LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 شباط/2020

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february07.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/قادتنا الموارنة الروحيين والزمنيين هم غرباء عنا وفي زمن غير زمننا

الياس بجاني/حزب الله واحتلاله وسلاحه وحروبه ودويلته هني المشكلة

الياس بجاني/انقبر تبقط ببيتك يا عديم الإحساس

الياس بجاني/لا حلول قبل حل مشكلة الإحتلال

الياس بجاني/هيدا مواطن غنمي وصنمي ومعقد وبدو علاج نفسي وعقلي

الياس بجاني/خطأة وطرواديو الصفقة العار جعجع والحريري وجنبلاط  وجريمة تأمين النصاب لحكومة حزب الله خلال جلسة طرح الثقة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكشف عن خسائر فادحة لإيران وحزب الله في سوريا

اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع غدا بدعوة من رئيس الجمهورية

التجمع من أجل السيادة: السيادة والاستقلال الناجزان مدخل إلزامي للتمثيل الصحيح ومعالجة الاقتصاد والفساد

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 06/02/2020

المحكمة الدولية تحاكم عياش غيابياً

غضب عارم يعمُّ لبنان تنديداً بممارسات شبيحة “التيار العوني”

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

اللواء أشرف ريفي:  للعهد الخريفي،عرّاب الإنهيار، الذي صَمَت صمت القبور على فتنةِ أزلامه، فنقول: أتى بكَ السلاح غير الشرعي، وسترحل على يد الشعب.

الراعي وصل الى روما وصلى على نية السلام: للولاء للبنان والتضحية في سبيله لنكون عائلة واحدة على تنوعنا

لقاء سيدة الجبل وشخصيات طالبوا الاجهزة الامنية والقضائية بوضع يدها على ملف حادث كسروان أمس

فضيحة الأموال المنهوبة.. السلطة تعترف بتهريبها لإستعادتها وحمايتها!

صلاح الحركة لـ«جنوبية»: حبذا لو قاد الشيعة هذه الثورة

الجوع يسقط التلاميذ والأطفال أرضاً في المدارس الرسمية في البقاع

لبنان يشرع بإعداد موقف متكامل لتفاصيل رفضه صفقة القرن

وزير الخارجية البلجيكي في بيروت لدعم {الإصلاحات الضرورية}

الحكومة تقرّ بيانها الوزاري اليوم وسط اعتراضات على بند الكهرباء وبري قال إن أصحاب خمسة مصارف حولوا أموالهم إلى الخارج

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

12 قتيلاً في قصف إسرائيلي لمواقع “حزب الله” وإيران بريف دمشق

مصرع خبراء عسكريين روس وأتراك.. وسورية أعلنت اختراق أنقرة حدودها بغطاء من تل أبيب

الولايات المتحدة تعرض على تركيا المساعدة وتهدد بفرض عقوبات على دمشق

الفلسطينيون يدشنون “انتفاضة القرن” دهساً وطعناً في الضفة وإصابة 15 من نخبة "جولاني" في القدس و3 قتلى فلسطينيين بجنين

عباس وأولمرت يعلنان قريباً معارضتهما لـ”صفقة القرن”

قوات النظام السوري تدخل مدينة سراقب الاستراتيجية وقلق أميركي من التصعيد في إدلب... ومنظمات إغاثة تدعو لوقف فوري لإطلاق النار

أميركا تصعّد تحذيراتها لروسيا من سياستها في إدلب بسوريا

موسكو: خبراء عسكريون روس وأتراك قُتلوا بشكل مأساوي في سوريا

تركيا تدعو روسيا إلى وقف هجمات قوات النظام السوري على إدلب

المنسق الأوروبي يغادر طهران إلى واشنطن خائباً دون اتفاق و”الثلاثي” يفعّل آلية “ضغط الزناد”

80 % من الإيرانيين يقاطعون الانتخابات البرلمانية المقبلة

طهران تمتلك تقنية صناعة الصواريخ الحاملة للأقمار الاصطناعية

دعوات أميركية لتوجيه ضربات ضد الميليشيات الإيرانية في العراق

التيار الصدري” يرتكب مجازر في النجف وكربلاء ويجر العراق للاقتتال

200 قتيل وجريح وسط دعوات لمجلس الأمن للتدخل.. وواشنطن دانت "البلطجة" ضد المحتجين

مقتل لاعب منتخب العراق للكاراتيه واغتيال قيادي صدري

العراق يأمر العسكريين بالتخلي عن دعم التحالف الدولي

السودان: العلاقات مع إسرائيل شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية

صفقة سودانية ـ إسرائيلية: التطبيع مقابل مغادرة قائمة الإرهاب ومستشارة للرئيس الأوغندي رتبت لقاء البرهان ـ نتانياهو

الطبخة أميركية... والجيش بارك... وحكومة حمدوك: البرهان التقى نتانياهو و"لم يستشر أحداً

الخرطوم فتحت أجواءها أمام الطيران الإسرائيلي… وتلّ أبيب ترحب بزيارات السودانيين لـ”الأقصى”

استقالة مدير السياسة الخارجية للمجلس السيادي احتجاجاً… و”المهنيين”: انحراف بمجرى الثورة

مسؤول: السودان منح إسرائيل موافقة مبدئية على فتح المجال الجوي

البرهان يتمسك بنتائج لقاء عنتيبي مع نتنياهو... والجيش يعلن مساندته وأكد أن اللقاء بترتيب أميركي وتعهد بشطب السودان من قائمة الإرهاب

الحكومة اليمنية: التعويل على التزام المتمردين الحوثيين رهان مضلل واغتيال قيادي في حركة "الإصلاح" في الضالع

قرقاش: تجاهل “اتفاق الرياض” يُضعف مواجهة الحوثيين

اتفاق سعودي ـ مصري على مواصلة التنسيق وتمتين العلاقات ودوائر قضايا الفساد المالي والإداري تباشر أعمالها... وبومبيو يزور المملكة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دَعوا اللاجئين الفِلسطينيّين يُقرّرون مصيرَهم/سجعان قزي/جريدةُ النهار

44,8 مليار فجوة مصرف لبنان/عصام الجردي/المدن

أسوأ ما في البيان الوزاري:خضوع للمصارف ووعود فارغة للجميع/عزة الحاج حسن/المدن

جونية تستقبل طرابلس: البشر الطبيعيون في مواجهة كائنات مريضة/نادر فوز/المدن

وليد رعد ضحية النائب أسود وأزلامه لن يغادر جونية/جنى الدهيبي/المدن

العونية الباسيلية.. العطب الذي أصاب الجمهورية/منير الربيع/المدن

حكاياتُ خادماتِ اللبنانيين: وصمةُ توارثهِنَّ من المياتم إلى المقابر/محمد أبي سمرا/المدن

مطران الشعب.. وسائر الأحرار | بقلم عمر الفاروق النخّال/عمر الفاروق النخّال/ليب تايم

أي نوع من القوات المسلّحة؟/دينا عرقجي/مركز كارنيغي

أعلِنوا "إفلاسكم"/بشارة شربل/نداء الوطن

لبنان المحتل هو نموذج للحكام والسياسيين والأحزاب الفاسدين/سيزار معوض

لماذا لا يجوز نقل المقعد الماروني من طرابلس؟/أنطوان الخوري طوق/النهار

أوراق إيران التي ذبلت/خيرالله خيرالله/العرب

في "التطبيع".. وقضية العرب الأولى!/محمد قواص/العرب

مضى.هيلا هو في علبة بيتزا/روني الفا/ليبانون ديبايت

الجنود الأجانب المتعاقدون في الخليج/زولتان باراني/مركز كارنيغي

سلام أوروبا من سلام ليبيا!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

حكومات إيرانية في عواصم عربية!/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء اقر بالاجماع البيان الوزاري لحكومة مواجهة التحديات عون طلب اضافة بند عودة النازحين السوريين دياب: البيان نتاج وقائع ودراسات

بري التقى ميقاتي وتيمور جنبلاط وابرق للمسؤولين الايرانيين مهنئا بذكرى الثورة

كتلة الوفاء للمقاومة : أمام لبنان استحقاقات صعبة والتصدي لها يحتاج اجماعا وطنيا وشعبيا

فيديو إذلال شابّ على يد مرافقي أسود يُشعِل الشمال

بعد جريمة "الجاموس" أمس... توقيف المشتبه به!

امل احيت ذكرى قصير و6 شباط في المصيلح فوعاني: سنبقى دائما مع الحوار ومنحازون الى مصالح الناس

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة11/من01حتى12/:”يا إِخوَتِي، أَلَعَلَّ اللهَ رَفَضَ شَعْبَهُ؟ حَاشَا! فإِنِّي أَنَا أَيْضًا إِسْرَائِيلِيّ، مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيم، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِين. لا، لَمْ يَرْفُضِ اللهُ شَعْبَهُ، وقَدْ عَرَفَهُ مُنْذُ القَدِيم! أَوَمَا تَعْلَمُونَ مَا يَقُولُ الكِتَابُ في شَأْنِ إِيلِيَّا، كَيْفَ كَانَ يُخَاطِبُ اللهَ شَاكِيًا إِسْرَائِيلَ وَيَقُول: «يَا رَبّ، قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ، وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ، وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدي، وهُم يَطْلُبُونَ نَفْسِي!». ولكِنْ مَاذَا يُجِيبُهُ اللهُ في الوَحي؟: «إِنِّي أَبْقَيْتُ لي سَبْعَةَ آلافِ رَجُل، مَا حَنَوا رُكْبَةً لِلبَعْل!». كَذلِكَ أَيْضًا في الوَقتِ الحَاضِر، لا تَزَالُ تُوجَدُ بَقِيَّةٌ بَاقِيَةٌ بِفَضْلِ ٱخْتِيَارِ النِّعْمَة. فإِذَا كَانَ الٱخْتِيَارُ بِالنِّعْمَة، فَلَيْسَ هُوَ إِذًا مِنَ الأَعَمَال، وإِلاَّ فَمَا عَادَتِ النِّعْمَةُ نِعْمَة. فمَاذَا إِذًا؟ إِنَّ مَا يَطْلُبُهُ إِسْرَائِيلُ لَمْ يَنَلْهُ، بَلْ نَالَهُ المُخْتَارُون. أَمَّا البَاقُونَ فَتَصَلَّبَتْ قُلُوبُهُم، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ خُمُول، وأَعْطَاهُم عُيُونًا كَيْ لا يُبْصِرُوا، وآذَانًا كَيْ لا يَسْمَعُوا، إِلى هذَا اليَوم». ودَاوُدُ يَقُول: «لِتَكُنْ مَائِدَتُهُم فَخًّا وَشَرَكًا وَعِثَارًا وجَزَاءً لَهُم! وَلْتُظْلِمْ عُيُونُهُم فَلا يُبْصِرُوا، وَلْتَكُن ظُهُورُهُم دَوْمًا مَحْنِيَّة!». إِذًا أَقُول: «أَلَعَلَّهُم عَثَرُوا لِيَسْقُطُوا عَلى الدَّوَام؟ حَاشَا! وَلكِنْ بِزَلَّتِهِم نَالَ الأُمَمُ الخَلاص، لِكَي يُثِيرُوا غَيْرَةَ بَني إِسْرَائِيل. فإِنْ كَانَتْ زَلَّتُهُم غِنًى لِلعَالَم، ونُقْصَانُهُم غِنًى لِلأُمَم، فَكَم يَكُونُ بالأَحْرَى ٱكْتِمَالُهُم؟

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

قادتنا الموارنة الروحيين والزمنيين هم غرباء عنا وفي زمن غير زمننا

الياس بجاني/06 شباط/2020

أنا الماروني المغترب كم كنت اتمنى لو في بكركي غير البطريرك الراعي وفي بعبدا غير الرئيس عون وفي معراب غير سمير جعجع وفي الصيفي رئيس للكتائب منتخب من غير بيت الجميل..قادتنا في زمن غير زمننا ولهذا نحن في حالة من التقهقر والإنهزام والضياع

 

حزب الله واحتلاله وسلاحه وحروبه ودويلته هني المشكلة

الياس بجاني/06 شباط/2020

ما حدا يضيع البوصلة ويفكر ان عون او باسيل او المعرابي أو بري أو غيرون هني المشكلة..المشكلة هي حزب الله وهودي كلن ديكور ومش أكثر

 

انقبر تبقط ببيتك يا عديم الإحساس

الياس بجاني/04 شباط/2020

إلى كل مسؤول ونائب ووزير وصاحب شركة حزب حالي وسابق: انقبر تبقط ببيتك وتضبضب وبيكفي جحود وعنتزا ع الناس وتأكد يومك جاي ولو طول

 

لا حلول قبل حل مشكلة الإحتلال

الياس بجاني/04 شباط/2020

بظل احتلال ودويلة وأدوات في مواقع المسؤولية لا حلول..لا كبيرة ولا صغيرة. والأزمة سياسية واستقلالية وسيادية وليست أي شيء آخر

 

هيدا مواطن غنمي وصنمي ومعقد وبدو علاج نفسي وعقلي

الياس بجاني/04 شباط/2020

كل صنمي حاطيط صورته ع مواقع التواصل مع صاحب شركة حزب وغاشي، مننصحوا يبلش يشوف طبيب امراض عقلية للعلاج من عقد النقص والغباء الغنمية

 

خطأة وطرواديو الصفقة العار جعجع والحريري وجنبلاط  وجريمة تأمين النصاب لحكومة حزب الله خلال جلسة طرح الثقة

الياس بجاني/03 شباط/2020

كل نائب يؤمن النصاب القانوني لحكومة حزب الله في جلسة طرح الثقة هو مستسلم وراض بالتعايش مع الإحتلال مقابل خدعة ما يسمى استقرار

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكشف عن خسائر فادحة لإيران وحزب الله في سوريا

العربية/06 شباط/2020

كشف معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي عن تكبد ميليشيات إيران وحزب الله خسائر فادحة في عناصرها جراء المواجهات المسلحة مع الفصائل السورية المعارضة في سوريا مؤخراً. وتوقع التقرير ارتفاع هذه الخسائر بسبب تمسك الفصائل المسلحة والمتشددة بأراضيها، وشنها هجمات مضادة أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام السوري وحلفائه، بينهم قادة عسكريون بارزون .

قتلى من حزب الله في سوريا

ويذكر التقرير في تقاصيله أنه في عام 2012، التزم حزب الله بالانخراط في الصراع المسلح، دفاعاً عن حليفه السوري بشار الأسد ضد المتمردين ومقاتلي تنظيم داعش الذين حاولوا الإطاحة بحكومة الأسد. وبدعم من إيران وروسيا نجحت قوات النظام في إخماد التمرد المسلح إلى حد كبير.

خسائر فادحة في صفوف حزب الله

لكن حزب الله والميليشيات المدعومة من إيران التي تقاتل نيابة عن حكومة بشار الأسد تكبدت خسائر فادحة، منذ أواخر شهر كانون الثاني/يناير في قتالها الجماعات السنية المسلحة في ريف حلب الواقع شمال غربي سوريا. وبحسب التقرير، أصبحت المنطقة معقلاً قوياً للجماعات المتشددة، مثل هيئة التحرير، والجماعات المرتبطة بالقاعدة ومختلف الجماعات التي تدعمها تركيا. كما تعمل العديد من هذه المجموعات في إطار غرفة عمليات موحدة.

قتلى إيرانيون في سوريا

وفي الأسابيع الأخيرة، شنت قوات النظام السوري وحلفاؤها هجوماً لاستعادة معقل المعارضة شمال غربي سوريا. ولقد نجحوا إلى حد كبير في استعادة الطرق والقرى الاستراتيجية في تقدمهم. ومع ذلك، فإن تكلفة استعادة المناطق المفقودة خلال الحرب الأهلية السورية قد أتت بثمن كبير على حزب الله والميليشيات المتحالفة معه. ففي 24 يناير الماضي، تم الإعلان عن مقتل أحد قادة ميليشيا حزب الله، جعفر الصادق، في سوريا. وبعد أربعة أيام، تم إعلان عن مقتل ثلاثة من مقاتلي حزب الله هم عمار درويش وعباس يونس وعباس طه، وجميعهم قتلوا في ريف حلب. ومع اشتداد القتال في مناطق مثل الزهراء، قتل أحد مقاتلي حزب الله وهو مهيب النمر. وتابع تقرير معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي أن ميليشيات بشار الأسد المدعومة من إيران تكبدت خسائر فادحة على أيدي الجماعات المتشددة السنية في ريف حلب. وعانت قوات الأسد في حلب وبالتحديد قوة الدفاع المحلية من وطأة الخسائر مع مقتل العشرات من عناصرها.

مقتل قياديين بارزين

ووقعت معظم هذه الخسائر يوم السبت الماضي عندما شنت هيئة تحرير الشام هجوماً مضاداً في غرب حلب بثلاث سيارات مفخخة وأسلحة متنوعة ضد القوات الموالية للأسد في بلدة الزهراء.

ونشر موقع إباء، الذراع الإعلامية للهيئة، شريط فيديو أظهر فيه عناصرها يتعهدون "بالولاء" أمام زعيمهم الجولاني قبل البدء بالهجوم المضاد. كما وقعت اشتباكات عنيفة يوم الأحد في حلب، وأصاب صاروخ موجه ضد الدبابات أطلقته عناصر المعارضة إحدى السيارة، مما أدى إلى مقتل قائد لواء باقر جمعة الأحمد. وبحسب التقرير يعتبر لواء باقر واحداً من أكبر الميليشيات الموالية للأسد في محافظة حلب. ولطالما أعلنت هذه الجماعة عن قربها وعلاقاتها الوثيقة مع الحرس الثوري. وقد أقرت بتلقي التدريب والمعدات من إيران وأعلنت أن المرشد الأعلى علي خامنئي، هو أحد "قادتها". وقد تم تصوير قادة الميليشيات سابقًا مع قائد قوة القدس قاسم سليماني. كما تعهد لواء باقر بمحاربة إسرائيل خصمها اللدود. وخلال زيارة للحدود الإسرائيلية جنوب لبنان في ديسمبر 2017، قال قائد عمليات لواء باقر الحاج حمزة، أبو العباس: "دعوا إسرائيل تعرف أننا على حدودها، وسيأتي اليوم عندما نهدم هذه الحدود".

قائد هيئة تحرير الشام الجولانيقائد هيئة تحرير الشام الجولاني

إيران والحرس الثوري

وفي مثال آخر للخسائر الكبيرة على أيدي الجماعات الجهادية في محافظة حلب الغربية، قُتل قائد قوة الحرس الثوري الإيراني، أصغر باشابور، يوم الأحد. وكان باشابور ملازماً لقائد قوة القدس الذي اغتيل مؤخراً قاسم سليماني، وكان مسؤولاً عن تجهيز وتدريب الميليشيات الشيعية في سوريا. يُعتقد أن باشبور كان من أوائل أعضاء الحرس الثوري الذين رافقوا سليماني إلى سوريا عندما بدأت الحرب الأهلية.

 

اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع غدا بدعوة من رئيس الجمهورية

وطنية/الخميس 06 شباط 2020

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع يعقد قبل ظهر غد الجمعة للبحث في الأوضاع الأمنية ومستجداتها.

 

التجمع من أجل السيادة: السيادة والاستقلال الناجزان مدخل إلزامي للتمثيل الصحيح ومعالجة الاقتصاد والفساد

عقد "التجمع من أجل السيادة" اجتماعه الدوري الأسبوعي، إستمع في خلاله الى تقارير المنسقيات حول مسار الثورة والاتصالات الداخلية والخارجية مع الجهات العربية والدولية الصديقة للبنان.

وبعد الاجتماع أصدر المجتمعون البيان الآتي:

يجدد "التجمع من أجل السيادة" الالتزام بثورة اللبنانيين التي أعلنوها في 17 تشرين الأول الماضي، ويعتبر نفسه جزءا بنيوياً من هذه الثورة مشروعاً وأهدافاً وتحركات على أرض الواقع.

يحذر المجتمعون من محاولات منظومة السلطة إعادة عقارب الساعة الى الوراء ومحاولة بعض الرموز القديمة – الجديدة استحضار وإعادة انتاج النظام الأمني اللبناني – السوري الذي أسقطه الشعب اللبناني في العام 2005، ويؤكدون على قرارهم وقرار الشعب اللبناني مواجهة كل المحاولات القمعية والترهيبية التي يتعرض لها الثوار بكل الأساليب الديموقراطية والسلمية المتاحة وصولا الى إسقاطه والتحرر منه.

ينبه "التجمع من أجل السيادة" من محاولات تضليل الشعب اللبناني وتحوير مطالب الثورة وتقزيمها الى الحدود المطلبية والاجتماعية، في حين أن كرامة الشعب اللبناني وحقوقه في العيش الحر ودورة اقتصادية طبيعية ومزدهرة من خلال تفاعله الإيجابي مع العرب والعالم، وفي خدمات اجتماعية وطبية واستشفائية وتعليمية، وفي دولة كاملة السيادة والاستقلال، تبقى المدخل الأساس والحتمي والضروري والحكمي لمعالجة الفساد والعجز وسوء الإدارة واستغلال السلطة وتسييس القضاء وتسخير القوى الأمنية والعسكرية في خدمة منظومة السلطة المتحكمة بالدولة ومؤسساتها الدستورية، وهدر جنى عمر اللبنانيين المودع في المصارف لتمويل السرقات والتلزيمات المشبوهة وعجز الخزينة، والإثراء غير المشروع لأركان منظومة التسلط والفساد، وتمويل الأحزاب والقوى السياسية التي تصادر وتتقاسم بالتسويات والمحاصصات مواقع القرارات السيادية السياسية والاقتصادية والمالية والأمنية والعسكرية للدولة اللبنانية. 

يشدد "التجمع من أجل السيادة" على موقفه الثابت ومقاربته المعروفة للحل وهي تقوم على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بلبنان لا سيما القرار 1559 والقرار 1701 القاضيين بحل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع كل اسلحتها وبسط سلطة الدولة كاملة بقواها الذاتية حصراً على كل أراضيها بعيداً عن أي استثناء تحت أي مسمّى كان، كما على ضرورة الاستعانة بقوات اليونيفيل لمؤازرة الجيش اللبناني في الانتشار على طول الحدود البرية للبنان وضبط كل المعابر ومنع استيراد السلاح واخراجه من لبنان باستثناء ما يعود منه للقوى الشرعية اللبنانية. 

يبدو واضحا من خلال مواقف الدول العربية والغربية الداعمة للبنان أن لا مجال لأي مساعدات مالية او اقتصادية للبنان في غياب قيام مؤسسات دستورية رئاسية وحكومية ونيابية تمثل الشعب اللبناني وطموحاته وتطلعاته وتمسك بقرارات لبنان السيادية في المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والمالية والاقتصادية كافة، وتحت سقف الدستور وقرارات الشرعيتين العربية والدولية والقوانين المحلية التي يتولى تنفيذها قضاء مستقل فعلا لا قولا، وفي ظل عدم تحرر لبنان من تبعيته للمشروع الإيراني وعودته الى كنف العولمة السياسية والاقتصادية والحضارية والثقافية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 06/02/2020

وطنية/الخميس 06 شباط 2020

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

البيان الوزاري في المجلس النيابي للمناقشة والإقرار يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين بعدما أقره مجلس الوزراء اليوم..

رئيس الجمهورية أضاف على البيان بند عودة النازحين السوريين ورئيس البرلمان حدد موعد جلسة الثقة بالحكومة ورئيس مجلس الوزراء شرح لسفراء دول الاتحاد الأوروبي ضرورات مساعدة لبنان..

وفي شأن آخر الرئيس عون دعا المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع قبل ظهر غد الجمعة للبحث في الاضاع الامنية ومستجداتها.

وفي الشأن المالي قالت أوساط عليمة ان العمل منصب على إمكان تحريك مقررات مجموعة العمل الدولية وان الرئيس حسان دياب يعمل مع وزير الخارجية على خطة تحرك في الخارج..

وبعد نيل الثقة تعتزم الحكومة تحريك ملفات قضائية في شؤون مكافحة الفساد كما تعتزم القيام بخطوات إصلاحية واسعة النطاق..

مجلس الوزراء إذن أقر البيان الوزاري في جلسة في القصر الجمهوري.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

هي فاتحة كتاب الوطن النهائي لجميع أبنائه، دستورها أسقط الفئوية وأزلامها وإتفاقياتها.

جسرها عبر بلبنان من العصر الإسرائيلي إلى عقود من العروبة والمقاومة وإنتصاراتها....

تردداتها أسست لدخول مرحلة الجمهورية الثانية وأمنت أسباب النجاح للوصول إلى إتفاق الطائف.

هي إنتفاضة صفاتها حركية تقدمية صنعت في لبنان من رحم فعل وطني... وفاعل نبيه مع ثلة من الوطنيين رفعوا لواء المشاركة بعدما كانت ممنوعة من الصرف من قبل حروف علة ذلك الزمان.

6 شباط 1984، 6 شباط 2020، ستة وثلاثون عاما على إنتفاضة لا تنطفئ شعلتها فتستحيل ولادة لمداميك البنيان الوطني.

إنتفاضة عبدت الطريق أمام ولوج لبنان ربيع عصر مقاوم وما بدلت تبديلا. هي عبرة لمن يسوق صفقة القرن ويراهن عليها بأن الإرادة أقوى الإنتفاضة أمضى، والتاريخ يشهد.

حاليا الطريق بات معبدا أمام البيان الوزاري الذي عبر مجلس الوزراء اليوم بعد إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليه.

جلسة "حكومة مواجهة التحديات" التي لم تدم أكثر من ثلاث ساعات في قصر بعبدا أقرت بالإجماع البيان الذي يبدأ مسار الثقة النيابية في جلسات دعا اليها الرئيس بري يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين قبل الظهر وبعده لنقاش البيان والتصويت على الثقة.

وقبل بضع ساعات من إقرار البيان الوزاري حكوميا سجل البطريرك الماروني بشارة الراعي مأخذا على الحراك الذي رفض البيان قبل قراءته.

في شأن آخر دعا رئيس الجمهورية ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى إجتماع يعقد قبل ظهر الجمعة للبحث في الأوضاع الأمنية ومستجداتها.

خارج لبنان تقاسمت المشهد وقائع أمنية وعسكرية وسياسية امتدت من فلسطين إلى سوريا.

في فلسطين عمليتا دهس وطعن في القدس أدتا إلى إصابة خمسة عشر جنديا من لواء النخبة (غولاني) وذلك بعد ايام على إطلاق دونالد ترامب صفقة القرن المشؤومة.

وفي سوريا تقدم متواصل للجيش في ريف إدلب الجنوبي دخل على خطه عدوان إسرائيلي على مواقع عسكرية سورية تسلل تحت غطائه الأتراك ليرسلوا قوات عسكرية إلى الشمال السوري.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"

إذا ، وبعد المعاينة والاختبار لم تكن نسخة البيان الوزاري التي رميت في التداول منذ أيام، اختبارية و لدرس ردات فعل الناس والدول الصديقة لكي يجري على اساسها تنقيحه و تصحيحه، بل كانت النسخة النهائية.

وهذا يعني أن السلطة قررت مختارة أن تمرر بيانها على درب جلجلة حقيقي، إذ أنه سيصطدم برفض اللبنانيين و استهجان الأصدقاء، كما ستعرض الحكومة والنواب اثناء عبورهم الى ساحة النجمة الثلثاء والأربعاء لنيل الثقة، لوابل من المقذوفات الاعتراضية، الصوتية والعينية.

تفسير هذا بإيجاز، أن ما سلق في البيان قد سلق، ولم يكن في الإمكان أفضل مما كان وذلك لأسباب معروفة ومكشوفة .

من هنا قول "راعي الحكومة حزب الله"، إن طريقة تشكيل الحكومة، تفسر عدم وجود برامج إنقاذية جاهزة في بيانها الوزاري، وهذا يعني بما لا يقبل الشك بأنها ستتعاطى مع القضايا الكبرى التي ستواجهها بحسب البرامج الموروثة من الحكومة السابقة، وهذا بالإذن من "حزب الله"، ليس وليد الظروف بل كان أمرا مقررا من اهل السلطة الذين حجبوا قسرا عن المقود الحكومي لكنهم أصروا على التوجيه والحوكمة من بعد بواسطة حكومة المستنسخين.

وأسطع دليل على ما تقدم ، أنه وفي السياسة الخارجية تم البصم بالإجماع على التمديد وبلا سقف زمني لحصر مقاومة العدو بحزب الله .

أما المؤشر السلبي على استنساخ أمراض الحكومة السابقة فتجلى واضحا في الخلاف على خطة الكهرباء والذي انسحب على المكونات الحكومية الوليدة، بين ممثلي أمل والتيار الحر ، رغم غياب الثنائي المشاكس : القوات والاشتراكي.

هذا الواقع الملتوي سيطبع مسار "حكومة مواجهة التحديات" كما عمدها الرئيس حسان دياب، ولعل أهم هذه التحديات يتمثل في اربعة: اثبات تماسك المكونات الحكومية، اكتساب ثقة اللبنانيين المنتفضين، احترام المجتمع الدولي، وحل المشاكل المستعصية. ولا نتسرع إن قلنا إن العناصر الأربعة مفقودة، وسيكون من الصعب بناؤها بعد الاقلاع المتعثر وتحت نار الأزمات.

وسط هذه الأجواء، حدثان يتفاعلان: الأول، استمرار المناوشات المالية بخلفيات سياسية، فبعد اتهام الرئيس بري بعض اصحاب المصارف بتهريب أكثر من ملياري دولار الى الخارج ردت جمعية الرقابة على المصارف بأن الاتهام غير دقيق وصححت بأن كل تحويلات المصارف قانونية ومعللة، وللبحث صلة. والحدث الثاني، استمرار المناوشات الليلية حول المطاعم، بين الثوار الذين يسعون الى تحريم المساحات العامة على النواب الحاليين والمسؤولين السابقين، والنائب زياد أسود الذي يصر على ممارسة حقه بالعشاء حيث يريد مستخدما الشدة، محتميا بمحازبيه وبمظلة واسعة معززة من قوى الشرعية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

دهس ورصاص وطعن بسكين، ورعب اصاب عتاة المحتلين.. انه اول الرد على صفقة القرن قال الصهاينة، والحصيلة اثنا عشر جنديا اسرائيليا مصابا دهسا في قلب القدس المحتلة.. هم جنود غولاني الذين اعدهم الاحتلال للنزال الكبير، عاجزون عن استلال سلاحهم لمواجهة فدائي فلسطيني هاجمهم بعزيمته وارادته قبل سيارته، فكانت الاصابات اعمق، والحادثة ابلغ عند التحليل العسكري الصهيوني.

وما زاد الامر خطورة القراءة بالبيئة الفلسطينية التي باتت خصبة لعمليات أكثر ايلاما في ظل التعاون بين مختلف الفصائل المقاومة كما راى المحللون الصهاينة. وما يؤكد الخشية الصهيونية، الاستنفار العسكري الى اعلى الدرجات في الضفة الغربية، التي حولها الجيش الصهيوني الى ثكنة عسكرية، لكنه لم يستطع اعتقال الفدائي الفلسطيني، ولا منع عمليات اخرى، كاطلاق نار في القدس المحتلة اصاب جنديين صهيونيين آخرين بجروح..

انطلق الفلسطينيون بقبضتهم الجديدة بوجه الصفقة الخبيثة، التي لن ترى النور بقرار اهل الارض الفدائيين، وان اصر الغاصبون وسهل الخائنون وتغاضى الخائفون..

في لبنان اول الانتاج الحكومي بيان وزاري، اقرته حكومة مواجهة التحديات في جلستها اليوم. هو ليس مستنسخا كما قال رئيسها حسان دياب، لحظ آلية عمل اجرائية لاستعادة الاموال المنهوبة، ومتابعة الاموال المحولة الى خارج البلاد، وحوى استراتيجية لمكافحة الفساد. ولم يغب عنه بند عودة النازحين خلال النقاش الاخير، بطلب من رئيس الجمهورية..

فمشت الحكومة على طريق الثقة التي حدد لها الرئيس نبيه بري موعدا بجلسة نيابية يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين..

اما المقبل من استحقاقات مالية فما زال محط النقاش ، وهو من الاستحقاقات الملحة التي ورثتها الحكومة، ضمن سلسلة استحقاقات صعبة تواجه البلاد، ويفترض التصدي لها بما يشبه الاجماع الوطني كما رأت كتلة الوفاء لمقاومة، مع الحاجة الى قرار وطني وتفهم شعبي ضمن المسارات الجذرية في المعالجة المالية والاقتصادية والنقدية.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

رمى الرئيس نبيه بري حجرا في مستنقع المليارات المهربة، فبدأت عمليات البحث والتحري والإجتماعات والتوضيحات، وخلصت اليوم إلى المعطيات التالية: رقم المليارات صحيح، المصارف التي حولت الأموال ليست خمسة بل نحو خمسة وثلاثين أي نحو نصف المصارف في لبنان.

الريبة في هذا الملف أن جزءا من التحويلات جرى في الفترة التي كانت فيها المصارف مقفلة، أي في الثلث الأخير من شهر تشرين الأول، وآنذاك جاء الإقفال بسبب إضراب نقابة موظفي المصارف، فكيف تمت العمليات داخل المصارف التي حولت، فيما موظفوها في إضراب؟

الريبة الثانية أن تحويلات مرتفعة تمت قبل أكثر من شهر من بدء الثورة. ولكن على الرغم من هذه التحويلات فإن جوهر المشكلة لا يتعلق بهذه التحويلات، التي لا تخالف قانون النقد والتسليف مبدئيا، باستثناء الأموال المشبوهة، بل بالإدارة المشبوهة لعمليات الصرف في اكثر من قطاع، والتي أدت إلى هذا الرقم الهائل في الديون.

صحيح أن اللبناني يهمه معرفة من حول من أصحاب المصارف، فيما المودعون في هذه المصارف كانوا يقفون ذليلين ليسحبوا مئة دولار أو اكثر بقليل. فهل صاحب المصرف مؤتمن على وديعته فقط؟ وماذا عن ودائع زبائنه؟ هذا الملف يجب أن يفتح على مصراعيه لأن المسألة ليست مسألة قانونية وحسب، بل مسألة أخلاقية وإنسانية وإئتمانية على قاعدة: "صاحب المصرف يكرم والمودع يهان".

والتحدي الكبير يتمثل في إعادة تصحيح صورة المصرف ملاذا للمودع، لا منصة لهروب أموال صاحب المصرف. هذا التحدي يحتاج إلى جهود السلطات المالية والنقدية بالإضافة إلى إعادة قراءة للتشريعات، إذ لا يكفي إعادة الرسملة، بل إعادة النظر في طريقة تعاطي طرفي العلاقة: المصرف والمودع.

في سياق آخر، مجلس الوزراء أقر البيان الوزاري، وجلسة مناقشته في مجلس النواب الثلاثاء والأربعاء من الاسبوع المقبل.

في غضون ذلك، ما زال حادث النائب زياد أسود يتفاعل إحتقانا وتعليقات، وربما بسبب أحداث مشابهة وغيرها من الأحداث. وقبل أيام من انعقاد جلسة مجلس النواب، اجتماع غدا للمجلس الأعلى للدفاع.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

ليلة الأربعاء الأسود وضعت قطوعها عند ملعب فؤاد شهاب الجسر الذي أريد له إزالة حواجز وضعت بين كسروان وطرابلس وفي ملعب رئيس من دولة ومؤسسات تلاقى الشمال والوسط لانتزاع لغة الفصل وفرض حدود لم تقو عليها حرب فلا وليد الطرابلسي سيحتاج الى تأشيرة دخول لعبور جونية ولا مطعم الجزيرة سيكون جزيرة معزولة عن رواده في أي منطقة لبنانية وأي من الزائرين.

وفي انتظار أن تفعل الدولة والقضاء والأجهزة الأمنية دورها لسوق المعتدين الظاهرة صورهم على الإعلام فإنه سيكون على السياسيين أيضا الاكتفاء بالعشاء المنزلي في هذه المرحلة ليس منعا لهم بل شعورا بالناس وبشعب كامل سيصل إلى زمن لن يجد فيه لقمة تسد الرمق.

ومعادلة "خليك بالبيت" تتيح تجنب النواب والسياسيين واتهامهم بالفرار تارة عبر اليابسة وطورا بركوب البحر ولأن الأمواج المالية الاقتصادية هي الأعتى في تاريخ لبنان فالمنتظر راهنا مراقبة الأنواء الناجمة عن جلسة الثقة يوم الثلاثاء المقبل وذلك بعد إقرار البيان الوزاري اليوم بأقل التعديلات الجذرية الممكنة وسينظر إلى حكومة دياب هذه المرة على أنها من أكثر الوزارات التي ستحتسب كل دعسة ناقصة، وربما ستتجنب ارتكاب الأخطاء ليس لكونها تتمتع بوجوه لا تخطئ إنما لأن من سيحاسبها هو شعب صار صعب المراس ولم يعد يمنح ثقته "عالطاير" وهو يترصد الحكومة على المفارق وينتظرها "عالكوع".

وإلى قوة الناس هناك أيضا معارضة نيابية متمثلة في نصف أعضاء البرلمان لتصبح الحكومة على هذا المعدل مطوقة من الداخل والخارج، وإذا كان سقوطها في الشارع هو حصرا بيد الشعب، فإن إهدار دمها النيابي سيكون حكرا على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

ومتى "زجرت" السياسة فإنها ستستخدم ماردها ليصبح سليمان بيضة القبان لكن سقوط حكومة دياب، هنا لن يتعلق بإخفاق وزاري إنما برفع الغطاء عنه سياسيا من قبل مافيا الحكم، وعندئذ يصبح "الشعب وحده مصدر السلطات".

ومن هنا أطلق الرئيس حسان دياب على حكومته اسم حكومة مواجهة التحديات التي ستكون ايضا تحديات دولية وأممية، لاسيما بعد الكلام العاصف الذي سجلته الامم المتحدة في لبنان عبر يان كوبيتش، الذي طالب بحكومة تستطيع ان تعمل باسم الشعب اللبناني وان تضع خريطة طريق واضحة لكي تتمكن من معالجة الازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية. ولم يأت على ذكر الازمات السياسية أو حكومة اللون الواحد وما رافقها من تسميات تتعلق ب"حزب الله"، وهو وضع شرطا واحدا للمساعدة الدولية: الإصلاحات ثم الإصلاحات وضمن مهلة زمنية محددة تتمكن خلالها من محاربة الفساد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

بعد 14 عاما... لبنان اقوى

بين 5 شباط 2006 و5 شباط 2020، تغير الزمان والمكان، وبقي المضمون هو إياه.

في 5 شباط 2006 كانت غزوة الأشرفية، وفي 5 شباط 2020 وقع إشكال كسروان.

أربعة عشر عاما... ومحاولة إذكاء نيران الفتنة الطائفية مستمرة.

الجواب عام 2006 كان بتفاهم مار مخايل في 6 شباط.

والجواب عام 2020 كما في كل عام، سيبقى لبنان الواحد بشعبه المتنوع المتفاهم.

أما ما بين كسروان العاصية وعاصمة لبنان الثانية، فأقوى وأمنع وأصلب من أن يعكره اعتداء مستنكر من هنا، ورد فعل مرفوض من هناك.

بمناسبة الحديث عن 6 شباط وتفاهمه الشهير، قد يكون فات كثيرين، تحت وطأة التشويه المستمر، أن بنوده العشرة لا تزال صالحة، وكأنها كتبت لليوم.

ففي الحوار، دعوة إلى مشاركة الأطراف ذات الحيثية السياسية والشعبية والوطنية، بالاستناد الى إرادة ذاتية، وقرار لبناني حر وملتزم.

وفي الديموقراطية التوافقية، تأكيد بأنها التجسيد الفعلي لروح الدستور، ولجوهر ميثاق العيش المشترك.

في قانون الانتخاب، دعوة إلى تمثيل صحيح وعادل، قد تكون النسبية من أشكاله الفعالة، وهو ما حصل، وكلام عن تفعيل عمل الأحزاب وتطويرها وصولا الى قيام المجتمع المدني. أما الأبرز، فتشديد على تمكين اللبنانيين المقيمين في الخارج من ممارسة حقهم الانتخابي، وهو ما حققه القانون الانتخابي الأخير.

المفقودون في الحرب واللبنانيون في فلسطين المحتلة لم يغيبا. وفي المسألة الأمنية، ادانة للاغتيال السياسي ودعوة للإصلاح الامني، مع التشديد على ان الإجراءات يجب أن لا تتناقض مع الحريات.

في العلاقات اللبنانية السورية، دعوة الى استخلاص العبر وتبادل التمثيل الديبلوماسي، وهو ما بات في حكم المحقق.

وفي العلاقات اللبنانية-الفلسطينية، تشديد على ان حق العودة أساسي ثابت، وأن رفض التوطين يجمع عليه اللبنانيون ولا يمكن التراجع عنه بأي شكل من الأشكال.

في حماية لبنان وصيانة استقلاله وسيادته، دعوة الى حوار وطني يؤدي إلى صياغة استراتيجية دفاع وطني يتوافق عليها اللبنانيون وينخرطون فيها.

أما أهم البنود ذات الصلة بالوضع الراهن، فبناء الدولة، مع التنبيه إلى ان عامل الوقت بات مميتا، ما يتطلب معالجات حكيمة وسريعة، تستخدم الوقت لمصلحتها، بدل أن يستخدمه الفاسدون لمصلحتهم.

ولبناء الدولة وفق نص التفاهم خارطة طريق واضحة، تبدأ بالاستقلالية التامة لمؤسسة القضاء واحترام عمل المؤسسات الدستورية، وتستكمل بمعالجة الفساد من جذوره، حيث ان المعالجات الظرفية والتسكينية لم تعد كافية، بل باتت مجرد عملية تحايل تقوم بها القوى المستفيدة من الفساد لإدامة نهبها لمقدرات الدولة والمواطن معا... وهذا ما يتطلب، ودائما وفق نص التفاهم: تفعيل مؤسسات ومجالس الرقابة والتفتيش المالي والإداري، وإجراء مسح شامل لمكامن الفساد، تمهيدا لفتح تحقيقات قضائية تكفل ملاحقة المسؤولين واسترجاع المال العام المنهوب، إلى جانب تشريع ما يلزم من قوانين تسهم في محاربة الفساد، فضلا عن العمل على إصلاح إداري عبر تفعيل دور مجلس الخدمة المدنية وقيامه بصلاحياته الكاملة...

في المحصلة، ثبت ان 6 شباط 2006 لم يكن تحالفا مسيحيا شيعيا ضد السنة، بل تفاهم وطني يتسع لجميع المكونات والناس، من المستقبل إلى القوات وما بينهما وقبلهما وبعدهما... وهو لم يكن أيضا مدخلا إلى المثالثة بل جدد المناصفة والميثاق واعاد التوازن، كما انه لم يفرض التشادور ولم يطبق ولاية الفقية كما لفق وروج، بل ساهم في تكريس الاستقرار السياسي وحماية لبنان من العدوين الاسرائيلي والارهابي.

يبقى أن لكل 5 شباط فتنوي بين اللبنانيين، 6 شباط تفاهمي بينهم... وشعب لبنان دائما أقوى من الفتنة.وعدا عن ذلك، انشغل اللبنانيون اليوم باقرار البيان الوزاري حكوميا، بإصرار رئاسي محوره بند عودة النازحين، مع الاشارة الى ان المجلس الاعلى للدفاع ينعقد غدا في بعبدا.

 

المحكمة الدولية تحاكم عياش غيابياً

بيروت ـ”السياسة” /06 شباط/2020

أصدرت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان، أمس، قرارا “بالشروع في محاكمة غيابية لسليم جميل عياش المتهم في الاعتدءات على مروان حمادة، وجورج حاوي، والياس المر، والتي وقعت في لبنان في 1 أكتوبر 2004، و21 يونيو و12 يوليو 2005 على الترتيب”. وجاء في البيان، “توصلت غرفة الدرجة الأولى إلى هذا القرار واضعة في اعتبارها المرافعات الشفهية والخطية للمدعي العام، ورئيس قلم المحكمة، ورئيس مكتب الدفاع، وكذلك نظرت بدقة في مستندات عديدة من السلطات اللبنانية التي تبين بالتفصيل الخطوات التي اتخذتها للقبض على المتهم السيد عياش وإعلامه بالإجراءات التي بدأت ضده”. وأضاف البيان، “من هذه الخطوات بذل السلطات اللبنانية جهودا في محاولات متعددة للعثور على المتهم في آخر مكان سكن له معروف وفي أماكن أخرى، وأخذت غرفة الدرجة الأولى في اعتبارها أيضا أن قرار الاتهام وهوية المتهم قد لقيا تغطية مكثَّفة في وسائل الإعلام في لبنان. وإضافة إلى ذلك، رأت غرفة الدرجة الأولى أن من الاعتبارات ذات الصلة أن السلطات اللبنانية لم توفَّق في بحثها عنه الذي تقوم به منذ عام 2011 في إطار قرار اتهامه باعتداء 14 فبراير 2005 على رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وآخرين”. وقالت المحكمة في بيانها: “استنتجت غرفة الدرجة الأولى أن جميع الخطوات المعقولة قد اتخذت لضمان حضور المتهم وإعلامه بالتهم المسندة إليه، ومع ذلك، شددت على حق المتهم في محاكمة جديدة إذا حضر أمام المحكمة في المستقبل”.

 

غضب عارم يعمُّ لبنان تنديداً بممارسات شبيحة “التيار العوني”

بيروت ـ”السياسة” /06 شباط/2020

 تفاعل بقوة حادث اعتداء مرافقي عضو تكتل “لبنان القوي” النائب زياد الأسود على مواطن طرابلسي في المعاملتين، حيث سادت أجواء من الغضب العارم مدينة طرابلس التي حمل سياسيوها بعنف على الأسود وفريقه السياسي، مؤكدين أنّ هذا التصرف الأرعن من قبل النائب “العوني”، من شأنه أنّ يقود إلى فتنة عمياء. وكان وقع مساء أول من أمس، إشكال بين مؤيدين للنائب الأسود وعدد من المحتجين أمام احد المطاعم في المعاملتين الكسروانية. وأظهر مقطع فيديو تعرض مرافقي النائب “العوني” لأحد الشبان بالضرب أمام المطعم، كما تمّ تكسير سيارة أحد المحتجين.

وأقدم مجهولون ليل أول أمس، على إحراق مكتب “التيار الوطني الحر” في بلدة حلبا، رداً على تعرض المواطن الطرابلسي للاعتداء من قبل أزلام الأسود.

وتقدم المحامي لؤي غندور ببلاغ الى النيابة العامة التمييزية بحق النائب الأسود ومناصري التيار الوطني الحر بشأن الجرائم المشهودة التي ارتكبوها ليل الأربعاء الماضي، وبحق التيار الوطني الحر ممثلاً بشخص رئيسه النائب جبران باسيل كونه المسؤول عن أفعال مناصريه ومحازبيه. ورأى الرئيس نجيب ميقاتي، أنه “بات واضحا أن ثمة محاولات لجر البلاد الى فتنة طائفية ومناطقية، تشبه بدايات الحرب اللبنانية الاليمة، عبر إرتكابات وافعال وشعارات عنصرية بشعة تستتبعها ردات فعل بشعة ايضا”. من جهته،غرد النائب وليد جنبلاط على “تويتر” قائلا: “اذ نستنكر الاعتداء على الناشطين ايا كانوا من قبل ازلام النواب والغير على أمل على البعض منهم ان تنجلي له الحقائق بدل الاتهام العشوائي وسياسة زرع الكراهية.

وعلقت النائب ديما جمالي، على الاشكال وغردت، عبر “تويتر”، قائلة، “اذا البعض بيستعملو الطائفية والمناطقية وفرّق تسد ليعملو نواب لازم نبقى واعيين ونتمتع بأعلى درجات ضبط النفس بوجّن”. كما أشارت النائب بولا يعقوبيان، عبر “تويتر”، الى أن “بكامل قواهم العقلية يريدون اعادة لبنان الى الحرب الأهلية”. واضافت، “بعد فيه شوية ناس ما قتلتوهم وما هجرتوهم وما جوعتوهن”. وتوجه النائب شوقي الدكاش، عبر “تويتر”، الى “صاحب كل قلب أسود”، بالقول، “كسروان لا ترحب بمفتعلي الفتن والحاقدين والمستفزين والمستقوين على الناس”. وفي الإطار، علق الوزير السابق أشرف ريفي على الإشكال، وأشار في بيان، الى “أننا لم نُفاجأ بما قام به النائب زياد أسود وشبيحته فهذا السلوك ناتج عن مدرسةٍ أباحت لنفسها من القمة، إلى بعض قواعدها المغرَّرين، نبش القبور وإثارة الفتن واستعادة مشاهد الحرب الأهلية التي دفنها اللبنانيون”. وتوجه ريفي، الى “العهد الخريفي، عرّاب الإنهيار، الذي صمَت صمت القبور على فتنةِ أزلامه”، بالقول، “أتى بكَ السلاح غير الشرعي، وسترحل على يد الشعب”.

وعلق عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” مصطفى علوش،على الإشكال، وكتب على “تويتر” قائلا: “بعد ان شاهدت شريط الاعتداء على المواطن في كسروان من قبل بعض الرعاع أقول لابناء قلب لبنان العقلاء اللبنانيين الوطنيين بان لا تسمحوا للبلطجي التافه الساقط اخلاقيا ووطنيا وإنسانيا ان يسرق صوتكم ويشبح على الناس باسمكم. ان قلب لبنان لا يحتمل المزيد من الحقد التافه”. وأكد “لقاء سيدة الجبل” أنّه “مرّ على قضائيّ كسروان وجبيل أحداث 1958 و1975 وغيرها، ولم تشهد هذه المنطقة حادثة تُذكر عكّرت العيش المشترك، لا بل بعكس ذلك تماماً. لقد كانت المدن والقرى تعيش بوئامٍ بين فتوح كسروان وجرود جبيل حتى أصبحت نموذجاً وطنياً للعيش المشترك”. واعتبر في بيان أنّ “ما حصل بين مرافقي النائب زياد أسود وعددٍ من الثوار ليس حادثاً مناطقياً ولا طائفيّاً، بل هو سياسيٌّ بامتياز”، مشيرًا إلى أنّ “ما حصل هو محصور ببعض الأشخاص ويتطلّب معالجة فورية كي لا يتكرّر”.

في المقابل، خرج النائب الأسود عن صمته، معلقا على إشكال المعاملتين، وقال عبر”تويتر”، “قبل الاسترسال بالأكاذيب و التشويه الإعلامي، نشير الى حضور 3 سيارات إلى مكان تواجدي و دهس أحد مرافقي هو متضرر و الهرب و من ثم محاولة اقتحام المكان مع مسدس ظاهر سلم إلى مخفر غزير تبين فيما بعد أنه شبه اصلي”. وأضاف، “المسالة ليست طائفية بل ملاحقة و تعدي… من جاء إلى من و من تعدى على من؟. وبدوره، أسف “التيار الوطني الحر”، في بيان للتعرض للحريات الفردية في الاماكن العامة والخاصة، معتبرًا أن “هذا الاسلوب لا يخدم أي مطالب محقة”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اللواء أشرف ريفي:  للعهد الخريفي،عرّاب الإنهيار، الذي صَمَت صمت القبور على فتنةِ أزلامه، فنقول: أتى بكَ السلاح غير الشرعي، وسترحل على يد الشعب.

مواقع الكترونية/06 شباط/2020

صدر عن اللواء أشرف ريفي الآتي : لم نُفاجأ بما قام به النائب زياد أسود وشبيحته، فهذا السلوك ناتج عن مدرسةٍ أباحت لنفسها من القمة، الى بعض قواعدها المغرَّرين، نبش القبور وإثارة الفتن واستعادة مشاهد الحرب الأهلية التي دفنها اللبنانيون.

كذلك لم نُفاجأ بموقف أهلنا في كسروان الأبية، الذين رفضوا ما قام به النائب الفتنة، فكسروان في الجغرافيا قلب لبنان، وأهلها وعائلاتها كرام، يلفظون من يدّعي بإسمهم إرتكاب هذه الأفعال المخزية.

ما نقوله اليوم حقيقة وطنية لا تقبل الشك، فثورة ١٧ تشرين أكدت المؤكد.

أتوجه الى أهلي في طرابلس والشمال وكل لبنان، الذين أسقطوا مع إخوانهم في كسروان، الحلم الأسود لهؤلاء الصغار،بأن يتسلحوا دائماً بالحكمة، وأن يَطمئنوا الى أن شركاءهم في الوطن، في جهوزية، قادرة على إجهاض مدارس الشر والعنصرية والطائفية.

إن هذا الإعتداء هو جرمٌ مشهود في إثارة الفتنة، وندعو مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المعتدين، والمحرضين، على ما ارتكبوه، فاللبنانيون يريدون العدالة والمحاسبة.

أما للعهد الخريفي،عرّاب الإنهيار، الذي صَمَت صمت القبور على فتنةِ أزلامه، فنقول: أتى بكَ السلاح غير الشرعي، وسترحل على يد الشعب.

 

الراعي وصل الى روما وصلى على نية السلام: للولاء للبنان والتضحية في سبيله لنكون عائلة واحدة على تنوعنا

وطنية - روما - الخميس 06 شباط 2020

وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى روما، يرافقه مسؤول البروتوكول والاعلام في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض والامينة العامة للمؤسسة المارونية للانتشار هيام بستاني، وكان في استقباله في صالون الشرف في مطار "فيوميتشينو" سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي الدكتور فريد الخازن، قنصل لبنان في ايطاليا كوين - ماريل غياض، الوكيل البطريركي لدى الكرسي الرسولي رئيس المعهد الحبري الماروني في روما المطران رفيق الورشا ونائبه الاب هادي ضو، مسؤول مكتب المؤسسة المارونية للانتشار في روما فيكتور طراد ورؤساء وكالات الرهبانيات المارونيات في روما وعدد من الاباء. وبعد استراحة في صالون الشرف، توجه البطريرك الراعي الى مقر اقامته في المعهد الحبري الماروني حيث ادى صلاة الشكر في كنيسة القديس مارون. ومساء اقيمت صالة مسبحة الوردية بالتزامن مع الصلاة في بكركي، على نية السلام في لبنان وبلدان الشرق الاوسط، حيث دعا الراعي الى "الصلاة من اجل لبنان وخصوصا من اجل وحدة الشعب اللبناني، ولكي نشعر كلبنانيين اننا جميعا عائلة واحدة"، وأكد أن "قيمة لبنان على تنوعنا الثقافي والمذهبي والانتمائي نشكل عائلة واحدة". واعرب الراعي عن استيائه واسفه "لما حصل بالامس امام مطعم الجزيرة في المعاملتين"، مشددا على "ضرورة التعالي على جراحنا والحفاظ على وحدتنا الداخلية والوطنية، لان هذه الوحدة تبدأ من المنزل والمجتمع، فإذا حافظنا عليها في مجتمعنا نستطيع عندئذ المطالبة بأن تكون هذه الوحدة موجودة بين السياسيين والمؤسسات"، آملا "ان نشعر دائما ان كل قيمة لبنان هي العيش معا"، داعيا الى "الصلاة من اجل قيامة لبنان واستقراره السياسي والاقتصادي والمالي". كما أمل الراعي "ان تستطيع الاسرة السياسية انطلاقا من البيان الوزاري، النظر الى خطة الطريق لهذه القيامة والنهوض والسير بها"، معتبرا انه "امام الحالة الخطيرة التي يعيشها لبنان في هذه الايام، علينا ان ننسى كل خلافاتنا وبذل الجهود متضامنين متكاتفين من اجل خلاص وطننا، الذي منه كل كرامتنا ومصيرنا ومعنى وجودنا". وذكر بأن "لبنان صاحب دور ورسالة، فإن لم نساعد بعضنا البعض من اجل النهوض بوطننا، لن تكون اي دولة خارجية على استعداد لمساعدتنا، مع العلم ان كل الدول تريد الخير للبنان وتقدمه"، داعيا الى "الصلاة من اجل الولاء للبنان والعمل والتضحية في سبيله، وخصوصا من اجل ان نكون عائلة واحدة على تنوعنا الديني والمذهبي والثقافي والانتمائي".

 

لقاء سيدة الجبل وشخصيات طالبوا الاجهزة الامنية والقضائية بوضع يدها على ملف حادث كسروان أمس

وطنية - الخميس 06 شباط 2020

أعلن "لقاء سيدة الجبل" أن أعضاء منه "تشاوروا مع شخصيات وطنية من كافة المناطق اللبنانية وتوافقوا على بيان، أشاروا فيه الى أنه "مر على قضاءي كسروان وجبيل أحداث 1958 و1975 وغيرها، ولم تشهد هذه المنطقة حادثة تذكر عكرت العيش المشترك، لا بل بعكس ذلك تماما. لقد كانت المدن والقرى تعيش بوئام بين فتوح كسروان وجرود جبيل حتى أصبحت نموذجا وطنيا للعيش المشترك". ولفتوا الى أن "ما حصل بالأمس بين مرافقي النائب زياد أسود وعدد من الثوار ليس حادثا مناطقيا ولا طائفيا، بل هو سياسي بامتياز. إن ما حصل هو محصور ببعض الأشخاص ويتطلب معالجة فورية كي لا يتكرر. لذلك، يطالب لقاء سيدة الجبل والشخصيات الموقعة، الأجهزة الأمنية والقضائية بوضع يدها على الملف لتبيان الحقيقة بشفافية كاملة وليحاسب من هو مسؤول بحسب القانون".

وأورد البيان أسماء الموقعين كالاتي: احمد صميدة (طرابلس)، اسامه حوا (طرابلس، الشمال)، اسعد بشارة (كفروة، النبطية)، امين محمد بشير (طرابلس، الشمال)، انطوان قسيس (قرطبا، جبيل)، ايفا حاماتي (طرابلس، الشمال)، ايلي الحاج (جبيل، جبيل)، ايلي الحاج (زغرتا، الشمال)، ايلي كيرللس (بحديدات، جبيل)، ايمن جزيني (جباع، النبطية)، بهجت سلامة (عين الريحانة، كسروان)، بيار فؤاد سعيد (حارة صخر، كسروان)، توفيق كسبار (بشري، الشمال)، جوزف كرم (بسكنتا، المتن)، جوزف كرم (قرطبا، جبيل)، جومانا الياس كرم (قرطبا، جبيل)، جهاد حورشي (صور، الجنوب)، خليل طوبيا (بيت شباب، المتن)، دومنيك المصري (صور، الجنوب)، ربى كبارة (طرابلس، الشمال)، رجاء خوري (طرابلس، الشمال)، رجينا قنطرة (طرابلس، الشمال)، روبير اندراوس (عين الرمانة، بعبدا)، ريم اسوم (طرابلس، الشمال)، ريمون معلوف (نيحا، البقاع)، زاهر عبد الحي (طرابلس، الشمال)، زينه نبيه مجدلاني (رأس بيروت، بيروت)، سامي شمعون (زحلة، البقاع)، سعد كيوان (عبرين، البترون)، سلاف الحاج (طرابلس، الشمال)، سليمان اسعد خالد (وادي خالد، عكار)، سمير عبد الملك (شيخان، جبيل)، سناء الجاك (الغازية، النبطية)، سوزي زيادة (مزرعة السياد، جبيل)، سيرج بو غاريوس (مزرعة السياد، جبيل)، سيريل يمين (صيدا، الجنوب)، سيمون جورج كرم (قرطبا، جبيل)، شاهين الخوري (قرطبا، جبيل)، شدا قصاب (طرابلس، الشمال)، طوني الخواجه (زغرتا، الشمال)، طوني حبيب (قرطبا، جبيل)، عباد حنا السخن (قرطبا، جبيل)، علاء خضر (طرابلس، الشمال)، وليد جنبلاط (المختارة، الشوف) ، غسان مغبغب (عين زحلتا، الشوف)، فابيولا حداد (ذوق مصبح، كسروان)، فاديا فرنسيس (طرابلس، الشمال)، فارس سعيد (قرطبا، جبيل)، فرنسيس فريد الهليل (وادي شحرور، بعبدا)، فريد بدران (وادي شحرور، بعبدا)، فريد هيكل الخازن (جونية، كسروان)، فوزي قلعجية (طرابلس، الشمال)، كارلوس انطوان كرم (قرطبا، جبيل)، محمد ديب حيدر عثمان (بعلبك، بعلبك الهرمل)، مياد حيدر (شتورا، البقاع)، ميسا منصور (بيروت)، نادر مرهم (شويفات، الشوف)، ندى حسين الحسيني (مزرعة السياد، جبيل)، نعمة لبس (ضهر الصوان، المتن)، نعمة محفوظ (طرابلس، الشمال)، نوفل ضو (جونيه، كسروان)، نيللي عبود (حالات، جبيل)، هدى شطح (طرابلس، الشمال)، هند الصوفي (طرابلس، الشمال)، وفى زاخم نبتي (طرابلس، الشمال).

 

فضيحة الأموال المنهوبة.. السلطة تعترف بتهريبها لإستعادتها وحمايتها!

جنوبية/06 شباط/2020

فضيحة مالية سياسية أخلاقية تتشكل بإمتياز، وتشكل نموذجاً صارخاً عن وقاحة الطبقة الحاكمة في تكييف القوانين على قياس الأزلام والمحسوبين، على خلفية ملف تهريب الأموال المنهوبة، التي تنصلت من التسمية بداية، لتقول أن جُل ما جرى هو تحويل أموال بطريقة شرعية، غير ان المخاوف من مصادرتها جعلتها تعيد  النظر  وتعترف بتحويلها كي تتمكن من إعادتها.  هذه “النقيصة” الجديدة المدوية  تكشف عمق فساد السلطة وأركانها الذين يسعى معظمهم بكل جهده من اجل استصدار قوانين واتخاذ إجراءات من اجل حماية الأموال  وحماية من سرقوها، فيما العالم يبدي استعدادا لمصادرتها اذا ما طلب لبنان ذلك او تحرك المجتمع من اجل منع التصرف بها واحتجازها. وتعكس هذه الفضيحة أيضاً الابتزاز الذي يمارس على المواطنين من قبل الذين اخرجوا أموالهم من لبنان خلال الأشهر التي سبقت انتفاضة 17 تشرين، وهي نحو أربعة مليارات دولار ودائع لتسع شخصيات سياسية أو قريبة منها في المصارف أخرجت ودائعها من البنوك اللبنانية الى الخارج. كما عمدت بعض المصارف الى اخراج ودائع تحت عنوان استثمارات في الخارج بما يتجاوز الثلاثة مليارات دولار.  هذه الودائع يقوم أصحابها وتحديدا من السياسيين بمحاولة تهريب معاكسة لأموالهم نحو لبنان، في عملية ابتزاز بالتعاون مع حاكمية مصرف لبنان، ومع بعض القيادات السياسية المعنية، من أجل استصدار قوانين جديدة، تبقي عملية تجميد الودائع في البنوك اللبنانية القائم اليوم، وتعطي ضمانات جدية لأية أموال جديدة تدخل الى لبنان بأن يكون أصحابها أحرارا في إخراجها متى شاؤوا من لبنان، ولديهم حرية التصرف الكاملة بها بخلاف أصحاب الودائع الموجودة في المصارف قبل 17 تشرين. هذا القانون ليست الغاية منه جذب المستثمرين الذين فقدوا الثقة بالنظام المصرفي، ولن يقوم أي متمول خارج لبنان بايداع أمواله في البنوك اللبنانية مهما صدر من قوانين، طالما ان الثقة بالنظام المصرفي باتت شبه معدومة ان لم تكن معدومة تماما. لذا هذا القانون الغاية منه إعادة تهريب الأموال المشبوهة التي خرجت من لبنان، وباتت عرضة لخطر المساءلة في سويسرا وغيرها، والخوف من وضع اليد على هذه الأموال في الخارج بتهم الفساد او ما شابه، هو ما يدفع أصحابها الى العمل الحثيث من اجل اعادتها الى لبنان، واستصدار قوانين جديدة لحمايتها في لبنان هو الجاري اليوم، وبالتالي توفير الطريق لاعادة تهريب الأموال المشبوهة الى لبنان، لان لبنان البلد الوحيد القادر على حمايتها.

 

صلاح الحركة لـ«جنوبية»: حبذا لو قاد الشيعة هذه الثورة

جنوبية/06 شباط/2020

صلاح الحركة نائب لبناني سابق عن دورة عام 1996 عن دائرة بعبدا. كما ترّشح عن دائرة بعبدا في دورتيّ 2009 و2018 إلا أنه لم يوّفق بسبب القانون الإنتخابي. ناشط سياسي في اطار المعارضة الشيعية، تعرفه الساحات اللبنانية المعارضة بجهده ونشاطه و "وسطيته".

يرى الحركة إن “الحراك إنطلق، ولم يعد بإمكان أحد إيقافه، وقد جاء بشكل غير متوّقع بأفكار جديدة وبطروحات جديدة يتقاطع مع مبدأ دولة عصرية حديثة بعيدة عن الحزبية الضيقة”.ورأى أن “من يثور ليس عامة الشعب فقط، بل من كل الأحزاب والحركات. وهذه الثورة تركت أثرا، وهو بناء دولة على أساس المواطنة. وأنا على إتصال مع كثيرين منهم، ومن بينهم بعض منسقي الثورة”. وأوضح “أن الحقيقة ليس ثمة مطالب شخصية بل عامة، وهي إصلاح ما أفسده الدهر”. إقرأ أيضاً: النائب السابق صلاح الحركة يقدم اقتراحين لحل معضلة الانتخابات وقال: “نحن أفسدنا عبر عشرات السنين بلدنا أوصلناه إلى مرحلة باتت فيه السياحة والضيافة ومصرف الشرق الأوسط في خبر كان. وباتت المصارف تعطينا أموالنا بالقطّارة، وهذا ما قوّض الدولة، لذا المطلوب الإصلاح”.وأكد بالقول “كشيعي، ما تربينّا عليه، وما أورثنا إياه جدي وأبي هو ما نعتز به، فالحسين خرج للإصلاح في أمة جده محمد. وكنت آمل أن نكون كشيعة قادة هذه الثورة. فحزب الله الذي حرر الجنوب ليس فقط لأنها أرضا، بل من أجل الكرامة، وحركة المحرومين خرجت لحفظ كرامة المجتمع. لكن نحن لعبنا دورا عكسيّا. لذا أتمنى أن يُعيدوا التفكير، وارجاع الأمور إلى ما كانت عليه دون أن نكون قد خسرنا المعركة الأساسية”.

جبهة معارضة

وحول الإعلان عن جبهة أو هيئة معارضة ستظهر الى العلن، شدد الحركة بالقول “بصراحة الثورة ليست كلها منسجمة مع بعضها، هي عبارة عن تجربة قطاعات مختلفة، وهي تتناقض في الكثير من القضايا، وخاصة القضايا الماليّة. فهناك مجموعات من اليسار، وأخرى من اليمين لا يمكن جمعها معا. ميدانيا هناك مجموعات كثيرة تجتمع وتتآلف وتؤسس لهيئة موّسعة، وأنا أحد المشاركين فيها، ولكن متى ستظهر لا أعرف”.  وتابع بالقول “بالنسبة للحكومة الحاليّة لا يمكن أن نأخذ منها موقفا، ولا يمكن مواجهتها. أمس سربوا مسودة رابعة عن البيان الوزاري، يحوي ايجابيات وتتلائم مع مطالب الحراك. وخاصة الإصلاحين القضائي والمالي والاقتصادي، وأنا منذ أكثر من شهر نشرت على صفحتيّ على وسائل التواصل الإجتماعي نصّ كتاب مفتوح الى الرئيس حسان دياب اقترحت عليه عمل “قانون الكرامة”، وفحواه أنه عندنا 100 ألف عائلة تعيش تحت خط الفقر، وبحساب بسيط إذا اعطينا لكل عائلة 250 ألف ليرة شهريا نحفظ لهم كرامتهم. وعلى مدى سنة سندفع 200 مليون دولار، وهو يماثل عجز شهر ونصف كهرباء فقط. وبهذا المبلغ نصون كرامة 100 ألف عائلة لبنانية”. وأردف “أمس إلتقيتُ أحد المسؤولين، فقال لي إن فكرتك ستطبّق، وأن البنك الدولي قرر تقديم قرض بـ500 مليون دولار كمساعدة إجتماعية. وهو أمر إيجابي. وبحسب البيان الوزاري المسرّب وجدت مشروع الإصلاح القضائي، فإذا أخذت هذه الحكومة الثقة، وحاولت أن تنّفذ المطالب، فمعنى ذلك أنه يجب أن تُعطى ثقة، وهو أمر إيجابي”. وإعتبر أن “الثورة أكبر وأعمق من التكسير ومع الأيام ستفرز الأمور. وما يهمني أن هذه الثورة ستصل إلى مرحلة عبر المسؤولين بعد سنة أو سنتين أن تصل إلى اصلاح فعليّ يخرجنا من الضائقة الإقتصادية عندها االثوار سيتجاوبون، وأنا لا أنظر إلى الثورة بمنحى سلبي، وأنا اعتقد أن الناس ستستمر بمطالبها حتى لو لم يكن أهل الحكم هم أنفسهم غداً. إذ سيرضخون عن قناعة أو مجبرين بالنهاية”. ولفت الحركة إلى أن “الثوار يواكبون والإجتماعات مستمرة. وسوف ينوجد اطارا لهذا العمل، ونتيجة تجربتي أتأمل نجاح الشباب”. وشدد على انه “لست طامحا إلى أيّ منصب، وكل ما اطلبه أن يبقى أبنائي وأحفادي في لبنان في جو إيجابي. وإن شاء الله سيخرج شيء جديد من هذا المجتمع. ودائما كان بلدنا منارة هذا الشرق منذ مساهمة لبنان بتأسيس الأمم المتحدة”.

الشباب الشيعي

وعن المزاج الشبابي الشيعي وتطوره، قال “هناك شيعة ضمن الثورة بالنبطية وصور وبعلبك، هم منخرطون بالثورة، و مشاركة المئات من هؤلاء الشباب تساوي الآلاف، وهم أكثر بكثير، وفي بيروت هناك كثر من المنتفضين من الشيعة، ولا يغرّنكم من يقول “شيعية شيعة شيعة”. فنحن الشيعة تربيّنا على فكرة قائمة على احترام الإنسان خليفة الله. ونحن شيعة الإمام حسين وشيعة القرآن، والظروف ستفرض عليهم أن يمشوا مع الثورة”. وشدد على أن “المظهر الذي صار بالعازاريه هو مظهر غير حضاري، ولا يجب أن يتكرر وهو خسارة على مفتعليه، ويعطي ردود فعل عكسية، وعلى صعيد الإجتماعات التي تحصل لا يمكن الضغط على الموجودين في ساحات الاعتصام”. وختاما، رأى أنه “لا مهرب لأركان السلطة الحاكمة، أي كل من حزب الله، والتيار الوطني، وحركة أمل، وأنا لا أرى لهم من مهرب إلا باجراء اصلاحات حقيقية، لأن ثمة دول أكبر من لبنان بكثير سبقتنا إلى السقوط، والنظام اللبناني مصيره إما أن يصطلح أو يتحطم. وأنا لا أتكلم بعدائيّة ضد أحد”.

 

الجوع يسقط التلاميذ والأطفال أرضاً في المدارس الرسمية في البقاع

ايلي يوسف/Ma32oul/06 شباط /2020

 في بداية التحركات الشعبية قال أحد الإعلاميين المخضرمين أن اللبنانيين في حال بقيت الأزمة الإقتصادية تتفاقم سيصبحون مثل “الزومبي” في الطرقات و ستأكل الناس بعضها، اعتقدت حينها أنه متشائم لدرجة الهلوسة أو أنه يحاول توجيه الرأي العام لتخويفه، و لكن ما يحصل في بعض المدارس الرسمية يجعلنا نفكر مرتين بما يحكى عن أزمة باتت في صميم مجتمعاتنا المتناقضة و التي لا يجمعها سوي لقمة العيش. لمن لا يعرف فهناك بعض المدارس الرسمية في منطقة البقاع تحديداً  قد عانت من انهيارات اعداد من التلاميذ على الأرض تبيّن أن أهلهم لم يتمكنوا من تأمين سندويشات لهم و هذا ما يعكس أزمة اجتماعية و صحية ناتجة عن الأزمة الإقتصادية التي لا تزال مستترة نسبيا. في الصين الكورونا يسقط الناس أرضا و في لبنان الفقر يسقط الأطفال جوعا في المدارس لأن ذويهم غير قادرين على تأمين لقمة العيش التي تحيهم  و لكن عندما يكتب التاريخ بعد سنوات عديدة لن يجد عذرا لما يحصل، لن يقول الجراد حجب نور الشمس و لن يقول حصار عثماني. لنصلي جميعا كي يبقى لنا وطن و سيدرس أبناءنا تاريخهم(حاضرنا) على أمل ألا يشمتوا بنا.

وفي معلومات خاصة لموقعنا فإن بعض التلاميذ في منطقة البقاع وفي المدارس الرسمية والمجانية سقطوا أرضاً ليتبين بعدها

أن هؤلاء التلاميذ امضوا أيام بدون قوت لأن الأهل عاجزين عن العمل وعن اطعامهم  بسبب الأزمة المالية والإقتصادية الحادة التي يمر بها لبنان هذه ليست رواية انما حقيقة تطال قسماً كبيراً من التلميذ والأطفال في هذه المدارس

 

لبنان يشرع بإعداد موقف متكامل لتفاصيل رفضه صفقة القرن

بيروت: خليل فليحان/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

قال مرجع دبلوماسي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، إن لبنان معني بالسلام في الشرق الأوسط ومشكلته أنه يقع تحت تأثير محور المقاومة، وقد سارع رئيس الجمهورية ميشال عون بعد ساعات من إعلان سيد البيت الأبيض، عن صفقة القرن، إلى رفضها، والتمسك بمبادرة السلام العربية التي كانت قد أقرت في قمة بيروت العربية التي كانت انعقدت في العام 2002. ومن المسلّم به أن البيان الوزاري يتبنى هذا الموقف، وأبلغه وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتيّ، لكل من اجتماع وزراء الخارجية الاستثنائي الذي عقد في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي والذي رفض مبادرة ترمب، كما أبلغ حتي الموقف نفسه لمؤتمر التعاون لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد في جدة، وشرح للمؤتمرين موقف لبنان الذي يلتقي مع الموقف العربي. وذكر المرجع أن حتي سيشرع في تحضير رد متكامل لتبرير رفض صفقة العصر التي ترمي إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي طليعة رفضه الطابع الذي ارتدته، وهو الفرض على لبنان. وفنّد المرجع نفسه سبب رفض لبنان لصفقة العصر، فقال إن خطة ترمب تشمل إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة ولبنان هو من بين هذه الدول، وهو يرفض بشكل قاطع بيع فلسطين وتوطين سكانها الأصليين خارجها، مشيراً إلى أن لبنان الذي يستضيف ما يزيد على الـ400 ألف لاجئ فلسطيني يرفض توطينهم في لبنان وهو الذي استضافهم نحو 70عاماً. ويرفض لبنان تكريس القدس عاصمة لإسرائيل، وتجريد الدولة الفلسطينية من أي مقومات للدولة، فلا سلاح إلا سلاح الشرطة ولا يوجد مجال جوي لها.

 

وزير الخارجية البلجيكي في بيروت لدعم {الإصلاحات الضرورية}

بيروت/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

أعلن وزير خارجية بلجيكا فيليب غوفين أن وجوده في بيروت يمثل «شهادة دعم من جانبنا للبنان للإصلاحات الضرورية التي ستقومون بها»، مشدداً على دعم بلاده للبنان في هذه الإصلاحات، «وندعمه اقتصادياً في ضوء برنامج محدد زمنياً، من شأنه الحفاظ على الثقة القائمة بين بلدينا اللذين تربطهما علاقات صداقة طويلة». والتقى غوفين، خلال زيارة مختصرة إلى بيروت أمس، رئيس الحكومة حسان دياب حيث تم عرض تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. كما التقى وزير الخارجية ناصيف حتي، الذي قال إن «مسألة النازحين ذات أهمية كبرى بالنسبة للبنان وبالنسبة إلى أوروبا، فتداعياتها كبيرة على الشعب اللبناني الذي تحمل كلفة كبيرة نتيجة هذه الاستضافة فاقت 30 مليار دولار، ناهيك عن البطالة والتضخم واستهلاك بناه التحتية». وقال إن «المطلوب اليوم عودة سريعة للنازحين السوريين إلى وطنهم، وتحديداً إلى المناطق الآمنة التي أصبحت كثيرة، والعودة لن نرضاها إلا آمنة وكريمة ومناسبة لأوضاع النازحين». وأشار حتي إلى أنه عرض مع الوزير البلجيكي «وجهة نظرنا وتصورنا للحلول المقترحة وأهمية دور الحكومة الجديدة في وضع خطة للإنقاذ الاقتصادي في أسرع وقت، لعرضها على الدول المانحة والمؤسسات الدولية المختصة التي يمكنها مساعدة لبنان».

 

الحكومة تقرّ بيانها الوزاري اليوم وسط اعتراضات على بند الكهرباء وبري قال إن أصحاب خمسة مصارف حولوا أموالهم إلى الخارج

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

قفز ملف الإصلاح في قطاع الكهرباء إلى دائرة الاهتمام الدولي والمحلي، كأولوية في حلقة الإصلاحات التي يفترض أن تنفذها الحكومة لتعزز ثقة المجتمع الدولي بها، وتجذب المساعدات. وعشية إقرار البيان الوزاري للحكومة اللبنانية التي يفترض أن يتم في جلستها اليوم، وتحيله إلى البرلمان لمناقشته ومنحها الثقة في الأسبوع المقبل، استغرب رئيس مجلس النواب نبيه بري ما نسب في البيان الوزاري بشأن مقاربة موضوع الكهرباء كما كان في السابق، ما يؤشر على دفع محلي يتناغم مع دولي باتجاه الإصلاح في هذا القطاع. وعما إذا كانت التعديلات ستطال بند الكهرباء في البيان الوزاري على ضوء تنامي الملاحظات عليه، قالت مصادر وزارية معنية لـ«الشرق الأوسط» إنه في المبدأ ستبقى الأمور الأساسية على ما هي عليه في الجلسة الحكومية المخصصة اليوم لإقرار البيان الوزاري، لكنها أشارت إلى أنه «في حال أفضت النقاشات إلى بعض التعديلات الطفيفة، فذلك يعود إلى طبيعة النقاشات». وعلمت «الشرق الأوسط» أن وزير المال غازي وزني حاول خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري، تعديل النص الخاص بالكهرباء لجهة عدم ربط تشكيل الهيئة الناظمة للقطاع بتعديل قانون تنظيم قطاع الكهرباء، لكنه لم يفلح في ذلك. ولفتت المصادر إلى أن الجديد الذي طرأ على الموضوع، هو موقف الرئيس بري وموقف المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش الذي قال أمس إنه «من المعيب أن يبقى وضع الكهرباء على ما هو عليه». وقالت المصادر: «هذه المواقف تعطي رئيس الحكومة ورقة قوة تتيح له الضغط في جلسة اليوم لعدم الربط بين تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء وتعديل القانون، خصوصا أن عدم تشكيل الهيئة على وجه السرعة يعني تلاشي فرصة الاستفادة من مقررات مؤتمر سيدر». وكان كوبيش شدد على أن شروط المجتمع الدولي لمساعدة لبنان هي «الإصلاح والإصلاح والإصلاح»، ولفت إلى أن «الإصلاحات يجب أن تترافق مع مهل زمنية للتنفيذ»، مؤكدا أنه إذا لم يساعد لبنان نفسه فلن يساعده المجتمع الدولي. واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الأربعاء النيابي أن الواجب الوطني يحتّم علينا جميعاً تهدئة الأجواء، وخلق المناخات الملائمة لإعادة انتظام الحياة السياسية استناداً إلى الدستور والقانون. وقال بري إن دقة وحساسية الظروف الراهنة لا تحتمل جلد الناس والوطن والمؤسسات. وأضاف «نحن أمام فرصة حقيقية للإنقاذ إمّا أن نتلقّفها، فننجح، وإمّا أن ننكفئ عنها، فنفشل». واستغرب ما تسرب عن البيان الوزاري لجهة مقاربة موضوع الكهرباء كما كان في السابق، وتساءل «لماذا لا تتم معالجة هذا الملف على غرار معالجته في زحلة؟»، في إشارة إلى شركة كهرباء زحلة التي تحصل على امتياز من الدولة لتشغيل القطاع في المدينة، وتقوم بالجباية والصيانة، مقابل شراء الكهرباء من الحكومة. وأضاف بري: «لا مجال للتلطي، والاستحقاقات على الأبواب. أموال المودعين وجني عمرهم، قلق المغتربين، كل ذلك وخمسة مصارف تأكد أن أصحابها حوّلوا أموالهم الشخصية إلى الخارج وتقدر بمليارين و300 مليون دولار». وبالنسبة لجلسة مناقشة البيان الوزاري رجح رئيس المجلس بأنها قد تعقد ابتداءً من الثلاثاء المقبل في حال إحالة البيان إلى المجلس النيابي صباح يوم الجمعة كحد أقصى.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

12 قتيلاً في قصف إسرائيلي لمواقع “حزب الله” وإيران بريف دمشق

مصرع خبراء عسكريين روس وأتراك.. وسورية أعلنت اختراق أنقرة حدودها بغطاء من تل أبيب

الولايات المتحدة تعرض على تركيا المساعدة وتهدد بفرض عقوبات على دمشق

دمشق – وكالات/06 شباط 2020

 قتل 12 عنصراً من المجموعات الموالية لإيران و”حزب الله” اللبناني، في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع قرب دمشق وفي جنوب سورية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس، أن سبعة مقاتلين أجانب قتلوا في منطقة الكسوة جنوب دمشق، حيث تتواجد قوات إيرانية ومجموعات موالية لها، مشيراً إلى مقتل خمسة سوريين ينتمون لمجموعة موالية لإيران في منطقة إزرع التابعة لمحافظة درعا.

من جهتها، أفادت دمشق بسقوط جرحى جراء القصف، مشيرة إلى تصدي دفاعها الجوي “لموجتين من العدوان الجوي .. استهدفت بعض مواقعنا العسكرية في محيط دمشق ومواقع عسكرية في محيط درعا والقنيطرة وريف دمشق”. وذكرت أن القصف الإسرائيلي استهدف منطقة الكسوة ومرج السلطان وجسر بغداد قرب دمشق وجنوب إزرع في محافظة درعا الجنوبية، مضيفة إن الهجوم أسفر عن “إصابة ثمانية مقاتلين بجروح”.

من ناحية ثانية، أعلنت وزارة خارجية النظام السوري، في بيان، عن “قيام قوات تركية باختراق الحدود السورية فجر اليوم (أمس)، تحت غطاء العدوان الإسرائيلي”. وذكرت أن “قيام قوات تركية باختراق الحدود السورية في تناسق مكشوف وتزامن مفضوح وتحت غطاء العدوان الإسرائيلي يؤكد وحدة الأهداف بين النظام التركي والكيان الإسرائيلي في حماية الإرهابيين”. وفي سياق آخر، اعترضت وحدة من جيش النظام رتلاً عسكرياً للقوات الأميركية المتواجدة شرق الفرات بعد أن حاول الدخول إلى إحدى قرى منطقة تل تمر في ريف الحسكة شمال شرق سورية، وأرغمتها على العودة. من جهة أخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، ليل أول من أمس، إن الإدارة الأميركية تدرس فرض عقوبات جديدة، من دون أن يحدد الجهات التي ستكون مستهدفة، لكنه ألمح إلى أنها قد تكون على سورية. وأضافي إن “الرئيس دونالد ترامب يتمتع، بموجب مرسوم رئاسي اعتمد العام الماضي، بسلطة فرض عقوبات على الأشخاص الذين لا يدعمون العملية السياسية، خصصاً وقف إطلاق النار.. لذلك نحن ننظر في ما يمكننا القيام به حيال ذلك، ونحن نسأل الأتراك كيف يمكننا مساعدتهم”، معرباً عن قلقه الشديد إزاء الوضع في إدلب. وأعلن تأييد الولايات المتحدة لتركيا، في ردها على القصف المدفعي السوري لمواقع تركية في شمال غرب سورية. على صعيد آخر، لم تستبعد الرئاسة الروسية اجتماعاً بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لتهدئة الوضع في إدلب، وأوضحت أن الاتصالات الأخيرة بين الرئيسين أظهرت أن لكل منهما مخاوفه الخاصة. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أنها تواصل التنسيق الوثيق مع تركيا وإيران بخصوص سورية، مضيفة إن “المتطرفين نفذوا نحو ألف هجوم في منطقة خفض التصعيد في إدلب خلال الأسبوعين الأخيرين من يناير الماضي:. وكشفت أن “متخصصين” عسكريين من روسيا وتركيا قتلوا في هجمات في سورية.

ميدانياً، ورغم التهديد التركي، دخلت قوات النظام ليل أول من أمس، مدينة سراقب، ذات الموقع الستراتيجي في شمال غرب سورية، إلا أن قصفاً تركياً وهجوما للفصائل عاد وأجبرها على الانسحاب منها. وذكر “المرصد” أن “الفصائل المسلحة طردت قوات النظام من معظم سراقب”، موضحاً أن “الفصائل شنت هجوماً بالتزامن مع قصف تركي استهدف قوات النظام المتقدمة”. إلى ذلك، طالب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، والمفوض المكلف بشئون إدارة الأزمات في الاتحاد يانس ليناريتش، بإيقاف أعمال القصف وغيرها من الهجمات التي يتم شنها على المدنيين في شمال غرب سورية.

في غضون ذلك، عقد مجلس الأمن الدول جلسة مفتوحة، أمس، بالإضافة إلى الجلسة المغلقة المجدولة سابقاً بشأن الأسلحة الكيماوية في سورية، وذلك لبحث الأوضاع الحالية في شمال سورية. وقدم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية خلال الجلسة إحاطة بشأن الأوضاع الإنسانية والنازحين جراء القتال في المنطقة وتصاعد حدة التوتر بين القوات التركية والسورية فيها.

 

الفلسطينيون يدشنون “انتفاضة القرن” دهساً وطعناً في الضفة وإصابة 15 من نخبة "جولاني" في القدس و3 قتلى فلسطينيين بجنين

رام الله، عواصم- وكالات/06 شباط 2020

دشن الفلسطينيون، أمس، “انتفاضة القرن” في الضفة الغربية، بعمليتي دهس وطعن لجنود اإسرائيليين في القدس، ومواجهات في بيت لحم، أسفرت عن مقتل ثلاثة فلسطينيين، اثنين منهم في جنين، والثالث في القدس القديمة. وكانت وسائل إعلام عبرية تحدثت عن إصابة 15 جندياً من نخبة لواء “جولاني” بعملية دهس في مدينة القدس، فجر أمس، بينهم حالة خطيرة تم تحويلها لمستشفى “عين كارم”. وباركت الفصائل الفلسطينية، عملية الدهس، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إننا “ندين التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد أبناء شعبنا”، مشيرا الى أن “صفقة القرن، هي التي خلقت هذا الجو من التصعيد والتوتر، بما تحاول فرضه من حقائق مزيفة على الأرض”. وقالت حركة حماس ، أن تلك العملية تؤكد على أن الخط الجهادي لأبناء شعبنا ومقاوميه سيتصاعد في مواجهة صفقة القرن وإجراءات الاحتلال التي تستهدف أرضنا ومقدساتنا. وقال الناطق باسم حماس، حازم قاسم، إنّ الفعل “المقاوم” في قلب القدس هو رد شعبنا العملي على إعلان “صفقة ترامب”. وأكد، أنّ جماهير شعبنا على الأرض هي التي ستحسم الصراع وستنتزع حريتها، وستدوس بأقدامها صفقة ترامب التصفوية. وبدورها، أشارت حركة الجهاد في بيان لها، إلى أن العملية الفدائية ستشكل بداية مواجهة جديدة تحمل عنوان التصدي لخطة ترمب “الصفقة” ، وحماية المقدسات. وقالت، إنّ من نفذ العملية يدرك ما يريد جيدا فهو استهدف رتلا من جنود العدو المدججين بالسلاح في رسالة تحدي لسلاح القمع الذي يمارسه هؤلاء الجنود ضد المصليين في المسجد الأقصى وضد المقدسيين والشعب الفلسطيني بشكل عام. وأشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بعملية الدهس البطولية في مدينة القدس والتي أسفرت عن إصابة العشرات من جنود الاحتلال. وباركت حركة المجاهدين، العمل المقاوم الذي يقوده رجال الضفة والقدس المحتلة الذي يثبت أن حالة الاشتباك مع العدو هي الحل الوحيد لإبطال مؤامرت الصهاينة وأعوانهم. وأكدت، أن اشعال الأرض المحتلة تحت أقدام الجنود والمغتصبين، هو رد عملي وطبيعي على قرارات المجرم ترامب ونتتياهو بحق الضفة والقدس العاصمة. وأشارت ألوية الناصر صلاح الدين، إلى أنّ عملية القدس البطولية أظهرت هشاشة وفشل المنظومة الأمنية للعدو الصهيوني مقاومة شعبنا. وفي السياق، اصيب جندي إسرائيلي في إطلاق نار وقع في منطقة بنيامين القريبة من بلدة راس كركر غرب رام الله في الضفة الغربية. واستشهد شاب فلسطيني برصاص شرطة الاحتلال قرب المسجد الاقصى، أمس، بدعوى تنفيذه عملية اطلاق نار. وزعمت قوات الاحتلال ان الشاب طعن احد افراد الشرطة، ما ادى الى اصابته بجروح طفيفة ، قبل أن يطلق الجنود النار عليه. واستشهد فلسطينيان، في مدينة جنين بالضفة الغربية، برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات عنيفة أعقبت هدم منزل عائلة أحد الأسرى في المدينة، كما استشهد الرقيب في الشرطة الفلسطينية طارق بدران متأثرا بجروحه التي أصيب بها خلال المواجهات. وأعلنت حركة فتح في جنين إضرابا شاملاً أمس يشمل جميع المؤسسات الحكومية والمدارس والمحلات التجارية، فيما أصيب في المواجهات، أكثر من 20 مواطناً وهدمت قوات الاحتلال منزل الأسير قبع للمرة الثانية على التوالي عقب اقتحامها لحي البساتين في المدينة بنحو 30 دورية إسرائيلية، وعلى إثرها اندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال عند المدخل الغربي لمدينة جنين. وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليلة أول من أمس، غارات جوية جديدة على قطاع غزة، مستهدفة مواقع لحركة “حماس”. وعلى صعيد متصل، كشف موقع ميديابارت الفرنسي أن جيش الاحتلال عارض خطوة ضم أجزاء من الضفة إلى إسرائيل لانه يخشى أن تتمخض عن انفجار للغضب بالضفة الغربية من شأنه أن يفضي إلى إنشاء دولة واحدة تضم الإسرائيليين والفلسطينيين، مما يعني أنها لا يمكن أن تكون يهودية وديمقراطية في آن واحد. وقال الموقع، أن السبب الحقيقي هو معارضة كل من قائد القوات المسلحة ورئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيليين لمثل هذه الخطوة.

 

عباس وأولمرت يعلنان قريباً معارضتهما لـ”صفقة القرن”

رام الله- وكالات/06 شباط 2020

 أفادت القناة العبرية الثانية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، سيعقد مؤتمرا صحافيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تزامنا مع مناقشة “خطة ترامب للسلام” بمجلس الأمن. وأضافت القناة الإسرائيلية، نقلا عن مصادر فلسطينية أمس، أنه من المتوقع أن يعرب أولمرت عن معارضته للخطة، مشيرة إلى أنه سيتحدث مرة أخرى أنه كان على أعتاب اتفاق مع الفلسطينيين في نهاية فترة رئاسته للوزراء. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن ما يعتزم أولمرت قوله، ربما يساعد محمود عباس بحشد دعم دولي واسع لرفض خطة ترامب، لأن رئيس وزراء إسرائيلي سابق سيكون دليلا على أن الفلسطينيين لا يستبعدون التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل كجزء من المفاوضات بين الطرفين. هذا ومن المنتظر أن يصل الرئيس الفلسطيني عباس إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، لحضور مناقشات مجلس الأمن بعد نشر الخطة الأميركية.

 

قوات النظام السوري تدخل مدينة سراقب الاستراتيجية وقلق أميركي من التصعيد في إدلب... ومنظمات إغاثة تدعو لوقف فوري لإطلاق النار

لندن: «الشرق الأوسط/06 شباط 2020

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام السوري دخلت، اليوم (الأربعاء)، مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي في شمال غرب سوريا، كونها تشكّل نقطة التقاء بين طريقين دوليين يربطان محافظات سورية عدة. وذكر مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، أن «قوات النظام دخلت المدينة وبدأت تمشيط أحيائها بعد انسحاب مئات مقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل متحالفة معها»، وذلك بعد أسبوع من سيطرة قوات النظام على مدينة معرة النعمان، ثانية كبرى مدن محافظة إدلب. وفي سياق متصل، قال المبعوث الأميركي الخاص بشأن سوريا، جيمس جيفري، إن بلاده «قلقة جدا جدا» إزاء التصعيد في إدلب بسوريا، بقيادة هجوم تشنه قوات النظام السوري وبدعم من الروس إلى جانب مسلحين إيرانيين و«حزب الله» اللبناني، وكرر مطالبة موسكو بتغيير سياساتها. وأضاف جيفري، في إفادة للصحافيين، أن «الروس ينتهكون بشكل متزايد شروط اتفاقهم الثنائي على منع الاشتباك في شمال شرقي سوريا»، فيما قال إنه «تحرك لموسكو يهدف لتحدي وجود الولايات المتحدة في المنطقة». إلى ذلك، دعت ثمانٍ من كبرى منظمات الإغاثة الدولية، في نداء عاجل وجّهته اليوم، إلى وقف فوري لإطلاق النار في شمال غرب سوريا، محذرةً من «كارثة إنسانية» مع فرار مئات آلاف المدنيين من العمليات العسكرية. ومنذ ديسمبر (كانون الأول)، نزح أكثر من نصف مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، جراء حملة عسكرية تشنّها قوات النظام بدعم روسي على مناطق في محافظة إدلب وجوارها، تؤوي أكثر من ثلاثة ملايين شخص، نصفهم نازحون، وتسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً.

 

أميركا تصعّد تحذيراتها لروسيا من سياستها في إدلب بسوريا

واشنطن/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

صعّدت الولايات المتحدة تحذيرها لروسيا فيما يتعلق بسياستها في سوريا وقالت إن موسكو تحاول تحدي وجودها في شمال شرقي سوريا من خلال انتهاك شروط اتفاق منع الاشتباك كما تساعد في تصعيد القتال بمحافظة إدلب بشمال غربي سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري أمس (الأربعاء) إن بلاده «تشعر بقلق بالغ» إزاء الهجوم الذي يشنه النظام السوري بدعم من روسيا في إدلب وطالب موسكو مجدداً بوقفه. وأضاف: «هذا صراع خطير يتعين وضع حد له، وعلى روسيا أن تغير سياساتها». ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لعقد جلسة بمجلس الأمن الدولي اليوم (الخميس) لبحث الوضع في إدلب. وخفف الرئيس الأميركي دونالد ترمب من خططه لسحب قواته من سوريا بعد انتقادات في الكونغرس، وأبقى على نحو 600 جندي معظمهم في شمال شرقي سوريا لمواصلة قتال تنظيم «داعش». غير أن الولايات المتحدة ليس لها قوات على الأرض في شمال غربي سوريا ومن ثم ليس لها سيطرة تذكر هناك تمكّنها من فرض موقفها. وتسارعت وتيرة العنف في إدلب في الشهور الأخيرة رغم المساعي العديدة لوقف إطلاق النار، كان أحدها في يناير (كانون الثاني). وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود إن قوات النظام السوري دخلت مدينة سراقب في إدلب في محاولة جديدة من الرئيس بشار الأسد لاستعادة آخر معقل للمعارضة المسلحة. وقال جيفري: «لا نرى ضلوع الروس وحسب في دعم الهجوم السوري، بل أيضاً الإيرانيين و(حزب الله). لا نعلم إن كان الهجوم يهدف للسيطرة على الطريق إم 4 - إم 5 فحسب، أم سيستمر لأبعد من هذا»، في إشارة إلى الطرق الاستراتيجية السريعة التي تربط حلب بحماة واللاذقية على ساحل البحر المتوسط. وأضاف أن بإمكان موسكو أن تغير سياساتها وتلبي متطلبات المجتمع الدولي دون الإطاحة بالأسد. وأوضح: «تلك المتطلبات ليست خارقة... هي تتطلب تغيراً في سلوك النظام السوري. ذلك النظام ما كان ليبقى أسبوعاً واحداً لولا الدعم الروسي». وقال جيفري إن هناك المزيد من الوقائع الدالة على انتهاك روسيا لشروط منع الاشتباك في شمال شرقي سوريا، فيما وصفه بأنه محاولة لتحدي وجود الولايات المتحدة هناك. وتابع قائلاً: «حاولوا بضع مرات... التعمق داخل المنطقة التي نوجد بها نحن وقوات سوريا الديمقراطية داخل الخطوط الرئيسية التي رسمناها. تلك هي المرات التي تقلقني». وأضاف أن هذه المرات ليست كثيرة، لكنها آخذة في التصاعد. وقال إن «هذا مثير للقلق»، ودعا موسكو إلى الالتزام التام باتفاقات منع الاشتباك المبرمة مع الولايات المتحدة.

  

موسكو: خبراء عسكريون روس وأتراك قُتلوا بشكل مأساوي في سوريا

موسكو/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

أعلنت السلطات في موسكو، اليوم (الخميس)، أن عدداً من الخبراء العسكريين «الروس والأتراك» قُتلوا في سوريا «بشكل مأساوي»، دون الكشف عن تفاصيل إضافية. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية: «في منتصف يناير (كانون الثاني) قام الجيشان الروسي والتركي بمحاولة جديدة لفرض وقف لإطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكن الإرهابيين صعّدوا هجماتهم». وأضافت أن «عدد القتلى والجرحى في صفوف العسكريين السوريين والمدنيين خارج منطقة التصعيد ارتفع إلى المئات، وقضى خبراء عسكريون روس وأتراك بشكل مأساوي». وامتنع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن كشف مزيد من التفاصيل للصحافيين، وأحال جميع الأسئلة على وزارتي الخارجية والدفاع. ورفض المتحدثون باسم وزارة الخارجية الإدلاء بأي تعليق فوري. وذكرت صحيفة «نوفايا غازيتا» في وقت سابق هذا الأسبوع، أن أربعة من أفراد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي) قُتلوا في سوريا مطلع فبراير (شباط). ونسبت إلى مصادر أن العناصر قُتلوا في مكمن قرب اللاذقية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية. ولم تؤكد السلطات هذه التقارير.

 

تركيا تدعو روسيا إلى وقف هجمات قوات النظام السوري على إدلب

إسطنبول/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

دعت تركيا روسيا، اليوم (الخميس)، إلى التحرك لوقف هجوم قوات النظام السوري في محافظة إدلب، آخر معاقل التنظيمات المتطرفة والفصائل المعارضة، بعد اندلاع مواجهات دامية هذا الأسبوع. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، للصحافيين في باكو عاصمة أذربيجان: «نتوقع من روسيا أن توقف النظام (السوري) في أسرع وقت ممكن».وتدعم تركيا مقاتلي فصائل المعارضة، بينما تدعم روسيا النظام في النزاع السوري، إلا أنهما عملتا على التوصل إلى حلول سياسية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا. وقوض تجدد هجوم قوات النظام السوري اتفاقات السلام الحالية، وأدى إلى اشتباكات دامية بين القوات التركية والسورية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 جندياً الاثنين. وقال أوغلو إن تركيا وروسيا تنسقان بشكل وثيق بعد الاشتباكات، مضيفاً أن وفداً من روسيا سيزور تركيا لإجراء مزيد من المحادثات. ولاحقاً، قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن أنقرة تتوقع وضع خريطة طريق للمستقبل خلال زيارة الوفد، لكنه لم يكشف مزيداً من التفاصيل، وأضاف: «هدفنا على الأرض في إدلب ليس روسيا»، وتابع: «من الذي شن الهجمات هناك؟ إنه النظام. من الذي هاجم جنودنا؟ إنه النظام... الذي تعرض لمواقع المراقبة التابعة لنا». وأشار إلى أن إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يلتقيا «إذا لزم الأمر»، وأضاف: «يجب أن نواصل العمل مع روسيا. إذا كنا سنحل المشكلات هناك، فسنحلها معاً». وأجرت تركيا مع روسيا وحليف دمشق إيران محادثات معاً كجزء من عملية آستانة التي بدأت عام 2017 في العاصمة الكازاخستانية قبل إعادة تسميتها نور سلطان. وأشار كالين إلى احتمال عقد اجتماع في مارس (آذار) ضمن عملية آستانة. وصرح للصحافيين في أنقرة أنه ستكون هناك «عواقب وخيمة على كل خطأ ارتكب بعد هذا. لقد أبلغنا نظراءنا الروس ذلك». ومنذ ديسمبر (كانون الأول)، تُصعّد قوات النظام بدعم روسي حملتها على مناطق في إدلب وجوارها تؤوي أكثر من 3 ملايين شخص، نصفهم نازحون من محافظات أخرى، وتسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وحلفاؤها. كما تنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً. وتطوق قوات سورية نقطتي المراقبة التركيتين في مورك والصرمان، جنوب شرقي مدينة إدلب، وقامت القوات التركية في نقطة أخرى في سراقب بقصف القوات السورية الأربعاء لمنع تطويقها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ولم تعلق تركيا على الاشتباكات في سراقب، إلا أن أوغلو قال إن ان أنقرة لن تسمح بأن تكرر القوات السورية «عدوانها». وأضاف: «طبعاً هناك حدود لصبرنا. بعد أن سقط لنا 8 شهداء، قمنا بالرد. وإذا واصل النظام عدوانه، لن نتوقف».

 

المنسق الأوروبي يغادر طهران إلى واشنطن خائباً دون اتفاق و”الثلاثي” يفعّل آلية “ضغط الزناد”

80 % من الإيرانيين يقاطعون الانتخابات البرلمانية المقبلة

طهران، عواصم – وكالات/06 شباط 2020

 خائباً، غادر منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل طهران، التي زارها على مدى يومين، حيث يتوجه إلى واشنطن اليوم الجمعة. وذكرت مصادر معارضة أن معسكر الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، كانوا يتطلعون بشغف إلى زيارة بوريل بوصفها الملاذ الأخير، حيث وصفتها صحيفة “آرمان” بأنها “نقطة فارقة في العلاقات الإيرانية الأوروبية “، في المقابل قلل معسكر المرشد علي خامنئي من أهمية الزيارة، حيث وصفتها صحيفة “جهان صنعت” المقربة من “الحرس الثوري”، بأنها “ليست مهمة كثيرًا”، وأنها تأتي تمشيًا مع الضغوط الأميركية واستمرار تحالف أوروبا مع أميركا.

ووصف تلفزيون نظام الملالي الزيارة بأنها “عقيمة ولا جدوى منها”، قائلًا إنه يجب على بوريل أن يحمل رسالة إلى أوروبا وأميركا، مفادها أنه “طالما لم يكف الأوروبيون عن انتهاج سياسة النفاق، فلن يتم عقد اتفاق خاص، ولن يتم انقاذ الاتفاق النووي”، كما كتبت صحيفة “جوان” إن “بوريل غادر إيران خالي الوفاض”.

ورأت المصادر أن عدم عقد مؤتمر صحافي مشترك في نهاية الزيارة أوصدور بيان عنها، يشير إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق، ويتضح من علامات وتعليقات العناصر الحكومية ووسائل الإعلام التابعة لنظام الملالي، أن بوريل جاء لإنقاذ الاتفاق النووي، ولكن من منطلق الشروط التي أعلنتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث يتضح أنهم قرروا تفعيل آلية الضغط على الزناد، لافتة لزيادة التقارب بين الدول الأوروبية وأميركا بشكل غير مسبوق، خاصة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مشددة على أن إنقاذ الاتفاق النووي يعني قبول تجرع كؤوس السم اللاحقة. ويبدو أن بوريل سعى إلى توصيل هذه الرسالة لزعماء الملالي، وتحدث عن اهتمام الاتحاد الأوروبي بالحفاظ على الاتفاق النووي، “لكنه أقر بأن دوره يقتصر على التنسيق فقط، وأن القرار النهائي منوط بالدول الأوروبية الثلاث”.

في غضون ذلك، أظهر استطلاع أجراه التلفزيون الإيراني عبر تطبيق “تليغرام”، أن 80 في المئة من الإيرانيين قرروا عدم المشاركة في انتخابات مجلس الشوری، المزمع إجراؤها في 21 فبراير الجاري. من جانبها، تستمر الحكومة الإيرانية في التهرّب من عدم تحمل مسؤولية قتلى وجرحى احتجاجات نوفمبر الماضي، التي راح ضحيتها وفقاً للمنظمات الدولية نحو 1500 قتيل، حيث أكد مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي، أن الحكومة لا تتحمل مسؤولية إعلان عدد قتلى الاحتجاجات. وقال إن “الحكومة حصلت علی عدد القتلی إلا أن الطب الشرعي واللجان المشتركة المعنية مازالت تدقق في العدد لتعلنه، لكن ما تم نشره من عدد للقتلی ليس صحيحا”، مضيفا أن “الحكومة غير مسؤولة عن نشر عدد القتلی”. من جهة أخرى، ناشدت الحكومة الكندية، الأمم المتحدة ممارسة الضغط على إيران لتفريغ محتويات الصندوق الأسود لطائرة الركاب الأوكرانية التي أسقطها “الحرس الثوري” في يناير الماضي. وبناء على طلب كندي، وجهت منظمة الطيران المدني الدولي (ايكاو) رسالة لإيران تطالبها بتسريع تفريغ ومراجعة الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، مؤكدة أن على إيران توكيل هذه المهمة لبلد آخر إن كان لا يمكنها القيام بذلك بنفسها. وأعلن وزير النقل الكندي مارك غارنو أنه التقى رئيس منظمة “ايكاو”، وناقش معه موضوع تلكؤ إيران في تفريغ الصندق الأسود. من جانبه، جدد وزير الخارجية الكندي فرانسوا-فيليب شامباين، طلبه من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، إجراء تحقيق شفاف وشامل وموثوق به في أسباب إسقاط الطائرة الأوكرانية. وأكد الوزير الكندي، في اتصال هاتفي مع ظريف، ضرورة قيام إيران بالترتيب لتنزيل وتحليل بيانات الصناديق السوداء الخاصة بالطائرة ليتم إجراؤها دون تأخير، وفقا للملحق رقم 13 من اتفاقية الطيران المدني الدولي. كما أكد أن الخيار المفضل لدى مجموعة التنسيق الدولية يتمثل في أن تستفيد إيران من التسهيلات التي تقدمها فرنسا مع القدرة التقنية على القيام بهذا العمل، وفقا لبيان الخارجية الكندية.

 

طهران تمتلك تقنية صناعة الصواريخ الحاملة للأقمار الاصطناعية

طهران، عواصم – وكالات/06 شباط 2020

 أعلن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية مرتضى براري، أن بلاده باتت تمتلك تقنية صناعة الصواريخ الحاملة للأقمار الاصطناعية من الجيل الثالث المسماة “سرير”. وأشار إلى التقدم في صناعة الصاروخ الحامل للأقمار الاصطناعية “سروش”، موضحا “بأننا سنبدأ بخطوات وبرامج جادة في عام 2024 لتصنيع الصاروخ، الذي سيكون قادرا على حمل القمر الاصطناعي لارتفاع 36 ألف كيلومتر عن سطح الأرض”.‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌ من جانبه، زعم رئيس هيئة تعبئة المستضعفين غلام رضا سليماني أن “الولايات المتحدة الأميركية لم تنتصر في أي ساحة أمام إيران، خلال الأعوام الـ41 الماضية”، مضيفا أن أميركا تمتلك 50 في المئة من القدرات العسكرية في العالم وتعد القوة العسكرية الاكبر في تاريخ البشرية، الا ان هذه القدرات العسكرية الكبيرة، تفتقد الفاعلية امام القوة الناعمة لمدرسة الاسلام الاصيل لان الامام الخميني غيّر مفهوم القدرة في العالم”. على صعيد آخر، أعلن وزير الطرق الإيراني محمد إسلامي، عن تأخر رحلتين دوليتين لطائرتين من الخطوط الإيرانية “هُما”، في أمستردام ولندن، لنحو 20 ساعة بسبب عدم تزويدهما بالوقود.

 

دعوات أميركية لتوجيه ضربات ضد الميليشيات الإيرانية في العراق

واشنطن – وكالات/06 شباط 2020

دعا معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الولايات المتحدة، إلى توجيه ضربات عسكرية علنية وسرية ضد الفصائل العراقية المدعومة من إيران مثل “عصائب أهل الحق” و”منظمة بدر” وغيرهما، لمنعها من الاعتداء على المتظاهرين وتخريب العملية السياسية في العراق. وحض المعهد في تقرير، واشنطن على فرض عقوبات واسعة ضد قادة الأحزاب الفاسدين والميليشيات والقادة العسكريين المتورطين في قمع التظاهرات، داعياً إلى العمل مع رئيس الحكومة العراقية المكلف محمد علاوي، وفق نهج مدروس يقوم على نقاط عدة يجب إيضاحها له قبل تشكيل الحكومة. وذكر أنه “للمرة الأولى منذ الأحداث المثيرة التي وقعت في الشهرين الماضيين، يستطيع واضعو السياسات العراقيون والأميركيون على حد سواء التقاط أنفاسهم والنظر في خياراتهم على المدى المتوسط للتعامل مع علاوي”. وأضاف إن “أميركا يجب أن تكون واضحة مع علاوي بشأن توقعاتها وخطوطها الحمراء في المرحلة المقبلة، مع إعطائه المعلومات التي يحتاجها للاضطلاع بدوره، مع مراعاة وجهات نظر أحد الشركاء الأساسيين في التعاون الاقتصادي والأمني”.

 

التيار الصدري” يرتكب مجازر في النجف وكربلاء ويجر العراق للاقتتال

200 قتيل وجريح وسط دعوات لمجلس الأمن للتدخل.. وواشنطن دانت "البلطجة" ضد المحتجين

بغداد – وكالات/06 شباط 2020

تطور خطير شهدته الساحة العراقية أمس، تمثل في إقدام أنصار “التيار الصدري” على ارتكاب مجزرة ضد متظاهري النجف سقط فيها نحو 200 بين قتيل وجريح، قبل أن ترتكب ليلاً مجزرة جديدة في كربلاء بإطلاق النار على المتظاهرين، في حين استنجد رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي بالرئيس السابق عادل عبدالمهدي لوقف الاعتداءات، وسط مخاوف شعبية من تفجر اقتتال داخلي. وهاجم “أصحاب القبعات الزرق” من أنصار مقتدى الصدر ليل أول من أمس، المتظاهرين في ساحة الصدريين وسط النجف، وأحرقوا خيامهم وأطلقوا الرصاص الحي ضدهم، ما أدى الى مقتل 13 شخصاً وإصابة نحو 180 آخرين بجروح في مجزرة من الواضح أنها جرت بتواطؤ مع القوات الأمنية التي غابت عن المشهد رغم نداءات أطلقها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي باقتراب “أصحاب القبعات الزرق” من ساحة التظاهر، حاملين الاسلحة النارية والبيضاء. وبعد ارتكاب مجزرتهم، حاصر أنصار الصدر مستشفيات المدينة في محاولة لاقتحامها والإجهاز على الجرحى الذين لجأوا اليها للعلاج، ووصل وزير الداخلية ياسين الياسري إلى النجف في وقت متأخر ليل أول من أمس، وذلك “بهدف الإطلاع على الوضع الأمني في المدينة”. إثر ذلك، استنجد رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي بحكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة عادل عبدالمهدي من أجل “حماية المتظاهرين”. وقال علاوي على حسابه بموقع “تويتر”، إن “ما يجري حالياً من أحداث مؤلمة يدفعني إلى الطلب من الأخوة في الحكومة الحالية القيام بمهامهم المتمثلة في حماية المتظاهرين، وذلك إلى حين تشكيل حكومة تلبي تطلعات كل العراقيين، وتستمد قوتها من الشعب، وتنفذ مطالبه المشروعة والحقة”.

وأضاف إن أولوية الحكومة هي إجراء تحقيقات في أحداث النجف وتحديد موعد انتخابات مبكرة. وفي وقت لاحق، أمر عبدالمهدي أمس، بتشكيل لجنة تحقيق في أعمال العنف والاشتباكات التي وقعت في النجف. من جانبه، شكر المتحدث باسم “التيار الصدري محمد صالح العراقي، الله على “النصر” على من أسماهم بالمخربين، في إشارة إلى المتظاهرين السلميين.وأكد “أهمية انقاذ النجف سلمياً من أيدي المندسين والمخربين”، مضيفاً إنه “لا بد أن يكون لطلبة العلم وللعشائر النجفية دور لإنقاذ النجف من ايدي المندسين والمخربين بصورة سلمية”. بدورها، اعتبرت “اللجنة المنظمة لتظاهرات ثورة أكتوبر” المجزرة “إرهاباً متعمداً بدعم حكومي”، وحملت “مقتدى الصدر وميليشيا القبعات الزرق المتكون والعصائب وحزب الله وسرايا الخراساني مسؤولية هذه المجزرة الوحشية”. ودعت عشائر النجف إلى وقفة جادة ضد قاتلي أبنائها والعمل على حماية مدينتها، مناشدة أهالي النجف للخروج بتظاهرات حاشدة ضد القتلة والمجرمين. وحملت الحكومة مسؤولية الدفع إلى عسكرة التظاهرات لمصلحة ايران، مطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتدخل الفاعل لايقاف هذه المجازر.

وقررت الإدارة المحلية في النجف تعطيل الدوام الرسمي أمس، إثر أعمال العنف الدامية. وفي ذي قار، حذرت عشائر المحافظة مقتدى الصدر وعشيرته في النجف وبيت آل الصدر جميعاً من أن يكونوا طرفاً في قتل أبنائها وزجهم في قتال وصراع أهلي لمصالح شخصية وسياسية. وفي كربلاء، أفادت أنباء أمس، بمقتل متظاهر، وإصابة آخرين، إثر هجوم من “أصحاب القبعات الزرق” بالرصاص الحي على يد مسلحين استهدفوا ساحة الاعتصام، بقلب المحافظة. في غضون ذلك، قال رئيس ائتلاف “الوطنية” إياد علاوي، على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، إن تولي المناصب وسط شلال الدم العراقي المتدفق معيب ومخجل.

وأضاف إن”إحراق الخيام إرهاب متجذر في ثقافة بعض العصابات الخارجة عن القانون، واستمرار اعتداءاتها على المتظاهرين السلميين يعكس إرادة خبيثة للقمع”. وأوضح أن “صمت الحكومة وأجهزتها الأمنية عما يجري بحق المتظاهرين، وعدم تحركها لإيقافه يؤكد ضلوعها أو تواطؤها وموافقتها ولن يعفيها من المساءلة القانونية”. في سياق متصل، دانت السفارة الأميركية لدى العراق في بيان، “الاعتداء الوحشي على المتظاهرين السلميين في النجف الأشرف”. وأضافت إنه “من المؤسف أنه لا يزال يسمح للجماعات المسلحة بانتهاك سيادة القانون بالعراق مع الإفلات من العقاب ضد المواطنين السلميين الذين يمارسون حقهم الديمقراطي في حرية التعبير، بما في ذلك مطالبهم بالإصلاح السياسي والاقتصادي”. وحملت الحكومة العراقية وقواتها الأمنية مسؤولية “وضع حد لهذه البلطجة التي تشمل خطف واغتيال الناشطين المدنيين والصحفيين، وكذلك الضرب واستخدام الذخيرة الحية وحرق الخيام في التظاهرات”.

 

مقتل لاعب منتخب العراق للكاراتيه واغتيال قيادي صدري

بغداد – وكالات/06 شباط 2020

 قضى لاعب المنتخب الوطني العراقي للكراتيه خليل إبراهيم خليل أمس، متأثراً بجراحه نتيجة أحداث تظاهرات محافظة النجف، حيث أحرق أنصار “التيار الصدري” خيم المتظاهرين في ساحة الصدرين، وأطلقوا الرصاص الحي عليهم، ما أدى إلى مصرع ثمانية أشخاص وإصابة 158 آخرين. في سياق آخر، اغتيل القيادي في “سرايا السلام”، التابعة لـ”التيار الصدري”، حازم الحلفي، في مدينة البصرة على يد مجهولين، أثناء عودته من عمله في إحدى المؤسسات الحكومية.

 

العراق يأمر العسكريين بالتخلي عن دعم التحالف الدولي

بغداد – وكالات/06 شباط 2020

 أمرت الحكومة العراقية، قواتها بتقليص الاعتماد قدر الإمكان على دعم التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة في العمليات ضد تنظيم “داعش”. ونقلت وكالة “أسيوشيتد برس” الإخبارية الأميركية أمس، عن مصادر مطلعة قولها، إن العسكريين العراقيين يحاولون بأمر من الحكومة التخلي قدر الإمكان عن دعم التحالف في حربهم ضد “داعش”.وقال مسؤول استخباراتي عسكري عراقي رفيع المستوى، إنه “بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، أبلغتنا الحكومة رسمياً بعدم التعاون وعدم البحث عن أي دعم من التحالف الدولي”، فيما أكد قيادي بجهاز مكافحة الإرهاب أن بعض عمليات التدريب التي تتولاها قوات التحالف لا تزال مستمرة.

 

السودان: العلاقات مع إسرائيل شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية

الخرطوم/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

نفى مجلس الوزراء السوداني مجدداً أي علم له أو تشاور مسبق بشأن اللقاء الذي جمع بين رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان ورئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في أوغندا يوم الاثنين الماضي. وخلال مؤتمر صحافي لمجلس الوزراء السوداني في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الخميس)، أكد وزير الثقافة والإعلام السوداني فيصل صالح، أن أمر السياسة الخارجية من اختصاص الجهاز التنفيذي للدولة. وأضاف انه تم الاتفاق خلال الاجتماع على العودة إلى الوثيقة الدستورية لتحديد الاختصاصات بدقة. وقال صالح :"إننا نمثل حكومة ثورة حملت شعارات الحرية والسلام والعدالة وألهمت المناضلين والتواقين للحرية والعدالة في كل أنحاء العالم، ولا يمكن أن يكون من أولوياتها في هذا الوقت الانقلاب على شعارات الثورة والتنكر للشعوب المضطهدة والمناضلة"، في إشارة للشعب الفلسطيني. وأضاف :"أمر العلاقات مع إسرائيل هو شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية ذات التفويض المحدود، ويجب أن ينظر فيها الجهاز التشريعي والمؤتمر الدستوري"، مشيراً إلى أن المجلس أكد خلال اجتماع طارئ عقده مساء أمس ضرورة التركيز على التحديات الكبرى التي تواجه السودان ، ومنها قضية تحقيق السلام ومعالجة الأزمة الاقتصادية، بالإضافة لتحديات التحول الديمقراطي. وأثار لقاء البرهان مع نتنياهو جدلا كبيراً في السودان. وأوضح البرهان أمس الأربعاء أن لقاءه مع نتنياهو "سيسهم في اندماج السودان في المجتمع الدولي"، مؤكداً أن "السودان يعمل من أجل مصالحه، دون التعارض مع عدالة القضية الفلسطينية". وأضاف: "سنوقف التفاهمات مع إسرائيل إذا لم تؤت ثمارها". وقال متحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة إن البرهان أكد أن لقاءه مع نتنياهو "جاء من أجل المصلحة العليا للسودان"، وأنه عقد بعلم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل عقده بيومين. وأوضح البرهان أن الهدف من اللقاء مع نتنياهو هو "رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب". وأكد أن "السودان الآن يمر بضغط اقتصادي ويحتاج لقرارات جريئة ترفع من الواقع الذي يعانيه الشعب السوداني" وقال:" نتوقع أن يعود علينا بفوائد كبيرة". وكان البرهان عقد الأربعاء لقاء بالقيادة العامة مع قادة القوات المسلحة، حيث "استعرض اللقاء نتائج زيارة القائد العام لأوغندا".

 

صفقة سودانية ـ إسرائيلية: التطبيع مقابل مغادرة قائمة الإرهاب ومستشارة للرئيس الأوغندي رتبت لقاء البرهان ـ نتانياهو

كامبالا- “السياسة” /06 شباط 2020

 كشفت مصادر خاصة لـ”السياسة”، عن هوية الجهة السرية، التي عملت على تدبير اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، في أوغندا. وقالت المصادر إن الجهة هي مستشارة الرئيس الاوغندي، التي قامت بالتوسط بين البرهان ومكتب نتانياهو، بغية الجمع بين الطرفين في اوغندا، وهذا ما حصل بالفعل. وأضافت المصادر ان المستشارة المذكورة تبدو وكأنها شخصية هامة في مكتب الرئيس الأوغندي، وحاملة أسرار الرئيس في كل ما يتعلق بالمهمات السرية والحساسة.

ولم تستبعد المصادر ان تكون هذه المستشارة تعمل في هذه الأثناء، على ترتيب لقاءات أخرى بين جهات رسمية إفريقية أخرى ونظيرتها الإسرائيلية. ولم تستطع المصادر أن تحصل على معلومات تشير الى ما سوف تتلقاه أوغندا جراء التوسط في هذه اللقاءات، مشيرة الى انه من البديهي ان تجني اوغندا ورئيسها أرباحاً اقتصادية وسياسية جمة، مقابل تحركاتها هذه سواء على الساحة الافريقية او على الساحة الدولية.

 

الطبخة أميركية... والجيش بارك... وحكومة حمدوك: البرهان التقى نتانياهو و"لم يستشر أحداً

الخرطوم فتحت أجواءها أمام الطيران الإسرائيلي… وتلّ أبيب ترحب بزيارات السودانيين لـ”الأقصى”

استقالة مدير السياسة الخارجية للمجلس السيادي احتجاجاً… و”المهنيين”: انحراف بمجرى الثورة

الخرطوم- وكالات/06 شباط 2020

 فيما أعلن الناطق باسم الحكومة السودانية وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، تبرؤ حكومته من لقاء رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان، رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو، تكشفت بنود صفقة التطبيع السوداني- الإسرائيلي، والتي تقوم على التبادل السياسي والتجاري مقابل خروج السودان من لائحة الإرهاب الأميركية. وقال صالح إن “حكومته تمثل حكومة ثورة ولا يمكن أن يكون من أولوياتها الانقلاب على شعارات الثورة، كما لا يمكنها التنكر للشعوب المضطهدة والمناضلة”، مضيفا في بيان أصدره فجر أمس: “أن رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان، أبلغنا بأنه التقى نتانياهو بمبادرة شخصية، لم يستشر فيها أحدا، مؤكدا أن “رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لم يكن على علم بزيارة البرهان إلى عنتيبي، ولقائه نتانياهو”. وكان البرهان قال لدى لقائه رؤساء تحرير الصحف ليل أول من أمس، أنه أبلغ حمدوك بالخطوة قبل يومين من لقائه نتانياهو، وأن الأخير أبدى موافقته”، مضيفا أنه لم يتحدث عن تطبيع، ولكنها بادرة حسن نية مع العالم كله، “إذ لا فرق بين سويسرا وإسرائيل”، على حد تعبيره. إلا أن مجلس الوزراء السوداني، نفى أمس علمه باللقاء، مشيرًا إلى أن “أمر العلاقات مع إسرائيل شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية ذات التفويض المحدود، ويجب أن ينظر فيها الجهاز التشريعي والمؤتمر الدستوري”. وفي التطورات، قدم مدير السياسة الخارجية بالمجلس السيادي رشاد فراج السراج استقالته، احتجاجا على لقاء البرهان- نتانياهو، قائلا “لا أستطيع أن أخدم في حكومة يسعى رأسها للتطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني الذي يحتل القدس الشريف، ويقتل أهلنا في فلسطين، ويعربد في أوطاننا العربية والإسلامية دون رادع”. بينما حظت صفقة التطبيع مع إسرائيل بمباركة الجيش السوداني، الذي قال المتحدث باسمه عامر الحسن، إنه “من المتوقَّع أن يعود اللقاء بفوائد كبيرة على السودان”، معلنا أن بلاده وافقت على السماح للطائرات التجارية المتجهة إلى إسرائيل بعبور المجال الجوي السوداني.

من جانبه، اعتبر تجمع المهنيين السودانيين أن “تبني الجيش لمخرجات لقاء البرهان ونتانياهو وماصدر من تصريحات وإشارات، يُعَدّ تجاوزاً أكثر خطورة وانحرافاً بمجرى الثورة وأهدافها”، مشيراً إلى أنه يُخِلّ بقومية الجيش وحياده، داعيا البرهانَ إلى “الابتعاد عن استخدام الجيش كذراع سياسية”.

بدورها، كشفت مصادر إعلامية تفاصيل “صفقة التطبيع” بين إسرائيل والسودان، التي جرى الترتيب لها في البيت الأبيض، وتشمل تبادلا سياسيا وتجاريا بين البلدين، مقابل الخروج من قائمة الإرهاب. وتبدأ عملية التطبيع على المستوى السياسي عبر عقد لقاء بين البرهان ونتانياهو، تتبعها لقاءات وزيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين، لترتيب الصفقات والاتفاقيات السياسية والتجارية، فضلا عن تبادل البعثات الديبلوماسية. وتتضمن الصفقة، مساعدة تل أبيب للخرطوم في زراعة مساحات شاسعة من أراضيه، واستغلال مياه الأنهار بشكل أمثل، وإقامة مشروعات سياحية وصناعية. غير أن أهمّ ما يعتبره القادة السودانيون مكسبًا من التطبيع مع إسرائيل، يتمثل في تعهد أميركا برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات الاقتصادية، وتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية إليه. من جانبه، قال مستشار السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي دور غولد، إنّ تلّ أبيب مستعدة لاستقبال زيارات السودانيين للمسجد الأقصى، مشيرا إلى أنّ تلّ أبيب سوف تقوم بدعم الثورة في السودان.

 

مسؤول: السودان منح إسرائيل موافقة مبدئية على فتح المجال الجوي

الخرطوم/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

قال متحدث عسكري إن السودان وافق على السماح للرحلات الجوية المتجهة إلى إسرائيل بعبور مجاله الجوي، وذلك بعد يومين من اجتماع مفاجئ بين الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأثار لقاء البرهان ونتنياهو في أوغندا جدلاً بالسودان بعدما قال مسؤولون إسرائيليون إنه سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين الخصمين السابقين، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وزاد التوتر بين قيادات الجيش والجماعات المدنية التي تتقاسم السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير العام الماضي. وعقد مجلس الوزراء السوداني اجتماعين طارئين حول زيارة أوغندا والتي تقول الحكومة السودانية إنها لم تُبلغ بها. ورد الجيش السوداني ببيان سياسي نادر أمس (الأربعاء)، يصف رحلة البرهان للاجتماع مع نتنياهو بأنها في إطار «المصلحة العليا» للأمن القومي وللسودان. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني عامر محمد الحسن في تصريحات إعلامية إنه كان هناك اتفاق «من حيث المبدأ» على أن تستخدم الطائرات التجارية المتجهة من أميركا الجنوبية إلى إسرائيل المجال الجوي السوداني لكنه قال إن بعض الجوانب الفنية لا تزال موضع دراسة وإن السودان لم يوافق على عبور شركة العال الإسرائيلية مجاله الجوي. وأضاف أن السودان لم يعلن التطبيع الكامل مع إسرائيل لكن ذلك تبادل للمصالح.

 

البرهان يتمسك بنتائج لقاء عنتيبي مع نتنياهو... والجيش يعلن مساندته وأكد أن اللقاء بترتيب أميركي وتعهد بشطب السودان من قائمة الإرهاب

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

قطع رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بأن لقاءه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مدينة عنتيبي بأوغندا، هدفه شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأن اللقاء جرى بترتيب من الولايات المتحدة الأميركية، متوقعاً أن يعود بفوائد كبيرة على السودان. وأعلن الجيش السوداني، أمس، تأييده للقاء البرهان ونتنياهو، بما يحقق المصلحة العليا للأمن الوطني. وقال البرهان، في لقاء صحافي، بعد يومين من تسرُّب لقائه مع نتنياهو، إن محادثات تحضيرية استغرقت ثلاثة أشهر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أدَّت لعقد اللقاء غير المشروط، الذي يُتوقع أن يسهم في إعادة إدماج السودان بالمجتمع الدولي، بترتيب أميركي. وأوضح البرهان أن «قوى إعلان الحرية والتغيير»، «الحاضن السياسي للحكومة الانتقالية»، لم تكن رافضة للخطوة، وإنما لعدم التشاور معها قبل اللقاء، الذي تم بعلم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، حيث أُبلغ باللقاء قبل يومين من موعده. وكشف البرهان عن اتفاق مع نتنياهو على عبور رحلات شركات الطيران الدولية المقبلة من إسرائيل للأجواء السودانية، باستثناء شركة «إل - عال» الإسرائيلية، وقبلها أعلنت قيادة الجيش السوداني تأييدها لما تم الاتفاق عليه في لقاء الرجلين، لتحقيق المصلحة العليا للبلاد، بما يُنجِح الفترة الانتقالية. وأكد البرهان أن السودان يعمل من أجل مصالحه، دون التعارض مع عدالة القضية الفلسطينية، مضيفاً: «سنوقف التفاهمات مع إسرائيل إذا لم تؤتِ ثمارها». وأكد أن «السودان الآن يمر بضغط اقتصادي، ويحتاج لقرارات جريئة ترفع من الواقع الذي يعانيه الشعب السوداني»، وقال: «نتوقع أن يعود علينا بفوائد كبيرة».

وكان البرهان عقد، أمس (الأربعاء)، لقاء بالقيادة العامة، مع قادة القوات المسلحة، حيث «استعرض اللقاء نتائج زيارة القائد العام لأوغندا».وقدم المتحدث باسم الجيش، العميد عامر محمد الحسن، تلخيصاً للقاء البرهان بالصحافيين، قال فيه إن لقاء البرهان مع نتنياهو جرى بمعرفة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وعلمه، ويهدف لرفع اسم السودان من «قائمة الدول الراعية للإرهاب». وبحسب محمد الحسن، فإنه من المتوقَّع أن يعود اللقاء بفوائد كبيرة على السودان، وأضاف: «نتوقع أن يلمس السودانيين نتائج التفاهمات مع نتنياهو قريباً، وأن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمرّ به البلاد يحتاج لقرارات جريئة». وأكد محمد الحسن أن العسكريين غير طامحين في الاستمرار في الحكم، وأن همهم الأول هو تسليم السلطة للشعب، بحسب ما جاء في الوثيقة الدستورية. وقال الجيش السوداني، في بيان مقتضب، أمس، موقَّع باسم مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة، إن اجتماعاً لقادة القوات المسلحة عُقِد بالقيادة العامة «أمّن على نتائج زيارة القائد العام لأوغندا ومخرجاتها، بما يحقق المصلحة العليا للأمن الوطني».

وواجه لقاء البرهان مع نتنياهو رفضاً واسعاً من قبل «قوى الحرية والتغيير»، الحاضن السياسي للحكومة الانتقالية، وقال البرهان في وقت سابق، عقب اجتماع مطوَّل لمجلس الأمن والدفاع بحضور «قوى إعلان الحرية والتغيير»، إن اللقاء استهدف «تحقيق المصلحة العليا للشعب السودان».

وأضاف البرهان، بحسب بيان مقتضب وُزّع على الصحافيين، ليل أول من أمس، أنه التقى نتنياهو، في أوغندا، وأنه قام بالخطوة على مسؤوليته عن أهمية «العمل الدؤوب لحفظ وصيانة الأمن الوطني السوداني»، بيد أنه عاد، وقال: «بحث وتطوير العلاقة بين السودان وإسرائيل مسؤولية المؤسسات المعنية بالأمر، وفق ما نصت عليه (الوثيقة الدستورية)»، وإن موقف السودان وشعبه من القضية الفلسطينية موقف مبدئي يؤيد حق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة، وفقاً للإجماع العربي ومقررات الجامعة العربية. وأبدى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ترحيبه بـ«التعميم الصحافي» الصادر عن البرهان، وفي الوقت ذاته، أكد على أن العلاقات الخارجية من مهام مجلس الوزراء، فيما أدان «تجمُّع المهنيين السودانيين» رأس رمح الثورة السودانية، اللقاء واعتبره «تجاوزاً خطيراً» للسلطة الانتقالية و«الوثيقة الدستورية». وبحسب البيانات الصادرة عن التحالف الحاكم، وبيان الناطق الرسمي باسم الحكومة، فإن البرهان لم يشاور الأجهزة ولم يطلعها على اللقاء، الذي كشف النقاب عنه مكتب نتنياهو، وقال إنه اتفق مع البرهان على «بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين». بيد أن حمدوك عاد للقول، بحسب صفحته الرسمية في «فيسبوك»، إن طريق السودان نحو التغيير «مليء بالتحديات والعقبات»، وتابع: «مع ذلك يجب أن نعي بأن الالتزام بالأدوار والمسؤوليات المؤسسية أمر أساسي لبناء دولة ديمقراطية حقيقية». وطالب حمدوك في التغريدة بضمان المساءلة والمسؤولية والشفافية في اتخاذ الهياكل الانتقالية للقرارات، وشدد على التمسك بـ«الوثيقة الدستورية»، ووصفها بأنها «هي الإطار القانوني في تحديد المسؤوليات، ويجب علينا الالتزام بما تحدده من مهام وصلاحيات»، وعلى أن العلاقات الخارجية من صميم مهام مجلس الوزراء، بحسب تلك الوثيقة. لكن حمدوك ختم تغريدته بالترحيب بما ورد عن البرهان بقوله: «نرحب بالتعميم الصحافي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان حول اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ونظل ملتزمين بالمضي قدماً، من أجل إنجاز مستحقات المرحلة الانتقالية المهمة وتجاوز التحديات الماثلة أمامنا».

 

الحكومة اليمنية: التعويل على التزام المتمردين الحوثيين رهان مضلل واغتيال قيادي في حركة "الإصلاح" في الضالع

عدن – وكالات/06 شباط 2020

 اعتبرت الحكومة الشرعية، أن التعويل على تغير الحوثيين رهان خادع ومضلل، حيث إن قرار الانقلابيين لم يعد بيدها، بل وفق أجندة ومصالح النظام الإيراني. وأكد مجلس الوزراء اليمني، في بيان، ليل أول من أمس، تعليقاً على استهداف الحوثيين لحي الروضة السكني بمدينة مأرب، بصاروخ باليستي، ما أدى إلى سقوط ضحايا أبرياء، غالبيتهم من الأطفال والنساء، أن التراخي الدولي والأممي في تنفيذ القرارات الملزمة وغض الطرف على هذه الجرائم الإرهابية المتكررة للحوثيين، يشجعهم على الاستمرار في نهجها ومشروعها الإجرامي الذي يمثل الوجه الآخر للتنظيمات الإرهابية، وفي مقدمها تنظيمي “داعش” و”القاعدة”.وشدد على أن الوقت قد حان ليتخذ المجتمع الدولي والأمم المتحدة موقفاً واضحاً وصريحاً من هذه الأعمال الإرهابية البشعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة في اليمن جراء ممارسات الانقلابيين، وعدم الاكتفاء بالإدانات الخجولة. وأوضح أن هذه الاعتداءات الإجرامية والتصعيد العسكري الأخير تثبت مجدداً الطبيعة الإرهابية للحوثيين ومشروعهم الطائفي الذي يتجاوز بأهدافه الحدود اليمنية، لخدمة النظام الإيراني الذي يتهرب من العزلة الدولية عبر وكلائه وأذرعه في المنطقة. وأشار إلى أن استكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة هو السبيل الوحيد لمواجهة الأخطار. من جهته، طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على حسابه بموقع “تويتر”، أمس، المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بالكشف عن “ممارسة الحوثيين التصعيدية” في البلاد. وقال إن “على المبعوث الأممي مغادرة مربع الصمت وكشف ممارسات الحوثيين التصعيدية وجرائمهم اليومية بحق المدنيين أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن”.

وأضاف إن “استمرار هذا الصمت المريب يثير علامات استفهام، ويجبر الحكومة على اتخاذ الخطوات المناسبة حيال هذا التغاضي”. وأشار إلى أن “مدينة مأرب تتعرض لاعتداءات متكررة بالقصف بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، إيرانية الصنع”. وكان الحوثيون استهدفوا ليل أول من أمس، حياً سكنياً في مأرب، ما أدى إلى مقتل ثمانية يمنيين، أربعة أطفال وأربع نساء. ميدانياً، تقدمت “القوات المشتركة”، ليل أول من أمس، في جبهة البرح غرب محافظة تعز، بعد معارك عنيفة خاضتها مع الحوثيين. وفي الحديدة، قالت مصادر محلية إن مستشفيات المدينة استقبلت 13 جثة و55 جريحاً من الحوثيين، الذين لقوا مصرعهم أو أصيبوا أثناء “محاولات تسلل انتحارية”. وفي الضالع، اغتال مسلحان، أمس، قيادياً محلياً في حزب “التجمع اليمني للإصلاح” (ثاني أكبر أحزاب اليمن). وقال مصدر أمني إن مسلحين اثنين على دراجة نارية أطلقا النار على رئيس الغرفة التجارية السابق في الضالع عبدالرقيب قزيع.

 

قرقاش: تجاهل “اتفاق الرياض” يُضعف مواجهة الحوثيين

أبوظبي – وكالات/06 شباط 2020

 أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أمس، أن التهرب من تطبيق “اتفاق الرياض” ينعكس ضعفاً بالمواجهة مع الحوثيين، معتبراً أن محاولات زج الإمارات بالأمر لا تنطلي على أحد. وقال قرقاش في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، إن “اتفاق الرياض جاء بجهد سعودي استثنائي لتوحيد الصف اليمني ضد الانقلاب الحوثي، والتهرب من تطبيقه ينعكس ضعفاً وتفكيكاً في خضم المواجهة مع الحوثي، وباتت محاولات البعض الزج باسم الإمارات كشماعة مكشوفة وواهية لا تنطلي على أحد”. وكانت الرياض شهدت مطلع نوفمبر العام 2019، توقيع “اتفاق الرياض” بين الحكومة اليمنية و”المجلس الانتقالي الجنوبي”، وحدد الاتفاق الترتيبات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية اللازمة لحل النزاع المسلح بين الطرفين الذي عم عدداً من محافظات جنوب اليمن.

 

اتفاق سعودي ـ مصري على مواصلة التنسيق وتمتين العلاقات ودوائر قضايا الفساد المالي والإداري تباشر أعمالها... وبومبيو يزور المملكة

الرياض، عواصم – وكالات/06 شباط 2020

 بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، برسالة خطية إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، “تتضمن تأكيد متانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، والحرص على تعزيز أطر التعاون الستراتيجي بين البلدين على مختلف الأصعدة، ومواصلة العمل المشترك والتنسيق المكثف مع مصر إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن الرسالة تلقاها الرئيس المصري خلال استقباله وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان. كما بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رسالة خطية إلى رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد علي، تتعلق بتطوير العلاقات التي تربط البلدين، وتعزيز التعاون الستراتيجي، والتنسيق مع أديس أبابا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، سلمها له وزير الدولة لشؤون الدول الإفريقية أحمد قطان. وتأتي الرسالة ردا على رسالتين من رئيسة إثيوبيا سهلورق زودي وآبي أحمد، في نهاية ديسمبر الماضي إلى العاهل السعودي. في غضون ذلك، أقر المجلس الأعلى للقضاء السعودي الترتيبات اللازمة لمباشرة دوائر قضايا الفساد المالي والإداري لأعمالها، وفقاً للتنظيمات الأخيرة الصادرة بهذا الشأن. ووافق وزير العدل وليد الصمعاني خلال اجتماع مع أعضاء المجلس، على دعم محاكم الاستئناف ومحاكم الدرجة الأولى بقضاة، وفق حاجة المحاكم وحجم العمل الذي تقوم به، كما وجه المجلس بالموافقة على دعم محاكم الدرجة الأولى بـ81 قاضياً من المعينين حديثاً. على صعيد آخر، يقوم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال الأسبوعين المقبلين بجولة خارجية، تشمل كلا من السعودية وسلطنة عمان وألمانيا والسنغال وأنغولا وإثيوبيا، وتمتد خلال الفترة من 13 إلى 22 فبراير الجاري. وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورجان أورتاجوس، أن بومبيو سيتوقف في العاصمة السعودية الرياض، في الفترة من 19 إلى 21 فبراير لمناقشة القضايا الإقليمية والثنائية بما في ذلك إيران واليمن، مع القيادة السعودية، ثم يسافر بعد ذلك إلى سلطنة عمان لتقديم تعازيه في وفاة السلطان قابوس بن سعيد، ويلتقي مع السلطان هيثم بن طارق، للتأكيد على شراكة الولايات المتحدة الثابتة مع عُمان. إلى ذلك، أكد منتدى الرياض الدولي الأول للأمن السيبراني، الذي نظمته الهيئة الوطنية للأمن السيبراني برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومشاركة نحو 120 متحدثاً و3500 مشاركا، على أهمية تضافر الجهود نحو فضاء سيبراني أفضل للجميع. وشدد “بيان الرياض للأمن السيبراني” على أهمية حماية البنى التحتية الوطنية الحساسة، ومستقبل الأمن السيبراني العالمي، وأهمية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص، وأهمية مواجهة التحديات السيبرانية، إضافةً إلى سبل تطوير المهارات وإعداد الكوادر. من جهة أخرى، وقعت السعودية واليونان، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأقمار الاصطناعية وتطبيقاتها، وقعها عن الجانب السعودي بالعاصمة الرياض الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة السعودية للفضاء عبدالعزيز آل الشيخ، وعن الجانب اليوناني نائب وزير الخارجية كونستانتينوس فراجكوجيانيس، بحضور السفير اليوناني لدى المملكة ورئيس فريق العلاقات الدولية بالهيئة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دَعوا اللاجئين الفِلسطينيّين يُقرّرون مصيرَهم

سجعان قزي/جريدةُ النهار/06 شباط 2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82956/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d8%af%d9%8e%d8%b9%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ac%d8%a6%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%90%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%91/

عودةُ اللاجئين الفِلسطينيّين إلى ديارهم حقٌّ قائمٌ إلى الأبد من الناحيتين الوطنيّةِ والإنسانيّةِ، وساقِطٌ منذ أَمَد من الناحيةِ العمليّة. وجاءت "صفقةُ القرن" اليومَ بعدَ "اتفاقِ أوسلو" لتؤكّدَ المؤكَّد.

حتّى أنَّ قرارَ "حقِّ العودةِ" الصادرَ عن الأممِ المتّحدةِ في 11/12/1948 غامضٌ وقابلٌ التأويلَ ولا يَلحَظُ وجوبَ العودةِ الإلزاميّةِ والكاملةِ والجماعيّة، فوَرد فيه: "وجوبُ السماحِ بالعودةِ، في أقربِ وقتٍ ممكنٍ للّاجئين الراغبين في العودةِ إلى ديارهم والعيشِ بسلامٍ مع جيرانِهم، ووجوبُ دفعِ تعويضاتٍ عن ممتلكاتِ الّذين يُقرّرون عدمَ العودةِ إلى ديارهم".

عدا أنَّ نصَّ القرارِ مليءٌ بالفِخاخِ (السماحُ، في أقربِ وقتٍ، الراغبون، ديارُهم، العيشُ بسلام، إلخ...)، فهو يعني اللاجئين كأفرادٍ وليس كشعب، كما أنه صَدر في إطارِ مشروعِ تقسيمِ فِلسطين. أمّا وأنَّ العربَ رفضوا التقسيمَ آنذاك، فحقُّ العودةِ صار إشكاليًّا.

وأصلًا، قرارُ العودةِ وُضِعَ لتمريرِ قيامِ دولةِ إسرائيل، لغَشِّ الشعبِ الفِلسطينيّ، لإقناعِ الدولِ المضيفةِ باستقبالِ اللاجئين، لتغطيةِ التنازلاتِ في الاتّفاقاتِ السلميّة، ولتخفيفِ ثقلِ تأنيبِ الضميرِ على الدولِ التي تشاركت في سلخِ الشعبِ الفِلسطينيِّ من أرضِه وزرعِ إسرائيل. فلا نَتّكلُ، بالتالي، على "حقِّ العودةِ" لنتلافى التوطين.

سبعون سنةً انقَضَت على التهجيرِ المأساويِّ، والفِلسطينيّون لا يَملِكون سوى "حقِّ الانتظار". لا الّذين رغِبوا عادوا ولا الّذين دجَّنتهم الغربةُ قَبضوا تعويضات. ونتائجُ الحروبِ الإسرائيليّةِ/العربيّةِ/الفِلسطينيّةِ، ونوعيّةُ اتّفاقاتِ السلامِ الجُزئيّةِ والمنفرِدةِ أدّت إلى كلِّ شيءٍ إلّا إلى عودةِ اللاجئين.

في الحروبِ خَسِر الفِلسطينيّون حقَّ عودةِ الأراضي إليهم، وفي اتّفاقاتِ السلام خَسِروا حقَّ عودةِ اللاجئين إليها. وكلّما كانت الأراضي تَنحسِرُ فيَستولي عليها الإسرائيليّون، كان عددُ اللاجئين يَتكاثر.

إنَّ مجرّدَ قيامِ دولةِ إسرائيل في حدودِها المطّاطَة يَحولُ تلقائيًّا دونَ بقاءِ الفِلسطينيّين في أرضِهم مع الزمن أو عودتِهم إليها. لذا لا يستطيعُ العربُ والفلسطينيّون أن يَعترفوا بدولةِ إسرائيل من جهةٍ، ويُطالبوا بحقِّ العودةِ من جهةٍ أخرى. ومسارُ تطوّرِ الحركةِ الديمغرافيّةِ بين اليهودِ والفِلسطينيّين منذ سنةِ 1948، يَكشِفُ أنَّ رفضَ إسرائيل حلَّ الدولتين نابعٌ من رفضِها وجودِ شعبَين على تلك الأرض. وما إنشاءُ المستوطناتِ الإسرائيليّةِ في أراضي الضِفةِ الغربيّة إلا لتصغيرِ أرضِ السلطةِ والحؤولِ دون قدرةِ استيعابِ فِلسطينيّي الداخل، فكيف بفِلسطينيّي الشَتات؟

مع رغبةِ اللاجئين الصادقةِ بالعودةِ إلى فِلسطين، تُبيّن الوقائعُ اليوميّةُ أنَّهم فَقدوا الأملَ فيها، ويَبحثون عن مستقبلِهم الفرديِّ والعائليِّ أكثرَ ممّا عن مصيرِهم كشعب.

حين اللاجئون الفِلسطينيّون يطالبون الدولةَ اللبنانيّةَ بحقِّ التملّكِ والعملِ والضماناتِ الاجتماعيّةِ وبممارسةِ حياةٍ طبيعيةٍ كسائرِ المواطنين اللبنانيّين، ويتظاهرون أمامَ بعضِ السفاراتِ الأجنبيّة ـــ لا العربيّة ــــ مطالِبين بالهِجرة، يَكشِفون عن أنّهم يَتدبَّرون مصيرَهم الذاتيَّ بمنأى عن مشروعِ العودةِ إلى الوطنِ الأمّ. بَلغ بهم اليأسُ أنْ يُريدوا سِمةَ سفرٍ إلى دولٍ بعيدةٍ لا جنسيّةً فِلسطينيّةً للعودةِ إلى فِلسطين.

إنَّ اللاجئين الفِلسطينيّين يُبدون واقعيّةً أكثرَ من بعضِ قياداتِهم ومنظّماتِهم الّذين يُدغْدغون عواطِفَهم بمشروعِ العودةِ ويُبقونَهم في مخيّمات التعاسةِ عوضَ تأمينِ انتقالِهم إلى دولٍ توّفر لهم الكرامةَ والحياةَ الكريمةَ. هناك أطرافٌ فلسطينيّةٌ، خوفًا من أن تُصبحَ عاطلةً عن العمل ِوالارتزاق، توظّف اللاجئين الفِلسطينيّين في مشاريعَ إقليميّةٍ لا عَلاقةَ لها باستعادةِ فِلسطين. وهناك أيضًا أطرافٌ لبنانيّةٌ استغلّت وما زالت تَستغلُّ الفِلسطينيّين ومنظماتِهم في صراعاتِها اللبنانيّة.

أَفهم أن يَرفضَ إخوانُنا الفِلسطينيّون مغادرةَ أرضِهم إلى أرضٍ أخرى، لكنّي لا أَفهم ألّا يغادروا أرضًا لبنانيّةً ضيّقةً إلى دولٍ أخرى فسيحة.

أَفهم أن يَرفُضوا مغادرةَ منازلَ مريحةٍ إلى مخيّمات، لكنّي لا أَفهم ألا يغادروا المخيّماتِ إلى المنازلِ المريحة.

أَفهم أن يَرفضوا مغادرةَ دولةٍ تؤمّن لهم المدرسةَ والجامعةَ والطبابةَ والعملَ والضماناتِ، لكنّي لا أَفهم ألا يغادروها إلى دولٍ أخرى تُوفّر لهم هذه الحقوق.

أَفهم أن يرفضوا مغادرةَ الهناءِ والازدهارِ والبحبوحة، لكنّي لا أَفهم أن يَبقَوا في البؤسِ والشقاءِ والفقر.

ليس جُرمًا إنقاذُ اللاجئين الفلسطينيّين من مأساتِهم المستمرّةِ منذ عقودٍ بتنظيمِ إعادةِ انتشارِهم، لكنَّ الجُرمَ أن نُبقيَهم مُحتجَزين ورهائنَ ونَذرِفَ دموعَ التماسيحِ ونُطْلقَ المزايدات، فيما نُدرك تَعذُّرَ العودةِ إلى فِلسطين.

لماذا نَتقبّلُ هِجرةَ اللبنانيّين، ولهم وطنٌ، ونَستهوِلُ هِجرةَ الفِلسطينيّين، ووطنُهم سليب؟ فمن سَاواكَ بنفسِه ما ظلَمك.

صحيحٌ أنَّ جميعَ الحلولِ المطروحةِ ظالمةٌ بحقِّ الفِلسطينيّين ما دامت لا تَلحظُ العودةَ إلى فلسطين.

الفارقُ هو أن تكونَ مظلومًا وتعيشَ في شقاء، أو مظلومًا وتعيشَ في هناء.

تجاه هذه المعطيات، تُحتّمُ مصلحةُ الفلسطينيّين، قبلَ مصلحةِ اللبنانيّين، طرحَ موضوعِ استمرارِ وجودِهم في لبنان بمعادلة: إذا تَوطّنوا سيَـتـقسّمُ لبنان، وإذا لم يَتوطّنوا سيعيشونُ في البؤس.

ولأنّنا نَرفض التقسيمَ نواجِه التوطين، ولأنّنا نأبى بؤسَ الفِلسطينيّين نَقترح إعادةَ انتشارِهم.

لا يستطيع لبنانُ أن يُبقيَ على أرضهِ الصغيرةِ وفي مجتمعِه الرهيفِ نِصفَ مليونِ لاجئٍ فِلسطينيٍّ بانتظارِ "حقِّ العودةِ" الأبديِّ.

ولا يجوز لإخوانِنا الفِلسطينيّين أنْ يأخذَ على خاطرِهم ويَروحوا يَنعتونَنا بالعنصريّة.

لقد قُمنا بأكثرَ من واجِباتِنا الإنسانيّةِ والسياسيّةِ والأخلاقيّةِ رغمَ التجاربِ الأليمةِ.

بعد إعلانِ "صفقةِ القرن"، حان الوقتُ لنقول: "لبنانُ أَوَّلًا".

في اجتماعٍ مع ممثّلي الكنيسةِ المارونية نهارَ الجمعة 22 كانون الأول 1978، قال الرئيسُ الياس سركيس: "إذا كان التوطينُ سيَحصُل ويُحدِثُ اختلالاً لصالحِ المسلمين في لبنان، فمن الضروريّ التفكيرُ بالفدراليّة" (كتاب "حارس الذاكرة - المحاضرُ السريّةُ للبطريرك صفير" - جورج عرب ص 193).

ذاك الرئيسُ الحكيمُ ما عساه يقول اليومَ حين يَعرف أنَّ إخوانَنا الفِلسطينيّين أُضيفَ إليهم مليونٌ ونِصفُ مليونِ نازحٍ من إخوانِنا السوريّين؟

 

44,8 مليار فجوة مصرف لبنان

عصام الجردي/المدن/07 شباط/2020

ما تحتاجه الحكومة في البيان الوزاري لنوال ثقة مجلس النواب، ليس رؤية الحكومة وخطتها لجبه الانهيار. مصارحة الشعب بالحقيقة بالغة الأهمية. كتبنا هذا الكلام قبل شهر لأنه لا يمكن المريض إخفاء مرضه. وهذا ما تمّ التدليس عليه فترة طويلة، لاسيما بعد أن بدت إمارات المرض في 2016 توحي بتحوله آفة في طريق الانهيار. مع ذلك لم يتغير شيء جوهري في الخطاب التقليدي الباهت الخبيث. كانت نذُر الخوف الكبير المالي، والنقدي، والمصرفي تتجمّع على سطح الأزمة. وحين بدأنا احتساب النمو بأعشار الواحد في المئة 2017 – 2018، وبلغ التسيب السياسي أوجّه في تلك الفترة، بدت البلاد على طريقة "سيري والرب يرعاك". وفي نهاية الطريق لم يعد لبنان قادرًا على معاندة قانون الجاذبية على ما قيل. أذعن لكل القوانين الطبيعية والوضعية فكان السقوط الكبير الذي لم يستكمل انحداره بعد، ولا تداعياته الوخيمة تظهّرت كاملة. الأزمة بالأولوية مصرفية، مديونية الدولة، نقدية واجتماعية. المال المنهوب قرينة الفساد وصنوه وترنيمة الفاسدين. بتّه يحتاج إلى بناء نظام سياسي آخر من آدميين يحبون الوطن وناسه ويتفانون من أجلهم.

أي ثقة للحكومة والمصارف؟

البلد والشعب لا يعولان كثيرًا على ثقة تحظى بها الحكومة من مجلس النواب. بل من الشعب نفسه. بالأولوية نفسها أيضًا، تحتاج المصارف إلى اعادة رسملة من جديد. الخطوة الإجرائية الأولى، بيان يصدر بهذا المعنى عن المصارف أن "بدأنا بتطبيق زيادة الأموال الخاصة بضعة مليارات الدولار الأميركي. الخطوة الثانية في الطريق وبأجل محددّ". أقلّه حزيران 2020 كي تفي 20 في المئة زيادة وفق تعميم مصرف لبنان وتعاميم أخرى ملازمة ضرورية. الخطوة الثانية كي تكتسب الأولى صدقية في مقام الثقة، رفع القيود عن حقوق المودعين في المصارف، لاسيما أصحاب الودائع الصغيرة والمتوسطة ويشكلون الغالبية الساحقة من الحسابات المصرفية فوق المليون حساب. وبرمجة التحويلات إلى الخارج بحسب الحاجات الضرورية، ولزوم القطاعات الانتاجية والاستهلاك. غير ذلك نوصد النوافذ في وجه التدفقات النقدية الخارجية حتى من اللبنانيين العاملين في الخارج. يستحيل تخفيف الضغوط على المصارف وتلطيف التوتر الاجتماعي واصطناع ثقة بالحدّ الأدنى من دون تلك الاجراءات. الحلول البعيدة المدى، كدمج المصارف، أو تحويل حقوق المودعين أسهمًا فيها ليست ميسورة قبل استعادة الثقة. وكما أشرنا في مقالة سابقة، مصرف لبنان غير قادر على توفير قرض ميسّر للمصرف الدامج كي يتحمّل أعباء المصرف المدموج، كما يتيح له قانون دمج المصارف. والقرض الحافز الأساسي الذي أسهم في عمليات دمج سابقة لعدد محدود من المصارف في ظروف ليست متاحة في الوقت الراهن. والدمج مكلف جدًا، تكلفة الأزمة على أموال المصارف الخاصة وملاءتها وسيولتها.

أمّا سعر صرف الليرة اللبنانية على أهميته، يبدو أنه أخلى الساحة كليًا لمواجع أكثر أهمية، تتصل بمركز مصرف لبنان المالي، ووضعيته من العملات الأجنبية القابلة للتصرف. وهي في كل الأحوال تعود إلى المصارف. ويمكن أن نستنتج استخدام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إيّاها لالتزامات سيادية واستهلاكية استراتيجية فقط، بأنها أموال اشتراها المصرف من المصارف التجارية بفوائد باهظة وله الحق باستثمارها وفقًا لمقتضيات مصلحة الدولة. إذ أن قانون والتسليف يتيح لمصرف لبنان التعامل مع المصارف التجارية بشروط المصرف التجاري. ولو كانت الغاية عدم توخي الربح. أمّا أصل حقوق المصارف لديه "فمحفوظة مع فوائدها إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا"! نحن في صلب معادلة السقوط الكبير. المصارف تحتاج إلى استعادة توظيفاتها من مصرف لبنان لسداد حقوق المودعين. والمصرف يؤثر حيازته العملات للوفاء بمصلحة الدولة العليا والسلع الأساسية. واضح أن "نشيد الاحتياط النقدي" لدى المصرف شديد الشبه للأسف بــ"النشيد النقدي" واستقرار سعر الصرف. والإثنان في رباط واحد.

الفجوة النقدية لدى مصرف لبنان هي مربط الفرس في القيود على سحوبات المصارف والتحويلات الخارجية من المصارف ومصرف لبنان. المعلومات الأولية تفيد أن الفجوة تزيد عن 44 مليار دولار أميركي. هذا ما أمكن استخراجه مرّة أولى من تقرير دقيق للموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان في 31 كانون الثاني 2020 حصلنا عليه وأظهر النتائج الآتية: الموجودات الخارجية بما في ذلك اليوروبوندز والسندات الدولية 36,659 مليار دولار أميركي. محفظة اليوروبوندز 5,700 مليارات. موجودات الخارجية من دون اليوروبوندز  30,959 مليارًا. عملات  أجنبية – توظيفات نقدية (30-11-2019) 30,155 مليارًا. أوراق مالية دولية خارج محفظة اليوروبوندز (30-11-2019) 2,254 مليار. توظيفات المصارف لدى مصرف لبنان بما في ذلك شهادات الإيداع والاحتياط الإلزامي 82,765 مليارًا تمثل التزامات مصرف لبنان الإجمالية للمصارف بالدولار الأميركي. باستخراج 30,959 مليارًا موجودات مصرف لبنان في 31-1-2020، يكون الحاصل 51,806 مليار دولار أميركي. تتراجع الفجوة باحتساب نحو 7 مليارات دولار أميركي حصلت عليها المصارف من مصرف لبنان بفائدة 20 في المئة، تتراجع الفجوة إلى 44,806 مليار دولار أميركي.

حسم أزمة المديونية تحتاج إلى قرار. كلّما استؤخر كلّما ازدادت التكلفة. لو كان سداد مليار و200 مليون دولار أميركي استحقاق اليوروبوندز في 9 آذار المقبل واردًا ليعلن الآن. لكن في النهاية، خيار "الهبوط ناعمًا" في غياب دعم مالي خارجي ليس متاحًا. وخيار صندوق النقد الدولي القسري الآن أفضل من بلوغ مرحلة التوقف عن السداد. فالدين العام إلى الناتج سيقفز بقوة في 2020 طالما أن عجز الموازنة متوقع من رقمين. والنمو السالب من رقمين كذلك، والتضخم يتفلت من عقاله.

المال الأسود المقيم!

بأرجوفة التحويلات الخارجية نختم. أولًا، التحويلات ليست إلى سويسرا فقط. وقد بدأت في مطلع السنة حين استشعرت الأوليغارشيا الأزمة. والتحويلات محميّة بالقوانين والدستور. ثانيًا، إذا كانت الشكوك تتعلق بتحويلات لسياسيين مشكوك في نظافة أموالهم لاستعادتها من الخارج، فهذه تفتح أبوابًا لاتهام المصارف اللبنانية التي تمّ التحويل من خلالها بتبييض الأموال. ثالثًا، لماذا كل هذه الضجة على التحويلات المشتبهة لسياسيين، وكأن أموال السياسيين المقيمة التي لم تحوّل أنظف من تلك التي حُولت. لنسترجع المقيم من الأموال المشتبهة في الداخل. أمّا إذا كان كبار مساهمي المصارف والمديرين حوّلوا المليارات وحجبوا الحقوق عن أصحابها فالقضاء محراب العدالة. لنفترض.. وليبُح كبار المصرفيين عندها بأسماء عملائهم من السياسيين الفاسدين. وقد جنوا أموالهم من الخزانة العامة المفلسة سنوات طوالًا. ووضعوا أيديهم على إدارات المؤسسات العامة ومصالح الدولة. وسمسروا بالمشاريع الفاشلة. وما انفكّوا يرفلون بالنقيصة والرياء.

 

أسوأ ما في البيان الوزاري:خضوع للمصارف ووعود فارغة للجميع

عزة الحاج حسن/المدن/07 شباط/2020

احتل الشق الاقتصادي والاجتماعي في البيان الوزاري، الذي أقرته الحكومة الجديدة يوم الخميس 6 شباط 2020، أكثر من 9 صفحات من أصل نحو 17 صفحة، شملت التوجه العام للحكومة لحل الأزمات المالية والاقتصادية والنقدية.. إلا أن الصفحات التسع لم تخلُ من الصياغة الإنشائية التي دأبت الحكومات السابقة على اعتمادها في بياناتها الوزارية. وإن حضرت الإجراءات والعناوين الإصلاحية في "خطة الطوارئ الإنقاذية" كما وردت في البيان الوزاري، غير أنها لم ترق إلى مستوى الأزمة المالية والنقدية المتسارعة، والتي تقارب الإنهيار في بعض جوانبها.

ورد في البيان الوزاري، في شقه الاقتصادي، بنود وعبارات فضفاضة يخفي بعضها مخاطر على المودعين في المصارف، لاسيما صغار المودعين وذوي المداخيل المحدودة المعنونة بالدولار، كما يأخذ بعضها شكل شعارات أكثر منه إصلاحات، لاسيما فيما يتعلّق بالشق الاجتماعي.

تواطؤ مع المصارف

في البند السادس من فقرة الإصلاحات الواردة في البيان الوزاري، تتطرق الحكومة في معالجة الأزمة النقدية والمصرفية إلى ضرورة إعداد مشاريع القوانين للتوصل إلى "حماية أموال المودعين لا سيما الصغار منهم في المصارف اللبنانية وتنظيم علاقة المصارف مع عملائهم منعاً لأي استنسابية" و"المحافظة على سلامة النقد"، وفي هذا البند إشارة واضحة الى نية الحكومة تشريع الإجراءات غير القانونية التي تمارسها المصارف اليوم بحق المودعين، والتي كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قد طالب في وقت سابق بإيجاد التغطية القانونية لها. الإجراءات المقرّر قوننتها هي تلك التي تحدّد بموجبها المصارف سقف للسحب النقدي بالليرة اللبنانية حصراً، وتعليق عمليات السحب بالدولار كليّاً. وبالتالي، تسهّل قضم نحو 30 في المئة من أموال أصحاب الودائع المعنونة بالدولار وأصحاب الرواتب الدولارية، بسبب فارق سعر صرف الدولار. واكتفت الحكومة في بيانها الوزاري بذكر عبارة "المحافظة على سلامة النقد" من دون التطرق إلى ضرورة معالجة أزمة انحدار الليرة، التي خسرت أكثر من ثلث قيمتها حتى اليوم، وتسليم سوق صرف الدولار إلى الصرافين والتجار برعاية من مصرف لبنان، الذي يعمل ليل نهار على ضبط وتيرة سعر شراء الدولار، من دون الإلتفات إلى سعر المبيع. وهو ما يشكّل سبباً مباشراً لاستمرار عمليات التلاعب بسوق الصرف الموازية.

وأكثر ما يلفت في الشق المالي والمصرفي من البيان الوزاري، إصرار الحكومة وتعهدها سداد الدين في مواعيده المحدّدة، واستبعاد أي احتمال لجدولة الدين، بعد المصارحة بعدم القدرة على السداد، لاسيما أن الإلتزام بسداد أموال الدائنين سيكون على حساب المودعين، قطعاً من ما تبقى من احتياطات بالعملة الأجنبية لدى مصرف لبنان.

تعابير فضفاضة

تطرّقت الحكومة في بيانها الوزاري إلى "ضرورة اتخاذ خطوات مؤلمة" من دون أن تحدّد ماهية تلك الخطوات التي من المتوقع أن تودي بما تبقى من قدرة معيشية لدى محدودي الدخل والفقراء. فلم يغفل البيان الوزاري عن تخصيص بند لتقوية شبكات الأمان الإجتماعي لجهة "توفير الحماية لكافة شرائح المجتمع خاصة المهمّشين والعائلات الأكثر فقراً"، في حين أن مخصصات الشؤون الإجتماعية تقلّصت بشكل تدريجي، ما استدعى إعادة النظر بعدد العائلات الأكثر فقراً وخفضها بما يتناسب والميزانية المالية. وورد في الفقرة المذكورة أعلاه "تحديث أنظمة إدارة القطاع الصحي وتعزيز التغطية الصحية للمواطنين"، في حين أن الدولة عاجزة ومتوقفة منذ سنوات عن سداد مستحقات الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، الذي يؤمن التغطية الصحية لما يفوق مليون مواطن لبناني، ما يعرّضه إلى خطر الإستمرار، وعاجزة أيضاً عن سداد مستحقات المستشفيات البالغة أكثر من 2000 مليار ليرة وهو ما يعيق قدرتها على استقبال كافة المرضى...

الوعود الفضفاضة الواردة في البيان الوزاري كثيرة، باتت أقرب إلى الشعارات منها إلى الخطط، في ظل غياب رؤية واضحة للتمويل، في بلد يحتاج لما يقل عن 25 مليار دولار للخروج من أزمتة المالية وإعادة إحياء الدورة الاقتصادية. تحدث البيان الوزاري عن سلامة الغذاء، علماً أن الحكومة نفسها حذفت من قانون موازنة العام 2020، الذي أقر منذ أيام، البند المخصّص لمعالجة مياه الليطاني من التلوث، فكيف يمكن الحديث عن سلامة غذاء في ظل استمرار تلّوث المياه التي تروي السواد الأعظم من الأراضي الزراعية في لبنان. ولا ننسى ما ورد في البيان الوزاري من مهل زمنية لمكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة وتأمين التغذية الكهربائية عاجلاً، والعمل على تطوير الاقتصاد الوطني من اقتصاد ريعي وخدماتي إلى إنتاجي، لتتحول العبارة الأخيرة إلى شعار "فارغ" أشبه بالزجل، لا معنى له ولا قيمة، خصوصاً عندما يخلو البيان الوزاري من خطة واضحة لتعزيز قدرة المصانع اللبنانية على الاستمرار، وتمكينها من تعويض النقص الحاصل في السوق اللبنانية، وسد الفراغ الإستهلاكي الذي يتعمّق يوماً بعد يوم، نتيجة ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة بشكل جنوني، وتقلّص القدرة على التصنيع المحلي، بسبب تقييد عمليات استيراد المواد الأولية للصناعة اللبنانية.

 

جونية تستقبل طرابلس: البشر الطبيعيون في مواجهة كائنات مريضة

نادر فوز/المدن/07 شباط/2020

استقبلت كسروان طرابلس مساء الخميس 6 شباط، لا بل استقبلت وفوداً من كل لبنان، من الشمال والجنوب والعاصمة. فكل التحريض الطائفي والمذهبي والمناطقي، الذي قام به التيار الوطني الحر في اليومين الماضيين جاء الرد عليه بهذه البساطة: باصات من طرابلس والضنية وعكار ومواكب من بيروت والساحل.. وصلت إلى ملعب فؤاد شهاب، وكسرت السور المعنوي السياسي والطائفي، الذي تسعى السلطة يومياً إلى تدعيمه بين الناس. وببساطة أيضاً، هذا حال الصراع في الشارع. الناس في مواجهة السلطة. السلم الأهلي في مواجهة الحرب الداخلية. الفقراء في مواجهة الأغنياء. المدنيون في مواجهة الطائفيين. المنفتحون في مواجهة الانعزاليين. الإنسانيون في مواجهة العنصريين. العادلون في مواجهة الفاشيين. البشر الطبيعيون في مواجهة كائنات مريضة.

غريب كسروان

في كسروان أسطورة "الغريب" شائعة. هذا ما تتناقله الشفاه أساساً. فلو عاش ابن الانسان هناك مئة عام، سيبقى "غريباً" عن المنطقة بمنطق أهلها. وهذا يعود، حسب ما يتداول به الناس هنا، إلى زمن وصول المسيحيين غير الموارنة إلى المنطقة وتأسيس كنائسهم فيها. هم كانوا غرباء أيضاً، فانطلقت التسمية وبعدها تبلورت وفق السياقات الاجتماعية والمناطقية والطائفية لاحقاً.. ولا زالت مستمرة إلى اليوم. هو أمر مفروغ منه، مركون في الموروث الجماعي والثقافي. عبارة تخرج "تلقائياً" من الأهالي بحق الجيران والأصحاب حتى. فيها الكثير من التصنيف، تعني "الإهانة" ولو عن غير قصد. لكن من اعتدى على الثوار وضربهم وأهانهم فعل ذلك عن سابق تصوّر وتصميم. وفي الأصل، هذا منطق الفاشيين وأسلوبهم في كل العالم. يتكاثرون، بطشاً، حول ضحايا محدودين علّهم يوصلون رسالتهم السوداء. وهكذا كان الحال مع وليد العلي. بطل طرابلس في اعتصام ثوار كسروان، في موقف ملعب فؤاد شهاب (يا لهذه المفارقة الجميلة)، كان وليد العلي (25 عاماً) مساء الخميس لا يزال جالساً في الخيمة. هو الذي ظهر وهو يُعتدى عليه ويهان على يد بلطجية التيار الوطني الحرّ ليل الأربعاء- الخميس. البطل الذي عرّى المعتدين الشبيحة، الذين ما أن لفظ أنه ابن طرابلس حتى فاحوا طائفية وعنصرية ومناطقية وانعزالية. وليد باقٍ في كسروان رغم أنف الكارهين. يقول إنّ المعتدين "بلا مذهب، طائفيون ومذهبيون ويشتمون كل الناس". فهؤلاء "سبّوا النبي، الإمام علي، عيسى المسيح، مريم، الدروز، سبّوا كل المناطق، فمن هم"؟، يسأل. الجواب معروف، هؤلاء أنصار التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل. والأخير معروف أيضاً بزياراته السوداء إلى المناطق حيث ينكأ الجراح. وحوله "بوطة" من الاستفزازيين الذين لا يترددون في نبش المقابر وخطاب الحرب الأهلية كل حين. هم يقيسون ذلك وفقاً لمصالحهم. يعتبرون أنّ شد العصب الطائفي يقوّيهم، ولو جاء ذلك على حساب دم شاب من طرابلس أو في قبرشمون.

"جوعانين جزر"

لكن لوليد توصيف آخر للمعتدين، هم "أرانب، جوعانين جزر، استقووا أيضاً على فتاة وقاصرين". يصف ما حصل بـ"العيب"، "لا مشكلة لي أن أضرب من قبل أرانب لكن لماذا الاعتداء على النساء والقاصرين"؟ وليد في كسروان، اليوم وكل يوم، للتأكيد على أنّ "لا مناطق منفصلة عن أخرى في لبنان". هو مع أهله في المنطقة. الشاب الذي خسر عمله كنادل في أحد المطاعم باقٍ في الثورة. يشارك فيها منذ اليوم الأول "من أجل أهلي وعملي والضمان والاستشفاء، من أجل جوعي ومستقبل لا يتحكم به الزعماء". والأكيد أنّ ثوار طرابلس الذين ردّوا على الاعتداء والتحريض والطائفية بوعي كامل، أكمل خطوتهم ثوار كسروان. أكد هؤلاء فعلياً أنّ لا أسوار تحدّ أي منطقة في لبنان، ولا عوائق معنوية أو شعبية في التلاقي. ليس هذا فولكلوراً، إنما من مكتسبات ثورة 17 تشرين. فالثورة جمعت اللبنانيين حول حقوق ومطالب، واسقطت أمراء الحرب وخطاباتهم وتقسيماتهم. وهذا سبب استفحالهم في القمع الرسمي حيناً واللجوء المتصاعد إلى التشبيح والبلطجة حيناً آخر.

من لبنان وخارجه

على من يتمسّك من الكسروانيين بمنطق "الغريب"، عن قصد وبهدف الأذية والانغلاق، أن يعلم أنّ أمام ملعب فؤاد شهاب أمس وصل وفد من السيّاح المصريين للتضامن مع اللبنانيين. كان هؤلاء في فاريا، يتنزّهون. فحطوا في فؤاد شهاب، علّهم يستعيدون بعضاً من ثورتهم التي أكلها العسكر. تصوّروا مع الثوار ومع العلم اللبناني وتمنوا لنا حظاً ثورياً أوفر. ولاحقاً وصلت مجموعة من الناشطين والناشطات الطرابلسيين. أبناء "العروس" كسروا في الأشهر الثلاثة الأخيرة كل الشيطنة والسوء الذي قادته السلطة تجاههم. حضروا أمس للتأكيد على "عدم القبول بالتقسيم الطائفي والمناطقي، ولا نقبل بأن يحدد لنا ما هو المسموح لنا والممنوع علينا"، حسب ما تقول أميرة الداية، إحدى منظمات المسيرة من طرابلس إلى جونيه. تقول أميرة أيضاً إنّ الخطاب الذي خرج في اليوميين الماضيين، أي الخطاب العوني، "يفسّر لنا لماذا نحن في الثورة، ويفسّر كم أن السلطة لا تشبه الشعب". فعلاً، السلطة لا تردك أنها تعطينا يومياً تمريناً يذكرنا بضرورة الثورة عليها وإسقاطها، من كبيرها إلى صغيرها.

 

وليد رعد ضحية النائب أسود وأزلامه لن يغادر جونية

جنى الدهيبي/المدن/07 شباط/2020

ما فعله أنصار ومرافقو نائب التيار الوطني الحرّ، زياد أسود، بضربهم وتنكيلهم وإذلالهم لشابٍ طرابلسي في كسروان، ليلة الأربعاء، لم يكن مجرد اعتداء عابر قائم على "رد الفعل". إنّه اعتداء عن سابق ترصدٍ وتصميم، بدا كأنّه أمنية راسخة في نفوس أهل هذا التيار، وربما كانوا يخططون له منذ أن انفجرت بوجههم ثورة 17 تشرين الأول 2019. جاء نائبهم أسود، واقتنص الفرصة، حتّى يُخرج كلّ ما يتغلغل في نفوس تحمل كمًا هائلًا من  موروثات الضغينة والحقد.

الكمين والفيديو

هذا النائب الهارب من المطاعم عبر البحار والأبواب الخلفية، لم يقبل على "كرامته" التي توعّد لأجلها الانتقام، إذا ما تجرأ الثوار مرّة أخرى على ازعاجه أثناء استجمامه وتدخينه "نفَس" النرجيلة العجمي. لكن، يبدو أن أسود لقّن أنصاره ومرافقيه الدرس، أثناء حراسته، أو ربما لأجل اتقان نصب كمائن ثأرية من الثوار، للرد على ما فعلوه به في أحد مطاعم انطلياس. وأمام مطعم الجزيرة في كسروان، ليلة الأربعاء، لم يتسلح هؤلاء الأنصار والمرافقون بالعصي والسلاح فحسب، وإنّما سلّحوا ألسنتهم بشتائم وألفاظ فتنوية وطائفية، من أجل إيصال رسائل تيارهم على أكمل وجه. من بين الفيديوهات التي تباهى معتدو أسود بتصويرها ونشرها، وقع شاب طرابلسي، وهو وليد رعد، بين يدي عشرات المعتدين الذين نصبوا له كمينًا مع رفاقه الأربعة، وقاموا بتحطيم سيارتهم. كان مشهد وليد مخزٍ كفريسةٍ لا حول لها ولا قوّة، بينما تنهشها "الثعالب" بإجرام معنوي وجسدي. يكفي أن يقولوا له تنمرًا وتحقيرًا وإذلالًا: "أنت من طرابلس شو جايي تعمل بكسروان؟"، ثمّ ينهالون عليه مجتمعين بالشتائم الطائفية والمناطقية، وبضربٍ مبرح، بينما وليد لا يقوى سوى على استجدائهم الرحمة، حتّى يلوذ بالفرار من وحشيتهم.

رواية وليد

يوم أمس الخميس، عاد وليد قويًا وصامدًا، وشارك في التظاهرة التي نُفذّت لأجله ولأجل رفاقه تحت شعار "رفضاً للطائفية وممارسات أزلام السلطة لزرع الفتنة"، ولم يغادر "ابن طرابلس" كسروان، لأنّه يبيت منذ حوالى الأسبوعين في خيمة الثوار عند جسر فؤاد شهاب.

وليد البالغ 25 عامًا، هو حاليًا عاطل عن العمل، وكان قد خسر عمله في أحد المطاعم نتيجة الأوضاع الاقتصادية، ولم تتسنَ له الفرصة لإكمال دراسته، واظب على المشاركة في الانتفاضة الشعبية في طرابلس من يومها الأول في 17 تشرين. فـ"أنا من أول يوم ثورة كنت في الشارع، ولم أنشط مع أي مجموعة بشكلٍ منتظم، وإنما كنت انشط مع الجميع وبمفردي، لأنني أؤمن بقضايا ثورة 17 تشرين، ولم يسبق أن حصل معي أيّ حادث في الشارع كما حصل في كسروان". لا تزال آثار الضرب والخدوش التي تسبب بها معتدو أسود عالقة على وجه وليد، فيما هو شاب بسيط لا يطمح أكثر من الحصول على حقوقه، كأيّ إنسان عادي يريد العيش بكرامة. وفي حديث لـ"المدن"، يروي وليد تفاصيل الحادث الذي واجهه مع رفاقه أمام مطعم الجزيرة في كسروان. يقول: "كنا نجلس ليلًا مجموعة شباب في خيمة الثورة في جونية، فأتى نحونا شخص يقول أن النائب زياد أسود يتناول العشاء في مطعم الجزيرة. توجهنا 4 شباب وشابة في سيارة واحدة، وذهبنا للتأكد إن كان أسود في المطعم ثم نعود بكلّ سلمية". لاحقًا، "وأثناء وصولنا إلى الكاراج، نتفاجأ بكمين نصّبه نحو 40 شخصًا تهجموا علينا، قاموا بسحلنا من السيارة ثمّ حطموها، وانهالوا علينا بالضرب، وكان من بينهم مدنيون مسلحون، يهتفون للنائب أسود".

دعوى ضد المعتدين

كانت مجموعة وليد من مناطق مختلفة، وهو وحده من طرابلس. يضيف: "من دون أن أحكي أيّ كلمة، ومن دون سؤالي أيّ شيء سوى عن مكان إقامتي، تهجموا عليّ بالضرب المبرح بالعصا على رأسي ووجهي وظهري، وكنت أتوسل إليهم حتى يتوقفوا عن ضربي. لكنهم استمروا وسخروا مني، وانهالوا عليّ بالشتائم الطائفية والمذهبية كما ضربوا رفاقي".  وبعد أن حاول وليد الفرار باتجاه البحر، وفق روايته، جاءت نحوه سيارة Jeep بيضاء، وأراد صاحبها سحبه بالقوّة، وهدده قائلًا: "طلاع أحسن ما خردقك". وطوال وقت الاعتداء، تعمّدوا إهانته بالقول: "أنت طرابلسي شو جابك على كسروان؟ ومين باعتك؟".

لقيَ وليد حملة تعاطف ودعمٍ كبيرين على مستوى كلّ لبنان، وشدد كثيرون على ضرورة عدم الانزلاق لأيّ خطاب طائفي ومناطقي يُشعل الفتنة. وبينما تقدّم وليد بإخبار ضد المعتدين عليه، وبدعمٍ من محامي الثورة في بيروت، يؤكد أنّه باقٍ في خيمة الثورة في جونية، وفي أيّ مكانٍ أو منطقةٍ لبنانية تتطلب وجوده. هذا، وكانت قوى الأمن الداخلي أوقفت ن. ع. واحد من الذين اعتدوا على وليد للتحقيق معه.

 

العونية الباسيلية.. العطب الذي أصاب الجمهورية

منير الربيع/المدن/07 شباط/2020

أسوأ الأحوال التي وصل إليها لبنان هي أن يتحول التيار الوطني الحرّ إلى صاحب أكبر كتلة نيابية في البرلمان، ووزارية في الحكومة. إن دل هذا الواقع الخطير على شيء، فعلى انهيار لبنان، الذي كان يتغنّى أبناؤه بـ"متعة" الحياة السياسية وقيمتها فيه. فاستحالت إلى وضع ينزلق إلى الحضيض يتعمق أكثر فأكثر.

حال التفاهة

تيار سياسي لا يعيش ولا يستمر ولا يحشد أصواتاً انتخابية، إلا بادعاء بطولات وهمية، وافتعال مشاكل وفتن مذهبية وعنصرية وعصبية طائفية، يستخدمها كذريعة لإيهام المسيحيين الذين يتوجه إليهم أن هذه الطريقة كفيلة بتقوية موقعهم واستعادة "أمجادهم". تحولت السياسة مع هؤلاء إلى مسلسل سينمائي رديء، بقدر ما هو مضحك وهزيل هو أيضاً مخيف، لا ينتج غير الخطر والخراب، خراب عقول الناس، وتخريب كل ما له علاقة بالسياسة وعملها. رداءتهم وحدها تتكلم عنهم، من مواقفهم العنصرية تجاه اللبنانيين الآخرين، إن بذريعة "الحفاظ على الوجود"، يمنعوا المسلمين من السكن في بعض المناطق، أو عبر سلوك نموذجي عبر عنه أحد وزرائهم الذي خرج على اللبنانيين، طالباً منهم عدم إسماعه صوتهم. أو أيضاً ذاك النائب الذي ينتقد الحرائق بوصفها تستهدف المناطق المسيحية. هذا جزء من حال التفاهة التي يصنعها هؤلاء ويعيشون فيها، ويجرّون اللبنانيين إليها. وربما من الأفضل إحالتهم إلى كتاب المفكر الكندي آلان دونو "نظام التفاهة"، لربما يفي بالغرض لشرح حالتهم، أو ليتعرفوا على أنفسهم وما ينتجونه.

تقمص عيوب الآخرين 

تختصر حالتهم كل عيوب الآخرين، فتتجمع لديهم مستنقعات كثيرة، تفوح منها كراهيات الطائفية والمذهبية والعنصرية والمناطقية. ليس فيهم غير التناقضات الرديئة، والتصارع بين الموقف المعلن والفعل الممارس. يدّعون الوطنية، ولكنهم لا يمارسون إلا ما يؤدي إلى الشرذمة والتفريق. وكأن الدور الذي يؤدونه مرسوم لهم من قبل أعداء لبنان، ويجيدون تنفيذه. مشكلتهم مع الآخرين، أنهم يريدون السيطرة على كل موبقاتهم، والتفرد فيها، بالاستناد إلى شعارات كاذبة وواهية تدّعي العكس، وتبني مجداً باستخدام مصطلحات من قبيل التغيير والإصلاح. ويفتح هؤلاء معركة التنافس فيما بينهم، حول من الشخص الأسوأ والأردأ. في هذه المعركة يغيب كل ما له علاقة بالعقل أو احترام الذات والآخرين. يتنافسون للفوز بألقاب تافهة وفارغة، فهذا يطلقون عليه لقب "النمر" وآخر لقب القوي، وثالث لقب المغوار، وهكذا دواليك، ليُباح لهم كل ما يقترفونه من تعديات وإمتهان للكرامات. فيعملون وفق صيغة بيع صكوك الغفران، وتحديد الوطني من العميل. يعيشون حالة نكران لذاتهم، يريدون سدّ النواقص لديهم بالتهجم على الآخرين، أو بتتفيه كل من يعارضهم أو يعترض طريقهم. والمفارقة أن فيهم كل ما يعيرون به الآخرين. يتهمون الحريرية السياسية بأنها صاحبة الفساد المالي، ويختصرونها بهذه السمة، بلا أي مقاربة سياسية أو اجتماعية أخرى. حقدهم على الحريرية، أنهم يريدونها لهم على طريقة "العونية" أو "الباسيلية"، وتكون مرتكزاتها ونقاط قوتها محتكرة من قبلهم. بنوا مجد شعبيتهم على انتقاد ممارسات الرئيس نبيه بري باحتكار الوظائف وخدمات الدولة، فيأتون للإنتقام وارتكاب ما هو افظع. يعيبون على حزب الله علاقاته الخارجية ومشاريعه المرتبطة بالساحات الأخرى، لكنهم يستندون على تحالفهم معه ودعمه لهم، ليحققوا ما يريدون، ويذهبون إلى المزايدة عليه كذباً بالدفاع عن فلسطين، ويطرحون مشاريع الأقليات والتحالفات المشرقية. يحقدون على وليد جنبلاط أو سليمان فرنجية، ويتهمونهما بالمناطقية والمذهبية، لاستثارة نعرات مذهبية وطائفية، فيمارسون المناطقية والمذهبية بأفظع صورها، القائمة على زرع الشقاق بين أبناء المجتمع الواحد، واستخدام مسوغات "الحرب الوجودية" التي يخوضونها للحفاظ على بقائهم ودورهم. حتى في استنساخ "زعرنة" من يصفوهم بالميليشيات، تتجلى الرداءة، كما ظهرت قبل يومين في جونية بالإعتداء على متظاهرين، باستخدام الفجور المناطقي والطائفي، أو الفجور الذي يعتمدونه تاريخياً، وهو أنهم في حالة دفاع عن النفس. بخلاف تصرفات القوى الأخرى. فمثلاً عندما توجه متظاهرون إلى محيط عين التينة أو مجلس النواب وتعرضوا للضرب على يد حرس المجلس، لم يدّع هؤلاء أنهم تعرضوا لاعتداء بل مارسوا بلطجيتهم علانية واعتبروها فعل قوة. بينما العونيون يريدون ممارسة البلطجة ويدعون الاستضعاف والبراءة والتحضر.

تيار الفراغ والدونية

يمكن وصف هذا النموذج بـ"المرض الذي أصاب الجمهورية والسياسة اللبنانية". ويشكل الخطر الأكبر على صيغة لبنان وكيانه والمسيحيين فيه. من خلال شراء المشاكل والمتاجرة فيها، من دون أي حساب لما يمكن أن تنتجه من صراعات مذهبية ومناطقية تؤدي إلى إعادة تفجير الحروب. مشكلتهم الأساسية أنه ليس لديهم قدرة على تكوين عقيدة كحزب الكتائب أو حزب الله، وليس لديهم تاريخ سياسي كحال القوى السياسية التقليدية، ولا تاريخ قتالي مشهود. تقوم فكرتهم الأساسية على تأليه شخص وعبادته، صانعين للأسطورة. ثمة صدف تاريخية ساهمت في جعل عون بالنسبة إليهم المخلص الوحيد، في سياق غرقهم بأوهام القوة. انها حالة تحتاج إلى فحص دقيق، ومعالجات نفسية واجتماعية وصحية وعقلية.  الغريب أن هذا التيار، لم ينتج أي محتوى ثقافي أو سياسي، لم يقدم أي فكرة، على الرغم من انه يمثل طبقات متنوعة اجتماعياً، وهذا يدل على فراغ يصيبه لا ينتج غير خطاب شعبوي. والأغرب أن ثمة اجماعاً لدى اللبنانيين، بأن متوسط الذكاء لديهم منخفض جداً. يبدو هذا التمييزالعنصري والمجحف بحقهم، سمة يتلاقى عليها الكثير من اللبنانيين، وهي تستحق الدراسة والمعاينة، خاصة أن تصنيفهم من قبل خصومهم، أو تصرفاتهم هم مع خصومهم، غالباً ما تنتج عن حقد أو حسد، أو شعور بالدونية التي تسعى دوماً إلى الانتقام.

 

حكاياتُ خادماتِ اللبنانيين: وصمةُ توارثهِنَّ من المياتم إلى المقابر

محمد أبي سمرا/المدن/07 شباط/2020

لتشغيل العاملات المنزليات في بيوت اللبنانيين تاريخ قديم، يرقى إلى بدايات القرن العشرين. وينطوي هذا التاريخ على قصص وحكايات لا تحصى، تنتمي إلى أزمنة اجتماعية متباينة، وتعكس تحولات الحياة والقيم وأنماط العيش الاجتماعية اللبنانية وتطورها.

هنا حكايات عن بدايات تشغيل لبنانيات جنوبيات وعكاريات وسوريات علويات، خادمات في بيوت عائلات لبنانية.

صُنَّاع الفقر واليتم

سلمى ابنة حمّال شيعي جنوبي في مرفأ بيروت مطلع عشرينات القرن العشرين. كان الرجل من أفواج الهجرات الشيعية الجنوبية الأولى إلى عاصمة لبنان الكبير آنذاك، عندما كان المهاجرون الشيعة ينزلون ويقيمون إما في أحياء على أطراف وسط العاصمة التجاري القديم، كالخندق الغميق والباشورة، وصولًا إلى حي اللجا، أو في أكواخ على أطراف الضواحي القريبة من المرفأ، مثل الكرنتينا والمسلخ والنبعة وبرج حمود، وصولًا إلى أطراف الأشرفية السفلى. في العام 1930 كانت سلمى في العاشرة من عمرها، وهي كبرى أخواتها وإخوتها الكثيرين النازلين مع والديهم في كوخ على طرف الأشرفية لجهة المرفأ، حيث نشأ تجمّع أكواخ نزل فيها تباعًا أقارب وأهل من قرية جنوبية واحدة، قبل ارتقاء أحوالهم المادية وانتقالهم تباعًا للإقامة في شقق بنايات شيدها تجار البناء الجاهز في الشياح. كانت سلمى في سن العاشرة حينما أُدخلت دار أيتام الراهبات اللعازاريات في بيروت. وكان شائعًا آنذاك إيداعُ بعض الفقراء أطفالَهم دور أيتام تستقبلهم من دون أن يكونوا أيتامًا، فتسعى إدارات الدور أو بعض راهباتها في تشغيل الفتيات منهم خادمات (عاملات في لغة المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية اليوم) منزليات (صُنّاع، أو صانعات في لغة تلك الأيام) في بيوت أثرياء ونافذين من البورجوازية الجديدة الناشئة، أو من أشباه الإقطاعيين وأنصافهم في المدن.

تدبّرت الراهبات اللعازاريات رعاية سلمى وتشغيلها صانعة في مثل هذه البيوت. وفي روايات إخوتها وأبنائهم، كانت الخادمات المنزليات في بدايات عمل شقيقتهم، قبله وبعده، أي ما بين مطلع عشرينات القرن العشرين ونهاية أربعيناته، تقتصر على لبنانيات صغيرات السن وفي بدايات تجاوزهن الطفولة، ومن قرى الجنوب الشيعيّة وعكار السنّية. أما استخدامهن فكان يقتصر على بيوتات أهل الثراء والمكانة وحدهم من دون سواهم.

نوعا الخادمات

عرفت عمليات الاستخدام شكلين اثنين شائعين على وجه العموم في تلك الحقبة:

- تدبير دور الأيتام والمؤسسات الرعائية والخيرية عمل فتيات من نزيلاتها في بيوتات عائلات، تقوم بينها وبين تلك الدور والمؤسسات شبكات علاقات ومصالح متنوعة، فتتقاضى الخادمات من مخدوميهن مبالغ مالية مقطوعة، يحددها مدبّرو عملهن في البيوت التي يخدمن وينزلن فيها، منقطعات سنوات متباينة العدد، حسب الظروف ورغبات أصحاب البيوت. وقد تنقطع صلة الخادمة بأهلها ومنبتها انقطاعًا مديدًا وتامًا، فلا تعود تعرفهم ويعرفونها، فتتنقل بين بيوت كثيرة، أو قد تمكث في أحد البيوت حتى موتها مكتومة القيد. أما اللواتي ليست هذه حالهن، فتبقين على صلات متفاوتة ومتباعدة بمنبتهن وأهلهن، وقد تتزوجن وتنقطعن عن عملهن خادمات منزليات، أو قد تأخذهن الظروف والأقدار، وكذلك ميزاتهن الشخصية المتحصلة جراء خدمتهن في البيوت، إلى مصائر متباينة. وهذه حال سلمى. - الشكل الثاني لتشغيل الخادمات المنزليات في الحقبة نفسها، كان يقوم على صلات مباشرة وغير مباشرة بين أهل الفتيات الساعين في تشغيل بناتهم خادمات، والعائلات من أصحاب الثراء والوجاهة والمكانة. أواصر وولاءات مباشرة وغير مباشرة ومتداخلة تلعب دور الوسيط بين الطرفين: شبكات القرابة الموسعة والعلاقات شبه الإقطاعية، وولاءات الأهالي أو العوام للمناصب وأصحاب المكانات. وبناء على هذه الشبكات كان أصحاب الثراء والمكانة والوجاهة في المدن يذهبون بأنفسهم إلى قرى في الجنوب وعكار، فيختارون خادماتهم من بيوت الأهالي الفقراء في تلك القرى ويستقدمونهن إلى بيوتهم في المدينة. وأحيانا كان أهل الخادمات الرجال يصطحبون - بناء على الشبكات إياها - بناتهم من القرى إلى البيوت الراغبة في استخدامهن. وفي هذا الشكل من الاستخدام كانت الصفقات غالبًا ما تعقد مباشرة بين الطرفين، فيقوم أهل الخادمة بتأجير ابنتهم أو بيعها لمخدوميها لسنة أو سنوات، فيتقاضون سلفًا أو بالتقسيط أجرها المحدد لقاء عملها في بيت المخدومين وإقامتها عندهم إقامة دائمة. وطوال مدة التأجير أو البيع كانت الخادمة تنقطع عن بيئتها وأهلها تمامًا، فلا تزورهم ولا تغادر قط بيت مخدوميها. وقد يزور الأهل ابنتهم مرة أو أكثر، وغالبًا والدها أو أمها أو أخوها، فيتقاضى الزائر أقساطًا مالية لقاء عمل الخادمة.

ولم يكن شائعًا قط في هذا الشكل من الاستخدام تقاضي الخادمات أنفسهن أجورهن من مخدوميهن، بل يتسلمها منهم أهالي الخادمات اللواتي قد يهرب بعضهن من البيوت التي تعملن فيها، فلا تعدن إلى ديارهن وأهلهن، بل تتوارين وتختفين. وقد تأخذهن سكك التشرد ومتاهاته إلى مصائر غامضة، كانت تفضي ببعضهن إلى شبكات الدعارة، أو إلى سوق البغاء العمومي في بيروت. أما اللواتي تمكثن سنوات طويلة في بيوت مخدوميهن، فقد تنقطع صلاتهن ببيئاتهن وأهلهن لأسباب شتى. منها تخلي الأهل عن صلاتهم ببناتهم أو تفككٌ أسري وعائلي يصيب أواصر أهلهن. ومنها تبني بعض عائلات المخدومين خادماتهم تبنيًا مكتومًا، فتنقطع تمامًا أو تُكتم صلات الخادمات بمواضيهن الأهلية والعائلية السابقة، فيرث هذه الخادمة المقطوعة أو المكتومة أوتلك أصحاب البيوت الذين خدمنهم جيلًا بعد جيل، إلى أن يقضي بعضهن في هذه البيوت.

صانعات المنزل الكبير

وروت ابنة عائلة بيروتية تجاوزت الثمانين من عمرها اليوم، أنها صغرى دزينة من إخوتها وأخواتها ولدوا في واحد من منازل رأس النبع الكبيرة المستقلة. تزوجت أم الراوية في الخامسة عشرة من عمرها، وكان زوجها من كبار تجار وسط بيروت في مطالع القرن العشرين. حتى زواج الراوية في خمسينات القرن العشرين وبعده، لم يخلُ منزل العائلة الكبير من صانعاتٍ خمسٍ على الدوام. وكان تشغيلهن جميعًا وفق الشكل أو النمط الثاني من استخدام الصّناع. أشد الصانعات حضورًا في ذاكرة الراوية الثمانينية، هي الطباخة هاجر التي جُلبت صغيرة من قرية جنوبية. في المنزل الكبير تدرّبت هاجر على فنون الطبخ، فسلمت مطبخه مع صانعات ثلاث. وإلى مطبخ المنزل عشرينات القرن العشرين وثلاثيناته، كان يصل تباعًا في الصباحات من أسواق المدينة حمّالون بسلالهم الكبيرة، تحوي خضراً وفاكهة، لحوماً وأسماكاً، وحبوباً وبيضاً وأجباناً وألباناً. وكان التاجر الكبير، سيد الأسرة الكبيرة ومعيلها، هو مرسل حمالي السلال راجلين إلى المنزل الذي تنشغل سيدته في إدارة شؤونه وتوزيع أعماله اليومية على صانعاتها، من غسل وتنظيف وتحضير عجين الخبيز والحلويات لإرسالها إلى الفرن القريب. لم تكن أي من بنات العائلة الكبيرة تدخل إلى المطبخ لئلا تتشبث روائح الطبخ بثيابهن وشعرهن فتصير مزفرة. وكانت الطباخة هاجر هي من تحمم الفتيات، واستمرت فيه حتى صرن صبايا. وهذا ما حمل واحدة من الأخوات بعد زواجها وانتقالها إلى منزلها الزوجي المستقل، على الطلب من أمها أن تذهب هاجر يوميًا لتحميمها في بيتها. شقيق هاجر جاء مرات إلى بيت العائلة لتقاضي أجورها، لكن زياراته انقطعت، وكذلك صلة هاجر بقريتها الجنوبية وأهلها، فمكثت 50 سنة في بيت العائلة كأنها ولدت في مطبخه العامر. ولما مرضت أُدخلت إلى مستشفى، فماتت فيها. لكن الراوية لا تتذكر كيف وأين جرى دفن هاجر، ولا كيف وأين دُفنت الصانعة الأخرى جهان التي عملت 25 سنة في بيتهم وتوفيت بداء السرطان. والد هاجر الذي جلبها طفلة إلى البيت الكبير، كان من عرب المسلخ، فباعها وقبض ثمنها، وغادر ولم يعد قط لزيارتها. وبعد موتها اختفى ذكرها وقبرها.

توريث الخادمات

كانت العائلات البيروتة تتوارث خادماتها من جيل إلى جيل. فالخادمة فوزية التي جُلبت طفلة إلى البيت الكبير، قدمتها ربة البيت هدية لزواج ابنتها التي أخذتها مطالع الأربعينات إلى حيفا، لأنها تزوجت من شاب فلسطيني اصطحبها إلى بلاده. ومن مصادر الصانعات اللواتي تعاقبن على الخدمة في البيت الكبير، ذكرت الراوية جبل العلويين وجبلة واللاذقية في سوريا. فالصانعة السورية كريمة ورثتها إحدى فتيات العائلة بعد زواجها. هي رفضت العودة إلى ديارها وأهلها في سوريا، وفضّلت بإرادتها البقاء خادمة منقطعة في بيت مخدوميها، فلم يعد يزورها أحد من ذويها. وكريمة تقيم اليوم وحدها في بيت ورثتها المتوفين، فتستقبل أبناءهم الذين يجتمعون في بيت أهلهم في المناسبات والأعياد، فتولم لهم ليتناولوا طعام الغداء  العائلي مجتمعين. أسدية جلبها من الجنوب زوج شقيقة الراوية إلى بيته ببيروت في نهاية الأربعينات، بواسطة بستاني يعمل في أملاك أهله في الجنوب. كانت أسدية في الثالثة عشرة من عمرها، ولم تغادر بيت مخدوميها حتى اليوم، وحوّرت العائلة اسمها إلى سعدية. ويُروى أن أم أسدية ماتت مبكرًا، وارتكب والدها جريمة شرف وسجن مدة أخذ بعدها يزور ابنته في بيت مخدوميها ويحصل منهم على أجورها السنوية، لكنه انقطع عن زيارتها قبل سنوات كثيرة من وفاته في مطالع الحرب الأهلية (1975). وبعد وفاة الأم والأب في البيت الذي تخدم فيه، انتقلت سعدية إلى بيت ابنتهم غير المتزوجة ومكثت فيه مكوث إرث العائلة. كان كتمان النسب والانتساب إلى أهل، وكتمان الجنسية أو ضياعها وإخفائها، شائعة ومفضلة لطرفي علاقة الاستخدام المنزلي في تلك الأيام، حينما كانت عمليات تشغيل الخادمات سوقًا سوداء يجري التبادل فيها سرًا وفي الخفاء، من دون تنظيم قانوني ومستندات قانونية، ووفق أعراف أهلية وبلدية وعلاقات تحتية يكتنفها الغموض ويكثر فيها السماسرة والوسطاء، ويسهل كتمانها والتنصل منها ومن تبعاتها.

امِّحاء الوصمة وبعثها

في الأعراف والتقاليد الأهلية، وفي نفوس الأهل الفقراء وصورهم عن أنفسهم حين يشغّلون بناتهم في بيوت الغرباء الأثرياء، يمتزج الشعور بالضِّعة والدونية والهوان بالشعور المقيت الأشد مهانة ومضاضة الذي يَصِمُ أهل الخادمات ويلاحقهم، كأنهم قاموا بتأجير بناتهم - وهنّ شرفهم وكرامتهم - بل بيعهن لغرباء في المدينة أو في سوق البغاء. ومثل هذه الوصمة هيهات أن يمحوها الثأر المسمى جريمة شرف في التقاليد والأعراف التقليدية السائرة. وهي وصمة غالبًا ما تبعث على التيه والدوار في حال انكشافها في العلنية العامة الأهلية. صديقتان لوريثة أسدية - سعدية ورثتا عن أهلهن خادمتان. وتمكنت إحدى الصديقتين - وهي مسيحية وتقيم في الأشرفية - من الحصول على جنسية لبنانية لخادمتها السورية العلوية الموروثة، بعدما أعلمتها راهبةٌ أن اعتناق الخادمة العلوية الدين المسيحي هو السبيل السهل إلى ما تريد. حدث ذلك في عشايا موجة التجنيس التي قامت بها الحكومة اللبنانية في تسعينات القرن العشرين، عندما كان ميشال المر وزيرًا للداخلية. واعتنقت الخادمة الموروثة الدين المسيحي بواسطة الراهبة، وحصلت بسهولة على الجنسية اللبنانية. لكن أي فائدة ترتجى حقًا من استعادة الخادمات أنسابهن وأسماءهن وجنسياتهن التي مضت معظم أعمارهن، فيما هي تبتعد كجرحٍ مكتوم في نفوسهن، وقد يكون اندمل وامّحى مخلفًا آثاره في منامات حاضرهن المسترسل في القطيعة والغياب والنسيان؟ فهل تؤدي محاولات وصل ما انقطع وتوارى إلى غير بعث ذلك الجرح وإحيائه لتحميل هؤلاء النساء المنقطعات، الغائبات والمغيّبات، أوزار ماضيهن وحاضرهن؟

 

مطران الشعب.. وسائر الأحرار | بقلم عمر الفاروق النخّال

عمر الفاروق النخّال/ليب تايم/06 شباط 2020

لم يسبق للحياة السياسية في لبنان أن شهدت تقديرًا صادقًا وثابتاً من قبل النسيج اللبناني، كالتقدير الذي يحظى به سيادة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس الياس عودة.

فهو المطران المخضرم في رفض الطرق السهلة التي لا تعلّق على الأكتاف سوى نياشين التبعية مختارا التحديات الأصعب ومضيفًا على السياسة في لبنان لونًا مقاومًا قوامه الموقف الثابت والحر الذي لا تبدّله الأزمات مهما اسودّت أيامها أو ضاقت آفاقها.  

معرفتي بهذه القامة اللبنانية القديرة، تعود الى سنوات دراستي المتوسطة والثانوية في مدرسة مار الياس بطينا ببيروت حيث كانت صورة المطران عودة مرتفعة ومعلقة في القاعات والمكاتب الأساسية كاسرة نمطية االبروتوكول اللبناني الممل بضرورة ملازمة صور رؤساء الجمهورية لعيوننا ليل نهار هذا الى جانب كلمته السنوية المكتوبة في مجلة "الحصاد" الصادرة عن المدرسة وموقفه السنوي في حفل تخريج طلاب المدارس الأورثوذكسية في بيروت الذي عادة ما كان يأتي محمّلاً بإشارات لاذعة الى الطبقة السياسية اللبنانية برمّتها رغم وجود ممثلين عنها في الصفوف الأمامية ضمن الحضور.

نسهب بارتياح كبير عن محبّة اللبنانيين للمطران عودة تأسيسًا على السنوات الأربعين التي تحتفل الطائفة الأوثوذكسية بمرورها على توليه مهامه الرعوية، والسنوات الكثيرة هنا هي المفارقة التي تميز الرجل كوجه محبّب وقريب الى جراحات الناس مقارنة بوجوه أخرى أفنت سنوات مسؤولياتها دون تسجيل ولو مبادرة كلامية واحدة علاوة على ما حفل به تراكم العقود هذا من أحداث لبنانية مفصلية وهزّات اجتماعية وإنسانية كانت فيها مواقف المطران عودة الواحة الأنقى والأصدق لجمع اللبنانيين وتوحيد صرخاتهم ولاءاتهم ضد التوحّش الزعاماتي منبع كل إفقار وفساد وتسيّب في بلدنا لبنان.

مثلُ مواقف المطران عودة لا تُقدّر فعاليتها الا في لحظات الحقيقة، وتاريخ السابع عشر من تشرين الأول شكّل صورة واضحة ودليلا دامغا على معادلة الصدق تلك، حيث لاقى المطران عودة الانتفاضة اللبنانية بأريحية مميزة انطلاقا من مخزون مواقفه السياسية والاجتماعية والانسانية التي استشرفت ما وصلت اليه البلاد من مزيج أزمات معقّد ما رسم فوارق عديدة وكبيرة ما بينه وبين المتسلّقين الذين راحوا بنفضون الدفاتر القديمة بحثا عن ثغرة تبقيهم على قيد الحياة في سجل الأيام والذاكرة السياسية اللبنانية.

حتى سهام التطاول التي تجرأت عليه لمواقفه التقدمية في عزّ الظلام اللبناني لم تنفع، فمشكلة هؤلاء مع المطران عودة، أن مواقفه الفجّة في صراحتها والصادرة من منطلقات وطنية صافية ترفع مستوى النقاش الى حدود لا مكان فيها لمدرسة السفالة والبذاءة السياسية!

بالجلباب السياسي أو بثياب الكهنوت، المتروبوليت الياس هو هو.. قامة وطنية لم تنطق يوما إلا بلسان الألم اللبناني.. إنه بحق.. مطران الشعب اللبناني وسائر أحراره.

 

أي نوع من القوات المسلّحة؟

دينا عرقجي/مركز كارنيغي/06 شباط/2020

يُعتبر الجيش اللبناني من بين أكثر الجيوش شفافية في المنطقة، لكن لايزال ثمة حاجة إلى المزيد من التحسينات.

في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أصدرت منظمة الشفافية الدولية تقرير مؤشر النزاهة في حوكمة قطاع الدفاع للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذا المؤشر، كما هو معروف، يقيس مخاطر الفساد في قطاع الدفاع على بلدان هذه المنطقة. وعلى الرغم من أن قطاع الدفاع في لبنان حلّ ثانياً في لائحة الدول الأكثر شفافية بعد تونس، إلا أنه لايزال يتبدى فيه قدر كبير من أخطار الفساد.

استندت نتائج منظمة الشفافية الدولية إلى خمسة مصادر للمخاطر في قطاع الدفاع: السياسة، والمال، والعمليات، والمشتريات، وإدارة العناصر العسكرية. وأظهرت هذه النتائج أن التصدّي للفساد في لبنان ليس محدوداً بالمؤسسة العسكرية، بل هو يرتبط أولاً بمناحي الفشل الأوسع في الحوكمة الوطنية. وينجم عن ذلك أن النقص العام للشفافية في البلاد، يفرض تجاذباً على قطاع الدفاع، ويؤدّي إلى مركّب فساد خطر على المستويات السياسية والمالية والمؤسسية.

في المجال السياسي، يفتقد لبنان إلى استراتيجية دفاع وطني. وهذا وفقاً لآرام نركيزيان، المستشار البارز في برنامج العلاقات المدنية – العسكرية في الدول العربية في مؤسسة كارنيغي، يقوّض قدرة البلاد على بلورة الرؤية الموحّدة حول الدفاع التي تمليها المصالح والأهداف التي تُحددها البيئة الاستراتيجية للبنان، وتوافر التمويل، والدعم الدولي للجيش اللبناني. لكن، وبدلاً من هذه الاستراتيجية، وضعت المؤسسة العسكرية خطتي تطوير قدرات (إحداهما غطّت السنوات 2013-2017 والأخرى 2018-2022) ركزتا بشكل ضيّق، على حد تعبير مصدر قدّم المشورة حول هاتين الخطتين، على متطلبات تطوير القوة.

يُفترض أن يكون مجلس الوزراء اللبناني هو الطرف الذي يُحدّد السياسة الدفاعية والأمنية والذي يُقر، بموافقة الرئيس، التعيينات والترقيات في المراتب العسكرية العليا. أما مجلس النواب فيكتفي تقريباً بإضفاء دمغة ختمه على قرارات الحكومة في الشؤون الدفاعية، إذ نادراً ما تُناقش لجنة الدفاع البرلمانية المسائل العسكرية الحسّاسة. على سبيل المثال، لم تُستشر هذه اللجنة حول الخطة الأولى لتطوير القدرات التي طرحها الجيش على المانحين الأجانب والخاصة بدعم المؤسسة العسكرية في مؤتمر روما 1 في العام 2005. ونتيجة لذلك، اقتصر دور اللجنة أساساً على مناقشة القرارات حول الأمن الداخلي والقضايا المتعلّقة بالبلديات. وهذا يقوّض نظام الضوابط والموازين بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

علاوة على ذلك، يُواجه لبنان تحديات على المستوى المالي. ففي العام 2017، أقرّت البلاد أول موازنة منذ 2005، شملت الميزانية العسكرية. وخلال السنوات الـ12 الأخيرة، كان تأخير إصدار الموازنات أمراً شائعاً، سواء بسبب الدعوات إلى خفض الإنفاق، أو إلى فقدان النصاب، ما كان يعيق إقرار الموازنة في موعدها السنوي. لكن، وعلى الرغم من أن إقرار موازنة الدولة في العام 2017 كان خطوة إيجابية، إلا أن التدقيق بما أنفقته الدولة في الواقع (بما في ذلك الانفاق العسكري) لم يتم، وبالتالي لايزال لبنان غير متسّق حيال مسألتي ما يُنفق بالفعل حكومياً، وما كان يُتوقع أن يُنفق.

على المستوى المؤسساتي، أمام الجيش مجموعة من المخاطر التي تواجهه عليه تخفيفها أو الحد منها. فمع أن أولئك الذين أجرى معهم مؤشر الشفافية الدولية مقابلات، أكدوا أن القواعد والتنظيمات طُبّقت بحذافيرها، إلا أنه لايزال يتعيّن على الجيش تحسين تواصله مع الرأي العام في مجال توفير المعلومات، أو توضيح التزامه بالقوانين التي تضبط المحاسبة. وتُبرّر مديرية التوجيه في الجيش اللبناني نقص الشفافية هذا بالقول إن القوانين الراهنة تضمن أصلاً المحاسبة وتعزز ممارسات مكافحة الفساد. لكن، لايزال من الصعب التحقق من ذلك.

مثلاً، حالات الإجراءات العقابية ضد عناصر عسكرية لا تذاع علناً على نحو متّسق. وفي حين لاتزال هذه قضية حسّاسة للغاية، إلا أنه في مقدور الجيش تدارس إمكانية إصدار بيانات توثيقية حول الخطوات التأديبية، من دون التشهير بأسماء بالعناصر العسكرية. هذا ما يجري، على سبيل المثال، في التقارير السنوية التي تُصدرها كلٌ من هيئة مكافحة الفساد في تونس، ووزارة الدفاع الأميركية في "موسوعة الفشل الأخلاقي"، أو التقارير السنوية لمكتب خدمة التوريد العسكري في الدنمارك. كل هذه التقارير تتحدث عن خروقات في قطاع الدفاع.

أخيراً، يمكن للقيادة العسكرية أن تفعل أكثر في مجال مأسسة الآليات الخاصة باتقاء الفساد. فبعد سنوات من التدريب على يد طرف ثالث لمواجهة الفساد، يمكن إدماج العناصر الأساسية لأفضل الممارسات الدولية المتعلّقة بمثل هذه التدريبات ببرامج التعليم العسكرية الموجود حالياً. هذه البرامج يمكن أن تركّز على العناصر العسكرية المنوط بها المهام التي تتطلّب تدريباً على مكافحة الفساد، وذلك بهدف تقليص مخاطر الممارسات المحظورة التي قد تتسلّل إلى باقي المؤسسة العسكرية.

لقد شدّد مؤشر النزاهة في حوكمة قطاع الدفاع على بعض أبرز العقبات الجلية التي تعيق الشفافية في نظام لبناني يقوم على شبكات الزبائنية الطائفية. وبالتالي، ولكي تتم استعادة المحاسبة الوطنية، يحتاج لبنان إلى حكومة قادرة على تحقيق ولو قدرٍ من التقدّم المحدود في صياغة سياسة خارجية تنطوي على خطوات أولى نحو استراتيجية دفاعية واضحة. كما سيكون على هذه الحكومة أن تُمأسس إقرار الموازنات الوطنية في موعدها، والتدقّيق في حسابات الدولة، وإعطاء الأولوية للكفاءة والاستحقاق، وليس للانتماءات الطائفية، في التعيينات.

بالطبع، إصلاحات من هذا النوع لن تكون سهلة، ولو كان الأمر كذلك لجرى تبنّيها قبل عقود. مع ذلك، ستكون هذه الإصلاحات حاسمة وضرورية إذا ما أراد لبنان تقليص مخاطر الفساد في قطاع الدفاع، وترقية الشفافية، وتعزيز ثقة الشعب بمؤسسات الدولة والجيش.

وفي هذا الإطار، تأتي نتائج ومحصلات منظمة الشفافية الدولية في مرحلة حاسمة ومفصلية أكثر من كل المراحل السابقة، في مجال العلاقة بين الدولة والمجتمع. ففي حين تُواصل البلاد التخبّط في معمعة أزمة اقتصادية واجتماعية متواصلة، يجد الجيش نفسه يؤدّي دور الحَكَم بين الشعب وبين دولته. لذا، تحسين الشفافية في قطاع الدفاع يرتدي اليوم أهمية أكثر من أي وقت مضى.

 

أعلِنوا "إفلاسكم"

بشارة شربل/نداء الوطن/6 شباط 2020

قد لا يكون اللجوء الى صندوق النقد الدولي لمعالجة تردّي الحال الخيار الأفضل أو الوحيد. لكن الانتفاض للكرامة الوطنية لدى ذكر هذا الاحتمال هو ردُّ فعل بائس وخبيث.

السلطة الفاسدة نفسها التي ارتكبت الموبقات، تعلم أن الصندوق هو المؤسسة الوحيدة القادرة على مدّنا فوراً بـسيولة 12 مليار دولار ضرورية لإعطائنا جرعة أوكسجين. وهي السلطة التي يرفض أطرافها الأوصياء على الحكومة تولي الصندوق رعاية تفليسها البلاد. يخشون معالجاته الجراحية ويفضلون مراهم الغش لتغطية جرائمهم المالية وهندسات "الزعرنة" التي ساهمت في ضياع ودائع الناس.

لا يبشر البيان الوزاري العتيد الا بإصلاحات على استحياء، فيما لا يحتمل وضعنا نصف اجراءات. لكن أهل السلطة يسعون الى ذلك. فلم نشاهد أحداً من أبنائهم وقف ذليلاً في مصرف أو فقد عملاً أو تأثر مستوى عيشه بالأزمة الخانقة. لذلك يفضلون أنصاف الحلول... وتسمّيها يا فخامة الرئيس مجرد "إجراءات موجعة" رغم علمك بأنّها اكثر من "خوازيق".

يعلم أهل السلطة أنّ صندوق النقد الدولي سيدقّق في الموازنات وسيبلغهم بأنّ نصف الموظفين الذين حشوا بهم الوزارات والمجالس لأسباب طائفية ومذهبية وانتخابية عبء ثقيل. وهنا "أم الكبائر". فكيف لمن استباحوا الإدارة أن يقبلوا بصرف المحاسيب والأزلام ومفاتيح الانتخابات؟.

سيطالب الصندوق بلا شك بوقف مهزلة الكهرباء وبزيادة ضريبة القيمة المضافة ووقف الدعومات وتحرير "سعر الصرف" المقدس، الذي هو "درة تاج" الحاكم العبقري للمصرف المركزي. ولن يتوقف عند هذا الحد فهو سيراقب الاصلاحات والخصخصة المضبوطة بشروط وغيرها من الاجراءات... وستكون حجة الرافضين أنهم لا يريدون المسَّ بلقمة الناس وسيحافظون على أملاك الدولة، متناسين أنهم سرقوا المشاعات وأكلوا "البيضة والتقشيرة" ولم يتركوا إلا الفتات.

سيفرض الصندوق مراقبة الحدود والمرافئ الشرعية وغير الشرعية لمنع التهريب وتأمين الجمارك والجباية. وهذا الاجراء خط أحمر. فكيف سنراقب حدوداً سائبة بقرارات رسمية وبيانات وزارية؟ وكيف سيقفل الخط العسكري الشهير مع النظام السوري؟ وكيف سنذهب ونجيء للمشاركة بمعارك المحور الايراني؟

لئلا نتوهم المسألة تقنية بحتة وحلَّها في أوجاع يتحملها اللبنانيون ثم "يمشي الحال". ينبغي مصارحة الناس أنّ لا صندوق النقد ولا غيره سيأتينا بحلّ ثابت ودائم للانهيار، ما لم تستعد الدولة حقها في أن تكون مكتملة الأركان في كلّ المجالات. والعمل لتحقيق هذا الهدف النبيل لا يلغي السعي لتحديد القعر الذي نحن فيه. أما حديث "الكرامة" فتُرَّهات تثير السخرية والارتياب.

 

لبنان المحتل هو نموذج للحكام والسياسيين والأحزاب الفاسدين

سيزار معوض/06 شباط/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/82961/%d8%b3%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%b9%d9%88%d8%b6-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%84-%d9%87%d9%88-%d9%86%d9%85%d9%88%d8%b0%d8%ac-%d9%84%d9%84%d8%ad%d9%83%d8%a7/

هذا ما بقي من جمهورية الأرز اللبنانية، طاقم سياسي ورسمي فاسق باع ضميره والشعب وتواطأ مع أعداء الداخل والخارج ناهيك عن الخوارج، بغية تكميم أفواه الأحرار وخنق الحريات وقمع الثوار إرضاء لسيده وولي أمره، المحتل المتغير بين الفلسطيني والسوري والإيراني.

هذا ما بقي من جمهورية الموز، شعوب مستضعفة ومغلوب على أمرها..

هذا ما تبقى، شبكة لينينية لبنانية قذرة تعتمد البطش والترعيب والترهيب والوعيد وحكاماً وطاقم من السياسيين الطرواديين هم لصوص سكروا حتى الثمالة في اللصوصية والدعارة والسرقة والفسق والمجون.

بقي لنا من لبناننا الحبيب، أنصاف رجال، رسميون يخدمون قوى الأمر الواقع، ويصافحون أرذال الأرذال وأنذال القوم، ويصنعون الخيبات ويشرعون الفساد.

أشباه حكام من أهل الكروش، لا يختلفون عن حيتان المال والقروش، دخلوا جنة الحكم حفاة، حصدوا وعائلاتهم مليارات الدولارات واشتروا خواتم ياقوت، والعقارات.

حكام، عندهم جشع، وجوع وشره، فأضحى الوطن فريستهم على الموائد الفاخرة الفاجرة، باعوه ونهشوه، أفلسوه وصلبوه.

حكامنا جبناء، ضعفاء ومرتهنين، هربوا مهرولين ومسرعين، ذهبوا على عجل من الخنادق، مخلفين وراءهم البنادق في حماية المرتزقة.

في لبنان حول أهل الحكم الطرواديون البلد إلى وطن مشلع أرضه سائبة وحدوده مشرعة للغرباء ولأهل المشاريع القومية البائدة والدموية والتوسعية.

في جمهورية الماو ماو اللبنانية، أطقم من الرسميين وأصحاب شركات الأحزاب النرسيسيين الأصنام كالصخور الصماء، انتخبوا بإرادة البسطاء، فبلغوا الغنى الفاحش والثراء في بلد يقتظ بالأوفاض والضعاف والفقراء.

في لبنان، أمراء حرب حكموا أرضنا وشعبنا فلم يبقى منهم غير عناوينهم والأسماء، بعضهم هاجر والبعض الآخر هجر قسرا دون انكسار.

في بلدنا، يعيش الغريب في دارنا ويستوطنه بدعم من ربع أهل السياسة والأحزاب والحكام، فيما ابن البلد الأصيل، يقبع بين الزنازين لإطلاقه العويل والذم والهجاء والمساس بحرمة وكرامة الأمراء المرسلين والرؤساء الأنبياء الموقرين.

في وقتنا الراهن، لبنان، جمهورية الحاكم والسياسي وصاحب شركة الحزب اللص الذي جنى كنوزه المسروقة بعدالة ربطة عنقه، وبنى إمارته وقصوره من جماجم الضعفاء، متسلقا ظهورهم متاجرا بشقائهم وهمومهم وفقرهم.

في بلدي اليوم أطقم من السياسيين والحكام المأجورين وأصحاب شركات الأحزاب التجار والأغبياء، ومن فرط غبائهم شيدوا عروشاً هزيلة وركيكة، مبنية على الرمال المتحركة، هزتها عواصف ١٧ تشرين الهوجاء التي هبت من كل حدب وصوب.

مصير اللبناني اليوم وللأسف هو بيد عصابة من اللصوص يتخفون وراء مواقع وشعارات وقوى غير لبنانية.

مجموعة لصوص من الظالمين، باعوا الأرض والشعب فيما القطيع يفيق من غفوته ليضربه الإغماء من جديد فيصفق ويهلل.

أهل الحكم وربع الأحزاب وفرّق السياسيين التجار في بلادي جعلوا من السجون مدارس تعتمد مناهج التنكيل فيما القضاء منزه إلا عن المحاسبة والمساءلة.

فأهلا بكم في لبنان، البلد المحتل والفاقد لقراره ولسيادته ولاستقلاله.

يبقى، بأننا لن نفقد لا إيماننا ولا الرجاء لأن لبناننا الحبيب هو بلد القداسة والقديسين، ولأن عهود الفساد والفاسدين هي إلى نهاية طال الزمن أو قصر، ولأن الغلبة دائماً في النهاية هي للخير والهزيمة للشر.. ولأن لبناننا هو الخير وكل الخير..

 

لماذا لا يجوز نقل المقعد الماروني من طرابلس؟

أنطوان الخوري طوق/النهار/ 14 حزيران 2017

في غمرة الحديث عن نقل المقعد الماروني من طرابلس تحضرني الإضاءة على علاقة طرابلس بالجوار المسيحي عموماً وبالجرد الماروني تحديداً، سواء طوي الحديث عن نقل المقعد أو لا يزال مطروحاً، وذلك بعيداً عن الحسابات الانتخابية والنزاعات والمناكفات السياسية والحساسيات الطائفية والمذهبية، كذلك بعيداً عن التحولات الديموغرافية والسياسية التي أصابت المدن اللبنانية عموماً وطرابلس بصورة خاصة. إنّها لمفارقة أن نتحدث بهدوء وحنين عن علاقة طرابلس بالجوار في أزمنة الصخب والضجيج والنبرات العالية لتغييب كل ما هو مشترك وحقيقي وأصيل في علاقات اللبنانيين بعضهم ببعض عبر فرزهم شيعاً ومذاهب وإقطاعات وحصصاً ودساكر، حيث بات الاختلاط بين المختلفين مذهبياً وسياسياً مشروع صدام ونزاع يومي، وبحيث بات الصفاء الطائفي والسياسي مطلباً وملاذاً وحصناً محكم الغلق في أزمنة صمت النخب وأصحاب الذاكرة اللبنانية الوطنية الجامعة.

نحن من جيل يقتات من أعشاب الذاكرة ومما تبقى من صورة لبنان الوطن الجميل الذي لا نزال نؤمن به ونريده على رغم كل الاحباطات والهزائم النازلة بثوابتنا الديموقراطية والعلمانية. نحن نؤمن بلبنان التنوع والتعدد، نؤمن بحق الاختلاف ونؤمن بالعيش معاً وبلبنان الدور والرسالة. وربما لأنّنا نعيش في أزمنة الكراهية والانقسام والخوف من الآخر المختلف، بتنا نميل الى كل ما هو رقيق وحقيقي في تاريخنا الاجتماعي والثقافي والى نفض الغبار عن كل ما هو مشترك ونافع في تكوين أنماطنا الحياتية والثقافية المشتركة في مواجهة ثقافة العنف والاقصاء والالغاء

عندما أتحدث عن طرابلس تعود بي الذاكرة وأنا طفل صغير الى العام 1958 يوم فتحت بشري أبوابها للطرابلسيين إذ لم تبقَ غرفة شاغرة في بشري، فتفتحت عيناي على حاجّة طرابلسية متشحة بالبياض تصلّي قياماً وقعوداً فوق سجادة صغيرة في بيتنا وهو بيت كاهن ماروني مزدان بالصلبان وصور القديسين، كما تفتحت عيناي على وجوه وأسماء عائلات طرابلسية عريقة كانوا جيراناً لنا في الحيّ.

كما أتذكر يوم اصطحبني والدي الى طرابلس وهو في طريقه الى المدرسة الاكليريكية وذلك لأتصوّر من أجل شهادة السرتيفكا، تركني وقتها في عهدة المصور وسائق السرفيس قائلاً لي: لا تخَف، لن تضيع في طرابلس فهي ضيعة كبيرة، أنت لست في غربة، فالناس يعرفون بعضهم وهم يعرفوننا ونعرفهم، فإذا إحتجت الى شيء أقصد المحل الفلاني فنحن نتموّن من عنده كل سنة.

هكذا نشأت فكرة: أنت في طرابلس يعني أنت بين أهلك، الى حين ارتبطت عاطفياً بكل شارع وزقاق ووجه من وجوه المارة في الزاهرية وساحة التلّ وشارع عزمي وشارع المطران وسوق البازركان والتبانة وساحة النجمة وطريق المينا، وأنا أنهي دراستي الثانوية في مدرسة الآباء الكرمليين.

هكذا وأنا أتحدث عن طرابلس، أنا إبن الجرد الماروني، تفوح من ذاكرتي روائح عطر الليمون وماء البحر وماء الورد والزهر، وحلويات الحلاب والكعك الساخن والبن المحمص والفلافل ورائحة القهوة بالهال والتنباك المتصاعدة من الأرصفة والمقاهي الشعبية. وتصدح في البال أصوات المؤذنين ومدافع الإفطار في شهر رمضان. للآذان في طرابلس مذاق خاص لا تجده في المدن الأخرى، وأصوات باعة الجلاب والتمر والترمس واليانصيب وسائقي السرفيس وأدعية المتسولين وإلحاح أصحاب البسطات والمحال التجارية واللهجة الطرابلسية المحببة وأصوات باعة الصحف والمجلات.

تنفتح الذاكرة على سينمات "ريفولي" و"كابيتول" و"بالاس" و"الاوبرا" و"دنيا"، وعلى "قهوة فهيم" و"قهوة التلّ العليا" و"الأندلس"، على تلك المقاهي الشعبية بوجوهها الاليفة حيث صبحية واحدة تكفي للخروج منها بصداقات عدّة تمتد لآخر العمر .

غريبة حقاً طرابلس، هذه المدينة الأليفة الحلوة المعشر والجيرة، التي لا تشعرك بأنك لست من نسيجها، فهي لا تسأل عن أصلك أو دينك أو موقعك الاجتماعي. كل ما فيها أليف وكل ما فيها قريب المتناول. فالعلاقات الإنسانية تنعقد بسرعة مذهلة، مدينة لها ذاكرة وجوه وأصوات وأمكنة أليفة،و أمكنتها ليست هجينة ولا طارئة بل ضاربة الجذور في التاريخ بكل تحولاته.

نشأنا في بيئة لا تعرف من المدن إلّا طرابلس: "بكرا مننزل ع طرابلس"، "بكرا منجيب من طرابلس"، "مين نازل ع طرابلس"، "ما فينا نعيش بلا أسواق طرابلس"، و"الطرابلسي دمّتو منيحة". وفي زمن الحرب "ضيعانك يا طرابلس".

فطرابلس هي أهراء الشمال مذ كان يقصدها أهل الجرود في قوافل على ظهور البغال للتمون الى يومنا الحاضر، وطرابلس هي المستشفى والصيدلية والمحكمة وجهاز العروس وأثاث البيوت وسوق الخضر. طرابلس هي المكتبة، هي الكتاب المدرسي والجامعي، هي مكتبة الأب سروج ومكتبة الشبيبة ومكتبة ميخائيل فرح الذي من معجن مكتبته كنا نتمون بأسعار بخسة وأحياناً كثيرة بالدَين بكل طريف وعميق وممنوع، وعندما قُتل في حرب السنتين أحسسنا بأنّ شيئاً ما في طرابلس بدأ يموت ويختفي. وطرابلس هي المدرسة: الطليان والفرير واليسوعية ومار الياس وراهبات عبرين وراهبات اللعازرية والآباء البيض والأميركان، وعندما خرجت بعض المدارس منها أحسسنا بأنّ قلب المدينة أصبح عليلاً.

في مدرسة الآباء الكرمليين كنا في غالبيتنا من أولاد الجوار من بشري وعكار والبترون والضنية وزغرتا والكورة، لا نعرف من هو الفقير ومن هو الغنّي، من هو المسلم ومن هو المسيحي، إلّا بما تشي به الاسماء. كما أنّ بشري وإهدن وحصرون وحدث الجبة كانت وجهة المصطافين من أهل طرابلس، والأرز كان منتجعهم الشتوي، كما كانت طرابلس مشتى أهل الجرد من بشري وحدشيت وحصرون وبلوزا وحدث الجبة قبل بروز ضهر العين، وما إستطاعت ذاكرة الحرب محو ذاكرة الصداقات والعلاقات الانسانية.

هذه المدينة المتعددة التي أسسها الفينيقيون وتعاقبت عليها الامم من الرومان الى البيزنطيين والعرب والفرنجة والمماليك والعثمانيين، مدينة المساجد والتكايا والزوايا وحلقات العلم والعلماء والافكار الليبيرالية الغربية، لم يكن تاريخها يوماً طائفياً، فمدارسها وكنائسها وخليط سكانها وأسماء شوارعها (المطران والراهبات والكنائس ومار مخايل ومار الياس ومار مارون ومار جرجس وسيدة الحارة...) كلها تدل على تنوعها وتعددها وأسلامها الذي لم يكن متشدداً، وربما التحدّي الحالي هو العودة الى هذا التاريخ اللاطائفي وهذا الإسلام الرحب بعيداً عن التعميم والتصنيف والتشهير .

بالنسبة إلينا كانت طرابلس هي الحداثة: الكتاب الجديد والمدرسة الجديدة والفيلم السينمائي الجديد والموعد الغرامي الاول والحذاء الجديد والقميص الجديد والتفاعل المسيحي الاسلامي .

حتى أنّ تعرّف أهل الجوار إلى الاسلام تمّ عبر طرابلس لا عبر مدينة أخرى، كما أنّ تعرّف الاسلام إلى المسيحية تمّ في طرابلس، كما أنّ التعرف والانفتاح على الأفكار السياسية والقضايا الوطنية والعربية تمّ عبر صحفها ومساجدها ومدارسها وتظاهراتها من الناصرية الى القومية العربية الى البعث الى القومية الاجتماعية السورية، الى الماركسية الى الثورة الجزائرية، الى الثورة الفلسطينية، وعبر منتدياتها الثقافية من الرابطة الأدبية الى الرابطة الثقافية، الى المجلس الثقافي للبنان الشمالي، الى حلقة الدراسات الشمالية، فإلى حركة الشبيبة الارثوذكسية والجمعيات البيئية والموسيقية ...

لذا فالانفتاح عليها وإنفتاحها على الجوار هو "بارومتر" الحياة اللبنانية المشتركة، وهو عودة لبنان الى ذاته. فقد كانت عن حقّ مدينة عريقة نحو المستقبل قبل أن يستعمل هذا الشعار في مدينة أخرى.

لقد تغيرّت الصورة بعد الحروب اللبنانية والسورية والفلسطينية والمذهبيّة التي عاشتها المدينة منذ 1975 وحتى الجولات العشرين في الامس القريب، إذ شهدت المدينة تحولات ديموغرافية وإجتماعية وثقافية وبروز بعض الحركات الدينية المتشددة التي مارست نوعاً من الرقابة على الحياة الاجتماعية والثقافية مما أدى الى ضعف الحضور المسيحيّ في المدينة وأفقد المدينة بعضاً من هويّتها المتنوعة وطابعها المديني الذي من أول شروطه الحريّة وروح المبادرة، فأصيبت الذاكرة المشتركة ببعض الكسور وربما التحدي الحقيقي في سياق البحث عن معنى للبنان هو السعي لاعادة تكوين الذاكرة الوطنية الجامعة، عبر إستبدال الخطاب الطائفي الرائج اليوم في لبنان بخطاب وطني جامع، وعبر إستعادة المدن اللبنانية أدوارها في التنوّع والتعدّد والتنمية بعدما تحوّل لبنان كله الى ضاحية لبيروت. وبعدما تريّفت المدن.

في هذا السياق لا ننسى المحاولات الخبيثة والمقصودة لشيطنة المدينة و"تدعيش" أهلها لإظهارها مدينة للتطرّف والارهاب والاصوليات، لكنّ طرابلس بقيت عصيّة على محاولات تحويلها بيئة حاضنة للتطرّف والارهاب، وبقيت على رغم كل شيء عاصمة الشمال .لكنّ بقاءها مدينة للتنوع والتعدد وحرية الاختلاف هو تحدّ مرفوع في وجوه المسيحيين والمسلمين معاً من هيئات مجتمع مدني وقيادات روحية وسياسية لا في المدينة والجوار فحسب، بل إنّه تحدّ لبناني عام .

هنا تبرز أهمية المقعد الماروني في طرابلس وتالياً الحضور المسيحي فيها. فلهذا المقعد دورٌ وطني شرط أن يكون شاغله من نسيج المدينة وذاكرتها ومتعمق بمعرفة أهلها وتاريخها وعلاقتها بالجوار الماروني تحديداً، وصاحب همّ فكري وثقافي مؤمن بفلسفة العيش معاً وبأنّ اللبنانيين هم مواطنون قبل أن يكونوا مسلمين أو مسيحيين . فللحضور الماروني في "قلعة المسلمين" (وإن كنت لا أحبّ هذه التسمية على مدخل المدينة لأنّني أعتبرها إقصائية)، مذاقٌ خاص، وإلّا ما نفع مقعد نيابي هنا أو هناك على حساب لبنان النموذج والدور والميثاق والرسالة؟ مقعد طرابلس الماروني لا يقاس بعدد الناخبين الموارنة إنّما برمزية العيش معاً وقابليته، فهو صلة الوصل بين المدينة وأهل الجوار والعمق اللبناني . إنّها لمَفارقة أن يتشبث المسلمون بهذا التمثيل الماروني بينما تعلو أصوات مسيحية تطالب بنقله، فهذا المقعد هو قيمة مضافة. فأن ينتخب المسلمون مارونياً في طرابلس ليس غبناً أو تعدياً بل هو الدليل على فرادة الحياة المشتركة بين اللبنانيين في شرق ملتهب وذاهب مسرعاً الى كهوف الماضي السحيق . حبذا لو بإستطاعة جميع اللبنانيين أن يتشاركوا انتخاب ممثلي الأمّة بعيداً من أيّ إنتماء مذهبي أو مناطقي علّ التعبئة الوطنية تحلّ محل التعبئة الطائفية ومنطق المحاصصة.

*أنطوني الخوري طوق - ناشط مدني

 

أوراق إيران التي ذبلت

خيرالله خيرالله/العرب/07 شباط/2020

ذبلت كلّ الأوراق الإيرانية أكان في لبنان، الذي دخل مرحلة الانهيار الكامل في غياب من يسأل عنه عربيا أو أميركيا، أو في العراق حيث ثورة حقيقية على كلّ من له علاقة، من قريب أو من بعيد، بالمستعمر الإيراني.

المكابرة لا تنفع في شيء

خصص الرئيس دونالد ترامب جزءا صغيرا من خطابه عن حال الاتحاد لإيران. مثلما عمل رونالد ريغان ابتداء من العام 1981 على تفكيك الاتحاد السوفياتي، يبدو أن ترامب في طريقه إلى إعادة إيران إلى حجمها الطبيعي. سيسمح له ذلك بترك بصماته على تاريخ الشرق الأوسط وخريطته الجغرافية.. هذا إذا استطاع وضع إيران في مكانها الصحيح بعد سنوات طويلة نجحت خلالها في تغيير طبيعة المجتمعات في دول عدّة قريبة منها وبعيدة عنها. أورد ترامب، في الخطاب السنوي، الذي يلقيه كلّ رئيس أميركي أمام الكونغرس، توصيفا واقعيا لحال الاقتصاد الإيراني ومدى تدهوره في ضوء العقوبات الأميركية. تطرّق أيضا إلى تصفية الولايات المتحدة لقاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني مطلع هذه السنة. كان قاسم سليماني المشرف الفعلي على النشاط الإيراني في العراق وسوريا ولبنان وفي الأراضي الفلسطينية، خصوصا قطاع غزّة وحتّى في اليمن وأفغانستان. كان نشاطه يعتمد على تجنيد الميليشيات المذهبية في كلّ بلد من هذه البلدان في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني. تريد إيران أن يكون كلّ بلد من هذه البلدان أو الأراضي، وهي بلدان وأراض عربية باستثناء أفغانستان، جرما يدور في فلكها وورقة من أوراقها. هدفها تكريس دورها الإقليمي، بغض النظر عن البؤس الذي يعاني منه القسم الأكبر من الإيرانيين داخل “الجمهورية الإسلامية” التي أسّسها آية الله الخميني قبل واحد وأربعين عاما.

مثلما لم يستطع الاتحاد السوفياتي تطوير نفسه والتكيف مع المعطيات الجديدة التي رافقت وصول رونالد ريغان إلى البيت الأبيض خلفا لرئيس عاجز اسمه جيمي كارتر، لم تستطع إيران التكيّف مع عهد دونالد ترامب

يمكن اعتبار التدهور الذي يعاني منه الاقتصاد في “الجمهورية الإسلامية” تطورا طبيعيا نتيجة المكابرة التي تتميّز بها تصرفات كبار المسؤولين الإيرانيين الذين يرفضون الاعتراف بأنّ ليست لديهم حلول من أيّ نوع للداخل الإيراني، خصوصا أنّ البلد بقي أسير ما يصدّره من النفط والغاز. أمّا على الصعيد الخارجي، ليس هناك نموذج إيراني ناجح يمكن تقديمه في أيّ مجال سياسي أو اقتصادي أو حضاري. من الواضح أن إيران ترفض التعاطي مع المعطيات الإقليمية والدولية الجديدة التي نشأت مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. لهذا السبب نرى رئيس الجمهورية حسن روحاني يتحدّث عن إعادة العمل في الاتفاق النووي مع مجموعة الخمسة زائدا واحدا الذي مزّقه الرئيس الأميركي. لا يدري روحاني، أو ربّما يدري جيّدا، أن ورقة الاتفاق النووي لم تعد صالحة لابتزاز أيّ كان، وأن الرهان على أوروبا ليس رهانا في محلّه. أكثر من ذلك، لم تستطع إيران التخلّص من عقدة تتحكّم بكلّ تصرفاتها وهي عقدة رفض الاعتراف بالفشل مع ما يعنيه ذلك من امتلاك شجاعة القيام بعملية نقد للذات. في العام 1986، مرّ حدثان كشفا الاتحاد السوفياتي الذي كان رونالد ريغان أدخله قبل ذلك في سباق تسلّح غير قادر على السير فيه. كان ذلك عندما تحدّث الرئيس الأميركي عن “حرب النجوم”، أي عن منظومة صاروخية موجودة في الفضاء قادرة على تعطيل أيّ صواريخ يمكن أن تنطلق من الاتحاد السوفياتي. تبيّن مع الوقت أن ما أعلن عنه ريغان كان أقرب إلى الخيال من الواقع، لكنّ “حرب النجوم” أظهرت عدم امتلاك الاتحاد السوفياتي القدرة على منافسة الولايات المتحدة في حرب تسلّح من هذا النوع. تبيّن بكل بساطة أنّ الاقتصاد السوفياتي من الهشاشة إلى درجة تجعله شبيها بجسم عملاق تحمله ساقان لا تقويان على التحرّك من دون عكازين!

حصلت على الأرض ترجمة للحال الاقتصادية للاتحاد السوفياتي. كان الحدث الأوّل في الثالث عشر من كانون الثاني – يناير 1986عندما انفجر الوضع في اليمن الجنوبي الذي كان يسمّى “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”. كانت هذه الجمهورية مستقلّة وبقيت كذلك حتّى العام 1990 تاريخ تحقيق الوحدة اليمنية. كذلك، كانت مجرّد جرم يدور في الفلك السوفياتي وموطئ قدم له في شبه الجزيرة العربية. جاء الانفجار الداخلي في اليمن الجنوبي، على شكل حرب أهليّة، بين أنصار الرئيس (وقتذاك) علي ناصر محمّد وخصومه، ليظهر أن السيطرة السوفياتية على البلد انتهت فعليا. تبيّن، بكلّ بساطة، أن القوة العظمى الأخرى في العالم ليست سوى نمر من ورق. لعلّ أبرز دليل على ذلك الاستعانة بيخت ملكة بريطانيا لإجلاء الرعايا السوفيات من “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”. أمّا الحدث الثاني، فكان الحادث الذي تعرّض له مفاعل تشيرنوبيل النووي في أوكرانيا يوم 26 نيسان – أبريل 1986. كانت أوكرانيا في تلك الأيّام جمهورية سوفياتية وجاء حادث تشيرنوبيل ليؤكّد، بما لا يقبل أدنى شكّ، أنّ الاتحاد السوفياتي دولة من العالم الثالث تمتلك مفاعلات نووية لكنّها غير قادرة على المحافظة على سلامتها. تريد إيران أن يكون كلّ بلد من هذه البلدان أو الأراضي، وهي بلدان وأراض عربية باستثناء أفغانستان، جرما يدور في فلكها وورقة من أوراقها. هدفها تكريس دورها الإقليمي

في ظلّ الكارثة التي يمرّ فيها الاقتصاد الإيراني، جاء اغتيال قاسم سليماني الذي يعتبر رمزا للمشروع التوسّعي الإيراني. لم يعد لدى إيران ما تردّ به على تصفية من تعتبره المسؤول الأوّل عن مشروعها الإقليمي. كان قصف قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق أقرب إلى تمثيلية هزلية أكثر من أيّ شيء آخر. وجاء إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ ليكشف أن إيران دولة من دول العالم الثالث في أحسن الأحوال. مثلما لم يستطع الاتحاد السوفياتي تطوير نفسه والتكيف مع المعطيات الجديدة التي رافقت وصول رونالد ريغان إلى البيت الأبيض خلفا لرئيس عاجز اسمه جيمي كارتر، لم تستطع إيران التكيّف مع عهد دونالد ترامب. الأكيد أن المكابرة لا تنفع في شيء. كذلك لن ينفع الرهان على أنّ الرئيس الأميركي لن يكون رئيسا لأربع سنوات أخرى بعد انتخابات تشرين الثاني – نوفمبر المقبل. لم يفشل الحزب الديمقراطي في محاكمة ترامب أمام الكونغرس بسبب ما وُصف بأنه ضغوط مارسها على الرئيس الأوكراني فحسب، بل إن جولة الانتخابات الأولى في ولاية أيوا أظهرت أن الحزب الديمقراطي يعاني من فوضى داخلية. ما صار واضحا بعد جولة الانتخابات في أيوا، الهادفة إلى اختيار مرشّح للحزب الديمقراطي يواجه ترامب بعد نحو تسعة أشهر، أن لا مرشّح جدّيا قادرا على هزيمة ترامب في تشرين الثاني – نوفمبر المقبل.

لا يعمل الوقت لمصلحة “الجمهورية الإسلامية” مثلما لم يلعب لمصلحة الاتحاد السوفياتي. هل هناك في طهران من يريد أن يعي أنّ باراك أوباما رئيس سابق، وأنّ ليس من هو مستعد للتفاوض معها بشروطها، خصوصا أن الأوراق التي تمتلكها ليست أوراقا. ذبلت كلّ الأوراق الإيرانية أكان في لبنان، الذي دخل مرحلة الانهيار الكامل في غياب من يسأل عنه عربيا أو أميركيا، أو في العراق حيث ثورة حقيقية على كلّ من له علاقة، من قريب أو من بعيد، بالمستعمر الإيراني!

 

في "التطبيع".. وقضية العرب الأولى!

محمد قواص/العرب/07 شباط/2020

الحدث السوداني، الذي يكاد يأتي بعد ساعات على إعلان خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، يعود لتأكيد خطأ الاعتقاد، وربما تسويق أن قضية فلسطين لم تعد مركزية وليست الأولى في العالم العربي.

لن يكون مفيدا استمرار النظام العربي في التلطي وراء ما يريده الفلسطينيون

لا جدل في أن قضية فلسطين لم تعد “قضية العرب الأولى”. وإذا ما تأملنا هذا الواقع عميقا قد نكتشف أنها لم تكن يوما الأولى، وإن كانت الحروب التي ارتبطت بها شكّلت حتى عام 1973 همّا عربيا جماعيا لا لُبس فيه. كان على دول الاستقلال في العالم العربي أن تتعامل مع دولة جديدة في منطقتها مدفوعة بضغط شعبي عام لم يكن باستطاعة النظم العربية الفتيّة تجاهله. كان على الأنظمة المسمّاة “تقدمية” وتلك المسمّاة “رجعية” في أدبيات عصر الحرب الباردة أن تتعامل مع “الصراع العربي الإسرائيلي”، بصفته، بالنهاية، عرضا من عروض الحروب التي تُخاض بالوكالة بين عواصم كبرى تقود ذلك الغرب المبشّر بالليبرالية الديمقراطية، وعواصم منافسة تقود ذلك الشرق المُغرق في عالمثالثية عضوية مُمتهنا “النضال” كهدف سام لإسقاط “الإمبريالية”. داخل ذلك الترابط الجدلي راجت “قضية فلسطين” بصفتها حاملة للنسخة العربية المكثفة لرياح الثورة واليسار التي نفخت في هذا العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. اختلط ما هو سياسي أيديولوجي مُغرض في أجنداته، بما هو إنساني مأساوي شتّت الفلسطينيين في بقاع الأرض وزرع لهم مخيمات داخل البيئة العربية الغاضبة. بيْد أن سقوط المدّ الثوري منذ انهيار جدار برلين ووراءه انهيار الاتحاد السوفياتي وتعملق مآس إنسانية منافسة منذ تلك في البوسنة والهرسك قبل عقود، انتهاء بتلك في سوريا والعراق واليمن وليبيا هذه الأيام، أرخى على “القضية المركزية” ظلالا نسبوية، جعلت من الموقف منها عُرضة لوجهات نظر يحمل “كامب دايفيد” ووادي عربة” و”اتفاقية أسلو” وأعراض أخرى نسخا منها.

والصحيح أن قضية فلسطين باتت في الوجدان العربي العام ذكرى وجب إنعاشها، وليست واجبا فرديا على ما شاع في أدبيات البعث والناصرية وبيانات اليسار المتعجرف.

جرى أن رئيسا مثل زين العابدين بن علي في تونس (على سبيل المثال لا الحصر) كان يشرف على قيادة مظاهرة في بلاده توصف بالمليونية لنصرة فلسطين. يحصل الحدث ليوم واحد، ثم يعود الشعب والحكومة والبلد والرئيس إلى الحياة المعتادة. وجرى أن هذا النظام أو ذاك أمعن في الدفاع عن “القضية” بصفتها مفتاح إرهاب الناس وتصنيفهم، وفق ذلك، داخل خندق الوطنيين المؤيدين للزعيم القائد، أو داخل خندق الخونة المعادين لـ”القضية” وبالتالي هم معادون للنظام الوطني المجيد. تعلّقت ذاكرة العامة بالنسبة إلى موقف من فلسطين بأداء رسمي عام أباح استخدامها بيرقا لتبرير مآرب أخرى.

لم يظهر منذ اندلاع الاحتجاجات في البلدان العربية عام 2011 أن لفلسطين مكانا في صراخ المحتجين. وربّ متسائل هذه الأيام عمّا إذا كانت فلسطين، بصفتها قضية، ما زالت تحتفظ بمكانة داخل صراخ الناس في الضفة الغربية وقطاع غزة. يبدو هناك أن الخطاب صار مصادرا لصالح الفصائل، وكثيرا من المواقف في فلسطين تنهل من مياه تقذفها ينابيع في إيران وتركيا. على هذا تستفيق المنطقة على تفصيل جديد داخل مسلسل لا ينتهي. ذلك أن لقاء رئيس مجلس السيادة في السودان عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وما تبع ذلك من كلام حول تطبيع قادم للعلاقات بين البلدين، أعاد إيقاظ المنطقة على واقع بدا أنها تحاول غضّ الطرف عنه والقبول بقدرِه لا مقاومته.

باتت إسرائيل جزءا من هذه المنطقة، مُعترفا بوجودها، ويجري استقبال مسؤوليها وجرت استضافة متحدثيها عبر فضائياتنا خلال العقود الأخيرة. تبدّل الزمن، وبات الجنرال العربي الذي كان يرى قبل عقود أن أبجديات الحكم تكمن في معاداة العدو والإفراط به، بات هذه الأيام يرى أن مصلحة بلاده العليا تتطلب إسقاط محرّم قديم والذهاب إلى تطبيع مع عدوّ بات سابقا. بيد أن أمر الحرج المستمر من أمر القفز إلى هذا الواقع يدل على أن ذلك السلوك ما زال ليس يسيرا. لم تستطع السنون التي تلت “كامب دايفيد” مع مصر و”وادي عربة” مع الأردن أن تنتج تطبيعا حقيقيا بين الدول الموقعة. ثبت أن مغامرة الزيارات التي قام بها أردنيون ومصريون (ومواطنون من بلدان عربية أخرى) إلى إسرائيل بصفتها دولة سلم لا حرب معها، كانت من السوء في رد فعل الرأي العام في بلدانهم، بحيث كان واضحا أن التطبيع ما زال مستحيلا ولو بعد حين. غير أن إطلالة “السودان الجديد” المفاجئة على حلبة التطبيع ليست سابقة ولا سبقا نادرا. كان رئيس الوزراء القطري الأسبق حمد بن جاسم قد أفتى قبل سنوات بأن علاقة بلاده العلنية مع إسرائيل كانت، وما زالت، السبيل الوحيد لخطب ودّ الولايات المتحدة. ولن يفوتنا هنا أن إزالة السودان عن لوائح الإرهاب، وهو إثم يُسأل عنه “نظام الثورة” في عهد عمر البشير، تستلزم المرور بعلاقة طيبة مع إسرائيل.

على هذا تعتمد الولايات المتحدة، خصوصا في عهد دونالد ترامب وحضور صهره جاريد كوشنر، إسرائيل واجهة أساسية يتقرر من خلالها موقف واشنطن الاستراتيجي من هذه الدولة أو تلك. والأمر ليس جديدا، وفق فتوى بن جاسم في الدوحة، لكنه هذه المرة بات أكثر سهولة وقبولا في منطقة أنهكتها أعاصير لم تكن لتسلم منها دولة في العالم.

غير أن الحدث السوداني، الذي يكاد يأتي بعد ساعات على إعلان خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، يعود للتأكيد على خطأ الاعتقاد، وربما تسويق أن قضية فلسطين لم تعد مركزية وليست الأولى في العالم العربي. فإذا ما فقدت هذه القضية وهجها الجواني في الوعي الجماعي عند العرب، فلماذا الحرج من التطبيع والارتباك حين اللقاء مع مسؤول إسرائيلي، والتلعثم في تبرير استضافة وفود إسرائيلية. وإذا ما باتت هذه القضية غير مهمة وهامشية في العالم العربي، فلماذا هذه الهجمة الإلكترونية التي تشنّها جيوش وسائل التواصل الاجتماعي ضد فلسطين والفلسطينيين، وكل ما يمتّ إلى قضيتهم بصلة. يحتاج العرب جميعا إلى القفز عن مرحلة المتاجرة بقضية بفلسطين باتجاه إنهاء هذه القضية بما يعيدها قضية عربية، لا قضية فلسطينية فقط. لا يحتاج العرب جميعا إلى التطبيع مع إسرائيل بقدر حاجة إسرائيل للتطبيع مع العرب. وإذا ما بات التطبيع قَدَرا تفرضه موازين القوى فحريّ بالعرب جميعا ألاّ يكون الأمر مجانيا وأن يفرضوا، بالعقل على العالم، وربما على الفلسطينيين أنفسهم، “حلا عادلا” يجوز بعده ارتكاب أيّ تطبيع دون نزق أو حرج. لن يكون مفيدا استمرار النظام العربي في التلطي وراء ما يريده الفلسطينيون، فيما هؤلاء عاجزون عن الدفاع لوحدهم وبانقساماتهم، عن أكثر قضايا العصر تعقيدا، ولسان حالهم يقول للعرب أن أنقذونا من أنفسنا. منحت صفقة ترامب إيران وتركيا رخص استيلاء على “قضية العرب الأولى”. بات لأنقرة وطهران القول الفصل في تحديد مسارات فلسطين عند العامة العرب. رفضتا الصفقة اليوم، ولن تترددا في تسويقها غدا إذا ما بات ذلك خادما لمصالح السلطان والوليّ الفقيه. جدير أن نعترف أن “قضية فلسطين” ثروة عربية خالصة حريّ بالعرب، والعرب فقط، أن يحسنوا استثمارها بما يخدم مصالحهم، ومصالحهم فقط.

 

مضى.هيلا هو في علبة بيتزا

روني الفا/ليبانون ديبايت/الخميس 06 شباط 2020    

بشيءٍ من الساديَّة أستمتعُ بمشاهدِ إحراجِ بعض السياسيين وهم يتناولونَ الطعام في المطاعم والمقاهي. أتخيلُ كيف تعلقُ اللقمةُ في بلاعيمِهِم. كيف تتعطلُ غريزةُ البلعِ في زَلاعيمِهِم. لطالما كان بلعُ الأخضرِ واليابسِ عند هؤلاء غريزةًً لا تخرُم.

عندما تأتي الساعة يحاولونَ المكابرةَ. يرتشفونَ جرعةً زائدةً من النبيذِ الفرنسي لإعطاءِ انطباعٍ زائف برباطة الجأش. " هذه ليلتي " يقول في سريرته. " بأعصابٍ حديدية ولا مبالاة سأواجهُ هؤلاء الفتيان والفتيات ". يكملُ مَضغَ لقمةِ البطرَخِ المسخسخِ بالزيت وفصوصِ الثوم. أول ما يتبادر الى ذهنه: كَم ألف نسخة ستوزَّع على الهواتف بعد لحظات؟ تفادي الاهانة يصبِحُ شغلَه الشاغل. الإحراجُ العلنيُّ هو تدميرٌ للأنا و بخاصةٍ اذا كانت أنا منتفخة. أبداً. ليس الأمرُ طبيعياً. تخيَّل ان تخرجَ من مؤتمرٍ صحفي تهاجِم فيه الفاسدين ثم يأتي من يتهمك بالفساد وأنت على مائدة الغداء.

جمهورٌ بكامله سيكتشفُ على نشرات الاخبار أنك كُنتَ كذوباً في صدقكَ خلال المؤتمر و صادقاً في كذِبِك في المطعم. أنت سيِّدي مطبوخٌ بالفساد و مبهَّرٌ بالتَّفنيص.

لم تعُد تعريَة البعض بحاجة الى قاضٍ ومحكمة و مطرقة. حتى ولا الى صحافةٍ استقصائية و كاميرا خفيّة. هؤلاء يبدونَ عراةً وهم بكامِل هندامِهِم. يعرفون في قرارة ذواتِهِم أنهم تفاحة عَفِنَة. هذه هي الحقيقة.

سيكون على الفاسِدين أن يتمالَحوا مع أصدقائِهِم في مطاعم الطوابق الشاهقة. و سيكون عليهم أن يستقدِموا تعزيزات كبيرة لحماية المبنى الذي يتواجدونَ فيه. سيكون بمقدورهِم تجنُّب الاحتكاك بالشبّان والشابات لكنهم سيَسمعونَ هتافاتِهم من الطوابق العليا حيث يأكلون القريدس قياس جامبو. سيصلُهم اشعارٌ على هاتفهم الجوال يشير الى هتاف الشباب. إشعارٌ مماثلٌ على كل هواتف أصدقاء الفاسد الذين يشاركونه المأدبة.

الثورة تلاحقُ الفاسدَ في كلِّ مكان. في بيته. في النادي. في المكتب. في السيارة. حتى في وضعياته الحميمة ستأتي الثورة لتعطّل فحولتَه. قريبا ً و يخرج الهتافُ ويتصاعدُ من شِفار مكيّفات الهواء في منزله. حتى خدمة التوصيل المجاني لطلبياته ستكون خطرة. قد يفتَح علبةَ البيتزا و يجد فيها ورقة مكتوب عليها "هيلا هيلا هو". سائقه الشخصي مع الثورة. عاملته المنزلية. أولاده من شحمه و لحمه مع الثورة. سيكون عليه والحالة هذه أن يتخفّى أو يختفي. أن يتوارى عن الأنظار . ألا يقتفي أثره أحد. أن يدخلَ في سبات ستة أشهر على الأقل مثل الدب القطبي. أن يتجنب القيام حتى بواجب العزاء. احتمالٌ كبير ان يفاجئه المرحوم نفسه بهتاف. سيتمنى لو كان بلا صورة. بلا ملامح. بلا سيرة ذاتية. يظنُّ بأن السفر سيفّكُ من أسرِه. سيخرجُ اليه الثوار من شنطة السفر. سيكونون في قاعة الاستقبال. أمام الفندق. سيكون ملزماً بالبقاء في غرفته. سيطلبُ فطوره على صينيَّةٍ بأربع دواليب وهو في البرنص. عزلة تامة عن عالم البشر. قد تعتريه فكرة الانتحار.

بيار دو بيريغوڤوا رئيس حكومة في عهد الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران انتحرٍ بسبب شبهة فساد. من دون تهمة داغمة. أفرغ رصاصة في رأسه و استراح. سيكون الفاسد عندنا جباناً. سيفضِّل الحياة مع الذلّ على الموت بكرامة. كل الحرامية يحملون هذه الجينة. سيقول وهو يتمشّى في شوارع المدن الغريبة: " سأواجه كل ذلك طالما أني أثريت ". النقود لن تشتري راحة بالِه. سيعاني من كوابيس ليلية. لقد بدأ فعلاً بمضاعفة كميَّة أدوية الضغط والأعصاب. بعد قليل سيزيد صمته و يقل كلامه. كل كلمةٍ يقولها ستدخل سجلَّ الأكاذيب و ستفتحُ عليه أبوابَ الجحيم.

سياسيٌ أبكَمٌ وأصمٌّ قد يكون أفضل ما يمكن انجازه خلال الثورة. سياسيٌ بضمير مستتر. بخبر كان. ممنوعٌ من الصرف و في محلّ خبر مؤخر في كل المجالس والأمكنة. حفنةٌ من الصبية بهواتف ذكية أثبتوا أنهم أقوى من المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والنواب والوزراء. أقوى من وعود الرؤساء وأمراء الطوائف و المذاهب. فالِج عالِج. التركيز على اللقمة لتعلقَ جيداً ولأمدٍ طويل بين بلاعيمِهم و زلاعيمِهم. وحدها اللقمةُ العالقةُ هناك هي مفتاحُ غذائنا الوطني. عساهم يجوعون حتى نشبع.

 

الجنود الأجانب المتعاقدون في الخليج

زولتان باراني/مركز كارنيغي/06 شباط/2020

ملخّص:  على الرغم من تضاؤل ملكيات النفط واعتماد التجنيد في الخليج، يتواصل استخدام الجنود الأجانب المتعاقدين، الذين يُطلق عليهم أحيانًا اسم المرتزقة.

منذ أمد بعيد، كانت الدول التي لديها موارد مالية كافية، لكنها تعاني من نقص المواطنين المستعدين للتجنيد في قواتها المسلحة، تستخدم جنودًا أجانب. كان هؤلاء الجنود من غير المواطنين يخدمون في شبه الجزيرة العربية قبل فترة طويلة من التدخل البريطاني في المنطقة. فباستثناء المملكة العربية السعودية، يوجد لدى الخليج عدد ضئيل من المواطنين، الأمر الذي يحد من قدرتها على تعزيز قطاعات الدفاع فيه من خلال المجموعة المتوافرة من المواطنين. هذه المجموعة مُقيدة في حد ذاتها لأن الشباب الصاعد، كما في أي مكان آخر في العالم، لا يجدون مشاق الحياة العسكرية جذابة ولا يكون لديهم حافز اقتصادي كبير للانضمام إليها. وعلى الرغم من أن الخليج يعج بالتغيير –مثلاً من خلال تجنيد الذكور حول العالم والسياسات الخارجية الناشطة إلى تضاؤل عائدات النفط وميزانيات الدفاع المتضخمة – تقتضي الحقائق الديموغرافية والسياسية الأساسية إستمرار بقاء الجنود الأجانب المتعاقدين في الخليج.

نواحي سياسية في استخدام الجنود المتعاقدين

يتزامن توظيف جنود متعاقدين مع غير المواطنين مع الديناميكيات السياسية في الخليج. فدول مجلس التعاون الخليجي الست ملكيات أوتوقراطية لا يتمتع فيها المواطنون، باستثناء الكويت بصفة جزئية، سوى بحقوق سياسية ضئيلة وليست لديهم أية رقابةبالشؤون العسكرية. وهكذا، تستفيد دول الخليج سياسيًا من استخدام جنود أجانب متعاقدين، لأنه ليست لديهم مصالح سياسية عمومًا يمكنهم بها ملاحقة أهدافهم ونادرًا ما يشاركون في محاولات للإطاحة بالنظام. بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا إلى عدم وجود روابط اجتماعية لهم مع السكان الأصليين، يمكن للدولة نشرهم بثقة ضد المواطنين في حالات الطوارئ المحلية. كما يمكن طرد الجنود الأجانب المتعاقدين بسهولة من دون أية تبعات سياسية. علاوة على ذلك، في ما تكلفة الإبقاء على الجنود المواطنين مرتفعة، خصوصًا في الدول الغنية، فإن تكلفة الجنود المتعاقدين رخيصة نسبيًا ولا توجد إدانة اجتماعية إذا لقوا حتفهم في العمليات العسكرية المحلية أو الأجنبية.

بناءً على هذه الديناميكيات السياسية، يشغل الجنود المتعاقدون في الخليج مواقع التجنيد بأغلبية ساحقة، لكن معظمهم في المراتب الدنيا. توجد نسبة أصغر بكثير منهم من ضباط الصف، في عدد غير المواطنين في سلك الضباط النظامي، خارج التعيينات قصيرة الأجل، فهو ضئيل، ويرتبط وضع الضابط عمومًا بالجنسية. يخدم الجنود الأجانب المتعاقدون عمومًا في جميع فروع القوات المسلحة النظامية (الجيش والبحرية والقوات الجوية)، لكن نسبتهم هي الأعلى في الجيش. فالجيش هو الجهاز الأكبر في جميع المنشآت العسكرية بدول مجلس التعاون الخليجي. ومع ذلك، فإن قطاعات معينة في الجهاز الإلزامي لبعض دول الخليج، مثل الحرس الوطني في الكويت والمملكة العربية السعودية، تقتصر على المواطنين. أحيانًا تحدث مشكلات في اللغة مع المتحدثين غير العرب من شبه القارة الهندية، خصوصًا إذا كانوا يفتقرون إلى معرفة أولية باللغة الإنكليزية. فالإنكليزية غالبًا ما تكون اللغة الرئيسة لتدريب الضباط خصوصًا إذا كان التدريب تحت قيادة مدربين من المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة.

تؤثّر ديناميكيات العمل المجتمعي، التي ترتبط بالتركيبة السكانية، على استخدام الجنود المتعاقدين أيضًا. فأنواع المهام التي يؤديها الجنود المتعاقدون من ذوي المهارات المتدنية، تعكس المشهد الوظيفي لدول الخليج. ومثلما يكون من الصعب إيجاد مواطن من الكويت أو قطر أو الإمارات العربية المتحدة يرغب في العمل كعامل بناء أو كعامل غسيل الأطباق أو كحارس، فإنه من الصعب بالقدر نفسه تجنيد مواطنين من دول مجلس التعاون الخليجي الغنية لشغل مناصب لا غنى عنها ولكن غير مرغوب فيها في القوات المسلحة. وبالتالي، ليس من المُستغرب ألا يملك المواطنون الأقل ثراءً في البحرين والمملكة العربية السعودية، وخصوصًا عُمان، القدر نفسه من الانتقائية عند البحث عن عمل، على الرغم من أنهم يميلون في هذه البلدان إلى الابتعاد عن أقذر الوظائف وأصعبها. وفي السياق نفسه، فإن الجيش العُماني هو الوحيد من بين جيوش الخليج الذي يضم بين صفوفه مواطنين في جميع الوظائف تقريبًا.

ليس من المُستغرب أيضاً أن تخدم أعلى نسبة من الجنود الأجانب المتعاقدين في أغنى ثلاث دول في الخليج، وهي قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت، حيث لا يوجد لدى العدد القليل من الشباب فيها أي حافز اقتصادي للانضمام إلى الجيش. وعلى الرغم من أن هذه الدول الثلاث فرضت خدمة عسكرية إلزامية على المواطنين الذكور بين عامي 2013 و2017، فإن دور الجنود المتعاقدين لم يتغير إلا قليلاً. وهذا ليس أمرًا مفاجِئًا نظرًا لأن الأسباب الرئيسة لبدء التجنيد لم تكن عسكرية، أي لم يكن هدفها وضع المواطنين محل الجنود المتعاقدين. وعلى الرغم من أن التجنيد يسمح لهذه الدول ببناء قوة احتياطية وبأداء دور أقوى في الدفاع والأمن في المنطقة، بما أنَّ الدوافع السائدة كانت اجتماعية-اقتصادية وسياسية، وهي غرس الانضباط وبناء الشخصية والتشجيع على أنماط الحياة الصحية، وإعداد الشباب لسوق العمل، وإدماج المواطنين في خدمة وطنهم وتعميق الوطنية. تكتب كريستين سميث ديوان محللة الخليج قائلةً إن التجنيد ينطوي على "تصور أقوى للأمة، ... ويفرض مطالب أكثر شمولاً على المواطنين ... إن البدء في الخدمة الوطنية يتوافق مع تداخل الطموح الإقليمي والتكامل الوطني".

أيضًا يعكس استخدام الجنود المتعاقدين مسائل الهوية والمواطنة، وهي عنصر مهم في الديناميات الاجتماعية السياسية في الخليج. فالموظفون الأجانب وضباط الصف، ومعظمهم من المشاركين في أنشطة المشورة والتدريب، يجري تعيينهم من خلال ترتيبين مختلفين: الموظفون المعارون يكونون أفراداً في القوات المسلحة الأجنبية وتجري إعارتهم إلى جيش إحدى دول مجلس التعاون الخليجي لتقديم المهارة والخبرة والقيادة. ويبقى هؤلاء خاضعين للقواعد واللوائح التابعة لبلدانهم الأم، لكنهم يحصلون على التمويل من الدولة المضيفة ويرتدون الزي الموحد للوحدة التي يعملون فيها. كان عددهم في السنوات الأخيرة قليلاً. ففي الإمارات العربية المتحدة مثلاً، كان هناك خمسة أفراد بريطانيين معارين يخدمون في سنة 2015. ومن ناحية أخرى، ترك موظفو العقود الخدمة في بلدانهم الأصلية. وينتمي أكثر من 99 في المئة من الجنود الأجانب في الخليج إلى هذه الفئة.

أما الغالبية العظمى من الجنود المتعاقدين الذين يخدمون في الخليج فهم من المسلمين السُنة من العالم العربي وجنوب آسيا. تميل جيوش دول مجلس التعاون الخليجي إلى الاحتفاظ بالعسكريين الأردنيين في أعلى المستويات نظرًا لتدريبهم الصارم وكفاءتهم وانضباطهم. يحضر أيضًا العديد من المغاربة واليمنيين، وتوجد خصوصًا منذ سنة 2011 مجموعة متنامية من السوريين يشغل معظمهم المناصب العادية في التجنيد. أما الجنود المدربون تدريبًا عاليًا، وغالبًا ما يكونون من الأردنيين، فهم ضباط صف. في المعتاد لا يمكن سوى للمواطنين أن يصبحوا ضباطًا في الخليج على الرغم من وجود بعض الاستثناءات: في حالات نادرة بعد فترة طويلة (10-15 سنة) يمكن للجنود المتميزين بنظام عقود الخدمة أن يصبحوا مواطنين. فالبحرين، على وجه الخصوص، منحت الجنسية لتعزيز نسبة السُّنة من المواطنين.

ينحدر معظم جنود جنوب آسيا من باكستان، وخصوصًا من إقليم بلوشستان. ويوجد أيضًا عدد كبير من المرتزقة البنغلاديشيين في الخليج. على سبيل المثال، يضم الجيش الكويتي لواءً عسكريًا بنغلادشيًا بنظام التعاقد حصريًا لشغل وظائف الدعم (الخدمات والخدمات اللوجستية والصيانة). ينضم البنغلاديشيون أيضًا إلى القوات الإماراتية في اليمن. فهم ينصبون خيامهم ويحملون مياههم ويقومون بمهام أخرى وضيعة منخفضة المهارات. وقد أصبح الجانب السعودي الإماراتي من الحرب في اليمن سوقًا حقيقيًا للجنود المتعاقدين من كولومبيا والولايات المتحدة إلى الصومال والسودان.

الجنود المتعاقدون في دول مجلس التعاون الخليجي

إن السوق للجنود المتعاقدين ليس محدد للسعودية والإمارات.1 فقد كان 64 في المئة من الموظفين في وكالة الأمن القومي البحرينية في العام 2009 من غير البحرينيين. يؤكد عبد الهادي خلف، وهو عالم اجتماع بحريني بارز في المنفى، أن "عموم الجنود في الجيش والشرطة وقوات الأمن في البحرين تكاد تتكون بالكامل من مجندين أجانب"، لكنه لم يذكر مصدره. يُشّكل الموظفون الباكستانيون 18 في المئة من القوات الجوية البحرينية ويعمل 10 آلاف مواطن باكستاني في الجهاز البحريني الإلزامي. أما المشكلات السلوكية بين الباكستانيين العاملين في قوات دفاع البحرين فغير خافية: ففي مارس/آذار 2013 مثلاً تمت إقالة وترحيل 180 فردًا منهم لمخالفتهم القواعد التأديبية. من النادر أن يتحدث الباكستانيين العاملين في قطاع الأمن أكثر من أبسط اللغة العربية، وهذا ما يجعل تفاعلهم مع عموم الناس أمرًا صعبًا. خلال انتفاضة 2011، نشر النظام أفرادًا باكستانيين بصفة أساسية ضد المحتجين.

تفيد بعض المصادر أنه في العام 2016، كان الجنود المتعاقدون يُشكلون ما بين 25 في المئة و50 في المئة من القوات المسلحة النظامية في الكويت، لكن جميع أفراد الحرس الوطني كانوا من المواطنين. (تشمل هذه النسبة البدون أي عديمي الجنسية، الذين ليسوا من الأجانب بل من السكان المحليين وينحدرون من البدو ولم يتقدموا بطلب للحصول على الجنسية.) لكن، يُصر بعض الخبراء على أن نسبة الأجانب بين عموم الجنود لا تزال أقرب إلى 80 في المئة. كان الجنود المتعاقدون في الكويت يضمون عددًا كبيرًا من السعوديين الذين تقدم بعضهم بطلب للحصول على الجنسية الكويتية في أقرب وقت تسمح به اللوائح. ونظرًا إلى الضغوط الديمغرافية والاقتصادية ولفرض الخدمة العسكرية الإلزامية، لم تتجدد عقود العديد من الجنود الأجانب في السنوات الأخيرة.

ليس من قبيل الصدفة أن كون لدى عُمان أقل عدد من الجنود الأجانب المتعاقدين في جهازها الإلزامي. فهي أقل ازدهارًا من دول الخليج الأخرى. لا يثير الدهشة إذًا أن يعتبر العُمانيون أن الخدمة في قوات السلطان المسلحة مرموقة ومربحة نسبيًا. ومنذ الثمانينيات، أكد السلطان قابوس على الطابع العربي لقوته التي أصبحت إلى حد بعيد الأكثر "وطنية" في الخليج. وهي تتكون بنسبة كبيرة من الجنود والضباط العُمانيين من مواطنين من أصول بلوشية، وفي السبعينيات والثمانينيات انضم إلى الجيش العديد من العُمانيين من شرق إفريقيا (مقاطعة زنجبار العُمانية القديمة).

عدد المواطنين الخليجيين الذين يعملون كجنود متعاقدين في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى غير مؤكد ويصعب تخمينه، لكن يمكن القول إن العُمانيين – الذين يتمتعون بسُمعة جيدة في تدريبهم وانضباطهم – هم الأكثر عددًا. فمن المعروف أنهم يعملون كجنود متعاقدين في كل جيش خليجي، لكن المجموعة العُمانية هي الأكبر لدى جارتها، الإمارات العربية المتحدة، حيث كان الجنود العُمانيون يُشكلون 60 في المئة على الأقل من الأفراد العسكريين في أواخر التسعينيات.

بصرف النظر عن سلاح الضباط والجنود المجندين، تتكوّن القوات المسلحة القطرية من أغلبية ساحقة (تصل إلى 85 في المئة) من المرتزقة يأتي كثيرون منهم من باكستان والسودان، ومؤخرًا من كولومبيا أيضًا. جندت الدوحة 6000 جندي صومالي في سنة 2016 وما لا يقل عن 360 فردًا سودانيًا في قواتها الأمنية. يشغل الأجانب جميع الوظائف العسكرية ذات المهارات الضئيلة والمكانة المنخفضة تقريبًا – كالطهاة وعُمال النظافة وحُراس البوابات وموظفو صيانة المنشآت وغيرها – في قطر كما هو الحال في الإمارات العربية المتحدة والكويت. كان الجنود الأميركيون المتعاقدون يعملون على تدريب جنود متعاقدين أجانب لصالح القطريين، وقد جرى تجنيدهم في تركيا والأردن لعمليات نشر القوات في مناطق متنوّعة، بما في ذلك ليبيا وفي سنة 2015 في اليمن. وقد أصبح الخلل في التوازن المنحرف بين المواطنين والأجانب في القوات المسلحة القطرية مصدر قلق كبير منذ سنة 2017، خاصةً بعد أن عززن الدوحة قواتها بعدد كبير ردًا على التهديدات السعودية الإماراتية، لكن لم يكن من الواضح من سيعمل على تشغيل كل الأسلحة المُعقدة التي كان يتطلبها ذلك.

نظرًا لعدد السُكان الكبير في المملكة العربية السعودية، فإنها تستضيف نسبة أصغر نسبيًا من الجنود المتعاقدين في قواتها بالمقارنة بغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي، على الرغم من أنها عيّنت كثيرين لخوض حربها في اليمن. ويؤكد أحد الخبراء أن القوات البرية السعودية في اليمن تتكون بكاملها تقريبًا من جنود متعاقدين بمن فيهم يمنيون تم تعيينهم محليًا. لطالما خدم كثيرون من الباكستانيين في المملكة. ففي أواخر الثمانينيات مثلاً، خدم عشرات الآلاف في مجموعة كاملة من الأدوار العسكرية، من الوظائف الوضيعة إلى تقديم التدريب والمساعدة التقنية. ومن المعروف أن مهامهم في المملكة العربية السعودية قد عرّضت الجنود الباكستانيين للتعاليم الدينية المتشددة (الوهابية في الغالب). وبالإضافة إلى الجنود المتعاقدين من إفريقيا وآسيا، تستضيف المملكة العربية السعودية أكثر من 1000 جندي أميركي و300 عنصر ومقاول عسكري بريطاني.

الإمارات العربية المتحدة تشبه دول الخليج الغنية الأخرى في ما يتعلق بالعدد الكبير من الجنود الأجانب المتعاقدين. وينحدر ما لا يقل عن 70 في المئة من الرجال المجندين في الإمارات من عُمان واليمن. وفي الآونة الأخيرة، أبدت الإمارات العربية المتحدة حماسة للجنود الكولومبيين الذين يتمتعون بعقود من الخبرة في قتال حرب العصابات. وقد أبرم مئات منهم عقودًا في الإمارات العربية المتحدة، لأن رواتبهم أعلى عدة مرات من دخلهم في وطنهم. وقداستعانت الإمارات العربية المتحدة بشركات أمريكية مثل شركة Reflex Responses (التي أسسها ويديرها إريك برنس الذي ينتمي إلى شركة Blackwater سيئة السمعة). حصلت الشركة على عقد بقيمة 529 مليون دولار لتعزيز الجيش الإماراتي تضم القوات المحاربة لصالح الإمارات العربية في اليمن جنودًا متعاقدين من تشاد وتشيلي وكولومبيا وليبيا وبنما والنيجر والصومال والسلفادور والسودان وأوغندا، من بين جنسيات أخرى.

خاتمة

يؤدي المرتزقة والمستشارون الأجانب دورًا لا غنى عنه في القوات المسلحة الخليجية. فقد أراحوا حُكام دول الخليج من بعض المشكلات على الرغم من أنهم لم يكونوا خلواً من المشكلات كما تُذكِّرنا المجموعة الباكستانية في البحرين. كما أنهم قدّموا مساهمات أساسية لجيوش الدول الخليجية. في ما يتعلق العلاقات المدنية-العسكرية في دول مجلس التعاون الخليجي، كان الاعتماد على الجنود المتعاقدين مفيدًا بصفة عامة، حيث عزز بناء الجيوش المحلية وأضفى عليها الطابع الاحترافي ما سمح للقيادة العسكرية بنقل المهام إلى مقاولين لا يريد أي من المواطنين أدائها وبتجنيد أجانب لاستكمال القوات المقاتلة في اليمن. فالتجنيد الذي تم تقديمه مؤخرًا في الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة لا يرتبط هامشيًا سوى بممارسة تعيين جنود أجانب متعاقدين. وقد نُفذت هذه السياسة في المقام الأول لأسباب اجتماعية اقتصادية لا عسكرية.

على الرغم من تضاؤل الإيرادات من الصادرات الهيدروكربونية في الخليج في السنوات الأخيرة وتقلص التقديمات الاجتماعية السخية من الدول إلى حد ما، لم تؤثر هذه التطورات تأثيرًا كبيرًا على استخدام هذه الدول للجنود الأجانب المتعاقدين. في الواقع، تشير السياسة الخارجية المُوسعة والنشاط العسكري لبعض دول مجلس التعاون الخليجي – بالإضافة إلى الزيادة الهائلة في ميزانيات الدفاع وحيازة الأسلحة والاستثمار في الصناعات الدفاعية الأصلية – إلى أنه لا يوجد سبب لتوقع أي تغيير كبير في توظيف الجنود الأجانب في المنطقة في المستقبل المنظور. فمن المُرجح أن يستمر بقاؤهم في شبه الجزيرة العربية لمدة طويلة.

زولتان باراني هو فرانك سي. إروين، جونيور، وهو أستاذ مخضرم في السياسة في جامعة تكساس ومشارك غير مقيم في مقعد أرلي أ. بيرك للاستراتيجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

1لا توجد بيانات متاحة علنًا حول عدد الجنود المتعاقدين الذين يخدمون في دول الخليج. فقد أجرى الكاتب منذ سنة 2011 إلى سنة 2019 أكثر من 150 مقابلة في المنطقة مع أكاديميين وضباط عسكريين وسياسيين وخبراء أمن حول هذا الموضوع وغيره من المواضيع ذات الصلة. تشير هذه المقابلات إلى أن الجنود الأجانب المتعاقدين يؤدون دورًا واسعًا لا غنى عنه في العلاقات المدنية العسكرية في جميع أنحاء دول الخليج العربي.

 

سلام أوروبا من سلام ليبيا!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

اعتقد كثيرون أنَّ مؤتمر برلين سيكون علامة فارقة تؤدي إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، فأوروبا تتفهم خطورة الأزمة المتصاعدة في ليبيا؛ لكن هل هي قادرة أيضاً على الاهتمام بمصالحها الخاصة؟

في الأيام التي تلت اغتيال قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، بدا أن العراق هو ساحة المعركة التي تجذب انتباه الغرب. مع تجدد المظاهرات الداخلية الداعية إلى طرد إيران من البلاد، والاضطرابات الناجمة عن محاولات طهران مهاجمة القوات الأميركية داخل حدود العراق، وقرار البرلمان الذي دعا الولايات المتحدة لسحب قواتها من العراق، بدا أن كل الأنظار ستكون على العراق. لكن في الحقيقة، جاءت العناوين المقلقة من ليبيا. كانت البلاد التي لا تبعد سوى بضع مئات من الكيلومترات عن أوروبا، ولديها كثير من اللاجئين والاحتياطيات النفطية الضخمة، موضوع تجمع لزعماء مختلفين في برلين، في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. جاء القادة لمناقشة مستقبل ليبيا، في وقت كان هناك فيه تصعيد في القتال، وزيادة في التدخل الأجنبي؛ خصوصاً من جانب تركيا وروسيا.

وكان من بين القادة الذين حضروا المؤتمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وكان المعسكران المتنافسان اللذان يمثلهما اللواء خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق في طرابلس فايز السراج، حاضرين بشكل غير رسمي. رفض الاثنان الاجتماع، وعقدا مناقشات منفصلة في المؤتمر. انتهى المؤتمر باتفاق على تشكيل لجنة عسكرية تضم خمسة ضباط من كل معسكر، تحت إشراف الأمم المتحدة، تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار.

تم الاتفاق على التنفيذ الصارم لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ عام 2011، ووقف تقديم المساعدات العسكرية للقوات المتنافسة، لإجبارها على إجراء حوار جاد. ومع ذلك، في الممارسة العملية، لم يتم اتخاذ قرارات محددة فيما يتعلق بوسائل مراقبة وقف إطلاق النار أو تنفيذ الحظر. على الرغم من أن القمة أظهرت استعداد أوروبا المتزايد للتدخل في النزاعات المتصاعدة في ليبيا، فإنها في الواقع لم تتمكن من صياغة الآلية اللازمة لوقف الفوضى في قطاعي الأمن والحكومة؛ حيث خطفت العصابات الدموية العاصمة، وأحالت حياة الليبيين إلى سجن كبير في طرابلس الغرب ومصراتة.

منذ الإطاحة بنظام القذافي، أصبحت ليبيا ساحة قتال للمصالح المتعارضة، دولة مزقتها وتسيطر عليها ميليشيات متنافسة، وتديرها حكومتان، ومجلسان منتخبان في البرلمان، ومصرفان مركزيان، وعشرات الميليشيات. موقعها الاستراتيجي أغرى كثيراً من اللاعبين الدوليين للاستفادة من مواردها. تنقسم ولاءات هؤلاء اللاعبين:

في الأشهر الأخيرة، زادت المساعدات الروسية لقوات حفتر، على الرغم من استمرار موسكو في الادعاء بأنها على اتصال بكلا طرفي النزاع. من ناحية أخرى، دعمت تركيا وقطر حكومة السراج، التي تتمتع بدعم الأمم المتحدة وتتخذ من طرابلس الغرب مقراً لها.

لكل دولة أوروبية مصلحة راسخة في استقرار ليبيا، التي تعد ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط في أفريقيا. على سبيل المثال، وقَّعت إيطاليا اتفاقية تمنع اللاجئين من جميع أنحاء أفريقيا من الإبحار إلى الاتحاد الأوروبي من ساحل ليبيا. ووقَّعت تركيا اتفاقية تعاون عسكري وأمني مع حكومة السراج، واتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وهذا يمكِّن تركيا من زيادة تنقيبها عن النفط في البحر المتوسط بشكل كبير، والاستيلاء على المناطق المخصصة للتنقيب عن النفط والغاز من اليونان وقبرص.

مصر، من جانبها، تعارض بشدة تدخل تركيا في الفناء الخلفي لها، مما قد يعزز جماعة «الإخوان المسلمين» التي يدعمها إردوغان علناً، وتقوض مصالح مصر في البحر الأبيض المتوسط. في السنوات الأخيرة، حددت روسيا فرصاً لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وبعد تعزيز سيطرتها على الحافة السورية للبحر الأبيض المتوسط، ترى ليبيا كقاعدة استراتيجية يمكن أن توفر الوصول إلى حافة أخرى من البحر الأبيض المتوسط، واحتياطيه من الطاقة. من هنا بدأت المشاركة المتزايدة للاعبين الخارجيين في النزاع الليبي، منذ بدء حملة حفتر العسكرية لاستعادة طرابلس الغرب في أبريل (نيسان) 2019. ومؤخراً ذكرت تقارير متتالية أنه تم إرسال 2000 من المتمردين السوريين السابقين بتمويل من تركيا (يقبض كل منهم 2000 دولار شهرياً) إلى ليبيا لمدة ستة أشهر. من الواضح للجميع أنه مع زيادة مشاركة اللاعبين الخارجيين في الصراع، فإن الحل يبتعد أكثر. وعندما يصبح الوضع أكثر تعقيداً، فقد يزداد العنف وينتشر إلى الدول المجاورة، مما يشكل تهديداً لأوروبا، من حيث اللاجئين والإرهاب وإمدادات الطاقة. رغم كل هذا، اتخذت الولايات المتحدة موقفاً مماثلاً لموقفها في سوريا، ولم تمارس كل ثقلها، مما أجبر أوروبا على مواجهة التحدي، بعد سنوات عديدة من النظر من الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط. كان الهدف من مؤتمر برلين إيقاف العملية الخطيرة التي تقوم فيها تركيا بتأسيس حقائق على الأرض، وزيادة نفوذها في ليبيا، وتحقيق موقع مناسب للضغط على منافستيها، مصر وأوروبا، من حيث ما تراه مناسباً.

إلى جانب المؤتمر الذي عقد في برلين، يدرس الاتحاد الأوروبي طرقاً لدعم وقف إطلاق النار وإنفاذ العقوبات، بما في ذلك إمكانية تجديد دورياته البحرية على طول الساحل الليبي، أو إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى المنطقة. النزاع في ليبيا على مفترق طرق. أحد الاحتمالات هو أن تنجح أوروبا في تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار، وإبعاد القوات الأجنبية عن ليبيا، وفرض الحصار بدقة، ووقف تدفق الأسلحة إلى البلاد، وإجبار الخصوم على التخلي عن تطلعاتهم العسكرية، والتحول إلى تقارب بدلاً من ذلك.

الاحتمال الثاني هو استمرار القتال، وستواصل تركيا دعم معسكر السراج، وتوفير الأسلحة والتدريب والمشورة العسكرية والمقاتلين من مختلف الجنسيات، الذين اكتسبوا خبرة كبيرة خلال سنوات القتال الطويلة في سوريا. في المعسكر المنافس، سيتم دعم حفتر من الموالين له. وفي مثل هذه الحالة، قد يتصاعد القتال الداخلي في ليبيا إلى مواجهة أوسع نطاقاً. وعلى هذا النحو، تتحمل أوروبا والغرب مسؤولية كبيرة.

لقد أثبت مؤتمر برلين أن أوروبا تدرك بالفعل التهديد المتزايد. والسؤال هو: هل ستنجح في تجنيد القوات اللازمة لوقف العدوان التركي، ومنع الوضع في ليبيا من التدهور إلى صراع مماثل للحرب الأهلية في سوريا؟

سؤال آخر وأكثر أهمية، هو: في نهاية المطاف، ما الذي سيؤدي إلى تحرك الدول العربية - بشكل منفصل أو معاً عبر الجامعة العربية - لإنهاء الفوضى في ليبيا؟

الجواب واضح، وإلقاء نظرة خاطفة على عناوين الصحف اليومية يثبت أن الوطن العربي قد تحول إلى حي؛ حيث يفعل كل طرف ما يناسبه، أي بالعامية «حارة كل مين إيدو إلو».

 

حكومات إيرانية في عواصم عربية!

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/06 شباط 2020

قد يكون سؤال التفاهم مع إيران ومدى إمكاناته من أكثر الأسئلة التي توجه للخارجيتين السعودية والإيرانية في المؤتمرات الدولية.

النظام الإيراني يتكلم بلسانين، ويظهر بوجهين، بين الدبلوماسي «المتصوّف»! محمد جواد ظريف، الذي يجيب عن أسئلة الصحافة الدولية كأنه يتمتم بالأوراد، لا تنقصه إلا الجبة والسُّبحة، يستعرض ضعفه المفتعل كأنه لديغ القرية الوحيد، بل يتعجب من وجود خلافٍ بين إيران والسعودية!

وبين وجه إيران المعبّر عن كل مشروعها على ما نراه في الحرس الثوري بأعمال قاسم سليماني وإسماعيل قآني وحسين سلامي، بممارسات وخطب حسن نصر الله وصفاقة عبد الملك الحوثي، ودموية أكثر من مائة فصيل أصولي تابع لإيران، مهمتها نشر ثقافة الموت.

من أمثلة ذلك ما نشر قبل أيام نشر في جريدة «الشرق الأوسط»، حول تقرير خبراء مجلس الأمن الأمميين بما يتعلق باليمن، فيه يكشف عن «وصول أسلحة نوعية للميليشيات الحوثية خلال 2019 عبر مسار تهريب يمر بعمان والسواحل الجنوبية إلى اليمن». وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن التقرير الذي أرسله الخبراء إلى مجلس الأمن يتكون من أكثر من 200 صفحة... ويعتقد المحققون الدوليون أن هناك اتجاهين ظهرا العام الماضي، قد يشكلان انتهاكاً للحظر؛ يتمثّل الاتّجاه الأوّل في نقل قطع غيار متوافرة تجاريّاً في بلدان صناعيّة مثل محرّكات طائرات بلا طيّار، التي يتمّ تسليمها إلى الحوثيين عبر مجموعة وسطاء، في حين يتمثل الاتجاه الآخر في استمرار تسليم الحوثيين رشاشات وقنابل وصواريخ مضادّة للدبابات ومنظومات من صواريخ «كروز» أكثر تطوراً... هذه الأسلحة لديها خصائص تقنية مشابهة لأسلحة مصنوعة في إيران، حيث يبدو أن القِطَع غير العسكريّة والعسكرية - بحسب تقديرهم - أُرسلت عبر مسار تهريب يمر بسلطنة عمان والساحل الجنوبي لليمن، عبر مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية. إن التباهي بالهيمنة الإيرانية على جغرافيا عربية لم يعد له وهجه حتى بين بعض الإيرانيين الثائرين، ماذا يعني أن تحتل أربع عواصم عربية ومن ثم تتحمل أكلافاً باهظة؟!

تتورط إيران اليوم بهذا العبء الجغرافي الذي تحمله، بين عاصمة متورطة في أطنان مهولة من النفايات الخانقة، وسط أجواء بيئية موبوءة، واقتصاد مثلوم بسبب سوء إدارة حكومات حزب الله، وأخرى تنهكها المجاعات بسبب طغيان الحوثي، وثالثة تنخرها الطائفية المدمرة، ورابعة عبارة عن أكوام من البيوت الهدام، وبقايا من البراميل المتفجرة.

هل السيطرة الجغرافية على هذه العواصم المنهارة يعدّ أمراً مهماً لسكان تلك المدن؟! أو للإيرانيين أنفسهم؟! وماذا يعني أن تكون بعاصمة عربية ولكنك تتبع محور الشر؟!

ترزح اليوم حكومة حسان دياب في لبنان وسط ما يشبه الانهيار الاقتصادي في لبنان؛ أزمة المصارف، والابتعاد غير المسبوق عن محيط لبنان العربي التاريخي ومنه دول الخليج، وتضاعف احتمالات الهجرة بسبب الأوضاع السياسية؛ كل ذلك يصعّب من حكومة دياب التي يهيمن عليها حزب الله، وربما يتورط اللبنانيون في دفع ثمنٍ باهظ، حين تنضم دولتهم إلى محور إيران المعروف بالفشل السياسي والإفلاس الاقتصادي، والجنون الإرهابي، إن إعلان لبنان السير بشكلٍ مطلف خلف إيران يعني التماهي والخضوع لنظام دموي؛ هو بوضوح التجسيد الأوضح للشر المحض في المنطقة والراعي والممول والمدرب للإرهاب وقادته ومهندس صفقات الموت.

من مصلحة الشعوب العربية التحرر من «حكومات الصواريخ الإيرانية» والمطالبة بأخرى تضع التنمية والتعليم والطبابة والنهوض بالاقتصاد وتعزيز فرص الاستثمار على رأس أولوياتها.

إن الإدارة الفتيّة في الخليج لها خياراتها المختلفة عما اعتاد عليه البعض طوال السنين الماضية، فهي تمضي نحو الحوكمة، والرقابة على المال العام، وإبرام الاتفاقيات على أساس المصلحة المحضة، وتؤسس لثنائيات استراتيجية مع الدول عمادها العائد المفيد على الطرفين، لم يعد هناك وقت للأشعار والقصائد والمدائح والعواطف وإنما العلاقات منذ الآن تبنى على المصالح: ماذا أستطيع أن أقدم لك وكيف يمكنك أن تفيدني؟! هذه هي صيغة الدول الحديثة الفتية، أما العطايا والدعم غير المثمر، والتذاكي الأحمق، وإدمان التسوّل، فهذا زمن من الواضح أنه قد انتهى وصار جزءاً من صفحات التاريخ.

أما في فلسطين فإن الرفض التام المعتاد والمكرر لا يمكنه أن يصنع خطاً تفاوضياً منتجاً. ثمة فرق بين الممكن والمستحيل، بين الخيال والواقع، بين التاريخ والحاضر، لم تنجح المقاومة رغم الدعم بمئينٍ من المليارات في هزيمة إسرائيل أو إعادة الأرض، بل على العكس قوّى الفساد المنظّم في المؤسسات من حجة إسرائيل، وأعطاها فرصة الانقضاض على ما تبقى من الحق الفلسطيني. تمنيتُ ألا تنساق النظرة نحو الصفقة مع ردود فعل إيران والجماعات المتطرفة، وأن تتم دراستها وكتابة مذكرة عليها بدلاً من الكلام العام الممل الرافض لها. ثم إن اللغة العربية قادرة على ما هو أكبر من العواطف والأشعار والألفاظ الثورية، المنطق والحساب بالورقة والقلم، ولجم التهوّر بخطام الحكمة أثمن ما يمكن للإنسان عمله من أجل مصلحة الشعب والحفاظ على ما بقي من أرضٍ يمكن الاستثمار بها والبناء عليها، وتأسيس دولة قابلة للحياة من جديد تضيف للناس فرص العيش الكريم والانطلاق نحو مستقبلٍ يليق بشعبٍ تعب من الحروب والكلمات والأشعار، ما ينقص أهل هذه القضية التفكير بشكلٍ منطقي مصلحي نفعي يقوم على اغتنام الفرصة السانحة، بدلاً من الدخول في خطر خسارة كل شيء. قال الأمير خالد بن سلمان في لقائه المهم: «إن الخلاف بين السعودية وإيران ليس متعلّقاً بالسنة والشيعة، بل بتصادم الرؤى؛ لدينا (رؤية 2030)، بينما هم لديهم (رؤية 1979). وهذه هي المشكلة، إنه صراعٌ في الرؤى». لا بد لشعوب هذه المنطقة أن تختار بين العيش ضمن ثقافة صواريخ زلزال وفاتح وقدر، أو ضمن ثقافة العلوم والتنمية والرفاه والتكنولوجيا والمدن الذكية المتطوّرة؟!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مجلس الوزراء اقر بالاجماع البيان الوزاري لحكومة مواجهة التحديات عون طلب اضافة بند عودة النازحين السوريين دياب: البيان نتاج وقائع ودراسات

وطنية - الخميس 06 شباط 2020

اقر مجلس الوزراء البيان الوزاري بالاجماع، في جلسة عقدها عند التاسعة صباح اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضور رئيس مجلس الدكتور حسان دياب والوزراء.

وسبق الجلسة لقاء بين الرئيسين عون ودياب عرض ابرز النقاط الورادة في مسودة البيان الوزاري الذي انجزته اللجنة الوزارية المنبثقة من الحكومة.

المقررات الرسمية

وبعد الجلسة، تلت وزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد نجد المقررات الرسمية الآتية:

"عقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وحضور دولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء.

في مستهل الجلسة، رحب فخامة الرئيس بدولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء، شاكرا الجهود التي بذلت من اجل انجاز البيان الوزاري، مشددا على ضرورة وضع اولويات في كل وزارة لان المشاريع كثيرة ولا بد من ابراز ما هو مهم وملح اكثر من غيره.

وقال: بعد نيل الحكومة الثقة، لا بد من بدء العمل فورا لتعويض ما فات من وقت خلال الاسابيع الماضية، وانا على ثقة بأن في مقدور الوزيرات والوزراء القيام بالمهمات الموكلة اليهم. وطلب فخامة الرئيس اضافة بند عودة النازحين السوريين الى نص البيان الوزاري، ولا سيما ان غالبية هؤلاء النازحين اتوا الى لبنان هربا من اوضاع امنية صعبة، ولا بد من عودتهم بعدما زالت هذه الاوضاع في غالبية المناطق السورية التي باتت آمنة.

ولفت فخامة الرئيس الى ان بعض الدول يعارض حتى الان عودة النازحين، ونتساءل عن اسباب هذه المعارضة على رغم اننا طرحنا هذا الملف في كل اللقاءات الدولية والاقليمية لمساعدتهم في اراضيهم لتشجيعهم على العودة، ولا نزال ننتظر التجاوب الدولي.

ثم تحدث دولة الرئيس، فقال: ان الجلسة مخصصة لاقرار صيغة البيان الوزاري الذي نعتبره برنامج عمل يحدد تطلعاتنا ومنهجية تفكيرنا. هذا البيان غير مستنسخ، وهو نتج من 11 اجتماعا في فترة قصيرة، وهو سيكون نموذجا للحكومات التي ستلي. واني اذ انوه بالجهود التي بذلت لانجاز البيان بصيغته النهائية، اود ايضا التنويه بالجدية التي سادت المناقشات في لجنة البيان الوزاري وبين الاعضاء، ولا سيما جهد دولة نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع الوطني.

واضاف: ان هذا البيان هو نتاج وقائع ودراسات، ولا يحمل أي مقاربات شخصية او حسابات فردية. ان طموحنا اكبر بكثير لكن البرغماتية وضعتنا امام حقائق لا يمكن تجاهلها. واشار دولة الرئيس الى ان الاسم الذي اطلقه على الحكومة هو "حكومة مواجهة التحديات"، طالبا من كل وزير وضع لائحة بالمشاريع الخاصة بوزارته لتكون جاهزة خلال اللقاءات التي نعقدها مع المسؤولين الدوليين، وكذلك خلال زيارات العمل التي سنقوم بها.

بعد ذلك، تلا الامين العام لمجلس الوزراء البيان الوزاري، وأدخل عليه عدد من التعديلات، ثم اقر بالاجماع".

حوار مع الصحافيين

ودار بين الوزيرة عبد الصمد والصحافيين الحوار التالي:

سئلت: ما هي التعديلات التي أدخلت على البيان؟

اجابت: "هي تعديلات تقنية تمت اضافتها نتيجة ملاحظات ابداها اصحاب الاختصاص اي الوزراء المعنيون".

سئلت: لماذا أضيف بند النازحين ما دام موجودا في البيان؟

اجابت: "صحيح انه موجود، ولكن الرغبة كانت في توضيح ان النازح في لبنان ليس سياسيا بل هو بسبب ظروف أمنية حرصا على سلامة النازحين، وهذا الامر لا خلاف عليه".

سئلت: هل يحدد بشكل مفصل موقف لبنان من عودة النازحين؟

اجابت: "الموقف واضح وليس مفصلا، لأنه في اطار البيان الوزاري، الافكار تكون عبارة عن رؤية".

سئلت: هل هناك وعود ضمن البيان تحدد مهلا قصيرة لتوفير الكهرباء؟

اجابت: "هناك خطة واقفق عليها مجلس الوزراء عام 2019، وهي التي ستنفذ مع بعض التعديلات اذا اقتضى الامر، وهو شأن يعود الى الوزراة المختصة اي وزارة الطاقة لدرس كل البدائل وتوفير الكهرباء كما هو موعود".

سئلت: لماذا تم تغيير اسم الحكومة الى "حكومة مواجهة التحديات"؟

اجابت: "احب دولة الرئيس تغيير الاسم من "حكومة استثناء" الى "حكومة مواجهة التحديات"، منعا لأي التباس قد يتم فهمه بشكل سلبي جراء الاسم، علما ان توجه الحكومة وكل الوزراء ايجابي، وكي لا يفهم ايضاً في اطار آخر على انه استثناءلألاي شخص، فتم التوضيح. ولكن بالفعل، هي حكومة مواجهة تحديات علينا جميعا تحملها وليس فقط الحكومة".

سئلت: هل أضيفت فقرة الى موضوع الكهرباء تسمح بادخال تعديلات؟

اجابت: "نعم، أقر تنفيذ خطة الكهرباء مع ادخال بعض التعديلات اذا اقتضى الامر، وهي مسألة تعود الى الدراسات التي ستجرى وهي تقنية، بطبيعة الحال، وسيوضح الوزير المعني كل الامور".

سئلت: هل تم تغيير المعادلة الثلاثية القائمة على "الجيش والشعب والمقاومة"؟

اجابت: "كلا، لا خلاف على هذه المعادلة".

سئلت: هل أدخلت صيغة بند النازحين كما يرغب فخامة الرئيس؟

اجابت: "هذا البند كان ملحوظا، واعطى فخامة الرئيس ملاحظاته واضيفت".

سئلت: هل صحيح انه حصل توتر بين الوزراء؟

اجابت: "لم يكن هناك توتر، فالنقاش كان يحصل بطريقة موضوعية وعلمية وصريحة".

سئلت: هل تتواصل التحقيقات في موضوعف تهريب الاموال الى الخارج الى نهايتها؟

اجابت: "لحظ هذا الامر في البيان الوزاري".

سئلت: ما هو دور لبنان على مستوى السياسة الخارجية؟

اجابت: "لقد اعطى وزير الخارجية ملاحظات وافكارا قيمة في هذا الشأن، اضيفت الى البيان".

سئلت: ما هي الاجراءات للحصول على ثقة المجتمع الدولي؟

اجابت: "ان الثقة الاساسية هي ثقة الشعب ومجلس النواب لأن الشعب انتخبه. اما المجتمع الدولي والخارج، فعندما يلاحظان الاصلاحات التي ستطرأ ومدى جدية العمل والتوجه الموضوعي في معالجة الملفات والمشاكل، فسنستعيد ثقتها حتما".

سئلت: هل طرح موضوع سندات اليوروبوند؟

اجابت: "كلا، لم يطرح هذا الموضوع اليوم".

 

بري التقى ميقاتي وتيمور جنبلاط وابرق للمسؤولين الايرانيين مهنئا بذكرى الثورة

وطنية - الخميس 06 شباط 2020

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس نجيب ميقاتي وجرى عرض للأوضاع العامة لا سيما الوضعين المالي والإقتصادي. وغادر ميقاتي من دون الإدلاء بأي تصريح. ثم إستقبل الرئيس بري رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، في حضور الوزير السابق غازي العريضي، وعرض معه آخر التطورات في لبنان على مختلف المستويات، خصوصا في ما يتصل بالأزمات المالية والإقتصادية وإجتماعية والمعيشية. على صعيد آخر، أبرق رئيس المجلس الى كل من قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، رئيس الجمهورية الإيرانية الشيخ حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى الدكتور علي لاريجاني، مهنئا بالذكرى الواحدة والأربعين لإنتصار الثورة.

 

كتلة الوفاء للمقاومة : أمام لبنان استحقاقات صعبة والتصدي لها يحتاج اجماعا وطنيا وشعبيا

وطنية - الخميس 06 شباط 2020

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوريبعد ظهر اليوم في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها. وأصدرت بيانا استهلته باستذكار الثورة الاسلامية في ايران، وقالت:

"ثمة تحولات كبرى تحصل مرة في التاريخ تؤسس لسياقات ثقافية وسياسية وتحررية وتمتد مفاعيلها في أنحاء المعمورة طالما أنها تستجيب لمتطلبات الإنسان الروحية والمادية.

الثورة الإسلامية المباركة في إيران التي انتصرت في شباط من العام 1979 هي نموذج فريد لهذه التحولات التي أحدثت إرباكا في مناهج وسياسات وأداء قوى الاستكبار العالمي وحجزت سياقا للمستضعفين الرافضين للهيمنة والتسلط على بلدانهم. ولذلك استحقت بامتياز أن تكون نهضة القرن التي لا تزال تزخر بالحيوية الرؤيوية والمنهجية وبالإقدام والثبات والصمود في مواجهة كل ما تعرضت وتتعرض له من افتئات وحصار وعزل وتضييق اقتصادي وتكنولوجي فشلت جميعها في أن تلوي ذراع هذه الثورة أو أن تفرض عليها الانصياع لإرادة الاستكبار.

تحية نجددها للثورة الإسلامية المباركة في إيران لمؤسسها الفقيه المجدد الإمام الخميني وللولي القائد السيد علي الخامنائي وللشعب الإيراني العظيم ولكل المسؤولين المخلصين الذين ينهضون بإدارة مؤسسات الجمهورية الإسلامية كافة والتحية موصولة لكل الشعوب والقوى المناهضة للظلم والمراهنة على تحقيق عالم بعيد عن تحكم الاستكبار والهيمنة.

من جهة أخرى يحاول الناهبون الدوليون إغواء المنطقة وإغراقها بطروحات يتقنون الخداع في الترويج لها، فيما هي تستهدف المزيد من المصادرة والقضم لقضية الأمة المركزية ألا وهي قضية فلسطين. إن ما روج له خلال الأيام القليلة المنصرمة من إعلان صفقة القرن ليس إلا عملا يؤكد الانحياز الدائم والمطلق من قبل الإدارات الأميركية لمصلحة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين. دون أن نغفل عن المتورطين العرب والدور الحقير الذي يؤدونه لتضييع قضية فلسطين. ورغم ذلك كله فإن الأرواح التي تسري في جسد أبنائنا من الشعب الفلسطيني ستكون كفيلة وحدها بإسقاط هذه الصفقة وتحويل تهديدها إلى فرصة.

على الصعيد المحلي، تابعت الكتلة الجهود التي بذلت لإعداد البيان الوزاري وهي تسجل لتلك الجهود الجدية والمواظبة مع الحرص على التزام الواقعية تجنبا لما لا يستطاع وإقرارا بما هو ممكن.

وخلصت الكتلة بعد النقاش إلى ما يأتي:

1 - تدرك الكتلة أن طريقة تشكل الحكومة الراهنة تفسر عدم وجود برامج إنقاذية جاهزة ومعدة لمعالجة الأزمات المالية والنقدية والاقتصادية فضلا عن الأزمات الاجتماعية الأخرى، إلا أن التصدي للشأن الحكومي كان ولا يزال يفرض بذل أقصى الجهود وأكثرها نفعا وتجنب الخيارات التي تحمل أضرارا كبيرة، والمنهجية التخصصية التي ينتمي إليها الفريق الحكومي يفترض أن تساعد إيجابا في تقدير ما يجب اعتماده ولو على مراحل لمعالجة الأزمات بدل استمرار المراوحة وخسارة ما تبقى من فرص وإمكانيات.

2 - إن امام لبنان وفي ظل ظروفه المالية والاقتصادية الصعبة استحقاقات مالية في الاشهر المقبلة. وهي جاءت بفعل اعتماد سياسة الاقتراض وتراكم المديونية العامة.

ان التصدي لهذه الاستحقاقات الموروثة يحتاج ما يشبه الاجماع الوطني، المسارات الجذرية في المعالجة المالية والاقتصادية والنقدية تستوجب قرارا وطنيا وتفهما شعبيا.

3 - في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تؤكد الكتلة تقديرها وإكبارها للمسار التصاعدي التنموي الذي تسلكه الجمهورية الإسلامية رغم كل ظروف الحصار والتضييق الاقتصادي، وتكبر في قيادتها الحرص والتمسك الوثيق بالسيادة الاقتصادية وعدم القبول بالابتزاز في هذا الشأن أيا كانت الضغوط، كما تقدر الكتلة جسيم التضحيات التي تبذلها الجمهورية الإسلامية دفاعا عن المقهورين والمظلومين في مختلف أطراف الدنيا. وهي مسؤولية لا ينهض بها إلا أهل العزم والقدرة والرسالة والمسؤولية.

4 - إذ تؤكد الكتلة إدانتها الشديدة لما أعلن باسم صفقة القرن التي يراد منها كي وعي الشعب الفلسطيني كي ينسى وطنه وقضيته فلسطين، فإنها تعتبر أن هذه الصفقة ستتلاشى أهدافها وستضاعف من قوة ووحدة الشعب الفلسطيني وإرادته.

من جهة أخرى، تحيي الكتلة مؤتمر "برلمانيون من أجل القدس" المقرر عقده في ماليزيا خلال الأيام القليلة المقبلة، تضامنا مع فلسطين، وحق شعبها ونصرة لقضيتها العادلة والمشروعة.

5 - تبارك الكتلة لمحور المقاومة في المنطقة الإنجازات الميدانية التي تتحقق سواء في سوريا باتجاه ريفي حلب وإدلب أو في اليمن مع الإنجازات التي سطرها اليمنيون في منطقة نهم مؤخرا.

إن قطع يد العبث الأجنبي المتسلل عبر بعض الأدوات والمرتزقة سيفتح الطريق أمام استقرار واعد لشعوب منطقتنا وأمنها".

 

فيديو إذلال شابّ على يد مرافقي أسود يُشعِل الشمال

عبد الكافي الصمد/الأخبار/6 شباط 2020

لم تتوانَ مجموعات من التيار الوطني الحر ومرافقي النائب زياد أسود من جهة، ومجموعات من المحتجين من مدينة طرابلس ومناصرين للقوات اللبنانية، من افتعال توتّر طائفي ومناطقي في البلاد ليل أمس، في أخطر مرحلة يمرّ بها لبنان والمنطقة.

الحكاية كما جرى التداول بها على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت بعد اعتراض عدد من الشبان، بينهم مناصرون للقوات اللبنانية على وجود أسود في أحد مطاعم جونية. ثم سرعان ما تطور الإشكال بعد قيام مرافقي أسود بضرب أحد الشّبان الطرابلسيين وتصويره أثناء «إذلالهم» له، مع إطلاق عبارات «كانتونية»، وتوجيه الشتائم له. ومع انتشار الفيديو الذي يُظهر ما جرى، انتقل التوتّر إلى طرابلس، حيث تجمّع عشرات الشّبان للتوجه نحو جونية والبترون مع دعوات وشتائم طائفية وتهديدات للتيار الوطني الحر. وبالفعل، توجّهت مجموعات من طرابلس إلى البترون، حيث حاولت القوى الأمنية منعهم من الوصول، فيما سُجّل إشكال على مدخل البترون بين مناصرين للوطني الحر والمجموعات الطرابلسية.

وبسرعة كبيرة، قُطِع العديد من الطرق في البقاع الأوسط والشمال، بالتزامن مع تجمعات على خط الساحل الجنوبي، وإطلاق عبارات ضد «الوطني الحرّ».

وليس خافياً وجود أجواء لدى التيار الوطني الحرّ تؤشر إلى قرارٍ بـ«الردّ بالمثل» على الحوادث التي سجلت خلال الأسبوعين الأخيرين من قبل «ثوّار» يلاحقون نواباً ووزراء في التيار في أكثر من منطقة، إذ يعتبر الإشكال مع أسود أمس الثاني من نوعه خلال يومين، فضلاً عمّا حصل مع نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي والوزير السابق رائد خوري.

هذا التصعيد الخطير يكاد يتحوّل إلى اشتباك طائفي، مع محاولات الفريقين شدّ العصب على حساب السلم الأهلي والتحريض الطائفي والمناطقي، في لعبة وقحة تهدّد وحدة لبنان وسط كل أجواء التوتر الطائفي التي تعصف بالإقليم.

التوتر في طرابلس لم يكن وليد ساعة ليل أمس، إذ سبقه نهاراً احتقان على خلفية قيام مرافقين لمحافظ الشمال رمزي نهرا بضرب أحد المحتجين في سرايا طرابلس، ما أدى إلى موجة غضب وتهديد للمحافظ بعدم العودة إلى المدينة.

ويوم أمس، لم تكن المرّة الأولى التي يخرج فيها محافظ الشمال من مكتبه في سرايا طرابلس خلسة، وبمواكبة أمنية، خشية تعرّض محتجّين له تجمّعوا عند مدخلَي السرايا، مطلقين هتافات ضدّه، ومطالبين بإقالته من منصبه بعدما توعّدوه بمنعه من الدخول إلى سرايا المدينة مجدّداً.

فمنذ انطلاق شرارة الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول الماضي، عمد عدد من الشبّان والناشطين المنضوين في الحراك إلى الاعتصام أمام مدخلَي سرايا طرابلس، بشكل شبه يومي، داعين إلى إقالة نهرا. اتهموه بالفساد والمحسوبيات، ودخل بعضهم إلى مبنى السرايا واعتصموا أمام باحة مكتب نهرا في الطبقة الثانية، مردّدين هتافات وشتائم بحقه، بعدما فتحوا هواتفهم الشخصية وبثّ ما يقولونه ويفعلونه مباشرة على الهواء عبر منصّات التواصل الاجتماعي، ما كان يدفع حراس نهرا وعناصر الأجهزة الأمنية إلى عدم التعرّض لهم، خشية أن يتسبّب ذلك باندفاع المحتجين الموجودين في ساحة عبد الحميد كرامي (النّور) المجاورة نحو السرايا. يوم الإثنين الماضي، وبعدما علم المحتجّون بأنّ نهرا يداوم في مكتبه، اعتصم عدد منهم أمام مدخل السرايا، ورشقوا نوافذ مكتبه بحبّات من البرتقال، في إشارة منهم إلى انتمائه إلى التيار الوطني الحر، قبل أن يتسلّل عدد منهم إلى أمام مكتبه، حيث كالوا الاتهامات والشتائم له.

يوم أمس، تكرّر المشهد، فتوجّه أحد المحتجّين، ويدعى خالد الديك، إلى أمام مكتب المحافظ، ومن هناك وبعدما فتح كاميرا هاتفه الخلوي كالمعتاد للبثّ المباشر، بدأ بإطلاق الهتافات ضدّ نهرا، متهماً إيّاه بالفساد، ومطالباً بخروجه من مكتبه لأن «طرابلس لا تريده». غير أنّ أحد عناصر حماية نهرا هجم على الديك وانهال عليه مع عناصر آخرين ضرباً ولكماً بعدما نزعوا منه هاتفه الخلوي، قبل أن يتدخل عناصر الأجهزة الأمنية الموجودة في المكان لفكّ الإشكال، ويطلقوا سراح الديك قبل استفحال الأمر، وخصوصاً بعدما وجّه ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد دقائق من الإشكال، دعوات إلى الاعتصام أمام السرايا.

وبالفعل، لم تكد تمرّ دقائق حتى كان عشرات المحتجّين يتجمّعون أمام مدخلَي السرايا، ما دفع عناصر القوى الأمنية المكلفة حماية السرايا إلى إغلاق المدخلين، ومنع دخول أو خروج أحد من السرايا وإليها، مطلقين التهديدات بحق نهرا، ومتوعدين إيّاه بالانتقام لزميلهم، فيما كان البعض منهم يدعو إلى النزول إلى البترون، مسقط رأس نهرا، والاعتصام أمام منزله.

بعد مرور نحو ساعة على الاعتصام وإطلاق سراح الديك، غادر المحتجّون مدخلَي السرايا، الأمر الذي أفسح في المجال أمام نهرا للخروج من مكتبه مسرعاً باتجاه المصعد، ومنه إلى سيارته في الطبقة الأرضية. وغادر السرايا بمواكبة أمنية. وكاد الموكب يدهس أحد النّاشطين الذين اعترضوا طريقه، وهو محمد شوك أحد المشرفين على هيئة «حراس المدينة»، ما دفع شوك وآخرين إلى بث فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون نهرا «بعدم العودة مجدّداً إلى طرابلس».

 

بعد جريمة "الجاموس" أمس... توقيف المشتبه به!

مواقع الكترونية/06 شباط/2020

حصل اشكال، الساعة 14.30 من تاريخ 5/2/2020، في أحد الأبنية في محلة الجاموس، أقدم خلاله المدعو (ح. ك.، مواليد عام 1985، لبناني) على إطلاق النار من مسدس حربي، مما أدى الى مقتل المواطن فراس سماحة (مواليد عام 1986)، وفر الفاعل الى جهة مجهولة.

ونتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثفة، تمكن عناصر فصيلة المريجة في وحدة الدرك الإقليمي من تحديد مكان وجود القاتل. وعند الساعة 17.00 من التاريخ ذاته، أوقف من قبل الفصيلة المذكورة في محلة حي السلم حيث كان مختبئاً داخل متخت في أحد الابنية، وتم ضبط المسدس المستخدم في الجريمة. وأودع الموقوف مع المضبوط القطعة المعنية للتوسع بالتحقيق معه، بناء على إشارة القضاء المختص.

 

امل احيت ذكرى قصير و6 شباط في المصيلح فوعاني: سنبقى دائما مع الحوار ومنحازون الى مصالح الناس

وطنية - الخميس 06 شباط 2020

احيا مكتب الشباب والرياضة في حركة "امل" اقليم الجنوب - قسم المعاهد والمهنيات، الذكرى السنوية لانتفاضة 6 شباط وذكرى الاستشهادي حسن قصير باحتفال طلابي اقيم في قاعة الاحتفالات الكبرى في مجمع نبيه بري الثقافي - الرادار المصيلح، بحضور رئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" مصطفى الفوعاني، مسؤول مكتب الشباب والرياضة المركزي في الحركة علي ياسين، المسؤول التنظيمي للحركة في اقليم الجنوب الدكتور نضال حطيط واعضاء قيادة الاقليم وحشد من طلاب المعاهد الفنية والمهنيات. استهل الاحتفال بآي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني ونشيد حركة "أمل" ثم القى الفوعاني كلمة حركة امل تحدث في مستهلها عن "معاني واهداف ونتائج انتفاضة 6 شباط التي اخرجت لبنان من العصر الاسرائيلي وادخلته في العصر العربي المقاوم". وقال: "نحن في الداخل اللبناني كنا وسنبقى دائما مع الحوار ومع مد اليد للآخر، بالامس، ولدت الحكومة، وسيناقش البيان الوزاري، ونحن في حركة "أمل" سننحاز دائما الى مصالح الناس والى مستقبل الطلاب وتوفير فرص العمل، ولا نريد أن نخرج لهذا الوطن العاطلين عن العمل وحاملي الشهادات. وقد اثبت الجنوب والبقاع وكل لبنان ان ابناءهم الطلاب هم نجوم مشعة ليس على وطننا فحسب، بل على امتداد هذه المعمورة". واضاف: "لذلك لا بد لهذا البيان الوزاري من أن يأخذ ثقتكم وثقة الناس اولا، وبعد ذلك ثقة مجلس النواب"، مؤكدا ان "الحركة ضد اية ضرائب تطاول الفقراء ونحن منهم، ولا لضرائب يقف المواطن امامها عاجزا بين دولة توفر له الحد الادنى من مقومات الحياة الكريمة، وحكومة تسعى الى الافادة من الوقت". وتابع: "كنا حرصاء دائما وسنبقى ألا يقف المواطن والمواطنون أمام مصارف تبتزهم ويكدس اصحابها اموالهم في الخارج، بينما يقف المواطن الذي قدم فلذات الاعمار وضحى في سبيل هذا الوطن عاجزا وفي حال من الذل ليحصل على حقه". وشدد على ان "حركة "أمل" لن تقف بعد اليوم مكتوفة وهي ترى مواطنيها يتعرضون لاذلال المصارف، والمصارف لم تشبع حتى هذه اللحظة من دموع المغتربين ومن الذين عملوا جاهدين أعواما، لذلك فان الاخ الرئيس نبيه بري يدق ناقوس الخطر، وانتم الطلاب مستقبل هذا الوطن وستصنعون له العزة والكرامة التي ارادها الامام القائد السيد موسى الصدر".

وتخلل الاحتفال فقرة فنية من وحي الانتفاضة وذكرى الشهيد قصير.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  04-05 شباط/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com