المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 شباط/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.february05.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

                              

اقسام النشرة
عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني: رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/ بظل حكومة حزب الله  فالج لا تعالج

الياس بجاني/بظل حكومة حزب الله  فالج لا تعالج

الياس بجاني/ابواب وزارية واسعة تؤدي طريقها إلى نار جهنم ودودها

الياس بجاني/حكومة حزب الله ودجل المواقف الأميركية والفرنسية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تفاؤل مسيحيي لبنان بزيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات

بيان صادر عن المجلس العالمي لثورة الأرز: "حكومة حزب الله حكومة الحرب المدمرة على لبنان وأهله"

نزار زكا بدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام: لإدراج قضيتنا في البيان الوزاري للحكومة

الياس الزغبي: خطاب الاستعلاء سمّم انطلاقة الحكومة ولا يدوم إلّا حلف المبادئ والأولويات

ريفي: لإقالة باسيل والوزراء الذين وقعوا له الإستقالة

لا كلام قبل ان تُبَحِّر/الأب سيمون عساف

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 04/02/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 4 شباط 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

القوات: وسائل إعلام من أصحاب الأغراض المشبوهة حورت محتوى رسالة المركز اللبناني للمعلومات إلى الإدارة الأميركية

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

سابقة في تاريخ لبنان: باسيل يُلزِم وزراء بالتوقيع على استقالاتهم

قيومجيان: القوات يمد يده للجميع وفي مقدمهم حزب الله

الفرد رياشي: حل مشكلة الفساد يكون عبر تبني النظام الفدرالي

الوزير باسيل .. خطابُ الظّفر والاستعلاء/د. أحمد خواجة/لبنان الجديد

المحاميان سهيل خداج ورامي محمود يتقدمان باخبار ضد قناة الجديد.

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

زيارة البابا إلى الإمارات تؤسس لتسامح فعال ضد التطرف

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان لقمة خامسة تدعم الحوار والتسامح ضمن فعاليات مؤتمر «لقاء الأخوة الإنسانية» العالمي في أبوظبي

خطوات أميركية ـ أوروبية لـ«ضبط التطبيع» العربي مع دمشق/بروكسل تستضيف مؤتمر المانحين قبل قمة تونس... والملف السوري «عقدة» مؤتمر وزاري اليوم

ترامب: قمنا بدور رائع بسورية… وأردوغان والأسد يتواصلان “استخباراتياً”

تحالف بين "البشمركة" و"النخبة" لإدارة المنطقة الآمنة... ولافروف: اللجنة الدستورية على وشك الانتهاء

المقداد: لن ينجح مَنْ يحاول تجاهل سورية أو فرض شروط عليها من أجل العودة إلى الجامعة العربية

تركيا تنتهك العقوبات الأميركية وتُهرِّب ذهب فنزويلا لإيران

واشنطن تُحذِّر طهران وبغداد من استهداف قاعدتها “عين الأسد”

الجبير: نتطلع لانسحاب القوات الخارجية من سورية

مصر: مقتل 7 إرهابيين والإعدام لـ8 آخرين

برلمان مصر يخطو باتجاه زيادة مدة حكم السيسي

6 دول أوروبية تعترف بغوايدو رئيساً لفنزويلا... وروسيا تندد بـ«التدخل الأوروبي»/مادورو قال في حوار تلفزيوني إنه «لن يرضخ في مواجهة الضغوط»

«اللواء الرئاسي» يتسلم رسمياً ملف الأمن في كركوك ومكتب المحافظ يرفض اتهامات تركمانية بـ«التمييز العرقي» في ملف الوظائفمقاتلات فرنسية تقصف في تشاد رتلاً مسلحاً آتياً من ليبيا

البحرين تؤكد فرار العريبي إلى إيران عبر قطر أثناء محاكمته

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

احد عشر بندا تحدد عظمة الموارنة ودورهم في الشرق/بقلم الفيلسوف الراحل شارل مالك..

أَفرَجوا عن التأليفِ وقَبضوا على الحكومة/سجعان قزي/جريدة الجمهورية

واشنطن: نريد خنق «حزب الله»/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

عون: الحمدلله على الســـلامة/عماد مرمل/جريدة الجمهورية

جبران «باشا»: قريباً ترتاحون منّي/ملاك عقيل/جريدة الجمهورية

لا لزوم للاجتهاد:  وحدها معارضة واضحة وبعيدة عن حسابات الربح والخسارة لحقيبة وزارية او تعيينات مرتقبة او حصة في جبنة الحكم، يمكن ان تقلب المعادلة/سناء الجاك/النهار

علوش: لا يُؤمَن لصقور المستقبل/مرلين وهبة/الجمهورية

جنبلاط غاضب وخائب… والقرعاوي لـ«جنوبية»: عون من اختار «الغريب» وليس الحريري/أحمد شنطف/جنوبية

حكومة لبنان بين المظلة الدولية ومظلة المحور/سام منسى/الشرق الأوسط

انقلاب سياسي كبير: ماذا فعلت بالطائف يا سعد الحريري/منير الربيع/المدن

البابا في الإمارات: سؤال التسامح في الكنيسة والإسلام/محمد قواص/العرب

نظام المصالح الوطنية العراقية والقلق الإيراني/علي الأمين/العرب

البابا في الإمارات... عقل مفتوح وقلب مؤمن/تركي الدخيل/الشرق الأوسط

أربعين الخمينية.. ميشيل وفيدريكا/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

استراتيجية لهزيمة «الخمينية الطائفية»/د. صالح بن محمد الخثلان/الشرق الأوسط

البشير ومادورو... و«متعة الرئيس السابق»/غسان شربل/الشرق الأوسط

ديمقراطيون بلا حدود/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون نوه بزيارة البابا التاريخية للامارات واستغرب الانتقادات ضد الحكومة قبل بدء عملها:سنركز على الوضع الاقتصادي وقضية النازحين ومكافحة الفساد

الحريري ترأس الاجتماع الاول للجنة البيان الوزاري الجراح: لا بنود خلافية والجميع مقتنع بأن سيدر هو السبيل لوحيد للخروج من الازمة

بري عرض والسفير الفرنسي قوانين سيدر وروما2 واستقبل السفير الكويتي

باسيل من معهد العلوم السياسية في باريس : لصالحنا اعادة العلاقات مع سوريا والاتفاق النووي الإيراني كان فرصة عظيمة

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من أبوظبي: الأديان لا تصنع الحروب بل أتباعها يصنعونها وممارسة الأخوة السبيل المؤدي إلى السلام

مجلس كنائس الشرق الأوسط في المؤتمر العالمي للأخوة الانسانية في أبو ظبي: عندما تلتقي الرئاسات الدينية تكون البداية لتغيير ذهنيات

متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده من أبوظبي: إذا كانت الديانات الثلاث تدعى سماوية هذا يعني أن موطننا هو الملكوت ويجب أن نعمل على إحلاله في القلوب

بطريرك أنطاكيا والاسكندرية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي للوطنية من أبوظبي: نستطيع كمسيحيين عرب أن نكون رأس الحربة لهذا الحوار بحكم انتمائنا الى الثقافة العربية

نصرالله: أمام الحكومة رهانات وإستحقاقات وحزب الله سيتحمل مسؤوليته فيها ووزارة الصحة ليست لحزب بل لكل اللبنانيين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى32/“فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني: رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

بظل حكومة “حزب الله” فالج لا تعالج/الياس بجاني/05 شباط/19/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل لقراءة المقالة

http://al-seyassah.com/%D8%A8%D8%B8%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AC-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%AC/

 

بظل حكومة حزب الله  فالج لا تعالج

الياس بجاني/03 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71787/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%B8%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AC-%D9%84%D8%A7/

إن أخطر أشكال الفساد والإفساد والإلحاد والإرهاب والهمجية وأيضاً البربرية والفوضى هو الاحتلال الذي يحول دون أي إصلاح أو تقويم أو تقدم في أي مجال من المجالات كون فاقد الشيء لا يعطيه، وكون إبليس الذي هو الاحتلال لا يمكن أن يعمل على هدم مملكته.

من هنا فإن مقومات وأعمدة وركائز مملكة حزب الله الاحتلال ورعاته الملالوي الفرس هي الإرهاب والفوضى والكره والحقد والانتقام والحروب والإفقار وزرع الفتن وكل لوثات وموبؤات وسرطانات التعصب والمذهبية. ..

وليس لا السلام ولا المحبة ولا التعايش ولا الإصلاح.. ونقطة على السطر.

ولهذا ومن أجل التسوّيق لمشروعهم الملالوي الفارسي الإمبراطوري والعمل على انفلاشه وتوسعه فقد جعلوا من لبنان قاعدة حربية لهم، ومخزناً لأسلحتهم، ومنطلقاً لمشروعهم التدميري والتوسعي الهادف علناً لمصادرة وإلغاء لبنان وكل ما هو لبناني أولاً ، وثانياً التمدد لتصدير الإرهاب والفوضى والتمذهب إلى كل دول الشرق الأوسط لإسقاط حكامها وأنظمتها وإذلال وقهر وإفقار وتهجير واستعباد شعوبها وضمها بالقوة إلى الإمبراطورية الفارسية الحلم والوهم.

من هنا وعملياً لا معالجة لأي فساد بوجود الاحتلال الإيراني الإرهابي القابض على كل مفاصل الدولة اللبنانية..

والأخطر في وضعنا اللبناني المأساوي فإن لا إصلاح ولا حكم ولا حوكمة ولا عدل ولا قانون ولا سلم ولا سلام بأي شكل من الأشكال بوجود المرتزقة اللبنانيين المحليين الطرواديين والملجميين الذين يعملون على خدمة مشروع حزب الله اللاهي واللالبناني هذا واللاانساني واللاحضاري واللاانساني من قادة ووزراء ومسؤلين وحكام ورجال دين وتجار وإعلام وإعلاميين.

السؤال المنطقي والعقلاني البديهي هو كيف يمكن لحكومة الرئيس سعد الحريري الجديدة أن تكون هي فعلاً حكومة لبنانية ولخدمة لبنان واللبنانيين ولحمل رسالته الحضارية والانفتاحية والسلمية في حين أن 20 وزيراً من وزرائها الثلاثين هم من خيار حزب الله ومن المستلحقين به استراتجياً ومحلياً، أما العشرة الباقين فهم مجرد وكلاء يمثلون أصحاب شركات أحزاب تجارية بالية باعوا تجمع 14 آذار السيادي تحت رايات نفاق الواقعية وقبلوا واقع الاحتلال المدمر وارتضوا بذل أن يساكنوا ويتعايشوا مع دويلاته وسلاحه وحروبه وذلك بعد أن داكشوا وقايضوا السيادة بالكراسي وقفزوا فوق دماء الشهداء دون أن يرمش لهم جفن وبتخدر ضمائر وموت وجدان ودفنوا في خزائنهم وحساباتهم البنكية كل ما هو مبادئ وثوابت وقيم وطنية وسيادية واستقلالية.

واقعياً ودون أية أوهام أو أحلام يقظة فإن وضع لبنان الحالي بظل احتلال إيران له وبظل حكومة حزب الله التي يرأسها الحريري فالج لا تعالج ومن سيء لأسوأ ومن كارثة إلى كوارث.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ابواب وزارية واسعة تؤدي طريقها إلى نار جهنم ودودها

الياس بجاني/02 شباط/19

حراس نعسوا وناموا لأن كراسي الوزارة بترخص المبادئ وبتخلي الركب تركع والروس تنخ والمواقف ذمية. قلة يقاومون اغراءات الأبواب الواسعة

 

حكومة حزب الله ودجل المواقف الأميركية والفرنسية

الياس بجاني/01 شباط/19

ما عدنا نصدق لا أميركا ولا غيرها من الدول العربية أو الغربية.. والموقف الأميركي من حكومة حزب الله الجديدة كما الموقف الفرنسي هو لرفع العتب ليس إلا وكلام مفرغ من أي مضمون..عتبنا على من باعوا 14 آذار من أصحاب شركات الأحزاب المسيحية والسنية والدرزية التعتير وسلموا البلد لحزب الله والتحقوا هم بمشروعه بعد أن داكشوا الكراسي بالسيادة.. والآن هم مجرد ديكور في حكومة حزب الله.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تفاؤل مسيحيي لبنان بزيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات

العرب/05 شباط/19/يعتبر لبنان منطقة حرجة للتواجد المسيحي، لذلك ركز المتابعون على تصريحات قيادات مسيحية لبنانية في تقييمها لزيارة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. عكست هذه التصريحات تفاؤلا بالزيارة التي حملت معها مجموعة رسائل، بعضها عام يتعلق بالحوار بين الأديان وإرساء روح التسامح والتحاور بين أبناء الديانات الثلاث بعد أن دمرها المتطرفون، وبعضها الآخر خاص موجه لمسيحيي الشرق الأوسط أنفسهم، يفيد بكسر الجمود بين الفاتيكان والمنطقة، الأمر الذي يعيد إليهم الشعور بالانتماء للجانبين: الكنيسة الأم والمنطقة الأم متعددة الثقافات والأديان والطوائف. بيروت – ينظر المسيحيون في لبنان بشغف واهتمام إلى الزيارة التاريخية التي يقوم بها البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. ولطالما اعتبر مسيحيو الشرق أن المسيحيين في لبنان يمثلون الواجهة الصادقة لمزاج المسيحيين في المنطقة، والناطقين باسم أحوال المسيحيين وهواجسهم في الشرق الأوسط.

ويؤكد المسيحيون في لبنان على ضرورة أن تعود المنطقة ميدان تعايش وتحاور وسلم بين الديانات الثلاث. وقد مثلهم في الإمارات، البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يشارك في الاحتفالية الكبرى في الإمارات، وأشار في مداخلة خلال مؤتمر الأخوة الإنسانية إلى أن “الديانات الثلاث التوحيدية تحمل في تقاليدها الروحية تراث سلام قادر على تعزيز الإخاء وتغيير العالم”. وأضاف الراعي أنه “بالنسبة إلى المسيحيين يكفي أن نفكر بعظة الجبل المعروفة بالتطويبات كدستور أخوة وسلام. وبالنسبة إلى المسلمين نفكر بالألقاب التسعة والتسعين التي يطلقونها على الله وأخصها ‘الرحمن، الرحيم، الغفور’. وبالنسبة إلى اليهودية، نفكر بنبوءة إِشعياء ‘لنصعد إلى جبل الرب فإنه يعلمنا أن نسلك طرقه.. الرب يحكم بين الأمم ويقضي لشعوب كثيرين، فيصنعون سيوفهم سككا، ورماحهم مناجل، فلا ترفع أمة على أمة سيفا، ولا يتعلمون الحرب من بعد'”.

تثبيت فكرة التعايش

 ما بين الروحي والسياسي، يهم المسيحيون في لبنان أن يعاد تصحيح صورة الإسلام والمسلمين في العالم، ذلك أن تثبيت الاعتدال في المنطقة هو تثبيت لفكرة التعايش التي تتيح لمسيحيي المنطقة أن يبقوا أصلا بها، بما يكافح موجات الهجرة التي تدفع المسيحيين إلى مغادرة بلدانهم وتاريخهم الطويل في هذه الديار.

واعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، أن “زيارة قداسة البابا فرنسيس الثاني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة زيارة تاريخية بكل ما للكلمة من معنى”. ولفت إلى أن الزيارة “أظهرت الوجه الحقيقي للإسلام بعد أن تم تشويهه من قبل جماعات مختلفة ذهب البعض منها في الإجرام إلى حد لم يبلغه أحد قبلها في التاريخ”. ويدور الجدل داخل الأوساط المسيحية في لبنان حول سبل دعم الحضور المسيحي في الشرق وتعزيز دوره في الخطاب السياسي العام بعد مرحلة ظلامية مرت بها المنطقة دفع فيها المسيحيون قسطا كبيرا دمويا مؤلما.

هم المسيحيين في لبنان أن يعاد تصحيح صورة الإسلام والمسلمين في العالم، ذلك أن تثبيت الاعتدال في المنطقة هو تثبيت لفكرة التعايش التي تتيح لمسيحيي المنطقة أن يبقوا أصلا بها

وغرّد النائب سامي الجميل عبر حسابه على تويتر، بالقول “نقدر ونرحب بزيارة قداسة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات في هذا الوقت الذي يحتاج فيه العالم العربي إلى الحوار والانفتاح وندعوه إلى زيارة لبنان، الأرض المقدسة ورمز التعددية!”. ويرى المسيحيون في لبنان أن شعور المسيحيين بالتهميش والغبن في بعض الأحيان ليس بالضرورة دائما بسبب الظروف المحلية وقساوتها، بل يعود أيضا إلى تهميش وإهمال لحالهم من قبل عواصم كبرى في العالم لا يستثنى الفاتيكان نفسه منها. واعتبر جعجع أن المشهد في الإمارات “يعطي فكرة واضحة عما سيكون عليه المستقبل في الشرق الأوسط. لذا نوجّه تحية كبيرة للقيادة الإماراتية على هذه الخطوة الشجاعة والمتقدمة والتي ستدفع بالكثيرين إلى الحذو حذوها لأنه بهذه الطريقة يحضِّر العرب فعلا لربح المستقبل وإعادة أمجاد الماضي”. ويروي رجال دين مسيحيون في لبنان أنهم لطالما استغربوا أثناء المؤتمرات التي جمعتهم برجال دين مسيحيين في العالم الغربي حجم الجهل الذي تتسم به الكنائس الغربية في ما يتعلق بمسيحيي الشرق إلى درجة استغراب هذا الحضور أو التقليل من دوره وتاريخه منذ ظهور المسيحية حتى الآن. واعتبرت النائب ستريدا جعجع في بيان صدر عن مكتبها أن “أحد أهم أسباب الزيارة هو عمل البابا على توطيد العلاقات بين الفاتيكان والقيادات المسلمة في العالم، حيث يأتي استقبال إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب له في مطار الإمارات في هذا الإطار”. ولفتت جعجع إلى أن “هذا الأمر ليس بجديد باعتبار أن البابا يعمل على هذه القضيّة منذ توليه السدّة البابويّة وهو قد التقى إمام الأزهر في ثلاث مناسبات سابقة، إلا أن الأمر الأهم في هذه الزيارة هو أنها المرّة الأولى التي يزور فيها الحبر الأعظم إحدى دول الخليج العربي حيث سيقام قداس للمرّة الأولى في مكان عام في ملعب مدينة زايد الرياضية ويتوقع أن يحضره أكثر من 135 ألف شخص”. ستريدا جعجع: أحد أهم أسباب الزيارة هو عمل البابا على توطيد العلاقات بين الفاتيكان والقيادات المسلمةستريدا جعجع: أحد أهم أسباب الزيارة هو عمل البابا على توطيد العلاقات بين الفاتيكان والقيادات المسلمة

تصويب العلاقات

 يرى المسيحيون في لبنان في زيارة البابا فرنسيس للإمارات عودة لاهتمام الفاتيكان بالشرق المسلم وعودة لتمتين الوصل مع أهل المنطقة، مسلمين ومسيحيين، وعودة لتصويب الوصل بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام بعد حقبة مرتبكة في عهد البابا السابق بنديكت السادس عشر. وكانت تصريحات صدرت عن البابا السابق وصف فيها الدين الإسلامي بأنه دين عنف. وقد أثارت تلك التصريحات الصادرة عن رأس الكنيسة الكاثوليكية آنذاك استنكارا من قبل المنابر الإسلامية، كما ألقت ظلالا سلبية على العلاقة بين الفاتيكان والقيادات الروحية الإسلامية في العالم. ويعوّل المسيحيون في لبنان على دور أكثر حيوية للفاتيكان في شؤون المنطقة، ويعتبرون أن الرسالة التي يطلقها البابا فرنسيس في الإمارات ستعزز من مستوى التسامح المتبادل بين المسلمين والمسيحيين، وستمنح المسيحيين في المنطقة المزيد من المناعة لمجابهة الاستحقاقات القاسية التي تمر بها المنطقة. وينوه المسيحيون في لبنان بالدور المثالي الذي تقوم به الإمارات في سبيل تعميم ثقافة التسامح والاعتدال وهي بدعوتها للحبر الأعظم ترفع إلى العالمية رسالتها في هذا المضمار. حضور البابا فرنسيس إلى الخليج العربي على مقربة من مهد الحضارة الإسلامية وكعبة المسلمين، وحفاوة الاستقبال الذي حظي به، سواء من قبل القيادات الإماراتية أو من قبل القيادات الإسلامية وفي مقدمهم إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب، سيبدلان من مزاج التعصب الذي فرضته الجماعات الإرهابية من القاعدة إلى داعش وأشباههما، ويروجان لفكر الاعتدال والانفتاح والوسطية داخل المنطقة التي انبعثت منها الأديان السماوية الثلاثة.

 

بيان صادر عن المجلس العالمي لثورة الأرز: "حكومة حزب الله حكومة الحرب المدمرة على لبنان وأهله"

واشنطن في 4 شباط 2019

بعد تسعة أشهر على الانتظار، هاهي الحكومة الموعودة تظهر إلى العلن، وهي، بالرغم من كل المحاولات التي ساهمت في تأخير ولادتها، لا تبدو مختلفة عما كان منتظرا لها أن تكون. ففي ظل التذبذب السياسي الواضح في الطبقة الحاكمة، والتي نسيت، على ما يبدو، أهمية السيادة والاستقلال، وقبلت صاغرة، كما ايام الاحتلال السوري، بالعمل في تسيير الأمور الداخلية بدون أن يكون لها أي دور فيما يتعلق بالأمور المصيرية التي تصدر بدون نقاش من العرش الأمبراطوري في طهران وتنفذ بكل تفاصيلها، بحكومة أو بدون، يرى المجلس العالمي لثورة الأرز ما يلي:

- إن السياسة التي اعتمدها منذ ثورة الأرز من نصبّوا أنفسهم قادة للجماهير الغاضبة من الاحتلال وأعوانه وخاصة افرازاته الأساسية المتمثلة بحزب الله (وللتذكير فقط فإن المظاهرة المليونية كانت ردا مباشرا على هذا الذي يسمي نفسه حزب الله عندما قام بمظاهرة شكرا سوريا ليقول له كل اللبنانيون لا نريدك انت ولا سوريا). هذه السياسة التي تغطت بمقولة استيعاب هذا الحزب (متنكرة للقرار 1559 الذي طالب بحله) وشاركته في الحلف الرباعي، هي المسؤولة عن سقوط أحلام اللبنانيين واطالة أمد معاناتهم وتخريب مؤسسات الدولة وتشريع الفساد القائم والذي نعرفه عند كل محتل لشراء المستفيدين وظلم بقية المواطنين (من دهنه سقي له).

- إن التعايش مع هذا الحزب المأمور والممول من طهران كان الخطيئة الأعظم التي جرّت الويلات المتتالية على لبنان من حرب (لو كنت أعلم) إلى غزوة "ساحة المخيمات" التي عاقبت من رفض مرة ثانية الانتهاء من هذا الحزب بوضع القرار 1701 تحت البد السابع فطرد نهائيا من العمل السياسي ولكن ذيول قراراته هدمت الوطن وأبعدت كل من حلم بمساعدته على النهوض فكانت هجمة الثامن من أيار (المجيدة) والتي فكت الطوق الوطني عن العملاء وأتت بتسوية الدوحة كمقدمة لعودة اعلام الامبراطورية لتستقر على شاطيء المتوسط كما حلم "ارتشتحتا" العظيم.

- إن سياسة قضم الأسس الديمقراطية التي تمثلت بالثلث المعطل ومن ثم اسقاط الحكومات والفراغ الذي يتبعها إلى منع اجراء الانتخابات للرئاسة الأولى أو مجلس النواب طالما لم تكن النتائج لصالح سياسة طهران في اكمال الطوق حول لبنان الذي كان لا يزال بلدا ديمقراطيا بسبب طبيعة تكوينه، ها هي تظهر اليوم بحكومة تعترف سلفا بأنها ستفشل بادارة إي ملف لا يوافق عليه "الجنرال قاسم سليماني" (داخليا) أما في السياسة الخارجية وخاصة اعلان الحرب وتخريب البلاد فبالطبع لا راي لها.

- رحم الله الشهداء ومن حلموا بلبنان وطنا سيدا حرا مستقلا ودفعوا من دمائهم ليبقى وهم اليوم لا يذكرون حتى، وقد تكون زيارة الرئيس سعد الحريري لقبر والده للأعتذار مسبقا عما سيصدر لاحقا من نسيان قضيته وطوي ملف المحكمة الدولية التي ربما كانت ستشير إلى قاتليه وقاتلي بقية شهداء ثورة الأرز.

- إن المجلس العالمي لثورة الأرز يريد من هذا البيان أن يوضح للبنانيين واصدقاء لبنان بأن البلد محتل من قبل إيران وأعوانها رسميا الأن بدون معارضة تذكر، فالكل قد تنازل عن أحلامه ومبادئه في سبيل المشاركة بما يسمونه "حكومة وحدة وطنية" هي بالفعل "حكومة إيران الأولى" والتي سيعلن عنها في البيان الوزاري، ومن ثم فيما سيتبع من اعلان الحرب بالنيابة عن طهران. فإذا كانت سوريا قد سقطت وتهجّر شعبها بفعل التسلط الإيراني وتعنّت الأسد، فإن لبنان يسير على نفس الطريق بسبب تسلّم حزب الله وأعوانه سدة الحكم رسميا هذه المرة بدون معارضة تذكر.

- إن المجلس العالمي لثورة الأرز يؤمن بأن لبنان سيعود ويقف ويطرد الساسة المتاجرين ومعهم أزلام إيران وسوريا. ولن يقبل بأقل من أن يكون هناك دولة حرّة سيّدة مستقلة صاحبة قرارها قادرة وحدها على فرض الأمن والنظام، لا يشاركها عميل أو خائن ولا هي بحاجة لأن تستجدي الأمن من أحد ولا القوت. وستحافظ على كرامة مواطنيها وتشاركهم الأحلام ببناء دولة عصرية تسعى لتقدمهم لا لإعادتهم إلى القرون الغابرة وزمن الموت عن الآخرين.

*جوزيف بعيني، رئيس المجلس العالمي لثورة الارز.

 

نزار زكا بدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام: لإدراج قضيتنا في البيان الوزاري للحكومة

الإثنين 04 شباط 2019

وطنية - هنأ نزار زكا، من مكان اعتقاله في سجن ايفين في طهران، الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري، آملا "أن تكرس دور الدولة القوية التي تحمي مواطنيها أينما كانوا". وأعلن زكا انه بدأ اليوم اضرابا مفتوحا عن الطعام، "لأنه لم يبق لدي اي وسيلة للتعبير عن الظلم والالم الذي يحل بي يوميا والذي لم أعد أحتمله. وآمل ان تكون هذه الخطوة والألم الناجم عنها دافعا لتثبيت موقف الحكومة الجديدة فتقوم بواجبها تجاه قضية المعتقلين تعسفيا والمفقودين والمخطوفين حول العالم وخصوصا في سوريا وايران". وتمنى "ان يتضمن البيان الوزاري بشكل واضح التزاما ثابتا بقضية المخطوفين والمعتقلين تعسفيا والمفقودين في سوريا وايران واينما كانوا في العالم"، مذكرا "الاحزاب والتيارات والشخصيات الوطنية بتعهدهم جعل قضية المخطوفين في صلب البيان الوزاري، لأن هذا الموضوع جامع لجميع اللبنانيين". وأكد "أن هذا الملف هو من المواضيع الاساسية التي طرحها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ عودته من فرنسا عام 2005"، مبديا ثقته "الكاملة بان الرئيس عون والوزراء سيدعمون ادراج هذا البند في البيان الوزاري كفقرة اساسية وأولوية وطنية، ليلاقوا بذلك الالتزام الخطي الذي تقدم به، مشكورين، كل من تيار "المستقبل" برئاسة الرئيس سعد الحريري، و"القوات اللبنانية" برئاسة الدكتور سمير جعجع". واذ تمنى للحكومة "التوفيق"، قال: "أترك للجنة صوغ البيان الوزاري إيجاد النص اللازم الذي يكرس إدراج قضيتنا العادلة في هذا البيان، بما يتلاءم مع الإلتزام الخطي الذي تقدم به أكثر من ثلث أعضاء مجلس النواب، بمن فيهم نواب "الكتائب" و"القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" والمجتمع المدني، الى جانب اكثر من نصف اعضاء مجلس النواب ممن أظهروا دعمهم المعنوي الشفهي"، مشيرا الى أنه لا يزال أمينا عاما للمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات اضافة الى مراكز قيادية عديدة في منظمات عالمية، من ضمنها الاتحاد الدولي للاتصالات ITU التابع للامم المتحدة. وهنأ زكا وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق "خصوصا، التي هي من القلائل الذين دفعوا ثمنا غاليا يفوق ما يدفعه هو شخصيا، بسبب التزامها القوي والثابت الدفاع عن حرية التعبير".

 

الياس الزغبي: خطاب الاستعلاء سمّم انطلاقة الحكومة ولا يدوم إلّا حلف المبادئ والأولويات

وطنية - 4 شباط 2019/رأى الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي أن "تراكم الأخطاء وسوء الأداء خلال تجاذبات تشكيل الحكومة أورثا ما بدأ يعتري العلاقات بين مكوناتها من تنافر وتصادم".

وقال في تصريح: "إن خطاب الاستعلاء والانتصار الذي أعقب التشكيل ضاعف حال الاحتقان وحرّك شياطين الصراعات النائمة، وسمّم انطلاقة الحكومة وجعلها محكومة بتوازن مكسور ينعكس أولاً على البيان الوزاري ثم على القرارات".

وأضاف: "إن العلاج الوحيد لوقف تفاقم الخلل يكمن في استعادة وحدة القوى السيادية الثلاث داخل الحكومة على الأساس الأول لقيام الدولة، أي السيادة، لأن كل التحالفات الأخرى القائمة على المصالح والمكاسب في السلطة معرّضة للاهتزاز والسقوط، ولا يدوم إلّا حلف المبادئ والأولويات".

 

ريفي: لإقالة باسيل والوزراء الذين وقعوا له الإستقالة

وكالات/الاثنين 04 شباط 2019/ذكر الوزير السّابق أشرف ريفي في بيان اليوم، ان "الرأي العام اللبناني فوجئ بإقدام الوزير جبران باسيل الطلب من الوزراء الممثلين لتياره التوقيع على إستقالات خطية ووضعها بتصرفه ما شكّل سابقة خطيرة تجاوزت الصلاحيات الدستورية لكل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ومجلس الوزراء والمجلس النيابي أيضاً، بل خارجة عن الأعراف والتقاليد كما جرت العادة قبل إتفاق الطائف وبعده". وقال:"بالعودة إلى نص الدستور لاسيما المادة 53، البند الرابع منها الذي أناط حصراً تشكيل الحكومة بكل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وكذلك قبول إستقالتهم أو إقالتهم، إضافة إلى المادة 64 وتحديداً البند الثاني منها، وقد أكدت أيضاَ المادة 65 من الدستور التي حددت في البند الخامس منها المواضيع الأساسية التي تحتاج لإقرارها إلى موافقة ثلثَي أعضاء مجلس الوزراء وأهمها إقالة الوزراء". وتابع:"أما المادة 66 من الدستور، فقد نصت أن يتولى الوزراء إدارة مصالح الدولة وتطبيق الأنظمة والقوانين، ويتحمل هؤلاء إجمالياً تجاه مجلس النواب تبعة سياسة الحكومة العامة وإفرادياً تبعة أفعالهم الشخصية". وأضاف:"إن ما قام به الوزير باسيل يُعتبر تعدياً صارخاً على الدستور، والصلاحيات الدستورية لكل من لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، وكذلك مؤسستَي مجلس الوزراء ومجلس النواب، بل إهانةً لكرامة الشعب اللبناني بأسره، وتجاوزاً لهم جميعاً فقد سمح باسيل لنفسه أن يحل مكانهم وكذلك أن يرسي سابقةً لم تألفها الممارسة الدستورية في الحياة السياسية اللبنانية على الإطلاق". وطالب البيان:"بإقالة جميع الوزراء الذين وقعوا على إستقالات لأنهم غير جديرين بهذا المنصب وبالتالي بثقة الشعب اللبناني، فالذي يحتاج إلى وصي عليه يكون مصاباً بأحد عوارض الأهلية وعيوب الرضى التي نص عليها قانون الموجبات والعقود اللبناني، وكذلك إقالة الوزير جبران باسيل لقيامة بالتعدي على الدستور والصلاحيات الدستورية العائد للرؤساء والمؤسسات الدستورية".

 

لا كلام قبل ان تُبَحِّر

الأب سيمون عساف/04 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71804/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D9%84%D8%A7-%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%8F%D8%A8%D9%8E%D8%AD%D9%91%D9%90%D8%B1/

هذا مثل دارج يقوله العتاق عندما يطرأ امرٌ جديد فينذهل الأغلب باطلالته، اما الخبيرون في الحياة فيقولون: "لا كلام قبل ان تُبَحِّر" اي قبل ان تجرِّب نوعية القماش وتختبر اصالة المعدن .

بعد تسعة شهور ولدت وزارة، والشكر للجالس على العرش، واذ بالناس المساكين يهرعون كلٌّ في ضيعته لتهنئة الوزير الجديد. الا يحق او يجوز لنا ان نقول لهم عنوان المقال؟

في اعتقادي لا يتغيّر شيء، طالما الدين العام متراكم و"البابازات" ماسكون بجوانب اللعبة، لهم الأمر والنهي في كل شأن، اما الدرجة الثانية فهم محاسيب لا كلمة لهم ولا قرار، والآتي لناظره قريب .

نكرِّر القول ان طوائف البلد لن تتفق إذ لكل طائفة منظار مُغاير وقراءة مختلفة عن الأخرى.

لا رؤيا واحدة ولا طرح واحد في قضية تكوين وطن يضم الجميع تحت اكناف ارزه.

كل طائفة تريده وطنا على قياسها وحسب معادلاتها وبمقتضى هويتها وانتمائها، يعني ان تبسط هيمنتها على الطوائف الأخرى.

لا يحاول ان يكذبَّنني احد، هذا هو واقع الحال ومنطق الشرائح في البلد. من المستحيل ان يجتمعوا ليتفقوا على الحلول والدليل انهم يقبلون القرارات عنهم من الخارج بالقوة.

منذ اتفاق القاهرة الى اتفاق الطائف الى اتفاق الدوحة والحبل على الجرّار، اعتكافات، حروب، اضرابات، مظاهرات، نهب مال الشعب وسرقة في المناقصات وزعبرات في المشاريع ودين عام.

لن يتوافق اللبنانيون ابدا على رأي او دستور الا بقدوم قوة غريبة تاتيهم وتفرض عليهم املاءَتها فيركنون ويركعون.

مثل على ذلك، حين كان النظام السوري في لبنان يفرض بالقوة الحكومة التي يريد.

والآن ننتظر نتائج مثمرة من وزارتنا الجديده ونطلب كما يقال:"العافيه من البوشريه".

ويُضرب هذا المثل، لأن ارض الساحل كانت كلها شجر ليمون، والبوشريه كانت مشهورة بهذا الشجر، وللريّ كانت مياه النعص اي آبار محفورة في الارض تُستخرج للسقي.

والنعص يولّد البرغش، والعمال كانوا ينامون في جنائن الليمون والبرغش يعقصهم فيخرجون سقيمين بلا عافيه.

ماذا نتوخَّى من الوزارة الجدية هل "بتشيل الزير من البير"؟

قبلهم ومعهم وبعدهم نرى الحل بهذا الشكل مُسكَن لا يفي بالغرض ومُخدِّر لا يشفي المرض.

كل ما بالمستطاع ماشي الحال يا خال المهم تيسير امور الشعب وتصريف اعماله.

نؤمن بالوزارة اذا وجدت حلاًّ للنفايات وامَّنت الكهرباء 24 ساعة واوقفت النهب والهدر وسهَّلت العلاجات لصحة المرضى.

وطالما استقلالنا شكلي، وما زالت فرنسيا قانونيا في شرع الأمم المتحدة وصية على لبنان، فما على المسؤول الاول الا ان يستدعيها لتسوية اوضاع البلد واذا لزم الامر ان تحكمه.

وبغير طريق وغير اسلوب نبقى راوح مكانك وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر.

ا.د. سيمون عساف 4/2/2019

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم 04/02/2019

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون لبنان "

القطار الحكومي منطلق بأقصى سرعة والسكة مفتوحة رغم بعض المطبات التي ظهرت في التراشق عبر التويتر وغيره بين الرئيس سعد الحريري والزعيم وليد جنبلاط رغم أن الرجلين ليس بإمكانهما البعد والإبتعاد في ما بينهما لإعتبارات تتعلق بالود الشخصي والتحالف السياسي الإستراتيجي فما حصل ويحصل بينهما يتعلق بتعارض الآراء في إدارة بعض الملفات.

وفي رأي أوساط سياسية أن الحريري وجنبلاط محكومان بهدم الجدار بينهما طالما هو صغير.

وتقول الأوساط نفسها إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شدد على محاربة الحكومة مجتمعة للفساد.

وفي مسار القطار السريع إجتماع طويل للجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري تم خلاله قطع مسافة طويلة الى درجة إعلان وزير الإعلام جمال الجراح أن البيان سينجز غدا أو يحتاج الى إجتماع لقراءة أخيرة للبيان الذي سيقر في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.

وفي مسار القطار السريع تسليم وتسلم في عدد من الوزارات والعملية تستكمل غدا في عدد كبير من الوزارات.

السيد نصرالله أكد على التناغم في داخل الحكومة وعلى إطلاع الوزراء على جدول أعمال مجلسهم قبل أسبوع أو أكثر إذا كان هناك مواضيع مهمة.

وأشار السيد نصرالله الى كذب نتانياهو في توصيف الحكومة بأنها حكومة حزب الله وقال: إن التوصيف الصحيح هو أن الحكومة مشكلة من مجموعة قوى أحدها حزب الله.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

لم تكد الحكومة تشد الاحزمة وتقلع الى العمل من باب صياغة البيان الوزاري حتى اعترضتها مطبات اثارها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نواب اللقاء الديمقراطي ووزراؤه كونها تشكل طعنا بدستور الطائف شكلا ومضمونا وفق الرؤية الاشتراكية التي أكدت ان الوزير جبران باسيل هو من وضع الخطوط العريضة للبيان الوزاري.

جنبلاط سأل الطائف اين وهل يريد الرئيس سعد الحريري التخلي عنه؟ وقبل الجلسة شكل رئيس الاشتراكي قوة اسناد لوزيره المشارك في اجتماعات لجنة الصياغة فغرد عبر تويتر ان اول بند في مشروع البيان الوزاري المقترح هو الاستثمار العام وخلاصته استدانة 17 مليار دولار مشيرا الى انه يكفي ان يتصدر هذا البند الاولويات كي يتبين الى اي هوة نحن سائرون مشددا على انه لم يعد هناك الحد الادنى من الحياء لجشعهم اعماهم المال والحكم.

الحريري كان له رد part2 على جنبلاط متوعدا من يقف في وجهه بضرورة ان يتنحى لافتا الى انه اتخذ القرار بالعمل ليل نهار وهو سيكمل ولو اصطدم مع اي كان. اجواء التوتر بدت واضحة في النبرة العالية للحريري في مستهل اجتماع لجنة الصياغة لكنها لم تنعكس على النقاش الذي اتسم بالايجابية الامر الذي قد يجعل اللجنة تنجز مسودة البيان غدا بعد اقرار السياسة العامة والمراجعة النهائية لا سيما مع عدم وجود خلافات رغم الاختلافات في النظرة الى بعض البنود والتي يمكن ان تدفع بعض القوى الى سقف لا يتجاوز التحقظ. الا ان اللافت هو السعي للتأكيد على الالتزام الحكومي بالخطة الروسية في ملف النزوح في سابقة لم يشهدها اي بيان وزاري من قبل، وبعد الاجتماع اندلعت مناوشات تويترية مجددا بين كليمنصو وبيت الوسط على خلفية تغريدة جنبلاطية قال فيها لمن وصفه بصاحب الجلالة ان الدولة ليست لكم او لزميلكم فرد الحريري هي حتما ليست مشاعا مباحا لاي زعيم او حزب هيك مش هيك؟ .

رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بحث مع السفير الفرنسي في بعض القوانين المتعلقة بمؤتمري سيدر وروما وترسيم الحدود البحرية والبرية الجنوبية باسرع وقت في ظل طرح اسرائيل التلزيم بمحاذاة هذه الحدود في محاولة للسرقة من المخزون اللبناني رأى ان لا شيء يدعو الى التأخير بانجاز البيان الوزاري واقراره في مجلس الوزارء لاحالته الى مجلس النواب كاشفا انه سيدفع الى عقد جلسة الثقة خلال الأسبوع المقبل.

اما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فقد دعا الى الهدوء والابتعاد عن السجالات الاعلامية وحض القوى السياسية على ان تعترف ببعض المخاوف لدى العديد من الجهات الداخلية والتعاطي معها بايجابية. السيد نصرالله شدد على ان وزارة الصحة هي لكل لبنان واللبنانيين مؤكدا انه لا يجوز شرعا التصرف باموال الدولة خارج ما يسمح به القانون. واشار الامين العام لحزب الله الى ان العلاقة مع حركة امل اعمق من اي خلافات او تباينات.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون او تي في "

في اليوم الأول من أسبوع العمل الأول بعد تشكيل الحكومة، اختلطت العناوين.

فبالنسبة إلى رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي، المطلوب حكومة تعمل وتنتج، والملفات الأساسية: الاقتصاد والنزوح والفساد. ومن هذا المنطلق، استغراب الرئيس العماد ميشال عون للحملات الموجهة ضد الحكومة قبل أن تبدأ عملها، وحديث الوزير جبران باسيل من بلجيكا عن "حرتقة وطرطقة على الطناجر".

أما عند حزب الله، الذي جدد أمينه العام اليوم إيمانه بالتفاهم مع التيار الوطني الحر، الذي ينظم بدوره لقاء في المناسبة في مار مخايل-الشياح في تمام السابعة من مساء الغد ينقل مباشرة على الهواء... فالعناوين مشتركة، والدعوة قائمة إلى الابتعاد عن السجالات والمواجهات الاعلامية، والسعي إلى تهدئة المناخ لمزيد من التلاقي والحوار، وتشديد على ان الحكومة الجديدة هي حكومةْ كل لبنان، وليست حكومة حزب الله كما يصفها الاعداء.

واذا كان الترقب عنوان المرحلة في عين التينة، فالغيوم تبدو ملبدة في سماء المختارة ومعراب، التي استضافت هذا المساء وزير التربية اكرم شهيب. ففيما دفع تناقل المواقف القواتية الملتبسة من الوضع اللبناني في الولايات المتحدة بالقوات الى اصدار بيان توضيحي، سجل تراشق اعلامي عنيف بين النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري.

وفي هذا السياق، كان لافتا اليوم رد الوزير الياس بو صعب على الوزير وائل ابو فاعور حول موضوع توزيع وثيقة الوفاق الوطني على الوزراء في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء، حيث قال: "أستغرب قوله إن وثيقة الوفاق الوطني لم توزع علينا في جلسة مجلس الوزراء الأولى، في حين أنها وزعت لكنه تركها عند مغادرته على الطاولة".

لكن، في مقابل التلبد الجنبلاطي- القواتي غير المفهوم في أوساط الرأي العام، مؤشرات ايجابية من السراي الحكومي محورها الانجاز السريع للبيان الوزاري، وتجاوز البنود الخلافية سريعا نحو جلسة الثقة.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون المنار "

بين الاولويات الوطنية والمحاذير المعيشية، انطلق الامين العام لحزب الله في اطلالته عبر شاشة المنار.

وبضوابط حزب الله واخلاقياته الوطنية والدينية، شرح السيد حسن نصر الله تصور الحزب لعمله الحكومي.

اوجب الواجبات مكافحة الفساد ووقف الهدر ومتابعة الملفات المعيشية للناس، وعلى الجميع ان يكونوا شركاء بأخذ القرارات الصعبة، وتحمل المسؤولية في الانجاز او الفشل. فالامور في الحكومة ليست مفتوحة ولا تخضع لاقلية او أكثرية.

السجالات السياسية لن تفيد قال الامين العام لحزب الله، والجميع معني بالهدوء ووقف التهويل وعدم اطلاق الاتهامات بالتعطيل.

وزارة الصحة التي اسندها حزب الله الى شخصية مستقلة مقربة ستكون وزارة لكل اللبنانيين، ومال الدولة هو مال الشعب اللبناني، والمسؤولية القانونية والاخلاقية ومسؤوليتنا الدينية والشرعية لا تجيز لنا شرعا التصرف بمال الدولة خارج اطار القانون أكد سماحته، وهي ضمانات اضافية لمن يقلق او يقلق الآخرين.

همنا انساني شعبي وطني، عنوانه استشفاء كل اللبنانيين، وتخفيض كلفة الدواء على الدولة وعلى الناس، قال الامين العام لحزب الله، وما نريده هو تقديم تجربة ناجحة، سندعمها بكل ما اوتينا من قدرات.

الحكومة ليست حكومة حزب الله كما يتهم نتنياهو للتحريض، قال السيد نصر الله، لكن وجود الحزب في هذه الحكومة سيكون فاعلا عبر وزرائه كمختلف القوى السياسية الممثلة في الحكومة. ومجلس الوزراء يجب ان يكون مجلس قرار حقيقي.

حقيقة حزب الله مع حلفائه أكد عليها السيد نصر الله، كالعلاقة المتينة مع حركة أمل، والعلاقة مع التيار الوطني الحر، مع التهاني من سماحته للتيار الوطني ولحزب الله بمناسبة تفاهم السادس من شباط من العام الفين وستة، التفاهم المستمر والمتعمق بين الطرفين رغم كل المحرضين ..

حكوميا ورغم كل المتشائمين والمتساجلين فان مسار البيان الوزاري في جلسة لجنته الاولى على ما يرام، ما يشي بقرب الانجاز، وكادت جلسة اليوم تكون فاتحة لصفحة سياسية جديدة لولا الرشقات التي تعنف حدتها بين المختارة ووادي ابو جميل، والجميل ان الامور الحكومية لا زالت تسير بالاتجاه الصحيح ..

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون المستقبل "

زيارة البابا فرانسيس الى دولة الامارات بقيت الحدث الابرز في ضوء توقيع البابا وشيخ الازهر احمد الطيب، وثيقة عالمية للسلام والتعايش بين أبناء الأديان على هامش مؤتمر الإخوة الإنسانية في ابو ظبي.

اما داخليا، فالانتقال الى الحيز العملاني بعد تشكيل الحكومة اخذ ابعاده في ضوء انتهاء لجنة صياغة البيان الوزاري بعد اجتماعها الاول من عدد من البنود الاساسية على ان تستكمل النقاشات حول البنود الاخرى غدا .

غير ان اللافت اليوم, وبالتزامن مع عمل اللجنة،انطلاق جملة من المواقف التي تناولت عمل الحكومة والدور المطلوب منها، والدعوة الى الانخراط بالعمل الحكومي المنتج، للتعويض عن مرحلة التأخير في تشكيل الحكومة.

وهذا ما اكد عليه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مشددا على ان من يريد ان يقف ويعطل عملية الانتاج، فعليه ان يزيح من الطريق.

وفي رد للرئيس الحريري على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر التوتير قال الدولة ليست ملكا لنا حتما لكنها ليست مشاعا مباحا لأي زعيم أو حزب. مشروعنا واضح هدفه انقاذ الدولة من الضياع واحالة حراس الهدر على التقاعد. التغريد على التويتر لا يصنع سياسة..انها ساعة تخلي عن السياسة لمصلحة الاضطراب في الحسابات.

هيك … مش هيك ؟

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون ال بي سي "

حدث تاريخي روحي، ديني ودنيوي شهدته الإمارات اليوم: توقيع الأخوة الإنسانية أو " إعلان ابو ظبي " ... الموقعان بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر . والتوقيع تم على ثلاث نسخ: واحدة إلى الفاتيكان، وواحدة إلى الأزهر، وواحدة إلى أبو ظبي . ومع التوقيع التاريخي كلمات تاريخية للبابا ولشيخ الأزهر.

البابا حث على منح سكان منطقة الشرق الاوسط، من مختلف الديانات، "حق المواطنة نفسه". في الموازاة قال شيخ الأزهر الذي سبقت كلمته كلمة البابا: كلمة أوجهها إلى إخوتي المسلمين في الشرق، وهي أن تستمروا في احتضان إخوتكم من المواطنين المسيحيين في كل مكان؛ فهم شركاؤنا في الوطن، ليتابع قائلا : " وكلمة أخرى لإخوتي المسيحيين في الشرق: أنتم جزء من هذه الأمة، وأنتم مواطنون. ولستم أقلية، وأرجوكم أن تتخلصوا من ثقافة مصطلح الأقلية الكريه، فأنتم مواطنون كاملو الحقوق والواجبات. المسيحية احتضنت الإسلام، حين كان دينا وليدا، وحمته من طغيان الوثنية والشرك، التي كانت تتطلع إلى اغتياله في مهده

ومن الحدث التاريخي في ابو ظبي إلى التحول الكبير في العلاقة بين بيت الوسط والمختارة. صحيح ان السجال ليس جديدا ، لكنه هذه المرة جاء مطعما بالسخرية.

جنبلاط في تغريدته يصف الرئيس الحريري بصاحب الجلالة، ويقول : " لا يا صاحب الجلالة ، الدولة ليست ملكا لكم او لزميلكم .والدولة ليست دفتر شروط لتلزيمها بالمطلق للقطاع الخاص " ليرد الرئيس الحريري بتغريدة يستخدم فيها أسلوب جنبلاط في السخرية، وجاء في التغريدة: "انها ساعة تخل عن السياسة لمصلحة الاضطراب في الحسابات. هيك ... مش هيك ؟ " ... وما دام الموضوع قد تدحرج إلى مستوى السخرية، فكيف ستستقيم العلاقة داخل مجلس الوزراء بين رئيس الحكومة ووزيري جنبلاط ؟

في ظل هذه المعركة ، كان موقف للأمين العام لحزب الله رأى فيه أن المؤشر الحقيقي لعمل الحكومة هو: هل ستذهب الى مكافحة الفساد والهدر المالي بشكل جدي ؟

الأجواء الداخلية الحامية والمواقف السياسية العالية السقف، تسابق تقليعة الحكومة، فهل تؤثر على اندفاعتها ؟

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون ام تي في "

لا هي حكومة وحدة وطنية ولا هي حكومة توافق وطني ولن تكون طبعا حكومة الى العمل كما اسماها الرئيس سعد الحريري ليس بفعل التباينات الكبيرة التي تفرق بين مكوناتها فقط بل لان الحكومات في الديمقراطيات العريقة تتشكل اما من اكثريات مطلقة تفرزها الانتخابات النيابية ام من ائتلاف بين قوة او اكثر تتحول اكثرية حاكمة فيما تتجه الاقليات الى معارضة اما عندنا فكل ما تفتقت عنه عبقريات مغتصبي الطائف هو ان توضع كل الاطياف المتعارضة في حكومة واحدة دكما ويحركها ضابط من عنجر وخرج الضابط ولكننا تمسكنا بالتقليد.

هذا الواقع النافر هو السبب الكامن وراء المستعر بين التقدمي الاشتراكي والمستقبل والتيار الحر واللقاء التشاوري الذين انفجرت قلوبهم الملآنة بعد اقل من 24 ساعة من ولادة الحكومة وقبل انجاز عمليات التسليم والتسلم وحتى قبل الانتهاء من صياغة البيان الوزاري.

وحده السيد حسن نصرالله بدا هادئا ودعا الى التعلق وتبريد الخطاب واصر في اطلالته على التأكيد بان وزير الصحة جميل جبق ليس منضويا في صفوف الحزب بل صديقا موثوقا به تحاشيا لتمثيله والحزب تبعات اي حصار تتعرض له الوزارة.

وسط هذه العورة الخلقية الاخلاقية الدستورية التي تضرب الحكومة الوليدة لم يعد صعبا على اللبنانيين وعلى اصدقاء لبنان التكهن بان هذه الحكومة لن ننتج غير المزيد من الاساءة الى سمعة لبنان والى مصالح اللبنانيين ومستقبلهم اذا لم تصحح مسارها اليوم قبل الغد. فاذا اختلفت مكوناتها الرئيسة على تشكيل ضابط ومعاقبة اخر فكيف ستقارب المواضيع الشائكة التي تنتظرها؟

وكيف ستتعاطى مع المشاريع الدسمة التي قد تسبب حرب السيطرة على ملياراتها بمجازر سياسية كي لا تقول اكثر؟ وفيما حرب السجالات على اشدها كانت ابو ظبي تشهد اكبر تظاهرة انسانية دينية جمعت اكبر المرجعيات الاسلامية والمسيحية في العالم يتقدمها رأس الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الازهر في ضيافة الشيخ محمد بن زارد الهيان ورعايته في لقاء كوني تاريخي جامع اطلق عليه عنوان لقاء الاخوة والانسانية. وسيتوج البابا فرانسيس زيارته بترأس قداسا احتفاليا ضخما الثامنة والنصف من صباح الثلاثاء ينقل مباشرة على شاشة الـmtv.

* مقدمة نشرة اخبار " تلفزيون الجديد "

كما ارتفعت دولة الامارات العربية المتحدة في أربعين عاما وصارت صحراؤها درة على خليج.. وقلبت رمالها الى ذهب.. فإنها اليوم تعلن التحول الثاني في تاريخها حديث النشأة وتفتح أرضها لكلام يرتفع على سلم القديسين فأن يزور البابا فرنسيس دولة الامارات تحديدا ويرزع على أرضها مواقف رسولية.. فلن تكون زيارة عادية.. ولا هو مر من هناك عابرا للدول بل أودع لديها رسائل للبشرية وللعائلة العربية والديانات التي يجب أن تكون قوة بدلا من أن تصبح حواجز إقصاء وبخطاب احتضنته أبو ظبي بهالة من الايمان وبحضور لجميع الأديان وبشهادة شيخ الأزهر أحمد الطيب كان البابا فرنسيس يقدم الرؤيا البابوبية الإنسانية للعائلة البشرية الواحدة ويدعو الى الاعتراف الكامل بالآخر وحريته وحقوقه وعدم تقييده حتى باسم الله فلا يمكن أن تجبره أي مؤسسة بشرية على شيء.

وشجاعة الاختلاف هي روح الحوار قال البابا لنا ولجميع الناس. حضورا وغيابا أن ليس بإمكاننا أن نعلن الأخوة ونتصرف عكس ذلك وأن الذي يكذب على نفسه يفقد الحقيقة واحترامه لنفسه وللآخرين كلام يقرب الصلاة التي أداها البابا فرنسيس في أبو ظبي بخشوع الحاضرين قائلا لهم: لا يمكن أن تتخلى الأديان عن واجبها في بناء الجسور بين الشعوب والثقافات. والسلام يموت عندما ينفصل عن العدالة منتقدا العدالة العرجاء والظلم المقنع ولأنه رجل السلام الأول فإن بابا روما نظر في خطابه الى عواصم تدميها الحروب فاستذكر اليمن وسوريا وليبيا قال عقب اجتماع بزعماء دولة الإمارات في أبو ظبي إن عواقب الحرب في اليمن وغيره من دول الشرق الأوسط "بادية أمام أعيننا" ورأى أن الحرب لا يمكن أن تؤدي الى شيء سوى البؤس، والسلاح لا يجلب إلا الموت وتابع قائلا: دعونا نلزم أنفسنا معارضة منطق القوة المسلحة وكما لفتته إلى مساوئ الحرب كانت عين البابا فرنسيس على روعة السلام والعمران في الإمارات متغزلا في خطابه بصحراء أزهرت وبفضل بعد النظر تحولت الصحراء الى مكان للقاء بين الثقافات والديانات وخاطب الامراء قائلا لهم: ازدهاركم هذا سيكون سنوات في المستقبل.. فالرمال تعانق ناطحات السحاب بين شمالي الأرض وجنوبها وتصبح مكانا للنمو.. ومساحاتكم تقدم فرص عمل لكن للنمو أعداء.. وعائقه هو اللامبالاة وبعبارة السلام عليكم بالعربية افتتح البابا خطابه.. مختتما بعبارة: فلْيبارك الله كل خطوة وتوج رأس الكنيسة الكاثوليكية زيارته غير المسبوقة للإمارات بتوقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" مع شيخ الازهر الإمام الأكبر أحمد الطيب في "صرح زايد المؤسس" في العاصمة الاماراتية ابوظبي.

وتضمنت هذه الوثيقة التاريخية دعوة إلى نشر ثقافة السلام واحترام الغير وتحقيق الرفاهية بديلا من ثقافة الكراهية والظلم والعنف تأتي زيارة البابا لبلد مسلم في وقت انخفضت أعداد المسيحيين في الشرق الأوسط الى أربعة في المئة بعدما كانوا يشكلون عشرين في المئة من عدد السكان قبل الحرب العالمية الاولى ، بفعل الحروب والعنف الجهادي والتوترات الطائفية ومارافقها من عمليات تهجير للمسيحيين وإحراق كنائس بدءا من مهد المسيح في فلسطين حيث الاحتلال الإسرائيلي، وصولا الى العراق ومرورا بسوريا ومصر وانتهاء باليمن ولعل اختيار البابا للإمارات هو ارتفاع عدد المسيحيين فيها بفعل اليد العاملة المهاجرة الأجنبية ولاسيما من الفيليبين والهند، وقد تخطى عدد المسيحيين في الامارات مليونا ليشكلوا ما نسبته ثلاثة عشر في المئة من السكان فهي اولا لفتة تشجيع على هذا التسامح، وثانيا هي حض للدول المجاورة على اتخاذ خطوات مماثلة، لاسيما تلك التي لاتزال تحظر بناء الكنائس وإظهار الرموز الدينية على الرغم من استضافتها مئات الالاف من المسيحيين.

وفي التسامح الداخلي فإن تأليف الحكومة تسبب بتصدعات سياسية من النوع الرفيع.. ودبكت بين الرئيس سعد الحريري والزعيم وليد جنبلاط وتمكن الحريري بضربة "مستشار" هذه المرة من رمي السهام الدقيقة في مرمى جنبلاط خطابيا وتويتريا، معلنا بلهجة تحذيرية أن من يقف في وجهه عليه أن يتنحى وأنه سيكمل العمل ولو اصطدم بأي كان وعلى خطاب "روقوا يا شباب" أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله موجها الدعوة إلى التهدئة السياسية والابتعاد عن السجالات الاإلامية مرشدا السياسيين بأن لديهم أولويات على رأسها الوضع الاقتصادي ومكافحة الفساد وطمأن نصرالله اللبنانين الى أن وزارة الصحة ستكون للجميع قائلا. لقد ذهبنا الى توزير وزير صحة غير حزبي لكنه محل ثقة، ورمى نصرالله الحرم على المال العام حيث لا يجوز صرفه خارج اطار القانون واعلن أن الحزب سيتعاطى في الصحة بشفافية مطلقة لا بل سيساهم عبر المساعدات التي يحصل عليها لإنجاح مشاريع الوزارة أما تسمية حكومة حزب الله فهذا الاسم أطلقه نتنياهو ويتبناه بعض الداخل اللبناني من اجل النكايات السياسية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 4 شباط 2019

النهار

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي وأنصار النائب طلال أرسلان على خلفية ‏تشكيل الحكومة الجديدة و"القلوب المليانة" بين الطرفين بشكل غير مسبوق.

استغرب مراقبون أن يطلق وزير جديد تعهدات بانفاق 650 مليون دولار على منطقته قبل أن يتسلم وزارته وقبل ‏اقرار الموازنة.

لوحظ أن مسؤولين في قناة "الجديد" تحدوا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والقضاء والأجهزة الأمنية عبر وسائل ‏التواصل الاجتماعي.

يكرم اليوم الرئيس الحريري الأمين العام لمجلس الوزراء الذي استقبل الرئيس في السرايا في آخر يوم عمل له السبت ‏قبل تقاعده

البناء

قالت مصادر خليجية إنّ الأميركيين فتحوا رسمياً الحديث مع قادة الدول الخليجية حول تحميلهم تبعات مالية ‏لتسديد الإلتزامات الأميركية نحو دول عربية أخرى، وقالت مصادر قطرية إنّ اجتماع مسقط قبل عشرين يوماً ‏بين الأميركيين والخليجيين تمحور حول هذا الأمر، حيث يبدو أنّ الطلب الأميركي سيتمّ تنفيذه بقبول قطري ‏سعودي إماراتي وكويتي، حيث سيتمّ تعهّد كلّ دولة من الدول الأربع بتقديم المساعدة المطلوبة أميركياً لدولة عربية ‏من دول المساعدات الأربع وهي مصر والأردن والبحرين وعُمان.

الجمهورية

عُقد إجتماع مطول بعيداً من الإعلام بين مرجعية رئاسية ووزير سابق خرج من الحكومة في الليلة نفسها لصدور ‏مراسيم الحكومة.

نفت أوساط سياسية أن يكون الأخ الأكبر لمرجع بارز قد زار دولة عربية هي على خلاف كبير مع هذا المرجع.

قال وزير سابق إن العادة المعروفة التقليدية هي أن تتألف حكومة ويكون همّها الأول هموم الناس وليس الناس هم ‏الذين "يعتلون" همّ الحكومة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

القوات: وسائل إعلام من أصحاب الأغراض المشبوهة حورت محتوى رسالة المركز اللبناني للمعلومات إلى الإدارة الأميركية

الإثنين 04 شباط 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/71800/lic-statement-on-lebanons-new-government-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%b9%d9%84%d9%88%d9%85/

وطنية - صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "عمدت بعض وسائل الإعلام من أصحاب الأغراض المشبوهة إلى تحوير محتوى الرسالة التي بعثها "المركز اللبناني للمعلومات" في واشنطن إلى الإدارة الأميركية، مستفيدين من عدم وجود النص باللغة الإنكليزية بيد الرأي العام، إلا أن العودة إلى هذا النص تظهر الآتي: الجزء الأساسي من الرسالة توصيفي بامتياز، أي يتمحور حول توصيف ما حصل إبان تشكيل الحكومة وسعي "حزب الله" إلى اختراق الساحة السنية من خلال وزير من النواب الستة الذين تم تجميعهم والإيحاء بانهم كتلة، كما سعي الوزير جبران باسيل إلى الحصول على الثلث المعطل. من جهة أخرى، وبالنسبة الى ما ورد في التوصيات الواردة في الرسالة، فلم تخرج عن توصيات كل الفريق السيادي في لبنان منذ 13 سنة وحتى اللحظة، ان لجهة ضرورة التزام القرارات الدولية كافة، او لناحية حصر كل السلاح بيد الدولة اللبنانية، او لجهة عدم السماح لأي فريق بالسيطرة على الدولة اللبنانية. وأكثر من ذلك، دعت الرسالة الولايات المتحدة إلى مساعدة لبنان على استعادة سيادته كاملة بالضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من الأراضي التي لا تزال محتلة، ومساعدة لبنان على ترسيم حدوده البرية والبحرية بما يضمن الحفاظ على حقوقه كاملة".

 

بيان لقاء سيدة الجبل الإسبوعي

4 شباط 2019/عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة ايلي الحاج، ايلي قصيفي، بهجت سلامه، توفيق كسبار، جوزف كرم، ربى كبارة، سامي شمعون، سعد كيوان، سناء الجاك، طوني الخواجه، طوني حبيب، غسان مغبغب، فارس سعيد، مياد حيدر، نقولا ناصيف وأصدر البيان التالي: توقف "اللقاء" أمام زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات العربية التي ارتدت طابعاً تاريخياً بمدلولاتها ورسائلها المتعددة، نحو ترسيخ التعايش بين الاديان السماوية وتغليب لغة العقل والحوار وتقبل الآخر ونبذ العنف خصوصاً في هذا الشرق الذي يعاني من القمع والاستبداد والاستغلال، ولما تشكله أيضاً من دحض لصورة الإسلام وما لحق بها من تشويه في الغرب. وفي الوقت عينه يأسف "اللقاء" لضمور هذا الدور الذي هو من صلب واقع ورسالة لبنان في العيش المشترك والانفتاح والتعددية، والذي يعود إلى ما لحق به بسبب انتقاص سيادته.

وفيما رحّب "لقاء سيدة الجبل" بتشكيل الحكومة التي طال انتظارها لا يسعه إلا أن يلاحظ أنها تحمل بذور انفراط عقدها أو عدم تجانسها، بدليل التراشق الذي بدأ على الفور بين مكوناتها التي سعى "حزب الله" إلى جمعها بشروطه.

وتوقف "اللقاء" اخيراً أمام عودة التضييق على الحريات الاعلامية الذي يتكرر في الآونة الأخيرة رافضاً أي مسّ بهده الحرية أو التعرض لأي صحفي أو اعلامي أو وسيلة اعلامية مهما كانت المسببات والاعذار.

 

سابقة في تاريخ لبنان: باسيل يُلزِم وزراء بالتوقيع على استقالاتهم

 موقع Mtv/4 شباط 2019/استبق رئيس التيّار الوطني الحر الوزير جبران باسيل انطلاقة الحكومة برفع شعار محاسبة الوزراء الذين اختارهم والضغط عليهم. إلا أنّ هذه المحاسبة لم تقتصر على ما قاله في مؤتمره الصحافي بل تُرجِمَت بخطوة تشكّل سابقة في تاريخ الأحزاب اللبنانيّة. فقد علم موقع mtv أنّ باسيل طلب من الوزراء الجدد، الذين سمّاهم من حصّة رئيس الجمهوريّة و"التيّار"، باستثناء الملتزمين بأحزابٍ وكتلٍ أخرى، أن يوقّعوا على كتاب استقالتهم الذي يستطيع أن يستخدمه متى أراد وتعيين وزيرٍ بديل. وقد رضخ جميع الوزراء لهذا الطلب ووقّعوا كتب استقالاتهم. واللافت هنا أن يُلزم الوزراء الذين اختيروا من حصّة الرئيس ميشال عون بقرار باسيل، ويوقّعون على استقالاتهم.

 

قيومجيان: القوات يمد يده للجميع وفي مقدمهم حزب الله

الانباء الكويتية/الاثنين 04 شباط 2019/

الخطة الإنقاذية التي ستضعها الحكومة ترتكز على سلة من الإجراءات أهمها مكافحة الفساد

وزراء القوات اللبنانية سيكونون وكعادتهم حراس مصالح لبنان واللبنانيين

الفيصل في كل خلاف أو اختلاف في وجهات النظر داخل مجلس الوزراء هو القانون والدستور فقط لا غير

القوات يمد يده للجميع وفي مقدمهم حزب الله بالرغم من اختلافنا معه جذريا في الشأن السياسي

حزب القوات اللبنانية يقف الى جانب رئيس الجمهورية في ملف عودة النازحين السوريين

رأى وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، أن "الخطة الإنقاذية التي ستضعها الحكومة، ترتكز على سلة من الإجراءات أهمها مكافحة الفساد، والتلزيم بالتراضي، ووقف الهدر في المال العم، ولملمة الوضع المزري للانطلاق بتطبيق سيدر".

وأكّد أنّ "وزراء القوات اللبنانية، سيكونون وكعادتهم حراس مصالح لبنان واللبنانيين، إلا أن هذه الحراسة للصالح العام، لا تعني إطلاقا رفع المتاريس بوجه الآخرين، إنما تعني على الجميع الالتزام بالشفافية ضمن المسار الإنقاذي، فسياسة مرقلي تمرقلك أوصلت البلاد إلى الكارثة".

ولفت قيومجيان في حديث لـصحيفة "الأنباء الكويتية" إلى أن الفيصل في كل خلاف أو اختلاف في وجهات النظر داخل مجلس الوزراء، هو القانون والدستور فقط لا غير، ما يعني أن وزراء القوات لن يرضوا بالتسويات كمخرج لأي نزاع بين أي فريقين أو أكثر، وأيا يكن الملف أو المشروع المتنازع عليه".

وردا على سؤال، أكد قيومجيان أن "القوات يمد يده للجميع وفي مقدمهم حزب الله بالرغم من اختلافنا معه جذريا في الشأن السياسي، وذلك بهدف ترسيخ مبدأ التعاون في الحكومة، لأن الوضع العام على كل المستويات وتحديدا الشأن الاجتماعي منه، ما عاد يحتمل ذرة واحدة من المناكفات".

وفي سياق متصل بالعمل الحكومي، أكد قيومجيان أن حزب القوات اللبنانية يقف الى جانب رئيس الجمهورية في ملف عودة النازحين السوريين، وسيدفع بهذا الاتجاه لإنهاء هذه المأساة الانسانية من جهة، ووقف الخسائر الهائلة التي يتكبدها لبنان في كل القطاعات من جهة ثانية.

 

الفرد رياشي: حل مشكلة الفساد يكون عبر تبني النظام الفدرالي

النشرة/الاثنين ٤ شباط ٢٠١٩  

http://eliasbejjaninews.com/archives/71806/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AF-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B4%D9%8A-%D8%AD%D9%84-%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%AA%D8%A8/

اشار الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية ألفرد رياشي إلى انه "برزت في المدة الاخيرة شعارات متعلقة بمكافحة الفساد، فأولاً هنالك من ينادي لرفع هذا الشعار لتعزيز واستجلاب أموال مؤتمر "سيدر"، وثانياً كان هنالك من يريد الحصول على مكاسب من أجل نيل وزارات معينة والمصنفة بوزارات "الهبرة" التي تفسح بالمجال لممارسة الفساد والاستفادة لأقصى الحدود وثالثاً هنالك من يستعمل هذا الشعار كحزب الله وقد تكرر مؤخراً عبر مقابلة أمينه العام السيد حسن نصرالله وذلك من أجل تحوير الإهتمام عن سلاحه وفي الآن نفسه لفرض ما يشبه "الفزيعة" على حليفيه رئيس مجلس النواب نبيه برّي والوزير جبران باسيل".

وحول المنادين بمكافحة الفساد اوضح رياشي انه "لا يخفى على أحد عن أنه توجه بحقهم إتهامات عدة، تستوجب المحاكمة والتبرئة قبل السماح لهم بإثارة هذه الشجون، فرئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط معني بملفات عديدة تتعلق بوزارة المهجرين وشركة سبلين وتراخيص إشغال الأملاك البحرية عندما كان وزيراً للأشغال، ونتابع مع برّي ملفات المرفأ ومجلس الجنوب و"الريجي" والعقارات المحاذية لشاطئ صور والتلزيمات العمومية والتوظيفات العشوائية في الدولة، وصولاً الى تيار المستقبل بداية بسوليدير والتعهدات لآل العرب وسوكلين والسوق الحرة في المطار ووصولاً لكتاب "الابراء المستحيل" والأحدى عشر مليار دولار الضائعة، وحتى الوزير باسيل وملفات الطاقة والبواخر والسدود والعديد غيره، وحزب الله وملف الكبتاغون وعمليات التبييض والتهرب الجمركي"، مضيفا:" أما مجموعات ما يسمى بالمجتمع المدني (دون أن نشمل) فيثار حولها تساؤلات خطيرة حول مصادر التمويل ولا سيما خدمة لأجندات الأحزاب اليسارية الأوروبية والجهات النيو-ليبرالية في الإتحاد الأوروبي، ناهيك عن قضايا الإختلاسات من قبل العديد من مدراء هذه الجمعيات، وهذا فضلاً عن كونها لم تقدم ولا ملف حتى الساعة يتناول أي زعيم سياسي، بل جل هدفها ممارسة الإستهلاك الإعلامي عبر الحرتقة على صغار الموظفين، ترويجاً لملفات جهاتها المشغلة التي لا تتعلق بالفساد بل بكيفية قولبة المجتمعات الشرق أوسطية وضرب قيمها عبر الطروحات النيو-ليبرالية، وأهمها دمج اللاجئين السوريين، وألغاء الطائفية السياسية، وطرح اللامركزية الإدارية ضرباً لطرح التعددية المجتمعية وخصوصيات الهوية الطوائفية".

وراى رياشي أن "ما يحكى عن طرح مكافحة الفساد فهو لا يمكن وصفه إلا بأنه "كذبة العصر" أما عن الحل، فهو يكون عبر تبني النظام الفدرالي كون المكونات الطائفية تنغمس بالفساد من خلال ما يسمى "الزعيم" والذي يعتبر واسطة الطائفة لنهش ما يمكن من أموال وموارد لصالحه وصالح أتباعه بحجة الدفاع عن الطائفة، لذلك فأن الفدرالية ستنقل التمكين الى داخل أبناء المحافظات (أو الكانتونات) مما سيعزز الشفافية والمحاسبة ويلغي أيضاً دور الزعيم الذي هو منبع الفساد، وليس التعددية الطوائفية".

 

الوزير باسيل .. خطابُ الظّفر والاستعلاء

د. أحمد خواجة/لبنان الجديد/04 شباط 2019

جبران باسيل وخطابات التزييف والاستعلاء

 لم تكد تمضي ساعة أو ساعتان على تأليف الحكومة الجديدة، حتى خرج وزير الخارجية جبران باسيل على قناة ال Lbc ليُعلن فوزه المُظفّر بالحصول على الثُّلث المعطّل في الحكومة الوليدة، أي أنّه بات في جعبته أحد عشر وزيراً وربما أكثر، حصل ذلك رغم أنف المعرقلين والمنافسين.

إلاّ أنّ خطاب الظّفر والاستعلاء كان بعد اجتماعات تكتّله النيابي، والذي استهلّه بأسفٍ عابر على التّأخير في تشكيل الحكومة، ومن ثمّ انتقل باسيل كعادته لإعطاء الدروس والمواعظ، في الأخلاق أولاً، وفي براعته السياسية ثانياً، وفي الأداء "الوطني" آخراً.

بما أنّ الوزير باسيل صريحٌ وشفّاف، بدأ مؤتمره الصحافي ببعض المصارحات، والحديث عمّا عجز أو عجزنا (بلغة الجمع) عن تحقيقه:

أولاً: لم يتمكن الوزير باسيل من الحصول على بعض الوزارات "السّيادية" كالداخلية والماليّة، وبعض الوزارات الخدماتيّة كالاشغال والزراعة، ولا يخطرنّ ببال أحدكم أنّه كان مُستعدّاً للتبادل أو التّنازل عمّا في يده من وزارات سيادية كالدفاع والخارجية، أو الخدمية كالطاقة والاقتصاد ومعهما البيئة (والتي خاض في سبيلها آخر معاركه)، ومن ثمّ أسف لعدم تمكُّنه من تثبيت مبدأ الإختصاصيّن الكامل، باعتباره دبلوماسيّاً عريقاً لبقائه في وزارة الخارجية، وكذلك الوزير إلياس أبو صعب باعتباره جنرالاً مقداماً في الفنون والعسكرية. كما لم يغفل باسيل دفاعه المستميت لتوزير الأقليّات (في مسار تأمين الثلث المعطّل.

هذه ملاحظات أرادها باسيل على سبيل الاستعلاء على سائر أقطاب الطبقة السياسية، باعتباره رجل دولة من الطراز الرفيع، لا تفوته شاردة أو واردة في سبيل الوطن ومصالح المواطنين. لينتقل بعدها إلى تعداد المكاسب الباهرة التي تحقّقت على يديه (بمساعدة الرئيسين عون والحريري)، وفي طليعتها منع انهيار البلد اقتصادياً، ومنع تأليف الحكومة (أمّا من كان يمنع ذلك فعلمُه عند الله والراسخون في العلم)، ومن ثمّ منع رئيس الجمهورية من إعطاء رأيه وأخذ حُصّته، ومنعه من الحصول على الثّلث المعطّل. محاولات تمّ القضاء عليها، وبفضل نظام المحاصصات و"تناتُش" المقاعد الوزاريّة، والمزيد من الحرص على الوحدة "الوطنية" المزعومة، بات عندنا حكومة يتطلّع اللبنانيون صوبها لتفي بالوعود التي أُغدقت عليهم بالصلاح والاستقامة والنهوض بالبلد من أزماته التي لا تكاد تُحصى، تفاؤل قد تُبدّده خطابات التزييف والاستعلاء من هنا أو هناك.

 

المحاميان سهيل خداج ورامي محمود يتقدمان باخبار ضد قناة الجديد.

وكالات/الاثنين 04 شباط 2019/تقدم المحاميان الاستاذان سهيل خداج ورامي محمود باخبارا الى النيابة العامة التميزية بوجه قناة الجديد ممثلة برئيس مجلس ادارتها الاستاذ تحسين خياط وفريق عمل برنامج قدح وجم والمخرج شربل خليل والممثل فادي شربل  وكل من يظهره التحقيق فاعلا او محرضا او متدخلا بجرم المس بالدين واثارة الفتن سندا للمواد 317 و 474 عقوبات والتي تعاقب مرتكبها بالحبس من سنة الى ثلاث سنوات بالاضافة الى غرامة مالية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

للمرة الأولى تاريخيا.. البابا وشيخ الأزهر يقيمان في بيت واحد

رصد موقع ليبانون ديبايت/الاثنين 04 شباط 2019/للمرة الأولى تاريخيا، استقل بابا الفاتيكان فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب سيارة واحدة، فضلا عن إقامتهما في بيت واحد مشترك خلال تواجدهما في الإمارات في مؤتمر الأخوة الدولي. ونشر حساب لقاء الأخوة الإنسانية، صورة للإمام الطيب والبابا فرنسيس يستقلان سيارة واحدة، وعلق عليها: "التواضع والتسامح متمثلا في شخصيتين عظيمتين. البابا فرنسيس والإمام الطيب يستقلان سيارة واحدة ويقيمان في بيت واحد، وهذا يحدث للمرة الأولى في التاريخ على أرض الإمارات".

 

زيارة البابا إلى الإمارات تؤسس لتسامح فعال ضد التطرف

العرب/05 شباط/19

أبوظبي - نجحت زيارة البابا فرنسيس، كأول بابا للفاتيكان تطأ قدمه منطقة الخليج، في أن تؤسس تسامحا حقيقيا بين المسلمين والمسيحيين، وهو ما ستكون له نتائج مباشرة ليس فقط على واقع المسيحيين العرب، ولكن أيضا على بناء مقاربة إنسانية جامعة لتسامح فعال قادر على هزيمة التطرف وسحب مسوغاته الدينية، وهو ما عكسته وثيقة أبوظبي لمكافحة التطرف التي تم توقيعها على هامش الزيارة. وحظيت الزيارة، التي وصفت بالتاريخية، باهتمام رسمي وشعبي كبير في الإمارات وفي المنطقة ككل. وكان لها صدى واسع في العالم بسبب النتائج التي ينتظر أن تترتب عليها لأنها تمثل اختراقا نوعيا للصراع التاريخي بين المسلمين والمسيحيين، وهو صراع يغذي صعود التطرف والشعبوية والانغلاق على الذات، وأنها ستفتح الباب أمام حوارات أشمل وأكثر تفصيلا للقفز على الخلافات القديمة وبناء علاقة تقوم على البعد الإنساني الأشمل الذي تؤسس له الأديان.

وبحث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، الاثنين، مع البابا فرنسيس “علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات ودولة الفاتيكان وسبل تنميتها بما يخدم القضايا الإنسانية ويعزز قيم التسامح والحوار والتعايش بين شعوب العالم”. وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن نائب رئيس الدولة وولي عهد أبوظبي “أعربا عن سعادتهما بزيارة البابا إلى دولة الإمارات التي تعد تتويجا لجهود الدولة ومساعيها الرامية إلى نشر قيم التآخي الإنساني والتعايش والسلام بين مختلف شعوب العالم”. وزار البابا فرنسيس، الاثنين، رفقة شيخ الأزهر أحمد الطيب، جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي ضمن جدول أعمال الزيارة التاريخية المشتركة للقطبين الكبيرين إلى دولة الإمارات ولقائهما معا تحت اسم “لقاء الأخوة الإنسانية”. ودعا البابا فرنسيس الاثنين إلى حماية “الحرية الدينية” في الشرق الاوسط وإلى منح سكان المنطقة من مختلف الديانات “حق المواطنة نفسه”، مشددا على ضرورة وقف الحروب وبينها النزاعان اليمني والسوري، والتصدي لـ”سباق التسلح” و”بناء الجدران”. شيخ الأزهر: أيها المسيحيون أنتم مواطنون كاملو الحقوق ولستم أقليةشيخ الأزهر: أيها المسيحيون أنتم مواطنون كاملو الحقوق ولستم أقلية

وكان البابا يتحدث أمام رجال دين في مؤتمر “الأخوة الإنسانية” في اليوم الثاني لزيارته التاريخية إلى دولة الإمارات.

وقال في خطابه “من بين الحرّيات، أرغب في تسليط الضوء على الحريّة الدينيّة”. وتابع “هي لا تقتصر على حريّة العبادة، بل ترى في الآخر أخًا بالفعل، وابنًا لبشريّتي نفسها، ابنًا يتركه الله حرًّا، ولا يمكن بالتالي لأي مؤسّسة بشريّة أن تجبره حتى باسم الله”. وطالب الحبر الأعظم بحق المواطنة نفسه لجميع سكان المنطقة التي شهدت في السنوات الأخيرة تصاعدا في وتيرة العنف والتعصب مع ظهور تنظيمات متطرفة في مقدمها تنظيم داعش. وقال “أتمنّى أن تبصر النور، ليس هنا فقط بل في كلّ منطقة الشرق الأوسط الحبيبة والحيويّة، فرصٌ ملموسة للقاء: مجتمعاتٌ يتمتّع فيها أشخاصٌ ينتمون إلى ديانات مختلفة بحقّ المواطنة نفسِّه”. ولم يحدّد البابا أطرافا معيّنة، لكن تصريحاته جاءت في مرحلة تشكو فيها أقليات في المنطقة من التعرض للتهميش، وبينها المسيحيون في بعض الدول. وفي موازاة ذلك، كرّر البابا دعوته إلى وقف الحروب في اليمن وليبيا وسوريا والعراق، وعدم الانخراط في العنف باسم الدين. ورأى أن “استعمال اسم الله لتبرير الكراهية والبطش ضدّ الأخ، إنما هو تدنيس خطير لاسمه”، مضيفا “لا وجود لعنف يمكن تبريره دينيّا”. وتابع “سباق التسلّح، وتمديد مناطق النفوذ، والسياسات العدائيّة، على حساب الآخرين، لن تؤدّي أبدًا إلى الاستقرار”. ودعا شيخ الجامع الأزهر، من جانبه، المسلمين في الشرق الأوسط إلى “احتضان” الطوائف المسيحية في دولهم. وقال مخاطبا المسلمين في كلمة بثها التلفزيون خلال مراسم في العاصمة الإماراتية أبوظبي شارك فيها البابا فرنسيس “استمروا في احتضان إخوانكم من المواطنين المسيحيين في كل مكان.. فهم شركاؤنا في الوطن”.

ثم وجه حديثه للمسيحيين قائلا “أنتم جزء من هذه الأمة وأنتم مواطنون ولستم أقلية وأرجوكم أن تتخلصوا من ثقافة مصطلح الأقلية الكريه، فأنتم مواطنون كاملو الحقوق والمسؤوليات”. وحث شيخ الأزهر كذلك المسلمين في الغرب على الاندماج في دولهم المضيفة واحترام القوانين المحلية. وحظيت زيارة البابا باهتمام كبير في الإمارات، ولدى وصوله إلى قصر الرئاسة مترامي الأطراف بقبابه العديدة، تم استقبال البابا فرنسيس بتحليق مقاتلات تابعة للقوات الجوية الإماراتية نفثت دخانا باللونين الأصفر والأبيض، وهما لونا علم الفاتيكان.

واستقل البابا سيارة صغيرة حتى الساحة الرئيسية ورافقه نحو 12 من الحرس الإماراتي وهم يمتطون الجياد ويرفعون الأعلام. ويحجم البابا عن ركوب السيارات المصفحة أو الليموزين منذ توليه البابوية. وفور دخوله القصر، الذي يشبه متاهة من المباني والحدائق والنوافير على مساحة نحو 150 فدانا، أجرى البابا محادثات خاصة مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وقادة إماراتيين آخرين. ودون البابا كلمات في كتاب الضيوف الخاص بالقصر داعيا الرب أن يمن على الإمارات “ببركات إلهية من السلام والتضامن الأخوي”. وتعدّ هذه الزيارة هي الأولى للبابا فرنسيس إلى منطقة الخليج كما أنها المرة الأولى التي تتزامن فيها زيارة بابوية لأي دولة في العالم مع زيارة أخرى لشيخ الأزهر. وتوجد ثماني كنائس كاثوليكية في دولة الإمارات، بينما توجد أربع أخرى في الكويت ومثلها في سلطنة عمان واليمن، وواحدة في البحرين، وأخرى في قطر، بينما لا توجد كنائس بالسعودية.ويترأس البابا قداسا في مدينة زايد الرياضية اليوم، بمشاركة أكثر من 135 ألف شخص من المقيمين في الإمارات ومن خارجها. ومن المتوقع أن يكون هذا القداس أحد أكبر التجمعات في تاريخ دولة الإمارات. وتعكس الزيارة المكانة التي باتت تحتلها دولة الإمارات عالميا، والثقة الدولية في قدرتها على التأثير وتقديم النموذج الأكثر اتزانا والذي يمكن أن يحل محل الأطروحات التي شكلت معولا للهدم في المنطقة وامتد تأثيرها إلى العالم خلال العقدين الأخيرين.

 

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان لقمة خامسة تدعم الحوار والتسامح ضمن فعاليات مؤتمر «لقاء الأخوة الإنسانية» العالمي في أبوظبي

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/04 شباط/19/قالت مشيخة الأزهر، أمس، إن «الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، سوف يعقد قمة دينية مع بابا الفاتيكان فرنسيس بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، وهو اللقاء الخامس الذي يجمع بين الرمزين الدينيين الأكبرين في العالمين الإسلامي والمسيحي». وكان الطيب وفرنسيس نجحا في نسج علاقة أخوية عميقة بينهما، قائمة على التلاقي الفكري، والإيمان العميق بالقيم الإنسانية المستمدة من تعاليم الأديان، والسعي بدأب من أجل تشييد جسور الحوار والتعايش بين البشر على اختلاف أديانهم وثقافاتهم، إضافة لتمتع كليهما بمسحة شخصية تميل للزهد والبساطة والتعاطف العميق مع الفقراء والمحرومين. وقال مصدر في الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء يقوي أطر الحوار الحضاري بين الشرق والغرب لترسيخ قيم السلام ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، وحماية الإنسان من العنف والتطرف».

وأكدت المشيخة في بيان لها أمس، أن العلاقة بين الأزهر والفاتيكان شهدت في السنوات الأخيرة نقلة غير مسبوقة، بدأها الطيب في مارس (آذار) 2013 عندما بادر بتهنئة البابا فرنسيس بتقلد رئاسة الكنيسة الكاثوليكية... ونجحت المبادرات المتبادلة في إنهاء فترة من الجمود والتوتر في علاقة الأزهر والفاتيكان، ليتم الإعلان رسمياً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 عن استئناف الحوار بين الجانبين، وإعادة تفعيل لجنة الحوار المشترك، والبناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها الديانتان الإسلامية والمسيحية، لتعزيز التعايش المشترك والاندماج الإيجابي للشعوب، وتوحيد الجهود لمواجهة الأفكار المتطرفة من أجل العيش في عالم مليء بالمحبة والتسامح والأخوة والسلام.

وأوضحت المشيخة أن اللقاء الأول عقد بين الطيب وفرنسيس في الفاتيكان مايو (أيار) 2016... أما اللقاء الثاني ففي القاهرة أبريل (نيسان) 2017، واستقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي، حيث جرت للضيف الكبير مراسم استقبال رسمية. وكانت هي المرة الأولى التي يزور فيها البابا مصر بعد انقطاع للعلاقة دام 7 سنوات. وقال بابا الفاتيكان خلال الجلسة الختامية لمؤتمر «الأزهر العالمي للسلام» حينها: «لنكرر معاً من هذه الأرض أرض اللقاء بين السماء والأرض وأرض العهود بين البشر والمؤمنين... لنكرر (لا) قوية وواضحة لأي شكل من أشكال العنف، وللثأر والكراهية المرتكبين باسم الدين أو باسم الله». أما اللقاء الثالث فكان في نوفمبر عام 2017 حينما استقبل فرنسيس، الطيب بالمقر البابوي بمدينة روما الإيطالية، وأكد الأزهر والفاتيكان مواصلة نشر ثقافة التعايش بين شعوب العالم المختلفة، ونشر السلام والتسامح وقيم العدل والمساواة... وعقد اللقاء الرابع بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالفاتيكان، وأكد فرنسيس أن «الفاتيكان يتطلع لمزيد من التعاون والعمل المشترك مع الأزهر، فالعالم في حاجة لجهود من يشيدون جسور التواصل والحوار، وليس لمن يبنون جدران العزلة والإقصاء».

وأكدت مشيخة الأزهر أمس، أن «زيارة الدكتور الطيب العاصمة الإماراتية تلبية لدعوة رسمية تلقاها من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سلمها إليه الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، خلال لقائه مع الدكتور الطيب بمقر مشيخة الأزهر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي». ولمح المصدر في الأزهر إلى أن «لقاء الطيب وفرنسيس سوف يؤكد نبذ الكراهية والعنف، للوقوف في وجه الإرهاب والجماعات التي تدعو لنشر العنف والقتل، واتخاذ ما يلزم من أساليب ووسائل لدحره والقضاء عليه، فضلاً عن تضافر الجهود حتى يسود السلام العالم».

في غضون ذلك، أكدت المشيخة أن «الدكتور الطيب سوف يشارك في مؤتمر (لقاء الأخوة الإنسانية) العالمي، الذي يعقد في أبوظبي اليوم (الأحد) وغداً (الاثنين)، بمشاركة نخبة من كبار القيادات الدينية والفكرية في العالم، بما يعكس الدور المحوري للإمارات في دعم قيم التسامح والحوار والسلام، حيث يعيش على أرضها عشرات الجنسيات من مختلف الأعراق والأديان، في إطار من الالتزام بقيم المواطنة والعيش المشترك».

 

خطوات أميركية ـ أوروبية لـ«ضبط التطبيع» العربي مع دمشق/بروكسل تستضيف مؤتمر المانحين قبل قمة تونس... والملف السوري «عقدة» مؤتمر وزاري اليوم

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/04 شباط/19/كثفت واشنطن وعواصم أوروبية اتصالاتها مع دول عربية لـ«ضبط التطبيع» مع دمشق، ووضع «شروط سياسية» أمام ذلك، عبر تحديد سقف مشترك خلال القمة الأوروبية - العربية المقررة في مصر يومي 24 و25 من الشهر الحالي، إضافة إلى تقديم عقد مؤتمر المانحين في بروكسل إلى قبل القمة العربية في تونس نهاية الشهر المقبل. ويعقد في بروكسل اليوم، اجتماع مؤتمر وزاري للدول العربية والأوروبية تمهيداً لأول قمة مشتركة بعد عشرين يوماً. وأبلغت مصادر دبلوماسية، «الشرق الأوسط»، أن نقاشات جرت في الأيام الماضية بين العواصم المعنية للوصول إلى صيغة لمسودة البيان الوزاري الختامي، وأن إحدى «العقد» كانت الوصول إلى مواقف مشتركة من الملف السوري، إذ إن الدول الأوروبية تمسكت بوضع «بنود الحد الأدنى سياسياً» تتعلق بتنفيذ القرار الدولي 2254، ودعم المبعوث الدولي غير بيدرسون، وتحقيق تقدم بالعملية السياسية، ذلك بهدف ضبط «التطبيع العربي مع دمشق». وتجري جهود لتبني موقف «الانخراط المشروط» خلال القمة الأوروبية - العربية، إضافة إلى تمسك الدول الأوروبية والمانحة بموقفها من «ربط المشاركة في إعمار سوريا بتحقيق تقدم بالعملية السياسية ذات الصدقية ودعم مهمة المبعوث الدولي غير بيدرسون»، خلال مؤتمر الدول المانحة في بروكسل يومي 13 و14 من الشهر المقبل. وقالت المصادر إن الدول الأوروبية حرصت على عقد مؤتمر المانحين قبل انعقاد القمة العربية في تونس في 31 مارس (آذار) المقبل، وإن «بعض الدول اشترط التريث في مسيرة التطبيع مع دمشق لعقد القمة الأوروبية - المتوسطية، وأن دولاً أوروبية كبرى لن تقبل أن تشكل القمة المشتركة شرعية لقرار قمة تونس التطبيع مع النظام السوري».

في نهاية العام الماضي، توفرت أربعة عوامل أدت إلى تسريع التقارب بين عواصم عربية ودمشق: أولاً، مطالب روسية لدول عربية بضرورة رفع قرار الجامعة العربية تعليق العضوية نهاية 2011 والمطالبة بتطوير المسار الثنائي بين عواصم عربية ودمشق. ثانياً، وجود قناعة لدى بعض الدول العربية بضرورة عدم ترك الساحة لإيران. ثالثاً، زيادة الانخراط الميداني العسكري والميداني التركي شمال سوريا في إدلب والاستعداد لملء الفراغ شرق سوريا. رابعاً، قرار الرئيس دونالد ترمب الانسحاب من سوريا وهزيمة «داعش». وقتذاك، تبنت دول عربية موقفاً بضرورة «عودة الدور العربي إلى سوريا» وضرورة «تبني موقف واقعي من الأزمة السورية». وأعلنت الإمارات فتح سفاراتها في دمشق، كما أعلنت البحرين استمرار عملية سفارتها، بالتزامن مع زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير؛ كانت الأولى لزعيم عربي منذ 2011. كما زار مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، القاهرة، وترددت أنباء عن إمكانية قيام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بزيارة دمشق.

وجال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في دول عربية في شمال أفريقيا، لطرح ملف إعادة دمشق إلى الجامعة العربية ورفع قرار التجميد، بالتزامن مع سعي دول عربية لطرح ملف رفع التجميد خلال القمة العربية الاقتصادية الأخيرة في بيروت الشهر الماضي.

لكن يبدو حالياً أن الاتجاه هو لـ«فرملة التطبيع». وأعربت مصادر دبلوماسية عن اعتقادها بأن هناك قراراً عربياً توافقياً بـ«التريث»، سواء في الصعيد الثنائي أو الجماعي إزاء التطبيع مع دمشق، مشيرة إلى أن «التريث» جاء لأسباب عدة؛ بينها «تشدد دمشق سواء فيما يتعلق بالحديث علناً أنها لن تقدم طلباً إلى الجامعة العربية للعودة إليها، أو عبر التصعيد الإعلامي بأن العرب يجب أن يعودوا إلى دمشق، وليس سوريا التي تعود إلى العرب»، إضافة إلى «التشدد في مسيرة العملية السياسية، وعدم تقديم مرونة لتشكيل لجنة دستورية بموجب اقتراحات الأمم المتحدة».

وحسب المصادر، فإن «نصائح» أميركية وأوروبية ساهمت أيضاً في «فرملة التطبيع»، سواء عبر احتجاجات قدمها سفراء غربيون في عواصم عربية، أو عبر زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى المنطقة العربية الشهر الماضي، إضافة إلى إقرار الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد شخصيات مقربة من دمشق، وإقرار الكونغرس الأميركي مشروع قرار ينتظر موافقة الرئيس دونالد ترمب يتعلق بـ«معاقبة المشاركين في الإعمار». واستندت دول أوروبية إلى قرار الخارجية السورية بسحب الإقامات من دبلوماسيين أوروبيين مقيمين في بيروت ويترددون على دمشق، للدفع باتجاه «فرملة التطبيع، وإن كانت بعض الدول الأوروبية اتخذت مساراً ثنائياً في الانخراط مع العاصمة السورية».

وجرى التعبير عن «التريث» في إشارات عدة؛ بينها أن الإمارات لم تعين قائماً بالأعمال، كما أن وزير الخارجية المصري سامح شكري تحدث علناً عن «شروط ومعايير سياسية» يجب أن تتوفر قبل إعادة دمشق إلى الجامعة وتطوير العلاقات السياسية الثنائية، إضافة إلى حديث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن ضرورة توفر «التوافق العربي» لاتخاذ قرار رفع التجميد. وبدا أن الأردن هو الأكثر تعجلاً في التطبيع عبر فتح معبر نصيب الحدودي، وتعيين قائم بالأعمال، وتبادل زيارات لنقابات، ودعوة البرلمان السوري إلى المؤتمر البرلماني العربي في عمان، فيما اقتصرت دول عربية على زيارات لرجال أعمال. وكان الأردن استضاف، نهاية الأسبوع الماضي، اجتماعاً وزارياً عربياً سداسياً بحث في ملفات عدة، بينها تطورات الملف السوري. ويبدو ملف «التطبيع العربي مع دمشق» حالياً بين خيارين؛ الأول، استمرار موسكو في الحشد لرفع التجميد وتطوير العلاقات الثنائية. الثاني، نصائح غربية لدول عربية بالتريث و«ربط الانخراط مع دمشق بتقدم العملية السياسية»، باعتبار أن دولاً غربية تعتقد أن «إعادة الشرعية والمساهمة في إعادة الإعمار ورفع العقوبات، هي الأوراق الوحيدة في أيدي دول غربية في التفاوض مع موسكو على الملف السوري».

 

ترامب: قمنا بدور رائع بسورية… وأردوغان والأسد يتواصلان “استخباراتياً”

تحالف بين "البشمركة" و"النخبة" لإدارة المنطقة الآمنة... ولافروف: اللجنة الدستورية على وشك الانتهاء

المقداد: لن ينجح مَنْ يحاول تجاهل سورية أو فرض شروط عليها من أجل العودة إلى الجامعة العربية

عواصم – وكالات/04 شباط/19/اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه قام بمهمة “رائعة” في سورية منذ تسلمه منصبه.

وقال ترامب إنه “عندما تسلمت منصبي كان ما يسمى داعش متفشياً في سورية، وكان في كل مكان في حين أنه بقي القليل من خلافة التنظيم حالياً، ويمكن القول إننا قضينا على 99 في المئة من خلافته من حيث الأرض وقريباً ستصبح النسبة 100 في المئة”. وأضاف انه “في وقت من الأوقات سنعيد جنودنا الى أرض الوطن”، مشيراً إلى أنه “سيبقى لنا بعض التواجد لكن هذا لا يعني أن نبقي جنوداً بسبب عدد قليل من الأشخاص”. وأشار إلى أنه “كان يجب أن نبقى في سورية أربعة أشهر فقط لكننا متواجدون هناك منذ سنوات كما أننا في أفغانستان منذ 19 عاماً”. واعتبر أنه حان الوقت للخروج من تلك الحروب التي لا نهاية لها وإعادة الجنود الأميركيين إلى الوطن، مؤكداً في المقابل أن ذلك لا يعني التخلي عن كل شيء بل مراقبة الأمور بذكاء وعن كثب. في المقابل، اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتواصل الاتصال على مستوى منخفض مع النظام السوري رغم دعم أنقرة لمسلحي المعارضة السورية. وقال: إن تركيا كان لها أيضاً اتصالات مباشرة مع الحكومة السورية، مضيفاً ان “السياسة الخارجية مع سورية مستمرة على مستوى منخفض، فأجهزة المخابرات تعمل بشكل مختلف عن الزعماء السياسيين”، مضيفا ان “الزعماء قد لا يتواصلون ولكن أجهزة المخابرات يمكنها التواصل لمصلحتها، حتى إذا كان لديك عدو فعليك عدم قطع العلاقات، فربما تحتاجه فيما بعد”. وأوضح أن المنطقة الآمنة المقترحة في شمال شرق سورية التي قال ترامب إنها ضرورية بعد انسحاب القوات الأميركية، لا يمكن لقوات التحالف الغربية إقامتها من دون تركيا. في غضون ذلك، أعلنت مصادر عسكرية تركية أمس، وصول تعزيزات من القوات الخاصة إلى ولاية هطاي، بهدف توزيعها على الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود مع سورية. من ناحية ثانية، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية على وشك الانتهاء وفي مرحلته النهائية. إلى ذلك، أعلن عضو هيئة التفاوض السورية قاسم الخطيب تشكيل تحالف بين قوات “البشمركة” الكردية وقوات “النخبة” السورية، التي يقودها رئيس “تيار الغد” أحمد الجربا، لإدارة المنطقة الآمنة شمال سورية. وقال: “أكدنا خلال لقائنا مع الرئيس مسعود البارزاني أن يكون هناك أكراد سوريون متمثلون في البشمركة، بالإضافة إلى قوة عربية متمثلة بتيار الغد السوري، ونتمنى أن يكون هناك تحالف”.

من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية في النظام السوري فيصل المقداد: إن، ما وصفها، بمحاولات لفرض شروط على دمشق لإنهاء تعليق عضويتها بالجامعة العربية لن تنجح، داعياً الأمم المتحدة لمقاطعة مؤتمر بروكسل للمانحين المقرر منتصف فبراير الجاري. وأضاف ان “من يحاول تجاهل سورية أو فرض شروط عليها للعودة إلى الجامعة العربية لن ينجح”، مشدداً على أن “ما يهم سورية هو موقعها في المنطقة ومشاركتها في كل ما يتعلق بالقضايا المصيرية للأمة العربية”. وأشار إلى أن “ما أثير بشأن عودة سورية إلى الجامعة العربية وعودة السفارات كل ذلك نتابعه ونعمل على تحقيقه، لكن الضغوط التي تمارس إقليمياً ودولياً تحول من دون ذلك”. في غضون ذلك، أكد محافظ إدلب فادي سعدون أن اتصالات يجريها الكثير من الأهالي في المحافظة، يناشدون النظام وجيشه بضرورة الإسراع بالحل العسكري لتخليصهم من الإرهابيين وممارساتهم.

 

تركيا تنتهك العقوبات الأميركية وتُهرِّب ذهب فنزويلا لإيران

عواصم – وكالات/04 شباط/19/صدرت تحذيرات قوية للحكومة التركية بشأن التزايد في كميات الذهب المستورد من فنزويلا بصورة مثيرة للقلق والريبة، خصوصاً في الوقت الذي تشهد فيه فنزويلا حالياً أزمة سياسية إثر مطالبة زعيم المعارضة باستقالة الرئيس الحالي نيكولاس مادورو. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في تقرير، أمس، عن أحد المصادر الديبلوماسية قوله، إن “هناك قلق متزايد من أن جزءاً من الذهب الذي يتم تصديره إلى تركيا يتم تهريبه سراً إلى إيران، في انتهاك للعقوبات الاقتصادية المفروضة من واشنطن على طهران”. وذكرت “بي بي سي” أن تركيا حصلت على نحو مليار دولار من الذهب الخام، بحجة صقله وإعادة تصديره إلى فنزويلا، إلا أنه لا يوجد أي دلائل على أن أياً من هذه الشحنات الضخمة من الذهب قد تم إعادتها إلى فنزويلا، ما أثار شكوك الحكومات الغربية التي رصدت أن تركيا باتت من أبرز الدول الناشطة في تجارة الذهب عالمياً. وأضافت ان طهران ونظام مادورو يرتبطان بعلاقات تحالف وثيقة، حيث أعرب الإيرانيون عن دعمهم القوي للحكومة الفنزويلية، في حين أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علانية دعمه لمادورو.

 

واشنطن تُحذِّر طهران وبغداد من استهداف قاعدتها “عين الأسد”

واشنطن، بغداد، عواصم – وكالات/04 شباط/19/في مقابل غضب عراقي من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن بقاء قواته لمراقبة إيران، هددت واشنطن أي جهة تستهدف قاعدة “عين الأسد” التي تتمركز فيها قواتها في العراق، محملة طهران وبغداد المسؤولية عن أي اعتداء على القاعدة. وحسب صحيفة “عكاظ” السعودية، كشفت رسالة أميركية وصلت إلى الحكومة العراقية “تهديدات مباشرة” لبغداد، من مغبة الامتناع عن تنفيذ المطالب الأميركية بتجميد وسحب سلاح الفصائل العراقية الموالية لإيران، مشيرة إلى أن مماطلة بغداد في ذلك مهدت الطريق لمحاولة ضرب قاعدة “عين الأسد”. وتأتي الأنباء عن محاولة ضرب القاعدة الأميركية، بعد 72 ساعة من أخطر اجتماع أميركي- عراقي كشفت تفاصيله “عكاظ”، حيث حذرت المعلومات الأميركية من محاولة استهداف قواتها. في غضون ذلك، أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن بقاء قواته في العراق لمراقبة إيران، موجة واسعة من ردود الفعل المتباينة، حيث أكد الرئيس العراقي برهم صالح أمس، أن ترامب لم يطلب من بلاده موافقة للبقاء على أراضيه لمراقبة إيران. وأعرب عن اندهاشه من تصريحات ترامب، منوها بأن بلاده تنتظر توضيحا من واشنطن بشأن أعداد القوات الأميركية ومهمتها، وموضحا أنه “لا يحق لها مراقبة أمور كثيرة منها مراقبة إيران، وإننا لن نسمح بهذا”.

بدوره، هاجم رئيس الحكومة العراقية السابق رئيس “ائتلاف النصر” حيدر العبادي، ترامب، معتبرا في بيان أن “الحديث عن قواعد أميركية وعن استخدامها لمواجهة دول جوار يتعارض مع الدستور العراقي والاتفاقيات بين العراق والولايات المتحدة، ويُعقد العلاقة مع دول الجوار ويُعرض العلاقة مع الولايات المتحدة إلى أزمات، ويخل بسيادة واستقلالية العراق”. من جانبه، ألمح رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إلى ان بلاده لن تستطيع الاستغناء عن التواجد العسكري الاميركي، كاشفا أنه تلقى مقترح قانون يتعلق بتحديد التواجد العسكري الاميركي، سيناقش في الفصل التشريعي المقبل. من جهتها، أكدت كتلة “دولة القانون”، أن البرلمان ستكون له وقفة جادة مع بداية الفصل التشريعي المقبل تجاه تواجد القوات الأميريكية، وقال المتحدث باسمها النائب بهاء الدين النوري “إن هناك تحركات حازمة وقوية من أجل إنهاء التواجد الأميركي”. من جهتها، ردت قوى شيعية على ذلك بغضب، متوعدة القوات الأميركية بإنهاء وجودها على أراضي بلادها. وفيما اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إعلان ترامب “وقاحة”، خاطبت قوى عراقية شيعية في بيانات وتصريحات صحافية ترامب، قائلة إن العراق ليس “ضيعة لأبيك”. ميدانيا، أفاد مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين العراقية باصابة تسعة من الزوار الإيرانين في هجوم استهدف حافلتهم جنوب شرق مدينة بلد.

 

الجبير: نتطلع لانسحاب القوات الخارجية من سورية

بروكسل – وكالات/04 شباط/19/أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، عن تطلعه “إلى نتيجة تحفظ استقلال سورية ووحدتها وتؤدي إلى إبعاد القوات الخارجية منها”. وقال الجبير من بروكسل حيث يقام مؤتمر وزاري اليوم للدول العربية والأوروبية لبحث الملف السوري، “نتشاور مع الأشقاء العرب من أجل نتيجة تضمن تطبيق القرار الدولي 2254”. وأضاف إن “الأوروبيين والعرب يواجهون تحديات مشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف”، مؤكداً أن هناك وعوداً كبيرة لتطوير التجارة والاستثمار بين المنطقتين. وتتمسك الدول الأوروبية والمانحة بموقفها من ربط المشاركة في إعمار سورية بتحقيق تقدم بالعملية السياسية، إضافة إلى ضبط التطبيع العربي مع النظام في دمشق.

 

مصر: مقتل 7 إرهابيين والإعدام لـ8 آخرين

القاهرة – وكالات/04 شباط/19/ قررت المحكمة العسكرية في مصر، أمس، إحالة أوراق 8 متهمين من أصلw 292 متهما في قضية محاولة اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي، وولي عهد السعودية السابق، محمد بن نايف، إلى مفتي الجمهورية لاستطلاع رأيه في إعدامهم. من جهة أخرى، أعلنت مصادرأمنية أن قوات الأمن في مصر تمكنت من القضاء على خلية إرهابية تضم 7 إرهابيين في العريش. وأعلن الإعلامي المصري المحسوب على جماعة “الإخوان” هيثم أبو خليل، أن تركيا قامت بترجيل شاب يدعى محمد عبد الحفيظ إلى مصر مطلوب للحكم عليه بالإعدام، ونشر صورة متداولة لعبد الحفيظ أثناء ترحيله، مشيرا إلى أنه تم توقيفه في مطار أتاتورك اسطنبول في 17 يناير الفائت، حيث أبلغ الجانب التركي بأنه معارض ومحكوم بالإعدام في قضية النائب العام السابق، مضيفا “أن تركيا قررت تسليم عبد الحفيظ للسلطات المصرية في سابقة تعد الأولى من نوعها”. على صعيد آخر، قرر محافظ المنيا قاسم حسين، إنهاء خدمة أربعة موظفين بسبب إدراجهم على قائمة الإرهاب. من جهة أخرى، حذرت عضو لجنة الصحة في مجلس النواب إيناس عبدالحليم، من إدمان الأطفال على إحدى منتجات الحلوى، تسمى “فراولة جيلي”، مطالبة بمنع تداولها، باعتبارها تندرج ضمن المواد المخدرة.

 

برلمان مصر يخطو باتجاه زيادة مدة حكم السيسي

القاهرة: محمد نبيل حلمي/الشرق الأوسط/04 شباط/19/قطع البرلمان المصري، أمس، أولى الخطوات الرسمية باتجاه تعديل مواد بالدستور، من بينها ما يتعلق بزيادة مدة حكم الرئيس من 4 إلى 6 سنوات. وأعلن رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، أمس، أمام أعضاء الجلسة العامة تلقيه «طلباً مقدماً من أكثر من خُمس أعضاء المجلس لتعديل بعض مواد الدستور». ويقود ائتلاف الأغلبية البرلمانية «دعم مصر» الاتجاه لتعديل الدستور. وفي حين لم يحدد رئيس البرلمان تفاصيل المواد المقترح تعديلها، أفاد رئيس ائتلاف «دعم مصر»، عبد الهادي القصبي، في تصريحات صحافية قبيل تقدمه بالطلب، بأنه «تطلعاً لاستمرارية الاستقرار، واستكمال الخطط التنموية يوجد مقترح مد فترة الرئاسة إلى 6 سنوات». وفي يونيو (حزيران) الماضي، أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليمين القانونية للولاية الثانية، أمام مجلس النواب، بعد إعلان فوزه في انتخابات نافسه فيها مرشح واحد، وتحدد المادة 140 من الدستور الساري الفترة الرئاسية بـ«4 سنوات ميلادية»، كما تحظر «إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة». وشرح القصبي أن المقترحات تتضمن «تعيين نائب أو أكثر لرئيس الجمهورية»، وعدّ أن التعديلات تحافظ على مكتسبات دستور 30 يونيو، والتأكيد عليها من خلال بعض التعديلات، بإضافة مزيد من الحريات والضمانات، مشيراً إلى أنه «تم اقتراح إضافة غرفة نيابية جديدة تحت اسم مجلس الشيوخ (...) وتخصيص 25 في المائة للمرأة من المجالس النيابية، مع الحفاظ على تمثيل مناسب للأقباط والشباب وذوي الإعاقة». وبحسب المادة 226 من الدستور المصري، فإنه يجوز «لرئيس الجمهورية، أو لخُمس أعضاء مجلس النواب، طلب تعديل مادة، أو أكثر من مواد الدستور»، وتقول في موضع آخر إنه «في جميع الأحوال، لا يجوز تعديل النصوص المتعلقة بإعادة انتخاب رئيس الجمهورية، أو بمبادئ الحرية، أو المساواة، ما لم يكن التعديل متعلقاً بمزيد من الضمانات».

وقال عبد العال، أمس، إنه أحال الطلب (تعديل الدستور) إلى اللجنة العامة، للنظر في مدى توافر الشروط والأحكام الواردة في المادة 226 من الدستور والفقرة الثانية من المادة 133 من اللائحة الداخلية للمجلس، وإعداد تقرير للعرض على الجلسة العامة. وأوضح عبد العال أن اجتماع اللجنة العليا سيقتصر على أعضاء اللجنة العامة من رؤساء اللجان والهيئات البرلمانية دون مشاركة الحكومة، قائلاً: «لا حضور للحكومة في اللجنة العامة، والمداولة في الحوار حول الطلب المقدم من حق الأعضاء فقط». وتعهد رئيس مجلس النواب بـ«إفساح المجال لجميع النواب لإبداء الرأي وكل القوى السياسية والأحزاب داخل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية التي من المقرر أن تناقش التعديلات لاحقاً، حال موافقة المجلس على الطلب المقدم واستيفائه الشروط والأحكام الواردة»، وزاد: «أطمئن جميع المواطنين بأن هذا التعديل في حال عرضه على المجلس سيكون لصالح المواطن والوطن الغالي علينا جميعاً».

وخلال الأسابيع الماضية، زادت وتيرة التحركات الداعية لتعديل الدستور إعلامياً وقضائياً، إذ تنظر محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، دعوى أقامها محامون ومواطنون يطالبون فيها بالحكم بـ«إلزام رئيس مجلس النواب بدعوة المجلس للانعقاد لتعديل نص المادة 140 من الدستور فيما تضمنته من عدم جواز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية إلا لمرة واحدة لمدة 4 سنوات»، وكذلك دعا الصحافي النافذ والمقرب من الرئيس المصري، ياسر رزق، لأكثر من مرة لتعديلات تفضي إلى «مرحلة انتقالية مدتها 10 سنوات للإصلاح السياسي في البلاد»، وقال إنه «ما لم تبدأ عملية الإصلاح السياسي في عهد الرئيس السيسي وعلى يديه، فأشك كثيراً في أنها ستتم في المستقبل المنظور على يدي غيره». وكان السيسي، قال في حوار مع تلفزيون «سي إن بي سي» الأميركي، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 (قبل انتخابه للولاية الثانية)، إنه «مع الالتزام بفترتين رئاسيتين، مدة الواحدة منهما 4 أعوام، ومع عدم تغيير هذا النظام، وأقول إن لدينا دستوراً جديداً الآن، وأنا لست مع إجراء أي تعديل في الدستور خلال هذه الفترة». لكن الرئيس المصري قال كذلك في سبتمبر (أيلول) 2015، إن الدستور المصري «كُتب بنيات حسنة، والدول لا تُحكم بحسن النيات فقط». وأيضاً قال رئيس مجلس النواب، علي عبد العال في أغسطس (آب) 2017، إن «أي دستور يتم وضعه في حالة عدم استقرار فإنه يحتاج إلى إعادة نظر بعد استقرار الدولة».

 

6 دول أوروبية تعترف بغوايدو رئيساً لفنزويلا... وروسيا تندد بـ«التدخل الأوروبي»/مادورو قال في حوار تلفزيوني إنه «لن يرضخ في مواجهة الضغوط»

لندن - باريس - مدريد - برلين- موسكو/الشرق الأوسط/04 شباط/19/اعترفت كل من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والسويد والنمسا اليوم (الاثنين) برئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو «رئيساً بالوكالة» لفنزويلا، غداة انتهاء المهلة التي حدّدتها للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لإجراء انتخابات رئاسية. وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في تغريدة موقف بلاده قائلاً: «نيكولاس مادورو لم ينظّم انتخابات رئاسية خلال مهلة الثمانية أيام التي حددناها. ولذلك، فإن المملكة المتحدة تعترف الآن مع حلفائها الأوروبيين بغوايدو رئيساً دستورياً بالوكالة إلى حين التمكن من إجراء انتخابات موثوقة»، في خطوة جاءت بعد إعلان مماثل من إسبانيا. وأعلنت الحكومة الألمانية أنها تعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد مثل كثير من الدول الأخرى بالاتحاد الأوروبي، وذلك بحسب تصريحات نائبة المتحدث باسم الحكومة الاتحادية مارتينا فيتس اليوم الاثنين بالعاصمة برلين. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للصحافيين إن «الحكومة الإسبانية تعلن اعترافها رسمياً برئيس بغوايدو كرئيس فنزويلا بالوكالة»، داعيا غوايدو لإجراء انتخابات في أقرب وقت.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (الاثنين) عبر «تويتر»: «للفنزويليين حق التعبير بحرية وديمقراطية. فرنسا تعترف بخوان غوايدو رئيساً مكلفاً تنفيذا لعملية انتخابية»، وذلك بعد خطوة مماثلة من إسبانيا وبريطانيا. وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم (الاثنين) أن خوان غوايدو «يملك الشرعية لإجراء انتخابات» رئاسية في هذا البلد، وذلك بعد انتهاء مهلة حددها الاتحاد الأوروبي للرئيس نيكولاس مادورو للدعوة إلى انتخابات. وقال لودريان بهذا الصدد متحدثا لإذاعة «فرانس إنتر»: «سنتشاور مع أصدقائنا الأوروبيين اليوم»، وتابع أنه إزاء «رفض الرئيس مادورو تنظيم انتخابات رئاسية من شأنها إجلاء و(تهدئة) الوضع في فنزويلا (...) نعتبر أن غوايدو يملك القدرة والشرعية لتنظيم هذه الانتخابات». وسئل عن إمكانية اعتراف الاتحاد الأوروبي رسميا بغوايدو رئيساً بالوكالة لفنزويلا، ترك جان إيف لودريان المجال مفتوحاً، وقال: «سنتواصل مع زملائنا الأوروبيين لإعادة صياغة هذا الطلب والتصرف بحيث تتمكن مجموعة اتصال نعتزم إنشاءها لمواكبة العملية الانتقالية من بدء عملها، بمشاركة الدول الأوروبية التي تودّ الانضمام إليها». وأضاف: «هذا البلد مستنزف اليوم، هناك عدد كبير جدا من اللاجئين، هناك قمع، هناك تضخم مروع، الشعب في الشارع». ورفض لودريان الاتهامات بالتدخل التي وجهتها مؤخرا روسيا الداعمة لمادورو، وقال: «هذا ليس تدخلا طالما أن هناك أزمة في بلد وهناك نداء من الرئيس غوايدو لدعمه من أجل إعادة إرساء الديمقراطية».

وكانت عدة دول أوروبية في طليعتها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا قد أمهلت مادورو حتى أمس (الأحد) للدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة، مهددة بالاعتراف بخصمه خوان غوايدو رئيسا بالوكالة. وحظي غوايدو الذي أعلن نفسه في 23 يناير (كانون الثاني) رئيسا بالوكالة لفنزويلا، باعتراف الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وعدد من دول أميركا اللاتينية حتى الآن. ومن جهته، ندد الكرملين اليوم (الاثنين) بـ«تدخل» أوروبي في شؤون فنزويلا، بعد اعتراف عدة دول أوروبية بالمعارض خوان غوايدو رئيساً لهذا البلد. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «نعتبر محاولات منح السلطة المغتصبة شرعية بمثابة تدخل مباشر وغير مباشر في شؤون فنزويلا الداخلية». وكان مادورو قد رفض المهلة الأوروبية من أجل الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية في فنزويلا، وخلال مقابلة مع محطة «لا سيكستا» التلفزيونية الإسبانية ليل أمس (الأحد)، وقال إنه لن يرضخ في مواجهة ضغوط» من يطالبون برحيله. وتساءل مادورو في المقابلة التي أجريت معه في كراكاس: «لمَ يحق للاتحاد الأوروبي أن يقول لبلد أجرى انتخابات إن عليه إعادة الانتخابات الرئاسية لأن حلفاءه اليمينيين لم يفوزوا؟». وتابع: «إنهم يحاولون حشرنا بمهل لإجبارنا على الوصول إلى وضعية مواجهة شديدة الصدامية». وأشاد مادورو بـ«مجموعة اتصال» شكّلتها دول أوروبية وأميركية جنوبية وسيلتقي ممثلوها في عاصمة الأوروغواي مونتيفيدو الخميس المقبل. وقال مادورو: «أنا أؤيد هذا الاجتماع (...) أراهن بأن هذه المبادرة ستتيح الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل حوار بين الفنزويليين لتسوية خلافاتنا وإعداد خطة، وإيجاد مخرج من شأنه حل المشاكل في فنزويلا». ودعا الرئيس الاشتراكي، البالغ 56 عاماً، للقاء «وجهاً لوجه» مع غوايدو، وهو ما رفضه المعارض الشاب بالفعل من قبل.

 

«اللواء الرئاسي» يتسلم رسمياً ملف الأمن في كركوك ومكتب المحافظ يرفض اتهامات تركمانية بـ«التمييز العرقي» في ملف الوظائف

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/04 شباط/19/رد المكتب الإعلامي لمحافظ كركوك راكان سعيد الجبوري، أمس، على اتهامات بـ«التمييز العرقي» في ملف الوظائف والتعيينات، صدرت عن مقررة مجلس النواب المنتمية للمكون التركماني خديجة علي. وقال المكتب في بيان: «نستغرب صدور بيان حمل جملة من المغالطات التي لا تنطبق على واقع العمل في محافظتنا العزيزة، وأن أبواب محافظ كركوك مفتوحة لجميع المواطنين وممثلي محافظتنا في مجلس النواب ومنهم السيدة التركمانية». وأشار إلى أن «ملف التوازن في توزيع المناصب لا يمكن له أن يخرج دون موافقة ممثلي المكون التركماني وتوقيعهم». وكانت مقررة مجلس النواب عن المكون التركماني خديجة علي، انتقدت، أول من أمس، وجود «تمييز عرقي» لتولي المناصب في قضاء الحويجة حصراً. وقالت في بيان إن «الوظائف في كركوك تخصص لمكون عربي من الحويجة حصراً رغم وجود كفاءات تركمانية مؤهلة من المؤسسة نفسها معروفين بالنزاهة والكفاءة وينطبق عليهم الوصف الوظيفي». وأكدت استغرابها لـ«عدم قيام اللجنة المشكلة من قبل الحكومة الاتحادية بمهامها لتطبيق الإدارة المشتركة بالاعتماد على الكفاءة والنزاهة».

وأظهر بيان المقررة خديجة علي لأول مرة منذ سنوات خلافاً بين المكونين التركماني والعربي المشتركين بجبهة واحدة في صراعاتهما السياسية مع المكون الكردي صاحب الأغلبية السكانية في المحافظة. وفيما أعلن أول من أمس، تعيين عضو مجلس المحافظة عن حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني جمال مولود رئيساً لمجلس المحافظة، تسلم اللواء الرئاسي 61 رسمياً أمس، ملف المحافظة الأمني بدلاً من «جهاز مكافحة الإرهاب» الذي تسلمه عقب عملية فرض القانون في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017. وأشارت بعض المصادر العسكرية أمس، إلى أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أمر بنقل الفرقة 14 من محافظة الأنبار إلى أطراف كركوك، وتحديداً إلى جبال حمرين التي يخشى من وجود عناصر «داعش» في وديانها الوعرة. وحول تطورات الأحداث في غضون اليومين الأخيرين، أكد مصدر رسمي في محافظة كركوك تسلم اللواء 61 ملف الأمن بدلاً من جهاز مكافحة الإرهاب - العمليات الخاصة، من دون أي تغيير يذكر بالنسبة لإدارة ملف الأمن وعدم تدخل قوات الأمن الكردية في الملف كما يشاع. وحول موضوع تعيين رئيس جديد لمجلس المحافظة، قال المصدر الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه لـ«الشرق الأوسط»، إن «تعيين عضو المجلس الأكبر سناً جمال مولود عن حزب الاتحاد الكردستاني، جاء بأوامر اتحادية صدرت عن سكرتارية الهيئة التنسيقية بين المحافظات في بغداد». وأضاف أن «مولود عين رئيساً للجنة صرف الرواتب حصراً وليس إدارة جلسات مجلس المحافظة أو مناقشة الأمور السياسية، ومهمته تتعلق بالأمور المالية لأن لدينا أكثر من 500 موظف في المجلس والأقضية والنواحي بحاجة لتسلم رواتبهم، وقد وجّه كتاب رسمي إلى المصارف لاعتماد توقيع مولود في صرف الرواتب». وبيّن المصدر أن «مولود لم يعين رئيساً للمجلس بسبب عدم إمكانية التصويت عليه داخل المجلس لصعوبة اكتمال النصاب بعد مغادرة أغلب الأعضاء الكرد إلى كردستان عقب عمليات فرض القانون ورفضهم العودة إلى كركوك». وحول الخلاف الأخير بين التركمان والعرب، أكد المصدر «عدم وجود خلاف، والسيدة خديجة علي لا تعرف فيما يبدو أن مكونات كركوك متفقة على توزيع الوظائف بين المكونات بواقع 32 في المائة لكل من التركمان والعرب والأكراد، و4 في المائة للمكون المسيحي». وكشف أن «الأكراد عرضوا أكثر من مرة على العرب توزيع المناصب فيما بينهم باعتبارهم الأغلبية وإعطاء ما نسبته 15 في المائة من المناصب إلى التركمان توازي حجمهم السكاني في المدينة، لكن العرب يرفضون ذلك ويتمسكون بنسبة 32 للمكونات الثلاثة». من جهة أخرى، أصدرت شركة نفط الشمال التي مقرها كركوك أمس، بياناً حول ما سمته «الحملة الإعلامية المغرضة التي لا أساس لها من الصحة بتهريب النفط من حقول نينوى وتحديداً في حقلي صفية والقيّارة». وذكر بيان الشركة أن «حقول نفط نينوى وجميع المحطات التابعة لها تدار من قبل وزارة النفط - شركة نفط الشمال وفق معايير إدارية وفنية مثلى تحظى بإشراف كوادر متمرسة ونزيهة ومخلصة وتحت متابعة مستمرة من الجهات الرقابية والتدقيقية». وكشف أن «عناصر شرطة الطاقة والفرقة 20 من الجيش العراقي يقومون بحماية جميع الآبار والمحطات وخطوط الأنابيب التابعة لها». وبينما نفى بيان الشركة علمها بما ينتج في حقل صفية لأنه ما زال خاضعاً لسيطرة إقليم كردستان، ذكر أن إنتاجية حقل القيارة «تبلغ 30 برميلاً يومياً، يتم تجهيز 5 آلاف منها يومياً إلى مصفى القيارة ويصدر الباقي بالسيارات الحوضية إلى موانئ البصرة ضمن العقد الأصولي الذي تم إبرامه من قبل الوزارة مع شركة شعاع الطاقة».

 

مقاتلات فرنسية تقصف في تشاد رتلاً مسلحاً آتياً من ليبيا

باريس/الشرق الأوسط/04 شباط/19/أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية اليوم (الاثنين) أن مقاتلات فرنسية من طراز "ميراج 2000" شنّت أمس (الأحد) ضربات في شمال تشاد دعماً للجيش التشادي، لوقف تقدّم رتل من 40 آلية تابع لمجموعة مسلحة آتٍ من ليبيا. وقالت الوزارة في بيان إن "هذا التدخل جاء استجابة لطلب السلطات التشادية، وأتاح عرقلة هذا التقدم العدائي وتفريق الرتل" الذي كان "يتسلل إلى عمق الأراضي التشادية". ولم يذكر البيان من يقف وراء هذا التوغل، لكن هذه المرة الأولى التي تقصف فيها قوات فرنسية أهدافا دعما لقوات تشاد منذ أن ازداد قبل عام نشاط حركة تمرد جديدة تتخذ من جنوب ليبيا مقرا لها وتحمل اسم "مجلس القيادة العسكري لإنقاذ الجمهورية"، وقد أُنشئت عام 2016 واشتبكت مع القوات التشادية مرات عدة قرب الحدود الليبية منذ أغسطس (آب) الماضي. وتقول الحركة إن لديها آلاف المقاتلين، وهدفها إطاحة الرئيس إدريس ديبي الذي تولى السلطة عام 1990 بعد عصيان مسلح أزاح الرئيس حسين حبري.

 

البحرين تؤكد فرار العريبي إلى إيران عبر قطر أثناء محاكمته

المنامة/الشرق الأوسط/04 شباط/19/أوضحت وزارة الخارجية البحرينية، اليوم (الأحد)، أن اللاعب حكيم العريبي وجميع المتهمين في القضايا الجنائية في البحرين يتمتعون بكافة الحقوق القانونية مع ضمان الحماية والحصول على التمثيل المناسب، مؤكدة أحقية العريبي في استئناف الحكم الصادر في حقه، وذلك إذا مثُل أمام محكمة الاستئناف في البحرين، على غرار ما قام به المتورطون الآخرون في القضية. وقالت الخارجية البحرينية في بيان أصدرته لتوضيح قضية العريبي: "صدرت مذكرة قبض دولية في حق العريبي نظراً لقيامه بالفرار أثناء انتظار محاكمته، وقد أفرج عنه بكفالة، كما مُنح أيضاً تصريحاً خاصاً في ديسمبر 2013 للسفر للمشاركة في بطولة كرة قدم بدولة قطر والتي من خلالها غادر سراً إلى إيران" وأضافت: "علاوة على انتهاكه لشروط الكفالة، استغل العريبي الاعتبارات الخاصة المقدمة له كلاعب رياضي". وأشارت الخارجية البحرينية، إلى عدم حضور العريبي والذي أدين في مطلع العام 2014 بارتكاب عدد من الجرائم بموجب قانون العقوبات في البحرين، للدفاع عن نفسه أو لنفي التهم الموجهة إليه بشأن حيازة مواد حارقة، بعد تورطه مع آخرين في هجوم حريق متعمد والتسبب في إلحاق أضرار بالممتلكات، لافتة إلى أن إصدار مذكرات القبض الدولية، ممارسة معتادة من حق جميع الدول الأعضاء في "الإنتربول" وآلية فعالة لمكافحة الجرائم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

احد عشر بندا تحدد عظمة الموارنة ودورهم في الشرق

بقلم الفيلسوف الراحل شارل مالك..

الفيلسوف الأرثوذكسي اللبناني شارل مالك: الكثير المطلوب من الموارنة… ومن أُعطي كثيرًا يطلب منه الكثير

بلغة المعلم، والمسيحي الأرثوذكسي تكلم الدكتور شارل مالك، الفيلسوف اللبناني الراحل عن الموارنة وحدد “الكثير المطلوب” منهم، مستندًا في كلامه الى ما ورد في أقوال السيد المسيح: “إن من أُعطي كثيرًا يطلب منه الكثير”. ولقد أعطي الموارنة كثيرًا، ولذلك يطلب منهم الكثير على ما يقول في مقدمة هذا المقال الذي كتبه عن الموارنة بعنوان: “الكثير المطلوب”.

أحد عشر بندًا حدد فيها مالك عظمة الموارنة ودورهم في الشرق ولبنان الذي أعطي لهم شعبًا وتراثاً وقيمًا. تكلم عن دور بكركي “هذا المركز الروحي الفريد في الشرق الأوسط” الذي أعطي للموارنة، وعن الطقس الليتورجي الماروني في نظر الأرثوذكس، وعن تاريخهم الموحد الذي لم يكتب لأي فئة أخرى بالدقة والتفصيل والتواصلية التاريخية العريقة غير المتقطعة، وعن صلتهم بالعالم وقدرتهم على العطاء. تكلم شارل مالك عن كل العطاءات التي منحت بركة للموارنة لكن في المقابل مطلوب منهم الكثير.

يقول المسيح: “إنّ من أُعطي كثيرًا يُطلب منه الكثير”. لقد أعطي الموارنة كثيرًا ولذلك يُطلب منهم الكثير.

– أولاً: جبل لبنان

أُعطوا، أولاً، هذا الجبل العظيم. جبل لبنان اسم من أعطر الأسماء في الكتاب المقدس وفي التاريخ. اقترن اسمه بالمجد والكرامة والشموخ والبهاء والجمال والقداسة والصمود والرائحة الزكية، وبـ “أرز الرب” الخالد. وهو اليوم استراتيجيًا من أشد الحصون مناعة في هذا المشرق، ليس لذاته وفي حدّ ذاته فحسب، بل في تدبير الشرق الأوسط الدفاعي العام. لم يُعطَ شعب في المنطقة كلها شيئًا بالطبيعة شبيهًا به، وإذا اعتبرنا أهمية هذه المنطقة اليوم في الاستراتيجية العالمية، وموقع الجبل الفريد، الشامخ من البحر مباشرة، صحَّ القول، لربما، إن شيئًا شبيهًا بهذا الجبل لم يُعطَ لقوم في العالم. إنه عطية عظيمة.

التفريط به، بأي شكل، جريمة لا تُغتفر. السؤال هو: هل يستأهل اللبنانيون، هل يستأهل الموارنة، هذه العطية العظيمة؟ هل يقدرونها حق قدرها؟ لبنان مُعطى للجميع، ولذلك كلنا جميعًا، وبالأخص الموارنة، مؤتمنون على هذا الجبل، مؤتمنون عليه كي يبقى منيعًا بأيديهم وبأيدينا كلنا، وكي يكونوا ويبقوا هم، ونكون ونبقى جميعًا جديرين بما اقترن اسمه به معنويًا في التاريخ.”مجد لبنان أعطي له” شعارٌ يدل على أن مجدًا عظيمًا أعطيَ الموارنة، مجدًا بقدر ما يبعث على العزة والفَخار يستدعي أيضًا منتهى العِبرة والتواضع.

– ثانيًا: لبنان

أعطي الموارنة، ثانيا، لبنان شعبًا وتراثاً وقيمًا. لا يمكن فصل شعب لبنان وقيمه وتراثه عن جبل لبنان. عندما أقول إن الموارنة أعطوا لبنان بشعبه وتراثه وقيمه، لا أعني أن الفئات الأخرى بتراثها وقيمها هي ملك للموارنة. إن ما أعنيه أن الفئات جيمعًا أعطيت بعضُها لبعض بمجرد تواجدها في بلد واحد تتفاعل فيه بعضها مع بعض. بهذا المعنى لبنان، بشعبه وتراثه وقيمه، أعطي للدروز وللسنيين وللشيعة وللأرثوذكس وللكاثوليك الملكيين ولجميع الفئات الأخرى التي تتكوّن منها الأسرة اللبنانية، لكنه أعطي أيضًا للموارنة. من هنا مسؤوليتهم الهائلة تجاه الآخرين المُعطَونَ لهم. إني أستفرد هنا إعطاء لبنان للموارنة لأننا في صدد الكثير المعطى لهم، وبالتالي في صدد الكثير المطلوب منهم بالذات.

والمطلوب منهم، قبل كل شيء، بالنسبة للبنان المعطى لهم، شعبًا وتراثاً وقيمًا، أن يحرصوا الحرص كله على الحرية الشخصية الكيانية الإنسانية المسؤولة، التي وحدها تؤمن تعددية تراثاته وتفاعلها السلمي الخلاّق بعضها مع بعض. بإمكان الموارنة أن يتساهلوا في كل شيء أو يتفاوضوا حول أي شيء ما عدا هذه الحرية الشخصية الكيانية. بدونها لا وجود لهم وحتى لا معنى لوجود لبنان، حتى إن وُجد. ووجوده عندئذ كعدم وجوده تمامًا. وعندما يتساوى الوجود وعدمه، ينعدم. أما بوجود هذه الحرية، قائمة مضمونة ثابتة، فباستطاعتهم مع الزمن أن يستعيدوا كل شيء تساهلوا به أو تنازلوا عنه. أما بدونها فما يملكون، أو يظنون أنهم يملكون، سيخسرون.

– ثالثاً: مجتمع تعددي

أعطي الموارنة بلدًا مجتمعه حر، تعددي، والمسيحية فيه حرة. هذا شيء كثير، خاصة في الشرق الأوسط، ولذلك يُطلب منهم الكثير الكثير. يُطلب منهم، وهم مقدّرو الحرية الأُوَل وعاشقوها، ألا يعملوا شيئًا، أو يقبلوا بشيء، يؤول الى تقليص حرية لبنان، بل أن يعملوا كل شيء لتمتين هذه الحرية وتعميقها وجعلها أكثر أصالة ومسؤولية.

يُطلب منهم، وهم العارفون الأُوَل لخطورة الاحترام المتبادل، أن يشددوا على هذا الاحترام ويمارسوه بالفعل في صلاتهم مع جميع فئات لبنان. ممارسة هذا الاحترام الصادقة ليست أمرًا آليًا ذاتيًا طبيعيًا: إنها كمالٌ موهوبٌ من فوق. وهذا “الفوق” يعرفونه جيدًا، الذي سمعوه آلاف المرات يقول لهم: “أحبِبْ قريبك حُبَّك لنفسك”، بل “أحبُّوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسِنوا الى مُبغضيكم”.

يُطلب منهم، وهم الجسم المسيحي الحر الأُوَل في لبنان، أن يحرصوا أشد الحرص على المسيحية الحرة، ليس لهم فحسب بل لكل فئة مسيحية أخرى. المسيحيون الآخرون مسيحيون مثلهم تمامًا، ومن حقهم أن يكونوا في مسيحيتهم أحرارًا مثلهم تمامًا.

أن تكون المسيحية حرة بالفعل، لا بالإيهام والإدعاء الكاذب، في الشرق الأوسط فقط في لبنان، حرة كما هي حرة في أوروبة وأميركة تمامًا، إنّ هذا لأمرٌ في منتهى الخطورة في هذا الزمن. ليتنا ندرك مغزاه، ليتنا ندرك ما هو مطلوب منا بشأنه، ليتنا نعرف ونقدر تعجُّب أرفع النفوس في العالم لمجرد وجوده! مجرد وعيه يوحي بأن لبنان مميّز تمامًا ليس في شؤون تافهة بل في أدق الشؤون وأخطرها. إذا سقطت المسيحية الحرة في لبنان.

ـ ولبنان آخر معقل لها في المشرق ـ انتهى أمرُها في الشرق الأوسط كله، بل في آسية وإفريقية. هذه مسؤولية لا أجسَم منها ولا أخطر! والموارنة هم المسؤولون الأُوَل عنها أمام العناية الإلهية. هل يعون هذه المسؤولية بالفعل؟ هل يقدرون خطورتها المتناهية؟ هل يفقهون مغزى أنها أوكلت إليهم؟

– رابعًا: مجد لبنان… لهم

أُعطيَ الموارنة بكركي. بكركي مركز روحي فريد في الشرق الأوسط. الكل يتطلعون الى قيادته وتوجيهه. باستطاعة هذا المركز الكبير جمع شمل الموارنة وأكثر من الموارنة. أثره يُلمس إذا تحرك، وقد يُلمس أكثر إذا لم يتحرك، أو إذا تحرك بما لا يتكافأ مع قدر التحدي. أما نجاعة التحرك فتتوقف على العيش على مستوى لحظة التاريخ الحاسمة. لا يكفي مجرد الحفاظ على الرعية والأعراف والتراث، لا يكفي مجرد البقاء والاستمرار. الحاسم اليوم وعيُ الحركات المصيرية الصاخبة في العالم وعيًا مسؤولاً تامًا، وتوظيفُها، أو توظيف ما أمكن منها، في سبيل التراث والبقاء.

بكركي من الأهمية بحيث إذا خرِبَ لبنان وبقيت هي سليمة معافاة قوية، ماسكة بيد من حديد بزمام دعوتها التي أُنيطت بها أزليًا، فباستطاعتها وحدها أن تعيد تعمير لبنان. أما، لا سمح الله، إذا خربت بكركي أو وَهَنت أو حلّ بها سقم ما، فلبنان وحده لا يستطيع إغاثتها كي تستعيد عافيتها وتبني ذاتها من جديد. وإذا كان لبنان خرِبًا فقد لا يستطيع أن يُعمِّر نفسه بنفسه إذا كانت بكركي أيضًا خرِبة. أي مؤسسة أخرى في لبنان يصح فيها هذا القول؟

وإذا قدرنا ماذا يعنيه لبنان تاريخيًا وعالميًا، تجلّى لنا مركز بكركي الفريد، وتِبعَتُها العظمى، في لبنان وفي العالم.

أما أسباب تفرُّد بكركي بهذا المركز العظيم فتعود الى طبيعة المارونية والموارنة، والى تاريخهم وتمركزهم في هذا الجبل، والى مجتمعهم المتلاحم المتراص، والى تنظيمهم المدني والكنسي. كل من هذه العوامل يستدعي بحثاً خاصًا مستفيضًا. بكركي مؤسسة حتم إفرازها تاريخ الموارنة، وطبيعتهم، وخبرتهم الكيانية، ومعاناتهم ومعاناة مسيحيي هذا المشرق الصاخبة المأساوية عبر الأجيال، المعاناة التي لم تستقرّ يومًا، وقد يكون قدرها أن لا تستقر أبدًا.

إذا شاءت العناية أن تمثِّل بكركي دورها المرسوم، وإذا استجابت بكركي لهذه المشيئة، فباستطاعتها أن تكون العامل الحاسم في مصير لبنان وفي مصير أكثر من لبنان. هذا الدور الحاسم يستدعي منتهى الحكمة والحزم والإقدام والتضحية والتواضع. وعلى أية حال، فإن الموارنة أعطوا بكركي، وهي شيء كثير، ولذلك يُطلب منهم ومن بكركي الكثير.

– خامسًا: التراث الآرامي

أعطي الموارنة تراثاً آراميًا سريانيًا عريقاً. يربطهم هذا التراث، تاريخيًا وثقافيًا ودينيًا، بمتبقيّات الحضارة الآرامية العظيمة في هذا المشرق، التي تشمل، بين الأحياء، الآشوريين والسريان والكلدان والنساطرة واليعاقبة وغيرهم. إنها حضارة من أهم حضارات المشرق.

الحضارة السريانية الآرامية حضارة عظيمة عريقة. تعرفها وتنقب عنها وتحترمها وتدرسها وتدرِّسها جامعات روسية وألمانية وفرنسية وبريطانية وأميركية. وهي تشكل، فوق ذلك، تراثاً لا يزال حيًا (والتراث التراث هو التراث الحي فقط، إذ ما ليس بحيّ هو، طبعًا وبكل بساطة، غير موجود) في مجتمعات حية قائمة في الشرق الأوسط ومنتشرة في العالم. مَنْ أولى من الموارنة بإحاطتها بالاحترام والتكريم والتقدير والدراسة والإحياء؟

إنها معطاة لهم. إنها حية قائمة في صُلبهم. إنهم مسؤولون عنها قبل سواهم، ليس فقط بقصد دراستها تاريخيًا نظريًا فضوليًا، كما يصنع الأوروبيون والغربيون على العموم، بل بقصد ربطهم، حياتيًا ثقافيًا روحيًا ـ وهم المجذَّرون فيها ـ بمتبقيّات هذه الحضارة في الشرق وفي الانتشار الحي لها في العالم.

-سادسًا: الليتورجيا المارونية

أعطي الموارنة طقسًا ليتورجيًا عظيمًا. لم أتعرّف على الليتورجية المارونية بشكل يمكنّني من تقديرها إلا منذ بضع سنوات، وأنا حتى الآن أفهم وأتذوّق وأوحد نفسي مع ليتورجية الذهبي الفم الأرثوذكسية وأدخل في صميمها أكبر بكثير من تذوّقي ودخولي وتوحيد نفسي مع الليتورجية المارونية، لأني وُلدت في الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة وترعرعت في أحضانها. لكني أعتقد أني أخذت أفهم الطقس الماروني والروحانية المارونية بحيث أصبح بإمكاني إبداء رأي، ولو متحفِّظ، فيهما.

عبقرية هذا الطقس وهذه الروحانية شعبيتهما. ينبعان من الشعب ولا يهبُطان عليه من فوق. بهذه الشعبية الحميمة تتميّز الليتورجية المارونية عن الليتورجية الأرثوذكسية. في هذه الأخيرة، حين يُرنَّم القداس بأكمل وجه، تتنسّم مجد بيزنطية الأمبراطوري، أما القداس الماروني فتجسيد رائع عفويّ لقلوب الشعب ومشاعره. الشعب المؤمن الصبور، لا الأمبراطرة ولا البطاركة ولا اللاهوتيون، يمجّد المسيح. لا تشعر أنك في حضرة أي قيصر أو أي بطريرك، حتى لو كان القيصر أو البطريرك حاضرًا. تشعر أنك بين الأرامل واليتامى، بين العمال والفلاحين، بين الخطأة والتائهين، بين مساكين الروح وودعاء النفس.

هذه عظمة الطقس الماروني، شعبيته، ديمقراطيته، عفويته، بساطته، خلوُّه من أي عظمة بشرية، اشعاره نفس المتعبّد بأنها هي مبدعته وقائلته. الطقس الماروني يوحي تشبثاً واكتفاء بما أنتجه هذا الشعب وهذه التربة، كأنه يصرخ في وجه الهيلينية: أنا لست بحاجة إليك، إني ألوَّث إذا غزوتني! الطقس الماروني صرخة استقلال تام عن كل أثر ثقافي نافذ إليه من الخارج. استقلالية الموارنة السياسية الرائعة هي ذاتها تتجسد في استقلالية الطقس الماروني. الاستقلاليتان تنبعان من مصدر واحد: الاكتفائية المارونية الأصلية.

الاستقلاليتان تتعانقان وتتكاملان. هذا التعانق المتكامل بين الاستقلال السياسي والاستقلال الطقسي هو الذي مكّن فيهم عشقهم للحرية. أية فئة أخرى في لبنان، بل في هذا المشرق كله، كان بإمكانها الحفاظ على الحرية الشخصية الكيانية كما صنع الموارنة بالفعل؟ وسبب ذلك اكتفائيتهم السياسية واكتفائيتهم الطقسية، المنحدرتان من اكتفائية كيانية أصلية واحدة.

المطلوب أن يقدر الموارنة عظمة تجذر طقسهم في التراث الشعبي المحلي وقيمة هذا التجذر، أن يحافظوا عليه ويرعَوه لقيمته في حد ذاته ولأنه هو القمينُ بتمكين الموارنة من حب الاستقلال والحرية، أن يروا فيه قوة ديمقراطية هائلة نابعة من تحت، من نفوس المؤمنين، أن يوظفوا هذه القوة المعطاة في سبيل مجد المسيح والكنيسة، وأيضًا في سبيل لبنان من أجل المسيح والكنيسة، وأن يروا كيف أن المسيح ومريم باركا هذا الشعب في بساطته العظيمة البعيدة عن كل فلسفة وتفلسف، وفي تعبّده الصادق القلبي لهما، وتعلقه بهما.

هذا تنوّع الكنيسة الجامعة الواحدة العظيم، تنوّع يسمح ويُرَحِّب بكل عطاء ثقافي محلي، شرط ألا يناقض معطيات الوحي وتحديدات العقيدة. والكنيسة عرفت كيف تنقّي التراث اليوناني والتراث الماروني الأرامي السرياني من شوائب الوثنية في التراثين، وتقدمها ذبيحة طاهرة ذكية لمجد المسيح.

-سابعًا: العلاقة بروما

أعطي الموارنة هذا الارتباط الوثيق بروما. التراث المسيحي الشرقي الأرثوذكسي مفتوح للأرثوذكسية بتمام كماله، بينما المارونية، بالإضافة الى التراث السرياني الآرامي الشرقي، مفتوحة الى التراث الغربي المسيحي الروماني. المارونية ليست مفتوحة الى التراث الأرثوذكسي الشرقي انفتاحها الى التراث الروماني الغربي. رومية، بما تعنيه عالميًا وتراثيًا، خلّصت الموارنة من أي انعزالية محض محلية أو شرقية. إنه ثراء هائل، أن ترتبط الشرقية السريانية، على محدوديتها، بالغربية الرومانية بعالميتها اللامحدودة.

علاقة الموارنة برومية هي التي حفظتهم من أي انحراف عقائدي. فضل رومية على الموارنة فضل لا يُقدّر، وردهم على هذا الفضل وفاؤهم لها. رومية فتحت أمامهم آفاق الإنسان والتاريخ والعالم، وبذلك دخلوا الى حد بعيد في التراث الإنساني العالمي الواحد المتراكم. والموارنة، بفضل رومية، يعرفون العالم، زمنيًا ومكانيًا، ومخافتهم تركّز على الله والحقيقة فقط.

– ثامنًا: التاريخ الموحد

أعطي الموارنة تاريخًا موحّدًا، منفصلاً، قائمًا في حد ذاته، محدّد المعالم. لا تتمتع أي فئة أخرى في لبنان، بل لربما في أوسع من لبنان، بهذه الصفة المُعطاة. لم يُكتب تاريخ موحّد لأية فئة أخرى بالدقة والتفصيل والتواصلية التاريخية العريقة غير المتقطعة، التي كتب بها تاريخ الموارنة، وقد لا يكون بالإمكان وضع تاريخ لها بنفس الدقة والتواصلية، إذ قد يكون أن ليس لها تاريخ بنفس المعنى. ليس هذا من سبيل الصدف. تصوّر تاريخ السنّة في لبنان، أو تاريخ الشيعة، أو تاريخ الدروز، أو تاريخ الأرثوذكس، أو تاريخ الكاثوليك الملكيين. بالطبع يمكن لهذه التأريخات أن تُكتب، لكن هل تستند بالفعل الى تاريخ حقيقي؟ إن هذه التواريخ جميعًا لا يمكن تصوّرها بالوحدة والتحديد، والبعد والعراقة التاريخيين، وبالتواصلية، التي يُتصوّر بها تاريخ الموارنة.

ليس عبثاً ولا باطلاً، وليس هباءً ولا سدًى، وليس للاشيء ولا للاعلة أو سبب، أن الموارنة وُجدوا، وأنهم يتمتعون بهذا التاريخ الموحّد المتواصل الفذ لألف وخمسمئة سنة. وجود هذا التاريخ، وبالتالي وجود الموارنة ينطوي على سر. أعطوا الوجود، وهذا شيء كثير، وبالتالي يُطلب منهم الكثير. وإذا تأملت كل ما أعطوه بعد الوجود، ومع الوجود، وفوق الوجود، لخلصت الى أن ما يُطلب منهم هو كثير كثير .

– تاسعًا: العلاقة مع العرب واليهود

بسبب سريانيتهم، أعطي الموارنة، فوق إمكان ربط أنفسهم بالعالم السرياني الحي، أن يكون أقرب الناس، مزاجيًا وتراثيًا، الى العرب واليهود معًا. اللغة أهم ظاهرة حضارية، لأنها بأعمق معانيها هي الحياة، تُعيّن الجذور والأصول والتراث، تُعيّن وشائج القربى. المؤمن لا يؤمن بالصدفة والقدر، المؤمن يرى، بالإيمان، العناية وراء كل شيء وفوق كل شيء وأمام كل شيء. يؤمن بوجودها حتى في حال جهله لمشيئتها تمامًا، بل بالضبط في حال هذا الجهل. يؤمن بها ويصبر على تجلي حقيقتها. يعرف أن لكل تجلِّ وقته وزمنه. لماذا بقي الموارنة حريصين على تراثهم الآرامي؟ هل هي مجرد الصدفة التي أبقتهم؟ هل هي مجرد طبيعة الأشياء التي نفقهها بالعقل التي أبقتهم؟ هل هو مجرد قبوعهم في هذا الجبل المنيع؟ المؤمن لا يرتاح لأي من هذه التعاليل.

– عاشرًا: القدرة على العطاء

في العطاء عظيمين، أي حقل لميُعطوا فيه، أي نطاق لم يحتلوه ولم يصولوا ويجولوا في رحابه؟ من أسهم في النهضة العربية الحديثة في المئتي سنة الماضية في شتى الحقول أكثر من الموارنة؟ من اتقن اللغة العربية وعرفها في أغوار عبقريتها في العالم كله، كما اتقنها وعرفها في عهدنا أمين نخله وفؤاد افرام البستاني؟ أي شعر عربي يقرب من شعر سعيد عقل؟

أي دائرة معارف عربية تقرب، في سعتها وحريتها وعدم خوفها من قول الحقيقة عن كل شأن وفي كل باب، من دائرة معارف فؤاد افرام البستاني؟

من أسهم في ترجمة روائع المؤلفات الكلاسيكية العالمية الى العربية في العالم كله أكثر من الموارنة؟

من ترجم توما ـ وتوما هو من هو ـ الى العربية غير الموارنة؟ بل من كان بمقدوره أن يفكر بترجمة توما من العالم العربي كله غير مسيحيي لبنان وخاصة الموارنة؟

من عُرف في العالم العربي كله في الأدب العالمي أكثر من جبران؟

الرسامون كثر، لكن جبران وصليبا الدويهي وقيصر الجميّل يحتلون مركزًا رفيعًا خاصًا.

– حادي عشر: كنز الوصايا

يوجد مُعطًى ويوجد معطٍ. الله وحده هو المُعطي والمُعطى في آن، الله فقط هو مُعطي نفسه، أما الإنسان فلا يعطي نفسه، يعطي الإنسان من فضْل ما أعطيه. ومعطي الإنسان هو الله.

ليس أمرا تافهًا أن يُعطى الموارنة، ونُعطى جميعًا معهم:

هذا الجبل الشامخ الفريد العظيم، شعب لبنان بتراثه وقيمه، بلدًا مستقلاً، مجتمعه حر تعددي، بكركي، بكامل ما عنته وتعنيه، تراثاً آراميًا سريانيًا عريقاً، طقسًا ليتورجيًا عقائديًا وثيقاً برومية والغرب، تاريخًا خاصًا موحدًا منفصلاً قائمًا في ذاته، أن يكونوا أقرب الناس، أصلاً ومزاجًا وتراثاً، الى اليهود والعرب، وحيوية وخصبًا في العطاء فريدَين.

هذه العطايا العشر، في كل واحدة منها وفي مجموعها، تشكل كنزًا من القيم والإمكانات يكاد يكون فريدًا في العالم كله. تأملها بإنعام نظر تام يكشف عظمة التبعة الكيانية المسؤولة التي يحملها الموارنة. هذه العطايا العشر العظيمة، لم يُعطِها الموارنة لأنفسهم. إن “أبا الأنوار”، من جوده العلي، هو الذي أعطاهم إياها. حريٌّ بهم، إذن، أن “لا يتكبروا” و “يتباهو” كأنهم “لم ينالوها”.

ما أسهل التفلسف على الموارنة! مَنْ لا يتفلسف عليهم اليوم؟ مَنْ مِنْ أعداء لبنان وحرياته وقيمه لا يعاديهم ولا يحاول تسويدَ اسمهم وتفكيكهم بعضهم من بعض؟ إن هذا لفخرٌ لهم. إنه دلالة دامغة على مركزهم وأهميتهم. ومع ذلك هم صامدون. “يا جبل ما يهزّك ريح!”.

وقد يكون سهلاً كذلك تحليل ما أُعطوه. وما محاولتنا هنا، على حدودها ونقائصها، إلا أحد التحاليل الممكنة.

المهم ليس تحليلهم ولا التفلسف عليهم بل أن يتساءل اللبنانيون الآخرون، غير الموارنة: 1) هل نقدر بالفعل، بلا تحيُّز ولا وراب ولا حكم مسبق، ما أعطي للموارنة حق قدره؟ 2) أيًا كان ما أعطيه الموارنة، فماذا أعطينا نحن؟

3) كيف نقدم أو نوظف ما أعطيناه نحن عطاء منا؟

4) كيف نسند الموارنة في ما أُعطوه وكيف نصبّ ما أعطيناه نحن مع عطائهم في سبيل الحقيقة والحرية والإنسان والقيم الأخيرة ولبنان؟

التحليل النقدي، سواء أوُجِّه الى الغير أم الى الذات، قد ينقلب الى مَرَض. أعرف أناسًا يقضون يومهم كله في النقد والتحليل والإفناء والتهديم، وليس لديهم مشروع عملي واحد يقترحونه. يتلذذون بالإفناء ولا يعرفون لذة البناء. عزلوا أنفسهم في زاوية الابتعاد عن تيارات الشعب الفاعلة. اغتربوا فكريًا وأحيانًا أيضًا مكانيًا. شاركوا في هذا الحظ الذي انتهوا إليه وهم عنه في النهاية مسؤولون. المهم أن نعيَ الإيجابيات وأن نكون إيجابيين نحن. المهم أن لا نقبع بشكل مَرَضيّ في السلبيات.

ليس أسهل من تبيان نقائص الموارنة، وهم أنفسهم في تبيانها كل يوم مسرفون.

وأحيانًا أشفق عليهم في تمزيقهم لأنفسهم وانبري لتبيان إيجابياتهم وإنجازاتهم وإمكاناتهم الهائلة، وكل نقد يُقدَّم إليهم بروح إيجابية يتقبلونه شاكرين. وقادتهم ومفكروهم الكبار يعرفون أوهانهم تمامًا ومع ذلك يبقون بأنفسهم وقدراتهم وإمكاناتهم بالنسبة للبنان وقيمه الأخيرة واثقين وإليها مطمئنين. وهذه عظمتهم الكبرى.

الفيلسوف_اللبناني

 

أَفرَجوا عن التأليفِ وقَبضوا على الحكومة

سجعان قزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 شباط 2019

باستثناءِ حزبِ الله، يَتعذّرُ على الآخرين أن يُزغْرِدوا ويُطلِقوا الأسهمَ الناريّة بمناسبةِ ولادةِ الحكومةِ الثَلاثينيّة. وحدَه سمير جعجع كان رابطَ الجأشِ ومتعاليًا لدى إعلانِ الحكومة، وبأقلِّ ضررٍ ممكن طَوّق، وحيدًا، عمليّةَ عزلِ القوّاتِ اللبنانيّة. ووحدَه وليد جنبلاط رَبطَ الدعمَ بالثوابت.

تكوينُ الحكومةِ اللبنانيّة يُكمّلُ المشهَدَ الممتدَّ من العراق وسوريا وصولًا إلى لبنان، حيث ميزانُ القِوى راجِحٌ حاليَّا لمصلحةِ إيران وحلفائِها.

منذ التسويةِ الرئاسيّةِ سَلّمَ المسؤولون اللبنانيّون بهذا الواقعِ المتدرِّج وسْطَ لامبالاةٍ عربيّةٍ ودوليّة: العربُ منهَمِكون بمصيرِ أنظمتِهم وخِلافاتِهم، وأميركا تُلقِّمُنا عقوباتٍ، وكأنَّها بالعقوباتِ تُعوّضُ عن تَقلّبِ سياستِها وتُغطّي انسحابَها وتُغيِّر وجهَ الشرق.

هكذا القِوى اللبنانيّةُ المراهنةُ على مصيرِ الصراعِ في المِنطقة أَدركت طبيعةَ اللُعبةِ وتصنيفَ لبنانَ فيها، فأُعلِنت الحكومة: حزبُ الله وحلفاؤه توجَّسوا من ارتفاعِ مستوى تهديدِ إسرائيل ونوعيّةِ غاراتِها على سوريا، ومن التجييشِ الأميركيِّ ضِدَّ إيران وتعديلِ موقفِ روسيا منها.

أما القِوى التي كانت منضويةً تحت لواءِ 14 آذار فعرَفت حدودَ الدعمِ الأميركيِّ لها بعد قرارِ ترامب الانسحابَ من سوريا وأفغانستان، وبعدَ القِمّةِ العربيّة وزيارة دايفيد هيل. أتَظنُّ أميركا أنّها كانت ستقتلعُ حزبَ الله من جذورِه لو حَجَبت عنه حقيبةَ وزارة الصِحّة؟ ومَن يسيطرُ على أكثريّةِ الوزاراتِ السياديّةِ وعلى البلد؟

لذا، «الثلاثُ عشَرات» تقسيمٌ نظريٌّ أَنقذَ ماءَ الوجوهِ الساخطةِ بصمتٍ من أجلِ ولادةِ الحكومة. لكنَّ الحقيقةَ أنَّ الحكومةَ تَضُمُّ أكثريّتين: أكثريّةٌ مصلحيّةٌ تتكوّن من أكثريّاتٍ آنيّةٍ حولَ مَلفّات ماليّةٍ وإنمائيّةٍ وإداريّةٍ واقتصاديّة، وقد تَبلغُ هذه الأكثريّةُ المصلحيّةُ حدَّ الإجماعِ أحيانًا، وتَنخفِضُ إلى حدِّ الثُلثِ وأدنى أحيانًا أخرى.

وأكثريّةٌ سياسيّةٌ يتعايشُ فيها ثمانيةَ عشرَ وزيرًا ويَحسِمُ موقفَهم حزبُ الله (وزراءُ حزبِ الله وأمل والتيّارِ الوطنيّ الحرّ والمردةِ واللقاءِ التشاوري) مثلما حَسَمه في تأليفِ الحكومةِ الأولى وقانونِ الانتخاباتِ والموقفِ من سوريا والسلاح، إلخ... مقابلَ أقليّةٍ سياسيّةٍ يَلوذ إليها اثنا عشَر وزيرًا بالحدِّ الأقصى (وزراءُ المستقبل والقوّات اللبنانيّة والتقدميِّ الاشتراكيِّ والرئيس ميقاتي).

وإذا كان حزبُ الله رأسَ الحربةِ في الأكثريّةِ السياسيّة، فحزبُ القوّاتِ اللبنانيّة، على الأرجَح، سيكون رأسَ الحربةِ في الأقليّةِ السياسيّة بدعمٍ سخيٍّ من الحزبِ التقدميِّ الاشتراكيّ وبعَوْنٍ مُقنَّن من تَيّار المستقبل.

هذا التكوينُ الاضطراريُّ يَحُدُّ من ثباتِ الحكومةِ واستقرارِها، هي التي وُلِدت تحتَ شعارِ تأمينِ الاستقرارِ من أجلِ ثباتِ الوضعِ النقدي. فكلّما احتكمَت الحكومةُ إلى أكثريّةِ الـــــ 18 لتقريرِ القضايا السياسيّةِ والدفاعيّةِ والميثاقيّة تَتعرّضُ للانقسامِ فالتعطيلِ فالسقوط.

وكلّما اجتَنبَت القضايا الوطنيّةَ واكتفَت بالأكثريّةِ المصلحيّةِ جَرْجَر عُمرُها. فكما تألّفت الحكومةُ بعد التقاءِ أضواءَ عربيّةٍ وإقليميّةٍ ودوليّة، افتراقُ هذه الأضواءِ يَفرُطُ عِقدَها.

ولنا في إسقاطِ حكومةِ الرئيس سعد الحريري سنةَ 2011، وفي محاولاتِ تعطيلِ حكومةِ الرئيس تمام سلام (2014 ــــ 2016) المثالُ الساطع. لكنْ، إلى أيِّ مدى يَحِقُّ لمجلسِ الوزراء، وهو مركزُ القرار، أن يَنأى بنفسِه عن القضايا الوطنيّةِ، لاسيّما في هذه المرحلة؟ أَتُتركُ هذه القراراتُ الكبرى لقوى الأمرِ الواقعِ والطوائفِ والدولِ الأجنبيّة؟ ما مبررُ وجودِ دولة؟ وأين احترامُ «اتفاقِ الطائف»؟.

على العموم هذه حكومةٌ عاديّةٌ في مرحلةٍ استثنائيّةٍ. تَعكِسُ بنوعيّةِ وزرائِها صورةَ لبنانيّي ما بعدَ الحروبِ، وتحديدًا صورةَ الطبقةِ السياسيّة. فالديمقراطيّةُ اللبنانيّةُ أصبحت منذ التسعينات حكمَ الطبقةِ السياسيّةِ باسمِ الطبقةِ السياسيّةِ من أجل الطبقةِ السياسيّة.

فتِّشْ تجد: في هذه الحكومة جميعُ المستوياتِ الحضاريّةِ والثقافيّةِ والوطنيّة وجميعُ الطبقاتِ الاجتماعيّة. فيها السياسيّون والإخصّائيون. فيها حملةُ الشَهاداتِ المدَقّق فيها وحملةُ الشهاداتِ قيدَ التدقيق. فيها الوزراءُ الواعدون والوزراءُ الموعودون. فيها الآتونَ من لوعةِ الوطن والآتونَ من دلعِ القلب. فيها المؤتَمنون على إرثِ الشهداء والوافدون من إرثِ العائلات. فيها أصحابُ القضيّةِ وأصحابُ القضايا.

فيها أسماءُ تَندَم لِـمَ لم يؤتَ بهم قبلُ، وأسماءُ تَعجَب لِـمَ استُقدِموا اليوم. فيها الخبراءُ الّذين نَجحوا في مِهَنِهم والمخبِرون الّذين أَبْـــلوا في مُهمَّتِهم. فيها العينُ الساهرةُ على الأمنِ والعينُ المضيئةُ بالكهرباء. فيها حزب الله وخيرُ الله.

لكنَّ هذه الحكومةَ، وتَصِفُ نفسَها بحكومةِ «الوِحدة الوطنيّة»، غَيَّبت تمثيلَ نحو 52% من الشعبِ اللبناني قاطعوا الانتخاباتِ النيابيّةَ الأخيرة. بيد أنَّ هذه «الأكثريةَ الشعبيةَ» قد تَجدُ تطلّعاتِها في حُسنِ أداءِ الحكومة الجديدة وبسلوكِ عددٍ من الوزراءِ الجُددِ نساءً ورجالًا؛ فالموضوعية توجِب الاعترافَ بوجودِ طاقاتٍ جيدّةٍ بين أعضاءِ الحكومة. المهم أن «يُـمكِّنوهم».

في المعارضةِ كنا أو في الموالاة، حَريٌّ بنا جميعًا أنْ نَمنحَ الحكومةَ فرصةً، حتى لو كان «المؤمِنُ لا يُلدغُ من الجُحرِ مرتين»، بل مرّات. وحريٌّ بالحكومة أيضًا أن تبادرَ فورًا إلى:

1) وضعِ تقاريرَ عن واقعِ حالِ كل وزارةٍ مع جدولٍ زمنيٍّ بالمشاريعِ الاصلاحيّةِ في كلِّ قِطاع.

2) الإسراعِ في وضعِ خططٍ تنفيذيّةٍ لقطاعات الكهرباءِ والنفاياتِ والاتصالاتِ والمواصلات.

3) تحويلِ المساعداتِ والقروض الآتيةِ من «مؤتمر سيدر» إلى مشاريعَ إنمائيّةٍ وإنتاجيّةٍ توفّرُ عملَ اليدِ العاملةِ اللبنانيّة لا النازحين السوريّين كما تريد الدول المانحة.

4) إعطاءِ الأولويّةِ لإعادةِ النازحين السوريّين بكلِّ الوسائلِ القانونيّةِ لأنَّ كلَّ الانجازاتِ تَذهب هَدرًا مع دمجِ نحو مليونٍ و 700 ألفِ نارحٍ سوريٍّ في لبنان.

5) استنهاضِ صداقاتِ لبنان العربيّةِ والإقليميّةِ والدوليّة عبر حملةٍ ديبلوماسيّةٍ كبرى.

6) قيامِ رئيسَي الجمهوريّةِ والحكومة بجولاتٍ في المناطقِ اللبنانيّةِ والحوارِ مع الناس وعقدِ بعضِ جلساتِ مجلسِ الوزراء في المحافظات.

هكذا حكومةُ الطبقةِ السياسيّة تَتحوّلُ حكومةَ الشعبِ اللبناني.

 

واشنطن: نريد خنق «حزب الله»؟  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 شباط 2019

كانون الثاني في لبنان كان شهراً اميركياً بامتياز. حضر وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية دايفيد هيل وغادر، فتبعه قائد المنطقة المركزية الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جوزف فوتيل، وما ان غادر حتى وصل مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلنغسلي، وعلى ما اعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية، فانّ وزير الخارجية مايك بومبيو يتطلع الى زيارة لبنان. هذا الحضور المكثّف رسم علامات استفهام عن سرّ هذه الاندفاعة الاميركية تجاه لبنان في هذا التوقيت بالذات، دون ان تتمكن من رؤية ما هو مخبأ خلف الستارة الاميركية.

قد تبدو الزيارات الاميركية في ظاهرها وتعدّدها، مندرجة في سياق اهتمام واشنطن بهذا البلد، وانّه لا يزال يحتل موقعاً متقدّماً في الاجندة الاميركية، وان واشنطن لا تستطيع ان تتخلى عن هذا البلد، لأن تخليها يعني حتما امساك «حزب الله» بلبنان. وهو امر قد تتبناه بعض القراءات الداخلية.

لكن في المقابل، يرسم البعض الآخر صورة مغايرة تماماً، حيث تُدرج هذه الزيارات في سياق خريطة تحاول واشنطن الآن أن ترسمها للمنطقة، ويشكّل لبنان احدى نقاطها الاساسية.

اما البعض الثالث، فيقارب الحضور الاميركي المتجدّد بحذر وريبة، لما انطوى عليه هذا الحضور من رسائل افتقدت الى الودية، وتخطت اللغة الديبلوماسية الى تهديد مباشر وصريح، وصولاً الى استخدام تعابير قاسية وخصوصاً في اللقاء التي اجراها نائب وزير الخزانة الاميركية.

لم تخف زيارات المسؤولين الاميركيين الهدف الاول والاخير للادارة الاميركية والاساس فيه، «شيطنة ايران» ومواجهة تمدّدها ونفوذها في الشرق الاوسط، وصولاً الى إخضاعها. وايضاً شيطنة «حزب الله» وتطويقه وتجفيف موارده وحتى خنقه ومنعه من الامساك بلبنان.

في لقاءاته، عكس فوتيل القلق الاميركي من تعاظم قوة «حزب الله» والتفهّم الكامل للموقف الاسرائيلي. هذا الموقف اكّد عليه هيل انما زاد عليه عدم رضى واشنطن عن تشكيل حكومة تضمّ «الحزب»، ورفضها لتوليه وزارة الصحة. وكان حاداً في اتجاه ايران، التي تسعى ادارة دونالد ترامب الى اخضاعها في فترة اشهر قليلة. اما الكلام الكبير، فورد على لسان نائب وزير الخزانة الاميركية، خصوصاً امام معنيين بالشأن المالي،، الذين بلغ الامر بأحدهم حدّ القول: «سمعت كلاماً قاسياً جداً.. وانا الآن مرتعب».

هذا اللقاء جاء عشية تشكيل الحكومة، وخلاصته كما اوردها احد هؤلاء المعنيين:

- انّ المسؤول الاميركي كان متشدداً في مقاربته للحكومة. وقال: نسمع انكم تشكّلون حكومتكم. ويبدو انّكم ستشكّلونها، فما هي هذه الحكومة؟ نسمع عن بعض الاسماء هي نفسها التي كانت فيها، فما الذي تغيّر؟ نحن نأسف على وضعكم، انتم تُسقطون أنفسكم بأيديكم.

- انّ المسؤول الاميركي كان هجومياً بشكل حاد جداً على «حزب الله» وعلى السياسيين الذين قَبلوا بإشراكه في الحكومة، وقال: «ما معنى حكومة فيها «حزب الله» بحضور قوي، اريد ان ابلغكم امراً نحن لسنا ساكتين، ونراقب كل ما يجري، «حزب الله» له امتداداته من ايران حتى افريقيا لتعزيز تمويله، ونحن في هذا الامر على بينة من كل ما يقوم به. ففي افريقيا نحن على اطلاع كامل بما تقوم به مجموعة من خمسة اشخاص لبنانيين (سمّى اسماءهم) بتوريد الاموال لـ«حزب الله». وبالتأكيد هذا الامر لن يستمر».

أضاف: «انّ مجرّد إسناد الصحة الى «حزب الله» رسالة اعتبرتها الادارة الاميركية سيئة وسلبية. نحن نعرف لماذا اصرّ الحزب على الصحة، لأنّ لديه فاتورة صحية ضخمة ناجمة عن مشاركته في الحرب في سوريا، فالشح المالي الذي يعانيه لا يمكّنه من رعاية وتحمّل كلفة طبابة الجرحى الذين يسقطون له في سوريا مع رعاية عائلاتهم، فهو يريد وزارة الصحة لاستخدامها كمورد لتغطية هذه الكلفة، اضافة الى انّه بصدد السعي الى جني اموال من خلال ادخال الادوية الايرانية الى لبنان. وانا اقول لكم من الآن، انها ادوية اما هي فاقدة للصلاحية او غير ذات فعالية. فضلاً عن انّ العقوبات على ايران صعّبت عليها ارسال الاموال الى «حزب الله»، فنحن نعرف بكل دولار يدخل الى ايران او يخرج منها».

وتابع: «انّ المنطقة مقبلة على تطورات شديدة الاهمية، اقول لكم لا تؤخذوا بالدعاية الايرانية والكلام عن تمكّن طهران من تجاوز العقوبات واحتوائها. نحن نعرف كل ما يجري في الداخل الايراني، واؤكّد لكم انّ ايران لن تستطيع ان تستمر او تتحمّل الضغوط والعقوبات، نحن نعرف ماذا سيحصل، حيث ستحصل تسوية مع ايران، انما بالشروط الاميركية، وخلال فترة اقرب مما تتوقعون».

وتضيف االشخصية نفسها: «ان المسؤول الاميركي، وبعد هذا العرض، انفعل بطريقة اطلق فيها كلاماً مقروناً بكلمة بذيئة وقال: انتم اللبنانيون الـ (...) لا اعرف ماذا تفعلون حتى لا يخطفكم «حزب الله» وإن خطفكم ماذا سيبقى منكم. انه سيخنقكم.؟».

اضاف: «اسمعوني انتم (اصحاب المال) المصارف في لبنان هي الوحيدة التي لا تزال تشكّل ركيزة استمرار لبنان وعدم سقوطه، ما اقوله لكم انا لا اقوله للسياسيين، عندكم اريد ان اسمع منكم، هل انّ السياسيين اللبنانيين يعرفون او مدركون كم انّ وضع بلدكم صعب؟ نحن لا نصدّق ان سياسييكم غافلون وعلى عدم معرفة بهذا الوضع وبما يحصل. انتم في هذه الحال توفرون على كل الآخرين عناء ان يعمل لكسركم، فأنتم تكسرون انفسكم وتسقطون بلدكم. وهنا لا اتردد في ان اقول لكم، انّ الرب وحده يستطيع ان يمنع عنكم الوجع الآتي. هناك حرب قائمة او ستقوم، حرب لا دماء فيها انما قد تكون اقسى من القذائف والصواريخ. حرب عناصرها ثلاثة: المال والدولار والانترنت». اوحى المسؤول الاميركي انّ واشنطن ماضية في هذه الحرب، وابلغ المصرفيين ما حرفيته «لدينا اوامر صارمة من ترامب وكذلك من وزير الخارجية بأن لبنان في العام 2019 سيكون تحت مجهرنا، سنشدّد العقوبات على «حزب الله» ولو طالت اصدقاءه ومحيطه او حلفاءه، فهذا امر لا يعنينا». واضح انّ الصورة الاميركية كما عرضها نائب وزير الخزانة، تبرّر الترحيب الاميركي الفاتر بالحكومة اللبنانية.

 

عون: الحمدلله على الســـلامة!  

عماد مرمل/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 شباط 2019

لن تحظى الحكومة الجديدة بـ«مهلة السماح» التي تُمنح في العادة للحكومات بعد تشكيلها، فلا الوقت الطويل الذي تمّ إهدارُه على التأليف، ولا ضغط الأزمات المتراكمة، يسمحان بـ«ترف» الخوض في الاختبارات أو المرور بمرحلة «الروداج». وعليه، سيجد الوزراء أنفسَهم تحت المجهر منذ لحظة «التسليم والتسلّم»، خصوصاً أولئك الذين كُلّفوا حقائبَ حيويّة وأساسية. يعرف رئيس الجمهورية ميشال عون أنّ الأشهر التسعة التي ضاعت في بازار التفاوض حول الحصص تركت ندوباً على جسم العهد واستنزفت جزءاً من رصيده.

ولذلك، يوحي عون أمام بعض زواره في قصر بعبدا، أنّ تشكيل الحكومة بعد انتظار مرير ومُكلف كاد يستغرق عاماً، لا يستحق الإحتفال بل الإعتذار، وعندما يبادر المسرورون بولادة الحكومة الى تهنئته، قائلين له «مبروك»، يجيب عون مصحِّحاً: «لا تقولوا مبروك، بل الحمدالله على السلامة»..

يسكن هاجس محاربة الفساد «خلايا» عون النائمة والمستيقظة في هذه الأيام، وهو أبلغ الى قريبين منه «أنّ الوضع لم يعُد يتحمّل»، وأنه يعوّل على الحكومة الجديدة والقضاء «لتحقيق نقلة نوعية في معركة مكافحة الفساد»، معتبراً «أنّ كل وزير سيكون معنياً بخوض هذه المعركة في وزارته»، ومشيراً الى أنّ المؤتمر القضائي الذي سيُعقد قريباً «يشكل محطة اساسية في اتّجاه تفعيل أدوات الإصلاح».

وعون الذي تمسّك بالإبقاء على حقيبة وزارة العدل ضمن حصته ورفض تجييرها الى «القوات اللبنانية»، يراهن على أن ينجح الوزير «البرتقالي» البرت سرحان في إدارة الوزارة، «بطريقة تلبّي متطلبات المواجهة الصعبة ضد الفساد ورموزه». ولكن ماذا يقول سرحان عن هذه المهمة الدقيقة، وهل هو جاهز لخوضها؟

يؤكد وزير العدل الجديد لـ«الجمهورية» جهوزيّته لتحمّل أعباء هذا التحدي، لافتاً الى «أنّ إلغاءَ وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد مرتبطٌ بعدم وجود هيكلية أو صلاحيات لها، ولا يعني بتاتاً أنّ العهد تخلّى عن مشروعه الإصلاحي، بل هو متمسّك به أكثر من أيِّ وقت مضى»، مشدّداً على «أنّ رئيس الجمهورية يعتبر انّ كل وزير مسؤول عن مكافحة الفساد في وزارته». ويوضح سرحان أنه سيلجأ الى تفعيل دور وزارته، لجهة الإحالات الى النيابات العامة وتعزيز التعاون والتنسيق مع أجهزة الرقابة والأجهزة الامنية، «علماً أنّ هناك مصاعب تواجهنا وسنحاول تذليلها، من قبيل الحصانات الوظيفية التي يتلطّى خلفها الفاسدون والمرتكبون نتيجة رفض المسؤولين عنهم إعطاء الإذن بملاحقتهم، كما أنّ هناك شواغر موجودة وأخرى مرتقبة في الوزارة والقضاء سنسعى الى ملئها بالاشخاص المناسبين حتى ننطلق بطريقة صحيحة، إذ إنّ المدير العام والمدّعي العام التمييزي ورئيس مجلس الشورى سيُحالون تباعاً الى التقاعد قريباً، كذلك يوجد شغور منذ فترة في بعض المراكز»..

ويلفت الى أنه يعرف أنّ وزارة العدل موجودة تحت المجهر، «وأنا سأتحمّل مسؤولياتي كاملة وسأؤدّي واجباتي كما يمليها علي ضميري، ولن أخضع الى أيِّ ضغط سياسي من أيِّ جهة أتى».

ويضيف: «لديّ خبرة 40 عاماً في العمل القضائي، اكتسبتُ خلالها مناعة ضد التدخلات السياسية، ولذلك لن أتأثر بالضغوط أيّاً كانت أنواعها». لكنّ سرحان يشدّد كذلك على «ضرورة التمييز بين الشجاعة والتهوّر»، مشيراً الى أنه اكتسب من خلال تجاربه ما يكفي من الحكمة ليتّخذَ خطواتٍ مدروسة ومتّزنة وليتحرّك بين النقاط والالغام، وصولاً الى تحقيق الاهداف المرجوّة في نهاية المطاف، ومؤكّداً انه يُغلّب في عمله المعايير القضائية والمهنية على ما عداها.

وإذ يوضح سرحان أنه يعتزّ بعلاقته مع القضاة والقائمة على الثقة المتبادَلة، يلفت الى أنه «ستكون لديهم كل الاستقلالية والحرية ولن أتدخّل في تفاصيل ملفاتهم وأحكامهم، بل سأتركهم يشتغلون، لكنني سأمارس الرقابة والمحاسبة ولن أتهاونَ إذا وقع خلل أو ارتكاب، وهم يعرفونني جيداً وقد تلقيتُ بعد تعييني وزيراً، إتّصالات من قضاة كثر وضعوا أنفسَهم في تصرّف وزارة العدل».

 

جبران «باشا»: قريباً ترتاحون منّي  

ملاك عقيل/جريدة الجمهورية/الاثنين 04 شباط

لم يوفّر الوزير جبران باسيل أحداً في «رسائله» خلال مؤتمره الصحافي بُعَيد تشكيل الحكومة... حتى الرئيس سعد الحريري. باسيل الذي أوحى أنها «الولاية الأخيرة» له في «قصر بسترس»، عزّز هواجس كثيرين بأنّ معركته لرئاسة الجمهورية بدأت لتوّها ملوّحاً بمزيد من «فائض القوة»، ومؤكداً «أخيراً وزير الخارجية في انتظار ساعة خروجه من الحكومة ليرتاح ويريحكم، وهكذا يسلّم مشعل الأمانة للوزراء»! لم يكن أمراً عابراً إعلان باسيل، في اجتماع «المجلس السياسي» لـ»التيار الوطني الحر» ولاحقاً في مؤتمر ميرنا الشالوحي السبت، أنّ «وزراء «التيار» وأنا على رأس الوزراء، وضعنا استقالاتنا الخطية بعهدة رئيس الجمهورية وقيادة «التيار» لنضع أنفسنا أولاً أمام المحاسبة الداخلية عن أي تقصير». لم يسبق لأحد من رؤساء الأحزاب أو رؤساء كتل نيابية سابقاً أن أقدمَ على خطوة «إصلاحية» كهذه... وإن كانت مخالفة للدستور!

فإقالة الوزير منوطة بمجلس الوزراء مجتمعاً، وخاضعة لأحكام الفقرة الأخيرة من المادة 65 من الدستور، والتي تتطلب موافقة ثلثي أعضاء الحكومة، فيما استقالة الوزير قرار فردي بحت ولا يتطلّب حتى موافقة مجلس الوزراء أو رئيس الحكومة. هكذا سلّم 8 من وزراء «التكتل» من حاملي وغير حاملي البطاقات الحزبية «رقبتهم» لرئيس الجمهورية وباسيل بالتساوي! مرة أخرى يُدخل باسيل رأس الدولة كطرف مباشر في ملعب السلطة التنفيذية، بعد الاطمئنان الى خروج «العونيين» من معركة «الثلث الضامن» وحصة رئيس الجمهورية رافعين شارة «الانتصار».

وإعلان «النصر» جاء على لسان باسيل «الثلث نتيجة لِما نستحق من تمثيل كتكتل نيابي وما يستحقه رئيس الجمهورية. وممنوع ان توضع موانع من هذا النوع بعد الآن على رئيس الجمهورية وفريقه»!

أوّل دخوله مؤتمر «على طوله». طالِب «التعاون» من الجميع في «حكومة العمل»، هَاجَم تقريباً الجميع في مؤتمره الأخير، محدّداً «جدول أعمال» حكومة الحريري. الردّ الأول أتى على لسان وزير المال علي حسن خليل، خصوصاً أنّ القراءة بين سطور باسيل كشفت أكثر من رسالة في اتجاه عين التينة، معتبراً أنّ «المسؤول عن التأخير في تشكيل الحكومة لإنجاز وهمي أو غيره، هو من يتحمّل مسؤولية تهديد العهد مالياً واقتصادياً».

أمّا النائب السابق وليد جنبلاط فكان أكثر وضوحاً، متّهماً وزير الخارجية «بوضع الخطوط العريضة للبيان الوزاري والمرحلة المقبلة، وهذا لعب بالنار و«الطائف».

في البيان الصادر عن اجتماع «المجلس السياسي» وجّهت الأصابع نحو بنشعي من خلال «إعلان الأسف لإعادة توزير وزراء أثبتوا فشلهم»، قاصداً الوزير يوسف فنيانوس الذي فشل باسيل في معركة منع توزيره، فيما تجزم مصادر «التيار» في «أننا لن نسكت عن تجاوزات وزير الأشغال، وسنفتح معركة بالمباشر إن لزم الأمر». ولاحقاً، إستثنى باسيل في كلامه تيار «المردة»، كذلك وزراء حركة «أمل» والحزب التقدمي الاشتراكي، من «الشراكة» في العمل والتنسيق داخل الحكومة والتي خَصّ بها تيار «المستقبل» و»القوات اللبنانية» و«حزب الله»!

وقد ردّ باسيل مباشرة على كلام الوزير فيصل كرامي الصريح بأنّ الوزير حسن مراد هو حصة «خالصة» لـ«اللقاء التشاوري» في الحكومة من خلال إسناد المهمات الموكلة اليه على طاولة تكتل «لبنان القوي»، مُعترفاً بأنه «حلقة الوصل الأساسية» بين وزارتي الخارجية والاقتصاد «ومن دونه نخسر الـ 11 وزيراً».

ومرة أخرى صَوّب باسيل في اتجاه معراب، وهو كلام ردّده سابقاً في الكواليس المغلقة الى أن بَقّ البحصة أخيراً. لولا «الاستثناء» الذي منح لـ»القوات اللبنانية»، خلافاً للمعيار الذي اعتمد، بإعطائها 4 وزراء وليس 3، وهو حجمها الفعلي كما يرى باسيل، لَما كانت هناك عقدة إسمها «ممثّل سنّة 8 آذار».

لكنّ الرسالة الأكثر تعبيراً تَقَصّد باسيل القول «إنّ عيوننا على وزير» من «القوات». وعَنى بذلك وزير العمل كميل أبو سليمان الذي، وقبل أن يكشف عن خطة عمله في الوزارة، أكد باسيل «التزام «التيار» تأييده في المشروع الإصلاحي الذي من المؤكد أنه سيعمل عليه في ما يتعلق بالضمان الإجتماعي، ونحن معه الى الآخر». وللمرة الأولى اعترف باسيل أنه رغم وَهج «المصالحة» و»اتفاق معراب»، لم يحصل أي تعاون بين وزراء الطرفين في الحكومة السابقة.

تقول مصادر «التيار» انّ «كميل أبو سليمان ضربة معلّم من سمير جعجع وقيمة مضافة في الحكومة، وأهميته أنه ليس «قوّاتياً» بالمعنى الحزبي». التاريخ يكرّر نفسه. نَجل شاكر أبو سليمان الذي شَكّل مع جورج عدوان والاباتي بولس نعمان «لجنة التواصل» بين عون وجعجع إبّان «حرب الإلغاء»، قد يصبح «جسر تعاون» بين «التيار» و»القوات»، هذه المرة لِمنع «حرب إلغاء» أخرى لكن داخل الحكومة! وتوسّعت مروحة التعاون «الباسيلي» في الحكومة الجديدة لتطاول الوزيرة فيوليت الصفدي، بصفتها حصّة «نص بنص» مع رئيس الحكومة. وهي بالتأكيد، إضافة الى كميل أبو سليمان، مَن تقصّد باسيل القول من خلالهما «اننا حصلنا على أكثر ممّا نريد داخل الحكومة». وإستطراداً، ما لم يقله باسيل هو أنّ «التيار» و«القوات» و«المردة» إختاروا وزراءهم... والوزيرة في حصة الحريري عيّنت بموافقتي». في ذلك الترجمة الحرفية لتأكيده أنّ «المناصفة 15 بـ 15 قد تحققت».

لكن كان لافتاً، وعلى رغم من تجديد «البيعة» للتسوية الحريرية - العونية، والتي ظهر عدد من «بنودها» خلال المؤتمر، توجيه باسيل رسالة إنتقادية الى رئيس الحكومة من خلال اتهامه بأنه لم يؤمّن الغطاء للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، لإعطاء الإذن بملاحقة ضبّاط بتهم فساد كما طلبت القاضية غادة عون «تفادياً لعرقة تأليف الحكومة، فيما تمّ ذلك فور تشكيل الحكومة».

 

لا لزوم للاجتهاد:  وحدها معارضة واضحة وبعيدة عن حسابات الربح والخسارة لحقيبة وزارية او تعيينات مرتقبة او حصة في جبنة الحكم، يمكن ان تقلب المعادلة

سناء الجاك/النهار/4 شباط 2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/71809/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D9%84%D8%A7-%D9%84%D8%B2%D9%88%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1/

كشفت تشكيلة الحكومة أن لبنان على حافة المرحلة الأخيرة من السقوط خارج الدستور والشرعية، ما لم تنشأ معارضة فعلية تعمل على انتشال ما تبقى من هذا البلد المنهوك والمنتهك.

فالمرحلة لم تعد تحتمل البقاء في بيت بمنازل كثيرة ممسوكة بخيوط تحركها يد واحدة مرتاحة الى وضعها، في حين أن استعراض العضلات والاستقواء على الجيران في منازل التشكيلة، لا يعقّد الخيوط او يزعج اليد المرتاحة، لأنه يصبّ في مشروعها.

تشي المعطيات التي تلت توليد الصيغة الحالية، بأننا امام حكومة استعراض العضلات، بطلُها موظفٌ ملتزم معارك المشروع يتصرف كأنه الآمر الناهي، في حين يؤدي دوره بأمانة تكشف مناوراته والتزامه لعبة توزيع الادوار. الأهم التزامه تحويل هذه الحكومة الى رافعة متقدمة لتعويم النظام الأسدي مرضاةً لصاحب المشروع الاقليمي. هذا هو بيت القصيد الذي لم يتوقف أيٌّ من جهابذة الطبقة السياسية عند التحذيرات منه. هذا هو السقف. تحته، لا بأس بالانهماك في مباراة كمال الأجسام. كأن صاحب اليد والمشروع يستمتع بكل من يتباهى بما لديه بمفرده، ما دام يتباهى على بطانته وحلفائه ولا يجرؤ على مواجهة من أوصلنا الى هذا الدرك. ويستمتع بمراقبة كل منتصر على تركيبته وعلى رفعه سقف مطالبه ومن ثم الانقلاب على ذاته.

ولا يهم ان التشكيلة الحكومية الوليدة تستند في بعض منازلها الى الشكل لتخفي عورات المضمون. وما أكثر هذه العورات المنكشفة على حقل خناجر حاضر ليسدد أصحابه طعناتهم. لا ورقة تين تستر هذه التركيبة الخارجة عن كل مكوّنات السيادة والدستور. في الاساس، لا احد يفتش عن الستر او عن الدستور او السيادة. ومعركة تصفية الحسابات بدأت حتى قبل التموضع للصورة التذكارية.

لا خصوم ولا حلفاء بالمعنى السياسي او بالفكر السياسي في هذه التشكيلة. الخصومة او التحالف لهما حسابات أخرى، غريبة وعجيبة. حتى التعاون والتعامل وفق منظومة المصالح، لم يحترما الحد الأدنى من الأداء المفترض توفره لدى الطبقة السياسية.

من يشتكي اليوم ساهم في الأمس وما قبله في الوصول الى ما هو عليه. ربما عليه ان يعترف بما ساهم به، حتى يحق له الاعتراض على الانقلاب. فالانزلاق التدريجي كان صنيعة أهل السلطة، وقبل الرضوخ لقانون الانتخابات الذي خدم المشروع ومهّد لمثل هذه التشكيلة التي كان يمكن ان تنتظر الى أبد الآبدين ما لم يتم الرضا والقبول بأن صاحب المشروع المنتصر هو من يشكِّل وليس غيره. الانزلاق حصل قبل طي سنتين ونصف سنة من الفراغ الرئاسي والقبول بانتهاك الدستور والمبادئ. والتفسخ بدأ مع الاتفاق الرباعي، ومع طاولة الحوار الأولى في مجلس النواب التي اغتالت المؤسسات الرسمية وساومت في شأن السلاح خارج الدولة وفي شأن قرار الحرب والسلم. اليوم، وبعد هذه التشكيلة التي تضع لبنان على حافة المرحلة الأخيرة من السقوط خارج الدستور والشرعية، لم تعد تنفع الشكوى والاسئلة عن الطائف.

المطلوب أكثر من الشكوى والمواقف والتصريحات النارية.

الأهم تجاوز الخوف والإحجام عن تسمية الأمور بأسمائها. الجرأة الكفيلة بتحديد موضع النزيف.

الخائف على الطائف، عليه ان يحدد هوية الساعي الى نسفه واستبداله بالصيغ التي تناسب صاحب المشاريع الإقليمية. لا يكفي انتقاد رئاسة الوزارة وغيابها عن دورها ومسؤولياتها. ولا يكفي انتقاد الواجهة التي تضع موضع التنفيذ تعليمات صاحب الهوية الأصلي.

الخائف على الطائف، عليه ان يوجه سهامه الى الفاعل، الى صاحب اليد التي تحرك خيوط الحياة السياسية اللبنانية وتتصلب وتفرض ولا تكترث ببهدلة مَن قبلت بهم لتأدية فروضهم من دون الخروج عن النص.

ليس الجشع والمال وشهوة الحكم الا نتيجة او ذيولاَ. وليس الخوف الا ضعفاً. فالقوة في الحق. والحق في الدفاع عن الدستور والسيادة والشرعية. ومعروف مَن يصادر قرار لبنان ومصيره.

لا لزوم للاجتهاد. ولا فائدة من معارك جانبية تسِم من يخوضها بالضعف، وتضعه في خانة الخاسر الباحث عن مغانم حُرم منها بصفقات استثنته.

لا لزوم للاجتهاد. وحدها معارضة واضحة وبعيدة عن حسابات الربح والخسارة لحقيبة وزارية او تعيينات مرتقبة او حصة في جبنة الحكم، يمكن ان تقلب المعادلة. وهي ممكنة. التاريخ القريب من "قرنة شهوان" الى مصالحة الجبل الى لحظة 14 آذار، خير دليل.

 

علوش: لا يُؤمَن لصقور المستقبل

مرلين وهبة/الجمهورية/الاثنين 4 شباط 2019

واظب عضو تيار «المستقبل» الدكتور مصطفى علوش الردّ على سهام المتطاولين والمشكّكين من داخل «التيّار الأزرق» وخارجه، وبرز «صقراً وفيّاً» من صقور «الحريريّة» الماضية خصوصاً في الآونة الأخيرة حين انهمكت صقورُ «المستقبل» المهاجِرة في التغريد خارجَ السرب... وُعِدَ علوش بالتوزير لكنّه صُدم باستبعاده، وهو على رغم التبريرات التي وصلته ولم تُقنعه، ما زال حتى الساعة ينتظر التوضيح. فهل يستقيل «الطبيبُ المناضل» من تيار «المستقبل»؟ أم سَيَفي رئيسُ الحكومة سعد الحريري بوعده مُخصِّصاً ـ«الجرّاحَ الشمالي» بمنصبٍ أكبر؟

علّوش ألمتمترِسُ على «الجبهة الشمالية» لم يُقِرّ بتراجع تيار «المستقبل» في طرابلس، كذلك لم يستسلم لواقعِ حالِ «التيار الأزرق» في مواجهة «حربِ قيامِ الحكومة»، وحتى ما قبل حرب التسعة أشهر التي استهدفت، وفق البعض، موقعَ الرئاسة الثالثة وثوابتَ «المستقبل» و«الحريريّة السياسية»، فإنبرى الى «المواجهة» عبر إطلالاته الإعلامية المكثفة أو عبر تصريحاته النارية التي لامست روحيّة «الحريرية السياسية» التي يتجنّب خطابها «الشرس» حاليّاً معظم نواب تيّار «المستقبل» وحتى البعض ممّن تحمّل المسوؤليات داخل التيار. الطبيبُ الشمالي متفائل بتأليف الحكومة الجديدة لكنّه في المقابل يعترف لـ«الجمهورية» بأنّه حتى الساعة لم يستفِق من صدمة عدم توزيره مؤكّداً أنّه «حتى اللحظة لم يلقَ جواباً يُقنعه على رغم المحاولات التخفيفية للقرار». وفي محاولةٍ لتعزية الذات يبرّر عدمَ توزيره بصوتٍ عالٍ بأنه «ربما الضغط لتأليف الحكومة أو المواضيع المطروحة أمامها، أو ربما أيضاً لا حاجة لهذه الحكومة بالذات لقول ما لا تريده أن يقال أمامَ التسويات القائمة». ولكنه يؤكد أنه «لم يتلقَّ أيّ إجابة واضحة» حول سبب عدم توزيره، وأنه عملياً ما زال ينتظر سماع «الجواب الواضح» الذي لم يصله بعد. في المقابل يؤكد علوش أنّ علاقته برئيس الحكومة سعد الحريري «ممتازة» على رغم أنها مرّت بصعوبات في بداية مشوار النيابة الذي سلكه الطبيبُ الجرّاح الذائعُ الصيت في امتهانه لتخصّصه... ولكن بعد «حربَيْ تموز والوسط التجاري» بنى علوش مع الحريري «علاقة احترام ثبّتتها ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري»، ومتّنها وفق تعبير علّوش، «البعدُ الإنساني» الذي تلمّسه «في عيون إبن رفيق الحريري وتصرّفاته، في وقتٍ كانت خبرةُ الإبن في السياسة ما زالت في بدايتها»، فاعتبر علوش «أنّ الوقوفَ بجانب إبن رفيق الحريري هو واجبٌ بغضّ النظر عن طريقة تقييم الإبن للموقف الذي نتّخذه». ويقرّ علوش بأنه شعر بـ«حالة التخلّي» في أكثر من مناسبة لكنّ الأحداث المصادِفة الطارئة كانت تعيده بقوة الى السرب الحريري فتجده «دائمَ الجهوزية للمواجهة».

وهل تخلّى الحريري عن صقوره؟

يجيب علوش «أنّ بعض الوزراء لا يمكن الحكمُ عليهم لأننا لم نرَ بعد أداءَهم في تحمّل المسوولية المباشرة وقد تكون هناك تفاهماتٌ بين بعض الوزراء أو في ما بينهم على مواقف مسبَقة معيّنة». أما عن إختيار الوزيرة ريّا الحسن للقيادة الأمنية فرفض علوش «الحكمَ قبل التحكيم» ومتابعة أداء الوزيرة ليحكمَ بعدها على صوابية قرارِ منحِها حقيبة وزارة الداخلية من عدمِه، لافتاً الى وجوب عدم تجاهل قدراتها الكامنة في شخصها، بغضّ النظر عن جنسها ذكراً كانت أم أنثى، الأمر الذي لا يوليه أيَّ أهمية معلّقاً: «هناك رجالٌ لا يستحقون المناصب ولا التوزير وكذلك هم لا يستحقون الوقوف حتى على باب الوزارة ولكنهم للأسف وُزِّروا في وقت هناك نساء تستحقنّ تولّي رئاسة الحكومات». ويحذّر علوش «مَن كان دخوله للموقع العام من أجل بناء أمجاد شخصية للانطلاق لمواقعَ أكبر»، منبِّهاً من أنها «ليست صفةً حميدةً من صفات رجال الدولة».

«لا يُؤمَن للصقور»

ويقولها علوش بثقة «إنّ تسمية البعض بـ«الصقور» في تيار «المستقبل» لم تكن موفّقة، لأنّ علاقة الوزير السابق نهاد المشنوق مع «حزب الله» ورئيس الجمهورية في السنوات الماضية لم تَنمّ أو تعبّر عن «صقورية حقيقية» بل على العكس». كذلك الأمر بالنسبة الى الوزير السابق أشرف ريفي «لأنّ المزايدة على قيادة التيّار في وقت حساس»، وفق تعبير علوش، «أدّت الى ضرب التيّار والريفي معاً وإضعاف الإثنين». ويضيف علّوش أنه لا ينظر الى نفسه على أنه «صقرٌ من صقور «المستقبل» إذا كانت الصقوريةُ الآنفةُ الذكر هي المعيار»، حسب تعبيره.

«سأنسحبُ من التيّار إذا أضاع البوصلة»

في المقابل يرى علوش نفسَه «رجلاً ملتزِماً في تيار «المستقبل» ورؤيتِه، ويعتبر «أنّ وجود هذا التيّار هو لمصلحة لبنان أوّلاً ويعتبر نفسَه ممثلاً أولاً لرؤية لبنان واللبنانيّين لبناء دولة مستقرّة وحرّة». ويقول إنّه حين يرى أنّ وجود تيّار «المستقبل» مُضِرٌّ لوجودِ لبنانَ ومصلحتِه ولا يطبّق رؤيته، بغضّ النظر عن انتمائه الى الطائفة السنّية، «سأنسحب في هدوء» لأنّ علوش حينها «لن يجد ذاته ورؤيته أو مكانه داخل «المستقبل» مجدداً» على تعبيره.

«نعم وعدَني الحريري»

وعلى رغم عدم توزيره يحذّر علوش «البعض» من «التسرّع في الإستنتاج»، معلناً أنه ما زال حتى الساعة عضواً في تيار «المستقبل» وأيضاً على رغم وعد الحريري له بالتوزير، مكتفياً بالقول: «إنّ المجالس تبقى في الأمانات» لافتاً الى أنّ التواصلَ الذي تمّ بيننا «لم يكن كافياً للتبرير»، ورافضاً اتّهامَ الحريري بالنكث بالوعود لانّه يرفض «أن تكون هيبةُ الحريري في المستقبل موضعَ المساءَلة». ويقول: «ما زلتُ عضواً في تيّار «المستقبل»، وإذا كانت هناك «مهمّة» مقنعة وأشعر حقيقةً بقدرتي على تأديتها، فأنا جاهز، لكني لم أعد مستعدّاً للاستشراس والتنطّح والمواجهة بإسم «المستقبل» من دون إيلائي مهمّة محدّدة».

 

جنبلاط غاضب وخائب… والقرعاوي لـ«جنوبية»: عون من اختار «الغريب» وليس الحريري

أحمد شنطف/جنوبية/4 فبراير، 2019

أطلّت الحكومة العتيدة، وأطلت معها المناكفات السياسية، التي عادة ما تكون بين الخصوم، إلا أن هذه المرة ارتفع سقف الهجوم بين حليفين، وهما الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط، بعد أسبوعين على لقاء "رص الصفوف". ثمة ما يقلق زعيم المختارة، وهذا ما جعله يفتح النار يميناً وشمالاً، الى أن توجه للحريري بسؤال “لوين رايح بالطائف؟ بيك استشهد كرماله”. واعتبر أن الوزير جبران باسيل هو الذي يضع العناوين العريضة للبيان الوزاري المرتقب. هذا الهجوم، استدعى رد الرئاسة الثالثة، بحيث رد الحريري بقوله: “رئاسة مجلس الوزراء، المؤتمنة على الطائف وعلى الصلاحيات التي اوكلها اليها الدستور، لن تكون مكسر عصا أو فشة خلق لأحد، وهي لا تحتاج الى دروس بالاصول والموجبات الدستورية من اي شخص”. هذا الفتيل كان قد أشعل مساء أمس، أما اليوم، فلم تهدأ الجبهة بعد، بحيث استغرب الوزير وائل أبو فاعور خلال تسلمه وزارة الصناعة من سلفه الوزير حسين الحج حسن، عدم توزيع “ميثاق الطائف” على الوزراء في الجلسة الأولى للحكومة كما جرت العادة. واعتبر الوزير أكرم شهيب أن جنبلاط قال كلامه لأنه على حق. أما في السراي الحكومي، وخلال تكريم أمين عام مجلس الوزراء فؤاد فليفل وعدد من كبار الموظفين الموظفين، قال الحريري: “من يقف في وجهي عليه أن يتنحى وانا سأكمل ولو اصطدمت مع أي كان”.

وتعليقاً على العلاقة المتشنجة بين المستقبل والإشتراكي، قال النائب عن كتلة المستقبل محمد القرعاوي، في حديث لجنوبية، أن هناك عدة قضايا أثارت هذه التجاذبات، أولها موضوع الوزير الدرزي الثالث، واختيار صالح الغريب، حيث قال: “ليس الرئيس الحريري من اختار الغريب، بل اختاره الرئيس ميشال عون من ضمن الخمسة أسماء”.

وأضاف: “ثاني القضايا التي تزعج جنبلاط هي دعوة الشيخ نصرالدين الغريب الى القمة الإقتصادية، ومنزعج أيضاً، الى جانب موضوع اسم وزير شؤون النازحين، من اسم الوزير غسان عطالله لوزارة المهجرين، إلا أن كل هذه الأمور لا علاقة للرئيس الحريري بها”. وأردف: “أحد الوزيرين من حصة رئيس الجمهورية، والآخر من حصة التيار الوطني الحر، وبالتالي لن يفرض الحريري أسماء على غيره، وهو الوحيد الذي تخلى عن وزارات لتشكيل حكومة لمصلحة البلد”. وعن الكلام عن أن الوزير باسيل هو من يضع العناوين العريضة للبيان الوزاري، قال القرعاوي: “الرئيس الحريري وفريقه هو من يضع العناوين، أما التشاور مع باسيل وكل الأفرقاء أمر طبيعي، وفي الدرجة الأولى التشاور مع رئيس الجمهورية”. وأضاف: “تم تقديم مسودة، ووليد بك لديه ممثل عنه في لجنة صياغة البيان، وبامكانه الإعتراض على ما يريد، بالإضافة الى أن النقاط الخلافية متوافق عليها من قبل الجميع، في البيان السابق، ولن يكون هناك تعديل جوهري على هذه النقاط كموضوع النازحين والنأي بالنفس ومسألة “المقاومة” بحسب ما يتداول”.

الطائف يؤجج الخلاف

بعد إثارة الوزير أبو فاعور لموضوع عدم توزيع “ميثاق الطائف” على الوزراء في الجلسة الإفتتاحية، رد القرعاوي قائلاً: “ميثاق الطائف موزع على كل النواب والوزراء، ومهمة الرئيس ليست توزيع الميثاق على الوزراء”. وأضاف: “الإستغراب الحقيقي في ما يخص الحكومة الجديدة هو توقيع وزراء التيار الوطني الحر على إستقالاتهم”. وعلق ساخراً: “متل يلي رايح يشتغل بشركة وعنده 3 أشهر تجربة”. وفي ما يخص وفد اللقاء الديمقراطي الذي ينوي جنبلاط ارساله الى الرؤساء الثلاثة لسؤالهم “الطائف الى أين؟”، قال القرعاوي أن جواب الحريري سيكون حتماً التمسك بالطائف أكثر من أي وقت مضى. وأشار الى أن الحريري، وخلال عملية التشكيل التي دامت 9 أشهر، وقف بوجه أي محاولة لخرق الطائف ومحاولة ارساء أعراف جديدة، وتمحور خطابنا في تيار المستقبل على هذه النقطة تحديداً. وأعطى مثلاً عن طرح الـ 32 وزير، الذي كان سيحدث خللاً في التوازن، بحيث كانت الأرقام ستعطي 3 للدروز و6 للسنة و7 للشيعة، وعندما طرحت بالعكس أي ب7 للسنة و6 للشيعة رفضوا، وختم ضاحكاً: “شو حرام علينا وحلال عليهن؟”.

 

حكومة لبنان بين المظلة الدولية ومظلة المحور

سام منسى/الشرق الأوسط/04 شباط/19

قد يصح قول بعض المراقبين إن تشكيل الحكومة اللبنانية بعد تسعة أشهر ينقل لبنان إلى منطقة أكثر أماناً تحت مظلة دولية وإقليمية جزئية قيد التشكل، أبرز عناوينها سياسة أميركية منكفئة تتميز بالتخبط والغموض تضعنا في حالة تخمين وترقب مستمرة، واندفاع روسي بات معتاداً، وشطارة إيرانية في التوسع، بل التوغل من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، وشبه غياب عربي. إن الكفاءات العالية والخبرات المشهودة التي يتميز بها بعض أعضاء هذه الحكومة لا تنزع عنها حقيقة أنها حكومة غالب واحد هو «حزب الله» وإيران، برضا روسي وتشجيع أوروبي والتباس أميركي. فالحسابات الإيرانية كانت حاسمة على أكثر من صعيد بدءاً من توقيت إعلان الحكومة وصولاً إلى تشكيلتها التي لن تخيّب أهداف طهران الاستراتيجية في أي استحقاقات مقبلة.

وتجدر الملاحظة هنا أن إعلان الحكومة تزامن مع توافق إيراني أوروبي على آلية للتبادل التجاري للالتفاف على العقوبات الأميركية، كما يبدو أن ثمة برودة بدأت تظهر على صعيد الخطط الأميركية لقيام جبهة عربية في مواجهة إيران وسط تعويل عربي على دور روسي في تحجيم إيران على الرغم من عدم وجود أي مؤشرات جدية أو جديدة تبرره.

ولا يخفى على أحد أن إيران تحصد إيجاباً التباينات في واشنطن بين أجهزة الاستخبارات والبيت الأبيض حول مفاعلاتها النووية وحقيقة صعوباتها الاقتصادية، خصوصاً بعد موقف الرئيس ترمب السلبي من آخر تقييم قدمته هذه الأجهزة لها. يضاف إلى ذلك الارتباك الأميركي بشأن قرار الانسحاب من سوريا وأفغانستان والذي لا يزال يتفاعل، لا سيما بعد تصويت جرى في الكونغرس ضد موقف الرئيس من الانسحاب ودعوة رئيس الغالبية الجمهورية إلى تصويت ثانٍ على رؤية جديدة للشرق الأوسط.

بعض المتفائلين يعتقدون أن نفوذاً روسياً في لبنان قد يسهم في تخفيف التوتر بين إسرائيل وإيران في سوريا كما في جنوب لبنان، ويحفظ نظام بشار الأسد الذي دفعت روسيا وحلفاؤها الكثير لحمايته من السقوط من ذيول حرب إسرائيلية إيرانية فوق سوريا. وفي هذا السياق، تبرز كثافة الزيارات الروسية لإسرائيل التي ستشهد انتخابات عامة يواجه فيها نتنياهو رئيس الأركان السابق في الجيش بيني غانتس، والذي يعتبر نفسه أكثر جدارة على مواجهة إيران في كلٍّ من لبنان وسوريا وغزة.

إن هذا المناخ ليس بعيداً عن تفكير الرئيس سعد الحريري الذي أعلن مؤخراً، وقبل يوم واحد من إعلان الحكومة الجديدة، أن روسيا هي الجهة الجدية الوحيدة التي لديها مشروع لعودة النازحين السوريين في لبنان إلى بلادهم. وينسحب هذا التعويل على الأدوار الروسية إلى وجهات وفاعليات لبنانية سياسية واقتصادية لديها مصلحة مشتركة مع موسكو وترغب في حصة لها في عملية إعمار سوريا إذا ما قُدِّر لها أن تبدأ.

في محصلة نهائية، وُلدت الحكومة اللبنانية العتيدة من رحم مرحلة تشهدها المنطقة سِمتها غلبة إيرانية روسية وتردد أميركي، زُرعت بذوره قبل فترة طويلة من دخول ترمب الساحة السياسية، ومناخ إقليمي يحاول مراراً وتكراراً ولا يزال يأمل أن يسحب سوريا من المظلة الإيرانية. هل يبعث هذا الأمر على التفاؤل؟ وهل صحيح أن المسار الذي أخذته الأمور لصالح الغلبة الإيرانية مفروش بالورد وسهل إلى هذا الحد؟ وهل المظلة التي تشكلت تحتها هذه الحكومة كافية ومستدامة؟

الجواب بالإيجاب مبالَغٌ فيه، إذ ينبغي الانتباه إلى عدد من العوامل المؤثرة أبرزها أنه على الرغم من ضبابية المواقف الأميركية وارتباكها، فهي قد تحمل في طياتها جوانب لا تخدم المحور الروسي والإيراني. صحيح أن واشنطن منسحبة، وأنها فوّضت موسكو بعض الملفات التي تتجنبها مثل الوضع في إدلب، إنما أيضاً الرضا الإسرائيلي شرط أساس لا تستطيع تجاهله، وتل أبيب تدرك خطورة الوجود الإيراني في المنطقة عليها ولن تقبل به، اللهمّ إلا إذا كانت الكواليس تخفي مفاوضات بين الدولتين تحدد قواعد اشتباك جديدة تحفظ مصالحهما. كما يصعب التفكير أن واشنطن ستفرّط في مصالحها ومصالح حلفائها في المناطق الكردية لصالح تركيا أو في ملف آخر بعيد هو نظام الحكم في فنزويلا، حيث لإيران و«حزب الله» مصالح كثيرة. ما قد يدخلنا في مناخ عودة الحرب الباردة، ولعل أبرز دلالاته تجميد أميركا العمل بمعاهدة الصواريخ النووية المتوسطة.

هل هذا المسلك هو المسار الذي ينبغي على بلد مثل لبنان سلوكه؟ الإجابة المرجحة هي كلا، إذ كيف لدولة أن تحقق ما يمكن اعتباره أن استمراريتها مرهونة على تنفيذه، أي محاربة الإرهاب وتجفيف تمويله، وحماية نظامها المصرفي، والإفادة من الاستثمارات الموعودة في مؤتمر «سادر» كما في قطاع النفط، بينما «حزب الله» يمسك بقرارها؟! إنما، قد تتحول الإجابة من كلا إلى نعم إذا صح الانطباع أن واشنطن بخاصة، والغرب بعامة، سلّموا بالأمر الواقع ورضوا التعامل والتعايش مع لبنان قابعاً في حضن إيران وحلفائها. ويحضرنا هنا بيان نائب الناطق في وزارة الخارجية الأميركية روبرت بلادينو، الذي أدلى به عقب ولادة الحكومة، معتبراً هذه المناسبة «تاريخية»، معبراً عن «قلق» الولايات المتحدة من تولي حزب الله «مناصب وزارية» ومن استغلاله موارد هذه الوزارات، متناسياً ومتجاهلاً أن «حزب الله» خطف الدولة اللبنانية برمتها!

 

انقلاب سياسي كبير: ماذا فعلت بالطائف يا سعد الحريري؟

منير الربيع/المدن/الإثنين 04/02/2019

أنهى سعد الحريري، في لحظة إعلان حكومته الجديدة، تاريخاً كبيراً من "النضال" السياسي، ابتدأه رفيق الحريري مع وليد جنبلاط، تجلى خصوصاً في انتخابات عام 2000، وتصلّب عند منعطف التجديد لإميل لحود خريف 2004، ليتعمد بالدم يوم 14 شباط 2005.

وليس سراً، أن جنبلاط كان هو من حمى موت رفيق الحريري من الهدر، وهو من جمع لبنان في قصر قريطم كي لا يخطف القتلة الجنازة، ويمحون آثار الجريمة.

وعلى هذه الواقعة، كانت الولادة السياسية لسعد الحريري، وكانت مسيرة 14 آذار وانتخابات 2005، ثم معركة كسر العظم بانتخابات 2009. إلى يوم قريب، كانت مسيرة هذا التحالف اللبناني العريض، بكل منعرجاته وانكساراته وعثراته، يشكل "مقاومة" لا يمكن تخطيها، دفاعاً عن الجمهورية وعن الطائف وعن الدستور وعن الدولة. بل إن هذا التحالف، وحتى في لحظة الهزائم، كان دوماً يصنع التوازن ويحفظ السياسة من الفاشيتين المحلية والإقليمية.

صحيح أن ثمة مقدمات لهذا "الانقلاب"، رأيناها في "التسوية" الرئاسية. لكن اليوم، يبدو أن خروج سعد الحريري التام عن الثوابت السياسية، يرسم تحولاً دراماتيكياً كبيراً له ارتدادات أوسع بكثير من انعطافة ميشال عون في "تفاهمه" مع حزب الله.    

وعلى هذا، يمكن وصف ليلة الأحد 3 شباط 2019 أنها "البداية" الجديدة لوليد جنبلاط، لحظة خطرة لا يتصدى لها سوى من يملك خبرة مواجهة لحظة انتخاب لحود 1998، ومن يملك شجاعة مصالحة الجبل عام 2000، ومن يملك جرأة بعد ظهر 14 شباط 2005.. وربما، من هذه الليلة، ستولد "المعارضة" اللبنانية الجديدة.

"شو صاير فيك يا سعد؟"

قد يكون الموقف الذي اتخذه رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط متأخّر نسبياً. وقد يمثّل جرس انذار للمرحلة المقبلة. لكن الأكيد حالياً أن الأمور لن تعود إلى نصابها السابق، في مرحلة التلازم الاستراتيجي مع تيار المستقبل ومع الرئيس سعد الحريري.

مرّت العلاقة بمطبّات كثيرة، لكن الرجلين غالباً ما كانا يوازنانها ويصححّان مساراتها. اليوم، كأن أحدهم مزّق المعاهدة. في الأداء وفي النوايا وفي النتائج، تلقّى جنبلاط طعنة في الصميم من الحريري. طعنة بدأت بشائرها يوم التسوية الرئاسية. كان جنبلاط يعلم باكراً جنوح سعد الحريري نحو انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. وعلى طريقته، عمل جنبلاط على قراءة "الحبر السري" للتطورات التي ستدفع الحريري إلى هكذا خيار، يبدو انتحارياً في السياسة، وخصوصاً للطائفة السنية، وتحديداً لسعد الحريري.

حرص جنبلاط أن تُقرأ رسائله الضرورية المرسلة مراراً إلى سعد الحريري، والتي فيها الكثير من النصائح لرئيس التيار الأزرق. وفي الوقت نفسه، بدأ بسلسلة خطوات سياسية للدخول في التسوية الرئاسية، انتباهاً منه أن لا مفر منها تقريباً، نظراً لكونها نتاج تطورات إقليمية ودولية، إضافة إلى أنها منسجمة مع حسابات الحريري السياسية، وغير السياسية، التي تحتّم عليه العمل للعودة إلى رئاسة الحكومة مهما بلغت الأثمان.

تغاضى جنبلاط عن الشق غير السياسي، ومهّد الطريق أمام التسوية، لتحصين موقعه وحماية الجبل. بل أكثر من ذلك، الحرص على الالتقاء مع سعد الحريري من أجل تحصين ما تبقى من ثوابت.

كان جنبلاط يعلم انّها مهمة متعبة، ومرحلة شاقة. لكنه حاول دخولها آمناً، برفقة الحريري ووعوده. هذه الوعود بالذات، هي التي سرعان ما تبددت في مواقف عديدة واتفاقيات كثيرة، لم يكن آخرها قانون الانتخاب والانتخابات النيابية، وتلك الصرخة التي أطلقها جنبلاط ذات يوم من الشوف: "شو صاير فيك يا سعد الحريري، شو صاير فيك".

نظرية الانتقام!

ضُرب جنبلاط من بيت رفيقه، سياسياً ووجدانياً. في السابق، لطالما اعتبر أن الحريري لا يقصد الإساءة، ولا يمكن أن يكون على مقلب آخر، أو في خندق الخصوم. كان يجد المبررات ويقدّمها أمام المحيطين به، ويؤكد حرصه على التحالف، وعلى عدم التخلّي عن الحريري، بغض النظر عن بعض الاخطاء، والتي كان يعبّر عن استيائه منها بتغريدات متفرقة، ثم يعود ويتفق بعدها مع الحريري على تخفيف حدّتها. جنبلاط نفسه أكد مراراً أن لا بديل عن سعد الحريري، وحين يذكر "الطائف" كان يعتبر ضمناً أنه بذلك يحمي الحريري ووجوده ودوره.

من الواضح اليوم، أن حسابات زعيم "المستقبل"، كانت في مكان آخر. ربما (وبالعودة إلى مطبّات العلاقة بين الرجلين)، أن الحريري لم ينس لحظة انقلاب جنبلاط على تسميته، فسمى نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة. قد يكون الحريري في عمقه راغباً بالانتقام من تلك اللحظة. لكن زعيم التقدّمي "فتح قلبه" له ذات مرّة، وعبّر عن جملة الأسباب التي دفعته إلى ذلك. ووضعه في صورة التطورات الدولية والإقليمية، نفسها أو المشابهة لها، التي حتّمت عليه الانقلاب على كل ثوابته وانتخاب عون، مستنداً على حاجات محلية وظروف دولية وإقليمية مساعدة. والحريري نفسه عاد وتحالف مع ميقاتي بلدياً ووزارياً، وتحالف مع عون وباسيل اللذين أسقطوه من دارتهم (بالرابية) رافعين شعار ("وان واي تيكيت") لحظة دخوله إلى البيت الأبيض.

على الأرجح، الأسباب الماضية ساقطة. وإذا ما كان الحريري يريد الانتقام من جنبلاط على خلفية الموقف من حكومة ميقاتي، فلماذا يعمل أيضاً بأسلوب الانتقام الصامت من "القوات اللبنانية"، التي بقيت إلى جانبه، ولم تتركه في أي ظرف، ولطالما ساندته في وزارته وصولاً إلى حدّ القبول بوزير واحد، راضية بمحاصرته لها في انتخابات 2009، بذريعة أن "تيار المستقبل" عابر للطوائف، ليعود اليوم حزباً يتبنى فكرة "أبوة" طائفة وحسب، ويسعى إلى التحالف مع قوى طائفية أخرى، خفّضت حصته النيابية من 35 وزيراً إلى 20، وتطوّق صلاحياته، وتحدد سقف عمله، وتفرض عليه الشروط المتتالية.

البوح والسؤال

في الحملة الانتخابية عام 2009، وقف جنبلاط إلى جانب الحريري، في إقليم الخروب، أمام جمهوره السنّي وتوجه إليه بالقول: "أنصحك يا شيخ سعد بعدم تحويل السنّة إلى طائفة". كانت نظرة جنبلاط يومها شاملة، بأفق واسع، يطمح إلى إبقاء هذا النوع من الانفتاح قائماً، كمرتكز اجتماعي وطني يُتكل عليه في فرض التوازن السياسي، ومنع أي تنازل أو الانكسار التام. كان ذلك قبل التحول الكبير الذي أنتج تسوية "السين السين". الشكل الذي خرجت به التشكيلة الحكومية قبل أيام، كان أكثر ما استفزّ جنبلاط، وأثبتت وجهة نظر آخرين بأن الحريري أصبح في مكان بعيد. والرهان على استعادته ليس بالأمر اليسير إن لم يكن مستحيلاً. تفاجأ جنبلاط بطريقة توزيع الوزراء والحقائب على الأحزاب والمناطق، وأيقن أن طريقة إدارة الحريري للأمور تخفي ما تخفيه، وهي لم تتسبب بامتعاض جنبلاط فقط، بل حتى امتعاض قياديين "مستقبليين" وبعض رجالات السنّة المقربين. هذا، بمعزل عن القوات اللبنانية، التي تستمرّ محاولة تطويقها.

حمل السنين هذا، تأخّر جنبلاط بالبوح عنه، ويُختصر بالسؤال الذي وجهه إلى الحريري، حول اتفاق الطائف، وما الذي ينوي أن يفعله بهذا الاتفاق؟ خصوصاً أنه الاتفاق الذي صنعه رفيق الحريري واستشهد من أجله. يبدو السؤال قاسياً، ولكن لا بد منه عند جنبلاط، الذي أشار - وللمرة الأولى - بأن سعد الحريري لا يتصرف كرئيس للحكومة، وينسى صلاحياته، ولا يعنيه سوى بعض الاتفاقات المصلحية من هنا أو هناك. وصل الأمر بـ"البيك" إلى استذكار أيام كان يوضع فيها اتفاق الطائف على طاولة الحكومة. لكن منذ التسوية الأخيرة، لم يعد للاتفاق وجود، لا بالشكل ولا بالمضمون.. مبدياً استغرابه حول السطوة التي يحظى بها الوزير جبران باسيل، ويفرضها على الجميع، خصوصاً بعد مؤتمره الصحافي الذي أعلن فيه الانتصار، وحدد الخطوط العريضة للبيان الوزاري والمرحلة المقبلة، مستغيباً دور الحريري.

إلى المواجهة

أعلنها جنبلاط صراحة: "سنواجه". وتوجه إلى الحريري مباشرة بالقول: "التفريط بالطائف يعني أن الأمور وصلت إلى حدّ اللعب بالنار". أطلق جنبلاط مواجهة جديدة من داخل الحكومة ومن خارجها، بوجه الجبهة المضادة المتمثلة بالحريري - باسيل. لن تقتصر المواجهة على كشف الصفقات التي تحدث عنها جنبلاط لاحقاً، بعد تلزيمي دير عمار ومرفأ تخزين النفط في طرابلس. بل ستشمل الجوانب السياسية والاقتصادية الاجتماعية. المواجهة ستكون انطلاقاً من ثوابت سياسية، عنوانها الأساسي اتفاق الطائف، والفرعي صلاحيات رئاسة الحكومة، التي بدت مغيّبة كلياً طوال الفترة السابقة، لتعود رئاسة الحكومة، كاملة الموازنة في مختلف المجالات السياسية، ولا تقتصر على كرسي الجلوس فقط. والأساس في المواجهة اختاره جنبلاط أيضاً، بعد تضحية الحريري بملف اللاجئين، تمهيداً للتضحية بهم (بعد تولي وزير محسوب على النظام لهذه الوزارة)، معلناً رفضه السماح برمي اللاجئين في فم الأسد أو إرسالهم إلى السجون والتعذيب والمحرقة، مهما كلّف الثمن. كلام جنبلاط، يماشيه صمت "قواتي" لكنّه أيضاً يتماهى معه. وما بينهما اختلاجات جمهور محبط من بيئة الحريري وتيار المستقبل، يطرح التساؤل تلو التساؤل حول المرحلة، وحول ما الذي جناه الحريري من التسوية التي كان قبلها. يرث زعامة (سنّية) عابرة للطوائف، فيغدو اليوم مجرد شريك منافس وعلى السوية نفسها لزعامات مناطقية، مع ميقاتي والصفدي في طرابلس، وحسن مراد في البقاع، وأسامة سعد في صيدا. وهذا سيتطور بعد سنوات لإبراز زعامات سنية أخرى في بيروت وغيرها. وهذا سيفقد الحريري بداهة اتساع رقعة زعامته السنية. تلك الساحة الجياشة التي تحتاج إلى رصّ صفوفها واستعادة خطاب يعبّر عن ثوابت لحظة 2005. وهذه ستكون لحظة متاحة أمام جنبلاط  القادر على مخاطبة هواجس ومشاعر السنّة، كما كان في تلك الحقبة، وإلى جانبه جعجع، الذي يمثّل أيضاً رمزية للصلابة في وجدان السنّة، بالتعاون مع شخصيات مستقبلية أو "حريرية" (النسبة هنا للأب) أصبحت على مسافة مع "بيت الوسط"، لانسجامها مع خطابها وشعور جمهورها. ولا ننسى، الأحزاب الأخرى والحراكات السياسية المتنوعة التي قد تتلاقى لصوغ ما قد يكون قريباً انطلاقة لـ"جبهة المعارضة اللبنانية" الجديدة.

 

البابا في الإمارات: سؤال التسامح في الكنيسة والإسلام

محمد قواص/العرب/05 شباط/19

قد تصحح زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات البعض من التوازن في المشهد الحالي الذي يُدار من خلاله العالم عامة والمنطقة خاصة. وقد يتوسل الحدث تصويب الأبجديات التي ترسم العلاقات الدولية، بحيث لا تقتصر على أروقة الدبلوماسية وعتمة الغرف الكبرى، بل يعاد التذكير بأن أساس العالم هو الشعوب في حضاراتها ودياناتها وثقافتها وتقاليدها وتنوعها واختلافها، وأن تلك الشعوب، في ما تستبطنه من ذاكرة وما تتوق إليه من طموحات، هي أصل الحكاية الإنسانية وسرّ استمرارها. وللزيارة معان أخرى في ذلك الزمان الأسود الذي يخترق بلداننا منذ سنوات والذي نخاله لا ينتهي. يحمل البابا في زيارته جرعا عالية من الأمل بهذا الشرق الأوسط الذي يروج داخله الظلم والعنف والدمار والإرهاب. وقد يقول قائل إن رجل الفاتيكان القوي سيمر في ديارنا في مشهدية عابرة ينشغل بها الإعلام دون أن يكون للأمر أثر في كسر هذا الجموح نحو التطرف والنزوع إلى العدم، لكن الأمر غير ذلك تماما، ويكفي تأمل مسجد الشيخ زايد الكبير الذي يحتضن “لقاء الأخوة الإنسانية” لاستنتاج البعد العميق للحدث الكبير. للبابا فرنسيس حكمة في القيام بزيارة للإمارات، هي الأولى لبابا الكاثوليك إلى منطقة الخليج العربي في تاريخ البابوية العتيق. وللإمارات حكمة في أن تقيم على أرضها قداسا، ضخما في مساحته، فريدا في تعدد أعراقه، عميقا في صداه داخل العالمين العربي والإسلامي. وفيما تروج في عالم هذه الأيام شعاراتُ عيش وقواعد فكر تنفخ في أشرعة العنصرية والشعبوية والدفع باتجاه رفع الحدود وتشييد الجدران بين الشعوب، يبدو حدث الإمارات، في بعده الروحي المسيحي الإسلامي، مفترقا يعوّل عليه ليكون فاصلة في تغيير مجاري التيارات السوداء. ففي الحدث ما يحفز الإنسانية جمعاء للعودة إلى الإيمان بكوكب الأرض قرية واحدة لا بديل لها للجنس البشري من شرقها إلى غربها.

من التبسيط اعتبار حدث الإمارات احتفالية روحية دينية يجتمع داخلها جمع من رجال ونساء ينتمون إلى ديانات الأرض قاطبة. الحدث سياسي بامتياز، يستفز أهل الحكم في عواصم القرار، ويدعوهم إلى إعادة قراءة هذا العالم وفق معطى الموعد في أبوظبي.

أن يلتقي البابا للمرة الرابعة بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأن يلتقي هذه المرة بأعضاء مجلس حكماء المسلمين، فذلك أن المسيحيين والمسلمين تجاوزوا بحزم مرحلة التوتر التي شوشت العلاقة بين الفاتيكان والإسلام في عهد البابا السابق بنديكت السادس عشر. بدا تقييم البابا السابق متقادما وبدا تقييم البابا الحالي جبل ما سبق من تقييم سلبي متسرّع ومسطح لتاريخ الإسلام ودوره داخل الحضارة الإنسانية. يعرف البابا فرنسيس أن “العنف” الذي لاحظه سلفه في الإسلام احتل مرحلة ضبابية في تاريخ المسيحية. عرفت العصور الوسطى ألوانا من التعصّب والتطرّف أقيمت محاكم التفتيش خدمة لها، حتى أن الكنيسة في التاريخ الحديث اتهمت بالتواطؤ مع النازية وارتداداتها في العالم. فإذا ما تخلّصت الكنيسة من شوائبها فإن زجاج الكنيسة في هذا المضمار زجاجي لا يتيح رمي الآخرين بحجر.

على أن في لقاء الفاتيكان والأزهر ما يمكن أن ينبه دعاة الإصلاح في العالم الإسلامي، والأزهر وإمامه خصوصا، أنه كان على الكنيسة أن تطهر نصوصها مما لم يعد يتّسق مع قيم العصر وقواعده، وأن جدلا كنسيا داخليا موجعا انتهى إلى عصرنة المسيحية. تخلّص الفاتيكان (ومازال) من شوائب تراثية وسلوكيات خارجة عن سياق العصر، وبات رافعا لقيم الإنسانية الحديثة في ما أنتجته من نظم حكم، واحترام لمنظومة حقوق الإنسان، وسُبل تداول على السلطة، وموقف حازم ضد النازية والفاشية والعنصرية.

التقى إمام الأزهر بالبابا فرنسيس ثلاث مرات في السابق. تقاطع الرجلان داخل سعي مشترك لرعاية السلم والاستقرار ومكافحة العنف والتطرّف والإرهاب. بدا أن أمر محاربة هذه الآفات الخبيثة هو مسؤولية مشتركة ما بين الكنيسة المسيحية وإسلام العصر الحالي. وبدا أيضا أن للإسلام في العالم عنوانا رسميا ومرجعية سامية يمثلها الأزهر في مصر. في ذلك علامة لافتة بأن إسلام هذه الأيام لا تمثله أي مرجعية أخرى في أي بلد إسلامي آخر. وداخل تلك الورشة المشتركة ما يفتح فضاء آخر لمحاربة الإرهاب في العالم يتجاوز آليات الأمن والعسكر. فإذا ما كان أصل الإرهاب فكرا ظلاميا ماضويا، فإن معالجة الآفة تستوجب تفريغ خزاناتها الفقهية واللاهوتية والأيديولوجية. وإذا ما دفع العالم أجمع، بمسلميه ومسيحييه، وربما مسلميه قبل مسيحييه، ضريبة الإرهاب، فحريّ أن تتولى الكنيسة في الفاتيكان والأزهر في مصر الفلاحة المشتركة داخل حقول روحية لطالما أهملتها قواعد القرن الواحد والعشرين.

يتوجه البابا فرنسيس في الإمارات إلى المهاجرين. يحج البابا إلى هذا البلد حيث تتعايش حوالي 200 جنسية تحمل لغاتها ولهجاتها وموسيقاها وروائحها وأديانها وتقاليدها. هم مهاجرون منهم مليون مسيحي يعيشون تجربة الهجرة وفق النمط الذي ارتآه أهل الإمارات في تجربة نادرة، تكاد تكون فريدة، في تسامحها واعتدالها واحتضانها للآخر. نمت الكنائس في الإمارات كما تنمو المساجد، وأقيمت المعابد على تنوّع ملامحها، على النحو الذي يتيح للوافدين ممارسة عباداتهم وشعائرهم بحرية كاملة. بات أمر ذلك من طبيعة البلد. وبات ذلك النموذج علامة تكاد تكون مضادة للتيارات التي تزدهر في العالم ضد الهجرة وعبق المهاجرين.

يردُ البابا فرنسيس في الإمارات على حائط الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حدود بلاده مع المكسيك. يبشّر بابا الفاتيكان في أبوظبي بقيم يهددها صعود اليمين المتطرف ورواج الشعبوية في العالم. فإذا ما كان التعدد الإثني والديني والاجتماعي من الطبائع العادية لدولة الإمارات منذ قيامها، فإن البابا يبشر بالأمر من الإمارات بصفته حدثا إنسانيا وجب تعميمه وإخراج حصريته من الأبجديات الإماراتية المحلية. يسافر البابا من روما باتجاه الإمارات وفي ذهنه أنه ينتقل إلى “أرض الإسلام”. يحلّ البابا ضيفا في أرض مسلمة تستضيف مسيحيين بتسامح لا يشبه تلك الواجهات التي تصدرها نسخ داعش والقاعدة من الإسلام. يلحظ البابا حجم التحولات الحاصلة في كل المنطقة باتجاه التخلّص من الأصولية والتطرّف والعودة إلى الوسطية والاعتدال. يزور البابا الإمارات وهو يعرف كم أن نموذج تلك الوسطية بات صلبا وواعدا بعد التحولات التاريخية الكبرى التي عرفتها السعودية في السنوات الأخيرة. دخلت المملكة حداثة اجتماعية تطال ثقافة الفرد والعائلة ومؤسسات الدولة. تنتقل السعودية من عصر “الصحوة” في التشدد إلى عصر آخر لم يكن السعوديون يحلمون به قبل سنوات. على قاعدة هذا التحوّل ينتقل البابا إلى الجزيرة العربية. يدق في الإمارات أبواب المنطقة على بعد قريب من أرض النبوة. لم يعد أحد يستغرب أن ينتقل ممثل الكنيسة الكاثوليكية الأعلى لزيارة السعودية يوما ما، قد لا يكون بعيدا. البابا نفسه بات يعرف ذلك، وبات يستنتج أن المنطقة أضحت طاردة للإرهاب، وبات يدرك أن للإرهاب حكايات تقررها أجندات الدول الملتبسة وأجهزتها الخبيثة، وليست من صناعة الكتب السماوية وعباد الله الصالحين.

*محمد قواص/صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

نظام المصالح الوطنية العراقية والقلق الإيراني

علي الأمين/العرب/05 شباط/19

لم تزل أزمة عدم اكتمال الحكومة العراقية تفرض نفسها على المشهد السياسي العراقي بأبعاده المحلية والخارجية، فرئيس الحكومة عادل عبدالمهدي لم تزل أمامه عقدة وزارة الداخلية كما الدفاع كعقدتين لا تزالان ترمزان إلى حجم التأثير الخارجي على المعادلة الداخلية وتوازناتها.

في لقاء بعيد عن الأضواء بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، في بيروت، جرى اتفاق بين الطرفين على إيجاد تسوية بشأن تعيين وزير للداخلية يوافق عليه التيار الصدري بعد استبعاد فالح الفياض المرشح الأقرب لإيران بين الأسماء المتداولة لتولي المنصب.

في المقابل يعمل التيار الصدري على دعم مشروع إقرار قانون يدعو إلى خروج القوات الأجنبية من العراق.

هذا الاتفاق الذي تم تداوله في أوساط عراقية رسمية وحزبية، لم يحظ بكثير من الثقة بإمكان تحققه، والسبب أن الطرفين، سليماني والصدر، يدركان أن خروج القوات الأميركية من العراق غير وارد ليس في الحسابات الأميركية فحسب، بل حتى في الحسابات العراقية والإيرانية، فالصدر الذي يريد أن يحافظ على عنوان أنه ينتمي إلى تيار يدعو إلى خروج القوات الأجنبية من العراق، يدرك كما أقرانه من الأحزاب السياسية، أن الوجود الأميركي لا يزال يشكّل عنصر استقرار في مواجهة مخاطر خارجية وإرهابية تهدد العراق، فيما تعتبر قيادات إيرانية معنية بالشأن العراقي، أن الوجود الأميركي في العراق لا يشكّل مصدر خطر على إيران، بل يوفّر أدوات ضغط إيرانية على واشنطن قد لا تكون متوفرة فيما لو قرّرت واشنطن الانسحاب من بلاد الرافدين.

في هذا السياق أكد الرئيس العراقي برهم صالح خلال افتتاحه مؤتمر الرافدين في بغداد الاثنين أن الوجود الأميركي في العراق تحكمه الاتفاقيات القائمة بين حكومتي البلدين، وأن العراق لا يمكن أن يوافق على ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استخدام الوجود الأميركي في العراق لتفعيل تنفيذ العقوبات ومراقبتها. واعتبر الرئيس العراقي أن التعاون الإقليمي هو السبيل الوحيد لخروج العراق من الأزمات والحروب المستمرة على أرضه منذ عام 2003.

في لقاء مع زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم اعتبر أن مسألة الوجود الأميركي في العراق، لم تزل حاجة لاستقرار العراق، ولفت في لقائنا معه إلى أن بعض القيادات الإيرانية تريد من العراقيين فقط إعلاء الصوت وليسوا جادّين في هذا الشأن، بل هي للاستخدام السياسي في التنازع القائم بين طهران وواشنطن.

التطوّرات السياسية والأمنية، رغم العقدة الحكومية والأزمات التي يواجهها العراق، تشير إلى تطور مهمّ في المشهد السياسي العراقي، عبّرت عنه الانتخابات النيابية التي أظهرت في نتائجها نزوعا شعبيا وسياسيا للخروج من الخطاب المذهبي والطائفي، ولعل طبيعة الكتل السياسية التي أنتجتها التحالفات الانتخابية، تظهر كيف بات من الصعب الحديث عن تحالفات ذات طابع مذهبي أو طائفي، ولم يعُد الحديث ممكنا عن كتلة شيعية صافية ولا سنيّة ولا حتى كردية. وهذا ما اعتبره عمار الحكيم عنصرا مهما في محاولة إخراج العراق من الدرك السياسي الذي وصل إليه.

الوطنية العراقية تفرض نفسها، فبعد مخاض مواجهة الإرهاب وتداعياته، يمكن لزائر بغداد أن يلحظ نزوعا لدى الشارع إلى نبذ اللغة المذهبية والطائفية، وهو ما تلمسه القوى السياسية التي استنفدت خطاب العصبية الذي بات لا ينتج إلا مزيدا من التشظّي والفساد، وبات المواطن العراقي أمام واقع يدرك أن هذا الخطاب لن ينتج إلا المزيد من الكوارث والارتهان للخارج. ثمّة وطنية عراقية تؤشر إلى نهوض ومحاولة لتلمس خيار جديد يعيد حماية نظام المصالح الوطني والثروة الوطنية السائبة.

يقول أكثر من مسؤول عراقي ومن بينهم عمار الحكيم، إن الحشد الشعبي يجب أن يعاد النظر فيه لصالح تعزيز مركزية الأمن ومرجعية السلطة في الدولة العراقية، ويشير هؤلاء إلى أن أكثر من سبعين في المئة من ميزانية الحشد الشعبي تذهب بشكل غير مشروع لتمويل الميليشيات التي تديرها إيران في سوريا، ويذهب جزء آخر إلى اليمن ولبنان، يؤكد الحكيم أن هناك أكثر من مئة ألف راتب وهمي “فضائي” تذهب لدعم ما يسمّى المجهود الحربي خارج العراق. الرواتب هذه تؤخذ من الخزينة وليس هناك ما يثبت أنها تصرف لعناصر عراقية.

هذه الفضيحة هي نموذج لما يعانيه العراقيون اليوم على صعيد إدارة الدولة ومصادر الثروة فيها، وهو ربما ما يجعل الكثير من العراقيين ينظرون إلى السياسة الإيرانية باعتبارها سياسة تذهب نحو استغلال الثروة العراقية لصالح مشاريع تتصل بنفوذها، بخلاف ما يمكن أن يبدو من أن إيران قدّمت مساعدات أو موّلت نفوذها في اليمن ولبنان وسوريا، العراقيون يعتقدون أن بلدهم يُنهب من داخله ومن خارجه، وهو ما يبدو أنه المعطى الموضوعي الذي يجعل من العراقيين أكثر قُربا اليوم من الروح الوطنية التي تقوم على حماية نظام المصالح الذي يشكّل أحد أبرز قواعد الخطاب الذي ينبع من الشارع، ويتجه صعودا ليطغى على الخطاب السياسي لدى النخبة السياسية الحاكمة.

الخطاب السياسي الذي ينمو في العراق اليوم، يقوم على أساس المصلحة، وهي التي تجعل من العمل على فتح صفحة جديدة مع المحيط العربي لاسيما مع السعودية، مطلبا واضحا وملحّا، ويشير رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي إلى أن ثمّة رغبة عراقية عامة ولدى الفئات الشعبية على وجه العموم، بتحسين العلاقة مع المحيط العربي وتنشيطها، وذكر أنه أسس في زيارته إلى الرياض أثناء توليه الرئاسة لهذا الاتجاه، وأن الأرضية ملائمة لتعزيز العلاقات وتطويرها مع الرياض. وفي هذا السياق أيضا أشار أكثر من عراقي إلى كيفية تفاعل جماهير البصرة مع المنتخب السعودي، وهو ما مثّل مؤشرا إلى العطش العراقي إلى علاقات جيدة مع الرياض. العراقيون لا يريدون إلا علاقات أخوية مع إيران، وهذا ما قاله الحكيم والعبادي حين سألنا عن مستقبل هذه العلاقة، لكن المشكلة كما يمكن أن ننقله بثقة وبدقة، هي أن الساسة الإيرانيين في علاقتهم مع العراق، لا يرغبون بعلاقات ندية، بل علاقات تبعية.

يمكن ملاحظة أن إيران التي تعمل على تعزيز نفوذها بالعراق، تذهب في اتجاه السيطرة والتحكم أمنيا، وبمحاولة ابتداع قوى ليس لها جذور بحيث تكتسب شرعيتها وقوتها من علاقتها بإيران وحدها، فيما المؤسسات العريقة والعائلات العراقية والقوى السابقة للثورة الإيرانية وامتداداتها، تتعرض لحرب ناعمة ومحاولة حصار واختراق. الحوزة في النجف التي طالما كانت مستقلة عن أي سلطة ولو كانت شيعية، تبدو اليوم عرضة لمزيد من التدخل والاختراق، فالقيادة في طهران تدرك أن قوة النجف باتت أقوى من أن يمنع تأثيرها على حوزة قم التي أصبحت تحت ظلالها وليس تحت ظلال طهران. وهذا ما يقلق مشروع ولاية الفقيه.

*علي الأمين/كاتب لبناني

 

البابا في الإمارات... عقل مفتوح وقلب مؤمن

تركي الدخيل/الشرق الأوسط/04 شباط/19

لا تنتهي مناسبة إماراتية، حتى تأتي أختها، فلم ينتهِ عام زايد، في 2018، حتى اختير 2019، عاماً للتسامح، في الإمارات، واعتبر رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد ترسيخ التسامح: «امتداداً لنهج زايد... وهو قيمة أساسية في بناء المجتمعات، واستقرار الدول، وسعادة الشعوب»، مضيفاً: «إن أهم ما يمكن أن نغرسه في شعبنا هو قيم وإرث زايد الإنساني... وتعميق مبدأ التسامح لدى أبنائنا». قيمة التسامح، التي تحدثنا عنه مراراً، قيمة غيرية، أي تتعذر ممارستها، حال انتفاء وجود الآخر، ولذلك فالتسامح، يأخذ اليوم بعداً دولياً وإقليمياً، كيف لا وبين الثالث والخامس من فبراير (شباط)، يفترض أن يكون شيخ الأزهر، الإمام الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان، فرانسيس قد التقيا. ما يميز هذا اللقاء، خلافاً لكون الرجلين التقيا مراراً في السنوات الأخيرة، لكن هذا اللقاء، سيكون في دار زايد، التي حياها البابا، قبل قدومه واصفاً إياها بـ«أرض المحبة والسلام».

لا يختلف اثنان على سعة أفق الشيخ زايد، رحمه الله، حين نسمع صوته اليوم، وهو يتكلم، ببساطة الحكيم، الذي خبر الدنيا، وحديثه يفيض حكماً، فحين يقول حكيم العرب: «لا أحد يأخذ دون أن يعطي»، و«لا حياة بدون تسامح، فالتسامح هي الخليقة التي تجمع بين الأخ وأخيه مهما اختلفا، وهي التي لا يمكن للمجتمع الاستقرار بدونها»! العجيب أن هذا الخلق هو الذي ينادي به رجال الدين والمحافظون، وكذلك محبو التأمل ورواد صالات اليوغا، فكأن السلام الداخلي عند الإنسان، مرتبط دائماً بمدى قدرته على ممارسة التسامح، وتفهم الآخر، والتغافل بوعي أحياناً، فكما قيل تسعة أعشار العقل في التغافل، لذا فلا تتأتى سلامة القلب، لمن لم يستطع هزيمة الكراهية في داخله!

وإني متطلع جداً للزيارة الأولى التي يقوم بها البابا فرانسيس للجزيرة العربية حين ينزل ضيفاً على مدينة الكرم والتعايش، أبوظبي، التي يرحب قائدها، بالضيفين العزيزين اللذين يمثلان أتباع ديانتين هما الأكثر انتشاراً على هذه البسيطة.

فالمسيحية يقارب معتنقوها المليارين والنصف، والإسلام يمثل معتنقوه اليوم 20 في المائة من سكان الكرة الأرضية. تتجه الأنظار لهذا اللقاء، الذي يمثل لقاءً روحياً، طال انتظاره، بينما تبقى الأمنيات، ذات الأمنية التي عبر عنها الشيخ محمد بن زايد في تغريدته التي رحب فيها بشيخ الأزهر، وبابا الفاتيكان، قائلاً: «يحدونا الأمل، ويملؤنا التفاؤل، بأن تنعم الشعوب والأجيال بالأمن والسلام». كثيرون ينتقدون تكراري لموضوع التسامح، والحديث في كل فرصة مواتية، عن أدب الاختلاف، لكن ما الذي يمكن قوله، في عالم يستيقظ، كل يوم، على الحروب والمجاعات ونفي الآخر. وإقصاء المخالف.

ثمة خياران، لا ثالث لهما: أولهما العيش المشترك، وتعزيز قيم التسامح، وثانيهما: القتل، على الخلاف، والاحتراب بين المختلفين، وسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل!

لم تصل البشرية إلى ضرورة التسامح، بسهولة سقوط تفاحة نيوتن، مع أن الآلاف سقط عليهم التفاح، ولم يكتشفوا شيئاً؛ لكن الناس، تعبوا من قتلى يصلون إلى مئات الملايين، وتدمير المدن، وترحيل الذين يحالفهم الحظ بالبقاء... كل ذلك، بسبب نقيض التسامح، واحتكار الحق، واعتقاد الكثيرين، أن تصنيف الناس، إلى أهل جنة، وأهل جحيم، واجب لا يتم الدين إلا به!

أؤمن تماماً بأن غاية الأديان، هي الحث على التهذيب والتعايش، ونشر السلم بين البشر، الأولى لتقويم اعوجاج النفس، والثانية للصبر على الاختلاف اليومي، مع الذين نقاسمهم المدينة الصغيرة والفضاء الكوني الأكبر. من العبث اعتبار أن الله سنَّ الأديان، ليقاتل الناس بعضهم بعضاً بها!

يتذكر كثير من المسلمين، صورة البابا فرانسيس، في لقائه الأول مع 180 سفيراً حول العالم حين قام، خلافاً للقانون الكنسي، خلال استذكار غسل السيد المسيح عليه السلام أرجل تلاميذه، بغسل أقدام اثني عشر شخصاً، بينهما مسلمان اثنان! وإن استغرب البعض يومها، فلن يستغرب المسلم، الذي يجد في كتابه العزيز، أوصاف الرحمة والتواضع، حين يصف الله المسيحيين بقوله تعالى: «ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون». إن الصفة الأخيرة، مع صفات الروم المعدودة، في كتب السير، تفسر لنا تقبل أوروبا للمهاجرين، وحرص الساسة فيها، على توفير التأمين الطبي، والسكن اللائق، للهاربين من جحيم الحروب، وانعدام التسامح والتفاهم، في دول كانت يوماً، بلا حدود، ولا ترفض من استجار بها من ظلم، أو اعتداء. ولم يكتف البابا فرانسيس، والذي بالمناسبة اختار هذا الاسم، تأسياً بالقديس فرنسيس الأسيزي، الذي لعب كما يلعب البابا اليوم، دوراً مهماً، في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.

صحيفة «الديلي التلغراف» علقت يومها على اختيار البابا للاسم، بقولها: «إن اختيار البابا لهذا الاسم يكشف عن الخلفية التي جاء منها وطريقته المتوقعة لإدارة الكنيسة»، وخلافاً لما عرف عنه من تواضع وزهد، وإتقانه أكثر من ست لغات مختلفة، فـإن من الإنصاف كوني كاتباً وقارئاً مفتوناً بالعناوين، أن أختصر لكم بعض آراء البابا، التي تقول الكثير عن رجل، دائم المشي، والابتسامة.

فمن قوله: إن «القوة الحقيقية هي الخدمة»، مطبقاً ذلك في قداس ذكرى غسيل الأقدام، إلى شغفه باللغات، للاقتراب من الآخر، فاستقى كتابه، الذي صدر عام 2012، بعنوان: «عقل مفتوح وقلب مؤمن». في التسعينات كتب «تأملات»، استكمالاً لكتابه، الذي عنونه في عام 1986، بـ«تأملات بالحياة الرسولية»، ولا أجمل عندي من «حوارات يوحنا بولس الثاني، وفيدل كاسترو»، إلا عنوانه الذي تمنيت أني صاحبه حين صدر عمله الوحيد عام 2004، بعنوان فاتن: «وضع الوطن على أكتاف الشخص».

لا يتسع المجال لاستعراض صفات الرجل الإصلاحي، الذي يحل ضيفاً حالياً، على الإمارات، لكن لا بدَّ من ذكر تعليق الأب خوان إيساسمندي، حين وصف البابا الأرجنتيني، أول ممثل للأميركيتين يصل لمنصب البابا، بقوله: «إنه شخص مهم جداً لمدينته، فقد كان يمرُّ بشوارعها سيراً على قدميه دون أي مشكلة، ملقياً التحية على الجميع والناس تحبه جداً». ويجمع الأرجنتينيون، على تواضعه، برفض السفر على الدرجة الأولى، في انتقالاته، مطالباً بالتبرع بفارق المبلغ للفقراء. بقيم التواضع، وعادات المشي، وطاولة ممتدة، ليس في أبوظبي وحدها، بل بحوار منفتح على الآخر، وتعزيز قيم قد تبدو سهلة التعريف، لكنها صعبة عصيَّة على النفس عند التطبيق، سيصبح هذا العالم، مكاناً أكثر تقبلاً للآخر، وأكثر سلاماً ومحبة. وبلا السلام والمحبة، ودون دعوة من القلب، كالتي أرسلها محمد بن زايد، لشيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، سنبقى نكتب على الدوام، عن تعريف التسامح، الذي يضمن استمرار قيم زايد.

 

أربعين الخمينية.. ميشيل وفيدريكا!

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/04 شباط/19

كل سنة، عند الساعة 9:33 بالتوقيت المحلي، وهو موعد وصول طائرة «إير فرانس» التي حملت الخميني من فرنسا لإيران، تنطلق احتفالات برعاية النظام الإيراني وتدبيره على مستوى البلاد. هذه المرة الاحتفالات بمناسبة «أربعينية» النظام الثوري الأصولي الشيعي منذ عام 1979، ذلك العام الذي كان مقدمة لعصر من الفتن والحروب الأهلية، وسبباً لإطلاق زخم دفّاق من الأنشطة السياسية الدينية، سنية وشيعية. أربعة عقود مرّت كحلم صيفي كئيب، وما زال «السحر» الذي نثره رجل الدين الشيعي، الثوري، آية الله الخميني، يفعل فعله، ليس بالعالم المسلم فقط، بل وفي عقول وأفئدة الغربيين، الأوروبيين منهم خاصة.

لذلك عندما تتهم «الشاهبانو» فرح ديبا أرملة شاه إيران محمد رضا بهلوي، مؤخراً الغرب بدعم الخميني وأصحابه، والغدر بنظام الشاه فهي تخبر عن وقائع ومجريات. في حديث فرح ديبا الأخير لإذاعة «راديو فردا» الإيرانية قالت: «نعم الغرب كان متورطاً في دعم الخميني، أتذكر أنه جاءت قوة أميركية بقيادة جنرال يدعى هيزر، وطلبت منا مغادرة إيران خلال خمسة أيام (...) ثم هاجمت الصحف الأجنبية والبث التلفزيوني والإذاعي الأجنبي إيران». وتضيف: «رأيت السيد لورد أوين وزير الخارجية البريطاني حينها في العاصمة لندن، وقال لي لو كنا نعلم أن الملك مريض، لما وافقنا على ما حدث في إيران».

حين تدافع عرابة الدبلوماسية الأوروبية، الإيطالية اليسارية، فيديريكا موغيريني، مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، عن الاتفاق مع إيران، فهي تَأوِي إلى حائط آيديولوجي أوروبي ثوري قديم، وليس فقط إلى ذرائع سياسية واقتصادية وأمنية يتم بها التسويق للاتفاق مع النظام الإيراني الخميني، نعني اتفاق الـ5+1 الشهير. الإيطالية هذه، تمتُّ بنسب عقائدي إلى مفكر أوروبي، شهير، كان أكبر مناصر في حينه لحكم رجال الدين الثوريين في إيران. إنه المفكر الفرنسي، نصير المذهب الهدمي المابعد حداثي، ميشيل فوكو (ت 1984) الذي كان من دعاة «رفض العالم» فقد وصف الانقلاب الخميني الإيراني بـ«الروحانيّة السياسية» وبشّر حينها بأن الانقلاب الإيراني سيغيّر المشهد السياسي الأوروبي، وبالتأكيد في الشرق الأوسط. في ديارنا يعني! فوكو التقى في الأيام الأولى للانقلاب الخميني بطهران بمحمد كاظم شريعتمداري ومهدي بزركان، وسمع شرحاً حول الشحنة الثورية لدى التشيّع ضد السلطة، وكما قال رفقاء درب لفوكو، هذا الأمر أثار حماسة فوكو للتشيّع. وبعد ذلك، كله، نقول إن «الهوس» الذي سيطر على هذا المفكر الفرنسي الثوري، إزاء النظام الخميني، لم يتبخر بعد، وصل لمستويات أخطر بأوروبا، من مجرد رأي مثقف فوضوي، إلى صناع السياسة الأوروبية، مثل مدام فيديريكا!

 

استراتيجية لهزيمة «الخمينية الطائفية»

د. صالح بن محمد الخثلان/الشرق الأوسط/04 شباط/19

في مقاله المنشور في هذه الصحيفة، الثلاثاء الماضي (29 يناير/ كانون الثاني)، تحت عنوان «كي نهزم الخمينية الطائفية»، دعا الدكتور حمد الماجد الدول العربية المتضررة من النفوذ الإيراني إلى القيام بمراجعة شاملة لاستراتيجية الصراع مع طهران ترتكز على تهدئة النزاعات السياسية «البينية» في المنطقة. وانطلق في هذه الدعوة من عدة افتراضات؛ أولها أن الحكومات الغربية غير جادة في إنهاء الهيمنة الإيرانية على عدد من دول المنطقة، ما يعني أن تعتمد الدول المتضررة على نفسها، والافتراض الثاني أن استراتيجيات الصراعات تقوم على «تحييد المخالف وتجسير العلاقات معه، وتمتين العلاقة مع الموافق وتثبيتها وتعزيزها».

وإذ نتفق مع الدكتور بشأن هذه الافتراضات، ونعتقد أن طبيعة وحجم التدخلات الإيرانية تقتضي جهداً جماعياً، ومن دونه لا يمكن ضمان نجاح أي جهد يبذل مهما توافر له من إرادة وإمكانات، إلا أن لنا عدة وقفات مع هذا الدعوة.

(الوقفة الأولى)، افتراض وجود استراتيجية عربية للصراع مع إيران، والحاجة إلى مراجعتها، وهذا افتراض يصعب إثباته. فباستثناء بيانات جماعية من خلال «الجامعة العربية» ومجلس التعاون أو ثنائية تصدر من حين لآخر، فلا وجود لأي وثيقة مكتوبة أو حتى حديث شفهي عن استراتيجية عربية جماعية لمواجهة إيران. غياب هذه الاستراتيجية التي يدعو الدكتور الماجد لمراجعتها يعود إلى سبب في غاية الأهمية، وهو ما نبيّنه في الوقفة الثانية من هذه الدعوة.

(الوقفة الثانية)، قبل بناء استراتيجية مشتركة لمواجهة تهديدٍ أياً كان مصدره لا بد أن تتفق الأطراف المشاركة على وجود التهديد وضرورة مواجهته. ولو قمنا بدراسة مسحية لمدركات التهديد (threat perception) لجميع دول المنطقة، فلن نجد اتفاقاً حول طبيعة التهديد الإيراني. فهناك دول لا ترى في سلوك طهران تهديداً (تركيا وعمان) ودول متعايشة مع التدخلات الإيرانية لأسباب تتعلق بأولوياتها وتتمثل في: مصر التي تعطي الأولوية للتهديد التقليدي من الشمال، وتأمين منابع النيل، وخطر عدم الاستقرار على حدودها الغربية، والكويت وضرورة مراعاة ضغوط التوازنات التي تفرضها تركيبتها الداخلية وموقعها الجغرافي بين قوى الخليج الثلاث، والإمارات التي رغم حقها الثابت في الجزر الثلاث ومطالباتها المدعومة من جميع الدول بإنهاء الاحتلال الإيراني لها، إلا أنها تفصل هذا عن علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إيران. وأخيراً الأردن، الذي ورغم أن الملك عبد الله الثاني كان سبّاقاً في التحذير من هلال شيعي، إلا أنه لا يرى سبيلاً غير الحوار مع إيران، كما جاء في مقابلة أجريت معه في دافوس العام الماضي. دول أخرى ترى في إيران مصدر قوة (قطر وسوريا)، أما دول شمال أفريقيا فرغم أنها تضررت من التدخلات الإيرانية، إلا أنها منصرفة بالكلية عن انشغالات دول المشرق ومخاوفها. إذن لم يتبقّ سوى ثلاث دول هي السعودية والبحرين والحكومة الشرعية في اليمن، التي ترى في تدخلات إيران تهديداً حقيقياً، وتجمع على ضرورة مواجهته. بالطبع لا ننسى إسرائيل التي يرى رئيس حكومتها في إيران خطراً وجودياً. إذن من دون وجود إدراك مشترك للتهديد الإيراني لا يمكن تصور صياغة استراتيجية مشتركة لمواجهته. (الوقفة الثالثة)، الدعوة لمواجهة التغلغل الإيراني تفترض أن هذا التغلغل يعكس إرادة أحادية من طهران، والواقع أن مسببات موضوعية كان لها دور أكبر في تمكين إيران (احتلال العراق والربيع العربي)، ولكن لا يقل أهمية ما يمكن تسميته «الممكنات المحلية» التي سهلت لطهران هذا التغلغل، وأقصد بذلك قوى محلية تنطلق بالدرجة الأولى من مصالحها «الذاتية» في تمكين إيران من التغلغل في دولها، وهي لا تقتصر على تلك المرتبطة عقائدياً بإيران كـ«حزب الله» في لبنان والكم الكبير من الميليشيات في العراق، بل هناك قوى علمانية وجدت في التحالف مع طهران خياراً لتعزيز نفوذها المحلي ضد منافسيها، ومثال على ذلك علاقة بعض القيادات المسيحية في لبنان مع طهران، حتى لو كان ذلك على حساب علاقات لبنان مع أشقائه العرب وعلاقاته مع داعميه على الساحة الدولية. ولا شك أن الممكن المحلي المرتبط عقائدياً بإيران أكثر أهمية، ولا بد من أخذهم جميعاً بالاعتبار ضمن أي استراتيجية مواجهة. أخيراً نقول إن مواجهة تدخلات إيران التخريبية تستوجب في البداية تقييم طبيعة هذه التدخلات، وحجمها، ودوافعها، وقراءتها في ضوء التركيبة المعقدة للنظام السياسي الإيراني، وضرورة أخذ هذه التركيبة بالاعتبار عند رسم أي استراتيجية مستقبلية للتعاطي مع إيران. ورغم أني لا أحب أن أختم هذه السطور بعبارة متشائمة، إلا أنني أتساءل في حال اقتنعنا أن الحكومات الغربية غير جادة في مواجهة التغلغل الإيراني، وفي ضوء عدم وجود إدراك مشترك للتهديد الإيراني بين دول المنطقة، فهل توقع التخلص من هذا التغلغل أمر واقعي، أم أنه ضرب من التفكير الرغبوي؟

 

البشير ومادورو... و«متعة الرئيس السابق»

غسان شربل/الشرق الأوسط/04 شباط/19

«أفضل حماية للحاكم هي أن يظل حاكماً. جدران القصر أبرع الحراس. والويل لمن يفلت منه مقود القرار. لدى الناس ميل طبيعي إلى الثأر ممن يخسر قدرته على ترهيبهم. يفتحون دفاتر عهده بصحيحها وأخطائها ويلقون عليه مسؤولية كل شيء. يحملونه كل الأوزار بما في ذلك السيول والزلازل وتغيّر المناخ. ومطالبة حاكم بالتنحي توازي مطالبته بالانتحار. طول الإقامة في السلطة يجعلها جزءاً من جسد الحاكم وروحه. يجعل التنازل الطوعي عنها محتاجاً إلى ما يفوق قدرات البشر العاديين». هذا ما سمعته ذات يوم في ذات عاصمة. قال مدير المخابرات: «أعجبني حديثك مع صاحب القرار. أسئلتك سريعة وتذهب إلى المسائل الحساسة من دون صياغة اتهامية. لا أخفي عليك أنني استغربت سؤالاً وتمنيت لو غاب. لكنني تذكرت أنك مقيم منذ سنوات في بريطانيا وطبيعي أن يتأثر المرء بثقافة الغربيين وأساليبهم، وهي بعيدة عن واقعنا». استفسرت منه عن السؤال فأجاب: «في هذا الجزء من العالم يصعب أن تعتمد القاموس الذي يمكنك اعتماده في لندن أو باريس أو واشنطن أو العواصم المشابهة لها. نحن قصتنا مختلفة. حين تسأل صاحب القرار إن كان يفكر بالتقاعد فهذا يعني حكماً أن تجربته غير ناجحة. وحين تسأل رئيساً ممارساً إن كان يستطيع أن يحتمل لاحقاً لقب الرئيس السابق فإنك تلمح عملياً إلى أن القصر يحتاج إلى مقيم جديد. حتى الانتخابات عندنا أقرب إلى الاستفتاء. تستطيع صناديق الاقتراع البريطانية أن تخيب آمال زعيم من قماشة تشرشل. وتستطيع صناديق الاقتراع الفرنسية إحباط آمال قامة بحجم شارل ديغول. نحن لا صناديقنا تستطيع ولا بلداننا تستطيع».

تذكرت هذا الكلام ونحن نتابع منذ أسابيع مجريات الغليان الحالي في فنزويلا والسودان. في كاراكاس يتدفق المعارضون إلى الشوارع مطالبين الرئيس نيكولاس مادورو بالتنحي. وفي السودان تتكرر المظاهرات التي تطالب الرئيس عمر حسن البشير بالتنحي.

إننا نتحدث هنا عن دولتين تقيمان في قارتين متباعدتين. عن نظامين مختلفين. وعن رجلين يشرب كل منهما من قاموس لا يشبه الآخر. المشترك هو التدهور الاقتصادي. ونقص السلع والخدمات. ووجود ملايين النازحين. والتشكيك في نتائج الانتخابات.

ينتمي الزعيمان إلى جيلين مختلفين. فحين ولد مادورو في كاراكاس في 1962 كان البشير شاباً يحلم بالانتساب إلى الكلية الحربية السودانية التي تخرج منها في 1967. وحين استولى البشير ورفاقه على السلطة في 30 يونيو (حزيران) 1989 كان مادورو يتابع دورات في الماركسية اللينينية والاقتصاد السياسي في مدرسة الكوادر التابعة للحزب الشيوعي الكوبي. بعدها سيعمل سائق باص محاولاً تحقيق أحلامه النقابية واليسارية التي فضل الانضواء فيها على سلوك طريق الجامعة. قاد البشير وبالتواطؤ مع الدكتور حسن الترابي «ثورة الإنقاذ» لتخليص البلاد من اضطراب المدنيين والحكومة المنتخبة برئاسة الصادق المهدي وانتابت مادورو رغبة المشاركة في «إنقاذ» بلاده. لمادورو ثلاثة أساتذة تركوا بصماتهم على تفكيره وسلوكه ومفرداته. سيمون بوليفار الذي وقع كثير من شبان أميركا اللاتينية في سحر الروايات التي بجلت صورة محرر القارة. وفيديل كاسترو الذي انتصب طويلاً بثيابه الزيتونية شوكة في الخاصرة الأميركية. وهوغو شافيز الناري الغاضب الذي احتواه ورعاه ودفعه إلى الواجهة ثم اختاره وريثاً له حين فتك السرطان بحارس «الثورة البوليفارية».

تذكرت كلام مدير المخابرات. إننا نتحدث عن عالم آخر. يجب ألا نخلط مثلاً بين مادورو وتوني بلير. ولا بين عمر البشير وإيمانويل ماكرون. الديمقراطية ليست عباءة تقرر ارتداءها بين ليلة وضحاها. الديمقراطية سياق مشروط بتقدم اقتصادي واجتماعي وثقافي ومؤسسات وصمامات أمان. في الديمقراطية لا خيار أمام الحاكم إلا مغادرة القصر فور انتهاء ولايته. لا يملك ترف تكليف وزير الداخلية إجراء انتخابات معروفة النتائج سلفاً. في أول الليل يجلس على شفير النيل. يغمض عينيه ويسترجع ثلاثة عقود صاخبة. الاحتماء بعباءة الترابي ثم خلعها رغم آلام الطلاق. حالف وخالف. وحارب وهادن. في الداخل والخارج. وتدرب على السباحة وسط العواصف وأتقن استباق الرياح أو مجاراتها. حكايات طويلة وشائكة. جاء أسامة بن لادن وراح. وجاء «أبونضال» وراح. وجاء كارلوس الفنزويلي الذي أرعب العالم وسُلّم في الليل إلى الفرنسيين الذين لا يزال يقيم في سجنهم. أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر توقيفه وبقي. واستقال جنوب السودان من الخريطة وذهب مع نفطها وبقي الرئيس في القصر في الخرطوم. تحدث العالم عن مأساة دارفور والجنجاويد وبقي. عاند الإدارات والصواريخ الأميركية وبقي. هل يقبل اليوم بما رفضه دائماً؟ قال صراحة إن تغيير الحكومات والرؤساء «لا يتم عبر (واتساب) و(فيسبوك)»، مؤكداً أنه لن يغادر إلا عبر انتخابات ستشهدها البلاد في 2020. مشكلة مادورو ليست فقط مع «واتساب» و«فيسبوك». خصمه الأكبر هو «تويتر». ففي تغريدة مفاجئة اعترف الرئيس دونالد ترمب بزعيم البرلمان والمعارضة خوان غوايدو رئيساً بالوكالة ودعا مادورو إلى التنحي. تغريدة كان لها وقع زلزال.

قبل عامين أجريت حواراً مع الرئيس البشير قال فيه إن الدستور يمنعه من الترشح بعد الانتخابات المقبلة. سألته: «هل سهل على من يحكم مدة طويلة أن يتعايش مستقبلاً مع لقب الرئيس السابق؟»، فأجاب: «ليس سهلاً فقط. إنه متعة». وروى أن شرطياً في الخرطوم أوقف تقدم المارة الذين كان بينهم ليمر موكب الرئيس السابق جعفر نميري وذكرني بتجربة المشير سوار الذهب. مهنة الصحافي العربي شاقة فعلاً. كنت سمعت من قبل عن متعة لقب الرئيس السابق من الرئيس علي عبد الله صالح، رحمه الله، ومن آخرين.

 

ديمقراطيون بلا حدود

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/04 شباط/19

يتطلع الرئيس نيكولا مادورو في عاصمته، فيرى شوارعها مكتظّة بمئات الآلاف من البشر يهتفون بخروجه، فيكون جوابه: فلنحتكم إلى الانتخابات! يتأمل في لائحة الهجرة، فيجد أن 3 ملايين من مواطنيه تركوا البلاد إلى الدول المجاورة بحثاً عن لقمة لهم ولأقربائهم. ويشاهد نشرة الأخبار في المساء، فيجد أن الآلاف من الفنزويليين اتجهوا إلى الحدود مع كولومبيا لكي يبيعوا شعرهم لقاء بعض الطعام. ويشاهد الأفلام الوثائقية على قناة «فرانس 24»، فيرى صوراً حقيقية لمواطنيه وهم يعيشون بين الحشرات. ويطلب تقريراً من وزير الاقتصاد، فيبلغه هذا أن التضخّم قد زاد عن المليون في المائة. وفي الخلاصات التي يصنعها من مؤيديه، أو من معارضيه، أو من الجهات الدولية الرسمية، يتبين له أن بلاده قد أصبحت في عهده بين أشقى الحالات البشرية. فماذا يكون جوابه على كل ذلك؟ يكون جوابه على هذه المأساة التي تلفّ الملايين من شعبه، أن يدعو إلى انتخابات مبكّرة.

الانتخابات هي أول وأهم شروط الحكم الديمقراطي، لكنها تقع غالباً في أيدي رجال مثل السنيور مادورو، فتصبح كرسياً يجلس عليه فوق أعناق الناس. وغالباً ما تتحول إلى ذريعة قانونية للبقاء مدى الحياة. ولا يعود مهماً آنذاك زحف 3 ملايين إنسان من أجل لقمة الخبز، ما دامت صندوقة الاقتراع قد هتفت بحياة الزعيم. والمتعارف عليه في أنحاء العالم، أولاً وثانياً وثالثاً، أن الاقتراع في أنحائنا جزء من طقوس الديكتاتورية. عملية لا يصدّقها أحد لأنها تؤدي دائماً إلى النتائج نفسها. وقد كان معمر القذافي على حق يوم قرّر عدم إضاعة الوقت في طقوس وعادات لا أهمية لها، فقد أوكل الشعب وحكم الشعب وسلطة الشعب إلى «اللجان الشعبية»، وتركها تقرر مصائر الناس، وتؤدّب المعترضين من الجرذان. الشبه الكبير بين فنزويلا وليبيا أنهما قابعتان فوق كنوزٍ وثروات بلا حدود، ولكن أيضاً فوق فساد لا حدود له. ولا شك إطلاقاً في أن سائق الحافلة السابق نيكولا مادورو مقتنع في داخله بأنه المنقذ الأمثل للبلاد. كما لا شك في محبّته وتكرّسه للفقراء الذين جاء من بين صفوفهم. لكن المشكلة هي في إقناع الآخرين بذلك. فمنذ مجيئه، تضاعف عدد الفقراء عشرات المرّات، وتدهور الفقر إلى مجاعة، وتكاد البلاد برمّتها تنقسم بين فريقين: واحد يهرب طلباً للغذاء، وواحد يملأ شوارع المدن طلباً لرحيل الرجل.

ماذا عن مؤيدي الرئيس؟ لقد رأيناهم يخرجون إلى التظاهر هم أيضاً، وشاهدنا المنظر نفسه في الخرطوم، وقبلها في اليمن، حيث كان مؤيدو ومعارضو علي عبد الله صالح يتنافسون في إعداد الحشود، لكن حالات الإنكار والإصرار تنتهي دائماً إلى خسارة الوطن نفسه. وقد اكتشف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمهارة وصدق خَواء الانتخابات وعبثيّتها، فسارع إلى وضع بلاده أمام الحقيقة، بدلاً من إغراقها في المظاهرات والمظاهرات المضادة. إن الانتخابات في بلدان العالم الثالث تَرَف مكلف ومضحك وبلا فائدة. وها نحن نشهد مرة أخرى أمّة تتمزق من أجل رجل لا يقرأ إلاّ نفسه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون نوه بزيارة البابا التاريخية للامارات واستغرب الانتقادات ضد الحكومة قبل بدء عملها:سنركز على الوضع الاقتصادي وقضية النازحين ومكافحة الفساد

الإثنين 04 شباط 2019/وطنية - نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالزيارة التاريخية التي يقوم بها قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس لدولة الامارات العربية المتحدة، معتبرا أنها "تندرج في إطار الاهتمام الذي يوليه قداسته بتعزيز الحوار والتواصل بين الأديان والثقافات والمعتقدات المختلفة، وخصوصا مع الاسلام، والذي من شأنه أن يزيل رواسب الصورة المشوهة التي خلفها التطرف والارهاب في السنوات الأخيرة، متلطيا بالدين، وهو منه براء". وابدى الرئيس عون ثقته بأن "من شأن هذه الزيارة أن تسهم في إرساء علاقات أكثر انسانية وانفتاحا واحتراما بين بلدان المشرق العربي، خصوصا الدول الخليجية والدول الاوروبية". واعتبر أن "لبنان مدعو في جوهر وجوده إلى أن يكون أرضا لتلاقي الرسالات السماوية، وبلدا نموذجيا للعيش المشترك والحوار والغنى الحضاري"، مؤكدا أن دعوته من على منبر الأمم المتحدة إلى انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" تنسجم مع رسالة لبنان ودوره في المنطقة والعالم".

الى ذلك، شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات تناولت مواضيع قضائية ودبلوماسية ورعوية.

سليمان

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان الذي قدم له كتابه عن انجازات المجلس خلال العام 2018، والقرارات التي اصدرها والدراسات التي اعدها اضافة الى عدد من الاقتراحات.

حمود

قضائيا، استقبل الرئيس عون، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود وعرض معه عمل النيابات العامة وعددا من المواضيع المطروحة.

سفير منظمة فرسان مالطا

ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون، سفير منظمة "فرسان مالطا ذات السيادة" السفير شارل هنري دراغون والمستشار الاول في السفارة فرنسوا ابي صعب، لمناسبة انتهاء عمل السفير دراغون في لبنان وانتقاله الى مركز جديد داخل المنظمة. وقد نوه الرئيس عون ب"الجهود التي بذلها السفير دراغون خلال وجوده في بيروت والانجازات التي حققتها الجمعية في لبنان في اطار الاهداف الانسانية والاجتماعية التي تعمل عليها". وتقديرا لعطاءاته، منح الرئيس عون السفير دراغون وسام "الارز الوطني" من رتبة ضابط اكبر. واعرب السفير عن امتنانه "لمبادرة الرئيس عون"، منوها ب"الجهود التي يبذلها في قيادة سفينة لبنان نحو الشاطىء الامين".

المطران عون ووفد من رابطة الاخويات

واستقبل رئيس الجمهورية، راعي ابرشية جبيل المطران ميشال عون مع وفد من رابطة الاخويات في لبنان برئاسة المحامي جوزف عازار. وتحدث في بداية اللقاء المطران عون باسم الوفد، مهنئا رئيس الجمهورية واللبنانيين "بتشكيل الحكومة الجديدة"، آملا "أن تحقق الكثير من الانجازات وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، لا سيما لناحية الازدهار الاقتصادي"، مشيرا الى أن "الجميع يعلم ويقدر الجهود التي بذلها الرئيس عون لإنجاز التأليف".واشار الى أن "الهدف من هذه الزيارة، دعوة الرئيس عون الى العشاء السنوي لرابطة الاخويات في لبنان في 15 شباط الجاري، برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وحضوره.

ثم تحدث رئيس الرابطة، عارضا واقع الرابطة، وقال: "سيدي الرئيس، لا نستطيع ان نصبح ما نريد ببقائنا على ما نحن عليه، لانه لكل الناس وطن يعيشون فيه، الا نحن فلنا وطن يعيش فينا، اسمه لبنان، وطن الرسالة، ومن واجبنا ان نعلم اطفالنا فرسان العذراء كيف يفكرون، بدلا من بماذا يفكرون، وشبيبتنا وابناء اخوياتنا ان يشهدوا باعمالهم الصالحة وغير الفاسدة عن ايمانهم الحقيقي ومبادئهم المسيحية الكنسية من خلال المحبة واعمال الرحمة ونشر ثقافة السلام، لانه سلام عائلاتنا فرح حب وشهادة. وهذا يتطلب مواظبة على الصلاة وتنشئة ادارية وتدريب ورياضات ومخيمات، فرأينا ضرورة تأمين مركز دائم لهذه الغاية، وبتوجيهات رئيس مجلس البطاركة والاساقفة غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومحبة سيدنا المشرف المطران ميشال عون ومرافقة مرشدنا العام الاب ادمون رزق، بدأنا بتأمين مصادر مالية عبر احياء حفل عشاء سنوي ليصار وضع حجر اساس للبناء في منطقة معاد قضاء جبيل والذي نأمل تشريفكم لحضوره". اضاف: "معظم الرجال تحمل الصعاب لكن ان اردنا اختبار معدن رجل فلنجعل له سلطة، وانتم يا صاحب الفخامة اثبتم انكم الشخص المناسب في المكان المناسب وفي اللحظات المناسبة، لانه من اصعب اللحظات تلك التي تعتزم فيها على اتخاذ قرار يؤلمك ولكنه صائب. وانتم يا فخامة الرئيس المسؤول الصادق وصاحب القرار الصائب، ولكم من جميع ابناء وبنات اخوياتنا من عمر السبع سنوات الى السبعين والثمانين عاما الف شكر ودوام الصلاة".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا أن "الاخويات هي نموذج للحياة المسيحية في مختلف مراحلها، وهذا ما يؤدي الى الغنى الروحي بينها ويشع بالتالي على المجتمع". وأشار رئيس الجمهورية من جهة ثانية، الى أن "الحكومة المؤلفة تضم وجوها جديدة وهي جيدة، إلا أنه من المستغرب كيف أننا بدأنا نسمع اليوم عبر الاعلام انتقادات لها ولأشخاصها قبل أن يستلموا ويبدأوا عملهم". ورأى أنه "يبدو أن هناك أمر خاطئ يحصل في هذا المجال، خصوصا أننا وفور نجاحنا في اجتياز الازمة المالية التي طرأت في ظل ما كان يتم التداول به عن انهيار سيحصل لليرة وفي الاسواق المالية، وتمكنا بعدها من تأليف الحكومة حتى بدأت السهام توجه ضدها". وأمل الرئيس عون بأن "يتم حل جميع الصعوبات واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، وتحقيق المزيد من الانجازات على مختلف الصعد، لا سيما الصعيدين الاقتصادي والمالي في موازاة ما تم تحقيقه من تثبيت للأمن".

واشار الى أن "عملنا سيركز على نقاط ثلاث، وهي الوضع الاقتصادي وقضية النازحين والفساد، وهو المرض الاقوى الذي ضرب لبنان وقد بدأنا بمواجهته وعلاجه وهو بحاجة الى المواجهة ضمن المجتمع أيضا".

 

الحريري ترأس الاجتماع الاول للجنة البيان الوزاري الجراح: لا بنود خلافية والجميع مقتنع بأن سيدر هو السبيل لوحيد للخروج من الازمة

الإثنين 04 شباط 2019 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الاولى من بعد ظهر اليوم، في مكتبه بالسراي الحكومي، الاجتماع الاول للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري، والذي حضره اعضاء اللجنة وزير المال علي حسن خليل، وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، وزير الاعلام جمال الجراح، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق، وزير الاقتصاد الوطني منصور بطيش، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب ووزير العمل كميل ابو سليمان، الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير.

الجراح

بعد الاجتماع الذي استمر حتى الخامسة عصرا، قال وزير الاعلام: "عقدت اللجنة اجتماعها الاول الذي استغرق وقتا طويلا، وذلك بهدف إنجاز اكبر جزء من مشروع البيان الوزاري، تم الانتهاء من معظم البنود الاساسية، وسيستكمل النقاش عند الثانية من بعد ظهر غد في السراي الحكومي. وكانت اجواء الاجتماع ايجابية جدا، والنقاش موضوعي يهدف الى تعزيز منطلقات هذا البيان لكي يكون واضحا ويقارب الامور بالطريقة المباشرة وبمسؤولية كبيرة، لان هذا هو التزام الحكومة امام الشعب اللبناني. يمكننا القول انه اذا عقدنا غدا اجتماعا ثانيا مطولا مثل اجتماع اليوم قد يكون اجتماعا، او نكون بحاجة لجلسة قصيرة من اجل قراءة اخيرة للمشروع، على امل إنجازه بالكامل غدا".

سئل:هل هناك بنود خلافية؟

اجاب: "كلا لم يكن هناك من بنود خلافية اطلاقا في هذه الجلسة حول كل القضايا المطروحة، وخصوصا القضايا القطاعية والانتاجية والاقتصادية، وموضوع الكهرباء وتخفيف عجز الموازنة والانطلاق برؤية اقتصادية جديدة تحفز على النمو وتخفف العجز وبالتالي تؤدي الى استقرار مالي ونقدي وتقارب المواضيع الاقتصادية، التي وكما قال الرئيس الحريري قد آن الاوان لمقاربة جريئة وصريحة وواضحة وسريعة بشأنها".

سئل: هل سيتم التطرق الى العلاقة بين لبنان وسوريا في البيان الوزاري؟

اجاب: "لقد تأجل هذا الموضوع الى جلسة الغد لأننا لم نصل الى هذا البند اليوم".

سئل: ماذا عن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة؟

اجاب: "هذا الموضوع حل في البيان الوزاري السابق، واعتقد انه سيصار الى اعتماد النص نفسه".

سئل: هل الاشكالات التي حصلت مساء امس انعكست على اجواء الاجتماع اليوم؟

اجاب: "ابدا، ما حصل بالامس بقي خارج ابواب غرفة الاجتماع".

سئل: ما هي ابرز البنود التي اقرت اليوم؟

اجاب: "بالاجمال تمت مقاربة كل القطاعات الاقتصادية والتنموية والكهرباء والبيئة، ومن الطبيعي ايضا اننا تطرقنا الى "سيدر" وهو اساس في المقاربة الاقتصادية".

سئل:هل حصلت اعتراضات حوله؟

اجاب: "كلا، فقد توافقت عليه كل الاطراف السياسية في السابق وبالتالي فإن كل هذه الاطراف على قناعة بان "سيدر" هو السبيل الوحيد للخروج من الازمات الاقتصادية".

قيل له: الوزير شهيب اعطى بعض الملاحظات حول ملف الكهرباء وقال ان توتر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالامس وراءه خلاف على بعض الامور ومن بينها ملف الكهرباء؟

اجاب: "في الحقيقة دار في اللجنة نقاش وليس خلافا حول موضوع الكهرباء وتمحور حول اعتماد خطط عملية وسريعة التنفيذ، وما يرافقها من اجراءات. جميعنا يعلم اليوم اننا اذا زدنا انتاج الكهرباء بدون زيادة التعرفة نكون بذلك نساهم في زيادة نسبة العجز، علينا ان نضع مواعيد واقعية لتنفيذ هذه الخطط".

 

بري عرض والسفير الفرنسي قوانين سيدر وروما2 واستقبل السفير الكويتي

الإثنين 04 شباط 2019 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة السفير الفرنسي برونو فوشيه الذي هنأه بتشكيل الحكومة. وتعم البحث في بعض القوانين المتعلقة بمؤتمري سيدر وروما-2 والإسراع في مناقشتها وإقرارها.

كذلك تطرق الحديث الى الحدود البحرية والبرية الجنوبية وترسيمها في أسرع وقت، ولا سيما أن الإسرائيليين طرحوا التلزيم في محاذاة الحدود اللبنانية في محاولة للسرقة لاسيما من المخزون اللبناني. ثم استقبل السفير الكويتي عبدالعال القناعي الذي هنأ بري على تشكيل الحكومة، وجرى عرض للعلاقات الثنائية والوضع في المنطقة. والتقى أيضا وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والمعلوماتية عادل افيوني.

 

باسيل من معهد العلوم السياسية في باريس : لصالحنا اعادة العلاقات مع سوريا والاتفاق النووي الإيراني كان فرصة عظيمة

الإثنين 04 شباط 2019 /وطنية - ألقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل محاضرة، في معهد العلوم السياسية بباريس، تناول فيها موضوع "السياسة الخارجية اللبنانية والمرحلة الدقيقة التي يمر بها الشرق الأوسط، ما يتطلب وعيا وتصرفا براغماتيا يحمي مصالح لبنان ويبعده عن آتون الازمات التى تعصف في منطقتنا". وشدد على "تمسك لبنان بهويته وحماية حدوده وصون سيادته في ظل الحروب المدمرة والأطماع الإسرائيلية المستمرة"، مؤكدا "دوره في المحافظة على استقرار المنطقة من دون الانخراط في تحالفات واصطفافات لا تخدم وحدته الوطنية"، وقال: "من صالحنا اعادة العلاقات مع سوريا، التي لا تزال تحتفظ بمقعدها في الامم المتحدة حتى لو كنا قد خضنا معارك سابقة معها، لأنها الجار الوحيد للبنان". وعن امكانية عودة النفوذ السوري إلى لبنان من خلال اعادة العلاقات، لفت باسيل إلى أن "هذا يقع على عاتق اللبنانيين في السماح أو في مواجهة ذلك"، وقال: "إن براغماتيتنا واصرارنا يساعدوننا لنبقى محصنين".أضاف: "إن الاتفاق النووي الإيراني كان فرصة عظيمة، والتقليل من أهميته هو خطوة تراجعية في المنطقة، لكن ذلك لا يعني أننا ننوي معاداة خصوم إيران. وحين نقول إن للدول العربية حقا في حماية أمنها ورفض التدخل الخارجي، فذلك لا يعني أننا ضد ايران. وحين ندعو الى سوريا موحدة وعلمانية ومتسامحة فذلك لا يعني اننا نبرىء الحكومة السورية الحالية في وجه المعارضة. وبالنسبة إلينا، إن الشعب السوري وحده له الحق في تقرير مستقبله وهوية قادته". تابع: "حين نقول إن أحد أكبر المعوقات في طريق الوصول الى سلام عادل في الشرق الأوسط بين العرب وإسرائيل هو انحياز أميركا الكامل، لا نكون بذلك نعلن العداء للولايات المتحدة الاميركية، بل نكون نعبر عن استنكارنا كيف ان دولة عظمى نحترمها ويفترض بها أن تحرص على تطبيق القانون الدولي وتنسيق السلام تهمل واجبها تجاه السلام العالمي".

 

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من أبوظبي: الأديان لا تصنع الحروب بل أتباعها يصنعونها وممارسة الأخوة السبيل المؤدي إلى السلام

الإثنين 04 شباط 2019/وطنية - أبو ظبي - تواصلت فعاليات "مؤتمر الأخوة الانسانية" لليوم الثاني في أبوظبي وتمت مناقشة قضاياالتقارب بين الأديان وتعزيز قيم التسامح والحوار ومواجهة التطرف.

وكان للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي كلمة جاء فيها:

1 - الأخوة الإنسانية: التحديات والفرص

يسعدني أن أشارك في هذا المؤتمر العالمي شاكرا الدكتور سلطان الرميشي، أمين عام مجلس حكماء المسلمين على الدعوة. ويطيب لي أن أهنئ دولة الإمارات العربية المتحدة، بشخص سمو الأمير الشيخ خليفة بن زايد آل النهيان، على تنظيم هذا المؤتمر العالمي، الذي يندرج في عنايتها بقضايا الحوار والإخاء والعيش معا والسلام.

موضوع مداخلتي :الأخوة الإنسانية: التحديات والفرص". فأتناول أربع نقاط: مفهوم الأخوة، أهميتها، تحدياتها، فرصها.

I - مفهوم الأخوة:

2 - الأخوة هي الرباط الذي يجمع بين الناس، لكونهم أعضاء في العائلة البشرية، مهما كان اختلافهم الإتني والديني والثقافي والسياسي. فإننا نرى ملايين من المؤمنين يترددون في كل يوم جمعة وسبت وأحد إلى الجوامع والمجامع والكنائس ليعبدوا الله الواحد، ويعيشوا الوحدة في التنوع ويحافظوا معًا على هويتهم الخاصة، مدركين أنهم أعضاء في عائلة واحدة تحت نظر الله الخالق بالنسبة إلى بعضهم، والأب بالنسبة إلى البعض الآخر. فكما أننا في العائلة البشرية نختبر، كإخوة وأخوات، اختلافنا الواحد عن الآخر، من دون أن نكون دائمًا على اتفاق، ونختبر وجود رباطٍ لا ينفصم يجمعنا، وحُبٍ والدي يساعدنا لنتحاب، هكذا في العائلة البشرية إنما الله هو الخالق والأب وأساس أخوتنا وقوتها.

II - أهمية الأخوة

3 - نقرأ في المادة الأولى من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" (سنة 1948): "يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والضمير. وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضًا بروح الأخوة". يتضح من هذا النص أن "التعامل بروح الأخوة يصون "الحرية والمساواة" اللتين فيهما يولد كل إنسان، ويجمع بينهما. فالحرية لوحدها تقضي على المساواة، والمساواة، إذا فرضت كمبدأ وحيد، تهدم الحرية. وحدها الأخوة تسمح بالمحافظة على الحرية، وبمكافحة جميع أشكال اللامساواة. من دون الأخوة، تصبح الحرية حقًا لاستغلال الآخرين والتسلط عليهم؛ ومن دونها تفتح المساواة السبيل إلى البيروقراطية والاستبداد والديكتاتورية. التعامل بروح الأخوة يحترم "كرامة" كل إنسان، ويقر أن في كل شخص بشري كائنا هو في آن مختلف عني ومساو لي: مختلف لأن كل واحد فريد في ذاته، ومساو لأن في كل واحد يتردد النداء ليكون أخا في الإنسانية.

4 - إن ممارسة الأخوة، هي السبيل المؤدي إلى السلام، الذي يبقى مشروعا يبنى كل يوم. ذلك أنه "عمل العدالة" (أشعيا 7:32) و"ثمرة المحبة" (الكنيسة في عالم اليوم، 78). الأخوة البشرية واجبة كي يعيش الناس في احترام متبادل وتكامل وسلام. ليست خيارا حرا، بل هي ضرورة. كما أنها ليست عفوية وفورية، بل هي انفتاح دائم على الآخر. إنها واجبة "بين الأشخاص في كل وطن وثقافة، وبين الأشخاص من أفكار مختلفة، والقادرين على الاحترام المتبادل وسماع الآخر، وبين الأشخاص من أديان مختلفة".

III - تحديات الأخوة الإنسانية

5 - لقد وهب الله كل إنسان ثلاثة: عقلا لكي يفهم، وقلبا لكي يحب، وضميرا لكي يصغي إلى صوته في أعماقه. فيأتي التحدي الأول الذي تواجهه الأخوة، من العقل عندما يصبح آلة صماء لغيره، أو عندما يزيغ عن الحق والحقيقة ويستسلم للكذب وأفكار السوء، ومن القلب عندما يعشعش فيه الحقد والبغض، ويفرغ من الروح الإنسانية والإحساس، ومن الضمير عندما يخنق صوت الله الداعي إلى الخير والناهي عن الشر. التحدي الثاني هو النزعة الفردية التي لا تريد أن تؤدي حسابا لأحد، وكأن صاحبها لا يقر بأنه خليقة، بل يشتهي كل ما يطيب له من دون قيود، فيقول: "أريد كل شيء وحالا". وثمة تحد ثالث هو مسألة "اللامعنى". فلسبب أو لآخر، يفقد الإنسان "معنى" قيم الحياة والهدف من وجوده. وهذه حالات من التقوقع والعزلة تقود إما إلى الانتحار المعنوي أو الحسي، وإما إلى تعاطي الكحول والمخدرات، وإما إلى التفلت من كل القواعد الأخلاقية.

6 - والدين، من جهته، يشكل تحديا إيجابيا وسلبيا. التحدي الإيجابي هو أن الأديان لا تصنع الحروب، بل أتباعها يصنعونها لجهلهم مفهوم الدين أو لتسييسه من أجل غايات خاصة. والتحدي السلبي هو أن مجموعات أو منظمات إرهابية مسيسة ترتكب العنف والقتل والتطهير العرقي باسم الله الواحد الوحيد، علما أن "إسم الله الواحد الوحيد هو إسم السلام والآمر بالسلام"، على ما كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني. بسبب هذا التحدي المزدوج يمكن للدين أن يقود إلى الأحسن إذا كان مشروع قداسة، أو إلى الأبشع إذا كان مشروع تسلط.

وبما أن الدين قادر من طبعه على تغيير قلب كل إنسان، لأن الله وحده يستطيع أن يغير القلب البشري، بات على رجال الدين واجب تنشئة قلوب المؤمنين، لكي يتمكنوا من قبول محبة الله وإنمائها وتجسيدها في الأخوة مع الناس كل يوم.

7 - ويوجد تحديات أخرى، أذكر منها اثنين: الاختلاف والتعددية أو التنوع. فالاختلاف في الدين والثقافة والرأي لا يعني عداوة. بل يغني في النظرة إلى الأمور، ويساعد في البحث عن الحقيقة التي تجمع وتحرر. أما التنوع الديني والثقافي والعرقي فهو ضروري للتكامل والاغتناء المتبادل. ويساعد على الإقرار بأن الله سبحانه يعمل بشكلٍ غير مدرَك في داخل كل خلق من خلائقه. ألسنا نقرأ في القرآن الكريم: "لو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة"؟

IV- فرص الأخوة الإنسانية

8. أولى هذه الفرص هي قيمة الدين كمصدر سلامٍ مع الله والذات، وانفتاحٍ بروح الأخوة على الآخرين، وصلاة ترفع أيادي رجال ونساء نحو السماء، بوجه حاملي السلاح، يلتمسون أن يكونوا صانعي سلام. والدين يقرب بين البشر بقوة المحبة والحقيقة.

إن الديانات الثلاث التوحيدية تحمل في تقاليدها الروحية تراث سلام قادر على تعزيز الإخاء وتغيير العالم. بالنسبة إلى المسيحيين يكفي أن نفكر بعظة الجبل المعروفة بالتطويبات كدستور أخوة وسلام (راجع متى 5: 1-12). وبالنسبة إلى المسلمين نفكر بالألقاب التسعة والتسعين السلامية التي يطلقونها على الله وأخصها: "الرحمن، الرحيم، الغفور" وبالنسبة إلى اليهودية، نفكر بنبوءة أشعيا: "لنصعد إلى جبل الرب فإنه يعلمنا أن نسلك طرقه.. الرب يحكم بين الأمم ويقضي لشعوب كثيرين، فيصنعون سيوفهم سككا، ورماحهم مناجل، فلا ترفع أمة على أمة سيفا، ولا يتعلمون الحرب من بعد" (أش2: 3-4).

والديانات الثلاث تعلم أن الإنسان، إذا انقطع عن الله، خسر كل شعور إنساني بالنسبة إلى ذاته وإلى الآخرين، وأن من غير الممكن خلاص الإنسان وبناء عالم عادل، إذا رفض مصدر الحياة نفسه الذي هو الله.

10 - ثمة فرص أخرى لتعزيز الأخوة الإنسانية مثل التعاون في بناء المدينة والدولة، والمشاركة في عالم الرياضة والموسيقى حيث يعاش الإخاء الرياضي وترتفع النفس إلى قمم الفن والتربية على الأخوة والصداقة في المدرسة والجامعة، وروح الضيافة والإصغاء إلى الآخر، وتفهمه، والتعاون معه في مختلف أوضاعه وحالاته.

11 - لا يسعني في ختام هذه المداخلة إلا أن أذكر صلاة المزمور: "ما أطيب وما أحلى أن يقيم الإخوة معا" (مز 1:133). إنه دعاء والتزام موجه إلى كل إنسان من أي دين أو ثقافة أو عرق. نرجو لهذا المؤتمر النجاح الكامل، ولكم جميعا كل خير. مع الشكر على إصغائكم".

 

مجلس كنائس الشرق الأوسط في المؤتمر العالمي للأخوة الانسانية في أبو ظبي: عندما تلتقي الرئاسات الدينية تكون البداية لتغيير ذهنيات

الإثنين 04 شباط 2019 /وطنية - أعلن مجلس كنائس الشرق الأوسط ممثلا بأمينته العامة الدكتورة ثريا بشعلاني في بيان، أنه "يشارك في المؤتمر العالمي للأخوة الانسانية الذي يعقد في أبو ظبي تزامنا مع الزيارة التاريخية لقداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، بابا السلام الى الامارات، ولقاء القمة الروحية بينه وبين رئيس مجلس حكماء المسلمين الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إمام الإعتدال". وسألت بشعلاني في مداخلتها "تحت عنوان "الأخوة الانسانية: التحديات والفرص"، ما هي أهم المبادرات التي يمكن أن تتقدم بها القيادات الدينية من أجل حل النزاعات القائمة على مراجع ومرجعيات دينية أسيء فهمها أو أخطىء تأويلها؟ وقالت: برأينا إن لهذه المبادرة أهمية قصوى، فعندما تلتقي الرئاسات الدينية تكون بداية تغيير الذهنيات، من مثل ذهنية التعصب ورفض الآخر. مجلسنا يؤمن بالمبادرات الفاعلة كهذه المبادرة العظيمة التي نثمنها ونشكر الدكتور سلطان الرميثي، أمين عام مجلس حكماء المسلمين على دعوته واهتمامه الدائم بتظهير رسالة مجلس كنائس الشرق الأوسط المسكونية. كما نهنىء دولة الإمارات العربية المتحدة، بشخص سمو الأمير الشيخ خليفة بن زايد آل النهيان، على هذه القمة الروحية التي تفتح أبواب السماء مشرعة لهموم عالمنا العربي الذي مزقته وتمزقه النزاعات والحروب باسم الأديان منذ عقود".

أضافت: "إن مجلس كنائس الشرق الأوسط هو منظمة دينية إقليمية تجمع الكنائس المسيحية في المنطقة لتصلي وتفكر وتعمل معا من أجل الانسان وكرامته وحريته. تأسس في العام 1974، ومنذ اللحظة الأولى عمل على إرساء أسس وأواصر الأخوة وثقافة إحترام الآخر والحوار والعيش معه. وقد ترجمت مبادئه بمبادرات شتى لا يزال معظمها قائما حتى اليوم. ومن المبادرات التي يجدر التقدم بها بهدف تحصين وتفعيل ثقافة الأخوة الانسانية نذكر مبادرتين، تتمثل الأولى في السهر على التنشئة اللاهوتية والدينية لطلاب اللاهوت في الشرق الأوسط، والتركيز على تعزيز ثقافة التنوع في الوحدة والحوار والانفتاح على الآخر بفرادته وميزاته". وتابعت: "يقوم مجلس كنائس الشرق الأوسط بتفعيل هذه التنشئة من خلال رابطة كليات ومعاهد اللاهوت في الشرق الأوسط ATIME. وانطلاقا من هذه الرابطة نعمل للتواصل مع كافة المعاهد الدينية في الشرق الأوسط بهدف تعزيز التنشئة ذاتها، تماما كما مبادرة مؤسسة KAIICID. أما المبادرة الثانية، فترتكز على بناء الشراكة مع المؤسسات العالمية والإقليمية التي تعمل على تعزيز المواطنة الحاضنة للتنوع وحرية المعتقد والضمير، وللمجلس شراكات عدة مع مؤسسة أديان و KAIICID وولتون بارك ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلِمة ومؤسسة سانت إجيديو".

وأردفت: "أخص بالذكر سلسلة اللقاءات مع ويلتون بارك ومنتدى تعزيز السلم ومركز راشد للحوكمة الثقافية التي انطلقت من هنا من أبو ظبي في نوفمبر الفائت، بهدف ترجمة الأخوة الانسانية والمواطنة الحاضنة للتنوع "دساتير وقوانين" في المجتمعات العربية، والتي ترعى حق كل إنسان في المواطنة وحرية المعتقد والضمير". وختمت: "نرجو أن يثمر هذا المؤتمر ثمار الروح، فتكون محبة بين الأخوة في هذا الشرق ويكون سلام بين البشر".

 

متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده من أبوظبي: إذا كانت الديانات الثلاث تدعى سماوية هذا يعني أن موطننا هو الملكوت ويجب أن نعمل على إحلاله في القلوب

الإثنين 04 شباط 2019/وطنية - ألقى متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده كلمة في مؤتمر الأخوة الإنسانية في أبوظبي جاء فيها:

يقول داوود النبي: "للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز 24: 1).

إخوتي وأخواتي الأحباء.

أود أولا أن أشكر منظمي هذا المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، لأننا أصبحنا بأمس الحاجة إلى تذكير الإنسان بإنسانيته، هذه النعمة الإلهية التي يتميز بها عن باقي مخلوقات الأرض، لكن المؤسف في أيامنا أن الإنسان بات في غالبية الأحيان لا يتميز إلا بكونه ناطقا.

يقول الكتاب المقدس: "وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض. فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم" (تكوين 1: 26-27). وجاء في القرآن الكريم: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" (الحجرات 13). تجمع الآيات السابق ذكرها على أن الله لم يخلق البشر من أجل أن يتذابحوا، أو أن يتسلط واحدهم على الآخر، أو يعتبر نفسه أفضل من الآخر، بل خلقهم ليتعارفوا، لتسود المحبة فيما بينهم، لأنهم مخلوقون على صورته كشبهه، أي محبين، لأن "الله محبة" (1يوحنا 4: 8). عندما خلق الله الإنسان أعطاه سلطانا أن يسود على كل الخليقة، ما عدا أخيه الإنسان. التحديات والعوائق بدأت تظهر أمام تحقيق الأخوة الإنسانية، مذ سولت لقايين نفسه أن يقتل أخاه هابيل الذي اختار أفضل غلاته تقدمة للرب، فيما لم يجد قايين أنه أخطأ عندما قدم لله تقدمة من فضلات غلاته، فقرر أن يقتل أخاه بدل أن يصلح نفسه. أليس هذا سلوك الإنسان تجاه أخيه؟ ألا يقتل الإنسان أخاه لأتفه الأسباب؟ ألا يقتل أخاه لكي يظهر قوته فيستعبد الآخرين؟ سياسيا، إقتصاديا، تكنولوجيا، دينيا. هذه حال الإنسان: يلغي أخاه ليبرز هو. تدخل الوساطات فيطرد النزيه وذو الكفاءة، فيما يوظف من ليس أهلا لذلك. تطلق الشائعات فتهدم مصادر رزق لتبنى إمبراطوريات فاسدة. تخرق أنظمة معلوماتية لتنهب كنوز فكرية. البعض يتوسل الإيمان ليكفر المؤمنين. أليس الله واحدا؟ كيف أؤذي أخي لكي أظهر أناي؟ أوليس أخي الإنسان مخلوقا مثلي على الصورة والمثال الإلهيين، مهما اختلف الشكل أو اللون أو العرق أو الإنتماء الديني أو الطائفي؟ ألسنا جميعا مفطورين على المحبة؟ يقول أحد محبي الله الذي عاش معظم حياته في القرن الثاني عشر: "ثمة من يطلب المعرفة من أجل المعرفة؛ هذا فضول. وثمة من يطلب المعرفة في سبيل الشهرة؛ هذا كبرياء. وثمة من يطلب المعرفة بدافع الخدمة؛ هذه هي المحبة". ويقول في مكان آخر: "إعترف أيها الإنسان بأنك صورة الله واخجل منه لأنك حجبت صورته بأخرى غريبة". كلنا إخوة لأننا كلنا أبناء الله. لكن الفرقة تسود والفتنة تبرز عندما نبتعد عن الله من أجل تحقيق مآرب ومصالح شخصية. صدق من قال إن فتنة الإخوان عرس للشيطان.

جهادنا جميعا يجب أن يكون ضد الشيطان، الذي عمل، منذ بدء الخليقة، ولا يزال، على رمي الفتنة بين الإنسان وخالقه، وبين الإنسان وأخيه، بتنمية الكبرياء التي هي أم الخطايا، حتى ظن الإنسان نفسه أفضل من أخيه، فعمل على إلغائه.

أنا أتيتكم من لبنان الحبيب، مهد الحضارة والحرف والثقافة، بلد الديمقراطية والحرية والتسامح، حيث تغتني الطوائف المتعددة فيه الواحدة من الأخرى، يجمعها الحوار، رغم بعض العثرات. فمنذ وسوس الخناس في رؤوس الناس واجتاحت موجة التكفير والتخوين عالمنا العربي، وشاء بعض المتدينين شن الحروب الفاقدة الرحمة والمحبة في وجه بعضهم البعض، أصابت العدوى لبنان. وبسبب الإنهيار السياسي أصبح اللبنانيون، الإخوة في الوطن، يرزحون تحت وطأة التراجع الإقتصادي والإجتماعي والفكري. يقول قديسو كنيستنا إذا انشغل الإنسان بخطاياه لن يجد الوقت ليدين سواه. إذا وعى كل منا هذا الأمر، نخنق موجة التخوين قبل أن تولد. لو لم يكن عالمنا العربي يفتقد أدنى مقومات الأخوة، أي المحبة، لما كنا بحاجة إلى مؤتمرات عالمية للتذكير بهذه البديهيات. هنا يأتي دور الدين، الذي أساسه الله الواحد، ليكون المنبه والمذكر، والمرتكز لإرساء ثقافة التآخي في مختلف المجتمعات الإنسانية. بما أن الله واحد، فكل مؤمن أخ للمؤمن الآخر. يقول الرسول يوحنا الإنجيلي: "إن قال أحد: إني أحب الله، وأبغض أخاه، فهو كاذب. لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟" (1 يوحنا 4: 20). وجاء في القرآن الكريم: "إنما المؤمنون إخوة" (الحجرات 10). محبة الإنسان، كل إنسان، هي طريق مضمون نحو الله.

المحبة لا تنفي فرادة الإنسان. المحبة تدفع الإنسان إلى احترام الآخر المختلف. فإذا عمل كل القادة الدينيين والسياسيين على بث روح المحبة، أصبح الجميع إخوة لأب واحد هو الله. هذا ما تحاول دولة الإمارات العربية المتحدة القيام به، وقد أصبحت في طليعة البلدان العربية الداعية إلى المحبة والتسامح وتقبل فرادة الآخر، إن من خلال إنشاء وزارة خاصة بالتسامح، أو من خلال مؤتمرات التوعية وآخرها ما نشهده حاليا. كنيستنا الأرثوذكسية الأنطاكية، التي تشكل أبرشيتنا في بيروت إحدى ركائزها، ليست بعيدة عن هذه الروح، لأن كنيستنا كانت منذ أسسها الرسولان بطرس وبولس، ولا تزال في أيامنا، تدعو إلى المحبة والأخوة بين البشر، وإلى التسامح، واحترام الآخر، وقبوله، واعتماد الحوار لحل الإشكالات.

هنا لا بد من الإشارة إلى زيارة الحبر الأعظم، البابا فرنسيس، إلى هذا البلد الشقيق، وقداسته يعمل من جهته على بث روح المحبة والتآخي في الغرب المسيحي خصوصا والعالم أجمع. يعلمنا الرب يسوع أن نحب قولا وفعلا، وهذا ما نطبقه في أنطاكية من خلال تقديم المحبة الإلهية للجميع دون تفرقة، إن من خلال إطعام الجياع، وكسوة العراة، أو تنشئة الإنسان على القيم وأهمها احترام الإختلاف والتنوع والحرية والمواطنة، من خلال المؤسسات التربوية والطبية والإجتماعية التي ننشئها ونؤسسها على صخرة المحبة والإحترام والتسامح والإخاء.

كذلك لا بد من ذكر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي عرفناه عن قرب، والمعروف بروحانيته العميقة ومحبته التي لا حدود لها، التي تشمل كل إنسان من دون تمييز أو تحيز.

ليس الدين نظريات وكلاما فقط، بل فعل محبة يظهره الإنسان تجاه أخيه الإنسان. قال الرب يسوع في الإنجيل: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي. ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار، بي قد فعلتموه" (متى 25: 34-36 و40). لا نستطيع، كقادة دينيين، أن نطلق الآراء اللاهوتية والنظرية والتنزيهية والفقهية والشرعية، والإنسان واقف أمامنا يشتهي لقمة العيش. المسيح نفسه أقرن القول بالفعل إذ كان يطعم الذين كانوا يأتون لسماع كلامه، فكان يشبع أجسادهم وأرواحهم. لا يمكننا إيصال حقيقة الله إلى الناس ما داموا يفتقرون إلى أدنى ضرورات الحياة. نعم، نحن أمام تحديات كبيرة. إنسان هذا القرن جائع، مهجر، مقهور، وتائه. وهو سجين إيديولوجيات وعصبيات قبلية ودينية وطائفية، لكنه لا يثور على واقعه المأسوي، بل جل ما يطالب به إبقاء زعيمه في كرسيه، طالما يطعمه هذا الزعيم من الفتات الذي يفضل عن موائده (متى 15: 27). وما يزيد المأساة، سوء استخدام جميع الوسائل التكنولوجية ووسائل التواصل الإجتماعي، التي لم تعد أداة منفعة، بل أصبحت وسيلة للقدح والذم والتخوين والتجريح ونشر الشائعات.

أيها الإخوة، إذا كانت الديانات الثلاث الأساسية في العالم تدعى سماوية، هذا يعني أن موطننا هو الملكوت، ويجب أن نعمل منذ الآن على إحلال هذا الملكوت في قلوب الجميع. السياسة والتعصب واستثمار المشاعر الدينية في إثارة العصبيات والعزف على وتر التشدد والأصولية الدينية كلما أراد مسؤول الوصول إلى مآربه، لا تساعد في جعل الأرض تذوقا مسبقا للملكوت. علينا جميعا بث روح المحبة والتآخي، والإسترشاد بمبادئ الدين والأخلاق مع عدم استغلال الدين في أمور السياسة. مطلوب أيضا أن نرسي مبادئ الحوار الحقيقي أي الصراحة والصدق والإنفتاح والشفافية، وهذه لا تتحقق إلا بالمحبة وتجاوز "الأنا"، ونبذ المصالح الشخصية، واحترام الآخر وصون حريته وكرامته، والتمني له ما يتمنى للذات. لقد خلق الله الإنسان في الفردوس حيث التناغم والمحبة. مذ عصى الإنسان الأول الله وراح يلهث وراء المادة، ابتعد عن الله وخسر السلام والطمأنينة. كل عائلة هي جنة مصغرة، وكل وطن هو جنة صغيرة، ولكي يبقى جنة، يجب أن تتوازن الإهتمامات فيه. فلا يمكن للسياسي أن ينسى الله، ولا يستطيع رجل الدين التغاضي عن اهتمامات أبنائه الحياتية. الدين عنصر أساسي، وركيزة كل حوار، لأن أساس الدين هو الله / المحبة، وإذا افتقد الحوار المحبة، ابتعد عن الله، وساد الشر المتظهر بكل أشكال العصبيات التي تلغي الآخر.

نحن نتراجع في عالمنا العربي، لأننا فقدنا الله، وتمسكنا بالشعارات الدينية. الله لا يطلب منا لحاقا أعمى أو تطبيقا حرفيا "لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي" (2كورنثوس 3: 6). دعونا جميعا نستحضر روح الله في جميع حواراتنا واجتماعاتنا وسياساتنا واقتصاداتنا وتكنولوجياتنا، وسيعم السلام والإخاء في العالم أجمع: "لأنه حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي (يقول الرب) فهناك أكون في وسطهم" (متى 18: 20)".

 

بطريرك أنطاكيا والاسكندرية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي للوطنية من أبوظبي: نستطيع كمسيحيين عرب أن نكون رأس الحربة لهذا الحوار بحكم انتمائنا الى الثقافة العربية

الإثنين 04 شباط 2019 /وطنية - أبوظبي - رأى بطريرك أنطاكيا والاسكندرية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام" أن "انعقاد المؤتمر العالمي للأخوة الانسانية في أبو ظبي مهم جدا، لثلاثة أسباب".

وقال: "السبب الاول هو في البلد الداعي الى هذا المؤتمر العالمي، بلد الامارات الذي عرف منذ تأسيسه بالانفتاح على الناس أجمعين، وعلى كل الاتجاهات والثقافات والديانات والانتماءات. لذلك يكتسب انعقاد المؤتمر في هذا البلد أهمية كبرى في بلد معروف عالميا بالتسامح والواقع يشهد على ذلك، حيث أنه لا داعي لاثبات ذلك، فعندما تتجول في هذا البلد ترى ذلك بأم العين". أضاف: "والأهمية الثانية، هي في موضوع المؤتمر الذي يضفي بحد ذاته على هذا المؤتمر أهمية كبيرة، ألا وهي الأخوة والانسانية الشاملة في بلد الانفتاح. مؤتمر مثل هذا أراه طبيعيا يأتي نتيجة لما يعيشه هذا البلد من الأخوة، والتي يريد أن ينشرها في العالم أجمع، ويدعو الناس الى أن يعيشوها بكل عمق وقناعة، لأنه كما لاحظنا ظهرت في السنوات الأخيرة وفي هذه المنطقة بنوع خاص أي منطقة الشرق الاوسط، بعض التيارات المنغلقة والمتطرفة والرافضة للآخر، ليأتي هذا المؤتمر ليدعوها مع كل الفئات الدينية الى التفكير والتروي في العمل والابتعاد عن العمل اللانساني والانخراط في الحوار بشكل ايجابي مع الناس اجمعين، بمعنى أن الانفتاح والتسامح يكون برضى الشخص الذي يريد أن يسامح بغض النظر عن الذي يسامحه". وتابع: "أما الأهمية الثالثة، فهي حضور هذا المستوى من المرجعيات والشخصيات العالمية وممثلي مراكز الحوار والابحاث في الاسلام والمسيحية وغيرها من مختلف الاديان، ولا سيما قداسة البابا وفضيلة شيخ الازهر، وحضورنا ايضا ككنائس شرقية يحمل طابعا خاصا، اذ يرى أخوتنا المسلمون لا سيما في البلدان العربية أن هناك عربا مسيحيين وهذا أمر مهم جدا، لذلك عندما دعينا الى هذا اللقاء، لبينا الدعوة بكل طيبة خاطر لأننا بوجودنا هنا ضرورة وايجابية". وأوضح أن "البابا فرنسيس ليس البابا الأول الذي يزور بلادا اسلامية، انما تأتي هذه الزيارة في سياق تلك الزيارات التي قام بها أسلافه، وتأتي خصوصا من مبادئه التي يدعو اليها وهي مبادىء الأخوة الانسانية ومحبة الناس أجمعين ولا سيما الفقراء والمهمشين. ويريد قداسته من المجتمع الدولي، من الديانات كلها أن تهتم بالانسان كانسان، أن تهتم بالفقير والمستضعف في العالم أجمع، فالبابا يدعو في زياراته كلها الى الوحدة في الانسانية لكي ينهض بكل انسان ضعيف ولكي يساعد كل انسان محتاج في هذا العالم".

 

نصرالله: أمام الحكومة رهانات وإستحقاقات وحزب الله سيتحمل مسؤوليته فيها ووزارة الصحة ليست لحزب بل لكل اللبنانيين

الإثنين 04 شباط 2019 /وطنية - أطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عبر شاشة قناة "المنار" متحدثا عن الشأن اللبناني بعد تشكيل الحكومة، فعرض لكيفية تعاطي "حزب الله" مع هذه الحكومة، وقال: "نحن نحتاج الى الهدوء، وأخذ نفس، والابتعاد عن السجالات الاعلامية وللمزيد من التلاقي".

أضاف: "أمام الحكومة رهانات كبيرة واستحقاقات كبيرة"، داعيا "القوى السياسية الى الاعتراف بالقلق من طبيعة الملفات التي ستعالجها الحكومة لأنها على درجة عالية من الحساسية خاصة في المجال الاقتصادي والمالي". وطالب القوى السياسية المشاركة في الحكومة الى التعاطي بإيجابية مع القلق الموجود كي نعالجه". وأعرب نصر الله عن "إعتقاده أن رأس أولويات الحكومة هو الوضع الاقتصادي"، لافتا الى أنه "في مقدمة تحصين الوضع هو مكافحة الفساد والهدر". وأوضح ان "حزب الله كان خارج النقاش حول إلغاء حقيبة مكافحة الفساد". مشددا على "أهمية الممارسة والقرارات في كيفية مكافحة الفساد".

ثم تطرق الى ملفات الجانب المعيشي للناس، معتبرا ان "السجالات لا تقدم ولا تؤخر لا سيما لدى القوى المشاركة في الحكومة". وخاطب جميع القوى في الحكومة بأن "يستمعوا لبعضهم ويناقشوا"، مؤكدا على أنه "لا يقصد أي طرف في كلامه هذا في حال امتلك هذا الطرف مشروعا ويريد للآخرين أن يتبعوه".

وأردف: "إذا بقينا نحل الأمور من منطلقات شخصية أو حزبية أو مناطقية فلا يكون هناك حل، لأن الحلول المتعلقة بحياة الناس تستحق الدراسة بهدوء". ورأى أن "على مجلس الوزراء أن يتحول الى مجلس نقاش حقيقي وان يدرس الوزراء الملفات قبل وقت وألا يقتصر الأمر على التصويت".

وطالب "بمعالجة القضايا الكبرى بمنطق التفهم والتوافق وليس على قاعدة الغلبة والحسم." وأشار الى أن "مناقشة ملفات تتعلق بمصير الناس لا يجب أن تتم على وسائل التواصل الاجتماعي"، مستدركا بالقول:"إذا كنا سنكون شركاء في أخذ القرارات الصعبة فيجب أن يتحمل الكل المسؤولية في حالتي الفشل والنجاح لأن الكل في حالة دفع الأثمان"وأكد أن "وزارة الصحة تكون لكل لبنان وليس للوزير الذي يتولاها ولن يكون للحزب الذي يمثله."وأكد على أن "الوزير جميل جبق ليس في "حزب الله" لكنه كفوء وصديق وموثوق وشخصية مستقلة." وتابع: "أعطينا الأولوية لمصلحة البلد في اختيار وزير غير حزبي في وزارة الصحة، وذلك لمنع المحاذير والتداعيات السلبية". ووعد السيد نصر الله بأن "تكون تجربة وزير الصحة بمثابة رهان وسنكون الى جانبه"، نافيا "وجود مشاريع أو تجارة لدى "حزب الله"، ملمحا الى "رغبة الحزب في تأجيل افتتاح مشاريع تخصه كي لا يتهم بشيء". ووصف ملف وزارة الصحة ب"الملف الإنساني ولا يجوز أن يموت الناس على أبواب المستشفيات"، معلنا عن "السعي من أجل تخفيض كلفة الدواء وتأمين وصولها الى الناس". وأعفى وزير الصحة من القيام بالواجبات الاجتماعية كي يتفرغ لمسؤولياته في خدمة الناس جميعا، متوقفا "أمام حرمان مناطق بعلبك -الهرمل وعكار". ونفى أن تكون "الحكومة الجديدة حكومة "حزب الله" كما يدعي نتنياهو وغيره." ملمحا الى وجود قوى في الحكومة أكبر عددا". وأوضح السيد نصر الله أن "هذه الحكومة مؤلفة من القوى السياسية ونحن كحزب الله إحدى مكوناتها." وتمنى على "قوى الداخل ممن يتهم الحكومة بأنها حكومة حزب الله بألا يفعل ذلك لأن ليس فيها خدمة للبنان." معلنا أن "حزب الله سيتحمل المسؤولية في الحكومة من موقع الشراكة والأمانة". وتطرق الى "تفاهم "حزب الله" و "التيار الوطني الحر" يوم 6 شباط 2006، واصفا إياه بالخطوة العظيمة والتي تجلت أثناء عدوان اسرائيل على لبنان في تموز 2006"، مؤكدا على "إيمان حزب الله بهذا التفاهم".

وألمح الى "رغبات البعض بأن ينتهي هذا التفاهم بصبهم الزيت على النار في بعض حالات كانت تحصل".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل  و04 و05 شباط/19

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني: رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة

بظل حكومة “حزب الله” فالج لا تعالج/الياس بجاني/05 شباط/19/اضغط هنا لقراءة المقالة

 

بظل حكومة حزب الله  فالج لا تعالج

الياس بجاني/03 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71787/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%B8%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AC-%D9%84%D8%A7/

 

 

US air bombardment of Iranian sites on Syrian-Iraqi border – reprisal for Iran’s bid to attack US base in Iraq
 
موقع دبيكا/الطائرات الأميركية تقصف مواقع إيرانية على الحدود العراقية-السورية انتقاماً لتهديد إيران مهاجة القاعدة الأميركية في العراق
 DEBKAfile/February 04/19
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71818/debkafile-us-air-bombardment-of-iranian-sites-on-syrian-iraqi-border-reprisal-for-irans-bid-to-attack-us-base-in-iraq-%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%AF%D8%A8%D9%8A%D9%83%D8%A7%D8%A7/

 

لا كلام قبل ان تُبَحِّر

الأب سيمون عساف/04 شباط/19

http://eliasbejjaninews.com/archives/71804/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D9%81-%D9%84%D8%A7-%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%8F%D8%A8%D9%8E%D8%AD%D9%91%D9%90%D8%B1/

 

LIC Statement on Lebanon's New Government
 
بيان المركز اللبناني للمعلومات في أميركا التابع لحزب القوات اللبنانية حول الحكومة الجديدة
 
01-31-2019
 http://eliasbejjaninews.com/archives/71800/lic-statement-on-lebanons-new-government-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85/

 

القوات: وسائل إعلام من أصحاب الأغراض المشبوهة حورت محتوى رسالة المركز اللبناني للمعلومات إلى الإدارة الأميركية

الإثنين 04 شباط 2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/71800/lic-statement-on-lebanons-new-government-%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%b9%d9%84%d9%88%d9%85/

 

الفرد رياشي: حل مشكلة الفساد يكون عبر تبني النظام الفدرالي

النشرة/الاثنين ٤ شباط ٢٠١٩  

http://eliasbejjaninews.com/archives/71806/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AF-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B4%D9%8A-%D8%AD%D9%84-%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%AA%D8%A8/

 

لا لزوم للاجتهاد:  وحدها معارضة واضحة وبعيدة عن حسابات الربح والخسارة لحقيبة وزارية او تعيينات مرتقبة او حصة في جبنة الحكم، يمكن ان تقلب المعادلة

سناء الجاك/النهار/4 شباط 2019 

http://eliasbejjaninews.com/archives/71809/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%83-%D9%84%D8%A7-%D9%84%D8%B2%D9%88%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1/