكرى السنوية لأبي كنيستنا وشفيعنا القديس مارون.

إنها مناسبة عطرة وفرحة وهي عصارة ونتاج واستمرارية ما يزيد عن 1600 سنة من النضال والإيمان والصبر والعطاء من تاريخ أمتنا وشعبنا وكنيستنا المشرقية السريانية.

بخشوع وإيمان وتقوى نرفع اليوم الصلاة خاشعين وطالبين من الرب سبحانه تعالى تقوية إيمان وصبر وعزيمة أفراد شعبنا، ونسأل المصلوب بشفاعة أمه سيدة لبنان أن يقي وطن الأرز وأهله شر الحروب والصراعات والاضطرابات وأن يبقيه وطناً لرسالة المحبة والتسامح والتعايش والمساواة والإخاء.

القديس مارون هذا الناسك الذي عاش في القرن الرابع في جبال قورش شمال إنطاكية ما زال حيّا في قلوبنا وعقولنا والوجدان نحن أبنائه الموارنة، واليوم نحتفل بذكراه ليس فقط في لبنان حيث مركزنا الديني والوطني بل في كل أنحاء العالم حيث تقيم جالياتنا وتنتشر.

تميزت حياة أبيا القديس مارون بالتقشف فكان يكتفي باليسير مما يحتاج إليه الناس في دنياهم من قليل الطعام والشراب واللباس، ولهذا سلك طرق التقوى والإيمان والعطاء والتواضع وقد حرم نفسه ما كانت تشتهيه، وهذه هي الطرق الوعرة التي سار عليها الأبرار والقديسون كافة. كان محور حياته مركزا على الصلاة والتعبد والتأمل والإماتة. لذلك اعتزل الدنيا وأقام تحت خمية من شعر تقيه حر الصيف وبرد الشتاء.

كان الناس يأتون إليه ليسألوه صلاته وبركته، فيصرف أفكارهم عنه ليوجهها إلى الله مصدر كل خير وينبوع كل صلاح، وهذا هو نمط الأبرار فلا يجتذبون الناس إليهم ليطروا صفاتهم الحسنة، ويمتدحوا أعمالهم الباهرة، بل ليحملوهم على الإقبال على الله.

قاوم وتحدى مغريات العالم وأباطيله حتى شاع صيت قداسته، فكتب إليه القديس يوحنا فم الذهب من منفاه يقول له: “إن روابط المحبة والمعزة التي تشدني إليك تجعلني أراك كأنك حاضر أمامي, وفي الواقع إن ما تتميز به نظرة المحبة، إنما هو اجتيازها المسافات ومرور السنوات لا يضعفها وددت لو أني راسلتك بتواتر لكن المسافات شاسعة والمسافرين قلائل, لكني أريد أن تتأكد أني لا أفتأ أذكرك، لأنك تحتل في قلبي مركزا رفيعا فلا تبخل علي بإخبارك، والأنباء عن صحتك تفرحني جدا على الرغم من بعد الشقة, وتعزيني في منفاي ووحدتي وتسر نفسي سرورا كبيرا بمعرفتي انك في صحة جيدة, واعز طلب عندي أن تصلي من اجلي هكذا يخاطب القديسون القديسين، فيما هم يتراسلون”.

طبعت روحانية أبينا القديس مارون وشهادته كنيستنا المارونية فحملت اسمه ونبتت مثل السنبلة من حبة القمح. إنها كنيسة أمة وقضية ورسالة، وقد احتضنت شعبها المؤمن منذ 1600 سنة وشهدت ولا تزال لروحانية أبيها في الوحدة والشركة على تقليد إنطاكيا، وهي كانت ولا تزال وسوف تبقى منفتحة على الشعوب والحوار ومتمسكة بتراثها السرياني المشرقي العريق وبهويتها المميزة.

ما أحوجنا نحن الموارنة إلى الوعي الإيماني والوحدة والتضامن في هذه الأيام الشديدة الوطأة، وما أحوجنا إلى نبذ الأحقاد والابتعاد عن الأنانية والأنا، ما أحوجنا رعاة وقادة وأفرادا أن نأخذ من أبينا مارون الأمثولة، وهي ألا يعيش كل منا لنفسه، بل أن يفكّر في غيره من الناس ويبادر إلى مساعدتهم، وكم حولنا من أناس نكبتهم الأيام، فلم يقووا على مواجهة النكبة، وهم في اشد الحاجة إلى من يمد لهم يد العون لينهضوا من  كبوتهم.

يعلمنا التاريخ أنه من المستحيل على أي وطن أن يقوم، أن لم يضافر أبناؤه جهودهم لينهضوه.

وقد آن الأوان ليقلع كل ماروني منا وكل لبناني عن أنانيته والتفكير في مصلحته الخاصة الضيقة من مواقع ومراكز وكراسي ونفوذ، اعتقاداً منه انه ينجو بنفسه منفرداً.

والواقع الذي لا سبيل إلى إنكاره، هو أننا جميعاً نبحر في مركب واحد، إذا غرق غرقنا معاً وإذا نجونا نجونا معاً.

ونحن نستذكر اليوم حياة وصفات وعطاءات وطهارة قديسنا لا بد وأن نشهد للحق بحزن وأسى ونقول بجرأة بأن الزمن الحالي هو للأسف “زمن محل وكفر” بعد أن أمسى العديد من رجال الدين والسياسة والمسؤولين الموارنة في حال غربة كاملة عن قيم وأخلاق وتعاليم  قديسنا مارون وغرقوا في أوحال التخلي والأنانية والاستكبار وتعلقوا بمقتنيات الدنيا الفانية وابتعدوا عن ثوابت الصرح البطريركي التاريخية؟

إنه بالفعل زمن أغبر هذا الذي وصلنا إليه ويصح بهؤلاء القادة المتلونين قول النبي اشعيا: “هذا الشعب يكرّمني بشفتيه، أما قلبه فبعيد عني كثيراً، فباطلاً يعبدونني، وهم يعلمّون تعاليم البشر”.

نسأل الرب أن يؤتينا جميعاً أن نتفهم تعاليمه كما تفهمها أبونا مارون، وان نعمل بوحيها، فنرص الصفوف، ونوحد الكلمة مع جميع إخواننا اللبنانيين في الوطن الأم وبلاد الانتشار لنعمل متكاتفين بمحبة وتجرد على إعادة وطن الأرز والقداسة إلى سابق عهده في الإيمان والوئام والازدهار في ظل سلام دائم وعادل وشامل.

نسأل الرب بشفاعة أبينا مارون أن يقوي إيمان وإدراك رعاتنا وقادتنا وأفراد شعبنا ويمدهم بنعمتي الإيمان والرجاء حتى لا ترهبهم ضغوط أو شدائد، وحتى ولا يضعف ثقتهم بنفسهم وعقيدتهم فيغريهم موقع أو ثروة.

نهنيء أهلنا الموارنة وعموم اللبنانيين بهذا العيد، ونصلي معهم للمصلوب لينعم علينا وعليهم بنعم الاقتداء بفضائل صاحب العيد وبكل ما اتصف به من خشية لله وتجرد عن أباطيل الدنيا ومحبة للناس.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ورقة التفاهم الطروادية بين حزب الله والتيار الوطني الحر في عامها الثالث عشر

الياس بجاني/06 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71868/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7/

لم يكن لا غريباً ولا مستغرباً أن يتباهي أمس مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا ويعلن بفرح واستكبار بأن “العلاقة بين التيار والحزب عميقة جداً وليست سطحية”، “وأن أكبر خلاف على أية قضيّة ينتهي في أرضه وتصبح الأمور سهلة ولينة لمجرّد التواصل سواء المباشر أو غير المباشر”. مضيفاً أن “علاقة صداقة قوية تربط رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، والمميّز أيضاً يكمن في كميّة الحب التي يختزنها باسيل للسيد نصرالله الذي لم يكن كلامه في الإعلام عن صداقة تجمعه بباسيل مجاملة سياسية، بل هو توصيف واقع وحقيقة”. وكشف صفا عن أن باسيل ينظر إلى السيد نصرالله على أنه من “القديسين”، موضحاً أنّ رئيس التيار “شقفة” من الرئيس ميشال عون لجهة المشاعر الجياشة التي يُكنها للسيد نصرالله، وكما هو معروف أن الرئيس عون لا يستطيع إخفاء بريق عينيه في أي لقاء يجمعه بالسيد”. وأكد صفا “حصول لقاءات يعقدها السيد نصرالله مع باسيل لا تظهر أبداً إلى الإعلام وهي في سياق التنسيق المستمر والذي قد نشهده أكثر في المستقبل”، موضحاً في الوقت عينه أن “الاتصالات بين السيد والجنرال دائمة وفي أوقات ليست متباعدة.”

كم كنا نتمنى لو كانت هذه العلاقة الحميمية بين هذا الثلاثي التي أشار إليها صفا هي موضوعة في خدمة لبنان الدولة وسيادته واستقلاله ورسالته ودستوره وأمنه واستقراره وعلاقاته الإقليمية والدولية ورسالته ودوره الحضاري والتعايشي وحاضر ومستقبل الشعب اللبناني وأمنه وحريته واقتصاده وازدهاره.. إلا أنها للأسف فهي عملياً علاقة مصلحية ولا سيادية ولا لبنانية ولا دستورية ولا وطنية، بل 100% نفعية وتدور بكاملها في سياق تبادل المصالح ومبادلة “أي مداكشة المواقع” في السلطة من نواب ووزراء ورئاسة وغيرها ومصالح ومنافع خاصة مقابل التنازل عن القرار الوطني الحر  وعن السيادة والدستور وعن كل ما هو قانون وعدل وقرارات إستراتجية..هي باختصار علاقة قاتلة لكل ما هو لبنان ولبناني طبقاً لكل معايير السيادة والاستقلال والحريات.

جدير ذكره أنه كان قد قيل لنا يوم تم توقيع ورقة التفاهم هذه  في 06 شباط عام 2006 بأن الهدف الأساسي من توقيعها هو إعادة حزب الله إلى حضن الدولة اللبنانية ولبننته.

اليوم وبعد مرور 13 سنة عجاف على توقيعها فإن العكس تماماً هو ما حصل. فقد ألغى الحزب الدولة بكل مقوماتها، وحولها إلى أداة طيعة بيده، ووضعها في مواجهة مع غالبية الشعب اللبناني، ومع كل الدول العربية، ومع معظم دول العالم، وذلك خدمة للمشروع الإيراني المذهبي العسكري التوسعي.

لقد حول الحزب لبنان عملياً وواقعاً معاشاً إلى إلى قاعدة حربية ومعسكر ومخزن سلاح إيراني.

وفي مراجعة سريعة لبنود الورقة نرى إن أخطر بنودها هو البند العاشر الذي يتناول سلاح حزب الله. هذا البند يصف سلاح الحزب بأنه وسيلة مقدسة، واللافت في هذا التوصيف الهرطقي هو إنها المرة الأولى في لبنان حيث يعتبر فيها فريق غير حزب الله (التيار الوطني الحر) أن السلاح هو وسيلة مقدسة.

وبالتالي فإن التعاطي مع سلاح حزب الله طبقاً لهذا المفهوم هو تعاط مع الآلهة، وهنا تكمن معضلة وصعوبة بل استحالة مناقشة هذا الأمر المقدس مع قيادة الحزب ومع راعيته إيران، فعندما تكون الوسيلة مقدسة تصبح بالتالي الغاية إلهية.

كما إن المستغرب في موضوع القداسة هذا هو قبول الطرف الآخر الموقع على الورقة بهذه البدعة، أي التيار الوطني.. وهو من المفترض نظرياً أنه تنظيم سيادي واستقلالي وعلماني ومقاوم لقوى الإحتلال.

هذا، وكان ولا يزال مستهجناً جداً التوقيع على ورقة مع حزب هو ديني ومذهبي وإيراني ومشروعه فارسي تقول إن سلاحه مقدس، وهو في البداية وبالنهاية عملياً وواقعاً سلاح مذهبي وإيراني وميليشياوي وليس شرعياً ولا هو تابع للدولة اللبنانية ولا هو بأمرتها.

عليماً فإن هذا المفهوم الرباني للسلاح والأهداف الإلهية لاستعماله قد سهل لدويلة الحزب ولمرجعيته الإيرانية الإمساك بالدولة والسيطرة الكاملة عليها. وقد ظهر ولا يزال يتمظهر هذا الأمر الغريب والعجيب واللاسيادي واللااستقلالي واللادستوري بقوة في العديد من المناسبات الشاذة واللافتة من حروب الحزب وعملياته العسكرية والإرهابية الخارجية، ومن غزواته وغزوات أذرعته الميليشياوية داخل لبنان.، إضافة إلى عمليات الاغتيالات والخطف والإرهاب والفساد والإفساد والفوضى بكل أشكالها البربرية.

فبعد مرور 13 سنة على “الورقة” لم يحصد لبنان وشعبه منها غير الكوارث الوطنية بكافة أشكالها وأنواعها السيادية والوطنية والدستورية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى تعكير، بل ضرب، علاقات لبنان الدولية والعربية والإقليمية.

الورقة عملياً كانت ولا تزال أداة هدامة في ضرب وتهميش ومصادرة الدولة لمصلحة الدويلة، وفي الهيمنة على كل قرارات الدولة الكبيرة والصغيرة، وخصوصاً قرار السلم والحرب.

بعض حصاد الورقة السرطاني محلياً وإقليمياً ودولياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*فرض قانون انتخابي على مقاس مشروع الملالي المذهبي وسيطرة حزب الله على الأكثرية النيابية والإتيان برئيس جمهورية وبحكومة غالية وزرائها يدورون في فلكه.

*منع قيام الدولة وتعطيل استعادة السيادة والاستقلال.

*هيمنة الدويلة على الدولة.

*وجود مليون ونصف مليون نازح سوري يهددون وجود لبنان ويضربون نسيجه الاجتماعي.

*تعطيل الدستور وتهميش المؤسستين التشريعية والتنفيذية وهيمنة حزب الله على مؤسسات الدولة كافة.

*انهيار اقتصادي لم يعرفه لبنان في تاريخه المعاصر.

*مستويات مرتفعة جداً وغير مسبوقة من البطالة والفقر.

*هجرة كبيرة طاولت كل الشرائح وكل المذاهب.

*غياب الطبقة المتوسطة وتفشي الصفقات والسمسرات والتهريب والتطاول على القانون والأمن.

*تفلت امني خطير وغياب كل ما هو محاسبة.

*تشريع الحدود على غاربها ودخول حزب الله في حروب إقليمية لمصلحة المشروع الإيراني.

*فرض هرطقة ما يسمى بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

*غزوات لبيروت والجبل وإسقاط حكومات وسلسلة من الاغتيالات..

*زرع الشقاق والفرقة والصراعات بين مكونات كل الشرائح اللبنانية

*كساد المحاصيل الزراعية وضرب قطاع الصناعة اللبنانية بسبب مشاركة حزب الله في الحرب السورية وإقفال طرق التصدير.

*تعطيل قطاع الخدمات من كهرباء وماء وقمامة ومواصلات وصحة وغيرها كون الدولة معطلة وقرارها مصادر.

*قيود وعقوبات دولية وعربية وإقليمية شديدة على القطاع المصرفي على خلفية اتهامات لحزب الله في تبيض الأموال والتجارة بالمخدرات.

*تسبب حزب الله بحرب مع إسرائيل عام 2006.

*ضرب علاقات لبنان بمعظم الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها بسبب مهاجمة حزب الله لأنظمتها واستهداف أراضيها بعمليات إرهابية لمصلحة حكام إيران وتهديد مصير حوالي نصف مليون لبناني يعملون فيها.

*ضرب السياحة العربية إلى لبنان ومنع عدد لا بأس به من الدول العربية مواطنيها من السفر إلى لبنان.

*تعطيل تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وخصوصاً القرارين 1559 و1701 إضافة إلى اتفاقية الهدنة واتفاقية الطائف.

*وصم لبنان بالإرهاب كون حزب الله موضوع على قوائم الإرهاب في معظم دول العالم ومن ضمنها عدد كبير من الدول العربية.

*مضايقة اللبنانيين فيما يخص السفر إلى بلدان كثيرة على خلفية وضع حزب الله على قوائم الإرهاب.

الورقة باختصار ساهمت إلى حد كبير في بقاء لبنان دولة فاقدة لقرارها، وغير قادرة على ضبط حدودها، ومؤسساتها شبه معطلة، وإعاقة قيام المؤسسات وسلمت الدولة للدويلة .. وتطول القائمة..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت وفيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع د. نبيل خليفة: حزب الله لا يقر بالكيانية اللبنانية وهناك فتوى خمينية ضده/البيان الوزاري تجاهل ثابتة الحفاظ على الكيان اللبناني بعدم ذكرة القرار الدولي 1559 وضرب مصاقية وأحقية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان

http://eliasbejjaninews.com/archives/72047/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85/

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة من تلفزيون المر مع د. نبيل خليفة: حزب الله لا يقر بالكيانية اللبنانية وهناك فتوى خمينية ضده/البيان الوزاري تجاهل ثابتة الحفاظ على الكيان اللبناني بعدم ذكرة القرار الدولي 1559/10 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newmp3.17/nbilkhalife10.2.19.mp3

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة من تلفزيون المر مع د. نبيل خليفة: حزب الله لا يقر بالكيانية اللبنانية وهناك فتوى خمينية ضده/البيان الوزاري تجاهل ثابتة الحفاظ على الكيان اللبناني بعدم ذكرة القرار الدولي 1559/10 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل للإستماع للمقابلة

http://www.eliasbejjaninews.com/newwma17/nbilkhalife10.2.19.wma

فيديو/مقابلة من تلفزيون المر مع د. نبيل خليفة: حزب الله لا يقر بالكيانية اللبنانية وهناك فتوى خمينية ضده/البيان الوزاري تجاهل ثابتة الحفاظ على الكيان اللبناني بعدم ذكرة القرار الدولي 1559 وضرب مصاقية وأحقية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان/10 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لمشاهدة المقابلة/يوتيوب

https://www.youtube.com/watch?v=MpDXjvAYzeI

 

أهم عناوين مقابلة د.نبيل خليفة من تلفزيون المر

تفريغ وصياغة وتلخيص الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

10 شباط/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72047/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1-%D9%85/

*لبنان هو رمز للموارنة كما أن حائط المبكى هو رمزاً لليهود والكعبة المكرمة رمزاً للإسلام.

*من المهم جداً فهم مبادئ موارنة لبنان ومعرفة مخاوفهم..

*لبنان هو أرض ميعاد الأقليات.

*لبنان ليس كياناً مؤقتاً أو غلطة كما يدعي البعض، بل كياناً ووطناً ثابتاً ونهائياً وتاريخياً.

*لنعرف كيف نكون فعلاً أقوياء وطنياً ومارونياً وكيانياً وديمقراطية وحريات وحقوق ومساواة علينا أن نعرف من نضع في موقع القيادة.

*القائد هو الرؤيوي والمعطاء والمفكر والشجاع والحر الذي يسعى لخدمة قضية شعبه وتاريخه وهويته ووجوده وكيانه وليس خدمة مصالحه الشخصية ومطامعه السلطوية..والقائد الماروني الحقيقي هو القائد المؤمن قولاً وأفعالاً بخط الموارنة التاريخي.

*الفرق شاسع بين الزعيم والقائد كون الزعيم يعمل لخدمة مصالحة الشخصية ولخدمة من يؤمنها له كأن من كان.

*البعض عندنا كان في فترة معية قائداً إلا أن مغريات السلطة والنفوذ حولته إلى زعيم وهذا أمر محزن...ومحزن أننا في لبنان راهناً في خط الزعامة وليس في خط القيادة.

*الشهيد رفيق الحريري والإمام موسى الصدر تم تغييبها لأنهما أقرا بالكيانية اللبنانية وبمبدأ لبنان أولاً وبقاعدة المساواة في الموطنة ووقف العد الديموغرافي.

*البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري هو غير كياني لأنه لم يأتِ على ذكر القرار 1559 الذي يؤكد على كيانية وسيادة واستقلال لبنان وعلى حق الدولة ببسط سيادتها على كامل تراب الوطن بقواها الذاتية وتجريد كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها وترسيم الحدود مع الدول المجاورة للبنان. ذكروا القرار 1701 وليتهم لم يفعلوا لأن هذا القرار هو تنفيذي وليس كياني.

*بيان مجلس الأمن الأخير الذي صدر عقب تشكيل الحكومة هو رد واضح على بيان حكومة الرئيس الحريري اللاكياني وتأكيد دولي على كيانية لبنان ونهايته كدولة مثل باقي الدول.

*كان مستغرباً البند الخاص بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وذلك باستعمال مفردة "محكمة مبدئية" وكأن من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد جاء من الفلبين. ..

*أما بند المقاومة في البيان الحكومي فهو ملتبس للغاية إذا يقول بالحق وليس بالشرعية ويظهر أن من نصه يقرأ الفارسية وليس العربية.

*نعم المناصفة التي أقرها الطائف هي بخطر وفي لبنان وهناك وقائع كثيرة تؤكد هذا الشرود الدستوري من مثل نقل موظفين مسيحيين واستبدالهم بغيرهم من مذاهب غير مسيحية..أما ما من يجري من مخالفات دستورية في الجامعة اللبنانية في هذا السياق فحدث ولا حرج.

*لبنان الكيان هو حقيقة جغرافية وتاريخية.

*البعض في لبنان لا يعترف بالكيان اللبناني ويعتبره خطئاً تاريخياً وهنا يكمن لب الصراع الوجودي.

*حزب الله لا يعترف بنهاية الكيان اللبناني وهناك فتوى خمينية تؤكد هذا الأمر ..

*حزب الله لا يعترف بإتفاق الطائف ويري فيه تسلطا مارونياً. كما أن هناك كلام موثق للسيد نصرالله يطالب فيه بتحويل لبنان إلى دولة إسلامية.

*توجد في الشرق الأوسط 59 أقلية مذهبية يوجد منها 17 في لبنان.

*في بلاد الانتشار ما يزيد عن 12 مليون لبناني والعراقيل التي تمنع تجنيسهم وعودتهم إلى لبنان ربطهم مجدداً به تعود للصراع الديموغرافي.

*المارونية موجدة في لبنان منذ 1600 سنة والموارنة تمسكوا بخصوصيتهم الإثنية والمذهبية واعترفوا بخصوصية كل الآخرين.

*الموارنة لم يسموا جبل لبنان بجبل الموارنة لأنهم يرون في لبنان وطناً للحريات والعيش المشترك بمحبة مع الآخرين.. وليس "التعايش" في حين أن هناك في المنطقة جبال تحمل أسماء سكانها من مثل جبل عامل وجبل الدروز وجبل العلويين وجبل وصهيون.

*الموارنة ولأنهم اعترفوا وآمنوا بخصوصيتهم وبخصوصية الآخرين كتبوا تاريخهم وتاريخ المنطقة (البطريرك الدويهي والمطران الدبس والأب بطرس ضو وغيرهم كثر)

*وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر قال للرئيس الراحل حافظ الأسد إذا اردتم أن تسيطروا على لبنان عليكم أولاً أن تسيطروا على المسيحيين فيه..ومن يومها والمحاولات جارية لتحقيق هذا الأمر.

*اللاجئون نوعان: من هُجروا بسبب الحروب، ومن وقعت الحروب لتهجيرهم..اللاجئون السوريون في لبنان هم من الفئة الثانية وهنا خطورتهم على لبنان.

*الديموغرافية هي التي تصنع التاريخ.

*الدراسات الديموغرافية تقول بأن الإسلام سوف يصبح الدين الأكثر عدداً في العالم بسنة 2050.

*من المهم جداً فهم مبادئ موارنة لبنان وإدراك دورهم المحوري في القضية اللبنانية وكذلك معرفة خوف المسيحيين في لبنان على مصيرهم وجودهم فيه.

*الوجدان الماروني يولد من معنى ومفاهيم وقيم الحرية...ولا يمكن للموارنة أن يستسلموا لأنهم إن فعلوا يسقط كيانهم وينتهي وجودهم ويخور دورهم.

* كنت أتمنى لو أن كلمة "التسامح" لم تذكر في نصوص الوثيقة التي وقعها في دولة الإمارات العربية مؤخراً قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف لأن التسامح يعني أن هناك قوي وضعيف والقوي يسامح الضعيف..في حين أن المطلوب هو قيم وفضائل المساواة وقبول الآخر وعيش الحياة المشتركة.

في دول الشرق الأوسط 51% من السنة و31% من الشيعة و18% من الأقليات.

*إيران الشيعية هي أقلية في الشرق وبالتالي لا تقدر أن تحل مشكلة الأقليات الأخرى.

*ما يجمع في المفاهيم الكيانية والوجودية بين إيران وإسرائيل هو خوفهما من الأكثرية السنية.

*إدخال المسيحيين في لبنان بأحلاف الأقليات المشرقية هو خطأ قاتل ومدمر.

*العروض الإيرانية لتزويده الجيش اللبناني بالسلاح خطيرة لأنها تستلزم عملياً تغيير ثقافة المؤسسة العسكرية التي هي كما لبنان مرتبطة بالثقافة الغربية.

*لدى إسرائيل 200 قنبلة نووية وبالتالي هي قادرة على حماية نفسها.. ولأن الديموغرافية مهمة جداً لوجودها فهي تسعى لرفع عدد سكانها من اليهود ليشكلوا 51% من نسبتهم في العالم.

 

البيان الماروني

الدكتور نبيل خليفة

11 شباط/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72064/72064/

يمرّ لبنان بمرحلة صعبة ومعقّدة وخطيرة في تاريخه تكاد في أي لحظة، أنْ تتحوّل من أزمة سياسيّة إلى أزمة مصيريّة. والخطير في الأمر أنّ المعنيّين بمعالجتها من رجال سياسة ودين ودنيا ليست لديهم، وبكل أسف، الرؤية الصحيحة للبنان بأبعادها اللاهوتية – الوطنيّة – والتاريخيّة والثقافية، وليست لديهم الجرأة وربّما المعرفة، لمواجهة الحقائق العلميّة التي ترسم مسار تاريخ الشعوب والأمم على ضوء علم الجيوبوليتيك المعاصر. ما يجري في لبنان اليوم هو تحدّ وجوديّ لبلد الأرز، للبنان الإنسان والكيان.

لهذا، وجدنا من المناسب، بل من الواجب، الردّ على الطروحات «البائسة» لمختلف الفئات والجهات، بطرح يتخطّى المظهر إلى الجوهر... ويبدأ بما ينبغي أن يبدأ به وهو ما أسميناه «البيان الماروني»! عشيّة ذكرى مار مارون!

ثلاثة عناوين تختصر هذه المقاربة في خطوطها العامّة:

أولاً: في المفهوم المارونيّ للبنان أو ما كان شارل مالك يشدّد عليه، ويبدأ منه وبه، وهو «النظرة الى لبنان في ذاته».

ثانياً: في جيوبوليتيك لبنان الدولة – الحاجز (Etat-Tampon).

ثالثاً: في الحلّ النهائيّ للبنان النهائيّ: التحييد !!

أولاً: في المفهوم المارونيّ للبنان

كان الموارنة من أقدم الجماعات التي اختارت لبنان موئلاً لها، أي منذ القرن الخامس، نازحة من شمال سوريا (توفي مار مارون عام 410م). وبفضل عوامل كثيرة: روحيّة ونفسيّة وجيو-سياسيّة، سنعود إليها، تمّ التفاعل بين الجماعة المارونيّة وأرضها الجديدة فتحوّل لبنان من مجرد موئل للموارنة إلى معقل لهم: كنيسةً وجماعةً وأمّةَ فلاحين! ومع الزمن تبلور المفهوم الماروني للبنان ضمن مبادئ وأسس واعتبارات، نشير إلى ثمانية منها:

1 – الحيويّة التي تطبع علاقة الموارنة بأرض لبنان. ويشدّد فريدريتش راتزل أبو الجيوبولتيك المعاصر على أن الشعوب تستمدّ هويّتها من علاقتها بالأرض التي تقيم عليها. وتقوى هذه العلاقة إذا كانت الأرض ذات أهميّة مركزيّة واستراتيجيّة ومصيريّة بالنسبة للجماعة. وهذه هي بالضبط طبيعة العلاقة بين الموارنة وأرض لبنان، الأرض – الوجود، الأرض – العيش، الأرض – الحريّة!

2 – الكيانيّة الدولاتيّة السيّدة والنهائيّة (Entité Etatique souveraine et définitive) بحدود مرسّمة جسّدها إعلان لبنان الكبير 1920، ما جعل المؤرّخ كمال الصليبي يقول بأن هذا الإعلان هو «إعلان انتصار المشروع الماروني»!

3 – الذاتيّة: بفضل لبنان وعت المارونيّة ذاتيّتها الخاصة فأدركت ذاتها وفي هذا مدخل لاستشعارها بهويّتها المميّزة وبالتالي الاهتمام بكتابة تاريخها وتاريخ الشعوب المحيطة بها: من البطريرك الدويهي إلى المطران الدبس إلى الخوري بطرس ضو!

4 – التنوّعيّة: لبنان الموارنة هو حصن لهم ولكنّه في الوقت عينه بلد الانفتاح على الآخر، بلد التعدّديّة والتفاعل الخلّاق (Diversité créatrice) دينيّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً. لذا لم يعمّد الموارنة جبل لبنان بإسم «جبل الموارنة»، بل إنّه أرض الأقليّات (ميشال شيحا) و»جبل الحريّة»!.

5 – الميثاقيّة: كل جماعة تختار لبنان موئلاً تكون مسبقاً جماعة ميثاقيّة لأنّها تدرك مسبقاً لماذا تختار لبنان وما الذي تطلبه منه وفيه، وهو ما يسمّيه ميشال شيحا «الجماعات المتشاركة» (Les communautés associées): في الأرض والعيش والحياة والمصير! إنّ الخروج على الميثاقيّة هو خروج على معايير مبادئ وأنظمة الحياة المشتركة. وفي كلّ مرحلة تخطّت إحدى الجماعات هذه المعايير وضعت نفسها والنظام في مأزق: من المارونيّة السياسيّة إلى السنيّة السياسيّة إلى الشيعيّة السياسيّة!

6 – الحريّة: تمسّك الموارنة بلبنان كونه الحصن المنيع لحريّتهم: الدينية والاجتماعية، ليس لهم فقط بل لجميع ساكنيه وقاصديه. فإذا لم يكن لبنان كذلك فلا معنى لوجوده. «فالموارنة يضعون في أساس تاريخهم الهرب من الاضطهاد والبحث عن الحرية. فوجدان كلّ مارونيّ يولد من هذا المعنى (المطران حميد موراني).

7 – الرمزيّة: في وعي ولاوعي الموارنة، لبنان هو البلد – الرمز للمارونيّة فوق أرضه وفي جميع أنحاء العالم. إنّه الواقع الجغرافيّ المعبّر عن روحيّة شعبه وقيمه العليا وتوجّهه العامودي في رؤية الله من فوق سطوح الكنائس والمعابد المنتشرة على قمم جباله منذ أكثر من 1500 سنة.

8 – الرساليّة: لقد صنّف البابا يوحنا بولس الثاني لبنان بأنّه «البلد – الرسالة». هذا يعني بوضوح أن لبنان ليس مجرّد بلد كبقية بلدان العالم، بل هو بلد يمثّل رسالة للإنسانيّة كلها، ولاسيّما للحياة المشتركة المسيحيّة – الإسلاميّة بأبعادها الدينيّة والحضاريّة والثقافيّة. إنه نموذج مختصر لمنظمة الأونيسكو وللأمم المتحدة تتحقق فيه ومن خلاله القيم الإنسانية الثلاث: الثقافة والازدهار والسلام وهو ما تسعى إليه الإنسانيّة في القرن الحادي والعشرين.

في ضوء هذه الأسس يمكن تعريف الجماعة المارونيّة بأنّها: «حركة مسيحيّة روحيّة ثقافيّة تأسيسيّة مشرقيّة تجدّديّة أطلقها القديس مارون، وهي تجسّد شوق الإنسان المطلق إلى الله وتوقه المطلق إلى الحرية ودوره الإنجيليّ الثقافيّ في خدمة محيطه ترقّياً وانفتاحاً، وعندها إنّ التنسّك هو الطريق الأقرب عموديّاً إلى الله، وان أرض لبنان ذات معنى رمزيّ إذ هي دون غيرها وقبل غيرها شكّلت أرض ميعاد المارونيّة ومعقل وجودها وحرّيّتها في آن» (نبيل خليفة).

ثانياً: في جيوبوليتيك لبنان: الدولة – الحاجز(Etat-Tampon)

في الخمسينات من القرن الماضي صدر في فرنسا كتاب للمفكّر جان غوتمان (Jean Gottman) بعنوان: «La politique des Etats et leur géographie «سياسة الدول وجغرافيّتها»، وواضح من هذا العنوان أن رسم سياسة الدول بشكل دقيق وصحيح وعلميّ لا يتمّ إلا بالعودة إلى جغرافيا الدولة كمعيار أوّل ومقياس جوهريّ لبلورة هذه السياسة، ذلك أن الجغرافيا هي العنصر الأكثر ثباتاً وتأثيراً في مسار الدول، والأكثر أهميّة في تصنيفها على لائحة دول العالم. فإذا حاولنا أن نتبيّن ذلك بالنسبة للبنان، ماذا نجد؟

1 – إنّه في موقع الوسط على الشاطئ الشرقيّ للمتوسّط، و«بيبلوس» هي نقطة المركز في الدائرة!

2 - إنه بلد صغير مساحةً متنوّع سكاناً ومستطيل شكلاً.

3 – إنه من أكثر البلدان عطوبيّة أمنيّة (vulnérable) إذ ان مساحته مقسومة على طول حدوده: 10452 م.م. ÷ 679 = 15,39، وهي من أدنى النسب في العالم، بحيث أن مدفعاً ميدانياً يمكن أن يقصف بيروت من السلسلة الشرقية على الحدود السوريّة!

4 - إنّه يتمتع بثروات سياحيّة ومائيّة أضيف إليها مؤخراً ثروات نفطيّة وغازيّة.

5 – إنه بلد ذو أهمية استراتيجيّة بحيث «تلتقي فيه استراتيجيات العالم»، على حد قول رومانو برودي رئيس وزراء إيطاليا.

6 - في لائحة التصنيف الدولي للأمم، يصنّف لبنان دولة – حاجزاً (Etat-Tampon) بين سوريا وإسرائيل ولكل من الدولتين مطامح ومطامع إقليميّة في لبنان وسواه. ففي رؤية البلدين أن قيام لبنان هو خطأ جغرافيّ وتاريخيّ وليس حقيقةً جغرافيّة وتاريخيّة. ذلك أن قيام لبنان الكبير فيه نقض لفكرة إسرائيل الكبرى ولفكرة سوريا الكبرى. ولذلك من مصلحة الدولتين أن تسهما في إضعافه تمهيداً لإلغائه: سياسيّاً واقتصاديّاً وعسكريّاً وثقافيّاً. انطلاقاً من ذلك، قال ميشال شيحا تعبيره الشهير: «لبنان بلد يعيش على حدود الخطر الدائم». فسوريا ترفض أن ترسّم معظم حدودها مع لبنان (300 كلم) تعبيراً عن عدم اعترافها به دولةً سيّدة حرّة مستقلّة ونهائيّة. وإسرائيل تسعى للتلاعب بحدودنا البريّة المرسّمة مع فلسطين منذ العام 1923، كما تسعى لفرض حدود بحريّة معنا تسمح لها بسرقة كميات من نفطنا وغازنا في المتوسّط.

ثالثاً: في الحلّ النهائيّ للبنان النهائي: التحييد !

يشدّد علم الجغرافيا السياسيّة على معنى وأهميّة وجود دول – حاجزة في مختلف أنحاء العالم وخاصة بين قوى متواجهة كبرى أو إقليميّة:

أفغانستان بين أمبراطوريّة البحر البريطانية – الهنديّة، وروسيا.

لبنان بين النفوذين البريطاني والفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى حيث اقترح الإنكليز عام 1919 حياد لبنان وبعد قيام إسرائيل تحوّل لبنان إلى دولة - حاجز بين سوريا وإسرائيل.

سويسرا بين فرنسا وألمانيا وإيطاليا.

بلجيكا (ومن ثم اللوكسمبورغ) بين فرنسا وألمانيا.

بولندا بين المانيا وروسيا.

فنلندا بين روسيا والسويد.

إنّ نشوء هذه الدول الحاجزة، وفي بعض الأحيان إنشاؤها (بتخطيط بريطاني) كان الهدف منه أمرين:

1 – وضع حاجز فاصل بين القوى المتواجهة (أمبراطوريات أو دولاً)

2 – منع الاحتكام المباشر في ما بينها وبالتالي تحقيق الأمن على حدودها.

ومع الزمن، بدأت هذه الدول الحاجزة تثبت أهميّتها الدوليّة من أنّها عامل استقرار ونموّ في الحياة الدولية وعامل مساعد على تحقيق السلام، وهذا هو معنى التوافق بين حلف الأطلسي وحلف وارسو على تحييد (neutralisation) دولة النمسا لمنع الاحتكاك بين الاتحاد السوفياتي والغرب. هكذا تحوّل حياد الدولة – الحاجز من وسيلة إلى حاجة فإلى حلّ مع الإشارة إلى أمرين:

الأول: ان حياد الدولة يتمّ بناءً لرغبة شعبها ونموذجها سويسرا.

الثاني: إن تحييد الدولة يتمّ بناءً لرغبة الأسرة الدوليّة ممثّلةً بمجلس الأمن الدولي الذي يفرض نظام الحياد الدولي الدائم عليها ونموذجها النمسا بعد الحرب العالميّة الثانية، وبهذا المعنى يصبح أمن هذه الدولة من مسؤوليّة الأمم المتحدة وتصبح خارج الأحلاف العسكريّة والتجاذبات الإقليميّة !

لبنان بين الحياد.. والتحييد!

لن يكون هناك إجماع شعبي على طلب حياد لبنان نظراً لوجود جهات وأحزاب وحركات ومنظّمات مرتبطة بقوى ودول خارجيّة إيديولوجيّاً وسياسيّاً ودينيّا ومادياً. وهي لن تقبل بحياد لبنان وستواجه هذا الطرح.

يبقى الأمر الآخر، أي الحل الوحيد للبنان وهو تحييد لبنان الدولي بقرار من الأسرة الدولية وبسعي ودعم من الجامعة العربيّة. ومثل هذا الأمر يقتضي الاقتناع بهذا الحل أولاً والالتزام به ثانياً، وبذل مجهودات كبرى لإقناع الأسرة الدوليّة بضرورة اتخاذ مثل هذا القرار ثالثاً. فما هي المبرّرات التي يقدّمها لبنان للأسرة الدوليّة لإقناعها بتحييده باعتبار هذا الخيار هو الحلّ الوحيد والنهائي للبنان النهائيّ؟

1 – اذا بقي لبنان على ما هو عليه فسيكون فريسةً سهلةً لجيرانه ونقطة تفجير للمنطقة!

2 – إن وضعه تحت المظلة الدوليّة هو الضامن الوحيد لاستقراره وازدهاره واستمراره خدمةً له وللإنسانيّة جمعاء.

3 - إنه بلد جدير وربّما الأكثر جدارة بهذه الضمانة الدوليّة والرعاية الأمميّة باعتباره نقطة الحرب والسلم في الشرق الأدنى.

4 – وهو البلد الذي قدّم، ولا يزال يقدّم، الإسهامات الكبرى في مسار الحضارات والثقافات والأديان انطلاقاً من فلسفة الألفباء الفينيقيّة في بيبلوس إذ ليس المهم أن نفخر بأن الألفباء نشأت في بيبلوس، بل في تفسير وتبرير أسباب نشوئها هناك والروحيّة الفنيّة التي قُدّمت بها إلى العالم فصارت القاعدة الأولى التي قامت عليها معظم حضارات الشعوب.

5 – كون لبنان موقعاً مركزياً في المنطقة التي وصفها فريدريتش راتزل بأنها «المنطقة التي تميّزت بقيم جيو-سياسيّة ثابتة ومستمرّة عبر التاريخ».

6 – كون وطن الأرز ضرورة حضارية للإنسانيّة جمعاء ومكاناً لالتقاء الأديان وحوار الحضارات والشعوب.. إنّه «البلد-الرسالة»!

في الخلاصة، هناك حلّ وحيد ونهائي وموضوعي للاحتفاظ بلبنان النهائي: إنّه حلّ التحييد الدولي الدائم الذي يعصمه من أن يبقى مهدّداً في أمنه وكيانه ومصالحه وشعبه ومصيره. ومثل هذا الحلّ ليس اجتهاداً شخصيّاً أو حزبياً أو طائفياً (مارونياً) أو فئوياً أو وجهة نظر لجهة معيّنة، كائناً من كانت هذه الجهة.

إنّه خلاصة لعلم الجغرافيا السياسية ومعيار تصنيف الدول في العالم وتعيين الحلول المناسبة لها انطلاقاً من واقعها الجيو-سياسي. لذا، فإن المهمة الأساسية للمسؤولين اللبنانيين، لاسيما الموارنة، كونهم من أقدم دعاة وبناة وحماة الكيانيّة اللبنانيّة، أن يعملوا مع الجميع لتحقيق هذا الهدف الضامن لاستمرار لبنان كما رأوه وعملوا له واستشهدوا من أجله!

.. أجل، يجب أن تتوقّف عندنا ولدى الموارنة خاصة، الثرثرة السياسيّة كي نواجه جدّية التاريخ!!

 

كل ذلك سيخسره لبنان بمجرد قبول أية هبة عسكرية إيرانية

خليل حلو/11 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72091/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d9%83%d9%84-%d8%b0%d9%84%d9%83-%d8%b3%d9%8a%d8%ae%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%85%d8%ac%d8%b1%d8%af-%d9%82%d8%a8%d9%88%d9%84/

وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف زار بيروت، ووسائل الإعلام تضج بمسألة عرض إيران تسليح الجيش، خاصة بعدما أعلن السيد حسن نصرالله عن استعداد إيران لتزويد الجيش بمنظومة دفاع جوّي. تعليقي على هذا الموضوع هو التالي:

1) إيران نفسها تستورد أسلحة مضادة للطائرات من روسيا والصين وكوريا الشمالية. أحدث هذه المنظومات هي الـS300 التي سلمتها اياها روسيا في الأمس القريب. حتى الآن منظومة الـS300 المماثلة التي استلمتها سوريا منذ تشرين الأول الماضي لم تستطع منع الغارات الإسرائيلية على اراضيها.

2) إيران تصنع أنظمة مضادة للطائرات محلياً ولكن من أجيال مر عليها الزمن ولا تستطيع بأي شكل من الأشكال مواجهة الطيران الإسرائيلي.

3) الأسلحة المتطورة التي استلمها الجيش اللبناني من الولايات المتحدة منذ العام 2008 حتى اليوم بقيمة ملياري دولار أميركي مجاناً ولا سيما عربات قتال المشاة من نوع Bradley وصواريخ الـHelfire التي ترميها طائرات السيسنا عن مسافة 8 كيلومترات وقذائف المدفعية من نوع Copperhead الذكية والصواريخ المحمولة المدمرة للدشم والمدفعية الذاتية الحركة وطائرات السوبر توكانو والصواريخ التي تحملها ... كل هذه الأسلحة لا مثيل لها في إيران.

4) الجيش اللبناني ينفذ حالياً برنامج تطوير يمتد للعام 2025 تم التخطيط له منذ سنوات وهو يعتمد بشكل أساسي على المنظومات الأميركية والغربية.

5) هناك محاذير كبيرة في حال قبل لبنان بالهبات الإيرانية لا سيما وقوعه تحت العقوبات الأميركية، على سبيل المثال إذا حطت في مطار بيروت طائرات قادمة من إيران ومحملة بالأسلحة، حتماً سيوضع حظر على المطار مما سيتسبب بإقفاله وبعزل لبنان عن العالم جواً

6) من هذه المحاذير أيضاً توقف الهبات الأميركية العسكرية ولا سيما قطع غيار العتاد والتي تبلغ قيمتها السنوية ما لا يقل عن الخمسين مليون دولار لا يمكن لأحد التعويض عنها أو إيجاد بدائل لها.

7) أكثر من نصف لبنان لا يقبل أن يكون ضمن محور إيران وأن يعادي العالم أجمع مجاناً كرمى لعيون محمد جواد ظريف أو من يدور في فلكه في بيروت أو كرمى لعيون وزراء يتكلمون بعدة ألسن ويستعملون تحالفاتهم مع إيران للوصول إلى مراكز أعلى.

ختاماً: جيشنا انتصر على الإرهاب في نهر البارد وفي صيدا وفي عملية فجر الجرود، ولبنان جزء من التحالف الدولي ضد داعش إلى جانب 70 دولة أخرى مما يجعل جيشه يحظى بدعم الدول الأساسية في التحالف ولا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والدول الخليجية التي لم تبخل عليه يوماً بالدعم. كل ذلك سيخسره لبنان بمجرد قبول أية هبة عسكرية إيرانية. حرزانة؟

 

الياس الزغبي ل"اليوم": مصادرة "حزب الله" السيادة اللبنانية ووظيفته الاقليمية والدولية ستضعان الحكومة الجديدة أمام اختبار دولي صعب/لبنان في مواجهة تأثيرات «حزب الله» السلبية

صفاء قرة محمد/اليوم/11 شباط/19

تتوسع دائرة تمدد إيران وأذرعتها في العالم، ليأتي إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن «حزب الله» ونظام إيران يتمتعان بنفوذ في فنزويلا وفي جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، وفي السياق رأت مصادر مراقبة عبر «اليوم» أن هذا الكلام يضع الحكومة الجديدة تحت المجهر الدولي، فيما اعتبرت أخرى أن على الحكومة اللبنانية أن تحمي البلاد من ذلك التأثير السلبي لسيطرة الحزب وإيران على القرار السيادي.

» تحت المراقبة

ويتوقف الكاتب والمحلل السياسي إلياس الزغبي عند المفارقة المثيرة للدهشة وهي أن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله طالعنا في الآونة الأخيرة بمقولة إن لبنان في حاجة إلى سيادة حقيقية، وركز وشدد على عبارة «سيادة حقيقية»، قائلا: في الواقع أن كل المعلومات والمؤشرات تؤكد أن من يفرض السياسة اللبنانية هو «حزب الله» نفسه، لأنه ينفذ «تكليفا شرعيا» من مرجعيته الإيرانية بوظائف متعددة في الشرق الأوسط وتحديدا في بعض الدول العربية امتدادا إلى العالم، وليس مفاجئا أن تتوالى الأنباء عن دوره في أمريكا اللاتينية وبمشاركة إيران ورعايتها وتحديدا في فنزويلا، وقد كشف الحزب عن وجهه الحقيقي في هذا التورط من خلال تعاطفه العلني مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ورفضه لشرعية الشعب الفنزويلي التي اختارت زعيم المعارضة خوان غوايدو.

» عين ساهرة

ويضيف الزغبي: عين الولايات المتحدة ساهرة جدا على هذا الانتشار الخطير الذي تنفذه إيران عبر أذرعتها وفي مقدمتها «حزب الله»، لذلك سيكون لبنان عرضة لمراقبة شديدة لصيقة ومباشرة من قبل المجتمع الدولي عموما وتحديدا من جانب واشنطن خصوصا بعد مشاركة الحزب في الحكومة اللبنانية الجديدة عبر وزارات حساسة كـ«الصحة». ويشدد على أن لبنان بات الآن تحت المجهر الدولي ولا يستطيع أن يتمادى في توفير الغطاء الشرعي أو شبه الشرعي لنشاطات «حزب الله» الهدامة في الشرق الأوسط والعالم، لذلك فإن الحكومة الجديدة ستكون موضع اختبار قوي وحساس وبين خيارين في الثلاثة الأشهر المقبلة، فإما أن تنجح بيروت في امتصاص تأثيره السلبي بدفع إيراني مباشر، وإما أن تزداد سيطرة الحزب على القرارات السيادية وعندها ستكون العاقبة وخيمة على كل لبنان وليس فقط على «حزب الله»

 

المنسق الخاص للأمم المتحدة الجديد وصل إلى بيروت: لتعزيز السلام المستدام والامن والاستقرار في لبنان

الإثنين 11 شباط 2019/وطنية - افاد بيان للمكتب الاعلامي للمنسق الخاص لامم المتحدة في لبنان، عن "وصول يان كوبيش الى بيروت لتولي مهامه كمنسق خاص للأمم المتحدة في لبنان، وكان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ممثل عن وزارة الخارجية اللبنانية ووفد من الأمم المتحدة". وقال كوبيش لدى وصوله: "إنني مسرور جدا بوجودي في بيروت في وقت يبدأ لبنان مرحلة جديدة بعد تشكيل الحكومة".أضاف: "إنني أتطلع لدعم هذا الزخم المتجدد وذلك بالتعاون الوثيق مع السلطات اللبنانية والقادة السياسيين والمجتمع المدني وشركاء آخرين في لبنان والمجتمع الدولي في سبيل تعزيز السلام المستدام والامن والاستقرار في لبنان".واشار البيان الى ان "الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عين كوبيش (من سلوفاكيا) في 9 كانون الثاني 2019 كمنسق خاص له في لبنان. ويتمتع كوبيش بخبرة طويلة في مجال السلك الدبلوماسي، وسياسة الأمن الخارجي، والعلاقات الاقتصادية الدولية، على المستوى الدولي وفي بلده سلوفاكيا".

 

الجيش الإسرائيلي يتدرب على احتلال مناطق واسعة وإخلائها في لبنان

السياسة/11 شباط/19/كشفت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلي أجرى في الآونة الأخيرة تمرينا عسكريا وصف بالضخم شمال غور الأردن، في عملية تحاكي قتالا داخل الأراضي اللبنانية. وأفادت مصادر بأن التمرين شاركت فيه قوات كبيرة من المدرعات ووحدات الهندسة والمدفعية والطيران الحربي التابع لفرقة “غفعاتي”.وتدربت هذه الوحدات العسكرية من جميع الأصناف على القتال في الأراضي اللبنانية “كطاقم قتالي متكامل في أجواء غير عادية ومركبة”.وتوخى التمرين العسكري أيضا تدريب الضباط المشاركين “على الاحتلال وإخلاء مناطق واسعة، والاشتباك مع العدو، وإخلاء جرحى تحت النار وتحديات أخرى في ساحة المعركة”. ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن قائد إحدى الفرق العسكرية المشاركة قوله إن “الحديث يدور عن أحد أكثر التمرينات تعقيدا التي شهدتها الفرقة العسكرية خلال السنوات الأخيرة”، كاشفا أن فرقته استخدمت لأول مرة مدرعة “النمر”، واستخدمت في التمرين “نحو 100 من الأدوات والمعدات العسكرية، بينها مركبات قتالية، ومسالك لوجيستية للإمداد، وتمرنوا على نقل وتوفير المعدات”.

 

عون وراء عدم تعيين الصراف وزيراً للدفاع

11 شباط/19/كشفت مصادر موثوقة لـ”السياسة”، ما دار خلف الكواليس في الأسابيع الأخيرة التي سبقت الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية، خصوصاً لجهة عدم إعادة تعيين يعقوب الصراف وزيراً للدفاع، المحسوب على التيار الوطني الحر، مشيرة إلى أن القرار بعدم التعيين جاء على خلفية عدم الارتياح الذي أبداه رئيس الجمهورية ميشال عون حيال الصراف خلال العامين الأخيرين، خصوصاً منذ أن علم بعلاقات الصراف مع الوحدة الأمنية التابعة لحزب الله، المعروفة باسم الوحدة 900، وتحديداً مع الكادرين القياديين في الوحدة سعيد يوسف بيرم وحسن نزيه صالح، الذين تلقيا من الصراف معلومات حساسة تتعلق بعون وبقيادات الجيش اللبناني التي تواليه، ناهيك عن عدم قيام الصراف بتنفيذ مهام وزارته بشكل لائق.

 

إيران تستخدم لبنان منصة لإطلاق الرسائل للخليج والغرب/سليماني ببغداد: نتفهم الوجود الأميركي في العراق على قاعدة التفاهم لا العداء

بيروت -“السياسة”/11 شباط/19/ وصفت مصادر سياسية متابعة للحراك الديبلوماسي الذي تشهده بيروت حاليا، الزيارات التي يقوم بها مسؤولون عرب وأجانب للتهنئة بتشكيل الحكومة، والتي استهلت بزيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على أن يليه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومن ثم المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا الذي يصل مساء اليوم، بأنها “مختلفة الأهداف”. وقالت المصادر لـ”السياسة”: إن “زيارتين للتهنة. وهما زيارة أبوالغيط والعلولا. لكن زيارة ظريف ربما تكون لتهنئة حزب الله بحصوله على وزارة الصحة بعد كل ما تردد عن فيتو أميركي على تسلمه هذه الحقيبة. وهذا برأي إيران إنتصار كبير يسجله حزب الله في مرمى الشيطان الأكبر أميركا التي تفرض عقوبات قاسية على إيران وحزب الله معاً. أما اللقاء الذي جمع ظريف بالأحزاب الموالية لإيران بدعوة من حزب الله في السفارة الإيرانية وحتى قبل أن يلتقي أي مسؤول رسمي لبناني، فهي تذكر باللقاءات التي كان يعقدها وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام في زمن الحرب الأهلية مع نفس القوى السياسية. وأما الوعود بتسليح الجيش وتأمين الدواء الى وزارة الصحة، فهي لإحراج لبنان بالدرجة الأولى وزكزكة الإدارة الأميركية وأوروبا التي تفرض عقوبات على إيران بالدرجة الثانية، سيما وأن ظريف يعرف أن بلاده غير قادرة على تزويد لبنان بالسلاح النوعي، ولو أنها تمتلك مثل هذا السلاح لما سمحت لإسرائيل بشن الغارات على قواعدها العسكرية المتواجدة في سورية، ما يعني تحويل لبنان الى منصة لتبادل الرسائل بين إيران والغرب. فهل ستقبل الديبلوماسية اللبنانية بذلك؟ هذا ما ستظهره مواقف المسؤولين اللبنانيين التي تعقب الزيارات الثلاث”.من جانبها، ذكرت مصادر ديبلوماسية أن “موقع لبنان الجغرافي في قلب المنطقة المشتعلة يجعله منصة لرسائل، خصوصا ان من يسعون الى هذا الهدف يزورونه كونهم لا يستطيعون زيارة سورية بالنظر الى حجم المخاطر المحيطة بمثل هذه الزيارة او استحالتها”.

وقالت لـ “المركزية” إن زيارة ظريف إلى السرايا الحكومي مساء اليوم تكتسب أهمية خاصة اذ تتوجه اليها الأنظار لمعرفة ما سيدور في اللقاء وما هي الرسالة التي سيحملها للرئيس سعد الحريري، فيما قالت مصادر دبلوماسية غربية “إن صح ان الزيارة الأخيرة للسفير الإيراني في بيروت جلال فيروزنيا الى الرئيس الحريري في بيت الوسط، في اعقاب زيارات الموفدين الأميركيين الى بيروت قد فتحت الطريق امام تشكيل الحكومة العتيدة عبر التسهيلات والضغوط التي مارسها حزب الله في اكثر من اتجاه، فإن زيارة ظريف ستحمل رسائل اضافية بالغة الأهمية، في طياتها الكثير من الأسرار المحفوظة في ذاكرة الإيرانيين والرئيس الحريري وحدهما”. وتوقعت أن يتحول لبنان إلى موقع لتوجيه الرسائل الإيرانية الى الرياض ودول الخليج العربي، في ما لو صحت المعلومات ان طهران تراهن على دور وسيط لرئيس الحكومة اللبنانية في هذا الإتجاه، وهو ما لم تنفه مراجع دبلوماسية دعت الى مراقبتها والتثبت من صحتها ومضمونها ومدى الرهان الصحيح على نجاحها. بدورها، نقلت صحيفة “النهار” اللبنانية عن وفد لبناني زار العراق قبل فترة قصيرة، أن مرجعا أمنيا عراقيا نقل عن قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني خلال زيارة الأخير لبغداد، أن طهران ترى من الضروري التعامل مع الوجود العسكري الأميركي في العراق على قاعدة التفاهم وليس العداء، مستذكرا دور واشنطن في دحر “داعش”. في غضون ذلك، أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن امتنانه للدعم الذي يلقاه لبنان من إيران، انطلاقا من علاقة الصداقة التي تجمع بين البلدين. وأبلغ عون ظريف الذي استقبله، أمس، في قصر بعبدا مع الوفد المرافق، ان مسألة النازحين السوريين في لبنان تحتاج الى معالجة تأخذ في الاعتبار ضرورة عودتهم الامنة الى المناطق السورية المستقرة، معتبرا ان لايران دورا في المساعدة على تحقيق هذه العودة، لافتا إلى أن الحكومة اللبنانية الجديدة سوف تولي ملف النازحين اهمية خاصة لاسيما مع تعيين وزير لمتابعته.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين في 11/02/2019

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون لبنان"

بعد وزير الخارجية الايراني والامين العام لجامعة الدول العربية يصل الى بيروت في الساعات القليلة المقبلة الموفد السعودي نزار العلولا لبحث الاوضاع في لبنان والمنطقة.

وتعتزم السعودية وضع وديعة مالية في مصرف لبنان تكون أكبر من الوديعة القطرية.

وفي اليوم الثاني من زيارته أجرى وزير الخارجية الايراني محادثات مع كل من رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة والامين العام لحزب الله ناقلا استعداد بلاده لمساعدة لبنان على الصعد كافة.

أما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فقد ركز محادثاته على التطورات الإقليمية وعلى القمة العربية المقبلة وسبل تنفيذ مقررات القمة الاقتصادية التي انعقدت في بيروت.

وغدا تنعقد الجلسة النيابية المخصصة لمناقشة البيان الوزاري لإعطاء الحكومة الثقة على أساسه.

ويبدو الجو السياسي هادئا تماما ويتوقع ان لا تواجه الحكومة أي عقبات في البرلمان كونها تمثل معظم الكتل النيابية.

وبعد أيام ينعقد مؤتمر وارسو لحشد القوى في المواجهة الاميركية-الايرانية وفي وقت أكدت طهران المضي في التسليح وخصوصا الصواريخ البالستية.

وهذا الموضوع كان أحد الجوانب التي أضاء الوزير الإيراني محمد جواد ظريف الضوء عليها في محادثاته في بيروت اضافة الى دعم لبنان.

ولقد أجرى ظريف محادثات منذ بعض الوقت مع الرئيس الحريري في السراي الكبير وقد غادر من دون الادلاء باي تصريح.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

بانتظار توليد ثقة نيابية من مؤسسة التشريع الأم على مدى اليومين المقبلين لتنطلق الحكومة بعدها بطاقة تدفع بها إلى العمل تشهد الأجواء اللبنانية زحمة في حركتي الإقلاع والهبوط.

القاسم المشترك على متن جميع الرحلات وعلى لسان جميع الزوار هو تهنئة لبنان بالحكومة الوليدة.

بعد رئيس الوزراء الايطالي حط وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وتبعه الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط على أن يصل غدا المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا.

التهنئة الإيرانية لم تقتصر على الكلام بل تعدته إلى الإعلان مجددا عن إستعداد طهران لتعاون لا يرتد سلبا على أي من الجهات بل يعود بالنفع أولا على اللبنانيين والأمر لا يتطلب في المقابل من بيروت سوى إعلان الرغبة بذلك تعاون يمتد محوره من التسليح إلى الكهرباء وما بينهما من دواء وخلافه.

ومن بيروت ثمن ظريف عاليا الموقف اللبناني بما يخص مؤتمر وارسو.

أما من برج مراقبة الجامعة العربية فلم يتم رصد خلاصات تقود إلى التوافق لعودة سوريا على راداراتها وفق ما أعلن أبو الغيط علما أن المطلوب العمل والعمل فقط في سبيل هذه العودة وليس إتخاذ صفة المراقب للمواقف لا سيما في ظل ما يشهده مطار دمشق الدولي من هبوط عادي أو إضطراري لأعضاء من الجامعة على طريق العودة إلى أرض الشام المنتصرة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

زحمة موفدين على الساحة اللبنانية بعد تأليف الحكومة دشنها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف وتبعه الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط وبعد ايام الموفد السعودي الملكي نزار العلولا وبعد اسبوعين الممثل الاعلى لسياسة الامن والشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني من دون استبعاد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لبنان متابعة للعلاقات اللبنانية الفرنسية واصلاحات سيدر وتداعيات الوضع في سوريا على الساحتين اللبنانية والاقليمية.

وفي الداخل زحمة ملفات واستحقاقات وتحديات تنتظر الحكومة الجديدة التي تمثل امام المجلس النيابي غدا وبعد غد لنيل الثقة، وتسلم درع التثبيت وسط اجواء توحي بالاختصار والاقتصار على بضع مداخلات وكلمات لنواب يمثلون كتلهم كما اعلنت اليوم كتلة المستقبل التي اوكلت الى النائب سمير الجسر حصرا ان يتحدث باسمها في جلسات مناقشة البيان الوازري. في هذا الوقت تتجه الانظار الى موقفي الكتائب والقومي غير الممثلين في الحكومة والى الكتلة الجنبلاطية التي عاد زعيمها - ولاكثر من مرة واحدة او استثنائية ربما - ليتصدر ويتحدث ويمسك بزمام الامور مؤقتا في المواجهة السياسية المستجدة بينه وبين حلفاء الامس ريثما تنجلي غيمة الخلاف وينقشع غبار باريس -2 الذي تسبب بنوبة عتب وغضب في المختارة على بيت الوسط .

صحيح ان اقل من ربع اعضاء الحكومة يجمع بين النيابة والوزارة لكن الواضح ان الكتل الكبرى متفقة على ان تعبر جلسات مناقشة البيان الوزاري ممرا امنا وبحراسة مشددة تفاديا لاي كمين خصم او حتى نيران صديقة بالخطأ في وقت دشن سمير جعجع دخوله الى الحكومة بانتقاد ايران ودعم جنبلاط وتأييد رئيس الجمهورية مشددا علىى انه لن يكون معارضة داخل الحكومة وهذا مؤشر الى موقف كتلته غدا في جلسات مناقشة البيان الوازري .

غدا جلسات الثقة تستظل القول المأثور: خير الكلام ما قل ودل وخير البر عاجله في حين ان حركة الموفدين الى بيروت يؤمل ان تكون حركة وبركة وليس العكس.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

الايرانيون يحيون الثورة الاسلامية بنبض الملايين المؤكدين أن تعاليم الخميني الامام والخامنائي الولي عصية على الايام..

اربعون ربيعا والثورة مزهرة مهما تبدلت الفصول وتقلبت الظروف، كأنها تعيد مع ابناء الثورة الفلسطينية رفع علم فلسطين في ساحة آزادي، وتطرد الاستكبار الصهيوني والحلم الشاهي من كل مكان ايراني، وتعزز الروح الثورية التي اسقطت اطماع الكثيرين، ورسمت للامة صورة جديدة.

مشهد ايران اليوم كانه نسخة من اربعين عاما، وكأن روح الامام الخميني تؤكد من عليائها ان الرهان على شعب الثورة وقادتها لن يخيب.

احتفلت الثورة باربعينيتها مع الملايين الذين تحدوا بحرارة الثورة البرد والصقيع، وتظللوا بالامل والاصرار بوجه التحديات، وافترشوا الطرقات والساحات في مشهد غير مسبوق اعاد ايران الى عام الثورة، فقرأه المراقبون على انه استفتاء جديد، وتحد بوجه العقوبات الاميركية والجعجعة الصهيونية وغير الصهيونية.

انها ايران الثورة الاسلامية التي أكدت عبر وزير خارجيتها من الاراضي اللبنانية انها الى جانب لبنان وشعبه وفلسطين وقضيتها والامة وخياراتها مهما علت الضغوط وغلت التضحيات وكثرت المؤامرات.

فايران ثابتة إلى جانب لبنان دولة وشعبا ومقاومة، ومستعدة لتقديم كل أشكال المساعدة والتعاون كما قال الوزير محمد جواد ظريف للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي جدد الشكر للجمهورية الاسلامية شعبا وقيادة.

على جميع ما قدمته للبنان وفلسطين وحركات المقاومة وشعوب المنطقة في مواجهة العدوان الصهيوني والإرهاب التكفيري، وهو ما ادى إلى صنع الانتصارات كما قال السيد نصر الله.

افضل العلاقات مع لبنان كانت بحث الوزير ظريف مع الرؤساء الثلاثة ونظيره اللبناني، وفي كل المحافل تأكيد على اطيب العلاقات واستعداد لكل اشكال الدعم للبنان، وشكر لحكومته على رفضها المشاركة في مؤتمر وارسو المشبوه، الذي يريد ان يحرف المنطقة عن العداء للعدو الصهيوني باختراع اعداء جدد بحسب ظريف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

ثقة المجلس النيابي بحكومة الرئيس سعد الحريري تنطلق غدا وتمتد الى بعد غد وقد سبقها دعم دولي وكذلك عربي تمثل بزيارة الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الى بيروت التي يصلها أيضا يوم غد المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا.

حكومة الى العمل تمثل غدا امام المجلس النيابي حيث يقدم رئيسها البيان الوزاري لتبدأ في جلسة يتوقع ان تستمر الثلاثاء والاربعاء، وعلم تلفزيون المستقبل ان اتفاقا حصل بين الكتل ان يتحدث ممثل واحد عن كل كتلة على ان تنال في نهاية المناقشات الحكومة ثقة مريحة تتجاوز المئة صوت.

الامين العام لجامعة الدول العربية وفي تصريحات له من القصر الجمهوري والسراي الكبير رفض الربط بين زيارته وزيارة وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف قائلا: لا يوجد سباق بين الجامعة العربية وايران لسبب واحد وهو ان لبنان دولة عربية وعضو في الجامعة، ولاحظ ردا على سؤال ان المناخ غير ناضج لعودة سوريا الى الجامعة العربية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

سموها "حكومة إلى العمل ". ولكن أول دخولها فضائح وعجز على طولها. ولئلا يستنتج أن في الأمر مبالغة، نسارع إلى سرد الوقائع.

يصل ضيف إلى بيروت فتختنق حركة السير في العاصمة والطرق المؤدية إليها. ومن الأمثلة أن الأتوستراد من طبرجا إلى بيروت تحول إلى موقف للسيارات: تأخر الموظفون في الوصول إلى أعمالهم، واشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي منددة بلامبالاة المسؤولين حيال ما جرى، حتى إن هؤلاء المسؤولين لم يكلفوا أنفسهم عناء الإعتذار من المواطنين، وكأن الإزدحام بات عادة "ومن يغير عادته تقل سعادته" ومرحبا بهكذا سعادة.

واللامبالاة الثانية: حكاية إبريق الفيول. خفض الإنتاج بسبب نقص الفيول، والنقص مرده إلى ان البواخر قبالة الشاطئ، لكنها تنتظر فتح الإعتمادات لتفتح خراطيمها إلى الخزانات، وما دامت الإعتمادات لم تفتح، فإن الفيول لن يصل، والغرامات ستتصاعد.

إلى فضيحة أوتوستراد شكا: ليس باليد حيلة لأن ليس في الجيب مال. إنتقاد لوزير الأشغال الذي يرد بأن لا أموال، والنتيجة أن المواطن يبقى عالقا في معاناة السير على ذلك الطريق إلى حين تأمين التمويل ومواصلة الأشغال بالسرعة المطلوبة.

أما القضية التي تخفت حينا لتخرج إلى العلن أحيانا، فهي قضية العلاقة غير السوية بين الضمان وبعض المستشفيات. واليوم انفجرت هذه القضية بين الضمان ومستشفى الجامعة الأميركية بسبب فروق مالية بين تعرفة الضمان وما يطلبه المستشفى.

إشارة، نشير إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كانت له لقاءات كثيفة في بيروت اليوم، وجاء توقيت الزيارة في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران.

الزيارة تحمل أكثر من رسالة، خصوصا أنها تأتي عشية وصول المستشار الملكي السعودي نزار العلولا الى بيروت. ولعل أبرز لقاءات ظريف كان اللقاء بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

من استمع إلى تصريحات وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف يدرك أن الوزير المبتسم والحاذق كان كليشيهات طهران المعروفة والداعمة للبنان في شتى المجالات، وهو يعلم كما أركان الدولة اللبنانية يعلمون أن كلامه لا يصرف في مكان، لا ايران قادرة أن تعطي ولا لبنان قادر على التلقي، لجملة موانع قانونية وتقنية، ما الغاية من الزيارة اذا؟

الغاية منها أن إيران في الذكرى الأربعين لثورة الملالي أرادت أن تبرهن للعالمين العربي والغربي من وارسو الى الرياض ولكل من يسعى الى اقتلاعها من شرقي المتوسط أنها صارت قوة إمبريالية متجذرة في هذه المنطقة وتسيطر فعليا على العواصم العربية الأربع وذروتها بيروت، في العملاني الجميع يدرك أن الشق الحقيقي من زيارة ظريف لا يتم في المقرات الرئاسية لدولة لبنان بل في الضاحية الجنوبية حيث دويلة حزب الله.

الأمين العام للجامعة العربية الذي زار بيروت ايضا لمتابعة تطبيق مقررات القمة الإقتصادية وتحضيرا لقمة تونس لم يرصد علامات تقود الى الاستنتاج بأن سوريا ستستعيد مقعدها ضمن العائلة العربية حتى الساعة.

الدوش الكلامي الايراني ستقابله السعودية بتحرك عملاني فعال، اذ يتوقع أن يحمل مبعوث الديوان الملكي نزار العلولا الى لبنان مشروعا يتضمن في طياته السياسي والإنمائي والمالي، بما يشكل رفدا حقيقيا للحكومة الوليدة يساعدها على سد فراغ الفترة الفاصلة عن بداية تطبيق مندرجات سيدر ومشاريعه.

في هذه الأجواء الملونة بالتفاؤل الخجول تنعقد جلستا الثقة بالحكومة في المجلس النيابي الثلاثاء والأربعاء والتي يتوقع ان تتخللهما مداخلات خطابية حامية للضرورات المنبرية المعروفة، إلا ان الحكومة متجهة في نهايتهما الى الحصول على ثقة مريحة.

تزامنا ولأن اللبناني يدفع أثمان الإنفجار كما يدفع أثمان الانفراج فقد وقع الاف السائقين اليوم في فخ زحمة سير خانقة عند مدخل العاصمة الشمالي امتدت الى جونية واستمرت ساعات طوال بسبب تدابير أمنية مفاجئة إتخذها الجيش وأقفل خلالها الطريق البحرية في ساعات الذروة وقد تضاف الى التدابير الأمنية الخانقة التي اتخذت لتأمين تنقل أبو الغيظ وظريف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

" جايبلي سلام " من حسن نصرالله الى سعد الحريري على جناح إيراني . فالأيادي التي صافحت الأمين العام لحزب الله ألقت السلام الاماديد على رئيس الحكومة سعد الحريري .

وفي كلا اجتماعي محمد جواد ظريف بنصرالله والحريري اليوم كانت المساعدات الإيرانية على مختلف أنواعها هي طبق البحث" ومنه وسلواه " وفيما تحفظ لبنان الرسمي عن قبول الهدايا، كان نصرالله يدعو الجمهورية الإسلامية إلى مواصلة دعمها واهتمامها على الرغم من كل المؤتمرات والضغوط التي تتعرض لها بسبب ذلك، وأبرز هذه المؤتمرات الأقرب الى المؤامرات ستعقد في وارسو بعد غد الأربعاء بمشاركة أكثر من أربعين دولة وبتنظيم أميركي يتصدره صهر ترامب جاريد كوشنر المدفوع بخطط سلام فلسطينيةإسرائيلية محشوة بصفقة القرن .

لكن ظريف لبنان جبران باسيل طمأن جواد إيران إلى أننا سنقاطع مؤتمر وارسو بسبب المشاركة الإسرائيلية فيه وتطبيقا لسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية ولعدم الاصطفاف ضمن المحاور لكن إعلام التيار صنف " إنزال " زيارة ظريف ضمن محور يربط بيروت ببغداد وطهران ودمشق وصنعاء، بل يربط طهران أيضا بالضاحية عبر أوتستراد الممانعة السريع .

وبانزال رسمي هبط وزير الخارجية الإيراني في بعبدا وسلم الرئيس ميشال عون رسالة من نظيره حسن روحاني تتضمن دعوة إلى زيارة طهران . ولم يجر ربط هذه الزيارة بأي أوتستراد سياسي أما تطلعات رئيس الجمهورية فجاءت من بوابة النازحين إذ أبلغ عون وزير خارجية إيران ضرورة العمل لعودة النازحين الآمنة منطلقا من دور إيران الإقليمي علما أن هذا الدور هو من مسؤولية لبنان الرسمي الذي يتحمل أعباء مليون ونصف مليون نازح على الرغم من عودة الأمن بنسبة تسعين في المئة إلى الأراضي السورية التي كانت ملتهبة.

ولأن أركان الحكم قد نأت بنفسها ولزمت المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم المهمات الامنية المشتركة بين لبنان وسوريا فقد بات عليها تحميله مبادرة حل والطلب إليه الحصول في المقابل على ضمانات من الدولة السورية لعودة آمنة. واذا كانت الضمانات عبارة ثقيلة على السوري فلتخفض إلى تطمينات أو تسهيلات تتعلق بعودة النازحين كل إلى منطقته مع انتقال ما يتقاضاه من مساعدات وهبات الى منطقته السورية التي أصحبت آمنة ومن دون ربطها بالعودة الطوعية لأن ترك الخيار للنازح سيبقيه في الأرض اللبنانية والمبادرة اللبنانية التي على الدولة رعايتها والانطلاق بها عليها أن تبقي آذانها غير صاغية لحكم الأميركيين والاروبيين والامم المتحدة الذين يريدون سوريا ضعيفة بلا جيش. بلا شعب نازح ولا مقيم. يريدونها دولة تحت إمرتهم ويستخدمون أرضها وشعبها وفق أهواء الريح الدولية وأولويات لبنان اليوم هي في عودة النازحين وتأمين دربهم إلى مدنهم التي صارت أكثر أمانا من مدن أوروبية لكن مسؤولي لبنان . وضعوا لأنفسهم هدفا أول يتقدم على ما عداه وهو مكافحة الفساد.

تلك العبارة التي ارتفعت على شفاه الجميع من دون أن يكون في متناول اليد فاسد واحد وعلى فساد مغادر وزارته كان لافتا كلام رئيس الحكومة سعد الحريري من دبي الذي علق على توزير ريا الحسن في وزارة الداخلية والبلديات قائلا إنها ستقوم بإصلاحات حقيقية داخل الوزارة معتبرا أن هناك إجماعا سياسيا على مكافحة الفساد والاشادة بالحسن .. تكاد توازي الذم بالوزير نهاد المشنوق لا بل اتهامه بشكل غير مباشر وعلى منابر الحريري بالضلوع في الفساد الذي ستكافحه ريا من بعده.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عون وباسيل ينسفان في حضرة ظريف مبدأ النأي بلبنان عن أزمات الإقليم

العرب/12 شباط/19

زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى لبنان تثير الكثير من الجدل من حيث توقيتها، حيث أنها تأتي قبيل بدء الحكومة اللبنانية الجديدة عملها، وأيضا قبل مؤتمر وارسو، الذي دعت إليه الولايات المتحدة وأعلنت بيروت الاثنين على لسان وزير خارجيتها مقاطعتها له في حضرة الزائر الإيراني الذي عدّه انتصارا لبلاده.

بيروت – أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال يومه الثاني والأخير من زيارته المثيرة للجدل إلى لبنان لقاءات مع مسؤولي البلد وفي مقدمتهم رئيس الميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل، مقدما حزمة من عروض الدعم الاقتصادية والعسكرية.

وبدا أن كل مسؤول لبناني تعامل مع هذه الزيارة وفق منظوره السياسي الخاص، وليس من منظور واحد يعكس موقفا موحدا للدولة اللبنانية، وهذا ليس بالغريب في ظل الانقسام بشأن إيران وسبل التعاطي معها.

ويلاحظ أن رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل المسكونين بهاجس اللجوء، ركزا خلال لقائهما مع ظريف أو “الدبلوماسي الضاحك” كما يحلو للبعض تسميته، على موضوع تسريع عودة النازحين السوريين وإمكانية أن تلعب إيران دورا في هذا الملف.

ويدرك عون كما باسيل أنه من الصعب التعاون مع طهران في المجالات الحسّاسة كالدفاع رغم أن وزير الخارجية اللبناني أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني “أنه من الطبيعي أن نفكر بكل مساعدة طالما أن لا شروط عليها وتقوي الدولة والمؤسسات”.

وترى دوائر سياسية أن تصريح باسيل ليس سوى موقف دبلوماسي، فهو يدرك أن التعاون العسكري مع إيران له محاذير كثيرة ولن تهضمه خاصة الدول الداعمة للمؤسستين العسكرية والأمنية اللبنانيتين وعلى رأسها الولايات المتحدة، بيد أن وزير الخارجية يرى أنه بالإمكان التعاون مع إيران في عدد من الملفات الأخرى التي لا تقل أهمية والتي لن تكون عليها احترازات كبيرة خاصة في مسألة عودة اللاجئين.

التعاون العسكري مع إيران له محاذير ولن تهضمه خاصة الدول الرئيسية الداعمة للمؤسستين العسكرية والأمنية

ويقود عون وصهره باسيل منذ سنوات جهود إعادة أكثر من مليون نازح سوري إلى بلادهم، وتصادم الطرفان في أكثر من مناسبة مع المجتمع الدولي الذي بدا حذرا حيال هذه العودة بالنظر إلى عدم تحقق الاستقرار في سوريا، رغم استعادة نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد.

وأسفرت تلك الجهود عن عودة المئات من النازحين خلال الأشهر الماضية عبر التنسيق بين أجهزة الأمن السورية واللبنانية، ولكن ليس بالوتيرة التي يرغب فيها عون أو باسيل، لأن دمشق لا تبدو متحمسة جدا لهذه العودة، وهي تتخذ من هذا الملف إحدى الأوراق لمقايضة لبنان بشأن تطبيع كامل وشامل للعلاقات معها.

ويأمل عون كما باسيل في أن تساعد طهران في التأثير على حليفها النظام السوري لإنجاز عودة شاملة لهؤلاء. وأوضح وزير الخارجية جبران باسيل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني أن هذا الملف الأهم بالنسبة إلى لبنان.

ورأى باسيل، أن “للدولة السورية مساهمة كبيرة يمكن أن تقوم بها لتشجيع عودة النازحين عبر الضمانات في موضوع الملكية الفردية والخدمة العسكرية لوقف التخويف مع توسيع رقع المناطق التي يمكن أن تستقبل العائدين”، مشيرا إلى أن إيران أبدت استعدادها للمساهمة في هذا الموضوع.

ويضع وزير الخارجية ورئيس الجمهورية عودة النازحين السوريين أولوية مطلقة بالنسبة للعهد، ويريدان أن يحققا من خلاله إنجازا يعزز رصيدهما السياسي القائم أساسا على عنوان رئيسي وهو استعادة حقوق المسيحيين.

ومعلوم أن اهتمام الطرفين بمسألة عودة اللاجئين السوريين ليس لأن هؤلاء يشكلون عبئا ضاغطا على الاقتصاد اللبناني بقدر ما هو توجّس من توجه لتطوينهم في لبنان، ما يعني زيادة اختلال الطبيعة الديموغرافية والطائفية في هذا البلد لصالح المسلمين وعلى وجه الخصوص أهل السنة.

وفي وقت سابق شدّد الرئيس عون خلال لقائه في قصر بعبدا بالوزير الإيراني على أهمية دور طهران في المساعدة بمسألة عودة النازحين السوريين.

وأبلغ عون ظريف أن “مسألة النازحين السوريين في لبنان تحتاج إلى معالجة تأخذ في الاعتبار ضرورة عودتهم الآمنة إلى المناطق السورية المستقرة، لاسيما وأن تداعيات هذا النزوح كانت كبيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في لبنان”، معتبرا “أن لإيران دورا في المساعدة على تحقيق هذه العودة”.

ولفت الرئيس عون إلى أن “الحكومة اللبنانية الجديدة سوف تولي ملف النازحين أهمية خاصة لاسيما مع تعيين وزير لمتابعته”، في إشارة إلى صالح الغريب المقرب من رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان الذي تربطه علاقة قوية بدمشق.

ويرى مراقبون أن زيارة ظريف التي بدأت الأحد إلى لبنان، يبدو أنها حققت أهدافها لجهة إرسال رسالة للداخل والخارج بأن لبنان هو حلقة من حلقات النفوذ الإيراني، فإلى جانب الترحاب الذي قوبل به ظريف من بعض قادة لبنان، الذين تجاوزوا “الإحراج” مغدقين على الوزير “الضيف” سيلا من كلمات الترحيب وإبداء الرغبة في التعاون، بداعي أن لبنان يرفض التخندق ضمن أي جبهة، يقول البعض إن الجانب اللبناني ذهب بعيدا باتخاذ مواقف عملية داعمة لطهران من خلال اتخاذ زيارة ظريف مناسبة لإعلان مقاطعة مؤتمر “وارسو” الذي دعت إليه الولايات المتحدة ويركز على تهديد طهران لأمن المنطقة. ونوّه وزير خارجية إيران خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره اللبناني بامتناع لبنان عن المشاركة في مؤتمر وارسو، وقال ظريف “أحيي وأثمّن عاليا الموقف اللبناني النبيل الذي اتُخذ بشأن مؤتمر وارسو”.

وشدد على أنه “ينبغي ألا نسمح للآخرين بأن يروجوا لتهديدات وهمية وواهمة”.

وتستضيف وارسو الأربعاء والخميس “الاجتماع الوزاري لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط” الذي تنظمه الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل أسابيع إن المؤتمر سيركز على “استقرار الشرق الأوسط والسلام والحرّية والأمن في هذه المنطقة، وهذا يتضمّن عنصرا مهمّا وهو التأكّد من أن إيران لا تمارس نفوذا مزعزعا للاستقرار”.

وأوضح باسيل أن لبنان سيغيب عن المؤتمر لسببين “الأول حضور إسرائيل والثاني الوجهة المعطاة له في وقت لبنان يعتمد سياسة النأي عن مشاكل المنطقة وليس الاصطفاف في محاور”.

 

"سيدة الجبل": لوقف "دموع التماسيح" على جورج زريق

11 شباط/19

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية، في حضور أسعد بشارة، ايلي الحاج، بهجت سلامه، توفيق كسبار، توفيق هندي، حسن عبود، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، سوزي زيادة، طوبيا عطاالله، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر.وأصدر المجتمعون البيان الآتي:

"أولا- وقف "اللقاء" دقيقة صمت عن روح جورج زريق "شهيد الانسان" في لبنان، والذي سطر بشهادته أصفى حروف العذاب والاهانة اللذين يتعرض لهما المواطن الفرد جراء اختطاف القرار الوطني ومنع قيام دولة قادرة من ميليشيات وأحزاب طائفية تغلب المصالح الفئوية على المصلحة العامة.

ويطالب "لقاء سيدة الجبل" كل المعنيين بوقف "دموع التماسيح" على جورج زريق، والعمل من أجل ألا تتكرر الحادثة، خصوصا أن غالبية الطبقة السياسية عملت على تجهيل الأسباب التي أدت إلى هذه المأساة الانسانية.

ويعلن "اللقاء" تضامنه مع اتحاد لجان الأهل الذي طالب بتعيين مدققي حسابات للمدارس الخاصة من قبل الدولة.

ثانيا- يتدفق إلى لبنان زوار من كل أنحاء المنطقة والعالم لـ"التبريك" للبنانيين بالحكومة الجديدة. هذا شأن يفرح قلوبنا، كما يرحب "اللقاء" بعودة لبنان إلى دائرة اهتمام العالم.

في هذا السياق، يذكر "لقاء سيدة الجبل" أن القيادات التاريخية اللبنانية حددت شكل ومضمون التعاطي مع القوى العربية والإقليمية في السابق، وهناك من وضع حدودا لقامات عربية محترمة وعريقة على الحدود اللبنانية-السورية، كما هناك من رفض التبعية ودفع ثمن موقفه. بينما اليوم، يشهد "اللقاء" انتقال رمزية "خيمة فؤاد شهاب- عبد الناصر" إلى داخل لبنان، وكأن لبنان جزء من نفوذ اقليمي لا حدود له إلا البحر الأبيض المتوسط غربا.

ويسأل "اللقاء" معالي وزير الخارجية الايراني عما إذا كان سيستأذن من الآن وصاعدا الدولة اللبنانية عن الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه دولته لـ"حزب الله" من خارج الدستور وأصول التعاون بين دولتين.

ثالثا- يؤكد "اللقاء" أن لبنان بحاجة ماسة إلى معارضة وطنية متجددة، بعد أن حققت معارضة الوصاية السورية أهدافها في 14 آذار 2005، وبعد انهيار جبهة الصمود في وجه السلاح الايراني مع انتخاب الرئيس ميشال عون في 2016 وفقا لإملاءات ايران.

كما يشدد "اللقاء" على أن تشكيل معارضة لا يعرض لبنان لإعادة إنتاج الحرب الأهلية، بدليل أن قرنة شهوان والبريستول والمنبر الديموقراطي وحركة اليسار الديموقراطي والقوات اللبنانية والتيار العوني آنذاك والقاعدة الكتائبية والوطنيين الأحرار والتجدد الديموقراطي وتتويجا 14 آذار أنجزت خروج الجيش السوري وإطلاق سراح قيادات وعودة أخرى من الخارج، كما انتزعت العلاقات الديبلوماسية مع سوريا من دون أي صدام أو حرب أهلية.

أخيرا يتقدم "لقاء سيدة الجبل" بأحر التعازي من عائلة الفقيد النائب والوزير السابق روبير غانم. لقد فقد لبنان مشرعا وقانونيا ومناضلا من صفوف انتفاضة الاستقلال، أسكنه الله فسيح جنانه".

 

جولة ظريف: تسويق "العلاقات المميزة" التي اختبرناها سورياً

المدن - لبنان | الإثنين 11/02/2019

استهل وزير الخارجية الإيراني لقاءاته الرسمية في لبنان، بلقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، ناقلاً رسالة شفهية من الرئيس الإيراني ضمّنها "تحياته وتمنياته له في التوفيق بقيادة مسيرة لبنان، مجدِّداً الدعوة التي كان وجهها إليه لزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية". وأشاد ظريف بـ"العلاقات اللبنانية- الإيرانية التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين، منوهاً بحكمة الرئيس عون، التي أدت إلى تشكيل حكومة جديدة".

"العلاقات المميزة"!

من جهته، أعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن "امتنانه للدعم الذي يلقاه لبنان من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المجالات كافة، انطلاقا من علاقة الصداقة التي تجمع بين البلدين"، مشيراً إلى أن "مسألة النازحين السوريين في لبنان تحتاج إلى معالجة، تأخذ في الاعتبار ضرورة عودتهم الآمنة إلى المناطق السورية المستقرة، لاسيما أن تداعيات هذا النزوح كانت كبيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في لبنان"، معتبراً ان "لإيران دوراً في المساعدة على تحقيق هذه العودة". ولفت الرئيس عون إلى أن "الحكومة اللبنانية الجديدة سوف تولي ملف النازحين أهمية خاصة، لاسيما مع تعيين وزير لمتابعته". وشكر ظريف على "الاستعداد الذي أبدته بلاده لمساعدة لبنان في المجالات كافة"، وحمّله تحياته إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، وتهنئته لمناسبة الذكرى الأربعين لقيام الثورة الإيرانية. ومن بعبدا، انتقل ظريف إلى عين التينة، حيث التقى الرئيس نبيه بري، مؤكداً أن "إيران تولي أهمية بالغة لتعزيز العلاقات الثنائية مع لبنان. وتعتبر ان الإنجاز بتشكيل الحكومة هو بمثابة إنجاز وطني لبناني كبير". وقال: "أبلغت الرئيسين ميشال عون ونبيه بري أن إيران لديها الاستعداد الدائم للتعاون مع لبنان، في كافة المجالات الحيوية. وهذا يأتي ضمن المصلحة الوطنية للبلدين"، مؤكدا أن "هذه العلاقات المميزة تخدم الشعبين ولا ترتد سلباً على أحد".

ديموقراطية وحرية!

وفي وزارة الخارجية، بعد لقائه باسيل، لفت ظريف إلى أن "هذه الزيارة تتم إلى بلد صديق، ولبنان بدوره هو نموذج يحتذى به في الديموقراطية والحرية"، مهنئا الدولة اللبنانية على تشكيل الحكومة". وأضاف "نحن على ثقة بأن الحكومة الجديدة ستكون معبراً للنهوض بلبنان، على مختلف المستويات. وإيران ستبقى إلى جانب الشعب اللبناني. ونحن على اتمّ الاستعداد لمدّ يد التعاون للدولة اللبنانية في كافة الأطر التي يراها لبنان مناسبة". وأشار إلى "نعتز في ايران أننا كنا وسنبقى إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق"، مؤكداً "نثمن عالياً الموقف اللبناني بما يخص مؤتمر وارسو"، لافتاً إلى أن "هناك الكثير من الأطر والمجالات لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، إن كان في المجالات الاقتصادية أو المجالات الحيوية. وهذا الأمر يتيح مشاركة وتضافر الجهود بين القطاعين الخاص والعام، في لبنان وإيران". وأضاف: "علينا أن نعمل لتأمين العودة السريعة والآمنة، في آن، للنازحين إلى وطنهم"، مشيراً إلى "إننا نؤكد على الكلام الدقيق والقيّم لباسيل، حول آخر التطورات المتعلقة بالأزمة السورية. ونعمل على مساعدة لبنان في إنهاء أزمة النازحين"، مؤكداً أنه "لدينا ملء الثقة أن الحكومة والمرجعيات السياسية اللبنانية تستطيع أن تتدارس الأمور، وتتخذ القرارات الصائبة والحكيمة، والتي تخدم المصلحة الوطنية اللبنانية". وعن ملف نزار زكا، أوضح ظريف: "هناك فصل للسلطات في الجمهورية الإيرانية واستقلالية تامة للسلطة القضائية في ايران. ولكننا نقوم بقدر الإمكان بالجهود اللازمة لحلّ الأمر تحت بند الملف الانساني". وأكد أن "هناك نقطة أساسية لا بد من التأكيد عليها انه ليس هناك من قانون دولي يحظّر على لبنان وايران من الانفتاح والتلاقي والتعاون".

"ثورة" باسيل!

أما باسيل فقال: "تحدثنا حول كيفية قيام الحكومة بالإنجازات، وعلى رأسها الثورة على الفساد". وأوضح باسيل "ناقشنا أمورا تخص البلدين، والتحديات التي تجمعنا، وبالأخص الأزمة السورية، ومسار أستانا وقمة سوتشي المرتقبة الخميس المقبل، ووجوب الإسراع بالحل السياسي"، مشيراً إلى "نعتبر أن مسار استانا يحقق أهدافاً كبيرة لسوريا، وللاستقرار في الداخل السوري، والمزيد من المصالحات التي تفيد سوريا وتفيد لبنان، من ناحية الاستقرار على حدوده، وتهيئة الجو اللازم لعودة النازحين". وكشف باسيل: "بحثنا بعض الأفكار وضرورة التنسيق المشترك، لوضع خطة بيننا ومع الدولة السورية والمبادرة الروسية"، مشيراً إلى أن "سوريا بمعظمها أصبحت آمنة، والنازحين لديهم النية للعودة. ويجب أن نقوم بما يلزم، لتشجيع النازحين على العودة إلى سوريا". وأكد أن "إيران تقف إلى جانبنا بالكامل"، معتبراً أن "إبقاء النازحين السوريين فيه تفكيك لسوريا ولبنان، وإنهاء لدور لبنان الريادي ولرسالته المعروفة". ولفت إلى البحث بموضوع مؤتمر وارسو: "طرحنا أسباب غيابنا عن المؤتمر. وهو لسببين، الأول، حضور إسرائيل. وثانياً، الوجهة المعطاة له. ونحن ننأى بنفسنا. ويمكننا أن نكون بأي محور جامع". وبموضوع نزار زكا، أشار باسيل إلى "أننا ذكرنا بموضوع نزار زكا وطلبنا من الإيرانيين إيجاد المخرج اللازم، خصوصاً أن لبنان لا يجد أي حرج في القيام بأي تعاون اقتصادي مع إيران، طالما هذا يضعنا بالمأمن القانوني اللازم، وطالما ان هذا يصب بمصلحة لبنان، وغير مشروط بأي شرط سياسي. ونحن منفتحون لنجد الأطر اللازمة التي تجنب لبنان أي ارتدادات عكسية".

 

حملة دعائية إسرائيلية تستخدم صورة حسن نصرالله

المدن - لبنان | الإثنين 11/02/2019/نشرت الصحف والمواقع الاسرائيلية تغطية لحملة دعائية استخدمت صوراً ضخمة لأمين عام حزب الله، حسن نصرالله، اجتاحت شوارع تل ابيب وميادينها، ضمن حملة إعلانية ساخرة لإعادة تدوير البلاستيك. وظهرت صورة ضخمة لنصرالله على الأوتوستراد السريع لتل أبيب، لتشجيع الإسرائيليين على إعادة تدوير عبوات المياه البلاستيكية. وكُتب في أعلى الصورة "أنا لا أعيد تدوير عبّوات المياه"، وفي المقدمة عبارة "نصرالله ما زال يختبئ في نفق منذ 12 عاماً، ما هي حجّته؟" ومن الواضح، أن أمين عام حزب الله يحتل حيزاً كبيراً في ذهنية الإسرائيليين ومخيلتهم، على نحو مؤثر في مزاج الرأي العام، إلى حد أن صورته باتت مادة للترويج الإعلاني، كما لو أنه واحد من النجوم العالميين.

 

جولة ظريف: تسويق "العلاقات المميزة" التي اختبرناها سورياً

المدن - لبنان | الإثنين 11/02/2019/استهل وزير الخارجية الإيراني لقاءاته الرسمية في لبنان، بلقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، ناقلاً رسالة شفهية من الرئيس الإيراني ضمّنها "تحياته وتمنياته له في التوفيق بقيادة مسيرة لبنان، مجدِّداً الدعوة التي كان وجهها إليه لزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية". وأشاد ظريف بـ"العلاقات اللبنانية- الإيرانية التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين، منوهاً بحكمة الرئيس عون، التي أدت إلى تشكيل حكومة جديدة".

"العلاقات المميزة"!

من جهته، أعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن "امتنانه للدعم الذي يلقاه لبنان من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المجالات كافة، انطلاقا من علاقة الصداقة التي تجمع بين البلدين"، مشيراً إلى أن "مسألة النازحين السوريين في لبنان تحتاج إلى معالجة، تأخذ في الاعتبار ضرورة عودتهم الآمنة إلى المناطق السورية المستقرة، لاسيما أن تداعيات هذا النزوح كانت كبيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في لبنان"، معتبراً ان "لإيران دوراً في المساعدة على تحقيق هذه العودة". ولفت الرئيس عون إلى أن "الحكومة اللبنانية الجديدة سوف تولي ملف النازحين أهمية خاصة، لاسيما مع تعيين وزير لمتابعته". وشكر ظريف على "الاستعداد الذي أبدته بلاده لمساعدة لبنان في المجالات كافة"، وحمّله تحياته إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، وتهنئته لمناسبة الذكرى الأربعين لقيام الثورة الإيرانية. ومن بعبدا، انتقل ظريف إلى عين التينة، حيث التقى الرئيس نبيه بري، مؤكداً أن "إيران تولي أهمية بالغة لتعزيز العلاقات الثنائية مع لبنان. وتعتبر ان الإنجاز بتشكيل الحكومة هو بمثابة إنجاز وطني لبناني كبير". وقال: "أبلغت الرئيسين ميشال عون ونبيه بري أن إيران لديها الاستعداد الدائم للتعاون مع لبنان، في كافة المجالات الحيوية. وهذا يأتي ضمن المصلحة الوطنية للبلدين"، مؤكدا أن "هذه العلاقات المميزة تخدم الشعبين ولا ترتد سلباً على أحد".

ديموقراطية وحرية!

وفي وزارة الخارجية، بعد لقائه باسيل، لفت ظريف إلى أن "هذه الزيارة تتم إلى بلد صديق، ولبنان بدوره هو نموذج يحتذى به في الديموقراطية والحرية"، مهنئا الدولة اللبنانية على تشكيل الحكومة". وأضاف "نحن على ثقة بأن الحكومة الجديدة ستكون معبراً للنهوض بلبنان، على مختلف المستويات. وإيران ستبقى إلى جانب الشعب اللبناني. ونحن على اتمّ الاستعداد لمدّ يد التعاون للدولة اللبنانية في كافة الأطر التي يراها لبنان مناسبة". وأشار إلى "نعتز في ايران أننا كنا وسنبقى إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق"، مؤكداً "نثمن عالياً الموقف اللبناني بما يخص مؤتمر وارسو"، لافتاً إلى أن "هناك الكثير من الأطر والمجالات لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، إن كان في المجالات الاقتصادية أو المجالات الحيوية. وهذا الأمر يتيح مشاركة وتضافر الجهود بين القطاعين الخاص والعام، في لبنان وإيران". وأضاف: "علينا أن نعمل لتأمين العودة السريعة والآمنة، في آن، للنازحين إلى وطنهم"، مشيراً إلى "إننا نؤكد على الكلام الدقيق والقيّم لباسيل، حول آخر التطورات المتعلقة بالأزمة السورية. ونعمل على مساعدة لبنان في إنهاء أزمة النازحين"، مؤكداً أنه "لدينا ملء الثقة أن الحكومة والمرجعيات السياسية اللبنانية تستطيع أن تتدارس الأمور، وتتخذ القرارات الصائبة والحكيمة، والتي تخدم المصلحة الوطنية اللبنانية".

وعن ملف نزار زكا، أوضح ظريف: "هناك فصل للسلطات في الجمهورية الإيرانية واستقلالية تامة للسلطة القضائية في ايران. ولكننا نقوم بقدر الإمكان بالجهود اللازمة لحلّ الأمر تحت بند الملف الانساني". وأكد أن "هناك نقطة أساسية لا بد من التأكيد عليها انه ليس هناك من قانون دولي يحظّر على لبنان وايران من الانفتاح والتلاقي والتعاون".

"ثورة" باسيل!

أما باسيل فقال: "تحدثنا حول كيفية قيام الحكومة بالإنجازات، وعلى رأسها الثورة على الفساد". وأوضح باسيل "ناقشنا أمورا تخص البلدين، والتحديات التي تجمعنا، وبالأخص الأزمة السورية، ومسار أستانا وقمة سوتشي المرتقبة الخميس المقبل، ووجوب الإسراع بالحل السياسي"، مشيراً إلى "نعتبر أن مسار استانا يحقق أهدافاً كبيرة لسوريا، وللاستقرار في الداخل السوري، والمزيد من المصالحات التي تفيد سوريا وتفيد لبنان، من ناحية الاستقرار على حدوده، وتهيئة الجو اللازم لعودة النازحين". وكشف باسيل: "بحثنا بعض الأفكار وضرورة التنسيق المشترك، لوضع خطة بيننا ومع الدولة السورية والمبادرة الروسية"، مشيراً إلى أن "سوريا بمعظمها أصبحت آمنة، والنازحين لديهم النية للعودة. ويجب أن نقوم بما يلزم، لتشجيع النازحين على العودة إلى سوريا". وأكد أن "إيران تقف إلى جانبنا بالكامل"، معتبراً أن "إبقاء النازحين السوريين فيه تفكيك لسوريا ولبنان، وإنهاء لدور لبنان الريادي ولرسالته المعروفة". ولفت إلى البحث بموضوع مؤتمر وارسو: "طرحنا أسباب غيابنا عن المؤتمر. وهو لسببين، الأول، حضور إسرائيل. وثانياً، الوجهة المعطاة له. ونحن ننأى بنفسنا. ويمكننا أن نكون بأي محور جامع". وبموضوع نزار زكا، أشار باسيل إلى "أننا ذكرنا بموضوع نزار زكا وطلبنا من الإيرانيين إيجاد المخرج اللازم، خصوصاً أن لبنان لا يجد أي حرج في القيام بأي تعاون اقتصادي مع إيران، طالما هذا يضعنا بالمأمن القانوني اللازم، وطالما ان هذا يصب بمصلحة لبنان، وغير مشروط بأي شرط سياسي. ونحن منفتحون لنجد الأطر اللازمة التي تجنب لبنان أي ارتدادات عكسية".

 

مهمة البرلمان الجمع بين برنامج الحكومة وخريطة طريق مجلس الأمن

محمد شقير/الشرق الأوسط/11 شباط/19

لن تصرف المحادثات التي يجريها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم مع أركان الدولة اللبنانية، الأنظار عن تأهب المجتمع الدولي من خلال البيان الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي والخاص بلبنان لمواكبة مدى استعداد الأخير الالتزام بخريطة الطريق الدولية كأساس للانتقال به من التأزُّم الاقتصادي والاجتماعي إلى بر الأمان، والتي تضمّنت وللمرة الأولى تشجيعه على السير قدماً إلى الأمام في تعهداته للإفادة من مؤتمر «سيدر» حيال مكافحة الفساد والهدر وتعزيز الحوكمة والمساءلة بدءاً بحسن إدارة المال العام.

ذلك أن مجلس الأمن الدولي يتطرق في بيانه للمرة الأولى إلى الأمور ذات الصلة بأوضاع لبنان الاقتصادية والمالية من دون أن يغيب عن باله تذكيره بالدعوة إلى العمل بتطبيق القرارات الدولية الخاصة به والالتزام بسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الخارجية ونزع سلاح كل الجماعات المسلحة.

الجديد في بيان مجلس الأمن أنه يتلازم مع بدء المجلس النيابي غداً بمناقشة البيان الوزاري لحكومة «إلى العمل» برئاسة الرئيس سعد الحريري والذي ستنال على أساسه ثقة البرلمان التي يُفترض أن تكون مريحة داخلياً على أمل أن تلقى هذه الثقة، كما تقول مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، ارتياحاً لدى المجتمع الدولي الذي سيعاين ميدانياً مدى قدرة البلد على مساعدة نفسه من خلال تهيئة الظروف المواتية لتفعيل مقررات مؤتمر «سيدر».

وتلفت المصادر الوزارية نفسها إلى أن البرلمان النيابي وإن كان سيناقش البيان الوزاري للحكومة، فإنه في المقابل سيلتزم بمضامين البيان الوزاري الآخر للمجتمع الدولي من خلال بيان مجلس الأمن ليكون في وسعه تمرير مقررات «سيدر» قولاً وفعلاً من دون مواربة.

وتؤكد المصادر بأن هناك فرصة أمام البرلمان والحكومة للخروج من الروتين الذي يتصدّر عادة الجلسات النيابية المخصصة للمناقشة العامة. ويكاد البرلمان يكاد يكون نسخة طبق الأصل عن الحكومة لو لم يخرج منها حزب الكتائب وعدد قليل من النواب المستقلين، إضافة إلى نائبي الحزب «السوري القومي الاجتماعي» الممثلين بطريقة أو بأخرى بوزراء محور الممانعة.

كما أن البرلمان سيكون مدعواً لتحمّل مسؤولياته وعدم غوص النواب لدى مناقشتهم البيان الوزاري في «الشعبوية» بدلاً من الالتفات إلى مضامينه وإن كانوا سيجدون أنفسهم أمام إحراج رئيسهم الرئيس نبيه بري الذي سيحاول خفض عدد طالبي الكلام وحصرهم ما أمكن بنائب أو نائبين عن كتلة نيابية، لأنه من غير الجائز أن يعطي الكلام لأكثر من 50 نائباً سجّلوا أنفسهم حتى الآن للإدلاء بدلوهم في مناقشة البيان الوزاري ما يمكن أن يُقحم المناقشات في «سوق عكاظ» على الطريقة اللبنانية.

والنواب مع أول إطلال متلفزة لهم منذ وصولهم إلى «ساحة النجمة» سيضعون أنفسهم أمام اختبار مدى استعدادهم لأن يتحول البرلمان إلى خلية عمل دؤوب لملاقاة الحكومة لوضع المفاعيل الاقتصادية والاجتماعية لمؤتمر «سيدر» على سكة التطبيق، التي تتيح له أن ينتزع من المجتمع الدولي شهادة حسن سلوك تعيد لبنان إلى الخريطة الدولية. وهذه، لن تتأمّن ما لم تكن مقرونة بالتزام لبنان بسياسة النأي بالنفس، والتي يُفترض أن لا تقتصر على الحكومة بل يجب أن تنسحب على النواب المنتمين إلى كتل نيابية تشارك فيها.

والمقصود بهذا الكلام أن المجتمع الدولي لن ينظر إلى الحكومة في تطبيقها لسياسة النأي بالنفس بأن الأمر يتعلق بالأعضاء فيها من دون النواب الذين قد يلجأون إلى خرق التزامها بالحياد في مواصلة شن الحملات السياسية والإعلامية ضد أطراف عربية مناوئة لمحور الممانعة، لأنه من غير الجائز التمييز على سبيل المثال لا الحصر بين وزير من «حزب الله» يلتزم النأي بالنفس وبين نائب من كتلته لا ينفك عن إقحام البلد في اشتباك مباشر مع عدد من الدول العربية. ومجرد التزام هؤلاء النواب بسياسة النأي بالنفس من دون أي اجتهاد يعني، من وجهة نظر المصادر الوزارية، أن لبنان لن ينأى بنفسه عن التعاون مع الدول العربية بدلاً من إقحامه في لعبة المحاور الإقليمية والدولية التي تدخله في إشكالات هو في غنى عنها. ولن يكون الرئيس الحريري بعيداً عن إتقان لعبة التوازن في داخل مجلس الوزراء وبالتالي سيكون بالمرصاد، بحسب المصادر، لكل من يحاول الجنوح بلبنان في اتجاه خروجه عن الحياد الذي سيقطع الطريق على إفادته من مؤتمر «سيدر»، وإلا لما كان مجلس الأمن استبق انعقاد جلسات الثقة في إطلاقه تحذير بعدم الالتفاف على سياسة النأي بالنفس.

 

70 % من اللبنانيين يربطون عودة العلاقة مع سوريا بأهداف اقتصادية واجتماعية

سناء الجاك/الشرق الأوسط/11 شباط/19

تشكل العلاقات مع سوريا موضوعاً سجالياً بين القوى السياسية اللبنانية، إلا أن نظرة المواطن إلى الموضوع تغلب عليها الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، كما يشير استطلاع للرأي نفذته مؤسسة «غلوبل فيجن» (Global Vision)، بناءً على طلب «المركز اللبناني للدراسات والأبحاث - بوليتيكا»، وشمل عينة مؤلفة من 1000 مستجوب لبناني موزّعين على الطوائف والمناطق. وتشير الأرقام إلى أن 70 في المائة ممن شملهم الاستطلاع هم مع إعادة العلاقات لأسباب لا علاقة لها بالسياسة. إذ اعتبر 51.4 في المائة أنها تعيد فتح المعابر لتصريف الإنتاج وإحياء الترانزيت. وعبر 22.6 في المائة عن رغبتهم في إعادة العلاقات للموقع الجغرافي بين البلدين، وعلاقة القربى التي تجمع بعض العائلات اللبنانية والسورية. واعتبر12.1 في المائة أنها تساعد في ملف إعادة النازحين. ورأى 11.3 في المائة أنها تضبط الحدود بين البلدين، وتمنع المنتجات السورية المهربة من إغراق السوق اللبنانية. وأجاب 2.4 في المائة بأنها تجعل من لبنان منصة لإعادة إعمار سوريا. واعتبر 0.2 في المائة أنها تساعد للكشف عن مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.

أما أسباب معارضة المستجوبين اللبنانيين لإعادة هذه العلاقات (30 في المائة)، فجاءت سياسية بامتياز. وقال 35.2 في المائة من المستجوبين إن عدم إعادتها تمنع النظام السوري من التدخل في الشؤون السياسية اللبنانية. واعتبر 16.5 في المائة أن إعادتها تعطي مشروعية سياسية لنظام الأسد. وأجاب 15.9 في المائة بأن القطيعة مع النظام السوري تُعتبر تنفيذاً لمنطق النأي بالنفس. وقال 14.8 في المائة إن رفضها يعود إلى الارتكابات السورية في لبنان خلال فترة الوجود السوري العسكري فيه. واعتبر 11 في المائة أن عودة العلاقات تفيد سوريا أكثر مما تفيد لبنان. ورفض 5.5 في المائة عودة العلاقة مع سوريا، معتبرين أن النظام لا يحكم فعليا كل الأراضي السورية، في حين اعتبر 0.6 في المائة أنها تؤثر على علاقة لبنان بدول الخليج العربي، واكتفى 0.6 في المائة ممن شملهم الاستفتاء بأسباب خاصة. مع أن النسبة الأكبر للرافضين سجلت لدى المسيحيين (45.3 في المائة) أما نسبة الرفض المطلقة فسجلت لدى الدروز.

ويوضح رئيس مؤسسة «غلوبل فيجن» الدكتور طانيوس شهوان، لـ«الشرق الأوسط»، أن «سبب هذا الرفض يعود إلى انكفاء الفريق السياسي الذي يرفض إعادة العلاقات مع سوريا عن توضيح موقفه بأساليب تصل إلى الرأي العام، مقابل براعة الفريق السياسي المؤيد لسوريا في الترويج لعودة العلاقات معها، بذرائع أساسية تتعلق بالمصلحة التي تهم كل مواطن، بمعزل عن صحة هذه الذرائع. فالرأي العام، حتى المستقل منه، يتأثر بمن يجيد مخاطبته».

وعن نسبة الاستطلاع، يقول النائب السابق في القوات اللبنانية أنطوان زهرا، لـ«الشرق الأوسط»: «لا يلام المستطلعون؛ لأن لا دراسة لديهم لأبعاد إعادة العلاقات. فقد أثيرت ضجة العام الماضي بشأن عبور الشاحنات اللبنانية معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية، بغية تصدير البضائع اللبنانية إلى دول الخليج العربي، والنتيجة كانت رفع الرسوم، والخضوع لابتزاز النظام السوري السياسي والمالي، في حين لم تبدِ دول الخليج استعداداً لاستيراد بضائع لبنانية تمر عبر سوريا». ويرى زهرا أن «الموقف السياسي اللبناني ليس موحداً بشأن إعادة العلاقات مع سوريا، فهو ينقسم بين متهافت، ويضم رئيس الجمهورية وتياره و«حزب الله»، ولا يعارضه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهناك تحفظ شديد من جانب رئيس الحكومة سعد الحريري وتياره و(القوات اللبنانية) والحزب التقدمي الاشتراكي. وإذا أخذ قرار على مستوى الجامعة العربية بإعادة سوريا إلى مقاعدها، حينها لا خيار لدى لبنان إلا الالتزام بالإرادة العربية».

إلا أن الخبير الاقتصادي الدكتور كامل وزنة، يشدد على أن «إعادة العلاقات مع سوريا تريح الاقتصاد اللبناني، ونتائجها لا ترتبط فقط بالتصدير إلى أسواق دول الخليج العربي، وإن كانت الأهم»، مذكراً بأن أسواق العراق لها أيضاً أهميتها، وكذلك الأسواق السورية، ومشيراً إلى أن «الحذر الحالي من جانب الدول العربية لن يكون دائماً، وتشكيل الحكومة يشكل حافزاً لتنشيط حركة التصدير. وفي الخلاصة، الجدوى الاقتصادية لإعادة العلاقات لا يمكن تجاهلها؛ لأن معبر نصيب هو بوابتنا البرية الوحيدة، والبوابة البحرية مكلفة». وبيَّن الاستطلاع أن 4578 من أصل 5666 مستجوباً، تم الاتصال بهم، رفضوا المشاركة، أي ما نسبته 80.79 في المائة. ويقول شهوان إن «السبب العلمي يعود إلى الامتعاض من الطبقة السياسية الحاكمة وأحزابها وتياراتها، لذا حملها الرأي العام مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية. وقالوا إن البلاد تدار من خارج الحدود. والقوى السياسية المحلية تمثل مصالح إقليمية ودولية لا مصالح اللبنانيين. كما بيَّن الاستطلاع أن نسبة الذين عرّفوا عن أنفسهم كمستقلين لا يؤيدون أي جهة سياسية، بلغت 80.2 في المائة من مجموع المستجوَبين. وهي عالية جداً مقارنة مع استطلاعات سياسية سابقة، إذ كانت تتراوح بين 55 و60 في المائة، فيما كانت نسب الحزبيين والمستقلين الذين يؤيدون حزباً أو تياراً سياسياً معيناً تتراوح بين 40 و45 في المائة. وقد تراجعت نسب هؤلاء بشكل واضح في هذا الاستفتاء، إذ بلغت نسبة الحزبيين في العينة المستجوبة 5.8 في المائة، فيما بلغت نسبة المستقلين الذين يؤيدون حزباً أو تياراً سياسياً معيناً 14 في المائة. ويقول وزنة إن «اللبنانيين ملُّوا من السياسيين، ويريدون إنتاجاً وليس وعوداً، ولن يحتملوا تغليب السياسة على وضعهم الاقتصادي} .

 

ألفرد رياشي: هل سيسلم حزب الله سلاحه للشرعية اذا تم تسليح الجيش اللبناني من ايران؟!

11 شباط/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72073/%d8%a3%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%af-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b4%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d8%b3%d9%84%d9%85-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad%d9%87-%d9%84%d9%84%d8%b4/

تعليقاً على زيارة وزير الخارجية الايراني للبنان محمد جواد ظريف، ذكر الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي على ما تم طرحه وتداوله عن عرض لتسليح الجيش اللبناني من قبل ابران بألاتي: اننا نتسأل عن هذه المقترحات والمتعلقة باستجلاب كهرباء، والاهم عرض متعلق بتسليح الجيش اللبناني، بحيث نشكر الدولة الايرانية على هذه المبادرات، ولكن، هل وفي حال تم الاخذ وتبني هكذا عرض للتعاون الكلي مع ايران مما سيسفر حتماً لمقاطعة الغرب كما للعديد من دول مجلس التعاون الخليجي للبنان وهو ثمن سيكون باهظ جداً لن نتمكن من تحمل عواقبه، كما انه سيدخل لبنان اكثر واكثر الى الكنف والمحور الايراني... لذلك، اننا نتسأل وانه وفي حال تم قبول ان يتم تسليح الجيش البناني من قبل ايران، فهل سيسلم بالمقابل حزب الله سلاحه الى السلطات الشرعية اللبنانية؟!...لذلك نتمنى على المعنيين في الحكومة الحالية كما على فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان يدرسوا بعمق اي مقترح تجنباً لاي اشكاليات ممكن ان تؤثر سلباً على لبنان واللبنانيين.

 

مستشار الحريري يحدد شرطين للتجاوب مع طهران

الشرق الاوسط - الاثنين 11 شباط 2019/أشار مستشار رئيس الحكومة النائب السابق عمار حوري إلى أنه "بالمبدأ لا إشكالية بالبحث ‏بأي عرض لمساعدة لبنان لكن بشرطين، الأول أن لا تُمس السيادة اللبنانية وتكون العروض مشروطة، والثاني ألا ‏تتسبب بمتاعب للبنان مع دول أخرى". وقال حوري لـ"الشرق الأوسط": "على كل الأحوال سنستمع إلى ما لديه ‏على أن نتخذ الموقف المناسب بناء على ذلك". وأضاف: "نحن حتى الساعة لا نعلم تفاصيل ما سيتحدث عنه ‏بخصوص تسليح الجيش، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، إذا كانت إيران تمتلك قدرات دفاع جوي لماذا لم ‏تستخدمها للدفاع عن مراكزها ومواقعها في سوريا التي تتعرض دائما لضربات إسرائيلية؟". وحصر المسؤول الإيراني يوم أمس لقاءاته بـ"الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية"، وبقوى وفصائل فلسطينية على ‏أن يلتقي اليوم الاثنين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري كما رئيس الحكومة ‏سعد الحريري وكذلك وزير الخارجية جبران باسيل.

‎ ‎من جهته، اعتبر النائب السابق فارس سعيد أن "هناك إصرارا إيرانيا على تصوير الحكومة اللبنانية الجديدة وكأنها تحت ‏عباءة طهران"، لافتا إلى أن هذا ما حاول نصر الله القيام به مؤخرا وما سيقوم به ظريف خلال زيارته إلى ‏بيروت. وقال سعيد لـ"الشرق الأوسط": "الإيرانيون يحاولون أن يوجهوا رسالة إلى الداخل الإيراني بأن وضعهم ‏سليم وأنهم قادرون على تصريف إنتاجهم في أسواق خارجية كالسوق اللبنانية في ظل العقوبات المفروضة عليهم، ‏لكن الجميع بات يعلم تماما أن طهران تخسر ميدانيا، فهي لم تتمكن من التصدي لاستهداف مواقع عسكرية لها في ‏سوريا، أضف أنها وحزب الله لم يحركا ساكنا بعد إقفال الأنفاق التي اكتشفتها إسرائيل مع مواصلة الأخيرة بناء ‏الجدار على نقاط متنازع عليها جنوب لبنان".. ونبّه سعيد إلى أن يكون هناك "مخطط للحكومة الجديدة لتحويل لبنان سوقا للمنتجات الإيرانية، وهو مخطط قد ‏تكون القوى المشاركة في هذه الحكومة تتماهى معه رغم المخاطر من أن تطال العقوبات المفروضة على طهران ‏مؤسسات رسمية لبنانية ومما يؤدي ذلك إلى تدهور علاقات لبنان بالدول العربية كما بالدول الغربية"، مضيفا: ‏‏"الكل بات يعي أن هناك إمكانية للالتفاف على العقوبات الأميركية وهو ما تقوم به دول أوروبية من خلال ‏استخدام اليورو بديلا عن الدولار، فإذا كان هناك قرار لبناني في مجال التعاون مع إيران والدوران في الفلك ‏الإيراني، فلن يتأخر المعنيون باللجوء إلى هندسات مالية معينة للالتفاف على العقوبات". أشار مستشار رئيس الحكومة النائب السابق عمار حوري إلى أنه "بالمبدأ لا إشكالية بالبحث ‏بأي عرض لمساعدة لبنان لكن بشرطين، الأول أن لا تُمس السيادة اللبنانية وتكون العروض مشروطة، والثاني ألا ‏تتسبب بمتاعب للبنان مع دول أخرى". وقال حوري لـ"الشرق الأوسط": "على كل الأحوال سنستمع إلى ما لديه ‏على أن نتخذ الموقف المناسب بناء على ذلك".  وأضاف: "نحن حتى الساعة لا نعلم تفاصيل ما سيتحدث عنه ‏بخصوص تسليح الجيش، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، إذا كانت إيران تمتلك قدرات دفاع جوي لماذا لم ‏تستخدمها للدفاع عن مراكزها ومواقعها في سوريا التي تتعرض دائما لضربات إسرائيلية؟".  وحصر المسؤول الإيراني يوم أمس لقاءاته بـ"الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية"، وبقوى وفصائل فلسطينية على ‏أن يلتقي اليوم الاثنين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري كما رئيس الحكومة ‏سعد الحريري وكذلك وزير الخارجية جبران باسيل. ‎ ‎من جهته، اعتبر النائب السابق فارس سعيد أن "هناك إصرارا إيرانيا على تصوير الحكومة اللبنانية الجديدة وكأنها تحت ‏عباءة طهران"، لافتا إلى أن هذا ما حاول نصر الله القيام به مؤخرا وما سيقوم به ظريف خلال زيارته إلى ‏بيروت. وقال سعيد لـ"الشرق الأوسط": "الإيرانيون يحاولون أن يوجهوا رسالة إلى الداخل الإيراني بأن وضعهم ‏سليم وأنهم قادرون على تصريف إنتاجهم في أسواق خارجية كالسوق اللبنانية في ظل العقوبات المفروضة عليهم، ‏لكن الجميع بات يعلم تماما أن طهران تخسر ميدانيا، فهي لم تتمكن من التصدي لاستهداف مواقع عسكرية لها في ‏سوريا، أضف أنها وحزب الله لم يحركا ساكنا بعد إقفال الأنفاق التي اكتشفتها إسرائيل مع مواصلة الأخيرة بناء ‏الجدار على نقاط متنازع عليها جنوب لبنان".. ونبّه سعيد إلى أن يكون هناك "مخطط للحكومة الجديدة لتحويل لبنان سوقا للمنتجات الإيرانية، وهو مخطط قد ‏تكون القوى المشاركة في هذه الحكومة تتماهى معه رغم المخاطر من أن تطال العقوبات المفروضة على طهران ‏مؤسسات رسمية لبنانية ومما يؤدي ذلك إلى تدهور علاقات لبنان بالدول العربية كما بالدول الغربية"، مضيفا: ‏‏"الكل بات يعي أن هناك إمكانية للالتفاف على العقوبات الأميركية وهو ما تقوم به دول أوروبية من خلال ‏استخدام اليورو بديلا عن الدولار، فإذا كان هناك قرار لبناني في مجال التعاون مع إيران والدوران في الفلك ‏الإيراني، فلن يتأخر المعنيون باللجوء إلى هندسات مالية معينة للالتفاف على العقوبات".

 

هل صارت بيروت ساحة لتبادل الرسائل؟

النهار - الاثنين 11 شباط 2019/تتوجه الأنظار الى "الهجمة الدولية" باتجاه لبنان بعد تشكيل الحكومة الجديدة وما اذا كانت هذه الهجمة ستصب ‏في مصلحة لبنان وانطلاقة حكومته، ام ستحول بيروت ساحة لتبادل الرسائل، بل محط اشتباك اقليمي يمنع ‏انطلاقة العمل الحكومي. فالاجواء الاقليمية والدولية والاندفاعة تجاه لبنان لا توحي بانفراجات، بل تنذر بتسابق ‏يحاول الافادة من كل الساحات الممكنة لجعلها اوراق في الحرب السياسية المحتدمة. وفيما كان وزير الخارجية الأميركي يشدد على ان "لإيران وحزب الله اللبناني خلايا ناشطة في فنزويلا، في ‏اطار توسيع التضييق عليهما، وصل الى بيروت وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ويتبعه، طبقاً لما ‏أوردته "النهار" السبت، المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا الذي يصل الى بيروت مساء الثلثاء ، ‏في زيارة ستكون الاولى لموفد سعودي للعاصمة اللبنانية بعد تأليف الحكومة الجديدة.

والى الزيارتين، زيارة ثالثة للأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط تشكل بداية ورشة اتصالات ديبلوماسية ‏عربية تقودها الجامعة في إطار المساعي المبذولة لإعادة سوريا اليها قبل قمة تونس العربية الدورية السنوية نهاية ‏آذار المقبل في اعقاب الخروقات التي سجلتها بعض الدول العربية على المستوى البرلماني والتي اثارتها الدعوة ‏الأردنية الى الجانب السوري للمشاركة في مؤتمر للبرلمان العربي على أراضيها. وتصل الى بيروت في 25 الجاري الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا ‏موغيريني في زيارة تقرر ان تكون في طريق عودتها الى اوروبا من المؤتمر الأورو متوسطي المقرر عقده في ‏شرم الشيخ في 24 و25 الجاري.  وتكتسب هذه الزيارة أهميتها بالنظر الى حجم الدور الأوروبي في سلسلة المؤتمرات المقبلة التي تكون قد تبلورت ‏نتائجها ولا سيما المؤتمر الذي دعت اليه واشنطن تحت عنوان "مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط" المقرَّر ‏برعاية أميركية - بولندية في 13 و 14 الجاري في وارسو بهدف تجميع حلفائها القدامى والجدد في مواجهة ايران ‏وحلفائها، تزامنا مع انتهاء اعمال القمة الثلاثية التي ستستضيفها موسكو في 14 شباط الجاري ايضا والتي ‏ستجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكل من نظيرَيه التركي رجب الطيب اردوغان والإيراني حسن روحاني. وكان وزير الخارجية الإيراني وصل امس في زيارة رسمية الى لبنان تستمر يومين، يعقد في خلالها لقاءات مع ‏كبار المسؤولين اللبنانيين، ويشارك في حفل الإستقبال الذي تقيمه السفارة الإيرانية في فندق فينيسيا في بيروت، ‏لمناسبة الذكرى الأربعين لقيام الثورة الإسلامية في إيران.

ردا على سؤال قال ظريف: "لهذه الزيارة هدفان أساسيان. الأول يتمثل في إعلان التضامن والوقوف الى جانب ‏لبنان الشقيق، والثاني إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية انه لديها الإستعداد الشامل والكامل أن تتعاون مع ‏الحكومة اللبنانية الشقيق في كل المجالات وعلى كل الصعد".

وفي رد على سؤال حول مساعدة إيران عسكريا للجيش اللبناني قال ظريف: "نحن لدينا دائما مثل هذا الإستعداد، ‏وكنا قد أعلنا في غير مناسبة عن هذا التوجه في إيران ولكن بانتظار أن تكون هذه الرغبة متوفرة لدى الجانب ‏اللبناني".

ويأتي كلام ظريف بعد تمهيد للسيد حسن نصرالله اعلن فيه انه مستعد لتوفير صواريخ ارض جو للجيش اللبناني ‏من ايران، وان الاخيرة عرضت مساعدة لبنان في مجالات عدة منها الكهرباء.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الجيش السوري يصدر بيانا حول الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة

روسيا اليوم 11 فبراير، 2019/أكدت وزارة الدفاع السورية أن القوات الإسرائيلية نفذت اليوم الاثنين قصفا استهدف عدة مناطق في محافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا. وأوضح مصدر عسكري رسمي في حديث لوكالة “سانا” السورية: “في حوالي الساعة 18:30 قام العدو الإسرائيلي باستهداف تل الضهور في جباتا الخشب، وتل الدرعية وتلة خالد بعدة قذائف، كما قامت طائرة مسيرة إسرائيلية حوالي الساعة 19:50 بإطلاق أربعة صواريخ باتجاه مشفى القنيطرة وإحدى النقاط التابعة لقوات حفظ النظام”. ولفت المصدر إلى أن العملية لم تسفر عن سقوط ضحايا، مشددة على أن “الأضرار اقتصرت على الماديات”. فيما لم يصدر حتى الآن أي تعليق من الجانب الإسرائيلي على هذا الهجوم الذي طال المحافظة السورية المتخامة لحدود إسرائيل. ونفذت إسرائيل في العامين الماضيين سلسلة واسعة من الغارات الجوية على المواقع العسكرية داخل سوريا قالت إنها موجهة ضد تمركز القوات الإيرانية في البلاد وخاصة جنوبها أو ضد تسليح “حزب الله” اللبناني أو جاءت ردا على تصرفات “عدوانية” من قبل الجيش السوري. وتأتي ضربات اليوم بالتزامن مع احتفال إيران بالذكرى الـ40 “لانتصار الثورة الإسلامية” التي من ابرز شعاراتها “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل”.

 

غارات اسرائيلية تستهدف القنيطرة

11 فبراير/جنوبية/2019/ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، اليوم الإثنين، أنّ محافظة القنيطرة الواقعة جنوب غرب سوريا، تعرضت لـ”عدوان إسرائيلي”، لافتةً إلى أنّه لم يخلف سوى أضراراً مادية. وأضافت الوكالة إنّ “العدوان الإسرائيلي استهدف مستشفى القنيطرة بعدة قذائف مدفعية، إضافةً إلى أحد المراصد في جباثا الخشب. وأفادت مصادر إعلامية بأنّ القصف الإسرائيلي استهدف منطقة تل الدرعية في القنيطرة بعدد من القذائف، موضحةً أنّ الأضرار مادية.

 

نتنياهو لإيران: إذا هاجمتم تل أبيب أو حيفا ستكون ذكرى ثورتكم هذه الأخيرة

روسيا اليوم 11 فبراير، 2019/هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن هذه الذكرى لانتصار الثورة الإسلامية ستكون الأخيرة التي تحتفل بها إيران في حال إقدامها على مهاجمة تل أبيب أو حيفا. وقال نتنياهو، في كلمة مقتضبة ألقاها اليوم الاثنين، تعليقا على وعد الحرس الثوري الإيراني بـ”محو تل أبيب وحيفا” في حال اعتداء الولايات المتحدة على إيران: “لا أتجاهل التهديدات التي يطلقها النظام الإيراني ولكنني لا أتأثر بها”. وأضاف نتنياهو مشددا: “إذا ارتكب هذا النظام الخطأ الفادح وحاول تدمير تل أبيب وحيفا فإنه لن ينجح في ذلك، وهذه الذكرى ستكون الأخيرة التي يحتفل بها. عليه أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار”. وسبق أن نقلت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية عن مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني للشؤون السياسية، يد الله جواني، قوله: “لا تملك الولايات المتحدة الشجاعة لإطلاق رصاصة واحدة علينا رغم كل إمكانياتها الدفاعية والعسكرية. لكن إذا ما هاجمونا سنمحو تل أبيب وحيفا من على وجه الأرض”.

وتشهد المدن الإيرانية في هذه الأيام تظاهرات وفعاليات احتفالية يشارك فيها ملايين الإيرانيين وتجرى بمناسبة الذكرى الـ40 لانتصار “الثورة الإسلامية” في البلاد التي قادها آية الله الخميني وأطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوي وفرضت نظام “الجمهورية الإسلامية” في الدولة. ويندد المشاركون في الاحتفالات “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل”، أحد أشهر الشعارات التي نفذت تحتها الثورة الإسلامية، فيما قام البعض بإحراق أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

بعد بومبيو.. ترامب يغرد بالفارسية: نظامكم أنتج ٤٠ عاماً من الفشل!

جنوبية/11 فبراير، 2019/غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر صفحته على تويتر في ذكرى مرور ٤٠ عاما على قيام النظام الإيراني الحالي. وكتب ترامب: “٤٠ عاما من الفساد، ٤٠ عاما من القمع، ٤٠ عاما من الإرهاب، النظام الإيراني لم ينتج سوى ٤٠ عاماً من الفشل”.

 

بولتون: الثورة الإسلامية في إيران تعني أربعة عقود من الفشل

الجمهورية 11 فبراير، 2019/اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن العقود الأربعة من حكم الجمهورية الاسلامية في ايران كانت “أربعين عاماً من الفشل”. وكتب بولتون في تغريدة تعليقاً على احتفال ايران بالذكرى الاربعين لقيام الجمهورية الاسلامية  “لقد مرّ 40 عامًا من الفشل”، مضيفاً “الأمر يعود إلى النظام الايراني لتغيير سلوكه، وفي النهاية إلى الشعب الايراني لتحديد المسار الذي يجب أن تسير عليه بلاده”.

 

وزير الخارجية الأميركي يسعى لتشكيل تحالف ضد إيران في وارسو في جولة أوروبية تبدأ اليوم

واشنطن/الشرق الأوسط/11 شباط/19/يصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بودابست اليوم (الاثنين)، في أول زيارة يقوم بها لهنغاريا منذ عام 2011 في بداية جولة في وسط أوروبا تشمل هنغاريا وسلوفاكيا وبولندا. وتتضمن الجولة مؤتمراً يعقد في العاصمة البولندية وارسو بشأن الشرق الأوسط تأمل واشنطن أن تشكل فيه تحالفاً ضد إيران. وقال مسؤولون بالإدارة الأميركية إن بومبيو يسعى خلال جولته تعويض نقص الوجود الأميركي الذي فتح الطريق أمام قدر أكبر من النفوذ الصيني والروسي في وسط أوروبا. ويتوجه بومبيو غداً (الثلاثاء) إلى براتسلافا، في أول زيارة لمسؤول أميركي كبير منذ 20 عاماً. وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن «هذه زيارة تأخرت ولازمة. رسالتنا هي أنه يتعين علينا الحضور أو نتوقع أن نخسر». وقال: «جهودنا للارتباط الدبلوماسي تهدف إلى التنافس على التأثير الإيجابي وإعطاء الحلفاء في المنطقة إشارة إلى الدعم والاهتمام الأميركي من أجل أن يكون هناك بدلاء للصين وروسيا».

وتشعر واشنطن بقلق من تزايد الوجود الصيني، لا سيما توسع شركة «هواوي تكنولوجيز»، وهي أكبر شركة لصناعة معدات الاتصال في العالم في هنغاريا وبولندا. وتعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أن معدات «هواوي» يمكن استخدامها في التجسس ويرون أن توسعها في وسط أوروبا وسيلة لكسب وجود في سوق الاتحاد الأوروبي. وتنفي «هواوي» تورطها في أنشطة مخابرات أي حكومة. وسيبدي بومبيو أيضاً قلقه بشأن العلاقات في مجال الطاقة مع موسكو وسيحث هنغاريا على عدم دعم خط أنابيب تركستريم الذي يمثل جزءاً من خطط الكرملين لتفادي المرور عبر أوكرانيا، وهي خط العبور الرئيسي للغاز الروسي إلى أوروبا. وستركز معظم زيارة بومبيو لبولندا على هذا المؤتمر الذي تشارك الولايات المتحدة في استضافته بشأن «مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط». وسيحضر مايك بنس نائب الرئيس الأميركي المؤتمر الذي يستمر يومين ويبدأ في 13 فبراير (شباط). وتأمل واشنطن في كسب دعم لزيادة الضغط على إيران كي تنهي ما تصفه بسلوك هدام في الشرق الأوسط وإنهاء برامجها النووية والصاروخية. وكان الرئيس دونالد ترمب قد انسحب العام الماضي من اتفاق أبرم في 2015 من أجل الحد من نشاط إيران النووي، ولكن الاتحاد الأوروبي مصمم على التمسك بالاتفاق.

 

الجنرال فوتيل يتوقع بدء سحب القوات الأميركية من سوريا خلال أسابيع

برلين/الشرق الأوسط/11 شباط/19/قال الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة العسكرية المركزية الأميركية، إن من المحتمل أن تبدأ الولايات المتحدة خلال أسابيع سحب قواتها البرية من سوريا طبقاً لما أمر به الرئيس دونالد ترمب. وأشار فوتيل الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إلى أن "توقيت الانسحاب على وجه الدقة يتوقف على الوضع في سوريا حيث شن مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة هجوماً نهائياً ضد الجيوب التي يسيطر عليها تنظيم داعش قرب الحدود العراقية". وقال رداً على سؤال حول ما إذا كان سحب القوات الأميركية التي يتجاوز عددها ألفي جندي سيبدأ خلال أيام أو أسابيع: "ربما أسابيع. ولكن مرة أخرى هذا كله يحدده الوضع على الأرض". وقال للصحافيين المسافرين معه خلال جولة في الشرق الأوسط: "فيما يتعلق بالانسحاب.. أعتقد أننا على المسار الصحيح حيثما نريد أن نكون. نقل الأفراد أسهل من نقل العتاد ولذا ما نحاول فعله الآن هو من جديد إخلاء هذه المواد، هذه المعدات، التي لا نحتاجها". وساهم إعلان ترمب المفاجئ في ديسمبر (كانون الأول) بسحب القوات الأميركية من سوريا في تقديم جيم ماتيس وزير الدفاع استقالته كما جعل المسؤولين العسكريين الأميركيين يهرعون إلى إعداد خطة للانسحاب تحافظ على أكبر قدر ممكن من المكاسب. وأُرسل مئات من الجنود الإضافيين إلى سوريا لتسهيل الانسحاب. ويقدر المسؤولون الأميركيون منذ فترة طويلة بأن تنفيذ الانسحاب من سوريا بشكل كامل قد يستمر حتى مارس (آذار) أو أبريل (نيسان)، ولكنهم أحجموا عن تحديد جدول زمني دقيق في ضوء الأوضاع في ساحة القتال والتي يصعب التكهن بها. وعما إذا كان سيتم نقل بعض القوات الأميركية من سوريا إلى العراق المجاور حيث تحتفظ الولايات المتحدة بأكثر من خمسة آلاف جندي لمساعدة بغداد على محاربة تنظيم "داعش" ومنع صعوده من جديد، أوضح فوتيل إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستزيد بشكل كبير عدد القوات في العراق. تاركاً الباب مفتوحاً أمام احتمال تغير تركيبة القوات لمساعدة الولايات المتحدة على مواصلة الضغط على تنظيم "داعش". وفي إشارة إلى مستويات القوات الأميركية في العراق في المستقبل قال فوتيل "أعتقد إنها ستظل ثابتة تقريبا".

 

وزير الدفاع الأميركي الجديد يصل كابول في زيارة مفاجئة

كابول/الشرق الأوسط/11 شباط/19/وصل وزير الدفاع الأميركي الجديد باتريك شاناهان، صباح اليوم (الاثنين)، إلى كابول في زيارة مفاجئة في الوقت الذي تجري فيه الولايات المتحدة محادثات سلام مع حركة طالبان. وخلال هذه الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقاً لدواع أمنية، سيجري الوزير سلسلة لقاءات أبرزها مع الرئيس أشرف غني الذي ترفض حركة طالبان "حتى اليوم" التفاوض معه لاعتبارها إيّاه "دمية" في أيدي الولايات المتّحدة. ويشغل شاناهان منصب وزير الدفاع بالوكالة منذ مطلع العام الجاري خلفاً لجيم ماتيس الذي استقال احتجاجاً على إعلان الرئيس دونالد ترمب عزمه على سحب القوات الأميركية من سوريا.

وتأتي زيارة وزير الدفاع الأميركي الجديد إلى كابول، غداة إعلان الولايات المتّحدة أنّ مبعوثها إلى أفغانستان زلماي خليل زاد سيبدأ جولة تشمل ستّ دول، وذلك بهدف تسهيل الحوار بين أطراف النزاع الأفغاني. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان يوم أمس (الأحد)، إنّ خليل زاد، الدبلوماسي الأفغاني الأصل، "سيترأس وفداً يضم ممثلين عن عدة وكالات" حكومية أميركية في جولة تستمرّ لغاية 28 فبراير (شباط) الحالي، وتشمل ستّ دول هي "بلجيكا وألمانيا وتركيا وقطر وأفغانستان وباكستان"، مشيرة إلى أن خليل زاد، السفير الأميركي السابق في أفغانستان، "سيظل طيلة هذه الجولة على تشاور مع الحكومة الأفغانية".

ولفتت الخارجية الأميركية إلى أنّ "هذه الرحلة تندرج في إطار جهد عالمي لتسهيل عملية السلام" في أفغانستان، وهي عملية "تحمي الأمن القومي الأميركي وتجمع كل الأطراف الأفغانية سوياً في حوار أفغاني- أفغاني يمكنهم من خلاله تحديد المسار لمستقبل بلدهم". وكان خليل زاد أعرب الجمعة عن تفاؤله في إمكانية التوصّل إلى اتفاق سلام في أفغانستان "قبل الانتخابات" المقرّرة في يوليو (تموز). وتجري واشنطن والحركة منذ الصيف مفاوضات مباشرة غير مسبوقة لمحاولة إنهاء أطول نزاع في تاريخ الولايات المتحدة بدأ بعد اعتداءات سبتمبر (أيلول) 2001.

 

غوايدو يحذر الجيش الفنزويلي من التورط في «جريمة ضد الإنسانية» لمنعه دخول المساعدات الإنسانية

كراكاس/الشرق الأوسط/11 شباط/19/وجّه خوان غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي الذي أعلن نفسه رئيساً انتقالياً، تحذيراً شديداً إلى الجيش من مغبة منع دخول المساعدات الإنسانية المكدّسة في كولومبيا إلى فنزويلا، تحت طائلة اعتبار هذا العمل "جريمة ضد الإنسانية". وقال غوايدو الذي اعترفت به نحو 40 دولة رئيسا انتقاليا لفنزويلا، يوم أمس (الأحد): "على النظام أن يدرك أن هناك مسؤوليات لا بد من تحملها. إنها جريمة ضد الإنسانية يا حضرات المسؤولين في القوات المسلحة". وجاء كلام غوايدو بعيد مشاركته في قداس في كنيسة تقع في حي لاس مرسيدس في شرق كراكاس، برفقة زوجته فابيانا روزاليس وطفلتهما البالغة عشرين شهراً. وأضاف غوايدو الذي يتولى أيضاً رئاسة البرلمان: "إن العسكريين يتحولون إلى جلادين ومسؤولين عن أعمال إبادة عندما يغتالون شباناً متظاهرين، وعندما يمنعون دخول مساعدات إنسانية". وجدد غوايدو دعوته الفنزويليين إلى المشاركة في "يوم الشبيبة" الثلاثاء لإحياء ذكرى القتلى الذين سقطوا خلال التحركات المعارضة حتى الآن (نحو 40 قتيلاً منذ الحادي والعشرين من يناير (كانون الثاني) بحسب الأمم المتحدة) وللمطالبة بدخول المساعدات الإنسانية من كولومبيا. وتتكدس أطنان من المواد الغذائية والأدوية المرسلة من الولايات المتحدة منذ الخميس في مخازن في بلدة كوكوتا في كولومبيا قرب جسر تيانديتاس الذي يربط بين البلدين، والذي تغلقه القوات العسكرية الفنزويلية. من جهته يعتبر الرئيس نيكولاس مادورو أن واشنطن هي "التي فبركت هذه الحالة الإنسانية الطارئة للتدخل" في فنزويلا. كما يصف الاشتراكي مادورو إرسال المساعدات بأنه "استعراض سياسي"، ويرى أن النقص في الأغذية والأدوية سببه العقوبات الأميركية. وأضاف غوايدو في تصريح أمام أنصاره وعدد من الصحافيين: "أفهم أن يرفض النظام الاعتراف بوجود أزمة هم مسؤولون عنها. لكننا نحن الفنزويليين نعمل بكل قوانا لوقف هذا الاغتصاب للسلطة والتعامل مع الوضع الطارئ". بعدما كانت فنزويلا دولة نفطية ثرية، تشهد حاليا أسوأ أزمة في تاريخها الحديث، نتج منها نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية ونسبة تضخم خيالية، ما أجبر نحو 2.3 مليون فنزويلي على ترك البلاد منذ العام 2015 بحسب الأمم المتحدة. من جهة ثانية أعلن الجيش، الذي يعتبر الداعم الرئيسي لنظام مادورو، إطلاق مناورات عسكرية يوم أمس في كل أنحاء البلاد تتواصل حتى الخامس عشر من الشهر الحالي "لتعزيز القدرات الدفاعية عن الأراضي الفنزويلية"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الجيش. وقال مادورو مخاطباً الجنود المشاركين في المناورات: "نحن شعب مسالم ولكن لا يجربنّنا أحد (...) فليخرج دونالد ترمب من فنزويلا! فتخرج تهديداته! هنا توجد قوات مسلّحة ويوجد شعب للدفاع عن الوطن".

من ناحيته قال غوايدو "آسف إزاء ما يدفع جيشنا إلى القيام به"، ثم وجه كلامه الى قادة الجيش قائلا "الأمر منوط بكم، لقد حللنا المعضلة، ونعطيكم الأمر التالي : اسمحوا بدخول المساعدات الإنسانية".

 

كولونيل فنزويلي منشق ينضم إلى الدعوات لإدخال المساعدات الأجنبية وواشنطن وموسكو تطرحان مشروعي قرار متناقضين أمام مجلس الأمن

كراكاس/الشرق الأوسط/11 شباط/19/أعلن كولونيل فنزويلي في شريط فيديو، بثّ أول من أمس (السبت)، أنّه لم يعد يعترف بسلطة الرئيس نيكولاس مادورو وأنه أصبح يخضع لسلطة خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً انتقالياً واعترفت بشرعيته قرابة 40 دولة. وانضم الكولونيل الفنزويلي إلى الدعوات التي أطلقها غوايدو الأسبوع الماضي، للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية. وقال الكولونيل في سلاح البرّ، روبن ألبرتو باث خيمينيث، في شريط فيديو بثّ عبر شبكات للتواصل الاجتماعي: «لم أعد اعترف بمادورو رئيساً، وأعترف بخوان غوايدو رئيساً انتقالياً وقائداً أعلى للقوات المسلّحة الوطنية». وأضاف: «نحن غير الراضين (على حكومة مادورو) نشكّل 90 في المائة من القوات المسلّحة، ويتم استخدامنا لإبقائه في السلطة». وفي شريط الفيديو، دعا الكولونيل إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى الحدود الكولومبية مع فنزويلا، ومنع مادورو إدخالها. ويأتي انشقاق خيمينيث بعد أسبوع من انشقاق الجنرال في سلاح الجو فرانشيسكو يانيز عن سلطة مادورو وولائه لغوايدو، وذلك في شريط فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي. ويومها سارعت القوات الجوية إلى نشر صورة للجنرال مشطوبة بالأحمر، وكتبت فوقها كلمة «خائن».

والجنرال يانيز هو أعلى عسكري ينضم علناً إلى غوايدو، فيما يراهن مادورو على دعم القوات المسلحة من أجل البقاء في السلطة. وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة، قال غوايدو الذي اعترفت به نحو 40 دولة رئيساً للجمهورية بالوكالة، إنّه مستعد لكل شيء، بما في ذلك السماح بتدخل عسكري، لطرد نيكولاس مادورو من السلطة. على صعيد متصل، طرحت واشنطن في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو لتنظيم انتخابات رئاسية في فنزويلا وتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في البلد الغارق في أزمة إنسانية وسياسية، لكنّ موسكو الرافضة لهذا النصّ قدّمت مقترحاً بديلاً، كما أفاد دبلوماسيون أول من أمس. وينصّ مشروع القرار الأميركي، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، على أنّ مجلس الأمن يبدي «تأييده الكامل للجمعية الوطنية باعتبارها المؤسسة الوحيدة المنتخبة ديمقراطياً في فنزويلا». كما يبدي المجلس، وفق النص الأميركي، «قلقه العميق إزاء العنف والإفراط في استخدام القوة من جانب قوات الأمن الفنزويلية ضد المتظاهرين السلميين غير المسلحين». ويدعو المجلس، بحسب المصدر نفسه، إلى «الشروع فوراً في عملية سياسيّة تؤدّي إلى انتخابات رئاسيّة حرّة ونزيهة وذات مصداقية، مع مراقبة انتخابية دوليّة، وفقاً لدستور فنزويلا». كما يطلب المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بحسب النص الأميركي، «استخدام مساعيه الحميدة للمساعدة في ضمان إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات مصداقية». وينص المقترح الأميركي كذلك على «ضرورة الحيلولة دون زيادة تدهور الحالة الإنسانية في فنزويلا وتيسير الوصول إلى جميع المحتاجين وتقديم المساعدة لهم في كامل أراضي فنزويلا».

ولم تعلن واشنطن حتى الساعة تاريخ إحالة مشروع القرار إلى التصويت، وهي تواصل مشاوراتها بشأنه مع بقية أعضاء المجلس، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي. وبحسب مصدر دبلوماسي آخر، فإنّ روسيا، الداعمة للرئيس نيكولاس مادورو، لن تتوانى عن استخدام حق النقض «الفيتو» لمنع صدور أي قرار يطعن في شرعيته ويدعو لتنظيم انتخابات رئاسية في فنزويلا. وقالت مصادر دبلوماسية كثيرة إنّ موسكو قدّمت الجمعة «نصّاً بديلاً» لمشروع القرار الأميركي. وينص مشروع القرار الروسي الذي اطّلعت وكالة الصحافة الفرنسية عليه السبت، على أن مجلس الأمن يبدي «قلقه» إزاء «التهديدات باستخدام القوة ضد سلامة أراضي فنزويلا واستقلالها السياسي»، ويندّد أيضاً بـ«محاولات التدخّل في مسائل تتعلق أساساً بالشؤون الداخلية» لهذا البلد. ويدعو النص الروسي إلى «حل الوضع الراهن (...) عبر وسائل سلمية» ويؤكّد دعم مجلس الأمن «لكل المبادرات الرامية إلى إيجاد حلّ سياسي بين الفنزويليين بما في ذلك آلية مونتيفيديو» على أساس حوار وطني. وكانت مجموعة اتصال دولية أطلقت الجمعة خلال أول اجتماع لها في مونتيفيديو دعوة لإجراء «انتخابات رئاسية حرّة وشفافة وتتمتع بالمصداقية»، مؤكّدة في الوقت عينه رفضها «استخدام القوة». وبحسب مصدر دبلوماسي، فإنّ مشروع القرار الروسي ليست له أي فرص إذا طرح على التصويت، لأنه لن يحوز على أكثرية الأصوات التسعة اللازمة لإقراره. وأرسلت واشنطن مساعدات إنسانية إلى فنزويلا بناء على طلب رئيس البرلمان خوان غوايدو الذي أعلن نفسه في 23 يناير (كانون الثاني) رئيساً للجمهورية بالوكالة. وتكدّست المساعدات الإنسانية الأميركية الموجهة إلى فنزويلا في مستودعات على الحدود في كولومبيا، في حين توعّد الرئيس نيكولاس مادورو بمنع دخولها إلى بلاده.

 

مدمرتان أميركيتان تبحران قرب جزر متنازع عليها ببحر الصين الجنوبي في خطوة قد تثير غضب بكين

واشنطن/الشرق الأوسط/11 شباط/19/قال مسؤول أميركي لوكالة «رويترز» للأنباء، إن مدمرتين أميركيتين أبحرتا قرب جزر تطالب الصين بالسيادة عليها في بحر الصين الجنوبي اليوم (الاثنين)، في خطوة من المحتمل أن تثير غضب بكين في وقت تشهد فيه العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم توتراً. وتدور حرب تجارية بين بكين وواشنطن، ويحاول الجانبان التوصل إلى اتفاق قبل حلول موعد نهائي في أول مارس (آذار)، لزيادة تعريفات جمركية أميركية من 10 في المائة إلى 25 في المائة على واردات صينية قيمتها 200 مليار دولار. وكلفت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين كلاً من البلدين مليارات الدولارات وهزت الأسواق المالية العالمية. وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن المدمرتين المزودتين بصواريخ موجهة أبحرتا على بعد 12 ميلاً بحرياً من ميستشيف ريف في جزر سبراتلي المتنازع عليها. وتمثل هذه العملية أحدث محاولة للتصدي لما تعتبره واشنطن محاولات من بكين للحد من حرية الملاحة في هذه المياه الاستراتيجية التي تعمل فيها القوات البحرية الصينية واليابانية وبعض دول جنوب شرقي آسيا. وتطالب الصين بالسيادة على كل بحر الصين الجنوبي الاستراتيجي تقريباً، وكثيراً ما تنتقد الولايات المتحدة وحلفاءها بسبب العمليات البحرية قرب الجزر التي تسيطر عليها الصين.

 

مسؤولون فرنسيون يطالبون بتعويض أضرار مظاهرات «السترات الصفراء» وماكرون يلمح إلى احتمال تنظيم استفتاء رغم تحذيرات من تداعياته

الشرق الأوسط/11 شباط/19/طالب المسؤولون في المجالس المحلية لكبريات المدن الفرنسية، أمس، بـ«اجتماع طارئ» مع الحكومة للبحث في الإجراءات الكفيلة لدفع تعويضات للمتضررين من أعمال الشغب التي تخللت بعض مظاهرات «السترات الصفراء» خلال الأسابيع الـ13 الماضية.

وشدّد المسؤولون المحليون في بيان على «الخسائر التي تكبّدها السكان والتجار» نتيجة هذه المظاهرات كل سبت، وهو عادة يوم التسوق للفرنسيين، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأفاد بيان المسؤولين المحليين لكبريات المدن والبلدات الفرنسية، بأن التجار والسكان «باتوا رهائن مثيري شغب»، والخسائر باتت تقدر بـ«بضعة ملايين يورو في عدد من المدن الكبرى» مثل بوردو وديجون ونانت وباريس ورين وروان وسانت إتيان وتولوز. كما طالب البيان بلقاء «مع رئيس الحكومة ووزير الاقتصاد»، لتحديد آليات التعويض والمواكبة باسم التضامن الوطني.

وبين الخسائر والأضرار المسجلة بحسب البيان، «تخريب الطرق والأرصفة والمقاعد العامة ومواقف الحافلات وإشارات المرور»، إضافة إلى الخسائر التي تكبدها التجار. ودعت وزيرة الدولة للاقتصاد أنييس بانييه روناشيه، الجمعة، التجار وأصحاب المؤسسات الذين تضررت أعمالهم وأماكن عملهم نتيجة ممارسات «السترات الصفراء» إلى تقديم طلبات للحصول على تعويضات.في المقابل، اتّهم 3 مصورين كانوا يغطون مظاهرة «السترات الصفراء» السبت، في تولوز الشرطة بأنها استهدفتهم «بشكل متعمد»، وقد أصيب أحدهم بجروح في فخذه. وكتب المصوّر المستقل فالنتان بيلفيل (26 عاماً): «إذا أظهرت هذه الإصابة، فلاستنكار هجوم قوات الأمن المتعمد على الصحافة». من جهته، قال مصوّر صحيفة «ليبيراسيون» في المدينة نفسها، أولريش لوبوف، الذي كان مع بيلفيل ومصوّر ثالث هو إريك ليربير، لوكالة الصحافة الفرنسية: «اخترنا أن ننسحب من بين المتظاهرين لئلا نكون بينهم وبين قوات الأمن». وأضاف لوبوف: «كنا نعتمر خوذاً تحمل شعار صحافة (...) كان يمكن رؤيتنا والتعرف علينا بشكل واضح جداً». وقال بيلفيل للوكالة الفرنسية إن «قنبلة يدوية» انفجرت قرب قدميه، وقد أصيب في فخذه.

وبهدف إخماد احتجاجات حركة «السترات الصفراء» غير المسبوقة، طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون احتمال إجراء استفتاء للمرة الأولى في البلاد منذ 14 عاماً، وهي مجازفة يعتبرها الخبراء محفوفة بالمخاطر. واستعاد الرئيس، الذي يندد به متظاهرون يعارضون سياسته الضريبية والاجتماعية منذ 3 أشهر تقريباً، بعض شعبيته المفقودة من خلال مشاركته شخصياً في «النقاش الوطني الكبير»، وهو سلسلة من الاجتماعات العامة في جميع أنحاء فرنسا للاستماع إلى شكاوى السكان. إلا أن البعض شكك في القدرة على استخلاص نتائج مئات الساعات من النقاشات وأكثر من 700 ألف مساهمة وردت على الإنترنت.

وكان ماكرون صرح في وقت سابق من الأسبوع الماضي: «في مرحلة ما، قد أطلب من مواطنينا أن يوافقوا على هذا أو ذاك»، مؤكداً بذلك أنه يفكر في إجراء استفتاء من المحتمل أن يكون متزامناً مع الانتخابات الأوروبية في 26 مايو (أيار). وكان شارل ديغول، واضع دستور عام 1958 أدخل إمكانية إجراء مثل هذا الاقتراع نوعاً من التوازن في مقابل السلطات الكثيرة لدى رئيس الجمهورية. وأظهر ديغول التزامه القول بالفعل، ونظم 3 استفتاءات أكدت تأييد قراراته قبل أن يخسر في الرابع الذي انتهى برفض اقتراحه إصلاح مجلس الشيوخ عام 1969، ما أدّى إلى استقالته. ويقول جان فيليب ديروزييه، الخبير الدستوري وأستاذ القانون العام في جامعة ليل: «إنها مخاطرة (...) فهي طريقة لمحاولة الخروج من الأزمة، والمجازفة للغرق في أزمة أكثر خطورة». وبعد تجربة ديغول، يبدي الرؤساء تردداً حيال استشارة السكان بشكل مباشر، مع 5 استفتاءات فقط نظمت منذ عام 1969 كان آخرها عام 2005 وأدى إلى رفض مسودة الدستور الأوروبي، ما شكل هزيمة ساحقة للرئيس آنذاك جاك شيراك.

لكن الاستفتاء يبدو حالياً ورقة بيد ماكرون الذي يواجه صعوبات لإنهاء أكثر الأزمات خطورة منذ توليه الرئاسة قبل 20 شهراً. ومنذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، يتحدّى آلاف الفرنسيين سلطة الرئيس البالغ من العمر 41 عاماً عبر قطع الطرق والتظاهر كل سبت في باريس وغيرها من المدن الكبرى، ما أدّى إلى وقوع عدة حوادث. وفشل الإعلان عن تقديم مبلغ 10 مليارات يورو لدعم القوة الشرائية للمتقاعدين والموظفين الأدنى دخلاً في تهدئة غضب المحتجين. وبعدها، وعد ماكرون بإجراء «نقاش وطني كبير»، مؤكداً أن ذلك سيتبعه تغييرات حقيقية. من جهته، يقول جان غاريغ أستاذ التاريخ في كلية العلوم السياسية وجامعة أورليان، إن «أحد المؤشرات الرئيسية لحركة السترات الصفراء هو الانطباع بأن كثيراً من الفرنسيين لا يتم أخذهم بالحسبان بشكل كافٍ في الجدل العام، كما أنهم لا يؤخذون في الاعتبار من قبل النخب السياسية التي فقدت مصداقيتها». وبالإمكان تنظيم استفتاء تلبية لرغبات كثير من الفرنسيين للاستماع إليهم بشكل أفضل. لكن هذا لن يكون دون مخاطر. وقد أبدى وزراء ومسؤولون في حزب الرئاسة قلقهم علناً إزاء ارتباك محتمل إذا تم تنظيم استفتاء في الوقت نفسه مع الانتخابات الأوروبية. وكما أن ماكرون سيكون مضطراً إلى إيجاد توازن دقيق في الأسئلة المطروحة، متجنباً أكثر القضايا الشائكة التي يمكن أن تؤدي إلى هزيمة ساحقة. وأضاف ديروزييه أن «الناس، في استشارة تحمل مثل هذا البعد الشخصي، ينسون عادة الإجابة عن السؤال المطروح، ويجيبون في المقابل عن سؤال: هل ندعم رئيس الجمهورية أم لا؟». وبالتالي، فإن رئيس الدولة سيفكر في طرح أسئلة تلقى إجماعاً وتتعلق بدرجة كبيرة بمسائل مثل تخفيض عدد البرلمانيين أو الحد من ولاياتهم المتعاقبة. بدورها، فإن المعارضة اليمينية بشخص زعيمها لوران فاكييه، تريد أن تذهب إلى أبعد من ذلك وتطالب ماكرون بإخضاع سياسته الاقتصادية لاختبار الاستفتاء. أما بالنسبة للمتظاهرين، فإنهم يطالبون باستفتاء حول مبادرة المواطنين، يبدي ماكرون حياله فتوراً واضحاً. وقد أعلن أمام مجموعة من الشباب الخميس: «لا أؤمن بإجراء استفتاء كل صباح حول كل المسائل». وتابع: «انظروا إلى ما يحدث في بريطانيا»، مشيراً إلى الاستفتاء حول «بريكست» مثالاً على صعوبة الحسم إيجاباً أو سلباً لجدل «ديماغوجي» مبسط يتعلق بمسألة في غاية التعقيد.

 

عقوبات إسرائيلية ضد الفلسطينيين ومطالبات بقتل أبو مازن في أعقاب مقتل مستوطنة شابة... والسلطة الفلسطينية تحذر

تل أبيب واشنطن/الشرق الأوسط/11 شباط/19/في أعقاب إعلان المخابرات الإسرائيلية عن اعتقال شاب فلسطيني من الخليل بتهمة قتل شابة يهودية في القدس، قررت الحكومة الإسرائيلية معاقبة السلطة الفلسطينية بتطبيق قانون خصم أموال الضرائب وهدم بيت ذوي الشاب. فيما خرج المستوطنون في عدة مظاهرات طالبوا فيها صراحة بالانتقام باغتيال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. ورد الفلسطينيون محذرين من أجواء التحريض العنصري بالقتل، واتهموا إسرائيل بأنها «هي الإرهاب الحقيقي في المنطقة». وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت أنها اعتقلت الشاب عرفات الرفاعية (28 عاماً)، في بيت مهجور في قلب رام الله، المشتبه بقتل الشابة اليهودية أوري إنسباخر (19 عاماً)، في القدس، مساء الخميس الماضي، وأنه اعترف بتنفيذ العملية. وأنها قامت بمداهمة بيت والديه في حي أبو سنينة في الخليل، ورسمت خريطة للمنزل تمهيداً لهدمه في القريب. وعلى أثر ذلك، انفجرت في ساعات الليل عدة مظاهرات للمستوطنين، احتجاجاً على القتل ومطالبة بالانتقام. وبدأت هذه المظاهرات في مستوطنة «تقواع» قرب بيت لحم، التي تعيش فيها الشابة اليهودية، ثم انتشرت إلى عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة؛ خصوصاً قرب مستوطنات «أرئيل» و«غوش عتصيون» و«كريات أربع»، وكذلك في تل أبيب والقدس. وهاجم عشرات المستوطنين على مفترق التجمعات الاستيطانية «غوش عتصيون» شمال الخليل، مركبات المواطنين، ووجهوا الشتائم والتهديدات لهم، ثم رشقوا سياراتهم بالحجارة. واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل مخيم العروب شمال الخليل، أطلقت قوات الاحتلال خلالها وابلاً من قنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، في اتجاه منازل المواطنين على مدخل المخيم. وأقامت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً على المدخل الجنوبي لمدينة دورا جنوب غربي الخليل، ودققت في بطاقات المواطنين. وتظاهر المستوطنون وناشطون في اليمين المتطرف في القدس، وأغلقوا مدخل المدينة لفترة قصيرة، فيما صرخوا بهتافات عنصرية، بينها: «الشعب يريد الانتقام»، و«الموت للعرب». ورفع المستوطنون المشاركون في المظاهرات، لافتات كتبت عليها شعارات تدعو بشكل مباشر وواضح إلى قتل الرئيس عباس، إضافة لقتل كافة الفلسطينيين، وكتبوا على لافتات: «تصفية ممولي القتل» مع صور للرئيس. وطالب المتظاهرون بوقف تحويل أموال الضرائب الفلسطينية إلى السلطة، باعتبار ذلك «تمويلاً مباشراً للإرهاب». وخرج رئيس حزب «اليمين الجديد» وزير المعارف، نفتالي بنيت، بطلب تفعيل القانون الذي ينص على خصم الأموال قائلا: «إننا نطالب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بوقف هذه المهزلة وخصم الأموال فوراً». وادعى بنيت أن الجيش الإسرائيلي وغيره من أجهزة الأمن تعارض تطبيق هذا القانون، خوفاً من استقالة عباس وإفلاس السلطة الفلسطينية. وقال: «إذا كان عباس يود الانتحار فلينتحر. نحن علينا أن نطبق القانون». واستجاب نتنياهو للضغوط، وقال خلال جلسة لحكومته، أمس الأحد: «أعلن أنه سيتم حتى نهاية هذا الأسبوع العمل على تطبيق القانون الذي يقضي بخصم رواتب الإرهابيين، من العائدات الضريبية التي تحول إلى السلطة الفلسطينية». وتجاهل نتنياهو والناطقون بلسان الحكومة الدعوات التي أطلقها المستوطنون لقتل أبو مازن. وبالمقابل حذرت حركة فتح، التي تقود السلطة الفلسطينية، من التحريض المتصاعد من قبل المستوطنين على قتل الرئيس عباس، وقتل المواطنين الفلسطينيين، معتبرة ذلك «نتيجة طبيعية لسياسة الكراهية والتحريض والقتل، وتنفيذ سياسة (الأبارتهايد) العنصري التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني». وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسمها، أسامة القواسمي، إن «حكومة الاحتلال الإسرائيلي هي التي تمول «الإرهاب الحقيقي، من خلال إصرارها على الاحتلال، وبناء جدار الفصل العنصري، ومنع حرية الحركة، والإعدامات الميدانية، وهدم البيوت، وعزل القرى والمدن، وقتل الأطفال، واعتقالهم، وليس الرئيس محمود عباس الذي يدافع عن حقوق شعبنا وفقاً للشرعية الدولية».

 

اختتام المناورات العسكرية المصرية – الكويتية تضمنت تدريبات على مواجهة عناصر إرهابية

القاهرة واشنطن/الشرق الأوسط/11 شباط/19/اختتمت قوات عسكرية مصرية وكويتية، أمس، فعاليات التدريبات المشتركة بين الجانبين (الصباح 1- اليرموك 4) التي استمرت لعدة أيام بدولة الكويت، بنطاق قاعدتي محمد الأحمد البحرية، وأحمد الجابر الجوية بمشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية وقوات الدفاع الجوي والقوات الخاصة للبلدين.وكانت التدريبات المشتركة بدأت في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، واستمرت على مدار عدة أيام. وقال المتحدث العسكري المصري، تامر الرفاعي، في بيان أمس، إن الفريق ركن محمد خالد الخضر رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي، شهد إحدى المراحل الختامية للتدريب التي تضمنت «تنفيذ عملية مشتركة لاقتحام جزيرة ذات أهمية استراتيجية وموقع جغرافي متميز، وتأمينها بأعمال قتال عناصر الإبرار البحري بالتعاون مع القوات الخاصة والقوات الجوية والبحرية». وشرح الرفاعي أن «الوحدات البحرية بدأت بالتمركز لتأمين أعمال قتال القوات الخاصة المنفذة للمهام، وأعقبه تنفيذ طائرة عمودية لعملية إسقاط حر لمجموعة من الضفادع البشرية الهجومية للقيام بنسف وتدمير إحدى سفن العناصر الإرهابية مع دفع مجموعات الاستطلاع لتطهير ساحل الجزيرة، وفتح الثغرات مع إغارة جماعات القوات الخاصة على ساحل الجزيرة واستعادتها من سيطرة الإرهابيين».

ونقل المتحدث العسكري المصري، إشادة رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي بكافة القوات المنفذة ومستوى التنسيق والتعاون، وأكد على «أهمية التدريب في نقل وتبادل الخبرات وتنمية القدرات القتالية، وتوحيد المفاهيم والقدرة على مواجهة التهديدات والتحديات التي تواجه أمتنا العربية، معرباً عن تطلعه أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التدريبات المشتركة بين القوات المسلحة لكلا البلدين في مختلف التخصصات البحرية والبرية والجوية». إلى ذلك نفذت قوات الصاعقة والمظلات من مصر والكويت «عملية ناجحة للقضاء على بؤرة إرهابية مسلحة داخل منطقة سكنية وتطهيرها من العناصر الإرهابية، وحاصرت القوات المشاركة المباني الحيوية، وعزلت العناصر الإرهابية وتنفيذ عملية اقتحام رأسي لعناصر الصاعقة لقطع وعزل الإمدادات الخارجية، ودفع مجموعات الاقتحام الرئيسية لتطهير المنطقة والسيطرة عليها والقبض على العناصر الإرهابية المتمركزة بداخلها وتقديم الدعم الطبي للمصابين». ونقل اللواء أركان حرب ناصر عاصي رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة المصرية، تحيات وتقدير الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع المصري، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة للقوات المنفذة، مشيراً إلى «أهمية التدريب في دعم جهود الأمن والاستقرار بالمنطقة وتعزيز علاقات التعاون العسكري بين جمهورية مصر العربية ودولة الكويت الشقيقة».

 

الثورة الإيرانية... أربع حقبات تكرس سطوة الولي الفقيه

طهران: فراز صفايي واشنطن/الشرق الأوسط/11 شباط/19/أربعة عقود من عمر الثورة تبين الجهود الحثيثة والمتواصلة للمقربين من مؤسسة المرشد لإنشاء مؤسسات تعمق سطوة الولي الفقيه وأذرعه الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تقع خارج نطاق الحكومة ولا تخضع لأي مساءلة. حقبات أربع مرت على إيران، توسعت فيها صلاحيات المسؤول الأول والمؤسسات التابعة لصلاحياته، مقابل انحسار صلاحيات الحكومة، وتراجع مبادئ الجمهورية، التي وعد بها الإيرانيون، في طريق الوصول إلى دستور يعامل جميع فئات الشعب بمساواة، ويؤدي إلى مشاركة جميع من طمح للتغير، لكن كيف كانت الحقبات الأربع؟

1 - الحقبة الأولى... التأسيس للثورة وأسلمتها

كانت أولى خطوات الثوار المنضوين تحت عباءة الخميني إعلاناً عن المجلس التأسيسي للثورة بمدرسة علوي في طهران، حيث طغى عليه وجود رجال الدين إلى جانب أعضاء «حركة الحرية» ذات التوجه الليبرالي، فيما غاب اليساريون واليسار الإسلامي، وهو ما أشعل سنوات من النزاع المسلح بين الفريقين المتصارعين على السلطة. وأعلن المجلس تأسيس لجان الثورة و«الحرس الثوري» ليكونا ذراعيه المسلحتين لمواجهة الجماعات المسلحة التابعة لتيار اليسار الإسلامي، التي أثبتت قوتها خلال الأيام الأولى من الثورة.

شهدت الحقبة الأولى تأسيس أول حكومة منبثقة عن الثوار يرأسها الليبرالي المخضرم مهدي بازرغان والمعروف بنزعة «إسلامية معتدلة»، وضمت عدداً من وجوه التيار الليبرالي. لكن حكومة بازرغان سرعان ما اصطدمت برغبات تيار أحاط الخميني من كل صوب، لتبلغ الخلافات قمتها بعدما قام طلاب موالون للخميني باحتلال السفارة الأميركية وبداية أزمة الرهائن. ونال المتشددون بعض أمانيهم، وهو استقالة الحكومة، لتدخل إيران بعدها في مسلسل من الحكومات المتعاقبة، كان رؤساؤها أبرز ضحايا النزاع على السلطة، وتنقيتها من التيار المقرب من الخميني، لتنتهي الأمور إلى تسلم علي خامنئي سدة الرئاسة، وبذلك أصبحت الدولة بعد الثورة خالصة لأهل العمائم.

مشروع أسلمة الثورة لم يمكن محصوراً بالصراع على المناصب، وإنما حاول فريق العمل القيام بأعمال جذرية. هنا أعلن الخميني ومقربوه عن تأسيس «مجلس خبراء الدستور» لكتابة الدستور الإيراني. في هذا المجلس قام مقربو الخميني، وعلى رأسهم حسين علي منتظري الذي أصبح فيما بعد نائباً للمرشد، بضخ فكرة «ولاية الفقيه» في الدستور لتصبح الفكرة عموده الفقري.

وواجهت فكرة «ولاية الفقيه» معارضة شرسة من جانب مختلف التيارات السياسية، وخاصة في الجامعات، لكن ظاهرتين مهمتين جعلت أمر التأسيس لـ«ولاية الفقيه» أمراً ممكناً. قام التيار المقرب من الخميني بتصفية الآلاف من المعارضين في سلسلة إعدامات، ترأسها صادقي خلخالي رجل الدين المقرب من الخميني، وطالت كل من حاول أن يسبح ضد هذا التيار، في خطوة رآها خلخالي ضرورية من أجل ضمان خيمة الثورة. ومن جهة أخرى، قام رجال الدين في مجلس الثورة بوقف العمل في الجامعات، وبدء ما تمت تسميته بالثورة الثقافية، حيث تمت تصفية مئات من الأساتذة والطلبة بداعي عدم التزامهم بمبادئ الثورة.

كل ذلك جرى في ظل الحرب التي دارت بين إيران والعراق؛ حرب حصدت مئات الآلاف من الأرواح، لكن الخميني وصفها بالنعمة؛ نعمة فتحت المجال لأسلمة ثورة لم تكن إسلامية من الأول، والتأسيس لأجهزة تضمن إسلاميتها، وفق القراءة الخمينية، وتصفية كل الذين عارضوا هذه القراءة. انتهت الحرب ومات الخميني وانتهت الحقبة التأسيسية، لتبدأ البلاد حقبة جديدة مختلفة تماماً.

2- حقبة رفسنجاني... التأسيس للثنائيات

في حين كانت الحقبة الأولى حقبة هيمنة الخميني بامتياز، فإن قرب وفاته كان ينذر بانهيار البناء الذي كان الثوار قد شيدوه بعد انتصار الثورة. وفي ظل هذه الظروف، قام علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس البرلمان حينذاك المقرب من الخميني، إلى جانب نجل الخميني أحمد الخميني، بلعب دور كبير، إذ تحركا لإصلاح الدستور الذي كان يحصر حق ولاية الفقيه بين مراجع التقليد، لتكون النتيجة جلوس خامنئي الذي شكك كثيرون في مكانته الفقهية في منصب الولي الفقيه.

ونتيجة لتقاسم السلطة، أصبح هاشمي رفسنجاني يهيمن على الحكومة، إلى جانب هيمنته على مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي أسسه الخميني بمقترح من رفسنجاني، ليكون جهازاً استشارياً للمرشد، لكن رفسنجاني كان يرمي إلى شراكة غير معلنة في ولاية الفقيه.

وشهدت الحقبة الثانية، بروز الاختلافات بين تيارين أساسيين، كانا ينطويان تحت عباءة الخميني أيام حياته. ما أُطلق عليه اسم التيار اليساري (الإصلاحيون لاحقاً) هيمن على البرلمان، فيما هيمن التيار اليميني (المحافظون) على الحكومة، وعلى مؤسسات غير صلاحيات الحكومة.

إلى جانب ذلك، دفعت ظروف ما بعد الحرب الحكومة إلى بدء مرحلة جديدة، تعرف بمرحلة إعادة البناء، كان يريد لها رفسنجاني أن تشمل القطاعين السياسي الخارجي والاقتصاد، فيما كان المرشد الجديد يريدها أن تقتصر على الشأن الاقتصادي، ليصبح بعدها رفسنجاني «فارس الإعمار». ولم يكن الاثنان يريدان لها أن تمتد إلى السياسة الداخلية. لكن الحقبة شهدت تحركاً طلابياً لعب دوراً مهماً فيما بعد في الساحة الإيرانية، كما شهدت تحركاً شعبياً اعتراضاً على التضخم الذي أدى إليه الإصلاح الاقتصادي الذي بدأه هاشمي رفسنجاني.

أدى مدّ الإعمار الذي بدأه رفسنجاني إلى نقلة نوعية في «الحرس الثوري» تركت بصمتها على سلوك الثورة في العقود التالية، إذ أقدم «الحرس الثوري» بإيعاز من رفسنجاني على تأسيس ذراعه الاقتصادية، أطلق عليها اسم «مؤسسة خاتم الأنبياء» لإشراكه في عملية إعادة الإعمار، وبذلك تذويب المؤسسة المدعومة من المرشد في كعكة السلطة، بعد تنامي قوتها العسكرية في أولى سنوات ما بعد الحرب. لكن التذمر الاقتصادي والنشاط الطلابي وظهور اليسار الجديد باسم التيار الإصلاحي ساهم في فوز محمد خاتمي بالانتخابات الرئاسية في العام 1997 وهزيمة المرشح المدعوم من المرشد الإيراني، علي أكبر ناطق نوري. وفي المجموع، يمكن وصف الحقبة الثانية من عمر النظام الإيراني بحقبة رفسنجاني، إذ تركت قراراته وأنشطته أثراً بالغاً في تحديد مستقبل الثورة والنظام الإيراني.

3 - وهم الإصلاحات... فترة خاتمي وإضعاف مؤسسة الحكومة

تم تفسير فوز خاتمي في المجتمع الإيراني على أنه انتصار المهمشين على التيار المهيمن على أجهزة الثورة، والذي كان يرى في المرشح المنافس لخاتمي مرشح الثورة. وبالفعل جاءت حكومة خاتمي وسط مجموعة من المشكلات الاقتصادية وأزمة في العلاقات مع العالم، ليرفع خاتمي شعار الإصلاحات الداخلية لإعادة الشعبية إلى نظام الثورة من جهة، وحوار الحضارات لتذويب الثلوج مع الغرب من جهة أخرى. نتج عن ذلك فوز الإصلاحيين بأغلبية ساحقة في البرلمان الإيراني، وبمقاعد المجالس البلدية التي بدأها خاتمي لإشراك الشعب في اتخاذ القرارات. وطرح نواب البرلمان محاور مهمة، مثل الاستفتاء على الدستور واستقلالية وزارة المخابرات، واعتصموا في البرلمان اعتراضاً على قرارات مجلس صيانة الدستور. وأدى الشرخ بين جهاز الحكومة وجهاز القيادة إلى قيام المرشد بإنشاء أو تفعيل المؤسسات الموازية. قام المرشد بتفعيل دور مجمع تشخيص مصلحة النظام، برئاسة رفسنجاني، ليحتل موقعاً سيادياً في عملية التشريع. ومن جهة ثانية، قام بتفعيل الإشراف السيادي لمجلس صيانة الدستور لتحديد صلاحيات البرلمان كما وجّه أمراً بإنشاء جهاز استخبارات للحرس الثوري، ليكون موازياً لوزارة الاستخبارات التي تهيمن عليها الحكومة.

وفي إطار المواجهة ذاتها، قامت أجهزة المرشد بتفعيل «دور مؤسسة خاتم الأنبياء» ومؤسسة «المستضعفين» الخاضعة لسلطته، في الاقتصاد. وكانت النتيجة واضحة؛ إضعاف الحكومة، ما دفع الرئيس خاتمي في نهاية فترة رئاسته للقول إنه لم يكن إلا مجرد مسؤول صغير في هرم كبير من تراتبية السلطة. تلك التصريحات وردت على لسانه أمام مجموعة من طلبة الجامعات الذين كانوا قد خاضوا في زمن خاتمي احتجاجات هزت أركان النظام الإيراني، لولا التدخل القمعي للحرس الثوري والشرطة لدحضها.

لكن في زمن هذا المسؤول الصغير، فإن النظام الإيراني الذي كان يبدي انفتاحاً على الغرب بدأ تفعيل برنامجه النووي الذي كان الأساس في أهم أزمة ستواجهها إيران مع المجتمع العالمي. لكن ختام الحقبة لم يكن يبشر بالخير لإيران، وتزامن مع صعود أحمدي نجاد الذي وصفه المرشد لاحقاً بأنه الأقرب إليه في الآراء، ليحرك لاحقاً ورقة تهميش رفسنجاني من مركز السلطة. حكومة أحمدي نجاد الأولى شكل المنتسبون إلى «الحرس الثوري» أغلب أعضائها، لتكون نقلة نوعية في حالة الازدواجية، التي يعيشها النظام بين المؤسسات التي تعمل على الشق الآيديولوجي، ومؤسسات الحكومة التي تنحصر مهامها بالجانب الاستراتيجي، على ضوء مهمة تنفيذ الدستور.

4 - السلطة المطلقة

الحقبة الرابعة تبدأ فعلياً بولاية أحمدي نجاد الثانية، بعدما تدخل الحرس الثوري والمرشد لصالحه، وهو ما تسبب بنزول الإيرانيين في أكبر موجة احتجاجات شكلت أول تحدٍ وجودي للنظام منذ إقامة الثورة. هنا عملت مؤسسات الثورة بإقصاء التيار الإصلاحي بكل رموزه من الساحة وزجّهم في السجون لصالح أحمدي نجاد، ليتجدد بذلك التنافس الداخلي على السلطة، لكن دعم المرشد لأحمدي نجاد وصل نهايته بعدما احتج الأخير ضد تدخل المرشد والحرس في شؤون حكومته.

لكن سلوك أحمدي نجاد وإصراره على هيمنة الحكومة على بعض أهم مفاصل القرار، دفع مؤسسة المرشد إلى إعادة ترتيب الأوراق عبر المؤسسات البديلة، وبما أن مجمع تشخيص مصلحة النظام كان حصة هاشمي رفسنجاني، الذي شهدت الحقبة نهايته وتهميشه، بعد المواجهة بينه وبين المرشد على إثر فوز أحمدي نجاد، فقد ابتدع المرشد اللجنة العليا لحل الخلافات وتنظيم العلاقات بين السلطات برئاسة محمود هاشمي شاهرودي، ووسّع صلاحيات مجلس خبراء القيادة كآخر حصون المحافظين.

وشهدت الحقبة الرابعة محاولة التيار الإصلاحي فتح البرلمان ومجلس خبراء القيادة. وإن كانت المحاولة ناجحة في العاصمة، فإن مختلف المدن لم تشهد نجاحاً للإصلاحيين، ما أدى إلى وقوع البرلمان ومجلس الخبراء في يد المحافظين. ولكن على مستوى الرئاسة، فقد كُتب للإصلاحيين النجاح حين دعموا روحاني ليفوز بالأغلبية.

وشهدت أخيراً الحقبة الرابعة كذلك بدء التنافس الخفي على خلافة المرشد الذي أصبح القوة المطلقة في الحقبة الرابعة، إذ لا تخرج زاوية من زوايا النظام عن سلطته الشاملة، وذلك بعد تقارير تشير إلى تدهور حالته الصحية، وفسرت محاولات كل من نائب رئيس القضاء السابق إبراهيم رئيسي، الذي دخل انتخابات الرئاسة، ومحاولات رئيس القضاء صادق لاريجاني للحصول على منصب رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام. ويستمر التنافس في ظل وصول لاريجاني إلى منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، واحتمال تعيين منافسه إبراهيم رئيسي في منصب رئيس سلطة القضاء، فيما يتأرجح بينهما «الحرس الثوري» الذي يفرض هيمنته اليوم على أجهزة الثورة، ليكون دولة تحمل السلاح في بطن دولة، لا تحملها. على حد تعبير الرئيس الإيراني حسن روحاني.

ضباب المستقبل

تشير متابعة الأنشطة التي قام بها الثوار في مجال صناعة المؤسسات إلى أنهم لم يمتلكوا رؤية واضحة للمستقبل، وكانت الرغبة في زيادة السلطة وتمركزها بأيديهم هي التي تقودهم في سبيل إنشاء مزيد من المؤسسات وإقصاء أو إضعاف المؤسسات الأخرى، حتى إن كنا نتحدث عن مؤسسة الحكومة. وفي الآونة الأخيرة، فقد اتجه المرشد والحلقات المقربة منه إلى امتطاء هذه الآلية عدة مرات، في إطار بسط قبضته على الهرم السياسي الإيراني، ليشمل زوايا أوسع في السياسة والاقتصاد والمؤسسات، فضلاً عن الشريعة.

كما تشير متابعة الأمور إلى ارتفاع مطرد في دور الحرس الثوري في كل الحقبات. فالمؤسسة التي أسسها الثوار لمواجهة معارضيهم أصبحت اليوم تمتلك حصة الأسد في مؤسسات النظام، ويحتمل أن يرتفع هذا الدور، وأن تلعب مؤسسة الحرس الدور الرئيسي في خلافة المرشد، في ظل التنافس على مستقبل ثورة، يرى قادة «الحرس الثوري» أنها ملكه.

 

السياسة الخارجية الإيرانية... المغامرة الإقليمية مستمرة/علاقات معقدة بين إيران وجيرانها العرب على مدى أربعين عاماً من الثورة

لندن - طهران واشنطن/الشرق الأوسط/11 شباط/19/أدت ثورة 1979 في إيران ونظرتها لدول الجوار إلى مواقف سلبية بين غالبية الشعوب والحكومات في دول الجوار العربية. سرعان ما انقلبت بارقة الأمل، خلال فترة ما قبل الثورة، بشأن تغيير في العلاقات بين إيران والدول العربية مع ثورة الخميني، وتحولت إلى يأس. واتسعت الهوة بين إيران وجيرانها جراء الخطابات الحادة والخارجة على الأعراف الدبلوماسية للمسؤولين الإيرانيين والمقربين من النظام ضد الدول العربية فضلا عن السعي وراء تصدير الثورة. تورطت إيران تدريجيا بتدخلات إقليمية وخاصة في شؤون لبنان وفلسطين والعراق وسوريا واليمن والبحرين والسعودية عبر دعم لوجيستي وعسكري لجماعات مسلحة وميليشيات مصنفة على قوائم الإرهاب العالمية. تحظى دراسة علاقات إيران والدول العربية بأهمية بالغة نظرا للحدود المشتركة بينهما من أربعة أقاليم. لكن لا اختلاف بين الباحثين الإيرانيين على أن مستوى العلاقات على مدى أربعين عاما لم يكن في المستوى المطلوب. لكن الحدث الأكثر أهمية وتأثيرا في علاقات الجانبين خلال السنوات العشر الأولى من عمر النظام الإيراني، هو حرب الخليج الأولى التي عرفت بالعراق باسم «قادسية صدام» وفي إيران باسم «الدفاع المقدس». هذه الحرب التي تركت وراءها على مدى ثمانية أعوام، مليون قتيل، ولكن بمجرد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية وبداية حرب الخليج الثانية بعد احتلال العراق للكويت، بدأت إيران ترتيب أوراق اللعب الإقليمي. حاولت إيران فتح صفحة جديدة وانتهاز الفرصة للتقرب من الدول العربية لأن خسائر الحرب ونتائجها الاقتصادية كانت تتطلب البدء بمرحلة جديدة قادها الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني.

نجح هاشمي رفسنجاني والحكومتان الإصلاحيتان بقيادة خاتمي تدريجيا في حل العديد من النزاعات مع دول الجوار وإقامة علاقات ودية لكن وصول الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد وتنامي الدور الإيراني بالعراق في العامين الأخيرين لولاية محمد خاتمي، وتصاعد الضغوط الدولية على الملف النووي الإيراني، أدت في مجموعها إلى تراجع العلاقات والدخول في أسوأ فترة منذ الثورة الإيرانية. وكان حسن روحاني وعد بتحسين علاقات إيران مع دول الجوار في انتخابات الرئاسة 2013 لكنه فشل في إحراز أي تقدم حتى الآن نتيجة التمدد الإيراني الإقليمي بعد أحداث الربيع العربي وعودة سياسة تصدير الثورة إلى أولويات السياسة الإقليمية الإيرانية. لذا يمكن اعتبار سجل علاقات إيران وجيرانها العرب خلال فترة ثلاثة عقود على نهاية الحرب الخليج الأولى، كانت في نصفها الأول أفضل من نصفها الثاني، وإن ثنائيات هاشمي رفسنجاني (الرئيس) وعلي أكبر ولايتي (وزير الخارجية) ومحمد خاتمي وكمال خرازي كانت أفضل من ثنائيات محمود أحمدي نجاد- منوشهر متكي وحسن روحاني ومحمد جواد ظريف. وإذا ما أخذنا صلاحيات المرشد الإيراني في تعيين وزير الخارجية ودوره في السياسية الخارجية بشكل عام، فإن مستوى العلاقات مع الجيران العرب خلال 15 عاما الأولى من ولاية خامنئي كانت أفضل نسبيا من 15 عاما الثانية والمستمرة حتى الآن.

ماذا يقول الإيرانيون؟

بينما تواجه إيران اتهامات من الأميركيين والدول العربية في الشرق الأوسط بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، فإن المرشد الإيراني علي خامنئي في خطاب بيوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 دافع عن التدخلات الإيرانية واعتبرها سياسة النظام الإيراني وقال في تبرير ذلك إن «إيران ستكون حاضرة في أي مكان يساعد حضورها على مواجهة الكفر والاستكبار». وكان خامنئي يعلن حينها على الدور الإيراني في العراق وسوريا. لم تمض ساعات على خطابه حتى أعلن قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري، في اعتراف غير مسبوق بأن إيران «تقدم الدعم الاستشاري لليمن» وذلك في إشارة صريحة إلى دور عناصر «الحرس الثوري» في تدريب وتقديم الأسلحة لجماعات الحوثي المتمردة. وفي عدة مناسبات، دافع وزير الخارجية الإيراني الحالي عن سياسة بلاده في الشرق الأوسط وكتب مقالا بمجلة «ذي أتلانتك الأميركية» أكتوبر (تشرين الأول) 2017 قال فيه إن «إيران لم تهاجم دولة أخرى خلال ثلاثة قرون تقريبا عندما كانت أقوى وأقدم دولة مستقلة من أي دولة من جيرانها تقريبا» ومع ذلك، قال: «الشؤون العربية هي شأن إيران أيضا، لن نتردد بأن إيران معنية بالشؤون العربية، كيف لا تكون معنية؟ نحن نتشارك الحدود والمياه والموارد، وعندما نستخدم المجال الجوي لبعضنا، لا يمكن إلا نكون معنيين بكيف يؤثر جيراننا على تلك البقعة من العالم التي نسكنها». ويعد ظريف أحد المسؤولين الإيرانيين الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ويحاول توظيف أساليب المدرسة الأميركية في تسويق سياسات إيران على المستوى الدولي. ويعرب عن اعتقاد في المقال بأن «مصالح إيران في شؤون المنطقة ليست خبيثة وإنما المصالح مفيدة للاستقرار» وقال «نحن لا نرعب بأي نظام في جوارنا، مطلبنا - في المبادئ والعمل- هو أن تتمتع جميع دول المنطقة من الأمن والسلم والاستقرار».

نقطة تحول في علاقات إيران

والجوار الخليجي

في تطور كبير على صعيد العلاقات العربية - الإيرانية هاجم فريق من قوات الباسيج المحسوبة على «الحرس الثوري» الإيراني في الثاني من يناير (كانون الثاني) 2016 مقر السفارة والقنصلية السعودية وهو ما ردت عليه الرياض بطرد البعثة الدبلوماسية الإيراني وقطع العلاقات مع طهران وأدان مجلس الأمن بشدة تجدد الهجوم على السفارات في طهران. في نهاية ذلك الشهر، نشرت الخارجية السعودية مذكرة حول 85 عملا مدمرا للنظام الإيراني أثار سخطا دوليا بعد الثورة. وفقا لهذه القائمة، فإن إيران وجماعات تدين لها بالولاء اتخذت سلسلة من الإجراءات في لبنان مثل خطف 96 أجنبيا في لبنان عام 1982. وتفجير السفارة الأميركية في بيروت، والهجوم الانتحاري على البحرية الأميركية والقاعدة العسكرية الفرنسية في لبنان عام 1983. وفي الوقت ذاته تعرضت سفارات أميركا وفرنسا في الكويت للهجوم وتعرضت ناقلات النفط للقصف في الخليج. وفي 1985 فشلت محاولة اغتيال الشيخ جابر الأحمد الصباح. بعد ذلك بعام حرضت إيران حجاجها على إثارة الشغب بهدف تخريب موسم الحج وهو ما أدى إلى مقتل 300 شخص. وفي العام ذاته أحرق عناصر «حزب الله الحجاز» ورشة بالمجمع النفطي برأس تنورة شرق وهاجموا شركة «صدف» بمدينة الجبيل الصناعية شرق السعودية.

وفي 1987. أحبطت محاولة إيران لتهريب متفجرات مع حجاجها وتورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران، تم الاعتداء أيضا على القنصل السعودي في طهران رضا عبد المحسن النزهة، من قوات «الحرس الثوري» الإيراني وأطلقت سراحه بعد محادثات بين البلدين.

استقلال البحرين

والجزر الإماراتية الثلاث

بعد الثورة الإيرانية اعتبر نظام ولاية الفقيه إنهاء احتلال البحرين من «كبريات خيانات الشاه». وعلى أربعين عاما تعود المزاعم الإيرانية إلى الواجهة كلما توترت العلاقات. وفي زمن أحمدي نجاد أخذت المزاعم الإيرانية أطوارا جديدة. وفي 2007 نشرت صحيفة «كيهان» التابعة لمكتب المرشد الإيراني مقالا مثيرا للجدل حول «تابعية» البحرين لإيران. وشكلت المزاعم الإيرانية ركيزة لدعم إيران أعمالا تخريبية عبر تجنيد خلايا إرهابية بهدف زعزعة استقرار البحرين وهو ما أكدته مرارا الحكومة البحرينية بتوجيه أصابع الاتهام إلى طهران وتحديدا «الحرس الثوري». من جانب آخر، فإن إيران دأبت على رفض الدعوات للتحكيم الدولي حول الجزر المتنازع عليها في الخليج العربي وشكلت قضية الجزر الإماراتية أبرز محاور الخلاف بين إيران والعالم العربي على مدى أربعة عقود. في 11 أبريل (نيسان) 2011 زار الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد جزيرة أبو موسى وهو ما تسبب في زيادة التوتر بين الجانبين. وأدان مجلس التعاون الخليجي زيارة الرئيس الإيراني لكن خطوة أحمدي نجاد فتحت مسارا جديدا للمسؤولين الإيرانيين الذين يصرون على زيارة جزيرة أبو موسى كلما زادت الضغوط الدولية على إيران لتعديل مسارها الإقليمي. في الشهر الماضي زار رئيس الأركان محمد باقري وقائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري الجزيرة لتحدي القوات الأميركية حول البرنامج الصاروخي الإيراني واحتواء تهديدات إيران الإقليمية.

رد الدول العربية

على دعم إيران للإرهاب

لطالما اشتكت الدول العربية من تجاهل إيران لمبادئ حسن الجوار وسيادة الدول المجاورة، انطلاقا من ذلك وجهت 11 دولة عربية في نوفمبر 2016 رسالة إلى الأمم المتحدة احتجاجا على استمرار سياسات إيران التوسعية في المنطقة. وفي أبريل 2018. جدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، ورفضه تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية وقال: «ندين محاولاتها العدائية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية لما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي العربي وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي».

قبل ذلك بعدة أشهر، قال وزير خارجية البحرين: «نؤكد على أن قيام علاقات طبيعية مع إيران، يبقى مرهونا بتخليها عن سياسات الهيمنة الطائفية والمذهبية، واحترام قيم المواطنة لدى الشعوب، والكف عن محاولات تصدير ثورتها القائمة على ولاية الفقيه، والالتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية» وقال في نفس الخطاب إن النظام «يهدر ثروة شعبه وأمواله، وتسخيرها لتغذية العنف وتقويض الأمن في المنطقة، لتحقيق طموحاته في الهيمنة والتوسع، من خلال حرسه الثوري، ودعمه للتنظيمات الإرهابية التابعة له، ومن بينها حزب الله الإرهابي في لبنان وسوريا، والميلشيات الانقلابية في اليمن، والجماعات والخلايا الإرهابية في كل من البحرين والسعودية والكويت والعراق، وغيرها من الدول التي عانت من هذه التصرفات العدائية لسنوات طويلة». والشهر الماضي، حذر ملك الأردن عبد الله الثاني خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، من خطر السلوك الإيراني بسبب دعمها للميليشيات وقال «أحذّر من دقّ طبول الحرب لأن ذلك لن يعود بالنفع على أي منا. وآمل أن نتمكن عبر الحوار من التوصل إلى تفاهم». وفي نفس المنتدى قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري: «إيران دولة يجب أن نتعامل معها، أنا كرئيس مجلس الوزراء في لبنان أريد أن تجمعني أفضل العلاقات بإيران، ولكن أن تكون هذه العلاقات من دولة إلى دولة» مضيفا «ربما إيران هي تحدٍ في المنطقة لكن الحوار هو جزء من حل هذا التحدي، وهذا ما نتطلع إليه، لا يمكن لإيران أن تتدخل في اليمن». في سبتمبر (أيلول) الماضي، أكد وزير الخارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، في خطاب في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن إيران عبر تدخلاتها في شؤون دول المنطقة تقوّض الأمن وتنشر الإرهاب والطائفية، وقال: «امتد التوغل الإيراني إلى حد وصلت تهديداتها إلى المملكة العربية السعودية واليمن، حيث تتعرض المملكة إلى وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية» ودعا من هناك إلى توحيد الموقف الدولي ضد التهديدات الإيرانية، وكذلك برنامجها لتطوير الصواريخ، ودعمها الإرهاب.

قد ينقلب السحر على الساحر

الدور الإيراني الإقليمي لا يثير قلقا دوليا فحسب، إنما القلق يتزايد كل يوم بين الإيرانيين وأعربوا عن استيائهم خلال احتجاجات الحركة الخضراء في 2009. كما تنوعت شعارات الغضب في أكبر موجة احتجاجات شعبية في يناير 2018. بحسب الخبراء فإن هذا القلق يضع إيران على حافة اضطرابات عرقية في الداخل وقد تمتد إلى مناطق جوار إيران. يدرك الإيرانيون أن غضب الرأي العام في دول الجوار يتعمق كل يوم وهو ما يعرض حدود إيران لتحديات وأظهر استطلاع رأي أجراه مركز الأبحاث الاستراتيجية التابع للرئاسة الإيرانية وشمل 4500 بعد أيام قليلة من تراجع احتجاجات يناير 2018، أن 13 في المائة يعتقدون أن استياء الإيرانيين من دورها الإقليمي وراء الاحتجاجات وفي نفس الاستطلاع قال 74.8 من المشاركين بأنهم مستاؤون من أوضاع البلاد.

 

القوميات... جسد ممزق إلى أوصال حصيلة الثورة في إيران

طهران واشنطن/الشرق الأوسط/11 شباط/19/بينما تستعد إيران لدخول العقد الخامس بعد تأسيس نظام ولاية الفقيه بعد ثورة 1979، تبقى القضايا والنزاعات العرقية في هذا البلد عالقة دون حل، ولا تزال فئات كبيرة من القوميات تعاني شتى أصناف الحرمان والقيود الاقتصادية. وعادة ما تثار مطالب القوميات في إطار قضايا الهوية والثقافة واللغة والتعليم والحق في ممارسة الشعائر الدينية، لكن النظام الإيراني واجه بالعنف والإجراءات العدائية مطالب القوميات التي اتخذت في غالبها طابعاً ثقافياً. في الأربعين سنة الماضية، تواجه السلطات الإيرانية اتهامات من أتباع القوميات والأقليات الدينية بأنها تعاملهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية؛ تحديدا يتهم المواطنون العرب والترك والكرد الحكام الفرس باحتكار السلطة، وهو ما أدى إلى عودة التوترات العرقية في مناطق الترك شمال غربي البلاد، ومناطق البلوش في جنوب شرقي البلاد، ومناطق العرب في الجنوب وجنوب غربي البلاد، والمناطق الكردية في غرب البلاد. يصر الناشطون الكرد والترك والتركمان والبلوش والعرب على تعرضهم للإذلال في ظل وضع أيديهم على حقيقة إقصاء القوميات من لعب أدوار في هرم الحكم السياسي. إلى جانب وجود المطالب بحل قضايا القوميات في إطار حل يشمل الجميع ويتعامل مع المواطن الإيراني من منطلق القانون والمساواة، بعيدا عن أي تمييز، فإن هناك عددا لا يستهان به من أبناء القوميات المنخرطين في الأنشطة السياسية المعارضة للنظام، ويتمثل ذلك بشكل أساسي في وجود أحزاب تعمل في الداخل بشكل سري، وتمارس الأنشطة خارج الحدود الإيرانية بشكل علني. ينقسم هؤلاء بشكل أساسي إلى مجموعتين أيضا: مجموعة كبيرة تطالب بحق تقرير المصير والتمتع بالسيادة المستقلة عن إيران أو السيادة الذاتية، تقابلها مجموعة أخرى تعمل بالتنسيق مع جماعات المعارضة الإيرانية وهدفها الانتقال السياسي وإقامة نظام فيدرالي بموازاة الدفاع عن الجغرافيا السياسية الإيرانية.

أما في الداخل، فيقول الناشطون اليوم إن المشكلة المشتركة لجميع القوميات هي عدم مراعاة حقوقهم الأساسية من ناحية؛ وحرمانهم من التقدم بجميع الأبعاد السياسية والثقافية والاقتصادية من ناحية أخرى. ومع ذلك، فإن أي قومية لديها قضاياها ومشكلاتها الخاصة. على سبيل المثال، فإن قومية الترك واللر والجيلك ينصبّ جل اهتماماتهم على القضايا الثقافية والإذلال الثقافي، فبعض جوانب الثقافة؛ مثل اللغة أو التقاليد المحلية، من بين المطالب الأساسية، والمحصلة تؤدي لشعور بعدم الأمان أو الهدوء في المجتمع الإيراني. لكن مطالب العرب والكرد والبلوش تفرض الصبغة السياسية (هوياتي) والاقتصادية، أكثر من غيرها.

تحاول وسائل الإعلام التابعة للنظام دائماً الترويج لمفهوم «الهوية الواحدة باسم الأمة». وبحسب مقال على الموقع الإعلامي الناطق باسم حوزة قم العلمية، فإن «أهم سمات القوميات الإيرانية يجب البحث عنها في المشتركات، حتى يمكن تصورها على أنها هوية واحدة باسم (الأمة)». ووفقاً للمقال، فإن «التاريخ والجغرافيا والتقاليد والثقافة المشتركة بين القوميات الإيرانية من بين الركائز الأساسية للوحدة بين هذه القوميات».

من جانب آخر، فإن التيارات الإصلاحية، رغم أنها أكثر ميولاً للقومية من المحافظين، تعرب عن اعتقادها بأن احترام حقوق المواطنة الطريق الأمثل لتعزيز التضامن الوطني. في سبتمبر (أيلول) الماضي، كتب رئيس كتلة الأمل الإصلاحية محمد رضا عارف في مقال بصحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة، تحت عنوان: «متطلبات التضامن الوطني»، عن القلق المتزايد بشأن احترام حقوق المواطنة، وخلص إن الأمر «لا يليق بالنظام بعد مرور 40 عاما من الثورة»، مشيرا إلى تقارير مثيرة للقلق في الأجهزة المسؤولة. وتابع أن «السلطات يجب أن تكون حساسة أكثر من ذي قبل حيال حقوق المواطنة لدى القوميات» واستطرد: «علينا أن ندرك أن أدنى إهمال على هذا الصعيد ستكون له عواقب وخيمة غير قابلة للتعويض».

تأكيد المسؤولين على قضايا القوميات ومطالبهم لم تتجاوز التوصيات والأمنيات خلال العقود الأربعة؛ وفقا للمراقبين. مساعد الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية، علي يونسي، يقول في مقال نشرته وكالة «إيسنا» الحكومية: «من المستحسن أن يستفاد من النخب المحليين لانتخاب المسؤولين المحليين والمحافظين ورئاسات الدوائر»، ويتقرح في هذا الصدد «أخذ الظروف المحلية في كل من المناطق الإيرانية بعين الاعتبار، بوصفها سياسية استراتيجية تهدف إلى تقليل الفجوة بين الهوية الثقافية الوطنية والخصوصية الثقافية لكل من القوميات».

وفي المقال ذاته، عزا يونسي تنامي النزعات الداعية إلى «الانفصال» عن النظام السياسي، إلى الرد على سياسات النظام وتوزيع الموارد وفرض القيم وصعود التكتلات السياسية، ويقول: «بما أن القوميات تتمركز في المناطق الحدودية، فإن علاقاتها الودية مع الجيران، خصوصا العلاقات الودية التي تربط وجهاء القوميات بما وراء حدود إيران، من الممكن أن تضعف النزعات التباعدية». ويفضل حكام إيران استخدام مفردة القبائل بدلا من القوميات، كما يوجهون أصابع الاتهام إلى النظام البهلوي السابق بالوقوف وراء نهج تضعيف القبائل. وفي هذا الصدد، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء زيارته إلى الأحواز إن «معاداة القبائل ظهرت خلال فترة البهلوي في إطار توحيد اللباس ونزع الأسلحة والإخلال بالتركيبة السكانية، لكن رضا شاه وابنه محمد رضا بهلوي لم يتمكنا من القضاء على القبائل». تصريحات روحاني حينذاك حملت اعترافا ضمنيا بوجود تمييز في تقسيم السلطة والثروة، وقال إن «مطلب الأمة والحكومة ألا يكون هناك تمييز في توظيف القوى وخبراء أبناء القوميات، والحكومة مصممة على توظيف الطاقات المحلية في جميع أنحاء البلاد».

ماذا يقول الخبراء؟

بدأ النظام عامه الأول في 1979 بقمع وحشي للبلوش في «عيد» زاهدان، واغتال القادة التركمان بمدينة غونبد كاووس شمال شرقي البلاد، وقمع العرب الأحوازيين بمختلف الأطياف السياسية، وواجه الأذريين الأتراك بقبضة حديدية، واستخدم القوة العسكرية لقمع الكرد في كرمانشاه وكردستان. مذّاك، سرعان ما فرضت خيبة الأمل نفسها على القوميات. ويرى عالم الاجتماع والناشط في حقوق القوميات خالد توكلي في بمقارنة أجراها حول تأثير الثورة الإيرانية على أوضاع القوميات مقارنة بالفترة السابقة للثورة، أن العنف ازداد في مناطق القوميات، خصوصا في كردستان وبلوشستان، إضافة إلى ازدياد التمييز القائم على أساس طائفي، وهو ما كان أقل في نظام الشاه على صعيد ممارسة الطقوس، ويعود ذلك إلى تغيير طبيعة النظام بعد الثورة؛ وفق ما نقل عنه راديو «زمانه» الإيراني. وعن تراجع وتقدم قضايا القوميات، يوضح توكلي أن تيار اليمين وفروعه (يعرف اليوم باسم المحافظين) تعاملوا مع قضايا القوميات من منظور أمني، فيما كان تعامل اليسار (الإصلاحيون) مع قضايا القوميات أكثر سياسةً وعلماً؛ وإلى حد ما استشراقياً. وبحسب الباحث، فإنه فيما بعد السنة الثالثة للثورة أصبحت الحكومة موحدة من جهة بموازاة فرض الميول الراديكالية على دوائر صنع القرار، ومن جانب آخر، فإن القادة المعتدلين استُبعدوا أو اختاروا طريق معارضة النظام. ولذلك، خلال هذه الحقبة، كان تعامل السلطات مع القوميات قائما على المواجهة والقمع وإقصاء القوميات، مما كلف الجانبين ثمنا بشريا واقتصاديا. نتيجة هذا التعامل، أجبرت المجموعات المسلحة المنتمية للقوميات على مغادرة إيران وأخذ مواقع جديدة في الدول المجاورة، أو الهجرة إلى الدول الغربية.

قوانين في مهب الريح

فضلاً عن المادتين «19» و«15» في الدستور الإيراني الخاصتين بحقوق القوميات، تنص المواد «7» و«12» و«13» و«64» ومن «100» إلى «106» بشكل مباشر وغير مباشر على حقوق القوميات والأقليات الدينية، لكن مصير المواد بعد استقرار النظام لم يتخطَّ التهميش أو تغيير الطبيعة والمحتوى، أو جرى التنفيذ بشكل منقوص. يبدو أن هذه القضايا تتسبب في أن يكون شعار «القوميات أوصال إيران» في مهب الريح.

 

ليبرمان يعتقد بأن نتنياهو سيعتزل مقابل إغلاق ملفات الفساد ضده

تل أبيب واشنطن/الشرق الأوسط/11 شباط/19/ألقى وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان «قنبلة سياسية من العيار الثقيل»، أمس الأحد، حين أعرب عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيتوصل إلى «صفقة مع النيابة العامة، بموجبها يغلقون ملفات التحقيق ضده بالفساد، ويلغون لوائح الاتهام مقابل اعتزاله السياسة والجلوس في البيت». ومع أن هذه الإمكانية وردت في كثير من السيناريوهات، خلال التحقيقات الجارية مع نتنياهو، إلا أن طرحها على هذا النحو من ليبرمان بالذات، الذي كان شريكاً لنتنياهو في القيادة السياسية لسنين طويلة، بدا ذا أثر مميز. فقبل أن ينضم إلى حكومته الأخيرة كان وزيراً في حكومتين أخريين معه. وقد بدأ ليبرمان عمله السياسي أميناً عاماً لحزب الليكود تحت رئاسة نتنياهو، ثم مديراً عاماً لديوان رئيس الوزراء، عندما تسلم نتنياهو الحكم أول مرة في سنة 1996. وليبرمان نفسه كان قد تعرض لعدة تحقيقات في قضايا فساد، ولذلك فهو معادٍ للشرطة ويقف إلى جانب نتنياهو ضدها. ومن هنا فإن تصريحاته تفسر على أنها تقال لصالح نتنياهو. وكانت مصادر سياسية قد سربت تصريحات داخلية في إحدى الجلسات المغلقة للنائب ليبرمان، قال فيها إن «حزب الليكود سيفوز في الانتخابات القادمة في 9 أبريل (نيسان) المقبل؛ لكن على الأرجح إذا تقرر تقديم لائحة اتهام ضد بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات، فإن احتمال أن يشكل نتنياهو الحكومة الجديدة يراوح حول الصفر. ولذلك فإنني لا أستبعد إمكانية أن يتوصل نتنياهو إلى صفقة ادعاء قبل الانتخابات».

وتوقع ليبرمان أن أول من يتصدى لنتنياهو، رفاقه في معسكر اليمين، باستثناء حزبه «إسرائيل بيتنا». وقال: «من يشكك في ذلك، مدعو إلى الاتصال شخصياً بنفتالي بينت وسؤاله عما إذا كان مستعداً للتعهد بأنه في حال تقديم لائحة اتهام سيوصي أمام رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة. وواضح أن بينت لم ينسَ ولم يغفر لنتنياهو أي شيء؛ خاصة ما حاول نتنياهو حياكته في موقع «واللا» الإلكتروني ضد زوجته ووالده. بينت سيكون أول من يطعن نتنياهو في ظهره، ويقف أمام الكاميرات ويتحدث بحماسة عن سلطة القانون وطهارة اليدين». وقد صادق ليبرمان، خلال حديث مع موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، أمس، على أقواله هذه، وأضاف: «في تقديري أنهم ينتظرون نتنياهو في الزاوية في الموضوع القضائي. هم يتلعثمون قبل الانتخابات ويحاولون الهرب من ذلك خلال المعركة الانتخابية نفسها، وهكذا سيكون حتى التاسع من أبريل؛ لكن في الغداة سيكونون أول من يقولون إنه ليس ممكناً أن يشكل الحكومة متهم بمخالفات جنائية. لذلك لا أستبعد إمكانية أن يتجه نتنياهو في النهاية إلى صفقة ادعاء كالتي أبرمها رئيس الدولة الأسبق عيزرا وايزمان، وأن يعتزل ويذهب إلى بيته في قيساريا مقابل ألا يُحاكَم. وإذا جرى التوقيع على اتفاق كهذا، فإن الليكود سيضطر إلى انتخاب خلف قبل الانتخابات. وفي هذه الحالة فإنه يتوقع حدوث هزة ليس واضحاً كيف ستنتهي». وعن تصرفه هو وحزبه في هذه الحالة، قال ليبرمان إن موقفه يتمثل بأنه «طالما لا يوجد قرار نهائي من المحكمة، فإن هذا الرجل بريء، حتى لو كان الحديث عن رئيس حكومة. لذلك، سنتعارك بشدة مع نتنياهو حول موضوعات كثيرة، كشرط لانضمامنا إلى حكومته، مثل فتح الحوانيت يوم السبت، والزواج المدني والتهود، واستمرار تحويل الأموال إلى (حماس)، وإخلاء خان الأحمر، وما إلى ذلك؛ لكن الموضوع القضائي لن يشكل عقبة بالنسبة لنا». وقد عقب حزب «اليمين الجديد» بقيادة نفتالي بنيت على أقوال ليبرمان، قائلاً: «مثلما أدرك الجمهور منذ مدة طويلة، فإن عضو الكنيست ليبرمان هو ثرثار لا يهدأ... وسنوصي أمام الرئيس بأن يشكل نتنياهو الحكومة». ولم يعقب حزب الليكود على أقوال ليبرمان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوطن الأسطورة

اتيان صقر ـ أبو أرز/11 شباط/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72071/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%80-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a9/

الحديث عن لبنان يبدأ ولا ينتهي، حكايته عمرها من عمر التاريخ، وسردها بكل فصولها يتطلب مجلدات عديدة، لذلك اعتمدنا الإيجاز في مقاربة هذه الحكاية التي تشبه الأساطير في فرادتها وروعتها، وسنسلط الضوء على بعض محطاتها المشرقة التي تكشف النقاب عن عطاءات حضارية مذهلة قدّمها هذا الوطن الصغير على المسرح العالمي الكبير، تاركاً بصماته الواضحة على صفحات التاريخ والتراث الإنساني العالمي.

I ـ الأرض.

١ـ لبنان هو أول أرض حملت إسماً في التاريخ كما يقول المؤرّخ البريطاني أرنولد تونيبي، وأول الأسماء التي حملها كان “أرض إيل” أي أرض الله، وإيل هو إله اللبنانيين منذ أقدم العصور، وهذا الإسم نجده بكثرة في ملاحم أوغاريت ـ رأس شمرا في شمال لبنان.

٢ـ وبحر لبنان كان يسمّى “بحر إيل” أي بحر الله، وحقوله “حقول إيل” أي حقول الله، ومرادفها باللغة الفينيقية “شدوم ـ ايلوم”، ومن هذه الكلمة أطلق الفرنسيون تسميتهم على أجمل بقعة في عاصمتهم “الشان ـ ايليزه” بحسب توينبي.

٣ـ المؤرّخ البيروتي الفينيقي سنخوني ـ أتن الذي عاش في القرن الرابع عشر ق.م، والذي شرح مخطوطاته فيلون الجبيلي، ونقل عنه أوزيب الإغريقي، يقول ان اسم لبنان سابق لاسم فينيقيا بآلاف السنين، ما يعني ان فينيقيا لبنانية وليس العكس، وإننا لبنانيون قبل ان نكون فينيقيين.

٤ـ عُرف لبنان أيضاً بإسم كنعان، وكنعان أول من سمّى نفسه “فينيكس”، وفينيكس إتخذ لنفسه شعاراً هو النسر الذي كان رمز القيامة من الموت في الطقوس الفينيقية، ومن كنعان ـ فينيكس إشتق الفينيقيون إسمهم حوالي الألف الثالث ق.م.

٥ـ بينما بعض المؤرخين يعتقدون ان اسم فينيكس يعني اللون الأحمر باللغة اليونانية القديمة، وقد اطلق اليونانيون هذا الإسم على اللبنانيين نسبةً للون الأرجوان الذي استخرجوه من صدفة الموريكس واستعملوه في صباغة ثيابهم وأشرعة سفنهم.

٦ـ وبحسب المؤرخين ديودور و هيرودوت كان لبنان يعرف أيضا بجبل الطيوب حيث كانت تنتشر رائحة أطيابه على طول الشاطىء اللبناني، لذلك جاء في نشيد الأناشيد للملك سليمان: “رائحة ملابسكِ يا حبيبتي عطره كلبنان”، فتجيبه، وأنت يا حبيبي بهيٌّ كلبنان.

٧ـ وعرف لبنان أيضاً بأرض اللبن والعسل، إذ كانت أرضه تدعى أرض البحبوحة التي “يجري فيها اللبن والعسل أنهاراً”، ولا يزال حتى اليوم في لبنان نبعان يحملان إسمي نبع اللبن ونبع العسل.

٨ـ ويرى بعض الباحثين ان اسم لبنان مشتق من كلمة لبن التي تعني اللون الأبيض باللغة العبرية، نسبةَ للثلوج التي تكلّل قمم جباله طوال أيام السنة.

٩ـ يختصر جواد بولس تعريف جغرافية لبنان بأنها حلف بين الجبل والساحل، وقد يكون هذا الحلف هو السّر في ديمومة هذا البلد وشعبه على مَرّ العصور، فالجبل هو الذي تولّى حمايته من الغزاة والطامعين به، والساحل فتح له واسعاً آفاق البحر الذي بنى عليه أمجاده ومستعمراته ومغامراته الأسطورية التي أكسبته شهرة عالمية في فنون الملاحة والتبادل التجاري، وأغدقت عليه ثروات طائلة.

١٠ـ هذا الحلف وهب الإنسان اللبناني خصائص مميّزة ومتلازمة في شخصيته. فالجبل وهبه روح الصلابة والصمود والتحدّي والقدرة على تحمّل شظف العيش وعُشق الحرية والتشبث بالأرض والدفاع عنها حتى الإستشهاد.

١١ـ والساحل وهبه روح الإنفتاح والمغامرة والطموح والبراعة في فنون الملاحة التي مكّنته من الدوران حول الكرة الأرضية بحراً، واكتشاف أميركا قبل كريستوف كولومبوس بآلاف السنين كما سنرى لاحقاً.

١٢ـ أما سهل البقاع الواسع والخصب الواقع بين السلسلتين الجبليتين الغربية والشرقية، فقد وهب أهله روح الكرم والسخاء، واتقان فنون الزراعة على أنواعها، حتى قيل عنه في زمن الرومان انه كان يغذّي ذات يوم إهراءات روما بالقمح.

١٣ـ جغرافية لبنان كناية عن كتلة جبلية مستطيلة واحدة ومتراصة، تحدّها الصحراء من الشرق (بادية الشام)، والبحر الأبيض المتوسط من الغرب، ولها ساحل ضيّق نسبياً يمتد على ضفاف هذا البحر من النهر الكبير شمالاً إلى الناقورا جنوباً بطول ٢٢٥ كلم تقريباً.

١٤ـ وهذه الكتلة الجبلية تتألف من سلسلتين جبليتين متوازيتين كما أشرنا أعلاه.

الأولى، السلسلة الغربية وتمتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب من دون انقطاع، وعلى سفوحها المطلة على البحر تنتشر معظم البلدات والقرى اللبنانية، ما يعني ان وجهة لبنان التاريخية هي البحر الذي كان عِبرَ التاريخ وما يزال الرئة التي يتنفس منها.

الثانية، السلسلة الشرقية، وتمتد هي الأخرى من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن دون انقطاع، وتفصل لبنان عن الصحراء العربية، وتنتهي سفوحها عند بادية الشام شرقاً.

١٥ـ هاتان السلسلتان الجبليتان اللتان تفصلان لبنان عن الصحراء العربية فصلاً تاماً ومحكماً، قد اعتبرهما الدكتور فؤاد افرام البستاني بمثابة “خطّي الدفاع” الذين شكّلا حاجزاً طبيعياً ومنيعاً في وجه الغزوات الصحراوية التي توالت عليه عبر الأزمنة، وما تزال حتى اليوم.

١٦ـ وبالعودة إلى هذا الحلف بين الجبل والساحل، نعتقد انه كان عاملاً أساسياً في تأسيس وازدهار الممالك الفينيقية العظيمة:

ـ مملكة صور كانت تمتد من الساحل صعوداً إلى جبال الجليل.

ـ مملكة صيدا كانت تمتد من الساحل صعوداً إلى جبال جزين.

ـ مملكة جبيل كانت تمتد هي الأخرى من الساحل صعوداً إلى جبال أفقا ـ العاقورة.

وكانت تفصل بين هذه الممالك مجاري الأنهر التي كانت تنساب من سفوح الجبال إلى البحر.

١٧ـ اما طرابلس فكانت العاصمة “الفيديرالية” لتلك الممالك التي كانت تجتمع فيها دورياً للتنسيق في ما بينها، وعلى هذا الأساس أطلقوا عليها إسم Tri – Poli، وهذا يعني ان نزعة التوحد في دولة واحدة وقومية واحدة كانت تراود الشعب اللبناني منذ أقدم العصور.

١٨ـ وهذا الحلف قد يكون أيضاً وراء ظاهرة امتلاك معظم اللبنانيين منزلين، واحد في الساحل للسكن الشتوي، والثاني في الجبل للسكن الصيفي، وهذه ظاهرة قد تكون فريدة في قِدمها ونوعها.

١٩ـ والظاهرة الأخرى لهذا الحلف هي إمكانية ممارسة السباحة في البحر والتزلج على الثلج في غضون نصف ساعة تقريباً، نظراً لقرب المسافة بين الساحل والجبل، وهي ايضاً ظاهرة فريدة في العالم.

٢٠ـ وبما ان التاريخ إبن الجغرافيا كما يقول جواد بولس، وان الإنسان هو إبن الأرض، فقد طبع حلف الجبل والبحر الشعب اللبناني بطابع خاص يتمثل في الجمع بين اتقان فنون القتال في زمن الحرب، وفنون التعامل التجاري في زمن السِلم.

II ـ الشعب.

٢١ـ إذا كان لبنان أول أرض حملت إسماً بحسب أرنولد توينبي، فهو أيضاً أول أرض سكنها شعب بحسب المؤرخ نفسه، والدلائل على ذلك نماذج الصوان والهياكل العظمية من نوع ال Homo – Sapians أي الإنسان العاقل التي عثر عليها في برج كناريت ـ عدلون الأب زيموفن في القرن التاسع عشر ميلادي.

٢٢ـ وعندما جاء الأب فرنكلن ايوينغ مع فريق عمله وتابع التنقيب، عثر على هيكل عائد لولد سمّاه “أغبرت”، وقد حدّد عمر الطبقة التي كان مدفوناً فيها بِ ٤٤ ألف و٦٠٠ سنة ق.م.، أي أقدم هيكل إنسان عاقل وجد في التاريخ البشري. اما الأب مارتان اليسوعي فذهب في بحثه إلى القول بأن قصة آدم وحوّاء وجنّة عدن جرت أحداثها في بلدة إهدن في شمال لبنان وليس في عدن اليمنية، وان سفينة نوح رست على سلسلة الجبال الشرقية اللبنانية وليس على جبال أرارات الأرمنية.

٢٣ـ بينما المؤرخة مَيْ المُرّ فتؤكد ان الهياكل العظمية التي عثر عليها في الزهراني وانطلياس تعود إلى حوالي ٧٠٠ ألف سنة ق.م.، ما يعني ان أول إنسان عاقل “أوموسابيانس” بدأ يعي نفسه ويستعمل عقله ويفكّر هو الإنسان اللبناني، وذلك بحسب الدراسات العلمية التي أجريت على الجماجم العائدة لتلك الهياكل العظمية.

٢٤ـ من هنا استلهم سعيد عقل قصيدته الشهيرة “لي صخرةٌ” التي غنتها فيروز، وفيها يقول: هنا على شاطىءٍ أو فوق عند ربي / تفتّح الفكر قلت الفكر نيسانُ.

٢٥ـ ان هذه الإكتشافات العلمية تدحض إدعاءات المؤرخين الذين ادعوا ان الشعب اللبناني جاء من الخارج، تارةً من الجزيرة العربية وتارةً من بلاد ما بين النهرين، أو من أماكن أخرى وكأن أرض لبنان كانت فارغة من السكان وجاءَت إليها شعوب من الخارج لتملأ هذا الفراغ.

٢٦ـ ويؤكد المؤرخون ان اسم لبنان لم يتغيّر ولم يتبدّل منذ تكوينه بالرغم من تعاقب الغزوات على أرضه، فالأشوريون عرفوه بإسم “لبنانو”، والعبرانيون بإسم “لبنانون”، واليونانيون والرومانيون بإسم “ليبانوس”، والعرب بإسم لُبنان بضمّ اللام.

٢٧ـ هذا الكلام يؤكد العقيدة القائلة بلبنانية لبنان، وبرفض نعت هويته بأي نعوت خارجية، ويدحض ادعاء القائلين بعروبة لبنان.

٢٨ـ وفي هذا السياق نذكّر العروبيين وكل من يحاول تزوير الهوية اللبنانية بأن الإحتلال العثماني الذي دام ٤٠٠ سنة وكان الأطول والأقسى في تاريخنا، عجز عن طمس هوية لبنان أو تحريفها أو تغييرها، فرحل هو وبقيت هي.

٢٩ـ والخطير في الأمر ان تزوير هوية لبنان من لبنانية إلى عربية اصبح اليوم مُشرّعاً في دستور الطائف، ما يحتّم على الشرفاء في هذا البلد أن يسعوا جاهدين لتعديل الدستور وتصحيح هذا الخطأ التاريخي بأسرع ما يمكن ومهما كلّف الأمر… وهنا لا بُدّ من الإشارة إلى ان لبنان هو البلد الوحيد في هذه المنطقة الذي لا يوجد على أرضه صحراء أو بَدو رحّل.

٣٠ـ وبما ان الإنسان هو إبن الأرض، وتبعاً لجدلية الإنسان والأرض والتفاعل بينهما، وبما ان البيئة الجغرافية التي يعيش عليها هذا الإنسان وعاش عليها آباؤه وأجداده من قبله لها التأثير الأكبر على طبيعته وطبائعه، لذلك يأتي الإنسان اللبناني مثلاً مختلفاً عن الإنسان الإفريقي أو الأسكندنيافي أو الصحراوي في شكله ولون بشرته وعاداته وتقاليده وخصائصه.

٣١ـ ولأن التاريخ إبن الجغرافيا (جواد بولس)، فإن الشعب الذي يعيش في بيئة جغرافية معيّنة يكوّن مع الوقت ومرور الزمن قوميته الخاصة وتاريخه الخاص مع كل ما يحتويه هذا التاريخ من تراث وتقاليد وخصائص تميّزه عن غيره من الشعوب، وهذا يعني ان الشعب اللبناني قد كوّن عبر تاريخه الطويل قومية خاصة به هي القومية اللبنانية.

٣٢ـ غير ان هذا لا يعني ان هناك أمّة أو قومية صافية العرق على وجه الأرض، إذ ان الحروب والفتوحات والنزوحات البشرية لم تبقِ على أعراق صافية، بل أضافت إلى الشعوب الأصلية مجموعات أخرى غريبة عنها امتزجت بها وانصهرت فأصبحت مع الوقت جزءاً لا يتجزّأ من قوميتها، وراحت تشكل معها تاريخاً مشتركاً.

٣٣ـ والمثل الساطع على ذلك هو القومية الأميركية التي نشأت في الولايات المتحدة حديثاً بفعل المزيج الذي حصل بين شعوب متنوعة الأصول والأعراف، تلاقت في ما بينها وانصهرت، فكوّنت خلال ٣٠٠ سنة أمّةً عظيمة تمثل النموذج الحديث لنشؤ الأمم.

٣٤ـ وهذا النموذج يثبت أيضاً ان التلاقح بين الشعوب أو المجموعات الغريبة هو مصدر غنى حضاري للأمم عكس ما يعتقد البعض، وان الفترة الزمنية المطلوبة للإنصهار الكامل تتراوح ما بين ستة إلى سبعة أجيال، أي حوالي ٢٠٠ سنة.

٣٥ـ ولكي لا نذهب بعيداً نشير إلى ان الأمير فخر الدين المعني الكبير الذي أسّس دولة لبنان الحديث ومدّ سلطانها من حلب إلى ما بعد عكّا، هو سليل قبيلة بني معن العربية التي لجأت إلى جبال لبنان في حوالي القرن العاشر ميلادي هرباً من الإضطهاد الذي مارسه الفاطميون على الطائفة الدرزية، فانصهرت في تلك الجبال مع الشعب اللبناني وأصبحت مع الزمن ركناً أساسياً من أركان الأمّة اللبنانية. وعلى هذا الأساس يحلو للبعض القول بأن لبنان هو نتاج تحالف ماروني ـ درزي، وان وحدة لبنان من وحدة الجبل، بينما الحقيقة والتاريخ يقولان بأن الأمّة اللبنانية ضاربة في عمق التاريخ قبل ظهور المسيحية والإسلام.

٣٦ـ وتجدر الإشارة هنا إلى ان هذا الأمير الكبير كان حريصاً جدّاً على هوية لبنان اللبنانية، حيث انه رفض عرضاً من السلطنة العثمانية يمنحه لقب أمير عربستان، فرفض وأصرّ على لقب أمير لبنان، لا بل كان يوقّع على مراسلاته بإسم أمير فينيقيا.

٣٧ـ أدرك فخر الدّين (١٥٩١ ـ ١٦٣٥) أهمية وحدة الجبل الممتد من جزّين إلى الأرز مقدّمة لتوحيد لبنان، فنجح في ضمّ جيش المردة إلى جيشه، الأمر الذي مكّنه من الإنتصار الساحق على جيش والي الشام ودحره في واقعة عنجر الشهيرة، ما أتاح له توسيع حدود لبنان، والإستقلال عن السلطنة العثمانية، وإعلان لبنان الكبير.

٣٨ـ هذا يؤكّد ما سبق وقلناه عن أهمية الجبل في الدفاع عن لبنان، وان قوة لبنان من قوة الجبل، ولو أدرك أهل الجبل هذه المعادلة الذهبية لما تصرّفوا على نحو مخزي ومدمّر وغير مسؤول في الأعوام ١٨٤٠ و ١٨٦٠ و ١٩٨٣.

٣٩ـ وعلى ذكر المردة والجبل، لا بُدّ من تصحيح الخطأ الشائع الذي يفترض أن الموارنة جاؤوا من سوريا، وكأن الجبل كان هو أيضاً فارغاً وجاء من يملأه.

٤٠ـ بينما الحقيقة هي ان أهل الجبل ظلوا حتى القرن الخامس ميلادي يعتنقون الديانة الفينيقية ويكرّمون الآلهة إيل وبعل وأدونيس وعشتروت … إلخ، وكانوا يحتفلون في بلاد جبيل مثلاً بقيامة أدونيس من الموت بعد ثلاثة أيام (لاحظ ثلاثة أيام) على مصرعه على يد خنزير برّي بفضل تضرّعات عشتروت إلى الآلهة كما تقول الأسطورة.

٤١ـ وكان نهر أدونيس محور تلك الإحتفالات، وكان الأهالي يحملون المشاعل ويصعدون إلى مغارة أفقا في اليوم الثالث لقيامة الإله أدونيس من الموت وتقديم الشكر إلى الآلهة؛ بينما أهل المدن والبلدات الساحلية اعتنقوا الديانة المسيحية منذ أول نشوئها.

٤٢ـ في القرن الخامس جاء رهبان مار مارون من جبال قورش هرباً من إضطهاد اليعاقبة والنسطوريين وسكنوا في جبّة بشرّي وقرية كفرحي في بلاد البترون، وفي ناحية العاقورة ـ المنيطرة، وراحوا يبشرون الأهالي بالديانة المسيحية.

٤٣ـ وأشهر هؤلاء الرهبان كان الراهب ابراهيم القورشي الذي التفّ حوله أهل الجرد في بلاد جبيل وجوارها نظراً لحكمته وكثرة تقواه؛ وما أن انتهى القرن الخامس حتّى عمّت الديانة المسيحية معظم سكان الجبل، ولقّبوا بالموارنة تيمناً بشفيعهم القديس مارون الذي عاش ومات متنسّكاً في جبال قورس، واستبدلوا إسم نهر أدونيس بإسم نهر إبراهيم تيمناً بالراهب إبراهيم القورشي.

٤٤ـ في منتصف القرن السابع انتخب مار يوحنا مارون بطريركاً على لبنان، فبادر إلى تنظيم صفوف الموارنة على كافة الصعد الوطنية والكنسية والإجتماعية والعسكرية، فتحوّل الجبل إلى حصنٍ منيع في وجه الغزاة والفاتحين، وأهمها الفتح العربي الذي احتل الساحل اللبناني وعجز عن احتلال الجبل بينما كانت جيوشه تدق أبواب أوروبا، ويقال ان العرب عقدوا معاهدة صلح مع المردة بعد ان دفعوا لهم جزيةً هي كناية عن خيول عربية وعدد من أكياس الذهب.

٤٥ـ إشتهر البطاركة الموارنة يومذاك بالتقوى والقداسة والتقشف والزهد والتفاني في حب الوطن، فقيل فيهم” عصيّهم من خشب وقلوبهم من ذهب”. وفي زمن الحرب كان البطريرك يطلق النفير ويستدعي المقدّمين من كافة مناطق الجبل مع فرسانهم، وكان عددهم يصل إلى حوالي ٢٠ ألف مقاتل، وأحياناً كان يحلو لبعض البطاركة أن يسيروا على رأس الجيش حاملين عصيّهم المصنوعة من خشب السنديان. وهكذا حافظوا على حرّية لبنان واستقلاله فاستحقوا عن جدارة مقولة “مجد لبنان أعطي له”.

٤٦ـ قلنا آنفاً ان أهل الساحل اللبناني هم أول من اعتنق الديانة المسيحية في بدء نشوئها، وهذا يعود إلى أسباب رئيسية ثلاثة:

٤٧ـ الأول، الزيارات التي قام بها السيّد المسيح إلى لبنان دون غيره من البلدان، حيث صنع عدداً من المعجزات، أوّلها وأهمها معجزة تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل في جنوب لبنان، وأهميتها تكمن في انه صنعها قبل أن يحين وقت التبشير الإلهي لأن والدته طلبت منه ذلك وأصرّت، “لم تأتي ساعتي بعد” قالها لأمه، ثم عاد وأذعن لإرادتها، وبعد أن تمّت المعجزة “آمن به تلامذته” يقول الإنجيل، وهذا يعني انه جاء إلى لبنان وإسمه يسوع، وعلى أرضنا صار إسمه المسيح. (سعيد عقل)

٤٨ـ الثاني، زيارات الرسل الأوائل إلى لبنان وهم في طريقهم إلى بلاد اليونان عبر مرافىء صور وصيدا وجبيل، وحملات التبشير التي قاموا بها بين اللبنانيين، سيّما وانهم بغالبيتهم كانوا من أبناء الجليل.

٤٩ـ الثالث، التشابه الكبير بين الديانتين الفينيقية والمسيحية، حتى اعتبر بعض اللاهوتيين ان الديانة الفينيقية كانت تمهيداً للديانة المسيحية، أي Pre – Christianisme وأهم أوجه الشبه هي التالية:

١ـ إله الفينيقيين إيل هو الوحيد بين آلهة الشعوب الوثنية القديمة الذي نادى بالمحبة ودعا الناس إلى السلام يوم كانت الحروب والغزوات لغة التخاطب بين البشر. واستناداً للمخطوطات التي عثر عليها في أوغاريت، يقول الإله إيل لشعبه: “إزرعوا المحبة في كبد الأرض، وانشروا السلام بين الناس”، عِلماً ان هذا الكلام قيل قبل آلاف السنين قبل مجيء المسيح. ولهذا السبب كانت حروب اللبنانيين دائماً دفاعية وداخل حدود البلاد، ولم ينخرطوا يوماً كغيرهم في غزو أو سطو على أوطان الآخرين.

٢ـ إيمان الفينيقيين بالحياة بعد الموت كما في أسطورة أدونيس وقيامته من الموت بعد ثلاثة أيام كما ذكرنا سابقاً، وهذا ما يتطابق مع جوهر العقيدة المسيحية.

٣ـ كل الشعوب القديمة كانت تكرّم آلهتها عن طريق تقدمة الذبائح الحيوانية كالعجول والتيوس وغيرها، ما عدا الشعب الفينيقي الذي كان يعتمد تقدمة الخبز والخمر، وهذا بالضبط ما فعله المسيح في العشاء السرّي عندما قدّس الخبز والخمر وأوصى تلاميذه باعتماد هذا التقليد الفينيقي في تقديم الذبيحة الإلهية والذي ما زال مستمرّاً إلى اليوم في القداديس والكنائس المسيحية.

٤ـ قبل أن يسلّم الروح وهو على خشبة الصليب رفع عينيه إلى السماء ونادى أباه قائلاً: “ايلي ايلي لما شبقتني”، أي إلهي إلهي لماذا تركتني مستعيراً إله الفينيقيين لينادي به أباه دون غيره من الآلهة بما فيهم يهوه إله اليهود.

٥ـ أوَ ليس إسم المسيح أساساً هو عمانو ـ إيل أي الله معنا؟؟

III ـ التراث.

٥٠ـ الحضارة اللبنانية القديمة وصلت إلى ذروة مجدها في الحقبة الفينيقية الممتدّة من القرن الثاني عشر ق.م. إلى القرن الثالث ق.م. على وجه التقريب، وخلالها برزت كوكبة من العلماء والشعراء والفلاسفة الذين ساهموا إلى حدٍّ كبير في بناء الحضارة العالمية، لا بل كانوا ركيزتها الأساسية كما سنرى لاحقاً.

٥١ـ حوالي الألف الثاني ق.م. اخترع أجدادنا الحروف الأبجدية اللفظية عندما كانت بقية الشعوب تستعمل الحروف التصويرية، وهذه الأبجدية غيّرت وجه العالم إذ بفضلها أصبح البشر قادرين على التواصل في ما بينهم والتعبير عن أفكارهم من خلال ٢٢ حرفاً فقط؛ وسرعان ما انتقلت هذه الأبجدية إلى بلاد اليونان عن طريق قدموس وأخوته ومنها إلى العالم، وما زالت إلى اليوم تستعملها معظم شعوب الأرض وتسمّيها زوراً الأحرف اللاتينية.

٥٢ـ ذهب قدموس وأخوته إلى جزر اليونان للبحث عن شقيقتهم “أوروبا” التي خطفها “زوس” كبير آلهة اليونان وجاء بها إلى جزيرة كريت ونصّبها ملكة عليها وأطلق إسمها على القارة التي تحمل اليوم إسم أوروبا، وكان ذلك حوالي العام ١٥٠٠ ق.م.

٥٣ـ زار قدموس وأخوته عدة جزر يونانية، ولما لم يعثروا على شقيقتهم خافوا أن يعودوا إلى والدهم “أجنور” ملك صور، فقرروا البقاء هناك، واستقرّ كل منهم في جزيرة حملت إسمهم وتولّوا الحكم عليها، والأخوة هم سيليكس Cilix، وتاسوس Thasus وفينيكس، أما قدموس فاستقر في جزيرة تيباس Thebes وأصبح ملكاً عليها.

٥٤ـ مع قدموس وأخوته راحت الحضارة الفينيقية تغزو بلاد الإغريق بدءاً بالأبجدية والنظام الديموقراطي وكافة فنون الآداب والشِعر والعلوم والفلسفة، وانتهاءً بفنون الملاحة والتبادل التجاري بين الشعوب، فكانت هذه الحملة الفينيقية ـ القدموسية الحافز الرئيسي في انطلاق الحضارة اليونانية.

٥٥ـ على ضفاف البحر المتوسط بنى أجدادنا إمبراطورية عظيمة دامت حوالي ٥٠٠ سنة قامت على نشر العِلم والمعرفة وفنون الكتابة والتجارة…إلخ، وليس بحدّ السيف كما سائر الإمبراطوريات، ما يؤكّد مرّة جديدة ان شعبنا منذ أن وُجد يكره العنف والحروب بطبيعته لأنه صاحب رسالة حضارية وإنسانية بامتياز.

٥٦ـ لقد وصلت سفن هذه الإمبراطورية إلى شواطىء أميركا الجنوبية والشمالية مروراً بأفريقيا وأوروبا، ما يعني ان الفينيقيين اكتشفوا القارة الأميركية قبل كريستوف كولومبوس بمئات السنين، ونقلت معها تلك السفن الحضارة الفينيقية إلى شعوب العالم بدءاً بالشعب الإغريقي الذي نقلها إلى روما ومنها إلى بلاد الغرب.

٥٧ـ يذكر المؤرخ أنظوان الخوري حرب في كتابه “إسم لبنان عِبرَ العصور” ان علماء الآثار وجدوا في العام ١٨٧٢ ميلادي على صخرة في البرازيل في ولاية باراهيبا Parahiba كتابات محفورة باللغة الفينيقية تقول ما يلي: وصلنا إلى هنا ١٢ رَجُلاً وثلاث نساء على أيام ملكنا حيرام ونطلب من الآلهة أن تساعدنا”، عِلماً ان حيرام ملك على صور من العام ٩٨٠ إلى العام ٩١٧ ق.م. تقريباً حسب التوراة.

٥٨ـ وعلى ذكر روما يؤكّد المؤرخون ان بيروت كانت مركزاً لأقدم وأعرق مدرسة حقوق في العالم، وكان يرتادها نبلاء الإمبراطورية الرومانية، وتخرّج منها كبار المشرّعين ممن وضعوا القانون الروماني الشهير The Roman Code، ومن أبرزهم أولمبيانوس وبابينيانوس وكلاهما من أصول فينيقية؛ وعليه سمّيت بيروت أمّ الشرائع.

٥٩ـ إعتمدت الممالك الفينيقية في صيدا وصور وجبيل النظام الديموقراطي أي حكم الشعب بالشعب، ومارسته بشفافية عالية على غرار ما تفعله اليوم أرقى الدول.

٦٠ـ كانت السلطة تتألف في المدن الفينيقية من مجلسين وحكومة، مجلس النواب كان ينتخب من الشعب، ومجلس الشيوخ كان يضم النخب الثقافية والأدبية والأعيان.

٦١ـ كانت الحكومة تحكم بثقة المجلسين، وتستقيل إذا سحب أحد المجلسين منها الثقة، اما إذا سحب المجلسان منها الثقة فكانت تذهب إلى الإعدام. وقد ترك المشرّعون هامشاً للرحمة حيث منحوا الكاهن الأعظم حق حجب الدم (سعيد عقل).

٦٢ـ وعندما اعتمد اليونانيون نظام الحكم الفينيقي الذي نقله إليهم قدموس واخوته، نسبوه إليهم كعادتهم وأطلقوا عليه تسمية Demos – Kratos، أي حكم الشعب أو سلطة الشعب، وعن اليونانيين أخذ الرومان نظام الحكم الديموقراطي، ومنهم انطلق إلى عالم الغرب، ويعني ان الديموقراطية هي اختراع فينيقي كالأبجدية، وان هذين الإختراعين قد خدما الحضارة الإنسانية كما لا أحد.

٦٣ـ في العام ٨١٤ ق.م. بنى الفينيقيون إمبراطورية ثانية حملت إسم قرطاجة أي Qart – Hadast أي المدينة الجديدة، أسستها إبنة ملك صور اليسار أو أليسا أو ديدون، فنَمَت وتوسعت وتعاظم شأنها، فسيطرت على ساحل افريقيا الشمالية، وامتدّت في عهد هملقار برقة وإبنه هنيبعل الكبير حتى وصلت إلى قرطاجنة أي قرطاجة الجديدة Cartago – Nova التي صار إسمها في ما بعد إسبانيا، ومن هناك انطلق هنيبعل في حملته العسكرية الشهيرة على الإمبراطورية الرومانية مروراً ببلاد الغال (فرنسا اليوم) وصعوداً إلى جبال الألب وصولاً إلى إيطاليا، وقد عرفت هذه الحرب باسم الحرب الفونية أي الفينيقية.

٦٤ـ احتل هنيبعل شمال إيطاليا ثم أجزاءً كبيرة منها بعد ان هزم الجيش الروماني في أكثر من موقعة، أهمها موقعة “كاناي” أو كان التي سحق فيها جيش العدو وقتل منه حوالي ٧٠ ألفاً وأسر عدّة آلاف، ثم وصل إلى ضواحي روما وحاصرها ١٥ سنة قبل أن يخسر معركة زاما ويعود أدراجه إلى قرطاجة التي ما لبثت أن سقطت في يد الرومان العام ١٤٦ ق.م. (جورج مصروعة) والسؤال الكبير الذي يطرحه الجميع هو: لماذا امتنع هنيبعل عن دخول روما عندما كانت ساقطة عسكرياً؟؟؟ ولو فعل لكان غيّر وجه التاريخ.

٦٥ـ أكملت قرطاجة الرسالة التي بدأتها صور اي الإمبراطورية الأم، وبخاصة في مجال الملاحة والتجارة وعلوم الزراعة وفنون القتال التي برع فيها هنيبعل والتي ما تزال تدرّس اليوم في أرقى المعاهد العسكرية في العالم باعتباره أحد أشهَر القادة في التاريخ.

٦٦ـ وإذا كانت قرطاجة (تونس اليوم) إبنة فينيقيا، فإن قرطاجنّة (إسبانيا اليوم) هي حفيدتها، لذلك تلاحظ ان اللهجة التي يتكلم بها أهل تونس وجوارها هي قريبة الشبه إلى اللهجة اللبنانية، وإذا ما سألت أهل مدينة فالنسيا Valencia الإسبانية الواقعة على شاطىء البحر المتوسط مباشرة قبالة الشاطىء اللبناني عن أصلهم يجيبك العارفون منهم نحن فينيقيون Somos Phenicos وبالقرب منها توجد مدينة إسمها إلى اليوم قرطاجنة، وليس بعيداً عنها تقع مدينة مرسيليا الفرنسية، وإسمها الأصلي مرسى ـ إيل أي مرفأ الآله التي كانت من أهم المرافىء الفينيقية.

٦٧ـ بنى الفينيقيون العديد من القلاع والصروح والمعابد تكريماً لآلهتهم في مختلف المناطق اللبنانية، وآثارها الباقية إلى اليوم تدل على براعتهم في فنون البناء والنحت والهندسة، وأشهر تلك الصروح على الإطلاق هي قلعة بعلبك ومعابدها الرائعة الجمال.

٦٨ـ من الخطأ الشائع القول بأن قلعة بعلبك هي رومانية، ولنا على ذلك عدّة دلائل نكتفي بثلاثة: الأول، إسمها العائد للآله الفينيقي بعل ملك الشمس، والثاني، القلعة القديمة الموجودة تحت القلعة الحالية بناها أجدادنا قبل العهد الروماني بأكثر من ألفي سنة، ثم قاموا في العام ٢٧ ق.م. ببناء القلعة الحالية فوق القلعة القديمة. الثالث، طريقة البناء والهندسة والشكل والنحت والنقوش كلها فينيقية وتختلف كثيراً عن الهندسة الإغريقية ـ الرومانية.

٦٩ـ اطلق الرومان على معابد بعلبك أسماء آلهتهم جوبيتير وفينوس وباخوس بدل آلهة الفينيقيين بعل وعشتروت وأدون، وذلك بفعل إحتلالهم للمنطقة، فاستنتج المؤرخون ان بناء القلعة تمّ على يد الرومان.

٧٠ـ جميع علماء الآثار الذين عاينوا قلعة بعلبك ودرسوا هندستها وطريقة تشييدها عجزوا عن تفسير السر وراء ضخامة الحجارة التي استعملت في بناء القلعة، والتي يتراوح وزنها من ١٠٠ طن إلى ٣٠٠ طن وصولاً إلى “حجر الحبلى” الذي يزن ١٦١٥ طناً وهو أكبر حجر منحوت موجود على وجه الأرض.

٧١ـ وأكثر ما أدهش هؤلاء العلماء هو الجمع بين ضخامة البناء وجماله في آن معاً، عِلماً ان الضخامة غالباً ما تتم على حساب الجمال، لذلك تفوّقت بعلبك بضخامة بنائها وأناقته على معبد البارثينون Parthenon اليوناني، ومعبد البانثيون Pantheon الروماني.

٧٢ـ أكثر ما حيّر هؤلاء العلماء هو اللغز وراء كيفية نقل تلك الحجارة الأضخم في العالم من مقلعها المجهول حتى الساعة، إلى مكان القلعة، وكيفية رفعها إلى جدران البناء، عِلماً ان التكنولوجيا الحديثة تعجز اليوم عن ذلك وبخاصة حجر “الحبلى” المذكور أعلاه، مما دفع الباحثين وعلى رأسهم العالم الروسي “لاغريست” Lagrest إلى القول ان بُناة بعلبك هم جماعات أتوا من خارج كوكب الأرض وعلّموا أهل بعلبك فنون البناء وقفلوا راجعين إلى كوكبهم.

٧٣ـ خلال حقبة الإزدهار الحضاري الفينيقي لمعت أسماء كبيرة في حقول الشِعر والفلسفة والعلوم وغيرها، وما زالت عطاءاتها الفكرية فاعلة إلى اليوم في الحضارة العالمية، وتشكل الجزء الأكبر من أساساتها.

٧٤ـ من المؤسف القول بأن التراث الفينيقي سُرق بمعظمه ونُسب إلى شعوب أخرى غير الشعب اللبناني، وبخاصة الشعب اليوناني، وهذا يعود إلى سببين رئيسيين: الأول، التلاقح الفكري الكثيف الذي حصل بين الشعب الفينيقي والإغريقي، واستمر لعقود طويلة جعلت الأمور تختلف على الباحثين والمؤرخين وتحول دون التمييز بين الحضارتين. الثاني، إهمال اللبنانيين لتراثهم على مَرّ الأجيال ما جعله سائباً وعرضةً للسرقة والنهب، من دون أن ننسى سوء النوايا عند الكثير من الباحثبن والمؤرخين، وفي ما يلي أهم هؤلاء الأسماء.

٧٥ـ هوميروس، شاعر الشعراء وأعظمهم في التاريخ القديم، وغالبية المراجع تشير إلى انه إغريقي، إلى أن جاء المؤرخ الفرنسي فكتور بيرار (١٨٦٤ ـ ١٨٣١) الذي تخصص في البحث عن حياة وأعمال هذا الشاعر الكبير، وكتب عنه عدّة مؤلفات منها “الفينيقيون والأوديسة” و “الفينيقيون وقصائد هوميروس”، وخلص إلى الإستنتاج بأن هوميروس فينيقي وليس إغريقياً.

٧٦ـ وما يؤكد هذه النظرية هو الغموض الذي اكتنف مكان وتاريخ ولادة هوميروس، فمنهم من حدّد تاريخ ولادته في العام ١٢٠٠ ق.م.، ومنهم الآخر حدّده في العام ٨٠٠ ق.م. في مكان ما من آسيا الصغرى، ما يشير إلى ان الألياذة والأوديسة كتبتا في حقبة إزدهار النهضة الفينيقية وقبل النهضة اليونانية بعدّة سنوات.

٧٧ـ موخوس الصيدوني، ولد حوالي ١٢٠٠ ق.م. في صيدا وهو أول من اكتشف نظرية الذرّة ولُقّب “بأبو الذرّة”، وجزم بأن هذه الذرّة قابلة للإنقسام والتجزئة وأطلق عليها تسميةTomo أو Tomos (المؤرخ سترابون). حوالي العام ٥٠٠ ق.م. أي بعده بسبعماية عاماً ظهر في اليونان عالمان هما لوسيب Leucipp و ديموقريط Democrite فتبنّيا نظرية موخوس واعتبرا ان الذرّة لا تتجزأ وأطلقا عليها تسمية Atomos.

٧٨ـ المضحك المبكي هو ان الذرّة اليوم تجزأت كما جزم موخوس منذ ثلاثة آلاف سنة ولكن إسمها لا يزال غلطاً، ولا بُدّ من تصحيحه بالعودة إلى تسمية موخوس Tomos.

٧٩ـ بيتاغور، فيلسوف وعالم عاش في القرن الخامس ق.م. والده تاجر من صور، ولد في جزيرة ساموس من أم يونانية، تعلّم في مدارس صور وجبيل ومن ثم تخرّج من مدرسة صيدا على يد تلامذة موخوس بحسب الفيلسوف جامبليك.

٨٠ـ طاليس، فيلسوف وعالم ولد حوالي العام ٥٤٧ ق.م. من أبوين فينيقيين بحسب المؤرخ هيرودوت، ويقول أفلاطون عنه انه يتحدّر من سلالة ملك صور أغنور وإبنه قدموس.

٨١ـ اقليدس، فيلسوف وعالم لُقب بِ أبو الجيومتري، ولد في صور حوالي منتصف القرن الرابع ق.م.، وانتقل إلى أثينا ثم إلى الإسكندرية حيث عاش وعلّم فيها.

٨٢ـ زينون، ولد في صور حوالي العام ٣٣٤ق.م.، فيلسوف ومؤسس المدرسة الرواقية Stoicisme، عاش في قبرص واليونان، ومات حوالي العام ٢٦٢ ق.م.

٨٣ـ بورفير Porphyre، ولد في صور في العام ٢٣٤ ميلادي، فيلسوف اشتهر بشجرته التي تشرح الفرق بين النوعيّة والكمّية، وسيادة الأولى على الثانية، مات في العام ٣١٥.

٨٤ـ يقول المؤرخ اليوناني سترابون ما يلي: “كل من يريد أن يتثقّف عليه الذهاب إلى مدارس صور وصيدا”، لذلك نجد ان معظم عمالقة الفكر في الفلسفة والعلوم والشِعر قد تخرجوا من تلك المدارس كما ذكرنا أعلاه.

٨٥ـ قد يعتقد البعض ان هناك مبالغة في ما قلناه عن نسب هؤلاء العمالقة وجذورهم باعتبار ان الإعتقاد السائد في العالم يعتبر انهم يونانيون، غير ان غالبية المراجع التي نستند إليها هي يونانية.

٨٦ـ وعلى هذا الأساس نقترح تشكيل لجنة تضم نخبة من الباحثين والمؤرخين اللبنانيين، تكون مهمتها جمع كل الوثائق والأدلة المتعلقة بهذا الموضوع الوطني الشديد الأهمية، وإرسالها إلى المراجع الدولية المختصة مثل اليونسكو والأنسيكلوبيديا، والويكيبيديا ومحرّك البحث غوغل وغيرها من أجل تصحيح هذا الخطأ التاريخي الفادح، واسترداد حق لبنان في تراثه المنهوب.

٨٧ـ سبق وقلنا ان اللبنانيين لم ينخرطوا في حروب خارجية خلال تاريخهم الطويل، بل حروبهم كانت كلها دفاعاً عن النفس وداخل حدود لبنان، وهذا التقليد القديم يعود إلى طبيعة الشعب اللبناني المحب للسلام والتسامح ونبذ العنف والإنفتاح الحضاري على العالم؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن النفس والوطن يتحوّل اللبنانيون فجأة إلى محاربين أشدّاء يتقنون فنون القتال كما لا أحد. وفي ما يلي بعض المحطات المشرقة والمشرّفة في تاريخنا النضالي والعسكري.

٨٨ـ بعد أن احتل نبوخذ نصّر ملك بابل مدينة القدس في العام ٦٠٥ ق.م. وسبَى أهلها إلى بلاده، جاء إلى صور وحاصرها في محاولةٍ لإخضاعها، ولكنها قاومته طوال ١٣سنة وأرغمته على فكّ الحصار والعودة خائباً إلى بابل بعد أن وقّع معها معاهدة صلح.

٨٩ـ إجتاح أرتحششتا ملك الفرس (٤٦٥ ـ ٤٢٤ ق.م.) المنطقة بجيش جرّار قوامه ٣٣٠ ألف جندي، ولما وصل إلى صيدا قرّر الملك “تينيس” تسليمه المدينة، فرفض الأهالي وقرروا المواجهة، فتولت قيادة الجيش الصيدوني فتاة يافعة إسمها عشتريم، فأمرت بتجنيد كل من هو قادر على حمل السلاح، وبإحراق الأسطول الحربي كي لا يستولي عليه العدو، وأيضاً بإحراق المدينة بمن فيها وما فيها لكي تحرم الغازي نشوة النصر، ثم ذهبت لملاقاته على أرض المعركة.

يقول التاريخ ان عدد الذين قضوا حرقاً في المدينة بلغ حوالي ٤٠ ألفاً، وان ما أقدمت عليه صيدا هو أول وأكبر عملية إنتحار جماعي في التاريخ، ويقول أيضاً ان أرتحششتا اضطر إلى استدعاء المزيد من الحشود العسكرية إلى تلك المعركة.

٩٠ـ بعد أن هزم الإسكندر المقدوني جيوش الفرس واحتل بلادهم ووصل إلى الهند، جاء إلى فينيقيا في طريقه إلى مصر، فخضعت له جميع الممالك ما عدا مملكة صور التي قاومته بشجاعة أسطورية لم يكن يتوقعها، فبقى يتمرّغ تحت أسوارها سبعة أشهر عاجزاً عن اختراقها إلا بعد أن ردم البحر واصلاً صور البرية بصور البحرية، وكان ذلك في العام ٣٣٢ ق.م.

٩١ـ ان الحروب الفونية الثلاث التي نشبت بين روما وقرطاجة والتي أتينا على ذكرها سابقاً، دامت ١١٨ سنة أي من العام ٢٦٤ إلى العام ١٤٦ ق.م.ـ وتُعَدّ أطول حروب تلك الأزمنة. عندما اجتاح هنيبعل إيطاليا واحتلها لمدة ١٥ عاماً، لم يفعل ذلك لأهداف توسعية بل دفاعاً عن النفس تبعاً لمبدأ أفضل دفاع هو الهجوم، وذلك بعد أن تمادت روما في تحدّي قرطاجة ومحاولة إذلالها وإخضاعها. أما لماذا لم يدخل هنيبعل مدينة روما وينهي الحرب لمصلحته، فهذا سرّ لم يكشفه أحد حتى الآن.

٩٢ـ في القرن السابع ميلادي اجتاحت جيوش الفتح العربي بلدان المنطقة برمّتها وبما فيها الساحل اللبناني ووصلت إلى أبواب أوروبا، ولكنها عجزت عن دخول جبل لبنان حيث تصدّى لها جيش المردة وراح يشنّ عليها هجمات متتالية لإجبارها على مغادرة الساحل، ما دفع بالغزاة إلى طلب الهدنة مقابل دفع جزية لأهل الجبل التي كانت كناية عن عدد من أكياس الذهب والخيول العربية (فؤاد افرام البستاني).

٩٣ـ في القرن السادس عشر ميلادي ظهر الأمير فخر الدين المعني الكبيرحاملاً في قلبه حلم التحرّر من الهيمنة العثمانية، وحلم توسيع حدود لبنان، ولبلوغ هذين الهدفين كان عليه أن يوحد الجبل ويكسر والي الشام الذي يشكّل الخطر الدائم على لبنان ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

٩٤ـ نجح فخر الدين في توحيد الجبل وضمّ جيش المردة إلى قواته، وسار على رأس الحملة العسكرية لملاقاة والي الشام، فأدركه في عنجر وهزمه شرّ هزيمة رغم تفاوت العدد، ثم أعلن استقلال لبنان الكبير الممتد من نواحي حلب إلى ما بعد عكّا، الأمر الذي أجبر السلطنة العثمانية على الإعتراف بهذا الواقع الجديد. وعلى هذا الأساس يعتبر فخر الدين مؤسس الدولة اللبنانية الحديثة وباني استقلالها.

٩٥ـ حرص فخر الدّين شديد الحرص على التمسّك بهوية لبنان اللبنانية، فرفض عرضاً من السلطنة العثمانية لمنحه لقب أمير البحر والبرّ أو أمير عربستان، وأصرّ على لقب أمير لبنان، عِلماً انه غالباً ما كان يستعمل لقب أمير فينيقيا للتوقيع على مراسلاته.

كثرت الشائعات حول وفاة الأمير فخر الدّين في المنفى، إلى أن عثرنا في كتاب Lebanon through writer’s eyes في الصفحتين ٨٩ و ١٥٨ على الرواية التالية: طلب فخر الدّين من السلطان مراد الرابع منحه ربع ساعة من الوقت لكي يصلّي قبل إعدامه، فوافق السلطان معتقداً انه سيصلّي على الطريقة العثمانية، فركع الأمير على ركبتيه ورسم على وجهه إشارة الصليب، فصرخ السلطان بالسيّاف قائلاً: “اقتل فوراً هذا الخنزير المسيحي”. وعندما نزعوا ثيابه بعد إعدامه وجدوا صليباً من ذهب معلّقاً على صدره يشبه في شكله صليب اللورين LORRAINE. وإذا صحّت هذه الرواية يكون فخر الدّين قد مات شهيداً مسيحياً.

٩٦ـ في العام ١٩٥٨ حاول جمال عبد الناصر ضمّ لبنان بالقوة إلى الوحدة المصرية ـ السورية التي سمّيت يومذاك “الجمهورية العربية المتحدة”، فقاومه اللبنانيون الأحرار برئاسة كميل شمعون وأعادوه خائباً إلى بلاده، وبعد أشهر قليلة سقطت هذه الوحدة غير المأسوف عليها، وساهمت لاحقاً في سقوط كل محاولات الوحدة بين باقي الدول العربية.

٩٧ـ في العام ١٩٧٥ انطلقت الحرب الفلسطينية على لبنان بزعامة ياسر عرفات تؤازره كافة المنظمات والفصائل الفلسطينية، وعدداً من المنظمات الإرهابية مثل منظمة بدرماينهوف الإلمانية، والجيش الأحمر الياباني، والألوية الحمراء الإيطالية، وكارلوس الإرهابي، وعدد كبير من المرتزقة العرب والأفارقة، إضافة إلى دعم كافة الأنظمة العربية وعلى رأسها النظام السوري عِبرَ جيش التحرير الفلسطيني ومنظمة الصاعقة… إلخ. وذلك تنفيذاً للمخطط الأميركي الذي أعدّه هنري كيسنجر والقاضي بإعطائه إلى الفلسطينيين وطناً بديلاً عن وطنهم تمهيداً لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي.

٩٨ـ نجح كيسنجر في الحصول على تأييد معظم الدول العالمية بما فيها الدول “الصديقة” كفرنسا مثلاً، ونجح أيضاً في تأليب اللبنانيين على بعضهم، وتحييد الجيش تمهيداً لإنهياره. أما الإتحاد السوفياتي فكان مرتبطاً بمعاهدات صداقة ودفاع مع ياسر عرفات وحافظ الأسد.

٩٩ـ وبالرغم من كل ذلك، وخلافاً لكل التوقعات والنصائح بعدم المواجهة والتسليم بالأمر الواقع ، وقف اللبنانيون الشرفاء وقفة واحدة، فارتجلوا جيشاً بديلاً معظم أفراده من تلامذة المدارس والجامعات، وراحوا بسلاح فردي وبدائي يتصدّون لهذه الغزوة ـ المؤامرة.

١٠٠ـ لم تمضِ أشهر قليلة حتى انتقل اللبنانيون من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم، وراحوا يهاجمون المنظمات الفلسطينية في معاقلها أي في مخيماتها التي تحوّلت إلى معسكرات، فبدأت تسقط تباعاً وعلى رأسها معسكر تل الزعتر الشديد التحصين، معلنةً إنتصار المقاومة اللبنانية على هذا المخطط الدولي الجهنمي.

١٠١ـ سمّيت هذه الحقبة بحرب السنتين، وفي أثنائها هاجم الفلسطينيون عدّة بلدات وقرى مسيحية نائية في عكار وشكّا والدامور والعيشية وارتكبوا فيها أبشع المجازر بحق أهاليها العزّل جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ أين منها مجازر التتر والمغول مجسّدةً قمّة الحقد الفلسطيني تجاه شعبٍ ذنبه الوحيد انه استضافهم على أرضه عشرات السنين.

١٠٢ـ الملفت للنظر ان الإعلام الدولي، تمشياً مع المخطط المذكور، مارس سياسة التعتيم على تلك المجازر، ولم يسلط الضوء إلّا على الخسائر التي لحقت بالفلسطينيين، وأبرزها مجزرة صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢ التي نستنكرها جميعاً، فساد الإعتقاد لدى الرأي العام العالمي ان صبرا وشاتيلا كانت المجزرة الوحيدة التي حصلت خلال هذه الحرب، وما زال هذا الإعتقاد سائداً حتى اليوم.

١٠٣ـ على إثر وقوع مجزرة شكّا، وحّدت قوّات الشمال في إهدن وبشرّي صفوفها وشنّت هجوماً كاسحاً على منطقة الكورة التي كانت معقلاً حصيناً للمنظمات الفلسطينية واليسارية، ولاقتها من الساحل قوّات من أحزاب الجبهة اللبنانية، فسقطت الكورة خلال ساعات معدودة، ووصلت قوّات المقاومة اللبنانية إلى مدخل طرابلس في البحصاص، وتوقفت هناك محجمةً عن دخول المدينة خوفاً من أن تأخذ الحرب طابعاً طائفياً.

١٠٤ـ بعد تحرير المناطق الشرقية من كفرشيما إلى الأرز، عقد عدد من ضبّاط الجيش، أو من تبقى منهم، إجتماعاً في ثكنة الفياضية في آب ١٩٧٦، بحثوا فيه خطة عسكرية لإسقاط المنطقة الغربية من بيروت، تتألف من ثلاث مراحل: الأولى، تقضي بالوصول إلى عاليه صعوداً من الكحّالة، الثانية، متابعة السير نحو سوق الغرب، والثالثة، النزول إلى خلدة وتطويق المنطقة الغربية من الخلف.

١٠٥ـ طلب هؤلاء الضبّاط الإجتماع بنا، بشير الجميّل وداني شمعون وممثل عن التنظيم وأنا، ولما عرضوا علينا هذه الخطّة وافق الجميع عليها، بينما أنا تحفظت على المرحلة الأولى منها، ورفضت الإشتراك بها لأنها قد تشعل حرباً بيننا وبين الطائفة الدرزية، واقترحت أن نذهب مباشرة إلى سوق الغرب عن طريق القماطيّة، وعندما أصرّوا على رأيهم، وضعت مقاتلي حرَّاس الأرز في حالة تأهّب في مكان قريب من الكحّالة استعداداً للإنطلاق إلى سوق الغرب وخلدة في حال نجاحهم في الوصول إلى عاليه.

١٠٦ـ فشلت المهمّة بعد وقتٍ قليل على انطلاقها إذ سقط عدد كبير من عناصر الفرقة المهاجمة عند اجتياز منطقة ضهر الوحش.

قصدنا تدوين هذه الواقعة لسببين، الأول، للدلالة على المعنويات العالية التي كانت تتمتع بها المقاومة اللبنانية بُعَيدَ تحرير المناطق الشرقية صيف العام ١٩٧٦؛ والثاني لدحض مزاعم السوريين وأعوانهم القائلة بأن الجيش السوري جاء إلى لبنان لإنقاذ “المسيحيين” من الهلاك، عِلماً ان هذه الإشاعة انطلقت قُبيل دخول السوريين إلى المناطق الشرقية، وسرَت بين الناس، وما زالت سارية إلى اليوم.

إذا الحقيقة الساطعة هي ان جيش الإحتلال السوري دخل لبنان يوم كان “المسيحيون” في عز قوتهم وذروة انتصاراتهم.

١٠٧ـ اما لماذا وافق زعماء الجبهة اللبنانية على دخول جيش الإحتلال السوري إلى المناطق الشرقية المحرّرة للتو من الإحتلال الفلسطيني، فنضع علامات استفهام كبرى أمام هذا السؤال ونتركه للتاريخ، رغم أننا نملك بعض المعلومات عن هذا الموضوع ونتحفظ عن ذكرها.

١٠٨ـ لم تدم فرحة المقاومة اللبنانية بانتصاراتها طويلاً إذ قرّرت الإدارة الأميركية بالإتفاق مع حافظ الأسد إرسال الجيش السوري إلى لبنان لوقف “الحرب الأهلية”، فدخل تحت تسمية خادعة هي “قوات الردع العربية” بأعداد كبيرة فاقت الأربعين ألفاً، مصحوبة بدباباته ومدافعه وترسانته الثقيلة والخفيفة، ترافقه حفنة من الجنود الخليجيين والأردنيين والليبيين بقصد التمويه ولم تلبث أن غادرت تاركةً جيش الإحتلال السوري يتحكّم بمصير لبنان ٣٠ عاماً.

١٠٩ـ استطاع حافظ الأسد بدهائه المعروف إقناع زعماء الجبهة اللبنانية بالموافقة على دخول جيشه إلى المناطق المحرّرة كما ذكرنا، عندها طلبت أنا من الشيخ بشيرالذي كنا قبل أيام معدودة، قد انتخبناه قائداً للقوّات اللبنانية، أن يدعو إلى اجتماع طارىء مشترك بين القوّات والجبهة لبحث هذا الموضوع الخطير، بعد أن حاولت عبثاً إقناع الرئيس شمعون والشيخ بيار والرئيس الياس سركيس برفض هذا الدخول.

١١٠ـ تمّ عقد هذا الإجتماع في اليوم التالي في قيادة حزب حرَّاس الأرز التي كانت في الوقت عينه المقرّ المؤقت للقوَّات اللبنانية، وحضره جميع أعضاء الفريقين، فكان الإجتماع قصيراً وفاشلاً لأن الجميع كان موافقاً سلفاً على المبادرة السورية، ولأن ما كتب قد كتب.

١١١ـ عندها اتفقنا في قيادة حزبنا على ضرورة إتخاذ موقف ما للتعبير عن رفضنا لهذه المبادرة ـ المؤامرة، فدعونا في اليوم التالي إلى مؤتمر صحافي عقدناه في مركز الحرَّاس في منطقة السبتية، وأعلنا خلاله الإعتصام في مكان ما في الجبل، فانتقلنا من الأشرفية إلى العاقورة، ثم إلى تنّورين ثم إلى عيون السّيمان وانتهينا في دير مار يوحنا في الخنشارة بسبب قساوة الطقس.

١١٢ـ حصل هذا في شتاء العام ١٩٧٦ ـ ١٩٧٧، وعندما حل العام ١٩٧٨ كان كيل أهالي المنطقة الشرقية قد طفح من تجاوزات الجيش السوري، فقررنا طرده من هذه المناطق بالإتفاق مع رفاقنا في أحزاب الجبهة اللبنانية. وبوقت قصير تمكنت قوّات هذه الأحزاب من تطويق مراكز السوريين، وبخاصة مقار قيادتهم في برج المرّ وبرج رزق وبناية حبيش وبناية كرم الزيتون ومحاصرتهم بشكل مُحكم، فدارت بيننا وبينهم معارك ضارية دامت حوالي الشهر أدّت إلى مقتل عدد مرتفع من السوريين المحاصرين الذين راحوا يطلبون من قيادتهم الإستسلام كما أفادتنا أجهزة التنصّت.

١١٣ـ عندما أمر حافظ الأسد قواته بالإنسحاب من المناطق الشرقية، فراحت تخلي مراكزها الواحد تلو الآخر مجرجرةً وراءَها أذيال الهزيمة، فكان هذا المشهد أروع ما شاهدناه في هذه الحرب، لا يضاهيه روعة إلّا المعسكرات الفلسطينية وهي تسقط تباعاً وتستسلم إلى المقاومة اللبنانية من تل الزعتر إلى جسر الباشا إلى النبعة إلى ضهر الجمل وضبية والكرنتينا.

١١٤ـ وهكذا تحرّرت مناطقنا للمرّة الثانية من إحتلال كان يحلم بضمّ الكيان اللبناني إلى الكيان السوري، غير ان الفرحة لم تدم طويلاً لأن حافظ الأسد قرّر الإنتقام على طريقته الوحشية المعهودة، فزرع الجبال المطلّة على بيروت الشرقية بعشرات المدافع والراجمات الصاروخية المتعددة الأفواه، وراح يقذف بها عشوائياً الأحياء السكنية ليلاً نهاراً وعلى مدى أسابيع متواصلة حتى أصبحت المناطق المحرّرة مناطق مدمّرة حيث سقط العديد من الضحايا، سيّما وان الصواريخ والقذائف طاردت الأهالي إلى ملاجئهم، وبخاصة قذائف المدفعية من عيار ٢٤٠ ملم المحظورة دولياً.

كل هذه الأحداث حصلت في صيف ١٩٧٨ وأطلق عليها إسم حرب المئة يوم.

١١٥ـ إذاً المحطات التي تألقت فيها المقاومة اللبنانية خلال الحرب الفلسطينية ـ السورية على لبنان هي ثلاث. المحطة الأولى، تمثلت في ارتجال جيش بديل عن الجيش اللبناني والصمود في وجه أخطر مؤامرة دولية على لبنان نفّذتها المنظمات الفلسطينية وحلفائها. المحطة الثانية، تمثلت في الإنتقال من مرحلة الصمود إلى مرحلة الهجوم، ومحاصرة المعسكرات الفلسطينية وإسقاطها. المحطة الثالثة، محاصرة القوات السورية وطردها من المناطق الشرقية ولكن بثمن مرتفع من الشهداء المدنيين والدمار الهائل… إلى أن جاء العام ٢٠٠٥ حيث انتفض الشعب اللبناني كله في وجه الإحتلال السوري، فانطلق في تظاهرة مليونية أدّت إلى طرده من كافة المناطق اللبنانية.

١١٦ـ اللافت للنظر هنا ان المناظق الشرقية تحرّرت ثلاث مرّات بدلاً من مرة واحدة، الأولى، عام ١٩٧٦، الثانية، العام ١٩٧٨، الثالثة، العام ٢٠٠٥، والسبب يعود دائماً إلى الأخطاء السياسية التي اقترفتها القيادات المارونية، ما يعني ان الأداء العسكري للمقاومة اللبنانية كان باستمرار متفوّقاً على الأداء السياسي.

١١٧ـ في آذار ١٩٨١ فرض السوريون حصاراً خانقاً على زحلة تمهيداً لاحتلالها، فرفض الأهالي وقرروا المواجهة، فسارع الشيخ بشير إلى دعمهم لوجستياً وعسكرياً، ثم أرسل إليهم عن طريق الجرد مئة مقاتل بقيادة جو إدّة بينهم ٢٢ مقاتلاً من حرَّاس الأرز بقيادة كيروز بركات حيث اتخذوا من حوش الأمراء مقرّاً لهم.

١١٨ـ إستبسل الزحليون كعادتهم في الدفاع عن مدينتهم بالرغم من موقع المدينة المعزولة جغرافياً عن المناطق الشرقية، ومن اختلال ميزان القوى بين المهاجمين الذين استخدموا كعادتهم كل أنواع القذائف والصواريخ وحتى سلاح الجو لتدمير الأحياء والمنازل على رؤوس الأهالي، وبين المدافعين الذين تصدّوا لهم بأسلحة فردية مقرونة بشجاعة نادرة.

١١٩ـ بعد ثلاثة أشهر من المعارك الضارية والصمود الرائع من قبل الأهالي، توقف القتال نتيجة الضغوط السياسية الهائلة التي مارستها الجاليات اللبنانية عامة والزحلية خاصةً على عواصم القرار، فاحتفلت زحلة ومعها اللبنانيون الأحرار بالإنتصار على الغزاة، ولكن بثمن مرتفع دفعته من دماء شهدائها ومن خراب غير محدود في المنازل والأحياء والمحال التجارية، مع الإشارة إلى أن خسائر العدو فاقت بكثير خسائر زحلة بالأرواح والعتاد العسكري.

١٢٠ـ في ٦ حزيران ١٩٨٢ اجتاحت القوّات الإسرائيلية لبنان من جنوبه إلى عاصمته، وقضت على المنظمات الفلسطينية في صور وصيدا وبيروت، وأرغمت ياسر عرفات على مغادرة لبنان مع ١٥ ألف من كوادره، ودفعت بالقوات السورية للإنسحاب من بيروت إلى البقاع، الأمر الذي مهّد الطريق أمام الشيخ بشير للوصول إلى سدّة الرئاسة ومن بعده الشيخ أمين، غير ان القيادات المارونية كعادتها لم تُحسن التعامل مع هذا الحدث الإستثنائي الذي أتاح لها فرصة إغلاق جبهة الجنوب نهائياً باعتبارها بوابة الحرب والسِلم، وإرغام القوات السورية على الإنسحاب من لبنان تزامناً مع إنسحاب القوات الإسرائيلية.

١٢١ـ وتمشياً مع سياسة إضاعة الفرص التي اتقنها زعماء الموارنة عمد هؤلاء إلى إلغاء إتفاق ١٧ إيّار الذي وافق عليه مجلس النواب بالإجماع وبدون إكراه، الأمر الذي أدّى إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من طرف واحد، وعودة قوات الإحتلال السوري إلى بيروت كسابق عهدها، ما يعني عودة الحرب إلى المربّع الأول.

١٢٢ـ وإمعاناً في ارتكاب الأخطاء المميتة، أرسلت تلك القيادات قواتها إلى الشوف لمقاتلة الدروز والإنخراط في معركة طائفية لا معنى لها ولا هدف سوى تفتيت الجبل وتهجير “المسيحيين” من بيوتهم وقراهم إلى المناطق الشرقية.

١٢٣ـ هناك من يخلط ما بين المقاومة اللبنانية والقوات اللبنانية، الأولى عمرها من عمر لبنان، وتمثلت في مقاومة الغزوات المتتالية التي ضربت هذا البلد عِبرَ العصور، وكان لنضالها المستمر في الزمان والمكان الفضل الأول في بقائه صامداً إلى اليوم، وقد اتخذت عدّة أسماء منها الجراحمة والمردة والمقدمين… إلخ. بينما الثانية تأسست في صيف ١٩٧٦أي مباشرة بعد تحرير معسكر تل الزعتروملحقاته على يد المقاومة اللبنانية؛ وقد تمّ ذلك بعد عدة إجتماعات عُقدت بين أحزاب الجبهة اللبنانية في مقر قيادة حزب حرَّاس الأرز، وانتهت بالإتفاق على توحيد البندقية والقيادة في هيئة عسكرية واحدة دعيت القوّأت اللبنانية، وبانتخاب الشيخ بشير الجميّل قائداً لها، وهدفها الأول منع الإقتتال الداخلي.

١٢٤ـ إرتكبت هذه الهيئة خطأين أساسيين أدّيا إلى انتحارها: الأول، إنحرافها عن مسارها العسكري المرسوم لها في نظامها الداخلي إلى المسار السياسي فأصبحت حزباً فوق الأحزاب بدلاً من أن تكون ذراعها العسكري، فتحوّلت إلى أداة للوصول إلى السلطة. الثاني، إنخراطها في نزاعات وحروب داخلية أشد ضراوة وأكثر دموية من كل المعارك التي خاضتها المقاومة اللبنانية ضدّ الإحتلالين الفلسطيني والسوري، إبتداءً من مجزرة إهدن ١٩٧٨ مروراً بمجزرة الصفرا ١٩٨٠، فحرب الجبل ١٩٨٣، فحرب الإلغاء بين القوات والجيش ١٩٩٠ التي قضت على كل تضحيات المقاومة اللبنانية وإنجازاتها ومكتسباتها؛ من دون أن ننسى عملية تهجير شرق صيدا الغامضة وغير المبرّرة ١٩٨٥، والإنتفاضة الثانية ١٩٨٦غير الشرعية وغير المبرّرة أيضاً.

الخاتمة:

لقد سلّطنا الضوء في هذه الدراسة الموجزة على المحطّات المشرقة من تاريخنا المجيد، ولم نأتِ على ذكر المحطّات المظلمة إلّا عرضاً، ذلك لأننا نعيش اليوم أسوأ مرحلة سياسية في تاريخنا الحديث والمعاصر، والسبب الأول هو منظومة لبنان السياسية الحالية الجاهلة والفاسدة والمارقة بمعظمها التي تخصّصت في نهب أموال الشعب، وتدمير كيان الدولة تدميراً منظّماً وممنهجاً، والسبب الثاني هو حركة التاريخ التي تتحكم بمسار الأمم ومصيرها تبعاً لمبدأ الصعود والهبوط في دورة الزمان الجيّد حيناً والسيّىء حيناً آخر.

نحن على يقين ان لبنان سوف يتجاوز حتماً هذه المرحلة القاتمة كما فعل دائماً عِبرَ التاريخ، وكأن القدر قد حكم عليه أن يعايش الأخطار ليتغلّب عليها، وأن يصارع الموت لينتصر عليه.

كم من الأمم نشأت ونّمَتْ وتوسّعت ثم زالت واندثرت ولم يبقَ منها سوى الذكرى، بينما لبنان نشأ ونما وعاش في قلب الخطر، فبقى واستمرّ، وسيبقى وسيستمرّ.

صحيح ان لبنان بلد صغير المساحة إذا ما قيس بالأميال المربّعة، ولكنه من أكبر بلدان العالم إذا ما قيس بالأميال المكعّبة، أي عمقاً وارتفاعاً.

أليس هو وطن أدونيس، الأسطورة الذي كان يموت وينهض من موته في اليوم الثالث؟؟؟

ووطن الفينيق، الطير الأسطورة الذي كان يحترق ثم ينهض من رماده ليعود إلى التحليق من جديد؟؟؟

الجواب نعم.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

 

لبنان: تحرك عربي وغربي مقابل "الاقتحام" الإيراني

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 12/02/2019

المبادرة الإيرانية تجاه لبنان، التي تجلّت بزيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، سيقابلها تحرّك عربي وغربي. إذاً، الفعل الإيراني سيقابل بردّ فعل موازٍ، يؤكد "لن نسمح للبنان بأن يكون ساحة إيرانية". أو على الأقل، ستبرز مواقف وتصريحات رافضة وحسب، وإن بلا رؤية واضحة المعالم. لكن، بلا شك، ثمة أفكار ومقترحات متعددة، يجري التداول بها، من أجل تعزيز الحضور العربي والغربي في لبنان، بمواجهة النفوذ الإيراني.

الرد العربي والغربي

في هذا السياق، يصل الموفد السعودي إلى لبنان نزار العلولا، في زيارة تهنئة بتشكيل الحكومة، ولوضع أطر التعاون الخليجي اللبناني، كأولوية، بالإضافة المعنى السياسي للزيارة: عدم ترك "الساحة" للإيرانيين. التحرك السعودي، يترافق أيضاً مع تحرّك غربي، بدأ قبيل زيارة ظريف، ومنذ إطلاق أمين عام حزب الله مواقف تتعلق باستعداد إيران لتقديم مساعدات غير مشروطة للبنان، بمختلف المجالات. الهاجس الأساسي، بالنسبة إلى الدول الغربية، هو ما يحكى عن مساعدات إيرانية للجيش اللبناني. مختلف القوى السياسية تعلم أن ليس هناك أي إمكانية للحصول على هذه المساعدات، خصوصاً أن لبنان يرتبط تسلّحاً بالولايات المتحدّة الأميركية. لكن التحرّك الديبلوماسي الغربي، كان له توجّه واضح، وفق المعادلة التالية: لا يمكن للبنان الحصول على مساعدات معينة من إيران، مقابل الحصول أيضاً على مساعدات أخرى من الدول المناهضة لها.

الساحة المفتوحة

يسعى ظريف، من خلال زيارته، إلى حشد الحلفاء حول إيران، وإعادة تجميعهم، وتوزيع رسائل واضحة حول دور إيران الفاعل في المنطقة. لكن أيضاً، بلا شك، زيارة ظريف تتخذ طابع الزيارة الرسمية، من دولة إلى دولة. وهي تختلف مثلاً عن الزيارات السرّية، التي يقوم بها قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. وفي مقابل تحرّك ظريف، تشير معلومات إلى وجود عملية مراقبة، عربية ودولية، لمسار الحكومة بعد تشكيلها، ليبنى على سلوكها وقراراتها الموقف المناسب. والكلام المتداول في الكواليس، يشدد على أنه لن يُسمح للبنان بأن يكون ساحة مفتوحة لإيران.

العناوين التي ستطرح للمرحلة المقبلة، ستكون مرتبطة بمواجهة هذا التمدد الإيراني، والالتزام بالتوجهات الدولية، لأن أي خروج عن هذه السكّة، قد يعرّض لبنان لإجراءات عقابية متعددة. هذا على الأقل ما يتم التلويح به في الكواليس. ويربط هؤلاء وجهة نظرهم بجملة تطورات في المنطقة، أساسها الخلاف الأساسي الحاصل في سوريا بين إيران وروسيا، واحتمال أن يصبح صراعاً استراتيجياً بين الطرفين. إذ أن الروس يتحدثون عن خلافات عميقة. لذلك، يجد الإيراني نفسه مضطراً للدخول إلى لبنان من بوابة الدولة، وبوابة المشاريع التي يتقدّم بها، خصوصاً بعد الدخول الروسي على خطّ مصفاة طرابلس، والدور الأساسي لموسكو في ملف النفط، وصولاً إلى ترسيم الحدود.

المنافسة على الجيش

طرح إيران، ومن قبلها نصر الله، لتقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني، له غاية استباقية لما يمكن أن يطرح للنقاش في الفترة المقبلة، وهي الاستراتيجيا الدفاعية، التي سيتشدد الأميركيون في وجوب إعادة طرحها كبند أول في السياسية اللبنانية، انسجاماً مع موقف سابق أطلقه رئيس الجمهورية ميشال عون. عملية الالتفاف على هذا النوع من النقاش، استبقها حزب الله بطرح مسألة تسليح إيران للجيش. وذلك، بهدف تحوير النقاش إلى مجال آخر، على نحو ترتيب معادلة، قوامها: حين يأتي ذكر الاستراتيجية الدفاعية أو تسليم السلاح غير الشرعي، سيكون الردّ الجيش وحده لا يملك الردع الكافي وإيران أعلنت الاستعداد عن تقديم المساعدات العسكرية، والدولة اللبنانية ترفض الحصول على هذه المساعدات، المختلفة نوعياً عن ما يحصل عليه لبنان من أميركا، وهو ليس فاعلاً في مجال الردع. كل المعطيات تشير إلى احتدام الصراع في الأشهر القليلة المقبلة، لاتضاح وجهة الأمور، وهي ترتبط بأفق الصراع الأميركي الإيراني، أو بإحتمال العودة إلى مفاوضات جدية بينهما. هذه كلها تمرّ من الوجود الإيراني في سوريا، وحماية أمن إسرائيل بين سوريا ولبنان، وترسيم الحدود البرية والبحرية، والاتفاق على التنقيب عن النفط، وغيرها من الملفات.

شهور حاسمة

كل المؤشرات تفيد بأن الإسرائيلي مستمرّ بالضغط على الإيراني، عسكرياً، وتجاه لبنان ميدانياً، خصوصاً عبر استمراره ببناء الجدار العازل، وتمريره في النقاط التي يريدها الإسرائيلي، على الرغم من التحفظ اللبناني، كما من خلال عرقلة عملية التنقيب عن النفط. ومن المتوقع استمرار هذا الضغط إلى أن يأتي اليوم الذي يتم الوصول فيه إلى تفاهم كامل. يراهن الإسرائيلي على دور روسيا، وعلى الضغط الأميركي على طهران. كما تراهن دول الخليج على العلاقة مع موسكو، واتساع التباين الروسي الإيراني ولربما تحوله إلى صراع مكشوف، وإمكانيات توسعه وتمدده. لذلك، هناك أشهر مفصلية وحساسة ستمرّ بها المنطقة ابتداء من الآن، وإلى أن تتضح معها وجهة الأمور: إما اتفاق شامل مع إيران، أو اندلاع الصراع، الذي من الممكن تحوله إلى معارك عسكرية. الفترة المقبلة على لبنان والمنطقة، ستكون فترة مراقبة ومنافسة، وبعدها ستكون القرارات الصعبة. فإذا ما استمرّت الأمور متجهة لصالح طهران.. حينها، ستأتي لا بد إجراءات عقابية من قبل دول الخليج والغرب.

 

{الموزاييك} اللبناني بين سقوط دولة وبناء أخرى

سام منسى/الشرق الأوسط/11 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72081/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%8a%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7/

عندما تجيب محدثك بأن الشأن اللبناني بات شأناً إقليمياً، يعتقد أنك تتهرب من الإجابة أو تترفع عن الكلام في السياسة الداخلية. لكن في الواقع، لم يعد هناك مساحة للسياسة الداخلية في هذا البلد، إذ إنها فقدت المضمون والحيوية اللذين عرفتهما منذ نشأة الكيان اللبناني. فمسلسل الوقائع الذي شهدناه خلال أزمة تشكيل الحكومة الأخيرة، كشف عن مشروع محكم ومتدرج للاستيلاء على السلطة بدأ منذ أوائل الثمانينات، وتمكن مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وما تلاه من تعطيلٍ للمؤسسات وللاستحقاقات وقتلٍ منظم وممنهج لقيادات معارضة، لم تردعه انتفاضة 14 آذار، بل استمر حتى تمكن من إيصال رئيس جمهورية حليف وفرض قانون انتخابات على القياس جاء بمجلس تشريعي الغلبة فيه لمحور ما تسمى «الممانعة» المرتبط بإيران.

اليوم، اكتملت الحلقة بالاستيلاء على السلطة الإجرائية عبر حكومة يغلب عليها بصورة نافرة اللونان الحليفان الأصفر(حزب الله) والبرتقالي (التيار العوني)، واستنسخت بياناً وزارياً لا يقدم ولا يؤخر ولا يردع، ولو بالقول، الجهة المطلوب منها أن تنأى بنفسها عن المحاور في المنطقة.

دخل لبنان مرحلة جديدة، الجديد فيها ليست غلبة «حزب الله» وهيمنته على صناعة القرار بواسطة فائض القوة والسلاح فحسب، بل إمساكه أيضاً بالسلطة التنفيذية، وهذا ما أكدته معارضة وزراء «القوات اللبنانية» الأربعة للبند المتعلق بالمقاومة والسلاح غير الشرعي المستعمل على أحسن وجه في السياسة وعلى أكثر من جبهة داخلية وخارجية.

استدعى لون الحكومة الأصفر النافر ردود فعل عربية خجولة وخشية مبطنة، وتحذيراً واضحاً من الدول الغربية يؤكد المؤكد وهو أن الغلبة غير الشرعية المحكيّ عنها والمندَّد بها منذ عقود، دخلت إلى حضن الشرعية من الباب العريض.

إن رسوّ الحال في لبنان على هذا النحو يؤكد مجدداً أن التيار العوني هو أهم حصان راهن عليه «حزب الله»، والتحالف بينهما ينمّ عن علاقة متجذرة واستراتيجية تتجاوز المصالح المحلية والداخلية اللبنانية للطرفين، وتعد جزءاً من مشروع إقليمي إيراني بامتدادات لبنانية، عبّرت عنه بوضوح مواقف التيار العوني في المحطات المفصلية الرئيسة حين وضع لبنان في خدمة هذا المشروع.

يكفي التذكير بالأجواء التي أحاطت بعودة العماد عون من منفاه في باريس، وما تلاها من تحول في توجهات التيار والمعبر عنها في ورقة التفاهم مع الحزب في 6 فبراير (شباط) 2006، إضافة إلى زيارة عون لسوريا في 3 ديسمبر (كانون الأول) 2008، والموقف الداعم لنظام بشار الأسد في الحرب السورية.

إن الأيام العشرة الماضية شهدت ثلاثة مواقف لافتة لا يجوز إغفالها، الأول هو كلام وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر وصهر رئيس الجمهورية جبران باسيل، حول العلاقة بين الحزب والتيار والتي وصفها بالشراكة التي «حصّنت السيادة الوطنية وحمت الوطن والوحدة الوطنية»، كما اعترافه بأن العماد عون لم يكن ليصل إلى سدة الرئاسة دون دعم «حزب الله» وتأييده.

الموقف الثاني أتى من حديث لمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، المعروف عنه الشحّ في الكلام والظهور الإعلامي، قال فيه إن باسيل يَعتبر نصر الله من «القديسين» وإن الرئيس عون لا يستطيع إخفاء بريق عينيه في أي لقاء يجمعه بالسيد حسن.

الموقف الثالث عبّر عنه السيد نصر الله نفسه حين دعا إلى تسليح الجيش اللبناني من إيران، والتزود بالأدوية الإيرانية وطلب المساعدة من إيران لحل أزمة الكهرباء في لبنان.

إن هذه المواقف الثلاثة التي جاءت بعد تأليف الحكومة بالتشكيلة التي رست عليها، ترسّخ القناعة أن لبنان دخل تحت مظلة المحور الممانع، وفي أحسن الأحوال، بات الحال فيه يتماهى مع الحال في العراق علماً بأن معارضة التدخل الإيراني في شؤون البلاد هناك أقوى مما هي عليه في لبنان.

يعتقد البعض أن هذا المشروع سيعجّل الانهيار المحكيّ عنه والذي قد يطال السياسة والاقتصاد والاجتماع، فيما يتحفّظ البعض الآخر على هذه المخاوف، في خطوة لها ما يبررها على أكثر من صعيد. فإذا صحَّ وسلّمنا بأن مشروع الحزب والتيار وحلفائهما هو جزء من مشروع إقليمي، فلا يمكن عندها استبعاد القدرة على بناء دولة تكون على صورة ومثال هذا المحور - الحلف بعد أن عمل وبصورة ممنهجة على إسقاط الدولة وأحياناً الكيان، وفرّغها من مفاهيمها كافة وجميع أدوارها.

دولة المحور - الحلف المزمع بناؤها هي دولة على غرار دول كثيرة في الإقليم، وتختلف في توجهاتها ومشروعها عن الدولة التي عرفناها في لبنان. ستبتعد عن الوجه الليبيرالي للدولة الميثاقية، ستغازل الغرب دون أن تتحالف معه، ستنأى بنفسها إنما هذه المرة عن الحياد وعن تدوير الزوايا وعن المناطق الرمادية التي اعتادت عليها الدولة الميثاقية، ستكافح الفساد على طريقتها وستنظم الاقتصاد والاجتماع وفق معاييرها. طبعاً هذه المتغيرات لن تحصل دفعة واحدة، إنما المسار يبدأ بالخطوة الأولى ويبدو أن لبنان قد خطا هذه الخطوة.

هذا المسار دونه مخاطر ومحاذير دولية وإقليمية ومحلية جمة. فهو يأتي وسط أوضاع دولية مستعصية أبرز عناوينها التجاذب الدولي الحاد بين واشنطن وموسكو على أكثر من ملف، والهوّة بينهما تزداد اتساعاً وسط عزم الإدارة الأميركية على فرض المزيد من العقوبات والضغوط على إيران وحلفائها ومؤتمر وارسو على الأبواب. إقليمياً، غلبة النظام في سوريا التي يتغنى بها أرباب المحور - الحلف تبقى هشة، لا سيما مع الغموض الذي يحيط بمستقبل الأوضاع في هذا البلد وأجزاء من أراضيه لم يُحسم مصيرها بعد. العراق الذي يعد رأس حربة الهجمة الإيرانية لم يتمكن بعد من تشكيل حكومة وتسوية مشكلاته داخل كل طائفة وبين الطوائف والقوميات والمناطق. يضاف إلى ذلك العامل الإقليمي الأخطر وهو إسرائيل وموقفها من كل ما يجري، وهي على أبواب انتخابات حاسمة قد يفوز فيها أحد المرشحين بني غانتس أو موشي يعلون أو يعود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة. هل ستتعايش إسرائيل مع وجود إيران وحلفائها على أكثر من جهة من حدودها، أم أنها ستعمل على اقتلاع هذا الخطر الذي تعده تهديداً وجودياً لها؟

على وقْع هذه المحطات الغامضة، يمضي لبنان في مسار ستكون ذيوله المحلية خطرة، منها نمو كيانات أصولية سنية جراء الشعور بالإحباط من غلبة «حزب الله» وإيران، وتفعيل الهجرة في بعض أوساط مسيحييه التي لا تستسيغ التوجه الجديد لهذه الدولة، وهروب إضافي للكفاءات المهنية والاقتصادية والثقافية إلى أجواء أكثر ليبرالية مما هو متوقع لأجواء هذا البلد، ناهيك بالتباين مع محيطه العربي.

يبقى السؤال: هل الموزاييك اللبناني بما يحمله من تنوع وتعددية هو تربة صالحة للدولة المزمع إقامتها؟

 

ظريف في بيروت: إيران تفقد سوريا/الخروج الإيراني من سوريا مسألة وقت. ما تريد أن تتركه طهران هناك هو النفوذ.

محمد قواص/ميدل ايست اونلاين/الاثنين 2019/02/11

http://eliasbejjaninews.com/archives/72078/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%b8%d8%b1%d9%8a%d9%81-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d9%81%d9%82%d8%af-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a/

تنقل إيران مراكزها العسكرية من مطار دمشق. تعلن مصادر روسية عن عزم لانتقال هذه المراكز إلى قاعدة "تي فور" في الريف الشرقي لحمص، والتي سبق أن تعرضت لقصف إسرائيلي استهدف مراكز إيرانية داخلها. والمعنى أن طهران تعلن انتقال مراكزها العسكرية من منطقة مكشوفة أمام النيران الإسرائيلية إلى أخرى سبق انكشافها لتلك النيران. والمعنى الآخر أن إيران تستجيب للضغوط الإسرائيلية لإخلاء جنوب سوريا من أي تواجد إيراني، لكنها أيضاً تعيد التموضع داخل سوريا تمهيداً لإخلاء كامل يجري إعداده بدأب واضح.

تكرر موسكو في الأيام الأخيرة أنها ليست حليفة لإيران في سوريا. تقصّد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، التذكير بذلك، فيما تولت منابر روسية أخرى العزف على نفس الإيقاع. سيأتي من روسيا من يجمّل هذا الكلام ويدوّر زواياه، لكن الثابت أن الأمر لم تعد موسكو تواريه او تخجل من الإفصاح عنه. تغضّ روسيا الطرف عن القصف الإسرائيلي على المواقع الإيرانية في سوريا. امتنعت عن تشغيل منظومة صواريخ اس 300 دفاعاً عنها. ويستعد رئيسها فلاديمير بوتين لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قريباً. بات رجل الكرملين القوي يعتبر أن انسحاب إيران من سوريا هو الشرط الضروري لتسويق رؤاه للتسوية السورية لدى المجتمع الدولي.

إيران ستغادر سوريا. الأمر مسألة وقت مهما أمعنت منابر طهران في المكابرة. سيكون لتلك المغادرة إخراج وخارطة طريق سيسهر بوتين على أن لا يقدمها مجاناً للعالم الغربي. سيعقد زعيم الكرملين قمته مع نظيريه التركي والإيراني في نفس الوقت الذي ينعقد فيه مؤتمر وارسو المفترض أنه موجه ضد إيران. لا تملك طهران إلا التظلل تحت السقف الروسي. تفقد كل يوم إمكانية التعويل على مظلة أوروبية، خصوصاً أن الافراج عن آلية الدفع الأوروبية لتسهيل التجارة مع إيران، ألحق بعد ساعات بموقف أوروبي جامع يدين برنامج إيران للصواريخ الباليستية كما السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ستغادر إيران سوريا، أو على الأقل لن يعود لطهران ما كانت تملكه من نفوذ داخل هذا البلد. لا انخراط أممي في التسوية السورية ولا تطبيع عربي للعلاقة الكاملة مع نظام دمشق ولا ضخّ مالي غربي لإعادة الإعمار في هذا البلد قبل تحقيق هذا الإنجاز. لا يعني ذلك أن إيران باتت خارج المعادلة في المنطقة، بل يعني أن شروط إيران الإقليمية باتت متقادمة في الشكل والأسلوب، وأن نظام طهران بات يحتاج، بمتشدديه ومعتدليه، إلى مقاربة أخرى تأخذ بالاعتبار ما طرأ من تبدل على المزاج الدولي حيال "الاستثناء" الإيراني، ليس فقط من قبل الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، ولا من قبل الاتحاد الأوروبي المجمع على إتهام إيران بالوقوف وراء عمليات اغتيال إرهابية جرت على أراضيه، بل حتى من قبل دول حليفة كروسيا والصين، أو دول لطالما اعتمدت على النفط الإيراني وتخلت عنه استجابة لعقوبات واشنطن ضد طهران.

من يراقب زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العراق منتصف الشهر الماضي وإلى لبنان هذه الأيام، يستدرك التحوّل الجديد في مقاربة طهران لأمر "العواصم التي تسيطر عليها". لم يعد الجنرال قاسم سليماني واجهة الولي الفقيه الإيراني وطهران في التخاطب مع البلدان الساقطة داخل النفوذ الإيراني، ولم يعد قائد فيلق القدس من يتقدم للدفاع عن نفوذ إيران في المنطقة. لا يعني الأمر إنهاءً لدور، بقدر ما يعني رفعاً من شأن الواجهة التي يقودها الرئيس حسن روحاني على حساب الواجهة التي يديرها الحرس الثوري.

ينقل رجل الدبلوماسية الإيرانية المبتسم إلى بغداد ثم بيروت نسخة جديدة من طبيعة النفوذ الذي تتحرى إيران المحافظة عليه داخل بلدان "الهلال الشيعي" وداخل ممرها نحو البحر المتوسط، الذي يبدو واضحاً أن إرادة دولية سياسية وجيواستراتيجية وعسكرية تعمل على قطعه في سوريا وإضعافه في العراق ومحاصرته في لبنان. تبدو طهران في زيارة ظريف إلى بيروت أنها تحولت إلى بائعة سجاد طالت حياكته في إيران. يأتي الرجل ليزور البلد الذي أعلن الجنرال سليماني قبل أشهر سقوط برلمانه في يد قوى الممانعة وفوز حزب الله بـ 74 نائبا. يصل إلى بيروت بعد نجاح طهران، وفق تقاطع المعلومات، في تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة لأكثر من 8 أشهر. يحلّ الرجل في العاصمة اللبنانية بعد ساعات على "إطلالة" أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، والتي كان مطلوب منه من خلالها تمهيد الطريق لعرض إيراني لضم لبنان إلى منظومة الدفاع والأمن الإيراني، من خلال الدعوة إلى تسليح الجيش اللبناني بالأسلحة الإيرانية.

يأتي ظريف إلى لبنان ليعيد إبلاغ الأميركيين من بيروت ما سبق أن أعلنه في النجف قبل أسابيع: "ستمضون ونبقى لأننا أهل الأرض". لا يهمّ أن تكون للولايات المتحدة قواعد وتواجد عسكري داخل العراق، ولا يهم أن ترصد واشنطن برنامجاً تسليحيا قيمته أكثر من مئة مليون دولار للجيش اللبناني، فذلك في عرف إيران تفصيل زائل. بكلمة أخرى فإن طهران ترسل وزير خارجيتها للقيام بحملة علاقات عامة تصدّ بها زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى العراق وتلك التي قام بها مساعده ديفيد هيل إلى بيروت. تودّ طهران أن تدعي أنها الندّ الوحيد للنفوذ الأميركي في بلدان المنطقة.

لم تعد إيران قادرة على الاحتفاظ باحتلالها لأربع عواصم عربية. شوارع إيران تئن من وقع أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الإسلامية. تصرخ شوارع البلد أن "لا غزة لا لبنان روحي فدا إيران"، فيما شوارع العراق سبق أن صدحت "إيران برا برا". وفيما كان من المفترض على إيران أن تجني ثمار استثمارها الدموي في سوريا، تكتشف طهران أن الجنرال سليماني الذي ذهب إلى روسيا في يوليو 2015 لاستدعاء تدخلها العسكري لمنع سقوط نظام الأسد، إنما "جلب الدب إلى كرمه"، وأن موسكو تقطف بلؤم محصول ما زرعته إيران وميليشياتها الافغانية والعراقية واللبنانية داخل الحقول السورية.

لم تعد إيران قادرة على وضع العراق ولبنان واليمن وسوريا تحت سقف ولاية الفقيه، لكنها ما زالت قادرة على التخريب في هذه الدول. ما زالت قادرة على منع التسوية في اليمن وتقويض نتائج مؤتمر السويد. ما زالت قادرة على تحريك ميليشياتها في العراق ودفع أتباعها هناك للتأثير على حكومة عادل عبد المهدي وضبط خياراته. ما زالت قادرة على ارباك اللبنانيين قبل أيام على الجلسات البرلمانية لمنح الثقة للحكومة بعد أشهر طويلة على منع ولادتها.

مقاربات طهران من خلال ظريف تمثل واجهة صراع بين وجهة عمار تعمل على الدفع بها الدوائر العربية والدولية في شؤون العراق وسوريا ولبنان واليمن، ووجهة دمار تسعى طهران لها في جولات رجل الدبلوماسية الأول في إيران. لا تملك طهران أمر تغيير الوجهات الجديدة. يعلم ظريف أن إيران باتت إحدى الدول التي تتوق لحماية مصالحها في العراق ولم تعد الدولة الوحيدة التي تملك باع الهيمنة المطلق على هذا البلد. يعلم أن أمر اليمن صار خارج نطاق مواهب الحرس الثوري وجنراله الشهير. ويعلم أن قرار خروج بلاده من سوريا لن يقنع اللبنانيين بقبول ما رفضوه سابقا. فإذا ما كانوا مجمعين على رفض سلاح حزب الله الإيراني فلن يسلحوا جيشهم بذلك السلاح. يعرف ظريف ذلك. لا يهمّ، يطرق باب بيروت، ليترك لحزب الله وأمينه العام أمر البناء على ذلك الطرق من أجل ضخّ مزيد من الإرباك في يوميات حكومة ينظر إليها العالم ويتطلع اللبنانيون إلى فعاليتها لإخراجهم من ضيق طالت أثقاله فوق صدورهم.

 

المنّ والسلوى

 سناء الجاك /النهار/11 شباط 2019 

يعيش 7% من الشعب اللبناني في فقر مدقع، أي أنهم لا يجدون ما يكفي للطعام والمسكن. ربما جورج زريق الذي أضرم النار بنفسه في باحة مدرسة ابنته، هو أحدهم. وفي حين تأتي إدانة الطبقة السياسية بجريمة إيصال اللبنانيين الى هذا الدرك محقة ومنطقية، يأتي من يتبرّأ من كونه شريكاً في الجريمة، ويمارس من عليائه دوره كقائد للحقبة المقبلة، انطلاقاً من انتصار محوره وسيطرته على مفاصل الدولة المنهارة، ويتبجح بأن رأس هذا المحور سيمطرنا بـ"المنّ والسلوى".

أو عبر هتاف "الموت لأميركا" المضلل، الذي يحتاج الى إعادة نظر، اذا ما عدنا الى الرعاية الغربية عندما حملت على طائرة فرنسية قائد ثورة "المنّ والسلوى" التي قضت على الشاه من دون أن تقضي على أسباب الانقلاب عليه بل تفاقمها. وأيضاً إذا ما عدنا الى تقاطع المصالح في استغلال جرائم كل ديكتاتور لشق الطريق الى الهلال الخصيب، ابتداء من العراق، مروراً بنسج العلاقات النوعية مع سوريا، وصولاً الى الحزب الإلهي الذي نظّف ساحته باغتيال المقاومين الآخرين قبل إرساء أسس مقاومته لتتجاوز العدو الصهيوني الى حيث نحن اليوم. أو عبر الاتفاق النووي في لحظة مصيرية من الثورة السورية، مع استتباع للاستقالة الاميركية من هذه الثورة، وأدوار ملتبسة تلتقي بنتائجها، سواء لجهة اختراع إرهاب "داعش" ومن ثم محاربته في سيناريوات قائمة على الترويج للرعب على حساب الثورة وتحويرها وتحويل مجراها الى حيث يمكن تدمير بلد وإعادة إعماره شرط تعويم نظامه المجرم مع وعود لمن يقبل التعويم بقطف "المنّ والسلوى". لم يكن انتحار زريق ملحّاً، لو انتظر قليلاً، لكان شهد بأمّ عينه معجزة حلّ الأزمات اللبنانية من منطقة الجناح الأمنية، حيث توافد مَن جلبهم وزير المحور ليجتمعوا عنده، فهم الضيوف وهو ربّ المنزل، وليخرجوا بعد ذلك ويتغنّوا بالاستقلال في القرارات، وبالوعود "عن استعداد إيران لتكون إلى جانب لبنان حتى يصبح قوياً في مواجهة الأخطار". ولبنان "المستقل في قراراته" و"المحترمة سيادته" وغير المهدّد بإشكالات مع محيطه العربي وعلاقاته الدولية، لن تقوم حكومته التي أولدها هذا المحور بعد تذليل وإذلال، اإاّ بخطوات إيجابية لتلقف كل المعجزات الإلهية الكفيلة بحل مشاكل الشعب من دون شرط أو مقابل أو قيد. وحينها هات على دواء وكهرباء و... "منّ وسلوى". صحيح أن رأس المحور يعاني من تطويق دولي وعقوبات تشمل كل من يتعاون معه، لكن ذلك لا يتضارب مع الصمود والتصدي ودمج المسارات تحت حجة تقديم المساعدات.

ومَن لا يصدّق فليعد الى المندوب السامي لاحتلال المحور وهو يغدق على بيئته وعوداً لتدعيم المعنويات في ظاهرها، وفي باطنها حبل خلاص يقوّض الحصار الدولي من خلال الساحة اللبنانية التي تمّت السيطرة عليها بمصادرة رئاسة الجمهورية وأكثرية مجلس النواب والتشكيلة الحكومية.

ومن سبق شمّ الحبق وحطّ رحاله في ربوعنا ليخطف الأضواء ويستعرض انتصاراته، يعددها مَن وظّفهم لخدمة مشروعه والترويج له. ولِمَ لا؟ فلبنان هو الحصة المضمونة بالاستناد إلى الوقائع على الأرض وهو منصّة رأس المحور لتوجيه الرسائل الى مَن يهمهم الأمر.

تقتصر إنجازات ثورة "المنّ والسلوى" على التصدير الى عالمنا العربي: تصدير الموت والدمار وتخريب الدول وحبوب الهلوسة ومفخرة "الأبيض" من إنتاج أميركا اللاتينية، ناهيك بتصدير ثقافة الموت بصفته تفصيلاً تافهاً ما لم يقترن باستشهاد يؤمّن جواز سفر الى السعادة الأبدية.

يبدو أن الصادرات مربحة، أو هكذا علينا أن نصدّق ونخضع للمحور ونلغي المنطق العقلاني، وننظر شذراً الى من يحاول ان يستشهد بالتاريخ القريب او البعيد ليقنعنا بأن روما القياصرة انهارت وكذلك فرنسا البونابرتية وألمانيا الهتلرية والاتحاد السوفياتي. بقاء هذه الامبراطوريات لم يضمنه التلويح بامتلاك ما لا يحصى من الصواريخ. حتى ذكرى الأربعين ليست لطيّ الحزن والقهر وإنهاء فترة الحداد، والبحث عن نهج جديد لمواجهة التحديات، بل هي لتوسيع أفق المحور والالتفاف على ما تسبّب به من اختلال في الإقليم، وتكثيف الوعود بتصفير الأزمات. فصانعو الداء والأدرى بتداعياته وتأثيراته السلبية، يلوّحون لنا بالدواء كونهم الأقدر على استنباط معادلاته، لإغرائنا بقيامة على نية "المنّ والسلوى". ولا تنتحروا. انتظروا قليلاً. لعلّ وعسى!

 

كي لا تخطف إيران بيروت

يوسف بزي/المدن/الثلاثاء 12/02/2019

قد نقسو على سعد الحريري، لسبب واضح: أننا نتأمل منه ربما أكثر مما يستطيع. والأهم أننا لا نطالب سياسيين لبنانيين آخرين ما نتمناه من الحريري، لظننا السيئ بهؤلاء وحسن ظننا به. لا نشعر أصلاً بخيبة من قادة وسياسيين نكن لهم أشياء كثيرة إلا الود والاحترام. لكن، للأسف، أكثَرَ علينا سعد الحريري الخيبات والإحباطات مرات ومرات.

نضطر لهذا التوضيح، رفعاً لشبهة "التهجم" أو "الافتراء". في يومين فقط، تكثفت الصور والمناسبات، التي تعيدنا إلى أصل المنازعة القاسية القائمة في لبنان، وإلى فحوى الصراع الداخلي والخارجي على لبنان.

وصل ممثل "الجمهورية الإسلامية في إيران"، وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى بيروت يوم الأحد. وفي هذا الوقت كان رئيس الحكومة سعد الحريري في دبي، للمشاركة في القمة العالمية للحكومات (4 آلاف شخصية من 140 دولة). ظريف يجمع حوله في عاصمتنا، تنظيمات وزمر وحركات وأحزاب فلسطينية ولبنانية (ومن يعلم؟ ربما أيضاً بعضاً من اليمن أو البحرين أو العراق..لما لا) من صنف "الممانعة"، محبي تشافيز ومادورو وكيم جونغ أون وبشار الأسد، كي تعلم أميركا وإسرائيل ما تحضّر له إيران انطلاقاً من "الساحة" اللبنانية (لبنان بالنسبة لهم ساحة لا دولة). أما سعد الحريري، فهو هناك يجتمع مع شخصيات الأعمال والمال والسياسة على مثال المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، ورؤساء حكومات وأمراء ومدراء شركات كبرى. هؤلاء في دبي، وأولئك في بيروت. والمقارنة مبكية.

ظريف في بيروت منشرح الصدر لكلام وزير خارجيتنا، الذي أقل ما يقال فيه أنه "متناغم" مع رطانة بشار الجعفري أو وليد المعلم أو فيصل المقداد. وسعد الحريري في دبي يكرر العبارة التي أفرغها حسن نصرالله وجبران باسيل من مضمونها منذ سنوات "لبنان تبنى سياسة النأي بالنفس".

هي المناسبة، ما يعيدنا في الذاكرة إلى السجال اللانهائي في زمن رفيق الحريري عن مصير بيروت ووجهتها، هل تكون هونغ كونغ أم هانوي؟ قبل أن يتنبه أصحاب "نظرية" هانوي أن العاصمة الفيتنامية نفسها اختارت في نهاية المطاف التشبه بهونغ كونغ. لكن ذلك، كالعادة، لم يؤخذ عبرة.. فتحول السجال إلى الخيار ما بين دبي وغزة.

رفيق الحريري، الذي تحاشى الاستفزاز، كان يريد لبيروت ما بعد الحرب لا دبي ولا هونغ كونغ، بل استئناف "كوزموبوليتية" بيروت ما قبل 1975، وإن بكثير من معاندة للواقع والتاريخ، وبكثير من الجموح الرأسمالي. وطبعاً، ترتب على طموحه هذا الرضوخ لمنظومة ابتزاز وسياسة رشوة واسعة النطاق، فقط كي ينفذ مشاريعه. وانتهى الأمر مع ذلك، كما يعرف الجميع، بقتل شديد العنف. قتل متعمد وبالغ اللؤم والشر، كي لا تبتعد بيروت عن نموذج "غزة"، في أحسن الأحوال.  اليوم، محمد جواد ظريف، في زيارته هذه، يستكمل ما تفوه به نصرالله قبل أيام، عن وجوب انقطاع لبنان عن أميركا والغرب (والدول العربية طبعاً) والالتحاق بإيران: كهرباء، تعليم، أدوية، سلاح، استثمارات، سياسة وعقيدة. فإيران، حسب زعيم حزب الله، تسجل انتصارات متتالية على أميركا على امتداد أربعين عاماً، إلى حد أن نصرالله اعتذر لضيق الوقت عن سرد ما لايحصى من هذه الانتصارات! وهذا يعني، إصراراً إيرانياً "ممانعاتياً" بأن تلتحق بيروت لا بدبي ولا بهونغ كونغ ولا حتى بغزة، بل بصنعاء ودمشق وضاحية "مدينة الصدر" (في بغداد) تحديداً. وفي اللحظة عينها، يقول سعد الحريري: "نريد لبنان مثل دبي نموذجاً يتطلع إليه العالم".

بعد 14 عاماً على اغتيال رفيق الحريري لأسباب تمت بصلة بعبارة ابنه هذه، يبدو أن الابن يعاود الخطأ نفسه: معاندة الواقع والتاريخ، أو الإغفال التام لهما. لن نتحدث عن الفارق الهائل في القدرات والظروف الذاتية والموضوعية، لكن نشير إلى الأداء الذي يتبناه سعد الحريري راهناً. فمن يسلّم لحزب الله بيسر وسهولة وأحياناً على نحو استباقي وزائد عن الحد، لما يريده هذا الحزب اشتراطاً أو فرضاً أو إملاءً، ومن يمنح جبران باسيل بلا تحفظ أو حتى "تقطيب الحاجبين" صلاحية قيادة السياسة الرسمية اللبنانية على هذا النحو الذي يصيب الإيراني برعشة "الأورغاسم"، من الصعب عليه إقناعنا أنه سوف يأخذ بيروت إلى مصير دبي (ولدينا ألف تحفظ على نموذج دبي أصلاً). ارتباكنا مع الحريري ليس نواياه، ولا طموحاته، بل كيف أنه هناك في دبي يستخدم لساناً ولغة نطمئن إليها، وهنا في بيروت يبلع هذا اللسان ويطوي لغته. حادثة زيارة علي ولايتي (رجل ولي الفقيه خامنئي) إلى بيروت عام 2017 لا تنتسى، ولا ارتدادتها التراجيدية في الرياض.

رجاؤنا، أن لا يتكرر هذا في زيارة ظريف راهناً.

 

هذا ما يحتاجه لبنان من إيران يا ظريف

علي الأمين/جنوبية/11 فبراير، 2019

يصل وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف بابتسامته المعهودة لى بيروت، يحمل الى اللبنانيين عروضاً كلامية عن استعداد ايران لتسليح الجيش، وبناء محطات كهربائية ويقدم وصفات طبية لمرضى لبنان، عارضا لوائح من الأدوية الإيرانية الشافية من كل مرض وعلة.

لا شك أن لبنان بلد مريض، لكن ليست الوصفات الطبية التي يقدمها الوزير ظريف، هي التي ستشفي وتنقذ بلدنا من امراضه المتفشية في جسد دولته ومؤسساتها، فالوزير الإيراني الذي يعرف كما قيادته، أن علة لبنان بحسب التشخيص الإيراني، وكما أظهرت وسائل علاجه طيلة العقود الماضية، ان الدولة بذاتها هي المرض، لذا عمل ظريف ومن سبقه من الساسة الإيرانيين في منظومة ولاية الفقيه، على اضعاف الدولة اللبنانية، والاستثمار في تمويل ودعم كل ما يجعلها عاجزة وضعيفة، لذا لم تقدم ايران للدولة اللبنانية ما يثبت صحة النوايا التي يحملها الوزير ظريف بدعم لبنان، ما قدمته ايران من دعم في بلاد الأرز كان مقتصراً على دعم أذرعها التي قامت وتأسست وتستمر على معادلة أن وجودها وبقاءها فاعلة في لبنان ومحيطه مرهون بمأسسة ضعف الدولة وهزالها. المرض اللبناني يا معالي الوزير ظريف، يتطلب أولاً من موقعكم ليس عرض تسليح الجيش اللبناني، ونحن نعلم وانتم تعلمون أن مثل هذا العرض ليس الا استعراضاً كلامياً ولعبة تسجيل نقاط في الداخل اللبناني ومع الخارج الذي تساومون معه، ذلك أن لا تسليحكم ودعمكم لنظام بشار الأسد ولا تحالفكم الاستراتيجي معه، ولا مئات الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية والأمنية… كل ذلك وغيره لم يظهر لنا نحن اللبنانيين أنه كان سلاحا فعالا في وجه العدوان الإسرائيلي على سوريا، ولم يشكل عنصر ردع للتسلية الإسرائيلية الدائمة باستهداف حتى قواعدكم الصاروخية ومقراتكم الاستخبارية. لذا يحق لنا ان نسأل وانت من الدبلوماسيين المميزين كما يشاع، هل أن السلاح الإيراني الذي تتغنون به سمح بردع إسرائيل في سوريا؟

الظرافة الدبلوماسية تجاه لبنان يا معالي الوزير أصبحت قاتلة لهذا البلد، تعلم أنت أكثر من غيرك أن دولتنا لا تحتاج الى سلاح إيراني مهما بلغت الروايات عن قدراته الفائقة، نعم لديكم سلاح فتاك قد تشي به بعض ابتساماتك، هو سلاح الميليشيات، الذي يشكل الوصفة السحرية لتدمير الدولة، أي سلاح تخريبي لا دفاعي، انه فنّ الاستثمار في تفتيت المجتمعات وتدمير البنى الوطنية، هذا هو الداء يا معالي الوزير ظريف، وهذا ما لا يمكن لكم معالجته، بعدما صار قاعدة ارتكاز وجودكم السياسي الفاعل في المنطقة العربية ومنها لبنان. الدواء الذي يحتاجه اللبناني للعلة التي تتفشى أمراضاً في هذا الوطن الصغير، هو ابسط مما تعرضه ايران من صفقات تسليح وأدوية، هو دعم خيار الدولة، أما السلاح الذي تعتقد أنه يحمي لبنان من أي عدوان، فليس عليك أكثر من أن توعز لقيادة حزب الله التي تعلن صباح مساء ولاءها الديني والسياسي لقائدك، أن تقدم ما لديها من سلاح وصواريخ دقيقة وغير دقيقة الى الجيش اللبناني، على أن تعلن بالفم الملآن أن ولاءها لدولة لبنان يجب أن يكون كولائك أنت وقائدك لإيران لا أكثر ولا أقل.

 

الخميني والثورة... والإيراني والمرآة

غسان شربل/الشرق الأوسط/11 شباط/19

في الأربعين يجدر بالمرء أن يقف أمام المرآة. لا يمكن التشاطر على استحقاقات العمر، لا من الأفراد ولا من الثورات. حافة الأربعين تعني الابتعاد أكثر عن أيام المراهقة وصخب الشباب. تعطي فرصة لإعادة القراءة والتقويم. تشجع على مغادرة مركب الأوهام، وتساعد على إدخال الأحلام في امتحان الأرقام. إنها فرصة للتصالح مع الوقائع وتخطي زمن الصدام والجدران إلى زمن التعايش والجسور. تصالح مع الحقائق الإقليمية والدولية ومع المواثيق التي تحكم سلوك الدولة الطبيعية.

تحتفل إيران اليوم بالذكرى الأربعين لانتصار الثورة من دون أن تبعث إلى الدول القريبة والبعيدة برسالة تفيد أنها عازمة على استخلاص العبر من استحقاق الأربعين. يمكن القول إن مضمون رسالتها يسير في الاتجاه المعاكس، أي تجديد النفخ في جمر الثورة.

لا يجادل أحد في حق إيران في العيش في ظل أي نظام يختاره شعبها. المشكلة أصلاً ليست مع خيارات إيران داخل خريطتها. المشكلة هي أن إيران تطالب أهل المنطقة والعالم بالتعايش مع هجوم واسع تشنه في المنطقة ويسعى إلى تكريس دورها معبراً إلزامياً في حياة ويوميات مجموعة من الدول. ولا يجادل أحد في حق إيران أن تتمسك بما اعتنقته قبل أربعين عاماً. لكن هل يحق لإيران أن ترج توازنات المنطقة، وتجعل العيش في بعض دولها شبيهاً بالعيش المضطرب على خط الزلازل؟

لنترك الاحتفالات الرسمية جانباً. يتمنى العربي أن يعرف شعور الإيراني في الذكرى الأربعين للثورة، ذلك لأننا محكومون بالعيش معاً في هذا الفخ التاريخي والجغرافي الذي يسمى الشرق الأوسط. وهل يعتقد الإيراني العادي أن خير طريقة للتعايش هي أن يعلن جنرال إيراني أن بلاده صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في أربع عواصم عربية؟ وهل ما تحتاجه إيران فعلياً هو الوجود العسكري والاستخباراتي والآيديولوجي وراء حدودها الدولية؟ وما هي تكلفة النزاعات التي انخرطت فيها إيران؟ وهل تعلمت الدرس من انهيار الاتحاد السوفياتي تحت أعباء تقديم النجاح في الخارج على النجاح في الداخل؟

بماذا يشعر الإيراني العادي إذا وقف مع الثورة أمام المرآة اليوم؟ هل يشعر بالكرامة الوطنية لأن الصواريخ الإيرانية ترابط في أكثر من موقع في الإقليم؟ وهل يشعر بأن شعار «الموت لأميركا» يعفي الحكومة من تقصيرها في مكافحة البطالة والفقر ومن العواقب الموجعة للعقوبات الأميركية الحالية على اقتصاد البلاد؟ هل يعتبر البرنامج النووي وسادة لا بدَّ منها و«بوليصة تأمين» للثورة ونظامها، أم يعتبره حلماً باهظاً ومجازفة أوقعت البلد في عزلة؟

بماذا يشعر اليوم الذين ولدوا بعد الثورة ونسبتهم تصل إلى سبعين في المائة من السكان؟ وهل بينهم من يسأل لماذا يعيش نحو ثلاثين مليون إيراني تحت خط الفقر؟ ولماذا لم تتمكن الثورة بعد أربعة عقود من تحسين حياة الناس وتنفيذ ما وعدتهم به؟ وهل إنتاج أجيال جديدة من الصواريخ أهم من كبح البطالة والاستثمار في التعليم وتأمين الرفاه؟ وهل بينهم من يسأل لماذا كان حجم الاقتصاد الإيراني عشية الثورة ضعف حجم اقتصاد كوريا الجنوبية الذي بات بعد أربعة عقود أكبر بسبع مرات من الاقتصاد الإيراني؟ وهل هناك من يسأل لماذا نجحت الصين في العقود الأربعة نفسها في إخراج سبعمائة مليون مواطن من الفقر، واحتلال موقع الاقتصاد الثاني في العالم، في حين أمضت إيران العقود الأربعة مشتبكة مع دول الإقليم ومثيرة قلق دول قريبة وبعيدة؟

هل يعتقد الإيراني الذي ولد بعد الثورة أن الحضور الإيراني القوي في قرار بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وإخراج مجموعات من نسيجها الوطني وإلحاقها بقاموس الثورة الإيرانية يحجز لبلاده مقعداً دائماً في زعامة الإقليم، أو يجعل منها الشريك الأكبر لـ«الشيطان الأكبر»؟ وهل تستطيع إيران التمسك إلى الأبد بالقاموس نفسه الذي صاغه الخميني، رغم الزلزال الكبير الذي ضرب عالم المعسكرين الذي ولدت في ظله؟ وهل مصلحة إيران تكمن في اجتذاب عواصم جديدة إلى فلكها أم اللحاق بالثورات العلمية والتكنولوجية التي شهدها العالم بين انتصار الثورة واحتفالها بالذكرى الأربعين للانتصار؟ وهل الإشعاع عن طريق الجيوش الموازية والجوّالة أفضل من الانتماء إلى الثورة الصناعية الرابعة؟ وهل الانشغال بتطوير الصواريخ أهم من الانشغال بدخول عالم الروبوتات والاستثمار والازدهار؟

يمكن كتابة الكثير عن أربعة عقود من عمر الثورة الإيرانية. أسعفتها هدايا لم تكن تتوقعها. أولها الغزو العراقي للكويت الذي جعل الأنظار تتركز على بغداد، لا على طهران. الثانية هجمات 11 سبتمبر (أيلول) التي جعلت أنظار العالم تتركز على ما سمي «التشدد السني»، الذي كان في جزء منه رداً على قيام الثورة الإيرانية بإشعال خط التماس الشيعي - السني. والثالثة قيام الجيش الأميركي بإطاحة نظام صدام حسين الذي كان رغم محاصرته يشكل عائقاً أمام تدفق النفوذ الإيراني في عواصم «الهلال». والرابعة موقف باراك أوباما في سوريا، ونجاح إيران في نشر ميليشياتها هناك. في المقابل تصرفت الثورة بواقعية مفرطة حين تعلق الأمر بسلامتها، وقصة «إيران – كونترا» كانت لافتة. ثم إن إيران قصفت المدن العراقية بصواريخ حصلت عليها من ليبيا، على رغم دور الأخيرة في إخفاء الإمام موسى الصدر.

ماذا لو وقف شاب إيراني ولد بعد الثورة أمام ضريح ماوتسي تونغ في بكين؟ هل يشعر أن الثورة الإيرانية لم تعثر على رجل من قماشة دينغ هسياو بينغ الذي أنقذ النظام من مصير قاتم فيما لو استمر ماو يحكم البلد من ضريحه؟ ألا ينتابه الشعور نفسه لو وقف أمام ضريح لينين في موسكو؟ وهل يطرح على نفسه سؤالاً صعباً، مفاده إلى متى يستمر الخميني في حكم إيران من ضريحه؟ ومتى تعثر الثورة الإيرانية على دينغ ينقذها بدفعها إلى التقاعد تحت عباءة الدولة؟

 

إيران في حاجة إلى ثورة جديدة

إيلي ليك/الشرق الأوسط/11 شباط/19

منذ نحو أربعة عقود، وتحديداً خلال الشهور التي سبقت اندلاع الثورة الإسلامية في إيران، أطلق المنفي آنذاك آية الله الخميني كثيراً من الوعود منها احترام حقوق الأقليات وصيانة الديمقراطية وتحقيق المساواة للنساء.

امتدح مثقفون مثل الفيلسوف الفرنسي الراحل مايكل فوكالت رؤية الخميني، وفي إيران سعد الليبراليون بما سمعوه منه، وهللت الأقليات بالانضمام إلى أتباعه لإسقاط النظام الفاسد الذي أسسه الشاه. فقد كان الخميني صاحب الكاريزما الطاغية يقول ما يحب الآخرون سماعه.

بتعبير آخر، كان الرجل لا يقول الصدق، فالخميني، بحسب أبو الحسن بني صدر، أول رئيس للبلاد بعد الثورة، «لم يلتزم بأي مما قاله». وفي مقابلة شخصية جرت الشهر الماضي، وصف الرئيس السابق الوعود التي أطلقها الخميني قبل وصوله إلى السلطة بـ«الملائمة».

كانت تلك الكلمات أقل ما يمكن أن يقال، لكن بعد إعلان نفسه قائداً أعلى، تجاهل الخميني تقريباً كل تعهداته التي أطلقها علانية. ففي كتابه الذي صدر عام 2016 بعنوان «الديمقراطية في إيران: لماذا فشلت وكيف يمكن أن تنجح»، يصف البروفسور ميساغ بارسا حكومة ما بعد ثورة الخميني بأنها «دولة حصرية» رفضت وعد الديمقراطية.

كان لرجال الدين كثير من العمل أمامهم، فقد حظروا الكحوليات ومنعوا بث الموسيقى عبر المذياع والتلفزيون، ومنعوا حتى التنزه بصحبة كلب في حديقة عامة. وشن رجال الدين حملة تحريض على القسوة على الملأ بأن سنوا قرارات بمعاقبة كل من يثبت ارتكابه الزنا والمجرمين بالجلد والرجم بالحجارة. وفي عام 1988، جرت عملية إعدام جماعية لنحو 40 ألفاً ممن اعتبروهم أعداء الدولة. وبين عامي 1979 و2009، اعتقل النظام وسجن وقتل أكثر من 860 صحافياً على الأقل، بحسب تقارير صدرت عن منظمة «صحافيين بلا حدود».

وحتى يومنا هذا، لا يزال التلفزيون الرسمي يذيع اعترافات تحت الإكراه، كان آخرها الصيف الماضي عندما أقرت لاعبة الجمباز المراهقة ميادة هجبري بث مقاطع مصورة عبر تطبيق «إنستغرام» بينما كانت ترقص من دون ارتداء الحجاب. حتى الإيرانيون المقيمون في الخارج لم يسلموا من الأذى، حيث دأب النظام على إرسال قتلة إلى أوروبا لتصفية قادة المعارضة. فقد تلقى رئيس الوزراء السابق شابور باختيار، الذي قاد حكومة إصلاحية لفترة وجيزة في الشهور الأخيرة لنظام الشاه، عدة طعنات في الصدر أثناء وجوده في شقته بباريس عام 1991. والأسبوع الماضي، أعلن وزير العدل الإيراني أنه سيبدأ محاكمة الصحافية المقيمة في الولايات المتحدة ماسية علي نجاد، وذلك عقب لقائها بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وتواجه نجاد تهمة تحريض النساء على نشر مقاطع مصورة يظهرن فيها وهنَّ يخلعن الحجاب.

وفي الوقت الذي تقمع فيه دولة الخميني مواطنيها، فإنها تعمل على إثراء قادتها. فالجمهورية الإسلامية اليوم لا تختلف كثيراً عن النظام الفاسد الذي حلّت مكانه منذ 40 عاماً. فالحرس الثوري الإيراني، على سبيل المثال، يتصرف كأنه نقابة للمجرمين تسيطر على مفاصل اقتصاد البلاد، والمرشد الأعلى الحالي وخليفة الخميني يديران صندوقاً للأموال الجانبية يحوي عشرات المليارات من الدولارات، بحسب تحقيقات أجرتها وكالة «رويترز» للأنباء عام 2013 جمعوها من الأصول التي استولوا عليها من الشعب الإيراني. فقد بات كثير من الإيرانيين الآن يدركون أن قادتهم فاسدون وتنقصم الكفاءة.

وعلى مستوى الدولة، بدأت الاحتجاجات في ديسمبر (كانون الأول) 2017 ولا تزال مستمرة. وبات كثير من الإيرانيين العاديين لا يتوانون عن المخاطرة بأنفسهم بالتعبير عن رفضهم لحكامهم بالسير في المظاهرات وتدوين عبارات الاحتجاج على الجدران، ونشر صفحات مجهولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وها قد بدأ الإيرانيون في الخارج، سواء المنفيون طواعية أو الذين فروا للضرورة، يخططون لما هو مقبل. وقد بدأ بعض المنشقين في المطالبة باستفتاء عام بشأن صلاحيات المرشد الأعلى.

في الحقيقة، ما من عاقل يصدق أن إيران بها ديمقراطية، ورغم ذلك، لا يزال من الممكن أن تسمع في بعض مناطق بروكسل وواشنطن هراءً عن تنافس الأفكار بين المعتدلين والمتشددين في إيران. فها هو جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، لا يزال يجلس متملقاً لإجراء مقابلات صحافية ويزعم أنه مبعوث الدولة الحرة.

هي خدعة عمرها 40 عاماً، تحديداً في 16 فبراير (شباط) 1979، عندما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً لأستاذ القانون الدولي بجامعة بريسنستون قال فيه إن وصف الخميني بـ«المتعصب» و«المتحيز الفج» لا تعدو كونها ادعاءات زائفة. المشكلة أنهم ما زالوا يصدقون وعد النظام بعدم إنتاج سلاح نووي، خصوصاً أن غالبية بنود الاتفاقية ستنتهي في غضون 15 عاماً.

الأخبار السارة هي أن ملايين الإيرانيين لم يعودوا يصدقون شيئاً مما يقوله هذا النظام، بعد أن عاشوا الرعب وتحملوا القسوة التي جلبتها لهم الثورة الإسلامية منذ 40 عاماً. إن أقل ما يستطيع الأميركيون والأوروبيون فعله هو الدفاع عنهم ومساندتهم في نضالهم للقيام بثورة ديمقراطية.

- بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

فنزويلا وتركيا... و«ذهب من دم»

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/11 شباط/19

في تحقيق صحافي لوكالة بلومبرغ الأميركية تتكشف حقائق خطيرة عن علاقات تركيا الإردوغانية بأعداء الولايات المتحدة من شرق العالم لغربه. من بديهيات التحالف الأميركي - التركي، إن كان حقيقياً، أن يكون هناك توافق على «جلّ» لا كل المواقف الخارجية، وهذا بالضبط ما لم يحصل بين واشنطن وأنقرة حالياً.

إدارة ترمب قررت حصار النظام الخميني الإيراني بقوة، بينما سارع نظام إردوغان للانغماس في التعاون مع النظام الإيراني، وجعل تركيا «صنبوراً» لتسرب المال الإيراني. وبينما تشهد العلاقة بين فنزويلا «اليسارية الغيفارية» مع أميركا ذروة التوتر، نجد العلاقات الاقتصادية والسياسية المثيرة بين تركيا، بأقصى الشرق، مع فنزويلا بأقصى الغرب! وحسب تحقيق «بلومبرغ» فإنه بحلول شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، عندما وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمراً تنفيذياً يعطي الصلاحيات بفرض عقوبات على الذهب الفنزويلي، بعد إيفاد مبعوث لتحذير تركيا من الاستمرار في التعاملات التجارية مع فنزويلا، قامت شركة «سارديس» بنقل ما قيمته 900 مليون دولار من الذهب من فنزويلا إلى تركيا، رغم أن رأسمال الشركة كلها يبلغ مليون دولار فقط، وفقاً للبيانات الرسمية المدونة في سجلات الجهات الحكومية التركية. يضيف التحقيق أنه لا يمكن أن يكون اعتبار العلاقات الاقتصادية بين الدولتين عاملاً يعتد به - في إشارة للحجة التركية بخصوص إيران - حيث إن فنزويلا لا تُصنف بين أكبر 20 شريكاً تجارياً لتركيا، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. مارشال بيلينغسلي، وهو مساعد وزير الخزانة الأميركية المسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب، حذر الشركة التركية من التعامل مع ما سماه «ذهب الدم». وفي خلاصة مثيرة يقول التحقيق: «لم يعد من الممكن اعتبار البلدين (تركيا وأميركا) صديقين. وفقاً لمسؤوليْن أميركيين، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما». وطبقاً لهما فإن العلاقة الحالية براغماتية بحتة، غير مبنية على الثقة. هذا عن تركيا، ومثلها قطر، حالياً، ففي مؤتمر، نظمه منتدى الشرق الأوسط البحثي، تحت عنوان: «قطر: شريك أم تهديد استراتيجي؟»، قال النائب الجمهوري روجر مارشال إن «دعم القطريين للعنف والإرهاب وسفك الدماء يضع الشراكة الأميركية محل تساؤل». وأبدى عضو الكونغرس جاك بيرغمان، تذمره من تقمص الدوحة أدواراً ذات وجهين متناقضين بين ما تدعيه من مكافحة للإرهاب ودعم لجهود إحلال السلام والمصالحات من جانب، وعلى الوجه الآخر تقوم بتدعيم علاقات التعاون الوثيقة مع إيران وجماعات إرهابية مسلحة، بل وإقامة مزيد من الشراكات مع إيران. كما أن مساعدة قطر إيران على التهرب من العقوبات وتطبيع وضعها معلوم، ومن يدري ربما نجد لهم لاحقاً، دوراً في تعويم «الرفيق» مادورو!

لسان حال واشنطن، اليوم، مع أصدقاء كهؤلاء، من يحتاج إلى أعداء!

 

العراقيون يبحثون عن جنتهم في أرضهم لا في السماء

علي الأمين/جنوبية/11 فبراير، 2019

العراقيون ،بخلاف اللبنانيين، متفّقين لجهة الاعتداد بانتمائهم الوطني أكثر من الاعتداد بالمكون الديني أو الطائفي، مع نمو شعور لدى العراقيين ان ثروتهم النفطية والبشرية تجعلهم لا يحتاجون عونا اقتصاديا أو ماليا من أحد.

لم تزل بغداد في مكان قصي عن تاريخ المدينة المشع بعصر الأنوار، تلك المدينة التي كان تأسيسها وتشييدها في منتصف القرن الثاني الهجري (145هـ/ 762م) ايذاناً بنهضة حضارية شهدها العهد العباسي، فصارت عاصمة الخلافة العباسية، ومركز الحيوية الفكرية  والعقلية التي شهدت عملية تاريخية عبر ترجمة للتراث اليوناني ما أدّى الى نهضة الفلسفة العربية والاسلامية، فتأسست مدارس ومذاهب كانت بغداد ركنها، وتعبيراً عن مرحلة مضيئة، العقل كان اساسها.

في عهد أبي جعفر المنصور بُنيت بغداد، وبعد فترة وجيزة أضحت حاضرة الخلافة العباسية، وباتت «قلب الدنيا» كما وصفها كثر من الرحالة والمؤرخين.

وطنية عراقية وأعباء ايرانية

كزائر لبناني الى بغداد ولنحو اسبوع، يمكن أن يلمس كم أن الوطنية العراقية، حاضرة وتتقدم في الوجدان الشعبي العراقي وفي الخطاب واللغة السياسية، بل يلمس كم أن الايديولوجيا والعصبيات المذهبية، تنكفئ لصالح نظام مصالح وطني، دفع بالقوى السياسية على اختلاف مشاربها، الى إعادة بناء لغتها السياسية، بما يتلاءم مع هذا النزوع الشعبي الى لغة عراقية وطنية بعيدة عن لغة الايديولوجيا والطائفة.

ويظهر العراقيون ،بخلاف اللبنانيين، متفّقين لجهة الاعتداد بانتمائهم الوطني أكثر من الاعتداد بالمكون الديني أو الطائفي في سياق مقاربة المشهد السياسي، تاريخ الدولة والمجتمع في العراق قديم، بحيث من الطبيعي أن تجد التنوع المذهبي السني والشيعي في تكوين العشيرة على سبيل المثال، فضلا عن التنوع الديني والقومي الهائل ولعل عنصراً آخر لا يمكن تغييبه في سياق رصد صعود الوطنية العراقية اليوم، هو الثروة العراقية البشرية المشتتة في اصقاع الأرض وتلك التي تكتنزها الأرض من نفط وغاز ومعادن وامكانيات زراعية هائلة، فهو عنصر مهم في نمو شعور لدى العراقيين من انهم لا يحتاجون عونا بشرياً أو اقتصاديا أو ماليا من أحد، وهو شعور ينطوي على قناعة بيّنة في العديد من الأحاديث والشهادات التي سمعناها من مواطنين ومسؤولين، أن دولاً وجماعات تنهب العراق، فضلا عن أن العراق تحول إلى سوق مفتوحة للمنتجات الإيرانية والتركية بشكل واسع وعلى حساب اي إنتاج عراقي قائم أو محتمل.

بكل الأحوال، لن نذهب بعيدا في مآسي المشهد العراقي، الذي مهما بلغ من المرض والعلل التي تناله من اطماع خارجية، وتثخنه بجروح الفساد، إلا أن ذلك لن يقلل من أهمية النهوض من اهوال الحرب والمفخخات وركامها، الذي يلمسه زائر العراق هذه الأيام لدى المجتمع، فبغداد تنعم بأمن لم يسبق أن عاشته منذ الدخول الأميركي عام ٢٠٠٣ هذا ما يقوله العراقيون، وهذا ما تؤكده عملية إزالة العوائق الاسمنتية المستمرة والتي أحاطت بالمنطقة الخضراء وأغلقت شوارع وفصلت مناطق واحياء بعضها عن البعض الآخر. بغداد تتنفس وتخرج الى الحياة، إرادة العيش وعملية التحرر من أسر الأزقة السياسية والعصبية، واضح الملامح.

ليس في العراق على صعيد النخب السياسية، ما يمكن أن يشير إلى اغراء يدفعهم نحو تبني أو الترويج أيديولوجيا دينية أو مذهبية، يتنافس من يندرجون في خانة القوى الدينية او الطائفية اليوم في العراق، نحو إظهار انهم قوى تجمع في صفوفها افراداً من كل مكونات النسيج الوطني العراقي، رجل الدين عمار الحكيم أكد لنا، أن تيار الحكمة الذي يرأسه، ليس تيارا دينيا ولا تنظيما مذهبيا، وأكد أن مجلس قيادة التيار يضم سنة وشيعة وكرداً ومسيحيين ومن غيرهم من المكونات العراقية، كما أن مقتدى الصدر، نجح الى حد بعيد في خلق أطر تحالف وتعاون مع تيارات علمانية ومنظمات مجتمع مدني، يقول بعضهم انهم ساهموا في تطوير خطابه الذي بات يعبر عن المجتمع العراقي، بل امكن كما قال أحد القريبين من الصدر وهو ينتمي إلى الحزب الشيوعي، بأن بيانات الصدر ومواقفه، شهدت تطوراً على صعيد اعتماد لغة عراقية تمس كل مواطن عراقي مهما كان انتماؤه الديني.

بحثاً عن جنّة العراق والدولة

ما تقدم هي مؤشرات من مظاهر عديدة تشير إلى انتقال في اللغة السياسية من خطاب ضيق الى خطاب وطني عام، وما أوردناه عن الصدر والحكيم، هو للإشارة إلى أن هذين النموذجين من رجال الدين، يظهران توقاً وفعلاً لخطاب سياسي ينتقل من اللغة الدينية أو المذهبية، الى خطاب وطني عراقي، وهذا برأي بعض المراقبين العراقيين، لا يعود لوطنية الرجلين فحسب، ولا لكونهما يمثلان عمقاً عراقياً وعربياً فحسب، بل لادراكهما أن العراقيين سئموا الخطاب الفئوي، الخطاب الذي استنفذ كل امكاناته، ولم يعد يلبي طموح المواطنين ومطالبهم الآنية والمستقبلية، هم يريدون “جنّة العراق” اليوم، بعد أن اوفدت الصراعات المذهبية مئات الآلاف من الضحايا الى “جنة السماء” خلال العقود المنصرمة. وما يعرفه العراقيون عن تورط القوى السياسية بالفساد والمحاصصة، يدفعهم إلى التربص والتشكيك، لذا فالقوى السياسية باتت تدرك أن الهروب من مواجهة استحقاق بناء الدولة أو ترميمها، وحماية الثروات الوطنية من التبديد، لم يعد متاحاً كما في سنوات الاحتلال أو خلال الحرب على تنظيم داعش، استحقاق الدولة يفرض نفسه، وما جرى في البصرة في حادثة احراق القنصلية الإيرانية قبل شهرين، كان رسالة من أن الغضب في الشارع، قد وصل إلى ما لم يكن يتخيله حتى خصوم إيران في العراق وخارجه

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون تلقى دعوة روحاني عبر ظريف لزيارة ايران: لايران دور في المساعدة على تحقيق عودة النازحين والحكومة الجديدة ستولي هذا الملف اهمية خاصة

الإثنين 11 شباط 2019/وطنية - أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن امتنانه "للدعم الذي يلقاه لبنان من الجمهورية الاسلامية الايرانية في المجالات كافة، انطلاقا من علاقة الصداقة التي تجمع بين البلدين". وابلغ الرئيس عون وزير الخارجية الايرانية الدكتور محمد جواد ظريف الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا مع الوفد المرافق، ان "مسألة النازحين السوريين في لبنان تحتاج الى معالجة تأخذ في الاعتبار ضرورة عودتهم الامنة الى المناطق السورية المستقرة، لا سيما وان تداعيات هذا النزوح كانت كبيرة على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية في لبنان"، معتبرا ان "لايران دورا في المساعدة على تحقيق هذه العودة"، لافتا الى ان "الحكومة اللبنانية الجديدة سوف تولي ملف النازحين اهمية خاصة، لا سيما مع تعيين وزير لمتابعته". وشكر رئيس الجمهورية الوزير ظريف على "الاستعداد الذي ابدته بلاده لمساعدة لبنان في المجالات كافة"، وحمله تحياته الى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني وتهنئته لمناسبة الذكرى الاربعين لقيام الثورة الايرانية".

ظريف

وكان الوزير ظريف نقل الى الرئيس عون رسالة شفهية من نظيره الايراني، ضمنها تحياته وتمنياته له بالتوفيق في قيادة مسيرة لبنان"، مجددا الدعوة التي كان وجهها اليه لزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية. واشاد ظريف ب"العلاقات اللبنانية - الايرانية التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين"، منوها ب"حكمة الرئيس عون التي ادت الى تشكيل حكومة جديدة". واجرى الرئيس عون مع ظريف جولة افق تناولت التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة وموقف طهران منها.

 

الغيط بعد لقاء عون: حضور لبنان قمتي شرم الشيخ وتونس يؤثر في انجاحهما وتأسيس مصرف عربي على جدول اعمال المجلس الاقتصادي العربي

الإثنين 11 شباط 2019 /وطنية - ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان "لبنان شكل لجنة لمتابعة تنفيذ قرارات مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الذي عقد في بيروت في 20 كانون الثاني الماضي، نظرا لاهمية تلك القرارات وانعكاساتها الايجابية على العمل العربي المشترك". واشار الرئيس عون الى ان "لبنان سيراسل الامانة العامة لجامعة الدول العربية بالتفاصيل المتعلقة بالاقتراح الذي قدمه رئيس الجمهورية للقمة لجهة تأسيس مصرف عربي لاعادة الاعمار والتنمية، يتولى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضررة على تجاوز محنتها ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام". وكان ابو الغيط نقل الى الرئيس عون في مستهل اللقاء الذي حضره الامين العام المساعد السفير حسام زكي وممثل الجامعة العربية في بيروت السفير عبد الرحمن الصلح، التهاني لمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة، متمنيا ان "يتعزز الاستقرار والاوضاع الاقتصادية في لبنان". واطلع الامين العام الرئيس عون على "التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القمة العربية في تونس في نهاية شهر آذار المقبل، والقمة العربية - الاوروبية التي ستنعقد في شرم الشيخ اواخر الشهرالجاري". واشار ابو الغيط الى ان "اقتراح الرئيس عون بتأسيس مصرف عربي لاعادة الاعمار والتنمية، سيوضع على جدول اعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي فور وصول الطلب اللبناني الرسمي على هذا الصعيد".

وكانت جولة افق تناولت الاوضاع العامة في عدد من الدول العربية والتطورات الاقليمية.

ابو الغيط

بعد اللقاء، صرح الامين العام لجامعة الدول العربية للصحافيين، فقال: "تشرفت صباح اليوم بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقد حضرت خصوصا لكي اعبر لفخامته عن عميق تهاني الجامعة العربية، وتهاني الشخصية على تشكيل الحكومة اللبنانية، متمنيا بالتأكيد، الكثير من الاستقرار والنمو والتحرك والتقدم للبنان. اتيحت لي مناقشة نتائج القمة الاقتصادية التي عقدت في 20 كانون الثاني الماضي، وكان واضحا اهتمام الرئيس عون بمتابعة مقرراتها حيث كانت له مبادرة محددة تتعلق بانشاء المصرف العربي للتنمية، وقد تناولنا هذا الامر وكيف يمكن ان تكون هناك مساهمة بالفكر والفلسفة في هذا المقترح اللبناني. وعلى ما اعتقد هناك اليوم لجنة لبنانية- لبنانية لدراسة هذا الامر وطرح الافكار بالاضافة الى متابعة كل المقررات". اضاف: "اعود مرة اخرى للتأكيد على ان هذه القمة تميزت بالكثير من المقررات الاقتصادية والاجتماعية التي سيكون لها تأثيرها في السنوات المقبلة. وقدمت للرئيس عون تقريرا عن التحضيرات لقمتين اخريين، القمة الاوروبية - العربية التي ستعقد في شرم الشيخ في 24 -25 شباط الجاري، وقد عبرت عن الامل في ان تكون هناك مشاركة لبنانية عالية على مستوى القمة. كما تحدثت مع الرئيس عون عن القمة العربية العادية التي ستعقد في تونس في نهاية اذار المقبل وعن الاعداد الذي يسير في محاور مختلفة سواء السياسية منها او الاقتصادية او الاجتماعية او الثقافية. وقد وعد رئيس الجمهورية ان تكون هناك مشاركة لبنانية ناشطة للغاية سواء في شرم الشيخ او تونس، وهو امر متوقع لان لبنان هو دولة تأثير وحضارة وثقافة، وحضوره على هذا المستوى يكون له دائما التأثير في انجاح مثل هذا النشاط".

سئل: هل من اتصالات بعيدة من الاضواء من اجل عودة سوريا الى الجامعة العربية؟

اجاب: "بعد التفكير، اقول اني اتابع بدقة شديدة جدا هذا الموضوع، ولكنني لم ارصد بعد ان هناك خلاصات تقود الى التوافق الذي نتحدث عنه والذي يمكن ان يؤدي الى اجتماع لوزراء الخارجية يعلنون فيه انتهاء الخلاف، وبالتالي الدعوة الى عودة سوريا لشغل المقعد. حتى الان لم ارصد هذا التطور او المفهوم".

سئل: لكن لا يزال هناك وقت لدعوة سوريا؟

اجاب: "ان وزراء الخارجية العرب سيلتقون في المجلس الوزاري العادي في 6 اذار المقبل، ومن اليوم وحتى ذلك التاريخ هناك فرصة متاحة طبعا اي حوالى ثلاثة اسابيع، واذا حدث هذا التطور فليكن، اما اذا لم يحصل، فهناك ايضا اجتماع اخر لوزراء الخارجية في 27 -28 اذار يعقد في تونس، ما زال هناك وقت متاح. ولكن المسألة ليست مسألة وقت بل ارادة، وتوافق الدول بين بعضها البعض داخل الجامعة العربية في اختيار منهج او اتجاه".

سئل: تتزامن زيارتكم مع زيارة وزير خارجية ايران الى لبنان، هل من تنافس عربي ايراني على الساحة اللبنانية؟

اجاب: "لم ارصد هذا الامر، كنت وعدت الرئيس عون ودولة رئيس مجلس الوزراء انني ساعود مرة اخرى فور تشكيل الحكومة للتعبير عن التهاني. لا اعتقد ان العرب يتنافسون على دولة عربية. بمعنى ان لبنان عربي وبالتالي، وفي اطار المجاملة والدفء العربي- العربي علينا ان نأتي اليه. صودف وجودي مع وجود وزير خارجية ايران الذي اعرفه معرفة شخصية ولا مشكلة في ذلك".

سئل: هل وعد رئيس الجمهورية بالمشاركة الشخصية في قمتي شرم الشيخ وتونس؟

اجاب: "ان الرئيس عون لم يحدد اذا كان هو من سيمثل لبنان ام دولة رئيس الحكومة، الا انه وعد ان يكون الحضور اللبناني عاليا جدا".

سئل: هل ان الامانة العامة بحاجة الى مساعدة لبلورة عودة سوريا الى مقعدها؟

اجاب: "ان الامانة العامة لا تقرر".

سئل: هل تحتاجون الى مبادرة من مجموعة من الدول العربية لاعادة سوريا؟

اجاب: "ان المسائل تتقرر على الوجه التالي. يطرح الامر وزير عربي او وزيران او ثلاثة، سواء في جلسة مغلقة او في مشاورات ثنائية تتم وراء الابواب. يفكرون ويتداولون، فيرد هذا الوزير او ذاك بالقول، لا نعتقد ان المناخ ناضج بعد للامر او ان هناك فرصة تسمح بانتهاء الخلافات، او ان هناك مؤشرات تقول ان الوضع السوري لم ينضج بعد لهذه العودة، هذا كله يدور وراء الكواليس او في الاجتماعات المغلقة. احيانا، يعلن هذا الوزير او ذاك الامر بناء على تكليفه من حكومته في العلن، لكن كل ذلك هو احاديث. ولكي تعود سوريا يجب ان يكون هناك توافق ويصدر بقرار مكتوب يقره المجلس الوزاري وتتحرك بالتالي بموجبه الامانة العامة. فالامانة العامة او الامين العام للجامعة العربية لا يبادر بذاته في اي اتجاه لان الاطار الحاكم لهذا الامر هو قرارات الجامعة العربية".

 

رئيس الجمهورية عرض مع رئيس كتلة ضمانة الجبل والغريب ملف النازحين ارسلان: لمقاربة الملف بالانفتاح ودعم المبادرة الروسية

الإثنين 11 شباط 2019 /وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرابعة بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس كتلة "ضمانة الجبل" النائب طلال ارسلان ووزير شؤون النازحين صالح الغريب، وعرض معهما لاوضاع الوزارة ولسبل انهاء ملف النازحين السوريين، في ضوء العمل على تأمين عودة آمنة وكريمة لهم الى وطنهم.

إرسلان

وبعد اللقاء، تحدث النائب ارسلان الى الصحافيين فقال: "نقوم غالبا بزيارات متكررة الى فخامة الرئيس، وقد هنأناه اليوم بتشكيل الحكومة بعد مخاض طويل، وتحمله الضغوط قبل التأليف. وكانت مناسبة ايضا لشكر فخامته على تمثيل معالي الوزير الشقيق صالح الغريب في حكومة الوحدة الوطنية التي نأمل في أن تنجز وتنجح في مواجهة كل الاستحقاقات التي تنتظرها ان على المستوى الاقتصادي والمالي والخدماتي والانمائي في شكل عام، او على مستوى الامور المتعلقة بالموضوع الاهم اي موضوع النازحين السوريين، وايجاد حل جذري له، وعدم اخضاع هذا الموضوع الوطني لمزاجية السياسة المحلية وزواريبها. فهذه المسألة وطنية وتخص اللبنانيين جميعا الى اي طائفة او مذهب او حزب انتموا". وأضاف: "إن مسؤوليتنا في هذا الملف كبيرة من خلال وجود معالي الوزير الغريب الذي سيقارب الملف من بابه الواسع بالتنسيق مع المجتمع الدولي والامم المتحدة من جهة، ومع الدولة السورية ايضا. فالموضوع يتطلب معالجة حتمية، وهو في اول اهتمامات فخامة الرئيس والحكومة، وهذا ما تضمنه البيان الوزاري لجهة دعم المبادرة الروسية، وسيكون هناك انفتاح كامل على كل من يساهم بفاعلية في طي هذا الملف بأقل قدر ممكن من الخسائر على اللبنانيين".

سئل: هل لديكم اتجاه للتواصل المباشر مع الحكومة السورية؟

اجاب: "بطبيعة الحال، ويعلم الجميع ان تمثيلنا في الحكومة ليس شرابة خرج، بل تسلمنا ملفا بهذا الحجم وسنوليه حقه الكامل، كما وان الجميع يعلم تحالفنا السياسي والعلاقة التي تربطنا بسوريا، بصفتي الشخصية وما امثله. إن فخامة الرئيس بالتعاون مع رئيسي مجلسي النواب ومجلس الوزراء، مهتم بملف النازحين، وهم يعلمون اننا كطرف سياسي، قادرون على النجاح فيه، من هنا انفتاحنا على الجميع، ولكن ولكي ننجح في حل المسألة، وكما قلنا في الحكومات السابقة، لا يمكن الوصول الى حل ملف بهذا الحجم من دون علاقة واضحة وصريحة مع الدولة السورية، لانه كما تم ذكره في البيان الوزاري، نطالب بالعودة الآمنة والكريمة - كما قال معالي الوزير الغريب - وبالتالي كيف يمكن تأمين هذين العنصرين من دون التعاطي مع الدولة السورية؟ علما ان في مقررات اجتماع جامعة الدول العربية، ذُكر في شكل واضح دعم النازحين داخل الاراضي السورية، اي بعد عودتهم الى سوريا. اذا كان للبعض هنا مرض نفسي في هذا المجال، ليس على اللبنانيين دفع ضريبة مزاج احد".

سئل: الا تعتقد ان موضوع العودة متعلق بقرار دولي خارجي اقليمي؟

أجاب: "كلا، لماذا علينا ربطه بقرار خارجي؟ ثمة بيان وزاري للحكومة يقول بالعودة الآمنة للنازحين، وهي تتم من خلال التواصل بين لبنان والمجتمع الدولي وكل الاطراف القادرة على تأمين مساهمة فاعلة وعلى رأسها الدولة السورية. اضافة الى ذلك، ثمة مبادرة روسية اكدها البيان الوزاري ايضا، وهي تقوم على لجنة ثلاثية لبنانية - روسية - سورية، فكيف ندعم هذه المبادرة ولا نرغب في التعاطي مع سوريا؟ هذا عقم، ويوصل لبنان الى اماكن نحن في غنى عنها. يجب اعتماد الوضوح والشفافية في التعاطي مع امور مصيرية للبلد، فوجود النازحين السوريين في لبنان لا يصب في مصلحتهم اولا كونهم لا يعيشون هنا حياة كريمة، ولا في مصلحة اللبنانيين غير القادرين على تحمل هذا العدد الكبير. ونحن على استعداد للتعاون مع المجتمع الدولي والدولة السورية لحل هذا الموضوع، واختم بقول لفخامة الرئيس عن وجوب مقاربتنا كسياسيين او حكومة لاي موضوع، من خلال وضع عنوان وحيد هو مصلحة لبنان فوق اي اعتبار، عندها تنحو الامور كلها نحو الحل".

 

أبو الغيط من السراي : الجامعة تهتم بلبنان وتسعى الى إرساء استقراره وتحقيق كل الخير له

الإثنين 11 شباط 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي، الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، في حضور السفيرين حسام زكي وعبد الرحمن الصلح والوزير السابق غطاس خوري، وتم خلال الاجتماع عرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة، واستكملت المباحثات الى مائدة غداء اقامها الرئيس الحريري للمناسبة.

أبو الغيط

وبعد الاجتماع الذي استمر اكثر من ساعتين، تحدث أبو الغيط، فقال: "تشرفت بعد ظهر اليوم مع الوفد المرافق بلقاء الرئيس الحريري، وكان لقاء جيدا للغاية عرضنا في خلاله الكثير من المسائل وابرزها الوضع الاقليمي ونتائج القمة الاقتصادية والقمة العربية الاوروبية المقبلة، كما هنأته على تشكيل الحكومة وعلى اختياره للوزراء، وتحديدا لوزيرة الداخلية الجديدة ريا الحسن، وهو حدث لم يشهده العالم العربي في السابق، ونحن نأمل لها النجاح والتوفيق، وان تتمكن من ان تترك بصمة تفتح من خلالها الطريق امام نصف الامة ليتكرر معها هذا الامر".

سئل: ربط كثيرون بين زيارتكم وبين زيارة وزير الخارجية الايرانية، فهل هناك سباق على لبنان ام هي محض صدفة؟

اجاب: "هي محض صدفة، ولا يوجد سباق بين الجامعة العربية وايران لسبب واحد، وهو ان لبنان دولة عربية وعضو في الجامعة، واللقاءات معه امر طبيعي للغاية، وانا شخصيا زرت السراي الحكومي ومقر اقامة الرئيس الحريري مرات عدة على مدى السنوات الماضية، سواء عندما كنت وزيرا للخارجية او عندما اصبحت امينا عاما للجامعة العربية"، مؤكدا ان "الجامعة العربية تهتم بلبنان وتسعى الى إرساء الاستقرار فيه وتحقيق كل الخير له، وقد تلقيت من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم شكرا على مساهمة الجامعة والمساعدة التي قدمتها لانجاح القمة الاقتصادية التي عقدت مؤخرا. ولقد شكل لبنان لجنة لمتابعة قرارات هذه القمة وكذلك جهز الجانب الاخر، اي الامانة العامة للجامعة، مجموعة عمل نشيطة للغاية مهمتها تنفيذ قرارات القمة، وبالتالي سنبقي على تنسيق وعمل مشترك على الاقل خلال السنوات الاربع المقبلة، لان الرئاسة اللبنانية للقمة الاقتصادية ستستمر اربع سنوات قبل ان تنتقل الى موريتانيا عام 2023. لا سباق اطلاقا، فلبنان هو عضو مؤسس للجامعة العربية".

سئل: هل تطرقتم الى عودة سوريا للجامعة العربية؟

اجاب: "بطبيعة الحال تطرقنا الى الشأن السوري، وشرحت التطورات المحيطة بالمقعد السوري وشغوره. لكن حقيقة الامر، يجب ان نكون امناء مع انفسنا، هناك حديث متكرر في الاعلام وصخب اعلامي ولكن لا توجد حركة حقيقية من قبل الدول الاعضاء في الجامعة".

 

الحريري استقبل بطيش وخير الله وكرينبول وعرض مع ظريف الأوضاع: لبنان يحترم تعهداته والتزاماته تجاه المجتمع العربي والدولي

الإثنين 11 شباط 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم، في السراي الحكومي، وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الإيرانية محمد جواد ظريف، يرافقه السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا، في حضور الوزيرين السابقين غطاس الخوري وباسم السبع، وعرض معه الأوضاع العامة المحلية والإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال اللقاء، نقل ظريف تهنئة الرئيس الإيراني بتشكيل الحكومة اللبنانية، معربا عن تمنيات إيران بنجاحها في برنامجها للنهوض، وعن استعداد بلاده لمساعدة لبنان في المجالات التي تحددها الحكومة اللبنانية.

بدوره، شكر الرئيس الحريري وزير الخارجية الايراني، مؤكدا أن "الحكومة تنطلق في برنامجها للنهوض من مصلحة الشعب اللبناني ومصالح لبنان العليا"، لافتا إلى "احترام لبنان لتعهداته والتزاماته تجاه المجتمع العربي والدولي".

كما جرى خلال اللقاء جولة أفق في أوضاع المنطقة، لا سيما ما يتعلق بقضية النزوح السوري، والسبل الآيلة لتحقيق عودة آمنة وكريمة للنازحين في لبنان.

وفي ختام اللقاء، استفسر الرئيس الحريري عن جواب الحكومة الإيرانية بشأن مطالبته بإطلاق سراح اللبناني نزار زكا المسجون في إيران، مشددا على "وجوب إنهاء هذا الملف، بما يشكل بادرة إيجابية تجاه عائلة زكا والشعب اللبناني عموما"، فوعده ظريف بالمتابعة".

مفوض الأونروا

وكان الرئيس الحريري قد استقبل المفوص العام لوكالة الأونروا بيار كرينبول، في حضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة.

بعد اللقاء، قال كرينبول: "إنه شرف كبير لي أن ألتقي الرئيس الحريري، أولا لكي أهنئه على تشكيل الحكومة الجديدة، وثانيا لأنه في البيان الوزاري، هناك فقرة خاصة متعلقة بوكالة الأونروا، والتزام الحكومة دعم جهودنا في مجال جمع التبرعات من جهة ودعم الأنشطة من جهة ثانية". أضاف: "لقد وضعت الرئيس الحريري في صورة آخر تطورات الوضع المالي للوكالة، والجهود التي بذلناها في العام الماضي من أجل تخطي العجز الحرج الناتج عن وقف تمويل الأونروا من قبل الولايات المتحدة، وما ستكون عليه استراتيجيتنا لهذا العام".

وختم: "لقد كان الرئيس الحريري إيجابيا للغاية، وأنا أشكره لكل الدعم الذي يوفره لنا. وقد أكدت له من جهتي أننا سنبقى على التزامنا الكامل تجاه اللاجئين الفلسطينيين".

خير الله الصفدي

كما استقبل الرئيس الحريري وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب فيوليت خير الله الصفدي، التي أوضحت على الأثر أنها "وضعت الرئيس الحريري في أجواء الاستراتيجية التي تعدها للوزارة، والتي تعتزم إطلاقها برعايته من السراي الكبير، بعد أسابيع قليلة".

بطيش

والتقى أيضا، وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش، وعرض معه شؤونا اقتصادية وأوضاع وزارته.

 

ظريف زار بري: علاقاتنا المميزة تخدم الشعبين الشقيقين الايراني واللبناني ولا ترتد سلبا على أي طرف

الإثنين 11 شباط 2019 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والوفد المرافق، والسفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا، وعرض المجتمعون العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة.

ظريف

وبعد اللقاء الذي استمر ساعة قال ظريف: "لقد كان من دواعي سروري واعتزازي ان اقوم صباح هذا اليوم بداية بزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ثم دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري. ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تولي اهمية بالغة لتعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وتعتبر ان الإنجاز الكبير الذي تحقق أخيرا بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بمثابة إنجاز وطني كبير. وقلت بداية لفخامة رئيس الجمهورية، وثانيا لدولة رئيس مجلس النواب ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لديها الاستعداد الدائم والكامل للتعاون مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة في كل المجالات الحيوية والمتاحة، لأن هذا الأمر من وجهة نظرنا يخدم المصلحة الوطنية للبلدين الشقيقين. وهذه العلاقات المميزة تخدم الشعبين الشقيقين الايراني واللبناني، ولا ترتد سلبا على أي طرف من الاطراف".

واستقبل بري بعد الظهر الوزير السابق محمد الصفدي ووزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب فيوليت خيرالله الصفدي.

ثم التقى سفير هنغاريا الدكتور غيزا ميهاليي وعرض معه العلاقات بين البلدين.

 

نصرالله التقى وزير خارجية ايران ظريف: موقفنا ثابت الى جانب لبنان دولة وشعبا ومقاومة ومستعدون لتقديم كل أشكال المساعدة

الإثنين 11 شباط 2019 /وطنية - استقبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله اليوم، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في ايران الدكتور محمد جواد ظريف والوفد المرافق، في حضور السفير الايراني السيد محمد جلال فيروزنيا، حيث "تم استعراض آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة"، بحسب بيان للعلاقات الاعلامية في الحزب. وأكد ظريف "موقف الجمهورية الاسلامية الثابت إلى جانب لبنان دولة وشعبا ومقاومة، وإستعدادها لتقديم كل أشكال المساعدة والتعاون في مختلف الملفات المطروحة". من جهته، شكر نصرالله لظريف "ومن خلاله قيادة الجمهورية الاسلامية في إيران ومسؤوليها وشعبها على جميع ما قدمته للبنان وفلسطين وحركات المقاومة وشعوب المنطقة في مواجهة العدوان الصهيوني والإرهاب التكفيري، هذه المساندة التي أدت إلى صنع الانتصارات في أكثر من ساحة وميدان"، متمنيا أن "تواصل الجمهورية الاسلامية دعمها واهتمامها بالرغم من كل المؤامرات والضغوط التي تتعرض لها بسبب ذلك".

 

كتلة المستقبل عرضت لمضمون البيان الوزاري ودعت للمشاركة بذكرى مؤسسها

الإثنين 11 شباط 2019 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية عند الثانية من بعد ظهر اليوم، في "بيت الوسط"، اجتماعا برئاسة النائبة بهية الحريري، تخلله عرض لآخر المستجدات والأوضاع العامة، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب محمد سليمان الذي أشار الى أن الكتلة "تداولت في مضمون البيان الوزاري الذي تزمع مناقشته في مجلس النواب غدا، وجرى تكليف الزميل سمير الجسر القاء كلمة الكتلة في الجلسة". ووقفت الكتلة دقيقة صمت عن روح الزميل النائب روبير غانم الذي وافته المنية أمس. وتوجهت ب"أحر التعزية الى اللبنانيين عموما والبقاعيين خصوصا، كما الى عائلة النائب روبير غانم، سائلة الله ان يتغمده بواسع رحمته". ودعت اللبنانيين الى "المشاركة في الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال مؤسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، وعاهدتهم "مواصلة العمل لتحقيق حلمه لصون استقلال لبنان وحريته والنهوض باقتصاده وبناء الدولة فيه".

 

باسيل عقد ونظيره الايراني مؤتمرا صحافيا: لا حرج لدينا بأي تعاون اقتصادي ولا حل لموضوع النازحين إلا بعودتهم ظريف: مستعدون للتعاون في أي مجال

الإثنين 11 شباط 2019 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في ايران محمد جواد ظريف. بعد اللقاء عقد باسيل ونظيره الإيراني مؤتمرا صحافيا مشتركا، وفي مستهل كلمته هنأ باسيل نظيره بذكرى قيام الثورة الايرانية. وأمل ان "تنجح الحكومة اللبنانية الجديدة بمهامها وتحدياتها الكبيرة وأن تقوم بإنجازات ونقلة نوعية في البلاد وعلى رأسها الثورة على الفساد". وقال باسيل: "ناقشنا مسائل تخص البلدين سياسيا، والتحديات المشتركة التي تجمعنا خصوصا الازمة السورية وتطورات الوضع، ومسار آستانة وقمة سوتشي المرتقبة. ونحن متفقون على وجوب الإسراع في الحل السياسي، ونعتبر ان مسار آستانة يحقق اهدافا تهم لبنان، أهمها المزيد من الاستقرار داخل سوريا والمزيد من المصالحات التي تفيد سوريا والشعب السوري، والتي تفيد لبنان كثيرا لجهة الاستقرار على حدوده وتهيئة الاجواء اللازمة لعودة النازحين. ويندرج ذلك كله في اطار لا يمس حق الشعب السوري في تقرير مصيره بعيدا عن الضغوط الخارجية مع دعمنا الكامل لتشكيل لجنة لوضع الدستور وانهاء كل الاوضاع الشاذة داخل سوريا، في ادلب وشرق الفرات وكل الجيوب المتبقية للجماعات الإرهابية والتي لم يقتصر ضررها على سوريا فقط ولكن لبنان تشظى كثيرا منها".

أضاف: "كما بحثنا في عودة النازحين، وقد تابعنا الوزير ظريف في الكثير من المؤتمرات الدولية، ويدرك ان هذا الموضوع هو أساسي ومهم بالنسبة للبنان. ودائما كنا نسمع الدعم من ايران، واليوم جدد لنا هذا التأكيد لتحقيق العودة السريعة الآمنة والكريمة والممرحلة، ونحن متفقون على أن لا حل نهائيا ومستداما في موضوع النازحين الا بعودتهم الى بلدهم".

وتابع: "كما بحثنا في بعض الافكار وضرورة التنسيق المشترك لوضع خطة بيننا وبين الدولة السورية ومع المبادرة الروسية حيث تلتقي كل الجهود لتصب باتجاه عودة النازحين لان سوريا بمعظمها اصبحت آمنة. والنازحون لديهم النية بالعودة ويجب ان نقوم بكل ما يلزم لتحويل وجهة الأموال المخصصة لمساعدة النازحين في لبنان لتتحول الى تشجيعهم للعودة الى سوريا، وبالتالي لا تكون المساعدات فقط لمن بقي في لبنان وترفع عنهم اذا عادوا الى سوريا. فهذا شكل من اشكال الضغط لابقائهم في لبنان ولخطة إدماجهم في المجتمعات المضيفة وهذا ما يرفضه لبنان بالكامل وايران تقف الى جانبنا في هذا الموضوع. ونحن متفقون ان هذا يتضمن تفكيكا لسوريا وللبنان وانهاء لدور لبنان الريادي ولرسالته المعروفة". وأردف: "من خلال التشجيع على العودة تستطيع الدولة السورية القيام بمساهمة كبيرة، من خلال اعطاء الضمانات الامنية الى جانب المصالحات التي تجري. وهذا ما يحصل للذين يعودون ونأمل ان تزيد الوتيرة، خصوصا مع زيادة رقعة المصالحات واستتباب الامن والاستقرار في سوريا. ويجب ان تزيد رقع المناطق التي يعود اليها النازحون السوريون وهذا يتطلب تسهيلات بالعودة لجهة اعطاء الضمانات اللازمة من قبل الدولة السورية في موضوع حق الملكية الفردية او في موضوع الخدمة العسكرية وازالة كل العوائق اللازمة القانونية كي يعود السوريون وتتوقف عملية التخويف الحاصلة بحقهم لجهة ان عودتهم هي ارتهان لهم ولأمنهم ولحياتهم، بدلا من ان تكون عودتهم مسهلة للحل السياسي والمصالحة. نحن نريد ان تكون المصالحة سورية - سورية والحل السياسي يقوم به السوريون بين بعضهم وبذلك يدوم الحل والمصالحة".

وقال باسيل: "سياسيا بحثنا في موضوع مؤتمر وارسو، وشرحنا اسباب غيابنا عنه، وهي: حضور اسرائيل والوجهة المعطاة له في وقت ان لبنان يعتمد النأي بنفسه عن مشاكل المنطقة وليس الاصطفاف في محاور. نحن بإمكاننا ان نكون في اي محور يجمع اللبنانيين أولا واهدافه جامعة في المنطقة وليست فئوية او تسبب انقساما، لبنان هو للجمع وليس للقسمة في سياسته الخارجية". وتطرق الى القضية الفلسطينية قائلا: "لدينا قلق وخوف كبيران على القضية الفلسطينية المهددة بالتصفية وبالإنهاء، والطريقة التي يتم بها التعاون مع السلطة الفلسطينية والفلسطينيين في الكثير من المنابر والمواقع التي ترسم فيها سياسة تمنع اقامة الدولة وتلغي حق العودة. والأسوأ هو موضوع القدس والتي يعتبر لبنان انها لا تخص فقط فلسطين، أو طائفة واحدة، موضوع القدس يخص المسلمين والمسيحيين واليهود في العالم اجمع، واذا لم يحارب لبنان كي تبقى القدس على طابعها الدولي وتبقى عاصمة فلسطين من سيقوم بذلك؟ أي مس بالقدس هو مس بلبنان".

أضاف: "نعود ونذكر بأن سبب وجود لبنان هو التعددية والتنوع والقدرة على العيش معا وكل سياسة العزل والآحادية ورفض الآخر تتجسد في السياسة الاسرائيلية التي تمارسها تحديدا في القدس من خلال عزلها واعطائها صفة آحادية واحدة لا تشبه القدس ولا لبنان. وهنا لدينا عمل مشترك نقوم به في السياسة الخارجية لثني الدول عن فتح سفاراتها في القدس، وهذه مواجهة مستمرة مع العدو الاسرائيلي لتحرير كامل اراضينا وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وسياسة الجدار الفاصل هي عكس سياسة لبنان الذي هو مع كل شيء منفتح ومفتوح وضد كل عزل وفصل وعنصرية وآحادية".

وتابع: "مرة ثانية ذكرنا ان لبنان يتعرض لانتهاكات في سيادته برا وبحرا وجوا، ولو أن هذا الموضوع أصبح لازمة انما نكرره دائما لاننا ننسى كم هو حجم التعديات اليومية ونأخذ اي قضية لتصوير لبنان وكانه لا يلتزم بالقرارات الدولية، بينما اسرائيل هي اكثر دولة في العالم لا تحترم القانون الدولي ولا تلتزم بالقرارات الدولية".

وأردف: "في النهاية بالتأكيد ذكرنا بموضوع نزار زكا وطالبنا الجانب الايراني بإيجاد المخرج القانوني اللازم".

وردا على سؤال، قال: "لبنان لا يجد أي حرج في القيام بأي تعاون اقتصادي مع ايران طالما انه لا يمس بالقرارات الدولية ويضعنا دائما بمأمن تحت سقف القانون الدولي اللازم، ويصب في مصلحة لبنان وغير مشروط بأي شرط سياسي".

ظريف

بدوره، تحدث ظريف فقال: "إن زيارتي الحالية للبنان الشقيق تتزامن مع الذكرى السنوية الأربعين لانتصار الثورة الاسلامية المباركة في ايران، هذه الثورة التي أوجدت جمهورية إسلامية إيرانية تستند إلى الإرادة الشعبية الوطنية الإيرانية الحرة، خصوصا أن هذه الزيارة أيضا هي لبلد صديق وشقيق هو لبنان، الذي يعتبر بدوره نموذجا يحتذى في الديموقراطية والحرية".

أضاف: "في هذا الاطار، إني أتقدم بالشكر الجزيل والتقدير الوافر لحفاوة الاستقبال والضيافة التي لقيتها من لبنان الشقيق، خصوصا خلال هذا اللقاء الكريم الذي جمعني بصديقي وأخي الوزير باسيل، وأود أن أنوه بكلامه الدافىء الذي عبر عنه خلال مداخلته القيمة".

وتابع: "اسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة الطيبة لأتقدم من الجمهورية اللبنانية الشقيقة بقيادتها وحكومتها وشعبها الكريم الطيب، بأسمى آيات التهنئة والتبريك بهذا الانجاز الكبير الذي تمكنت من تحقيقه في الآونة الاخيرة وتمثل بتشكيل حكومة لبنانية جديدة نحن على ثقة بأنها ستكون معبرا طبيعيا للنهوض بهذا البلد الشقيق على مختلف المستويات".

وأردف: "من المفاخر التي تعتز بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها كانت وما زالت وستبقى دائما وأبدا بجانب الشعب اللبناني الشقيق، ونحن على أتم الاستعداد، وكما كنا دائما، لأن نمد يد التلاقي والتكاتف مع الدولة اللبنانية الشقيقة كي نتعاون معها في كل الأطر التي يراها لبنان مناسبة ونافعة. وإني أؤكد في هذا الاطار أن هذا التعاون الإيجابي والبناء بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية اللبنانية لا يرتد سلبا على أي طرف من الأطراف، بل هو لمصلحة لبنان وإيران، ولمصلحة المنطقة عموما". وقال: "بطبيعة الحال، نحن نعتقد بأن هناك الكثير من الاطر والمجالات المتاحة لتعزيز هذا التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين سواء في المجالات الاقتصادية او في سواها من المجالات الحيوية، وهذا الامر يتيح مشاركة وتشابك وتضافر الجهود بين القطاعين الخاص والعام والرسمي في الجمهورية الايرانية مع القطاعين الخاص والرسمي في لبنان الشقيق. كما أود أن أحيي وأثمن عاليا الموقف اللبناني النبيل الذي اتخذ تجاه مؤتمر وارسو". أضاف: "إن مشكلتنا ومشكلة المنطقة عموما، الاعتداء والتهديد والخطر الذي يمثله الكيان الصهيوني، فنحن لا ينبغي أن نسمح للآخرين بأن يجعلوا الخطر الأساسي والتهديد الكبير اللذين يتهددان المنطقة في غياهب النسيان لصالح بدعة جديدة يريدون من خلالها ان يروجوا لاخطار وتهديدات وهمية وواهية". تابع: "إني أؤكد على الكلام الدقيق والقيم الذي تفضل به صديقي الوزير باسيل. لقد تحدثنا مليا عن آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالأزمة السورية وأكدنا الجهود المستمرة والبناءة التي تقوم بها إيران في مجال المساعدة على إيجاد حل سياسي للازمة المستعصية سواء أكان من خلال مسار الآستانة أم من خلال لقاء سوتشي الذي سينعقد في الأيام المقبلة أم من خلال المسارات البناءة الأخرى". وأردف: "نحن نعتقد أن آلية الحل السياسي في سوريا ينبغي أن تحدد وتبين من خلال إرادة السوريين انفسهم، وليس من خلال الارادات والاملاءات الاجنبية، ونحن كأطراف خارجية ينبغي أن نقوم بدور المسهل والمعبد للطريق الذي يساعد السوريين ليصلوا الى الحلول المرتجاة لهم بأنفسهم، لا أن نقوم بالدور الذي يملي ويفرض إرادته على السوريين".

وأكد أن "أي حل سياسي للازمة السورية ينبغي أن يتضمن التأكيد، بشكل ناجز ونهائي، على احترام السيادة السورية ووحدة التراب السوري وضرورة خروج كل القوات العسكرية التي دخلت الأرض السورية من دون إذن رسمي وشرعي من الحكومة السورية".

وختم ظريف: "إني أشاطر الوزير باسيل رأيه، بأنه ينبغي علينا أن نعمل سويا على تأمين العودة العاجلة السريعة والآمنة والمشرفة لكل النازحين السوريين من لبنان ومن كل الدول الاخرى إلى وطنهم الأم سوريا".

الأسئلة

وردا على سؤال حول المساعدات الايرانية للبنان، قال ظريف: "خلال كل لقاءاتنا مع المسؤولين، لمسنا روحا إيجابية تجاه التعاون مع ايران. وبما اننا لا نريد للبنان أن يشعر بحرج من جراء هذا التعاون في كل المجالات، فهناك متابعة من قبل المعنيين في حكومتي البلدين الشقيقين، ونحن على ثقة بأننا سنصل الى افضل نتيجة في هذا الاطار". أضاف: "كما أكد صديقي الوزير باسيل أنه ليس هناك من قانون دولي يحظر على لبنان وايران أو أي بلدين آخرين التلاقي والانفتاح على بعضهما البعض والتعاون، حتى أن القرار 2231 يطلب من الدول كافة أن تعمل على تطبيع علاقاتها الاقتصادية مع ايران. ولذلك، فإن ما تمارسه الولايات المتحدة الاميركية على كل الدول يقضي بالصغط لنقض القرار 2231". وعن استعداد إيران مد لبنان بسلاح الجو، قال ظريف: "مستعدون تماما للتعاون والانفتاح مع الحكومة والجيش اللبناني في أي مجال يريان أنه من المفيد والحيوي ان يتعاونا معنا فيه. وان حصل ذلك، فإن ايران ستدرس الطاقات المتاحة وتتخذ القرار المناسب". أضاف: "لدينا الثقة بأن المرجعيات السياسية والحكومة باستطاعتهما درس الامور واتخاذ القرارات السياسية الصائبة التي تخدم المصلحة اللبنانية العليا". وعن قضية نزار زكا، قال ظريف: "ثمة فصل بين السلطات، والسلطات القضائية مستقلة بالكامل، ونحن نقوم كخارجية بقدر المستطاع، بما يمكن أن يؤدي الى حل في هذا الموضوع تحت بند الملف الإنساني".

 

ظريف خلال حفل استقبال بالذكرى الاربعين للثورة الاسلامية الايرانية : اننا أكثر استعدادا للتعاون والتعاضد مع لبنان العزيز في المجالات كافة

الإثنين 11 شباط 2019 /وطنية - اقام سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان السيد محمد جلال فيروزنيا حفل استقبال، مساء اليوم في فندق فينيسيا - قاعة المؤتمرات، في الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران وبمناسبة العيد الوطني الايراني، بحضور وزير الخارجية محمد جواد ظريف، حضره وزير الدولة لشؤون المهجرين غسان عطالله ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير المالية علي حسن خليل ممثلا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، النائب محمد رعد ممثلا امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، السفيرة نجلا رياشي ممثلة وزير الخارجية جبران باسيل، وزير الزراعة حسن اللقيس، وزير الصحة جميل جبق، وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، ووزير السياحة أفيديس كيدانيان. وحضر سفراء: روسيا الكسندر زاسبيكين، قطر محمد حسن جابر الجابر، الصين وانغ كيجيان، تونس كريم بودالي، ورومانيا فيكتور مارسيا، النواب: اغوب بقرادونيان، غازي زعيتر، فيصل كرامي، محمد خواجه، حسين الحاج حسن، علي المقداد، علي بزي، عدنان طرابلسي، عبد الرحيم مراد، جهاد الصمد، ياسين جابر، شامل روكز، مصطفى الحسيني، وايوب حميد، اللواء مالك شمص ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس جهاز أمن السفارات العميد وليد جوهر ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، العميد صلاح حلاوي ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، عميد السلك القنصلي جوزيف خميس، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، نائب رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني الايراني رافاييل دبانه، وحشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية.

ظريف

بعد النشيدين اللبناني والايراني القى السفير فيروزنيا كلمة رحب فيها بالحضور وقدم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الذي القى كلمة شدد فيها على "أن الارادة الوطنية اللبنانية التي عبرت عن نفسها من خلال المقاومة اللبنانية الشريفة والبطلة والباسلة، إنما تعبر أيضا كعنوان اساسي وكبير متشابه الى حد كبير لمبادىء وقيم الثورة الاسلامية المباركة في ايران". اضاف:"لا بد لي من أن أتقدم منكم بالتهنئة والتبريك الى لبنان حكومة وشعبا، على كل هذه الانجازات الوطنية التي تمكن من تحقيقها في الآونة الأخيرة لناحية اجراء الانتخابات التشريعية البرلمانية، ولناحية تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، وفي هذه المناسبة، نعلن أننا اليوم وفي المستقبل أكثر استعدادا من أي يوم مضى للتعاون والتعاضد مع لبنان العزيز في المجالات كافة وعلى مختلف المستويات". وختم :"عاشت الجمهورية اللبنانية وعاشت الجمهورية الاسلامية وعاشت علاقات الاخوة والمحبة والتعاون والتلاقي بين البلدين والشعبين".

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 10 و 11 شباط/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

البيان الماروني

الدكتور نبيل خليفة

11 شباط/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72064/72064/

يمرّ لبنان بمرحلة صعبة ومعقّدة وخطيرة في تاريخه تكاد في أي لحظة، أنْ تتحوّل من أزمة سياسيّة إلى أزمة مصيريّة. والخطير في الأمر أنّ المعنيّين بمعالجتها من رجال سياسة ودين ودنيا ليست لديهم، وبكل أسف، الرؤية الصحيحة للبنان بأبعادها اللاهوتية – الوطنيّة – والتاريخيّة والثقافية، وليست لديهم الجرأة وربّما المعرفة، لمواجهة الحقائق العلميّة التي ترسم مسار تاريخ الشعوب والأمم على ضوء علم الجيوبوليتيك المعاصر. ما يجري في لبنان اليوم هو تحدّ وجوديّ لبلد الأرز، للبنان الإنسان والكيان.

 

الوطن الأسطورة

اتيان صقر ـ أبو أرز/11 شباط/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72071/%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%80-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a9/

 

ألفرد رياشي: هل سيسلم حزب الله سلاحه للشرعية اذا تم تسليح الجيش اللبناني من ايران؟!

11 شباط/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/72073/%d8%a3%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%af-%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b4%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d8%b3%d9%8a%d8%b3%d9%84%d9%85-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d8%ad%d9%87-%d9%84%d9%84%d8%b4/

 

{الموزاييك} اللبناني بين سقوط دولة وبناء أخرى

سام منسى/الشرق الأوسط/11 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72081/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%8a%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7/

 

ظريف في بيروت: إيران تفقد سوريا/الخروج الإيراني من سوريا مسألة وقت. ما تريد أن تتركه طهران هناك هو النفوذ.

محمد قواص/ميدل ايست اونلاين/الاثنين 2019/02/11

http://eliasbejjaninews.com/archives/72078/%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%b5-%d8%b8%d8%b1%d9%8a%d9%81-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d9%81%d9%82%d8%af-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a/

 

كل ذلك سيخسره لبنان بمجرد قبول أية هبة عسكرية إيرانية

خليل حلو/11 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72091/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d9%83%d9%84-%d8%b0%d9%84%d9%83-%d8%b3%d9%8a%d8%ae%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%85%d8%ac%d8%b1%d8%af-%d9%82%d8%a8%d9%88%d9%84/

 

 

Moscow &Tehran prepare to arm Hizballah, including with Iranian air defense missiles

من موقع دبيكا: طهران وموسكو يتحضران لتسليح حزب الله وتزويده بصواريخ جوية دفاعية إيرانية

DEBKAfile/February 11/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72097/debkafile-moscow-tehran-prepare-to-arm-hizballah-including-with-iranian-air-defense-missiles-%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%af%d8%a8%d9%8a%d9%83%d8%a7-%d8%b7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%86/

 

Israel pushes for UN to declare Hezbollah as a terror organization
 
صحيفة يدعوت احرانوت: إسرائيل تضغط على جمعية الأمم المتحدة لإعلان حزب الله منظمة إراهبية
 Itamar Eichner/Ynetnews/February 11/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72100/ynetnews-israel-pushes-for-un-to-declare-hezbollah-as-a-terror-organization-%d8%b5%d8%ad%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d9%8a%d8%af%d8%b9%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%88%d8%aa-%d8%a5%d8%b3/