المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 شباط/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february10.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلأَعْمَالُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَنْ أُتَمِّمَهَا، تِلْكَ الأَعْمَالُ نَفْسُهَا الَّتِي أَعْمَلُهَا، تَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَنِي

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/ ورقة التفاهم الطروادية بين حزب الله والتيار الوطني الحر في عامها الثالث عشر

الياس بجاني/القديس مارون: أمة وإيمان ورسالة

الياس بجاني/حراس نيام يبيعون الأوهام

الياس بجاني/الشهيدة الحية مي شدياق تدافع عن حزب الله

الياس بجاني/عنتريات وعروض السيد لاهية ودون محتوى عملي

الياس بجاني/عقم البيان الوزاري الإنشائي لحكومة الحريري في لبنان

الياس بجاني/ورقة التفاهم الطروادية بين حزب الله والتيار الوطني الحر في عامها الثالث عشر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مجلس الأمن يدعو الحكومة إلى التزام إعلان بعبدا

دخول الفرقة الرابعة من نظام دمشق بلدة الطفيل اللبنانية مسافة 3 كم

ظريف في بيروت لتحدّي الضغوط على حزب الله

«غسل قلوب» بين الحريري وجنبلاط تمهيداً لإعادة التحالف/رئيس «التقدمي» قلق من خطة لتطويقه يرعاها النظام السوري/محمد شقير/الشرق الأوسط

«حزب الله» يتدخل لتطويق خلافات حلفائه

عائلة نزار زكا لظريف: نزار خطف في طهران وهو في إضراب عن الطعام منذ 7 أيام

نقابة المصورين الصحافيين: نأسف لما تعرض له الزملاء خلال تشييع زريق وتكرار مثل هذا الاعتداء لن يمر بسهولة

الحريري في دبي مشاركا في"القمة العالمية للحكومات" وسيبحث الأحد مع لومير في تفعيل قرارات "سيدر"

جورج زريق... الاحتجاج الأخير/محمد نزال/الأخبار

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 9/2/2019

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 9 شباط 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نديم الجميل لبلدية بيروت: ما سبب تكليف شركة خاصة بالاعلانات بالتراضي ولماذا اقتطاع جادة شارل حلو وتوزيعها بين الرئيسين حلو وميشال عون؟

النواب استسلموا.. ويريدون حرق الطبقة السياسية/نور الهاشم/المدن

من تداعيات مأساة زريق .. الإفادة المدرسية حقٌّ مقدّس للطالب/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

الاستاذة الجامعية والكاتبة السياسية الدكتورة منى فياض لاذاعة الشرق

رئيس حزب السلام المحامي روجيه اده لاذاعة الشرق

أموال سيدر تأخرت.. فأحرق جورج زريق نفسه/لبنان الجديد/د. أحمد خواجة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خليل حلو: موسكو تلتزم اتفاق الجنوب وتبعد طهران لمصلحة تل ابيب ومطار دمشق خارج دائرة عمليات ايران بضغط من روسيا

كوشنر يزور الشرق الأوسط لطرح «الشق الاقتصادي» من خطة السلام

غانتس يعتبر النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني مسألة أمنية «قابلة للتسوية» واستطلاعات جديدة تعطيه تفوقاً على نتنياهو... بشرط ضم لبيد إلى تياره

حائزة “نوبل” تدعو العالم إلى إضعاف النظام الإيراني

واشنطن تطلب عقوبات “أكثر صرامة” لردع برنامج الصواريخ الإيراني

قلق أميركي من دعم طهران للإرهاب وتظاهرات حاشدة بباريس لإسقاط الملالي

خامنئي: لا تثقوا بالأوروبيين… و”الحرس الثوري” يكشف للمرة الأولى عن مصنع صواريخ تحت الأرض

روسيا تلوّح بعملية عسكرية في إدلب وتتعهد عدم السماح بوجود محميات للإرهاب في سورية وسباق إيراني- روسي على استقطاب المقاتلين

إيران تصفي خصومها في العراق بالاغتيال أو الاعتقال وأرتال عسكرية أميركية دخلت الأنبار

مصنع الدبابات التركي صفقة مشبوهة بين أردوغان وقطر

ضاحي خلفان: لا أهلاً ولا مرحباً بالسفارات الإسرائيلية في الخليج

البيت الأبيض يرد على السلطة الفلسطينية بـ«دبلوماسية تويتر» في ظل غياب الحوار المباشر بينهما

قوات سوريا الديمقراطية» لإعلان إنهاء «داعش» خلال أيام

باريس تشير إلى احتمال تسلم متطرفين فرنسيين... و«البنتاغون» ينفي تحديد موعد للانسحاب

صراع روسي ـ إيراني على تجنيد الشباب السوريين

 موسكو تمهد لـ«عملية فعالة» في إدلب... وأنقرة ترفض المشاركة

 مؤسسات دينية على خط ضبط الخطاب الدعوي للأطفال لتحصينهم من العنف/خطبة جمعة موحدة بمساجد مصر... وتعاون بين الأزهر والتضامن الاجتماعي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

القديس مارون والطائفة الموارنة/نبيل يوسف

رسالة إلى مار مارون أنظر يا أبتِ أين وصلنا/د. أنطوان زخيا صفير/جريدة الجمهورية

البهلوانيات والأثقال الإقليمية في لبنان/وليد شقير/الحياة

من أي رحم ولدت الحكومة اللبنانية/سليم نصار/الحياة

جمهورية الكفر/المحامي عبد الحميد الأحدب

جورج زريق الذي احرق نفسه لن يكون بوعزيزي لبناني/د.منى فياض

يوم مع رفيق الحريري/أحمد عدنان/العربية

حكم الزعران يحرق أهل لبنان/ أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

حكومة 2019: قليلٌ من الطائف والدوحة، وكثيرٌ من... عون/نقولا ناصيف/الأنوار

ريا الحسن هل تنجح في فك ألغاز الأمن في لبنان/صلاح تقي الدين/العرب

صدى نداء الصحراء في جبال لبنان/المطران منير خيرالله/جريدة الجمهورية

الحكومة بين الشَرطين الواقف والفاسخ/رشيد درباس/جريدة الجمهورية

خيارُ الحريري الذكي.../راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية

«القوات»: الحكومة ليست شركة والوزير ليس موظفاً/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

مي شدياق.. هل يُجدي معها قطع رأس الهرّ/بتول خليل /المدن

«قمّة سوتشي» VS «مؤتمر وارسو»/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

«تقاطعات» التكنوقراط... «تطيح» حنكة «الشريف»/كلير شكر/جريدة الجمهورية

«حال الاتحاد»... تناقض وفوضى/راجح الخوري/الشرق الأوسط

المسيحيون في الخليج/محمد الرميحي/الشرق الأوسط

إدارة الفقر/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

حدث أبو ظبي وبيروت الجديد ونموذج طهران القديم/راغدة درغام

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون وبري والحريري شاركوا بقداس عيد مار مارون في الجميزة مطر: الحكومة الأولى للعهد ستكون المنطلق لصعود لبنان نحو القمة

الراعي في عيد مار مارون: نجدد التزامنا بهويتنا المارونية بكل ابعادها ونسعى لجعلها ثقافة وحضارة حياة تغني كل مجتمع تعيش فيه

الشرعي الاسلامي: وثيقة الإخوة الإنسانية تعزز مفهوم المحبة والتعاون والتواصل والعدل والسلام بين الأمم والشعوب

قاسم: لإعطاء الحكومة فرصة وجرعة أمل ومجالا لتقدم ما اقترحته في البيان الوزاري

جنبلاط أمام وفود من مشايخ الدروز: لن يتمكن أحد من اقتلاع المختارة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلأَعْمَالُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَنْ أُتَمِّمَهَا، تِلْكَ الأَعْمَالُ نَفْسُهَا الَّتِي أَعْمَلُهَا، تَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَنِي

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من31حتى36/“قالَ الربُّ يَسوعُ (لليهود): «لَوْ كُنْتُ أَنَا أَشْهَدُ لِنَفْسِي لَمَا كَانَتْ شَهَادَتِي مَقْبُولَة. ولكِنَّ آخَرَ يَشْهَدُ لِي، وأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ الشَّهَادَةَ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي صَادِقَة. أَنْتُم أَرْسَلْتُم إِلى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلحَقّ. وأَنَا لا أَسْتَمِدُّ الشَّهَادَةَ مِنْ إِنْسَان، ولكِنْ مِنْ أَجْلِ خَلاصِكُم أَقُولُ هذَا: كَانَ يُوحَنَّا السِّرَاجَ المُوقَدَ السَّاطِع، وأَنْتُم شِئْتُم أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَة. أَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ شَهَادَةِ يُوحَنَّا: أَلأَعْمَالُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَنْ أُتَمِّمَهَا، تِلْكَ الأَعْمَالُ نَفْسُهَا الَّتِي أَعْمَلُهَا، تَشْهَدُ أَنَّ الآبَ أَرْسَلَنِي.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

ورقة التفاهم الطروادية بين حزب الله والتيار الوطني الحر في عامها الثالث عشر/الياس بجاني/09 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقرارءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D8%A7/

 

القديس مارون: أمة وإيمان ورسالة

نسأل الرب بشفاعة أبينا مارون أن يقوي إيمان وإدراك رعاتنا وقادتنا وأفراد شعبنا ويمدهم بنعمتي الإيمان والرجاء حتى لا ترهبهم ضغوط أو شدائد، وحتى ولا يضعف ثقتهم بنفسهم وعقيدتهم فيغريهم موقع أو ثروة.

الياس بجاني/09 شباط/17

http://eliasbejjaninews.com/archives/71979/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B1/

يا مار مارون نحن شعبك الماروني نتضرع إليك لتخلصنا من ياجوج وماجوج غالبية رعاتنا وقياداتنا وأحزابنا التي حضورها غياب وغيابها نعمة.

ترك القديس مارون أمة منتشرة في كل بلدان العالم تحمل أسمه وتتخذ منه أباً مقدساً لكنيستها السريانية والأرامية المتجذرة في التاريخ والأرض، وخصوصاً في وطن الأرز، حيث مقر البطريركية المارونية الرئيسي الذي أعطي لها مجد لبنان.

نحتفل نحن الموارنة اليوم في لبنان وبلاد الانتشار بالذكرى السنوية لأبي كنيستنا وشفيعنا القديس مارون.

إنها مناسبة عطرة وفرحة وهي عصارة ونتاج واستمرارية ما يزيد عن 1600 سنة من النضال والإيمان والصبر والعطاء من تاريخ أمتنا وشعبنا وكنيستنا المشرقية السريانية.

بخشوع وإيمان وتقوى نرفع اليوم الصلاة خاشعين وطالبين من الرب سبحانه تعالى تقوية إيمان وصبر وعزيمة أفراد شعبنا، ونسأل المصلوب بشفاعة أمه سيدة لبنان أن يقي وطن الأرز وأهله شر الحروب والصراعات والاضطرابات وأن يبقيه وطناً لرسالة المحبة والتسامح والتعايش والمساواة والإخاء.

القديس مارون هذا الناسك الذي عاش في القرن الرابع في جبال قورش شمال إنطاكية ما زال حيّا في قلوبنا وعقولنا والوجدان نحن أبنائه الموارنة، واليوم نحتفل بذكراه ليس فقط في لبنان حيث مركزنا الديني والوطني بل في كل أنحاء العالم حيث تقيم جالياتنا وتنتشر.

تميزت حياة أبيا القديس مارون بالتقشف فكان يكتفي باليسير مما يحتاج إليه الناس في دنياهم من قليل الطعام والشراب واللباس، ولهذا سلك طرق التقوى والإيمان والعطاء والتواضع وقد حرم نفسه ما كانت تشتهيه، وهذه هي الطرق الوعرة التي سار عليها الأبرار والقديسون كافة. كان محور حياته مركزا على الصلاة والتعبد والتأمل والإماتة. لذلك اعتزل الدنيا وأقام تحت خمية من شعر تقيه حر الصيف وبرد الشتاء.

كان الناس يأتون إليه ليسألوه صلاته وبركته، فيصرف أفكارهم عنه ليوجهها إلى الله مصدر كل خير وينبوع كل صلاح، وهذا هو نمط الأبرار فلا يجتذبون الناس إليهم ليطروا صفاتهم الحسنة، ويمتدحوا أعمالهم الباهرة، بل ليحملوهم على الإقبال على الله.

قاوم وتحدى مغريات العالم وأباطيله حتى شاع صيت قداسته، فكتب إليه القديس يوحنا فم الذهب من منفاه يقول له: “إن روابط المحبة والمعزة التي تشدني إليك تجعلني أراك كأنك حاضر أمامي, وفي الواقع إن ما تتميز به نظرة المحبة، إنما هو اجتيازها المسافات ومرور السنوات لا يضعفها وددت لو أني راسلتك بتواتر لكن المسافات شاسعة والمسافرين قلائل, لكني أريد أن تتأكد أني لا أفتأ أذكرك، لأنك تحتل في قلبي مركزا رفيعا فلا تبخل علي بإخبارك، والأنباء عن صحتك تفرحني جدا على الرغم من بعد الشقة, وتعزيني في منفاي ووحدتي وتسر نفسي سرورا كبيرا بمعرفتي انك في صحة جيدة, واعز طلب عندي أن تصلي من اجلي هكذا يخاطب القديسون القديسين، فيما هم يتراسلون”.

طبعت روحانية أبينا القديس مارون وشهادته كنيستنا المارونية فحملت اسمه ونبتت مثل السنبلة من حبة القمح. إنها كنيسة أمة وقضية ورسالة، وقد احتضنت شعبها المؤمن منذ 1600 سنة وشهدت ولا تزال لروحانية أبيها في الوحدة والشركة على تقليد إنطاكيا، وهي كانت ولا تزال وسوف تبقى منفتحة على الشعوب والحوار ومتمسكة بتراثها السرياني المشرقي العريق وبهويتها المميزة.

ما أحوجنا نحن الموارنة إلى الوعي الإيماني والوحدة والتضامن في هذه الأيام الشديدة الوطأة، وما أحوجنا إلى نبذ الأحقاد والابتعاد عن الأنانية والأنا، ما أحوجنا رعاة وقادة وأفرادا أن نأخذ من أبينا مارون الأمثولة، وهي ألا يعيش كل منا لنفسه، بل أن يفكّر في غيره من الناس ويبادر إلى مساعدتهم، وكم حولنا من أناس نكبتهم الأيام، فلم يقووا على مواجهة النكبة، وهم في اشد الحاجة إلى من يمد لهم يد العون لينهضوا من  كبوتهم.

يعلمنا التاريخ أنه من المستحيل على أي وطن أن يقوم، أن لم يضافر أبناؤه جهودهم لينهضوه.

وقد آن الأوان ليقلع كل ماروني منا وكل لبناني عن أنانيته والتفكير في مصلحته الخاصة الضيقة من مواقع ومراكز وكراسي ونفوذ، اعتقاداً منه انه ينجو بنفسه منفرداً.

والواقع الذي لا سبيل إلى إنكاره، هو أننا جميعاً نبحر في مركب واحد، إذا غرق غرقنا معاً وإذا نجونا نجونا معاً.

ونحن نستذكر اليوم حياة وصفات وعطاءات وطهارة قديسنا لا بد وأن نشهد للحق بحزن وأسى ونقول بجرأة بأن الزمن الحالي هو للأسف “زمن محل وكفر” بعد أن أمسى العديد من رجال الدين والسياسة والمسؤولين الموارنة في حال غربة كاملة عن قيم وأخلاق وتعاليم  قديسنا مارون وغرقوا في أوحال التخلي والأنانية والاستكبار وتعلقوا بمقتنيات الدنيا الفانية وابتعدوا عن ثوابت الصرح البطريركي التاريخية؟

إنه بالفعل زمن أغبر هذا الذي وصلنا إليه ويصح بهؤلاء القادة المتلونين قول النبي اشعيا: “هذا الشعب يكرّمني بشفتيه، أما قلبه فبعيد عني كثيراً، فباطلاً يعبدونني، وهم يعلمّون تعاليم البشر”.

نسأل الرب أن يؤتينا جميعاً أن نتفهم تعاليمه كما تفهمها أبونا مارون، وان نعمل بوحيها، فنرص الصفوف، ونوحد الكلمة مع جميع إخواننا اللبنانيين في الوطن الأم وبلاد الانتشار لنعمل متكاتفين بمحبة وتجرد على إعادة وطن الأرز والقداسة إلى سابق عهده في الإيمان والوئام والازدهار في ظل سلام دائم وعادل وشامل.

نسأل الرب بشفاعة أبينا مارون أن يقوي إيمان وإدراك رعاتنا وقادتنا وأفراد شعبنا ويمدهم بنعمتي الإيمان والرجاء حتى لا ترهبهم ضغوط أو شدائد، وحتى ولا يضعف ثقتهم بنفسهم وعقيدتهم فيغريهم موقع أو ثروة.

نهنيء أهلنا الموارنة وعموم اللبنانيين بهذا العيد، ونصلي معهم للمصلوب لينعم علينا وعليهم بنعم الاقتداء بفضائل صاحب العيد وبكل ما اتصف به من خشية لله وتجرد عن أباطيل الدنيا ومحبة للناس.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حراس نيام يبيعون الأوهام

الياس بجاني/09 شباط/17

من يدعي نفاقاً معارضة احتلال حزب الله وبنفس الوقت يشاركه في حكومته السورو-إيرانية هو عملياً غطاء للحزب ولإحتلاله وبالتالي هو منافق ودجال محترف وتاجر هيكل رخيص ووصولي لا أكثر ولا أقل مهما حاول تجميل تخاذله والتقليل من مصداقية من يعريه ويكشف هرطقاته.

 

الشهيدة الحية مي شدياق تدافع عن حزب الله

الياس بجاني/08 شباط/17

: سبحان من يغير ولا يتغير..بزمن المّحل والذمية والواقعية النفاق صارت الكرافت والمصافحة باليد معيار وطنية..الظاهر الكرسي بتجنن ومرحبا يا خال لا في باب ولا في غال والحراس نعسوا وناموا!!!

**للمرة الأولى، مي شدياق تدافع عن حزب الله: لا يريد تحدي المجتمع الدولي وهذا هو الدليل.

مواقع الكترونية/07 شباط/19/قالت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية قبيل جلسة إقرار البيان الوزاري: "لو كانت لـ"حزب الله" النية بتحدي المجتمع الدولي لما عين وزيراً للصحة بربطة عنق ويصافح باليد"، مشيرة الى انه "سنتحفظ على بند المقاومة".

 

عنتريات وعروض السيد لاهية ودون محتوى عملي

الياس بجاني/06 شباط/19

الضاحية والبقاع والجنوب بحاجة لكهرباء فليتبرع الملالي لهم بمحطات توليد طاقة وبدل عرض السلاح الإيراني للجيش اللبناني فليهدي السيد سلاح حزبه اللاهي هو له وكفى لبنان وشعبه عنتريات مفرغة من أي محتوى عملي. حال الشعب الإيراني بالويل.. يا طبيب عالج نفسك أولاً'!!

 

عقم البيان الوزاري الإنشائي لحكومة الحريري في لبنان

الياس بجاني/06 شباط/19

لا قيمة عملية للبيان الوزاري طالما أنه لا يسمي الإحتلال الإيراني للبنان علنية ولا يضع خططاً للتخلص منه ولإستعادة الإستقلال والسيادة.

 http://eliasbejjaninews.com/archives/71882/elias-bejjani-the-futile-lebanese-new-government-mere-rhetoric-ministerial-statement-%d8%b9%d9%82%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b2%d8%a7%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

 

ورقة التفاهم الطروادية بين حزب الله والتيار الوطني الحر في عامها الثالث عشر

الياس بجاني/06 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71868/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7/

لم يكن لا غريباً ولا مستغرباً أن يتباهي أمس مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا ويعلن بفرح واستكبار بأن “العلاقة بين التيار والحزب عميقة جداً وليست سطحية”، “وأن أكبر خلاف على أية قضيّة ينتهي في أرضه وتصبح الأمور سهلة ولينة لمجرّد التواصل سواء المباشر أو غير المباشر”. مضيفاً أن “علاقة صداقة قوية تربط رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، والمميّز أيضاً يكمن في كميّة الحب التي يختزنها باسيل للسيد نصرالله الذي لم يكن كلامه في الإعلام عن صداقة تجمعه بباسيل مجاملة سياسية، بل هو توصيف واقع وحقيقة”. وكشف صفا عن أن باسيل ينظر إلى السيد نصرالله على أنه من “القديسين”، موضحاً أنّ رئيس التيار “شقفة” من الرئيس ميشال عون لجهة المشاعر الجياشة التي يُكنها للسيد نصرالله، وكما هو معروف أن الرئيس عون لا يستطيع إخفاء بريق عينيه في أي لقاء يجمعه بالسيد”. وأكد صفا “حصول لقاءات يعقدها السيد نصرالله مع باسيل لا تظهر أبداً إلى الإعلام وهي في سياق التنسيق المستمر والذي قد نشهده أكثر في المستقبل”، موضحاً في الوقت عينه أن “الاتصالات بين السيد والجنرال دائمة وفي أوقات ليست متباعدة.”

كم كنا نتمنى لو كانت هذه العلاقة الحميمية بين هذا الثلاثي التي أشار إليها صفا هي موضوعة في خدمة لبنان الدولة وسيادته واستقلاله ورسالته ودستوره وأمنه واستقراره وعلاقاته الإقليمية والدولية ورسالته ودوره الحضاري والتعايشي وحاضر ومستقبل الشعب اللبناني وأمنه وحريته واقتصاده وازدهاره.. إلا أنها للأسف فهي عملياً علاقة مصلحية ولا سيادية ولا لبنانية ولا دستورية ولا وطنية، بل 100% نفعية وتدور بكاملها في سياق تبادل المصالح ومبادلة “أي مداكشة المواقع” في السلطة من نواب ووزراء ورئاسة وغيرها ومصالح ومنافع خاصة مقابل التنازل عن القرار الوطني الحر  وعن السيادة والدستور وعن كل ما هو قانون وعدل وقرارات إستراتجية..هي باختصار علاقة قاتلة لكل ما هو لبنان ولبناني طبقاً لكل معايير السيادة والاستقلال والحريات.

جدير ذكره أنه كان قد قيل لنا يوم تم توقيع ورقة التفاهم هذه  في 06 شباط عام 2006 بأن الهدف الأساسي من توقيعها هو إعادة حزب الله إلى حضن الدولة اللبنانية ولبننته.

اليوم وبعد مرور 13 سنة عجاف على توقيعها فإن العكس تماماً هو ما حصل. فقد ألغى الحزب الدولة بكل مقوماتها، وحولها إلى أداة طيعة بيده، ووضعها في مواجهة مع غالبية الشعب اللبناني، ومع كل الدول العربية، ومع معظم دول العالم، وذلك خدمة للمشروع الإيراني المذهبي العسكري التوسعي.

لقد حول الحزب لبنان عملياً وواقعاً معاشاً إلى إلى قاعدة حربية ومعسكر ومخزن سلاح إيراني.

وفي مراجعة سريعة لبنود الورقة نرى إن أخطر بنودها هو البند العاشر الذي يتناول سلاح حزب الله. هذا البند يصف سلاح الحزب بأنه وسيلة مقدسة، واللافت في هذا التوصيف الهرطقي هو إنها المرة الأولى في لبنان حيث يعتبر فيها فريق غير حزب الله (التيار الوطني الحر) أن السلاح هو وسيلة مقدسة.

وبالتالي فإن التعاطي مع سلاح حزب الله طبقاً لهذا المفهوم هو تعاط مع الآلهة، وهنا تكمن معضلة وصعوبة بل استحالة مناقشة هذا الأمر المقدس مع قيادة الحزب ومع راعيته إيران، فعندما تكون الوسيلة مقدسة تصبح بالتالي الغاية إلهية.

كما إن المستغرب في موضوع القداسة هذا هو قبول الطرف الآخر الموقع على الورقة بهذه البدعة، أي التيار الوطني.. وهو من المفترض نظرياً أنه تنظيم سيادي واستقلالي وعلماني ومقاوم لقوى الإحتلال.

هذا، وكان ولا يزال مستهجناً جداً التوقيع على ورقة مع حزب هو ديني ومذهبي وإيراني ومشروعه فارسي تقول إن سلاحه مقدس، وهو في البداية وبالنهاية عملياً وواقعاً سلاح مذهبي وإيراني وميليشياوي وليس شرعياً ولا هو تابع للدولة اللبنانية ولا هو بأمرتها.

عليماً فإن هذا المفهوم الرباني للسلاح والأهداف الإلهية لاستعماله قد سهل لدويلة الحزب ولمرجعيته الإيرانية الإمساك بالدولة والسيطرة الكاملة عليها. وقد ظهر ولا يزال يتمظهر هذا الأمر الغريب والعجيب واللاسيادي واللااستقلالي واللادستوري بقوة في العديد من المناسبات الشاذة واللافتة من حروب الحزب وعملياته العسكرية والإرهابية الخارجية، ومن غزواته وغزوات أذرعته الميليشياوية داخل لبنان.، إضافة إلى عمليات الاغتيالات والخطف والإرهاب والفساد والإفساد والفوضى بكل أشكالها البربرية.

فبعد مرور 13 سنة على “الورقة” لم يحصد لبنان وشعبه منها غير الكوارث الوطنية بكافة أشكالها وأنواعها السيادية والوطنية والدستورية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى تعكير، بل ضرب، علاقات لبنان الدولية والعربية والإقليمية.

الورقة عملياً كانت ولا تزال أداة هدامة في ضرب وتهميش ومصادرة الدولة لمصلحة الدويلة، وفي الهيمنة على كل قرارات الدولة الكبيرة والصغيرة، وخصوصاً قرار السلم والحرب.

بعض حصاد الورقة السرطاني محلياً وإقليمياً ودولياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*فرض قانون انتخابي على مقاس مشروع الملالي المذهبي وسيطرة حزب الله على الأكثرية النيابية والإتيان برئيس جمهورية وبحكومة غالية وزرائها يدورون في فلكه.

*منع قيام الدولة وتعطيل استعادة السيادة والاستقلال.

*هيمنة الدويلة على الدولة.

*وجود مليون ونصف مليون نازح سوري يهددون وجود لبنان ويضربون نسيجه الاجتماعي.

*تعطيل الدستور وتهميش المؤسستين التشريعية والتنفيذية وهيمنة حزب الله على مؤسسات الدولة كافة.

*انهيار اقتصادي لم يعرفه لبنان في تاريخه المعاصر.

*مستويات مرتفعة جداً وغير مسبوقة من البطالة والفقر.

*هجرة كبيرة طاولت كل الشرائح وكل المذاهب.

*غياب الطبقة المتوسطة وتفشي الصفقات والسمسرات والتهريب والتطاول على القانون والأمن.

*تفلت امني خطير وغياب كل ما هو محاسبة.

*تشريع الحدود على غاربها ودخول حزب الله في حروب إقليمية لمصلحة المشروع الإيراني.

*فرض هرطقة ما يسمى بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

*غزوات لبيروت والجبل وإسقاط حكومات وسلسلة من الاغتيالات..

*زرع الشقاق والفرقة والصراعات بين مكونات كل الشرائح اللبنانية

*كساد المحاصيل الزراعية وضرب قطاع الصناعة اللبنانية بسبب مشاركة حزب الله في الحرب السورية وإقفال طرق التصدير.

*تعطيل قطاع الخدمات من كهرباء وماء وقمامة ومواصلات وصحة وغيرها كون الدولة معطلة وقرارها مصادر.

*قيود وعقوبات دولية وعربية وإقليمية شديدة على القطاع المصرفي على خلفية اتهامات لحزب الله في تبيض الأموال والتجارة بالمخدرات.

*تسبب حزب الله بحرب مع إسرائيل عام 2006.

*ضرب علاقات لبنان بمعظم الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها بسبب مهاجمة حزب الله لأنظمتها واستهداف أراضيها بعمليات إرهابية لمصلحة حكام إيران وتهديد مصير حوالي نصف مليون لبناني يعملون فيها.

*ضرب السياحة العربية إلى لبنان ومنع عدد لا بأس به من الدول العربية مواطنيها من السفر إلى لبنان.

*تعطيل تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وخصوصاً القرارين 1559 و1701 إضافة إلى اتفاقية الهدنة واتفاقية الطائف.

*وصم لبنان بالإرهاب كون حزب الله موضوع على قوائم الإرهاب في معظم دول العالم ومن ضمنها عدد كبير من الدول العربية.

*مضايقة اللبنانيين فيما يخص السفر إلى بلدان كثيرة على خلفية وضع حزب الله على قوائم الإرهاب.

الورقة باختصار ساهمت إلى حد كبير في بقاء لبنان دولة فاقدة لقرارها، وغير قادرة على ضبط حدودها، ومؤسساتها شبه معطلة، وإعاقة قيام المؤسسات وسلمت الدولة للدويلة .. وتطول القائمة..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مجلس الأمن يدعو الحكومة إلى التزام إعلان بعبدا

وكالات/السبت 9 شباط 2019

رحّب مجلس الامن الدولي في بيان بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان في 31 كانون الثاني 2019، مهنئاً رئيس الحكومة سعد الحريري ومجلس الوزراء، مثنيا على توزير 4 نساء في الحكومة الجديدة، وبشكل خاص في تبوّء امرأة لوزارة الداخلية للمرّة الاولى في تاريخ لبنان، مشجعاً السلطات اللبنانية بخطوات اضافية لتعزيز المشاركة الكاملة للمرأة في الحياة السياسية. وأضاف بيان مجلس الامن عن لبنان انه يشجّع على تحصين الوحدة الوطنية بعد تشكيل حكومة على هذا الاساس تضمن معالجة الاوضاع الضاغطة الامنية منها والاقتصادية والاجتماعية كما التحديات الانسانية التي تواجه البلاد.

وأكّد اعضاء مجلس الامن دعمهم المطلق للاستقرار الامني في لبنان وسيادته واستقلاله وتحرير قراره السياسي، وفق قرار مجلس الامن 1701 الصادر في العام 2006، كما القرارات 1680 الصادر في العام نفسه والقرار 1559 الصادر في العام 2004، واخيرا القرار 2433 الصادر في العام 2018، كما قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة وبيانات الامين العام للمجلس المتعلقة بلبنان.  ودعا اعضاء مجلس الامن الدولي الى التزام الافرقاء السياسيين في لبنان سياسة النأي بالنفس تجاه المحاور المتصارعة في المنطقة، وإعطاء هذا الالتزام الاولوية القصوى تطبيقا للبيانات الوزارية السابقة كما الحالية، في هذا الاطار، وبخاصة ما نصّ عليه "إعلان بعبدا" في العام 2012، كما طالب البيان بالتزام لبنان بسائر قرارات مجلس الامن المتعلقة بنزع سلاح الجماعات المسلحة كافة، خارج اطار القوى الشرعية اللبنانية، كما دعا الافرقاء السياسيين الى مناقشة الاستراتيجية الوطنية الدفاعية للبنان، والتي تحصر السلاح في المؤسسات الامنية الشرعية كما ينص عليه الدستور اللبناني وكما ينص اتفاق الطائف. وشدّد اعضاء مجلس الامن الدولي على ضرورة التزام الحكومة اللبنانية بالاصلاحات المطلوبة منها والمنصوص عليها في المؤتمرات الدولية الداعمة للبنان، من مؤتمر "روما "2 الى "سيدر" والتي نصّت على ان ان تتتخذ الحكومة اللبنانية الجديدة اجراءات اصلاحية وبنيوية ما يشجّع الاستثمارات في قطاع البنى التحتية والخدمات في لبنان بشكل يتماشى مع الاجندة الموضوعة في مؤتمر "سيدر"، كما يشجّع مجلس الامن الحكومة اللبنانية على السير بالتزاماتها في المؤتمر في شأن محاربة الفساد وتفعيل المحاسبة التي تشمل ادارة الاموال العامة.

وختم بيان مجلس الامن بدعوة المجتمع الدولي بما فيها المنظمات الدولية، الى الاستمرار بدعم لبنان في تصدّيه للتحدّيات الامنية والاقتصادية والانسانية التي تواجهه.

 

دخول الفرقة الرابعة من نظام دمشق بلدة الطفيل اللبنانية مسافة 3 كم

خليل حلو/09 شباط/19/تناقلت وسائل إعلام أنه منذ 9 ساعات دخلت الفرقة الرابعة من نظام دمشق بلدة الطفيل اللبنانية مسافة 3 كم داخل الأراضي اللبنانية بعد انسحاب حزب الله منها. سؤال إلى وزراء الدفاع والإعلام والخارجية ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية: ما هي حقيقية الأمر؟ وإذا كان ذلك صحيحاً وينكم؟ وهل هناك احتلال بسمنة واحتلال بزيت؟ اشرحولنا! وإذا كان كما ورد في البيان الوزاري حق للشعب في مقاومة الإحتلالات فهل يحق لشعب الطفيل والبقاع الشمالي مقاومة الإحتلال السوري؟ نحن نصغي إلى جهبذيتكم!

 

ظريف في بيروت لتحدّي الضغوط على حزب الله

العرب/10 شباط/19/بيروت - تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت المقررة الأحد كرد مباشر على دعوة مجلس الأمن الدولي إلى سحب أسلحة الفصائل في لبنان، والمعني بها حزب الله بشكل مباشر. كما أنها تتزامن مع ضغوط إسرائيلية لإجبار الحزب الموالي لإيران على وقف تهريب السلاح عبر سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن ظريف سيجري محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين حول العلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وكان قاسمي قد أعرب عن ترحيب إيران بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، والتي حافظ فيها حزب الله على نفوذه القوي. وكان حسن نصرالله، أمين عام حزب الله قال الأربعاء الماضي، إن ما يجري في المنطقة، هو حرب أميركية على إيران منذ العام 1979 إلى اليوم، وإنها لن تكون وحدها عندما تشنّ أميركا عليها الحرب. وتأتي هذه الزيارة مباشرة بعد أن دعا مجلس الأمن الدولي الحكومة اللبنانية إلى نزع سلاح جميع الفصائل، “حتى لا تكون هناك غير أسلحة الدولة”، وهو موقف كان يستهدف بالدرجة الأولى سلاح حزب الله الذي تحوّل إلى سيف مسلط على رقاب اللبنانيين، سواء من الأصدقاء أو الخصوم، ما يجعل نقد حزب الله ولو جزئيا أمرا ممنوعا. وأكد المجلس أن “القوات المسلحة اللبنانية هي القوات الشرعية الوحيدة في البلاد، كما هو وارد في الدستور واتفاق الطائف (1989)”. ودعا بيان مجلس الأمن “جميع الأطراف اللبنانية إلى تنفيذ سياسة النأي بالنفس عن أي نزاعات خارجية، كأولوية هامة، كما وردت في إعلان بعبدا عام 2012. ورحب المجلس بتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان، مثنيا على “ترشح أربع نساء في الحكومة الجديدة بما في ذلك منصب وزير الداخلية للمرة الأولى في تاريخ لبنان”. كما أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن الجيش هو المعني الوحيد بالدفاع عن سيادة وسلامة أراضي لبنان. وتعتقد أوساط لبنانية أن زيارة ظريف إلى لبنان الهدف منها إظهار الدعم لحزب الله بوجه الضغوط الداخلية والخارجية التي تحرك حاليا قضية سلاح الحزب، وهي قضية ربما تكون محورية بعد تشكيل الحكومة، وفي ظل التطورات التي يشهدها الملف السوري وسط حديث عن أن أي حلّ سياسي يشترط أولا إجبار إيران وحزب الله على سحب الميليشيات من سوريا.

 

«غسل قلوب» بين الحريري وجنبلاط تمهيداً لإعادة التحالف/رئيس «التقدمي» قلق من خطة لتطويقه يرعاها النظام السوري

محمد شقير/الشرق الأوسط/09 شباط/19

تدخل العلاقة بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، والتي سادها في الآونة الأخيرة جو من التوتّر بلغ ذروته عشية ولادة الحكومة الجديدة، في مرحلة «غسل القلوب» لاستيعاب الأسباب الكامنة وراء تصاعد التأزم السياسي بين حليفي الأمس تمهيداً لعودة تحالفهما إلى سابق عهده، وبالتالي لقطع الطريق - كما تقول مصادر مقرّبة منهما لـ«الشرق الأوسط» - على كل الذين راهنوا من المنتمين إلى «محور الممانعة» أو من بعض رموز «قوى 14 آذار» على أن علاقتهما وصلت إلى حائط مسدود وأن تحالفهما أصبح من الماضي.

وتقول مصادر مواكبة للأجواء التي سادت اللقاء الذي عُقد ليل أول من أمس بين الرئيس الحريري وعضوي «اللقاء الديمقراطي» الوزيرين أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور إن رهان البعض على أن علاقة الحريري وجنبلاط أُصيبت بندوب سياسية غير مسبوقة وأن تحالفهما انتهى بلا رجعة بذريعة أن الاشتباك السياسي بينهما هو الأول من نوعه، هو رهان سيبقى في حدود الرغبة التي ستصطدم في الأيام القادمة بقرار الطرفين بضرورة إنعاش تحالفهما.

وتؤكد المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط» أن الطرفين توافقا على ضرورة التواصل والحوار وأنه لم يعد من مكان لاستحضار التغريدات التي تُبولدت بينهما قبل ولادة الحكومة، لأن السجال عبر «تويتر» لا يساعد على حصر الخلاف بينهما بمقدار ما شكّل مادة مشتعلة تجاوزتهما إلى محازبيهما الذين لم يقصّروا في كيل الاتهامات وأحياناً الشتائم. وتكشف المصادر أن أول الغيث في رغبة الحريري وجنبلاط على طي صفحة الماضي، كان في مبادرة الأخير في إرسال «هدية» إليه هي عبارة عن مجموعة من اللقطات للعشاء الذي جمعهما قبل يوم من ولادة الحكومة، وضم إضافة إليهما السفير المصري لدى لبنان نزيه النجاري وأبو فاعور والوزير السابق غطاس خوري. وتقول المصادر إن الحريري تسلّم هذه الصور من أبو فاعور وشهيّب وهو يبتسم وكأنه على قراره بتنظيم الاختلاف بينه وبين جنبلاط حول بعض الملفات وأبرزها تلزيم قطاع الكهرباء؛ خصوصاً أن تحالفهما حول الأمور الاستراتيجية سيبقى صامداً.

وبكلام آخر، فإن الخلاف حول هذه الملفات يجب أن يسلك طريقه إلى الحوار والتواصل لعلهما يتوصّلان إلى تفاهم حتى لو تعذّر عليهما الاتفاق، يقوم على تحييده عن التفاهمات السياسية الكبرى وأولها موقفهما من النظام السوري، وهذا يعني أن البديل للحوار لن يكون من خلال تبادل التغريدات.

وفي هذا السياق تؤكد المصادر المواكبة أن لقاء الحريري بالوزيرين شهيّب وأبو فاعور لم يخلُ من تبادل العتاب واستعراض الأسباب التي كانت وراء الوصول بالعلاقة إلى التأزّم، وتقول إن الطرفين أجريا حواراً في العمق وبصراحة رغبة منهما في السيطرة على نقاط الخلاف ووضعها على سكة الحوار.

وترى المصادر أن من أسباب توتر العلاقة بين الحريري وجنبلاط وجود قلق لدى الأخير من مخطط لمحاصرته وتطويقه بدءاً من الجبل وأن النظام السوري يرعى هذا المشروع للثأر من رئيس «التقدمي» على مواقفه النارية منه وأن لديه إحساسا بأن الحريري لا يشاركه كما يجب في قلقه.

لكن الحريري - كما تقول المصادر - سارع إلى طمأنة شهيّب وأبو فاعور، وأكد لهما من دون مواربة أنه انطلق في بداية مشواره السياسي فور استشهاد والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري بالتحالف مع جنبلاط وأن تحالفه لن يكون موضع مساومة ويحفظ له وقفته التاريخية إلى جانبه. وتضيف المصادر نقلاً عن الحريري أنه لن يقف على الحياد حيال الذين يخططون لمحاصرة جنبلاط ومن ثم تطويقه بدءاً بمنطقة الجبل.

وتؤكد المصادر أن أجواء من الودّ خيّمت على لقاء الحريري بالوزيرين شهيّب وأبو فاعور الذي سيواصل تحرّكه لتحضير الأجواء السياسية للقاء بين الحريري وجنبلاط سيحصل قريباً مع اقتراب حلول الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري؛ خصوصاً أن رئيس الحكومة وجّه دعوات شخصية لرئيس «التقدمي» وأركانه لحضور الحفل الذي سيقيمه تيار «المستقبل» بهذه المناسبة.

لذلك فإن لقاء تنقية الأجواء بين الحريري وشهيّب وأبو فاعور شكّل مناسبة لجوجلة أسباب الخلاف وإدراجها في ملفٍ للحوار مع الإصرار على ثبات تحالفهما الاستراتيجي. كما أتاح للوزيرين تسجيل مجموعة من المآخذ على رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن شهيّب وأبو فاعور استفاضا في حديثهما عن واقع الوضع الدرزي واتهما باسيل بالانحياز لمصلحة خصوم جنبلاط ودخوله كطرف في المحاولات الرامية إلى محاصرته وتطويقه.

لذلك، يتصرف «التقدمي» منذ الآن على أنه يخوض معركة مفتوحة مع باسيل على خلفية تدخّله المباشر في ملف العلاقات الدرزية من دون سابق إنذار، وهذا ما شكّل مفاجأة له لأنه يرى أن لا مبرر له لإقحام نفسه في هذا الخلاف الذي يمكن أن يؤثر على المصالحة في الجبل، باعتبار أنها بمثابة خط أحمر لدى جنبلاط ولن يسمح بتهديدها أو العودة بالجبل إلى اقتتال ترتّب عليه سقوط ضحايا. وعليه، فإن الحريري وجنبلاط يصرّان على التزامهما بتطبيق اتفاق «الطائف» وتنقيته من الشوائب، كما أن الأخير يتمسك بالتسوية التي توصّل إليها مع الرئيس ميشال عون الذي كان التقى شهيّب وأبو فاعور موفدَين من رئيس «التقدمي». وعلمت «الشرق الأوسط» أن جنبلاط ليس في وارد الدخول في اشتباك مع عون وأن خلافه مع باسيل لن ينسحب مهما كلّف الأمر على العلاقة مع رئاسة الجمهورية. ولم يُعرف حتى الساعة إذا كان الرئيس عون سيتدخّل مباشرة لدى باسيل للعمل على تهدئته لأن له مصلحة في الحفاظ على الاستقرار وتعزيزه؛ خصوصاً في الجبل، مع الإشارة إلى أن شخصيات في «التيار الوطني» لا تشارك رئيسها في انحيازه إلى جانب أطراف في الطائفة الدرزية. وسيكون المعيار لمدى ثبات التسوية بين الرئيس عون و«التقدمي» من اختبار التجاوب مع الأخير في تعيين العميد أمين العرم رئيساً لهيئة الأركان العامة في الجيش بعد ترقيته في مجلس الوزراء إلى رتبة لواء، وذلك خلفاً للواء المتقاعد حاتم ملاك؛ خصوصاً أنه الأول لجهة الأقدمية على قائمة المرشحين من الضباط الدروز لملء هذا المركز الشاغر حالياً.

 

«حزب الله» يتدخل لتطويق خلافات حلفائه

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/09 شباط/19/تتجه الأطراف المشاركة في الحكومة اللبنانية إلى تفكيك العلاقات المتأزمة فيما بينها، بهدف تفعيل العمل الحكومي، وبدأ ذلك في اجتماع التهدئة بين الرئيس سعد الحريري ووزيري «الحزب التقدمي الاشتراكي» أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، في وقت دخل «حزب الله» على خط تقريب وجهات النظر بين حلفائه، لتذليل الاختلافات وتحقيق تضامن حكومي يتيح الإنجازات في ملفات أساسية مثل «مكافحة الفساد» وملف الكهرباء. وينتظر أن يعقد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لقاء قريباً جداً، بهدف التشاور في الموضوع الحكومي، والتفاهم على العناوين العريضة في مجلس الوزراء، وتنسيق المواقف. ويعتبر «حزب الله» نقطة التقاطع بين حلفائه الذين تشوب علاقتهم تباينات، وتحديداً «حركة أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، و«تيار المردة» الذي يرأسه النائب السابق سليمان فرنجية من جهة، و«التيار الوطني الحر» الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل من جهة أخرى. وقالت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط» بأن الحزب يقوم بمبادرة للتهدئة، بهدف تحقيق إنجازات في معالجة الملفات الحكومية التي تحتاج إلى تضامن وزاري، قائلة بأن أمام الحكومة «ملفات ضخمة أبرزها مكافحة الفساد وتأمين الكهرباء 24 على 24 ساعة»، تحتاج إلى تأييد وإجماع، لذلك «يولي أهمية لتقريب وجهات النظر بين حلفائه وتهدئة الخلافات الداخلية». ورغم أن هناك اتفاقات كبيرة بين مكونات الحكومة على الملفات الاستراتيجية ومعالجة الملفات الإشكالية بهدوء، إلا أن الخلافات «تحتاج إلى تنقية القلوب وتفاهمات»، منعاً لأن تعوق المناكفات السياسية بين أطراف الحكومة الإنجازات المتوقعة. وتلتقي «حركة أمل» مع «حزب الله»، وأطراف لبنانية أخرى، على ضرورة أن تكون الحكومة منتجة، وتتجنب الصراعات، إذ يؤكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس «أننا أول من دعا لأن تكون المرحلة مرحلة عمل، وتخفيف التشنجات لأن الوضع لا يحتمل أزمات وتوترات ومشاكل»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن عنوان الحكومة هو العمل، ويجب أن تكون منتجة، وهذا خطابنا من البداية، لافتاً إلى أن «الحكومة يجب أن تبدأ بمعالجة ملف الكهرباء».

وقال خريس: «نحن دعاة التهدئة، وخطابنا على الدوام يتجه إلى التهدئة، ونحث الجميع على اتخاذ المنحى نفسه»، مشدداً على ضرورة أن تكون الحكومة منتجة. وعن العلاقة مع «التيار الوطني الحر»، أكد خريس أنها «متينة وهناك تواصل دائم ومستمر».

وتشدد مصادر تيار «المردة» على أن الحكومة يجب أن تكون منتجة، وتكون هناك علاقة مع جميع الأطراف ضمن السقف الاستراتيجي، كما تؤكد على ضرورة وقف الفساد. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «هناك واقع أن أباً يحرق نفسه اليوم (أمس) لأنه لا يستطيع تأمين إفادة مدرسية لابنته. يجب أن تتطلع الطبقة السياسية لشؤون الناس، فالتهاون ممنوع مع مطالب الناس، كما أن التعاطي باستخفاف مع حاجاتهم ليس مقبولاً». ويبدو أن قرار التهدئة ينسحب على جميع الأطراف بما يتخطى الحلفاء، وهو ما أشار إليه الوزير السابق غطاس خوري المقرب من الرئيس الحريري، حيث أكد أن هذه الحكومة مدعوة إلى العمل لأن البلد ما عاد يحتمل، وقال في تصريح تلفزيوني: «12 صفحة من البيان الوزاري بغالبيتها هي عن سيدر وكتبها الحريري منذ فترة في مكتبه... وهذه الحكومة تأتي لتنجز وتعمل». وأوضح خوري أن هناك ضرورة للوصول إلى التسوية، «واليوم البلد يعيش توازناً بين أطراف سياسية متعددة والمطلوب الحفاظ على الحد الأدنى من التفاهم». وأضاف: «حزب الله» مكون أساسي في لبنان وهناك طريقتان لمعالجة الوضع إما بالمهادنة مع الحزب أو بفتح هجوم عليه ونحن نريد المهادنة لأننا نريد الحفاظ على السلم الأهلي ولو أن هذا الأمر ليس شعبويا».

 

عائلة نزار زكا لظريف: نزار خطف في طهران وهو في إضراب عن الطعام منذ 7 أيام

السبت 09 شباط 2019 /وطنية - جاءنا من عائلة نزار زكا، البيان الآتي: "إلى وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف لمناسبة زيارته لبيروت، تمت عملية خطف اللبناني نزار زكا في طهران في وضح النهار، كما هو ظاهر في الصورة المرفقة، بينما كان يلبي دعوة رسمية من الحكومة الايرانية. وهو الآن في إضراب عن الطعام منذ 7 أيام. شكرا إيران".

 

نقابة المصورين الصحافيين: نأسف لما تعرض له الزملاء خلال تشييع زريق وتكرار مثل هذا الاعتداء لن يمر بسهولة

السبت 09 شباط 2019/وطنية - استنكرت نقابة المصورين الصحافيين، في بيان "الاعتداء الذي طاول المصورين والإعلاميين، الذين كانوا يغطون مراسم تشييع المرحوم جورج زريق، وكانوا ينقلون هذه المأساة بكل أبعادها، ويشعرون بالأسف على ما حصل لهذه العائلة". وإذ أكدت "حزننا كبير على ما حل به وبعائلته"، أسفت ودانت في الوقت نفسه "ما تعرض له الزملاء، من إهانة واعتداء مباشر، وهم كانوا يؤدون واجبهم المهني". وشددت على أن "تكرار مثل هذا الاعتداء، لن يمر بسهولة، والصحافة تعرف كيف تدافع عن نفسها". وختمت "رحم الله جورج زريق، وللمصورين والإعلاميين كل الدعم في مهماتهم".

 

الحريري في دبي مشاركا في"القمة العالمية للحكومات" وسيبحث الأحد مع لومير في تفعيل قرارات "سيدر"

بيروت - "الحياة/10 شباط/19" /وصل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعد ظهر اليوم الى القاعة الاميرية في مطار دبي، للمشاركة في اعمال"القمة العالمية للحكومات" التي تنطلق اعمال الدورة السابعة منها يوم غد الاحد برعاية نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، وذلك بمشاركة اكثر من 4 الاف شخصية من 140 دولة، بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولون عالميون وقيادات 30 منظمة دولية. وكان في استقبال الحريري لدى وصوله الى المطار وزير الصحة ووقاية المجتمع الاماراتي عبد الرحمن بن محمد العويس، سفير لبنان في الامارات فؤاد دندن، سفير الامارات في لبنان حمد سعيد الشامسي وقنصل لبنان في دبي عساف ضومط. ويرافق الرئيس الحريري الوزير السابق غطاس خوري وعدد من المستشارين. وقالت مصادر فرنسية لـ "الحياة": "إن الرئيس الحريري سيلتقي على هامش القمة في دبي غدا الأحد وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير للبحث معه في التمهيدات لتفعيل قرارات مؤتمر "سيدر". كما وصل الى دبي الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، تلبية لدعوة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لحضور القمة. وأعلن المكتب الإعلامي للرئيس فؤاد السنيورة، في بيان، ان السنيورة غادر بيروت متوجها إلى دبي في الامارات العربية المتحدة، لـ"المشاركة في فعاليات الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات التي ستعقد تحت عنوان "استشراف حكومات المستقبل"، وتعد هذه الفعاليات من بين الأحداث البارزة في مجال استشراف حكومات المستقبل نظرا لدورها الحيوي كمنصة لتبادل الأفكار وعرض أفضل الممارسات المبتكرة والاتجاهات المستقبلية في القطاع الحكومي".

 

جورج زريق... الاحتجاج الأخير

محمد نزال/الأخبار/السبت 9 شباط 2019

قتل نفسه لأنه ما عاد يحتمل الذلّ. ربّما لاحتمله لو كان له وحده، لكن أن يصل الذلّ إلى أولاده، فهنا اشتعل. مَن ابتزّه بمستقبل أولاده، مراراً، ليس مجرّد مدير مدرسة طالبه بأقساط متأخّرة. إنّها منظومة معيشيّة كانت تسوّر حياته، نعرفها جيّداً، وهي نفسها، بعناوين شتّى، ما زالت تسوّر حيوات كثيرين في هذه البلاد

فرضاً، وبدل أن يَقتل جورج زريق نفسه، كان قَتَل مدير المدرسة الذي «أذلّه»... هل كان ليتضامن معه أحد؟ هذه ليست دعوة إلى القتل، قطعاً، إنّما إشارة إلى أنّ «الرأي العام» لا يتعاطف معك، هذا إن تعاطف، إلا إذا كنت في موقع «الضحيّة». كان لينقلب «الشهيد» (كما وصفه البعض) شيطاناً أو، في أحسن الأحوال، مجرماً لا بدّ أن يُعاقب. تماماً عندما يموت أحدهم أمام باب مستشفى، لعدم امتلاكه المال، يخرج البكّاؤون للتضامن معه، ولكنّهم، هم أنفسهم أيضاً، كانوا سيخرجون طلباً لتعليق مشنقته لو كان «كسّر» المستشفى. هذه هي المعادلة. لا أمر بين أمرين في هذه المعضلة، إلا اللهم في ممارسة الصمت، جبناً أو يأساً، إنّما في المحصّلة هي هي. الحكاية مألوفة. وقع جورج في ضائقة ماليّة. يحصل أن يطول أمد هذه الضائقة الشهيرة. يُمكنها من أن تُعمّر لسنوات (أحياناً مدى الحياة). ما عاد بإمكانه أن يُسدد الأقساط المدرسيّة لولديه. ما عاد يحتمل إذلال مدير المدرسة لابنه، على ما تقول العائلة، حيث «صفّه» مرّة خارج الصفّ، مانعاً إيّاه مِن إجراء الامتحان. منسّق اتحاد لجان الأهل في المدارس الخاصّة، يقظان ماضي، ينقل إلينا لغة ذاك المدير، بشارة حبيب، ويضيف: «علمنا أنّ لديه قلّة تهذيب في تعامله مع الطلّاب والأهل». الآباء ربما يُمكنهم أن «يبلعوا» أن يذلّهم أحد، مِن أجل أولادهم، لتجنيبهم ذاك الموقف، ولكن الأمر يختلف عندما يصل الذلّ إلى الأبناء. هنا ينتهي كلّ شيء.

جورج كان يعمل سائق أجرة. بالمناسبة، في بيروت وقبل شهر بالتمام، قَتلَ محمد شراب ولديه وانتحر خلفهما. السبب هو عينه: الفقر. شراب كان يعمل سائق أجرة أيضاً. آنذاك خرج مَن يلعنه لأنّه قتل ولديه. مسألة كانت شائكة. جورج اكتفى بقتل نفسه، ومع ذلك خرج مَن «يجلده» على ذلك، وهكذا. كان نقل ابنه مِن مدرسة «سيّدة بكفتين» (الأرثوذكسيّة) في الكورة، إلى مدرسة «أرخص»، مبقياً ابنته فيها. بعد مطاردة المدير له، في الآونة الأخيرة، قرّر أن ينقل ابنته أيضاً إلى مدرسة رسميّة (حكوميّة). طلب مِن المدير إفادة، إلا أنّ الأخير رفض، مشترطاً عليه تسديد المتأخرات قبل تسليمه الإفادة. هاتفه جورج وأخطره أنّه سيحرق نفسه أمام المدرسة. ربّما لم يصدّقه. فعلها جورج. هو مسيحي، والمدرسة مسيحيّة، وحكاية المدارس المليّة هذه في لبنان، عند مختلف الطوائف والمذاهب، يطول سردها. في لبنان تُفهم هذه وفق الآتي: «حتّى جماعتك ما عادوا يرحموك». جورج هو ابن مدينة الميناء الشمالية، يقيم في راس مسقا، وتلك المدرسة في بلدة بكفتين. كان الأب، بحسب رواية عائلته، عرض على مدير المدرسة أن يعمل لديه كسائق، وهكذا يُسدّد ما عليه.

عرض جورج سابقاً على مدير المدرسة أن يعمل لديه ليتمكّن مِن تسديد الأقساط المدرسيّة لولديه

لم يحصل على ذلك. زوجة جورج أصبحت تعمل في المدرسة، كعاملة تنظيفات، للغاية نفسها، فبادر المدير مرّة إلى خصم أكثر مِن ثلثي راتبها بدل المتأخّرات. راتبها الهزيل الذي يقرب مِن 500 ألف ليرة. باعت خاتماً كانت تحتفظ به، مقابل مبلغ زهيد، ليتمكن ابنها مِن إجراء الامتحان المدرسي. أتراه كان خاتم الزواج؟ هذه تفاصيل تزداد مأساة كلّما أوغلنا فيها أكثر. حاول منسق لجان الأهل، ليلة أمس، أن يتحدّث مع الابن المذهول. هو في سنّ المراهقة. لم يكن يتكلّم «وكأنّه في عالم آخر». سيكبر الابن وسيكبر الأب داخله. هذه أحداث لا تنتهي «في أرضها».

وزير التربية والتعليم الجديد، أكرم شهيب، يقطف اللحظة متعهّداً: «سأتولى متابعة تعليم ولدَي المرحوم جورج زريق وتأمين المنح اللازمة من أجل استكمال تعليمهما». بعض وسائل الإعلام راحت تُهلّل وتطبّل لهذا الإنجاز. شهيب لم يفته، في بيانه، أن يُشير إلى أنّ وزارة التربية «استوعبت خلال العام الحالي في المدارس الرسمية آلاف التلاميذ، الذين انتقلوا إليها من التعليم الخاص، بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية». الوزير، وسلفه، وسائر الوزراء والمسؤولين، هل أولادهم وأحفادهم في المدارس الرسميّة؟ بالتأكيد ليس هناك مَن ينتظر جواباً. حكاية تلك المدارس الرسميّة، التي بعضها كـ«المسالخ» في العُرف السائد بين الناس، باتت مزمنة وقيل فيها كلّ ما يُمكن أن يُقال. بات وضعها عُرفاً سائداً في الثقافة الشعبيّة. لِمَ لا يُسن قانون يفرض على المسؤولين الحكوميين أن يكون أولادهم في تلك المدارس الرسميّة؟ علّ ذلك يؤدي إلى أن يُصلَح حالها، ويُصبح الناس، كلّ الناس، لا يرون أن تسجيل أولادهم فيها بمثابة الجريمة بحق الطفولة. في بلادنا لا يأمن الأهل على أطفالهم، أحياناً، على رغم تسجيلهم في مدارس خاصة، بمبالغ كبيرة، وبالتالي لنا أن نتصوّر كيف يكون «رعب» الأهل تجاه المدارس الحكوميّة. المدرسة التي أحرق جورج جسده أمامها، وبعد الضجّة التي أحدثها الخبر، أصدرت بياناً قالت فيه إنّها كانت «تعاطفت معه بسبب أوضاعه الاقتصادية، وأعفته مِن دفع الأقساط المدرسية، باستثناء رسوم النقليات والقرطاسية والنشاطات اللاصفيّة». طبعاً تضمن البيان تعييباً لأي كلام غير ذلك. هكذا، علينا أن نفهم أن جورج، ومِن شدّة فرحه بإعفائه مِن دفع الأقساط، قرّر أن ينتحر وبتلك الطريقة الملحميّة.

أصبحت زوجة جورج تعمل في المدرسة وباعت خاتمها ليتمكّن ابنها مِن إجراء الامتحان

قبل نحو ثلاث سنوات، نزل أمين زين الدين مِن سيارته، التي «يعمل عليها» كسائق أجرة، وأشعل النار في جسده. حصل ذلك في بيروت. كان يحتج على محضر ضبط حرّره بحقه شرطي مرور. تفحّم جسده، لكنّه لم يمت. نجا. قال يومها: «أعمل لكي أوفّر لقمة عيش لأولادي». قبله فعلها الشاب عبد الرحمن الجويدي في صيدا. نجا أيضاً. فعلها احتجاجاً «لأننا تعبنا من البلد ومن كلّ شيء. لا كهرباء ولا ماء ولا شغل ولا شي». أما جورج فقد مات. وصل باحتجاجه إلى الحدّ الأقصى والأقسى. هناك مَن لديه ترف البحث في توصيف فعلته، أي إن كانت شجاعة أو جبناً، وهي في الواقع تُلخّص بكلمتين: احتجاج أخير. قديماً قال أسلافنا: «الوجع ما بيوجع إلا صاحبه». باختصار، فعلة جورج هي احتجاج على كلّ المنظومة التي كانت تسوّر حياته. احتجاج، ربّما يلمس الأحياء مِن بعده أثره، إلا أنّه هو الوحيد الذي لن يرى النتيجة... إلا اللهم إن كان يُراقب مِن بعيد، مِن مكان ما، مِن عالم اقتنع أنه، وفي أسوأ الأحوال، لن يكون أكثر جحيميّة مِما كان فيه.

«لفعل شيء ما»

يبدو أن اتحاد لجان الأهل في المدارس الخاصة، إثر ما جرى على جورج زريق، قرّر أن ينظّم تحركاً احتجاجيّاً «حتى لا يضيع دمه هدراً». بالنسبة إلى منسّق الاتحاد، يقظان ماضي، ما حصل «ليس عابراً، نُريد أن نتحرّك لكي لا يكون هناك أكثر مِن جورج زريق. يوم الإثنين المقبل سندعو إلى اعتصام، وسنقف أمام عائلة جورج، لا بدّ لنا مِن فعل شيء». كثيرون أمس، بعدما شاع الخبر، شعروا أنّ عليهم فعل شيء. أحد المواطنين نزل منفرداً، يحمل العلم اللبناني، واعتصم أمام مبنى وزارة التربيّة. قال إنّه سينام هناك إن لم ينجح في الحديث مع الوزير. تواصل معه هاتفيّاً، وقال له: «أنا لا أعرف جورج، وعليكم أن تتكفلوا بأولاده، لن أترك قضيته». مواطن آخر، وفي وقت لاحق، قصد الوزارة وكتب على أحد جدرانها «جورج شهيد». أوقفته القوى الأمنيّة. البعض يتوقّع أن ما حصل لجورج يُمكن أن يكون مناسبة لانطلاقة احتجاجيّة واسعة. هذا وارد، ووارد أيضاً أن تكون مجرّد ضجّة لأيّام معدودة، قبل أن يُقدَّم عنوان جديد لضجة أخرى، ثم يبقى كلّ شيء على ما هو عليه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 9/2/2019

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في عيد مار مارون، جورج زريق حاضر في ضمائر اللبنانيين. وإذا كان الكثير من المواطنين يقولون إن زريق ليس البوعزيزي، فإن الجميع يؤكد أن زريق ليس حالة واحدة، فكل الآباء من ذوي الطلاب في الطبقات الفقيرة هم جورج زريق.

وعلى خلفية ذلك، يمكن القول إن مسألة الأقساط المدرسية بحاجة إلى الدرس لدى حكومة العمل. ومن الثابت القول إن التعليم في الكثير من الدول مجاني إلى جانب الطبابة، وتسهيل السكن مقابل الضرائب، لكن في لبنان، الضريبة حاضرة والمواطن متروك. لذا فإن التعليم يجب أن يدرس من زاوية تأمينه مع الطبابة والسكن، مقابل إعادة النظر في الضرائب.

سياسيا، الرئيس الحريري يبدأ زيارة قصيرة لدبي مشاركا في مؤتمر يحضره رؤساء حكومات، وسيكون ضيفا في حوار في تلفزيون دبي قبل ظهر الغد.

وفي بيروت، يبدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف غدا زيارة يباشرها بإجتماعات مع أطراف حزبية في مقر سفارة بلاده، على أن تكون محادثاته الرسمية يوم الاثنين.

ويوم الاثنين أيضا، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيروت، لمحادثات حول لبنان والمنطقة وحول عودة سوريا إلى الجامعة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في عيد مار مارون، ومن كنيسة شفيعه في الجميزة، حضرت الدولة بكامل نصابها السياسي: رؤساء جمهورية ومجلس نيابي ومجلس وزاري وحكومة حديثة الولادة. هذا المشهد السياسي- الروحي أنعش ثقة كانت اهتزت نتيجة المشاحنات التي سبقت ولادة الحكومة على مدى تسعة أشهر.

أما وقد باتت الحكومة واقعا ملموسا، فإن الأنظار تتتبع مسار البيان الوزاري من المعبر الحكومي إلى الثقة البرلمانية التي ستكون ثمرة جلسات دعا الرئيس نبيه بري إلى عقدها نهار ومساء الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

واستعدادا لهذه الجلسات ومناقشة البيان الوزاري، ترأس الرئيس بري اليوم اجتماعا لكتلة "التنمية والتحرير" في عين التينة.

وإلى الشأن الحكومي والنيابي، تتضمن أجندة الأسبوع المقبل محادثات يجريها زائران في بيروت هما: وزير الخارجية الايراني والأمين العام لجامعة الدول العربية. زيارة الرجلين ستكون مناسبة للتهنئة بحكومة لبنان الجديدة التي حظيت بترحيب من مجلس الأمن الدولي، وبتشديد على دعم استقرار لبنان وسيادته، كما دعا المجلس لبنان للانفصال عن أي نزاعات خارجية واستئناف الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية.

أما الاستراتيجية الدرزية، فقد قاربها الزعيم "الاشتراكي" وليد جنبلاط بطريقة لا أحد يمكنه من خلالها اقتلاع المختارة أو إعادتها سبعين عاما إلى الوراء، وفق ما قال، مبديا في الوقت نفسه الاستعداد للحوار والتفاعل من أجل مصلحة الجبل.

وأمام حشود من المشايخ ووزراء ونواب في الحزب "التقدمي" قال جنبلاط: لا أريد أن أسلك طريق الشام، لكنني لست عقبة أمامكم إذا كان هناك من ضرورة لتسلكوها.

كل هذه التطورات والمواقف لم تحجب قضية إحراق المواطن جورج زريق نفسه، بعدما ضاقت أمامه سبل تأمين الأقساط المدرسية لأطفاله، تحت وطأة الضائقة الاقتصادية المعيشية.

صحيح أن الرجل دفن اليوم، لكن هذه المأساة لم تدفن، وظلت تهز الضمائر الحية على مستوى المجتمع اللبناني والرأي العام. وفيما تجري استعدادات لتحرك مدني يوم الاثنين أمام وزارة التربية، تضامنا مع قضية زريق، أكد وزير العدل ألبير سرحان استكمال التحقيقات القضائية لجلاء الملابسات توصلا إلى ترتيب المسؤوليات.

في حضرة الشهادة، كانت لحركة "أمل" اليوم وقفة وفاء وذكرى في دير قانون النهر. احتفال تكريمي حاشد أقيم في البلدة لمناسبة الذكرى السنوية للاستشهادي حسن قصير وشهداء دير قانون النهر. حركة "أمل" شددت خلال الإحتفال، على استمرار المقاومة وحذرت العدو الاسرائيلي من الإقدام على أي مغامرة، ودعت الحكومة إلى التصدي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

المسار الدستوري للحكومة قبل انتقالها إلى مرحلة العمل المنتج، في محطة أخيرة تحت قبة البرلمان. فعلى مدى يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، وتحت عنوان جلسة الثقة، ستتم مناقشة البيان الوزاري للحكومة، فيما المشهد الوطني الجامع في قداس عيد مار مارون بحضور الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، دفع المطران بولس مطر إلى التاكيد على أهمية الدور الذي ستقوم به الحكومة الجديدة لاطلاق ما أسماه دفعة من هواء نقي في الأرجاء، يقوي النزاهة الضرورية لإنهاض البلاد من كبوتها ولعودتها إلى الحياة الكفيلة بالعدالة لجميع الناس.

وتحضيرا لجلسة الثقة، اجتماع لرئيس مجلس النواب نبيه بري مع كتلته النيابية، في وقت كان رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، يطلق أمام وفود شعبية مواقف متصلة بالتركيبة السياسية، مؤكدا أن المختارة باقية وما من أحد سيتمكن من اقتلاعها، ولافتا إلى ضرورة التعاطي على قاعدة الحوار من أجل مصلحة الجبل والعيش المشترك.

أما رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، فقد وصل إلى دبي للمشاركة في أعمال القمة العالمية للحكومات، التي تنطلق أعمالها غدا برعاية نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم. وقد حضر الرئيس الحريري هذا المساء نهائي دورة دبي الدولية لكرة السلة والتي جمعت فريقي الرياضي وبيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

قبل أن تنال ثقة المجلس النيابي، نالت الحكومة اللبنانية تنويه مجلس الأمن الدولي، فهل البيان الرئاسي الدولي دليل على أهمية الانجاز اللبناني بعد تسعة أشهر من تعثر التشكيل، أم انه شكل من الدلالات على وقوع لبنان تحت تأثير الفالق الدولي؟.

دعوة من مجلس الأمن للحكومة إلى معالجة الأوضاع الضاغطة، الأمنية منها والاقتصادية والانسانية، دون أن ينسوا الدعم المطلق للاستقرار الأمني في لبنان وسيادته واستقلاله وتحرير قراره السياسي.

فهل سيعمل المجلس لتحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة؟، وهل سيقوم بواجبه لحماية السيادة اللبنانية من الانتهاكات الصهيونية؟، أم هل سيساعد لبنان لتحرير نفطه وغازه من الأطماع بل مشاريع السرقات الاسرائيلية؟.

كلام دولي عام في ظرف خاص يعيشه لبنان، تحدياته تبدأ عند الاقتصاد الوطني ولا تنتهي عند نيران جورج زريق التي أحرقته على الملأ، وأحرقت الكثيرين من أمثاله بصمت.

بصوت واضح قارب "حزب الله" الأجواء الحكومية الايجابية، وتحدث عن الفرصة التي يجب ان تعطى للحكومة من أجل تقديم ما اقترحته في بيانها الوزاري، دون التيئيس أو اصدار أحكام مسبقة، كما قال نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، مع تذكيرها بأن المشاكل كثيرة وأن الحلول بالأولويات التي تبدأ بتأمين فرص العمل، والمباريات لاختيار الكفاءات بدل المحسوبيات، ووقف الهدر ومكافحة الفساد، أملا بقدرتها على حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

أزمات لا تطال لبنان وحده، بحسب صندوق النقد الدولي، فالدين العام يزداد بسرعة في العديد من الدول العربية لا سيما النفطية منها، مطالبا تلك الدول بمزيد من الاصلاحات، فيما تطالبها شعوب المنطقة بوقف الحروب العبثية، والهبات السخية للأميركي، بل الخوات الإلزامية التي تقدم له تحت عناوين شتى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بين إقرار الحكومة لبيانها الوزاري، ومثولها أمام المجلس النيابي طلبا للثقة، فإن ثلاثية الزيارات الديبلوماسية إلى بيروت في الساعات المقبلة ستكون محط متابعة. فغدا يصل وزير الخارجية الايرانية، وبعده الأمين العام لجامعة الدول العربية، يليه المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا.

وإذا كانت لكل زيارة أبعادها الشكلية في سياق التهنئة بولادة الحكومة، فإن الترقب سيكون سيد الموقف لمحطات هذه الزيارات وما سينتج عنها، خصوصا في ضوء التطورات الإقليمية وانعكاساتها المحلية. علما أن من أسباب مجيء أبو الغيط تسليم رئيس الجمهورية دعوة لحضور القمة الأورو- المتوسطية المقررة في 24 و25 الجاري في مصر.

أما الثلاثاء، فالأنظار ستتجه إلى ساحة النجمة حيث الثقة باتت مضمونة لحكومة سعد الحريري الثالثة، والثانية له في عهد الرئيس ميشال عون، طالما أنها حكومة وحدة وطنية جاءت على صورة نتائج الانتخابات النيابية. ما يعني أن كلمات النواب التي ستنتهي معظمها بمنح الثقة، ستتطرق إلى شؤون المرحلة المقبلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسط مساع لتقليل عدد المتكلمين، كسبا للوقت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

مار مارون في عيده حقق معجزة، فمن زمان لم يتمتع اللبنانيون بمشهد مكتمل لدولتهم بأركانها الثلاثة، وبحكومة جديدة على موعد مع الثقة في الأسبوع المقبل. المشهد هذا تحقق اليوم في قداس عيد مار مارون، مذكرا اللبنانيين بأيام الدولة، لكن المهم أن لا يبقى ما رأيناه مجرد مشهد شكلي، بل أن يعبر عن مضمون، وهو أمر صعب ما دامت النار كامنة تحت الرماد، وما دامت الحكومة يمكن أن تتحول في أي ساعة ميدان صراع وساحة لتصفية الحسابات، وكم هي كثيرة وصعبة ومعقدة.

البدايات اليوم تجلت في المختارة، حيث هاجم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، التركيبة السياسية والوزارية الحالية، الهادفة إلى اعادة المختارة سبعين سنة إلى الوراء، كما قال، فأكد أن المختارة باقية وأن ما من أحد سيتمكن من اقتلاعها.

موقف جنبلاط يثبت مرة جديدة أن معركته مع التركيبة الحاكمة، ستبدأ فعليا ما ان تباشر الحكومة أعمالها. وهو في كلمته ركز على مواضيع خلافية بامتياز، مثل الخصخصة التي أطلق عليها صفة المتوحشة، والعلاقة مع النظام السوري، وتشمل طبعا ملف النازحين.

توازيا، لا تزال قضية جورج زريق تتفاعل عند الرأي العام، الذي دعم عائلته معنويا إلى اقصى حدود الدعم. في حين تلقت عائلة زريق دعما ماديا من عدد من الجهات القادرة والفاعلة في لبنان والخارج. لكن المؤسف الاشكال الذي حصل بين الصحافيين وعدد من عائلة زريق أثناء تغطيتهم مراسم جنازته، إذ ووجه الصحافيون بالشتم والضرب وتكسير الكاميرات، ولكن الوضع سوي عصرا عبر بيان أصدرته العائلة، واستنكرت فيه ما تعرض له الصحافيون.

على أي حال قضية جورج زريق لا تزال تتفاعل، وسيشهد الاثنين تظاهرة أمام وزارة التربية استنكارا لما حصل. فهل تدرك الدولة أن القرارات العشوائية التي اتخذتها بخصوص السلسلة والدرجات الست وسواها، وضعت الأهالي والمؤسسات التربوية وجها لوجه، فيما استقالت هي من دورها على صعيد الأمن الاجتماعي والدعم التربوي؟، وهل أقسى من أن يعيش الانسان في دولة مستقيلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

... وفي المحصلة ، التلميذة لم تحصل على الإفادة، ووالدها إلى مثواه الأخير. جورج، الوالد، أحرق نفسه حتى الممات، وابنته "حرقة قلبها" أنها خسرت والدها، لأنه كان يسعى لتأمين مدرسة أخرى لها بسبب ضيق الحال الذي لم يتح له إبقاءها في المدرسة ذاتها... سيقال كلام كثير.

سيقال إن سلسلة الرتب والرواتب هي المسؤولة، لأنها زادت للأساتذة وفرضت على إدارات المدارس أن تدفع "الزودة" وأن تعمد إلى استيفائها من الأهل، وكثيرون من الأهل لم يحصلوا على زيادة.

سيقال إن أقساط المدارس الخاصة مرتفعة جدا. ولكن سيقال أيضا إن تكلفة تعليم التلميذ في المدارس الرسمية هي أعلى من تكلفة تعليمه في المدارس الخاصة.

سيقال إن الرقابة معدومة على المدارس التي تتحكم بالطلاب وبجيوب أهاليهم. سيقال الكثير، لكن الحقيقة واحدة: جورج زريق استشهد بإحراق نفسه وابنته، إبنة الثمانية أعوام، ستلاحقها "حرقة القلب" لأن الوالد حاول عدم تضييع سنتها الدراسية. وحتى بعد وفاة الوالد، لم تحصل على الإفادة بعد.

ولكن، لأننا نعيش في دولة، أو هكذا يفترض أن يكون، فإن ما حصل تتحمل مسؤوليته الدولة: فهي التي أقرت سلسلة من دون دراسة أثرها ومضاعفاتها، وهي التي تصرف نصف مليار دولار على التعليم الخاص من دون أن تتلفت إلى الأهتمام بالمدرسة الرسمية.

في المجتمع اللبناني آلاف جورج زريق، ينتحرون كل يوم لتأمين قسط أو لطلب إفادة. وفي المجتمع اللبناني آلاف الطلاب الذين ينتظرون الإفادة لعدم خسارة سنتهم المدرسية، او حتى مدارسهم.

قضية جورج وابنته وصمة عار على جبين الدولة، التي لا تعرف كيف تصدر قرارات من دون مخاطر، والتي لا تعرف كيف تعيد المستوى إلى المدرسة الرسمية لتخفف من أعباء المدارس الخاصة... عذرا، الدولة بوزرائها، متلهية بتقبل الوزراء التهاني، ولا يعرف على ماذا؟، وكأن الإستيزار هو الهدف، وليس البدء بالعمل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

... ووري جورج زريق في الثرى، والنار التي حملها في قلبه خمدت في المثوى الأخير. ذهب جورج في إغفاءته الأخيرة، لكن أولاده سيصبحون على وطن اغتال أباهم، وغدا سيكبر هؤلاء الأولاد على يتم، على بلد وزعماء وطوائف وأديان أجهزوا على رب العائلة، على وزارة تبنت تعليمهم مجانا في المدرسة الرسمية كمكرمة، في وقت يعد التعليم المجاني من أبسط واجبات الدول اتجاه مواطنيها.

لم تكن قضية جورج زريق قضية فردية، في بلد يعيش نحو مليون فرد فيه بستة آلاف ليرة يوميا، في مجتمع بلغت فيه حالات الانتحار خلال الشهر الفائت واحدة وعشرين حالة، بحسب إحصاءات رسمية. وكادت قضية جورج تكون قصة رأي عام لو تحرك ولاد البلد، لكن حضرة الرأي العام أعلنها ثورة افتراضية، وارتدى عباءة الإفتاء، ونصب نفسه قاضيا شرعيا، وانقسم ما بين يجوز الانتحار شرعا أو لا يجوز، ليقتل جورج مرتين.

أما الشارع فبقي بلا حراك، ولم ترصد فيه ثورة ما بعد "البوعزيزي لبنان"، باستثناء كتابة الناشط محمد نصولي على حائط وزارة التربية عبارة "جورج شهيد"، وجرى توقيفه. وعليه وصفت النائبة بولا يعقوبيان نصولي بالبطل، وطالبت بأن تكتب العبارة على كل الحيطان.

وإذا كان الشارع مغلوبا على أمره وعلى لقمة عيشه وعلى صحته واستشفائه وعلمه، وهي قضايا تسقط حكومات وتقلب أنظمة حين يقول الناس كلمتهم، فما ذريعة أولياء الأمر السياسي؟. يومان وقضية جورج زريق في الصدارة، لكنها لم تتصدر أولويات المسؤولين الذين ارتدوا أناقة العيد لقديس عاش الفقر والزهد، حضروا قداسه وقربوا الصلاة وهم المذنبون لم يرحموا من في الأرض ليشفع لهم من في السماء، ولم يأتوا ولو عرضا على ذكر مأساة جورج.

وإذا كان الضرب في الميت حرام، فثمة نائب بحجم أمة اختصر بشخصه مئة وعشرين نائبا على الأمة ومعهم حكومة الثلاثين. خلف العنيزي نائب في مجلس الأمة الكويتي تابع مأساة جورج زريق، وآلمه ما حدث، وعبر برنامج "الحدث" على "الجديد" أعلن في اتصال مباشر مبادرة إنسانية تجاه أسرة جورج، بوهبها مبلغا قدره عشرة آلاف دولار، إضافة إلى راتب شهري. وهي خطوة ليست بعيدة من الكويت وأهل الإمارة. يضاف إليها إعلان وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، تكفل "الجامعة اللبنانية- الدولية" إتمام دراسة أولاد الضحية جامعيا.

خطوتان أسقطتا ورقة التوت عن الزعماء السياسيين، وعن نواب ينامون على ثرواتهم، دخلوا بأصوات الناس الندوة البرلمانية، وصموا آذانهم عن وجع الناس. بجسده المحترق عرى جورج زريق الدولة من الهرم إلى القاعدة، ولكن على من سيقرأ أولاده مزاميرهم؟.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 9 شباط 2019

النهار:

إلى المحارق سر

يكثر الحديث عن أن التسوية الحكومية تضمنت المضي بمحارق النفايات.

موقع حساس

تردّد أن جزءاً من المعارك السياسية في الأيام الماضية هدفه موقع وظيفي حساس يدور حوله صراع.

الثلث المتحرك

قال وزير سابق إن الثلث الذي حصل عليه الرئيس والتيار الوطني الحر يشبه الرمال المتحركة لأن أعضاء فيه محكومون من خارجه.

الاخبار

"سكران" في مزارع شبعا!

تبيّن أن المواطن اللبناني، ع. ح. الذي خطفه العدو الإسرائيلي من مزارع شبعا ثمّ عاد وسلّمه إلى قوات "اليونيفيل"، التي سلّمته بدورها إلى الجيش اللبناني، ما هو إلّا "هاوي مخاطر". وفي التفاصيل، أن ابن بلدة المشرفة في قضاء عاليه يمضي عطلة في لبنان، آتياً من كندا التي يحمل جنسيتها، أبلغ أهله عن نيته التوجّه إلى الثلج قبل يومين، ثمّ قصد مزارع شبعا، حيث ركن سيارته قرب بركة النقار وتوجّه مشياً على الأقدام نحو موقع الرادار التابع للعدو الإسرائيلي، بعدما احتسى كمية كبيرة من الكحول. وقد خطفه جنود الاحتلال، للتحقيق معه قبل أن يسلّموه، عبر القوات الدولية، إلى استخبارات الجيش اللبناني، التي استكملت التحقيق معه في ثكنة صيدا، حيث أكّد أنه قام بالأمر حبّاً بالمغامرة!

جبق يلغي قراراً لحاصباني

إضافة إلى ما أثير في الإعلام قبل يومين، ألغى وزير الصحة جميل جبق قرار وزير الصحة السابق غسان حاصباني الرقم ?/??? الصادر بتاريخ ??/?/????. وينص قرار حاصباني على توزيع موظفين ومتعاقدين وأجراء من مراكزهم الى مراكز أخرى بقرار فردي. لذلك جاء قرار جبق الذي حمل الرقم ?/??? والذي ألغى قرار الوزير السابق لأنه "يتضمن مغالطات قانونية وعدم موافقة الرؤساء المباشرين لأغلب المعنيين، ولأن مسألة توزيع الموظفين تتطلب إعادة نظر ودراسة".

يمّوت من الاتصالات إلى الداخلية

علمت "الأخبار" أن وزيرة الداخلية ريا الحسن طلبت من رئيس الحكومة سعد الحريري أن يكون مستشار وزير الاتصالات نبيل يمّوت مستشاراً لها في الوزارة. وقد وافق الحريري على الأمر رغم استياء وزير الاتصالات الجديد محمد شقير من هذا الأمر، على أن يتم تعيين الموظف في وزارة الاتصالات محمد شعبان بدلاً من يمّوت، ولا سيما أن الأخير أبدى حماسة لطلب الوزيرة الحسن. من جهة أخرى، بعد تعيين مستشار وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق العميد شئيم عراجي رئيساً لمصلحة النفوس بالوكالة، أثار هذا الأمر استياء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، بعدما كان آخر من شغل هذا المنصب موظف من الطائفة الدرزية.

جعجع يخذل جنبلاط

علمت "الأخبار"، أن زيارة الوزير أكرم شهيب لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قبل سريان الهدنة بين النائب السابق وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري، "لم تكن موفقة". إذ إن شهيّب طلب من جعجع دعم مواقف جنبلاط في ما يراه الاشتراكيون استهدافاً من الحريري والرئيس ميشال عون لدورهم، إلّا أنه عاد خائباً، بعدما سمع من جعجع أنه "لا يريد مشاكل، وأن المطلوب الآن أن تقلّع الحكومة"!

خمسة ضباط إلى السجن

ادّعت النائبة العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون على خمسة ضباط وعدد من عناصر قوى الأمن الداخلي بجناية قبض رشوة. وأصدرت مذكرة توقيف وجاهية بحق كل من: العقيد ع. غ. والعقيد و. م. والمقدم ج. ح. والرائد ش. ح. والنقيب ح. ق. المدعى عليهم بموجب المادة ??? من قانون العقوبات. وبحسب المعلومات، فإنّ التحقيقات التي أجراها فرع المعلومات أدّت إلى الاشتباه في تورط عدد من الضباط المذكورين أعلاه مع أحد أباطرة الدعارة الموقوف إيلي ا. الذي اعترف بدفع رشى لعدد من الضباط للتستّر عليه وتسهيل أعماله. وقد تبين أن النقيب ح. ق. عمد إلى بيع الموقوف إيلي عدداً من البنادق الأميرية التي تمّت استعادتها. أما العقيد ع. غ، فيجري التحقيق معه بجرم قبض رشى للتلاعب بالتحقيقات والتستر على مطلوبين أثناء إمرته مفرزة بعبدا القضائية.

الجمهورية

يحضّر مرجع سياسي لمناقلات تنظيمية داخل حزبه تطاول أسماء بارزة مرشحة لإبعاد.

قال وزير جديد إنه تلقى بعد تسلمه الحقيبة الوزارية طلبات غريبة عجيبة من بعض الأشخاص ما دفعه إلى البحث في تغيير رقم هاتفه.

البناء

كواليس

قالت مصادر روسية دبلوماسية أن واشنطن وموسكو وبكين على وشك التوصل إلى تفاهم حول أفغانستان تلعب كل من باكستان وإيران دوراً محورياً فيه على قاعدة ثنائية التسوية الداخلية مع طالبان والإنسحاب الأميركي وأكدت المصادر أن الدور الإيراني في أفغانستان معلوم جيداً من الجانب الأميركي وأن واشنطن ترغب بالحصول على المساهمة الإيرانية بما لا يجبرها على تقديم تنازلات كبيرة في جبهات مواجهة أخرى مع إيران أو في الخطاب العدائي لإيران وهذا ما يعقد التسوية الأفغانية.

اللواء

همس

ربط مطلعون بين عودة موفد إلى دولة عربية وازنة، واللجوء إلى سياسة التهدئة ومدّ جسور الحوار مجدداً.

لغز

دخلت وزارة غير لبنانية على خط دعم نقابة، من باب تسديد ثمن شراء مكتب عجز عنه التمويل الذاتي..!

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نديم الجميل لبلدية بيروت: ما سبب تكليف شركة خاصة بالاعلانات بالتراضي ولماذا اقتطاع جادة شارل حلو وتوزيعها بين الرئيسين حلو وميشال عون؟

السبت 09 شباط 2019 /وطنية - سأل النائب نديم الجميل، عبر حسابه على "تويتر"، عن "عن سبب تكليف بلدية بيروت، لشركة خاصة بالتراضي، وبدون إجراء أي مناقصة أو مزايدة، واعتمادها لنشر إعلانات بلدية بيروت التسويقية، وقد تم هذا التكليف حتى دون وضع دفتر شروط، حيث لم تشارك أية شركة أخرى في هذا الموضوع؟ علما أن الشركة نفسها، كانت قد تسلمت منذ سنة، دعايات وإعلانات البلدية والترويج لها، ولم نلحظ أية نتيجة إيجابية في هذا الخصوص. فهل هذه العملية تمت لإرضاء ابنة رئيس الجمهورية؟". وإذ بارك "للرئيس ميشال عون الشارع الجديد باسمه في العاصمة بيروت"، سأل أيضا: "لماذا أقرت بلدية بيروت اقتطاع جادة شارل حلو، وتوزيعها بين الرئيسين حلو وميشال عون"، لافتا "علما أننا رفضنا في السابق اقتراح اقتطاع جادة الرئيس ألفرد نقاش في الأشرفية، من أجل تسمية قسم منها بجادة الرئيس بشير الجميل. خاصة وقد جرت العادة على إطلاق تسمية الشوارع باسم الرؤساء تكريما لذكراهم بعد الغياب".

 

النواب استسلموا.. ويريدون حرق الطبقة السياسية!

نور الهاشم/المدن/السبت 09/02/2019

أن تسمع مواطناً لبنانياً يرثي حال اللبنانيين في ظل الممارسة السياسية القائمة، بعد انتحار جورج زريق، فهو خبر عادي ومكرر. لكن أن تسمع نائباً يرثي حال اللبنانيين، أو يتمنى احراق الطبقة السياسية، فذلك يستدعي الدهشة. فالمواطن عاجز عن التحرك، ولا حول لا ولا قوة ولا دستور ولا سلطة ولا برلمان ولا حكومة ولا كتلة نيابية ولا قاعدة شعبية.. أما السياسي، فيمتلك كل ذلك، ولو بنسب متفاوتة، وقادر على تحقيق تغيير، على الاقل بتقديم اقتراح قوانين لتعزيز الثقة الناس بالمدرسة الرسمية، أو ايقاف الهدر الذي عزز مكانة المدارس الخاصة وحرم المواطنين من أموال، هي مبالغ كبيرة، تدفعها الدولة للمدارس الخاصة سنوياً على شكل منح مدرسية لموظفي القطاع العام، وتقديمات لمدارس نصف مجانية، وغيرها، وتفوق بالتأكيد الـ400 مليون دولار سنوياً. لكن الدهشة تقع في أن السياسيين يتماثلون بالمواطنين. وذلك ينم عن مؤشر من اثنين: اما انهم عاجزين بالفعل لأن البلد لا يحكمه السياسيون بل المصالح وأصحاب رؤوس الاموال، ولم يتجرأ أحد منهم حتى الآن عن تأكيد ذلك.. واما ان اللسياسيين يمتشقون مناسبة لتأكيد "وقوفهم الى جانب الناس"، وهذا ما لا يطلبه أي أحد حتى الآن من اللبنانيين الذين يطالبون الدولة بتنفيذ مطالبهم، وليس تأييدها فحسب. على أن الابلغ من ذلك كله، أن النائب فريد هيكل الخازن تمنى لو أحرق زريق الطبقة السياسية! كتب في تغريدة: "رحم الله جورج زريق، يا ليتَهُ تمكّن من حرق البعض من هذه الطبقة السياسية التي أوصلت الناس إلى الإنتحار حرقاً نتيجة العوذ والفقر، لكان أنقذ نفسه والبلد معاً". هذا الكلام يُسمع من مسؤول. نعم. تلك مصيبة سياسية. كيف لمسؤول يدعو لاحراق طبقة سياسية؟ أليس هو جزء منها؟ وبدل من التحريض على العنف، لماذا لا يعمل كمشرع لتحسين أوضاع اللبنانيين وايقاف الفساد والهدر؟ لكن حسناً. لقد وعد النائب طوني فرنجية بتقديم مشروع قانون. لا يشمل تحسين وضع المدرسة الرسمية، بل يشمل الزام المدارس الخارصة بما لا سلطة للدولة عليه الآن. قال: "عسانا نستيقظ قبل أن يحترق الوطن برمته.. وسأتقدم باقتراح قانون يحفظ حق التلامذة بالتعليم ويمنع المدارس الخاصة من حرمان التلامذة من تقديم فحوصاتهم أو ممارسة الضغط على الأهالي عبر أبنائهم!".

والحال ان النواب ذهبوا الى المراثي. فالنائب سامي الجميل كتب: "#جورج_زريق أب لبناني أحرق نفسه ليكون شهيداً عن جميع اللبنانيين المقهورين الذين لا سند لهم. شهيد الضرائب والغلاء المعيشي، شهيد الاستهتار وقلّة المسؤولية، شهيد الأنانية وغش الناس. كنّا نقول اهلنا عم "يقتلوا حالن" تيعلّموا ولادن... فلتسترح نفسه في السماء".  أما النائب جورج عقيص فكتب: "لا بأس ان اقتصر البحث خلال مناقشة البيان الوزاري بعنوان واحد: جورج زريق".

بدوره: كتب النائب ميشال معوض: "انتحار المواطن #جورج_زريق مأساة لبنانية غير مسبوقة تمثل أخطر العوارض الناتجة عن الدرك الذي وصلت إليه أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية.حق اللبنانيين بالتعليم يجب أن يسمو على الماديات وعلى #الحكومة الجديدة أن تتحمل مسؤولياتها بسرعة لتدارك الأسوأ، الله يرحم جورج وتعازيّ الحارة لعائلته". وبينما قال النائب نعمت افرام: "بئس هذا الزمن.. كلنا مسؤولون"، كتب النائب فؤاد مخزومي: "اليوم كان مليئا بالمؤشرات السلبية حيال الاوضاع في البلاد. #جورج_زريق يحرق نفسه بسبب عدم قدرته على تحمل أعباء المدارس و #فادي_رعد رعد مضرب عن الطعام بسبب تردي حالته الاجتماعية. الشعب لم يعد يتحمل ترف الانتظار. يجب الانطلاق فوراً بعمل الحكومة". الواقع أن تغريدات النواب، يجب أن تُحال الى تغريدة مدير "الدولية للمعلومات" جواد عدرا اذلي قال: "الدولة تدعم المدارس الخاصة ب516 مليار ليرة سنويا كمنح مدرسية لأبناء الموظفين والعسكريين. وبدلا من تحفيز اساتذة المدارس الرسمية لارسال ابنائهم الى المدارس الخاصة، يتوجب تعزيز التعليم الرسمي. هكذا يتم التعامل بمسؤولية مع حادثة انتحار المواطن المقهور #جورج_زريق وما تبقى.. مجرد كلام". ومع أنهم لم يلتفتوا الى ما صنعت أيدي من سبقوهم، لجهة تعزيز المدارس الخاصة وضرب المدارس الرسمية وتحويل البلد الى شركة مساهمة، اتجه نائب في مجلس الأمة الكويتي الى التبرع بعشرة آلاف دولار لعائلة #جورج_زريق و راتب شهري و يدعوا اللبنانيين انه يحبوا بعضهن أكثر". هذا الفعل تلته مبادرة من وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، عبر حسابه في "تويتر" عندما قال: "بعد المشهد المفجع الذي رأيناه بالأمس وقضى فيه المظلوم جورج زريق دفاعاً عن حق ابنائه بالتعليم.وإيماناً منا ان التعليم رسالة سامية وحق للجميع، فإننا نعلن تكفلنا بإتمام الدراسة الجامعية لأولاد الضحية مجانا في الجامعة اللبنانية الدولية".  في هذا الوقت، القي القبض على محتج كتب على حائط وزارة التربية: جورج شهيد. وكتبت النائبة بولا يعقوبيان: "كل واحد فيه حدو حيط! لازم يكتب #جورج_شهيد من اجل #جورج_زريق ومن اجل من يعتقلون بتهمة الإنسانية والجرأة والتعاطف في هذا المسمى بلد #لبنان #محمد_نصولي بطل وليس مجرماً".

 

من تداعيات مأساة زريق .. الإفادة المدرسية حقٌّ مقدّس للطالب

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/9 شباط 2019

أذكر منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، وكنتُ موظّفاً في مصلحة التعليم الخاص (التابعة لوزارة التربية والتي ترعى شؤون المدارس الخاصة) قبل انتقالي للتّعليم الجامعي، أنّ معضلة ربط الحصول على إفادة مدرسية بدفع الأقساط المدرسية المتأخرة كانت قد طُرحت بحدّة وجدّية حين قدّم حينها رئيس دائرة التعليم الإبتدائي الأستاذ فؤاد دبوق مُطالعة تقضي بأنّ الإفادة المدرسية هي حقٌّ شخصيٌ للطالب، هو حقٌّ مُقدّس لا يمكن رهنُه بأية مسألة أخرى، ذلك أنّ الطالب قضى زمناً من عمره، وحصل على نتيجة دراسية بجهده وعرقه، لتظهر في هذه الافادة التي يرهنها أصحاب أصحاب المدارس بدفع ما يتوجّب على وليّ أمره من أقساط مدرسية. خلصت مطالعة الأستاذ دبوق حينها بوجوب إلزام المدرسة الخاصة بإعطاء الطالب إفادة بمساره التعليمي، وفي حال كان وليّ أمره مُتخلّفاً عن دفع ما يتوجّب عليه من رسوم مدرسية، فيمكن للإدارة ملاحقة الوالد قضائياً لتحصيل حقوقها "المهدورة"، وبالتالي لا يحقّ لها أخذ الطالب رهينةً بين يديها لابتزاز الأهل والطالب معاً. للأسف، لم تجد هذه المطالعة طريقها للقوننة والتّطبيق، وما زالت تجارة العلم رائجة كغيرها من القطاعات التجارية، بعد أن فقدت رسالتها ومصداقيّتها، لذا أُهيب بوزير التربية الحالي أو التّالي أن يسحب الإفادة المدرسية من الأيادي التي طالما تلاعبت بها واستعملت من خلالها الطلاب والأهالي رهينةً بحُجّة تحصيل الحقوق المزعومة.

 

الاستاذة الجامعية والكاتبة السياسية الدكتورة منى فياض لاذاعة الشرق

9 شباط 2019/

"اليس من الافضل ان تجرب منظومة السلاح الجوي الايراني ، التي يريد ان يبيعنا اياها السيد نصرالله ، ان تجرب اولا في سوريا ، لنتحقق من مدى فعاليتها ، قبل ان يعرضها علينا في لبنان.. "

"زيارة ظريف الى لبنان ذات وجه سياحي اكثر ، يبدأها الاحد على ما ذكر . ثم يلتقي نصرالله اولا ، والاثنين يباشر لقاءاته مع المسؤوليين اللبنانيين .. "

"البلد تحت ضغط اشكال من العنف ، والناس في زمن التنويم المغناطيسي ، وانا حذرت اكثر من مرة من تزايد نسبة الانتحار ، وتزايد العنف السيكولوجي والنفسي داخل الاسرة اللبنانية..

"اليس من الافضل ان تجرب منظومة السلاح الجوي الايراني ، التي يريد ان يبيعنا اياها السيد نصرالله ، ان تجرب اولا في سوريا ، لنتحقق من مدى فعاليتها ، قبل ان يعرضها علينا في لبنان.. "

 

رئيس حزب السلام المحامي روجيه اده لاذاعة الشرق

9 شباط 2019/"المفاوضات الاميركية تجري بخطوات متقدمة مع قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ، وحول موضوعات عدة ، ولكنها متوقفة في مكان ما عند موافقة المرشد الاعلى السيد خامنئي ، الذي لم يعط موافقته بعد على مخرجاتها"

 

أموال سيدر تأخرت.. فأحرق جورج زريق نفسه

لبنان الجديد/د. أحمد خواجة/9 شباط 2019

رحمك الله يا جورج، وكان بعون الصابرين، قيل لأعرابيّ: أما تُصلّي! قال: البردُ شديدٌ، وما عليّ كسوةٌ أُصلّي فيها.

 قال الشاعر عمر الخيام:  نحو هذه الكأس المقلوبة.. والتي اسمها السماء ونعيش ونموت تحتها كالحشرات لا ترفع يديك طلباً للعون فهي مثلك .. مغلوبة على أمرها.

ومن أين يأتي العون يا شهيد الوطن المغلوب على أمره؟ الشهيد جورج زريق الذي لم يُفلح في الحصول على إفادة تسمح له بنقل ابنته من المدرسة التي عجز عن سداد رسومها، قدّم اليوم جسده قرباناً على مذبح العلم، وصرخة مدوية في وجه الطبقة السياسية الفاسدة.

تسعة أشهر لتأليف حكومة محاصصة، بعد فصولٍ مأساوية ومُعيبة من التّجاذبات الإقليمية و"التّناتش" على الوزارات "الدسمة"، تسعة أشهر لطبخ حكومة لا تُبشّر بالخير من صورتها وتركيبتها، وبيان وزاري "مسلوق" خلال أيامٍ معدودات، تسعة أشهر والخبراء الاقتصاديّون والغيارى على مصلحة البلد يُحذّرون من مغبّة الأوضاع الاقتصادية القاسية، ومع ذلك، كانت حسابات أهل السلطة والمغانم في وادٍ آخر.قبل أن تنال حكومة "هيّا إلى العمل" ثقة مجلس النواب "لمضمونة"، ها هي تفقد ثقة الناس الذين طحنتهم السياسات الاقتصاديّة الخاطئة، باستشهاد الأب الذي فقد صوابه لعدم تمكُّنه من تعليم أبنائه، فأحرق نفسه في واضحة النهار وفي باحة المدرسة التي كانت تلهو وتمرح فيها ابنته، قدّم نفسه وجسده قرباناً للعلم، وفداءً للبُنُوّة، وصرخةً مدوّية في وجه طبقة سياسيّة تدفع بمواطنيها نحو مهاوي الإحباط واليأس وحدود الكفر والانتحار. رحمك الله يا جورج، وكان بعون الصابرين، قيل لأعرابيّ: أما تُصلّي! قال: البردُ شديدٌ، وما عليّ كسوةٌ أُصلّي فيها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خليل حلو: موسكو تلتزم اتفاق الجنوب وتبعد طهران لمصلحة تل ابيب ومطار دمشق خارج دائرة عمليات ايران بضغط من روسيا

المركزية/9 شباط 2019/في حال صحّ ما كشفته صحيفة "هآرتس" عن أن "إيران تتجه الى نقل مركز تزويد الأسلحة للنظام السوري من مطار دمشق الدولي إلى قاعدة الـــ "تي فور"، تكون الساحة السورية تشهد تبدلات استراتيجية كبيرة لمصلحة اسرائيل، فالقاعدة تقع في محافظة حمص البعيدة عن العاصمة دمشق، حيث تركزت الضربات الاسرائيلية في الآونة الاخيرة. "النقلة النوعية" تحصل على وقع مساع روسية لاعادة عدد من شركات الطيران المدني وخصوصا العربية إلى مطار دمشق خلال المرحلة المقبلة، في ظل كلام عن مشروع روسي-سوري لتطوير منشآت المطار وتوسيعه، وتركيز العمل فيه على الشقين المدني والتجاري. وبذلك تكون روسيا حققت لاسرائيل مطلبها الدائم بإبعاد الايرانيين عن العاصمة وتطبيق اتفاق الجنوب. العميد المتقاعد خليل الحلو أشار عبر "المركزية" الى أن "بعد معركة درعا في صيف 2018، التي استرجع خلالها الجيش السوري المنطقة الجنوبية باتفاق روسي-اسرائيلي-اميركي، أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أن "الوضع في الجولان سيعود الى اتفاق 1973، الذي يمنع أي وجود مسلح في المنطقة الحدودية". وبالفعل تعهدت روسيا بإبعاد إيران و"حزب الله" 80 كلم. وأضاف "روسيا التي لا ترغب بأي تصعيد عسكري  قد يتحول الى حرب تطال المنطقة ككل، تقاعست عن تنفيذ الاتفاق وابعاد الايرانيين، فما كان من اسرائيل إلا أن استأنفت الضربات على دمشق ومحيطها بعد توقف دام 3 أشهر، في إطار استراتيجية "الحروب بين الحربين"، كما سماها رئيس الاركان الاسرائيلي السابق غازي أيزنكوت". ولفت الى أن "الغارة الاخيرة على دمشق كانت مدمرة، وتكبدت خلالها طهران خسائر كبيرة. وترافق ذلك مع تسريبات عن مواجهات عسكرية غير مباشرة بين روسيا وايران، داخل الجيش السوري في محافظة حماه على مدار يومين. من هنا يمكن القول أن الساحة السورية بدأت تشهد ضغطا روسيا جديا على إيران، فموسكو أخذت التهديدات الاسرائيلية على محمل الجد وأبعدت طهران عن العمق الاستراتيجي للدولة السورية (العاصمة)، وهي لن تخاطر بوقوع حرب تطيح المكتسبات الاستراتيجية التي حققتها منذ تدخلها في سوريا". وأشار الى أن "قاعدة الــ"تي فور" قريبة من تدمر وبعيدة عن دمشق وعن الساحة الجغرافية التي ترفض تل أبيب أي تواجد إيراني فيها، كما أن إيران تملك كامل التجهيزات العسكرية فيها".

 

كوشنر يزور الشرق الأوسط لطرح «الشق الاقتصادي» من خطة السلام

واشنطن/الشرق الأوسط/09 شباط/19/نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين كبيرين أن كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر سيسافر إلى خمس دول عربية على الأقل في أواخر فبراير (شباط) الجاري لإطلاع دبلوماسيين هناك على الشق الاقتصادي من المقترح الأميركي الذي طال انتظاره للسلام في الشرق الأوسط والسعي إلى نيل دعمهم. وقال المسؤولان في البيت الأبيض إن كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترمب، ومبعوث السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، يعتزمان زيارة سلطنة عمان والبحرين والسعودية والإمارات وقطر في جولتهما التي ستستغرق أسبوعاً. وقد يضيفان بلدين آخرين إلى جدول رحلتهما، بحسب «رويترز». وأضاف المسؤولان أن كوشنر وغرينبلات اللذين سيرافقهما في الجولة مبعوث وزارة الخارجية الأميركية برايان هوك وآفي بيركويتس، مساعد كوشنر، لن يطلعا الدبلوماسيين على «المكون السياسي» لخطة السلام الذي يشمل كل القضايا الأساسية في النزاع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين. وتابع المسؤولان بأن كوشنر وغرينبلات بدلا من ذلك سيقيسان مستوى الدعم للشق الاقتصادي من الخطة الذي يتوقع أن يشمل مزيجا من المساعدات والاستثمارات لمساعدة الشعب الفلسطيني، بحسب «رويترز». وقال مسؤول تحدث إلى مجموعة صغيرة من الصحافيين: «سيطرح جاريد عناصر الخطة الاقتصادية على المنطقة. ستنجح الخطة الاقتصادية فقط إذا دعمتها المنطقة». وأضاف كما أوردت «رويترز»: «هذا شق مهم للغاية من الخطة الشاملة». وأشارت الوكالة إلى أن السعي إلى الدعم الإقليمي للخطة الاقتصادية خطوة على طريق الكشف النهائي عن اقتراحات ترمب الشاملة لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. ومن المتوقع على نطاق واسع أن تشمل الخطة الاقتصادية اقتراحات بتمويل دولي لقطاع غزة الفقير. وقال المسؤولان إنهما يدركان أن الدبلوماسيين العرب الذين سيجتمع معهم كوشنر ستكون لديهم الرغبة في معرفة عناصر المكون السياسي قبل أن يبدوا رأياً في الشق الاقتصادي. وقال أحد المسؤولين: «إنهم لن يدعموا الخطة الاقتصادية دون التأكد من أنهم سيدعمون أيضاً الخطة السياسية ونحن ندرك ذلك. لذلك سيكون الدعم مشروطاً على نحو ما بما إذا كانوا سيشعرون بالارتياح للخطة السياسية». وأشارت «رويترز» إلى أنه تأجل إعلان خطة ترمب عندما ثار غضب الفلسطينيين على قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر (كانون الأول) عام 2017. ويشير التفكير الراهن بين مسؤولي البيت الأبيض إلى أن الخطة السياسية سيتم الكشف عنها في وقت ما بعد أن تجري إسرائيل انتخاباتها في التاسع من أبريل (نيسان)، وهي الانتخابات التي ستقرر مصير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقالت «رويترز» إنه ليس واضحاً ما تقضي به الخطة بالنسبة إلى قضية القدس الحساسة. ويريد الفلسطينيون أن تصبح القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وقال المسؤولان إن كوشنر لن يزور إسرائيل ضمن هذه الجولة. ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحديث مع الولايات المتحدة عن أي خطة سلام في أعقاب اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن المسؤولين في البيت الأبيض يأملون في أن يتغير ذلك. وقال أحد المسؤولين: «نأمل أن يقرأ عباس الخطة وأن يحكم عليها بصورة موضوعية وأن يجلس إلى الطاولة لإجراء مفاوضات بعد أن نعلن الخطة. شعبه لا يستحق شيئاً أقل» من ذلك. وأضاف أن المسؤولين الأميركيين يعقدون اجتماعات في نفس الوقت مع فلسطينيين «من مختلف المشارب» لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة.

 

غانتس يعتبر النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني مسألة أمنية «قابلة للتسوية» واستطلاعات جديدة تعطيه تفوقاً على نتنياهو... بشرط ضم لبيد إلى تياره

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/09 شباط/19/في وقت بدأت فيه قوته تتصاعد وبدا أنه في حال نجح في ضم حزب يائير لبيد (يوجد مستقبل) إليه فإنه سيتفوق في الانتخابات المقبلة على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أطلق بيني غانتس تصريحات جديدة اعتبر فيها الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني قضية أمنية، مشيراً إلى أنها يراها «قابلة للتسوية» كون الجيش الإسرائيلي «هو الأقوى في المنطقة». ومع أن غانتس حاول التهرب من إعطاء أجوبة حازمة وقاطعة في الكثير من القضايا وحاول كسب كلتا الجهتين، اليمين واليسار، فقد قال، في أول مقابلة صحافية صريحة له منذ دخل ميدان السياسة، إنه لا يعتبر الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية احتلالاً. وقال: «نحن شعب حرر نفسه. وعملياً يوجد هنا أناس يرون أننا نُعتبر محتلين. وبنظرنا نحن محررون. ولكن، علينا الآن أن نسعى إلى التسوية. أنا لا أوافق على مصطلح الاحتلال. نحن نعرف التوراة والتاريخ. ولكننا نعترف أيضاً بأنهم (أي الفلسطينيين) موجودون هنا».

وأضاف: «لقد التقيت على مدار نحو عقد من الزمن مع الكثير من المسؤولين الأميركيين حول مسائل أمنية وسياسية متنوعة. وكانت مقولاتهم دائماً إنه (لا يمكنكم أن تفكروا في شيء ما ليس مقبولاً من الناحية السياسية لدى الفلسطينيين). وإجابتي كانت أنه أنتم أيضاً لا يمكنكم التفكير في أي شيء ليس مقبولاً من الناحية الأمنية على دولة إسرائيل. لذلك، عندما تنصت إلى أجندتي وتسمع عن الخطوط الأمنية التي أرسمها، فإنه بالنسبة لي، المسألة المركزية هي المسألة الأمنية. وهذه المسألة ينبغي أن تضمن أمن دولة إسرائيل. والآن، توجد هنا مسألة المصلحة. ونحن، وبيبي (نتنياهو) قال ذلك أيضاً في خطاب بار إيلان (في سنة 2009 ثم أخذ يتراجع عن تنفيذه ما جاء فيه)، لا نبحث عن السيطرة على أي أحد آخر. وعلينا أن نجد الطريق التي لا نسيطر فيها على أناس آخرين». وكانت آخر استطلاعات الرأي التي نشرت أمس أكدت وبشكل أقوى أن غانتس قادر على هزم بنيامين نتنياهو وتولي الحكم من بعده، لكن بشرط أن يتحد مع لبيد ويكون تحالفهما تحت قيادة غانتس. فقد بين الاستطلاع الجديد أن مثل هذا التحالف سيفوز بـ36 مقعداً، مقابل 32 مقعداً لليكود بقيادة نتنياهو. وتنطوي هذه المعطيات على زيادة أخرى في الفوارق بين غانتس ونتنياهو؛ حيث إن الاستطلاعات في الأسبوع الماضي كانت تعطي غانتس تفوقاً بمقعدين. وتعني هذه الزيادة أن شعبية غانتس آخذة في التصاعد. ويفيد هذا الاستطلاع بأن هذا التحالف سيؤثر على معظم الأحزاب. فإذا تحقق فعلاً، فإن حزب «اليمين الجديد» بقيادة نفتالي بنيت وأييليت شكيد، سيحصل على 9 مقاعد، مقابل 6 مقاعد لكل من القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة والحركة العربية للتغيير برئاسة أحمد الطيبي و«شاس» و«يهدوت هتوراه»، و5 مقاعد لكل من «البيت اليهودي» و«يسرائيل بيتينو» و«العمل»، و4 مقاعد لحزب «كولانو»، في حين أن «ميرتس» اليساري لا يتجاوز نسبة الحسم. ولكن، في حال لم يكن هناك تحالف بين غانتس ولبيد، فإن «ليكود» يحصل على 32 مقعداً، مقابل 24 مقعداً لـ«مناعة لإسرائيل»، و10 مقاعد لـ«يش عتيد»، و9 مقاعد لـ«اليمين الجديد»، و7 مقاعد للقائمة المشتركة، و6 مقاعد للحركة العربية للتغيير، و5 مقاعد لكل من «البيت اليهودي» و«العمل» و«يهدوت هتوراه» و«شاس»، و4 مقاعد لكل من «يسرائيل بيتينو» و«ميرتس» و«كولانو».

ورداً على السؤال من هو الأنسب لرئاسة الحكومة، حصل نتنياهو على 48 في المائة من أصوات المستطلعين، بينهم 51 في المائة من المستطلعين اليهود، و25 في المائة من «غير اليهود»، بينما حصل غانتس على 35 في المائة، في حين أجاب 17 في المائة بأنهم «لا يعرفون».

ورداً على سؤال بشأن بقاء نتنياهو في منصبه، قال 48 في المائة إنهم لا يريدون ذلك، بينهم 46 في المائة من اليهود، و61 في المائة من «غير اليهود»، في حين أجاب 39 في المائة بأنهم يريدون أن يبقى في منصبه كرئيس للحكومة، بينما لم يجب 12 في المائة عن السؤال.

ويلاحظ أن اليمين يأخذ هذه النتائج على محمل الجد ولا يخفي قلقه على حكمه. فظهور بيني غانتس على رأس ما يُوصف بـ«حزب الجنرالات» يهدد للمرة الأولى حكم نتنياهو. وقد راح مؤيدو اليمين يهاجمونه بشكل منظم، محاولين اعتباره يسارياً بل «يسارياً متطرفاً»، حسب أقوال وزير المواصلات والمخابرات، يسرائيل كاتس. وخرج رئيس الدائرة الخارجية في مجلس المستوطنات، عوديد رفيف، باتهام جديد لغانتس بأنه «منسلخ عن الجذور اليهودية». وقال: «أنا أحترم غانتس وتاريخه العسكري وأرى فيه رجلاً طيباً. ولكنني أخاف من ابتعاده عن التراث اليهودي وانسلاخه عن الجذور واستعداده للانسحاب من طرف واحد من الضفة الغربية والتفاوض مع أبو مازن (الرئيس الفلسطيني، محمود عباس) واستعداده لتشكيل حكومة تستند على الأكثرية العربية في الكنيست».

 

حائزة “نوبل” تدعو العالم إلى إضعاف النظام الإيراني

طهران – وكالات/09 شباط/19/ دعت الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي أمس، المجتمع الدولي إلى إضعاف النظام الإيراني، بمنع بث القنوات التلفزيونية التابعة له على الأقمار الصناعية. وفي الوقت نفسه، وجهت عبادي، وهي الناشطة الأكثر شهرة في مجال حقوق الإنسان في إيران، انتقادات للعقوبات الأميركية على طهران، باعتبار أن الشعب الإيراني سيعاني كثيرا من هذه العقوبات، وفقا لوجهة نظرها. وأشارت في مقابلة لها مع وكالة “رويترز”، بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان بدأت في إيران منذ اليوم الأول للثورة، خاصة مع المحاكمات الكثيرة التي عقدها مسؤولو الثورة لمسؤولين إيرانيين سابقين، ومن ثم إعدامهم. وقالت: إن العقوبات الاقتصادية “تجعل الشعب الإيراني أكثر فقرا”، كما تتيح للمقربين من النظام والحكومة فرصا من ناحية “الحصول على أموال قذرة”، عبر استغلالهم للعقوبات الأميركية المفروضة على طهران. وطالبت بتشديد ضغوط المجتمع الدولي على إيران، وقالت: إن “العالم بحاجة إلى فعل شيء لإضعاف النظام الإيراني”.

 

واشنطن تطلب عقوبات “أكثر صرامة” لردع برنامج الصواريخ الإيراني

قلق أميركي من دعم طهران للإرهاب وتظاهرات حاشدة بباريس لإسقاط الملالي

خامنئي: لا تثقوا بالأوروبيين… و”الحرس الثوري” يكشف للمرة الأولى عن مصنع صواريخ تحت الأرض

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/09 شباط/19/طالب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بضرورة فرض قيود أكثر صرامة بحق إيران من قبل المجتمع الدولي لردع برنامج الصواريخ الإيراني. وقال عبر “تويتر”: “إن إطلاق إيران للصواريخ مرة جديدة يؤكد مجدداً أن الاتفاق النووي، لم يفعل شيئاً لإيقاف برنامج إيران الصاروخي”، معتبرا أن إيران تتحدى مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي تعمل فيه على تطوير قدراتها في مجال الصواريخ البالستية. من جانبها، دعت الخارجية الأميركية النظام الإيراني إلى الوقف الفوري لكل الأنشطة التي تتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم 2231، بما في ذلك إطلاق المركبات الفضائية، وتطوير واختبار الصواريخ الباليستية. وقال المتحدث باسم الوزارة روبرت بالادينو إنه “في تحد للمجتمع الدولي يستمر النظام الإيراني في تطوير واختبار الصواريخ البالستية، كما أن مركبات الإطلاق الفضائي تستخدم تكنولوجيا متطابقة تقريبا وقابلة للتبادل مع تلك المستخدمة في القذائف التسيارية بما في ذلك الصواريخ البالستية العابرة للقارات”، مضيفا أنه يجب التصدي لتجاهل إيران الصاروخ للقواعد الدولية كما يجب إعادة القيود الدولية الأكثر صرامة لردع برنامج الصواريخ الإيراني. بدوره، عبر قائد أركان قيادة القوات الأميركية في المنطقة الجنوبية، ساوث كوم، الأدميرال كريغ فالر، عن القلق من أنشطة إيران كدولة رائدة بدعم الإرهاب في أميركا اللاتينية، معتبرا أمام لجنة القوات المسلحة بالكونغرس أن إيران تعتبر تهديدا لأميركا إلى جانب روسيا والصين وكوبا ونيكاراغوا وفنزويلا، مشددا على أن “إيران عمقت معاداة الولايات المتحدة، وصدّرت دعمها الحكومي للإرهاب في نصف الكرة الذي ننتمي إليه”، موضحا انها “كانت قد خفضت سابقاً تواجدها في أميركا اللاتينية، وأن حزب الله وكيلها الرئيسي يقوم بنقل الأسلحة والأموال التي يحصل على معظمها من تهريب المخدرات وغسل الأموال”. وكانت إيران كشفت للمرة الأولى عن مصنع تحت الأرض لصنع صواريخ باليستية “أرض- أرض” ذكية من طراز “دزفول”.

وقال قائد “الحرس الثوري” محمد جعفري: إن إزاحة الستار عن هذا المصنع هو رد على “تبجحات الغربيين الذين يتصورون ان الحظر والتهديد قادر على تقييدنا وثنينا عن اهدافنا بعيدة الامد”، بينما نشرت وكالة “فارس” صورا للمصنع، واصفة إياه بأنه “مدينة تحت الأرض”، وقالت إن الصاروخ “دزفول” هو نسخة مطورة من الصاروخ “ذوالفقار” الذي يصل مده الى 700 كيلومتر ويحمل رأسا حربيا تزن 450 كيلوغراما. من جانبه، أكد المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي أن “الايرانيين سيواصلون هتاف الموت لأميركا ما دامت واشنطن تواصل سياساتها العدائية، لكن هذا الشعار يستهدف الرئيس دونالد ترامب والقادة وليس الامة الاميركية”. وقال لحشد من ضباط القوات الجوية الايرانية: إن “الموت لأميركا يعني الموت لترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو”، مضيفا أنه “لا مشاكل بيننا وبين الشعب الاميركي”، ناصحا “بعدم الثقة في الأوروبيين مثلهم في ذلك مثل الاميركيين”. في غضون ذلك، تظاهر آلاف من أنصار المعارضة الإيرانية في باريس أول من أمس، مطالبين بتغيير النظام الإيراني. وانضم إلى جماعة “مجاهدي خلق” في التجمع الحاشد مجموعة من المتحدثين قبيل المسيرة، من سياسيين فرنسيين سابقين وحاليين إلى رئيس وزراء جزائري سابق ومعارض سوري.

ولوحت الحشود بملصقات لصورة زعيمة المعارضة مريم رجوي ومؤسسها مسعود رجوي الذي لم يشاهد منذ 2003 في العراق، ويعتقد على نطاق واسع أنه اغتيل على أيدي النظام الإيراني. وكان الأمن مشددا خلال التظاهرة والمسيرة، حيث استهدف من قبل التجمع السنوي للجماعة في العام الماضي في مؤامرة لتفجيره تورط فيها النظام الإيراني. على صعيد آخر اختفى بطل إيران لملاكمة الوزن الثقيل موبين كاهراري، عقب وصوله مع المنتخب الإيراني للملاكمة إلى مطار العاصمة النمساوية فيينا في الطريق للمشاركة ببطولة دولية في العاصمة المجرية بودابست.

ورجحت وكالة أنباء الطلبة “إسنا” الإيرانية أن الملاكم ربما ترك الفريق لدى وصوله إلى مطار فيينا، من أجل طلب حق اللجوء السياسي في النمسا، ناقلة عن رئيس الاتحاد الإيراني للعبة حسين سري القول: “أتمنى أن يتخذ كاهراري القرار الصائب”. من جهة أخرى، أعلن قائد الشرطة في محافظة سيستان وبلوجستان جنوب شرق إيران، مقتل مسلحين اثنين في مدينة زاهدان التابعة للمحافظة، خلال اشتباك مع عناصر الشرطة بالمدينة.

 

روسيا تلوّح بعملية عسكرية في إدلب وتتعهد عدم السماح بوجود محميات للإرهاب في سورية وسباق إيراني- روسي على استقطاب المقاتلين

عواصم – وكالات/09 شباط/19/ أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أن موسكو لا يمكنها أن تسمح بوجود “محميات” للإرهاب في سورية، وأنه يجب القضاء على الإرهاب إن آجلاً أم عاجلاً، وقال إن “إدلب هي آخر منطقة عاملة بين مناطق خفض التصعيد الأربع التي تم إنشاؤها في العام 2017، ومنذ البداية في جميع اتفاقياتنا بشأن مناطق التصعيد، قلنا إن هذا تدبير موقت… وهذا يعني أن لا أحد سيعترف بهذه المنطقة على هذا النحو إلى الأبد، ويعني أننا نعتبرها وسنعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الدولة السورية”. وأضاف “يعني أيضاً أننا لن نسمح بوجود محميات للإرهاب البغيض، وهذا يعني أيضاً أننا بما في ذلك الرئيس الروسي، قلنا بكل صراحة إنه يجب القضاء على الإرهاب إن آجلاً أم عاجلاً”، مشيرا إلى أن “انسحاب القوات الأميركية والوضع في إدلب، سيكونان على رأس الموضوعات المطروحة للبحث خلال قمة سوتشي المزمعة الخميس المقبل”. من جانبه، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن الرئيس بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسي في الوضع في سورية في سياق القمة المرتقبة في 14 فبراير الجاري، في سوتشي. في المقابل، أعلنت أنقرة رفضها عملية عسكرية مشتركة مع روسيا في إدلب، معتبرة أن وجود مجموعات متطرفة لا يبرر هذه العملية التي ستخلف ملايين اللاجئين، وذلك في الوقت الذي أرسل فيه الجيش التركي تعزيزات جديدة من القوات الخاصة والمدرعات إلى وحداته العسكرية المتمركزة على الحدود. على صعيد آخر، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن مصدر في الجيش الأميركي قوله إنه يستعد لسحب كل قواته من سورية بنهاية أبريل المقبل، في حين اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن سحب القوات مسألة سهلة بالقول وليس بالفعل، نظراً لأن تنفيذه تتخلله تعقيدات عدة. في غضون ذلك، أعلنت روسيا أنها مستعدة للحوار مع واشنطن بشأن الانسحاب المحتمل للقوات الأميركية من سورية. من جهة أخرى، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن صراع روسي إيراني على بقايا المقاتلين السوريين الذين كانوا يحاربون ضد تنظيم “داعش” والنظام، في محاولة لاستمالتهم ضمن صفوفهم بهدف تعزيز نفوذهم على الأراضي السورية. وأشار إلى السخاء الذي تقدمه الدولتان من مساعدات غذائية وإنسانية لآلاف العائلات والشباب، في محاولة لاستمالتهم وكسبهم في مناطق نفوذهم، مضيفاً إن الميليشيات الإيرانية تقدم المساعدات الغذائية والإنسانية لسكان غرب الفرات والجنوب السوري والمنطقة الممتدة بينهما كدرعا والقنيطرة، بالإضافة إلى مبلغ 150 دولاراً كمكافأة للمتطوعين. ورصد ارتفاع عدد المتطوعين في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها أخيراً، إلى نحو 1270 شخصاً من أعمار مختلفة. إلى ذلك، عثرت قوات النظام السوري على مصنع قذائف وشبكة أنفاق ومقابر جماعية تضم رفات ضحايا “داعش” بمنطقة الميادين بمحافظة ديرالزور، في حين أعلنت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) أن التحالف الدولي اعتقل خلية إرهابية قيادية في “داعش”، تضم نحو 60 مسلحاً، وذلك في عملية إنزال بريف ديرالزور.

 

إيران تصفي خصومها في العراق بالاغتيال أو الاعتقال وأرتال عسكرية أميركية دخلت الأنبار

بغداد – وكالات/09 شباط/19/ أثار اغتيال الكاتب والروائي العراقي علاء مشذوب، الذي انتقد السياسة الإيرانية في منشوراته، واعتقال زعيم “ميليشيات أبو الفضل العباس” أوس الخفاجي، من قبل أمن “الحشد الشعبي”، الشكوك بضلوع إيران في هاتين العمليتين، وبدء تنفيذ سياسة إيرانية جديدة لتصفية الخصوم والرافضين لنفوذها في العراق. وقالت مصادر قريبة من “الحشد الشعبي” أمس، إن إيران مستعدة لتصفية المخالفين لنظامها حتى لو كان جسدياً، مشيرة إلى أن ذلك تم بأوامر مباشرة من قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني. وأضافت إن الليلة التي سبقت اعتقال أوس الخفاجي الخميس الماضي، شهدت تصريح الأخير في حديث لإحدى المحطات التلفزيونية المحلية، عن رفضه تدخلات إيران في السياسة العراقية. من جهته، حذر النائب السابق زعيم حزب “الأمة” مثال الآلوسي من تصاعد عمليات الاغتيال من قبل فرق الاغتيالات التابعة لطهران ضد مناوئيها، موضحاً أن إيران لا تود خسارة العراق.

من ناحية ثانية، كشف مصدر أمني أمس، عن دخول أرتال عسكرية أميركية كبيرة إلى محافظة الأنبار، مرجحاً قدومها من سورية. وقال “شوهدت اليوم (أمس)، أرتال أميركية تحمل سيارات نوع همر ومدافع ومدرعات، وهي تدخل إلى محافظة الأنبار من الجهة الغربية لها”، مضيفاً إنها “توجهت نحو قاعدة عين الأسد”. في غضون ذلك، قتل ثلاثة جنود في الجيش العراقي أمس، في صحراء الأنبار بعد تعرض مركبتهم للتفجير بعبوة ناسفة”. على صعيد آخر، بحث رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، مع رئيس حكومة كردستان نيجرفان بارزاني أول من أمس، في الخطوات لحل الخلافات المتراكمة بين بغداد وأربيل. إلى ذلك، قال وزير الخارجية العراقى محمد الحكيم في بيان، خلال لقائه نظيره الفنلندي تيمو سويني في واشنطن، إن بلاده تدعو إلى تبني خيار الحوار في حلحلة الأزمات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. من جهته، قال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إنه “تمت هزيمة تنظيم داعش من الناحية العسكرية، لكنه بقي كفكر متطرف ينبغي تكثيف الجهود الدولية للقضاء عليه نهائياً”. من جهة أخرى، شغل حادث الاعتداء على قاض في الموصل، أول من أمس، محافظة نينوى، في حين استنكر المتحدث بإسم العشائر العربية مزاحم الحويت حادث الاعتداء، مشبهاً إياه بما كان “داعش” يقترفه. من جهة أخرى، قال رئيس تحالف “المحور الوطني” محافظة صلاح الدين السابق أحمد الجبوري إن القوات العراقية تستعد لشن هجوم كبير على فلول “داعش” في المناطق الحدودية ما بين خمس محافظات هي صلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى والأنبار.

 

مصنع الدبابات التركي صفقة مشبوهة بين أردوغان وقطر

عواصم – وكالات/09 شباط/19/كشف موقع “نورديك مونيتر” كيف سارعت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ديسمبر العام 2018، إلى إقرار اتفاق مالي مع قطر مرر عبر البرلمان للموافقة مسبقاً على قرار أردوغان تسليم مصنع للدبابات، تزيد قيمته على 20 مليار دولار، لشركة يقوم بتشغيلها شركاء له وللجيش القطري. وذكر الموقع أن هذا الاتفاق جاء لتفادي الازدواج الضريبي، وذلك قبل وقت قصير من تقديم حكومة أردوغان مصنع الدبابات الوطني، على طبق من فضة إلى شركة تصنيع السيارات المدرعة التركية – القطرية “بي أم سي”، وتشير دوائر أن أردوغان هو المالك الحقيقي لشركة “بي أم سي”. في سياق آخر، أضافت قطر هدية جديدة إلى قائمة الهدايا الفاخرة المقدمة إلى أردوغان، وقدمت له “حافلة فاخرة” صنعتها “بي أم سي”، بينما تستعد تركيا لتسليم قطر ست طائرات مسيرة من طراز ” بيرقدار تي بي 2 ضمن صفقة وقعت بين الجانبين العام 2018. من ناحية ثانية، استشاط المقربون من الحكومة التركية غضباً بعد أن غيرت البحرية الأميركية، صورة حسابها على موقع “تويتر” الرئيسية إلى “المدمرة دونالد كوك” وهي تمر تحت أحد الجسور في اسطنبول، حيث اعتبروها اختيرت عن قصد، وتستدعي محاولة الانقلاب في 15 يوليو العام 2016.

 

ضاحي خلفان: لا أهلاً ولا مرحباً بالسفارات الإسرائيلية في الخليج

القاهرة- وكالات/09 شباط/19/أكد نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان أن مسألة فتح سفارات إسرائيلية افتراضية في دول الخليج غير مرحب بها. وقال خلفان في تغريدة له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “لا أهلا ولا مرحبا بالسفارات الإسرائيلية في الخليج حتى ولو كانت افتراضية…افتراضية غير مرضية”. وقال في تغريدة أخرى: “تتوسل إسرائيل قادة الخليج العربي لفتح سفاراتها في بلدانهم.. وجنودها يوجهون فوهات بنادقهم في صدور أطفال فلسطين.. كيف سيكون الرد.. حتما لا نقبل بسفاراتكم وأنتم على هذا الأسلوب الطاغوتي”. وهاجم إسرائيل، مشيرا إلى وجود “تناقض فظيع” في تصريحاتها حول رغبتها في التعايش السلمي مع العرب. وكانت تل أبيب أعلنت يوم الثلاثاء الماضي عن إطلاق ما أسمته بـ”سفارة افتراضية” لها في الخليج، في خطوة تهدف لتعزيز الحوار بين إسرائيل والشعوب العربية، الأمر الذي أثار حفيظة البعض. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا خلال الأشهر الماضية عن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين تل أبيب وجيرانها العرب، وزار العام الماضي سلطنة عمان رسميا، حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد. وتشهد العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول الخليجية تقاربا غير مسبوق، فبالإضافة لزيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان، قامت مؤخرا وفود إسرائيلية رفيعة بزيارة إلى الإمارات.

 

البيت الأبيض يرد على السلطة الفلسطينية بـ«دبلوماسية تويتر» في ظل غياب الحوار المباشر بينهما

واشنطن/الشرق الأوسط/09 شباط/19/أشارت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير من واشنطن، أمس الجمعة، إلى أن جيسون غرينبلات، وهو أحد مسؤولين كلفهما الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوضع خطة لإنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، قرر الرد على انتقادات القادة الفلسطينيين الذي يرفضون التحاور مع واشنطن، بتغريدات على موقع «تويتر» للرسائل القصيرة. وكان ترمب كلف غرينبلات وجاريد كوشنر، صهر الرئيس ومستشاره، وضع خطة السلام، وهي مهمة وصفتها الوكالة الفرنسية بـ«المستحيلة». وأضافت أن الرجلين يلتزمان تكتماً شديداً ولم يتسرب أي شيء تقريباً عن خطتهما التي يتم التأكيد باستمرار أن إعلانها وشيك وأرجئ مرات عدة. وما يعقد مهمتهما، بحسب الوكالة ذاتها، هو أنه منذ اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل في نهاية 2017. ترفض السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس التحدث إلى الإدارة الأميركية لأنها لم تعد تعتبرها وسيطاً ممكناً. وفي سلسلة أخيرة من التغريدات، رد جيسون غرينبلات الأربعاء على نبيل أبو ردينة الناطق باسم رئيس السلطة الفلسطينية الذي رأى أنه لا سلام ممكناً «من دون اتفاق مع الشعب الفلسطيني». وكتب غرينبلات: «حسناً السيد نبيل، نحن متفقون على أمر: لا سلام بلا اتفاق. نبذل جهوداً شاقة من أجل ذلك. أنتم لا تفعلون شيئاً. لا يمكنكم القول إنكم تريدون السلام وتحاولون في الوقت نفسه تقويض كل فرصة لاتفاق». وتابعت الوكالة الفرنسية بأن هذا التعليق جاء بعد تغريدات أخرى منذ الجمعة. فقد «رد» المبعوث الأميركي على أبو ردينة وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة حنان عشراوي، متوجهاً إليهم في بعض الأحيان بأسمائهم الأولى، حول قضايا متنوعة من تعليق المساعدات الأميركية إلى المستوطنات الإسرائيلية ومصير القدس وقطاع غزة. وعبر هذه التغريدات «تخاطب» الولايات المتحدة السلطة الفلسطينية. وقال جيسون غرينبلات إن «الفرق الوحيد هو أننا نتحدث الآن عن هذه القضايا علناً على تويتر، بشكل يسمح للرأي العام بفهم مواقف كل منا». وعبّر عن ارتياحه لهذه «الشفافية» من أجل «الرد على كل تضليل ينشره بعض القادة الفلسطينيين». ورحب غرينبلات رجل القانون الذي كان قريبا من ترمب قبل أن يصبح رئيساً، بأوائل المقالات التي تنشر تغريداته. وفي مواجهة هذه الرسائل القصيرة، دانت حنان عشراوي «دبلوماسية تويتر» التي تشكل «انتصاراً للعقول المحدودة»، بحسب ما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية. وكتبت عشراوي على «تويتر» أن «تغريدة لا يمكن إطلاقاً أن تحل محل تحاور حقيقي بحثاً عن حلول حقيقية». ورد جيسون غرينبلات بالقول إن «بابي يبقى مفتوحاً إذا كانت السلطة الفلسطينية تريد التحدث». وأضاف: «أنتم وصائب وكل زملائكم مرحب بكم دائماً (كُتبت بالأحرف الكبيرة) للقائي في البيت الأبيض من أجل مناقشة الأمور شخصياً».

 

قوات سوريا الديمقراطية» لإعلان إنهاء «داعش» خلال أيام

باريس تشير إلى احتمال تسلم متطرفين فرنسيين... و«البنتاغون» ينفي تحديد موعد للانسحاب

بيروت - لندن - واشنطن/الشرق الأوسط/09 شباط/19/تستعدّ «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية لشن هجوم على آخر جيوب «داعش» شرق سوريا للقضاء عليه خلال ثلاثة أو أربعة أيام، في وقت أفاد فيه مصدر مقرب من ملف مصير «نحو 150 متطرفاً» فرنسياً محتجزين في سوريا، بأن ترحيلهم إلى فرنسا بواسطة قوات خاصة أميركية بات «احتمالاً مطروحاً بقوة». وأوضح المصدر نفسه، الذي أكد معلومات نقلتها قناة «بي إف إم تي في»، أن «نحو 150 فرنسياً» بينهم «90 قاصراً» قد يُنقلون إلى فرنسا بواسطة طائرات للقوات الأميركية. ومن المفترض أن تحطّ الطائرات الأميركية في قاعدة «فيلاكوبلاي» العسكرية في منطقة إيفلين (جنوب غربي باريس). وتابع المصدر أنه «لم يحدّد بعد أي موعد لهذه الرحلة». وهناك سيناريو آخر يقضي بعودة المتطرفين على متن طائرات مؤجرة فرنسية بمرافقة قوات فرنسية. ويؤكد مصدر آخر مقرب من الملف أن «الوضع يتطور بسرعة». وبحسب مصدر حكومي، «لم يُتخذ أي قرار بعد»، لكن هذا السيناريو «هو أحد الاحتمالات التي يجري النظر بها». وتابع المصدر الحكومي أن «بين الاحتمالات الأخرى، إبقاء (الفرنسيين) على الأراضي السورية». وفي حال عودتهم إلى فرنسا، سيمثل المتطرفون الراشدون الذين توجد مذكرات توقيف دولية بحقهم أمام قاضي تحقيق لتوجيه الاتهامات لهم. أما الآخرون فملفاتهم متنوعة، وسيجري توقيفهم تحت إشراف المديرية العامة للأمن الداخلي. وأوضح مصدر مقرب من الملف: «النساء على سبيل المثال، تختلف درجات تورطهنّ». وبالنسبة للأطفال «فبعضهم صغار جداً»، لذا سيُرسلون إلى مقار الخدمات الاجتماعية، وفق أحد المصادر.

وأعربت عائلات الفرنسيين عن القلق إزاء أي احتمال لنقل أولادهم من المتطرفين إلى العراق.

وقالت فيرونيك روي العضو في تجمع لهذه العائلات يضم 70 منها لوكالة الصحافة الفرنسية: «سيكون الأمر مأساوياً في هذه الحالة، وسنفقد أي أمل بعودتهم». من جهته، قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير، أمس (الجمعة)، خلال زيارة له إلى منطقة درو الفرنسية: «الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أقوله لكم هو أن العائدين أكانوا من العراق أو سوريا سيوقَفون وسيُقدمون إلى القضاء وسيُعاقبون». وحتى الآن، لم تكن فرنسا تطرح سوى احتمال إعادة الأطفال المحتجزين مع أمهاتهم، بعد موافقتهن. ومع تسارع وتيرة تنفيذ الانسحاب العسكري الأميركي من شمال سوريا، ستصبح المناطق الكردية هدفاً لتركيا أو ستعود إلى سيطرة الحكومة السورية، ما يزيد من خشية تشتت المتطرفين وتوزعهم في أماكن عدة. وتستعد قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا لإطلاق هجومها ضد التنظيم المحاصر حالياً في منطقة تعادل أقل من واحد في المائة من مساحة «الخلافة» التي أعلنها قبل سنوات. وقال متحدث باسمها في ريف دير الزور الشرقي، أمس (الجمعة)، إنّ الجبهة «لم تشهد أي تقدم أو تغيير كبير في الأيام الخمسة الأخيرة» مع وقف العمليات الميدانية استعداداً للمرحلة الأخيرة من الهجوم. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تشهد خطوط الجبهة بين الطرفين هدوءاً يعكره قصف مدفعي وجوي متقطع يستهدف مواقع التنظيم.

وتوقع قيادي في قوات سوريا الديمقراطية قبل أيام أن «تبدأ عملية التقدم الأخير قريباً بعد إتمام التحضيرات اللازمة لها». وأشار إلى أنه «من المتوقع أن تنتهي سيطرة (داعش) الجغرافية في المنطقة خلال ثلاثة إلى أربعة أيام بعد انطلاقها لنتخلص منهم من الناحية الجغرافية فيما تحتاج عملية التمشيط والتخلّص من الفلول والألغام إلى وقت أطول». وفي مؤتمر صحافي في باريس، أول من أمس (الخميس)، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية باتريك شتايغر إن قوات سوريا الديمقراطية أوقفت قبل بضعة أيام عملياتها القتالية «من أجل إعادة تنظيم صفوفها وتعزيز مواقعها».

وجاءت تصريحات شتايغر غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب توقعاته باستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف خلال أسبوع. وبحسب التحالف الدولي الداعم للهجوم ضد الجيب الأخير للتنظيم في شرق سوريا، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من «تحرير قرابة 99.5 في المائة من الأراضي الخاضعة لسيطرة (داعش)» في سوريا. وقال نائب القائد العام للشؤون الاستراتيجية والمعلوماتية في التحالف، كريستوفر كيكا، أول من أمس: «نستمر في الضغط على المتبقين من إرهابيي (داعش)... لمحاصرتهم في رقعة صغيرة، تعادل حالياً أقل من واحد في المائة من مساحة (الخلافة) الأصلية». ويحاول مقاتلو التنظيم وفق كيكا «الفرار من خلال الاختباء بين النساء والأطفال الأبرياء الذين يحاولون الفرار من القتال»، لكنه شدد على أن «هذه التكتيكات لن تنجح». وكان مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية قالوا، السبت، إنهم أوقفوا عملياتهم البرية خشية استهداف المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم دروعاً بشرية.

وبحسب المرصد، لا تزال مئات العائلات موجودة في كنف التنظيم، وتعيش ظروفاً بائسة جراء نقص المواد الغذائية والأدوية. ودفعت العمليات العسكرية وفق المرصد أكثر من 37 ألف شخص إلى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول)، وغالبيتهم نساء وأطفال من عائلات المتطرفين، وبينهم نحو 3400 عنصر من التنظيم. إلى ذلك، نفى متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) ما نقلته صحيفة «وورلد ستريت جورنال» عن مصادر عسكرية أميركية سابقة وحالية، بأن القوات الأميركية ستنهي انسحابها من سوريا في نهاية شهر أبريل (نيسان) المقبل.

وقال الكولونيل شون ريان إن المتحدث باسم «البنتاغون» كان قد أصدر توضيحاً ينفي فيه صحة هذه الأنباء. وأضاف ريان لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الدفاع لا تناقش أيَّ موعد زمني لسحب القوات الأميركية من سوريا. وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسؤولين أن المباحثات الحالية لوضع ترتيبات تمنع تحوُّل الانسحاب إلى حرب جديدة بين الأتراك والأكراد في شمال سوريا لم تؤدّ إلى نتائج بعدُ، وأن الإدارة الأميركية مضطرة لتحديد موعد زمني لتنفيذ الانسحاب. ولا تزال الاتصالات التي تجريها واشنطن مع أطراف حليفة وإقليمية ومحلية مستمرة بهدف التوصل إلى خطة تملأ الفراغ الذي سيتركه سحب الجنود الأميركيين، وتضمن عدم تمدد النفوذ الإيراني، وإجبار طهران على الانسحاب من سوريا. وكانت الخارجية الأميركية أكدت في وقت سابق أنه لم يتم تحديد موعد زمني لإتمام الانسحاب من سوريا، في حين أكد مسؤول فيها أن الاتصالات مع الجانبين التركي والكردي لم تصل بعد إلى تفاهمات محددة بالنسبة إلى المنطقة الأمنية التي يطالب بها الطرفان. وزير الخارجية التركي مايك بومبيو كان أعلن على هامش اجتماع دول التحالف الدولي ضد «داعش» الذي عُقِد في واشنطن قبل ثلاثة أيام أنه لا يمكنه الحديث عن أي شيء محدد بالنسبة إلى المنطقة الأمنية، لكنه أكد التوصل إلى تفاهمات للدفع بتطبيق الاتفاق الأميركي التركي حول مدينة منبج.

 

صراع روسي ـ إيراني على تجنيد الشباب السوريين

لندن/الشرق الأوسط/09 شباط/19/أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى وجود صراع بين روسيا وإيران على اجتذاب الشباب السوريين عبر المساعدات والتجنيد في قوات وميلشيات تابعة لكل منهما في مناطق سيطرة قوات النظام. وقال «المرصد» في تقرير أمس: «الصراع الروسي - الإيراني رغم أنه لا يزال متمحوراً حول النفوذ على الأرض السورية، لكنه يلبس أشكالاً وألواناً مختلفة». وكان آخر ما تم رصده هو «الصراع عبر المساعدات الغذائية، إذ أتاحت السنوات الثماني التي عانت فيها معظم الأراضي السورية من الحرب والقتال والدمار والقصف، والتي عادت في الوقت ذاته على المواطنين بالجوع وفقر الحال وضعف القدرة الشرائية والنزوح والتشرد والتهجير، أتاحت للقوى التي تريد خلق أرضية سورية لوجودها، أن تلعب في ملعب المشاعر وتعزف على وتر سوء الأحوال المعيشية التي زاد وجود هذه القوى المتصارعة من سوئها». وتابع أنه سجل «قيام القوات الروسية خلال الـ72 ساعة الأخيرة بتوزيع مساعدات على مناطق في القطاعين الغربي والشمالي الغربي من الريف الحموي، إذ وزعت هدايا للأطفال ومساعدات إنسانية وغذائية، ضمن المناطق القريبة من خطوط التماس مع الفصائل المتطرفة والإسلامية والمقاتلة والواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح، في الوقت الذي تعمد فيه القوات الإيرانية لاستغلال حاجة السكان في غرب الفرات والجنوب السوري والمنطقة الممتدة بينهما، ومدهم بالمساعدات الإنسانية والغذائية، من خلال المطابخ الخيرية وغيرها من المراكز التي تمد المواطنين بالمساعدات، وتقديم الرواتب للمتطوعين بمبالغ تبدأ من 150 دولاراً أميركياً».

و{تجسد هذا الصراع بأشكال مختلفة بينها مواصلة القوات الإيرانية تحركاتها في نطاق تجنيد مزيد من العناصر ضمن صفوفها، والتقرب من السكان من خلال دفع أموال أو تقديم معونات أو محاولة حل قضايا عالقة بالنسبة للسكان». وزاد: «الجنوب السوري هو الآخر شهد عمليات تطويع واسعة من قبل القوات الإيرانية، التي عادت بعد انسحابها العسكري، على شكل حملات تطويع وتجنيد في صفوفها، للعناصر السورية من خلال دفع رواتب، وتم توثيق وصول عدد المتطوعين في الجنوب السوري إلى أكثر من 2350 متطوعا، كما شوهد عناصر من القوات الإيرانية مراراً وهي تتجول في ريفي درعا والقنيطرة، في الوقت الذي تعمل فيه روسيا لتصعيد عملية إقصاء الإيرانيين عن مراكز القرار والتحكم بالتفاصيل السورية، من خلال محاولة كف يد الإيرانيين في الساحل السوري وريفي حمص وحماة، وتحجيم الدور الإيراني في إدلب ومحافظة حلب، لكن الانتشار الإيراني الواسع على الأصعدة العسكرية والفكرية والمذهبية، يحول دون تمكن الروس من لي ذراع الإيرانيين في الوقت الحالي، رغم التوجه العالمي والعربي بخاصة لمحاربة الوجود الإيراني وبخاصة على الأرض السورية، في الوقت الذي تعمد فيه تركيا لموازنة علاقاتها مع الجانب الإيراني بشكل كبير». وأشار إلى قيام «مجموعة من الشخصيات الإيرانية بزيارة مدينة الميادين، الواقعة في غرب نهر الفرات، بريف دير الزور الشرقي وارتفع عدد المتطوعين إلى نحو 1270 شخصاً من الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة، وذلك ضمن منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور». في المقابل، أشار «المرصد السوري» إلى تنفيذ الفيلق الخامس المنشأ من قبل روسيا، حملة اعتقالات بحق نحو 15 عنصرا من ميليشيات الدفاع الوطني في ريف حماة. وتصاعد التنافس حول من تبقى من سكان في الميادين، ممن هم في سن الخدمة الإلزامية أو خدمة الاحتياط، في وقت شنت دمشق حملة اعتقالات، واقتادتهم لأداء خدمة الاحتياط في صفوف قوات جيش النظام إذ تأتي عملية سحب عشرات المدنيين إلى خدمة الاحتياط في صفوف جيش النظام، في تنافس بين قوات النظام والإيرانيين على المدنيين حيث إنه في الوقت الذي تعمد فيه قوات النظام إلى اعتقالات وحملات لسوق الشبان المطلوبين لأداء خدمة الاحتياط، تعمل إيران جاهدة عبر ميليشياتها لضم المزيد من الشبان إلى صفوفها.

 

 موسكو تمهد لـ«عملية فعالة» في إدلب... وأنقرة ترفض المشاركة

موسكو: رائد جبر - أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/09 شباط/19/بحث مجلس الأمن القومي الروسي أمس، الوضع في سوريا والخطوات التي سيتم اتخاذها هناك، على خلفية التحضيرات الجارية لعقد قمة روسية - تركية - إيرانية، الأسبوع المقبل، فيما تحدثت موسكو للمرة الأولى رسمياً عن إعداد لعملية عسكرية «منظمة وفعالة» في إدلب، وقالت إنه «لا يمكن السماح ببقاء محميات إرهابية في هذه المنطقة». وأعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسي الوضع في سوريا، في إطار التحضيرات الجارية لقمة ضامني مسار آستانة التي تنعقد الخميس في سوتشي. وقال بيسكوف إن الاجتماع شارك فيه رئيس الوزراء دميتري مدفيديف، ورئيسة المجلس الفيدرالي (الشيوخ) فالانتينا ماتفيينكا، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الداخلية فلاديمير كولوكوتسيف، ورئيس إدارة الديوان الرئاسي أنطون فاينو. ودلّ الإعلان عن حضور الطاقم الموسع للمجلس، إلى أهمية الملف المطروح. ورغم أن بيسكوف لم يتطرق بشكل مفصل إلى أجندة القمة المقبلة، لكنه أشار إلى أن مستجدات الوضع في سوريا ستكون مطروحة على الطاولة، فيما أعلن نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، الذي عاد قبل أيام من جولة شملت بالإضافة إلى دمشق الأطراف المنخرطة في الملف السوري إيران وتركيا وإسرائيل، أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا والوضع في إدلب، سوف يكونان على رأس الموضوعات المطروحة للبحث خلال القمة.

وفي أول إشارة رسمية روسية إلى الإعداد لعملية عسكرية في إدلب، قال فيرشينين إن «التحرك العسكري المحتمل في إدلب سيكون منظماً بشكل فعال إذا تم».

وكانت موسكو أعلنت أكثر من مرة سابقاً أنه «لا يمكن القبول ببقاء التهديدات الإرهابية من إدلب إلى الأبد». وتحدثت أوساط عسكرية عن ضرورة القيام بتحرك مشترك مع تركيا، وأشارت تسريبات إلى أن الوفود العسكرية الأمنية والعسكرية من البلدين ناقشت تفاصيل تحرك مشترك خلال الأسابيع الماضية، لكن موسكو تجنبت حتى الآن التعليق رسمياً على هذه المعطيات. وقال فيرشينين لصحيفة «كوميرسانت» إن «إدلب هي آخر منطقة عاملة بين مناطق خفض التصعيد الأربع التي تم إنشاؤها في عام 2017. ومنذ البداية تم التأكيد في جميع اتفاقياتنا حول مناطق التصعيد، أن هذا تدبير مؤقت، وهذا يعني أنه لا يمكن الاعتراف من جانب أي طرف باستمرار الوضع في هذه المنطقة على هذا النحو إلى الأبد». وزاد الدبلوماسي الروسي أن إدلب «جزء لا يتجزأ من الدولة السورية والأراضي السورية، ولن نسمح بوجود محميات للإرهاب في سوريا. وهذا يعني أيضاً أننا بما في ذلك الرئيس الروسي، قلنا بكل صراحة، إنه يجب القضاء على الإرهاب، إن آجلاً أم عاجلاً». تزامن ذلك مع إعلان الخارجية الروسية، في وقت سابق أمس، أن موسكو «تنتظر من أنقرة تفعيل جهودها بتنفيذ الاتفاقات الروسية - التركية، بشأن تحرير محافظة إدلب السورية من الإرهابيين». وتطرق فيرشينين إلى ملف الانسحاب الأميركي من سوريا، وأكد أن موسكو «مستعدة للحوار مع واشنطن حول تفاصيل الانسحاب المحتمل». وأوضح: «اتصالاتنا مستمرة، بما في ذلك مع الولايات المتحدة، بخصوص الوضع في سوريا» وزاد أن موسكو تتابع عن كثب «كيفية قراءة» إعلان رئيس الولايات المتحدة عن انسحابها العسكري من سوريا وطريقة تطبيق هذه المبادرة، مضيفاً أن موسكو مستعدة «لمناقشة كل هذه القضايا في إطار اتصالات مباشرة مع الأميركيين». وأعلنت أنقرة رفضها عملية عسكرية مشتركة مع روسيا في محافظة إدلب السورية، معتبرة أن وجود مجموعات متشددة لا يبرر مثل هذه العملية التي ستخلف ملايين اللاجئين، ورأت أن هناك استفزازات تهدف إلى تقويض اتفاق سوتشي الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين التركي والروسي في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، عبر هذه الجماعات المتشددة.

ووفقاً للدبلوماسي الروسي فقد «غيّر إعلان واشنطن عن قرار الانسحاب من سوريا الوضع والأجواء في المنطقة إلى حد كبير»، لكنه أشار إلى أن هذا الإعلان لم تعقبه «خطوات ملموسة»، موضحاً أن موسكو «لا ترى تغييرات كبيرة على الأرض، لكننا في أي حال نقول دوما إننا ضد كل وجود غير شرعي لعسكريين أجانب على أراضي دولة ذات سيادة، كما هو حال سوريا». وقال فيرشينين إن موسكو تسعى إلى زيادة فعالية قنوات التنسيق والتنبيه المبكر بين روسيا وإسرائيل، مشيراً إلى أن عسكريين من الطرفين «يواصلون مناقشة تعديل الخط الساخن، وخاصة من خلال زيادة فترة التنبيه»، وأضاف أنه «لا يود الخوض في التفاصيل. والهدف الذي نسعى إليه أن تصبح آلية منع وقوع الحوادث أكثر فعالية، بهدف تجنب وقوع حوادث، مثل ذلك الذي حصل سابقاً». إلى ذلك، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن لدى موسكو معلومات تدل على تحضير تنظيم «جبهة النصرة» لشن هجوم كبير في إدلب، في سعيه إلى توسيع سيطرته في المنطقة. وزادت: «بحسب المعلومات الواردة، فإن (النصرة) دعت أواخر الشهر الماضي حلفاءها المزعومين من المجموعات العاملة في إدلب، للتعاون في التحضير لشن عملية عسكرية كبيرة محتملة... ومن البديهي أن هدف الإرهابيين النهائي هو بسط السيطرة على منطقة خفض التوتر في إدلب بأسرها».

كما ذكرت زاخاروفا أن «بين نشاطات الإرهابيين في إدلب تكديس مخزونهم من المواد السامة على طول حدود التماس مع القوات الحكومية السورية»، مضيفة أن الخارجية الروسية لفتت الانتباه إلى تقارير إعلامية تشير إلى قيام المسلحين بنقل حاويات عدة من غاز الكلور إلى إدلب.

وجددت زاخاروفا دعوة موسكو إلى تعزيز الحوار بين الأكراد السوريين والحكومة، مؤكدة أن «الحل المستدام للأزمة في سوريا يمر عبر مراعاة مصالح الأكراد كجزء لا يتجزأ من الشعب السوري». وأعربت المتحدثة عن قناعة روسيا بأن هذا الحوار يخدم «ضمان سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها».

 

 مؤسسات دينية على خط ضبط الخطاب الدعوي للأطفال لتحصينهم من العنف/خطبة جمعة موحدة بمساجد مصر... وتعاون بين الأزهر والتضامن الاجتماعي

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/09 شباط/19/دخلت مؤسسات دينية في مصر بقوة على ضبط الخطاب الدعوي الموجه للأطفال، لتحصينهم من العنف. وبينما وحدت وزارة الأوقاف - وهي المسؤولة عن المساجد - خطبة الجمعة أمس، حول «الطفل وحقوقه»، قال مصدر في الأزهر إن «هناك تعاوناً بين المشيخة ووزارة التضامن الاجتماعي لدعم ورعاية الأطفال، وحمايتهم من الاستغلال والعنف والانحراف»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء يحذرون دائماً من ظاهرة العنف ضد الأطفال؛ لأن العنف ضد الأطفال ترفضه الفطرة السليمة، والعنف لا يولد إلا العنف لديهم عندما يكبرون، وهو ما تستغله تنظيمات الإرهاب وتلعب عليه». وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خلال خطبة الجمعة بمسجد «السيدة نفيسة» جنوب القاهرة أمس، أن «من مظاهر عدم الحفاظ على حق الطفل، إكثار رب الأسرة من الإنجاب دون مراعاة لحالته المادية وظروفه الاجتماعية، وحال زوجته الصحية، بشكل يؤثر على تربية أطفاله، فلا يستطيع أن ينفق عليهم أو يعلمهم أو يحسن تربيتهم، فيصبحون عبئاً ثقيلاً على المجتمع». كما تواصل «الأوقاف» عبر «المدارس القرآنية» في المساجد، والتي قاربت 800 مدرسة، معركة مواجهة الأفكار المتشددة، والسموم التي تبثها الكيانات الإرهابية في عقول الأطفال في سن مبكرة. وأكد مصدر بالأوقاف لـ«الشرق الأوسط» أن «المدارس لنشر التعاليم الإسلامية السمحة بين الصغار». وسبق أن أكد نواب في البرلمان المصري، أن بعض «الكتاتيب» تسلل إليها عناصر من جماعة «الإخوان» التي تعتبرها السلطات المصرية تنظيماً إرهابياً، وبعض تنظيمات العنف، للتأثير في عقول الصغار، وتلقينهم الفكر المتطرف. ووجَّه الدكتور أسامة الأزهري، عضو المكتب الاستشاري للرئيس المصري، رسالة إلى الشعب المصري، أكد فيها على ضرورة تعليم الصغار في المنازل والحقول. وقال الأزهري في خطبة الجمعة من مسجد «الفتاح العليم» بالعاصمة الإدارية الجديدة، إن «الدعوة التي نطلقها من (الفتاح العليم) إلى شعب مصر، أن مفتاح حلول أزماتنا هو العلم، ومحاربة التطرف والتكفير بالعلم، ومحاربة الفساد بالعلم، ومفتاح محاربة الاستهلاكية والرشوة هو العلم، ومفتاح الخروج من أزماتنا هو العلم، ومفتاح بناء الاقتصاد هو العلم، وبناء صناعة الحضارة هو العلم».

واستقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الخميس الماضي، الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، لبحث سبل التعاون المشترك، وتحقيق مزيد من بذل الجهود لمساعدة الأطفال. وقال الدكتور الطيب خلال اللقاء، إن «الأزهر يحمل على عاتقه مسؤولية اجتماعية تجاه مختلف فئات الشعب المصري؛ خاصة الفقراء والمحتاجين والأطفال والنساء، وهو مهتم بتقديم يد العون، سواء المادي والصحي، من خلال بيت الزكاة والصدقات المصري، ومستشفيات الأزهر الجامعية، أو التوعوي من خلال مختلف آلياته ووسائله الدعوية».

من جهته، أكد المصدر نفسه في الأزهر أن «الانتهاكات الحقوقية والجسدية التي ترفضها كافة الأديان والمواثيق الحقوقية الدولية، ترسخ في عقول هؤلاء الأطفال ذكريات لا آدمية، والتي من المحتمل أن تكون نواة لعنف مستقبلي يعبث بأمن العالم بأسره، لا سيما في ظل غياب مساعٍ دولية حقيقية لاحتواء هذه الأزمة». فيما دعا الأزهر عبر مرصده إلى الاعتناء بالتعليم، لا سيما منذ مرحلة الروضة؛ لتكوين عقليات نقدية، قادرة على استيعاب مخاطر الآيديولوجيات المنحرفة، تُعنى بالأساس بنشر قيم الحرية والإخاء والمساواة وتقبل الآخر، وذلك من خلال أساليب تعليمية مُحفزة للنقاش.

ويرى مرصد الأزهر أنه «يجب على كافة الدول أن تتضافر بعضها مع بعض، وتكثف من جهودها، وتتحمل المسؤولية القانونية والدستورية تجاه النشء، الذي يعد فريسة سهلة وصيداً ثميناً وجداراً آيلاً للسقوط في شرك التطرف وغياهب الإرهاب».

وسبق أن أكدت دار الإفتاء المصرية في أغسطس (آب) الماضي، أن فتاوى الطفل تشكل ما يقارب 10 في المائة من جملة فتاوى التنظيمات الإرهابية، والتي تنوعت بين الاستغلال وآليات وطرق التجنيد والاختطاف والانتهاكات الجسدية لهم، واستغلالهم كدروع بشرية. لافتة إلى أن «التنظيمات دأبت على الاستغلال السياسي للفتوى لتجنيد الشبيبة والأطفال داخل صفوفها، بهدف تقديم تلك الأجساد الصغيرة البريئة حطب نار لتصير ركاماً ورماداً».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

القديس مارون والطائفة الموارنة

نبيل يوسف/9 شباط 2019  

http://eliasbejjaninews.com/archives/71997/%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7/

تعتبر الطائفة المارونية، الطائفة المسيحية الوحيدة في العالم التي تحمل اسم شفيعها. وتعود بجذورها الى القديس مارون الراهب الذي تنسك على جبل سمعان الواقع قرب مدينة حلب في شمال سوريا

يقول الدكتور فيليب حتي: مارون لفظة سريانية، هي تصغير “مارو” ومعناه السيد والمولى والتصغير هنا للتحبب.

عاش القديس مارون  في القرن الرابع (350 – 410)، ونقل أخباره تيودوريطوس أسقف قورش الذي كان معاصراً ومجاوراً له، في كتابه “تاريخ الرهبان والنساك”. وأسماه في الكتاب “مارون الإلهي”.

يقول تيودوريطس: لقد زّين مارون، طغمة القديسين المتوحشين بالله، ومارس ضروب التقشفات والأماتات تحت جو السماء، دون سقف سوى خيمة صغيرة لم يكن يستظلها إلا نادراً. وكان هناك حيث تنسك هيكل وثني قديم، فكرسه وخصصه لعبادة الإله الواحد، يحيي الليالي بذكر الله واطالة الركوع والسجود والتأملات في الكمالات الإلهية، ثم ينصرف إلى الوعظ وارشاد الزائرين وتعزية المصابين. ولأن المجاهد يوازن بين النعمة والأعمال فيكون جزاء المحارب على قياس عمله، وبما أن الله غني كثير الاحسان إلى قديسيه منحه موهبة الشفاء فذاع صيته في الأفاق كلها فتقاطر اليه الناس من كل جانب، وكانوا جميعهم علموا أن ما اشتهر عنه من الفضائل والعجائب هو صحيح. وبالحقيقة كانت الحمّى خمدت من ندى بركته والأبالسة أخذوا في الهرب، والمرضى كلهم برئوا بدواء واحد هو صلاة القديس، لأن الأطباء جعلوا لكل داء دواء، غير أن صلاة الأولياء هي دواء شاف من جميع الأمراض, ولم يقتصر القديس مارون على شفاء أمراض الجسد بل كان يبرئ أيضاً أمراض النفس.

وكتب القديس يوحنا فم الذهب من منفاه في جبال أرمينيا رسالة إلى القديس مارون عابقة بما بين القديسين من محبة روحية واحترام وأخوة في المسيح جاء فيها: الى مارون الكاهن الناسك، ان رباطات المودة والصداقة التي تشدنا اليك، تمثلك نصب عينينا كأنك حاضر لدينا، لأن عيون المحبة تخرق من طبعها الأبعاد ولا يضعفها طول الزمان. وكنا نود أن نكاتبك بكثرة لولا بعد الشقّة وندرة المسافرين الى نواحيكم. والآن فانا نهدي إليك أطيب التحيات ونحب أن تكون على يقين من أننا لا نفتر عن ذكرك أينما كنا. لما لك في ضميرنا من المنزلة الرفيعة. فلا تضنّ أنت أيضاً علينا بأنباء سلامتك، فان أخبار صحتك تولينا على البعد أجل سرور وتعزية في غربتنا وعزلتنا فتطيب نفسنا كثيراً، اذ نعلم أنك في عافية. وجلّ ما نسألك أن تصلي إلى الله من أجلنا.

ما أن انتشرت سمعة الكاهن مارون الناسك حتى تكاثر عدد الرهبان حوله. فأقامهم أولاً في مناسك وصوامع على الطريقة الانفرادية بحسب عادة تلك الأيام، ثم أنشأ لهم أدياراً وسنّ لها القوانين. وتعددت تلك الأديار في شمالي سوريا، حتى أن تيودوريطس يغتبط بوجودها في أبرشيته.

لم يذكر تيودوريطس سنة وفاة القديس مارون، ولم يعثر في كتب القدماء على ما يعين في ذلك، والذي رواه العلامة البطريرك بولس مسعد في كتابه الدرّ المنظوم أنه لقي ربه سنة 410.

وجاء في المعجم التاريخي الجغرافي لبويليا في طبعته الحادية والثلاثين: القديس مارون ناسك ورع كان في سورية في القرن الخامس رقي الى درجة الكهنوت سنة 405 وتوفي سنة 433 وتنسك على جبل قريب من قورش واستدعى اليه جمعاً كبيراً من التلامذة فأنشأوا أدياراً عديدة ويعيّد لذكره في 9 و14 شباط وهذا ما ذكره أيضاً المطران يوسف الدبس، رئيس أساقفة بيروت الماروني، في كتابه: الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل.

بعد وفاة القديس مارون عاشت أول جماعات مارونية في شمال سوريا قرب أفاميا حول دير القديس مارون على العاصي، ولاحقاً انتشروا في عدة أماكن من شمال سوريا، خاصة معرّة النعمان وحماه وحمص وبعض المؤرخين يؤكدون وجودهم في عدة أماكن سورية شمالية أخرى كمنبج وقنسرين وناحية العواصم، ومن المحتمل وجودهم في مدينة انطاكية وجوارها لأنها كانت تعد عاصمة تلك النواحي وفيها تدخل مدينة قوروش المتكرر ذكرها في ترجمة القديس مارون.

وتؤكد عدة مراجع أبرزها الأب بطرس ضو أن قسماً من رهبان مار مارون ساروا باتجاه منابع نهر العاصي المحاذي لصوامعهم وأديارهم، وتنسكوا عند منابعه، ومنهم أحد الرهبان الذي تنسك في مغارة ما تزال موجودة تقع قرب بلدة الهرمل شمال البقاع اللبناني.

وبحسب الأب بولس ضاهر، في كتابه السنكسار بحسب طقس الكنيسة الإنطاكية المارونية: أول من دخل جبال لبنان من الموارنة، فكان عدد من “أبناء مارون” في الربع الأول من القرن الخامس، الذين أرسلهم القديس مارون ليبشروا سكان جبال لبنان، فوصلوا الى نواحي جبة بشري وجرود البترون وجبيل، وأهمهم مار سمعان العامودي الكبير المتوفي سنة 459 الذي وصل إلى قرى شمال لبنان، وكانت الوحوش تفترس أهلها، فعمّدهم وأمرهم أن يرسموا 7 صلبان حول كل قرية، فنجوا. وكانوا هم من الموارنة الأوائل المقيمين في لبنان

ومن التلامذة أيضاً الذين وصلوا الى جبل لبنان ابراهيم القورشي الناسك، الذي بشّر في جرود بلاد جبيل التي كانت تعرف بجبة المنيطرة، وكانت من أهم المناطق الوثنية في الشرق، فأخذ يجوب قراها يبشر بكلمة الله فهدى الكثير من الوثنيين ودخل إلى معبد أدونيس الوثني الموجود ناحية أفقا وحوله كنيسة وكوّن نواة جماعة مارونية في تلك النواحي، وأطلق اسمه على نهر أدونيس الذي أصبح يعرف باسم نهر إبراهيم.

من هنا يمكننا أن نعتبر أنه من سكان جبال لبنان، الذين اهتدوا على يد تلاميذ القديس مارون، وبعضهم كانوا مسيحيين سريان، تشكلت الطائفة المارونية في لبنان، وعاد وانضم إليها الرهبان الموارنة وأتباعهم الذين هربوا من شمال سوريا، وهذا ما يؤكده الأب بطرس ضو في  تاريخ الموارنة الديني والسياسي والحضاري، بقوله: معظم الموارنة هم سكان لبنان الأصليين، وانضمت إليهم فيما بعد، وعلى دفعات متقطعة، أفواج من الموارنة النازحين من سوريا

على أثر المجمع الذي عقد في مدينة أفسس عام 449 بدأت الخلافات اللاهوتية في الكنيسة حول طبيعة المسيح الجسدية والالهية، وتوسعت بعد مجمع مدينة خلقيدونيا الواقعة على البوسفور المنعقد سنة 451 فانقسمت الكنيسة إلى “الخلقيدونيين” وهم الروم البيزنطيين والسريان الموارنة الذين يؤمنون بأن في المسيح طبيعتين كاملتين “الهية وإنسانية”، والى “اليعقوبية” ومنهم السريان اليعاقبة أتباع يعقوب البرادعي أسقف انطاكيا الذين يؤمنون بأن في المسيح طبيعة الهية واحدة.

هذا الاختلاف أحدث تنافساً على كسب النفوذ في شمال سوريا. فاضطهد اليعاقبة بقيادة البطريرك ساويرس بتغطية من الأمبراطور البيزنطي اثناسيوس الموارنة، وقتلوا منهم في 31 تموز سنة 517 ثلاثماية وخمسين راهباً مارونياً دفعة واحدة وأحرقوا ديرهم القائم عند نهر العاصي جنوب حلب. ف

تشتت من نجا من المذبحة ولجأ قسم كبير منهم ومن أتباعهم موارنة شمال سوريا إلى أخوتهم في جبال لبنان الذين كانوا أصبحوا كثر، ووصلوا أولاً إلى منابع العاصي ومنها توغلوا في الجبال فسكنوا نواحي أهدن والجبة وجبال البترون وجبيل، ويؤكد بعض المؤرخين أن قسماً منهم انحدر نحو الساحل ناحية البترون، ولعل مدينة البترون نفسها أضحت من أول مساكن الموارنة وهذا ما ذكره لأب لامنس، تسريح الأبصار.

نشير الى أن ساويرس هذا يعتبر قديساً عند السريان الأرثوذكس بينما تحتقره الكنيسة الكاثوليكية لأن يداه ملطختان بدماء القديسين والرهبان والنساك

على أثر تلك المذبحة، أرسل من نجا من الرهبان رسالة إلى قداسة الحبر الأعظم البابا هورميذداس أعلموه فيها بما جرى وأن ساويروس بطريرك البيزنطيين رفض احصاء الكاثوليك في عداد المسيحيين وقام بتدمير كافة الكنائس الكاثوليكية، “وقتل الكثير من رهباننا ويجبرنا على إحتقار المجمع المقدس، ونحن مشتتون البعض هرب إلى دير القديس سمعان في نواحي حلب والقسم الآخر إلى جبال لبنان العالية”. ووقع الرسالة رئيس الدير الناجي من المذبحة ويدعى اسكندر الذي ختم الرسالة بتوقيعه وبقربه هذه العبارة: “أنا الراهب إسكندر رئيس دير القديس مارون وقعت هذا الالتماس”. ووقع معه من نجا من الرهبان.

في 10 شباط 518 وصل الرد من البابا وفيه يشد من عزيمة الرهبان ويحثهم على الصمود والبقاء على الاعتراف بكنيسة روما.

يؤكد بعض المؤرخين، أن رهبان مار مارون المتنشرين في شمال سوريا، لعبوا دوراً دينياً وتبشيرياً هاماً، ما أدى إلى اضعاف سلطة بطريرك انطاكيا على المناطق التي يتواجدون فيها، ويمكن القول أن الموارنة كانوا يديرون مناطقهم بدلاً من البطريرك، وحتى بعد النكبة التي حلت بهم أكمل من نجا من المذبحة رسالته التبشرية، وتوسعت أديارهم حتى قاربت 40 ديراً، تحلقت حولها جماعات من المؤمنين الملنزمين العقيدة الخلقيدونية، ما دفع البطريرك الانطاكي افرام أميد (529 – 545) لتقريبهم إليه مستعيناً بعلمهم وخبرتهم اللاهوتية، وعندما زار الأمبراطور هرقل (610 – 641) سوريا وهب الرهبان الموارنة كل الأديار التابعة للمونوفيزيين، ويقول المؤرخ ابن العبري ان الامبراطور كان مارونياً.

اعتباراً من أواخر القرن السادس انتقل النشاط الماروني من شمال سوريا قرب حلب الى منابع نهر العاصي في منطقة بعلبك – الهرمل اللبنانية وجبال شمال لبنان، حيث انتشرت المارونية بكثافة ويؤكد البعض وصولهم إلى نواحي دمشق حيث بنوا ديراً هناك.

قد يكون من أسباب هذا الانتشار أن هذه المناطق عالية ووعرة ومن الصعب على الجنود القادمين من سهول القسطنطينية أو انطاكيا اختراقها بسهولة.

في تلك المرحلة، بدأت الهوية المارونية بالبروز وتبلورت مع ظهور عدد من الصلوات الخاصة بالموارنة.

في القرن السابع خرجت انطاكيا نهائياً عن سلطة القسطنطينية بعد أن اجتاحتها الجيوش الاسلامية سنة 636، وأصبحت المدينة من دون بطريرك وعمد الأساقفة في القسطنطينية إلى انتخاب بطريرك فخري لانطاكيا يقيم في القسطنطينية، لم يكن يمارس من مهامه شيئاً.

وبعد سيطرة الخليفة معاوية على بلاد الشام، سمح للمسيحيين الخلقودنيين الملكيين الذين يتبعون كنيسة روما برسامة بطريرك لانطاكيا فرسموا بطريركاً أقام قي دمشق وكان شرعياً كنسياً ودعي باسم ثيوكلفت، ولكن خليفة معاوية مروان ومن ثم عبد الملك منعوا انتخاب البطاركة. وكان البيزنطيون توقفوا قبل زمن عن رسامة البطاركة الفخريين لانطاكيا، وأضحت أحوال المسيحيين ضائعة من دون بطريرك.

في هذا الوقت، ورغم كل ما تعرضوا له، كان عدد الموارنة أصبح كبيراً وانتشارهم يمتد من سهول حلب وحمص شمالاً حتى قمم جبل لبنان نواحي نهر ابراهيم جنوباً، ولما كان كرسي انطاكيا شاغراً اجتمع الرهبان الموارنة عام 686 وانتخبوا الراهب يوحنا مارون، وكان أسقفاً على مدينة البترون منذ عام 675 بطريركاً على كرسي إنطاكيا. وهو أول بطريرك ماروني على كرسي انطاكيا والثالث والستون بعد القديس بطرس مؤسس الكرسي في القرن الأول ميلادي.

بهذا الانتخاب بدأ بناء وتنظيم الكنيسة المارونية على الصعيد الكنسي والوطني والاجتماعي.

عند انتخابه حاول البطريرك الماروني الأول العودة الى شمال سوريا، لكن المسيطرين هناك منعوه من الاقامة فعاد سريعاً إلى جبال لبنان حاملاً معه هامة القديس مارون، وحل في بلدة كفرحي في وسط بلاد البترون وشيد دير “ريش مارو” ومعناه رأس مارون، وضع فيه جمجمة القديس مارون وأقام فيه.

لم يكن هدف الموارنة عند انتخاب بطريرك منهم تأسيس كنيسة منفصلة عن الكنيسة الجامعة، بل تعبئة فراغ بعد شغور الكرسي البطريركي الانطاكي بوفاة البطريرك انستاز الثاني في أيلول 669 وبقاء الكرسي شاغراً. وحفظ الرعية من التشتت والارتهان والذوبان. وتسريع شؤون المؤمنين لأن روما بعيدة جداً عن الشرق.

لذلك فور انتخابه بطريركاً طلب البطريرك يوحنا مارون درع التثبيت من قداسة الحبر الأعظم خليفة القديس بطرس، فوافق البابا على الانتخاب وأرسل درع التثبيت، فأصبح البطريرك الماروني خليفة القديس بطرس في رئاسة الكنيسة الانطاكية. وراح البطاركة الموارنة يضيفون اسم بطرس إلى أسمائهم.

بقي الموارنة معتصمين في جبال لبنان الشمالية الممتدة من اهدن وجبة بشري إلى جبة المنيطرة، حتى وصول الحملات الصليبية، فهبطوا من جبالهم لملاقاتها. وكان اللقاء الأول في سهل عرقا في عكار، ومن هناك سار الفرسان الموارنة مع الحملة إلى مدينة القدس.

رغم التعاون الوثيق بين الصليبيين والموارنة، بقي الانتشار الماروني جنوب نهر إبراهيم محدوداً جداً، وبعد سيطرة المماليك في القرن الثالث عشر تعرض الموارنة لأبشع اضطهاد عرفوه في تاريخهم، لم ينج منه حتى بطاركتهم فعادوا يتحصنون على قمم الجبال.

مع دخول العثمانيين تغيرت أحوال الموارنة، ومطلع القرن الخامس عشر بدأوا بالتوسع نحو كسروان وكان انتشارهم فيها سريعاً حتى صارت المقاطعة الكسروانية في القرن السابع عشر كلها مارونية، وأكملوا جنوباً خصوصاً أيام حكم الأمراء المعنيين فنزلوا المتنين وحلوا في المناطق الشوفية ومنها توغلوا حتى وصلوا إلى شمال فلسطين وبر الشام.

حمل الموارنة طوال 1600 سنة من مسيرتهم عدة تسميات هي:

– أبناء مارون: وهم تلامذة واتباع القديس مارون الذين عاشوا في الصوامع والأديرة وانطلقوا يبشرون بكلمة الله.

– المارونية: أول من ذكر هذه التسمية المؤرخ العربي “المسعودي” في القرن العاشر.

الأمة المارونية: تعود هذه التسمية إلى زمن الصليبيين.

– الطائفة المارونية: بدأ الكلام عنها في القرن السادس عشر وذكرها البطريرك الدويهي في كتاباته.

– الكنيسة المارونية: أتت على لسان قداسة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني.

من جبال لبنان امتدت أغصان الدوحة المارونية إلى كل أنحاء العالم، ولكن بقي وطن الأرز ركيزة الكيان الماروني. وما زال الموارنة يستشفعون كل حين أباهم القديس مارون صارخين إليه:

باسمك دعينا يا أبانا   وعليك وطّدنا رجانا

كن في الضيقات ملجانا  واختم بالخير مسعانا

 

رسالة إلى مار مارون أنظر يا أبتِ أين وصلنا

د. أنطوان زخيا صفير/جريدة الجمهورية/السبت 07 شباط 2015

كنيستُنا اليوم مدعوّةٌ للمصالحة مع ذاتها، وللمصارحة مع أبنائها

في عيدكَ يا أبا المشرق وشفيعَ لبنان وأنطاكيا التي يحمل إسمهَا وإرِثهَا بطاركةٌ قُيِّضَ لهم الدفاع عن الأغليَين: الإيمان والحرّية، نحاول العودة إلى الذات واستقراءَ ما استجدّ، بعدما عاش الموارنة تجاربَ الحروبِ والسِلم وما بينها من حالات.

أبتِ مار مارون،

 أنتَ الناسك من على جبلِ قورش، يومَ كنتَ قدّيس السماءِ على الأرض، كنتَ تنظُر الى النزاعات حول كلّ شيء وترتفع بالصلاة. وبالتقشّف تَرفع النفوس. أرجوكَ أنظرُ من عليائِك، في حضرةِ فادي الكون والحقيقة المطلقة، إلى أين وَصَلَت الحالُ بنا!

أنظُر إلى لبنانكَ ولا تستكِنْ، وإنْ كان الواقعُ مزرياً والوضعُ مُشيناً. إذ بَدَلَ أن يقومَ بعضُ القادة الزمنيّين، الذين يقولون إنّهم يحملون مستقبلَ الشَعب أمانةً، برفعِ الأنانيات جانباً وقولِ الحقّ، فقد أخذَتهم الشخصانية وتَرَنَّحَت على أياديهم قضيةُ شعبٍ ناضَلَ في سبيل الحرّية، فأطاحوا بحلمِ جيلٍ بكامله من أبناءِ الوطن.

أمَّا بعد، فقد ناضلتَ يا أبانا وعلى هَديِ أُمثولاتِكَ الحيّة سارَ قدّيسُو هذِهِ الأرض وصِدّيقوها. ناضلتُم في الأرض من أجل السماء، أمّا بعض معلّمي الأرض عندنا، فقد عاثوا في الأرض، وخَسَّروا بعضَ أبناء الأرض حلمَ السعادة على الأرض وفي السماء.

أمّا قادةُ الروح، فغابَت عَن بعضِهِم روحيّةُ الروح. غاصُوا في مجتمعِ المادّيات والمدنيات، وسَخّفُوا الرسالة، أو في أبسط الأحوال، لم يكونوا رسُلاً على قدر عظمة الرسالة.

غَابَت عن بعضهِم روحُ الحقّ حيث الشهادة للحقيقة... ولا مواربة.

والترَفُّعُ عن السياسات والمادّيات واجبٌ ضميريّ... ولا محاباة.

والعفّةُ في القولِ والعملِ سيرةُ حياة... ولا خيار.

يا أبانا، حَصلنا على لبنان الكبير مُتخَطّين معادلة العددِ والعدّة، وتَبنّينا الاستقلال مسيحيّين ومُسلمين، مُقتنعين بحلمِ رفعِ يدِ كلِّ غريب، ولكن سقط كياننا الفتِيّ في ارتدادات نكبةِ فلسطين ونكسَتِها، وقضايا الشرق المعقّدة، وانعدام الرؤية، وخضنا بدمائنا ودموعِ أمّهاتنا حروبَ الحياة، ودفَّعنا اقتصادَنا ثمنَ حروب الآخرين كلِّ الآخرين. وبدل أن نرى وطناً ودولةً، طالعَتنا اللامركزيّات المتناثرة من دون قانون، والمتنافرة من دون منطق، فضلاً عن المصالح المستترة وغير المستترة.

وصلنا إلى ما نحن فيه، يومَ تحوَّلت بعض مؤسسات التعليم والصحّة والقيَم الإنسانية إلى مواقع نفوذ وجاه، ولن أدخلَ في التفاصيل.

أبَتِ مار مارون، كنيستُنا اليوم مدعوّةٌ للمصالحة مع ذاتها، وللمصارحة مع أبنائها، لا لسببِِ شخصيّ، بل بغيَةَ تفعيل الدعوة التاريخية والرساليّة لكي تُنَشّط منطقَها القائلَ بلبنان التعَدّدي، الحيادي عن الصراعات التي لا طائلَ منها، التفاعلي في محيطِه العربي والإسلامي.

منذ ألف وخمسماية عام، زرتَ هذه الفانية وأبدعتَ بالتصاقكَ بنِعَم السماء،

 رَكّزتَ العقيدة،

 نَمّيتَ الانتماء،

 خَرّستَ قوى الباطل

 وبَيّنتَ مكامن الضلال.

ومنذ عقود، نحن نئِنُّ تحت طائلة قوى الباطل،

 حيث النَفعيّةُ تسود،

 والديموقراطيةُ تُنحَر،

 والتعدّدية تُقَزَّم،

 والشراكة تُهَمَّش،

 والعدالة تَترنّح،

 وروح التعاون المجتمعي تُغَيَّب،

 وبعض أهل السياسة لا يُضَحُّون إلّا لذاتهم وذواتهم،

 وبعض أهل الروح لا يَثورون إلَّا لمصالح وأشخاص.

أمّا بعد، فقد انحسرَ عدد رجال الدولة الذين يهتمّون بالجيل الجديد، وزاد عددُ ممتهِني السياسة الذين لا يفكّرون إلّا بالانتخابات المقبلة... ولَيتهم يمثّلون شعبَك التائقَ دون جدوى إلى عدالة اجتماعية وشراكة ميثاقية واقتصاد متّزِن وإنماءٍ مناطِقيّ متوازن.

زاد عددُ الذين يريدون الدخولَ إلى «جنّة» الحُكم عن المقاعد المحدّدة للطوائف في المجلس والحكومة، ثمّ ليتنَكّروا، رافعينَ شعاراتٍ واهيةً، متناسين كيف أتَوا، ساعِينَ إلى إرضاءِ الكلّ، إلّا أبناءَ الكنيسة والوطن، ولا مِن مرجَع يَسأل أو يُسائل. وتراجعَت القِيَم لدى بعض المتعاطين بالشأن العام إلى حدٍّ لا وَصفَ له، ولا مِن مرجَع يُحاسِب.

وانتشرَت بعض الجمعيات والمؤسسات التي تتيَمَّن باسمك الكبير، فاختلطَتِ الأفكارُ وانقلبَتِ الأدوار، بين مؤسّساتٍ أريدَ لها أن تشاركَ في العمل الوطني، وأخرى مُكرَّسةٍ للعمل الخيريّ. فتناسَت بعضَ أدوارِها، وغاصَت في الهامشية السياسية غيرِ المجدِية بحثاً عن منصبٍ لهذا وهذا.

ضَاعت القيَم، وسُلِّطَت ألسُنُ الضلال، وانكفَأ أهلُ الحقّ، فظنَّ أهلُ الباطل أنّها أيامُهم وأنّهم على حقّ... بينما الحقُّ في مدرستِكَ الأصليةِ الأصيلة، حيث للفقير قدرُ محبّةٍ وللضعيف نسبةُ عطفٍ وللصادقِ احترامُ أهلِ الكنيسة والوطن، ولأبناءِ النور يومٌ ليس ببعيد.

 

البهلوانيات والأثقال الإقليمية في لبنان

وليد شقير/الحياة/09 شباط/19

يحتاج رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة سعد الحريري إلى كثير من الجهد من أجل تبديد الرواسب السياسية التي تركتها مناورات تعطيل قيام حكومته خلال الأشهر الثمانية الماضية، من أجل تأمين انطلاقتها بدعم خارجي بات ملحا ومطلوبا بقدر ما هو مطلوب وملح انكبابها على التصحيح المالي وتنشيط الاقتصاد وانتظام عمل المؤسسات لإخراج الدولة من حال الترهل والفساد والهدر. تركت الأشهر الماضية التباسات لا تحصى حول أسباب عرقلة التأليف، سواء الداخلية أو الخارجية. ومن المحال التخفيف من الدوافع السياسية لهذه العرقلة، التي تحتسبها جيدا الدول العربية والغربية التي سيعتمد لبنان على دعمها لانتشال اقتصاده من الهوة. وانسحبت هذه الالتباسات على احتساب الغلبة لمن داخل الحكومة، في ظل الحديث عن أكثريات متنقلة، يجري صرفها على القطعة وحسب القضية التي ستطرح على مجلس الوزراء، وعن قدرة هذا الفريق أو ذاك على التعطيل ، بعدما كثرت «البهلوانيات» عن دمج كتل نيابية واختراع كتل أخرى وهمية موزعة الولاءات والانتماءات، بهدف توزير فلان من حصة هذا الفريق أو ذاك. النتيجة كانت واضحة بالنسبة إلى الدول التي تراقب لبنان، والتي اعتقد البعض، بشيء من التذاكي، أنه يمكن صرف نظرها عن الحقائق بالمناورات الكلامية. فتعطيل التأليف لم يخف الواقع القائل أن «حزب الله» أراد استعراض الغلبة التي يعتقد أنه حققها بفعل تطورات الإقليم من جهة، أو لسبب يتعلق بضمان الأرجحية في التوازن داخل الحكومة في زمن الهجمة التي تتعرض لها إيران من الولايات المتحدة الأميركية بالعقوبات وبالغارات الإسرائيلية على وجودها في سورية، من جهة أخرى، لأن لبنان يبقى جبهته الدفاعية الاحتياطية.

كما أن هذا التعطيل، مهما كانت مبرراته الداخلية، وذرائعه الطائفية والفئوية والمصلحية الضيقة، ليس بعيدا عن حسابات فريق محلي يتحيّن الظرف الإقليمي من أجل تحقيق أوهام استعادة أمجاد الصدارة في ضمان الاستمرارية في إدارة البلد، وفي التنافس على استثمار إمكانات البقرة الحلوب التي هي الدولة، والتي باتت اليوم موعودة بـ«علف» النفط والغاز في البحر حيث يجري التسابق قبل 6 أو 7 سنوات، على خيراتهما المفترضة. تجسد هذا النوع من التعطيل أيضا بمطالب «التيار الوطني الحر» الحكومية الفائضة عن قوته الحقيقية. فهو استند إلى فائض قوة حليفه «حزب الله»، مهما كانت التباينات التي ظهرت بينهما، عندما اصطدما نتيجة مغالاتهما بطلب الحصص الوزارية، أو باستباق معركة رئاسة الجمهورية ومتطلبات التموضع المبكر فيها.

لم يترك «حزب الله» هامشاً للاستراحة بعد معارك التأليف على قاعدة اقتناعه بالانتصار في سورية، حتى بعد تأليف الحكومة، فاقترح أمينه العام السيد حسن نصر الله تأمين الدفاعات الجوية للجيش اللبناني من إيران، وتعهد حل أزمة الكهرباء التي يعاني منها لبنان، من إيران أيضا.

لا مهادنة من الحزب بعد التأليف، بل اندفاع جديد لجذب لبنان نحو المحور الإقليمي الذي يدين له بالولاء في زمن العقوبات الأميركية المتشددة ضد طهران. وإذا كان الاتحاد الأوروبي ابتدع آلية للتبادل التجاري مع طهران تقتصر على الأدوية والمواد الغذائية، لتفادي العقوبات بعد انسحاب الشركات الغربية الكبرى من الاستثمار في إيران، فإن الحزب لا يشعر بالحرج من تحميل البلد الصغير أثقال جهود إيران لاعتماد مهارب من العقوبات. فمن أهداف العقوبات الحؤول دون أن يكون لبنان إحدى ساحات تمويل الحروب التي يخوضها الحزب في الإقليم، لأنه تحول في السنوات الأخيرة إلى «ملتقى» مالي وإعلامي وسياسي ولوجستي، لخدمات هذه الحروب، لاسيما الحرب السورية. ووزير الخارجية جبران باسيل لم يقف عند حدود المطالب التي تجمدت الحكومة بسببها، فواصل بعد تشكيلها اندفاعته للتفرد بالقرار السياسي اللبناني، إن برسمه سياسة الحكومة متعديا على صلاحياتها مجتمعة، أو بتسليفه الحليف الإقليمي، عبر دور رأس الحربة في استباق القرار العربي عودة سورية إلى الجامعة العربية، في وقت تهيئ الدول المعنية معايير لتحقيق هذه العودة. عندما أقبل الحريري على التسوية حول رئاسة العماد ميشال عون كانت استطرادا ربط نزاع مع «حزب الله». وهو ما دفعه إلى تسميتها بـ«المخاطرة». إلا أن الفريقين أخذا يضيقان عليه هامش الحركة، أثناء تأليف الحكومة وبعد إنجازها، ما يصعّب عليه الإفادة من الدعم الغربي والعربي لاستنهاض اقتصاد البلد، الذي لم يكن ليتأمن من دونه. فالعواصم المعنية تتأنى قبل الإقبال على ما وعدت به، للتأكد من نوايا الحزب وحليفه.

 

من أي رحم ولدت الحكومة اللبنانية؟

سليم نصار/الحياة/09 شباط/19

بعد انتظار طويل دام نحواً من تسعة أشهر (270 يوماً)، أعلن رئيس الحكومة السابقة والحالية سعد الدين الحريري ولادة حكومة جديدة مؤلفة من ثلاثين وزيراً. وقد نتج عن هذا التغيير إخراج 13 وزيراً كانوا في الحكومة السابقة، مع إضافة 17 عنصراً جديداً. والملفت أن رئيس الوزراء بالتعاون مع رئيس الجمهورية قررا إلغاء وزارة مكافحة الفساد ووزارة التخطيط ووزارة حقوق الإنسان. ولدى الاستفسار عن الدوافع الحقيقية التي فرضت هذه التغييرات، جاء الجواب على لسان وزير الخارجية جبران باسيل. وكان ذلك خلال الاحتفال الذي أقيم في كنيسة الشياح بحضور محمد القماطي عن «حزب الله». وأمام جمع غفير، تعهد باسيل منح ممثليه الحزبيين مئة يوم فقط كفترة اختبار يثبتون خلالها كفاءتهم ونظافتهم في الحكم. ومَن يسقط في الامتحان يُعفى من منصبه ويؤتى بسواه. وبما أن مراحل الجمهوريات الثلاث في لبنان قد شهدت تعديلات دستورية غير مطبقة في أي بلد آخر، فقد هاجمه وائل أبو فاعور، ممثل وليد جنبلاط، منتقداً اداءه السياسي الذي يسيء الى عمّه الرئيس، مثلما أساء اداء «السطان سليم» الى دور شقيقه الرئيس بشارة الخوري. في جواب محازبي جبران باسيل يكمن السبب الأساسي في حملة الزعيم وليد جنبلاط عليه بدون هوادة. ذلك أن جنبلاط يتهم وزير الخارجية والمغتربين بالوقوف وراء تقارب الأمير طلال أرسلان ووئام وهاب... وأن هذا التحالف المدعم من دمشق قد يؤدي الى تأجيج النزاعات الحزبية القديمة لدى طائفة الموحدين. ويخشى الجنبلاطيون أن تتكرر عملية السابع من أيار يوم استخدم «حزب الله» سلاحه ضد جماعة جنبلاط في بيروت. علماً أن الأمين العام السيد حسن نصر الله دعا اللبنانيين في الكلمة المسهبة التي ألقاها مساء الاثنين الماضي الى تناسي الأحقاد والترفّع عن الحزازات الضيقة، والعمل على إنعاش الوحدة الوطنية حرصاً على اقتصاد لبنان واستقراره. ومن أجل طرد كل مؤشرات السوء من الأذهان، أعلن الرئيس نبيه بري أنه يقف مع صديقه جنبلاط، ولن يسمح لخصومه السياسيين باستغلال معارضته للحكومة بأن يتطور الخلاف الى صدام معلن. ويُستدَل من موقف جنبلاط الغاضب، ووصفه الحكومة بأنها مخيبة للآمال، أنه عازم على تشكيل كتلة معارضة من داخل المجلس تكون رقيباً على تصرفات الوزراء، وعامل ردع لكل التجاوزات والارتكابات. أي أنه يريد إحياء دور العميد ريمون إدة، المعارض الدائم، كما هي الحال مع حكومة الظل في بريطانيا. وبسبب عدم اهتمام وريثه تيمور بالسياسة والسياسيين، فإن وليد جنبلاط ندم على نزع العباءة عن كتفيه قبل وقتها.

ومع أن الدكتور سمير جعجع (القوات اللبنانية) حصل على نسبة عالية من حصص الحكومة تتناسب والحجم السياسي الذي يمثله لدى طائفته... إلا أنه على استعداد للوقوف مع جنبلاط في موقع المعارضة من داخل المجلس. ويتوقع بعض المراقبين أن يكون هذا الثنائي مركز جذب لكل المعترضين على تجاوزات الوزارة الجديدة. مع صدور البيان الوزاري المؤلف من تسع صفحات، توقع المواطنون برنامجاً واعداً يبدأ بمعالجة مشاكلهم العاجلة تعويضاً عن تسعة أشهر من انتظار الانفراج. وجاء في مقدمة البيان ما معناه أن جميع الحكومات السابقة اعتمدت لتحقيق برامجها السياسية والاجتماعية على بيع الكلام وإهمال الأفعال. بينما أطلقت هذه الحكومة وعدها هذه المرة بالتعريف عن مهمتها بأنها «حكومة أفعال لا حكومة أقوال». ويقول المطلعون على حقائق الأمور إن لهجة المكابرة والاعتداد بالنفس، صادرة عن دعم «حزب الله» الذي فتح باب الانفراج لأسباب مجهولة، وترك للمراقبين اكتشاف الدوافع الأساسية.

فريق يزعم أن وراء قبول «حزب الله» الإفراج عن رهينته تكمن رغبة ايران في تحقيق طلب الرئيس ايمانويل ماكرون. وكان الرئيس الفرنسي قد ناشد طهران التدخل من أجل تحريك عجلة النشاط الاقتصادي في لبنان عبر مؤتمر «سيدر». أي المؤتمر الذي تقدر قيمة تنفيذه 17 بليون دولار تُستَثمر على مدى عشر سنوات. وهو يعالج مشاريع النقل والمواصلات والكهرباء والنفايات الصلبة... وخلافها. ويرى الخبراء أن هذه الحكومة ستقف عاجزة عن تلبية شروط مؤتمر «سيدر». وهي شروط صعبة كونها تطالب بالإستغناء عن فائض في الوظائف يتجاوز العشرين في المئة. ومثل هذا الضمور في وظائف الدولة أول ما يمسّ نفوذ الرئيس نبيه بري الذي تتجاوز حصته داخل المؤسسات الرسمية أكثر من خمسة آلاف موظف.

الشرط الثاني يطالب بتعيين خبراء ماليين من أجل الإشراف على تطبيق سياسة مالية ونقدية تخفض نسبة الدين العام. إضافة الى خفض النفقات الاستهلاكية في الموازنة العامة بما لا يقل عن عشرين في المئة. الدول الخليجية العربية ترى أن استجابة طهران لرغبة فرنسا ناتجة عن قناعة المسؤولين بأن هذه الدولة الاوروبية كانت متحفظة بالنسبة لتطبيق المقاطعة التي فرضتها الولايات المتحدة على ايران. إضافة الى هذا العامل السياسي، فإن الوضع المعيشي في المدن والقرى الايرانية بدأ يشهد مظاهرات واحتجاجات شعبية. خصوصاً بعدما نشرت الصحف الاميركية تحقيقاً عن الأحوال الاقتصادية في ايران، زعمت فيه أن المحتاجين من الإيرانيين كثيراً ما يشاركون في مآتم أشخاص لا يعرفونهم بهدف تناول الطعام المقدم عن روح الفقيد. فريق آخر يزعم أن روسيا، شريكة ايران و«حزب الله» في سورية، كان لها دور مؤثر في الإفراج عن الحكومة المغلولة. ذلك أن القرار الذي اتخذه الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سورية مهّد الطريق أمام تمدد النفوذ الروسي الى لبنان عبر مصافٍ في طرابلس لتخزين النفط الذي تصدره الشركة الروسية «روزنفت». وبما أن طرابلس لا تبعد أكثر من ثلاثين كلم عن الحدود السورية، وستين كلم عن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، فإن بوتين يرغب في استخدام لبنان منصة ثانية لطموحاته. وتقول مصادر رسمية لبنانية إن الرئيس فلاديمير بوتين وعد الحكومة اللبنانية بحلحلة مشكلة 950 ألف لاجئ سوري مسجلين في الدوائر الرسمية. بينما يقفز العدد النهائي الى مليون وثمانمئة ألف لاجئ سوري.

ومن يرى الكاتدرائية الضخمة التي أمر بوتين ببنائها على مدخل إحدى قرى لبنان الشمالي، يدرك أن لطموحات روسيا أسباباً أخرى تتعلق بحماية النصارى، مثلما كان دورها بعد الحرب العالمية الأولى. المؤشر المحلي الأكثر صدقية جاء على لسان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي نفى أن يكون وزير الصحة جميل صبحي جبق من عناصر الحزب، وإنما هو صديق متعاطف. وكانت الصحف اللبنانية قد لمحت مراراً وتكراراً الى الدوافع الحقيقية التي تكمن وراء إصرار الحزب على أخذ حقيبة الصحة ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة. علماً أن هذه الوزارة لا تُصنَّف في عداد الوزارات السيادية كالداخلية والدفاع والمالية والخارجية. وحول هذا الموضوع طُرِحت عدة سيناريوهات كان أبرزها التفسير التالي: انتشرت في الفترة الأخيرة إشاعة تقول إن المخصصات التي كانت تغدقها ايران على «حزب الله» قد تضاءلت الى درجة غير عادية. وبما أن الحزب يتولى مهمات اجتماعية – صحية بغرض تأمين العناية لأكثر من نصف مليون محتاج ومعاق، فإن تراجع وضعه المالي سيؤثر حتماً على هذه الشريحة من أبناء الجنوب والبقاع. إضافة الى تأمين الرعاية لعائلات قتلى الحزب في سورية الذين يزيد عددهم على ألف وثمانمئة قتيل. ويزعم مروجو تفسير استئثار الحزب بوزارة الصحة أن حاجة محازبيه وأنصاره الى الاستشفاء والدواء تدفعه الى الحصول على حقيبة الصحة باعتبارها تؤمن له بعض ما فقده من التمويل الايراني. مصادر «حزب الله» رفضت هذه الحكاية الممجوجة، وقالت إن الحزب لا يعاني من الشح في موارده... وإن لديه من الأنصار والمندفعين ما يغنيه عن كل ميزانية وزارة الصحة اللبنانية!

* كاتب وصحافي لبناني

 

جمهورية الكفر

الانتداب إيراني... ذهب الفرنسي وجاء بعده المصري ثم الفلسطيني ثم السوري ثم الإيراني اليوم مع العهد "القوي

المحامي عبد الحميد الأحدب/09 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72003/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A8-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83/

كما أحرق التونسي "البوعزيزي" نفسه حين يئس من بشرٍ كفار يحرقون العربة التي يجرها لكسب رزقه!!! كذلك أحرق جورج زريق نفسه حين طردت المدرسة أطفاله لأنه عجز عن دفع أقساطهم!!! حاول وحاول أن يعمل في كل بيت ورضي أن يكون خادماً في المدرسة، ولكن البشر الكفار أقفلوا كل الأبواب!!! فإختار أن يترك هذه الحياة، الموت كفر ولكن الفقر كفر أكثر!!!

المشكلة أن جمهورية ما بعد عين الرمانة سواء سميناها طائف أو دوحة أو الرئيس القوي، ان المشكلة ان هذه الجمهورية لم تعد لها علاقة بجمهورية ما قبل عين الرمانة!!! كانت جمهورية الحرية والاخاء والمحبة، فصارت جمهورية الاجرام والقتل والذبح على الهوية، يحكمها علي بابا والأربعين حرامي! جمهورية السرق والنهب!!! فيها عشرات الذين ينهبون ويستبحون كل المحرمات ثم ملايين الذين يجوعون فإما أن يكفروا أو يرحلوا!!! وباب الهجرة لم يكن في يوم من تاريخ لبنان بهذا الاتساع... ألوف من الشباب الذي ينهي تعليمه ويجد الأبواب مقفلة فيشد الرحال.. الى الرحيل، حتى الجامعات اقتحمها الحكم القوي والفاسد فصارت تعطي شهادات مزورة بدون درس ولا من يتعلمون... المهم من يدفعون... وجرى التحقيق ثم أقفل الملف!

الانتداب إيراني... ذهب الفرنسي وجاء بعده المصري ثم الفلسطيني ثم السوري ثم الإيراني اليوم مع العهد "القوي"!!!

جمهورية الكفر... صار فيها الحرف ضد الشفتين.

صار الذي يحكم جمهورية الكفر مكيافللي.

وكان الناس يصفقون لبشير الجميل وريمون اده فصاروا يصفقون لجبران باسيل.

صارت مشكلة النازحين السوريين هي: نقتلهم نحن أم يقتلهم بشار الأسد؟؟ هذا هو الكفر بعينه.

تخلت شعوب الطوائف عن كل قيمها لتدخل في حديقة الحيوانات.

مجتمع كل قبلاته كاذبة، من ذا رأى قبلات لها أنياب؟

يا لبنان الأخضر الحلو الذي غنته فيروز للرحبانيان، كيف خلاصنا؟ لم يبقَ من كتب السماء كتاب! ماتت الفرسان كلها!

من بعيد من بعيد لم يبقَ سوى زياد بارود وفارس سعيد مهمشين هامشيين... وكانا ريمون اده وبشير الجميل أيام زمان.. ولكن الزمن القبيح اليوم ليس فيه مكان للأوادم ولا الفرسان!

حسناء جميلة وخلوقة وبارعة في الالكترونيات، في الاقتصاد أبوا إلاّ أن يمسخوا وزارة الداخلية فادخلوا اليها ريا الحسن التي هي مجموعة أخلاقية علمية كانت تصلح للسياحة أو الثقافة ولكن لا بد من مسخ وزارة الداخلية... مهد نهاد المشنوق الطريق! اتهمنا الاستعمار بالكفر فلما تحررنا منه كنا على أنفسنا أشد كفراً تغزلنا بالحرية، فلما رأينا عارية أمامنا... طار صوابنا فأكلناها. حاربنا الفكر البوليسي فلما كنا لنا أن نحكم كنا أشد بوليسية من بواليس العالم!

لم يعودوا يعلمون أولادهم أصول الدين وأدبه وأخلاقه بل اكتفوا بفرض الحجاب ليستر عوراتهم "الخلقية"، صار الحكم شرطي يسير وراءنا سراً فنكهة خبزنا استجواب.

من الخليج الى المحيط... قبائل بطرت فلا فكر ولا آداب.

خريطة لبنان الذي كان أخضر وحلو... صارت فضيحة... كلها حواجز ومخافر... وكلاب.

نحن البلد الوحيد الذي يعامل القاتل بالحسنى وبالعقوبة المخففة إذا قتل أخته أو زوجته من أجل الشرف.

نحن وأمة العرب الذين ورد في كتابها المقدس كلمة "أقرأ"، ومع ذلك تعد أمة العرب من أقل أمم الأرض قراءة للكتب. أو بالأصح لا تقرأ.

صرنا جزءاً من أمة تضع حكم الفتوى فوق حكم القانون، وتدعي بكل صفاقة أنها دولة قانون.

صرنا دولة لا تساهم ولا بصنع فرشاة أسنان في العصر الحديث، ومع ذلك تتشدق بحضارتها البائدة.

صار لبنان الأمة الوحيدة التي تشتم الغرب وتعيش عالة عليه في كل شيء.

صار لبنان الأمة الوحيدة التي تحرم جميع الفنون الإنسانية، ولا تعترف سوى بفن الخط.

جورج زريق رحمك الله... وأولادك في ذمة من تبقّى من الأوادم في لبنان!!! ما تبقّى من لبنان ما قبل عين الرمانة، ولكن هل في بلدان الكفر ربيع؟

 

جورج زريق الذي احرق نفسه لن يكون بوعزيزي لبناني

د.منى فياض/09 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72000/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%b2%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%a7%d8%ad%d8%b1%d9%82-%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87-%d9%84%d9%86-%d9%8a/

اندلعت الثورات العربية انطلاقاً من جسد قام بحركة مفاجئة. جسد الشاب التونسي بو عزيزي كان مسرحها وموضعها. أضرم النار في نفسه، في جسده. تحول هذا الجسد إلى تجسيد للرفض المطلق ورمزاً له. اشتعلت النيران ملتهمة الجسد والخوف معاً، مفسحة المجال لانبثاق طاقة تجاوزت في تفجرها الرهبة والرعب القدريين. وجدت الثورة لها جسداً وصار لها موضعا انحفرت فيه هويتها ومآلها. صار لها جسد مقتحم ومشارك بقوة لن تقهر بعد الآن. في ثقافتنا نعرف طائر الفينيق الذي نتشبه به عند كل حرب جديدة نشعلها بيننا، ونقول ان لبنان ينبعث من تحت الرماد مثل فينيقنا !! والفينيق طائر أسطوري يتميز بقدرته على الولادة المتجددة بعد ان يحرق نفسه بحرارته الذاتية. وهو يرمز بهذا الى حلقتا الموت والانبعاث. وهو إذ يعيش طويلاً لكنه غير قادر على التناسل؛ لذا عندما يشعر أن نهايته قد حلّت، يهيئ عشاً من أغصان معطّرة ومن بخور ويترك نفسه للاحتراق الذاتي.. ومن رماد هذا الاشتعال، ينبعث فينيقاً جديداً يتوصل لضبط النار أكثر فأكثر عند كل اشتعال. لا يحصل إضرام الجسد للقضاء عليه، بل لكي يتمكن من الانبعاث مرة أخرى. لكي يتجدد. من هنا وجه القرابة بين فعل بوعزيزي وبين الاسطورة: وصلت الاوضاع في تونس وفي العالم العربي الى طريق مسدود، الى "زنقة" مقفلة؛ فجاء اشتعال النار في جسد بو عزيزي مؤشراً وإيذاناً بانبعاث أزمنة أخرى لأجساد جديدة.

لكن هذا كان في تونس.

اما في لبنان فامر آخر. كتب الصحافي صبحي ياغي: "وقف صديقي وسط القاعة معلنا استنكاره لقيام جورج زريق باحراق نفسه في الكورة لعدم تمكنه من دفع الاقساط المدرسية لاولاده... كل من في القاعة سمع الخبر واكمل حديثه بشكل عادي جدا ...البو عزيزي في تونس الذي اشعل نفسه، اشعل ثورة بامها وابيها ، ولكن في جمهورية الطوائف وعبدة الاصنام والتماثيل والشياطين ...الامر بسيط جدا .. معقول مثل هذا الخبر لا يهز الدولة لا يهز ضمائر الرؤساء ..من اي طينة انتم ... يا أشباه الرجال ولا رجال ؟ ". البوعزيزي احرق نفسه بعد ان اهانته الشرطية وضربته بالكف على وجهه. جورج زريق احرق نفسه بعد ان رفضت المدرسة اعطاءه افادة مدرسية لابنته.

في الحالة الأولى الغضب للكرامة والوضع الاقتصادي.

في الحالة الثانية الغضب من الإهانة المزدوجة ومن الحاجة الاقتصادية. من الإحساس بالعجز عن تعليم الابنة، في البلد الذي انبثقت منه الابجدية التي غيرت وجه العالم؛ والشعور بالاهانة لرفض المدرسة اعطاءه حتى الإفادة التي تبرهن عن هذا العجز.

فلو خيّر جورج زريق لفضل إبقاء طفلته في مدرستها الخاصة، ولما اضطر الى نقلها خلال العام المدرسي الى المدرسة الحكومية التي فقدت مستواها الرفيع الذي تمتعت به قبل انهيار المؤسسات الحكومية على مختلف أنواعها.

لبنان لم بعد لمواطنيه، بل تملكته طبقة سياسية مع ملحقاتها وتتعامل مع سكانه كالرقيق.

نقل صديق فايسبوكي (نبيل كنعان)، ما يلي: " لمّا قريت يللي كتبو أحد الزملاء الأطباء الْيَوْم عن يللي صار أمام مستشفى كليمنصو .. فار دمّي ..!! شقيقة وزير صار سابق من شي يومين .. بتؤمر الشوفير إنّو يصف سيارتها على مدخل المستشفى لأنها بدها تطلع تشوف حدن وترجع دغري عالسيارة. ما هي مش مجبورة تنطر السيارة لترجع ومنّها مضطرة تدفع ڤاليه پاركينغ. وأخونا الشوفير مرعوب من المدام لأنو خيّها بعبع راعب البشرية ومحطّم الأرقام القياسية بعدد سيارات المواكب تبعو .. المدام طبعاّ طلعت من السيارة مشنفخة رأسها لفوق ومناخيرها كمان كأنها شامّة ريحة مكبّ برج حمّود .. ومفتكرة حالها ماري كوري أو ڤالنتينا تريشكوڤا .. ولو .. مش خيّها الوزير الفلاني بطل الأبطال وريّس الأدغال ومحطّم قلوب العذارى ..؟ وبعد شوي بيطلّ طبيب عمبيشتغل مستشار آخر هالايام وكمان بيقرر يسكر مدخل المستشفى لأنو .. هيك .. حرّ هوّي .. ما بدو يتعذّب ..شو إنتي حريجو ..؟ بدو يصفّ محل ما بدو وما حدا خصّو .. ما هوّي مستشار لزعيم وهيدا بيخوّلو يعمل شو ما بدو .. وأنتو يا حشرات شوفو كيف بدكن تدبرو حالكن .. نشالله مفتكرين حضرتو مجبور فيكن ..! .. هيدا الزلمي حامل همّكن وأنتو مجبورين تغنّجوه وتدلّعوه وتحلمسولو لأنو بيحكي عنكن ..".

أحاول يوميا ان افهم هذا التبلد في الاحاسيس عند اللبناني؟ والاكتفاء "بالثورات الفايسبوكية – الافتراضية!"

لا اجد إجابة واحدة مقنعة، لذا اتلمسها حتى وانا احضر فيلما بعيدا عن كل ما نعيشه. ولقد شاهدت مرة بضعة مشاهد من فيلم بالصدفة... فتى يافع يقول لجدته: لم انم امس. كنت افكر لو اننا اجتمعنا هنا من اجل جنازة بدلا عن عرس لربما شعرنا بالارتباط أكثر، الموت هو الذي يوحّد وليس الحب.

ترد الجدة هذا مثير للاشمئزاز!! انت لم تتربّى كما يجب.

يقول لماذا؟ عندما حصلت احداث ايلول 2001 ، وكنت صغيرا جدا، كانت المرة الوحيدة التي شعرت بها بالارتباط بأفراد عائلتي بعمق. ربما نحتاج الى تراجيديا كي نتوحد!!

عندما استمعت اليه فهمت ما يشعر به من رتابة عيشه. يحتاج الى مشاعر قوية تهزّه كي يشعر بوجوده وكي يشعر بارتباطه بالآخرين. لكن هذا اليافع يجهل بالمقابل ان التراجيديا يكون لها هذا التأثير القوي لأنها نادرة الحدوث.. وان من يعيش سلسلة من الأحداث التراجيدية يتعب وتفرغ مشاعره ويخفت تضامنه ويشعر بالخوف والوحدة.. السنا في تراجيديا متقلبة لا تتوقف منذ عام 2005 ووصل بنا الحال الى ما نحن عليه!؟ من التفكك التام وانحلال اللحمة وانحدار القيم الى مستوى غير مسبوق!! تحلل يشمل الاسرة والاصدقاء والجيران..الخ. بسبب الخلافات وانعكاس الصراعات السائدة. هناك فكرة موهومة عند البعض حول "عصبيتهم المذهبية التي توحدهم" وتجعلهم أقوى. الجميع ضعفاء وخائفون ولا يفكرون الا من احشائهم وغرائزهم. يوحدهم الخوف والجبن. التراجيديا عندما تصبح خبزنا اليومي تحيلنا الى اشباه بشر. فبئس الزمن الذي تطلب من جورج احراق نفسه لتأمين تعليم اولاده.

 

يوم مع رفيق الحريري

أحمد عدنان/العربية/09 شباط/19

لا يتغير البرنامج اليومي للشهداء، يخطئ اللبنانيون إذا ظنوا أن دارة قريطم خاوية على عروشها، رفيق الحريري هناك في مكتبه أو في مجلسه يمارس نشاطه المعتاد، ما زال وسام الحسن يتعامل مع الاتصالات المهمة مستقبِلا أو مبادِرا، بينما يتعامل يحيى العرب (أبو طارق) مع كبار الزوار والضيوف، لا جديد إلا انضمام النقيبين وسام عيد وسامر حنا إلى الفريق الأمني الخاص واللصيق.

هناك فرق بين زائري قريطم قبل ١٤ شباط ٢٠٠٥ وبعده، أتيح لرفيق الحريري أخيرا أن يتعرف على جبران خليل جبران وبشارة الخوري، لم تنقطع اتصالاته بالعاهلين الكبيرين فهد ثم عبدالله، وحين يتكدر من نشرة الأخبار يجد الملاذ عند رياض بك الصلح، أما مصدر سعادته الدائم، فقضاء الوقت مع ابنه حسام.

لا يغادر رفيق الحريري دارته إلا في الشتاء تحت زخات المطر، يتجول مع رفاقه في شوارع بيروت، يمر أولا بوسط المدينة، ثم يستكمل جولاته في الطريق الجديدة والأشرفية، يقف مليا أمام صخرة الروشة، يتفقد تجار كورنيش المزرعة، لا يتذمر من زحام الحمرا، تبهجه حيوية فردان، وفي الشتاء وفي غير الشتاء لا ينقطع عن زيارة السرايا وبيت الوسط للاطمئنان والمؤازرة.

حين استشهد رفيق الحريري تجمهر الناس حول جثمانه بجوار جامع محمد الأمين، أما الرئيس الشهيد فلم يبرح موقع الانفجار في عين المريسة حتى انتهت إعادة إعماره.

بين حين وآخر يطل الرئيس الحريري على قتلته، يقف أمامهم بملامح باردة وينظر مباشرة إلى أعينهم متغلغلا في الدواخل، أحدهم اليوم عاجز عن حكم نفسه فضلا عن التصرف في مكتبه، والآخر يختبئ تحت الأرض كأطلال موحشة، الشماتة ليست من أخلاق الحريري بل الإيمان بالعدالة الإلهية.

يوم ١٤ شباط مناسبة متميزة عند الرئيس الشهيد، يستيقظ قبيل أذان الفجر، يقوم بإيقاظ يحيى ووسام وباسل فليحان ووليد عيدو ومحمد شطح، "اليوم رح يحكي سعد"، يتصل بإخوة الدم ليتأكد من حضورهم، في هذا اليوم فقط الأعذار موصدة سلفاً أمام سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وأنطوان غانم وبيار أمين الجميل.

رفيق الحريري هو أول الواصلين إلى موقع المهرجان وهو آخر المغادرين، حين يصل سعد الحريري يقف والده ويصفق بحرارة، يتحول وجهه كله إلى ابتسامة عريضة ومشعة، ينتهي سعد الحريري من كلمته فيسمع في أذنه دون غيره صوت والده هادئا وواثقا: "الله يحميك ويرضى عليك".

يستقل رفيق الحريري سيارته إلى قريطم، يطمئن إلى تحضيرات العشاء السنوي الذي يقيمه في دارته على شرف شهداء لبنان الكبار، حفل مهيب عابر للطوائف وللعصور، ربما يجلس في نفس الطاولة فخر الدين المعني والرئيس رينيه معوض والمفتي حسن خالد والصحافي كامل مروة، وفي الطاولة المقابلة كمال جنبلاط والشيخ أحمد طبارة والمستشار محمد شقير والناشط رمزي عيراني، النقاشات الودية والجدية لا تتوقف بين الرئيس بشير الجميل والمفكر حسين مروة ونقيب الصحافة رياض طه والنائب ناظم القادري والمقاتلة لولا الياس عبود، سليم اللوزي كأنه يجري تحقيقا صحافيا مع داوود داوود وهاشم السلمان والمفكر مصطفى جحا، الصحافي نسيب المتني يتسامر مع فرانسوا الحاج وأدهم خنجر وبلال فحص وفوزي الراسي، يقوم رياض الصلح بتنبيه رفيق الحريري: "الشهادة تذيب الخلافات والاختلافات والحواجز"، يهز كبير الشهداء رأسه موافقا ومبتهجا.

يغادر الضيوف دارة قريطم، يختلي رفيق الحريري بنفسه، مَن قال "ما حدا أكبر من بلده" و "لا مكان للتطرف بيننا" وآمن بالدولة وباتفاق الطائف والدستور متمسك برهانه الدائم، لبنان سيبقى وينتصر، أما الأعداء والخونة فتنتظرهم محابس العدم والنسيان، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

حكم الزعران يحرق أهل لبنان

 أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/السبت 9 شباط 2019

استيقظ لبنان قبل يومين على مشهد مروع، هو إقدام مواطن على إحراق نفسه أمام مدرسة بناته لعجزه عن دفع أقساط مدرستهن، ما يختصر الوضع الذي آلت إليه حال هذا البلد العربي، جراء النهب الممنهج الذي تمارسه سلطة أمر واقع فرضت نفسها، على اختلاف مكوناتها السياسية، على الشعب، فأغرقت البلاد في الفوضى والفقر وارتفاع معدل الجريمة إلى نسب غير مسبوقة. لم يسبق أن سمعنا، نحن العرب، حتى في أوج الحرب اللبنانية أن أقدم مواطن لبناني على فعل كهذا بسبب الضائقة المالية، لكننا اليوم عندما نشاهد نشرات الأخبار والصور المروعة، ندرك ماذا يعني حكم المحاصصات الطائفية والمذهبية.

كان ممكن للبنان ألا يدخل هذا النفق المظلم، لو أن سياسييه عملوا لوطنهم، وليس لمصالحهم، ولم يرتضوا أن يتحولوا أدوات في مشاريع أكبر من بلدهم، من أجل تجميع ثروات على حساب شعبهم، ومراكمة ديون على الدولة وصلت إلى حد 95 مليار دولار، ولا يزال حبل الدين يشتد أكثر على رقاب اللبنانيين.

رغم ذلك لم يحرك أي من هؤلاء ساكنا، اللهم إلا ببعض التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لأن في الطريق الى مغارة علي بابا، تسقط القيم والأخلاق والإنسانية، فتصبح جريمة من نوع إحراق رجل نفسه عادية، إلى حد لا يكلف أي مسؤول نفسه مجرد استنكار بقاء الحال على ما هي عليه التي دفعت بهذا اللبناني الفقير للإقدام على فعلته تلك.

كل هذا بدأ حين غض هؤلاء نظرهم عن السلاح غير الشرعي، عملا بالمقولة الشعبية “اطعم الفم تستحي العين” ليستمروا في نهب المغانم من بقرة الدولة الحلوب، فسلموا قيادتهم شيئا فشيئا إلى ميليشيا “حزب الله” الإرهابي الذي خرج زعيمه قبل أيام ليجدد مطالبته بجعل لبنان حديقة خلفية ايرانية ترمي فيها كل قمامتها في صراعها مع المجتمع الدولي. نصرالله وفي خطابه الدعائي الأخير، أعلن أنه على استعداد لتسليح الجيش بأسلحة إيرانية، وتزويد لبنان بأدوية ايرانية، مستعيدا في الوقت نفسه شعارا رفعه في ثمانينات القرن الماضي عن إقامة جمهورية إسلامية في لبنان على غرار النظام السائد في ايران منذ عام 1979. حينذاك كان لبنان المنقسم على ذاته يبحث في دهاليز عتم الحرب عن بصيص نور للخروج منه، فجاءت الإرادة العربية بمؤتمر الطائف الذي رعته السعودية وتوافق اللبنانيون على دستور جديد ينهي المأساة، لكنهم منعوا من تنفيذه الى اليوم، تحت وطأة إرهاب السلاح الخارج على الدولة بحجة مقاومة احتلال إسرائيل. قبلها كان نبيه بري، زعيم ميليشيا “أمل” يعلن على رؤوس الأشهاد أثناء معارك ميليشياته مع “حزب الله” أن ما يجري في الجنوب هو احتلال، لا يختلف عن الإسرائيلي، لكن يبدو أن إغراءات السلطة محت من ذاكرته ذلك الموقف، فانصاع لممثل الولي الفقيه الإيراني في لبنان، ليصبح أداة بيده، تماما كما هي الحال مع ما يسمى “التيار الوطني الحر”، الذي ارتضى مؤسسه ميشال عون أن يكون بإمرة مرشد الاحتلال الإيراني طمعا في الوصول الى السلطة، وهو ذاته الذي أعلن مرارا وتكرارا أثناء وجوده في المنفى أن سلاح “حزب الله” إرهابي. إن مشهد إحراق مواطن لبناني نفسه، لن يكون مستغربا تكراره وبكثرة، طالما ان هناك طبقة سياسية عاجزة حتى عن قول كلمة حق في وجه سلطان جائر فرض نفسه بقوة سلاحه الذي يتباهى به، فيما يهدم الدولة ويفقر الشعب في سبيل تحقيق أهداف المخطط التوسعي الفارسي في المنطقة. أمام هذه الصورة القبيحة لما آلت إليه الأمور في لبنان، والعجز الذي باتت عليه القوى السياسية في مواجهة “حزب الله” ندعو العرب عموما، والخليجيين خصوصا، الى التوقف عن مد هذا السرطان بالمغذيات، عنيت المساعدات المالية والاقتصادية، لأنها تذهب إلى تقوية دور إيران في تعزيز حكم الإرهابيين والزعران.

 

حكومة 2019: قليلٌ من الطائف والدوحة، وكثيرٌ من... عون

نقولا ناصيف/الأنوار/السبت 9 شباط 2019

لا يختلف التمثيل السياسي في الحكومة الجديدة عن ذاك في حكومة 2016، وان اوجبت انتخابات 2018 - الفاصلة بينهما - تعديلاً في الاحجام والحصص والامتيازات. لكن مغزى ما رافق تأليفها واستقر عليه، انه لا يشبه سواه

المُختلف فعلاً في الحكومة الجديدة، بتحالفاتها المحدثة وسلسلسة الانقلابات على الذات وعلى الآخرين، أنها لا تشبه اياً من حكومات الحقبة السورية في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف، ولا حكومات الحقبة الملتبسة في مرحلة ما بعد اتفاق الدوحة. لم تتغيّر المرجعيات التي رافقت المراحل الثلاث، سواء كانت في صلب القرار والسلطة مذذاك او على هامشهما. الا ان ادوارها انقلبت حقاً الآن، صعوداً او هبوطاً.

يصحّ القول ان الكثير المهم لم يتغيّر منذ اولى حكومات ما بعد وضع اتفاق الطائف موضع التنفيذ، وهي حكومة الرئيس عمر كرامي عام 1990. حينذاك كانت: ثلاثينية في غالبيتها، سُمّيت حكومات وحدة وطنية، مشابهة لمجلس النواب الممدد له او المنتخب من غير تطابق، مرجعياتها نفسها وتوازناتها كذلك. لم يتغيّر ايضاً الكثير المهم منذ اولى حكومات ما بعد اتفاق الدوحة، وهي حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2008: الافرقاء يقدرّون حصصهم ويختارون حقائبهم، الثلث +1، الفيتو المذهبي، رئيس مكلف يُدعى الى تأليف الحكومة الا ان الافرقاء الآخرين شركاؤه الفعليون في التأليف ولا يسعه تجاهلهم، الاكثرية وهمية والاقلية فاعلة. على نحو مواصفات مرحلتي ما بعد عامي 1990 و2008، يصحّ القول ان حكومة 2019 تشبهها. مع ذلك، ثمة كثير آخر تبدّل:

1- صائبٌ هو القول ان حكومة 2019 جارت القواعد الدستورية التي نصّ عليها اتفاق الطائف للتأليف، بدءاً بالاستشارات الملزمة مروراً بتسمية الرئيس المكلف ثم استشاراته مع الكتل والنواب الفرادى وانتهاء بصدور مراسيمها. صائبٌ ايضاً انها جارت الاعراف الموازية، لكن الجوهرية، التي اوردها اتفاق الدوحة - وقد باتت بفعل الممارسة اقرب الى قواعد دستورية غير منصوص عليها - حيال اشتراط الافرقاء الحصص والمقاعد ونصاب الثلث +1 والتهويل بفيتو الرفض. الصائب كذلك ان تأليف حكومة 2019، اكثر منها حكومة 2016، طبعها وجود الرئيس ميشال عون على رأس الدولة.

كان على سلفه الرئيس ميشال سليمان، حينما انتخب توافقياً كأول بنود اتفاق الدوحة، ان لا يفاضل بين قوى 8 و14 آذار. اذا انحاز الى احدهما عادى الآخر، وهو ما حصل مرتين على الاقل: عندما مال الى الرئيس نجيب ميقاتي ضد الرئيس سعد الحريري في استشارات التكليف عام 2011، وعندما قرّر جعل المعادلة الثلاثية - التي يسميها فريق 8 آذار ذهبية - خشبية عام 2013. لا يحكم اذا وازن بين الفريقين، ولا يحكم حتماً اذا فاضل بينهما. لذا لم يحكم ابداً حينذاك. على طرف نقيض منه، رسم عون سياسة مختلفة تماماً: ان يجعل - هو الحليف القوي والصلب لحزب الله - شريكه في الحكم وهو تيار المستقبل نقيض الخيار الاول في لعبة الخلافات الداخلية والصراعات الاقليمية. ليس خافياً ان رئيس الجمهورية الذي شهد انقساماً حاداً حول انتخابه، وصل الى رئاسة الدولة في مركب حزب الله والحريري معاً، وهو ايضاً في السنة الثالثة لولايته يُكمل تعايشاً غير مسبوق في الحكم وخارجه بين هذين الفريقين. لم يعد سلاح حزب الله عقبة في تسيير الحكم، وامكن ايجاد اكثر من طريقة لفك اشتباكهما حيال الموقف من سوريا ونظامها.

الحكومة الجديدة فرضت ما لم تخبره الحكومات المتعاقبة: ان تكون على صورة الانتخابات النيابية

2- ليست تحالفات حكومة 2019 على صورة تحالفات حقبتي اتفاقي الطائف والدوحة. في الحقبة الاولى كانت صنيعة دمشق التي احاطت نفسها بغالبية ووضعت الاقلية المسيحية المعارضة خارج السلطة، وامسكت بآلية اتخاذ القرارات. لا ثنائية ولا ثلاثية، بل رزمة حلفاء في صحن سوري واحد، لا يفرّق بينهم سوى الامتياز عندما يمنحه الى احدهم دون الآخر. وهو امتياز متقلب في كل الاحوال، وجوّال. في الحقبة الثانية، اتاح انقسام البلاد بين قوى 8 و14 آذار إرساء تحالفات ملتبسة داخل الحكومات المتعاقبة بشرّابتي طربوش سنّية وشيعية، لم يكن الفريق المسيحي يسعه الدخول الى السلطة في معزل عن اي منهما، سواء عون حينذاك على رأس تكتله النيابي او حزبي الكتائب والقوات اللبنانية. في حكومة 2019، ما لم يكن في الامكان توقّعه، ان يمسي الفريق المسيحي في السلطة، الذي يمثّله رئيس الجمهورية وحزبه، شريكاً كامل المواصفات للشريكين الآخرين، السنّي والشيعي، اللذين امسكا بتوازن الحكم والشارع، بتفاوت ما بين عامي 2005 و2016. شراكة كهذه حرمته منها الحقبة السورية عندما وضعت الحكم والشارع بين ايدي حلفائها. للشريك المسيحي الآن ليس الفيتو فحسب، بل كذلك صنع السياسات التي اكتفى قبلاً بالتفرّج عليها.

3- لم تُعنَ الحقبة السورية بنتائج الانتخابات النيابية كهدف في ذاته لتأليف الحكومات، وقد أُجريت في ظلها اعوام 1992 و1996 و2000. حسابات هذه غير تلك. توزير الحلفاء هو المطلوب وليس فوزهم، وكان مضموناً في الدورات تلك في كل حال ما دامت البرلمانات المنتخبة والحكومات المعينة تتقاطع عند خيارات دمشق التي تصنعها على التوالي. لذا لم يكن التكليف ابن ساعته، ولا تأليف الحكومات يحتاج الى وقت ضائع وطويل، ولا الحلفاء يتبرّمون من حصصهم او يملكون حق التحفظ حتى. في ظل اتفاق الدوحة لم تكن نتائج الانتخابات النيابية ذات مغزى مرة. حصدت قوى 14 آذار الغالبية النيابية مرتين عامي 2005 و2009، من غير ان تتمكن في المجلس - كما في الحكومة - من انتزاع السلطة كاملة من المعارضة رغم امتلاكها هذا النصاب.

في اربع من الحكومات المتعاقبة (2005 و2008 و2009 و2014) على اثر هذين الاستحقاقين، أُرغمت قوى 14 آذار على حكومات وحدة وطنية، اما الخامسة (2011)، فاختارت عدم الانضمام اليها. مع ذلك ظل التمثيل المسيحي أسير قطبي الغالبية والمعارضة، تيار المستقبل وثنائي حزب الله - «أمل»، ودارت كل التحالفات من حول هذين القطبين. بفضل حزب الله نجح عون في الحصول على 10 وزراء في حكومة ميقاتي، ومن دون تيار المستقبل لم يكن لحزبي الكتائب والقوات اللبنانية التمثل في حكومة، او فرضهما الحقائب التي يريدانها. في حكومة 2005 - وكانت ذروة استئثار قوى 14 آذار - أُعطيت القوات اللبنانية حقيبة «فقيرة» هي السياحة، وفي حكومتي 2008 و2009 أُعطيت حقيبة «مهمة» هي العدل مشروطة بوزير غير حزبي صديق للحزب هو ابراهيم نجار، وفي حكومة 2019 أُعطيت وحدها دون سواها حقيبتا دولة.

على ان الحكومة الجديدة فرضت ما لم تخبره مرة الحكومات المتعاقبة: ان تكون على صورة الانتخابات النيابية، وليس على صورة دمشق كما في حقبتها، او على صورة قوى 8 و14 آذار كما في ظل اتفاق الدوحة. في جانب من تبرير حصول الرئيس وحزبه على الثلث+1 حجم كتلته النيابية، كذلك تبرير عدم استئثار الحريري بالمقاعد السنّية الستة انه لم يعد يمثّل كل السنّة اللبنانيين.

 

ريا الحسن هل تنجح في فك ألغاز الأمن في لبنان؟

صلاح تقي الدين/العرب/10 شباط/19

بعد تسعة أشهر من “الحمل” غير الطبيعي نتيجة المناكفات التي بدت في بعض الأحيان مصطنعة بين مختلف الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية، ونتيجة لتشبّث وزير الخارجية جبران باسيل وتياره الوطني الحر بورقة “الثلث الضامن” تارة، وتارة بانتقائية للحقائب “الدسمة” وتدخله غير المبرّر في الشؤون الداخلية للمذاهب اللبنانية المختلفة، نجح الرئيس سعد الحريري في “استيلاد” حكومته الموعودة بطريقة طبيعية، لكنها حملت مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت بتسمية ريا الحفار الحسن وزيرة للداخلية والبلديات، وهي سابقة تسجل للمرة الأولى في لبنان والعالم العربي.

إدارة النفوذ

لقد شكل تعيين الحسن في منصبها مفاجأة للحلفاء قبل الخصوم، فقد أبقى الحريري على ورقة الحسن في جيبه ولم تكن على دراية بهذه الورقة سوى حلقة ضيقة جداً من المقربين، بعد أن كان الحديث عن أنّ الاسم الذي سيرث منصب وزير الداخلية والبلديات “المشاكس” نهاد المشنوق كان يدور تارة حول تولي الوزير السابق للاتصالات جمال الجراح هذا المنصب وتارة عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش. الحسن المولودة في العام 1967 حائزة على شهادة في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت وعلى شهادة الماجستير في الاختصاص نفسه من جامعة جورج واشنطن الأميركية، متزوجة من الدكتور جناح الحسن، ولديهما ثلاث بنات، وعملت كمساعدة لوزير المال ومنسقة تنفيذ الشؤون المالية في وزارة المالية أثناء توليها من قبل الرئيس فؤاد السنيورة. الحسن تتمتع بتجربة مهنية حافلة، فقد خضعت سابقا لاختبار إدارة "جيوب" المواطنين عندما تولت حقيبة المالية، وهي تخضع أمامهم اليوم لاختبار إدارة "أمنهم"، ولعلها ستبقى بالتأكيد تحت "المجهر" بانتظار الاستحقاقات الانتخابية البلدية وربما النيابية التي ستتولى إدارتها

وبين العامين 2000 و2003 اختارها الوزير الراحل باسل فليحان لتكون مستشارته في وزارة الاقتصاد والتجارة، قبل أن يعود الرئيس السنيورة لاختيارها كي تكون مسؤولة عن مجموعة من المشاريع المطروحة في رئاسة مجلس الوزراء، حيث عملت على تطوير برنامج الحكومة الاقتصادي والاجتماعي في مؤتمري باريس 2 و3 والمخصص للمساعدات الدولية للبنان. وبعد هذه الخبرة التي اكتسبتها، عيّنها الرئيس الحريري في العام 2009 وزيرة للمال في أولى الحكومات التي شكلها أثناء عهد الرئيس ميشال سليمان، وقد حققت نجاحاً لافتاً في إدارتها لهذه الحقيبة السيادية بموجب “المعايير اللبنانية” للحقائب الوزارية.

عروبية نظيفة الكف

رئيس الحكومة اللبنانية يصدم الجميع بإبقائه ورقة الحسن في جيبه حتى آخر لحظة، باستثناء حلقة ضيقة جدا من المقربين. "في الصورة الحريري والحسن أمام ضريح رفيق الحريري"رئيس الحكومة اللبنانية يصدم الجميع بإبقائه ورقة الحسن في جيبه حتى آخر لحظة، باستثناء حلقة ضيقة جدا من المقربين. "في الصورة الحريري والحسن أمام ضريح رفيق الحريري"

نقل عن مصادر رئيس الحكومة أن الحريري قرر تسمية الحسن للداخلية “لأنه يريد تمكين المرأة، حيث أنها كفاءة كبيرة، وقد أثبتت ذلك في المالية، ولأنها نظيفة الكف وكادر أساسي في محاربة الفساد والزبائنية، ولأنها ملتزمة بالخط السيادي الوطني والعروبي، كما تمثل الشمال خير تمثيل، وتعرف كيف تختار فريق عملها، وتملك الكفاءة والخبرة اللازمة”. لكن الحسن التي نجحت في التعامل مع الأرقام، قد تجد نفسها أمام صعوبة التعامل مع كل ما يتعلق بمفاصل حياة المواطن اللبناني وخصوصاً الأمنية التي قد تبدأ بحادث بسيط ولا تنتهي بعلمية اغتيال تعرّض البلد بأكمله لهزة لا يمكنه تحملها خصوصاً في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها اقتصادياً، مالياً وسياسياً خصوصاً بعد اضطراره إلى استقبال ما يزيد عن مليون ونصف مليون نازح سوري فروا من بلدهم هرباً من الحرب الأهلية التي يعانون منها منذ العام 2011.

لكن وزير الداخلية السابق المحامي زياد بارود، الذي اعتبر أن الخوف من تعيين الحسن غير منطقي، أشار إلى أن أمام وزيرة الداخلية الجديدة “مهمة صعبة، لكن الحسن قدها وقدود” كما قال.

وأضاف بارود أنه “لا يجب أن نميّز بين رجل وسيدة إلا من حيث الكفاءة، والحسن مشهود لها بجديتها في العمل منذ توليها

حقيبة المالية في 2009، خصوصاً أنها سيدة مثقفة ومدركة للمهام الملقاة على عاتقها، وبالطبع فإن الرئيس الحريري لن يتركها وحدها، وهناك فريق عمل متكامل سيشارك الحسن في تولي مسؤولية أمن المواطنين”، معتبرا أن توزير الحسن “ضربة موفقة للحريري”.

سجل الحسن حافل بإدارة الملفات الحساسة، وهي تدرك جيداً من خلال عملها السابق ضرورة التحكم بالأمور، خصوصا وأنها ذات خلفية سياسية، وهي التي قالت بعد عام من توليها وزارة المالية، إنها لا يمكن أن تغفل كونها امرأة في موقع وزيرة، مضيفة إن "المسؤولية ملقاة على عاتقي لتغيير الصورة النمطية للمرأة في مجتمعنا"

أما العميد مروان شربل، وزير الداخلية الأسبق فقد أشاد بخبرة الحسن في إدارة الأمور، فهي “قوية وفي المكان المناسب، واختيارها لهذا الموقع الحساس أعطى أملا كبيرا للعديد من الضبّاط السيدات لتولّي هذه المسؤولية في السنوات المقبلة”.

سجلّ الحسن حافل بإدارة الملفات، وهي تعلم من خلال خبرتها في المالية كيفية إدارة الأمور، خصوصاً وأن لها خلفية سياسية. وكانت قد قالت بعد عام من توليها وزارة المالية، إنها لا يمكن أن تغفل كونها امرأة في موقع وزيرة، مضيفة أن “المسؤولية ملقاة على عاتقي لتغيير الصورة النمطية للمرأة في مجتمعنا، إضافة إلى مسؤولياتي ومهمّاتي الوزارية التي يفرضها عليّ منصبي”. ولكن رغم كل ذلك فإن الأمور ليست سهلة. تعيين امرأة لأول مرة في منصب وزيرة داخلية في لبنان والعالم العربي، لم يمر من دون “تهكّم” بعض اللبنانيين الذين راحوا يتندّرون على صفحات التواصل الاجتماعي حول مدى قدرة الحسن على فرض هيبتها في مركزها على “رجال” سيجتمعون برئاستها في مجلس الأمن المركزي كقائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والمحافظين، وعما إذا كانوا سيؤدون لها التحية العسكرية اللازمة والمرفقة مع كلمة “احترامي”.

سيدة الإصغاء والحواجز الأمنية

وعشية تسلّمها وزارة الداخلية من سلفها الوزير نهاد المشنوق، طلبت الحسن إزالة المكعبات الإسمنتية التي تحيط بمقر الوزارة في منطقة الصنائع والتي حوّلت المنطقة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية وتسببت بازدحام مروري عانى منه المواطنون كثيراً، وقد تم تنفيذ ذلك بالفعل.

ولاقى أول “قرار” تتخذه الحسن قبولا شعبيا وسياسياً، فقد غرّد عضو اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ عبر موقع تويتر، منوّها بخطوة وزيرة الداخلية وقال “نهنّئ معالي الوزيرة ريا الحسن على خطوتها الحضارية هذا الصباح بإزالة الحواجز الإسمنتية من أمام وزارة الداخلية وفتح المداخل للناس”، مضيفا أن “المواطن اللبناني يشعر بالأمان أكثر حين يرى المسؤولين مطمئنين لأمنهم. وعلى أمل أن نرى تواضعا مماثلا لمواكب الوزراء والنواب”. معروف عن الحسن شَغفها بالاستماع، وكلامها “المُقِلّ لكن المُفيد”. وهي صاحبة مقولة لافتة أطلقتها بعد تعيينها وزيرة للمالية في العام 2009، حيث صرّحت في حينها أنّ “الحديث في السياسة لا يقود إلى أيِّ مكان. المواطنون ينتظرون إقرارَ الموازنات والتوصّل إلى حلول للأزمات، بينما تقوم وظيفة السياسة على خلق الأزمات”. وخلال حفل التسلّم والتسليم بين المشنوق والحسن، اعتبرت وزيرة الداخلية أنها تتسلّم تحديّ وزارة تنفيذ القانون وخدمة المواطن. وأضافت أن “التحدي أن أكون على قدر المهمة التي أوكلني إياها الرئيس الحريري الذي وضع ثقته بي وحمّلني مسؤولية كبيرة. التحدي لأنني أتسلم المسؤولية من سلف ترك بصمة كبيرة في الوزارة وأنجز الكثير خصوصا في موضوع تكريس الأمن والانتخابات النيابية. من هذا المنطلق، ولأنني من تيار سياسي أؤمن بأن الحكم استمرارية، سأنطلق من الملفات التي بدأ بها الوزير، وسأسعى لأن تكون لي فيها بصمة خاصة أيضا”. وكانت الحسن أثناء استقبالها أمام مبنى الوزارة قد استعرضت ثلة من قوى الأمن الداخلي على وقع موسيقى خاصة عزفتها موسيقى قوى الأمن، فكانت كمن تلقى تدريبات على كيفية استعراض حرس الشرف وكيفية إلقاء التحية أمام العلم ومصافحة الضابط قائد الحرس. وهي بكل تأكيد “نفّذت” التعليمات التي أعطيت لها في هذا الإطار بالشكل الجيد والمطلوب. اللبنانيون يتساءلون عن مدى قدرة ريا الحسن على فرض هيبتها على "رجال" سيجتمعون برئاستها في مجلس الأمن المركزي كقائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والمحافظين.اللبنانيون يتساءلون عن مدى قدرة ريا الحسن على فرض هيبتها على "رجال" سيجتمعون برئاستها في مجلس الأمن المركزي كقائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والمحافظين. وأراد المشنوق قبل توديعه مبنى الوزارة الذي شغله منذ حكومة الرئيس تمام سلام في العام 2014، أن يزوّد الحسن بـ“خميرة” تبدأ به عملها في الداخلية، فأعلن أنه “نفّذ أوامر الحسن بإزالة المكعبات الإسمنتية” في إشارة واضحة إلى أن وزير الداخلية “يأمر ويموّن” رجلا كان أم امرأة. لقد خضعت الحسن سابقا إلى اختبار إدارة “جيوب” اللبنانيين عندما تولت حقيبة المالية، وهي تخضع أمامهم اليوم إلى اختبار إدارة “أمنهم”، ولعل ما ينتظرها على هذا الصعيد قد يبدو “آمنا” بعد تراجع التهديدات الأمنية الداخلية وانحسار التحركات الإرهابية التي قضّت مضاجع اللبنانيين منذ انطلاق ثورة الشعب السوري، لكنها ستبقى بالتأكيد تحت “المجهر” بانتظار الاستحقاقات الانتخابية البلدية وربما النيابية التي ستتولى إدارتها إذا طال عمر الحكومة كما هو متوقع.

 

صدى نداء الصحراء في جبال لبنان

المطران منير خيرالله/جريدة الجمهورية/السبت 09 شباط 2019

كان من الطبيعي أن يلبّي قداسة البابا فرنسيس دعوة سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى المشاركة في مؤتمر «حوار الديانات والأخوّة الإنسانية» في الإمارات لأنّ هذه الخطوة تدخل في صميم مشروع بابويّته الذي كان أعلنه منذ انتخابه واضعاً له هدفين: السير على خطى القديس فرنسيس الأسيزي، وقد اتخذ اسمه، وتحقيق الأخوّة الكبرى بين البشر. في المئوية الثامنة للّقاء بين القديس فرنسيس الأسيزي والسلطان الملك الكامل (محمد الأيوبي)، قبلتُ فرصة المجيء إلى هنا كمؤمن متعطّش إلى السلام وكأخ يبحث عن السلام مع الأخوة.

هكذا شرح قداسة البابا مجيئه إلى أبو ظبي مذكّراً بالزيارة التي قام بها القديس فرنسيس سنة 1219 إلى دمياط في مصر خلال الحملة الصليبية الخامسة، وكان هدفه، في خضمّ الحروب الإسلامية- المسيحية أن يقول للسلطان ولجميع المسلمين: إنّ الرب يسوع جاء يعلّمنا أننا جميعاً أخوة. فاستُقبل بحفاوة كبيرة، واستمع إليه السلطان يشهد لديانته المسيحية وقِيَمها. وقدّم له الهدايا الثمينة التي رفضها القديس فرنسيس. ولدى عودته إلى إيطاليا، لم يفهمه معظم المسيحيين هناك لأنهم كانوا مجيّشين للحرب. فطلب من رهبانه ومن الذين يريدون أن يلتزموا بتعاليم المسيح أن يتحرّروا من الحقد والكراهية وأن يشهدوا في حياتهم اليومية لإيمانهم ولقيَمهم المسيحية القائمة على المغفرة والمحبة والسلام وأن يعيشوا مع المسلمين في احترام متبادل.

بعد 800 سنة، جاء البابا فرنسيس إلى قلب الصحراء العربية، في دولة الإمارات التي أصبحت ملتقى الديانات والحضارات والثقافات، ليلتقي صديقه إمام الأزهر الدكتور أحمد الطيّب ويوقّع معه وثيقة «الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك»، لكي تصبح دستوراً للأجيال القادمة تقودهم إلى ثقافة السلام وإلى نبذ الحقد والعنف والكراهية. في الكلمتين اللتين ألقاهما كل من إمام الأزهر وقداسة البابا، قبل التوقيع على الوثيقة، وجدتُ تطابقاً كاملاً في الأفكار والرؤية. وذلك يعود إلى لقاءاتهما المتكرّرة منذ حوالى الأربع سنوات في الفاتيكان وفي مصر، وأخيراً لتحضير هذه الوثيقة، حيث يشكر البابا شيخ الأزهر وكل مَن عاونه في تحضير هذا اللقاء لشجاعتهم ولإرادتهم على التأكيد أن الإيمان بالله لا يفرّق، بل يوحّد، ويقرّب في التمايز، ويُبعد عن العدوانية والكراهية.

يتّفق الإثنان على قراءة الماضي البعيد والقريب وإسقاطه على الحاضر، فيطالبان قادة العالم وصنّاع السياسات، ومَن بأيديهم مصائر الشعوب، بالتدخّل الفوري لوقف نزيف الدماء ووضع نهاية فورية لما تشهده من صراعات وفتن وحروب عبثية أوشكت أن تعود بنا إلى تراجع حضاري بائس يُنذر باندلاع حرب عالمية ثالثة.لذا يعلن الإثنان أنّ الأديان الإلهية بريئة كل البراءة من الحركات والجماعات المسلّحة التي تسمَّى حديثاً بالإرهاب (إمام الأزهر)؛ ويجب أن تدان جميع أشكال العنف، وبخاصة التي تُرتكب باسم الدين (البابا فرنسيس). فيناديان في هذه الوثيقة بوقف استخدام الأديان والمذاهب في تأجيج الكراهية والعنف والتعصب الأعمى، والكفِّ عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش. لفتني في خطاب شيخ الأزهر الكلمة الجريئة التي وجّهها إلى إخوته المسلمين والمسيحيين في الشرق. قائلاً للمسلمين: استمرّوا في احتضان إخوانكم من المواطنين المسيحيين في كل مكان. فهم شركاؤنا في الوطن. فالمسيحيون قلوبهم مملوءة خيرًا ورأفه ورحمة. وللمسيحيين قال: أنتم جزء من هذه الأمّة، وأنتم مواطنون، ولستم أقلّية. وأرجوكم أن تتخلّصوا من ثقافة مصطلح الأقلية الكريه. فأنتم مواطنون كاملو الحقوق والواجبات.

وما لفتني في كلمة قداسة البابا دعوته إلى شجاعة الاعتراف بالآخر. نقطة الانطلاق، يقول، هي الاعتراف بأنّ الله هو أصل العائلة البشرية الواحدة. فهو لكونه خالق كل شيء وخالق الجميع، يريد أن نعيش كإخوة وأخوات. فكل فردٍ هو ثمين في عيني الله. لذلك فالاعتراف بالحقوق عينها لكل كائن بشري إنما هو تمجيد لإسم الله على الأرض... لكنّ الأخوّة بالتأكيد تعبّر أيضاً عن التنوّع والتمايز الموجود بين الإخوة. وما دعينا للقيام به كمؤمنين هو أن نلتزم من أجل أن يحصل الجميع على المساواة في الكرامة... إن كنا نؤمن بوجود العائلة البشرية فيجب المحافظة عليها. وهذا يكون أولاً من خلال حوار يومي وحقيقي. هذا الأمر يستلزم هوية شخصية لا يجب التخلّي عنها لإرضاء الآخر. ولكنه يتطلب في الوقت عينه شجاعة التمايز أو الخلاف، التي تتضمّن الاعتراف الكامل بالآخر وبحريته وبحقوقه الأساسية.

وما يترسّخ في أذهاننا هو نداء الاثنين إلى الشبيبة وما يحمل من رجاء للمستقبل: إنّ المستقبل يبتسم لكم. وعليكم أن تتسلّحوا بالأخلاق وبالعلم والمعرفة، وأن تجعلوا من هذه الوثيقة دستورَ مبادئ لحياتكم (الإمام الطيّب). تعالوا نبني المستقبل معاً، وإلّا لن يكون هناك مستقبل! (البابا فرنسيس)

أما ما يختم به قداسة البابا فرنسيس فيبقى نداءً صارخاً لضمائرنا نحن اللبنانيين، إذ يقول وهو ينطلق من صورة الصحراء: هنا، وفي خلال سنوات قليلة، وبفضل بُعد النظر والحكمة، تحوّلت الصحراء مكاناً للّقاء بين الثقافات والديانات. إنّ هذا البلد يبقى تقاطعاً هاماً بين الشرق والغرب، بين شمال الأرض وجنوبها؛ يبقى مكاناً للنموّ. ويستشهد بقول مأثور لمؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد آل نهيان: «الثروة الحقيقية ليست في الموارد المادية فحسب، بل الثروة الحقيقية هي في الأشخاص الذين يبنون مستقبل أمّتهم!

هنيئاً لدولة الإمارات بهذه الرسالة المستحَقّة. لكن أين لبنان من هذا الكلام الذي كان يقال فيه حتى أصبح الوطن الرسالة؟

 

الحكومة بين الشَرطين الواقف والفاسخ

رشيد درباس/جريدة الجمهورية/السبت 09 شباط 2019

تألّفت الحكومة، وضمّت نصاباً نسائياً شرعياً بأربع وزيرات، فقلنا إنّ عجز الحكم أن يعدل بينهن، فإنهنّ لن يعجزن عن العدل بين الناس، فالسيدات ما زلن مسكونات بالمُثل، وبالرقة، وبمعاملة الأزواج والأبناء بالتفاني والإخلاص، وهنّ بكل الأحوال، غير ضليعات أو ضالعات بأمور الفساد.

ولقد حمدنا الله، الذي لا يُحمد على مكروه سواه، بأن أصبح لدولتنا حكومة تقيها التوغّل في الفراغ، وترمِّم ما تبقّى لها من سمعة، وتحفظ بعض رصيدها المادي والمعنوي الذي تآكلته الرثاثة السياسية وقسوة القلوب، وظلمة العقول.

ولكنني فوجئت باندلاع التلاسن الحاد بين قطبين من 14 آذار طيب الذكر، بمجرد إِصدار المراسيم، كما زاد الطين بلّة أنّ وزير البيئة صرّح بأنه وقّع مع وزراء (لبنان القوي) استقالات مسبقة، وتعزّز هذا بتبريرات نابيّة عن لغة الدستور والقوانين؛ فإذا ابتُليتم بالمعاصي فاستتروا ولكنّ المسار السياسي الانحداري اللبناني فقد الحشمة والسترة، ولبس الافتضاح وتباهى به. تلك البدعة تدعو لتذكير أصحاب السلطة الآنيّة، بأنهم ليسوا كُلِّيي القدرة، وأنّ استهانتهم «بحبر الورق» لا يُعتبر تزويراً في أوراق رسمية وحسب، بل هو خلخلة لأعمدة الهيكل، التي عبِثَ ويعبَث بها المُسْتَقوون المتعاقبون، باستسهال تجاوز الأحكام الدستورية وليّ رقابها لتلبية طموحهم وجموحهم، في ظلّ الخلل الفكري والوطني الذي يصيب بعض العقول. كنتُ في حضرة قانونية ذات مصداقية عالية أخبرنا خلالها النقيب رمزي جريج أنه سيكتب عن الموضوع، ثمّ أرسل لي مقاله بعنوان «من الطائف إلى حكم الطوائف» فحفّزني على استكمال ما بدأ، بالتأكيد أنّ مراسيم تشكيل الحكومة، عمل قانوني ذو تاريخ صحيح، ينشر في الجريدة الرسمية وينصّب الوزراء في المجلس وعلى الوزارات، فهل يعني هذا أنّ الوزراء التسعة قد استقالوا قبل صدور المراسيم؟

إذا كان ذلك، فإنّ الاستقالات تكون لغواً مطلقاً، لأنها صادرة عن غير ذوي صفة، كما أنها لا يمكن أن تكون فعلاً قانونياً مضافاً إلى وقت لاحق، لأنه لا يجوز قانوناً «التعاقد على تركة مستقبلية»، علماً أنّ الاستقالة فعل قانوني يجب أن يحمل تاريخه، فإذا كان خالياً من التاريخ، ثم أضيف إليه بعد ذلك، نكون حيال جناية التزوير في أوراق رسمية. يضاف إلى هذا، أنّ تعيين الوزير لا يمكن أن يكون معلّقاً على شرط واقف، هو توقيع الاستقالة مسبقاً كما لا يجوز أيضاً أن يكون معلّقاً على شرط فاسخ هو إرادة المرجع بطرده من وظيفته، لأنّ هذا الشرط هو شرط إرادي منوط بشخص أجنبي عن الآلية الدستورية لخروج الوزير، وهي محصورة أولاً باستقالته الحرة، غير المعلّقة على أيٍّ من الشرطين المذكورَين، وثانياً بسحب الثقة النيابية منه، وثالثاً بإقالته بمرسوم، ورابعاً بوفاته لا سمح الله، وفي هذه الحال فإنّ الوفاة السياسية لا تُعدّ من تلك الآلية.

واستطراداً في البحث القانوني فإنه لا يجوز أن يكون الشرط مخالفاً للنظام العام أو الآداب، وهذا يفضي إلى أنّ الاستقالات المسبَقة منافية للآداب السياسية، بحيث يختصر العشرة بواحد، علماً أنّ لكل وزير في مجلس الوزراء الحقّ بإبداء رأيه بحرّية لا يشوبها هاجس الإقالة، وخلاف ذلك، فإنّ الواحد منهم، ستبقى عيناه معلّقتين أثناء كلامه، على علائم الرضا أو الاستهجان على وجه مرجعه، وعندها سيفضل المكلفون أن تتشكّل الوزارات من ستة زعماء الطوائف، توفيراً للمال، وللكرامة المسفوحة على سطور الاستقالة.

إنّ مفهوم الآداب العامة، بالمعنى القانوني، لا يفترق كثيراً عن مفهوم الأداب العامة السياسية، لأنّ التأدّب بآداب الدستور هو أعلى أنواع الآداب. لقد مارستُ العمل الوزاري مدةً تقلّ قليلاً عن ثلاث سنوات، ولم أرَ مرة من دولة الرئيس تمام سلام- وانا من كتلته- ما يقيّد حريتي، كما لم يطلب مني الرئيس سعد الحريري الذي رشحني للوزارة أيَّ طلب، بل قدّمتُ في مرة استقالتي لسبب معيّن، من غير استشارتهما أو إعلام أصدقائي فؤاد السنيورة وفريد مكاري وجان عبيد، وقد كانوا وراء تزكية دخولي للوزارة. أما خاتمة الملاحظات القانونية فهي أنّ جميع القوانين تعتبر الشركة الأسدية (société leonine) باطلة بطلاناً مطلقاً، لأنّ الشرط الأسدي الذي يجعل أحدَ الشركاء بمنأى عن الخسارة هو شرطٌ مدمِّر للشركة.

 

خيارُ الحريري الذكي...

راكيل عتيِّق/جريدة الجمهورية/السبت 09 شباط 2019

مراسمُ التسليم والتسلُّم غابت عن وزارة الدولة لشؤون النازحين. لا مصافحةً ولا تسليماً ولا كلاماً مُنمّقاً أمام عدسات الكاميرات بين الوزير السابق معين المرعبي والوزير الحالي صالح الغريب، الذي سيحمل أغراضَه ويتوجّه بعد غد الإثنين إلى مكتب الوزارة ليباشرَ عمله، حاملاً خطةً ومتسلّحاً باقتناعه أنّ عودة النازحين لا يُمكن تحقيقُها بلا تنسيقٍ مع النظام السوري. أمّا المرعبي فيرفض تسليمَ «النازح» إلى حلفاءِ «نظام بشار الأسد»، فلماذا فعل رئيسُ الحكومة سعد الحريري؟ وزارة الدولة لشؤون النازحين مرتبطة بالسوريين مباشرة، ما يُشكِّل موضعَ حساسية للحريري الرافض «التطبيع» مع النظام السوري، وبالتالي كان بديهياً أن تكون من ضمن حصته الوزارية في الحكومة السابقة. لكنّ المفاجئ في حكومته الحالية أنّه تخلّى عنها ليس لفريقٍ حليفٍ أو يُشاركه النظرة إلى العلاقات مع سوريا، بل إلى وزير «الحزب الديموقراطي اللبناني» الحليف المباشر للنظام السوري.

تيار «المستقبل» يعتبر أن «لا بابَ لحلِّ الموضوع على الصعيد المحلي، فلو كان نظامُ الأسد يرغب بعودة النازحين إلى بلادهم، لأعاد الموجودين منهم في الأردن، ألدولة التي تربطها علاقة ممتازة معه». وتقول مصادر «المستقبل» لـ«الجمهورية» إنّ «الحريري اتّخذ خياراً ذكياً بتسليم هذه الوزارة إلى فريقٍ قريبٍ من النظام السوري، فهو وتيّارُه وُضعا في دائرة الإتّهام لسنواتٍ عدة بأنهما ضد عودة النازحين»، وتضيف: «لنرَ كيف سيحلّ القريبون من الأسد هذا الموضوع. إذا نجحوا في تأمين عودة النازحين سيكون هذا الأمرُ عظيماً، وإذا لم يتمكّنوا من تحقيق العودة فحينها ستسقط التُهم الموجَّهة إلى الحريري بأنه يريد إبقاءَهم في لبنان، وساعتئذ ينتهي هذا الخلاف وتتوقف الاتّهامات المتبادَلة حول مَن يريد عودة النازحين ومَن لا يرغب بعودتهم». وتؤكّد هذه المصادر أنّ الحريري «ليس مضطراً الى التواصل مع النظام السوري لإعادة النازحين، فكثيرون من الوزراء «يكزدرون» إلى سوريا ومَن يريد يمكنه التواصل مع «حليفه» نظام بشار الأسد. أما السياسة العامة فيقرّرُها مجلسُ الوزراء». لكنّ المرعبي، الوزير الأول الذي تولّى هذه الوزارة وأثار جدلاً كبيراً منذ تسلّمها إلى حين خروجه منها ورفضه تسليمَها، كان بدوره من المتفاجئين بموافقة الحريري على تسليم هذه الوزارة إلى «حلفاء الأسد». ويقول المرعبي لـ«الجمهورية»: «لم أسمع ولم أعرف بذلك قبل الإعلان عن التشكيلة الوزارية. لم أتفاجأ بل صُدمت». ويرفض المرعبي حضورَ مراسم التسليم والتسلُم في الوزارة لأسباب سياسية. ففي الشكل، لا يريد أن يبدوَ وكأنه يُسلّم «النازحَ السوري لنظام القتل والإجرام والبراميل والغازات السامّة، الذي سبّب النزوحَ واللجوءَ إلى لبنان». ويقول: «لا أريد تركَ انطباعٍ في أذهان الناس من خلال التسليم والتسلُّم بأنني موافق على تولّي هذا الوزير هذه الوزارة. ومَن سلّمه هذه الوزارة ليتحمّل هو المسؤولية». يبدو أنّ حلفاءَ النظام السوري تلقّفوا تولّي حليفهم الوزارة سريعاً، فحتى قبل أن يتسلّم الغريب مهماته ويبدأ دوامه في الوزارة، زار مسؤولُ ملفّ النازحين في «حزب الله» النائب السابق نوار الساحلي على رأس وفد، أمس الأول، رئيسَ «الحزب الديموقراطي» النائب طلال أرسلان، في حضور وزير شؤون النازحين صالح الغريب، وتمّ عرضُ ملف النزوح. ويقول الساحلي لـ«الجمهورية»: «خيرُ البِرِّ عاجلُه» وهدفُ الزيارة تشجيع الغريب ومدّه بدعم معنوي. وأكدنا له ما هو مقتنع به، أي أنّ هذا الملف لا يُحلّ من طرف واحد فقط، فهناك البلدُ الذي يستقبل النازحين وبلدُهم الأم، ولا يُمكن عدمُ التنسيق بين الدولتين، ويضحك على نفسه مَن يعتقد أنه يُمكنه إعادة النازحين إلى سوريا بلا تنسيقٍ مع الدولة السورية». البعضُ يرى أنّ الحريري مقتنعٌ بأنّ هذا الملف يَصعُب حلّه من دون التنسيق مع النظام السوري، وهو يريد معالجته من دون أن يُحرج نفسَه أو يُضطّر هو أو حكومتُه الى التنسيق الرسمي الواضح والمباشر مع دمشق، لذلك لم يعارض تسلُّمَ حلفاء سوريا هذه الوزارة. ويقول الساحلي إنّ «الزمن سيبرهن صحة هذا القول»، ويرى أنّ «وجودَ الوزير صالح الغريب في هذه الوزارة له مدلولالتُه السياسية. فمجرد أن يكون هذا الوزير من فريقٍ سياسيّ حليف لسوريا ولديه علاقات مع الحكومة السورية، فهذا يعني أنّه إعترافٌ مباشر بأنّ هذا الملف لا يُحلّ إلّا بموافقة الطرف السوري المعني الأساسي باستقبال أهله وعودتهم إلى بلادهم».

 

«القوات»: الحكومة ليست شركة والوزير ليس موظفاً

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 09 شباط 2019

على خلفية ما نُقل عن الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على طاولة مجلس الوزراء، من تمنٍ بعدم الاسترسال في الكلام السياسي وترك الامر للكلام في المجلس النيابي، بدا واضحاً انّ كلام عون والحريري يقصد مداخلات وزراء «القوات اللبنانية»، سواء في لجنة البيان الوزاري أو في الاجتماع الاول للحكومة.

فقد أثار وزراء «القوات» مسألة «النأي بالنفس» و«الاستراتيجية الدفاعية»، وسلاح «حزب الله»، من باب ربط كل هذه الملفات بقرار الدولة. ولكن على رغم من الاعتراض القواتي «الديمقراطي»، ظهر «فرمان» تحريم الكلام السياسي في الحكومة، ما يؤشر الى انّ الامتعاض من موقف وزراء «القوات»، يضعه الممتعضون في خانة التشويش على انطلاقة الحكومة، وخرق الاجماع الوزاري. وقد تكون «نكزة» النائب جميل السيد للوزيرة مي شدياق، المؤشر الأوضح الى هذا الامتعاض، نظراً الى قرب السيّد في هذه المرحلة من عون.

تحرص اوساط «القوات اللبنانية» على التشدّد في التمسّك بالحق الكامل للمشاركة في انتاج القرار السياسي في اجتماعات الحكومة، «فالحكومة، بحسب الاوساط، ليست شركة والوزير ليس موظفاً، والحكومة هي التي ترسم السياسة العامة للبلد، و«القوات» التي هي جزء من الحكومة، هي جزء من رسم السياسة العامة للبنان، وهي جزء من سلطة القرار. وصحيح انّ هناك جدول اعمال لجلسات الحكومة، لكن انتاج القرار يملي ان يكون النقاش مفتوحاً». وتشير هذه الاوساط، الى «انّ النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية، لم يخضه وزراء «القوات» لأسباب أو لمصلحة «قواتية»، بل من أجل المصلحة الوطنية، وهم سيكونون جاهزين في كل مرة تُطرح فيها القضايا الاستراتيجية للنقاش والتصويب، في كل ما يتعلق بسياسة «النأي بالنفس» والسلاح والعلاقات الخارجية للبنان، أو اي قضية تختص بالسيادة. وحسب الاوساط نفسها، فإنّ المشاركة «القواتية» في الحكومة «تتمّ وفق معادلة ثنائية: المساهمة الفعّالة في صنع المشهد السياسي الوطني، والعمل التنفيذي والسهر على تنفيذه، بشفافية تطبيقاً للقوانين، والكلام الذي يُفهم منه منع النقاش في مجلس الوزراء لا يُقال لـ«القوات اللبنانية» التي لا تهدف من خلال ممارسة مسؤوليتها الى التعطيل، بل الى تصويب الاداء». وتشير الاوساط، الى «انّ مجلس الوزراء هو المكان الوحيد الذي ينتج فيه القرار السياسي، ولا يمكن القبول بأن يُصنع القرار خارج الحكومة ويتم املاؤه على الوزراء، لأنّ هذا يعيد المشهد الى «زمن عنجر والبوريفاج» الذي ولّى الى غير رجعة». وتضيف: «انّ القوات تتمسّك بأن يلعب الوزراء دورهم كاملاً في الحكومة، فهم أسياد قرارهم ولا يمكن الافتئات على صلاحية الوزير ولا على دوره السياسي. فعلى طاولة الحكومة ينتج القرار اما في مجلس النواب فتتم محاسبة الحكومة التي تنال الثقة من المجلس». وتختم الاوساط بالتأكيد، «انّ ما شهدته اجتماعات اللجنة الوزارية المكلّفة صوغ البيان الوزاري، وجلسة الحكومة سيتكرّر في كل مرة ترى فيها «القوات اللبنانية» محاولة لتغييب النقاش في القضايا الاساسية».

وتلمّح الى «انّ اي تفاهمات جانبية لا تمثل مجلس الوزراء، بل يمثله ما يصدر عنه من قرارات بعد طرحها ومناقشتها». الواضح انّ وزراء «القوات اللبنانية» قد غرّدوا خارج سرب التفاهمات التي شُكِّلت الحكومة على اساسها، وهذا التغريد المرشح للاستمرار، ربما يكون يتيماً بلا حلفاء، في اعتبار انّ تفاهماً ضمنياً يسود بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» على تجاوز الملفات الخلافية، والتركيزعلى الملف الاقتصادي واستكمال التعيينات، وكل ما يتصل بإدارة شؤون الدولة، وفي كل ملف هناك قطبة مخفية، واكثر من اعتراض، وما حصل بعد اعتراض «القوات» على اكثر من فقرة في البيان الوزاري يشكّل «بروفة» يمكن ان تتكرّر في كثير من جلسات الحكومة.

 

مي شدياق.. هل يُجدي معها قطع رأس الهرّ؟

بتول خليل /المدن/ الجمعة 08/02/2019

لطالما كانت محط سجال وجدل، ولا تروق مواقفها وتعليقاتها وحتى تعابيرها لكثير من الناس. ولطالما وصفها خصومها بـ"الفجة" و"الاستفزازية"، ليس فقط لآرائها تجاههم، بل لأسلوبها الذي يعتبرونه خالياً من الدبلوماسية والتنميق والمسايرة في توصيف الأمور والأحداث.

لم تتوان مي شدياق عن قول ما تريده، بصرف النظر عن المكان أو المناسبة، وبصرف النظر حتى عن الزمان، سواء كان أيام الوصاية السورية أو في زمن الوصاية المقنّعة لـ"حزب الله". فصوتها الذي حاولوا إسكاته أيام كان مدوياً في وجه النظام الأمني اللبناني السوري، وقت ظهورها الدوري على الشاشات، لا يزال يصرخ في وجه هيمنة سلاح "حزب الله" على الحياة السياسية ومحاولة استفراده بالقرار السيادي بعدما أصبحت صاحبة المعالي. تركت وراءها عقوداً من العمل الإعلامي، حين أعلنت اعتزالها على الهواء في شباط 2009، أثناء تقديمها برنامجها الحواري السياسي "بكل جرأة" في شاشة "إل بي سي"، وقالت أنها لم تعد تقبل بتدخلات عناصر أمنية في مضمون حواراتها ومنع ضيوفها من المشاركة في برنامجها.

شخصيتها الصدامية ومواقفها الإشكالية، جعلت منها هدفاً دائماً لموجات من حملات الهجوم المدروس والممنهج من قبل خصومها، خصوصاً وأنها "قواتية" الهوى والانتماء. لم تستكن أو تتراجع عن رفضها للاحتلال السوري وحلفائه وسياسات المحور الذي يدور في فلكه. ولم تثنها محاولة اغتيالها، التي ألقت بها في جحيم عشرات العمليات الجراحية والآلام الجسدية والنفسية، بل جعلتها أكثر تحيزاً لقناعاتها وأفكارها، مهما بدت متطرفة أو تشوبها المغالاة، ومهما استجلبت من ردود أفعال صاخبة وحملات قاسية ضدّها.

لا عجب إذاً أن تكون مي شدياق قد اعتادت أن تكون سبباً لسخط الكثيرين عليها، منذ بدء مسيرتها الإعلامية وصولاً إلى خوض معترك العمل السياسي كوزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية في الحكومة الجديدة، بعد اختيارها من قبل حزب "القوات اللبنانية" لهذا المنصب، رغم قولها في تصريحات صحافية إنّ ما استطاعت إنجازه على المستوى الشخصي يجعلها غير محتاجة للقب أو منصب، لكن خوض العمل السياسي بالنسبة إليها هو بمثابة منبر أعلى لإيصال صوتها. فكانت البداية مع إعلانها المعارضة من داخل الحكومة، ومن ثم تحفظها واعتراضها على النقطة المتعلقة بالمقاومة في البيان الوزاري، طالبة إجراء تعديل على هذا البند، بإضافة جملة تدعو لحصرالاستراتيجية الدفاعية بيد القوى العسكرية اللبنانية، مستتبعة ذلك بتصريح أثار جدلاً واسعاً، من خلال قولها "لو كانت لحزب الله النية بتحدي المجتمع الدولي، لما عيّن وزيراً للصحة بربطة عنق ويصافح باليد".

ورغم أن كثيرين يعتبرون الحكومة التي انضمت إليها مي شدياق أخرج تركيبتها وقبض على مفاصلها "حزب الله"، بصرف النظر عن التشاطر اللبناني الذي أضفى عليها صفة "لا غالب ولا مغلوب"، إلا أن مؤشرات الجو العام لهذه الحكومة، تشي بأنّ لا مجال ولا فسحة متاحة فيها للمعارضة والاعتراض، وأن من تسوّل له نفسه بالمناكفة وإثارة الشغب، كما فعلت الوزيرة شدياق، سيجد نفسه هدفاً لهجوم لا هوادة ولا رأفة فيه ولا رحمة. وشدياق وإن كانت تعوّدت التواجد في دائرة الهجوم على الدوام، إلا أن المرحلة الآنية كما يبدو لها حسابات وأساليب مختلفة.

وهذا ما يظهر من خلال الحملة المستعرة والحرب الشعواء التي تُشنّ ضدّها حالياً في مواقع التواصل ووسائل الإعلام المحسوبة على محور الممانعة، والتي بدا من شدّتها ومن تهافت سيوفها وتصويب سهامها ضدّ واحدة من أعضاء الحكومة الجديدة، بأنّ لها رسالة شديدة الوضوح، تفيد بأنه يُمنع على أي من أعضاء الحكومة شنّ أي نوع من الهجومات أو الانتقادات ضد "حزب الله" أو سوريا أو إيران.

من هذا المنطلق تبدو أهداف الحملة ضدّ شدياق مختلفة عن سابقاتها. ففي حين يتم اتهامها بـ"العمالة" وتوصف بـ"وزيرة الدولة لشؤون الحقد" والتركيز على انتفاء صفة الوطنية عنها، لا تخلو تغريدات أخرى من التنمّر والتجريح والإساءات غير الاخلاقية التي تطالها من كلّ حدب وصوب. فيما يُشكل رأس الحربة في الهجوم المنظّم، النائب جميل السيد، الذي يبدو أنه يتفانى في التصدّي للمعترضين على سياسة "حزب الله" وحلفائه، إذ يُعتبر الأبرع في الترهيب و"تركيب التهم" منذ تسيّد النظام الأمني.

ونشر السيد تغريدة يستهدف فيها شدياق جاء فيها: "فلتان قواتي بذيء على صفحتنا بسبب مطالبتنا لوزيرتهم الإلتزام بالتضامن الحكومي. ولأن الجيل الجديد من القوات مخدوع بالشعارات، أحببنا أن نريكم في الصورتين أدناه مدى السعادة الغامرة لمي شدياق عندما تشرفت بزيارة منزلنا في ابلح بالزمن السوري.هل تريدون المزيد عن مناضلي القوات؟!!". فما كان من شدياق إلا أن ردّت عليه موضحة  أنّ "المناسبة، أتت في اطار تلبية دعوات وجّهت لي كصحافية من سيّدات مجتمع إلى مختلف مناطق لبنان تكريماً للسيّدة اندريه لحود، لأنّنا يومها كنّا نأمل خيراً بانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية قبل أن تنكشف الحقائق. وبالمناسبة، الحاقد هو من يكتب الكلام الحاقد". يتناسى السيد أن لعبة الصور وتغيير البندقية من كتفٍ إلى آخر هي لعبة عفا عليها الزمن. فالتيار الوطني الحر ورموزه لطالما كانوا الأعداء اللدودين لمحوره في الأمس. فإذا بهم، وبقدرة قادر، يضحون حليف اليوم الأقوى. والوزير الراحل إيلي حبيقة الذي عبر إلى الوزارة على جسر الوصاية السورية، اعتاد العبور قبلها إلى إسرائيل، وكان لقبه الأبرز "سفّاح صبرا وشاتيلا"، ليتحوّل بعدها إلى "أبو علي حبيقة" طفل سوريا المدلل في لبنان، والنماذج في هذا السياق عديدة.

محاولة السيد الإيحاء بأن الصورة التي نشرها لمي شدياق واحدة من المستمسكات الخطيرة في حقها، لا تعدو كونها محاولة زائفة وباطلة، ولم تلق رواجاً إلا في سوق الممانعة. لذا فليتنبّه في المرة المقبلة باستعمال أسلوب أكثر ذكاء وأقل خداعاً. إلا أنها دعوة لن تلقى الصدى عند أيّ من رموز النظام القمعي المدافعين عنه بكلّ ما تطاله أيديهم، خصوصاً أن محاولتهم تأتي لتطبيق فكرة قطع رأس الهرّ منذ اللحظة الأولى لتشكيل الحكومة، كنوع من الإجراء الرادع، الذي افتتح موسمه بالتصويب بداية على الوزيرة مي شدياق.

 

«قمّة سوتشي» VS «مؤتمر وارسو»

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 09 شباط 2019

تمضي كل من واشنطن وموسكو في التحضير لمؤتمر وقمّة ليبدو أنهما في مواجهة حتمية. فالأولى تحضّر لـ«مؤتمر وارسو» للإعلان عن حلفٍ دولي ضد إيران. والثانية تحضّر لقمّةٍ ثلاثية في سوتشي تجمعها مع انقرة وطهران. وعلى رغم الإختلاف بين هدفيهما يواجه الطرفان معاناة قاسية مع حلفائهما. فما الذي يقود الى هذه النظرية والى ما يمكن أن تؤدّي؟ على مسافة أربعة أيام من «مؤتمر وارسو» الذي دعت اليه واشنطن تحت عنوان «مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط» المقرَّر برعاية أميركية - بولندية في 13 و 14 الجاري، بهدف تجميع حلفائها القدامى والجدد في مواجهة ايران وحلفائها، تنشغل العاصمة الروسية بتتويج مجموعة اللقاءات الثنائية التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكل من نظيرَيه التركي رجب الطيب اردوغان والإيراني حسن روحاني، في قمة ثلاثية اختار لها موعداً في 14 شباط الجاري أيضاً.

وفي وقت لم يفضِ لقاؤه مع اردوغان الى تفاهم نهائي بينهما على بعض القضايا المشتركة في سوريا، وخصوصاً في الشمال السوري وعلى وقع عرض إيراني بالوساطة بين انقرة ودمشق.

وإذا كانت التقارير الديبلوماسية لم تتناول بعد ما هو منتظر من الحدثين، فإنّ مجملها تتناول الصعوبات التي تواجه العاصمتين لتوحيد مواقف حلفائهما حول الهدف المقصود من تحرّك كل منهما والتي يمكن مقاربتها كالآتي:

في ما يتصل بالصعوبات التي تواجه واشنطن يمكن الإشارة الى:

- حجم الخلافات القائمة بين واشنطن ومجموعة دول الإتحاد الأوروبي من ملف العقوبات على ايران. فرؤية دول الإتحاد واقتناع عدد منها بالتزام طهران مقتضيات التفاهم المعقود بينها وبين مجموعة الدول (5+1) في 14 تموز 2015، لكنّ واشنطن لا ترى أنّ ايران التزمت أيَّاً منهما وخصوصاً في ما يتعلق بتصنيع الصواريخ البالستية لمنع تطويرها قبل إطلاق يدها بعد العام 2025 تاريخ العبور الى المرحلة الثانية من التفاهم النووي.

- لم تتيقن واشنطن بعد من قدرة حلفائها على المواجهة مع ايران، لا في لبنان ولا في اليمن ولا في سوريا ولا في العراق ولا في ايّ ساحة أخرى على رغم الإستعدادات السعودية والخليجية لمثل هذه المواجهة.

وزاد في الطين بلة الخلاف السعودي - القطري الذي أعاد ايران الى بوابة الخليج العربي القطرية تزامناً مع نشوء الحلف القطري - التركي الذي أدّى الى إقامة قاعدة تركية صغيرة الى جانب «قاعدة العديد» الأميركية على الاراضي القطرية.

- لا تخفي واشنطن غضبها من التحرّر التركي من بعض الإتفاقات العسكرية معها ودول «الحلف الأطلسي» منذ إحباط الإنقلاب الذي استهدف نظام اردوغان، وتحميلها مسؤولية حماية وإيواء الداعية التركي فتح الله غولن الذي تحمّله انقرة مسؤولية التحريض على الإنقلاب.

اما العقبات التي تواجه موسكو قبيل قمة سوتشي فيمكن اختصارها بالوقائع الآتية:

- بوادر تفكّك التفاهمات التركية ـ الروسية في شأن «المنطقة الآمنة» في شمال سوريا نتيحة إصرار تركيا على إدارتها وحيدة من دون ايّ شريك وسط الإستعدادات التركية للسيطرة على المنطقة إن أخلتها واشنطن.

- عدم قدرة موسكو على الإيفاء بالتزاماتها تجاه اسرائيل بسحب القوات الإيرانية من الجنوب السوري، والذي شجّع على استئناف إسرائيل ضرباتها ضد القواعد الإيرانية وحلفائها في محيط دمشق وجنوبها قبالة الجولان المحتل.

- عدم قدرة موسكو على إثبات أنّ إنسحاب القوات الأميركية حاصل ضمن المهلة التي تحدّث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصاً بعد التقارير التي تحدثت عن بقائها في قاعدة التنف على الأقل.

وتأسيساً على هذه الملاحظات يبدو للوهلة الأولى أنّ «الحرب الباردة» تجدّدت. فتحديد موعد «قمة سوتشي» بالتزامن مع «مؤتمر وارسو» ليس بريئاً ولا بالمصادفة. فالشكوك ما زالت قائمة حول وجود قرار روسي بالمواجهة مع واشنطن أو العكس.

فليس هناك ما يوحي أنّ الجبّارَين ينويان الخوض في مواجهات عسكرية مباشرة كرمى لعيون أحد من القوى المحلية، وأنّ أيَّ تفاهم بينهما يمكن أن يتمّ في أيِّ لحظة على تقاسم مواقع النفوذ وثروات المنطقة سيطيح مصالح القوى الإقليمية.

 

«تقاطعات» التكنوقراط... «تطيح» حنكة «الشريف»

كلير شكر/جريدة الجمهورية/السبت 09 شباط 2019

نجح رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في الإبقاء على ورقته الوزارية مستورة إلى حين أعلنها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في خطابه «التحذيري» في 27 أيلول الماضي، كاشفاً بالفم الملآن أنّه يترك لـ«خصمه» الطرابلسي مقعداً وزارياً، سرعان ما تبيّن أنّه من نصيب عادل أفيوني.

لا يقلّ وقع الاسم، الآتي من دنيا المال والأعمال والمليارات، تأثيراً، عن وقع غياب خلدون الشريف عن الواجهة الوزارية. الصيدلي الطرابلسي المدافع الشرس عن «الميقاتية السياسية»، أثار غيابه عن التشكيلة الحكومية سيلاً من التساؤلات، حول الأسباب التي قد تدفع ميقاتي الى استبدال سياسي مخضرم، صار له من الخبرة في هذا المجال أكثر من عشرين عاماً، بوزير من التكنوقراط، لا يزال «متدرباً» في مدرسة السياسة اللبنانية، خصوصاً وأنّ ميقاتي يخوض معركة تثبيت الذات كشريك في الحكم، كقوة سياسية يعتد بها! لا شك في أنّ بين «البروفيليين» فارق شاسع. الشريف جسر تواصل بين أبناء طرابلس القديمة والحديثة، تسنده شبكة علاقات سياسية متنوعة. ويشهد له تاريخه أنّه صنيعة يديه، ولم يكن يوماً اسماً مُدرجاً على لوائح توظيفات المرجعيات الكبيرة. رأسماله خياره السياسي، وشفافيته. في امكانه الوقوف إلى طاولة مجلس الوزراء ليعبّر خير تعبير عن رأي فريقه السياسي، دفاعاً أو هجوماً. أما وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات، فمن طينة مختلفة. سيرته الذاتية تطوف بالألقاب والخبرات المتخصصة في عالم النقد والمال، التي تجعل منه وزيراً «يبيّض وجه» أي فريق سياسي. لكن ميقاتي اختصر كل حضوره بوزير دولة من قماشة الاختصاصيين، فيما المفترض أنّه على مستوى قطب طرابلسي يسعى إلى تعزيز حضوره من خلال فرصة مشاركته القرار الوزاري. تعود قصة المفاضلة بينهما إلى زمن التشاور بين الحريري وميقاتي حول الاسم الذي سيمثل الثاني في مجلس الوزراء. وللأمانة، كما تفيد المعلومات، طرح القطب الطرابلسي بداية إسم الشريف ليكون الى طاولة الحريري، لكن الأخير رفع «البطاقة الحمراء» بحجة أنّ الشريف هو «رأس حربة» مواجهته في الفترة السابقة، ولن «يستسيغ» حضوره في جلسات الحكومة، والأخيرة لن تكون نزهات مسلية.

سرعان ما سحب ميقاتي إسم أفيوني من جيبه، ليلتقطه الحريري بسرعة البرق ويضمّه إلى تشكيلته. كيف لا، وهو يعتبر أنّ له في افيوني كما لميقاتي فيه. سبق وخَبره في كثير من المؤتمرات والندوات المالية، في بيروت ولندن وغيرهما من العواصم المالية، ويمكن بالتالي «احتضانه» على طاولة مجلس الوزراء.

ولعلّ لون الوزير غير الفاقع هو الذي يدفع ميقاتي إلى المسارعة في تطويقه بشكل ايجابي، من خلال استضافته في أحد مكاتبه في بيروت، ليكون تحت ناظريه، خصوصاً وأنّ «غريمه» البيروتي لن يألو جهداً لتقليص المسافات بين «بيت الوسط» ووزير الدولة الشاب و»القبض» على صوته في مجلس الوزراء.

عملياً، معذور ميقاتي، في الرضوخ لمشيئة «سيّد التأليف»، على رغم من خوضه معركة شرسة في مواجهته انتخابياً. غير أنّه خشي بعد الاستحقاق النيابي أن يكون «اتفاق الطائف» مُستهدفاً وتالياً موقع رئاسة الحكومة، فتجاوز كل الخصومة وقرّر التصدّي للهجومات والدفاع عن مقام رئاسة مجلس الوزراء. ولذا اختار مسار التقارب مع الحريري والوقوف تالياً على خطّ وسطي معه في اختيار الوزير. لكن سياق التأليف يُثبت بما لا يقبل الشك، أنّ القطب الطرابلسي هو الوحيد بين القوى السياسية الذي لم يستخدم لغة «الفرض» على رئيس الحكومة في اختيار الأسماء، وإنما استظل منطق الدستور والصلاحيات المعطاة لرئيس الحكومة في هذا الشأن. بهذا المعنى، يُفهم أنّ ميقاتي لم يقاتل في سبيل توزير خلدون الشريف، وبدا مستسلماً لرغبة رئيس الحكومة. كما أنّ الصيدلي الطرابلسي لم يُفاجأ بالتسمية، ورضي بما رسمته مراسيم الحكومة، ومقتنع أنّ ميقاتي قام بما يتوجب عليه.

ليست المرة الأولى التي تبلغ فيها ملعقة السلطة، حَلق الشريف. كانت النسبية في قانون الانتخابات، ممراً واسعاً إنّ لم نقل أكيداً لدخوله إلى مجلس النواب، لكن ميقاتي فضّل الإبقاء عليه على مقاعد الاحتياط.

ومع ذلك لا يتصرّف خلدون الشريف بمنطق التمرّد أو الانتفاض على خياره السياسي. هو باقٍ في موقعه، والعلاقة مع ميقاتي تحكمها مصلحة طرابلس والطرابلسيين. يلتقيان عند مصلحة المدينة وأهلها، وعلى وسطية صنعها ميقاتي وأحسن الشريف في التنظير لها. كما يجمعهما الإنفتاح على كل الأطراف.

التعاون بينهما مستمر والتلاقي لا تحدّه الإستحقاقات. الصيدلي الطرابلسي باقٍ على المسرح السياسي. بالنسبة اليه، «الظلم بالسياسة او عدم الإنصاف سمة من سمات الحياة، ولا يكسر الظلم المثابرة والثبات ولو طال الزمن قليلًا».

 

«حال الاتحاد»... تناقض وفوضى

راجح الخوري/الشرق الأوسط/09 شباط/19

يجمع المحللون الأميركيون على أن الرئيس دونالد ترمب يركّز دائماً على عنصر الاقتصاد وهو ورقته الأقوى، لكن من زاوية تبنيه سياسات عكسية، بمعنى أنها سياسات لا تخدم الاقتصاد على المدى البعيد؛ ذلك أن الانحياز المتسرّع إلى تبني «مبدأ مونرو»، الانسحاب تدريجاً من المسرح الدولي، سيضعف أميركا لاحقاً؛ لأن محور قوتها الاقتصادية ينبع أصلاً من دورها القيادي في السياسات الدولية! لكن ترمب الذي يقود أكبر قوة دولية عبر تغريداته الاستنسابية في «تويتر» ومواقفه المحيّرة في أحيان كثيرة، لا يلتفت عند هذا التحليل، وهكذا وقف يوم الثلاثاء الماضي وألقى خطاب «حال الاتحاد» مركزاً على أن «هناك معجزة اقتصادية تحدث في الولايات المتحدة، والأشياء الوحيدة التي يمكن أن توقفها هي الحروب الحمقاء أو السياسات أو التحقيقات السخيفة».

كان هذا مقدمة ليعود إلى ما كان قد أعلنه قبل أسابيع، من أنه قرر الانسحاب من سوريا وأفغانستان في أسرع وقت ممكن، وهو ما أحدث لغطاً كبيراً، وخلق سلسلة من المواقف المتناقضة والمحيرة داخل المستوى السياسي الأميركي، وكان في غاية الغرابة أن ترمب بعودته إلى الحديث عن الانسحاب، بدا وكأنه لا يبدي اهتماماً بأكثرية أعضاء حزبه الجمهوري في الكونغرس، إضافة إلى وزير خارجيته مايك بومبيو ومستشاره للأمن القومي جون بولتون وكبار القادة العسكريين في البنتاغون!

يقول ترمب إنه عندما تسلّم مهماته كان تنظيم «داعش» يسيطر على 50 ألف كيلومتر مربع في العراق وسوريا، وإنه تمّ الآن تحرير كل هذه الأراضي تقريباً، والعمل مستمر مع التحالف لتدمير ما تبقى، «وحان الوقت للترحيب بأولئك الذين قاتلوا بشجاعة في سوريا»، لكن هذا الكلام بدا غريباً جداً، وخصوصاً عندما أعلن وزير الخارجية بومبيو الذي استمع إلى ترمب، بعد أقل من 24 ساعة عشية اجتماع لممثلي التحالف الدولي عقد في واشنطن «أن تنظيم (داعش) لا يزال يمثّل تهديداً خطيراً في سوريا والعراق».

في هذا السياق، نقل موقع «Washington free beacon» ما يناقض خلاصات ترمب، عندما قال: إن قادة من التحالف الدولي المؤلف من 75 دولة وأربع منظمات دولية، اجتمعوا الأربعاء وناقشوا إجراءات واشنطن المقبلة لتوجيه ضربة قاتلة لفلول التنظيم الإرهابي، وكذلك إنهاء التدخلات العسكرية للنظام الإيرانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكما قال مسؤولون في الخارجية «إنه في كل المناقشات التي تركزت على (داعش)، برزت إيران مصدراً رئيسياً للإحباط والقلق».

بالعودة إلى حديث ترمب عن الانسحاب، كان من المثير وربما المحيّر أن مجلس الشيوخ عارض قرار ترمب، وأقرّ تعديلاً بأغلبية كبيرة ينتقد قرار سحب القوات من سوريا وأفغانستان؛ لأن هناك شعوراً في مجلس الشيوخ بأن أميركا تواجه حالياً تهديدات من مجموعات إرهابية تعمل في سوريا وأفغانستان «وأن انسحاباً متسرعاً يمكن أن يعرّض التقدم الذي تمّ إحرازه، وكذلك الأمن القومي للخطر»!

زيادة في الإثارة كان السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل من حزب ترمب هو الذي قدم مشروع القانون حول الأمن في الشرق الأوسط، ليوافق عليه 70 مقابل 26 من أصل 100، بما يعني أن الأغلبية الجمهورية في الكونغرس صوتت ضد قرار ترمب، حيث ناقض ماكونيل قول ترمب إنه تمت هزيمة «داعش»، معلناً «أن (داعش) و(القاعدة) لم يُهزما بعد»، وهو ما يذكّر باستقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي اعترض على قرار الانسحاب!

تصريحات ترمب كانت مخيبة للكثيرين عندما قال قبل أسابيع «إن الولايات المتحدة خسرت سوريا منذ وقت طويل، وبالإضافة إلى ذلك فإننا نتحدث هناك عن الرمل والموت، لا نتحدث عن ثروات ضخمة»، وكان من الواضح أن هذا الكلام استدعى قيام مايك بومبيو وجون بولتون بجولة في المنطقة لاحتواء مشاعر الإحباط والخيبة، والتأكيد على أن الانسحاب الأميركي لن يتمّ قبل تحقيق هزيمة كاملة تشلّ قدرات «داعش» و«القاعدة»، وتضع قواعد استراتيجية المواجهة الأميركية مع إيران؛ وهو ما سيكون محور القمة الدولية في فرصوفيا.

قبل ساعات من خطاب «حال الاتحاد» والعودة إلى الحديث عن الانسحاب من سوريا وأفغانستان، كان الجنرال جوزيف فوتيل، المشرف على العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، يقف أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ ويقول: «لم أكن على علم بالإعلان المحدد، كنا مدركين أنه أعرب عن رغبته وعزمه على الانسحاب من سوريا، لكن لم تتمّ استشارتي»؛ وهو ما أثار غضب الديمقراطيين والجمهوريين على السواء، من منطلق أن الرئيس لا يستمع إلى الخبراء والعسكريين على الأرض، ويعتمد بدلاً من ذلك على حدسه، كما أنه لا يأخذ بآراء القادة في الدول المعنية.

ولأن ترمب أعلن في حينه بعد اتصال هاتفي مع رجب طيب إردوغان، أن أنقرة ستقود المعركة ضد فلول تنظيم «داعش» في سوريا، لم يتردد مبعوثه الشخصي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك، في الإعلان فوراً أن تركيا فشلت فعلاً في استجابة مطالب القوات الدولية، بوقف شحنات الأسلحة التي يتم تهريبها عبر حدودها إلى سوريا لمساعدة «داعش»، ومعظم المواد التي يتم تهريبها لآلة الحرب لـ«داعش» كانت تمر عبر الحدود التركية، رغم كل الوعود التي لم تلتزم بها أنقرة قط.

ليس خافياً أن «طالبان» تواصل هجماتها ضد المراكز الحكومية؛ فبعد ساعات من إعلان ترمب عما سمّاه «وجود محادثات بناءة مع (طالبان) تمهد للانسحاب الأميركي»، اقتحمت مجموعات من مقاتلي «طالبان»، التي تغلغل عناصر من «داعش» إلى صفوفها قاعدة في قندوز، وقتلت 26 جندياً من الجيش الأفغاني الذي يدربه الأميركيون، وتحدثت الأنباء عن هجومين آخرين في شمال البلاد!

يقول ترمب إن إدارته تجري محادثات بناءة مع عدد من الجماعات المسلحة الأفغانية بينها «طالبان»، ومع تقدم المفاوضات سيتم سحب الجنود الأميركيين من هناك، وأن واشنطن باتت قادرة على إيجاد حلٍ سياسي لهذا النزاع الطويل والدموي، لكن الواقع الميداني يناقض كل هذا بسبب استمرار الهجمات، حيث كانت «طالبان» قد استولت على قاعدة تشيناييها في منطقة غورماش قبل شهرين. في سياق الوضع الميداني في أفغانستان، يتوقف القادة العسكريون في البنتاغون بقلق عند ما يتردد عن دعم إيراني لحركة طالبان، وسبق أن نقل موقع «إيران واير» عن النائب الأفغاني عبد الصبور خدمت، قوله «إن دعم طهران لـ(طالبان) ليس مسألة جديدة، وإن النظام الإيراني يدعم هذه المجموعات الإرهابية ويسلّحها لإذكاء الحرب في أفغانستان، وبذلك فإنه يشنّ حرباً بالوكالة ضد الولايات المتحدة»، وهو ما توقف عنده مجلس الشيوخ في مشروعه المناهض لقرار ترمب بالانسحاب من سوريا وأفغانستان أيضاً!

 

المسيحيون في الخليج

محمد الرميحي/الشرق الأوسط/09 شباط/19

فتحت زيارة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات الأسبوع الماضي، وتوقيعه على وثيقة مشتركة مع الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر «الأخوة الإنسانية»، فتحت الباب واسعاً للإعلام العالمي لمحاولة إلقاء الضوء على ملف كبير، وهو «المسيحية والمسيحيون في الخليج». وبدا من التناول بعض قصور معرفي، ربما فرضته اللحظة والدهشة. فالوجود المسيحي في الخليج له قصة تروى، تبدأ بما عرف بنشاط الإرسالية الأميركية البروتستانتية في الخليج، التي تشكلت في الهزيع الأخير من سنوات القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، بغرض التبشير في الجزيرة العربية، والتي التحقت بعد ذلك بكنيسة الإصلاح عام 1894. هذه الكنيسة التبشيرية والطبية والتعليمية، بدأت بإنشاء مراكز لها في مدن الخليج الساحلية، بدءاً من البصرة عام 1891، وبعد ذلك في مسقط (سلطنة عمان) ثم البحرين، وأخيراً الكويت. كل ذلك تم في العقد الأول من القرن العشرين. طبعاً كان الهدف كما ظهر في أدبيات تلك الكنيسة هو التبشير، مصحوباً بالتطبيب، وأيضاً بالتعليم. ما يعنيني هنا الإشارة إلى أن ذلك المجتمع في دول الخليج كان مجتمعاً منفتحاً وقابلاً للآخر، بدليل السماح دون مقاومة لهذه الإرسالية بأن تبني مقراتها وتمارس عملها. وتجدر الإشارة إلى قول مهم لأمين الريحاني في كتابه «ملوك العرب»، وهو المسيحي، وقد اطلع على أعمال تلك الإرساليات في العقد الثاني من القرن العشرين؛ حيث قال: «أنصح إخواني المبشرين بأن يركزوا في عملهم على التطبيب والتعليم، أما التبشير فإن هؤلاء البدو لن يتركوا دينهم قط». وهو قول له منطقه ومبرراته الموضوعية، فالدين ملتصق بالمجتمع والثقافة العامة والأسرة والتراث والتربية.

وعلى مدى ثلاثة أرباع القرن العشرين، كان لهذه المواقع الإرسالية أثرها، الذي كان أكثر أهمية في النصف الأول من القرن العشرين؛ خاصة في التطبيب والتوثيق، وما لبث أن ضعف الدور بسبب التطور، حتى تم حل تلك الإرسالية في عام 1973.

ما يهم هنا ما تركه العاملون في تلك الإرسالية من إرث معرفي وتوثيقي مهم؛ خاصة في العقود الأربعة الأولى من القرن العشرين، وتحديداً في توصيف مظاهر المجتمعات وأنظمتها في ذلك الوقت؛ حيث كان التعليم للمواطنين ضعيفاً أو منعدماً في هذه المنطقة العربية، وكذلك التوثيق.

أولاً ما تركه الأطباء العاملون من كتب حملت تجربتهم، وثانياً ما كتبه المنتسبون لتك الإرساليات، من مقالات ضمتها مجلة مهمة كانت تصدر في أميركا، وتسمى «العربية المنسية» (Neglected Arabia)، الكتب والمقالات شكلت ثروة كبيرة فيما بعد للباحثين لمعرفة الواقع الاجتماعي والاقتصادي لدول الخليج الحالية، وعاد إلى تلك الكتابات بعض الباحثين من أبناء وبنات الخليج الحاليين، إلا أنه في رأيي لم تسبر أغوار تلك الكتابات بشكل واسع وتحليلي ونقدي حتى الآن.

تجربة أولئك الأشخاص وما سطروه من معلومات وملاحظات، لم تدرس ولم تنقد بما فيه الكفاية، وما زال الباب مفتوحاً للباحثين لكي يفعلوا ذلك. أول وأشهر العاملين المتحمسين في تلك الإرساليات كان القس الطبيب صمويل زويمر (1867 – 1952) وكتب عنه كتاباً الباحث ناصر إبراهيم آل تويم. وقد ترك زويمر عدداً من الكتب، منها «السعودية مهد الإسلام»، و«عقيدة المسلمين»، و«العالم المحمدي»، وغيرها من الكتب والمقالات.

أما الشخص الثاني الذي ترك تراثاً مكتوباً ومهماً وعميقاً، فهو الطبيب بول هاريسون (1883 - 1962)، ومن أهم أعماله «طبيب في الجزيرة العربية» 1940، يعبر عن خلاصة تجربته في العمل طبيباً، وما واجهه من صعوبات. وقبله كتاب «العرب في ديارهم» 1924. في الكتاب الأول يقدم هاريسون دراسات عن الوضع الاقتصادي الاجتماعي في منطقة الخليج، ونشاط السكان الاقتصادي بشكل واسع. يصف أعمال الغوص لاستخراج اللؤلؤ، وأعمال الزراعة والتجارة في الصحراء، ووضع المرأة وقتها، ويوصِّف ما نعرفه اليوم بـ«الطب الشعبي».

أما الشخص الثالث الذي ترك كثيراً من انطباعاته عن المجتمع، فهو الطبيب ستانلي ميليري، الذي عمل في إرسالية الكويت من عام 1904، وتوفي ودفن في الكويت 1945، والذي ترك ثروة من المعلومات لم ترَ النور لفترة طويلة، ووجدها كاتب المقال مخطوطة في إحدى مكتبات جامعة «أكسفورد» في سبعينات القرن الماضي، وقام بترجمتها، ونشرت تحت عنوان «الكويت قبل النفط»، وثق فيها كاتبها تطور الكويت والمعيشة فيها من المأكل والمشرب، حتى توصيف الأماكن، والعادات، والأحداث، والأشخاص المهمين الذين التقاهم، وطريقة العيش التي كانت عليها الكويت، ووضع النساء الاجتماعي، والتطبيب الشعبي، كما يسرد لقاءه بشخصيات تاريخية من قيادات الجزيرة وقتها، من الذين قابلهم، ما يعني أنها ثروة معلومات اجتماعية مهمة حول مجتمعات الخليج، لولاهم ما عرفناها بهذه الدقة.

الجدير بالذكر أنه ليس بالضرورة أن كل ما جاء من معلومات أو تحليلات في تلك الكتب ومقالات مجلة «العربية المنسية» هو مطابق للواقع. فبعضها انطباعات ومسموعات، وربما يقع بعضها في الفهم الخاطئ للظواهر، ولكن هذا لا ينفي أن بها ثروة توثيقية مهمة.

قام بعض الباحثين الخليجيين بمناقشتها، دون الإخلال بالنصوص، مثل كتاب «الكويت قبل النفط» المشار إليه آنفاً. كما قام المرحوم خالد البسام بتأليف وترجمة بعض النصوص، صدرت في كتاب صغير بعنوان «صدمة الاحتكاك... حكايات الإرسالية الأميركية في الخليج والجزيرة»، رفع فيه بعض النصوص التي كتبها رجال تلك الإرسالية، وتجاربهم، خاصة مع المرضى! وأصدرت دارة الملك عبد العزيز ترجمة كتاب «أطباء من أجل المملكة»، ترجمه الباحث عبد الله بن ناصر السبيعي، ونشرته الدارة. كما قام المؤرخ مالك التميمي من الكويت بدراسة أكاديمية (رسالة دكتوراه) في السبعينات، عن ذلك التاريخ المسيحي في دول الخليج. في ثلاثينات القرن الماضي أو حولها، شهدت دول الخليج هجرة إليها من مسيحيين ويهود من الدول المجاورة، وقد استوعبهم المجتمع، وأصبح بعض أبنائهم وبناتهم في مراكز مرموقة، مثل مناصب السفراء وعضوية المجالس التشريعية.

سردت كل تلك النقاط الموجزة من التاريخ؛ لأصل إلى أن المجتمع في الخليج كان وما زال منفتحاً وقابلاً بالآخر. أما فيما يفرضه الواقع اليوم من تدفق كبير لليد العاملة، فلم تفرق القوانين ولا المواقف الاجتماعية بين القادمين للمساهمة في التنمية، بسبب دينهم أو لونهم. اليوم في الخليج قاطبة جمع من البشر المتساوين في الحقوق تحت القانون القائم، وهم جماعات كبيرة من ديانات مختلفة، سواء كانوا طوائف مسيحية أو حتى من غيرهم، ولم يعد الفكر «التسطيحي» قابلاً للبيع في مجتمعات الخليج. والذي يفرق بين الناس بسبب ملتهم، يتاجر باسم الدين في مقايضة سياسية. فالمواطنة العالمية أصبحت حقيقة مقيمة.

من كل ذلك، فإن القداس الذي أقامه البابا فرنسيس في أبوظبي، الثلاثاء الماضي، وحضره الآلاف من القاطنين في الإمارات وحولها، ظاهرة تكمل المسيرة، كما أن عدد الكنائس المنتشرة في دول الخليج اليوم؛ بل ودور العبادة في بعض دولنا لغير المسيحيين والمسلمين، ظاهرة طبيعية ومقبولة، وهي امتداد لذلك التاريخ الطويل من الاحترام الذي ترجو له وثيقة أبوظبي أن يكون متبادلاً، وكفى متاجرة بالأديان أو استخدامها كمخلب قط لمصالح سياسية!

آخر الكلام: «يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وُهبوا العقل والوجدان، وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء». المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، 10 ديسمبر (كانون الأول) 1948، بعد أن شهد العالم أكبر مجزرة في التاريخ، قام بها الإنسان ضد أخيه الإنسان!

 

إدارة الفقر

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/09 شباط/19

يقول الدكتور عبد المنعم سعيد، أحد مفكري جيل 23 يوليو، إن سلسلة من الخطوات «جعلت سياسات الدولة كلها تقوم على إدارة الفقر، بدلاً من إدارة الثروة». ويعلن نيكولاس مادورو أن أعداءه يريدون تدمير الثورة التي ورثها عن المقدم هوغو شافيز. ويكمن في كلام الدكتور سعيد سر المأساة البشرية، وهو أن الفقراء لا يعرفون كيف يديرون شؤونهم. وفي مقال سابق عن الموضوع، أشرت إلى أن الرئيس مادورو كان سائق حافلة. وإنني أعتذر، مع أنني لم أقصد الإهانة أو الإساءة. فالرئيس لولا دا سيلفا، الذي صنع ازدهار البرازيل ونهضتها، كان عاملاً بسيطاً جداً. لكن لولا أدار ثروات بلده بأساليب أغنيائها، كما أدارت الصين الشيوعية نهضتها الأسطورية الخيالية بالنهج الرأسمالي. وأنا لا أشك في أن الرئيس الصيني يقرأ كتاب «رأس المال» لكارل ماركس كل ليلة قبل النوم، فهو قراءة أدبية ممتعة تحرك المشاعر، لكنه كنظام معيشي أخفق عند أرقى الشعوب، كالألمان والروس، وتحول إلى مقررات أدبية في جامعات أميركا وأوروبا.

إدارة الفقر لا تحل مشاكل الفقراء. وليس هناك ما هو أقسى من الفقر وأشد لؤماً. ولكن المؤسف في هذه الدنيا أن النظام الحر هو الذي أثبت جدواه، رغم كل معايبه، تماماً مثل الديمقراطية. تأثر هوغو شافيز بفيدل كاسترو، وتأثر مادورو به. وكانت فنزويلا قبل شافيز بلداً فاسداً، ولا يؤمّن العدالة وحقوق البسطاء، لكن فقراءها لم يكونوا يقتاتون الحشرات، ولم يزحفوا عبر الحدود من أجل وجبة طعام. كوبا تعيش أيامها الأخيرة مع الكاستروية. صمدت في وجه أميركا وحصارها نصف قرن. والآن، تستقبل شركات الفنادق. 800 مليون صيني، و500 مليون هندي، طلعوا من الفقر إلى الكفاية بموجب هذا النظام الذي يكرهه الجميع بسبب فظاظته وواقعيته وخلوه من الرحمة. لكنه أيضاً النظام الذي حرر المعوزين والمدقعين. أرصفة أميركا وأوروبا مليئة بالمشردين والبؤساء، لكن لديهم غطاء وخبز ودواء. الدول التي تنحدر إلى ما دون خط الفقر، وأدنى أدنى الكرامة البشرية، يجب أن تقيل نفسها ضناً بشعوبها. السنيور مادورو على حق كامل في استنكار التدخل الأميركي والأوروبي. فبأي حق يسحبون الاعتراف به؟ تلك هي العادات الاستعمارية القديمة. لكن من أجل الشعب الفنزويلي، كان الأحرى به أن يودع الناس ويذهب إلى بيته، أو إلى هافانا. ويتأمل من هناك كيفية الخروج من إحدى أبشع مآسي الشعوب.

 

حدث أبو ظبي وبيروت الجديد ونموذج طهران القديم

راغدة درغام/09 شباط/19

Raghida Dergham/While the rest of the region advances, Iran is trapped in the past

http://eliasbejjaninews.com/archives/72006/%d8%b1%d8%a7%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%ba%d8%a7%d9%85-%d8%ad%d8%af%d8%ab-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b8%d8%a8%d9%8a-%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-while/

صعب جداً حجب الابتسامة والفرح أمام مشهد جميل ومريح هو سابقة القدّاس البابوي المهيب في عاصمة دولة الإمارات العربية هذا الأسبوع ولقاء البابا فرنسيس رأس الفاتيكان مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بدعوة من الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي. وسط كل المآسي في منطقة الشرق الأوسط، طلَّت دولة الإمارات مرَّة أخرى بمبادرة تحيي الأمل بهذه المنطقة قوامها تصويب الخطاب الديني ومكافحة الفكر المتطرّف. ذكّرتنا الإمارات أن الحلم َحقٌ وان مهمَّة الدولة هي حقاً تأمين راحة بال وسعادة المواطن وطمأنينته. والفارق كبير جداً بين ما حدث في عاصمة الإمارات هذا الأسبوع وبين ما حدث في عاصمة الخرطوم، مثلاً، أو ما يحدث في بغداد أو دمشق أو صنعاء أو طهران. بيروت شهدت استثناءً هذا الأسبوع فكان لها حصّة بمشهد جميل مميّز ومتميَّز هو رؤية وزيرة الداخلية الجديدة القديرة والجديدة، ريّا الحسن، تستعرض القادة الأمنيين واثقة الخطوة وهي تتلقى تأهّب تحيات الضباط الكبار، فجعلت "اللامألوف" مألوفاً وفرضت واقع التكيّف والتأقلم على المتقوقعين في الذكورية. المشهد المعاكس أتى من المحتفين بأربعين عامٍ على مرور الثورة الإيرانية إذ أثبتوا أنهم متمسكين بما حلموا به قبل أربعين سنة بغض النظر عن اخفاقاتهم أو بآثار ثورتهم على الناس.

في البدء، عن ريّا الحسن بأبعد من الاستمتاع بمشهد سابقة تولّي امرأة عربية هذا المنصب الأمني، وبأكثر من قيامها كإجراء أول بإزالة العوائق الإسمنتية من أمام وزارة الداخلية فهدمت الحواجز النفسية والعملية وبعثت رسالة أمل بانحسار الأخطار الإرهابية.

ريّا الحسن تحدّثت عن خطة عمل، بصفتها وزيرة الداخلية والبلديات، عالجت الموضوع الأمني، والسير، وقانون الانتخاب، وملف السجون، والدفاع المدني، واسعاف الناس. عندما تحدثت عن معاقبة الجرائم وملاحقة المجرمين، لم تتردد ريّا الحسن في الإشارة الى مسألة التعنيف الأسري وطلبت من كل امرأة معنَّفة ان تتذكر أن على كل مخفر في كل قرية حمايتها. أهمية الأمر أن ريّا الحسن لم تتوارى ذكر موضوع تعنيف المرأة لمجرد أنها تولّت "وزارة رجال" كما جرت العادة. أهميّة الأمر انها بمجرد أن سارت بمهنّية فائقة أمام الضباط الكبار، كسرت عندهم عقدة "صعوبة" أداء التحيّة العسكرية أمام امرأة. هكذا يُصنّع التغيير. هكذا يُصنّع التاريخ ويفرض على المتزمّتين اعادة النظر.

هذا لا يعني أن لبنان تخرّج الى مرتبة احترام حق المرأة بصنع القرار السياسي وحقها في المشاركة في الحكم بناءً على الكفاءات. فهذا بلد الإقطاعية السياسية والطائفية حيث الرجال يستبعدون عمداً النساء خوفاً من أن ألاّ يكنّ مروّضات أو قابلات للتروّيض. صحيح أنه لسابقة أن تتولى أربع نساء مناصب وزارية، وجميعهن كفؤات وقديرات، انما لم تأتِ أية منهّن سوى عبر قنوات حزبية أو بقرار تعيين من الزعماء. فعسى أن تتوسّع رقعة الإقرار بحق المرأة في صنع القرار ووصولها المنصب بكفاءة وليس حصراً إذا شاء زعيم طائفتها، وعسى أن يتم اصلاح النظام في لبنان كي يلتحق بركب الحضارة.

بالنسبة لإيران، ان حال الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد مرور أربعين سنة على ثورة الخميني وفرض نظام الدين على الدولة يستدعي من أركان الحكم القليل من التواضع والكثير من التعمّق في انجازات الثورة وآفاق مستقبل إيران إذا بقيت هذه الدولة العريقة سجينة الظلام. التعالي والمكابرة والمزايدة واعتماد التهديد وتصدير الثورة سياسة لطهران سيدفع بإيران الى الوراء لعقود اضافية مهما تباهى البعض في طهران بتصّنيع صواريخ أو امتلاك قدرات عسكرية أو ربح معارك ميدانية في العراق أو سوريا أو اليمن أو لبنان. فالعالم في مكان والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مكان. ولقد تم سلب أكثرية الشعب الإيراني الجميل من متعة الحلم والحق بحياة طبيعية كبقية الناس.

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أساء فعلياً الى إيران: شعباً، لأنه استغنى عنه وحذفه من الاعتبار عندما كان يهرول الى صفقته مع النظام. وحكومةً، لأنه جعلها تتصوّر أنها فوق المحاسبة مهما كان. هكذا ورّط باراك أوباما مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي وقيادات "الحرس الثوري" في إيران و"حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق ليعتقدوا ان ثورة الملالي انتصرت وان مشروع الهيّمنة الإقليمية انطلق الى اللاعودة.

اليوم تقف إيران مذهولة من انحسار نجمِها الساطع ليس فقط في الساحة الأميركية وإنما في الساحات الأوروبية. هناك، في الساحة الأوروبية، تجلّت ديبلوماسية الابتسامة العريضة التي مثّلها وزير الخارجية محمد جواد ظريف وسط تدليل منسّقتي السياسة الخارجية الأوروبية – آشتون البريطانية وموغيريني الايطالية – الى أن أتت صفعة الهروب من الوعود والاستحقاقات.

العراق وسوريا أيضاً أساءتا الى حكام طهران لأنهما بدتا لهم ميدان انتصار وممرّاً مضموناً لمشروع "الهلال الفارسي" – ثم تبيّن ان لا شيء مضمون للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا لأسباب لا تعود فقط الى اسرائيل وانما أيضاً الى حلفاءً ميدانيين أبرزهم روسيا.

لهذه الأسباب، من الحكمة للقادة الإيرانيين اعادة جرد الحسابات وجرع كوبٍ مُّر عبر الإقرار بأن لا مناص من اصلاح النظام كي تعود إيران الى صفوف الدول الطبيعية وتستعيد موقعها ومكانتها الكبرى ضمن حدودها. الأمر ليس سهلاً لأن المعركة الداخلية مسّتعرة ولأن ما يُعرَف بقوى الإصلاحيين أضعف من قوة المتشدّدين الذين يرفضون التنازلات ويصرّون على مشروع الثورة حتى وان كلّفهم الانتحار. هؤلاء لا ينظرون الى الانتحار سوى من زاوية "عليّ وعلى أعدائي". انهم ليسوا في وارد اصلاح النظام لأنه يلغي منطق نموذجهم وتسلّطهم على السلطة. وعليه، ان السؤال الجذري هو: هل في قدرة الإصلاحيين إحداث تغيير جذري في المعادلة أمام استمرار استقواء المتشددين؟ هل يجرأون أم انهم يخشون الانتقام؟ هل المشهد السياسي اليوم في المنطقة سيدفع بالقرار الإيراني الى المزيد من التصعيد والتصدّي ورفع السقف؟ أم أنه سيؤدي الى مراجعة واقعية واتخاذ قرار التأقلم والإصلاح من أجل البقاء؟

الإجابة على هذه الأسئلة مجهولة طالما ان معركة الخلافة على موقع مرشد الجمهورية لم تبدأ طالما هو على قيد الحياة ولن تتوضّح معالمها بسهولة. هناك مؤشرات تبعث بها طهران تارة في اتجاه التصعيد وتارة في اتجاه الهدوء والصبر الاستراتيجي. ميدانياً، تتخذ إيران اجراءات في سوريا لها مؤشرات، وتطلق مواقف من لبنان بمؤشرات أخرى.

وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف سيزور بيروت اليوم الأحد للقاء المسؤولين اللبنانيين، في مقدمتهم رئيس الجمهورية ميشال عون، وسيلتقي أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله ويشارك في الاحتفال الذي سيُقام في بيروت مساء غد الاثنين في الذكرى الأربعين "لانتصار الثورة الإيرانية" تحت عنوان "أربعون ربيعاً". تأتي هذه الزيارة غداة توعّد نصرالله بأن إيران "لن تكون وحدها عندما تشن أميركا عليها الحرب، لأن كل منطقتنا مرتبط بها"، وغداة اعلانه أنه مستعد "كصديق لإيران" ان يستورد سلاح جو للجيش اللبناني "والذهاب الى ايران للإتيان بكل ما يريده الجيش اللبناني ليصبح أقوى جيش في المنطقة".

زيارة ظريف تأتي أيضاً وسط الكلام عن اعادة تموضع ايران في سوريا ميدانياً بانتقالها من مطار دمشق الى قاعدة "تي-فور" في أعقاب استهداف اسرائيلي متكرر لها خلال الشهرين الماضيين في محيط المطار. تأتي الزيارة بعدما هدّد "الحرس الثوري" بوابل من الصواريخ ضد اسرائيل إذا ارتكبت حماقة ضد إيران. إنما المهم في الزيارة هو استنباض حقيقة ما تريده إيران من "حزب الله" في هذه الفترة بالذات وماذا تريد للبنان.

إيران و"حزب الله" يدركان ان عرض منظومة دفاع جوي على الجيش اللبناني هو ضمن المزايدات والمناورات إنما هناك كلام عن محاولات إيرانية لاختراق المؤسسات الأخرى عبر تقديم معونات تريدها طهران وسيلة للانخراط المباشر في لبنان. السبب متعدد المصادر اذ ان طهران تريد العباءة اللبنانية الرسمية حمايةً لها ولحزب الله من العقوبات الأميركية، وهي تريد أن تلبّس هذه العباءة للبنان كي تشرخ علاقاته مع الولايات المتحدة ومع الدول الخليجية العربية.

العبء يقع على لبنان ليثبت جدارته باحترام سيادته. الدول الخليجية تتريث، والولايات المتحدة تتربّص، والدول الأوروبية تراقب لتحاسب. إنما ما جاء على لسان الأمين العام لـ"حزب الله" من تصعيد ضد أميركا ودول الخليج ومن تلزيم لبنان للجمهورية الإسلامية الإيرانية إنما يفيد بأن المتشددين في ايران اتخذوا قرار المواجهة – كتكتيك الآن.

آفاق هذه المواجهة ما زالت مظبوطة عسكرياً بقرار من معسكر المتشددين. فهم يدركون تماماً أن "انتصار" الثورة الإيرانية، طبقاً لتوعداتهم يكتمل فقط إذا انتصروا عسكرياً ضد اسرائيل. وهم لا يريدون خوض هذه الحرب القاضية. يريدون الاستمرار في التظاهر بالانتصار وفي تصدير ثورة أتت بالظلام على شعبهم وسط جهود اضاءة في محيطهم المباشر.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون وبري والحريري شاركوا بقداس عيد مار مارون في الجميزة مطر: الحكومة الأولى للعهد ستكون المنطلق لصعود لبنان نحو القمة

السبت 09 شباط 2019 /وطنية - شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، لمناسبة عيد القديس مارون، بالقداس الذي اقيم قبل ظهر اليوم في كنيسة القديس مارون في الجميزة، وترأسه راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر.

وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله الى الكنيسة رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الذي رافقه الى المدخل حيث رحب به مطر ودخل الجميع وسط التراتيل الى الكنيسة التي غصت بالشخصيات الرسمية والسياسية والديبلوماسية والثقافية.

وعاون مطر في القداس، النائب العام لابرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر وكاهن الرعية الخوري ريشار ابي صالح، فيما حضر السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتيري، رئيس أساقفة سان باولو- البرازيل الكاردينال أوديلو شيرر، السفير البابوي الجديد في باكستان المطران اللبناني كريستوف القسيس وحشد من المطارنة وممثلي رؤساء الطوائف المسيحية من الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والارمنية والروم الكاثوليك والقبطية.

وخدمت القداس جوقة "الجامعة الانطونية" بقيادة الاب توفيق معتوق، وتخلله تراتيل إفرادية قدمتها غادة شبير.

كما حضر القداس الرئيس ميشال سليمان، عقيلة الرئيس أمين الجميل السيدة جويس، السيدة نايلة معوض، الرؤساء حسين الحسيني، فؤاد السنيورة وتمام سلام، النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، الوزراء: جبران باسيل، الياس بو صعب، ريا الحسن، صالح الغريب، فادي جريصاتي، كميل ابو سليمان، البيرت سرحان، ندى البستاني، منصور بطيش، اواديس كيدانيان، ريشارد قيومجيان ومي شدياق، وعدد من الوزراء السابقين والنواب الحاليين والسابقين، إضافة الى أركان السلطة القضائية، وأركان السلك الدبلوماسي وسفراء عرب واجانب، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، قائد الجيش العماد جوزف عون وقادة الاجهزة الامنية، وعدد كبير من المدراء العامين ونقباء المهن الحرة والقضاة والمحافظين ورؤساء البلديات، اضافة الى رئيس الرابطة المارونية النقيب انطوان اقليموس ورئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج.

العظة

والقى مطر العظة التالية: "يسعدنا يا صاحب الفخامة، في صبيحة هذا العيد المبارك، عيد أبينا وشفيع كنيستنا مار مارون الناسك، أن تكونوا على رأس المصلين في هذا الهيكل المقدس الذي رفع على اسم صاحب العيد في قلب عاصمتنا بيروت. وإننا نسأل الله في هذه المناسبة الروحية والوطنية الجامعة، أن يرعاكم بعين عنايته على الدوام، ويسدد خطاكم إلى ما فيه خير لبنان وقد كرستم العمر لخدمته وبذلتم من أجله كل التضحيات بغية إيصاله إلى استقراره المنشود، وتحقيقه الرسالة التاريخية التي من أجلها كان ومن أجلها سيبقى.

وإننا نرحب بخالص المحبة والشكر بدولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وبدولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري اللذين يضفيان بحضورهما المحب معنا فرحا خاصا، لنا ولجميع اللبنانيين. ونخص بالشكر نيافة أبينا ورأس كنيستنا الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى لإيفاده إلينا سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر، النائب البطريركي السامي الاحترام وسعادة السفير البابوي المطران جوزيف سبيتاري الذي يحمل إلينا بمشاركته وحضوره بركة الحبر الأعظم البابا فرنسيس وعربون محبته للبنان. ونشكر لضيف لبنان الكبير نيافة الكاردينال أوديلو شيرر رئيس أساقفة سان باولو- البرازيل حضوره معنا صلاة العيد. كما نشكر إخواننا أصحاب السيادة المطارنة، رؤساء الكنائس والأبرشيات، وأصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة وسفراء الدول والهيئات القنصلية والسلطات القضائية والقيادات العسكرية والمراجع المدنية كافة لحضورهم معنا في هذا القداس ومشاركتهم إيانا بهجة العيد.

وإننا نحمد الله على أن تباشير هذه البهجة قد استبقت العيد بأيام، متلازمة مع إطلالة الحكومة اللبنانية الجديدة. فما إن أعلنت التشكيلة الوزارية الراهنة حتى أدخلت إلى قلوب المواطنين أملا متجددا بانطلاقة لبنان على طريق استعادة ذاته وتثبيت دوره في إطار المنطقة بأسرها. وهم راحوا في هذا المجال يرددون كلماتكم يا فخامة الرئيس بأن الحكومة الأولى للعهد بعد إجراء الانتخابات النيابية ستكون المؤشر والمنطلق إلى صعود لبنان نحو القمة التي تطمحون إلى أن يصعد إليها. وقد لفتنا في الأمر جم من المواقف المعبرة، وقد أتى بعضها من الداخل اللبناني، والبعض من دول المحيط لا بل من دول العالم المهتمة بشؤون لبنان، شرقا وغربا. ففي الداخل لاحظنا شبه إجماع على حسن استقبال هذه الحكومة لأنها جمعت في صفوفها معظم الكتل والآراء، وهي مدعوة بإذن الله للعمل صفا واحدا على إعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم. ومن المعروف أن اللجوء إلى حكومات الوحدة الوطنية يتم عندما تكون بلاد ما في خطر وتصبح بحاجة إلى جمع قواها الحية من أجل الانتصار على عدوان داهم أو الخروج من مأزق عصيب يهددها بالوهن والتلاشي. أما من الخارج فكان هذا السيل من البرقيات المؤيدة للحكومة الجديدة التي تلقاها المسؤولون من كل حدب وصوب. ومنها ما أرسلته دول شقيقة وصديقة، أو دول متابعة للوضع في بلادنا. فدلت بغزارتها على أن لبنان يبقى فوق السياسة وطنا يحمل رسالة خاصة أدخلها البابا القديس الراحل يوحنا بولس الثاني إلى التاريخ عندما أعلن أن لبنان هو أكثر من وطن، وأن رسالته هي العيش المشترك الحر والسوي بين أطيافه، بما يجب أن يهم الشرق والغرب على التساوي. وإننا بروح هذه الرسالة نشكر الله الذي ألهم قداسة البابا فرنسيس الزيارة التي قام بها في هذا الأسبوع إلى دولة الإمارات العربية الشقيقة، حاملا إليها سلام الأخوة الإنسانية ورغبة في الحوار البناء بين المسلمين والمسيحيين وداعيا من كل قلبه إلى وقف الحرب في كل من العراق وليبيا واليمن وسوريا.

أمام هذا الاهتمام العالمي بلبنان، والمرتبط بتطلع عميق إلى مصير الحضارة الإنسانية الشاملة، والتعايش بين الشعوب، وتحت أنظاركم يا فخامة الرئيس لكونكم تجسدون هذا الوطن الغالي بأسمى طموحاته، ومع وجود قيادات وطنية أصيلة من حولكم تمثل شعب لبنان، وتحمل معكم هم الوطن، يجدر بنا أن نتجنب ضياع الفرصة السانحة هذه أمام الوطن، ونهب جميعا لخدمته مركزين على صون مستقبله، كيانيا ودستوريا وطريقة حكم، وواضعين نصب عيوننا النجاح، والنجاح وحده، لكي ننسى يوما أننا مررنا بمثل هذه المحنة أو نذكرها فلا تعاد.

إن هذا الوطن الذي يغادره بعض أبنائه يبقى بجوهره وكيانه درة الشرقين. فالجوهر والكيان هما من ثوابته التي يحق لها الخلود، ولو كانت الأعراض فيه قابلة للتأقلم مع المستجدات. إنه وطن الحرية بامتياز، حرية الدين المطلقة بحسب الدستور، وحرية الرأي، والموقف والعمل والسياسة. ولقد نجح منذ مئات السنين في الجمع على أرضه بين طوائف متنوعة دينا وعقيدة، وفي قبولها بعضها لبعض بالاحترام وعدم تدخل أي منها بإيمان الآخر، وفي سعيها إلى الحياة معا بما يحفظ لها جميعا أمنها وسلامها ويوفر لها العيش الأخوي الكريم. فليس قليلا أن يذكر الدستور اللبناني وجوب احترام حرية الضمير وهي أكبر وأهم من مجرد حرية العبادة. لا بل إن هذا الوطن قد صنع اختبارا لم يعرف له مثيل في العالم إلى الآن، وهو اختبار شراكة الحياة والحكم بين مسلمين ومسيحيين مع المساواة في الحقوق والواجبات كما في القيادة وحمل المسؤوليات. فجاءت الحرية صانعة للمواطنة المتساوية بين الناس، الذين يتحولون بفعلها من رعايا للسلاطين إلى شعب يحكم نفسه بنفسه ضمن ديمقراطية واضحة المعالم. وهكذا تقدم لبنان على درب الدولة المدنية، مميزا بين الدين الذي هو لله والوطن الذي هو للجميع. ولم يختر دينا واحدا ليكون دينا رسميا له دون سواه، بل قدم الإجلال لله واستلهم بدستوره مجمل عقائد شعبه ليؤمن احترام القيم التي تسير الفرد والجماعة في سائر ظروف الحياة. إن هذه الثوابت قد رسمت صورة لبنان لا بل حفرتها في قلوب أبنائه وطبعتهم بطابعها المميز. فلا يمكن للبنان بعد ذلك أن يتخلى عن هذه الثوابت دون أن ينكر نفسه لا بل علة وجوده. هكذا صنعه الله في التاريخ وهكذا يحمل الى المنطقة تجربة خاصة بقبول الآخر لا بد من أن يسعى إليها العالم الباحث عن حل مشاكل التعددية المجتمعية حلا إنسانيا وحضاريا بامتياز، لكن الحفاظ على هذه الثوابت لا يعني أن لبنان غير قابل للتطور. فالتطور هو سنة الحياة وهو يأتي بالتجديد من ضمن التقليد ليبقى الكيان هو هو، فردا كان أو جماعة. ولقد سبق ونظرنا في دستورنا الذي كان متقدما بالنسبة إلى دول المحيط، وبعضها يفتش إلى اليوم عن دساتير لها جديدة تكون أكثر ملاءمة للزمن الحاضر. وفي كل حال فالدستور يرسم في نصه بالذات آلية تطويره ومن ضمن الحرص على صون المبادئ التي ارتضاها اللبنانيون. وقد أدخلوا فيه قاعدة جديدة بصياغتها وقديمة بمعناها، وهي القائلة بأن "لا شرعية لما يناقض العيش المشترك في هذه البلاد". قد يكون الوقت الراهن غير مؤات لطرح مثل هذه الأمور، فإلى أن يسود البلاد جو من الحياة الطبيعية، لنكرس جهدنا قبل ذلك لإنقاذ الجسم الوطني من أزماته الاقتصادية والاجتماعية التي تشد عليه الخناق. ومن ثم نعود إلى التطوير الضروري عندما تقوى صحة البلاد، وتصبح قادرة على الاحتمال. فهل قصد المفكر الفرنسي آلان مثل هذه الحال عندما كتب أن على المرء في بعض الأحيان أن يكمل وبعد ذلك يبدأ؟

ويبقى جهد ثالث نقوم به من أجل إنقاذ لبنان وتجنب العودة بأوضاعه إلى الوراء. إنه جهد اختيار من هم الأصلح لتولي المسؤوليات، والسعي لبث روح التضحية من أجل الشعب ولا سيما في طبقاته المعسورة. لقد أكدتم يا فخامة الرئيس أنكم لن تتهاونوا في هذا الموضوع. وأكد المسؤولون معكم، ونحن نسأل الله لكم ولجميع المسؤولين معكم كل التوفيق في هذا العمل الإنقاذي الكبير. وإننا نطلب شفاعة الأولياء من أجل هذا التوفيق، ساعين لأن نتخذ من حياتهم قوة ومثلا لخدمتنا وللرسالة الموكولة إلى كل منا. فالقديس مارون كان ناسكا نذر نفسه لعبادة الرب منقطعا عن مشاغل الدنيا، وذلك في سبيل الله وحده. لكنه وفي قلب زهده النسكي بقي عطوفا على الناس وبخاصة على فقراء الأرض وعلى المرضى والمصابين بأشد أنواع الآلام نفسا وجسدا. فوهبه الله نعمة الشفاء ونعمة إرشاد النفوس إلى خلاصها. وقد كرمه شعبه الذي أحبه في الحياة وفي الممات إلى أن كبر وصار اليوم كنيسة وارفة الظلال ينتشر أبناؤها في كل الأرض. إنه قدوة بين الأبرار والصالحين الذين تعلموا من المسيح أن يكونوا متواضعين ومحبين للناس، ومخلصين لهم كل الإخلاص. هو لم يكن على علم بالإدارة وتنظيم المجتمعات، لكنه تعلم من الإنجيل المقدس أن يسوع جاء ليخدم لا ليخدم، وأوصى الكبير بين الناس بأن عليه أن يكون لهم خادما.

من هذا المبدأ الإنجيلي بالذات ينطلق الإصلاح الحقيقي في البلاد والعباد. فالمطلوب هو خدمة الناس فهم أسيادنا ونحن لسنا أسيادهم على الإطلاق. والمنتظر هو إطلاق دفعة من هواء نقي في الأرجاء يقوي النزاهة الضرورية لإنهاض البلاد من كبوتها ولعودتها إلى الحياة الكفيلة بالعدالة لجميع الناس. لهذا يطالب الشعب مسؤوليه بأن يكونوا في هذه المرحلة يدا واحدة وقلبا واحدا من أجل لبنان. فالإصلاح لا يتم إلا بتضامن وطني شامل، لا لبس فيه ولا تردد. وأنتم يا فخامة الرئيس ومعكم القادة الخلص النبلاء، قد تجندتم لهذه المهمة المنقذة للبنان. فلبنان يحرز ولبنان يستحق أن تتعبوا من أجله وسوف تكتب أسماؤكم في كتاب تاريخه المجيد بأحرف من نور. ولنذكر الأبطال الذين كانوا يواجهون المستحيل، وهم على غير علم بأنه مستحيل، ولذلك قاموا به وصنعوه. فكل عيد ولبنان وأنتم بخير، وليحفظ الرب كنيستنا في الوطن وبلدان الانتشار ولتبق خميرة صالحة في عجين محيطها حيثما حلت، وليحمكم الرب القدير، ساكبا في كل حين عليكم وعلى جميع اللبنانيين فيضا من نعمه وبركاته. آمين".

تقبل التهاني

بعد القداس والصلوات التي رفعت على نية لبنان وابنائه، توجه عون ومطر وسبيتيري وشيرر والخازن واركان المجلس العام الماروني الى صالون الكنيسة حيث تقبلوا التهاني بالعيد.

 

الراعي في عيد مار مارون: نجدد التزامنا بهويتنا المارونية بكل ابعادها ونسعى لجعلها ثقافة وحضارة حياة تغني كل مجتمع تعيش فيه

السبت 09 شباط 2019 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس عيد مار مارون في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران سمير مظلوم، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، امين سر البطريرك الاب شربل عبيد، في حضور حشد من المؤمنين. بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "حبة الحنطة إذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمر كثير" (يو 23:12)، جاء فيها: "1. الرب يسوع هو حبة الحنطة التي ماتت على جبل الجلجلة فداء عن الجنس البشري، فأثمرت بقيامته البشرية الجديدة، المتمثلة بالكنيسة. فجعل هكذا حبة الحنطة نهجا للحياة المسيحية، معروفا بسره الفصحي، سر موته وقيامته. وقد أدخلنا في هذا النهج السري بالمعمودية والميرون. 2. والقديس مارون أبو كنيستنا المارونية وشفيعها، هو حبة حنطة مات عن نفسه بالتجرد والنسك والصلاة ما بين مدينة أنطاكية وحلب المسيحيتين، في أواخر الجيل الرابع. فاجتذب بسيرة حياته ومثله وفضائله العديد من الرجال والنساء الذين ساروا على نهجه. فأسس لهم الصوامع والأديار، حتى امتلأت بها تلك الناحية الممتدة على ضفاف العاصي حتى جبل لبنان. وكانت الكنيسة المارونية ثمرة هذا النهج الذي سار عليه.

ذاع صيت قداسته ومعجزاته في تلك المنطقة، فكان يشفي بصلاته أمراض النفس والجسد. كتب سيرة حياته المطران تيودوريتس مطران منطقة قورش في كتابه الشهير أصفياء الله. ومما كتب أن مارون الإلهي غرس لله البستان المزدهر في أنحاء المنطقة. وقد زين هو طغمة القديسين المتوشحين بالله.

3. فيطيب لي أن نحتفل معكم اليوم بعيده، ومع أبناء كنيستنا، تحت كل سماء. فلكم ولهم ولجميع المشاركين بالعيد أطيب التهاني والتمنيات القلبية، سائلين الله بشفاعة القديس مارون، أن ينعم علينا بنعمة الأمانة للإنجيل، ولنهجه وروحانيته. وفي هذا العيد الوطني اللبناني، نرجو أن تظل الكنيسة المارونية، برعاتها وشعبها ومؤسساتها، عاملةً من أجل لبنان كيانًا وشعبًا ومؤسسات. كما نرجو للحكومة الجديدة النجاح الكامل في ما ينتظرها من تحديات، آملين من أعضائها السير في نهج "حبة الحنطة" لكي تكون ثمار أعمالهم وفيرة.

4. من روحانية القديس مارون ونهجه وسيرة تلاميذه المتكاثرين منذ وفاته سنة 410، تكونت هوية الكنيسة المارونية. فهي نسكية النهج، سريانية الروحانية والليتورجيا، أنطاكية اللاهوت والانتماء الرسولي. ففي أنطاكية سمي أتباع يسوع لأول مرة مسيحيين. وفيها أسس القديس بطرس كرسيه، قبل الانتقال إلى روميه. ورومانية العقيدة، لاتحادها الدائم بكرسي روما. وتشمل هويتنا بعدين آخرين: البعد المريمي من مجمع أفسس (431) الذي عاصرته نشأة الموارنة وأعلن السيدة العذراء مريم أم الإله، والبعد الكريستولوجي من مجمع خلقيدونية (451) الذي شارك فيه الموارنة وأعلن أن في شخص يسوع الإلهي طبيعتين متمايزتين، إلهية وإنسانية. إننا نلحظ هذين البعدين في صلواتنا الليتورجية وروحانيتنا. وتشمل هويتنا بحكم موقعها الجغرافي البعد المسكوني في علاقتها وتعاونها مع سائر الكنائس؛ والبعد الحواري مع الديانة الإسلامية وسائر الأديان. وبسبب انتشار أبنائها تحت كل سماء، أصبحت منفتحة على جميع الثقافات والحضارات. أما لبنان حيث استقرت كنيستنا وتأصلت، وكتبت تاريخها على أرضه، فأصبح الوطن الروحي لجميع الموارنة. 5. في عيد أبينا القديس مارون، نجدد التزامنا بهويتنا المارونية بكل أبعادها، ساعين إلى جعلها ثقافة وحضارة حياة تغني كل مجتمع تعيش فيه، سواء في لبنان، أم في المشرق، أم في بلدان الانتشار، لمجد الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وفي ختام القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين بالقداس.

 

الشرعي الاسلامي: وثيقة الإخوة الإنسانية تعزز مفهوم المحبة والتعاون والتواصل والعدل والسلام بين الأمم والشعوب

السبت 09 شباط 2019 /وطنية - عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى جلسته الدورية برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وبحث في الشؤون الإسلامية والوقفية والإدارية والوطنية.

واصدر المجلس بيانا تلاه عضو المجلس بسام رملاوي توقف فيه "أمام ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رحمه الله، التي توافق في الرابع عشر من شهر شباط الجاري، واستذكر المواقف والإنجازات التي قدمها الرئيس الشهيد من اجل وطنه وامته، والتي لا تزال بصماته شاهدة على الأسس السليمة التي عمل عليها في حرصه على وحدة لبنان وشعبه وعروبته، وأن ابلغ تعبير عن الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري اليوم هو استكمال المسيرة والنهج الوطني والتأكيد على دور لبنان العربي والحضاري في هذا الشرق".

واكد "ان ولادة الحكومة بأغلبية المكونات السياسية في البلد انعكس ارتياحا على المواطن والوطن وانقذ البلد من الانهيار"، ودعا النواب الى "مناقشة البيان الوزاري بالسرعة الممكنة التي تصب في مصلحة البلد لنيل الحكومة الثقة والبدء بالعمل على الصعد كافة التي ينتظرها الوطن والمواطن، من إصلاحات وتفعيل عمل المؤسسات الرسمية ومكافحة الفساد". وشدد المجلس على "أهمية انعقاد القمة العربية الاقتصادية في لبنان والنتائج الإيجابية التي أسفرت في ختامها، ما يؤكد ان لبنان كان ولا يزال يقوم بدوره العربي في التعاون والتضامن مع الأشقاء العرب واخذ القرارات التي تهم لبنان والمنطقة العربية في شتى الميادين".

وأشاد المجلس ب "وثيقة الإخوة الإنسانية التي وقعت بين الإمام الأكبر شيخ الأزهر احمد الطيب وراس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس في أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي رعت مشكورة هذا الحدث التاريخي في العلاقة المشرقة بين الإسلام والمسيحية"، ورأى في هذه الوثيقة "إعلانا عالميا يؤسس لمرحلة متقدمة في تعزيز مفهوم الرحمة والمحبة والتعاون والتلاقي والتواصل والعدل والسلام بين الأمم والشعوب في خدمة البشرية جمعاء".

 

قاسم: لإعطاء الحكومة فرصة وجرعة أمل ومجالا لتقدم ما اقترحته في البيان الوزاري

السبت 09 شباط 2019 /وطنية - دعا نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها في مجمع المجتبى خلال إحياء ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء، إلى بث الأجواء الإيجابية لتشكيل الحكومة "وإعطاء الحكومة فرصة وجرعة أمل، لنترك المجال لها كي تقدم ما اقترحته في البيان الوزاري، ولسنا مع التيئيس ومع إصدار الأحكام المسبقة قبل إعطاء الفرصة، فأعمالها تدل عليها، وبعض الوقت يكشف حقيقة الوعود التي قدمت والتي نسأل أن تكون حقيقية وناجحة لخدمة هذا البلد". أضاف: "من المهم أن نذكِّر الحكومة بالأولويات، وأن نقول لها بأن هناك مشاكل عدة تحتاج إلى معالجة، تأمين فرص العمل للشباب، وإقامة المباريات لاختيار الكفاءات بدل المحسوبيات، والاهتمام بالوضع الاقتصادي والاجتماعي، ووقف الهدر ومكافحة الفساد، فإذا نجحت الحكومة في هذه العناوين ولو بنسبة معينة تكون قد أنجزت ما عليها، نسأل الله تعالى أن يكون الخير للناس". ومن وحي المناسبة، توجه قاسم إلى "اللبنانيين وإلى كل العالم للاقتداء بالسيدة الزهراء كنموذج للإنسان الكامل في حياتها وأدائها ودورها"، داعيا إلى "مواجهة تعنيف المرأة بكل أشكاله، لأنه يحق لها أن تعيش عزيزة كريمة ومحترمة في حقوقها وواجباتها، والإسلام رعى هذا الأمر، ولكننا ندعو أيضا إلى حماية المرأة من التسليع، أي جعلها سلعة تعرض على قنوات ووسائل الدعاية بشكلها الفتنوي من أجل استدرار الأموال للتجار، وهذا ما يؤثر على موقعها ومكانتها في المجتمع. نحن نرفض أن تكون المرأة مجرد صورة وشكلا من أجل الملذات أو التجارة أو استخدامات الرجال أو الشركات، وندعو أن يتم التعامل معها كإنسانة في أحسن تقويم، فليكن اهتمامنا بعلمها وعملها ومكانتها ودورها وتربيتها لأولادها وللأجيال، لنحصل حقيقة على النتائج العظيمة للمرأة الإنسانة، ونصل إلى المستوى الراقي الذي أرادتنا عليه السيدة الزهراء".

 

جنبلاط أمام وفود من مشايخ الدروز: لن يتمكن أحد من اقتلاع المختارة

السبت 09 شباط 2019 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عامر زين الدين، ان قصر المختارة شهد اليوم، تقاطرا لوفود من مشايخ الدروز، ضمت أعيانا وهيئات روحية واجتماعية وقضاة من المذهب، ورؤساء لجان وأعضاء من المجلس المذهبي الدرزي، ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين وأركان ومشايخ المؤسسة، ومشايخ من منطقة المتن وباقي مناطق الجبل وحاصبيا ووادي التيم. وكان في استقبال الوفود رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، إلى جانب وزيري التربية والتعليم العالي أكرم شهيب والصناعة وائل أبو فاعور، والنائبين فيصل الصايغ وهادي ابو الحسن، وأمين السر العام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب.

زين الدين

وخلال اللقاء ألقى الشيخ علي زين الدين كلمة "وفاء لدار المختارة وإعلان الوقوف إلى جانبها في كل المحطات السياسية والوطنية"، فقال: "أملنا كبير بحكمة وليد بك في التعاطي مع القضايا التي تهم الطائفة، ويقيننا انه لن يتمكن احد من ادخال الفتنة الى مناطق الجبل، ولدينا كل الحرص بان تكون كلمتنا واحدة ويدنا واحدة بين كل الشرفاء والخيرين، وان المشايخ سيكونون على الدوام على مسافة واحدة من الجميع، وليكن معلوما بأننا لن نسير مع احد قد يأخذنا الى مشاريع او اهداف لا نعتادها او يبدل المسار او التاريخ او استخدامنا لاغراض خاصة. ليس لنا اي اهداف، كلنا واحد ومصيرنا واحد، ونعتمد على القادة الشرفاء. وهذا البيت يجمع رجال الدين من كل الطوائف. فالمرحوم الشيخ ابو حسين محمود فرج الشيخ العلم الذي لم يأت الزمن بمثله كان يقول "لا أمر في المختارة دون زيارة دار المختارة"، واتمنى على الجميع، عندما تكون ضرورة، زيارة الدار دوما لجمع الكلمة ووحدة الصف". أضاف: "واذ نحن ضد التفرقة على الاطلاق، فإننا مع السياسة الحكيمة المتبعة هذه الايام، وأظن انه لن يتمكن أحد غير وليد جنبلاط من حمل هذه الأمانة الملقاة على عاتقه كما يحملها هو وهذا البيت هكذا تاريخه. كما أن المرحوم الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين كان كلما احتاج الامر، يزور الدار للتشاور واتخاذ القرار المناسب. وفي هذا المجال نأمل من بعض الآراء ان تكون مستندة الى حقيقة لتجاوز المرحلة التي نمر بها بالوحدة والتضامن".

مكارم

كما تحدث القاضي غاندي مكارم باسم منطقة المتن، فنقل تحيات شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، ثم قال: "أن نزور دار المختارة فأمر ليس بغريب، فهي المقصد والملجأ لأبناء الجبل، في أيام الشدة كما في أيام الرخاء، وأن يؤمها المشايخ الأجلاء في كل حين، مباركين دورها الوطني، وناهلين العزم من مواقفها، فهو الواجب وهو الوفاء، وها نحن اليوم نأتي إليك يا وليد بك، من الشوف والمتن وكل الجبل ووادي التيم، ومع عائلة الأخ الشيخ مازن لمع، الشاب المعروفي الموحد، الذي ما توانيت عن احتضانه والوقوف إلى جانب أهله، وهو من ثارت به النخوة المعروفية واحتدمت في قلبه الحمية وتغلبت فيه، في لحظة العنفون وردة الفعل، حرارة العقل وانتفاضة الكرامة على سكون الحلم ورجاحة الحكمة، لا لسبب شخصي خاص، بل من أجل الطائفة والدين والكرامة العامة، وهو الشيخ الواعد الرزين الملتزم، وطالب العلم المثقف، ليدل ذلك بوضوح وأسى، على حجم الإساءة المعنوية بحق المجتمع والوطن، التي سببها ويسببها بعض الإعلام المسيء والمتفلت من قيود الأدب والأخلاق والرسالة الوطنية". وأضاف: "ليعلم القاصي والداني أن هؤلاء القوم الذين يمثلهم مازن لمع وإخوانه ورفاقه، هم أشرف الناس وأخلص الأبناء للوطن، إذ هم الموحدون الأتقياء الذين تربوا في بيوتهم الجبلية المحافظة على الإيمان والتسامح والسلام، والذين اعتادوا أن يضحوا بالغالي والنفيس من أجل حفظ الأرض والعرض والكرامة، هؤلاء ليسوا قطاع طرق ولا معتدين على أحد ولا خارجين على القانون، وقد تعلموا من مشايخهم الأجلاء ومن مواقفكم المشرفة، يا وليد بك، أن يكونوا بناة للوطن، وحماة للثغور، وأن يعيشوا المواطنة الصالحة واحترام النظام العام في دولة العدالة والمساواة تحت سقف القانون، الذي يفترض فيه أن يطبق على الجميع، ويفترض في المؤتمنين عليه أن يردعوا كل من تسول له نفسه التطاول على كرامة الناس وحقوق المجتمع والمس بالمشاعر الدينية والاجتماعية والإنسانية للمواطنين والطوائف". وتابع: "إننا مع دولة تصون حقوق الناس وكراماتهم كي لا يضطروا إلى محاولة صونها بأيديهم، كما فعل الشيخ مازن لمع هذه المرة، وأملنا بكم يا وليد بك أن تعالجوا الأمر بحكمتكم، وقد قدمتم دعوى بحق التلفزيون المعتدي، ونحن نرى أن الوقت للعمل والموقف الشجاع كما فعلتم، وليس للمزايدات والمجاملات مع الجديد ومع غيره كما يفعل بعضهم اليوم، في ما أنت تكرس حرصك العالي على الشرفاء أمثال مازن ورفاقه، وعلى الدولة والقانون والرسالة الإعلامية الصحيحة على حد سواء". وختم: "لكم الشكر، كل الشكر، ومنا الوفاء، كل الوفاء، باسم عائلة مازن وإخوانه وأهله، على أمل أن تضع الدولة حدا لمثل هذا الاستهتار الإعلامي، والاستفزاز والسخافات، ولتبق المختارة دائما صمام الأمان والقلب النابض بالعزة والكرامة والإباء، عشتم وعاش الحق وعاش لبنان".

ابي المنى

ثم القى رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي ابي المنى كلمة المشايخ، وقال: "عندما تموج العمائم البيضاء في المختارة يكون الحدث تاريخيا، وإن كانت لم تغب تلك العمائم عنها يوما من الأيام، فالمختارة دوما في قلب الحدث وفي قلب التاريخ، إن لم تكن هي الحدث والتاريخ ودائما عنها الحديث، وها نحن اليوم نزور دار المختارة العامرة لنؤكد بما لا يقبل الشك على رسوخ الانتماء وعمق الارتباط ومتانة العلاقة، وذلك "صونا للوحدة وحرصا على درء الفتنة وصونا للكرامة"، كما يقول رئيس مؤسسة العرفان الشيخ علي زين الدين، ولنقول لوليد بك ولتيمور بك من ورائه وإلى جانبه، في هذا المنعطف التاريخي الدقيق: إن هذا الجبل هو أساس الوطن، والمختارة هي أساس الجبل وركن أركان الوطن، بما قدمته من تضحيات جسام، لا ينكرها إلا الجاحدون، أما الأوفياء من أبناء العروبة والوطن فيعرفون أن زعامة المختارة كانت وستبقى دائما بعون الله تعالى وبمؤازرة أرباب التوحيد والتقوى، وبهمم الرجال الشرفاء، وبمواقف قيادتها التاريخية المشرفة، وبفكرها الإنساني التقدمي، ستبقى منارة الجبل ومحجة الوطن والأمة؛ زعامة لم تقل يوما أنها تمتلك الجبل، ولم تدع حصرية الزعامة، وهي تدرك قبل غيرها أن للتاريخ حقه وللبيوت العريقة احترامها، ولكن عليها أن تتحمل مسؤولية النهوض والقيادة الحكيمة لكي تبقى قوية وتستمر في صعود".

أضاف: "ما نرجوه دائما وما يتمناه مشايخنا الأجلاء، هو أن تبقى هذه الدار مفتوحة للجميع، جامعة أبناء الجبل الموحدين دون تفرقة، وهي التي ما بخلت على أحد من أبناء الوطن بالمساندة إلى أي عائلة انتمى، وما دافعت يوما إلا عن الكرامة والوجود ووحدة الطائفة بأسرها، في أحلك الظروف وأدقها. وما يأمله مشايخنا أيضا هو أن تستمر المختارة على الدوام حاضنة للعيش المشترك في رحاب الجبل والوطن، وواحة توحيدية رحبة للمحبة والتسامح والأخوة، بما أرسته من أخوة توحيدية إسلامية مسيحية، امتدت من الإقليم إلى الجبل والساحل والوادي الأزهر وكل الوطن، والتي تجلت أخيرا، وليس آخرا، في إعادة بناء كنيسة الدر ومسجد الأمير شكيب أرسلان في المختارة، ليحرسا مع خلوة القطالب ومزار الشيخ حصن الدين قصرا من كرامة قبل أن يكون قصرا عتيقا من حجر". وتابع: "حييت يا وليد بك، لنا الثقة بحكمتك ومواقفك ونهجك الوطني، ثقة تتجدد كلما حاول المتنكرون إيذاء الطائفة وتحجيم دورها، وكلما تألب الطامحون الطامعون، وكلما تجنى الإعلام الفالت المتهور، فنحن وإن كنا مع حرية الإعلام إلا أننا ضده في ما يثير الفتن ويطال الكرامات والحقوق، وإذا كنا لا نرضى بأي عمل سلبي بحق وسائل الإعلام وغيرها، إلا أننا نرى أن ما حصل كان بمثابة ردة فعل انفعالية، فيما الفعل المسيء والاعتداء المعنوي جاء من المحطة الإعلامية أولا، وقد حملنا مبدأ عدم جواز الاعتداء على أحد وعدم قبول الاعتداء علينا، ونحن بذلك نقتدي بمشايخنا الثقات، ونقف مثلهم إلى جانبكم في ما يخدم مصلحة الطائفة والبلاد، ونبارك قيادتكم المظفرة كما باركها شيخنا الجليل الشيخ أبو حسن عارف وشيخنا العلم الشيخ أبو محمد جواد وسواهما من المشايخ الأعيان، راجين أن يتغلب دائما صوت العقل والحكمة على ما عداه، وأن تنتصر إرادة الخير والجمع على إرادة الشر والفرقة، ويقيننا راسخ أن المختارة ستختار حتما الطريق الأصوب، وأن أهل التوحيد والأمانة سيظلون دوما موحدين موحدين، وأن شمس الحق ستشرق حكما وستذهب الغيوم العابرة أدراج الرياح، إن شاء الله".

وختم: "هذا هو رجاؤنا ورجاؤكم، فليكن التوفيق حليفكم لتحقيقه، وليبق الحمى مصانا بصونكم، ووحدة الطائفة محفوظة بأمانتكم، حفظكم الله وحفظ بكم كرامة الجبل والوطن".

جنبلاط

وألقى وليد جنبلاط كلمة رحب فيها بحشود المشايخ قائلا: "السلام عليكم، السلام على تلك العمائم البيضاء، عمائم الحكمة، عمائم الشجاعة، عمائم التوحيد، عمائم التسامح وعمائم العيش المشترك". أضاف: "سأقول بعض الملاحظات في السياسة. يظنون أنهم بالتركيبة السياسية الحالية والوزارية يستطيعون أن يعيدوا المختارة سبعين عاما إلى الوراء، كانت المختارة عبر قرون من الزمن وهي باقية وما من أحد سيتمكن من أن يقتلعها. بالرغم مما حصل وبعضهم يقول أنه لم يكن يعلم والبعض الآخر يعلم، سنتعاطى بكل واقعية وإيجابية على قاعدة الحوار والتفاعل بما جرى من أجل مصلحة الجبل والعيش المشترك ولبنان". وتابع: "في ما يتعلق بهذه الهجمة أو الرياح الشرقية، إذا صح التعبير، التي تريد أن تقسم الصف الواحد بحجج مختلفة، فلن تنجحوا في ذلك، وإذا كان هناك من ملاحظات على أداء المجلس المذهبي، على قضية إنتخاب شيخ العقل وغيرها من المواضيع نحن على استعداد بالحوار الهادئ والبناء للوصول إلى نتيجة لصالح وحدة الصف. أما في ما يتعلق بوسائل التواصل الإجتماعي، فأعلم أنه من أصعب الأمور أن نلجم تلك الوسائل وأن نحد من أضرارها، لكن، أتمنى مهما قاموا من إرسال كلمات بذيئة أو شتائم ألا نجيب، نحن أعلى وأحكم وأعقل من أن نجيب وندخل في تلك السجالات التي تضر الجميع". وعن قضية الشيخ مازن لمع، قال: "أعتقد أنه بجهدي وبجهد بعض المخلصين توصلنا الى أن نطالب، ولبت قناة "الجديد" وقامت بالاعتذار، لذلك هذا الجهد يجب أن يقابل بطريقة معينة، سيتم درسها مع الرفاق في كيفية أن يأخذ القانون مجراه ضمن الأصول، لأنهم اعتذروا منكم وأقمت دعوى، فليأخذ القضاء مجراه لأنهم حرضوا على الفتنة والحرب الأهلية، لكن في الوقت ذاته أتمنى منكم أن تتفهموا ضرورة أن ننصاع إلى القانون وندرس الطرق المناسبة والإخراج المناسب". وأكد على موقفه من الموضوع السوري، قائلا: "لا أجبر أحدا على أن يتقيد بأدبياتي تجاه النظام السوري أو الموضوع السوري، أعلم أن الأواصر الإجتماعية والعائلية والتاريخية بين جبل لبنان وجبل العرب موجودة منذ سنوات ومنذ قرون، لكن اسمحوا لي أن أبقى في بيتي على موقفي الثابت. اليوم مختلف تماما عن العام 1977، للعام 1977 ظروف قاسية كانت أدخلتنا في تلك الحرب التي دفعنا فيها أنفسنا في مواجهة الإسرائيلي ونجحنا، لكن اليوم اسمحوا لي أن أبقى في المختارة مرتاحا ولا أريد أن أسلك طريق الشام ولست عقبة أمامكم إذا كان هناك من ضرورة أن تسلكوها". أضاف: "في ما يتعلق بسياسة الحزب في التصدي لهذه الموجة الليبرالية التي تريد أن تجتاح مفاصل الدولة سنتعاطى بكثير من الهدوء من أجل الحفاظ على الملك العام ونرفض تلك الخصخصة المتوحشة التي لم يشهدها لبنان منذ زمن، نرى كيف أن الخصخصة تطيح بأنظمة كانت مستقرة، هذه هي فرنسا اليوم ولأكثر من شهرين يعمها التظاهر، لأنهم كالشرائح اللبنانية لديهم فقر وبحاجة إلى رعاية الدولة". وتابع: "أتمنى أيضا على الأحزاب التي حتى هذه اللحظة لم تقل كلمتها في ما يتعلق بالخصخصة، آن الآوان لتقوم بذلك لأن الجمهور الفقير لا يميز بين الشيعي والدرزي والسني والمسيحي". وختم جنبلاط: "هذه كلماتي اليوم. شكرا لمجيئكم، المختارة ستبقى داركم من أجل التسامح، من أجل العيش المشترك، من أجل الإستمرار في وحدة الصف وبناء المؤسسات، والمختارة تتشرف بوجودكم بهذه العمائم البيضاء التي كانت وستبقى تحضن المختارة".

وفد بيصور

بعد ذلك التقى جنبلاط ونجله تيمور وفدا كبيرا من بلدة بيصور ضم مشايخ وفاعليات وعائلة العقيد وائل ملاعب واهالي. وبعد كلمتين لكل من والد العقيد ملاعب والشيخ امين حسيكي واضعين "ثقة الأهالي بالمختارة حيال قضية العقيد ملاعب، وتأكيد استمرار العائلة بذات النهج السياسي مع المختارة مهما اشتدت الظروف والمحطات"، توجه رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" بكلمة ترحيب بالوفد مجددا ثقته "بالقضاء ومتابعة الملف بالأطر القانونية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 09 و 10 شباط/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

القديس مارون والطائفة الموارنة

نبيل يوسف/9 شباط 2019  

http://eliasbejjaninews.com/archives/71997/%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7/

 

جورج زريق الذي احرق نفسه لن يكون بوعزيزي لبناني

د.منى فياض/09 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72000/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%b2%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%a7%d8%ad%d8%b1%d9%82-%d9%86%d9%81%d8%b3%d9%87-%d9%84%d9%86-%d9%8a/

 

جمهورية الكفر

الانتداب إيراني... ذهب الفرنسي وجاء بعده المصري ثم الفلسطيني ثم السوري ثم الإيراني اليوم مع العهد "القوي

المحامي عبد الحميد الأحدب/09 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/72003/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A8-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83/

 


 Analysis/The Islamic Revolution Succeeded, Iran Not So Much
 
زفي برئيل/هآرتس: الثورة الإسلامية نجحت ولكن ليس إيران
 Zvi Bar'el/Haaretz/February 09/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72013/zvi-barel-haaretz-the-islamic-revolution-succeeded-iran-not-so-much-%d8%b2%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7/

 

Analysis/In the Glass House Called Syria, Iran Has Thrown One Too Many Stones
 
عاموس هاريل/هآرتس: إيران في الببت الزجاجي المسمى سوريا رمت منه الكثير من الحجارة
 Amos Harel/Haaretz/February 09/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72017/amos-harel-haaretz-in-the-glass-house-called-syria-iran-has-thrown-one-too-many-stones-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b3-%d9%87%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%84-%d9%87%d8%a2%d8%b1%d8%aa%d8%b3-%d8%a5%d9%8a%d8%b1

 

Moscow backs Hizballah ahead of Netanyahu visit, eyes Lebanon’s gas
 
دبيكا/موسكو عينها على غاز لبنان وتساند حزب الله قبيل زيارة نيتانياهو
 DEBKAfile/February 09/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/72028/debkafile-2/