المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 شباط/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february06.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ايَكُونُ عِنْدَ اللهِ ظُلْمٌ؟ حَاشَا!لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسى: «أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَم، وأَتَحَنَّنُ عَلى مَنْ أَتَحَنَّن

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني: رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/ بظل حكومة حزب الله  فالج لا تعالج

الياس بجاني/بظل حكومة حزب الله  فالج لا تعالج

الياس بجاني/ابواب وزارية واسعة تؤدي طريقها إلى نار جهنم ودودها

الياس بجاني/حكومة حزب الله ودجل المواقف الأميركية والفرنسية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

ايَكُونُ عِنْدَ اللهِ ظُلْمٌ؟ حَاشَا!لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسى: «أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَم، وأَتَحَنَّنُ عَلى مَنْ أَتَحَنَّن

الذكرى 13 لورقة تفاهم مار مخايل: سرّ صمود ١٣ سنة/الياس الزغبي

اضواء على مسيرة الموارنة الطويلة الزاخرة بالمآتي والمآثر والسؤدد/الأب سيمون عساف

جنبلاط يرتدي عباءة المعارضة من الداخل متوعدا بعهد لبناني ساخن

قرار الجامعة العربية يفرمل باسيل

مقدمات نشرات الاخبار نهار الثلاثاء في 5 شباط 2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 5 شباط 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

تساؤلات حول زيارة ماكرون لبنان

ريفي حذر من ضغوط على المجلس الدستوري:إرفعوا أيديكم عن الطعون ولتأخذ الدلائل طريقها لاحقاق الحق وتنفيذ القانون

اللبنانيون لا ينتظرون حلولاً لأزماتهم بعد تشكيل الحكومة/سناء الجاك/الشرق الأوسط

الطريق الفضيحة.. ضحية الصراع على كرسي/كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز

صفا: باسيل ينظر الى نصرالله على أنه من "القديسين"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أول رئيس لإيران: الخميني خائن وإذا ترك ترامب طهران لحالها ستسقط/مُلثَّمون هاجموا معارضاً للملالي في برلين

إيران تهدد إسرائيل برد حازم في سورية… وأردوغان يتوعّد “قسد” بمنبج/مجلس الشيوخ صوّت ضد قرار ترامب بالانسحاب الأميركي... و"بنتاغون" حذّرت من عودة "داعش" سريعاً

“سي آي إيه” تحذّر من تهديد سلطوية قادة تركيا مصالح أميركا

180 ألف شخص حضروا القداس البابوي في مدينة زايد الرياضية

الإمارات تطلق جائزة “الأخوة” وتشيّد مسجد “الطيب” وكنيسة “فرنسيس”

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان اختتما زيارتهما التاريخية بتوقيع "كرة الأولمبياد الخاص" وقداس ضخم بملعب زايد

قتراح بنشر 10 آلاف مقاتل عربي وكردي شرق سوريا/أحمد الجربا يحصل على دعم أميركا وتركيا وبارزاني لدور في «المنطقة الأمنية»

قلق في دمشق من «مرحلة صعبة»

ترمب يربك المشهد السياسي العراقي بشأن مراقبة إيران من «عين الأسد»/ردود الفعل في بغداد تراوحت بين الرفض وطلب توضيحات... وتأكيد الحاجة للدعم الدولي

الفلسطيني الأصل نجيب أبو كيلة قطان رئيسا للسلفادور

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإتصالات المباشرة مع سوريا خلال أيام/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

جنبلاط غاضب لأنّ الحريري لا يعامله حليفاً/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

فيديوهات... وجيش إلكتروني/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

«بروكسيل 3»... لبنان ينصاع لـ«العودة الطوعيّة»/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

ماذا بعد تشكيل الحكومة/روفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية

ما هي حدود «الغضب» الأميركي/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

ماذا بعد ذيول القمّة.. وتأليف الحكومة/ريمون شاكر/جريدة الجمهورية

عون ــ الحريري: حكومة التخلّص من الأحمال الثقيلة/ نقولا ناصيف/الأخبار

جمهورية «حزب الله»/نديم قطيش/الشرق الأوسط

الحكومة اللبنانية… “قشعونا وما قشعناهم”/أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة

«ثورة إيران»: 40 عاماً من الإرهاب/عقل العقل/الحياة

تحريض الدوحة ضد زيارة البابا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

البابا والإمارات... وقيم الشيخ زايد/خيرالله خيرالله/العرب

تسونامي من الجنرالات/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

هل سينجح ترمب في سحب قواته من ساحات القتال/مينا العريبي/الشرق الأوسط

«كايسيد» وأسبوع الوئام بين الأديان/إميل أمين/الشرق الأوسط

أميركا ونفط العالم/حسين عبد الحسين/الحرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

النص الكامل لوثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك الموقعة أمس في دولة الإمارات من قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب

عون: المسيرة الاصلاحية ستشهد زخما والقضاء واجهزة الرقابة مدعوون للعب دورهم كاملا وآفة الفساد يجب ان تستأصل بالتعاون بين المواطن والدولة

الحريري ترأس الاجتماع الثاني للجنة البيان الوزاري الجراح: جميع الاطراف متوافقون والقراءة النهائية غدا

الحريري استقبل 3 سفراء وترأس الاجتماع الثاني للجنة المكلفة صياغة البيان الوزاري

بري إستقبل سفيري الهند والاردن مودعين وعرض مع سفير قطر التطورات

التيار المستقل: لماذا ينادون بمحاربة الفساد ولا يفرضون تطبيق مبدأ من اين لك هذا؟

الراعي: نتائج مؤتمر الاخوة الانسانية ستكون كبيرة في ضمائر البشرية وأكبر حرب سلمية في وجه سياسات عالمية تريد تفريق الشعوب

حفل استقبال للراعي ودريان في السفارة بأبو ظبي دندن: حضوركم وضع لبنان على خارطة طريق الحوار الشامسي: لبنان نموذج فريد بالشرق الأوسط

دريان أشاد بوثيقة الاخوة الانسانية دار الفتوى: اسباب اعتذار المفتي عن مؤتمر ابو ظبي خاصة وطارئة

علي الأمين: وثيقة الاخوة الانسانية دستور عالمي يرسم صورة التعايش

الراعي من ابو ظبي: صلينا من اجل السلام والمجتمعان العربي والدولي ينظران الى انطلاقة الحكومة بوحدة وتعاون وتضامن

كتلة المستقبل شددت على التضامن الحكومي: المنازلات السياسية والاعلامية تضر بالمصلحة العامة وبالثقة المطلوبة داخليا وخارجيا

كنعان بعد اجتماع التكتل:عشية تفاهم مار مخايل نيتنا تعزيز تفاهماتنا لاداء حكومي يحاكي هموم الناس وتهنئة الحكومة تستحق عند الانجاز والا فالمحاسبة

قماطي في ذكرى توقيع التفاهم بين حزب الله والوطني الحر: الاختلافات لن تغير تمسكنا به ونعالجها ونتجاوزها لصالح التفاهم الإستراتيجي

تسليم وتسلم في وزارة الصحة حاصباني: انجزنا الكثير رغم ضآلة الموازنات جبق: سنكون شفافين جدا وسنسعى ليتناسب سعر الدواء مع الدخل الفردي

المجلس المذهبي رحب بتأليف الحكومة: متمسكون بثوابت الطائف وحذار من خطورة أي ممارسات تعيد عقارب الساعة إلى الوراء

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ايَكُونُ عِنْدَ اللهِ ظُلْمٌ؟ حَاشَا!لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسى: «أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَم، وأَتَحَنَّنُ عَلى مَنْ أَتَحَنَّن

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة(9/من14حتى18/أيا إِخوَتِي، مَاذَا نَقُول؟ أَيَكُونُ عِنْدَ اللهِ ظُلْمٌ؟ حَاشَا!لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسى: «أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَم، وأَتَحَنَّنُ عَلى مَنْ أَتَحَنَّن!».إِذًا فَٱلأَمْرُ لا يَتَعَلَّقُ بِالإِنسَانِ الَّذي يُرِيد، ولا بِالإِنسَانِ الَّذي يَسْعَى، بَلِ بِاللهِ الَّذي يَرْحَم؛ لأَنَّ اللهَ يَقُولُ في الكِتَابِ لِفِرْعَون: «إِنِّي لِهذَا أَقَمْتُكَ، لِكَي أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتي، وَلِكَي يُنَادَى بِٱسْمي في الأَرْضِ كُلِّهَا». إِذًا فَهوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاء، ويُقَسِّي قَلبَ مَنْ يَشَاء.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني: رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

بظل حكومة “حزب الله” فالج لا تعالج/الياس بجاني/05 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A8%D8%B8%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AC-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%AC/

 

بظل حكومة حزب الله  فالج لا تعالج

الياس بجاني/03 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71787/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%B8%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AC-%D9%84%D8%A7/

إن أخطر أشكال الفساد والإفساد والإلحاد والإرهاب والهمجية وأيضاً البربرية والفوضى هو الاحتلال الذي يحول دون أي إصلاح أو تقويم أو تقدم في أي مجال من المجالات كون فاقد الشيء لا يعطيه، وكون إبليس الذي هو الاحتلال لا يمكن أن يعمل على هدم مملكته.

من هنا فإن مقومات وأعمدة وركائز مملكة حزب الله الاحتلال ورعاته الملالوي الفرس هي الإرهاب والفوضى والكره والحقد والانتقام والحروب والإفقار وزرع الفتن وكل لوثات وموبؤات وسرطانات التعصب والمذهبية. ..

وليس لا السلام ولا المحبة ولا التعايش ولا الإصلاح.. ونقطة على السطر.

ولهذا ومن أجل التسوّيق لمشروعهم الملالوي الفارسي الإمبراطوري والعمل على انفلاشه وتوسعه فقد جعلوا من لبنان قاعدة حربية لهم، ومخزناً لأسلحتهم، ومنطلقاً لمشروعهم التدميري والتوسعي الهادف علناً لمصادرة وإلغاء لبنان وكل ما هو لبناني أولاً ، وثانياً التمدد لتصدير الإرهاب والفوضى والتمذهب إلى كل دول الشرق الأوسط لإسقاط حكامها وأنظمتها وإذلال وقهر وإفقار وتهجير واستعباد شعوبها وضمها بالقوة إلى الإمبراطورية الفارسية الحلم والوهم.

من هنا وعملياً لا معالجة لأي فساد بوجود الاحتلال الإيراني الإرهابي القابض على كل مفاصل الدولة اللبنانية..

والأخطر في وضعنا اللبناني المأساوي فإن لا إصلاح ولا حكم ولا حوكمة ولا عدل ولا قانون ولا سلم ولا سلام بأي شكل من الأشكال بوجود المرتزقة اللبنانيين المحليين الطرواديين والملجميين الذين يعملون على خدمة مشروع حزب الله اللاهي واللالبناني هذا واللاانساني واللاحضاري واللاانساني من قادة ووزراء ومسؤلين وحكام ورجال دين وتجار وإعلام وإعلاميين.

السؤال المنطقي والعقلاني البديهي هو كيف يمكن لحكومة الرئيس سعد الحريري الجديدة أن تكون هي فعلاً حكومة لبنانية ولخدمة لبنان واللبنانيين ولحمل رسالته الحضارية والانفتاحية والسلمية في حين أن 20 وزيراً من وزرائها الثلاثين هم من خيار حزب الله ومن المستلحقين به استراتجياً ومحلياً، أما العشرة الباقين فهم مجرد وكلاء يمثلون أصحاب شركات أحزاب تجارية بالية باعوا تجمع 14 آذار السيادي تحت رايات نفاق الواقعية وقبلوا واقع الاحتلال المدمر وارتضوا بذل أن يساكنوا ويتعايشوا مع دويلاته وسلاحه وحروبه وذلك بعد أن داكشوا وقايضوا السيادة بالكراسي وقفزوا فوق دماء الشهداء دون أن يرمش لهم جفن وبتخدر ضمائر وموت وجدان ودفنوا في خزائنهم وحساباتهم البنكية كل ما هو مبادئ وثوابت وقيم وطنية وسيادية واستقلالية.

واقعياً ودون أية أوهام أو أحلام يقظة فإن وضع لبنان الحالي بظل احتلال إيران له وبظل حكومة حزب الله التي يرأسها الحريري فالج لا تعالج ومن سيء لأسوأ ومن كارثة إلى كوارث.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ابواب وزارية واسعة تؤدي طريقها إلى نار جهنم ودودها

الياس بجاني/02 شباط/19

حراس نعسوا وناموا لأن كراسي الوزارة بترخص المبادئ وبتخلي الركب تركع والروس تنخ والمواقف ذمية. قلة يقاومون اغراءات الأبواب الواسعة

 

حكومة حزب الله ودجل المواقف الأميركية والفرنسية

الياس بجاني/01 شباط/19

ما عدنا نصدق لا أميركا ولا غيرها من الدول العربية أو الغربية.. والموقف الأميركي من حكومة حزب الله الجديدة كما الموقف الفرنسي هو لرفع العتب ليس إلا وكلام مفرغ من أي مضمون..عتبنا على من باعوا 14 آذار من أصحاب شركات الأحزاب المسيحية والسنية والدرزية التعتير وسلموا البلد لحزب الله والتحقوا هم بمشروعه بعد أن داكشوا الكراسي بالسيادة.. والآن هم مجرد ديكور في حكومة حزب الله.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

جوزيف بعيني، رئيس المجلس العالمي لثورة الارز:  حكومة حزب الله حكومة الحرب المدمرة على لبنان وأهله"

واشنطن في 4 شباط 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/71838/%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%8a%d9%81-%d8%a8%d8%b9%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%8c-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1/

بعد تسعة أشهر على الانتظار، هاهي الحكومة الموعودة تظهر إلى العلن، وهي، بالرغم من كل المحاولات التي ساهمت في تأخير ولادتها، لا تبدو مختلفة عما كان منتظرا لها أن تكون. ففي ظل التذبذب السياسي الواضح في الطبقة الحاكمة، والتي نسيت، على ما يبدو، أهمية السيادة والاستقلال، وقبلت صاغرة، كما ايام الاحتلال السوري، بالعمل في تسيير الأمور الداخلية بدون أن يكون لها أي دور فيما يتعلق بالأمور المصيرية التي تصدر بدون نقاش من العرش الأمبراطوري في طهران وتنفذ بكل تفاصيلها، بحكومة أو بدون، يرى المجلس العالمي لثورة الأرز ما يلي:

- إن السياسة التي اعتمدها منذ ثورة الأرز من نصبّوا أنفسهم قادة للجماهير الغاضبة من الاحتلال وأعوانه وخاصة افرازاته الأساسية المتمثلة بحزب الله (وللتذكير فقط فإن المظاهرة المليونية كانت ردا مباشرا على هذا الذي يسمي نفسه حزب الله عندما قام بمظاهرة شكرا سوريا ليقول له كل اللبنانيون لا نريدك انت ولا سوريا). هذه السياسة التي تغطت بمقولة استيعاب هذا الحزب (متنكرة للقرار 1559 الذي طالب بحله) وشاركته في الحلف الرباعي، هي المسؤولة عن سقوط أحلام اللبنانيين واطالة أمد معاناتهم وتخريب مؤسسات الدولة وتشريع الفساد القائم والذي نعرفه عند كل محتل لشراء المستفيدين وظلم بقية المواطنين (من دهنه سقي له).

- إن التعايش مع هذا الحزب المأمور والممول من طهران كان الخطيئة الأعظم التي جرّت الويلات المتتالية على لبنان من حرب (لو كنت أعلم) إلى غزوة "ساحة المخيمات" التي عاقبت من رفض مرة ثانية الانتهاء من هذا الحزب بوضع القرار 1701 تحت البد السابع فطرد نهائيا من العمل السياسي ولكن ذيول قراراته هدمت الوطن وأبعدت كل من حلم بمساعدته على النهوض فكانت هجمة الثامن من أيار (المجيدة) والتي فكت الطوق الوطني عن العملاء وأتت بتسوية الدوحة كمقدمة لعودة اعلام الامبراطورية لتستقر على شاطيء المتوسط كما حلم "ارتشتحتا" العظيم.

- إن سياسة قضم الأسس الديمقراطية التي تمثلت بالثلث المعطل ومن ثم اسقاط الحكومات والفراغ الذي يتبعها إلى منع اجراء الانتخابات للرئاسة الأولى أو مجلس النواب طالما لم تكن النتائج لصالح سياسة طهران في اكمال الطوق حول لبنان الذي كان لا يزال بلدا ديمقراطيا بسبب طبيعة تكوينه، ها هي تظهر اليوم بحكومة تعترف سلفا بأنها ستفشل بادارة إي ملف لا يوافق عليه "الجنرال قاسم سليماني" (داخليا) أما في السياسة الخارجية وخاصة اعلان الحرب وتخريب البلاد فبالطبع لا راي لها.

- رحم الله الشهداء ومن حلموا بلبنان وطنا سيدا حرا مستقلا ودفعوا من دمائهم ليبقى وهم اليوم لا يذكرون حتى، وقد تكون زيارة الرئيس سعد الحريري لقبر والده للأعتذار مسبقا عما سيصدر لاحقا من نسيان قضيته وطوي ملف المحكمة الدولية التي ربما كانت ستشير إلى قاتليه وقاتلي بقية شهداء ثورة الأرز.

- إن المجلس العالمي لثورة الأرز يريد من هذا البيان أن يوضح للبنانيين واصدقاء لبنان بأن البلد محتل من قبل إيران وأعوانها رسميا الأن بدون معارضة تذكر، فالكل قد تنازل عن أحلامه ومبادئه في سبيل المشاركة بما يسمونه "حكومة وحدة وطنية" هي بالفعل "حكومة إيران الأولى" والتي سيعلن عنها في البيان الوزاري، ومن ثم فيما سيتبع من اعلان الحرب بالنيابة عن طهران. فإذا كانت سوريا قد سقطت وتهجّر شعبها بفعل التسلط الإيراني وتعنّت الأسد، فإن لبنان يسير على نفس الطريق بسبب تسلّم حزب الله وأعوانه سدة الحكم رسميا هذه المرة بدون معارضة تذكر.

- إن المجلس العالمي لثورة الأرز يؤمن بأن لبنان سيعود ويقف ويطرد الساسة المتاجرين ومعهم أزلام إيران وسوريا. ولن يقبل بأقل من أن يكون هناك دولة حرّة سيّدة مستقلة صاحبة قرارها قادرة وحدها على فرض الأمن والنظام، لا يشاركها عميل أو خائن ولا هي بحاجة لأن تستجدي الأمن من أحد ولا القوت. وستحافظ على كرامة مواطنيها وتشاركهم الأحلام ببناء دولة عصرية تسعى لتقدمهم لا لإعادتهم إلى القرون الغابرة وزمن الموت عن الآخرين.

*جوزيف بعيني، رئيس المجلس العالمي لثورة الارز.

 

الذكرى 13 لورقة تفاهم مار مخايل: سرّ صمود ١٣ سنة!

الياس الزغبي/05 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71849/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%BA%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-13-%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D9%85/

"السلاح وسيلة شريفة مقدّسة... وسلاح حزب الله يجب أن يأتي من ضمن مقاربة شاملة تقع بين حدين:

الحد الأول هو الاستناد الى المبررات التي تلقى الإجماع الوطني والتي تشكل مكامن القوة للبنان واللبنانيين في الإبقاء على السلاح،

والحدّ الآخر هو تحديد الظروف الموضوعية التي تؤدي إلى انتفاء أسباب ومبررات حمله".

هذا ما ورد حرفياً في البند العاشر الأخير تحت عنوان "حماية لبنان وصيانة استقلاله وسيادته"، من "ورقة التفاهم" التي وقّعها السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون في ٦ شباط ٢٠٠٦.

وبعد مرور ١٣ سنة، لا بدّ من تكرار وتثبيت الملاحظات الآتية:

ا - لم يرِد في بنود الورقة أي ذكر للمواثيق الدولية و"شرعة حقوق الإنسان" إلّا في هذا البند تحديداً لتبرير حمل السلاح.

٢ - لقد تقصّد واضعو النص إيراد إسم "حزب الله" حصراً في الحق بحمل السلاح وليس عبارة "المقاومة" التي تحمل معنى يكسر احتكاره.

٣ - إن وضع سلاح "حزب الله" بين حدّين، أولهما "الإجماع الوطني" عليه، وثانيهما "تحديد الظروف الموضوعية التي تؤدي إلى انتفاء أسباب ومبررات حمله"، يعني من جهة تفرّد الطرفين بأن هناك إجماعاً وطنياً على السلاح، وهو أمر غير صحيح وغير موجود، ومن جهة أخرى انتظار "ظروف موضوعية" لانتفاء الحاجة إليه، وهي عبارة فضفاضة غامضة يستطيع كل قارئ وكل طرف تقديرها على هواه. وهذا نوع من "الغموض الهدّام".

٤ - وأسوأ ما في هذا البند وأشدّه غرابة تغييب أي ذكر للجيش اللبناني، مع أن عنوانه هو "حماية لبنان وصيانة استقلاله وسيادته"، وكأن الجيش الشرعي غير معني بحماية السيادة والاستقلال عملاً بالدستور!

وتزداد الغرابة إذا علمنا أن أحد الطرفين الموقّعين على هذا البند كان قائداً للجيش!

... فلعلّ ١٣ سنة، بما في هذا الرقم من مسحة شؤم، باتت كافية لمراجعة هذا النص "الصامد" فوق كل شروره وخلافاته، والذي تبين أنه الوحيد صاحب العمر الطويل من بين البنود العشرة ل"التفاهم".

فسلاح "حزب الله شريف مقدّس"!

وهنا، كل السرّ و... كل الخلل!

 

اضواء على مسيرة الموارنة الطويلة الزاخرة بالمآتي والمآثر والسؤدد

الأب سيمون عساف/05 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71841/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1/

مسيرة الموارنة الطويلة زاخرة بالمآتي والمآثر والسؤدد.

تاريخها حافل بالعطاءات والعظائم والعظماء.

انتجت عباقرة نبغوا في كل مضمار، والباحث المريد ان يستطلع لاتساع معرفة، فالصفحات تضجُّ بفكرهم الثقيف وبطولاتهم المميزة وقداستهم المؤلهنة وقياداتهم الرائدة في الدنيا وفي الدين.

وحدهم كانوا جسر العبور الواصل الشرق بالغرب يوم لم يكن احد يسوق الا النوق. فضُرِب بهم المثل "عالِم كماروني".

تعلَّموا وعلَّمو الأمم واستوعبوا الآخر بانفتاح منقطع النظير.

ونُصعِّد في جبال مراقيهم الشُمِّ متأملين عناد فروسيتهم والصمود دفاعا عن ارض وعرض وكرامات وذودا عن شؤمة عرين. ملحمة اضطهاد واستشهاد مطافهم في لبنان، سيرتهم سيرة رجالات برعوا في تواصلهم على كل صعيد ناشدين عقيدة الحرية وحرية العقيدة؟ على سبيل المثال مع الأمير فخر الدين، كان امين سرِّه خرِّيج المدرسة المارونية في روما التي تأسَّست سنة 1584 المعلِّم إبراهيم الحاقلاني.

سافر واياه الى توسكانا وايطاليا وعرّفه على حاضرة الحضارات وقرَّبه من الحكام المدنيين ومن الفاتيكان والبابا مفاخرا بامير وطنه،

فرجع الأمير وبدأ ببناء الجسور وتشجير الأراضي توتا وزيتونا وتفاحا متأثَّرا بما شاهد ورأت عيناه من الفخامة في اللوحات والرسوم ومن الجنائن والقصور ومن جميع ضروب الرقي والمستويات العاليات.

وتتوالى الأحداث فينتقل الحكم من المعنيين، المنتهي بالأمير احمد معن الذي استقبل البطريرك الدويهي بعد ان اعتدى على وقار مشيبه الجابي حسين حماده اذ لطمه بالكف وهو شيخ جليل في وادي قنوبين، وارتحل الى مقر الاماره في الشوف.

مع الشهابيين حتى الأمير يوسف الذي اعلن مارونيته لأنه تشبها بالأمير فخر الدين، تأكد انه لا يقدر ان يحكم من دون الموارنة، فكان مديره سعد الخوري وابنه غندور السعد، وبعد ان شنقه احمد باشا الجزار مع مديره سعد.

تسلم الأمير بشير الثاني الكبير، كان جرجس باز واخوه عبد الأحد مع ابناء الأمير يوسف.

غير ان بشير الثاني رام االتخلص من ابناء الأمير يوسف فسمل اعينهم.

ولما ادرك البطريرك يوسف التيان خطورة المرحلة ذهب في الليل الى دير القمر لإجراء معاهدة صلح بين جرجس باز ابن اخت سعد الخوري والأمير بشير بالقسم على الانجيل.

في اليوم الثاني خان الامير عهده ونكص بوعده وقتل في نفس الساعة جرجس باز في قصر الأماره واخاه عبد الاحد في جبيل.

 فاستقال البطريرك وذهب الى المحبسة.

سلَّطت الضوء على نموذج من نماذج تضحيات ورسالة انجزها الجدود الموارنة واجترحوا فيها معجزات.

ليتنا نستقرىء التاريخ ونتخذ العبر.

أ.د. سيمون عساف 5/2/2019

 

جنبلاط يرتدي عباءة المعارضة من الداخل متوعدا بعهد لبناني ساخن

العرب/06 شباط/19/بيروت – تقول أوساط سياسية لبنانية إن السجالات التي تلت الإعلان عن ولادة حكومة الوحدة الوطنية، بعد مخاض عسير دام تسعة أشهر، تشي بأن الحكومة الجديدة التي يحلو للبعض تسميتها بـ“حكومة العهد الأول”، ستكون ساحة صراع كبرى أحد أقطابها الزعيم الدرزي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي يبدو أنه حسم أمره بالتموقع خلف المعارضة ولكن من داخل السلطة، بعد استشعاره وجود نوايا لتحجيمه. وفتح جنبلاط في الأيام الأخيرة النار على معظم مؤثثي المشهد السياسي، خاصا بالذكر رئيس الوزراء سعد الحريري الذي وعلى خلاف عادته غادر مربع الصمت ليشنّ هجوما معاكسا، على الزعيم الدرزي، في مؤشر عن مدى تدهور العلاقة بين الحليفيْن، وسط إيحاءات بأن الجانبيْن قطعا “شعرة معاوية” التي لطالما تمسكا بها عند كل اهتزاز تواتر بينهما بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

واندلعت في اليومين الماضيين حربا كلامية بين الحريري وجنبلاط بلغت ذروتها مساء الاثنين، حيث قال رئيس الوزراء في بيان رسمي “إن رئاسة مجلس الوزراء، في ضوء ما يصدر من مواقف وتعليمات حول تشكيل الحكومة، لا تجد في الكلام الذي يحاول النيل من دورها ومكانتها، وأدائها في معالجة الأزمة الحكومية، سوى محاولة غير بريئة للاصطياد في المياه العكرة”. ورد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على حديث الحريري على “تويتر” بالقول “لا يا صاحب الجلالة، الدولة ليست ملكًا لكم أو لزميلكم، والدولة ليست دفتر شروط لتلزمها بالمطلق العام للقطاع الخاص، وفق فلسفة وزير الاتصالات، وكما فعل بعض الوزراء وباعوا المصفاة، ودير عمار، وقبل توظيف مال إضافي في الكهرباء، إياكم وزيادة التعرفة، حصلوا الهدر في الجباية، ويقدر بالأربعين في المئة”. ليعاود الحريري الرد عليه مرة ثانية “الدولة ليست ملكًا لنا حتما، لكنها ليست مشاعا مباحا، لأي زعيم أو حزب، مشروعنا واضح هدفه، إنقاذ الدولة من الضياع، وإحالة حراس الهدر على التقاعد، والتغريد على تويتر لا يصنع سياسة، إنها ساعة تخلّي عن السياسة لمصلحة الاضطراب في الحسابات هيك، مش هيك”. ويرى مراقبون أن تدهور العلاقة بين جنبلاط والحريري اللذين كانا في الأمس القريب ضمن حلف واحد “14 آذار” ليس وليد الأيام الماضية، لجهة العرض الذي قدّمه الأخير للحزب التقدمي بالتنازل عن حقيبة الصناعة لفائدة التيار الوطني الحر، بل مفاعيل هذا التوتر تعود إلى انطلاقة المشاورات بشأن تشكيل الحكومة.

حكومة العهد الأول، ستكون ساحة صراع كبرى أحد أقطابها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط

 حيث أن الزعيم الدرزي كان ينظر بارتياب إلى مدى تأثير رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، على الحريري، فقد اصطف معه في عدة محطات في مسيرة التشكيل الشاقة، فيما فضل الحياد في محطات أخرى منها حينما تعرض جنبلاط لضغوط قوية يقف خلفها باسيل بشأن توزير النائب الدرزي طلال أرسلان، للحيلولة دون احتكار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي للصوت الدرزي داخل الحكومة، رغم حصده للأغلبية المطلقة من الأصوات في المناطق ذات الأغلبية الدرزية في الانتخابات النيابية الأخيرة. واضطر جنبلاط في النهاية إلى التنازل والقبول بتوزير درزي من خارج عباءته ليفاجأ في ما بعد أن هذا الوزير هو صالح الغريب المحسوب على أرسلان والذي له صلة قرابة مباشرة بشيخ العقل الدرزي نصرالدين الغريب المقرّب من “المير”. وكانت المفاجأة الثانية بالنسبة إلى جنبلاط إسناد حقيبة دولة لشؤون النازحين للغريب الأمر الذي أثار حفيظة جنبلاط، واصفا الوزير الجديد بأن “لونه سوري” في خشية بدت واضحة من أن الغريب سيكون المدخل لتطبيع حكومي تدريجي للعلاقات مع نظام بشار الأسد عبر ملف النازحين، الذين سبق وأشار الحريري قبل أيام إلى أنه لن يخصص أموالا لهم في الموازنات القادمة.

وخلف الغريب في هذا المنصب معين المرعبي المنتمي إلى تيار المستقبل والذي كانت له مواقف رافضة بشدة لأي تعاط مع الحكومة السورية، سواء في ملف النزوح أو غيره، مصرّا على ضرورة أن يكون التنسيق حصرا مع الأمم المتحدة في ما يتعلق بعودة النازحين. ويرى متابعون أن تعيين الغريب في هذا المنصب يشي باستدارة في الحكومة الجديدة حيال التعاطي مع الملف السوري، تتماهى وسياسة التيار الوطني الحر، كما تتقاطع وأجندة حزب الله، وذلك أحد أسباب “انتفاضة” جنبلاط.

ويقول المراقبون إن الأمر لم يقف عند هذا الحد بالنسبة لجنبلاط فقد أصرّ رئيس التيار الوطني الحر على أن يكون وزير الدولة الجديد لشؤون النازحين ضمن اللجنة المكلّفة بصياغة البيان الوزاري في سابقة من نوعها، حيث أنه في السابق كان أحد الوزراء الذين يختارهم رئيس التقدمي الاشتراكي الممثل الوحيد للدروز في اللجنة. وغرد جنبلاط الثلاثاء قائلا “لا أعتقد أنه من المعيب أو الغلط أن يتضمن البيان الوزاري بندا يتعلق بضرورة تحسين أوضاع السجون وبناء سجون جديدة”. ويشير المتابعون إلى أن “وليد بيك” يعتبر أن الحريري خذله عدة مرات سواء حين قبل بقانون انتخابي فتح المجال أمام خصومه لمزاحمته في الساحة الدرزية، أو حينما لم يتصدّ لمساعي ضربه حكوميا. ويرجّح المتابعون أن يكون جنبلاط خصما شرسا داخل الحكومة، غير مستبعدين انضمام قوى أخرى على غرار القوات اللبنانية التي تعرضت هي الأخرى لمحاولات تحجيمها من قبل التيار الوطني الحر.

ويبقى الثابت أن العهد سيكون ساخنا في ظل تحالفات جديدة قيد التشكل.

 

قرار الجامعة العربية يفرمل باسيل

بيروت ـ “السياسة”/05 شباط/19/ كشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، أن موقف الجامعة العربية الرافض للتطبيع مع النظام السوري، إلا في ظل إجماع عربي على هذه الخطوة، أصاب وزير الخارجية والمغتربين بخيبة أمل، وهو الذي كان ومازال يجهد لإعادة وصل ما انقطع مع دمشق. وأشارت المعلومات إلى أنه لا يمكن لباسيل تجاوز الموقف العربي والسباحة عكس التيار لاعتبارات عدة، الأمر الذي سيدفعه إلى مراجعة حساباته على هذا الصعيد، لأنه يفتقد إلى الدعم الداخلي والعربي والدولي المطلوب من أجل التطبيع مع نظام بشار الأسد. وكان باسيل ألقى محاضرة في معهد العلوم السياسية بباريس، تناول فيها “السياسة الخارجية اللبنانية والمرحلة الدقيقة التي يمر بها الشرق الأوسط، ما يتطلب وعياً وتصرفاً براغماتياً يحمي مصالح لبنان ويبعده عن آتون الأزمات التى تعصف في منطقتنا”.وعن إمكانية عودة النفوذ السوري إلى لبنان من خلال إعادة العلاقات، أشار إلى أن “هذا يقع على عاتق اللبنانيين في السماح أو في مواجهة ذلك”.

 

مقدمات نشرات الاخبار نهار الثلاثاء في 5 شباط 2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

إشادات إسلامية بالزيارة التاريخية لقداسة البابا لدولة الإمارات وتنويهات بوثيقة الأخوة الانسانية.

محليا اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري أنهت مهمتها مساء اليوم بالاتفاق على كل مواد البيان على أن تتم القراءة النهائية وإقرار البيان في شكل رسمي في الاجتماع الثالث في الثانية والنصف بعد ظهر غد ثم يقر مجلس الوزراء البيان يوم الخميس ويرسله الى المجلس النيابي لمناقشته الاسبوع المقبل من أجل إعطاء الحكومة الثقة.

وأما الانقشاع في الأجواء فقد لوحظ مباشرة" مع تبريدها على مستوى المواقف والسجالات التي تراجعت قياسيا" في الساعات الماضية نسبة" الى ما كان قد سجل يوم الأثنين خصوصا" بين الرئيس الحريري ووليد بك فالتويترات لم تصل لحد التوتير وقد حلت مكانها دعوات الى التضامن والتكاتف من أجل ورشة النهوض بالبلاد والعباد وهو ما ورد في بيان كتلة المستقبل وكذلك بيان تكتل لبنان القوي فيما أحجم اللقاء الديمقراطي عن أي لهجة حادة.

نقطة ثالثة مضيئة كمنت في أن الدولار أصبح معروضا" في السوق المحلية ما يعزز دور العملة الوطنية في الادخار بحسب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي أشار أيضا" الى أن أسعار سندات اليورو بوند شهدت ارتفاعا" عالميا" ما أعاد الى هذه الأسعار زيادة بعشرة في المئة.

تفاصيل النشرة نبدأها من القداس التاريخي للبابا فرنسيس في أبو ظبي التي غادرها بعد الاحتفال الكبير.

* مقدمة نشرةاخبار "تلفزيون ان بي ان"

للبيان حرر … وغدا قراءة أخيرة …

لجنة صياغة العمل الوزاري أنجزت عملها اليوم وتـراجعه على سبيل التأكيد غدا وسط أجواء إيجابية مررت النقاش حول البنود الأساسية من دون أي إشكالية بعد أن تم عطفها على بنود بيان الحكومة السابقة فنأت بنفسها عن أية صياغة جديدة … من المقاومة إلى المحكمة فيما تم التشديد على العودة الآمنة للنازحين من دون ذكر البيان كلمة العودة الطوعية قبل نزوح مشروع البيان الى مجلس الوزاري لاقراره وترحيله لجلسة مجلس النواب طمعا بالثقة.

وعلى سكة النصح أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان الحكومة يجب ان تنطلق بفعالية وبتآلف واضح وجدي بين مكوناتها كما يجب ان تخطو في الاتجاه السليم الذي يبدأ بتطبيق القوانين وخصوصا تلك القوانين النافذة والتي يبلغ عددها تسعة وثلاثين قانونا ما زالت مجمدة... ضرورة التقيد ايضا باحكام سائر القوانين الصادرة او التي ستصدر مشيرا الى انه هناك يمكن القول ان الدولة بدأت تعالج نفسها.

الاندفاعة الحكومية انسحبت ارتياحا في الاسواق المالية عكسها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم بقوله ان الدولار اصبح معروضا في السوق المحلية لشراء الليرة اللبنانية ما يعيد تعزيز دو العملة الوطنية في الادخار مؤكدا ارتفاع اسعار سندات اليورو بوند بنسبة 10% قياسا على الاسعار التي كانت قد بلغتها.

في قضية المجرم هنيبعل القذافي بيان لعائلة الامام السيد موسى الصدر تطالب فيه بوقف التدخلات السياسية الساعية لتبرئة ابن معمر وقطع الطريق امام كل الاتصالات الداخلية والخرجية الساعية للمواسمة على اطلاق سراحه. عائلة الامام الصدر طالبت بمنع اي تطبيع سياسي او اقتصادي او دبلوماسي مع السلطات الليبية الحالية قبل ان تتعاون في هذه القضية وأكدت ان المطلوب تأمين عودة لجنة المتابعة الى ليبيا للتفتيش عن مكان الامام المغيب واخويه.

اقليميا انهى البابا فرانسيس زيارة تاريخية للامارات تميزت بتوقيع وثيقة الاخوة الانسانية وتوجها برعاية قداس احتفالي كبير في الهواء الطلق. البابا خاطب نحو مئة وخمسة وثلاثين الفا من الحاضرين بالقول "عظيم هو من يعطي لا من يملك وعبر محبة الاخرين نجد معنى الحياة على الارض".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

الخبر السار اليوم: البيان الوزاري نحو الإقرار في جلسة أخيرة للجنته الوزارية غدا.

أما البشرى التي ينتظرها اللبنانيون في كل يوم، فتحقيق نقلة نوعية في أسرع وقت ممكن، تحت عناوين ثلاثة: تحسين الاقتصاد، وعودة النازحين، ومكافحة الفساد...

تحت العنوان الأول، ايجابيات مالية عدة سجلت منذ القمة الاقتصادية والتنموية العربية، ومع تشكيل الحكومة، لكنها تتطلب خطوات ضرورية لاستكمالها من جانب الحكومة الجديدة، واللبنانيون على يقين بأن الحس المشترك بالمسؤولية سيفرضها على جدول أعمال أولى الجلسات بعد الثقة...

وتحت العنوان الثاني، التعويل الأساس على التضامن الوزاري، بعيدا من المزايدات والكلام الذي لا طائل منه، وكذلك على وزير الدولة لشؤون النازحين، الذي يتمتع هذه المرة بقدرة على التواصل مع جميع المعنيين، لوضع الحل على السكة الصحيحة...

أما تحت العنوان الثالث، فإصرار رئاسي واضح من خلال مواقف يومية، آخرها اليوم التأكيد بأن للنيابة العامة المالية دورا اساسيا في مكافحة الفساد، من خلال التدقيق في الملفات التي تحال اليها ومقاربتها بحزم وعدالة وتجرد، واشارة الى ضرورة مواجهة الضغوط التي يمكن ان يتعرض لها القضاة بجرأة ومسؤولية، لا سيما وأن المسيرة الاصلاحية ستشهد زخما بعد تشكيل الحكومة الجديدة...

وعشية ذكرى التفاهم التاريخي بين التيار الوطني الحر وحزب الله، الذي كان له الاثر الاكبر في المسار السياسي اللبناني منذ أحداث عام 2005، كلام بالغ الصراحة من الوزير جبران لباسيل خلال لقاء في المناسبة من كنيسة مار مخايل - الشياح بالذات. ففي موازاة التشديد على التمسك بالتفاهم الذي لم يكن يوما موجها ضد أحد، تأكيد بأن الحفاظ عليه يتطلب أمرين: بناء الدولة وتعميق التفهم بين الجانبين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

الا وان الحكومة عبرت الى عالم الوجود بعدة شغلها ، ببيانها الوزراي الذي انجز وينتظر اللمسات الاخيرة.

فلا أعذار بعد اليوم ، المفروض انها حكومة في منأى عن المناوشات والمعارك الدائرة في العالم الافتراضي على أكثر من جبهة، فقد حان وقت العمل، وخير العمل محاربة الفساد والمفسدين ووقف الهدر واسترجاع المليارات المتسربة الى جيوب المختلسين. رئيس الجمهورية وعلى مسمع رأس القضاء المالي أكد أن آفة الفساد يجب أن تستأصل تدريجيا عبر مكافحة الرشوة ومخالفة القوانين والصفقات المشبوهة.

الا ان ثمة صفقات مشبوهة في الاقليم أيضا، قد تحرم لبنان من أمله الوحيد للخروج من نزف الدين المتراكم، والبصمات دائما اسرائيلية.

كيان الاحتلال يرغب في أن يكون لاعبا مهما في ما يسمى "منتدى غاز شرقي البحر المتوسط" ودائما على حساب لبنان الذي يخوض معركة الترسيم مع الكيان العبري بحسب معهد الأبحاث القومي في جامعة تل أبيب، الذي اعتبر ان التطبيع باب الزامي لتطوير المنتدى ودخول اعضاء جدد اليه، وهو حلم بل وهم اسرائيلي .

وفتش أيضا عن البصمات الاسرائيلية وبعض الدول العربية في قرار ترامب بابقاء قوات أميركية في العراق.

موقع “واللا” العبري نقل عن مصادر في المؤسسة الامنية الصهيونية أن بلاد ما بين النهرين باتت مركزا اقليميا مؤثرا ليس على اسرائيل فحسب، وإنما على دول عربية تخشى النشاط الايراني في الشرق الاوسط.

وفي هذا الشرق وبرغم كل ما يخطط من حروب وفتن تضرب تعايش الملل والنحل ، تعود الذكرى الى كنيسة مار مخايل جنوب بيروت عشية التفاهم الذي وقعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون. ممثلو البرتقالي والاصفر يحتكمون دائما الى هذا المكان، ويحضرون اليه الليلة للتأكيد أن التفاهم باق باق، وللتشديد على أن لبنان لا يحكم الا بالتفاهمات.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

وفي الجلسة الثانية، انهت لجنة صياغة البيان الوزاري برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مناقشة مسودة بيان الحكومة، على ان تعقد غدا جلسة ثالثة لقراءة اخيرة ونهائية، قبل احالة المسودة الى مجلس الوزراء لاقرارها واحالة البيان الوزاري الى مجلس النواب لتنال الحكومة على اساسه الثقة.

هو بيان يتضمن اهم الاصلاحات التي لحظها مؤتمر سيدر بعناوينه، بالاضافة الى ابرز العناوين السياسية والاقتصادية والمالية لمواجهة التحديات الماثلة داخليا واقليميا.ومع شروع الوزراء بتسلم مهامهم من اسلافهم، كانت المؤشرات والارقام الاقتصادية تدل على ارتياح الاسواق، مع تأكيدات حاكم مصرف لبنان على ايجابية التطورات المالية بعد تشكيل الحكومة.

وفيما كان رئيس الجمهورية ميشال عون يلفت الى ان آفة الفساد يجب ان تستأصل تدريجا، بالتعاون بين المواطن والدولة، شددت كتلة المستقبل النيابية على اهمية التضامن الحكومي في هذا المنعطف المصيري من تاريخ البلاد. الامر هذا، أكد عليه ايضا تكتل لبنان القوي الذي شدد على ان المعركة هي معركة الإنتاج من أجل مصلحة اللبنانيين.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

في النفايات تسليم وتسلم . من نفايات مجمعة بطريقة عشوائية إلى نفايات يجري تجميعها بطريقة أقل عشوائية، ولو قيل إنها صحيحة . مئات آلاف الأطنان يجري نقلها من مكان إلى آخر في المنطقة ذاتها.

ولأن النفايات المجمعة موضوعة بطريقة غير بيئية، فإن مجرد رفعها يسبب روائح وانبعاثات تكاد تخنق المارين في المنطقة وساكنيها . ولكن وعلى الرغم من الصرخات المتتالية، فليس باليد حيلة أو معالجة قبل شهر على الأقل . فالحكومة في بداية تقليعتها، ومازالت في طور التسليم والتسلم وإعداد البيان الوزاري والتحضير للمثول أمام مجلس النواب لنيل ثقة محقق

شيئ واحد قام به الوزراء الجدد قبل كل شيئ : تقبل التهاني في قراهم وبلداتهم، أما العمل فيأتي لاحقا ومع توالي التسليم والتسلم بين الوزراء، خصوصا وزراء الحقائب الأساسية، فإن ملامح الأداء بدأت تظهر سواء في وزارة الأتصالات، التي فوجئت الاوساط المتابعة بتبدل في قرارات الوزير الجراح الذي سلم الوزارة اليوم أو في وزارة الإقتصاد أو في وزارة الصحة، لاسيما أن هذه الوزارات على تماس مباشر مع هموم الناس، سواء في الدواء أو في المولدات أو في الأنترنت..

وهذا المساء جاء لافتا كلام الوزير جبران باسيل الذي قال في ذكرى تفاهم مارمخايل : " ما فينا نحارب الفساد ونعزز فاسدين بالدولة " ... يجري الحديث عن وعود في ظل حماوة سياسية أطلت برأسها بسرعة مباشرة بعد تشكيل الحكومة، إذ يأتي في الواجهة الإشتباك التويتري بين كليمنصو وبيت الوسط، والذي استتبع باشتباك بين كليمنصو وخلدة ..

يأتي هذا الإشتباك في ظل استشعار جنبلاط بتبدل سياسي حياله ، فهل هذا الإستشعار هو الذي دفعه الى إيفاد الوزير أبو فاعور إلى السعودية هذا المساء ؟ وهل هذا الإستشعار هو الذي دفع بوزيري جنبلاط إلى طلب موعد عاجل من القصر ليوم غد؟

تلفزيون ام تي في

الايام الثلاثة التاريخية في أبو ظبي انتهت لتبدأ مرحلة جديدة في العلاقات بين المسيحية والاسلام، فما تحقق من زيارة الحبر الاعظم الى دولة الامارات العربية المتحدة شكل حدثا استثنائيا بكل معنى الكلمة وهو ما تجلى اليوم في القداس الالهي الذي اقيم في مدينة زايد الرياضية والذي فاق عدد المشاركين فيه كل التوقعات. هكذا ارتفعت التراتيل الدينية المسيحية في قلب شبه الجزيرة العربية التي شهدت فجر الاسلام وانطلاقة الى كل انحاء العالم ما دفع احد منظمي الحفل الى ان يقول ما اجمل ان يلتقي الاخوة تحت السلام.

لكن الاجمل من كل ذلك ان يستكمل ما حصل فتخرج المنطقة بدياناتها المختلفة من شرنقة التقوقع والموت ومن حروبها الدينية والمذهبية لتبدأ مرحلة جديدة عنوانها الاخوة والسلام.

محليا، الاشتباك الكلامي بين سعد الحريري ووليد جنبلاط دخل في مرحلة التهدئة، ففي معلومات الـ"أم تي في" أن اتصالات على مستوى قيادي بين المستقبل والتقدمي الاشتراكي ادت الى وقف السجالات والتغريدات اللاذعة على ان تستكمل الاتصالات في المرحلة المقبلة وصولا الى اعادة تطبيع العلاقات بين الطرفين.

حكوميا، لجنة صياغة البيان الوزاري عقدت اجتماعها الثاني بعد ظهر اليوم وبحثت في الملف السياسي بعدما انتهت من بحث الملف الاقتصادي الاجتماعي وقررت اللجنة بعد انتهاء الجلسة ان تعقد جلسة نهائية غدا وذلك لاجراء قراءة اخيرة للبيان.

السرعة وتدوير الزوايا اللذان ميزا عمل اللجنة يوحيان ان الحكومة يمكنها ان تجتمع في الاسبوع الحالي لتقر البيان الوزاري بحيث تبدأ جلسات الثقة بدءا من مطلع الاسبوع المقبل.

تزامنا كان التيار الوطني الحر وحزب الله يحتفلان بذكرى توقيع وثيقة التفاهم واللافت ان باسيل اعتبر في كلمة له انه لولا حزب الله لما كان العماد عون اليوم رئيسا كما اعلن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا في حديث صحفي ان باسيل ينظر الى السيد حسن نصرالله على انه من القديسين.

تلفزيون الجديد

انحسرت حدة الاشتباك السياسي الذي شظى العلاقات الحريرية - الجنبلاطية وطاولت رشقاته وزير الخارجية جبران باسيل، وانتشرت اجواء ضبط النفس من دون إزالة "البلوكات" الأسمنتية السياسية بين المتحاربين والذين خبأوا مخزون السلاح لجولات قتال أخرى، تشمل سوريا والنازحين لتخلص في النهاية إلى إشكالية لا تضاهي الازْمة في "ملاعب" جنبلاط الحريري وعلى تقويم الوزير جبران باسيل فإن ما أطلقه جنبلاط هو "قواص بالهوا.. لا بالإجر ولا بالراس وبيتعالج" والعلاجات مدت خيوطها من السرايا حيث الانسجام في البيان الوزاري.. إلى كنيسة مار مخايل التي جددت البيعة لتفاهم ستة شباط بين التيار وحزب الله ومنها استعاد باسيل ذكريات الاحرف الاولى لهذا العقد الوطني الذي حصن السيادة الوطنية في وجه عدوان إسرائيل والإرهاب.. قائلا إن هذه المقاومة تحمي الوطن ووحدته.. فهي مقاومة لديها شرعية الوجود والشرعية كانت المقاومة تثبتها مرة جديدة في البيان الوزاري الذي اعتلت بنوده بفخر ومن دون نكران حق وفيما برز جدال في صلاحيات وزراء الدولة كان بند النازحين السوريين يسلك صياغة متماسكة مع تأكيد مواصلة الحكومة العمل مع المجتمع الدولي للإيفاء بالتزاماته في مواجهة أعباء النزوح واحترام المواثيق الدولية والإصرار على أن الحل الوحيد هو في عودة النازحين الامنة إلى بلدهم ورفض أي شكل من أشكال دمجهم أو إدماجهم في المجتمعات المضيفة غير أن كلام مار مخايل كان له وعليه.. فرئيس التيار القوي وإذ اعترف أنه لولا حزب الله لما كان ميشال عون رئيسا للجمهورية رأى أيضا أنه لولا التيار لما صمد حزب الله في الحرب في وجه إسرائيل مطالبا الحزب بمحاربة محميات الفساد حيث لا يمكننا محاربة الفساد بتعزيز الفاسدين في الدولة وحرص باسيل على إجلاء موقفه من لوحة الجلاء تحت سقف كنيسة مار مخايل مؤكدا أنه لا يمكن أن ينكر أحد علينا تاريخنا.. وأن موقفنا صلب لأفضل العلاقات ولو "تألمزت سوريا" ما رح يقبل فيها بلبنان وهيدا نحنا" ومن اعتراف الكنيسة في مار مخايل الى قداسة الكنائس في الإمارات العربية المتحدة والتي رفعت اليوم صلوات جموع حاشدة من مؤمنين تظللوا شمس أبو ظبي.. وافترشوا ساحاتها للقاء البابا فرنسيس في أجواء قد لا يكررها التاريخ جاؤوا من دول مجاورة وبعيدة معا.. ارتصوا للصلاة بعدما أرهقتْهم الحروب والمآسي والتقاتل بإسم الاديان .. ولقاء القمة هذا مع البابا فرنسيس كان ثمرة قرار الحكمة من حكام دولة الامارات العربية المتحدة التي تحولت الى امارات مسيحية إسلامية جامعة فمنذ نشأة الدولة حرص حكامها على إرساء دعائم التقارب مع الأديان الأخرى، بما يتيح لمعتنقيها ممارسة شعائرهم بأمن وسلام، فافتتحت الكنائس والمعابد، ووطدت العلاقات بالزعامات الروحية للأديان كافة ففي الإمارات عدد من الكنائس تتوزع في أبوظبي والشارقة ودبي والعين، حيث يعيش قرابة نصف مليون مسيحي معظمهم من الكاثوليك، لكن الاهم ان الامارات اعتمدت نهج الاسلام الأهري المعتدل في تفكيره وسلوكه، والمنفتح على الاخر والحضارات الاخرى والقادر على التكيف مع العصر وإشكالاته ومعطياته، ووقفت في مواجهة الافكار الدينية المتطرفة التي شكلت المنابع الفكرية للارهاب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 5 شباط 2019

الثلاثاء 05 شباط 2019

النهار

لوحظ أن مراسلة محطّة لبنانيّة مواكبة لزيارة البابا إلى الإمارات اعتمدت تسمية "بابا روما" في حين كانت ‏المحطّات الاماراتية تقول بابا الكنيسة الكاثوليكيّة.

كتبت نائبة على صفحتها انها تبذل جهوداً مع زملائها في "مجلس الشيوخ" في إشارة إلى مجلس النوّاب اللبناني.

خففت الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتضامن مع المفتّش الجمركي في المطار بعدما تبيّن أن في حوزته ‏ما يقرب من سبعة آلاف دولار ما أثار حوله الشبهات.

أوّل إجراء أقدم عليه وزير البيئة الجديد هو استبدال "الشتلة" اليابسة التي كانت تظهر في كل صور الوزير السابق ‏في مكتبه.

البناء

توقعت مصادر فنزويلية أن يكون ما يجري من اعترافات بالانقلاب الذي يقوده رئيس البرلمان مقدّمة لتحويل ‏كولومبيا إلى منصة للتدخل العسكري بعد الفشل في شق الجيش، وقالت المصادر إنّ التدخل سيتخذ شكل حشد ‏آلاف المرتزقة ومجموعات خاصة محترفة تابعة لأجهزة المخابرات الأميركية سيجري الزجّ بها عبر الحدود بما ‏يستعيد نموذج ما شهدته سورية تحضيراً لأخذ فنزويلا نحو الحرب الأهلية ومفاوضتها في ظلّ الدم والنار...

الجمهورية

إستغربت شخصية سياسية الصراع على الأكثرية في الحكومة وتمنت لو كان التنافس على ما يمكن فعله لإنقاذ ‏لبنان.

إستاء رئيس تكتل من تصريح وزير في تكتله الذي كشف أن وزراء هذا التكتل وضعوا إستقاالتهم بالتصرّف فيما ‏اعتبر رئيس التكتل أن هذه الخطوة يجب ألاّ تعلن وأن تبقى إجراء داخليا وسريا.

لاحظت أوساط سياسية أن دولة خليجية حققت ما كان اقترحه منذ فترة مرجع لبناني وابتعدت أشواطا في هذا ‏المجال فيما بقي اقتراح المرجع حبراً على ورق.

اللواء

وجه سفير "شرقي" فاعل انتقاداً، في مجلس خاص لقطب وسطي، على خلفية أداء لا يحفظ خط الرجعة، ولا ‏يُميّز بين الأصدقاء وسواهم!

استمر "حرد" وزير انتقل إلى وزارة أخرى 72 ساعة بعد إعلان المراسيم، ثم عاد ودخل من البوابة نفسها؟

وضع حزب بارز صيغة تنفيذية لأداء وزرائه في المرحلة المقبلة، على أن تحدث "صدمة" إيجابية، ليس في ‏الداخل وحسب، بل في الخارج أيضاً

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تساؤلات حول زيارة ماكرون لبنان

بيروت: خليل فليحان/الشرق الأوسط/05 شباط/19/سألت مصادر لبنانية أمس، عما إذا كان تشكيل الحكومة سيؤدي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيارة بيروت هذا الشهر، أم لا، تلبية لدعوة نظيره اللبناني ميشال عون، وهو الذي كان أبلغ المسؤولين اللبنانيين في أكثر من مناسبة أن لا زيارة له للبنان ما دامت الحكومة لم تشكّل. ولم يتلقَ القصر الجمهوري في بعبدا حتى الآن بعد مرور 4 أيام على تشكيل الحكومة أي جواب من قصر الإليزيه بالتأكيد على موعد الزيارة الرسمية لبيروت أو تأجيلها مرة أخرى. وفي المعلومات المتوافرة من قصر الإليزيه أن الرئيس ماكرون يلغي قدر المستطاع في الوقت الحاضر الزيارات إلى الخارج في ظل انصرافه إلى معالجة مطالب المتظاهرين من أصحاب «القمصان الصفر». إلا أن دوائر قصر بعبدا تنتظر ما ستتبلغه من باريس في هذا الشأن مع الإشارة إلى أن أي مفرزة سبّاقة فرنسية لتنظيم الزيارة كما تجري العادة مع كل زيارة رسمية لأي رئيس جمهورية لم تأتِ إلى بيروت للتنسيق مع الجانب اللبناني بروتوكولياً وأمنياً، حتى أنه لم تتبلغ عن مجيئها حتى الآن ولم يعد يفصل عن موعد بدء الزيارة المتفق عليه سوى أيام معدودة. ودعا مسؤول بارز إلى عدم التكهن بحصول الزيارة أو تأجيلها، لأن الحكومة لم تنَل ثقة مجلس النواب بعد، ومن هنا الدعوة إلى الطلب من اللجنة الوزارية المكلفة بوضع مسودة البيان الوزاري الإسراع في إنجازها والاعتماد على بيان الحكومة السابقة وتلخيصه. ويتجنب المسؤول الكلام عما إذا كانت هذه الزيارة ستحصل في موعدها، أم لا. علماً الموعد الرسمي القائم حتى الآن هو أن تتم في 11 أو 12 أو 13 أو 14 من الشهر الحالي. وأشار المسؤول عينه إلى الأهمية التي يعوّل عليها كل من الرئيس عون والرئيس سعد الحريري على زيارة ماكرون إلى لبنان لأنها ستعطي دفعاً قوياً للبدء في تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر» وورش العمل الكبرى التي ستبدأ في شتى مجالات البنى التحتية والعدد الكبير من العاملين فيها، مع التذكير بأن سيد الإليزيه كان وراء «سيدر» ومقرراته، إضافة إلى أن جهوده امتدّت إلى مقررات مؤتمري بلجيكا وروما لمساعدة لبنان. وبانتظار ما سيبلغه قصر الإليزيه عن زيارة ماكرون سيزور رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي لبنان خلال الساعات الـ72 المقبلة، وهي كانت أصلاً مقررة لتفقد القوة الإيطالية العاملة في عداد «اليونيفيل»، ولكنه سيغتنم الفرصة للتعبير لكل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة عن تأييد بلاده لتشكيل الحكومة ويعتبره «تطوراً إيجابياً»، وفقاً لمصدر دبلوماسي إيطالي رأى: «إن الحكومة الجديدة ستوفر الاستقرار السياسي والأمني، ما سيعبّد الطريق أمام معالجة الوضع الاقتصادي. وسيتطرق المسؤول الإيطالي إلى مؤتمر روما لمساعدات للقوات النظامية اللبنانية، وسيتوسع الحديث ليشمل مؤتمر «سيدر». وسيكون كونتي أول مسؤول أجنبي وتحديداً أوروبي، يزور بيروت بعد ولادة الحكومة.

 

ريفي حذر من ضغوط على المجلس الدستوري:إرفعوا أيديكم عن الطعون ولتأخذ الدلائل طريقها لاحقاق الحق وتنفيذ القانون

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - حذر الوزير السابق اللواء أشرف ريفي في تصريح "من ممارسة أية ضغوط على المجلس الدستوري بما يخص إصدار الطعون النيابية أو عدم البت النهائي بها"، داعيا الى إصدار النتائج في أقرب وقت ممكن، لأن ذلك هو حق للمرشحين الطاعنين، ويجسد حضور الدولة والقانون والديموقراطية والمؤسسات الدستورية". وقال ريفي: "نحن لنا ملء الثقة بالمجلس الدستوري وبرئيسه وأعضائه، وإلا لما كنا وغيرنا تقدمنا بالطعون الإنتخابية، حيث لم تعد خافية على أحد الإنتهاكات والمخالفات وأعمال التزوير التي باتت واضحة للجميع، لذلك فإننا ننتظر إنصافا من المجلس الدستوري، لكننا نشعر بعد تشكيل الحكومة أن هناك محاولات للمماطلة أكثر فأكثر الى أن يتم تعيين رئيس وأعضاء جدد للمجلس الدستوري ضمن التعيينات الإدارية المنتظرة، بما يعيد أمور الطعون الى نقطة البداية بهدف تمييعها وعدم إصدارها، وإهدار حقوق المرشحين الذين تعرضوا لسرقة نياباتهم".

وتابع:" لذلك نؤكد أننا سنتابع هذا الموضوع يوما بيوم وساعة بساعة الى أن تصدر هذه النتائج التي نأمل أن تكون عادلة ومعبرة عن تطلعات شرائح المجتمع اللبناني الذين ذهبت أصواتهم في الصناديق أدراج الرياح، سواء بأكثر من خمسة آلاف ورقة ملغاة في دائرة طرابلس، الى التجاوزات غير المسبوقة والتزوير الفاضح في البقاع الشمالي، الى عدم عثور المرشحين في بيروت حتى على صوتهم الوحيد ضمن صندوقة الاقتراع". وختم ريفي:"إن صدقية الدولة ومؤسساتها على المحك، ولن نسكت عن أي ظلم جديد، ونقول للمعنيين إرفعوا أيديكم عن المجلس الدستوري وعن الطعون، ولتأخذ الدلائل طريقها لاحقاق الحق وتنفيذ القانون".

 

اللبنانيون لا ينتظرون حلولاً لأزماتهم بعد تشكيل الحكومة

سناء الجاك/الشرق الأوسط/05 شباط/19

تشكَّلت الحكومة اللبنانية بعد انتظار تسعة أشهر حافلة بالتعقيدات. وفي تغريدته الأولى بعد التشكيل، قال رئيسها سعد الحريري: «إلى العمل»، وذلك بعد اعتذاره للبنانيين عن التأخير، مشيراً إلى تحديات اجتماعية واقتصادية.

لكن ماذا ينتظر اللبنانيون في هذه الحكومة؟

سؤال طرحته «الشرق الأوسط» وعادت بأجوبة تعبر عن يأس المواطن من إمكانية أي تغيير إيجابي، وبمطالب تقتصر على تأمين الخدمات التي لا جدال في حصوله عليها، ولا تستوجب في الأساس أن تشكل الهاجس اليومي في القرن الحادي والعشرين. والإجماع على فساد السلطة السياسية عنوان يوحد الجميع، كذلك اعتبار قانون الانتخابات «كارثة» رسَّخت استهتار الطبقة السياسية بمطالب الناس. وتقول المدرِّسة والناشطة فدا عطار: «لا ننتظر شيئاً لأن اختيار الوزراء للحكومة العتيدة يشبه تحريك أحجار الشطرنج، وكل وزير سيكون رهن إرادة مَن وزره. ولن يحقق تغييراً مفيداً. الوزراء لم ينتفضوا إلا إذا انتقد خصم سياسي زعيمهم. البلد أصبح خراباً. لكن إذا أسعفنا الحظ ببعض ذوي الاختصاص، وتمكنوا من القيام بواجباتهم بمعزل عن التجاذب السياسي، فقد يحدثون فرقاً».

إلا أن الباحث الاقتصادي والأستاذ الجامعي إياد الخليل يشرِّح «فساد منظومة أهل السلطة»، فيقول إنه «لا يتوقع كثيراً من تشكيل الحكومة، وإن كانت ستنتج استقراراً سياسياً. القوى الممسكة بالسلطة لم تتغير، ولا مصلحة لها لتحسين النظام الاقتصادي والاجتماعي والضريبي. ولعل أموال مؤتمر (سيدر) ستسهم بتحسين البنى التحتية وتؤثر إيجاباً على الاقتصاد». ويرى الخليل أن «مكافحة الفساد شعار لا محتوى له، لأن المنظومة لا تزال على حالها. الضرائب قليلة أو شبه معدومة على أرباح الأثرياء والقطاع المصرفي، مع الإشارة إلى أن المصارف ليست قطاعاً خاصاً إذا أخذنا بالاعتبار أن 58 في المائة من توظيفاتها هي سندات خزينة وشهادات إيداع، والنسبة الأكبر من إيراداتها تأتي منهما. بالتالي هي مرتبطة بالقطاع العام وتنهج سياسة القطاع الخاص، ولا تدفع ضرائب عادلة على هذه الإيرادات. كما أن الفاتورة التراكمية لفوائد الدين العام التي تعود إلى المصارف، تفوق بأضعاف فاتورة البنى التحية وصيانتها وتطويرها. وهذه السياسية المالية هي قمة الفساد». من جهتها، ترى رويدا أبو الحسن، وهي ربة منزل وناشطة اجتماعية أن «الوقت أصبح متأخراً لينتظر اللبنانيون شيئاً من هذه الطبقة السياسية التي سيعمل من فيها ليملأ جيوبه من المال العام. الموظفون الكبار تابعون لمافيات السلطة، لذا لا محاسبة».

ويرى الناشط حسين عز الدين، من صور في جنوب لبنان، أن «اللبنانيين يعيشون على أمل أن يستعيدوا الأمل بإمكانية إعادة تكوين الدولة ومؤسساتها. والحكومة المرتقبة ستشهد تناغماً في شهرها الأول، ثم تبدأ الخلافات على مغانم السلطة، وستذهب الأموال إلى جيوب المحاسيب والمشاريع الخاصة بهم. نحن لا نريد مساعدات من مؤتمر (سيدر) وغيره، لأنها ستسهِم بإغراق البلد بالدين وتعويم هذه الطبقة السياسية الفاسدة». وداد، مديرة مؤسسة تهتم بالشأن الثقافي، تنتظر العدل والحقوق المتساوية للجميع. وتقول إن «الفوضى والمحسوبيات هي السائدة. من لديه مركز لديه أفضلية. والمواطن لا يجد من يحميه. ومن لا يجلس في ديوانية أحد الزعماء لا سند له». وترى وداد أن «المنتظر تغيير الطبقة السياسية ليتمكن المواطن من تحصيل حقوقه، ومساءلة المسؤولين».

أما المدير التنفيذي للمركز اللبناني للبحوث والدراسات (Politicat) طوني حبيب، فيفترض أن «المنتظر من الحكومة معالجة الوضع الاقتصادي، لأن الحالة المعيشية للمواطن لم تعد تحتمل. كما أن التركيبة السياسية تجعل الأمل بمعالجة الأزمات الكبرى، كالسلاح خارج الدولة، ليست واردة». ويلفت حبيب إلى أن «قانون الانتخابات كرَّس اكتفاء الكتل البرلمانية بحلول سطحية، وإلغاء كل مَن لا يدور في فلكها». المدير التنفيذي لـ«شبكة المنظمات غير الحكومية العربية للتنمية» زياد عبد الصمد، وفي قراءة لأجوبة الناس، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «السلطة نجحت في اقتصار مطالب المواطن على قضايا لا تستدعي النضال، عوضاً عن مطالبته بتحسين الدولة ومؤسساتها. أوصلوه إلى مرحلة من اليأس، وذلك نتيجة الممارسات الحاصلة وغياب المساءلة». ويعتبر عبد الصمد أن «هذا تعبير عن الانحطاط الذي نحن فيه. وفي حين لا ينفرد لبنان بمروره بأزمة اقتصادية أو سياسية، إلا أن المؤشر السيئ هو ابتعاد المواطنين عن السياسة وتسليمهم بالأمر الواقع واستقالتهم من دورهم.». أما أستاذة علم الاجتماع الدكتورة فهمية شرف الدين، فتعتبر أن قراءة هموم اللبنانيين لها وجهان. وتقول: «يواجه اللبنانيون ظروفاً سيئة. وأنا كمعارضة أعتبر أن المسؤولية تقع على السلطة السياسية التي لا تريد تحقيق القليل من المطالب».

 

الطريق الفضيحة.. ضحية الصراع على كرسي!؟

كلوفيس الشويفاتي/ليبانون فايلز/الثلاثاء 05 شباط 2019

من أبرز الأضرار والمصائب التي خلّفتها العاصفة الشهيرة نورما كانت قطع طريق طرابلس بيروت الدولية في محلّة حامات قبل نفق شكا على المسرب الجنوبي، ما اضطّر المعنيين إلى إقفال هذا الشريان الحيوي والأساسي وتحويل السير إلى جهة واحدة لا يُمكنها ان تستوعب هذا الدفق الكبير من السيارات من محافظتَي عكار والشمال باتجاه جبل لبنان وبالعكس. وقد وجّه المواطنون الذين يتكبّدون مضطرين مشقّات ومصيبة المرور باتجاه طرابلس ذهاباً وإياباً صرخة عبر موقع ليبانون فايلز إلى الحكومة الجديدة وخصوصاً إلى معالي الوزيرين جبران باسيل ويوسف فنيانوس.

واعتبر المراقبون أنه لا يُمكن أن يكون العمل على طريق طرابلس - بيروت الدولية بهذه الوتيرة البطيئة التي تكلّف المواطنين أعباء كبيرة جداً من هدر للوقت وتعطيل للأشغال وللإنتاج.

فيومَي السبت والأحد الماضيين لاحظ عشرات آلاف المارّة على هذا الطريق أن الأشغال متوقّفة بداعي عطلة نهاية الأسبوع، فالجرافات المتوقّفة في المكان لا تحرّك ساكناً والعمال على قلّة عددهم أصلاً لا يقومون بواجبهم .. الأمر الذي أثار سخط وغضب الناس.

وقال أحد السائقين الذين يمرّون يومياً على هذا الطريق لموقعنا: "في حالات الطوارىء والنكبات والكوارث لا يُمكن أن يمتلك المعنيون ترف التعطيل والعمل وفق الدوام الرسمي، وأخذ فرصة نهاية الأسبوع كاملة، والاستمرار في قطع الشريان الرئيسي بين أكبر مدينتين ومحافظتين في لبنان، بل على العكس يجب أن يكون العمل باستنفار كامل 24 على 24 وبالطاقة القصوى لأن الأمر لا يحمل التأخير والتسويف.."

ورأى آخر "أن ما يحصل على أوتوستراد شكا فضيحة غير مقبولة، سيّما وأن الطقس سمح للمعنيين بالعمل ليل نهار واستمر صاحياً ومشمساً لأكثر من عشرة أيام كانت كافية تماماً لرفع الأتربة والحائط المنهار وحتى لإقامة حائط آخر."

إن هذا التعطيل والتأخير والتقصير الفاضح والمقصود دفع المواطنين إلى طرح أسئلة وشكوك حول صفقات في الأشغال والتلزيم معتبرين أن التأخير حاصل بسبب عدم صرف اعتماد وأموال كافية، أو لـ"مغط" الالتزام لزيادة الكلفة والربح والنفعية.

وبدورنا وباسم كل المواطنين الذين يعلقون في الزحمة المستحدثة نوجّه النداء إلى الوزيرين فنيانوس وباسيل كونهما المعنيان الأساسيان بهذا الطريق. فالوزير فنيانوس يتسلّم الأشغال العامّة والنقل والمسؤول الأساسي عن الطرقات العامة وهو أساسي في تيار المردة الذي له حيثيته الكبيرة في محافظة الشمال.

والوزير جبران باسيل النائب الأول في منطقة البترون حيث انهار الجبل في بلدة حامات ورئيس التكتل النيابي الأكبر في لبنان.

إن الناس في الشمال يعانون ويسألون: هل تأخير العمل وإنجاز الطريق سببه سياسي وعائد إلى التجاذبات بين تيارَي المردة والوطني الحر ما يجعل المواطن الذي لا حول له ولا قوة يدفع الثمن؟

هل ما يجري هو بقصد إحراج طرف أو نكاية بطرف آخر؟

لقد وصل البعض بتساؤلهم إلى وضع ما يُعانيه الناس على طريق شكا البترون في خانة الصراع على كرسي بعبدا بين فرنجية وباسيل.. هل من المعقول أن يكون ذلك صحيحاً؟!

رجاء ارحموا الناس وانهوا الأعمال والمعاناة، لأن استياء وسخط وغضب مئات الآلآف يشمل جميع المعنيين، وقد كفروا بالمسؤولين فلا تجعلوهم يكفرون بالوطن.

 

صفا: باسيل ينظر الى نصرالله على أنه من "القديسين"

العهد/الثلاثاء 05 شباط 2019

في ذكرى توقيع "تفاهم مار مخايل" بين التيار الوطني الحر وحزب الله، تحدث مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا عن مقومات صمود هذا التفاهم مشيراً إلى أن "العلاقة بين التيار والحزب عميقة جداً وليست سطحية" كاشفاً أن أكبر خلاف على أية قضيّة ينتهي في أرضه وتصبح الأمور سهلة ولينة لمجرّد التواصل سواء المباشر أو غير المباشر. وقال صفا في حديث لموقع العهد التابع لحزب الله، إن علاقة صداقة قوية تربط رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، و"المميّز أيضاً يكمن في كميّة الحب التي يختزنها باسيل للسيد نصرالله الذي لم يكن كلامه في الإعلام عن صداقة تجمعه بباسيل مجاملة سياسية، بل هو توصيف واقع وحقيقة". وإذ كشف صفا أن باسيل ينظر الى السيد نصرالله على أنه من "القديسين"، أوضح أنّ رئيس التيار "شقفة" من الرئيس ميشال عون لجهة المشاعر الجياشة التي يُكنها للسيد نصرالله، و"كما هو معروف أن الرئيس عون لا يستطيع إخفاء بريق عينيه في أي لقاء يجمعه بالسيد.". وأكد مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله "حصول لقاءات يعقدها السيد نصرالله مع باسيل لا تظهر أبداً الى الإعلام وهي في سياق التنسيق المستمر والذي قد نشهده أكثر في المستقبل"، موضحاً في الوقت عينه أن "الاتصالات بين السيد والجنرال دائمة وفي أوقات ليست متباعدة.". وإذ رأى أن مرور السنوات يعمّق التفاهم أكثر فأكثر لدى الطرفين، أكد أن كل الذين يعملون على وضع عوائق أمام الحزب والتيار لإفشال التفاهم فشلوا وسيفشلون. واستذكر صفا في حديثه مسألة إختيار الحزب والتيار لمكان توقيع التفاهم، فـ "هي (منيسة مار مخايل) من جهة تحمل رمزية هامة للتيار الوطني الحر، وتعني الكثير لهم كمكان للعبادة ومن جهة أخرى، يُشكّل موقعها الجغرافي دلالة لحزب الله حيث تقع في الضاحية الجنوبية لبيروت ومن هنا كان الجمع". ولدى سؤاله عن سر صمود التفاهم، أجاب صفا "الصدق في العلاقة". مضيفاً أن "الفريقين وجدا نفسيهما في صلب التحالف بلا حاجة الى كتابة أية ورقة، على غرار التفاهم". وختم وفيق صفا بتأكيده أن "التنسيق دائم ولا ينقطع بين الحزب والتيار و حتى أن هناك بعض الاجتماعات لا نعلن عنها"، لافتاً أن التواصل المستمر كفيل بتذليل كل العقبات تلقائياً. وأعطى مثالاً على ذلك، استحقاق الانتخابات النيابية، وتشكيل الحكومة.فـ"في الأول، لم يجد حزب الله حرجاً في الاتفاق مع التيار على فك التحالف ببعض الدوائر،تماماً في الموضوع الحكومي، شدّدنا على أننا لا نمانع بأن يحصل التيار على 10 و11 و12 وزيراً.".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أول رئيس لإيران: الخميني خائن وإذا ترك ترامب طهران لحالها ستسقط/مُلثَّمون هاجموا معارضاً للملالي في برلين

باريس، طهران، عواصم – وكالات/05 شباط/19/أكد أول رئيس لإيران الحسن بني صدر، أن الخميني خان مبادئ الثورة الاسلامية بعد أن وصل الى السلطة عام 1979، مما ترك شعورا بالمرارة الشديدة لدى بعض من عادوا معه منتصرين الى طهران. وروى بني صدر أحد معارضي حكام طهران الدينيين منذ عزله من منصبه وهروبه الى الخارج عام 1981 وهو يستعيد الذكريات، كيف كان قبل 40 عاما في باريس مقتنعا بأن الثورة الاسلامية لزعيم ديني ستمهد الطريق للديمقراطية وحقوق الانسان بعد حكم الشاه. وقال في مقابلة بمنزله في فرساي خارج باريس حيث يعيش منذ عام 1981 “عندما كنا في فرنسا تبنى كل ما قلناه له، ثم أعلن أن ما قلناه في حكم ايات القران دون أي تردد”، مضيفا “كنا على يقين أن هناك التزاما قاطعا من زعيم ديني وأن كل هذه المبادئ ستتحقق لاول مرة في تاريخنا”. وقال “كانت فرنسا مفترق طرق للافكار والمعلومات ولهذا اختارها بعد أن رفضت الكويت استقباله… عندما كان في فرنسا كان يؤيد الحرية. كان يخاف ألا تصل الحركة الى مبتغاها وأن يضطر للبقاء هناك”. وأضاف “لم يتغير الا عندما هبط درجات السلم من الطائرة في ايران… تمكن رجال الدين منه ورسموا له مصيرا جديدا هو الدكتاتورية التي نراها اليوم”. وفي الشؤون الجارية، حذر بني صدر من أن مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتركيع طهران من خلال العقوبات الاقتصادية، ستؤدي الى نتائج عكسية وتضر بالمواطنين العاديين في ايران وفي الوقت نفسه تعزز النظام القائم. وقال إنه “إذا ترك ترامب ايران لحالها فسترون أن النظام أضعف كثيرا جدا مما يتصور أحد. ولسنا بحاجة لثورة جديدة”.

في غضون ذلك، رفضت ايران، أمس، مخاوف دول الاتحاد الاوروبي بشأن برنامج صواريخها الباليستية بعيدة المدى ودورها على الصعيد الاقليمي والدولي، مجددة ترحيبها بالآلية المالية الاوروبية للتعاون معها. وأعربت الخارجية الايرانية في بيان عن دهشتها واستغرابها لطرح مثل هذه “الاتهامات التي لا أساس لها”، والتي “تصب في مصلحة” من يرغب بتوتير العلاقات الايرانية الاوروبية، زاعمة أن الانشطة الصاروخية الايرانية ذات طابع دفاعي ولا سبيل لطرحها في أي مفاوضات مع الدول الأخرى. ورحبت بالقناة الجديدة “انستكس” للتجارة بغير الدولار، لكنها وصفتها بأنها متأخرة وغير كافية، محذرة من أنها ستعيد النظر في علاقاتها مع أوروبا اذا لم تستفد اقتصاديا من الاداة الجديدة. على صعيد آخر، رأى المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، إنه لا ينبغي أخذ تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن تواجد القوات الاميركية في العراق بهدف مراقبة ايران، على محمل الجد. من جانبه، انتقد وزير النفط بيجن زنغنه اليونان وايطاليا لعدم شرائهما نفط بلاده رغم الاستثناءات الاميركية، وقال ان البلدين لم يقدما لطهران أي تفسير لقرارهما، مضيفا أنه “لا يوجد أي بلد أوروبي يشتري النفط من ايران باستثناء تركيا”، معترفا أن “العقوبات الاميركية أشد صعوبة من الحرب العراقية في الثمانينات، لكن طهران لن تسمح للولايات المتحدة بوقف صادراتها النفطية”.إلى ذلك، أكد معارض إيراني في برلين للشرطة الألمانية، أن ثلاثة رجال نادوا عليه بالاسم ووجهوا اليه تهديدات باللغة بالفارسية قبل أن يضربوه ويركلوه. وتولت وحدة مكافحة الارهاب في الشرطة الاتحادية الالمانية التحقيق في الهجوم الذي وقع يوم الاربعاء في حي شتجليتس وأسفر عن اصابة المعارض الايراني البالغ من العمر 47 عاما بجروح طفيفة.

 

إيران تهدد إسرائيل برد حازم في سورية… وأردوغان يتوعّد “قسد” بمنبج/مجلس الشيوخ صوّت ضد قرار ترامب بالانسحاب الأميركي... و"بنتاغون" حذّرت من عودة "داعش" سريعاً

عواصم – وكالات/05 شباط/19/حذّر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أمس، إسرائيل، من رد حازم “ورادع” إن هي استمرت في مهاجمة أهداف في سورية. وقال شمخاني خلال لقائه وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، إنه “إذا استمرت هذه الأعمال فسيتم تفعيل الإجراءات المتوقعة للردع والرد بشكل حازم ومناسب، بحيث يكون درسا وعبرة لحكام إسرائيل الكذابين والمجرمين”، مضيفا: “نرفض العدوان الإسرائيلي على سورية، ونعتبره انتهاكاً للسيادة السورية، وفي حال تواصل العدوان الإسرائيلي على دمشق، سيتم تفعيل تدابير متخذة للردع والرد الحاسم والمناسب”. وشدد على أنه في حال استمرت إسرائيل في “العدوان على سورية ستتلقى درساً يعتبر منه قادة إسرائيل”. وأشار إلى أن “التعاون بين طهران ودمشق في محاربة الإرهاب سيستمر حتى انتهاء الأزمة في سورية”، مؤكداً أن بلاده “لن تبخل على سورية بأي مساعدات أو استشارات في مرحلة إعادة الإعمار كما وقفت إلى جانبها في محاربة الإرهاب”. من جهته، قال المعلم: إن “الحكومة السورية تعتبر أن من واجبها الحفاظ على أمن القوات الإيرانية على الأراضي السورية”، مضيفاً: إن “المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية جاؤوا بدعوة من الحكومة السورية ومهمتهم تعزيز قدرات القوات السورية المسلحة”.

في غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إنه “إذا لم يتم إخراج الإرهابيين من منبج خلال بضعة أسابيع، فستنتهي فترة انتظارنا”. وأضاف ان “صبر تركيا سينفد قريباً إذا لم يخرج إرهابيو وحدات حماية الشعب وقوات سورية الديمقراطية (قسد) من منبج في الأسابيع القليلة المقبلة”، مشددا على أن منطقة شرق الفرات تمثل قضية مهمة لتركيا، مؤكداً ضرورة إقامة منطقة عازلة بها تحت إشراف بلاده. ونفى التوصل إلى خطة مع واشنطن بشأن مستقبل الأوضاع في شمال سورية، مضيفاً إنه “ما من خطة مُرضية مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة في شمال سورية”.

على صعيد آخر، أيد مجلس الشيوخ الأميركي الذي يقوده الجمهوريون، تشريعاً رمزياً يختلف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمعارضة خطط أي انسحاب مفاجئ للقوات من سورية. وصوّت المجلس ليل أول من أمس، بموافقة 70 صوتاً مقابل معارضة 26 على تعديل غير ملزم، صاغه زعيم الغالبية الجمهورية ميتش مكونيل، الذي قال: إن “المجلس يرى أن الجماعات المتطرفة ما زالت تشكل تهديداً خطيراً على الولايات المتحدة”، محذراً من أن “الانسحاب السريع” يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة ويخلق فراغا يمكن أن تشغله ايران أو روسيا. في غضون ذلك، حذر المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” من أن تنظيم “داعش” يمكن أن يعود خلال فترة تتراوح بين ستة و12 شهراً. من جهة أخرى، طالبت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس، الدول باستعادة المقاتلين الأجانب الذين ألقى حلفاؤها الأكراد القبض عليهم في سورية. وأضافت ان “الولايات المتحدة تطالب الدول الأخرى باستعادة ومحاكمة مواطنيها الذين تحتجزهم قوات سورية الديمقراطية (قسد)”. في المقابل، شدد مسؤولان بارزان في “قسد” على أهمية تعزيز العلاقات الديبلوماسية والسياسية، مع الدول العربية والإقليمية، وتجنب المواجهة مع دول الجوار، بما في ذلك تركيا.

 

“سي آي إيه” تحذّر من تهديد سلطوية قادة تركيا مصالح أميركا

واشنطن، أنقرة – وكالات/05 شباط/19/حذرت وكالة المخابرات الأميركية “سي آي إيه”، من مخاطر تزايد الخلافات المستمرة بين الولايات المتحدة وتركيا. ونقل موقع “أحوال” التركي عن الصحافي الأميركي لوكاس روبنسون قوله، إن التقرير السنوي لتقييم التهديدات على مستوى العالم، الصادر عن المخابرات الأميركية، “يدق جرس الإنذار” بشأن علاقة واشنطن وأنقرة، لأن الخلافات المستمرة تعمق الفجوة بين البلدين. وألقت المخابرات الأميركية باللوم على “السلطوية المتزايدة” للقادة في تركيا، التي تنحرف بوصلتها “كدولة بعيدًا عن الولايات المتحدة”، ما جعلهم أكثر استعداداً لتحدي حلفاء الولايات المتحدة. وقال روبنسون إن أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) قدموا “تعديلاً على مشروع قانون يتعلق بالسياسات الشرق الأوسط في مجلس الشيوخ”، وبمقتضى هذا التعديل سيتعين على ترامب أن يقدم إلى الكونغرس “ستراتيجية للدفاع عن الأكراد في شمال سورية”. وأوضح أنه إذا مضى تعديل مجلس الشيوخ قدما في مساره، يمكن أن يدفع تركيا باتجاه مزيد من التصدع في العلاقات مع الولايات المتحدة، وهو ما حذر المحللون من أنه تطور حقيقي محتمل.

 

180 ألف شخص حضروا القداس البابوي في مدينة زايد الرياضية

أبوظبي – وكالات/05 شباط/19/فاق القداس التاريخي، الذي ترأسه بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس أمس، في مدينة زايد الرياضية بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، التوقعات، بعد أن حضره عدد لم يكن في الحسبان. وكانت تقديرات اللجنة المنظمة تشير إلى أن القداس سيحضره نحو 135 ألف شخص من مختلف بقاع العالم، إلا أن وكالة أنباء الإمارات “وام” أكدت أن القداس البابوي حضره 180 ألف شخص، من المقيمين في الإمارات وخارجها. ويعد القداس التاريخي الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية، والأكثر تنوعا من حيث عدد الجنسيات، إذ يعكس التنوع الحضاري والثقافي الذي تتميز به الإمارات باحتضانها مقيمين من 200 جنسية. ونفذت الجهات المنظمة خطة شاملة لتأمين سهولة وصول نحو 180 ألف شخص إلى مقر انعقاد القداس، عبر توفير حافلات مجانية بلغ عددها نحو 2000 حافلة من نقاط تجمع محددة، وذلك بالتعاون مع النيابة الرسولية لجنوب شبه الجزيرة العربية. وعند وصوله إلى مقر القداس حرص البابا فرنسيس على تحية الحشود السعيدة والمتحمسة للقائه. وتم بث القداس، الذي بدأ في العاشرة والنصف صباحا ولمدة 90 دقيقة على شاشات كبيرة في مدينة زايد الرياضية وعلى شبكة الإنترنت، كي يشاهده كل الراغبين الذين لم يتمكنوا من حضور الحدث التاريخي.

 

الإمارات تطلق جائزة “الأخوة” وتشيّد مسجد “الطيب” وكنيسة “فرنسيس”

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان اختتما زيارتهما التاريخية بتوقيع "كرة الأولمبياد الخاص" وقداس ضخم بملعب زايد

أبوظبي – وكالات/05 شباط/19/غادر بابا الفاتيكان البابا فرنسيس أبوظبي، بعد ترؤسه قداسا تاريخيا أقيم في مدينة زايد الرياضية، وذلك في ختام زيارة رسمية امتدت ثلاثة أيام. وتجمع نحو 180 ألف شخص بينهم آلاف من المسلمين في ملعب بمدينة زايد الرياضية في أبوظبي وحولها لرؤية البابا. ودخل البابا الملعب في سيارة بيضاء مفتوحة السقف حيث استقبلته الحشود بترحيب هادر، وتجمع الآلاف وهم يلوحون بأعلام الفاتيكان على جانبي مدخل الملعب القريب من جامع الشيخ زايد الكبير. وتحدث البابا خلال القداس باللغتين الايطالية والانكليزية، وصلى الحاضرون من أجل العمال المهاجرين وعائلاتهم وإنهاء الحروب. وقال البابا مخاطبا الحاضرين: “من المؤكد أنه ليس من السهل عليكم العيش بعيدا عن الوطن وافتقاد حب ذويكم، وربما تشعرون بقلق بشأن المستقبل”، وأوصى الكنائس الكاثوليكية حول العالم، بالصلاة من أجل نجاح وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها مع شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب.

وفي ختام القداس التاريخي، عبر عن شكره للامارات قائلا باللغة العربية: “أوجه الشكر لأولاد زايد في دار زايد”.

وبعد انتهاء مراسم القداس، توجه البابا فرنسيس إلى مطار أبوظبي، حيث أقيمت له مراسم وداع. في غضون ذلك، غادر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أبوظبي، مختتما زيارة لنحو 36 ساعة، التقى خلالها كبار القيادات الدينية والفكرية المشاركين في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين بهدف التأكيد على قيم الأخوة الإنسانية، وكان في وداع الإمام الأكبر بالمطار الرئاسي بأبوظبي، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. وتفقد شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان جامع الشيخ زايد الكبير، وترأس الإمام الأكبر اجتماعا لمجلس حكماء المسلمين، بحضور البابا فرنسيس في إحدى القاعات الملحقة بجامع الشيخ زايد، حيث أعرب شيخ الأزهر عن ترحيبه باللفتة الكريمة التي تمثلها مشاركة البابا فرنسيس في الاجتماع، مشيرا إلى أن القيم والأهداف التي قام المجلس من أجلها تجسد فهما عميقا للمشتركات الإنسانية التي تحملها الأديان، وتتضمن العديد من القواسم المشتركة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان. كما شهد الإمام الأكبر الحفل الختامي للقاء العالمي للأخوة الإنسانية، حيث وقع مع بابا الفاتيكان وثيقة “الأخوة الإنسانية” التي تعد الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر والفاتيكان، وأحد أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية على الاطلاق، وذلك بحضور نائب رئيس الامارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.

واستهل البابا كلمته بعد توقيع الاتفاقية بتحية الاسلام “السلام عليكم”، ليعرج بها قائلا: إن “شعار هذه الزيارة يتألف من حمامة تحمل غصن زيتون، وان السلام كي يحلق يحتاج الى جناحين يرفعانه… يحتاج الى جناحي التربية والعدالة”. وبدوره، أكد شيخ الازهر في كلمة مماثلة اهمية وثيقة الاخوة والانسانية، وما تتضمنه “من دعوة لنشر ثقافة السلام واحترام الغير وتحقيق الرفاهية البشرية جمعاء بديلا من ثقافة الكراهية والظلم والعنف والدماء”. وقال: إن الوثيقة “تطالب قادة العالم وصناع السياسات ومن بأيديهم مصائر الشعوب وموازين القوى العسكرية بالتدخل الفوري لوقف نزيف الدماء وازهاق الارواح البريئة، ووضع نهاية فورية لما تشهده من صراعات وفتن اوشكت ان تعود بنا لتراجع حضاري بائس وحرب عالمية ثالثة”. ودعا الى اللجوء الى الطرق القانونية لحفظ الحقوق وحماية الحريات في حال تم فرض امور مخالفة للشريعة، مطالبا شباب العالم في الشرق والغرب بالتسلح بالاخلاق والعلم والعمل بمبادئ الوثيقة وجعلها دستور حياتهم لضمان “مستقبل خال من الصراعات والآلام”. وأكد التزامه بالعمل مع البابا فرنسيس وكل الرموز الدينية من اجل حماية المجتمعات واستقرارها. وأعلن الشيخ محمد بن راشد خلال الحفل، إطلاق “جائزة الأخوة الإنسانية – من دار زايد”، كاشفا عن منح الجائزة في دورتها الأولى للبابا فرنسيس، والإمام الأكبر أحمد الطيب، بينما وقع الشيخ محمد بن زايد على حجر أساس تأسيس جامع الإمام الطيب وكنيسة البابا فرنسيس في أبوظبي. واختتم الإمام الأكبر زيارته بالتوقيع المشترك مع بابا الفاتيكان على “كرة الأولمبياد الخاص” التذكارية، وذلك بمناسبة استضافة أبوظبي للأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في الفترة من 8 إلى 22 مارس المقبل. وحضر مراسم التوقيع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وقدمت الكرة التذكارية لاعبة الأولمبياد الخاص الشيخة شيخة القاسمي خلال استقبال شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان لها. وتمنى الإمام الطيب والبابا فرنسيس النجاح للبطولة المهمة، التي تعكس عناية الإمارات بأصحاب الهمم، وسعيها لتقديم أوجه الدعم لهم. وحظيت زيارة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان باهتمام عالمي غير مسبوق، باعتبارها الزيارة الأولى لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية، كما أنها تعكس مكانة الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، كأكبر مرجعية دينية في العالم الإسلامي، وكونها المؤسسة الأكثر تعبيرا عن سماحة الإسلام وتعاليمه الوسطية.

 

قتراح بنشر 10 آلاف مقاتل عربي وكردي شرق سوريا/أحمد الجربا يحصل على دعم أميركا وتركيا وبارزاني لدور في «المنطقة الأمنية»

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/05 شباط/19/قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن رئيس «تيار الغد» السوري أحمد الجربا عرض على مسؤولين أميركيين وأتراك ورئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني نشر نحو 10 آلاف مقاتل عربي وكردي في «المنطقة الأمنية» شمال شرقي سوريا. وتعمل واشنطن وأنقرة على وضع اللمسات الأخيرة على خطة لإقامة «منطقة أمنية» بعمق بين 28 و32 كيلومتراً بين جرابلس شمال حلب وفيش خابور قرب حدود العراق بعد الانسحاب الأميركي من شرق الفرات. وطالب الجانب التركي بأن تكون المنطقة خالية من القواعد العسكرية والسلاح الثقيل الأميركي وإخراج نحو 7 آلاف مقاتل من «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأوضحت المصادر أن مسؤولين أميركيين وأتراكاً وبارزاني دعموا اقتراح الجربا بنشر بين 8 و12 ألف مقاتل من «قوات النخبة» التابعة له ومن «البيشمركة» التي تضم مقاتلين أكراداً وسوريين تدربوا في إقليم كردستان، وإمكانية توفير دعم جوي أميركي للقوة من قاعدة «عين الأسد» غرب العراق ومن قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا. في المقابل، شكك قياديون في «الوحدات» في إمكانية نجاح هذا المقترح وواصلوا محادثاتهم مع موسكو ودمشق للوصول إلى ترتيبات بعد انسحاب أميركا. واقترحت روسيا، من جهتها، تفعيل «اتفاق أضنة» السوري - التركي.

 

قلق في دمشق من «مرحلة صعبة»

دمشق/الشرق الأوسط/05 شباط/19/يسود شعور لدى السوريين بأنهم «ذاهبون إلى مرحلة اقتصادية ومعيشية جديدة أكثر صعوبة وتعقيداً، من فترات اشتداد الحرب خلال السنوات السابقة»، إذ لم تتمكن الحكومة من تجاوز أزمة توفر الغاز ومواد الطاقة الأخرى، التي ترافقت مع تراجع قياسي في قيمة الليرة وموجة ارتفاع جديدة في الأسعار، ضيقت سبل العيش، وجعلت الحياة في سوريا بالغة الصعوبة. وشهدت الأسواق السورية الأيام الماضية موجة ارتفاع أسعار جديدة، لا سيما في المواد الغذائية، وذلك بالتوازي مع تدهور سعر صرف الليرة السورية إلى نحو 530 ليرة مقابل الدولار في السوق السوداء.

وبحسب مصادر تجارية في دمشق، فإن ارتفاع سعر الدولار بدأ منذ بدء الحديث عن مشروع القانون الخاص بالعقوبات الأميركية على النظام السوري. وقالت المصادر إن ارتفاع الأسعار أدى إلى حالة من الركود في الأسواق، فكل الأسعار ارتفعت. وأعرب خبير عن استغرابه من ارتفاع أسعار السلع والمنتجات المحلية رغم عدم وجود حركة تصدير، وقال إن «تأثير العقوبات يكون على المستوردات، حيث كنا نصدر سابقاً بعكس حالتنا الراهنة، وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نصدر أو نستورد من السوق الخارجية، لذلك فهذه المنتجات السورية بقيت في الداخل، وهي لم تُبَعْ، وبالتالي دخلنا في حالة كساد أو ركود، ونتيجة ذلك يفترض أن تنخفض الأسعار، فكيف لصادراتنا التي لم تصدر، أن ترتفع أسعارها في الداخل بمقدار 10 أضعاف، بما يوازي سعر صرف الدولار تجاه الليرة السورية؟». من جانبه، أعلن رئيس الحكومة عماد خميس، أن «سوريا تشهد حالة حرب وضغطاً هائلاً على مواردها ومرتكزاتها الاقتصادية، ما يستدعي محاولة البحث عن كل ليرة ضائعة على الخزينة العامة وسد كل منفذ يتسبب في تسرب الموارد»، لافتاً إلى أن ضبط التهريب هو الأساس في تحقيق سياسات ترشيد المستوردات والحفاظ على القطع الأجنبي وفي الإجراءات المكثفة الهادفة إلى حماية الاقتصاد الوطني، معلناً وضع خريطة طريق متكاملة هدفها «إعلان سوريا دولة خالية من المواد المهربة» قبل نهاية العام الحالي. وقررت الحكومة إلغاء منح الموافقات والاستثناءات الخاصة بنقل المشتقات النفطية بين المحافظات، خصوصاً إلى القرى والبلدات المتاخمة للمناطق الساخنة، وإلغاء تجديد التراخيص للمعامل الواقعة في هذه المناطق وإدخال منتجاتها التي يجري التلاعب بمنشئها، وإلصاق علامة المنشأ السوري بها تزويراً، ومنع تمرير أي سلعة من المناطق غير الخاضعة للنظام إلى مناطق سيطرته باستثناء بعض المواد الغذائية الضرورية، لا سيما الزراعية منها.

 

ترمب يربك المشهد السياسي العراقي بشأن مراقبة إيران من «عين الأسد»/ردود الفعل في بغداد تراوحت بين الرفض وطلب توضيحات... وتأكيد الحاجة للدعم الدولي

بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط/05 شباط/19/أربكت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء أول من أمس، عن بقاء قواته في قاعدة «عين الأسد» بمحافظة الأنبار غرب العراق بهدف مراقبة إيران، المشهد السياسي العراقي الذي يعيش على وقع التناقضات والهزات.

رئيس البرلمان محمد الحلبوسي انفرد بموقف لافت حين قال في تصريح إن «العراق ما زال يحتاج إلى جهود المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب والإيفاء بالتزاماته تجاه العراق ودعم حكومته». موقف الحلبوسي المغاير لما بدا شبه إجماع من مختلف القوى برفض الوجود الأميركي في العراق وهي القريبة من إيران، قابله موقف من الرئيس برهم صالح بطلب إيضاحات من واشنطن بشأن تلك التصريحات. وقال الرئيس صالح في كلمة له ألقاها في ملتقى فكري ببغداد أمس، إن «العراق سيناقش هذه التصريحات والوجود الأميركي في مؤسساته الدستورية»، مؤكدا أن «الوجود الأميركي في العراق ضمن سياقات قانونية». وأضاف أن «ترمب لم يطلب إذناً من العراق بوجود عسكري أميركي لمراقبة إيران». وبين صالح أن العراق «ينتظر توضيحاً من واشنطن بشأن أعداد القوات الأميركية ومهمتها».

وفي ردود الفعل السياسية العراقية الأخرى، قال محمد سالم الغبان، وزير الداخلية السابق والقيادي في «كتلة الفتح»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن بقاء القوات الأميركية كما صرح به الرئيس ترمب «مرفوض من قبلنا، لأنه انتهاك صارخ للسيادة»، مبينا: «إننا نستنكر أي وجود لقوات برية أو قواعد عسكرية أجنبية على الأرض العراقية». وأوضح الغبان أن «هذه التصريحات تصعيد خطير واستفزاز يعرض أمن ومصالح العراق للخطر والتهديد، وتزعزع أمن واستقرار المنطقة، ولا تصب حتى في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية نفسها». وقال: «لن نسمح باستمرار وجود أي قوات أجنبية، أو اتخاذ أراضي العراق قاعدة للعدوان على دول الجوار وساحة للصراعات وتصفية الحسابات»، داعيا «الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة إلى اتخاذ موقف وقرار واضح إزاء هذه التصريحات»، مضيفا: «سيكون لنواب الشعب العراقي موقف وقرار حازم لتنفيذ ذلك».

في السياق نفسه، أكد حسن توران، نائب رئيس «الجبهة التركمانية» عضو البرلمان العراقي عن محافظة كركوك، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تقدير مثل هذه الأمور متروك للقائد العام للقوات المسلحة، ومن وجهة نظرنا ينبغي إبعاد العراق عن التجاذبات الإقليمية والدولية». وأضاف توران أن «التهديد لايزال قائما من قبل تنظيم داعش الإرهابي في بعض مناطق العراق، وبالتالي يتوجب على الجميع التركيز في العراق على هذه المسألة».

من جهته، أكد النائب عن محافظة ديالى فرات التميمي رفضه تصريحات ترمب، قائلا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود القوات الأميركية كان ضمن التحالف الدولي الذي أسس لمحاربة (داعش) بعد سيطرته عام 2014 على محافظات عراقية، ومهمة هذا التحالف تنحصر في تقديم الدعم للعراق في تحرير مدنه وأراضيه». وأضاف: «لم يكن من ضمن أهدافه مراقبة أو الاعتداء على دول الجوار؛ ومنها إيران»، مشيرا إلى أن «دستور جمهورية العراق نص في بعض مواده على ألا يكون العراق منطلقا لتهديد جيرانه».

إلى ذلك، أكد الدكتور يحيى الكبيسي، الباحث في «المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية»، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «منذ البداية كان واضحا أنه ليس ثمة إطار قانوني لوجود القوات الأميركية في العراق بعد أغسطس (آب) 2014، عندما بدأت القوات الجوية الأميركية ضرباتها الأولى ضد (داعش)، سوى ما سمي (التحالف الدولي ضد الإرهاب) في سبتمبر (أيلول) 2014». وأضاف: «وجود القوات الأميركية في العراق لا علاقة له باللغو حول اتفاقية الإطار الاستراتيجي الثنائية المعقودة بين البلدين في عام 2008، وهو ما يعني أن العراق بدخوله بصفته دولة في التحالف الدولي ضد الإرهاب قد قبل بهذه المهمة من دون أن يطالب بإطار زمني محدد لعمل هذا التحالف». وأوضح الكبيسي أن «الحكومات العراقية المتتالية (حكومة نوري المالكي ثم حيدر العبادي ثم عادل عبد المهدي) لم تعترف بهذا الواقع، وحاولت تسويق فكرة وهمية بأن الوجود الأميركي في العراق مرتبط باتفاقيات ثنائية، وأن وجودهم يرتبط بمهام محددة: التدريب، والجهد الاستخباري حصرا، وهذا غير صحيح وغير حقيقي». أما رئيس «مركز التفكير السياسي» الدكتور إحسان الشمري فقد أكد من جهته لـ«الشرق الأوسط» أن «تصريح الرئيس الأميركي ترمب الأخير يعكس تصاعد وتيرة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وإيران، وإمكانية انعكاسه على الأرض العراقية في كل المستويات، مما ينذر بانقسام سياسي حاد بين القوى الفاعلة في المشهد والمؤثرة في القرار». ويضيف الشمري أن «جزءا كبيرا من المراقبة الأميركية لإيران سينصب على الداخل العراقي؛ وبالتحديد المراقبة أو الاشتباك مع الفصائل المسلحة ذات الصلة بـ(الحرس الثوري) الإيراني حسب التوصيف الأميركي لها».

 

الفلسطيني الأصل نجيب أبو كيلة قطان رئيسا للسلفادور

سان سلفادور: «الشرق الأوسط أونلاين/الثلاثاء 5 شباط 2019/أسفرت الانتخابات الرئاسية في السلفادور عن فوز كاسح ومن الجولة الأولى لرجل الأعمال الفلسطيني الأصل والمتحدر من مدينة بيت لحم بالضفة الغربية نجيب أبو كيلة قطان. وقال أبو كيلة (37 عاماً) مخاطباً أنصاره: «الآن يمكننا الإعلان بثقة أننا فزنا بمنصب الرئاسة في الجولة الأولى. شكراً لجميع من أدلوا بأصواتهم». وأقر كل من رجل الأعمال الثري المرشح كارلوس كاييخا المنتمي إلى «التحالف الجمهوري الوطني» ومرشح الحزب اليساري الحاكم «جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني» وزير الخارجية السابق هوغو مارتينيز، بفوز أبو كيلة الذي ترشح تحت راية الحزب المحافظ «التحالف الكبير من أجل الوحدة». وقال رئيس اللجنة الانتخابية خوليو أوليفو إن «نجيب أبو كيلة رئيس بلدية سان سلفادور السابق حصل على 54 في المائة من الأصوات بعد إحصاء الأصوات في 88 في المائة من مراكز الاقتراع». وتعهد أبو كيلة، الذي سيكون سادس رئيس للبلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1992 والتي استمرت 12 عاماً، خلال حملته الانتخابية بزيادة الاستثمار في التعليم ومحاربة الفساد، إلا أن مهمته الرئيسية ستكون تطبيق برامج جديدة لتعزيز الأمن. وسيتعين عليه تشكيل تحالف مع الحزب اليميني الذي يحظى بالغالبية في البرلمان.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإتصالات المباشرة مع سوريا خلال أيام  

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 05 شباط 2019

ليس عبثيّاً فائض التوتّر الذي عبَّر عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والذي انصبّ خصوصاً على رئيس الحكومة سعد الحريري. الأمر، كما يقول المطّلعون، لا يتعلق بمجريات تأليف الحكومة، خلال أشهر خَلَتْ، وتساهل الحريري أمام عون وفريقِه السياسي. فهذا أمر مضى عليه الزمن، ولم تَعُد إثارته مفيدة. السبب الأبرز هو أنّ الحكومة الجديدة ستنفتح رسمياً على دمشق. وفي اعتقاد جنبلاط، انّ هذا النهج يحظى بموافقة ضمنية من بعض قوى 14 آذار داخل الحكومة. بعد أيام، ستفتح الحكومة الجديدة باباً أساسياً على دمشق، هو باب النازحين السوريين. وفي المعلومات أنّ الحكومة ستقوم، بعد إنجاز بيانها الوزاري، بإطلاق ورشة اتصال مباشر ومكثّف مع العاصمة السورية، عنوانها ملف النازحين. وسيتم هذا الاتصال برعاية موسكو. وسيحرِّك الروس مبادرتهم التي كانوا قد جمَّدوها في وقت سابق لأسباب مختلفة، منها تَعثّر الحل السياسي في سوريا، ومنها وجود رغبات ومصالح عربية وإقليمية ودولية، لاستثمار ملف النزوح ومحاولة النأي عن مخاطره الأمنية والاجتماعية بتطبيع إقامة النازحين في دول الجوار السوري، ومنها لبنان. اليوم، يبدو الملف على وشك عملية تحريك جديدة. ومن مؤشرات ذلك إعلان الوزير جبران باسيل في بروكسل أمس، أنّ 80% من سوريا قد بات آمناً وأنّ 90% من النازحين يرغبون في العودة، وأنّ النظام في سوريا برعاية المبادرة الروسية يتجاوب مع هذه العودة. وتالياً، ما على أوروبا إلا تحويل الأموال المخصَّصة اليوم لتحقيق إدماج النازحين في المجتمعات المضيفة إلى أموالٍ لدعم العودة.

وسعى باسيل إلى التحذير من أنّ أوروبا تدفع اليوم ثمن سياستها إزاء النازحين، في شكل خلافات بين دولها واضطرابات أمنية واجتماعية واقتصادية ونموّاً لليمين المتطرّف، وأن دعم عودة النازحين إلى بلدهم وفيه، يبقى أقل كلفة لأوروبا ولبلدان الجوار السوري، ومنها لبنان الصغير الذي ينوء تحت أثقال مليون ونصف مليون نازح.

إذاً، يريد لبنان الرسمي تبديل المقاربة الأوروبية والدولية لملف النازحين، من المكان الخطأ أي دعم إدماج النازحين في البلدان المضيفة إلى المكان المناسب أي دعمهم في بلدهم. وإذا تحقّق ذلك، ستتوافر تغطية أوروبية، مادية ومعنوية، لإنجاح ورشة الاتصالات المباشرة مع دمشق، التي ينوي لبنان الرسمي إطلاقها بعد إنجاز البيان الوزاري. وبعد تكريس المبادرة الروسية في البيان الوزاري، ستنطلق الحكومة بخطواتها التنفيذية المقرَّرة. وتسليم ملف النازحين إلى وزير قريب من سوريا، هو صالح الغريب، مدروس لافتتاح خط التواصل على مصراعيه مع دمشق، ومن دون تحفظات. وسيؤمن وزير النازحين تغطية سياسية للمساعي العملانية التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في هذا الملف، ولن يقع أي تناقض بين دور الوزير ودور المدير. ولا يتوقع المطلعون بروز اعتراضات ذات شأن داخل الحكومة على الانفتاح. ويقول هؤلاء إنّ الحريري «موضوعٌ في الصورة» منذ البداية، وهو لن يلجأ إلى التصعيد ردّاً على خطوات الاتصال مع دمشق. وثمة مَن يعتقد أن من العوامل التي ساهمت في عدم توزير الدكتور مصطفى علوش هو الحدّ من الإحراج، لدى وزراء تيار «المستقبل»، عند طرح الملفات المتعلقة بالانفتاح على دمشق.

وعلى الأرجح، ستلتزم «القوات اللبنانية» سياسة السير بين النقاط في هذا الملف. فهي تشارك «التيار الوطني الحرّ» سعيه إلى توفير أوسع عودة للنازحين إلى سوريا. كما أنها تعرف مقدار رغبة الرأي العام اللبناني، والمسيحي خصوصاً، في التخلّص من مأزق النزوح. لكنها لن تبصم على التطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد. وقد تُعبِّر عن اعتراضها في مجلس الوزراء، لكنها ستتجنّب خلق أزمات سياسية نتيجة ذلك. وعملياً، ستتنصَّل «القوات» من مشاريع الانفتاح على الأسد وتترك الأمور تسير، و»ليتحمَّل كل طرف مسؤوليته». إلّا أنّ جرس الإنذار الأقوى هو الذي قرعه جنبلاط. فهو يعرف أنّ الانفتاح أصبح أمراً واقعاً. ولكن، ما يزعجه هو أنّ الوزير المكلَّف الملف هو الدرزي الثالث الذي اختاره رئيس الجمهورية، والذي كان جنبلاط يريده «وسطيّاً» بينه وبين النائب طلال إرسلان.

ولذلك، شنّ جنبلاط هجومه الشرس، في اتجاه الحريري خصوصاً، لعلّ موقفه يخلق بعض الكوابح للاندفاع نحو التطبيع. لكنّ الحريري كان واضحاً في تمييز موقفه، فهو سارَع إلى وضْع كل البَيْض في سلّة موسكو، بحيث لا يزايد أحد عليه أو «يُمرِّك» باتهامه بالانفتاح على الأسد أو التطبيع معه. وفي أي حال، هو كان أوحى أمس بأنه سيمضي في التصرُّف وفقاً لاقتناعاته ولن يتأثّر بالمزايدات. المعنيون لا يخشون أن تقع أزمة سياسية داخل مجلس الوزراء على خلفية الانفتاح في ملف النازحين. وثمة مَن يتوقع أن تكون للوزير المعني هوامش واسعة في الاتصال بالمسؤولين السوريين والتفاوض معهم. وعلى الأرجح، هو سيفتح خطوطاً جديدة لوزراء آخرين. لكن المبادرة الروسية، التي ستواكب الاتصالات اللبنانية - السورية وترعاها، تهدف أيضاً إلى تحريك الملف السياسي الداخلي في سوريا ومشاريع إعادة الإعمار هناك. وهذان الملفان يحتاجان إلى عملية إنضاج مضنية، تشارك فيها القوى الإقليمية والدولية.

ولذلك، يجدر السؤال: هل يمكن توقُّع إنجازات كبرى في ملف إعادة النازحين، حالياً؟

الأرجح أنّ هناك مجالاً لتحقيق خطوات جزئية في الملف، لكن الإنجازات الكبرى ترتبط بمجموعة عناصر معقّدة ومتشابكة في سوريا. فلا يمكن فكّ الترابط بين عودة النازحين والصيغة التي سترسو عليها التسوية السياسية هناك ومشاريع إعادة الإعمار ومواقف القوى الإقليمية والدولية المعنية ودور كلّ منها وحصّته.

ولذلك، ستكون هناك فرصة حقيقية لإراحة لبنان من أعباء ملف النازحين، إذا نجحت المبادرة الروسية بجوانبها الأخرى، والسورية تحديداً، وبالتوافق مع القوى الإقليمية والدولية المعنية. وسيكون تحريك الملف قريباً، في هذه الحال، ضربة موفّقة. أما إذا بقيت المبادرة الروسية متعثّرة بجوانبها المتعلقة بالداخل السوري، فإنّ ما يستطيع لبنان أن يطمح إليه هو إطلاق مسار العودة والتأسيس لمرحلة التسويات الجدّية والانتظار. ولكن، في الانتظار، قد تدخل عناصر أخرى على الخط. فالانفتاح على الأسد في ملف النازحين قد يستدرج «انفتاحات» أخرى كثيرة في عدد لا يمكن حصره من الملفات الاقتصادية والتنموية والسياسية والأمنية…

وفي هذه الحال، وفي ظل الانقسامات اللبنانية المعروفة، سيكون منطقياً التفكير في مستقبل العلاقة بين بيروت ودمشق، أين تبدأ وأين تنتهي. وفي الوقت الضائع، قد يقوم الأسد بالمساومة واستثمار ملف النازحين لكي يستعيد أوراقاً لبنانية مفقودة.

 

جنبلاط غاضب لأنّ الحريري لا يعامله حليفاً  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 05 شباط2019

تبدو الحكومة الجديدة وكأنها شُكّلت على زغل. هي أقرب الى حكومة الأمر الواقع منها الى مفهوم الوحدة الوطنية. أكثر من طرف إنضَمّ الى صفوفها على مضض أو من دون اقتناع كاف، لكنه فضّل ان يكون في داخلها على ان يبقى خارجها سعياً الى حصر الخسائر. وإذا كان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط قد اختار الاعتراض على توازنات التركيبة الوزارية بصوت مرتفع، فإنّ هناك من يكتم الغيظ، في انتظار اللحظة المناسبة ليُفرج عمّا خفي في مكنوناته. وما ظَهر من مؤشرات أولية بعد الولادة الحكومية يعزز الاعتقاد انّ مجلس الوزراء سيتعرض في المستقبل لكثير من التجاذبات والاهتزازات، خصوصاً انه سيواجه ملفات صعبة وسيكون مسكوناً بأشباح الهواجس، أمّا الوفاق والوئام والانسجام والتضامن فلا مكان لها إلا في حكومة «جمهورية افلاطون». إنها على الأرجح حكومة تصفية الحسابات لا صفاء النيّات. ولن يطول الوقت، قبل ان تظهر المتاريس السياسية على طاولة مجلس الوزراء، بعدما قرر جنبلاط أن يقود بنفسه هجوماً صاعقاً، كأفضل طريقة للدفاع، فيما تميل جهات أخرى ممثلة في الحكومة الى استخدام السلاح «الكاتم للصوت» حتى إشعار آخر. يشعر جنبلاط أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري خَذله مرة أخرى. خلال العشاء الاخير الذي جمعهما في أحد مطاعم الاشرفية حاول الحريري ان «يَدس» تعديل الحقائب في «طبق» الزعيم الدرزي. وخلافاً للدفء الذي عكسته صورة التشارك في «الخبز والملح»، كان الصقيع السياسي يتسرّب من تحت الطاولة الى مفاصل العلاقة بين الرجلين.

يومها، طرح الحريري بإلحاح على جنبلاط التخلي عن وزارة الصناعة لتسهيل تشكيل الحكومة، وفقاً للاتفاق على توزيع أدوار تفكيك العقد بينه وبين الوزير جبران باسيل خلال «خلوة باريس». إمتعض جنبلاط في سرّه، خصوصاً انّ هذه الحقيبة هي «أضعف الايمان» بالنسبة اليه، وانتزاعها منه لإعطائه «الاعلام» محلها كما كان مقترحاً هو استهتار به وبمَن يمثّل. لم ينم جنبلاط على الضيم، وما هي الّا ساعات حتى ردّ في الليلة نفسها على طلب الحريري، رافضاً هذا الطلب رفضاً قاطعاً. وأبعَد من نطاق الكر والفر حول هذه الحقيبة الوزارية او تلك، لاحظَ جنبلاط انّ الحريري أخفى عنه كواليس الطبخة الحكومية التي كانت تُطهى خلف ظهره، ما تسبّب في سوء تقدير الزعيم الدرزي الذي اعتبر عشيّة ولادة الحكومة انّ فرَص تأليفها ضئيلة، ما دفعه في اليوم التالي الى الإقرار بأنه استخلصَ درساً مريراً من «باريس-2»، وهو كان يقصد اجتماع الحريري - باسيل في العاصمة الفرنسية وما انتهى إليه من اتفاق في شأن الحكومة.

والأخطر في استنتاجات جنبلاط، تحذيره من أنّ هناك طعناً في «اتفاق الطائف» الذي تخلى عنه، في رأيه، رئيس الحكومة، موحياً أنّ الحريري تنازل خلال مراحل التأليف عن صلاحياته أو تهاوَن فيها، لحساب تعزيز دور رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل. وليس خافياً، انّ جنبلاط كان يَرتاب منذ لحظة «التسوية الرئاسية» في وجود «صفقة» متعددة الابعاد بين الحريري وباسيل، وهو ارتياب تفاقم بعد تأليف الحكومة الجديدة، وفق المعادلات التي ارتكزت عليها.

ويسعى جنبلاط الى إعطاء الاشتباك الحالي بُعداً اقتصادياً، وعدم حصره في الاطار السياسي البحت، حيث ينقل عنه قوله امام سائليه انه لن يسكت أمام محاولة استدانة 17 مليار دولار إضافية، في حين أنّ الأولوية يجب ان تعطى لتخفيض العجز والهدر والحد من التهريب، مؤكداً «انّ من حقنا ان نُبدي ملاحظاتنا ونعطي رأينا الصريح لتصحيح المسار، عبر الوزيرين اكرم شهيّب ووائل ابو فاعور». وفي لحظة افتراق الحسابات والمصالح بين الحريري وجنبلاط، اتخذ المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان قرار «معاقبة» العقيد الدرزي في قوى الامن وائل ملاعب، ضمن مجموعة أسماء أخرى، بتهمة الفساد. لم يتأخر جنبلاط في اعتبار ما حصل رسالة بالبريد السريع له، ربطاً بالتوقيت الذي يعتبره غير بريء. وما أزعجَ جنبلاط هو تظهير مسألة محاسبة ملاعب كأنها تمّت رغماً عنه وخلافاً لإرادته، في حين أنه كان قد سبق له ان أبلغ الى المعنيين أنّ العقيد ملاعب هو تحت القانون ولا يرفض محاسبته، شرط اعتماد معيار العدالة بعيداً من أي كيدية. وعلى وقع خيباته المتلاحقة حيال سلوك الحريري، توصّل جنبلاط الى استنتاج مفاده انّ رئيس الحكومة لا يتعامل معه كحليف كما هو مفترض، بل يعتمد السلبية في مقاربة معظم الامور التي تهمّ المختارة، فكان قرار المواجهة، وبالاسلحة الثقيلة، على جبهة كليمنصو- «بيت الوسط».

وهذه المرة، يبدو الحريري مصمماً على التصدي لجنبلاط، وجهاً لوجه، سواء عبر البيانات الرسمية أو عبر خط التماس التويتري، حيث «قصف» رئيس الحكومة كليمنصو أمس بتغريدة من العيار الثقيل، اكد فيها انّ الدولة ليست مشاعاً مباحاً لأيّ زعيم أو حزب، مشدداً على أنّ التغريد على «تويتر» لا يصنع سياسة، ومضيفاً في تصويب مباشر على جنبلاط: «إنها ساعة تخلٍ عن السياسة لمصلحة الاضطراب في الحسابات هيك.. مش هيك!؟». وبالطبع، لم يتأخر جنبلاط في ردّ الصاع صاعين... وللمعركة تتمة.

 

فيديوهات... وجيش إلكتروني!  

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 05 شباط 2019

ما ان صدرت مراسيم تأليف الحكومة حتى بدأت ترتفع أصوات وتتحرك «جيوش إلكترونية» لتُنغِّص هذا الانجاز الدستوري الذي تحتاج البلاد إليه لوقف التداعي الذي يهددها اقتصادياً ومالياً ومعيشياً، فضلاً عن مواجهة التهديدات الخارجية، وذلك بغض النظر عما إذا كانت هذه الحكومة ستتمكن من النجاح في مهماتها أم لا. تنوّعت الهجمات التي تعرضت لها الحكومة، بعضها مباشر، والبعض الآخر يستبطن محاولات لإثارة فتن طائفية وبين أبناء الصف الواحد، وكذلك بين بعض القوى السياسية المتحالفة في ما بينها، وإعادة نبش أحداث سابقة ونكء جروح بين قوى أخرى لعلها تثير فتنة. وراحت «جيوش إلكترونية» توزّع فيديوهات قصيرة لأشخاص يهاجمون رئيس الحكومة سعد الحريري ويتهمونه بـ»النكوث» بعهوده وبـ»التخلي» عن طائفته وجمهوره والمؤيّدين، كذلك وزّعت «فيديو» قصيراً يستعيد بعض الوقائع من الاقتتال الدامي الذي حصل مطلع التسعينات في الجنوب بين حركة «أمل» و»حزب الله».

وإذ تبيّن انّ مناصرين لبعض القوى السياسية الداخلية يقفون خلف تسريب هذه «الفيديوهات» لغايات النيل من قوى أخرى والتعمية عن خيبة او خسران حاقَ بها في تأليف الحكومة، فإنّ كل القوى السياسية تجمع على انّ إنجاز الاستحقاق الحكومي أطلق مرحلة سياسية جديدة بكل المعايير ستتبعها مرحلة جديدة أيضاً على المستويات المالية والاقتصادية لكي لا يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.

ويقول بعض المعنيين بالشأن الحكومي انّ الاسرائيلي يتحدث دوماً وعلناً عن أنه يعمل على إحداث الفتنة والانقسام الداخلي في لبنان، ربطاً بالخلاف القائم بين بعض القوى السياسية على عدد من الملفات الداخلية، وعندما نفذ ما سمّاه عملية «درع الشمال» في شأن الانفاق على الحدود متّهماً «حزب الله» بإحداثها، إنما اراد افتعال اشتباك داخلي بين «الحزب» وخصومه من القوى السياسية الذين يعتبرون انّ مثل هذه الانفاق تَستجلب حرباً إسرائيلية تدميرية ضد لبنان. امّا «الفيديوهات» المُسرّبة عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي او ما يسمّى «العالم الافتراضي»، يضيف هؤلاء المعنيون، فإنّ بعضها سرّبته جيوش إلكترونية تابعة لجهات ما في مكان ما بغية إظهار انّ قوى سياسية معينة انتصرت في تأليف الحكومة على «الحزب التقدمي الاشتراكي» وعلى «القوات اللبنانية»، وذلك بغية تغطية فشلها في عدم تحقيق كل ما طمحت إليه من حصة وزارية مرموقة تجعل الكفة الحكومية «طابشة» لمصلحتها في مواجهة الآخرين.

امّا الجيوش التي وزّعت الفيديو عن حركة «أمل» و»حزب الله» فربطها هؤلاء المعنيّون بمخطط إسرائيل الدائم والعامل على إحداث الفتنة في لبنان، أو على الاقل بين «الثنائي الشيعي» لاعتقادها انّ مثل هذه الفتنة من شأنها أن تشكّل إضعافاً لـ»حزب الله» وتشتيتاً لقواه في ساحته الداخلية، الأمر الذي يعطّل او يعوق عمله المقاوم ضدها ويبدّد قدراته العسكرية التي تشكّل قلقاً كبيراً وتعتبرها خطراً يهدد أمنها مرحلياً واستراتيجياً.

إلّا أنّ هؤلاء المعنيين بالشأن الحكومي يفصلون بين هذا «الفيديو» واهداف العاملين عن تسريبه، وبين الفيديوهات الأخرى التي تستهدف رئيس الحكومة بغية إضعافه في بيئته، وكذلك يفصلون بينه وبين الحملة الجنبلاطية على بعض المرجعيات الرسمية الكبرى. فهذه الحملة لا يمكن إدراجها في اطار مخطط خطير يستهدف اثارة الفتنة والانقسام الداخلي، فهناك خلاف نَشأ بين جنبلاط وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكذلك بينه وبين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وأيضاً بينه وبين الحريري، فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يخفي زعله منه. وفي ضوء هذه الحال يشعر جنبلاط أنه «محاصر» سياسياً، بل يشعر أنّ «الحزب التقدمي الاشتراكي» ومعه «القوات اللبنانية» خرجا خاسرين في التشكيلة الوزارية الجديدة من حيث عدد الوزراء ونوعية الوزارات التي حصلا عليها، مع العلم انه كان يعرف مسبقاً انّ الوزير الدرزي الثالث صالح الغريب سيعيّن وزيراً، وفوجىء بتعيينه وزيراً لشؤون النازحين، علماً أنّ «اتفاقاً مسبقاً» كان حصل معه على تسمية الغريب، قبل تأليف الحكومة. امّا «القوات اللبنانية» التي تبيّن انها لا تجاري جنبلاط في موقفه الراهن، فقد قبلت بعرض الحريري عليها تَولّي وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية والتنازل عن وزارة الثقافة، وذلك بعدما تلمّسَت وجود اتفاق خارجي على تأليف الحكومة الذي تأخّر نحو 9 أشهر، علماً أنّ الحريري كان قد جمّد تأليف الحكومة 6 أشهر الى حين معالجة عقدتي التمثيل الجنبلاطي و»القواتي» فيها، قبل ان ينتقل البحث في الاسابيع الأخيرة الى معالجة عقدة تمثيل «اللقاء التشاوري» للنواب السُنّة الستة. ولذلك، يقول المعنيون بالشأن الحكومي انّ فترة السماح المعطاة للحكومة الجديدة حتى تنجز ما ستعد به في بيانها ـ برنامجها الوزاري، لن يؤثر عليها القصف السياسي الجنبلاطي في حال استمراره، لأنّ جنبلاط قد لا يستطيع إيجاد شريك له في هذا القصف. لكنّ الرجل الذي يشعر بضغوط كثيرة تمارس عليه في هذه المرحلة، بدأ يعمل على تحصين ساحته الداخلية بشقّيها السياسي والدرزي، وكان ترؤسه قبل يومين اجتماعاً استثنائياً لـ»اللقاء الديموقراطي» وتلاوته بعده بياناً مكتوباً للمرة الاولى منذ تأسيس هذا اللقاء يتحدث فيه عن «اتفاق الطائف» وغيره، هو أوّل خطواته «التحصينية» في هذا المضمار.

 

«بروكسيل 3»... لبنان ينصاع لـ«العودة الطوعيّة»  

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 05 شباط 2019

ينتظر لبنانَ في آذار المقبل مؤتمرٌ دوليٌّ جديد، مؤتمر «بروكسيل 3» من أجل تخفيف أعباء النزوح السوري عنه، في حين أنّ الرهان على حصد مبالغ مالية كبرى من هذا المؤتمر ليس واقعياً، خصوصاً أنّ الدعم الدولي بات مشروطاً بإبقاء النازحين في دول الشتات ريثما ينضج الحلُّ السياسيُّ الشامل.

تتفاقم المخاطر التي تضرب الجسمَ اللبناني، والأخطر هو التأقلم مع ما تريده الدول الكبرى، أو بالأحرى سقوط مصطلح «العين تقاوم المخرز»، وذلك لكي لا نظلمَ السلطة اللبنانية الحاكمة التي تحاول منذ سنوات إنهاءَ أزمة النزوح التي تكاد تسبّب الإنهيار.

ومن أبرز تجلّيات «الأمر الواقع» الإقليمي والدولي هو تقبّل الحكومة اللبنانية فكرة «العودة الطوعية» للنازحين السوريين بدل العودة الفورية والآمنة. هذا الأمر يؤكّده لـ»الجمهورية» أحدُ أبرز الوزراء العاملين على خط إنعقاد مؤتمر «بروكسيل 3». والتبريرُ الرسمي لهذا الموضوع، هو أنّ التوازنات الإقليمية والدولية لا تسمح اليوم بالعودة الفورية والكاملة للنازحين، على رغم وجود مناطق آمنة في سوريا، وبالتالي لا تستطيع الدولة اللبنانية أن تحمل النازحين جميعاً وتضعهم داخل الحدود السورية، مع العلم أنّ النظام السوري يجب أن يكون في طليعة مسهّلي عودة مواطنيه الى بلداتهم ومدنهم.

وفي السياق، علمت «الجمهورية» أنّ لبنان يستكمل إعدادَ ورقته لمؤتمر «بروكسيل 3» الذي حدّده الإتحاد الأوروبي بين 12 و 14 آذار المقبل في العاصمة البلجيكية تحت عنوان «دعم مستقبل سوريا». وتهدف النسخة الثالثة من المؤتمر حسب الأوروبيين الى جمع خمسة مليارات دولار، للاستجابة لأزمات النازحين واللاجئين السوريين في بلدان اللجوء المجاوِرة، ولا سيما في لبنان وتركيا والأردن. علماً أنّ هذا المؤتمر إنطلق للمرة الأولى في ربيع 2017، ثم عُقدت الدورة الثانية منه في نيسان العامَ الماضي وجمَع المانحون 4.4 مليارات دولار.

ويذهب لبنان الى المؤتمر بعد إطلاق خطة الاستجابة للأزمة عام 2019 في السراي الحكومي الخميس الماضي، وإعلان رئيس الحكومة سعد الحريري أن لا تمويل يتعلق بالنزوح ضمن الموازنة المقبلة. ويؤكّد لبنان الرسمي أنه يراهن على هذا المؤتمر لدعم إقتصاده الذي يواجهه خطرُ الإنهيار، وستتضمّن الورقة التي سيرفعها طلب المساعدة في قطاعات التعليم والصحة والكهرباء والبنى التحتية كافة لأنّ حجم الإستهلاك من قبل النازحين كبيرٌ جداً. كذلك، سيطلب لبنان، إضافةً الى تلبية حاجات النازحين في مجالي التعليم والصحّة، دعم المجتمع المضيف، وهو أمر يجب أن تشعر به الجهاتُ المانحة، لأنّ حجمَ النزوح رفَع منسوبَ إهتراءِ البنى التحتية. وبعبارة أوضح، إنّ الوفد اللبناني المشارِك سيعيد طرح الورقة التي طرحها العام الماضي في بروكسيل مع إجراء بعض التعديلات الضرورية عليها، والتي تتضمّن متابعةً للظروف التي مرّ بها لبنان منذ العام الماضي، حيث ستكون زيادة الدعم أولوية بالنسبة للبنان، لأنّ الوضع الإقتصادي يتردّى سنة بعد سنة. ويؤكّد المسؤولون العاملون على هذه الورقة أنّ الحكومة اللبنانية ترغب بعودة النازحين اليوم قبل الغدّ، لكنّ الأجواء الإقليمية والدولية لا توحي بأنّ هذا الأمر قدّ يحصل في الوقت القريب، وهذا الأمر أُخذ العلم به من قبل الدول الكبرى، علماً أنّ المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، لا يوفّرون في أيِّ لقاء، حضّ رؤساء جمهوريات الدول الكبرى وحكوماتها على مساعدة لبنان للتخلّص من أزمة النزوح.

ويميّز العاملون على إعداد ورقة لبنان الى بروكسيل بين ضرورة المساعدة في هذه اللحظة، والمساعدة من أجل البقاء الطويل الأمد أي التوطين. ويعتبرون أنّ لبنان يستطيع أن لا يطلب شيئاً بالنسبة للنزوح مكتفياً بالمطالبة بعودتهم، لكنّ هذا الأمر قدّ يؤدّي الى انهيار الإقتصاد، فيما المنطق يقول إنه يتوجّب على لبنان طلب المساعدة من المانحين في بروكسيل، وأن يظلّ يطالب في الوقت نفسه بعودتهم لأنّ عدم الحصول على مساعدات لن يكون عاملاً مسهّلاً للعودة. ولا يبدو الرهانُ اللبناني كبيراً على قمة «هلسنكي» التي عُقدت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في تموز العامَ الماضي وعلى بقية الوعود الدولية، إذ إنّ الأجواء الدولية ما تزال سوداوية، في حين أنّ مؤتمر بروكسيل الذي يتوِّج إنصياعَ لبنان لمصطلح العودة الطوعية سيؤمّن دعماً إقتصادياً وليس سياسياً أو يبحث في سبل العودة الفوريّة، بل إنّ موقف المجتمع الدولي واضحٌ في هذا المجال، ولا يريد إجبارَ مَن لا يرغب، بالعودة الى بلاده فوراً.

 

ماذا بعد تشكيل الحكومة؟ 

روفسور جاسم عجاقة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 05 شباط 2019

تفاعلت الأسواق المالية بشكل إيجابي جداً مع إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية مُظهرة بذلك ترقّبها للخطوات التي ستأخذها الحكومة الجديدة على الصعيد الإقتصادي. وإذا كان تنفيذ مقرّرات «سيدر» هو من الأولويّات التي عبّر عنها الرئيس الحريري على أثر تشكيل الحكومة، إلّا أنّ هناك عدداً من التدابير ستكون صعبة التنفيذ في غيابِ إتفاقٍ سياسي. من البديهي القول إنّ سندات الخزينة تتأثر بالوضع السياسي أكثر من أيّ أداة مالية أخرى والسبب يعود إلى أنّ سندات الخزينة هي عبارة عن أدوات مالية تستخدمها الحكومة للإستدانة من الأسواق. وبالتالي فإنّ الوضع الحكومي يعكس بنظر المُستثمرين قدّرة الحكومة على مواجهة إستحقاقاتها المالية. والمُلاحَظ من الأحداث الأخيرة التي مرّت على الساحة السياسية أنّ سندات الخزينة بالدولار الأميركي (Eurobonds) تفاعلت بشكل سريع جداً مع تصريحات المسؤولين، حيث إنخفضت أسعار الأسهم مع تصريح وزير المال وعادت إلى الإرتفاع مع إعلان قطر شراء سندات خزينة بقيمة 500 مليار دولار أميركي. لكنّ ردّة فعل الأسواق على تشكيل الحكومة الخميس الماضي والتي تُرجمت بإرتفاع أسعار سندات الخزينة (LEBAN 7.25 03/23/2037) بقيمة 4.3 نقاط، لا تعكس فقط إعلان تشكيل الحكومة بل تحوي في طيّاتها إعترافاً ضمنيّاً من قبل الأسواق بالقدرات الكامنة في الإقتصاد اللبناني.

من هذا المُنطلق، تعقد الأسواق المالية أمالاً كبيرة على الخطوات التي ستتّخذها الحكومة في المرحلة المُقبلة على الصعيد الإقتصادي من ناحية أنّ الإقتصاد اللبناني يعيش حالة شبه ركود مع نموٍّ إقتصادي بحدود الـ 1% ومالية عامّة تعيسة تحوي عجزاً مُزمناً بأكثر من 6 مليارات دولار أميركي سنوياً. بالطبع هناك شبهُ إجماع لدى المسؤولين (وحتى الإقتصاديين) أنّ الخلاص لا يُمكن أن يأتي إلّا من باب تنفيذ مقررات «سيدر 1» والتي تحوي شقّين: إصلاحي وإستثماري.

ومن المعروف أنّ الفوائد الحالية والمُرتفعة نسبياً لا تؤمّن أجواء إستثمارية للمُستثمرين بحكم غياب القرارات الإصلاحية من قبل الحكومة. لذا تأتي إستثماراتُ «سيدر 1» لتُشكّلَ المُحرّكَ الأساسي والضروري لإقناع المُستثمرين بأنّ عائدات الإستثمار في الإقتصاد اللبناني هي أعلى من عائدات الفوائد التي تُعطيها المصارف اللبنانية على الودائع بالليرة اللبنانية والدولار الأميركي.

إذًا نرى ممّا تقدّم أنّ تحفيزَ النموّ الإقتصادي مرهون بإستثمارات في القطاع الخاص التي تنتظر إستثمارات «سيدر 1». وهذه الأخيرة مرهونة بدوّرها بالإصلاحات التي ستقوم بها الحكومة اللبنانية لخفض العجز في الموازنة وتأمين مناخ إستثماري ملائم للمرحلة المقبلة.

وهنا تظهر الإشكالية الأساسية: ما هي الإصلاحات المطلوب من الحكومة القيام بها؟ النظرة الدولية للإصلاحات هي نظرة مالية بالدرجة الأولى من ناحية تخفيض عجز الموازنة بهدف الإنتقال إلى فائض في السنوات الخمس المقبلة. وهذا الأمر يتمّ (على الأمد القصير إلى المُتوسّط) عبر ثلاثة طرق: تأمين مداخيل تُغطي الإنفاق العام، أو خفض الإنفاق إلى مستوى أقلّ من المداخيل، أو الإثنين معاً. زيادة المداخيل على الأمد القصير لن تكون سهلة وقد تلجأ الحكومة إلى فرض ضرائب جديدة على التبغ، البنزين، رسوم وغيرها. وتُشير المُعلومات المُتوافرة لدينا، أنّ هناك بحثاً بأكثر من عشرين نوعاً من الضرائب يتمّ التوافقُ عليها لتمريرها في مشروع موازنة العام 2019. وهذا الأمر إن صحّ سيخلق إمتعاضاً شعبياً لا يُمكن قياسُ حجمه بحكم أنّ ردّة فعل المواطن ستكون رهينة وضعه المالي لحظة فرض الضرائب.

خفضُ الإنفاق من جهته يعني خفض ثلاثة بنود أساسية في الموازنة: كتلة الأجور، خدمة الدين العام ودعم مؤسسة كهرباء لبنان. وهذا يعني أنّ هناك إلزامية لمحاربة الفساد والتي سبق لرئيس الجمهورية أن تحدّث عنها بقوله إنّ الأمر لم يعد يُطاق، وأعاد رئيس الوزراء الحديث عنها في خطابه بعد إعلان تشكيل الحكومة. ومع إعلان مُعظم الأحزاب السياسية نيّتها مُحاربة الفساد، نرى أنه، من باب المصداقية، لن تكون هناك مُشكلة في خفض الإنفاق من خلال رفع الغطاء عن الفاسدين في مؤسسات الدوّلة اللبنانية. وبما أنه سبق وقدّرنا حجمَ الفساد سنوياً بخمسة مليارات دولار أميركي كخسائر مباشرة على خزينة الدولة وخمسة مليارات دولار أميركي كخسائر غير مباشرة (غياب فرص إقتصادية)، من المنطقي القول إنّ محاربة الفساد وحدها ستكون كفيلة بمحو عجز الموازنة.

لكنّ التحليلَ المنطقي يقودنا إلى القول إنّ الدولة ستعمد إلى رفع الضرائب والرسوم بحجّة حاجتها الآنية للأموال وإنّ محاربة الفساد لا تُعطي مفعولاً آنيّاً. إنّ فرض الضرائب لن يمرّ مرور الكرام عند المواطن إلّا إذا كانت هناك خطوات لمكافحة الفساد تسبق فرضَ الضرائب. أما من ناحية المُجتمع الدوّلي فإنّ مصداقية الإصلاحات ستكون عبر موازنة (2019) واقعية تحوي خطواتٍ جدّية لرفع الإيرادات وخفض الإنفاق. وكلنا يتذكّر رغبة الرئيس الحريري بخفض الإنفاق في موازنة 2018 بنسبة 20% وكيف تُرجمت على الأرض بإرتفاع العجز من 4.8 مليارات د.أ متوقّعة في موازنة العام 2018 إلى أكثر من 6 مليارات د.أ فعلية في نهاية العام 2018. هذا الأمر يُظهر أهمية التعاضد الحكومي بين مكوّنات الحكومة السياسية ونيّتها الإلتزام بما تُقرّره وتصوّت عليه في المجلس النيابي.

يبقى القول إنّ هولندا أعطت درساًَ كبيراً في خفض العجز في الموازنات من خلال قرارها (في ستينات القرن الماضي) بخفض كل بنود الموازنة بنسبة مئوية مُعيّنة (1% مثلاً كافٍ للبنان) على سنوات ما سمح لها بمحو العجز. الجدير ذكره أنّ كتلة الأجور يُمكن خفضُها سنوياً بنسبة 1% عبر توظيف شخص واحد لكل ثلاثة موظفين يبلغون سنّ التقاعد. في الختام نرى في تشكيل الحكومة، تصريح رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والأحزاب السياسية كافة برغبتهم محاربة الفساد، مؤشرات تُعطي الأمل في المرحلة المُقبلة. هذه المرحلة (المنشودة) هي مرحلة خالية من العجز مع نموّ إقتصاديٍّ كافٍ لإمتصاص الدين العام وخفضه إلى ما دون الـ 100% من الناتج المحلّي الإجمالي.

 

ما هي حدود «الغضب» الأميركي؟  

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 05 شباط 2019

ينقسم المراقبون عند إجراء أي مقاربة للمواقف الأميركية مما يجري في لبنان والمنطقة وتتناقض الآراء ليس لسبب، سوى لأنّ التفسيرات التي تُعطى لها تفيض منها رائحة الرغبات والأمنيات بين موالين ومعارضين من دون تكلّف عناء البحث عن الحقائق والتعمق في ما يمكن هذه الإدارة ان تقوم به او تريده. وعليه يطرح السؤال: الى أيّ حد يمكن قياس غضب الولايات المتحدة أو رضاها على ما يجري؟ من الطبيعي ان تفسّر المواقف الأميركية بنحو متناقض عند قراءة اي حدث او موقف، فالانقسام أمر واقع وشامل بين من يرغب في انتصار استراتيجة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة والعالم وبين من يعاديها في كل الحالات والمناسبات بلا أي حرج. فلكل من الطرفين القدرة على توفير الأسباب التي تدفع الى التمسّك بمثل هذه القراءات على علّاتها الى النهايات. هذا على المستوى العريض للمواقف، لكنّ التوغل في كثير من تفاصيل الملفات الداخلية اللبنانية والإقليمية التي تتدخل فيها الإدارة الأميركية لا بد من ان تتقاطع بعض القراءات تلقائياً إذا استندت الى معلومات دقيقة حول ما تريده واشنطن من خصومها وحلفائها معاً، وما يمكن ان تصل اليه. فالبراغماتية الأميركية تؤدي الى وضع لوائح من الملاحظات والمطالب التي تقاس بما يتناسب وقدرات الجهات التي تستهدفها ومواقعها، وصولاً الى ما يمكن ان تقدمه لهذه الاستراتيجية.

وقرأت مراجع ديبلوماسية المقاربة الجامعة للمواقف الأميركية تجاه لبنان والمنطقة من ابواب عدة، وأبرزها ما عبّر عنه الموفدون الاميركيون الديبلوماسيون والعسكريون والماليون الى بيروت في الأيام المنصرمة، والتي تركزت على عنوانين كبيرين وأساسيين:

- مواجهة الإرهاب بكل أشكاله المتمثلة بمنظمات ومجموعات متعددة الإنتماءات السياسية في المنطقة ممّن تساندهم إيران كـ»حزب الله»، وكذلك الذين يحاربونها في آن كـ»داعش»، وهو ما يترجم بالمنطق الأميركي الشامل الإرهاب «الشيعي» و»السني» وضرورة تجفيف مصادر تمويله.

- الإصرار على ضرورة ان يكون القطاع المصرفي يقظاً باتخاذ كل الإجراءات الإدارية والمالية لمنع الإرهابيين ومُمتهني تبييض الأموال

وشخصيات ومنظمات على حدّ سواء من استغلال هذا النظام واستخدامه، وهو أمر يلتزمه لبنان الى حدود قصوى. وانطلاقاً من هذين العنوانين، فإنّ المقاربة الموحدة للموقف الأميركي تستدعي الإشارة الى أنّ جميع الموفدين الأميركيين لم يتناولوا في محادثاتهم اللبنانية اي إشارة الى «حزب الله» مباشرة نتيجة فهمهم العميق للواقع اللبناني. لكن، وعلى رغم هذا الغموض في الموقف الأميركي، فإنّ مجرد الحديث عن التزام لبنان العقوبات المالية التي طاوَلت المسؤولين في «الحزب» ومناصريه من شخصيات وشركات، توحي أنّ المسؤولين اللبنانيين فهموا الرسالة. وثمّة من يقول انّ تولّي «الحزب» وزارة الصحة جاء من ضمن تفاهم غير مُعلن، يقضي بأن يكون ممثّل «الحزب» من غير المنتمين الى صفوفه وهو إلتُزِم به في التشكيلة الوزارية النهائية، فعُيّن الدكتور جميل جبق بدلاً من الدكتور جمال الطقش أحد مسؤولي الحزب في البقاع الشمالي. ولذلك، بَدا واضحاً انّ الحزب فهم الرسالة. وشرع الوزير الجديد منذ تعيينه في التأكيد أنه لم يَنتم في حياته الى أي تنظيم، وأنه ملتزم كل القوانين التي تحكم عمل الوزارة، خصوصاً لجهة استيراد الأدوية الإيرانية التي شملتها العقوبات، فهي لا تجيز تسديد ثمنها بالقنوات المصرفية الدولية. وكذلك ظهر انّ رئيس الحكومة سعد الحريري ومنذ تكليفه لم يتحدث يوماً عن حقيبة وزارة الصحة فصمتَ حتى تأليف الحكومة، وقال علناً قبل ايام انه لم يكن محرجاً تجاه هذه الخطوة. فلماذا يسعى البعض الى تحميلها ما لا تحمل؟ وأمام كل هذه الملاحظات تقف الإدارة الأميركية عاجزة عن التعبير علناً عن غضبها، فهي والى جانب دعمها المستمر للجيش والقوى العسكرية والأمنية تدرك انّ لبنان لم ولن يخرج عن التزامه الصارم بالقوانين الهادفة الى مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادره وتبييض الأموال، فيما ترى نفسها مضطرة الى مواجهة حلفائها من الدول الكبرى التي ترفض العقوبات على ايران، وهنا تكمن أهمية البحث عن حجم الغضب الأميركي على لبنان الذي لا يُقاس بحجم غضبها على غيره من دول العالم.

 

ماذا بعد ذيول القمّة.. وتأليف الحكومة؟

ريمون شاكر/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 05 شباط 2019

بغضّ النظر عن مستوى الـحضور، إنتهت أعمال القمّة الإقتصادية التنموية «على سلامِة». جـميع الوفود العربية (ما عدا الوفد الليبـي)، حضرت وغادرت من دون أن تـحصل «ضربة كفّ». لقد سُـمح لكل الوفود بدخول الأراضي اللبنانية، والـحصول على تأشيـرات الأمن العام. نأت الـميليشيات بنفسها ووقفت على الـحياد. لـم تُقطَع طريق الـمطار بالإطارات الـمشتعلة ولـم تنتشر «القمصان السود» ولا الدراجات النارية، وبقيت أعلام الدول الـمشارِكة ترفرف على الساريات. إنه إنـجاز تاريـخي يُسجَّل فـي سجلّات الدولة السيّدة على أرضها بأحرف من ذهب. فبعد الذي حصل فـي «الـجاهلية»، وما حصل للليـبـيّــيـن وعلم بلادهم، يـجعلنا نشكر الرب على نعمة السلامة للقمّة والـمشاركيـن فيها. على رغم الـمقاطعة العربية الـمقصودة والـتمثيل الـمتواضع، وعلى رغم عدم تبنّـي القمّة مبادرة رئيس الـجمهورية لإنشاء مصرف عربـي لإعادة الإعمار والقيام بـمشاريع تنموية، فقد نـجح لبنان فـي تنظيم القمّة وفـي خرق الـمقاطعة بـحضور أميـر قطر واكتـتاب بلاده بــ 500 مليون دولار فـي السندات السيادية للبنان من أجل دعم إقتصاده. غيـر أنّ الفرحة لـم تكتمل، إذ نغّصها إعلان «موديز» تعديل النظرة الـمستقبلية لتصنيف لبنان إلى سلبية، وتـخفيض تصنيفه من B3 إلى Caa1، فـي ظلّ إزدياد مـخاطر السيولة والإستقرار الـمالـي، وفـي غياب أيّ بوادر فعليّة لدخول الإصلاحات التـي تعهّد بـها لبنان فـي مؤتـمر «سيدر» حيّز التنفيذ مع غياب الـحكومة. هل يـحقّ لنا أن نلوم وكالتـي «موديز» و»فـيـتـش» على تعديل نظرتـهما الـمستقبلية لتصنيف لبنان الإئتمانـي من مستقرّ إلى سلبـيّ بعدما أضعنا كل الفرص وأقفلنا الأبواب أمام كل الـحلول ورقصنا على حافة الـهاوية تسعة أشهر، وأهـملنا إصلاحات برنامـج «سيدر» وما يـمكن أن يؤمّن من تدفّقات مالية واستـثمارات جديدة وتـحفيز للإقتصاد؟ وهل يـحق لنا أن نلوم ونعتب على القادة العرب إن لـم يلبّوا الدعوة ويـحضروا بأنفسهم إلى القمّة العربية التنموية الإقتصادية بعدما «نشرنا غسيلنا» على كل السطوح، وبعدما ربط الثنائي الشيعي وحلفاء النظام السوري إنعقاد القمة بـمشاركة سوريا ؟ ألا يعنـي هذا الربط، بنظر الرؤساء والـملوك، أنّ «الثنائي» كان على إستعداد لتعطيل القمّة إذا لـم تُدعَ دمشق؟

وهل نلوم القادة العرب على غيابـهم، بعدما حوّلنا منبـر القمّة التنموية منصّة دعائية لإعادة نظام بشار الأسد إلى الـجامعة العربية، وحسَم لبنان موقعه فـي الصراع الإقليمـي، منهياً سياسة النأي بالنفس التـي إعتمدها بيان حكومته بعد إستقالة الـحريري؟ وكيف نقرأ كلام الوزير باسيل «لا يـمكن أن تكون هذه العلاقات (السورية) موضع مزايدة داخلية يستـخدمها طرفٌ ما يريد أن يُـحسّن علاقته الـخاصة بسوريا فيزايد على حساب لبنان»؟ إنّ خلافات الـمسؤوليـن وانقساماتـهم العميقة والتناقضات السياسية اللبنانية حيال موضوع عودة سوريا إلى الـجامعة العربية تداخلت مع أعمال القمّة، فأفشلت الكثـيـر من الإيـجابيات التـي كانت متوقّعة منها. إلى متـى سيبقى لبنان يعيش فـي دوامة النزاعات والـخلافات الداخلية، ورهينة الصراعات الإقليمية والدولية؟ وماذا سيحصل بعد مؤتـمر وارسو الشهر الـمقبل الذي دعت إليه الولايات الـمتحدة الأميـركية، والـمخصّص للبحث بـمواجهة «إيران الإرهابية»؟ بلا ريب، لبنان لن يـحضر هذه القمّة، ولكن يبدو أنّ هناك إجـماعاً دولياً، كما حصل فـي مواجهة «داعش»، بالتصدّي للتوسّع الإيرانـي وضرب أذرعته الـمسلّحة فـي الإقليم.  الـمنطقة تغلي على صفيح ساخن، والغارات الـجوية والصاروخية الإسرائيلية تزداد وتيـرتـها يوماً بعد يوم على مواقع قرب دمشق تابعة لإيران و»حزب الله»، بـمباركة أميـركية و»قبّة باط» روسية، إذ لا يـمكن أن تـحصل هكذا إعتداءات إلّا فـي سياق توافق دولـي، ما يـجعل إمكانية إندلاع حرب بيـن إسرائيل وإيران متوقّعة فـي أيّ وقت. فـي خضمّ هذه «الـمعمعة»، وقبل هبوب العاصفة، ما هو الـمطلوب من لبنان ؟ إذا طلبنا وقوفه على الـحياد، نكون غيـر واقعيّـيـن، لأنّ قرار الـحياد ليس فـي يده، ولأنّ «حزب الله» منـخرط حتـى العظم فـي الـمشكلة الإقليمية الكبـرى. كلّ ما يـمكن أن نطلبه، بعدما وُلدت الـحكومة بعملية قيصرية قبل أن تستهلك الشهر التاسع بكامله من تاريخ التكليف، هو الإسراع بوضع بيان وزاري يـخرج عن رتابة التوافقات اللفظية الفارغة، ويـحدّد بوضوح الأولويات التـي يـجب أن تنطلق منها الـحكومة، بدءاً بـمعالـجة قطاع الكهرباء الذي يستنزف الـجزء الأكبـر من موارد الدولة، والذي يُعتبـر الـمُسبّب الرئيسي للعجز فـي الـموازنة وفـي إرتفاع الدين العام إلى 85 مليار دولار. والـمباشرة فوراً بورشة النهوض الإقتصادي والإصلاح الـمالـي اللذين تعهّد بـهما لبنان فـي مؤتـمر «سيدر»، وخوض معركة مكافحة الفساد بـجرأة وتـجرّد، وذلك بإنشاء مـحكمة خاصة لـمكافحة الفاسديـن الذيـن نـهبوا أموال الدولة، وتطبيق قانون «من أين لك هذا» ؟ قبل إنـهيار الـهيكل على رؤوس الـجميع. يقول إدوارد سنودن: «لن تكون هناك ثقة فـي الـحكومة إذا تـمّ إستـثـناء أعلى الـمناصب من التدقيق.. يـجب أن يكونوا مثالاً للشفافية».

 

عون ــ الحريري: حكومة التخلّص من الأحمال الثقيلة

 نقولا ناصيف/الأخبار/الثلاثاء 5 شباط 2019

قد تكون الحكومة الجديدة، بإضعاف أحجام كبيرة، والثلث +1، وتداعيات الخلافات التي نجمت عنها، ونبرة المواجهة التي يظهر فيها رئيسها، افضل تعبير متأخر عما رامه رئيس الجمهورية على اثر اعلان مراسيم حكومته الاولى في كانون الاول 2016

على اثر تأليف حكومة 2016، قال رئيس الجمهورية ميشال عون - وهو يضع لها مهمة محددة - انها حكومة الانتخابات النيابية فحسب، الا انها استمرت سنتين و12 يوماً. لم يعدّها يوماً حكومته الاولى، رغم انصرام اكثر من ثلث الولاية معها. على صورة التسوية الرئاسية عامذاك، بغية اختبار تعاون رئيسي الجمهورية والحكومة والتحقق من جدية الرهان على تعهّدات احدهما للآخر، بدا افرقاء الحكومة الاولى غداة تأليفها فريقاً واحداً: الذين انتخبوا عون، والذين ارغموا ذواتهم على الاقتراع له، والذين عارضوه. بيد انهم ليسوا شركاء في التسوية تلك، ولا على قدم المساواة بازائها.

تدريجاً، منذ صدور مراسيمها، ترسل الحكومة الثانية قبل ان ينقضي اسبوع على تأليفها، اشارات صريحة الى انها الحكومة الاولى.

بعض تلك الاشارات:

1 - تأكيدها ان التسوية الرئاسية المبرمة عام 2016 ليست مستمرة النفاذ فحسب، بل انتقلت الى مرحلتها الثانية بعدما تخلّصت - او تكاد - من بعض اثقال المرحلة الاولى. مفارقة انزال الاثقال تلك عن الاكتاف ان الفريقين المؤسسين لتسوية 2016، الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، تخلّص كل منهما من حليف كان يتكىء عليه، ويعوّل - وإن في الظاهر - على تحالفه معه: اضعف رئيس الجمهورية حليفه سمير جعجع كي ينزع عنه فكرة الشراكة المتكافئة في السلطة، فأضحى تمثيل حزب جعجع في الحكومة اربع حقائب نصفها حقائب دولة، واحدى هاتين نيابة رئاسة الحكومة التي لا تغني ولا تسمن ما لم تكن في ظل رئيس الجمهورية، في مقابل حصة الفريق المسيحي الآخر 11 وزيراً.

ليس اجراءً معتاداً ومألوفاً، وربما ليس طبيعياً، ان يضم الثلث+1 - في ظل حرارة التحالف بين الحريري وباسيل - وزيراً سنّياً مناوئاً لرئيس الحكومة، زائداً وزيراً درزياً مناوئاً للنائب السابق وليد جنبلاط. الاول اصر عليه حزب الله، والثاني تمسك به رئيس الجمهورية. كلاهما حليفان للحزب وصوتان اضافيان له، وخصمان للحريري الذي يعرف ايضاً ان التوصل الى تفاهم على توزيرهما كلّفه ستة من الاشهر الثمانية للتكليف.

بدوره رئيس الحكومة اضعف حليفه جنبلاط الذي كان تخلى لرئيس الجمهورية عن المقعد الدرزي الثالث. لم يشأ الحريري الانخراط في المواجهة مع جنبلاط سوى في الساعات القليلة التي سبقت صدور مراسيم الحكومة. الا ان ردود فعله المتصلبة اللاحقة بدءاً بدعوة مَن يناوئه - كجنبلاط - الى التنحي، دليل اضافي على ان لا حاجة للحريري بعد اليوم الى حلفاء الامس، وان في وسعه قيادة قطار لا يصعد فيه الزعيم الدرزي. ليست المرة الاولى يختلفان، الا انها المرة الاولى يتحدثان بمفردات لا تخفي فكرة الطلاق وسهولة استغناء احدهما عن الآخر.

2 - لم تبصر النور سوى الحكومة التي يريدها رئيس الجمهورية بالمواصفات والاحجام التي حددها لها منذ اليوم الاول للتكليف، ثم مع اصداره في ايلول الفائت بيان معاييره تأليفها، رافضاً اولى مسودات الرئيس المكلف آنذاك. ما دام الوزير جبران باسيل هو المفاوض الرئيسي لرئيس الجمهورية، فإن كل ما اشترطه تحقق كالثلث +1 وحصة رئيس الجمهورية وتقليص حصة القوات اللبنانية وانتزاع الحقائب منها بالتقسيط وكذلك منع جنبلاط من الحصول على المقعد الدرزي الثالث. شروط سمعها كثيرون من زوار الرئيس قبل ان يتولى باسيل فرضها في مرسوم التأليف بتفاهم صريح مع الحريري.

عون والحريري ينتقلان بتسوية 2016 إلى مرحلتها الثانية

مغزى ذلك ان ما اشترطه جنبلاط وجعجع للمشاركة في الحكومة لم يتحقق تماماً. لم يغامرا كثيراً بالتهويل بعدم الانضمام اليها، وليسا في وارد تركها في اي وقت. الاكثر ايلاماً انهما لم يعثرا في الشهرين الاخيرين للتكليف وصولاً الى الساعات الاخيرة على حليفهما التقليدي الحريري الى جانبهما.

3 - تدريجاً يتحوّل جنبلاط، وبدرجة اقل بكثير جعجع، من لاعب لا غنى عنه وقادر على قلب التوازنات الداخلية والتأثير فيها، على غرار الدور الذي اضطلع به ابان ولاية الرئيس ميشال سليمان، الى احد المكونات العادية في السلطة، شأن افرقاء آخرين غير مقررين. ليس في قلب دائرة القرار، ولا يسأل رأيه، ويُدعى فقط الى تلقف الصدمات.

4 - استكمالاً لمقتضيات التسوية الرئاسية ونتائجها الحتمية، اذ حملت باسيل داخل حزبه على ابعاد معظم مناوئيه واقصائهم، لم يكتفِ الحريري باعادة النظر في تحالفات متينة كان قد ارساها منذ عام 2005، وخصوصاً مع جنبلاط رأس حربة المرحلة تلك، بل انقلب على الذات ايضاً واخرج من حوله، في الانتخابات النيابية ثم الآن في الحكومة الحالية، طاقم والده الرئيس رفيق الحريري الذي احاط به لسنوات، كالرئيس فؤاد السنيورة والوزير السابق نهاد المشنوق، بعدما كان ابعد بنفسه فريقاً من مستشاريه هو بالذات بعد محنة الرياض في تشرين الثاني 2017.

يتصرّف رئيس الحكومة كأن زمن رجالات والده ولى، وكذلك سياساتهم وحججهم، وهو يحتاج في مرحلة تحالفه مع رئيس الجمهورية الى آخرين يشجعونه على المضي في خطته، ويبرّرون تحالفه مع باسيل، الجسر المأمون الذي يصله بحزب الله من دون ان يعبر عليه بالضرورة. ليس غريباً ايضاً ان الحريري الذي حمل منذ التكليف سلة فيتوات، راح تدريجاً يفرغها واحداً بعد آخر الى ان انتهى به المطاف الى آخر مناوراته المتعثرة، عندما رفض توزير النواب السنّة الستة قبل ان يسلّم بتخليه عن هذا الشرط وتوقيعه توزير ابن احد ألد خصومه في البقاع الغربي.

 

جمهورية «حزب الله»

نديم قطيش/الشرق الأوسط/05 شباط/19

لا داعي لأن تتوتر واشنطن بشأن تسلم «حزب الله» وزارة الصحة في الحكومة اللبنانية الجديدة. فالارتقاء بمستوى تمثيل «حزب الله» الوزاري، وتسلمه وزارة مهمة، تتمتع بموازنة كبيرة، ودعم أميركي، وبتأثير حيوي على كل الناس، أو دخوله إلى الحكومة لأول مرة بثلاثة وزراء بدل وزيرين كما جرت العادة، لا يعني الكثير. فليس لقلة الحيلة أو النفوذ، اكتفى «حزب الله» قبلاً بأن يقتصر تمثيله على وزارتين قلّما ارتقتا إلى مستوى وزارة الصحة. وليس لتطور كبير طرأ على قوته ونفوذه يفوز اليوم بما فاز به.

الحقيقة أن الحكومة اللبنانية ما وُلدت إلا حين قرر «حزب الله» أن أوان ولادتها قد حان. فوجه ما يلزم من رسائل إلى حليفه وزير الخارجية جبران باسيل، بأن يُسقط أوهامه حول الحصة الوزارية التي يراها مستحقة له ولحزبه ولرئيس الجمهورية، ودفع بالتسويف والمماطلة رئيس الحكومة سعد الحريري، إلى الليونة، بعد طول ممانعة، حيال تمثيل وزير سني مقرب من «حزب الله». بهذا المعنى، تعكس تركيبة الحكومة التوازن الحقيقي للقوة في الحياة السياسية والوطنية اللبنانية، وما الملاحظات على هذا الاسم أو ذاك إلا مما يزجي اللبنانيون به الوقت. إنه توازن لا يحتاج إثباته إلى حصول «حزب الله» على ما حصل عليه من وزارات، وهو الممسك بالقرار السياسي والاستراتيجي للدولة اللبنانية، لا بقرار وزارة ذهبت إلى وزير من حصته. يمكن للمرء أن يعزّي النفس بأن العنوان الاقتصادي الغالب على خطاب رئيس الحكومة، ينطوي في مكانٍ ما على إعادة إنتاج للعبة القديمة بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبين «حزب الله»، أي أن يكون الاقتصاد والإعمار مع ما يعنيه في السياسة والاجتماع والعلاقات بيد الأول، وتكون المقاومة بما تعنيه من خيارات سياسية وإقليمية بيد الثاني، ثم يتعايشان في كنف شراكة سياسية ما.

غير أن هذا مما يندرج في خانة الأماني أكثر منه في خانة الوقائع. فالتوازن الذي جرت في ظله الشراكة بين رفيق الحريري و«حزب الله»، كان مسنوداً بتفاهمات إقليمية كبرى، وما كانت إيران بهذا التحفز الإمبراطوري الذي صارته بعد حربي أفغانستان والعراق، ومشاركتها الحاسمة في الحربين إلى جانب المحافظين الجدد في واشنطن. لبنان اليوم فاقد لهذا التوازن ولا يتكئ إلا على ما تجود به واشنطن من محاولات تعديل موازين، أغلبها عبر عقوبات اقتصادية ومالية قاسية تهدد لبنان برمته بقدر ما تهدد «حزب الله» ومصالحه. أما «حزب الله» فما عاد زاهداً باللعبة الداخلية، وبات يخالط خطابَه الاستراتيجي والأمني والعسكري، خطابٌ آخر حول القضايا الداخلية وإدارة الدولة والاقتصاد ومحاربة الفساد، وغيرها من العناوين التي تنمّ عند دور داخلي يتهيأ له «حزب الله».

من هنا لا تبدو ثنائية الإعمار والمقاومة قابلة لإعادة الإحياء، ولا يبدو قابلاً لها أيضاً الاقتصاد ككناية عن المقاومة السياسية المضمرة، كما فهمه رفيق الحريري في وجه الوصاية السورية يومها. فقد أراد الحريري الأب من الاقتصاد أن ينوب عن السياسة في مواجهة الهيمنة السورية، عبر إعادة وضع لبنان على خريطة الحداثة في المنطقة راجياً أن يأكل ذلك بالضرورة من هيمنة نظام الأسد عليه. اقتصاد اليوم لا يعدو كونه محاولات متعبة لحماية ما بين أيدينا من الانهيار التام، ويفهمه البعض على أنه وعد بمصالح مالية كبرى لا سيما في ملف النفط وما يتفرع عنه من خدمات، في المقبل من السنين، رغم أن ذلك دونه شروط كثيرة وكبيرة!

والحقيقة أن لا شيء يسرّ «حزب الله» مثل هذه الرهانات، لا سيما حين تعني في السياسة التسليم بأنْ لا طاقة على مواجهته وتلزيم هذه المواجهة للخصوم الدوليين والإقليميين، حتى إذا شاء ربك أمراً كان مقضياً. ففي نعيم الهدوء الذي يفرزه التسليم بعدم القدرة على المواجهة، والقبول بشروط «حزب الله» كقدرٍ لا يُردّ، يلعب «حزب الله» على تناقضات الجميع وشهواتهم، ماضياً في مشروعه الخارجي والداخلي. في إطلالته الأخيرة تحدث حسن نصر الله عن الطائف من باب طمأنة الشركاء في الوطن، وهي طمأنة لزوم ما لا يلزم. فالجميع يعلم أن الممارسة السياسية منذ اتفاق الدوحة عام 2008 أدخلت تعديلات عملانية على «الطائف» مع المحافظة على نصوصه، ليس آخرها ما ابتُكر حول آلية تشكيل الحكومة. الجديد أن «حزب الله» وجد ضالته في الوزير المسيحي جبران باسيل، الذي يوسّع كل يوم الثقوب في ثوب «الطائف»، من دون أن يرفع حدة التوتر السني الشيعي، الذي سيُثار لو أن «حزب الله» مارس ما يمارسه باسيل من تعالٍ على قواعد الشراكة الوطنية. عقد باسيل مؤتمراً صحافياً في أعقاب تشكيل الحكومة، تحدث خلاله كرأس للسلطة التنفيذية في نظام رئاسي لا كرئيس حزب مشارك في ائتلاف. تعمّد أن يتحدث عن محاسبة الوزراء وأن يبدو كمن يرسم خريطة البيان الوزاري ومشروع الحكومة للسنوات المقبلة، متجاوزاً بشكل مهين كل قواعد الشراكة السياسية وفق النظام العام. «حزب الله» متمسك بـ«الطائف» ويرتاح إلى رؤية غيره يمعن في تمزيقه.

 

الحكومة اللبنانية… “قشعونا وما قشعناهم”

أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/05 شباط/19

 بمناسبة تشكيل الحكومة اللبنانية التي طالت ولادتها، رغم أنها لم تأت بجديد لجهة التمثيل السياسي، تحضرني طرفة يرويها أحد الأصدقاء اللبنانيين عن حادثة وقعت في القرن التاسع عشر حين كان الصراع المسلح بين سكان جبل لبنان على أشده، وما عرف لاحقا بـ “حرب الكلة” (التيلة باللهجة الكويتية).

يقول: “هجمت مجموعة من المسلحين على أحد مراكز المدافعين عن قرية جبلية، واستولت عليه، وهرب أحدهم، ولما سئل عن سبب عدم التصدي للمهاجمين، قال: “ما قشعناهم، لأنهم هجموا بالليل”، فقيل له: أيضا كرروا الهجوم بالنهار؟ فقال: “هم قشعونا”!

والقصد التبرير غير المنطقي لعدم القدرة على التصدي للمهاجمين، وهذا ينطبق على الحكومة اللبنانية التي تعلن أنها ستحارب الإرهاب، وهي تضم وزراء لجماعة مدرجة على قائمة الإرهاب دوليا وعربيا، وتتغاضى عن نظام مالي خارج النظام المالي للدولة والعالم، أي حركة أموال “حزب الله” وتهريبه المخدرات وغسل الأموال. لدى الحزب جيش مسلح، ويحتكر قرار الحرب والسلم، وفي المقابل تسعى الحكومات اللبنانية منذ عام 2000 إلى تعزيز دور الجيش اللبناني الممنوع عليه أن يتصدى لسلطة الأمر الواقع التي يمارسها الحزب في مناطق سيطرته، وإذا طرح المجتمع الدولي هذه القضايا على بساط البحث مع المسؤولين كان جوابهم: “ما قشعناهم” ( لم نرهم)، وإذا حوصروا قالوا: “هم قشعونا”، بمعنى سبقونا.

في الحكومة الجديدة، جدد “حزب الله” إمساكه بقرار الدولة من خلال ما يسمى لبنانيا “الثلث المعطل”، وهو من البدع السياسية التي لم يسبق لدولة في العالم ان شهدتها، لكن هذه المرة عبر حليفيه “التيار الوطني الحر” ورئيس الجمهورية، فيما تنكر بقية الطبقة السياسية ذلك، وتعلل الأمر بالحصص وفقا للتمثيل النيابي الذي انتهت إليه الانتخابات الأخيرة. هذا الأمر ينطبق أيضا على التخرصات التي يبتدعها حسن نصرالله في كل إطلالة تلفزيونية، سواء أكان لجهة الوضع الداخلي، وتنصله من التحكم بقرار الدولة، على مبدأ “قشعونا وما قشعناهم”. أو في ما يتعلق بتهديداته لإسرائيل والسعي الدائم لتوريط لبنان في حرب بالوكالة عن ايران. وبين الحين والآخر يخرج علينا قادة نظام الملالي في طهران بشعارات تحت عنوان تحرير فلسطين، والصلاة في بيت المقدس، بينما منذ أربعين عاما، حين أعلن الخميني في أولى خطبه بطهران شعاره الشهير عن فلسطين، لم تخض ايران حربا مباشرة مع إسرائيل، وتتراشقان بالتهديدات من خلف البحار، فيما الأولى تدفع الأموال لميليشيا نصرالله، و “حماس” في غزة لتحاربا نيابة عنها، أو بالأحرى تستدرجان العدوان على لبنان وغزة تلبية لرغباتها، ولتصوير خامنئي كأنه صلاح الدين الذي يسعى إلى تحرير بيت المقدس. هذه الصورة الهزلية التي يعيش اللبنانيون في إطارها منذ توقف الحرب الأهلية في عام 1992 هي التي جعلت لبنان دولة منبوذة من المجتمع الدولي، ومع الحكومة الأخيرة التي هي حكومة إيرانية، بكل ما للكلمة من معنى، فإن النبذ الدولي للبنان سيتسع، فلا مساعدات لعلاج أزمته الاقتصادية الخانقة، إضافة إلى الانكفاء الخليجي عنه، رسميا وشعبيا، طالما أن سياسة “قشعونا وما قعشناهم” هي التي تتحكم بالقرار اللبناني.

 

«ثورة إيران»: 40 عاماً من الإرهاب

عقل العقل/الحياة/05 شباط/19

تحتفل إيران هذه الأيام بمرور 40 عاماً على ثورة الملالي بوصول الخميني بطائرته قادماً من منفاه في باريس. من يتذكر تلك اللحظات التاريخية والملايين المستقبلة له في المطار في ذلك اليوم لا يشك أنها كانت لحظة خلاص للشعب الإيراني من الظلم والقهر، لكن هل كانت هي بالفعل كذلك؟ الشعب الإيراني ودول الجوار خُدع بتلك الشعارات والوعود التي أسس لها رجال الدين ومعهم البازار، والتي تتلخص في نصرة المظلومين والعدل والحرية. نعم، هذه شعارات براقة وخادعة وأثبت الواقع أنها كاذبة من وصول الملالي للحكم هناك في 1979.

الشعوب في منطقتنا تنجرف مع التغيير الذي قد يصل إلى حد العنف، اعتقاداً بالخلاص والانعتاق، والتجارب أثبتت فشل ذلك، فالعواطف والشعارات كما يقال «لا تؤكل خبزاً أو تبني مدرسة»، إيران ما قبل الثورة الخمينية هي بالأكيد لم تكن جنة وشهدت قلاقل وظلماً اجتماعياً مهّد الطريق لرجال الدين لاستغلال تلك الظروف والأوضاع لتصوير أنفسهم أنهم هم المخلّص للشعب الإيراني، رجال الدين وفي كل دول العالم هم خطر على السياسة والشعوب، إن حكموا فهم يصلون إلى مرحلة يعتقدون أن من يخالفهم هو ضد الله وكافر ويدعون عدم تقديس الفرد الحاكم، وها نحن نشاهد حالة من التقديس والخلط بين الرجل السياسي المعمم وبين الدين نفسه.

رجال ثورة الملالي كانوا بارعين في تسويق خطابهم السياسي بالداخل وفي المنطقة بأنهم يقفون مع الشعوب وقضاياه العادلة، والحقيقة أن النظام الإيراني يفعل كل شيء إلا نصرة قضايا الشعوب العربية والإسلامية، هو في صميمه نظام توسّعي مبني على مشروع قومي أداته الدين يدغدغ فيه المشاعر للبسطاء والسذج منذ أول يوم له في الحكم، وهذا يفسّر خطابه المناصر للقضية الفلسطينية، وهذا خطاب إعلامي فقط، أما على أرض الواقع فإن إيران أنشأت ودعمت التنظيمات الإسلامية الفلسطينية التي تدين بالولاء لإيران وليس لشعبها وقضيتها الوطنية الفلسطينية، فنحن نشهد الانقسام الفلسطيني الآن من قبل التنظيمات الإسلامية الفلسطينية التابعة لإيران ضد الحركات الوطنية التاريخية الفلسطينية، وكيف تحولت قضية غزة إلى قضية أهم من أصل القضية الفلسطينية وحقوق شعبها منذ الأيام الأولى للثورة الإيرانية، الكل يتذكر كيف تخلص الملالي من جميع التيارات الوطنية الإيرانية التي أسهمت وناضلت بالثورة ومنها حزب «توده» الشيوعي الإيراني، وكيف تخلصوا من قدرات عسكرية في مؤسسات الجيش الإيراني. لقد لعب النظام الإيراني على وتر الأقليات والمرجعيات المذهبية في كسب الولاء للأقليات في منطقتنا العربية، وبدأنا نسمع بمفهوم تصدير الثورة الإيرانية والذي لا يزال حاضراً في سياسة النظام الإيراني حتى اليوم. لا أدّعي أن دول الجوار هي جنات من الديموقراطية والحرية، ولكن إيران بعد 40 عاماً هل أصبحت كذلك؟

أعتقد أننا في العالم العربي أخطأنا منذ البداية في تحديد العدو والخطر القادم علينا من الشرق، فالشعب الإيراني هو ضحية ومسلوب الإرادة، وها هو اليوم يعاني من قضايا اقتصادية واجتماعية خطرة، ويخرج في احتجاجات ضد النظام تقابل بالقمع والبطش، ومن يقرأ أو يشاهد أفلاماً وثائقية عما يحدث في المعتقلات الإيرانية لا يصدق أن هذا يجري في دولة تدّعي نصرة المظلومين في العالم، كم سوقت إيران ونجحت، وللأسف تعتقد بعض النخب العربية بأنها نظام ديموقراطي يجري فيه انتخابات وتغيير رؤساء وبرلمان، ولكنها في الحقيقة لا تخرج عن خط ديني واحد متفق مع شمولية فكر الخميني والمتجسدة في نظام ولاية الفقيه، كم كان تناقض النظام الإيراني واضحاً في ما يدّعيه، خاصة في «هبة» ما يسمى بالربيع العربي، فقد ادعى وقفته مع شعوب تلك الدول وناصرها سياسياً وإعلامياً، ولكن عندما اندلعت الثورة الشعبية في سورية انكشف زيفه وكذبه ووقف إلى جانب الجلاد وشارك في قتل الضحية، وللأسف ما زال البعض يراه مناصراً لقضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

 

تحريض الدوحة ضد زيارة البابا

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/05 شباط/19

الحملة الإعلامية التي تشنها حكومة الدوحة على الإمارات، لأنها استضافت البابا فرنسيس، تعكس فكراً مشوهاً، وأخلاقاً متدنية، وتكرر تاريخاً طويلاً لها في تسويق الفوضى والتحريض الديني، مستمرة فيه منذ عام 1996 وإلى اليوم.

زيارة البابا تجيء في إطار برنامج سياسي وأخلاقي، هدفه تعميم مفهوم التسامح وإنهاء التوترات بين أتباع الديانات، وعزل المتطرفين على الجانبين عن الساحة. هذا المشروع الدولي الواسع يهتم بتنظيف البيئة السياسية والثقافية والروحية مما لحق بها من تشويهات متعمدة، أدت إلى اضطرابات خطيرة في أنحاء العالم. ومن بين الوسائل التي ساهمت في زرع الكراهية وسائل إعلام قطر ومنابرها الثقافية، برعاية الحكومة التي تملكها كلها. زرعوا الإرهاب فكراً عبر الإعلام، وكان تسويق أسامة بن لادن وبقية المتطرفين والإرهابيين من أتباعه، قد جرى حصراً على وسائل إعلام قطر في منتصف التسعينات، واستمرت سنوات مستغلة التهاون والجهل، حتى انتشر التطرف والعنف بصورة سريعة وخطيرة. وكانت ذروة الإرهاب ولحظته الفاصلة في هجمات نيويورك، حينها بدأ العالم يبحث في كيفية محاصرة الفكر، وليس الاكتفاء بمهمة الأجهزة الأمنية في القضاء على التنظيمات الإرهابية.

لا يجهل أحد اليوم ما تسببت به وسائل إعلام قطر في نشرها فكر العنف والتطرف في أنحاء العالم على مدى عشرين عاماً، ولا تزال تفعل إلى اليوم بكل أسف. وعندما يحرض الإعلام نفسه ضد زيارة شخصية دينية كبيرة، مثل البابا فرنسيس، فإنه سبق وفعل الشيء نفسه ضد شيخ الأزهر، وضد مفتي المملكة العربية السعودية. نحن نشهد جهداً كبيراً في نشر خطاب ديني معتدل، وتجسير العلاقة بين المراجع الدينية. وقد تضمنت المساعي الإسلامية والمسيحية إشراك قيادات المجتمع الروحية، وإدارة أفكار خلاقة، مثل إشاعة مفهوم التسامح، وإيصال الرسائل المشتركة للمجتمعات، واحترام حقوق العبادة، ونبذ التطرف والمتطرفين.

وزيارة البابا فرنسيس للإمارات، هي الأولى في المستوى والرمزية في منطقة الخليج، وزيارته للإمارات (بلدٌ كل مواطنيه تقريباً مسلمون)، تتم في إطار بعث الرسالة المشتركة بالتعايش، للمسيحيين والمسلمين في أنحاء العالم؛ لا الإمارات أو الخليج فقط. وسبق لعدد من قادة العالم الإسلامي، دينيين وسياسيين، أن زاروا روما، والتقوا بالبابا، وعقدوا لقاءات في إطار التنسيق والتثقيف في موضوعات التسامح والتعايش والاحترام المتبادل. ومن خلال متابعة نشاطاتها، نلمس كيف حققت هذه الجهود الجماعية كثيراً من التغيير؛ حيث تقلص خطاب الكراهية، وتم تجريم التحريض في تشريعات كثير من الدول، وضمنها دول منطقتنا.

وقد يسوِّق البعض لتصرفات الدوحة، مبرراً بأنها لا تخرج عن إطار الخلاف السياسي الذي يشمل الإعلام أيضاً، وهو تبرير مرفوض. لا يقبل ولا يعقل إدراج التحريض ضد البابا وأتباعه ضمن الخلاف السياسي بين حكومات. الحث على الكراهية الدينية، وإذكاء التطرف أضرارهما ليست سياسية بقدر ما تهدد المجتمعات.

ما تفعله وسائل إعلام قطر إمعان منها في السماح بتصدير خطاب الكراهية والعداء الذي تتبناه جماعات متطرفة، تتخذ من الدوحة مقراً لها، وتصر على تصديره إلى ما وراء حدود قطر. حملتها ضد الزيارة البابوية، وضد مفاهيمها، هدفها إيقاف الجهود بعد أن خسرت ساحات عمل رئيسية لها، مثل مصر والعراق. محاولات لم ولن تنجح؛ لأن هناك اليوم قناعة وشبه إجماع دولي على محاربة التطرف فكراً وتنظيماً، والزيارة نفسها حققت هدفها منذ وصول البابا فرنسيس إلى أبوظبي. الرسالة وصلت للمؤمنين على اختلاف دياناتهم، العالم يتسع للجميع للتعايش فيه، ولكلٍّ أن يتعبد فيه بسلام واحترام للآخر.

 

البابا والإمارات... وقيم الشيخ زايد

خيرالله خيرالله/العرب/06 شباط/19

لا شيء يحدث بالصدفة في هذا العالم. لم يقم البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، بزيارة لأبوظبي، هي الأولى من نوعها لشبه الجزيرة العربية لو لم يكن هناك سبب وجيه لذلك. لا يتحرّك البابا من دون سبب. السبب واضح كلّ الوضوح ولم يعد يحتاج إلى تفسير من أيّ نوع بعدما قال بنفسه قبل مغادرته روما إنه “مسرور بكتابة صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان”. هذه صفحة جديدة بين المسيحية والإسلام كتبها فرنسيس بتواضعه المعتاد عبر اللقاءات التي عقدها في أبوظبي مع شيخ الأزهر أحمد الطيّب ومع الشيخ محمّد بن زايد وليّ العهد في أبوظبي رجل الشجاعة والجرأة. سبق للشيخ محمّد أن زار الفاتيكان في أيلول/ سبتمبر من العام 2016 من أجل عقد لقاء مع البابا، وتكريس ذلك الانفتاح البعيد عن أيّ عقد، والذي يميّز أولاد زايد ويؤكد القيم التي نادى بها مؤسس الدولة.

يحتاج الإقدام على خطوة مثل تلك التي أقدم عليها محمّد بن زايد بزيارته للفاتيكان إلى شجاعة كبيرة في منطقة توجد فيها دول لا همّ لزعمائها سوى الاستثمار في التطرّف، بدل السعي إلى تأكيد أن الإسلام هو دين التسامح والاعتدال والقبول بالآخر والانتماء إلى كلّ ما هو حضاري في هذا العالم والعمل من أجل ذلك.

لم يعد سرّا أن البابا فرنسيس يعرف قبل غيره الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في مجال الحرب على الإرهاب والتطرّف عبر نشر رسالة من نوع مختلف. رسالة تقوم على نبذ كلّ من يعمل من أجل استخدام الإسلام لتحقيق مآرب سياسية. من هذا المنطلق قال البابا فرنسيس إن تنظيم حوار الأديان في أبوظبي “يعكس الشجاعة والعزم على تأكيد أن الإيمان يجمع ولا يفرّق، وأنّه يقرّبنا حتّى في الاختلاف ويبعدنا عن العداء والجفاء”.

جاء البابا إلى أبوظبي ليقول إنّ في المنطقة استثناءً اسمه دولة الإمارات العربية المتحدة من منطلق الاعتدال والابتعاد عن كل أنواع التطرّف. كذلك، جاء البابا إلى أبوظبي لتأكيد وجود هذا الاستثناء الذي تمثله دولة عمرها ثمانية وأربعون عاما يشهد تاريخها على أنّها كانت دائما في خدمة الإنسانية والقيم التي تدعم العيش المشترك والأخوّة بين كل الأديان السماوية، بعيدا عن أي تزمت. فبلغة العقل والمنطق والاعتدال وقبول الآخر، أسّس الشيخ زايد بن سلطان دولة الإمارات، في وقت كان مطلوبا من كلّ إمارة من الإمارات السبع التي تضمّها الدولة أن تكون على تنافس مع جارتها.

بلغة العقل والمنطق، طمأن الشيخ زايد الجميع وأحَلَّ التعاون بديلا من المنافسة والمزايدات التي لا طائل منها. لذلك لا مشكلة في الإمارات عندما يتعلّق الأمر بتطوير البرامج التعليمية بما يجعلها في مستوى متقدّم. لا مشكلة عندما يتعلّق الأمر بتعليم الإنكليزية التي تحوّلت إلى لغة العالم والعلم. لا مشكلة خصوصا عندما تطرح مسألة مرتبطة بمستوى المعلّم في مدارس الإمارات، وذلك بغض النظر عن جنسيته أو دينه.

يعرف رأس الكنيسة الكاثوليكية التي تواجه بدورها ظاهرة التطرف الديني والإرهاب في العالم معنى ما تقوم به دولة الإمارات والشيخ محمّد بن زايد بالذات الذي حرص على زيارة الفاتيكان. يعرف البابا أنّ وليّ عهد أبوظبي يستطيع أن يقول ما لا يقوله كثيرون غيره من زعماء المنطقة. يقول أوّلا إن هناك شيئا اسمه الاعتراف بالآخر، وإن الإسلام الحقيقي هو دين تسامح وإنه لا بدّ من التعاون مع الآخر في مواجهة التعصّب الديني بكل أشكاله. لا شكّ أن كلام محمّد بن زايد في الفاتيكان ترك أثره لدى البابا فرنسيس. فما صدر عن محمّد بن زايد في الفاتيكان في 2016 كان كلاما مباشرا عن “تعزيز العلاقات مع دولة الفاتيكان والتشاور معها انطلاقا من الإيمان (إيمان دولة الإمارات العربية المتحدة) بأن العالم في حاجة الآن، أكثر من أيّ وقت مضى، إلى مدّ جسور الحوار والتعاون بين مختلف الثقافات والأديان للتصدي لمثيري الفتن الدينية والطائفية والعنصرية، والسيطرة على نزعات التعصب الديني التي تهدّد أمن العالم واستقراره”.

لعلّ أكثر ما يعرفه البابا أنّ هناك رسالة يحملها وليّ العهد في أبوظبي هي رسالة ذات طابع مختلف، وذلك دفاعا عن الإسلام والمسلمين وكلّ ما هو حضاري وإنساني في هذا العالم. لذلك، لم يرَ عيبا في التقاط صورة له مع الوفد المرافق له، برفقة البابا، تحت لوحة ذات طابع ديني في قلب الفاتيكان. المهمّ مكافحة الإرهاب بكل وجوهه، ونشر ثقافة تقوم على السلام والمحبة والتسامح ونبذ العنف. المهمّ أن تكون دولة الإمارات قدوة في هذا المجال، وأن تقدّم نموذجا متطورا يقوم على العيش المشترك والتسامح والتعاطي مع الآخر بكل انفتاح من دون أي عقد.

ليس سرّا أن في الإمارات أربعين كنيسة ومعبدا لديانات مختلفة. كذلك ليس سرّا أن محمّد بن زايد قدّم إلى البابا فرنسيس هدايا تذكارية كان من بينها كتاب يوثق اكتشافات أثرية في جزيرة صير بني ياس ومنها معالم كنيسة تاريخية ودير للرهبان يعودان إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين.

تفتخر الإمارات بتاريخها وتعتبره جزءا لا يتجزّأ من غناها الحضاري ومن قدرتها على أن تلعب الدور الذي تلعبه في مجال التقدم على كلّ صعيد، بما في ذلك مجال الخدمات العامة للمواطنين، من طب وعلم وجامعات ومتاحف وموسيقى وفنّ، وكلّ ما له علاقة بالثقافة والتربية من قريب أو من بعيد. كانت زيارة البابا لدولة الإمارات حدثا تاريخيا. ستكون للحدث انعكاسات في المنطقة كلّها بعدما أخذت أبوظبي المبادرة، وحملت لواء الانفتاح والتغيير من أجل الخروج من أسر عقد تحكّمت في الماضي بدول عربية عدّة، خصوصا في مرحلة ما بعد إعلان قيام “الجمهورية الإسلامية” في إيران قبل أربعين عاما بالتمام والكمال. هناك في المنطقة من وقع في أسر المزايدة، إسلاميا، على إيران من ناحية الشكل وليس المضمون. الثابت أن الإخوان المسلمين بتنظيمهم العالمي الذي استهدف وزارات التربية والتعليم العربية وأراد الدخول في تلك المنافسة مع إيران، بدل العمل على تطوير التعليم بما يخدم حقيقة الإسلام وجوهره. هذا ما تصدّت له دولة الإمارات وعملت على تصحيحه خدمة للإسلام أوّلا، وللإنسانية والأخوة والاعتدال ثانيا وأخيرا. ليست زيارة بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، والقداس الذي أحياه رأس الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي، تكريما لدولة الإمارات بكل ما تمثله من قيم تصب في نهاية المطاف في خدمة كلّ مواطن وكلّ مقيم على أرضها فقط. تأتي الزيارة لتؤكّد أيضا أن الإمارات تبقى وفيّة للشيخ زايد الذي أسّس دولة متصالحة مع شعبها وكلّ مقيم على أرضها من منطلق احترامها للإنسان بغض النظر عن دينه وعرقه…

 

تسونامي من الجنرالات

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/05 شباط/19

منذ أن جاء العسكريون إلى الحكم في بورما عام 1961 رافقهم مستشار لا يخطأ في الأحكام: الأبراج! فالديكتاتور لو ني وِن، الذي بقي في الحكم حتى عام 1988، كان يتفاءل بأرقام ويتشاءم بأخرى. ومن أجل إنعاشه الاقتصاد إنعاشاً لا شك فيه، أصدر أوراقاً نقدية لا وجود لها في أي مكان آخر في العالم؛ واحدة تحمل الرقم 45، وأخرى تحمل الرقم 90. وفي عام 1970 أبلغه أحد قارئي الكف بأنه سوف يتعرض لعملية اغتيال، وأن المهاجمين سوف يأتونه من جهة اليمين. ما إن غادر المبصّر، حتى أصدر الجنرال وِن مرسوماً يقضي بتغيير حركة السير في البلاد من اليمين إلى اليسار. وقد خلفه الجنرال ثان شوي الذي لن يكون أقل منه تفاؤلاً بالأرقام. ففي خلال بناء العاصمة الجديدة نايبيدو، أمر بأن تتحرك أكبر قافلة من الرجال والأدوات إليها في 10100 شحنة في الدقيقة الحادية عشرة من الساعة الحادية عشرة في اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر.

منع جنرالات بورما بثّ، أو نشر، أي خبر سيئ. وفي جملة ما منعوه أخبار الإعصار الذي سيضرب البلد عام 2008. وهكذا، فوجئ الملايين وقد تفككت بهم البيوت، وأغرقتهم المياه على الطرقات، وشرَّدتهم في العراء القاتل. وبعد انتهاء الإعصار، تبيّن للناس أنه لم يكن هناك في أي حال جسور أو طرقات كافية، أو خدمات طوارئ، أو بيوت مبنية من الإسمنت. لقد تأكد الجنرالات من أنه لا للشعب أن يتمتع بأي شيء من هذا. ومن ثم رفضوا وصول المساعدات الأممية، وظل بان كي مون أكثر من أسبوعين يحاول إقناع الطغمة العسكرية بإيصال المساعدات إلى الضحايا. وكان منها، على سبيل المثال، شحنات مياه للشرب... شبكات مانعة للبرغش والحشرات. لكن الحكومة في عطفها على الناس، لم تنسَ أن توجه إليهم النصائح الضرورية؛ ومنها «الاعتماد على النفس وأكل الضفادع لكيلا يُصابوا بسوء التغذية». يومها كتب أحد مسؤولي الإغاثة الدوليين أن «الجنرالات قد استبدلوا بقلوبهم الثقوب»، وروى أن الناس تُطالب بغزو ألماني، أو بريطاني، لأن الأمم المتحدة عاجزة عن مواجهة العسكريين. وقد أظهر الجنرالات الوحشية نفسها في محاربة الروهينغا ولا يزالون. وكذلك لا يزال المسؤولون الدوليون يتغاضون عن المجازر التي يتعرضون لها. ولا يُخفى في هذه المسألة، الإهمال الخبيث الذي تظهره دول آسيوية مثل الصين؛ بل إن المعارضة التي لطالما حاربت العسكريين، تصرفت على غرارهم تماماً في الموقف من الفظاعات ضد المسلمين.

 

هل سينجح ترمب في سحب قواته من ساحات القتال؟

مينا العريبي/الشرق الأوسط/05 شباط/19

خلال الأسابيع الستة الماضية، أشغل الرئيس الأميركي دونالد ترمب العالم بتصريحات مثيرة للجدل حول مستقبل وجود القوات الأميركية في أكبر ثلاث ساحات قتال لها – في سوريا وأفغانستان والعراق. ليس مستغرباً أن يكرر ترمب تصريحات حول نيته سحب القوات من تلك الدول، إذ عبر خلال حملته الانتخابية عن نيته القيام بذلك مراراً. ولكن اللافت أنه أعلن العمل وليس فقط النية على تحقيق هذه السياسة، على الرغم من انتقادات وتحذيرات من أوساط سياسية وعسكرية مختلفة. فهل سينجح ترمب في سحب القوات الأميركية؟ لا توجد إجابة مباشرة وواضحة لهذا السؤال، خاصة أن كل ساحة لديها تعقيدات مختلفة.

لقد صرح ترمب في مقابلة مع قناة «سي بي إس» الأميركية بأنه يريد إنهاء «حروب اللانهاية» في أفغانستان وسوريا – ولا يمكن لأحد أن يجادله في مبدأ إنهاء تلك الحروب الطاحنة التي استمرت سنوات طويلة من دون جدوى. حرب أفغانستان دخلت عامها الـ18 لتفوق مدتها أطول حرب أميركية في السابق وهي حرب فيتنام. وأما الحرب السورية فبعد 8 سنوات من القتال وشتات السوريين لا يوجد أفق للخروج من الأزمة. ولكن في الواقع، القتال في سوريا وأفغانستان لن يتوقف فقط بسحب القوات الأميركية. يا ليت كان الأمر بهذه السهولة لعمل الجميع على إخراج الأميركيين. وربما على الرئيس الأميركي التعلم من سلفه باراك أوباما الذي وعد خلال حملته الانتخابية عام 2008 بسحب القوات الأميركية من العراق، وفعلا قام بسحب غالبية القوات تحت شعار «إنهاء الحرب في العراق». إلا أن بعد أشهر قليلة بدأت عناصر «داعش» تتجمع واضطرت قوات أميركية للعودة إلى البلاد ضمن تحالف دولي لهزيمتها. كما أن الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران ملأت الفراغ الأمني وتعتبر اليوم من أشد خصوم واشنطن.  في الحالات الثلاث، لا يمكن إنهاء النزاعات المسلحة من دون حلول سياسية جذرية. كما أن دولاً إقليمية ومؤثرة مثل روسيا وإيران وتركيا تنظر بتمعن في الموقف الأميركي للتخطيط المستقبلي.

من اللافت أن تصريح ترمب حول الانسخاب من أفغانستان جاء مع انشغال مبعوثه الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد الذي بات يفاوض عناصر «طالبان» مباشرة. وإعلان ترمب عزمه الانسحاب من أفغانستان أعطى المقاتلين المتشددين نقطة قوة، إذ يعلمون أن الانسحاب هو العامل الأهم بالنسبة للمفاوض الأميركي.  وفي المقابل، تنظر روسيا إلى فرصة لملء جزء من الفراغ الأميركي. وعلى الرغم من أن الوجود الروسي في أفغانستان أقل تأثيراً بكثير من ذلك في سوريا، فإن موسكو جغرافياً أقرب إلى كابل ولديها مصالح متعددة فيها. لذا تستضيف موسكو اليوم نقاشات بين أطراف أفغانية عدة مع طالبان، سعياً للعب دور أكبر في هذا الملف. وبالطبع، روسيا تنظر إلى سوريا اليوم كدولة ضمن نفوذها السياسي والعسكري، وتنتظر الانسحاب الأميركي. ولكن كلما تأزمت العلاقات الروسية – الأميركية، تزداد الضغوط السياسية على ترمب لئلا يتسرع في الانسحاب من مناطق تستفيد منها روسيا.

وفي خطوة مفاجئة، تحرك مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي لإصدار تشريع يمنع سحب القوات الأميركية بشكل مستعجل من أفغانستان وسوريا، وهذا تطور لافت بعد أن كان الكونغرس تقليدياً مصدر التشريعات التي تطالب بسحب القوات الأميركية. أما البنتاغون، فأصدر تقريراً هذا الأسبوع يفيد بأن «الأمن تحسن في المدن العراقية ولكن (داعش) ما زال نشطاً في المناطق الريفية في البلاد». وأضاف التقرير الصادر يوم الاثنين أن «قوات الأمن العراقية ما زالت تتكل على دعم كل من الولايات المتحدة والتحالف».

وفي ما يخص العراق، فإن تصريحات ترمب يوم الأحد الماضي بأنه يريد إبقاء قوات هناك لـ«مراقبة إيران.. لأن إيران تشكل مشكلة حقيقية» فيها قدر من الصراحة قلما تلمسه من ساسة واشنطن. فلا يمكن نكران المصلحة الأميركية في إبقاء قوات قريبة من خصمها الأشد في المنطقة. ولكن في الوقت نفسه، لم تكن القوات الأميركية قادرة على صد النفوذ الإيراني في البلاد خلال السنوات العشر الماضية. اجتماع واشنطن للدول الأعضاء في التحالف لدحر «داعش» يوم الأربعاء سيسلط الضوء على أهمية التحالف والإبقاء على الاستراتيجية الدولية لدحر الجماعة الإرهابية. سيكون من الصعب على الإدارة الأميركية مواجهة الدول الـ78 الأخرى الأعضاء في الحلف والقول بأن خطر «داعش» قد تراجع – خاصة مع تقرير وزارة الدفاع الأميركية. لا يمكن نكران تأثير الضغوط الداخلية على السياسة الأميركية تجاه تلك الحروب. آخر استطلاع للرأي لشركة «يوغف» أفاد بأن 61 في المائة من الأميركيين يؤيدون الانسحاب من أفغانستان. ولكن الوضع مختلف في ما يخص سوريا، إذ وجد استطلاع رأي «راسموسن» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن 47 في المائة من الأميركيين ضد الانسحاب المبكر من سوريا، بينما 37 في المائة يؤيدونه. ومن اللافت أن 16 في المائة من الذين شاركوا في استطلاع الرأي لم يحسموا موقفهم من ذلك. ويبدو أن هذه الآراء تصل إلى البيت الأبيض، اذ بعد أسابيع من تصريح ترمب بأنه ينوي الانسحاب من سوريا، لم يتم ذلك فعلياً بعد. وقد عدل الجدول الزمني من أيام إلى أسابيع إلى أشهر لتنفيذ الانسحاب، بينما الموقف من أفغانستان يشير إلى أن واشنطن على عجلة لإنهاء الحرب، وبحسب جدول زمني واضح: انتخابات الرئاسة المقبلة لعام 2020 التي بدأت فعلاً الحملة الانتخابية لها من الآن. وإذا استطاع ترمب أن يعلن أنه أنهى حرب أميركا الأطول، سيكون ذلك شعاراً مهماً أمام الشعب الأميركي. أما الوضع في العراق وسوريا، فبات مرتبطاً مباشرة بإيران، التي تعتبرها إدارة ترمب الخصم الأول في منطقة الشرق الأوسط، وذلك يجعل من عملية الانسحاب أكثر تعقيداً.

 

«كايسيد» وأسبوع الوئام بين الأديان

إميل أمين/الشرق الأوسط/05 شباط/19

لا يزال مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، يلعب دوراً متقدماً في وصل الجسور بين الأمم والشعوب والقبائل، وذلك من خلال إيمان راسخ لقيادة المملكة، وتشجيع وزخم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أشار إلى اهتمام المملكة ببناء حضارة إنسانية واحدة، عطفاً على توجهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الخاصة بالانفتاح الخلاق على سائر العالم والثقافات والتلاقي الأصيل مع أتباع الأديان في عودة لصحيح الإسلام الذي عرفته المملكة قبل سنوات المعاناة مع التشدد.

عمل مركز الملك عبد الله طوال الأعوام الخمسة المنصرمة انطلاقاً من قواعد وركائز أدبية وإيمانية، في المقدمة منها أن للحوار آداباً وأساليب ليس من ضمنها الانفعال والإدانة المسبقة أو اللاحقة، كما أن للحوار غاية حقيقية، لذلك فإنه ليس استهلاكاً للمجاملات والطاقات، بل هو تواصل إنساني من أجل بناء إنساني حقيقي ممتد بين أطراف عديدة، يهدف إلى خلق جو صحي ومريح من العلاقات الإنسانية الإيجابية، كما أن غاية الحوار هي النقاش وليس إلغاء الاختلافات الفكرية والعلمية، بل إن غايته إزالة الشحناء والبغضاء، فإن من يحاور الآخر أو ذاته، فإنه يطمح إلى فهم ذاته والآخر في آن معاً.

في هذا الإطار الذهني تنطلق، اليوم (الثلاثاء)، في مقر المركز في العاصمة النمساوية فيينا أعمال أسبوع الوئام بين الأديان، والتي يشرف عليها رجالات المركز ومجلس إدارته، والمنتدى الاستشاري، وتشارك فيه شخصيات بارزة من السلك الدبلوماسي الدولي وأعضاء المجتمع المدني، عطفاً على عدد من القيادات الدينية من العراق وسوريا والنمسا.

ماذا عن فكرة أسبوع الوئام بين الأديان بدايةً؟

المعروف أنها مبادرة عربية الأصل، طرحها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر (أيلول) 2010، وفي 20 أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه أقرت الجمعية العامة فكرة هذا الأسبوع، وأشارت في قرارها إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين مهمين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، ما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز المودّات ووصل المحبات بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.

والشاهد أنه اعترافاً من مركز الملك عبد الله بالحاجة الملحّة إلى الحوار بين مختلف أتباع الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون بين الناس، دعا «كايسيد» إلى تشجيع جميع الدول لدعم هذا الأسبوع لنشر رسالة التعايش المشترك، من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم، على أساس طوعي، ووفقاً للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم. يؤكد السيد فيصل بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبد الله، أن هدف الفعالية هو إعادة التذكير بالوصيتين الأساسيتين المشتركتين، اللتين على أعمدتهما تقوم فكرة هذا الأسبوع، وهما «حب الله» و«حب الجار»، من دون أي مساس أو انتقاص بأيٍّ من المعتقدات الدينية الخاصة به، ويشير إلى أنه من البدهيات وجود هاتين الوصيتين في صميم الأديان السماوية الثلاثة، لتوفر بذلك أصلب أرضية دينية. يؤمن القائمون على مركز الملك عبد الله بأن المسألة الحوارية هي ركن أساسي من أركان الإصلاح الفكري، ونبذ التطرف والتعصب، ومنها تنتج مساحات حرة من الأفكار التي تخلق حالة متطورة من التعددية، والتنوع بين أفراد المجتمع، ويتم استخدام هذه المساحة من أجل إثراء جوانب الحياة الحرة، لا من أجل إدخال المجتمع في جدليات تعطّل الحياة وتثير الأحقاد بين الناس.

هنا فإن «كايسيد» يرى أن هذا الأسبوع يوفر منصة طيبة لجميع الجماعات الدينية، والمجموعات الأهلية الأخرى التي تعمل من أجل ما يُعرف أدبياً بـ«الخير العام»، لإظهار الوئام الإنساني المفتقَد حول الكرة الأرضية، وبخاصة في ظل صعود الشعبويات والانقسام السياسي الكبير، بين دعاة العولمة، وأصحاب رايات القومية، وفيما بينهما يخفت صوت الإيمان الواعي بذاته، العاقل بنفسه، الناطق بكلمته، من على وجه البسيطة.

فعاليات «كايسيد» لأسبوع الوئام العالمي هذه السنة تحفل بتجارب بشرية حية لا سيما من أماكن مجروحة إنسانياً قبل العراق وسوريا بنوع خاص، حيث الإرهاب، طاعون القرن، ضرب لعدة سنوات، لكن لا تزال هناك رُكَبٌ لم تجثُ لبعل الكراهية، سوف يعلو صوتها لتقديم خلاصة حياة معيشة، ورفاق درب من الألم، انتهى مؤخراً بعبور الشدائد معاً. إضافة إلى ذلك فإن فعاليات «كايسيد» تفتح المجال للاستماع لرؤى زعماء دينيين من جميع أنحاء العالم، ومشاركة مسؤولين ومثقفين من جمهورية النمسا بنوع خاص وأوروبا بنوع عام، لتعميق التبادل الحضاري والروحي معاً.

يأتي أسبوع الوئام والعالم العربي لا يزال في أثر الزخم الذي جرت به المقادير بعد زيارة البابا فرنسيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أظهرت جلياً للعالم برمّته أن البدء في الحوار الناجح ينطلق من ترسيخ نقطة ارتكاز مقبولة لدى كل الأطراف، ولا ريب أن أفضل نقطة ارتكاز هي أن الإنسان مرهون بفعل الخير، ونشر المحبة بين الخلق كلهم، وبين الخلق والكون بأسره. أضحى منظور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في حاضرات أيامنا حقيقة وركيزة جوهرية في التقريب الروحي بين الشعوب وقادتها، والتاريخ سوف يذكر أولئك الذين عملوا جاهدين لتجميع أبنائه، لا سيما أن أفضل عيال الله هم أنفعهم لعياله. هذا المنظور منوط به ومطلوب منه خطوات مستقبلية عدة، من أجل أن تتساوق الأقوال والأفعال معاً، ومن أجل مجابهة العلمانية الجافة، والأصولية المتطرفة. أسبوع الوئام بين أتباع الأديان هو أسبوع سردية القلب المنفتح، حيث الشموع والصلوات والتحيات، والإله الذي نعبده جميعاً، سيما أن قارب البشرية يكاد يغرق من آثام الآثمين وجهالات الجاهلين.

 

أميركا ونفط العالم

حسين عبد الحسين/الحرة/05 شباط/19

دأبت الدعاية الروسية، على مدى الأسبوع الماضي، على تقديم قصتين متناقضتين؛ في الأولى، اتهمت دعاية روسيا الولايات المتحدة بالسعي لقلب نظام الرئيس الفنزويلي المطعون بشرعيته نيكولاس مادورو من أجل "الحصول على النفط الفنزويلي". في الثانية، تباهت الدعاية الروسية بتوقيع شركة روسنفت، التي تملكها موسكو، عقدا يمتد 20 عاما، لتطوير منشآت تخزين نفط في ميناء طرابلس، شمالي لبنان، وبقيام وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف بزيارة إلى العراق للبحث في إمكانية حصول روسنفت على عقود نفطية عراقية.

بكلام آخر، روسيا تتهم أميركا بالإمبريالية وبالتدخل بشؤون الدول طمعا في الاستيلاء على نفطها، فيما روسيا تقوم في الوقت نفسه بالتدخل بشؤون فنزويلا بدعمها مادورو، ومحاولتها السيطرة على عملية إنتاج النفط في لبنان والعراق.

لا أميركا تسعى للاستيلاء على نفط فنزويلا أو العراق أو لبنان، ولا روسيا قادرة على تطوير إنتاجها للطاقة، ولا إنتاج هذه الدول

على أن الدعاية الروسية ليست كاذبة فحسب، بل هي فاشلة، وتظهر أن حكام روسيا ما يزالون عالقين في ذهنية السباق الإمبراطوري للسيطرة على منابع النفط، قبل حوالي نصف قرن.

بادئ ذي بدء، لا تحتاج أميركا إلى قلب نظام مادورو للاستيلاء على نفط فنزويلا، الذي يشكل ستة في المئة من إجمالي واردات الولايات المتحدة النفطية سنويا، فيما تشكل الأموال الأميركية 40 في المئة من عائدات نظام مادورو، أي أنه على عكس الدعاية الروسية، فإن مادورو يبيع النفط لأميركا، ولا حاجة للتخلص منه للحصول على هذا النفط، بل إن وقوف واشنطن ضد حاكم فنزويلا يمكنه أن يؤدي إلى تعثر تدفق النفط الفنزويلي إلى الشواطئ الأميركية، وتاليا، ارتفاع سعر الطاقة في الداخل الأميركي، ما ينعكس سلبا على الحكومة الأميركية أمام مواطنيها.

ثم أن علاقة النفط بالاقتصاد العالمي تغيرت عمّا كانت عليه قبل حوالي نصف قرن. مثلا، تظهر وثائق حكومية أميركية تم رفع السرية عنها أنه إبان اندلاع الثورة الإيرانية في العام 1979، كانت واشنطن تخشى أن يستغل الاتحاد السوفياتي الفوضى الإيرانية، فيجتاح المناطق وصولا إلى الخليج، حيث منابع النفط التي تعتمد عليها أميركا. لذا، أعدت ادارة الرئيس السابق جيمي كارتر سياسة فوضت بموجبها القوات المسلحة باستخدام قنابل نووية تكتيكية شمال إيران لمنع أي تقدم روسي.

اليوم، تحول النفط إلى سلعة متداولة في السوق العالمية، مع حاجة ماسة لدى الحكومات المنتجة لعائداتها النفطية، ما يدفعها جميعها إلى السباق في الإنتاج والتصدير.

وإلى الدول المصدرة، تعتمد الصين ـ أكبر مستورد للنفط في العالم بسبب شح إنتاجها المحلي مقارنة بضخامة الإنتاج الأميركي ـ على استقرار السوق النفطية العالمية واستمرار تدفق الإنتاج إليها. وهذا يعني، أن كل دول العالم، المصدرة والمستوردة للنفط، تسعى لرؤية السوق عالمية مستقرة، ولا حاجة لتدخلات عسكرية أميركية، إن في إيران أو فنزويلا، لاستيلاء على طاقة يمكن شراءها بسهولة في السوق العالمية. هذا عن الحكومات.

في العالم أيضا شركات إنتاج نفط. هذه الشركات تملكها حكوماتها في دول مثل روسيا والصين والسعودية، فيما هي شركات خاصة في أميركا وأوروبا. أما الدول النفطية التي لا تدير حكوماتها شركات إنتاج طاقة، مثل العراق وربما لبنان مستقبلا، فهي تتعاقد مع الشركات العالمية، الحكومية أو الخاصة، لإنتاج وتصدير نفطها. في العراق، منتصف العقد الماضي، فازت شركة إكسون الأميركية بعقد لاستخراج النفط في حقل مجنون العملاق. لكن إكسون، كنظيراتها من الشركات، اشتكت أن الحكومة العراقية تطلب نسبا عالية جدا من العائدات النفطية، ما يقلص هامش الأرباح للشركات. ومع اهتزاز الأمن في العراق، وأحيانا انعدامه، ترتفع تكلفة عملية الإنتاج وحمايتها، ما دفع شركة إكسون إلى التخلي عن عقد إنتاج النفط في حقل مجنون العراقي. وبعد فترة، تعاقدت الشركة الأميركية مع حكومة كردستان العراق، بسبب استباب الأمن وتدني النسبة التي طلبها الكرد مقارنة ببغداد، وهو ما أثار ثائرة الحكومة الفدرالية العراقية.   تحول النفط إلى سلعة متداولة في السوق العالمية، مع حاجة ماسة لدى الحكومات المنتجة لعائداتها النفطية

وشركة إكسون فازت بعقود إنتاج طاقة في روسيا نفسها، ولكنها عقود جمدتها عقوبات واشنطن على موسكو بسبب احتلال الأخيرة شبة جزيرة القرم الأوكرانية، وسعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تصفية معارضيه حول العالم.

أما السؤال، فهو لماذا تمنح روسيا إكسون عقودا نفطية، بدلا من توكيل شركتها روسنفت؟ تكمن الإجابة في التقدم التكنولوجي لشركات النفط الأميركية والأوروبية، التي يمكنها استخراج طاقة بوسائل أكثر فعالية وأقل تكلفة، حتى في مناطق يتعذر فيها على شركات متخلفة تقنيا، مثل روسنفت، إنتاج الطاقة.

وللسبب نفسه، منحت إيران شركة توتال الفرنسية عقدا لتطوير الإنتاج الإيراني في حقل بارس، إذ أن طهران ـ التي تتباهي بتفوقها التكنولوجي والعسكري والفضائي ـ غير قادرة على تحديث قطاع الطاقة، الذي تعتمد عليه في إجمالي عائداتها، ولا هي قادرة على تطوير حقولها أو توسيع عملية الإنتاج. لكن توتال انسحبت من إيران بعد انسحاب أميركا من الاتفاقية النووية. وحاولت شركة سينوبك الحكومية الصينية القيام بدور توتال، إلا أن تقنية سينوبك متخلفة عن الغرب كذلك. هكذا، يبدو جليا أن لا أميركا تسعى للاستيلاء على نفط فنزويلا أو العراق أو لبنان، ولا روسيا قادرة على تطوير إنتاجها للطاقة، ولا إنتاج هذه الدول. والتخلف التقني يقلص من الربح، ما يعني أن روسيا، مثل فنزويلا وإيران والعراق ولبنان، هي التي تستجدي أميركا وأوروبا للاستثمار في تطوير قطاعات الطاقة لديها، فيما أميركا وأوروبا ليستا بحاجة لغزو دول غنية بالطاقة لاستغلال موارد هذه الدول، إذ أن الطاقة صارت متوفرة في السوق العالمية، وما لم تعد العقود النفطية على الشركات الأميركية والأوروبية الخاصة بالأرباح المطلوبة، فهي ستبقى بعيدة عن أي من حقول الطاقة حول العالم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

النص الكامل لوثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك الموقعة أمس في دولة الإمارات من قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب

التاريخ: 04 فبراير 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/71843/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%84%d9%88%d8%ab%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%88%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85/

صدر عن " المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية " الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة " وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك " .. فيما يلي نصها.

مقدمة

يحمل الإيمان المؤمن على أن يرى في الآخر أخا له، عليه أن يؤازره ويحبه.. وانطلاقا من الإيمان بالله الذي خلق الناس جميعا وخلق الكون والخلائق وساوى بينهم برحمته، فإن المؤمن مدعو للتعبير عن هذه الأخوة الإنسانية بالاعتناء بالخليقة وبالكون كله، وبتقديم العون لكل إنسان، لا سيما الضعفاء منهم والأشخاص الأكثر حاجة وعوزا.

وانطلاقا من هذا المعنى المتسامي، وفي عدة لقاءات سادها جو مفعم بالأخوة والصداقة تشاركنا الحديث عن أفراح العالم المعاصر وأحزانه وأزماته سواء على مستوى التقدم العلمي والتقني، والإنجازات العلاجية، والعصر الرقمي، ووسائل الإعلام الحديثة، أو على مستوى الفقر والحروب، والآلام التي يعاني منها العديد من إخوتنا وأخواتنا في مناطق مختلفة من العالم، نتيجة سباق التسلح، والظلم الاجتماعي، والفساد، وعدم المساواة، والتدهور الأخلاقي، والإرهاب، والعنصرية والتطرف، وغيرها من الأسباب الأخرى.

ومن خلال هذه المحادثات الأخوية الصادقة التي دارت بيننا، وفي لقاء يملؤه الأمل في غد مشرق لكل بني الإنسان، ولدت فكرة "وثيقة الأخوة الإنسانية"، وجرى العمل عليها بإخلاص وجدية؛ لتكون إعلانا مشتركا عن نوايا صالحة وصادقة من أجل دعوة كل من يحملون في قلوبهم إيمانا بالله وإيمانا بالأخوة الإنسانية أن يتوحدوا ويعملوا معا من أجل أن تصبح هذه الوثيقة دليلا للأجيال القادمة، يأخذهم إلى ثقافة الاحترام المتبادل، في جو من إدراك النعمة الإلهية الكبرى التي جعلت من الخلق جميعا إخوة.

الوثيقة

باسم الله الذي خلق البشر جميعا متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة، ودعاهم للعيش كإخوة فيما بينهم ليعمروا الأرض، وينشروا فيها قيم الخير والمحبة والسلام.

باسم النفس البشرية الطاهرة التي حرم الله إزهاقها، وأخبر أنه من جنى على نفس واحدة فكأنه جنى على البشرية جمعاء، ومن أحيا نفسا واحدة فكأنما أحيا الناس جميعا.

باسم الفقراء والبؤساء والمحرومين والمهمشين الذين أمر الله بالإحسان إليهم ومد يد العون للتخفيف عنهم، فرضا على كل إنسان لا سيما كل مقتدر وميسور.

باسم الأيتام والأرامل، والمهجرين والنازحين من ديارهم وأوطانهم، وكل ضحايا الحروب والاضطهاد والظلم، والمستضعفين والخائفين والأسرى والمعذبين في الأرض، دون إقصاء أو تمييز.

باسم الشعوب التي فقدت الأمن والسلام والتعايش، وحل بها الدمار والخراب والتناحر.

باسم "الأخوة الإنسانية" التي تجمع البشر جميعا، وتوحدهم وتسوي بينهم.

باسم تلك الأخوة التي أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة، التي تعبث بمصائر الشعوب ومقدراتهم، وأنظمة التربح الأعمى، والتوجهات الأيدلوجية البغيضة.

باسم الحرية التي وهبها الله لكل البشر وفطرهم عليها وميزهم بها.

باسم العدل والرحمة، أساس الملك وجوهر الصلاح.

باسم كل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، في كل بقاع المسكونة.

باسم الله وباسم كل ما سبق، يعلن الأزهر الشريف - ومن حوله المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها - والكنيسة الكاثوليكية - ومن حولها الكاثوليك من الشرق والغرب - تبني ثقافة الحوار دربا، والتعاون المشترك سبيلا، والتعارف المتبادل نهجا وطريقا.

إننا نحن - المؤمنين بالله وبلقائه وبحسابه - ومن منطلق مسؤوليتنا الدينية والأدبية، وعبر هذه الوثيقة، نطالب أنفسنا وقادة العالم، وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي، بالعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليا من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي.

ونتوجه للمفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان ليعيدوا اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها كطوق نجاة للجميع، وليسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كل مكان.

إن هذا الإعلان الذي يأتي انطلاقا من تأمل عميق لواقع عالمنا المعاصر وتقدير نجاحاته ومعايشة آلامه ومآسيه وكوارثه - ليؤمن إيمانا جازما بأن أهم أسباب أزمة العالم اليوم يعود إلى تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق الدينية، وكذلك استدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية، التي تؤله الإنسان، وتضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا والمتسامية.

إننا، وإن كنا نقدر الجوانب الإيجابية التي حققتها حضارتنا الحديثة في مجال العلم والتقنية والطب والصناعة والرفاهية، وبخاصة في الدول المتقدمة، فإنا - مع ذلك - نسجل أن هذه القفزات التاريخية الكبرى والمحمودة تراجعت معها الأخلاق الضابطة للتصرفات الدولية، وتراجعت القيم الروحية والشعور بالمسؤولية؛ مما أسهم في نشر شعور عام بالإحباط والعزلة واليأس، ودفع الكثيرين إلى الانخراط إما في دوامة التطرف الإلحادي واللاديني، وإما في دوامة التطرف الديني والتشدد والتعصب الأعمى، كما دفع البعض إلى تبني أشكال من الإدمان والتدمير الذاتي والجماعي.

إن التاريخ يؤكد أن التطرف الديني والقومي والتعصب قد أثمر في العالم، سواء في الغرب أو الشرق، ما يمكن أن نطلق عليه بوادر "حرب عالمية ثالثة على أجزاء"، بدأت تكشف عن وجهها القبيح في كثير من الأماكن، وعن أوضاع مأساوية لا يعرف - على وجه الدقة - عدد من خلفتهم من قتلى وأرامل وثكالى وأيتام، وهناك أماكن أخرى يجري إعدادها لمزيد من الانفجار وتكديس السلاح وجلب الذخائر، في وضع عالمي تسيطر عليه الضبابية وخيبة الأمل والخوف من المستقبل، وتتحكم فيه المصالح المادية الضيقة.

ونشدد أيضا على أن الأزمات السياسية الطاحنة، والظلم وافتقاد عدالة التوزيع للثروات الطبيعية - التي يستأثر بها قلة من الأثرياء ويحرم منها السواد الأعظم من شعوب الأرض - قد أنتج وينتج أعدادا هائلة من المرضى والمعوزين والموتى، وأزمات قاتلة تشهدها كثير من الدول، برغم ما تزخر به تلك البلاد من كنوز وثروات، وما تملكه من سواعد قوية وشباب واعد.

وأمام هذه الأزمات التي تجعل ملايين الأطفال يموتون جوعا، وتتحول أجسادهم - من شدة الفقر والجوع - إلى ما يشبه الهياكل العظمية البالية، يسود صمت عالمي غير مقبول.

وهنا تظهر ضرورة الأسرة كنواة لا غنى عنها للمجتمع وللبشرية، لإنجاب الأبناء وتربيتهم وتعليمهم وتحصينهم بالأخلاق وبالرعاية الأسرية، فمهاجمة المؤسسة الأسرية والتقليل منها والتشكيك في أهمية دورها هو من أخطر أمراض عصرنا.

إننا نؤكد أيضا على أهمية إيقاظ الحس الديني والحاجة لبعثه مجددا في نفوس الأجيال الجديدة عن طريق التربية الصحيحة والتنشئة السليمة والتحلي بالأخلاق والتمسك بالتعاليم الدينية القويمة لمواجهة النزعات الفردية والأنانية والصدامية، والتطرف والتعصب الأعمى بكل أشكاله وصوره.

إن هدف الأديان الأول والأهم هو الإيمان بالله وعبادته، وحث جميع البشر على الإيمان بأن هذا الكون يعتمد على إله يحكمه، هو الخالق الذي أوجدنا بحكمة إلهية، وأعطانا هبة الحياة لنحافظ عليها، هبة لا يحق لأي إنسان أن ينزعها أو يهددها أو يتصرف بها كما يشاء، بل على الجميع المحافظة عليها منذ بدايتها وحتى نهايتها الطبيعية؛ لذا ندين كل الممارسات التي تهدد الحياة؛ كالإبادة الجماعية، والعمليات الإرهابية، والتهجير القسري، والمتاجرة بالأعضاء البشرية، والإجهاض، وما يطلق عليه الموت (اللا) رحيم، والسياسات التي تشجعها.

كما نعلن - وبحزم - أن الأديان لم تكن أبدا بريدا للحروب أو باعثة لمشاعر الكراهية و العداء و التعصب، أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء، فهذه المآسي حصيلة الانحراف عن التعاليم الدينية، ونتيجة استغلال الأديان في السياسة، وكذا تأويلات طائفة من رجالات الدين - في بعض مراحل التاريخ - ممن وظف بعضهم الشعور الديني لدفع الناس للإتيان بما لا علاقة له بصحيح الدين، من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية دنيوية ضيقة؛ لذا فنحن نطالب الجميع بوقف استخدام الأديان في تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، والكف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش؛ لإيماننا المشترك بأن الله لم يخلق الناس ليقتلوا أو ليتقاتلوا أو يعذبوا أو يضيق عليهم في حياتهم ومعاشهم، وأنه - عز وجل - في غنى عمن يدافع عنه أو يرهب الآخرين باسمه.

إن هذه الوثيقة، إذ تعتمد كل ما سبقها من وثائق عالمية نبهت إلى أهمية دور الأديان في بناء السلام العالمي، فإنها تؤكد الآتي:

- القناعة الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وتكريس الحكمة والعدل والإحسان، وإيقاظ نزعة التدين لدى النشء والشباب؛ لحماية الأجيال الجديدة من سيطرة الفكر المادي، ومن خطر سياسات التربح الأعمى واللامبالاة القائمة على قانون القوة لا على قوة القانون.

- أن الحرية حق لكل إنسان: اعتقادا وفكرا وتعبيرا وممارسة، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية، قد خلق الله البشر عليها، وجعلها أصلا ثابتا تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد، وحرية الاختلاف، وتجريم إكراه الناس على دين بعينه أو ثقافة محددة، أو فرض أسلوب حضاري لا يقبله الآخر.

- أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة، يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها.

- أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءا كبيرا من البشر.

- أن الحوار بين المؤمنين يعني التلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة، واستثمار ذلك في نشر الأخلاق والفضائل العليا التي تدعو إليها الأديان، وتجنب الجدل العقيم.

- أن حماية دور العبادة، من معابد وكنائس ومساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية، وكل محاولة للتعرض لدور العبادة، واستهدافها بالاعتداء أو التفجير أو التهديم، هي خروج صريح عن تعاليم الأديان، وانتهاك واضح للقوانين الدولية.

- أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، وفي الشمال والجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ، ليس نتاجا للدين - حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته - بل هو نتيجة لتراكمات الفهوم الخاطئة لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالي؛ لذا يجب وقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو بالسلاح أو التخطيط أو التبرير، أو بتوفير الغطاء الإعلامي لها، واعتبار ذلك من الجرائم الدولية التي تهدد الأمن والسلم العالميين، ويجب إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره.

- أن مفهوم المواطنة يقوم على المساواة في الواجبات والحقوق التي ينعم في ظلالها الجميع بالعدل لذا يجب العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة في مجتمعاتنا، والتخلي عن الاستخدام الإقصائي لمصطلح "الأقليات" الذي يحمل في طياته الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد لبذور الفتن والشقاق، ويصادر على استحقاقات وحقوق بعض المواطنين الدينية والمدنية، ويؤدي إلى ممارسة التمييز ضدهم.

- أن العلاقة بين الشرق والغرب هي ضرورة قصوى لكليهما، لا يمكن الاستعاضة عنها أو تجاهلها، ليغتني كلاهما من الحضارة الأخرى عبر التبادل وحوار الثقافات؛ فبإمكان الغرب أن يجد في حضارة الشرق ما يعالج به بعض أمراضه الروحية والدينية التي نتجت عن طغيان الجانب المادي، كما بإمكان الشرق أن يجد في حضارة الغرب كثيرا مما يساعد على انتشاله من حالات الضعف والفرقة والصراع والتراجع العلمي والتقني والثقافي. ومن المهم التأكيد على ضرورة الانتباه للفوارق الدينية والثقافية والتاريخية التي تدخل عنصرا أساسيا في تكوين شخصية الإنسان الشرقي، وثقافته وحضارته، والتأكيد على أهمية العمل على ترسيخ الحقوق الإنسانية العامة المشتركة، بما يسهم في ضمان حياة كريمة لجميع البشر في الشرق والغرب بعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين.

- أن الاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية هو ضرورة ملحة، وكذلك وجوب العمل على تحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية المنافية لثوابت عقيدتها وكرامتها، ويجب حمايتها أيضا من الاستغلال الجنسي ومن معاملتها كسلعة أو كأداة للتمتع والتربح؛ لذا يجب وقف كل الممارسات اللاإنسانية والعادات المبتذلة لكرامة المرأة، والعمل على تعديل التشريعات التي تحول دون حصول النساء على كامل حقوقهن.

- أن حقوق الأطفال الأساسية في التنشئة الأسرية، والتغذية والتعليم والرعاية، واجب على الأسرة والمجتمع، وينبغي أن توفر وأن يدافع عنها، وألا يحرم منها أي طفل في أي مكان، وأن تدان أية ممارسة تنال من كرامتهم أو تخل بحقوقهم، وكذلك ضرورة الانتباه إلى ما يتعرضون له من مخاطر - خاصة في البيئة الرقمية - وتجريم المتاجرة بطفولتهم البريئة، أو انتهاكها بأي صورة من الصور.

- أن حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل على توفيرها وحمايتها بتشريعات حازمة وبتطبيق المواثيق الدولية الخاصة بهم.

وفي سبيل ذلك، ومن خلال التعاون المشترك بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر الشريف، نعلن ونتعهد أننا سنعمل على إيصال هذه الوثيقة إلى صناع القرار العالمي، والقيادات المؤثرة ورجال الدين في العالم، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية وقادة الفكر والرأي، وأن نسعى لنشر ما جاء بها من مبادئ على كافة المستويات الإقليمية والدولية، وأن ندعو إلى ترجمتها إلى سياسات وقرارات ونصوص تشريعية، ومناهج تعليمية ومواد إعلامية.

كما نطالب بأن تصبح هذه الوثيقة موضع بحث وتأمل في جميع المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية والتربوية؛ لتساعد على خلق أجيال جديدة تحمل الخير والسلام، وتدافع عن حق المقهورين والمظلومين والبؤساء في كل مكان.

ختاما:

لتكن هذه الوثيقة دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة.

لتكن وثيقتنا نداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادئ التسامح والإخاء التي تدعو لها الأديان وتشجع عليها.

لتكن وثيقتنا شهادة لعظمة الإيمان بالله الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسمو بالإنسان.

لتكن رمزا للعناق بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وبين كل من يؤمن بأن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين.

هذا ما نأمله ونسعى إلى تحقيقه بغية الوصول إلى سلام عالمي ينعم به الجميع في هذه الحياة.

أبو ظبي، 4 فبراير 2019

شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب

قداسة البابا فرنسيس

 

عون: المسيرة الاصلاحية ستشهد زخما والقضاء واجهزة الرقابة مدعوون للعب دورهم كاملا وآفة الفساد يجب ان تستأصل بالتعاون بين المواطن والدولة

الثلاثاء 05 شباط 2019/وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان "للنيابة العامة المالية دورا اساسيا في مكافحة الفساد، من خلال التدقيق في الملفات التي تحال اليها ومقاربتها بحزم وعدالة وتجرد"، لافتا الى "ضرورة مواجهة الضغوط التي يمكن ان يتعرض لها القضاة بجرأة ومسؤولية، لا سيما وأن المسيرة الاصلاحية ستشهد زخما بعد تشكيل الحكومة الجديدة". موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم مع قضاة النيابة العامة المالية نادين جرمانوس ودورا الخازن وفاتن عيسى وايمان عبد الله وجان طنوس، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على عمل النيابات العامة والقضايا المحالة اليها". وقد شدد الرئيس عون على ان "اجهزة الرقابة مدعوة الى لعب دورها كاملا من دون تمييز او محاباة لا سيما وان اركانها، كما قضاة النيابة العامة المالية، لديهم الحصانة التي تؤهلهم للقيام بواجباتهم بمسؤولية وتجرد"، داعيا اياهم الى "مقاربة الملفات الساخنة التي تحال اليهم بدقة والاستناد الى القوانين المرعية الاجراء من دون اي اعتبارات اخرى، سواء كانت هذه الملفات كبيرة ام صغيرة، لان آفة الفساد يجب ان تستأصل تدريجا بالتعاون بين المواطن والدولة، لان الشراكة ضرورية في مكافحة الرشوة والصفقات المشبوهة ومخالفة القوانين".

كما شدد على ان "مسؤولية القضاة في حملة الاصلاح كبيرة واساسية وعليهم الفصل في الملفات بسرعة ومن دون تسرع".

سلامة

وعرض الرئيس عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قبل ظهر اليوم، الاوضاع النقدية في البلاد في ضوء التطورات السياسية الاخيرة. واشار سلامة الى انه "بعد تشكيل الحكومة الجديدة، اصبح الدولار معروضا في السوق المحلية لشراء الليرة اللبنانية، وهذا يعيد تعزيز دور العملة الوطنية في الادخار".

وقال: "دوليا، شهدت اسعار سندات اليورو بوندز ارتفاعا ما اعاد الى هذه الاسعار زيادة نسبتها 10% قياسا الى الاسعار التي كانت بلغتها"، واوضح انه وضع الرئيس عون في "صورة هذه التطورات الايجابية وعمل مصرف لبنان".

سفير رومانيا

ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير رومانيا فيكتور مرسيا، واطلع منه على الاولويات التي وضعتها بلاده لمناسبة ترؤسها مجلس الاتحاد الاوروبي خلال النصف الاول من السنة الجارية. وعرض السفير مرسيا أبرز المواضيع التي ستعمل الرئاسة الرومانية على عرضها على الاتحاد الاوروبي، مستوضحا تفاصيل المبادرة التي اطلقها الرئيس عون لانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان.

وفد رهبنة اخوة المدارس المسيحية

وفي قصر بعبدا، وفد من رهبنة اخوة المدارس المسيحية "الفرير" مع وفد من مدرسة القلب الأقدس - الجميزة برئاسة الأخ اميل عقيقي ومدير المدرسة سليم جريج، شكر الرئيس عون على "رعايته وحضوره الاحتفال اليوبيلي ال125 للمدرسة".

عقيقي

والقى الاخ عقيقي كلمة في مستهل اللقاء، فقال: "ان حضور فخامتكم الى جانبنا منح الرهبنة كبرا في لبنان وعدد من الدول الي تنتشر فيها. واننا نشكركم على تشجيعكم كما على جلوسكم في المقعد عينه الذي كنتم تجلسون عليه طفلا طالبا في مدرستنا".

اضاف: "ان لبنان التربية في حالة صعبة اليوم، لكن تشجيعكم اعطى قيمة الى من يبذل ذاته على مذبح التربية في لبنان".

جريج

ثم القى الاستاذ جريج كلمة، وصف فيها زيارة الرئيس عون الى مدرسة القلب الاقدس لمناسبة اليوبيل بأنه "فعل عرفان بالجميل قمتم به واظهرتم صفاتكم النبيلة في الامانة والاخلاص اضافة الى الصفات القيادية والتنظيمية التي تتحلون بها".

وقال: "اكرر فعل الفخر بكم وبانجازاتكم معلنا مجددا انكم تؤدون دورا خلاصيا للبنان سيذكركم به التاريخ بأبهى شكل".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون شاكرا للوفد حضوره، وقال: "لقد اعدتم في نفسي كل الذكريات التي عشتها على مقاعد الدراسة، حيث كبرت وكنت احلم خلالها بلبنان. على هذه المقاعد بدأنا نلمس معنى لبنان وقيمته، اضافة الى ما تلقيناه من جميع الاساتذة الذي تركوا في نفوسنا الاثر الكبير وكانوا نموذجا لمن نذر نفسه لتربية نشىء جديد مثقف على القيم". اضاف: "لقد علمتني مدرسة القلب الاقدس الانضباط في الحياة، وهذا امر في بالغ الاهمية، والشعور الذي يخالجني اليوم قوي. وبفضل ما تلقيناه في هذه المدرسة من فضائل، تمكنا من عبور مسيرة استثنائية بصعوباتها ومواضيعها. وهذا مدعاة تقدير لها".

 

الحريري ترأس الاجتماع الثاني للجنة البيان الوزاري الجراح: جميع الاطراف متوافقون والقراءة النهائية غدا

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الثانية من بعد ظهر اليوم، في مكتبه بالسراي الحكومي، الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري، بحضور اعضاء اللجنة: وزير المال علي حسن خليل، وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، وزير الاعلام جمال الجراح، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق، وزير الاقتصاد الوطني منصور بطيش، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب ووزير العمل كميل ابو سليمان، الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.

الجراح

بعد الاجتماع الذي استمر حتى السابعة مساء، قال وزير الاعلام: "أنهت اللجنة صياغة مشروع البيان الوزاري بشكل نهائي، بكل فقراته ومندرجاته كما كان الرئيس الحريري قد وعد بالانتهاء منه اليوم. وستعقد اللجنة اجتماعا عند الساعة الثانية من بعد ظهر غد للقراءة الأخيرة، بعد ان يتم التصحيح ووضع الاضافات وبعض الالغاءات، والصيغة النهائية ستتم قراءتها غدا بشكل سريع، ونكون بذلك قد انجزنا البيان الوزاري بعد التوافق حوله بين جميع الاطراف المشاركة في الحكومة".

اسئلة

سئل: على اي اساس تم الاتفاق حول بندي المقاومة والمبادرة الروسية؟

اجاب: "في ما يتعلق بالمقاومة، سنعتمد النص الوارد في البيان الوزاري السابق، أما بخصوص المبادرة الروسية فهي الوحيدة حتى الآن المتاحة أمامنا للتعاطي مع مسألة النزوح السوري".

سئل: هل تضمن البيان المبادرة الروسية؟

أجاب: "لقد اطلعتكم على الاجواء بشكل عام. نحن تحدثنا عن مبادرات، وقد تصدر مبادرات أخرى، أما تلك المتاحة الآن فهي المبادرة الروسية وهي التي يتم التعاطي معها الآن".

سئل: هل هناك فقرة تتعلق بعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين؟

أجاب: "طبيعي، فهذا التزام وطني وإنساني أمام النازحين بالعودة الآمنة إلى سوريا".

سئل: هل تم ذكر عبارة العودة طوعية؟

أجاب: "كلا لم نذكر كلمة طوعية".

سئل: هل ما زال لبنان ينأى بنفسه عما يجري في سوريا؟

أجاب: "طبعا مسألة النأي بالنفس أساسية، فهي تجنب لبنان كل مخاطر المنطقة. العلاقة مع سوريا لا نقررها نحن، جامعة الدول العربية هي التي علقت عضوية سوريا فيها، وبالتالي القرار لا يعود للبنان بل للجامعة. نحن كدولة ملتزمون النأي بالنفس عن أحداث المنطقة".

سئل: هذا يعني أن كل شيء بقي على ما كان عليه في البيان السابق، فأين تم التعديل؟

أجاب: "اطلعتكم على اجواء الاجتماع بشكل عام. المحكمة الدولية بقيت كما وردت عليه في البيان السابق، وكذلك موضوع النأي بالنفس والنازحين والأخوة الفلسطينيين. كل هذه الأمور الأساسية والمهمة في البلد تم التعاطي معها بكل إيجابية من كل الأطراف الموجودة في اللجنة. كذلك حصل توافق على التعديلات التي طاولت كل القطاعات الاقتصادية والإنمائية، وحول كيفية مقاربتها في الحكومة الحالية وما يجب أن يتم العمل عليه".

سئل: هل تضمن البيان شيئا بخصوص تقرير ماكنزي؟

أجاب: "ليس بشكل حرفي، لكنه مستند موجود أمام الحكومة وهي تتعاطي معه ومع الدراسات التي أجريت بإيجابية".

سئل: هل كانت هناك تحفظات؟

أجاب: "كانت هناك بعض التحفظات، وهناك نقاش حولها يجب أن ينتهي غدا، وهي طفيفة وغير أساسية ونأمل أن تزال غدا".

سئل: هل سيتضمن البيان بندا يتعلق بربط العلاقة مع سوريا بقرار الجامعة العربية؟

أجاب: "كلا، لكن مفهومنا السياسي، هو اننا دولة تنتمي إلى الجامعة العربية التي علقت عضوية سوريا ونحن ملتزمون بقرار الجامعة".

 

الحريري استقبل 3 سفراء وترأس الاجتماع الثاني للجنة المكلفة صياغة البيان الوزاري

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عند الثانية من بعد ظهر اليوم في مكتبه في السراي الحكومي، الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري، حضره اعضاء اللجنة وزير المال علي حسن خليل، وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، وزير التربية اكرم شهيب، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فينيانوس، وزيرالاعلام جمال الجراح، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق، وزير الاقتصاد منصور بطيش، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، وزير العمل كميل ابو سليمان، الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.

السفير الفرنسي

وكان الرئيس الحريري استقبل السفير الفرنسي برنارد فوشيه وعرض معه آخر المستجدات المحلية والاقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

السفير الكويتي

واستقبل الرئيس الحريري السفير الكويتي عبد العال القناعي، الذي قال بعد اللقاء: "تشرفت اليوم بزيارة الرئيس الحريري لأنقل اليه تهاني وتمنيات ومباركة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء والحكومة الكويتية بتشكيل الحكومة اللبنانية، وتمنياتهم بدوام التوفيق والنجاح له، وللبنان الشقيق التقدم والازدهار، آملين ان تحظى هذه الحكومة بنيل الثقة من المجلس النيابي، وان تقوم بمهامها وينطلق لبنان مجددا للعب دوره العربي والدولي والريادي".

السفير الروسي

كما استقبل الحريري السفير الروسي الكسندر زاسبكين في حضور مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان.

بعد اللقاء، قال السفير الروسي: "قدمت التهاني للرئيس الحريري باسم القيادة الروسية بمناسبة تشكيل الحكومة، ونتمنى الانتهاء سريعا من البيان والوزاري واقراره، والعمل الفعال المتلاحم للحكومة لتحقيق الانجازات لمصلحة الشعب اللبناني. كما بحثنا في أفق تطوير التعاون الروسي- اللبناني على الاصعدة كافة وخصوصا الاقتصادية في ضوء مقررات اللجنة الاقتصادية المشتركة الحكومية والعقود الموقعة مؤخرا في مجال الاستخراج والتنقيب عن الغاز والبترول والمرفأ النفطي في طرابلس. كما تم التأكيد على ضرورة مواصلة التفاعل في اطار اللجنة المشتركة الروسية- اللبنانية في ضوء المبادرة الروسية الهادفة الى تأمين عودة النازحين السوريين الى وطنهم".

سئل: هل ابلغك الرئيس الحريري ان هناك اجماعا ليلحظ البيان الوزاري المبادرة الروسية؟

أجاب: "تحضير البيان الوزاري هو شان الحكومة اللبنانية".

برقية تهنئة

وتلقى الرئيس الحريري برقية تهنئة من رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ لمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة.

 

بري إستقبل سفيري الهند والاردن مودعين وعرض مع سفير قطر التطورات

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم، في عين التينة، سفير الهند سانجيف آرورا في زيارة وداعية. ثم استقبل سفير الاردن نبيل مصاروه في زيارة وداعية، وكانت مناسبة لعرض العلاقات الثنائية والاوضاع الراهنة.

واستقبل، بعد الظهر، سفير قطر محمد حسن جابر الجابر وعرض معه للتطورات الراهنة.

 

التيار المستقل: لماذا ينادون بمحاربة الفساد ولا يفرضون تطبيق مبدأ من اين لك هذا؟

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - عقد المكتب السياسي في "التيار المستقل" اجتماعه الدوري في بعبدا برئاسة اللواء عصام ابو جمرة وبحث المجتمعون بحسب بيان، في "تشكيل حكومة العهد الثانية التي سميت حكومة الوحدة الوطنية بعد تسعة أشهر من الشلل والاخفاق نتيجة امعان أهل السلطة في ضرب الدستور عبر خطة التوزير بمعيار نسبي وفقا لعدد النواب لاقصاء المستقلين الكفوئين عن الحكومة، واقفال باب الرقابة والمحاسبة من مجلس نواب على حكومة شارك رؤساء كتل بتعيين وزراء كتلهم واسقاط مبدأ المداورة نتيجة تمسكهم بحقائب عرفوا دسامتها فبقي عليها وزراء فشلوا في ادارة ازماتها وعجزوا عن وقف الفساد فيها".

وسأل البيان: "لماذا ينادون بمحاربة الفساد ولا يفرضون تطبيق مبدأ من اين لك هذا على الجميع بدءا من راس الهرم الى اسفله. نعم بهذا وهكذا تبدأ محاربة الفساد من قبل كل وزير في وزارته ومن رئيس كل مؤسسة في مؤسسته وبهذا يتوقف وينتهي الفساد في كل دوائر الدولة وخارجها". كما سأل "كيف ستكون حكومة وحدة وطنية في بلد تعددت احزابه وتعددت مذاهبه، فأصبح الوفاق في ما بينها صعبا نتيجة الاختلاف بالمصالح و بالمبادىء، لذلك ان حكومة الوحدة الوطنية الحريرية صعبة في لبنان لا بل مستحيلة حيث لا وحدة بين كل الاحزاب والمذاهب ال12 ولا سلطة قوية قادرة على ارضاء الجميع وتوحيدهم. وخلافات كثيرة داخلية اقليمية ودولية تحرجها، خاصة في وضع البيان الوزاري: فالاستراتيجية الدفاعية موضوع خلاف - وسلاح حزب الله وقتاله خارج لبنان موضع خلاف، حتى استلامه وزارة الصحة موضع خلاف - وخروج ايران من سوريا موضوع خلاف - والتعاطف مع محور ايران او مع محور السعودية موضوع خلاف. حتى النأي بالنفس موضوع خلاف. وتوقف المجتمعون عند "تجاوز رئيس التيار الوطني الحر على الهواء صلاحيات رئيس مجلس الوزراء بارغام وزراء من حزبه على توقيع استقالات مسبقة عقب توليهم الوزارة ووضعها في جيبه للمحاسبة لاحقا، ما لم يطبق يوما في الانظمة الديكتاتورية، ولا في صفوف المدارس الابتدائية".

واشاروا الى "وعد وزيرة الطاقة بتحقيق الكهرباء في كل لبنان 24/24 وقريبا كما هو الحال في زحلة، مع العلم انها عملت منذ عشر سنوات كمستشارة اولى لدى وزيري التيار الوطني اللذين تعاقبا على تولي وزارة الطاقة معها ولم تؤد مشورتها الى نيل اللبناني من كهرباء الدولة ال 15/24".

 

الراعي: نتائج مؤتمر الاخوة الانسانية ستكون كبيرة في ضمائر البشرية وأكبر حرب سلمية في وجه سياسات عالمية تريد تفريق الشعوب

الثلاثاء 05 شباط 2019/وطنية - ابو ظبي - اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان "عقد مؤتمر الأخوة الأنسانية في دولة الإمارات العربية والمشاركة فيه هو أمر هام جدا، فمثل هذا المؤتمر بات حاجة ملحة لعالم اليوم، فالناس وكأنهم فقدوا إنسانيتهم بسبب الحروب والكراهية والحقد والبغض والروح الفردية والانغلاق على الذات". وقال: "نحن اليوم بأمس الحاجة لإعادة تربية، فنحن بشر يمكننا اللقاء والتفاهم. وزيارة قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر احمد الطيب لدولة الإمارات كونهما الرمزين الأكبرين في المسيحية والإسلام يعطي دفعا لمفهوم الأخوة بأن الأديان هي نبع لهذا المفهوم. فكل الأديان تدعو بروحانيتها الى الأخوة والتفاهم وتذكرنا بأننا جميعا أبناء الإله الواحد". وأضاف: "لهذه الزيارة أبعادها على المستوى العالمي. فهناك دول تستغل الدين وتستعمل المنظمات الإرهابية والمتعصبين كما يحصل في منطقتنا وباسم الدين فتشوهه وتبث الكراهية. نحن هنا، مسلمين ومسيحيين منذ 1400 سنة نحمل مسؤولية مشتركة، فانأ المسيحي اللبناني المشرقي علي نقل حقيقة الوجه الإسلامي الى العالم المسيحي الغربي، كذلك على أخي المسلم ان يخبر العالم الإسلامي عن حقيقة الوجه المسيحي في هذا الشرق. واللقاء الذي جمع قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر في دولة الإمارات يحمل هذه الأبعاد وغيرها، والنتائج ستكون كبيرة في ضمائر البشرية. وهذه اكبر حرب سلمية في وجه السياسات العالمية التي تريد تفريق الشعوب وتقاتلهم من اجل مصالح تجارة اسلحتها". ووجه الراعي "تحية شكر وتقدير لدولة الامارات على استضافتها للمؤتمر"، لافتا الى انها "تعيش هذه الحقيقة وهي ترغب بإيصالها الى كل الناس". وقال: "مؤتمر اليوم يعطي قيمة كبيرة لاهمية التنوع في العالم ويؤكد حاجتنا للآخر المختلف عنا وهو بفرادته وبفرادتي نبني ثقافة مشتركة". وعن التعاون بين الأزهر والكنيسة في مصر، قال البطريرك الراعي: "هذا الأمر يساعد المجتمع المصري كثيرا لكي يتخطى رواسب الماضي"، لافتا الى "ان الرئيس السيسي يلعب دورا كبيرا في هذا الإطار وما افتتاحه لأكبر جامع وأكبر كاتدرائية في القاهرة الا علامة كبيرة بأن الحياة في مصر ستتخطى الخلافات السابقة وستضع حدا للحركات الأصولية التي تدعمها بعض الدول حتى اليوم".

 

حفل استقبال للراعي ودريان في السفارة بأبو ظبي دندن: حضوركم وضع لبنان على خارطة طريق الحوار الشامسي: لبنان نموذج فريد بالشرق الأوسط

الثلاثاء 05 شباط 2019/وطنية - ابوظبي - نظمت السفارة اللبنانية في أبو ظبي حفل استقبال على شرف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، بحضور سفير الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي.

دندن

وألقى سفير لبنان في الإمارات العربية المتحدة فؤاد دندن كلمة قال فيها: "أهلا ومرحبا بكم في دارة اللبنانيين في دولة الإمارات العربية المتحدة، هذه الدار التي تجمع كل أطياف المجتمع اللبناني وتعبر بكل صدق وأمانة عن حقيقة لبنان الرسالة في ضرب مثال ساطع للعيش الواحد، الذي نطمح ونعمل جميعا لإرسائه في الوطن وخارجه وفي النفوس والعقول والتعامل في ما بيننا". أضاف: "إنها لمناسبة فريدة أن نلتقي هنا في أبو ظبي على هامش الزيارة البابوية التاريخية لرأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم وهي الأولى إلى دولة عربية مسلمة من دول الخليج العربي دولة الإمارات التي أطلقت على هذا العام عنوان "التسامح" لترسيخ لغة الحوار وتبادل الآراء حول كل مشكلات العصر وتحدياته الكبرى، مع الحفاظ على خصوصية كل مكون من مكونات المجموعات والدول والشعوب واحترام وتفهم تلك الخصوصية". وتابع: "أيها الأفاضل، بحضوركم المميز ومشاركتكم الفعالة في يوميات هذه الزيارة والاجتماع بين البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، مع العديد من الرموز الدينية والسياسية في دولة الإمارات وغيرها من الدول المشاركة، أسهمتم في وضع لبنان على خارطة طريق الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات، وهو المبادر عبر اقتراح فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأن يكون مقرا ومنطلقا لهذا الحوار ما يعني إنقاذ الدين من كل ما سقط به على أيدي الإرهاب، والنهوض بالإنسانية عبر النظر إلى الدين كعامل للمودة والإخاء". وأردف: "أصحاب السماحة والغبطة، يطيب لي أن أنقل لكم تحيات كل فرد من أفراد الجالية اللبنانية في دولة الإمارات وأحملكم أمانة أحلامهم وطموحاتهم بالمحافظة على لبنان وطنا نهائيا لكل أبنائه، وطنا سيدا وحرا ومستقلا في محيطه العربي وفي طليعة دول المنطقة في الدفاع عن قضاياها المحقة والعادلة. أنتم رؤساء الطوائف في لبنان، نناشدكم كونوا رؤساء قلوب كل اللبنانيين وعقولهم وادفعوا بالأكفاء إلى مراكز الإدارة والقيادة بعيدا عن انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والسياسية، فلبناننا يستحق الأفضل من أبنائه لكي يكون حاضنا لأحفاده ومستقرا لهم وللأجيال المقبلة من بعدنا". وختم: "صاحبا الغبطة والسماحة، أشكر لكم تلبية الدعوة لهذا اللقاء وأسأل الله تعالى أن يسدد خطاكم لما فيه خير البلاد والعباد وازدهار لبنان ورخاؤه".

الشامسي

بدوره، تحدث سفير الإمارات العربية المتحدة في لبنان فأشاد ب"العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بالإمارات والتعاون الوثيق بينهما"، مثنيا على "جهود اللبنانيين في الامارات وكفاءتهم وحضورهم الفعال في تطوير هذه الدولة ونموها".

وإذ شدد على "توثيق العلاقة بين البلدين وتعميقها"، رأى أن "لبنان كان ولا يزال بلد العيش المشترك والنموذج الفريد في منطقة الشرق الأوسط".

 

دريان أشاد بوثيقة الاخوة الانسانية دار الفتوى: اسباب اعتذار المفتي عن مؤتمر ابو ظبي خاصة وطارئة

الثلاثاء 05 شباط 2019/وطنية - أشاد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بالوثيقة التاريخية، التي وقعت في دولة الإمارات العربية المتحدة بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر احمد الطيب، "في تعزيز نشر ثقافة الحوار بين الأديان وتوطيد العلاقات المسيحية- الإسلامية"، مؤكدا "أن الأيادي الإماراتية البيضاء التي رعت هذا الحدث الكبير والمهم، لها منا كل الشكر والتقدير في عملها الرائد في إنجاز وتدعيم وثيقة الإخوة الإنسانية التي من شأنها أن تشكل خارطة الطريق لتحقيق التعارف والسلام والتسامح والرحمة والمحبة بين جميع البشر في مختلف مشاربهم والتي تؤسس للسلام بين جميع دول العالم واستبدال ما ينفق على السلاح في سبيل سد عوز الدول الفقيرة وتعليم أبنائها لينهضوا بها الى مصاف الدول المتقدمة، وبهذا تحقق الوثيقة معنى الإخوة الإنسانية على اكمل وجه". من جهة اخرى، أعلن المكتب الإعلامي في دار الفتوى، انه يهمه "أن يبين ان عدم مشاركة مفتي الجمهورية في مؤتمر السلام في أبو ظبي هو لأسباب خاصة وطارئة استجدت مع سماحته، ما اضطره الى البقاء في لبنان"، مشيرا الى أنه "قبيل بدء المؤتمر بأيام أثنى المفتي دريان على أهمية المؤتمر وزيارة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أرض السلام والتسامح والحاضنة لقضايا العرب والمسلمين".

وأكد المكتب الإعلامي "ان العلاقة بين دار الفتوى والقيادة الإماراتية هي متينة وثابتة وقد تعززت منذ تسلم المفتي دريان سدة الإفتاء في الزيارات العديدة التي قام بها لدولة الإمارات وحيث شكرها على مساعدة دار الفتوى والمؤسسات التابعة لها". كما ذكر "بما قاله المفتي دريان لجريدة "الخليج" الإماراتية، عبر مكتبها في بيروت قبيل بدء المؤتمر بأيام قليلة، بالتالي: "كل الشكر والتقدير والامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله رئيس دولة الإمارات ولنائبه وولي عهده ولدولة الإمارات العربية المتحدة شيوخا وحكومة وشعبا على هذه المبادرة الكريمة بدعوة قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر لزيارة دولة إمارات الخير والعطاء والعز والعروبة والشموخ والتحدي والنهضة، وندعو الله عز وجل ان يمن على الإمارات وشعبها بمزيد من التقدم والازدهار". وقد أضاف: "تشكل زيارة قداسة البابا فرنسيس لدولة الإمارات فرصة مميزة لعدة اعتبارات. الاعتبار الأول أن قداسة البابا هو أهم الشخصيات الدينية المسيحية في العالم. والاعتبار الثاني أنه يلتقي في دولة الإمارات الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أكبر شخصية دينية إسلامية في العالم، وفضلا عن أن الرجلين تربطهما علاقات وثيقة فقد تحادثا وتزاورا في مصر والفاتيكان، وعقدا اتفاقيات ومواثيق تعاون؛ فإن هذا اللقاء بالذات له معنى خاص، وهنا يأتي الاعتبار الثالث. فاللقاء في دولة الإمارات هو لقاء بين المسيحية والإسلام، على الأرض التي أعلنت العام 2019 عاما للتسامح، وفي حكومتها وزارة للتسامح وأخرى للسعادة، ويعيش ويعمل على أرضها مئات الألوف من اتباع الديانات والثقافات الاخرى. وتحتضن دولة الإمارات المسلمة الجميع في رحابة سماحة الإسلام في حرية وتعاون من أجل عيش عالمي مشترك، ومصير إنساني واحد. ولذلك فإن اللقاء بين الديانتين له فلسفته التي صارت نموذجا يحتذى به في العالم، وينظر إليه قداسة البابا روما واسقف كانتربري ومجلس الكنائس العالمي على أنه صار نهجا يفيد منه المسلمون، ويفيد منه العالم. ولا يقتصر عمل دولة الإمارات على ذلك، فهي تحتضن مجلس الحكماء المسلمين الذي يترأسه الامام الأكبر شيخ الأزهر، وتحتضن منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة". وتابع: "هناك إذا، ثلاثة أركان للعيش السمح والتعارفي: أرض الدولة وسياساتها الدينية والحضارية وشيخ الأزهر، وقداسة البابا. ولذلك فإن اللقاء ستكون له نتائج وآثار إيجابية على مستوى المنطقة والعالم في تعزيز فكر التسامح والعيش والمشترك واللقاء الإنساني لما فيه من تعزيز السلام العالمي".

 

علي الأمين: وثيقة الاخوة الانسانية دستور عالمي يرسم صورة التعايش

الثلاثاء 05 شباط 2019/وطنية - رأى العلامة السيد علي الأمين في تصريح،ان "وثيقة الأخوة الإنسانية التي صدرت من أبو ظبي بتوقيع من قداسة البابا فرنسيس بابا السلام ومن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إمام الإعتدال، هي بمثابة دستور عالمي يرسم للبشرية صورة التعايش الأخوي بسلام واحترام بين الأفراد والشعوب والجماعات والأمم، وهذه الوثيقة التاريخية هي دعوة لكل الدول والقيادات في العالم لنبذ الصراعات والعمل بقيم الحرية والمحبة والسلام، وبهذه التعاليم الموجودة في الوثيقة يتجنب العالم شرور الحروب ومآسيها ويعمل على مساعدة الفقراء وجسر الهوة بينهم وبين الأغنياء، وبذلك يضمن العالم استمرار التقدم والإزدهار في أمن وأمان".

 

الراعي من ابو ظبي: صلينا من اجل السلام والمجتمعان العربي والدولي ينظران الى انطلاقة الحكومة بوحدة وتعاون وتضامن

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - ابو ظبي - ألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلمة خلال الحفل الذي أقامته السفارة اللبنانية في ابو ظبي على شرفه، بحضور السفير الإماراتي في لبنان حمد سعيد الشامسي وممثلي الطوائف المسيحية والإسلامية وعدد من ابناء الجالية اللبنانية، قال فيها: "إنها فرحة كبيرة ان نلتقي الجالية التي هي فخرنا واعتزازنا، نحن نعرف ان السفارة اللبنانية قوية وقديرة بفضل الجالية اللبنانية. والسفراء على الأرض هم الجالية اللبنانية، لذلك هنيئا للجالية بكم سعادة السفير دندن وهنيئا لكم بالجالية اللبنانية". أضاف: "مهما نقل أحبائي عنكم ابناء الجالية اللبنانية يبقى قليلا بالنسبة لكم، أنتم الذين تشهد اعمالكم في هذه الدولة العزيزة التي فتحت ابوابها لكم وتمكنتم من تحقيق ذواتكم وما اتيتم به من مواهب على كل الصعد. ونحن كلبنانيين نعرف ان الله سبحانه وتعالى الذي يوزع على الأرض من خيراته أعطاهم عقلا يفكر وعقلا خلاقا. لم يعطنا الكثير من غنى الأرض وإنما أعطانا العقل، وهذا ما نسمعه خلال زياراتنا لبلدان العالم. الجميع يمتدح اللبنانيين على عقلهم الخلاق ومعرفتهم وكيف يرتفعون عاليا وهذه مفخرتنا". وتابع: "سعادة السفير الشامسي، انتم تعرفون كم هي محبتنا وتقديرنا لشخصك الكريم لانك برهنت منذ اليوم الأول لتسلمك مهمتك الدبلوماسية، محبتك للبنان وللبنانيين وعبرت عنها في كل مناسبة. باسمكم جميعا اود توجيه تحية الى سمو الأمير رئيس الدولة والى سمو الأمير ولي العهد ونائب رئيس الدولة على هذا الإنجاز العظيم الذي بدأه الأمير زايد، وانطلقت الدولة الى الإمام اكثر وأكثر وكأننا أمام خلق جديد. شكرا على كل هذا".

وقال: "من السفارة اللبنانية أوجه تحية كبيرة لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتحية كبيرة لرئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري مع التهنئة العظيمة على الانجاز بعد تسعة اشهر، ويبدو ان كل حمل يقتضي تسعة اسهر للولادة فلم يخالفوا شريعة الطبيعة. نرى الفرح على وجه البعض لان البلد من دون حكومة معطل، وأنتم تعرفون الخسائر الكبيرة الا اننا نشكر كل الذين سهلوا العملية من جميع الأطياف والأحزاب، وانطلقت الحكومة، ونحن نريد لها النجاح، فالتحديات كبيرة والمجتمعان العربي والدولي ينظران الى الانطلاقة بوحدة وتعاون وتضامن". أضاف: "لقد عشنا يومين من المؤتمر وشعرنا بفرح كبير كيف ان الإمارات اختارت موضوع الساعة العالم بحاجة الى الأخوة الإنسانية. كلنا يعاني من فقدان الإنسانية ولكننا في هذين اليومين استعدنا جمال الأخوة. لقد احتفلنا بهذا المؤتمر الرائع الذي تمثلت فيه جميع الدول وقد ترافق مع زيارة قداسة البابا ولقائه مع شيخ الأزهر، وكان توقيع اعلان الأخوة الإنسانية مساء امس بين قداسة البابا وشيخ الأزهر في دولة الإمارات التي تستحق بفضل انفتاحها على الجميع، ان تكون الأرض التي عليها التقى هذان الرمزان الكبيران ووقعا على الوثيقة لنحملها الى بلداننا وبيوتنا ومجتمعاتنا". وختم: "اليوم كان تاريخيا بامتياز مع الذبيحة الإلهية التي رفعها قداسته من اجل تحقيق السلام. لقد صلينا من اجل السلام ووقف الحرب ومن اجل عودة النازحين والمهجرين الى اوطانهم، فهذا حقهم وتاريخهم وحضارتهم. وما اجمل ان ننهي زيارتنا هنا في السفارة، آملين ان تبقى علاقة الصداقة بين بلدينا مستمرة ومتواصلة".

 

كتلة المستقبل شددت على التضامن الحكومي: المنازلات السياسية والاعلامية تضر بالمصلحة العامة وبالثقة المطلوبة داخليا وخارجيا

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية بعد ظهر اليوم، اجتماعا في "بيت الوسط"، برئاسة النائبة بهية الحريري، عرض لآخر المستجدات السياسية والاوضاع العامة، ثم أصدرت بيانا تلاه النائب عاصم عراجي، وعبرت خلاله الكتلة عن ارتياحها "الكامل لتأليف الحكومة والمباشرة في اطلاق ورشة العمل التي ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر". ورأت ان "المنطلقات السياسية والاقتصادية والاصلاحية التي اعلن عنها الرئيس سعد الحريري تشكل قاعدة متينة لحماية برنامج الحكومة"، منوهة ب"المناقشات الجارية في اجتماعات لجنة البيان الوزاري والتي قطعت شوطا مهما وعكست تعاونا وتضامنا حكوميين يؤسسان لمرحلة جديدة من العمل المشترك وتضافر كافة الجهود في سبيل الخروج من حالة القلق التي تعتري اوضاع البلاد". وشددت الكتلة على "اهمية التضامن الحكومي في هذا المنعطف المصيري من تاريخ البلاد والمنطقة"، داعية "كافة الشركاء على طاولة مجلس الوزراء، الى التزام موجبات هذا التضامن والتوقف عن المنازلات السياسية والاعلامية التي من شأنها الإضرار بالمصلحة العامة وبمكونات الثقة التي تحتاجها الدولة داخليا وخارجيا". وشددت على أن "ثقة المواطنين بحكومتهم والرهان على اداء حكومي جديد يعلو فوق المصالح الحزبية والخاصة، مسألة توازي بأهميتها الثقة التي ستطلبها الحكومة من المجلس النيابي، ولا يمكن لهذه الثقة ان تصبح واقعا ملموسا دون تحويل مجلس الوزراء الى ورشة عمل يومية تتكامل مع الورشة التشريعية في مجلس النواب، بحيث تتمكن الدولة بكافة هيئاتها ومؤسساتها من وضع البرنامج الاستثماري للنهوض الاقتصادي والخدماتي موضع التنفيذ العاجل والشفاف الذي يخلو من كل صفات الهدر والفساد والتلاعب على القانون". وإذ جددت الكتلة دعمها "للحكومة ورئيسها وتبنت العناوين التي وردت في مشروع البيان الوزاري"، أشادت بدور الوزراء الذين سينضمون الى المشاركة في اجتماعاتها، وخصوصا بالتمثيل المميز للمرأة في مجلس الوزراء ووصول الوزيرة ريا الحسن الى سدة وزارة الداخلية بشكل خاص"، معتبرة هذا الأمر "خطوة تأسيسية لتوسيع نطاق دور المرأة في الحياة السياسية وادارة الشأن العام".

 

كنعان بعد اجتماع التكتل:عشية تفاهم مار مخايل نيتنا تعزيز تفاهماتنا لاداء حكومي يحاكي هموم الناس وتهنئة الحكومة تستحق عند الانجاز والا فالمحاسبة

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الأسبوعي برئاسة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في مركزية "التيار الوطني الحر" في سنتر ميرنا شالوحي.

كنعان

عقب الاجتماع، تحدث أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان، فاعتبر أن "التهنئة تستحق للحكومة بالشكل، ولكن هذه التهنئة تستحق بالمضمون بعد الانجاز"، وقال: "بعد التأخير المؤسف، نتمنى عند الاستحقاقات الحكومية المقبلة، ان تكون القواعد معروفة على اساس أن تعكس السلطة التنفيذية نتيجة الانتخابات النيابية، وعندما تكون الأمور واضحة، يصبح التشكيل اسهل، مع اعتبار نتائج الانتخابات المعيار الوحيد للتأليف، بحيث يتقبل الجميع النتائج ويسيرون بحسب هذه القاعدة، والا فلماذا الانتخابات؟". واشار كنعان الى أن "الميثاقية والشراكة في المؤسسات الدستورية عموما والحكومة الحالية خصوصا، تحققت من حيث الشكل، ولكن الانتاج مطلوب من حيث المضمون"، ورأى أن "تكوين الحكومة عمل مهم، لكن العبرة بالتنفيذ والانجاز، وبالنسبة الينا كتيار وطني حر، وعشية تفاهم مار مخايل، نؤكد اننا اثبتنا انه وبالطريقة نفسها التي نحمل فيها معركة ونضال تحقيق الكثير مما طرحناه بتاريخنا من تحرير لبنان والاصلاح، فإننا نحمل كذلك نية التفاهم مع الشركاء في الوطن، لا سيما اولئك الذين يمكن ان نلتقي معهم على قواسم مشتركة لمصلحة البلاد". وإذ أكد أن "نيتنا التفاهم وتطوير كل تفاهماتنا وتعزيزها من أجل الانتاجية التي تهمنا في المرحلة المقبلة في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون"، قال: "طلبنا من وزرائنا استفتاء الكتل واللبنانيين على رؤيتهم لوزاراتهم، ونحن ضنينون بالانفتاح على الجميع بايجابية لا بسجال. فقد انتهينا من الانتخابات ومن معركة تكوين السلطة، وقد أتت معركة الانتاج لمصلحة اللبنانيين وكل فرد من افراد هذا المجتمع، لأي طائفة انتمى، ولأي حزب انتمى، فهذه مسؤوليتنا ونحن واعون لها وسنترجم ذلك من خلال الآداء في الأيام المقبلة". ولفت الى أن "البيان الوزاري بالنسبة الينا هو هموم الناس وخطة عمل تتناول كل الملفات التي نطمح الى انهائها. فالمالية العامة تحتاج الى موازنة ونحن مع اولوية الموازنة، والكهرباء تحتاج الى تنفيذ الخطة الموضوعة من دون نيات سياسية مبيتة، ونسمع الصرخة في النفايات، ووزير البيئة فادي جريصاتي في صدد استكمال الخطة الموجودة ووضع اللمسات عليها، في ضوء الوقت الذي مر". وتوجه كنعان باسم التكتل الى "جميع الأطراف بيد ممدودة ايجابيا"، طالبا "وقف السجالات في هذه المرحلة والبناء على الايجابيات ومحاكاة اللبنانيين بهمومهم ومشكلاتهم، ولتكن حكومة العمل للانتاج. وكتكتل نيابي وازن في المجلس النيابي، سنكون السند لأي مشروع مطروح من كتلتنا او من كتل أخرى، من وزير من تكتلنا او من الكتل الأخرى، وسنكون الى جانب اي مشروع مفيد للبنانيين وجيد للبنان، فيكفي اللبنانيين انتظارا وسجالات". وختم: "الى العمل نعم، ولكن الى الحساب والمحاسبة في حال لم يكن هناك تنفيذ، فيجب ان نكون ايجابيين ونمنح الفرص للوصول الى النتيجة التي يريدها من كلفونا بتمثيلهم في المؤسسات الدستورية".

 

قماطي في ذكرى توقيع التفاهم بين حزب الله والوطني الحر: الاختلافات لن تغير تمسكنا به ونعالجها ونتجاوزها لصالح التفاهم الإستراتيجي

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي خلال لقاء أقيم في كنيسة مار مخايل لمناسبة ذكرى توقيع وثيقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، أن "توقيع وثيقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" هو عيد للبنان لأنه يحمل للبنان الكثير من الخير والفرح والأمل، ومن هنا انطلق التفاهم"، وقال: "كنا أربعة أشخاص أثناء التحضير للوثيقة على مدى 6 أشهر، وزير الخارجية جبران باسيل وغالب أبو زينب وزياد عبس وأنا". أضاف قماطي خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الى أنه "أثناء الإجتماع بيننا من أجل التفاهم بقيت هناك أربع نقاط خلافية إتفقنا أن نتركها للقاء الرئيس ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله". وإعتبر أن "التفاهم يضع رؤية حول الوطن والمقاومة والاستراتيجية الدفاعية ومحاربة الفساد، وهو مشروع حوار وطني لكل اللبنانيين وكان خطوة أولى بإتجاه حوار وطني لكل القوى اللبنانية".

أضاف: "للأسف، بدلا من النظر إلى الوثيقة بإيجابية قام البعض بمواجهتها باعتبارها تحالفا بين قوتين كبيرتين في البلد والتفاهم إستمر 12 عاما وسيستمر لسنوات طويلة لأنه تفاهم صادق ومخلص وتفاهم وفاء". وشدد على أن "نتائج التفاهم ظهرت في الاختبار الحقيقي خلال عدوان تموز عام 2006"، موضحا أن "هذا التفاهم لا تهزه الفتن ونحن متمسكون به لأننا مقتنعون بكل ما ورد به". ورأى قماطي أن "التفاهم لا يعني أننا جسم واضح وأننا متفقون على كل المواقف لكنه وواضح من ناحية الإتفاق على العناوين الإستراتيجية الكبرى"، مشيرا إلى أن "الرئيس ميشال عون ليس رئيسا للبنان فقط بل هو شخصية مشرقية كبرى لكل المشرق."واعتبر قماطي أن "الاختلافات لن تغير تمسكنا بهذا التفاهم ونعالجها ونتجاوزها لصالح التفاهم الإستراتيجي".

 

تسليم وتسلم في وزارة الصحة حاصباني: انجزنا الكثير رغم ضآلة الموازنات جبق: سنكون شفافين جدا وسنسعى ليتناسب سعر الدواء مع الدخل الفردي

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - تمت اليوم في وزارة الصحة العامة عملية التسليم والتسلم بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة السابق غسان حاصباني والوزير الجديد جميل جبق. اثر اجتماع ثنائي تم خلاله وضع جبق في تفاصيل الملفات التي يتم العمل عليها، عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا بحضور المدير العام للوزارة الدكتور وليد عمار ورؤساء المصالح. استهل حاصباني المؤتمر بالقول انه "يسلم الأمانة بعد انقضاء أكثر من سنتين على استلامه مهامه في وزارة الصحة، وقد تم في هذه الفترة الوجيزة برغم التحديات الكبيرة وضآلة الموازنات إنجاز الكثير من الأعمال وذلك من ناحية ضبط كلفة الاستشفاء وعدالة توزيع الموازنات على المستشفيات". أضاف: ان "وضع آلية لتخفيض أسعار الدواء كان في مقدمة ما تم تحقيقه حيث تضمنت الدفعة الاخيرة تخفيض أسعار أكثر من ثمانمئة دواء"، متمنيا "استكمال تطبيق الآلية مع الوزير الجديد"، مبديا ثقته ان "الاخير في التوجه نفسه الذي سيؤدي إلى تخفيض أسعار حوالى ثلاثة آلاف دواء". وتابع: "اننا نسلم الشعلة مطمئنين ان معاليه سيبني على الدرب الذي مشيناه ويكمل أكثر في المستقبل إذ أن همنا ان يكون هناك استمرارية لآلية تخفيض أسعار الدواء ولادوية الامراض المستعصية والمزمنة التي يتم تقديمها في مستودع الكرنتينا للدواء"، لافتا إلى أن "الطريق كان صعبا وسيبقى كذلك لأنه ليس من السهل التعاطي مع صحة الناس واستمرارية سلامة الصحة والغذاء في البلاد"، مذكرا "بأن وزارة الصحة أنجزت العام الماضي 46 الف كشف على مؤسسات غذائية"، آملا "استمرار العمل في المستقبل بما فيه صالح اللبنانيين". وشدد على أن "المسألة المهمة التي تقدمت اشواطا تتعلق بالبطاقة الصحية التي لا تزال تحتاج إلى خطوات اجرائية في مجلس النواب ونأمل استمرار العمل لانجازها في المستقبل القريب". وقال حاصباني: نسلمكم قطاع الصحة العامة ووزارة الصحة الوصية على هذا القطاع وهو بالمرتبة الثالثة والعشرين عالميا من حيث الفعالية والمرتبة الأولى عربيا من حيث نوعية الخدمات الصحية وجودتها آملين أن تتقدموا بهذا القطاع إلى مراتب أفضل وتكون الحكومة اللبنانية مجتمعة داعمة للمواطنين اللبنانيين من دون تفرقة وتمييز فيحصل المريض اللبناني على العناية التي يستحقها".

وتمنى حاصباني لخلفه "التوفيق في مهمته".

جبق

من جهته، شكر جبق سلفه على "الجهد الذي قام به"، منوها بأنه "قام بكل ما يجب القيام به من ضمن الإمكانات المتواضعة الموجودة في وزارة الصحة"، وقال ممازحا: "ولو أنه طمأنني ان الطريق صعب، فإننا مهتمون بصحة الوطن والمواطن وسنسعى لأن نقوم بما هو واجب علينا". واضاف: "سنكون شفافين جدا ومتعاونين لنكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني".

أسئلة

ثم كان حوار مع الصحافيين اجاب فيه حاصباني عن موضوع أسعار الأدوية وأوضح أنه "تم تعديل آلية تسعير الأدوية في عام 2018 حيث سيعاد بموجبها النظر في أسعار حوالى 3400 دواء في عام 2019. وقد انتهت الآن الدفعة الأولى حيث تم تخفيض أسعار عدد من الأدوية بحدود 21 و 22 في المئة وقد وصل تخفيض أسعار بعض الأدوية المعروفة التي كانت تقارن بأسعار الأدوية التركية المدعومة إلى 75 في المئة. وبحسب هذه الآلية سيتم تخفيض أسعار المزيد من الأدوية"، مشيرا إلى أن "التخفيض طال حوالى 600 دواء في عام 2018 وقد تم اعتماد تخفيض الأسعار بشكل تدريجي كي لا يؤدي إلى أي أضرار سلبية جانبية".

بدوره، تحدث جبق عن أولويات عمله فقال إنه "لا يعتقد بوجود خلاف كبير في الأولويات"، مشيرا إلى أنه "سيعمل على رفع الظلم الصحي عن مناطق محرومة في لبنان من أدنى درجات العلاج"، مؤكدا "اهتمامه بالمحافظة على المستوى الطبي الموجود في لبنان".

وإذ اشار الى أنه "لن يستفيض في الكلام"، أوضح ردا على سؤال حول أسعار الأدوية أن "هذه الأسعار انخفضت وهناك كمية كبيرة ستنخفض أسعارها قريبا". وقال: "إن كل ما نسعى إليه هو أن يتناسب سعر الدواء في لبنان مع الدخل الفردي للمواطن اللبناني. فإذا اعتبرنا أن دخل هذا المواطن يبلغ 750 ألف ليرة لبنانية فكيف يجوز له أن يشتري دواء غاليا جدا في وقت تبيع دول الجوار هذا الدواء بأسعار أرخص بكثير وبأقل من ثلث المبلغ". أضاف: "اننا سنقوم بدراسة الموضوع الذي قام الوزير حاصباني بحل جزء منه علما أن بعض الأدوية يتطلب المزيد من الدراسة ولكن ما نريده هو أن يتناسب الوضع في لبنان مع وضع المنطقة ككل ومع وضع المواطن اللبناني ودخله الفردي". وحول استيراد الدواء من إيران، أجاب الوزير جبق أن الوزير حاصباني "يعرف آلية استيراد الأدوية للبنان. ووزارة الصحة غير معنية باستيراد الأدوية، فهناك آلية معينة محددة تتم عبر وزارة الصحة، إذ إن الناس المعنيين يقدمون طلبات ويأتون بدواء يتم درسه، ثم يسوقه المعنيون ويبيعونه. وليس استيراد الدواء من مهام الوزارة". وأكد جبق أن "هناك مفهوما خاطئا عند الناس في هذه المسألة وكثيرون لا يدركون حقيقة ما يحصل". وكرر القول إنه "سيكون شفافا إلى أقصى درجات الشفافية". وقال: منذ ساعة دخولي من باب الوزارة، أصبحت وزيرا في الحكومة اللبنانية وأنا لبناني ويعنيني كل المواطنين اللبنانيين وكل المناطق من دون أي تفرقة". وختم حاصباني متقدما بالشكر "لكل العاملين في قطاع الصحة ولا سيما موظفي وزارة الصحة العامة من إداريين وفنيين وعاملين واختصاصيين تمكنوا من إيصال لبنان إلى نقطة متقدمة في هذا القطاع بإمكانات ضئيلة"، ودعا إلى "التركيز على الإيجابيات وسط الإنتقال إلى مرحلة جديدة في لبنان".

 

المجلس المذهبي رحب بتأليف الحكومة: متمسكون بثوابت الطائف وحذار من خطورة أي ممارسات تعيد عقارب الساعة إلى الوراء

الثلاثاء 05 شباط 2019 /وطنية - عقد مجلس إدارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعه الدوري في دار الطائفة في بيروت، برئاسة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن، وجرى عرض لمجمل الأوضاع العامة وشؤون المجلس وأعمال لجانه. وبعد الاجتماع تلا أمين سر المجلس المحامي نزار البراضعي بيانا رحب فيه المجلس المذهبي بتأليف الحكومة الجديدة، آملا "في الوقت نفسه أن تنصرف هذه الحكومة إلى معالجة الملفات المتراكمة في شتى المجالات، وأن تعمل على تخفيف أعباء الحياة المعيشية والاجتماعية، ليخرج بذلك كل الوطن إلى رحاب البحبوحة الاقتصادية المنشودة، التي لن تتحقق إلا بالمزيد من الشفافية والحرص على مؤسسات الدولة والمال العام". وأكد المجلس تمسكه ب"الثوابت الأساسية التي جسدتها وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، وأرست العيش المشترك والسلم الأهلي وأنهت الحرب الأهلية الأليمة وذيولها المأساوية، ووضعت صيغة النظام اللبناني التي تقوم على التوازن في الحكم لا على التفرد والاستئثار"، محذرا من "خطورة أي ممارسات سياسية أو غير سياسية من شأنها إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ووضع لبنان مجددا في أتون المخاطر". ودعا إلى "مقاربة قضية اللاجئين السوريين في لبنان من زاوية العمل الانساني والمواثيق والقوانين الدولية مع مراعاة طبيعية للأمن الاقتصادي والاجتماعي اللبناني". كما دعا "كل وسائل الإعلام إلى الحفاظ على الدور والرسالة السامية الإعلامية لكي تبقى حرية التعبير والرأي مصانة دون التعرض للمكونات الوطنية وتاريخها وخصوصياتها، والابتعاد عن محاولة إثارة الفتن والتحريض المرفوض بكل أشكاله ومن أي مصدر أتى". وحث "القضاء المختص ومؤسسة المجلس الوطني للاعلام على تحمل مسؤولياتهما والقيام بدورهما لمنع الذهاب نحو أي ما يخل بالسلم الأهلي". وتطلع المجلس المذهبي "بأمل ورجاء إلى اللقاء الإسلامي المسيحي الذي استضافته الإمارات العربية المتحدة حيث شكلت زيارة البابا فرنسيس الأول ولقاؤه شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب وإطلاقهما وثيقة "الأخوة الإنسانية" محطة تاريخية تؤكد أن الحوار والتفاهم والتقارب هو السبيل الوحيد لمواجهة كل التحديات المتمثلة بالعنف والتطرف".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  و05 و06 شباط/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

الذكرى 13 لورقة تفاهم مار مخايل: سرّ صمود ١٣ سنة!

الياس الزغبي/05 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71849/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%BA%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-13-%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%85-%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D9%85/

 

 

جوزيف بعيني، رئيس المجلس العالمي لثورة الارز:  حكومة حزب الله حكومة الحرب المدمرة على لبنان وأهله"

واشنطن في 4 شباط 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/71838/%d8%ac%d9%88%d8%b2%d9%8a%d9%81-%d8%a8%d8%b9%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%8c-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1/

 

اضواء على مسيرة الموارنة الطويلة الزاخرة بالمآتي والمآثر والسؤدد

الأب سيمون عساف/05 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71841/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1/

 

 

النص الكامل لوثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك الموقعة أمس في دولة الإمارات من قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب

التاريخ: 04 فبراير 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/71843/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%84%d9%88%d8%ab%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%88%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85/